الصوفية وتعظيمهم للقبور
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 03:40]ـ
الصوفية وتعظيمهم للقبور
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وبعد:
فمن سخافات الصوفية تعظيمهم للقبور وتشبيهها بحج بيت الله الحرام بل أفضل ما جاء في " موالد مصر المحروسة: 83 ": (فالزيارة ليست مجرد مرور عابر، ويجب أن تؤخذ بمعناها الدقيق!!، فعملية الاستقبال داخل الضريح هي لقاء بين الولي [الداعي] و الزائر [الضيف]).
وتقول سعاد ماهر فهمي في " مساجد مصر وأولياؤهم الصالحون: 1/ 47 ": ([لم يقتصروا] على إقامة المباني الأضرحة عليها فحسب، بل صنعوا في آداب زيارتها!، وترتيبها المصنفات الطوال، منها كتاب: شمس الدين محمد بن الزيات المعروف بـ: الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة، ولعل من هذه الآداب شاع عند بعض القادرية أن من استقبل ضريح الشيخ عبدالقادر الجيلاني ببغداد، وقرأ آية الكرسي، وسلم عليه، وخطا سبع خطوات، يخطو مع كل تسليمة خطوة إلى قبره قضيت حاجته!!).
ويذكر الدكتور عبدالقادر دهينة أن قريته بها أكثر من ثلاثين ضريحاً!!!!، تقام لها موالد ونذور ونسك، وذكر: (أنه أفتى بعض الفسقة بأن الحج ينفع إليهم!!) [الأضرحة وشرك الاعتقاد: 128].
ويقول الأستاذ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله: (تأمل الأسطورة التي يبتدعها سدنة كل صنم، إذ يزعمون أن من زار هذا الوثن أو ذاك سبع مرات ماشياً كتب له ثواب حجة، زعموا أن هذا للبدوي في طنطا، وللدسوقي في دسوق، ولشبل في الشهداء!!!) [هذه هي الصوفية: 175].
فلا يعجب المسلم الموحد مما يحكيه السخاوي حيث يقول: (جاء الحجاج هذه السنة لسيدي البدوي من الشام وحلب ومكة!!!!!، أكثر من حجاج الحرمين) [بدع الاعتقاد – محمد حامد الناصر – 268].
يا أمة الإسلام، يا حماة الدين، أما آن لكم أن تنتصروا لدين الله تعالى وتثأروا له، كيف يهان توحيد الله عز وجل ويمتهن، والدعاة عن هذا في شغلٍ فاكهين!!!، والحسرة كل الحسرة من حاله كالمنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع، فأشغل الناس بمحاضرات (النكت والهزل) و آخر (بسماع الصوفية والأناشيد) وآخر (بالتمثيل والقهقهة)، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله تعالى.
والله لولا آيات في كتاب الله تعالى لتقطعت من قلوب الموحدين العلائق، وإلى الله نشكو الحال.
قال تعالى: (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (الأنعام:35).
وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112)
وقال تعالى: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (الأنفال:23)
وقال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99)
وقال تعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6)
وقال تعالى: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (الشعراء:3).
وأنشد الشاعر:
والله لولا الله حافظ دينه ****** لتهدمت منه عرى الأركانِ!!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 07:39]ـ
بارك الله فيك أخي أباالحسن ..
وصدقت في قولك: (يا أمة الإسلام، يا حماة الدين، أما آن لكم أن تنتصروا لدين الله تعالى وتثأروا له، كيف يهان توحيد الله عز وجل ويمتهن، والدعاة عن هذا في شغلٍ فاكهين!).
والمهم: البرنامج العملي لمواجهة انحرافات أهل القبور، كلٌ في بلده، وكلٌ بما يستطيع.
رابط مهم:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=2986
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 01:56]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الخراشي وجزاكم الله خيرا على مروركم(/)
اريد اجابة على مسألة تقسيم التوحيد؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 05:55]ـ
من اول من قسم التوحيد الى قسمين ثم الى ثلاثة وهل من اضاف القسم الرابع وهو توحيد الحاكمية قد ابتدع في الدين ام ان الامر فيه سعة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 06:05]ـ
[فائدة]:
لفضيلةِ الشَّيخ عبد الرَّازَّق بن عبد المحسن العبَّاد البدر كتاب سماه:
((القول السَّديد في الرّدّ على من أنكر تقسيم التَّوحيد))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 09:50]ـ
للاخ الفاضل أسامة بن الزهراءمقال في الموضوع في ملتقى اهل الحديث وملف مرفق بالكتاب المذكور
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85076
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 09:54]ـ
الرد المفيد على من أنكر أقسام التوحيد
الرسائل الشامية (3)
الكاتب: جابر بن عبد القيوم الساعدي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وجنده، وعلى كل من سار على هديه واتبع سنته.
أما بعد:
لقد كان الناس قبل بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم في جهل شديد مطبق، وفي فساد قد عمّ جميع البلاد، وفي وقت قد طمست فيه السبل، واندرست فيه الشرائع، واشتدت فيه الفتن، وظهر الجهل والطغيان في سائر العباد.
" كنا في جاهلية وشر " [1]. هكذا وصف حذيفة ابن اليمان حالهم قبل بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
يقول أبو رجاء العطاردي رضي الله عنه: (كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجراً هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجراً جمعنا جثوة من تراب، ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به) [2].
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: (وأما الجاهلية فما كان قبل النبوة فسموا بذلك لكثرة جهالتهم) [3].
فالجاهل لا يدرك ولا يعي الأمور على حقيقتها فلا بد من تفنيد الأمور، وتقسيمها له ليفهم ويعي المراد، فتبين له المحجة، وتقام عليه الحجة بما يؤمن به ويفهمه، على ما لا يؤمن به ويجهله.
هؤلاء القوم مع كثرة جهالتهم كانوا يقرّون أو يدعون أنهم يؤمنون بربوبية الله سبحانه وتعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [4]، ولكنهم أشركوا معه غيره في عبادته، (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [5]، (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [6]، لذا سمّوا مشركين، (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) [7].
عندما أخذ الله منهم إعترافهم وأقرّوا بأن الله خالقهم. احتج عليهم على أنه هو وحده المستحق بأن يعبد وحده لا شريك له.
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى: (ويكثر في القرآن العظيم الإستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جل وعلا على وجوب توحيده في عبادته ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير فإذا أقروا بربوبيته احتج عليهم على أنه هو المستحق لأن يعبد وحده، ووبخهم منكراً عليهم شركهم به غيره مع اعترافهم بأنه هو الرب وحده، لأن من اعترف بأنه هو الرب وحده لزمه الإعتراف بأنه هو المستحق لأن يعبد وحده.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ) [8]، فلما أقروا بربوبيته وبخهم منكراً عليهم شركهم به غيره بقوله: (فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ).
ومنها قوله تعالى: (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) [9] فلما اعترفوا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: (قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال تعالى: (قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) [10]، فلما أقروا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: (قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ).
ومنها قوله تعالى: (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ) [11]، فلما صح الإعتراف وبخهم منكراً عليهم شركهم، بقوله: (قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا) [12].
ومنها قوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) [13]، فلما صح اعترافهم وبخهم منكراً عليهم شركه بقوله: (فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ).
ولأجل ذلك ذكرنا في غير موضع أن كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير يراد منها أنهم إذا أقروا رتب عليهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار، لأن المقر بالربوبية يلزمه الإقرار بالألوهية ضرورة) [14].
وقد ورد في السنة على أن رسول الله صلى الله وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عبيد بن حصين رضي الله عنه قبل أن يسلم: (كم إلهاً تعبد اليوم؟)، قال: (سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء)، قال: (فإذا أصابك الضر فمن تدعو؟)، قال: (الذي في السماء) [15].
فلأنهم كانوا يقرون بأن الله خالقهم ورازقهم كان ذلك حجة عليهم، لأن الذي يقر أن الله خالقه ورازقه، لا بد ان يعبده وحده لا شريك له، ومن يعبد الله وحده لا شريك له لا بد أن يعتقد أن الله هو الخالق الرازق ..
فتوحيد الأولهية متضمن لتوحيد الربوبية، بمعنى أن توحيد الربوبية داخل ضمن توحيد الإلهية، ولكن قسم التوحيد إلى ربوبية وإلهية لإقامة الحجة وتبيان المحجة للجهلة.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (أما توحيد الربوبية فقد أقر به المشركون، وكانوا يعبدون مع الله غيره، ويحبونهم كما يحبونه فكان ذلك التوحيد الذي هو توحيد الربوبية حجة عليهم، فإذا كان هو رب كل شيء ومليكه ولا خالق ولا رازق إلا هو فلماذا يعبدون معه غيره، وليس له عليهم خلق، ولا رزق، ولا بيده منع ولا عطاء، بل هو عبد مثلهم لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا مموتاً ولا حياةً ولا نشورا) [16].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (والإلهية التي دعت الرسل أممهم إلى توحيد الرب بها: هي العبادة والتأله ومن لوازمها توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون فاحتج عليهم به، فإنه يلزم الإقرار به الإقرار بتوحيد الإلهية) أهـ[17]
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ) [18] إلى قوله تعالى: (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [19]: ( ... ومضمونه أنه الخالق الرازق مالك الدار وساكنيها ورازقهم فبهذا يستحق أن يعبد وحده ولا شريك به غيره) [20].
قال محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى: (وقد استدل سبحانه بإقرارهم بتوحيد الربوبية على بطلان مذهبهم لأنه إذا كان هو المدبر وحده وجميع ما سواه لا يملكون مثقال ذرة فكيف يدعونه ويدعون معه غيره مع إقرارهم بهذا) [21].
قال شيخي ومعلمي العلامة أبو قتادة الفلسطيني أطال الله في عمره وثبت الله خطاه: (وقد قُسِّم التوحيد تقسيماً ثلاثيّاً، وليس له من سبب سوى الردّ على أهل البدع، وهذا التقسيم هو: توحيد العبادة - ويسمّونها توحيد الإلهية أو الألوهيّة - وتوحيد الربوبيّة، وتوحيد الأسماء والصفات.
وتوحيد العبادة هو عينه توحيد القصد والطلب، أو التوحيد الإرادي الطلبي، وتوحيد الربوبيّة هو عينه توحيد الإثبات والمعرفة أو التوحيد العلمي الخبريّ، وتوحيد الأسماء والصفات داخل في توحيد الربوبيّة، فإنّ أسماء الله وصفاته هي من ربوبيّته، وهي التي بها استحقّ إلهيّته على خلقه) [22].
(يُتْبَعُ)
(/)
والربوبية والألوهية تارة يذكران معاً فيفترقان في المعنى كما في قوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ) [23] وتارة يذكر أحدهما مفرداً عن الآخر فيجتمعان في المعنى كما في قوله تعالى: (الذين أخرجوا من ديارهم بغير الحق إلا أن يقولوا ربنا الله). وقوله تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا) [24] وقوله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) [25] فالربوبية في هذه الآيات هي الإلهية.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في تفسير سورة الناس: ("رب الناس": هذا معنى ربوبيته لهم وذلك يتضمن قدرته التامة ورحمته الواسعة، وعلمه بتفاصيل أحوالهم وبإجابة دعواتهم وكشف كرباتهم.
"ملك الناس": وأضافهم في الكلمة الثانية إلى ملكه فهو ملكهم والحق الذي إليه مفزعهم في الشدائد والنوائب فلا صلاح ولا قيام إلا به.
"إله الناس": وأضافهم في الكلمة الثالثة إلى إلهيته فهوا إلههم الحق ومعبدوهم الذي لا إله سواه، ولا معبود لهم غيره، فكما أنه وحده ربهم ومليكهم لم يشاركته في ربوبيته ولا في ملكه أحد، فكذلك هو إلههم ومعبدوهم فلا ينبغي أن يجعلوا معه شريكاً في إلهيته كما لا شريك معه في ربوبيته وملكه) [26].
أما بالنسبة لتوحيد الأسماء والصفات:
وهو الإيمان بما وصف الله نفسه في كتابه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلا من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل وإمرارها كما جائت.
وبما أن الجهل آفة أهل الضلال والفتن ومن خلالاله يدخل الشيطان ليلبس على الناس فطرتهم ... قام رؤساء الضلال مممن استوهتهم الشياطين من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الفرقة والضلال فقالوا على الله ما لا يعلمون، وافتروا عليه البهتان المبين، فمنهم من حجد أسماء الله وصفاته، ومنهم من نفى بعضها وأثبت بعضها، ومن من اجتهد في تأويلها فحرفها عن موضعها، فاشتدت الفتن حول أسماء الله وصفاته.
فقام جهابذة أهل السنة المخضرمين – جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً كثيراً – فأفردوا توحيد الأسماء والصفات بالبحث وجعلوه قسماً مستقلاً فدحضوا الشبهات، وأنكروا المنكرات، وحاربوا المبتدعات، ورفعوا رآية السنة، فألفوا فيه المؤلفات الكثيرة منها:
كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد.
وكتاب الرد على الجهمية للإمام الدارمي.
وإجتماع الجيوش الإسلامية لإبن القيم.
والصواعق المرسلة له أيضاً.
وكتاب الحيدة لعبد العزيز الكناني، وغيرها من الكتب الكثير.
قال شيخنا العلامة الجهبذ أبو قتادة الفلسطيني: (وهذا التقسيم - أي إفراد الأسماء والصفات بالذكر - سببه ما حصل من أهل البدع من نفي لأسماء الله وصفاته، إمّا نفي لمعناها مع إثبات ألفاظها، أو تأويل معناها مع إثبات ألفاظها، وإمّا نفي لمعناها ولفظها وذلك بعدم جواز نسبتها عندهم إلى الله تعالى كما هو قول غلاة الجهميّة، ومنهم من جعلها مملوكة له كامتلاكه لكلّ خلقه فجعلوا النسبة نسبة ملك كقولهم بيت الله، دابّة الله.
فلمّا حدثت هذه البدع المبيرة أفردها العلماء بالذكر تنويهاً لشأنها وإبرازاً لها في مقابل أهل البدع.
دلّ هذا على أنّ ما هو حقّ لله وحده فهو من التوحيد ويجوز أن يُنسب له، فنقول: توحيد العبادة، ويجوز أن نقول توحيد الشرع، ويجوز أن نقول توحيد الطاعة، ويجوز أن نقول توحيد النّسك، ويجوز أن نقول توحيد الولاء والبراء، فإنّ هذه من حقّ الله على العبيد، ويجب عليهم أن لا يصرفوها إلا لله سبحانه وتعالى) [27].
كما أفردت مواضيع كثيرة تتعلق بالتوحيد لما كثر اللغط فيها مثل الولاء والبراء، والحاكمية [28] التي هي من صلب التوحيد وغيرها من الموضيع الأخرى التي أفردت وألفت فيها المؤلفات الكثيرة ليعيها الناس ويفهموها بعد أن أثيرت حولها الشبهات، وتحاكم الناس إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واستبدلت القوانين الربانية بالقوانين الوضعية.
قال شيخنا المقدام أبو قتادة الفلسطيني: (وإنّه لمن الضروري كضرورة استنباط توحيد الأسماء والصفات من توحيد الربوبيّة وإفرادها بالذكر أن نفرد توحيد الحكم والقضاء والتشريع بالذكر لمّا صار من معارك كبرى حول حقّ الله على عبيده في الحكم والتشريع وإنكار أهل العصر له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يقل علماؤنا: "الإشراك بالله في حكمه كالإشراك بالله في عبادته"؟ كما قال الشنقيطيّ؟
وألم يقل محمّد بن عبد الوهّاب في كتاب التوحيد: "باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحلّ الله أو تحليل ما حرّم الله فقد اتّخذهم أرباباً من دون الله"؟
فلماذا يكون هذا التوحيد بدعة؟ وهل البدعة هي الاجتهاد من نفس الغرز الذي اجتهد فيه السلف؟
إنّ قول هؤلاء المخالفين لتوحيد الحاكميّة ووسمه بالبدعة قد رجموا بغير علم، وأفتوا بغير برهان، فلم ينصروا حقّاً ولم يبطلوا باطلاً، بل هم في حقيقة الأمر يسبغون على كفر التشريع وكفر الحكم وكفر القضاء أثواباً من الباطل ليستروهم بها) [29].
ولله الحمد والمنة على بيان الحق ودحض الباطل
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
إنتهى بعونه تعالى
في العشرين من شهر ربيع الثاني
سنة 1425 من هجرة سيدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
وكنت قد كتبت جلّ ما في هذه الرسالة في سجن رومية لبنان ردّاً على أحد قادة "حزب التحرير الإسلامي" الذي لم يفتأ يروج لعقيدته الفاسدة بين المسلمين.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه الشيخان.
[2] رواه البخاري.
[3] شرح مسلم للنووي.
[4] الزخرف: 87.
[5] الزمر: 3.
[6] يونس: 18.
[7] يونس: 106.
[8] يونس: 31.
[9] المؤمنون: 85 و 86.
[10] المؤمنون: 88 و 89.
[11] الرعد: 15.
[12] الرعد: 15.
[13] العنكبوت: 61.
[14] إنتهى كلام الشنقيطي في أضواءء البيان.
[15] رواه البيهقي في الصفات.
[16] مجموع الفتاوى 4/ 380.
[17] إغاثة اللهفان 2/ 135.
[18] البقرة: 21.
[19] البقرة: 22.
[20] تفسير القرآن العظيم الآية.
[21] الرسائل الشخصية 422.
[22] توحيد الحاكمية 11.
[23] الناس: 1 - 3.
[24] الأنعام: 164.
[25] فصلت: 30.
[26] تفسير المعوذتين 140.
[27] توحيد الحاكمية 12.
[28] كتب شيخنا أبو قتادة الفلسطيني رسالة قيمة بعنوان " توحيد الحاكمية " ننصح بقراءتها.
[29] توحيد الحاكمية 13.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:01]ـ
يقول الشيخ علي الخضير في شرح أول رسالة من مجموعة التوحيد
فصل
قال المصنف {محمد بن عبد الزهاب} والتوحيد: ثلاثة أصول؛ (وحفيده قال ثلاثة أنواع) توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الذات، (الذات هنا لم يذكره حفيده) والأسماء، والصفات.
الشرح:
هذا هو تقسيم التوحيد المشهور وهو التقسيم الثلاثي، ومن العلماء من قسمه تقسيما ثنائيا 1 - توحيد علمي وأحياناً يضاف عليه خبري أو اعتقادي. 2 - توحيد عملي وأحياناً يضاف عليه إيرادي طلبي أو قصدي، قال الحفيد عبد الرحمن مرة 2/ 229 وهذا هو توحيد الإلهية، وتوحيد العبادة، وتوحيد القصد والإرادة اهـ
وهذا التقسيم لابن القيم ووافق المصنف عليه في بعض رسائله وجرى عليه أئمة الدعوة، ذكره ابن القيم في مدارج السالكين والعلمي الخبري يشمل توحيدين: الربوبية والأسماء والصفات وأما العملي فيقصد به الألوهية.
والمصنف رحمه الله أحيانا يختصر ويقول إن التوحيد ينقسم إلى قسمين: ربوبية وألوهية، ولا يذكر الأسماء والصفات اختصارا كما في الدرر 1/ 137 والتوحيد نوعان: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية اهـ
وهناك من قسم التوحيد تقسيما ثلاثيا إلى توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد أسماء وصفات وهذا هو المشهور. وأيهم أفضل؟ هذا أجاب عنه الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في أول كتاب التفسير: فقال يجوز هذا ويجوز هذا اهـ أي التقسيم الثنائي أو الثلاثي لأن المعنى صحيح ولا مشاحة في الاصطلاح. وهل يجوز أن تقول أن التوحيد رباعي التقسيم وتضيف توحيد الحاكمية.
يعنى إفراد الله بالحكم –والاهتمام بتوحيد الحاكمية وإفراده بالذكر لم يوجد إلا في القرون الأخيرة وهو في القرن الثالث عشر الهجري ولم يفرد إفرادا ظاهراً إلا عندما وضعت القوانين الوضعية فجاء من يتكلم به وأن الحكم لله، وإن كانت بداياته ظهرت في عصر ابن تيمية وابن كثير في ياسق التتار.
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول هناك من له موقف خاص لمن يتكلم عن توحيد الحاكمية وهو مبنى على انتقاد تيار معين (تيار الصحوة) أو بناه على حوادث معينة لم يبنه على أنها مسألة علمية، وقد صدرت فتاوى بتبديع من أحدث توحيد الحاكمية.
والصحيح أنه لابأس بأن نضيف توحيد الحاكمية، ولا يقال عنه مبتدع، والتبديع فيه خطأ،لأن الذين قسموا التوحيد تقسيماً ثنائيا فجاء من قسمة ثلاثياً فإذاً هو مبتدع على هذا القول!.
وهناك من أهل العلم من قسم التوحيد تقسيماً خماسياً وأضاف توحيد الإتباع فهل هذا مبتدع أيضاً!، والقاعدة أنه لا مشاحة في الاصطلاح إذا كان صحيحاً، ولو اقتضى الواقع إبراز توحيد معين والاهتمام به وجعله قسماً مستقلاً وإن كان داخلاً في الأقسام قبله فلا مانع وهذا له نظائر كثيرة، والحاكمية داخل في توحيد الأسماء والصفات ومبني على اسم الحكم كما في الحديث (إن الله هو الحكم واليه الحكم) ومبني على التصرف وهو من معاني الربوبية أي التصرف في الأمر والنهي، فأي بدعة في ذلك؟ وإنما المبدّع إما مجتهد مخطئ ـ وهذا يقال لمن عرف عنه الصدق ـ أو جاهل ضال أو مرقّع للحكام المبدلين وبوق لهم.
ونقول أيضا هناك من أهل العلم من جعل شروط لا إله إلا الله سبعة، وبعضهم اجتهد وجعلها ثمانية فذكر شرط الكفر بالطاغوت، مع أنه موجود ضمن الشروط السبعة لكن نظرا لأهميته فصله عن شرط المحبة وجعله مستقلا. فهذا عند بعض هؤلاء مبتدعا؟.
ومثل ذلك الإيمان فبعض السلف جعله من كلمتين هو قول وعمل، فلما أحدث أهل البدع كلاما قال بعضهم هو قول وعمل واعتقاد، فلما تكلم المرجئة في العمل قال السلف هو اعتقاد وقول وعمل بالأركان فأضافوا كلمة الأركان للتوضيح وبعضهم جعله قول وعمل واعتقاد ونية وبعضهم أضاف واتباع.
وكل ما سبق صحيح لكن كل ما اقتضى المقام التوضيح أو الأهمية زاد السلف بقد ذلك، وهي ليست زيادة مخترعة لكنها موجودة في كلام من سبق وجود إجمال وتداخل. فعلى قاعدة بعض هؤلاء من زاد عن كلمتين في الإيمان فهو مبتدع.
مع أن من الأفضل استقرار الاصطلاحات وان لا يُولّد منها فتكثر وتطول، واستقرارها على ثلاثة أكمل (الربوبية الألوهية الأسماء والصفات) وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة فنوّعوا أو أصّلوا التوحيد إلى ثلاثة أصول أو أنواع، ولا يخرج أي تقسيم عن هذه الثلاثة، ولا يُفرد ويُلّد نوع إلا قد أُخذ من أحد الثلاثة، لذا كان أقرب التقسيمات إلى كونه جامعا مانعا دقيقا وافيا بالغرض، والله أعلم.
لكن من الخطأ تخطئة من قال قولا صحيحا هو ضمن كلام من سبقه بناء على مقررات سابقة ومقاصد فاسدة، والله أعلم
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 04:29]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الافادة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 01:32]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ابن باز والعثيمين والألباني (الهرولة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى)
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 07:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا كلام الإمام الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله: سؤال/ لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح سيد علوي المالكي ومحمود أمين النواوي حديثأ قدسياً يتطرق إلى هرولة الله سبحانه وتعالى والحديث مروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً, وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً, وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري
فقال المعلقان في تعليقهما عليه: أن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه, فمعناه أن من أتى شيئا من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه, وأحسن إليه بالكثير, وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي, ولامشي, ولاهرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.
فهل ماقلاه في المشي والهرولة موافق لما قال سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءْت, وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولاهرولة فنرجو منكم ايضاحها والله الموفق؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فلا ريب أن الحديث ((المذكور)) صحيح فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال ((:يقول الله عزوجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً, ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً, ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))
وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عزوجل, وأنه بالخير الى عباده أجود, فهو أسرع إليهم بالخيروالكرم والجود ,منهم في أعمالهم, ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح.
ولامانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح, فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه, ولم يسألوا عنه, ولم يتأولوه ,وهم صفوة الأمة وخيرها, وهم أعلم الناس باللغة العربية ,وأعلم الناس بما يليق بالله ومايليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يُتلقى بالقبول, وأن يحمل على خير المحامل, وأن هذه الصفة تليق بالله لايشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره, وليس مشيه كمشيه, ولاهرولته كهرولته ,وهكذا غضبه, وهكذا رضاه, وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش, وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليله, كلها صفات تليق بالله جل وعلا, لايشابه فيها خلقه.
فكما أن استواءه على العرش, ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل, ومجيئه يوم القيامة, لايشابه استواء خلقه ولامجيء خلقه ولانزول خلقه, فكهذا تقربه إلى عبادة العابدين له والمسارعين لطاعته, وتقربه إليهم لايشابه تقربهم, وليس قربه منهم كقربهم منه, وليس مشيه كمشيهم, ولاهرولته كهرولتهم (بل هو شيئ) يليق بالله لايشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات, فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عزوجل.
وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى, وأنه لايعلم كيفية صفاته إلاهو, كما أنه لايعلم كيفية ذاته إلاهو, فالصفات كالذات, فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك, فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الايمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها, وأنها لاتشابه صفات الخلق, كما قال عز وجل (قل هو الله أحد*الله الصمد*لم يلد ولم يولد*ولم يكن له كفوا احد) وقال عزوجل (فلاتضربوا لله الأمثال أن الله يعلم وأنتم لاتعلمون) وقال سبحانه (ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير)
فرد على المشبهة بقوله: (ليس كمثله شيئ) وقوله (فلاتضربوا الامثال) ورد على (المعطلة) بقوله: (وهو السميع البصير) وقوله: (قل هو الله أحد*الله الصمد) (وإن الله عزيز حكيم) وقوله:} (إن الله سميع بصير) وقوله (إن الله غفور رحيم) , (إن الله على كل شيئ قدير) إلى غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ماأثبته الله لنفسه إثباتاً بلا تمثيل, ونفي مانفاه الله عن نفسه, وتنزيه الله عما نزّه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة كالفقهاء السبعة وكمالك بن أنس, والأوزاعي, والثوري, والشافعي, وأحمد, وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام, يقولون أمروها كما جاءت واثبتوها كما جاءت, من غير تحريف, ولاتعطيل, ولاتكييف, ولاتمثيل.
وأما ماقاله المعلقان في هذا (علوي وصاحبه محمود) فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح, ولكن مقتضى هذا الحديث أنة سبحانه إسرع بالخير إليهم وأولى بالجود والكرم, ولكن ليس هذا هومعناه, بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب, والمشي والهرولة, يجب اثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى, من غير ان يشابه خلقه في شيئ من ذلك, فنثبته لله على الوجه الذي أراده الله من غيرتحريف ,ولاتعطيل, ولاتكييف, ولاتمثيل. وقولهم:ان هذا من تصوير المعقول بالمحسوس:هذا غلط, وهكذا يقول اهل البدع في اشياء كثيرة, وهم يئولون, والأصل عدم التأويل, وعدم التكييف, وعدم التمثيل ,والتحريف, فتمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت, ولايتعرض لها بتأويل ولابتحريف ولابتعطيل, بل نثبت معانيها لله كما أثبتها لنفسه, وكما خاطبنا بها, إثباتا يليق بالله لايشابه الخلق سبحانه وتعالى في شيئ منها, كما نقول في الغضب, واليد والوجه, والاصابع, والكراهه, والنزول, والاستواء, فالباب واحد, وباب صفات باب واحد. انتهى كلامه رحمه الله من كتاب (فتاوى نور على الدرب-العقيدة-1/ 76).
============================== =====
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
(92) سئل فضيلة الشيخ: عن صفة الهرولة؟
فأجاب بقوله: صفة الهرولة ثابتة لله تعالى كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي) فذكر الحديث وفيه: (وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)، وهذه الهرولة صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل، لأنه أخبر بها عن نفسه وهو أعلم بنفسه فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأن التكييف قول على الله بغير علم وهو حرام، وبدون تمثيل لأن الله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. انتهى كلامه رحمه الله المرجع (فتاوى ابن عثيمين -العقيدة-1/ 380).
============================== ================
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
(لكن الهرولة، الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها إذا خصصناها بالله عز وجل؛ لأن هذه الصفات ليست صفة نقص حتى نبادر رأساً إلى نفيها .... )
سلسلة الهدى والنور شريط رقم (756/ 1)
والله ولي التوفيق.
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 09:25]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ولد برق]ــــــــ[27 - May-2008, صباحاً 12:26]ـ
جزاك الله خيرا
صفة الهرولة غير ثابته و كل ما في موضوعك يدل على انها خلافية و ان هؤلاء العلماء يقولون بها
لكن الذي نبحث عنه هو الراجح
و الراجح عدم ثبوتها
جهد مشكور
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[27 - May-2008, صباحاً 11:25]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... جزاك الله خيرا على هذاالنقل الجميل؛ لعلماء السنة فإنه يشفي الغليل.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 01:21]ـ
جزاك الله خيرا
صفة الهرولة غير ثابته و كل ما في موضوعك يدل على انها خلافية و ان هؤلاء العلماء يقولون بها
لكن الذي نبحث عنه هو الراجح
و الراجح عدم ثبوتها
جهد مشكور
تقصد الراجح عندك طبعا.
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 02:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشكرا لكم جميعا وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وخصوصا المشرف الفاضل الأخ عدنان البخاري الذي رد مشكورا على مشاركة الأخ ولد برق، وكذلك أهيب بجميع الأخوة ـ على قدر الاستطاعة وإذا كان لديهم متسع من الوقت ـ أن يشاركوا في جمع كلام أهل العلم في إثبات صفة الهرولة لله عز وجل ونشره في هذا المنتدى المبارك بإذن الله وسوف اسعى جاهدا في ذلك إن شاء الله.
ونسأل الله عز وجل أن يعظم الأجر والمثوبة للجميع، والله الموفق.
ـ[ولد برق]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 04:23]ـ
تقصد الراجح عندك طبعا.
مرحبا بالأخ الكريم عدنان
قولي الراجح أي ان الذين رجحو عدم الثبوت من العلماء قولهم هو الراجح أما أنا فمن أكون حتى يكون لي (عند) و لو انه لم يرجح أحد عدم الثبوت مثل الفوزان ما قلت إلا انه ثابت
أسألك لو قال لك و احد ما هو الراجح وجوب الأضحية أو عدمه؟
و قلت له الراجح الوجوب
فقال عندك طبعا
فما جوابك؟!!
جوابك هو جوابي عليك
و أين السلام أو الكلمة الطيبة في المشاركة يا مشرفنا الكريك؟!!
و تحياتي لك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 04:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك، لم تأت بجديد، أنتً عقَّبتَ على ما ذكره صاحب الموضوع من كلام المشايخ الثلاثة بأنَّ الرَّاجح هو خلاف ما ذكروه؛ فتبيَّن أنَّه راجحٌ عندك.
وإلَّا فهل لك أن تبيِّن لي ما مقصودك بالرَّاجح غير ما يفهم من كلامك.
ثم لا ضير ولا إشكال في وصف ما ذكرته بأنَّه راجحٌ عندك حتَّى يتبيَّن للقاريء ذلك.
أمَّا سؤالك فيما لو قال قائلٌ عن قولي: "الرَّاجح في مسألة كذا هو كذا" بأنَّه راجحٌ عندي =فالجواب: نعم هو راجحٌ عندي.
وفَّقك الله وسدَّد رأيك.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 04:53]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا يا شيخ عدنان.
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 05:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً يا أخي ...
وهذه مشاركة مني في بيان هذا الموضوع واعذرني على التقصير.
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=114420#post11 4420
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 06:16]ـ
س: هل لله صفة الهرولة؟
ج: نعم، صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى: «إذا تقرب إلي العبد شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني ماشيا أتيته هرولة» رواه البخاري ومسلم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو - عضو - نائب رئيس اللجنة - الرئيس
عبد الله بن قعود - عبد الله بن غديان - عبد الرزاق عفيفي - عبد العزيز بن عبد الله بن باز
/// الأخوان الكريمان .. أبوسليمان التميمي وسلمان أبوزيد .. جزاكما الله خيرا
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 02:38]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=114420#post11 4420[/url]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك مثله يا شيخ أحمد بن حنبل ومشاركة عظيمة بارك الله فيك.
عدنان البخاري
س: هل لله صفة الهرولة؟
ج: نعم، صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى: «إذا تقرب إلي العبد شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني ماشيا أتيته هرولة» رواه البخاري ومسلم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو - عضو - نائب رئيس اللجنة - الرئيس
عبد الله بن قعود - عبد الله بن غديان - عبد الرزاق عفيفي - عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الأخوان الكريمان .. أبوسليمان التميمي وسلمان أبوزيد .. جزاكما الله خيرا
وجزاك مثله يا شيخ عدنان البخاري وبارك فيك ومشاركة عظيمة أحسن الله إليك.
والشيخ سلمان أبو زيد شكرا على المرور بارك الله فيك.
وهذه مشاركة جديدة وفيها إثبات الهرولة لله عزوجل من شيخ الإسلام عبدالله بن محمد الأنصاري رحمه الله حيث ذكر حديث الهرولة في كتابه (الأربعين في دلائل التوحيد) (ص97) وبوب عليه فقال:
باب الهرولة لله عز و جل
أخبرنا محمد بن موسى الصيرفي ثنا الأصم ثنا هارون ابن سليمان ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال الله عز و جل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني أن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا وان تقرب مني ذراعا تقربت اليه باعا وان جاءني يمشي أتيته هرولة).
ـ[أبو زرعة الرازي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 07:55]ـ
هل من جديد بارك الله فيكم(/)
أقنعني بحجية السنة يا طالب العلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 07:49]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير رسله.
لقد خضت غمار الجدال والمناظرة مع منكري حجية السنة أو منكري السنة على مدى سنتين، إلى يومي الحاضر، وقد حصل لي من ذلك خير كثير في البحث والجرد واستحصال البراهين واستخراج الأدلة و تفحص الأراء، بله تعظيم مكانة السنة التي لو ذهبت لاندرست معالم الإسلام (ومن وجهة نظر الخصم كلامي الأخير هذا هراء لأن الإسلام كله في القرآن بما لا مزيد عليه)، ومن خلال قراءة وجرد الكتب المصنفة في هذا الشأن (1)، يجد طالب العلم بغيته كثيرا في الرد على هؤلاء، ولكن حجج هؤلاء تتنوع مع الوقت و تأخذ صوراً جديدة. وقصدي من هذه المشاركة حث نفسي وطالب العلم على التفكر والإبداع والانتاجية غير المكررة أو الاعتماد على الكتب جل الوقت وإهمال التأمل الشخصي في القضية المطروحة، ولذلك آمل من الجميع التمعن في المسألة و طرح ما يراه من أدلة عقلية او فوائد نقلية جديدة في تقرير أهمية السنة وحجيتها. ولكن بشرط يهمني: لا للتكرار، لا للنقل من الكتب، لكن لا بأس بالنسبة للنقل من النصوص من قرآن أو سنة أو أثر صحيح، المهم ألا تكون حججاً أو عبارات ذكرها مصطفى السباعي أو الأعظمي أو خالد الدريس أو غيرهم من الفضلاء المنافحين عن السنة، لتكن الحجة فكرتك أنت وعبارتك أنت وإبداعك أنت فأنت أهل لذلك إن شاء الله، فقط تأمل القضية من جميع جوانبها، تخيل، افترض، دلل، فند، حلل، والله أسأل أن يوفق الجميع لتقديم الجديد المفيد.
=============================
(1) قائمة بالمصنفات المؤلفة بهذا الصدد: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2785
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 10:23]ـ
بماذا أجاب هؤلاء عن النصوص القرآنية الصريحة في اتباع السنة؟
وهل يقولون: (لا نتبع السنة نفسها؟) أي إذا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه فلا نطيعه؟ أو يقولون: (لا نثق في المنقول عنه؟)
إن كانت الأولى فهذا تناقض؛ لأنهم إذا قبلوا منه القرآن فقد صدقوه، فكيف يكذبونه في كلامه بعد ذلك؟
وإن كانت الثانية انتقل النقاش في حجية النقل لا في حجية السنة.
فإذا انتقل النقاش إلى حجية النقل قيل لهم: أثبتوا لنا حجية أي منقول في العالم، ونحن نأتيكم بنظيره من السنة، بل القرآن نفسه المنقول بالتواتر، له نظائر من السنة منقولة بالتواتر، فقبول هذا دون ذاك تناقض محض.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:40]ـ
جزاك الله خيرا. في الحقيقة حجة قوية التي ذكرت، ولم يسبق لي أن قرأت مثلها فيما اطلعت عليه، ولكني كنت قد حمت حول حماها بالتأمل. ولكن لو قال قائل: ليس كلامي حول ثبوت النقل تحديداً وإنما هو عن كون السنة وحياً، هل يكون وحياً ما يرويه بعض الرواة بالمعنى؟ هل يكون وحياً ما يُختلف في تصحيحه وتضعيفه؟ وهم يريدون بذلك تقرير التلازم بين الوحي وحفظه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 12:36]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل
هذا الكلام منهم رجوع إلى ما سبق تقريره، فنقول: هل قائل هذا الكلام يشكك في حجية السنة نفسها، أي أنه لو كان أمام النبي صلى الله عليه وسلم وسمعه يتكلم فهل سيقول له: اذكر لي القرآن فقط، ولا تحدثني من رأسك!!
أو قائل هذا الكلام يشكك في النقل فقط، وأننا لا نثق في نسبته إلى الرسول؟!
إن كانت الأولى فهي تناقض واضح كما ذكرنا، وإن كانت الثانية فسيكون نقاشنا الآن في مسألة أخرى، وهي (هل يمكن إثبات أي منقول في العالم)؟! إن قالوا: لا يمكن إثبات أي نقل في الوجود، فهذا تكفي حكايته عن بيان إبطاله.
وإن قالوا: بل يمكن إثبات النقل، فنقول لهم حينئذ: أي طريقة تذكرونها يمكن أن يثبت بها النقل، فإننا نأتيكم بمثلها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحينئذ يلزمكم القبول، وإلا كان تناقضا منكم.
فإن قالوا: هذا لا يشمل كل السنة، وإنما يكون في أشياء قليلة وهي التي يمكن أن تثبت بالتواتر من السنة.
فحينئذ نقول لهم: انتقل بنا النقاش الآن من حجية السنة نفسها إلى مسألة تنقية السنة، والتفرقة بين الثابت وغير الثابت، وهذا باب آخر من النقاش.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 03:41]ـ
الحمد لله
هل يكون وحياً ما يرويه بعض الرواة بالمعنى؟ هل يكون وحياً ما يُختلف في تصحيحه وتضعيفه؟ وهم يريدون بذلك تقرير التلازم بين الوحي وحفظه.
أخي الفاضل:
اما الوحي فمحفوظ، لا شك في ذلك، وآية الحفظ محكمة {إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون}
وانظر بارك الله فيك الى النكتة في اسم الفاعل [حافظون] الذي يفيد الدوام و الثبوت، فوعد الحفظ للوحي قائم دائم ثابت مادامت السموات و الارض الى أن يسرى على كتاب الله.
ثانيا: لا يضير هذه الآية المحكمة أن يروي بعض اهل العلم الحديث بالمعنى أو أن يختلف الناس في التصحيح و التضعيف، فالحق محفوظ علمه من علمه وجهله من جهله، فانت لا شك تعلم ان كثيرا من بلاد الاسلام البعيدة، قد لا تسمع فيها بالحديث و قد لا تجد في قرية حافظا للقرآن،
فهل يقال: ضاعت السنة الصحيحة او ضاع القرآن! لا يقال هذا.
وعليه، فهذه الآية المحكمة تثبت يقينا ان كلام الله محفوظ بحروفه ومعانيه،وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظة كذلك، وليس جهل الجاهلين للوحيين أو اختلاف الناس دليلا على عدم الحفظ، فإنه لا تزال طائفة من أمة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرين على الحق.
وهناك مثال أبعد من ذلك، ألا وهو القراءات الثلاث المكملة للعشر، فانت لاشك علمت ان
من اهل العلم من لم يعتبرها، فهل ذلك يؤثر في قرآنيتها؟ اللهم لا.
فلو ضاعت السنة لضاعت معاني القرآن، ولو ضاعت معانيه إذن ضاع القرآن، فلا معنى حينئذ لكون النبي صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة.
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 05:01]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عبدالله اشتقنا لتأملاتكم و حجة الشيخ العوضي من الحجج الباهرة الثقيلة الوزن لأن فيها التنقل بين محورين و القفز بينهما و التحكم بهما بذكاء لمحاصرة الخصم محور العقل أي عقلنة المرجعية الى النبي صلى عليه و سلم و محور تاريخية النقل وواقعيته بمقارنة شدة النقل و خفته بأمثلة و اقعية فان خنس في هذا المحور أجبرته على التقدم بضربه بالمحور الآخر و هكذا حتى يقر او يصمت أو ينكر البديهي و يتناقض فيفتضح و كذلك تنفع مسايفته بهذه الطريقة بالتنقل بين أكثر من محور في محاجتهم بالحجة الالزامية التي نقلت عن الصحابة رضي الله عنهم في انكار شرائع الاسلام الظاهرة و التي انكارها كفر واضح لدى الناس جميعا فيه من الله برهان ... و هذا ما فهمت من قصدكم ان يحسن طلبة العلم من تقنيات طرحهم للحجج الثقيلة العيار الموجودة في الكتب و الآثار القديمة لا عدم فعالية هذه الحجج لأن الملاحظ ان لا جديد في حجج الجانب الآخر انما هو كما قلتم ابتعاث لها بوسائل و تقنيات تشفير جديدة يلزم منها اعادة تطوير لوسائل الطرح لفكها و كسرها
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 10:25]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلنلق نظرة على قول الله تعالى في سورة النحل (44)
(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزَّلَ إليهم ولعلهم يتفكرون)
ففرَّقَ الله تعالى بين الذي أنزل وبين الذي نُزَّل مما يدل على أنهما اثنان،
والذي نُزَّل هو القرآن الكريم، (انظر على سبيل المثال الآية 106 من سورة الإسراء)
فيبقى أن الذي أنزل - وهو الذكر - هو السنة، قال تعالى في سورة النجم، 3 و 4
(وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4))
فأما الحفظ فقد تكفل الله تعالى به في سورة الحجر 9
وكيف يصنع هؤلاء بالآية 59 من سورة النساء؟
يأمرنا الله تعالى صراحة بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ورد مثل هذا في آيات أخرى كثيرة ...
على كل، لقد تبين لي ضلال هؤلاء، وقد وقع في يدي بحث للشيخ موسى شاهين لاشين، وجدته أكثر من رائع في هذا الشأن، ولعله يطبع قريبا إن شاء الله،
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 12:40]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم .. وبعد
فكلما فتح موضوع للنقاش وجاء الحديث على تفسير لآيات القرآن -انبرى الكثير من الإخوة للتذكير بانه لا ينبغي أن يقال في القرآن الا بما ثبت عن السلف رضوان الله عليهم لأنهم أقرب إلى زمن الوحي وأعلم بمواطن نزوله وأفهم لمعانيه لقوة لغتهم، ولبعدهم عن البدع والأهواء الخ ... وينكرون أشد النكير على من قال قولاً في الكتاب لا أقول خالف فيه السلف بل مجرد أنه لم يؤثر عن السلف ......
فهلا أتحفنا أحد إخواننا بأن ينقل لنا عن القرون الثلاثة المفضلة من قال ان قوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " يشمل فيما يشمل السنة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟!!!
قال ابن جرير:
يقول تعالى ذكره: (إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ) وهو القرآن (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه، والهاء في قوله: (لَهُ) من ذكر الذكر.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
قال ابن كثير: قرر تعالى أنه هو الذي أنزل الذكر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل.
قال الشوكاني: نحن نزلنا ذلك الذكر الذي أنكروه ونسبوك بسببه إلى الجنون - يقصد قوله تعالى وقالو يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون - {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} عن كل ما لا يليق به من تصحيف وتحريف وزيادة ونقص ونحو ذلك.
قال الشنقيطي: بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أة ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41 - 42] وقوله: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16 - 17] إلى قوله: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} راجع إلى الذكر الذي هو القرآن.وقيل الضمير راجع إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم كقوله: {والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس} [المائدة: 67] والأول هو الحق كما يتبادر من ظاهر السياق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 12:55]ـ
أرجو التزام الإخوة بموضوع النقاش وعدم الخروج عنه حتى لا تحذف المشاركات الخارجة.
النقاش هنا مع قوم ينكرون السنة، فلا يصح في مناقشتهم أن يؤتى لهم بأقوال العلماء، ولا يصح في مناقشتهم أن يستدل عليهم بما لا يقولون به، فينبغي للإخوة معرفة مراتب النقاش، فإن النقاش مع النصراني يختلف عن النقاش مع المسلم، والنقاش مع الرافضي يختلف عن النقاش مع السني، وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:27]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم .. وبعد
فكلما فتح موضوع للنقاش وجاء الحديث على تفسير لآيات القرآن -انبرى الكثير من الإخوة للتذكير بانه لا ينبغي أن يقال في القرآن الا بما ثبت عن السلف رضوان الله عليهم لأنهم أقرب إلى زمن الوحي وأعلم بمواطن نزوله وأفهم لمعانيه لقوة لغتهم، ولبعدهم عن البدع والأهواء الخ ... وينكرون أشد النكير على من قال قولاً في الكتاب لا أقول خالف فيه السلف بل مجرد أنه لم يؤثر عن السلف ......
فهلا أتحفنا أحد إخواننا بأن ينقل لنا عن القرون الثلاثة المفضلة من قال ان قوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " يشمل فيما يشمل السنة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟!!!
.
أخي: هل قرأت الآية 44 من سورة النحل؟
لقد استدل الأئمة بهذه الآية أن السنة تفسر القرآن:
راجع على سبيل المثال:
كتاب السنة لأبي عبد الله محمد بن نصر المروزي (باب ذكر السنة على كم تتصرف) (ص 262، ط دار غراس، بتحقيق سليم الهلالي) وراجع أيضا ص676
وقد أطال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي في الرد على طائفة من منكري السنة
والله تعالى أعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 10:47]ـ
الحمد لله
جزى الله الاخوة الافاضل، بارك الله في علمهم:
يقال لمنكر السنة:
نحن متنازعان في حجية السنة، لا شك في أن النزاع بيننا قائم، و الله تعالى يقول: {فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله و الرسول إن كنتم تومنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا}
وفي الآية نكتتان:
الأولى: يقال لهم: أين إنكاركم حجية أفعال النبي صلى الله عليه وسلم و أقواله و تقريراته في القرآن؟ فإن الله أمر برد النزاع اليه و الى رسوله.
والنكتة الثانية: أن الله تبارك وتعالى أمر بالرد اليه و الى رسوله صلى الله عليه وسلم، وما ذاك الا لأنه آتاه الله النبوء و الحكم معها، فلو لم تكن افعاله صلى الله عليه وسلم واقواله وتقريراته حجة لما قرن اسمه باسمه في هذه الآية الكريمة.
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 11:38]ـ
أرجو التزام الإخوة بموضوع النقاش وعدم الخروج عنه حتى لا تحذف المشاركات الخارجة.
النقاش هنا مع قوم ينكرون السنة، فلا يصح في مناقشتهم أن يؤتى لهم بأقوال العلماء، ولا يصح في مناقشتهم أن يستدل عليهم بما لا يقولون به، فينبغي للإخوة معرفة مراتب النقاش، فإن النقاش مع النصراني يختلف عن النقاش مع المسلم، والنقاش مع الرافضي يختلف عن النقاش مع السني، وهكذا.
فعلا .. هذا ما نوده .. حتى يكون الموضوع محددا لا تشعب فيه .. ! وجميل ما ذكره الأخ الكريم (أبو مالك) في المشاركة الثانية ..
سأذكر قصة قد تكون قريبة مما ذكره (أبو مالك) مرة جلس بجواري مسؤول في أحد المستشفيات .. فأخذ يسأل عن عدم بناء الكنائس في السعودية ولماذا يقتل المرتد إذا كان لا إكراه في الدين , ولماذا الصلاة واجبة فالإنسان حر!
المهم في جلسة أخرى قال أريد أن أحدثك .. ثم بدأ يتكلم .. حتى وصل إلى السنة وهي ما أريد الحديث عنه لمناسبته الموضوع وإلا هو فقد تحدث في أشياء كثيرة .. حتى في القرآن .. !
قال لي وسأكتبها بالعامية حكاية لقوله: (الآن أنت مصدق إن فيه سنة! كيف تضمن أن كلام الرسول اللي تقوله قاله الرسول! وأن القرآن التي تقرأه ما تغير .. ) إلى آخر كلامه.
فقلت له: أنا لا أتحدث معك بآية ولا حديث .. لأنك لا تؤمن بهما أو على الأقل لا تسلم بهما وبسلامتهما .. !
لكن سأتناقش أنا وإياك بأدلة عقلية لا يمكن جحدها إلا إن كان العقل سقيما في نظرك أنت!
قال: تفضل!
قلت: خرجت يوما من بيتك فأتاك محمد وقال لك .. إن خالدا توفي .. في حادث سيارة!
ثم فتحت هاتفك فإذا برسائل من محمد ويوسف وناصر وعبدالله وعلي وزيد كلهم يخبرونك بأن خالدا توفي في حادث سيارة!
ذهبت إلى المسجد لتصلي على خالد وفي الطريق قابلت أحمد وهو صديق لك ولخالد .. فقال لك إلى أين ومالي أراك حزين؟!
فماذا ستقول له؟!
قال: (بقوله إن خالد توفي بحادث سيارة وسيصلون عليه هنا!)
فقلت له: لو قال لك أحمد: يا أخي هذا ليس بصحيح بل خالد حي ورأيته اليوم في العمل!
ماذا ستقول له؟!
قال: (بكذبه طبعا , لأن الخبر وصلني من أكثر من رجل وكلهم عندي ثقات! وماراح يتمنون لصديقهم الموت!)
قلت: طيب؛ السنة والأحاديث وصلتنا بسلسلة متصلة .. فلان عن فلان عن فلان .. إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكل رجل منهم .. نعرف اسمه ومولده ووفاته وحياته .. وما مدى حفظه ونحو ذلك .. أكثر من معرفتك أنت بخالد أو ناصر أو يوسف أو .. أو .. أو ..
فأيش رأيك نقبل الرواية أو لا؟!
فسكت ولم يحر جوابا!
أما قول أخي عبدالله:
(ومن وجهة نظر الخصم كلامي الأخير هذا هراء لأن الإسلام كله في القرآن بما لا مزيد عليه)
نقول: جميل إذا سلمنا بسلامة القرآن , فالقرآن أتى ببيان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان أن علامة محبة الله وشرطها اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
وما دام أن القرآن علّق على الاتباع فهذا يعني بحجيته! لأن لا يمكن أن يكون اتباع من دون قبول ولا يمكن قبول من دون احتجاج؛ ثم إنه معلوم بالضرورة أن في القرآن محكم ومتشابه ولا أحد من الخلق أعلم بكتاب الله من رسوله صلى الله عليه وسلم , كيف وقد أمر برد الأمر إليه! والرسول صلى الله عليه وسلم فسر بعض آيات القرآن والتي بني عليها الأحكام .. فإن قبل تفسيره فلمَ لا تقبل أحاديثه؟! أو هو تحكم بلا دليل!
كما أن رد السنة هو رد لكثير من أحكام القرآن! وهذا لا يمكن القول به ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 11:46]ـ
الحمد لله
عذرا للاخوة الافاضل فقد أردت الاضافة الى مشاركتي قبل، لكن فاتني الوقت المسموح به
فوضعتها هاهنا.
ويقال لهؤلاء المنكرين ايضا: أرأيتم قوله تعالى في سورة النجم:
{ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى}
فقد نفى القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم الضلال،وليس بعد الحق الا الضلال:
{فماذا بعد الحق الا الضلال} فإن لم يكن ثمة الا حق أو ضلال، وقد انتفى عنه الضلال
صلى الله عليه وسلم، فلم يبق الا الحق، أفترون الحق -الذي هو يفعله -حجة أم لاترونه؟!
وفي نفس الآية نفى الله عنه النطق بالهوى: {وما ينطق عن الهوى}
والهوى نقيض الحق في القرآن كما في قوله تعالى:
{فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى}
فإذا انتفى عنه صلى الله عليه وسلم النطق بالهوى، فليس ينطق -إذن - الا بالحق الذي هو نقيض
الهوى، وقد عُلم بالبديهة والعقل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم، وينطق في المجالس
ويخاطب اصحابه و ينصحهم ويامرهم و ينهاهم، فإذا ثبت أنه كان يفعل، و ثبت انه لا ينطق الا
بالحق، فيقال لهم: أفترون اتباع الحق الذي يقوله حجة أم لا؟
ونفى عنه الله جل وعلا الغواية، بقوله {وما غوى}،و الغواية نقيض الرشاد و الرشد،
فإن أبيتم اتباع سبيل الرشد في حجية افعاله صلى الله عليه و سلم وهو النبي الرشيد المرشد، فإن
الله ذم أقواما من المتكبرين في الارض بغير الحق وقال عنهم:
{سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق .... الى ان قال عنهم سبحانه: وان
يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا}
فإذا تيقنا اتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بالرشد ثم تركتم حجية ذلك الرشد، فلأنتم ممن اذا
راوا سببيل الغي يتخذونه سبيلا وما ذلك الا بإنكاركم حجية افعال من انتفى عنه الغي.
والله اعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 11:42]ـ
جزاكم الله خيرا. لقد تأخرت بسبب صعوبة تقنية في الدخول للمنتدى، وسوف أتأملها كلها، فيها بعض الجديد وفيها المكرر مما يطرحه المنافحون عن السنة. أسأل الله أن يوفق كل من ساهم.
سأعود لاحقاً - إن شاء الله - بما عندي مما عرفته من حجج هؤلاء المنكرين أو مما افترضه استباقاً لهم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 - Jan-2010, مساء 10:37]ـ
أما قول أخي عبدالله:
(ومن وجهة نظر الخصم كلامي الأخير هذا هراء لأن الإسلام كله في القرآن بما لا مزيد عليه)
نقول: جميل إذا سلمنا بسلامة القرآن , فالقرآن أتى ببيان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان أن علامة محبة الله وشرطها اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
وما دام أن القرآن علّق على الاتباع فهذا يعني بحجيته! لأن لا يمكن أن يكون اتباع من دون قبول ولا يمكن قبول من دون احتجاج؛ ثم إنه معلوم بالضرورة أن في القرآن محكم ومتشابه ولا أحد من الخلق أعلم بكتاب الله من رسوله صلى الله عليه وسلم , كيف وقد أمر برد الأمر إليه! والرسول صلى الله عليه وسلم فسر بعض آيات القرآن والتي بني عليها الأحكام .. فإن قبل تفسيره فلمَ لا تقبل أحاديثه؟! أو هو تحكم بلا دليل!
كما أن رد السنة هو رد لكثير من أحكام القرآن! وهذا لا يمكن القول به ..
جميل، بار ك الله فيكم، ولكن قائلهم يقول: الأمر باتباع الرسول هو في الأخذ بالقرآن وما فيه من أحكام، ويقول قائلهم: الصلاة والصوم في القرآن وسائر العبادات يمكن بيانها بالقرآن نفسه حيث قرر أمر الشورى فتجتمع الأمة بالشورى وتجمع على كيفية الصلاة وكيفية الصوم .... فإذا أجمعت لزم الإجماع الأمة كلها ... الخ. [وهذه حجج حقيقية سمعتها من خصمي الذي ناظرته، وأنا أضعها لتناقشوها باجتهادكم].
ـ[الفرقة الناجية]ــــــــ[21 - Jan-2010, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخوان أنا تحاوت مع شخص وبعد ما قلت له على الأدلة على إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله عز وجل قال لي هذه الأيات ليست لنا بل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فكيف يكون الرد عليه؟
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 11:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخوان أنا تحاوت مع شخص وبعد ما قلت له على الأدلة على إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله عز وجل قال لي هذه الأيات ليست لنا بل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فكيف يكون الرد عليه؟
وبارك الله فيكم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يكون الرّد بإلزامه ما يترتب على دعواه، وهو أن كل أمر مُوجّه بضمير المخاطَب يصلح ألاّ يصلح لمن جاء بعد الصحابة، كقوله تعالى {وقوموا لله قانتين}، فهذا على ما التزموه يصلح أن يكون للصحابة فقط، وقوله تعالى {وأقيموا الصلاة} كذلك، فهذا فيه فساد الدنيا والآخرة، والحجة التي ستلجمهم هي: ماذا سيفعلون بالآيات التي قرن الله فيها طاعته بطاعة رسوله كقوله تعالى {وأطيعوا الله والرسول لعلّكم ترحمون} فهل سيقولون الأولى للصحابة ولمن بعدهم والثانية للصحابة فقط؟ فإن قالوه فقد أثبتوا على أنفسهم عنواناً لن يرتضوه لأنفسهم أمام العالمين وهو: التفريق بالتحكّم والاعتباط.
لا أقول هذا أقصى ما يقتصر عليه في إفحامهم، بل هناك طرق وطرق يمكن أن يقترحها الإخوان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[03 - Feb-2010, صباحاً 02:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أقول وباختصار:
يردّ عليهم بقوله سبحانه وتعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ - وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ"
وذلك في نقطتين:
الاولى: قيام الحجة على فرعون وقومه ولم ينزل الكتاب على موسى عليه السلام بعدُ، فكان في ذلك دليل على أن ما يقوله الرسل في دعوتهم حجة على الخلق وليس ذلك بمقتصر على الكتب المنزلة، اذ لو كان الامر كذلك، لما أهلك اللهُ فرعونَ وقومهِ قبل انزال الكتاب .... !
الثانية: إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- لقومه بأمور غيبية حصلت في ازمنة سبقت، ما كان يعلمها ولا قومه، ولم يكن صلوات ربي وسلامه عليه من الشاهدين على تلكم الوقائع، وفي هذا دليل عقلي قوي جداً، يُرد به أولا على أهل الشرك والالحاد، وكذلكم الامر يرد به على منكري حجية السنة، اذ ان النبي كان يخبر قومه بمثل هذه الوقائع وكان يأتي القرآن مصدق لما أخبر به - صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا إلزام لهم بقبول أقواله صلى الله عليه وسلم، اذ ان ما قاله وحي يوحى اليه وليس ذلك بمقتصر على ما أنزل في القرآن.
هذا - والله أعلم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[03 - Feb-2010, صباحاً 06:36]ـ
جميل، بار ك الله فيكم، ولكن قائلهم يقول: الأمر باتباع الرسول هو في الأخذ بالقرآن وما فيه من أحكام، ويقول قائلهم: الصلاة والصوم في القرآن وسائر العبادات يمكن بيانها بالقرآن نفسه حيث قرر أمر الشورى فتجتمع الأمة بالشورى وتجمع على كيفية الصلاة وكيفية الصوم .... فإذا أجمعت لزم الإجماع الأمة كلها ... الخ. [وهذه حجج حقيقية سمعتها من خصمي الذي ناظرته، وأنا أضعها لتناقشوها باجتهادكم]
هي لعبة ذكاء قد يفيد فيها رابط ابي مالك في الابداع في اساليب السفسطة ... :) و المقصود ان هنا مصادرة على المطلوب ... فيرد عليهم ها انتم اتبتثم دليلا آخر مستقلا غير القرآن .. كيف علمتم ان الاجماع حجة اذن؟؟؟؟ نعم دلالة الاجماع على كيفية الصلاة وعددها هي دلالة قطعية بالكامل و لكن الدلالة على اعتبار الاجماع دليلا ليست كلها دلالة قطعية .. فأرونا ما حجتكم في اتباث حجية الاجماع ..... ؟ فدلالة القرآن على اعتبار الاجماع ليست بأكثر قوة من دلالته على وجوب اتباع الرسول و دل على اعتبار الاجماع جملة كما دل على اتباع السنة جملة بل دلالته على السنة اوضح و اقوى ولهذا كان منكرو الاجماع جملة اكثر بكثير من منكري السنة جملة ... فان قالوا ان في ما نقل عن الرسول فيه ما هو ظني النقل و القرآن لا يقبل الظن .. قيل لهم و كذلك في الاجماع فيه ما هو ظني النقل فارفضوه ايضا ... و عودوا على اصلكم بالنقض و بالتالي ارفضوا ما انبنى عليه من كيفيات العبادات ...
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[03 - Feb-2010, صباحاً 08:33]ـ
(من أدلّة حجيّة السنة النبويّة)
* قولك أيها المخالف وتناقضاتك بتكرارك مقولة تزن السماوات والأرضين وهي (أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنَّ محمداً رسول الله).
فنقول: إن أنكرت شهادة إرسال الرسول -صلى الله عليه وسلّم- كفرتَ إجماعاً.
فإن قلتَ: أُنكر أنّ ما جاء به محمد حجة وتشريع لا إرساله.
قلنا: ناقضتّ قولك , فإثباتك شهادة إرسال محمّد تلزمك الإيمان بما جاء به, وإلاّ ما معنى إرساله وما جاء به؟.
فإن قلتَ: أينَ الدليل على أنّ ما جاء به محمدٌ أنا ملزمٌ به, ومحجوج عليه عند الله -سبحانه-؟
قلنا: سؤال سهل, وما يدلّ إلا على خفّة العقل! اقرأ الآيات الآتية:
* قال تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وهذا النص القرآني معارض لهذا الإفك الموضوع، والباطل لا بد له أن ينقض نفسه بنفسه.
* ثبت عنه صلى الله عليه وسلم إنه قال: (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه) ولا تأتني بحديث اختلقه الزنادقة, ووضعوه على الرسول، وهو "ما أتاكم عني فاعرضوه على الكتاب الله فإن وافقه فأنا قلته وإلا فلم أقله"!.
* قَالُ تَعَالَى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ الْآيَةَ. قال الشنقيطي في الأضواء: صَرَّحَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: أَنَّ اتِّبَاعَ نَبِيِّهِ مُوجِبٌ لِمَحَبَّتِهِ جَلَّ وَعَلَا ذَلِكَ الْمُتَّبِعِ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ طَاعَةَ رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هِيَ عَيْنُ طَاعَتِهِ تَعَالَى. ... قال الشاعر: لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لَأَطَعْتَهُ ... إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ. .. اه.
* وانظر إلى آيات الأمر بطاعة الرسول ما يزيد على 12 عشر موضعاً في القرآن. وانظر الآيات الآمرة باتّباع هديه وتشريعه وأمره ما يزيد على 20 موضعاً في القرآن. فكيف إذا أطلعتك على أحاديث السنّة الآمرة باتباعه الدالة على حجيّته!!.(/)
شرك الطاعة عند الصوفية
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 12:53]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فقد يستغرب البعض جمود بعض المتصوفة على عقيدته، وعدم قبوله للحجج والبينات التي تلقى عليه من كل حدبٍ وصوب، وذلك مستند إلى تعلّقهم الكبير بالمرجعية الدينية، وتقديم أمرها على أمر الشارع، فتعظيم المريد للشيخ، وانكساره بين يديه، والافتقار إليه، وتقبيل الأرض من تحت أقدامه!، كل ذلك من مقومات هذه العقلية المتحجرة!.
بل إن من المرجعيات الدينة من يقدم أمره ونهيه على أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم!!، فهذا ذو النون المصري [ت: 245هـ] يقول:
(طاعة المريد لشيخه فوق طاعته ربه!!!) [تذكرة الأولياء: 1/ 171].
وهذا صاحب [الختمية: 135]:
(الشيخ هو الإمام الذي يرشدك وينير لك الطريق، ولذا فطاعته واجبة لازمه، وإن لم تكن واجبة فكيف تستفيد منه .... ولا ريب أنك لن تصل إلاّ بطاعته لا بمخالفته، فلذا وجبت طاعة الشيخ المرشد في كل أمرٍ من الأمور .. ).
ويقطعون صلة المريد بكل شيخٍ غير شيخه الذي يربيه ويلحظه بالعناية!!، فيقول الشيخ الفوتي صاحب [رماح حزب الرحيم: 1/ 142]:
(واعلم أن الاقتصار على واحدٍ لا يتعداه إلى غيره شرط لازم في طريق أهل الله، ولابد لكل مريد من التزامه وإلاّ فلا سبيل له في الوصول البتة!!!).
ونقل عن ابن عربي قوله: (إنما كان المريد لا يفلح قط بين شيخين قياساً على عدم وجود العالم بين إلهين!!!!، وعلى عدم وجود المكلف بين رسولين!!، وعلى عدم وجود امرأة بين رجلين!!!!!!) [المرجع السابق: 1/ 143].
بل إن مشايخ السوء يحسسون أتباعهم بأن مخالفة أمرهم من موجبات الدخول في نار جهنم!!، فيقول أبو الحسن علي الأهدل: (قال لي سيدي – يعني الله -: من خالف كلامك أحرقته بناري!!).
قال الزبيدي معلّقاً:
(فكان إذا أراد أن يأمر الفقراء بشيٍ يقول: أريد كذا وكذا، ولا يقول لهم: اعملوا كذا وكذا، ويقول: أخاف عليهم النار إن خالفوني!!!!!) [طبقات الخواص: 198].
بل منهم من جعل الجنة تحت تصرّفه يدخل فيها من يشاء، فهذا التجاني يقول:
(وليس لأحدٍ من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلاّ أنا وحدي!!!!) [الطبقات الكبرى: 2/ 90].
ــــــــــــــــــــــــــــ
يقول أحمد التيجاني:
(وليس لأحدٍ من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلاّ أنا وحدي!!!! وأما سائر سادتنا الأولياء رضي الله عنهم فيدخلون الجنة أصحابهم بعد المناقشة والحساب!!) [الطبقات الكبرى: 2/ 90]، و [كشف الحجاب: 373 - 374].
وقال الشعراني في [طبقاته: 2/ 106]:
(ومنهم الشيخ الخضري رضي الله عنه المدفون بناحية نها بالغربية وضريحه يلوح من البعد من كذا وكذا ... وكان يقول: لا يكمل الرجل حتى يكون مقامه تحت العرش على الدوام، وكان يقول: الأرض بين يدي كالإناء الذي آكل منه!!!، وأجساد الخلق كالقوارير، أرى ما في بواطنهم ... ).
ويقول أحمد التيجاني في إجابته لأحد مريديه لما طلب الضمان في المعرفة: (وأما ما طلبت من الضمان في المعرفة بالله من كونها صافية من اللبس، ممزوجة حقيقتها بالشريعة، فإن أمرها لا يكون إلاّ كذلك، لا غير ... وأنا لك ضامن أن لا تسلب ما دمتَ في محبتنا، وكل ما دونه، من دخول الجنة بلا حساب إلى ما وراءه وما قبله!!، وسامحتك فيما لا تعلمه مما مقتضاه سوء الأدب، وأما السورة فتداومها أحد عشر ألف مرة (11000) كل يوم أو كل ليلة مختلياً وحدك وقت ذكرها فقط، وبدؤها أن تقرأ الفاتحة مرة، و صلاة الفاتح لما أغلق!!! مرة، وتهدي ثوابها لأهل النوبة في ذلك اليوم من الأولياء والأحياء ثم تقوم وتقف مستقبلاً وتنادي: (دستور يا أهل النوبة جبهتي تحت نعالكم، ثم تقرأ الفاتحة مرة، وتهدي ثوابها لروح الشيخ عبدالقادر، والشيخ أحمد الرفاعي، وجميع الأولياء الغائبين والحاضرين ثم تقرأ الفاتحة مرة وتهدي ثوابها لروح سيدنا محمد صلى الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلم ثم تسأل المدد!!!) [كشف الحجاب: 85 - 86].
قال يوسف النبهاني في [كرامات الأولياء: 2/ 276]:
(عبيد أحد أصحاب الشيخ حسين، كان له خوارق مدهشة، ومنها أنه كان يأمر السحاب أن يمطر لوقته، وكل من تعرّض له بسوء قتله في الحال!!!، دخل مرة الجعفرية فتبعه نحو خمسين طفلاً يضحكون عليه، فقال: لأعزلنك من ديوان الملائكة!!!! فأصبحوا موتى أجمعين، وقال له بعض القضاة: اسكت، فقال له: اسكت أنت، فخرس وعمي وصم، وسافر في سفينة فوحلت، ولم يمكن تقويمها، فقال: اربطوها بخيط!!! في بيضي – يعني خصيتيه!!! - ففعلوا، فجرها حتى خلصها من الوحل).
ــــــــــــــــــــــــ
نقل الشعراني عن أحد أصحاب مدين أنه مكث عند شيخه إلى أن توفي، ولم يأكل من طعامه شيئاً، وقال: (أنا لم آكل لشيخي طعاما خوفا أن أشرك
في طلبي للشيخ شيئاً) [طبقات الشعراني: 2/ 95].
وقال علي وفا!!:
(اعلم أن قلوب الرجال أمثال الجبال فكما أن الجبال لا يزيلها من أماكنها إلا الشرك كما قال تعالى: (وتخر له الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) [مريم: 90 - 92] وكذلك قلوب الرجال لاسيما الولي، لا يزيل قلبه إلا الشرك الواقع من تلاميذه معه، من إشراك أحد معه في المحبة لا يزيله إلا ذلك، لا تقصير في الخدمة ولا غير ذلك .. ) [تقديس الأشخاص: 2/ 219].
وقال الشعراني:
(وأكثر الناس الذين يصحبون الأولياء لا يشهدون منهم إلا وجه البشرية ولذلك قل نفعهم وعاشوا عمرهم كله معهم ولم ينتفعوا منهم بشي .. ) [طبقات الشعراني: 1/ 8].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(فطائفة من هؤلاء يصلون إلى الميت، ويدعو أحدهم الميت ويقول: اغفر لي وارحمني ونحو ذلك ويسجد لقبره.
ومنهم من يستقبل القبر ويصلي إليه مستدبراً الكعبة، ويقول: القبر قبلة الخاصة، والكعبة قبلة العامة، وهذا يقوله من هو أكثر الناس عبادة وزهدا!!، وهو شيخ متبوع ولعله أمثل أتباع شيخه، يقوله في شيخه، وآخر من أعيان الشيوخ المتبوعين أصحاب الصدق والاجتهاد في العبادة والزهد يأمر المريد أول ما يتوب أن يذهب إلى قبر الشيخ فيعكف عليه عكوف أهل التماثيل، وجمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والدعاء وحضور القلب ما لا يجده أحدهم في مساجد الله تعالى التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وآخرون يحجون إلى القبور وطائفة صنفوا كتباً سموها " مناسك حج المشاهد " كما صنف أبو عبدالله محمد بن النعمان الملقب بالمفيد أحد شيوخ الإمامية كتاباً في ذلك ... وآخرون يسافرون إلى قبور المشايخ، وإن لم يسموا ذلك منسكاً وحجا، فالمعنى واحد، ومن هؤلاء من يقول: وحق النبي الذي تحج له المطايا!!!، فيجعل الحج إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا إلى بيت الله عز وجل!! .... .
ومن هؤلاء من يرجح الحج إلى المقابر على الحج إلى البيت، لكن قد يقول أحدهم: إنك إذا زرت قبر الشيخ مرتين أو ثلاثاً كان كحجة!!!.
ومن الناس من يجعل مقبرة الشيخ بمنزلة عرفات!!، يسافرون إليها وقت الموسم، يعرفون بها كما يعرّف المسلمون بعرفات!!، كما يفعل هذا في المغرب والمشرق.
ومنهم من يجعل السفر إلى المشهد والقبر الذي يعظمه أفضل من الحج، ويقول أحد المريدين للآخر وقد حج سبع حجج إلى البيت العتيق: أتبيعني زيارة قبر الشيخ بالحجج السبع؟!، فشاور الشيخ فقال: لو بعت لكنت مغلوباً!!.
ومنهم من يقول: من طاف بقبر الشيخ سبعاً كان كحجة!!.
ومنهم من يقول: زيارة المغارة الفلانية ثلاث مرات كحجة!!.
ومنهم من يحكي عن الشيخ الميت أنه قال: كل خطوة إلى قبره كحجة!! ....
قال شيخ الإسلام:
وهؤلاء وأمثالهم صلاتهم ونسكهم لغير الله رب العالمين، فليسوا على ملة إبراهيم إمام الحنفاء، وليسوا من عمّار مساجد الله ....
من كتاب الشيخ الإمام المسمى بـ " الاستغاثة الكبرى " أو " الرد على البكري " (ص: 294 - 297).
فراجعه واقرأه فما أفضله من كتاب عدة لكل موحد.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 12:42]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم ...
ومن قواعد الصوفية المشهورة: (اعتقد ولا تنتقد)؛ أي اعتقد في المشايخ والأولياء.
و (كن مع شيخك كالميت مع غاسله)، و (لا تعترض فتنطرد)، إلى غير ذلك من الشبهات والترهات، والله المستعان.
[[واقرأ قول صاحب " الثغر الجماني " الذي يقول عن محمد بن عمر بن عثمان المغراوي الهواري (ومغراوة إحدى قبائل مجموعة زناتة البربرية التي كان معظمها بالمغرب الأوسط , وهوارة إحدى تلك الطوائف كانوا ينتشرون إبان الفتح الاسلامي بمناطق إفريقيا (تونس الآن)).
وهو بصدد ذكر استرداد المسلمين لمدينة وهران:
إذ تم وقت غضب الهواري * سقى ضريحه السحاب الساري
ومراده من ذلك الاشارة إلى حكاية ذكرها وأقرها , وهي أن بعض الناس قتلوا ابن الهواري فغضب , فباع وهران للنصارى (!!) , واستثنى أنها لا ترجع إلا بعد ثلاثمائة عام , فلما انتهى وقت غضبه عادت وهران داراً للإسلام.
وأعجب من ذلك أن يجهد صاحب " الثغر الجماني " نفسه في بيان صدق هذه الأسطورة , باستغراقها ثلاثة قرون , فيستعمل التقريب بجبر كسر الأعداد في تصويب هذه المزاعم!! , قال: " ,,, وكذلك كان الأمر ةالحمد لله (!!) , فإنها أخذت من المسلمين سنة أربع وعشرة وتسعمائة - كما تقدم - وهاهي قد رجعت لهم سنة ست ومائتين وألف , ومجموع ما بقيت بأيديهم ثلاث مائة سنة غير سبعة , وما قرب من الشيئ يعطى حكمه ,,, " (الثغر الجماني ص 488)]].
منقول من هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=107871
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 02:15]ـ
وقال أحمد بن عبد الرحمن الشقراني الراشدي في " القول الأوسط في أخبار بعض من حل بالمغرب الأوسط " (ص 61):
(وسبب دخول النصارى لوهران أن الشيخ [الهوراي] دعا عليها بذلك لبغي أهلها على ولده حيث قتلوه فأسلمها للنصارى!!!؛ لأنه سلطان مصرها ومتولي أمرها!!!، وكان من الذين لو أقسموا على الله لبر الله قسمهم).
كذا قال - والعياذ بالله -، ويقال له ولأمثاله: لما كان وليكم من الذين لو أقسموا على الله لبر الله قسمهم؛ لماذا لم يدع لأهل وهران بالهداية والاستقامة؟!! ولماذا لم يدع الله أن يحرر بلاد الاندلس وغيرها مما حل بأيدي النصارى؟!!
نسأل الله السلامة والعافية ...(/)
النادي الأدبي بحائل يعيد عرض الفيلم الهندي متجاهلاً دعوة المقاطعة .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 02:17]ـ
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/2797/2705.cul.p21.n2.jpg
قرر نادي حائل الأدبي إعادة عرض الفيلم السينمائي الهندي "الظلام" مساء الخميس المقبل في القاعة الثقافية بالنادي نظرا للطلبات التي وردت للنادي راغبة بمشاهدته (حسب مسؤولي النادي).
وكان الفيلم الذي يتحدث عن معاناة ونضال طفلة ولدت فاقدة للسمع والبصر واستطاعت رغم إعاقتها وبوجود معلمها أن تقهر الإعاقة والمعاملة السيئة من حولها وتحقق حلمها بالحصول على الدرجة الجامعية في الآداب، قد ثار عليه الداعية الشيخ عبدالله بن صالح العبيلان بعد أن وصلته رسالة العرض الأولى التي أرسلت لعدد من المثقفين والمهتمين مما دعاه في أحد دروسه للدعوة لمقاطعة أدبي حائل واعتبر أعضاءه ومن دخل النادي لمشاهدة الفيلم الهندي " الظلام" ساقط عدالة وظالماً لنفسه مرتكباً أكبر المنكرات لأنه محاد لله معين للشيطان على ربه ولي للشيطان عدو لله كما نشرت" الوطن" في عددها الصادر 18 مايو الجاري.
ومن المتوقع أن يشهد الفيلم الذي يعرض في يوم إجازة وللمرة الثانية إقبالا جيدا بعد الجدل الذي دار حوله وبعد تبني الشيخ العبيلان لنقد الفيلم دون أن يراه ويعرف ما تضمنه.
من جهة أخرى، تنظم لجنة منتدى الحوار في أدبي حائل ندوة حول ظاهرة الاحتباس الحراري يوم الأربعاء 23/ 5/1429، مع عرض الفيلم الوثائقي (الخديعة الكبرى) بعد صلاة المغرب في القاعة الثقافية بمقر النادي، ويشارك في الندوة كل من الدكتور محمود الدسوقي، تخصص (تلوث البيئة واللافقاريات)، والدكتور سيد فودة، تخصص (علم وظائف أعضاء النبات).
ودعا رئيس لجنة الحوار بالنادي سالم الثنيان المهتمين لحضور الفيلم الوثائقي والندوة المقامة، مشيراً إلى أن هناك مكاناً مخصصاً للنساء والدعوة عامة لمشاهدة الفيلم وحضور الندوة.
وأضاف: "الفيلم الوثائقي عن ظاهرة الاحتباس الحراري يحمل شعار (من أجل أرضنا من أجل أطفالنا) يذكر الكثير من الظواهر البيئية، والندوة ستتناول ظاهرة الاحتباس الحراري بالحوار والنقاش.
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 02:42]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
مقالي هذا لا يتناول ما قاله فضيلة الشيخ عبدالله العبيلان عن دعوة النادي الأدبي في حائل الرجال والنساء لمشاهدة فيلم سينما
فالشيخ جزاه الله خيرا كان ينكر مبدأ العروض السينمائية
إنما هذا المقال موجه إلى أولئك الذين تسارعوا في الصحف لإدانة ما قاله الشيخ العبيلان , وزعمهم أن الفيلم ليس فيه ما يخالف الدين وأنه عن قصة إنسانية الخ ...
للأسف أن هؤلاء كذبوا عندما قالوا أن الفيلم ليس فيه ما يخالف الدين
بل الفيلم فيه ما يخالف (أصل الدين) وفروعه
فيه ما يصادم العقيدة (هذا بخلاف القبلات والرقص والخمور التي في الفيلم)
الفيلم (بإختصار) هو فيلم تنصيري , أو كما يصفه النصارى كذبا بقولهم (تبشيري)
والرسائل التنصيرية فيه كانت واضحة بشكل لا يختلف عليه اثنان ولا ينتطح فيه كبشان
وأسلوبهم عادة في مثل هذه الأفلام هو دس السم في العسل
فيقدمون لك شخصية مريضة أو معذبة ليكسبوا تعاطفك مع الشخصية , ثم يرسلون لك رسائل تنصيرية وأنت تحت تأثير التعاطف مع الشخصية (أسلوب كنسي معروف)
فيظهرون لك تعظيم البطل أو البطلة للصليب , ويظهرون لك تعلق الشخصية بالكنيسة , ثم يرسلون لك رسائل من خلال الصورة و من كلام البطل أو البطلة تتعلق بعقيدتهم (كما ستشاهد هنا بالصور)
أتيتكم بالصور من الفيلم , وعليها ترجمة لما سأسشتهد به
الفيلم يبدأ بمشهد للبطلة وهي ذاهبة إلى كنيسة وتقول أن الله استجاب صلاتها (دعاءها) (مع أن قصة الفيلم لا علاقة لها بالكنائس ولا العبادة) شاهد الصورة التالية
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaaaaaa12.JPG
وينتهي الفيلم أيضا بالبطلة ومعها جمع من الناس يحملون الشموع (طقوس دينهم) ويتجهون للكنيسة (في مشهد لا علاقة له بالقصة مجرد رسالة تنصيرية)
شاهد الصورة
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaaa111.JPG
(يُتْبَعُ)
(/)
في بداية الفيلم تمسك الفتاة العمياء بنبتة شوكية , ويقوم معلمها بنزع الشوك عن يدها , ويرسل رسالة للمشاهد عن صلب المسيح (كما يزعمون كذبا)
شاهد الصورة
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaaaaa8.JPG
بعد أن أضاعت الفتاة معلمها بسبب إصابته بمرض فقدان الذاكرة , جاءت إليها أختها تخبرها أنها وجدته , فتحت الفتاة باب السيارة وركضت إلى معلمها فرحة , بعد أن رسمت على زجاج السيارة صليبا بحجم كبير , وهي رسالة للمشاهد أن الصليب ساعدها أن تجد معلمها
شاهد الصورة
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaaaaa7.JPG
عند تخرج الفتاة من الجامعة (وهي لحظة الذروة في الفيلم) تلقي الفتاة كلمة في كنيسة أمام جمع من الناس
تقول في هذه الكلمة أن لا أحد شاهد الله أو كلمه , ولكنها هي شاهدته وكلمته وأحست بحضوره , ثم تقول أنه معلمها (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا) وتأتي الصورة بعد ذلك على معلمها!!
شاهد الصور مع الترجمة
http://aso11111.googlepages.com/aaaaa1.JPG
الصورة الثانية
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaaa2.JPG
الصورة الثالثة
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaaaaaaa3.JPG
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaaaa4.JPG
ثم تأتي اللقطة على معلمها في غرفته في المستشفى , وقد ظهر في الغرفة صورة صليب كبير مع إضاءة وظل بطريقة تنصيرية لا تخفى إلا على أعمى بصيرة
شاهد الصورة
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaaaa5.JPG
في مشهد اختبار القبول في الجامعة يطلبون منها أن تعرف المعرفة (ما هي المعرفة) فكان مما أجابت أن المعرفة هي الكتاب المقدس (الإنجيل) الله ,
شاهد الصورة
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaa9.JPG
وهنا صورة الكنيسة من الداخل حيث ألقت كلمتها بعد التخرج (فما علاقة الكنيسة والشموع المضاءة بالتخرج إلا الدعوة للنصرانية!!)
http://aso11111.googlepages.com/aaaaaaaaa6.JPG
وقد اطلعت على أكثر من مراجعة للفيلم في مواقع أجنبية تحدثت عن النصرانية للفيلم (أقول هذا مع أن الدعوة للنصرانية في الفيلم واضحة كالشمس)
وبناءا على ما تقدم أقول:
هل هذه هي المعرفة التي يريد أن تنشرها الأندية الأدبية لأهل المملكة؟؟
هل هذا هو التنوير الذي يزعم هؤلاء أنهم يريدون أن ينشروه في مجتمعنا؟؟
هل هذا هو الحراك الثقافي الذي يروج له هؤلاء؟.
هل بلغ بهم الأمر إلى درجة دعوة رجال المسلمين ونسائهم برسائل الجوال إلى إفلام تنصيرية تدعو لدين النصارى والصليب؟؟ وهل القائمون على هذه الأندية مؤتمنون عليها حينما يروجون لمثل هذه الأفلام التنصيرية؟
المسألة تعدت الترويج للشهوات ,, ووصلت إلى الترويج للنصرانية , الترويج للكفر
وإلى أولئك الذين دافعوا عن الفيلم وهاجموا من أنكره ووصفوه بالتشدد , هل التشدد هو رفض هذه الأفلام التنصيرية والتسامح هو الدعوة للنصرانية والصليب؟؟
أم سيقول هؤلاء لم نكن ندري شيئا عن الفيلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخيرا أقول لهؤلاء ,, أنتم في المملكة العربية السعودية حيث يتفيأ شعبها وحكامها ظلال الإسلام , بضاعتكم ليس هذا سوقها , السعودية ليست مجاهل أفريقيا , أهل السعودية مسلمون عرفوا التوحيد وعرفوا ما يناقضه
والله أعلم وأحكم وهو المستعان(/)
السبحة في الديانات المنحرفة
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 02:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقييدة في:
السبحة
في الديانات المنحرفة
كتبه طارق بن عبد الرحمن الحمودي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد: فقد كنت قرأت قديما رسالة (السبحة) للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى. فلاحظت ذكره كون أصل السبحة هنديا. فبحثت عن ذلك في بعض المراجع الغربية.فوجدت الأمر على ما ذكر من كون النصارى يستعملونها. ووجدت أمورا أخرى ومعلومات نظمتها مع ما ذكره الشيخ في رسالته. والذي وجدته أن (السبحة) المسيحية تتكون من خمسة مجموعات في كل مجموعة عشرة كريات. بين كل مجموعة كرية فاصلة كبيرة, ويمكن ذكر الصلوات بسبحة مكونة من عشرة كريات فقط. ويبدأ بصليب وخمسة كريات قبل البدء في المجموعات كما في الموسوعة العربية العالمية نقلا عن (السبحة/ص42) للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى.
ولا يعرف أول استعمال لها عند النصارى, وقد كان معروفا في القرن الثاني عشر عندما طور على يد (القديس برنارد).ومن المشهور عندهم أن أول من جعله من مفردات الطقوس المسيحية هو (القديس دومينيك) الإسباني في القرن الثالث عشر. وليس لهم على ذلك كما يقولون دليل قاطع.
وتذكر بعض المصادر أن أصل هذه السبحة عند النصارى هو التاج المكلل بالزهور الذي يضعه المسيحيون على رأس تمثال مريم العذراء في بيوتهم, ويعرف في تاريخ المسيحية عدة أنواع من السبح منها:
- (سبحة الدم النفيس أو الغالي). وهو عبارة عن ثلاثة وثلاثين كرية. إشارة إلى السنوات الثلاثة والثلاثين التي قضاها عيسى عليه السلام على الأرض. وهو شيء موافق لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
- و (سبحة القديس مكائيل) وفيها تسعة وثلاثون كرية. سبحة الأموات وفيها أربعون كرية, في أربع مجموعات, تخليدا لذكرى أرواح الحساب. وقد أقر وبورك على يد البابا بيي التاسع سنة 1873.
- و (سبحة الآلام السبعة لمريم العذراء) المذكورة في الإنجيل (العهد الجديد).وهي:
1 - الهروب إلى مصر
2 - واختفاء المسيح
3 - ووقوف مريم عند قدم الصليب
4 - وتسلمها لجسد ابنها
5 - ووقوفها عند قبر ابنها المسيح
6 - وخبر العجوز سيمون لها. وفيها تسعة وخمسون كرية.
وللأرثودوكس سبحة خاصة بهم, غالبا ما تكون من صوف أسود مكون من مائة عقدة. وقد يكون من ثلاثة وثلاثين عقدة أو ثلاثمائمة عقدة.
أما سبحة البوذيين أو الهندوس أو البراهمة المسماة (مالا) أو - كما في السبحة للشيخ بكر - (جاب مالا) ,فهي مكونة من مائة كرية وثمانية كرياة, وهو حاصل ضرب (12) وهو عدد الأبراج في تسعة نجوم ظاهرة كما عند الشيخ بكر في (السبحة) , وذكر الشيخ بكر أيضا أن بعض فرق البراهمة لا تتجاوز كريات السبحة فيها (84) كرية, وهو حاصل ضرب (12) وهو عدد الأبراج في (7) وهو عدد النجوم الظاهرة للعيان.
وعند بوذيي بلاد اليابان تتكون السبحة من مائة واثنتا عشرة كرية. وتتكون سبحة أتباع ديانة الجينيس وهي أحد الديانات الهندية من مائة وخمسين كرية. وفي كتاب (مساهمة الهند) نقلا عن كتاب (السبحة/ص43) للشيخ بكر أن البراهمة هم الذين اخترعوها!. ثم ذكر الشيخ هناك أن سبحة المسيحيين أصلها السبحة الهندية! والذي يظهر أنها تسربت إلى المسلمين منهم أو من غيرهم من أتباع الديانات الهندية حين دخل الإسلام أرضهم, ومن أجل هذا يحرم استعمالها لعد الذكر, للمنع من التشبه بالوثنيين والمسيحيين, ولا ينبغي الاختلاف في هذا, وإن اختلف في جواز الذكر بالعد مطلقا.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 03:46]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا طارق على هذه الإضافات الثمينة، وبارك الله فيكم.
ـ[أبو زرعة الرازي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 04:01]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 06:36]ـ
بارك الله فيك وفي علمك وقلمك ...
ومما يمكن إضافته هنا قول أحد العلماء الجزائريين في مقالة نشرها في جريدة " البصائر " (العدد 10، 1936 م)، قال - رحمه الله -:
(اتخذ الرهبان السبحة حجابا يعصمهم من سائر الكلف بفقدر ما يدر عليهم من بركات الأرض لا بركات السماء، وأعجب ما تراه من كمال الشبه بين تنسيق السبحة عندهم وعندنا؛ فهي عندهم كذلك تتركب من حب وشواهد؛ الحبة يسمونها avé maria ، ومعناه: سلام على مريم، وقد يقتصر على كلمة avé كما نص عليه القاموس الفرنسوي المشهور Larousse ، والشاهد يسمى pater ، ومعناه في الأصل اللاتيني: الأب) اهـ.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 07:37]ـ
جميل بارك الله فيك(/)
إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 05:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد،
فهذه مشاركة مني في بيان مسألة صفة الهرولة، حيث أردت أن أنقل لكم كلام الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في نقله الإجماع على إنها صفة من صفات الرب سبحانه، حيث قال في كتابه المشهور النقض على المريسي الجهمي العنيد (ص:121):
" وقد أجمعنا واتفقنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب والمقت كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة ".
.
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 05:51]ـ
كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة
.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك , من أي نسخة نقلت هذا النص؟
يظهر ان هذه الجملة ليست من كلام الحافظ الدارمي بل مقحمة في الكتاب و تحتاج الى مزيد تحقيق
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 09:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من نسخة الشيخ " محمد حامد الفقي".
ثم أني استبعد كلامك الذي ذكرته كل البعد وذلك لأن العلماء يعزون هذا الكلام للإمام الدارمي في كتابه هذا دون نكير.
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه على الواسطية: ووقفت على كلام لعثمان بن سعيد رحمه الله في رده على بشر المريسي يقول فيه:
وقد أجمعنا أو اتفقنا وإياكم على إثبات صفة (الهرولة) وهو من النقول القديمة عن السلف في إثبات هذه الصفة.
وجزاك الله خيراً.
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 09:55]ـ
وإذا أردت نسخة من الكتاب فبإمكانك تحميلها من هنا:
9 - رد الدارمي على بشر المريسي
عثمان بن سعيد الدارمي
صححه وعلق عليه: محمد حامد الفقي
تصوير دار الكتب العلمية
الحجم: 5 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.net/omar/Mott...eshr/rdbmp.pdf
http://www.ahlalhdeeth.net/omar/Mott...Beshr/rdbm.pdf
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:02]ـ
لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك، و الشيخ صالح آل الشيخ كلامه يوحي بذلك في شرح الواسطية، لعلك تنقل السباق و اللحاق .. والله الموفق.
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:12]ـ
لعل الشيخ الفقي رحمه الله نقل من أحد النسخ التي ذكرت ذلك و لا أدري هل علّق على هذا الكلام أم لا؟
و الكلام بعيد عن طريقة السلف فلم يقل أحد منهم ان الإستواء على العرش قديم! و هذا النص يصادم ما جاء في الكتاب و السنة من ذكر إستواء الله تعالى على عرشه بعد خلقه للسموات و الأرض , و هذا مستبعد من الإمام الدارمي بل هو على طريقة الكلابية و من وافقهم
و قد أفاد محقق الكتاب رشيد الألمعي ان هذا النص لم يرد في النسخة المعتمدة , و هذا وجه قوي في ان النص ليس من كلام الإمام الدارمي , بل لعله من إدراج أحد النساخ و الله أعلم
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:16]ـ
لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك،.
هذا بعيد , لأن المعترض و هو المريسي لا يؤمن أصلا بالنزول و الإستواء على العرش و غيرها من الصفات بل ينفيها و يتأولها على غير وجهها , و لا يُعرف عن المريسي انه جعل الإستواء على العرش و النزول الى السماء من الصفات القديمة!
و لكن الإحتمال القوي: ان يكون هذا الكلام من إدراج احد النساخ و الله أعلم
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:04]ـ
لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك، و الشيخ صالح آل الشيخ كلامه يوحي بذلك في شرح الواسطية، لعلك تنقل السباق و اللحاق .. والله الموفق.
أولاً: من هو الشيخ الذي أفاد بذلك لكي نستفيد؟
ثانياً: إن السابق واللاحق من كلام الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - ليس له تعلق بكلام الدارمي - رحمه الله - نفسه، ولكن كلامه هو أحد النقول التي نقلها الشيخ - حفظه الله - لبيان مسألة هذه الصفة فحسب.
فانتبه أخي ولا تغالط بتسرعك هذا.
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:06]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا بعيد , لأن المعترض و هو المريسي لا يؤمن أصلا بالنزول و الإستواء على العرش و غيرها من الصفات بل ينفيها و يتأولها على غير وجهها , و لا يُعرف عن المريسي انه جعل الإستواء على العرش و النزول الى السماء من الصفات القديمة!
أحسنت أخي.
ـ[أبو زرعة الرازي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:46]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك , من أي نسخة نقلت هذا النص؟
يظهر ان هذه الجملة ليست من كلام الحافظ الدارمي بل مقحمة في الكتاب و تحتاج الى مزيد تحقيق
جزاك الله خيرا يا شيخ المقدادي وهذه إضافة للنسخ المطبوعة والمخطوطة التي تضمنت كلام الإمام الدارمي رحمه الله غير ما ذكره الشيخ أحمد بن حنبل وهي نسخة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله:
فاقول:
1) النسخ المطبوعة: موجود في النسخة التي حققها علي سامي النشار وعمار جمعي الطالبي وهي من ضمن مجموعة عقائد السلف طبعة منشأة المعارف بالاسكندرية، وكذلك في النسخة التي حققها الألمعي ولكن ذكرها في الحاشية بسبب منهجه الذي اتبعه في التحقيق حيث قال: (في ط، س،ش زيادة لم ترد في الأصل ولعلها سقطت منه وهي: «قيل له: لا نسلم أن ..... » إلخ).اهـ
2) النسخ المخطوطة: فهو مثبت في نسخة العامري ونسخة المكتبة السعودية تحت رقم (732/ 86) ونسخة المكتبة السعودية الثانية تحت رقم (487/ 86).راجع كتاب النقض للدارمي بتحقيق الألمعي (ج1ص105 ـ124).
هذا بالنسبة للنسخ، يبقى يا شيخ المقدادي انتقادك وتشكيكك لبعض الكلمات التي جاءت في كلام الإمام الدارمي رحمه الله.
فاقول مختصرا الكلام: قد أجاب الشيخ أحمد بن حنبل عموما على هذا الأمر بقوله: (ثم أني استبعد كلامك الذي ذكرته كل البعد وذلك لأن العلماء يعزون هذا الكلام للإمام الدارمي في كتابه هذا دون نكير).ا. هـ
وهذا صحيح، ولا شك أن هذا الكلام للإمام الدارمي؛ لأنه مثبت في أقدم نسخة وهي مقرؤة ومسموعة بأسانيد صحيحة بحضرة شيخ الإسلام ـ أي نسخة العامري ـ وهي منسوخة في سنة 721هـ وهي أقدم من النسخة التي اعتمد عليها المحقق الألمعي والنسخة هذه ـ أي نسخة العامري ـ نسخة عظيمة وعليها سماعات أيضاً لأئمة كبار وهي أيضاً منسوخة ـ أصل نسخة العامري ـ من نسخة عتيقة قديمة وعليها سماعات لجماعة من الأئمة، ولهذا العامري لما نسخ نسخته نقل السماعات الموجودة على الأصل الذي نقل منه حتى يبين جودة الأصل الذي نقل عنه؛ وعن نسخة العامري المذكورة هذه المنسوخة سنة 721هـ طبع الشيخ محمد حامد الفقي نسخته المصرية ونسخ الشيخ محمد بن عبد اللطيف ـ لم ينسخ بنفسه وإنما كلف من ينسخ له ـ
نسختين عن هذه النسخة، نسخة عام1347هـ ثم نسخ من هذه النسخة نسخة آخرى بعد ذلك. هذا ولو قدر أن بين النسختين اختلاف ـ النسخة التي أعتمدها الألمعي ونسخة العامري ـ لقدمت نسخة العامري؛ هذا من وجه، ومن وجه آخر نقول: إن كتاب النقض سمعه وقرأه ونقل منه أئمة كبار من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ولم ينتقده أحد. وهذا على عجالة والكلام يحتاج تحرير أكثر بارك الله فيك.
وأما بالنسبة لكلام الشيخ محمد الصميلي وهو: (لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك).ا. هـ
فلا اعتقد أن أعجمي يقول هذا الكلام فضلا أن يقوله عربي يفهم العربية واطلب من الشيخ الصميلي أن يذكر لنا اسم الشيخ الذي يقول هذا الكلام وأين نجده.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[أبو منصور التميمي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:50]ـ
جزاكم الله خيراً، نقاش جميل ومؤصل.
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 02:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
وهذا رابط مكمل لنفس الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16221
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:02]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ المقدادي وهذه إضافة للنسخ المطبوعة والمخطوطة التي تضمنت كلام الإمام الدارمي رحمه الله غير ما ذكره الشيخ أحمد بن حنبل وهي نسخة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله:
فاقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
1) النسخ المطبوعة: موجود في النسخة التي حققها علي سامي النشار وعمار جمعي الطالبي وهي من ضمن مجموعة عقائد السلف طبعة منشأة المعارف بالاسكندرية، وكذلك في النسخة التي حققها الألمعي ولكن ذكرها في الحاشية بسبب منهجه الذي اتبعه في التحقيق حيث قال: (في ط، س،ش زيادة لم ترد في الأصل ولعلها سقطت منه وهي: «قيل له: لا نسلم أن ..... » إلخ).اهـ
2) النسخ المخطوطة: فهو مثبت في نسخة العامري ونسخة المكتبة السعودية تحت رقم (732/ 86) ونسخة المكتبة السعودية الثانية تحت رقم (487/ 86).راجع كتاب النقض للدارمي بتحقيق الألمعي (ج1ص105 ـ124).
هذا بالنسبة للنسخ، يبقى يا شيخ المقدادي انتقادك وتشكيكك لبعض الكلمات التي جاءت في كلام الإمام الدارمي رحمه الله.
فاقول مختصرا الكلام: قد أجاب الشيخ أحمد بن حنبل عموما على هذا الأمر بقوله: (ثم أني استبعد كلامك الذي ذكرته كل البعد وذلك لأن العلماء يعزون هذا الكلام للإمام الدارمي في كتابه هذا دون نكير).ا. هـ
وهذا صحيح، ولا شك أن هذا الكلام للإمام الدارمي؛ لأنه مثبت في أقدم نسخة وهي مقرؤة ومسموعة بأسانيد صحيحة بحضرة شيخ الإسلام ـ أي نسخة العامري ـ وهي منسوخة في سنة 721هـ وهي أقدم من النسخة التي اعتمد عليها المحقق الألمعي والنسخة هذه ـ أي نسخة العامري ـ نسخة عظيمة وعليها سماعات أيضاً لأئمة كبار وهي أيضاً منسوخة ـ أصل نسخة العامري ـ من نسخة عتيقة قديمة وعليها سماعات لجماعة من الأئمة، ولهذا العامري لما نسخ نسخته نقل السماعات الموجودة على الأصل الذي نقل منه حتى يبين جودة الأصل الذي نقل عنه؛ وعن نسخة العامري المذكورة هذه المنسوخة سنة 721هـ طبع الشيخ محمد حامد الفقي نسخته المصرية ونسخ الشيخ محمد بن عبد اللطيف ـ لم ينسخ بنفسه وإنما كلف من ينسخ له ـ
نسختين عن هذه النسخة، نسخة عام1347هـ ثم نسخ من هذه النسخة نسخة آخرى بعد ذلك. هذا ولو قدر أن بين النسختين اختلاف ـ النسخة التي أعتمدها الألمعي ونسخة العامري ـ لقدمت نسخة العامري؛ هذا من وجه، ومن وجه آخر نقول: إن كتاب النقض سمعه وقرأه ونقل منه أئمة كبار من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ولم ينتقده أحد. وهذا على عجالة والكلام يحتاج تحرير أكثر بارك الله فيك.
وأما بالنسبة لكلام الشيخ محمد الصميلي وهو: (لعل الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي كما أفاد أحد المشايخ بذلك).ا. هـ
فلا اعتقد أن أعجمي يقول هذا الكلام فضلا أن يقوله عربي يفهم العربية واطلب من الشيخ الصميلي أن يذكر لنا اسم الشيخ الذي يقول هذا الكلام وأين نجده.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
جزاك الله خيراً يا أبا زرعة على هذه الفائدة الطيبة.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:40]ـ
لي تنبيه إلى أنّه لم يعجبني التسمي بأحمد بن حنبل و لا أبو زرعة الرازي
ثم إنّه حتى التبس علي الأمر برهة لما قرأت:
قد أجاب الشيخ أحمد بن حنبل عموما على هذا الأمر بقوله: (ثم أني استبعد كلامك الذي ذكرته كل البعد وذلك لأن العلماء يعزون هذا الكلام للإمام الدارمي في كتابه هذا دون نكير).ا. هـ
وفقكم الله
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 05:27]ـ
الأولى: إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته، فقد قال بقول الكلابية والأشعرية ومن وافقهم، فقد قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي – رحمه الله تعالى - في النقض 2/ 863: "ثم عارض المعارض أيضا أشياء من صفات الله تعالى التي هي مذكورة في كتاب الله، ونازع في الآيات التي ذكرت فيها ليغالط الناس في تفسيرها؛ فذكر منها: الحب والبغض، والغضب، والرضى والفرح، والكره، والعجب، والسخط، والإرادة، والمشيئة، ليدخل عليها من الأغلوطات ما أدخل على غيرها مما حكيناه عنه غير أنه قد أمسك عن الكلام فيها بعدما خلطها بتلك، فحين أمسك المعارض عن الكلام فيها أمسكنا عن جوابه، وروينا ما روى فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يحتمل أغلوطاته، فإلى الله نشكو قوما هذا رأيهم في خالقنا ومذهبهم في إلهنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أنه عز وجهه وجل ذكره قد حققها في محكم كتابه، قبل أن ينفيها عنه المبطلون، وكذبهم في دعواهم قبل أن يدعوه وعابهم به قبل أن يحكوه. ثم رسوله المجتبى وصفيه المصطفى فاستغنينا فيه بما ذكر الله في كتابه منها وسطر، وسن رسوله المصطفى وأخبر، وردد من ذكرها وكرر؛ فمن يكترث لضلالتهم بعد قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً} (2)، أم قوله: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (3)، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (4) فجمع بين الحبين: حب الخالق وحب المخلوق، متقارنين.
ثم فرق بين ما يحب وما لا يحب، ليعلم خلقه أنهما متضادان غير متفقين، فقال: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ} (5)، و {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (6)، وقال تعالى: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ} (7). ثم فرق بين سخطه وإسخاط العباد إياه، فقال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} (8)، وقال: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ}. ثم ذكر إغضاب الخلق إياه، فقال تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} (9) يقول أغضبونا، فذكر أنه يَغضَب ويُغضَب. وقال تعالى: {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} (10)، {وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} (11) فهذا الناطق من كتاب الله يستغنى فيه بظاهر التنزيل عن التفسير، وتعرفه العامة والخاصة، غير هؤلاء الملحدين في آيات الله الذين غالطوا فيها الضعفاء، فقالوا: نقر بها كلها؛ لأنها مذكورة في القرآن لا يمكن دفعها، غير أنا لا نقول: يحب ويرضى ويغضب ويسخط ويكره في نفسه، ولا هذه الصفات من ذاته على اختلاف معانيها، ولكن تفسير حبه ورضاه بزعمهم ما يصيب الناس من العافية والسلامة والخصب والدعة، وغضبه وسخطه بزعمهم ما يقعون فيه من البلاء والهلكة والضيق والشدة؛ فإنما آية غضبه ورضاه وسخطه عندهم ما يتقلب فيه الناس من هذه الحالات وما أشبهها، لا أن الله يحب ويبغض ويرضى ويسخط حالاً بعد حال في نفسه.
فيقال لهؤلاء الملحدين في آيات الله تعالى المكذبين بصفات الله: ما رأينا دعوى أبطل ولا أبعد من صحيح لغات العرب والعجم من دعواكم هذه، ففي دعواكم: إذا كان أولياء الله المؤمنون من رسله وأنبيائه وسائر أوليائه في ضيق وشدة وعوز من المأكل والمشرب، وفي خوف وبلاء، كانوا في دعواكم في سخط من الله وغضب وعقاب. وإذا كان الكافر في خصب ودعة وأمن وعافية، واتسعت عليه دنياه من مأكل الحرام وشرب الخمور كانوا في رضى من الله وفي محبة ما رأينا تأويلاً أبعد من الحق من تأويلكم هذا! (12) ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته في الفتاوى 5/ 410: "فزعموا أن قوله سبحانه ليس تنزيها له عن اتخاذ الولد - بناء على أصلهم الفاسد وهو أن الرب لا ينزه عن فعل من الأفعال - بل يجوز عليه كل ما يقدر عليه.
وكذلك جعلوا قول الأوزاعي وغيره إن النزول ليس بفعل يشاؤه الله؛ لأنه عندهم من صفات الذات لا من صفات الفعل بناء على أصلهم وأن الأفعال الاختيارية لا تقوم بذات الله.
فلو كان صفة فعل لزم أن لا يقوم بذاته؛ بل يكون منفصلا عنه.
وهؤلاء يقولون: النزول من صفات الذات ومع هذا فهو عندهم أزلي كما يقولون مثل ذلك في الاستواء والمجيء والإتيان والرضى والغضب والفرح والضحك وسائر ذلك، إن هذا جميعه صفات ذاتية لله وإنها قديمة أزلية لا تتعلق بمشيئته واختياره؛ بناء على أصلهم الذي وافقوا فيه ابن كلاب وهو أن الرب لا يقوم بذاته ما يتعلق بمشيئته واختياره؛ بل من هؤلاء من يقول إنه: لا يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يقوم به فعل يحدث بمشيئته واختياره.
بل من هؤلاء من يقول: إن الفعل قديم أزلي وإنه مع ذلك يتعلق بمشيئته وقدرته وأكثر العقلاء يقولون: فساد هذا معلوم بضرورة العقل؛ كما قالوا مثل ذلك في قول من قال من المتفلسفة: إن الفلك قديم أزلي وإنه أبدعه بقدرته ومشيئته.
وجمهور العقلاء يقولون: الشيء المعين من الأعيان والصفات إذا كان حاصلا بمشيئة الرب وقدرته لم يكن أزليا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما كان من أصل ابن كلاب ومن وافقه كالحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري والقضاة أبي بكر بن الطيب وأبي يعلى بن الفراء (13) وأبي جعفر السماني وأبي الوليد الباجي، وغيرهم من الأعيان (14)، كأبي المعالي الجويني وأمثاله، وأبي الوفاء بن عقيل وأبي الحسن بن الزاغوني وأمثالهما، أن الرب لا يقوم به ما يكون بمشيئته وقدرته، ويعبرون عن هذا بأنه لا تحله الحوادث، ووافقوا في ذلك الجهم بن صفوان وأتباعه من الجهمية والمعتزلة صاروا فيما ورد في الكتاب والسنة من صفات الرب على أحد قولين: إما أن يجعلوها كلها مخلوقات منفصلة عنه.
فيقولون: كلام الله مخلوق بائن عنه، لا يقوم به كلام، وكذلك رضاه وغضبه وفرحه ومجيئه وإتيانه ونزوله وغير ذلك هو مخلوق منفصل عنه لا يتصف الرب بشيء يقوم به عندهم.
وإذا قالوا: هذه الأمور من صفات الفعل؛ فمعناه أنها منفصلة عن الله بائنة وهي مضافة إليه، لا أنها صفات قائمة به.
ولهذا يقول كثير منهم: إن هذه آيات الإضافات وأحاديث الإضافات وينكرون على من يقول آيات الصفات وأحاديث الصفات، وإما أن يجعلوا جميع هذه لمعاني قديمة أزلية، ويقولون: نزوله ومجيئه وإتيانه وفرحه وغضبه ورضاه، ونحو ذلك قديم أزلي كما يقولون: إن القرآن قديم أزلي".
وقال ايضاً في الفتاوى - فصل الاستثناء في الإيمان- 7/ 430: "وهذا المأخذ مأخذ كثير من المتأخرين من الكلابية وغيرهم ممن يريد أن ينصر ما اشتهر عن أهل السنة والحديث من قولهم: أنا مؤمن إن شاء الله؛ ويريد مع ذلك أن الإيمان لا يتفاضل؛ ولا يشك الإنسان في الموجود منه، وإنما يشك في المستقبل وانضم إلى ذلك أنهم يقولون: محبة الله ورضاه وسخطه وبغضه قديم.
ثم هل ذلك هو الإرادة أم صفات أخر؟ لهم في ذلك قولان.
وأكثر قدمائهم يقولون: إن الرضى والسخط والغضب، ونحو ذلك صفات ليست هي الإرادة، كما أن السمع والبصر ليس هو العلم، وكذلك الولاية والعداوة.
هذه كلها صفات قديمة أزلية عند أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب، ومن اتبعه من المتكلمين، ومن أتباع المذاهب من الحنبلية والشافعية والمالكية وغيرهم.
قالوا: والله يحب في أزله من كان كافرا إذا علم أنه يموت مؤمنا.
فالصحابة ما زالوا محبوبين لله وإن كانوا قد عبدوا الأصنام مدة من الدهر، وإبليس ما زال الله يبغضه وإن كان لم يكفر بعد.
وهذا على أحد القولين لهم، فالرضى والسخط يرجع إلى الإرادة، والإرادة تطابق العلم.
فالمعنى: ما زال الله يريد أن يثيب هؤلاء بعد إيمانهم، ويعاقب إبليس بعد كفره، وهذا معنى صحيح، فإن الله يريد أن يخلق كل ما علم أن سيخلقه.
وعلى قول من يثبتها صفات أخر يقول: هو أيضا حبه تابع لمن يريد أن يثيبه، فكل من أراد إثابته فهو يحبه، وكل من أراد عقوبته فإنه يبغضه وهذا تابع للعلم.
وهؤلاء عندهم لا يرضى عن أحد بعد أن كان ساخطا عليه، ولا يفرح بتوبة عبد بعد أن تاب عليه؛ بل ما زال يفرح بتوبته.
والفرح عندهم إما الإرادة وإما الرضى، والمعنى: ما زال يريد إثابته أو يرضى عما يريد إثابته.
وكذلك لا يغضب عندهم يوم القيامة دون ما قبله؛ بل غضبه قديم إما بمعنى الإرادة وإما بمعنى آخر".
وقال ايضاً في الفتاوى 12/ 319: "وحدثت طائفة أخرى من السالمية وغيرهم - ممن هو من أهل الكلام والفقه والحديث والتصوف، ومنهم كثير ممن هو ينتسب إلى مالك والشافعي وأحمد بن حنبل، وكثر هذا في بعض المتأخرين المنتسبين إلى أحمد بن حنبل - فقالوا بقول المعتزلة، وبقول الكلابية، وافقوا هؤلاء في قولهم إنه قديم، ووافقوا أولئك في قولهم: إنه حروف وأصوات، وأحدثوا قولا مبتدعا - كما أحدث غيرهم - فقالوا: القرآن قديم وهو حروف وأصوات قديمة أزلية لازمة لنفس الله تعالى أزلا وأبدا.
واحتجوا على أنه قديم بحجج الكلابية، وعلى أنه حروف وأصوات بحجج المعتزلة.
فلما قيل لهم: الحروف مسبوقة بعضها ببعض فالباء قبل السين، والسين قبل الميم، والقديم لا يسبق بغيره والصوت لا يتصور بقاؤه فضلا عن قدمه قالوا: الكلام له وجود وماهية كقول من فرق بين الوجود والماهية من المعتزلة وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: والكلام له ترتيب في وجوده وترتيب ماهية الباء للسين بالزمان هي في وجوده وهي مقارنة لها في ماهيتها لم تتقدم عليها بالزمان وإن كانت متقدمة بالمرتبة كتقدم بعض الحروف المكتوبة على بعض.
فإن الكاتب قد يكتب آخر المصحف قبل أوله ومع هذا فإذا كتبه كان أوله متقدما بالمرتبة على آخره.
فقال لهم جمهور العقلاء: هذا مما يعلم فساده بالاضطرار؛ فإن الصوت لا يتصور بقاؤه، ودعوى وجود ماهية غير الموجود في الخارج دعوى فاسدة كما قد بسط في موضع آخر، والترتيب الذي في المصحف هو ترتيب للحروف المدادية والمداد أجسام فهو كترتيب الدار والإنسان وهذا أمر يوجد الجزء الأول منه مع الثاني، بخلاف الصوت فإنه لا يوجد الجزء الثاني منه حتى يعدم الأول كالحركة فقياس هذا بهذا قياس باطل، ومن هؤلاء من يطلق لفظ القديم ولا يتصور معناه، ومنهم من يقول يعني بالقديم إنه بدأ من الله وإنه غير مخلوق وهذا المعنى صحيح؛ لكن الذين نازعوا هل هو قديم أو ليس بقديم لم يعنوا هذا المعنى فمن قال لهم: إنه قديم وأراد هذا المعنى قد أراد معنى صحيحا، لكنه جاهل بمقاصد الناس مضل لمن خاطبه بهذا الكلام مبتدع في الشرع واللغة.
ثم كثير من هؤلاء يقولون: إن الحروف القديمة والأصوات ليست هي الأصوات المسموعة من القراء، ولا المداد الذي في المصحف، ومنهم من يقول: بل الأصوات المسموعة من القراء هو الصوت القديم، ومنهم من يقول بل يسمع من القارئ شيئان: الصوت القديم وهو ما لا بد منه في وجود الكلام".
وقال الإمام ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله تعالى - في شرح الطحاوية ص 179: "وقد افترق الناس في مسألة الكلام على تسعة أقوال:
أحدها: أن كلام الله هو ما يفيض على النفوس من معاني، إما من العقل الفعال عند بعضهم، أو من غيره، وهذا قول الصابئة والمتفلسفة.
وثانيها: أنه مخلوق خلقه الله منفصلا عنه، وهذا قول المعتزلة.
وثالثها: أنه معنى واحد قائم بذات الله، هو الأمر والنهي والخبر والاستخبار، وإن عبر عنه بالعربية كان قرآنا، وإن عبر عنه بالعبريه كان توراة، وهذا قول ابن كلاب ومن وافقه، كالأشعري وغيره.
ورابعها: أنه حروف وأصوات أزلية مجتمعة في الأزل، وهذا قول طائفة من أهل الكلام ومن أهل الحديث وقد نفى الجهم ومن وافقه كل ما وصف الله به نفسه، من كلامه ورضاه وغضبه وحبه وبغضه وأسفه ونحو ذلك، وقالوا: إنما هي أمور مخلوقة منفصلة عنه، ليس هو في نفسه متصفا بشيء من ذلك!! وعارض هؤلاء من الصفاتية ابن كلاب ومن وافقه، فقالوا: لا يوصف الله بشيء يتعلق بمشيئته وقدرته أصلا، و جميع هذه الأمور صفات لازمة لذاته قديمة أزلية، فلا يرضى في وقت دون وقت، ولا يغضب في وقت دون وقت.
كما قال في حديث الشفاعة: (إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله).
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة: فيقولون: لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك!
فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا " (15)).
------------------------------------
1) وقد نقل شيخ الإسلام في الفتاوى 12/ 86 عن أئمة أهل السنة والجماعة ومنهم الإمام أحمد، والبخاري، وعثمان بن سعيد الدارمي صاحب النقض والاثرم والمروذى وأبى زرعة وأبى حاتم وغيرهم من الأئمة رحمهم الله تعالى إنكارهم على من قال أن صفات الله عز وجل قديمة أزلية.
2) سورة الصف، آية 4.
3) سورة البقرة، آية 222.
4) سورة المائدة، آية 54.
5) سورة النساء، آية 148.
6) سورة الأنعام، آية 141.
7) سورة المائدة، آية 80.
8) سورة محمد، آية 28.
9) سورة الزخرف، آية 55.
10) سورة المائدة، آية 119.
11) سورة التوبة، آية 46.
12) وهذا الكلام ينقض كلام علماء المعارض الذي نسب للإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
13) هذا على مذهبه القديم لكنه تاب بعد ذلك ورجع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة وله كتاب في الرد على ابن فورك سماه (إبطال التأويلات) يقرر فيه عقيدة أهل السنة والجماعة.
14) أراد رحمه الله بذلك رؤوس أهل البدع.
(يُتْبَعُ)
(/)
15) ينظر ايضا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية 2/ 358.
(يتبع)
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 05:33]ـ
الثانية: إن هذا الكلام الذي نسب للإمام الدارمي - رحمه الله تعالى - ليس من كلامه، ويظهر ذلك من السياق، فقد قال الإمام الدارمي - رحمه الله تعالى - في النقض 1/ 561: " فادعى أيضا أن كلام الله يحتمل أن يكون من أفاعيله، وأن أفاعيله زائلة عنه. وكل زائل عن الله مخلوق في دعواه [قيل له (16): لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة. وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة، فكل ما خرج من قول: "كن" فهو حادث. وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم. والله أعلم. (17)]
فلم يزل يعيب (18) عن هذا القول ويلجلج به في صدره حتى صرح به، وهو يرى أنه ليس معه بالبلاد من يفطن لمذهبه.
فيقال لهذا المعارض: من زعم أن القرآن فعل الله الزائل منه فقد رجع عن قوله: كلام الله؛ لأن القول غير الفعل عند جميع الناس، والمفعولات كلها مخلوقة لا شك فيه. فقد صرح بالمخلوق مرة بعد مرة، ومرة بعد مرة بعدما عاب من قاله، ورجع عيبه عليه من حيث لا يشعر.
أرأيتك أيها المعارض إذا ادعيت في بعض كلامك أنه لا يجوز أن تقول: مخلوق ولا غير مخلوق، ولا يزاد على أن يقال: كلام الله ثم يسكت عما وراء ذلك لما أنه لم يخض فيه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فمن خاض فيه كان بزعمك مقدمًا بين يدي الله ورسوله. فكيف تركت فيه قول الله تعالى ومنهاج السلف، ورجعت عن كلام الله فجعلته فعلا له مخلوقا؟.
أو ما تخشى على نفسك ما تخوفت على غيرك؟ لقد ارتطمت فيما تخوفت على غيرك، وأنت لا تشعر، وصرحت بالمخلوق بعدما نسبت إلى البدعة من قالها، وبؤت بما عبت على غيرك (19) من التقدم بين يدي الله ورسوله وبايعت جهمًا والمريسي في دعواهما. زعم هذان أنه مجعول وزعمت أنت أنه مفعول، وكلا المعنيين سواء".
----------------------------
16) القائل هم أصحاب المعترض.
17) هذه الزيادة ليست ضمن مخطوطة دار الكتب القطرية وإنما هي في مخطوطة المكتبة السعودية بالرياض، وطبعة حامد الفقي، وضمن طبعة عقائد السلف، وحول هذا ينظر النقض بتحقيق الألمعي 1/ 561.
18) أي المعترض.
19) الذين قالوا: له لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة ..... كما تقدم.
(يتبع)
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 05:40]ـ
الثالثة: إن الإمام الدارمي رحمه الله تعالى قد فسر الحديث القدسي (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا) بأن المراد من ذلك الرحمة، ومجازات الأعمال التي كان يعمل بها في الدنيا، فقد قال الإمام الدارمي في النقض 1/ 499 - 500: "إذ زعمت أن نزوله تقريب رحمته إياهم كقوله الآخر: "من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا" فقلت: هذا تقرب بالرحمة. ففي دعواك في تفسير النزول: من تقرب إليه شبرًا تباعد هو عنه مسيرة ما بين الأرض إلى السماء، وكلما ازداد العباد إلى الله اقترابا تباعد، هو برحمته عنهم بعد ما بين السماء والأرض بزعمك".
وقال ايضاً في المرجع السابق 2/ 746: " ثم فسرت قول عبد الله: "أنهم يكونون في القرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعة" أن ذلك تقرب إليه بالعمل الصالح، كما قال الله تعالى: (من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا).
ويلك أيها الحيران! إنما قال الله: (من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا) في الدنيا بالأعمال الصالحة لا في الآخرة يوم ترفع الأعمال عن العباد".
الرابعة: لقد نقل الإمام الدارمي - رحمه الله تعالى - كلام علماء المعترض ليبين تناقض هذا المعترض لأنه كان يعيب كلامهم، ثم قال به.
قال الإمام الدارمي في المرجع السابق - كما في مخطوطة المكتبة السعودية بالرياض، وطبعة حامد الفقي، وضمن طبعة عقائد السلف (20) -: "قيل له لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة. وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة، فكل ما خرج من قول: "كن" فهو حادث. وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم. والله أعلم.
فلم يزل يعيب هذا القول ... [إلى أن قال]: فقد صرح بالمخلوق مرة بعد مرة، ومرة بعد مرة بعدما عاب من قاله، ورجع عيبه عليه من حيث لا يشعر".
الخامسة: الذي يقرر ذلك وينسبه للإمام الدارمي فهو يقرر لأهل السنة عقيدة الأشاعرة الكلابية فعند هؤلاء صفات الأفعال لله عز وجل قديمة أزلية لا تتعلق بمشيئته وإرادته وقد تقدم قول شيخ الإسلام في ذلك (21).
-------------------------------------
20) ينظر النقض طبعة مكتبة الرشد، تحقيق رشيد بن حسن الألمعي 1/ 561
21) ينظر صفحة 5.
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 05:53]ـ
فاقول:
1) النسخ المطبوعة: موجود في النسخة التي حققها علي سامي النشار وعمار جمعي الطالبي وهي من ضمن مجموعة عقائد السلف طبعة منشأة المعارف بالاسكندرية، وكذلك في النسخة التي حققها الألمعي ولكن ذكرها في الحاشية بسبب منهجه الذي اتبعه في التحقيق حيث قال: (في ط، س،ش زيادة لم ترد في الأصل ولعلها سقطت منه وهي: «قيل له: لا نسلم أن ..... » إلخ).اهـ
2) النسخ المخطوطة: فهو مثبت في نسخة العامري ونسخة المكتبة السعودية تحت رقم (732/ 86) ونسخة المكتبة السعودية الثانية تحت رقم (487/ 86).راجع كتاب النقض للدارمي بتحقيق الألمعي (ج1ص105 ـ124).
هذا بالنسبة للنسخ، يبقى يا شيخ المقدادي انتقادك وتشكيكك لبعض الكلمات التي جاءت في كلام الإمام الدارمي رحمه الله.
وهذا صحيح، ولا شك أن هذا الكلام للإمام الدارمي؛ لأنه مثبت في أقدم نسخة وهي مقرؤة ومسموعة بأسانيد صحيحة بحضرة شيخ الإسلام ـ أي نسخة العامري ـ وهي منسوخة في سنة 721هـ وهي أقدم من النسخة التي اعتمد عليها المحقق الألمعي والنسخة هذه ـ أي نسخة العامري ـ نسخة عظيمة وعليها سماعات أيضاً لأئمة كبار وهي أيضاً منسوخة ـ أصل نسخة العامري ـ من نسخة عتيقة قديمة وعليها سماعات لجماعة من الأئمة، ولهذا العامري لما نسخ نسخته نقل السماعات الموجودة على الأصل الذي نقل منه حتى يبين جودة الأصل الذي نقل عنه؛ وعن نسخة العامري المذكورة هذه المنسوخة سنة 721هـ طبع الشيخ محمد حامد الفقي نسخته المصرية ونسخ الشيخ محمد بن عبد اللطيف ـ لم ينسخ بنفسه وإنما كلف من ينسخ له ـ
نسختين عن هذه النسخة، نسخة عام1347هـ ثم نسخ من هذه النسخة نسخة آخرى بعد ذلك. هذا ولو قدر أن بين النسختين اختلاف ـ النسخة التي أعتمدها الألمعي ونسخة العامري ـ لقدمت نسخة العامري؛ هذا من وجه، ومن وجه آخر نقول: إن كتاب النقض سمعه وقرأه ونقل منه أئمة كبار من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ولم ينتقده أحد. وهذا على عجالة والكلام يحتاج تحرير أكثر بارك الله فيك.
.
أحسن الله إليك
العامري ينقل من نسخة الأصل و لهذا نسخ طبقة السماع فهل نسخة العامري هي التي سمعها شيخ الإسلام رحمه الله أم أنه سمع نسخة شيخه القواس؟ الجواب هو الثاني , و لا تنس انه ما بين سماع هذا الكتاب و نسخه أزيد من 30 عاماً
فالكتاب سُمع على أبي حفص القواس سنة 691 هـ و نسخه العامري سنة 721 هـ
فلا نعلم: هل هذا النص موجود في نسخة أبي حفص القواس أم لا؟
و الذي يظهر لي ان الكلام ليس له و أنه ربما كان في حاشية الأصل - مثلا - و نقله العامري دونما تثبت و الله أعلم بحقيقة الأمر
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 10:16]ـ
بوركت أخي عبد الرحمن السني .. وجزاك الله خيرا ..
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 11:09]ـ
السادسة: إن الأشاعرة الكلابية هم الذين قالوا أن الهرولة صفة لله تعالى ولكنها تأول، كما قرر ذلك النووي وابن بطال والعيني وغيرهم (22)، وأما أئمة أهل السنة المتقدمين (23)، فلم يعدوا الهرولة صفة لله تعالى في الحديث القدسي (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)، فقد قال الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في الجامع الكبير 5/ 554 بعد هذا الحديث: "ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث: من تقرب إليّ شبراً تقربت منه ذراعاً، يعني بالمغفرة والرحمة، وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا: إنما معناه يقول: إذا تقرب إليَّ العبد بطاعتي وبما أمرت تُسارِعُ إليه مغفرتي ورحمتي (24) ".
وقال الإمام ابن قتيبة-رحمه الله تعالى- في تأويل مختلف الحديث ص327 بعد هذا الحديث: "ونحن نقول إن هذا تمثيل وتشبيه، وإنما أراد من أتاني مسرعاً بالطاعة، أتيته بالثواب أسرع من أتيانه، فكنى عن ذلك بالمشي وبالهرولة، كما يقال فلان موضع في الضلال – والإيضاع: سير سريع- لا يراد به أنه يسير ذلك السير، وإنما يُراد أنه يسرع إلى الضلال، فكنى بالوضع عن الإسراع.
وكذا قوله: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} والسعي الإسراع في المشي، وليس يراد أنهم مشوا دائماً، وإنما يراد أنهم أسرع بنياتهم وأعمالهم، والله أعلم".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضاً -رحمه الله تعالى- في المرجع السابق ص397 - 398: "وكذلك قوله جل وعز {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} لا يريد أنه معهم بالحلول، ولكن بالنصرة والتوفيق والحياطة، وكذلك قوله تعالى: من تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى 10/ 212: "وهو سبحانه يحب من يحبه، ولا يمكن أن يكون العبد محباً والله تعالى غير محب له، بل بقدر محبة العبد لربه يكون حب الله له، وإن كان جزاء الله لعبده أعظم كما في الحديث الصحيح الإلهي عن الله تعالى أنه قال: (من تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
وقد أخبر سبحانه أنه يحب المتقين والمحسنين والصابرين، ويحب التوابين ويحب المتطهرين بل هو يحب من فعل ما أمر به من واجب ومستحب كما في الحديث الصحيح: (لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به) الحديث".
فقد أقر شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ج5 ص407 كلام الإمام ابن قتيبة في كتاب (تأويل مختلف الحديث): "ليس يراد في شيء من هذا انتقال الجسم وإنما يراد به القصد إلى الشيء بالإرادة والعزم والنية، وكذلك قوله: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} لا يراد به أنه معهم بالحلول؛ ولكن بالنصر والتوفيق والحياطة.
وكذلك قوله عز وجل: (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) (25) ".
السابعة: وأما ما قاله علماء هذا المعترض (26) بقولهم له (أجمعنا) (27)، فليس فيه نقل للإجماع (28) إذ اتفقوا هم والمعترض على ذلك، وهذا ظاهر من السياق، وواضح لمن له ادنى علم باللغة العربية.
وقد فهم بعض أهل البدع من قول علماء المعترض بأن المسألة مجمع عليها (29)، وهذا ناتج من جهلهم باللغة والعقيدة، وكذا في كلامهم هذا تضليل لأئمة أهل السنة والجماعة لأنهم خالفوا الإجماع بزعمهم، وكفى بذلك بهتاناً وأثم مبينا.
--------------------
22) ينظر شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 3 وفتح الباري لابن حجر 13/ 513 وعمدة القارئ للعيني 25/ 101 والمحرر الوجيز لابن عطية 3/ 434.
23) وقد قال بعض علماء أهل السنة المتأخرين بأن الهرولة صفة لله عز وجل، وأنها تمر على ظاهرها، وقولهم هذا مردود لمخالفتهم ظاهر الحديث وكذا عقيدة السلف المتقدمين أصحاب القرون المفضلة، وقد بينت ذلك في كتابي تحقيق الحديث القدسي" وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" ودراسته رواية ودراية.
24) كلام الأعمش لم نقف له على إسناد، ولكن المعول على نقل الإمام الترمذي لكلام أهل العلم على هذا الحديث، ولم ينقل قولاً يخالف ذلك، إذ أن الإمام الترمذي معروف بنقله لأقوال أهل العلم في تفسير الأحاديث، وحسبك به إماماً.
25) وقد أثنى ابن تيمية على هذا الكتاب بقوله في الفتاوى ج 5 ص403: "وهذا تأويل طائفة من أهل العربية منهم أبو محمد بن عبدالله بن قتيبة، ذكر في كتاب (مختلف الحديث) له الذي رد فيه على أهل الكلام، الذين يطعنون في الحديث". ومن قال أن الشيخ الإسلام رد على ابن قتيبة في الكلام الذي تقدم نقله، فيلزم بأن الشيخ الإسلام يقول بالحلول لأن الإمام ابن قتيبة قال: "لا يراد به أنه معهم بالحلول؛ ولكن النصر والتوفيق والحياطة".
26) الذي رد عليه الإمام الدارمي – رحمه الله تعالى – في النقض.
27) وفي نسخة: (أجمعنا واتفقنا).
28) إذ قال الإمام الدارمي: قيل له: ولم يقل نقول له، أو قلنا له.
29) قال الحافظ الذهبي في السير 10/ 547: " هذا غاية ما عند هؤلاء المتقعرين من العلم، عبارات وشقاشيق لا يعبأ الله بها، يحرفون الكلم عن مواضعه قديما وحديثا، فنعوذ بالله من الكلام وأهله".
(يتبع)
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 11:24]ـ
الثامنة: الذي ينقل عقيدة أهل السنة والجماعة لابد أن يكون قد تلقاها على يد علمائها، وأما الذي لم يتلق هذا العلم عن أهله؛ فسوف يخلط و يخبط في هذه المسائل، كحال أولائك الذين نقلوا قول المعتزلة و الكلابية فنسبوه للسلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تبارك وتعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (30).
وقوله {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (31) (32).
التاسعة: الذي ينسب هذا القول للإمام الدارمي، إنما يتهم الإمام الدارمي بالتناقض، إذ أن قول: " لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة" يناقض قول الإمام الدارمي: " المفعولات كلها مخلوقة لا شك فيه (33) " مما يدل على أن القول الأول هو من قول أصحاب المعترض وليس للإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
العاشرة: إن قول أصحاب المعترض (34): "فكل ما خرج من قول كن فهو حادث، وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم".
هذا الكلام فيه إضمار بأن القرآن مخلوق، لذالك رد عليهم الإمام الدارمي بقوله: "فقد صرح بالمخلوق مرة بعد مرة، ومرة بعد مرة بعدما عاب من قاله، ورجع عيبه عليه".
وذلك لأن المعترض أخذ يعيب عليهم خلق القرآن ثم قال بقولهم، فمن نسب للإمام الدارمي هذا القول فقد نسب إليه القول بخلق القرآن. (35)
ومما يبين ذلك قول الإمام احمد - رحمه الله تعالى - في الرد على الزنادقة والجهمية ص 125 - 126 بعد قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} (36) "فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له (كن) فكان عيسى بكن وليس عيسى هو الكن، ولكن بالكن كان، فالكن من الله قول، وليس الكن مخلوقا.
وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالوا عيسى روح الله وكلمته، لأن الكلمة مخلوقة، وقالت النصارى: عيسى روح الله من ذات الله، وكلمته من ذات الله.
كأن يقال إن هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة".
وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله تعالى - في النقض 2/ 670: "وأعجب من ذلك قولك: إني سألت بشرا المريسي عن قول الله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (37)، فقال بشر: كونه كما شاء بغير (كن) أوما وجدت أيها المعارض فيمن رأيت من المشايخ شيخا أرشد من بشر وأعلم بتأويل هذه الآية من بشر الذي كفر برب قال قولا لشيء قط: كن فكان؟ وهذا المشهور من مذهبه المعروف في كل مصر: أن الله لم يتكلم بكلمة قط ولا يتكلم بها قط، فسؤالك بشرا عن هذه الآية من بين المشايخ دليل منك على الظنة والريبة القديمة، وأنك لم تسأله عن ذلك إلا عن ضمير متقدم، أفلا سألت عنه من أدركت من المشايخ، مثل أبي عبيد وأبي نعيم ونظرائهم من أهل الدين والفضل والمعرفة بالسنة؟! ثم ادعيت أن بشرا قال: معناه أن يكونه حتى يكون، من غير قول يقول له: (كن) ولكن يكونه على ما أراد.
ثم فسرت قول بشر هذا، فزعمت أنه عنى بذلك أن الأشياء ليست مخلوقة من (كن) ولكن الله كونها على ما أراد من غير كيفية، وللكلام وجوه بزعمك.
فيقال لهذا المعارض: قد افتريتما على الله جميعا فيما تأولتما من ذلك، وجحدتما قول الله تعالى {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (38) إذ ادعيتما أن الأشياء لا تكون بقوله: (كن) ولكن يكونه بإرادته من غير قول: (كن)، وهذا هو الجحود بما أنزل الله؛ لأن الله تعالى جمع فيه القول والإرادة، فقال: (إِذَا أَرَدْنَاهُ) فسبقت الإرادة قبل (كن)، ثم قال: (كن) فكان بقوله وإرادته جميعا: فكيفية هذا كما قال أصدق الصادقين أنه إذا قال (كن) فكان، لا ما تأوله أكذب الكاذبين، وليست هذه المسألة مما يحتاج الناس فيها إلى تفسير ولا هي من العويص الذي يجهلها العوام، فكيف الخاص من العلماء؟ وليس هذا مما يشكل على رجل رزق شيئا من العقل والمعرفة حتى يسأل عنه مثل المريسي الذي لا يعرف ربه، فكيف يعرف قوله؟
وإنما امتنع المريسي وأصحابه من أن يقروا بهذا أنهم قالوا: متى أقررنا أن الله قال لشيء: (كن) كلاما منه لزمنا أن نقر بالقرآن والتوراة والإنجيل أنه نفس كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فامتنعوا من أجل ذلك؛ لأن الله - في دعواهم - لم يتكلم بشيء ولا يتكلم، والدليل على هذا المعارض بسؤال بشر عن هذه الآية قديما في شبابه وقد عرف مذهب بشر أنه اضطمر هذا الرأي في أول دهره وليس برأي استحدثه حديثا.
وروى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قال الله إن رحمتي كلام، وعذابي كلام، وغضبي كلام، إنما قولي لشيء إذا أردت أن أقول له: (كن) فيكون).
ادعى هذا المعارض أيضا في قول الله تعالى لعيسى ابن مريم: (روح الله وكلمته) فقال: يقول أهل الجرأة في معنى كلمته: أي بكلمته، وإن سئلوا عن المخرج منه لم يقدروا عليه، وتأولوا على الله برأيهم.
فيقال لهذا المعارض: أويحتاج في هذا إلى تفسير ومخرج؟ قد عقل تفسيره عامة من آمن بالله، أنه إذا أراد شيئا قال له: (كن فيكون) ومتى لا يقول له: (كن)، لا يكون، فإذا قال: (كن) كان، فهذا المخرج من أنه كان بإرادته وبكلمته لا أنه نفس الكلمة التي خرجت منه، ولكن بالكلمة كان، فالكلمة من الله (كن) غير مخلوقة، والكائن بها مخلوق.
وقول الله في عيسى: (روح الله وكلمته) فبين الروح والكلمة فرق في المعنى، لأن الروح الذي نفخ فيها مخلوق امتزج بخلقه، والكلمة من الله غير مخلوقة لم تمتزج بعيسى، ولكن كان بها، وإن كره، لأنها من الله أمر، فعلى هذا التأويل قلنا، لا على ما ادعيت علينا من الكذب والأباطيل".
وقال الإمام البخاري في خلق أفعال العباد ص35: "وقيل لأبي عبيد: إن المريسي سئل عن ابتداء خلق الأشياء عن قول الله عز وجل: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}، فقال: كله كلام صلة، فمعنى قوله: أن يقول صلة، كقوله قالت السماء فأمطرت، وكقوله: قال الجدار فمال، قال: قال الله تعالى: (جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ)، والجدار لا إرادة له فمعنى قوله: إذا أردناه كوناه فكان، لم يكن عند المريسي جواب أكثر من هذا؛ يعني إن الله تعالى لا يتكلم.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: أما تشبيه قول الله: (إِذَا أَرَدْنَاهُ)، بقوله قالت السماء فأمطرت، وقال الجدار فمال، فإنه لا يشبه، وهذه أغلوطة أدخلها، لأنك إذا قلت: قالت السماء، ثم تسكت لم يدر ما معنى قالت حتى تقول فأمطرت، وكذلك إذا قلت: أراد الجدار ثم لم يبين ما معنى أراد لم يدر ما معناه، وإذا قلت: قال الله، اكتفيت بقوله: قال، فقال: مكتف لا يحتاج إلى شيء يستدل به على قال، كما احتجت إذا قال الجدار فمال، وإلا لم يكن لقال الجدار معنى، ومن قال هذا فليس شيء من الكفر إلا وهو دونه، ومن قال هذا فقد قال على الله ما لم يقله اليهود والنصارى ومذهبه التعطيل للخالق".
وكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى 9/ 282: " قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (39) فهو سبحانه يكون ما يشاء تكوينه، فإذا كونه كان عقب تكوينه متصلا به لا يكون مع تكوينه في الزمان ولا يكون متراخيا عن تكوينه بينهما فصل في الزمان؛ بل يكون متصلا بتكوينه كاتصال أجزاء الحركة والزمان بعضها ببعض.
وهذا مما يستدل به على أن كل ما سوى الله حادث كائن بعد أن لم يكن وإن قيل مع ذلك بدوام فاعليته ومتكلميته، وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا أن هذا هو أصل من قال القرآن محدث ومن قال إن الرب لم يقم به كلام ولا إرادة، بل ولا علم بل ولا حياة ولا قدرة ولا شيء من الصفات.
فلما ظهر فساد هذا القول شرعا وعقلا قالت طائفة ممن وافقتهم على أصل مذهبهم: هو لا يتكلم بمشيئته وقدرته بل كلامه أمر لازم لذاته كما تلزم ذاته الحياة ثم منهم من قال: هو معنى واحد لامتناع اجتماع معان لا نهاية لها في آن واحد وامتناع تخصيصه بعدد دون عدد، وقالوا: ذلك المعنى هو الأمر بكل مأمور والخبر عن كل مخبر عنه إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا.
وقالوا: إن الأمر والنهي صفات للكلام لا أنواع له، فإن معنى "آية الكرسي" و"آية الدين" و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} معنى واحد".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ايضاً في المرجع السابق 12/ 86: " وصرح أحمد وغيره من السلف ان القرآن كلام الله غير مخلوق ولم يقل أحد من السلف ان الله تكلم بغير مشيئته وقدرته ولا قال أحد منهم أن نفس الكلام المعين كالقرآن أو ندائه لموسى أو غير ذلك من كلامه المعين أنه قديم أزلى لم يزل ولا يزال وان الله قامت به حروف معينة أو حروف وأصوات معينة قديمة أزلية لم تزل ولا تزال فان هذا لم يقله ولا دل عليه قول أحمد ولا غيره من أئمة المسلمين بل كلام أحمد وغيره من الأئمة صريح في نقيض هذا وأن الله يتكلم بمشيئته وقدرته وانه لم يزل يتكلم إذا شاء مع قولهم إن كلام الله غير مخلوق وانه منه بدأ، ليس بمخلوق ابتدأ من غيره، ونصوصهم بذلك كثيرة معروفة في الكتب الثابتة عنهم مثل ما صنف أبو بكر الخلال في كتاب السنة وغيره وما صنفه عبد الرحمن بن أبي حاتم من كلام أحمد وغيره وما صنفه أصحابه وأصحاب أصحابه كابنيه صالح وعبد الله وحنبل وأبي داود السجستاني صاحب السنن والاثرم والمروذى وأبي زرعة وأبي حاتم والبخاري صاحب الصحيح وعثمان بن سعيد الدارمي وابراهيم الحربي وعبد الوهاب الوراق وعباس بن عبد العظيم العنبري وحرب بن إسماعيل الكرماني ومن لا يحصى عدده من أكابر أهل العلم والدين وأصحاب أصحابه ممن جمع كلامه وأخباره كعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبي بكر الخلال وأبي الحسن البناني الاصبهاني وأمثال هؤلاء ومن كان أيضا يأتم به وبأمثاله من الأئمة في الأصول والفروع كأبي عيسى الترمذي صاحب الجامع وأبي عبد الرحمن النسائي وأمثالهما ومثل أبي محمد بن قتيبة وأمثاله وبسط هذا له موضع آخر.
وقد ذكرنا في المسائل الطبرستانية و الكيلانية بسط مذاهب الناس وكيف تشعبت وتفرعت في هذا الأصل والمقصود هنا أن كثيرا من الناس المتأخرين لم يعرفوا حقيقة كلام السلف والأئمة فمنهم من يعظمهم ويقول انه متبع لهم مع انه مخالف لهم من حيث لا يشعر ومنهم من يظن أنهم كانوا لا يعرفون أصول الدين ولا تقريرها بالدلائل البرهانية وذلك لجهله بعلمهم بل لجهله بما جاء به الرسول من الحق الذي تدل عليه الدلائل العقلية مع السمعية فلهذا يوجد كثير من المتأخرين يشتركون في أصل فاسد ثم يفرع كل قوم عليه فروعا فاسدة يلتزمونها كما صرحوا في تكلم الله تعالى بالقرآن العربي وبالتوراة العبرية وما فيهما من حروف الهجاء مؤلفا أو مفردا لما رأوا أن ذلك بلغ بصفات المخلوقين اشتبه بصفات المخلوقين فلم يهتدوا لموضع.
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح السفارينية ص 179: "فقول الأشاعرة حيث قالوا: إن كلام الله صفة من صفاته وليس بمخلوق، ولكن الذي نقر به المعنى القائم بنفسه، وليس الشيء المسموع الذي يكون بالحروف، فإن هذا الشيء المسموع الذي يكون بالحروف خلق من مخلوقات الله، خلقه الله تعبيراً عما في نفسه، وليس هو كلام الله، لكن إضافته إلى الله من باب المجاز، فتُجُوِّز عما كان عبارة عن الشيء فسمي به الشيء، فسمي كلام الله لأنه عبارة عنه، وليس هو كلام الله، بل الكلام هو المعنى القائم بالنفس، وهو أزلي أبدي لا يتعلق بمشيئته، بل هو وصف لازم له كلزوم الحياة والعلم والقدرة.
وعلى زعمهم هذا فهو لا يتكلم إذا شاء، كما أنه لا يعلم متى شاء، بل علمه لازم لذاته، فهم يقولون الكلام لازم لذاته ولا يتعلق بمشيئته، وعلى ذلك فالجهمية والمعتزلة خير منهم من هذا الوجه؛ لأنهم يقولون: إن كلام الله يتعلق بمشيئته لكنه مخلوق، وهم يقولون لا يتعلق بمشيئته ولا بإرادته.
ثم يقولون: إن ما يسمعه محمد صلى الله عليه وسلم وموسى وغيرهما من كلام الله، إنما هو شيء مخلوق، فهم قد شاركوا الجهمية والمعتزلة في أن ما يسمع مخلوق، لكن الجهمية قالوا: هو كلام الله، وهؤلاء قالوا: هو عبارة عن كلام الله، فوافقوا الجهمية في أن المسموع مخلوق، وخالفوهم في أنهم قالوا: إنه عبارة، وهؤلاء قالوا: إنه حقيقة".
ولذا فإن من عقيدة أهل السنة الإقرار بأن لله تعالى الكمال المطلق و أن كلامه تعالى متعلق بمشيئته وقدرته فهو يتكلم إذا شاء متى شاء ويسكت إذا شاء، وأن الله إذا أراد لأمر أن يقول له كن فيكون فكن كلامه وصفته متعلقة بإرادته ومشيئته فمتى أراد تكوين شيء قال له كن فيكون، والممفعولات كلها مخلوقة لا شك فيه ففعل الله صفة لله والمفعول غيره من الخلق، ليس كما يدعيه بعض أهل البدع كما تقدم.
------------------------------------------
30) سورة الإسراء، آية 36.
31) قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في تعليقه على الواسطية ص 34: " إن القول على الله بلا علم من أعظم المحرمات، بل إنه يأتي في مرتبة أعلى من مرتبة الشرك، حيث رتب المحرمات في هذه الآية من الأدنى إلى الأعلى، والقول على الله يشمل القول عليه في أحكامه وشرعه ودينه كما يشمل القول في أسمائه وصفاته، وهو أعظم من القول عليه في شرعه ودينه، فسياق الآية الكريمة هنا للتنبيه على هذا، والله أعلم".
32) سورة الأعراف، آية 33.
33) قال سبحانه وتعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
34) الذي نسبه بعض أصحاب البدع إلى الإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
35) لقد نسب بعض أهل البدع من الرافضة ومن وافقهم هذا الكلام للإمام الدارمي، وغايتهم في ذلك التلبيس على أهل السنة والجماعة، وهذا لخبثهم وحقدهم على أهل السنة، فعليهم من الله ما يستحقون وهذا موجود في شبكة الأنترنت.
36) سورة النساء، آية171.
37) سورة النحل، آية 40.
38) سورة النحل، آية 40.
39) سورة يس، آية 82.
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 11:39]ـ
الحادية عشر: إن القول الذي نسب للإمام الدارمي - رحمه الله تعالى -: "وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم": ليس في هذا الكلام دلالة على إثبات أن الهرولة صفة لله عز وجل (40) ولا الصفات الأخرى التي ذكرت، بل في هذا الكلام تقرير لعقيدة أهل البدع والأهواء من الكلابية و الأشاعرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 5/ 412 ولهذا يقول كثير منهم (41): "إن هذه آيات الإضافات وأحاديث الإضافات، وينكرون على من يقول آيات الصفات وأحاديث الصفات، وإما أن يجعلوا جميع هذه المعاني قديمة أزلية، ويقولون نزوله ومجيئه وإتيانه وفرحه وغضبه ورضاه؛ ونحو ذلك: قديم أزلي كما يقولون: إن القرآن قديم أزلي".
وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى في شرح الطحاوية ص 179 "فقالوا (*): لا يوصف الله بشيء يتعلق بمشيئته وقدرته أصل، و جميع هذه الأمور صفات لازمة لذاته، قديمة أزلية، فلا يرضى في وقت دون وقت، ولا يغضب في وقت دون وقت".
الثانية عشر: وإما قولهم "والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات" أي أنه يمتنع أن تحل الحوادث بذاته، وهذا القول محدث أنكره أهل السنة على أهل الكلام.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في الفتاوى 6/ 147:"ويقولون أي الكلابية يمتنع أن تحل الحوادث بذاته كما يسميها قوم آخرون: فعل الذات بالذات أو في الذات؛ ورأوا أن تجويز ذلك يستلزم حدوثه؛ لأن الدليل الذي دلهم على حدوث الأجسام قيام الحوادث بها؛ فلو قامت به لزم أحد الأمرين؛ إما حدوثه أو بطلان العلم بحدوث العالم".
وقال أيضاً في درء تعارض العقل والنقل 1/ 239: "بل قول القائل: إن الله جسم أو ليس بجسم، أو جوهر أو ليس بجوهر، أو متحيز أو ليس بمتحيز، أو في جهة أو ليس في جهة، أو تقوم به الأعراض والحوادث أو لا تقوم به، ونحو ذلك؛ كل هذه الأقوال محدثة بين أهل الكلام المحدث، لم يتكلم السلف و الأئمة فيها، لا بإطلاق النفي ولا بأطلاق الإثبات، بل كانوا ينكرون على أهل الكلام الذين يتكلمون بمثل هذا النوع في حق الله تعالى نفيا وإثباتا".
الثالثة عشر: من عقيدة أهل السنة والجماعة بأن الله يتصف بالصفات الاختيارية كالكلام والنداء والرضا والغضب والحب والبغض والرحمة والرأفة والانتقام والإتيان والنزول والاستواء على العرش والخلق والرزق وغير ذلك من صفاته العلية التي تقوم بمشيئته واختياره؛ ومعنى تعلقها بمشيئته واختياره أنه تعالى لا يزال متكلما إذا شاء ولا يزال رحيما إذا شاء ولا يزال خالقا إذا شاء، وهكذا، فالصفة ثابتة له سبحانه وتعالى، وهي متعلقة بمشيئته، فإن شاء تكلم وإن شاء سكت وإن شاء خلق، وإن شاء لم يخلق، وإن شاء غضب، وإن شاء رضي.
ومن الأدلة الموضحة لذلك:
قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} (42).
وقوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} (43).
وقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (44).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له " (45).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد " (46).
وغيرها من الأدلة الثابتة في الكتاب والسنة.
أحمد الله وأشكره على أن يسر لي أتمام هذا البحث، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعله خالصا لوجه الكريم، وأن يدخر لي أجره يوم ألقاه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه الغر الميامين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
-----------------------------------------
40) علماً بأن الهرولة في الحديث القدسي (من تقرب ..... ) ليست من أحاديث الصفات كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أئمة أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى.
41) أي الأشاعرة الكلابية.
*) أي الأشاعرة الكلابية.
42) سورة الأعراف، آية 11.
43) سورة الزخرف، آية 55.
44) سورة محمد، آية 28.
45) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 384 ومسلم في صحيحه 1/ 521 وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
46) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 1040 ومسلم في صحيحه 3/ 1504 وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
منقول: من " دك الصواعق النارية على رؤوس من قرر عقائد المعتزلة والأشاعرةالكلابية "
لخالد بن عبدالله العلوي -حفظه الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 11:47]ـ
هذا أول كلام لبحث الأخ:خالد بن عبدالله العلوي -حفظه الله-.
" دك الصواعق النارية على رؤوس من قرر عقائد المعتزلة والأشاعرةالكلابية "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومستدرج العاصين بمكره، الذي أظهر دينه على الدين كله، القاهر فوق عباده فلا يمانع، الظاهر على خلقه فلا ينازع، الحكيم فيما يريد فلا يدافع.
أحمده على إعزازه لأوليائه، ونصرته لأنصاره، وخفضه لأعدائه، حمد من استشعر الحمد باطن سره، وظاهر جهره.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، شهادة من طهر بالتوحيد قلبه، وأرضى بالمعاداة فيه والموالاة ربه.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رافع الشك وخافض الشرك، وقامع الكذب والإفك؛ اللهم صل على محمد وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، وتابعيهم الأخيار ما تعاقب الليل والنهار.
وبعد: فقد وقفت على كلام متضمن لأنواع من الكذب والمرج جامع لأمور من الباطل، لا يسع مسلم السكوت عنه، خشية أن يفتن به بعض الجاهلين، فيعتمد عليه؛ فإن كل عصر لا يخلو من قائل بلا علم، ومتكلم بغير إصابة ولا فهم.
وقد جعل الله في كل زمان فترة، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويبصرون بدين الله أهل العمى، ويحيون بكتاب الله الموتى؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وتائه ضال قد هدوه؛ فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم.
فقد عنَّ لي الجواب على ما نسب للإمام الدارمي رحمه الله تعالى في كتابه النقض وهذا نصه:" قيل له: لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة. وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة، فكل ما خرج من قولِ: "كُنْ" فهو حادث. وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم. والله أعلم."
ولي على هذا الكلام المنسوب للإمام الدارمي – رحمه الله تعالى - وقفات، ولوازم:
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 01:17]ـ
بوركت أخي عبد الرحمن السني .. وجزاك الله خيرا ..
الأخ محمد الصميلي وفقه الله
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=114523&postcount=8
لم تجاوبني على سؤالي حتى الآن؟!
هل عندك جواب على ما ذكرت أم أعتبر سكوتك هذا انسحاب، وإن ما ذكرته باطلاً غير صحيح.
هذا كي يتسنى لي الرد على ما كتبه الأخ عبدالرحيم وليس عبدالرحمن!
سوف أعطيك مهلة أقصاها يوماً ابتداءً من تاريخ هذه الرسالة.
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 01:37]ـ
أخي/ أحمد بن حنبل -وفقني الله و إياك لمرضاته-:
1 - أستغفر الله العظيم مما قلته بأن الشيخ صالح آل الشيخ كلامه سباقا ولحاقا يفيد أن الكلام للمعترض و ليس للدارمي وهذا وهمٌ مني، وكان المفروض علي مراجعة الكلام قبل التعليق، فمعذرة أخي.
2 - أما قولي أن الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي فقد بين أخي عبد الرحيم السني ذلك فيما نقل فجزاخه الله خيرا [وليس عبد الرحمن كما قلت أنا سهوا].
3 - شكرا على إثراء الموضوع بالنقولات و كذا النقاش المثمر، وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز [مجرد تذكرة].
4 - سؤال: هل يكفي نقل عالم واحد فقط لإعتبار الإجماع في مسائل العقيدة؟
5 - سؤال: مَن مِن العلماء المعتبرين غير الدارمي-على فرض صحة نسبة الإجماع إليه-قال بالإجماع المذكور؟ والله الموفق.
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 03:14]ـ
أخي/ أحمد بن حنبل -وفقني الله و إياك لمرضاته-:
1 - أستغفر الله العظيم مما قلته بأن الشيخ صالح آل الشيخ كلامه سباقا ولحاقا يفيد أن الكلام للمعترض و ليس للدارمي وهذا وهمٌ مني، وكان المفروض علي مراجعة الكلام قبل التعليق، فمعذرة أخي.
2 - أما قولي أن الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي فقد بين أخي عبد الرحيم السني ذلك فيما نقل فجزاخه الله خيرا [وليس عبد الرحمن كما قلت أنا سهوا].
3 - شكرا على إثراء الموضوع بالنقولات و كذا النقاش المثمر، وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز [مجرد تذكرة].
4 - سؤال: هل يكفي نقل عالم واحد فقط لإعتبار الإجماع في مسائل العقيدة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - سؤال: مَن مِن العلماء المعتبرين غير الدارمي-على فرض صحة نسبة الإجماع إليه-قال بالإجماع المذكور؟ والله الموفق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد،،،
أشكرك أخي على هذا التراجع بالنسبة لما أدعيته على الشيخ صالح حفظه الله ... ولكن لم تجاوبني من هو الشيخ الذي أخبرك أن هذا الكلام للمعترض لأن هذا الأمر يهمني جداً.
ولقد عجبت أخي من قولك "وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز" فأنا لم أهمز ولم ألمز فيك ولا في غيرك ولو بلفظة واحدة، وأظنك لم تقصد اللمز والهمز بمعناها الشرعي ولا اللغوي حتى، فلو رجعت إلى معنى اللمز والهمز في القرآن لتبين لك أن معناهما الذي يمشي بالغيبة والنميمة فعلاً وقولاً، قال تعالى: (هماز مشاء بنميم) قال ابن عباس في تفسيرها (همزة لمزة، طعان معياب)، وكذا المعنى اللغوي يدور حول ما ذكرناه.
ولي ملاحظة بسيطة أنت قلت: "وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز" فالمز لا يكون إلا بالفعل أي باليد أو بالعين أو الإشارة ولا يكون باللفظ كما ذكرت.
قال الحافظ ابن كثيرٍ في تفسير سورة الهمزة: الهماز بالقول، واللماز بالفعل. وكذا نقله عن بعض المفسرين كالربيع بن أنس، وقتادة، ومجاهد.
وأما بالنسبة للأسئلة التالية:
4 - سؤال: هل يكفي نقل عالم واحد فقط لإعتبار الإجماع في مسائل العقيدة؟
5 - سؤال: مَن مِن العلماء المعتبرين غير الدارمي-على فرض صحة نسبة الإجماع إليه-قال بالإجماع المذكور؟
فالجواب عليها كالتالي:
جواب 4: أنت لا تؤمن بأن هذا الكلام للإمام الدارمي، هذا شيء، والشيء الآخر أنا لم أبحث في أصل ما نقلته هذه المسألة فماذا يفيدك جوابي، وماذا تصب إليه من خلال سؤالك لي هذا السؤال؟
جواب 5: لا يحضرني الآن من نقل الإجماع في صفة الهرولة غير الدارمي، ولكن كثير من أهل العلماء قديماً وحديثاً اعتبروا هذه صفة لله تعالى وكفى بالنقل عن هؤلاء الجم الغفير القول بالاتفاق أو الاجماع على هذه المسألة لاسيما أنه لا يذكر مخالف لهم، ولو ذكر فخلافه غير معتبر البته لأن من قال أنها صفة قاله بناء على دليل صحيح عنده. ثم لو صح عندك ثبوت هذا الإجماع كما تدعي ألا يكفيك نقل إمام من الأئمة الاجماع على مسألة فلا تعتبره شيئاً؟!
ـ[أبو عبد الله الخالدي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 11:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على هذا النقل المبارك.
ـ[أبو زرعة الرازي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 07:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
«وقد أجمعنا واتفقنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب والمقت كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة. فكل ما خرج من قول كن فهو حادث، وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم».
وانت قلت: الأولى: إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو: (صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.
ـ[أبو منصور التميمي]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 04:40]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا زرعة لبيانك الحق، وارجو ترك التعصب في النقاش وأن يكون علمياً بحتاً.
ـ[أبو زرعة الرازي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
وانت قلت: الأولى: إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو: (صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.
يرفع للتذكير!
وجزاك مثله يا أبا منصور وإن شاء الله لا يوجد أي تعصب في النقاش وإنما بيان الحق.
ـ[أبو زرعة الرازي]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 11:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
وانت قلت: الأولى: إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو: (صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.
يرفع حتى يراه صاحب المقال!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زرعة الرازي]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 05:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
وانت قلت: الأولى: إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو: (صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.
يرفع للتذكير ولو اجاب عنه صاحبه الشيخ محمد الصميلي!! فهذا جيد.
ـ[محب الألباني]ــــــــ[09 - Nov-2010, صباحاً 01:15]ـ
قول الإمام الدارمي في هذه الصفات: (قديمة)؛ لا يهفم كل عربي ذاق طعم العربية أنه يقصد بها أزلية؛ هناك فرق بين أن يقول قديمة، وبين أن يقول أزلية؛ لأن كل قديم له ابتداء؛ ولذلك نص أهل على أنه لا يجوز وصف الله تعالى بالقديم.
فإذا عرفنا هذا؛ فلا إشكال في كلام الإمام الدارمي إطلاقا؛ فتأمل منصفاً!!
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:23]ـ
افضل ما رأيت شرح شيخنا ابن عثيمين حيث قال رحمه الله: " أما قوله " وإن أتاني يمشى أتيه هرولة " فهذا أيضاً اختلف فيه العلماء هل هو على حقيقته أم لا؟ فقيل إنه على حقيقته ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشى أما الله عز وجل فإننا لا نعرف كيفية مشيه ولا مانع من أن الله يمشي يقابل المتجه إليه فيقابله إذا أتاه يمشي يقابله بهرولة ويقال ان الذي يأتي سيأتي على صفة ما ولابد فإذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لابد أن يأتي على صفة ما هرولة أو غير هرولة فإذا قال عن نفسه أتيته هرولة قلنا ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن بأنه يأتي حقيقة ونحن نؤمن بأنه يأتي حقيقة فإذا كان يأتي حقيقة لابد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات فإذا أخبرنا بأنه يأتي هرولة قلنا آمنا بالله لكن كيف هذه الهرولة؟ لا يجوز أن نكيفها ولا يجوز أن نتصورها هي فوق ما يتصور وفوق ما يتكلم به ولكن هذا القول يخص هذا الحكم بالعبادات التي يأتي إليها الإنسان مشياً وتبقى العبادات الأخرى التي يفعلها الإنسان وهو قائم في مكانه تبقى غير مذكورة في هذا الحديث لكنها بمعناها.
يقول هذا من باب التمثيل أي من أسرع إلى رضاي وإلى عبادتي أسرعت إلى ثوابه سرعة أكثر من سرعة عمله وهذا القول يشمل جميع العبادات لأن الإنسان يسرع إلى العبادة إسراعاً بالبدن وأحياناً يسرع بالقلب فقط وهو ثابت في مكانه فالمهم أن لعلماء السلف في هذه المسالة قولين هل نبقيها على ظاهرها وإن كان سيخرج عنا بعض العبادات إلا أنها تثبت بالقياس أو نقول إن هذا كناية عن أن فضل الله عز وجل أكثر من عمل العامل وكأن شيخ الإسلام رحمه الله يميل إلى هذا الرأي الأخير أنه من باب ضرب المثال ونؤيد هذا بأنه ليس جميع العبادات تحتاج إلى سعى ومشى وإبقاء الحديث على عمومه المعنوي في جميع العبادات أولى من كوننا نخصه في بعض العبادات التي لا تكون عشر العبادات الأخرى أي العبادات التي تحتاج إلى مشي قليل فكوننا نحمل الحديث على عموم العبادات ونجعل هذا من باب ضرب المثل وما زال الناس يضربون المثل في هذا يقول أنا إذا رأيتك تقبل على فسوف أعطيك بالخطوة خطوتين أو إذا أقبلت مشياً أقبل إليك مسرعاً أو إذا مشيت إلي بالأقدام أمشي إليك بالجفون وهذا أسلوب عربي معروف وما زال إلى يومنا هذا، وبهذا يزول إشكال الحديث إن حملناه على الحقيقة لم يفتنا على هذا الحمل إلا شيء واحد وهو العبادات التي لا تحتاج إلى مشي ولا إلى مسافة وإن حملناه على ضرب المثل عم جميع العبادات وهذا المثل معروف من أساليب اللغة العربية اهـ. وليس أحد القولين بدعة ولا مخالفا للإجماع.(/)
شاهد حقائق يكشفها أحد الأقطاب الصوفية التائبين (طامات كبرى)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 06:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
نعرض في هذا الموضوع محاضرات لأحد أولياء الصوفية التائبين الذي يكشف فيه حقيقة ما عليه بعض مدعي الولاية من الصوفية حيث يتعامون مع الشيطاني والسحر ليوهموا الناس أنها كرامات.
الصوفي التائب هو حامد آدم الذي خرج من قريته في جنوب دارفور لكي يتعلم القرآن الكريم ولكن وقع في شرك بعض مدعي الولاية الذين في حقيقتهم سحرة وأوعده أن يكون من اصحاب المراتب العليا اذا تفانى في خدمته وأن لا يعترض عليه بأي شيء، ففعل حامد آدم ما طلب منه، وصدق معه الشيخ ولكن ما أوصله إلى المراتب العالية بل أوصله إلى الدركات السلفى، ولا حول ولا قوة إلا بالله
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2007/05/18/ww42-big.jpg
وهذه هي المحاضرات
المحاضرة الأولى: كيف تعلمنا السحر ( http://up-eibda3.com/amr2/1.ram)
المحاضرة الثانية: روحانيات الذكر ( http://up-eibda3.com/amr2/2.ram)
المحاضرة الثالثة: تجارب عملية ( http://up-eibda3.com/amr2/3.ram)
المحاضرة الرابعة: ما هي حقيقة الحجبات ( http://up-eibda3.com/amr2/4.ram)
المحاضرة الخامسة: كيف يسحرونك ( http://up-eibda3.com/amr2/5.ram)
المحاضرة السادسة: كيف كنا نعلم الغيب ( http://up-eibda3.com/amr2/6.ram)
المحاضرة السابعة: من علامات الساحر ( http://up-eibda3.com/amr2/7.ram)
المحاضرة الثامنة: خطورة العين على الفرد والمجتمع ( http://up-eibda3.com/amr2/8.ram)
المحاضرات من انتاج الراسيات لانتاج الاعلامي
المصدر: منتدى التصوف العالم المجهول ( http://almjhol.com/vb/showthread.php?t=211)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 07:17]ـ
بارك الله في جهدك أخي أباعثمان ..
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 07:44]ـ
وفيك بارك فيك شيخي الحبيب
وهذه المحاضرات كشف فيها حقائق خطيرة جدا عن الصوفية تغني عن كثير من الكتب، وكشف سر كرامات الصوفية وكيف كانوا يعلمون الغيب وامور كثيرة افضل ان تشاهدوها
============
أبو عثمان(/)
بشرى للإخوة فى المنتدى مات النووى على عقيدة السلف
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 06:26]ـ
هذه بشرى أزفها للإخوة الأعزاء فى هذا المنتدى المبارك
قامت مكتة الأنصار للنشر والتوزيع بمصر بطبع كتاب "جزء فه مايجب اعتقاده عند علماء السلف فى الحروف والأصوات " وقد قام على تحقيقه أخونا أحمد على الدمياطى وهذا منذ سنتين تقريبا ً
وقد ألفه الأمام رداً على سؤال وجه اليه رحمه الله فى جمع أقوال المتقدمين من الإعتقاد فى الحروف والأصوات
فأجاب الشيخ رحمه الله هذا السؤال فى هذه الرسالة التى قسمها الى فسمين
الأول: ذكر مانقله عن الشيخ أبى العباس أحمد بن الحسن الأرموى الشافعى فى كتابه الموسوم بغاية المرام فى مسألة الكلام
وهذا الكتاب يؤصل لعقيدة السلف فى المسئلة وفى غيرها أيضا
حيث نقل منه كلام أئمة السلف كأحمد بن حنبل و إسحاق ابن راهويه ويحيى بن سعيد والبخارى من كتاب خلق أفعال العباد وابن المبارك وابن قتيبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ويزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدى إسماعيل بن علية وسفيان بن عيينة ويوسف بن الماجشون وغيرهم الكثير
ورد على الأشعريين وغيرهم
وأورد الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف على ذلك وأثبت الحرف والصوت لله عز وجل
ثم قال فى آخر فصل لخصه من هذا الكتاب
فصل: فى أحاديث تؤكد القول بهذا المعتقد وتؤيده على التنزيه الذى عليه أئمة الإسلام حشرنا الله على معتقدهم وأماتنا على محبة السلف والصالحين والأئمة المهدين رضى الله عنهم
فانظروا الى ما كان عليه الأئمة المهديون و الفرق بينهم وبين غيرهم من المتعصبين من أهل زماننا على موافقة أغراضهم ومخالفتهم لهم لكونهم انعطفوا على حب الدنيا وزخارفها والتحبب الى رؤساء أعصارهم حملهم على هذه الأمور المستبشعة فباعوا المقطوع بالمظنون ولقد أحسن الشاعر حيث يقول
عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ومن يشترى دنياه بالدين أعجب
ونحن من ديننا التمسك بكتاب الله عزو جل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما روى عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث المشهورين ونؤمن بجميع أحاديث الصفات ولا نزيد على ذلك شيئا ولا ننقص منه شيئا كحديث قصة الدجال وقوله فيه "وإن ربكم ليس بأعور
وكحديث النزول الى سماء الدنيا
وكحديث الأستواء على العرش
وأن القلوب بين أصبعين من أصابعه
وأنه يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع
ونقول بتصديق حديث المعراج وبصحيح ما فيه من الروايات
وندين أن الله مقلب القلوب وما أشبه هذه الأحاديث جميعها كما جاءت بها الرواية من غير كشف عن تأويلها وأن نمرها كما جاءت
وأن الأيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
ونقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى وجاء ربك الملك صفا صفا
وإن الله يقرب من عباده كيف شاء لقوله تعالى ونحن أقرب اليه من حبل الوريد وقوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أ و أدنى
وأشباه ذلك من آيات الصفات
ولا نتأولها لا نكشف عنها بل نكف عن ذلك كما كف عنه السلف الصالح
ونؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر فى كتابه العزيز ولا نقول هو فى كل مكان بل هو فى السماء وعلمه فى كل مكان ولا يخلو منه مكان كما قال أأمنتم من فى السماء وكما قال اليه يصعد الكلم الطيب
وكما جاء فى حديث الإسراء الى السماء السابعة ثم دنا من ربه وكما فى حديث سوداء أريدت أن تعتق فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم أين ربك؟
فقالت: فى السماء
فقال: اعتقها فإنها مؤمنة
وأمثال ذلك كثير فى الكتاب والسنة نومن بذلك ولا نجحد شيئا من ذلك
وقد روت الثقات عن مالك بن أنس أن سائلا سأله عن قوله تعالى: الرحمن على العرش استوى فقال: الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
فيا إله السموات والأرضين ويا خالق الخلق أجمعين أنت المطلع على البواطن وأنت الرقيب على كل خافق وساكن أسألك أن تغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم
وبهذا ينتهى القسم الأول من الكتاب والقسم الثانى لخصص فيه كتابه التبيان فى آداب حملة القْرآن
وقد صنف الإمام هذا الجزء قبل وفاته رحمه الله بما يقرب من شهرين حيث انتهى من تصنيفه ى الخميس الثالث من شهر ربيع الآخر سنة 676هـ وتوفى رحمه الله فى الرابع والعشرين من رجب من نفس السنة
فرحم الله الأمام النووى وأسكنه فسيح جناته آمين
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 06:40]ـ
بارك الله فيك
راجع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25527&highlight=%C7%E1%CD%D1%E6%DD
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 09:21]ـ
جزاك الله خيرا أخى
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:44]ـ
بارك الله فيك والكتاب نشر منذ أكثر من عامين .. وهو وجادة ضعيفة جداً لا يُتعلق بها .. وهي أضعف من أن تُثبت بها هذه القضية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:51]ـ
كتاب الأذكار للنووى به أخطاء عقائدية فهو يجيز شد الرحال إلى قبر النبي وليس مسجده
راجع الأذكار للنووي ج1 ص204
[فصل]: في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكارها
.....
فإذا صلى تحية المسجد أتى القبر الكريم فاستقبله واستدبر القبلة (!!!!) على نحو أربع أذرع من جدار القبر، وسلم مقتصدا لا يرفع صوته، فيقول: 572 - السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه، السلام
عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين، السلام عليك وعلى آلك وأصحابك وأهل بيتك وعلى النبيين وسائر الصالحين ; أشهد أنك بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، فجزاك الله عنا أفضل ما جزى رسولا عن أمته
......
فيما سبق نجد النووي يوصى الزائر باستقبال القبر عند الدعاء وأتى بدعاء بلا دليل!
ويقول في ص 205
573 - فقد روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة "
الحديث ما بين بيتى ومنبري وليس قبري ....
وهذا الخطأ الحديثي منه استغله القبوريون أسوأ استغلال والله المستعان
ويقول ص 206
574 - وعن العتبي قال: " كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا
رسول الله، سمعت الله تعالى يقول: (ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله
توابا رحيما) [النساء: 64] وقد جئتك مستغفرا من ذنبي، مستشفعا بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه * فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال: ثم انصرف، فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي: يا عتبي، الحق الأعرابي فبشره بأن الله تعالى قد غفر له "
قلت ... هذه الرواية التى ذكرها يحتج بها القبوريون على جواز الدعاء عند القبر وسؤال المغفرة وغيرها ....
قال ابن عبد الهادي في كتابه " الصارم المنكي في الرد على السبكي ": هذه الحكانة ذكرها بعضهم يرويها عن العتيبي بلا إسناد، وبعضهم يروبها عن محمد بن حرب الهلالي، وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب، عن أبي الحسن الزعفراني عن الأعرابي، وقد ذكرها البيهقي في كتاب " شعب الإيمان " بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري، حدثني أبو حرب الهلالي قال: حج أعرابي، فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته، فعقلها ثم دخل المسجد حتي أتي القبر ثم ذكر نحو ما تقدم.
... السؤال:
هل في الكتاب المذكور تراجع النووى عن هذه أيضاً؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:54]ـ
لا. الرسالة المذكورة ممحضة في الصفات ...
ومات ذكر من أخطاء النووي في شد الرحل والزيارة أهون بكثير من أشعريته ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:08]ـ
مرحباً بأخى الشيخ أبي فهر
أخطاء شد الرحال والزيارة لو كانت أهون بكثير من التمشعر كما تقول فإن أثرها فظيع عند المخالفين من القبوريين وسدنة الشرك فهم يدندنون بها ويحتجون بها علينا على جواز التوسل وأعمال الشرك.
ولا زلت لا أفهم لمَ لم تنل كتب النووى رحمه الله التحذير الكافي لما فيها من بلايا عقائدية؟!
ـ[أبو منصور التميمي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:57]ـ
رأيت أن بعض الأخوة وفقهم الله يشككون في نسبة الكتاب للنووي فهل هناك بحث مكتوب حول هذا الأمر؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيك والكتاب نشر منذ أكثر من عامين .. وهو وجادة ضعيفة جداً لا يُتعلق بها .. وهي أضعف من أن تُثبت بها هذه القضية ..
الكتاب حجة فى نفسه على إثبات أن النووى رحمه الله رجع والكتاب ليس وجادة بل نص منه رحمه الله
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 12:16]ـ
رحم الله الإمام النووي وغفر له زلاته
ونحسبه طلابا للحق منصاعا له ولكن الموفق من وفقه الله
وأين في عصرنا مثل النووي
وأين منزلته من منزلة من يطعن به في هذا العصر وينزل المقالات تلو المقالات في التشنيع عليه وتتبع زلاته ونشرها
وكثير منها زلات في ذهن المنتقد لسوء فهمه لا وجود لها في الخارج ولا في أذهان العلماء ذوي الفهم الصحيح
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 12:29]ـ
أخى أمجد
أنت تلوى عنق الكلام
الأخ صاحب الموضوع لم يشنع على النووي كأحد العلماء وكذلك أنا وكل من تكلم في الموضوع
أنا قلت:
لمَ لم تنل كتب النووى رحمه الله التحذير الكافي
ولم أطعن في شخصه
بعكس ما فعلتم أنتم وبعض سلفكم في الطعن في غيره رغم أن زلاته أهون بكثير
ورغم أن غيره لم يجز التوسل ولم يكن أشعرياً!
هكذا فليكن الكيل بكيلين والتعصب
وهل في إنكار الدعاء مستقبلاً القبر الشريف سوء فهم منى
ولماذا حذف من بعض الطبعات في بلاد الحرمين إذن؟!!!
هل تقصد أن علماء الدعوة الوهابية لديهم سوء فهم أيضاً؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 12:35]ـ
الخطأ ينتقد ويرد كيفماكان صاحبه
والنقد لايعني بطبيعة الحال الطعن والظلم والتشنيع
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 12:41]ـ
فقد روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة "
الحديث ما بين بيتى ومنبري وليس قبري ....
وهذا الخطأ الحديثي منه استغله القبوريون أسوأ استغلال والله المستعان
** هل هذا سوء فهم منى أيضاً؟؟!!!!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 12:46]ـ
كل هذا لم يكن ....
النووي رحمه الله أخطأ وخطؤه يرد مع حفظ مكانته في الإسلام
هذا مفروغ منه
إنما قصدت تلك المواضيع التي أنزلتموها على موقعكم
وأرجو أن ينتهي النقاش إلى هنا
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 12:57]ـ
هناك أمور تدلل على أن الإمام النووي رحمه الله ربما رجّح مذهب السلف في آخر حياته
منها: قول الذهبي عنه: كان سلفيا و ربما تأول قليلا -- أو كلاما هذا معناه فأنا انقله من ذاكرتي ,
و منها: نقله كلام الخطابي في إثبات أن الله تعالى في السماء في ترجمته في طبقات الشافعية دونما نكير
و منها: شهادته في كتابه روضة الطالبين لمن قال لا إله إلا الله الملك الذي في السماء بالإيمان و استشهد بآية كريمة يستشهد بها اهل السنة على كون الله تعالى في السماء و هي قوله تعالى " أأمنتم من في السماء " بينما الاشاعرة يخالفون في هذا
قال رحمه الله في كتابه روضة الطالبين - جزء 3 ص 450 من المكتبة الشاملة -:
(فصل:
في المنهاج للإمام الحليمي أنه لا خلاف أن الإيمان ينعقد بغير القول المعروف وهو كلمة لا إله إلا الله حتى لو قال لا إله غير الله أو لا إله سوى الله أو ما عدا الله أو ما من إله إلا الله أو لا إله إلا الرحمن أو لا رحمن إلا الله أو لا إله إلا البارىء أو لا بارىء إلا الله وان قوله أحمد أو أبو القاسم رسول الله كقوله محمد رسول الله وأنه لو قال كافر آمنت بالله نظر إن لم يكن على دين قبل ذلك صار مؤمناً بالله تعالى وإن كان يشرك بالله تعالى غيره لم يكن مؤمناً حتى يقول آمنت بالله وحده وكفرت بما كنت أشرك به وإن قوله أسلمت لله أو أسلمت وجهي لله كقوله آمنت بالله وأنه لو قيل لكافر أسلم لله أو آمن بالله فقال أسلمت أو آمنت يحتمل أن يجعل مؤمناً وأنه لو قال أؤمن بالله أو أسلم لله فهو إيمان كما أن قول القائل أقسم بالله يمين ولا يحمل على الوعد إلا أن يريده وأنه لو قال الله ربي أو الله خالقي فإن لم يكن له دين قبل ذلك فهو إيمان وإن كان يقول بقدم شيء مع الله تعالى لم يكن مؤمناً حتى يقر بأنه لا قديم إلا الله وكذا الحكم لو قال لا خالق إلا الله وأنه لو قال اليهودي المشبه لا إله إلا الله لم يكن إسلاماً حتى يتبرأ من التشبيه ويقر بأنه ليس كمثله شيء فإن قال مع ذلك محمد رسول الله فإن كان يعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم جاء بنفي التشبيه كان مؤمناً وإلا فلا بد أن يتبرأ من التشبيه وطرد هذا التفصيل فيما إذا قال من يزعم قدم أشياء مع الله لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى إذا كان يعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم جاء ينفي ذلك كان مؤمناً وأن الثنوي إذا قال لا إله إلا الله لم يكن مؤمناً حتى يتبرأ من القول بقدم الظلمة والنور أن لا قديم إلا الله كان مؤمناً وأن الوثني إذا قال لا إله إلا الله فإن كان يزعم أن الوثن شريك لله تعالى صار مؤمناً وإن كان يرى أن الله تعالى هو الخالق ويعظم الوثن لزعمه أنه يقربه إلى الله تعالى لم يكن مؤمناً حتى يتبرأ من عبادة الوثن وأنه لو قال البرهمي وهو الموحد الجاحد للرسل محمد رسول الله صار مؤمناً ولو أقر برسالة نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مؤمنا ويجيء فيه القول الذي حكاه البغوي في يهودي أقر بنبوة عيسى صلى الله عليه وسلم وأن المعطل إذا قال محمد رسول الله فقد قيل يكون مؤمناً لأنه أثبت المرسل وإن الكافر لو قال لا إله إلا الذي آمن به المسلمون صار مؤمناً ولو قال آمنت بالذي لا إله غيره أو بمن لا إله غيره لم يكن مؤمناً لأنه قد يريد الوثن وأنه لو قال آمنت بالله وبمحمد كان مؤمناً بالله لإثباته الإله ولا يكون مؤمناً بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يقول بمحمد النبي أو محمد رسول الله وأن قوله آمنت بمحمد النبي إيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله آمنت بمحمد الرسول ليس كذلك لأن النبي لا يكون إلا لله تعالى والرسول قد يكون لغيره وان الفلسفي إذا قال أشهد أن الباري سبحانه وتعالى علة الموجودات أو مبدؤها أو سببها لم يكن ذلك إيماناً حتى يقر أنه مخترع لما سواه ومحدثه بعد أن لم يكن وأن الكافر إذا قال لا إله إلا المحيي المميت فإن لم يك من الطبائعيين كان مؤمناً وإن كان منهم فلا حتى يقول إلا الله أو إلا الباري أو اسماً آخر لا تأويل لهم فيه وأن الكافر إذا قال لا إله إلا المالك أو الرازق لم يكن مؤمناً لأنه قد يريد السلطان الذي يملك أمر الجند ويرتب أرزاقهم ولو قال لا مالك إلا الله أو لا رازق إلا الله كان مؤمناً وبمثله أجاب فيما لو قال لا إله إلا الله العزيز أو العظيم أو الحكيم أو الكريم وبالعكوس وانه لو قال لا إله إلا الله الملك الذي في السماء أو إلا ملك السماء كان مؤمناً قال الله تعالى " أأمنتم من في السماء " ولو قال لا إله إلا ساكن السماء لم يكن مؤمناً وكذا لو قال لا إله إلا الله ساكن السماء لأن السكون محال على الله تعالى) اهـ
و على هذه الأمور و مثيلاتها استند الشيخ مشهور بن حسن سلمان في تصحيح نسبة الكتاب له
و الأمر ما زال بحاجة الى تحقيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 01:09]ـ
كل هذا لم يكن ....
النووي رحمه الله أخطأ وخطؤه يرد مع حفظ مكانته في الإسلام
هذا مفروغ منه
إنما قصدت تلك المواضيع التي أنزلتموها على موقعكم
وأرجو أن ينتهي النقاش إلى هنا
أخى أمجد
لا نختلف أن النووي رحمه الله أخطأ وخطؤه يرد مع حفظ مكانته في الإسلام
أما ما ذكرته من مواضيع فهو موضوعات لي في تجميع أخطاء من شنع على من اتبع الحديث وترك تقليد المذاهب الأربعة ومنهم النووى وابن العربي والجويني وهذه الموضوعات انتقد إخوانى وشيوخى الكرام أسلوبي فيها وحجبتها من زمن رغم أن ما فيها صحيح وغير مفترى ولدي الكثير غيره ... لكن احترمت وجهة نظرهم وحجبت الموضوعات.
ولعلمك أخى الفاضل لدى الكثير من هذا الأمر والعديد من هذه الكتابات وأود لو نشرتها لبيان أن أحداً من العلماء لم يسلم من الخطأ وليس علماؤنا وحدهم بل إن علماءنا هم الأقل خطأً ولكن ...
رحم الله جميع علماء المسلمين
سأكمل النقاش معك بإذن الله لو أحببت في قسم الاقتراحات
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 01:51]ـ
الكتاب حجة فى نفسه على إثبات أن النووى رحمه الله رجع والكتاب ليس وجادة بل نص منه رحمه الله
بارك الله فيك ..
لا يكون الكتاب حجة حتى يثبت أن النووي كتبه وقاله ...
والكتاب عاري عن الإسناد ..
لم ينسبه أحد للنووي ..
لم يُشر أحد من أهل العلم إلى وقوع هذا الرجوع من النووي مع قيام المقتضى وانتفاء المانع ..
فهذه المخطوطة وجادة ضعيفة لا تثبت نسبتها للنووي رحمه الله .. بل هي رسالة منحولة مكذوبة النسبة ...
وعندي مخطوطة نظيرتها في رجوع شيخ الإسلام ابن تيمية إلى معتقد الأشاعرة ..
فلا يفتح أهل السنة على أنفسهم باباً من الاستدلال بواهي التوثيق ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 01:54]ـ
إثبات النووي لكون الله في السماء لا يُخرجه من التمشعر ومن الأشعرية الذين لا اختلاف في تمشعرهم من يقول بهذا ...
وليس الذهبي -رحمه الله-من المحققين في إثبانت نسبة الناس للسنة ولربما غلبته الرقة وملك رأيَه حسنُ الظن ...
وكل ذلك لا علاقة له بقضية الاعتذار للنووي والحكم الكلي عليه فهذا خارج عن محل البحث هنا ..
ـ[الشّك العلمي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 07:01]ـ
باركم الله فيكم.
عليكم بهذا الرابط.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16225(/)
طلب من الاخوة الاعضاء
ـ[أبو جابر محمد]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 08:57]ـ
من فضلكم أريد كتب العقيدة للشيخ الشثري(/)
الشيخ عيسى المبلّع يكشف قناع النادي الأدبي .. كلمة الشيخ .. جديد 22/ 5/1429 هـ الثلاثا
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:50]ـ
((الشيخ عسى المبلع يكشف قناع النادي الأدبي بحائل .. كلمة الشيخ .. جديد 22/ 5/1429 هـ الثلاثاء))
وانكشف القناع
الحمد لله وكفى و سلام على من اصطفى. أما بعد:
فشكر الله سعي من دافع عن الحق وذاد عنه بلسانه وقلمه. فقد انجلت الظلمة وانكشفت الغمّة قال تعالى .. (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) فقد انكشف القناع عن وجه النادي الأدبي بحائل في مرحلته الحالية و بانت ظلمة الوجوه وسوادها وغبرتها .. قال تعالى (لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) سورة / ق / 22 فأهل العلم و المثقفون قد بان لهم الوجه الخفي و عامة الناس قد استيقظوا و أخذوا حذرهم وولاة الأمر تجلت لهم الحقائق و المحتسبون على بيان الحق وصد الباطل وصل صوتهم للقاصي والداني وعُذروا .. قال تعالى (وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّه مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) سورة /الأعراف / 164 فيا أهل الغيرة كفُّوا فقد كفيتم فأنتم على ثغور وأمامكم جبهات أخرى تحتاج إلى إصلاح وجهد .. قال الشاعر:
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأُسد تخشى وهي صامتة ... و الكلب يخسى لعمري وهو نباَّح
ولا يستخفنكم المرجفون ....
قال تعالى .. (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) سورة /الروم /60 وقال تعالى .. (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) سورة /الإسراء/ 81
و هاأنا أسوق الزبدة لمن فاته شرب اللبن لبيان مناهج ومقاصد أعضاء النادي الأدبي في مرحلته الحالية:
أولا: محور أهدافهم و غاية آمالهم تحقيق الحرية المطلقة ((الحرية الفكرية و السياسية و الجنسية و و و إلخ)) فخذوا آثار حريتهم المزعومة:
1. إدارة النادي الأدبي بحائل وأعضاؤه يفرضون فرضاً. و يُحيَّد بانوه ومؤسسوه. فأين ديمقراطيتهم المزعومة بل أين الترشيح و أين الانتخابات و أين مراعاة المؤهلات و أين الأنظمة الحامية فهذا ما يسمى بالوصاية الفكرية وطمس الآخر!.
2. التحجير على مداخلات مخالفيهم، بل وصراخهم عند سماع مالا يلائمهم، فضلاً عن السب و الشتم فما حصل في أمسية فوزية أبو خالد خير برهان وقد تم فضح إقصائهم وصراخهم في وجه من يخالفهم من قبل أحد الحاضرين من خلال تسجيل صوتي. نشر في مواقع الإنتر نت.
3. مجرد حمل آلة تصوير مع مخالف لهم لتصوير إحدى أمسياتهم يقذف حاملها بالإرهاب و يسب و يشتم بل تستدعى من أجله الأجهزة الأمنية و تستعدى عليه وكأنه مجرم فأين حرية الرأي و احترام رأي الآخر أم أن القضية قضية شعارات كاذبة.
4. تداعي أصحابهم و رفقاء دربهم من كتاب الصحف لنصرتهم و تمجيدهم و محاربة مخالفيهم. فأين الأمانة الإعلامية و الصحفية أم أن الأمر قد وكل لغير أهله قال تعالى .. (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ) سورة / الأعراف/ 202
5. حجب الإعلام للأصوات و المقالات الصحفية الساعية لبيان الحقيقة و كشفها. فمن لنا قاض إذا كان الخصم قاضيا. فمادامت وزارة الإعلام هي المتبنية و الراعية لهذا الاتجاه فأي إعلام يقاضيها نسأل الله السلامة.
إن الحرية الحقيقية هي المنبثقة من نور الكتاب والسنة قال تعالى .. (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) و الذي صان للبشرية حريتها و كرامتها لقوله تعالى .. {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} و ما سوى ذلك فإبدال ظلمات بظلمات قال الشاعر ..
هربوا من الرق الذي خلقوا له ..... وبلوا برق النفس و الشيطان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: (لا يدخل الجنة عاق) فالدولة التي بنت لهم هذا الصرح و فتحت لهم الأبواب و شجعت عليه ليكون مناراً للعلم و الأدب و الثقافة. هاهم قاؤوا اللبن الذي شربوه. بل عضوا الثدي الذي التقموه فوصموا أمهم بأنها علمانية لا تعترف بالدين وأهله فعلى مسرح النادي يصرح منظرهم بذلك وهو الدكتور محمد العنزي فيقول ((أن النظام السعودي الحاكم نظام علماني)) و تعلو الابتسامات وجوههم إقرارا و فرحاً و إعجابا بجرأته فهاهو التكفير و التفجير قد لبس ثوباً آخر بل القتل و التفجير هذه المرة بطريقة عصرية راقية. فالريموت له مجاله.
ثالثاً: ما سر شغفهم بدعوة أقطاب الفكر المنحرف الليبرالي و الحداثي لناديهم؟
? عبده خال: يرى أنه جزء من الإله وأنه يحمل صفاته. (في رواية فسوق)
? فوزية ابو خالد: تصف الله بأنه يلعب الكرة، ويتزلج على الجليد. ويرقص مع الفتيات. (في قصيدة لها بعنوان .. لن يسرقوا الله من وجهك).
? تركي الحمد: يقرر: أن الله و الشيطان وجهان لعملة واحدة. (في رواية الكراديب)
? وآخر يقول: لا الله أختار و لا الشيطان.كلاهما جدار. كلاهما يغلق لي عيني. هل أبدل الجدار بالجدار.
? وآخر وآخر .... (تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً))
فهل هذا هو الأدب المنشود. وهل هذه الثقافة المرجوة قال تعالى .. (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)
رابعاً: أين الشعر و الشعراء و الأدب و الأدباء و البلاغة و البلغاء و الفصاحة و الفصحاء (أم أن الله لم يخلق في نظرهم سوى أدب الحداثة والحداثيين) ثم تتحول قاعات النادي الأدبي بحائل إلى عرض أفلام شيعية و هندية و نصرانية ويعرض الصليب في معقل من معاقل دولة التوحيد (وقد تم عرض صور من الفلم الهندي في مواقع حائل والصليب ظاهر فيه بحجم الرجل) ويتخلل ذلك العرض موسيقى و غناء و أجساد نسائية شبه عارية و عرض عقائد منحرفة و و و و ... إلخ. ثم يأتي أحد علمائنا الكبار وهو فضيلة الشيخ عبدالله العبيلان وينكر هذا المنكر ويحذر الناس من الفساد وتكون ردة فعلهم التهجم على عرضه وعلمه وشخصه ويتهم بالتزمت والتشدد من خلال أعوانهم ممن باع ضميره وأمانته من أصحاب الأقلام الصحفية وكذلك من قبل من يوافق نهجهم من خلال مواقع النت .. لماذا لأنه أنكر منكرا بينا. قال صلى الله عليه وسلم ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه))
فإذا كان الأمر كذلك فليغير اسم النادي الأدبي و يسمى بمقهى أو دار سينما ...
فأثناء عرض الفلم الشيعي ضجت القاعة بالموسيقى. و أنتنت رائحتها من السجائر و ... و .. .
خامساً: هروب أعضاء النادي الأدبي من جبال الأدب و الثقافة واكتفائهم بحفنة من الحداثيين فعلى سبيل المثال نجد أن الدكتور والأديب حسن الهويمل الذي تشرفت منطقة حائل بزيارته لها والذي عقدت له أمسية في جمعية الملك عبد العزيز لم توجه له دعوة من قبل النادي الأدبي وكذلك نجد أن أعضاء النادي الأدبي لم يتشرفوا بحضور أمسيته والسبب أنه أديب صاحب رسالة إسلامية سامية فهو غير مرغوب فيه من قبل من يتلذذ بتقفي سنة الغرب ونظرا لأنه صاحب فكر إسلامي ولوا عنه مدبرين .. قال تعالى .. (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ {49} كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ {50} فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ {51})
سادساً: سباحتهم في برك الفلسفة الموحلة وعلم الكلام ولا أقول أنهار و بحار الفلسفة لأنهم بعد لم يُجيدوا الغوص فيها وأمامهم سنوات طويلة كي يصلوا لمستوى طفل من أطفال المعتزلة في الفلسفة فضلا عن علمائهم فقد غاص في بحار الفلسفة و محيطاتها أساطين الفلسفة و أقطابها من كبار علماء المعتزلة فمنهم من غرق، ومنهم من نُشل فكتب الله له النجاة مثل الإمام أبو الحسن الأشعري.
.... يقول الرازي و من مثله في الفلسفة:
نهاية إقدام العقول عقال .... و غاية سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا .... و غاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا .... سوى أن جمعنا في قيل و قالوا
وكم قد رأينا من رجال و دولة .... فبادوا جمعنا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها .... رجال فزالوا و الجبال جبال
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين هؤلاء المساكين أعضاء النادي الأدبي المتطفلين على هذا العلم من هؤلاء العلماء الفحول الذين اعترفوا بأن علم الفلسفة لم يزدهم سوى حيرة إلى حيرتهم ألا يستفيدون من تجارب غيرهم أم أن الجهل يجعل الإنسان يخوض تجارب مستهلكة فأين التجديد الذي يطالبون به أم أن التجديد فقط من وجهة نظرهم القاصرة في إلغاء حدود الله والتهجم على الدين لكن الفكر الفلسفي لا يجدد فيه ولا يستفاد من تجارب المتقدمين الفاشلة في هذا العلم والسؤال الذي يطرح نفسه هل التاريخ سيعيد نفسه.
سابعاً و أخيراً: و قبل أن نضع القلم على الرغم من ارتياحنا لانكشاف القناع و ظهور ما يخفيه هذا النادي وأعضائه من وجوه كالحة غبراء إلا إننا في ألم و حزن لمآل إخواننا القائمين على النادي و لسلوكهم هذا الطريق الوعر المؤدي إلى الهاوية. فهم إخواننا وبنو جلدتنا و ممن قرؤوا القران و من عوائل لها في قلوبنا محبة و إكرام. (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً) فنقول لهم عودوا فالعود أحمد و التائب من الذنب كمن لا ذنب له وكونوا بنائين لا هدَّامين فليس الخطأ أن يقع الإنسان في الخطأ ولكن الخطأ أن يستمر فيه فاحذوا حذو نبيكم صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام. احذوا حذو الإمام المجدد إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل. و الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية و الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب الذين تقفوا سنه الحبيب المصطفى عليه السلام. ودعوا طريق أحمد بن أبي دؤاد و أتباعه قال تعالى .. ((وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}))
هدنا الله جميعاً لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
بقلم الفقير إلى عفو ربه / عيسى بن درزي المبلع
خطيب جامع الأمير سعود الفيصل بحائل
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:13]ـ
لابد من محاصرة الفكر العلماني بكل طاقتنا الفكرية والعلمية وكل الصور العمرانية الاسلامية!
واقرب الطرق الي اظهار مسخهم امام الناس هو كشف هزء افكارهم وضحالة مقالاتهم وسوء نظرهم وسخافة عصارة اذهانهم حتي يعلم الناس انهم لايقدمون مثالا ادبيا ولانموذجا اخلاقيا ولاسيرة فكرية سويه وحسنة عقلية قوية وانهم لاروح لهم رفيع المستوي لطيف المحتوي ظريف المأوي خفيف المحمل رقيق عند التأمل عالم بالحق وقائل بالنكتة العلمية انما هم خشب مسندة لارقرقة ماء وجه ولاعذوبة لسان ولاحلاة جنان وقد فعلت انا ذلك في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الثاني فاي انسان يقرؤه يعلم سخافة هذه العقول الكبيرة بين قوسين وانها لاتستحق الريادة ولاترتقي الي مكانة كريمة وسيادة
ان اظهار عبثهم السخيف شيء لطيف
وتقديمهم للناس كما هم لاكما يظهرون يكشف صورهم المخشبة الخاوية من النور والرحمة والعلم
اخوكم طارق منينة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:22]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ عيسى ..
وكما قال أخي ابن الشاطئ: (لابد من محاصرة الفكر العلماني بكل طاقتنا الفكرية والعلمية .. ).
ومن الخطوات العملية:
1 - نشر أشد العبارات انحرافًا، مما يدفعه المسلم العادي؛ كقول أحدهم: (الله والشيطان وجهان لعملة واحدة)!! نشر هذا في مطويات، وتوصيلها للمسؤولين.
2 - مراغمتهم في الندوات والفعاليات، عبر المداخلات.
3 - مناصحة من لم يوغل منهم، وأنه على خطر أن يخسر دينه.
4 - التعاون بين أهل الحق.
5 - دعم الثقات لتولي المناصب في النادي.
وفقكم الله ..
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 01:30]ـ
ابن الشاطئ الحقيقي أشكرك على هذا الرد
وأبشرك أن أخواننا من أهل حائل بذلوا ولا زالوا يبذلون في فضح أصحاب النادي الأدبي
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 01:33]ـ
الشيخ سليمان حفظك الله وبارك فيك
وأشكرك على هذه الأستجابة(/)
فلسطين في المشروع الإيراني
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 01:47]ـ
فلسطين في المشروع الإيراني
صباح الموسوي
مركز دراسات النهضة الأحوازية للثقافة والإعلام
19 ربيع الأول 1429هـ الموافق له 26 - 3 - 2008م
لم تكن الثورة الإيرانية - أو كما اصطلح عليها فيما بعد بالإسلامية - التي أسقطت نظام البهلوي الشاهنشاهي قبل ثلاثين عاماً مجرد حدث داخلي، أو انقلاب شبيه بتلك الانقلابات التي شهدتها إيران مراراً خلال المرحلة التي أعقبت تأسيس أولى كياناتها السياسية المستقلة عقب انفصالها عن الإمبراطورية الإسلامية في القرن التاسع الهجري على يد إسماعيل الصفوي، لقد شكلت هذه الثورة حدثاً فريداً من نوعه فيما يخص شكل نظامها وشعاراته التي تركزت على معاداة الشرق والغرب، و"تصدير الثورة " وهو الشعار الذي جعله نظام الثورة على رأس أولوياته فيما يتعلق بعلاقاته مع البلدان العربية خاصة، والإسلامية عامة.
ومن بين الشعارات الأخاذة الأخرى لنظام الثورة كان شعار "اليوم إيران، وغداً فلسطين" وهو ما جعل الكثير من المراقبين يعتقد - منذ الوهلة الأولى - أن هذا الشعار قد لا يعدو كونه شعاراً استهلاكياً شأنه شأن شعار (لا شرقية ولا غربية) وغيره من الشعارات الأخرى التي كانت تمثل المحرك الأساس لعواطف الجموع الغفيرة من الجماهير الفرحة بسقوط عرش البهلوي، والمتطلعة لبناء غد أفضل تسوده العدالة، والمساواة، والحرية الخلاّقة.
وإذا كان هذا هو تطلع الشارع الإيراني المتنوع الأعراق والمذاهب؛ فإن الشارع العربي أيضاً لم يكن هو الآخر بأقل حماسة من نظيره الإيراني بشأن تعاطفه مع هذه الثورية وشعاراتها التي توسموا فيها خيراً، فقد كان الشارع العربي فرحاً لسقوط أكبر حليف للكيان الإسرائيلي في المنطقة، وثاني أهم عدو للعرب.
والأمر الآخر أن شعارات الموت لـ"إسرائيل" و الموت لـ"أمريكا" التي كانت تدبج خطابات قادة الثورة الإيرانية قد أعادت إلى أذهان الجماهير العربية التي كانت قد أصيبت بعد اتفاقية كامب ديفيد بفقدان الثقة بما حولها من أنظمة وحكام؛ حماسة الأيام التي عاشتها على نغمة الخطابات الثورية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وذكرى موقف التحدي العربي الجريء الذي تمثل في قرار الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود بوقف تصدير النفط للولايات المتحدة الأمريكية، وذكرى صور معارك حرب العبور، وصور البطولة التي جسدها الفدائيون الفلسطينيون في معركة الكرامة، وفي الجملة فإن الشارع العربي كان بحاجة ماسة إلى سماع أي خطاب أو مشاهدة أي حدث يمكن أن يعطيه بارقة أمل جديدة، ويعيد له الثقة التي كان قد فقدها بمن حوله.
وقد جاءت شعارات نظام الثورة الإيرانية لتلفت انتباهه، وتجعله يستمع لها بتفاؤل كبير، متجاوزاً كل الخلافات المذهبية والقومية، ومتناسياً كل المواقف العدائية التي وقفتها إيران ضد العرب، والتي تمثل جانب منها باحتلالها لإقليم الأحواز والجزر الإماراتية الثلاثة، وأراض عربية أخرى، وفوق ذاك كله مناصرتها العلنية للكيان الإسرائيلي، ولم يكن هذا التعاطف العربي مع الثورة الإيرانية محصوراً بالعامة، بل غلب أيضاً على عواطف وعقول عدد من القادة العرب لحد وقوف بعضهم مع إيران في حربها الظالمة ضد العراق، ومدها بصواريخ بعيدة المدى لضرب بغداد أملاً في تحقيق الحلم الذي هيجته الشعارات الإيرانية في أذهانهم، واستولت به على شعورهم ومشاعرهم العربية النقية.
بعد مضي ثلاثين عاماً على انتصار الثورة الإيرانية، وتأسيس نظامها الفريد من نوعه من جهة خلط مفهوم الجمهورية بالإسلامية، وتسليم زمام شؤونها العامة والخاصة بيد حاكم مطلق يسمى الولي الفقيه؛ بات يتعذر على الكثير ممن آمنوا أو كانوا قد تفاءلوا بشعارات الثورة ونظامها تفسير المواقف الإيرانية التي تثير الحيرة بالنسبة لهم، فشعار "تحرير طريق كربلاء" الذي لم يستطع قادة النظام الإيراني تحقيقه خلال ثماني سنوات من حربهم العدوانية على العراق، فقد تحقق لهم بوقوفهم مع جيوش الغزو الغربية لهذا البلد العربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن ليس من أجل الوصول إلى القدس كما كانوا يزعمون حينها، بل من أجل تفريغ بغداد من العرب السنة، وحرق مساجدهم، وتقليل نسبة عددهم ليكونوا أقلية تحكمهم أكثرية عمل قادتها
(يُتْبَعُ)
(/)
السياسيون، ومراجعها الدينيون على تحقيق حلم بقي يراود الإيرانيون طوال ألف وأربع مئة عام مضت، أي منذ معركة القادسية الخالدة التي هدت عرش كسرى، وأدخلت نور الإسلام إلى بلاد فارس.
بعد ثلاثين عاماً من تأسيس الجمهورية الإيرانية التي كانت قضية فلسطين من ضمن شعاراتها الصّياحة؛ يتساءل سائل من الذين كانوا متفائلين جداً بتلك الشعارات: ترى ماذا تحقق لفلسطين من تلك الشعارات، وماذا تحقق من طموحات الذين كانوا قد جردوا السلاح على إخوتهم، ووقفوا مدافعين عن نظام طهران أملاً في تحرير القدس برشاش الخميني؟
لا أحد ينكر أن رشاش الخميني طوال الثلاثين عاماً الماضية قد مزق "وما زال يمزق" صدور مئات الآلف من أبناء الشعب العراقي وغيرهم من العرب الذين كان لهم قصب السبق في نصرة فلسطين، ولكنه لم يطلق رصاصة واحدة على الجيش الذي احتل فلسطين، ويرتكب المجازر تلو المجازر بحق الفلسطينيين، ومع ذلك فإن النظام الإيراني ما زال يزاود على الجميع فيما يخص مسألة الدفاع عن فلسطين، علماً بأن القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي قال الإيرانيون: إن احتلال كربلاء شرط لتحريره؛ ليس له مكانة من القدسية في عقيدة قادة النظام الإيراني.
وإليك بعض ما ورد عن مكانة المسجد الأقصى المبارك في الكتب العقائدية لهؤلاء المتبجحين بالدفاع عن فلسطين:
أولاً: جاء في بحار الأنوار للمجلسي (ج 22/ ص 90) عن أبي عبد الله "الإمام جعفر بن محمد الصادق" قال: سألت عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ قال: ذاك في السماء، إليه أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه"!.
ثانياً: جاء في كتاب الخصال للشيخ الصدوق: 137 "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد رسول الله، ومسجد الكوفة".
ثالثاً: روى الكليني في كتاب الكافي بإسناده عن خالد القلانسي أنه قال: سمعت أبا عبد الله الصادق - عليه السلام - يقول: صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة. كتاب وسائل الشيعة ج3/ص547.
ولقصر المقام نكتفي بهذه الإشارات التي وردت في كتب عقائد الإمامية عن مكانة قبلة المسلمين الأولى لتعرف حقيقة هذه المكانة في عقيدة قادة النظام الإيراني.
إذن لماذا بقيت فلسطين حاضرة في خطاب قادة النظام الإيراني إن لم يكن لديهم هدف استراتيجي أبعد من الشعارات؟
والجواب ربما تجده في ملخص هذا الذي سوف استعرضه لك عما حققته الجمهورية الإيرانية للفلسطينيين من خلال ما قاله الإيرانيون، وليس مما أقوله أنا.
في خضم حملة الانتخابات البرلمانية الإيرانية الثامنة التي أجريت مؤخراً كانت فلسطين حاضرة في الحملات الانتخابية لبعض القوى الإيرانية الموالية للنظام، وهي قوى تحتل مكانة مرموقة في السلطة، وعلى سبيل المثال نذكر هنا التصريح الذي أدلى به "حسين مرعشي" الناطق باسم حزب "كار گزاران سازندگي" الحزب الموالي لرئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، ونشرته صحيفة "اعتماد ملي" العدد 570 الصادر في 28 يناير الماضي حيث قال في معرض انتقاده لتصريحات الرئيس أحمدي نجاد بشأن الهلوكوست وإسرائيل ما نصه: "الإيرانيون ومنذ سنوات يعتقدون أن أموالهم تذهب هدراً بشأن الاستثمار في قضية فلسطين، فالإيرانيون لديهم مشاكل مع العرب أهم وأكبر من المشاكل التي لديهم مع الآخرين، ولكن السيد أحمدي نجاد لم يشر إليها؟ "، ولم يكن تصريح زعيم حزب الله الإيراني آية الله "محمد باقر خرازي" أبعد من تصريح حسين مرعشي فقد قال آية الله خرازي - وهو أحد أقطاب تيار ما يسمى بالمحافظين - في حديث نشرته صحيفة "عصر إيران" الصادرة في يوم الأحد 2 مارس الجاري، وأعادت نشره وكالة أنباء "أخبار الشيعة" الإيرانية، فقد صرح هذا القيادي الإيراني البارز متسائلاً: "ما هي الفائدة التي جنيناها أو سوف نجنيها من دعم الحركات الفلسطينية، فإذا أردنا دعم الفلسطينيين يجب أن نكون متيقنين أن فلسطين ستكون سائرة على مذهب أهل البيت (يعني شيعة)، وإذا لم تكن على مذهب أهل البيت إذن ما الفرق بين إسرائيل وفلسطين"، ورداً على هذه التصريحات فقد نشرت صحيفة "عصر إيران" مقالاً مطولاً بقلم "فتاح غلامي" أحد المسئولين في
(يُتْبَعُ)
(/)
المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية الإيرانية بعنوان "التشيع في فلسطين" ننقل بعض ما جاء فيه إنجازات النظام الإيراني في فلسطين، يقول المسئول الإيراني المذكور: "كان التشوق إلى معرفة مذهب التشيع بعد انتصار الثورة الإيرانية قد انتشر على مستوى واسع جداً، ولم تكن الأراضي الفلسطينية مستثناة من هذا التشوق الأمر الذي خلق قلقاً لدى أهل السنة في المنطقة، ومثال على ذلك أن العالم السني يوسف القرضاوي انتقد في مؤتمر تقريب المذاهب الذي عقد في الدوحة بصراحة الشيعة، وطالب القرضاوي - خلال حديثه - الشيعة بالتوقف عن الترويج لمذهب التشيع في البلدان والأراضي التي يسكنها السنة، ووصف القرضاوي ترويج التشيع بين أبناء الشعب الفلسطيني بالفتنة، وعن دور الثورة الإيرانية في نشر التشيع في فلسطين فإنه يمكن أن نشير إلى حركة الجهاد الإسلامي على أنها أكثر الحركات الفلسطينية تشيعاً، والأكثر ارتباطاً بحزب الله وإيران، وقد قامت بدور مهم في نشر التشيع في فلسطين.
ولا يقتصر انتشار التشيع على حركة الجهاد الإسلامي بل تعدى إلى حركات وطنية ودينية أخرى أخذت طابع التشيع وهي تهتم في الغالب بالشئون الثقافية والاجتماعية كالحركة "الإسلامية الوطنية" التي بتشيع رئيسها الأستاذ محمد أبو سمرة وكوادرها أصبحت من الحركات التي تحسب على شيعة فلسطين، وقد أنشأت الحركة مركز القدس للدراسات والبحوث لدعم نشاطها الدعوي، وتعتبر مدينة بيت لحم اليوم مركزاً رئيساً للشيعة في فلسطين، فبعد الثورة الإسلامية تأسست في مدينة بيت لحم مجموعة باسم "اتحاد شباب الإسلام" أخذ عملها طابع الجمعيات الخيرية من أجل الترويج لمذهب التشيع، حيث أقدمت هذه المجموعة على تأسيس مستوصف الإحسان الخيري، ومستوصف السبيل، ومركز نقاء الدوحة الجراحي، ومدرسة النقاء، ومركز النقاء النسوي، إضافة إلى فتح دور للقرآن الكريم في المساجد وغيرها ساهمت بالترويج لتشيع بشكل واسع.
أما المركز الشيعي الآخر فهو في بيت لحم، ويدار من قبل "محمد شحادة" أحد أنصار حركة الجهاد الإسلامي، والذي له دور في نشر التشيع، والمؤسسات الشيعية النشطة الأخرى هي "الجمعية الجعفرية" في قضاء الجليل، وتحديداً في دبوريق، وتعمل بإدارة "أشرف أمونة" وهي جمعية تتولى رعاية هيئات منها حسينية الرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومكتبة الزهراء - عليها السلام -، ومجلة السبيل.
كما توجد مؤسسة شيعية أخرى هي "المجلس الشيعي الأعلى في فلسطين" برئاسة محمد غوانمة أحد الأعضاء السابقين لحركة الجهاد الإسلامي، كما أنه يوجد هناك عدد من المستبصرين وهم من العلماء السنة الفلسطينيين الذين اعترفوا بأحقية مذهب أهل البيت، ومن بين هؤلاء الأشخاص الشيخ "محمد عبد العال" الذي كان قد أمضى سنوات في البحث والتدقيق في مذهب التشيع، وكان عبد العال قد قال في إحدى مقابلاته: "إن من أهم الكتب التي قرأتها كتاب المراجعات، والذي لم يزد في إيماني شيء غير أنه أضاف إلى معلوماتي شيئاً جديداً، ولكن الحادثة التي أنهت الأمر وهدتني إلى مذهب أهل البيت - عليهم السلام - كانت على النحو التالي: في أحد الأيام ذهبت أتمشى إلى حانوت صغير لأحد أقربائي، وجلست عنده، وسمعته ينادي على أحد أحفاده أن يجلس محله ليذهب هو لأداء صلاة العصر، وعندها أخذني التفكير؛ إذا لم يكن شخص يستطيع ترك حانوت صغير من أجل الذهاب إلى الصلاة دون أن يجلس أحداً محله ليحافظ له على أمواله؛ إذن كيف يمكن أن يكون النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله - قد يترك أمة بدون إمام أو وصي؟ فوالله لا يمكن أن يكون كذلك".
وبهذه القصة (المضحكة) أنهى المسئول الإيراني مقالته التي رد بها على المعترضين على دعم إيران لبعض الحركات الفلسطينية، مؤكداً أن النظام الإيراني قد استطاع أن يدخل التشيع إلى فلسطين، وهذا هو ما لم يحصل في عهد أي من الأنظمة الإيرانية السابقة، فوجود التشيع بأي منطقة يعني أن هناك نفوذاً لإيران، وهذا هو محط الجّمال.
الحادثة الأخيرة التي طبلت لها وسائل الإعلام الإيرانية، واعتبرتها نصراً لإيران؛ كانت حادثة لف جنازة الشهيد "محمد شحادة" الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلية في الثاني عشر من مارس الجاري في بيت لحم؛ بعلم حزب الله يوم تشييعه، واعتبرت وسائل الإعلام الإيرانية أن محمد شحادة كان قد تشيع عندما كان في سجون الاحتلال الإسرائيلي مطلع الثمانينات، حيث اختلط بسجناء لبنانيون شيعة، وعقب ذلك أصبح من العناصر البارزة في ترويج التشيع في الأراضي الفلسطينية.
لم يحزن المسئولون الإيرانيون لمقتل هذا المجاهد الفلسطيني، ولكنهم فرحوا وهلهل إعلامهم لكون جثمان الشهيد شحادة لم يلف بالعلم الفلسطيني؛ الذي يفترض أنه استشهد من أجل أن يرفرف هذا العلم خفاقاً على مبنى رئاسة الدولة الفلسطينية في القدس، وإنما لكونه لف بعلم حزب الله الموالي لإيران ليقولوا: إن في فلسطين هناك من يوالي إيران أكثر من ولائه لفلسطين، وإن استشهد باسم الدفاع عن فلسطين.
لا نعلم إن كان هو حسن حظ الإيرانيين أم سوء طالعنا نحن العرب، فهل هناك أكبر من هذا المكسب بالنسبة لهم حينما سمعوا أن قائداً فلسطينياً بحجم الأخ خالد مشعل يقول: إن الخميني هو الأب الروحي لحركة حماس، فالسؤال ماذا يكون الشيخ الشهيد أحمد ياسين - رحمه الله - بالنسبة لحماس إذا كان الخميني أباً روحياً لها؟
فهل هناك أكبر من هكذا مصيبة بالنسبة لنا من أن تتحول دماء شهداءنا ثمرة جاهزة نقدمها بأيدينا لحكام طهران الذين كل ما قدموه لفلسطين هو أنهم أدخلوا إليها التشيع!!، فهل عرفنا ماذا تنوي إيران من وراء دعم بعض الحركات الفلسطينية، وما هو جوهر المشروع الإيراني في فلسطين؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 04:36]ـ
.............(/)
ردٌّ على مقال مسيئ للسنة النبوية وفهمها.
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 09:49]ـ
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه والصّلاة والسلام على رسول اللّه وبعد:
فقد قرأت في صفحة الرأي من جريدة الشرق الأوسط في عدد الثلاثاء 24ربيع الأول 1429 هـ والموافق لـ 1نيسان (أبريل) 2008 مقالا بعنوان (تركيا .. والحديث النبوي الشريف) كتبه (السيد ولد أباه) حيث تناول الكاتب (مشروعا علميا تركيا لمراجعة الحديث النبوي الشريف وإعادة قراءته) وذكر أنه قد قوبل (بسخط واسع في الكثير من الأوساط الإسلامية) ثم أخذ في (تبيان عدة حقائق معروفة لدى أهل الاختصاص قليلا ما يتم التنبيه إليها) وقد استوقفني مقاله لما فيه من تقرير أمور ادعاها وكأنها مسلمات وحقائق وإنما هي مغالطات سبق إليها سأقف على بعض منها بكلمات مختصرة يضيق المقام عن التوسع فيها فأقول:
أولا: مسألة (مراجعة الحديث النبوي الشريف) ما المراد منها وما المقصود؟ فإن كان المراد والمقصود جمع الحديث وإنشاء موسوعاته وإدخالها الحواسب الآليّة ـ وما شابه ذلك ـ فهذا أمر لا غبار عليه بل السعي إليه مشكور والعمل به مبرور لا يختلف في ذلك وأما إن كان المراد محاولة فتح ملفاته للحط من شأنه والتشكيك فيه وفي روايته وقد مضى ما يزيد على الألف عام على جمعه وتدوينه بطرق علمية مبتكرة لا يشك باحث قديم أو معاصر في قوتها ورصانتها فهذا مما يدعو إلى الريبة والشك في قائله وليس له في ذلك أسبقية فقد حازها بعض مستشرقي القرنين الماضيين واللذين أرادوا تشكيكنا ليس بالسنة الشريفة بل حتى بالقرآن الكريم زعموا!!
ثانيا: وأما مسألة (إعادة قراءته) فهذه مطية العبث الجديدة فلِنُرْضي بعض من لا يرضى عنا ولا عن ديننا ولا عن قرآننا ولا عن سنتنا وكي لا نثير أقواما من حولنا سنبقي النصوص كما هي ولكن لنقرأها من جديد! ولنرمي بجهود عباقرة التاريخ وأذكياء العالم وخير الناس وأخلصهم لعقيدتهم ودعوتهم الحنيفية علمائنا ـ علماء المسلمين والمحدثين منهم خاصة ـ لنرمي بكل ذلك وراء ظهورنا! ولنبدأ بفهم جديد! هو فهم سقيم ولكن يمتاز بأنه ـ كما يظن البعض ـ سيرضي من حولِنا العالم الذي ذكر لنا اللّه تعالى أنه لن يرضى حتى نغير ملتنا وننخلع من ديننا فهل هذا ما أراده الكاتب؟!
ثالثا: قال الكاتب: (إن جمع الحديث كما تبين الوثائق العلمية الرصينة بدأ متأخرا، ولم يكن موضوع إجماع الصحابة الكرام، بل اعترض عليه كبارهم. وحسب ما يذكر السيوطي وابن حجر وغيرهما فإن تدوين الحديث الشريف كان قرارا جريئا أخذه الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وإن كانت المدونات التي يفترض أنها جمعت في عهده لم تصلنا) كذا قال ولأبدأ من كلامه في آخر الفقرة والتي تدل على بعد الكاتب عن هذا العلم وضحالة معرفته به فالمدونات التي ذكرها وصلتنا جميعا فبعضها وصلتنا كما هي مثل صحيفة همام بن منبه المشهورة وبعضها وصلتنا متضمنة في المصنفات المجموعة في العصر التالي لها على يد مالك وأحمد والبخاري وأمثالهم وينطبق ذلك على المدونات التي أشار إليها بل إن بعضها كصحيفة همام ـ التي أشرت إليها ـ وصلتنا مفردة ووصلتنا ضمن صحيح مسلم كما هو معلوم لدى كل دارس لهذا العلم الشريف. وأما أن (جمع الحديث بدأ متأخرا) فهذا غير صحيح و الوثائق العلمية الرصينة التي يشير إليها الكاتب ما هي إلا من ترهات بعض المستشرقين غير الموضوعيين وأقوالهم المتهافتة التي شبعت ردودا لعل الكاتب لم يطلع على أقلها فبداية التدوين كانت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت على نطاق ضيق وكذلك وجد التدوين في عهد الصحابة الكرام وانتشر أكثر في عهد التابعين الأول بل إن الزهري وأبا بكر ابن حزم ـ المشهور بالتدوين والذي يذكر بذكر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزير كما أشار الكاتب ـ هم من التابعين ووفاتهم في أوائل القرن الثاني للهجرة فأين التأخر المزعوم؟! وأما جمع الكتب الشاملة فهذا الذي بدأ في القرن الثاني وكثر بعد في القرن الثالث وعظم وأما كلمة (قرار جريء) من الخليفة الأموي عمر بن عبد العزير فهي كلمة مريبة أراد المستشرقون من ورائها الادعاء بأن علماء الأمة إنما دونوا حديث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لهدف دنيوي وغاية سياسية هي نصرة بني أمية وهذا ادعاء باطل يتناقض مع خيرية هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمة التي اختارها اللّه لحمل رسالته (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ويتناقض مع قول النبي صلى الله عليه وسلم «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» أخرجه البخاري وهو طعن في سلف الأمة وعلمائها وتاريخها فهل يدري الكاتب عن معنى ما يردد من كلام للمستشرقين الحاقدين؟! وإذا أراد الاحتجاج كما يزعم بكلام الحافظ ابن حجر فهاك ما قاله ابن حجر، قال رحمه اللّه في كتاب "مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري" وفي الفصل الأول منه: (اعلم علمني اللّه وإياك أن آثار النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن في عصر أصحابه وكبار تبعهم مدونة في الجوامع ولا مرتبة لأمرين أحدهما: أنهم كانوا في ابتداء الحال قد نُهوا عن ذلك كما ثبت في صحيح مسلم خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم. وثانيهما: لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم ولأن أكثرهم لا يعرفون الكتابة، ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار وتبويب الأخبار لما انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري الأقدار ا. هـ) فهذا كلام ابن حجر وليس فيه إشارة إلى أن يكون السبب سياسيا كما يدعي المستشرقون وينقل هذا الكاتب!!
رابعا: ثم أخذ الكاتب ـ وقد سلّم بحجيّة السنة الشريفة ـ في التشكيك في صحتها وصحة اتصالنا بها أو وصولها إلينا فشكك ـ ويا للعجب ـ بعلم مصطلح الحديث الذي لم يسع حتى أعدائنا إلا أن يسلموا بسلامة منهجيته وصرامة معاييره ودقته وعلميته وهو في عرف هذا العصر: منهج أكاديمي صرف. فأدخلنا في مسائل الظني والقطعي والتي كانت لا تغادر كتب أصول الفقه التي تناولتها بل كانت أشبه بترف علمي في عصور الإسلام المزدهرة فليس لها عند التطبيق قيمة تذكر ثم أخذ الكاتب يلقي الكلام على عواهنه كقوله: (فصحة السند كما يقول علماء المصطلح لا تفيد صحة المتن بالضرورة) وهذا الكلام غير صحيح فالسند الذي لا يفيد بصحته صحة المتن سند منقوص وليس بصحيح بل فيه علة لا تدخله في الصحيح، عندئذ فهو غير صحيح أي لا يقوم على تصحيح المتن الذي يحمله وهذه مسألة متفق عليها عند علماء الحديث قال ابن الصلاح في "كتاب علوم الحديث" والمعروف بـ "مقدمة ابن الصلاح" ـ والذي هو أصل كتب المصطلح التي ألفت بعده على الإطلاق ـ: (الحديث الصحيح هو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذا ولا معللا) فالذي أشار إليه الكاتب هو السند الذي ظاهره الصحة وفيه علة لا تعطيه الوصف الكامل للصحة وهذا أمر معروف عند أهل الحديث بل عامة الفقهاء ويعرفونه كما يعرفون أركان الصلاة ولا ينقضي العجب حين يقول الكاتب: (ومن الاحتياط الواجب التوقف في القطع بنسبة القول إلى الرسول الكريم) صلى الله عليه وسلم فما هذا الاحتياط المزعوم الذي يستأصل السنة عن بكرة أبيها لأوهام في رؤوس مريضة! ولما هذا الشك؟ لأن (تقويم الرجال صعب لا يمكن أن يفضي إلى جزم كامل) وهذا كلام ينمّ عن جهل شديد بالسنة وكتبها وكتب رجالها التي تعد لا بالعشرات ولا بالمئات بل بالألوف وهي ما بين جزء صغير ومجلد وكتاب مؤلف من سبعين مجلدا فيأتي هذا الكاتب ليلغي جهود أربعة عشر قرنا وجهود عشرات الآلاف من العلماء الأفذاذ بوهم وفكر مريض جلاه قوله: (فكم من راو عدله البعض ومدحه بأفضل الفضائل وذمه البعض الآخر واتهمه بالوضع والكذب كما يعرف من له أدنى اطلاع على هذا العلم العصي) فواللّه الذي لا إله إلا هو لهذا هو الكذب الصراح أو الجهل المدقع بعينه فإن من له أدنى اطلاع على هذا العلم الجلي يعرف أن لعلم الجرح والتعديل علماؤه المعروفون بعلمهم الغزير ومنهجهم القويم الواضح فما تناقضوا في أقوالهم كما يزعم هذا الكاتب فلا يوجد رجل وثقه عالم معتبر عند أهل هذا الفن وكذبه عالم معتبر آخر ـ إلا في حالات نادرة وقد حرر العلماء المحققون مثل الذهبي وابن حجر هذه الأحوال النادرة فانعدمت المشكلة واضمحلت ـ ولكن مما يخفى على هذا الكاتب ـ وأمثاله ممن ليس لهم معرفة بهذا العلم ـ أن الكلام في الراوي يتضمن مجموعة أشياء أهمها: ضبطه وعدالته وقد يكون الرجل عابدا زاهدا عدلا في نفسه فيمدحه أحد العلماء على ذلك ويتعرض آخر لضبطه إذ يكون ممن لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يحفظ جيدا أو ممن غلب عليه النسيان أو ممن لا يحسن ضبط كتابه ـ أوما شابه مما يخل بصفة الضبط لديه ـ فيذمه فيكون من مدحه مدحه من وجه ومن ذمه ذمه من وجه آخر فلا تعارض ولا تناقض! وإذا علم هذا علم أن علم الجرح والتعديل علم مضبوط بقواعد ثابتة لا يدخلها الريب وبالتالي فالرواية القائمة على هذا العلم والتي تصلنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبسنته وبصحابته نقلة الدين ذات قواعد ثابتة أيضا بما ينعدم معها الشك والريبة فبطل ما ادعاه هذا الكاتب.
خامسا: ثم قال (ولم يقل أحد من المحدثين إن علم الجرح والتعديل قد اكتمل) فنقول: من أين لك هذا؟ وما البينة على هذه الدعوى؟ أم تراك فهمت كلام المحدثين فحكمت بهذا؟! فإن قواعد هذا العلم قد قُررت وما المؤلفات المستمرة فيه إلا من باب التقريب للأفهام والتسهيل على المتعلمين وإلا فقد انعقد الإجماع على أسسه وقواعده منذ تسعة قرون يقول ابن الصلاح في "المقدمة" تحت عنوان (النوع الثالث والعشرين: معرفة من تقبل روايته ومن ترد روايته وما يتعلق بذلك من قدح وجرح وتوثيق وتعديل) يقول: (أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يشترط فيمن يحتج بروايته أن يكون مسلما بالغا عاقلا سالما من أسباب الفسق وخوارم المروءة متيقظا غير مغفل حافظا إن حدث من حفظه ضابطا لكتابه إن حدث من كتابه وإن كان يحدث بالمعنى اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالما بما يحيل المعاني واللّه أعلم). فيذكر ابن الصلاح الإجماع على هذه الشروط المضبوطة المحددة في القرن السادس الهجري ثم يأتي حضرة الكاتب في القرن الخامس عشر ليقول (ولم يقل أحد من المحدثين إن علم الجرح والتعديل قد اكتمل) فماذا علينا أن نسمي هذا؟!
سادسا: ثم يقول ـ بعد أن سمّى بعض أهل العلم ـ (يشيرون إلى أحاديث ضعيفة في صحيحي البخاري ومسلم) وهذا كذب وافتراء لا يمكن السكوت عنه سببه سقم الأفهام وطغيان الأوهام هذا لأننا نحسن الظن فلا نطعن بالنيات وقد قال أبونصر الوائلي السجزي: (أجمع أهل العلم والفقهاء وغيرهم على أن رجلا لو حلف بالطلاق أن جميع ما في كتاب البخاري مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم قاله لا شك فيه أنه لا يحنث والمرأة بحالها في حبالته ا. هـ) ـ وهذه طريقة لهم في توكيد اليمين ـ أقول: نقل هذا الكلام وأقره وأودعه كتابه ابنُ الصلاح الذي يشير الكاتب إليه ضمن من ادعى أنهم أشاروا إلى وجود أحاديث ضعيفة في صحيح البخاري فماذا بعد هذا الكذب الصريح!! وأما قوله عن الألباني وغيره أنهم يضعفون أحاديث الصحيح فأقول: من كان حاله ما قدمتُ كما سبق وبينتُ فليس من الغريب في شأنه ألا يفهم كثيرا من أقوال أهل العلم ثم يقولهم ما لم يقولوا ويلبسهم من الأفكار ما لم يلبسوا.
وأخيرا فواللّه إن في كلام صاحب هذه المقالة كلام كثير مما يستحق الرد عليه ليس لأنه فكر جدير بالمناقشة بل لأنه يثير شبهات كثيرة رمى بها ذات اليمين وذات الشمال فكان لا بد من بيان الحق فيها وتجليتها بعد بيان تهافتها وإظهار عوار بعضها من باب دلالة البعض على الكل وإلا فإن كل كلامه مردود ومجانب للصواب لا تؤيده الوثائق العلمية الرصينة الموثوقة ولعل سبب ذلك أن الكاتب جاهل بالمصطلح وأهله وقد تلقى بعض العلم عن كتبٍ لغير أهله بل لأعدائه والطاعنين فيه فنقل منها الكلام على عواهنه بل بعجره وبجره وإن كنا لا نعذر المستشرقين لكيدهم وحقدهم فإنا لا نعذر بني جلدتنا لما يمكنهم من التعلم والتفقه والاتصال بأهل العلم لدرء الشبهات والوصول إلى الحق والله الهادي إلى سواء السبيل.
(وانظر للرد بتوسع على كلام هذا الكاتب وأمثاله:
الأنوار الكاشفة لما في كتاب "أضواء على السنة لأبي رية" من الزلل والتضليل والمجازفة لعبدالرحمن المعلمي
ودراسات في الحديث النبوي لمحمد عجاج الخطيب
والحديث والمحدثون أو عناية الأمة الإسلامية بالسنة النبوية لمحمد محمد أبوزهو وغيرها كثير)
كتبه: منذر بن سليم محمود
باحث في السنة النبوية وعلومها
Monther-s-m@hotmail.com
( ملاحظة: أُرسل هذا الرّد إلى الجريدة بواسطة الفكس الخاص بها ولم ينشر وذلك بعد أيّام من نشر المقال).
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 11:51]ـ
شكر الله لك حسن صنيعك، ولافضّ فوك، وبارك فيك وعليك يا أبا مصعب، وذبّ عنك كما فعلت مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وهكذا فلتكون الردود على أمثال هؤلاء الذين يحسبون علينا، ومن أبناء جلدتنا - هداهم الله، وردّهم إليه ردًا جميلا -
وأقول: افتتاحية مباركة في هذا المجلس العلمي المبارك الذي ينتظر قلمك السيّال والأصيل ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 01:44]ـ
ردٌ موفق أخي (منذر)، ويكفي أنه أرسل إليهم؛ قيامًا للحجة ..
وننتظر المزيد من مشاركاتك ..
رعاك الله ..
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 08:17]ـ
أحسن الله إليكم أخي (أبامحمد) وشكر لكم اهتمامكم
أسأل الله تعالى عونه على فعل الخيرات واجتناب المنكرات وأسأله تعالى أن أكون عند حسن ظنكم وظن إخواني بي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 08:22]ـ
شكر الله تعالى لكم أخي (الشيخ سليمان) وجعل مسعاكم وتأييدكم في ميزان حسناتكم يوم القيامة
وأرجو منكم التكرم بإيصال سلام خاص إلى شيخنا فضيلة الشيخ المحدث (سعد الحميد) ولكم الأجر والمثوبة إن شاء الله
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 05:26]ـ
بارك الله فيك ياشيخ منذر ونفع بك وذب عن وجهك الناركما تذب عن سنة المختارصلى الله عليه وسلم وليست هذه أول طوام هذه الجريده فهي حرب على الأسلام وأهله مذ تأسيسها وفي كل يوم تطل علينا بمجاهيل يريدون أن يشككوا الناس في أصول دينهم وأنى لهم ذلك لأن الله متم نوره ولوكره العلمانيون.وجزاك الله خيرا
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 04:09]ـ
وجزاك الله خيرا الأخ الشيخ (أبو القعقاع)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 04:25]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 10:34]ـ
وأنتم فجزيتم خيرا أخي الشيخ (أبو عمرو المصري)
وأحب أن أبشر الإخوة الأكارم في المنتدى بأن لدي مشاركات تثلج صدورهم سيرونها قريبا إن شاء الله تعالى
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 04:06]ـ
وأحب أن أبشر الإخوة الأكارم في المنتدى بأن لدي مشاركات تثلج صدورهم سيرونها قريبا إن شاء الله تعالى
بشركم الله بالخير
ونحن منتظرون بشغف وترقّب إن شاء الله.
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 12:37]ـ
لإخوة الكرام أعضاء وزوار هذا الموقع المبارك
أرجو التكرم ممن لديه معرفة بمواقع يدخل عليها قراء جريدة الشرق الأوسط أو له طريق إلى موقع الجريدة نفسها أن ينقل ردي هذا إليها أو إليه لتعم الفائدة ويقرأ الرد من قرأ المقال فتزال الشبهة التي زرعها كاتب هذا المقال لأن من قرأه عشرات الألوف وربما أكثر
والله الموفق وجزى الله من يحاول فعل ذلك خير الجزاء(/)
نقد ينهش عقولنا - حوار مع الشيخ سلمان العودة
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 02:25]ـ
نقد ينهش عقولنا!!
الأربعاء 23 من جمادى الأولى 1429هـ 28 - 5 - 2008م الساعة 03:38 م مكة المكرمة 12:38 م جرينتش
الصفحة الرئيسة-> ذاكرة الأمة -> دراسات تاريخية
كتبه
أبوعمرو أحمد سلامة
Abu_amro1@yahoo.com
مفكرة الإسلام: الحمد لله وبعد، ففي خضم مأساة الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وتداعياتها، حرص كل من آتاه الله علمًا على الإدلاء بدلوه في الرد على أراذل الخلق ومن وافقهم في هذه المحنة، فكان هذا يكتب مقالاً، وهذا يخطب خطبة، وذاك يبحث في حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم، وآخر يذكر قصة لعلها توقظ النائم وتنبه الغافل، وكان من هذه القصص التي ذكرت في كتابات بعض إخواننا الفضلاء، ما ذكره حافظ الدنيا في وقته وأمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه القيم:" الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" (3/ 128 ط. دار الجيل – بيروت) في ترجمة علي بن مرزوق بن أبي الحسن الربعي السلامي زين الدين أصله من الموصل ولد سنة 650 وتعانى التجارة، ومات في سنة 720، ونصها:
" ذكر عن جمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي أن بعض أمراء المغل تنصر فحضر عنده جماعة من كبار النصارى والمغل فجعل واحد منهم ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم وهناك كلب صيد مربوط فلما أكثر من ذلك وثب عليه الكلب فخمشه فخلصوه منه وقال بعض من حضر هذا بكلامك في محمد صلى الله عليه وسلم فقال كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد أن أضربه ثم عاد إلى ما كان فيه فأطال فوثب الكلب مرة أخرى فقبض على زردمته فقلعها فمات من حينه فأسلم بسبب ذلك نحو أربعين ألفا من المغل" اهـ
فتناقلها الفضلاء في دروسهم ومواقعهم ومنتدياتهم وذكروا معها من القرآن والسنة وقصص الصحابة ومن بعدهم ما يؤيد جريان انتقام الجبار سبحانه ممن آذى نبيه على أيدي بعض خلقه من الإنس والجن والحيوانات.
وحدث هذا منذ زمن، ثم لما تجددت الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم على أيدي بعض السفهاء، تجدد معها نشر ما ذكر سابقا مما تقدم ذكره، فثار أحد المشايخ على هذه القصة وعلى من ذكرها وحمل الأمور ما لا تحتمله واتهم من ذكرها أو أشاد بها بما لا يستحقه، وقال فيهم قولا عظيما، من قرأه يظن أن الشيخ يرد على منافق يكيد للإسلام من داخله، أو تارك لبعض قواعد الدين، مجاهر بعداوة أهله والكيد لهم، وما ذنبه إلا أن نقل هذه القصة، والتي توضح صورة من صور كفاية الله عزوجل لنبيه ونصرته على المستهزئين.
ولا أستطيع أن أخفي عجبي وغضبي مما قرأته، بداية من عنوان المقال وهو " كلب ينهش عقولنا" ومرورا بما ظنه الشيخ أدلة ومنهجا وطريقة في التفكير السليم، وعقلية وقادة مبدعة تأتي بما لا يأتي بمثله مشايخنا الذين ذكروا هذه القصة ولم يخطر ببالهم بعضا مما قاله الشيخ لأنهم مخدرون ومغيبون عن الواقع ... إلخ ما ذكره الشيخ عفا الله عنا وعنه من صفات وألقاب نبز بها أهل الفضل ولم نسمعه يوما يقولها في حق من يستحقون أكثر منها معها!!
فطلب مني بعض الفضلاء التعليق على مقال الشيخ وإبداء الرأي فيه، فاستعنت بالله وذكرت بعض الوقفات مع مقال:" كلب ينهش عقولنا"، ولو كان هذا المقال يناقش القصة المذكورة مناقشة علمية ويبحث في إسنادها ومتنها ويحكم عليها حكما علميا بما يناسب حالها تبعا لما قرره أهل العلم من قواعد وأصول لما تكلمنا ولا ذكرنا ردا، ولقلنا هذا رأي الشيخ وما توصل إليه،
وهي مسألة لن يسئل عنها أحد في قبره – كما كان الشيخ يقول عن بعض مسائل الاجتهاد- وليست من أصول الإيمان، وليست مما يشنع على المرء بمثلها ولكن الأمر لم يكن هكذا بل – وأقولها بمرارة- سلك الشيخ فيها مسلكا غير مرضي حتى في حكمه هو نفسه وفق آرائه التي عرفتها عنه قديما، فلم يكن الشيخ في مقاله مجادلا أو محاولا للوصول إلى رأي وفق قواعد النقد وأصوله المعروفة، بل الأمر كان أبعد من ذلك، وكان حكمه على القصة ومن ذكرها حكما قاطعا لا يسع أحدا أن يخالف فيه، وكأن المسألة مما لا يسوغ الخلاف فيه و (ليست القضية قضية جدل ومناظرة فقط، بل نحن نتكلم باسم الله وباسم الدين وباسم القرآن وباسم السنة وباسم الحديث، ولذلك لا نريد من أحد
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يخالفنا لأننا نزعم أننا نمثل الكلمة المقدسة، وهذا يقع في أذهان الكثيرين نتيجة ضيق الأفق وتحجير المفاهيم وإعجابهم بما عندهم من العلم، كما قال تعالى: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [غافر:83] وكما قال صلى الله عليه وسلم: {وإعجاب كل ذي رأي برأيه}.
فنتيجة لذلك لم يعد لدينا إمكانية أن نتحمل وجهة نظر أخرى، فعندنا شيء من الأحادية في الرأي وضيق الفهم، والمشكل أيها الأحبة -وأقولها بمرارة وصراحة- أننا -أحياناً- نظرياً قد نقول خلاف ذلك! وطالما سمعت من بعضهم وهو يقول: من خالفك بمقتضى الدليل عنده فإنه أقرب إليك ممن وافقك بغير دليل؛ لأن هذا الذي خالفك إنما خالفك للدليل، ويجب أن تكون العلاقة بينكم أمتن.
وهذا كلام نظري جميل، لكن دعنا ننظر في واقعنا العملي، وفي تعاملنا مع من خالفونا، فتجدني أنا ذلك الذي أردد دائماً وأبداً قضية الحوار والنقد البناء، وتقبل وجهات النظر المختلفة، وعدم إلزام الناس بالرأي الواحد، وجعل الناس يعيشون في بحبوحة الشريعة التي فتحها الله سبحانه وتعالى لهم، فأنا لا أحجر واسعاً، وأنا لا أفرض رأيي بثقله وبشريته وخصوصيته على النص الشرعي، أنا ذلك الذي يقول هذا الكلام تجدني أغضب بمجرد أن أرى شخصاً اختلف معي، وترتفع درجة الحرارة عندي، وتختلف نبرة الكلام، ويتغير مجرى الحديث، وتحتد اللهجة، ويبدأ القصف والقصف المضاد.
فهذا -أحياناً- يرجع إلى نوع من التربية الخاطئة على مستوى المجتمع وعلى مستوى الحلقة العلمية أو الارتباط بالعالم وعلى مستوى الدعوة أو الارتباط بمجموعة من مجموعات الدعوة ... فلماذا لا يكمل بعضها بعضاً؟! وإذا لم اقتنع بشيء فعلي ألا أعمله، لكن ليس شرطاً للعمل المثمر أن يمر عبر قناعتي العقلية، فيمكن أن يكون عملاً مثمراً وأنا لم أقتنع به، وقد أكتشف بعد حين أن قناعتي كانت في غير محلها، أو حتى قد أموت بقناعتي غير عابئ بهذا الموضوع، لكن الناس المنصفين يعلمون أن هذا الأمر له ثمرة وله إيجابية، والعدل قد يدل على ذلك) ([1]) اهـ.
وكم تمنيت أن يكون ما ذكره الشيخ في آخر كلامه هنا هو موقفه تجاه إخوانه، لا أن يكون موقفه هو ما عابه هو في أول كلامه.
الشيخ لم يكتف بادعاء بطلان هذه القصة ووضعها وأنها من الأساطير والخرافات
إلا أن الشيخ لم يكتف بادعاء بطلان هذه القصة ووضعها وأنها من الأساطير والخرافات ... إلخ كلامه، بل سفه من ذكرها وأرجع مصائب الأمة كلها وأمراض المجتمع إلى هؤلأ الصنف من الناس وأمثالهم وأنهم سبب بلاء الأمة ... إلخ كلامه
وأعود فأذكر الشيخ بما ذكره من قبل حيث يقول:
(وإذا وجدت مندوحة عن وصف الشخص -مثلاً- بالكفر أو بالفسق أو بالبدعة وهي شرعية بلا تكلف، تعين عليك سلوكها، لأن مهمتي ومهمتك ليست هي نبز الناس بالألقاب وتوزيع المعايير عليهم واتهامهم بشتى التهم، وكأني أريد أن أثبت لنفسي البراءة من خلال الطعن في الآخرين، فهذا من أخطر ما يمكن أن يكون.
وبدون شك أنه يسرنا جميعاً أن يكون الناس أخياراً، ويسرنا أن يكون الناس صالحين وأهل تقوى وأهل سنة، فأي ضرر عليك وعليه إذا صار الناس على الخير؟! هل من جيبي أعطيتهم شيئاً؟! وإذا دخل الناس الجنة هل هم سيأخذون مالي أو مال أبي أو جدي؟! كلا، بل كما قال الله تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة:4].
إذاً: ينبغي أن يكون عندي هذه البحبوحة وهذه السعة وهذه الرحمة للناس، وهذه الفرحة بكل خير يصيبونه، والحزن لكل شر يقعون فيه، والحدب على إصلاحهم والتحري لهم؛ وفرق بين أن تكون مهمتي كأنني مقاتل في ميدان، أريد ألا يدخله أحد غيري أنا ومن يقع عليهم الاختيار، وبين كوني إنساناً يهمه أن يدعو الناس بكل ما أوتي من قوة إلى هذا الباب، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس:25].
فعلى الإنسان أن يحرص -فيما يتعلق بالحكم على الناس- ألا يتسرع بالحكم، وألا يعمم الأحكام، وألا يتكلم على الأشخاص بقدر المستطاع) [2] اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا مع أن الأمر لا يستحق كل هذا ولا يسوغ أن يكون موقف الشيخ هكذا ممن ذكر قصة تشهد لها أحاديث صحيحة ووقائع ثابتة وهي في باب يتعلق بالترغيب والترهيب، حتى ولو كانت هذه القصة بلا إسناد أو لا نعلم صحة سندها، ويكفينا أنها لها شواهد ولا تخالف كتابا ولا سنة ولا إجماعا، وليست مستنكرة شرعا ولا عقلا. وسأبين هذا كله إن شاء الله تعالى في مناقشتي لمقال الشيخ.
كان حريا بالشيخ إذ لم يقتنع بهذه القصة ألا يصنف من ذكرها مثل هذه التصنيفات الجائرة وألا ينبزه بألقاب لا يرضى الشيخ أن يصفه بها أحد
وكان حريا بالشيخ إذ لم يقتنع بهذه القصة ألا يصنف من ذكرها مثل هذه التصنيفات الجائرة وألا ينبزه بألقاب لا يرضى الشيخ أن يصفه بها أحد مهما كان عند المخالف له من أدلة تؤكد خطأ الشيخ في مسائل كبيرة – ليس هذا موضع بيانها- وأن يتأول لمن ذكرها، وكيف لا يفعل هذا وهو القائل:"بل قد يقع في الكفر ولا يوصف بأنه كافر إلا بعد وجود الشروط وزوال الموانع من هذا الإنسان، فقد يكون جاهلاً ومثله يُجْهل، وقد يكون متأولاً، أو قد يكون قاصداً شيئاً آخر غير ما ظننت؛ أنا ظننت أنه يسخر بالدين، ولما سألته تبين أنه يقصد معنى آخر لا علاقة له بهذا الباب إطلاقاً.
وقد يكون يسخر ولكن في حالة غياب عقله وإدراكه عنه، أو غلبه نوع من المواجيد عنده جعلته يقول ذلك.
حتى إني رأيت أن الإمام الذهبي رحمة الله عليه في مواضع كثيرة، يتأول لكلمات واضحة وضوح الشمس، أنها نقض لأصول الشريعة، حتى إنه -أحياناً- يتأول أنه ربما أن الإنسان قال هذه الكلمة في حالة غياب عقله، من أجل ألاَّ يصفه -مثلاً- بالكفر، لماذا؟ لأن أهل السنة هم أرحم الناس بالناس) [3] اهـ.
ولا أريد أن أطيل وأبدأ مستعينا بالله في مناقشة موقف الشيخ من هذه القصة وممن ذكرها، فأقول مستعينا بالله:
تداولت المواقع والمنتديات مقالا للشيخ سلمان العودة بعنوان:" كلب ينهش عقولنا "
ولا أدري لماذا اختار الشيخُ الكلبَ ليتحدث عنه مع أن هناك من هو أشد من الكلب وينهش في عقل وجسد الأمة، وكم كنت أتمنى أن يرتب الشيخ ترتيبا صحيحا من الذي يستحق أن يحظى بوقته الثمين في الرد عليه ومجاهرته بأفعاله القبيحة وبيان خطره على المجتمع ترتيبا صحيحا، مثل ما كان ينصح به قديما، ولا شك أن هناك في ظل هذه الأزمة ومشاعر المسلمين متأججة، ونفوسهم مقهورة لا شك أن هناك من كان أولى برد الشيخ عليه وتسفيه رأيه وبيان خطره على الأمة من أخيه الذي ذكر هذه القصة، وأذكره بما نصح به شباب الدعوة قديما حيث قال:
(القاعدة العاشرة والأخيرة: إن كنت مصراً على أن هناك طائفة من دعاة الإسلام هم أعداء لك، فنحن نقول لك: على أقل تقدير رتب العداوات، هل تعتبر أنهم أشد عداوة لك من اليهود أو من النصارى أو من المشركين أو من المنافقين؟ يقيناً لا تعتقد ذلك، إذاً أجل عداوتهم، وإذا انتهيت من عداوة اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين، وأهل المخالفة الأصلية للدين، وأهل البدع الغليظة المعلنة الظاهرة الذين اجتمعوا وتحالفوا وتآلفوا عليها، وما بقي إلا عداوة أخيك الذي هو أخوك في الدين، وأخوك في المنهج، وأخوك في الطريقة، وأخوك في الكتاب، وأخوك في السنة، وإنما الفرق بينك وبينه في نظرة أو في جزئية أو في موقف أو في اجتهاد، فإذا لم يبق إلا عداوة هذا، فالله يقويك ويثيبك.
فإذا كنت مصراً على العداوة فعلى أقل تقدير رتب العداوة، واجعل العداوة تتأخر بعض الشيء، واجعل جل همك في محاربة من لا شك في خطرهم على الإسلام، فأخوك هذا قد يوجد من يشك في خطره، وأنا من طبيعة الحال ممن يشك في خطري، لأن المسلم الصادق لا خطر منه على الإسلام -إن شاء الله تعالى- لكن ذلك اليهودي أو النصراني أو المنافق أو الفاجر المحارب المعلن بالعداوة والبدعة والبغضاء لا شك أن خطره على الإسلام كبير، ومتفق على خطورته، فلماذا لا نبدأ بالمتفق عليه ونترك المختلف فيه إلى إشعار آخر؟!) [4].
لماذا اختار الشيخ هذه القصة ليتعقبها ويحكم على عقول الناس عن طريقها وهو من يتكلم دائما عن فقه الأولويات وعن فقه ترتيب العداوات
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا اختار الشيخ هذه القصة ليتعقبها ويحكم على عقول الناس عن طريقها وهو من يتكلم دائما عن فقه الأولويات وعن فقه ترتيب العداوات، مع أن القصص التي تروى بل والمنكرات التي تقع يضيق الوقت عند محاولة الاختيار: بأيها يبدأ الإنكار؛ لكثرتها وعظم فسادها؟!
وأين يقع أصحاب الأقلام والمواقع ممن نحسبهم على خير من الذين نشروا هذه القصة ناقلين عن الحافظ ابن حجر رحمه الله من مبدأ الموازنة بين الحسنات والسيئات، فهلا التمس فضيلته لهم العذر وجعلها على أسوأ تقدير: عملا مباحا مغمورا في بحور حسناتهم؟!
قال الشيخ (ومع كون القصة مروية في بعض المصادر التاريخية، إلا أنني أعتقد أن اختيارها من كم هائل من المرويات العادية وإبرازها وتصديقها ينم عن مأساة في العقل المسلم!)
وإذا كانت هذه القصة (من المرويات العادية) فلماذا كل هذه الضجة والعناوين المثيرة والانشغال بالجزئيات- على حد تعبير الشيخ في بعض المناسبات، مع إقراري بأهمية هذه الجزئيات وعدم إهمالها - وشغل أذهان الناس عن الأحداث الكبار بل وعن المأسأة التي طرحت هذه القصة من أجلها، وهي محنة سب الرسول صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه على أعين الجميع دون مبالاة بمشاعر المسلمين؟!
بل إنني أعتبر كتابة هذه المقال من الشيخ والانشغال بالرد على أمر لا يستطيع أحد أن يخرجه على أسوأ تقدير من دائرة المباح والاجتهاد الذي يعذر صاحبه به، مع العلم بأن من ساقها لم يسقها كدليل شرعي لإثبات حكم شرعي عن أمر أو نفيه عنه، بل ساقها للعبرة وإثارة الغيرة، أعتبر ذلك من الشيخ من محن العقل المسلم في هذا الزمن، وإلا فوسط كل الردود التي كتبت في الرد على من أساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ووسط كل الصيحات التي رفعها كل من يحب الرسول صلى الله عليه وسلم لإيقاظ مشاعر الانتصار لله ورسوله وإيقاظ الأمة من سباتها، وسط هذا كله لم يلفت نظر الشيخ سلمان إلا هذه القصة، ولم يغضبه إلا من أوردها متهما إياه بأشنع التهم، وواصفا إياه بأقذع الأوصاف، ومتهما إخوانه بتهم وأوصاف لا يتهم هو نفسه بها أهل البدع ولم نسمعها منه من قبل حتى في رده على بعض المبتدعة!
وأي حاجة هذه التي تسوغ وضع من ينتصر للرسول ويدافع عنه ويوقظ المشاعر بذكر قصة ذكرها حافظ الدنيا في وقته وأمير المؤمنين في الحديث وصاحب علم جم وعقل ناقد وإمام مطلع على الجرح والتعديل، أي حاجة هذه التي سوغت نشر هذا المقال بهذا الأسلوب بعد تجدد محنة الدانمارك بوقت قصير بل والمواقف السيئة التي قوبلت بها من قبل بعض المتكلمين باسم الدين ممن يحسبون أنهم على شيء وأظهرت وسائل الإعلام لهم بريقا خادعا كالسراب يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا أتاه لم يجده شيئا بل وجده غثاء وجهلا، بعض من هذه صفته هون من أمر الرسوم وطار إلى بلاد من زين لهم الشيطان سوء أعمالهم وصافح من تلطخت عقولهم قبل أيديهم بالدفاع عن أحقر البشر ممن رسم وأساء واتهم سيد البشر، رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم،
ومع هذا لم يتنقص الشيخ إلا على مَنْ ذكر قصة فيها إساءة للنصارى، وانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكذب ناقلها ولم يخرف ولم يدّع محالا ولم ينسج القصة من خياله بل نقلها من كتاب قيم، أليس موقف الشيخ هذا حقا محنة من محن العقل المعاصر.
يقول: (وقد ذكر الرواية ابن حجر في الدرر الكامنة (4/ 153) عن علي بن مرزوق، ولم يذكر عنه أكثر من أنه تعاطى التجارة، والظاهر أن القصة مرسلة، ليس لها إسناد، وعادة أصحاب الدواوين الكبيرة والتراجم الموسعة أنهم يذكرون ما في الباب بغض النظر عن صحته، ولم يذكر ابن حجر عن ذلك المترجم إلا هذه القصة فحسب، وكفى بذلك دليلاً على نكارتها وإغرابها).
كيف يكون ذكر الحافظ لها وسكوته عنها واختيارها من بين أقوال ومواقف في حياة من ترجم له وإبرازها في كتابه الذين يتكلم عن أعيان المائة الثامنة، كيف يدل هذا على نكارتها؟!
والشيخ يقصد بالنكارة هنا نكارة المتن وليس الإسناد إذ قد صرح بعدم وقوفه على إسناد القصة، ومعلوم أن من المشهور من معاني المنكر في المصطلح أنه ما رواه الضعيف مخالفا فيه الثقة،
فمن أين علم أن الراوي هذا ضعيف؟!
وأي رواية للثقة خالفها هذا الضعيف؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يبق إلا أن الشيخ استنكر عقله هذه القصة، وهذه مشكلة كبيرة إن كان الأمر كذلك، وإلا فماذا يقول الشيخ عن المعجزات والكرامات الثابتة والتي منها ما هو مثلها وثابت في السنة، ومنها ما هو أشد غرابة من هذه القصة، وسيأتي الإشارة إلى بعضها.
يقول: (هذا التصفيق الحاد لكلب في المواقع الإلكترونية، والانبهار المذهل)
هذا الأسلوب الفكاهي أو الساخر في مناقشة محنة وأزمة -في نظر الشيخ- لا يليق أن يستخدمه مع إخوانه، لا سيما وأن شيئا من هذا لم يكن، فلم نسمع أو نخبر عن تصفيق حاد في المواقع بل كانت القلوب متألمة والأعين دامعة وهي ترى كيف يسيء حثالة من الناس إلى من شرح الله صدره ورفع ذكره، ومثقفونا مشغولون بالتقارب معهم ومحاولة استيضاح وجهات نظرهم والتعقل ورباطة الجأش وترك التهور والحكمة ... إلخ هذه المنظومة المظلومة .. لم يكن الناس يقرؤون القصة يا فضيلة الشيخ وكأنهم يشاهدون مباراة من التي استنزفت أموال ووقت وجهد الأمة وشبابها وخدرتها ولم نسمع تعليقا على ذلك أو استهجانا له؛ لأن ذلك ليس من الحكمة في هذه المرحلة.
لم يكن الناس يقرؤون القصة يا فضيلة الشيخ وكأنهم يشاهدون فيلما من الأفلام التي خدرت الأمة بحق واستخفت بعقولها وعبثت بمقدراتها
لم يكن الناس يقرؤون القصة يا فضيلة الشيخ وكأنهم يشاهدون فيلما من الأفلام التي خدرت الأمة بحق واستخفت بعقولها وعبثت بمقدراتها، ومع هذا .. سلم أهلها منا ولم يُذكروا إذا ذكروا إلا بإشارات دون تعيين لأننا لا نريد أن نحاصر الناس بأخطائهم – كما يقول البعض! –
لم يكن الأمر كما ذكر الشيخ، حتى وإن لم أرهم بعيني ولكنني أحسن بهم الظن وأحب لهم ما أحب لنفسي فلم أصفق حينما قرأت القصة بل حزنت وتألمت وهذا ما ظننته بإخوتي ممن قرأها أو نشرها، وكيف لا ومن بدهيات الإيمان الاعتقاد والعمل بقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) رواه البخاري (رقم 13) ومسلم (رقم45).
وفي رواية: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ أَوْ قَالَ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)).
فهم إخواننا وجيراننا على الأقل في مواقع الانترنت.
ثم ماذا يكون رد فعل الشيخ لو ذكرنا حديث البقرة التي تكلمت والذئب الذي تكلم ثم صفق فعلا الناس وتعجبوا فهل سينكره نتيجة ردة فعل الناس؟!
مع أن التعجب عند سماع خوارق العادات أمر مألوف غير مستنكر، وإنما المستنكر هو التسرع بالإنكار لمجرد أن هذا الفعل أو تلك القصة غريبة!
روى البخاري (3471) ومسلم (2388) في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: (بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ).
وفي هذا الحديث من العبر والدلالات الكثير والكثير.
قال: (حتى يقول كثيرون: كلب ينتصر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكيف لا ننتصر له نحن؟، حتى الكلاب تغضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الكلاب أشد منا حباً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-)
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن من مقتضى تساؤل كثيرين من الناس كما ذكر الشيخ هنا: (فكيف لا ننتصر له نحن؟) أن هذه القصة لم تخدر الناس بل جعلتهم يتساءلون ويتعجبون من حالهم وتركهم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا شيء إيجابي، على عكس ما ذكر الشيخ في أسباب حكمه على القصة بالوضع والبطلان!
ولا أدري ما سبب التعجب والاستخفاف بكون كلب انتصر للرسول صلى الله عليه وسلم، فهل هذه أول مرة ينتصر فيها حيوان لسيد الخلق؟!
يا شيخ سلمان لقد اعتقد أبولهب أن الكلب يمكن أن ينتصر للرسول صلى الله عليه وسلم - ولا شك أن أبا لهب يعلم أن الكلب لا عقل عنده وليس بمكلف- فما بالنا نستعظم ذلك ونهول الأمر، ونرد الأمر إلى عدم ثبوت ذلك بحجة قطعية، مع أنه ثبت لدينا ما هو أعظم منه ولعله يأتي ذكر بعضا من ذلك، ومع أننا لم نطلع على تضعيف للقصة مع ذكر الحافظ ابن حجر لها وعدم تعقبها بشيء أو استغرابه منها ولم يكن بحمد الله وحاشاه ممن " نهش الكلب عقله" حينما أوردها، بل أقصى ما يمكن للمتورع فعله هو التوقف في القصة، واعتبارها على أسوأ تقدير كالحديث عن أهل الكتاب فما دام لا يعارض ثابتا عندنا فإننا لا نصدقه ولا نكذبه ويجوز الاعتبار به وروايته في قول جماهير أهل العلم، فلماذا إذن التهويل؟!
وسنعود -قريبا إن شاء الله- إلى أبي لهب واعتقاده أن الكلب يمكن أن ينتصر للرسول صلى الله عليه وسلم،ولم يكن أبو لهب يعلم أن الأسد من سيأكل ابنه حتى لا يقال لم يأكله كلب بل أسد، مع أنه لا فرق من حيث العبرة!
وكذلك لم يسخر أبولهب من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تلك، ويقول: ما دخل الكلب في توتر العلاقات بيننا؟! وهل الكلب ممن يعقل حتى يعرف ابني ويأكله؟!
وهذا لأنه يعلم أن الكلب مسخر وإذا حدث هذا فعلا فهو بأمر الله له، ألم يقل سبحانه: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} (المدثر: من الآية31)
ثم ألا يمكن أن نعتبر حدوث قصة الكلب وتكررها من استجابة دعوته صلى الله عليه وسلم على من سبه وآذاه بأن يسلط عليه كلبا من كلابه، وتكون العبرة هنا مستمرة لبعض من تحقق فيه الوصف نفسه، حيث دعا رسولنا صلى الله عليه وسلم على من سبه وآذاه بأن يسلط عليه كلبا من كلابه، ففي الحديث أنه دعا على ابن لأبي لهب لما سبه: " اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابك " فَقَتَلَهُ الْأَسَد. وَهُوَ حَدِيث حَسَن وسيأتي.
يقول الشيخ: (حتى يقول كثيرون: ... حتى الكلاب تغضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
لقد ثبت تجاوب الكون والحيوانات والجمادات مع الخير والشر في هذا الكون ولا عجب من تأثر الكائنات بما تسمعه من خير أو شر، ألم يذكر الله عزوجل لنا مدى تأثر السموات والأرض والجبال من سب النصارى لله ونسبة الولد له سبحانه، فقال عز وجل: (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً* أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً) (مريم:89 - 91)
وليرجع من شاء إلى التفاسير الموثوقة ليرى كلام العلماء على تجاوب السموات والأرض والجبال ومدى تأثرها بهذه المقولة الفاجرة الظالمة، ولا شك ان السموات والجبال والأرض غير مكلفات!
وفي الحديث الذي رواه البخاري (3584) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ:" كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا"
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث:" وَفِي الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْجَمَادَات قَدْ يَخْلُق اللَّه لَهَا إِدْرَاكًا كَالْحَيَوَانِ بَلْ كَأَشْرَف الْحَيَوَان ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا جذع أنّ وحنّ وبكى لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم له عند الخطبة، فلا عجب إذن من وجود إدراك عند الحيوان يوجهه إلى فعل خير أو انتقام من ظالم إذا أراد الله عزوجل ذلك.
وقد ثبت إدراك الحيوان وكلامه في جملة أحاديث صحيحة بل ومن علامات الساعة تكلم السباع والجمادات فلا أدري ماذا سيقول عن هذا من يقرأ مقال الشيخ دون علمه بهذه الأشياء الثابتة والتي يجب الإيمان بها؟!
ثم أين قصة الكلب التي استنكرها الشيخ لمخالفتها العقل من هذه القصة التي فيها من العجائب ما فيها ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسنده من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟!
فَقَالَ: يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ!
فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ!
قَالَ: فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ" [5].
فهذا ذئب وتكلم بكلام بليغ بل ودعا إلى الله تعالى ولم يقف الأمر عند هذا الحدحيث لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بسماعه فقط بل أمر أن ينادى الصلاة جامعة كما ينادى في الأمور العظيمة والنوازل الكبيرة ثم أمر الراعي أن يخبر أصحابه بما حدث، ثم أخبر بكلام السباع وغيره قبل قيام الساعة، وهذا الحديث لا يدع لأحد مهما أوتي من عقل مقالا إذا حدثه أحد بشيء غريب فليس له إلا طلب البينة فقط، وإذا أخبرك ثقة بذلك فحسبك ولا يشترط ما اشترطه الشيخ من القطعيات واليقينيات ... إلخ
ثم هل هذا جعل الأمة الإسلامية – كما يقول الشيخ- " مسخرة لأمم الأرض"؟!
لأنه من الواضح أن الشيخ لم يشمر عن ساعد الجد في الرد لأن القصة ضعيفة أو لم تثبت أو طالب من ذكرها إن كان عنده مزيد علم أن يبينه له فقد يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار، بل من الواضح أن الشيخ يرفض ذكر هذه الأشياء لأن الأمم لا تصدقها وستضحك علينا، وأن هذا من قبيل الخرافات والأساطير التي لا يصدقها إلا الأغبياء ومن ذكرهم، مع أن قصة الذئب أعظم من القصة موضوع رد الشيخ بكثير وفيها من المعاني ما لا تحيط به مجلدات، فلا أدري لماذا يفتح الشيخ سلمان باب التحكم والحكم على الأشياء بالرأي ومصادرة الاجتهادات الأخرى وهو لم يزل يذم من يفعل ذلك!
ثم إن هذا الأسلوب من الاسترسال في نفي هذه المعاني لاستهجان غير المسلمين لها أو إنكار عقول البعض لها يعود سلبا على نفي ما هو ثابت من معجزات وكرامات ويساعد ما يسمى بالعقلانيين في ردهم ما لا تستسيغه عقولهم أو يخالف توجههم – وإن لم يقصد صاحبه ذلك-.
ثم حتى لو أخذ من سمع القصة عبرة وقال ما قال لبيان أن المسلم أحق بالانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه أشد ممن ينتصر له من الحيوانات، فهذا دليل على فقهه وليس على ذمه والسخرية منه كما فعل الشيخ،
وقد روى ابن حبان في صحيحه (14/ 437) حديث حنين الجذع السابق وزاد في روايته: (وَكَانَ الْحَسَنُ إِِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بَكَى ثُمَّ قَالَ يَا عِبَادَ اللَّهِ الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَوْقًا إِِلَيْهِ لِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إِِلَى لِقَائِهِ!).
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني إذا كانت الحيوانات والجمادات تفعل مثل هذا، فنحن أحق بهذا منها، وهذا من جنس القول الذي تعجب منه الشيخ سلمان!
قوله: (ويضيف آخرون قصة كلبٍ آخر فقيه في السنة (!!) ولكنه عقور مرّ به شاب ذاهب إلى الصلاة بالغلس فوقف الشاب، فقال له الكلب: جز يا أبا عبد الله، فإنما أمرت بمن يشتم أبا بكر وعمر!).
أولا: القصة المذكورة ليست هكذا.
ثانيا: القصة مذكورة بإسناد فإذا كان مقال الشيخ من أجل بث روح التثبت من الرواية قبل نشرها فلماذا لم يرجع ليعلم من روى هذه القصة ثم ينظر في الإسناد ثم يردها حتى يتعلم من يقرأ للشيخ أن الباعث له على الكلام هو تقرير المنهج العلمي في تلقي الأخبار.
ثالثا: حتى هذه القصة ذكرها علماء لم ينهش الكلب عقولهم بل ذكرت في بعض كتب الاعتقاد، وإن كان من ذكرها قد أسندها وكما قيل: من أسند فقد أحال،
لماذا هذه القصة بالذات يذكرها الشيخ وهو يعلم المتربصين بأهل السنة من الطائفة المذكورة في هذه القصة، وكذبهم على أهل السنة لا يحتاج إلى دليل، وكتبهم مملوءة بالخرافات ولم يذكر الشيخ عنهم قصة هنا
إلا أنني أتعجب لماذا هذه القصة بالذات يذكرها الشيخ وهو يعلم المتربصين بأهل السنة من الطائفة المذكورة في هذه القصة، وكذبهم على أهل السنة لا يحتاج إلى دليل، وكتبهم مملوءة بالخرافات ولم يذكر الشيخ عنهم قصة هنا، حتى من باب الموازنة بين المصالح والمفاسد، وبيان أن الكلاب لا تنهش عقول أهل السنة فقط، بل هناك كلاب أخرى عقورة تنهش بعقول الطوائف المخالفة للسنة وسيساعده النقل والعقل وكل برهان في إثبات صحة كلامه، بدلا من طيرانهم فرحا بمقاله للتنفير عن أهل السنة مع أن المقالة لا تثبت الدعوى التي كتبت من أجلها.
رابعا: إسناد القصة التي ذكرها الشيخ ولفظها هكذا من باب الفائدة، وليس إثباتا أو نفيا لها
قال الإمام اللالكائي رحمه الله:
2371 أنا علي بن محمد بن يعقوب أنا الحسن بن عثمان قال نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال نا عثمان بن سعيد الحداد قال حدثني محمد بن يوسف بسمتياط قال نا أبو الصقر الخلاطي عن المعافى بن عمران قال قال سفيان الثوري قال:" كنت امرءا أغدو إلى الصلاة بغلس فغدوت ذات يوم وكان لنا جار كان له كلب عقور فقعدت انظر حتى يتنحا فقال لي الكلب جز يا أبا عبد الله فإنما أمرتبمنيشتمأبابكر وعمر" [6].
وقد رواه أبو نعيم من وجه آخر عن سفيان الثوري في ترجمته [7].
وأما قول الشيخ:" كلب آخر فقيه في السنة"!
فأنا والله أتعجب من الأسلوب ومن التعجب في الوقت ذاته، فعلى فرض صحة هذه القصة فهل هي تعني أن الكلب تفقه في السنة حتى صار فقيها من أهلها، أم أن دلالتها- إن صحت- واضحة؟!
وقد ذكرت فيما سبق أن للحيوان إداركا وقصة الذئب تقدم ما فيها من عجب
قال الشيخ- غفر الله لنا وله-: (وحين يحتج معلق على هذه الأساطير؛ تنهال عليه الكلمات كاللكمات اتق الله، ربما تهوي بك هذه الكلمة في جهنم سبعين خريفاً!
وكأننا أمام نص قرآني، أو حديث متواتر، وكأن هؤلاء الناس غابت عندهم الفوارق بين الغيب المحقق المقطوع به، وبين الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب) اهـ
مرة أخرى لماذا يصر الشيخ على أن هذه القصة أساطير مع أنها لا أساطير فيها؛ وجدنا لها سندا أو لم نجد، فلا يوجد فيها شيء مستنكر، ثم هي لا تؤصل حكما كما سبق ولها شواهد شرعية كثيرة، ثم على فرض ضعفها أيضا فليست أسطورة بالمعنى المتعارف عليه إذا أطلقت كلمة أسطورة فقد سبق كلام الذئب وغيره من الحيوانات وبكاء الجمادات بل وكلام الجمادات أيضا، ففي صحيح مسلم (2277) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث:" فِيهِ مُعْجِزَة لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي هَذَا إِثْبَات التَّمْيِيز فِي بَعْض الْجَمَادَات , وَهُوَ مُوَافِق لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحِجَارَة: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} وَقَوْله تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} وَفِي هَذِهِ الْآيَة خِلَاف مَشْهُور , وَالصَّحِيح أَنَّهُ يُسَبِّحُ حَقِيقَة , وَيَجْعَلُ اللَّه تَعَالَى فِيهِ تَمْيِيزًا بِحَسْبِهِ كَمَا ذَكَرْنَا , وَمِنْهُ الْحَجَر الَّذِي فَرَّ بِثَوْبِ مُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَلَام الذِّرَاع الْمَسْمُومَة , وَمَشْي إِحْدَى الشَّجَرَتَيْنِ إِلَى الْأُخْرَى حِين دَعَاهُمَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَشْبَاه ذَلِكَ " اهـ
وما أشار إليه الإمام النووي من أحاديث كلها صحيحة، وهي أعجب من القصص التي استنكرها الشيخ سلمان، فماذا سيقول من يقرأ كلام الشيخ، إذا سمع الأحاديث السابقة؟! هل سيقبلها أم سيستنكرها؟!
قوله: (تنهال عليه الكلمات كاللكمات اتق الله، ربما تهوي بك هذه الكلمة في جهنم سبعين خريفاً!).
هذا أعتبره إرهابا فكريا حتى لا يفكر أحد في الرد، وإذا رد يكون لطيفا في رده، ولا أدري عن من يتكلم الشيخ هنا، و أي صنف من الناس هؤلأ، لا سيما وقد عمم ولم يستثن، أما كون هذه الكلمة تهوي بالشخص في جهنم سبعين خريفا، فنحن لا نحكم على معين بجنة ولا نار إلا من عينه الشرع، مع التأكيد على خطورة الكلمة، ونسأل الله أن يجعلنا من المتقين.
ثم لماذا ينطلق الشيخ في رده من مفاهيم غير صحيحة وليست موافقة لمنهج أهل السنة والجماعة وذلك بجعل ما يجب التصديق به ما أتى به نص قرآني أو حديث متواتر، وبوضع ما يتداوله الناس ويتلقوه من الأمور بين أمرين لا ثالث لهما:
(نص قرآني، أو حديث متواتر، وكأن هؤلاء الناس غابت عندهم الفوارق بين الغيب المحقق المقطوع به) أو: (بين الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب)
فهل ما ليس مقطوعا به لا يكون إلا (الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب)، وأين العلم الظني، وأين منزلة الحديث الصحيح غير المتواتر؟!
وأين القصص التي فيها بعض الضعف وتروى في الترغيب والترهيب بشروطها التي ذكرها العلماء – كما هو موضح في كتب مصطلح الحديث-؟!
هل كل هذا يوضع في خانة (الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب)؟!
لماذا هذا التشديد فيما وسع فيه أئمتنا، وليس في مثل هذه القصص فحسب بل حتى في الأحاديث، ومن المناسب ذكر بعض ما قاله بعض العلماء فيما يتعلق بهذه المسألة: وهي رواية الضعيف من الحديث فضلا عن قصة فيها عبرة ولا خطأ فيها، ولا تثبت حكما شرعيا بل فيها عبرة وعظة تنتفع بها النفوس ولا ضرر منها،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" فَصْلٌ: قَوْلُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ: إذَا جَاءَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَإِذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ:
لَيْسَ مَعْنَاهُ إثْبَاتُ الِاسْتِحْبَابِ بِالْحَدِيثِ الَّذِي لَا يُحْتَجُّ بِهِ؛ فَإِنَّ الِاسْتِحْبَابَ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ فَلَا يَثْبُتُ إلَّا بِدَلِيلِ شَرْعِيٍّ وَمَنْ أَخْبَرَ عَنْ اللَّهِ أَنَّهُ يُحِبُّ عَمَلًا مِنْ الْأَعْمَالِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ فَقَدْ شَرَعَ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ كَمَا لَوْ أَثْبَتَ الْإِيجَابَ أَوْ التَّحْرِيمَ؛ وَلِهَذَا يَخْتَلِفُ الْعُلَمَاءُ فِي الِاسْتِحْبَابِ كَمَا يَخْتَلِفُونَ فِي غَيْرِهِ بَلْ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ الْمَشْرُوعِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنَّمَا مُرَادُهُمْ بِذَلِكَ: أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ مِمَّا قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ مِمَّا يُحِبُّهُ اللَّهُ أَوْ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ بِنَصِّ أَوْ إجْمَاعٍ كَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ؛ وَالتَّسْبِيحِ وَالدُّعَاءِ؛ الْمُسْتَحَبَّةِ وَثَوَابِهَا وَكَرَاهَةِ بَعْضِ الْأَعْمَالِ وَعِقَابِهَا: فَمَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَأَنْوَاعُهُ إذَا رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ بِمَعْنَى: أَنَّ النَّفْسَ تَرْجُو ذَلِكَ الثَّوَابَ أَوْ تَخَافُ ذَلِكَ الْعِقَابَ كَرَجُلِ يَعْلَمُ أَنَّ التِّجَارَةَ تَرْبَحُ لَكِنْ بَلَغَهُ أَنَّهَا تَرْبَحُ رِبْحًا كَثِيرًا فَهَذَا إنْ صَدَقَ نَفَعَهُ وَإِنْ كَذَبَ لَمْ يَضُرَّهُ؛ وَمِثَالُ ذَلِكَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ بالإسرائيليات؛ وَالْمَنَامَاتِ وَكَلِمَاتِ السَّلَفِ وَالْعُلَمَاءِ؛ وَوَقَائِعِ الْعُلَمَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَجُوزُ بِمُجَرَّدِهِ إثْبَاتُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ؛ لَا اسْتِحْبَابٍ وَلَا غَيْرِهِ وَلَكِنْ يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرَ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ؛ وَالتَّرْجِيَةِ وَالتَّخْوِيفِ.
فَمَا عُلِمَ حُسْنُهُ أَوْ قُبْحُهُ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ وَسَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا فَمَا عُلِمَ أَنَّهُ بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يُجَزْ الِالْتِفَاتُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يُفِيدُ شَيْئًا وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ صَحِيحٌ أُثْبِتَتْ بِهِ الْأَحْكَامُ وَإِذَا احْتَمَلَ الْأَمْرَيْنِ رُوِيَ لِإِمْكَانِ صِدْقِهِ وَلِعَدَمِ الْمَضَرَّةِ فِي كَذِبِهِ وَأَحْمَد إنَّمَا قَالَ: إذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ.
وَمَعْنَاهُ: أَنَّا نَرْوِي فِي ذَلِكَ بِالْأَسَانِيدِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدِثُوهَا مِنْ الثِّقَاتِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِهِمْ. فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: يُعْمَلُ بِهَا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ إنَّمَا الْعَمَلُ بِهَا الْعَمَلُ بِمَا فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مِثْلَ التِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ وَالِاجْتِنَابِ لِمَا كُرِهَ فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ. وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: {بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ} مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ} فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ الْمُطْلَقِ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ لِمَا رَخَّصَ فِيهِ وَأَمَرَ بِهِ وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بِمُجَرَّدِ الْإِخْبَارِ لَمَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ؛ فَالنُّفُوسُ تَنْتَفِعُ بِمَا تَظُنُّ صِدْقَهُ فِي مَوَاضِعَ ... فَالْحَاصِلُ: أَنَّ هَذَا الْبَابَ يُرْوَى وَيُعْمَلُ بِهِ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ لَا فِي الِاسْتِحْبَابِ ثُمَّ اعْتِقَادُ مُوجِبِهِ وَهُوَ مَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ يَتَوَقَّفُ عَلَى الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ). اهـ من مجموع الفتاوى 18/ 65 وما بعدها.
وقال أيضا رحمه الله: (وقال النوفلي: سمعت أحمد يقول: إذا روينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلال والحرام والسنن والأحكام شددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضائل الأعمال وما لا يرفع حكما فلا نصعب) انظر: "المستدرك على مجموع الفتاوى" 2/ 78.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رحمه الله: (والأئمة كانوا يروون ما في الباب من الأحاديث التي لم يعلم أنها كذب من المرفوع والمسند والموقوف وآثار الصحابة والتابعين لأن ذلك يقوي بعضه بعضا كما تذكر المسألة من أصول الدين ويذكر فيها مذاهب الأئمة والسلف.
فثم أمور تذكر للإعتماد وأمور تذكر للإعتضاد وأمور تذكر لأنها لم يعلم أنها من نوع الفساد) اهـ من الصفدية 1/ 287
وقال أيضا: (لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يُعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب. وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي وروي في فضله حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقا) اهـ قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة 2/ 176
والكلام واضح لا يحتاج إلى شرح وهذا في الأحاديث المنسوبة لصاحب الشرع فما بالك بالقصص وغيرها، وقد نص أيضا شيخ الإسلام في كلامه على ذلك، وعمل السلف في مؤلفاتهم ومواعظهم أكثر من أن يحصى وأشهر من أن يذكر.
ولقد كان الشيخ يعيب على الغزالي مثل هذا التهويل في الرد على من يخالفهم، واشتراطه في النصوص المحتج بها ما ليس بشرط كقطعية النص فيما لا يطلب فيه القطع، ولذا أرى من المناسب تذكير الشيخ وأحبابه بكلام له من كتابه "حوار هاديء مع الغزالي"
قال الشيخ سلمان في الكتاب المذكور:
ثم قال- أي الغزالي-: (وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب فالقوم يأكلونها، وليس لدينا نص يفيد الحرمة، ولا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد! وأصول الإسلام!).
فرد الشيخ سلمان عليه قائلا: [(ألم يصرح الرسول صلى الله عليه وسلم بنجاسة ريق الكلب كما روى البخاري ومسلم ويقول: (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبعاً أولاهن بالتراب)، إنه نجس مغلظ النجاسة لا يطهر إلا بسبع غسلات، إحداها مع التراب. . . فهل من معقول أن أهدر النص من أجل سواد عيون الكوريين؟ ومجاملة لأذواقهم وشهواتهم. . . إذاً، كيف سيرد الشيخ على من يقولون: إن الخنزير المحرم في عهد النبوة إنما حرم بسبب سوء تغذيته وعدم العناية به، أما اليوم فالخنازير تطعم طعاماً فاخراً، ويعتنى بها من الناحية الصحية فلا تحريم فيها!
كيف سيجيب الشيخ؟ خاصة وأنهم سيقولون له: لا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد!! وهكذا يكون التحاليل على النصوص والتلاعب بها!
المهم أنه أصبح واضحاً أن الشيخ حين يرجح قولاً ما، لا يرجحه لأن الدليل معه، آية أو حديثاً أو استنباطاً على وفق الأصول المقررة، كلا، وإنما يرجحه لأنه لا يريد أن يوهن دينه أمام القوانين الوضعية .. . أو أنه لا يريد يغير شيئاً درجوا عليه وألفوه.
•وهو يدرك أنه خسر الاثنتين، فلا القوم أسلموا حين أذنا لهم بأكل لحوم الكلاب، وأعطيناهم فرصة تنصيب المرأة، ولا نحن حفظنا كرامة النصوص، ووقّرنا الإجماع المستقر. . . وهل يمكن أن يصدق أحد أن المانع لهؤلاء القوم من الإسلام هي هذه الجزيئات؟
إذاً فلن يهتدوا أبداً، لأن ثمت جزيئات ثابتة بالنص القرآني، سوف تصطدم مع قناعتهم وواقعهم وقوانينهم، مثلاً: تحريم الخنزير –وهو نص صريح-، تحريم الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه، تعدد الزوجات، نظام الطلاق، نظام الميراث. . . الخ.
•هل يشترط الشيخ في النص المعارض للقوانين العالمية أن يكون (قاطعاً)؟؟ إنه يقول: (ولست أحب أن أوهن ديني أمام القوانين العلمية بموقف لا يستند استناداً قوياً إلى النصوص القاطعة)!!
لا مانع أن يختلف اجتهاد أهل العلم في المسائل الفرعية بناء على ثبوت النص أو عدم ثبوته، أو على اختلاف الفهم، أو طريقة الجمع بين النصوص. . . الخ.
أما أن ينتحل منتحل قولاً غريباً لأنه يوافق القوانين العالمية، أو يوافق أمزجة الكفار المراد دعوتهم. . . فهذا منهج غريب.
ولا أدري لماذا نحتاج الآن إلى نص قاطع مع أن المسألة من المسائل الفرعية –وليست الأصولية-؟ لماذا غير المؤلف منهجه وخالف أصوله؟!)] اهـ
هذا كله كلام الشيخ سلمان، ولنا أن نطرح السؤال الأخير الذي طرحه الشيخ في نهاية كلامه على الشيخ الغزالي، و من الطريف أن مثار المسألتين هو الكلب!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 02:27]ـ
تابع .............................. .....................
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قول الشيخ سلمان بعد أن مهد بما سبق: (وما أسهل أن ينبري إذاً عدو للإسلام يضع مثل هذه الحكايات وينشرها فيتلقفها الأغبياء والجهلة والأغرار، ويحامون عنها محاماتهم عن أصول الدين، ويجعلونها فيصلاً بينهم وبين مخالفيهم، فعنوان الإيمان عندهم هو أن يكون عقلك مغيباً مخدراً معزولاً عن الفهم والتحقيق والتأمل والنظر، وأن تسلم بالغرائب والمنكرات من الأخبار!).
الشيخ يفترض بمقولته هذه أمورا ليست واقعية ولا موجودة بين صفوف من ينتمون لأهل السنة والجماعة:
فيفترض أننا إذا صدقنا بالقصة المذكورة فسينتج عن ذلك أمور:
منها: فتح الباب للأعداء لوضع الخرافات ونشرها بيننا، ومع أن كتاب "الدرر الكامنة" لابن حجر ليس لمؤلف معاصر، فقد ذكر ابن حجر القصة من مئات السنين، ولم نسمع بما افترضه الشيخ!
وإن كان حدث فليبينه مشكورا مع بيان أن الباعث لكذب العدو هو مثل هذه القصة.
ومنها: أن كتب دلائل النبوة وكتب الاعتقاد ودواوين السنة حافلة بنقل معجزات وكرامات ثابتة ويتداولها العلماء من مئات السنين، ولم يفتح هذا بابا للطعن في الإسلام، ولم يناد أحد بضرورة عدم ذكرها خشية أن يستغلها الكذبة، وما ذكروه في هذه الأبواب من نصوص منها ما يفيد القطع، ومنها ما يغلب على الظن تصديقه فيجب اعتقاده والعمل به إن كان يترتب عليه عمل، ومنها الضعيف وما يقاربه مما ترخص فيه العلماء لاندراجه في الأصول المقررة شرعا وفق الشروط التي اشترطها العلماء لرواية الضعيف، مع التأكيد على أن هذه القصص لا تعامل معاملة الأحاديث من حيث شروط القبول، بل هي مما يتساهل العلماء في نقله، وأما اشتراط القطع- كما يقول الشيخ- بله الصحة في كل قصة فيها عبرة أو حدث فهذا ما لا أعلم قائلا به من المتقدمين أو المتأخرين، وقد سبق كلام الإمام أحمد وشرح شيخ الإسلام ابن تيمية له وهو عكس ما قرره الشيخ سلمان.
ومنها: أنه -سامحه الله - اتهم من نشر هذه القصة أو تلقاها وأعجب بها فضلا عن من ذكرها في كتابه من باب أولى، اتهمهم جميعا بأنهم من: (الأغبياء والجهلة والأغرار).
وهنا أذكر الشيخ بما ذكره هو بنفسه مما يخالف مسلكه هنا، قال الشيخ:
(وإذا وجدت مندوحة عن وصف الشخص -مثلاً- بالكفر أو بالفسق أو بالبدعة وهي شرعية بلا تكلف، تعين عليك سلوكها، لأن مهمتي ومهمتك ليست هي نبز الناس بالألقاب وتوزيع المعايير عليهم واتهامهم بشتى التهم، وكأني أريد أن أثبت لنفسي البراءة من خلال الطعن في الآخرين، فهذا من أخطر ما يمكن أن يكون ... إذاً: ينبغي أن يكون عندي هذه البحبوحة وهذه السعة وهذه الرحمة للناس، وهذه الفرحة بكل خير يصيبونه، والحزن لكل شر يقعون فيه، والحدب على إصلاحهم والتحري لهم؛ وفرق بين أن تكون مهمتي كأنني مقاتل في ميدان، أريد ألا يدخله أحد غيري أنا ومن يقع عليهم الاختيار، وبين كوني إنساناً يهمه أن يدعو الناس بكل ما أوتي من قوة إلى هذا الباب، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس:25].
فعلى الإنسان أن يحرص -فيما يتعلق بالحكم على الناس- ألا يتسرع بالحكم، وألا يعمم الأحكام، وألا يتكلم على الأشخاص بقدر المستطاع) اهـ من محاضرة "قواعد توحيد الكلمة" للشيخ سلمان.
ومنها: أنه -سامحه الله - اتهم من نشر هذه القصة أو تلقاها وأعجب بها فضلا عن من ذكرها في كتابه من باب أولى، اتهمهم جميعا بأنهم ممن يوالون ويعادون على هذه الخرافات!
ومنها: أنه -سامحه الله - اتهم من نشر هذه القصة أو تلقاها وأعجب بها فضلا عن من ذكرها في كتابه من باب أولى، اتهمهم جميعا بأنهم ممن يصنفون الناس ويعرفون المؤمن من غيره عن طريق (أن يكون عقلك مغيباً مخدراً معزولاً عن الفهم والتحقيق والتأمل والنظر، وأن تسلم بالغرائب والمنكرات من الأخبار)
ومنها: أنه اتهم من يصدق أو يروي القصة السابقة ونحوها بأن يعتبر ممن يجعلون الأساطير والخرافات في منزلة أصول الدين فقال: (يحامون عنها محاماتهم عن أصول الدين).
وأرجو من الشيخ أن يذكر لنا من أهل السنة من جعل هذه القصة بمنزلة أصول الدين، واحدا فقط من المتقدمين أو المعاصرين، وإلا فهذا الكلام عبارة عن ظنون وخيالات والظن أكذب الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا إلى الآن أتساءل: هل حقا القصة المذكورة هي سبب هذا الشحن النفسي، والتوتر العصبي، والحدة في النقد؟!
ثم قال الشيخ: (ألم يتعرض -صلى الله عليه وسلم- للتكذيب ويُسأل الآيات، فيؤمر أن يقول: "سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً؟ " [الإسراء: 93]
ألم يضعوا السلى على ظهره؟ ويشجوا وجهه ورأسه في المعركة، ويقتلوا أصحابه؟).
بلى حدث كل هذا، ولم يتوقف نصره صلى الله عليه وسلم على الأمور المادية فقط وعلى الجهد البشري – وإن كان هذا هو المطلوب منا- بل مع الصبر والتقوى سخر الله لنبيه من ينتصر له من الحيوانات أيضا، وقت استضعاف المسلمين بمكة وعدم قدرتهم على الانتصار، ففي الحديث عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قال: كان ابن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم سلط عليه كلبك " فخرج في قافلة يريد الشام فنزل منزلا، فقال: إني أخاف دعوة محمد صلى الله عليه وسلم قالوا له: كلا، فحطوا متاعهم حوله وقعدوا يحرسونه فجاء الأسد فانتزعه فذهب به "
وفي رواية: كان ابن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو عليه قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم سلط عليه كلبك "
قال: وكان أبو لهب يحمل البز إلى الشام، ويبعث بولده مع غلمانه، ووكلائه، ويقول: إن ابني أخاف عليه دعوة محمد فيعاهدوه قال: وكانوا إذا نزل المنزل ألزقوه إلى الحائط، وغطوا عليه الثياب والمتاع قال: ففعلوا ذلك به زمانا، فجاء سبع فنشله فقتله، فبلغ ذلك أبا لهب، فقال: ألم أقل لكم إني أخاف عليه دعوة محمد [8].
وأيضا أرسل من ملائكته من يدافع عنه، ففي صحيح مسلم (2797) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟
قَالَ: فَقِيلَ: نَعَمْ فَقَالَ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا).
فالإغراق في الماديات من أسباب استنكار مثل هذه الروايات، واستهجان ذكر الكرامات والمعجزات، وكأنها ستصيب الناس بالسلبية وتجعلهم يتواكلون، وهذه أيضا تعد محنة من محن عقول مثقفي عصرنا ومن تأثر بهم من الدعاة؟!
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول:"ومن سنة الله أن من لم يمكن المؤمنون أن يعذبوه من الذين يؤذون الله ورسوله؛ فإن الله سبحانه ينتقم منه لرسوله ويكفيه إياه، كما قدمنا بعض ذلك في قصة الكاتب المفتَري، وكما قال سبحانه:) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِيَن * إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهزِئِين (.
والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين معروفة، قد ذكرها أهل السير والتفسير، وهم على ما قيل نفر من رؤوس قريش: منهم الوليد بن المغيرة، و العاص بن وائل، والأسودان بن المطلب وابن عبد يغوث، والحارث بن قيس" اهـ.
ثم قال الشيخ سلمان: (وربما احتج بعضهم بالمعجزات والآيات والكرامات.
والآيات حق، وكذلك الكرامات، ولكنها أمر خارق للسنة، مخالف لجاري العادة، فلا يقبل ادعاء مدعيها حتى يقع التحقق التام منها، وإلا لالتبس الحق بالباطل، واشتبه الأدعياء بالصادقين والأنبياء) اهـ
كأن الشيخ سلمان شعر باعتراض بعض من يسميهم بالبسطاء والسذج عليه بأمر الكرامات فذكر ما ذكر، ولكنني أتساءل: الكرامة في هذه القصة المروية لمن؟
هل نسبت لأحد الأدعياء الذين يريدون أن يمرروا باطلهم على الأمة بدعوى الكرامة حتى يقول الشيخ ما قاله ويكتب ما كتبه؟!
أم هي كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمة الإسلام بأكملها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل مثل هذه القصص التي هي من باب الترغيب والترهيب والرقائق وأخذ العبرة يطلب فيها التحقق التام كما يطلب عند نسبة قول أو فعل أو تقرير إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مما يثبت عقيدة أو حكما شرعيا؟!
الجواب: لا [9]
فهذا الجدل في ثبوت المعجزة أو الكرامة، وإيهام أن القصة المذكورة أجنبية عن هذا الباب فلها حكم آخر وهي مما يستنكر وقوعه؛ لا محل له هنا وهو تابع للكلام الإنشائي الكثير المذكور في المقالة والذي هو بحق لتخدير القاريء حتى لا يرى مشكلة في نوعية هذا الطرح والنقد الجديد والغريب في الأسلوب وفي التوقيت وفي مخاطبة الأخ لأخيه المسلم!
ثم أسلوب الشيخ سلمان هنا في كلامه عن المعجزات والكرامات يذكرني بأسلوب الغزالي الذي انتقده الشيخ عليه في حوار هاديء، حيث قال: (وكذلك نجد الشيخ الغزالي في أكثر من موضع من كتبه يعلق على الكرامات وشيوعها وانتشارها ويسخر من أولئك الذين أدخلوا الكرامات والإيمان بها ضمن العقائد، وإن كان يصرح بأنه لا ينكرها جملة وتفصيلاً لكن عباراته في الهجوم على الكرامات والقائلين بها شديدة جداً) اهـ.
فلله الأمر من قبل ومن بعد.
ثم قال الشيخ: (ولذا كان السلف يقولون: هاتوا أسانيدكم، وفي التنزيل: "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ" [البقرة:111]. ولذا كان الأئمة يقولون: إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدعياً فالدليل).اهـ
كلام لا غبار عليه، ولكن في أي شيء كان السلف يطالبون بالإسناد، هل في كل قصة تذكر للعبرة ولا تخالف كتابا ولا سنة ولا هي منسوبة للوحي كانوا يطالبون بالإسناد؟!
الجواب قطعا: لا، بل ما زال السلف والخلف يروون القصص التي فيها عبر من انتقام الله ممن سب دينه أو استهزأ بآياته، أو سب رسوله وعندهم الكثير من القصص في مؤلفاتهم مرسلة بلا إسناد، ولا يرون في هذا عيبا أو نقصا أو غباء أو جهلا أو تخديرا لعقول البسطاء بل يرون فيها زيادة إيمان وتمسك بالدين يتبعه عمل ونصر لله، فينتصر عندها المسلمون،
وسبق من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ما يؤيد ما ذكرته.
وأيضا قد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة فصلا ماتعا في كتابه الفذ " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" وذكر كلامًا هامًا حول الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم بما هو خارج عن العادة والمألوف وشواهد ذلك والقصص التي يرويها الناس في هذا وفائدتها فنذكره لأهميته ثم نعقب بما ييسر الله تعالى:
قال رحمه الله: (فصل: النوع السابع: في كفاية الله له أعداءه وعصمته له من الناس وهذا فيه آية لنبوته من وجوه:
منها: أن ذلك تصديق لقوله تعالى: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون) فهذا إخبار الله بأنه يكفيه المشركين المستهزئين،
وأخبر أنه يكفيه أهل الكتاب بقوله: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).
فأخبره الله أنه يكفيه هؤلاء الشاقين له من أهل الكتاب وأخبره أنه يعصمه من جميع الناس بقوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فهذا خبر عام بأن الله يعصمه من جميع الناس فكل من هذه الأخبار الثلاثة العامة قد وقع كما أخبز وفي هذا عدة آيات:
منها: أنه كفاه أعداءه بأنواع عجيبة خارجة عن العادة المعروفة)
ثم ذكر رحمه الله شواهد كثيرة على ذلك فلتراجع فإنها مما يقوي الإيمان وتعصم المسلم من الخزي والهذيان، إلى أن قال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ويدخل في هذا الباب ما لم يزل الناس يرونه ويسمعونه من انتقام الله ممن يسبه ويذم دينه بأنواع من العقوبات وفي ذلك من القصص الكثيرة ما يضيق هذا الموضع عن بسطه وقد رأينا وسمعنا من ذلك ما يطول وصفه من انتقام الله ممن يؤذيه بأنواع من العقوبات العجيبة التي تبين كلاءة الله لعرضه وقيامه بنصره وتعظيمه لقدره ورفعه لذكره وما من طائفة من الناس إلا وعندهم من هذا الباب ما فيه عبرة لأولي الألباب ومن المعروف المشهور المجرب عند عساكر المسلمين بالشام إذا حاصروا بعض حصون أهل الكتاب أنه يتعسر عليهم فتح الحصن ويطول الحصار إلى أن يسب العدو الرسول صلى الله عليه وسلم فحينئذ يستبشر المسلمون بفتح الحصن وانتقام الله من العدو فإنه يكون ذلك قريبا كما قد جربه المسلمون غير مرة تحقيقا لقوله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر) ولما مزق كسرى كتابة مزق الله ملك الأكاسرة كل ممزق ولما أكرم هرقل والمقوقس كتابه بقي لهم لمكهم) اهـ باختصار من الجواب الصحيح 6/ 273 - 296.
فهذا الكلام واضح لا مزيد عليه، وأنه لم يزل السلف والخلف يذكرون من القصص والحكايات الكثير والكثير.
ومن ذلكالقصة التي ذكرها الحافظ ابن حجر ونحوها، فلا نتعامل معها كتعاملنا مع الأحاديث، بل هي من باب الرقائق والمواعظ، ولا مخالفة فيها - لأصول الشّرع، ولا لسنن الله عزوجل في كونه، والله عزّ وجل قادر على تسخيرمخلوقاته، وفق حكمته البالغة، سبحانه وتعالى.
قال الشيخ سلمان: (وقد علمنا يقيناً أن الكلاب خارج دائرة التكليف، وهي لا تسمع إلا نداء، كما قال ربنا سبحانه: "وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ" [البقرة:171].، وهي لا تعقل، فالعقل ميزة شرف الله بها الآدمي، وإن كان من الآدميين من يلغي هذه الموهبة أو يجور عليها أو يقتلها بالإهمال والتجاهل، أو يئدها بالاستسلام لكل مسموع، والتشرب لكل موضوع، والركض وراء الأوهام).
هل قال أحد بأن الكلاب مكلفة أو تعقل كالإنسان؟!
وهل من ذكر هذه القصة أشار من قريب أو بعيد إلى أنها مكلفة؟!
وهل عدم تكليفها وعقلها كالبشر يمنع من أن يعاقب الله بها من شاء ممن سخر بدينه وسب نبيه؟!
وهل عدم تكليفها ينفي أن يكون لها نوع إدراك يناسبها؟!
وهل يستقيم هذا الكلام مع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على ابن أبي لهب الذي آذاه بأن يسلط عليه كلبا من كلابه، فكان ما أراد وأكله أسد في بلاد الشام شم القوم حتى اخترقهم ووصل إليه وأكله- والحديث حسن كما تقدم-.
وقد ذكرت فيما سبق قصة الذئب الذي تكلم بكلام بليغ بل وأمر بالخير وأخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن قطعا مكلفا، ولم يدّع أحد ممن أثبت الحديث وآمن به أن له عقلا كعقلنا!!
مع الجزم بأن للحيوان نوع إدراك بما يضره وينفعه، وبأن الله سبحانه سخر بعض المخلوقات لإعانة باغي الخير والدعاء له كدعاء النملة والحوت لمعلم الناس الخير وهذا مما صح به الحديث عند الترمذي وغيره.
وكذلك: الانتقام من باغي الشر ومن استهزأ بدينه،
ونزع من بعضها في حق من أراد الله إكرامهم نزع منها ما يضر في الأحوال العادية، كالنار مثلا وقصة خليل الرحمن مشهورة معروفة، بل وقد حدث مثلها في أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأبي مسلم الخولاني رحمه الله في قصة مشهورة قل من لم يذكرها من أصحاب كتب الدلائل والتراجم والتاريخ، وذكرها شيخ الإسلام في مواضع كثيرة من كتبه بمفردها ومع غيرها مما هو من الكرامات الظاهرة، قال رحمه الله: (فما زال الناس في كل عصر يقع لهم من ذلك شيء كثير ويحكى ذلك بعضهم لبعض، وهذا كثير في كثير من المسلمين ... وهذه جيوش أبي بكر وعمر ورعيتها لهم من ذلك أعظم من ذلك: مثل العلاء ابن الحضرمي وعبوره على الماء كما تقدم ذكره فإن هذا أعظم من نضوب الماء ومثل استقائه ومثل البقر الذي كلم سعد بن أبي وقاص في وقعة القادسية ومثل نداء عمر يا سارية الجبل وهو بالمدينة وسارية بنهاوند ومثل شرب خالد بن الوليد السم، ومثل إلقاء أبي مسلم الخولاني في النار فصارت عليه النار بردا وسلاما لما ألقاه فيها الأسود العنسى المنتبىء الكذاب وكان قد استولى على اليمن فلما امتنع أبو مسلم من الإيمان به ألقاه في النار فجعلها الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
بردا وسلاما فخرج منها يمسح جبينه وغير ذلك مما يطول وصفه.
ومما ينبغي أن يعلم أن خوارق العادات تكون لأولياء الله بحسب حاجتهم فمن كان بين الكفار أو المنافقين أو الفاسقين احتاج إليها لتقوية اليقين فظهرت عليه كظهور النور في الظلمة؛ فلهذا يوجد بعضها لكثير من المفضولين أكثر مما يوجد للفاضلين لحاجتهم إلى ذلك وهذه الخوارق لا تراد لنفسها بل لأنها وسيلة إلى طاعة الله ورسوله) [10]
وقال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية 6/ 156: (قال البيهقي ... ثنا سليمان بن المغيرة أن أبا مسلم الخولاني جاء إلى دجلة وهي ترمي بالخشب من مدها فمشى على الماء والتفت إلى أصحابه وقال هل تفقدون من متاعكم شيئا فندعو الله عز وجل.
قال البيهقي: هذا إسناد صحيح.
قلت – القائل ابن كثير- وستأتي قصة أبي مسلم الخولاني واسمه عبد الله بن ثوب مع الأسود العنسي حين ألقاه في النار فكانت عليه بردا وسلاما كما كانت على الخليل إبراهيم عليه السلام، وقصة زيد بن خارجة وكلامه بعد الموت وشهادته بالرسالة لمحمد وبالخلافة لأبي بكر الصديق ثم لعمر ثم لعثمان رضي الله عنهم) ثم ذكر رواية البيهقي لقصة خارجة بن زيد وكلامه بعد الموت وذكر قول البيهقي عن القصة: (هذا إسناد صحيح وله شواهد) اهـ.
ثم ذكر ابن كثير رواية البيهقي للغلام الذي كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها: (جاءه رجل بغلام يوم ولد فقال له رسول الله من أنا قال أنت رسول الله قال صدقت بارك الله فيك ثم قال إن الغلام لم يتكلم بعد ذلك حتى شب، قال أبي: فكنا نسميه مبارك اليمامة)
ثم قال ابن كثير – ولنقارن بين موقف الشيخ سلمان من القصة المذكورة وبين موقف ابن كثير هنا-: (قلت هذا الحديث مما تكلم الناس في محمد بن يونس الكديمي بسببه وأنكروه عليه واستغربوا شيخه هذا، وليس هذا مما ينكر عقلا ولا شرعا فقد ثبت في الصحيح في قصة جريج العابد أنه استنطق ابن تلك البغى فقال له يا أبا يونس ابن من أنت قال ابن الراعي فعلم بنو إسرائيل براءة عرض جريج مما كان نسب إليه) اهـ
مع أن محمد بن يونس الكديمي هذا متهم، بل قال الذهبي في ترجمته في المغني في الضعفاء 2/ 646: (محمد بن يونس الكديمي القرشي السامي، الحافظ، هالك، قال ابن حبان وغيره: كان يضع الحديث على الثقات) اهـ
ولكن لما كان الكلام في هذا الحديث لاستغرابه عقلا؛ أو على الأقل سيوهم ذلك؛ رد ابن كثير رحمه الله بما رد به مما ينفي توهم عدم وقوع مثل ذلك أو استنكاره، وهذا من فقهه، وذكر أن هذا مما لا ينكر عقلا ولا شرعا وذكر شواهد ذلك.
مع أن الكلام هنا في حديث مرفوع منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس في قصة كقصتنا هذه!
وهذا ما كان ينبغي أن يفعله الشيخ سلمان حتى لو أراد تضعيف هذه القصة أو ردها من جهة الإسناد، فكان الأولى به ذكر أن القصة ليست مما يستغرب ولا يستنكر عقلا ولا شرعا ثم إن أراد بيان ضعفها فلا بأس، أما أن يهجم هذا الهجوم موهما أن القصة مستنكرة وموهما إستحالة وقوعها وأنها من الأساطير فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن تضعيف القصة واستغرابها خارج عن نطاق المسلك العلمي وإنما هو لشيء آخر!
ثم ذكر الشيخ قصة الإسراء وتصديق الصديق رضي الله عنه لها واستنبط منها فائدة عجيبة، فقال: (الصديق إذاً هو من يصدق بالوحي النازل من السماء، وليس من تتراكم على عقله غرائب الأخبار من كل وضاع ودجال؛ فيتجرعها كالسم حتى ينبت عليها جسده، ويمضي عليها عمره، وتصبح أساساً في ثقافته ومعرفته، وتلتبس عنده معالم دينه!).
عدنا إلى حشر المسلم في خيارين لا ثالث لهما عند الشيخ كما ذكر من قبل أنك بين التصديق بالقرآن أو المتواتر أو بين الدجل والخرافة أو نحوا من هذا كما سبق،
وهنا جعل الناس أحد رجلين وأثبت وصف الصديق لأحدهما ثم صب العذاب على الآخر:
فالصدّيق هو من يصدق بالوحي، فهل من صدق بقصة رواها ثقة أو ذكرها من يغلب على ظنه أنها مقبولة عنده، أو رواها للعبرة مع خفة سندها إن وجد، أو ذكرها وإن لم يوجد لها إسناد، مع عدم مخالفتها كما قلنا مرارا لكتاب أو سنة أو إجماع، هل هذا ينفى عنه صفة الصديقية، وينقلب إلى من يتجرع السم ... إلخ؟
وما أساس حكمه على هذه القصة بأن راويها وضاع دجال؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل هذا الوضاع الدجال سيورده الحافظ ابن حجر في كتاب سماه" الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" ويذكر له حكاية موضوعة ويسكت عنها؟!
مع قرب عهد الحافظ ابن حجر برواة القصة، فقد قال رحمه الله في مقدمة كتابه الدرر الكامنة، الذي ذكر فيه هذه القصة، واصفا إياه، مبينا شرطه في الكتاب: (أما بعد فهذا تعليق مفيد جمعت فيه تراجم من كان في المائة الثامنة من الهجرة النبوية من ابتداء سنة إحدى وسبعمائة إلى آخر سنة ثمانمائة من الأعيان والعلماء والملوك والأمراء والكتاب والوزراء والأدباء والشعراء وعنيت برواة الحديث النبوي فذكرت من اطلعت على حاله وأشرت إلى بعض مروياته إذ الكثير منهم شيوخ شيوخي وبعضهم أدركته ولم ألقه وبعضهم لقيته ولم أسمع منه وبعضهم سمعت منه) [الدرر الكامنة 1/ 4].
وسكوت ابن حجر يغلب على الظن تصحيحه للقصة وهذا معروف عنه حتى في الأحاديث النبوية، فقد قال رحمه الله في مقدمة كتابه العظيم فتح الباري:
(فإذا تحررت هذه الفصول وتقررت هذه الأصول افتتحت شرح الكتاب مستعينا بالفتاح الوهاب فأسوق إن شاء الله الباب وحديثه أولا ثم أذكر وجه المناسبة بينهما أن كانت خفية ثم أستخرج ثانيا ما يتعلق به غرض صحيح في ذلك الحديث من الفوائد المتنية والاسنادية من تتمات وزيادات وكشف غامض وتصريح مدلس بسماع ومتابعة سامع من شيخ اختلط قبل ذلك منتزعا كل ذلك من أمهات المسانيد والجوامع والمستخرجات والأجزاء والفوائد بشرط الصحة أو الحسن فيما أورده من ذلك) [هدي الساري مقدمة فتح الباري ص/6، بتحقيق وتعليق الشيخ عبد القادر شيبة الحمد].
ثم إن القصة مذكورة عن إبراهيم بن محمد بن سعيد الطيبي، جمال الدين السفار المعروف بابن السواملي، قال الصفدي في الوافي بالوفيات 6/ 89، و تبعه ابن حجر في الدرر الكامنة 1/ 59 - 60:" وكان ينطوي على دين وكرم وبر واعتقاد في أهل الخير". وقد توفي سنة 706 هـ
ورواها عنه معاصره علي بن مرزوق بن أبي الحسن، زَين الدِّين، السلامي، أصله من الموصل توفي سنة 720 هـ.
وعهد الحافظ ابن حجر بالقصة قريب فليس بينه وبين الراوي مفاوز بل سبق التصريح عنه في المقدمة بأن معظم من ترجم لهم من شيوخه أو شيوخ شيوخه، فيبعد وجود وضاع فيها، مع اختيار ذكره لها في كتاب يتداوله العلماء وسكوته عليها، هذه كلها قرائن تقوي القصة أو على الأقل تسوغ ذكرها والاستشهاد بها والله أعلم، مع تأكيدي على أن رد الشيخ لها لا يتعلق بالإسناد وإنما ذكر الإسناد من باب مساعدته على بيان مقصوده من رد القصة،
ثم أن كان ردها حقا لإسنادها فسؤالي: كيف حكم الشيخ بوضعها؟!
لاسيما ولا يوجد في متنها ما يستغرب أو يستنكر بل لها شواهد صحيحة تؤكدها، بل ويوجد من الثابت ما هو أغرب وأعظم مما ذكر فيها!
بل ولم يطلع الشيخ على سندها كما ذكر!!
ثم قال الشيخ: (إن هذا العقل الأسطوري الذي لا يميز بين حق وباطل هو المسؤول عن شيوع الخرافة في مجتمع المسلمين، وغياب التفكير السليم، وضعف التحليل الموضوعي، وتراكم الأخطاء والسلبيات دون علاج، وكيف لنا أن نصحح أو نخطط أن نبني حضارة أو نؤسس مجداً إذا كانت العقول فاسدة والبصائر كليلة، وطرائق التفكير والنظر متردية، لماذا نهادن تسلل الحكايات الوهمية إلى عقول العامة، بل عقول الشباب والطلاب والمتعلمين، الذين يظنون أحياناً أن التصديق أولى على سبيل الاحتياط، ولا يدرون أن التصديق بالباطل مثل التكذيب بالحق).
أي أسطورة وأي باطل في ذكر مثل هذه القصة؟!
وأي خلط بين الحق والباطل في هذا؟!
وأي خرافة هذه التي احتوتها هذه القصة وساهمت في نشر مثيلاتها في المجتمع المسلم؟!
وهل حقا عقل من يذكر مثل هذه القصة وإن كان مثل الحافظ ابن حجر هو المسئول عن انحطاط المجتمع وتخلفه ... إلخ؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون، لا زلت متعجبا من حشد كل هذه التهم والحط من قدر أفاضل ذكروا مثل هذه القصة، وكأن فيها نوعا من الشرك أو نشرا لزندقة، بل إنني لم أسمع أو أقرأ للشيخ نقدا لباطل مما يراه أو يسمعه من حوله في واقعنا المعاصر مثل هذا من قبل!!
وهل حقا من يصدق بهذه القصة يكون مصدقا بالباطل وشبيها لمن كذب بالحق، وفي هذا من الغلو والتحامل ما لا يخفى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل من نشر هذه القصة ونحوها هم أسباب ما نحن فيه من تخلف وإنحطاط، وهم عوائق التقدم والحضارة ... إلخ ما ذكره الشيخ؟!
هل توصيف الشيخ لآفات واقعه هكذا بهذا الأسلوب وبهذا التحامل ومجافاة الحقائق التي هي سبب تخلفنا بحق، وتمريرها دون نقد أو تعليق!، هل هذا مما يساهم في بناء عقل واع، وجيل متحضر متقدم، وجيل يؤسس مجدا ويبني حضارة؟!
أم أن هذا التوصيف القاصر يؤسس جيلا ساذجا متحاملا على إخوانه متغافلا عن أعدائه الحقيقيين، وعن أسباب ما نحن فيه من فساد وشيوع للمنكرات، وكبت لكل صوت لا أقول ينادي بالإصلاح – فالزاعمون للإصلاح كثيرون- ولكن لكل صوت ينادي بإقامة الدين كما أنزله الله، والتحاكم إليه في كل كبير وصغير، ونبذ موالاة أعداء الدين الحقيقيين من أهل الشرك والبدع، وأهل النفاق والشقاق!!
ألم ينعَ الشيخ قديما على من كانوا ينصحون بالتأني في طرح بعض الموضوعات التي يمكن أن تجر الدعوة إلى ما لاتحمد عقباه – وقد حدث هذا فعلا- ألم يرد عليهم قائلا: ((وأيضاً من أخطائنا في التفكير -وهذا باب آخر لكن لأن له علاقة بالاختلاف الذي يقع أحياناً بسبب اختلاف المواقف الفكرية- من ذلك: المبالغة في النتائج والإلزام بما لم يلزم؛ فتجدنا أحياناً إذا حصل شيء يتعلق بالدعوة رتبنا عليه نتائج عظيمة؛ مثلاً: إذا خطب فلان خطبة معينة، وقد يكون صريحاً في هذه الخطبة، ووضع النقاط على الحروف، تجد أننا هولنا وقلنا: الصحوة وهذا يضر الأمة ويضر الدعوة وستقع فتن ومشاكل وقيل وقال!)
أليس ما عابه الشيخ هنا على من ذكر القصة أو نشرها أو صدق بها هو نفسه ما ذكره فيما نقلته عنه، وكان ينهى عنه قديما؟!!
ثم قال: (ومن أفدح الخطأ الاعتقاد بأن الإيمان نقيض العقل، أو أن العلم نقيض الدين.
لا يحل للمصلحين والدعاة والمرشدين أن يهادنوا عقول البسطاء أو يداهنوها، نعم سيظل في الناس أوباش لا يعقلون، لكن الخطب الفادح أن تكون هذه هي الثقافة المهيمنة التي تضغط على عقول الناشئة، وتجعل الجيل في خيار ما بين الإيمان الموروث مخلوطاً بترهات ما أنزل الله بها من سلطان، وبين العلم الحديث والحقائق المادية. أمانة الديانة تحتم علينا أن نقدس الإيمان الحق المجرد، وأن نحذر من اللحوقيات والإضافات الأسطورية المتلبسة به، والله أعلم).
إن كان الشيخ يقصد أن العقل يحيل مثل هذه القصة وأشباهها فيلزمه نفي المعجزات والكرامات الثابتة لأنها العقل لا يثبتها، وأؤكد على أن المشكلة هنا والاعتراض من الشيخ على هذه القصة وأمثالها يظهر أنه ليس لعدم وجود إسناد لها، بل لأن عقول الأمم الأخرى ستهزأ بنا، والعلمانيون من بني جلدتنا سيسخرون منا!
والعلم الذي حشره الشيخ في الموضوع هنا لا أدري ما محله من الكلام، فلا دخل له في كلامنا، وليس حاكما على شيء من الشرع، وإلا فإن العلم الذي ذكره لا يثبت شيئا من المعجزات أو الكرامات، ومعلوم تخبطه في أمور الغيبيات والشيخ نفسه كانت له ردود على هذا قديما، بل ذكر في حواره مع الغزالي مدى انحراف ما يسمى بالمدرسة العقلية وكان مما قاله: (الميل إلى تضيق نطاق الغيبيات ما أمكن، وذلك تأثرا بالتيار المادي الذي يسود الحضارة المعاصرة، ومن هنا جاء إقحام العقل في المسائل الغيبية، وتأويل الملائكة والجن والشياطين ... وعند غلاة العقلانيين نجد تأويل الصلاة والزكاة والصوم والحج).
ففي رده على الغزالي قديما جعل الحضارة المعاصرة سببا من أسباب إنحراف العقلانيين وأنها لا تجتمع عندهم مع الدين والغيب فاختاروا تأويل الدين مراعاة لها،
ثم هو هنا حديثا يقول: (وتجعل الجيل في خيار ما بين الإيمان الموروث مخلوطاً بترهات ما أنزل الله بها من سلطان، وبين العلم الحديث والحقائق المادية).
فيجعل الحقائق المادية لا تتعارض إلا مع الإيمان الموروث مخلوطا بترهات ... إلخ
فهل هذا الجزء من الإيمان بالغيبيات أصبح عند الشيخ من الترهات لأنه يتعارض مع الحقائق المادية؟!
والجيل فعلا في خيار ولكن بين الإيمان الصحيح النقي الذي تركه العقلانيون إيثارا لماديتهم وبين ما يسمى بالحقائق المادية والتي تنكر الغيبيات والمعجزات وتضيق نطاقها كما سبق في نقد الشيخ للعقلانيين قديما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم كأن هذا الخطاب في كلام الشيخ ليس لنا نحن بل لمن اطلع على القصة من المفكرين العقلانيين أو من الغربيين، فهو نوع طمئنة لهم بأن منهجنا لا يحمل مثل هذه الموروثات والأساطير كما يسميها الشيخ!
قال الشيخ: (والأئمة قد يترخصون في إيراد حكايات بأسانيدها في مصنفاتهم لأن التبعة على الراوي، ويقولون: من أسند فقد سَلِم، خاصة وهي دواوين علمية متخصصة يتعاطاها الفقهاء والعارفون، أما أن تنشر مثل هذه الروايات وتذاع ويستكثر منها، فهو توهين لجانب التكليف، وإزراء بخصوصية الإنسان، وتسلط لأعداء الملة، وقد وقفت مراراً على أقصوصات من هذا القبيل ينشرها الوعاظ غافلين، وإذا تتبعت مصدرها وجدتها من وضّاعين أو ساخرين، وقد روى أحدهم قصة الميت الذي نبش قبره فوجد مصروفاً عن القبلة، وبالسؤال عنه تبين أنه مدخن (!!) وتحريت بنفسي عن القصة فوجدتها من وضع عيّار مدخن).
أي روايات هذه التي يتكلم عنها الشيخ؟! وأي توهين لجانب التكليف في مثل هذه القصة؟!
هل يظن الشيخ أن من ذكروا هذه القصة سيخرجون على الناس ويقولون لهم: لستم مكلفين بنصرة دينكم والذب عن نبيكم، وسيرسل الله لكم كلبا بل كلابا تأكل من أساء للنبي صلى الله عليه وسلم ولا بأس عليكم، وهنا تنهال الجموع بالتصفيق والتكبير، مستبشرة منتظرة خروج الكلب ليفعل ما لم تفعله هي!!!
الشيخ – غفر الله لنا وله- يستخف بغيره أيما استخفاف، وهذه القصة بالذات التي قال في حق من ذكرها كلاما مستبشعا، قد ذكرها فضلاء في كتب لهم وفي مواقع لهم وهم من أعقل الناس ولله الحمد ومن أثبتهم على الحق في زمن التلون والتراجعات، ومن أكثرهم ذبا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعرف منهم من يفديه بنفسه وأهله وماله، ومن لا يكل ولا يمل في الدعوة إلى الله ليل نهار، بعلم وبفقه وبعدل، فلا يجدر بالشيخ أن يستخف بإخوانه هكذا، ولا أريد أن أذكر هؤلأ الفضلاء بأسمائهم حتى لا يظن أحد أن هذا من باب التحريش وإثارة النفوس، وهم ذلك لا يحبون الظهور، وأسأل الله أن يثبتهم، وإن كان الشيخ يتهمهم بالسذاجة والبساطة، و يستضعفهم فأحسبهم ممن ينطبق عليهم ما رواه البخاري في صحيحه (رقم2896) بسنده عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ".
وسعد رضي الله عنه هو من هو، فكيف بغيره؟!
ثم هو يقول: (والأئمة قد يترخصون في إيراد حكايات بأسانيدها في مصنفاتهم لأن التبعة على الراوي، ويقولون: من أسند فقد سَلِم)
فعلى من سيلقي الشيخ بتبعة إيراد القصة المستنكرة عنده إذا كان الحافظ ابن حجر قد ذكرها بدون إسناد؟!
وهل الحافظ ابن حجر لم يسلم في رأي الشيخ لأنه لم يسند القصة؟!
وهل الحافظ ابن حجر داخل فيمن ذكرهم هنا بأوصاف بشعة أم لا؟!
وإذا لم يدخله في ذلك فكيف يخرجه منهم وهو من ذكر القصة ومهد لنشرها ولم ينتقدها بشيء؟!
أما القصة التي ذكرها عن المدخن ... إلخ فلا فائدة من ذكرها هنا أو التعليق عليها، فهذه في وادٍ وقصتنا وكلامنا في وادٍ آخر.
ثم ختم الشيخ قالته بقوله: (لا يجوز أن يكون الإيمان بإمكان حدوث الكرامات سبباً في تمرير أي حكاية أو رواية من منطلق أنه يجوز أن تكون من الكرامات، فالكرامات لها أسبابها وطرق إثباتها، وليس يتعين في التكليف الشرعي إلا أن يؤمن المرء بما ثبت في الكتاب والسنة، أما تسارع الناس إلى تصديق الغرائب فهو من جهالات العامة وتسرعهم، وصدق الله إذ يقول: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" [الزمر:9]. جعلنا الله من العالمين ومن ذوي الألباب.)
لم يقل أحد أنه يجب عليكم أن تؤمنوا بهذه القصة ولو صحت، كما أنه لا يجوز أن تقول لأحد: لا يجوز لك أن تصدق بكرامات لم تثبت في الكتاب أو السنة، إذ هذا سد ونفي لكرامات كثيرة ثبتت للصحابة ومن بعدهم وليست مذكورة في كتاب ولا سنة، وإنما هي تابعة لإيمانهم وتأييد لتمسكهم بالحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفي الشيخ لجواز ذكر قصة أو حكاية ليس فيها مخالفة شرعية وإنما تشهد لها الشواهد الشرعية الثابتة لم يقل به أحد من العلماء، وكيف يحرم نقل قصة ولو ضعيفة في باب هو أقرب ما يكون إلى الترغيب والترهيب، ولا محظور شرعي في ذكره، من قال هذا؟!
وأما قول الشيخ: (وليس يتعين في التكليف الشرعي إلا أن يؤمن المرء بما ثبت في الكتاب والسنة) وإنما ذكر يتعين حتى إذا عورض من أحد بأنه يجوز أو يستحب قال: إنما ذكرت الوجوب، مع أن سياق كلامه يدل على تضييق باب الكرامات والاقتصار على القرآن والسنة.
ثم ليست العبرة بكون الشيء غريبا أو مألوفا حتى نصدقه أو نكذبه بل العبرة بمدى شهادة الشرع له بالقبول أو الرد، وإلا فكل المعجزات والكرامات هي من الغرائب الخارجة عن سنن العادات.
والحكايات أو الروايات يجب أن تعرض على الشرع قبل روايتها فما لم يكن فيها مخالفة للشرع، فلا بأس بحكايتها سواء أكانت من باب الكرامات أو من غيرها، وحتى الاحتياط الذي نفاه الشيخ هنا في قوله (من منطلق أنه يجوز أن تكون من الكرامات) قد أقره العلماء، كما سبق في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأعيد بعضا منه مرة أخرى لفائدته، قال رحمه الله:
(فَمَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَأَنْوَاعُهُ إذَا رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ بِمَعْنَى: أَنَّ النَّفْسَ تَرْجُو ذَلِكَ الثَّوَابَ أَوْ تَخَافُ ذَلِكَ الْعِقَابَ كَرَجُلِ يَعْلَمُ أَنَّ التِّجَارَةَ تَرْبَحُ لَكِنْ بَلَغَهُ أَنَّهَا تَرْبَحُ رِبْحًا كَثِيرًا فَهَذَا إنْ صَدَقَ نَفَعَهُ وَإِنْ كَذَبَ لَمْ يَضُرَّهُ؛
وَمِثَالُ ذَلِكَ: التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ بالإسرائيليات؛ وَالْمَنَامَاتِ وَكَلِمَاتِ السَّلَفِ وَالْعُلَمَاءِ؛ وَوَقَائِعِ الْعُلَمَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَجُوزُ بِمُجَرَّدِهِ إثْبَاتُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ؛ لَا اسْتِحْبَابٍ وَلَا غَيْرِهِ وَلَكِنْ يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرَ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ؛ وَالتَّرْجِيَةِ وَالتَّخْوِيفِ.
فَمَا عُلِمَ حُسْنُهُ أَوْ قُبْحُهُ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ وَسَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا فَمَا عُلِمَ أَنَّهُ بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يُجَزْ الِالْتِفَاتُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يُفِيدُ شَيْئًا وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ صَحِيحٌ أُثْبِتَتْ بِهِ الْأَحْكَامُ وَإِذَا احْتَمَلَ الْأَمْرَيْنِ رُوِيَ لِإِمْكَانِ صِدْقِهِ وَلِعَدَمِ الْمَضَرَّةِ فِي كَذِبِهِ وَأَحْمَد إنَّمَا قَالَ: إذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ.
وَمَعْنَاهُ: أَنَّا نَرْوِي فِي ذَلِكَ بِالْأَسَانِيدِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدِثُوهَا مِنْ الثِّقَاتِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِهِمْ. فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: يُعْمَلُ بِهَا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ إنَّمَا الْعَمَلُ بِهَا الْعَمَلُ بِمَا فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مِثْلَ التِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ وَالِاجْتِنَابِ لِمَا كُرِهَ فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ. وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: {بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ} مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ} فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ الْمُطْلَقِ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ لِمَا رَخَّصَ فِيهِ وَأَمَرَ بِهِ وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بِمُجَرَّدِ الْإِخْبَارِ لَمَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ؛ فَالنُّفُوسُ تَنْتَفِعُ بِمَا تَظُنُّ صِدْقَهُ فِي مَوَاضِعَ ... فَالْحَاصِلُ: أَنَّ هَذَا الْبَابَ يُرْوَى وَيُعْمَلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِهِ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ لَا فِي الِاسْتِحْبَابِ ثُمَّ اعْتِقَادُ مُوجِبِهِ وَهُوَ مَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ يَتَوَقَّفُ عَلَى الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ). اهـ من مجموع الفتاوى 18/ 65 وما بعدها.
وقبل أن أختم كلامي أذكر بأمور:
منها: أن نقدي هذا ليس لإثبات القصة المذكورة أو نفيها وإنما هو لبيان أن الشيخ لم يوفق في نقده لهذه القصة وفيما أرساه من أمور قد يعتبرها معالم لمنهج يرسخه عند الشباب في تلقي الأخبار، وفيه من التلبيس والخطأ ما فيه.
ومنها: أن نقد الشيخ يتنافى مع أطروحاته التي يؤكد عليها في كل مناسبة يتكلم فيها وهي آداب الحوار وفقه الاختلاف وعدم المسارعة بالإنكار لا سيما في المسائل الاجتهادية، وعذر المخالف، وسعة الأفق ورحابة الصدر (فأما سعة الأفق العلمي فهي تجعل القارئ والمتلقي قادرا على مناقشة هذه الآراء وأخذ ما يناسب منها وترك ما هو ضد ذلك برحابة صدر وسعة أفق، وأما سعة الأفق الخلقي فهي تضمن للمخالف أن يحترم مخالفه في الرأي فلا تطيش سهامه، فينتقصه أو يحط من قدره أو يرميه بتهم لا يملك دليلا عليها، بل يحفظ له قدره وكرامته وإن خالفه في الرأي ما دامت المسألة مسألة رأي واجتهاد، ولذلك فإن من الوفاء لهذا المنهج الشرعي الصحيح أن تناقش الآراء وفق مسلك صائب) اهـ من كلام الشيخ سلمان.
وإذا كان الشيخ سلمان قد كتب وناقش ورد واغتم لما أسماه: (كلب ينهش عقولنا) فمن حقنا أننقلق وأن نناقش وأن نرد على (نقد ينهش عقولنا) لاسيما إذا جانب الصواب، ومارس الوصاية، وسفه الرأي المخالف لما يظنه صوابا.
وأسأل الله سبحانه أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) من محاضرة للشيخ سلمان بعنوان: (قواعد في توحيد الكلمة).
([2]) من المحاضرة السابقة نفسها.
([3]) من محاضرة (قواعد في توحيد الكلمة).
([4]) من محاضرة (قواعد في توحيد الكلمة) للشيخ سلمان.
([5]) رواه الإمام أحمد (رقم 11383، 11431) وسنده صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير القاسم و هو ثقة اتفاقا , و أخرج له مسلم في المقدمة، وصححه ابن حبان والحاكم ثم الألباني كما في السلسلة الصحيحة (رقم122).
([6]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 7/ 1257
([7]) حلية الأولياء 7/ 74.
([8]) رواه الحاكم في "المستدرك" (كتاب التفسير، تفسير سورة أبي لهب، 2/ 588)، وأبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (2/ 585/رقم380)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/ 338) وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: وَهُوَ حَدِيث حَسَن. اهـ قلت فلعل لهذا أورد الحافظ القصة المذكورة ولم يستغربها فهي ليست جديدة ولا مستحيلة بل من جنس ما وقع والله أعلم.
([9]) راجع كتاب أكرم العمري وكتاب منهج تدوين التاريخ ونحوه.
([10]) باختصار يسير من منهاج السنة 8/ 203.
رابط الموضوع:
http://www.islammemo.cc/zakera/drasa.../28/64648.html
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 03:21]ـ
بارك الله فيك أخي أباعمرو ..
أجدتَ في مقالك، بيانًا ومحتوىً ..
وفقك الله .. ووفق الشيخ سلمان لما يُحب ويرضى ..
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 03:34]ـ
وبارك الله فيكم شيخنا الكريم ونسأل الله التوفيق.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 05:31]ـ
وقال فيهم قولا عظيما، من قرأه يظن أن الشيخ يرد على منافق يكيد للإسلام من داخله، أو تارك لبعض قواعد الدين، مجاهر بعداوة أهله والكيد لهم، وما ذنبه إلا أن نقل هذه القصة، والتي توضح صورة من صور كفاية الله عزوجل لنبيه ونصرته على المستهزئين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أستطيع أن أخفي عجبي وغضبي مما قرأته، بداية من عنوان المقال وهو " كلب ينهش عقولنا" ومرورا بما ظنه الشيخ أدلة ومنهجا وطريقة في التفكير السليم، وعقلية وقادة مبدعة تأتي بما لا يأتي بمثله مشايخنا الذين ذكروا هذه القصة ولم يخطر ببالهم بعضا مما قاله الشيخ لأنهم مخدرون ومغيبون عن الواقع ... إلخ ما ذكره الشيخ عفا الله عنا وعنه من صفات وألقاب نبز بها أهل الفضل ولم نسمعه يوما يقولها في حق من يستحقون أكثر منها معها!!
وسط هذا كله لم يلفت نظر الشيخ سلمان إلا هذه القصة، ولم يغضبه إلا من أوردها متهما إياه بأشنع التهم، وواصفا إياه بأقذع الأوصاف، ومتهما إخوانه بتهم وأوصاف لا يتهم هو نفسه بها أهل البدع ولم نسمعها منه من قبل حتى في رده على بعض المبتدعة!
يقول: (هذا التصفيق الحاد لكلب في المواقع الإلكترونية، والانبهار المذهل)
هذا الأسلوب الفكاهي أو الساخر في مناقشة محنة وأزمة -في نظر الشيخ- لا يليق أن يستخدمه مع إخوانه، لا سيما وأن شيئا من هذا لم يكن، فلم نسمع أو نخبر عن تصفيق حاد في المواقع بل كانت القلوب متألمة والأعين دامعة وهي ترى كيف يسيء حثالة من الناس إلى من شرح الله صدره ورفع ذكره، ومثقفونا مشغولون بالتقارب معهم ومحاولة استيضاح وجهات نظرهم والتعقل ورباطة الجأش وترك التهور والحكمة ... إلخ هذه المنظومة المظلومة .. لم يكن الناس يقرؤون القصة يا فضيلة الشيخ وكأنهم يشاهدون مباراة من التي استنزفت أموال ووقت وجهد الأمة وشبابها وخدرتها ولم نسمع تعليقا على ذلك أو استهجانا له؛ لأن ذلك ليس من الحكمة في هذه المرحلة.
ما شا ء الله لا قوة إلا بالله
رائع جدا المقال وقوي. .
وأما عن الأسلوب الفكاهي الساخر؛ فهذه تكاد تكون من الضروريات في ردود الشيخين العودة والقرني وهم ما فتئوا يرددون: حرية الرأي. . احترام الآراء. . أدب الخلاف. . إلخ.
لكننا نتمنى منهما الرد على خرافات الرافضة الموثقة في كتبهم. . ولا أدري ما سر الصمت عنها؟!!
ولا ننس أن العودة هو القائل:
((إذا وُجد في هذه الأيام مَن يفكرون بهذه الطريقة - يقصد التخطيط لاغتيال الرسام - فهم يسيئون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفس القدر الذي أساء به أصحاب الرسوم، أياً كانت المنطلقات والعواطف التي انطلقوا منها))
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 09:15]ـ
وفيك بارك الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 02:00]ـ
21/ 5/2008
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=112810&postcount=7
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 05:28]ـ
أجدت وأفدت جزاك الله خيرا
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 08:27]ـ
وجزاكم الله خيرا أخي الكريم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 04:20]ـ
.............. للفائدة
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 07:26]ـ
ماطرحه الأخ أحمد سلامه يحتاج الى مراجعة ونظر
وخاصة فيما يتعلق بالاتي:
فقد ذهب الأخ وفقه الله يعيب على الشيخ سلمان انكاره للقصة محتجا لذلك بأحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم
كما في قصة ابن أبي لهب وقصة الذئب وغيرها
فالملاحظة هنا:
هل يزعم هذا الأخ بأن الشيخ سلمان ينكر تلك القصص الثابتة في الأحاديث النبوية؟!
أجزم بأن الاجابة ستكون بلا
اذن مامناسبة ايراد تلك الاحاديث الثابتة في النقد؟؟!
ألم يقل الشيخ سلمان في مقاله بما نصه
" وليس يتعين في التكليف الشرعي إلا أن يؤمن المرء بما ثبت في الكتاب والسنة، "
وقال " إن العقل الإسلامي عقل واع مدرك، حتى إيمانه بالغيب هو إيمان مبني على العلم والمعرفة والإسناد، وليس في الوحي ما تنكره العقول ولا ما تحيله السنن،"
" وكأننا أمام نص قرآني، أو حديث متواتر، وكأن هؤلاء الناس غابت عندهم الفوارق بين الغيب المحقق المقطوع به، وبين الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب،"
فإن كان الأخ يزعم أن هذه القصة لاغرابة فيها مدللا على ذلك بما ورد في الاحاديث النبوية
يرد عيه بأن ماورد في الاحاديث وحي يجب التصديق فيه فهو أمر مسلم
وأما الروايات
فبالامكان أن يزعم كل انسان ويأتي بقصة مشابهة
كشجرة ساجدة رأها وسمع لها تسبيحا وتهليلا
أو بهائم تصلي لربها مستقبلة القبلة
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن ذكر من مثل هذه الروايات فعليك بتصديقها
فهي لاتصادم نصا ولا تعارض عقلا!!
والله المستعان
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 06:41]ـ
أخي الكريم: أرجو أن تقرأ كلامي مرة أخرى، حتى تعلم إلى أي شيء الإنكار متوجه!
وأسألك سؤالا: لو كان الشيخ سلمان هو من أورد هذه القصة في معرض كلامه وذكر مصدرها أو لم يذكر، هل كانت ستحدث مثل هذه الضجة وهذا الإنكار؟!
ولو كان أوردها فرد عليه آخر واتهمه بما اتهم به الشيخ سلمان من أورد القصة: من العقل الخرافي والأسطوري ... إلخ هل كنت ستقبل مثل هذا الكلام في حقه أم أن التأويل لفعله سيكون حاضرا والمبررات ستكون كثيرة؟!
ثم قولك:
وأما الروايات
فبالامكان أن يزعم كل انسان ويأتي بقصة مشابهة
كشجرة ساجدة رأها وسمع لها تسبيحا وتهليلا
أو بهائم تصلي لربها مستقبلة القبلة
فإن ذكر من مثل هذه الروايات فعليك بتصديقها
فهي لاتصادم نصا ولا تعارض عقلا!!
والله المستعان
فالجواب:
إذا ذكر لك ثقة مثل هذا فما وجه إنكارك؟!
ثم إذا ذكر مثل هذا من لا تعرف هل هو ثقة أو غيره وأردت الإنكار فأنت ستنكر من أجل التثبت فقط لا لأن هذه الأشياء خرافة أو أسطورة ... إلخ
وأما عن إيرادي للأحاديث الثابتة وسؤالك:
هل يزعم هذا الأخ بأن الشيخ سلمان ينكر تلك القصص الثابتة في الأحاديث النبوية؟!
فالإجابة كما تفضلت وذكرت: الشيخ سلمان أحسبه لا ينكر مثل هذه الأحاديث.
وأما لماذا أوردتها؟
أوردتها تذكرة للشيخ سلمان فالذكرى تنفع المؤمنين، وتبصرة لمن تابع الشيخ سلمان في كلامه وهو لا يعلم مثل هذه الأحاديث فتوهم أن القصة من باب المستحيل والخرافة لا لعدم وجود إسناد لها بل لأنها مستنكرة عقلا، أرجو أن أكون قد أوضحت قصدي.
ويا أخي الكريم لم أقصد بالرد أبدا انتقاص الشيخ سلمان بل هي نصيحة من مشفق سمع للشيخ سلمان قبل أن يولد كثيرون ممن يدافعون عنه بلا دراية بكلامه القديم، وقد ذكرت بعضا منه في صدر مقالتي وفي خاتمتها من باب التذكرة.
وأرجو أن تقرأ المقالة مرة أخرى دون وضع أي حواجز بينك وبين المقالة أو القائل، وما نريد إلا الخير إن شاء الله تعالى.
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 09:43]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا المقال الموفق - إن شاء الله
ونسأل الله تعالى أن يرد للأمة (ش. سلمان العودة الأصل) الذي طالما نفع ونشر الحق قبل أن تأكله الفضائيات
فلكم كان علمه راقيا ونافعا في وقت سبق!
نسأل الله الثبات لأنفسنا وعلمائنا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 12:39]ـ
قال الشيخ (ومع كون القصة مروية في بعض المصادر التاريخية، إلا أنني أعتقد أن اختيارها من كم هائل من المرويات العادية وإبرازها وتصديقها ينم عن مأساة في العقل المسلم!)
وإذا كانت هذه القصة (من المرويات العادية) فلماذا كل هذه الضجة والعناوين المثيرة
أخي الحبيب أخطأتم في فهم عبارة الشيخ، فالشيخ يقصد أن هناك الكثير من المروياتالعادية في انتصار الله تعالى للنبي صلى اله عليه وسلم، فلماذا اختيار هذه الرواية غير العادية - في وجهة نظر الشيخ -؟
ولم يقصد الشيخ ن هذه الرواية عادية.
وجزاكم الله خيرًا على هذا الرد الجيد.
وأسأل الله تبارك أن يحفظ الشيخ سلمان من كل انحراف، فالشيخ - على الأقل من وجهة نظري - من أفضل علماء المملكة لولا تغيره نوعًا ما في الفترة الأخيرة خصوصًا في مسائل الجهاد والولاء والبراء، ولكن إن شاء الله عالى سيعود الأسد إلى عرينه، وسيبقى لنا - إن شاء الله تعالى -شيخنا ومعلمنا وأستاذنا أبو معاذ الذي علمني - وغيري من الملايين من شباب الصحوة - كثيرًا وأفادني وإن كنت لم أره على أرض الواقع!!
بارك الله فيكم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 06:04]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 05:12]ـ
والله غريبة من الشيخ سلمان هجومه هذا!!
مع أني سمعته يزكي السويدان صاحب الروايات المكذوبة والفتاوى العصرية الخرقاء!!
وسمعته يثني على عمرو خالد الذي نفى عن ابليس الكفر وقال: (ابليس ما كفرش)، وقال مرة وهو يخاطب مجموعة من الشباب: (انتوا مش عايزين تدخلوا القنة وتأبلوا الصحابة وتشووا معاهم وتلعبوا كورة) << هكذا باللهجة العامية كما حكته لي من أثق بها .. !!
بالله يا شيخ تنقد من يستشهد بهذه القصة دلالة على غيرة الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- وتثني على من يأتي بهذه الهراءات والخزعبلات؟؟؟؟!!!!
شي محير فعلا .. !!
إلى أين يا شيخ سلمان؟؟
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 08:47]ـ
أخي الكريم
أولا:
اذا كنت تحاكم الشيخ سلمان بفهم الغير لقوله فهذا من أعجب العجب
من قبيل مقارعة الحجة بالحجة
فإذا كان الشيخ سلمان لاينكر هذه الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فجميع ماقلته ودللت عليه في هذه الجزئية لايعد ردا أو نقدا لما قال الشيخ سلمان
وفي هذه النقطة أظنك توافقني
ثانيا:
سؤالين
الأول:
ماموقف أصحاب الصناعة الحديثية من هذه الرواية؟
من حيث صحتها أو ضعفها أو نكارتها
الثاني:
اذا ثبتت رواية من الروايات عند شيخ أوطالب علم بالنكارة
فانكرها ونقد من يصدقها وينشرها
فهل يشنع عليه ذلك؟
ثالثا:
لقد قرأت مقالتك فجزاك الله كل خير
وما اريد بهذا الا الخير ان شاء الله
أستودعكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 01:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:
فسرني والله أخي الكريم التعرف عليك من خلال هذا المنتدى ومن خلال هذا الرد العلمي الهادئ فوجودك وأمثالك أخي المبارك لا يزال يبعث في نفوسنا آمالا عظيمة بنهوض قريب لأمتنا من كبوتها لتنطلق بخطى واثقة على منهج الوحيين وذلك من مبادئ منها <أن الرجال يعرفون بالحق لا أن الحق يعرف بالرجال> فالمخطئ منا لا يبرر لخطئه ثبوت قدمه في الدعوة ولا قدم جهوده فيها فكما أن الفضل لا ينكر فالنقد (وهو ما يصطلح عليه في شرعنا بالنصيحة) لا ينكر
أخي الفاضل لقد أجدت فيما كتبت بل إنه عمل أنموذج للرد العلمي المهذب تمسكت فيه بثوابتك - وثوابتنا - واحتفظت فيه للشيخ سلمان بتاريخه الدعوي - والذي لا يزال يذكر له - ومشيت على خطى الأدب في الحوار وتحسين الظن بإخوانك في المنهج - وإن صدرت من أحدهم الكبوة إثر الكبوة -.
وأوجه ثلاث رسائل:
الأولى للأخ (أبوعمرو) أضمنها دعوات بدوام التوفيق والسداد والصبر والثبات.
والثانية للأخ (أبو الفيصل) - مع تقديري له - بصفته ممثلا لمن أراد الدفاع عن الشيخ سلمان - حفظه الله ورعاه وسدد إلى الحق خطاه - أن يدع الرد لصاحب العلاقة وبخاصة أنه تناول المقاصد وما وراء الكلمات والشيخ أعرف بما أراد -.
والثالثة لشيخنا الجليل (الشيخ سلمان) - رعاه الله - أقول فيها: قد قرأنا كلامك شيخنا الحبيب - كما أورده الأخ - وقرأنا كلام أخينا الشيخ (أبو عمرو) وننتظر معرفة جوابكم، فإن الأخ قد أتى بحجج وبراهين على ما قال فهل لكم جواب؟ وما وجهة نظركم فيما قال؟ أم أن ما قاله موافق عليه من قبلكم وقد تراجعتم عن كلامكم؟ ننتظر ردكم لتجلية الأمر. والله الموفق
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:11]ـ
.
والثانية للأخ (أبو الفيصل) - مع تقديري له - بصفته ممثلا لمن أراد الدفاع عن الشيخ سلمان - حفظه الله ورعاه وسدد إلى الحق خطاه - أن يدع الرد لصاحب العلاقة وبخاصة أنه تناول المقاصد وما وراء الكلمات والشيخ أعرف بما أراد -.
أخي الكريم
الخطب ليس كذلك
فالذب والدفاع ان كان بالحق فأهلا ومرحبا به فلا تحجر واسعا
وكذلك
فإن نقد مقالة الشيخ ليست في موقعه حتى تطلب ماطلبت
وحري بك أخي العزيز أن تتذكر قوله تعالى ((أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم))
فلا يزال صاحب النقد موجودا ليرد علي
فالأمر يسير جدا
وفقكم الله
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 06:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:
فسرني والله أخي الكريم التعرف عليك من خلال هذا المنتدى ومن خلال هذا الرد العلمي الهادئ فوجودك وأمثالك أخي المبارك لا يزال يبعث في نفوسنا آمالا عظيمة بنهوض قريب لأمتنا من كبوتها لتنطلق بخطى واثقة على منهج الوحيين وذلك من مبادئ منها <أن الرجال يعرفون بالحق لا أن الحق يعرف بالرجال> فالمخطئ منا لا يبرر لخطئه ثبوت قدمه في الدعوة ولا قدم جهوده فيها فكما أن الفضل لا ينكر فالنقد (وهو ما يصطلح عليه في شرعنا بالنصيحة) لا ينكر
أخي الفاضل لقد أجدت فيما كتبت بل إنه عمل أنموذج للرد العلمي المهذب تمسكت فيه بثوابتك - وثوابتنا - واحتفظت فيه للشيخ سلمان بتاريخه الدعوي - والذي لا يزال يذكر له - ومشيت على خطى الأدب في الحوار وتحسين الظن بإخوانك في المنهج - وإن صدرت من أحدهم الكبوة إثر الكبوة -.
وأوجه ثلاث رسائل:
الأولى للأخ (أبوعمرو) أضمنها دعوات بدوام التوفيق والسداد والصبر والثبات.
والثانية للأخ (أبو الفيصل) - مع تقديري له - بصفته ممثلا لمن أراد الدفاع عن الشيخ سلمان - حفظه الله ورعاه وسدد إلى الحق خطاه - أن يدع الرد لصاحب العلاقة وبخاصة أنه تناول المقاصد وما وراء الكلمات والشيخ أعرف بما أراد -.
والثالثة لشيخنا الجليل (الشيخ سلمان) - رعاه الله - أقول فيها: قد قرأنا كلامك شيخنا الحبيب - كما أورده الأخ - وقرأنا كلام أخينا الشيخ (أبو عمرو) وننتظر معرفة جوابكم، فإن الأخ قد أتى بحجج وبراهين على ما قال فهل لكم جواب؟ وما وجهة نظركم فيما قال؟ أم أن ما قاله موافق عليه من قبلكم وقد تراجعتم عن كلامكم؟ ننتظر ردكم لتجلية الأمر. والله الموفق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجزاك الله خيرا على حسن ظنك بأخيك، وفقك الله ورعاك.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 06:44]ـ
[ CENTER] أخي الكريم
أولا:
اذا كنت تحاكم الشيخ سلمان بفهم الغير لقوله فهذا من أعجب العجب
من قبيل مقارعة الحجة بالحجة [/ CENTER
أخي الكريم هذا ليس من محاكمة الشيخ سلمان بفهم غيره، ولكنه من باب الدعوة إلى العدل والإنصاف وترتيب الأولويات فإذا كان أمثال هؤلأ يعظمهم الشيخ ويثني عليهم ويدافع عنهم إذا رد عليهم أحد مع أنهم أحق بكلامه الذي ذكره في مقاله فهم من يخدرون المجتمع وينشرون الخرافات ويشيعون الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة ومع كل هذا لم ينبث الشيخ بكلمة ثم لما ذكر بعض الأفاضل هذه القصة عن الحافظ ابن حجر قامت الدنيا ولم تقعد، وقد قيل
إن اللبيب إذا بدا من جسمه مرضان مختلفان داوى الأخطرا
فبماذا تفسر هذا أيها الكريم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 07:04]ـ
أخي الكريم
ثانيا:
سؤالين
الأول:
ماموقف أصحاب الصناعة الحديثية من هذه الرواية؟
من حيث صحتها أو ضعفها أو نكارتها
أخي الكريم أظنك لم تقرأ مقالتي هنا أوقرأت ما بين السطور!
وذلك لأنني ذكرت الكلام على هذه القصة وذكرت موقف العلماء من رواية مثل هذه القصة بل من رواية الأحاديث المرفوعة مع جلالتها وذكرت موقفهم من الضعيف والمتوقف فيه، وهذه القصة من المتوقف فيه مع وجود قرائن تثبت صحتها وقد ذكرتها في مقالي، فرجاء اقرأ مقالتي بتأنٍ ثم ناقشني فيما تشاء حتى لا نضيع أوقاتنا في الرد المتمحور حول أن الشيخ سلمان هو الذي على حق ... إلخ
ثم إنني أطرح عليك السؤال نفسه: ماموقف أصحاب الصناعة الحديثية من هذه الرواية؟
من حيث صحتها أو ضعفها أو نكارتها!!
الثاني:
اذا ثبتت رواية من الروايات عند شيخ أوطالب علم بالنكارة
فانكرها ونقد من يصدقها وينشرها
فهل يشنع عليه ذلك؟
أؤكد على قولي بأن لم تقرأ مقالتي، أليس في صدر مقالتي هذا الكلام بالنص وهو يجيب على سؤالك:
(ولو كان هذا المقال يناقش القصة المذكورة مناقشة علمية ويبحث في إسنادها ومتنها ويحكم عليها حكما علميا بما يناسب حالها تبعا لما قرره أهل العلم من قواعد وأصول لما تكلمنا ولا ذكرنا ردا، ولقلنا هذا رأي الشيخ وما توصل إليه،
وهي مسألة لن يسئل عنها أحد في قبره – كما كان الشيخ يقول عن بعض مسائل الاجتهاد- وليست من أصول الإيمان، وليست مما يشنع على المرء بمثلها ولكن الأمر لم يكن هكذا بل – وأقولها بمرارة- سلك الشيخ فيها مسلكا غير مرضي حتى في حكمه هو نفسه وفق آرائه التي عرفتها عنه قديما، فلم يكن الشيخ في مقاله مجادلا أو محاولا للوصول إلى رأي وفق قواعد النقد وأصوله المعروفة، بل الأمر كان أبعد من ذلك، وكان حكمه على القصة ومن ذكرها حكما قاطعا لا يسع أحدا أن يخالف فيه، وكأن المسألة مما لا يسوغ الخلاف فيه)
هذا كله كلامي فلماذا تسأل سؤالك السابق والجواب ذكرته بالتفصيل؟!!
ثم ذكرت بعد ذلك كلام مهم للشيخ سلمان ذكره قديما ولكنه خالفه حديثا في أشياء كثيرة منها مقاله المذكور، وكلامه بنصه هو:
(و (ليست القضية قضية جدل ومناظرة فقط، بل نحن نتكلم باسم الله وباسم الدين وباسم القرآن وباسم السنة وباسم الحديث، ولذلك لا نريد من أحد أن يخالفنا لأننا نزعم أننا نمثل الكلمة المقدسة، وهذا يقع في أذهان الكثيرين نتيجة ضيق الأفق وتحجير المفاهيم وإعجابهم بما عندهم من العلم، كما قال تعالى: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [غافر:83] وكما قال صلى الله عليه وسلم: {وإعجاب كل ذي رأي برأيه}.
فنتيجة لذلك لم يعد لدينا إمكانية أن نتحمل وجهة نظر أخرى، فعندنا شيء من الأحادية في الرأي وضيق الفهم، والمشكل أيها الأحبة -وأقولها بمرارة وصراحة- أننا -أحياناً- نظرياً قد نقول خلاف ذلك! وطالما سمعت من بعضهم وهو يقول: من خالفك بمقتضى الدليل عنده فإنه أقرب إليك ممن وافقك بغير دليل؛ لأن هذا الذي خالفك إنما خالفك للدليل، ويجب أن تكون العلاقة بينكم أمتن.
وهذا كلام نظري جميل، لكن دعنا ننظر في واقعنا العملي، وفي تعاملنا مع من خالفونا، فتجدني أنا ذلك الذي أردد دائماً وأبداً قضية الحوار والنقد البناء، وتقبل وجهات النظر المختلفة، وعدم إلزام الناس بالرأي الواحد، وجعل الناس يعيشون في بحبوحة الشريعة التي فتحها الله سبحانه وتعالى لهم، فأنا لا أحجر واسعاً، وأنا لا أفرض رأيي بثقله وبشريته وخصوصيته على النص الشرعي، أنا ذلك الذي يقول هذا الكلام تجدني أغضب بمجرد أن أرى شخصاً اختلف معي، وترتفع درجة الحرارة عندي، وتختلف نبرة الكلام، ويتغير مجرى الحديث، وتحتد اللهجة، ويبدأ القصف والقصف المضاد.
فهذا -أحياناً- يرجع إلى نوع من التربية الخاطئة على مستوى المجتمع وعلى مستوى الحلقة العلمية أو الارتباط بالعالم وعلى مستوى الدعوة أو الارتباط بمجموعة من مجموعات الدعوة ... فلماذا لا يكمل بعضها بعضاً؟! وإذا لم اقتنع بشيء فعلي ألا أعمله، لكن ليس شرطاً للعمل المثمر أن يمر عبر قناعتي العقلية، فيمكن أن يكون عملاً مثمراً وأنا لم أقتنع به، وقد أكتشف بعد حين أن قناعتي كانت في غير محلها، أو حتى قد أموت بقناعتي غير عابئ بهذا الموضوع، لكن الناس المنصفين يعلمون أن هذا الأمر له ثمرة وله إيجابية، والعدل قد يدل على ذلك) ([1]) اهـ.)
ثم أخي الكريم هل ترضى عن الأوصاف التي وصف الشيخ سلمان بها من أورد القصة ونشرها أو أعجب بها، ومنهم الحافظ ابن حجر ولا شك؟!
وهل هؤلأ حقا هم سبب تخلفنا؟!
راجع بقية مقالي
ثالثا:
لقد قرأت مقالتك فجزاك الله كل خير
وما اريد بهذا الا الخير ان شاء الله
أستودعكم الله
أنا أعلم أخي الكريم أنا تريد بردك الخير ولهذا أكملت معك النقاش، فكلنا في سفينة واحدة ويجب أن نفعل ما بوسعنا لنجاتها ولا سيما وقد كثر من يخرقونها من داخلها ومن خارجها من شتى الجوانب، ولذا فليكن قصدنا نصر الحق والدفاع عنه ولنتأمل قليلا قبل الرد، ولتعلم أخي كما ذكرت لك سابقا، ما أردت أبدا انتقاص الشيخ سلمان بل أردت تذكيره، فمن الخطأ أن نظن أن الشخص مهما بلغ من فصاحة وعلم أنه لا يحتاج إلى تذكير بل هو أولى بتذكيره من غيره، وقد كتبتُ ما كتبت بقصد النصح للشيخ ولمحبيه ولمن يتابعون بلا علم أو فهم وما أكثرهم،
ولذا: إذا أردت طرح سؤال أو مناقشة أمر فتفضل ولكن بشرط الإنصاف وألا يكون جوابه مذكورا في المقالة وأنت لم تقرأه، وغفر الله لنا جميعا وهدانا لما اختلف فيه من الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 10:58]ـ
أخي في الله (أبو الفيصل) أشكرك أن جعلتني ممن يأمر بالبر
ولا تنسى أخي الكريم أني إن اختلفت معك في جزئية أو ثنتان أو ثلاث فنحن متفقون على أصول وكليات وجزئيات لا يحصيها إلا الله تعالى
أمنياتي لي ولك ولجميع المسلمين باتوفيق والسداد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 06:54]ـ
والثالثة لشيخنا الجليل (الشيخ سلمان) - رعاه الله - أقول فيها: قد قرأنا كلامك شيخنا الحبيب - كما أورده الأخ - وقرأنا كلام أخينا الشيخ (أبو عمرو) وننتظر معرفة جوابكم، فإن الأخ قد أتى بحجج وبراهين على ما قال فهل لكم جواب؟ وما وجهة نظركم فيما قال؟ أم أن ما قاله موافق عليه من قبلكم وقد تراجعتم عن كلامكم؟ ننتظر ردكم لتجلية الأمر. والله الموفق
الشيخ قال انه ليس فى المستطاع ان نرد على كل معترض فدعه والناس ستنسى نقده مع الايام (ان اعتمدوه فى وقت من الاوقات اصلا (وهيهات هيهات)
انا ما قرأت الموضوع
لكن أعتب على الاخوين ابو الفيصل ومحمد العبادى لقراءتهم وردهم على الموضوع فالوقت شحيح وغالى
اذا تكلم الشيخ سلمان وأمثاله علينا ان نسمع وفقط اما النقد فيصدر من انسان (مزكى) اشتهرت ديانته وعرفت صيانته) اما ان يأتى طالب علم لانعرف من هو فينتقد (فليس فى انتقاده فائدة) فى الاغلب) وان كان نادرا او (حتى فى الاغلب) انتقاده له وجه) فلا عبرة به ايضا لآنه (دخول فى البيوت من غير أبوابها) من جهته هو - اما من جهة غيره فهو طلب علم ونقد من طريق غير مشروع - وان قيل على القراء أن يقرءوا ويحكموا.نقول هذا لاهل العلم اما الطلبة لا يستطيعونه لأسباب كثيرة معلومة) قد يغتر الطالب بكلام حق قرأه ولايدرى انه (جزء من الحق وجزء الحق باطل)
وأنصح اخى ابو عمرو بأن لاينتقد الاكابر وينشغل بالزيادة من العلم النافع - فان العلماء كثر ويستطيعون النقد وأنصحك بقراءة رسال (أيها الولد) لابى حامد الغزالى) قال فيها انه على طلبة العلم حمل كلام الاكابر اذا لم يفهموه على قصور عقولهم لا خطأ الاكابر
ونقد شيخنا ما بينهش العقل ان الشيخ سخر عمره لتكبير عقولنا ووالله ما من شاب من جيل الصحوة الا واستفاد ويستفيد ويكبر عقله من خلال انتاج شيخنا - لكن نقد الطلبة بهذا الشكل هو الذى ينهش العقول ويوقع فى الانحراف المنهجى والسلوكى
والسلام عليكم(/)
كلمة هزت اعضاء النادي الادبي في حائل
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 02:42]ـ
بينما الشيخ المحدث عبدالله العبيلان يتكلم يوم الاحد قبل الماضي عن التوحيد في الدرس الاسبوعي تطرق لموضوع النادي الادبي فتكلم بكلمة هزت النادي الادبي
نترككم مع هذا المقطع
http://file5.9q9q.net/Download/64423357/--------------------.mp3.html
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 03:23]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 07:55]ـ
حقا قال وصدق الشيخ عندما تكلم عن زبالات العقول العلمانية في البلاد العربية وجزاه الله خيرا علي مواجهة هذا التيار الجديد
بيد ان الشيخ قال
نجد في الواقع ان بعض البلاد التي تسمي بعملاق اقتصادي كالصين ظلو متمسكين بمبادئهم الباطلة لم ينساقوا وراء ثقافة الغرب وطريقة الغرب ومع ذلك هم متقدمون صناعيا بل تعدوا كثير من الدول الصناعة
وهذا ليس صحيح بل الصين قلدت الغرب بصورة خطيرة جدا من الناحية الاخلاقية والقيمية وليس كما قال حفظه الله انها لم تنساق وراء ذلك
الصين في الحقيقة تصنع اليوم افلام مغرفة في الاباحية والطريقة الغربية الموغلة في التفسخ الاخلاقي وتجاوزت بمراحل كثيرة جدا جدا ماعليه السينما العربية التي وصلت الان الي وساخة علاء الاسواني ومجموعة العلمانية -الجديدة الجريئة -المتوغلة في عرض الاباحية كما في روايتي علاء الاسواني -روائي مصري-عمارة يعقوبان والرواية الاخري شيكاغو والروايتان عندي قراتهما وهما موغلتان في الاباحية واباحة عرض الزنا بطريقة غربية
وعمارة يعقوبان صنعت-أنتج منها- فيلما قذرا وشيكاغو هذه يجري الان صناعتها فيلما ايضا -ولعلاء الاسواني مدونة في بريد مكتوب-وهي رواية ايضا اباحية كالاولي
ومع ذلك فافلام الصين الان اتبعت افلام الغرب حذو القذة بالقذة وكذلك اليابان ولااعرف ماهي التقاليد التي احتفظوا بها فقد يكون هذا الكلام ذكر منذ ربع قرن او نصف قرن فكان يجب دراسة التطورات في بلاد اسيا والانفتاح علي الحرية العلمانية الغربية المدمرة للانسانية اما الان فالامر تغير تماما فلم تعد تقاليد ولاقيم صينية قديمة فيها من المحافظة ماكان فيها لو صح التعبير اللهم الا في بعض القري
ومعلوم ان ملايين الشباب والشابات-من اهل القري او المدن الصغيرة- في الصين هاجروا الي المدن الكبيرة -التي تنشط فيها الصناعة الحديثة-للحصول علي عمل وماكان قد حدث في الغرب في بدء الثورة الصناعية يحدث الان في الصين -من الاختلاط في السكن والصحبة بين النساء-بعد هجرة البنات الي المدن وحدهن- والرجال والعلاقات المفتوحة وغير ذلك- يحدث الان في الصين واليابان وان بدرجات او بصور متسارعة وتحرق مراحل لم تصل اليها التطورات في الغرب الا بعد قرون!
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 09:02]ـ
مسدد وموفق شيخنا الفاضل
اللهم اهلك المفسدين في بلادنا من العلمانيين والمنافقين وغيرهم من المفسدين
بارك الله فيك أخي النجدي(/)
عائض القرني يتبرأ من "النقطة الكاذبة"
ـ[أبو السها]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 07:38]ـ
عائض القرني يتبرأ من "النقطة الكاذبة"
التصنيف: الأخبار
نفى الداعية الإسلامي المعروف الشيخ عائض القرني ما نسب إليه من مقال نقدي انتشر سريعا عبر الإنترنت يتناول الفرق بين العرب والغرب، واصفا من كتبها ونسبها له بـ"الكذاب الأشر". وبحسب محمد المالكي مدير أعمال الشيخ القرني، فإن أكثر من 146 ألف موقع إلكتروني نشر المقال المنسوب للقرني تحت عنوان (الفرق بيننا وبينهم نقطة)، ويتناول السلبيات الموجودة في العرب والإيجابيات الموجود في الغرب. وقال الشيخ عائض القرني في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين. نت": "أبرأ إلى الله مما نسب إلي أنني قلت بيننا نحن العرب وبين الغرب نقطة فقط، وبيننا وبيننا وبين اليهود نقطة هم شعب الله المختار ونحن شعب الله المحتار، وهذا الكلام كفر وزندقة". ووصف كاتب المقال بأنه "كذاب أشر، وأسأل الله أن ينتقم منه وأن يذله ويخزيه ويفضحه على رءوس الأشهاد". وجاء في المقالة المزعومة: "هم يتفاهمون بالحوار ونحن بالخوار .. والفرق بيننا نقطة .. هم يعيشون مع بعضهم البعض في حالة تحالف ونحن في تخالف .. والفرق بيننا نقطة .. وهم يتواصلون بالمحابرات ونحن بالمخابرات .. والفرق بيننا نقطة .. عندهم المواطن وصل الحصانة وعندنا لا زال في الحضانة .. عندهم إذا أخطأ المسئول يصاب بالإحراج وعندنا يبدأ بالإخراج .. وعندهم يهتم الحكام باستقلال شعوبهم وعندنا باستغلال شعوبهم" .. وتتابع المقالة المزعومة قائلة: "المستقبل لأبنائهم غناء ولأبنائنا عناء .. هم يصنعون الدبابة ونحن نخاف من ذبابة .. يتفاخرون بالمعرفة ونحن نتفاخر بالمغرفة .. هم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار ونحن لا زلنا شعب لله المحتار .. شي يحزن والله". .....
اسلام اونلاين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 08:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد علي الجزائري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 09:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
دب الله عن وجهك النار يوم القيامة ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 10:09]ـ
وصلتني رسالة إلى جوالي تقول: إن إحدى المذيعات تمدح (وسطية) القرني، و تقول تعليقا على هذه المقالة المنسوبة إليه زورا: لو عرفوه الغرب راح يعملوا منو تمثال مو احنا اللي ما قدرنا علمه (!!!)، وانا ما أمشي إلا وكتب عايض معي واحبه لله وفي الله. اهـ.
لكن يا ليت القرني يعتذر عن استقباله للفاجرة هيفاء المنصور في بيته وما دار بينهما من حديث، ويتبرأ من قصيدة الاعتزال والكثير من مقالاته التي لا يتجرأ أصغر طالب علم على كتابتها واعتقاد ما جاء فيها.
الحقيقة مرة يا إخوان!! وإنكارها مستحيل.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 03:24]ـ
1 -
الحقيقة مرة يا إخوان!! وإنكارها مستحيل.
تبقى كيفية التعامل معها.
2 - مسألة أخرى تنعلق بمصداقية الشبكة العنكبوتية فقد تناقل المقال أشخاص موثوقون ومواقع محترمة.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 12:00]ـ
وصلتني رسالة إلى جوالي تقول: إن إحدى المذيعات تمدح (وسطية) القرني، و تقول تعليقا على هذه المقالة المنسوبة إليه زورا: لو عرفوه الغرب راح يعملوا منو تمثال مو احنا اللي ما قدرنا علمه (!!!)، وانا ما أمشي إلا وكتب عايض معي واحبه لله وفي الله. اهـ.
ممن؟!!
لكن يا ليت القرني يعتذر عن استقباله للفاجرة هيفاء المنصور في بيته وما دار بينهما من حديث، ويتبرأ من قصيدة الاعتزال والكثير من مقالاته التي لا يتجرأ أصغر طالب علم على كتابتها واعتقاد ما جاء فيها.
الحقيقة مرة يا إخوان!! وإنكارها مستحيل.
و يا ليتنا نحترم الدعاة والعلماء، ولا نتتبع عوراتهم و أخطاءهم ... (فنكون كالذباب لا نقع إلا على الجرح!).
"إن الله يدافع عن الذين آمنوا ... ".
2 - مسألة أخرى تنعلق بمصداقية الشبكة العنكبوتية فقد تناقل المقال أشخاص موثوقون ومواقع محترمة.
ما القصد؟!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 12:08]ـ
و يا ليتنا نحترم الدعاة والعلماء، ولا نتتبع عوراتهم و أخطاءهم ... (فنكون كالذباب لا نقع إلا على الجرح!).
ويا ليت يا أخي تلزم نفسك الأدب. . أي ذباب تتكلم عنه.
ثم إننا لم نتتبع عوراتهم، هذه أمور صارت بمحض إرادتهم بل ويفتخرون بها. .
ولو كانت فعلا عورة. . لاعتذر منها وتبرأ وتراجع!!
واخطاء القرني كثيرة. . تابع مقالاته أسبوعيا في صحيفة الشرق الأوسط لتعلم أن الداعية عائض تغير. . ويا للأسف!
أنتَ تحب عائض القرني، وكلنا والله ندافع عنه عندما يكون الهجوم من الجامية - بدافع الحسد والتشفي - ومشاركاتي في الدفاع عنه في المنتديات شاهدة لي.
لكن هنا الوضع يختلف فإن كنتَ تعرفه فيا ليت توصل له الكلام.
وأما عن رسالة الجوال فالقصد منها: أن المذيعة طارت فرحا بـ هذه المقالة وما علمتْ انها مكذوبة! فأخذت تكيل المديح للشيخ القرني!!
وترى العواطف ما لها طريق علي. .
هو الشيخ (سليمان الخراشي) الذي لا يلين، ولا ينحني لله دره من شيخ جعل همه الدفاع عن عقيدته، لا يجامل في الله أحدا. . الله يحفظه ويبارك في عمره وفي علمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 12:19]ـ
ويا ليت يا أخي تلزم نفسك الأدب. . أي ذباب تتكلم عنه.
أظن أنه من أدبي أنني حشرت نفسي مع غيري فقلت: " نتتبع " .. " فنكون"
واخطاء القرني كثيرة. . تابع مقالاته أسبوعيا في صحيفة الشرق الأوسط لتعلم أن الداعية عائضا تغير. . ويا للأسف!
رأيك أحترمه ... ولكن لا أوافقه، فهل علي من ضير؟!
وكلنا والله ندافع عنه
لا أظن ذلك!!
و أعتذر إن فُهم من كلامي أي إساءة ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 12:22]ـ
لا أظن ذلك!!
لستَ ملزما بتصديقي لكن لا يحق لك ان تسيء الظن بي. .
ورأيك لا يهمني. . ولو كنتَ صادقا في الدفاع عن القرني لما رددتَ علي وكأنك تتهمني بالكذب. . من هنا اتضحت أخلاقك يا طالب العلم
وليكن بعلمك أني أوقفت في منتدى مشهور بسبب حماسي في الدفاع عن القرني! وقلتُ هذا الكلام لا لأشحذ منك تصديقي، بل لأثبت للشيخ عائض أني لستُ حاقدة عليه لأني أظنه يقرأ ما يكتب عنه في المجلس.
وهذا آخر ردٍّ لي عليك.
وأعتذر لصاحب الموضوع
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 12:40]ـ
لستَ ملزما بتصديقي لكن لا يحق لك ان تسيء الظن بي. .
ورأيك لا يهمني. . ولو كنتَ صادقا في الدفاع عن القرني لما رددتَ علي وكأنك تتهمني بالكذب. . من هنا اتضحت أخلاقك يا طالب العلم
أختنا الكريمة:
أنا لم أتهم أحدا بالكذب، أنت قلت (كلنا .. ) فذكرتُ أنني لا أظن (الكل) وهذا تعميم ـ كما تعلمين ـ خاطىء، فيمكن أن تعتبري أنني اتهمتك بالخطأ، ولسنا معصومين!!
ثم لم تعلقي على اعتذاري ... و ها أنذا أعتذر مرة أخرى، و أرجو قبول العذر.
ولو كنتَ صادقا في الدفاع عن القرني لما رددتَ علي وكأنك تتهمني بالكذب. . من هنا اتضحت أخلاقك يا طالب العلم
سامحك الله .. وغفر لي ولك.
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
ـ[ابن رشد]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 10:33]ـ
ياحبكم للجدال ...
سبحوا وهللو واشتغلوا بما ينفع ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 10:35]ـ
ياحبكم للجدال ...
سبحوا وهللو واشتغلوا بما ينفع ...
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
:)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 06:43]ـ
ليتنا نكون ممن الحق أحب إليهم مما سواه .. !!!!
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 04:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامل الراحل: لا ادري لماذا هذا الهجوم على الشيخ الفاضل عائض القرني
اما قولك له اخطاء كثيرة؟، اذكري لنا اخطائه حتى ما نقع فيها وارجو ان لا تذكري كلامه في العين الذي ازعجك ولا ادري انا ما المزعج في مقالته تلك
ثانيا: لماذا غيرتي الموضوع، ولماذا لا تعتذرين انت وغيرك الذين سارعوا في الحكم على الشيخ القرني على تلك المقالة التي نسبت اليه
اما ان المقالة نقلها اخوة موثوقون ومواقع محترمة فهذا لا يبرر كذب من كذب على الشيخ عائض القرني
اما من هجم على الشيخ وطعن فيه واستعجل في الرد قبل ان يتثبت في المسالة فعليه ان يتوب الى الله عز وجل وان يسحب رده وان يكون هذا درس له في عدم الاستعجال في الامر وقال تعالى: يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصبحبه اجمعين
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 04:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامل الراحل: لا ادري لماذا هذا الهجوم على الشيخ الفاضل عائض القرني
اما قولك له اخطاء كثيرة؟، اذكري لنا اخطائه حتى ما نقع فيها وارجو ان لا تذكري كلامه في العين الذي ازعجك ولا ادري انا ما المزعج في مقالته تلك
ثانيا: لماذا غيرتي الموضوع، ولماذا لا تعتذرين انت وغيرك الذين سارعوا في الحكم على الشيخ القرني على تلك المقالة التي نسبت اليه
اما ان المقالة نقلها اخوة موثوقون ومواقع محترمة فهذا لا يبرر كذب من كذب على الشيخ عائض القرني
(يُتْبَعُ)
(/)
اما من هجم على الشيخ وطعن فيه واستعجل في الرد قبل ان يتثبت في المسالة فعليه ان يتوب الى الله عز وجل وان يسحب رده وان يكون هذا درس له في عدم الاستعجال في الامر وقال تعالى: يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصبحبه اجمعين
وعين الرضا عن كل عيب كليلة. .
راجع ردي الأول في هذا الموضوع.
ثم كلامك المحدد بالأحمر، ما دليلك عليه؟ وهل في ردودي ما يدل على أني نسبتُ مقالة النقطة للقرني؟
التي ما علمتُ بها إلا من أبي السها.
رجاء لا تتسرع في التعقيب والنور طافي.
ليتنا نكون ممن الحق أحب إليهم مما سواه .. !!!!
يا الحبيبة مشكلتنا في:
ت ق د ي س، ا ل ر م و ز
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 04:46]ـ
الاخت الفاضلة الأمل الراحل .. وفقك الله لكل خير ..
من الحكم التي مرت علي منذ ايام ..
/// يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً. . والقزم عملاقاً. . والخفاش نسراً. . والظلمات نوراً. . لكن أمام الحمقى والسذج فقط ..
/// من ركب الحق غلب الخلق
الحقيقة مرة دائما .. لو أن شخصا ً قال هذا الكلام من أعداء الأخوة لرأيت الضحك
والشماته ... الخ مع الأسف هذا حالنا .. الفريق الأول يضحك على الفريق الثاني والثاني يضحك
على الأول ..
ولا نريد الوصول للحق إذا خالف من نحب ..
لهذا نرا ما نرا اليوم من المسلمين وإلى ماذا وصل حالهم ..
ما ضرَّ تغلِبَ وائلٍ أهجَوْتَها ... أم بُلْتَ حَيْثُ تَنَاطَحَ البَحْرَانِ
من مد طرفاً بفرط الجهل نحو هوى ... أغضى عن الحق يوماً وهو خزيان
من استشار صروف الدهر قام له ... على حقيقة طبع الدهر برهان
من عاشر الناس لاقى منهم نصباً ... لأن طبعهم بغي وعدوان
{وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} أي: أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم، مخالفون للحق ناؤون عنه، كما قال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103].
وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الآية]
---=---
اما الاخ القرني جزاه الله خيرا ً على تكذيبه لذلك ...
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 03:05]ـ
هو الشيخ (سليمان الخراشي) الذي لا يلين، ولا ينحني لله دره من شيخ جعل همه الدفاع عن عقيدته، لا يجامل في الله أحدا. . الله يحفظه ويبارك في عمره وفي علمه.
أرجو من شيخنا الحبيب الخراشي بيان الرأي العادل في الشيخ عائض، وما هي أشد أخطائه؟! إن كان ثَم ...
أو لعل أحدا من الإخوة يبين لنا رأي الشيخ الخراشي ... (حتى ـ والله ـ أستفيد منها).
و أنا ـ والله ـ الحق أحب إلي من الشيخ عائض، ولكن عندما يثبت هذا الحق، أما مجرد اتهام ... وفهم قد يكون غير صحيح فلا ...
و لعلكم تحفظون:
وكم من عائب قولا صحيحا ..... و آفته من الفهم السقيم.
(أرجو أن لا يفهم أحد من الإخوة أنني أقصده ... فأنا أذكر أمرا عاما ولا أخصص ... ومبدأ حسن الظن خير و أحسن تأويلا).
وعندي فكرة أرجو تصحيحها ... وأنا أقبل التصحيح و أتراجع عن خطئي:
(العلماء جاهلون بالواقع!! والدعاة ... كثيرو الأخطاء! وطلاب العلم بلا أخلاق ... وفلان سيء السمعة ... وعلان لا يعجبني ... و أنا أفضل شخصية موجودة!! أخطائي أقل من القرني ومنهجي أسلم ... وحياتي كلها لله!!)
هذه عبارة كتبتُها الآن، ولا أدري كيف سيفهمها الأعضاء الكرام الأعزاء؟
هل أقصد نفسي؟.
هل اقصد غيري؟.
أم أقصد منهجا .. ؟.
أم ... أم ... ؟؟.
مع ملاحظة أنني معترف أن غيري أفضل مني و أعلم (لا تظن أن هناك تناقضا ... )، (رُد بلطف أو دع ... ).
" وإذا قلتم فاعدلوا ... ".
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 05:13]ـ
اخي الكريم تقول
وعندي فكرة أرجو تصحيحها ... وأنا أقبل التصحيح و أتراجع عن خطئي
(العلماء جاهلون بالواقع!! والدعاة ... كثيرو الأخطاء! وطلاب العلم بلا أخلاق ... وفلان سيء السمعة ... وعلان لا يعجبني ... و أنا أفضل شخصية موجودة!! أخطائي أقل من القرني ومنهجي أسلم ... وحياتي كلها لله!!)
اقول بين مرادك من كلامك هداك الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 04:55]ـ
الأخت الفاضلة/ الأمل الراحل
عذراً سوف أخرج على الموضوع
ولكن عذري: أن الدين النصيحة.
تكتبين في خانة الدولة من بياناتك الشخصية: ** المرِّيْخ **
فهل هذا يجوز شرعاً؟
ألا يعد من الكذب الغير مباح؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 06:11]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
دب الله عن وجهك النار يوم القيامة ...
ذب: بالذال المعجمة.
لماذا كثير من الإخوة في الجزائر يكتبون الذال دالا؟! كنت أظن أنه خطأ في الكتابة، فهل هو كذلك؟
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 09:05]ـ
ذب: بالذال المعجمة.
لماذا كثير من الإخوة في الجزائر يكتبون الذال دالا؟! كنت أظن أنه خطأ في الكتابة، فهل هو كذلك؟
هل قلت هذا بعد استقراء تام أم ناقص أخي الحبيب علي؟!! (ابتسامة)
أغلب الظن أن هناك مشكلة في لوحة المفاتيح؛ حيث يصعب العثور على حرف (ذ)، والله أعلم بالسبب،،،
ومن باب الفائدة أهل الجزائرالعاصمة ينطقون الذال دالا،،،(/)
السلفية والسياسة
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 11:12]ـ
الأربعاء, نيسان 16, 2008
السلفية والسياسة
المشاركة السياسية - وموازين القوى
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
يتهم الكثيرُ السلفيين بالسلبية والانعزالية، وعدم مسايرة الواقع بسبب إعراضهم عن المشاركة في اللعبة السياسية، وذلك في معظم البلدان التي تظهر فيها دعوات سلفية. والحقيقة أن معظم السلفيين لا يشاركون في اللعبة السياسية ليس لأنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين كما يصرح بذلك العلمانيون، وكما يحلم به طوائف منهم أن تجعل الدعوات السلفية كذلك -تنظيراً أو تطبيقاً- فإن أهل الإسلام عموماً وأهل السنة وأتباع السلف خصوصاً يعتقدون شمولية الإسلام لكل جوانب الحياة، الفردية منها والجماعية، والوطنية منها والدولية، الاعتقادية والعبادية والأخلاقية منها، وجوانب المعاملات والسياسة والاقتصاد والاجتماع، وأنظمة الحياة كلها تحقيقاً؛ لقول الله تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام 162 - 163)، وقوله تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (البقرة 208) أي: في الإسلام كله، كما عليه كل أهل العلم بالتفسير، بل فصل الدين عن السياسة عندهم مروق من الدين وزندقة ونفاق وجحد للمعلوم من الدين بالضرورة من أن القرآن قد نزل بأحكام شاملة، منها ما يتعلق بالسياسة والاقتصاد والحرب والسلام والموالاة والمعادة ونظام الحكم ونظام القضاء، والعقوبات من حدود وتعزيرات وغير ذلك، وطبق الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنته ذلك وبيَّنَه وفصَّلَه، وطبقه خلفاؤه الراشدون، وأئمةُ المسلمين من بعدهم عبر العصور بلا نكير ولا منازع، وقد سمعت بنفسي الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وقد سئل عمن يقول: لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، فقال -رحمه الله-: "فصل الدين عن السياسة كفر مستقل، وكررها مرات". فأهل الإسلام إذن لا يوافقون العلمانيين على معتقدهم ذلك، ولا على تطبيقهم، ولكن يختار السلفيون الإعراض عن المشاركة في اللعبة السياسية؛ لأن معطيات هذه اللعبة في ضوء موازين القوى المعاصرة عالمياً وإقليمياً وداخلياً لا تسمح بالمشاركة إلا بالتنازل عن عقائد ومبادئ وقيم لا يرضي أبداً أحدٌ من أهل السنة أن يضحي بها في سبيل الحصول على كسب وقتي، أو وضع سياسي، أو إثبات الوجود على الساحة، فهذه المبادئ أغلى وأثمن من أن تُبَاع لإثبات موقف أو لإسماع صوت بطريقة عالية، ثم لا يترتب على هذه المواقف في دنيا الواقع شيء يذكر من الإصلاح المنشود والتطبيق الموعود لشرع الله.
وكم ضحى أناس بعقيدة التوحيد حين قالوا: إن الإسلام لا يناقض العلمانية -على ما هي عليه من إنكار المعلوم من الدين بالضرورة كما ذكرنا-!! وحين قالوا: إن الإسلام لا يعارض حرية الإلحاد والإباحية باسم الأدب، وأنه لو رفض الناس من خلال صناديق الاقتراع شرع الله، ووافقوا على إلغاء مرجعية الشريعة لالتزموا هم بذلك، ولو جاءتهم صناديق الاقتراع برئيس كافر أو ملحد أو شيوعي فهم ملتزمون بذلك، وأن المسلم والكافر عندهم سواء حتى في الولايات الكبرى والأمانات العظمى المنوطة بأهل الإسلام. ومع كل ذلك لم يجدوا لهم مكاناً يذكر في وسط المفارقات السياسية ولا أثراً يعتبر، بل ظل أعداؤهم يكيلون لهم الاتهامات والضربات، فقبضوا ثمناً غالياً مقدماً، ثم لم يُسْلِموا السلعة ولا حتى جزءاً منها.
فالمشاركة في ضوء هذه المعطيات وهذه الموازين للقوى التي لا تعرف معروفاً، ولا تنكر منكراً إلا ما كان من مصالح هذه القوى، ولا ترعى حتى المبادئ المخترعة والمقدسات المزعومة من الحرية والمساواة والديمقراطية، واحترام إرادة الشعوب وحقوق الإنسان، فإن هذه الأمور حكر على شعوب الغرب ومن وافقهم ودار في فلكهم، أو أنهم لا يعتبرون شعوب العالم بشراً لهم حقوق الإنسان، فالكل جازم بلا تردد أن الشعوب الإسلامية لا ترضى بغير الإسلام بديلاً، ولا تقبل بغير رابطته الدينية عقداً للمجتمع وحبلاً للأمة تتمسك به، ولا تختار غير شريعة الإسلام إجمالاً وتفصيلاً، مبادئ وأحكاماً، في
(يُتْبَعُ)
(/)
السابق واللاحق، مصدراً ومرجعاً في كل ما يقع من تنازع تحقيقاً لقول الله تعالى-: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء 65)، ومع ذلك فهذه الشعوب محرومة منذ عصور وعقود من أن تعيش حياتها وفق ما تدين به، وتختاره وتريده، بل يفرض عليها نظام الغرب الجائر أو الشرق الحائر باللين والهوينا تارة، والخداع والتدليس تارة، وبالبطش والتنكيل تارات؛ وذلك أن العبرة عند القوم بميزان القوة، وما تفرضه مصالح أصحابها وفق نظرتهم العمياء، وموازينهم الخرقاء للمصالح والمفاسد.
ومع ذلك فالسلفيون لا يهملون أبداً العمل من أجل عودة الشريعة وظهور سلطان الدين في كل مظاهر الحياة، ليس من خلال المشاركة في اللعبة السياسية وأوهامها وأحلامها وتصريحاتها، ولكن من خلال السعي إلى تغيير ميزان القوى في الأرض، لأنهم يوقنون بأن هذه الموازين ليست بأيدي البشر بأجمعهم، وأن كل قوى البشر أفراداً وجماعات، ودولاً ومنظمات هي في النهاية لهو ولعب (فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) (الطور45)، (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) (محمد 36)، والمؤمنون يوقنون بأن (الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) (البقرة165)، أنه كما قال عمر: "أتظنون الأمر من هاهنا،وأشار إلى الأرض، إنما الأمر من هاهنا،وأشار إلى السماء". وهم يؤمنون بأن الله (يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) (السجدة 5)، وأنه عز وجل- (يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) (يونس 3)، ونظرة واحدة إلى الكون بعقل وتدبر تجزم بصحة هذه اليقينيات، فكم تبلغ قوة الدول النووية مجتمعة مثلاً بالنسبة إلى القوة التي أودعها الله في الشمس؟ وهل تقارن قوة جيوش العالم بالقوة التي أودعها الله في البحار التي إذا فاضت عليهم أغرقتهم في لحظات؟ وما تسونامي وإعصارات أمريكا ببعيد! وما زوال الاتحاد السوفيتي بعد جبروته وطغيانه منا ببعيد! وليس ما حدث لشارون بعد ظلمه وعدوانه منا ببعيد! وما تاريخ الأمم من الفراعنة واليونان والرومان وعاد وثمود وقوم نوح وأصحاب الأيكة وقرى قوم لوط عنا بغائب ولا مجهول! وكما في أثر وهب بن منبه: "قال الله لموسى: انطلق برسالتي، فإنك بسمعي وعيني، إن معك يدي وبصري، وإني قد ألبستك جنة من سلطاني لتستكمل بها القوة في أمري، فأنت جند عظيم من جندي بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي بطر نعمتي وأمن مكري، وعثَّرته الدنيا عني حتى جحد حقي، وأنكر ربوبيتي، وزعم أنه لا يعرفني، فإني أقسم بعزتي لولا القدر الذي وضعت بيني وبين خلقي لبطشت به بطشة جبار يغضب لغضبه السماوات والأرض والجبال والبحار، فإن أمرت السماء حصبته، وإن أمرت الأرض ابتلعته، وإن أمرت الجبال دمرته، وإن أمرت البحار غرَّقَته، ولكنه هان علي وسقط من عيني، ووسعه حلمي واستغنيت بما عندي، فبلِّغْه رسالتي، وادعه إلى عبادتي وتوحيدي وإخلاصي، وذَكّْره أيامي، وحذره نقمتي وبأسي، وأخبره أنه لا يقوم شيء لغضبي، وقل له فيما بين ذلك قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى، وأخبره أني إلى العفو والمغفرة أسرع مني إلى الغضب والعقوبة، ولا يرد عنك ما ألبسته من لباس الدنيا، فإن ناصيته بيدي ليس ينطق ولا يطرف ولا يتنفس إلا بإذني، وقل له أجب ربك فإنه واسع المغفرة، وقد أمهلك أربعمائة سنة في كلها أنت مبارزه بالمحاربة تسبه، وتتمثل به، وتصد عباده عن سبيله، وهو يمطر عليك السماء، وينبت لك الأرض، لم تسقم ولم تهرم ولم تفتقر ولم تغلب، ولو شاء الله أن يعجل لك العقوبة لفعل، ولكنه ذو أناة وحلم عظيم. وجاهده بنفسك وأخيك وأنتما تحتسبان بجهاده فإني لو شئت أن آتيه بجنود لا قبل له بها لفعلت، ولكن ليعلم هذا العبد الضعيف الذي قد أعجبته نفسه وجموعه أن الفئة القليلة -ولا قليل مني- تغلب الفئة الكثيرة بإذني. ولا تعجبنكما زينته، ولا ما متع به، ولا تمدا إلى ذلك أعينكما فإنها زهرة الحياة الدنيا، وزينة المترفين، ولو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة ليعلم فرعون حين ينظر إليها أن مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما فعلت، ولكني أرغب
(يُتْبَعُ)
(/)
بكما عن ذلك وأزويه عنكما، وكذلك أفعل بأوليائي، وقديماً ما جرت عادتي في ذلك، فإني لأذودهم عن نعيمها وزخارفها كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك الغرة، وما ذاك لهوانهم علي، ولكن ليستكملوا نصيبهم في دار كرامتي سالماً موفوراً لم تَكْلُمْه (لم تجرحه) الدنيا، واعلم أنه لا يتزين لي العباد بزينة هي أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا، فإنها زينة المتقين عليهم منها لباس يعرفون به من السكينة والخشوع، وسيماهم في وجوههم من أثر السجود، أولئك أوليائي حقاً حقاً، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك، وذلل لهم قلبك ولسانك، واعلم أنه من أهان لي ولياً أو أخافه فقد بارزني بالمحاربة، وبادأني وعرَّض لي نفسه، ودعاني إليها، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي، أفيظن الذي يحاربني أن يقوم لي؟ أم يظن الذي يعاديني أن يعجزني؟ أم يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني؟ وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة لا أَكِلُ (لا أترك) نصرتهم لغيري. رواه ابن أبي حاتم.
فالإيمان الذي يوفق الله له المؤمنين ويمن عليهم، به تزول دول، وتتقلب قلوب، وتتغير موازين، ويفترق المجتمِع، ويجتمع المفترِق، ويقوى الضعيف ويضعف القوي، ويزول المتسلط ويتمكن المستضعف، ويخفض المرتفع ويرتفع المقهور. فهلا حققنا الإيمان والإسلام والإحسان، في عقيدتنا وعبادتنا ومعاملتنا وأخلاقنا، وتماسكنا وترابطنا، وسلامة قلوبنا، وحب بعضنا، وتطهير نفوسنا؟؟ فوالله إن هذه هي التي يُغيِّر الله بها موازين القوى قبل التخطيط السياسي والمواجهات العسكرية، وأعمالنا عُمَّالنا، وكما نكون يُوَلَّ علينا، وكما لم يأمرنا الله بقتال من هم أضعافنا عدداً وعدة نهلك بقتالهم إذ لا يدان لنا بهم، فكذلك لا يأمرنا أن ندخل في لعبة السياسة ذات الموازين المنحرفة والمصالح الموهومة، والمفاسد المتيقنة، ولا يزال طريقناً طويلاً، ولكنه أقصر من غيره، وهو يسير على من يسره الله عليه. فاللهم ربنا اشرح لنا صدورنا، ويسر لنا أمورنا، وأعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف(/)
السلفيون و السياسة 2
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 11:25]ـ
إن السلفية تنفي بمعناها ومبناها ومغناها أن تكون امتداداً لأيِّ حركة حزبية سياسية تجعل الحكم غاية لا وسيلة! تعمل لبلوغه بكل مكر ودهاء وحيلة، وتتخذ الإسلام شعاراً حتى إذا بلغت ما أرادت وحلقت فيما استباحت مرقت من سبيله!
وذلك أن السياسة في أفكار كثير من المنتسبين إليها العاملين في ساحتها؛ تعني: القدرة على المراوغة والمناروة واللف والدوران في المحاورة، وفن صياغة الأجوبة الحمّالة والأفعال الحلزونية التي تأخذ شكل الإناء الذي توضع فيه؛ ولونه وطعمه ورائحته (!).
هذه السياسة في نظر السلفيين قرين النفاق؛ لأنها تمييع للعقيدة، وتخدير للحسِّ الإسلامي، وقتل للشعور الإيماني، وحلّ لرابطة الولاء والبراء، وخديعة لعامة المسلمين؛ اتخذها فجار الدعاة سلّماً بدعوى أن يدرأ مظلمة! أو يشفع لمسلم! أو يخفف ضرراً!! أو يزيل منكراً!!!
ولقد رأينا عامة أولئك يَتَغَيَّرُون ولا يُغَيِّرُون، وأمثلهم طريقة لا يخرج من دوامة السياسة سالماً لم يظفر من الغنيمة بالإياب.
ولكن هذا لا يعني أن السلفية لا تهتم بأمر المسلمين، ولا تفقه واقعهم، ولا تسعى حثيثاً لاستئناف حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، ومن ثم تطبيق حكم اللَّه في الأرض؛ ليكون الدين كلّه للَّه لا شريك له، وينشر العدل في البلاد والعباد ... ولذلك جعلت هذا هدفاً من أهدافها تسعى لتحقيقه، وتعمل على بلوغه، وتدعو المسلمين بعامة والدعاة بخاصة أن يشدوا على يديها لتكون كلمتهم واحدة.
وعلى الرغم من ذلك نرى بعض من زبَّب قبل أن يحصرم، وطار قبل أن يريّش، يزعم: أن الدعوة السلفية المعاصرة ليست السياسة من منهجها! والدليل عنده أن استئناف الحياة الإسلامية لم يكن من أهدافها التي اعتادوا إثباتها على الغلاف الأخير من كتبهم!!
إن هذا الوهم يريد أن ينقضَّ وإن حاول صاحبه أن يقيمه؛ ليتخذ عليه درجة عند أقرانه وشيطانه الذي يوحي إليه زخرف القول غروراً ... ودونك البيان مما ينبغي أن يتصور قبل ذلك، ومعه، وبعده:
1 - أما أولاً؛ فإن اسئناف الحياة الإسلامية على منهاج النبوة، وإنشاء مجتمع رباني، وتطبيق حكم اللَّه في الأرض تطرحه الدعوة السلفية لا رغبة ولا رهبة؛ لأنها دعوة تمتد أصولها إلى الصدر الأول، وتنبع جذورها مما أصّله العلماء الربانيون على مدار القرون؛ فهي امتداد لهم، ومنهجها في التغيير هو منهجهم، فهي تقتدي ولا تبتدي، وتتبع ولا تبتدع؛ فهي -والحال كذلك- على نقيض الدعوات المعاصرة التي تدّعي السبق في كلّ شيء، وكأنها نبتة اجْتُثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار.
2 - إن الأهداف العامة التي تطرحها الدعوة السلفية هي أهداف كلها تغيير:
فالرجوع بالأمة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة: هو تغيير لواقع الأمة.
وتصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره، وتحذيرهم من البدع المنكرة، والأفكار الدخيلة الباطلة، وتنقية السنة من الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوهت صفاء الإسلام، وحالت دون تقدم المسلمين: هو تغيير لواقع الأمة.
وإن تربية المسلمين على دينهم الحق، ودعوتهم إلى العمل بأحكامه، والتحلي بفضائله وآدابه مما يكفل لهم رضوان اللَّه في الدنيا والآخرة، ويحقق لهم السعادة والمجد: هو تغيير لواقع الأمة.
وإن إحياء الاجتهاد العلمي الصحيح في ضوء الكتاب والسنة، وتقييد ذلك بقواعد فهم السلف الأول لنزيل الجمود المذهبي، ونقمع التعصب الحزبي، ليعود المسلمون إخواناً، ويتعاهدوا على نصرة منهج اللَّه أعواناً: هو تغيير لواقع الأمة.
3 - وأما الذي معه: فإن هذه الأهداف العامة بمجموعها تعني استئناف حياة إسلامية، ولكن على منهاج النبوة، فذكر هذه المسألة لاحقاً هو من باب ذكر الخاص بعد العام.
4 - وأما بعد ذلك: فإن السلفيين يسلكون منهج التغيير القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو قول اللَّه -تعالى-: {إن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: 11]، فساحة التغيير هي النفس البشرية حتى تستقيم على منهج اللَّه؛ فَتُؤَهَل للاستخلاف.
والتمكين وعد، وتغيير ما في النفوس شرط، ولن يتم الوعد إلا بتحقيق الشرط: {إن تنصروا اللّه ينصركم ويثبت أقدامكم} [محمد: 7].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك نرى شيخنا الألباني شامة الشام وحسنة هذه الأيام -رحمه اللَّه- مدح الكلمة المشهورة: «أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم؛ تَقُمْ لكم على أرضكم» لمطابقتها لمنهج التغيير القرآني ... ولم يمدحها تأثُّراً بمنهج قائلها الحزبي (1).
ورب قائل يقول: إن منهج التصفية والتربية غير واضح؛ فلمثله يقال -مع شيءٍ من الاعتذار! -:
عَلَيَّ نحتُ القوافي من معادنها وما عليَّ إذا لم تفهم البقرُ
إن هذا المنهج أوضح من الشمس، ولكن قد تنكر العينُ ضوءَ الشمس من رمد!.
إن هذا المنهج هو منهج رسول اللَّه × الذي بعثه اللَّه به؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويكوّن منهم خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن باللَّه: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزيكم ويعلمهم الكتاب والحكمة} [الجمعة: 2]؛ إنه العلم والتزكية، ولن ننال العلم إلا بالتصفية، ولن نحقق التزكية إلا بالتربية.
وهو فهم ورثة الأنبياء عدول الأمة الذين يكشف اللَّه بهم الغمة، ويزيل الظُّلمة، ويكسر جَوْرَ الظَّلَمَة؛ كما أخبر ×: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» (2).
وهو المنهج الذي يَحُولُ بين عُدَّة المستقبل وأمل الغد من شباب اليقظة الإسلامية والارتماء في محاضن الأدعياء أو الانتماء لأحزاب جوفاء؛ كما في حديث عبداللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما-، قال رسول اللَّه ×: «إن اللَّه لا ينتزع العلم بعد أن أعطاكموه، ولكن يقبض العلم بموت العلماء؛ حتى إذا لم يَبْقَ عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً؛ فسئلوا؛ فأفتوا بغير علم؛ فضلوا، وأضلوا» (3).
والدعوة السلفية بذلك لا تتطلع إلى الصِّدام مع الحكام والأنظمة؛ لأنها تضع في اعتبارها إصلاح ذلك كله؛ لأن ذلك جزء من الأمة التي تسعى لإصلاحها وانتشالها من الحمأة الوبيئة التي أركست نفسها فيها؛ لأن الحكم والحاكم ليس غاية عندها؛ بل وسيلة ليعبد اللَّه وحده، ويكون الدين كله للَّه.
وثمت أمر آخر، وهو: أن قطع الرأس وقلب نظام الحكم سيفرز -لزاماً- نظاماً أشد وأطغى، ورأساً أظلم وأبقى، ومن كان في ريب؛ فليسأل أدعياء «الفقه الواقع» (!!).
وكذلك؛ فإن النظام الإسلامي لا بدّ له من سند يسنده ويدافع عنه مما يتعرض له من كيد الأعداء وخذلان الأدعياء: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} [الأنفال: 62] ولن يكون المسلمون سنداً للرسل من بعد اللَّه -تعالى- إلا إذا تربوا على منهج رسول اللَّه × وأصحابه -رضي اللَّه عنهم-.
... فهذا الجهاد الأفغاني كان له سند من أهله ... لكن هذه القاعدة اشتغلت بالمواجهة قبل التربية، فلما بلغت سدة الحكم؛ فإذا بها تنقض غزلها من بعد قوة أنكاثاً، وتتنازع فيما بينها، وتفشل، وتذهب ريحها، وتخرِّب ما بنت، وتهدر ما جنت، والمتربصون ينتظرون فرصتهم ...
إذاً؛ لا بدّ من التصفية والتربية على المنهج الصافي الذي تضلَّع منه جيل القدوة الأول، وقرن الأسوة الأمثل، محمد والذين معه.
ومع ذلك كله؛ فإن السلفيين لا ينكرون على العاملين ضرورة التغيير، ولكنهم ينكرون عليهم مناهجهم في التغيير التي لا تسمن ولا تغني من جوع (4)، بل يركبها المستعجلون والمنتفعون؛ ليقدموا الشباب المسلم قرابين ... ويقيموا العقابيل بسبب استعجالهم ... ومن ثَمَّ تهافتهم على موائد أعدائهم ... وسنة اللَّه خِلْفَة لِمَ أكده العالمون بقولهم: «من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه».
وينكرون المناهج الترقيعية التي تمكن للظالمين وتجعلهم يستخفون بالمسلمين، ويجعلونهم شيعاً وأحزاباً بأسهم بينهم شديد ... ومن ثم تمييع العقيدة الإسلامية، بل القضية الإسلامية برمَّتها.
وينكرون المناهج الانقلابية الثورية التي يكون وقودها المسلمين، وتتأخر الدعوة بسببها سنوات كثيرات.
هذا الذي ينكره السلفيون ويحذرون منه، حاديهم في ذلك كله قوله -تعالى-: {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللَّه عليه توكلت وإليه أنيب} [هود: 88].
هذه هي السياسة التي نكرهها وننكرها ولا نحب أن نذكرها، ونبرأ إلى اللَّه من أغلالها، وأصرها، وشرها؛ فهي قرين النفاق، وبريد الخداع، وسُلَّم الذين يعبدون اللَّه على حرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما السياسة بمعناها الإسلامي النقي، وواقعها الإيماني التقي، التي ترعى شؤون الأمة الربانية، والتي تأخذ بيد البشرية إلى مدارج التقدم وميادين الرقي؛ فيتميز السعيد من الشقي: فهذا أمر دونه الأرواح والمهج، وإن حاول الخلوف أن يثيروا علينا الرهج.
إن السياسة الشرعية تعني: الإحاطة بالأحكام السلطانية، ومعرفة حقوق الراعي والرعية، وتقويم الحقائق بالموازين الشرعية، إذن فهي رعاية شؤون الأمة الإسلامية بما لا يخالف الكتاب الكريم والسنة النبوّية.
ولقد كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، أما هذه الأمة؛ فيسوسها العلماء الربانيون الذين هم ورثة الأنبياء؛ لأن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم؛ فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر.
ولقد كان لعلماء الملة أكبر نصيب من ميراث رسول اللَّه ×؛ فسعوا يربون هذه الأمة على منهج النبوة علماً، وعملاً، وسلوكاً، دافعهم في ذلك قوله -سبحانه-: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون} [آل عمران: 79].
والرباني: هو العالم البصير بسياسة الناس؛ فيربيهم على صغار العلم قبل كباره على منهاج النبوة.
وصغار العلم: هي المسائل والأعمال التي يطيقونها، وليس كما يتوهم أنصاف المتفقهين، وأرباع المثقفين، وأسداس المتعالمين: أنها الأمور التي يحلو لهم تسميتها بالمسائل الفرعية، أو الهامشية، أو السطحية، أو القشور؛ فإن هذا التقسيم بدعة، وقسمة ضيزى؛ كما بينتها في كتابي: «دلائل الصواب إلى إبطال تقسيم الدين إلى قشر ولباب» (5).
إن أهم الأوليات: مسائل التوحيد والإيمان؛ فالعقيدة أول واجب وآخر واجب لو كانوا يفقهون؛ كما علَّمَنا رسولنا ×: «إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب؛ فأول ما تدعوهم إليه أن يعبدوا اللَّه وحده» (6)؛ وكأن رسول اللَّه × يتأول قوله -تعالى-: {فاعلم أنه لا إله إلا اللّه} [محمد: 19].
بهذا التصور الإيماني تكون الأمة عاملة في كل الأوقات، حتى إذا لاقوا العدو ثبتوا؛ لأنهم يعلمون أن الجنّة تحت ظلال السيوف.
ولذلك، فإن تكليف الأمة أفراداً وجماعات ما لا تطيق، ليس بالأمر الحقيق؛ لأنها ليس لها إلى ذلك طريق، وهو جَهْلٌ مُرَكَّبٌ بَلْ مُرَكَّزٌ، واتباع لبنيات الطريق ... وهذا ما يقصده شيخنا محدث العصر وحافظ الوقت أبو عبدالرحمن الألباني -رحمه اللَّه- بقوله: «من السياسة -الآن- ترك السياسة».
إن هذه النظرة الصائبة هي التي آل إليها أمر كثير من الدعاة الذين اشتغلوا بالسياسة من بواكير الصبا، ولكنهم رأوها بأخرة لا تروي غليلاً، ولا تشفي عليلاً، ولا تهدي ساربها سبيلاً، بل كانت ظهيراً للمجرمين على الدعاة الإسلاميين تشريداً وتقتيلاً دون أن تهتز في المسلمين شعرة أو يضطرب منهم قلب!
إن المطلوب الحاليّ: هو إيجاد القاعدة الإيمانية الصلبة التي يُبنى عليها كيان الأمة كلها في سبيل تحقيق العبودية الشاملة الكاملة للَّه رب العالمين، والتي تصطبغ بها كل مناحي حياة الناس ... فهل أعطى الحركيون (الإسلاميون) هذا الاتجاه شيئاً من اهتمامهم؟!
إن تكوين القاعدة الإسلامية لا يعني تجميع أشتات من الأهواء والفرق؛ فإنها لو بلغت الحكم؛ فعندئذ يفجر أعداء الإسلام هذه الألغام الموقوتة؛ فتصبح هذه الأشتات أحزاباً تتصارع على السلطة، وعنئذ سيلقي أعداء الإسلام من خلال أجهزة إعلامهم المرئية والخفية للجماهير المسلمة صورَ التشكيك بهؤلاء؛ قائلين لهم: انظروا ماذا يصنع هؤلاء الذين ملؤوا الدنيا صراخاً على الدولة الإسلامية، وإقامة حكم اللَّه في الأرض ... ! وهكذا يصبح الإسلاميون مَثَلَ السوء لأمتهم، وما يجري على أرض أفغانستان المسلمة ليس عن أولي الألباب بغائب، وما يحدث في الجزائر المسلمة ليس عن المتابع للأحداث ببعيد، وما يجري في بلاد السودان المسلم ليس عن المراقب بمعزل!!.
ولذلك؛ قد يغتر كثير من الدعاة بالحماسات العاطفية للجماهير، ويخدعه كثرة الأصابع المرفوعة، ويغره حشود المهرجانات المجموعة؛ فيقع على أم رأسه، وأمامنا بسطة من التجارب المعاصرة ووفرة من البراهين، تدل على خطورة هذه النظرة السطحية العجلى القاصرة، منها تجربة حسن البنا في مصر؛ فقد فرت جموع الإخوان التي تهتف له في المركز العام في القاهرة عندما وقعت الضربة عام (1948م)!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم؛ لقد فروا إلى غير رجعة؛ كما قال محمد قطب في كتابه (7): «فرت كثير من الجموع التي كانت تتحلق حول الإمام الشهيد (8) في درسه الأسبوعي، فتملأ المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين، وتملأ الشوارع المتفرعة حوله حين رأت أن الأمر ليس عَرَضاً قريباً، ولا سفراً قاصداً، وإنما هو جهاد وعذاب.
كما فرت الجموع التي كانت تستقبل الإمام الشهيد كلما تنقَّل من مدن القطر أو أريافه في رحلاته الدائمة؛ التي لم يكن يَفْتُرُ عنها» (9).
وتجربة جبهة الإنقاذ في الجزائر التي بلغ عدد أتباعها مئات الألوف، وفازت بالانتخابات البرلمانية بنسبة عالية ومع ذلك فقد قلبت لها قوى الاستكبار العالمي وقوى المكر الداخلي ظهر المِجَنّ على مرأى العالم وسمعه.
فهل يقف المستعجلون لحظة تدبر، ويقرون أنهم ارتكبوا في حق دينهم وأمتهم وأنفسهم حماقات كلفتهم صفوة شباب العودة الإسلامية؛ أم على قلوب أقفالها؟!.
--------------------
(1) وانظر -لزاماً- كتابي: «بدائع الحِكَم المنتقاة من حديث تداعي الأمم»؛ ففيه بيان تفصيلي لهذه الحقيقة الدقيقة، ورد لشبهات بعض الخوارج المعاصرين.
(2) حسن بشواهده - وقد خرجته وبينت طرقه في كتابي: «بصائر ذوي الشرف بشرح مرويات منهج السلف» (ص 111)؛ فانظره -لزاماً- غير مأمور، وأفردته في جزء مستقل: «تحرير النقول في تصحيح حديث العدول: رواية ودراية ورعاية».
(3) متفق عليه.
(4) وقد بينت ذلك مفصلاً في كتابي: «مناهج الأحزاب الإسلامية المعاصرة في التغيير: دراسة وتقويماً».
(5) وانظر لزاماً (ص7 - 12) من هذا الكتاب.
(6) متفق عليه.
(7) «واقعنا المعاصر» (ص408 - 409).
(8) هذا ما يطلقه مفكرو جماعة (الإخوان المسلمين) على مؤسس حركتهم، وهو افتئات على الحقيقة، ومخالفة للشرع.
(9) ذكرنا لهذا الكتاب ليس تزكية له، ولكنه من باب {وشهد شاهد من أهلها}، ولقد بينت أباطيله وافتراءه على منهج السلف الصالح، وأنه رأس حربة أفراخ الخوارج العصريين من القطبيين والسروريين والجهاديين التكفيريين في رسالة مستقلة هي: «عقد الخناصر في بيان أباطيل كتاب (واقعنا المعاصر)» وسترى النور قريباً -إن شاء اللَّه تعالى-
منقول من موقع شبكة مستقبل الاسلام -اشراف الشيخ سليم الهلالي-(/)
تبصير الخلف بوجوب اتباع منهج السلف
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 11:40]ـ
من هم السلف؟
السلف الصالح هم الصدر الأول الراسخون فى العلم، المهتدون بهدى النبى صلى الله عليه وسلم، الحافظون لسنته،اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وانتخبهم لإقامة دينه، ورضيهم أئمة الأمة، فجاهدوا فى سبيل الله حق جهاده، وأفرغوا جهدهم فى نصح الأمة ونفعها، وبذلوا فى مرضاة الله أنفسهم.
وقد أثنى الله تعالى عليهم فى كتابه بقوله: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم {الفتح:29}، وقوله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم {التوبة:100}. فذكر تعالى المهاجرين والأنصار ثم مدح أتباعهم، ورضى ذلك من الذين جاءوا من بعدهم.
وتوعد بالعذاب من خالفهم واتبع غير سبيلهم فقال: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا {النساء:115}.
فيجب اتباعهم فيما نقلوه، واقتفاء أثرهم فيما عملوه، والاستغفارلهم قال تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم {الحشر:10}. {تحرير المقالة -للقلشانى}
منهج السلف
المراد بمنهج السلف ماكان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان وأتباعهم وأئمةالدين ممن شُهِد له بالإمامة وعُرف عظم شأنه فى الدين، وتلقى الناس كلامهم خلفاً عن سلف كالأئمة الأربعة وسفيان الثورى والليث ابن سعد وابن المبارك والنخعى والبخارى ومسلم وسائر أصحاب السنن، دون من رُمِي بالبدعة أو اشتهر بلقب غير مرضي مثل: الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية والمعتزلة. فكل من التزم بعقائد هؤلاء الأئمة وفقههم كان منسوباً إليهم وإن باعدت بينه وبينهم الأماكن والأزمان، وكل من خالفهم فليس منهم وإن عاش بين أظهرهم وجمع بهم نفس الزمان والمكان. {العقائد السلفية - آل بوطامي}
وعلى ذلك فالسلفية اصطلاح يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم فى تلقي العلم، وطريقة فهمه، وليس محصوراً فى دور تاريخي معين، والسلفية بذلك تمثل الفهم الصحيح للإسلام وليست قاصرة على الفترة الزمنية المباركة كما يزعم من يريدون تعريتها عن مضمونها
الأدلة على وجوب اتباع منهج السلف
تضافرت أدلة الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة على أن الصحابة رضى الله عنهم هم خير القرون على الإطلاق لما لهم عند الله من المنزلة العالية والمكانة السامية فقد مدحهم ربهم وزكاهم من فوق سبع سموات ومدح من اتبع سبيلهم وسار على هديهم، وذم من خالفهم، وكل ذلك يؤكد وجوب الاقتداء بهم رضوان الله عليهم.
الأدلة من القرآن
نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - قال تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم {التوبة 100}
قال ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين و الأنصار والتابعين لهم بإحسان ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم المقيم.
وقال الشوكاني رحمه الله: ومعنى والذين اتبعوهم بإحسان الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار، وهم المتأخرون عنهم من الصحابة فمن بعدهم إلى يوم القيامة.
{فتح القدير (398/ 2)}
وقال السعدي رحمه الله عند قوله: والذين اتبعوهم بإحسان بالاعتقادات و الأقوال و الأعمال، فهؤلاء هم الذين سلموا من الذم وحصل لهم نهاية المدح و أعظم الكرامات من الله.
2 - قال تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا {البقرة:143}.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد جعلهم الله تبارك وتعالى أفضل الأمم وأعدلها في العقيدة و القول والعمل فاستحقوا بذلك أن يكونوا شهداء على الناس، فإذا كانت شهادتهم عند الله مقبولة فلا شك أن فهمهم لنصوص الشريعة حجة على من بعدهم، لذلك أمر رب العزة باتباع سبيلهم، فقال: واتبع سبيل من أناب إلي {لقمان:15}، وجيل الصحابة خير من أناب إلى الله واستجاب، فوجب اتباع سبيلهم في فهم دين الله تبارك وتعالى ولذلك هدد الله تعالى وتوعد من اتبع غير سبيلهم بجهنم وبئس المصير.
3 - كما ظهر ذلك في قوله تعالى: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. {النساء:115}
قال ابن كثير رحمه الله: "أي ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم فصار في شق و الشرع في شق عن عمد منه بعد ما ظهر له الحق وتبين له واتضح"، وقوله: ويتبع غير سبيل المؤمنين هذا ملازم للصفةالأولى، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع وقد تكون لما اجتمعت عليه الأمة المحمدية فيما علم اتفاقهم عليه تحقيقاً، فإنه قد ضمنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ تشريفاً لهم وتعظيماً لنبيهم. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه: "إن كلاً من الوصفين يقتضي الوعيد لأنه مستلزم للأخر .. فهكذا مشاقة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين، ومن شاقه فقد اتبع غير سبيلهم وهذا ظاهر، ومن اتبع غير سبيلهم فقد شاقه أيضاً، فإنه قد جعل له مدخلاً في الوعيد، فدل على أنه وصف مؤثر في الذم، فمن خرج عن إجماعهم فقد اتبع غير سبيلهم قطعاً، و الآية توجب ذم ذلك". {مجموع الفتاوى: 19 - 193 - 194}
4 - قال تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما. {الفتح:29}
فقد وصف الله عز وجل الصحابة بأكمل الصفات و أجل الأحوال فهم مجتهدون في نصرة دين الله عز وجل وساعون في ذلك بغاية جهدهم، فلذلك ذَلَّ أعداؤهم لهم. وهم كذلك متحابون متراحمون كالجسد الواحد. كما مدحهم ربهم ظاهراً فقال: تراهم ركعا سجدا، ومدحهم باطناً فقال: يبتغون فضلا من الله ورضوانا ومدحهم قبل أن يخلقوا فقال: ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه، وهذه أيضًا صفة للطائفة المنصورة أهل الحديث الذين اقتفوا أثر جيل القدوة الأول محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه.
وتعمُّد إغاظة الكفار يوحي بأن هذه الطائفة هي غرس غرسهِ الله وتعهده رسول الله صلى عليه وسلم بالتربية، فهي من دلائل قدرة الله؛ لأنها أداة لإغاظة أعداء الله الذين يعملون على إطفاء نور الله، و إخماد جذوته في نفوس المسلمين، ولكن الله متم نوره ولو كره المشركون، ومظهر دينه، و لو كره الكافرون. ولذلك ترى أهل البدع يعادون أهل الحديث في كل عصر ومصر.
5 - وقال تعالى: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم {الحشر:10}.
قال السعدي رحمه الله: "فوصف الله من بعد الصحابة بالإيمان، لأن قولهم: سبقونا بالإيمان دليل على المشاركة فيه، و أنهم تابعون للصحابة في عقائد الإيمان و أصوله، وهم أهل السنة و الجماعة، الذين لا يصدق هذا الوصف التام إلا عليهم" فوجب اتباعهم و اقتفاء آثرهم.
6 - وقال تعالى: فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. {البقرة:137}
قال ابن كثير رحمه الله: يقول الله تعالى: فإن آمنوا، يعني الكفار من أهل الكتاب وغيرهم بمثل ما آمنتم به يا أيها المؤمنون، و الإيمان بجميع كتب الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم، فقد اهتدوا أي أصابوا الحق وأرشدوا إليه. انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الآية أيضاً تتناول كل من جاء بعد جيل الصحابة إلى عصرنا لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو معلوم عند علماء الأصول و التفسير، فإنه يجب عليهم أن يتبعوا ما كان عليه الأوائل من الصحابة في تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يحصل لهم الهداية.
الأدلة من السنة النبوية
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هم الجماعة وهي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه الكرام، فقد ثبت عند ابن ماجه في سننه من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم - وفيه -: "والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة و ثنتان وسبعون في النار" قيل يا رسول الله، من هم؟ قال: "الجماعة". {صحيح ابن ماجه (2 - 364)}
قال أبو شامة: وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق واتباعه، و إن كان المتمسك به قليل و المخالف كثير لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبى صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم. {الباعث على انكار البدع ص 22}
وصدق عبد الله بن مسعود حيث قال: الجماعة ما وافق الحق و إن كنت وحدك. {شرح أصول الاعتقاد 160}
وثبت عند مسلم من حديث ثوبان رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". {رواه مسلم 3 - 1523}
قال يزيد بن هارون و أحمد بن حنبل: "إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم" وقال ابن المديني: "هم أصحاب الحديث" وقال البخاري: "يعني أصحاب الحديث" وقال أحمد بن سنان: "هم أهل العلم و أصحاب الأثر". {شرف أصحاب الحديث للبغدادي}
قال المناوي في {فيض القدير 3 - 395} وفيه معجزة بينة فأن أهل السنة ما يزالون ظاهرين في كل عصر إلى الآن من حين ظهرت البدع على اختلاف صنوفها من الخوارج و المعتزلة و الرافضة وغيرهم لم يقم لأحد منهم دولة ولم تستمر لهم شوكة بل كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله بنور الكتاب و السنة فلله الحمد و المنة.
وثبت عند أبي داود من حديث العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: " فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، و إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" {رواه أبو داوود وصححه الألباني}. قال ابن حبان في (صحيحه1 - 104) في قوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي" بيان واضح أن من واظب على السنن، وقال بها، ولم يعرِّج على غيرها من الآراء، كان من الفرقة الناجية يوم القيامة. جعلنا الله منهم بمنه وكرمه.
و في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال عمران: فلا أدري أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا. {رواه البخاري ومسلم}
عن أبي بردة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، و أنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبْتُ أتى أصحابي ما يوعدون، و أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون". {رواه مسلم}
وفي الحديث فوائد:
1 - إذا كانت النجوم قد جعلها الله رجوماً للشياطين في استراق السمع فإن الصحابة رضى الله عنهم زينة هذه الأمة كانوا رصداً لتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتحريف الغالين؛ الذين اتبعوا أهواءهم.
2 - و إذا كانت النجوم كذلك منارًا لأهل الأرض يهتدون بها في البر و البحر فكذلك الصحابة رضى الله عنهم يقتدى بهم للنجاة من ظلمات الشبهات و الشهوات، فمن أعرض عن فهمهم فهو في غيه يتردى في الظلمات ليس بخارج منها.
3 - فهم الصحابة للقرآن و السنة تحصين من بدع شياطين الإنس و الجن الذين يبتغون الفتنة ويبتغون تأويلها؛ ليفسدوا مراد الله ورسوله فكان فهم الصحابة حرزاً من الشر وأسبابه.
{باختصار من المنهج السلفي للهلالي}
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - فيه أن ذهاب الصحابة رضي الله عنهم وانقضاء جيلهم يعقبه ظهور البدع والحوادث في الدين، وقد كان. وهذا كله من دلائل صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.
- ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبهم فقال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم أو نصيفه". {رواه مسلم}
أقوال سلف الأمة
1 - عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: لا تسبوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة يعني مع النبي عليه الصلاة و السلام خير من عمل أحدكم عمره. {رواه ابن أبي شيبة و ابن ماجه}
2 - وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: والله لمشهد رجل منهم يعني الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر منه وجهه خير من عمل أحدكم ولو عُمِّرَ عمر نوح. ثم قال متوعدا من يبغضهم أو يسبهم: لا جرم لما انقطعت أعمارهم أراد الله ألا ينقطع الأجر عنهم إلى يوم القيامة، والشقى من أبغضهم والسعيد من أحبهم. {رواه الترمذى وأبو داود}
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم. {جامع بيان العلم 247/ 2}
وقال الأوزاعى رحمه الله: اصبر نفسك على السنة وقِف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم. {شرح أصول الاعتقاد 1 - 154}
وقال أيضا: عليك بأثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوا لك بالقول.
{الشريعة للآجرى ص58}
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن خالف قولهم، وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعًا. {التفسير الكبير 229/ 2}
وقال ابن عبد الهادي رحمه الله في {الصارم المنكي 427}: لا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة، لم يكن على عهد السلف، ولا عرفوه ولا بينوه للأمة.
وصدق مالك رحمه الله حيث قال: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
جعلنا الله وإياكم خير خلف لخير سلف.
منقول مجلة التوحيد
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 03:10]ـ
جزاك الله خيراً ......... أخانا محمد.
ومن أراد الاستزادة في هذا الموضع فعليه بـ:
"تبصير الخلف بشرعية الانتساب إلى السلف " د. ملفي بن ناعم الصاعدي.
"لماذا اخترت المنهج السلفي " الشيخ: سليم بن عيد الهلالي.
"تعريف عام بالدعوة السلفية " للأخ:رائد عبد الجبار المهداوي.(/)
التعددية في فكر الكاتب محمد المحمود [الحلقة الأولى]
ـ[صالح السويح]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 12:10]ـ
[1]
بسم الله الرحمن الرحيم
"ففي الوقت الذي يجري فيه صريف الأقلام الجهادية من علماء المسلمين في شتى فجاج أرض الله بالدعوة إلى الله والتبصير في الدين، ومواجهة موجات الإلحاد و الزندقة، وردّ دعاوى الجاهلية القديمة والمعاصرة القومية، البعثية، الماركسية، العلمنة، الحداثة، وصدّ دعايات التغريب و الانحراف والغزو المعنوي بجميع أنواعه وضروبه وأشكاله؛ بدت محنة أخرى في ظاهرة من أبشع الظواهر المعادية للإسلام والمسلمين" (1) لتذيب شخصية المسلم التميز، وتفتح الأبواب على مصراعيها لمحاربة الحق، والسعي في مزاحمته، و إقصاء أهله، ونشر الفرقة بين صفوف المسلمين، ليسود البطل بعدها، و تستحكم الأهواء و الجهالات عقول العامة والأغرار.
أعني بها دعوى التعددية
وسأسلط الضوء في حديثي هذا على ما يحمله الكاتب في جريدة الرياض:
(محمد بن علي المحمود) هداه الله
من فكر منحل، وعقيدة فاسدة تقرر هذا المبدأ وتؤصله، فضلَّ بسبب دعوته هذه أقوام أعرفهم بأشخاصهم، أكتب عنه ما أكتب كشفاً لزَغَلِهِ وتلبيسه، وقمعاً لباطله، ونصحاُ له ولقارئ هذه السطور.
وإنني بهذا أستحث و أهيِّج أهل العلم أن يزكوا علومهم بالعمل به، وأعظم العمل أن يكون هذا العلم سيوفا داحضة للباطل، ناصرة للسنّة، مبينة للمعتقد الصحيح والمنهج السلفي، القائم على رد الباطل وعدم المداهنة في ذلك، وتصفية السنّة من شوائب الأهواء والضلالات والبدع و " متى سكت أهل الحق عن بيان أخطاء المخطئين، وأغلاط الغالطين، لم يحصل منهم ما أمرهم الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعلوم ما يترتب على ذلك من إثم الساكت عن إنكار المنكر، وبقاء الغالط على غلطه، والمخالف للحق على خطئه، وذلك خلاف ما شرعه الله من النصيحة والتعاون على الخير " (2).
وجعلت حديثي في هذا الموضوع على النحو التالي:
1 - تحرير المراد من التعددية.
2 - التعددية في الكتاب والسنّة وآثار السلف.
3 - هل الحق يتعدد؟
4 - التعددية في فكر محمد المحمود.
5 - هل إقرار التعددية من نواقض الإسلام؟
وسيكون الحديث موزعاً على حلقات أسأل الله التوفيق فيه للحق والصواب.
فأقول مستعينا بالله طالبا منه العون:
أولا:
تحرير المراد من التعددية:-
إذا أطلق لفظ التعددية فيراد به الإشارة إلى وجود أكثر من رأي. فالإلزام برأي أو اتجاه أو معتقد واحد يسمى أحادية.
ثانياً:
التعددية في الكتاب والسنّة وآثار السلف:-
لقد جاء في الكتاب والسنّة ما يقر بوجود التعددية في كثير من الأمور؛
كما قال تعالى:-
1 - {ومن كلٍّ خلقنا زوجين اثنين} [الذاريات: 49]
2 - {واختلاف ألسنتكم وألوانكم} [الروم: 22]
3 - {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون. ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} [القصص:71 ـ 73].
وفي السنّة:_
1 - ما أخرج البخاري ومسلم من حديث (لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة).
ومعلوم أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في هذا الأمر فبعضهم صلى العصر في الطريق قبل وصوله لديار بني قريظة ليدرك وقت الصلاة، وبعضهم أخَّر الصلاة بناءً على ظاهر الحديث حتى خرج وقتها وصلاها في ديار بني قريظة ولم يعنف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحد منهم.
2 - واختلف الصحابة رضي الله عنهم في مشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر.
وفي الآثار عن السلف الصالح:-
1 - أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا فيما بينهم في أحكام الشريعة ولم يكن يعنف بعضهم على بعض بل كان بعضهم يعذر بعضاً فيما اختلفوا فيه.
2 - وكذا السلف الصالح فقد روي عن الإمام أحمد قال لرجل يريد أن يسميه كتابا ألفه بكتاب (الاختلاف) قال له: سمه كتاب (السعة).
والآيات والأحاديث والآثار كثيرة.
ولكن!
نعجب أكثر العجب والله! ممن نشأ في بيئة سلفية، وتربى على عقيدة صحيحة، على التوحيد والسنّة، فينحرف في منهج الاستدلال، متبعاً سبيل أهل الزيغ والأهواء والبدع الذين يأخذون من النصوص ما وافق أهواءهم ويعرضون عن ما يقمع ويرد باطله.
إنه لمن المتقرر أن الله تعالى أنزل كتابه الكريم منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات. و أن السنّة كذلك منها المحكم ومنها المتشابه.
والمحكم هنا ما لا يحتمل غير معنى واحد، والمتشابه بالعكس.
فأهل الإتباع أهل السنّة والجماعة السائرين على منهج السلف الصالح العاضين على ذلك بالنواجذ المعرضين عما سواه، فإنهم يردّون المتشابه إلى المحكم.
بخلاف أهل الأهواء والزيغ والضلال فإنهم يتشبثون بالمتشابه ويتعلقون به ويجادلون بذلك ويعرضون عن المحكم هوى منهم وزيغاً.
أخرج ابن ماجه في السنن عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب} فقال: " يا عائشة إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عناهم الله؛ فاحذروهم "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 12:16]ـ
[2]
فواعجباً من محرّفة النصوص!
آلوا على أنفسهم إضلال الخلق، ولبس الباطل بالحق بهذا الاستدلال المعوج والفهم الأعور " ولذا فكن يا طالب العلم على تقية من كتب الغلاة المتعصِّبة أهل الأهواء فكم فيها من عسَلٍ مقلوب، ونصٍّ محرّف مبتور، ولا سيما في مواطن المحاجّة لما ينفردون به من آراء ومذاهب ومعتقدات نأت بهم عن الدليل وقعدت بهم عن نزل الصادقين. ويا لله! كم طاشت فيها من سهام، وغُلِبَ فيها من أقوام على رشدهم، وأمانتهم، وصالح أعمالهم. {انظر كيف كذبوا على أنفسهم} (3)
[الأنعام:24]. ".
فترى بعض من يدعوا للتعددية ممن ينسب للعلم والدعوة، فضلا عمن يحارب الدين والملّة باسم اللبرالية يستشهد بهذه الأدلة في معرض دعوة للتآلف والإعراض عن الخوض فيما جرى من خلاف حاصل في العقيدة والمنهج أعني الخلاف فيما لا يسوغ الخلاف فيه، وهو الخلاف المؤدي إلى قولين إما سنّة أو بدعة مقررا أن هذا الخلاف من التنوع المحمود وأنه ليست المشكلة في وجود الاختلاف، بل في توجيه ذلك الاختلاف وتفعيله، وجعله عنصراً من عناصر التفرق، بدل أن نجعله سبباً من أسباب التعددية الصحية الطبيعية، فكل مجموعة مستمسكة بنظرياتها وآرائها واجتهاداتها، ومن حق الجميع أن يكون له كل هذا، وأن يتحدث ويعبر عنه، إنما ليس من حق أحد أن يحاكم البقية إلى مقرراته وآرائه الخاصة وبرامجه. و أن أصل الاختلاف الفكري والعلمي والسياسي طبيعي بل ضروري! وأن الفكر - (وليس الوحي!) - حق مشروع مصون، ورأي محترم , لدعم التغير الإيجابي والتغيير الإصلاحي نحو الأفضل، بل جعل بعضهم أن الاختلاف الفكري والمذهبي والفقهي تفرزه اختلاف النفسيات والطبائع، واختلاف الأفهام، واختلاف العقول، واختلاف الأهواء والمشارب، واختلاف الثقافات والخلفيات، واختلاف البيئات واختلاف العصور والزمان والمكان، وكل ذلك طبيعي إيجابي يوسع أفق الفكر، والله المستعان.
فتأمل كيف دخل الخلل في منهج الاستدلال عند من تربى في محاضن السنّة والعقيدة فخلط الحق بالباطل جهلاً أو تلبيسا وضلالا فساوى بين الاختلاف الفقهي (السائغ) وبين الاختلاف الفكري والمذهبي الطائفي المفرق بين السني و البدعي! بل ويقرر بعضهم أننا حين نفسح لكل الأصوات أن تتحدث ولكل الأنواع أن تتنفس فسوف تطرد العملة الصحيحة كل عملة مزيفة، وسوف تبقى أجواء الاقتراب والألفة ترسل ظلالها للجميع، فلا حول ولا قوّة إلا بالله.
فهؤلاء المحرّفة للنصوص، المتبعين زيغاً المتشابه منها كأني بقول الله تعالى قد نزل فيهم وأمثالهم: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون} [البقرة: 85].
فهذه النصوص الآنفة الذكر تعلق بها الداعون للتعددية – بمختلف اعتقاداتهم وتوجهاتهم و أهوائهم- مقررين أن هذا دليلاً على أن الاختلاف و التعددية – هكذا بإطلاق سَمِج – ظاهرة صحية وأمر ضروري!
وأعرضوا عن المحكم من الكتاب والسنة وآثار السلف المبينة أن ليس كل اختلاف مسوغ للتعددية والقبول بواقعه، بل المرد إلى الكتاب والسنّة وفهم السلف الصالح فما كان منه محسوماً بالنصوص مما لا يسوغ الاختلاف فيه فإن الدعوة إلى التعددية فيه دعوة إلى هدم الأصول والقواعد و الثوابت الشرعية، ودعوة إلى الفرقة والضلال، ودعوة إلى الابتداع والخروج عن السنّة قال بها من قال.
وأما ما كان الخلاف فيه سائغاً فإن التعددية فيه سائغة، ولا يعني ذلك عدم بيان الدليل للمخالف أو السكوت عن بيان الحكم الذي تُوصِّل إليه باجتهاد سائغ ولا يعني هذا البيان للمخالف فيما يسوغ الخلاف فيه التعنيف عليه أو تبديعه أو هجره ونحو ذلك.
كما أن تقريرنا بوجود خلاف سائغ في مسألة ما لا يعني ترحيبنا بالخلاف، فضلاً عن الدعوة إليه أو اعتباره ظاهرة صحية!
فالله تعالى أمرنا أن نعتصم بحبله، وحذّرنا من التفرق والاختلاف، وهذا عام في كل مسألة من مسائل الدنيا والدين.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 12:18]ـ
[3]
فهؤلاء المحرِّفة للنصوص المتبعين ما وافق منها أهواؤهم؛ تركوا من النصوص ما تنقمع بها بدعهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن تلك النصوص التي نبذوها وراءهم ظهرياً:
قال الله تعالى:_
1 - {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} [آل عمران: 110]
2 - {ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} [آل عمران:104]
3 - {لعن الذين كفروا من بني إسرآئيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما يفعلون} [النحل: 112]
وهل ترك المنكر مع القدرة على تغييره وإزالته بحجّة التعددية يعدّ امتثالاً لأمر الله؟ وتحصيلاً لثناء الله المترتب على ذلك؟ فضلاً عن المطالبة بعدم الإنكار أو ادعاء أنه ليس من حق أحد مطالبة الآخرين بتغيير آراءهم وتوجهاتهم؟!
4 - {لا تجدُ قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله} [المجادلة: 22].
فهل ترى أن هذه الآية دعت للتعددية مع من يحاد الله ورسوله بنشر البدع والدفاع عنها وعن أهلها؟! بل نفت الإيمان الحق عمن وادّ المحاد لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف بم يدافع عنه أو يساعده في محادَّته أو يقرر بدعه ويؤصل ويقعّد لشرعنتها؟!.
5 - {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [النساء آية 140]
6 - {ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} [المائدة: 49].
فإذا كان الله تعالى حذّر رسول صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم من أن يُفتن عن بعض ما جاء به فكيف بمن هو دونه، فإقرار التعددية في الآراء والفكر والطوائف هو من تعريض الأديان للفتن والزيغ وهذا مخالف لأمر الله تعالى بالحذر من ذلك.
7 - {ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون} [الروم: 31 - 32]
8 - {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} [الأنعام: 159]
9 - {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة:2].
فهل التعددية وإقرار البدع والمحدثات في الدين وعدم الأخذ علي يد أهلها وذلك بمنعهم و الحجر عليه هل الدعوة إلى التعددية وإقرارها وهي بهذه الصورة من التعاون على البر والتقوى؟! والجواب لا شك أن هذا من التعاون على الإثم والعدوان المفضي إلى عقوبة الله وسخطه.
10 - {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} [الأنعام: 153].
فهذه الآية تبين أن لا تعددية فكرية، ولا تعددية عقدية، ولا تعددية منهجية، ولا تعددية مذهبية طائفية في دين الله؛ إذ أن صراط الله مستقيما لا اعوجاج فيه. ألا تراه قد أفرد الصراط بقوله (صراطي) وجمع السبل بقوله (السبل) مما يدل على دين الله واحد، وما عداه فليس بدين الله، ومن تسامح مع ما هو مخالف لشرع الله ودينه بإقرار التعددية و الدعوة إليها فقد اتبع السبل المتفرقة الضالة المخالفة لسبيل الله وطريقه، بل واقر ما تدعوا إليه هذه السبل الضالة من ضلالات وبدع وأهواء تصد عن السبيل الحق والصراط المستقيم.
11 - {قل إنْ كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} [آل عمران: 31]
(إنْ) أداة شرط، (تحبون) فعل الشرط، (يحببكم) (ويغفر) جواب الشرط ومفهوم المخالفة: إن لم تتبعوا سنّتي، وذالك بالإعراض عنها، وتقرير البدع المخالفة لها المحاربة لما جئت به، المزاحمة لمنهجي ومسلكي وديني فهذا من أسباب عدم محبّة الله وعدم مغفرته للذنوب.
وهل الدعوة إلى التعددية بتقرير البدع و شرعنة فعلها ووجودها باسم التعامل معها ومع أهلها بواقعية إلا خلاف السنّة وخلاف الآثار الآمرة بالتحذير من البدع وأهلها وإقصائهم وإبعادهم عن التوجيه والحجر عليهم وعلى آرائهم كما سيأتي لاحقاً.
والآيات كثيرة هل القرآن كلّه إلا بالدعوة إلى التوحيد والسنة و محبّة أهلها و تقريبهم والتحذير من الشرك والبدع وبغض أهلهما وإقصائهم.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 12:21]ـ
[4]
ومن السنّة:_
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أخرج ابن ماجه في السنن عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب} فقال: " يا عائشة إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عناهم الله؛ فاحذروهم ".
2 - ما صح عنه عند البخاري من إنكاره مع التشنيع الشديد على الثلاثة الذين تقالَّوا عبادته صلى الله عليه وسلم فقال: " ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني"
فتأمل كيف أنكر نزعة الغلو، ولم يتسامح معها بحجة التعددية والواقعية!
3 - ما أخرجه أحمد والترمذي وأبو داوود وغيرهم من حديث: (والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه و لتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم).
4 - ما أخرجه البخاري و مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية مسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أي مردود على صاحبه فلا تعددية في شرع الله إما سنّة أو بدعة والبدع كلها ضلالة فإياكم ومحدثات الأمور.
5 - ما أخرجاه في صحيحيهما من حديث (من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وليس وراء ذلك حبّة خردل من إيمان).
فالتغيير باليد هو من صلاحيات من بيده السلطة على تغييره، فهل إقرار التعددية والتي هي من أبطل الباطل وأنكر المنكر موافق لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتغيير المنكر باليد لمن استطاع ذلك؟!
كما أن إقرار التعددية بالسكوت عن إنكارها والتحذير منها مع القدرة والتعين مخالف لأمر سول الله صلى الله عليه وسلم بتغيير المنكر باللسان. فكيف بتقرير شرعيتها والرضا بها؟! فهذا قد نفى الله عنه الإيمان وذلك لعدم إنكاره لها بقلبه بل هو راضٍ عنها بل داعٍ إليها.
فمن دعا للتعددية الفكرية والمذهبية الطائفة فهو من رؤوس أهل الضلال الذين يجب على من ولّاه الله الأمر أن يحجر عليهم صيانة للأديان العامة، فالحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 12:24]ـ
[5]
أما ما ورد عن الصحابة والسلف الصالح من الآثار في هذا الباب:
1 - أخرج ابن بطة في الإبانة (ص:158 - 158) عن ابن مسعود رضي الله عنه: " عليك بالاستقامة و الأثر، وإياكم والبدع "ا. هـ
2 - وأخرج عن ابن عباس رضي الله عنه:" لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب "ا. هـ
3 - وأخرج اللالكائي في الاعتقاد (1/ 328) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إياكم وأصحاب الرأي؛ فإنهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا ا. هـ
4 - وأخرج رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه (1/ 86): " إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر"ا. هـ
5 - وأخرج عنه ابن وضاح في البدع والنهي عنها (ص: 56): " من أحب أن يكرم دينه فليعتزل مجالسة أصحاب الأهواء"ا. هـ
6 - وأخرج الآجري في الشريعة (ص: 63) عن الإمام الأوزاعي رحمه الله: " عليك بآثار السلف و إن رفضك الناس، و إياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك بالقول "ا. هـ
وغيرها كثير (4) في بيان أن الصحابة رضي الله عنهم بأفعالهم وبما رووه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عاصروه بأنفسهم لا يقرون الأقوال المخالفة للشريعة أو المحدثة في دين الله فضلاً عن تبريرها أو الدفاع عن أهلها أو تقعيد القواعد والأصول التي تمكن أهل الأهواء من بث أهواءهم و بدعهم بحجَّة التعددية أو أن العملة الصحيحة ستطرد العملة المزيفة!
فهل هذا الأقوال عن الصحابة وتابعيهم وغيرها جمود في الفكر؟!
أم تزمت وانغلاق؟!
أم إقصائية (مقيتة)، و تنطع بغيض؟!
أم تحجر في الرأي، وتقوقع فكري؟!
أم تقليد أعمى، وإغلاق عقلي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا التقرير فإن الدعوة للتعددية دعوة لهدم الإسلام من أصوله وهي مرادفة لدعوة " التقريب بين الأديان والفرق "، ومرادفة عند بعض من يدعوا إليها ممن ينتسبون للدعوة بدعوة " وحدة الصف لا وحدة الرأي "، ودعوة " نجتمع فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".
وهي – الدعوة للتعددية - دعوة خبيثة يراد منها " كسر حاجز (الولاء و البراء) بين المسلم والكافر، وبين السني و البدعي، وهو ما يسمى في التركيب المولَّد باسم: (الحاجز النفسي) " (5) ما أعظم جريمة محرّفة النصوص إذ يفسدون بدعوتهم هذه أعظم عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ومنه الولاء والبراء " فيكسر تحت شعارات مضللة: (التسامح)، (تأليف القلوب)، (نبذ: الشذوذ والتطرف والتعصب)، (الإنسانية)، ونحوها من الألفاظ ذات البريق، والتي حقيقتها (مؤامرات تخريبية) تجتمع لغاية القضاء على المسلم المتميز وعلى الإسلام " (6)
فيا سبحان الله كيف تُقَرُّ الفرقة باسم (الاجتماع)، وتُقَرُّ البدعة باسم (الاجتهاد)، ويُقَرُّ هدم أصول السنّة ومنها مجانبة المبتدعين والتحذير منهم باسم (أن هذا ينفر ويفرق الأمة).
إن هذه الدعوة هي العذاب بعينة، والفرقة المؤدية للتناحر وتسلط الأعداء.
فما أشد تلبيس الشيطان وتزيينه حيث أنه " يسحر العقل دائما حتى يكيده ولا يسلم من سحره إلا من شاء الله فيزين له الفعل الذي يضره حتى يخيل إليه أنه من أنفع الأشياء، وينفّر من الفعل الذي هو أنفع الأشياء له حتى يخيل له أنه يضرّه!
فلا إله إلا الله.
كم فتن بهذا السحر من إنسان؟!
وكم حال بين القلب وبين الإسلام والإيمان والإحسان؟!
وكم جلا الباطل وأبرزه في صورة مستحسنة، وشنَّع الحق وأخرجه في صورة مستهجنة؟!
وكم بهرج من الزيوف على الناقدين؟!
وكم روج من الزغل على العارفين؟!
فهو الذي سحر العقول حتى ألقى أربابها في الأهواء المختلفة والآراء المتشعبة وسلك بهم سبل الضلال كل مسلك و ألقاهم من المهالك في مهلك بعد مهلك" (7)
وللحديث بقية
والحمد لله رب العالمين
صالح السويح
24/ 5/1429هـ
______________________________ ________
1) الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله (ص: 10) ط-1دار العاصمة
2) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (3/ 68).
3) الردود للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله (ص: 101) ط-1 دار العاصمة.
4) للاستزادة أنظر: الآداب الشرعية لابن مفلح، والإبانة لابن بطة، وأصول السنة للإمام أحمد، والاعتصام للشاطبي، والبدع والنهي عنها لابن وضاح، والشريعة للآجري، و اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، و الحوادث والبدع للطرطوشي، و السنة لابن أبي عاصم وغيرهم
5) انظر هجر المبتدع للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله.
6) المرجع نفسه. وتأمل كلامه وأعره اهتمامك وكل هذه الدعاوى تصب في الدعوة للتعددية بل هي أمها.
7) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم (ص:147) ط-1 دار طيبة للنشر، تحقيق محمد الطالبي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 01:46]ـ
بارك الله فيك أخي صالح .. رائعة تضاف إلى أخواتها.
وعودًا حميدًا!
مقالان مناسبان للموضوع:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/36.htm
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/61.htm
ـ[صالح السويح]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 01:06]ـ
أستاذنا وشيخنا الشيخ سليمان
أشكر لك إضافتك
واعلم سددك الله أنني منذ سنوات حتى هذا اليوم وأنا أستفيد من كتاباتك و مؤلفاتك.
فجزاك الله عنا كل خير وجزى الله مشائخنا خير ما جزى شيخاً عن طلابه.
وهذا الفكر - الدعوة للتعددية - فكر دخيل ينبغي أن تتظافر الجهود لرده وكشفه لاسيما و أن بعض المنتسبين للعلم قد دخلت عليهم بعض زيف أهل الأهواء فدعو بدعوتهم فخلطوا الحق بالباطل.
وهنا مكمن الخطر!
وإلا لو وقفت على من يسمون أنفسهم باللبراليين لهان الأمر لكونهم عراة من دعوة الحق عند العامة.
ومع ذلك:
فينبغي عد الاستهانة بكل فكر دخيل مخالف للحق والسنّة مهما كان قائلة وإلى أي مدرسة ينتسب (انتساباً حقيقيا أم معنوياً)
لأن هذا من التعاون على البر والتقوى ومن صيانة الأديان والعقائد من تحريف الغالين وانتحال المبطلين.
وحديثي في هذا الموضوع كما أشرت له تتمة وحلقات ستلحق إن شاء الله تعالى
سددك الله وحفظك.(/)
التحذير من (الكوثري) ....... هذه المرة جاء من (المغرب)!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 01:13]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
فاستكمالا لما بدأ به الشيخ الناقد البصير سليمان الخراشي والأخ الكريم فريد المرادي من التحذير من جهمى العصر ومريسي القرن محمد زاهد الكوثري (وهو زاهد حقا عن الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة) والتحذير هذه المرة جاء من المغرب من شيخنا العلامة المحدث الأثري محمد بن الأمين أبو خبزة الحسني التطواني حفظه ربي ورعاه حيث قدم لكتاب الشيخ الفاضل ذي الشهادة العالمية (الدكتوراة) صادق بن سليم بن صادق " تكحيل العين بجواز السؤال عن الله
ب (أين) والرد على أهل الضلال والمين الكوثري والغماري والسقاف ومن لف لفهم.
قال الشيخ الفاضل العلامة الأثري أبو خبزة عن حديث الجارية:
(((هذا الحديث الشريف الصحيح كان قنبلة ذرية أتى على صروح المبتدعة من جهمية ومعتزلة وأشعرية وماتردية من القواعد وألقمهم حديدا لا حجرا فقط فلجأوا إلى شياطينهم ومردتهم يستغيثون ويستنصرون فاقتحم أبو جهلهم العقبة (يقصد الكوثري) معصوب العين بعصابة التعصب مريض القلب بداء الحسد والحقد ونصرة الباطل فقاء مافي صدره من جحود الحق ومدافعته بدافع الكبر الذي هو بطر الحق وغمط الناس وكتب بيده الآثمة ما زين له من الباطل: من الطعن في هذا الحديث الشريف بما هو معروف في أوضاعه المرصدة لمحاربة الحق وأهله كمقالاته الخبيثة وتعاليقه على عدد من الكتب ورجل يسمحله ضميره الخرب وعقله المريض بالبراءة من دين الإسلام إن بقى الناس يصفون الإمام المجاهد ناصر السنة وقامع البدعة أبا العباس أحمد بن تيمية بشيخ الإسلام - رحمه الله ورضى عنه - وكبت أعداءه لا تجوز موالاته ولا الأخذ عنه بله الترضي عنه والدعاء إن كان فارق الدنيا على ما عاش عليه من محاربة الحق والوقيعة في أئمة الهدى من السلف الصالح حتى من ينعته بفقيه ويشير إلى أنه وحده الحقيق بوصف الإمام القدوة للمسلمين أولهم وآخرهم وتورط في سبيل نصرته والدفاع عنه إلى الكفر بكثير من الأحاديث الصحيحة والحسنة وهذا معروف عنه ومبثوث في كتبه ولا سيما (النكت الطريفة) وقد رماه الله في حياته وبعد مماته بالغير من علماء الإسلام فردوا عليه ردودا مفحمة كالشيخ عبدالرحمن المعلمي في
(التنكيل) وغيره وكالشيخ أحمد الغماري - وهو من بابته في التصوف والخرافة - إلا أنه ألف سفرا ناريا تجاوز في الحد بعامل رد الفعل العنيف سماه (بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري) طبع بعد وفاة الرجلين وكذلك: الشيخ بكر أبو زيد - شفاه الله - فقد تناوله في عدد من كتبه ورسائله وكشف عواره ولاحق أنصاره وتلاميذه بالردود الموفقة ومازالت سمومه سارية المفعول في مجال التعصب المذهبي)))
فحفظ الله عزوجل شيخنا ونفع به الإسلام والمسلمين
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 01:37]ـ
بارك الله فيك أخي أباالحسن .. وفي شيخنا أبي خبزة - متع الله به -.
وما أنا إلا طالب علم أفيد، وأستفيد منكم ومن أمثالكم من الفضلاء ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 12:25]ـ
الأخ الفاضل أبا الحسن الأزهري: جزاكم الله خيراً، وحفظ الله الشيخ العلامة محمد بو خبزة ونفع بعلمه ...
وللتذكير فما كتبته في مقالٍ سابق لا يقارن أمام جهود الشيخ الفاضل سليمان الخراشي - وفقه المولى -، فأين الثرى من الثريا؟!!(/)
خطبة جمعة عن الحداثة وفضح أصحاب النادي الأدبي
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 10:47]ـ
قبل فترة أعلن النادي الأدبي في حائل عن أمسية لفوزبة أبو خالد
ومن الحماقة كتبوا عبارة يوجد مكان للرجال
فأتى الشيخ عيسى المبلع حفظه الله من كل مكروه فتكلم عن الحداثة وعن النادي الأدبي
خطبة أثرت في الحضور
وفي هذا المقام لا ننسى أن نشكر الشيخ عيسى المبلع على وقوفه أمام المنكرات وأنكارها
نترككم مع هذه الخطبة
http://file9.9q9q.net/Download/79431785/m.wma.html
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 10:24]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ عبد الله ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 02:52]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ -حفظه الله
((بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق))
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 04:03]ـ
الله اكبر
هلموا يااولاد وياشيوخنا ويارجال
فان مقبرة العلمانية قريبة ان شاء الله
لامكان لها دائم في بلادنا كما فرخت وورثت واستولت في الغرب بصورة كاملة
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:18]ـ
في البالتوك غرفة الحجاز
أكبر وكر للليبراليين السعوديية
قمة في الدناءة والجهل والسخف
وقد سجلت بعض الحوارات معهم
يدعون الديمقراطية ولايقبلون حتى الرأي الاخر
إذا تكلمت وبدأت في تنفيد شبهاتهم وبيان ضلالهم قالوا لانريد خطبة جمعة
ادخل في الموضوع
لاحول ولاقوة إلا بالله
والله لم أر في حياتي مثلهم في الغباوة والجهل
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 01:13]ـ
خطبة رائعة وقوية جزاى الله صاحبها خيرا ......... ولابد من نسخها على الأشرطة وتوزيعها.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 07:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظ الله شيخنا عيسى و جعله سيفا مسلطا على مدعي الديموقراطيه
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 01:37]ـ
للرفع ........................
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 06:10]ـ
زين العابدين الأثري
لامية العرب
ابن الشاطيء الحقيقي
إمام الأندلس
معتدل
أبو القاسم الحائلي
أشكركم على هذه الردود القيمة وأسأل الله أن ينفع بها وأن يبارك في الشيخ وفي علمه وأن يبارك في جهوده .. آمين
ـ[محبكم في الله]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 03:17]ـ
اشكركم وادعوا الله لي ولكم أن يحفظنا بحفظه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 02:12]ـ
يقول الشاعر الاسلامى الكبير عبد الرحمن العشماوى أنهم يتعجبون منه اذ علموا انه ما له فى سيجارة حشيش او كوب خمر وكيف بيقول الشعر وهو غير ظابط لدماغه حتى اشتد الكلام بينهم وبينه فهجاهم بقصيدة
حكى هذا الكلام فى برنامج له مع الشيخ سلمان العودة
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 06:44]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ذكاء عالم (2): موقف الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - من جامعة الدول العربية!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 05:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق أن نشرتُ مقالا بهذا العنوان " ذكاء عالم .. "، أوردتُ فيه موقفًا حكيمًا لعلامة مصر: الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله -، وقفه تجاه من أراد أن يستخفه من دعاة تغريب المرأة: يجده القارئ على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/23.htm
إشارة إلى أن أمتنا – وسط هذا الكيد العظيم من الكفار والمنافقين – تحتاج إلى علماء ربانيين، يجمعون مع العلم: ذكاء ونباهة أمام ألاعيب أهل المكر، ممن قال الله عنهم: (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال). لأن العلم والتقوى – على جلالتهما – لا يكفيان حين النزول إلى معترك الحياة، فكم رأينا من شيخ فاضل غُرر به من صغار الصحفيين والصحفيات؛ حتى استدرجوه إلى سقطات، متخذين منه سُلمًا لأهوائهم.
خذ هذا المثال الواقعي: إعلامية متبرجة تكشف الشعر والنحر و .. ، تُنتج الأفلام المليئة بالمحرمات، تسأل أحد العلماء " الطيبين "!: ياشيخ .. ! أحسن الله إليك .. ! ماحكم كشف الوجه!!
فينطلق الشيخ " الطيب "! ذاكرًا لها أقوال العلماء، وأن في المسألة خلافا .. !
هذا مثال .. والأمثلة وافرة.
وكم أُتيت الأمة من أمثال هذا الطيب، الذي لم يستحضر قول محدَّث هذه الأمة: عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: " لستُ بالخَب ولا الخَب يخدعني ". والخَب (بالفتح) = المخادع.
وفي هذا المقال أنقل لكم موقفًا رائعًا من مواقف أحد العلماء الربانيين النبهاء؛ ممن كانت له جهود عديدة في الوقوف سدًا منيعًا أمام طوفان الفساد وأهله، الذي كان عاتيًا في زمنه؛ حيث الجهل والاندفاع غير السوي وراء زخارف الدنيا، في فترة صعبة مرت على بلادنا؛ إلا أنه – بتوفيق الله -، قاد السفينة ومن آزره إلى بر الأمان، وأسلمها مَن بعده سالمة غانمة؛ ليكملوا المسيرة.
أعني به: العلامة الموفق: والمفتي الجليل: محمد بن إبراهيم – رحمه الله -، الذي أدار مناصب عديدة بالغة الأهمية باقتدار، وترك من بعده آثارًا من الخير والعمل الصالح؛ كالجامعة الإسلامية، والمعاهد الشريعة، والمجلات الإسلامية، .... الخ المفاخر التي تجدها على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Warathah/1/shaikh-m.htm
هذا الموقف جرى له مع جامعة الدول العربية! التي أنشئت لمزاحمة الرابطة الإسلامية؛ التي كان يشغلها توحيد الأهلة عن توحيد رب العالمين!
فتأملوا الخطاب الرشيد، والرد الموجز المفيد، وادعوا لصاحبة أن يرحمه الولي الحميد:
(من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الأستاذ: رشدي ملحس .. سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: -
أعيد لكم خطابكم رقم 21 – 5 – 8 – 838 وتاريخ 12/ 3/ 77 ومشفوعه ورقة المشروع الذي أعد لإجابة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول البحث في موضوع مواقيت أهلة رمضان والفطر والحج.
وأفيدكم أن هذه مسألة فروعية، والحق فيها معروف كالشمس. والفصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " صوموا لرويته وأفطروا لرويته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ". الخلاف في تطبيق مدلول هذا الحديث وغيره بتأويل ـ اجتهادًا أو تقليداً ـ مثل نظائره في المسائل الفروعية، وجنس هذا الاختلاف لابد منه في المسائل الفروعية، ولا يضر.
إنما الهام هو النظر في الأصول العظام التي الإخلال بها هادم للدين من أساسه، وذلك: مسائل توحيد الله تعالى؛ بإثبات ما أثبت لنفسه في كتابه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات: إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل، وكذلك توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وكذا توحيد الاتّباع، والحكم بين الناس عند النزاع: بأن لا يُحَاكم إلا إلى الكتاب والسنة، ولا يُحكم إلا بهما. وهذا هو مضمون الشهادتين اللتين هما أساس الملة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، بأن لايُعبد إلا الله، ولايعبد إلا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن لايُحَكم عند النزاع إلا ماجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا هو الحقيق بأن يُهتم به وتُعقد المجالس والمجتمعات لتحقيقه وتطبيقه.
لذا لا أرى ولا أوافق على هذا المجتمع الذي هو بخصوص النظر فيما يتعلق بأهله الصوم والفطر ونحوهما. وقد درجت القرون السابقة، وجنس الخلاف في ذلك موجود، ولم يروه من الضار، ولا مما يحوج إلى الاجتماع للنظر فيه. والسلام عليكم).
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 06:22]ـ
شكر الله لك .. وهذا أولى باستحقاق اسم الزكاء من الذكاء
فلو قلت "ربانية عالم" .. لكان أجود .. إذ المسألة ليست متعلقة بذكاء أو غباء
وإنما الأمر باختصار .. رجل أدرك حقيقة العلم .. فصدع بالحق .. وإن كان قليل الذكاء لكن معه أصل العلم الحقيقي
ورجل آخر خشي على نفسه وانزوى في قواقع المتون لايجاوزها .. وإن كان موسوعيا .. فبقدر تقاعسه بقدر انتفاء الربانية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 06:45]ـ
بارك الله فيكم شيخ سليمان، ورحم الله المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم وأجزل له المثوبة ...
ما أحرانا أن نتأمل جيداً في هذا القول لعظم أهميته: (إنما الهام هو النظر في الأصول العظام التي الإخلال بها هادم للدين من أساسه، وذلك: مسائل توحيد الله تعالى؛ بإثبات ما أثبت لنفسه في كتابه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات: إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل، وكذلك توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وكذا توحيد الاتّباع، والحكم بين الناس عند النزاع: بأن لا يُحَاكم إلا إلى الكتاب والسنة، ولا يُحكم إلا بهما. وهذا هو مضمون الشهادتين اللتين هما أساس الملة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، بأن لايُعبد إلا الله، ولايعبد إلا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن لايُحَكم عند النزاع إلا ماجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا هو الحقيق بأن يُهتم به وتُعقد المجالس والمجتمعات لتحقيقه وتطبيقه).
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 10:32]ـ
الله أكبر ما أحوجنا إلى أمثاله في كل زمان
جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان
ـ[صالح العواد]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 10:38]ـ
رحم الله الشيخ، ولكنهم لا يفقهون.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 04:07]ـ
الإخوة الكرام: أباالقاسم - فريد المرادي - ضياء السالك - صالح العواد:
شكرًا لكم، وبارك الله فيكم ..
فائدة:
قال الشيخ محمد الصواف - رحمه الله -، في مذكراته " من سجل ذكرياتي "، ص 302:
(يؤسفني أن أقول لكم: إن الجامعة العربية قد قامت في ذلك العام، وياليتها لم تقم! أقولها بإخلاص: إن الذي اقترح قيام الجامعة العربية هو وزيرخارجية بريطانيا إيدن، الذي قاد العرب بزمام واحد، يُصدر الأمر، فينفذوه!).
قلت: ويشهد لكلام الشيخ، مافي الرابط التالي:
http://www.daralhayat.com/opinion/07-2006/Item-20060714-6e55acf1-c0a8-10ed-01ce-4de8a88416e5/story.html
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فائدة:
قال الشيخ محمد الصواف - رحمه الله -، في مذكراته " من سجل ذكرياتي "، ص 302:
(يؤسفني أن أقول لكم: إن الجامعة العربية قد قامت في ذلك العام، وياليتها لم تقم! أقولها بإخلاص: إن الذي اقترح قيام الجامعة العربية هو وزيرخارجية بريطانيا إيدن، الذي قاد العرب بزمام واحد، يُصدر الأمر، فينفذوه!).
شيخنا الحبيب الخراشي:
جزاكم الله خيرا ... ما زلتُ ـ والله ـ أتتبع موضوعاتكم الشائقة والماتعة.
اللهم إنا نبرأ إليك من جامعة الدول (الغربية!).
ورحم الله الشيخ محمد بن إبراهيم، ورحم الله الأستاذ الصواف 0(/)
لله در أسود الوغى
ـ[أبو اليسر الشامي]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 02:38]ـ
أخوتي في هذا المنتدى الكريم ..........
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .. أما بعد:
فإن أخيكم الصغير الجاهل يتمنى منكم سعة الصدر وقليل من التفهم لعلي أكون واهما ,ارجوا الله أن أجد في منتداكم المبارك هذا أجوبة شافية كافية لما استعصى عليه فهمي المتواضع (خاصة أن هذه مشاركتي الأولى).
أخواني الأعزاء كثر الكلام مؤخرا عن حزب الله وعن مؤامراته العقدية ضد أهل السنة في لبنان وكثرت الشتائم عليهم حتى أن الواحد منا ليظن لوهلة أن الخلاف الوحيد الذي نتصدى له هو خلافنا مع حزب الله وهنا عندي استفسارات وهي:
1 - أليس الصهاينة هم أعدائنا ومن ورائهم حلفائهم من النصارى البروتستانت الحاقدين ,والصليبيين المتعطشين لسد ثاراتهم القديمة معنا؟ سؤالي أين اللإدارة في توجيه النزاع الكوني هذا في ظل صعود نجم حزب الله ومن ورائه؟
2 - كان مما تعلمناه في القواعد الفقهية (إذا تزاحمت المفاسد ترتكب المفسدة الأقل). ألا يصح لنا تطبيق هذه القاعدة الكبيرة في خلافاتنا مع الشيعة ما داموا لم يعلنوا العداء علينا ولم يشهروا السيف لقتالنا؟ فتزاحم الأعداء علينا وشدة بأسهم تحتم علينا استخدام الحنكة والدهاء في مواجهتهم فالعدو الشاهر سلاحه علينا أولى بالقتال من العدو اللذي لا يزال يداهننا؟
3 - إذا تفحصنا المنابر الإعلامية في العالم نلاحظ أن خطاب العدو نفسي ماكر يستقطب قلوب وعقول أولادنا وأخواننا بكل الوسائل حتى أضحى الحكيم حيرانا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم, أخواني ما هو خطابنا في هذه المرحلة؟ حزب اللات نصر اللات الشيعة الحاقدون ,الصفويون, النصيريون أعداء الملة ,كل هذه العبارات لها مجالات شرعية صحيحة ,نعم لكن أليس من الأولى خلق خطاب سياسي جديد لمواجهة هذه التهديدات اللتي تحيط بالأمة نكون نحن المسيطرون فيها على زمام المبادرة؟
4 - معركة بيروت ,الإحتلال الشيعي لبيروت ,قتل أهل السنة في بيروت ,نعم دمي ومالي ونفسي فداء لأمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و أسأل الله العظيم رب العرش العظيمه أن يستخدمني لخدمة هذا الدين العظيم ... آمين. لكن لو نظرنا في ميزان المصالح والمفاسد, ساسة أهل السنة في بيروت تبع لأي مخطط وماذا بعد الإطاحة بالمقاومة اللبنانية وما هو الثمن الذي سيدفعه أهل السنة بعد زوال المقاومة في بلادهم؟ أهي ولادة لبنان كبير يكون فيه البعد الإستراتيجي لدولة العدو الصهيوني الأكثر أمنا على مستوى الشرق الأوسط؟
و للحديث بقية بإذن الله تعالى [/ justify][/right][/center]
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 02:51]ـ
2 - كان مما تعلمناه في القواعد الفقهية (إذا تزاحمت المفاسد ترتكب المفسدة الأقل). ألا يصح لنا تطبيق هذه القاعدة الكبيرة في خلافاتنا مع الشيعة ما داموا لم يعلنوا العداء علينا ولم يشهروا السيف لقتالنا؟ فتزاحم الأعداء علينا وشدة بأسهم تحتم علينا استخدام الحنكة والدهاء في مواجهتهم فالعدو الشاهر سلاحه علينا أولى بالقتال من العدو اللذي لا يزال يداهننا؟
3و للحديث بقية بإذن الله تعالى [/ justify][/right][/center]
الله يرضى عنك. . أنتَ من جدك تقول هذا الكلام؟
يعني أنت ترى الرافضة برآء من دماء العراقيين الأبرياء التي تراق يوميا في العراق؟
ألم يعلنوا العداء علينا (النواصب) ويدرسون أولادهم كيف يضايقون الناصبي - كما يسموننا - وكيف يقتلونه؟
جرائم الرافضة وعداؤهم واضح لا يحتاج لدليل.
أما نحن نحذر منهم لأننا أصحاب الدعوة الحق بلا شك. يعني لا يمكن يكون بيننا تعايش سلمي يقود إلى التنازل عن المبادئ أبدا.
====
ومن هم أسود الوغى؟
ـ[أبو اليسر الشامي]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 05:11]ـ
أخي الفاضل أحسن الله إليك .. السلام عليك ورحمة الله و بركاته:
كلامك صحيح وأنا لا أبريء الروافض من دم خيرة إخواننا في العراق ومن عرقلة المشروع الجهادي في العراق لا بل في أفغانستان أيضا ,لكن الوضع في لبنان هو أنهم لم يشهروا لنا العداء بل هي مكائد سياسية ويا ليت أن أهل السنة في لبنان كانوا على ما يرضاه الله و رسوله من موالاة المسلمين والبراء من الكفر وأهله و أعوانه (فالقول قول الله و رسوله وليس قول السفارات الغربية).
ثم أخي الكريم ألا ترى أن من حق إخواننا في ساحات الوغى أن نكون رحومين لهم ولو قليلا فنحن بإنفعالاتنا على شيعة لبنان نوسع دائرة الجهاد عليهم مما يستحق منهم الكثير ونحن وللأسف جالسين في بوتاتنا مرتاحين.
ثم أليس لنا في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم أسوة؟ فماذا كان من فعله مع بني قريظة هل حاربهم باديء الأمر مع الاحزاب أم أنه وادعهم حتى بدت منهم الخيانة وحتى لما بدت منهم الخيانة هل كان رد الفعل على الفور أم تحين عليه الصلاة والسلام الفرصة ليقتلعهم من ديارهم بلا عودة بحول الله وقدرته؟
أخيرا أخي الكريم أسود الوغى هم من بشر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (لا تزال طائفة من أمتي ......... )(/)
ما تأويل كلام الشيخ حمد بن عتيق في مسألة إكفاره لأهل بلد ما؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 04:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
بعث إليّ أحدهم هذا القبس عن كلام الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - وتكفيره لأهل بلد ما لظهور الشرك والكفر فيها .. واستدل به على إكفار بعض الشعوب التي كان الأصل فيها الإسلام وظهر فيها الكفر والشرك، كالشعب التركي مثلاً ..
قال العلامة حمد بن عتيق النجدي في [الدرر ج7 ص257]:
((وبذلك عارضوا الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، في أصل هذه الدعوة، ومن له مشاركة فيما قرره المحققون، قد اطلع على أن البلد، إذا ظهر فيها الشرك، وأعلنت فيها المحرمات، وعطلت فيها معالم الدين، أنها تكون بلاد كفر، تغنم أموال أهلها، وتستباح دماؤهم.
وقد زاد أهل هذه البلد، بإظهار المسبة لله ولدينه، ووضعوا قوانين ينفذونها في الرعية، مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وقد علمت أن هذه كافية وحدها، في إخراج من أتى بها من الإسلام.)) اهـ
فما الجواب عن ذلك؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 06:12]ـ
و قال كذلك:
وأما إذا كان الشرك فاشيًا مثل: دعاء الكعبة والمقام والحطيم، ودعاء الأنبياء والصالحين، وإفشاء توابع الشرك مثل: الزنا والربا وأنواع المظالم ونبذ السنن وراء الظهر، وفشو البدع والضلالات، وصار التحاكم إلى الأئمة الظلمة، ونواب المشركين، وصارت الدعوة إلى غير القرآن والسنة، وصار هذا معلومًا في أي بلد كان، فلا يشك من له أدنى علم أن هذه البلاد محكوم عليها بأنها بلاد كفر وشرك، لا سيما إذا كانوا معادين أهل التوحيد، وساعين في إزالة دينهم، وتخريب بلاد الإسلام
وإذا أردت إقامة الدليل على ذلك وجدت القرآن كله فيه، وقد أجمع عليه العلماء، فهو معلوم بالضرورة عند كل عالم
وجماع الأمر أنه إذا ظهر في بلد: دعاء غير الله، وتوابع ذلك، واستمر أهلها عليه، وقاتلوا عليه، وتقرَّرت عندهم عداوة أهل التوحيد، وأبوا عن الانقياد للدين، فكيف لا يحكم عليها بأنها بلد كفر - ولو كانوا لا ينتسبون لأهل الكفر وأنهم منهم بريئون - مع مسبتهم لهم وتخطئتهم لمن دان به، والحكم عليهم بأنهم خوارج أو كفار، فكيف إذا كانت هذه الأشياء كلها موجودة فهذه مسألة عامة كلية
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 08:32]ـ
جزاك الله خيراً،
أنا لا أجادل في كونها بلاد كفر وشرك .. بل أجادل في أهلها الذين كان الأصل فيهم الإسلام .. هل يحكم عليهم عموماً بالكفر حتى يتبرأوا من الشرك أو يعتزلوا قومهم؟؟
ـ[صالح العواد]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 08:46]ـ
أتصور أن كلام الشيخ واضح
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 09:01]ـ
وقد وجدت كلاماً في معنى ذلك للشيخ الزاهد العالم عبدالكريم الحميد، فك الله أسره، في رسالة "المشايخ الجدد" حيث يقول:
فالشعب الفلسطيني مثلاً جعل حَلَِّ قضيته مع اليهود الديمقراطية الانتخابية الكفرية التي يباركها ويُعظِّم أربابها: (ناصر بن سليمان العمر) حيث قال: «أيها المجاهدون في حماس! .. لقد شفى صدورنا وأبهج نفوسنا ونفوس المؤمنين هذا الانتصار الذي تحقَّق بفوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات الأخيرة!» .. إلى آخر تمجيد هذا الشَّعب المُتَنَكِّر للدِّين، اللاَّبس ثياب الكفر باسم الإسلام بدخوله (الديمقراطية) الطاغوتية وتَخَلِّيه عن حكم الله! وأنَّى لمن هذه حاله أن ينصره الله.
إلى أن قال ..
إنَّ النصيحة للفلسطينيين هي أن يتوبوا ممَّا دخلوا به من (الديمقراطية) بحيث يكفرون بها، ويرجعون إلى الله حقيقةً، وذلك بإقامة دينه كما أراد - سبحانه - بمتابعة رسوله، وُيطهِّروا نفوسهم وديارهم من نجاسات الكفر والضلال والمعاصي، ولا يتشبهوا بـ (اليهود) وإخوانهم (النصارى).)) .. اهـ
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 09:31]ـ
وهذه رسالة للشيخ حمد بن عتيق، مستقاة من: "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية":
رسالة الشّيخ حمد بن عتيق:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قال شيخنا حمد بن عتيق في جوابه لمن ناظره في حكم أهل مكّة وما يقال في البلد نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب بقوله: (سبحانك اللّهم لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم) جرت المذاكرة في كون مكّة بلد كفر أم بلد إسلام.
فنقول - وبالله التّوفيق -: قد بعث الله محمّداً - صلّى الله عليه وسلّم - بالتّوحيد الّذي دين جميع الرّسل، وحقيقته هو مضمون شهادة أن "لا إله إلاّ الله" وهو أن يكون الله معبود الخلائق، فلا يتعبدون لغيره بنوع من أنواع العبادة، ومخ العبادة هو الدّعاء، ومنها: الخوف والرّجاء والتّوكّل والإنابة والذّبح والصّلاة، وأنواع العبادة كثيرة، وهذا الأصل العظيم الّذي هو شرط في صحّة كلّ عمل.
(والأصل الثّاني): هو طاعة النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في أمره، وتحكيمه في دقيق الأمور وجليلها، وتعظيم شرعه ودينه، والإذعان لأحكامه في أصول الدّين وفروعه:
(فالأوّل): ينافي الشّرك ولا يصحّ مع وجوده.
(والثّاني): ينافي البدع، ولا يستقيم مع حدوثها.
فإذا تحقق وجود هذين الأصلين علماً وعملاً ودعوةً، وكان هذا دين أهل البلد، أيّ بلد كان، بأن عملوا به ودعوا إليه، وكانوا أولياء لمن دان به، ومعادين لمن خالفه، فهم موحدون.
وأمّا إذا كان الشّرك فاشياً، مثل: دعاء الكعبة والمقام والحطيم، ودعاء الأنبياء والصّالحين، وإفشاء توابع الشّرك، مثل: الزّنا والرّبا وأنواع الظّلم، ونبذ السّنن وراء الظّهر، وفشو البدع والضّلالات، وصار التّحاكم إلى الأئمّة الظّلمة ونواب المشركين، وصارت الدّعوة إلى غير القرآن والسّنة، وصار هذا معلوماً في أيّ بلد كان، فلا يشكّ من له أدنى علم أنّ هذه البلاد محكوم عليها بأنّها بلاد كفر وشرك، لا سيّما إذا كانوا معادين أهل التّوحيد، وساعين في إزالة دينهم، وفي تخريب بلاد الإسلام.
وإذا أردت إقامة الدّليل على ذلك وجدت القرآن كلّه فيه، وقد أجمع عليه العلماء، فهو معلوم بالضّرورة عند كلّ عالم.
وأمّا قول القائل: ما ذكرتم من الشّرك إنّما هو من الأفاقية لا من أهل البلد، فيقال له أوّلاً: هذا إمّا مكابرة وإمّا عدم علم بالواقع، فمن المتقرر أنّ أهل الآفاق تبع لأهل تلك البلاد في دعاء الكعبة والمقام والحطيم، كما يسمعه كلّ سامع ويعرفه كلّ موحد.
ويقال ثانياً: إذا تقرر وصار هذا معلوماً، فذاك كافٍ في المسألة، ومن الّذي فرق في ذلك؟ ويا لله! العجب إذا كنتم تخفون توحيدكم في بلادهم، ولا تقدرون أن تصرحوا بدينكم، وتخافتون بصلاتكم، لأنّكم علمتم عداوتهم لهذا الدّين وبغضهم لمن دان به، فكيف يقع لعاقل إشكال؟! أرأيتم لو قال رجل منكم لمن يدعو الكعبة أو المقام أو الحطيم ويدعو الرّسول والصّحابة: يا هذا لا تدع غير الله، أو أنت مشرك، هل تراهم يسامحونه أم يكيدونه؟ فليعلم المجادل أنّه ليس على توحيد الله، فوالله ما عرف التّوحيد ولا تحقق بدين الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم -. أرأيت رجلاً عندهم قائلاً لهؤلاء: راجعوا دينكم، أو اهدموا البناءات الّتي على القبور، ولا يحلّ لكم دعاء غير الله، هل ترى يكفيهم فيه فعل قريش بمحمّد - صلّى الله عليه وسلّم -؟ لا والله، لا والله.
وإذا كانت الدّار دار إسلام، لأيّ شيء لم تدعوهم إلى الإسلام، وتأمروهم بهدم القباب واجتناب الشّرك وتوابعه؟ فإن يكن قد غركم أنّهم يصلّون أو يحجّون أو يصومون ويتصدّقون، فتأمّلوا الأمر من أوله، وهو أنّ التّوحيد قد تقرر في مكّة بدعوة إسماعيل بن إبراهيم الخليل - عليهما السّلام - ومكث أهل مكّة عليه مدّة من الزّمان، ثمّ إنّه فشا فيهم الشّرك بسبب عمرو بن لحي، وصاروا مشركين، وصارت البلاد بلاد شرك، مع أنّه قد بقي معهم أشياء من الدّين، وكما كانوا يحجّون ويتصدّقون على الحاج وغير الحاج.
ولقد بلغكم شعر عبد المطّلب الّذي أخلص فيه في قصّة الفيل، وغير ذلك من البقايا، ولم يمنع الزّمان ذلك من تكفيرهم وعداوتهم، بل الظّاهر عندنا وعند غيرنا أنّ شركهم اليوم أعظم من ذلك الزّمان، بل قبل هذا كلّه، أنّه مكث أهل الأرض بعد آدم عشرة قرون على التّوحيد، حتّى حدث فيهم الغلوّ في الصّالحين فدعوهم مع الله فكفروا، فبعث الله إليهم نوحاً - عليه السّلام - يدعو إلى التّوحيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل ما قصّ الله عنهم، وكذا ما ذكر الله عن هود - عليه السّلام - أنّه دعاهم إلى إخلاص العبادة لله، لأنّهم لم ينازعوه في أصل العبادة، وكذلك إبراهيم دعا قومه إلى إخلاص التّوحيد، وإلا فقد أقرّوا لله بالآلهة، وجماع الأمر أنّه إذا ظهر في بلد دعاء غير الله وتوابع ذلك، واستمرّ أهلها عليه، وقاتلوا عليه، وتقرّرت عندهم عداوة أهل التّوحيد، وأبوا عن الانقياد للدّين، فكيف لا يحكم عليها بأنّها بلد كفر؟ ولو كانوا لا ينتسبون لأهل الكفر، وأنّهم منهم بريؤون، مع مسبّتهم لهم وتخطئتهم لِمَن دان به، والحكم عليهم بأنهم خوارج أو كفّار، فكيف إذا كانت هذه الأشياء كلّها موجودة؟ فهذه مسألة عامّة كلّيّة.
وأمّا القضايا الجزئية فنقول: قد دلّ القرآن والسّنة على أنّ المسلم إذا حصلت منه موالاة أهل الشّرك والانقياد لهم ارتد بذلك عن دينه.
فتأمل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}. [محمد: 25].
مع قوله: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم}، [المائدة، من الآية: 51]. وأمعن النّظر في قوله تعالى: {فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}، [النّساء، من الآية: 140].
وأدلّة هذا كثيرة ولا تنسوا ما ذكر الله في سورة التّوبة: {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، [التّوبة، من الآية: 66].
وقوله: {وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْر}، [التّوبة، من الآية: 74]. واذكر قوله تعالى: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، [آل عمران: 80].
وتأمل قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}، [الحجّ، من الآية: 72]، في موضعين، وقد علمت حالهم إذا دُعوا إلى التّوحيد. انتهى، والله أعلم.
ـ[أبو موسى]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 09:08]ـ
قال الإمام ابن تيمية _رَحِمَهُ الله:
(وقد يكون في بلاد الكفر من هو مؤمن في الباطن يكتم إيمانه من لا يعلم المسلمون حاله إذا قاتلوا الكفار فيقتلونه ولا يغسل ولا يصلى عليه ويدفن مع المشركين وهو في الآخرة من المؤمنين أهل الجنة كما أن المنافقين تجري عليهم في الدنيا أحكام المسلمين وهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار فحكم الدار الآخرة غير حكم الدار الدنيا).هـ
- يقول ابن تيمية:
و في الحديث الصحيح عنَ عَائِشَةُ - رضى الله عنها - قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
» يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ». قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ. قَالَ «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ «.
فالله تعالى قادر على التمييز بينهم و عقوبة المخالف و ترك المعذور
و لكن أراد الله تعالى أن يبين للناس حكم من جلس مع الكفار و المشركين و إن كان ليس منهم بل و إن كان معذورا
و أن حكمه حكمهم ظاهرا لأن الناس لا يعلمون الغيب و إنما أحكامهم على الظاهر وشرع الله تعالى يلزم الناس فكان الحكم بالظاهر هو المناسب لعلم الناس
ولو كلفوا التمييز بين الناس في الحكم بغير ظاهر لكلفوا ما لا يطيقون و تكليف ما لا يطاق لا يجوز شرعا بإجماع العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمكة قبل الهجرة كانت دار كفر و لا شك أنها تدخل في الآيات السابقة بل هي تدخل دخولا أولياً كما في قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً} النساء75.
و مع ذلك كان فيها النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و كان منهم من هو من يظهر إيمانه ومنهم من يكتم إيمانه.
و الحبشة كذلك كانت دار كفر و مع ذلك كان فيها من هو مؤمن كالصحابة رضوان الله عليهم الذي هاجروا إليها بل والنجاشي ومن آمن معه من قومه و النجاشي لم يكن يظهر إيمانه
و مؤمن آل فرعون و زوجة فرعون كانوا في دار كفر و لم يكونوا يظهرون إيمانهم فكان ظاهرا حكمهم حكم أهل الدار.اهـ
- ويقول ابن القيم في إعلام الموقعين
وسئل صلي الله عليه وسلم - عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من ذراريهم ونسائهم فقال هم منهم حديث صحيح ومراده صلي الله عليه وسلم - بكونهم منهم التبعية في أحكام الدنيا وعدم الضمان لا التبعية في عقاب الآخرة فإن الله تعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه. أهـ
ويقول ابن قدامة في المغني
ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: [كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه] متفق عليه فجعل كفره بفعل أبويه فاذا مات أحدهما انقطعت التبعية فوجب إبقاؤه على الفطرة التي ولد عليها ولأن المسألة مفروضة فيمن مات أبوه في دار الإسلام
وقضية الدار الحكم بإسلام أهلها ولذلك حكمنا بإسلام لقيطها وإنما ثبت الكفر للطفل الذي له أبوان فإذا عدما أو أحدهما وجب إبقاؤه على حكم الدار لانقطاع تبعيته لمن يكفر بها ...
وهذا فيما إذا كان في دار الإسلام لأنه متى انقطعت تبعيته لأبويه أو أحدهما ثبت له حكم الدار فأما دار الحرب فلا نحكم بإسلام ولد الكافرين فيها بموتهما ولا موت أحدهما لأن الدار لا يحكم بإسلام أهلها وكذلك لم نحكم بإسلام لقيطها أهـ
وقال الإمام موفّق الدين أبو محمد بن قدامة _ رَحِمَهُ الله_:
( .. الأصل أن من كان في دار فهو من أهلها يثبت له حكمهم ما لم يقم على خلافه دليل
- وقال الشيخ حسين، والشيخ عبد الله، ابنا الشيخ محمد، رحمهم الله تعالى،
في أثناء جواب لهما: "
الجواب: إن أهل هذه البلدة المذكورين، إذا كانوا قد قامت عليهم الحجة، التي يكفر من خالفها، حكمهم حكم الكفار، والمسلم الذي بين أظهرهم، ولا يمكنه إظهار دينه، تجب عليه الهجرة، إذا لم يكن ممن عذر الله، فإن لم يهاجر فحكمه حكمهم، في القتل وأخذ المال؛ ".
وقال الشوكاني في فتح القدير (1/ 498): (و هذه مسألة المؤمن الذي يقتله المسلمون في بلاد الكفار الذين كان منهم ثم أسلم ولم يهاجر وهم يظنون أنه لم يسلم وأنه باق على دين قومه، فلا دية على قاتله، بل عليه تحرير رقبة مؤمنة، واختلفوا في وجه سقوط الدية، فقيل وجهه أن أولياء القتيل كفار لا حق لهم في الدية، وقيل وجهه أن هذا الذي آمن حرمته قليلة ..
لقول الله تبارك وتعالى) والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير (أهـ
ويقول ابن القيم في زاد المعاد في الفقه المستفاد من غزوة خيبر:
وهكذا كان عقد الذمة لقريظة والنضير عقدا مشروطا بأن لا يحاربوه ولا يظاهروا عليه ومتى فعلوا فلا ذمة لهم وكانوا أهل ذمة بلا جزية إذ لم يكن نزل فرضها إذ ذاك واستباح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي نسائهم وذراريهم وجعل نقض العهد ساريا في حق النساء والذرية وجعل حكم الساكت والمقر حكم الناقض والمحارب وهذا موجب هديه صلى الله عليه وسلم في أهل الذمة بعد الجزية أيضا أن يسري نقض العهد في ذريتهم ونسائهم ولكن هذا إذا كان الناقضون طائفة لهم شوكة ومنعة أما إذا كان الناقض واحدا من طائفة لم يوافقه بقيتهم فهذا لا يسري النقض إلى زوجته وأولاده كما أن من أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم ممن كان يسبه لم يسب نساءهم وذريتهم فهدا هديه في هذا وهو الذي لا محيد عنه. أهـ
وقد نقل صاحب كتاب " حد الإسلام وحقيقة الإيمان " الأستاذ عبد المجيد الشاذلي
في مانعي الزكاة وحكمهم:
" ولما كان الغالب – عليهم – هو الآباء من قبول الفرائض والامتناع عن التسليم أخري عليهم أبو بكر رضي الله عنه حكم الدار واستعمل فيهم ما يستعمل في المرتدين من غير تحقيق لمواقفهم فردا فردا لان ذلك فيه توقيف الأحكام الشريعة وجريانها علي مستحيلات وفي ذلك تعطيل لها " أهـ
وهذا المعني نفسه هو الذي أورده القرطبى والإمام ابن العربي في تفسير قوله تعالي " واتقوا فتنة لا تصببن الذين ظلموا منكم خاصة "
يقول القرطبى في تفسير قوله تعالي –واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) – قال ابن عباس- أمر الله المؤمنين الايقروا المنكر فيما بينهم فيعمهم الله بعزاب ثم قال علماؤنا فالفتنه إذا عمت هلك الكل وذلك عند ظهور المعاصي! وانتشار المنكر وعدم التغير وإذا لم تغير وجب علي المؤمنون (المنكرين لها بقلوبهم هجران تلك البلدة والهرب منه) وهكذا كان الحكم فيمن كان قبلنا من الأمم كما في قصه أصحاب السبت حيث هجروا العاصين (وقالو لا نساكنكم وبهذا قال السلف) ثم يقول فان قيل فقد قال الله تعالي (لا تزر وازرة وزر أخري) و (كل نفس بما كسبت رهينة) (ولها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) – وهذا يوجب ألا يؤاخذ احد بذنب احد آخر وإنما تتعلق العقوبة بصاحب الذنب -- فالجواب – إن الناس إذا تظاهروا بالمنكر فمن الفرض علي من رآه أن يغيره فإذا سكتوا عليه فكلهم عاص هذا بفعله وهذا برضاه وقد جعل الله في حكمه وحكمته الراضي بمنزلة العامل فانتظم في العقوبة قاله ابن العربي وهو مقصود الآية وذكر القرطبى حديث السفينة وغيره من الأحاديث وقال وهو مضمون الأحاديث أيضا انتهي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 07:27]ـ
جزاك الله خيراً ..
هل يعني هذا أنه من كان في بلاد ردة، بمعنى أن السلطة ارتدت عن الدين، لأي سبب كان .. فإن الشعب يكون مرتداً حتى يظهر منه ما يدل على رفضه لكفر السلطة؟
ما يبين لي من أقوال العلماء هو ذلك .. والله المستعان.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 01:40]ـ
أخي أبو شعيب هذه العبارة يستدل بها الغلاة على تكفير الشعوب وقد رد عليهم الشيخ أبو قتادة الفلسطيني في كتابه جونة المطيبين فسوف تجد الرد عليه في هذا الكتاب ثم هناك كلام أخر للشيخ أبو بطين رحمه الله يعارض فهم الغلاة للكلام السابق.
يقول العلامة أبو بطين في جوابه على عليّ بن سليم قال: فالأولي البلد التي فيها شيء من مشاهد الشرك، والشرك فيها ظاهر، مع كونهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، مع عدم القيام بحقيقتهما، ويؤذنون ويصلون الجمعة، والجماعة مع التقصير في ذلك، هل تسمى دار كفر أو دار إسلام؟ فهذه المسألة يؤخذ جوابها مما ذكره الفقهاء في بلدة كل أهلها يهود أو نصارى، أنهم إذا بذلوا الجزية صارت بلادهم بلد إسلام وتسمي دار إسلام، فإذا كان أهل بلدة نصارى يقولون في المسيح أنه ابن الله أو ثالث ثلاثة أنهم إذا بذلوا الجزية سميت بلادهم بلد إسلام، فبالأولى فيما أرى أن البلد التي سألتم عنها، وذكرتم حال أهلها، أولى بهذا الاسم، ومع هذا يقاتلون لإزالة مشاهد الشرك، والإقرار بالتوحيد والعمل به، بل لو أن طائفة امتنعت من شريعة من شرائع الإسلام قوتلوا، وإن لم يكونوا كفارًا ولا مشركين ودارهم دار إسلام. قال الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى: أجمع العلماء على أن كل طائفة امتنعت من شريعة من شرائع الإسلام أنها تقاتل، حتى يكون الدين كله لله كالمحاربين وأولي. انتهى. مجموعة الرسائل، ج2، ص203
فهذا الكلام ينقض فهم الغلاة من الرأس ثم أنصحك بأن تقرأ في كتاب البلاغ المبين للشيخ عبد المجيد الشاذلي حفظه الله فقد فقد فصل وأجاد في هذه المسألة والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 05:34]ـ
الأخ (الإمام الدلهوي)،
جزاك الله خيراً .. كنت قد تصفحت فيما مضى كتاب الشيخ أبي قتادة جؤنة الطيبين، ومع اختلافي معه في بعض المسائل المطروحة، خاصة إعذاره لأدعياء الإسلام وقوعهم في الشرك الأكبر بالجهل، لكن عموم الكتاب نافع إن شاء الله.
ولكن أرى علماءنا الأفاضل يخلطون بين مسألتي حكم التبعية للدار، وحكم أفراد شعب هذه الدار.
فلو قلنا أن الشعب كافر، لا يعني أن كل فرد منهم كافر ..
أما ما اقتبسته عن الشيخ ابن إبراهيم، رحمه الله .. فهو يعني البلاد التي تحكم وفق الشريعة الإسلامية، وأكثر أهلها نصارى أو يهود .. فهي بلاد إسلام، حيث إن جمهور العلماء اتفقوا على أن الحكم على البلد إنما هو بإقامة شريعة الله فيها .. فهي بلاد كفر إن كانت أحكام الكفر سائدة، وإن كان أكثر أهلها مسلمون .. وهي بلاد إسلام إن كانت أحكام الإسلام سائدة، وإن كان أكثر أهلها كفاراً.
وأظنك لا تغفل عن فتوى الشيخ ابن إبراهيم الشهيرة في الدولة التركية إذ قال إنها بلاد كفر لأنها تحكم بالقانون، ووجب الهجرة منها.
بالمناسبة، البارحة خرجت مظاهرات عارمة مؤيدة للعلمانية في تركيا .. بل حتى الأحزاب "الإسلامية" تقول إن منهجنا لا يعارض العلمانية!!! فكيف يكون الأصل في هؤلاء الإسلام؟؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 10:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبو شعيب جزاك الله خير ولي تعليق بسيط على كلامك
أولاً: هذا الإقتباس ليس من كلام الشيخ محمد بن إبراهيم بل هو للعلامة أبو بطين رحمه الله
ثانياً: موضوع الكلام ليس عن دور النصارى أو اليهود بل هو يتكلم عن دار يدعي أهلها الإسلام ولا يلتزمون بشرائع الإسلام بل توجد عندهم مظاهر الشرك الأكبر كما هو واضح من سياق الكلام.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:56]ـ
هداكم الله وأصلح حالكم
الشيخ حمد بن عتيق بريء من أفهامكم والله المستعان.
الشيخ حمد رحمه الله لا يكفر بالعموم كما تظنون بل هو وضع تقريرات وضوابط تخفى على الجهال منها:
- إلا من يعتقد معتقد أهل الضلال، القائلين أن من قال: لا إله إلا الله لا يكفر، وأن ما عليه أكثر الخلق من فعل الشرك وتوابعه، والرضى بذلك، وعدم إنكاره، لا يخرج من الإسلام , وبذلك عارضوا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، في أصل هذه الدعوة.
- إذا كان الشرك فاشيًا.
- إذا كانوا معادين أهل التوحيد، وساعين في إزالة دينهم، وتخريب بلاد الإسلام.
- إذا ظهر في بلد: دعاء غير الله، وتوابع ذلك، واستمر أهلها عليه، وقاتلوا عليه، وتقرَّرت عندهم عداوة أهل التوحيد.
وغير ذلك من الضوابط التي يعلمها أهل البصيرة جعلنا الله منهم.
ولابد أن تفهموا أن حكم ائمة الدعوة على مخالفي زمانهم بالكفر والشرك لأمور منها:
يعرف الجاهل قبل المطلع على كثرة الرسائل من طرف ائمة الدعوة لمخالفي زمانهم وهذه الرسائل كانت لدعوتهم وإقامة الحجة عليهم فأبوا إلا قاتل أصحاب دعوة التوحيد وهو وحده كافي لتكفير من هذه حاله.
فمن دعي لإقامة أصل من أصول الدين فأبى فقوتل عليه فقاتل على رفضه لهذا الأصل فهذا كافر ولا كرامة ولو كانوا أهل الدنيا كلهم.
من قاتل على ترك الصلاة كذلك
من قاتل على ترك الصوم كذلك
من قاتل على ترك الحج كذلك
فكيف من قاتل على ترك التوحيد ودافع عن الشرك؟!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 01:37]ـ
الأخ (الإمام الدهلوي)،
يقول الشيخ أبا بطين - رحمه الله - فيما نقلت عنه:
فالأولى البلد التي فيها شيء من مشاهد الشرك، والشرك فيها ظاهر، مع كونهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، مع عدم القيام بحقيقتهما، ويؤذنون ويصلون الجمعة، والجماعة مع التقصير في ذلك، هل تسمى دار كفر أو دار إسلام؟ فهذه المسألة يؤخذ جوابها مما ذكره الفقهاء في بلدة كل أهلها يهود أو نصارى، أنهم إذا بذلوا الجزية صارت بلادهم بلد إسلام وتسمى دار إسلام، فإذا كان أهل بلدة نصارى يقولون في المسيح أنه ابن الله أو ثالث ثلاثة أنهم إذا بذلوا الجزية سميت بلادهم بلد إسلام، فبالأولى فيما أرى أن البلد التي سألتم عنها، وذكرتم حال أهلها، أولى بهذا الاسم، ومع هذا يقاتلون لإزالة مشاهد الشرك، والإقرار بالتوحيد والعمل به، بل لو أن طائفة امتنعت من شريعة من شرائع الإسلام قوتلوا، وإن لم يكونوا كفارًا ولا مشركين ودارهم دار إسلام. قال الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى: أجمع العلماء على أن كل طائفة امتنعت من شريعة من شرائع الإسلام أنها تقاتل، حتى يكون الدين كله لله كالمحاربين وأولي. انتهى. مجموعة الرسائل، ج2، ص203
دعنا نتفق على أمر أخي الكريم ..
هل بلاد النصارى تكون ديار إسلام بمجرد دفع الجزية؟ أم بعلو أحكام الشريعة فيها؟ .. فجمهور العلماء يقولون إن دار الإسلام هي ما تعلوها أحكام الشريعة وإن كان أكثر أهلها كفاراً .. ولعل الشيخ - رحمه الله - عنى ذلك، أو قل .. إنه أخذ بقول مرجوح من أقوال العلماء، فاختلط عليه الأمر.
وأمر آخر .. هل البلاد التي تحكم بالقانون الوضعي، والأصل في أهلها الإسلام، هل تكون بلاد كفر أم بلاد إسلام؟ .. لا تغفل عن فتوى الشيخ ابن إبراهيم - رحمه الله - في ذلك، وحكمه على هذه البلاد بالكفر.
فمتى ما اتفقنا على هاتين المسألتين، توضح لنا كلام الشيخ ابن عتيق - رحمه الله -.
===================
الأخ (ابو عمر السلفي)،
آمين، وإياكم .. ونسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية والرشاد.
هل البلاد التي تحكم بالقانون بلاد إسلام أم بلاد كفر؟ .. أرجو الإجابة الصريحة.
أما عن كلام الشيخ ابن عتيق - رحمه الله -، فتأمله جيداً، إذ قال: ((قد اطلع على أن البلد، إذا ظهر فيها الشرك، وأعلنت فيها المحرمات، وعطلت فيها معالم الدين، أنها تكون بلاد كفر، تغنم أموال أهلها، وتستباح دماؤهم.))
جعل مناط الحكم على ظهور الكفر في البلد، وليس القتال عليه أو غيره ..
ثم قال أنها تكون بلاد كفر .. ثم رتّب على ذلك ردة أهلها.
ولم يعلق الأمر بقتال أهلها على الشرك أو غيره .. بل يكفي أن تكون البلاد بلاد كفر حتى يترتب هذا الحكم على أهلها.
وفي ما ذكره الأخ (أبو موسى) في مشاركة رقم 7 ما يكفي لبيان هذه المسألة.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 01:58]ـ
الأخ ابو شعيب هداني الله وإياه
هذا كلام الشيخ حمد بن عتيق بسباقه وسياقه:
قال رحمه الله:
بلغني ما ساءني، وعسى أن يكون كذبا، وهو: أنك تنكر على من اشترى من أموال أهل الأحساء، التي تؤخذ منهم قهرا؛ فإن كان صدقا فلا أدري ما عرض لك؛ والذي عندنا أنه لا ينكر مثل هذا، والذي عندنا أنه لا ينكر مثل هذا، إلا من يعتقد معتقد أهل الضلال، القائلين أن من قال: لا إله إلا الله لا يكفر، وأن ما عليه أكثر الخلق من فعل الشرك وتوابعه، والرضى بذلك، وعدم إنكاره، لا يخرج من الإسلام. وبذلك عارضوا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، في أصل هذه الدعوة، ومن له مشاركة فيما قرره المحققون، قد اطلع على أن البلد، إذا ظهر فيها الشرك، وأعلنت فيها المحرمات، وعطلت فيها معالم الدين، أنها تكون بلاد كفر، تغنم أموال أهلها، وتستباح دماؤهم، وقد زاد أهل هذه البلد، بإظهار المسبة لله ولدينه، ووضعوا قوانين ينفذونها في الرعية، مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد علمت أن هذه كافية وحدها، في إخراج من أتى بها من الإسلام.
هذا ونحن نقول: قد يوجد فيها من لا يحكم بكفره في الباطن، من مستضعف ونحوه; وأما في الظاهر فالأمر - ولله الحمد - واضح، ويكفيك ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في أهل مكة، مع أن فيهم مستضعفين، وكذلك ما فعله أصحابه بكثير ممن ارتد عن الإسلام، من استباحة الدم والمال والعرض، وكل عاقل وعالم يعلم أن ما أتى به هؤلاء من الكفر والردة، أقبح وأفحش وأكثر مما فعله أولئك .......... إلى أن قال رحمه الله:
فيا عباد الله: أين عقولكم؟ فإن النِّزاع بيننا وبين هؤلاء، ليس هو في الصلاة; وإنما هو في تقرير التوحيد، والأمر به، وتقبيح الشرك، والنهي عنه، والتصريح بذلك، كما قال إمام الدعوة النجدية: أصل دين الإسلام وقاعدته أمران:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.
الأمر الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله; هذا هو إظهار الدين، يا عبد الله بن حسين. اهـ
قال أبو عمر سدده الله:
من يعتقد معتقد أهل الضلال ويخالف في أصل الدعوة محاربة تقرير التوحيد بل والدفاع عن الشرك باللسان والسنان فلا شك في كفره.
وأما ما ذكره الشيخ حمد بعد ذلك فما هو إلا لتأكيد كفر أولئك القوم بذكر مطاهر الكفر الفاشية بينهم بعد أن كفروا بأصل الدعوة وأعتقدوا معتقد أهل الضلال.
وأما أن الشيخ حمد قد كفرهم بمجرد تلك الظواهر فهذا باطل ونرده ونتبرأ منه وإن أتى من الشيخ حمد أو غيره فكل ما خالف دعوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو باطل ولو كان من أحب حبيب وأقرب قريب , وحاشا ائمة الدعوة المنصورين بنصر الله أن يكونوا من المكفرين بغير حق. والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 05:49]ـ
أخي الكريم، بارك الله فيك .. تأمل كيف أن الشيخ أطلق الحكم في مسألة الديار، ولم يحصره بأهل تلك البلد .. فقال:
ومن له مشاركة فيما قرره المحققون، قد اطلع على أن البلد (الألف واللام للاستغراق، وتفيد العموم، أي: أي بلد، ولم يقل: هذه البلد، أو هؤلاء القوم)، إذا ظهر فيها الشرك، وأعلنت فيها المحرمات، وعطلت فيها معالم الدين، أنها تكون بلاد كفر (بعد إيضاح العلة، ذكر النتيجة، وهي استحالة البلاد التي فيها هذه الشركيات إلى بلاد كفر)، تغنم أموال أهلها، وتستباح دماؤهم (رتب على كون البلاد كافرة أن أهلها يكفرون، ولم ينط الأمر بقتال أو بغيره).
فهذا حكم عام في كل من كانت حاله هكذا، وإن جاء في سياق ذكره لبلد ما، فهو أطلق الحكم في كل من يفعل هذه الأمور.
لكن أتدري؟ دعنا من كلامه الآن، وسنعود إليه لاحقاً .. فالمسألة تحتاج إلى تأصيل شرعي، وكلام العلماء يستدل له لا به.
لم تجبني عن السؤال: هل البلاد التي تحكم بالقانون هي بلاد كفر أم إسلام؟
وسؤال آخر في مسألة القتال على الكفر، هل الشعب الذي يُنشئ حكومة من نفسه، وكثير من أبنائه ينخرط في الجيش والشرطة، يحمون النظام .. ألا يكون هذا الشعب مقاتلاً على الباطل؟؟ وقد ضربت مثالاً جلياً في ذلك، وهو الشعب التركي، حتى لا يأتي أحد ويشغّب علينا.
وإن فصلت الجيش والشرطة عن باقي الشعب، وحكمت على هؤلاء بالكفر والردة لكونهم طائفة ممتنعة، وحكمت على الشعب (الذي أنشأ هذا الجيش والحكومة) بالإسلام، فكيف يستقيم ذلك لك وسيرة الصحابة في بني حنيفة؟
وكما ذكرت، فقولي الشعب كافر لا يعني ضرورة أن كل فرد فيه كافر، بل من حقق التوحيد منهم فهو مؤمن موحد .. فليس كونه ينتسب إلى هذا الشعب يصبح به كافراً.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 01:12]ـ
أخي الكريم، بارك الله فيك .. تأمل كيف أن الشيخ أطلق الحكم في مسألة الديار، ولم يحصره بأهل تلك البلد .. فقال:
فهذا حكم عام في كل من كانت حاله هكذا، وإن جاء في سياق ذكره لبلد ما، فهو أطلق الحكم في كل من يفعل هذه الأمور.
وفيك بارك
وهو كما قلت أن الشيخ أطلق ويعم كل بلد تكون على ما تقدم من تقرير الشيخ.
ولا حظ قوله الذي أطلقه (ومن له مشاركة فيما قرره المحققون، قد اطلع على أن البلد (الألف واللام للاستغراق، وتفيد العموم، أي: أي بلد، ولم يقل: هذه البلد، أو هؤلاء القوم)، إذا ظهر فيها الشرك).
فقد أجدت في بيانك أن الألف واللام للاستغراق ولكنك غفلت عن قوله الشيخ ((إذا ظهر فيها الشرك)) وقصده ما قرره من شرك بأصل الدعوة ومحاربة أهل التوحيد دون ذلك الشرك وليس ظهور مظاهر الشرك مثل ما ينتشر اليوم في بلاد الإسلام وهم يعتقدون أن فعلهم توحيد!!
, والله اعلم.
لكن أتدري؟ دعنا من كلامه الآن، وسنعود إليه لاحقاً .. فالمسألة تحتاج إلى تأصيل شرعي، وكلام العلماء يستدل له لا به.
لم تجبني عن السؤال: هل البلاد التي تحكم بالقانون هي بلاد كفر أم إسلام؟
وسؤال آخر في مسألة القتال على الكفر، هل الشعب الذي يُنشئ حكومة من نفسه، وكثير من أبنائه ينخرط في الجيش والشرطة، يحمون النظام .. ألا يكون هذا الشعب مقاتلاً على الباطل؟؟ وقد ضربت مثالاً جلياً في ذلك، وهو الشعب التركي، حتى لا يأتي أحد ويشغّب علينا.
وإن فصلت الجيش والشرطة عن باقي الشعب، وحكمت على هؤلاء بالكفر والردة لكونهم طائفة ممتنعة، وحكمت على الشعب (الذي أنشأ هذا الجيش والحكومة) بالإسلام، فكيف يستقيم ذلك لك وسيرة الصحابة في بني حنيفة؟
وكما ذكرت، فقولي الشعب كافر لا يعني ضرورة أن كل فرد فيه كافر، بل من حقق التوحيد منهم فهو مؤمن موحد .. فليس كونه ينتسب إلى هذا الشعب يصبح به كافراً.
كل من شرّع قانون ليتحاكم إليه الناس فهو كافر ولا كرامة.
فالمشرّع غير الحاكم.
أما البلاد التي يحكم حكامها بالقانون فهم بين الكفر والفسق والظلم.
فإن جاءت دولة موحدة وقاتلتهم على الحكم بما أنزل الله فقاتلوا دون الحكم بالقانون فهم كفار ولا كرامة لإستحلالهم الحكم بغير ما أنزل الله.
وأما بلاد تركيا فمن أعلن العلمانية عارفا معناها محاربا للدين كما يفعله ساستها فهو كافر ولا كرامة.
وأما الشعب فهو على إسلامه وإن شارك في الشرطة أو الجيش فمن دان بالعلمانية فلا كرامة.
ولكن الإشكال عندي في الحكومة الإخوانية المنتخبة تحت هذا النظام العلماني الكافر ما حكمها فهلا أفدتني في هذه النقطة؟!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 05:26]ـ
جزاك الله خيراً على البيان، مع اختلافي معك في تأويل كلام الشيخ، إلا أنني آثرت أن لا نتحاور في مقصده قبل أن ننتهي من التأصيل الشرعي لهذه المسألة، إن شاء الله.
أخي الكريم، أنا أسألك عن البلاد التي تحكم بالقانون الوضعي، والتي جعلت مرجعها في الحكم إلى ما يسمى بالدستور وليس القرآن.
لم أسألك الآن عن الحاكم أو المشرع أو غيره .. وتذكر أننا في صدد التأصيل الشرعي، ومعنى ذلك أن نتكلم عن أساس المسألة ثم نأتي إلى المسائل التي أشكلت علينا.
فهل هذه البلاد تعتبر بلاد ردة وكفر؟ أم أنها بلاد إسلام؟ .. هذا هو سؤالي الأول.
وسؤالي الثاني كان .. هل يشترط في القتال المواجهة والتلاحم مع أنصار التوحيد، حتى يأخذ هؤلاء حكم المقاتلة على الشرك والكفر؟ أم يكفي أن يهيئوا لذلك الجيوش والعساكر لترسيخ وتوطيد هذا الحكم الكافر، فنحكم عليهم بأنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت وفي سبيل إرساء حكم الشيطان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 02:21]ـ
ولكن الإشكال عندي في الحكومة الإخوانية المنتخبة تحت هذا النظام العلماني الكافر ما حكمها فهلا أفدتني في هذه النقطة؟!
هلا أفدتني حول هذه النقطة حتى يعرف الاخوة خطر التحزب والابتداع وأنه ربما قارب الكفر والله المستعان.
ولي عودة
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 06:16]ـ
اخي ابا شعيب اليك هذا الكلام من كتاب مفهوم الحاكمية عند الشهيد عبدالله عزام رحمه الله:
(والذين ي شر عون بغير ما أنزل الله، والذين يتحاكمون إلى هذا التشريع، نستطيع أن نوضح موقف هذا الدين منهم بالتفصيل:
أولا: الحاكم الأول في الدولة -الذي يأمر بالتشريع وسن القوانين- هذا كافر خارج من الملة.
ثانيا: المقننون الذين يقننون القوانين في هذا التشريع المخالف لشرع الله هؤلاء كفرة كالسدنة والكهنة الذين عند اللات والعزى، حتى لو قننوا أو صاغوا مادة قانونية واحدة مصادمة لدين الله.
ثالثا: مجلس النواب أو مجلس الأمة: إذا وافق أو وق ع أي واحد -ممن في داخل هذا المجلس- على قانون واحد أو مادة واحدة تحل ما حرم الله أو تحرم ما أحل الله يخرج من الإسلام.
فمثلا لو قالوا يحرم الجهاد، أو يحرم التجمع في المساجد، أو يحرم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو يقول: المرأة مساوية للرجل في الميراث، أو لا يجوز الزواج بالثانية، أو لا يجوز الطلاق; فمن وق ع على واحدة منها فقد كفر بهذا الدين وخرج من ملة الإسلام والمسلمين (1) [شريط (60) من تفسير سورة التوبة].
رابعا: المسلمون بشكل عام.
وأما الشعب فيجب أن يرفض هذه القوانين ولو في قلبه، وكل من تحاكم إليها راضيا فهو كمن يصلي وراء إمام يصلي الفجر ثلاث ركعات.
ولكن الشعوب الإسلامية ساخطة غير راضية عن هذه القوانين -غالبا -، ولذلك لا يخرجون من الإسلام لرفضهم لها قلبيا، وهم مضطرون أحيانا أن يتحاكموا إليها في رد حقوقهم ورفع الظلم عنهم، وإن كان الأستاذ المودودي يقول: (لأن تذهب حقوقنا وتهدر أموالنا خير من أن نصل إلى هذه المحاكم ونرفع إليها شكوانا).
وأما من يقف من الناس مع الطواغيت ويثبتوهم في الحكم أو يرشحوهم للحكم، فمن وقف مع حاكم لتثبيته أو ترشيحه للحكم -وهو يعلم أنه لن يحكم بشرع الله، وأنه سيطبق القوانين الوضعية، وذلك من أجل مصلحة دنيويه أو هوى أو شهوة نفس- فإنه يخرج من ملة الإسلام ولا يعامل كمعاملة المسلمين.) انتهى كلامه رحمه الله
ويقول رحمه الله في كتابه اعلان الجهاد:
(الآثار المترتبة على قيام الجهاد
1ـدار الحرب ودار الاسلام
ان من الآثار المترتبة على قيام القتال انقسام الدنيا الى دارين
1ـدار الاسلام
2ـدار الحرب
3 - وأضاف الشافعية وبعض الحنابلة دارا ثالثة وهي دار العهد.
1ـوالرأي الراجح في تعريف دار الاسلام عند جمهور الفقهاء:
هي الأرض التي تكون فيها السلطة السياسية الحاكمة بيد المسلمين، وتقام فيها الشعائر، تطبق فيها أحكام الاسلام. أي هي الدار التي حكامها مسلمون، وقانونها الاسلام؛ وان كان غالبية سكانها من غير المسلمين.
ولذا كانت تعتبر خراسان، وبلاد فارس، وبلاد ماوراء النهر جيحون، مثل بخارى، وسمر قند، وفرغانة، وطشقند دار اسلام لان القانون الذي يحكمها هو الاسلام، وامراؤها مسلمون؛ وان كانت غالبية سكانها من غير المسلمين فقد كان معظم سكانها من المجوس عند الفتح، وكانوا يرتدون بين الحين والآخر فقد ارتدت بخارى ثلاث مرات ويخضعها الاسلام لحكمه في المرة الرابعة مما اضطر قتيبة بن مسلم الباهلي أن يجبرهم آن يعطوا العرب المسلمين دورا بينهم، ليعلموهم الاسلام، وكان قتيبة يأمر العرب المسلمين أن يخرجوا للعيد بأسلحتهم فصارت عادة على مر القرون.
2 - دار الحرب: هي الدار التي لا يطبق فيها قانون الاسلام وإن كانت غالبية سكانها من المسلمين، أو هي الدار التي لا يكون ميزان التعامل فيها وبينها وبين غيرها هو الاسلام.
3ـدار العهد: وللشافعية وبعض الحنابلة مصطلح تفردوا به وهو تقسيم الدار الى ثلاث: دار الاسلام والحرب والعهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعرف الشافعية دار العهد بأنها: هي الدار التي لم يظهر عليها المسلمون، عقد أهلها الصلح بينهم وبين المسلمين على شيء يؤدونه من أرضهم يسمى خراجا دون أن تؤخذ منهم جزية رقابهم لانهم في غير دار الاسلام (1) [آثار الحرب 175 نقلا عن الأم 4/ 103. مغني المحتاج 4/ 232 الأحكام السلطانية للماوردي 133].
فهذه الدار لم يفتحها المسلمون ولا تنفذ على أهلها قوانين الدولة الاسلامية ولكن أهلها دخلوا في عقد مع المسلمين لشروط معينة والتزموا مبلغا معينا يؤدونه، وهذه الحالة: شبيهة في الدبلوماسية المعاصرة بالدول التي لم تتمتع بكامل استقلالها لوجود معاهدة معقودة بينها وبين دولة كبرى مثلا.
ومن الامثلة على هذه الدار عند الشافعية: ارمينية ونجران وبلاد النوبة فقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم صلحا مع نصارى نجران أنهم على حياتهم، و فرض عليهم ضريبة سنوية قيل انها جزية وقيل إنها خراج.
ولم يستطع عبد الله بن سعد بن أبي السرح أن يفتح بلاد النوبة، فعقد معهم عهداليس فيه جزية.
رأي جمهور الفقهاء في هذا الدار:
ويعتبر جمهور الفقهاء هذه الدار (دار العهد) من دار الاسلام لانهم ارتبطوا بدار الاسلام بعهد أعلنوا فيه عن إذعانهم لدارالاسلام بجزية.
تحول الدار من دار اسلام الى دار الحرب:
قد تبين مما ذكرنا أن الميزان الدقيق في معرفة الدار هو القانون، فإذا كانت السيادة للقانون الاسلامي فالدار دار اسلام،وان كانت السيادة لقانون آخر- مهما كان هذا القانون - فهي دارحرب؛ وان كان السكان مسلمين.وتسمى دار الاسلام (دار العدل) لان القانون الاسلامي هو القانون الوحيد الذي يضمن العدل والمساواة بين الحاكم والمحكوم أمام الشريعة الحاكمة. وأي قانون آخر من صنع أهواء البشر؛ لا يمكن أن يكون عادلا ولا يمكن أن يخلو من الظلم:
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون).
فقد سمى الله عز وجل كل حاكم بغير حكمه كافرا ظالما فاسقا.
أمانوع الكفر أيخرج من الملة أم لا يخرج من الملة؟ فهذا له مجال آخر لا يتسع له هذا الباب، وان شئت فارجع الى كتابنا (العقيدة وأثرها في بناء الجيل) ففيها تفصيل لهذه القضية.
فإذا كانت الدار اسلامية، تسود فيها الشريعة الاسلامية والحكم فيها لقانون الله. والحكام فيها مسلمون ينفذون هذه الشريعة، فكل مسلم يدين بالولاء والمحبة لهذه الدار.
أما إذا كانت الدار (دار اسلام) واستولى عليها أناس عطلوا شرع الله،ونفذوا فيها شرعا آخر من صنع اهواء البشر أو خلطوا شرع الله بشرائع البشر ونفدوها فإن الدار لا تبقى دار اسلام.
ولكن ما اسم هذه الدار بعد تعطيل شرع الله فيها؟ 1ـ
قال جمهور الفقهاء هي دار حرب (1) [أنظر آثار الحرب 172 نقلا عن شرح السير الكبير 4/ 302. بدائع الصنائع للكاساني 7/ 130. حاشية ابن عابدين 3/ 250. الافصاح لابن هبيرة 348].:
وهذا رأي مالك والشافعي وأحمد والصاحبين من الحنفية. إذ أنهم قالوا:
تصير الدار دار حرب باجراء أحكام الشرك فيها فقط. لإن ظهور الاسلام بظهور أحكامه فإذا زالت منها هذه الأحكام لم تبق دار اسلام.
2 - أما الامام أبو حنيفة: فقد خالف صاحبيه (أبي يوسف ومحمد بن الحسن) فقال: ان دار الاسلام لا تصبح دار حرب الا بشروط ثلاثة:
اظهور احكام الكفر ونفاذها فيها.
ب- أن تكون متاخمة لدار الكفر (الحرب).
ج- ألا يبقى فيها مسلم ولا ذمي آمنا بأمان المسلمين الذي كان يتمتع به، أي الأمان الأول الذي أقر ه الشرع للمسلم، وأقر ه الشرع للذمي بعقد الذمة.
وبناء على رأي جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية وأحمد والصاحبين من الحنفية: أن الأقاليم الاسلامية التي تحكم بغير ما أنزل الله لم تعد دار اسلام بل أصبحت دار حرب (3) [الجريمة والعقاب لأبي زهرة 362]. وهذا رأي الاستاذ محمد ابي زهرة.
3 - أما ابن تيمية: فهو يرى أنها دار ثالثة (الدار التي كان يسود فيها شرع الله ثم تغير الحكم بقانون من وضع البشر (وضعي)، فالدار خرجت عن كونها دار اسلام ولكنها لم تصبح دار حرب.
فهي دار ثالثة: وضرب ابن تيمية مثالا لهذه الدار ب (ماردين) التي كانت من دار الاسلام ينفذ فيها شرع الله، ثم استولى عليها مجموعة من الكفار وعطلوا شرع الله.000000
رأي العلماء الأفغان في كابل الآن (تحت حكم نجيب أو عندما كانت تحت حكم الروس):ـ
اختلفت وجهات نظر العلماء الأفغان في حكم أفغانستان الآن أهي دار حرب أم دار اسلام؟ وأشهر الأقوال رأيان:
1 - الرأي الأول: وهو رأي أغلبية علماء أفغانستان: أن كابل لم تتحول من دار اسلام الى دار حرب، أخذا برأي أبي حنيفة السابق، الذي يشترط شروطا ثلاثة لتحول الدار (تغيرالقانون، متاخمة ديار الكفر، عدم أمن المسلمين والذميين على دينهم واموالهم وأعراضهم (2) [قال الكاساني في البدائع 7/ 131 (قول أبي حنيفة أن المقصود من اضافة الدار الى الإسلام أو الكفر ليس هو عين الاسلام والكفر وإنما المقصود هو الأمن والخوف ومعناه: ان الأمان إن كان للمسلمين على الاطلاق والخوف للكفرة على الإطلاق فهي دار اسلام وإن كان الأمان فيها للكفرة على الإطلاق والخوف للمسلمين على الإطلاق فهي دار الكفر)].
فهم يرون أن الشرط الثالث لم يتحقق ولذا لم تصبح كابل دار حرب، وهذا رأي جمهور علماء شمال أفغانستان.
2 - الرأي الثاني: رأي بعض علماء جنوب أفغانستان: أن أفغانستان دار حرب ولذا أفتوا بتعطيل صلاة الجمعة في المساجد، ويبدو أنهم اخذوا برأي الصاحبين (أي أبي يوسف ومحمد بن الحسن).
ونحن نرى ان أفغانستان دار ثالثة: مثل (ماردين) فلا هي دار اسلام، ولا هي دار كفر (دار حرب) إذ يطبق عليها بعض احكام دار الاسلام وبعض أحكام دار الحرب.)
ارجو ان يكون هذا الكلام شافيا وكافيا لما سألت عنه اخي ابا شعيب
ودمت طيبا مأجورا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 05:29]ـ
الأخ (ابو عمر السلفي)،
لم أشأ أن أجيبك حتى لا ينحرف الموضوع عن أصله، فإني لا أود الانتقال إلى مسألة التكفير والأحكام الشرعية قبل انتهائي من التأصيل .. ولكن أقولها لك باختصار، أن هذه الحكومة كافرة .. وأرجو ألا نتناقش في ذلك قبل انتهائنا من التأصيل الشرعي، وأنا منتظر لأجوبتك.
الأخ (ابو عبدالله السبيعي)،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ..
هذه الأجوبة معلومة، ولكنني أود أن أعلم رأي الأخ أبي عمر في هذه المسألة.
أما قول الشيخ عبدالله عزام - رحمه الله -:
ولكن الشعوب الإسلامية ساخطة غير راضية عن هذه القوانين -غالبا -، ولذلك لا يخرجون من الإسلام لرفضهم لها قلبيا، وهم مضطرون أحيانا أن يتحاكموا إليها في رد حقوقهم ورفع الظلم عنهم، وإن كان الأستاذ المودودي يقول: (لأن تذهب حقوقنا وتهدر أموالنا خير من أن نصل إلى هذه المحاكم ونرفع إليها شكوانا).
فهو غير منضبط وغير دقيق إن كان يعني الحكم الظاهر على هذه الشعوب .. أما إن عنى الحكم الباطن، فكلامه صحيح، فكل من أبغض هذه القوانين وأهلها في قلبه، ولم يجهر بذلك ظاهراً، يكون حاله كحال مؤمن آل فرعون.
مع أنني في الحكم الظاهر أتوقف في الحكم على أفراد هذه الشعوب ممن أظهر لنا بعض شعائر الإسلام ولم يظهر لنا كفراً .. فلا أحكم عليه بكفر أو إسلام حتى يظهر لي معتقده في القوانين وطواغيتها .. مع اعتقادي أن الشعب عامة كافر، ولكن لا أحكم على أفراده مستوري الحال بكفر أو إيمان.
وهنا مسألة تعرض لنا في هذا المقام، وهو أن هذه الشعوب من يحكمها هو من أنفسها، فالحكومة منشأة من قبل الشعب، والجيش والشرطة (حماة هذه الحكومة وأحد أقطابها) كلهم من الشعب، وكثير من أبناء الشعب هو مع هذه الحكومة .. وحالهم ليست كحال من غزاهم من الكافرين من غير أنفسهم عنوة، اللهم إلا إن رضوا بهذا الغزو وانخرطوا في حكمه وكفره، حتى حكموا أنفسهم بأنفسهم.
لذلك عندما نقول: إن هذه البلاد بلاد ردة وزندقة، فإنه يكون هذا الأصل في أهل هذه البلاد في الحكم الظاهر، إلا من أنكر جهراً الكفر المتفشي في بلاده، فيُحكم عليه ظاهراً بالإسلام.
ودليل ذلك هو فعل الصحابة - رضي الله عنهم - في بني حنيفة .. فإن بني حنيفة كان الأصل فيهم الإسلام، ولكن عندما ارتد خلق من أنفسهم وحكموهم، ألحق الصحابة الساكت والمداهن بالمرتدين، في الحكم الظاهر، وما قصة خالد بن الوليد ومجاعة بن مرارة عنا ببعيد .. وحكموا على نسائهم وأطفالهم (الذين الأصل فيهم الاستضعاف) بالردة، فسبوهم.
ولو أنك تقرأ كلام الشيخ عبدالكريم الحميد، حفظه الله وفك أسره، في الشعب الفلسطيني، لوعيت ما أقول .. وتجد كلامه في مشاركتي رقم 5.
وكلام الأخ أبي موسى - جزاه الله خيراً - في مشاركة رقم 7.
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 07:54]ـ
مع أنني في الحكم الظاهر أتوقف في الحكم على أفراد هذه الشعوب ممن أظهر لنا بعض شعائر الإسلام ولم يظهر لنا كفراً .. فلا أحكم عليه بكفر أو إسلام حتى يظهر لي معتقده في القوانين وطواغيتها .. مع اعتقادي أن الشعب عامة كافر، ولكن لا أحكم على أفراده مستوري الحال بكفر أو إيمان.
معذرة اخي ابا شعيب لدي اشكال في كلامك سيتضح بجوابك على هذا السؤال - والذي هو في ظني لازم لكلامك حفظك الله -: هل ترى ان شعوب الدول الاسلامية الان - عدا الدول التي تحكم بالكتاب والسنة كالسعودية وغيرها - كفارا في الظاهر؟ لأنهم داخلون تحت حكم الطواغيت الذين يحكمون بغير ما انزل الله , ولانتشار مظاهر الشرك بينهم كالطواف بالقبور والذبح لغير الله وانتشار الفواحش كالزنا والربا والخمر بتشريع من القانون؟
فهل تقول بذلك ايها الحبيب؟
وان كان كذلك فهل يجوز قتالهم وسبي نسائهم لما استدللت عليه بقصة خالد؟
وما هو الواجب عليهم في نظرك حتى يسلم المسلمون في الباطن من هذا الحكم الظاهر؟
فان قلت بما قال الاولون من العلماء يلزمهم امران: اما قتال الطواغيت واما الهجرة , فهما عليهم متعذران ,فالاول معلوم تعذّره والثاني تحكمه انظمة الاقامة , فما الحكم في هذا الحال؟
واما رايي انا في هذه الحال: انهم معذورون وانهم مسلمون في الظاهر والباطن ولا يحل قتالهم ولا سبيهم , وذلك لأنهم عاجزون مستضعفون ولا سبيل لهم غير الصبر حتى يحكم الله , فهم بخلاف المستضعفين في الاية الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم فهؤلاء كان يمكنهم ان يهاجروا فلم يفعلوا فاستحقوا العقاب بخلاف واقع المسلمين اليوم , فأشبهوا بذلك حال المستضعفين في مكة في اول الدعوة المحمدية. والله اعلم.
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 10:51]ـ
جزاك الله خير ياأبا شعيب لله درك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 12:39]ـ
زدنا أبو شعيب بارك الله فيك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 06:59]ـ
الأخ (ابو عبدالله السبيعي)،
بارك الله فيك ووفقني الله وإياك لمرضاته.
تقول:
هل ترى ان شعوب الدول الاسلامية الان - عدا الدول التي تحكم بالكتاب والسنة كالسعودية وغيرها - كفارا في الظاهر؟ لأنهم داخلون تحت حكم الطواغيت الذين يحكمون بغير ما انزل الله , ولانتشار مظاهر الشرك بينهم كالطواف بالقبور والذبح لغير الله وانتشار الفواحش كالزنا والربا والخمر بتشريع من القانون؟
نعم، هذه الشعوب كافرة ظاهراً، والأصل فيها الكفر .. ولكن عند الحكم على الأفراد هناك تفصيل ..
من رأينا منه الكفر كفّرناه تعييناً، ومن لم نر منه الكفر، ورأينا منه شعائر الإسلام التي لا تكفي لإثبات براءته من الكفر الواقع فيه هذا الشعب، فهذا يكون حاله كحال الذي أظهر لنا بعض شعائر الإسلام في أرض الحرب ولكن هذه الشعائر لا تدخله في الإسلام .. كالذي نزل فيه قول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء: 94]
فمثل هذا لا نحكم عليه بإيمان أو كفر حتى نتبيّن حاله، لأن شعائر الإسلام التي أتى بها لا تكفي لإثبات إسلامه، إن كانت الدار التي ارتدت عن الإسلام وهو فيها تأتي بها أصلاً.
كحال الدار التي آمنت بمسيلمة رسولاً بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأسقط عنهم الزكاة، ولكنهم ما زالوا يصلون ويصومون .. مع إيمانهم بمسيلمة .. فهل صلاتهم أدخلتهم في الإسلام؟ أو صيامهم؟ .. قطعاً لا.
ثم تقول:
وان كان كذلك فهل يجوز قتالهم وسبي نسائهم لما استدللت عليه بقصة خالد؟
وما هو الواجب عليهم في نظرك حتى يسلم المسلمون في الباطن من هذا الحكم الظاهر؟
لا، لا يجوز قتالهم ابتداء ولا سبي نسائهم وذراريهم .. بل ولا سرقتهم أو أذيتهم في شيء .. اللهم إلا إن أظهر لنا أحدهم الكفر صراحة، فهذا حكمه يختلف .. وفي هذه الحال قد يصح الاستدلال بقوله تعالى:
وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً [الفتح: 25]
فعند اختلاط المؤمنين بالكافرين، لا يجب أن يبادروا بالحرب أو القتال إلا بعد الإنذار .. وهكذا فعل الصحابة مع المرتدين .. فقد روي أن أبا بكر - رضي الله عنه - أمر قوّاد جيوشه أن يدعوا شعوب المرتدين إلى التوبة ويرفعوا فيهم الأذان، فمن صلى وراءهم وتمايز عن صفوف المرتدين، كف الصحابة عنه وحكموا عليه بالإسلام، ومن بقي بينهم حاربوه وحكموا عليه بالردة (انظر تاريخ الطبري لمزيد تفصيل).
فلاحظ هنا أمراً .. أن الصحابة لم يحكموا على هذه الشعوب بالإسلام، وإلا لما كان من حاجة لدعوتهم إلى التوبة والتمايز عن المرتدين، وكان يكفيهم أن يجعلوا الأصل في هذه الشعوب الإسلام ويحاربوا من يحاربهم من عسكر وجند.
وزيادة في ذلك، أنه بعد تمايز المؤمنين عن الكافرين، عدّوا كل من بقي في دار المرتدين مرتداً، حتى النساء والولدان .. أفليست هذه الأحكام هي ذاتها التي تنزل على الدار التي الأصل في شعبها الكفر؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الواجب عليهم حتى يُحكم عليهم بالإسلام ظاهراً، أن يجهروا بالبراءة من الكفر الواقع فيه شعبهم .. وهو غالباً تحكيم القوانين الوضعية، ويُظهروا بغضهم لها وإرادتهم لحكم الله تعالى .. وهذا الذي طلبه خالد من مجاعة حتى يحكم بإسلامه فقال له: يا مجَّاعة، تركت اليوم ما كنت عليه أمس، وكان رضاك بأمر هذا الكذاب وسكوتك عنه - وأنت من أعز أهل اليمامة - إقراراً له ورضاء بما جاء به، فهل أبديت عُذراً فتكلَّمت فيمن تكلَّم؟ فقد تكلَّم ثمامة فرد وأنكر، وتكلَّم اليشكري، فإن قلت أخاف قومي فهلا عمدت إلي أو بعثت إلي رسولاً؟
أقل الواجب أن يُظهروا بغضهم لهذه القوانين الوضعية ولأربابها، ويطالبوا بحكم الله وشرعه .. ولكن على العكس من ذلك، نراهم يوالون الحكومات ويخرجون في مظاهرات عارمة مؤيدة للحكم الديموقراطي أو العلماني أو غيره .. ولا نرى في المقابل نصف مظاهرة تطالب بشرع الله .. فكيف يُحكم على هذه الشعوب بالإسلام؟؟
خاصة وأن هذه الشعوب هي من اختارت حاكمها، سواء مباشرة عن طريق الانتخابات، كما حدث للشعب التركي والفلسطيني وغيرهما، أو من ناحية رضاها بالحكم المفروض عليها، وسعيها لتمكينه من خلال الانخراط في الجيش والشرطة والوزارات والنيابات والمخابرات والمباحث وما إلى ذلك .. وكل هؤلاء من أبناء الشعب.
ثم تقول:
فان قلت بما قال الاولون من العلماء يلزمهم امران: اما قتال الطواغيت واما الهجرة , فهما عليهم متعذران ,فالاول معلوم تعذّره والثاني تحكمه انظمة الاقامة , فما الحكم في هذا الحال؟
بل يلزمهم ذلك أو الجهر بالنكارة على ما يقترفه شعبهم من كفر .. فإن كانوا مستضعفين، فحالهم كحال مؤمن آل فرعون والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان في دار الكفر الذين لم يُظهروا إسلامهم خوفاً من قومهم، ولا يستطيعون الهجرة .. فلا يُحكم عليهم ظاهراً بالإسلام، ونحن معذورون بذلك.
وتقول:
واما رايي انا في هذه الحال: انهم معذورون وانهم مسلمون في الظاهر والباطن ولا يحل قتالهم ولا سبيهم , وذلك لأنهم عاجزون مستضعفون ولا سبيل لهم غير الصبر حتى يحكم الله , فهم بخلاف المستضعفين في الاية الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم فهؤلاء كان يمكنهم ان يهاجروا فلم يفعلوا فاستحقوا العقاب بخلاف واقع المسلمين اليوم , فأشبهوا بذلك حال المستضعفين في مكة في اول الدعوة المحمدية. والله اعلم.
إن لم تقتنع بما أوردته لك آنفاً، فيمكننا أن نتباحث في التأصيل الشرعي لهذه المسألة، ويكون السؤال المطروح للبحث هو: ديار المسلمين في هذا الزمان هي ديار ردة وزندقة، ليست ردة كاملة إلى دين آخر، كاليهودية والنصرانية، بل ردة تدعي الإسلام، وتؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض .. هذا هو حال هذه الدور التي يعيش فيها المسلمون.
فمن أظهر لك منهم إيمانه ببعض الكتاب الذي يؤمن به الشعب عامة، بل والحكومة نفسها تؤمن به .. فكيف تحكم عليه بالإسلام وأنت لم تتحقق من إيمانه ببعض الكتاب الآخر الذي كفر به الشعب والحكومة؟؟
====================
الأخ (أبو خالد الطيبي) والأخ (عبد فقير)،
بارك الله فيكما وجزاكما الله خيراً
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 11:58]ـ
الأخ السبيعي وفقه الله
لا تشابه الرافضة فهم أصحاب صكوك الغفران وليس أهل السنة.
فالشهيد من شهد له الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعبد الله عزام - رحمه الله - نرجو له ونخشى عليه.
فالرجل كان مناهضا لدعوة التوحيد أيام الجهاد الأفغاني وكان ينهى عن الإنكار على الشرك والدعوة إلى التوحيد ولعله بجهل منه عفا الله عنه.
ومثل هذا الرجل لا يقبل منه التكلم في أمور العقيدة ففاقد الشيء لا يعطيه ونسأل الله أن يجازيه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا.
==================
لا حول ولا قوة إلا بالله يا أبا شعيب
فالأمور معكوسة عنك بصرك الله بما ينفعك!
يا أخي الأصل في المسلم إسلامه ولا يخرج إلا بيقين
فكيف حكمت على هذه الأمم بالكفر هداك الله؟!!!!
تقول هداك الله (نعم، هذه الشعوب كافرة ظاهراً، والأصل فيها الكفر .. ولكن عند الحكم على الأفراد هناك تفصيل ..
من رأينا منه الكفر كفّرناه تعييناً، ومن لم نر منه الكفر، ورأينا منه شعائر الإسلام التي لا تكفي لإثبات براءته من الكفر الواقع فيه هذا الشعب، فهذا يكون حاله كحال الذي أظهر لنا بعض شعائر الإسلام في أرض الحرب ولكن هذه الشعائر لا تدخله في الإسلام)!!!!!!
هذا الكلام ضلال مبين رعاك الله وبالحق بصرك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 02:32]ـ
الأخ (ابو عمر السلفي)،
هناك أسئلة تنتظر إجاباتك ..
أخي الكريم، أنا أسألك عن البلاد التي تحكم بالقانون الوضعي، والتي جعلت مرجعها في الحكم إلى ما يسمى بالدستور وليس القرآن.
لم أسألك الآن عن الحاكم أو المشرع أو غيره .. وتذكر أننا في صدد التأصيل الشرعي، ومعنى ذلك أن نتكلم عن أساس المسألة ثم نأتي إلى المسائل التي أشكلت علينا.
فهل هذه البلاد تعتبر بلاد ردة وكفر؟ أم أنها بلاد إسلام؟ .. هذا هو سؤالي الأول.
وسؤالي الثاني كان .. هل يشترط في القتال المواجهة والتلاحم مع أنصار التوحيد، حتى يأخذ هؤلاء حكم المقاتلة على الشرك والكفر؟ أم يكفي أن يهيئوا لذلك الجيوش والعساكر لترسيخ وتوطيد هذا الحكم الكافر، فنحكم عليهم بأنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت وفي سبيل إرساء حكم الشيطان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 11:12]ـ
الأخ (ابو عمر السلفي)،
هناك أسئلة تنتظر إجاباتك ..
لعلك توردها سؤالا سؤالا
فإن استطعت أن انفعك بعلم نفعتك بتوفيق من الله لقوله عليه الصلاة والسلام: " من استطاع ان ينفع أخاه فليفعل ".
بوركت وللحق دُللت.
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 02:06]ـ
الاخ ابو عمر السلفي وفقه الله
ليس الامر كما ذكرت باطلاق فالمسألة خلافية ولا يسوغ فيها الانكار واليك هذا عفا الله عنك:
ورد إلى اللجنةِ الدائمةِ كما في " فتاويها " (12/ 23) سؤالٌ نصه:
9248 – هل يجوزُ إطلاقُ كلمة " الشهيد " على من استبان لنا منه أنه من أهل الصلاحِ والتقوى ثم قتل في سبيل اللهِ، هل يجوزُ لنا أن يقولَ عنه شهيد؟
ج. من قتل في سبيلِ الله في معركةٍ مع العدو وهو صابرٌ محتسبٌ فهو شهيدُ معركةٍ، لا يغسلُ ولا يكفنُ بل يدفنُ بملابسهِ.
أما غيرُ شهيدِ المعركةِ فهو كثيرٌ ويسمى شهيداً كمن قتل دون عرضهِ أو نفسهِ أو مالهِ، وكالمبطونِ والمطعونِ والغريقِ ونحوهم، وهذا يغسلُ ويكفنُ ويصلى عليه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآلهِ وصحبهِ وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية.
الرئيس: عبد العزيز بن باز
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان.
عضو: عبد الله بن قعود.
قلت: والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على الصحابة ذلك بل أقرهم حيث كانوا يقولون: فلان شهيد وفلان شهيد. كما في لفظ مسلم حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا إني رأيته في النار ...
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم إطلاق لفظ الشهادة على الغال لملابسة خاصة به.
وانظر رحمك الله الى تراجم بعض العلماء في كتب التراجم كالتهذيب والميزان وغيرها وكيف اطلق عليهم الائمة كابن حجر والذهبي والحاكم هذا الوصف بدون استثناء ولولا ضيق المقام لسردت لك من ذلك ما يشفي. وهو قول شيخ الاسلام رحمه الله.
وفي الحديث ايضا: انتم شهداء الله في ارضه , واكثر المسلمين اليوم يشهدون للشيخ رحمه الله بذلك , ولا يضره كونه على منهج الاخوان! فان منهج الاخوان قد خلط حقا وباطلا والشيخ نحسبه رحمه الله انه ليس من اهل الباطل.
واما مناهضته للدعوة و عدم انكاره على الشرك فهذه لم اسمع بها , وان صح فلعله اجتهد فأخطأ وخطأه باذن الله مغفور في جنب حسناته وما قدمه للأمة رحمه الله , ثم مَن افضى الى ما قدم من المسلمين – فضلا عن مثل الشيخ - لا ينبغي ولا يجوز ان تذكر سيئاته الا على سبيل التحذير منها – حين تذكر - في ان تتخذ اسوة لا ان تجعل سبيلا في الطعن فيه رحمه الله.
ولعلك – اذ حكمت بجهله - لم تقرأ مؤلفاته والتي تنم عن سعة اطلاعه وفقهه وعلمه وحسن عقيدته رحمه الله وجعلها نورا له في قبره.
وغاية المنع من اطلاق لفظ الشهيد هو كما قال ابن حجر رحمه الله في الفتح عند تبويب البخاري: لا يقال فلان شهيد: أي على سبيل القطع والجزم بذلك.
ونحن لا نشهد لشيخ المجاهدين رحمه الله بالجنة بل نرجو له ولامثاله ذلك ونسميهم شهداء بنص الشارع وهذا من ضمن الاحكام الظاهرة لشهداء المعارك.
ثم يلزم على قولك هذا ابطال احكام شهداء القتال من ترك تغسيلهم وتكفينهم والصلاة عليهم وهو ظاهر البطلان
فاذا ثبتت لهم هذه الاحكام الظاهرة – وهي خاصة بالشهداء - ومن اعظمها ترك الصلاة عليهم فلأن يجوز اطلاق لفظ الشهادة عليهم بالقول من باب اولى والله اعلم.
اذا ثبت هذا , فأين هو من صكوك الرافضة رحمك الله!
أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملٌ **** ما هكذا يا سعدُ توردُ الإبلُ
ودمت بخير ما بقيت اخي الحبيب.
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 05:59]ـ
اخي الحبيب ابو شعيب وفقه الله
أرجو ان تتقبل مني ما سأذكر وان يتسع صدرك لما سأقول , سائلا ربي سبحانه ان يهديني واياك الى الحق المبين والصراط المستقيم وان يرزقنا الاخلاص فيما نقول , وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
فهذه المسألة ايها الحبيب من المسائل الشائكة والخطيرة , وقد اعتمدت فيها رحمك الله على ما تقدم ذكره , وسأبدأ في الرد على ماذكرت ثم أثني بالاستدلال على ما سأقول واذكر طرفا من اقوال العلماء في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأعظم شيء استندتَ اليه في هذه الصفحة هو ما نقله الاخ الفاضل ابو موسى وفقه الله , ثم تعليلات استأنست بها ونقولات جعلتها فاصلا في المسألة وكأنها فصل الكلام وغاية المرام كإحالتك دوما على قول الشيخ الحميد حفظه الله وقول ابن عتيق رحمه الله وغيره.
فأقول وبالله التوفيق ومنه العون وهو المستعان:
جاء من ضمن الكلام الذي ذكره الاخ ابو موسى وفقه الله:
قول شيخ الاسلام رحمه الله:
(00 و الحبشة كذلك كانت دار كفر و مع ذلك كان فيها من هو مؤمن كالصحابة رضوان الله عليهم الذي هاجروا إليها بل والنجاشي ومن آمن معه من قومه و النجاشي لم يكن يظهر إيمانه و مؤمن آل فرعون و زوجة فرعون كانوا في دار كفر و لم يكونوا يظهرون إيمانهم فكان ظاهرا حكمهم حكم أهل الدار.اهـ
فهذا الكلام من شيخ الاسلام انما هو فيمن كتم ايمانه وهذا بلا شك ان له حكم الظاهر الذي يظهر منه وهو لم يظهر الا الكفر فكان له حكمه , وهذا بخلاف ما نحن فيه ولا يمت له بصلة , فأين هذا من ديار يغلب فيها الاسلام على اهلها بل وينتصرون له (كحميتهم في الرد على الرسوم المسيئة) ويظهرون ما يستطيعون من شعائر الاسلام الظاهرة كالأذان والصلاة وسائر الاركان , ويفتخرون بانتسابهم للاسلام ويعرفهم الكفار بانهم مسلمون وانهم ينتصرون للاسلام ويذودون عنه , والعدو الكافر يحسب لهم حسابا ويعدهم اعداء! والكل يعرف انهم قد حاولوا ان يغيروا حكم الطواغيت القائمين عليهم الا انه لم يكتب لهم , بل قُتّلوا وأوذوا وامتلأت السجون منهم كما هو حال الاخوان في مصر والجزائر وتونس وغيرها من دول الشعوب المسلمة! فكيف يطلق على هؤلاء انهم كفار!!
واما قول ابن القيم رحمه الله:
(وسئل صلي الله عليه وسلم - عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من ذراريهم ونسائهم فقال هم منهم حديث صحيح ومراده صلي الله عليه وسلم - بكونهم منهم التبعية في أحكام الدنيا وعدم الضمان لا التبعية في عقاب الآخرة فإن الله تعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه.) أهـ
فهذا صريح انه في ذراري المشركين ونسائهم , وبهذا الحديث استدل من اجاز قتل النساء والاطفال المشركين اذا كانوا تبعا للمقاتلة منهم. وليس فيه ذكر للتكفير بالعموم بل ليس فيه ذكر لاهل الاسلام!
واما قول ابي محمد رحمه الله:
( .. الأصل أن من كان في دار فهو من أهلها يثبت له حكمهم ما لم يقم على خلافه دليل)
فهذا انما هو فيمن لم يتبين حاله كمن يكتم ايمانه , فكيف استفيد منه اطلاق التكفير على من ثبت اسلامه!
بل في المنقول عنه اعلاه ما يدل على نفي هذا الاطلاق الغاشم حيث قال رحمه الله في المولود اذا مات احد ابويه الكافرين: انقطعت تبعية الدين ويحكم له بالفطرة! فاذا كان هذا في وليد الكفار فكيف بمن ثبت اسلامهم واظهروا معالم الاسلام!
واما قول الشيخ حسين، والشيخ عبد الله، ابنا الشيخ محمد، رحمهم الله تعالى،
في أثناء جواب لهما: " 0000 فإن لم يهاجر فحكمه حكمهم، في القتل وأخذ المال؛ ".
فهو صريح في اشتراط الهجرة وقد قررت في ردي السابق ان الهجرة متعذرة في حقهم , فقل لي بربك الى اين سيهاجرون واين سيذهبون! ولا يمكن حمل قولهم على المعذورين لمخالفته لصريح الاية وسيأتي الكلام عن هذا باذن الله في الاستدلال.
واما قول الشوكاني رحمه الله فهو في شأن الدية ولم يتعرض من قريب ولا بعيد في اطلاق لفظ الكفر عليهم.
واما قول ابن القيم (000وجعل حكم الساكت والمقر حكم الناقض والمحارب وهذا موجب هديه صلى الله عليه وسلم في أهل الذمة).
فهذا صريح في انه في شأن اهل الذمة فكيف يقاس المسلمون عليهم!؟
واما كلام الأستاذ عبد المجيد الشاذلي فهو فيمن اظهر الردة والحرب على الاسلام , فكيف يقاس على حال الشعوب المسلمة المستضعفة , وهذا انما يصح لو اعلن هؤلاء الرؤساء الكفر والردة واعلنوا الحرب على الاسلام ولم يتزيل عنهم الشعب المسلم ولم ينكروا ذلك فحينئذ هم كفار في الظاهر بلا ريب , واما والحال انهم ليسوا كذلك فلا يطلق الكفر بالعموم.
فلو قدر ان في اقوام المرتدين اناس لم يرتدوا فلا يخلوا حالهم اما ان يكون قادرين على مفارقتهم او لا , فان قدروا ولم يفارقوهم فهم كفار في الظاهر , وان شاركوا معهم في القتال كفروا في الباطن ايضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما اذا لم يقدروا فحكمهم كحكم المستضعفين فلا يكفرون بالعموم بل هم مسلمون ظاهرا وباطنا , وانما يعذر المسلمون في قتلهم لتعذر معرفتهم حينئذ من بين المرتدين ولعدم تزيلهم عنهم.
واما كلام ابن العربي والقرطبي المشار اليه فهو كلام عن عموم العقوبة وليس فيه ذكر للتكفير ابدا , واين هذا من هذا , فما ذكروه ليس بخاف على احد في كون العقاب يعم الطالح والصالح اذا لم يؤمر بمعروف ولم يُنه عن منكر ولكن اين هذا مما نحن فيه!!
واما قولك وفقك الله:
(فلو قلنا أن الشعب كافر، لا يعني أن كل فرد منهم كافر .. )
فنحن لا نخالفك في هذا بل ندركه جيدا ولا يحتاج الى اعمال ذهن حتى يُظن بأن العلماء خلطوا فيه , ولكن السؤال: متى يصح اطلاق وتعميم الكفر على شعب ما , فهذا هو محل الخلاف؟
وقولك:
(وأظنك لا تغفل عن فتوى الشيخ ابن إبراهيم الشهيرة في الدولة التركية إذ قال إنها بلاد كفر لأنها تحكم بالقانون، ووجب الهجرة منها.
بالمناسبة، البارحة خرجت مظاهرات عارمة مؤيدة للعلمانية في تركيا .. بل حتى الأحزاب "الإسلامية" تقول إن منهجنا لا يعارض العلمانية!!! فكيف يكون الأصل في هؤلاء الإسلام؟؟)
فهذا لا نخالف فيه ايضا , فلا نخالف في ايجاب الهجرة على من كان هذا حاله - وسيأتي التفصيل في الهجرة - ولكن قد ذكرنا ان الهجرة متعذرة في حقهم.
واما هؤلاء المتظاهرون فهم ليسوا كفارا في الظاهر فحسب بل هم كفار في الباطن والظاهر , واما الشعب التركي ففيه المسلم وفيه العلماني وفيه النصراني , وهكذا في بقية الدول الاخرى فيها نسب من الاديان المختلفة , ولذلك لا يصح اطلاق القول بان اهلها مسلمون او بانهم كفار – الا على سبيل التغليب تجوزا - بل يذكر ذلك كما يذكره الجغرافيون.
بل حتى عندنا في بلادنا المباركة السعودية حرسها الله: يقال اهلها مسلمون تغليبا والا فيوجد فيهم رافضة كفار.
ولكن يصح ان يقال في بلاد غلب فيها عدد المسلمين انها اسلامية كالعراق , وفي بلاد غلب فيها عدد الكفار انها كافرة كايران.
وهذا انما هو اطلاق على الدولة وليس اطلاقا على شعبها , فلا يلزم من قولنا بلاد كافرة انه يصح اطلاق الكفر بالعموم على سكانها المسلمين وكذلك العكس.
وهذا التقسيم هو الذي يجب ان يصار اليه في عصرنا , فقد جاء في القاعدة الشرعية: لا ينكر تغير الاحكام بتغير الازمان , وقد تغيرت في هذا الزمان احوال المسلمين, فلم تعد لهم دار واحدة تجمعهم , ولا خلافة اسلامية تحكمهم , بل صاروا اجناسا وجنسيات , وتفرقهم حدود واتفاقيات , حتى صاروا في ديارهم محكومين من قبل الطواغيت , ويُحكَم فيهم بالجبت والطاغوت , ومن عارض منهم او خرج فالموت مصيره او السجن في اضعف الاحتمالات. كما في غالب دول الشعوب المسلمة والله المستعان.
قال شيخ الاسلام رحمه الله ((سكان اليمن فى هذا الوقت ضعاف عاجزون عن الجهاد أو مضيعون له وهم مطيعون لمن ملك هذه البلاد حتى ذكروا أنهم أرسلوا بالسمع والطاعة لهؤلاء [التتار] , وملك المشركين لما جاء إلى حلب جرى بها من القتل ما جرى , وأما سكان الحجاز فأكثرهم أو كثير منهم خارجون عن الشريعة وفيهم من البدع والضلال والفجور مالا يعلمه إلا الله وأهل الإيمان والدين فيهم مستضعفون عاجزون وإنما تكون القوة والعزة فى هذا الوقت لغير أهل الإسلام بهذه البلاد)) مجموع الفتاوى (28\ 533).
فانظر وفقك الرحمن كيف وصف رحمه الله اهل الحجاز فلم يعمهم بوصف الكفر والضلال بل فصل فيهم واعتذر للمستضعفين منهم.
ولهذا ذكر بعض اهل العلم كأبي عبدالله العلوان حفظه الله ان لكل دولة من دول الاسلام مواثيقها وعهودها مع بلاد الكفار , ويلزم من هذا ان من امّنه رئيسُ دولة لم يلزم الاخر امانه , وكذا لو حارب احدهم الكفار او غزاه الكفار لم يلزم الآخر نصرته لتفرق الدولة الاسلامية والله المستعان.
ولا يخفاك اخي الحبيب ان الفتوى تختلف عن التأصيل الشرعي , فالفتوى تتجاذبها امكنة واحوال وازمان واعراف , وزماننا اليوم غير زمان ابن عتيق رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم رحمه الله: ((من أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم واحوالهم وقرائن احوالهم فقد ضل وأضل وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم بل هذا الطبيب الجاهل وهذا المفتي الجاهل اضر ما على اديان الناس وابدانهم والله المستعان)) إعلام الموقعين (3\ 79) , وصدق والله رحمه الله.
وانت اخي الحبيب ابا شعيب قد بدأت هذه المقالة متسائلا ومترددا ثم لم تلبث ان اصبحت مقررا من غير شيء ومراهنا على التأصيل الذي تقرره من جهتك وحسب رأيك في كل مرة!!
وجميع ما ذكرته اخي الحبيب هو مبني على تعليلات شخصية ونقولات عامة وفي ازمان مختلفة لا تمت لما نحن فيه بصلة!
والاصل في هذا كله هو ان كل مسلم باق على اسلامه مالم يثبت خلافه بيقين.
ولا يجوز اطلاق الكفر عليه ظاهرا او باطنا الا بدليل صريح في تكفيره ولا اقول بكفره , فاذا ثبت ما يكفره كفرناه والا فلا.
وادلة تكفير المعين واضحة صريحة لا خلاف فيها.
واما التكفير بالعموم فليس فيه دليل صريح لاختلاف احواله , وما كان هذا شأنه فيبقى على الاصل.
وهذا بخلاف من ظاهرهم الكفر ويدّعون الاسلام ويوجد في بعض افرادهم مسلمون حقا كالرافضة فهؤلاء يصح تكفيرهم على العموم لان الاصل في عقائدهم الكفر حتى يتبين في افرادهم خلافه.
ومن اعظم ثمرات القول بالتكفير بالعموم هو جواز قتالهم وسبيهم في الجملة , فلو قدر ان للاسلام قوة جاز لخليفة المسلمين ان يغزوهم حتى يظهروا الاسلام الحق وينتفي منهم ما ينافيه.
وانت رحمك الله تمنع من هذا , وهذا يدل على اضطراب القول عندك , وترددك فيه , واذا كنت تمنع من هذا فما فائدة القول بتكفيرهم عندك سوى اثارة البغضاء والفتنة والتفرقة بين المسلمين! سيما مع عدم وجود الدليل الصريح!
فان قلت هو حملهم على التغيير , قلنا فذلك غاية ما يتمنون ولكنهم لا يستطيعون فأشبهوا حال المقهورين في باديء الاسلام.
وان قلت حتى لا يُجرى عليهم احكام الاسلام ظاهرا , قلنا هو منقوض بتكفير المعين , فلو ثبت عن معين منهم انه قد مات على الاسلام , لم يجز لك الا ان تعامله معاملة المسلمين , بل لو استنصروك لوجب عليك نصرهم الا على قوم بينك وبينهم ميثاق كما هو صريح الاية!
مع اننا نقول: انه لوقدر لدولة الاسلام قوة جاز لهم ان يقاتلوا حكام هذه الدول التي تحكم بالطاغوت ووجب على كافة شعبها المسلم ان يقف في صف دولة الاسلام وان يتزيلوا عن صفوف جيوش دولتهم والا صاروا كفارا ظاهرا وباطنا لمظاهرتهم الكفار على المسلمين , ولعدم العذر حينئذ وانعدام حال الاكراه و الاضطرار.
واما مسألة من يلتحق منهم بجيوش الطواغيت , فهؤلاء ان قاتلوا معهم فهم كفار ظاهرا وباطنا لمظاهرتهم لهم على المسلمين ولعدم تصور حال الاكراه في ذلك , واما ان التحقوا بالجيش في حال السلم جبرا واكراها – كما يفعل في تجنيد المصريين وغيرهم - فهؤلاء معذورون مضطرون سيما من كان في الامن الداخلي المختص بتنظيم الشوؤن الداخلية كظبط حركة السير وحماية امن الناس.
ولعل احسن ما يضرب مثلا في مسألتنا هذه دولة الرافضة والكفر والنفاق ايران المجوسية الصفوية , فنحن نقول ايران ليست دولة اسلامية ولكن يوجد بها ستة عشر مليون مسلما من اهل السنة.
ولا يجوز ان نطلق على اخواننا السنة انهم كفار لانهم متحيزون عن الكفرة وقد تزيلوا عنهم ويظهرون ما يستطيعون من شعائرهم.
فهؤلاء المسلمون لا يستطيعون فرارا ولا هجرة ولا اعتراضا ولا خروجا على الدولة وهم مقهورون مستضعفون , فهل يصح ان يطلق عليهم كفار في الظاهر؟ حاشا لله بل نسأل الله تعالى ان ينصر اخواننا السنة المضطهدين في كل مكان.
ومع ذلك فلو قدر ان لدولة الاسلام قوة جاز لهم بل ربما وجب عليهم غزو ايران لاقامة الدين واستنقاذ المستضعفين من المسلمين. كما تقدم تقريره.
كما يلزم من قولك اخي الحبيب من التكفير بالعموم: انه لا يجوز لك الدعاء لهم مطلقا , وهذا باطل باجماع المسلمين الفعلي فان من دعاءهم: اللهم انصر اخواننا المستضعفين في بلاد كذا وكذا ممن هذا حالهم , فأينك من هذا!
(يُتْبَعُ)
(/)
اذا ثبت هذا فاسمع رحمك الله لبعض ما يمكن الاستدلال به من النصوص الشرعية وبعض ما يمكن الاستئناس به من اقوال اهل العلم المرضية في هدم القول بما تقول على اطلاقه:
يقول الله عزوجل فيمن لم يهاجر من المؤمنين: (والذين امنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) الاية
والاستدلال بهذه الاية من وجوه:
1 - ان الله عزوجل سماهم مؤمنين.
2 - ان الله تعالى اوجب مناصرتهم اذا طلبوا النصر بشرطه.
3 - ان تركهم للهجرة الواجبة ولو بدون عذر لا يخرجهم من دائرة الاسلام بشرطه وسيأتي في الدليل الثالث.
4 - ان اقامتهم بين ظهراني الكفار بدون عذر لا توجب كفرهم بشرطه وسيأتي في الدليل الثالث , واذا كان ذلك بدون عذر فلأن يكونوا باقين على اسلامهم مع العذر في ذلك من باب اولى.
5 - ان الله عزوجل سماهم مؤمنين مع كونهم اقاموا في بلد لا يستطيعون اظهار شعائرهم فيه.
6 - اذا ثبت هذا , فلا يجوز اطلاق الكفر عليهم.
ثانيا: يقول الله تعالى {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَ?تِلُونَ فِي سَبِيلِ ?للَّهِ وَ?لْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ?لرِّجَالِ وَ?لنِّسَآءِ وَ?لْوِلْدَ?نِ ?لَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَـ?ذِهِ ?لْقَرْيَةِ ?لظَّالِمِ أَهْلُهَا وَ?جْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً وَ?جْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً)
ووجه الاستشهاد: ان المسلمين الذين يقيمون في ديار الكفار اذا كانوا مستضعفين ولا حول لهم ولا قوة انهم باقون على اسلامهم حيث لم يخرجهم الله تعالى من دائرة الاسلام بل سماهم المستضعفين وحث المسلمين على القتال لاستنقاذهم من ايدي الكفار.
الدليل الثالث: يقول سبحانه {إِنَّ ?لَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ?لْمَلا?ئِكَةُ ظَالِمِي? أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ?لأَرْضِ قَالْو?اْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ?للَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـ?ئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً} * {إِلاَّ ?لْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ?لرِّجَالِ وَ?لنِّسَآءِ وَ?لْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} * {فَأُوْلَـ?ئِكَ عَسَى ?للَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ ?للَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً}
قال الامام الطبري رحمه الله: ثم استثنى جلّ ثناؤه المستضعفين الذين استضعفهم المشركون من الرجال والنساء والولدان، وهم العجزة عن الهجرة بالعسرة وقلة الحيلة وسوء البصر والمعرفة بالطريق من أرضهم أرض الشرك إلى أرض الإسلام من القوم الذين أخبر جلّ ثناؤه أن مأواهم جهنم أن تكون جهنم مأواهم، للعذر الذي هم فيه، على ما بينه تعالى ذكره. 000 يقول: لعلّ الله أن يعفو عنهم للعذر الذي هم فيه وهم مؤمنون، فيتفضل عليهم بالصفح عنهم في تركهم الهجرة، إذ لم يتركوها اختياراً ولا إيثاراً منهم لدار الكفر على دار الإسلام، ولكن للعجز الذي هم فيه عن النقلة عنها. 000 وذكر أن هاتين الآيتين والتي بعدهما نزلت في أقوام من أهل مكة كانوا قد أسلموا وآمنوا بالله وبرسوله، وتخلفوا عن الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر، وعُرض بعضهم على الفتنة فافتتن، وشهد مع المشركين حرب المسلمين، فأبى الله قبول معذرتهم التي اعتذروا بها، التي بينها في قوله خبراً عنهم: {قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِى ?لأَرْضِ}.
وقال القرطبي رحمه الله: المراد بها جماعة من أهل مكة كانوا قد أسلموا وأظهروا للنبيّ صلى الله عليه وسلم الإيمان به، فلما هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم أقاموا مع قومهم وفُتِن منهم جماعة ف?فتتنوا، فلما كان أمر بَدْر خرج منهم قوم مع الكفار؛ فنزلت الآية. وقيل: إنهم لما استحقروا عدد المسلمين دخلهم شك في دينهم فارتدّوا فقُتِلوا على الردّة؛ فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأُكرِهوا على الخروج فاستغفروا لهم؛ فنزلت الآية. والأول أصح. روى البخاريّ عن محمد بن عبد الرّحم?ن قال: قُطِع على أهل المدينة بَعْث فاكْتُتِبْتُ فيه فلَقِيت عِكرمةَ مولى ابن عباس فأخبرته فنهاني عن ذلك أشدّ النهي، ثم قال: أخبرني ابن عباس أن ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين يُكَثِّرون سواد المشركين على عهد رسول
(يُتْبَعُ)
(/)
الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم فيُرْمَى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يُضرب فيُقتل؛ فأنزل الله تعالى?: {إِنَّ ?لَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ?لْمَلا?ئِكَةُ ظَالِمِي? أَنْفُسِهِمْ}. 000000 الى ان قال وانتبه لما قال: ويفيد هذا السؤال والجواب أنهم ماتوا مسلمين ظالمين لأنفسهم في تركهم الهجرة، وإلاَّ فلو ماتوا كافرين لم يقل لهم شيء من هذا، وإنما أضرب عن ذكرهم في الصحابة لشدّة ما واقعوه، ولعدم تعيّن أحدهم بالإيمان، واحتمال ردّته. 0000000 ولكن المعنى أنه قد يتوهم أنه يجب تحمل غاية المشقة في الهجرة، حتى أن من لم يتحمل تلك المشقة يعاقب فأزال الله ذلك الوهم؛ إذ لا يجب تحمل غايةِ المشقة، بل كان يجوز ترك الهجرة عند فقد الزاد والراحلة.
وقال ابن كثير رحمه الله: قال الضحاك: نزلت في ناس من المنافقين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وخرجوا مع المشركين يوم بدر، فأصيبوا فيمن أصيب، فنزلت هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين، وهو قادر على الهجرة، وليس متمكناً من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه، مرتكب حراماً بالإجماع، وبنص هذه الآية.
ويستفاد مما تقدم ما يلي:
1 - ان المسلمين المستضعفين المقيمين في ديار الكفر ولا يستطيعون حيلة انهم باقون على اسلامهم وانهم معذورون وليسوا داخلين في الوعيد. فلم ينف الله عنهم وصف الاسلام ولم يصفهم بضده. فدل على انهم باقون عليه ويسمون به.
2 - وجوب الهجرة مع الاستطاعة وسقوطها مع العجز اذ لا واجب مع العجز.
3 - انه لا يجب تحمل غاية المشقة في الهجرة , فمتى وجدت المشقة او ما يصح اطلاق المشقة عليه فانه يسقط وجوب الهجرة حينئذ , فاذا كان فقد الراحلة والزاد يعد مشقة - (وشيخ الاسلام يخالف في اشتراط الراحلة) - فما بالك بأحوال المسلمين اليوم وظروف الحياة الصعبة فضلا عن قوانين وانظمة الاقامة والجنسية 000!!
4 - ان الوعيد في الاية يستحقه من كان قادرا على الهجرة ولم يهاجر اذا جمع معه احد الاوصاف التالية:
أ*- اذا افتتن عن دينه حتى رجع عنه او ارتكب ما ينافيه في الظاهر
ب*- من ظاهر المشركين على المسلمين بقتال او غيره.
وهو في هذين الحالتين كافر ظاهرا وباطنا. ويحتمل الا يكفر لما تقدم من كلام القرطبي!
وأما اذا لم يهاجر - مع قدرته عليها - وسلم من الوصفين المذكورين فهو باق على اسلامه , ولو لم يكن مظهرا لدينه , ويعد مرتكبا لكبيرة من الكبائر لتركه للهجرة الواجبة الموعود تاركها بالوعيد الشديد كما ذكر ابن كثير رحمه الله (وهذا قول) او يكون تاركا لمستحب (على القول الثاني) كما سيأتي في النقل التالي.
وتدبر في هذا الكلام لشيخ الاسلام رحمه الله وكيف عظم من شأن المسلمين المستضعفين ومنع من سبهم اوصفهم بالنفاق وان الهجرة انما تكون واجبة اذا كان تركها سيؤدي الى مناصرة المشركين يقول: ((دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا فى ماردين - (وقد سبق معنا في الرد السابق انها تحت حكم الكفار) - او غيرها واعانة الخارجين عن شريعة دين الاسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين او غيرهم والمقيم بها ان كان عاجزا عن اقامة دينه وجبت الهجرة عليه والا استحبت ولم تجب ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والاموال محرمة عليهم ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأى طريق أمكنهم من تغيب او تعريض او مصانعة فاذا لم يمكن الا بالهجرة تعينت ولا يحل سبهم عموما ورميهم بالنفاق بل السب والرمى بالنفاق يقع على الصفات المذكور فى الكتاب والسنة)) مجموع الفتاوى (28\ 240)
و الموادعة والمسالمة مع الكافر المحتل لبعض بلاد المسلمين أقرها شيخ الاسلام أبن تيمية نفسه حيث قال عن سكان بلاد الشام التي كان هو ساكنا فيها:- ((وكان عدوهم [من التتار] فى اول الامر راضيا منهم بالموادعة والمسالمة شارعا فى الدخول في الاسلام وكان مبتدئا فى الايمان والأمان وكانوا هم قد اعرضوا عن كثير من احكام الايمان)) مجموع الفتاوى (28\ 432).
وقصته قدس الله روحه مع الملك غازان معروفة مشهورة وكان من ضمن كلامه له (فقال الشيخ للترجمان قل لغازان انت تزعم انك مسلم ومعك قاضي وإمام وشيخ ومأذنون على ما بلغنا فغزوتنا وأبوك وجدك كانا كافرين وما عملا الذي عملت عاهدا فوفيا وانت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت وجرت)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد كانت الشام تحت حكم التتار وكان اهلها المسلمون تحت حكمهم ويعيشون في ظل دارهم التي تحكم بالكفر الصراح بأيدي الكفرة المحتلين , ورغم ذلك لم يكن يطلق على اهلها بأنهم كفار , فاذا كان هؤلاء لا يطلق عليهم الكفر وهم تحت حكام يصرحون بالكفر ويدينون به ظاهرا وباطنا , فكيف بواقع المسلمين اليوم الذي يحكمهم اناس يتكلمون بالاسلام ويظهرون شعائر الاسلام ويسمون انفسهم مسلمين بل ربما دافعوا عن الاسلام!!
وقال (فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف او في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بأية الصبر والصفح عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين.
وأما أهل القوة فإنما يعملون بأية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين وبأية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)). الصارم المسلول (2\ 412 - 414)
واليك طرفا من اقوال شيخ الاسلام رحمه الله في اشتراط القدرة في التكاليف ومراعاة المصالح والمفاسد:
قال –رحمه الله-:- ((فمن استقرأ ماجاء به الكتاب والسنة تبين له أن التكليف مشروط بالقدرة على العلم والعمل فمن كان عاجزا عن أحدهما سقط عنه ما يعجزه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) مجموع الفتاوى (21\ 634).
وقال ايضا ((أن الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقدرة والأمكان أن ليس قتالهم بأولى من قتال المشركين والكفار ومعلوم أن ذلك مشروط بالقدرة والأمكان فقد تكون المصلحة المشروعة أحيانا هي التألف بالمال والمسالمة والمعاهدة كما فعله النبي غير مرة والإمام إذا اعتقد وجود القدرة ولم تكن حاصلة كان الترك في نفس الأمر أصلح)) مجموع الفتاوى (4\ 442).
وقال ((ولهذا جاءت الشريعة عند تعارض المصالح والمفاسد بتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما وباحتمال أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما فمتى لم يندفع الفساد الكبير …. إلا بما ذكر من احتمال المفسدة القليلة كان ذلك هو الواجب شرعا)) مجموع الفتاوى (31\ 92).
و مدح رحمه الله من لم يقاتل التتار لما نظروا في مفاسد صورة معينة من القتال كانت قد وقعت مع التتار بقوله:- ((ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا [التتار الذين قدموا لغزو دمشق] في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا)) الرد على البكري (2\ 733)
.
وقال:- ((القاعدة العامة فيما اذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات او تزاحمت فانه يجب ترجيح الراجح منها فيما اذا ازدحمت والمصالح والمفاسد وتعارضت المصالح والمفاسد فان الأمر والنهى وان كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر فى المعارض له فان كان الذى يفوت من المصالح او يحصل من المفاسد اكثر لم يكن مأمورا به بل يكون محرما اذا كانت مفسدته اكثر من مصلحته)) مجموع الفتاوى (28\ 129).
ويقول شيخ الاسلام رحمه الله: ((وإذا قال القائل: إن عليا والحسين إنما تركا القتال في اخر الأمر للعجز لأنه لم يكن لهما أنصار فكان في المقاتلة قتل النفوس بلا حصول المصلحة المطلوبة.
قيل له: وهذا بعينه هو الحكمة التي راعاها الشارع صلى الله عليه وسلم في النهي عن الخروج على الأمراء وندب إلى ترك القتال في الفتنة وإن كان الفاعلون لذلك يرون أن مقصودهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالذين خرجوا بالحرة وبدير الجماجم على يزيد والحجاج وغيرهما لكن إذا لم يزل المنكر إلا بما هو أنكر منه صار إزالته على هذا الوجه منكرا وإذا لم يحصل المعروف إلا بمنكر مفسدته أعظم من مصلحة ذلك المعروف كان تحصيل ذلك المعروف على هذا الوجه منكرا)) منهاج السنة النبوية (4\ 536).
وقال رحمه الله معللا بحال الضعف ((وقال عطاء الخرساني (كان الرجل يقول ارعني سمعك ويلوي بذلك لسانه ويطعن في الدين) وذكر بعض أهل التفسير (أن هذه اللفظة كانت سبا قبيحا بلغة اليهود) فهؤلاء قد سبوه بهذا الكلام ولووا ألسنتهم به واستهزؤوا به وطعنوا في الدين ومع ذلك فلم يقتلهم النبي.
قلنا عن ذلك أجوبة:-
(يُتْبَعُ)
(/)
أحداها أن ذلك كان في حال ضعف الإسلام في الحال التي اخبر الله رسوله والمؤمنين إنهم يسمعون من الذين أوتوا الكتاب والمشركين أذى كثيرا وأمرهم بالصبر والتقوى ثم أن ذلك نسخ عند القوة بالأمر بقتالهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون والصاغر لا يفعل شيئا من الأذى في الوجه ومن فعله فليس بصاغر ثم إن من الناس من يسمي ذلك نسخا لتغير الحكم ومنهم من لا يسميه نسخا لأن الله تعالى أمرهم بالعفو والصفح إلى أن يأتي الله بأمره وقد أتى الله بأمره من عز الإسلام وإظهاره والأمر بقتالهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وهذا مثل قوله تعالى ?فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا? ? النساء (15). وقال النبي [قد جعل الله لهن سبيلا] [مسلم] , فبعض الناس يسمي ذلك نسخا وبعضهم لا يسميه نسخا والخلاف لفظي ومن الناس من يقول الأمر بالصفح باق عند الحاجة إليه بضعف المسلم عن القتال بان يكون في وقت او مكان لا يتمكن منه وذلك لا يكون منسوخا إذ المنسوخ ما ارتفع في جميع الأزمنة المستقبلة وبالجملة فلا خلاف أن النبي كان مفروضا عليه لما قوي أن يترك ما كان يعامل به أهل الكتاب والمشركين ومظهري النفاق من العفو والصفح إلى قتالهم وإقامة الحدود عليهم سمي نسخا او لم يسم)). الصارم المسلول (2\ 443 - 444).
وقال ((ومن رأى أن هذا القتال مفسدته أكثر من مصلحته علم أنه قتال فتنة فلا تجب طاعة الأمام فيه إذ طاعته إنما تجب في ما لم يعلم المأمور أنه معصية بالنص فمن علم أن هذا هو قتال الفتنة الذي تركه خير من فعله لم يجب عليه أن يعدل عن نص معين خاص إلى نص عام مطلق في طاعة أولى الأمر ولا سيما وقد أمر الله تعالى عند التنازع بالرد إلى الله والرسول ويشهد لذلك أن الرسول أخبر بظلم الأمراء بعده وبغيهم ونهى عن قتالهم لأن ذلك غير مقدور إذ مفسدته أعظم من مصلحته كما نهى المسلمون في أول الإسلام عن القتال كما ذكره بقوله ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ?النساء (77). وكما كان النبي وأصحابه مأمورين بالصبر على أذى المشركين والمنافقين والعفو والصفح عنهم حتى يأتي الله بأمره)). مجموع الفتاوى (4\ 442 - 443).
وقال رحمه الله (فحيث ما كان للمنافق ظهور يخاف من إقامة الحد عليه فتنة اكبر من بقائه عملنا بآية ?دَعْ أَذَاهُمْ ?ألأحزاب (48). .
كما انه حيث عجزنا عن جهاد الكفار عملنا بآية الكف عنهم والصفح وحيث ما حصل القوة والعز خوطبنا بقوله ?جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ? التحريم (9).)) الصارم المسلول (3\ 681 - 683).
فالخلاصة رحمك الله: ان هؤلاء المسلمون المقيمون في الدول التي يحكم فيها بغير شرع الله وانتشر فيها الشرك بالله , انهم مسلمون ظاهرا وباطنا وحكمهم كحمك المستضعفين وهذا لا يخفى على كل ذي بصيرة فهم لا حول لهم ولا قوة بل مقهورون مستضعفون فليس لهم الا الصبر حتى يحكم الله وهوخير الحاكمين والحمدلله رب العالمين.
وختاما أسأل الله الكريم بأسمائه الحسني ان يغفر لي ولوالدي ولاخي ابي شعيب وجميع اخواننا المسلمين واسأله سبحانه ان ينصر اخواننا المستضعفين في كل مكان.
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
تنبيه: ستكون هذه المشاركة هي الاخيرة لي في هذا الموضوع.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 11:43]ـ
الشيخ يريد الطائفة الممتنعة الحاكمة لدار الكفر فهي التي تقاتل قتال مرتدين لأنهم ممتنعين عن الحكم بغير ما أنزل الله
أما من كان من أهل البلد من المسلمين فلا يقاتل و لا يكفر
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 11:53]ـ
الاخ ابو عمر السلفي وفقه الله
ليس الامر كما ذكرت باطلاق فالمسألة خلافية ولا يسوغ فيها الانكار واليك هذا عفا الله عنك:
ورد إلى اللجنةِ الدائمةِ كما في " فتاويها " (12/ 23) سؤالٌ نصه:
9248 – هل يجوزُ إطلاقُ كلمة " الشهيد " على من استبان لنا منه أنه من أهل الصلاحِ والتقوى ثم قتل في سبيل اللهِ، هل يجوزُ لنا أن يقولَ عنه شهيد؟
ج. من قتل في سبيلِ الله في معركةٍ مع العدو وهو صابرٌ محتسبٌ فهو شهيدُ معركةٍ، لا يغسلُ ولا يكفنُ بل يدفنُ بملابسهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما غيرُ شهيدِ المعركةِ فهو كثيرٌ ويسمى شهيداً كمن قتل دون عرضهِ أو نفسهِ أو مالهِ، وكالمبطونِ والمطعونِ والغريقِ ونحوهم، وهذا يغسلُ ويكفنُ ويصلى عليه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآلهِ وصحبهِ وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية.
الرئيس: عبد العزيز بن باز
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان.
عضو: عبد الله بن قعود.
قلت: والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على الصحابة ذلك بل أقرهم حيث كانوا يقولون: فلان شهيد وفلان شهيد. كما في لفظ مسلم حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا إني رأيته في النار ...
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم إطلاق لفظ الشهادة على الغال لملابسة خاصة به.
وانظر رحمك الله الى تراجم بعض العلماء في كتب التراجم كالتهذيب والميزان وغيرها وكيف اطلق عليهم الائمة كابن حجر والذهبي والحاكم هذا الوصف بدون استثناء ولولا ضيق المقام لسردت لك من ذلك ما يشفي. وهو قول شيخ الاسلام رحمه الله.
وفي الحديث ايضا: انتم شهداء الله في ارضه , واكثر المسلمين اليوم يشهدون للشيخ رحمه الله بذلك , ولا يضره كونه على منهج الاخوان! فان منهج الاخوان قد خلط حقا وباطلا والشيخ نحسبه رحمه الله انه ليس من اهل الباطل.
واما مناهضته للدعوة و عدم انكاره على الشرك فهذه لم اسمع بها , وان صح فلعله اجتهد فأخطأ وخطأه باذن الله مغفور في جنب حسناته وما قدمه للأمة رحمه الله , ثم مَن افضى الى ما قدم من المسلمين – فضلا عن مثل الشيخ - لا ينبغي ولا يجوز ان تذكر سيئاته الا على سبيل التحذير منها – حين تذكر - في ان تتخذ اسوة لا ان تجعل سبيلا في الطعن فيه رحمه الله.
ولعلك – اذ حكمت بجهله - لم تقرأ مؤلفاته والتي تنم عن سعة اطلاعه وفقهه وعلمه وحسن عقيدته رحمه الله وجعلها نورا له في قبره.
وغاية المنع من اطلاق لفظ الشهيد هو كما قال ابن حجر رحمه الله في الفتح عند تبويب البخاري: لا يقال فلان شهيد: أي على سبيل القطع والجزم بذلك.
ونحن لا نشهد لشيخ المجاهدين رحمه الله بالجنة بل نرجو له ولامثاله ذلك ونسميهم شهداء بنص الشارع وهذا من ضمن الاحكام الظاهرة لشهداء المعارك.
ثم يلزم على قولك هذا ابطال احكام شهداء القتال من ترك تغسيلهم وتكفينهم والصلاة عليهم وهو ظاهر البطلان
فاذا ثبتت لهم هذه الاحكام الظاهرة – وهي خاصة بالشهداء - ومن اعظمها ترك الصلاة عليهم فلأن يجوز اطلاق لفظ الشهادة عليهم بالقول من باب اولى والله اعلم.
اذا ثبت هذا , فأين هو من صكوك الرافضة رحمك الله!
أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملٌ **** ما هكذا يا سعدُ توردُ الإبلُ
ودمت بخير ما بقيت اخي الحبيب.
عفا الله عني وعنك يا سبيعي
قالت اللجنة الموقرة: " من قتل في سبيلِ الله في معركةٍ مع العدو وهو صابرٌ محتسبٌ فهو شهيدُ معركةٍ، لا يغسلُ ولا يكفنُ بل يدفنُ بملابسهِ ".
وهذا حق ولا دلالة فيها على أن المسألة خلافية وفقك الله.
فهل عبد الله عزام أو سيد قطب رحمهما الله وهما أشهر من يوصفان بالشهداء هذه الأيام قتلا في المعركة ضد العدو؟!!
- ثم أن قولك (بأننا نصفهم بالشهداء لا من باب الجزم والقطع لهم بالجنة) يستوجب منك زيادة (نحسبه شهيدا) فهي تكفي وتنبأ عن قصدك لئلا يقع الإيهام عند بعض الجهال فيقطعون بالجنة لمن وصف بالشهادة بدون دليل.
وأما الإطلاق بقولنا (فلان الفلاني الشهيد) أو (الشهيد فلان الفلاني) لا ينبغي ذلك إلا فيمن ورد النص له بهذا.
ولهذا انظر تبويب البخاري رحمه الله وفقهه العظيم في قوله (لا يقول فلان شهيد)
ثم أورد: قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم (الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله)
فحتى قتيل المعركة نأخذ بظاهره وتطبق عليه أحكام الشهيد في تجهيزه ودفنه ولا نجزم له بالشهادة , فالله اعلم بمن يُكلم في سبيله.
ولا عبرة بما يأتي في كتب التراجم ففيها من الأوصاف ما يوافق عليها وفيها ما لا يوافق والعبرة بالدليل, وفقك الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 01:53]ـ
الأخ (ابو عبدالله السبيعي)،
جزاك الله خيراً على البيان وعلى سعة الصدر التي تتكلم بها، ونسأل الله أن يهدينا وإياك إلى جادة الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كانت هذه آخر مشاركة لك في هذا الموضوع، فهذا لا يمنع من أن أعقّب على بعض ما ذكرته، فكما أن الناس تقرأ لك، فإنها تقرأ لي.
أستطيع أن أرى أنك تخلط بين أمرين غاية في التباين، وهما: حكم المسملين في دار الكفر الأصلية .. وحكم المسلمين في دار الردة والزندقة.
فحكم المسلمين في الدار الأولى هو الذي تفضلت به .. ومثاله: رجل مسلم يعيش في دار نصرانية أو يهودية أو بوذية أو غيرها مما تدعي صراحة أنها على غير دين الإسلام .. فهذا الرجل يكفيه أن يُظهر لنا الصلاة .. أو يذبح على طريقة المسلمين .. أو يقول أنا مسلم .. أو يقول الشهادتين .. أو غيرها من شعائر الإسلام المميزة، التي تُظهر بجلاء مخالفة هذا الرجل لدين هذه الدار.
فالنصارى مثلاً لا يصلون كالمسلمين .. فمن رأيناه يصلي، علمنا أنه ليس على دينهم .. ومن رأيناه يصوم على طريقة المسلمين، علمنا أنه ليس على دينهم .. ومن قال أنا مسلم، علمنا أنه ليس على دينهم، ومن نطق بالشهادتين، علمنا أنه ليس على دينهم.
فهو بهذه الشعائر المميزة عن دين أهل الدار، يُظهر مخالفته لهم ولدينهم، فينزل عليه حكم الإسلام.
أما ما نحن بصدد الحديث عنه هو الحكم على أهل دار ردة وزندقة تدعي الإسلام ديناً لها، وتقوم بالكثير من شعائره، ولكنها كفرت في غير ذلك.
نحن لدينا حكومات تصلي .. وتزكي .. وتصوم .. وتحج .. وتحفظ القرآن .. ولكنها كفرت في غير ذلك، لتحكيمها لشرع الشيطان، وموالاتها لأعداء الله.
فهذه الدار دار زندقة، لا يكفي لمن يصلي فيها أن يُحكم عليه بالإسلام .. لأن المرتدين في هذه الدار يصلون ..
لا يكفيه أن يقول أنا مسلم .. لأن المرتدين في هذه الدار يقولون نحن مسلمون.
لا يكفيه إلا أن يُظهر بغضه للكفر الواقع فيه أهل هذه الدار، بأي وسيلة كانت ..
سواء أخرج في مظاهرة تطالب بشريعة الله تعالى، أم جهر بذلك على الملأ، وأنه بريء مما يفعلون .. أم ما سوى ذلك مما يبين لنا رفضه وبراءته من الكفر المتفشي في بلاده .. وهذا ما طلبه خالد بن الوليد من مجاعة حتى يحكم بإسلامه .. (انظر مشاركة رقم 24).
وفي هذه المشاركة ذكرت الكثير مما يغني عن إعادته هنا.
وخلاصة القول في هذه المسألة هي:
إظهار الإسلام يختلف من دار إلى دار.
فمن كان في دار مشركين وثنيين، يكفيه أن يقول لا إله إلا الله حتى نحكم بإسلامه.
ومن كان في دار يهود أو نصارى، لا يكفيه ذلك، لأنهم يقولونها، بل حتى يضيف إليها: محمداً رسول الله.
ومن كان في دار الرافضة، لا يكفيه أن يقول الشهادة، حتى يتبرأ من مذهب الرافضة أو يصلي على مذهب أهل السنة .. أو غير ذلك من الشعائر المميزة عن دين الرافضة.
وهكذا، دواليك ..
فإظهار الدين يختلف باختلاف الدور.
------------------------------------------
فأعظم شيء استندتَ اليه في هذه الصفحة هو ما نقله الاخ الفاضل ابو موسى وفقه الله , ثم تعليلات استأنست بها ونقولات جعلتها فاصلا في المسألة وكأنها فصل الكلام وغاية المرام كإحالتك دوما على قول الشيخ الحميد حفظه الله وقول ابن عتيق رحمه الله وغيره لا يا أخي الكريم، بل أعظم ما أستدل به هو فعل الصحابة مع المرتدين، حتى حكموا على نسائهم وذراريهم بالردة، مع أن الأصل في هذه الشعوب كان الإسلام، ولكن متى ما ارتد منهم قوم، فحكموا الشعب بأسره، وهم من أنفسهم، ولم يُظهروا النكارة، غدا جميع الشعب مرتداً، إلا من أنكر أو تمايز أو هاجر.
هذا هو الأصل في المسألة كلها .. أما أقوال العلماء فإنما هي للاستئناس لا أكثر.
وانت اخي الحبيب ابا شعيب قد بدأت هذه المقالة متسائلا ومترددا ثم لم تلبث ان اصبحت مقررا من غير شيء ومراهنا على التأصيل الذي تقرره من جهتك وحسب رأيك في كل مرة!! عندما تساءلت، لم تتضح المسألة لي كما الآن، وكنت فيها محتاراً، وكان ذلك منذ مدة .. ثم أمعنت في البحث فوجدت الأمر على ما قلته لك أخيراً .. فلا هو مراوغة ولا هو إثارة للفتنة أو تلاعب بعقول القراء.
واما قول ابي محمد رحمه الله:
( .. الأصل أن من كان في دار فهو من أهلها يثبت له حكمهم ما لم يقم على خلافه دليل)
فهذا انما هو فيمن لم يتبين حاله كمن يكتم ايمانه , فكيف استفيد منه اطلاق التكفير على من ثبت اسلامه!
(يُتْبَعُ)
(/)
بل في المنقول عنه اعلاه ما يدل على نفي هذا الاطلاق الغاشم حيث قال رحمه الله في المولود اذا مات احد ابويه الكافرين: انقطعت تبعية الدين ويحكم له بالفطرة! فاذا كان هذا في وليد الكفار فكيف بمن ثبت اسلامهم واظهروا معالم الاسلام! أبو محمد أطلق الحكم في الديار .. ولم يحدد دار الكفر الأصلية من غيرها .. بل جعل هذا الحكم سائراً في كل الديار .. وهذا ما يُستفاد من كلامه في هذه المسألة.
ولا أدري ما شأن إقحام مسألة الرضيع في مسألتنا هذه ..
لو أن هذا الرضيع قًتل في بني حنيفة، وقد حكم الصحابة عليهم جميعاً بالردة، لحكموا عليه بالإسلام .. لأنه لا حول له ولا قوة، ولأنه لم يدن بغير دين الإسلام الصحيح، لأنه ولد على الفطرة.
ولكننا نرى أنهم حكموا على نسائهم وأطفالهم بالردة .. مع أن بني حنيفة أسلموا وبايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - .. ولكنهم لم يجعلوا الأصل فيهم الإسلام، بعد ارتداد طائفة منهم حكمتهم.
واما قول الشيخ حسين، والشيخ عبد الله، ابنا الشيخ محمد، رحمهم الله تعالى،
في أثناء جواب لهما: " 0000 فإن لم يهاجر فحكمه حكمهم، في القتل وأخذ المال؛ ".
فهو صريح في اشتراط الهجرة وقد قررت في ردي السابق ان الهجرة متعذرة في حقهم , فقل لي بربك الى اين سيهاجرون واين سيذهبون! ولا يمكن حمل قولهم على المعذورين لمخالفته لصريح الاية وسيأتي الكلام عن هذا باذن الله في الاستدلال.ليتك تقرأ كلامهما منذ بدايته، بارك الله فيك .. وهو كالتالي:
قال الشيخ حسين، والشيخ عبد الله، ابنا الشيخ محمد، رحمهم الله تعالى، في أثناء جواب لهما: "
الجواب: إن أهل هذه البلدة المذكورين، إذا كانوا قد قامت عليهم الحجة، التي يكفر من خالفها، حكمهم حكم الكفار، والمسلم الذي بين أظهرهم، ولا يمكنه إظهار دينه، تجب عليه الهجرة، إذا لم يكن ممن عذر الله، فإن لم يهاجر فحكمه حكمهم، في القتل وأخذ المال؛ ".
وحتى لا يشغّب علينا أحد ويذكر لنا مسألة الحجة .. فالحجة في أصول الدين معلومة، وهي القرآن .. فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة، كما ذكر ذلك الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله.
وأما مسألة الهجرة .. فهذه شرط عند القتال .. فإنه من لا يتمايز عنهم عند وفود جيش المسلمين لحربهم، فحكمه حكمهم في القتل وأخذ المال.
ففرق بين مسألة التكفير .. وبين مسألة القتال .. ولكلّ منهما أحكامهما.
وقد ذكرت ذلك في مشاركة رقم 24.
وانت رحمك الله تمنع من هذا , وهذا يدل على اضطراب القول عندك , وترددك فيه , واذا كنت تمنع من هذا فما فائدة القول بتكفيرهم عندك سوى اثارة البغضاء والفتنة والتفرقة بين المسلمين! سيما مع عدم وجود الدليل الصريح! لا اضطراب عندي والحمد لله .. فلقد قرر العلماء أنه لا يجوز للمسلمين غزو المشركين أو حتى إيذائهم قبل إنذارهم وإقامة الحجة عليهم .. وزاد بعضهم: وتمايز المسلمين عنهم .. هذا أولاً .. وثانياً: لعدم وجود دار الهجرة التي يحتمي بها المسلمون، ولاستضعافهم وخوفهم من بطش هذه الحكومات، أو حتى لجهلهم بالحكم الشرعي في إظهار الدين.
وكما ذكرتُ آنفاً، فالحكم بالكفر لا يقتضي ضرورة الحكم بالقتال .. لاعتبارات أخرى كذلك لا يحتملها المقام.
أما عن الفائدة، فهي عين فائدة تكفير الطوائف المنتسبة إلى الإسلام .. أو تكفير أهل بلدة ما ..
فلا نصلي خلف إلا من تحققنا عقيدته .. ولا نوالي إلا من ثبت لدينا إسلامه .. ولا ننكح إلا نساء المسلمين .. وغير ذلك من الأحكام.
مع أنني أصلي الجمعة فقط وراء الإمام ثم أعيد الصلاة، اقتداء بالإمام أحمد - رضي الله عنه - مما هو معلوم من مذهبه في الصلاة خلف الجهمية.
فالخلاصة رحمك الله: ان هؤلاء المسلمون المقيمون في الدول التي يحكم فيها بغير شرع الله وانتشر فيها الشرك بالله , انهم مسلمون ظاهرا وباطنا وحكمهم كحكم المستضعفين وهذا لا يخفى على كل ذي بصيرة فهم لا حول لهم ولا قوة بل مقهورون مستضعفون فليس لهم الا الصبر حتى يحكم الله وهوخير الحاكمين والحمدلله رب العالمين.وما هو حكم المستضعفين يا أخي الكريم الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً؟
أنا سأذكر لك:
قال ابن القيم - رحمه الله - في [اجتماع الجيوش الإسلامية: 1/ 15]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا، فالناس: إما مؤمن ظاهراً وباطناً، وإما كافر ظاهراً وباطناً، أو مؤمن ظاهراً كافر باطناً، أو كافر ظاهراً مؤمن باطناً، والأقسام الأربعة قد اشتمل عليها الوجود، وقد بين القرآن أحكامها. فالأقسام الثلاثة الأولى ظاهرة، وقد اشتمل عليها أول سورة البقرة.
فصل في القسم الرابع من هؤلاء
وأما القسم الرابع، ففي قوله تعالى: {فَلولا رجَالٌ مُؤمنُونَ ونِساء مُؤمنَاتٌ لَمْ تعْلمُوهم أنْ تَطَؤهُمْ} سورة الفتح آية 25، فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم ولا يتمكنون من إظهاره، ومن هؤلاء مؤمن آل فرعون. كان يكتم إيمانه، ومن هؤلاء النجاشي الذي صلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه كان ملك النصارى بالحبشة، وكان في الباطن مؤمناً.هذا هو حكم المستضعفين الذين لا يتمكنون من إظهار دينهم .. كما قال ابن القيم، هم كفار ظاهراً، ومؤمنون باطناً.
وكنت قد ذكرت في مشاركة رقم 24 العلة في توقفي في الحكم على أفراد هذا الشعب، فلا أقول عن مستور الحال منهم مؤمن ولا كافر حتى أتبين حقيقة معتقده. وما حدا بي إلى ذلك هو أن هؤلاء المستوري الحال يُظهرون شعائر الإسلام التي لا تكفي للحكم على آحادهم بالإسلام في تلك الدار، وهم في ذات الآن لم يُظهروا كفراً حتى نحكم عليهم بالكفر .. فيكون حكمهم حكم من أظهر لنا شيئاً من الإسلام في دار الكفر بما لا يكفي للحكم عليه بالإسلام .. كحال من يلقي إلينا السلام في دار الكفر، والذي نزل فيه قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} [النساء: 94]
يأمرنا الله - عز وجل - بالتبين عندما يُظهر لنا من كان الأصل فيه الكفر بعض شعائر الإيمان بما لا يكفي للحكم عليه به .. وهذا هو عين الذي أقوله في شأن مستور الحال في هذه الشعوب .. يتوجب علينا تفحص معتقده في هذه القوانين .. أو في موالاته للكافرين .. قبل أن نحكم عليه بإسلام أو كفر.
لقد تم بحث هذه المسألة باستفاضة تغني عن التكرار والإعادة، فلن أجيب بعدها عن سؤال مضمّن جوابه في أجوبتي السابقة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 02:54]ـ
الأخ أبو شعيب: هذه التي تسميها دار ردة هي الطوائف الممتنعة و هي ثلاثة أحوال
1 - ممتنع عن ركن و هذا كافر مثل مانعي الزكاة لهذا اعتبرهم الصحابة كفاراً و سبوا نساءهم
2 - ممتنع عن واجب و هذا يقاتل فإن دافع كفر من يدافع مثل الممتنعين عن الأذان
3 - ممتنع عن نافلة و هذا ذكر شيخ الإسلام أن فيه خلافاً مثل الممتنعين عن السنن الرواتب أي الذين يمنعون من يصليها و ليس الذين لا يصلونها
و أظنك من المجاهدين أو أتباعهم لكن مما نأسى له أشد الأسى انتشار الجهل بينهم مع توفر وسائل الاتصال و إمكان الاتصال بالعلماء، لكن إذا اعتبر البعض العلماء أغلبهم علماء سلطان أو أغلبهم ارتدوا فلن يبقى له من يتعلم منه إلا أنصاف و أرباع العلماء
وفق الله الجميع
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 03:06]ـ
من وصف أولياء الله من المجاهدين بالجهل فهو كذاب أشر وهو أحق بالجهل والغباوة، وكيف ينتشر الجهل بين المجاهدين وقد تكفل الله لهم بالهداية حتى قيل إذا وقع الخلاف فانظروا ما عليه اهل الثغور ... والسلام.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 02:08]ـ
(من صاحب النقب)،
أجبني عن ثلاثة أسئلة قبل أن أشرع في التعقيب على كلامك.
هل الدور التي تحكم بالشرائع الوضعية هي دور ردة وزندقة أم لا؟
وهل المقاتلون على الكفر يشترط أن يكونوا في أرض المعركة؟ أم يكفي أن يعدوا ويجهزوا الجيوش للقتال حتى نحكم عليهم بأنهم يقاتلون على الكفر؟
وهل تحكيم الشريعة من الواجبات التي يأثم تاركها ولا يكفر أم من أصل الدين التي يكفر تاركها؟
الأخ (الإمام الدهلوي)،
لا فضّ الله فاك، وجزاك الله خيراً على كلمة الحق تلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 02:46]ـ
و أظنك من المجاهدين أو أتباعهم لكن مما نأسى له أشد الأسى انتشار الجهل بينهم مع توفر وسائل الاتصال و إمكان الاتصال بالعلماء، لكن إذا اعتبر البعض العلماء أغلبهم علماء سلطان أو أغلبهم ارتدوا فلن يبقى له من يتعلم منه إلا أنصاف و أرباع العلماء
وفق الله الجميع
بئس ما قلت َ
هؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة في الدين, والقوة على الدعوة، ولذلك كانوا ورثة الأنبياء الذين قال الله فيهم: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} , فالأيدي: القوة في أمر الله، والأبصار: البصائر فى دين الله، فبالبصائر: يُدرك الحق ويُعرف، وبالقوة: يُتمكن من تبليغه, وتنفيذه, والدعوة إليه]
ولا شك أن أولى الناس بهذا النور, والفرقان: هم من بذل المهج, والأرواح فداءً للدين, ونصرةً له.
وقد قال الإمام سفيان بن عيينة_ رحمه الله_ لابن المبارك_ رحمه الله_:
" إذا رأيت الناس قد اختلفوا: فعليك بالمجاهدين, وأهل الثغور, فإن الله تعالى يقول: {لنهدينهم} ".
وقال الإمامان الكبيران عبد الله بن المبارك, وأحمد بن حنبل: " إذا اختلف الناس في شيء: فانظروا ماذا عليه أهل الثغر, فإن الحق معهم لأن الله يقول: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية_ رحمه الله_: [ولهذا كان الجهاد موجباً للهداية التي هي محيطة بأبواب العلم كما دلّ عليه قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} , فجعل لمن جاهد فيه: هداية جميع سبله تعالى].
فالمجاهدين فيهم العلماء الراسخون الذين يعملون بما يعلمون وليسوا كمن تركوا الجهاد أو خذلوا عنه نظرا لعدم إذن أولياء أمورهم
ورغم ذلك لاندعى لهم العصمة لكنهم أفضل الناس علما وعملا نسأل الله أن ينصرهم
فاستغفر الله من كلامك هذا ولا تردد كلام الحمقى
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 09:27]ـ
أبا شعيب: سأجيب بشرط أيضاً و هو إن كنت أتباع المجاهدين و رأيت جوابي صحيحاً فاتبعه و انقله لمن وراءك
و إن كنت من الدوائر الأمنية فلا تضيع جهودها في متابعة أمثالي، فلست من المجاهدين و إنما أنا مستضعف لست في العير و لا في النفير
قولك: هل الدور التي تحكم بالشرائع الوضعية هي دور ردة وزندقة أم لا؟
لا أعلم أحداً من أهل العلم لا من الصحابة و لا من بعدهم سمى داراً دار ردة و زندقة فإن علمت به فانقله لي، و إنما سموهم ممتنعين و هذا الدار التي ذكرت تسمى دار حرب أو دار مركب فيها المعنيين كما قال ابن تيمية فالممتنعين فيها عن الحكم بما أنزل الله أهل حرب و المسلمون فيها أهل إسلام
وهل المقاتلون على الكفر يشترط أن يكونوا في أرض المعركة؟ أم يكفي أن يعدوا ويجهزوا الجيوش للقتال حتى نحكم عليهم بأنهم يقاتلون على الكفر؟
هؤلاء ليس اسمهم مقاتلين عن الكفر بل اسمهم ممتنعين عن واجب تنفيذ الحكم بما أنزل الله و لا يحكم بكفرهم إلا إن شرعوا في قتال المجاهدين أهل دار الإسلام (و ليس المستضعفين) بعد دعوتهم لهم لامتثال حكم الله
وهل تحكيم الشريعة من الواجبات التي يأثم تاركها ولا يكفر أم من أصل الدين التي يكفر تاركها؟
اعتقادها بالقلب ركن يكفر تاركه و كذلك ما يلزم عليه من عمل الجوارح، أما ترك تنفيذها للطائفة الممتنعة الحاكمة فهو يحل قتالها لأنه امتناع عن واجب
أما قولي أن المجاهدين ينتشر فيهم الجهل فلا تحزن فحتى غيرهم ينتشر فيهم الجهل، (و إنما قلت ذلك مما رأيته من فهمك لكلام الشيخ ابن عتيق) و لكن لن تنزل الهداية على أحد بدون بذل السبب، و السبب هو طلب العلم، على الأقل في المسائل التي يحتاجونها، بسؤال العلماء، و ليس تصنيفهم أو أغلبهم مع العدو
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:16]ـ
ملاحظة هذا السطر سقط منه كلمة التي وضعتها بين قوسين
اعتقادها بالقلب (و العمل بها بالجوارح) ركن يكفر تاركه و كذلك ما يلزم على (عمل القلب) من عمل الجوارح
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 01:27]ـ
هاك تصحيحاً أفضل لجواب السؤال الثالث
وهل تحكيم الشريعة من الواجبات التي يأثم تاركها ولا يكفر أم من أصل الدين التي يكفر تاركها؟
الحكم بها من معنى الركن الأول من أركان الإسلام، أما تنفيذ الحكم فهو واجب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ثور]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 09:05]ـ
من الجامع في طلب العلم الشريف , بتصرف يسير
الساكت بهذه البلاد لايخلو حاله من حال من ثلاث: أن يكون ظاهره الكفر أو يكون ظاهره الإسلام أو لا يظهر منه شيء يدل على إسلام أو كفر.
1 ــ فمن كان ظاهرُهُ الكفر من كافر ٍ أصلي أو مرتد.
فهو كافر حكماً، كالنصراني واليهودي والشيوعي الملحد والمرتد بترك الصلاة أو سبّ الدين أو عبادة المقبورين بالدعاء والاستغاثة والنذر والذبح أو غيرها من أسباب الردّة.
2 ــ ومن كان ظاهره الإسلام.
فهو مسلم حكماً، وهو المسمى بالمسلم مستور الحال، وهو من ظهرت منه علامة من علامات الإسلام ولم يعرف عنه ناقض من نواقضه. وذلك لأن علامات الإسلام هى أسباب ظاهرة رتب عليها الشارع الحكم لصاحبها بالإسلام، فيثبت له حكمه، إلا أن يعارض هذا الظاهر ظاهرٌ أقوى منه كإتيانه بناقض للإسلام فيُرَجَّح عليه، فما لم يُعرف عنه ناقض للإسلام فحكم الإسلام ثابت له. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلّى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم) الحديث رواه البخاري (391)، وقال ابن حجر في شرحه (وفيه أن أمور الناس محمولة على الظاهر، فمن أظهر شعائر الدين أجريت عليه أحكام أهله مالم يظهر منه خلاف ذلك) (فتح الباري) 1/ 497.
وقد أخطأ في حكم المسلم مستور الحال طائفتان:
أ ــ طائفة كفّرت المسلم مستور الحال لسكوته عن الحاكم الكافر، باعتبار أن السكوت دليل رضا. وهؤلاء لهم سلف من بعض فرق الخوارج ــ وهم العوفية والبيهسية ــ الذين قالوا إذا كفر الإمام فقد كفرت الرعية الغائب منهم والشاهد، انظر (مقالات الإسلاميين) لأبي الحسن الأشعري، 1/ 192 و 194. وهذا قول فاسد
) ويؤكد هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رأي منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم، فقد دل هذا الحديث على أن الساكت بلسانه قد يكون منكراً بقلبه، وهو بذلك مازال مؤمنا، ومن هذا الباب أيضا قوله صلى الله عليه وسلم (إنه يُستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتُنكرون، فمن كَرِه فقد بريء، ومن أنكر فقد سَلِمَ، ولكن من رضي وتابع) قالوا: يارسول الله ألا نقاتلهم؟ قال (لا، ما صَلّوا) رواه مسلم، وقال النووي في شرحه (فأما رواية من روي «فمن كره فقد بريء» فظاهرة، ومعناه من كره ذلك المنكر فقد بريء من إثمه وعقوبته، وهذا في حق من لايستطيع انكاره بيده ولا لسانه فليكرهه بقلبه وليبرأ) (صحيح مسلم بشرح النووي) 12/ 243. ومادام حال الساكت قد دخله الاحتمال فلا يجوز تكفيره بل يُحمل حاله على الاحتمال الحسن مادام مسلما مستور الحال
ب ــ والطائفة الثانية التي أخطأت في هذا المقام: هى الطائفة التي توقفت في اثبات حكم الإسلام للمسلم مستور الحال بهذه البلاد واشترطت وجوب تبين حاله واختبار اعتقاده لأجل الحكم بإسلامه. وهذا يوافق قول طائفة من الخوارج ــ وهم الأخنسية ــ في التوقف والتبين. انظر (مقالات الإسلاميين) لأبي الحسن الأشعري، 1/ 180. وهذا التوقف في شأن مستور الحال بدعة، والدليل على أنه بدعة أن النصوص الدالة على اثبات حكم الإسلام لمن أظهر علامات الإسلام ورد معظمها في شأن أناس في دار الحرب أو في أثناء الحرب، فدل هذا على أن وجود من أظهر الإسلام في دار الحرب بين الكفار لا يوجب التوقف في اثبات حكم الإسلام له، ولو مات على حاله هذا لعومل معاملة المسلمين، لاخلاف بين العلماء في هذا، وكما لم يختلف العلماء في أن المسلم معصوم الدم والمال والذرية بإسلامه سواء كان في دار الإسلام أو دار الكفر، انظر (المغني مع الشرح الكبير) 9/ 335.ومن هذه النصوص المشار إليها. حديث أسامة بن زيد (أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله) الحديث متفق عليه، وحديث ابن عمر في قتل خالد بن الوليد لأسارى بني جذيمة بعدما قالوا: صبأنا صبأنا ــ وتعني عندهم أسلمنا، وإنكار النبي صلى الله عليه وسلم عليه، وحديثه بالبخاري، ونحوها من النصوص. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله (ومن المعلوم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل من كل من جاءه يريد الدخول في الإسلام الشهادتين فقط، ويعصم دمه بذلك ويجعله مسلماً، فقد أنكر على أسامة بن زيد قتله لمن قال «لا إله إلا الله» لَمَّا رفع عليه السيف واشتد
(يُتْبَعُ)
(/)
نكيره عليه، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليشترط على من جاءه يريد الإسلام، ثم إنه يُلزم الصلاة والزكاة) (جامع العلوم والحِكم)
. والحاصل أنه لاتوقف ولاتبين مع المسلم مستور الحال، ولايتوقف الحكم بإسلامه
وقد رتب البعض على التوقف في شأن المسلم مستور الحال ترك الصلاة خلفه، وهذه بدعة أخرى، فقد قال ابن تيمية رحمه الله (وتجوز الصلاة خلف كل مسلم مستور باتفاق الأئمة الأربعة وسائر أئمة المسلمين، فمن قال: لا أصلي جمعة أو جماعة إلا خلف من أعرف عقيدته في الباطن فهذا مبتدع مخالف للصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم. والله أعلم) (مجموع الفتاوى) 4/ 542. وقال أيضا (يجوز للرجل أن يصلي الصلوات الخمس والجمعة وغير ذلك خلف من لم يعلم منه بدعة ولافسقا باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين، وليس من شرط الائتمام أن يعلم المأموم اعتقاد إمامه ولا أن يمتحنه فيقول: ماذا تعتقد؟، بل يصلي خلف مستور الحال) (مجموع الفتاوى) 23/ 351. أما إذا علم من إمام الصلاة فسق أو بدعة فحكمه كما قال ابن تيمية (مازال المسلمون من بعد نبيهم يصلون خلف المسلم المستور، ولكن إذا ظهر من المصلي بدعة أو فجور وأمكن الصلاة خلف من يعلم أنه مبتدع أو فاسق مع إمكان الصلاة خلف غيره، فأكثر أهل العلم يصححون صلاة المأموم، وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة، وهو أحد القولين في مذهب مالك وأحمد، وأما إذا لم يمكن الصلاة إلا خلف المبتدع أو الفاجر كالجمعة التي إمامها مبتدع أو فاجر وليس هناك جمعة أخرى فهذه تُصلى خلف المبتدع والفاجر عند عامة أهل السنة والجماعة. وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة أهل السنة بلا خلاف عندهم. وكان بعض الناس إذا كثرت الأهواء يحب أن لايصلي إلا خلف من يعرفه على سبيل الاستحباب كما نُقل ذلك عن أحمد أنه ذكر ذلك لمن سأله. ولم يقل أحمد إنه لاتصح إلا خلف من أعرف حاله) (مجموع الفتاوى) 3/ 280. ولشيخ الإسلام كلام مبسوط في هذه المسألة في (مجموع الفتاوى) 23/ 340 ــ 359. وقد نقل شارح العقيدة الطحاوية معظم كلام ابن تيمية هذا عند شرحه لقول الطحاوي (ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم) (شرح العقيدة الطحاوية) صـ 421 ــ 426، ط 1403هـ.
وحتى لو كان المسلم مستور الحال هو في الحقيقة كافراً ــ كبعض الشيوعيين والعلمانيين والمحاربين لله ولرسوله ــ وظهرت منه علامة الإسلام كالصلاة فحكم رجل بإسلامه بما ظهر منه، وصَلَّى خلفه وهو لايعلم حقيقته وأنه كافر كفراً ظاهراً فصلاته صحيحة، قال ابن قدامة رحمه الله (إذا صلى خلف من شك في إسلامه أو كونه خنثى فصلاته صحيحة مالم يَبنْ كفره وكونه خنثى مشكلا، لأن الظاهر من المصلين الإسلام سيّما إذا كان إماما، والظاهر السلامة من كونه خنثى سيّما من يؤم الرجال، فإن تبين بعد الصلاة أنه كافر أو خنثى فعليه الإعادة على مابيّنا. وإن كان الإمام ممن يُسلم تارة ويرتد أخرى لم يُصل خلفه حتى يعلم على أي دين هو) (المغني مع الشرح الكبير) 2/ 34. فإذا كانت صلاته خلف من يشك في كفره صحيحة، فصلاته خلف من يجهل كفره صحيحة من باب أَوْلى.
هذا ما يتعلق بالمسلم مستور الحال وهو من أظهر علامات الإسلام فحُكِمَ بإسلامه ولايعرف عنه ناقض من نواقض الإسلام.
(فائدة) علامات الإسلام الحكمي.
وهى العلامات التي إذا ظهرت من شخص ٍ حُكم له بالإسلام، ويجب أن تكون من خصائص الإسلام التي لايشارك أهلَه فيها غيرُهم من أهل الملل الأخرى. فالصدقة وبر الوالدين وإغاثة الملهوف كلها من شُعب الإيمان ولكن لايختص بفعلها المسلم بل يفعلها المسلم والكافر، ويدل على ذلك حديث حكيم بن حزام أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة ٍ أو عتق ٍ أو صلة رحم، أفيها أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أسلمت على ما أسلفت من خير) متفق عليه، والتحنث: التعبد. فلابد أن تكون علامات الإسلامي الحكمي من خصائص الإسلام. قال ابن تيمية رحمه الله (وكل حُكم عُلِّق بأسماء الدين من إسلام وإيمان وكفر ونفاق وردّة وتهوّد وتنصُّر إنما يثبت لمن اتصف بالصفات الموجبة لذلك) (مجموع الفتاوى) 35/ 227. وقال شارح العقيدة الطحاوية (وهنا مسائل تكلم فيها الفقهاء كمن صلى ولم
(يُتْبَعُ)
(/)
يتكلم بالشهادتين، أو أتى بغير ذلك من خصائص الإسلام ولم يتكلم بهما هل يصير مسلماً أم لا؟ والصحيح أنه يصير مسلما بكل ما هو من خصائص الإسلام.) (شرح العقيدة الطحاوية) ط المكتب الإسلامي 1403هـ، صـ 75. وعلامات الإسلام الحكمي قسمان: علامات تكفي بذاتها، وقرائن لا يحكم بها إلا بعد التبين وهذا بيانها باختصار:
أما العلامات التي تكفي بذاتها لاثبات حكم الإسلام لصاحبها، فمنها.
أ ــ النطق بالشهادتين: للحديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) الحديث متفق عليه، وحديث أسامة بن زيد (أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله) الحديث متفق عليه، وغيرها كثير، وفيها تفصيل راجعه في (نيل الأوطار 8/ 12) و (المغني مع الشرح الكبير) 10/ 100 ــ 102.
ب ــ قول الشخص (إني مسلم) كما في حديث فرات بن حيان عند أحمد وأبي داود (نيل الأوطار، 8/ 154). أو قوله (أسلمت لله) كما في حديث المقداد بن الأسود (أرأيت إن لقيت رجلاً من الكفار فاقتتلنا) الحديث متفق عليه. أو قوله مايدل على إرادة الإسلام كما في حيث قتل خالد بن الوليد لأسارى بني جَذِيمة بعد قولهم صبأنا (نيل الأوطار، 8/ 9).
جـ ــ الصلاة منفرداً أو في جماعة: لحديث أنس (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم) الحديث رواه البخاري. ونقل القرطبي عن إسحاق بن راهويه الإجماع على ذلك (تفسير القرطبي) 8/ 207. وانظر (المغني مع الشرح الكبير) 10/ 102 ــ 103.
د ــ الأذان: رفعه أو ردّده، لأنه متضمن للشهادتين (فتح الباري، 2/ 90). وفيه حديث أنس في الغزو والكف عمن يسمع منهم الأذان، رواه البخاري. وراجع (نيل الأوطار) 8/ 69.
هـ ــ الحج: وفيه خلاف لأن المشركين كانوا يحجون في الجاهلية، والصحيح أنه علامة لأن النبي صلى الله عليه وسلم منعهم عن ذلك عام 9هـ إذ أعلمهم بأن (لايحج بعد العام مشرك) الحديث رواه البخاري، فأصبح الحج من خصائص الإسلام. وانظر (المغني مع الشرح الكبير) 10/ 103.
و ــ شهادة رجل مسلم له: كشهادة النبي صلى الله عليه وسلم للنجاشي أصحمة لما صلى عليه صلاة الجنازة يوم وفاته ولم يعلم الصحابة بإسلامه إلا حينئذ، وحديثه متفق عليه. وكشهادة ابن مسعود بإسلام سهيل بن بيضاء في قصة أسارى بدر وحديثه رواه الترمذي وحسّنه (نيل الأوطار، 8/ 148).
ز ــ التبعية للوالدين المسلمين أو أحدهما: وهذه يحكم بها بإسلام الأطفال دون البلوغ.
أما القرائن التي لا يحكم بها إلا بعد التثبت، فمنها:
أ ــ تحية الإسلام: فمن ألقى تحية الإسلام (السلام عليكم) فهى قرينة على إسلامه وليست قاطعة إذ قد يقولها الكافر عادة ً أو تقيّة ً أو مجاملة ً فيلزم التثبت، ذكره القرطبي في تفسيره (5/ 339) وابن حجر في الفتح (8/ 259). في تفسير قوله تعالى (إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا) النساء 94 مع حديث ابن عباس المتفق عليه في سبب نزولها وأنها فيمن ألقى التحية فَعَدَا عليه بعض المسلمين فقتله. وإنما لم تكن التحية قاطعة لأن غير المسلم قد يقولها كما في حديث أنس (إذا سلّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعلكيم) متفق عليه.
ب ــ الهدي الظاهر (السيما) من الثياب واللحية والشعر والعمامة وغيرها، قال محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله في (السير الكبير) (وإذا دخل المسلمون مدينة من مدائن المشركين عَنوة فلا بأس أن يقتلوا من لقوا من رجالهم إلا أن يروا رجلاً عليه سيماء المسلمين أو سيماء أهل الذمة للمسلمين فحينئذ يجب عليهم أن يتثبتوا في أمره حتى يتبين لهم حاله) أهـ. قال الشارح الإمام السرخسي (لأن تحكيم السيما أصل فيما لايوقف على حقيقته، قال تعالى «سيماهم في وجوههم» الفتح 29، وقال تعالى «تعرفهم بسيماهم» البقرة 273، وقال تعالى «يُعرف المجرمون بسيماهم» الآية، الرحمن 41، ومتى وقع الغلط في القتل لايمكن تداركه، وليس في تأخيره إلى أن يتبين الأمر تفويت شيء على المسلمين، فلهذا ينبغي لهم أن يتثبتوا في أمره حتى يتبين لهم حاله، وهذا لأن السيماء في كونه محتملا لايكون دون خبر الفاسق، وقد أُمِرنا بالتثبت هناك، فها هنا أولى) (السير الكبير) 4/ 1444.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك أمور أخرى يستدل بها على الإسلام الحكمي كتلاوة القرآن، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيره من الوظائف الشرعية، والجهاد في سبيل الله تعالى، وفي كل هذا تفصيل. ويمكن تقسيم هذه العلامات والقرائن بأكثر من طريقة،
فهذا ما يتعلق بمستور الحال ــ وهم القسم الثاني من أقسام الساكتين ببلاد المسلمين التي يحكمها حكام مرتدون بغير شريعة الإسلام ــ وهو من كان ظاهره الإسلام ولايُعرف عنه ناقض من نواقضه. وسُمِّي هذا بمستور الحال لأنه لم يُخْتَبَر حقيقة أمره وعدالته الباطنة،
وهل يجب البحث عن عدالته الباطنة؟. والجواب: يجب البحث عنها فيما تشترط له العدالة الباطنة كتزكية الشهود عند القاضي، وفي الولايات العامة كالإمامة الكبرى والقضاء، وانظر في هذا (الأشباه والنظائر) للسيوطي، صـ 612 ــ 616، وصـ 750، ط دار الكتاب العربي 1407هـ. وطرق معرفة العدالة الباطنة هى كما قال ابن تيمية (ومعرفة أحوال الناس: تارة تكون بشهادات الناس، وتارة تكون بالجرح والتعديل وتارة تكون بالاختبار والامتحان) (مجموع الفتاوى) 15/ 330.
فهذا القسم الثاني من الساكتين،
أما القسم الثالث وهو من لم يظهر منه شيء.
3 ــ من لم يظهر منه شيء يدل على إسلام أو كُفر.
فهذا يُسمَّى مجهول الحال، ولا يقال: (المسلم مجهول الحال) كما قلنا في القسم الثاني (المسلم مستور الحال)، لأننا إذا قلنا (المسلم) فقد حكمنا له بالإسلام ولم يبق حاله مجهولاً.
وحكم مجهول الحال في هذه البلاد: هو التوقف في الحكم عليه ولايستصحب له أصل معين، ولايبحث عن حاله، إلا أن تدعو الحاجة إلى معرفة حكمه فيتبيَّن أمره، ولايُحكم عليه إلا بظاهر، وعند العجز التام عن اثبات الظاهر يُحكم له بحكم الدار مع اعتبار حال سكانها.
وباختصار يمكن القول بأن مجهول الحال في هذه البلاد: يُتوقف في الحكم عليه ويُتبين أمره عند الحاجة.
. وتفصيل هذا الكلام: هو أن الأصل الذي يستصحب للمجهول في كلام الفقهاء هو حكم الدار مع اعتبار ديانة سكانها، فالمجهول في دار الإسلام يُحكم بإسلامه، ومع ذلك فإن اللقيط في قُرى أهل الذمة في دار الإسلام يُحكم بكفره لأنه منهم في الغالب، والمجهول في دار الكفر يُحكم بكفره، ومع ذلك فإن اللقيط في دار الكفر التي يقطنها بعض المسلمين محكوم بإسلامه في وجه ٍ تغليبا لحكم الإسلام. فالأصل المستصحب للمجهول هو حكم الدار مع اعتبار ديانة سكانها، انظر (المغني مع الشرح الكبير) 6/ 375، و (أحكام أهل الذمة) لابن القيم، 2/ 518 ــ 519، ط دار العلم للملايين 1983. ومع ذلك فلم يقل أحد من العلماء بالعمل بهذا الاستصحاب إلا عند العجز التام عن اثبات علامة ظاهرة يُعمل بها، فلم يحكموا بهذا الاستصحاب إلا في اللقيط والميت المجهول الذي ليس عليه علامة، قال ابن قدامة رحمه الله (دار الإسلام يُحكم بإسلام لقيطها ويثبت للميت فيها إذا لم يعرف أصل دينه حكم الإسلام في الصلاة عليه ودفنه وتكفينه من الوقف الموقوف على أكفان موتى المسلمين) (المغني مع الشرح الكبير) 12/ 215. فهذه من الصور التي يُعجز فيها عن اثبات ظاهر فيُعمل بالأصل. ومثاله أيضا ماقاله ابن رجب الحنبلي رحمه الله (لو وجد في دار الإسلام ميت مجهول الدين: فإن لم يكن عليه علامة الإسلام ولا الكفر أو تعارض فيه علامة الإسلام والكفر صلى عليه نَصَّ عليه، فإن كان عليه الكفر خاصة فمن الأصحاب من قال يصلي عليه والمنصوص عن أحمد أنه لايصلي عليه ويدفن، وهذا يرجع إلى تعارض الأصل والظاهر إذ الأصل في دار الإسلام الإسلام والظاهر في هذا الكفر، ولو كان الميت في دار الكفر فإن كان عليه علامات الإسلام صلى عليه وإلا فلا، نص عليه أحمد في رواية على بن سعيد، وهذا ترجيح للظاهر على الأصل ها هنا كما رجحه في الصورة الأولى) (القواعد الفقهية) لابن رجب، صـ 345، ط دار المعرفة، ومعنى (نصّ عليه) أي أحمد بن حنبل إما المذهب، وبهذا ترى أن الظاهر يقدم دائما على استصحاب الأصل الذي لايُعمل به إلا عند العجز عن اثبات الظاهر. أما العلامات التي يستدل بها على دين الميت فمثل الختان والهدي الظاهر كما قال ابن مُفلح الحنبلي (قال أحمد في المقتول بأرض حرب «يستدل عليه بالختان والثياب» فثبت أن للسيما حكماً في هذه المواضع في باب الحكم بالإسلام والكفر) (الفروع) 6/ 168. ألا ترى كيف
(يُتْبَعُ)
(/)
قدم السيما في الحكم على الميت قبل اعتبار الأصل؟ مع أن السيما من القرائن التي تحتاج إلى تبيُّن وليست من العلامات المستقلة، وكذلك الختان ليس من خصائص المسلمين، فقد كان العرب في الجاهلية يختتنون وكذلك اليهود كما ورد في حديث هرقل، وفيه قال (فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود ــ إلى قوله ــ وسأله عن العرب، فقال: هم يختتنون) الحديث متفق عليه.
فلم يقل العلماء باستصحاب حكم الدار إلا عند العجز عن اثبات ظاهر يُحكم به كما في اللقيط والميت الذي ليس عليه علامة، فإذا كانت عليه علامة ــ ولو كانت قرينة كالختان والسيماء ــ حُكم بها تغليبا للظاهر على الأصل، قال ابن تيمية رحمه الله (الظاهر يقدم على الاستصحاب، وعلى هذا عامة أمور الشرع ــ إلى قوله ــ إن التمسك بمجرد استصحاب حال العدم أضعف الأدلة مطلقا، وأدنى دليل يُرجح عليه) (مجموع الفتاوى) 23/ 51 ــ 16. وقال ابن تيمية أيضا (أجمع المسلمون وعُلم بالاضطرار من دين الإسلام: أنه لايجوز لأحد أن يعتقد ويفتي بموجب هذا الاستصحاب والنفي إلا بعد البحث عن الأدلة الخاصة إذا كان من أهل ذلك، فإن جميع ماأوجبه الله ورسوله وحرَّمه الله ورسوله مُغَيِّر لهذا الاستصحاب، فلا يوثق به إلا بعد النظر في أدلة الشرع لمن هو من أهل ذلك) (مجموع الفتاوى) 29/ 166. وكلام شيخ الإسلام هنا وإن كان في العمل بالاستصحاب كدليل شرعي: أنه لايُحكم به في إباحة أو تحريم إلا بعد البحث عن غيره من الأدلة لأنه أضعفها وكل دليل غيره مقدم عليه، فكلامه هذا جارٍ أيضا في مسألتنا هذه: أنه لايقال باستصحاب حكم الدار في اثبات إسلام أو كفر إلا بعد البحث عن العلامات الظاهرة المُغَيِّرة للأصل لأن هذه العلامات هى أسباب شرعية وضعها الشارع لترتيب الأحكام عليها، أما الاستصحاب فهو العمل بالأصل لعدم وجود دليل مُغَيِّر له، فإذا ظهر أدنى دليل رُجِّح عليه. ولهذا فإنه حيث يُعمل بالاستصحاب في اثبات إسلام أو كفر فإن أي دليل يظهر يُقدَّم عليه ويُغيِّر حكمه، كما قال ابن قدامة في حكم اللقيط (وفي الموضع الذي حكمنا بإسلامه إنما يثبت ذلك ظاهراً لا يقيناً لأنه يحتمل أن يكون وَلَدَ كافر ٍ، فلو أقام كافرٌ بيّنة أنه وَلَدَه وُلِدَ على فِراشه حكمنا له به) (المغني مع الشرح الكبير) 6/ 376.
والحاصل: أن مجهول الحال لا يستصحب في الحكم عليه أصل معين، وذلك لسببين:
أحدهما: أن استصحاب الأصل (حكم الدار مع اعتبار ديانة سكانها) لايُعمل به في اثبات إسلام أو كفر إلا عند العجز عن اثبات ظاهر يُحكم به ــ كما في اللقيط والميت المجهول ــ وفيما عدا هاتين الصورتين فإنه يمكن اثبات ظاهر لمجهول الحال الحيّ بتبيُّن أمره، فلا يعمل بالاستصحاب مع إمكان اثبات الظاهر كما ذكره ابن تيمية ونقل فيه الإجماع. وننبه هنا على أن العمل بالاستصحاب في الميت المجهول إنما يكون في الأمور التي لاتنازع فيها ولا ضرر فيها على أحد كالصلاة عليه ودفنه، أما إذا ترتب على اثبات دينه تنازع أو خصومة كالتنازع في ميراثه إذا اختلف الورثة في دِينه فلا يصح استصحاب الأصل ولابد من البحث عن البينات والشهود، انظر (المغني مع الشرح الكبير) 12/ 214 ــ 216. وهذا مما يبيّن لك ضَعْف الاستصحاب كدليل.
والسبب الثاني: أن الأصل الذي يستصحب حكمه في هذه الأحوال (وهو حكم الدار مع اعتبار ديانة سكانها) قد دخله اختلاط كبير جعل صفته غير منضبطة، وهذا بالإضافة إلى السبب السابق يجعلنا نؤكد أنه لايعمل بهذا الأصل إلا في حالة العجز التام عن اثبات ظاهر يُحكم به، وهذا في اللقيط والميت المجهول كما سبق بيانه، وأما الاختلاط الذي دخله فحكم الدار (التي يحكمها حكام كافرون بأحكام كافرة) أنها دار كفر وهذا هو حكم البلاد التي نتكلم عنها ــ وستأتي إشارة موجزة فيما بعد لأحكام الديار إن شاء الله ــ وأما سكانها فهم خليط من المسلمين وغير المسلمين، فهذه البلاد كانت من قبل دار إسلام يتميز فيها المسلم عن غير المسلم، إلا أنه ومع تطبيق القوانين الوضعية اختلط المسلم بغير المسلم بلا تميز لسببين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: عدم إلزام أهل الكتاب بالغيار الذي يُميِّزهم عن المسلمين ــ في الثياب والشَّعر والمراكب والأسماء والكُنى ــ لإسقاط العمل بعقد الذمة بموجب الدساتير والقوانين الوضعية التي ساوت بين السكان في الحقوق والواجبات على أساس مبدأ المواطنة وألغت مبدأ الهوية الدينية. ولُبس الغيار مما يميز بين الناس في دار الإسلام كما قال ابن القيم رحمه الله (إن الشروط المضروبة على أهل الذمة تضمّنت تمييزهم عن المسلمين في اللباس والشعور والمراكب وغيرها لئلا تفضي مشابهتهم إلى أن يُعامَل الكافر معاملة المسلم، فَسُدَّت هذه الذريعة بإلزامهم التميّز عن المسلمين) (اعلام الموقعين) 3/ 157.
والثاني: إقرار المرتدين على ماهم عليه بسبب عدم تجريم الردّة في القوانين الوضعية، أما في دار الإسلام فالأمر كما قال ابن قدامة (إن المرتد لايُقَر على ردته في دار الإسلام) (المغني مع الشرح الكبير) 12/ 214. وقد سبق بيان معنى هذا الكلام في قاعدة التكفير وأن المرتد في دار الإسلام يُستتاب فإن تاب وعاد إلى الإسلام وإلا قُتل، وبذلك لايبقى مرتد ردة ظاهرة في دار الإسلام. أما الآن فنحن نقطع بوجود كثير من المرتدين بهذه البلاد من تاركي الصلاة والساخرين بالدين وأهله ومن الذين يسبّون الدين ومن الشيوعيين والعلمانيين وعُبّاد القبور وغيرهم.
فمع التميز في دار الإسلام يكون مجهول الحال ــ الذي ليست عليه علامة تميزه ــ هو غالبا مسلم، لعدم إقرار المرتد بها ولتميز الذمي بالغيار، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) الحديث متفق عليه، فهذا مع نهيه عن بداءة أهل الكتاب بالسلام يدل على أن مجهول الحال بدار الإسلام محكوم بإسلامه. أما في هذه البلاد اليوم مع اختلاط المسلم بالكافر وعدم التميُّز لم يبق أصل منضبط يستصحب لمجهول الحال، ويكون الحكم عليه بإسلام أو كفر ضرب من التخرُّص والتخمين.
لأجل هذا كله فإننا نرى أن مجهول الحال لايستصحب له أصل في اثبات إسلام أو كفر إلا في أضيق الحدود وذلك في حالة اللقيط والميت المجهول الذي ليس عليه علامة.
ونتابع شرح العبارة التي ذكرناها في حكم مجهول الحال، وقد شرحنا معنى قولنا (يتوقف في الحكم عليه ولايستصحب له أصل معين) ثم قلنا:
جـ ــ (ولا يبحث عن حاله، إلا أن تدعو الحاجة إلى معرفة حكمه فيُتبيَّن أمره). أما عدم البحث عن حال مجهول الحال فلأنه لم يجر عليه العمل بين المسلمين، فلم يكونوا يعترضون كل مجهول ليتبينوا حاله، وهذا مندرج تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم (من حُسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه) قال النووي: حديث حسن رواه الترمذي وغيره. أما اعتراض الناس وتبين أحوالهم فهو شأن الخوارج كما هو ثابت عنهم في كتب الفِرَق.
وقولنا (إلا أن تدعو الحاجة .... ) فهذا هو الذي جرى عليه العمل: التبيُّن للحاجة، وعليه تدل الأدلة، والمقصود بالتبيُّن هنا: تبيّن دين مجهول الحال، ومن المواضع التي يُحتاج فيها إلى ذلك
ك العِتق , اثبات إسلام الشهود عند القاضي
وفي الجملة فإن كل ما يشترط له معرفة الدين يجب فيه تبيّن دين مجهول الحال، كالنكاح والإجارة والشركة ومصارف الزكاة والوقف الذي لايجوز صرفه إلا لمسلم، ومواضع وجوب الدية
فهذه الأمور ونحوها من المواضع التي يُحتاج فيها إلى تبيّن دين المجهول. وهذا هو التبيّن الشرعي (تبين دين مجهول الحال عند الحاجة إلى ذلك) في مقابل التبيّن البدعي الذي ذكرناه قبلاً (وهو التبيّن لاثبات الإسلام الحكمي للمسلم مستور الحال).
وينبه أن المسلم معصوم بإسلامه أينما وجد في دار الإسلام أو دار الحرب (المغني مع الشرح الكبير) 9/ 335، ولا يجوز قتله أثناء قتال الكفار ــ إذا كان مختلطاً بهم ويمكن تمييزه ــ إلا لضرورة، وهذه هي (مسألة تترس الكفار بالمسلمين). وإذا كان مختلطاً بهم ولا يمكن تمييزه عنهم بعلامة فلا مؤاخذة في قصده بالقتل والحال هذه، وهذه الصورة ذكرها ابن تيمية في (مجموع الفتاوي) 28/ 536 ــ 547، واستدل لها بحديث الجيش الذي يُخسف به بالبيداء، ويُبعث كل أحدٍ على نيته. أما إذا كان المسلم في هذه البلاد مميزاً وغير مختلط بالكفار حال القتال فلا سبيل إلى قتله.
هذا والله تعالى أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 09:37]ـ
ما دام أن أهل هذه الدار كانوا مسلمين قبل أن تطبق في الدار الشرائع الوضعية و ليس هم من ضمن الذين طبقوها فما الذي يجعلهم مستور حال و مجهول حال و الإسلام ثابت لهم من الأول و لم يأتوا بناقض له متحقق، هل سمعت يوماً أن أحد العلماء سمى بعض المسلمين مستور حال و مجهول حال حتى تقول (هذا الذي يسمى المسلم مستور الحال) فمن الذي سماه؟
إنما الصحابة كفروا جميع مانعي الزكاة لأن أمراء الطائفة امتنعوا عن إيتاء الزكاة و هذا كفر و منعوا رعيتهم من أداء الزكاة فتركوها و هذا كفر لأنهم كانوا يستطيعون الهجرة ليتمكنوا من إظهار دينهم و لم يفعلوا و تركوا ركناً من أركان الإسلام
فهل الديار التي تحكم بالشرائع الوضعية تجبر الرعية على الرضا بهذه الشرائع و هل تستطيع أصلاً إجبارهم على عمل قلبي
و هل هي تجبر الرعية أن يصبحوا قضاة كلهم يحكمون بهذه الشرائع حتى تكفرهم كلهم
و هذه أريحية منكم إن نقلتم هذا الكلام لمن وراءكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ثور]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 10:12]ـ
ومع هذا أقول أما ما ذكره من
هذا ما يتعلق بالمسلم مستور الحال وهو من أظهر علامات الإسلام فحُكِمَ بإسلامه ولايعرف عنه ناقض من نواقض الإسلام.
(فائدة) علامات الإسلام الحكمي.
وهى العلامات التي إذا ظهرت من شخص ٍ حُكم له بالإسلام، ويجب أن تكون من خصائص الإسلام التي لايشارك أهلَه فيها غيرُهم من أهل الملل الأخرى. فالصدقة وبر الوالدين وإغاثة الملهوف كلها من شُعب الإيمان ولكن لايختص بفعلها المسلم بل يفعلها المسلم والكافر،
ثم بعدها ذكر علامات
أ ــ النطق بالشهادتين:.
ب ــ قول الشخص (إني مسلم)
جـ ــ الصلاة منفرداً أو في جماعة:
د ــ الأذان:.
هـ ــ الحج: 103.
و ــ شهادة رجل مسلم كشهادة النبي صلي الله عليه وسلم للنجاشي
ز ــ التبعية للوالدين المسلمين أو أحدهما: وهذه يحكم بها بإسلام الأطفال دون البلوغ.
أقول فهذه العلامات لا تفي في حالتنا هذه لأنها مما لا يتميز بها المسلمون عن المرتدين في هذه الدول, وهم يقومون بها
لذا فالذي أراه أنها لا تكفي
والله أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 10:52]ـ
و إذا صارت ما تكفي فما الحكم هل الشعب مسلم على حاله قبل أن تطبق عليه هذه الشرائع أو أنه يكفر و لم يظهر منه ناقض!! و إن كان الشعب يكفر فلماذا!!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 11:34]ـ
الأخ (أبو ثور)،
كلام الشيخ عبدالقادر بن عبدالعزيز (سيد إمام) - فك الله أسره - غير منضبط .. فكما أرى، فهو يخلط بين دار الكفر الأصلية وبين دار الردة التي يدعي أهلها الإسلام، وهم واقعون في نواقضه.
والسؤال الوارد هنا .. بم حكم الصحابة على بني حنيفة عندما ارتد مسيلمة ومن معه؟؟ هل جعلوا الأصل فيهم الكفر أم الإسلام؟؟ مع أنهم كانوا يصلون وينطقون بالشهادتين ويؤدون الكثير من شعائر الإسلام الظاهرة .. ولكن هل أفادهم ذلك في الحكم الظاهر؟؟ .. أم أن الصحابة طلبوا ممن بقي بينهم أن يجهر بالنكارة والبراءة من الكفر الذي وقع فيه شعبهم؟
وأرجو أن تقرأ مشاركاتي السابقة بتمعن .. إن شاء الله.
-----
أما أنت يا (من صاحب النقب)، فسأتولى التعقيب على كلامك لاحقاً إن شاء الله.
ـ[أبو ثور]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 02:26]ـ
كلام الشيخ سيد إمام _فرج الله عنه_ يبدو أنه عام يشمل كلا الدارين , ولم يفصل ....
ومع ذلك فقد عقبت علي كلامه وذكرت أن الوضع يختلف في هذه الحالة , وكتبت ما أراه _أنا _ في المشاركة التي بعدها ...
أما من كان مع مسيلمة فكفرهم وردتهم
لامتناعهم بالشوكة ... , ولقتالهم في سبيل الطاغوت
وأنت تخلط بين المسائل وتعطي للجميع حكم واحد ولا تعمل القرائن
فالساكت كالراضي كالمقاتل كالعاجز
ولعلي أعود فأكتب ما أراه في المسألة _ إن شاء الله_ وأبين
ولي عندك سؤال .... أرجو إجابته
ما حكم من أقام ببلدة كهذه ....
ويري أن الحكم بالقوانين كفر دون كفر , وأن حاكم هذه البلدة بتلك القوانين لا يكفر حتي يستحل .. ؟
ألم أقل لك أنك .......
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 03:24]ـ
أبو شعيب أنتظر التعقيب
أبو ثور لا أدري هل أنت تريدني أو تريد أبا شعيب
و قولك ما حكم من أقام ببلدة كهذه .... ويري أن الحكم بالقوانين كفر دون كفر , وأن حاكم هذه البلدة بتلك القوانين لا يكفر حتي يستحل .. ؟
إن كان يقصد الذين يحكمون بغير ما أنزل الله أو يغيرون حكم الله فهذا إرجاء لكن لا يجوز تكفير قائله و تكفيره هو مذهب الخوارج و إن كان يقصد الذين لا ينفذون الحكم بما أنزل الله أي مغيري أمر الله فقوله صحيح
و قبل أن ترد انظر قول الشيخ محمد بن إبراهيم في فتاواه لما سئل:
البلاد التي تجعل الإباحية هل يكفرون، قال لا لكن يقاتلون و إن استحلوه كفروا
قلت و البلاد التي تجعل الإباحية هي التي ترخص للبارت و تجعل لها نظاماً
و هذا لا يناقض قوله في تكفير محكمي القوانين لأن هذا في الحاكمين بغير ما أنزل الله و المغيرين لحكم الله و السابق في المغيرين لأمر الله أي الممتنعين عن تنفيذ حكم الله
و قولك ألم أقل لك أنك .......
لا أدري هل تخاطبني أو تخاطب أبا شعيب لكنك لم تقل شيئاً أصلاً
أني ماذا
ـ[أبو ثور]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 04:46]ـ
خطابي لأبي شعيب .....
ولعلي أعود فأفصل في المسألة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 10:08]ـ
أما من كان مع مسيلمة فكفرهم وردتهم
لامتناعهم بالشوكة ... , ولقتالهم في سبيل الطاغوت
من هم الذين امتنعوا بالشوكة؟ .. هل تقصد بهم جيشه وجنده؟ .. أم تقصد كذلك الشعب، الذين من بينهم مجاعة بن مرارة ونساء وأطفال بني حنيفة الذين سباهم الصحابة؟ .. أرجو التبيين.
وأنت تخلط بين المسائل وتعطي للجميع حكم واحد ولا تعمل القرائن
فالساكت كالراضي كالمقاتل كالعاجز
يبدو أنك لم تقرأ مشاركاتي السابقة بتاتاً .. ثم تأتي وتحكم عليّ بنصف مشاركة، الله المستعان .. ألم أحلك إلى ما كتبته سابقاً في هذه المسألة حتى تريحني من عناء التكرار؟
ولي عندك سؤال .... أرجو إجابته
ما حكم من أقام ببلدة كهذه ....
ويري أن الحكم بالقوانين كفر دون كفر , وأن حاكم هذه البلدة بتلك القوانين لا يكفر حتي يستحل .. ؟
هو كحكم من كان يقيم بين ظهراني مسيلمة، ويرى أنه معذور بالجهل .. كما قال بعض العلماء المعاصرين (أتجنب ذكر اسمه حتى لا ينحرف الموضوع عن مساره): من ادعى النبوة فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة، لأنه لعله يكون جاهلاً.
أو كمن يرى أن عبادة القبور شرك أصغر ..
هل العبرة بما يعتقده هو أم بما نعتقده نحن؟
ألم أقل لك أنك .......
لم تقل شيئاً يسوء، ولو كنت تعني بذلك إهانة، فأذكرك بأخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأعيد طلبي إليك أن تقرأ مشاركاتي السابقة حتى تعي مذهبي في هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 10:38]ـ
أبا شعيب: سأجيب بشرط أيضاً و هو إن كنت أتباع المجاهدين و رأيت جوابي صحيحاً فاتبعه و انقله لمن وراءك
و إن كنت من الدوائر الأمنية فلا تضيع جهودها في متابعة أمثالي، فلست من المجاهدين و إنما أنا مستضعف لست في العير و لا في النفير
المجاهدون - حفظهم الله - مذهبهم معلوم وظاهر في هذه المسألة، وهي أنهم يجعلون الأصل في هذه الشعوب الإسلام، بل في كل الشعوب .. وأنا أختلف معهم في ذلك.
ولا أدري ما شأن إقحام المجاهدين في مناقشة معتقدي في هذه المسألة. يعني إن لم أكن منهم، فتلك إجازة منك لي حتى لا أتبع الحق؟
أما ذكرك للدوائر الأمنية، فلا تخف، صفحتك بيضاء عند المخابرات، مكتوب فيها: يا ناس، أنا غلبان.:)
لا أعلم أحداً من أهل العلم لا من الصحابة و لا من بعدهم سمى داراً دار ردة و زندقة فإن علمت به فانقله لي، و إنما سموهم ممتنعين و هذا الدار التي ذكرت تسمى دار حرب أو دار مركب فيها المعنيين كما قال ابن تيمية فالممتنعين فيها عن الحكم بما أنزل الله أهل حرب و المسلمون فيها أهل إسلام
الأصل أنه لا مشاحة في الاصطلاح .. وأكثر الاصطلاحات المتعارف عليها أتت بعد عصر الصحابة، رضي الله عنهم.
فكما أنه لا مشاحة في وصف دار ماردين بالدار المركبة، مع أنه لم يسبق أحداً ابن تيمية في هذا الوصف، فلا مشاحة في وصف هذه الدور بدور زندقة وردة، إن كان الدليل صحيحاً .. وهو أن هذه الحكومات التي كفرت بها الدور، إنما هي حكومات ردة وزندقة، ومع ذلك، فوصف الكفر يشملها .. فإنه إن قلنا أنها دار كفر، فهذا أيضاً صحيح، لأن الكفر يشمل الزندقة والردة.
فأجبني الآن .. هل هي دار ردة وزندقة على ما سبق بيانه؟ بمعنى أنها تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض؟
وهل المقاتلون على الكفر يشترط أن يكونوا في أرض المعركة؟ أم يكفي أن يعدوا ويجهزوا الجيوش للقتال حتى نحكم عليهم بأنهم يقاتلون على الكفر؟
هؤلاء ليس اسمهم مقاتلين عن الكفر بل اسمهم ممتنعين عن واجب تنفيذ الحكم بما أنزل الله و لا يحكم بكفرهم إلا إن شرعوا في قتال المجاهدين أهل دار الإسلام (و ليس المستضعفين) بعد دعوتهم لهم لامتثال حكم الله
المقاتل (من جيش وشرطة) الذي يُعد للقتال دون هذه الأنظمة والقوانين، هذا لا تسميه مقاتلاً؟ أوليس إرادة الكفر كفر حتى وإن لم يفعله؟ .. أوليس هو قد جُعل حامياً لهذه القوانين مقاتلاً دونها وعليها، ومرسخاً لحكمها؟ .. فإن لم تكن هذه حرابة، فما الحرابة إذن؟
طيب .. خذ مثالاً للتوضيح، أرجو ألا تغفله.
هل حراس وحماة الأصنام والأوثان يعتبرون مقاتلين عليها أم لا؟
ثم كلامك المخضب باللون الأحمر لا أفهمه .. هل يعني هذا أنهم إن قاتلوا المسلمين الممتنعين بالشوكة يكفرون، وإن قاتلوا المستضعفين الذين يأمرونهم بتحكيم شريعة الله لا يكفرون؟؟ .. كلامك مبهم، أرجو توضيحه.
وهل تحكيم الشريعة من الواجبات التي يأثم تاركها ولا يكفر أم من أصل الدين التي يكفر تاركها؟
اعتقادها بالقلب ركن يكفر تاركه و كذلك ما يلزم عليه من عمل الجوارح، أما ترك تنفيذها للطائفة الممتنعة الحاكمة فهو يحل قتالها لأنه امتناع عن واجب
كلام مبهم.
هاك تصحيحاً أفضل لجواب السؤال الثالث
وهل تحكيم الشريعة من الواجبات التي يأثم تاركها ولا يكفر أم من أصل الدين التي يكفر تاركها؟
الحكم بها من معنى الركن الأول من أركان الإسلام، أما تنفيذ الحكم فهو واجب
ما زال الكلام مبهماً.
يعني من لم يأت بأحد معاني الشهادتين (الركن الأول من أركان الإسلام) فهو مقصر في واجب، يعني فقط آثم؟
لم تخبرنا عن معتقدك في تحكيم شريعة الله تعالى .. وسأسألك سؤالاً صريحاً في ذلك، ولا تغفل عنه.
هل ترى أن ما يقوم به أرباب الحكومات في هذا الزمان من تحكيم لشريعة الشيطان دون شريعة الرحمن، كفر أكبر؟ .. وهل البلاد التي تُحكم بهذه القوانين بلاد كفر أم لا؟
أريد إجابة صريحة .. لأن كلامك مبهم لا أستطيع الحكم عليك به.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 11:54]ـ
من لم يأت بمعنى لا إله إلا الله لم تصح منه
و السؤال أجبت عليه في ردي على أبي ثور
ـ[أبو ثور]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 12:24]ـ
بل أنا الذي أدعوك لقراءة مشاركتي وتعقيبي علي كلام سيد إمام .... جيدا
حتي سؤالي تشعبت في الإجابة عليه
ما حكم من أقام ببلدة كهذه ....
ويري أن الحكم بالقوانين كفر دون كفر , وأن حاكم هذه البلدة بتلك القوانين لا يكفر حتي يستحل .. ؟
فأقحمت مسألة العذر بالجهل , واعتقاد الرجل عن نفسه , و ....
هو يري أن الحاكم غير معذور بالجهل .. ,
ولكنه يري أن الحكم بالقانون ليس بكفر أكبر , بل كفر دون كفر
ويري أن الحاكم متي حكم بين الناس بالقانون فإنه لا يكفر حتي يستحل
ما حكم هذا الرجل عندك؟
1_كافر 2_ مسلم 3_ متوقف في أمره
وا، ا لم أقصد إهانة ولا شيء .. , وإنما أعني
ألم أقل أنك ... أي أنك تخلط بين المسائل
ثم ماذا تعني أن الشعب كافر , لكنك لا تحكم علي أفراده بالكفر ولا بالإسلام ...
يعني هل حكمت عليه بالكفر أم توقفت .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 12:47]ـ
السلام عليكم،
قرأت الكلام الذي اقتبسته عن سيد إمام - فك الله أسره -، وقرأت تعقيبك عليه. ولم أر في ردودي عليك أي تقصير في فهم مذهبك .. بل على العكس من ذلك، أرى في ردودك عليّ تقصيراً واضحاً في فهم مذهبي الذي بيّنته في مشاركاتي السابقة.
فأقحمت مسألة العذر بالجهل , واعتقاد الرجل عن نفسه , و ....
هو يري أن الحاكم غير معذور بالجهل .. ,
ولكنه يري أن الحكم بالقانون ليس بكفر أكبر , بل كفر دون كفر
ويري أن الحاكم متي حكم بين الناس بالقانون فإنه لا يكفر حتي يستحل
بل إن مسألة العذر بالجهل داخلة في ذلك لو تأملتها .. فكما أنه يثبت حكم الإسلام على الحاكم لإعذاره إياه بالجهل، ويواليه ويعتبره إمامه، وكل ذلك لإعذاره إياه بالجهل .. فالحال كذلك لو رأى أن ما يفعله الحاكم كفراً أصغر، فيثبت له حكم الإسلام ويواليه ويأتم به.
فأين التشعب، هداني الله وإياك؟
ولكن .. دعنا من ذلك .. وسأخوض فيما خضت فيه.
لو كان يرى أن الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أصغر، ولم يظهر منه براءة من هذه القوانين ولا مطالبة لحكم الله وشريعته .. فهذا لا يثبت له إسلام ظاهراً إلا بالبراءة من هذه القوانين وإظهار بغضه لها ومطالبته بحكم الله .. وغير ذلك، فهو على ضربين، بينتهما في مشاركاتي السابقة، واعفني من الإعادة، فقد أعدت ذلك أكثر من مرة.
ما حكم هذا الرجل عندك؟
1_كافر 2_ مسلم 3_ متوقف في أمره
مجهول الحال .. لا يثبت له إسلام ولا كفر .. (أرجو قراءة مشاركاتي السابقة قبل ردك عليّ).
ثم ماذا تعني أن الشعب كافر , لكنك لا تحكم علي أفراده بالكفر ولا بالإسلام ...
يعني هل حكمت عليه بالكفر أم توقفت .. !
الجواب مورد في مشاركاتي السابقة وبالتفصيل الممل، بما يغني عن الإعادة.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 01:09]ـ
ما دام أن أهل هذه الدار كانوا مسلمين قبل أن تطبق في الدار الشرائع الوضعية و ليس هم من ضمن الذين طبقوها فما الذي يجعلهم مستور حال و مجهول حال و الإسلام ثابت لهم من الأول و لم يأتوا بناقض له متحقق
الذي يطبق الشرائع الوضعية فيهم هو من أنفسهم، وهم يعضدونه ويرسخون حكمه بأنفسهم، فيدخلون في الجيش والشرطة والعسكر والمخابرات، وكل هذه أجهزة تحمي النظام وترسخ لوجوده .. وكل هذه الأجهزة أنشأها الشعب بنفسه، وكل من فيها هم أبناء الشعب.
وما الحال التي نحن عليها إلا كحال بني حنيفة الذين بايعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأسلموا لله .. فلم يحكم الصحابة على جيش وعسكر مسيلمة فقط بالردة، بل على العشيرة كاملة.
فهذا الذي يجعلهم يخرجون عن الإسلام في الحكم الظاهر.
إنما الصحابة كفروا جميع مانعي الزكاة لأن أمراء الطائفة امتنعوا عن إيتاء الزكاة و هذا كفر و منعوا رعيتهم من أداء الزكاة فتركوها و هذا كفر لأنهم كانوا يستطيعون الهجرة ليتمكنوا من إظهار دينهم و لم يفعلوا و تركوا ركناً من أركان الإسلام
هل تحقق الصحابة أن جميع أبناء بني حنيفة مانعون للزكاة حتى يكفروا جميع الشعب؟ وثانياً .. ولماذا حكموا على جميع من في الدار، بما فيهم المستضعفين، وبما فيهم النساء والولدان (الذين لا زكاة عليهم أصلاً) بالردة؟ .. ونعود لأصل المسألة .. كيف لهم أن يحكموا على شعب دان بالإسلام بالردة قبل ردة قادته؟
أما مسألة الهجرة .. فهما هو معلوم أن البقاء في دار الكافرين ليس كفراً .. ومن أظهر لنا شعائر الإسلام في دار الكفر يجري عليه حكم الإسلام .. لذلك أعذر الصحابة من أنكر على مسيلمة كفره وهو باقٍ في داره، دار الردة .. ولم يقولوا لهم: لا يسعكم سوى الهجرة .. بل أعذروهم بما أنكروا على مسيملة، وأجروا عليهم حكم الإسلام.
ويبقى السؤال وارداً هنا .. لأي علّة كفّر الصحابة بني حنيفة، مع أن الأصل فيهم كان الإسلام قبل ارتداد طائفة منهم حكمتهم، حتى طال تكفيرهم النساء والولدان؟؟ .. هل هو لبقائهم في دار الردة؟ .. مع أن بقاءهم فيها ليس كفراً بذاته .. ومع أنهم كانوا يأتون بكثير من شعائر الإسلام الظاهرة، كالصلاة والصوم .. فلم يكف ذلك لهم للحكم عليهم بالإسلام.
فدلّ هذا على أنهم حكموا أصلاً على الشعب بالكفر، ولم يستثنوا إلا من تمايز عنهم أو جهر بالنكارة على مسيلمة وكفره .. ومن سكت عنه وبقي بينهم، صار حكمه حكمهم في الظاهر.
فهل الديار التي تحكم بالشرائع الوضعية تجبر الرعية على الرضا بهذه الشرائع و هل تستطيع أصلاً إجبارهم على عمل قلبي
و هل هي تجبر الرعية أن يصبحوا قضاة كلهم يحكمون بهذه الشرائع حتى تكفرهم كلهم
وهل أجبر مسيلمة جميع أفراد شعبه بترك الزكاة؟ أم أنه أجاز لهم ذلك؟ فكل ما وصلنا من أخبار عن مسيلمة أنه أسقط عنهم الزكاة وأجاز لهم تركها .. أما أن يعاقبهم على دفعها، فهذا ما لم أسمع به، فهل لك أن تأتي لنا بالدليل؟ .. هذا أولاً.
وثانياً: ألا يفرض هؤلاء الحكام على شعوبهم الالتزام بقوانينهم الوضعية والتحاكم إليها عند النزاع؟ والتحاكم إلى الطاغوت كفر كما هو معلوم .. فأين قولك أنهم لا يفرضون الكفر على الشعب؟ .. هذا لو صح أن العلة في التكفير هي "فرض الكفر" على الشعب، وليس "ردة الحكومة وديانتها بغير دين الإسلام".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 05:33]ـ
قولك:
(الذي يطبق الشرائع الوضعية فيهم هو من أنفسهم، وهم يعضدونه ويرسخون حكمه بأنفسهم، فيدخلون في الجيش والشرطة والعسكر والمخابرات، وكل هذه أجهزة تحمي النظام وترسخ لوجوده .. وكل هذه الأجهزة أنشأها الشعب بنفسه، وكل من فيها هم أبناء الشعب.
وما الحال التي نحن عليها إلا كحال بني حنيفة الذين بايعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأسلموا لله .. فلم يحكم الصحابة على جيش وعسكر مسيلمة فقط بالردة، بل على العشيرة كاملة.
فهذا الذي يجعلهم يخرجون عن الإسلام في الحكم الظاهر)
ليس الذي يطبق الشرائع هم أنفسهم، قل الذي ينفذ الشرائع
فالدار فيها ثلاثة أقسام، قسم يحكم و قسم ينفذ و قسم لا علاقة له بالحكم فلا تسوي بينهم
و قولك: هل تحقق الصحابة أن جميع أبناء بني حنيفة مانعون للزكاة حتى يكفروا جميع الشعب؟ وثانياً .. ولماذا حكموا على جميع من في الدار، بما فيهم المستضعفين، وبما فيهم النساء والولدان (الذين لا زكاة عليهم أصلاً) بالردة؟ .. ونعود لأصل المسألة .. كيف لهم أن يحكموا على شعب دان بالإسلام بالردة قبل ردة قادته؟
إذا ما معنى الإمتناع هو أن يمنعوا شعبهم و لإلا لما كان هناك قسم اسمه ممتنع عن نافلة، لأن الذي يترك النافلة لا حرج عليه، و لكن يسمى ممتنعاً لأنه يمنع شعبه منها ومن قال أن النساء و الولدان ليس عليهم زكاة!!!!
قو لك: أما مسألة الهجرة .. فهما هو معلوم أن البقاء في دار الكافرين ليس كفراً
إذا كان يلزم بالكفر و لم يهاجر و قبل به كفر، و قد بعض العلماء أن الذين خرجوا في جيش المشركين بوم أحد كانوا مكرهين، لكنهم كان باستطاعتهم الهجرة و لم يفعلوا
وهل أجبر مسيلمة جميع أفراد شعبه بترك الزكاة؟
نعم و لهذا سموا جميعهم ممتنعين و لو كان منع نفسه فقط سموه ممتنع و لم يسموهم ممتنعين
قو لك: ألا يفرض هؤلاء الحكام على شعوبهم الالتزام بقوانينهم الوضعية والتحاكم إليها عند النزاع؟ والتحاكم إلى الطاغوت كفر كما هو معلوم
ما ألزموك أن تنازع، و إن أراد الشعب أن ينازع عن حقه، كان له للضرورة أن يتحاكم إليهم، لأن التحاكم ليس بكفر إلا عند الرضا به، و ليس كالحكم الذي هو كفر، و إن أعطوه أكثر من حقه يرده و لا يرضى بحكمهم إنما يتخذه حيلة للوصول إلى الحق
كما اتخذ يوسف الحيلة في دين الملك (الذي هو شرائعه الوضعية التي ذكرت) ليؤوي إليه أخاه
و إنما يكون كفراً إذا كان في دار فيها محكمة شرعية و محكمة وضعية ثم يذهب للوضعية و يترك الشرعية باختياره، فهذا هو الذي يريد أن يتحاكم إلى الطاغوت و يرضى بذلك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 06:36]ـ
أرى أنك تتجاوز الكثير من المسائل التي أذكرها ولا تأتي عليها أصلاً، كما فعلت في مشاركتي رقم 49، والآن في مشاركتي السابقة لهذه، ولا أدري أهي غفلة منك أم تغافل.
على أي حال .. يظهر لي أنك تخلط الحابل بالنابل، وتسيء فهم بعض النصوص من كلامي، إما عمداً أو سهواً، مع احترامي لك.
تقول:
ليس الذي يطبق الشرائع هم أنفسهم، قل الذي ينفذ الشرائع
فالدار فيها ثلاثة أقسام، قسم يحكم و قسم ينفذ و قسم لا علاقة له بالحكم فلا تسوي بينهم
أرى أن هذا فهم سيء لكلامي الواضح أصلاً .. وقد قيل قديماً: من أعضل المعضلات توضيح الواضحات.
فقولي من أنفسهم أي: من الشعب .. يعني: الشعب التركي من يحكمه أتراك .. ومن يحمي حمى هذا الكفر هم أتراك .. يعني الحاكم وحاميه هم من الشعب .. أي من أنفسهم ..
ولا أرى وضوحاً أكثر من ذلك.
وإنما اضطررت للإيضاح حتى لا يظنّ القارئ المتابع لكلامي أنه قد أسقط في يدي .. ولن أحتاج بعدها إلى تكرار نفس التوضيح.
إذا ما معنى الإمتناع هو أن يمنعوا شعبهم و لإلا لما كان هناك قسم اسمه ممتنع عن نافلة، لأن الذي يترك النافلة لا حرج عليه، و لكن يسمى ممتنعاً لأنه يمنع شعبه منها ومن قال أن النساء و الولدان ليس عليهم زكاة!!!!
الحمد لله رب العالمين .. لقد رددت على نفسك بنفسك.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني مسيلمة كان يمنع الشعب من أداء الزكاة، مع أن في شعبه من هو فقير ليس عليه زكاة أصلاً .. ومنهم من لم يجر على ماله الحول .. ومنهم من لا زكاة عليه أصلاً كالصبي الغير مكلف (ولا أدري كيف أوجبت عليه الزكاة، إن كان هو بتركه للصلاة لا يكفر بل ولا يأثم، فكيف يأثم بترك الزكاة ويكفر؟ .. هذا شيء عجيب) .. ولعل منهم من كان يؤدي الزكاة سراً .. وغير ذلك من المحتملات التي ترفع عن صاحبها الكفر في هذا الأمر.
ولكن مع هذا، حكم الصحابة على عامة الشعب بالكفر والردة .. لماذا؟ لأن حاكمهم، وهو مسيلمة، منعهم من أداء الزكاة ..
ومع كون هذا أحد أسباب كفر بني حنيفة، ولكن أعظم سبب في كفرهم هو إيمانهم بمسيلمة رسولاً من الله.
وما حال حكام الشعوب المسماة "إسلامية" الآن؟ .. ألا يمنعونهم من تحكيم شريعة الله والتحاكم إليها عند النزاع؟ .. فهذا الشعب ممتنع عن تحكيم شريعة الله، كما امتنع شعب مسيلمة عن دفع الزكاة .. (وهذا توظيف لكلامك في الرد عليك).
إذا كان يلزم بالكفر و لم يهاجر و قبل به كفر، و قد بعض العلماء أن الذين خرجوا في جيش المشركين بوم أحد كانوا مكرهين، لكنهم كان باستطاعتهم الهجرة و لم يفعلوا
لا أريد الخوض في مسائل الهجرة والكفر المقتضي لتركها .. لكن يبقى السؤال: لماذا حكم الصحابة بالكفر على الصبيان والأصل أنه لا زكاة عليهم؟ .. هذا أولاً. وثانياً: لماذا حكم الصحابة بالإسلام على من أنكر على مسيلمة كفره؟؟ .. فهذا دليل على أن المسألة ليست مسألة دفع زكاة فقط .. فقد يكون المرء يدفعها سراً لبعض المسلمين .. أو هي ساقطة عنه .. أو لم يجر على ماله الحول .. أو غير ذلك من المحتملات التي لا يصح ولا يجوز المبادرة بالتكفير دون تحققها .. ولكن الصحابة لم يتحققوا من ذلك البتة.
وتكفير بني حنيفة قائم أصلاً وأولاً على إيمانهم بمسيلمة رسولاً بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وهذا ما يجب علينا الحوار فيه .. فإن مقتضى إيمانهم به، جعلهم يمتنعون عن دفع الزكاة.
ولذلك عندما أسر خالد بن الوليد - رضي الله عنه - الرهط من بني حنيفة، وكان بينهم مجاعة بن مرارة وصاحبه، لم يسألهم عن الزكاة، بل أول ما سألهم عن معتقدهم في مسيلمة، فضرب أعناقهم بعد أن شهدوا أنه رسول الله.
ونعود للسؤال الأول بصيغة أخرى .. هل تحقق الصحابة أن جميع الشعب آمن بمسيلمة رسولاً؟ .. هذا لا يمكن إلا بشق صدروهم والتنقيب عن معتقدهم .. فلماذا حكم عليهم الصحابة جميعاً بالردة، حتى طال تكفيرهم النساء والأطفال، الذين الأصل فيهم الاستضعاف، واستثنوا الذي أنكر وجاهر بالنكارة؟
ما ألزموك أن تنازع، و إن أراد الشعب أن ينازع عن حقه، كان له للضرورة أن يتحاكم إليهم، لأن التحاكم ليس بكفر إلا عند الرضا به، و ليس كالحكم الذي هو كفر، و إن أعطوه أكثر من حقه يرده و لا يرضى بحكمهم إنما يتخذه حيلة للوصول إلى الحق
كما اتخذ يوسف الحيلة في دين الملك (الذي هو شرائعه الوضعية التي ذكرت) ليؤوي إليه أخاه
و إنما يكون كفراً إذا كان في دار فيها محكمة شرعية و محكمة وضعية ثم يذهب للوضعية و يترك الشرعية باختياره، فهذا هو الذي يريد أن يتحاكم إلى الطاغوت و يرضى بذلك
لا أدري من أين أبدأ معك ولا إلى أين أنتهي.
ومع أن في كلامك مؤاخذات وخلطاً بين الحقوق المعلومة بالفطرة والعقل، والغير مستندة إلى دليل شرعي، وهذا هو الذي طلبه يوسف - عليه السلام - من الملك .. وبين الأمور التي تستند إلى دليل شرعي، مثل مسائل المواريث والنفقات والزكوات والمعاملات التجارية وغير ذلك كثير، مما يتحاكم فيها الشعب إلى الطاغوت.
ولكني أتجاوز كل ذلك، حتى لا ينحرف النقاش عن مساره، فالمسألة أبسط من ذلك بكثير، وهي: هل حكّم الشعب في نفسه شريعة الله أم شريعة الشيطان؟ .. نحن لا نتكلم عن أفراده وعن معتقد أفراده في هذه القوانين، ولكن نتكلم عن عموم الشعب، الذي جعل لنفسه حكومة تفرض عليه القوانين الكفرية .. وساندها وأيدها بأبنائه يكونون لها جنداً وحماة وحرساً، يرسخون لحكم الطاغوت، ويوطدون لكفره.
ويبقى السؤال الذي لم أجد إجابة عنه عندكم حتى الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا كفّر الصحابة عموم بني حنيفة حتى طال تكفيرهم النساء والولدان الذين الأصل فيهم الاستضعاف؟ .. لماذا لم يكتفوا بتكفير مسيلمة وجنده وعسكره وحكومته، وكل مقاتل في سبيله، ويتركوا الساكت والمنكفئ على نفسه؟؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 07:40]ـ
هذه الرواية من أعظم ما يستدل بها لتقرير هذه المسألة:
لقد ذُكر في مختصر السيرة للشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - ..
لما سار خالد من البطاح وجاء أرض بني تميم، قدم مائتي فارس عليهم معن بن عدي، وقدم عينين له أمامه.
وذكر الواقدي: أن خالداً لما قدم العرض قدم مائتي فارس وقال: من أصبتم من الناس فخذوه.
فانطلقوا وأخذوا مجاعة بن مرارة فى ثلاثة وعشرين رجلا من قومه، خرجوا فى طلب رجل أصاب فيهم دماً وهم لا يشعرون بإقبال خالد. فسألوهم: ممن أنتم؟ فقالوا: من بني حنيفة. فقالوا: ما تقولون فى صاحبكم؟ فشهدوا أنه رسول. فقالوا لمجاعة: ما تقول أنت؟ فقال: ما كنت أقرب مسيلمة وقد قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما غيرت ولا بدلت. فضرب خالد أعناقهم حتى إذا بقي سارية بن عامر قال: يا خالد، إن كنت تريد بأهل اليمامة خيراً أو شراً فاستبق مجاعة. وكان شريفاً فلم يقتله، وترك أيضا سارية، وأمر بهما فأوثقا فى جوامع من حديد.
وكان يدعو مجاعة - وهو كذلك - فيتحدث معه، وهو يظن أن خالداً يقتله، فقال: يا ابن المغيرة، إن لي إسلاماً، والله ما كفرت! وأعاد كلامه الأول.
فقال خالد: إن بين القتل والترك منزلة، وهي الحبس، حتى يقضي الله فى حربنا ما هو قاض. ودفعه إلى أم متمم - زوجته -، وأمرها أن تحسن إساره. فظن مجاعة أن خالداً يريد حبسه لأجل أن يخبره عن عدوه، ويشير عليه، فقال: يا خالد، لقد علمت أني قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته على الإسلام، وأنا اليوم على ما كنت عليه أمس، فإن يكن كذاب خرج فينا فإن الله يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
فقال: يا مجاعة، تركت اليوم ما كنت عليه بالأمس. وكان رضاك بأمر هذا الكذاب وسكوتك عنه – وأنت من أعز أهل اليمامة، وقد بلغك مسيري - إقراراً له ورضى بما جاء به. فهلا أبديت عذراً فتكلمت فيمن تكلم؟ فقد تكلم ثمامة، فرد وأنكر. وتكلم اليشكري. فإن قلت: أخاف قومي، فهلا عمدت إلي أو بعثت إلي رسولاً؟
فقال: إن رأيت يا ابن المغيرة أن تعفو عن هذا كله؟
فقال: قد عفوت عن دمك، ولكن في نفسي من تركك حرج.
وقال الشيخ عبدالرحمن بن حسن - رحمه الله - في [مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 4/ 292 - 293] تعليقاً على هذه الحادثة:
فتأمل كيف جعل خالد سكوت مجَّاعة رضى بما جاء به مسيلمة إقراراً، فأين هذا ممن أظهر الرضا وظاهر وأعان وجدَّ وشمَّر مع أولئك الذين أشركوا مع الله في عبادته وأفسدوا في أرضه؟ فالله المستعان.
وقال الشيخ علي الخضير - فك الله أسره - في فتواه في أحداث أمريكا:
4 - فعل الصحابة مع المرتدين. قاتلوهم جميعاً لأنهم تمالوا على ذلك، ورضوا به، ولم ينكروه، حتى أنهم سبوا نسائهم وأطفالهم. بل إن الصحابة اعتبروا سكوت أهل القدرة عن الإنكار مع قدرتهم من الرضى والموافقة، يستحقون عليه العقوبة، ولا يسمون أبرياء، كما في قصة مجاعة بن مرارة الحنفي مع خالد بن الوليد في حرب الردة. ذكر ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مختصر السيرة
فمجاعة لم يعتقد بنبوة مسيلمة، ولا هو كفر بدين الإسلام .. ولكنه تهاون في الجهر بالنكارة على مسيلمة، والبراءة من كفره ومعتقده .. وهو قادر على ذلك .. فحكم عليه خالد – رضي الله عنه – بحكم المرتدين، وجعل سكوته رضى بما جاء به مسيلمة.
هذا هو حال من قدر على إنكار المنكر بلسانه والجهر بذلك، وهو حال كثير من الشعوب التي تدعي "الديموقراطية"، كالشعب التركي ..
أما من يأتي ويشغّب علينا ويقول إن خالداً كفّر مجاعة لأنه قادر، فالقدرة شرط للتكفير.
أقول .. إنما ذكر خالد القدرة مبالغة في دحض دعوى مجاعة، وليس اشتراطاً منه لها في تكفيره .. وإلا فما شأن النساء والولدان وتكفيرهم والأصل فيهم الاستضعاف؟
وأمر آخر في هذا المقام، وهو أن خالداً لم يقتل إلا من استيقن كفره، وهم الذين أقروا بنبوة مسيلمة .. واستبقى مجاعة وصاحبه، وقد أنكرا نبوة مسيلمة وادعيا بقاءهما على الإسلام.
وما هو معلوم أن الكافر إن ادعى الإسلام في الأسر لا يُقبل منه .. كما ادعى العباس إسلامه في أسر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكما ادعى الرجل من بني عقيل الذي أسره أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام، فلم يقبل من وقال له: ((لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح)).
فيبقى في مسألة حروب المرتدين استشكالات تحتاج إلى بحث ..
أولاً: لماذا تحقق خالد من كفر الرهط الذين أسرهم ولم يبادر بقتلهم جميعاً؟ حتى إذا تيقن من كفر بعضهم وادعى مجاعة وصاحبه الإسلام استبقاهما حتى عفى عنهما؟
ثانياً: لماذا سبى الصحابة - رضي الله عنهم - نساء المرتدين وأطفالهم؟ .. فإنه لو قلنا الأطفال فقط، لاستسغنا الأمر .. ولكن المرأة المرتدة، ألا تُقتل؟ .. فكيف جاز لهم سبيها وليس قتلها؟
ثالثاً: لماذا رضي الصحابة - رضي الله عنهم - باستسلام المرتدين وعقد الصلح معهم؟ مع أن المرتد ردة ملغظة، الذي يقاتل دون ردته، لا يقبل منه إسلام أو توبة إن قدر المسلمون عليه، فلماذا قبل الصحابة توبة المرتدين بعد قهرهم؟
هذه استشكالات تحتاج إلى بحث مفصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 12:10]ـ
أخ أبا ثور،
قبل أن تشرع بالتعقيب، أودك أن تجيب عن بضعة أسئلة حتى يكون الحوار موضوعياً وبناء.
1 - ما مقتضى كون الدار دار كفر بالنسبة إلى الشعب؟ .. هل يكون الأصل فيه الكفر إلا من أظهر لنا شعائر الإسلام؟
2 - متى يمكن أن يرتد شعب بأسره كما حدث في شعب بني حنيفة وسائر شعوب المرتدين؟ هل يجب أن يقول كل فرد منهم أنا مرتد؟ أم ماذا؟ .. اضرب لي مثالاً يصح فيه تكفير شعب كان الأصل فيه الإسلام بأكمله.
يعني حتى الشعب العراقي أو السوري الذي اتخذ البعث ديناً صريحاً لحكومته، لم يكفرهما أي من العلماء المعاصرين .. بل حتى الشعب التركي الذي تظهر الحكومة عداوة صارخة للإسلام .. أو الشعب الليبي الذي صار حاكمه مسيلمة العصر بجدارة بكتابه الأخضر .. أو الشعب التونسي الذي تحارب حكومته الصلاة والحجاب .. كل هؤلاء لديهم حكومات أسوأ من حكومات مسيلمة الكذاب .. ولديهم دين أسوأ مما كان عليه مسيلمة الكذاب.
فأريد أن أفهم .. متى نستطيع الحكم على شعب بأسره بالردة؟؟ ما هي الشروط؟؟ أم أن هذا الحكم ذوى وانقضى ولم يعد له وجود في الواقع؟
إن قلت لي يجب أن تكون هناك دار خلافة وهجرة .. قلت لك، وإن عُدمت، صار الأصل في بني حنيفة الإسلام؟ .. وإن كان الأمر موقوفاً على الهجرة، فلماذا لم يعذر الصحابة النساء والولدان الذين الأصل فيهم الاستضعاف وقلة الحيلة في الهجرة؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 03:11]ـ
أبا شعيب أما قولك: فأجبني الآن .. هل هي دار ردة وزندقة على ما سبق بيانه؟ بمعنى أنها تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض؟
الدار لا تؤمن و لا تكفر و إنما تحارب الله أو تستسلم له و التي تحارب الله أنواع كثيرة منها دار الكفر و هي التي تحكم بالكفر
و هي دار الحرب الحكمية، التي محاربتها حكمية و ليست حقيقية، و هناك دار الحرب الحقيقية و هي التي يدور فيها معركة بين المسلمين و الكفار، و هناك دار الإسلام و هي التي تحكم بالإسلام و ترفع الشعائر، فإن لم ترفع الشعائر كانت طائفة ممتنعة
، و الطائفة الممتنعة هي نوع من ديار الحرب و القاعدة ما قلت لك الدار لا تؤمن و لا تكفر و إنما تحارب الله وفتسمى دار حرب أو تستسلم له و تسمى دار إسلام و قول الإصطلاح لا مشاحة فيه أي إذا كان مستنبطاً من الأدلة فما هي الأدلة التي استنبطت منها هذا الاسم
و قولك: المقاتل (من جيش وشرطة) الذي يُعد للقتال دون هذه الأنظمة والقوانين، هذا لا تسميه مقاتلاً؟
بلى اسميه مقاتل لكنه ردء و ليس بمباشر
أوليس إرادة الكفر كفر حتى وإن لم يفعله؟ ..
لا أعرف أنه أراد الكفر و لكن أراد تنفيذ حكم الكفار
أوليس هو قد جُعل حامياً لهذه القوانين مقاتلاً دونها وعليها، ومرسخاً لحكمها؟
يحميها ممن و لم تبدأ الحرب بعد لإزالتها فإن بدأت الحرب من المجاهدين جهاداً شرعياً فحماها منهم وقتل عليها عد مرتداً
فإن لم تكن هذه حرابة، فما الحرابة إذن؟
و هل الحرابة كفر، الحرابة تبيح دم أهلها لكن من قبل ولي أمر مسلم، و لا تقل لي ولي الأمر طاغوت أعني من بلد آخر
هل حراس وحماة الأصنام والأوثان يعتبرون مقاتلين عليها أم لا؟
نعم إذا بدأ القتال لإزالتها و ليس قبل ذلك
ثم كلامك المخضب باللون الأحمر لا أفهمه .. هل يعني هذا أنهم إن قاتلوا المسلمين الممتنعين بالشوكة يكفرون، وإن قاتلوا المستضعفين الذين يأمرونهم بتحكيم شريعة الله لا يكفرون؟؟ .. كلامك مبهم، أرجو توضيحه.
المستضعفين لا يجوز لهم أن يقاتلوا أصلاً حتى يهاجروا و يبايعوا، و إن تقاتل المستضعفون فهم لن يزيلوا الكفر أصلاً و يحلون محله الإسلام بطريقة مشروعة حتى يكون أولئك صدوا حكم الله و امتنعوا عنه و إنما صدوا من لا يستطيع شرعاً أن يقيم حكم الله
و لهذا قال العلماء في الأذان إن تركه قوم قاتلهم الإمام و لم يقولوا قاتلهم المستضعفون
يعني من لم يأت بأحد معاني الشهادتين (الركن الأول من أركان الإسلام) فهو مقصر في واجب، يعني فقط آثم؟
من لم يأت بمعنى لا إله إلا الله لم تصح منه و كذلك من لم يأت بشر و كذلك من لم يأت بلازم
هل ترى أن ما يقوم به أرباب الحكومات في هذا الزمان من تحكيم لشريعة الشيطان دون شريعة الرحمن، كفر أكبر؟ .. وهل البلاد التي تُحكم بهذه القوانين بلاد كفر أم لا؟
أريد إجابة صريحة .. لأن كلامك مبهم لا أستطيع الحكم عليك به.
لا يجب على أحد أن يجيب بصراحة و يحدد حكماً على عين بلا حاجة، و إنما يجب على العلماء أن يحكموا حكماً عاماً في الواقعة ليس في حكومات بعينها
و الجواب سبق الإجابة عليه، على حسب ما قال العلماء من حكم بغير ما أنزل الله (مثل أن يجعل مصدر للتشريع غير الشريعة) أو غير حكم الله (مثل أن يخرج قانون أن الزنا حلال) كفر أما من غير أمر الله (مثل من جعل نظاماً للبارات و رخص في فتحها) فهو يقاتل، و القوانين قد تكون هذا و هذا و هذا
أما من كان يغير في المصالح المرسلة أي فيما ليس فيه نص مثل ما كان أبو بكر يحكم بحكم ثم يغيره عمر ثم يعيده عثمان ثم يرده علي للأمر الأول فهذا جائز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 03:30]ـ
الفقير لم يترك الزكاة بجوارحه فقط فهي لا تجب عليه و إنما يحكم بأنه ترك العزم على الزكاة لأنه استقر في دار تمنع الزكاة و الله أعلم و لهذا قال أهل العلم تمالؤوا أي عزموا
ثم قد ذكرتني بشيء قد غفلت عنه أنهم كان فيهم من يؤمن بمسيلمة، ولكن الصحابة سموهم مانعي الزكاة، ربما لأنه ليس كلهم آمنوا بمسيلمة، لكن كلهم منعوا الزكاة
لكن الدار التي تحكم بشرائع الكفر لم تلزم الشعب بأن يفعل شركاً أو يترك ركناً
أما المتحاكم إلى الطاغوت فلا يكفر مطلقاً مثل الطاغوت نفسه
و أنا لما قلت ثلاثة أقسام لم أعني الشعب التركي الذي قال فيه ابن عتيق ما قال، و إنما عنيت الشعب في الدار التي سألت عنها و قلت أنها تحكم الشرائع الوضعية
و قولك: هل حكّم الشعب في نفسه شريعة الله أم شريعة الشيطان؟
هل يوجد شعب يحكم نفسه، هل أنت تصدق بالديموقراطية المطلقة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 12:36]ـ
أرى أنه عندما نبدأ الخوض في البديهيات فإن الحوار يجب أن ينتهي عند هذا الحد.
المعذرة، فأنا منسحب من الحوار معك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 07:43]ـ
كما ترى(/)
إماراتية تكتب رأيها في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 05:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((كنت أتصفح أحد المنتديات وإذا بي بقوم يتناولون الحديث عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفكرة وجودها. شدني بكل صراحة قول إحدى الأخوات الإماراتيات فقد كتبت كلامًا تمنت من خلاله وجود الهيئة في شوارع دبي وأزقة أبو ظبي ولو لثانية واحدة، حينها فقط ارتشفت ما تبقى من الشاي وقلت الحمد لله على النعمة وقاتل الله من يريد سلبنا النعمة وإبدالنا بالنقمة. إليكم حديث الأخت:
شارعنا الإماراتي مع مرور الزمن فقدَ وما زال يفقد الكثير من هويته الإسلامية ومظاهر ثقافته المحلية .. أي نعم مازال في الصفحة البيضاء بياض،، لكن والله إن الكثير من أهل البلد واخوانهم المقيمين يغبطونكم على هيئتكم ..
نعم نحتاج إلى هيئة متزنة تنهى من تدوس قدماه على أرض دولتنا - من أبنائه أو أبناء إخوانه من عرب وأجانب - عن ارتكاب المنكر المنافي لديننا،، وتأخذ بأيدي من يحتاج إلى الإرشاد نحو طريق المعروف .. وتذكرهم بوسائل مقبولة محببة، فإن الذكرى تنفع المؤمنين ..
حينما أمشي في شوارع أبوظبي أو دبي -على سبيل المثال- وأنا أرى العاشق يقبل معشوقته على الملا!! أحتاج لمثل هيئتكم …
حينما أرى الفاسقة والكافرة وغيرها في أسواقنا اللابسة تحت أنظار شبابنا وإخواننا وأبنائنا وآبائنا ربع "الـ ........ " وربع " الـ ....... " المتعارف عليه، وأنا لا يحق لي أن أحرك ساكناً .. أقول ليتنا ننعم بمزايا هيئتكم…
حينما أخرج باكرا للحاق بدوامي واضطر للتوقف في أحد البقالات لشراء ما يلزمني وأفاجأ بشارب الخمرة يترنح أمامنا ويمارس فن التحرش اللفظي و….، أصرخ وأقول محظوظين يا إخوتنا السعوديين بهيئتكم الرادعة لأمثال هذا المترنح …
حينما أريد أن أغير من روتين الدراسة أو العمل اليومي بقضاء بعض الوقت في أحد الكوفي شوبز الموجودة وأعجز عن إيجاد كوفي شوبز إلا ما ندر وما بعد عنّا -مكانياً - يحتوي على قسم خاص للنساء أو للعوائل أتحسر وأقول ليتني عزمت ربيعاتي في السعودية
حينما أفاجأ في أحد المطاعم بإبنة الجار المحترم وهي في حالة يندى لها الجبين مع من استغفلها عبر النت- ربما- واستدرجها إلى هناك .. أقول: من أمن العقوبة أساء الأدب .. !!!
حينما يتناقش المسلم الغافل مع إحدى الرخيصات الساقطات ويتجادل ويتفق معها على سعر الجلوس معها على مسمع ومرأى مني في أحد شوارع بلدي،، أحترق ألماً وأشتعل غضباً،، وأتمنى هيئتكم لو لثواني …!!
حينما أدخل أحد المحلات التي تمتاز بميزة البائع الوسيم مع فتياتناأمام أنظار الزبائن الذين لا يحق لهم سوى الشجب والاستنكار الخفي وغير العلني، أقول أين أمثال الهيئة عنهم .. !؟ منذ سنوات تقريباً حاولت حكومة الشارقة الواعية وضع حد أمام موجة التبرج التي بالغت النساء الآمنات للعقوبة في بلدي في التفنن فيها ومازالت،، قررت وأعلنت عن قرارها المتمثل في تعيين شرطة نسائية وأخرى رجالية تختص بإلزام كلا الجنسين بالحد المتفق عليه في الاحتشام ليس في شرعنا ولكن على الأقل بالنسبة لمجتمعنا متعدد الأطياف والأعراق والإثنيات والديانات، لقي هذا القرار تاييد شعبي لا حدود له، ولكنه وئد قبل أن ينفذ لأسباب لا داعي لذكرها هنا،، وهي قد لا تخفى على الكثير ..
الأمر الذي جعل العديد من أبناء الإمارات وبناته الغيورين يحاولون العمل ولو بشكل فردي أو جماعي غير منظم للدفاع عن ملامح هويتنا الإسلامية والعربية والمحلية المفتقدة حيناً …ولكن نتائج ذلك لا تتناسب مع مستوى الطموح .. لأن عملهم غير منظم وغير مدعوم …
باختصار،،،
لو كنا في موقعكم لربما اعتبرنا الهيئة منحة وليست محنة،، ولحاولنا إصلاح ما اعوج منها وتعديل ما انكسر منها، ولوضعنا أيدينا في أيديهم بعد نصحهم وتوجييهم إن لزم الأمر .. فوالله كثيرون من يغبطونكم على هيئتكم
* أرجو أن لا أشعركم بأنني تدخلت في شؤون مجتمعكم الخاصة … ولكنني أشعر أنني منكم و أنتم منّا.
موضوع منقول بتصرف من إحدى المدونات
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 03:18]ـ
ماشاء الله ...
هذا الحق قد جاء كشهادةٍ من أختٍ لنا في بلد مجاور يئن من عدم وجود هيئة مباركة كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندنا!!
ثم يأتي أقوام -لاخلاق لهم- يشككون في هيئتنا المباركة، ويتناقلون الإشاعات المغرضة، والأغلوطات الكاذبة رغبةً منهم في الحدِّ من نشاطها وعملها (زعموا)!!
لكن هيهات هيهات!! فولاة أمورنا (وفقهم الله) يعلمون علم اليقين الدور العظيم التي تقوم به هذه الهيئة المباركة ...
ثبت الله أركان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلادنا، وبارك فيها والقائمين عليها، وأعان ولاة أمورنا على التمكين لهذه الهيئة المباركة، التي لو أردنا أن نحصي حسناتها لما استطعنا من كثرتها وعظمها تجاه الأمة الإسلامية جمعاء.
نعم ...
الحق أبلج، والباطل لجلج.
بارك الله فيكم وعليكم على هذا النقل، وجزاكم خيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البتيري]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 06:02]ـ
الا ليت اعداء الهيئة في السعودية يحسون خطر ما ينتظرهم ان نفذوا مخططاتهم بتنحية الهيئة ..
ـ[اسعد]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 10:45]ـ
جزاك الله خير
وجزا الاماراتية خير
وجزا الهيئة خير
وبيض الله وجيهكم
وياليت نشر الموضوع في المنتديات المختلفة ومع وضع الرابط
يمكن نلقى اكثر من شهادة(/)
هذه المرة: من (الطائف) ..... جاء التحذير من (الكوثري) .....
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 01:29]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد: فما زالت كتائب التوحيد والسنة تحذر من جهمى العصر ومريسي القرن حامل لواء الطعن في العلماء والأئمة ومجدد مذهب الجهمية في هذا العصر بلا منازع (محمد زاهد الكوثري) وهو زاهد حقا عن الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة والتحذير هذه المرة من الطائف من الشيخ الفاضل
بدر بن علي بن طامي العتيبي (ابن سحمان الصغير كما لقبه بذلك بعض الأفاضل)
قال الشيخ حفظه الله تعالى في كتابه (إظهار العوار في مزبور مكشوف الستار رد على رسالة " كشف الستار عن مدعي الحوار " كشف لحقيقة المدعو: على الجفري) المطبوع عن دار الإستقامة بالقاهرة في معرض رده على المخالف وبيان أن الوهابية من أشد الناس إجلالا للعلماء ص 26
(وكلام طلابه وأحفاده من أهل العلم في قديم الزمان وحديثه يوافق ذلك في إجلال العلماء واحترامهم ومعرفة قدرهم وفضلهم وسابق إحسانهم في الإسلام: حتى وإن حصل منهم ما يوجب الإنكار عليهم ومخالفتهم: إذا علم منهم صدق النية وطلب الحق ومحبة الخير والبحث عنه.
أما خصوم الحق وأعداء التوحيد والسنة فهم أحرى بالإنكار عليهم والأخذ على أيديهم وهجرهم والتحذير منهم وهذه سنة السلف الصالح مع أهل البدع والأهواء.
ولن أعكر على أبصار الموحدين ومسامع المتقين بذكر صنوف شتائم ابن حجر الهيتمي لشيخ الإسلام ابن تيمية ولا تهم الحصني ولا بشائع أحمد زيني دحلان ولا النبهاني ولا الحداد ولا الدجوي ولا الكوثري ولا السقاف ولا غيرهم من أهل الظلم والعدوان وكتبهم طافحة مليئة بصنوف الشتم والسب لأهل السنة وخاصة الأئمة الثلاثة: ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب.
ولم يضر هؤلاء إلا أنفسهم: فرفع الله ذكر الأئمة أهل السنة والجماعة وقطع ذكر خصومهم فمن يعرف هذه الأسماء قبل ذكرها هنا؟!
وليزن الناقد البصير مؤلفات هؤلاء وأمثالهم بمؤلفات أهل التوحيد والسنة وما فيها من نور الوحيين ورحمة المسلمين وإجلال العلماء والإعراض عن السفهاء.
ولا نقول إلا:
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
ثم قال الشيخ - حفظه الله نعالى - عن الكوثري في الهامش:
(وهذا أقبحهم لسانا وأفسدهم طوية ولم يكد يسلم منه إمام من أئمة الدين؟! فطعن في الإمام البخاري والدارمي وعبدالله ابن الإمام أحمد وابن خزيمة وابن منده والخطيب البغدادي وابن عدى وابن قدامة وابن قتيبة وجماعة من أهل العلم والديانة ومن أراد معرفة حقيقة الكوثري فليقرأ كتاب شيخ مشايخنا العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي " التنكيل لما في تأنيب الكوثري من الأباطيل " وكتاب الشيخ الفاضل محمد الخميس المسمى ب " بيان مخالفة لاعتقاد السلف " ولا يزال له أتباع كما لإبليس جند يحملون رايته (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون) انتهى كلامه حفظه الله ورعاه
قال أبو الحسن الأزهري - غفر الله له وبلغه في الدارين أمله - أما طعونات الكوثري الهالك في الأئمة الأعلام فإليك الدليل من كتبه:
قال الكوثرى الجهمي طاعنا في إمام الدنيا البخاري:
ومن الغريب أن بعض من يعدونه من أمراء المؤمنين في الحديث يتبجح قائلاً أني لم أخرج في كتابي عمن لا يرى أن الأيمان قول وعمل يزيد أو ينقص مع أنه أخرج عن غلاة الخوارج. (التأنيب ص76).
وقال الكوثرى الجهمي طاعنا في الدارمي:
وعثمان بن سعيد في السند فهو صاحب النقص مجسم مكشوف الأمر يعادي ائمة التتريه ويصرح بإثبات القيام والعقود والحركة والنقل والإستقرار المكاني والحد ونحوه ذلك له تعالى ومثله يكون جاهلاً بالله بعيداً إن أن تقبل روايته. (التأنيب ص 26)
وقال الزاهد عن الكتاب والسنة في عبدالله بن الإمام أحمد:
والآن نتحدث عن كتاب "السنَّة" هذا - (وهو لعبد الله بن أحمد في "العقيدة") - تحذيراً للمسلمين عمّا فيه مِن صنوفِ الزيغ، لاحتمالِ انخداع بعضِ أُناسٍ مِن العامَّةِ بسمعة والِدِ المؤلِّف، مع أنَّ الكفرَ كفرٌ كائناً مَن كان الناطق به. أ. ه (ص403).
وقال الكوثري مجدد فكر الجهمية في هذا العصر في ابن خزيمة:
ولهذين الكتابَيْن - (أي: كتاب "النقض" وكتاب "السنَّة") - ثالثٌ في مجلَّدٍ ضخمٍ يُسمِّيه مؤلفُه ابن خزيمة "كتاب التوحيد" وهو عند محقِّقي هلِ العلم كتاب الشرك! وذلك لِما حواه من الآراء الوثنية!! ... أ. ه. (المقالات ص 361).
وقال عدو السنة في الخطيب البغدادي:
وفي تاريخه أنباء كاذبة وأحاديث باطلة جزماً فمن المجازفة البالغة حد الشناعة تدوين بعضهم رؤيا مؤداها: أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر مجلس اقراء الخطيب لتاريخه. وهذه الطريقة تدجيل في ترويج ما فيه من الأباطيل المكشوفة. وراوي تلك الرؤيا من حملة رواة حال الخطيب مع الصبي الذي كان يتغزل فيه نعوذ بالله من الخذلان. وهذا القدر كاف في الإلمام بحال الخطيب في الأمانة والديانة. (التأنيب ص20).
وقال الكوثري الهالك في ابن عدى وابن قدامة وابن قتيبة:
وقد هفا ابن قتيبة هفوة باردة في كتابه"الإختلاط في اللفظ" في تفلسفه بشأن اللفظ المسموع فرددنا عليه رداً واضحاً مكشوفاً. (المقالات ص60).
فيكون اعترف في أول خطوة أن الحق بيد المعتزلة وهو لا يشعر فإذا كان حال الموقف هكذا فماذا يكون الحال من دونه؟ نسأل الله الصون. (المقالات ص75 - 85).
وكان ابن عدي على بعده عن الفقه النظر والعلوم طويل اللسان في أبي حنيفة وأصحابه. (الحاشية على تأنيب الخطيب).
وما زلنا ننتظر جيوش أهل التوحيد وكتائب أهل السنة لرد عدوان الكوثري وبني نحلته وتالله الذي لا يحلف إلا به ولا يطلب الغوث إلا منه لنبذل قوتنا وحجتنا ومهجتنا ولذة نومنا في جهادنا لأهل البدعة والجهمية والغواية حتى نلحق بهم أشد النكاية ولن نبقى لهم واردة ولن ندع منهم شاردة والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 01:42]ـ
جزاك الله خيرا و بارك الله في الشيخ الفاضل أبي عبدالرحمن بدر العتيبي و نفع به و بعلمه
ـ[انور الازهرى]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 05:16]ـ
الاخ الفاضل ابو الحسن: نعم للكوثرى سقطات ولكن له فضائل ومن فضائله عدم مشايعته لحركة اتاتورك العلمانيه
كما لايستطيع احد ان يطعن فى علم الكوثرى وتبحره فى علوم الاسلام، انا شخصيا اخالف الكوثرى ولكننى احفظ له قدره العلمى واعتقد ان التوسط فى أمره افضل الطرق لنقده
ـ[جذيل]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 09:25]ـ
الاخ الفاضل ابو الحسن: نعم للكوثرى سقطات ولكن له فضائل ومن فضائله عدم مشايعته لحركة اتاتورك العلمانيه
كما لايستطيع احد ان يطعن فى علم الكوثرى وتبحره فى علوم الاسلام، انا شخصيا اخالف الكوثرى ولكننى احفظ له قدره العلمى واعتقد ان التوسط فى أمره افضل الطرق لنقده
اخي انور
ماذا تقول في رد المعلمي عليه في كتابه التنكيل
وفقك الله روعاك
ـ[انور الازهرى]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 01:41]ـ
اخي انور
ماذا تقول في رد المعلمي عليه في كتابه التنكيل
وفقك الله روعاك
.............................. .............................. .........................
اخى جذيل
اقول انه رد عبقرى، يدل على جلالة المعلمى رحمه الله وتبحره فى فنون الحديث
لكننى اذكر ان رد المعلمى وقد قرأته منذ فترة طويلة حوى اشياء لم أراه اصاب فيها كبد الحقيقة
واستدركت امور فى وقتها عليه، منها بعض التحامل على الكوثرى فى امور
لكن اذكر ايضا ادب المعلمى الجم فى فاتحة رسالته حيث لقب الكوثرى بالاستاذ
وايضا بوجه عام لا يخلو الخطيب البغدادى رحمه الله من عصبية على ابى حنيفة واصحابه بل وعلى اخرين
حتى صنف فيه بعض الحنابلة السهم المصيب فى كبد الخطيب
وبوجه عام ايضا فاننى أميل الى الاعتدال والتوسط فى شأن المخالفين خصوصا الاشاعرة والماتريديه
لاسباب ليس هذا موضعها
وجزاكم الله خيرا
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 03:22]ـ
اقول انه رد عبقرى، يدل على جلالة المعلمى رحمه الله وتبحره فى فنون الحديث
لكننى اذكر ان رد المعلمى وقد قرأته منذ فترة طويلة حوى اشياء لم أراه اصاب فيها كبد الحقيقة
واستدركت امور فى وقتها عليه، منها بعض التحامل على الكوثرى فى امور
لكن اذكر ايضا ادب المعلمى الجم فى فاتحة رسالته حيث لقب الكوثرى بالاستاذ
وايضا بوجه عام لا يخلو الخطيب البغدادى رحمه الله من عصبية على ابى حنيفة واصحابه بل وعلى اخرين
حتى صنف فيه بعض الحنابلة السهم المصيب فى كبد الخطيب
وبوجه عام ايضا فاننى أميل الى الاعتدال والتوسط فى شأن المخالفين خصوصا الاشاعرة والماتريديه
لاسباب ليس هذا موضعها
وجزاكم الله خيرا
سبحان الله!! أتشبه أبو حنيفة بالكوثري
وما أدري ما التوسط والإعتدال الذي تتحدث عنه فإن هؤلاء مخالفون لنا في أصل العقيدة
ولا يجوز أن نواد من حاد الله ورسوله وشاققهم(/)
ذو السويقتين وأحداث إفريقيا الحالية
ـ[أبو اليسر الشامي]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 04:21]ـ
أخواني الأفاضل ... السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. أما بعد:
فإنه مما لا يخفى على واحد مناأن ما يحصل الآن في إفريقيا أمر دبر بليل ,خاصة و أن تلك الدول الفقيرة ذات الأعراق الواسعة والطوائف الكبيرة كان فيما مضى أول همها لقمة العيش ليس إلا.
وبعد أن تغلغل اللوبي الصهيوني في تلك القارة الغنية الفقيرة بنهب ثرواتها ونشر كل موبقة فيها وتجهيل أهلها أضعاف ما هو عليه الحال في بلادنا لا بد لواحد منا من التساؤل هل لكل هذا الإنتهاك من غرض أهو لمجرد السيطرة على سلة الخبز العالمي؟
ثم إذا تابعنا النشاط التبشيري المستعر منذ عقود على هذه القارة السمراء الفقيرة المجهلة لوجدنا العجائب وأعتقد أن صورة المبشرة الشقراء الحسناء الهوليودية في أذهاننا وهي تخدم أدنى طبقات المجتمع الإفريقي المعدم لا زالت راسخة ,أكل هذا لأجل الإنسانية اللتي هم أصلا لا يعترفون بها إلا لأنفسهم؟
بعد هذا التغلغل اليهودي النصراني الحاقد و بعد اشتغال العالم الإسلامي بمشاكله الخاصة نرى أن فرسان مالطة أو أمراء الحروب الصليبية الجدد يشرعون بتمزيق ما بقي من هوية دينية لإفريقيا اللتي كانت في يوم من الأيام الدولة الإسلامية ممتدة على معظم أصقاعها؟
ففي مصر الأقباط ينادون بسلطة أقوي و أكثر فاعلية ,والسودان أكبر دولة إسلامية عربية تحاك المؤامرات الدولية لتمزيقها لصالح أوباش النصارى و جعلوا من دارفور أزمة دولية وملايين العراق لا بواكي لهم.
أما الصومال فحدث ولا حرج جيش ملس زيناوي يذبح المسلمين في المسجد ولا أحد يحرك ساكنا والجيش نفسه أيضا يقصف الأحياء الآمنة بالمدفعية ويقتل العشرات ولا بواكي لأمة خير البشر صلى الله عليه وسلم ,و انظر إلى الحال في زيمبابوي وكينيا وجنوب إفريقيا و و و و ......
أليس من المعروف عالميا أن إفريقيا هي الباحة الخلفية لدولة الصهاينة المحتلة كما أن أمريكا اللاتينية هي الباحة الخلفية للولايات المتحدة؟ إذا لصالح من كل هذه الصراعات في قارة غير مستقرة أمنيا أصلا أهو للتحضير لوجود نصراني متطرف أكبر على الجهة الشرقية من إفريقيا؟.
وماذا بعد ذلك وضفتي باب المندب تستعر للأسوأ؟
وأخيرا قلعة التوحيد تعصف بها التيارات الفكرية الحداثية وما هي بحداثية: علمانية شيوعية اشتراكية ليبرالية عقلانية العقل الأمريكي إتجاهات رأسمالية؟؟؟؟؟
أما البدعيات برعاية الأم أمريكا وتحت مستند الحريات الدينية في قلعة التوحيد: صوفية شيعة المعتدلون و و و.
لم يبق للمشهد سوى تحديد هوية ذو السويقتين!!!!!!!
أترك لكم أخواني التعقيب و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
يتقدمهم الجبرين والبراك .. علماء سعوديون يصدرون بياناً في التحذير من الشيعة وحزب الله
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 04:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يتقدمهم الجبرين والبراك .. علماء سعوديون يصدرون بياناً في التحذير من الشيعة وحزب الله
نواف العازمي (الوئام) الانترنت:
حذر علماء سعوديون بارزون من ما أسموه مغبة الاغترار بمزاعم الشيعة عن نصرة بعض قطاعاتها للدين وإبداء العداوة لليهود والأمريكيين، بما يؤدي إلى غياب الوعي بمذهبهم ومدى عدائه لأهل السنة.
وذكر بيان وقعه اثنان وعشرون عالماً أن "كثيراً من المسلمين من المتعلمين والمثقفين فضلاً عن العامة قد انخدعوا وينخدعون بمزاعم (الشيعة) في نصرة الدين وعداوة اليهود والأمريكيين كما حصل من الانخداع بمزاعم من يسمى بحزب الله في لبنان ".
وأبدى العلماء في بيانهم (تلقت الوئام نسخة منه) تعجبهم من أن المسلمين برغم "هذا الانفتاح والتمكن من الاطلاع على مؤلفاتهم وتصريحاتهم لم يزل كثيرون غير متصورين لعداوة الرافضة لأهل السنة عموماً ولأهل السنة والجماعة خصوصاً ولهذا هم أعدى الأعداء لدعوات الإصلاح السلفية التي تقوم على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين فاعرفوهم واحذروهم أيها المسلمون".
وشدد العلماء على أن "الإسلام والمسلمون (لا يزالان) منهم في محنة يكيدون لهم بأنواع المكايد مما به فساد دينهم ودنياهم ويناصرون أعداء المسلمين عليهم كلما سنحت لهم الفرصة وإذا كانت لهم دولة أذلوا وتسلطوا على من في ولايتهم من أهل السنة كما عليه الحال في إيران والعراق. وهم يثيرون الفتن وأنواع من الفساد والدمار بالمسلمين وزعزعة الأمن في بلاد المسلمين كما حصل في بعض مواسم الحج في مكة وفي اليمن من الحوثيين".
ويعد هذا البيان الذي وقعه الشيخان عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، و عبد الرحمن بن ناصر البراك، إضافة إلى ثلة من العلماء الآخرين، أشد تحذير يوجه من مخططات الحوثيين الذين يحملون السلاح في مدينة صعدة اليمنية.
ولفت البيان إلى أن (الشيعة) لا يقرون بشرعية أحد من الخلفاء وملوك المسلمين والحكام "من عهد أبي بكر رضي الله عنه إلى اليوم عدا علياً رضي الله عنه فعندهم لم تكن للإسلام دولة بعد الرسول إلا ما كان من خلافة علي رضي الله عنه" وفقاً لما جاء في البيان.
وفيما يلي نص البيان:
اعرفوهم واحذروهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أما بعد، فهذا بيان بحقيقة الشيعة [الرافضة] فإنها الطائفة التي نبتت في جسم الأمة الإسلامية منذ عهود متطاولة بفعل بعض اليهود، وقد قام مذهبهم أولاً على أصلين:
1) الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذريته من فاطمة رضي الله عنهم.
2) بغض جميع الصحابة إلا قليلاً منهم وهم في هذا الغلو وفي هذا البغض متفاوتون، فمنهم من يؤلّه علياً رضي الله عنه، وسلف هؤلاء السبئية الذين حرّقهم علي رضي الله عنه بالنار ومنهم القائلون بعصمة علي رضي الله عنه، والأئمة من بعده.
ثم منهم من يكفر جمهور الصحابة رضي الله عنهم، ويزعم أنهم ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يفسقهم ويقول إنهم ظلموا بمبايعة أبي بكر رضي الله عنه بالخلافة لأنهم يزعمون أن علياً رضي الله عنه هو الوصي بولاية الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الصحابة رضي الله عنهم كتموا الوصية واغتصبوا علياً رضي الله عنه وأهل البيت حقهم في الأمر، وهؤلاء كلهم يتدينون بسب الصحابة رضوان الله عليهم خصوصاً أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وقد كانت بداية هؤلاء في عهد علي رضي الله عنه، ولهذا صح عنه رضي الله عنه أنه قال: " لا أوتى بمن يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري ".
ومن أصولهم ما يُعرف عندهم بالتقيّة؛ الذي حقيقته النفاق بإخفاء باطلهم، فيظهرون خلاف ما يبطنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشرُّ طوائفهم الباطنية كالإسماعيلية والنصيرية، وكانوا يعرفون قديماً بالقرامطة، وكان من زعمائهم أبو سعيد الجنّابي في بلد القطيف وهو الذي عاث هو وحزبه في الأرض فساداً، وكانوا يقطعون الطريق على الحجاج بالقتل والنهب. وجاءوا إلى مكة سنة / 317هـ / فقتلوا الحجيج ورموهم في بئر زمزم، وقلعوا باب الكعبة وقلعوا الحجر الأسود، وحملوه إلى بلدهم القطيف وبقي عندهم ثنتين وعشرين سنة.
ومنهم دولة الفاطميين بمصر الذين قال فيهم بعض أهل العلم إنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض.
والشيعة الروافض هم الذين أحدثوا في الأمة شرك القبور فبنوا على قبور أئمتهم القباب والمعابد التي يسمونها المشاهد وعمروها بأنواع الشرك والبدع فهم يطوفون بتلك القبور ويصلون عندها ويحجون إليها ويستغيثون بأصحابها من قرب وبعد، ولا سيما في الشدائد، فكان شركهم أغلظ من شرك الذين قال الله فيهم [فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله ملخصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون] فالرافضة يشركون في الرخاء والشدة، وقد سرى داء القبورية منهم إلى طوائف من الصوفية.
ومن خرافات الشيعة الرافضة اعتقادهم أن الإمام الثاني عشر عندهم وهو محمد بن الحسن العسكري الذي يزعمون أنه دخل سرداب سامراء وهو ابن خمس أو ست سنين، وذلك سنة [256 هـ] وأنه لم يزل حياً، وهم ينتظرون خروجه، ويدعون بذلك فإذا ذكروه قالوا عجل الله فرجه وهو المعروف عندهم بالإمام المنتظر، والمهدي المنتظر.
فهذه أصول مذهب الرافضة مع ما دخل عليهم من أصول الخوارج والمعتزلة.
وبهذا يتبين أن طائفة الشيعة الرافضة شر طوائف الأمة وأشدهم عداوة وكيداً لأهل السنة والجماعة.
ولذلك يتدينون بلعن جميع أهل السنة الأولين والآخرين.
ولا يقرون بشرعية خلافة أحد من خلفاء وملوك المسلمين من عهد أبي بكر رضي الله عنه إلى اليوم عدا علياً رضي الله عنه فعندهم لم تكن للإسلام دولة بعد الرسول إلا ما كان من خلافة علي رضي الله عنه.
ولهذا لم يزل الإسلام والمسلمون منهم في محنة يكيدون لهم بأنواع المكايد مما به فساد دينهم ودنياهم ويناصرون أعداء المسلمين عليهم كلما سنحت لهم الفرصة وإذا كانت لهم دولة أذلوا وتسلطوا على من في ولايتهم من أهل السنة كما عليه الحال في إيران والعراق. وهم يثيرون الفتن وأنواع من الفساد والدمار بالمسلمين وزعزعة الأمن في بلاد المسلمين كما حصل في بعض مواسم الحج في مكة وفي اليمن من الحوثيين.
ومع هذا فكثير من المسلمين من المتعلمين والمثقفين فضلاً عن العامة قد انخدعوا وينخدعون بمزاعم الرافضة في نصرة الدين وعداوة اليهود والأمريكيين كما حصل من الانخداع بمزاعم من يسمى بحزب الله في لبنان. ولا ريب أن الذين يصدقونهم في مزاعمهم لم يدركوا حقيقة مذهبهم وما بني عليه من أصول كفرية كما تقدم بيانه.
ومن العجب أن مع هذا الانفتاح والتمكن من الاطلاع على مؤلفاتهم وتصريحاتهم لم يزل كثيرون غير متصورين لعداوة الرافضة لأهل السنة عموماً ولأهل السنة والجماعة خصوصاً ولهذا هم أعدى الأعداء لدعوات الإصلاح السلفية التي تقوم على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين فاعرفوهم واحذروهم أيها المسلمون.
نسأل الله أن يجعل لنا فرقاناً بين الحق والباطل وبين أوليائه وأعدائه وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن لا يجعله ملتبساً علينا فنضل إنه المان بذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون
1 الشيخ العلامة/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين 2 الشيخ العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
3 د. الشيخ/ عبد الله بن حمود التويجري 4 د. الشيخ/ عبد الله بن حمد الجلالي
5 الشيخ/ عبد الله بن ناصر السليمان 6 د. الشيخ/ ناصر بن سليمان العمر
7 د. الشيخ/ عبد الله بن عمر الدميجي 8 د. الشيخ/ سليمان بن عبد الله السيف
9 د. الشيخ/ عبدالعزيز بن عبد الله المبدل 10 د. الشيخ/ محمد بن عبد العزيز اللاحم
11 د. الشيخ/ إبراهيم بن محمد عباس 12 د. الشيخ/ عبد الله بن إبراهيم الريس
13 د. الشيخ/ محمد بن عبدالله الهبدان 14 د. الشيخ/ عبد العزيز بن محمد الراشد
15 الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي 16 الشيخ/ عبد العزيز بن ناصر الجليل
17 الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن الوطبان 18 الشيخ/ سعد بن ناصر الغنام
19 الشيخ/ أحمد بن حسن بن محمد آل بن عبد الله 20 الشيخ/ العباس بن أحمد عبد الفتاح الحازمي
21 الشيخ/ عيسى بن درزي المبلع 22 الشيخ/ عبد العزيز بن سالم العمر
تم إضافته يوم الأحد 01/ 06/2008 م - الموافق 27 - 5 - 1429 هـ الساعة 1:39 صباحاً - شوهد 977 مرة -
===
والبيان هذا لم يُنشر إلا على موقع صحيفة الوئام؛ فلا أعلم مدى صحته، وإن يكن مكذوبا؛ فأرجو حذفَ الموضوع. بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو اليسر الشامي]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 05:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخي الفاضل نفع الله بك عندي لك سؤالان:
أما الأول:هب أن طواغيت الكفر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مشوا لقتال يهود المدينة لخلاف دنيوي بينهم فما هو حال النبي عليه السلام وصحبه الكرام؟؟؟؟
الثاني:هل تقاطع المصالح يعني اتحادها؟؟؟
اشهد الله أني جاهل متشوق للعلم وأحب أن أكون خادما للعلم و أهله لكن هذا ما يدور في النفس ,أرجوا ألا يكون من الشيطان
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 04:29]ـ
حزبولا يا أمل رجاءا ... حزبولا ونصرولا ... لا تجتمع النجاسة مع لفظ الجلالة في اسم واحد.
شكرا لتعاونك معنا.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 11:24]ـ
ورد هذا البيان على صيغة خبر في موقع المسلم التابع للشيخ ناصر العمر.
وهو موجود في موقع نور الاسلام .........
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=9770&Itemid=33(/)
هل يحتج بقول الصحابي؟
ـ[طالبة الخشية]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 09:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما يكون لصحابي رأي في مسألة كزيارة الكنائس ورأي سيدنا عمر
عندما نعرضه في نقاش على من يقدمون العقل على النقل في أغلب المسائل أو منهجهم يُقدم فيه الهوى بدون ذكر أسماء يقولون وهل قول الصحابي يُحتج به!! أو قول الصحابي ليس حجة
فكيف نرد؟ وأتمنى أن أجد تفصيل في مسألة أقوال الصحابه علماً بأني أفهم أنه لو خلاف بين فريقين منهم رضوان الله عليهم سنلزم من معه الدليل الصحيح
ومحل الإشكال عندي في مسألة كمسألة زيارة الكنائس (ولا أقصد المثال حرفيا) إن فرضنا أنه لا يوجد فيها إلا رأي سيدنا عمر بالتحريم فهل أقدم رأي أحد المعاصرين على رأي سيدنا عمر!
وهنا تحت عنصر الاسئلة تفصيل للشيخ الألباني رحمه الله لكن مازلت لم أفهم المسألة جيدا
http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2
وجزاكم الله خيراً
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 11:48]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لعل هنا ما يفيدكِ عن المسألة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101858&highlight=%CD%CC%ED%C9+%DE%E6% E1+%C7%E1%D5%CD%C7%C8%ED(/)
هذا هو الرويبيطة
ـ[معاذ هيثم]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 05:52]ـ
زقزوق في نادي ليونز: تطويل خطبة الجمعة عن عشر دقائق بدعة .. وامتناع المرأة عن السلام علي الرجل مرفوض دينيًا وأخلاقيًا
الصفحه الأولى جريدة الدستور المصري: 1/ 6/2008
كتب - إبراهيم الطيب:
أكد الدكتور محمود زقزوق - وزير الأوقاف المصري - أن خطبة الجمعة لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تزيد علي عشر دقائق، وأن دعوي تطويل خطبة الجمعة بدعة لا أصل لها في الدين، وأتحدي أي شخص يُحضر لي دليلاً بأن النبي - صلي الله عليه وسلم - خطب يوم الجمعة خطبة تعدت العشر دقائق!
وأضاف «زقزوق» في الندوة التي أقامها نادي ليونز مصر الدولي برئاسة هاني عزيز مساء أمس الأول - الجمعة - أن مشروع الأذان الموحد مستمر وسوف يفاجأ به المجتمع قريبًا خاصة في القاهرة الكبري، مشيرًا إلي أنه قد تم الاتفاق مع إذاعة القرآن الكريم، وتم عمل تجارب لمدة سنتين وفجأة قدمت إذاعة القرآن الكريم مذكرة لوزير الإعلام تطالب بأن جمهورها عايز يسمع صوت الشيخ محمد رفعت وبعدها لجأنا لإذاعة القاهرة الكبري وتغلبنا علي جميع المشاكل وسيفاجأ الجميع قريبًا بالأذان الموحد.
وحول رأيه لما تعرض إليه الدكتور أحمد الطيب - رئيس جامعة الأزهر - عندما رفضت إحدي الفتيات السلام عليه في حفل لإحدي المسابقات الدينية، أكد «زقزوق» أن امتناع المرأة عن التسليم علي الرجل لا أصل له في الدين، ويدخل في إطار التشدد والتعصب ويعد أمرًا مرفوضًا دينيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا، لافتًا إلي أنه قد تعرض شخصيًا لمثل هذه المواقف كثيرًا وكانت إحدي المرات مع فتاة لم تتجاوز العشر سنوات، مؤكدًا أنه في إطار التصدي لذلك التشدد يطالب الدعاة دائمًا بالدعوي لعدم التطرف والتعصب من خلال إجراء دورات تدريبية للدعاة علي جميع المستويات.
وكان «زقزوق» قد تعرض لهجوم حاد من قبل أعضاء النادي حول تردي مستوي الدعاة لدرجة دفعت أحدهم للقول إن الدعاة أصبحوا يقولون «كلام عبيط»! الأمر الذي أغضب زقزوق قائلاً: هناك ظلم بيَّن لدعاة وزارة الأوقاف، فيوجد نحو 100 ألف مسجد وزاوية علي مستوي الجمهورية بها 45 ألف إمام معين بالوزارة والباقي تستعين بهم من الخارج من خريجي معاهد إعداد الدعاة، ووارد جدًا أن يكون أحد هؤلاء ليس علي المستوي «بس مينفعش أبدًا أقول إن الإمام بيقول كلام عبيط»، الأمر الذي دفع اللواء حسن حميدة - محافظ المنوفية - للتدخل لترطيب الأجواء والإشادة بمواقف الوزير في التصدي للأئمة غير الصالحين وضعاف المستوي
بالله عليكم: كيف تنصر أمة ومثل هؤلاء يجلسون في هذه المناصب الخطيرة(/)
ماذا تعرف عن القاديانية؟
ـ[معاذ هيثم]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:34]ـ
أحمد القادياني .. وإلغاء فريضة الجهاد
(منقووووووووول)
أخمد الإنجليز الثورة التي اشتعلت ضدهم في الهند (سنة 1274هـ = 1857م)، وكانت ثورة عارمة كادت تعصف بالوجود البريطاني كله هناك، وكان المسلمون في الهند وراء إشعال لهيب الثورة، التي يغذيها روح الجهاد وحب الاستشهاد وفتاوى العلماء بأن الهند دار حرب وبعد أن أحكم الإنجليز سيطرتهم، وقضوا على الحكم الإسلامي في الهند، عكفت حكومة الاحتلال على دراسة الأوضاع في شبه القارة الهندية، وإرسال البعثات لجمع المعلومات وتقصّي الحقائق؛ بحثا عن الأسباب التي أدت إلى اشتعال الثورة بهذه القوة والضراوة، ووضع الوسائل والآليات التي تمنع حدوثها.
أرسلت الحكومة البريطانية وفدا يضم مفكرين وزعماء مسيحيين في سنة (1286هـ = 1869م)، فمكث في الهند فترة يدرس الأوضاع، ويحلل الأسباب وقدم تقريرا إلى الحكومة خلص فيه إلى أن أكثر المسلمين في الهند يتبعون زعماءهم الدينيين اتباع الأعمى، وقالوا: لو وجدنا شخصا يدّعي أنه نبي لاجتمع حوله كثير من الناس، ولكن ترغيب شخص كهذا أمر في غاية الصعوبة، فإن حلت هذه المسألة، فمن الممكن أن ترعى نبوة هذا الشخص بأحسن وجه تحت إشراف الحكومة، والآن- ونحن مسيطرون على سائر الهند- نحتاج إلى مثل هذا العمل لإثارة الفتن بين الشعب الهندي وجمهور المسلمين.
وقد درست السلطات البريطانية ما جاء في التقرير وحددت المواصفات لمن يقوم بهذا الدور، وفضلت أن يكون من بين الأسر التي توالي الإنجليز، وأن يكون مسلما تتوافر فيه مقومات الزعامة، خطيبا لبقا، يجيد الجدل والمناظرة، ووجد الإنجليز ضالتهم في "أحمد القادياني
المولد والنشأة
ولد "أحمد مرتضى بن عطاء" سنة (1225هـ = 1839م) في قرية قاديان، إحدى قرى منطقة البنجاب التابعة الآن لباكستان، وإلى هذه القرية نُسب أحمد واشتهر باسم "أحمد القادياني".
نشأ في أسرة تدين بالولاء للإنجليز وترتبط بصداقات مع طائفة السِّيخ، ألدّ أعداء الإسلام والمسلمين في الهند، وتعلم تعليما دينيا، فحفظ شيئا من القرآن، وتعلم اللغتين الفارسية والعربية، ودرس المنطق والحكمة، والأدب، والطب القديم، ولما بلغ أشده عمل موظفا في محكمة ابتدائية إنجليزية في مدينة "سيالكوت" القريبة من لاهور، ثم استقال منها بعد أربعة أعوام لمعاونة أبيه في إدارة شؤونه الخاصة، وطوال هذه الفترة لم يتوقف عن القراءة والمطالعة.
ثم خاض أحمد القادياني غمار الجدل والمناظرات الدينية التي تحتدم في إقليم البنجاب، الذي كان يموج بالإرساليات التبشيرية التي تعمل على تنصير المسلمين وتهاجم الإسلام ونبيه، فضلا عن المناظرات بين أصحاب الأديان المختلفة، وكان المسلمون ينظرون إلى من ينهض للدفاع عن دينهم، ويجيد آليات الجدل ومقارعة الخصوم- نظرة إجلال وتقدير، وكان هذا هو المدخل الذي نفذ من خلاله أحمد القادياني، ويبدو أن هذا كان بتدبير الإنجليز الذين كانوا يبحثون عن الشخص الذي يجعل ما جاء في تقرير لجنتهم موضع التنفيذ.
دعوة القادياني
نجح أحمد القادياني في جذب الأتباع والأنصار إليه باعتباره واحدا من المدافعين عن الإسلام، فالتفوا حوله، وأنزلوه في نفوسهم منزلة رفيعة، ولما رأى شهرته تتسع وأتباعه يتزايدون، أضفى على عمله صفة القداسة، وزعم أنه مأمور من الله تعالى بالدفاع عن الإسلام، وحماية عقيدته، مستغلا ضعف الثقافة الدينية لدى أتباعه، وبراعته في الجدل والإقناع، ثم أتبع ذلك بالدعاية لنفسه بأنه قادر على كشف الغيب، والتنبؤ بأحداث المستقبل، وأنه مستجاب الدعوة.
غير أن هذه الدعاوى لم تصادف قبولا تاما، وأغضبت علماء المسلمين وأثارتهم ضده، وهو الذي يزعم أنه يعمل لصالح الإسلام، فخشي غضبة العلماء وثورة الجماهير فعدل عن ذلك، وتراجع عن ادعاءاته، حتى تحين الفرصة المناسبة، ونسب لنفسه صفة المجدد، مستغلا الحديث المعروف بأن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذه الفترة ألّف كتابين يخدم بهما فكرته، ويهيئ الأذهان للخطوة التالية التي سيقدم عليها؛ حيث جمع في أحدهما آراءه ومناظراته مع خصوم الإسلام، وحشد في الآخر الأدلة الدامغة على ثبوت المعجزات، وإمكانية وقوعها، وليس للعقل البشري المحدود أن ينكر وجودها.
أنا عيسى ابن مريم!!
كان حديثه عن إمكانية حدوث المعجزة التي هي من خصائص الأنبياء التمهيد للخطوة الأخرى، والتوطئة للدعوة إلى نفسه بأنه المسيح الموعود لهذه الأمة الذي بشرت به الأحاديث النبوية، فزعم أن له شبهًا بالسيد المسيح، وأضفى على نفسه صفات المسيح التي جاءت في المرويات، فأعلن في سنة (1309هـ=1891م) في بلدة "لودهيانة" أنه المسيح الموعود الذي بعثه الله من جديد لتخليص العالم من آلامه وشروره، وأنه الأمل الذي طال انتظاره، وقد واجه علماء المسلمين في لودهيانة ادعاءات القادياني بالرفض والتفنيد، وقاد هذه الحملة الصادقة "مولوي محمد حسين" صاحب جريدة "إشاعة السنة"، ودعا إلى مناظرة القادياني حتى يتبين للناس كذب ما ادعاه، لكن والي المدينة حال دون وقوعها، فقد كان من أتباع القادياني، وأجبر العلماء على مغادرة لودهيانة.
ثم انتقل القادياني إلى "دلهي" العاصمة الهندية يدعو لنفسه، ويبشر بمذهبه، فأنكر عليه العلماء دعواه، وطلبوه للمناظرة، فلم يستجب لهم، واستمر في دعوته، محميا بالإنجليز الذين أحاطوه برعايتهم، وأسس في سنة (1316هـ = 1898م) مدرسة بقاديان لتعليم أبناء شيعته مبادئ نحلته، ووضع قانونا لأتباعه يدعوهم فيه ألا يزوجوا بناتهم إلا من كان على شاكلتهم ويدين بمذهبهم.
ادعاؤه النبوة
انتقل القادياني إلى المرحلة الثالثة بعد ادعائه الولاية والصلاح، وأنه المسيح الموعود، فأعلن في سنة (1318 هـ = 1900م) النبوة المستقلة، قاطعا شوطا كبيرا، إلى الهدف الذي رسمه الإنجليز في صنع رجل يخدم مصالحهم في الهند، وكان لهذه الدعوى دويّ كبير، لم يخفف منه ادعاؤه بأنه نبي يدور في فلك النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتابِع له، فانصرف عنه كثير من المخدوعين به، وبقي معه أصحاب المنافع والأهواء.
ولم يمض عام على هذه الدعوى حتى أعلن أنه نبي مستقل، مثله مثل سائر الأنبياء والمرسلين، قائلا: إنني صادق كموسى وعيسى وداود ومحمد (صلى الله عليه وسلم)، وقد أنزل الله لتصديقي آيات سماوية تربو على عشرة آلاف، وقد شهد لي القرآن، وشهد لي الرسول، وقد عيّن الأنبياء زمن بعثتي، وذلك هو عصرنا هذا.
إلغاؤه فريضة الجهاد
استهدف القادياني من إعلانه النبوة تحقيق أمل الإنجليز في حياة مستقرة بالهند، دون ثورات وقلاقل، كان يقف وراءها المسلمون، ولم يكن هناك ما يحقق هذا الغرض سوى الإعلان بأن الجهاد قد أُلغي ونُسخ، ولما كان القادياني قد أعلن نفسه نبيا، فإنه أصبح في المنزلة التي تسمح له أن يكون صاحب تشريع يُلزِم به أتباعه.
أعلن القادياني إلغاء الجهاد للحفاظ على الإنجليز في الهند، فيقول لأتباعه: "اليوم نُسخ الجهاد بالسيف بإذن الله، فمن حمل السيف على كافر بعد اليوم وسمى نفسه غازيا فقد عصى رسول الله، الذي قال قبل ألف وثلاثمائة سنة: إن الجهاد بالسيف ينتهي بعد مجيء المسيح الموعود .. فلا جهاد الآن بعد ظهوري".
ويكتب إلى الحكومة الإنجليزية سنة (1320هـ = 1902م) هذه هي الفرقة القاديانية التي تسعى ليل نهار لإزالة عادة الجهاد المعربدة من أفكار المسلمين.
ويؤلف الكتب والرسائل التي تحارب الجهاد، وخاصة إذا كان ضد الإنجليز، ويقول هو عن ذلك: "لقد ألّفت عشرات من الكتب، فيها أنه لا يحل الجهاد أصلا ضد الحكومة الإنجليزية التي أحسنت إلينا".
ومن العجيب أن القادياني الذي نسخ الجهاد وحرمه أوجبه بالاشتراك مع الإنجليز ضد المسلمين، وكأن جهوده كلها كانت مصروفة لصدّ المسلمين عن محاربة الإنجليز؛ ولذا كان القادياني يجعل طاعة الإنجليز وموالاتهم شرطا لمن يدخل في دعوته، بل وجعل طاعتهم من طاعة الله، فيقول: إن خروجنا ضد الحكم الإنجليزي خروج على طاعة الله ورسوله.
نهاية القادياني
ومنذ عام (1320هـ = 1902م) بدأ القادياني يميز أتباعه بإحصاء عددهم، وتقييد أسمائهم في سجلات خاصة بهم، والتمييز بينهم وبين المسلمين، وأنشأ في قاديان مسجدا، جعله قبلة للحج لأتباعه بدلا من الحج إلى مكة، وأقام مدرسة لتخريج الدعاة إلى مذهبه، وأصدر مجلة لنشر أفكاره، أطلق عليها "الأديان"، وطاف بمدن الهند للدعوة إلى مذهبه ونحلته، وكان علماء المسلمين يتصدون له في كل مكان ينزل به، ويفندون أفكاره، ويحذرون الناس من دعوته، إلى أن استقر في لاهور سنة (1326هـ = 1908م)، وهناك كان علماء المسلمين يجتمعون بعد صلاة العصر في مكان قريب من بيته، يلقون الخطب والمحاضرات يحذرون الناس من الاغترار بمزاعمه، وبقي القادياني في لاهور إلى أن تُوفي في (23 من ربيع الآخر 1326هـ = 26 من مايو 1908م)، وتم نقل جثته إلى قاديان، حيث دُفن بها.
وبعد موته تولّى ابنه "بشير الدين محمود أحمد" أمور فرقة القاديانية وتنظيم شؤونها، ويجدر بالذكر أن مجلس الأمة الباكستاني أصدر قرارا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ هيثم]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:36]ـ
لم ينكر أحد أن الفرق الضالة هي بمثابة مرض سرطاني خبيث في جسد الأمة الإسلامية، وخاصةً تلك الفرق التي ارتمت في أحضان الاستعمار، ونشأت وعملت تحت رعايته ومباركته ودعمه، وهي لا تزيد عن كونها (طابور خامس) في الأمة، وشر مستطير على العقيدة والدين وحاضر الأمة ومستقبلها.
ومن هذه الفرق (الطائفة القاديانية) التي تقبع في باكستان، وينتشر أفرادها في العديد من دول العالم، وخاصةً بريطانيا، وتعلن عن نفسها بين الحين والآخر، محاولةً القيام بعمليات تخريبية في العالم الإسلامي، ونشر أفكارها ومعتقداتها الضالة، وأذكر أننا قد سمعنا منذ عامين عن تلك المحاولات التي جرت قبل موسم الحج، وتمثلت في سعي 1700 من حملة الفكر القادياني لدخول المملكة العربية السعودية كحجاج؛ لنشر أفكارهم ومعتقداتهم بين جموع الحجيج، وهي المؤامرة التي دبرها قادة الفكر القادياني في باكستان بمساعدة من الحكومة الباكستانية.
والمؤامرة كانت تقضي بإلغاء الحكومة الباكستانية قبيل موسم الحج تحديد هُويَّة مذاهب مواطنيها بجوازات السفر؛ لكي يتمكن القاديانيون من دخول الأراضي المقدسة، ولكنها باءت بالفشل بعد أن كشفت عنها الصحف الباكستانية ذاتها؛ حيث إن جموع الشعب الباكستاني المسلم يرفضون الفكر القادياني، وسبق أن أصدر البرلمان الباكستاني قراراً في سبعينيات القرن العشرين باعتبار القاديانية فرقة خارجة عن الدين.
ومن المعروف أن الحكومة السعودية قد منعت - منعاً باتّاً - دخولَ القاديانيين إلى أراضيها؛ بسبب فكرهم المنحرف وكفرهم البائن، فقد أفتى المجمع الفقهي التابع لـ (رابطة العالم الإسلامي) بكفرهم؛ لفساد عقيدتهم، وإن تشابهت أسماؤهم مع أسماء المسلمين.
معتقدات فاسدة
والقاديانية: حركةٌ دينيةٌ نشأت عام 1900م بإقليم (البنجاب) بالهند - باكستان حالياً - وأُطلق عليها (الأحمدية) أيضاً، نسبةً إلى مؤسسها (ميرزا غلام أحمد)، وتسميتها بـ (القاديانية) نسبةً إلى (قاديان)، وهي قرية تقع بإقليم (البنجاب)، وتبعد بنحو ستين ميلاً عن (لاهور)، وهي التي ولد فيها مؤسس هذه الحركة عام 1839م.
وقد ظهرت هذه الحركة بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم، وعن فريضة الجهاد بصورة خاصة، حتى لا يواجهوا الاستعمار باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو "مجلة الأديان" التي تصدر باللغة الإنجليزية.
واعتُبر (مرزا غلام أحمد القادياني) أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد القاديانية، وهو ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن، ولذلك نشأ وفيّاً للاستعمار، مطيعاً له في كل حال، فاختير لدور المتنبئ؛ حتى يلتفَّ حوله المسلمون، وينشغلوا به عن جهاد الاستعمار الإنجليزي، وكان للحكومة البريطانية إحسانات كثيرة عليهم، فأظهروا الولاء لها، وكان (غلام أحمد) معروفاً عند أتباعه باختلال المزاج، وكثرة الأمراض، وإدمان المخدرات! (يتبع)
ـ[معاذ هيثم]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:36]ـ
مؤامرة على الإسلام
وهذه الفرقة في حقيقتها مؤامرة دينية وسياسية على الإسلام، احتضنها الإنجليز عندما استعمروا الهند، وتغلغلت بين صفوف المسلمين، وبدأت توجِّه دعوتها إلى البلاد العربية؛ فظهرت في سوريا والعراق وأندونيسيا، وكانت تتمنى بإلحاح وجود مَنْ يصغي لها في الجزيرة العربية والخليج، ولم تستطع في ذلك الوقت، وبرزت القاديانية كعميل قوي للإنجليز باسم الإسلام.
لقد حققت بريطانيا بهذا المذهب فتناً عظيمةً بين المسلمين، لا يزال المسلمون يعانونها؛ حيث فرَّقت كلمتهم، وأوجدت عملاء في كل بلد إسلامي من أبناء ذلك البلد.
لقد وجدت بريطانيا أنَّ القاديانيين خير من يحقِّق مآربهم، ويخون أمته الإسلامية التي ينتسب إليها.
وسارت القاديانية على خُطا مرسومة لها من قبل الإنجليز، فها هو (القادياني) يقول: "لقد قضيتُ عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها، وقد ألَّفتُ في منع الجهاد ووجوب الطاعة لأولي الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جُمع بعضها على بعض لملأ خمسين خزانة!! وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وتركيا، وكان هدفي - دائماً - أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة، وأن تمحى من قلوبهم عاطفة الجهاد التي تفسد قلوب الحمقى"!!
وقال - أيضاً -: "لقد ظللتُ منذ حداثة سني - وقد ناهزتُ اليوم الستين - أجاهدُ بقلمي ولساني لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية، ولأُلغي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهَّالهم، التي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة، وأرى أن كتاباتي قد أثّرت في قلوب المسلمين، وأحدثت تحوُّلاً في مئات الآلاف منهم".
وكان (القادياني) شديد المقت لأهل السنة والجماعة؛ فقد رأى أن الثورات التي يقومون بها ضد المستعمرين من فعل العقول الجامدة والحماقة، وكان يثبِّطهم بكل ما لديه من قوة وحيلة لمنعهم من جهاد الغزاة، ويصيح فيهم: "إن الجهاد حرام، ويجب تركه والتسليم للحكومة التي أمر الله بطاعتها".
وقال – أيضاً -: "ووالله إنَّا رأينا تحت ظلِّها أمناً لا يُرجى من حكومة الإسلام في هذه الأيام، ولذلك لا يجوز عندنا أن يُرفع عليهم السيف بالجهاد، وحرامٌ على جميع المسلمين أن يحاربوهم؛ ذلك بأنهم أحسنوا إلينا بأنواع الامتنان".
ثم يهاجمون من يقول عنهم إنهم يلغون فكرة الجهاد، فيقولون: إن (القادياني) والقاديانيين لا يلغون فكرة الجهاد، وإن الجهاد الذي يزعمون إلغائه ليس هو جهاد الكفار، إنما ذلك الجهاد الذي يوحي أنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان جباراً يقتل الناس؛ لأن الإسلام يلغي اعتناق الدين خوفاً وطمعاً؛ بل إن الإسلام هو أول دين يقرُّ حرية العقيدة".
ثم يقررون أنَّ الحروب الدينية لا تجوز إلا مع من يمنع المسلمين من قول ربنا الله، وأن مثل هذه الحروب لا تهدف لهدم المعابد والكنائس؛ بل ترمي للدفاع عن سائر الملل والأديان، والحفاظ على معابدها، وأن الجهاد لمحاربة من يرغم المسلمين على الارتداد عن الإسلام، فمحاربة أحد على غير هذه الجرائم لا يجوز مطلقاً. (يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ هيثم]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:37]ـ
إله (القادياني) إنجليزي!!
وإذا نظرنا إلى أفكار القاديانية ومعتقداتها الضالَّة، نجد أن (غلام أحمد) بدأ نشاطه كداعية إسلامي؛ حتى يلتفَّ حوله الأنصار، ثم ادَّعى أنَّه مجدِّدٌ ومُلهَمٌ من عند الله، ثم تدرَّج خطوةً أخرى؛ فادَّعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، ثم ادَّعى النبوَّة، وزعم أنَّ نبوَّته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا - محمد صلى الله عليه وسلم!!
ويعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي، وينام ويصحو، ويكتب ويخطئ ويجامع!!! - تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً - كما يعتقد القادياني أن إلهه إنجليزي؛ لأنه يخاطبه بالإنجليزية، وأن النبوة لم تختم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بل هي جاريةٌ، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن (غلام أحمد) هو أفضل الأنبياء جميعاً!!
ويعتقدون أن جبريل كان ينزل على (غلام أحمد)، وأنه كان يوحي إليه، وأن إلهاماته كالقرآن، ويقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعاليمه، ولا نبي إلا تحت سيادة (غلام أحمد).
ويعتقدون أن كتابهم منزَّل، واسمه (الكتاب المبين)، وهو غير القرآن الكريم، وأنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة، وأن رفاق (الغلام) كالصحابة، وأن (قاديان) كالمدينة المنورة ومكة المكرمة؛ بل وأفضل منهما!! وأرضها حَرَمٌ، وهي قِبلتهم وإليها حجُّهم، ونادوا بإلغاء عقيدة الجهاد، كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها - حسب زعمهم - ولي الأمر بنصِّ القرآن!! وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل في القاديانية، كما أن من زوَّج أو تزوَّج من غير القاديانيين فهو كافر، ويبيحون الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات!!!
وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة: الشيخ (أبوالوفا ثناء الأمرتسري) أمير (جمعية أهل الحديث) في عموم الهند؛ حيث ناظره وأفحم حجَّته، وكشف خبث طويَّته، وكفر وانحراف نحلته، ولمَّا لم يرجع غلام أحمد إلى رشده؛ باهله الشيخ (أبوالوفا) على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك (المرزا غلام أحمد القادياني) في عام 1908م؛ مخلِّفاً أكثر من خمسين كتاب ونشرة ومقال، ومن أهم كتبه: "إزالة الأوهام"، "إعجاز أحمدي"، "براهين أحمدية"، "أنوار الإسلام"، "إعجاز المسيح"، "التبليغ"، "تجليات إلهية".
وبعد موت (ميرزا غلام أحمد) في 1908؛ خلفه في رئاسة الحركة (الحكيم نور الدين)، وهو الخليفة الأول للقاديانية؛ حيث وضع الإنجليز تاج الخلافة على رأسه؛ فتبعه المريدون، وقد قدَّم ترجمةً محرَّفةً للقرآن الكريم إلى الإنجليزية، ومن مؤلفاته "حقيقة الاختلاف"، "النبوة في الإسلام"، و"الدين الإسلامي" و"فصل الخطاب"، وبعده انقسمت الحركة إلى شعبتين:
الأولى: تزعمها "بشير الدين محمود بن غلام أحمد"، وهى شعبة (قاديان)، وقد حافظ المنتسبون إلى هذه الشعبة على أفكار (ميرزا غلام أحمد) وتشدَّدوا في تنفيذها حرفيّاً.
الثانية: تزعمها "محمد علي اللاهوري" وهي شعبة (لاهور)، وتعرف بـ (الأحمدية)، ومن معتقداتهم:
1 - عدم إنكار إلهامات (ميرزا غلام أحمد)، إلا أنهم أنكروا ادعاءه النبوة، وفسروا ما ورد عنه من نصوص في هذا الصدد بأنها (تعبيرات مجازية).
2 - تحاشوا تسمية المسلمين الذين لم يؤمنوا بدعوتهم كفاراً، ولكنهم أطلقوا عليهم اسم (الفاسقين).
ويطلق على هاتين الشعبتين (شعبة قاديان، شعبة لاهور) الحركة الأحمدية، ولهما نشاطٌ واسعٌ في كثير من أقطار الأرض، يتمثل في بناء المساجد، وإنشاء المراكز الثقافية.
ومن زعماء هذا المذهب الضالِّ – أيضاً -:
- محمد صادق: مفتي القاديانية، من مؤلفاته "خاتم النبيين".
- بشير أحمد بن الغلام: من مؤلفاته "سيرة المهدي"، "كلمة الفصل".
- محمود أحمد بن الغلام: ومن مؤلفاته "أنوار الخلافة"، و"تحفة الملوك"، "حقيقة النبوة".
وكان لتعيين (ظفر الله خان القادياني) كأول وزير للخارجية الباكستانية أثر كبير في دعم هذه الفرقة الضَّالة؛ حيث خصَّص لها بقعةً كبيرةً في إقليم (بنجاب)؛ لتكون مركزاً عالمياً لهذه الطائفة، وسموها (ربوة)؛ استعارة من نص الآية القرآنية: {وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50]. (يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ هيثم]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:38]ـ
محاربة الفكر القادياني
والفرقة القاديانية فرقةٌ ضالةٌ بإجماع علماء المسلمين، وقد صدرت بذلك فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، ومنها: المجمع الفقهي التابع لـ (رابطة العالم الإسلامي)، و (مجمع الفقه الإسلامي) التابع لـ (منظمة المؤتمر الإسلامي)، و (هيئة كبار العلماء) بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها.
وقد تصدى المسلمون في باكستان لمحاربة الفكر القادياني وفضحه، ففي عام 1953م قامت ثورة شعبية في باكستان، طالبت بإقالة (ظفر الله خان) وزير الخارجية حينئذٍ، واعتبار الطائفة القاديانية أقليَّة غير مسلمة، وقد استشهد فيها زهاء العشرة آلاف من المسلمين، ونجحوا في إقالة الوزير القادياني.
وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ، الموافق أبريل 1974م، انعقد مؤتمر كبير بـ (رابطة العالم الإسلامي) في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفرَ هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها، وعدم التعامل مع القاديانيين، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.
وقد جاء في قرارات (مجمع الفقه الإسلامي) ما يلي: "بعد أن نُظر في الاستفتاء المعروض من (مجلس الفقه الإسلامي) في (كيب تاون) بجنوب أفريقيا، بشأن الحكم في كلٍّ من (القاديانية) والفئة المتفرعة عنها التي تدعى (اللاهورية)، من حيث اعتبارهما في عداد المسلمين أو عدمه، وفي ضوء ما قُدِّم لأعضاء المجمع من أبحاث ومستندات في هذا الموضوع عن (ميرزا غلام أحمد القادياني)، الذي ظهر في الهند في القرن الماضي، وإليه تنسب نحلة القاديانية واللاهورية، وبعد التأمل فيما ذُكر من معلومات عن هاتين النحلتين، وبعد التأكد من أن (ميرزا غلام أحمد) قد ادعى النبوَّة بأنه نبي مرسل يوحى إليه، وثبت عنه هذا في مؤلفاته التي ادعى أن بعضها وحيٌ أُنزل عليه، وظل طيلة حياته ينشر هذه الدعوة، ويطلب إلى الناس في كتبه وأقواله الاعتقاد بنبوَّته ورسالته، كما ثبت عنه إنكار كثير مما علم من الدين بالضرورة كالجهاد.
وقرَّر المجمع: أن ما ادَّعاه (ميرزا غلام أحمد) من النبوة والرسالة ونزول الوحي عليه إنكارٌ صريحٌ لما ثبت من الدين بالضرورة، ثبوتاً قطعيّاً يقينياً من ختم الرسالة والنبوَّة بسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنه لا ينزل وحيٌ على أحد بعده، وهذه الدعوى من (ميرزا غلام أحمد) تجعله وسائر من يوافقونه عليها مرتدين خارجين عن الإسلام، وأما اللاهورية فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردَّة، وما وصفهم (ميرزا غلام أحمد) بأنه ظلٌّ وبروزٌ لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم".
وقام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة زعيم الطائفة (مرزا ناصر أحمد)، والردِّ عليه من قِبَل الشيخ (مفتي محمود) - رحمه الله - وقد استمرَّت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة، عجز فيها (ناصر أحمد) عن الإجابة، وانكشف النقاب عن كفر هذا الطائفة؛ فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقليَّة غير مسلمة.
ومن موجبات كفر الميرزا غلام أحمد ما يلي:
1 - ادِّعاؤه النبوة.
2 - نسخه فريضة الجهاد خدمةً للاستعمار.
3 - إلغاؤه الحج إلى مكة، وتحويله إيّاه إلى قاديان.
4 - تشبيهه الله - تعالى – بالبشر.
5 - إيمانه بعقيدة التناسخ والحلول.
6 - نسبته الولد إلى الله - تعالى - وادعاؤه أنه ابن الإله.
7 - إنكاره ختم النبوة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وفتح بابها لكل من هبَّ ودبَّ!!
موقف الأزهر الشريف
وكوَّن الأزهر الشريف لجنةً برئاسة الشيخ (عبدالمجيد اللبَّان) - أول عميد لكلية أصول الدين في ثلاثينيات القرن العشرين - قامت ببحث حالة طالبَيْن ينتسبان إلى هذه الجماعة، كانا يروِّجان لمذهبهما في مصر، وكان القرار الذي أصدرته هذه اللجنة ينصُّ على أن القاديانيين كافرون، كما قضت بفصل الطالبَيْن من الأزهر.
وقد بُنِي الحكم بكفر من يعتنق أفكار هذه الطائفة على أساس ما ادعاه مؤسسها (ميرزا غلام أحمد) من أنَّ المسيح لم يُرفع ببدنه إلى السماء؛ بل بروحه، أما بدنه فمدفونٌ في الهند، وكان هذا أول رأى خالف فيه جمهور المسلمين، ثم ادَّعى أن روح المسيح قد حلَّت فيه، فعودة المسيح التي يؤمن بها المسلمون قد تحققت بحلول روح المسيح في جسده، كما ادَّعى أنه المهدي المنتظر، فهو مرسلٌ ليجدد أمر الدين الإسلامى؛ فما يقوله هو الحق، وليس لأحد أن ينكره؛ إذ هو يتكلم عن الله - تعالى.
ولم يكتفِ بهذا؛ بل ادَّعى أن (اللاهوت) قد حلَّ في جسده، وأن المعجزات قد ظهرت على يديه؛ فهو رسولٌ من عند الله، ورسالته لا تتنافى مع كون محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين؛ فهو يفسر خاتم النبيين في قوله – تعالى -: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]، بأن كل رسول يجيء من بعده يكون بخاتمه وإقراره، ويحيي شرعه ويجدِّده.
ومن آرائه المخالفة لتعاليم الإسلام:
1 - ألغى فريضة الجهاد، معللاً ذلك بأنه قد استنفد أغراضه؛ فلا داعي إليه بعد أن زالت الفتنة في الدين.
2 - عدم جواز صلاة الأحمدي خلف إمام غير الأحمدي.
3 - الحكم على مَنْ لم يؤمن بدعوته بالكفر.
4 - عدم جواز زواج الأحمدية بغير أحمدي. (يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ هيثم]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:39]ـ
القاديانية وإسرائيل
وللقاديانية علاقات وطيدة مع إسرائيل، وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس، ومكَّنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم، وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم، كما تأثَّرت القاديانية بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية في عقائدهم وسلوكهم، على الرغم من ادِّعائهم الإسلام ظاهريّاً.
ومعظم القاديانيين يعيشون الآن في الهند وباكستان، وقليلٌ منهم في إسرائيل والعالم العربي، ويسعون بمساعدة الاستعمار للحصول على المراكز الحسَّاسة في كل بلد يستقرُّون فيه، وللقاديانيين نشاطٌ كبيرٌ في أفريقيا وبعض الدول الغربية، ولهم في أفريقيا وحدها ما يزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية، متفرغين لدعوة الناس إلى القاديانية، ونشاطهم الواسع يؤكد دعم الجهات الاستعمارية لهم.
وتحتضن الحكومة الإنجليزية هذا المذهب، وتسهِّل لأتباعه التوظُّف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارات الشركات والمفوَّضيات، وتتخذ منهم ضباطاً من رتب عالية في مخابراتها السرية، وينشط القاديانيون في الدعوة إلى مذهبهم بكافة الوسائل، وخصوصاً الثقافية منها؛ حيث إنهم مثقفون، ولديهم كثيرٌ من العلماء والمهندسين والأطباء، ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها القاديانيون.
المراجع:
1 - الأحمدية - د. محمد شامة - موسوعة المفاهيم الإسلامية - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - وزارة الأوقاف - مصر.
2 - الموسوعة الميسرة في الأديان المذاهب والأحزاب المعاصرة - الدكتور: مانع بن حماد الجهني.
3 - 1700 قادياني يتأهبون للدخول إلى المملكة لنشر الكفر بمساعدة الحكومة الباكستانية - إسلام أباد - موقع المسلم - 15/ 11/1425هـ.
4 - القاديانية .. معتقداتها وانتشارها - مفكرة الإسلام على (الإنترنت) - 28 مايو 2000م.
5 - القاديانية والبهائية؛ هل دخلت مجتمعنا بثوب جديد؟ - عبد الرحمن بن عبدالله الغريب - موقع منبر التوحيد والجهاد - 15 ديسمبر 2004م.
6 - رئيس الوزراء الباكستاني الجديد؛ هل ينتمي إلى الطائفة القاديانية؟ - مجلة المجتمع - العدد 1617 - 04/ 09/2004م(/)
هل قام الإجماع على أن الهرولة ليست بصفة؟
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 07:53]ـ
الإجماع على أن الهرولة ليست بصفة:
وإليكم الآن كلام شيخ الإسلام أبوالعباس ابن تيمية الحراني-رحمه الله تعالى-في حديث الهرولة
» قال الرازي:» قوله صلى الله عليه وسلم:» من أتاني يمشي أتيته هرولة «،ولا يشك كل عاقل أن المراد منه التمثيل والتصوير «.
يقال له:هذا الحديث لفظه في الصحيحين:عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:» يقول الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، ومن تقرَّب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً،ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة «، ولا ريب أن الله تعالى جعل تقربه من عبده جزاء لتقرب عبده إليه؛لأن الثواب أبداً من جنس العمل،كما قال في أوله:» من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم «.وكما قال صلى الله عليه وسلم:» الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء «،وقال: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد:7] , وقال: {إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء:149] ,
وقال: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور:22].
وإذا كان كذلك فظاهر الخطاب أن أحد التقديرين (1) من جنس الآخر، وكلاهما مذكور بلفظ المساحة.
فيقال: لا يخلو إما أن يكون ظاهر اللفظ في تقرب العبد إلى ربه وهو تقرب بالمساحة المذكورة أو لا يكون، فإن كان ذلك هو ظاهر ذلك اللفظ فإما أن يكون ممكنًا أو لا يكون، فإن كان ممكنا فالآخر أيضًا ممكن، و لا يكون في ذلك مخالفة للظاهر، وإن لم يكن ممكنًا فمن أظهر الأشياء للإنسان علمه بنفسه وسعيه. فيكون قد ظهر للمخاطب معنى قربه بنفسه، وقد علم أن قرب ربه إليه من جنس ذلك، فيكون الآخر أيضا ظاهرا في الخطاب، فلا يكون ظاهر الخطاب هو المعنى الممتنع بل ظاهره هو المعنى الحق.
ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله بحركة بدنه شبرًا وذراعًا ومشيًا وهرولة، لكن قد يقال عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية، و هو أن العبد يعلم تقربه ليس على هذا الوجه، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكاً.
يقال: هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد هي أبلغ من القرينة اللفظية فيكون بمعنى الخطاب ما ظهر بها لا ما ظهر بدونها. فقد تنازع الناس في مثل هذه القرينة المقترنة باللفظ العام، هل هي من باب التخصيصات المتصلة؟ أو المنفصلة؟. و على التقديرين فالمتكلَّم الذي ظهر معناه بها لم يُضِل المخاطب ولم يلبس عليه المعنى بل هو مخاطب له بأحسن البيان.
ثم يقال:الحجة لمن جعل ذلك مخصصًا متصلاً لا من منع ذلك أن يكون ذلك تخصيصا «اهـ (2)
-------------------------------------
1) علق محقق الكتاب بقوله: لعلها (التقربين).
2) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، لشيخ الإسلام إبن تيمية،تحقيق الجزء د/ عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى، طبعة مجمع الملك فهد [1426]. ج (6)، ص (101).
تنبيه مهم:
قال فصيلة الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-:
(يقول ذكرت أن الهرولة صفة وهي صفة لم ترد إلا في حديث واحد (وإذا جاءني يمشي أتيته هرولة) ومن المعلوم أن العبد لا يمشي إلى الله وإنما المراد به التقرب إليه، وليس المراد ظاهره فوجب أن يكون معنى الهرولة على خلاف ظاهر دلالة السياق وقد ذكر هذا بعض أهل العلم فما قولكم في هذا الكلام؟
طبعا أهل السنة في الهرولة الأصل فيها أن تُثبت لله جل وعلا فهي من جنس باقي الصفات هذا قول عامة أهل السنة، [ B][U] لكن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر في رده على الرازي في القسم المخطوط الذي لم يطبع لأن الرازي استدل بهذا الحديث على أنه لا يراد بها ا% u
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 08:29]ـ
/// يا أخي .. بارك الله فيك
أين الإجماع الذي ادعيته؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 08:31]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وأما ما ذُكر من الاحتجاج على كون العبد لا يمشي الى الله فيرد عليه أنَّ العبد يمشي في الصلاة والحج والجهاد والصدقة وغيرها من أعمال البِر.
/// ولا يلزم التقابل في المعنى من الجهتين أيضًا.
/// وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ليس نبيًا حتى يكون كلامه محل إجماع.
/// ومن ادَّعى دعوى لزمه ذكر حجته فيها، فإنما يكتب للقراء ويلزمه احترام عقولهم!
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 08:57]ـ
أخي بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
قولك أين الإجماع الذي إدعيته فجوابي الله يرضى عليك هو:
لابأس من إعادة كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
(يقول ذكرت أن الهرولة صفة وهي صفة لم ترد إلا في حديث واحد (وإذا جاءني يمشي أتيته هرولة) ومن المعلوم أن العبد لا يمشي إلى الله وإنما المراد به التقرب إليه، وليس المراد ظاهره فوجب أن يكون معنى الهرولة على خلاف ظاهر دلالة السياق وقد ذكر هذا بعض أهل العلم فما قولكم في هذا الكلام؟
طبعا أهل السنة في الهرولة الأصل فيها أن تُثبت لله جل وعلا فهي من جنس باقي الصفات هذا قول عامة أهل السنة، لكن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر في رده على الرازي في القسم المخطوط الذي لم يطبع لأن الرازي استدل بهذا الحديث على أنه لا يراد بها الصفة بالإجماع.) شرح العقيدة الواسطية.
فقولالشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله " لكن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر في رده على الرازي في القسم المخطوط الذي لم يطبع لأن الرازي استدل بهذا الحديث على أنه لا يراد بها الصفة بالإجماع "
فشيخ الإسلام ابن تيمية أقر الرازي ولم يعقب عليه على أنه لا يراد بها الصفة بالإجماع لاحظ.
هذا في مسألة الإجماع.
وأما قولك " وأما ما ذُكر من الاحتجاج على كون العبد لا يمشي الى الله فيرد عليه أنَّ العبد يمشي في الصلاة والحج والجهاد والصدقة وغيرها من أعمال البِر."
فلعلي أذكرك أخي الكريم بكلام للعلامة صالح الفوزان حفظه الله وهو: " هل العبد يهرول؟! يعني الهرولة طاعة وعبادة؟! لا. الهرولة والركض والمشي هذه مباحات ليست عبادة إنما معنى من أتاني يمشي يعني من سارع إلى طاعتي وبادر إليها فأنا أبادربإجابته وإثابته وليس المراد بالهرولة على ظاهرها هنا. " شرح السنة للبربهاري.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16073
وأما:كلامك "وشيخ الإسلام ابن تيمية ليس نبيًا حتى يكون كلامه محل إجماع."فشيخ الإسلام أصلا لم يأتي في كلامه نقل الإجماع
بل جاء في كلامه على أن الهرولة ليست بصفة.
بل الذي نقل الإجماع هو الرازي وشيخ الإسلام أقره ولم يعقب عليه.
وأنا بودي أخي الكريم نقل كلام أهل العلم فقط.
أما أني لاأحترم القراء فحاشاهم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني للصواب.
وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 09:31]ـ
/// ما القسم المخطوط الذي لم يطبع؟ لعلك واهم أوناقل معلومات قديمة عن آل الشيخ.
/// ثم لا يلزم من إقرار شيخ الإسلام -إن صح- إن يكون الإقرار يؤكد الإجماع المذكور، فهل تسحب هذا على كل إجماع يدعيه الرازي ويسكت ابن تيمية عن مناقشته فيه؟
/// والإجماعات لا تثبت بهذه الطرق، وخاصة في العقيدة! فتنبَّه.
/// أما ما ذكرته من كلام الشيخ الفوزان فليس بملزم لأنَّ الهرولة والمشي عبادة لو أريد بها نية صالحة، وما ذكره الشيخ محجوج بمثل هذا.
/// أمَّا كلام أهل العلم فهو منقول في الموضوع الآخر، كلام الألباني وابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة رحمهم الله.
/// والمسألة عندي لا تعدو عن كونها خلافيَّة الأمر فيها سهل والخطب يسير وقريب، وكما أشار إلى ذلك ابن عثيمين رحمه الله أيضًا.
/// لكن الإشكال في الردَّة الانفعاليَّة والتحجير على الناس فيما فيه سعة لهم.
/// فهل تقول إنَّ هذا الإجماع في العقيدة قد فات الألباني وابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة للإفتاء! ... لعلَّك تتأمل ما يلزم كلامك من التوابع!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 09:55]ـ
/// ما القسم المخطوط الذي لم يطبع؟ لعلك واهم أوناقل معلومات قديمة عن آل الشيخ.
/// ثم وقفت على كلام الرازي وليس فيه الإجماع المزعوم، نقله عنه شيخ الإسلام في ردِّه عليه في نقض التأسيس المطبوع -بعد أن كان مخطوطًا قبل سنين- (6/ 101) =قال ابن تيمية رحمه الله: "قال الرزاي: قوله (ص): من أتاني يمشي أتيته هرولة"، ولا يشك كل عاقل أن المراد منه التمثيل والتصوير". انتهى.
وأشار المحقق في الهامش (3) إلى أنَّ في تأسيس الرازي "ولا يشك عاقل".
/// فليس في كلام الفخر الرازي أي إجماع حتى يقرَّه عليه ابن تيميَّة.
/// وما نقله آل الشيخ من لفظ الإجماع عن الرازي وهم نُقِل وبُنِيَ عليه هذا المبنى الفاسد.
/// والتأنِّي خيرٌ دائمًا في الجزم بمثل هذا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 10:00]ـ
/// أمَّا كلام أهل العلم فهو منقول في الموضوع الآخر، كلام الألباني وابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة رحمهم الله.
/// والمسألة عندي لا تعدو عن كونها خلافيَّة الأمر فيها سهل والخطب يسير وقريب، وكما أشار إلى ذلك ابن عثيمين رحمه الله أيضًا.
/// لكن الإشكال في الردَّة الانفعاليَّة والتحجير على الناس فيما فيه سعة لهم.
/// فهل تقول إنَّ هذا الإجماع في العقيدة قد فات الألباني وابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة للإفتاء! ... لعلَّك تتأمل ما يلزم كلامك من التوابع!
/// وأنا أخشى أن تكون القضيَّة مجرَّد انتصار للرَّدِّ والتشنيع على "فلان! " من الناس حين قال بهذه الصِّفة، وإنصاف المسلم من نفسه خلق نبيل يدعوه للهداية والسداد.
/// وينظر هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16221
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 10:16]ـ
/// ثم وقفت على كلام الرازي وليس فيه الإجماع المزعوم، نقله عنه شيخ الإسلام في ردِّه عليه في نقض التأسيس المطبوع -بعد أن كان مخطوطًا قبل سنين- (6/ 101) =قال ابن تيمية رحمه الله: "قال الرزاي: قوله (ص): من أتني يمشي أتيته هرولة"، ولا يشك كل عاقل أن المراد منه التمثيل والتصوير". انتهى.
وأشار المحقق في الهامش (3) أنَّ في تأسيس الرازي "ولا يشك عاقل".
/// فليس في كلام الفخر الرازي أي إجماع حتى يقرَّه عليه ابن تيميَّة.
/// وما نقله آل الشيخ من لفظ الإجماع عن الرازي وهم نُقِل وبُنِيَ عليه هذا المبنى الفاسد.
/// والتأنِّي خيرٌ دائمًا في الجزم بمثل هذا.
جزاك الله خيراً،
وأسأل الله أن يوفق الأخ إلى التحري وعدم الاستعجال وإدعاء أمور ليست لها أصل في الوجود!!!
وكان لي تعقيب على هذا الكلام ولكني اكتفي بتعليق أخينا الفاضل عدنان، وفقه الله لطاعته ومرضاته.
ملاحظة: ما زلت مصراً في الرد على ما نقله الأخ الكاتب في مشاركتي حول الإجماع وسوف يرى ما يسره إن شاء الله.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 02:59]ـ
/// وأنا أخشى أن تكون القضيَّة مجرَّد انتصار للرَّدِّ والتشنيع على "فلان! " من الناس حين قال بهذه الصِّفة، وإنصاف المسلم من نفسه خلق نبيل يدعوه للهداية والسداد.
أحسنتم أبا عاصم.
وإلا فكلام المشائخ في المسألة مشهورٌ منذ زمان وما تعرض المخالف لمخالفيه بالتشنيع الذي نراه اليوم.
والنص محتملٌ لكلا القولين فلا ندري بعدُ سر كل هذه الضجة المثارة في هذه المسألة هذه الأيام.
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 12:59]ـ
أحسنتم أبا عاصم.
وإلا فكلام المشائخ في المسألة مشهورٌ منذ زمان وما تعرض المخالف لمخالفيه بالتشنيع الذي نراه اليوم.
والنص محتملٌ لكلا القولين فلا ندري بعدُ سر كل هذه الضجة المثارة في هذه المسألة هذه الأيام.
الحزبية لمشائخ الطريقة أخي .... !!!
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 01:11]ـ
أخي الفاضل عبد الرحيم .. أين مصدر كلام الشيخ صالح!!
ذكرت العقيدة الواسطية ولا أذكر أن الشيخ صالح ذكر مثل هذا الكلام!
فلو ترفقها بالمادة الصوتية حفظك الله وغفر لي ولك .. \
محبك
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 01:17]ـ
كلامك جميل يا أخي عدنان .. الحقيقة استفدت منه ..
وفقك الله
محبك واخوك الصغير
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 04:17]ـ
أخي الفاضل أبو ريان ما أظن أن صاحبك سوف يُجيبك لأنه أوقع نفسه في ورطة.
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:19]ـ
الكلام للشيخ صالح آل الشيخ موجود ولك أن تبحث عن الصوتي في الانترنت ولايلزمني نقل الملف الصوتي وخاصة أني ذكرت لك المرجع.
ولكن عندي سؤال: لماذا لم يشنع على الأخ أحمد بن حنبل وخاصة أنه إستدل بكلام الأشاعرة الكلابية على أن إثبات صفة الهرولة فيه إجماع ونسب كلام المعترض للدارمي مع أن الإمام الدارمي جاء بكلام المعترض ليردعلبه.
"الحزبية لمشائخ الطريقة أخي .... !!! " أي طريقة أهي الأشعرية الكلابية أم الخراصية!!
وعلى هذا ماذا تقولون في هذا الكلام:
" والسؤال الثالث بالنسبة للهرولة بلا شك صفة لله سبحانه وتعالى ثابتة في السنة، ومن ينكر ذلك فهذا يعتبر مبتدعاً، يعتبر مبتدعاً ضالاً، وأهل السنة والجماعة يثبتون لله سبحانه وتعالى صفة الهرولة، وهذه الهرولة لا تشبه هرولة المخلوقين؛ نثبت صفة الهرولة وكيف ذلك فالله أعلم؛ كما بين أهل السنة والجماعة الكيف مجهول ونكل ذلك إلى الله سبحانه وتعالى ولا نتدخل أكثر من ذلك"
أما التشنيع على فلان من الناس لأنه قال أن الهرولة صفة لايشنع عليه ولايجوز الطعن فيه من أجل أنه أثبت صفة الهرولة
ولكن التشنيع عليه هو تبديعه لمن قال أن الهرولة ليست بصفة ونسب كلام الأشعرية الكلابية لأهل السنة وأمور أخرى ...
وعندي طلب للمشرف وفقه الله وهو ممكن تطلع على النسخة المخطوطة التي نقل منها الشيخ صالح آل الشيخ وتفيدنا.
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:33]ـ
باب لما يسمى يوم القيامة الساعة
" سمعت إسحاق يقول في حديث النبي عليه السلام: (من تقرب إلى الله شبرًا تقرب الله إليه باعاً قال: يعني من تقرب إلى الله شبرًا بالعمل تقرب الله إليه بالثواب باعاً.) "
"مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية" رواية حرب بن إسماعيل الكرماني. اعتنى بإخراجها الدكتور ناصر بن سعود بن عبد الله السلامة القاضي بمحكمة عَفيف. مكتبة الرشد.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:40]ـ
لا أرى أي كلام عن الهرولة
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 06:18]ـ
الأخ الكريم "العقيدة" وفقك الله.
فالإمام إسحاق بن راهوية- رحمه الله-يقول عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من تقرب إلى الله شبرًا تقرب الله إليه باعاً)
هذا حديث ذكر فيه الهرولة.
وهذا تتمة الحديث: ( ... ومن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)
والإمام إسحاق فسره على أنه يراد به: يعني من تقرب إلى الله شبرًا بالعمل تقرب الله إليه بالثواب باعاً.
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 06:36]ـ
وقال العلامة الفقيه الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى- في تفسيره (ص77):
({فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (1) الشاكر والشكور من أسماء الله تعالى الذي يقبل من عباده اليسير من العمل ويجازيهم عليه العظيم من الأجر الذي إذا قام عبده بأوامره وامتثل طاعته أعانه على ذلك وأثنى عليه ومدحه وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وسعة، وفي بدنه قوة ونشاطاً وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء وفي أعماله زيادة توفيق، ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملاً موفراً لم تنقصه هذه الأمور.
ومن شكره لعبده أن من ترك شيئاً لله أعاضه خيراً منه، ومن تقرب منه شبراً تقرب منه ذراعاً ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، ومن عامله ربح عليه أضعافاً مضاعفة.
ومع أنه شاكر فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل بحسب نيته وإيمانه وتقواه ممن ليس كذلك عليم بأعمال العباد فلا يضيعها بل يجدونها أوفر ما كانت على حسب نياتهم التي اطلع عليها العليم الحكيم).
------------------------
1) سورة البقرة، الآية: 158.
ويتبين من كلام العلامة السعدي -رحمه الله - أن هذا الحديث خرج مخرج ضرب المثال
وهو أن الله تبارك وتعالى يضاعف الأجر والثواب للعامل على عمله.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 07:44]ـ
هذا هو تفسير كثير من علماء أهل السنة ولا يعني هذا أنهم نفوا صفة الهرولة
وهي مسألة اختلف يها العلماء
راجع الردود الأخيرة في هذا الموضوع
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16410
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 07:45]ـ
/// بارك الله فيكم جميعًا، ونطمح كمشرفين ونطمع منكم أيها الأفاضل أن يبقى النقاش علميًّا دون غيره، ونتمنى من الإخوة جميعًا ترك اللَّمز والهمز الحزبي الذي لا فائدة علمية فيه، وما فيه من خروج عن الموضوعيَّة بما لا خير فيه، حتى لا نحتاج لحذف مشاركة أحد من الإخوة! فيعتب علينا حينئذٍ!
/// أمَّا من شنَّع على من لم يثبت الهرولة وبدَّعه فهو مخطيءٌ أيضًا، ولا محاباة لأحدٍ؛ إذا المسألة اجتهاديَّة، يسوغ فيها الأخذ بالأرجح من أحد القولين.
/// لكن لا ينبغي مواجهة تطرُّف التبديع والنكير في المسألة بتطرُّفٍ مثله، فالإنصاف والعدل مطلب يُسدَّد به طالب العلم للحق.
/// واعتقد أنَّ كثيرًا من طلبة العلم قد بلغوا من النضج كفاية تمنعهم من صرف نفيس أوقاتهم بإقحام المسائل العلميَّة التي يسوغ فيها الخلاف في التناحرات الحزبيَّة الضَّيِّقة، واستعمالها أداةً للطَّعن في المناوئين لهم! والله المستعان على حال أهل الزمان!
/// وأمَّا بالنسبة لسؤالك أخي الكريم عن المخطوطة التي رجع لها الشيخ صالح آل الشيخ (وهي مخطوطة نقض التأسيس) فقد سبق أن أخبرتك أنَّها لم تعد كذلك؛ بل قد طبعت، وفيما نقلت منه في مشاركةٍ سابقةٍ بيان ذلك، وبان ثَمَّ وهَم نقل الإجماع عن الرازي ثم الإقرار عليه من شيخ الإسلام في المسألة.
.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 07:55]ـ
أخي الفاضل هذا لا يدل على أن الشيخ رحمه الله لم يثبت صفة الهرولة بل هذا تفسير لمعنى الحديث.
فهو ليس بتأويل
مثل تفسيرنا لقول الله عز وجل (كل شيء هالك إلا وجهه)
ففسره السلف بأن معناه (إلا ما أريد به وجه الله) وفي نفس الوقت أثبتوا صفة الوجه.
وانظر قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاويه في تفسير هذا الحديث:
وعلى هذا فنؤمن بأن الله تعالى يتقرب من عبده المتقرب إليه كما يشاء ويأتي هرولة لمن أتى إليه يمشي كما يشاء من غير تكييف ولا تمثيل وليس في ذلك ما ينافي كمال الله عز وجل.
وذهب بعض العلماء من أهل السنة إلى أن قوله: " أتيته هرولة " يراد به سرعة قبول الله تعالى وإقباله على العبد المتقرب إليه المتوجه بقلبه وجوراحه إلى ربه وقال: إن هذا هو ظاهر اللفظ بدليل أن الله تعالى قال: " ومن أتاني يمشي". ومن المعلوم أن طالب الوصول إلى الله لا يطلبه بالمشي فقط بل يطلبه تارة بالمشي كالسير إلى المساجد، والمشاعر، والجهاد، ونحوها، وتارة بالركوع والسجود ونحوهما، فعلم بذلك أن المراد بذلك كيفية طلب الوصول إلى الله تعالى، وأن الله تعالى يجازي الطالب بأعظم من عمله وأفضل. وإذا كان هذا ظاهر اللفظ
(يُتْبَعُ)
(/)
بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه لم يكن تفسيره بذلك تأويلاً ولا صرفاً له عن ظاهره والله أعلم.
فلا دليل في تفسير الشيخ للحديث أنه ينفي صفة الهرولة.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 08:01]ـ
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية
وكل هذه من العقائد، والقول: بأن (العقيدة ليس فيها خلاف على الإطلاق) غير صحيح،
فيه من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن،
مثلاً: في قوله تعالى: (من تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً) [128]، لا يجزم الإنسان بأن المراد القرب الحسي، فإن الإنسان لا شك ينقدح في ذهنه أن المراد بذلك القرب المعنوي،
(من أتاني يمشي أتيته هرولة)، هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشياً حقيقياً هرولة، ينقدح في ذهنه أن المراد الإسراع في إثابته وأن الله تعالى إلى الإثابة أسرع من الإنسان إلى العمل،
ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة هل هو هذا أو هذا؟
فأنت إذا قلت هذا أو هذا لست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) [129] هذا لا يشك فيه الإنسان أنه نزول حقيقي،
وكما في قوله: {استوى على العرش} (الأعراف 54)، لا يشك الإنسان أنه استواء حقيقي،
فالحاصل: أن مسائل العقيدة ليست كلها مما لا بد فيه من اليقين،
لأن اليقين أو الظن حسب تجاذب الأدلة وتجاذب الأدلة حسب فهم الإنسان وعلمه،
قد يكون هذان الدليلان متجاذبين عند شخص، ولكن عند شخص آخر ليس بينهما تجاذب إطلاقاً وقد اتضح عنده أن هذا له وجه وهذا له وجه،
فمثل هذا الأخير ليس عنده إشكال في المسألة بل عنده يقين، والأول يكون عنده إشكال،
وإذا رجّح أحد الطرفين فإنما يرجحه بغلبة الظن،
لهذا لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة مما يتعين فيه الجزم، ومما لا خلاف فيه،
لأن الواقع خلاف ذلك، ففي مسائل العقيدة ما فيه خلاف،
وفي مسائل العقيدة ما لا يستطيع الإنسان أن يجزم به، لكن يترجح عنده،
إذًا هذه الكلمة التي نسمعها بأن (مسائل العقيدة لا خلاف فيها) هذه ليست على إطلاقها،
لأن الواقع يخالف ذلك، كذلك مسألة العقيدة بحسب اعتقاد الإنسان ليس كل مسائل العقيدة مما يجزم فيه الإنسان جزماً لا احتمال فيه في بعض المسائل حديث أو آيات قد يشك الإنسان فيها،
فمثلاً: {يوم يُكشف عن ساقٍ} (القلم 42).
هذه من مسائل العقيدة وقد اختلف فيها السلف:
هل المراد ساقه عز وجل أو المراد الشدة [130]؟
وعلى هذا فقس،،
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 08:02]ـ
أخي الفاضل هذا لا يدل على أن الشيخ رحمه الله لم يثبت صفة الهرولة بل هذا تفسير لمعنى الحديث.
فهو ليس بتأويل ... مثل تفسيرنا لقول الله عز وجل (كل شيء هالك إلا وجهه)
ففسره السلف بأن معناه (إلا ما أريد به وجه الله) وفي نفس الوقت أثبتوا صفة الوجه ......
فلا دليل في تفسير الشيخ للحديث أنه ينفي صفة الهرولة.
/// كلام الأخت الكريمة (العقيدة) وفَّقها الله سديدٌ وجيِّدٌ، إذ تفسير لازم الصِّفة لا يعني نفيها، ولمثل هذا نظائر في صفات الله في نصوص الكتاب والسُّنَّة.
/// والحاصل أنَّه ليس في كلام الشيخ ابن سعدي صراحة في نفي الصفة، فليتأمل.
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية
وكل هذه من العقائد، والقول: بأن (العقيدة ليس فيها خلاف على الإطلاق) غير صحيح،
فيه من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن، ......... وعلى هذا فقس،،
/// بارك الله فيكِ ونفع بكِ، لو ميَّزت كلام الشيخ من كلامِك، فالمسألة فيها فائدة بالغة لطلبة العلم، وإضافتكِ قيِّمةٌ غاية.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 08:11]ـ
/// تم نقل موضوعي الأخ الكريم عبدالرحيم السني: (العلامة الفقيه عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله-لايثبت صفة الهرولة لله تعالى)، وموضوع: (الإمام إسحاق بن راهوية-رحمه الله- لايثبت صفة الهرولة لله تعالى) وما فيهما من مشاركات الأخت الكريمة (العقيدة)، ودمجهما مع هذا الموضوع.
/// ونرجوا عدم إغراق المنتدى بالمواضيع المتشابهة، بل ينبغي جمع كل ما يتعلَّق بالموضوع تحت موضوع واحد.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 08:24]ـ
/// بارك الله فيكِ ونفع بكِ، لو ميَّزت كلام الشيخ من كلامِك، فالمسألة فيها فائدة بالغة لطلبة العلم، وإضافتكِ قيِّمةٌ غاية.
وفيكم بارك
كله كلام الشيخ رحمه الله سوى (وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية)
لكن إن شاء الله سأحاول أن أتذكر مستقبلا أن أميز كلامي عن الكلام المنقول بالألوان.
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 11:40]ـ
الأخ المشرف عدنان وفقه الله.
للعلم فقط ليس بيني وبين الأخ الكاتب أية علاقة ولا أعرفه حتى، وكلامي كان عاماً على حسب التعليقات ولم أشنع على الأخ ولم أذكره بشيء!
ولي على ما نقله تحفظات كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 11:33]ـ
الأخت العقيدة إذا كنتي لاتحترمين عقلكي فحترمي عقول الناس الله يرعاك.
كيف أيعقل هذا العلماء يفسرون الحديث ويقولون من باب ضرب المثال كما في كلام العلامة السعدي -رحمه الله - وهو أن الله تبارك وتعالى يضاعف الأجر والثواب للعامل على عمله.
والإمام إسحاق يقول: (من تقرب إلى الله شبرًا تقرب الله إليه باعاً قال: يعني من تقرب إلى الله شبرًا بالعمل تقرب الله إليه بالثواب باعاً.) "
وتقولين: " لا يعني هذا أنهم نفوا صفة الهرولة"
فقولك:"هذا هو تفسير كثير من علماء أهل السنة ولا يعني هذا أنهم نفوا صفة الهرولة"
وقولك "أخي الفاضل هذا لا يدل على أن الشيخ رحمه الله لم يثبت صفة الهرولة بل هذا تفسير لمعنى الحديث.
فهو ليس بتأويل"
وأعيد وأقول لك إرحمي نفسكي وإرحمي الناس ولاتكتبي إلا مايوافق العقول فضلاً عن الشرع.
أما إستدلالك بكلام ابن عثيمين-رحمه الله-فليس في محله فالشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينقل إختلاف السلف فتنبهي جزاك الله خيرا.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 01:28]ـ
وأعيد وأقول لك إرحمي نفسكي وإرحمي الناس ولاتكتبي إلا مايوافق العقول فضلاً عن الشرع.
عفوا ولكن لا أرى في كلامي ما ينافي العقل
ولم أرى أحدا اعترض على كلامي حتى الآن أو قال بأنه ينافي العقل
ولعلك توضح الخطأ في كلامي
فقد ذكرت لك مثالا بتفسير الآية (كل شيء هالك إلا وجهه)
فهم فسروه على أن معناه (ما أريد به وجه الله) وفي نفس الوقت أثبتوا صفة الوجه بهذه الآية كما فعل الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
وإذا كنت ترى أني مخطئة في قياسي هذا فأرجو توضيح الخطأ والفرق بينهما
فما قلته في ردك ليس واضحا بالنسبة لي.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 03:27]ـ
أما إستدلالك بكلام ابن عثيمين-رحمه الله-فليس في محله فالشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينقل إختلاف السلف فتنبهي جزاك الله خيرا.
طيب يا أخي عبد الرحيم، وأنت ما دمت تقر الشيخ بأن السلف قد اختلفوا، فأي إجماعٍ ذاك الذي عنونت به موضوعك؟!
أنت حتى الآن لم تنقل (قولاً واحدا) ً في إثبات الإجماع المزعوم، وإن كنت ستستكثر من نقول أهل العلم بما تظن أنه يؤيد مذهبك، فكذلك يستطيع مخالفك أن يستكثر من النقول ما يؤيد مذهبه، فكان ماذا؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 03:34]ـ
بل كلامها لا يخالف العقل و نبهت على أصل نفيس يستحق أن يجلس المرء مجلس التلميذ لتعلمه و هو أصل في معرفة وجه تأويل السلف لبعض ما يرى أنه من آيات الصفات و سببه و أتت بالشاهد في صفة الوجه و مثله آية الساق و غيرها من الآيات التي صح عن بعض السلف تأويلها و هذا رابط لمناقشة جرت بين شيوخ أذكياء يؤيدون فيه ما ذكرته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132357
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 12:36]ـ
فهم فسروه على أن معناه (ما أريد به وجه الله) وفي نفس الوقت أثبتوا صفة الوجه بهذه الآية كما فعل الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
قال البخاري في كتاب التفسير:
* سورة القصص
{كل شيء هالك إلا وجهه}
إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجه الله
وقال في كتاب التوحيد:
باب قول الله تعالى
{كل شيء هالك إلا وجهه}
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال
لما نزلت هذه الآية
{قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}
قال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك فقال
{أو من تحت أرجلكم}
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك قال
{أو يلبسكم شيعا}
فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أيسر
.. باب
{قل أي شيء أكبر شهادة قل الله}
فسمى الله تعالى نفسه شيئا وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئا وهو صفة من صفات الله وقال
{كل شيء هالك إلا وجهه}
** سؤال للأخوة:
ألا يمكن التفويض في صفة الهرولة؟ (أقصد تفويض المعنى والكيف)
ـ[أبو منصور التميمي]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 04:31]ـ
يا أخي انصحك بترك الاستعجال، فأن في التأني الخير والبركة.
وارجو أن تأخذ بنصائح الأخوة هنا ولا تغالطهم في فهم مرادهم فإن هذا يؤثر على تحصيلك العلمي هذا إذا كنت طالب علم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونصيحة للمشرف الغالي بتغيير عنوان الموضوع حتى لا يُسِيء ذلك لمنتدانا.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 05:03]ـ
قال شيخ الإسلام: (فَتَدَبَّرْ هَذَا فَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَغْلَطُ النَّاسُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، إذَا تَنَازَعَ النفاة وَالْمُثْبِتَةُ فِي صِفَةٍ وَدَلَالَةٍ نص عَلَيْهَا يُرِيدُ الْمُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ اللَّفْظَ - حَيْثُ وَرَدَ دَالًّا عَلَى الصِّفَةِ وَظَاهِرًا فِيهَا، ثُمَّ يَقُولُ النَّافِي: وَهُنَاكَ لَمْ تَدُلَّ عَلَى الصِّفَةِ فَلَا تَدُلُّ هُنَا. وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُ الْمُثْبِتَةِ: دَلَّتْ هُنَا عَلَى الصِّفَةِ فَتَكُونُ دَالَّةً هُنَاكَ، بَلْ لَمَّا رَأَوْا بَعْضَ النُّصُوصِ تَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ جَعَلُوا كُلَّ آيَةٍ فِيهَا مَا يَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ يُضَافُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى - إضَافَةَ صِفَةٍ - مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}. وَهَذَا يَقَعُ فِيهِ طَوَائِفُ مِنْ الْمُثْبِتَةِ والنفاة، وَهَذَا مِنْ أَكْبَرِ الْغَلَطِ.
فَإِنَّ الدَّلَالَةَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِحَسَبِ سِيَاقِهِ. وَمَا يُحَفُّ بِهِ مِنْ الْقَرَائِنِ اللَّفْظِيَّةِ وَالْحَالِيَّةِ، وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي أَمْرِ الْمَخْلُوقِينَ يُرَادُ بِأَلْفَاظِ الصِّفَاتِ مِنْهُمْ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ غَيْرُ الصِّفَاتِ.
وَأَنَا أَذْكُرُ لِهَذَا مِثَالَيْنِ نَافِعَيْنِ:
(أَحَدُهُمَا) صِفَةُ الْوَجْهِ: فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ إثْبَاتُ هَذِهِ الصِّفَةِ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْمُتَكَلِّمَةِ الصفاتية: مِنْ الكلابية وَالْأَشْعَرِيَّةِ والكرامية وَكَانَ نَفْيُهَا مَذْهَبَ الجهمية: مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ وَمَذْهَبَ بَعْضِ الصفاتية مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ صَارَ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً فِيهَا ذِكْرُ الْوَجْهِ جَعَلَهَا مِنْ مَوَارِدِ النِّزَاعِ، فَالْمُثْبِتُ يَجْعَلُهَا مِنْ الصِّفَاتِ الَّتِي لَا تُتَأَوَّلُ بِالصَّرْفِ وَالنَّافِي يَرَى أَنَّهُ إذَا قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ صِفَةً فَكَذَلِكَ غَيْرُهَا. (مِثَالُ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}. أَدْخَلَهَا فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ طَوَائِفُ مِنْ الْمُثْبِتَةِ والنفاة حَتَّى عَدَّهَا أُولَئِكَ كَابْنِ خزيمة مِمَّا يُقَرِّرُ إثْبَاتَ الصِّفَةِ وَجَعَلَ النَّافِيَةُ تَفْسِيرَهَا بِغَيْرِ الصِّفَةِ حُجَّةً لَهُمْ فِي مَوَارِدِ النِّزَاعِ.
وَلِهَذَا لَمَّا اجْتَمَعْنَا فِي الْمَجْلِسِ الْمَعْقُودِ وَكُنْت قَدْ قُلْت: أَمْهَلْت كُلَّ مَنْ خَالَفَنِي ثَلَاثَ سِنِينَ إنْ جَاءَ بِحَرْفِ وَاحِدٍ عَنْ السَّلَفِ يُخَالِفُ شَيْئًا مِمَّا ذَكَرْته كَانَتْ لَهُ الْحُجَّةُ وَفَعَلْت وَفَعَلْت وَجَعَلَ الْمُعَارِضُونَ يُفَتِّشُونَ الْكُتُبَ فَظَفِرُوا بِمَا ذَكَرَهُ البيهقي فِي كِتَابِ " الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ " فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فَإِنَّهُ ذَكَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّافِعِيِّ أَنَّ الْمُرَادَ قِبْلَةُ اللَّهِ فَقَالَ أَحَدُ كُبَرَائِهِمْ - فِي الْمَجْلِسِ الثَّانِي - قَدْ أَحْضَرْت نَقْلًا عَنْ السَّلَفِ بِالتَّأْوِيلِ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مَا أَعَدَّ فَقُلْت: لَعَلَّك قَدْ ذَكَرْت مَا رُوِيَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} قَالَ: نَعَمْ. قُلْت: الْمُرَادُ بِهَا قِبْلَةُ اللَّهِ فَقَالَ: قَدْ تَأَوَّلَهَا مُجَاهِدٌ وَالشَّافِعِيُّ وَهُمَا مِنْ السَّلَفِ. وَلَمْ يَكُنْ هَذَا السُّؤَالُ يَرِدُ عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا نَاظَرُونِي فِيهِ صِفَةَ الْوَجْهِ وَلَا أُثْبِتُهَا لَكِنْ طَلَبُوهَا مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ وَكَلَامِي كَانَ مُقَيَّدًا كَمَا فِي الْأَجْوِبَةِ فَلَمْ أَرَ إحْقَاقَهُمْ فِي هَذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمَقَامِ بَلْ قُلْت هَذِهِ الْآيَةُ لَيْسَتْ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ أَصْلًا وَلَا تَنْدَرِجُ فِي عُمُومِ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: لَا تُؤَوَّلُ آيَاتُ الصِّفَاتِ. قَالَ: أَلَيْسَ فِيهَا ذِكْرُ الْوَجْهِ فَلَمَّا قُلْت: الْمُرَادُ بِهَا قِبْلَةُ اللَّهِ. قَالَ: أَلَيْسَتْ هَذِهِ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ؟ قُلْت: لَا. لَيْسَتْ مِنْ مَوَارِدِ النِّزَاعِ فَإِنِّي إنَّمَا أُسَلِّمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوَجْهِ - هُنَا - الْقِبْلَةُ فَإِنَّ " الْوَجْهَ " هُوَ الْجِهَةُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ يُقَالُ: قَصَدْت هَذَا الْوَجْهَ وَسَافَرْت إلَى هَذَا " الْوَجْهِ " أَيْ: إلَى هَذِهِ الْجِهَةِ وَهَذَا كَثِيرٌ مَشْهُورٌ فَالْوَجْهُ هُوَ الْجِهَةُ. وَهُوَ الْوَجْهُ: كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} أَيْ مُتَوَلِّيهَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} كَقَوْلِهِ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} كِلْتَا الْآيَتَيْنِ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبَتَانِ وَكِلَاهُمَا فِي شَأْنِ الْقِبْلَةِ وَالْوَجْهِ وَالْجِهَةِ هُوَ الَّذِي ذُكِرَ فِي الْآيَتَيْنِ: أَنَّا نُوَلِّيهِ: نَسْتَقْبِلُهُ. قُلْت: وَالسِّيَاقُ يَدُلُّ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قَالَ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} وَأَيْنَ مِنْ الظُّرُوفِ وَتُوَلُّوا أَيْ تَسْتَقْبِلُوا. فَالْمَعْنَى: أَيُّ مَوْضِعٍ اسْتَقْبَلْتُمُوهُ فَهُنَالِكَ وَجْهُ اللَّهِ فَقَدْ جَعَلَ وَجْهَ اللَّهِ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَسْتَقْبِلُهُ هَذَا بَعْدَ قَوْلِهِ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} وَهِيَ الْجِهَاتُ كُلُّهَا كَمَا فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. فَأَخْبَرَ أَنَّ الْجِهَاتِ لَهُ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِضَافَةَ إضَافَةُ تَخْصِيصٍ وَتَشْرِيفٍ؛ كَأَنَّهُ قَالَ جِهَةُ اللَّهِ وَقِبْلَةُ اللَّهِ. وَلَكِنْ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُسَلِّمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ جِهَةُ اللَّهِ أَيْ قِبْلَةُ اللَّهِ وَلَكِنْ يَقُولُ: هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ وَعَلَى أَنَّ الْعَبْدَ يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: {إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ} وَكَمَا فِي قَوْلِهِ: {لَا يَزَالُ اللَّهُ مُقْبِلًا عَلَى عَبْدِهِ بِوَجْهِهِ مَا دَامَ مُقْبِلًا عَلَيْهِ فَإِذَا انْصَرَفَ صَرَفَ وَجْهَهُ عَنْهُ} وَيَقُولُ: إنَّ الْآيَةَ دَلَّتْ عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ. فَهَذَا شَيْءٌ آخَرُ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ. وَالْغَرَضُ أَنَّهُ إذَا قِيلَ: " فَثَمَّ قِبْلَةُ اللَّهِ " لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنْ التَّأْوِيلِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ؛ الَّذِي يُنْكِرُهُ مُنْكِرُو تَأْوِيلِ آيَاتِ الصِّفَاتِ؛ وَلَا هُوَ مِمَّا يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَيْهِمْ الْمُثْبِتَةُ فَإِنَّ هَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ فِي نَفْسِهِ وَالْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ دَالَّةً عَلَى ثُبُوتِ صِفَةٍ فَذَاكَ شَيْءٌ آخَرُ وَيَبْقَى دَلَالَةُ قَوْلِهِمْ: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} عَلَى فَثَمَّ قِبْلَةُ اللَّهِ هَلْ هُوَ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الْقِبْلَةِ وَجْهًا بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْوَجْهَ وَالْجِهَةَ وَاحِدٌ؟ أَوْ بِاعْتِبَارِ أَنَّ مَنْ اسْتَقْبَلَ وَجْهَ اللَّهِ فَقَدْ اسْتَقْبَلَ قِبْلَةَ اللَّهِ؟ فَهَذَا فِيهِ بُحُوثٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهَا.) الفتاوى 6/ 14 - 17
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97757&highlight=%D5%DD%C9+%C7%E1%E6% CC%E5+%C7%E1%C8%CE%C7%D1%ED
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 10:16]ـ
/// غيرت عنوان الموضوع من الجزم إلى السؤال والاستفسار، كان عنوانه: "الإجماع على أن الهرولة ليست بصفة" فصار إلى: "هل قام الإجماع على أن الهرولة ليست بصفة؟ "
ـ[أبو منصور التميمي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 12:33]ـ
/// غيرت عنوان الموضوع من الجزم إلى السؤال والاستفسار، كان عنوانه: "الإجماع على أن الهرولة ليست بصفة" فصار إلى: "هل قام الإجماع على أن الهرولة ليست بصفة؟ "
جزاك الله خيراً يا مشرفي الغالي.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 01:27]ـ
ابن الروية جزاك الله خيرا ً ...
كنت أبحث عن مثل هذا الكلام من فتره والحمد لله بفضل والله عزوجل وجدت وكنت سببا ً في ذلك ..
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 03:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله المستعان يا عبد الرحيم كيف تدعي الاجماع ولم تنقل الى الان الاجماع على ذلك
الاصل في الكلام ظاهره فالذي ياول هنا بحجة ان هذا لا يليق بالله قلنا له اذن الذي ياول اليدين بحجة ان هذا لا يليق بالله محق فيما قاله اليس كذلك؟ ان قلت:لا قلنا: لك فما الذي جعلك تجيز هنا التأويل وتمنعه هناك وكذلك اخواني مسالة ان يفسر الانسان هذه الصفة بشيء لا يعني ذلك تعطيل الصفة عن الله كم من قال يد الله فوق ايديهم قال المعنى هنا القوة قلنا نعم صحيح لكن لا يدل هذا على نفي صفة اليدين عن الله وعلى هذا فقس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 03:18]ـ
** سؤال للأخوة:
ألا يمكن التفويض في صفة الهرولة؟ (أقصد تفويض المعنى والكيف)
/// نعم لا يمكن؛ لأنَّ النَّبِيُّ (ص) حين كلَّم الصَّحابة رضي الله عنهم إنَّما كلَّمهم بكلامٍ يعقلونه ويفهمونه؛ لذا فالتَّفويض في معنى صفة الهرولة -عند مَن يثبتها وهو الرَّاجح إن شاء الله- يلزم منه أنَّ النَّبي (ص) كلَّم الصَّحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بكلامٍ لا يفهمونه، وهذا محالٌ؛ إذ لم يخاطبهم إلَّا بما يعقلونه، وكذا خطاب الله في كتابه إنَّما نزل بلسانٍ عربيٍّ مبين.
/// ولمَّا رجعنا إلى كلام أهل اللغة في تفسير الهرولة عقلنا أنَّهم يعنون به السعي.
/// ثم لا داعي للتفويض، إذ لا نفع فيه مع وجود الضرر.(/)
فيل بلا علل ... و نملة بألف علة!!!!
ـ[أبو اليسر الشامي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ... أما بعد:
كا مما تعلمناه في هذه الحياة ومن الممارسة العملية أن الجسد الواحد كلما اتسعت رقعته وتنوعت وظائفه ,كانت مقاومته للعلل اقل خاصة بوجود وظائف عضوية متضادة, فنحن عند كلامنا عن الجسد فالعلاج عند الطبيب بإذن الله تعالى.
فإذا تكلمنا عن الأمم و الشعوب فمن وجهة نظري المتواضعة أطباء الكيانات الإجتماعية هم علماء الاجتماع و علماء الأقليات.
فنحن نرى أن العدو الأمريكي يتفنن بدراسة التكوين الاجتماعي لكل دولة مسلمة ويجيد ترتيب طبقات هذا المجتمع إلى موالاة ومعارضة ومن ثم يقوم بتقريب الموالاة فكريا وعسريا وماديا وسياسيا ومن كل النواحي الأخرى اللتي لها دور في تهيئة عسكرية شاملة لإخضاع الآخر لقبول قوانين العم سام التي تضمن شرطين مقدسين:1 - تأمين أمن الكيان الصهيوني الغاصب
2 - تأمين مصالح أمريكا من تلك الدولة المسلمة حسب ثروتها فإن كان نفطا فبها ونعمت وإن كان غازا أو موقع استرتيجي و و و و ......... .
فنحن نرى من أراد أن يشق عصى الطاعة فهنالك دراسة كاملة جاهزة للتطبيق على الأرض لخلق فوضى بنائة (حسب معايير كوندي طبعا) في أي دولة إسلامية لقلب معايير اللعبة السياسية للصالح الأمريكي مئة بالمئة وهاك الأمثلة:
باكستان:حسب التقرير الأمريكي لم تعرف كيف تحارب الإرهاب فلا بد من ابتزاز بربيز على نطاق أوسع من النطاق الأول و لعبة الفوضى البنائة لا زالت قائمة ومسلسل التنازلات الباكستاني بدأ ينزلق من على منحدر شاهق.
مصر: قال مبارك:مصر لن تسمح بتجويع غزة فجاعت مصر واقتتل الناس على رغيف الخبز المصري (وضع طبيعي ألا تملك مصر قمحها وهي على أطول نهر في العالم).
سوريا: التقرير البيضاوي:دمشق لم تتعاون لإغلاق الحدود بوجه الإرهابيين القادمين للعراق ,فالنتيجة اغتيال الحريري اخراج سوريا من لبنان تهديد النظام السوري بمحكمة دولية.
لبنان:عدم تحقيق العدو اصهيوني كامل اهدافه في حرب تموز فأوكل للأخوة في البيت اللبناني إتمام المهمة بجعل لبنان من أكثر الدول مستباحة أمام المخابرات العالمية وبالتالي فلا أسرار أمام العدو الصهيوني عن أي كان في لبنان.
والقائمة تطول جدا على كشف الألاعيب الأمريكية في مجال علم الإجتماع متنوع الأطياف في بلادنا
هنا لي سؤال: ألا يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية أي خلل إجتماعي يمكن من خلاله إلهاء هؤلاء الأعداء بأنفسهم ولتكن حرب اجتماعية فالهنود الحمر قتل منهم الملايين و العنصرية حسب اللون سفكت لأجلها دماء غزيرة وهنالك ولايات فقيرة و أخرى فاحشة الثراء و غيرها الكثير.
هنا لي رجاء أخير من علماء الإجتماع الذين كنا أيام الجامعة نعتبر مادتهم تسلية جامعية ونحصل على علامات مرتفعة ونحن لم ندرس المادة أصلا ,أرجو منكم عمل دراسات للوقاية من الفتن المبنية على أساس اجتماعي في بلادنا وفيما لو حصلت كيف نتغلب عليها , ومن ثم كيدوا للعدو لعل الله يلهي العدو بنفسه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا
والسلام عليكم.
ـ[أبو اليسر الشامي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 08:39]ـ
العنوان لا يعني انهم هم الفيل ونحن النملة وإنما هو عنوان رمزي(/)
أهذه هي الصوفية التي تريدون؟!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 12:19]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فمن سخافات الصوفية: الاستجارة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلاّ الله تعالى من توقي المصائب، وجلب المنافع!، وتعظيم حرمة قبور الأولياء إلى حد اعتقاد أن البلاد تصان به من الأضرار والأخطار!!، واعتقاد أن من حاول أن يفعل في تلك البقاع خطيئة أن أحوال الشيخ تدركه وتنال منه!!، وهذا كله من الكفر بالله تعالى، وأضرب على هذه الصورة عدة أمثلة:
ما قاله الزبيدي في "طبقات الخواص " (ص: 251) في ترجمة عيسى الهتار، قال الزبيدي: (وقبره هناك مشهور يقصد للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة!!!، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يتعرض له بمكروه!!!، ومن تعدى ذلك عوجل بالعقوبة، والقرية كلها محترمة ببركته ... ).
وقال في ترجمة: أبي الخطاب عمر الهمداني (ص: 235 - 236): (وتربته في موضعه من الترب المشهورة في الجبال يقصدها الناس من كل ناحية للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، بل وقريته كلها من سكن فيها أمِن من كل ما يخاف!!!، ومن قصدها بسوء أو تعرض لأحدٍ من المستجيرين بها عوقب أشد العقوبة معجلاً، وقد جرّب ذلك غير مرة .... ).
وقال في ترجمة أبي الخطاب عمر بن محمد بن رشيد (ص: 236): (وقبره ... مشهور مقصود للزيارة والتبرك، وهو أحد السبعة الذين يقال فيهم: إن من واظب على زيارتهم سبعة أيام متوالية قضيت حاجته!!!!).
وقال في ترجمة أبي العباس أحمد بن علوان الصوفي (ص: 71): (وقبره بها ظاهر معروف مقصود للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة لا سيما في آخر جمعة من شهر رجب!! .... وقرية الشيخ المذكور محترمة!!، ومن استجار بها لا يقدر أحد أن يناله بمكروه ... ).
وقال في ترجمة: جوهر الصوفي (ص: 121): (وتربته هنالك من أكبر الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، ومن تعدى إلى ذلك عوقب عقوبة معجلة وقد جرب ذلك غير مرة!!!).
وقال في ترجمة: سفيان الأبيني (ص: 149): (وتربته هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحدٌ أن يناله بمكروه أبداً، ومن تعدى شيئاً من ذلك عوقب أشد العقوبة من غير إمهال، وقدر جرّب ذلك غير مرة .... ).
وقال في ترجمة: طلحة الهتار الذي يُزعم أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة!!، (ص: 165): (وبني عليه قبة معظمة!!، وتربته هنالك من أشهر الترب وأكثرها قصداً للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه وعند تربته قرية كبيرة تنسب إليه يقال لها: الطليحية كلها مجللة محترمة!! ... وله في زبيد زاوية محترمة من استجار بها لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، وانتفع بها الناس نفعاً عظيماً لكونها داخل البلد!!، ومن نابه شي فزع إليها ويكون كأنه في بيته يقوم بمصالحه وحوائجه وهو في أمنٍ ودعه وذلك باقٍ مع أولاده وأولادهم إلى الآن!!!!).
وقال في ترجمة: ابن الغريب (ص: 209): (وتربته في القرية من الترب المشهورة المعظمة المقصودة من الأماكن البعيدة للزيارة والتماس الخير والبركة، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، ومن تعدى ذلك عوقب أشد العقوبة من غير مهلة، وقد جرب ذلك غير مرة .. ).
وقال الزبيدي في ترجمة: فرج النوبي (ص: 258): (وقبره بها مشهور يزار ويتبرك به!!، قلّما قصد تربته ذو حاجة إلاّ قضيت حاجته ... ).
وقال الزبيدي في ترجمة: محمد بن أبي بكر الحكمي (ص: 267): (وتربة الشيخ والفقيه من الترب المعظمة المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة، ومن استجار هنالك أمِن من كل ما يخاف، ولا يقدر أحد أن يناله بمكروه من الدولة والعرب وغيرهم ... ).
وقال الزبيدي في ترجمة: محمد بن يعقوب المعروف بأبي حربة (ص: 276) صاحب الدعاء المشهور الذي قيل أنه كان يدعو به عند إنشائه وهو ينظر في اللوح المحفوظ!!!، قال الزبيدي: (وقبره هناك مشهور يزار ويتبرك به ويقصد من الأماكن البعيدة، وقبور أولاده وذريته ... وتربتهم هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة، ما قصدهم ذو حاجة إلاّ قضيت حاجته، ومن استجار بهم لا يقدر أحد أن يناله بمكروه من أرباب الدولة والعرب وغيرهم ..... ).
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:24]ـ
جزيت خيرا
وحبذا لو كان العنوان: أهذه الصوفية التي يريدون؟! أعني بالياء لا التاء(/)
أكبر فضيحة على مر التاريخ: الفاتيكان
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 04:42]ـ
الحمد لله
أكبر فضيحة على مر التاريخ: الفاتيكان يرعى القساوسة مغتصبي الاطفال عبر
لقد قرأتها يوما ,, و كنت اتحسسها في ما كنت اقرأه من قصص ملأت خزائن مكتبات المعاهد الثانوية في تونس ,, كنت احس ان قصص الاديرة تحوم حول شيء و لا تذكره ,, و كنت لا اثق في أن النفس البشرية يمكن ان تصمد دون انحراف جنسي بالذات في حياة كالتي تجري في الادييرة التي تروى عنها تلك القصص التي كان يترجمها لنا المنفلوطي و جرجي زيدان و غيرهم من الذين كتبوا ,,
حتى عثرت يوما على كتاب يناقش عقائد النصارى ,, و من اسباب انشقاق مارتن لوثر عن الكنيسة الكاثوليكية انه وجد القساوسة في الفاتيكان يتهارشون في غرفهم كالكلاب ,, يأتون كل فاحشة جنسية عرفت ,, و لا يتورعون عن اتيان بعضهم البعض ان لم يجدوا من يأتونه من خارجهم ,, كانت هذه اشارة في ذلك الكتاب ,, وددت لو ان صاحبها وثقها ,, لكنه لم يفعل ,, و بقي الامر مجرد اتهام اسوقه للناس بلا دليل ,, و كان يؤلمني غياب الدليل على ما اقول ,, حتى وجدته ,,
قررت ان اجد دليلا ,, حتى و ان دخلت الى اسوأ مواقع الانترنت و افسقها ,, و استمعلت في البحث اسوأ الكلمات التي يمكن ان يستعملها مسلم ,, حتى عثرت على دليل ,, و اي دليل ....
علمت حينها ,, لماذا صمت مارتن لوثر ,, و علمت ان ما قيل في ذلك الكتاب صحيح بل ان الحقيقة ابشع بكثير ,, بكثير جدا مما وصف ذلك اكتاب ..
لقد صمت لوثر لان هناك عهدا كنسيا بالتزام السرية التامة في كل ما يجري بداخلها ,, فخرج لينشقّ عنها الا انه التزم عهدها ..
ان الفاتيكان و بالذات باباها الحالي ,, ترعى مغتصبي الاطفال من قبل القساوسة المنتمين اليها في كل العالم ,, في طول البلاد و عرضها ,, في مشارق الارض و مغاربها ..
و ليس ذلك فحسب ,, بل و تهمش و تهدد الضحايا و تلقي عليهم اليمين الكنسي ان لا يذكروا مما حصل اليهم شيئا و ان لا يتكلمون عنه البتة ..
و ليس ذلك فحسب ,, بل تضع العقبات تلو العقبات و تسبب المشاكل الكبار ,, لاي جهاز مخابرات او شرطة او امن يحقق في اي جريمة اغتصاب للاطفال حصلت من اي قسيس في العالم باسره ..
و ليس ذلك فحسب ,, فان مرتكب الجريمة ينقل الى ابرشية جديدة لا يعرفه فيها روادها ليواصل اغتصابه للاطفال ,,
و ليس ذلك فحسب ,, بل انها تسعى الى اخراج و تبرئة من تم سجنه بعد ثبوت الادلة عليه او اعترافه ...
ثم كيف نجحوا في اخفائها عن العامة من الناس وهو يجري بين ظهرانيهم و مع ابنائهم ,, كيف اخفوا و همشوا وثيقة كهذه و الحال انها لا بد ان تنشر على أوسع نطاق ,, اين القنوات الاسلامية ,, اين اعلام المسلمين ,, لماذا شاركوا في تهميشها و نبذها وراء ضهورهم؟؟ بالرغم من قوة حجتها و براهينها و تأكد ما فيها بشكل لا ريب فيه مطلقا؟؟
فهل ينسحب على المسلمين ايضا العهد الكنسي؟؟ ثم لماذا يهاجمون الاسلام و المسلمين و يطالبون بمكاسب للنصارى و هم اجرم المجرمين في حق الانسانية جمعاء؟؟
كيف يهاجمون نبينا ,, كيف يغزون بلادنا ,, كيف يسمح لهم ببناء الكنائس ,, كيف يتهم الاسلام كله بالارهاب, و لا تتهم النصرانية كلها بما هو ملازم لها ,, انها عقيدة وضعها بشر يعلمون انهم هم من وضعها و يستعملونها لنزواتهم ,,,
كيف تقوم الدنيا و لا تقعد عن امرنا امرأة بمعروف و نهينا اخرى عن منكر باننا نظلم النساء في حين انهم هم يغتصبون الاطفال في كنائسهم و يعلم ذلك العامة و اجهزة الامن بل و برعاية و دفاع من الفاتيكان عنهم ,, كيف يسكت العالم عنهم و هم الجريمة نفسها؟؟؟؟
كل ذلك تجدونه في هذه الوثيقة الثمينة ,, هذه الوثيقة التي تعرض شهادات للضحايا ,, و شهادات للمجرمين ,, و شهادات لرؤساء المجرمين ,, و شهادات من اجهزة الامن ,, و شهادات من اهالي الضحايا ,, قام بجمع معلومات هذه الوثيقة ,, احد الضحايا السابقين لقساوسة الاغتصاب ,,, الذين جعلوا من الكنائس مواخير و مراتع لنزواتهم ,, و الى اليوم ,, بحسب الوثيقة ,, فان كل الكنائس تأتي نفس الفعل في اي بلد من العالم وجدت ..
فبلغوا الذين يفتون بجواز بناء الكنائس في العالم الاسلامي ان يجهزوا اطفالهم الصغار لغرف القساوسة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
اليكم الوثيقة و انا على ثقة انكم ستتابعون ما فيها باهتمام و انتباه لما فيها من معلومات متواترة و هامة في هذا الشأن:
http://video.google.com/videoplay?docid=41565385831247 6016
منقول
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 06:54]ـ
الأطفال فقط؟!
هل من مخبر عن برسوم؟؟
وما أكثر (البراسييييييييييييم)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 07:25]ـ
انه الهوي عند بابا الفاتيكان الذي يعرف كيفية اشتغال العقل الكنسي وتدهور نفسيته وربما يعرف ان ذلك ناتج عن عقيدة انتهاء فاعلية الناموس-الشريعة
وانه لانفع فيها كما قال بولس وقد ادته هذه الفكرة الشيطانية الي ابطال الشريعة وجعل المسيح-الاله اي مسيحيهم المزعوم هو البديل عن كل شريعة بل وصل الحال الان انه بديل عن كل مبدأ وخلق وقيمة او قيم
ذلك بان كثير من كنائس الغرب تقبل الشواذ وترفض ادانتهم بل ترسمهم قساوسة او تبقيهم في رهبنتهم واديرتهم يستغلون النساء والاطفال ويفعلون اللواط في صمت تام مادام الامر يتعلق بدم الرب المزعوم وانه حامل كل الخطايا معلونا عن البشر
الحزب المسيحي المتشدد في هولندا والي له الحكوةمة اليوم بالاشتراك مع احزاب اخري لايرفض الاعضاء من الشواذ من الجنسين!!!
اي عقل يابابا الخلل العقلي والوجداني يحكم فلسفتك
ايها الفيلسوف كبير الكنسية الكاثولوكية متي ترجع الي العقل الصحيح والفطرة المستقيمة وتعترف ان الاسلام هو الحق وهو النور وهو الحياة وهو الاصلاح وهو الانقاذ وهو الرحمة للبشرية كلها وهو الطريق الذي اشار اليه ابن القيم في طريق الهجرتين الي ان كل الطرق مغلقة الا طريق الاسلام طريق محمد رسول الله
وجحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا-الآية
حقيقة قرآنية تكشف جوانب النفس الباباوية والنفس الكنسية وتفتحك علي خطرات قلوبهم ومايجري في اديرتهم ويحدث في مبانيهم الفاخرة وابرشياتهم المزرقشة وعالمهم المخفي!(/)
مقاييس النبوة عند النصارى تنطبق على الرسول صلى الله عليه وسلم / محاضرة صوتية
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 01:23]ـ
من هنا
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=68300
ـ[لامية العرب]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 04:16]ـ
حفظك الله يا شيخنا أبو جلال , وبارك بعلمك وعملك, وأنار طريقك في الدنيا والآخرة
الحمد لله أن قيض للأمة علماء أجلاء ينافحون ويدافعون عن الحق
محاضرة قيمة للرد على أعداء الدين.
فلا عجب جعبتهم مليئة بالكذب والأحقاد المضللة الموروثة
والتي فرخت عقولا خاوية عفنة.أمثال بطرس المتغطرس
ولقد والله أصبت فيما جاء في سياق محاضرتك المباركة .. إن ما يقومون به وينعقون به "ما هو إلا حالة نفسية لا فكرية" فهو حقد دفين , وضلال مبين
كيف لا؟؟ والله تعالى يقول فيهم:
) ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم (
ولكن نسأل الله لك الثبات والقوة في الحق لردعهم والتضييق عليهم وكشف زيغهم حتى لا ننخدع بهم وبأضاليلهم
حتى لو أثبتوها بالدراسات العلمية التي لا تعني لنا شيئا إن تعارضت مع ديننا وثوابت أمتنا الإسلامية.
ونسأل الله تعالى أن يحفظك الله من شرورهم نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه, ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتنا وإياك على الحق, حتى نلقاه وهو راض عنا غير غضبان(/)
لَوثة الفضائح الكنسية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 04:02]ـ
لا شك ان الكثير منا يتذكر فضيحة القس المشهور جدا:جيمي سواجارت صاحب مجلة the evangelist . والذي كان أحد مناظري الداعية الأسلامي الشيخ أحمد ديدات.
و افتضح امر سواجارت عندما ألقت النيابة العامة القبض عليه بتهمة سوء سلوكه.
وذلك عندما ظهر على شاشات كبريات المحطات التليفزيونية الدولية ليعترف تفصيليا بعلاقته الجنسية مع إحدى الساقطات.
وصارت هذه القصة علامة بارزة في تاريخ سواجارت حتى قضت عليه اعلاميا.
بل تجد هذه القصه ضمن الخطوط العريضة في ترجمته في موسوعة ويكيبيديا الاكترونية،و هي كالآتي:
جيمي سواجارت
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
جيمي سواجارت قس أمريكي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83 %D8%A7) يملك محطة للتلفزيون ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B2 ) يستخدمها للتبشير بمعتقده ولأغراض أخرى فضحته النيابة العامة عند إلقاء القبض عليه واتهمته بسوء خلقه فظهر على شاشات كبريات المحطات التليفزيونية الدولية ليعترف تفصيليا بعلاقته الجنسية مع إحدى الساقطات. وهو صاحب مجلة the evangelist و له مناظرة مشهورة جدا مع الداعية الأسلامي الشيخ أحمد ديدات ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A F%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA)
============================== ===
ولكن سلسلة فضائح مناظري ديدات النصارى لم تنتهِ بعد، فلم يكد الشعب الامريكي ينسى فضيحة سواغارت حتى فوجئوا بفضيحة اخرى لمناظرٍ آخر للداعية الأسلامي الشيخ أحمد ديدات، إذ تم القاء القبض على القس المعروف انيس شروش بتهمة محاولة احراق البناية التي يعيش فيها في ولاية الاباما.
ويواجه القس المعروف بمناظراته التلفزيونية مع الشيخ الراحل احمد ديدات تهمة اخرى وهي احراق اوراق الضرائب المتعلقة بكنيسته
============================== ====================
وأخيراً
البابا في أمريكا: يشعر بالخزي من فضائح القساوسة والرهبان بالتحرش الجنسي 2053 ( GMT+04:00) - 16/04/08
http://arabic.cnn.com/2008/entertainment/4/16/pop.usa.visit/story.pope.jpg_-1_-1.jpg
البابا يحيي مستقبليه وبجواره الرئيس الأمريكي جورج بوش
ميريلاند، الولايات المتحدة ( CNN)-- وصل البابا بنديكيت السادس عشر إلى الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء، وسط استقبال رئاسي وحفاوة شعبية، بعد ساعات من تصريحات للحبر الأعظم قال فيها إنه "يشعر بالخزي"، من فضائح التحرش الجنسي في الكنائس الأمريكية.
وكانت فضيحة تحرش قساوسة جنسيا بأطفال قد تفجرت في عام 2002 وأجبرت الأبرشيات الأمريكية على دفع ملياري دولار تعويضات للضحايا.
ولوح البابا للجماهير التي احتشدت لتحيته قابضا يديه الاثنتين، وصفق جمع من الكاثوليكيين الذين توافدوا لرؤية البابا، في حين استقبله الرئيس الأمريكي جورج بوش وزوجته لورا بوش وابنتهما جينا بحفاوة بالغة، على غير العادة، إذ أنها المرة الأولى التي يذهب فيها الرئيس الأمريكي لاستقبال زائر رسمي في المطار.
وقال البابا بنديكيت متحدثا بالإنجليزية "إنها معاناة كبيرة للكنيسة الأمريكية وللكنائس بشكل عام ولي شخصيا أن يحدث ذلك .. من الصعب علي أن أفهم كيف أن قسا يخون عهده ويتحرش بالأطفال."
وأضاف: "أشعر بخجل عميق، وسأفعل ما بوسعي للحيلولة دون حدوث ذلك مجددا، والحقيقة أنني لا أرغب الآن بالحدوث عن الشذوذ الجنسي لكن المنحرفين الذين يتحرشون بالأطفال مسألة أخرى ولا مكان لهم في الكنيسة."
وتابع البابا "سنستثني هؤولاء المنحرفين من العمل في الكنائس، فنحن نفضل القليل من القساوسة الجيدين على الأعداد الكثيرة، وسنفعل ما بوسعنا لنداوي تلك الجراح."
واعتبر غاري بيرغيرون الذي تم التحرش به من قبل قس عام 1970 في إحدى الكنائس الأمريكية في ماساشوتيس تصريحات البابا "خطوة كال انتظارها،" وقال "أشعر بخيبة الأمل لعدم نية البابا زيارة الأركوديكوس في بوسطن حيث بدأت الفضيحة، لكنني أدعوه لمقابلة الضحايا."
وزيارة البابا هي الأولى من نوعها التي يجريها حبر رفيع المستوى للولايات المتحدة بعد فضيحة بوسطن عام 2002، إذ تبين أن رهبانا وقساوسة تحرشوا بالأطفال لأعوام خلت، ورفعت نحو 691 قضية، وفقا لما أوردته وكالة أسوشيتد برس.
ووصف البابا زيارته للولايات المتحدة قائلا "إنها رحلة عظيمة إلى بلاد عظيمة،" متحدثا عن النموذج الأمريكي للقيم الدينية ضمن منظومة تفصل بين الدين والدولة.
http://arabic.cnn.com/2008/entertain...sit/index.html (http://arabic.cnn.com/2008/entertainment/4/16/pop.usa.visit/index.html)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 04:23]ـ
بارك الله فيك اخي
والله ان عندي قصص حقيقية-سمعتها بنفسي- اتردد الي الان في كشفها عن قساوسة في كل بلاد الغرب
عايشت حكاياتها لي شخصيا من نساء غربيات تعاملوا مع هؤلاء القساوسة وقد حكوا لي حكايات والله انها لحكايات فجيعة وروايات فظيعة
والبابا ضعيف العقل يري كل هذا ولايعرف مصدره
ان مصدره ايها الاخوة الاحباب هو فساد الروح واعتقادها الباطل السخيف المدمر للتوازن النفسي والمفقد للارادة الانسانية والمؤدي للخيبة والجرأة والاضطراب النفسي والعقلي مايؤدي الي اغتصاب الاطفال والنساء وتجريب الزنا كل مرة من كبار قساوسة الغرب وصغارهم ومن رهبان
زيادة علي ذلك فالمناخ العلماني الغربي مع خلو الروح من عقيدة صحيحة يؤدي بالرهبان والقساوسة الي الانحراف الجنسي
والنساء المسيحيات اكثرهن ضائعات بين احضان القساوسة وشبابيك الاعتراف الذي تذهب اليه الغربية عارية كاسية او كاسية عارية
سبحان الله والحمد لله
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 04:22]ـ
واياكم اخي الفاضل ...
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 05:51]ـ
راجع هذا القسم ففيه الكثير
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showforum=15
وهذا
http://www.elforkan.com/7ewar/forumdisplay.php?f=4
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 03:51]ـ
بارك الله فيك(/)
التعددية في فكر الكاتب محمد المحمود [الحلقة الثانية]
ـ[صالح السويح]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:03]ـ
[1]
بسم الرحمن الرحيم
يسرني إكمال ما بدأته من موضوع [التعددية في فكر محمد المحمود]
وهذا رابط الحلقة الأولى
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16327
فأقول طالباً من الله العون والسداد:
ثالثاً: هل الحق يتعدد؟
وقبل الجواب على هذا السؤال نقدم بمقدمتين:
الأولى: معنى تعدد الحق.
الثانية: مناسبة هذا السؤال وموقعه من موضوعنا.
المقدمة الأولى: معنى تعدد الحق:_
فتعدد الحق أي أن الحق الذي هو دين الله ليس محصوراً في حكم مجتهد دون غيره (على ما سيأتي توضيحه). بل الحق الذي هو دين الله في حق كل مجتهد ما أدى إليه اجتهاده وغلب على ظنّه أنه الحق، فمتى كان كذا فهو الحق وإن تضاد حكم مجتهدين فالحق ما ذهب إليه كل منها!
بمعنى أن الحق ليس محصوراً بحكم أحدهما دون الحكم الآخر بل هو مطلق مشاع بينهما! (1)
المقدمة الثانية: مناسبة هذا السؤال وموقعه من موضوعنا:
إن دعاة التعددية على اختلاف توجهاتهم و اعتقاداتهم وأهوائهم يصدر منهم عبارات يحذّرون فيها من احتكار الحق، وأن ليس أحد يملك الحق المطلق، أو يجزم به أو يخوّل أن يكون لديه الكلمة الأخيرة أو المقالة المطلقة.- هكذا بإطلاق سَمِج – وأنه ليس لدينا رجال دين يحتكرون (فهم) الكتاب المقدس! وأن الأحادية في الرأي والموقف (أقول: ضد الأحادية التعددية) لا يتفق مع مبدأ الاعتدال؛ الذي يقتضي أن يستوعب العديد من المسالك والدروب والمدارس والوجهات والمستويات. –هكذا بإطلاق سَمِج – وأنه من الافتئات على مقاصد الشريعة ودعوة الإسلام أن تصطفي مجموعة نفسها تحت أي مسمى، تحتكر الصواب، والرؤية الصائبة المطلقة. وهذه العبارات عبارات مجملة، فإن من المعلوم أن ما كان الخلاف فيه غير سائغ كمن يخالف فيما علم إجماع أهل السنّة عليه من أمور الاعتقاد، و مخالفة الإجماع، أو أمور الغيب، أو ما هو معلوم من الدين بالضرورة وغير ذلك، فهو صاحب الكلمة الأخيرة والمقالة المطلقة وأنه لا ينبغي الركون إلى غير رأيه فالاعتدال رأيه والحق قوله فالحق محصور فيه مطلقاً أما ما كان الخلاف فيه سائغاً كمسائل الفقه وما لم يرد فيه نص أو قاعدة كلية فإن ادعاءَ موافقة الحق عينا فيما ذُهب إليه و زعْمَ أن قول المخالف مخالف لحكم الله عينا فهذا خطأ لأن المسألة اجتهادية ظنّية، مع الإيمان أن الحق واحد لا يتعدد فأحدهما مصيب و الآخر مخطئ مأجور على اجتهاده على ما سيأتي.
ثم إن هذه الإجمالات كثيرا ما نسمعها مجملة مطلقة دون التفريق بين الراعي والرعية، فيا ترى هل أرباب هذه الدعوات يستثنون ولي الأمر الذي بيده السلطة ويلزمه تغيير المنكر وإقرار السنّة ومنع أهل الإحداث في الدين و شق عصى المسلمين من الإحداث وخرق السفينة؟ أم أن هذه الدعوة تشمله فيأمرونه بعدم ممارسة الكبت، ويأمرونه بأن يدع المجال مفتوحا للجميع ليعملوا تحت أشعة الشمس؟! حسب علمي ومتابعتي فإن هذه الدعوة تشمله إذ صرّح كثير من أرباب هذه الدعوات الضالّة بهذا بزعم أن حرية الكلمة ضمان!
وأنا لا أدري من يعني أصحاب هذه المقولات، حيث يلمزون بهذه اللمزات ويكررونها في معرض دعوته للتسامح أو الوحدة أو التعددية والتنوع، إن هناك من يدعي احتكار الحق والكلمة المطلقة في غير الرسل إنهم الرافضة الذي يزعمون عصمة أئمتهم وأنه في منزلة فوق منزلة الرسالة بل في منزلة الربوبية إذ يعلمون الغيب فيعلمون متى يموتون و أين!
وهكذا هم سائر أهل البدع فعلى مرّ التأريخ إلى وقتنا المعاصر معلوم أن الصولة والجولة إذا كانت لأهل البدع فإنهم يغدرون ولا يوفون وينكشف الغطاء المطرز بدعاوى التسامح والأخوة، ويظهر المخبوء من البغضاء والعداء للتوحيد والسنّة وأهلها ولا يخفى هذا على مطلع
فواعجباً من محرّفة النصوص الزائغة قلوبهم!
يدعوننا إلى التعددية و الاعتراف بالاختلاف و الإقرار به والتعامل معه بواقعية مع من يدّعي احتكار الحق و الرؤية المطلقة حقيقة لا توهماً!
إذاً ما فائدة التعددية التي يدعوننا إليها – إن سلمنا بإمكان قبولها-؟!
إننا نجدهم كثيراً يوجهون طعونهم لأتباع السلف الصالح أهل السنّة والجماعة الذي ينفون عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين أنهم أحاديوا الرأي، و إقصائيون، و أنهم يحتكون فهم الكتاب المقدّس!
وما ذنبهم إلاّ أن تمسكوا بالأصول و الثوابت الشرعية القطعية ومنها تقديم النصوص الشرعية على الأهواء والآراء، و الولاء للمؤمنين و البراء من الفاسقين والمبتدعين والكافرين على ما تأمر به الشريعة.
فالتحذير من أهل البدع (أحادية)، وتكفير المقالات الكفرية (غلو وتطرّف)، و لزوم وجماعة المسلمين وإمامهم والتحذير من الأحزاب والرايات و الولاءات و الانتماءات المخالفة
(تفريق للصف) و (وتهييج للدماء).
والحلّ كما يزعم بعضهم في ظل هذا المأزق الصعب تتجدد الحاجة إلى فقه المسارات المتعددة التي تتكامل ولا تتقاطع، وتتآخى ولا تتصارع و أن علينا القبول بهذا التنوع والتعامل معه، بل والتفاعل معه في التعاون على القدر المشترك والمتفق عليه وتفعيل دائرته، ووضع الخلاف في حجمه الطبيعي، وعدم الخوف منه أو محاربته وأننا حين نفسح لكل الأصوات أن تتحدث ولكل الأنواع أن تتنفس فسوف تطرد العملة الصحيحة كل عملة مزيفة، وسوف تبقى أجواء الاقتراب والألفة ترسل ظلالها للجميع
فهل هذا الحل المزعوم موافق لمعتقد عظيم من اعتقاد أهل السنّة والجماعة وهو الولاء و البراء والولاء للإسلام و السنّة و البراء من الكفر و البدعة.
ولاء للمؤمنين بحسب إيمانهم واستقامتهم على السنّة وبراء ممن المبتدعين بحسب عظم بدعهم ومفارقتها للسنّة والجماعة ومن ذلك التحذير من الفرقة وأهلها والبدع وأهلها والكفر وأهله.
فمن ادعى أن علاج الصراع القائم بين أهل السنّة وأهل البدع هو بالتسامح و نشر روح الألفة والمودة فقد خرم أصول الإسلام وقواعدة. وغلب الفكر على الوحي.
وبهذا يتبن مناسبة إيراد هذا السؤال في معرض حديثنا على التعددية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:07]ـ
[2]
أما الجواب على سؤال: [هل الحق يتعدد؟]:
هذه مسألة أصولية اختلف فيها العلماء ونذكر من خلافهم على وجه الإجمال ثم التفصيل ما يلي:
1 - قيل الحق واحد لا يتعدد لا في أصول الدين (ما لا يسوغ فيه الاجتهاد) ولا في فروعه (ما يسوغ فيه الاجتهاد).
2 - وقيل الحق يتعدد وهو تبع لاجتهاد المجتهد فما أدى إليه اجتهاده فهو الحق في الأصول والفروع.
والتفصيل كالتالي:
فأما القول الأول: أن الحق واحد لا يتعدد في الأصول والفروع فهو الحق عينا لموافقته النصوص الدالّة على ان الحق واحد لا يتعدد والأدلة على ذلك كثيرة قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: " الدليل أن الحق في جهة واحدة الكتاب والسنّة والإجماع "ا. هـ (2) و ذكر الإجماع العلامة الشوكاني رحمه الله في كتابه إرشاد الفحول (3).
فالدليل من القرآن:1 - قوله تعالى: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (البقرة:213). قال الإمام ابن كثير رحمه الله (1/ 219): " قال الربيع بن أنس: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ} أي: عند الاختلاف، أنهم كانوا على ما جاءت به الرسل عند الاختلاف " ا. هـ فهذه الآية تفيد أن الحق هو أحد الأقوال التي اختلفوا إليها ولهذا ذكر الله تعالى بأنه هدى ودلّ المؤمنين إلى الحق الذي هو دين الله من هذه الأقوال المختلف فيها.
2 - قوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} [الأنعام: 153]. قال العلامة ابن القيم رحمه الله: " الطريق الموصل إلى الله واحد " (4) فهذه الآية تدل على دين الله واحد، وما عداه فليس بدين الله إذ أن دين الله لا يتناقض.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:10]ـ
[3]
ومن السنّة:
1 - روى ابن ماجة في سننه عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وسبعين في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعين في النار وواحدة في الجنة، والذي نفسي بيده، لتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعين في النار " قيل يا رسول الله: من هم؟ قال: "هم الجماعة" وفي رواية: " كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة" وفي رواية: "فاعتصموا بها فاعتصموا بها".و في رواية أخرجها الترمذي وحسنها الألباني" ما أنا عليه اليوم وأصحابي ".
فهذا الحديث يفيد أن الحق واحد لا يتعدد إذا لو كان الحق يتعدد لما كانت الفرق المخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم متوعدة بالنار. إذ أن الله تعالى لا يعّذب بالنار من اتبع ما يرضيه واجتنب ما يسخطه ويغضبه.
2 - ما أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن أخطأ اجر). قال الإمام ابن قدامة مبينا هذا الحديث رحمه الله: " إن المجتهد يكلف إصابة الحكم، وإنما لكل مسألة حكم معين يعلمه الله، كلف بالمجتهد طلبه، فإن اجتهد فأصابه كان له أجران وغن أخطأه فله أجر على اجتهاده وهو مخطئ وإثم الخطأ محطوط عنه "ا. هـ (5)
3 - أخرج البخاري رحمه عن رسول صلى الله عليه وسلم " من رغب عن سنتي فليس مني". فهذا يفيد أن الحق واحد ولو صح أن الحق يتعدد لما كان لتحذيره من فائدة وتأمل هذا التحذير والإنكار فهو تحذير وإنكار في على الثلاثة الذين تقالّوا عبادته وتأمل حيث أنكر عليهم مع أنهم اجتهدوا وقاسوا حاله و واقعه عليه الصلاة والسلام وقد غفر له ما تقدم من ذنبه على حالهم و واقعهم الذي لا يأمن أمثالهم من عذاب الله، فرأيهم الذي صدَروا به إنما هو بعد نظر و تأمل في نص شرعي. ومع ذلك لم يقرّهم الرسول صلى الله عليه وسلم بحجّة أن الحق يتعدد وما أنتم عليه حق وما أنا عليه حق. بل حكم الله واحد وهو ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرع.
وغير ذلك من الأدلة.
قال الإمام ابن قدامة: " الحق واحد في قول واحد من المجتهدين ومن عداه مخطئ سواءً كان في فروع الدين أو أصوله "ا. هـ (6) وقال العلامة الشوكاني (7) رحمه الله معلقا على حديث (إذا اجتهد الحاكم ... ): " فهذا الحديث يفيدك أن الحق واحد، وأن بعض المجتهدين يوافقه، فيقال له مصيب، ويستحق أجرين، وبعض المجتهدين يخالفه، ويقال له مخطئ، واستحقاقه الأجر لا يستلزم كونه مصيباً، وإطلاق اسم الخطأ عليه لا يستلزم أن لا يكون له أجر" إلى أن قال: " فالحق الذي لا شك فيه ولا شبهة أن الحق واحد"ا. هـ
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (8) ان الحق في حقيقة الحال واحد لا يتعدد ولكن لذلك تفصيل وملخص ذلك: أن المجتهد في الأمور الاجتهادية الظنّية إن أخطأ حكم الله فهو مصيب من جهة ومخطئ من جهة أخرى وله اجر على اجتهاده كما نص عليه الحديث. فهو مصيب باجتهاده وبذله الوسع في الوصول للحكم الشرعي؛ وذلك لكونه بذل ما أمر الله به فالحكم الذي وصل إليه باجتهاده وجب عليه فعله شرعاً ولا يأثم بعدم موافقة حكم الله وذلك لاجتهاده، وإن كان هو في نفس الأمر مخطئ في إصابة حكم الله الذي يعلمه الله والذي هو واحد في قول المجتهدين لا يتعدد. ومتى علم وتبين له من الشرع ما ينقض اجتهاده أثم بالإعراض عنه وعدم العمل به. وكذا بين الشوكاني رحمه الله في كتابه إرشاد الفحول (9) في معرض ردّه على القائلين بتعدد الحق متمسكين بحديث (لا يصلين أحدكم إلا في بني قريظة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:15]ـ
[4]
أما القول الثاني:
أن الحق يتعدد وهو تابع لاجتهاد المجتهد فما أدى إليه اجتهاده فهو الحق في الأصول والفروع وبعضهم حصر تعدد الحق في الفروع دون الأصول.
فهذا القول نقضه أئمة الدين وأعلام الملّة و ردوه بالآيات والأحاديث ومنها ما ذكرته آنفاً والجواب على هذا القول بالتفصيل الذي ذكرته بالقول الأول.
قال العلامة الشوكاني رحمه الله: " من قال إن كل مجتهد مصيب وجعل الحق متعدداً بتعدد المجتهدين، فقد أخطأ خطأً بيناً، وخالف الصواب مخالفة ظاهرةً"ا. هـ (10)
وقال رحمه الله: " وما أشنع ما قاله هؤلاء الجاعلون حكم الله متعددا بتعدد المجتهدين تابعاً لما يصدر عنهم من اجتهاد فإن هذه المقالة مع كونها مخالفة للأدب مع الله عزّ وجلّ ومع شريعته المطهّرة هي أيضاً صادرةٌ عن محض الرأي الذي لم يشهد له دليل ولا عضدته شبهةٌ تقبلها العقول وهي أيضا مخالفة لإجماع الأمة، سلفها وخلفها"ا. هـ (11)
وقد ساق رحمه الله كلاما للقاضي يرد فيه على مقال للعنبري والجاحظ حيث نقل عنهما القول بتعدد الحق في الأصول والفروع:
" إن أردتما بذلك مطابقة الاعتقاد للمعتقد فقد خرجتما من حيّز العقلاء، وانخرطتما في سلك الأنعام، وإن أردتم الخروج من عهدة التكليف ونفي الحرج، كما نقل عن الجاحظ فالبراهين العقلية من الكتاب والسنّة والإجماع الخارجة عن حدِّ الحصر ترد هذه المقالة"ا. هـ (12)
وقال العلامة ابن قدامة رحمه الله راداً على ما ساقه الغزالي في المستصفى من قول الجاحظ برفع الإثم عمن اجتهد فأخطأ في الأصول: " أما ما ذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا، وكفر بالله تعالى"ا. هـ (13)
وهذا القول وهو القول بتعدد الحق قول كثير من أهل الكلام وأهل البدع وبهذا نعلم أن الحق واحد لا يتعدد في الأصول والفروع على التفصيل المذكور.
وبعد؛
فإن الحديث عن تعدد الحق من عدمه بهذا التفصيل له علاقة وثيقة بموضوع الدعوة إلى التعددية الذي نحن الآن بصدد كشف تلبيسات أهل هذه الدعوة على اختلاف اعتقاداتهم و توجهاتهم ومنهم من قيدت نفسي بالحديث عن دعوته وهو المذكور في عنوان موضوعنا.
حيث نرى أن تمت تداخل بين الدعوة إلى التعددية والقول بتعدد الحق كما أشرت إليه وذلك إذا نظرت لأقوال الداعين إلى هذه الضلالة فبعض دعاتها صرّح بهذه النتيجة و بعضهم لم يصرّحوا، ووجدنا من يقر الكفار على كفرهم وشركهم بالله، ووجدنا من يخلط بين السنّة والبدعة ويدعوا لاحترام الرأي الآخر لأنه لا أحد يحتكر الصواب! ووجدنا من أوجد المسوغات والأعذار لبقاء أهل الكفر على كفرهم أو أهل البدع على بدعهم، ووجدنا من يزعم أن الحق مشترك مشاع بين أصحاب العقول. وليس لنا تفسير لهذه الظواهر الواضحة وضوح الشمس في كبد السماء إلا أن أهلها يقولون بتعدد الحق الذي قال به أهل البدع من المعتزلة وأمثالهم أو أن واراء من لا يعتقد تعدد الحق ما وراءه مما يتستر به من الإحداث في الدين وتغيير الملّة فيجعل دعوته للتعددية توطئة وتهيئة لقبول ما سيأتي به ويحدثه من انحرافات لم يتهيأ المجتمع لها بعد.
وسيتبين ذلك عند استعراض مبحث: التعددية في فكر محمد المحمود الآتي إن شاء الله المزيد
والحمد لله رب العالمين
صالح السويح
28/ 5/1429هـ
______________________________ _______
1) انظر شرح مختصر الروضة للطوفي (3/ 603) ط-2 مؤسسة الرسالة ناشرون.
2) انظر روضة الناظر (3/ 982) ط-6دار العاصمة تحقيق د/عبدالكريم النملة
3) انظر إرشاد الفحول (ص:591) ط-1، دار ابن حزم.
4) انظر في مدارك السالكين (1/ 16) ط-دار الكتب العلمية
5) روضة الناظر (3/ 986)
6).المرجع السابق (3/ 975)
7) انظر إرشاد الفحول (ص:590)
8) انظر مجموع الفتاوى (20/ 20 - 33) ط-1، جمع ابن قاسم
9) انظر إرشاد الفحول (592)
10) المرجع السابق (ص590)
11) المرجع السابق (591)
12) المرجع السابق (586)
13) انظر روضة الناظر (3/ 980)
ـ[مسيروماشي]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 10:45]ـ
اخي صالح جزاك الله خيرا على مجهوداتك وعسى الله ان يجعلها في ميزان حسناتك
لكن برايي لو وجهت جهدك لمواضيع اهم لكان احرى لانه في نظري ان هذا الفويسقة الرويبضة لا يستحق ان يضاع هذا الجهد
للرد عليه فبضاعته لا تروج الا على امثاله من المرضى وهم ولله الحمد قلة وشواذا ومنبوذون في المجتمع
وتقبل تحياتي
ـ[صالح السويح]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:43]ـ
الاخ: مسيروماشي
أشكر لك مرورك و وجة نظرك نقدّرهاو تقدير هذا الأمر تختلف فيه الوجهات.
أحسن الله إليك وعفا عني وعنك(/)
الأدلة على أن كلام الله حرف وصوت
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 08:46]ـ
السلام عليكم
مررت على أدلة فيها أثبات أن كلام الله صوت / مسموع
ففكرت أن أفتح موضوعا نجمع فيه الأدلة على أن كلام الله حرف وصوت
وإذا كان هناك موضوع مشابه لهذا الموضوع فأرجو دمجها.
--------------
الدليل الأول:
المصدر: العلو للعلي الغفار للذهبي رحمه الله:
عن أبي هريرة قال قال رسول الله يعني يقول الله عزوجل
(أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) هذا حديث صحيح وفيه التفريق بين كلام النفس والكلام المسموع فهو تعالى متكلم بهذا وبهذا وهو الذي كلم موسى تكليما وناداه من جانب الطور وقربه نجيا. ا. هـ
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 09:09]ـ
الدليل الثاني:
المصدر: من كلام الشيخ العثيمين رحمه الله
إثبات القول لله عزّ وجل وهذا كثير في القرآن الكريم، وهو دليل على ما ذهب إليه أهل السنة من أن كلام الله يكون بصوت، إذ لا يطلق القول إلا على المسموع.
فإن قال قائل: أليس الله تعالىيقول: (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ) (المجادلة: الآية8) وهذا قول يقولونه بقلوبهم؟
فالجواب: بلى، لكن هذا القول مقيد (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ) وأما إذا أطلق القول فالمراد به ما يُسمع. ا. هـ. (شرح الأربعين النووية)
وقال رحمه الله:
وفي قوله: " فيقول: من يدعوني فأستجيب له" في هذا إثبات القول لله وأنه بحرف وصوت لأن أصل القول لابد أن يكون بصوت ولو كان قولاً بالنفس لقيده الله كما قال تعالى: {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله} (1) فإذا أطلق القول فلابد أن يكون بصوت، ثم إن كان من بعد سمي نداء، وإن كان من قرب سمي نجاء.
(الفتاوى)
بعض الأدلة التي ذكرها الشيخ العثيمين رحمه الله في إثبات القول لله عز وجل في كتبه الأخرى:
- إثبات القول لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (وقلنا يا آدم) .. (تفسير سورة البقرة)
- إثبات القول لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {وإذ قلنا ادخلوا} .. (تفسير سورة البقرة)
- ومنها: إثبات القول لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين} (تفسير سورة البقرة)
- ومنها: إثبات القول لله؛ لقوله تعالى: {فإنما يقول له}. (تفسير سورة البقرة)
- وفي الآية ايضاً إثبات القول لله تعالى؛ لقوله: {كذلكم قال الله من قبل}.
(شرح الواسطية)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 07:05]ـ
مشاركة من ملتقى أهل الحديث
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن: ألف حرف ولام حرف، وميم حرف). (صحيح الجامع 6469 وأختلف في رفعه و وقفه
عن أبى سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يقول الله يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك. فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ". أخرجه البخاري
مقال نفيس حول هذا الموضوع
http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/4.htm (http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/4.htm)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 07:50]ـ
فى المسند برقم
16085 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال أنا همام بن يحيي عن القاسم بن عبد الواحد المكي عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله يقول بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب قل له جابر على الباب فقال بن عبد الله قلت نعم فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته فقلت حديثا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الناس يوم القيامة أو قال العباد عراة غرلا بهما قال قلنا وما بهما قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان ولا ينبغي
(يُتْبَعُ)
(/)
لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة قال قلنا كيف وأنا إنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بهما قال بالحسنات والسيئات
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن
وللحديث طرق أخرى يصح بها
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 11:53]ـ
ننقل لكم كلام الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع من كتابه الماتع (العقيدة السلفية في كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية)
حيث قال:
[[فالله تعالى تكلم به (قلت: أي القرآن) كذلك، بحروفه العربية، كالأف والباء والتاء، ليس شيء من ذلك قول أحد سواه، وإنما بلغه جبريل عليه السلام عنه، وبلغه محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل، وهو الذي أعجز الكفار أن يأتوا بمثله، ....... فكونه مؤلفا من الحروف ظاهر لا يحتاج إلى استدلال، إذ أن كل أحد يعلم أن (قل هو الله أحد) آية، وهي أربع كلمات، كل كلمة مؤلفة من حرفين أو أكثر، وهي كلمات عربية وحروف عربية.
ولكن بعض أهل البدع نازع في إطلاق لفظ (الحرف) وأنه يحتاج إطلاقه إلى دليل.
وهذا المنازع لا يخلو من أحد حالين:
إما أن يكون مكابرا-كما هي سمة أهل البدع-.
وإما أن يكون غبيا جاهلا.
وذلك أن كل أحد يبصر (ألم. ألمر. كهيعص. حم. طه. يس) لا يخطر بباله غير أنها حروف، وليس لها تسمية إلا هذه.
ونحن مع ذلك نزيده حججا على صحة إطلاق هذه التسمية من السنة وآثار السلف، لنكسر أنف كبره، أو نمحو جهل فكره فمن ذلك:
1 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته (رواه مسلم).
2 - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
تعلموا القرآن
فإنه يكتب بكل حرف منه عشر حسنات ويكفر به عشر سيئات، أما إني لا أقول {الم} ولكن أقول: ألف عشر ولام عشر وميم عشر. (صحيح رواه ابن أبي شيبة)
قلت: وذكر أيضا قولين لابن عباس والنخعي.
هذه مشاركة للأخ محمد صلاح من منتدى طالب العلم.(/)
التحذير من (الكوثري) هذه المرة ....... جاء من (السودان)!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 01:26]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
فمازالت كتائب التوحيد وجيوش أهل السنة والجماعة تأتي من هنا وهنالك لصد عدوان جهمى العصر ومريسي القرن الزاهد عن الكتاب والسنة وعدوهما (مجدد فكر الجهمية في هذا العصر بلا نزاع وحامل لواء التكفير والطعن في الأئمة الأعلام) ......... محمد زاهد الكوثري وقد بدأت جيوش أهل السنة في صد عدوان هذا الجهمي من زمن حيث تكفل العلماء الأعلام بالرد عليه وبيان زيفه وتعديه على العلماء وكان منهم ذهبى العصر وشيخ المشايخ المعلمي والعلامة محمد بهجة البيطار والأستاذ الشيخ محب الخطيب وغيرهم من أهل الفضل والصواب ثم أعاد الأستاذ الناقد البصير سليمان الخراشي التحذير من الكوثري وحمل راية التحذير وجمع مقالات أهل العلم والصواب من هنا وهنالك في التحذير من الجهمي الهالك فلله دره.
وما جمعه العبد الفقير من مقالات في التحذير من الكوثري ما هو إلا استكمال جهود الشيخ الأستاذ المباركة فنحن متطفلون على مائدته فجزاه الله خيرا مع حبي ودعائي وتقديري له.
يقول أبو الحسن الأزهري (كان الله له وبلغه في الدارين أمله) التحذير من الكوثري هذه المرة جاء من (وادي النيل) السودان من الشيخ الأستاذ الفاضل ذي الشهادة العالمية (الدكتوراة)
صادق بن سليم بن صادق السوداني حفظه الله عزوجل ورعاه حيث قال في مقدمة كتابه (تكحيل العين بجواز السؤال عن الله ب (أين) والرد على أهل الضلال والمين الكوثري والغماري والسقاف ومن لف لفهم:
" ....... فهذا بحث استعنت الله تعالى على إعداده لم تتهيأ لي فرصة نشره إلا هذه الآونة قصدت منه: الرد على جهمي العصر ومريسي القرن: محمد زاهد الكوثري المعروف في الأوساط العلمية بعداوته الصارمة لأهل السنة السلفيين فقد أطال هذا المعطل فيهم لسانه البذئ وأجهد قلمه القارص في انتقاصهم وتسفيه أحلامهم وسعى بكل وسيلة للنيل من معتقدهم بما لو جمع لجاء في مجلد كبير.
لقد عمد هذا الماتريدي إلى الطعن في جملة وافرة صحيحة من الأحاديث التي يستدل بها أهل السنة على بعض مسائل الاعتقاد وغرضه من ذلك: قطع الطريق عليهم عن الاحتجاج بها في مثل هذه المطالب وفيها أحاديث وردت في الصحيحين طالما شرقت بها المعطلة وغصت بها حلوقهم ....... )
ثم قال حفظه الله تعالى في ص 131:
( ........ فما قيمة قول الكوثري النتهالك أمام أقوال هؤلاء العلماء الحفاظ الذين نسبوا حديث الجارية صراحة إلى صحيح الإمام مسلم؟
ومما يبطل كلام هذا المماحك .......... )
وقال في ص 134:
(ومن عجيب تلاعب هذا الكوثري وتناقضاته البينة ......... )
وقال في ص 136:
(فطعن الكوثري هذا ساقط سقوط الكوثري نفسه بل هذا الرجل متناقض ....... )
وقال حفظه الله عزوجل في كتابه (ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة للشيخ أحمد بن الصديق الغماري الحسني " مجموع من بعض كتبه " ومعها مقدمة مهمة تتضمن الرد على بعض معظميه ومحبيه) في ص 25:
( .... يقول هذا (أى المبتدع الهارب محمود سعيد ممدوح) انتصارا للكوثري الحانق على عقيدة السلف الذي رمى الإمام أبا سعيد بالتجسيم والكفر ورمى كتابه بالوثنية وأقذع فيه القول جدا كما في " مقالاته " ص (361 - 390)
وقال أيضا في رده على السقاف (وهو السخاف) ص 30:
(لكن لعلك احتذيت بمجدد توحيدكم الكوثري لأنه وافق هواك إلى تحقيق الكتاب وزاد الطين بلةحواشيه التي ملأها بأوشاب الزيغ وشدة الإقدام عل تجريح الأعلام متذرع في ذلك بالكذب والبهتكما هو دأبه في تآليفه بما ترى حسم مادته وكف بائقته في كتاب (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل) لذهبي العصر الإمام المعلمي رحمه الله ..... )
حفظ الله عزوجل مشايخنا ونصر السنة وأهلها ولا حول ولا قوة إلا به
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 12:49]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 01:06]ـ
جزاكم الله خيرا.
ومن علماء السودان الذين أنكروا عليه محدثها شيخنا مساعد البشير الحسيني، حيث أنكر مخالفته للسنة علناً في بعض تعليقاته على إقراء صحيح مسلم في الجامع الكبير بالكويت، وأظنه مسجل.(/)
مقال جديد للشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل {يا أهل السنة في لبنان خذوا حذركم}
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 01:59]ـ
يا أهل السنة في لبنان خذوا حذركم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد اقتضت حكمة الله البالغة أن دينه الحق لا ينتشر ولا يظهر إلا بجهد عباده المؤمنين ومدافعتهم للباطل وبذلهم وتضحياتهم ودمائهم متسلحين في ذلك بالصبر واليقين مستعينين بالله العزيز الرحيم في صراعهم مع الباطل وأهله. ولو شاء الله لأظهر دينه بدون هذه الآلام والمعاناة والابتلاءات ولكنها حكمة أحكم الحاكمين قال سبحانه: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ}] سورة محمد: 4 [فلو شاء الله عز وجل لمحق الكافرين والمنافقين في لمحة بصر ولكنها حكمة الابتلاء والتمحيص ليحيي من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة.وكما جاء في الحديث القدسي (إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك)] مسلم:2865 [.
وإن سنة الابتلاء والتمحيص التي اقتضتها حكمة الله عز وجل تعمّ الناس جميعاً مسلمهم وكافرهم وهي سنة مطردة لا تتخلف ولا يحابي الله عز وجل فيها أحداً.ولكن عاقبتها خير وتمحيص وصلاح لأوليائه الموحدين وشر ودمار ومحق لأعدائه من الكافرين والمنافقين قال الله عز وجل: {وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}] سورة آل عمران:141 [وقال سبحانه: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ .... الآية}] سورة آل عمران: 179 [وإن ما يجري من أحداث مؤلمة في ديار المسلمين وبخاصة على أهل السنة في العراق وأفغانستان وفلسطين وآخرها ما يجري لأهل السنة في لبنان على أيدي الرافضة المجوس إنما هو للابتلاء والتمحيص وفرز الخبيث وفضحه وظهور أمره للناس وظهور الطيب النقي الذي يستحق أن ينصره الله عز وجل. وكم من أناس سقطوا وسيسقطون في هذه الابتلاءات وقليل هم الذين يثبتهم الله ويخرجون من هذه الابتلاءات طيبين ممحصين وهؤلاء هم الذين ينزل عليهم نصر الله ويمكن لهم في الأرض.
وتضامناً مع إخواننا السنة في لبنان وما يواجهونه من عدوان وحقد دفين من الحزب الرافضي في البلاد وشعوراً بواجب النصح لهم أكتب هذه الوصايا والتحذيرات علَّ الله عز وجل أن ينفعهم بها وأن يخرجوا بإذن الله تعالى من محنتهم هذه ممحصين طيبين منصورين.
الوصية الأولى: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
ما أحوج المسلمين بعامة ومن تصيبه المحن منهم بخاصة إلى تدبر هذه السنة الإلهية العظيمة لأن في تدبرها طريقاً إلى النجاة ودفعاً للبلاء.والموفق من عباد الله عز وجل فرداً كان أو طائفة هو الذي يرده البلاء إلى ربه سبحانه ويجعله يحاسب نفسه ويراجع أحواله ويبدأ التغيير من الداخل قبل أن يلقي بسبب المصيبة والبلاء على الأعداء فلعله أتي من داخل نفسه وبسبب ذنوبه ومعاصيه وهو لا يشعر.قال الله عز وجل: {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}] سورة الأنعام: 43 [وقال عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعد ما أصابهم من القرح في غزوة أحد: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}] سورة آل عمران: 165 [.
فالواجب عند حلول المحن والمصائب محاسبة النفوس وإرجاعها إلى الله عز وجل وتفقدها من الذنوب الخاصة والعامة فهذا أول أبواب النجاة من المحن وأهم أبواب المخارج من الفتن. والله عز وجل يعلمنا في هذه السنة أنه لا يغير ما بقوم من المصائب ولا يرفع عنهم البلايا حتى يغيروا ما بأنفسهم ويتخلصوا من المعاصي والذنوب التي تبعدهم عن الله عز وجل وتفتح عليهم أبواب الشر والمحن. وقد بين الله عز وجل في كتابه الكريم أن أعداء المسلمين من الكفار والمنافقين لا يفتؤون يكيدون للمسلمين ويسعون جهدهم ومكرهم في إلحاق الأذى بالمسلمين ولكن إذا تحلى
(يُتْبَعُ)
(/)
المسلمون بالصبر والتقوى التي هي فعل ما أمر الله عز وجل ونرك ما نهى عنه فإن كيد الأعداء لا يضر المسلمين بل يحبطه الله عز وجل.قال سبحانه: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}] سورة آل عمران: 120 [فالله الله يا أهل السنة في لبنان خذوا حذركم فلا تؤتوا من قبل أنفسكم وعودوا إلى بارئكم وتوبوا إليه واحفظوه يحفظكم وانصروه ينصركم.وأخص بذلك الدعاة والمصلحين فهذا يومكم في استنهاض الهمم ودعوة إخوانكم من أهل السنة إلى التوبة النصوح والرجوع إلى الله عز وجل وتوظيف الحدث في تغيير الأحوال إلى ما يرضي الله عز وجل والتضرع بين يديه سبحانه في إصلاح الأحوال وكشف الكربة.
الوصية الثانية: ((لا تحسبوه شراً لكم))
إن من رحمة الله عز وجل ولطفه أن يقدر أحداثاً ظاهرها المكاره والآلام ولكن في أعطافها الخير والرحمة لأوليائه.ومن ذلك ما يجري الآن في لبنان من أحداث وعدوان على أهل السنة يتولى كبره حزب الرافضة الصفوي والذي يسمونه زوراً وبهتاناً:حزب الله. ولقد كشفت هذه الأحداث أمورا ستكون عاقبتها خيراً إن شاء الله تعالى لأهل السنة في لبنان وفي خارجها لم تكن لتعرف لولا أن الله عز وجل قدر هذه الأحداث ومن هذه الأمور ما يلي:
1 - معرفة أهل السنة لواقعهم وحقيقة أحوالهم وإيقاظ النائم منهم ومحاسبة أنفسهم في تقصيرهم مع ربهم أو مع بعضهم وفي تفريطهم في الأخذ بأسباب المواجهة لأعدائهم المتربصين بهم. وفي هذا خير إذا أدى بهم ذلك إلى اليقظة وقوة العزيمة والتضرع إلى الله عز وجل والأخذ بأسباب الحيطة والمواجهة مع أعداء الله وأعداء أوليائه.
2 - انكشاف حقيقة الحزب الرافضي في لبنان وتعريته التامة لكل من له أدنى بصيرة وعقل من أهل السنة في لبنان وخارجها، حيث كشّر عن أنيابه وأهدافه المبيتة في بسط الدين الرافضي المجوسي في لبنان والقضاء على أهل السنة هنالك وارتباطه بالمشروع الإيراني في المنطقة كما انكشفت تقيته التي كان يكيد بها السذّج من أهل السنة من أن سلاحه وقتاله إنما هو لمقاومة اليهود والمعتدين على أمن لبنان، ولن يكون في صدر أي لبناني!! والدم اللبناني حرام!! والآن هاهو سلاح المقاومة يحصد أجساد اللبنانيين وليس كل اللبنانيين وإنما أهل السنة منهم بخاصة. وفي هذه المعرفة والفضح خير لمن كان أعشى البصر قبل ذلك؛ لأن من يعرف الرافضة وحقيقة معتقداتهم وأصولهم لا يحتاج في البراءة منهم ومنابذتهم إلى مثل هذه الأحداث حتى يعرفهم.وهذا ما ذكرته منذ سنتين أيام الفتنة بهذا الحزب الرافضي يوم كان في حرب مع اليهود وذلك في المقالة التي انتشرت في مواقع كثيرة بعنوان (احذروا فتنة حسن نصر الله وشيعته) بينت فيها عقيدة القوم وأهدافهم الطائفية ومن بقي من أهل السنة على تعاطفه وانخداعه بهذا الحزب المشئوم قبل هذه الأحداث فأحسب إن كان عنده أدنى فهم لعقيدة التوحيد وأدنى عقل وبصيرة فإنه لن يتردد بعد عدوان هذا الحزب على أهل السنة وتدمير مؤسساتهم في لبنان في أن ينفض يده منهم ويأخذ حذره وبراءته منهم. وفي هذا خير إن شاء الله تعالى لم يكن ليتحقق لولا تقدير الله لهذه الأحداث.
3 - تعرية الحكومة المهترئة في لبنان وعمالتها المفضوحة للأمريكان.وأنها حكومة من ورق. وبيان أن الحكومة التي لا تنطلق من هوية الأمة المسلمة وعقيدتها وشريعتها فإنها مخذولة خائنة تحركها المصالح والكراسي. ومثل هذه الحكومات الجوفاء سرعان ما تتهاوى وتذل عند أدنى هزة تهدد دنياها ومصالحها الشخصية ولا يشفع لها ما تبذله من عمران للبلاد وتحسين للمعيشة. كما بينت هذه الأحداث عداوة الحكومة لأهل السنة الصادقين ذلك أن المراقب للاعتداءات التي تمت على مؤسسات الحكومة وتيار المستقبل وتدمير مراكزه الإعلامية والسياسية لتصيبه الدهشة وهو يرى ذلك الحياد والاستسلام من جيش الحكومة أمام هذه الاعتداءات حيث لم يحرك ساكناً.ويظهر سؤالاً كبيراً يفرض نفسه ألا وهو أين تلك العنتريات والشجاعة والحراك السريع الذي بذله الجيش على أفراد فتح الإسلام مع عوائلهم في مخيم نهر البارد حيث أبادوا الأخضر واليابس وطال الدمار كل أهل السنة في المخيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ممن هم من فتح الإسلام وغيرهم. أهكذا الشجاعة والحمية من أهل السنة على بعضهم؟ أم أنه كما قال القائل:
أسد علي وفي الحروب نعامة
ومن يدري فلعل ما يصيب الحكومة الآن ومؤسساتها والموالين لها هو عقوبة من الله عز وجل على ما فعلوه بأهل السنة في مخيم نهر البارد والله سريع العقاب.
الوصية الثالثة: ((خذوا حذركم))
لقد حذر الله عز وجل عباده المؤمنين في القرآن من كيد الكافرين والمنافقين وجاء في أكثر من آية الأمر بأخذ الحذر من الأعداء فقال الله سبحانه عن المنافقين: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}] سورة المنافقون: 4 [وقال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا}] سورة النساء: 71 [وامتثالاً لأمر الله عز وجل فإن على أهل السنة في لبنان وغيرها أن يحذروا من مشاريع أعدائهم التالية:
1 - خذوا حذركم من المشروع الرافضي الصفوي
لم يَعُدْ خافياً ما تخطط له دولة التشييع والرفض إيران من بسط نفوذها ونشر معتقداتها في المنطقة إما بشكل مباشر أو عن طريق عملائها وأوليائها في بلدان أهل السنة كما هو الحاصل في حكومة العراق الرافضية الأمريكية أو في لبنان عن طريق الابن البار لدولة الرفض حسن نصر وحزبه المغبون والمراقب لما تقوم به إيران في المنطقة وأحزابها المنتشرة يشاهد ذلك مصحوباً بالسرعة والجرأة ولا أدل على ذلك مايحصل الآن في العراق من الرافضة على أهل السنة وفي الشمال اليمني على أيدي الحوثيبن الموالين لها أو ما يدور في لبنان على أيدي حزب الرفض هناك والواجب على أهل السنة في كل مكان وبخاصة من يواجهون مثل هذه التحركات الحذر الشديد منها والمواجهة الصريحة لهذه المخططات وفضحها للسذج من المسلمين السنة ليأخذوا حذرهم ولا تنطلي عليهم تقية الرافضة وخداعهم وإن من السذاجة النظر إلى أحداث لبنان الأخيرة على أنها مؤقتة وسينسحب الرافضة من بيروت ويكفوا عداوتهم إذا رضخت الحكومة لمطالبهم التي يدلسون على الناس أنها سبب هذه الأحداث. وها هي الحكومة قد انصاعت لمطالبهم وأرجعت مدير المطار الرافضي إلى منصبه.فهل يا ترى سيكف حزب الرفض عن مشروعه التوسعي والتضييق على أهل السنة؟ الجواب: لا، حتى ولو انسحب وكمن وقتاً من الزمن وهدأ فيه فإنه يخطط لهجمة أوسع وأشنع على أهل السنة عندما يرى الوقت مناسباً وعندما يرى أن سياسة الخداع والتقية فشلت في تحقيق أهدافه فيا أهل السنة خذوا حذركم فإن المعركة مع المشروع الإيراني لم تنته بل إنها الآن تبدأ.
2 - خذوا حذركم من المشروع العلماني الخادم للمشروع الأمريكي
إن أخذ الحذر من المشروع الإيراني لا يعني الاستنامة والغفلة عن المشروع الأمريكي في المنطقة. ولا يعني الانحياز إلى حكومة السنيورة وتيار المستقبل ذات التوجه العلماني الأمريكي ولو كانوا محسوبين على أهل السنة بل يجب الحذر من المشروع الأمريكي الذي يحاول فرضه في المنطقة بعامة ولولا فضل الله عز وجل برفع راية الجهاد في العراق لتم له ما أراد في كل دول المنطقة ولكن الله عز وجل أفشل مشروعه على أيدي المجاهدين الأبطال جزاهم الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء.
وإن فشله في العراق لا يعني فشله في مناطق أخرى فقد ينجح في بعض الأماكن إن لم يكن أهلها من المسلمين على حذر ويقظة ومواجهة له، ولقائل يقول: إن أمريكا لم تتدخل في لبنان بشكل مباشر كما هو الحال في العراق وهذا صحيح لكن عملاءها ينوبون عنها وهذا متمثل في الحكومة والتيارات العلمانية فالحذر الحذر من أمريكا وعملائها.
وقد يقول قائل آخر: إن الحكومة أهون علينا من الروافض. وهذا صحيح عند المقارنة ولكنهم كلهم أعداء للسنة الصادقين ثم إنه لا يبعد أن هناك تنسيقاً وصفقات خفية بين أصحاب المشروع الإيراني والمشروع الأمريكي اليهودي يقدم فيه كل طرف تنازلات للطرف الآخر والضحية في ذلك هم أهل السنة فالحذر الحذر من هذه التواطؤات الخطيرة ولا يغرنا ذلك العداء المعلن بين المشروعين بينما هما متفاهمان في السر على تقاسم الكعكة والمحرك لأمريكا هو مصالحها وليس لها صديق ثابت وإلا فكيف نفسر ذلك الموقف الأمريكي اليهودي الهادئ إزاء أحداث لبنان، وتركهم لعدوهم المزعوم يصول ويجول؟!! و لربما أن هناك صفقة مقايضة بين
(يُتْبَعُ)
(/)
المشروع الإيراني والمشروع الأمريكي تغض فيه أمريكا الطرف عن أحداث لبنان مقابل تنازلات تقدمها إيران في مشروعها التوسعي في المنطقة وما سوى المشروع الرافضي الصفوي والمشروع الأمريكي اليهودي في لبنان فإنما هي أحزاب يدور بعضها في فلك المشروع الإيراني كالأحزاب الموالية لسوريا وبعض الأحزاب الباطنية وبعضها يدور في المشروع الأمريكي الغربي كالأحزاب النصرانية المارونية وغيرها وكلهم حرب على الإسلام والمسلمين والكفر ملة واحدة. ولم يبق إلا المشروع الجهادي السني النقي المستقل وهو الذي ينبغي أن يلتف عليه أهل السنة كما سيأتي في الوصية الرابعة.
الوصية الرابعة: ((أجمعوا أمركم وأتوا صفاً))
يا أهل السنة في لبنان وغيرها من بلدان المسلمين كفى بنا نوماً وغفلة عما يراد بنا. ولنعتبر ونتعظ بما يجري لإخواننا السنة في العراق على أيدي الشيعة الرافضة، ولنعتبر بما جرى لأهل السنة على أيدي النصيريين الباطنين في سوريا.ماذا ننتظر؟ أننتظر حتى يجرونا كالخراف للذبح!! يا أهل السنة في لبنان إن لم تجمعوا أمركم الآن وتوحدوا صفوفكم وتعدوا ما استطعتم من قوة للدفاع عن دينكم وأعراضكم فمتى تجتمعون؟ ومتى تستعدون؟
إنه لا منقذ لكم بعد الله عز وجل إلا اجتماعكم وتناسي خلافاتكم وأن تجمعوا أمركم على جهاد العدو الصائل والدفاع عن السنة وأهلها. ووالله لن تنفعكم هيئة الأمم بشيء فهي من ألد أعدائكم الكفرة ولن تنفعكم جامعة الدول العربية بشيء لأن الشوك لا يجنى منه العنب، كيف وأكثرهم ذنب للغرب أو الشرق!!
إنه لن ينفعكم إلا الله عز وجل والاستعانة به وحده ثم الأخذ بالأسباب التي أمر الله سبحانه بالأخذ بها في مدافعة العدو الكافر عن الدين والنفس والعرض وإنه قد آن الأوان لتعرفوا قدر المجاهدين السنة في بلادكم فهم الملجأ بعد الله عز وجل لكم وهم الذين سيرفعون رؤوسكم وسيذلون عدوكم بإذنه سبحانه كما كان ذلك منهم في بلاد الرافدين حيث كانوا صخرة وسداً منيعاً أمام هجمات أهل الرفض على مدن أهل السنة، ولولا الله عز وجل ثم هؤلاء المجاهدين الأبطال لكان أهل السنة في العراق في عالم النسيان ولقيل إنه كان في يوم من الأيام سنة في بغداد. فاعرفوا للمجاهدين عندكم حقهم والتفوا حولهم وساندوهم تفلحوا وتعزوا إن شاء الله تعالى.
إذاً فلا خيار لكم يا أهل السنة وأنتم تنأون عن المشروع الإيراني والمشروع الأمريكي إلا أن يكون لكم مشروعكم الجهادي المتماسك أسوة بالمشروع الجهادي الذي قام به إخوانكم السنة في العراق وفصائله الجهادية والتي أحبط الله بهم مشاريع الأعداء وأفشلها والحمد لله رب العالمين.
والحذر الحذر من أن يجركم أحد المشروعين الكافرين إلى صفه لمقاتلة المشروع الآخر فإنما هي رايات عمية وفتنة جاهلية فاحذروها واستقلوا برايتكم النظيفة التي تجاهد في سبيل الله عز وجل وعلى مثلها ينزل نصر الله وتأييده.
اسأل الله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن ينجينا شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين.
ـ[فارس بن محمد]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 08:42]ـ
بارك المولى في الشيخ عبدالعزيز وحفظه.
لكن ليته يرسل إلى المواقع اللبنانية(/)
الاحتلال المجوسي الجاهلي للبنان والطريق الى المملكة الفاطمية الكبرى
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 10:01]ـ
الاحتلال المجوسي الجاهلي للبنان والطريق الى المملكة الفاطمية الكبرى
[بقلم: (د. نجم الباز)]
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)
أقول هم الرافضة.
ويقول عليه الصلاة والسلام (ومن الناس من جعله الله مفاتيحا للشر مغاليقا للخير)
وأقول هم الرافضة.
الاحتلال المجوسي الجاهلي للبنان والطريق الى المملكة الفاطمية الكبرى
قانون تاريخي فاقرأ يا موحد وخذ حذرك من سيوف تعدّ لنحرك وتزيينها بدمك:
كل ما نهض معسكر الشرك والصليب لحرب واحتلال ديار المسلمين كل ما تقوّى بالروافض الحاقدين فكانوا خير عون له، وكل ما ضعف الروافض المجوس لم يكن لهم غنّى عن الاستعانة بالمشركين والكفّار المجرمين.
حدث ذلك عندما سّهل الرافضي ابن العلقمي دخول التتار أرض الخلافة وإسقاطها وحدث كذلك عندما قاتل الصفويون العثمانيين فشغلوهم عن نشر الإسلام في أوروبا وقتالها، وفي التاريخ الحديث، كانت أوروبا الصليبية هي من جاءت بالرافضي الخميني ليشعل أطول حرب عسكرية عرفها التاريخ الحديث ضد دار الخلافة، ثم ليكون الروافض أداة الغزو الصليبي للعراق في 2003 وسيفه الغادر في رقاب السنة الأبرياء.
سيقولون عنى عند قراءة هذا المقال أني أصولي متشدد، وأنا أقول لهم قولوا ما شئتم، فتلكم والله نعم المذمة إذا كان مرشدي هو كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسيقولون أن هذا المقال إن هو إلا ضرب من الأوهام التي ليس لها أي مصداقية في الواقع، وأقولوا لكم: قولوا ذلك فدائما ما ترمى الأفكار الصادقة وتتهم عندما تغيض أصحاب النفوس الحاقدة أو الجهّال الذين خفّ نظرهم وتسطحت عقولهم عن استبصار ما وراء الأحداث.
الاحتلال المجوسي الرافضي لبقعة مباركة من أرض الشام هل كان تصرفا ورد فعل لما قامت به الحكومة اللبنانية أم مخطط أعد له حزب الله أحسن الإعداد، وانتهز الفرصة لتطبيقه تمهيدا للاحتلال الكامل وقيام الدولة الرافضية التي تُحكم بولاية الفقيه الوثني الجاهلي؟
الحقيقة الكاملة والواضحة أن ما حدث لم يكن إلا الشرارة الأولى لحرب تحصد الأخضر واليابس تمهيدا لقيام المملكة الفاطمية الممتدة من العراق مرورا بإيران وسوريا وانتهاء بلبنان، مما يعني احتلالا كاملا لبلاد المسلمين من قبل القوى الرافضية الكبرى والمدعومة من قبل القوى الصهيونية والصليبية العالمية.
البداية الخادعة
الخطوة الأولى التي قام بها حزب المجوسي حسن نصر لتقوية أركان جيشه وعقيدته الباطلة الفاسدة كان عندما شن مغامرته صوب إسرائيل و ظن أن تلك المغامرة البائسة ستستمر لبعض ساعات أو أيام ثم ينتهي كل شيء إلا رصيده المعنوي والسياسي في العالم العربي الذي سيزداد لأنه قَاتلَ اليهود، ثم لتكون هذه المعركة المزيفة وسيلته لتقوية جيشه المجوسي. ولكن نتائج المعركة جاءت على غير ما توقع واستهوى ‘ إذ لم يرحم الكيان اليهودي الدولة اللبنانية ولا شعبها فضربهم بأقوى أسلحته وأسال من دمائهم وخرب البنية الأساسية من طرق ومستشفيات ومدارس، ولم يتغير من قوة الكيان اليهودي شيء ولا من هيبته، بل انهال عليه الدعم من كل مكان، أما حزب الله وبعد أن تسبب في خسارة اللبنانيين للكثير من مقوماتهم، خرج من الحرب كذلك قويا وأكسب حزبه خبرة قتالية لا يستهان بها ناهيك عن تدفق المليارات من قلعة الروافض العالمية إيران ومن الشيعة المجوس في أنحاء كثيرة من العالم حتى خولته هذه الظروف أن يصبح دولة طائفية داخل الدولة السياسية تستطيع أن تمارس البطش والإرهاب ضد من يخالف توجهاته ومشاريعه الاستعمارية المحلية أو الاستعمارية العالمية المرتبطة بإيران وهذا ما تحقق بالفعل في الاحتلال الأخير للبنان.
النتائج:
(يُتْبَعُ)
(/)
ماذا يعني احتلال لبنان من الحزب المجوسي في سويعات عديدة. إنه يعني عدة أمور ليست في صالح العالم السني حتما. إنه يعني أن لبنان قد أصبح من الناحية الشكلية يحكم عن طريق حكومة تسمى " حكومة وحدة وطنية " فيها السني والدرزي والصليبي والشيعي " أما من الناحية الواقعية والعملية والميدانية فإن حزب حسن نصر زعيم الشيعة المجوس هو الحاكم الفعلي وجيشه هو الذي يحكم لبنان ويتحكم فيه تحت شعار " المقاومة " وهي شعارات الطواغيت في كل مكان، وإلا أخبروني بالله عليكم كيف انهارت القوى المختلفة من سنية ودرزية ولم تستطع الدفاع عن نفسها، وبالأمس كان وليد جنبلاط يبدي استعداده للقتال والمنازلة مع حزب الله؟ لماذا لم يتدخل الجيش ويدافع عن لبنان – إن كان يستطيع ذلك - وترك هذا الحزب المجوسي يتحكم في الواقع الميداني ويهيمن عليه ثم يسحب جنوده وقت ما يشاء وكيف ما شاء بوعود أن يلبي الجيش مطالبه؟ ألا يعني كل هذا أن الحول والقوة بيد حزب حسن نصر؟ ألا يعني هذا أن المسلمين السنة لم يعد بيدهم قوة يدافعون بها عن أنفسهم بعد أن خدرهم المرتد سعد الحريري ومن قبل ذلك والده رفيق الحريري (والذي يُسمى شهيدا ولا أعلم هل قُتل في سبيل الله حتى يُطلق عليه لقب شهيد) بألاعيب السياسة وأظهروا أنفسهم أنهم أبطالا وطنيين وأن لبنان بيد السنة ومن دونهم الآخرين، ومن قبل ذلك وبعده الدعم السعودي والخليجي بالأموال الهائلة لحكومة الحريري والسنيورة حتى ليخيلُ للمتابع لأحداث لبنان أنه قد أصبح بخير وأنه يسترد عافيته الاقتصادية والسياسية؟ ولكن الواقع أن لبنان قد خرج من مرحلة التدخل اليهودي في شأنه إلى مرحلة سيطرة وفوضى يتزعمها حزب حسن نصر ولن يجد لبنان بعد هذا الواقع الذي فجًره الحزب المجوسي الرافضي الاستقرار والعمران النسبي الذي وجده في المرحلة السابقة والأيام القادمة ستفصح عن هذه الحقيقة.
ومن الأمور الأخطر على التيار الجهادي وعلى مشروعه القادم لتحرير فلسطين من رجس اليهود، أنهم أي المقاتلين لتحرير فلسطين، لا محالة سيقعون في قتال الروافض الحاقدين الذين أصبحوا الدرع الواقي في أرض الشام لحماية دولة الماسون اليهودية. فالنصيريون في سوريا والشيعة الإثني عشرية القوة المهيمنة في لبنان ومن قبل ذلك سيطرتهم على العراق والمدعومة بقوة الصليب العالمي أمريكا، فهل كان لهؤلاء شرار الخلق أن يسيطروا على العالم السني لولا الدعم العالمي من أمم الماسون في أمريكا وأوروبا، وهل يمكن أن يستمروا في احتلال العالم السني والسيطرة عليه وتخريبه كذلك لولا رضى حضارة الماسون ومباركتها لجنودها الشيعة في الدول السنية التي وقعت تحت احتلالهم المجوسي الحاقد؟
من جهة أخرى، أي حصيف خبر سرائر الشيعة وعقيدتهم، يمكن أن يتوقع أنّ الشيعة سيفرطون في مكتسباتهم التي حققوها من خلال دعم معسكر الكفر العالمي وأنهم سيقبلون بالمساس بدولة اليهود أو حلفائها من الصليبية الأمريكية أو الأوروبية؟ إنهم لا محالة سيدافعون عن دولة اليهود ضد من يحاول قتالها ونصرة عقيدة التوحيد حتى يكون الدين كله لله، وأمامك يا عاقل التاريخ فاستنطقه وقلب صفحاته وادرس حوادث دهوره هل ستجد أن الشيعة قد جعلوا خناجرهم في صدور الكفّار المجرمين؟ كلا. سيأبى التاريخ أن يقول لك نعم.
نعم هذه هي الحقيقة الخالدة عن أمم المجوس الروافض. فزعيم النفاق بالأمس " الخميني " كان يسمي أمريكا بالشيطان الأكبر وهي من أوصلته إلى حكم إيران، وأجبرت الشاه النجس على الخروج، ثم يصحو العالم على فضيحة إيران وشرائها لأسلحة من دولة اليهود، واليوم ينعق الطاغوت أحمدي نجاد بعدائه لأمريكا وهو الذي تقعد استخباراته والسفّاحين من جيشه لأهل السنة في العراق كل مرصد تقتلهم وتعتدي على نسائهم وتنهب أموالهم إرضاء لأمريكا واليهود. أما النصيريون فلم تطلق بنادقهم رصاصة واحدة تجاه اليهود منذ اعتلائهم الفرعوني سدة حكم الشام، بل يظهرون – رياء ونفاقا – صمودهم في وجه الحضارة الصليبية اليهودية، وهم في الواقع أشد المناصرين لها والمتزلفين لرضاها حماية لأنفسهم وملكهم الذي لا استمرار له إلا بالخضوع لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي لبنان يظهر الرافضي النجس حسن نصر ليلقي خطبة عن لبنان وأوضاعها ولا نجد في كلماته المملوءة حقدا ولا حتى كلمة واحدة ضد أمريكا أو اليهود، سوى، ما يمكن أن يخدع به العامة من كلمات أو أطروحات تخدم رصيده الشعبي ووجوده المادي وإستراتجيته في تشييع أهل السنة وذلك جريا على عقيدة التقية، وكل ذلك لمّا يصب في مصلحة الدولة اليهودية وحمايتها بمعسكرات التشيع وعقائده وسلاحه ووجوده من ِحراب المشروع الجهادي القادم بإذن الله لدك حصون الطغيان اليهودي المتجبر، وكلمات حسن الطفيلي الأمين العام الأسبق لحزب الله عن دور الحزب في حماية الدولة اليهودية واضح كل الوضوح.
لقد أدرك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله العلاقة العضوية بين اليهودية والتشيع وانبطاح الآخر للأول وحمايته له إذ يقول في كتابه منهاج السنة (وكذلك إذا صار لليهود دولة في العراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم)
أبعد هذه الحقيقة الخالدة التي سطّرتها يراع شيخ الإسلام عن مظاهرة التشيع لليهود، أقول: أيبقي شك في أن احتلال لبنان على يد حسن نصر هو البداية الفعلية لإبادة أهل السنة ومكررا السيناريو العراقي؟ أبقي شك أن الصمت الصليبي –الماسوني العالمي عن التحرك العسكري الإفسادي للحزب المجوسي ما هو إلا تواطؤ معه ورضى بما صنع، ولو كانت هذا الاحتلال في غير هوى الحضارة ومصالحها لقامت الدنيا ولم تقعد، وأذكّر القارئ الكريم، أن استخبارات الصليب وعبّاده من المجوس الروافض سخّروا الجند والدراهم بحثا عن أسد الرافدين " أبي مصعب الزرقاوي " حتى رزقه الله الشهادة، واليوم، يتحرك المجوسي حسن نصر بخيله ورجله تحت سمع وبصر اليهود وعملاؤهم: ورصاصهم قد سكن عن الشوق إلى دمه وبدنه ...
ولن يغير- اتفاق الدوحة المزعوم والذي رعاه سذّج أهل السنة وفسّاقهم من الواقع الميداني ولا قيد أنملة، فالسطوة والقوة بيد حزب حسن نصر وما الموافقة على بنود هذا الاتفاق من قبل الحزب إلا خداعا منه وإظهارا لروحه الوطنية المزعومة تطبيقا لعقيدة التقية التي يؤمنون بها لتحقيق مآربهم الشريرة في الأرض، ولن يضعف انتخاب رئيسا للبنان كذلك، من قوة الحزب الحالية والمتنامية ولن يقوم هذا الرئيس الصليبي المنتخب بنزع سلاح حزب الله لأن العقائد الفاسدة والوثنية تميل لموالاة بعضها بعضا ونصرة بعضها بعضا، وكيف ينتزع هذا الرئيس المزعوم ويقلّم أظافر حزب حسن نصر العسكرية وهو يرى احتلاله العسكري لبيروت –عندما كان رئيسا للجيش ولم يحرك ساكنا- ومن قبل ذلك كان يعلم عن النمو العسكري والإستخباراتي للحزب ولم يفعل شيئا ضده، وكيف يتحرك ضد الحزب المجوسي وهو لم يتلقى الأوامر من سادة السياسة ودهاقنة الأمر والنهي في الحضارة الغربية، مثلما فعل الجيش اللبناني ضد أسود وأبطال مخيم نهر البارد والجميع شاهد الطائرات العسكرية الأمريكية وهي تنزل في مطار لبنان محملة بالسلاح لإسالة دماء المقاتلين السنة وقتلهم أمام ضمائر العرب والعجم، فأين طائرات الحضارة النفعية الإبادية اليوم عن حزب حسن نصر وعساكره ولمَا كانت الصمت العالمي عنه؟ هل السياسة العالمية بهذا القدر من الغباء والسذاجة حتى تدين و تساعد على قتل طرف وغض الطرف عن آخر؟ وهل هم بهذا الغباء كذلك كي لا يعرفوا الفرق بين عقيدة السمو والتوحيد عند مقاتلي مخيم نهر البارد و عقيدة الخراب والإفساد عند مقاتلي أحزاب المجوس؟ كلا والله. ألم يقل شارون المجرم في مذكراته (لم أرَ يوما في الشيعة أعداء اسرائيل على المدى البعيد ولا حتى في الدروز) ونقول أخيرا: حتما سينهار اتفاق الدوحة الوهمي وسيعود الحزب إلى التحرك العسكري لتحقيق الهيمنة السياسية والعسكرية لعقيدتهم الفاسدة وقيام جمهورية ولاية الفقيه ومن ثم الطريق إلى المملكة الفاطمية في أرض الشام المباركة وإيران والعراق. وهنيئا لدولة اليهود بهم ويا خسارة أهل السنة والجماعة.(/)
هؤلاء رأوا ربهم فكفروا
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 02:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقال هنا، وأعود لاحقاً ـ إن شاء الله ـ وأضع نصه:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=3083
.
.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 06:10]ـ
وأن الكذب عندهم حلال، قد أحله (بولس) رسولهم،
صدقت بارك الله فيك ونفع بك
وإذا بـ (المسيح) ينزل من على الصليب ويعطيه (ساندوتش) في يديه فيأكل ويشبع (1)!!
عجيبة اخي محمد أليس هذا الذي ذكروا انه علق علي الصليب قال إيلي إيلي لما شبقتني الذي تفسيره إلهي إلهي لما أسلمتني!!
كيف لايستطيع ان يخلص نفسه وهو الاله ويعترض علي إلهه -الذي هو المنادي نفسه علي نفسه!! -لانه سمر بالمسامير ولايستطيع فكاكا ولم يخلصه الاله الذي هو نفسه بزعم النصاري ماشاء الله هنيئا لباباوات الغرب والشرق به!! -ثم هو في عصر التكنولوجيا ينزل من علي الصليب ويعطي عابد الصليب لقمة خبز!
اليس هذا إستخفاف بالعقول والنواصي؟!
أليس من علق علي الصليب هو من زعم النصاري انه إلههم الذي رسم خطة صلبه علي الارض بتقديم نفسه أضحية للبشر للخلاص منه والحصول علي الخلاص!
عجيبة انه في النص لايعرف لما سلمه الرب الي الصلب مع انه الرب نفسه في دين النصاري
والان يعطي الخبز من علي (صليب مخيلة النصاري!) المرسوم علي ذهنيتهم المدهشة حقا والتي تتخيل امورا من اعجب مافي عالم الخيال الضال
خيال بذبح إاله
خيال بتعليقه علي الصليب
خيال بانه لايعرف مهمته
خيال بانه عرفها حق المعرفة وهي انه نزل لمهمة تسليم نفسه للبشر ليقتلوه
ثم
وهو علي الصليب -ياللعجب ينادي!! - يالهي لما جعلتهم يصلبونني ولما تسلمني اليهم؟
إحداهن ـ ناهد متولي ـ تقول بينما هي نائمة ـ وتصف ثياب نومها ولا أدري لم؟! ـ إذا بشابٍ حسن الهيئة جميل المنظر يدخل عليها من نافذة الغرفة (الشباك) ويهز السرير فيوقظها ثم يقول لها أنّه هو (رب المجد يسوع) جاء ليخلصها من الإسلام!!.
ولا أدري كيف رأته دخل من النافذة وقد كانت نائمة لم تستيقظ إلاّ بعد أن أيقظها بهزّ سريرها، وقد كشف الله أمرها وبان أنّها لم تكن يومًا مسلمة.
ناهد متولي انا قابلتها شخصيا منذ اكثر من عقد-سر! -ابتسامة!
ومسألة انها (مسيحية الاصل) تحتاج بحث ويجب ان يتم ذلك عن طريق الكشوفات المصرية
حتي لانقع في اخطاء في نسبتها الي المسيحية في الاصل -مسيحية الاصل- وهي مرتدة!
كتب اخي الحبيب ابو اسلام كتابا عن شهود يهوه وخصص اظن عشرون صفحة عن مايكل جاكسون المغني المعروف وعرض تاريخه ثم قال بانه سيكون او ربما يصير الرئيس الخامس لشهود يهوه لانه منهم
وهذا خطأ لاينبغي ان نقع فيه ولما زرته في بيته-وقد اكرمني الرجل الذي بذل كتبه في سبيل الله- واستقبلني استقبالا كريما - سنة1997 قال لي بان صديق له في امريكا اكد له هذه المعلومة وهذا طبعا امر غير موثق -اي المعلومة من صديق -ابتسامة-فضلا عن انه غير صحيح ومخالف للواقع
ايضا رابطة الشباب الاسلامي في السعودية اظن هكذا اسمها صنعت موسوعة عن الاديان واظنها موجودة ايضا في مواقع تنزيل الكتب وكتبت ان شهود يهوه يؤمنون بالثالوث---- وانهم ممنوعون من البشارة في هولندا!!
فهل يعقل هذا وهل هذا مستوي مؤسسة ضخمة
شهود يهوه لايؤمنون بالثالوث بل يرفضونه
المهم التاكد من المعلومة شيء في غاية الاهمية لانه يختصر الطريق الي محاصرة الفكر الخرافي عند اهل الشرك جميعا
اما عن السحر فلم اسمع عن هذا والان سمعت الا ان الشيخ ابن تيمية رحمه الله في كتابه الفرقان بين ان مايرونه او بعضهم فانما هو حقيقة -ظهورات حقيقية وبعضها طبعا كذبوا فيه-لكنها ليست حقيقة المسيح ولاظهوره الحقيقي صلي الله عليه وسلم انما يتمثل الشيطان بصورة ينسبها الي المسيح ولااظن ان هذا سحر بالمعني المعروف للسحر
وانا قلت مرة لناهد متولي انا لن اكذبك في قولك بانك رايت شخص ما علي الحقيقة (في الخارج لافي الذهن!) ولكن هذا الشخص ليس هو المسيح وانما تمثل الشيطان بصورة ليست له وزعم لك انها للمسيح وزعم انه الله ومعلوم ان الشيطان يتمثل بصور ينسبها للانبياء وليست لهم وحتي بولس قال ان الشيطان ياتي في صورة ملاك نور!
فلاعجب ان ياتيك الشيطان في صورة نورانية يزعم انها للمسيح
والشيطان اخي محمد ليس ممثل بارع-ولاناهد ملفقة بارعة! - لان في القصة رعشات وخبطات في سرير ومفاجئات بل وتهديد لها من الرجل الابيض فالابيض!
وامر بالنظر في عينيه والامر كان عنيفا كما اخبرت فلايمكن ان يكون هذا نبي من عند الله وانما هو شيطان تمثل بصورة ليست للمسيح وخدع بها ناهد متولي وامثالها ممن لايفرقون بين الحقيقة والخيال والخرافة والعلم الالهي والتوحيد والشرك
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 01:52]ـ
جزاك الله خيراً أخي ابن الشاطئ على مرورك واهتمامك
ـ ناهد متولي عثر بعضهم على شهادة ميلادها، نصرانية من المنوفية، وقد نفر من إخواننا إثباتات تؤكد أنها ما كانت مسلمة.
ـ ونحن دائماً نقول لهم أين أصدقائكم حين كنتم على الإسلام؟
مثلا أنا من قرية، ودرست في الجامعة، يعرفني أبناء عمومتي وأبناء قريتي وزملائي في الدراسة، وهكذا. فمن يعرف ناهد متولي حين كانت مسلمة. لم نلق جواباً.
إن القيادات الكاذبة الدخيلة كثيرة، ويحضر في ذهني عرفات.
أما ما ذكرت من تمثل الشيطان فهو حقيقي، وبعض القصص تشعر وكأن الشيطان بالفعل قد ظهر، وقد ذكرت ذلك وأنا أحلل حالة (باب السماء) في البالتوك، قلت أن هذا الرجل (فيه عفريت سارح بيه) يعني يرى شيئا ما.
وهذا ظني ببولس اللئيم، قد كان يظهر له شيطان يكلمه.
وهو ما تكلم عنه شيخ الإسلام وهو يرد على (كرامات) (الأولياء). كما تفضلتم.
اريد أن اقول أن قليل من الحالات صادقة (يظهر فيها الشيطان) وكثير منها كذب من جنس كذب الصبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 12:19]ـ
بعض هؤلاء الذين يدعون انهم كانوا مسلمين فخلصهم يسوع ...
سألهم بعض الاخوة .. كم مرة حجيت في رمضان؟؟
فقال حجيت مرة في رمضان ومرة في شعبان ...
واخر قال لهم لما كنت مسلم اعتمرت في الرياض ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Jun-2008, مساء 08:50]ـ
أضحك الله سنك يا امام الأندلس ..
نعم والله أكثرهم ما شم رائحة الاسلام في حياته طرفة عين!
ولكن لا يمنع ذلك من أن يكون فيهم من خف عقله وسفه حلمه من شدة جهله وفتنه الشيطان بأمثال تلك الألعاب فارتد ..
نسأل الله العافية للمسلمين جميعأ.(/)
الحوار بين الأديان (حقيقته وأنواعه) بقلم دعبدالرحيم السلمي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 03:01]ـ
مقتطفات من مقال الحوار بين الأديان (حقيقته وأنواعه) بقلم دعبدالرحيم السلمي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإنَّ اختلاف الناس في أديانهم وعقائدهم سنة قدرها وقضاها رب العالمين, لحكمة عظيمة وغاية جليلة وهي الابتلاء والاختبار يقول تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (سورة هود: 118 - 119) , والمراد بالاختلاف هنا: الاختلاف في الدين (1) وليس في الألوان والأذواق واللغات ونحوها.
وأعمق خلاف بين الأديان هو الخلاف الواقع بين المسلمين وأهل الكتاب (اليهود والنصارى) على وجه الخصوص, فمنذ أن حاربهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وإلى آخر الزمان عندما ينزل عيسى عليه السلام، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، والخلاف مستمر والصراع محتدم بأساليب متنوعة وطرق متباينة.
وفي هذا الوقت وبالتحديد منذ منتصف القرن الماضي بعد المجمع الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965م) ظهر تطور جديد في أسلوب التنصير والتبشير وهو التنصير تحت عباءة الحوار والتقارب وتفاهم الآخر والاعتراف به والتعاون على القضايا المشتركة بين الأديان, وهذا التطور الجديد عند النصارى هدفه بالدرجة الأولى تدارك النصرانية التي نُكِّست أعلامها بعد هزائمها المتتالية أمام العلمانيين، لا سيما وأن االمجتمع الغربي يحمل تصوراً سلبياً عن الكنيسة في العصور الوسطى وعصر النهضة والعصر الحديث مما جعل العالم الغربي المفتوح - الآن - للأديان يشكل خطراً على الكنيسة في المستقبل, لا سيما مع الازدياد الملحوظ في الدخول في الإسلام بين النصارى.
وقد جاء ت فكرة الحوار بين الأديان عند الكنيسة الكاثوليكية مع تجديدات أخرى في الدين النصراني ومنها: توسيع مفهوم الخلاص ليشمل النوع الإنساني بأكمله، وتبرئة اليهود من دم المسيح، والتعاون بين فرق النصرانية المختلفة (الأرثوذكس - والبروتستانت).
ويعتبر هذا التطور في الديانة النصرانية أبرز التطورات بعد مجمع نيقية الذي عقد في سنة 325م, الذي قرروا فيه عقيدة التثليث، وأعلن ديناً رسمياً للدولة الرومانية بعد اعتناق قسطنطين للنصرانية.
فهذه الفكرة "الحوار بين الأديان" منشؤها الأصلي من الكنيسة الكاثوليكيّة وأكثر جمعيات الحوار ومؤتمراته منها, وهذا في حدِّ ذاته مؤشرٌ للأهداف الخبيثة فيه, ومع كثرة المؤتمرات واللقاءات المعقودة في هذا الشأن إلا أنها لم تفد شيئاً يذكر في مجال التقارب الحقيقي و بناء أعمال مؤسسية لهذا الغرض, فبعد مفاوضات مرثونية طويلة ومملّة لم يتوصل الإسلاميون المشاركون فيها إلى الاعتراف من النصارى بأن محمد صلى الله عليه وسلم نبيناً من الأنبياء، وله رسالة صحيحة كغيره من الأنبياء، وهذا ما أغضب بعض المشاركين بدرجة كبيرة في المؤتمرات الأخيرة إلى درجة التلويح بمقاطعة هذه الحوارات العقيمة.
والحقيقة أنَّ نيل الاعتراف لسنا بحاجة له من أتباع دين محرف تلاعب به الأحبار والرهبان - باعترافاتهم - ولكن الهزيمة النفسية التي يعاني منها بعض الإسلاميين تنتج نماذج كهذه النماذج التي لا تشعر بعظمة دينها وقوته الحقيقية, ولو اشتغل المشاركون في هذه المؤتمرات بدعوة النصارى إلى دين الإسلام، وإقامة الحجة والحوار البناء الذي يوضح العقائد الصحيحة لأنتجوا فائدة عظيمة، لا سيما ونحن نرى أن الدخول في الإسلام من قبل عموم النصارى كثير جداً، ولكن الاشتغال فيما لا يعني ومنها هذه الحوارات أفقدتنا فرصة ثمينة للدعوة إلى الله تعالى والحوار البناء القائم على منهج النبوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل وصل الحال والمخالفة لمنهج النبوة إلى درجة الاتفاق في بعض هذه المحاورات على ترك الدعوة إلى الدين بين الطرفين، ولا شك أن الخاسر فيها هو الطرف الإسلامي لأن الأعداد المتكاثرة التي تدخل من النصارى في دين الإسلام لا تقارن بالذين ينسلخون من الإسلام إلى النصرانية، مع أن النصارى لم يلتزموا بهذا الشرط، فلا تزال إرساليات التنصير تجوب بلاد المسلمين طولاً وعرضاً، بل تقوم الحكومات اللادينية بدعمهم وزيادة إمكانياتهم، ويكثر وجودهم في النقاط الملتهبة في بلاد المسلمين مثل أفغانستان والعراق, أو الفقيرة مثل الدول الإسلامية الافريقية وغيرها، ولو التزم النصارى بهذا الشرط الجائر لما جاز للمسلمين الالتزام به، وإيقاف الدعوة وهداية الخلق باسم الحوار.
فالفكرة الموجودة الآن التي تعقد المؤتمرات لها لم تكن في الأصل بمبادرة إسلامية ولم ترسم أهدافها وخطتها في بلاد المسلمين بل جاءت بطلب من الفاتيكان بعد الدراسة العميقة لها - عندهم - وتحديد أهدافها وغاياتها، فتقبلها بعض المسلمون وظنوا أنها تحقق بعض المصالح وترد بعض المفاسد، وأعطوا فكرة التقريب هذه مفهوماً فضفاضاً وعائماً وهو (الحوار) , وبهذا المفهوم العام يختلط على السامع الغاية من الحوار بين الدعوة وإقامة الحجة إلى التقريب والتعاون المشترك, أو التعايش أو الوحدة أو التوحيد بين الأديان.
ولم يكن لدى العلماء المسلمين سابقاً في التعامل مع الأديان إلا الدعوة أو الجهاد بحسب الشروط الموضوعية والأحوال المتغيرة في التعامل مع أهل الأديان المختلفة التي واجهوها، ولم يكن هناك ثمة رأي يرى الحوار مع الأديان لتحقيق مصالح مشتركة مع الإهمال الكامل للدعوة وإقامة الحجة وبيان الحق وإبطال الشرك، لأن مهمة المفاوضات الدنيوية ليس لها علاقة بوصف الأديان, فهي متعلقة بالحكومات السياسية وليس بالأديان والمذاهب والأفكار, ولهذا فإنَّ من العدل والإنصاف عند الحكم على المفهوم العام الاستفصال والتفريق بين الأنواع المختلفة وإعطاء كل ذي حق حقه ووزن كلَّ نوعٍ على حدة ليتميز عن غيره، وقبل الحكم لابد من معرفة المنهج الشرعي في الحوار بين الأديان وتميزه عن المناهج المنحرفة فيه.
المزيد على هذا الرابط http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******Id=418
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:07]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ونفع بك وأحسنت الأختيار والتوقيت ولا تعليق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 06:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 12:19]ـ
اخي محمد احسنت وبارك الله فيك ورفع الله قدرك
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 04:55]ـ
جزاك الله خيرا،، نقل موفق.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 02:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 06:42]ـ
اختيار موفق
الله يعطيك العافية
وهذا الشيء غير مستغرب على الشيخ عبدالرحيم، فهو من الخواص الذين أخذوا عن الشيخ سفر الحوالي، ولقد سار على خطاه، فتخصص في العقيدة والفكر، وأصبحت بصمات الشيخ سفر واضحة على تلميذه، حيث أخرج الدكتور عبدالرحيم رسالة علمية للأمة في موضوع (الليبرالية) وعرضها على أصول العقيدة الاسلامية، وهو الآن خليفة للشيخ سفر في قسم العقيدة بجامعة أم القرى.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 10:57]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
مؤلف أمريكي يدعو خادم الحرمين عدم اعطاء المرأة دوراً في السياسة قائلا: لقد تآكلت قيمنا
ـ[لامية العرب]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 03:51]ـ
مؤلف أمريكي يدعو خادم الحرمين لعدم اعطاء المرأة دوراً في السياسة ويقول: لقد تآكلت قيمنا واخلاقنا
http://www.alweeam.com/news/newsm/3857.jpg ناصر الحمدان (الوئام) الرياض:
خالف مؤلف أمريكي مناهض للحركات النسائية، رأي المنظمات الحقوقية في بلاده، بخصوص المطالبة بتوسيع مشاركة المرأة السعودية في كل المجالات، لافتاً إلى أن المجتمع الأميركي لم يجن من مشاركة المرأة سوى تآكل القيم الأخلاقية والاجتماعية.
وبدا غاري نيلر الذي ألف كتاب «لعنة العام 1920»، معجباً بثقافة السعوديين تجاه المرأة، واصفاً الرجل السعودي في حوار مع صحيفة الحياة بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم».
وأضاف: «في الحالة السعودية الأنظمة الدينية والاجتماعية، إضافة إلى الحقوق المدنية، تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في أوروبا وأميركا، فالصفات الأخلاقية والدينية للسعوديين أكثر اتساقاً وأفضل من حال مؤسسي الولايات المتحدة».
وطالب نيلر في رسالة وجهها إلى من سماهم «إخوانه في السعودية» برفض كل الأصوات المطالبة بفتح المجال أمام المرأة للتصويت والمشاركة السياسية، محذراً من «لعنة مقبلة تشبه تلك التي أصابت الولايات المتحدة، حينما أتيحت الفرصة للمرأة الأميركية لإسماع صوتها والمشاركة في التصويت».
ويبرر نيلر رأيه المخالف للعقلية الغربية بشكل عام بـ «النتائج المدمرة التي طاولت المجتمع الأميركي بعد عام 1920، وهو العام الذي نالت فيه المرأة الأميركية حقها الوطني في التصويت». واستطرد معدداً الآثار المترتبة على توسيع المشاركة النسائية، «اقتصادياً، ارتفعت التكاليف الحكومية بشكل متسارع، بشكل صار يهدد الاقتصاد الأميركي»، مستدلاً بدراسة أجراها قسم القانون في جامعة شيكاغو في هذا الجانب بعنوان «كيف أثر انتخاب المرأة بشكل متسارع في حجم ونطاق الحكومة؟».
ويضيف «أما اجتماعياً، فإن ثلاثة أرباع حالات الطلاق المنظورة في المحاكم الأميركية، تقدمها نساء بشكل يهدد الأمن المالي والتماسك الاجتماعي للأسر».
وإن بدا غاري نيلر معجباً بالثقافة السعودية فهو لم يزورها «على رغم اتصاله بالسفارة السعودية في واشنطن، ومحاولته الحصول على شرف استضافة زيارته لها»، مضيفاً أنه لم يتعامل بشكل مباشر مع المجتمع السعودي، غير أنه يرى أن «من السذاجة أن يتم التفكير في وجود ثقافة كاملة في كل الجوانب». وتابع: «لقد جربت الثقافة الأخلاقية والممارسات التي يؤديها السعوديون من خلال تربيتي لخمسة أطفال على العادات واللباس ذاتها، أعتقد أن لها قيمة كبيرة». ويتساءل نيلر متعجباً عن «شكل الفضيلة والأخلاق وضبط النفس والأمومة لدى النساء بعد حصولهن على حق المشاركة السياسية والمساواة في التعليم والتوظيف، بدلاً من الاهتمام بالمظهر والملابس؟».
وحول خوفه من تبعات دعواته لسحب الحقوق من المرأة بعد إصدار كتاب «لعنة العام 1920»، قال: «لسوء الحظ، زوجتي وأسرتي رفضوني، ولم يعد لي أن أدعي انتمائي إلى الديانة المسيحية في ظل المسيحية التقليدية، كما أن عائلتي تخلت عن الثوابت التي نشأت عليها، التي كانت في غاية الأهمية لنا، وانتقلت إلى العالم الآخر المليء بالمتعة».
وحول ما إذا كانت رسالته للسعوديين تتعارض مع قضية تزايد البطالة بين النساء في السعودية بسبب وجود عدد من الموانع المسيطرة على عمل المرأة، فضلاً عن وجود عدد من القصص الناجحة لنساء سعوديات ناجحات على المستويين العملي والأسري، قال: «لا يوجد تشابه بين المجتمعين السعودي والأميركي ... لكن هل أنتم مستعدون للتعامل مع الإحصاءات الأميركية، إذ إن نسبة الطلاق تصل إلى 53 في المئة، وعدد البيوت الزوجية التقليدية نحو 50 في المئة!».
(يُتْبَعُ)
(/)
ويواصل نيلر هجومه على الوضع الذي وصلت إليه حال المجتمع الأميركي بعد إعطاء المرأة حقها في التصويت، مشيراً إلى قضية الإجهاض التي بلغت أرقامها نحو 3500 حالة إجهاض يومياً في أميركا وحدها، مرجعاً ذلك أيضاً إلى الحقوق «أو اللعنة» التي أعطيت للمرأة. واختار أن يصف الحرية للمرأة الأميركية بـ «المدمرة، إذ دمرت الأسرة الأميركية والأخلاق وعدداً لا يحصى من الأرواح (في إشارة إلى موضوع الإجهاض)، فضلاً عن زعزعة الاستقرار المالي وغياب احترام القيم وقدسية الزواج، والخلط بين الحقوق الشرعية السياسية للرجل والمرأة».
ويؤكد أن «الأمهات من النساء لسن أبداً عاطلات»، وأن المشكلة تكمن في «عدم رؤية ما يؤدي إليه هذا الطريق وتبعات إعطاء المرأة حقها وحريتها في مشاركة الرجل».
يذكر أن غاري نيلر حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة تكساس للتقنية، وبدأ تناوله لقضايا الحركة النسائية في عام 1994، مصدراً كتابه الأول «لعنة العام 1920»، الذي يعد الأول من نوعه في مجال درس الحركات النسائية، مبيناً أن سبب توجهه لهذا المجال هو: «تدمير هذه الحركة للأرواح والعائلات والمجتمعات والدين».
رسالة غاري نيلر إلى خادم الحرمين الشريفين
لم يكتف المؤلف الأميركي بإبداء إعجابه بالثقافة السعودية وانتقاد وضع المرأة الأميركية، بل اختار أن يوجّه رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر «الحياة»، قائلاً: «لقد درست الإسلام الذي بدأ في بلادكم، وقرأت عن التزام ملوك السعودية الثابت نحو الدين الإسلامي، ونحن هنا في الولايات المتحدة لدينا تراث ديني غني، ولكننا - بخلافكم - لم نلتزم بهذا التراث وتناسيناه، ما أدى إلى التدهور والخراب».
واستشهد نيلر بمقولة الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن: «من بين كل العادات والتصرفات التي تؤدي إلى الازدهار السياسي، فإن الدين والأخلاق لا غنى عنهما».
وأضاف: «أحيي فيك وفي شعبك المحافظة على الدين والأخلاق أولاً وقبل كل شيء، إضافة إلى احترام الخط الحيوي للتمييز بين الرجل والمرأة، والتي هي سبب سقوطنا في أميركا أخلاقياً ومدنياً واجتماعياً».
وقال: «لاحظت في الآونة الأخيرة إدانة الإعلام الأميركي لأخلاقياتكم، خصوصاً في ما يتعلق بموقع المرأة السعودية، إنني كأميركي أدرك كيف تخلينا عن حكمة أجدادنا، أعتذر عن حماقتنا، طالباً معذرتكم وداعياً لكم للمحافظة على مثابرتكم في الحفاظ على المعايير العادلة التي تملكونها». وأضاف نيلر في خطابه إلى الملك عبدالله: «أمتنا تجاهلت حكمة الرئيس توماس جيفرسون القائلة بأنه متى ما سُمح للمرأة بالمشاركة والتصويت فإن هذا سيؤدي إلى الفساد الأخلاقي، وأنه لا يمكن للمرأة الاشتراك علنياً في الاجتماعات مع الرجال، والشيء المخجل أن هذا ما نمارسه الآن».
وتطرق نيلر - في رسالته إلى العاهل السعودي - إلى الأخلاقيات التي دعا إليها «الآباء المؤسسون» للأمة الأميركية، في ما يتعلق بمشاركة المرأة ودورها في المجتمع الأميركي وحثهم على المحافظة على الأخلاق كمعيار أساسي لنجاح الأمة الأميركية.
مشيراً إلى التبعات التي أعقبت إعطاء المرأة حقوقها السياسية في العام 1920، إذ ضرب الفساد الأخلاقي المجتمع الأميركي، والتخلي عن القيم الأخلاقية والمدنية، وانتشار الإباحية والطلاق والإجهاض، حتى أصبحت أميركا - بحسب وصف نيلر -: «الشيطان الأكبر»، الذي لا يمكنه العودة إلى أخلاق الآباء المؤسسين والتوبة قبل إدراك هذه الحقيقة، مبدياً قلقه حول الوضع الحالي للمجتمع الأميركي، ومعيداً تقديره وامتنانه للالتزام السعودي الراسخ والثابت بالثوابت الدينية والأخلاقية، وراجياً ألا يؤثر «الغباء والحماقة والعمى الأميركي» على هذا الالتزام»، ومختتماً بقوله: «سامحنا، لأننا لا نعرف ما نقوم به، وندين الذين هم أكثر صلاحاً منا.(/)
التعددية في فكر الكاتب محمد المحمود [الحلقة الثالثة]
ـ[صالح السويح]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:53]ـ
[1]
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الأفاضل:
يسرني إكمال ما بدأته في موضوع (التعددية في فكر محمد المحمود)
وهذا رابط الحلقة الثانية مظمّن رابط الحلقة الأولى:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16440
وحديثي في هذه الحلقة عن التعددية في فكر محمد المحمود وذلك بعرض أقواله عرضا مع التعليق على بعضها بغير إطالة.
فأقول مستعينا بالله طالباً من السداد:
رابعاً: التعددية في فكر محمد المحمود.
لقد قرأت كثيرا من مقالات الكاتب محمد المحمود – هداه الله – فوجدتها تنضح بدعوات مخالفة لأصول الشريعة، وعرى الملّة، ولكشف زيف هذه الدعوات موطن آخر إن شاء الله.
ومن هذه الدعوات الدعوة إلى التعددية وذلك على النحو التالي:
1 - الدعوة إلى التعددية الفكرية.
2 - الدعوة إلى التعددية العقائدية.
فتراه في غير ما موطن يعلل دعوته للتعددية بكون الحق المطلق لا يملكه أحد! وأن الحق والصواب نسبياً ومن ذلك قوله:
" تحرير وعي الأفراد ومن ثم إرادتهم كفيل بتحرير وعي الإنسان- المجتمعي. فضلا عن كوننا لا نمتلك تغيير المجتمعي إلا من خلال الفردي، أي خضوع لشروط الواقع، وخضوعا لشرط الصوابية النسبية التي نرتادها " (1)
تأمل كلامه هذا ثم انظر موافقته لكلام تركي الحمد حيث يقول: " لن تكون متقدماً أو صاحب أمل في التقدم؛ إذا قبلت الرأي على أنه حقيقة، والحقيقة على أنها مطلقة وليست نسبية " (2)
وموافقته محمد عابد الجابري حيث يقول: " إن اعتماد الشك في التفكير الفلسفي، والأخذ بنسبية الحقيقة: هو التسامح بعينه " (3)
وهؤلاء مدّحوا حرّية الفكر تبع لرؤوس أهل البدع من غلاة الصوفية وأهل وحدة الوجود كابن عربي القائل: " فإياك أن تتقيد بعقد مخصوص وتكفر بما سواه فيفوتك خير كثير، بل يفوتك الأمر على ما هو عليه، فكن في نفسك هيولى لصور المعتقدات كلها؛ فإن الله تعالى أوسع وأعظم من أن يحصره عقد دون عقد" (4).
وكلام ابن العربي هذا يعني أن الصواب نسبي والحق مطلق، بمعنى لا أحد يحتكر الصواب إذ الصواب والحق مشترك، وهذا القول هو عين قول القائلين بتعدد الحق من أهل الكلام والمعتزلة وكثير من أهل البدع كما أشرنا إليه آنفاً وهذا ما يردده ابن محمود وأشباهه – هداهم الله -.
ولقد سبق الإشارة إلى حكم اعتقاد هذا الرأي أو القول به، و لذلك موضع في المبحث القادم- إن شاء الله -.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:55]ـ
[2]
وقبل أن اعرض أقوال الكاتب محمد المحمود - هداه الله - فإن لسائل أن يسأل ما الفرق بين التعددية العقائدية والتعددية الفكرية؟
والجواب أن الدعوة إلى التعددية الفكرية أعم من الدعوة إلى التعددية العقادية في كتابات محمد المحمود.
وذلك أن الدعوة إلى التعددية العقائدية هي دعوة للاعتراف والإقرار بوجود التنوع الديني والطائفي الذي يتمثّل بتكتّلات دينية وطائفية متباينة الاعتقادات و الأفكار ودعوة للتعامل مع هذا التنوع (بواقعية!) بلا نفي أو إقصاء أو حكم عليه بكفر أو بدعه! يدعوا إلى التعامل مع التعددات الدينية بهذه الطريقة ولكن بشرط ما لم يكن التكتل إقصائياً
فإن لم يكن إقصائيا محارباً نافياً غيره فإنه يدعوا للتسامح معه وقبوله كمصدر إثراء وتنوع مع ما تحمله هذه الطوائف والتكتلات مما يراه - بزعمه - آراء تخالف العقل والإنسانية.
بينما الدعوة إلى التعددية الفكرية، دعوة إلى احترام الفكر والفهم للدين و الشرع بغير التزام بأصول فكرية ومنطلقات مسبقة تحجم الفكر سواءً كانت هذه المنطلقات و الأصول سلفية (وهذا الغالب في خطابه) تحد الفكر وتمنعه من الوقوع فيما في المخالفة كما وقع أهل الكتاب بذلك فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماهيّة الروح فقال الله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} فنهى الله تعالى عن التفكر في حقيقة الروح وماهيّتها لأن حقيقة الأرواح مما استأثر الله بعلمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن هذه الأصول والمنطلقات التي يدعوا محمد المحمود إلى نبذها تحجّم الفكر من الانحراف إلى ما يسخط الله ويغضبه كما فعل أحد المشركين حينما أخذ حفنَةً من عظام قد أرِمت فنفخ عليها فتناثرت في الهواء ثم قال تكبراً واستبعاد: من يحيي هذه العظام وقد أَرِمت؟ فقال الله تعالى: {وأولم يرَ الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين * وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرّة وهو بكل خلق عليم * ... } الآيات
أو كانت هذه الأصول والمنطلقات غير سلفية ولكنها تمارس كما يقول (النفي للآخر).
فهو يدعوا إلى إنعتاق العقل من الحتميات والأصول التي - بزعمه -تأسر العقل وتمنعه من الإنطلاق بحرية أيّا كانت هذه الأصول سلفية أم غير سلفية
ودونك ما يوضح هذه الجزئية من كلامه، يقول:
" أصول العقائد ليس من السهل التنازل عنها عند الجميع. وعلى المحاور أن يدرك أنه كما يدلف إلى الحوار بتصورات يقينية، ليس في نيته التنازل عنها يقيناً، فإن الآخر يمتلك الروح نفسها، وهو يدلف إلى طاولة الحوار. لكن قد يحدث تحول في النظر إلى هذه الأصول، من جهة تراتبيتها، أو درجة أصوليتها. وهذا يمهد الطريق لبناء قواسم مشتركة أكثر مما هو موجود في الواقع. والمشكلة الأخرى التي لا تقل عن الأولى صلادة ورسوخاً، هي أن هذا التنوع الذي نريد أن نقوده إلى الحوار، يمتلك تراثاً ضخماً، متخماً بمقولات الإقصاء للأنواع الأخرى. وهذا موجود عند كل مذهب ولدى كل طائفة. ولهذا، يستحيل استنبات التآخي بين أفراد المجتمع الواحد، بينما يلتهم أفراد كل مذهب، وبيقينية صارخة، مقولات في تضليل وتكفير المذهب الآخر ". (5)
ويقول: " لا تخلو طائفة ولا فرقة ولا مذهب في التاريخ الإسلامي من ممارسة الوظيفة الكهنوتية، قدر ما تسمح به لها الظروف. فليس المانع الذي يحد من النشاط الكهنوتي مانعا ثقافيا، أي عن وعي علمي بحرمة الممارسة الكهنوتية، وإنما لعجز أو فشل في تطويع الواقع للسلطة الكهنوتية. التاريخ الإسلامي يشهد على حقيقة أن رجال الدين - أو كثير منهم على نحو أدق - لم يجدوا حرجا في ممارسة التسلط الكهنوتي متى ما سنحت الفرصة، وكثيرا ما كانت تسنح؛ نتيجة كثيرة التقلبات السياسية الاجتماعية، والاحتياج المتبادل لهذا الدور أو ذاك! لم يقتصر هذا الغرام المرضي بممارسة السلطة الكهنوتية على الاتجاهات التقليدية المحافظة، بل كان غراما عاما يتسرب إلى وجدان كل مذهب؛ تبعا لما تسمح به محددات النفوذ الجماهيري أو الرسمي. حتى الاتجاه الاعتزالي في بدايات القرن الثالث الهجري مارس كهنوتيته بأبشع صورة، بمجرد أن وجد السبيل إلى ذلك. وطبعا، لم يكن الاتجاه الآخر بمعزل عن مثل هذه الممارسة، بمجرد أن قام المتوكل بالتمكين لانقلاب كهنوتي، مارس رجالاته القمع نفسه. "ا. هـ (6)
فالمتأمل لكتابات محمد المحمود – هداه الله – يدرك الفرق بين دعوته للتعددية الفكرية، ودعوته للتعددية العقائدية
وباختصار:
فإنه يقرر بأن التنوع وقبول التعددية العقائدية بصفتها تكتلات مختلفة لها أصولها و منطلقاتها أمر مقبول و تنوع يثري الساحة!
ومع ذلك يدعوا كل طرف سواءً كان سلفياً أو غير سلفي إلى الإقلاع عن المنطلقات التي تنفي الآخر و ترميه التكفير أو التفسيق أو التضليل وذلك بتحرير العقل من الأسر الحتمي للمنطلقات التراثية التي تأسر العقل وتقيد تفكيره، بل – كما يزعم – ينبغي الانطلاق والانفكاك بالعقل من الحتميات التي تزاحم إنسانيته.كما تلحظ ذلك في مقاله:
(الإرادة الإنسانية ... المستقبل يصنعه الإنسان) والذي سنقتبس منه ما يبن دعوته للتعددية الفكرية.
وإن كان في الأصل ثمت تقارب بين الدعوة إلى التعددية الفكرية والتعددية العقائدية في المعنى، إذ لا اعتقاد باطل إلا بفكرة، ولا اعتقاد صحيح إلا بوحي وسنّة.
وباختصار آخر فإن دعوته للتعددية الفكرية هي دعوة لحرية الفكر (وإن شئت فقل قل حريّة الكفر)!
ـ[صالح السويح]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:57]ـ
[3]
و إليك عرضاً موجزا مختصراً عن التعددية في فكر محمد المحمود:_
أولاً: أما دعوته للتعددية الفكرية!
فتراه يدندن على
أهمية احترام الفكر،
وأن الفكر حر،
(يُتْبَعُ)
(/)
و أن الفكر لابد أن ينعتق من الحتميات ومنها الفهم السلفي للدين والشريعة وذلك حتى يكون فكراً تنويرياً حراً.
وإليك نزراً يسيراً من أقواله في دعوة هذه مجرّدة من المناقشة والردّ لأننا (تحصينا للقارئ الكريم من أرتال الضلالات) قدّمنا الرد على هذه الأقوال في المبحث الأول بعنوان (التعددية في الكتاب والسنّة وآثار السلف) فمن أقواله في الدعوة للتعددية الفكرية ما يلي:-
1 - " رفع الوصاية عن الفرد، ومنحه حريته، وتهيئة البيئة الحرة التي تطلق مكنونات طاقته الخلاقة من عقالها، كل ذلك تمنحه الليبرالية للمجتمع الليبرالي، مجتمعات وأفرادا" (7)
2 - "من يمتلك قوة الحجة، فإنه يستطيع الإقناع. ومن يستطيع الإقناع، فلا ضير عليه من أن يتكلم الجميع " (8)
3 - " البداية لا بد أن تكون من خلال التفكير الحر الخلاق. ليس مجرد اجترار للمقولات، ولا تعبير عن الأهواء والمطامع الذاتية أو القومية، ولا استغراق محموم في عالم أحلام اليقظة، وإنما فتح العقول على إمكانيات التفكير، دون حواجز من أي نوع، وبأي مبرر كان التبرير لفعل المنع، أو على الأصح: القمع. إشكاليتنا النهضوية ليست أحادية البعد، وإنما هي إشكالية معقدة؛ لأنها وإن كانت البداية لا تكون إلا من خلال تحرير العقول، فإن هذا التحرير لا يمكن أن يخترق واقعا ثقافيا صلدا، يرى أن بقاءه من بقاء العقول أسرى، لا تستطيع ممارسة أدنى درجات التفكير الحر" (9)
4 - وبمعنى كلامه السابق يوضحه ما ذهب إليه في مقاله (الإرادة الإنسانية .. المستقبل يصنعه الإنسان) إلى أن إرادة الفعل الإنساني لا تعد إرادة حقيقة –أي إرادة حرّة- مالم تنعتق من الحتميات وهي الأصول والمنطلقات ومنها المنطلقات والأصول والقواطع الشرعية بل اعتبر أن هذه الإرادة إن خضعت إلى حقيقة حتمية وسماها (جبرية) فإن وجودها كعدمها قال: " اعتبار الطبيعة - الكون، والإنسان من ورائه مكتملا وخاضعا لجبرية حتمية، يعني إلغاء إرادة الإنسان، من حيث إنه سابق على الوجود الإنساني، ومتحكم فيه. وبهذا يكون سجين الماضي الطبيعي - الكوني، أو الماضي التاريخي. ولا يملك التحرر من هذا؛ إلا من يؤمن بأولوية ذاته ووعيه، على كل شيء. حينئذ؛ لن يصنع مستقبل الإنسان إلا الإنسان"ا. هـ (10)
فتأمل حيث قدّم حرية الانطلاق بالإرادة- ولا إرادة بلا عقل – دون الرجوع إلى أي شيء من الحتميات حتى لو كانت أصولاً وقواطع شرعية! ومحمد المحمود – هداه الله – و من شابهه بهذه المقولة هم أسرى لأفكار وأهواء أهل الفلسفات الإلحادية.
فانظر وتأمل كلام العلامة ابن سعدي رحمه الله حيث يقول: " أعظم الناس انحرافاً عنهما – أي الكتاب والسنّة – ملاحدة الفلاسفة، و زنادقة الدهريين، وهم أكبر أعداء الرسل، في كل زمان ومكان ... " ثم بين رحمه الله أنهم أصّلوا أصولا ووضعوا قواعد من عند أنفسهم زادت انحرافهم انحرافاً فقال: " أعظمها – أي هذه الأصول – أصل خبيث منقول عن معلّمهم الأول ’’ أرسطو ‘‘ اليوناني المعروف بالإلحاد و الجحد لرب العالمين والكفر به وبكتبه و رسله، وهذا الأصل الذي تفرع عنه ضلالهم: أنه من أراد الشروع في المعارف الإلهية، فليمحُ من قلبه جميع العلوم والاعتقادات، وليسع في إزالتها من قلبه، بحسب مقدوره، وليشك في الأشياء، ثم ليكتفِ بعقله، وخياله ورأيه " ا. هـ (11) وهذا هو عين كلام محمد المحمود هداه الله.
5 - وفي كلام له يدعوا من يفهم كتاباته - المليئة بالألغاز والمصطلحات والرموز - أن أهل العلم المسلمين ينبغي أن يعمل بهم كما عمل برجال الدين المسيحيين – إن صحت التسمية – وأن على كل أحد أن يعمل فكره بفهم الدين ولا يعير عقله لأناس – برأيه- يحتكرون فهم الدين! فيقول:
" الوساطة الفكرية بين الله وبين الناس، لم يعد لها وجود في أوروبا؛ بعد أن فضح رواد التنوير هذه العملية، هذه العملية التي تجعل فهم النصوص الأولى لا يمر إلا عبر وسيط كهنوتي مفسر، يحتكر الفهم الصحيح. لقد أدرك الناس - جراء شيوع التعليم - أن النص المقدس وضع - من الأساس - ليفهمه عموم الناس، وأن ليس ثمة من أسرار، لا يعرفها إلا رجال الدين. هنا بدأ ركام التفاسير والشروح يتهاوى، وبدأ سدنة هذه الشروح يتهاوون معها تباعاً؛ لأن الجماهير لم تعد تمنح التقديس إلا للنصوص الأولى المقدسة، دون بقية النصوص الثانوية التي يراد لها أن تكون مقدسة أيضاً " (12)
و كما هو واضح من سياق كلامه العام وكلامه الخاص في هذا المقال وإشاراته التي لا تخفى على قارئ لكتاباته يقرر حرية وتعدد الفكر والفهم للنصوص الدينية وأنها ليست حكراً على قواعد وأصولٍ ومنطلقات لا ينبغي أن تغادرها وتخالفها وهذه دعوة إلى التعددية الفكرية
ويتبين هذا من خلال قوله:
6 - " لأن الجماهير لم تعد تمنح التقديس إلا للنصوص الأولى المقدسة، دون بقية النصوص الثانوية التي يراد لها أن تكون مقدسة أيضاً". (13)
وبعد؛
فهذا نزر يسير من كلامه في الدعوة للتعددية الفكرية أسأل الله أن يهديه سبيل الرشاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:58]ـ
[4]
ثانياً: أما دعوته إلى التعددية العقائدية!
فإنك ترى أما ناظريك زعمه
أن التعدد الديني والطائفي مصدر إثراء معرفي!
وأن التكفير للآخر أو التبديع يقود إلى هدم الإخاء الإنساني!
وأن الانتماء الديني أمر ثانوي لأن الأصل هو الانتماء الإنساني!
وسبق ذكر كلامه في تعدد ونسبية الحقيقة المردي إلى إقرار أهل الكفر على كفرهم
فدونك نزراً من كلامه، واتقي قيحه وصديده لا يزكمنك فتهلك!
1 - " في عالمي: العرب والمسلمين نحن - كعرب أو كمسلمين - نعيش فوق بحر من التنوع العرقي والديني، والمذهبي، والطائفي، وربما المناطقي أيضاً. وهذا التنوع مصدر ثراء، وقاعدة نهضة " (14)
2 - " الضرب على أوتار الطائفية والمذهبية ومحاولة رفع درجة التمايز من قبل السلفيات في كل مذهب، من شأنه أن يقود إلى وضعية كارثية " (15)
3 - " التمييز الديني، ومنه التمييز المذهبي والطائفي، أصبح من الظواهر النامية التي تستدعي مزيداً من القلق الإنساني على مصير الإخاء الاجتماعي في كثير من أقطار العالم العربي " (16)
4 - " كيف استطاعت أوروبا أن تخرج من كل هذا الظلام الأصولي الرهيب؟. هل اجتمعت الطوائف والمذاهب وجماعات الأصوليين، وقرروا نبذ العنف، وإرساء قيم التسامح، وتشجيع التقدم العلمي؟. طبعا، لا. ولا يمكن لهؤلاء أن يقدموا شيئا؛ لأنهم لا يستطيعون أن يقدموا ما لا يملكونه أصلا. فالتنابذ الأصولي قائم على الاحتراب، ومحاربة كل جديد، والارتياب بقيم العقل، بل وبالفاعلية الإنسانية ذاتها" (17)
5 - " إنه (قلت بحسب سياق الكلام: يعني الإنسان) جدير بالحياة وبالكرامة، بمجرد كونه إنسانا، وان قيمته تتحدد بوجوده الإنساني، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى، لأنها - مهما كانت - تبقى اعتبارات ثانوية، لا يجوز جعلها أساسا في التمييز بين إنسان وآخر، لا على المستوى القانوني، ولا على المستوى الوجداني " (18)
وهو بهذا يحدد الأصل الذي تبنى عليه العلاقة والولا والبراء ء بين الناس وهو القيم الإنسانية وإن تعددت أديانهم وعقائدهم فليس وجود هذا التعدد مبررا لوجود النفرة والتمايز.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:59]ـ
[5]
ويقول:-
6 - " الجهل المركب - المتكون بفعل المقولات التي أنتجها الحدث التاريخي - هو المتحكم في وعي العقائدي المؤدلج، فقد تصور أن القسر هو الحل الطبيعي لإنهاء هذا التنوع الذي نعيشه - بفضل الله -. وكأن هذا التنوع ظاهرة سلبية لا بد من القضاء عليها. ومع أن هذا وذاك خطأ، إلا أن هناك نوعاً من الإصرار المضمر عند العقائديين على المضي في هذا الطريق، مهما كلف الأمر. ولا أدري ما فائدة إيمان أو قناعة تقوم على القسر والإجبار. بل إن الإيمان تصديق واقتناع، لا يمكن الاطلاع عليه لأنه من أفعال القلوب، فكيف يكون ذلك بالإكراه؟! " (19)
7 - " على المستوى العقائدي والمذهبي؛ لدينا شافعية وحنابلة ومالكية وأحناف. كما أن لدينا سلفية تتقاطع مع هؤلاء وأحياناً تقطع معهم، فضلاً عن سلفيات أخرى، لكل منها مرجع وإمام. ولدينا شيعة، إسماعيلية، وإمامية، وزيدية. ولدينا صوفية تتوزع على كثير من الطرق. ولدينا أُناس - وهم الغالبية الصامتة - مسلمون طبيعيون؛ لا تهمهم هذه الانتماءات والأسماء الطارئة على مسمى الإسلام. وكل هؤلاء - بحمد الله - مسلمون موحدون، آمنوا بالله ورسوله، وتوجهوا إلى قبلة واحدة؛ حتى وإن اختلفوا في التفاصيل، أو في بعض ما يعدونه أصولاً. نحن - وأقصد الجميع المتسامح - نفخر بهذا التنوع الذي استطعنا التسامح معه عبر القرون - إلا في فترات خاصة -. كما أننا نعتقد أن هذا التنوع هو تنوع ثراء إيجابي، وليس تشرذماً ولا تفرقاً، إلا لمن أراد أن يجعله كذلك. هذا التنوع يدل على سعة استيعاب، وانفتاحية، يتمتع بها الإسلام، ويدل التسامح معها على فهم شمولي للإسلام، في إرادتيه: الشرعية والكونية" (20)
8 - " هذا التنوع الذي نريد أن نقوده إلى الحوار، يمتلك تراثاً ضخماً، متخماً بمقولات الإقصاء للأنواع الأخرى. وهذا موجود عند كل مذهب ولدى كل طائفة. ولهذا، يستحيل استنبات التآخي بين أفراد المجتمع الواحد، بينما يلتهم أفراد كل مذهب، وبيقينية صارخة، مقولات في تضليل وتكفير المذهب الآخر. " (21)
9 - " كيف ندعو إلى التسامح، بينما نحن نلتهم تراثاً - بل ونقدس مقولاته - وهو يبدع بعضنا ويكفره ويزعم أنه أشد كفراً من اليهود والنصارى؟!. نلتقي، فيقول بعضنا لبعض: نحن أخوة مسلمون، ونعود إلى كتبنا ومراجعنا، فنقرأ - ونؤلف أيضاً - أننا لسنا أخوة ولا مسلمين، وإنما أعداء!!. ولأن الأمر يحتاج إلى مثل هذه الصراحة مع النفس أولاً، ومع الأتباع ثانياً، فقد أحجم عن الحوار غلاة العقائديين، ومارسه البعض على صورة التشريفات فحسب، بينما الأمر يحتاج إلى إدانة صريحة لكل ما في التراث العقائدي من نفي، وأن يقوم نوع من الحلف التضامني على طرح الاتهامات بالضلال والكفر، فضلاً عن الشتائم والسباب، وأن يعلن الجميع البراءة من كل ذلك، ما كان واقعاً وما كان جاثماً في ثنايا التراثيات، بصرف النظر عن مصدر كل هذا الإقصاء والتكفير." (22)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 06:00]ـ
[6]
وبعد؛
فهذه أقوال محمد المحمود – هداه الله – وهذه دعوته وفكره في موضوع التعددية، والحق أن بودّي أن أرد على هذه المقولات الباطلة، ولكن لتقديمي الرد على دعاة التعددية في المبحث الأول والثاني و لكون المقام مقام عرض، ولكون المبحث التالي ستضمن أيضاً الرد على كثير مما ورد في هذا المقال بالعموم ولكون هذه المقولات ظاهرة البطلان عند من نقّى الله سريرته وطهّر قلبه من أدران الزيغ والانحراف فإنني أكتفي بما سبق وما سيأتي عن الإطالة والتكرار.
والمبحث التالي –إن شاء الله - بعنوان:
[حكم الدعوة إلى التعددية وهل هي من نواقض الإسلام؟]
والحمد لله رب العالمين
صالح السويح
29/ 5/1429هـ
______________________________ ____
1) انظر مقال: (الإرادة الإنسانية ... المستقبل يصنعه الإنسان) جريدة الرياض، الخميس 9 ذي القعدة 1427هـ - 30 نوفمبر 2006م - العدد 14038
2) انظر كتاب من هنا يبدأ التغيير (ص: 347) بواسطة مقال: ثقافة التلبيس (9): قولهم بنسبية الحقيقة للشيخ سليمان الخراشي من موقع صيد الفوائد.
3) انظر كتاب قضايا الفكر المعاصر (ص:20) بواسطة المرجع السابق.
4) بواسطة مقال: ثقافة التلبيس (9): قولهم بنسبية الحقيقة للشيخ سليمان الخراشي من موقع صيد الفوائد.
5) انظر مقال (التعددية وشرط التسامح) جريدة الرياض، الخميس 8 ربيع الأول 1427هـ - 6 أبريل 2006م - العدد 13800.
6) انظر مقال (التفكير وأزمة العقل الأسير) جريدة الرياض، الخميس 2من ذي القعدة 1427هـ - 23نوفمبر 2006م - العدد 14031
7) جريدة الرياض، الخميس 15 ذي الحجة 1427هـ - 4 يناير 2007م - العدد 14073
8) انظر مقال (متطرفون في الزمن الليبرالي) جريدة الرياض، الخميس 14جمادى الأولى 1428هـ - 31مايو 2007م - العدد 14220
9) انظر مقال (الأصولية في مرحلة الانحسار) جريدة الرياض، الخميس 23من ذي القعدة 1427هـ - 14ديسمبر 2006م - العدد 14052
10) انظر مقال (التفكير وأزمة العقل الأسير) جريدة الرياض، الخميس 2من ذي القعدة 1427هـ - 23نوفمبر 2006م - العدد 14031
11) جريدة الرياض، الخميس 15 ذي الحجة 1427هـ - 4 يناير 2007م - العدد 14073
12) انظر كتاب الأدلّة والقواطع والبراهين، في إبطال أصول الملحدين (ص: 14 - 15) ط-1 دار الشريف تحقيق إبراهيم الحازمي.
13) انظر مقال (أوروبا وعصور الظلام .. كفاح العقل المستنير (3)) جريدة الرياض الخميس 15 رمضان 1428هـ - 27 سبتمبر 2007م - العدد 14339
14) المرجع السابق.
15) انظر مقال (التنوع وإشكالية السلام الاجتماعي) جريدة الرياض، الخميس 12 رجب 1428هـ - 26 يوليو 2007م - العدد 14276
16) المرجع السابق.
17) مقال (توجهات عنصرية في زمن الإنسان) جريدة الرياض، الخميس 13 رمضان 1427هـ - 5أكتوبر 2006م - العدد 13982
18) انظر مقال: (أوروبا وعصور الظلام .. كفاح العقل المستنير (2)) جريدة الرياص، الخميس 8 رمضان 1428هـ - 20 سبتمبر 2007م - العدد 14332
19) انظر مقال (التعددية وشرط التسامح) جريدة الرياض، الخميس 8 ربيع الأول 1427هـ - 6 أبريل 2006م - العدد 13800.
20) المرجع السابق
21) المرجع السابق
22) المرجع السابق(/)
العلاقة الوطيدة بين الهزيمة وفساد العقيدة ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 08:58]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
إن الله سبحانه وتعالى قد سن في هذا الكون سننًا لا تتبدل و لا تتغير، كما قال تعالى: "فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا " (فاطر 43).
ومن هذه السنن أن نصره سبحانه تبارك وتعالى يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإيمان والتوحيد، فبالإيمان يأتي النصر، وبضياعه أو نقصانه تأتي الهزيمة.
قال تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (النور 55).
فنجد أن الله سبحانه وتعالى علق الاستخلاف في الأرض والتمكين والأمن بالإيمان والعمل الصالح، وبمفهوم المخالفة فضياع الإيمان سبيل الهزيمة وانعدام الأمن.
وربط الله سبحانه وتعالى أيضًا بين النصر والإيمان في قوله تعالى: "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " (الروم 47).
والأدلة في ذلك أكثر من أن تحصى، ومقامنا مقام الإيجاز لا الإطناب والإسهاب.
والناظر في حال أمتنا الإسلامية اليوم وما تتعرض له من نكبات وأزمات وهزائم متتابعات متنوعات من هزيمة فكرية واقتصادية وسياسية وتقنية ونفسية ..... إلخ
يدرك أن هناك أسبابًا لهذه الهزائم غير الأسباب المادية.
كثير من المحللين السياسيين أو الاقتصاديين ... إلخ إذا تكلم في مسألة كهذه جعل الأمر مقتصرًا على الدبابات والطائرات والبترول والبورصة، و لا وجود عنده للقوانين الربانية وهذا قصور حاد في النظرة.
نحن لا ننكر الأسباب المادية، والأخذُ بها من صميم ديننا ومعتقدنا، لكن ما ننكره هو تعلق القلب بهذه الأسباب ونسيان أو تناسي الجانب الأعظم في القضية ألا وهو مسبب الأسباب سبحانه وتعالى!
أيها السادة: هل الأخذ بالأسباب المادية بجميع أشكالها وألوانها كاف للنصر؟؟ أظن لا يخالف أحد في الجواب بالنفي ..
لذلك لا بد من البحث في الأسباب الأخرى دون توقف أو تباطؤ عن البحث في الأسباب المادية.
ومن أعظم هذه الأسباب التي تخفى على كثير من أصحاب النظرة المادية المتطرفة (ضياع العقيدة) فالعقيدة هي الوقود الذي يحرك كل فرد، حتى الذي لا عقيدة له فعقيدته هي (اللا عقيدة) ,
إن التصور يسبق السلوك، فإن كان التصور صحيحًا سليمًا التمسنا بفضل الله تعالى صحة السلوك، والعكس صحيح.
فهل حال العقيدة اليوم يبشر بخير؟؟
الحمد لله عادت كثير من مفاهيم العقيدة الصحيحة إلى الأمة الإسلامية، وكثر عدد المتمسكين بها، لكن لا ننسى أن الخلل ما زال قائمًا عند كثير من بني جلدتنا.
· انظروا مثلًا إلى عقيدة الولاء: هل ولاء المسلم اليوم لله رب العالمين؟ أو تعددت الولاءات؟
فهذا يوالي على جماعته فمن تبعها فهو صاحب الفضائل وأحق بها وأهلها، ومن خرج عنها فبئس أخو العشيرة هو!
وهذا يوالي على جنسيات فالمصري كذا والسوري كذا والمغربي كذا والحجازي كذا.
وهذا يوالي على تفاهات فهذا أهلاوي وهذا زملكاوي، ووالله تجد عراكات بسبب هذه التفاهات وإلى الله المشتكى.
ولعمر الله إن غياب هذه العقيدة في الأمة – أعني عقيدة الولاء لله تعالى – لمن أسباب الهزيمة في الأمة:
- قال العلامة صديق حسن خان رحمه الله تعالى في الحطة في ذكر الصحاح الستة ص251 طبعة دار الجيل – دار عمار:
" قال الفلاني رحمه الله تعالى في إيقاظ الهمم ما نصه: (ومن جملة أسباب تسليط الفرنج على بلاد المغرب، والتتر على بلاد المشرق كثرة التعصب والتفرق والفتن بينهم في المذاهب وغيرها وكل ذلك من اتباع الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى " انتهى كلام الفلاني.
ثم يقول الشيخ صديق:
" ومثله وقع في الهند سنة ثلاث وسبعين عد ألف ومئتين من قبل اختلافهم وتكفيرهم فيما بينهم وهم إلى الاّن في سكرتهم يعمهون ". انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل علمتم كيف ربط أئمتنا رحمهم الله تعالى بين غياب عقيدة الولاء لله تعالى ولرسوله وكتابه والمسلمين وبين الهزيمة سواء في الشرق أو في الغرب؟؟
· نظرة ثانية إلى عقيدة البراء ونعني بها التبرؤ من كل ما يخالف الإسلام سواء كان شخصًا أو منهجًا أو دولة أو لباسًا أو عيدًا ..... إلخ
هل تبرأ قومنا من كل هذا؟؟
تبرأ الكثيرون ولله الحمد والمنة.
ولكن أليس بعض من ينتسب إلينا يناصر الكفار على قتال المسلمين ويسمح لهم بضرب المسلمين من داخل أراضيهم، وتكوين قواعد عسكرية تدك المسلمين من داخل بلاد المسلمين ويمنع عون المسلمين في حصارهم وجوعهم ويسلمهم إلى الكفار؟؟
أليس إلى الاّن من يحتفل بأعياد الكفار ويهنئهم عليها بل ويحضرها معهم في كنائسهم وإنا لله؟
أليس منا من يهيم بجب الكفار؟
بل والله إني لأجزم أن هناك كثيرًا من شبابنا يحبون بعض لاعبي الكرة من الكفار أكثر من حبهم لصحابة النبي عليه الصلاة والسلام!
أليس كثير من شبابنا وفتياننا وفتياتنا مبلغهم من العلم وغاية أمانيهم تقليد الكفار في ملابسهم وتسريحاتهم، فهذا أسقط سراويله (بنطلونه) حتى بدت عورته أو كادت! وهذه ارتدت ملابس تظهر أغلب الجسد وما تخفيه تجسده؟!
غياب هذه العقيدة والله من أشد أسباب الهزيمة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (مجموع الفتاوى ج17 ص291 – 292):
"وهذا كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى أمته عن مشابهةفارس المجوس والروم النصارى، فنهيه عن مشابهة الروم اليونان المشركين والهند المشركين أعظم وأعظم. وإذا كان ما دخل في بعض المسلمين من مشابهة اليهود والنصارى وفارس والروم مذموما عند اللّه ورسوله، فما دخل من مشابهة اليونان والهند والترك المشركين وغيرهم من الأمم الذين هم أبعد عن الإسلام من أهل الكتاب ومن فارس والروم أولى أن يكون مذمومًا عند اللّه تعالى وأن يكون ذمه أعظم من ذاك.
فهؤلاء الأمم الذين هم أبعد عن الإسلام الذين ابتلي بهم أواخر المسلمين شر من الأمم الذين ابتلي بهم أوائل المسلمين؛ وذلك لأن الإسلام كان أهله أكمل وأعظم علما ودينا، فإذا ابتلي بمن هو أرجح من هؤلاء غلبهم المسلمون لفضل علمهم ودينهم، وأما هؤلاء المتأخرون فالمسلمون وإن كانوا أنقص من سلفهم، فإنه يظهر رجحانهم على هؤلاء لعظم بعدهم عن الإسلام، ولكن لما كثرت البدع من متأخرى المسلمين، استطال عليهم من استطال من هؤلاء، ولَبَّسُوا عليهم دينهم، وصارت شُبَه الفلاسفة أعظم عند هؤلاء من غيرهم، كما صار قتال الترك الكفار أعظم من قتال من كان قبلهم عند أهل الزمان؛ لأنهم إنما ابتلوا بسيوف هؤلاء، وألسنة هؤلاء، وكان فيهم من نقص الإيمان ما أورث ضعفًا في العلم والجهاد، وكما كان كثير من العرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا هذا. ".
فلنتعاهد إخواني الأحباء على التبرؤ من كل ما يخالف ديننا.
· نظرة ثالثة نتوجه بها إلى مناهجنا السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والتعليمية والاجتماعية هل في ذلك كله اتبعنا منهج الإسلام أم اتبعنا أسمارًا وأباطيل ويرحم الله أستاذنا أبا فهر!
والله إننا اتبعنا في أمور كثير زبالات الأفكار البشرية، وتركنا المعين الصافي والترياق الشافي كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
انظروا إلى دساتير أغلب بلادنا هل تطبق فيها الشريعة؟ لا والله بل طبقنا قوانين الشرق والغرب رغم امتلاكنا لقانون ملك تابعوه يومًا ما الشرق والغرب!
انظروا إلى اقتصادياتنا وكيف غزا فيها الربا وطم، حتى صار المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا.
انظروا إلى المناهج التعليمية وكيف ندرس لأولادنا أن المادة لا تفنى و لا تستحدث من عدم، فقدم العالم الذي يقول به الكفار يتعاطاه أبناء المسلمين والجل ساكتون إلا من رحم ربي!
انظروا إلى إعلاء وترميز الكفار والفسقة في مناهجنا فهذا مينا العظيم موحد القطرين وهذا سعد زغلول قائد المصريين وهذه صفية زغلول أم المصريين.
انظروا إلى المناهج الثقافية وكيف صار العالماني هو المتحضر المثقف أما الذي يقول للناس: "إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ" (يوسف 40) فهو أضل من حمار أهله.
بل انظروا إلى ثلة من أصحاب العمائم ممن حرفوا وبدلوا ما بين مكثثر وقل فهذا حرف في مسألة وهذا في اثنتين وهذا حرف الدين كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا ألغى الجهاد وجعل أهله خوارج، وهذا أباح الربا، وهذا أباح بناء الكنائس ضاربًا بالإجماع عُرض الحائط وووووووو ..
وصدق الشاعر حين قال:
ولو كان سهمًا واحدًا لاتقيته ..... ولكنه سهم وثان وثالث.
فهل تَرْكُنا لمناهجنا واستبدالنا بها مناهج من هنا وهناك سبب للهزيمة؟؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله تعالى (مجموع الفتاوى ج2 ص – 245 - 246):
"وحدثنا أيضا (يقصد الشيخ كمال الدين المراغي قال: قال لي قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد: إنما استولت التتار على بلاد المشرق، لظهور الفلسفة فيهم، وضعف الشريعة، فقلت له: ففي بلادكم مذهب هؤلاء الذين يقولون بالاتحاد، وهو شر من مذهب الفلاسفة؟ فقال: قول هؤلاء لا يقوله عاقل، بل كل عاقل يعلم فساد قول هؤلاء يعني أن فساده ظاهر فلا يذكر هذا فيما يشتبه على العقلاء، بخلاف مقالة الفلاسفة، فإن فيها شيئا من المعقول، وإن كانت فاسدة ".
لذلك لا تعجب عندما ترى ولع الكفار بنشر المذاهب الكفرية أو البدعية في بلادنا؛ و لا تستغرب إذا رأيت اهتمامًا منهم بنشر كتب ابن سينا أو رسائل إخوان الصفاء أو كتب محيي الدين ابن عربي وهلم جرا إلى كتب طه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم من أهل الضلالة، فليس نشرهم لنا حبًا في الثقافة كما يزعمون، بل حبًا في إضافة سب للهزيمة إلى المسلمين!
وهذا عين ما فعله التتار!
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (مجموع الفتاوى ج13 ص207):
" ولهذا لما استولى التتار على بغداد وكان الطوسي مُنَجِّمًا لهولاكو، استولي على كتب الناس الوقف والملك، فكان كتب الإسلام مثل التفسير والحديث والفقه والرقائق يعدمها، وأخذ كتب الطب، والنجوم، والفلسفة، والعربية، فهذه عنده هي الكتب المعظمة "
فإن لم يستطيعوا إعدام هذه الكتب فإن وسيلتهم الغض من شأنها.
فهي كتب صفراء حجرية غلب على أهلها الجمود والتخلف وهي تهتم بالحشو والنقل دون تمييز ودون نقد للمتون ........ إلى اّخر هذه الشنشنات التي نعرفها من أخزم!
· وهنا نأتي إلى شيء في غاية الخطورة ألا وهو الاستهزاء بشرع الله تعالى الذي يعد كفرًا بلا خلاف عند أهل العلم، و لا أرى نفسي مضطرًا لذكر الأدلة من القراّن والسنة والإجماع على ذلك، فالأمر قد تواتر في كتب أهل العلم، لكن همي أن أربط بين هذا وبين الهزيمة.
هل تشكون أن أفلام المجرم الحقير الفاسق الماجن عادل إمام ليست سببًا في الهزيمة؟
هل تشكون أن سكوتنا عن أمثاله بل وعن غيره من أهل الضلالة سبب للهزيمة؟
الاستهزاء بشرع الله تعالى سبب رئيسي للهزيمة بل سكوت الصالحين عن هذه الجريمة سبب للهزيمة!!
يقول الشيخ أبو علي السكوني رحمه الله تعال (ت 717) في كتاه لحن العوام نقلًا عن مقدمة الأستاذ يوسف احنانا لتحقيقه لكتاب (أربعون مسألة في أصول الدين لأبي عبد الله السكوني - والد أبي عمر السكوني – ص 16 طبعة دار الغرب الإسلامي:
" وكان بإشبيلية إبراهيم بن سهل اليهودي الشاعر يضمن شعره أياتًا من القراّن محرفة عما أنزلت فيه فلم يُذكر أن أحدًا غير عليه ذلك فكان ذلك من دواعي خراب إشبيلية).
فمغن واحد استهزأ بالقراّن الكريم كان من أسباب سقوط إشبيلية فكيف بعشرات بل ومئات الفاسقين ممن يسمون أنفسهم بالفنانين؟؟!
هذه بعض المظاهر وليست كلها، فلم يكن هدفي الاستقصاء بل هدفي التنبيه على الارتباط المباشر بين العقيدة الصحيحة وبين النصر، وين فساد العقيدة وبين الهزيمة، هذا الارتباط الذي ذكره الله تعالى في كتابه، وسارت أحداث التاريخ ومجاريه على وفق هذا القانون الرباني.
لذلك فعلى دعاة الإصلاح أن يولوا هذا الجانب القدر الذي يليق بأهميته دون إغفال للوسائل الأخرى، فلسنا ممن يقول بأن عصرنا هو عصر إصلاح العقيدة فقط!!
يعني نُضرب على قفانا صاح مساء من أخس خلق الله تعالى و لا نحرك ساكنًا!
هذا لا يقبله شرع و لا عقل، لكن لا بد أن تسير الأمور بالتوازي، فلا إغفال لإصلاح العقيدة، و لا إغفال للجهاد والأعمال الإصلاحية المشروعة الأخرى.
وهذا ما فعله الإمام القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى ورضي عنه حيث يقول الدكتور الفاضل علي الصلابي حفظه الله تعالى في كتابه (صلاح الدين وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير يت المقدس):
(يُتْبَعُ)
(/)
"كانت العودة إلى هوية الأمة المسلمة، وإلى عقيدة أهل السنة والجماعة، من أبرز معالم التجديد في العهد الزنكي والأيوبي ولقد طال الانحراف وانتشرت البدع، تحميها دولة ظالمة وهي الدولة الفاطمية العبيدية بمصر، فكانت العودة إلى تحكيم الكتاب والسنة من أضخم منجزات الدولتين النورية والصلاحية فقد أقيم العدل وقمعت البدع، وصبغت الدولة بالصبغة الإسلامية الصافية
وقد سار صلاح الدين الأيوبي على نهج نور الدين زنكي بتطبيق الشرع في سائر أمور الدولة، وتنفيذ العدل وقضى على المظالم، وكان يشرف بنفسه لرفع المظالم واعتمد في ذلك على القضاة والفقهاء، كان صلاح الدين قد اتصف بالإيمان والعبادة والتقوى والخشية من الله والثقة به، والالتجاء إليه، وكان حسن العقيدة، كثير الذكر لله تعالى، وصبغ دولته بعقيدة أهل السنة والجماعة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار على نهجها الخلفاء الراشدون واستمر الأيوبيون بعد وفاة صلاح الدين على هذه العقيدة وكان صلاح الدين كثير التعظيم لشعائر الدين، وكان مبغضاً للفلاسفة والمعطلة ومن يعاند الشريعة، وإذا سمع عن معاند ملحد في مملكته كان يأمر بقتله، ولقد حارب المذهب الشيعي الرافضي الإسماعيلي واستطاع أن ينفذ المخطط الذي وضعه نور الدين زنكي للقضاء على الدولة الفاطمية العبيدية الرافضية وعمل على محاربة العقائد الفاسدة في مصر، وإعادة الفكر الإسلامي الصحيح إليها عبر استراتيجية واضحة وقد استفادت الدولة الأيوبية من الجهود العلمية والوسائل الدعوية من الدولة السلجوقية والزنكية والغزنوية فالدولة الأيوبية جاءت بعد دول سنية ساهمت في نشر الكتاب والسنة في الأمة الإسلامية وقد اهتم صلاح الدين الأيوبي بالمحافظة على أصول العقيدة الإسلامية على مذهب أهل السنة ونهجوا نهج المذهب الأشعري وحرصوا على محاربة أي انحراف عنها، والقضاء على مظاهره وكان معظم الأيوبيين علماء بأصول هذه العقيدة)، يقول ابن شداد عن صلاح الدين: وكان رحمه الله حسن العقيدة، كثير الذكر لله تعالى قد أخذ عقيدته عن الدليل بواسطة البحث مع مشايخ العلم، وأكابر الفقهاء، فتحصل من ذلك سلامة عقيدته عن كدر التشبيه، غير مارق سهم النظر فيها إلى التعطيل والتمويه ... وقد جمع له الشيخ قطب الدين النيسابوري عقيدة تجمع ما يحتاج إليه في هذا الباب وكان من شدة حرصه عليها يعلمها الصغار من أولاده، حتى ترسخ في أذهانهم في الصغر، ورأيته وهم يقرؤنها بين يديه، ولقد سعت الدولة الأيوبية إلى نشر عقيدة أهل السنة في مصر وكافة أرجائها، وقد حرص صلاح الدين على أن تكون عقيدة أهل السنة هي ذات النفوذ في المؤسسات الفكرية التي أنشأها "
فهذا ما سار عليه المصلحون الذين مكن الله تعالى على أيديهم ورد على أيديهم مقدسات الأمة فهل سنسير عليه؟؟
أرجو من الله ذلك فليعاهد كل منا نفسه أن ينشر العقيدة الصحيحة بشموليتها بين أهله وأصدقائه وجيرانه .... إلخ
تخيلوا إن تكفل كل واحد من الملتزمين بواحد فقط يصلح له عقيدته كيف ستكون النتيجة؟
فما بالكم إن تكفل باثنين أو ثلاثة وهلم جرا؟
أسأل الله تبارك وتعالى أن يصحح عقائدنا، وأن ينصرنا على القوم الكافرين إنه نعم المولى ونعم النصير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه والتابعين.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 06:44]ـ
عذرًا:
نظرًا لأن هذا المقال كانت مادته مجموعة من قبل، وكان من المفروض أن أعلق على ما ورد في مقولة الدكتور الصلابي بخصوص أشعرية صلاح الدين، لكني نسيت والله المستعان!
فأقول لا شك أن تحويل مصر من العقيدة العبيدية الكافرة إلى العقيدة الأشعرية يعد إصلاحًا كبيرًا، لكن هذا الإصلاح يحتاج إلى إصلاح اّخر، وهو اتباع مذهب السلف الصالح رضي الله عنهم، فطريقتهم هي الأسلم والأعلم والأحكم.
ـ[محمد فضل]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 08:58]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 09:43]ـ
جزاكم الله خيرا اخي محمد عبادي انا معك فيما ذكرت
بيد ان عندي خواطر ربما تكون صحيحة او شحيحة فماكان منها من حق فمن الله وماكان منها من خطأ فمني ومن الشيطان وعلي كل ساحاول عرضها هنا فهذا منتدي للتعليم والنقد والتصحيح والحوار
(يُتْبَعُ)
(/)
انا اري ان الايمان واليقين بالله والتقوي علي الصورة الصحيحة لاتنفصل عضويا لو صح التعبير عن العمران الاسلامي بصورته الشاملة
والعمران لايقوم وحده!
كيف
يعني الي عنده يقين بالله لابد يكون عالم بالله والعالم بالله عالم بشريعته هكذا في اغلب الاحيان-وقد يكون العلم واليقين علي القد او ان يكون علم بالله ولكن قصور في العلم بالشريعة- والعالم بشريعة الله يؤديه علمه ان كان عنده يقين وهمة وحب ان يحرك الواقع-خصوصا اذا كان قائدا او حاكم او خليفة او رئيس- الي ماينفع المسلمين ويرفعهم فوق امم الارض الكافرة ويحميهم من اسباب الهزيمة او مقدمات الهزيمة او مرجحاتها وهي كثيرة منها الفقر والجهل ومنها التخلف في المجالات العمرانية الحياتية
فالنصر لايحصل اذا كان عندي يقين-بين قوسين- ولايفعل -او تظهر آثاره هذا مااقصده-هذا اليقين في الواقع مع الشريعة والعمل بها والشريعة ليست مقتصرة علي الحدود وانما الشريعة -والعمل بها هو -هي سعي دائم مخلص ومنظم للخروج- او عدم الوقوع- من الفقر والجهل والضعف وكلما تقدمت بها الي الامام ولصالح الامة كلما قل الضعف والفقر والجهل
ففي اي معركة يكون النصر هل هي معركة قتال وحرب عسكرية -فيما انت مخترق سياسيا او اقتصاديا ام هي معركة مع وسائل الفقر الغير مشروعة والتعامل بعلم شرعي مع وسائلها القدرية كالتصحر او المجاعة او ماشابه او معركة يدخل فيها مع وجود ضياع في امور الحياة كلها كما نراه اليوم في بقاع كثيرة كل هذا مع تربص من العدو وحصاره لك ومحاولة هزيمتك في كافة المجالات
ولاتنتصر غالبا في معركة مع العدو وانت في حالة ضياع اقتصادي او جهل سياسي او خلل في موازين القوي وفي ادارتك للمعركة وعدم تنقيتك لصفوفك علي الاقل من العلمانيين المفسدين
فالايمان علي الصورة المنتشرة بين المسلمين والخالية من العمل القلبي والواقعي علي الصورة الاسلامية الشاملة لمعني العمل لاياتي بالنصر
ذلك ان الايمان يؤدي الي العمل الصحيح ومن العمل اتخاذ كافة الوسائل لترقية مجتمعات المسلمين وحمايتهم من كل خلل في اي مجال من مجالات الحياة خصوصا التي تعين علي مواجهة العدو
وقد يكون عندك الايمان الحقيقي مع شح الامكانيات فهذا شيء اخر فان اخلصت لله فانه كما وعد ينصرك ان شاء وحسن الظن بالله واجب وعقيدة
ولكن هل حالتنا اليوم علي مانحن عليه من ادعاء الايمان الصحيح-ولاشك ان هناك ايمان- يؤدي بنا الي النصر
والامور كلها فيها خلل
واي خلل؟؟؟
هناك ادعاء ايمان -او قل ايمان! مع خلل في ادارة المجتمعات ناتج عن فساد فهل يؤدي ذلك الي نصر حتي لو كان الايمان صحيح لكنه غير مكتمل او ايمان واع بالشريعة والسعي الي العمل بها
اخوكم طارق منينة
وصلنا الي دياركم
سيجري الاتصال-ابتسامة!(/)
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 12:50]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
فمن سخافات عقول الصوفية إيمانهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ونفي موته الذي نصّ الله تعالى في القرآن الكريم في قوله سبحانه: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144)، وقوله سبحانه: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)، فخلطوا في فهم معنى حياة الأنبياء حتى: أطلقوا لهم الحياة المطلقة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من قبره، ويتفقد أحوال أمته، ويغيث من استغاث به، وغير ذلك من الترهات والخزعبلات التي تمجها عقول العقلاء فكيف بأهل الإسلام النبلاء؟!.فهذا إبراهيم المتبولي!!، من أئمة الصوفية، يقول عنه الشعراني في [طبقاته: 1/ 68] أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً في المنام، فيخبر بذلك أمه، فتقول: يا ولدي إنما الرجل من يجتمع به في اليقظة، فلما صار يجتمع به في اليقظة ويشاوره على أموره، قالت له: الآن شرعت في مقام الرجولية!!).قلت: بل والله شرع في الدجولية!!، وسخافة العقول.
ويقول تلميذه عبدالقادر الدشطوطي: ( ... ليس أحد من الأولياء له سماط يمد كل سنة فوق سد الاسكندر ذي القرنين غير سيدي إبراهيم المتبولي .... ولا يتخلف أحد من الأنبياء والأولياء عن حضوره، فيجلس النبي صلى الله عليه وسلم صدر السماط والأنبياء يميناً وشمالاً على تفاوت درجاتهم .. ) [طبقات الشعراني: 2/ 77].
وفي ترجمة محمد الفيومي الصوفي!! ذكر الشعراني في [طبقاته: 2/ 160]: أنه كان يخبر أنه يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة أي وقت أراد!!!!).قال الشعراني معلّقاً: وهو صادق!!!!، لأنه صلى الله عليه وسلم سائر في كل مكان وجدت فيه شريعته وما منع الناس من رؤيته إلا غلظ حجابهم!!).قلت: بل أنت وصاحبك كاذبان ضالان، فأين الذين يدافعون عن الصوفية من أمثال هذه العقائد فأي ضلال هذا الضلال، نعوذ بالله من الخذلان.
وهذا الشعراني ينقل عنه الفوتي قوله: (فلا يزال أحدهم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكثر منها، ويتطهر من كل الذنوب حتى يجتمع به يقظة في أي وقتٍ شاء، ومن لم يحصل له هذا الاجتماع فهو إلى الآن لم يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الإكثار المطلوب .. ).
ويقول: (لا يكمل الرجل عندنا مقام العرفان حتى يصير يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة).
وقال: (وممن رآه يقظة من السلف!!!!: الشيخ أبو مدين المغربي، والشيخ عبدالرحيم القناوي، والشيخ موسى الزواوي، والشيخ أبو الحسن الشاذلي، والشيخ أبو العباس المرسي، والشيخ أبو السعود بن أبي العشائر، و سيدي إبراهيم المتبولي، والشيخ جلال الدين السيوطي: وكان يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واجتمعت به يقظة نيفاً وسبعين مرة!!!، وأما سيدي إبراهيم المتبولي فلا يحصى اجتماعه به ... ) [رماح حزب الرحيم – عمر بن سعيد الفوتي – 1/ 199].
وفي الباب نفسه ما تتناقله الرفاعية و علي الجفري!!!! عن أحمد الرفاعي من أنه لما حج وقف على القبر الشريف وأنشد قوله:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها ******* تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه نوبة الأشياخ قد ظهرت ****** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
قالوا: فخرجت إليه يد النبي صلى الله عليه وسلم من القبر فقبلها؟!.
وعقد الفوتي التيجاني فصلاً يقول فيه: (الفصل الحادي والثلاثون في إعلامهم أن الأولياء يرون النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، وأنه صلى الله عليه وسلم يحشر كل مجلس أو مكان أراد بجسمه وروحه ... ) [رماح حزب الرحيم – 1/ 198].
وهذا الشاذلي إمام الطريقة يحكي عنه الشعراني أنه كثير الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم!! ومن ذلك قوله: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على سطح الجامع الأزهر عام خمسة وعشرين وثمانمائة فوضع يده على قلبي وقال: يا ولدي الغيبة حرام، ألم تسمع قول الله تعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) (الحجرات: 12) وكان قد جلس عندي جماعة فاغتابوا بعض الناس .. ) [طبقات الشعراني: 2/ 65].
بل لا تعجب إذا قيل لك بأن الصوفية يعتقدون رؤية الأولياء بعد موتهم يقظة بأجسادهم وأرواحهم!!، فقد ذكر الشعراني في ترجمة العياشي من ذلك شيئاً فقال: (وكانت الأولياء الأموات يزورونه كثيراً لا سيما الشافعي!!!!! رضي الله عنه، فكان يخبر أنه كان عنده يقظة لا نوماً، وكان من لا يعرف حاله يقول: هذا خراف) [طبقات الشعراني: 2/ 162].
قلت: إي والله إنه خراف.
وللصوفية في هذا الباب من العجائب والغرائب مما ينادي بها عليهم بالجهل، والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:53]ـ
ما شاء الله .. !! الصحابة لم ينقطعوا إلى زماننا هذا .. !!
وربما بعض الصحابة في زماننا هذا أصبح مفتي ديار مصر .. !!
نعوذ بالله من الغي والضلال ...
جزاك الله خيرا أخي الأزهري
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:49]ـ
الرد على قضية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة .. للشيخ المقدم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66380
الرد على كتاب البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3439
ـ[الحُميدي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 01:31]ـ
أنظر إلى مناظرة الشيخ تقي الدين الهلالي -التي كانت سببا في توبته - مع شيخه محمد بن العربي العلوي الفاسي في مقدمة كتابه "الهدية الهادية ".
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 03:40]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
فمن سخافات عقول الصوفية إيمانهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ونفي موته الذي نصّ الله تعالى في القرآن الكريم في قوله سبحانه: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144)، وقوله سبحانه: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)، [ COLOR="RoyalBlue"] فخلطوا في فهم معنى حياة الأنبياء حتى: أطلقوا لهم الحياة المطلقة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من قبره، ويتفقد أحوال أمته، ويغيث من استغاث به، وغير ذلك من الترهات والخزعبلات التي تمجها عقول العقلاء فكيف بأهل الإسلام النبلاء؟! [/ U]
أبا الحسن، وفقك الله!
وماذا تنتظر من قوم تسمَّوا باسم روميٍّ معَرَّبٍ شاء المولى عز وجل أن يشبه بعض كلام العرب من حيثُ المبنى، ثم طلبوا الحكمة في غير ما أنزل الله؟
إن كلمة صوفيَّة - في الأصل - ما أراها إلا تعريبا لكلمة Sophia وتعني الحكمة بلسان الروم (اليونان)
إن الذين يفترون على الله الكذب لا يُفلحون!!
سبحان الله وتعالى عمَّا يصفون
وقال الحق تبارك وتعالى: (ولا يحزنك قولهم، إن العزَّة لله جميعا، هو السميعُ العليم) يونس 65
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 07:02]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
ويسّر أموركم، ونفع بجهودكم؛ لتوعية المسلمين، وتحذيرهم من هذا الضلال المبين.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 11:06]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلعل من المفيد تذكير هؤلاء - لو كانوا يعقلون - بحديثٍ صحيحٍ رواه البخاري في كتاب التعبير من الجامع الصحيح (باب 45)
قال - رحمة الله ورضوانه عليه:
7043 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِىَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ». تحفة 7206
أقول: تذكير هؤلاء .... معذرةً إلى ربكم، ولعلهم يتقون
الحمد لله ............. بل أكثرهم لا يعقلون
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:06]ـ
ما شاء الله .. !! الصحابة لم ينقطعوا إلى زماننا هذا .. !!
وربما بعض الصحابة في زماننا هذا أصبح مفتي ديار مصر .. !!
نعوذ بالله من الغي والضلال ...
جزاك الله خيرا أخي الأزهري
وإياكم أخي الفاضل.
وقد صرح مفتي مصر والأولى تسميته ب (قبوري مصر) علي جمعه الملقب نفسه بنور الدين أكثر من مرة أنه اجتمع بالنبي يقظة كذبا وزورا وبهتانا.
وقد قال بعض إخواننا لتلاميذه:
شيخكم علي جمعه قد التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة أكثر من مرة فهل سمع منه الحديث المسلسل بالأولية وبذلك يكون من أعلى الأسانيد في العالم لأنه أخذه عن النبي مباشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نسأل الله أن يطهر بلادنا من المخرفين والقبوريين.
وهذا رابط صرح فيه بلسان اجتماعه بالنبي يقظة:
http://www.alkashf.net/vb/attachment.php?attachmentid=42
http://www.alkashf.net/vb/attachment.php?attachmentid=39
وهذا رابط أيضا لدعي العلم الجفري المنحرف:
http://www.almijhar.net/yakaza.htm
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:02]ـ
"شيخكم علي جمعه قد التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة أكثر من مرة فهل سمع منه الحديث المسلسل بالأولية وبذلك يكون من أعلى الأسانيد في العالم لأنه أخذه عن النبي مباشرة."
ليس "من أعلى" الأسانيد .. بل انه يكون هو صاحب أعلى الأسانيد قاطبة حينئذ ولا شك .. ثم انه لا يكون له حاجة بعد ذلك لا الى أسانيد ولا علم الرجال ولا المصطلح ولا الى علم نقل الأخبار والأحاديث ولا الى شيء من هذا كله من أوله الى آخره!! الرجل يجالس النبي نفسه، صلى الله عليه وسلم!!! وأنت تكلمه في الأسانيد؟؟ (ابتسامة)
يا اخوان ... ان أردنا الوصول الى "مجالس الملائكة في السماوات العلا، فيكفي أن نرمي بالشرع وعلومه وراء ظهورنا، ثم نخضع رقابنا لواحد من زنادقة الطرقيين عباد القبور والجيف ليعطينا العهد، فنترقى من نباح الكلاب معهم (هو .. هو .. هو .. ) (الذكر بضمير الغائب المفرد) .. وما هو أقبح منها، مع الرقص والطرب والاهتزاز و"الفناء" في مثل ذلك في الحضرات الشريفة، الى بناء العقيدة في أصحاب الطبقات ومنازلهم وأعمالهم الغيبية!! من أصحاب تصرف الى أصحاب اغاثة الى أولي كرامة الى قوم يجالسون النبيين في مؤتمرات سنوية في السماء، الى الذين فاقوا النبيين منزلة الى من تطيعهم الملائكة الى من يفعل كذا وكذا .. ثم اذا ما بلغنا من الشركيات الكبرى مبلغنا، وسجدنا وذبحنا لغير الله، وصححنا كلام أئمة الشرك وصار لنا في ذلك من الناس أتباع وأشياع: أصبحنا من ذوي العلوم الباطنة والتجليات الكبرى الكاشفة لما لا تراه عيون العوام، ولا يراه الا أهل "العرفان" وحينئذ تظهر لنا الخوارق الكبرى وتنطلق الأنوار من صدورنا ونطير "مع العصافير!!!! " ويظهر لنا في السحاب من يقول أنه النبي محمد عليه السلام جاءنا لنأخذ منه الدين مباشرة!! والمفاجأة أنك حينئذ لن تأخذ منه الدين ولا الشرع ولا شيء من ذلك، بل سيبشرك - ان كنت ممن بلغوا المنتهى في طريق أهل العرفان - بأنك قد سقط من عليك التكليف كله أصلا، فلا تشغل بالك بشيء من ذلك الذي تسيح فيه "العوام"، واذهب لتتجول معه في حدائق الجنة!!!
وهذا بالطبع لا يكون الا لخاصة خاصة الخاصة المخصوصين المصطفين اصطفاءا دقيقا، والذين جاءتهم المعارف الروحانية نقلا من القلب الى القلب عبر الأثير، لا من الفم الى الأذن كسائر الناس ... وهذه كلها أمور نحن يا اخوان أحقر عقولا عند هؤلاء السادة "العصافير" من أن نفقهها!!!
أضحك الله سنك أيها الكريم الهمام
والحمد لله على نعمة الاسلام ..
والله يحفظ عقولنا واياكم
وصدق القائل شر البلية ما يضحك!
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 07:16]ـ
أخبرني أحد الشيوخ أنه كان في إحدى الدول المسلمة الأعجمية, وبينما كان يمشي في إحدى طرقها, إذ رأى رجلا جالسا في إحدى الأماكن المخصصة لأمثاله, وهو عاري الثياب, ليس عليه لا قميص ولا حتى سروال قصير .. !! والسيجارة في فمه .. !!
ففزع الشيخ من هذا المنظر المتعري .. !! وقال في نفسه هذا مجنون .. وسأل بعض أهل البلدة, فأخبروه بأنه أحد الأولياء الذين سقطت عنهم التكاليف وبلغوا مرحلة اليقين ...
فانظروا يا إخوة كيف يصل الحال مع بعضهم, حتى يُسقط سقوط التكاليف الفلائن والسراويل .. !!
الحمد لله على الإسلام والسنة
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 10:12]ـ
وذكر لي بعض الاخوة انه في احدى الحوارات مع احدالمشايخ من اهل السنة
اتصل بذلك الشيخ السني رجل صوفي من السودان وادعى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة
فقال له الشيخ السني وهل سالته عن مشكلة دارفور؟؟
ولاادري بماذ اجاب ذلك الصوفي فقد نسيت ماقال لي الاخ ولعله افحم فلم يستطع جوابا
ـ[الحُميدي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 02:39]ـ
وعند مناقشة لاحد الشباب من تجانية السينغال في هذه المسألة،قال لي لقد ورد النص على ان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى يقظة فقلت له،آتني به ... فجاء بمختصر صحيح مسلم للمنذري وبحث عن الحديث وهو " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي ". فترددت قليلا لهذه الشبهة القوية،وقلت له لنرجع لشرح النووي على مسلم فلجلج وتلعثم ... ،
ومن أراد ان ينظر إلى معنى الحديث فلينظر إلى شرح صحيح مسلم للنووي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 05:00]ـ
/// بحث حديثي في رد لفظة (فسيراني في اليقظة)
http://www.almijhar.net/baheth.htm
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 04:47]ـ
بارك الله جهودكم جميعا أيها الإخوة الكرام، ولكن عندى سؤال هل هناك اتصال بين هذه المسألة وبين رؤية النبى صلى الله عليه وسلم لموسى ويونس عليهما السلام وهمايلبيان أخرج الإمام مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " كأنى أنظر إلى موسى عليه السسسسسسلام هابطا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية"، وكذت ورد الحديث بشأن يونس عليه السلام، وورد أن النبى رأى موسى عليه السلام قائما يصلى فى قبره فهل هناك صلة بين هذه الأحاديث وبين رؤية النبى يقظة مجرد تساؤل؟؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 06:12]ـ
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لما يكشفه له ربه من عمل الأنبياء في عالم البرزخ، لا صلة لها بما يراه عموم المسلمين .. وكشف الله تلك الحجب لأنبيائه ورسله له حكم وأسباب تتعلق بالوحي والتشريع ووظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم في البلاغ وتعليم الأمة .. ومعلوم أن الرؤيا التي يراها النبي في منامه وحي، بينما رؤيا غيره من الناس في مناماتهم ليست كذلك، فما يراه عليه السلام في المنام أو في اليقظة (من باب أولى) لا يقال أنه يقع مثله لغيره من عامة المسلمين الا بدليل أو قرينة تفيد امكان ذلك ... ولا يخفاكم أن الأمر عند المتصوفة لا يكون رؤية النبي وفقط، بل رؤيته والكلام معه ومناقشته وزيارته والاجتماع به وغير ذلك من لعب الشياطين وعبثهم، خرقا لمصادر التبقي عند الغر المخبولين من هؤلاء! وهذه غاية الشيطان من تصوره لهم على الصور التي يوهمهم - بجهلم - أنها صورة النبي وغيره من الأنبياء كذلك، هذا استدراج واضح!! والنبي عليه السلام تكلم في الحديث قائلا "من رآني في المنام فقد رآني"، فان كانت رؤيتنا له في اليقظة جائزة، ألم يكن ذكره لها في هذا المقام أو في غيره من باب أولى؟
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:40]ـ
بارك الله فيك أخى أبى الفداء وكلل جهودكم بالنجاح ورزقنا العلم النافع بحوله وقوته وإن شاء الله بعد أن أفرغ مما فى يدى من مشاغل علمية سيكون هناك تعليق وافى بعون الله حول هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا نسأل الله السلام لنا ولللمسلمين جميعا
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 01:02]ـ
وذكر لي بعض الاخوة انه في احدى الحوارات مع احدالمشايخ من اهل السنة
اتصل بذلك الشيخ السني رجل صوفي من السودان وادعى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة
فقال له الشيخ السني وهل سالته عن مشكلة دارفور؟؟
ولاادري بماذ اجاب ذلك الصوفي فقد نسيت ماقال لي الاخ ولعله افحم فلم يستطع جوابا
جزاكم الله خيرا على هذه الإفادات.
والشيخ المذكور هو أبوحازم عدنان عرعور، وقد جابه بذلك أحد صوفية السودان -الذي ادعى حضور النبي صلى الله عليه وسلم ونظرته الخاصة بالسودان- على الهواء مباشرة على قناة المستقلة وهو يبتسم: ما رأي الرسول صلى الله عليه سلم بمشكلة دارفور؟ وكان جواب ذاك المخرف: يا هذا سؤالك فج جدا .. ولم يُجب إجابة علمية بالطبع!!
وأعرف أحد رؤوس الخرافة في دمشق -يقال له أبو النور! - كان دُعي لعرس أحد الأقارب وأنا ما أزال فتى، وكانت الدعوة مختصرة، فأتفاجأ بهذا المخرف يقول: إن الرسول [وأزيد أنا: صلى الله عليه وسلم] حاضرٌ بيننا الآن! وأنا بفطرتي أستنكر وأنظر في المدعويين ولا أرى أحدا غريباً عليّ، كلهم أقاربي!!
ودجال آخر سمعته في شريط في الشام يقول: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان طويلاً جميلا أسمر!
وأقول: لا مشاحة على هؤلاء الدجاجلة ممن ارتكس في الخرافة، ولكن أين عقول المساكين من أتباعهم؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:01]ـ
بارك الله فيك أخى محمد زياد التكلة
شكرا لك على هذه الاضافة ...(/)
هل يجُوزُ للإنسان أن يقول أنا سلفي؟ الشيخ/ عبد الكريم الخضير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 01:16]ـ
الانتِسَاب للسَّلَفِيَّة
هل يجُوزُ للإنسان أن يَنسِبَ نَفسَهُ أنا سلفي على مَنهَج السَّلف؟!
الجواب لفضيلة الشيخ/ عبد الكريم الخضير حفظه الله
هذهِ تَزكِيَة؛ لَكِن يُرجَى لِطَالبِ العلم أن يُعنَى بمذهب السَّلف عِلماً وعَمَلاً، ثُمَّ إذا انتسَبَ إليهِ، واشتَهَرَ بِهِ دُونَ أن يَنسِب نَفسَهُ إليهِ في بادئ الأمر، ويَتَطَاول على النَّاس في ذلك، هذه تَزكِيَة، السَّلف، وش معنى السَّلف؟! سَلَف هذهِ الأُمَّة وأئِمَّتُها، وخِيَارُها، مِنَ الصَّحابة والتَّابِعِين، ومَن تَبِعَهُم بإحسَانٍ، يعني الإقتداء بهم، والاحتذاء بهم، والاهتِدَاء بهديهم بسُنَّتِهِم، في هذهِ الأزمَان يعني أتَصَوَّر أنَّهُ لا يَتَسَنَّى من كُلِّ وَجه؛ لأنَّنا ابتُلِينَا بِأُمُور، وعِندَنا خير؛ لكن فيهِ دَخَن، وعِندَنا طلب للعلم وفيهِ شيءٌ مِمَّا يَخدِشُ الإخلاص، فَكَونُنا نَجزِم بِأَنَّنا على المَنهَج السَّلَفِي، نَرجُو أن نَكُون، ونَحرِص أن نَكُون على مَذهَب السَّلَف، أمَّا أنَّنا نَجزِم أنَّا إلى مَذهَبِهِم وهَديِهِم، فالظُّرُوف التِّي نَعِيشُها تَختَلِفُ عَن ظُرُوفِهِم، وجَاءَت النُّصُوص ما يدُلُّ على أنَّهُ في آخر الزَّمان يُتَسَاهَل ويُتَسَامَح أكثَر مِمَّا كانَ في الزَّمَان الأَوَّل، وجَاءَ عَن بَعضِهِم: "إنَّكُم في زَمَانٍ إذا عَمِلتُم فيهِ تِسعَةِ أعشَارِ الخير؛ أُخِذتُم بذلك" بالعُشر، "وسَيَأتِي زمان إذا عَمِلُوا بالعُشر؛ نَجَوا" على كُلِّ حال العَمَل في مثلِ هذهِ الظُّرُوف التِّي نَعِيشُها إذا حَرِصَ الإنسَان، وصَار على الجَادَّة، وابتَعَد عن المُحدَثَات؛ لا سِيَّما التِّي تُزَاوَلُ من خِلَالِها العِبَادَات؛ فإنَّهُ يُرجَى أن يَكُون أَقرَب إلى مَنهَج السَّلف وهَديِهِم، أمَّا أن يَتَطَاوَل على النَّاس، ويَرمِي النَّاس بالأوصَاف، ويَنتَسِب هو لِمَذهَب السَّلف؛ هذا لا شَكَّ أنَّهُا تَزكِيَة للنَّفس، وإعجَابٌ بالنَّفس.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 02:00]ـ
جزاك الله خيرا.
لو فيه رابط صوتي
أو عزو لكتاب
بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 02:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الفتوى في موقع الشيخ/ عبد الكريم الخضير ... حفظه الله ..
ـ[حسين نصار]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 08:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وعن ابن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته.متفق عليه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 01:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 05:59]ـ
جواب سديد!
نفع الله بشيخنا عبد الكريم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 07:22]ـ
والاهتِدَاء بهديهم بسُنَّتِهِم، في هذهِ الأزمَان يعني أتَصَوَّر أنَّهُ لا يَتَسَنَّى من كُلِّ وَجه؛ لأنَّنا ابتُلِينَا بِأُمُور، وعِندَنا خير؛ لكن فيهِ دَخَن،
وجَاءَت النُّصُوص ما يدُلُّ على أنَّهُ في آخر الزَّمان يُتَسَاهَل ويُتَسَامَح أكثَر مِمَّا كانَ في الزَّمَان الأَوَّل، وجَاءَ عَن بَعضِهِم: "إنَّكُم في زَمَانٍ إذا عَمِلتُم فيهِ تِسعَةِ أعشَارِ الخير؛ أُخِذتُم بذلك" بالعُشر، "وسَيَأتِي زمان إذا عَمِلُوا بالعُشر؛ نَجَوا" على كُلِّ حال
يا ليت الطلبة (اياهم) يفهمون هذا الكلام
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 07:54]ـ
جزاك الله خيراً
قَوْلٌ سَدِيْدٌ مِنْ هَذَا اَلْعَالِم اَلْمُبَارَك
هذا رابط الكلام من موقع الشيخ:
http://www.khudheir.com/ref/2114
وهذا كلام الشيخ صوتياً:
http://www.khudheir.com/uploads/320.mp3
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:36]ـ
الاخوة الفضلاءخباب الحمد وخالد المرسى وأبو يوسف النجدي
شكرا لكم. جميعاو بارك الله فيكم ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 03:23]ـ
شكرا لك، وبارك الله فيك يا أبا محمد ...
وحفظ الله الشيخ عبد الكريم ونفع بعلمه ...
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 03:34]ـ
كلام الشيخ سديد ولا ريب ولكن إن وضع موضعه.
فهو يُحذّر ممن ينتسب لهذه النسبة بالباطل كمن يجرّح الناس بالباطل أو بدون علم أو كقول من يقول (سلفية جهادية) (سلفية إخوانية).
وأما من أنتسب لمنهج السلف فلا عيب عليه ما لم يكن مدعيا.
فهل يقال لمن قال أنا سني نفس الكلام؟؟؟
لاشك لا يقول هذا جاهل فضلا عن عالم مثل الشيخ الخضير أثابه الله
وقولهم (أنا سني) مرداف لقولهم (أنا سلفي)
ولا ريب من أن المعتزي إلى مذهب أهل السنة لن يكون على مذهبهم بحذافيره ومع ذلك لا نكير على من قال ذلك وهو معتقده وعاملا به حسب الإستطاعة.
وهي تزكية واجبة اليوم في ظل هذا الإنفتاح الجارف.
فللأسف أن يعتز الصوفي والشيعي والإخواني والتبليغي بنسبته الباطلة ويُشَغّب على النسبة للسلفية والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 03:47]ـ
/// أخبرني أحد طلاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنَّ الشيخ أنكر على أحد طلَّابه تلقَّبه بـ (السَّلفي) وقال: إنَّ هذه تزكية.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 04:12]ـ
السؤال الذي يطرح نفسه:
هل الاكتفاء بالانتساب للإسلام فيقول القائل (أنا مسلم) فيه قصور؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 04:16]ـ
أخي كفتة .. حين تذهب لبلد كالعراق .. ينتشر فيه الرافضة والصوفية والأشاعرة .. إلخ ..
فإنك إذا بحثت عن عالم لتأخذ عنه قلت لإخوانك هل من عالم سلفي في منطقة كذ؟ ..
فهذا وجه مشروع مطلوب .. لتحقق سنة الله تعالى في انمياز الخبيث من الطيب
أما في مجتمع الأصل فيه العقيدة الصحيحة .. ثم يخرج من يذيل اسمه بالسلفي .. ففيه مافيه
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 04:23]ـ
أخي أبا القاسم ..
كلام طيب .. ولكن من ينتسب إلى السلفية أو ينسب غيره إليها لا يراعي هذا الضابط ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 05:42]ـ
اخي الكريم ابو عمر السلفي تقول وهي تزكية واجبة اليوم في ظل هذا الإنفتاح الجارف
اقول كلام غريب الذي ذكرته وكيف يكون واجبا ان يزكي الانسان نفسه. والله تعالى يقول ((فلا تزكوا انفسكم))
ـ[الورد الزاهر]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 06:12]ـ
وكذا الشيخ عبدالعزيز الراجحي يرى انها من التزكية التسمي بأنا سلفي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 07:36]ـ
العبرة بالحقائق لا بالمسميات
ومراد المشايخ التشنيع على من انتسب للسلف وليس على طريقتهم علما وعقيدة وخلقا ومعاملة
كما هو الحاصل الآن للأسف
فكما أن الأشعري والصوفي وغيرهم ينتسب إلى السلف وهم منه براء
فكذا الحزبي المتحزب لمشايخ معينين ويحمل فكرا ومنهجا منحرفا في التعامل مع المخالف من أهل السنة
ولا ينزل المسائل المختلف فيها منازلها التي أنزلها العلماء
ويعقد الولاء والبراء على أشخاص معينين وأمور معينة ليس عقد الولاء والبراء عليها من منهج السلف والأئمة
فهذا وأشباهه لا يقبل منه انتسابه للسلف
فكلام المشايخ حفظهم الله منصب على هذا النوع من الأدعياء وأشباههم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 01:47]ـ
يرى شيخنا عبد العظيم بدوى فى محاضرة من كتاب محاضرات فى الدعوة والدعاة عدم جواز لفظ السلفى
بل ان الناشر لكتاب من كتبه قال فى جلدة الكتاب (وهو صديق للشيخ) بأن الشيخ أبى ان يكتب (دكتور) بجوار اسمه) وعلله بأن هذا كتابه وستكون تزكية
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 06:06]ـ
سلفي عند بعضهم إما معي وإما ضدي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 11:28]ـ
الاخوة الفضلاء
فريد المرادي وابو عمر السلفي و0عدنان البخاري أبو القاسم حسن كفتة
والورد الزاهر وأمجد الفلسطينى و ضياء السالك
شكرا لكم و بارك الله فيكم ...
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 12:40]ـ
اخي الكريم ابو عمر السلفي تقول وهي تزكية واجبة اليوم في ظل هذا الإنفتاح الجارف
اقول كلام غريب الذي ذكرته وكيف يكون واجبا ان يزكي الانسان نفسه. والله تعالى يقول ((فلا تزكوا انفسكم))
سئل الشيخ/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن حكم التسمي بالسلفي أو الأثري
السؤال: ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية.؟؟؟
فأجاب رحمه الله: إذا كان صادقا أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول، فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبه.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 12:46]ـ
يقول الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني:
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟!
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 12:53]ـ
و هذا رابط قد تمّت مناقشة هذا الأمر من جميع جوانبه: (من نقل لكلام أهل العلم و مناقشة أقوال أهل العلم)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10652&highlight=%C7%E1%CA%D3%E3%ED+% C8%C7%E1%D3%E1%DD%ED%C9
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 02:08]ـ
اخي الفاضل سراج بن عبد الله الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
نقلت عن العلامة ابن باز رحمه الله انه قال تزكية لا بد منها، تزكية واجبه
وقد بحثت عنها في موقعه فلم اجدها وعلى افتراض وجودها فماهودليل الوجوب؟؟؟ والاية الكريمة تنهى عن التزكية للنفس
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 03:00]ـ
مصدر كلام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من محاضرة بعنوان ((حق المسلم))
و أود التنبيه: بأنّه لا أحد ممن اشتهر بالسلفية في عصرنا الحالي يدّعي بأنّه على منهج السلف الصالح في كل شيء و إنّما جميعهم يرجو أن يكون على طريقتهم و يعترف بتقصيره حتى من أولئك الذين اشتهرو بالتجريح ممن وقع في التحزب المذموم من السلفيين
و مقصود الشيخ عبد العزيز بن باز ليس مخالف لمعنى الآية الكريم التي تنهى عن تزكية النّفس بغير وجه حقّ لأنّ الإعلان بأنّ هناك من على هذا المنهج الحق في عصرنا هذا من المسلمين؛ لا يعتبر من التزكية المذمومة في شيء فلا تزال طائفة على الحق إلى قيام السّاعة.
الأخطاء في تجريح النّاس؛ هاته ليست بمجردها مخرجة للإنسان من إطار السلفية: مثلما لم يخرج العلماء بعض من وقع في التأويل للصفات من إطار أهل السّنة و الجماعة فكذلك الأخطاء في تجريح النّاس.
و لو أنّنا أخرجنا كل شخص أخطأ من السلفية سواء أكان خطؤوه في التجريح أو أي شيء آخر و قلنا لهم لا يصح لكم الإنتساب للسلفية و التسمي لهاته الأسباب لآل هذا إلى إنكار وجود طائفة على الحق في عصرنا هذا و معلوم بطلان هذا
و الحمد لله؛ السلفيين موجودين بكثرة و كثير منهم يصح له الإنتساب و التسمي بالسلفية، حتى الجماعة هاته المعروفة المُكثرة من الردود في الآونة الأخيرة؛ أخطاؤها لم توصلهم بعد إلى درجة أن ننكر عليهم تسميهم بالسلفية.
صحيح يبيّن بعض الأخطاء في إستعمال هاته النسبة لتمرير بعض الأفكار المنحرفة لبعض السلفيين على آخرين و لكن لا يصح إنكار نسبتهم للسلفية جملة و تفصيلا و عدم جواز إطلاقها عليهم جملة و تفصيلا
و الله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 07:15]ـ
ليس الكلام عن إخراجهم من السلفية أو عدمه
المراد أن كثيرا ممن يتسمى بالسلفي هو أبعد عن السلفية من غيره ممن لم يتسمى بها
كحال كثير من أفراد هذه الفرقة = فرقة التجريح عن جهل لا عن علم سواء كان جهلا مركبا أو بسيطا
فهذه الفرقة ينبغي الأخذ على يدها بقوة والتحذير منها ومن طريقتها وبيان مخالفاتهم للمنهج السلفي في المعاملة والتحزب ووزن المسائل والتعليم والتدريس والأخلاق وغير ذلك مما أخذه العلماء على هذه الفرقة
وكون اسم السلفية لا يسلب عنهم لموافقتهم لمنهج السلف في معظم مسائل الاعتقاد وكثير من مسائل المنهج _ وإن كان أكثرهم أخذها تقليدا عن شيوخه ولو ضلوا عن سبيل السلف لضلوا بضلالهم إذ يغلب على هذه الفرقة التقليد الأعمى مع جهل مركب ونسبته للسلف_ لا يمنع من القيام بذلك كما هو معلوم
وذلك أن ضررهم متعدي على غيرهم أكثر من غيرهم
ولأن ضررهم يتوجه إلى أهل السنة السلفيين _وإن لم يرضوا بذلك لاختلاف مفهوم السلفية عندهم عن مفهوم العلماء لها_ أكثر من غيرهم
المقصود أن بعض الخلافات بين الفرق التي يصدق عليها اسم السلفية قد تطوى ولا يشنع على صاحبها إما لأن الخلاف فيها سائغ أو لمصلحة طارئة أو نحو هذا
بخلاف أخطاء هذه الفرقة فإن ضررها أكبر من غيرها
ولا يقال هنا الخطأ ينبغي إنكاره مممن صدر منه بغض النظر عن صاحبه فليس هذا موضغه نحن نتكلم على أخص من هذا العموم
وبالجملة فإن هذه الفرقة أبعد الفرق _التي يصدق عليها اسم السلفية _ عن السلفية تعاملا وخلقا وتعليما ووزنا للمسائل
فمن أجل ذلك كثر الإنكار عليهم بالتسمي بالسلفية لكثرة ادعائهم لها وهم أبعد الناس عنها وتنصيب أنفسهم حكاما على أهلها يخرجون منها ما يشاؤون ويدخلون فيها ما يهوون
فينبغي على الطالب والمستفتي التفطن لكلام العلماء والبحث عن مرادهم بين السطور
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 09:18]ـ
يقول فضيلة الشيخ - وفقكم الله - نسمع بعض الناس يقولون: لا يجوز الانتساب إلى السلف، ويَعد السلفية حزب من الأحزاب القائمة في الوقت الحالي، فما رأيكم بهذا الكلام؟
فأجاب فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -:
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم السلف حزب الله، السلف حزب؛ لكنهم حزب الله، الله - جل وعلا - يقول: ((أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)).
السلف انحازوا إلى الكتاب والسنة وإلى الصحابة فصاروا حزب الله، وأما من خالفهم فهم أحزاب ضالة مخالفة.
الأحزاب تختلف هناك حزب الله، وهناك حزب الشيطان، كما في آخر سورة (المجادلة)، هناك حزب الله،وهناك حزب الشيطان، فالأحزاب تختلف.
فمن كان على منهج الكتاب والسنة؛ فهو حزب الله.
ومن كان على منهج الضلال؛ فهو حزب الشيطان.
وأنت تَخيّر، تكون من حزب الله، أو تكون من حزب الشيطان! تَخيّر!!
ثم سُئل حفظه الله:
يقول فضيلة الشيخ - وفقكم الله -:
بعض الناس يختم اسمه بـ (السلفي) أو (الأثري)، فهل هذا من تزكية النفس؟ أو هو موافق الشرع؟
فأجاب - حفظه الله -:
المطلوب أن الإنسان يتبع الحق .. المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق .. ويطلب الحق ويعمل به .. أما أنه يُسمى بـ (السلفي) أو (الأثري) أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا ..
الله يعلم - سبحانه وتعالى - ((قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم)).
فالتسمي (سلفي) (أثري) أوما أشبه ذلك، هذا لا أصل له، نحن ننظر إلى الحقيقة، ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى ..
قد يقول إنه (سلفي) وما هو بسلفي،، (أثري) وما هو بأثري ..
وقد يكون سلفياً وأثرياً وهو ما قال أني أثري ولا سلفي ..
فالنظر إلى الحقائق، لا إلى المسميات، ولا إلى الدعاوى ..
وعلى المسلم أنه يلزم الأدب مع الله - سبحانه وتعالى -.
لما قالت الأعراب آمنا، أنكر الله عليهم: ((قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا))
.. الله أنكر عليهم أنهم يصفون أنفسهم بالإيمان، وهم ما بعد وصلوا إلى هالمرتبة، توهم داخلين في الإسلام ..
أعراب جايين من البادية .. وادعوا أنهم صاروا مؤمنين على طول! لا .. أسلَموا دخلوا في الإسلام، وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئاً: ((ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)) ..
وكلمة (لمّا) للشيء الذي يُتوقع، يعني سيدخل الإيمان، لكن أنك تدعيه من أول مرة تزكية للنفس ..
فلا حاجة إلى أنك تقول أنا (سلفي) .. أنا (أثري) أنا كذا .. أنا كذا ..
عليك أن تطلب الحق وتعمل به .. تُصلح النية .. والله هو الذي يعلم - سبحانه - الحقائق.
http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=89
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 09:32]ـ
الاخ الفاضل فريد المرادي
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
مااحسن قول العلامة الفوزان حفظه الله الذي نقلته هنا
((((فالتسمي (سلفي) (أثري) أوما أشبه ذلك، هذا لا أصل له، نحن ننظر إلى الحقيقة، ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى ..
قد يقول إنه (سلفي) وما هو بسلفي،، (أثري) وما هو بأثري ..
وقد يكون سلفياً وأثرياً وهو ما قال أني أثري ولا سلفي ..
فالنظر إلى الحقائق، لا إلى المسميات، ولا إلى الدعاوى ..
وعلى المسلم أنه يلزم الأدب مع الله - سبحانه وتعالى -.
لما قالت الأعراب آمنا، أنكر الله عليهم: ((قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا))
.. الله أنكر عليهم أنهم يصفون أنفسهم بالإيمان، وهم ما بعد وصلوا إلى هالمرتبة، توهم داخلين في الإسلام ..
أعراب جايين من البادية .. وادعوا أنهم صاروا مؤمنين على طول! لا .. أسلَموا دخلوا في الإسلام، وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئاً: ((ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)) ..
وكلمة (لمّا) للشيء الذي يُتوقع، يعني سيدخل الإيمان، لكن أنك تدعيه من أول مرة تزكية للنفس ..
فلا حاجة إلى أنك تقول أنا (سلفي) .. أنا (أثري) أنا كذا .. أنا كذا ..
عليك أن تطلب الحق وتعمل به .. تُصلح النية .. والله هو الذي يعلم - سبحانه - الحقائق.
ـ[ابو البراء]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 10:06]ـ
السلام عليكم
و بمثله أجابني فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله قبل أكثر من خمس سنوات.
و قد كان الشيخ المحدث العلامة الألباني رحمه الله ينكر على من يسمي نفسه بالأثري كما أخبر ذلك تلميذه البار الشيخ شقرة حفظه الله و قد علقّ الشيخ على كلام العلامة الألباني بأنه من الأولى عدم التسمي بالسلفي.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 10:10]ـ
للتنبيه؛ الشيخ صالح الفوزان أجاز التسمي بالسلفية لمن هو على المنهج السلفي.
هو قال: لا حاجة فقط للتسمي، و بالفعل لا حاجة من حيث الأصل للتسمي بالسلفية أو السّنية أو الأثرية.
فالأمر؛ مباح لا أكثر و لا أقل.
الأخ أمجد؛ كلامك في مجمله أنا موافق عليه، و لكن أخالفك في: " أنّك جعلت الفرقة المشار إليها أبعد الفرق عن السلفية من بين مختلف أنواع الفرق السلفية" فهذا أنا لا أتّفق معك فيه
أبا البراء؛ يا أخي الفاضل: الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني -رحمه الله- يحثُ على التسمي بالسلفية في عصرنا الحالي و كان له دوره الفعال في نشر هاته التسمية و هذا بالتواتر معروف عنه و يرى أنّ من فوائدها: "الإختصار للدلالة على المنهج السلفي"، بل و ناقش من لا يستسيغها و هذا منشر في أشرطته
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 09:02]ـ
قال الشيخ أحمد فريد - حفظه الله -:
الأسماء الشريفة إذا قصد بها تفريق المسلمين وتفتيت جماعتهم تصير من دعوى الجاهلية، وهي منتنة كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -. فمع أن اسم المهاجرين واسم الأنصار من الأسماء الشريفة التي تدل على شرف أصحابها، وقد سماهم الله - عز وجل - بهذه السماء على سبيل المدح لهم، فقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) [التوبة: من الآية 100]
وكان للمهاجرين راية في القتال وللأنصار راية، إلا أن هذه الأسماء لما استعملت الاستعمال الخاطئ لتفريق المسلمين وإحياء العصبيات الجاهلية، أنكر ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: (دعوها فإنها منتنة). وكذا - والله أعلم - اسم السلفية، وأهل السنة، أو أنصار السنة، إذا تعصب أصحاب هذه الأسماء لها ولم يكن ولاؤهم للمنهج، فإن هذا يدخل في الذم المذكور، ويكون ذلك من دعوى الجاهلية، والجماعة المقصودة بحديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة هم الصحابة ومن كان على معتقدهم وفهمهم للكتاب والسنة.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 04:04]ـ
وفيكم بارك الله أخي أبا محمد الغامدي، وهذه كلمة قيِّمة لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -، ومن استطاع تفريغها لإخوانه فلا يتأخر جزاه الله خيراً ...
نبذة عن الكلمة: مسألة حساسة ويكثر السؤال عنها، حول مدى صحة التسمي بالسلفية وفلان سلفي وجماعة سلفية؟! وهل للمسميات الإسلامية مستندٌ شرعي؟! في هذا المقطع النادر يبين الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الكلام حول هذه القضية. (طريق الإسلام)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=37381
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 05:07]ـ
التسمي بالسلفي والأثري بالحق - أخرجنا بهذا كل من يتسمى بالباطل - لا مرية في جوازه بل واستحبابه في أحوال بل ووجوبه في غيرها.
وهذا التسمي لم يأتي من فراغ بل هو نتيجة السؤال عن عقيدة المسئول فلابد من إجابة: إما أن تكون سلفيا وهم جماعة واحدة متفرقون في أرض الله وهم نزاع القبائل كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وإما أن تكون خلفيا من المتردية والنطيحة وما أكل السبع من أهل الأهواء المفارقين للسلفية وأهلها.
ويعلم العاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد امتحن الجارية بالسؤال عن اعتقادها فقال لها أين الله؟
وألف أهل العلم أجزاء في ذلك ومنها كتب العقائد حتى ادخلوا المسح على الخفين ليميز الخبيث السني من الخبيث الرافضي!!
وهناك جزء لعبد الواحد الشيرازي المقدسي اسمه (امتحان السني من البدعي) والكتاب عبارة عن اسئلة وجواب أهل السنة عليها وفي مقابلة جواب الفرقة المخالفة لهم!!
لدرجة أنه رحمه الل أورد هذا السؤال وهو (447 ط دار الإمام مالك):
يسأل - الممتحن - عن الأمر المطلق , هل هو على الوجوب أم لا؟
فإن قال: على الوجوب , فهو سني.
وإن قال: لا , فهو أشعري.
ثم أورد أدلة أهل السنة على صحة مذهبهم؟!!!
فرحمه الله رحمة واسعة وجميع سلفنا الصالح على هذا المنهج القويم المنقي لدين رب العالمين من البدع والمحدثات وإن زخرفت بالقول.
والسؤال الأن الذي يطرح نفسه ما الفرق عند الذي يُفرّق بين السني والسلفي؟
فهذا المفرّق بين التسميتين إما أنه يدخل الأشاعرة والماتردية في مسمى أهل السنة وهذا باطل عند كل سني سلفي بحق.
وإما أنه يهرف بما لا يعرف وحقه السؤال وإفادتنا إن وجد الفرق, والله أعلم
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 05:17]ـ
وهذا تفريغ لجواب الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -:
السؤال: هل يجوز التسمي بالسلفية؟
الجواب: أولا يجب أن يعلم أن الإسلام لما صار هو سمة المستجيبين للرسول - عليه الصلاة والسلام - ألغيت الأسماء التي كانت عندهم إلا اسم الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله - تعالى -: 'يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء علي الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم النصير' سورة الحج (77)، (78).
إذن اسم المسلمين، المؤمنين هذه أسماء شرعية هي الأسماء التي يقال عنها شرعية، لأنها جاءت بالنص.
هناك أسماء للتعريف، هذه الأسماء التعريفية لا بأس بها مالم تؤدي إلى مفسدة، من أعظم الأسماء التعريفية اسم المهاجرين والانصار، فهما اسمان نص الله - جل وعلا - عليهما في القرآن وأقر النبي - صلى الله عليه وسلم - بل سمى هو المهاجرين والانصار لما حصل التعصب في المؤمنين لاسم المهجرين وحصل التعصب من الانصار لاسم الانصار صارت جاهلية.
لما كان في أحد الغزوات إختلف غلامان أحدهما أنصاري والآخر مهاجري فقال المهاجري: يا للمهاجرين - يطلب المهاجرين -وقال الأنصاري: يا للأنصاري - يطلب الأنصار - هذه نخوة من كلا الطرفين فغضب النبي - عليه الصلاة والسلام - وقال: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم.
فدل أن التعصب والولاء لاسم دون غيره هذا خرج عن مقتضى التعريف إلى التعصب له والولاء عليه والدعوة للمناصرة الخاصة به فدل هذا أنه مذموم ومطرح شرعي مع أن اسم المهاجرين والأنصار شرعي.
تطاول الزمن جاءت أسماء الحنفية الحنابلة الشافعية المالكية أسماء أقرها أهل العلم لما ظهرت للتعريف بها يعرف أن هؤلاء يمثلون مدرسة التي تتبع الإمام مالك، يمثلون المدرسة التي تتبع الإمام الشافعي، يأخذون بفقهه لكن لما آل الامر إلى أن يتعصب الشافعية للشافعية ويعطون الولاء لها ويتعصب الحنفية لها ويتعصب المالكية لها حتى يلغون الآخر بمعنى أنهم لا يعرفون الحق دون غيره ويبطلون غيرهم حصلت مشاحنات تحولت من اسم تعريفي الى اسم يوالى عليه ويعادى مثل ماذكر: ياقوت الحموي في -معجم البلدان - قال: وفي رحلتي إلى أرض خرسان مررت ببلد فيها طائفة من الأحناف وطائفة من الشافعية وكان بينهما من الكره والبغضاء ما أيقنت أنهم سيتقاتلون فغبت، ثم بعد سنين مررت بتلك البلد فلم أجد أحدا منهم يذكر فسألت فقالوا وقعت بينهم مقتلة فتفرقوا.
السبب: هو أنه تحول الاسم من التعريف الى التعصب عليه، إلا أن يكون مساويا لاسم المسلمين يوالى عليه ويعادى فهذا أدى إلى هذا المنكر العظيم، ثم آل الأمر إلى أسماء أخر تعريفية أقر بها من جهة التعريف.
إذا تبين ذلك هنا نأتي إلى السؤال وهو اسم السلفية؟
اسم السلفية: اسم حادث أطلق على من كان يتبع السلف الصالح في الإعتقاد وفي السلوك والعمل لما كثرت الفئات الأخرى المنحرفة عن نهج السلف الصالح مثل الأشاعرة والمرجئة والكرامية والجهمية ... إلخ. هذه فئات تعريفية.
سمي من لزم السنة وطريقة السلف الصالح ولم يخرج عن مقتضى الدليل سمي بعدة أسماء: منهم من سماها: السلف، السلفية، أهل السنة والجماعة، الجماعة، أهل الحديث ونحو ذلك.
فهو اسم للتعريف يبين أن هذه الفئة هي التي حرصت على السنة وحضت عليها وتركت البدع والأهواء ونصرت قول أئمة السنة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم فهم يحمدون على هذا المسلك ويشكرون عليه.
لكن السلفية من جملة المسلمين، فهناك من المسلمين من هو مسلم بطبيعته، لو دققت فيه فهو سلفي من حيث ما هو عليه، وكذلك ممن هو منتمي إلى بعض التيارات إذا أتيت إلى معتقده وما هو عليه يكون هو سلفي في الجملة، أو عنده كثير من متابعة السلف ونحو ذلك.
هنا نقول: إذا تحولت هذه الأسماء إلى أحزاب صارت السلفية حزبا يوالى عليها ويعادى، صار أهل الحديث حزبا يوالى عليه ويعادى فهذا له نصيب من المعاداة والموالاة على إسم المهاجرين أو على إسم الأنصار فلا يصوغ.
أما إذا كانت للتعريف بهم و أنهم أهل الحق في دين الله - جل وعلا -، والمتبعين للسنة، والمناصرون لها من هذه الجهة وفيهم كما ووصف شيخ الإسلام بن تيمية في أخر الواسطية: فيهم من الصفات أنهم أهل الرحمة بالمؤمنين، و أهل النصيحة لهم، وأهل الصلاح و قيام الليل، وعبادة الله - جل وعلا -، وأهل الأخلاق الفاضلة والصدق، وترك الكذب ومجانبة الباطل والحرص على الحق؛ فهؤلاء هم الذين فعلا نرى بما فيهم من الصفات أنهم الأحق بوصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله - عليه الصلاة والسلام -:خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذيم يلونهم - الحديث -.
وقال تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذالك الفوز العظيم) (سورة التوبة: 100).
فكل من تبع السلف بهذا المعتقد بالإحسان فله نصيب من أن يكون معهم.
أما الموالاة والمعاداة والطعن، هذا يطعن فيه لأجل أنه ليس منتمي لهذه الفئة لا، إنما يذم الناس يمدحون ويذمون لأجل الإسلام وليس لأجل شعار أخر.
- اهـ -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 06:48]ـ
هنا نقول: إذا تحولت هذه الأسماء إلى أحزاب صارت السلفية حزبا يوالى عليها ويعادى، صار أهل الحديث حزبا يوالى عليه ويعادى فهذا له نصيب من المعاداة والموالاة على إسم المهاجرين أو على إسم الأنصار فلا يصوغ.
جزى الله الشيخ صالح آل الشيخ خير الجزاء
المسألة تحتاج إلى فقه فقهاء لا فقه حدثاء ونظر إلى المصالح والمقاصد
وهذا الذي ذكره الشيخ صالح ونبه عليه إخوانُه العلماء ينطبق على فرقة التجريح بغير حق وغيرها من الفرق
فلا يقبل منهم التسمي بالسلفية
بل غيرهم أحق بها وأهلها
ـ[معترك النظر]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 08:16]ـ
ليس الكلام عن إخراجهم من السلفية أو عدمه
المراد أن كثيرا ممن يتسمى بالسلفي هو أبعد عن السلفية من غيره ممن لم يتسمى بها
كحال كثير من أفراد هذه الفرقة = فرقة التجريح عن جهل لا عن علم سواء كان جهلا مركبا أو بسيطا
فهذه الفرقة ينبغي الأخذ على يدها بقوة والتحذير منها ومن طريقتها وبيان مخالفاتهم للمنهج السلفي في المعاملة والتحزب ووزن المسائل والتعليم والتدريس والأخلاق وغير ذلك مما أخذه العلماء على هذه الفرقة
وكون اسم السلفية لا يسلب عنهم لموافقتهم لمنهج السلف في معظم مسائل الاعتقاد وكثير من مسائل المنهج _ وإن كان أكثرهم أخذها تقليدا عن شيوخه ولو ضلوا عن سبيل السلف لضلوا بضلالهم إذ يغلب على هذه الفرقة التقليد الأعمى مع جهل مركب ونسبته للسلف_ لا يمنع من القيام بذلك كما هو معلوم
وذلك أن ضررهم متعدي على غيرهم أكثر من غيرهم
ولأن ضررهم يتوجه إلى أهل السنة السلفيين _وإن لم يرضوا بذلك لاختلاف مفهوم السلفية عندهم عن مفهوم العلماء لها_ أكثر من غيرهم
المقصود أن بعض الخلافات بين الفرق التي يصدق عليها اسم السلفية قد تطوى ولا يشنع على صاحبها إما لأن الخلاف فيها سائغ أو لمصلحة طارئة أو نحو هذا
بخلاف أخطاء هذه الفرقة فإن ضررها أكبر من غيرها
ولا يقال هنا الخطأ ينبغي إنكاره مممن صدر منه بغض النظر عن صاحبه فليس هذا موضغه نحن نتكلم على أخص من هذا العموم
وبالجملة فإن هذه الفرقة أبعد الفرق _التي يصدق عليها اسم السلفية _ عن السلفية تعاملا وخلقا وتعليما ووزنا للمسائل
فمن أجل ذلك كثر الإنكار عليهم بالتسمي بالسلفية لكثرة ادعائهم لها وهم أبعد الناس عنها وتنصيب أنفسهم حكاما على أهلها يخرجون منها ما يشاؤون ويدخلون فيها ما يهوون
فينبغي على الطالب والمستفتي التفطن لكلام العلماء والبحث عن مرادهم بين السطور
كلام رائع وجميل وليت أفراد هذه الفرقة يتأملونه بعدل وإنصاف!!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 09:57]ـ
الانتساب إلى السلف جائزٌ بالإجماع كما ذكر ذلك شيخُ الإٍسلام ابنُ تيمية رحمه الله.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 10:11]ـ
هذا الكلام في غير محل النزاع
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 01:18]ـ
يا أمجد الفلسطيني ويا فريد المرادي
على افتراض أنني أُغالي في بعض مسائل العقيدة الصحيحة فهل يجوز لي وأنا على هذا الحال التسمي بأبي عمر السني؟
أو سينكر عليّ من أمثالكم؟!
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 01:53]ـ
وللتنبيه كلام الفوزان وآل الشيخ حفظهما الله يخرج من مشكاة واحدة والنهي فيه يُحمل على المتعلقات المذمومة من التسمية لا على جواز ذات التسمية!
فلا تستدلا بالحق على الباطل هداني الله وإيالكم.
ـ[الهاشمي]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 01:59]ـ
بارك الله فيك أخي أبو عمر السلفي على إنتسابك للسلف الصالح، وهو فخر لك ولكل مسلم أن ينتسب للسلف.
قال الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رده على الصابوني مايلي:
ثم نعى الكاتب الشيخ محمد علي الصابوني في مقاله الثاني على المسلمين تفرقهم إلى سلفي وأشعري وصوفي وماتوريدي. . إلخ. ولا شك أن هذا التفرق يؤلم كل مسلم ويجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق ويتعاونوا على البر والتقوى , ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة وغايات محمودة يحمد عليها سبحانه ولا يعلم تفاصيلها سواه , ومن ذلك التمييز بين أوليائه وأعدائه والتمييز بين المجتهدين في طلب الحق والمعرضين عنه المتبعين لأهوائهم إلى حكم أخرى , وفي ذلك تصديق لنبيه صلى الله عليه وسلم ودليل على أنه رسول الله حقا لكونه صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن هذا التفرق قبل وقوعه فوقع كما أخبر حيث قال صلى الله عليه وسلم: سنن أبو داود السنة (4597) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 102) ,سنن الدارمي السير (2518). ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ". قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: " هي الجماعة وفي رواية أخرى قال: سنن الترمذي الإيمان (2641). ما أنا عليه وأصحابي. وهذا يوجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق وأن يردوا ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول لقول الله عز وجل: سورة النساء الآية 59 فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقوله سبحانه: سورة الشورى الآية 10 وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ وهاتان الآيتان الكريمتان تدلان على أن الواجب على المسلمين رد ما تنازعوا فيه في العقيدة وغيرها إلى الله سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وبذلك يتضح الحق لهم وتجتمع كلمتهم عليه ويتحد صفهم ضد أعدائهم. أما بقاء كل طائفة على ما لديها من باطل وعدم التسليم للطائفة الأخرى فيما هي عليه من الحق فهذا هو المحذور والمنهي عنه وهو سبب تسليط الأعداء على المسلمين , واللوم كل اللوم على من تمسك بالباطل وأبى أن ينصاع إلى الحق , أما من تمسك بالحق ودعى إليه وأوضح بطلان ما خالفه فهذا لا لوم عليه بل هو مشكور وله أجران أجر اجتهاده وأجر إصابته للحق.
الله يصلح أحوال المسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 02:20]ـ
كلام العلماء واضح
من خالف منهج السلف لا يقبل منه التسمي بالسلفي
كما أن الأشعري لو جاء وقال أنا سلفي لم يقبل منه
فكذلك كل من خالف منهج السلف لا تقبل منه هذه النسبة وهذه الدعوى
وهكذا الامر ينسحب في كل نسبة سني سلفي أثري .........
والوقت أنفس من أن يضيع في الحكم على شخصك
الكلام هنا عن التأصيل والكليات
أصل التسمية جائز لكن قد يمنع البعض من التسمي بها وتسلب منه ولا يصح إطلاقها عليه بحسب الشخص والمكان والمصلحة والمفسدة
وعلى هذا ينزل كلام العلماء
فالعلماء الذين أنكروا هذه التسمية لم يريدوا عدم جواز الانتساب للسلف الصالح كما يفهمه منهم بعض الجهلة
وإنما مرادهم ما تقدم من تفصيل والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 02:24]ـ
للأسف بعض الطلبة لم يفهم مواطن اتفاق العلماء ونزاعه في المسألة فذهب يضرب كلامهم بعضه ببعض ويورد نصوصا ليست في محل النزاع
وقد نبهت من قبل ان المسألة تحتاج إلى فقه عال وفقه نفس وفقه دعوة وفقه واقع ونظرة بعيدة لا سطحية ولا قاصرة
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 02:31]ـ
يا أخي الكريم؛ لا يوجد لنا أي حق أو مصلحة في أن نَسلب عن إخواننا المُجرّحين اسم السلفية. هم أخطؤوا: معظمهم كان مقلّدا لمن كان يظنّه مصيبا للحق في هاته المسائل من العلماء و العلماء منهم هم مجتهدون. انتسابهم للسلفية لا علاقة له بالعجب و التزكية المذمومة للنفس. وفقهم الله و هداهم لما فيه خير.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 05:12]ـ
فكذلك كل من خالف منهج السلف لا تقبل منه هذه النسبة وهذه الدعوى
هذا قيد باطل ويدل على عدم تحرير مراد أهل العلم في كلامهم السابق.
فكثير من العلماء السلفيين خالفوا منهج السلف في شيء قل أو كثر
فهذا الهروي وذاك ابن خزيمة وما يُنسب لشيخ الإسلام وتلميذه من القول بفناء النار بل لم يعصم من المخالفة أكابر ائمة الإسلام من التابعين فضلا عمن دونهم.
فلا يقول عالم أو عاقل لا يجوز لهم أن ينتسبوا إلى السلف!!
والعبرة في اعتبار الخلاف من عدمه وهل صاحبه مجتهدا بإجتهاد له وجه وإن ضعف أو هو صاحب هوى فيه.
وهكذا الامر ينسحب في كل نسبة سني سلفي أثري
هذه نسبة واحدة ولا فرق بينها البتة بل وزد عليها النسبة لأهل الحديث
فمن أنتسب إلى أهل الحديث أو إلى السلف أو إلى الأثر أو إلى السنة حقا وصدقا فهو منتسب لنحلة واحدة وهي النحلة الناجية أهلها والمنصورة طائفتها في الدنيا والأخرة , والله أعلم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 05:15]ـ
بارك الله فيك أخي أبو عمر السلفي على إنتسابك للسلف الصالح، وهو فخر لك ولكل مسلم أن ينتسب للسلف.
قال الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رده على الصابوني مايلي:
ثم نعى الكاتب الشيخ محمد علي الصابوني في مقاله الثاني على المسلمين تفرقهم إلى سلفي وأشعري وصوفي وماتوريدي. . إلخ. ولا شك أن هذا التفرق يؤلم كل مسلم ويجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق ويتعاونوا على البر والتقوى , ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة وغايات محمودة يحمد عليها سبحانه ولا يعلم تفاصيلها سواه , ومن ذلك التمييز بين أوليائه وأعدائه والتمييز بين المجتهدين في طلب الحق والمعرضين عنه المتبعين لأهوائهم إلى حكم أخرى , وفي ذلك تصديق لنبيه صلى الله عليه وسلم ودليل على أنه رسول الله حقا لكونه صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن هذا التفرق قبل وقوعه فوقع كما أخبر حيث قال صلى الله عليه وسلم: سنن أبو داود السنة (4597) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 102) ,سنن الدارمي السير (2518). ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ". قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: " هي الجماعة وفي رواية أخرى قال: سنن الترمذي الإيمان (2641). ما أنا عليه وأصحابي. وهذا يوجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق وأن يردوا ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول لقول الله عز وجل: سورة النساء الآية 59 فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقوله سبحانه: سورة الشورى الآية 10 وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ وهاتان الآيتان الكريمتان تدلان على أن الواجب على المسلمين رد ما تنازعوا فيه في العقيدة وغيرها إلى الله سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وبذلك يتضح الحق لهم وتجتمع كلمتهم عليه ويتحد صفهم ضد أعدائهم. أما بقاء كل طائفة على ما لديها من باطل وعدم التسليم للطائفة الأخرى فيما هي عليه من الحق فهذا هو المحذور والمنهي عنه وهو سبب تسليط الأعداء على المسلمين , واللوم كل اللوم على من تمسك بالباطل وأبى أن ينصاع إلى الحق , أما من تمسك بالحق ودعى إليه وأوضح بطلان ما خالفه فهذا لا لوم عليه بل هو مشكور وله أجران أجر اجتهاده وأجر إصابته للحق.
الله يصلح أحوال المسلمين
وفيك بارك أخي الهاشمي ونفعنا الله بما نقلت من كلام الإمام ابن باز جمعنا الله وإياكم به و رفع الله درجته في عليين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهاشمي]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 06:41]ـ
لا يفرق كثير من الناس بين الإنتساب والمحاكاة، فقول أنا سلفي هو من باب الإنتساب لمذهب السلف وهو جائز كما أعلم من أقوال أهل السنة والجماعة، أما المحاكاة فهي غير مستطاعة في القرون المتأخرة.
وقد جاء عن الإمام سليمان بن عبد الله الحنبلي وهو من أئمة الدعوة المباركة (دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب) في آخر كتاب له مايلي:
وقع الفراغ من نسخ هذه المسائل الفقهية في آخر اليوم السادس والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة 1329 بمعونة الله الفرد الصمد، بقلم عبده الفقير إليه، الغني به عما سواه -إن شاء الله- سليمان بن عبد الله بن سليمان بن ماجد الحنبلي مذهبًا، والسلفي معتقدا، غفر المولى له ولوالديه ولمعلميه وللمسلمين والمسلمات آمين.
المرجع: موسوعة المؤلفات العلمية لأئمة الدعوة النجدية
وجاء عن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتابه: منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس عند حديثه عن الإمام محمد بن عبد الوهاب مايلي:
فمنهم من قصّ علينا نبؤه ووصل، ومنهم من انقطع عنا خبره وما اتصل. وأحق أهل القرن الثاني عشر عند من خبر الأمور وسبر، ووقف على ما قرره أهل العلم والأثر: من حصول الوصف الكاشف المعتبر شيخ الإسلام والمسلمين المجدد لما اندرس من أصول الملة والدين، السلفي الأول وإن تأخر زمانه عند من عقل وتأمل، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى وأجزل له الثواب.
فهل هؤلاء الأئمة الأعلام يزكون أنفسهم؟؟؟!!!
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ بن حنفية العابدين في رسالته "المخرج من تحريف المنهج "
فإذا قيل: إن هذا الوصف لا بد منه للتمييز في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل , وتعددت الجماعات والفرق , فالجواب أن تعدد الجماعات ليس بالأمر الجديد , وأهل الحق فيما مضى كانوا متميزيين بعقيدتهم ومنهاجهم , لا بهذا الوصف وحده , إذ العبرة ليست برفع الشعار بقدر ماهي في اعتقاد خيرية القرون الثلاثة , وحب منهج السلف , وترجمة هذه المحبة بمتابعتهم والتزام هديهم , أما مجرد الوصف فلا تمييز به , اللهم إلا أن يسأل المرء عن عقيدته ومنهجه , أو يكون هذا التمييز في جوانب عملية ظاهرة لا تخفى , فهذا لا انفكاك منه , وكثير من التصرفات التي نراها عند بعض المنتسبين ليست من هدي السلف في شيئ.
وعليه فالذي يوصف بهذا الوصف هو المنهج نفسه , والعلماء الذين جاوزوا القنطرة , أما الفرد المسلم فهو مطالب باتباع الحق , لا بزعم الوصف , وقد يكون الشخص مع أناس في الظاهر , وهو لا يجمعه بهم غير المظاهر.
,,, إن العبرة ليست بالأسماء والأوصاف , ولا برفع الشعارات , بقدر ما هي بمعرفة المنهج ومحبته , والتزامه حقاً ونصرته , والصبر على لأواء الطريق ومحنته , والاتصاف بما كان متصفاً به الرعيل الأول من حفظة هذا الدين وحملته , والعمل على نشر ذلك في الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن , وليعلم أن أهل السنة والجماعة , ليسوا قلة في الأمة , بل هم سوادها وغالبها , وغيرهم هو الشاذ القاصي , وكون هذا السواد يجهل دينه ليس فيه ما ينقض به هذا , فإنه من تقصيرنا , وهو حالة عارضة تسببت عن فعلنا.
وحيث إن الله تعالى قد سمانا مسلمين ومؤمنين , فلنكتف بما سمانا الله به من وصف الإسلام والإيمان , ولأن الوصف قد يكون محموداً شرعاً ومحبوباً , فإن أدى إلى فرقة , أو جعل ذريعة إلى ما لم يشرعه الله ,, ينبغي أن يتريث في إطلاقه , وحسبك من هذا وصف المهاجرين والأنصار , وهو الثابت بنص القرآن , بحيث إن الله تعالى جعل هذه الأمة أقساماً ثلاثة مهاجرين وأنصاراً ومن تابعهم بإحسان , في موضعين من القرآن , ومع ذلك لما تنادى الناس به في غير ما هو له ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مابال دعوى الجاهلية " , والمراد بدعوى الجاهلية هنا ليست الوصف نفسه , بل تحريفه عن المقصود منه , وتسخيره لخدمة مالم يشرع له.
ليس لأهل السنة لقب يعرفون به , ولا نسبة ينتسبون إليها , إلا كونهم على السمة , وإن كان الرجال المعروفون باتباع الحق , يقول عنهم غيرهم من المترجمين والمؤرخين لأعمالهم: إنهم كانو على منهج السلف , وقد كانوا يذكرونهم بمفردات من صالح الأعمال تميزوا بها , كصبغ اللحى وتشمير الثياب وغيرها كما تراه في كتب الرجال ,فليترك هذا الوصف يطلقه المنصفون من أهل العلم والإيمان على غيرهم , حتى يكون من حسن الأحدوثة , وقد يقال عن الشخص شيئ من ذلك في حياته , فيكون من عاجل بشرى المؤمن , أما منهج السلف وعقيدتهم فلا يتوقف اتباعها على رفع الشعار.
قال بعض الأئمة وقد سئل عن السنة:" السنة مالااسم له سوى السنة , وأهل البدع ينتسبون إلى المقالة تارة , وإلى القاءل تارة , وأهل السنة بريئون من هذه النسب كلها , وإنما نسبتهم إلى الحديث والسنة (مختصر الصواعق لابن القيم:575).
أجل , إن انتساب متبع السنة إلى السلف الصالح , ليس كانتساب الآخرين إلى متبوعيهم , لكن الانتساب الحق يكون بمضمون ماكانوا عليه أصولاً وفروعاً وسلوكاص , عقيدة ومنهجاً , لا بمجرد إطلاق الوصف الذي ليس من واجبات الدين , ولا من فعل السلف المرحومين , وإنما الواجب سلوك سبيل الأولين , من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين , فاعجب بعد هذا إذا قلت لك إن بعض الجهلة ادعى الإجماع على هذه التسمية , فأبدى عن جهل عريض , ولم يدر هذا المسكين الفرق بين المضمون الذي هو محل الإجماع , والوصف الذي هو موضع النزاع , ولا نزاع!! , والتميز الذي يقدمه بعض الناس مسوغاً لإطلاق هذا الوصف الكريم في هذا الزمن الذي كثرت فيع الفرق الضالة , والجماعات الشاذة , لا يحصل بمجرد زعم الوصف , بل باتباع الحق , ولو ممن لم يتدثر بهذا الدثار , فإن الحق عليه نور , وليس حاصلاً البتة بشهادة الزور , أما المتشبع بما لم يعط فكلابس ثوبي زور , والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 10:41]ـ
يا أخي الكريم؛ لا يوجد لنا أي حق أو مصلحة في أن نَسلب عن إخواننا المُجرّحين اسم السلفية. هم أخطؤوا: معظمهم كان مقلّدا لمن كان يظنّه مصيبا للحق في هاته المسائل من العلماء و العلماء منهم هم مجتهدون. انتسابهم للسلفية لا علاقة له بالعجب و التزكية المذمومة للنفس. وفقهم الله و هداهم لما فيه خير.
لا تخلط بين حكمين
أما هذه الفرقة فقد قلت من قبل:
ليس الكلام عن إخراجهم من السلفية أو عدمه
المراد أن كثيرا ممن يتسمى بالسلفي هو أبعد عن السلفية من غيره ممن لم يتسمى بها
كحال كثير من أفراد هذه الفرقة = فرقة التجريح عن جهل لا عن علم سواء كان جهلا مركبا أو بسيطا
فهذه الفرقة ينبغي الأخذ على يدها بقوة والتحذير منها ومن طريقتها وبيان مخالفاتهم للمنهج السلفي في المعاملة والتحزب ووزن المسائل والتعليم والتدريس والأخلاق وغير ذلك مما أخذه العلماء على هذه الفرقة
وكون اسم السلفية لا يسلب عنهم لموافقتهم لمنهج السلف في معظم مسائل الاعتقاد وكثير من مسائل المنهج _ وإن كان أكثرهم أخذها تقليدا عن شيوخه ولو ضلوا عن سبيل السلف لضلوا بضلالهم إذ يغلب على هذه الفرقة التقليد الأعمى مع جهل مركب ونسبته للسلف_ لا يمنع من القيام بذلك كما هو معلوم
وذلك أن ضررهم متعدي على غيرهم أكثر من غيرهم
ولأن ضررهم يتوجه إلى أهل السنة السلفيين _وإن لم يرضوا بذلك لاختلاف مفهوم السلفية عندهم عن مفهوم العلماء لها_ أكثر من غيرهم
المقصود أن بعض الخلافات بين الفرق التي يصدق عليها اسم السلفية قد تطوى ولا يشنع على صاحبها إما لأن الخلاف فيها سائغ أو لمصلحة طارئة أو نحو هذا
بخلاف أخطاء هذه الفرقة فإن ضررها أكبر من غيرها
ولا يقال هنا الخطأ ينبغي إنكاره مممن صدر منه بغض النظر عن صاحبه فليس هذا موضغه نحن نتكلم على أخص من هذا العموم
وبالجملة فإن هذه الفرقة أبعد الفرق _التي يصدق عليها اسم السلفية _ عن السلفية تعاملا وخلقا وتعليما ووزنا للمسائل
فمن أجل ذلك كثر الإنكار عليهم بالتسمي بالسلفية لكثرة ادعائهم لها وهم أبعد الناس عنها وتنصيب أنفسهم حكاما على أهلها يخرجون منها ما يشاؤون ويدخلون فيها ما يهوون
أما عن بعض الأشخاص سواء كان من هذه الفرقة أو غيرها فقد قلت:
أصل التسمية جائز لكن قد يمنع البعض من التسمي بها وتسلب منه ولا يصح إطلاقها عليه بحسب الشخص والمكان والمصلحة والمفسدة
ولا أريد أن أضرب بعض الأمثلة حتى لا يُساق النقاش حوله ونترك الأصل
المقصود أن كثيرا ممن يتسمى بهذه التسمية من هذه الفرقة وغيرها هو أبعد الناس عن منهج السلف
فمن كانت هذه حاله كيف تقبلون منه هذه التسمية؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 10:53]ـ
هذا قيد باطل ويدل على عدم تحرير مراد أهل العلم في كلامهم السابق.
فكثير من العلماء السلفيين خالفوا منهج السلف في شيء قل أو كثر
فهذا الهروي وذاك ابن خزيمة وما يُنسب لشيخ الإسلام وتلميذه من القول بفناء النار بل لم يعصم من المخالفة أكابر ائمة الإسلام من التابعين فضلا عمن دونهم.
فلا يقول عالم أو عاقل لا يجوز لهم أن ينتسبوا إلى السلف!!
والعبرة في اعتبار الخلاف من عدمه وهل صاحبه مجتهدا بإجتهاد له وجه وإن ضعف أو هو صاحب هوى فيه.
رمتني بدائها وانسلت ......
اخراج الناس من السلفية بسبب خطأ أو اثنين أو لأدنى مخالفة ليس من شأنها اخراج صاحبها من دائرة السلفية إنما هو ديدن هذه الفرقة بشهادة جميع الفرق المعاصرة لها
قولي _هداك الله_ "فكذلك كل من خالف منهج السلف لا تقبل منه هذه النسبة وهذه الدعوى"
أقصد المخالفة المخرجة عن دائرة السلفية
فكيف تقيس على أخطاء ابن خزيمة ونحوه
الخلل عند كثير من أفراد فرقتكم منهجي يطرح صاحبه ويخرجه من دائرة السلفية
أما ابن خزيمة ونحوه فمنهجهم منهج سلفي
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 08:22]ـ
قولي _هداك الله_ "فكذلك كل من خالف منهج السلف لا تقبل منه هذه النسبة وهذه الدعوى"
أقصد المخالفة المخرجة عن دائرة السلفية
سئل سائل الشيخ الغديان حفظه الله ورعاه
فأجاب الشيخ.
فقال السائل يا شيخ أنا قصدي كذا وكذا!!!
فقال الشيخ حفظه الله: قصدك خله في نفسك والعبرة بما نطقت به!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعلم يا أمجد من طريقة طلاب العلم فضلا عن أهله عدم الإطلاق في التعاريف وهم يحسبون الكلمة والمراد منها فأحذر.
اخراج الناس من السلفية بسبب خطأ أو اثنين أو لأدنى مخالفة ليس من شأنها اخراج صاحبها من دائرة السلفية إنما هو ديدن هذه الفرقة بشهادة جميع الفرق المعاصرة لها
ثم تتناقض وتقول
الخلل عند كثير من أفراد فرقتكم منهجي يطرح صاحبه ويخرجه من دائرة السلفية
فعلاً رمتني بدائها وانسلت
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 09:26]ـ
حدث خلل وتم إصلاحه
********
سئل سائل الشيخ الغديان حفظه الله ورعاه
فأجاب الشيخ.
فقال السائل يا شيخ أنا قصدي كذا وكذا!!!
فقال الشيخ حفظه الله: قصدك خله في نفسك والعبرة بما نطقت به!
وأعلم يا أمجد من طريقة طلاب العلم فضلا عن أهله عدم الإطلاق في التعاريف وهم يحسبون الكلمة والمراد منها فأحذر.
كلام الشيخ ليس في صالحك ولازلت أقول أنكم لا تفهمون كلام أهل العلم كبعض الفرق القديمة
محل كلام الشيخ شفاه الله إذا لم يكن الكلام واضحا أو غير دال على المراد
وكلامي أنا واضح ولكن لسوء فهمك له بينت قصدي منه على سبيل التكرار
فالخلل في فهمك لا في كلامي
اخراج الناس من السلفية بسبب خطأ أو اثنين أو لأدنى مخالفة ليس من شأنها اخراج صاحبها من دائرة السلفية إنما هو ديدن هذه الفرقة بشهادة جميع الفرق المعاصرة لها
ثم تتناقض وتقول
الخلل عند كثير من أفراد فرقتكم منهجي يطرح صاحبه ويخرجه من دائرة السلفية
فعلاً رمتني بدائها وانسلت
هذا التناقض إنما هو ذهنك فقط
ولا أدري أين هذا التناقض
من الأخطاء ما لا يخرج من السلفية ومنها ما هو مخرج وأيضا الحكم على الشخص يختلف باختلاف الأشخاص وأصولهم وقواعدهم
فبعض أفراد هذه الفرقة منهجه مصادم لمنهج السلف فلا يقبل منه الانتساب إليهم
************
تنبيه: النقاش بدأ ينحرف عن مساره الذي وضع له فأي مشاركة مخالفة سيتم تحريرها
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 12:59]ـ
بارك الله فيكم ...
وكلام الشيخ ابن باز أشبه بالأصول من كلام غيره من أهل العلم وفي كلام بعضهم خطأ ظاهر ...
فمثلاً: الموالاة والمعاداة على السلفية مستحبة بل واجبة بحسبها وبشرط ألا تتعدى حدها بحيث تطغى على حق الإسلام العام ... وأرجو ألا يكون قائل هذا الكلام المنتقد يريد ما تبادر إلى ذهني من كلامه فنفي الخطأ عنه أحب إلي ..
أما عن التزكية ... فليس لفظ السلفي بأولى من لفظ المؤمن ... ونحن متفقون -إن شاء الله- على جواز قول الإنسان أنا مؤمن على معنى عدم الشك في الإيمان مع تخليص النفس من إرادة التزكية ... وليس لفظ السلفي ببعيد عن الانضواء تحت نفس الأصل ..
فأنا سلفي =إرادة تحقق .. وحب تحصيل .. وشهادة بما أعلم من حال نفسي .. فإن بان خطأي في بعض ما ظننته سلفية .. فما على المحسنين من سبيل .. أُقوم وأُصوب .. وإن أطلقها من أطلقها تزكية فهذا يذم ويعاقب ولا يؤاخذ بجريرته من يعتزي لمذهب السلف حباً وولاء ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:14]ـ
شكرا لكم.و بارك الله فيكم تم اغلاق الموضوع لخروجه عن مساره ...(/)
تهمة موجهة لطلاب العقيدة؟
ـ[أم فراس]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 03:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجه دائما إلى مسمعي تهمة أن طلاب قسم العقيدة أو طالباته لديهم تعجل،غير مقننين في كلامهم،يتكلمون مع الناس بأساليب منبرية،يطلقون أحكاما جزافا على الناس،يقومون بتصنيف الناس بمجرد أن يتفوه شخص بكلمة أمامهم،،،، فمارأيكم؟ وبماذا نرد؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 07:40]ـ
هذه التهمة توجه لطلبة العلم عامة
ماذا ينتظر من طلبة علم يعتمدون فى بناء عقولهم على منهاجهم الدراسية (المجمع على عدم ملائمتها) ناهيك عن التربية ووو
ان العقل كبرنامج الكمبيوتر والعلم كالمعلومات فان كان البرنامج جيد فسيستخدم المعلومات جيدا وان كان لا فسيخلط بين الاوراق ويجهل من حيث يظن نفسه عالما
عندنا فى مصر كليات الشريعة تقبل اقل المجاميع (وليس لهذا فقط) تخرج لنا عاهات ولكن هذا السبب سبب اضافى تأكيدى
الحكومة المصريية تحججت فى مرة لأنهم لايعطون الازهريين حقوقهم الوافية فى العمل الرسمى (بأنهم لايفهمون) او نحو ذلك ---------
هذا وايضا طلبة المؤسسات الاهلية كذلك
وسأكتب مقالا قريبا لعلى اسميه (كشف اللثام عن وجه من أنزل نفسه منازل الكرام)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 01:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجه دائما إلى مسمعي تهمة أن طلاب قسم العقيدة أو طالباته لديهم تعجل،غير مقننين في كلامهم،يتكلمون مع الناس بأساليب منبرية،يطلقون أحكاما جزافا على الناس،يقومون بتصنيف الناس بمجرد أن يتفوه شخص بكلمة أمامهم،،،، فمارأيكم؟ وبماذا نرد؟
إن كان الكلام موجه على شخص بعينه فهذا باب له جواب ,,,,
وإن كان هذا الكلام موجه لطلاب العقيدة،،، فإنه كلام خطير ... ويلزم منه لوازم لا أظن أن من قال هذا الكلام يلتزمها .... ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 05:25]ـ
أرى أن طلاب قسم العقيدة ـ كغيرهم في الأقسام الأخرى لا يختص ذلك بأحد ـ صنفان:
1ـ جاهل ـ وهم للأسف كثيرون ـ: فهذا يصدق عليه ـ أحيانا ـ ما قيل عنه ـ والله المستعان ـ.
2ـ عالم أو طالب علم: وهؤلاء لا يصدق عليهم ما قيل فيه، وقائل ذلك إما مغرض لا يستحق الرد، أو جاهل لا بد أن يعلم، أو مخطئ يحاور وعليه أن يثبت الحجة بعموم ما قال ولن يستطيع ...
والله أعلم.(/)
رفض طلب لتأسيس مدرسة اسلامية باستراليا
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 05:32]ـ
رفضت السلطات في بلدة كامدن الاسترالية القريبة من مدينة سيدني طلبا كانت قد تقدمت به منظمات اسلامية بافتتاح مدرسة في البلدة.
فقد صوت اعضاء مجلس البلدة بالاجماع لصالح رفض الطلب.
وقال اعضاء المجلس إنهم اعتمدوا للتوصل الى قرار الرفض على اسس فنية بحتة تتعلق بالتخطيط لبناء المدرسة، والمحوا الى تقرير داخلي يعبر عن القلق من الآثار البيئية السلبية للمشروع.
وكانت احدى المنظمات الاسلامية قد تقدمت بطلب لافتتاح مدرسة لـ 1200 تلميذا وذلك في مبنى تنوي تشييده على ارض اشترتها في البلدة.
ولكن اعتراض سكان كامدن بدعوى ان المدرسة ستكون اكبر حجما مما تتحمله بلدة ريفية صغيرة اثارت مختلف المخاوف الثقافية والدينية والعنصرية.
وقد تسلمت السلطات البلدية في كامدن 3200 عريضة حول الموضوع لم يبلغ عدد العرائض التي تؤيد المشروع فيها مئة عريضة.
ويقول مراسل بي بي سي في سيدني نك برايانت إن كامدن ليست من البلدات التي تسكنها جاليات مسلمة كبيرة، حيث ليس فيها اكثر من 150 اسرة مسلمة، ولذا سيتوجب على المدرسة الجديدة نقل معظم تلاميذها من سيدني بواسطة الحافلات - مما اثار غضبا شديدا من جانب سكان البلدة.
فقد قال احد السكان: "في صفوفهم ارهابيون، اليس كذلك؟ لا تستطيع ان تجزم عكس ذلك، فهناك بينهم ارهابيون."
وقال آخر: "لا اعتراض لدينا على الاندماج. فنحن نندمج بكل سعادة مع الايطاليين واليونانيين والاسكتلنديين. ان هذه البلدة تحوي كل الجنسيات، ولكن لا مكان للمسلمين هنا فنحن استراليون."
ونقلت وكالة رويترز عن واحدة من سكان البلدة قولها: "لا نريد ان يأتي المسلمون الى كامدن، بل ولا نريدهم في استراليا بأسرها."
ولكن غير هؤلاء من السكان نفوا ان تكون معارضتهم للمشروع مبنية على اسس دينية او عنصرية، إذ يقول احدهم: "معارضتنا لبناء المدرسة لا علاقة بكونها اسلامية او كاثوليكية او بوذية. فنحن نعتقد ان الموقع غير مؤات لبناء مدرسة لا اكثر ولا اقل."
اما الجمعية القرآنية وهي الجهة المتبنية للمشروع فلم تدل بالكثير من التصريحات اثناء الفترة التي خضع فيها للبحث.
والموقف الذي تبنته الجمعية يتلخص في ان للاهالي في استراليا الحق في تعليم اطفالهم اينما شاءو، بغض النظر عن الدين او العنصر.
يذكر ان العلاقات بين المسلمين الاستراليين وغيرهم من سكان البلاد تشهد توترا منذ هجمات ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
وقد شهد ساحل كرونولا بسيدني صدامات عام 2005، حيث قام الانجلوساكسون البيض بمهاجمة كل من يبدو من سحنته انه من العرب معتقدين ان هؤلاء مسلمون ينوون الاستحواذ على الساحل.
يذكر ان للمسلمين وجود في استراليا منذ اكثر من مائتي عام، حيث كان المسلمون الاوائل سائقي جمال افغان جيء بهم للمساعدة في استكشاف براري القارة المترامية الاطراف.
اما الآن، فيبلغ عدد المسلمين في استراليا زهاء الـ 280 الفا من مجموع السكان البالغ 21 مليونا معظمهم من الشرق الاوسط وآسيا وفيجي، ويعيش جلهم في مدينتي سيدني وملبورن.(/)
مجندات الجيش الاسرائيلي يتعرين لخدمة الوطن
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 06:04]ـ
قررت إسرائيل اللجوء إلى نشر صور مجنداتها السابقات شبه عاريات في مجلة الرجال الأمريكيين "ماكسيم".
ويأتي ذلك في إطار حملة علاقات عامة لتحسين صورة إسرائيل في الولايات المتحدة.
وقالت المجلة إنها سعيدة بثمرة التعاون مع القنصلية الاسرائيلية في نيويورك وهي صاحبة الفكرة.
ولكن البعض في إسرائيل يعارض الفكرة ..
وقالت عضوة الكنيست الاسرائيلية كوليت أفيتال إن هناك أشياء كثيرة جميلة مثيرة في إسرائيل بدلا من الكشف عن نساء نصف عاريات.
ومن بين المشاركات في هذا المشروع عارضة الأزياء الاسرائيلية نفيت باش التي خدمت في الاستخبارات الاسرائيلية وملكة جمال إسرائيل السابقة جال جادوت.
ودافعت القنصلية الاسرائيلية عن قرارها قائلة إنها اتخذته بناء على بحث توصل إلى أن إسرائيل لا تكاد تعني شيئا للشباب الأمريكي صغير السن.
وسيتم نشر صور المجندات السابقات في طبعة يوليو للمجلة تحت عنوان "نساء جيش الدفاع الاسرائيلي".
ومن الواضح ان الهدف جذب المزيد من الشباب الامريكى الى جيش الكيان الصهيونى.(/)
الدستور المصرى ...... اقرأ وقيم
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 06:34]ـ
http://www.egypt.gov.eg/arabic/laws/constitution/index.asp(/)
حكاية مسؤول يسعى لنشر (الاختلاط)، والحلقة (2) من خدعوك .. ، وشكر للأمير فيصل بن مشعل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 07:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى مسؤول أضاع عمره لأجل نشر الاختلاط بين المؤمنين والمؤمنات
يُحكى أن رجلا كان يجلس ممددًا قدميه على النهر المقابل لمنزله، جلسة هانئة هادئة، فأتاه صاحبٌ له " يزعم محبته والبحث عن مصلحته "، فقال له: أنت هنا، والناس يتنافسون على فُرص التجارة الكثيرة!
فقال له: حسنًا .. ماذا أفعل.
قال صاحبه: أرى أن تبيع منزلك وتشتري أرضًا في المكان الفلاني.
قال: ثم ماذا؟
قال: إذا ارتفعت تبيعها، وتتاجر في الأسهم.
قال: ثم ماذا؟
قال: تفتح لك مصنعًا أو شركة للتجارة.
قال: ثم ماذا؟
قال: ستتنامى أرباحك، وتكثر مشاريعك.
قال: ثم ماذا؟
قال: تصبح من أصحاب الأموال.
قال: ثم ماذا؟
قال: ثم ترتاح وتشتري منزلا، وتُمدد رجليك على النهر!
قال: وهذا ما أنا فيه – ولله الحمد -!
هذه الحكاية الرمزية تُضرب مثلا لمن يريد إقحام البلاد في طرق شاقة عسيرة محذورة؛ للوصول إلى أهداف، يمكن الوصول إليها بطريق سهل مشروع مباشر.
مثال ذلك: من يدعي أنه " نصير المرأة "، وأنه حريص على حقوقها؛ سواء التعليم أو العمل.
تقول له: من الممكن لنا أن نصل إلى هاتين الغايتين بطرق مشروعة آمنة يرضاها الله و يرضاها المجتمع المسلم؛ بأن تتعلم المرأة في وسط غير مختلط (كما هو الحال عندنا ولله الحمد)، وتعمل (إذا احتاجت للعمل) في ما يناسب طبيعتها، وفي وسط بعيد عن الاختلاط وبواعث الفتنة.
فلماذا تُصر على الوصول إلى هاتين الغايتين بطرق ملتوية، توقع المسلمين في المحذور، وتُقلق المجتمع، وتشوش عليه، وتبعث التنازع بين أهله؟
هل الهدف عندك: التعليم والعمل .. أو الاختلاط؟
إن كانت الأولى: فلديك الطريق الشرعي السالك.
وإن كانت الأخرى، - خبتَ وخاب مسعاك -: لماذا لا تجهر بهذا؟!
بدلا من محاولة التلبيس على الناس أن هدفك نصرة قضايا المرأة، وأن مخالفيك، يخالفونك لأجل هذا، فيقفون عائقًا في دربك!
وكل هذا كذبٌ لم يعد يخفى على عاقل، خاصة في ظل وجود هذا الفضاء المفتوح، الذي انقرضت فيه وصايتكم، وأصبح الناس يسمعون صوت الحق الذي حاولتم كتمه في وسائلكم عشرات السنين.
هداك الله، ووفق ولي الأمر للأخذ على يدك عن هذا العبث الذي أضعت عمرك في سبيله، نسأل الله العافية والثبات وحسن الخاتمة.
خدعوك فقالوا: عدم الاختلاط عادة سعودية (2)
كنتُ قد نشرت الحلقة الأولى من مقال " خدعوك فقالوا: عدم الاختلاط عادة سعودية! "، على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/136.htm
كاشفًا كذبة بعض كتاب الصحف في ادعائهم أن الاختلاط لم يُحرمه إلا علماء هذه البلاد؛ مخفين عن المسلمين حقيقة أن المجتمعات الإسلامية لم تعرف الاختلاط، وكذا التبرج والسفور إلا بعد الاستعمار، الذي شجع أذنابه ودعمهم لنشرهما بين المسلمين؛ ليُشغل شبابهم وشاباتهم عن التصدي له ولمخططاته، ويستنفذ جهودهم في الشهوات والفتن.
وهنا أذكر فتاوى أخرى لعلماء من مختلف بلدان العالم الإسلامي، يُحرمون الاختلاط، ويُحذرون من مفاسده وآثاره، ودعاته "مرضى القلوب ".
وهؤلاء العلماء استفتتهم جمعية الإصلاح بالكويت عن (حكم الاختلاط في الإسلام)؛ وهم:
1 - الشيخ عبد الله النوري، رئيس لجنة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت سابقا.
2 - علي حسن البولاقي، (مصر)
3 - الشيخ أحمد نصار، (من علماء الأزهر)
4 - الشيخ محمد سليمان الجراح، (عالم الكويت الشهير).
5 - الشيخ محمد صالح العدساني، (أحد علماء الكويت).
6 - الشيخ أبو الأعلى المودودي، (الداعية الهندي الشهير).
7 - الشيخ محمد نمر الخطيب، (لبنان).
8 - الشيخ عبد المنعم أحمد ثعيلب، (مصر).
9 - الشيخ نجم الدين الواعظ (العراق).
10 - الشيخ عبد الله القلقيلي، (الأردن).
11 - الشيخ عبد القادر الخطيب، (العراق).
12 - الشيخ شاكر البدري، (العراق).
13 - الشيخ تقي الدين الهلالي، (المغرب).
14 - محمد الأمين الشنقيطي، (موريتانيا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولتحميل فتاواهم، احفظ الملف الموجود على الرابط التالي باليمين:
http://file7.9q9q.net/Download/15618463/------------.zip.html
شكر وتقدير .. للأمير فيصل بن مشعل
أما الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز – وفقه الله -، فقد أجاد في محاضرته الأخيرة (يوم الاثنين 28/ 5/1429هـ) في القصيم بحضور أميرها وثلة من وجهائها، عندما قال – بصراحة ووضوح -:
(المرأة في الغرب تغبط المرأة في المجتمع السعودي الإسلامي، إذ إنها مصونة ومحترمة تعدل نصف المجتمع، وهي التي تربي نصفه الآخر، هي الأم والأخت والزوجة والبنت، لقد جاء إكرام المرأة السعودية من إكرام الإسلام للمرأة وحمايتها وصيانتها، والحفاظ على عفتها وكرامتها من الامتهان أو الاستغلال).
وقال: (وفيما يتعلق بالحجاب وعدم اختلاط الرجال بالنساء، لقد استطاعت المملكة أن يكون لها أثر بارز في ذلك، فالحجاب هو سمة المجتمع السعودي، وكذلك عدم الاختلاط سواء في أماكن العلم أو الاحتفالات أو غيرها من الأماكن التي يكون من السهل اختلاط الرجال بالنساء، وقد برز هذا كله في التعليم ونظمه من مراحله الأولى وحتى النهائية؛ كل ذلك صيانة للمجتمع وللمرأة من كثير من الفتن والمصائب التي وقعت فيها بعض المجتمعات من جراء السفور والاختلاط، وهنا تُعد المملكة نموذجاً للعالم كله في الحفاظ وصيانة الأعراض، وتؤكد للبشرية كلها بأن هذا أصلح للعملية العلمية والتربوية أيضاً، والله هو الحافظ والواقي من كل سوء).
انتهى كلامه – وفقه الله –.
http://www.al-jazirah.com/829659/mh1d.htm
وهو الكلام اللائق به، وبأبناء أسرة آل سعود – وفقهم الله للخير -، بالنظر لتاريخهم المشرف، والمناصر للشريعة، أما رعاية الفساد ووسائله، أو التمكين للاختلاط والتبرج، فلايليق بهم؛ فضلا عن كونه محرمًا، قد أعد الله لأهله عذابًا أليمًا. والله يقول: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)، جعلني الله وإياهم وإياكم من الهداة المهتدين، الناشرين للخير، الصادين عن الشر، المتصدين بحزم لدعاته. والله الهادي ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 09:53]ـ
شكر الله لك شيخنا الفاضل، وأثاب الأمير أجرا عظيما جراء ما قال من الحق، وأذل الله وأخزى من يرد ببنات المسلمين شرا .. الله آآآمين
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 11:29]ـ
الأخت الكريمة: شذى الجنوب: وشكرًا لكِ. وآمين .. لدعواتك.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 12:44]ـ
شكرا لله للأمير هذه الكلمات التي يجب نشرها في المواقع والمنتديات والصحف
لكي يعرف الخاص والعام أن الرأي الشرعي معه ,وولاة أمرنا مع تحريم وتجريم الاختلاط .... لكي يسكت كل ناعق
ويلقم في فمه حجرا
وشكرا لك شيخنا سليمان على مثل هذه الاطلالات المباركة ,والتي هي تغيض أقلية الليبرالية ,وحفنة العلمانيين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 10:21]ـ
بارك الله فيك أبامصعب، ووفق الأمير فيصل لكل خير
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 02:40]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ناصر الدين الحنبلي]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 05:22]ـ
شكرا لك شيخنا وبارك الله لك في علمك بارك الله فيك ...(/)
النصيحة والتنبيه إلى حفظ الإسلام في الجزائر من التشويه (الشيخ أبو سعيد بلعيد الجزائري
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 09:30]ـ
النصيحة والتنبيه إلى حفظ الإسلام في الجزائر من التشويه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فإن الله تعالى يقول (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)) [البقرة 109 - 110] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"لا يُلدغ المؤمن من جُحر واحد مرتين" رواه البخاري ومسلم.
أيها المسلمون إن الإسلام في الجزائر وغير الجزائر قد تعرض للتشويه من أعدائه لكن في كثير من الأحيان بأيدي بعض أهل الإسلام، حيث توجد منظّمات خفيّة تعمل على بث الأفكار المخالفة للإسلام كما تقوم بالتحريش بين المسلمين حكاما ومحكومين،
وتعتمد هذه المنظمات على نشر آيات من القرآن وأحاديث نبوية وفتاوى لبعض العلماء بين أوساط الشباب خاصة، إلا أنها تفسّر تلك النصوص والفتاوى تفسيرا منحرفا عن الحق، مُغَلَّفًا بالشبهات والآراء الشاذّة، مما يُحدِثُ البلبلة في أوساط المسلمين، ويَزُجُّ بهم وبشبابهم في ظلمات من الأفكار الخطيرة، حيث يسمع الناس عن مناقشات في أحكام التكفير و الخروج على الحكام بالسلاح، وهجر المساجد، وترك صلاة الجمعة خلف الأئمة المعيّنين من أولائك الحكام، والتقليل من فتاوى العلماء الربّانيين المخلصين، والذي يثير الدهشة أن هذه المناقشات وإصدار الأحكام تكون من أناس غير متخصصين في علوم الشريعة الإسلامية، فتجد الطبيب، والمهندس، والطالب في الثانوية أو في الجامعة، والسمكري، والميكانيكي (مصلح السيارات)، والخبّاز، ومدرّس الفلسفة أو الرياضيات ونحوهم ممن يجهلون العلم الشرعي، أو ممن عندهم معلومات من هنا وهناك عن الشريعة الإسلامية. هؤلاء يقعون فريسة سهلة لشبهات تلك المنظمات التي تريد إشغال المسلمين بعضهم ببعض، لتتم السيطرة على المسلمين ونهب ثرواتهم.
أيها المسلمون، إن التناقض الموجود في حياة كثير من المسلمين في هذا العصر بين الإسلام الحقيقي وبين أعمالهم، والمعاصي المنتشرة بينهم، إن هذا الأمر يُعالج بالعلم والحكمة، مع المحافظة على وحدة البلاد، ودماء المسلمين وأعراضهم وثرواتهم، وبترك الاستعجال. ومن لم يقتنع بما سبق، فليعتبر بما جرى في كثير من البلاد في هذا العصر، وخاصة في الجزائر، حيث غرقت في بحر من الدماء وانتهاك الأعراض، وتدمير للثروات، وتراجع التديُّن، بل انتشرالخوف من التديُّن، إلا أن الله تعالى رحمنا فأزال عنّا ذلك، فتعافت الجزائر من كثير من تلك الشرور والحمد لله.
فعلينا أيها المسلمون، -وخاصة أنتم أيها الشباب- أن نحمد الله تعالى ونشكره على نعمة الأمن والعافية فهي نعمة عظيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يُعْطَ بعد اليقين، خيرا من العافية" رواه أحمد والترمذي، وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع الصغير برقم (3632). والشكر لا يكون باللسان فقط، بل يكون بالقلب بالاعتراف بأن الله هو المُنعِمْ، ويكون باللسان بكثرة الشكر والحمد لله تعالى، ويكون بالعمل الصالح، واستعمال تلك النعمة فيما يحبه الله سبحانه، قال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم 07]، ومن الدين بذل الشكر لمن كان السبب في الخير فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يشكر الله، من لا يشكر الناس" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وهو في صحيح الجامع (7719)، لذلك فإني أقدم النصائح الآتية:
1 - الحذر من تصديق كل خبر، والحذر من الانسياق خلف الدعايات. إ
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - عدم أخذ الفتاوى من كل من هبّ ودبّ، بل تؤخذ من العلماء الراسخين الحكماء الذين يدورون مع الحق حيث دار، ومن طلاب العلم الذين يسيرون على نهج أولائك العلماء ممن يتصفون بالرزانة والنظر البعيد. اه
3 - على الشباب الحذر من أن يكون شيخهم مثلهم في السن ولو كان لديه معلومات في الدين، فإن من علامات الساعة أخذ العلم من الأصاغر كما جاء في الحديث الصحيح. 6 بريم 0
4 - على المسلمين الحذر من تلقي الأوامر والإرشادات في الدين من أناس مجهولين، أو من نشرات مُرِيبة، وخاصة ما يتعلق بالجهاد، والدماء، وتكفير المسلمين.
5 - على المسلمين أن يكونوا اجتماعيّين، ولا ينعزلوا عن الناس، بل يتعاونوا معهم على البرّ والتقوى، ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان.
6 - المحافظة على التوحيد الخالص وعلى الصلاة، وعلى الأخلاق الحسنة، وكثرة الدعاء بالخير والاستغفار، والابتعاد عن الشرك والخرافات والبدع في الدين. فالذنوب والمعاصي سبب الكوارث والفتن، قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى 30]، وقال تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال 25].
7 - إشغال النفس بواجب الوقت، والابتعاد عن تضييع الوقت فيما لا يفيد أو فيما لا يُستطاع فالواجبات قسمان: واجبات نستطيع فعلها فنقوم بها، وواجبات لا نستطيع القيام بها فنؤخرها.
8 - ملأ الفراغ بعلم نافع خاصة علم الشريعة، وعمل مثمر (أيّ عمل المهم أن يكون حلالا)، فإن البطالة والفقر مصيدة خطيرة تَصطاد بها تلك المنظمات المشبوهة العاطلين عن العمل والمحتاجين.
9 - اختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير، وتُبعد عن الشر.
10 - طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله- ولو كان هناك استئثار منهم بالخيرات- واحترام التعليمات التي تخدم الصالح العام ما دامت لا تخالف الشريعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" سَيَلِي أمورَكم من بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله عز وجل" رواه الطبراني والحاكم وهو في صحيح الجامع، ومعنى فلا طاعة لمن عصى الله عز وجل: أي لا نطيعه في المعصية التي يأمرنا بها، وليس معناه أن لا نطيعه في المعروف بسبب أنه يأمرنا أحيانا بالمعصية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا" لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف" رواه البخاري ومسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"رواه الإمام أحمد والحاكم وهو في صحيح الجامع (7520)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ألا من وَلِيَ عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة" رواه مسلم (1855). ولكي نعرف هل فيما يفعله الحكام مخالفة للدّين أم لا؟ علينا بالرجوع إلى العلماء والحكماء الراسخين في العلم، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء 59]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنها ستكون بعدي أثرةٌ وأمور تنكرونها" قالوا" يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال" تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم" رواه البخاري (3603 - 7056) ومسلم (1843) ومعنى أثرة: استئثار الأمراء بأموال بيت المال.
11 - يجب على أهل العلم مناصحة الحكام، وولاة الأمور، وقول الحق لهم بالطرق التي لا تثير الفتن، ولا تنشر القلاقل، ولا تبث الشحناء.
أيها المسلمون إن في هذا المنهج التغيير الهادئ الفعال، والذي يحفظ المسلمين بإذن الله، ويفوّت الفرصة على من يمكرون بالإسلام والمسلمين، قال تعالى (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران 120].
أسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) [الرعد 11].
كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد
13 صفر 1427هـ
المصدر ( http://www.abusaid.net/index.php/1912-666/1984-1922-9-4-19791-19416-1927.html)
ـ[أمل الجزائر]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 12:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك الأخ أبو عبد الرحمن الجزائري وجزاك الله كل الخير على هذه المشاركة الطيبة فما أحوجنا إلى مثل هذه النصائح والتوجيهات إلى شبابنا الذي اختلط عليه الأمر ولم يصبح يميز بين الصحيح والسقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 04:21]ـ
بارك الله فيك(/)
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها (الشيخ أبو سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري)
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 09:34]ـ
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد: فإن الله تعالى يقول في القرآن الكريم: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف:56]. قال الإمام ابن كثير، رحمه الله تعالى في تفسيره: «ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض، وما أَضَرَّهُ بعد الإصلاح، فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد، ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضرَّ ما يكون على العباد، فنهى تعالى عن ذلك» انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
وقد بيّن الله تعالى في كتابه الكريم أنّ من صفات المنافقين الإفساد في الأرض وهم يدّعون الإصلاح، قال الله عزّ وجلّ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة:11] والفساد في الأرض يكون بالشرك والمعاصي، والمعاصي تشمل كل المحرّمات كقتل الناس، وترويعهم، وغصب أموالهم وهتك أعراضهم، وإفساد أموالهم، والاعتداء على عقولهم بالسحر والمخدّرات، وغير ذلك من السيّئات والمهلكات. وأخطر تلك المعاصي –بعد الشِّرْك- قتل النّفس بغير حق، فقد قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} [المائدة:23]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوّل ما يُقضى بين الناس في الدّماء» [رواه البخاري (6533)، ومسلم (1678)]. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال المرء في فسحة من دينه مَالم يُصِب دما حراما، فإذا أصاب دمّا حرامًا بَلّح» [رواه البخاري (6862)، وغيره]. ومعنى بَلَّح: وَقَعَ في الهلاك. وقال صلى الله عليه وسلم: «ما مِن نفس تُقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ من دمها، لأنه أولُ من سَنَّ القتل» [رواه البخاري (3335)، ومسلم (1677)]. وهذا الوعيد الشديد، والتحذير الأكيد من قتل النفس بغير حق وارد على ما إذا كان باسم الدنيا ومصالحها، فأمّا إذا كان الاعتداء بالقتل بغير حق باسم الدّين فالأمر أخطر والخطْب أعظم، لما فيه من الكذب على الله والافتراء عليه، حيث يزعم القاتل أن الله تعالى هو الذي أذِن له بإزهاق تلك الأنفس البريئة، إنه فساد عظيم في الأرض بعد إصلاحها، ويتوسّع الخطر، ويعظم الأمر إذا كان يُمارَس القتلُ، والأرض في طور الإصلاح، والمسلمون يعودون رويدًا إلى طريق النجاح والفلاح، والمصلحون من علماء وحُكَّام، يحاولون تفهيم الناس الدّين الصحيح، ولَمِّ الشمل الجريح، فيأتي المتعجّلون الذين لا ينظرون أبعد من أنوفهم، فيُفسدون ما قد انصلح، ويزيدون فسادًا ما هو فاسد أصْلًا، ويفرّقون ما هو مُمَزَّقٌ قِطَعًا، فينفر من الدّين لا أقول الكافرون بل كثير من المسلمين، حتى يُصبح الالتزام بالدّين أمرًا مُخيفًا، والسير على طريق الإسلام شيئًا مُريبًا. فقد أساء هؤلاء المفسدون إلى سمعة الإسلام والمسلمين، حيث أعطوا المبرّرات لأعداء الإسلام -الذين يطعنون فيه دائما- للطعن فيه، ومخاطبة الناس قائلين: أَلَمْ نقُل لكم إن المسلمين إرهابيون؟ قَتَلَةٌ؟ لا يرتاحون إلا إذا شاهدوا الدّماء والأشلاء؟ ألم نقل لكم إن هذا الدّين الإسلامي لا يصلح للبشرية، إنه دين دموي، دين همجي، لا يعترف بالآخرين؟ ألم نَقُل ... ألم نَقُل ... ، ألم نُحذّركم مرارًا وتكرارًا ... هكذا يرفعون أصواتهم، ويركضون سرًّا وجهرًا، وفي أيديهم صور الدّمار والقتل الذي قام به المسلمون!!. إذن أقول من أَعْطَى لهؤلاء الأعداء المبرّرات؟ إنهم المتعجّلون، إنهم الجاهلون بحقيقة الإسلام، إنهم غير المتخصّصين في علوم الشريعة الإسلامية السمحة أمثال الطبيب العاطفي، والمهندس المتحمّس، والجاهل المنغمس، الذين لم يدرسوا على أيدي العلماء
(يُتْبَعُ)
(/)
الكبار في السن والعلم، إنهم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون كلاما حسنًا من قول خير البريّة، لكنهم يضعونه في غير مكانه، قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «قاتل الله الخوارج، عَمَدوا إلى آيات نَزَلت في الكفار فجعلوها في المسلمين». إن الناظر إلى أحوال المسلمين لا يُسَرّ، فهناك نقص كثير في الاستقامة على الدّين، وهناك معاصٍ كثيرة علانية وجهرًا، ولكن الله عَلَّمَنا أن المريض لا يُقتل بل يُداوى، فلا يوجد عندنا في الإسلام ما يُسمّى برصاصة الرّحمة (ومعناها أن المريض الميؤوس منه تُطلق عليه رصاصة ليموت رحمةً به!!)، هذا لا يوجد في ديننا. فقد قال الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " [النساء: 29]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يَضَع داءً إلا وضع له دواء، غيرَ داء واحد، الهَرَم» [رواه أحمد وغيره، وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع (2930)]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجّأ بها في بطنه، في نار جهنّم، خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن شرب سُمًّا، فقتل نفسه، فهو يتحسّاه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن تردّى من جبل فقتل نفسَه، فهو يتردّى في نار جهنّم خالدًا فيها أبدًا» [رواه البخاري (5778)، ومسلم (109)]. وقال صلى الله عليه وسلم: «ومن قتل نفسه بشيء عُذِّبَ به في نار جهنّم، ولَعْنُ المؤمن كقتله، ومن رمَى مؤمنًا بكُفر فهو كقتله» [رواه البخاري (6105)، ومسلم (110]. كما علّمنا ربُّنا أن الزمن جُزء من العلاج، فمن وُصف له دواء لمرض بَدَنِيّ فإنه يتناوله في أوقات معلومة، وبمقادير مضبوطة، إلى مدّة معيّنة، وأمّا أمراض الرّوح، فيحتاج علاجها إلى زمن أطول، ومقادير أكبر، هذا إذا كان الدواء صحيحا مائة بالمائة، فما بالك إذا كان الدواء مخلوطا بغيره مما ليس منه، فيحتاج الأمر إلى زمن أطول لاستخلاص الدواء الصافي، ثم إعطائه لمن يريد الجواب الشافي، والعلاج الكافي، ومِنْ طبيب ماهر مجرِّب، مشهود له بالعلم الواسع، والحكمة العالية، والصبر والمثابرة، والخُلُق الحسن، وطيب المعاملة. لكن قال الله تعالى: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الاإسراء:11]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولكنكم تعجلون» [رواه البخاري (3852)]، ومن أسباب استعجال كثير من المسلمين –خاصّة الشباب- ضعف اليقين بنصر الله سبحانه لدينه ولعباده المؤمنين، وقد قال الله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51]، وقال تعالى {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:21]، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 9]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليُتِمَنَّ اللهُ هذا الأمر حتى يسير الرّاكب ما بين صنعاء إلى حَضر موت، لا يخشى إلا الله والذّئب على غنمه، ولكنكم تعجلون» [رواه البخاري (3852)]. وقال صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمرُ ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله اللهُ هذا الدّين، بعِزِّ عزيزٍ، أو بِذُلِّ ذليل، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ به الإسلام، وذُلًا يُذِلُّ الله به الكفر» [رواه أحمد (16957) وإسناده صحيح على شرط مسلم]. ومن رحمة الله بأمّة محمد د أنه لم يكلِّفها الحصول على نتائج دعوتها باهتداء الناس أو بقيام المجتمع الإسلامي الصافي، بل إن الله تعالى لم يكلّف بذلك حتى رسولَه محمدًا صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56]، وقال تعالى: {َذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} [الغاشية: 21 - 22]، وقال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر: 77]، وقال تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف:41 - 44]. وهذا اليقين يجعل صاحبَه رزينًا حكيما غير طائش، لا يحمله كُفْرُ مَنْ كَفَرَ، ولا فِسْقُ مَنْ فَسَقَ، ولا عنادهم وتكذيبهم، لا يحمله كلُّ ذلك على الخفّة والطيش، وعدم الصبر فيعمل أعمالًا يندم عليها في الدّنيا والآخرة، قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 66]. وفقنا الله جميعا للهدى والرشاد، ورزقنا الخير والسداد، إنه سميع مجيب، والحمد لله ربّ العالمين.
كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد في 13 ذي الحجة 1428هـ الموافق لـ 22 ديسمبر 2007م
المصدر ( http://www.abusaid.net/index.php/1912-666/1984-1922-9-4-19791-19416-1927.html)(/)
ما وراء الدعوة إلى حوار الأديان حامد بن عبدالله العلي
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 09:57]ـ
ما وراء الدعوة إلى حوار الأديان
حامد بن عبدالله العلي
لو قيل لهؤلاء الداعين، أو المدَّعين، لمّا يسمى حوار الأديان: تعانوا نفتح حوارا بينكم وبين شعوبكم، إذ هذه الشعوب المسحوقة تعاني من شتّى أصناف الظلم، والقهر، والفقر، وتُعامل كقطعان الغنم، فلا يُؤخذ رأيها حتى في قضاياها المصيريّة، إلاّ في شكليات مثيرة للسخرية تُسمّى مجالس الشورى، أو الشعب، أو الأمّة .. إلخ
ويُعبث بثرواتها، بل بكرامتها، ولا يُسمح لأحد أن يتدخل في مساءلة السلطة، ولا يتجرأ أن ينتقدها، كأنَّ القائمين عليها ملائكة نزلوا من السماء! ولا يجرؤ مفكّر أن يطالب بحقوق المسحوقين، أو إصلاح النظام السياسي، أو الأمني أو القضائي ـ وقد امتلأت السجون ببسبب فساد النظام بالمظلومين حتى خيار الناس، من علماء، ومجاهدين ـ ولا يُقبل إخضاع السلطة لنظام يجعلها محاسبة أمام شعبها في مؤسسات قوتها مستمدة من نظام الدولة، أو مساءلة القائمين على الحكم عما يفعلوه من نهب، وسلب، وظلم، وكنز أموال يحسدهم عليها قارون .. إلخ
فستكون المطالبة بهذا الحوار، من أعظم الإجرام في الأرض، لايُقبل من المطالب به صرف، ولاعدل!
فليت شعري، ما معنى أن يُمنع الحوار عن هذه القضايا المصيرية داخل بلادنا، ويحُظر طرح هذه القضايا للنقاش لإنقاذ شعوبنا من بؤسها، ويأسها، ويُجعل هذا كلُّه حرماً حراماً، وحجراً محجوراَ،
بينما فجأة يصحو الضمير لتخليص الإنسانية، خارج أوطننا، بحوار مع الأديان الأخرى!
ثمّ تنطلق في حالة من التجلّي الإنساني المفاجىء، تلك الدعوة إلى حوار الأديان!
لاسيما هنا جزيرة العرب، والنفط!!
فوالله ما تذكرنا هذه الصحوة إلاّ بصحوة ضمير البابا بعد ألف عام!!
حينما اصدر الباب السابق، وثيقة تبرئة اليهود من " دم المسيح "، متجاهلا النص الإنجيلي، الذي أعلن فيه اليهود منذ حوالي ألفي عام أن دم المسيح " دمه علينا وعلى أولادنا " (متى 27 - 25)
كما تذكرنا بصحوة الكنيسة الكاثوليكية عندما عاقبت ـ ولم تقبل حوارا هنا ـ المطران كابة تشي الفلسطيني و" جمدت " نشاطه الكنسي، والوطني، نتيجة لطلب "اسرائيل"، بعد اتهامه بالتعاون مع المقاومة الفلسطينية!
والعجيب من تناقضات هذه القضية أمران:
أحدهما: أنَّ الداعين يزعمون الحاجة إلى هذا الحوار لتخفيف وطأت الحروب، بينما المتحاورون من هؤلاء البابوات، يزعمون أنهم لايُسمح لهم ـ وفق النظام العلماني ـ بالتدخل بالسياسة! ثمَّ هذه الحروب التي طمَّ الغرب علينا دمارها ـ نحن المسلمين، كلُّها أصلا من سياسة الغرب،
فلعمري .. ما فائدة حوارنا مع هؤلاء البابوات إذن؟!
والأعجب من هذا، أنَّ هذه الجيوش الغربية عندما تحتل بلادنا، تأتي حملات التنصير مع الغزاة، فهؤلاء يقتلون، وهؤلاء يشربون من دماءنا، ثم يقولون لنا إنه " حوار الأديان"!!
والأمر الثاني: أنَّ أمريكا، والكيان الصهيوني ـ وهما الراعيان الخبيثان لهذه الدعوة المشبوهة ـ نراهما يقاطعان أيَّ مؤتمر يُخشى فيه التطرق لعنصرية اليهود، وإجرامهم، كما أعلن مؤخرا عن مقاطعة أمريكا والصهاينة، مؤتمر ديربان في جنوب أفريقيا أول عام 2009م!
فهنا لايقبلان الحوار، كما لايقبل الصهاينة بحوار عن خرافة الهولوكست!!
بينما نطالب نحن بفتح بلادنا، لمؤتمرات ظاهرها حوار ثقافي، وحقيقتها قبول إهانة مذلِّة من جهات دينيّة تشتمنا، وتمعن في تشويه ديننا، وتحتل دولهُا، بلادَنا، وتقتل أبناءنا، وتنهب ثرواتنا، بتحريض، ودعم لامحدود، من الذين يحضرون تلك المؤتمرات المشبوهة، من قساوسة، وحاخامات، أو من بعضهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا .. وإنَّ أمر هذه المؤتمرات لم يعد يخفى على أحد، فهو كما قال أحد المفكرين: " تخفي وراء مظاهر التسامح، و الرحابة الفكرية البرّاقة، دعوة عنصرية لفرض ثقافات، و قيم، و توجهات الغرب، على الثقافات الأخرى، و بالذات على الإسلام بوصفه دينا، و عقيدة، و ثقافة .. فإن دعوة التعددية تسوي بين جميع الأطراف الداخلة فيها فلا يصبح هناك حق أو باطل , أو جيد أو رديء .. بل الكل سواء طالما أنه دخل في سياق التعددية ... و المحصلة النهائية مرة أخرى هي علمنة الإسلام أي نزع القداسة و المنزلة الإلهية عنه ... " ... مجلة البيان الأعداد 100 و 134
فهي دعوات هدفها التمهيد لهذا كلِّه، ولفتح الطريق أمام مشاريع التنصير، الذي يمرّ عبر ما يسمّى التوفيق بين الأديان، أو الدعوة إلى وحدة الأديان،
وهذه الدعوة هي أخطر ما يراد من شعار حوار الأديان.
وهي دعوة تنشط وراءها الحركة الصهيونية، وما يدور في فلكها من الدوائر الماسونية.
وهي دعوة شيطانية يقصد بها: وضع معان جديدة مناقضة لمعاني القرآن: للكفر، والإلحاد، والشرك، والإيمان، والإسلام، والاعتدال .. إلخ وذلك بحجة منع هذه الأسماء الشرعية، والأحكام المرعية، من التفريق بين أصحاب الديانات! ولئلا يوصف اليهود، والنصارى، بما وصفهم الله به في القرآن، بل ليوصفوا بالإيمان فيؤدي ذلك إلى إزالة العداوة، فنسخ الجهاد!
كما يقصد بها إيجاد معاني واحدة بين الأديان، للسلام، وحقوق الإنسان، والمرأة، والديمقراطية والتعددية، والحرية، والسلام العالمي .. إلخ، تناقض أحكام القرآن، وتخالف ما فيه من البيان.
يقول الدكتور المصلح محمد محمد حسين رحمه الله: 'أما التوفيق بين الأديان -بين المسيحية والإسلام على وجه الخصوص - فقد بدأ في العصر الحديث، باتفاق قسيس إنجليزي اسمه (إسحاق تيلور) مع الشيخ محمد عبده،وبعض صحبه في أثناء نفيه بدمشق 1883م على التوحيد بين الدِّينيْن.
ثم ظهرت الدعوة من جديد في السنوات الأخيرة، حين قام جماعة من المعروفين بميولهم الصهيونية، بعقد مؤتمر للتأليف بين الإسلام والنصرانية في بيروت 1953م، ثم في الإسكندرية 1954م، وقد كثرت الأقاويل في أهداف هذه الجماعة, وفي مصادر تمويلها, وأصدر الحاج أمين الحسيني بياناً أثبت فيه صلة القائمين على هذه الدعوة بالصهيونية العالمية'الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: 2/ 319 - 320.
ولاريب،، لن نجد، مهما وصفنا حقيقة مؤتمرات حوار الأديان المشبوهة، أبلغ مما ذكره الدكتور محمد عماره الذي خَبَر حقيقتها، بعدما انخدع بها برهة من الزمن، حتى تبين له بعد ذلك، كم فيها من سموم تختفي وراء شعاراتها الخدّاعة.
قال الدكتور محمد عمارة في مقدمة مؤلفه: " مأزق المسيحية والعلمانية في أوربا " (ص 5 - 14): (مع كلذلك، فتجربتي مع الحوارات الدينية –وخاصة مع ممثلي النصرانية الغربية- تجربة سلبية، لا تبعث على رجاء آمال تُذكر من وراء هذه الحوارات التي تُقام لها الكثير من اللجانوالمؤسسات، وتُعقد لها الكثير من المؤتمرات والندوات واللقاءات، ويُنفق عليهاالكثير من الأموال.
وذلك أن كل هذه الحوارات التي دارت وتدور بين علماءالإسلام ومفكريه وبين ممثلي كنائس النصرانية الغربية، قد افتقدت ولا تزال مفتقدةلأول وأبسط وأهم شرط من شروط أي حوار من الحوارات؛ وهو شرط الاعتراف المتبادلوالقبول المشترك بين أطراف الحوار، فالحوار إنما يدور بين "الذات" وبين "الآخر"؛ومن ثم بين "الآخر" وبين "الذات"، ففيه إرسال وفيه استقبال، على أمل التفاعل بينالطرفين، فإذا دار الحوار –كما هو حاله الآن- بين طرف يعترف بالآخر، وآخر لا يعترفبمن "يحاوره"، كان حواراً مع "الذات"، وليس مع "الآخر"، ووقف عند "الإرسال" دون"الاستقبال"، ومن ثم يكون شبيهاً –في النتائج- بحوار الطرشان .. !!
موقفالآخرين من الإسلام، والمسلمين، هو موقف الإنكار، وعدم الاعتراف، أو القبول، فلاالإسلام في عرفهم دين سماوي، ولا رسوله صادق في رسالته، ولا كتابه وحي من السماء، حتى لتصل المفارقة في عالم الإسلام إلى حيث تعترف الأكثرية المسلمة بالأقليات غيرالمسلمة، على حين لا تعترف الأقليات بالأغلبية!
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف يكون، وكيف يثمر حوارديني بين طرفين، أحدهما يعترف بالآخر، ويقبل به طرفاً في إطار الدين السماوي، بينماالطرف الآخر يصنفنا كمجرد "واقع"، وليس كدين، بالمعنى السماوي لمصطلح الدين؟!
ذلك هو الشرط الأول، والضروري المفقود، وذلك هو السر في عقم كل الحواراتالدينية التي تمت وتتم رغم ما بُذل ويُبذل فيها من جهود، وأنفق ويُنفق عليها منأموال، ورُصد ويُرصد لها من إمكانات!
أما السبب الثاني لعزوفي عن المشاركةفي الحوارات الدينية –التي أُدعى إليها- فهو معرفتي بالمقاصد الحقيقية للآخرين منوراء الحوار الديني مع المسلمين، فهم يريدون التعرّف على الإسلام، وهذا حقهم إن لميكن واجبهم، لكن لا ليتعايشوا معه وفقاً لسنة التعددية في الملل والشرائع، وإنماليحذفوه ويطووا صفحته بتنصير المسلمين!
وهم لا يريدون الحوار مع المسلمين، بحثاً عن القواسم المشتركة حول القضايا الحياتية التي يمكن الاتفاق على حلولإيمانية لمشكلاتها، وإنما ليكرسوا –أو على الأقل يصمتوا- عن المظالم التي يكتويالمسلمون بنارها، والتي صنعتها وتصنعها الدوائر الاستعمارية التي كثيراً ما استخدمتهذا الآخر الديني في فرض هذه المظالم وتكريسها في عالم الإسلام.
فحرمانكثير من الشعوب الإسلامية من حقها الفطري، والطبيعي في تقرير المصير واغتصاب الأرض، والسيادة في القدس، وفلسطين، والبوسنة والهرسك، وكوسوفا والسنجق، وكشمير، والفلبين .. إلخ .. إلخ .. كلها أمور مسكوت عنها في مؤتمرات الحوار الديني.
بل إن وثائقمؤتمرات التدبير لتنصير المسلمين التي تتسابق في ميادينها كلّ الكنائس الغربية، تعترف –هذه الوثائق- بأنَّ الحوار الديني –بالنسبة لهم- لا يعني التخلي عن "الجهودالقسرية، والواعية، والمتعمدة، والتكتيكية لجذب الناس من مجتمع ديني ما إلى آخر" بلربما كان الحوار مرحلة من مراحل التنصير!
وإذا كانت النصرانية الغربيةتتوزعها كنيستان كبريان، الكاثوليكية، والبروتستانتية الإنجيلية، فإن فاتيكانالكاثوليكية –الذي أقام مؤسسات للحوار مع المسلمين، ودعا إلى كثير من مؤتمرات هذاالحوار- هو الذي رفع شعار: "إفريقيا نصرانية سنة 2000م"، فلما أزف الموعد، ولميتحقق الوعد، مد أجل هذا الطمع إلى 2025م!!
وهو الذي عقد مع الكيانالصهيوني المغتصب للقدس وفلسطين معاهدة في 30 - 12 - 1993م تحدثت عن العلاقة الفريدةبين الكاثوليكية وبين الشعب اليهودي، واعترفت بالأمر الواقع للاغتصاب، وأخذتكنائسها في القدس المحتلة تسجل نفسها وفقاً للقانون الإسرائيلي الذي ضم المدينة إلىإسرائيل سنة 1967م!!
بل لقد ألزمت هذه المعاهدة كل الكنائس الكاثوليكية بماجاء فيها، أي أنها دعت وتدعو كل الملتزمين بسلطة الفاتيكان الدينية –حتى ولو كانوامواطنين في وطن العروبة وعالم الإسلام- إلى خيانة قضاياهم الوطنية والقومية!
وباسم هذه الكاثوليكية أعلن بابا الفاتيكان أن القدس هي الوطن الروحيلليهودية، وشعار الدولة اليهودية، بل وطلب الغفران من اليهود، وذلك بعد أن ظلتكنيسته قروناً متطاولة تبيع صكوك الغفران!
أما الكنيسة البروتستانتيةالإنجيلية الغربية، فإنها هي التي فكرت ودبرت وقررت في وثائق مؤتمر كولورادو سنة 1978م:
"إن الإسلام هو الدين الوحيد، الذي تناقض مصادره الأصلية أسسالنصرانية، وإن النظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً،وسياسياً، إنه حركة دينية معادية للنصرانية، مخططة تخطيطاً يفوق قدرة البشر، ونحنبحاجة إلى مئات المراكز تؤسس حول العالم بواسطة النصارى، للتركيز على الإسلام ليسفقط لخلق فهم أفضل للإسلام وللتعامل النصراني مع الإسلام، وإنما لتوصيل ذلك الفهمإلى المنصِّرين من أجل اختراق الإسلام في صدق ودها!! "
ولقد سلك هذا المخطط ـ في سبيل تحقيق الاختراق للإسلام، وتنصير المسلمين ـ كل السبل اللا أخلاقية- التي لاتليق بأهل أي دين من الأديان- فتحدثت مقررات هذا المؤتمر عن العمل على اجتذابالكنائس الشرقية الوطنية إلى خيانة شعوبها، والضلوع في مخطط اختراق الإسلاموالثقافة الإسلامية للشعوب التي هي جزء وطني أصيل فيها، فقالت وثائق هذه المقررات:
(يُتْبَعُ)
(/)
"لقد وطّدنا العزم على العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصارى، والكنائسالموجودة في العالم الإسلامي، إنّ النصارى البروتستانت في الشرق الأوسط، وإفريقياوآسيا، منهمكون بصورة عميقة، ومؤثرة في عملية تنصير المسلمين.، ويجب أن تخرج الكنائسالقومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثقافات، ومجتمعات المسلمين الذين تسعى إلىتنصيرهم، وعلى المواطنين النصارى في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبيةالعمل معاً، بروح تامة من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصيرالمسلمين."
فهم يريدون تحويل الأقليات الدينية في بلادنا إلى شركاء في هذاالنشاط التنصيري، المعادي لشعوبهم، وأمتهم!
كذلك قررت "بروتوكولات" هذاالمؤتمر تدريب وتوظيف العمالة المدنية الأجنبية التي تعمل في البلاد الإسلاميةلمحاربة الإسلام وتنصير المسلمين، وفي ذلك قالوا:
"إنه على الرغم من وجودمنصرين بروتستانت من أمريكا الشمالية، في الخارج أكثر من أي وقت مضى، فإن عددالأمريكيين الفنيين الذين يعيشون فيما وراء البحار يفوق عدد المنصرين بأكثر من 100إلى 1، وهؤلاء يمكنهم أيضاً أن يعملوا مع المنصرين جنباً إلى جنب لتنصير العالمالإسلامي، وخاصة في البلاد التي تمنع حكوماتها التنصير العلني! "
كذلك دعتقرارات مؤتمر كولورادو إلى التركيز على أبناء المسلمين الذين يدرسون أو يعملون فيالبلاد الغربية، مستغلين عزلتهم عن المناخ الإسلامي لتحويلهم إلى "مزارع ومشاتلللنصرانية"، وذلك لإعادة غرسهم وغرس النصرانية في بلادهم عندما يعودون إليها، وعنذلك قالوا:
"يتزايد باطراد عدد المسلمين الذين يسافرون إلى الغرب؛ ولأنهميفتقرون إلى الدعم التقليدي الذي توفره المجتمعات الإسلامية، ويعيشون نمطاً منالحياة مختلفاً –في ظل الثقافة العلمانية والمادية- فإن عقيدة الغالبية العظمى منهمتتعرض للتأثر.
وإذا كانت "تربة" المسلمين في بلادهم هي بالنسبة للتنصير" أرض صلبة، ووعرة" فإن بالإمكان إيجاد مزارع خصبة بين المسلمين المشتتين خارجبلادهم، حيث يتم الزرع والسقي لعمل فعال عندما يعاد زرعهم ثانية في تربة أوطانهمكمنصّرين! "
بل إنّ بروتوكولات هذا المؤتمر التنصيري لتبلغ قمة اللا أخلاقيةعندما تقرر أن صناعة الكوارث في العالم الإسلامي هي السبيل لإفقاد المسلمين توازنهمالذي يسهل عملية تحولهم عن الإسلام إلى النصرانية! فتقول هذه البروتوكولات:
" لكي يكون هناك تحول إلى النصرانية، فلابد من وجود أزمات ومشاكل وعواملتدفع الناس، أفراداً وجماعات، خارج حالة التوازن التي اعتادوها. وقد تأتي هذهالأمور على شكل عوامل طبيعية، كالفقر والمرض والكوارث والحروب، وقد تكون معنوية، كالتفرقة العنصرية، أو الوضع الاجتماعي المتدني. وفي غياب مثل هذه الأوضاع المهيئة، فلن تكون هناك تحولات كبيرة إلى النصرانية ..
إن تقديم العون لذوي الحاجةقد أصبح عملاً مهماً في عملية التنصير! وإن إحدى معجزات عصرنا أن احتياجات كثير منالمجتمعات الإسلامية قد بدلت موقف حكوماتها التي كانت تناهض العمل التنصيري؛فأصبحت أكثر تقبلا للنصاري!! "
فهم –رغم مسوح رجال الدين- يسعون إلى صنعالكوارث في بلادنا، ليختل توازن المسلمين، وذلك حتى يبيعوا إسلامهم لقاء مأوى أوكسرة خبز أو جرعة دواء! وفيما حدث ويحدث لضحايا المجاعات والحروب الأهلية والتطهيرالعرقي –في البلاد الإسلامية- التطبيق العملي لهذا الذي قررته البروتوكولات، فهليمكن أن يكون هناك حوار حقيقي ومثمر مع هؤلاء؟!
تلك بعض من الأسباب التيجعلتني متحفظاً على دعوات، ومؤتمرات، وندوات الحوار بين الإسلام، والنصرانية الغربية، وهي أسباب دعمتها وأكدتها "تجارب حوارية" مارستها في لقاء تم في "قبرص" أواخرسبعينيات القرن العشرين، ووجدت يومها أن الكنيسة الأمريكية –التي ترعى هذا الحواروتنفق عليه- قد اتخذت من إحدى القلاع التي بناها الصليبيون إبان حروبهم ضدالمسلمين، "قاعدة" ومقراً لإدارة هذا الحوار؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومؤتمر آخر للحوار حضرته فيعمّان –بإطار المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية- مع الكنيسة الكاثوليكية فيالثمانينيات وفيه حاولنا –عبثاً- انتزاع كلمة منهم تناصر قضايانا العادلة في القدسوفلسطين، فذهبت جهودنا أدراج الرياح! على حين كانوا يدعوننا إلى "علمنة" العالمالإسلامي لطي صفحة الإسلام كمنهاج للحياة الدنيا، تمهيداً لطي صفحته –بالتنصير- كمنهاج للحياة الآخرة!
ومنذ ذلك التاريخ عزمت على الإعراض عن حضور "مسارح"هذا "الحوار"!. انتهى ما قاله الدكتور عمارة.
وبعد هذا كله، تبين أن الدعوة إلى حوار الأديان، لو كان الدافع لها نية صالحة، لجعلت في إطار دعوتهم إلى الهدى، وجدالهم بالتي هي أحسن، لإدخالهم في الإسلام، فإنَّ هذا هو الحوار الذي دعا إلى القرآن، وفعله نبينا صلى الله عليه وسلم.
أما أن يُرفع شعارا، تحت وطأة الضغط السياسي الغربي، وعلى بلادنا جيوش إحتلاله، ليغطي تحته مشاريع هدم الإسلام، وهضم حقوق المسلمين، وإزالة معالم الدين، فهذه و الله الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى.
ولاريب أنَّ من أوجب الواجبات على علماء الإسلام، فضح هذه المؤامرات، وكشف هذه المخططات، والعمل على توعية الأمّة من خطرها، واستبدالها بمؤتمرات تحضُّ المسلمين على التمسك بدينهم، والإعتزاز بهويتهم، وجهاد عدوهم، وطرد المحتلين من بلادهم، ورد هذه الهجمة الشرسة على مقدسات الإسلام،
هذه الهجمة التي دخنها من تحت قدمي بابا النصارى الدجّال نفسه، الذي يدعي الحوار، وهو لايدع مناسبة إلاّ ويطعن في الإسلام،
كما تنطلق من حاخامات الصهيونية الذين يفتون بأنَّ الفلسطينيين أفاعي يجب قتلها، ثم يمدّون أيديهم بالملطّخة بدماءنا، يطلبون حوارا زائفا، له مقاصد أخبث من خَبَث ضمائرهم المتعفّنة.
وختاما ننقل هنا كلاما مهما يبين إجماع علماء المسلمين، على أنَّ من كذب برسالة محمد صلى الله عليه وسلم الشاملة للثقلين، الناسخة لكل الأديان السابقة، فهو كافر ودينه باطل، ومن يشكّ في كفره فهو مثله، هذا مع أنَّ كفرة بني إسرائيل، قد كفروا بربهم، وحرفوا دينهم، ثم زادوا على ذلك تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم عندما بعثه الله رحمة للعالمين، فازدادوا كفرا إلى كفرهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " أن الذي يدين به المسلمون، من أن محمداً صلى الله عليه وسلم بُعث إلى الثقلين: الإنس والجن, أهل الكتاب وغيرهم, وأن من لم يؤمن به فهو كافر، مستحق لعذاب الله مستحق للجهاد, وهو مما أجمع عليه أهل الإيمان بالله ورسوله، لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بذلك، وذكره الله في كتابه وبينه الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا في الحكمة المنزلة عليه، من غير الكتاب، فإنه تعالى أنزل عليه الكتاب، والحكمة، ولم يبتدع المسلمون شيئاً من ذلك من تلقاء أنفسهم، كما ابتدعت النصارى كثيراً من دينهم , بل أكثر دينهم , وبدلوا دين المسيح وغيّروه, ولهذا كان كفر النصارى لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم مثل كفر اليهود لما بعث المسيح عليه السلام"
فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء حول الدعوة إلى وحدة الأديان
:" إن الدعوة إلى وحدة الأديان إن صدرت من مسلم، فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد فترضى بالكفر بالله عز وجل، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان؛ وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا، محرمة قطعًا، بجميع أدلة التشريع في الإسلام، من قرآن، وسنة، وإجماع" .. "ومما يجب أن يعلم أن دعوة الكفار بعامة ن وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام، واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة، ولكن ذلك لا يكون إلاّ بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام، وذلك للوصول إلى قناعته بالإسلام ودخولهم فيه، أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، قال الله تعالى: ((قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون))
أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم، وتحقيق أهدافهم، ونقض عرى الإسلام،ومعاقد الإيمان، فهذا باطل يأباه الله،ورسوله، والمؤمنون، والله المستعان على ما يصفون، قال تعالى: ((واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك)) .. فتاوى وبيانات مهمة للجنة الدائمة للفتوى بالسعودية ـ دار عالم الفوائد الطبعة الأولى 1421هـ
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: "قد يُسمع ما بين حين وآخر كلمة "الأديان الثلاثة"، حتى يظن السامع أنه لا فرق بين هذه الأديان الثلاثة؛ كما أنه لا فرق بين المذاهب الأربعة! ولكن هذا خطأ عظيم، إنه لا يمكن أن يحاول التقارب بين اليهود والنصارى والمسلمين إلاّ كمن يحاول أن يجمع بين الماء والنار". (خطبة يوم الجمعة، 15/ 1/1420هـ. نقلاً عن رسالة "دعوة التقريب بين الأديان" 1/ 32).
والله أعلم وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
--------------------------------------------------------------------------------
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 05/ 04/2008
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 12:23]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الشيح حامد العلي على هذا البيان المهم.
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 01:57]ـ
حفظ الله الشيخ حامد العلي
على صراحته المعهودة و على بيانه للحق و إبطاله للباطل
و لا أدري أي حوار يريد هؤلاء النصارى
و جيوش المنصرين تغزوا البلاد العربية و الاسلامية
و ما يحدث في بلادي الجزائر خير دليل على ذلك ...
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 04:19]ـ
نعم للحوار مع الفاتيكان وغيره بشروط
اولها ان نعرض عليهم عقيدة الاسلام وشريعة الاسلام والتوحيد وان نقول لهم بسعة صدر وسعة علم وسعة ادب ان دينكم ليس هو دين المسيح وهاكم الادلة ثم نعدد لهم الادلة وندخل في الحوار الاساسي
ثم ندعوهم الي الحوار في الاخلاق والشرائع ونقول لهم حرفتم الاخلاق والشرائع وغيرتم القيم وهاكم الادلة ونسرد عليهم الادلة
ويسمعونا كما سنسمع لهم
ثم ندعوهم الي الاستماع لنا فيما يخض الاستعمار الغربي الذي تباركه الكنسية الغربية ونؤكد عليهم ان هذا مخالف لشريعة الرب
ويمكن بعد ذلك ان نذكر لهم ان هناك مشترك وان هذا المشترك اغلبه اساسه الوحي الالهي وان ديننا هو من علمنا الايمان بالمسيح وموسي والانبياء ولولا القرآن لما علمنا حقيقة النبوة ولا الانبياء
ونذكرهم انهم غيروا صور الانبياء وحقيقة النبوة فالمشترك ليس علي اطلاقه بل جاء الاسلام للتصحيح وارجاع الاسماء الي مسمياتها الحقيقة والحقائق الي مصادرها الرئيسية
امور كثيرة مهمة في الحوار المفقود!
وحوار اليوم لايناسب الاسلام ولايبدأ بما بدأ به الاسلام ولاينتهي الي الحد الذي حده الاسلام
ولذلك فحتي الشيخ محمد الغزالي وهو الخبير بالحوار من الداخل معهم قال-بعد يأس! - بانهم مغرضون فحتي بعض من اشترك منهم في الحوار قال بانهم يخدعوننا واظن الدكتور عمارة قال ايضا هذا
فلناخذ هذه الخبرة
لانها حافظة للوقت والعزة!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 06:29]ـ
وهناك حوار مع العالم كله يبدأ ببيان محاسن الاسلام وموقفه من الانسان عموما وانه ماجاء الا لانقاذه وايضا عرض المعاملة الحسنة التي لقيتها الشعوب في ظل الاسلام من الهند الي شبه جزيرة ايبيريا -اسبانيا والبرتغال-وفي دولة الخلافة الاسلامية
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 06:10]ـ
قال الله تعالى:
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)(/)
درس للشيخ حامد العلي {حقيقة حزب حسن نصر}
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 10:37]ـ
الأخوة الأفاضل
درس جديد للشيخ حامد العلي بعنوان {حقيقة حزب حسن نصر}
http://www.h-alali.net/files/hizb.rm
ـ[الذاب عن السنة]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 03:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرابط لايعمل أرجو مرجعتهُ
حفظكم المولى ....
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 07:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرابط لايعمل(/)
الرسالة العلمية المختصة بجهود العزاوي
ـ[أم فراس]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 12:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتناول هذا البحث جهود أحد مؤرخي العراق في العصر الحديث، وهو عباس العزاوي (1307 - 1391هـ)، في دراسة تاريخ العقيدة الإسلامية في العراق منذ سقوط الدولة العباسية (656هـ) إلى نهاية الاحتلال البريطاني للعراق (1335هـ)، بالإضافة إلى دراسته للفرق المعاصرة. وقد تناول هذا البحث دراسة جهوده بشقيها:
? دراسة جهود العزاوي في تاريخ العقيدة الإسلامية خلال الفترة المذكورة، ويتناول فيه الحالة الدينية خلال عهد المغول، ثم الجلائرية، ثم التركمان، والصفوية وانتهاء بالدولة العثمانية، بالإضافة إلى الحديث عن دور المدارس الدينية وجهود علماء أهل السنة مع مخالفيهم ووقوفهم ضد التيارات الغالية التي ظهرت عن طريق الكتابة في شروح العقيدة أو الردود، وقد أورد العزاوي أسماء أكثر من مئتين وخمسين مصنفاً، كما ألقى الضوء خلال دراسته على كثير من الطرق الصوفية الغالية كالحروفية والمولوية والبكتاشية. وكذلك تعرض للفرق الدينية الغالية كالنصيرية والعلي اللهية والمشعشعة والكشفية والبابية والبهائية، كما أعطى نبذة عن تاريخ بعض الطرق الصوفية المنتشرة في العراق كالقادرية والرفاعية والنقشبندية، وقد كانت هذه الدراسة عام 1952م.
? دراسة الشق الثاني من جهود العزاوي الذي يتعلق بأهم الفرق المتكتمة في شمال العراق كالكاكائية واليزيدية، لكونها من أوائل الدراسات في هذا المجال؛ إذ صدرت دراسته لتلك الفرق في عامي:1935م، و1949م وتعد إلى الآن مصدرًا ً لما جاء بعدها من الدراسات حول هذا الموضوع.
أولاً: مايتعلق بدراسة تاريخ العقيدة:
1) أوضح العزاوي عقيدة المغول بالتفصيل من وثنية إلى إسلام إلى تشيُّع ثم عودة إلى مذهب أهل السنة، مع بيان سبب التنقل في عقائدهم، وأثر ذلك على الرعية.
2) بيّن العزاوي أثر الحرية الدينية في عهد المغول في ظهور التشيع متستراً بالتصوف الغالي.
3) عدد العزاوي أهم الأعلام الذين أسهموا في تمكن التصوف الغالي في عهد المغول والتركمان، ثم في العهد العثماني.
4) أبرز العزاوي جهود علماء السنة من خلال مصنفاتهم سواء في تقريرمسائل العقيدة أو شروحها أو الردود على المخالفين من شيعة وغلاة صوفية.
5) أعطى العزاوي تصوراً واضحاً عن الحالة العلمية والمدارس الدينية في عهد المغول والتركمان.
6) أشاد العزاوي بدور شيخ الإسلام ابن تيمية في انتصار مذهب السلف وأثر ذلك في العراق بما قدمه علماؤه من ثناء وتأييد له.
7) ربط العزاوي بين التشيع والتصوف والاهتمام بالفلسفة الإشراقية وشروحها من قبل الشيعة، ثم دخول موضوعاتها على التصوف.
8) ركز العزاوي على دور الباطنية في انتشار التصوف الغالي.
9) أبرز العزاوي عقائد أهم الطرق والفرق الغالية في عهد الجلائرية كالنصيرية، والحروفية، وحكم عليهم بالخروج من الإسلام.
10) أعطى العزاوي تصوراً واضحاً عن الجانب العقدي لدولة المشعشعين، وهو الغلو في علي بن أبي طالب.
11) ركز العزاوي على دور إسماعيل الصفوي العدائي لأهل السنة، مما أظهر خطورة الصفويين وصحّحَ فكرة أن أصحاب الغلو اتخذوا من التصوف ستاراً.
12) أشاد العزاوي بدور الدعوة السلفية (الوهابية) في العراق، وأوضح آثارها من خلال كتب المؤيدين وكتب المعارضين للدعوة.
13) أبرز العزاوي دور الطرق الصوفية الغالية في العهد العثماني كالمولوية والبكتاشية، وإن كان تأسيسها في القرنين السابع والثامن الهجريين إلا أن آثارها امتدت حتى القرن 11، 12هـ.
14) بين العزاوي أن الشيعة سلكوا مسلك السب والإهانة لأهل السنة منذ القرن السابع، ولم يكن ذلك موجوداً من قبل في مصنفاتهم.
15) قدم العزاوي صورة تاريخية واضحة عن كثير من الطرق الصوفية كالقادرية والنقشبندية، والرفاعية، والبكتاشية، والمولوية، والصفوية.
16) ألمح العزاوي إلى بعض الفرق الشيعية الغالية: كالنصيرية، والكشفية، والبهائية، والفيلية، لأن موضوعه الأساسي لم يشمل الشيعة وإنما خصهم بكتب مستقلة.
ثانياً: مايتعلق بدراسته للكاكائية:
17) توصل العزاوي إلى أن الكاكائية كلمة كردية تعني الأخ، مما يدل على أن لها علاقة بالطريقة الصوفية المعروفة بالآخيه في تركيا وإيران والعراق.
(يُتْبَعُ)
(/)
18) ربط العزاوي بين الكاكائية والفتوة العربية.
19) يرى العزاوي أن الكاكائية كانت طريقة ثم انقلبت إلى نحلة، وينفي كونها قبيلة أو قبائل، ويؤكد أنها نحلة تجمع عدة قبائل صوفية الاتجاه.
20) يرى العزاوي أن الكاكائية، لكونها كانت هي الفتوة التي تعني تطبيق الفتى للمثل السامية في المجتمع، فقد ارتبطت بعدة طرق كالسهروردية والصفوية في بداية نشأتها.
21) دخل الغلو على الكاكائية عن طريق الباطنية الذين اتخذوا من التصوف ستاراً فلجأوا إلى الشعر وإلى الأدعية الغالية يبثونها في التصوف.
22) عقائد الكاكائية الآن هي: تعطيل الصفات، الحلول والاتحاد، وحدة الوجود والموجود، القول بالتناسخ، عدم الإيمان بالقرآن الكريم، عدم الإيمان بنبينا محمد r واليوم الآخر عندهم هو يوم ظهور الله في شخص وحلوله فيه.
23) عبادات الكاكائية: لاتشبه شعائر الكاكائية شعائر المسلمين سواء في صلاتهم أو زكاتهم أو حجهم، والأكثر فيها أدعية ومناجاة، وعيدهم هو ليلة الكشفة أو الماشوش
24) ومن عاداتهم: عدم قص الشوارب، تحريم السرقة والنهب، وتحريم شرب الخمر، والتكتم وعدم كشف السر، وتحريم الحلف بالبقرة الصفراء، ولهم عادات خاصة بهم في الزواج والطلاق.
25) ربط العزاوي بين الكاكائية وعدة طرق أو فرق بناء على ثلاثة أمور:-
? إما صداقة المؤسسين أو معاصرتهما كمؤسس الكاكائية ومؤسس البكتاشية. وكذلك المؤسس للصفوية ومؤسس السهروردية (ت 630هـ).
? وإما تشابه المعتقدات: فقد ربط بين النصيرية والكاكائية باعتبار الكل (علي اللهية).
? وإما على أساس المجاورة والتكتم:-
فقد ربط بين الشبك والباجوان والماولية على أساس أنهم من الغلاة وممن له علاقة بالقزلباش، ومع تجاورهم وتكتمهم لم يستطع التمييز بينهم.
ثالثاً:فيما يتعلق بدراسته لليزيدية:
26) توصل العزاوي إلى أن اليزيدية: جماعة من أتباع عدي بن مسافر الزاهد الصوفي، وينتسبون إلى بني أمية، ويعتقدون الإمامة في يزيد بن معاوية، كما جاء عن ابن قتيبية وشيخ الإسلام ابن تيمية والسمعاني.
27) أن هذه الجماعة غلت في يزيد ودخل الغلو في عقائدهم بعد موت المؤسس.
28) أن اليزيدية قد خرجوا الآن عن عقائد المسلمين بما أصابهم من غلو وجهل وانتشار الأمية فيهم، ويظهر ذلك من خلال عقائدهم وشرائعهم ومقدساتهم التي ذكرها العزاوي.
رابعاً: تقييم دراسة العزاوي لتاريخ العقيدة:-
29) نجد أن العزاوي قدم معلومات تاريخية قيمة، فلا يذكر مصدر أولي في موضوعه (كالصلة بين التشيع والتصوف) للدكتور كامل الشيبي، ولا يوجد مترجم للمؤرخين، كالدكتور شاكر مصطفى في كتابه (التاريخ العربي والمؤرخون) إلا ويشيد باسم العزاوي بعد ذكره لابن حجر وغيرهم من علماء المسلمين المتقدمين، وذلك لفرادة مصادر العزاوي، ولإتقانه اللغتين الفارسية والتركية. ويكفي أن نذكر أن دراسته كانت (عام 1373هـ).
خامساً: لتقييم دراسة العزاوي عن فرقتي (الكاكائية واليزيدية):
30) فتعد دراسته من أوائل الدراسات التي تعتبر مصدراً لما بعدها، فلا يدرس أحد عن الأكراد دون أن يكون العزاوي مرجعاً له، ويكفي أن نذكرأن تاريخ طباعة كتابيه كان في (عامي 1935م، 1949م). ويكفي تقييما لدراسته أنه أراد الرد على المستشرقين في ما وصلوا إليه من نتائج، وإثبات أن الحقائق لابد لمعرفتها من التاريخ إذا صدق اختياره.
التوصيات:
وإذا كان لي من توصيات ظهرت أثناء البحث، فإنني أسجل منها مايلي:
1. من خلال مراجعة المصنفات التي أوردها العزاوي يمكن التوصية بتحقيق الكثير منها مما لا يزال مخطوطاً.
2. ويمكن التوصية بإعداد رسائل علمية في كل من الموضوعات التالية:-
? دراسة موضوعية عن الفرق في شمال العراق.
? علاقة التصوف الغالي بالآداب التركية والفارسية.
? مدائح آل البيت في الأدب الفارسي، وأثرها في ظهور الغلو.
? منطقة واسط وأهم الفرق والحركات فيها: دراسة حول الأسباب والآثار والنتائج.
? الحالة العلمية والدينية في العراق بعد سقوط بغداد إلى نشأة العراق الحديث.
? دراسة تاريخ العقيدة في كل منطقة من مناطق العالم الإسلامي، ثم دراسة تاريخ العقيدة بشكل عام.
3. كما يمكن التوصية بإدراج دراسة اللغة الفارسية والتركية ضمن المتطلبات الاختيارية في قسم العقيدة والدعوة، وبخاصة لمن أراد التخصص في الفرق أو التصوف.
وأخيراً:-
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا جهد المقل، وحسبي أني استنفدت أقصى طاقتي فإن أصبت فمن الله تعالى فضلاً منه وكرماً سبحانه، وإن أخطأت فمن نفسي، وأرجو من الله الإخلاص والعفو والقبول.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت علاّم الغيوب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
10/ فهرس الموضوعات
ملخص الرسالة 3
ترجمة الملخص 4
الإهداء 5
المقدمة 6
التمهيد 19
الباب الأول: عصر العزاوي وحياته، وتحته ثلاثة فصول: 30
الفصل الأول: عصر العزاوي،زتحته أربعة مباحث: 31
المبحث الأول: الحالة السياسية 32
المبحث الثاني: الحالة العلمية 42
المبحث الثالث: الحالة الاجتماعية 57
المبحث الرابع: الحالة الدينية 71
الفصل الثاني: حياة العزاوي وشخصيته، ويشتمل على مبحثين: 81
المبحث الأول: حياته 82
اسمه ونسبه 83
مولده ونشأته 83
تحصيله العلمي 84
أثر تعليمه على حياته العلمية والعملية 87
مناصبه ومكانته العلمية بين معاصريه (في العراق وخارجها) 87
أ/ مناصبه 87
ب/ مكانته العلمية داخل العراق 89
ج/ وأما عن مكانته العلمية خارج العراق 90
المبحث الثاني: جوانب من شخصية العزاوي 92
عقيدته 93
صفاته وأخلاقه 94
العزاوي في آخر حياته 97
وفاته 97
بعض ما كتب عنه 98
في داخل العراق وخارجها 98، 99
الفصل الثالث: إنتاجه العلمي، وتحته مبحثان: 100
المبحث الأول: صعوبة حصر إنتاج العزاوي العلمي وأسبابها 101
المبحث الثاني: نبذة عن بعض كتبه المطبوعة 109
الباب الثاني: جهود عباس العزاوي في دراسة تاريخ العقيدة الإسلامية في العراق 123
الفصل الأول: العقيدة الإسلامية من عهد الرسول r إلى نهاية العهد العباسي 124
المبحث الأول: عقيدة السلف، ويشتمل على ثلاثة مطالب: 125
المطلب الأول: التعريف بالسلف 126
المطلب الثاني: أصول مذهب السلف 128
المطلب الثالث: أهم المؤلفات في العقيدة السلفية حتى نهاية الدولة العباسية (ت656هـ) 138
المبحث الثاني: عقيدة الخلف (المتكلمين)،وتحته أربعة مطالب: 145
المطلب الأول: تعريف علم الكلام 146
المطلب الثاني: عوامل ظهور علم الكلام 149
المطلب الثالث: أهم الفرق الكلامية المبكرة (الجهمية والمعتزلة) 158
المطلب الرابع: اتجاهات المتكلمين بعد المعتزلة، وتحته ثلاثة فروع: 174
الفرع الأول: الأشعرية، علماؤها وأهم مؤلفاتها 174
1 - أبو الحسن الأشعري (324هـ) 174
2 - أبو بكر الباقلاني (ت403هـ) 178
3 - أبو إسحاق الاسفرايني (ت418هـ) 182
4 - ابن فورك (ت 406هـ) 183
5 - أبو المعالي الجويني (478هـ) 184
6 - أبو حامد الغزالي (ت 505هـ) 185
7 - الشهرستاني (ت547هـ) 189
8 - الفخر الرازي (ت606هـ) 191
9 - سيف الدين الآمدي (ت631هـ) 194
الفرع الثاني: الماتُريدية، نشاتها وأهم مؤلفاتها 197
مؤلفات الماتُريدية 197
أ/ مؤلفات أبي منصور الماتُريدي 198
ب/ كتب الماتُريدية الأخرى 199
الفرع الثالث: غلاة التصوف وعقائدهم 202
الفصل الثاني: العقيدة الإسلامية من عهد المغول إلى نهاية عهد التركمان (656 - 941هـ) 213
وتحته مبحثان:
المبحث الأول: العقيدة الإسلامية في عهد المغول والتركمان 215
المطلب الأول: عقيدة المغول (656هـ ـ737هـ)، وتحته فرعان: 216
الفرع الأول: عقيدة المغول من دخولهم بغداد إلى إسلامهم (656 - 681هـ) 216
الفرع الثاني: تشيع المغول ثم عودتهم إلى مذهب السنة 224
المطلب الثاني: العقيدة في العهد الجلائري (738هـ-814هـ)،وتحته فرعان: 233
الفرع الأول: العقيدة في عهد حسن الجلائري وذريته (738هـ-795هـ) 233
الرفاعية في هذا العهد 235
النصيرية في هذا العهد 237
الفرع الثاني: العقيدة في عهد تيمور وذريته (795هـ-814هـ) 238
الحروفية 243
المطلب الثالث: العقيدة في عهود التركمان (814هـ-941هـ) 254
الفرع الأول: ظهور المشعشعين 254
الفرع الثاني: ظهور الصفويين 257
المبحث الثاني: الحالة العلمية وأهم العلماء والمؤلفات في عهد المغول والتركمان 264
المطلب الأول: الحالة العلمية وأهم العلماء في عهد المغول والتركمان 265
الفرع الأول: المدارس الدينية واتجاهاتها في عهد المغول والتركمان 265
الفرع الثاني: أهم العلماء 271
ابن تيمية ودعوته، وموقف علماء العراق منه 271
المطلب الثاني: المصنفات في العهود المغولية، ويشتمل على ثلاثة فروع: 277
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرع الأول: المصنفات في تقرير أو شروح العقيدة، وتنقسم إلى ثلاث فترات: 277
أ/ المصنفات في عهد المغول (656هـ-738هـ) 277
ب/ االمصنفات في عهد الجلائرية (738هـ-814هـ) 282
ج/ المصنفات في عهد التركمان (814هـ-941هـ) 287
الفرع الثاني: كتب المتصوفة والردود عليها في هذا العصر 290
الفرع الثالث: كتب الشيعة والردود عليها 295
المطلب الثالث: كتب الأقطار الأخرى في هذا العهد. 298
الفصل الثالث: العقيدة الإسلامية في العراق في العهد العثماني (941هـ-1335هـ) 307
ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: الصراع السياسي وأثره على العقيدة الإسلامية، ويشتمل على ثلاثة مطالب
: 309
المطلب الأول: السياسة الدينية في العراق. 310
المطلب الثاني: ظهور الدعوة السلفية في العراق في العهد العثماني، ويشتمل على فرعين: 319
الفرع الأول: عقيدة السلف (نظرة عامة) 319
الفرع الثاني: محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية 325
المطلب الثالث: الفرق الأخرى في العراق في العهد العثماني، ويشتمل على فرعين: 329
الفرع الأول: غلاة الشيعة 330
أ- الكشفية 330
ب- البابية والبهائية 330
حـ- الفيليّة 334
الفرع الثاني: الصوفية في هذا العهد 337
أ- التصوف: نظرة عامة على التصوف في العراق. 337
ب- بعض الطرق الصوفية الغالية في هذا العهد 340
البكتاشية 340
المولوية 342
المبحث الثاني: مؤلفات العقيدة في العهد العثماني، ويشتمل على ثلاثة مطالب: 345
المطلب الأول: مؤلفات العراقيين في العهد العثماني، وتنقسم إلى نوعين: 346
أولاً: مؤلفات في الردود بين الرافضة وخصومهم 346
ثانياً: مؤلفات في علم الكلام 351
المطلب الثاني: مؤلفات حول العقيدة السلفية.وتنقسم إلى فرعين: 357
أولاً: المصنفات في تأييد دعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب. 357
ثانياً: مؤلفات في الردود على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب 361
المطلب الثالث: مؤلفات المسلمين في الأقطار الأخرى. 364
الباب الثالث: موقف العزاوي ومنهجه في نقد الفرق، ويحتوي على تمهيد
وستة فصول: 371
تمهيد: منهج العزاوي في نقد الفرق والمذاهب 372
الفصل الأول: موقف العزاوي من السلف، ويشتمل على ثلاثة مباحث: 378
المبحث الأول: ثناء العزاوي على السلف؛المتقدمين منهم والمتأخرين 379
المبحث الثاني: دفاع العزاوي عن عقيدة السلف ومنهجهم، وتحته مطلبان: 389
المطلب الأول: رد العزاوي على شبهات المتكلمين حول منهج السلف، وتحته فرعان: 389
الفرع الأول: الرد على قول المتكلمين (مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم) 390
الفرع الثاني: رد العزاوي على دعوى حلول الحوادث بذات الله 392
المطلب الثاني: دفاع العزاوي عن شيخ الإسلام ابن تيمية في المسائل التي انتقده عليها القباني 393
المبحث الثالث: التعقبات على العزاوي حول موقفه من السلف 404
الفصل الثاني: موقف العزاوي من علم الكلام والمتكلمين، ويحتوي على
أربعة مباحث: 409
المبحث الأول: موقف العزاوي من علم الكلام 410
المبحث الثاني: موقف العزاوي من التأويل الكلامي 416
المبحث الثالث: موقف العزاوي من علماء الكلام، وتحته مطلبان: 422
المطلب الأول: موقف العزاوي من علماء الكلام المتقدمين، وتحته فرعان: 423
الفرع الأول: موقفه من علماء الأشاعرة المتقدمين 423
1 - رأي العزاوي في الإمام الأشعري (ت324هـ) 423
2 - رأي العزواي في الباقلاني (ت403هـ) 424
3 - رأي العزاوي في أبي إسحاق الإسفراييني (ت 418هـ) 425
4 - رأيه في ابن فورك (ت 406هـ) 426
5 - رأيه في أبي المعالي الجويني (ت478هـ) 427
6 - رأيه في أبي حامد الغزالي (505هـ) 428
7 - رأيه في الشهرستاني (ت547هـ) 428
8 - رأيه في الفخر الرازي (ت606هـ) 431
9 - رأيه في الآمدي (ت631هـ) 432
الفرع الثاني: رأيه في الماتريدية 434
المطلب الثاني: موقف العزاوي من علماء الكلام المعاصرين له 436
المبحث الرابع: التعقبات على موقف العزاوي من علم الكلام والمتكلمين 441
الفصل الثالث: موقف العزاوي من التصوف والمتصوفة، ويحتوي على تمهيد وأربعة مباحث: 459
تمهيد حول تاريخ التصوف 460
المبحث الأول: تاريخ التصوف في العراق كما يصوره العزاوي 466
المبحث الثاني: موقف العزاوي من غلاة الصوفية المتأخرين 474
المبحث الثالث: رأي العزاوي في بعض الصوفية والفلاسفة الإشراقيين وأثرهم 476
أ/ رأي العزاوي في الحلاج 476
(يُتْبَعُ)
(/)
ب/ رأي العزاوي في الشيخ الرئيس (ابن سينا) 478
ج/ رأي العزاوي في ابن عربي 480
المبحث الرابع: موقف العزاوي من بعض الطرق الصوفية، ويحتوي على تمهيدين
ومطلبين: 488
التمهيد ويشتمل على: 489
أ- أساس التمييز بين الطرق الصوفية الغالية وغير الغالية عند العزاوي 489
ب- موقف العزاوي من الطرق الصوفية 490
المطلب الأول: موقف العزاوي من الطرق غير الغالية، وتحته ثلاثة فروع: 492
الفرع الأول: موقفه من الطريقة القادرية المنسوبة إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني (ت561هـ) 492
الفرع الثاني: موقفه من الطريقة الرفاعية المنسوبة لأحمد الرفاعي (ت 578هـ) 494
الفرع الثالث: موقفه من الطريقة النقشبندية 497
المطلب الثاني: موقف العزاوي من الطرق الغالية، ويحتوي على أربعة فروع: 505
الفرع الأول: موقف العزاوي من الطريقة المولوية 505
الفرع الثاني: موقفه من الطريقة البكتاشية 506
الفرع الثالث: موقفه من الطريقة الصفوية 507
الفرع الرابع: موقفه من الطريقة الحروفية 508
الفصل الرابع: موقف العزاوي من التشيع والشيعة، ويحتوي على ثلاثة مباحث: 510
المبحث الأول: رأي العزاوي في نشأة التشيع وتطوره، وتحته ثلاثة مطالب: 511
المطلب الأول: موقف العزاوي من نشأة التشيع في العراق 512
المطلب الثاني: موقف العزاوي من انتشار التشيع في إيران والعراق أيام الصفوية 515
المطلب الثالث: موقف العزاوي من وجود الشيعة في مختلف الأقطار 517
المبحث الثاني: موقف العزاوي من بعض الفرق الغالية، وتحته ثلاثة مطالب: 520
المطلب الأول: موقف العزاوي من النصيرية والعلي اللهية 521
المطلب الثاني: موقف العزاوي من المشعشعين 525
المطلب الثالث: موقف العزاوي من الكشفية ومااشتق منها 528
المبحث الثالث: التعقبات على العزاوي في موقفه من الشيعة 529
الفصل الخامس: موقف العزاوي من الكاكائية، وتحته ثلاثة مباحث: 536
المبحث الأول: التعريف بالكاكائية، وتحته مطلبان: 538
المطلب الأول: تعريف الكاكائية لغة واصطلاحاً 539
المطلب الثاني: الجذور التاريخية لنشأة الكاكائية 548
المبحث الثاني: عقائد الكاكائية وعباداتهم وعاداتهم كما عرضها العزاوي، وتحته ثلاثة مطالب 556
المطلب الأول: عقائد الكاكائية 557
المطلب الثاني: عبادات الكاكائية وشعائرهم 565
المطلب الثالث: عادات الكاكائية 567
المبحث الثالث: العلاقة بين الكاكائية وبعض الفرق والطرق الغالية، ويشتمل على ثلاثة مطالب 570
المطلب الأول: علاقة الكاكائية بالفرق الغالية، ويشتمل على أربعة فروع: 571
الفرع الأول: علاقة الكاكائية بالبكتاشية 571
الفرع الثاني: علاقة الكاكائيّة بالقزلباشية 573
الفرع الثالث: علاقة الكاكائية بالشبك والماولية والباباوات 576
الفرع الرابع: علاقة الكاكائية بالعلي اللهية 580
المطلب الثاني: علاقة الكاكائية بالطرق الغالية، ويشتمل على فرعين: 582
الفرع الأول: علاقة الكاكائية بالسهروردية 582
الفرع الثاني: مداخل الغلو إلى الطرق الصوفية 585
المطلب الثالث: ملاحظات نقدية حول موقف العزاوي من الكاكائية 588
الفصل السادس: موقف العزاوي من اليزيدية، وتحته ثلاثة مباحث: 593
المبحث الأول: دراسة تاريخية حول نشأة اليزيدية، وتطور معتقداتها، وتحته ثلاثة مطالب 594
المطلب الأول: أصل اليزيدية 595
المطلب الثاني: عدي بن مسافر وعقيدته وطريقته الصوفيّة 603
المطلب الثالث: اليزيدية في العراق بعد عدي بن مسافر، وتحته فرعان: 608
الفرع الأول: خلفاء عدي بن مسافر ومعتقداتهم 608
الفرع الثاني: طبقات المجتمع اليزيدي 612
المبحث الثاني: عقائد اليزيدية وشرائعهم ومقدساتهم، وتحته ثلاثة مطالب: 616
المطلب الأول: عقائد اليزيدية 617
المطلب الثاني: شرائع اليزيدية 630
المطلب الثالث: المقدسات عند اليزيدية 638
المبحث الثالث: حكم العلماء على اليزيدية، وتحته ثلاثة مطالب: 644
المطلب الأول: الحكم على اليزيدية من كلام المتقدمين من أهل العلم 645
المطلب الثاني: الحكم على اليزيدية من كلام العزاوي ومعاصريه 650
المطلب الثالث: ملاحظات نقدية حول موقف العزاوي من اليزيدية 654
الخاتمة 659
التوصيات 663
الفهارس 664
فمارأيكم في هذه الرسالة؟ هل تؤيدون طباعتها؟ أرجو الإفادة؟ ماندم من استشار
ـ[المقدادي]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 01:04]ـ
بارك الله فيكِ , جهد ممتاز في التعريف بهذا المؤرخ رحمه الله و جهوده في تأريخ العقيدة الإسلامية
رسالة جديرة بالنشر
وفقكِ الله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 11:01]ـ
بارك الله فيكِ ..
هل نوقشت الرسالة؟
أما الطباعة فلابد منها إن شاء الله؛ فالرسالة مميزة.
وعليكِ بدار ابن الجوزي بالدمام، أو دار المنهاج بالرياض؛ لاعتنائهم بالطبع والنشر.
ـ[أم فراس]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 11:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألم تر التهنئة لي في موقعكم؟ لقد حصلت على 96% مع مرتبة الشرف فقد انتهيت قبل المدة المخصصة،
وطبعا ببركة جهود أهل الرياض أ. د.محمد الخميس،وأ. محمد حمد عبد العزيز النمي وصلت إلى هذا النجاح،بعد توفيق الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 05:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لم أرها إلا الآن. الحمد لله. مبروك.
وهل تحتاج الطباعة - بعد هذا التميز - إلى سؤال!
المهم: هل أعزو لها! أو أنتظر حتى تُطبع!
وفقكِ الله ..
ـ[أم فراس]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 06:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهل لديكم نسخة منها قبل الطباعة؟؟ فأنا لم أسلم النسخة في صورتها الأخيرة بعد حتى للجامعة ... الرجاء الانتظار (عشان نباى إخوات) وإلا فلا داعي لطباعتها إذن.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 08:10]ـ
ماشاء الله تبارك الله!!
مبارك.
وننتظر بشغف صدور الرسالة مطبوعة ومصورة.
شكرا لكِ ... بارك الله فيكِ ...
ـ[أم فراس]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 12:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأخيرا: صدرت الرسالة العلمية التي انتظرتموها أعضاء مجلسنا الموقر، وأصبح عنوانها:
المؤرخ عباس العزاوي وجهوده في دراسة تاريخ العقيدة والفرق المعاصرة في العراق
في مجلدين و990 صفحة.
تأليف: أسماء سالم أحمد بن عفيف.
توزيع دار التوحيد / الرياض.
آمل أن تحوز رضاكم وتضيف شيئا جديدا لكم،ولا أستغني عن نقدكم البناء على الخاص، وشكرا لكم
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 01:42]ـ
جزاك الله خيرا أم فراس ..
كنت أطمع برابط لرفع الرسالة .. ! لكن إن شاء الله نجدها في المكتبات في أقرب وقت.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[18 - Nov-2009, صباحاً 09:12]ـ
ما شاء الله رفعة راس والله فرحت جدا لان الرسالة تتعلق بعلم من اعلام العراق ولدي رسالة ساقوم برفعها للموقع تتعلق بجميع مولفات العلم المخطوطة والمطبوعة - ولم اطلع على رسالة الدكتور الفاضلة ام فراس -على غرار ما دونته للالوسي رحمه الله،فقد كنت اتردد طيلة سنوات لدار صدام المخطوطات والتي اودعت فيه جميع مخطوطات العزاوي وانقذها النقشبندي من الضياع وبقي من يقوم بطبعها ونشرها ليصل نورها الى الميت في قبره.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 12:14]ـ
نحن بانتظار الدكتوارة يا أخت أم فراس ونسأل الله لك التوفيق الرباني لإخراج عمل مبدع جديد، وبارك الله بجهود عجز أهل العراق وأنا منهم وغيرهم لإخراج سفر قيم علّ أهل العلم يعرفون قيمة ما فعلت أختنا الفاضلة
ـ[أم فراس]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 06:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أشكر لكم اهتمامكم وثناءكم،اللهم اغفر لي مالا يعلمون واجعلني خيرا مما يظنون،
ولعل المشكلة في إخراج كنوز العلم لكثير من العراقيين،هو صعوبة التواصل والمراسلات،عسى الله أن ييسر الأمور كما يسر في الماجستيربرغم الظروف.
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 05:36]ـ
من يوفر لنا رابطا نرى فيه الكتاب ونتصفحه على سبكة المعلومات فالكتاب هام بحق يستحق الاطلاع.(/)
فقه الرد على المخالف .. كيف يكون؟ أسئلة أريد جوابها بحسن نية!
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 12:49]ـ
ملاحظة: هذه مدراسة لا فتوى ... حتى يجيبني الجميع .. !!
الطلب: أرجو من علمائنا وأساتذتنا و إخواننا الكرام إجابتي عن هذه الأسئلة، شاكرا لهم، داعيا، محبا:
1ـ ماذا نرد على المخالف؟.
2ـ كيف نرد؟.
3ـ متى نرد؟.
4ـ لماذا نرد؟ فإن لم أرد فهل أنا مذنب ... ؟.
5ـ هل الرد يسوغ لي الحدة والتي قد تكون مفسرة بسوء الخلق؟ و إن قلنا: إن الحدة تنفع أحيانا فهل هذا يعارض قول الله: " .... فقولا له قولا لينا .. "؟.
6ـ من نرد عليه؟.
7ـ هل جهود بعض الناس في العلم والدعوة تشفع له بعدم ردي عليه و هل تشفع لذنوب أخطائه الكثيرة أو القليلة؟.
8ـ هل يعني الرد التشهير بمن أرد عليه؟.
9ـ هل مدحي لجانب حسن عند (أحد) ـ ولو كان مبتدعا أو كافرا ـ يخالف ذلك المنهج السليم؟.
10ـ هل خطأ الشخص ـ برأيي ـ في شيء اختلف فيه أهل السنة يلزمني بالرد أيضا؟.
11ـ هل شعوري بنوع حقد في قلبي أثناء ردي شيء طبيعي أم لا بد من علاجه؟.
12ـ هل جعلي الهم كله في الرد يكون شيئا حسنا؟.
13ـ ما الأفضل لي كثرة الرد على المخالف أم تعليم الأمة وبناؤها؟.
14ـ هل أصبح الرد على المخالف سببا للفتنه، و أصبح ضرره أكثر من نفعه فيجب تركه ـ بناء على قاعدة المصالح، أو على الأقل ترك الرد في غير العقيدة وما اتفقت عليه الأمة أو أهل السنة؟.
15ـ هل ترك الرد على المخالف ـ لي في الأسلوب ـ أولى، لا سيما إن سبب ذلك فتنة بين المادح والقادح للمردود عليه؟
16ـ وهل كل شخص له أن يرد على غيره؟.
17ـ هل هناك كتاب يبين لي هذه الأمور تفصيلا؟.
إن كثيرا من الناس (وما أبرئ نفسي ... ) لا يعرف حقيقة إلا جواب السؤال الأول.
ملاحظة: إن بعض الأسئلة تقارب غيرها في المعنى وقد كتبتها لزيادة العمق في التفصيل.
وأعتذر إن كان ثم ضعف في أسلوب الأسئلة فقد كتبتها على عجل إضافة إلى الجهل، والله المستعان!.
وبارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 11:35]ـ
تجد إجابة هذه التساؤلات وغيرها!
في كتاب:
" الرد على المخالف أصل من أصول الإسلام ".
للعلامة الدكتور: بكر أبو زيد _ رحمه الله وتجاوز عنه بمنه _.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 12:04]ـ
وهناك بحث نافع في هذا الباب ربما أقوم بإنزاله على حلقات قريبًا إذا يسّر الله بعنوان:
(أهل السنة والحكم على الرجال)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 07:02]ـ
جد فى طلب العلم واجعل هذه الاسئلة من أهدافك
وأظن انه ان وقف شخص على اجابات وافية مفصلة أخر تفصيل على هذه الاسئلة وفهمها وجيدا لكن (عقله ليس طبيعيا او لم يبنى اصول عقلية معتمدة او ليس عنده أمنا فكريا) لايستطيع تطبيقها وفى الغالب انه سيدخل فى الغلو لا الافراط
أعطيك معلومات
12ـ هل جعلي الهم كله في الرد يكون شيئا حسنا؟.
قال الشيخ سلمان العودة ان منه دى النبى صلى الله عليه وسلم فى معالجة الاخطاء (الاجمال لا التفصيل) ااى الاخطاء الصادرة من اصحابه وكونك تجعل الررد همك أظنه مخالف لذا الهدى
وصحيا هو خطر على المجموع السمبتاوى فى جسم الانسان ذكره محمد العبدة فى رسائل الاصلاح
وتذكر المحامد محمود حتى فى حديث الثلاثة فى الغار كل واحد منهم تذكر شئ ايجابى عمله
هل مدحي لجانب حسن عند (أحد) ـ ولو كان مبتدعا أو كافرا ـ يخالف ذلك المنهج السليم؟.
لا فى الجملة
16ـ وهل كل شخص له أن يرد على غيره؟.
وما فائدة العلماء اذن ومالفرق بينهم وبين كل أحد قرات عن علمائنا تورعهم قدر الامكان عن الافتاء (مع انها واجبة عليهم وهم اهلها بكل تمكن) كلامام مالك يقول وددت انى خرجت من الدنيا كفافا لا لى ولا على -وصاحب اضواء البيان لما سأله سائل فجثا على ركبتيه وقال له ارحمنى -- اما الان فرأيت اناسا (جلسوا مجلس طلبة العلم) ويتقحمون ما ليس لهم فيه أرأيت الفرق بين الصورتين
6ـ من نرد عليه؟.
عندك مثلا لما عثمان رضى الله عنه أتم الصلاة وبلغ بن مسعود الخبر فاسترجع فقط ولم ينكر الانكار الطبيعى المنتظر نظرا لمكانة الشخص الشرعية
الصحابة الكرام كانوا يختلفون فى الاراء عند المشورة لكن بعد انتهاء المشورة واختيار الرأى من قبل الامام كان الكل يلتزم ويجعل ما اختاره حبيس صدره -- وهذا هو المعقول اذ لو فعل غير ذلك كما يحدث الان سيكون الواقع كما ترى
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 01:49]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ولقد انتظرت الإجابة طويلا، ولعل الخطأ مني وذلك أنني قد أكثرتُ من الأسئلة!.
" الرد على المخالف أصل من أصول الإسلام ".
للعلامة الدكتور: بكر أبو زيد _ رحمه الله وتجاوز عنه بمنه _
أخانا الغزي: أين يمكن أن أجد هذا الكتاب؟.
(أهل السنة والحكم على الرجال)
شيخنا المزروع: أرجو الإسراع بذلك نفع الله بكم.
وفى الغالب انه سيدخل فى الغلو لا الافراط
قال الشيخ سلمان العودة ان منه دى النبى صلى الله عليه وسلم فى معالجة الاخطاء (الاجمال لا التفصيل) ااى الاخطاء الصادرة من اصحابه وكونك تجعل الررد همك أظنه مخالف لذا الهدى
وصحيا هو خطر على المجموع السمبتاوى فى جسم الانسان ذكره محمد العبدة فى رسائل الاصلاح
وتذكر المحامد محمود حتى فى حديث الثلاثة فى الغار كل واحد منهم تذكر شئ ايجابى عمله
اما الان فرأيت اناسا (جلسوا مجلس طلبة العلم) ويتقحمون ما ليس لهم فيه أرأيت الفرق بين الصورتين
كان الكل يلتزم ويجعل ما اختاره حبيس صدره -- وهذا هو المعقول اذ لو فعل غير ذلك كما يحدث الان سيكون الواقع كما ترى
أشكرك أخي المرسي على هذه الفوائد وهذا التفصيل، وحقيقة الأمر أن هذا الواقع ـ السيء للأسف ـ الذي نراه هو الذي جعلني أسأل هذه الأسئلة.
وكان بودي لو أجبتَ عن جميع الأسئلة، مع أنها متعبة قليلا (ابتسامة!).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 04:22]ـ
هل جعلي الهم كله في الرد يكون شيئا حسنا؟.
كان الشيخ سلمان بيتكلم فى من يهدم المواقع الضالة (ردا على سؤال تقريبا) فقال ان هدمته سينشأون موقعا أخر وانصح بالاهتمام ببناء مواقع جيدة لا هدم مواقع ضالة
واورد المثل الصينى (لأن توقد شمعة خير من لعن الف ظلمة)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 04:38]ـ
هل مدحي لجانب حسن عند (أحد) ـ ولو كان مبتدعا أو كافرا ـ يخالف ذلك المنهج السليم؟.
إن كان المدح في أمر إنساني بحت .. فلا بأس به .. كما مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي في عدله
وإن كان يتضمن موالاة له أو كان مما يختص به المؤمنون أو دل على تزكية جُملية لشخصه ..
فهذا ممنوع كله
والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 07:08]ـ
وأظن انه ان وقف شخص على اجابات وافية مفصلة أخر تفصيل على هذه الاسئلة وفهمها وجيدا لكن (عقله ليس طبيعيا او لم يبنى اصول عقلية معتمدة او ليس عنده أمنا فكريا) لايستطيع تطبيقها وفى الغالب انه سيدخل فى الغلو لا الافراط
ومما أضيف لكلامى هذا - توفر الخبرة بالواقع والالمام بما يلزم من العلوم الشرعية ولايتوفر هذا الا لعالم وعليه فلا تسمع نقد الا من عالم (مزكى اى اشتهرت ديانته وعرفت صيانته)
وأظن انه فى الاغلب ايضا عليك ان لاتسمع لنقل طلبة العلم عن شيخ من المشايخ (نقدا لشيخ أخر) وطبعا المنقول عنه متوفر فيه الشروط السابقة - لأن هذا النقل ايضا يتطلب شروطا تتوفر فى هذا الطالب الناقل من باب القاعدة المقررة (ليس كل ما يسمع يقال وليس كل ما يقال يقال فى كل وقت) وايضا (اغترار بعض الطلبة بكلام العلماء على بعض) وانظر هذه الجزئية فى كتاب حرمة اهل العلم 0 لشيخنا محمد اسماعيل المقدم) فى المكتبة الوقفية وانظر فهرس الكتاب فى أخر الفهرس
وللشيخ كتاب اسمه منهج اهل السنة فى تقويم الرجال
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 07:19]ـ
ومما أضيف لكلامى هذا - توفر الخبرة بالواقع والالمام بما يلزم من العلوم الشرعية ولايتوفر هذا الا لعالم وعليه فلا تسمع نقد الا من عالم (مزكى اى اشتهرت ديانته وعرفت صيانته)
وأظن انه فى الاغلب ايضا عليك ان لاتسمع لنقل طلبة العلم عن شيخ من المشايخ (نقدا لشيخ أخر) وطبعا المنقول عنه متوفر فيه الشروط السابقة - لأن هذا النقل ايضا يتطلب شروطا تتوفر فى هذا الطالب الناقل من باب القاعدة المقررة (ليس كل ما يسمع يقال وليس كل ما يقال يقال فى كل وقت) وايضا (اغترار بعض الطلبة بكلام العلماء على بعض) وانظر هذه الجزئية فى كتاب حرمة اهل العلم 0 لشيخنا محمد اسماعيل المقدم) فى المكتبة الوقفية وانظر فهرس الكتاب فى أخر الفهرس
وللشيخ كتاب اسمه منهج اهل السنة فى تقويم الرجال
برضوه الله يخلف عليك،، العبرة بالدليل لا بقول فلان. .
ولو كان النقد أو الرد العلمي لا ينبغي إلا لمن اصطلح الناس على تسميته بالعالم بغض النظر عن العلم الذي يحمله؛ فإذن لن يكون للدليل من الكتاب والسنة أية قيمة؟
أجل عافية عليك < آية الله الخميني.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 07:37]ـ
برضوه الله يخلف عليك،، العبرة بالدليل لا بقول فلان. .
ولو كان النقد أو الرد العلمي لا ينبغي إلا لمن اصطلح الناس على تسميته بالعالم بغض النظر عن العلم الذي يحمله؛ فإذن لن يكون للدليل من الكتاب والسنة أية قيمة؟
أجل عافية عليك < آية الله الخميني
أعكس استدلالك عليكى
لو كان كلامك صحيح لما كان للدليل من الكتاب والسنة فائدة
لأنه سيأتى أناس غير مزكين ويأتون بأدلة
الا تعرفين قول بن تيمية (أنه ما من مبتدع يستدل بدليل الا وفى نفس الدليل ما يبطل استدلاله
الا تعلمين ان القائلين بعقيدة وحدة الوجود استدلوا بأدلة منها حديث 0 الاكل ما خلا الله باطل)
وهل قول النبى صلى الله عليه وسلم فيما معناه (من تكلم فى القرءان برأيه فأصاب فهو مخطأ) معناه أنه صلى الله عليه وسلم لا يجعل للدليل من الكتاب والسنة فائدة!
وهل كون اهل العلم نصوا على أن الادلة لاتترك لالاستدلال بها الا لعالم مزكى يقتضى انها ليس لها فائدة أم معناه تنزيه الوحى عن التخبط به من الجاهل وأنصاف المتعلمين
وهل قول العلماء انه (يفسد الجسد نصف طبيب ويفسد الدين نصف عالم) معناه أنهم لا يجعلون لالاأدلة التى سيستدل بهاا (نصف العالم ((فائدة أم يقصدون أن كونه غير مزكى هو الذى يجعل استدلاله بالادلة خطأ او يتوقف فيه الى أن يعتمد من اهله .. الخ
وهل قول الشافعى فى كتاب الام
أن من استدل بدليل ووافق به الخطأ مصادفة لا عن قصد كان بخطئه غير معذور (معناه ان الشافعى لا يجعل لهذا الدليل من الوحى فائدة)
ثم ما علاقة ايه الله الخمينى بالموضوع!
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 11:58]ـ
إن كان المدح في أمر إنساني بحت .. فلا بأس به .. كما مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي في عدله
وإن كان يتضمن موالاة له أو كان مما يختص به المؤمنون أو دل على تزكية جُملية لشخصه ..
فهذا ممنوع كله
والله أعلم
أخانا أبا القاسم:
ماذا لو قلتُ: إن فلانا (وهو مبتدع!) كثير العبادة وله جهود كثيرة في الدعوة؟.وكان كلامي فيه صحيحا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 12:02]ـ
برضوه الله يخلف عليك،، العبرة بالدليل لا بقول فلان. .
ولو كان النقد أو الرد العلمي لا ينبغي إلا لمن اصطلح الناس على تسميته بالعالم بغض النظر عن العلم الذي يحمله؛ فإذن لن يكون للدليل من الكتاب والسنة أية قيمة؟
أجل عافية عليك < آية الله الخميني.
جزاكم الله خيرا ...
لعل المقصود هوالعالم الذي عرف عنه الاتباع للكتاب والسنة، وقد يكون هذا واضحا ضمنا ...
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 12:11]ـ
ومما أضيف لكلامى هذا - توفر الخبرة بالواقع والالمام بما يلزم من العلوم الشرعية ولايتوفر هذا الا لعالم وعليه فلا تسمع نقد الا من عالم (مزكى اى اشتهرت ديانته وعرفت صيانته)
وأظن انه فى الاغلب ايضا عليك ان لاتسمع لنقل طلبة العلم عن شيخ من المشايخ (نقدا لشيخ أخر) وطبعا المنقول عنه متوفر فيه الشروط السابقة - لأن هذا النقل ايضا يتطلب شروطا تتوفر فى هذا الطالب الناقل من باب القاعدة المقررة (ليس كل ما يسمع يقال وليس كل ما يقال يقال فى كل وقت) وايضا (اغترار بعض الطلبة بكلام العلماء على بعض) وانظر هذه الجزئية فى كتاب حرمة اهل العلم 0 لشيخنا محمد اسماعيل المقدم) فى المكتبة الوقفية وانظر فهرس الكتاب فى أخر الفهرس
وللشيخ كتاب اسمه منهج اهل السنة فى تقويم الرجال
أشكرك أخي المرسي على هذه الإضافات.
وما زال الموضوع يحتاج إلى تفصيل ...
وما زالت هناك أسئلة لم يجب عنها ...
بارك الله فيكم ونفع.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 02:47]ـ
ملاحظة: هذه مدراسة لا فتوى ... حتى يجيبني الجميع .. !!
الطلب: أرجو من علمائنا وأساتذتنا و إخواننا الكرام إجابتي عن هذه الأسئلة، شاكرا لهم، داعيا، محبا:
1ـ ماذا نرد على المخالف؟.
ج/ خلاف الحق الذي تعتقد .. فإذا خال فالحق رد عليه سواء كانت المسألة عقدية أو فقهية
2ـ كيف نرد؟.
ج/ إما عن طريق كتاب أو شريط أو مقال فتبين الحق الذي معك بأدلته ناويا تنزيه الشريعة ورد أخيك إلى الصواب
3ـ متى نرد؟.
ج/ متى ما كان عندك العلم الذي يؤهلك لمعرفة الحق
4ـ لماذا نرد؟ فإن لم أرد فهل أنا مذنب ... ؟.
ج/ نرد ذباً عن حياض الملة وحفاظاً على حماها، و هو من فروض الكفاية مطالب به الجميع وفعل البعض يسقط التبعة عن من لم يفعل
5ـ هل الرد يسوغ لي الحدة والتي قد تكون مفسرة بسوء الخلق؟ و إن قلنا: إن الحدة تنفع أحيانا فهل هذا يعارض قول الله: " .... فقولا له قولا لينا .. "؟.
ج/ الحدة خلق لا يرد لأجلها الحق ولا يعاب على الحق سوءُ خلق صاحبه وعلى كلٍ ما كان الرفق في شيء إلا زانه والمسألة تندرج تحت لكل مقام مقال ولكل زمانٍ دولةٌ ورجال
6ـ من نرد عليه؟.
ج /على كل من خالف الحق وإن كان من أهل العلم والفضل فلا تلازم بين الفضل والخطأ فقد يخطئ الفاضل ولا يسقط فضله ويكون عند الله معذورا وقد يكون مأجورا
7ـ هل جهود بعض الناس في العلم والدعوة تشفع له بعدم ردي عليه و هل تشفع لذنوب أخطائه الكثيرة أو القليلة؟.
ج /هذا من الخلظ والتحزب لغير الحق فإن هذه الجهود و الأعمال الصالحة لا تشفع له بإقراره على الباطل فلا خير فيه إن لم يقبل الحق و لا خير فينا إن لم نقل له الحق، ولاعلاقة لكثرة أو قلة في الخطأ
8ـ هل يعني الرد التشهير بمن أرد عليه؟.
ج / عادةً لا يكون المردود عليه إلا مشهوراً فحينئذٍ عندما يأتي ذكر باطله عند الناس لا على سبيل التشفي والتعالي والتعالم وإنما على سبيل الرحمة بالمسلمين والنصح لهم وله فما المانع منه
9ـ هل مدحي لجانب حسن عند (أحد) ـ ولو كان مبتدعا أو كافرا ـ يخالف ذلك المنهج السليم؟.
ج / ما هي الحاجة للمدح في مقام الرد؟؟ فيعلم العقلاء جميعا أن ليس هناك إنسان إلا ولديه محاسن فذكرها في مقام الرد قد يهون من شأن الباطل الذي قال به ولكن لو عرض ذكر شيء من فضل بعض من انتسب للسنة وإن أخطأ عند من لا يغتر به فهذا من الأنصاف
10ـ هل خطأ الشخص ـ برأيي ـ في شيء اختلف فيه أهل السنة يلزمني بالرد أيضا؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج /مسائل العقيدة (التي أجمع عليها العلماء) المخالف بها مخطئ وليس في مسائل العقيدة قولين (هل يجوز الخروج على الحاكم المسلم أم لا؟ فلا يقال في المسألة قولين لأن السلف استقروا على المنع ولا عبره بالخلاف القديم الذي كان في مقابل النص وله ظروفه وتأويلاته)
11ـ هل شعوري بنوع حقد في قلبي أثناء ردي شيء طبيعي أم لا بد من علاجه؟.
ج / نعوذ بالله من الحقد بل هذا أمر غير طبيعي لا بد أن تعالجه أخي الكريم
12ـ هل جعلي الهم كله في الرد يكون شيئا حسنا؟.
ج / إذا كان الرد بنية خالصة فهو عملٌ صالح استزد مما ترى أنه يقربك إلى الله
13ـ ما الأفضل لي كثرة الرد على المخالف أم تعليم الأمة وبناؤها؟.
ج / لاتعارض بين الأمرين
14ـ هل أصبح الرد على المخالف سببا للفتنه، و أصبح ضرره أكثر من نفعه فيجب تركه ـ بناء على قاعدة المصالح، أو على الأقل ترك الرد في غير العقيدة وما اتفقت عليه الأمة أو أهل السنة؟.
ج/ هذا غير صحيح والافتراق ليس مذموما على كل حال فمفارقة أهل الباطل ممدوحةُ عند أهل الحق، والإنسان إذا تجرد للحق وإن كان مردوداً عليه فلن يجد ضيراً فإني اعلم أن فلاناً لم يرد إلا ذباً عن حياض أهل السنة وإن لم أقتنع برأيه!
15ـ هل ترك الرد على المخالف ـ لي في الأسلوب ـ أولى، لا سيما إن سبب ذلك فتنة بين المادح والقادح للمردود عليه؟
ج / عامل الناس كل بحسبه فليس مراد الإنسان كسر أنوف المخالفين وإنما المراد أن يهتدي أولئك المخالفين إلى الحق فتنبه
16ـ وهل كل شخص له أن يرد على غيره؟.
ج/ من أوتي العلم فله ذلك أما أن يدخل في هذا الجهال أو الصغار فلا
17ـ هل هناك كتاب يبين لي هذه الأمور تفصيلا؟.
ج / كتب العقائد عند أهل السنة وكما قيل أعرف الحق تعرف أهله والنظر في سير القوم لا شك أنه يوثك معرفةً طريقة بعد توفيق الله عز وجل
إن كثيرا من الناس (وما أبرئ نفسي ... ) لا يعرف حقيقة إلا جواب السؤال الأول.
ملاحظة: إن بعض الأسئلة تقارب غيرها في المعنى وقد كتبتها لزيادة العمق في التفصيل.
وأعتذر إن كان ثم ضعف في أسلوب الأسئلة فقد كتبتها على عجل إضافة إلى الجهل، والله المستعان!.
وبارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
هذا من باب المدارسة فما كان فيه من الصواب فمن الله وحده وما كان فيه من الخطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 06:16]ـ
جزاك ربي خيرا أخانا أبا الحسن:
كنتَ أول شخص قد أجاب عن جميع الأسئلة ...
ويبدو أنك خالفت بعض الإخوة في بعض إجاباتك، مثل سؤال: 12ـ هل جعلي الهم كله في الرد يكون شيئا حسنا؟.
ولا إشكال فنحن نريد التعرف على جميع وجهات النظر لعل الله ـ سبحانه ـ يوفقنا للصواب.
و إذا حصل الاختلاف في القواعد العامة فإن الاختلاف في التطبيق ـ كما يظهر ـ سوف يكون أكبر "ولا يزالون مختلفين ... ".
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 05:01]ـ
لا بأس في ذلك .. من باب تقرير الواقع والإنصاف .. لا على سبيل التزكية المحضة ..
وذلك يعتمد على مدى ابتداعه .. فإن كان رافضيا يختلف عما لو أشعريا ..
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 05:11]ـ
بارك الله فيكم أخانا أبا القاسم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 12:50]ـ
أخي الكريم هناك كتاب لا أبالغ إن وصفته بالجيد في بابه قد قدم له العلامة الفوزان والشيخ عبدالعزيز السدحان اسمه (أصول ابن باز في الرد على المخالفين) أظن هكذا اسمه على كل حال المؤلف هو الشيخ فيصل قزار الجاسم طبع الكتاب في دار البشائر الإسلامية
فيه أجوبة لجميع الأسئلة التي طرحتها مع ذكر الأدلة من كلام أهل العلم وتطبيقه من كلام ابن باز رحمة الله على الجميع
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 02:18]ـ
أخي أبا الحسن: أحسن الله إليك.
هذا ما أريده ـ والله ـ، وخاصة ... للعلماء الكبار أمثال ابن باز ـ رحمه الله ـ.
ولكن:
أين أجد الكتاب؟ وكيف السبيل إليه؟.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 02:00]ـ
أين تجده وكيف السبيل إليه؟
الله أعلم، فإني لا أعلم أين تقيم
وعلى كل حال فالكتاب من مطبوعات دار البشائر الإسلامية
محبك
أبو الحسن الأثري
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 01:32]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا العزيز ونفع بكم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 06:27]ـ
أرجو ممن وجد هذا الكتاب ان يدلنا أين نجده
ولى عودة ان شاء الله بعد شهرين تقريبا لاستكمال النقاش
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 07:16]ـ
رجعتَ سالما أخي الكريم.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 09:29]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة الأخ سليمان أبو زيد
لصاحب الفضيلة العلاَّمة الشَّيخ بكر بن عبد اللّه أَبو زيد
ـ سلّمه اللّه ـ
الكتاب يحتوي على ما يلي:
1. الرد على المخالف.
2. تحريف النصوص.
3. البراءة.
4. التحذير.
5. تصنيف الناس.
6. عقيدة القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها.
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=20&book=175
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 11:36]ـ
ـ وهل كل شخص له أن يرد على غيره؟.
12ـ هل جعلي الهم كله في الرد يكون شيئا حسنا؟.
13ـ ما الأفضل لي كثرة الرد على المخالف أم تعليم الأمة وبناؤها؟.
14ـ هل أصبح الرد على المخالف سببا للفتنه، و أصبح ضرره أكثر من نفعه فيجب تركه ـ بناء على قاعدة المصالح، أو على الأقل ترك الرد في غير العقيدة وما اتفقت عليه الأمة أو أهل السنة؟
وغيرها تجد جوابها تفصيلا فى هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18216
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 05:55]ـ
أخي الكريم هناك كتاب لا أبالغ إن وصفته بالجيد في بابه قد قدم له العلامة الفوزان والشيخ عبدالعزيز السدحان اسمه (أصول ابن باز في الرد على المخالفين) أظن هكذا اسمه على كل حال المؤلف هو الشيخ فيصل قزار الجاسم طبع الكتاب في دار البشائر الإسلامية
فيه أجوبة لجميع الأسئلة التي طرحتها مع ذكر الأدلة من كلام أهل العلم وتطبيقه من كلام ابن باز رحمة الله على الجميع
أحسنت يا أبا الحسن ويضاف إليه كتاب الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله "الرد على المخالف" وقد ذكره الإخوة وأيضا رسالة الحافظ ابن رجب " الفرق بين النصيحة والتعيير " ومن تأملها وجد فيها أجوبة على إشكالات كثيرة في هذا الموضوع ....
وأنصح جميع الإخوة ألا يتسرعوا في الحكم على المسائل في هذا الباب والاعتقاد قبل الاستدلال لأن هذا الباب خاض فيه الكثير بناء على ردود أفعال فحاولوا أن يؤصلوا أصولا تحقق لهم مايريدون سواء كان دفاعا عن شخص أو نيلا من آخر والمنصف من تجرد في هذه الأمور واستدل قبل أن يعتقد وهي مسائل كبرى نسأل الله أن ييسر لها كبيرا من أهل العلم يوليها مزيدا من البحث والتقصي والله سبحانه الموفق ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 06:49]ـ
أرجو ممن وجد هذا الكتاب ان يدلنا أين نجده
ولى عودة ان شاء الله بعد شهرين تقريبا لاستكمال النقاش
الكتاب موجود في مكتبة الكوثر في الرياض وقد اشتريته منهم منذ شهر تقريبا وأظن أنه موجود أيضا في التدمرية ..
ـ[الجندى]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 10:38]ـ
هل الرد يسوغ لي الحدة والتي قد تكون مفسرة بسوء الخلق؟ و إن قلنا: إن الحدة تنفع أحيانا فهل هذا يعارض قول الله: " .... فقولا له قولا لينا .. "؟.
إليك أخى الفاضل ما كتبه احد طلاب العلم بخصوص هذا الجانب:
الموضوع إخواني هو الشدة واللين، ولا يخفى عليكم أن الشرع وارد في وضع كل منهما في موضعه، لا لين مع من يستحق الشدة، ولا شدة مع من يستحق اللين، كما أن اللين مع من يستحقه يكون بقدر والشدة مع من يستحقها تكون بقدر.
وأكتفي بآية جامعة هي أصل في الدعوة. قال تعالى: (ادع) فعل أمر فتأمله (إلى سبيل ربك) إلى الإسلام والسنة (بالحكمة) بالكتاب والسنة فتعلم الجاهل (والموعظة الحسنة) بتذكير العالم وتخويفه وترغيبه (وجادلهم) إن كان ثم شبهة منعتهم من قبول الحق (بالتي هي أحسن) ليكون في ذلك تأليفاً لقلبه. وقال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) أي أن الظالمين المعاندين لا يجادلون بالحسنى، والله أعلم.
فتأمل أن الله تعالى جعل المخاطبين على مراتب أربع: الجاهل الغافل ثم الذي غلبته الشهوة ثم الذي منعته الشبهة ثم المكابر الذي يعلم الحق ويرده. وتأمل كيف جعل لكل مرتبة ما يليق بها من وسائل الدعوة: فالجاهل يعلم، وذو الشهوة يذكر، وذو الشبهة يناظر، والمكابر لا يلتفت إليه بل ربما قوتل. والناظر في سير الأنبياء والمرسلين يرى تأويل ذلك عملياً، وبسطه يطول، والله المستعان.
ثم إنا في بعض الأحيان نشتد على المخالف جداً حتى ينتقل الأمر من حوار علمي إلى سباب وشتائم، وهذا لا شك له أضرار مشاهدة، منها:
1. أنه يبعد عن الوصول إلى المطلوب من النقاش، لأن الموضوع سيتشتت.
2. أنه يشوره صورة أهل السنة في نفوس القراء، وهذه نقطة يستغلها أعداء السنة في الطعن في أهل السنة.
3. أنه يصرف الخصم عن قبول الحق، لأن الشتم يثير فيه عصبيته وعناده.
4. أنه ينحرف بعقل السني عن التفكير المتزن في المسألة إلى كيفية النيل من الخصم.
5. أنه قد يقدح في إخلاص الكاتب، لأنه الشتم يستثيره ليغضب لنفسه وتكون كتابته لأجل ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى غير ذلك المفاسد.
ولا أعني بذلك الميوعة مع المخالف، لكن أقصد الاعتدال، لا نشتط في الشدة إلى درجة السب والشتم، ولا نميع في اللين إلى درجة التنازل أو التغافل عن المنكرات.
ولنتأمل إخواني الكرام أن هذه المسألة تعتمد جداً على المصالح والمفاسد، وذلك مترتب على معرفة أحوال المخاطبين والقارئين، فلا يصح مثلاً أن نرى فلاناً من الأئمة اشتد على فلان من أهل البدع فنقيس أنفسنا عليه، إذ يقبل من ذلك الإمام ما لا يقبل ممن هو دونه، وقد يكون في زمن قوة السنة فيعمل على كبت المخالف لشذوذه، فلا يقاس عليه رجل في بلد ضعفت فيه السنة فبالكاد يعمل على إظهارها.
هذا، وإني أعلم أن هذا الأمر لا يخفى على الإخوة الكرام، لكن هي الذكرى، لا سيما وأن الغضب يذهل الإنسان عن كثير مما يعلم، والله أعلى وأعلم، وصلى الله على نبينا وسلم.
====================
هذه ضوابط لعلها تفيد في المسألة:
الشدة واللين تكون - والله أعلم - بحسب نوع الخطاب وحال المخاطََب (بالفتح) ودرجة المخاطِِب (بالكسر) وظروف الخطاب.
فالأول - نوع الخطاب - ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ. خطاب يراد به الرد على المخالف والتحذير منه.
ب. خطاب يراد به مناظرة المخالف ومحاورته.
ج. خطاب يراد به نصيحة المخالف وتعليمه ووعظه.
وظاهر - إن شاء الله - أنه يصلح في الأول من الشدة ما لا يصلح في الثاني فضلاً عن الثالث، ويصلح في الثالث من اللين والتلطف ما لا يصلح في الثاني فضلاً عن الأول.
والمتأمل في الوحي يرى ذلك واضحاً إن شاء الله تعالى. فنرى في القرآن ردوداً على اليهود والمشركين فيها شدة ظاهرة، فيصفهم بأنهم لا يعقلون وأنهم كالأنعام وأن مثلهم كمثل الحمار، فهذا مقام رد عليهم وتحذير للأمة من قبيح مقالتهم. وفي قصص الأنبياء عليهم السلام - لا سيما إبراهيم وموسى - من النقاش العقلي الهادئ ما هو أقل شدة وأكثر ليناً مما سبق. وفي مقام النصح يظهر من الشفقة واللين والرحمة ما لا يظهر مثله فيما مضى، كما في نصيحة مؤمن آل فرعون لهم وكما في نصح المؤمن في سورة ياسين لقومه وكما في نصح إبراهيم لأبيه.
ثم الناظر في عمل أهل العلم يرى ذلك كذلك، فكتب الردود - كرد الدارمي على المريسي مثلاً - فيها شدة ظاهرة، وكذلك في كلام أئمة الجرح والتعديل حال التحذير من المخالف. بينما نرى ما يروى من مناظرات الأئمة مع المخالفين ما هو دون ذلك بكثير، نرى فيها نقاشاً بعلم ودليل وهدوء، كالذي يروى عن الإمام أحمد مع قاضي المتوكل وقصة عبد العزيز الكناني وغيرهما. ونراهم في مقام النصح يتلطفون ويدعون للقارئ بالرحمة والهداية ونحو ذلك.
والمتأمل يجد ذلك عين الحكمة، لأن مقام الرد والتحذير يقتضي إظهار النقص في المخالف حتى لا يغتر به الجاهل، كما يقتضي التشنيع عليه حتى ينفر منه الناس. ومقام المناظرة يقتضي الهدوء، لأن المراد بها إظهار الحجة والإقناع، وهذا لا يناسب التشنيع والتهويل، بل لعل ذلك يكون علامة على ضعفه، كما لا يقتضي اللين لئلا يفتتن السامع بالمخالف أو تهون في نفسه مسألة الخلاف. ومقام النصح يقتضي التلطف ليكون ذلك أدعى للقبول، وليكون الكلام أوقع في نفس السامع، وقد قيل: إن الحق مر، فلا تزد فوق مرارته مرارة النصيحة، ولذا نرى الأطباء فقهوا ذلك فيضعون الدواء المر في قرص من السكر ليقبله المريض. والله أعلم.
والثاني - حال المخاطب - يقوم على ركيزتين:
أ. مقدار الخطإ الذي يتم النقاش حوله.
ب. مدى تعلق المخاطب بهذا الخطإ.
ففي الأول لعله يقال: يصلح من الشدة في نقاش مسائل الأصول الظاهرة ما لا يصلح في نقاش مسائل الفروع الخفية، كما يصلح من اللين في مسائل الخلاف الفقهي المعتبر ما لا يصلح في نقاش مسائل الخلاف العقدي البدعي.
وفي الثاني يقال ما مر سابقاً من أن المخاطب على أربع درجات: الأولى الجاهل الغافل، والثانية الذي غلبته شهوته، والثالثة الذي غلبته شبهة مع طلبه للحق، والرابعة المضل الذي لا يريد الحق. فالأصل في الأول اللين، وفي الثاني التذكير، وقد يكون معه من الشدة ما لا تكون مع الأول بحسب استغراقه في شهوته وإصراره عليها، وفي الثالث النقاش الحسن، وقد يكون في تحذير الناس منه من الشدة ما يناسب ذلك، أما الرابع فالأصل معه الشدة. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل الأصل في أهمية معرفة حال المخاطب قول الله تعالى: (اذهبا إلى فرعون إنه طغى) فبين لهما حال المخاطب ليستعدا لذلك، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (إنك تأتي قوماً أهل كتاب ... ) فبين له حال المخاطب كذلك.
والثالث - درجة المخاطِب - فلا شك أن من كان له سلطان كالأمير والمعلم والأب ونحوهم لهم من الشدة على من تحتم ما ليس لغيرهم. كما أنه يقبل في أكثر الأعراف من ذي المنزلة والجاه من الشدة على عامة الناس ما لا يقبل ممن هو دونه. أما عامة الناس - لا سيما أمثالي من المجاهيل - فلا يقبل منهم ما يقبل ممن سبق وصفه. وعلى هذا - والله أعلم - ينزل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).
وهذا الأمر مرتبط بالذي قبله، لأن مسألة حال المخاطَب والمخاطِب مسألة نسبية، فيمكن أن تعكس الصورة هنا، فيقال: المخاطَب (بالفتح) إن كان أميراً حسن معه من اللين ما لا يحسن مع من كان دونه من الوجهاء فضلاً عن عامة الناس، لا سيما من كان لك عليه سلطان.
والرابع - ظروف الخطاب - فيراعى في ذلك ظهور السنة من ضعفها. ففي حال ظهور السنة تفيد الشدة في سد الباب على المخالف، وفي تعظيم المخالفة في نفوس الناس. أما في حال ضعف السنة فعلى العكس، يفيد اللين في تأليف قلوب الناس، وحماية أهل السنة من الأذى ليتمكنوا من استمرار دعوتهم.
ولا يخفى عليكم - إن شاء الله تعالى - أن بعض البلاد صارت السنة فيها بدعة، بل صار الحق فيها كفراً بواحاً يستباح به الدم!
وما أجمل ما قال العلامة المعلمي رحمه الله بعد وصفه أهل زماننا وانعكاس مفاهيمهم، قال ما ملخصه: (وأما العامة فمثَلهم مثَل قلعة، بابها من حديد وسائرها من حشيش، فإذا قام فيهم دعاة حكماء أوشك الفتح، والتاريخ شاهد).
فهذه ضوابط مفيدة إن شاء الله تعالى، لكن قد يحتف بأعيان المسائل ما يخرجها عما ذكر إلى ما يناسبها. وقد تتعارض الضوابط كذلك، فتحتوى الصورة على ما يقتضي الشدة وما يقتضي اللين، فيرجع الأمر إلى اجتهاد الداعي وفقه الله، يتدبر العواقب ويوازن الأمور. لذلك نعلم أهمية ما قرره أهل العلم رضي الله عنهم من ضرورة تقديم العلم على الدعوة.
ولعل مما يعين على الاعتدال في هذه المسألة إخلاص النية والحرص على الفائدة والمصلحة من الخطاب، لا أن يعمل الإنسان لأجل حظ نفسه، ولا أن يلقي الكلام غضباً دون تفكر.
قال تعالى: (قل هذه سبيل أدعو إلى الله) ذكر عندها فضيلة شيخنا عبد الله الجربوع أن الدعوة تكون إلى الله لا إلى حزب ولا إلى حظ نفس.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: أهل السنة أعرف الناس بالحق وأرحمهم بالخلق. وهذا تأس منهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى: (قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) وقال تعالى: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) وقال تعالى: (فلعلك باخع نفسك إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً).
وذكر لي بعض الإخوان عن فضيلة الشيخ عبد العزيز السدحان أنه قال إن أهل السنة ينظرون إلى المبتدع بعينين: عين الرحمة به والشفقة عليه من الشيطان، وعين البغض والكراهة لما عنده من خطإ. وهذا - والله أعلم - مقتضى الولاء لما للرجل من أصل الإسلام ومقتضى البراء لما فيه من البدعة.
هذا ما يسر الله لي في هذه المسألة العظيمة، وأعلم أني لم أوفها حقها لقلة العلم وانشغال الذهن، لكن هي كلمات تعين إن شاء الله تعالى. ولعلي أسأل في ذلك بعض أهل العلم وأوافيكم بكلامه، أو لعل أخاً كريماً وقف على شيء من كلام أهل العلم يفيدنا به مشكوراً مأجوراً.
والحمد لله أولاً وآخراً، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
وكتبه فيصل القلاف
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 02:38]ـ
شذور ولطائف في آداب الرد على المخالف
المؤلف الشيخ حمد بن عبدالعزيز العتيق
http://islamancient.com/ressources/docs/279.doc
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 11:50]ـ
وأنصح جميع الإخوة ألا يتسرعوا في الحكم على المسائل في هذا الباب والاعتقاد قبل الاستدلال لأن هذا الباب خاض فيه الكثير بناء على ردود أفعال فحاولوا أن يؤصلوا أصولا تحقق لهم مايريدون سواء كان دفاعا عن شخص أو نيلا من آخر والمنصف من تجرد في هذه الأمور واستدل قبل أن يعتقد وهي مسائل كبرى نسأل الله أن ييسر لها كبيرا من أهل العلم يوليها مزيدا من البحث والتقصي والله سبحانه الموفق ...
ان كان فى كلامى خطأ فانا أسمح لك بتصحيحه هنا ورحم الله امرءا اهدى لى عيبى
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 12:33]ـ
ان كان فى كلامى خطأ فانا أسمح لك بتصحيحه هنا ورحم الله امرءا اهدى لى عيبى
لا يا أخي الحبيب لم أقصد أحدا معينا بكلامي وإنما هي نصيحة لنفسي ولجميع إخوتي الأحبة ....
وفقك الله وجعلك من العلماء العاملين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 01:27]ـ
أعلم انك لا تقصدنى
لكن لو ثم خطأ أهدينى به
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 11:40]ـ
جزاكم الله خيرا ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=131282
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 03:48]ـ
هناك كتاب جديد أخي محمد للشيخ الدكتور خالد السبت. بعنوان (فقه الرد على المخالف) من مطبوعات دار ابن الجوزي.
والكتاب نزل في الأسواق اليوم الخميس.
ففيه مباحث جيده.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 11:29]ـ
أخانا أبا القاسم:
ماذا لو قلتُ: إن فلانا (وهو مبتدع!) كثير العبادة وله جهود كثيرة في الدعوة؟.وكان كلامي فيه صحيحا ...
ألا يعتمد هذا على نوع عبادته ودعوته؟
فكيف يُمدح من تكون كثير من عبادته بدعية أو شركية!
أو تكون أغلب دعوته أو كلها في نشر بدعته والطعن في السنة والعقيدة الصحيحة!
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 01:50]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم عليك بكتاب الشيخ خالد السبت (فقه الرد على المخالف) فقد اجاد الشيخ وافاد(/)
فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان
ـ[العرب]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:22]ـ
فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه فأتيتهم.فجلست إليه.فقال:كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلاً، فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل،ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.فقال (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم،وينذرهم شر ما يعلمه لهم.وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها. وسيصب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة،فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ... الحديث)] صحيح مسلم (1844) [.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نراه اليوم ونسمع به من الفتن هو من تأويل هذا الحديث العظيم فما يكاد المصلحون من العلماء والدعاة يدافعون فتنة إلا وتأتي بعدها فتنة أكبر منها وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضاً) أي يصير بعضها رقيقاً أي خفيفاً لعظم ما بعده:
وإن من الفتن الخطيرة التي ترقق ما قبلها والتي كانت تطرح ما بين الفينة والأخرى ولكنها اليوم تطرح بقوة وكثافة أكثر من أي وقت مضى فتنة الدعوة إلى الحوار بين الأديان والتقارب بينها حيث تعقد الها الندوات والمؤتمرات، ويشعر المراقب لهذه الفتنة ومن يتولى كبرها أنها تطرح بصورة تتسم بالكيد والمكر والتلبيس، ويتولى الإعلام بشتى وسائله الدعوة لها وتزيينها للناس بشبهات باطلة يخشى أن تنطلي على كثير من جهلة المسلمين إن لم يجدوا من يبين لهم حقيقة هذه الدعوة الخبيثة ويكشف عوارها وزيفها وظلالها.
ومع خطورة هذه الدعوة ومساسها بثوابت هذا الدين وأصوله إلا أن من انبرى لكشف حقيقة هذه الدعوة في هذه الأيام هم قلة من الدعاة والعلماء من أمثال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى في رسالته القيمة (الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان)
والشيخ عبد العزيز آل عبد الطيف في كتابه (نواقض الايمان العملية). ومن آخرها الحوار الذي أجراه موقع شبكة نور الإسلام مع الشيخ عبد العزيز الطريفي. فجزاهم الله خيرا وبارك في جهودهم
ومع ما في ردودهم من القوة والشمول إلا أن الأمر من الخطورة بحيث يحتاج إلى مزيد من الطرح والفضح والتكثيف في الوسائل المتاحة المتنوعة التي تصل إلى جميع شرائح الناس لعلهم يفقهون حقيقة هذه الدعوة وخطرها وضلالها وبطلانها
وإسهاما في مدافعة هذه الدعوة الباطلة أكتب هذه الوقفات السريعة مستفيداً ممن سبقني من المشائخ الكرام أسأل الله عز وجل في ذلك الهدى والسداد:
الوقفة الأولى: ((يا لها من غربة))
إن بعد الإنسان عن بلده وأهله هو نوع من الغربة لاشك ولكن أشد منها وأخطر غربة الدين وأهله وذلك حين تصبح أصول الدين وشعائره عرضة لإفساد المفسدين وشبهات الملبسين وتشكيك المشككين ثم يصبح ذلك أمراً مستمرأ ً وذلك بين جهل المسلمين وعجز علمائهم.
ولا أدل على ذلك مما يطرح اليوم من هجوم وتشكيك في ثوابت هذا الدين بل في أصله وأساسه العظيم ألا وهو التوحيد والبراءة من الشرك وأهله. ومهما كان من المفسدين من فساد وكيد وبث للشبهات والشهوات فإنه لم يكن متوقعاً أن يصل الجهل أو المكر بهم أن يتجرءوا على أصول الدين ويطرحوا هذه الدعوة الباطلة: الدعوة إلى وحدة الأديان وتقاربها.
الوقفة الثانية: ((دين الله الحق واحد وليس عدة أديان))
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله عز وجل: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}] سورة آل عمران:19 [وقال سبحانه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}] سورة آل عمران:85 [وقال سبحانه عن أهل الكتاب: {فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}] سورة آل عمران:20 [وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}] سورة آل عمران: 64 [وقوله سبحانه: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}] سورة العنكبوت: 46 [. هذا كلام الله ومن أصدق من الله حديثاً: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}] سورة الأنعام: 115 [.فهل بعد هذا البيان من بيان في أن دين الله الحق واحد وهو الإسلام وليس عدة أديان وهل يجوز للمسلم وهو يقرأ ويسمع هذه الآيات البينات المحكمات أن يقبل فكرة التقارب بين الأديان أو التحاور معها على أساس الندية والاعتراف بها؟!
إن دين الله الحق واحد وليس هناك شيء اسمه الأديان السماوية أو الإبراهيمية؛ لأن دين الأنبياء جميعاً واحد هو الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة قالوا كيف يا رسول الله؟ قال، الأنبياء أخوة من علات وأمهاتهم شيء ودينهم واحد فليس بيننا نبي)] مسلم 2375 [فدين إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام هو الإسلام لا غير: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}] سورة البقرة:132 [. {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ}] سورة يونس: 84 [وقال سبحانه عن عيسى عليه السلام وحوارييه {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}] سورة آل عمران: 52 [
والملفت في جل الآيات السابقة أنها في سورة آل عمران وقد نزلت في الحوار مع نصارى نجران حيث كان الحوار صريحاً حاسماً وذلك بإعلان البراءة من دين النصارى الوثني المحرف ودعوتهم إلى ترك كفرهم وشركهم ودعوتهم إلى الدخول في دين الإسلام القائم على عبادة الله وحده وتوحيده والبراءة من الشرك وأهله. فأين هذا من الدعوة الباطلة التي تطرح اليوم بقبول دين اليهود والنصارى أو عدم التعرض له بالنقد والتضليل والبراءة بل والتقارب معه بحجة محاربة الإلحاد وفي نشر السلام والتسامح والعدل!!
وسبحان الله العظيم كيف يقترب فضلاً عن أن يتحد شيئان متضادان. كيف يجتمع التوحيد القائم على عبادة الله وحده لا شريك له مع الشرك القائم على عبادة غير الله وكيف يجتمع من يقول {إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}] سورة الأنعام: 162 [مع من يقول (إن الله ثالث ثلاثة) ومع من يقول (عزيز ابن الله) ومع من يقول (المسيح ابن الله) تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيرا كيف يجتمع الموحد ويتقارب مع من يقول الله عز وجل عنه وعن شناعة معتقده {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا
(يُتْبَعُ)
(/)
لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}] سورة مريم:88 - 95 [إن المتضادين لا يجتمعان ابداً لا في عالم الجمادات ولا في عالم الحيوانات إلا على وجه المغالبة حتى يذوب أحد المتضادين في الآخر وإلا فإنهما حسب السنن الكونية سيبقيان متنافرين لا يلتقي أحدهما بالآخر إلا أن يلتقي الضب بالحوت.
الوقفة الثالثة: ((متى يكون الحوار مع الكفار مقبولاً؟))
إذا تبين أن فكرة الوحدة أو التقارب بين الإسلام والكفر مستحيلة عقلاً وشرعاً.وإن وجد من يقبلها فإما أن يكون جاهلاً لا يدري ما معنى التوحيد ولا ما هو الشرك أو يكون عالماً بذلك لكنه ماكر مغرض يريد هدم الإسلام ونشر الكفر.
إذا تبين لنا ذلك فسيبقى أمامنا سؤال مفاده:متى يكون الحوار مع الكفار مقبولاً؟
والجواب والحمد لله واضح وجلي قد بينه الله عز وجل في كتابه الكريم وذلك أن الصورة المقبولة من الحوار مع أهل الكتاب وغيرهم من الكفار هو دعوتهم إلى التوحيد ودخولهم في الإسلام واتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم وترك ما هم عليه وإن رفضوا فهم كفار نتبرأ منهم ومن كفرهم ونحذرهم ولا نظلمهم. وقد سبق في الوقفة السابقة سرد بعض الآيات التي فيها محاورة أهل الكتاب في بيان شركهم ودعوتهم إلى التوحيد وأخص منها
قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}] سورة آل عمران: 64 [وصورة أخرى للحوار مع الكفار في حالة القتال معهم سواء في جهاد الطلب ودعوتهم قبل القتال إلى الإسلام أو الجزية أو القتال أوكان في جهاد الدفع في حالة ضعف المسلمين في التفاوض معهم في دفعهم عن ديار المسلمين بهدنة أو صلح أو نحو ذلك وكل هذه المحاورات تتم دون التنازل عن عقيدة التوحيد أو الاستحياء من طرحها ودون تحسين دين الكفار أو قبوله.وهذه الصوره من الحوار مرفوضة أصلاً عند الكفار ولا يقبلون بها. أما الصورة المرفوضة من الحوار مع الكفار في دين الإسلام التي يدعو إليها الكفار فهي التي تطرح هذه الأيام وتعقد لها الندوات والمؤتمرات. والتي يراد منها أن تكون طريقا إلى التقارب مع أديانهم الباطلة والسكوت عن كفرهم وإبطال عقيدة الولاء والبراء من ديننا فلا براءة من المشركين ولا عداوة ولا كره للكافرين. كل ذلك باسم الحوار والدعوة إلى زمالة الأديان ونشر السلام وبث روح التسامح معهم.
الوقفة الرابعة: ((أهداف هذه الدعوة))
الجدير بالذكر أن الغرب اليهودي الصليبي هو من وراء هذه الأطروحات الماكرة وقد تشربها بعض المسلمين إما جاهلاً بحقيقتها أو خبثاً ومكراً ونفاقاً. ويمكن ذكر بعض أهداف الحوار بين الأديان والتي يسعى إليها الغرب الكافر وذلك فيما يلي:
1 - باعث الصد عن سبيل الله عز وجل وبخاصة دين الإسلام الذي رأى الغرب أبناءه يدخلون في الإسلام زرافات ووحداناً فأرادوا التلبيس على شعوبهم بأن الفروق بين الأديان فروقاً شكلية كلها تؤدي إلى عبادة رب واحد فلا حاجة للتغيير.
2 - باعث هدم أصول الدين الإسلامي وثوابته وبخاصة أصل الولاء و البراء الذي يقتضي تكفير الكافر وبغضه والبراءة منه ومن كفره وهذا غاية ما يسعون إليه في هذه الدعوات الماكرة وبخاصة في هذه الأزمنة المتأخرة التي استيقظ فيها المسلمون ورأوا صوراً صارخة من عداء الكفار وعدوانهم وحقدهم على الإسلام وأهله. ومن الشعائر التي أقضت مضاجع الكفار ووقفت شوكة في حلوقهم شعيرة الجهاد التي انبعثت في هذه الأمة قولاً وعملاً وذاق العدو الكافر الأمرّين من ضربات المجاهدين.فجاءت هذه الدعوات الخبيثة لتدجين المسلمين وتبعدهم عن مقومات حياتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وجاءت لتجنيدكثير من حكام المسلمين وبعض المهزومين من الدعاة في مواجهة المجاهدين والمنادين بالبراءة من الكفار وبغضهم وعداوتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - باعث التنصير حيث طرح مجلس الكنائس العالمي أن الحوار وسيلة مفيدة للتنصير لأنه وسيلة لكشف معتقدات وحاجيات الآخر وهي نقطة البداية الشرعية للتنصير.
4 - إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه وظهوره وتميزه بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرف ممسوخ بل مع العقائد الوثنية الأخرى.
5 - الاعتراف بأديانهم واحترام عقائدهم وتجنب البحث في المسائل العقدية الفاصلة للحفاظ على استمرار الحوار.
6 - الدعوة إلى نسيان الماضي التاريخي والتخلص من آثاره كالذي حصل من الصليبين في حروبهم الصليبية وما قاموا به من ظلم وتقتيل وتشريد للمسلمين. والدعوة إلى فتح صفحة جديدة بين الأديان يسودها السلام والعدل والتسامح بزعمهم. ولا يخفى على اللبيب خبث هذه الدعوة وما وراءها ولكنها لا تنطلي على المسلم الواعي لعقيدته الواعي لتاريخه الواعي لواقعه المعاصر الذي يمارس فيه هؤلاء الكفار الذين يدعوننا إالى الحوار شتى صور القتل والتعذيب والتشريد في بلدان المسلمين ويكفينا ما يدور الآن في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال من الغرب الصليبي اليهودي والذي تتولى كبره أمريكا الطاغية الكافرة.
إن الذين يحاولون تمييع هذه المفاصلة بين المسلمين والكفار بحجة التسامح والتقريب والحوار بين أهل الأديان يخطئون في فهم دين الله الحق وفهم الأديان المخالفة كما يخطئون فهم معنى التسامح و فهم الواقع الأليم. فالغرب الكافر يريد من المسلمين أن يتسامحوا من طرف واحد ويتقبلوا العدوان عليهم والتقتيل والاحتلال ويستسلموا للأعداء أما هو فلا حسيب على عدوانه وحقده لأنه جاء ينشر الحرية والعدل والديمقراطية بزعمه. ومع ذلك نجد من بني جلدتنا من يحسن الظن بعدونا الكافر ولا ندري هل هذا جهلاً منه أو خبثاً ويرى أن في مؤتمرات الحوار والتعاون بين الأديان فرصة لنشر السلام والقضاء على الفقر والظلم والعدوان انظر ما كتبه جمال خاشقجي في جريدة الوطن 28/ 3/1429هـ بعنوان (إنها ليست دعوة لحوار عقائد وإنما هي للتعاون بين الأديان) وما كتبه على سعد الموسى في نفس الجريدة في اليوم التالي 29/ 3/1429هـ بعنوان (الأديان في مؤتمر الرياض) فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به
الوقفة الخامسة: ((المخرج من هذه الفتنة))
يقول الله عز وجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}] سورة الأنعام: 153 [ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله)] مالك في الموطأ وذكره الأرناؤط في جامع الأصول 1/ 277وقال رواه الحاكم 1/ 93 بسند حسن فيقوى به [ومر بنا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الفتن التي يرقق بعضها بعضا قوله: (فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر).
هذا هو المنقذ من هذه الفتنة ومن غيرها: الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على هديهما. وفي كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأدلة التي تدحض هذه الفتن وغيرها وذلك في بيان حقيقة الإيمان بالله عز وجل وتوحيده وبيان سبيل الكافرين وتفنيد عقائدهم الباطلة ما يكفي ويشفي لمن تدبرهما وجعلهما المصدر الوحيد لفهمه وحكمه وتحاكمه وفي ولائه وفي برائه.
والإيمان الحق بالله عز وجل واليوم الآخر هما ثمرة من ثمار الاعتصام بالكتاب والسنة. والإيمان بالله الحق واليوم الآخر هما العاصمان بإذن الله عز وجل من الوقوع في فتن الاعتقادات والأقوال والأعمال كما جاء في حديث الفتن السالف الذكر (فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر).
هذا هو المتعين على كل مسلم يريد لنفسه النجاة.
كما أن المتعين على علماء السنة في ديار المسلمين بيان الحق للناس وربطهم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح رضي الله عنهم وبيان ما يضاد ذلك من سبيل الكافرين والمنافقين والمبتدعين.ويتأكد هذا الواجب في زماننا اليوم الذي كثرت فيه الفتن وأجلب فيه المضلون و الملبسون الصادون عن سبيل الله بخيلهم ورجلهم يريدون تبديل الدين وزعزعة التوحيد في قلوب أهله، فإن لم ينفر العلماء وطلاب العلم في رد هذه الفتن المستطيرة تكن فتنة وفساد كبير على الناس في دينهم وإثم كبير على الساكت من أهل العلم قال الله عز وجل: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}] سورة آل عمران: 187 [. وقال سبحانه: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}] سورة المائدة: 63 [أي لبئس ما يصنعه أهل العلم من الربانيين والأحبار بسكوتهم وعدم نهيهم الناس عن الآثم.
نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يقمع أهل الزيغ والفتن.
كما نسأله سبحانه أن يرزقنا الثبات على دينه والاستقامة عليه وأن يجنبنا والمسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــ
بقلم الشيخ المربي الجليل عبدالعزيز الجليل
* عضو مجلس الأمناء في شبكة نور الإسلام(/)
اختلفوا ـ بارك الله فيكم ـ ولكن .. .. (سلمان العنزي)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:49]ـ
الخلاف الذي يحصل في الأمة بين أبنائها له أسباب كثيرة من أهمها في نظري: الجهل بما عند الخصم من العلم والعمل، اعتمادًا على نقلة السوء الذين ينقلون الآراء وفهمهم لها في سياق واحد، أو اعتمادًا على علم قديم بالشخص دون اعتبار لتقدم الزمن وعمق الفهم وكثرة العلم، أو اعتمادًا على العلم بمن يحيطون بالشخص ممن عرف عنهم السوء وخبث الطوية فيسحب الحكم على هذا المخالف اكتفاء بهم عنه، أو اعتمادًا على سوء الظن لأن المخالف قد خرج في مكان مشبوه في نظر ناقده! أو لأنه مدح فلانًا أو التقى به. .
وقد يساعد هذا الفهم ويتقدم به خطوات في طريق الخلاف والشقاق ما يتصف به المخالف من صفات حادة تنفر الناس منه وتجعلهم يتهيبون مجالسته أو مصارحته .. ولكن يبطل كل ذلك عندما يتقابل المختلفان ويتجالس المتناكفان، ويتباحث العالمان. . ويعرف كل منهما ما عند الآخر من العلم والفهم وصدق النية وصالح العمل، وكم قرأنا في تاريخ الرجال عن عالم كان على مذهب فتحول إلى آخر لما اطلع على كتبه وعرف ما عند أهله من العلم والفهم. . .
ما أجمل أن يتزاور الناس في الله ويتباحثوا في مسائل الخلاف فيما بينهم، أو لينفوا مسالك الريب ويبطلوا دسائس الظلام لتحصل المعرفة القلبية والقابلية النفسية فيزول كثير من الخلاف أو يبقى محصورًا في دائرته لا يتعداها، وإذا تعدى يبقى بلا أثر على الناس لما يتبعه من الدعاء والثناء على المخالف. ومما يروى أن السيوطي قد اعتزل الناس في الروضة يؤلف الكتب وينقب عن الدرر فبلغه أن القسطلاني ينقل عن كتبه ولا يشير إليه فتغير خاطره عليه، فمشى إليه القسطلاني من القاهرة إلى الروضة حتى دق باب بيته، فقال من الطارق؟ فقال: أنا القسطلاني جئت إليك حافيًا مكشوف الرأس ليطيب خاطرك علي، فقد قد فعلت.
عندما تكون النفس عظيمة تستمد طاقتها من طاقة الحق فلا تشعر بالنقص يتحيف جوانبها كما يشعر به الفاشلون، فلا يكون عملهم وشغلهم إلا في إثبات ذواتهم وتعظيم نفوسهم دون أن يلتفتوا للحق التفاتة قد تغسل وصمة العار في حياتهم، إن النفس العظيمة كالغيمة العظيمة المليئة بالرحمة؛ غيثًا وظلاً لا تمر ببلدة إلا سكبت فيها هدوء الظل وسكينته، وسعادة النقاء وحظوته. . .! إن النفس العظيمة لا ترضى أن تخوض المعارك الحقيرة وملء الأرض فجاج تنتظر النور، وناس ينتظرون نفحات الحياة. .!
يقول الذهبي عن أبي محمد ابن حزم، وهو من هو في صرامة لسانه وقوة بيانه وجرأته على خصمه مع ما عنده من العلم والفهم وكثرة أعدائه المتجرئين عليه لخفاء حاله عليهم ولما يحول دونه من الهالة الموحشة التي فرضها على نفسه: "وقد أخذ علم المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي، وأمعن فيه، فزلزله عن أشياء، ولِي أنا مَيْلٌ إلى أبي محمد لِمَحَبَّتِهِ الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة ولكن لا أكفِّره ولا أضلله، وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين، وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه". كما قال عنه: "وبَسَطَ لسانه وقلمه، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب بل فجّج العبارة، وسبّ وجدّع، فكان جزاؤه من جنس فعله، بحيث إنه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها، ونفروا منها، وأُحْرِقَتْ في وقت، واعتنى بها آخرون من العلماء، وفتشوها انتقادًا واستفادة، وأخذًا ومؤاخذة، ورأوا فيها الدر الثمين ممزوجًا في الرَّصْف بالخرز المهين، فتارة يطربون، ومرة يعجبون، ومن تفرده يهزؤون، وفي الجملة فالكمال عزيز، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فمنهج الذهبي هو المنهج الحق؛ لأن فيه العدل والإنصاف والحكم بعد العلم لا ما وقع فيه الإمام ابن حزم حتى وقع في بواقع كان في غنى عنها وعن بنياتها السود، ولا ما وقع فيه ابن العربي حينما شن حملته على ابن حزم وسفهه ولم يبق منه شيئًا على طريقة ابن حزم مع خصومه. وهذه هي البلية الماحقة التي نبهت على دوائها من خلال العلم بالشخص وأقواله بلا وساطة ودون النظر إلى ما يصدر منه من قول حاد وفعل شرس. . حتى نستطيع أن نكون متوازنين لا نظلم أحدًا ونرفع إصر الخلاف عن قلب الأمة المسحوق.!
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=3 7&catid=188&artid=12876
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 03:27]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل عبدالله العلي
(فقد قد فعلت).اهـ.
الصواب: فقال: قد فعلت.
ولكن السيوطي (لم يفتح له الباب، ولم يقابله).
ولعل ذلك لانشغاله بالتصنيف، وإلا فهو صادق (إن شاء الله) في قوله: (قد طاب خاطري عليك). والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 03:41]ـ
جزاك الله خيرا أخي النَّاقل عبدالله العلي
(يروى أن السيوطي قد اعتزل الناس في الروضة يؤلف الكتب وينقب عن الدرر فبلغه أن القسطلاني ينقل عن كتبه ولا يشير إليه فتغير خاطره عليه).اهـ.
هنا أمر دقيق .. لم أقف على هذه القصة بهذا السياق .. هذا السياق يُفيد أن السيوطي اعتزل الناس أولا .. ثم دار ما ذُكِر أمره من خبر القسطلاني .. ومن المحتمل (ولعله الأظهر) أن هذه القصة (وغيرها) كانت سبب اعتزال السيوطي .. وعليه، يبطل السياق الذي رُويَت فيه هذه القصة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 10:22]ـ
بارك الله فيك ياشيخ أشرف
ـ[سعد معاذ]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 09:01]ـ
أخي أشرف بارك الله فيك لعلك تبحث أولا ثم تعقب لا أن تظن ثم تعقب.
والقصة نقلها القاضي الفاضل المصري محمد سليمان في كتابه (علماء الإسلام)
وتقول ((فقد قد فعلت).اهـ.
الصواب: فقال: قد فعلت.
ولكن السيوطي (لم يفتح له الباب، ولم يقابله).
ولعل ذلك لانشغاله بالتصنيف، وإلا فهو صادق (إن شاء الله) في قوله: (قد طاب خاطري عليك). والله أعلم)
أما الخطأ الطباعي فظاهر
وأما جملة " ولكن السيوطي (لم يفتح له الباب، ولم يقابله). "
فما أدري من أين أتيت بها؟؟؟
ولعلك تعلم أن مساقات نصوص القصص لا تؤخذ (حرفيا) ويكفي معرفة الواقع البشري الطبيعي بله الواقع النقي لعلماء المسلمين لندرك أن السيوطي فتح الباب ثم قال له القسطلاني ما قال .... !
أخي لا بد من التثبت والتدقيق قبل التحشية والتعليق.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 09:44]ـ
................
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 09:44]ـ
ماشاء الله ياشيخ سعد
أول مشاركة، وفيها نقد لاذع!!!
سدد الله الجميع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 10:55]ـ
ماشاء الله ياشيخ سعد
أول مشاركة، وفيها نقد لاذع!!!
سدد الله الجميع
ومن المهم جدا قوة القلب لأن القلب ملك الجسد وهو الذى يأمر الجوارح
ومحدش يسألنى معنى الكلام ده ايه
لأنى ما قلته لشئ الاهكذا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 12:04]ـ
الأخ سعد معاذ، سلام عليك، وبعد:
لو أحسنت الطَّرق، لفُتِحَ لك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سعد معاذ]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 07:00]ـ
الأخ أشرف وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أعيد جملتك لك حفظك الله، فالجملة البيضاء تنفع في الليلة السوداء:)
ـ[سعد معاذ]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 07:03]ـ
أخي عبدالله العلي، بارك الله فيك
أنا هنا منذ زمن كـ عابر سبيل أقبس من نار العلم ما ينفعني في أيام القر وما أكثرها.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 07:31]ـ
نفع الله بك ووفقك(/)
لا إرجائية إرجافية ولا خارجية تكفيرية للشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش
ـ[ابو البراء]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 09:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"لا إرجائية إرجافية ولا خارجية تكفيرية"
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد: إن مما يجب على العبد المسلم تحقيقه في هذه الدنيا الفانية تحقيق عبادة الله تعالى بكل ما تحمله الكلمة من معنى العبودية لله تعالى وحده لا شريك له، فلا بد للعبد المسلم أن يكون عبدا لله تعالى حقا وصدقا عقيدة وعبادة لا يتلقى التكاليف الإلهية في الحياة شرعة ومنهاجا وعبادة وتشريعا إلا منه سبحانه وتعالى كما قال ابن عباس رضي الله عنه في شرح قوله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} أي: [سبيلا وسنة] رواه ابن أبي شيبة في المصنف، فلا معنى للعبادة إذا تخللها الشرك بالله تعالى أو أي ناقض من نواقض التوحيد، فإن كانت عقيدة المرء باطلة لم تنفعه عبادة والعكس صحيح فلا اعتبار لأي عبادة إلا بسلامة التوحيد من الشرك والكفر، ولا قبول لها إلا إذا كانت على السنة الصحيحة، فكل من تعبد بعبادة شركية إلا وفي قلبه عقيدة زيغ وضلال، فمستحيل أن تكون عبادته صحيحة إذا كانت عقيدته مختلة أو عبادته لغير لله أو لله ولغيره مقبولة إذا تخللها شيء لغير الله تعالى كما جاء في سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله لا يقبل من العمل إلا ما له خالصا وابتغي به وجهه]، فمنهج السنة وطريقة النبوة هي السلفية الحقة التي تأخذ الاعتقاد الصحيح والمنهاج الواضح والتكاليف الربانية السليمة من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الغر الميامين رضي الله تعالى عنهم ومن انتهج منهجهم من التابعين وتابع التابعين من أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية الطائفة المنصورة إلى يوم الدين التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى أحمد وابن ماجه عن أبي عنبة الخولانى رضي الله عنه: [لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته]، الذين ليسوا من المرجئة التي أخرت العمل عن مسمى الإيمان وأدخلت الويلات العقائدية، وسمحت لأهل الكفر بالاستمرار على كفرهم وردتهم اعتقادا وقولا عملا ترويجا منهم لأقوال وأفعال باطلة نسبوها إلى الدين ظلما وعدوانا، ظنا منهم تأويلا أو زيغا أن الذي يفعله بعض من يرتكب نواقض الإسلام لا يخرج من الدين مادام ناطقا بالشهادتين ولو فعل ما فعل من كفر وشرك وردة وانسلاخ عن الإسلام، وهذه الفرقة الضالة المضلة روجت لهذه العقيدة المنحرفة لظهور المعاصي في أمة النبي صلى الله عليه وسلم، وفتحت بفساد حالها وتدينها باب التساهل لردع المفسدين عن غيهم وقطع دابر المنحرفين عن الدين الذين تركوا الإسلام خلفهم ونبذوه وراءهم ظهريا، ولقد ساهموا كثيرا في تعطيل الدين الحنيف وظهور الانحلال في المجتمع، فتحايل الناس بسب فتاويهم و رخصهم الباطلة على إسقاط الحدود وإهدار الأركان وتبديل معالم الحلال والحرام، والتلاعب بأحكام الملة، فظهرت الرذيلة وقلت الفضيلة، وفشا الفساد في المجتمع بسبب استخفافهم أحكام الإلهية والواجبات الدينية والفرائض الربانية، وقامت طائفة من المثقفين المنحلين عقائديا ومنهجيا بإهمال الشريعة المحمدية والملة الإسلامية بدعوى العصرنة والانفتاح ودعوا إلى مؤاخاة اليهود المحاربين والنصارى الصليبيين المعتدين والمشركين الظالمين بدعوى وحدة الملل و زمالة الأديان والتقارب بين المسلم واليهودي والنصراني والمشرك والمرتد والكافر والملحد، فما بقي للإسلام بعد هذا كله؟ وأين دين النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الخبط العقدي المنهجي المنحرف؟ والعقيدة الإسلامية الصحيحة من هذا الفساد؟ وأين ملة المسلمين الموحدين السلفيين؟ ومنهج الصحابة الربانيين ومن اقتفى آثارهم من السنيين؟ أم كيف يظهر الدين في هذه الأمة؟ وأين منهج الولاء والبراء الذي أمر الله به في الكتاب العزيز و رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة الميمونة ونص عليه السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم في كتبهم العلمية القيمة؟ إننا لا نريد عقيدة حبر الأوراق بل عقيدة سلامة القلب من الشرك، ونقاء اللسان والأقوال من المقالات الكفرية، وسلامة الأعمال والجوارح من أفعال الردة بعد الإيمان، والشرك بعد التوحيد الإسلام، والكفر بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
الإيمان، إننا نريد إقامة العبودية لله الواحد الديان، أليس من العيب والعار أن يعود مذهب الإرجاء القديم بثوب جديد ونحلة عصرية محدثة؟ وفي المقابل لا نريد منهج الخوارج المكفرين لأهل التوحيد المخرجين لأهل القبلة من دائرة الإيمان بدعاوى باطلة وفتاوى منحرفة ومعتقدات غير سنية، فهذا القسم كذلك منحرف عن منهج السلف الصالح رضي الله عنهم، و زائغ عن طريقة خير أمة أخرجت للناس الذين لا يكفرون أهل لا إله إلا الله إلا بنواقض التوحيد، ولا يكفرون إلا بارتكاب مبطلات الإسلام التي تخرج المسلم من زمرة المسلمين وتلحقه بالمشركين، وأهل الحق من أهل السنة والجماعة لا يخرجون المؤمنين من دائرة التوحيد بالمعاصي والكبائر كما تفعل الخوارج و من لا يخاف الله تعالى من أذنابهم، فهؤلاء الخوارج كما جاءت النصوص في ذمهم وتبديعهم سفهاء الأحلام وحدثاء الأسنان السفهاء لا علم لهم ولا حلم ولا فقه، فهم مفسدون للأمة بعقائدهم الضالة المضلة التي لا تبطل كفرا ولا تنصر إسلاما ولا تخدم دينا، فهمهم الوحيد التكفير الأعمى البدعي والهمجية الوحشية في رمي المسلمين بالكفر واستحلال دماءهم من غير قيود سنية ولا شروط نبوية ولا قواعد شرعية ولا ضوابط علمية، فهم لا يعرفون طريق الدعوة ولا منهج إنقاذ الناس من الضلال والفساد، ولا سبيل للرحمة إلى قلوبهم، لأنهم لا يحملون هم دعوة المخطئين لإصلاحهم وأمتنا من فسادها وزيغها، فلم يثبت في عصور الإسلام الزاهرة أن الخوارج ساسوا أمة بالحق أو فتحوا بلدانا أو بلغوا الدعوة إلى غيرهم من الأمم ... ، فأين حماة العقيدة السنية الصحيحة من فساد المرجئة والخوارج؟ فأين أنصار السنة المحمدية الصحيحة؟ أليس نصر الإسلام بالعلم النافع والعمل الصالح واجب على كل عالم قادر بالعلم والدعوة والبيان والإيضاح حتى يرتفع اللبس عن المغفلين من الفرقين؟ فأول ما يجب توضيحه لهؤلاء جميعا منهج المرسلين في الدعوة إلى توحيد رب العالمين ومنهج إقامة العبودية والإلهية على طريقة خاتم النبيين ومن سار على دربهم من العلماء الربانيين الذين جدد الله تعالى بهم الدين ونصر بهم ملة الإسلام والمسلمين والسنة سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وعلى آله أجمعين، فأفكار هاتين الفرقتين المنحرفتين المقيتتين هدامة للإسلام ومدمرة للأمة، فهم معول مسموم في يد الشيطان قبل أعداء الله المندسين في أوساط المسلمين، فخصوم المسلمين هم المحاربون للدين والإسلام في صفهم بنية حربه من الداخل بأبناء وأهل الإسلام، فهدف أعداء الملة واضح ضرب الدين من الداخل وبتره بأهله المغفلين حتى يفرقوا جمعهم ويشتتوا شملهم لتقوم بينهم حروب لا يرفعون بها رأسا ولا تقوم لهم قائمة، فنسأل الله تعالى أن يكفينا شرهم ومكرهم لأنهم هم العدو حقا كما قال الله تعالى: {هم العدو فاحذرهم}، فالأمة لا تريد من يمنيها ويفتح لها باب الغرور والانحلال والتفسخ، ولا في المقابل من يكفرها ويشهد لها بالردة! إنها تريد من يرحمها ويصلحها، وهي في أمس الحاجة إلى من ينقذها من غيها ويوضح لها منهج النبوة الخالص الصافي من منبعه الأصيل على طريقة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية الطائفة المنصورة كما قال صلى الله عليه وسلم: [على مثل أنا عليه وأصحابي]، ومن جاء بعدهم مثل التابعين كمجاهد وطاوس وعطاء والحسن البصري وابن سيرين وابن المبارك والأوزاعي والثوري وسفيان بن عيينة أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم من علماء السلف كابن تيمية وابن القيم ومن جاء بعدهم كمحمد بن عبد الوهاب والشوكاني والصنعاني ... وعبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي والعربي التبسي والمبارك الميلي [أعضاء جمعية علماء المسلمين] ... ، فالأمة تريد سلفية صحيحة علمية عملية ربانية تحب الله ورسوله وتوالي أهل الإيمان وترحم أهل الإسلام وتتبرأ من أهل الشرك والكفران كاليهود والنصارى والمجوس والمشركين، لا التي ترضى عنها الأعداء على العموم، ويباركون دعا إليها ونشر مذهبها باسم التفتح والعصرنة، إننا نريد سلفية صحيحة تخدم دينها وتنشر الخير في بلدها ولا ترفع السيف على أهل القبلة والملة، فلا تريد الأمة هؤلاء (المرجئة) ولا هؤلاء (الخوارج)، إنها تريد منهج النبوة الذي أكرم الله به الأمة الإسلامية، فهذه هي سلفية الحق والوسطية والاعتدال علمية وعملية لا تنفك
(يُتْبَعُ)
(/)
إحداهما عن الأخرى فهي التي جمعت أوصاف الخير وسهام العلم وملامح النصرة التي كان عليها الأسلاف والأوائل التي قال الله عنها: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}، وإن الأمة تريد من يقول لها الحق ويعلمها الحق والآداب، إنها لا نريد أن يكون الإسلام مجرد ثقافة علمية ورصيد نظري من غير حقيقة عملية ميدانية وواقعيةعملية فالدعوة تبين الحق وتشرح الدين وتوضح الملة والسلطان يقيم العدل والحدود في الأمة ويقوّم الردة ويزيل الزيغ ويمحو الاعوجاج ويحارب الفواحش وينكر المنكرات ويطمس الانحراف في المجتمع، فالأمة الإسلامية بحاجة إلى كثير من العلماء والدعاة وطلبة العلم لتعليم الناس أمر دينهم أكثر مما هم بحاجة إلى إصلاح دنياهم، وخاصة فيما يتعلق بالمسائل المهمة التي ترتبط بأمور العقيدة والإلهية والعبادة والتوحيد كشروط لا إله إلا الله، ولوازم الإيمان ومقتضيات الإسلام وأساسيات العقيدة، فتعليم الأسماء الحسنى وصفات الله العظمى على فهم السلف رضوان الله عليهم للأمة أعظم وخير من تعليمهم ما يوجهون به سهامهم إلى بعضهم من الطرفين، وكذلك تفقيه المسلمين في أمور نواقض الإيمان وقوادح الإسلام، ومبطلات التوحيد وأحكام الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين والبراءة من الكفر والشرك والردة والكافرين لإقامة دين رب العالمين خير من تعطيل دعوة النبيين ومحاربة منهج المرسلين وقطع الطرق على طلبة العلم والدعاة العارفين، فالواجب على طلبة العلم تدريس العقيدة الصحيحة والمنهج السني الرباني القويم وتفقيه الناس في الطرق الحكمية لإصلاح أمتنا وتقويم سياسة شرعية في التعامل مع الحق والخلق أكبر فائدة لإخراج زمرة قادرة على تحمل مسؤولية هذا الدين في المستقبل، لأن الشباب هم في الحقيقة المستقبل المنير للأمة وطاقتها الزاهرة، فهل ننسى؟ ولما ننسى؟ وكيف ننسى سموم الإرجاء المقيتة وأهلها المنحرفين! فهل من الإنصاف الوجيه توجيه كل السهام إلى أفكار الخوارج المنحرفين وعقائدهم الباطلة! وننسى منهج المرجئة الفاسد المنحرف عن سواء السبيل المقابل للتكفير الأعمى والزيغ المعوج وهو أشر منه كما قال السلف رضي الله تعالى عنهم: "المرجئة أخبث من الخوارج"، فالمخرج الوحيد من المنزلقين الخطيرين هو العلم الذي يعد من أعظم أسباب السيادة والتمكين كما قال عمر رضي الله عنه: [تفقهوا قبل أن تسودوا] وخاصة في هذا الزمان نحن فيه بحاجة إلى العلم أكثر من أي وقت مضى، فالذي يجب على طلبة العلم أن يتعلموا كل ما هم بحاجة إليه من أحكام التوحيد والأمر والنهي وإقامة الحدود وأحكم الجهاد وقواعد التمكين للإسلام والمسلمين، كما يجب معرفة منهج أهل السنة في ردع البغي والضلال والمبتدعة بالطرق الشرعية الدعوية من نصح وإرشاد وتوجيه وغير ذلك من أحكام معاملة أهل البدعة والضلالة، وكيف نعمل بالسبل الشرعية لإخراج الأمة من سبات الجهل وظلمات المعاصي، وكيف نعصم الشباب الفارغ روحيا من موجة الردة والتنصير، كيف نزيل الردة ونطهر الأمة الإسلامية من غزو الكفار لها بالأفكار العلمانية الغربية ونقابل غزوهم بغزو فكري عقائدي علمي منهجي مبرمج مقابل لغزوهم علميا لإبطال ضلالهم، وكيف نوجه أمة الإسلام إلى وجوب الإعداد العلمي والعملي والتكنولوجي بجميع وسائله الشرعية لمحاربة اليهود المحاربين والنصارى المعتدين أعداء الإسلام المحاربين المتسلطين على أمتنا المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها، وكذلك يعلمون المسلمين قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآدابه وأحكامه ومراتبه، فنحن في زمن بزغت فيه ملاح الخير وعودة الإسلام والخلافة النبوية الشريفة بإذن الله، وقد أضاء فجرها ورب الكعبة بظهور السنة المحمدية ومنهج السلف، فلا بد على طلبة العلم أن يتعلموا ويعلموا المسلمين أحكام العزة والتمكين ولنصرة دين رب البرية لنعلم علم اليقين أن من يدع إلى المنهج السلفي الصحيح في العلم النافع والعمل الصالح يلقى الأذى من طرف المرجفين المتخاذلين من طرفي الإرجاء والخوارج، ويواجه متاعب يرمى في دعوته بأنها دعوة خارجية أو بدعية! وما يضرك الشاب السني السلفي السني أن تكون عند هؤلاء خارجيا مبتدعا وأنت عند الله من الصالحين المصلحين الطيبين أنصار المرسلين وأتباع النبيين من الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وفي المقابل أي شيء ينفعك أيها المغفل المسكين إن كنت تكذب على الناس وتلبس عليهم أنك سلفي وأنت عند الله من المرجئة المرجفين المتخاذلين الكاذبين الذين يلبسون ثوب الافتراء والزور بسم الدين ويحاربون دعاة السنة والجماعة وأهل المنهج الرباني ويختفون ظلما وعدوانا من وراء السنة وأهلها وعلماءها ويفسرون كلامهم المظلم كما يشاءون ويَحلُوا لهم وقد ساعدهم على هذا التلاعب حملة الناس الظالمة على المتدينين ورميهم بكل وصف شنيع في زمان الغربة! ألا فليعلم هؤلاء المرجفون أن المستنصر بغير الله على أولياءه الربانين مخذول! والمتعاون مع أعداء الإسلام مهزوم! وأن المرجف مهما كانت هيئته وجماعته وإن طالت صولته وشوكته فإن الزمان سيكشفه ويبينه ويفضحه ويرميه كما رمى غيره لأنه لعب بالدين ومن يلعب بالدين فإن الله سينتقم منه، فنقول له لا تطب نفسا ولا تقر عينا فإن زوال أيامك قد أذنت بالتلاشي والاندثار
و كتبه
عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1717(/)
الدعوة السلفية والتغيير
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 10:54]ـ
د/ ياسر برهامى
وقبل أن نطرح تصورنا في التغيير نقرر أن واقعنا لا يزال أصغر بكثير من منهجنا، وأن حالنا أبعد عما نعلم أن يلزمنا أن نكون عليه، ولكن الواجب النصيحة، والأمل في أن يكون الجميع على الطريق المستقيم -ولو كان سيره بطيئاً لا خارجاً عنه- هو الذي يدفعنا إلى هذا الطرح، فمنهج الدعوة السلفية يمكن تلخيصه في الآتي:
أولاً: الدعوة إلى الإيمان بمعانيه وأركانه كلها من معرفة الله بأسمائه وصفاته والتعبد له بها وتوحيد الربوبية والألوهية والكفر بالطاغوت ومحاربة الشرك في كل صوره القديمة والحديثة من شرك القبور والخرافات وشرك الحكم والولاء وغير ذلك، وكذا الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر، وما يتبع ذلك من قضايا الاعتقاد في الصحابة ومسائل الإيمان والكفر، وتحقيق الاتباع للسنة ومحاربة البدعة، وتقرير مناهج الاستدلال وتحقيق التزكية عبادة وخلقاً ومعاملة والسير في طريق الدعوة وإقامة الدين وإعلاء كلمة الله في الأرض، كل هذا على وفق منهج أهل السنة والجماعة إجمالاً وتفصيلاً.
نقرر أن الدعوة إلى الإيمان بهذا المفهوم الشامل هي أصل دعوة الرسل وهي الطريق الذي سار عليه رسول الله e وصحابته، فهذا المنهج هو أولى الأولويات في العمل، والذي لا يتحقق أي واجب بعده بدون هذا الواجب الأول، وهذا المنهج تجب الدعوة إليه بكل الطرق وتربية الناس عليه بالوسائل العامة كالخطبة والدرس الجامع والكتاب والنشرات العامة وقوافل الدعوة وغير ذلك من الوسائل الخاصة كالدرس الخاص والمعاهد العلمية والمجموعات التربوية وغيرها.
ثانياً: إيجاد الطائفة المؤمنة:
إن إيجاد الطائفة المؤمنة الملتزمة بالإسلام -عملاً من أجله- المجتمعة على إقامة فروض الكفاية المضيعة وبكل ما أوتيت من قدرة والساعية في نفس الوقت لتحصيل أسباب القدرة فيما تعجز عنه في الحال -تحديثاً للنفس به وحباً للخير وحرصاً عليه ونصيحة للمسلمين واهتماما بشأنهم- نرى أن إيجاد هذه الطائفة المؤمنة على منهج أهل السنة والجماعة والتي يجتمع عليها باقي أهل السنة هو من أهم الواجبات والأولويات، وهذه الطائفة تسعى إلى أن يكون أفرادها في خاصة أنفسهم يؤدون الواجبات العينية عليهم في العقيدة والعبادة والسلوك والمعاملة والخلق، ويتركون المحرمات، كما أنهم ملتزمون بالتعاون المنضبط على إقامة الفروض التي خوطبت بها الأمة ككل كالتعلم والتعليم قال تعالى:] فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [[التوبة: 122]، وللعلم منزلة خاصة وأهمية كبرى في دعوتنا إذ عليه تقوم وبدونه تفقد هويتها وانتمائها للسلف ولابد أن يكون هذا الأمر على كل المستويات، للصغار والكبار للرجال والنساء وفي سائر قطاعات المجتمع، وكالحسبة والدعوة، قال تعالى:] وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [[آل عمران: 104]، ولابد في هذا الباب من مراعاة المصالح والمفاسد وفق ما تأمر به الشريعة وعلى ميزانها، وكالواجبات الاجتماعية من سد حاجات الفقراء والمساكين ورعاية اليتامى وحث الأغنياء على الزكاة والصدقة ومعاونتهم في إخراجها على ما جاء في الكتاب والسنة، وعيادة المرضى ودعوتهم إلى الله، وإحياء الروابط الأخوية بين المسلمين من اتباع الجنائز والتعزية في المصائب وإجابة الدعوات والتهنئة في الأفراح وغير ذلك، وكالسعي إلى إيجاد نظام المال الإسلامي لإبعاد الناس عن الربا والريبة وسائر المعاملات المحرمة، وكذا تربية الأمة على روح الجماعة برد الناس إلى أهل العلم منهم وجمعهم عليهم ونهيهم عن التفرقة، وكذا إقامة الجهاد في سبيل الله طالما وجدت مقوماته وشروطه والسعي إلى أسبابه عند العجز عنه، فما تعلمه المسلمون في أفغانستان مثلاً هو من أعظم الواجبات والقربات، وكذلك تعليم الناس لزوم التحاكم إلى الشرع برد موارد النزاع إلى أهل العلم الذين يجب وجودهم والسعي إلى إيجادهم في كل مكان لفض الخصومات وفق الكتاب والسنة بعيداً
(يُتْبَعُ)
(/)
عن القوانين الوضيعة الطاغوتية، وهذه وغيرها من فروض الكفاية كإقامة الجمع والجماعات والأعياد يمكن للمسلمين إذا اجتمعوا وتعاونوا على إقامتها كما أمرهم ربهم فقال:] وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [[المائدة: 2] أن يقوموا بأضعاف ما يقومون به الآن من غير مفسدة ولا مضرة بإذن الله، وما قاوموا به من الحق كان سبباً لتمكين الله لهم مما عجزوا عنه فإن الطاعة سبب للطاعات.
ثالثاً: كيفية التمكين:
وأما نهاية المطاف وكيف تقام دولة الإسلام بعد ذلك فنحن لا نوجب على الله أمرا معيناً نعتقد حتميته ولزومه وأنه لا سبيل سواه، بل قد قص الله علينا من قصص أنبيائه ورسله من آمن قومه كلهم بدعوته بالحكمة والبيان، قال تعالى:] وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ [[الصافات: 147، 148]، ومنهم من نصره الله بإهلاك أعدائه بقارعة من عنده أو بأيدي الرسل وأتباعهم، وقد جعل سبحانه وتعالى في سيرة نبينا e هذه الأمور أيضاً، ففتح الله عليه المدينة بالقرآن، وكذا فتح عليه البحرين واليمن وكثيرا من جزيرة العرب، كما فتح عليه مكة بالسنان، وفتح على أصحابه العراق وما وراءه والشام ومصر وغيرها بالسنان كذلك، وله الحمد سبحانه على كل حال، فالتمكين منة من الله ووعد غايته تحقيق العبودية لله -للفرد وللأمة- والأخذ بالأسباب المقدورة لنا واجب علينا والنصر من عند الله لا بالأسباب، قال تعالى:] وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [[النور: 55]، وقال سبحانه:] وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [[الأنبياء: 105]، وقال سبحانه:] هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [[التوبة: 33].(/)
المقاومة الشيشانية .. والفلسطينية: ما الفرق؟
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 11:04]ـ
في المقارنة بين المقاومتين الشيشانية والفلسطينية، فان أوجه الشبه كثيرة وحاسمة، كما أوجه الاختلاف كثيرة وحاسمة أيضا، وفي ذلك تبدو أهمية المقارنة لأوجه الشبه والاختلاف باعتبارها تثير كثرة من التساؤلات التي تنير صورة الأسس الموضوعية لرسم الاستراتيجيات.
وبصفة محددة فان المقاومة الشيشانية تطرح جانباً مهماً في رؤية الوضع الدولي وحدود الخلافات بين الدول الكبرى، قد لا يكون واضحاً على نفس المستوى الذي تظهره تجربة المقاومة الفلسطينية بل هو بالدقة يظهر تناقضا في الرؤية بين المقاومتين حول دور ومواقف واستراتيجية روسيا، التي هي العدو الأول للمقاومة الشياشنية، بينما هي لدى المقاومة الفلسطينية طرف يسعى إلى كسب موقفه لصالحها، استغلالاً للتناقض في مواقفه أو مصالحه مع الولايات المتحده، العدو للمقاومة الفلسطينية. كما المقاومة الشيشانية تطرح تجربتها حالة الوضع الرسمي الاسلامي، والدور الجديد للتنظيمات الجهادية الإسلامية الناشطة وفق نمط وفهم واستراتيجية الأمة الإسلامية، بقدر أعلى مما تظهره تجربة المقاومة الفلسطينية .. إلخ.
فالمقاومة الشيشانية لا سند لها بحكم الأوضاع الجيواستراتيجية، الا المواقف الإسلامية، أو مواقف الأمة الإسلامية، وفي ذلك هي تختلف عن حالة المقاومة الفلسطينية التي تجعل أوضاعها الجيواستراتيجية، من العالم العربي "حاضنه" لها، وداعما مباشراً لها من الناحية النظرية. ولذا نجد أن المقاومة الشيشانية قد جلبت اهتمام الجماعات الإسلامية الحديثة، التي زودتها بالرجال والعتاد، وهو ما لم يحدث من "الحركات الوطنية والعربية" بل إن الحركات الإسلامية الحديثة لم تقم بنفس الدور مع المقاومة الإسلامية في فلسطين الا متأخراً، لظروف حالة الحصار التي تعيشها المقاومة الإسلامية في فلسطين داخل أسوار الحدود العربية المحيطه بالكيان الصهيوني، وفي ذلك يلحظ في المرحلة الأخيرة أن التنظيمات الإسلامية "الحديثة"، قد بدأت تدخل على خط الصراع الفلسطيني – الصهيوني، كما حدث مؤخرا في لبنان وفق ظاهرة فتح الاسلام – وفي ذلك يعزى غياب دعم الحركات الإسلامية منذ البداية إلى ظروف عملية محددة، فإذ كانت "الطرق" الى الشيشان أقرب من أفغانستان التي انطلق منها المجاهدون إلى الشيشان عبر المناطق الإسلامية هناك، فإن ذلك يتيسر بالنسبة لفلسطين إلا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. وفي المقاومتين يمكن القول، بأن النظام الرسمي العربي والاسلامي، قد وقف متفرجاً وفق أفضل التوصيفات، فيما يجري لكلا المقاومتين، بل كان دوره سلبيا في الحالة الشيشانية.
خصوصيات التجربة الشيشانية
إندلعت المقاومة الشيشانية في طورها الراهن في مرحلة عمت فيها حالات الخروج من تحت عباءة الاتحاد السوفيتي لمختلف التكوينات الحضارية والدول، سواء ما كان منها "بلاداً مستقلة" كما كان الحال في دول المنظومة الاشتراكية (أوكرانيا – بلولندا- المجر – يوغسلافيا .. إلخ)، أو ما كان منها داخل بناء الاتحاد السوفيتي نفسه (تركمانستان –أذربيجان – أوزبكستان وغيرها). لكنها كانت الحالة الوحيدة التي انطلقت من داخل "الاتحاد الروسي" أو من داخل "روسيا" وصارت تقود جهاداً مسلحاً طلبا للاستقلال الحضاري الكامل. واذا كانت الدول الأخرى بنوعيها (ماتحت العباءة – وما كان ضمن الاتحاد السوفيتي ذاته) قد خرجت وسط دعم دولي لها، ودون إبراز للطابع الاسلامي لها في النظم الجديدة التي تشكلت بعد الانفصال، فان المقاومة الشيشانية كانت هي التي لم تحظ بأي غطاء دولي، وربما كان ذلك يحكم أنها تجربة مقاومة نشأت اسلامية منذ البداية، وصارت تعزز أوضاعها حين حصلت على "نمط من الاستقبلال في داخل روسيا خلال حالة انفراط الاتحاد السوفيتي، أو بحكم أن قرار الغرب (أوروبا والولايات المتحدة) كان يقضي بضرورة الحفاظ على روسيا دون تفكك، والاكتفاء بحالات من "التنغيص الداخلي" فقط، خوف من النتائج الخطرة على المصالح الغربية اذا انفرطت روسيا "النووية" كليا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ذلك حكمت الأوضاع الجيواستراتيجية أوضاع المقاومة الشيشانية، حيث الشيشان تحاط بدول وأن جمعت بينها الرابطه الإسلامية إلا أنها جميعا دول خرجت من تحت عباءة الاتحاد السوفيتي، لتصبح أقرب للارتماء في أحضان الولايات المتحدة، التي ركزت جهدها إلى جانب حكومات تلك الدول (العلمانية) على مواجهة الحركات الإسلامية في داخلها وجوارها، كما حكم أوضاع المقاومة الشيشانية وجود مقاطعات أخرى داخل روسيا الاتحادية بها مجموعات واسعة من السكان المسلمين صاروا سندا لها بما وسع نشاطها داخل روسيا دون سند من دول اسلامية خارج روسيا إلخ، وهو بالاجمال ما جعل تلك المقاومة تعيش حالة حصار عميق الأغوار.
وقد زاد من تلك العزلة ليس فقط بعد الشيشان عن "المنطقة العربية"، بل كذا أن الدول العربية وكثير من حركات المقاومة _وبعضها اسلامية_ كانت تعتبر روسيا بلداً تحرص على صداقته، بحكم تناقض مصالحه مع الولايات المتحدة، وهو ما انتبهت إلى أهميته روسيا وصارت تعمل عليه لعزل المقاومة الشيشانية عن حاضنها الطبيعي كليا، وهو ما وصل حد طلبها الانضمام إلى منظمة المؤتمر الاسلامي.
التشابة الكبير
بين المقاومتين تشابه كبير، أثر ويؤثر على استراتيجياتها وعلى نحو كبير وان لم ندركه.
المقاومة الشيشانية هي مقاومة نشطت في مواجهة استعمار استيطاني، حيث الشيشان وهي البلد الاسلامي قد تعرضت إلى غزو استيطاني روسي، ولم تكن قضيتها فقط هي قضية احتلال، وهنا هي تقترب من الحالة الفلسطينية التي تواجه استعماراً استيطانيا.
والمقاومة الشيشانية هي مقاومة "مزمنة"، حيث الشيشان تتواتر عليها حالات المقاومة منذ الاحتلال الاستيطاني الروسي لها ما بعد الثورة الشيوعية في عام 1917، ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن وعبر مراحل من الصعود والهبوط ما تزال المقاومة الشيشانية تمارس دورها وتسعى إلى تحقيق أهدافها، وهي في ذلك تكاد تكون في نفس حالة المقاومة الفلسطينية التي نشأت ونشطت عقب الاحتلال البريطاني لها خلال مرحلة الحرب العالمية الأولى أيضا.
والمقاومة الشيشانية دفعت في مقاومتها، أو دفع الشعب الشيشاني في مقاومته ملايين الأفراد، وإلى درجة أنه فقد خلال مرحلة واحدة نسبة 25% من السكان. كما تعرض الملايين إلى الهجرة واللجوء والتشرد في مناطق الجوار. وهي في ذلك تتشابه مع المقاومة الفلسطينية، أو في مقاومة الشعب الفلسطيني، الذي أصبح يعيش منه على الأرض الفسطينية الجاري حولها الصراع أقل من الذين باتوا في المهاجر واللجوء، اضافة إلى الملايين التي هجرت داخل الوطن، والتي قتلت في المذابح الدائمة كما المقاومة الشيشانية تتشابه مع المقاومة الفلسطينية في نمط احكام الحصار حولها داخل الاراض المحتلة، حيث كلا الشعبين الشيشاني والفلسطيني يعيشون خلف أسوار مع دول المحيط، تتحكم فيها القوة المحتلة للأرض.
العوامل الموضوعية والاستراتيجية
في المبادئ العقدية والنظرية العامة، فان الاستراتيجيات تشكل ترجمة للابعاد الحضارية في الصراعات (التي تحكم المسار العام لها) لكن الاستراتيجيات في ذات الوقت تمثل ترجمة للأبعاد والعوامل والمكونات الموضوعية في الصراعات على الأرض. لقد شاهدنا كيف أن الاختلاف بين طبيعة العدو المباشر في الحالتين العراقية والصومالية، قد أثر في تحديد أبعاد الصراع واستراتيجياته (العدو المباشر في الحالة العراقية هو الولايات المتحدة وفي الحالة الصومالية – اثيوبيا)، وكيف أن تحركات ودور دول الجوار كان حاسما في تحديد طبيعة الأعداء وقدراتهم، وأولويات ترتيبهم في استراتيجيات الصراع (في العراق الولايات المتحدة وإيران – وفي الصومال أثيوبيا ثم الولايات المتحدة).
وفي الحالة الشيشانية، فان الظروف والعوامل الموضوعية كان لها تأثيرها في تحديد استراتيجيات الصراع، وربما يمكن القول أيضا، أن الأخطاء في التقدير العام للظروف والعوامل الموضوعية الخاصة قد أدي إلى انتكاسات ذات طابع استراتيجي. لقد بدأت تجربة المقاومة الشيشانية في مرحلتها الراهنة ما بعد انفراط عقد الاتحاد السوفيتي، ووفق تقدير عام بحدوث ضعف استراتيجي للدولة الروسية وهو أمر صحيح، غير أن الظروف الموضوعية كانت تتطلب أيضا، إدراك أن الوضع الدولي لن يسمح بتفكك روسيا وأنه حتى إذا سمح بذلك فإنه لن يقدم عليه إلا بعد "اضعاف" المقاومة
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامية الشيشانية أولاً باعتبارها خصم استراتيجي للغرب، وكذا كان يجب إدراك أن الدولة الروسية وان كانت لم تعد قادرة في تلك المرحلة على الحفاظ على "الاتحاد السوفيتي" تحت عباءتها، فان تلك الدولة ستكون أول ملامح عودة قوتها موجهة إلى الشيشان حتى لا تتفكك الدولة الروسية، وان الطريق سيكون مفتوحا لها بلا عائق من دول الجوار أو من الدول الكبرى الآخرى في هذا السعي هدف من تفكيك دول الجوار أو وصول الاسلاميين للسلطة فيها. وفي ذلك كان يجب ادراك ضرورة الحفاظ على المكاسب المرحلية التي تحققت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وعدم تطوير الاوضاع نحو الانفصال الكامل مباشرة. ويمكن القول، بأن المقاومة الفلسطينية كانت بحاجه أيضا إلى ادراك الظروف الموضوعية في تحولاتها وتغيراتها على صعيد المحيط والوضع الدولي أيضا. لد تمكنت المقاومة الفلسطينية من "الافلات" من الهجوم الأمريكي الشامل على المنطقة ما بعد أحداث سبتمبر 2001، وكذا هي تحملت ظروف الانشغال العربي والاسلامي عن متابعتها ودعمها خلال العدوان على افغانستان والعراق، لكنها على ما يبدو رأت أن بالامكان تخفيف الضغظ عليها والتقدم في ذات الوقت خطوة للأمام من خلال المشاركة في الانتخابات الفلسطينية والدخول في أطر السلطة الفلسطينية. هنا على ما يبدو كان الخطأ في تصور امكانية النفاذ من داخل أطر الاتفاقات الموقعه في أوسلوا وما تلاها، وفق تصور وامكانية الحصول على مساحة من الوقت لالتقاط الأنفاس خلال تلك المرحلة، دون تقديم تنازلات "للوضع الدولي المهيمن عليه أمريكيا". التجربة أثبتت أن الهيمنه الأمريكية على الوضع الرسمي العربي والدولي هي أبعد عن امكانية الاختراق الا وفق تطورات وتغييرات تتعلق بتحولات في قوة القاومة في الأمة بصفة شامله، لقد حولت الولايات المتحدة هذا الاختراق إلى عامل حصار لحركة حماس في داخل السلطة، مخيرة إياهاا بين الولاء للسلطة واتفاقاتها، أو للمقاومة وتحرير فلسطين، فكان المأزق الراهن الذين تصمد فيه الحركة الإسلامية، محتسبة صابرة مقاتلة.(/)
الخطة الإسرائيلية لتشويه حركات المقاومة
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 11:15]ـ
تقوم وحدة الحرب النفسية في الجيش الاسرائيلي باتباع تكتيك جديد يستهدف التشكيك في المقاومة وقيادتها، يتمثل في التعليق على الأخبار والمواد الصحفية الموجودة على المواقع العربية الإلكترونية، لزعزعة الثقة في المقاومة وبث روح الانهزامية لدى القراء الفلسطينيين والعرب. و هناك دلائل قوية على أن عناصر الوحدة الذين يتقنون اللغة العربية يقومون بإرسال تعليقات على الاخبار والتقارير والمقالات التي تزخر بها مواقف الصحف والمجالات والمواقع الاخبارية العربية على شبكة الانترنت، باسماء عربية مستعارة حيث يقومون بتأييد المقالات التي تهاجم المقاومة وقوى الممانعة في العالم العربي، وتهاجم اصحاب المقالات المساندة للمقاومة.
تشويه المقاومة
وأقرت الإذاعة العبرية باللغة العبرية الليلة الماضية أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتشغيل وحدة للحرب النفسية منذ فترة طويلة، دون تحديد موعد البدء بتشغيلها. واشارت الإذاعة الى أن الوحدة تتبع شعبة الإستخبارات العسكرية في الجيش المعروفة ب " أمان "، حيث تركز جهدها بشكل خاص على محاولة التأثير على معنويات الفلسطينيين والعرب الى جانب محاولة دق اسافين بين المقاومة وابناء الشعب الفلسطيني. وأضافت الإذاعة أن الوحدة الجديدة مكونة من رجال استخبارات وعلماء نفس ومستشرقين على دراية بسمات الشخصية العربية، وتعمل بناءاً على توصيات ونتائج دراسات اجريت حول النفسية والذهنية العربية، اخذة بين الاعتبار نتائج الأبحاث في المجال النفسي. واكدت الإذاعة أن الوحدة شرعت في العمل بالتعاون مع اجهزة الجيش الاسرائيلي وتحديداً جهاز المخابرات الداخلية " الشاباك "، بالإضافة الى وزارة الخارجية. واكدت أن عناصر الوحدة يقومون بصياغة بيانات موقعة بإسم الجيش الاسرائيلي موجهة للفلسطينيين وتدعي فيها أن عمليات المقاومة التي تنفذها المقاومة الفلسطينية تمس بمصالحهم وتزيد معاناتهم. وتقوم مروحيات سلاح الجيش الاسرائيلي بإلقاء هذه المناشير فوق التجمعات السكانية الفلسطينية. وبالفعل فقد لاحظ الفلسطينيون في قطاع غزة عدة مرات قيام مروحيات الجيش الاسرائيلي بإلقاء مناشير موقعة باسم الجيش وقصيرة، تحذر الفلسطينيين من مغبة التعاون مع رجال المقاومة.
يسيطرون على الأثير الفلسطيني
واكدت الإذاعة أن وحدة الحرب النفسية تقوم بين الفينة والأخرى بالسيطرة على ترددات بعض المحطات الاذاعية الفلسطينية المحلية، وتستخدمها في تلاوة بيانات خاصة بإسم الجيش، حيث تركز على نفس الرسالة، وهي بؤس الرهان على المقاومة الفلسطينية في تحقيق مكتسبات للشعب الفلسطيني الى جانب تحذير الفلسطينيين من مغبة التعاون مع رجال المقاومة. وبالفعل فقد قام عناصر هذه الوحدة بالسيطرة لبعض الوقت على تردد محطة " صوت الأقصى "، التابعة لحركة حماس، ومحطة " صوت الشعب "، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومحطة " صوت القدس "، التابعة لحركة الجهاد الاسلامي.
حبائل استخبارية
واكدت الإذاعة الاسرائيلية قيام عناصر هذه الوحدة بالإتصال بعدد كبير من الفلسطينيين، وتحديداً الذين يقطنون مناطق التماس القريبة من الخط الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل حيث يحذرونهم من مغبة التعاون مع رجال المقاومة، والإبلاغ عن تحركاتهم. وفي كثير من الاحيان يقوم عناصر هذه الوحدة بترك ارقام هواتف لدى الاشخاص الذين يتصلون بهم، بعد أن يعدوهم بتلقي مكافآت في حال تعاونوا مع الجيش الاسرائيلي. واكدت مصادر فلسطينية قيام عناصر هذه الوحدة بالفعل بالإتصال بشبان يقطنون في المناطق الحدودية حيث قاموا بتقديم هذه العروض. وتعتبر هذه الوسيلة من وسائل الإسقاط في حبائل المخابرات الاسرائيلية في سعيها لتجنيد عملاء من بين الفلسطينيين.
تعاون الاعلام الاسرائيلي
لكن ما لم تشر اليه الإذاعة هو ما بات معروفاً لدى الكثيرين في الساحة الفلسطينية من دور لهذه الوحدة في محاولات تشويه سمعة قادة المقاومة الفلسطينية بالتعاون مع وسائل الإعلام الاسرائيلية. فقبل عام وعندما اعلن الاسرى الفلسطينيون اضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقالهم، قام عناصر الوحدة بتثبيت كاميرات تصوير في زنزانة مروان البرغوثي القيادي البارز في حركة فتح، والذي يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة في السجون الاسرائيلية، وذلك اثناء خروجه من الزنازنة. وبعد ذلك تم تصويره وهو يتناول طعامه في الزنزانة، حيث تم التقاط شريط فيديو للبرغوثي قبل شروع المعتقلين في الإضراب، وقام عناصر الوحدة بتسريب الشريط للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي التي قامت ببثه، للتدليل على ان ابرز قادة المعتقلين لا يلتزم بالإضراب.(/)
الأوزبكيون .. في طليعة التنظيمات الجهادية العالمية
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 11:21]ـ
يبدو أن الأوزبكيين، بعد العرب والباكستانيين، قد أصبحوا جبهة جديدة وقوية يرغب فيها تنظيم القاعدة الجهادي العالمي ليزيد من تمدده وانتشاره في القارة الآسيوية وغيرها، إذ تشير التقارير الحديثة إلى أن الأوزبكيين "الجهاديين" يتوزعون اليوم بين مجموعتين: الأولى هي الحركة الإسلامية الأوزبكية، والثانية هي اتحاد الجهاد الإسلامي أو مجموعة الجهاد الإسلامي العالمي.
فالحركة الإسلامية الأوزبكية بقيادة "يوري يولديشيف" تقوم الآن بتنظيم عمليات تدريب للمتطوعين الجهاديين من العديد من التنظيمات في باكستان ومن أقطار أخرى بالعالم. وقد تركزت بنيتها التدريبية الأساسية حتى العام الماضي في جنوب مقاطعة وزيرستان في باكستان، لكنها نقلت هذه البنية منذ فترة وجيزة إلى شمال المقاطعة بعد مصادمات مع بعض القبائل الجنوبية. وتتمتع الحركة في شمال وزيرستان بدعم بيت الله مهسود Mehsud
أحد فروع قبائل البشتون الباكستانية، كما يدعمها أيضا عدد من طلبة المدارس الباكستانية التابعة لمسجد لال "المسجد الأحمر" في إسلام أباد.
وقد أكدت مصادر سياسية وقبلية موثوقة في مناطق حدود المقاطعات الشمالية الغربية في باكستان على أن معظم الهجمات والعمليات التي نفذت مؤخرا ضد قيادات وقوات تابعة للجيش الباكستاني في مسجد لال (في الفترة بين 10 و13 يوليو 2007) علاوة على مقتل ثلاثة مواطنين صينيين في منطقة بيشاور، قد نفذت بواسطة أفراد من بعض القبائل، والذين تلقوا تدريبهم الأساسي على يد الحركة الإسلامية الأوزبكية.
وتتكون الحركة من عدد غير قليل من المتطوعين الأوزبكيين وقليل من الأفغانيين والشيشانيين والطاجيك والأويغوريين (مسلمون صينيون). وتورد التقارير أن عمليات الحركة حتى الآن قد نفذت في باكستان وأفغانستان وأوزبكستان فقط، بينما لم يمتد نشاطها الجهادي في بلدان أخرى.
اتحاد الجهاد الإسلامي "الأوزبكي"
أما المجموعة الثانية التي تجهز عملياتها أيضا في شمال وزيرستان، فهي مجموعة تطلق على نفسها "اتحاد الإسلام الجهادي" أو "مجموعة الجهاد الإسلامي العالمي". وقد قدمت هذه المجموعة إلى الأراضي الباكستانية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وكنتيجة للصدع الذي حدث بالحركة الإسلامية الأوزبكية بعد الضربات الأمريكية لمعاقل القاعدة وطالبان في أفغانستان.
ويصف هذا التنظيم كلا من أسامة بن لادن والملا محمد عمر "أمير طالبان الجديد" ومولانا ساميول حق "أمير جمعية علماء الإسلام في باكستان" بأنهم المعلمون والنصحاء المخلصون. وتقوم هذه المجموعة بتدريب المتطوعين من الدول الغربية ومن أوزبكستان في الأراضي الباكستانية.
وكان أول ظهور علني لهذه الجماعة في إبريل 2004 حينما أعلنت مسئوليتها عن عدد من التفجيرات، أودت بحياة 47 فردا، بالقرب من طشقند وبخارى في أوزبكستان، استهدفت مسئولين محليين أوزبكيين وسوقا عامة. وفي 30 إبريل 2004 نفذت الجماعة مجموعة من التفجيرات المتزامنة ضد السفارتين الأمريكية والإسرائيلية ومكتب المدعى العام الأوزبكي، وقتلت شخصين على الأقل، علاوة على جرح آخرين.
وبعد هذه العمليات نشرت الجماعة رسالة قالت فيها: "نحن مجموعة من الشباب المسلم، ننفذ عمليات استشهادية لبث الخوف لدى الحكومة المرتدة وحلفائها من الكفرة من الأمريكيين واليهود. وقد قام مجاهدون ينتمون لاتحاد الجهاد الإسلامي بمهاجمة السفارتين ومبنى المدعى العام كبداية لعمليات استشهادية أخرى لن تتوقف بإذن الله، وهدفنا هو صد الهجمات المسلحة عن المسلمين ومنع الظلم الذي تقترفه الحكومة المرتدة ودعم إخواننا المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان والحجاز وكل أرض مسلمة تحكم بواسطة المرتدين والكفرة".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي 26 مايو 2005 أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا أعلنت فيه "وضع جماعة الجهاد الإسلامي الأوزبكية ضمن ما أسمته "التنظيمات الإرهابية الأشد خطرا" وفقا للأمر التنفيذي رقم 13224، وتم إعلان مصادرة أي ممتلكات تخص بعض الأفراد المعروفين بهذه الجماعة داخل أو خارج الولايات المتحدة ومنع دخول مشتبه بانتمائهم إليها للأراضي الأمريكية .. وقد أصدرت وزارة الخارجية هذا القرار بعد استشارات من النائب العام ووزير المالية ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية؛ لأن هذه الجماعة التي تنشط في منطقة آسيا الوسطى والتي انشقت عن الحركة الإسلامية الأوزبكية باتت تصنف ضمن التنظيمات الإرهابية العالمية، وأنها قامت في 30 إبريل 2004 بتنفيذ هجمات ضد سفارتي أمريكا وإسرائيل في طشقند وهاجمت مكتب المدعى العام بها، وأدت هذه التفجيرات إلى مقتل اثنين وجرح تسعة آخرين، كما أنها توعدت بالتخطيط والتنفيذ لعمليات في المستقبل تستهدف الأمريكيين والمنشآت الأمريكية في الخارج، وبالتالي تمثل تهديدا حقيقيا للمصالح الأمريكية. كما أن الجماعة قد نفذت عدة هجمات أخرى في مارس وإبريل 2004 ضد عدد من المسئولين المحليين الحكوميين في العاصمة الأوزبكية طشقند ومدينة بخارى وقتلت نحو 47 شخصا منهم بعض منفذي الهجمات.
وقد اعترف أفراد منهم تم القبض عليهم بالعلاقة بين هذه الجماعة وبين أسامة بن لادن والملا عمر، كما أعلنت السلطات الكازاخية "كازاخستان" بأن أعضاء هذه الجماعة تلقوا تعليماتهم وإرشاداتهم وكيفية صناعة المتفجرات والعمل المخابراتي من تنظيم القاعدة، وأن السلطات الكازاخية قد ألقت القبض على أفراد ينتمون إليها ولا يزالون قيد الاعتقال".
وفي أكتوبر 2005، أعلنت الحكومة البريطانية وضع هذه الجماعة ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية بالرغم من المعارضة الشديدة من لدن جماعات حقوق الإنسان، والتي زعمت أن الحكومة الأوزبكية كانت تخطط لوضع المعارضين السياسيين وكأنهم ينتمون لتنظيم القاعدة.
من أوزبكستان إلى أوروبا
لقد تشكلت جماعة الجهاد الإسلامي في عام 2002 لمعارضة التعاون بين حكومة "إسلام كريموف" والولايات المتحدة في الحرب على القاعدة وطالبان، ووضعت أمريكا وإسرائيل الأعداء الرئيسيين للإسلام وكذلك كل الدول الإسلامية التي تتعاون مع أمريكا. والهدف المركزي للجماعة هو تخليص جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة شينغيانج Xinjiang الصينية من بقايا التأثير المزمن للشيوعية، وجعلهما جزءًا من الخلافة الإسلامية العالمية.
وتصف الجماعة نفسها بأنها تنظيم جهادي عالمي لا تنظيم أوزبكي، فطالما أنه لا وطن ولا قبيلة في الإسلام، فإن أي مسلم يمكنه أن يصبح عضوا بالجماعة بغض النظر عن مكان إقامته أو طبيعة حياته، وطالما أن الأمريكيين والإسرائيليين هم العدو الرئيسي، فإن الجماعة ترحب بالمتطوعين من كل الدول التي للأمريكيين والإسرائيليين فيها تواجد كبير.
ويؤكد هذه الأمور "أبو يحيى محمد فتيح" الذي يصف نفسه في مقابلة أجريت يوم 31 مايو 2007 بأنه قائد تنظيم "اتحاد الجهاد الإسلامي" حيث ذكر ما يلي:
ـ بعد سقوط الإدارة الإسلامية الأفغانية التي نشاركها نفس الخيارات اجتمعنا سويا وقررنا تنفيذ عمليات جهادية ضد الكفرة وضد حكومة كريموف الظالمة في أوزبكستان، وأن الحرب هي الحل للعمل ضد هذه الحكومة، ولهذا الهدف تحديدا، فقد تأسس الاتحاد في عام 2002.
ـ إن هدف اتحادنا هو الحياة تحت مظلة العدل وانتشار الإسلام، وإنقاذ إخواننا المسلمين من وطأة الحكم الظالم بعد فترة طويلة من الحكم السوفيتي القاسي وأخذهم بعيدا عن مستنقع ظلم الكفرة، وكذلك مساعدة إخواننا المسلمين في كل أنحاء العالم تنفيذا لأوامر الله ونبيه.
ـ إن أعضاء الاتحاد ليسوا أعضاءً في قبيلة معينة وليس لهم وطن محدد؛ لأنه لا وطن ولا قبيلة في الإسلام، وبالتالي يتشكل الاتحاد من كافة المؤمنين من أنحاء العالم ومن المهاجرين في سبيل نصرة الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ إننا نتقدم اليوم وفق أهدافنا بكل الوسائل، فالشباب المسلم في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وجدوا الطريق إلى الله وهم مستعدون للدفاع عن دينهم، وقد تلقوا تدريبات في مختلف المجالات عبر التسهيلات التي يوفرها الاتحاد، ومنها قواته المسلحة والتي تنشط في أفغانستان. وإلى جانب ذلك نحن على اتصال وثيق ونعمل وفق أهدافنا المشتركة مع المجاهدين القوقازيين، كما نعمل سويا ضد النظام الكافر في أوزبكستان، فهذا أبرز أهدفنا المركزية.
والسؤال الذي يشغل المسئولين والمراقبين اليوم هو: هل تمكن هذا الاتحاد من إيجاد موطئ قدم له في أوروبا؟ وهل له علاقة بالمعتقلين الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم مؤخرا في ألمانيا؟
في إبريل 2007 طالبت السفارة الأمريكية في برلين بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية في ألمانيا بسبب وجود تهديد خارجي. وأعلن في هذا الوقت "أوغست هاينينج" الرئيس السابق لوكالة المخابرات الألمانية الخارجية المعروفة اختصارا بـ BND، ونائب وزير الأمن الداخلي حاليا، أن هناك 14 ألمانيا مسلما ذهبوا إلى باكستان للتدريب، وأن السلطات الباكستانية قد اعتقلت في الشهور الأخيرة نحو 7 ألمان مسلمين على الأقل بتهمة الارتباط بمجموعات إرهابية والتخطيط لتنفيذ هجمات.
وفي 5 سبتمبر الجاري أعلنت النائبة الاتحادية الألمانية "مونيكا هارمز" اعتقال ثلاثة أشخاص: ألمانيان مسلمان هما فرتزج (28 عاما) ودانيل سي (22)، وتركي هو آدم ي (29 عاما)، كانوا يعدون لتصنيع 700 كيلوجرام من مواد كيماوية متفجرة لتنفيذ أكبر عملية تفجير في أوروبا ضد القاعدة الجوية الأمريكية "رامشتاين" في ألمانيا ومطار فرانكفورت. وذكرت "هارمز" أن المعتقلين الثلاثة يشتبه في انتمائهم إلى منظمة "اتحاد الجهاد العالمي" ذات العلاقة الوثيقة بتنظيم القاعدة، كما أكدت مصادر بالشرطة الاتحادية أن فرتزج ودانيل قد زارا باكستان في خريف العام الماضي، وأنهما تلقيا تدريبات في معسكرات هناك. ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان اتحاد الجهاد الإسلامي العالمي "الأوزبكي" هو من يقف وراء تجنيد هؤلاء الثلاثة أم لا، لكن في كل الأحوال، أصبح الأوزبكيون في طليعة التنظيمات الجهادية الخطرة التي تمثل تهديدا داخل آسيا وأوروبا.
--------------------------------------------------------------------------------
بقلم "بي- رامان" سكرتير سابق في مجلس الوزراء الهندي، نيو دلهي. ويشغل حاليا مدير مركز دراسات الأحداث الجارية "تشيناي" Institute For Topical Studies, Chennai.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 09:49]ـ
أخي ماهو الهدف من نشر هذا التقرير هل لمصلحة الجهاد أم لحاجة تنبيهية تحذيرية حفظ الله أهل الجهاد من كيد الكائدين
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 12:32]ـ
اخى الكريم / أبو القعقاع الهدف من المقال واضح حفظكم الله وهو اطلاع القارى الكريم بالتطورات الحادثة على صعيد الجبهات الجهادية الاسلامية على كافة المستويات.
علما بأن كاتب المقال مصدر بحثى غير اسلامى يختص فى دراساته الوصفية بوصف الوضع الراهن بموضوعية!
ولا ارى فية ما يثير حفيظتكم فالتمس لديكم اعادة قراءة المقال بتمعن.
بارك الله فيكم وزادكم من فضلة العظيم.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 05:03]ـ
بارك الله فيك وذاك الظن بك ولكن إلقاء الضوء على مثل هذه الحركات الجهادية ينبغي أن يكون في المنتديات الخاصة بالجهاد هذا رأي يحتمل الخطأ والصواب وأعتذرلك مرة أخرى ولك جزيل الشكر
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 10:11]ـ
عفوا أخى /أبو القعقاع لكن المصدر (وكالة نبأ الاسلامية)
الرابط
http://www.islamicnews.net/********/ShowDoc08.asp?DocID=108222&TypeID=8&TabIndex=3
وجزاكم الله خيرا(/)
الإسلام في أوروبا المتغيرة
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 11:28]ـ
يعرض الكتاب لمؤلفه محمد الأرناؤوط، تجربة ألبانيا في القرن العشرين باعتبارها دولة إسلامية أوروبية، غير مستقرة بسبب اعتاءات جيرانها عليها، مما جعلها بين الحربين العالميتين ساحة للصراع الإقليمي والدبلوماسي والابتزاز السياسي بين مجموعة من الدول الكبرى (بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا).
ووجد الألبان أنفسهم مشتتين ضمن دول عدة لا ترغب فيهم (صربيا والجبل الأسود واليونان)، بينما لم تتسع ألبانيا إلا لنصف الألبان.
وضمن المخاض الصعب الذي ولدت فيه ألبانيا فقد كانت أول دولة إسلامية تقوم منذ لحظة تأسيسها على العلمانية التي كانت تمثل قطيعة كاملة مع النظام العثماني الذي استمر قرونا عدة.
يعرض المؤلف في الجزء الأول من الكتاب تاريخ ألبانيا السياسي منذ العهد العثماني حيث أصبحت جزءا من الدولة العثمانية في عام 1382، إلى الدولة الألبانية المستقلة في ظل نظام سياسي علماني مختلف عن الدولة العثمانية.
وقد كانت ألبانيا في أثناء الحكم العثماني تتمتع بحكم شبه ذاتي، وساعدها ذلك على الاستقلال بسهولة، وإن كان الألبان على مدى القرون الماضية يشكلون جزءا أساسيا من بنية الإدارة والجيش في الدولة العثمانية.
ولكن مع تنامي الحركات والنزعات القومية والاستقلالية في القرن التاسع عشر بدأ الألبان يسعون لتشكيل دولتهم المستقلة، ودخلوا في مواجهات مسلحة مع الدولة العثمانية، وتشكلت الرابطة الألبانية، وهي حركة سياسية على أساس القومية الألبانية، ووضعت في عام 1878 برنامجا لها يقوم على ضم المناطق الألبانية في ولاية واحدة تحمل اسم ألبانيا ضمن الدولة العثمانية، واعتماد اللغة الألبانية في الإدارة والتعليم والحياة اليومية.
وبدأت الرابطة الألبانية تنشط في اتجاه توسيع علاقاتها مع الأوروبيين للاستعانة بهم في مواجهة الدولة العثمانية، ونشطت أيضا الحركة الفكرية للتنظير للقومية الألبانية وإحياء اللغة والهوية والوعي بالذات.
وكان من أهم منظري القومية الألبانية باشكو فاسا وهو ألباني كاثوليكي، وقد كان من كبار موظفي الدولة العثمانية وشغل منصب متصرف جبل لبنان لأكثر من ثلاثين سنة، وتلميذه ورفيقه سامي فراشري الذي ينتمي إلى عائلة من البكوات المسلمين في جنوب ألبانيا، وتنسب إليه وإلى عائلته حركة النهضة الألبانية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
ولكن كانت تجمع بينهم القومية والعلمانية دون معاداة للدين/الإسلام، وربما كانت التعددية الدينية لدى الألبان تشجع قادتهم على الفصل بين الدين والتعليم وبين الدين والسياسة.
وقد أدت الأحداث السياسية في أوائل القرن العشرين، وبدء انهيار الدولة العثمانية، ثم حرب البلقان التي مهدت للحرب العالمية الأولى إلى إعلان الدولة الألبانية المستقلة في عام 1912.
ولكن في الحقيقة لم يعد مصير ألبانيا بيد الألبان أنفسهم بل أصبح بأيدي القوى الكبرى التي وافقت على قيام دولة شبه مستقلة للألبان ولكن بشرط أن تكون محايدة وتحت وصاية ورقابة ست دول، هي: ألمانيا والنمسا وروسيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا. وتركت حدود ألبانيا مفتوحة لمزيد من المفاوضات بين الدول المعنية دون مشاركة الألبان أنفسهم.
ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى، وانعقاد مؤتمر الصلح في باريس بين 1919 و1920، جددت الدول المعنية بمعاهدة لندن السرية مطالبها في ألبانيا التي بقي مصيرها معلقا حتى مطلع عام 1920.
وهذه المعاهدة التي عقدت في عام 1915 تقضي بتقسيم ألبانيا بين إيطاليا واليونان ويوغسلافيا التي أصبحت تضم صربيا والجبل الأسود، ولكن نشأت حركة مقاومة ألبانية واسعة أفضت إلى تشكيل حكومة ألبانية برئاسة سليمان دلفينا وتأسس مجلس أعلى للدولة يتولى مهمات رئاسة الدولة إلى أن يبت في نظام الحكم.
وقد أجبرت هذه الحكومة القوات الإيطالية على الانسحاب من ألبانيا، واعترفت الدول الكبرى باستقلال ألبانيا، ودخلت في عضوية عصبة الأمم في عام 1920.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجرت انتخابات برلمانية في عام 1921، واختار البرلمان أعضاء المجلس الأعلى للدولة الذي عين بدوره أحمد زوغو رئيسا للحكومة، وقد تميز عهده بإصلاحات واسعة في التعليم والزراعة والتشريعات والإدارة، ثم اختير رئيسا للجمهورية (1925–1928) وملكا على ألبانيا (1928–1939).
كان أحمد زوغو قائدا لعشيرة ألبانية قوية ونافذة، وقد درس في إسطنبول وتعرف على جماعة الاتحاد والترقي وتأثر بهم وإن لم يكن معاديا للدين، وقد استطاع بقيادته لمقاتلي عشيرته أن يفرض الأمن والاستقرار ثم الاستقلال والسيادة لألبانيا في أوائل العشرينيات وعمره لا يتجاوز الخامسة والعشرين.
ومن اللافت في أن الألبانيين تجاوبوا إلى حد كبير مع الأفكار والدعوات العلمانية، وكان تأييدهم لفصل الدين عن الدولة كبيرا، وربما كان للتحريض الخارجي للمسيحيين الألبان أثر كبير في ذلك لأجل إثارة المشاكل والقلاقل تمهيدا لاحتلال ألبانيا، وهذا ما حدث في عام 1939 حين سقطت ألبانيا تحت الاحتلال الإيطالي.
يعرض المؤلف في الجزء الثاني من الكتاب الحالة السياسية العامة في ألبانيا منذ الحرب العالمية الثانية ثم دخول ألبانيا في الحكم الشيوعي أكثر من أربعين سنة.
وقد دخل الألبان في مواجهة مسلحة مع الاحتلال الإيطالي انتظم فيها جميع الألبان على مختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية والطائفية.
وصعدت في أثناء المقاومة المجموعات الشيوعية، وشكل الحزب الشيوعي جبهة التحرير الوطنية في عام 1942 وكان لتغاضي الحزب عن الاحتلال اليوغسلافي لكوسوفو دور في انقسام الجبهة وتشكيل الجبهة القومية برئاسة مدحت فراشري، وحدث نزاع مسلح أقرب إلى الحرب الأهلية بين الشيوعيين والقوميين والليبراليين، وانتصر الشيوعيون في هذه الحرب بفضل مقاومتهم للألمان التي عادت عليهم بالدعم من الشرق والغرب.
وهيمن الشيوعي أنور خوجة على الحكم في عام 1944، وسيق قادة الجبهة القومية إلى الاعتقال والسجن والإعدام، وحظرت الأحزاب السياسية عدا الحزب الشيوعي، وأعلنت ألبانيا جمهورية شعبية في 11 يناير عام 1946 برئاسة أنور خوجة.
وبدأت الحكومة الألبانية متأثرة بالثورة الثقافية في الصين في عمليات واسعة للقضاء على المظاهر الدينية وإغلاق المساجد، بل وصدر عام 1967 مرسوم "منع الدين" ليسحب اعتراف الدولة بالمؤسسات الدينية الموجودة في ألبانيا.
وبهذا المرسوم أصبح وجود المظاهر الدينية غير قانوني، واعتبرت الأنشطة الدينية من الجنايات التي يعاقب عليها القانون بالإعدام، وصودرت ممتلكات المساجد والكنائس والمؤسسات الدينية، وشتت رجال الدين بين معسكرات الاعتقال والسجون ومعسكرات العمل والإقامة الجبرية.
وبوفاة أنور خوجة عام 1985 دخلت ألبانيا في مرحلة جديدة من الانفتاح الحذر على العالم الإسلامي، ولكن التغيير الحقيقي لم يبدأ إلا بعد ذلك بسنوات مع تفاقم الأوضاع في أوروبا الشرقية، وفتح المسجد الوحيد المتبقي في ألبانيا عام 1986 وبدأت عمليات واسعة من ترميم المساجد وبنائها.
دخلت ألبانيا منذ أواخر الثمانينيات في مرحلة سياسية جديدة قائمة على الحريات والتعددية السياسية، وقد كانت في سنواتها الأولى تعبر عن تحول إيجابي كبير في ألبانيا نحو العودة إلى الإسلام والازدهار الاقتصادي، ولكنها في رأي المؤلف حملت تحديات ومخاطر جديدة لا تقل في تأثيرها وخطورتها عن مرحلة الحكم الشيوعي.
بل إنها تهدد الوجود الإسلامي في ألبانيا على الأقل من وجهة نظر الكثير من الكتاب والمفكرين الإسلاميين، بينما نجد قسما آخر من الكتاب المسلمين يعتقدون أن المرحلة الجديدة تحمل كثيرا من الفرص المهمة.
وكانت جامعة تيرانا قد شهدت في مطلع عام 1990 مظاهرات عنيفة ضد النظام السياسي، وطالبت للمرة الأولى بالتعددية السياسية، وأعلن بعد أيام تأسيس الحزب الديمقراطي كأول حزب معارض، ثم توالى تشكيل الأحزاب السياسية، الجمهوري والفلاحي والبيئة.
وانتهى الاحتكار الشيوعي عام 1992 عندما أجريت انتخابات عامة وفازت المعارضة برئاسة الحزب الديمقراطي بالأغلبية النيابية، وانتخب صالح بريشا كأول رئيس غير شيوعي منذ عام 1944، وأصدر البرلمان مجموعة من القوانين تشجع الحريات وحقوق الإنسان والحريات الدينية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتشهد ألبانيا موجة من العودة إلى الدين والحريات السياسية، ولكن تجربة الديمقراطية الجديدة التي أصيبت بنكسة قوية عام 1997 حملت تحديات جديدة للمسلمين.
ويشير المؤلف إلى الفرص والتحديات الجديدة التي تواجه المسلمين في ألبانيا خاصة بعد عام 1997، حين بدأت مع نهاية الحكم الشيوعي في ألبانيا نهضة إسلامية جديدة تمثلت في مئات المساجد التي بنيت، وفي المدارس الدينية والانفتاح على العالم الإسلامي، وفي تأسيس الجماعة المسلمة الألبانية ورابطة المثقفين المسلمين التي أخذت على عاتقها مسؤولية توعية المسلمين بدينهم بعد انقطاع صلتهم بالدين أكثر من أربعة عقود، وبدأ الحضور العربي الإسلامي يتزايد في ألبانيا، في العمل الخيري والتعليمي وفي بناء المساجد والمدارس.
وفي الوقت الذي شهدت فيه ألبانيا حركة إسلامية عامة، شهدت أيضا حالة مسيحية مشابهة ولقيت دعما كبيرا من المؤسسات التنصيرية الأوروبية والأميركية، وقد وصل عدد الجمعيات التنصيرية في تيرانا العاصمة إلى أكثر من 120 مؤسسة وجمعية، بينما لم يزد عدد الجمعيات الإسلامية الوافدة على 25 جمعية، وبدأت تظهر جماعات لم تكن معروفة في ألبانيا من قبل، مثل البهائية والإنجيلية والمعمدانية وشهود يهوه.
وكان التحدي الأكبر أمام الألبان يتمثل في تدفق مئات الألوف من الألبان إلى دول الجوار الأوروبية مثل إيطاليا واليونان بحثا عن عمل وفرص جديدة للهجرة والحياة.
وقد أرغم هؤلاء المهاجرون في اليونان على تغيير أسمائهم الإسلامية والتحول إلى الأرثوذكسية تحولا كان ظاهريا في البداية لكنه تحول مع الزمن إلى هوية جديدة بدأ يكتسبها الألبان المهاجرون.
وحدث تراجع اقتصادي كبير بحلول عام 1996 وأدى ذلك إلى تمرد يقوده الشيوعيون السابقون في جنوب ألبانيا، وقام المتمردون بهجوم كبير على ثكنات الجيش وبالاستيلاء على مخازن السلاح.
وفي مثل هذه الظروف عقدت الانتخابات البرلمانية المبكرة عام 1997 وفاز فيها الحزب الاشتراكي، وتمكن من العودة إلى الحكم، وقد جمدت الحكومة الجديدة عضوية ألبانيا في منظمة المؤتمر الإسلامي، وأقر دستور جديد.
وهكذا بعد سنوات عدة من الديمقراطية الجديدة، يقول المؤلف أصبح في وسع الكتاب المسلمين الذين طالما انتظروا الديمقراطية للتخلص من كابوس الحكم الشمولي أن يتحدثوا عن صورتين مختلفتين، عن الواقع والمستقبل.
الصورة الوردية المتفائلة، إذ كسب الألبان كغيرهم من الشعوب الحقوق الأساسية التي تشمل الحق في الإيمان والحق في اختيار أي دين، والصورة القاتمة المتشائمة، إذ إنه مع قدوم وانتشار الجماعات الدينية الجديدة والمتنافسة فيما بينها سواء المسيحية منها والإسلامية أصبح الوضع الجديد يهدد الهوية الفردية والقومية والتسامح الديني الذي كان يضرب به المثل في ألبانيا.(/)
الإسلام في أوروبا المتغيرة
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 11:37]ـ
يعرض الكتاب لمؤلفه محمد الأرناؤوط، تجربة ألبانيا في القرن العشرين باعتبارها دولة إسلامية أوروبية، غير مستقرة بسبب اعتاءات جيرانها عليها، مما جعلها بين الحربين العالميتين ساحة للصراع الإقليمي والدبلوماسي والابتزاز السياسي بين مجموعة من الدول الكبرى (بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا).
ووجد الألبان أنفسهم مشتتين ضمن دول عدة لا ترغب فيهم (صربيا والجبل الأسود واليونان)، بينما لم تتسع ألبانيا إلا لنصف الألبان.
وضمن المخاض الصعب الذي ولدت فيه ألبانيا فقد كانت أول دولة إسلامية تقوم منذ لحظة تأسيسها على العلمانية التي كانت تمثل قطيعة كاملة مع النظام العثماني الذي استمر قرونا عدة.
يعرض المؤلف في الجزء الأول من الكتاب تاريخ ألبانيا السياسي منذ العهد العثماني حيث أصبحت جزءا من الدولة العثمانية في عام 1382، إلى الدولة الألبانية المستقلة في ظل نظام سياسي علماني مختلف عن الدولة العثمانية.
وقد كانت ألبانيا في أثناء الحكم العثماني تتمتع بحكم شبه ذاتي، وساعدها ذلك على الاستقلال بسهولة، وإن كان الألبان على مدى القرون الماضية يشكلون جزءا أساسيا من بنية الإدارة والجيش في الدولة العثمانية.
ولكن مع تنامي الحركات والنزعات القومية والاستقلالية في القرن التاسع عشر بدأ الألبان يسعون لتشكيل دولتهم المستقلة، ودخلوا في مواجهات مسلحة مع الدولة العثمانية، وتشكلت الرابطة الألبانية، وهي حركة سياسية على أساس القومية الألبانية، ووضعت في عام 1878 برنامجا لها يقوم على ضم المناطق الألبانية في ولاية واحدة تحمل اسم ألبانيا ضمن الدولة العثمانية، واعتماد اللغة الألبانية في الإدارة والتعليم والحياة اليومية.
وبدأت الرابطة الألبانية تنشط في اتجاه توسيع علاقاتها مع الأوروبيين للاستعانة بهم في مواجهة الدولة العثمانية، ونشطت أيضا الحركة الفكرية للتنظير للقومية الألبانية وإحياء اللغة والهوية والوعي بالذات.
وكان من أهم منظري القومية الألبانية باشكو فاسا وهو ألباني كاثوليكي، وقد كان من كبار موظفي الدولة العثمانية وشغل منصب متصرف جبل لبنان لأكثر من ثلاثين سنة، وتلميذه ورفيقه سامي فراشري الذي ينتمي إلى عائلة من البكوات المسلمين في جنوب ألبانيا، وتنسب إليه وإلى عائلته حركة النهضة الألبانية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
ولكن كانت تجمع بينهم القومية والعلمانية دون معاداة للدين/الإسلام، وربما كانت التعددية الدينية لدى الألبان تشجع قادتهم على الفصل بين الدين والتعليم وبين الدين والسياسة.
وقد أدت الأحداث السياسية في أوائل القرن العشرين، وبدء انهيار الدولة العثمانية، ثم حرب البلقان التي مهدت للحرب العالمية الأولى إلى إعلان الدولة الألبانية المستقلة في عام 1912.
ولكن في الحقيقة لم يعد مصير ألبانيا بيد الألبان أنفسهم بل أصبح بأيدي القوى الكبرى التي وافقت على قيام دولة شبه مستقلة للألبان ولكن بشرط أن تكون محايدة وتحت وصاية ورقابة ست دول، هي: ألمانيا والنمسا وروسيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا. وتركت حدود ألبانيا مفتوحة لمزيد من المفاوضات بين الدول المعنية دون مشاركة الألبان أنفسهم.
ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى، وانعقاد مؤتمر الصلح في باريس بين 1919 و1920، جددت الدول المعنية بمعاهدة لندن السرية مطالبها في ألبانيا التي بقي مصيرها معلقا حتى مطلع عام 1920.
وهذه المعاهدة التي عقدت في عام 1915 تقضي بتقسيم ألبانيا بين إيطاليا واليونان ويوغسلافيا التي أصبحت تضم صربيا والجبل الأسود، ولكن نشأت حركة مقاومة ألبانية واسعة أفضت إلى تشكيل حكومة ألبانية برئاسة سليمان دلفينا وتأسس مجلس أعلى للدولة يتولى مهمات رئاسة الدولة إلى أن يبت في نظام الحكم.
وقد أجبرت هذه الحكومة القوات الإيطالية على الانسحاب من ألبانيا، واعترفت الدول الكبرى باستقلال ألبانيا، ودخلت في عضوية عصبة الأمم في عام 1920.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجرت انتخابات برلمانية في عام 1921، واختار البرلمان أعضاء المجلس الأعلى للدولة الذي عين بدوره أحمد زوغو رئيسا للحكومة، وقد تميز عهده بإصلاحات واسعة في التعليم والزراعة والتشريعات والإدارة، ثم اختير رئيسا للجمهورية (1925–1928) وملكا على ألبانيا (1928–1939).
كان أحمد زوغو قائدا لعشيرة ألبانية قوية ونافذة، وقد درس في إسطنبول وتعرف على جماعة الاتحاد والترقي وتأثر بهم وإن لم يكن معاديا للدين، وقد استطاع بقيادته لمقاتلي عشيرته أن يفرض الأمن والاستقرار ثم الاستقلال والسيادة لألبانيا في أوائل العشرينيات وعمره لا يتجاوز الخامسة والعشرين.
ومن اللافت في أن الألبانيين تجاوبوا إلى حد كبير مع الأفكار والدعوات العلمانية، وكان تأييدهم لفصل الدين عن الدولة كبيرا، وربما كان للتحريض الخارجي للمسيحيين الألبان أثر كبير في ذلك لأجل إثارة المشاكل والقلاقل تمهيدا لاحتلال ألبانيا، وهذا ما حدث في عام 1939 حين سقطت ألبانيا تحت الاحتلال الإيطالي.
يعرض المؤلف في الجزء الثاني من الكتاب الحالة السياسية العامة في ألبانيا منذ الحرب العالمية الثانية ثم دخول ألبانيا في الحكم الشيوعي أكثر من أربعين سنة.
وقد دخل الألبان في مواجهة مسلحة مع الاحتلال الإيطالي انتظم فيها جميع الألبان على مختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية والطائفية.
وصعدت في أثناء المقاومة المجموعات الشيوعية، وشكل الحزب الشيوعي جبهة التحرير الوطنية في عام 1942 وكان لتغاضي الحزب عن الاحتلال اليوغسلافي لكوسوفو دور في انقسام الجبهة وتشكيل الجبهة القومية برئاسة مدحت فراشري، وحدث نزاع مسلح أقرب إلى الحرب الأهلية بين الشيوعيين والقوميين والليبراليين، وانتصر الشيوعيون في هذه الحرب بفضل مقاومتهم للألمان التي عادت عليهم بالدعم من الشرق والغرب.
وهيمن الشيوعي أنور خوجة على الحكم في عام 1944، وسيق قادة الجبهة القومية إلى الاعتقال والسجن والإعدام، وحظرت الأحزاب السياسية عدا الحزب الشيوعي، وأعلنت ألبانيا جمهورية شعبية في 11 يناير عام 1946 برئاسة أنور خوجة.
وبدأت الحكومة الألبانية متأثرة بالثورة الثقافية في الصين في عمليات واسعة للقضاء على المظاهر الدينية وإغلاق المساجد، بل وصدر عام 1967 مرسوم "منع الدين" ليسحب اعتراف الدولة بالمؤسسات الدينية الموجودة في ألبانيا.
وبهذا المرسوم أصبح وجود المظاهر الدينية غير قانوني، واعتبرت الأنشطة الدينية من الجنايات التي يعاقب عليها القانون بالإعدام، وصودرت ممتلكات المساجد والكنائس والمؤسسات الدينية، وشتت رجال الدين بين معسكرات الاعتقال والسجون ومعسكرات العمل والإقامة الجبرية.
وبوفاة أنور خوجة عام 1985 دخلت ألبانيا في مرحلة جديدة من الانفتاح الحذر على العالم الإسلامي، ولكن التغيير الحقيقي لم يبدأ إلا بعد ذلك بسنوات مع تفاقم الأوضاع في أوروبا الشرقية، وفتح المسجد الوحيد المتبقي في ألبانيا عام 1986 وبدأت عمليات واسعة من ترميم المساجد وبنائها.
دخلت ألبانيا منذ أواخر الثمانينيات في مرحلة سياسية جديدة قائمة على الحريات والتعددية السياسية، وقد كانت في سنواتها الأولى تعبر عن تحول إيجابي كبير في ألبانيا نحو العودة إلى الإسلام والازدهار الاقتصادي، ولكنها في رأي المؤلف حملت تحديات ومخاطر جديدة لا تقل في تأثيرها وخطورتها عن مرحلة الحكم الشيوعي.
بل إنها تهدد الوجود الإسلامي في ألبانيا على الأقل من وجهة نظر الكثير من الكتاب والمفكرين الإسلاميين، بينما نجد قسما آخر من الكتاب المسلمين يعتقدون أن المرحلة الجديدة تحمل كثيرا من الفرص المهمة.
وكانت جامعة تيرانا قد شهدت في مطلع عام 1990 مظاهرات عنيفة ضد النظام السياسي، وطالبت للمرة الأولى بالتعددية السياسية، وأعلن بعد أيام تأسيس الحزب الديمقراطي كأول حزب معارض، ثم توالى تشكيل الأحزاب السياسية، الجمهوري والفلاحي والبيئة.
وانتهى الاحتكار الشيوعي عام 1992 عندما أجريت انتخابات عامة وفازت المعارضة برئاسة الحزب الديمقراطي بالأغلبية النيابية، وانتخب صالح بريشا كأول رئيس غير شيوعي منذ عام 1944، وأصدر البرلمان مجموعة من القوانين تشجع الحريات وحقوق الإنسان والحريات الدينية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتشهد ألبانيا موجة من العودة إلى الدين والحريات السياسية، ولكن تجربة الديمقراطية الجديدة التي أصيبت بنكسة قوية عام 1997 حملت تحديات جديدة للمسلمين.
ويشير المؤلف إلى الفرص والتحديات الجديدة التي تواجه المسلمين في ألبانيا خاصة بعد عام 1997، حين بدأت مع نهاية الحكم الشيوعي في ألبانيا نهضة إسلامية جديدة تمثلت في مئات المساجد التي بنيت، وفي المدارس الدينية والانفتاح على العالم الإسلامي، وفي تأسيس الجماعة المسلمة الألبانية ورابطة المثقفين المسلمين التي أخذت على عاتقها مسؤولية توعية المسلمين بدينهم بعد انقطاع صلتهم بالدين أكثر من أربعة عقود، وبدأ الحضور العربي الإسلامي يتزايد في ألبانيا، في العمل الخيري والتعليمي وفي بناء المساجد والمدارس.
وفي الوقت الذي شهدت فيه ألبانيا حركة إسلامية عامة، شهدت أيضا حالة مسيحية مشابهة ولقيت دعما كبيرا من المؤسسات التنصيرية الأوروبية والأميركية، وقد وصل عدد الجمعيات التنصيرية في تيرانا العاصمة إلى أكثر من 120 مؤسسة وجمعية، بينما لم يزد عدد الجمعيات الإسلامية الوافدة على 25 جمعية، وبدأت تظهر جماعات لم تكن معروفة في ألبانيا من قبل، مثل البهائية والإنجيلية والمعمدانية وشهود يهوه.
وكان التحدي الأكبر أمام الألبان يتمثل في تدفق مئات الألوف من الألبان إلى دول الجوار الأوروبية مثل إيطاليا واليونان بحثا عن عمل وفرص جديدة للهجرة والحياة.
وقد أرغم هؤلاء المهاجرون في اليونان على تغيير أسمائهم الإسلامية والتحول إلى الأرثوذكسية تحولا كان ظاهريا في البداية لكنه تحول مع الزمن إلى هوية جديدة بدأ يكتسبها الألبان المهاجرون.
وحدث تراجع اقتصادي كبير بحلول عام 1996 وأدى ذلك إلى تمرد يقوده الشيوعيون السابقون في جنوب ألبانيا، وقام المتمردون بهجوم كبير على ثكنات الجيش وبالاستيلاء على مخازن السلاح.
وفي مثل هذه الظروف عقدت الانتخابات البرلمانية المبكرة عام 1997 وفاز فيها الحزب الاشتراكي، وتمكن من العودة إلى الحكم، وقد جمدت الحكومة الجديدة عضوية ألبانيا في منظمة المؤتمر الإسلامي، وأقر دستور جديد.
وهكذا بعد سنوات عدة من الديمقراطية الجديدة، يقول المؤلف أصبح في وسع الكتاب المسلمين الذين طالما انتظروا الديمقراطية للتخلص من كابوس الحكم الشمولي أن يتحدثوا عن صورتين مختلفتين، عن الواقع والمستقبل.
الصورة الوردية المتفائلة، إذ كسب الألبان كغيرهم من الشعوب الحقوق الأساسية التي تشمل الحق في الإيمان والحق في اختيار أي دين، والصورة القاتمة المتشائمة، إذ إنه مع قدوم وانتشار الجماعات الدينية الجديدة والمتنافسة فيما بينها سواء المسيحية منها والإسلامية أصبح الوضع الجديد يهدد الهوية الفردية والقومية والتسامح الديني الذي كان يضرب به المثل في ألبانيا.(/)
خواطر الى سيد قطب .. بقلم امينة قطب
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 04:23]ـ
خواطر إلى سيد
أمينة قطب
إليك أخي هذه الخاطرات = تجول بنفسي مع الذكريات
فاهمس والليل يحيي الشجون = ويوقظ كل هموم الحياة
ويوقد جمرا علاه الرماد = ويبعث ما عز من أمنيات
فاهتف، يا ليتنا نلتقي = كما كان بالأمس قبل الأفول
لأحكي إليك شجوني وهمي = فكم من تباريح هم ثقيل
ولكنها أمنيات الحنين = فما عاد من غاب بعد الرحيل!
أخي إنه لحديث يطول = وفيه الأسى وعميق الشجون
رأيت تبدل خط الحداة = بما نالهم من عناء السنين
فمالوا إلى هدنة المستكين = ومدوا الجسور مع المجرمين
رأوا أن ذلك عين الصواب = وما دونه عقبات الطريق
بتلك المشورة مال السفين = تأرجح في سيره كالغريق
وفي لجة اليّم تيه يطول = وظلمة ليل طويل عميق
حزنت لما قد أصاب المسير = وما يملك القلب غير الدعاء
بأن ينقذ الله تلك السفين = ويحمي ربانها من بلاء
وأن يحذروا من ضلال المسير = ومما يدبر طي الخفاء
ترى هل يعودون أم أنهم = يظنون ذلك خط النجاح؟
وفي وهمهم أن مد الجسور = سيمضي بآمالهم للفلاح
وينسون أن طريق الكفاح = به الصدق والفوز رغم الجراح
ولكنني رغم هذه الهموم = ورغم التأرجح وسط العباب
ورغم الطغاة وما يمكرون = وما عندهم من صنوف العذاب
فإن المعالم تبدي الطريق = وتكشف ماحوله من ضباب
وألمح أضواء فجر جديد = يزلزل أركان جمع الضلال
وتوقظ أضواؤه النائمين = وتنقذ أرواحهم من كلال
وتورق أغصان نبت جديد = يعم البطاح ندي الظلال
فنم هانئاً يا شقيقي الحبيب = فلن يملك الظلم وقف المسير
فرغم العناء سيمضي الجميع = بدرب الكفاح الطويل العسير
فعزم الأباة يزيح الطغاة = بعون الله ألعلي القدير
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 09:56]ـ
هكذا فلتكن الحياة ((آل قطب)).من رفضوا حكم الطغاة وللطغيان قد هدموا فالله درهم وعلى الله أجرهم وما أقوى يقينهم بما أعد الله للصادقين.رجال ونساء ذاللو سبل المعالي وما عرفوا سوى الأسلام دينا: فجزاك الله أخي على هذا النقل المبارك. وعد إن الكريم لمثلها عائد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 06:29]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الكلام الجميل
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 01:46]ـ
أحب قطباً .. وآل قطبٍ
شكرا أخي خالد المرسي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 04:25]ـ
جزاك الله خيرا
وأنا أحب من يحبهم وأبغض من يبغضهم فى الله تعالى
ـ[القضاعي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 08:10]ـ
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (28/ 130 - 131):
فان من الناس من يكون حبه وبغضه وارادته وكراهته بحسب محبة نفسه وبغضها لا بحسب محبة الله ورسوله وبغض الله ورسوله , وهذا من نوع الهوى , فإن اتبعه الانسان فقد اتبع هواه ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله , فإن أصل الهوى محبة النفس ويتبع ذلك بغضها ونفس الهوى وهو الحب والبغض الذى فى النفس لا يلام عليه فان ذلك قد لا يملك وإنما يلام على اتباعه. اهـ
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 12:32]ـ
ان ار دت نصحى فعلى الخاص
الادب الادب يا عباد الله
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 03:12]ـ
رحمه الله فقد جاد بنفسه
لكن الرسول صلى الله عليه و سلم: قال لا تطروني كما أطرت النصارى ... و لكن قولوا عبد الله و رسوله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 04:25]ـ
جزيئة التعظيم هذه تختلف فيها الانظار
مثلا تجد العوام او بعضهم اذا رأوا شباب يحتفون بالعالم بعد الدرس ويكتظون عليه الى بيته فيستغرب ويقول ما هذا الاطراء وفى الواقع ان هذا العامى لا يدرك أن هؤلاء الشباب يرون بقلوبهم 0 فى هذا العالم) ما لم يره هو فتجد من هؤلاء الشباب من أدرك وأحس وأبصر بشئ من فوائد وجود هذا العالم بين الناس ومن ناحية اخرى أدرك مضار ذهابه
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 05:33]ـ
نعم يا أخ خالد
نحن لا ننكر على الناس محبة مسلم مجاهد بلسانه و مقتول ظلماً قتلة الشهداء
لكننا ننكر المبالغة سواء في غمط حقه أو في الإطراء
فكلا طرفي قصد الأمور ذميم
و أنت ترى علياً رضي الله عنه هلكت فيه طائفتان، و أنكر العلماء على الطائفتين، و لم يقلل ذلك من مكانته عندهم
(يُتْبَعُ)
(/)
و جزى الله خيراً جميع المشاركبن في الموضوع
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 08:31]ـ
رحمه الله فقد جاد بنفسه
أنزلوا الناس منازلهم يا عباد الله.
والخوارج وغيرهم قد جادوا بأنفسهم ولكن هل جادوا بها على هدى أو على ضلالة؟
غير أن سيداً نرجو له أن يعذره الله بجهله.
فلا يجوز أن يتابع على فكره , وأن يُعظّم شأنه فيغتر به غيره من الجهلاء وواقع الحال شاهد والله المستعان.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 01:07]ـ
............... وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا} فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب (إن الحكم إلا لله) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات.
وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.
................. (حمود العقلاء) رحمه الله ..(/)
التأمين أنواعه وأحكامه
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 09:42]ـ
منصور بن تركي المطيري 11/ 3/1423
خلال السنوات العشر المنصرمة وأنا في بداية التكوين العلمي سواء من خلال الدراسة النظامية في المعهد العلمي والكلية ثم المعهد العالي للقضاء أو من خلال الدراسة على الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله -، ما زلت مقتنعا بجوانب من الكلام على موضوع التأمين التجاري، لكن كنت أعتقد أن هناك جوانب تمثل خللا يحتاج إلى مزيد بحث ونظر.
وبعد مدة من إمعان النظر – خاصة وقد تزايدت الحاجات إلى النظر المباشر في مسألة التأمين، وتغيرت كثير من الظروف التي تدعو إلى بيان شاف في حكم التأمين – وجدت أن كثيرا من القضايا المتعلقة بحكم التأمين لا يزال فيها أخطاء علمية لم أجد من وضحها، كما أن هناك بعض المسائل والأدلة لم يشر إليها ولم يمعن النظر فيها لذا سعيت إلى إظهارها وإبرازها، ولا شك أن مسألة التأمين مسألة حادثة في العصور المتأخرة وفي الوقت نفسه شائكة ومشكلة نوعا ما.
والتأمين يأخذ ثلاث صور وأنواع رئيسة هي التأمين الخيري، والتأمين التعاوني، والتأمين التجاري (1)، حيث يقوم الخيري على مبدأ الزكاة والصدقة، والدافعون له هم الأغنياء، والمستفيدون منه هم الفقراء. وأما التعاوني فيقوم على اشتراك جماعة من الناس في دفع أقساط يؤديها الجميع ومن خلالها يمكن استفادة أي منهم بهذه المبالغ عند حصول الحادث أو الضرر، وتدير هذا التأمين جمعية تعاونية، أما التجاري فهو مثل التعاوني إلا أنه يهدف إلى الربح، وتديره شركة ربحية تجارية.
فالتأمين الخيري متفق على مشروعيته على تفاصيل أحكامه المعروفة في كتب الفقه، والتعاوني أجازه الكثيرون ومنعه البعض – وممن أجازه هيئة كبار العلماء. والتجاري وهو موضوع حديثنا مختلف فيه بين العلماء، ومن الأمور التي لاحظتها في الكلام على هذا النوع من التأمين هو التزايد في التدليل من كلا الطرفين المبيحين مطلقا والمانعين مطلقا، كما أني لاحظت وجود حق في أدلة كل فريق، وعليه سأظهر الرأي الوسط في هذا المقال المختصر والذي يأخذ بكل حق عند الآخر وتبيين ما عنده من خطأ بقدر الإمكان، والذي أعتقد أن الاهتمام به وتفعيله سيؤدي إلى تقريب كبير لوجهات النظر المتباينة.
حقيقة التأمين التجاري
أريد أن أبين هنا أن كلامي في هذا المقال منصب على حكم جوهر التأمين وذاته، ولست أقصد الكلام على عقود شركات التأمين الحالية التي يتضمن كثير منها مخالفات شرعية سواء في الشروط أو في بعض أنواع التأمين التي يقول بمخالفتها للشريعة حتى القائلون بإباحة التأمين مطلقا، والتأمين اصطلاح عربي حديث، يقابل في الاصطلاح الفرنسي ( Assurance) والإنجليزي: ( Insurance) ويعني تحقيق الأمان، والأمان بالفرنسية ( Securite) وبالإنجليزية ( Security) ومن هذين اللفظين دخلت كلمة (سوكرة) أو (سوكرتاة) إلى بعض الجهات العالمية في مثل الشام (2) وقد استخدمت في بعض البحوث القديمة.
وتعريفه القانوني كما عرفه بعض الباحثين فقال: هو التزام طرف لآخر بتعويض نقدي يدفعه له أو لمن يعينه عند تحقيق حادث احتمالي مبين في العقد مقابل ما يدفعه له هذا الآخر من مبلغ نقدي في قسط أو نحوه (3).
التأمين التجاري قمار وغرر ولكن…
كثير من القائلين بحرمة التأمين مطلقا يصوغون ثلاثة أدلة أو أكثر وهي عند التحقيق وفي الحقيقة تعود إلى دليل واحد (4)، فيقولون: التأمين حرام لأنه ميسر وقمار، ولأنه غرر وجهالة، ولأنه رهان ومخاطرة، ولأنه أكل لأموال الناس بالباطل، وهذا الأخير من آثار ما سبقه من تعليلات وليس مستقلا عنها، وكل ما سبق في الواقع دليل واحد، وأنا أستغرب من محاولة التعداد والتكاثر لمعاني مترادفة، أو على الأقل معاني متقاربة جدا، بل ومن المؤكد هو اتفاقها وتطابقها في أغلب القضايا المعينة، فإنها وإن تفاوتت في المفهوم، فقد تطابقت في كثير من المصادقات التي منها التأمين، وإظهار التباين في موطن الاتفاق خلل وعيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقمار في اللغة من قمر يقمر مقامرة وقمارا وقمرا من باب نصر، يقال: قمر الرجل الثلج: تحير بصدره من الثلج، وتقمر الصيد: خدعه، وتقمر المرأة خدعها وطلب غرتها، وتقمر عدوه: تعاهد غرته ليوقع به، وتقمره: راهنه فغلبه (5)، ففي معنى القمار في اللغة التغرير بالشخص لجهالة عاقبة أمره، وهذا مقارب للمعنى الاصطلاحي الذي سيأتي.
ويبحث معنى القمار في لغة الفقهاء واستعمالاتهم، وهل هو خاص باللعب بالمال، كما يقول الدكتور رفيق المصري عازيا ذلك إلى أبي عبيد صاحب كتاب الأموال (6)، أو هو عام لكل غرر اشتمل على مخاطرة بين حصول الغنم أو الغرم؟. نجد بعد التتبع لأقوال العلماء والفقهاء واستعمالاتهم للفظ القمار أنهم يعممون معناه: فقد أطلق الإمام مالك على بعض بيوع الغرر قمارا (7) وتبعه في ذلك أصحابه، كما أطلق الشافعي القمار على معاملات ليس فيها لعب مثل قوله المعروف في شركة المفاوضة بأنها قمار (8) ?، وكذلك كثير من الأحناف (9)، وأما الحنابلة فهم أيضا يوسعون معنى القمار، ودليل على ما ذكرنا: كلام السلف عند قوله تعالى: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم وكبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما (10)، حيث قال كثير منهم: "الميسر هو القمار كله"، وقالوا أيضا: "القمار الميسر"، وقال بعضهم: "كل شيء له خطر فهو من الميسر" ورد مثل ذل بمعان متقاربة عن ابن عباس، والحسن، وقتادة ومعاوية بن صالح، وابن سيرين، وعطاء، ومجاهد، وطاوس، وغيرهم (11).
يقول ابن تيمية: "لفظ الميسر هو عند أكثر العلماء يتناول اللعب بالنرد والشطرنج ويتناول بيوع الغرر التي نهى عنها صلى الله عليه وسلم، فإن فيها معنى القمار الذي هو ميسر، إذ القمار معناه أن يؤخذ مال الإنسان وهو على مخاطرة هل يحصل له عوضه أو لا يحصل… وعلى هذا فللفظ الميسر في كتاب الله يتناول هذا كله، وما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن بيع الغرر يتناول كل ما فيه مخاطرة (12)، وقال أيضا: "الغرر هو المجهول العاقبة فإن بيعه من الميسر الذي هو القمار" (13). وقال ابن القيم: "الجهالة المانعة من صحة العقد التي تؤدي إلى القمار والغرر" (14)، وقال ابن مفلح: "الغرر ما تردد بين الوجود والعدم فهو من جنس القمار الذي هو الميسر وهو أكل المال بالباطل" (15).
وبهذا يتبين أن معاني الميسر والقمار والرهان والمخاطرة والغرر متقاربة إن لم تكن متطابقة هنا من حيث المقاصد، وعليه فإنه وبالنظر إلى التأمين وحقيقته نجد أنه مشتمل على وجود المقامرة والمخاطرة لأن المؤمن عليه الذي دفع قسطه قد يحصل عليه حادث أو حوادث فيحصل على التعويض المناسب فيكون رابحا وقد لا يحصل عليه شيء فيكون خاسرا، والتأمين مبني على عنصر الخطر والاحتمال، فلا يكون التأمين أبدا على حادث محقق الوقوع، ووجود الغرر والقمار في التأمين أمر معترف به عند الغربيين، فهو يدخل عند رجال القانون الفرنسي فيما يسمى: ( Contrats aleatoirs) وهي عقود الغرر، أو العقود الاحتمالية، وهو عندهم مستثنى من القمار المحرم (16).
تساؤلات وأجوبة:
لكن … 1 - هل تحريم القمار (الميسر) أو الغرر كان سدا للذريعة فيباح حينئذ للحاجة؟
2 - وهل تحريم الميسر كله في درجة واحدة من التحريم أو في درجات متفاوتة؟
3 - هل تحريم القمار (الميسر) أو الغرر مثل تحريم الربا؟ وعليه، ما موقف التأمين من كل ذلك؟.
1 - بالنظر في كثير من الأدلة والأحكام وكلام العلماء نجد أن القمار (الميسر) والغرر مما حرم سدا للذريعة، وقد توسع في ذلك ابن تيمية في كتابه (القواعد النورانية) وفي بعض أجوبته كما في المجموع له، ويدل عليه قوله تعالى: "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر، ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون" (17)، فأخبر سبحانه أن الميسر يوقع العداوة والبغضاء، فإن المطالبة بلا فائدة وأخذ المال بلا حق يوقع في النفوس ذلك (18)، وأيضا ما جاء في الحديث الذي رواه زيد بن ثابت: كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبايعون الثمار فإذا جد الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع (أي المشتري): إنه أصاب الثمر دمان، أصابه مرض، أصابه قشام عاهات يحتجون بها، فقال رسول الله – لما كثرت عنده الخصومة في ذلك: "وايم والله فلا تتبايعوا حتى يبدو صلاح الثمر"
(يُتْبَعُ)
(/)
كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم، فقد أخبر أن سبب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ما أفضت إليه من خصام.
2 - القاعدة الفقهية تقول: ما حرم سدا للذريعة يباح للحاجة أو للمصلحة الراجحة" كما قرر ذلك جمهور العلماء كالعز بن عبدالسلام، والقرافي، وابن تيمية، وابن القيم، والمقري، وغيرهم (19)، وضابط الحاجة هو كونها متضمنة لمصلحة راجحة على المفسدة المفضية إليها الوسيلة.
3 - يجدر الإشارة هنا – للإجابة على التساؤل الثالث- إلى أن الذريعة أو الوسيلة تتفاوت من وسيلة إلى أخرى، فقد تكون الوسيلة مقصدا وغاية لما دونها، وقد تكون الوسيلة تفضي إلى شرور ومفاسد قطعية وكثيرة، وقد تفضي إلى مفاسد وشرور ظنية أو محتملة وقليلة، وعليه فالحاجة التي تبيح الأخيرة لا تبيح التي قبلها للاختلافات، بل قد تصل تلك إلى كونها أشد في جنسها من بعض ما حرم تحريم مقصد من غيرها، والميسر بخصوصه يشمل أنواعا من المسائل التي يتفاوت إفضاؤها إلى الشرور والمفاسد قوة وضعفا، وقلة وكثرة، لذا يقول ابن تيمية: "الميسر اشتمل على مفسدتين: مفسدة في المال وهي أكله بالباطل، ومفسدة في العمل وهي ما فيه من مفسدة المال وفساد القلب وفساد ذات البين، وكل من المفسدتين مستقلة بالنهي فينهى عن أكل المال بالباطل مطلقا، ولو كان بغير ميسر كالربا، وينهي عما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقع بالعداوة والبغضاء ولو كان بغير أكل مال، فإذا اجتمعا عظم التحريم فيكون الميسر المشتمل عليها أعظم من الربا ولهذا حرم ذلك قبل تحريم الربا (20)، ويقول في موضع آخر: "وهذا أصل مستمر من أصول الشريعة كما قد بسطناه في قاعدة سد الذرائع وغيرها، وبينا أن كل فعل أفضى إلى ذلك المحرم كثيرا كان سببا للشر والفساد فإذا لم يكن فيه مصلحة راجحة شرعية، وكانت مفسدته راجحة نهي عنه، بل كل سبب يفضي إلى الفساد نهي عنه إذا لم يكن فيه مصلحة راجحة فكيف بما كثر إفضاؤه إلى الفساد، ولهذا نهي عن الخلوة بالأجنبية، وأما النظر لها فقد كانت الحاجة تدعو إلى بعضه وخص منه فيما تدعو له الحاجة، لأن الحاجة سبب الإباحة، كما أن الفساد والضرر سبب التحريم فإذا اجتمعا رجح أعلاهما (21).
4 - الأصل في الميسر أنه أقل حرمة من الربا إلا أنه قد يزيد عليه إذا اجتمعت فيه الشرور والمفاسد القطعية والكثيرة، لذا قال ابن تيمية: "فتبين أن الربا أعظم من القمار الذي ليس فيه إلا مجرد أكل المال بالباطل" (22)، وقال أيضا: "فالربا في ظلم الأموال أعظم من القمار… فلو لم يكن في الميسر إلا مجرد القمار لكان أخف من الربا لتأخر تحريمه، وقد أباح الشارع أنواعا من الغرر للحاجة" (23)، وفي موضع آخر يقول: "وتحريم الربا أشد من تحريم الميسر الذي هو القمار لأن المرابي قد أخذ فضلا محققا من محتاج، وأما القمار فقد يحصل فضل وقد لا يحصل" (24)، ويقول: "ومفسدة الغرر أقل من الربا فلذلك رخص فيما تدعو الحاجة منه، فإن تحريمه أشد ضررا من ضرر كونه غررا (25)، وبهذا يتبين أن القمار الذي ليس فيه إلا مجرد القمار أقل حرمة من الربا. بهذا السياق نصل إلى نقطة مهمة وهي: ما موقف التأمين مما سبق؟: عند تأملنا للتأمين نجد أنه مجرد مخاطرة بالمال مبنية على استفادة المؤمن عليه عند حصول الحادث المحتمل وقوعه، وخسارته قسطه عند عدم هذا الحادث وربح المؤمن في هذا الحال، فإذا علمنا خلو التأمين من المفاسد المنصوص عليها في الآية وهي الصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وعدم وقوع العداوة والبغضاء به، خاصة إذا قام عقد التأمين على قواعد بنود واضحة وغير مجملة، وكان محررا من جهة (شرعية أنواعه). لم تكن مشكلته حينئذ إلا مجرد القمار الذي يغمر في جانب الحاجة الماسة والمصلحة الراجحة، والقاعدة الفقهية تقول: لا يجوز تعطيل المصالح الغالبة خوفا من المفاسد النادرة، والقاعدة الأخرى: أغلب ما بني عليه الشرع جلب المصالح الظاهرة ودرء المفاسد البينة" (26).
فكان النظر وقتها محصورا في مدى "الحاجة للتأمين" ومدى أرجحية مصلحته بالنسبة لمفسدته بناء على القاعدة التي ذكرتها وهي أن ما حرم سدا للذريعة يباح للحاجة والمصلحة الراجحة.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الحظر والتأمين، د. رفيق المصري (ص 57).
(2) نفس المرجع (ص 33).
(3) التأمين وأحكامه للدكتور سليمان الثنيان (ص 40).
(4) نفس المرجع (ص 212 – 240)، وبحث لبعض أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كما في مجلة البحوث (عدد 19) (ص 71 – 126).
(5) القاموس المحيط (ص 598).
(6) د. المصري – مرجع سابق – (ص 73).
(7) المدونة، كتاب الغرر (255/ 3).
(8) الإمام الشافعي (237/ 3).
(9) انظر المبسوط للسرخسي (101/ 15)، وتبيين الحقائق للزيلعي (132/ 4).
(10) سورة البقرة (آية 219).
(11) انظر تفسير الطبري (370/ 2)، وأحكام القرآن للجصاص (450/ 1)، والمصنف لابن أبي شيبة (280/ 5) (194/ 6).
(12) مجموع الفتاوى (283/ 19)، وانظر القواعد النورانية (ص 194).
(13) المجموع (22/ 29).
(14) إعلام الموقعين (266/ 3).
(15) الفروع (430/ 4).
(16) د. المصري – مرجع سابق – (ص66).
(17) سورة المائدة (آية 91).
(18) انظر الفتاوى الكبرى (30/ 4).
(19) انظر القواعد الكبرى للعز بن عبدالسلام (123/ 1)، (77/ 2)، والفروق للقرافي (62/ 2) الفرق (58)، ومجموع الفتاوى لابن تيمية (298/ 22)، و (46/ 29)، و (228/ 32)، وزاد المعاد لابن القيم (242/ 2) و بدائع الفوائد له (722/ 3) والقواعد للمقري (ق 146).
(20) الفتاوى الكبرى (473/ 4).
(21) نفس المرجع (472/ 4).
(22) نفس المرجع.
(23) نفس المرجع.
(24) مجموع الفتاوى (341/ 20)
(25) القواعد الكبرى للعز (138/ 1)، و (83/ 1).
(26) انظر الهامش رقم (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهناء]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 03:31]ـ
بارك الله فيك أخي .. سؤالي هنا ما حكم مال موظف شركة التأمين التجاري .. هل هو حرام كله أم مختلط؟ , أفيدنا رحمك الله وبارك الله فيك .....(/)
100 فكرة لتربية الأسرة
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 09:47]ـ
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
تنبيه مهم:
هذه مائة فكرة استقيتها من أرض الواقع، وأخذتها ممن جربها وأرسلت بها إليك؛ فخذ منها ما تقدر عليه، وما يغلب على ظنك نفعه، وما يوافق إمكاناتك، وما ينسجم مع ميول أهل بيتك، وما يوافق طابع حياتهم وقدراتهم. فاستعن بالله، ولا تعجز!
أولاً: علمهم
قال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [المجادلة: 11].
1 - عقد درس يومي أو أسبوعي- على الأقل- مع أهل البيت، ويستحب التنويع فيه؛ فمرة في السيرة، وأخرى في الفقه، وثالثة في العقيدة، ورابعة في الآداب والسلوك، وخامسة في المناقب والفضائل.
ومنه يتعلم الأهل الانضباط في الزمان والمكان، ويزيد علمهم، ويزكو عملهم، وتقوى صلتهم ببعضهم، وتزيد ثقتهم بولي أمرهم.
* وقت مقترح: بعد فجر الخميس لأنه يوم إجازة، أو بعد عصر الجمعة.
2 - حفظ القرآن الكريم، وذلك بتحديد آية أو جملة آيات، تعطي كواجب صباحي لهم، ويتم تسميع المقطع فيما بينهم في وقت محدد متفق عليه بينهم.
عن بريدة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والديه حلتان لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان بما كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن).
قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرآت المحكم).
* يمكن استغلال الركوب الجماعي للسيارة للتسميع والمراجعة وتصحيح التلاوة، وسماع الآيات من القراء والمشايخ.
3 - حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتقى لهم ما يناسبهم، وما تدعو إليه الحاجة.
وطريقته: بأن يكتب الحديث في ورقة صغيرة، وتصور بعدد من له القدرة على الحفظ، وتوزع في الصباح عليهم، ويتم التسميع في وقت محدد منضبط.
* يمكن الاستفادة من كتب الحديث كالصحيحين، والأربعين النووية ورياض الصالحين، وصحيح الكلم الطيب، وصحيح الترغيب والترهيب، وصحيح الجامع.
* يستحب- لربط النشاط ببعضه- تفسير الآيات المحفوظة وشرح الأحاديث في الدرس الأسبوعي.
4 - إنشاء مكتبة مقروءة في البيت تناسب جميع المستويات، وتتوافق مع كل الأذواق المشروعة، لتصبح حديقة غناء، يدخل إليها من يريدها فيجد فيها بغيته؛ ففيها ما يناسب طالب العلم، والرجال والنساء والأطفال، والمتخصص، والمطلع.
5 - إعداد مكتبة سمعية: تحتوي على أشرطة متنوعة تناسب جميع الأعمار والمستويات، وتتناول أكثر القضايا والموضوعات، وتتوافق مع الأذواق والرغبات المشروعة، للعلماء والمشايخ والدعاة، ويتم تحريك المكتبة، بعدة طرق منها:
- السماع للأشرطة. - تفريغها على الورق.
- تلخيص ما ورد فيها. - فهرسة موضوعاتها.
* يمكن تجهيز ركن في المكتبة للإهداء والدعوة.
6 - القصص: وهي من جند الله تعالى، يحرك الله بها العقول، ويثبت بها القلوب، وتسنبط منها الدروس والعبر، ويمكن استخدامها كوسيلة دعوية من خلال سرد بعض القصص النبوية، وما ورد في كتب التاريخ على الأهل وخصوصا في حال التعب البدني والنفسي.
فما أجمل أن يسمع الشباب في المنزل قصة أصحاب الأخدود!
وما أفضل أن تسمع الزوجات قصة حديث أم زرع!
وما أعظم أن يسمع الكبار بعض قصص الأنبياء والمرسلين- صلى الله عليهم أجمعين!
7 - الاشتراك في مجلات دورية ذات طابع ومنهج إسلامي منضبط، سواء كانت أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية، وفي ذلك دعم للمجلة لتستمر في العطاء، والأهم أن يوجد للأهل بديل إسلامي مبارك وسط هذا الزيف الإعلامي الذي ملئت به البيوت.
* يمكن أن تكون قسيمة الاشتراك في المجلة هدية ومكافأة جميلة لواحد من أهل البيت أجاد أو أفاد في عمل أو مناسبة.
8 - التسجيل في دور وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، سواء للكبار في المساجد أو في دور الحافظات للنساء، وخصوصا التحافيظ التي بها نشاط دعوي مميز.
وهذه الفكرة من أعظم ما ينبغي أن يحرص عليه المسلم في تربيته لأهله؛ فالمرأة ستجد من الصالحات في هذه الدور ما يغنيها عن كثير من مريضات القلوب فارغات العقول.
* يوجد بكثير من دور التحافيظ روضة للأطفال يتعلمون فيها مبادئ القراءة والكتابة وبعض الآداب الإسلامية المناسبة لأعمارهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - حضور المحاضرات العامة في المساجد والمناشط الدعوية كالدورات العلمية، وفي ذلك من الفائدة ما فيه من الأجور المترتبة عليه، وتكثير سواد الصالحين، والاستفادة مما يطرح من العلماء والدعاة وطلاب العلم.
عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا استأذنوكم)).
* للمحافظة على المعلومات المستقاة من المحاضرة أو الدرس يستحب طرح بعض الأسئلة عنها أو تلخيص ما ورد فيها.
10 - طلب الزيارة للبيت من الدعاة وطلاب العلم وطرح القضايا التي يحتاجها البيت بالتلميح والتصريح حسبما يقتضيه الحال.
وخصوصا الداعيات، ومن عرفن ببذل الخير للغير، فيا له من أثر ما أبلغه! فالمرأة تتأثر بما ترى أكثر مما تسمع.
11 - السبورة: ويتم ذلك بتعليق سبورة في أحد الجدر البارزة في البيت مما يقع عليه النظر كثيرا، يكتب فيها ما يستفيد منه الأهل كحكمة اليوم، وبعض الآيات والسور، وخصوصا الأذكار، فمع كثرة النظر إليها يعلق شيء منها بالعقل، وبشيء من التركيز عليها تحفظ عن آخرها.
12 - المسابقات الثقافية: وتكون بإعداد جملة من الأسئلة المناسبة لقدرات ومهارات الموجودين، وعليها بعض الجوائز المناسبة، وأفضل أوقاتها الرحلات، والنزهات خارج المنزل لشغل الوقت بما ينفع، ولزرع روح التنافس - في الخير- فيما بينهم، وتوصيل بعض المعلومات إليهم من طرف خفي! عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ولا تحت ورقها)) ((فوقع في نفسي النخلة، فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي النخلة). فلما خرجت مع أبي، قلت: يا أبتاه وقع نفسي النخلة. قال: ما منعك أن تقولها لو كنت قلتها كان أحب إلى من كذا وكذا.
* ليس المقصود من الأسئلة التعجيز، وإنما الهدف توصيل رسالة معينة عن طريق السؤال والجواب.
13 - يسمع الرجال خطب الجمعة والمواعظ والدروس في المساجد وغيرها، فما نصيب أهل البيت منها؟!
إن من أعظم النفع لهم أن يلخص الرجل ما سمع منها في ذهنه أو في ورقة، لينقله إليهم حال رجوعه لهم، فيثبت ما سمع في ذهنه، ويستفيد منه من لم يسمعها.
14 - إشراكهم في الشعائر التعبدية التي تحصل في المواسم الشرعية، كالمشاركة في عيد النحر بذبح الأضاحي، وتوزيع زكاة الفطر في رمضان على مستحقيها.
15 - ينتقي بعض الكتب المفيدة، ويكلف أهل البيت كلهم أو بعضهم بتلخيص ما فيها من معلومات، وإعداد تقرير موجز عن الكتاب، ولا بأس من تكريمهم بجوائز كحوافز.
16 - ربطهم بكبار العلماء وأهل العلم الأمناء، وذلك بإعداد قائمة بأسماء العلماء والمفتين، وأرقام هواتفهم، وأرقام مكاتب الدعوة والإفتاء، وتعليقها في مكان مناسب في البيت، ليتصل الأهل بالعلماء في كل قضية تعن لهم أو تقع عليهم، وليستقوا بدلوهم من مورد العلماء الرقراق بصفاء المعتقد ونقاء المنهج، والمتدفق بصلاح المسلك وصدق الديانة.
17 - الحرص على السكن بجوار المساجد، ليسمع أهل البيت الأذان والخطب والمواعظ والدروس، وليشاركوا في الأنشطة الدعوية والاغاثية التي تقام فيه.
18 - استغلال الفسح والنزهات في إثراء معلوماتهم وزيادة تحصيلهم العلمي والمعرفي.
* رأيت في حديقة الحيوان من الزم أبناءه بورقة وقلم يكتبون المعلومات العلمية عن كل حيوان أو طائر يرونه .. ماذا يأكل ويشرب؟ وأين يعيش؟ وأين ورد ذكره في القرآن الكريم أو السنة النبوية؟ وهل هو مأكول اللحم أو أنه محرم والعلة في ذلك؟ وهل هو مستأنس أو أنه وحشي؟
وهم- في حرص شديد! - يتمتعون بما يرون، ويكتبون ما يسمعون، ويتعلمون وهم يلعبون.
فتحسرت على من يضيع وقته في الملاهي والمأكولات دون تزكية للنفس أو إثراء للمعلومات!
19 - اقتناء الحاسب الآلي كبديل مناسب لقنوات التخريب، مع وجوب السيطرة عليه، وضبط ما يعرض فيه.
* توجد برامج إسلامية رائعة كبرنامج القرآن الكريم والحديث الشريف وبعض الكتب المستنسخة فيه، وأحسب أننا في زمن نحتاج فيه هذه الثورة العلمية فيما يعود على ديننا ودعوتنا وعلينا بصلاح وخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
* ويمكن استخدام شبكة الإنترنت في الدعوة إلى الله تعالى، والذود عن حياض الدين ضد انتحال المبطلين وتحريف الغالين، مع وجوب الحذر منها والمراقبة لها.
20 - استخدام الفيديو- لمن يدين لله تعالى بجوازه- كوسيلة تعليمية وتربوية وتثقيفية وترفيهية، وعرض البرامج الإسلامية المناسبة الخالية من المخالفات الشريعة.
* ينبغي تحديد وقت المطالعة فيه، ومراعاة الضوابط الطبية لاستخدامه.
21 - الألعاب الترفيهية التي تنمي الذكاء وتقوي الذاكرة وتزيد في المعلومات، وتكسب بعض المهارات الفكرية والعقلية كالمكعبات وبعض الألعاب من المحرمات (الصور، القمار، التجسيم المحرم، المعازف، المعتقدات الفاسدة، الصلبان، الجرس، وبعض شعائر الديانات الباطلة .. ).
22 - الاستماع لإذاعة القرآن الكريم، ومحاولة تمديد شبكة من المكبرات والسماعات دخل المنزل لسماع هذه الإذاعة المباركة، وخصوصا مكان تواجد الأسرة بكثرة مثل المطبخ وغرفة الجلوس.
23 - تسجيل الأبناء والبنات في مدارس تحفيظ القرآن الكريم الحكومية أو الأهلية أو المعاهد العلمية الشريعة والكليات الشرعية التخصصية في الجامعات، وتشجيع البارزين منهم في ذلك بمواصلة الدراسة. للمستويات العليا.
24 - استغلال وقت ركوب السيارة مع الأسرة لتنفيذ برنامج إلقائي منوع كهيئة الإذاعة، فهذا للتقديم وهذا للتقييم، وآخر يشارك بآية، وغيرها بتفسيرها والتعليق عليها، وآخر بحديث شريف، أو حكمة مفيدة أو قصة معبرة أو موقف مؤثر أو حداء جميل أو طرفة مباحة فهو برنامج متكامل منهم وإليهم.
* يمكن تكريم أفضل مشاركة في البرنامج- ولو بالثناء والإطراء-.
--------------------------------------------------------------------------------
ثانياً: عملهم
قال تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} [طه:132].
25 - الأمر بالعبادة والإلزام بها، والتعويد عليها، مثل الأمر بالصلاة، والسؤال عنها، وتفقد من يقصر فيها، ومحاسبة ومعاقبة من يتهرب منها.
قال تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة} [طه: 132].
عن عبدالله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع).
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)).
* يستحب ترغيبهم في النوافل كالوتر والضحى والسنن والرواتب وإعطائهم جوائز وحوافز عليها.
26 - الصيام المشترك من أهل الدار جميعا، ليس في الفريضة فقط، بل حتى في النوافل، كصيام يومي الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وست من شوال، ويوم عاشوراء وتاسوعاء، ويوم عرفة لغير حاج، وصيام داود- عليه السلام-. عن الربيع بنت معوذ- رضي الله عنها- قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التي حول المدينة: "من كان أصبح صائما، فليتم صومه. ومن كان أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه. فكنا، بعد ذلك نصومه، ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد. فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار". في رواية: "ونصنع لهم اللعبة من العهن، فنذهب بها معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم ".
* يمكن تكريمهم على هذا الصيام بجلب الطعام الذي يحبونه على مائدة الإفطار أو الخروج بهم في نزهة.
27 - تفطير الصائمين في البيت والمسجد والحارات الشعبية للأسر الفقيرة، ويتم ذلك بمشاركة جميع الأهل، فالنساء للإعداد والطبخ، والرجال للتوزيع والتقديم.
28 - السفر التعبدي للمسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة، والمسجد الأقصى بالشام، قريبا- إن شاء الله- والمكث بجوارها لعدة أبام، وخصوصا في شهر رمضان المبارك.
* يستحب تذكيرهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومواقفه الشريفة، ومآثر صحابته الكرام وبذلهم وتضحياتهم من أجل دينهم في كل موقف وعند آية مناسبة، واستغلال البقاع للتذكير بالوقائع من غير تكلف أو إحداث.
(يُتْبَعُ)
(/)
29 - بث روح التنافس بين الأبناء الذكور على المسابقة إلى المسجد والحرص على الصف الأول، وإعداد جدول لهم بذلك، لتكريم المثابر الفائز، ومحاسبة المقصر العاجز.
* يمكن التنسيق مع إمام المسجد للثناء على الفائز وتكريمه والدعاء له.
30 - خروج الأهل للعبادات التي يشرع للجميع الخروج إليها كصلاة العيدين والاستسقاء، حتى وإن كانت النساء قد أصبن بالأعذار الشرعية كالحيض والنفاس ليدركن الخير مع الناس.
عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم- يأمر بناته ونسائه أن يخرجن في العيدين)).
31 - تدريبهم على الصدقة والبذل في سبيل الله تعالى وإعطاء الفقراء والمساكين من مال الله الذي آتاهم.
فعندما يرى الوالد مسكينا أو فقيرا، فإنه يعطي أحدا من أهل البيت مبلغا من المال، ويأمره أن يعطيه للفقير، ويحتسب الأجر وهكذا يربي فيهم حب البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله تعالى.
* الذكور مع الذكور، والإناث مع الإناث.
32 - تجهيز صندوق خيري جميل المنظر لجمع المال للمشاركة في أفعال الخير، ويأمرهم بوضع المال فيه، ويوضع في مكان بارز ومناسب في البيت.
ويحتوي هذا الصندوق على عدة خانات، فمنها جزء للمشاركة في بناء المساجد، وآخر للدعوة إلى الله تعالى، وآخر لطباعة الكتب، وآخر لكفالة الأيتام ورعايتهم، وآخر لمجالات خيرية ودعوية مختلفة.
* يمكن للضيوف المشاركة والمساهمة فيه.
* يفتح الصندوق- بعد حين- بمحضر الجميع، ويشاركون جميعا في عد المال، وتوزيعه، ليتولد فيهم حب العمل الجماعي.
33 - القيام بعمرة جماعية مع الأهل، وتعليمهم شعائر ومشاعر هذا النسك المبارك.
كانت أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- إذا مرت بالحجون، تقول: "صلى الله علي رسوله وسلم، لقد نزلنا هاهنا ونحن يومئذ خفاف الحقائب، قليل ظهرنا، قليلة أزوادنا، فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان .. )).
34 - الحج مع حملة مناسبة أو مع مجموعة مباركة تتميز بحسن الاستقامة، وجدية الالتزام، مع أهمية التركيز على النشاط الدعوي في هذه الرحلة المباركة.
عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء، فقال: (من القوم) قالوا: المسلمون. فقالوا: من أنت؟ قال: (رسول الله! فرفعت إليه امرأة صبيا، فقالت: ألهذا حج؟ قال: (نعم، ولك أجر).
35 - متابعتهم على الأذكار اليومية (الذكر المطلق- والذكر المقيد بزمان أو مكان أو عدد أو صفة) كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات والأحوال والمناسبات، وإشعارهم بأهميتها، وما يترتب عليها من حفظ وصيانة في الحياة الدنيا، وأجور عظيمة وحسنات كريمة في الدار الآخرة.
ويكون ذلك بالسؤال عنها، والتذكير بها، ولإيقاعها أمامهم، وبالمدح لمن فعلها، والثناء على من قام بها.
عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن جويرية- رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ((ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟! قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه وزنة عرشه، ومداد كلماته)).
وعن علي- رضي الله عنه- أن فاطمة- رضي الله عنها- اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما: "ألا أعلمكما خيرا مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما، أن تكبرا الله أربعا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم)).
36 - مشاركة الجيران في أفراحهم وأتراحهم، بل حتى في الطعام والشراب، وطبعهم على هذا الخلق الجم، وهذه المشاركة الفعالة.
عن أبي ذر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صنعت مرقة فاكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف ".
37 - تحذيرهم من الحرام، والأخذ على يد مرتكبه، وتذكيرهم بالمراقبة الإلهية لهم، والمعاقبة الربانية على قبح فعلهم، ليستقر في نفوسهم شناعة الحرام، وقبح الإجرام، وسوء السيئات والآثام.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: أخذ الحسن بن علي- رضي الله عنهما- تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كخ .. كخ، ارم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة ".
وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا- تعني: قصيرة- فقال: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتها ".
38 - ترغيبهم في التصدق بما هو قديم ونافع كالملابس القديمة، والأواني المستخدمة، والأثاث المستعمل على المحتاجين لها والراغبين فيها، بدلا من إلقائها، والتخلص منها.
39 - تحذيرهم من التبذير والإسراف في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومركبهم ومسكنهم وجميع شؤونهم.
* مثاله: أن يأكل كل واحد منهم ما يسقط منه من طعام طيب على سفرة الطعام حتى لا يرمى في القمامات.
عن جابر- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من أذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان.
* أو جمع ما يبقى من طعام لتأكله الحيوانات الأليفة المستأنسة أو الطيور كالحمام والدجاج، فـ" في كل كبد رطبة أجر".
40 - متابعتهم على الأعمال الحميدة والأقوال المفيدة في مسلكهم اليومي، والحرص على تحليهم بالآداب الشرعية كآداب الطعام والشراب واللباس والنوم والاستئذان والدخول و الركوب.
ويشمل ذلك تعليمهم إياها، وتعويدهم عليها، وتذكيرهم بها، وترغيبهم فيها.
عن عمر بن أبي سلمة- رضي الله عنه- قال: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك.
41 - الاستفادة من كل شيء يمكن أن يستغل قبل طرحه ونبذه، ليتعلم الأهل المحافظة على ما لديهم من ممتلكات، ويسلموا من التبذير والإسراف.
عن أبي حازم، قال: سألت سهل بن سعد- رضي الله عنه- فقلت: هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه. قال: فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبضه، قال: قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثريناه فأكلنا فأكلناه ".
وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: (أتي النبي صلى الله عليه وسلم بتمر عتيق، فجعل يفتشه، يخرج السوس منه).
وفي رواية: (كان يؤتي بالتمر فيه دود، فيفتشه، يخرج السوس منه).
42 - حثهم على اقتطاع يومي أو أسبوعي- ولو كان قليلاً- من مصروفهم للمشاركة في أفعال الخير والإحسان، ويمكن تسميته بالتوفير الخيري مثلاً.
43 - تعويدهم على النظافة العامة الداخلية والخارجية مع النفس ومع الآخرين في البيت وخارجه.
وليرفع شعار: (دع المكان أحسن مما كان، قدر الامكان، فإن لم يكن بالإمكان فكما كان).
* ما أجمل أن ترى رب أسرة مع أسرته يقومون بتنظيف حديقة عامة مما فيها من القاذورات بعد أن جلسوا فيها وتمتعوا بها!
44 - أن يجعل لكل فرد في الأسرة دفتر (كشكول) للفوائد (كناشة معلومات متنوعة) يسجل فيها التجارب والمواقف والانطباعات والملاحظات، وما يقف عليه من حكم وأحكام، ومشاعر وأشعار، وسير وآثار، وقصص وأخبار؛ فالمعلومة صيد، والكتابة قيد، فقيد صيودك بالحبال الواثقة.
45 - تنمية مهاراتهم وهواياتهم المفيدة، وربطها بالشرع كالسباحة لتقوية الجسم على طاعة الله تعالى، وكالرمي لأنه من إعداد القوة على أعداء الله، وكالسباق للاستعانة به على طرد الخمول والكسل لتنشيط النفس إلى ما يقرب من الله تعالى.
عن سلمة بن الأكوع- رضي الله عنه- مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان)). قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما لكم لا ترمون)) قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارموا فأنا معكم كلكم).
46 - تنبيه الأهل على المحافظة على الحيوانات التي لا ضرر منها، ونهيهم عن التعدي عليها والإضرار بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلاً، فأخذ رجل بيض حمرة، فجاءت ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أيكم فجع هذه بيضتها؟! فقال رجل: يا رسول الله أنا، أخذت بيضتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اردده، رحمة لها).
47 - تنبييهم إلى إتلاف المحرمات التي يرونها ويقعون فيها كطمس الصور المحرمة التي تأتي على المستهلكات اليومية، وكنقض الصلبان التي يرونها ويطلعون عليها.
عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب- رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى: (أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته، ولا صورا إلا طمستها).
48 - غرس عظمة كتاب الله في قلوبهم وزرع محبته ورهبته في صدورهم، وتحذيرهم من امتهانه أو إهانته أو الاستهانة به، وتذكيرهم بآداب تلاوته، وأحكام قراءته وطرق صيانته والمحافظة عليه وعدم العبث به.
49 - تعويدهم على الكرم والبذل عند حضور الأضياف، بالحرص على مشاركتهم في الترحيب بالضيوف وخدمتهم، ومد يد العون لهم والمشاركة في إعداد قراهم وإكرامهم والجلوس معهم للاستفادة منهم.
50 - طبعهم على الشجاعة والبسالة والإقدام، وتحذيرهم من الخوف والجبن والخور والانهزام، والاعتراف بالحق ولو كان مرا ومضرا.
* يمكن إسقاط بعض العقوبات عن المخطئ- في بعض المرات- جزاء اعترافه بالحق وإقراره بالذنب.
51 - تنبيههم إلى احترام ممتلكات الآخرين والحرص على المحافظة عليها، وعدم التعدي عليهم فيها، سواء في الأمور والأشياء المشاعة للجميع أو الخاصة بالأفراد.
عن أنس- رضي الله عنه- قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي عندها النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة، فانفلقت؛ فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: (غارت أمكم) ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه)).
52 - ترغيبهم في الدعاء لأنفسهم والدعاء لغيرهم مبتدئين بالوالدين والأقربين، وخصوصا حال الملمات والنكبات، وتذكيرهم بأهمية الدعاء للإسلام والمسلمين في المشارق والمغارب، ليكون ذلك ديدنا لهم وطبعا فيهم.
53 - تقسيم أعمال البيت بينهم، وتحديد المسؤوليات فيه، وتعويدهم على المشاركة في أعماله، والمساهمة في القيام بشؤونه، ومن عجز عن تقديم العون لغيره، فلا أقل من أن يقوم بشأن نفسه من ترتيب وتنظيف حتى لا يكون كلا على غيره معتمدا على سواه.
عن الأسود، قال: سألت عائشة- رضي الله عنها-: ما كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في أهله؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج ".
وقالت: ((يخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته)) وفي رواية: قالت: ((ما يصنع أحدكم في بيته: يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخيط)). وفي رواية: ((كان بشرا من البشر؛ يفلي ثوبه، ويحلب شاته)).
54 - تعليم الأبناء فنون البيع والشراء وضوابطه وطرائقه، وإكسابهم الثقة في أنفسهم منذ الصغر عليه.
55 - تعويدهم على النوم مبكرا، وتحذيرهم من السهر طويلاً، وطبعهم على الاستيقاظ المبكر قبل صلاة الفجر لصلاة الوتر والاستغفار؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعده.
56 - إشغالهم ببعض الأعمال الحرفية النافعة كالنجارة والسباكة والزراعة بالنسبة للذكور، وكالخياطة والحياكة والتطريز بالنسبة للإناث، وملء أوقات فراغهم بها.
57 - تعليمهم الرقية الشرعية وضوابطها، فيتعلمون كيف يرقو المريض نفسه، أو كيف يقرأ بالتعاويذ الشرعية من الكتاب والسنة على غيره.
عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنفث عليها بهن، وأمسح بيد نفسه لبركتها. وفي رواية: (فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به).
وعنها- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى، ويقول: (اللهم رب الناس أذهب البأس .. )).
(يُتْبَعُ)
(/)
58 - جمع الأوراق والدفاتر والكتب والجرائد التي يوجد بها آيات كريمة أو أحاديث نبوية لم تعد تصلح للاستعمال تمهيدا للتخلص منها بطريقة صحيحة كالحرق والدفن، وهذا العمل- على صغره يربي الأهل على احترام كلام الله وتقديسه، وعدم إهانته وتدنيسه.
*- يمكن استخدام قصاصة- فرامة- الورقة لهذه المهمة.
59 - أن يعود أهل بيته على التواضع ولين الجانب كالأكل مع الخادم، والجلوس معه، والحديث إليه، وإدخال السرور عليه، والمشاركة له في أفراحه وأتراحه، وخصوصا حال مرضه وسقمه أو حنينه وحزنه.
عن أبي هريرة- رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه، فليناوله أكلة أو أكلتين، أو لقمة أو لقمتين، فإنه ولي حره وعلاجه)).
--------------------------------------------------------------------------------
ثالثا: مشاركتهم في الدعوة إلى الله تعالى
قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} [آل عمران: 104].
60 - تشجيع الأهل على الدعوة إلى الله تعالى في أوساطهم التي يخالطون فيها غيرهم كالمدارس والقرابة والجيران والأصحاب، وينبغي مساعدتهم على ذلك بمدهم بالأشرطة والكتيبات والمطويات وإعلانات المحاضرات، وغيرها من السبل المشروعة للدعوة إلى الله تعالى.
عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي- رضي الله عنه يوم خيبر: ((انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)).
61 - حثهم على المشاركة في المجلات الإسلامية بالكتابة فيها، والنقد الهادف لها، وبالنصيحة المخلصة للقائمين عليها، وبالدعاية إليها، وغير ذلك من وجوه المشاركة فيها.
62 - إشراكهم في البرامج الدعوية التي يقوم عليها رب الأسرة، ويمكن استغلال طاقاتهم في ذلك، وتربيتهم على المشاركة الفعالة في وجوه الأنشطة الدعوية، مثل: إعداد الرسائل وترتيب الأشرطة وفهرستها وتصنيف الكتب وترتيبها وتنظيم المكتبات والعناية بها.
63 - تدريبهم على كتابة الردود الصحيحة على الأقلام القبيحة المفسدة التي تشذ عن الحق وتوغل في الباطل، وإرسال مقالاتهم- بعد تنقيحها- إلى الجرائد والمجلات التي تنشر ذلك الزيف أو غيرها ليعلو صوت الحق، ولتستبين سبيل المجرمين.
64 - إرسال الرسائل الدعوية لهواة المراسلة الذين يظهرون في الجرائد والمجلات مع بعض الكتيبات والمطويات، وإعداد برنامج دعوي متكامل لهذه الوسيلة الدعوية الناجحة، كل بحسبه؛ الرجال مع الرجال، والنساء مع النساء.
65 - كتابة رسائل النصح والوعظ والتذكير لمن عرف عنه إشاعة المنكر بين الناس كالممثلين والممثلات والمطربين والمطربات وكتاب الشعر الرخيص المبتذل، فلعله ينجو بها ناج، ومعذرة إلى الله، ولعلهم يهتدون أو يرتدعون.
66 - تشجيعهم على كتابة المقالات المفيدة المختصرة للمشاركة بها في مدارسهم كطابور الصباح والحفلات والأنشطة المدرسية.
67 - غرس شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قلوبهم، وذلك بممارسته أمامهم، وترغيبهم فيه، وحثهم عليه عند حدوث ما يستدعيه.
قال تعالى: (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان:17]
* كم هو الأثر بالغ في قلب رجل مدخن عندما يأتي إليه طفل صغير يحذره منه وينهاه عنه!
* وكم هي الاستجابة من شابة غافلة تستمع للمعازف والأغاني عندما تأتيها طفلة صغيرة تذكر لها حرمته وتنذرها من خطورتها!
68 - إشغالهم بأحوال العالم الإسلامي وقضاياه ومشاكله، حتى ينشغلوا بالعظائم والمهمات، ولا يلتفتوا إلى التوافه والمحقرات، وتتولد لديهم عاطفة إيمانية للمؤمنين وولاء قلبي للمسلمين.
فعلى قدر الهمم تكون الهموم، ومن حلق فوق النجوم فلن يقنع بما دونها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة- رضي الله عنها: ((يا عائشة! لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا في البناء)).
(يُتْبَعُ)
(/)
69 - رصد سلبيات وإيجابيات المجتمع، وما يحدث في الواقع من أحداث ووقائع، وبعث نتائجها إلى العلماء والمشايخ ليكونوا على علم جامع بحقيقة الواقع، وحتى يكون حلهم أنفع وعلاجهم أنجع.
70 - إعداد درس نسائي أسبوعي أو على الأقل شهري في البيت، فتدعى له الجارات والقريبات والمعارف، وتلقي فيهن إحدى الداعيات درسئا فيما يخص النساء، ومهفة أهل البيت الإعداد له والاستفادة منه، فينمو لديهم الحس الدعوي، والحرص على بذلك الخير للغير.
71 - تعويدهم على الخطابة وإلقاء المواعظ، وتنبيههم إلى آداب ووسائل مواجهة الناس والتأثير فيهم، من خلال تكليف أحدهم بإعداد موعظة قصيرة تلقى على الأهل، ويتم تقويم الموعظة وأسلوبها وإبداء السلبيات والايجابيات عليها من الجميع.
* ينبغي التنبيه على أهمية رفع الروح المعنوية للملقي، وغرس الثقة في النفس، دون الوصول به إلى الغرور والإعجاب بالنفس.
72 - توزيع الكتيبات والمطويات والأشرطة النافعة على الناس عند إشارات المرور، فحالما يقف الوالد بمركبته بجوار غيره، فإن أحد الأبناء يعطيه كتابا أو شريطا مع ابتسامة صادقة ولمسة حانية، ثم إذا تحركت المركبة فإن الوالد يدعو بالهداية لمن أخذ الهدية والأهل يؤمنون ليتعلم الأهل الدعاء مع الدعوة.
73 - اعتاد القرابة والجيران والأصدقاء في زياراتهم لبعضهم في المناسبات وغيرها أخذ شيء من الهدايا كالمأكولات والمشروبات والملبوسات، وهذا حسن، والأحسن منه أن يربي الوالد أهل بيته في هذه الزيارات على أخذ جملة من الأشرطة والكتب كهدية مختلفة عما ألفه الناس، ليربي أهله على الدعوة إلى الله تعالى ونشر الخير بين أولى الناس بهم.
* يوجد بالتسجيلات والمكتبات الإسلامية الكثير من السلاسل العلمية التي أعدت بشكل جميل ومناسب للاهداء.
--------------------------------------------------------------------------------
رابعا: تهذيب نفوسهم وتقويم سلوكهم
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم: 6].
74 - زيارة الأسر الفقيرة، وتفقد أحوالهم، ومد يد المساعدة لهم.
وبهذه الزيارات تتحقق الصلات، وتقوى الروابط، وتنشأ المشاعر الوجدانية الإيمانية بين المجتمع الواحد، وينتج عنها أثر كبير في قلوب الأهل، فيعرفون نعم الله عليهم، ويقومون بشكرها، ويرضون بما قسم الله لهم منها، ويمدون يد العون لإخوانهم في الدين.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم)).
75 - زيارة المرضى في المستشفيات- إن أمنت الفتنة! - ودور النقاهة ومراكز الاعاقة، ليتعرف الأهل على فضل الله عليهم بما يشاهدون من مشاهد الحزن والألم التي يرونها بادية على وجوه أهل البلايا.
* يستحب أخذ بعض الهدايا للمرضى، وخصوصا من هم في مراكز الاعاقة ودور النقاهة لطول مكثهم فيها.
ولا أعني بالهدايا علب الحلوى وباقات الزهور، فالنفع منها قليل، ولكن أقصد الهدايا التي تحيي القلوب وتشرح الصدور، مثل الكتيبات والمطويات.
76 - زيارة القبور- للذكور- وتشييع الجنائز، والسير معها إلى حيث توارى الثرى.
فإذا رأى الولد من أبنائه تقصيرا في طاعة الله أو تجرؤا على معصيته، فليأخذ بأيديهم إلى هناك، ويذكرهم بمآلهم بعد مفارقة الدنيا.
فيا لهذه الزيارة ... ما أعظم أثرها! وما أكبر عبرها!
77 - زيارة المدارس التي ينتسب لها الأبناء والبنات للوقوف على سلوكياتهم وسلوكياتهن، وأبرز مميزات شخصياتهم، والتعرف على مواطن الخلل والزلل في أفعالهم وأقوالهم عندما يشعرون بتغيب رقابة الوالدين عنهم.
78 - عندما يخطئ أحدهم خطأ عظيما لا يغتفر .. فإن هناك أسلوبا نبويا للتربية، قد غاب عن كثير من المربين، وهو هجر المخطئ لمدة معينة من الزمن.
فبدلاً من القسوة في القول، والغلظة في الحديث، فلنتعلم أن نقسو عليهم بالكف عن الحديث، والامتناع عن المعاملة.
* راجع قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك.
79 - هل جربت أيها الوالد أن تكتب لابنك أو زوجتك أو لأحد من أهل بيتك رسالة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
قد تقولي لي: وما الداعي لذلك وهم معي لا يفارقونني؟! أقول: جرب هذا .. ولا تنس أن تدعو لي عندما ترى النتيجة الباهرة!
فعندما ترى من أحدهم سلوكا خاطئا لا ترتضيه منه، ونصحته فلم يأتمر ووعظته فلم ينزجر .. فاكتب له ببراع النصيحة رسالة مدبجة بعبارات المحبة والإشفاق، ثتم اذكر بين ثناياها ما يأتي أو يذر من أمر، وستجني- بإذن الله- ثمرة الرضا بعد غرس بذرة النصيحة بالطريقة الصحيحة.
80 - الرحلات المشتركة مع مجموعة من الأسر المحافظة على دينها، والمتوافقة في التزامها، والمتجانسة في استقامتها، ليشعر المسلم الملتزم بعدم الغربة في طريقه، ويجد من يعينه عليه، ومن يمضي معه فيه.
* يحسن إعداد برنامج دعوي متكامل خلال الرحلة، متزامنا ومتلازما مع جانب الترفيه والتسلية بالمباح.
81 - استغلال الرحلات الترفيهية والنزهات البرية أو البحرية أو الجوية في تقوية الإيمان في قلوبهم، وذلك بربطهم بخالقهم في كل ما يرون ويسمعون ويعيشون، فيريهم الدنيا بمنظار الآخرة، فالجمال يذكر بالجنة وما فيها من نعيم وخيرات، والقبح والسوء يذكر بنار السموم وما فيها من آفات ومهلكات.
فالجبال تذكر بقوة الله- سبحانه- والسموات تخبر عن قدرته، والبحار تنبئ عن عظمته، والسحاب يومئ إلى رحمته، وهكذا يعيش المسلم مع أهله بقلب الحي المتيقظ.
يردد معهم دائما في تأمل وتدبر، وتذكر قوله تعالى: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} [لقمان: 11]. والمعرض عن الله يعيش سبهللاً بحياة الغافل الجاهل البليد.
82 - النصيحة الجماعية للأهل، ويتم ذلك بجمعهم ووعظهم وإسداء النصح لهم دون تخصيص لأحد منهم. وخصوصا للأمور التي يشتركون فيها جميعا، كالترغيب في الصدقة، والإحسان للآخرين، وبذل المعروف لهم، وكف الأذى عنهم، والتحذير من سوء المعتقدات والأقوال والأفعال.
83 - النصيحة الفردية لأحد أفراد الأسرة، فعندما يرى رب الأسرة من أحدهم تقصيرا في حق ربه، أو خللاً في أخلاقه أو سوءا في معاملته؛ فإنه ينفرد به عن غيره، ويسدي له النصيحة مدبجة بأعذب الألفاظ وأرق العبارات وأخلص الكلمات.
تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة
84 - التربية من خلال الأحداث والوقائع السارة والضارة التي تحدث للأسرة.
فعندما يحصل للأسرة كفها أو لأحد من أفرادها ما يكره، فإنه يرجع ذلك للذنوب والسيئات والتقصير في حق الله تعالى. وعندما يحدث لهم ما يفرحهم، ويجلب السرور لهم، فإنه يحيل ذلك لكرم الله معهم وفضله عليهم، ولعل أحدهم أحدث طاعة لله تعالى كان من نتائجها توفيق الله لهم فيما يحبون وصرفه عنهم ما يكرهون.
وبذلك تتعلق القلوب بعلام الغيوب في نزول المكروه وحصول المحبوب.
85 - تربية الأهل بالمواقف في الأزمات .. كالصبر على المقدور، والرضا بالقضاء، والثبات حتى الممات حال الملمات.
فرب الأسرة قلبها ورأسها، فإن استقام القلب تبعه القالب، وإذا جزع وفزع في البلاء بالضراء، وطغى وبغى في البلاء بالسراء، فأهل البيت تبع له في أكثر الأحوال في الأقوال والأفعال، فهم يرونه بعين المقتدي، ويلمحونه ببصر المهتدي. فليتق الله كل مسؤول عن أسرته، فإنهم يقومون به، ويتأثرون بأقواله وأفعاله، ويقتفون بما يصدر منه ويؤثر عنه.
86 - الهدايا مطايا المحبة، وبريد المودة، وسبيل التأثر، فكم هدية أرسلت من رب الأسرة لأحد أفرادها مشفوعة بنصيحة لطيفة في كتاب أو شريط أو رسالة أو كلام، فتح لها باب القبول، فالقلوب مجبولة على محبة من أكرمها بالعطاء وتفضل عليها بالبذل والإهداء.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا).
87 - فرض رسومات مالية كعقوبة على كل من يتكلم بباطل أو يتفوه بلغو حرام كسب وشتم ولعن وكذب وسخرية، وتوضع تلك الرسوم في صندوق معين، ويجمع ما فيه، ويتصدق بما فيه على الفقراء، بعد رضى الجميع، وقبولهم بالفكرة واقتناعهم بالطريقة.
88 - قد ينشغل رب الأسرة عنهم في بعض الأحوال لمدة طويلة من الزمان، ويبتعد عنهم في المكان، وهنا يلزمه استغلال الهاتف للاتصال بهم والسؤال عنهم ومتابعة شؤونهم، وليشعرهم أنه ما زال مهتما بهم وحريصا عليهم ومتابعا لأقوالهم وأفعالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
89 - تسجيل الأهل في المراكز الصيفية التي تقام في الإجازات لما فيها من تنمية للقدرات وتدريب على المهارات وإشغال للوقت بما يعود عليهم بالخير في دنياهم وأخراهم، ومع وجوب حسن اختيار القائمين عليها ومتابعتهم فيها.
90 - الزيارة الجماعية للأقارب وذوي الأرحام والجيران، وتذكير الجميع بوجوب ذلك، وبيان الأجور المترتبة عليها لمن أخلص لله تعالى فيها.
91 - اصطحاب الأب لأبنائه الذكور معه في الذهاب والإياب والمجالس المباركة والزيارات النافعة، ليتعلم الأبناء كيف يعاملون الناس ويجالسونهم ويستفيدون منهم ويتأثرون بهم ويؤثرون فيهم.
92 - عندما يهتم أحد أفراد الأسرة بالسفر، فإنه يعطي بطاقة وصايا مغلفة، يكتب فيها بعض الوصايا والتنبيهات، وبعض المحاذير والمخالفات، مع عبارات رقيقة، لتكون له زادا مباركا في سفره، ليستعين بها على أمر دينه ودنياه.
مثل: احفظ الله يحفظك- اتق الله حيثما كنت- احفظ بصرك من المحرمات- احذر جليس السوء- ... ونحوها، وحبذا لو عطفت بهدية مفيدة كمصحف صغير وكتاب أذكار وبعض الأشرطة المناسبة ..
93 - مداعبة الأهل بالمباح، وإدخال السرور عليهم بالحلال، ليعلموا أن في ديننا فسحة وفي شريعتنا سعادة وراحة.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدلع لسانه للحسن بن علي، فيرى الصبي حمرة لسانه، فيهبش إليه)). وكسباق النبي صلى الله عليه وسلم- لعائشة- رضي الله عنها- في غزوتين من غزواته، وقولها لها: ((هذه بتلك السبقة)). وكإرساله البنات الجواري ليلعبن معها في بيته صلى الله عليه وسلم.
94 - زيارة العلماء والدعاة وطلاب العلم وأهل الخير والصلاح في منازلهم وأماكن أنشطتهم الخيرية والدعوية، للتعلم منهم، والاقتداء بهم، والتعاون معهم.
95 - القدوة العملية ببر الوالدين والإحسان إليهم، والبذل لهم والرفق بهم والسماحة معهم- إن كانوا أحياء- لما لذلك من أثر إيجابي في تربيتهم.
96 - تعليق السوط في مكان بارز في البيت، ليستشعر المخطئ والمفرط والمتعدي أن العقوبة له بالمرصاد إذا زل أو ضل.
عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب لهم)).
97 - ترغيب الأهل في الجلوس مع كبار السن للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في الحياة، والوقوف على طبيعة حياتهم وشديد معاناتهم وتحملهم لشظف العيش، وخصوصا من غرف منهم بالحكمة والعقل والاتزان والدين والعلم.
عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البركة مع أكابركم)).
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا، فليس منا)).
98 - عندما يشتري الوالد سلعة مغشوشة كالفاكهة، فإنه يجمع أهله ليريهم سوء هذه الصنيع ويقبحه في أنظارهم، ثم يدعو بالصفح والمغفرة لمن غشه من المسلمين، ويدعو له بالصلاح والهداية، وأهله يؤمنون على دعائه، فيتعلم الأهل منه الصفح والعفو لمن أساء إليهم أو أخطأ عليهم، ويستشعرون شناعة الغش وقباحة التدليس والتلبيس ..
99 - الخروج مع الأهل في ليلة مقمرة إلى فلاة مأمونة خارج نطاق العمران، ليريهم بديع صنيع الله في خلق السموات ونجومها وأفلاكها، ويذكرهم بظلمة القبور ووحشتها، وغير ذلك من المسائل التربوية التي ينبغي أن يوقفهم عليها ويريبهم بها.
100 - تفريغ أحد المربين الصالحين لملازمة الأبناء وتربيتهم وتعليمهم القرآن وآدابه، والعلم الشرعي وأحكامه، وطبعهم على العادات الحميدة والأخلاق الكريمة، ويمكن إعداد برنامج مشترك لمجموعة من الأسر المتجانسة لكفالة هذا المربي للعناية بأبنائهم.
وأعتقد جازما أن توفير هذا المربي أولى وأنفع من جلب الخادمات في البيوت، فمتى ندرك أن قلوب وعقول أبنائنا أهم وأعظم من أجسادهم وقوالبهم؟!
--------------------------------------------------------------------------------
الخاتمة
أيها الكريم:
هذه عصارة الفكر، وخلاصة التجربة، ونتيجة البحث والتلقي، تراها بين يديك بعد أن أرسلت إليك.
فما وجدت فيها من خير وصواب، فهو من توفيق الكريم الوهاب {وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} [هود: 88].
فعض عليها بالنواجذ، واقبض عليها بكف الحرص، وكن بها عالما، وبما فيها عاملاً، وإليها داعيا وعليها صابرا، وادع لأخيك بالقبول والثواب.
وما وجدته فيها من خطأ وخطيئة، فاطرحه جانبا، وانبذه قصيا، فالحق أحق أن يتبع، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، وادع لأخيك بالمغفرة لزلله، والصفح عن خلله، واعلم أنها ذنوبه التي أركسته، ومعاصيه التي كبلته، وخطاياه حالت بينه وبين الحق، فكن له ناصحا، ومن المخالفة مخلصا، ولن تجد منه إلا آذانا صاغية، وأكفا داعية ..
وسلام من الله عليك، ورحمة منه إليك- بفضله وكرمه- وهو ذو الفضل العظيم، وصلى الله على رسولنا الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وكتبه
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
غفر الله له ولأسرته وتجاوز عنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فراس]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 02:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 03:27]ـ
جزاكم الله خيراً أخى الكريم محمد السيد
نقل مبارك جمع فيه كاتبه أجمل النصائح
وليس لمثلى أن يستدرك ولكن أحب أن أضيف إلى البند (1) وهو الخاص بالدروس:
اقتناء كتابي الصحيحين وهما أصح الكتب بعد كتاب الله وعقد مجلس منتظم للقراءة فيها لربط الأهل والأبناء بالسنة وتحبيبهم في السند وإدخال نور النص النبوي إلى قلوبهم ليعيشوا معه ويرجعوا إليه وهذا أولى من كتب الفقه المحتوية على المتون والحواشى ... إلخ.
وهذا أمر مجرب وأتى بثمار هائلة جعل من طبق عليهم هذا الأمر يتشربون حب النص الشرعى وتنبت قلوبهم وعقولهم على تعظيمه وتقديمه على أقوال الرجال .. فلابد لكل منا أن يغرس فى أبنائه ومن له ولاية عليهم تعظيم النصوص الشرعية وتقديمها على ما سواها .. وتحذيرهم من مساوئ المعاهد الإسلامية المعاصرة.
كذلك ترهيب النشء من الحكم على النصوص وفقاً لكلام البشر وتحذيرهم من جعل كلام بعض الفقهاء معياراً للنصوص الشرعية.
كذلك غرس محبة أصحاب الحديث والسنة فى قلوب النشء فتعرض عليهم دائماً سيرة البخارى ومسلم وأحمد والشافعى وداود وابن حزم وغيرهم.
وفق الله أهلنا وأولادنا إلى الحق- وجزاكم الله خيراً
ـ[أبومنصور]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 01:33]ـ
بارك الله فيك.
ياحبذا لو تم اقتراح بعض الكتب او الاشرطة او المحاضرات العلمية التي تناسب هذه الافكار وتحقق الاهداف المرجوة منها.
ملاحظة:
لو يتم ترتيب هذه الافكار على شكل مقالة ورد لسهولة طباعتها وتوزيعها.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 06:14]ـ
....
ملاحظة:
لو يتم ترتيب هذه الافكار على شكل مقالة ورد لسهولة طباعتها وتوزيعها.
تفضل أخى الفاضل
http://www.archive.org/download/100nasiha/100.zip
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 07:44]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 02:13]ـ
أتوجة بخالص الشكر والأمتنان للاخ الفاضل / أبو محمد العمرى لما قدمة من رابط أتم الاستفادة بالمقال
له خالص الدعاء والامانى بان ينفع الله به الاسلام والمسلمين، وينفعنا بالمزيد من مشاركاته النافعة.
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 02:33]ـ
روابط لها علاقة بالموضوع ...
http://www.ozkorallah.net/fl_list.asp?lang=ar&folder_id=48&parent_id=48
http://www.al-rasool.net/13/13d/main.htm
http://islam.aljayyash.net/encyclopedia/book-12-14
http://www.saaid.net/Doat/ahdal/index6.htm
http://www.islam ... .net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=74895
ـ[أبومنصور]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 01:31]ـ
تفضل أخى الفاضل
http://www.archive.org/download/100nasiha/100.zip
بارك الله فيك ... لكن الرابط غير شغال عندي .. الرجاء التاكد منه.
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 12:51]ـ
أخى / أبو منصور، يرجى تعاملكم مع الرابط بواسططة برنامج تحميل أو تنفيذ اقتباس مباشر من المقال قد يؤدى نفس الغرض.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبومنصور]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 01:15]ـ
أخى / أبو منصور، يرجى تعاملكم مع الرابط بواسططة برنامج تحميل أو تنفيذ اقتباس مباشر من المقال قد يؤدى نفس الغرض.
جزاكم الله خيرا
اخي الكريم .. جربت احد برامج التحميل ( Internet Download Manager ) بالاضافة الى Save As .. وجربت نسخ الرابط في صفحة جديدة لكن الرابط مع هذا لم يشتغل.
وتقبل تحياتي
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 09:27]ـ
أخي / ابو منصور أليك رابط جديد، اضغط عليه فقط تظهر لك صفحة حمل من خلالها
http://www.tootshamy.com/displayimage.php?album=2&pos=92
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبومنصور]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 10:02]ـ
أخي / ابو منصور أليك رابط جديد، اضغط عليه فقط تظهر لك صفحة حمل من خلالها
http://www.tootshamy.com/displayimage.php?album=2&pos=92
وجزاكم الله خيرا
بارك الله فيك .. لقد تم التحميل
وتقبل تحياتي الاخوية(/)
بحوث علمية
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 09:50]ـ
مجوعة متميزة من البحوث العلمية ارجو الزيارة ..
http://saaid.net/bahoth/index.htm(/)
مجمع البحوث الإسلامية بين الإفراط والتفريط
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 10:01]ـ
أيمن مكاوي
يُعَدّ مجمع البحوث الإسلامية إحدى كبرى الهيئات المرجعية السنية في العالم الإسلامي، وهو إحدى إدارات الأزهر الشريف، وهو البديل لهيئة كبار العلماء التي تم إلغاؤها.
أنشئ المجمع بموجب القانون رقم 103 لسنة 1961، وذلك بهدف تجديد الثقافة الإسلامية وتجريده من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسي والمذهبي، وكذا بيان الرأي فيما تجد من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة الإسلامية، وحمل تبعة الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة.
يتألف المجمع من عدد لا يزيد على خمسين عضوًا من كبار علماء الإسلام، ثلاثين عضوًا منهم من مصر وعشرين عضوًا من خارجها من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ويشترط القانون حضور خُمس الأعضاء على الأقل من خارج مصر لاكتمال النصاب القانوني، وهذا ما يجعل للمجلس ميزة عالمية التشكيل والتي تجعل منه المرجعية العليا فيما يتعلق بالبحوث الإسلامية.
ويتكون مجمع البحوث الإسلامية من عدة لجان أساسية يختص كل منها بجانب من البحوث في مجال الثقافة الإسلامية، ويتولى مجلس المجمع ولجانه متابعة ودراسة القضايا المطروحة على الساحة المحلية والعالمية، ويصدر توصياته بشأنها، كما يقوم بتتبع ما ينشر من بحوث ومؤلفات عن الإسلام والتي يكون بها مغالطات أو افتراءات ويقوم بتصحيحها والرد عليها.
يرأس المجمع الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، ويتم تعيين الأعضاء من خلال
اقتراح بالتعيين من شيخ الأزهر ويعرضه على رئيس الجمهورية والذي يصدر بدوره قرارًا بالتعيين، ويُعَدّ الدكتور محمود حب الله أول أمين عام لمجمع البحوث الإسلامية، وكان (رحمة الله عليه) شخصية عالمية أكسبت المجمع مصداقية بالعالم الإسلامي وجعله أول أكاديمية بحثية.
وعلى الرغم من أهمية مجمع البحوث الإسلامية، وعظم الدور الذي يقوم به في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين، وكونه أكبر هيئة سنية مرجعية في العالم الإسلامي فإنه أصبح محل هجوم شديد وانتقاد عنيف من كثير من التيارات الفكرية والسياسية في العالم الإسلامي، الإسلامية منها والعلمانية.
حيث يرى البعض أن المجمع "جهة تفريط"، وأنه قد فقد كثيرًا من مصداقيته وتزعزعت ثقة المسلمين به في الآونة الأخيرة؛ لما نسب إليه من فتاوى والتي كانت محل صدمة لكثير من العلماء وعامة المسلمين، الأمر الذي حدا بكثير من العلماء إلى إنشاء هيئات ومؤسسات موازية لمجمع البحوث الإسلامية، سواء كانت عالمية كالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أو إقليمية كجبهة علماء الأزهر الشريف بمصر.
بينما يرى البعض الآخر أن المجمع "جهة إفراط لا تفريط"، حيث إنه يقوم بالحكر على حرية الفكر والإبداع، وإنه جهة قمع للخيال ومصادرة للمؤلفات.
مجمع البحوث ودعاوى الإفراط
ظل مجمع البحوث الإسلامية مثار تساؤلات طائفة المفكرين والأدباء والمثقفين من حيث أسباب نشأته وأهدافه واختصاصاته، كما خضع للكثير من الانتقادات، وظل محل هجوم شديد من جانبهم، حيث ترى تلك الطائفة أن المجمع يعطي لنفسه صلاحيات فكرية لا تتوافق وطبيعة وصلب اختصاصه.
فالمجمع من وجهة نظرهم جهة بحثية ودينية لا جهة حكر على حرية الفكر والإبداع ومصادرة للأعمال والمؤلفات، ولعل السبب الرئيسي في تلك الانتقادات هي القائمة الطويلة والتاريخية من الإصدارات والمؤلفات التي كان المجمع وراء مصادرتها والتي تتراوح بين ما هو عمل أدبي ودرامي وما هو فكري وفلسفي.
لذلك ترى طائفة "التنويريين" (كما يحبون أن يطلقون على أنفسهم) أن المجمع جهة ظلام واستبداد للفكر والإبداع وحرية الاجتهاد، وأنه كان وراء العودة بالحريات ومفهومها إلى الوراء، وأنه كان -وما زال- يمارس سلطة الوصاية على عقول وقلوب وضمائر المسلمين وربما الأمة بأسرها، كما أنه يقوم بوضع الخطوط الحمراء أمام الفكر الإنساني، فضلاً عن قيامه بتحديد سقف الإبداع وقمع الخيال.
مجمع البحوث ودعاوى التفريط
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى نقيض دعاوى الإفراط في قمع حرية الفكر والإبداع والبحث والاجتهاد، يرى الإسلاميون أن المجمع جهة تفريط لا إفراط؛ وذلك لأنه لا يقوم بدوره الأكمل وواجبه الأمثل في خدمة ثوابت الدين وقضايا الأمة، في إشارة إلى بعض الفتاوى الصادرة عن المجمع والتي كانت محل اختلاف مع كثير من علماء الإسلام، خاصة أن المجمع ليس به سوى خمسة فقهاء فقط.
وفي هذا الصدد يؤكد الشيخ سيد عسكر الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية سابقًا - والنائب الإخواني بمجلس الشعب أن مجمع البحوث الإسلامية مقصر ودوره محجم، فلا تُعطى له الإمكانيات الكاملة والصلاحيات الكفيلة للقيام بدوره.
ويدلل على ذلك بقوله: "إن مؤتمر المجمع الذي يضم خيرة العلماء لم ينعقد منذ سبع سنوات، والقرارات والفتاوى التي تصدر إنما هي من مجلس المجمع المحلي وليس مجمع البحوث ذاته"، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا بين مؤتمر علماء المسلمين كهيئة عالمية والتي تضم علماء من خارج مصر ومجلس المجمع المحلي.
ويلفت النظر إلى أن قرارات المجمع الصادرة عن مجلس المجمع ليست قانونية؛ وذلك لعدم بلوغها النصاب القانوني، حيث اشترط القانون حضور خُمس الأعضاء من خارج مصر لاكتمال النصاب القانوني.
وحول إمكانية مشاركة المرأة كعضوة بمجمع البحوث يشير عسكر إلى أنه إذا وجدت عالمة مسلمة على المستوى المطلوب، ووفقًا للشروط التي ينص عليها القانون فلا مانع شرعًا من مشاركتها في المجمع.
ويختتم قائلاً: "لو طبق القانون بدقة لقام المجمع بدوره، ولكن القانون لا يطبق".
من جهته حذر الأستاذ علي لبن -عضو مجلس الشعب- من تعطيل مجمع البحوث عن أداء دوره في إصدار الفتاوى ومراقبة الحالة الدينية؛ لأنه يؤدي إلى تبعثر في جهات الفتوى وتناقض في الفتاوى نفسها، واجتراء بعض الأقلام على ثوابت الدين والإتيان بآراء شاذة وغريبة؛ لأنهم يعلمون أن الجهة التي تمثل كبار العلماء معطلة عن العمل ولا تستطيع اتخاذ قرارات فعالة.
وأكد أن بقاء الأمر بهذا الشكل يمهد إلى إلغاء مجمع البحوث الإسلامية "ذي الصفة العالمية"؛ ليحل محله ذو الصفة المحلية المصرية، وبالتالي يتم تحويل الأزهر من مؤسسة عالمية إلى مؤسسة محلية دون أن يشعر بذلك أحد.
لا إفراط ولا تفريط
الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون يرى أن القول بأن المجمع جهة ظلام وأنه وراء تراجع الحريات والإبداع كلام غير صحيح جملة وتفصيلاً، لأن المجمع لديه معايير واضحة ومنضبطة فيما يتعلق بالأمور الشرعية، مؤكدًا على أن "المنفلتين" على حسب تعبيره هم الذين يسمونه بمجمع قمع الحريات.
وألفت النظر إلى أن المجمع لا يصادر الكتب، بل ليس من سلطته مصادرة الكتب ولا يدخل ضمن اختصاصه، وإنما هو جهة توصية، حيث يصدر توصيات لا قرارات، أما ما يتعلق بالمنع والمصادرة فهذا شأن قضائي لا أزهريًّا.
وفي إجابته على عدم قانونية القرارات الصادرة عن المجمع شدد القول "على أنه لا يجوز القول بأن قراراته غير قانونية؛ وذلك لحضور أغلبية أعضاء المجلس تلك الجلسات، أما القول بعدم حضور الأعضاء غير المصريين فيرى أنه لا جدوى من حضورهم للجلسات؛ وذلك لمعرفة آرائهم مسبقًا".
وأضاف من أنه لا مانع شرعًا من مشاركة المرأة في مجمع البحوث مع مراعاة الضوابط الشرعية.
واختتم الدكتور إدريس كلامه باقتراحين لتطوير المجمع أولهما: زيادة عدد الأعضاء ضعف العدد الموجود لإحداث ثراء فكري داخل المجمع، ثانيهما: اقتصار العضوية على المتخصصين بمقتضى الرسائل العلمية كالدكتوراة.
--------------------------------------------------------------------------------
محرر بالنطاق الشرعي بشبكة إسلام أون لاين
ملاحظة؛شبكة اسلام أون لاين تنتهج الفكر الاخوانى،وان كان هذا لا يمنع الافادة بالمقال.
نسألكم الدعاء(/)
حوار ساخن بين " دكتور استفهام " و " يوسف أبالخيل "
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 11:05]ـ
شبكة الاعتدال تدير حواراً بين الكاتب الإسلامي بدر العامر (دكتور استفهام) والليبرالي المعروف يوسف أبالخيل.
لمتابعة هذا الحوار على الرابط التالي
http://www.e3tdal.com/vb/showthread.php?t=1583
ومن المناسب أن نرى تعليقاتكم حول هذا الحوار
في موضوعنا هذا.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 04:02]ـ
نريد تعليق قرّاء هذا الحوار
ـ[ابن رشد]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 06:31]ـ
قرأت الحوار بس مافهمت شي
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 07:30]ـ
قرأت الحوار بس مافهمت شي
صدقتَ. . و. . في فمي مااااء!
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:57]ـ
الأخ الفاضل عبدالله العلي:
الشيخ الفاضل بدر العامر "الدكتور استفهام" من خيرة طلاب العلم المتمكنين في الرد على الليبراليين وأمثالهم , والتجاهل الذي نلحظه في أكثر من موقع لهذه المناظرة مرده لأسباب من أهمها "داء التعصب والتحزب" , فللدكتور استفهام حاسدوه ومخالفوه من الداخل الإسلامي , ومع تطبيل أقلام الاسلاميين لأنصاف المتعلمين ممن لا يبلغ علمهم عشر علم الشيخ بدر العامر نرى هذا التهميش , مع أن معظم هؤلاء لا يجيد سوى القص والنسخ ومهارات الفوتوشوب إلا أن تبعيتهم الفكرية للتيار السائد كافية لاضفاء ألقاب المشيخة عليهم , إنه داء وبيل أخي العزيز .. علينا أن نربي الجيل الجديد على الوقاية منه , وأما من أشرب قلبه داء التعصب معززاً ذلك بمصالح مادية أو معنوية فلا حيلة فيه إلا أن يوفقه الله لتحصيل علم شرعي متين , وعقلية سلفية متحررة من آصار التقليد والتبعية , بارك الله فيك.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 03:47]ـ
الأخ الفاضل عبدالله العلي:
الشيخ الفاضل بدر العامر "الدكتور استفهام" من خيرة طلاب العلم المتمكنين في الرد على الليبراليين وأمثالهم , والتجاهل الذي نلحظه في أكثر من موقع لهذه المناظرة مرده لأسباب من أهمها "داء التعصب والتحزب" , فللدكتور استفهام حاسدوه ومخالفوه من الداخل الإسلامي , ومع تطبيل أقلام الاسلاميين لأنصاف المتعلمين ممن لا يبلغ علمهم عشر علم الشيخ بدر العامر نرى هذا التهميش , مع أن معظم هؤلاء لا يجيد سوى القص والنسخ ومهارات الفوتوشوب إلا أن تبعيتهم الفكرية للتيار السائد كافية لاضفاء ألقاب المشيخة عليهم , إنه داء وبيل أخي العزيز .. علينا أن نربي الجيل الجديد على الوقاية منه , وأما من أشرب قلبه داء التعصب معززاً ذلك بمصالح مادية أو معنوية فلا حيلة فيه إلا أن يوفقه الله لتحصيل علم شرعي متين , وعقلية سلفية متحررة من آصار التقليد والتبعية , بارك الله فيك.
الأخ عبدالرحمن ..
الإخوة يقولون أنهم لم يخرجوا من المناظرة بشيء مفيد!!
أي أنهم لم يجدوا فيها ردودا قوية ومثرية ومفحمة لأبي الخيل من الدكتور استفهام، وأنت تلقي باللائمة على من خالف الدكتور استفهام!!
المناظرة كانت بين شخصين فقط فما دخل الآخرين؟؟!
ثم يا أخي لا أجد في ردك هذا إلا تجسيدا لمقولة "رمتني بدائها وانسلت"
فلا أرى في كلامك إلا شكل من أشكال التعصب المقيت للدكتور استفهام!!!
أخي الفاضل .. هلا أفصحت عن مرادك بقولك:
إلا أن تبعيتهم الفكرية للتيار السائد كافية لاضفاء ألقاب المشيخة عليهم ,
فما المقصود التبعية الفكرية السائدة؟ ومن المعنين؟ ليتك تكون واضح وتستخدم ألفاظا سلفية واضحة ومحددة بعيدا عن الغموض والتقليد لمصطلحات ربيبي المثاقفة والتلاقح الفكري وووالخ .. !
وما مقصودك بقولك:
وأما من أشرب قلبه داء التعصب معززاً ذلك بمصالح مادية أو معنوية فلا حيلة فيه إلا أن يوفقه الله لتحصيل علم شرعي متين , وعقلية سلفية متحررة من آصار التقليد والتبعية ,
من هم المتعصبون ذوو المصالح المادية والمعنوية؟؟
يبدو أنك تلمز أحدا من التقليديين الذي لا يروقون للسلفيين المتحررين النابذين للتقليد والفكر السائد .. الخ!!
ثم بارك الله فيك هل هذا ما تعلمته من أصحاب "العقلية السلفية المتحررة من آصار التقليد والتبعية" أن تلمز الآخرين؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)