? فهذا صحيح بالنسبة إلى بلد أصلها الكفر، ودخلها المسلمون ليفتحوها.
? ولكنه باطل! بالنسبة إلى بلد أصلها الإسلام، ودخلها الكافرون؛ فهي تظل دار إسلام على الأصل التي كانت عليه، ولا يتغير هذا الأصل بحال (إلا) بزواله تمامًا؛ أي بغلبة الكفار (التامة) على الدار.
وقد ضربت لنا أمثلة في ذلك، وهي: أفغانستان والعراق. ولا أريد الخوض في أمر هاتين الدولتين، لأن حديثنا منصب في الأصل على الحكم الشرعي العام .. ولكن الجميع يعلم أن أكثر مناطق هذه الدولتين تحت حكم ونفوذ الكفرة (التامة [بحسب ما قررته أنا]) .. وأن من يقاومهم يأتي من خارج حدود هذه المناطق المحتلة ..
? أولاً:
أنا ما تكلمتُ عن العراق؛ وإنما تكملتُ عن فلسطين!.
? ثانيًا:
ضرب هذه الأمثلة يقرب المسألة؛ فأرجو منك أن تجيب على سؤالي؛ هل أفغانستان وفلسطين أصبحتا دارا كفر (بمجرد) دخول الكافرين لها؛ وإن لم تكن لهم الغلبة (التامة).
? ثالثًا:
أما بخصوص قولك أن (أكثر) مناطق هاتين الدولتين تحت حكم ونفوذ الكفرة (التامة). فما كان كذلك من المناطق؛ فقد صار إلى الكفر. أما المناطق التي لا يزال النزاع عليها قائمًا؛ فلا تتحول إلى الكفر حتى تتم الغلبة عليها. ولا عبرة بالحدود الجغرافية المحدثة! في الحكم على (كل) الدار بسقوط بعض مناطقها.
وهذا المفهوم للغلبة هو ما قرره العلماء .. يقول الشوكاني -في [السيل الجرار: 4/ 575]:
الاعتبار بظهور الكلمة [ولم يقل غلبة تامة بمفهومك ولا غيره .. بل اشترط ظهور الكلمة، أي السلطان والنفوذ والبأس والمنعة] فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام، بحيث لا يستطيع من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام فهذه دار إسلام. [وهذا بالضبط ما أقول به .. وما قررته. فإن البلاد المحتلة يظهر فيها الكفر بقوة الكافرين وسلطانهم وغلبتهم، وليس هو مأذوناً له من المسلمين، بل المسلمون مرغمون] ولا يضر ظهور الخصال الكفرية فيها؛ لأنها لم تظهر بقوة الكفار، ولا بصولتهم، كما هو مشاهد في أهل الذمة - من اليهود والنصارى والمعاهدين - الساكنين في المدائن الإسلامية. وإذا كان الأمر العكس؛ فالدار بالعكس
ويقول ابن حزم في [المحلى: 11/ 200]: الدار إنما تنسب للغالب عليها والحاكم فيها والمالك لها
انظر كيف اشترط الغلبة والحكم والملك .. وهو ما قررته سابقاً .. ولم يقل: غلبة تامة، وقهر تام .. كما تقول
? أولاً:
إن الشوكاني وابن حزم قد ذكرا الغلبة، ولم يصرحا بكونها (تامة) أو (ناقصة) -كما ذكرتَ-؛ فكلامهم يحتمل الأمرين معًا؛ فَلِمَ حملتَ كلامهما على مجرد الغلبة، والنفوذ؛ وإن لم يكن تامًا؟!؛ ألا يحتاج هذا إلى دليل من كلامهم ليصح حملك؟!؛ هذا مع التسليم لك!؛ وإلا فإطلاقهما للظهور والغلبة الأصل فيه أن يفهم منه (مطلق) الظهور و (مطلق) الغلبة؛ لا (بعض) الظهور و (بعض) الغلبة.
? ثانيًا:
أنه قد جاء في كلامهما قرائن تدل على اشتراطهما لـ (تمام) الغلبة:
• قال الشوكاني:
«الاعتبار ((بظهور الكلمة)) فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام بحيث ((لا يستطيع)) من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام فهذه دار إسلام. ((ولا يضر ظهور الخصال الكفرية فيها))؛ .... وإذا كان الأمر العكس؛ فالدار بالعكس» اهـ. يعني: إن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الكفر؛ بحيث ((لا يستطيع)) من فيها من المسلمين أن يتظاهر بإسلامه إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الكفر فهذه دار كفر.
أقول: فقوله ((لا يستطيع)) يفهم منه (تمام) الغلبة بلا شك؛ لاسيما وأنه أعقب ذلك بقوله (إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الكفر).
• وكذلك الأمر مع ابن حزم:
فإنه قد صرح بأن الدار: «إنما تنسب 1 - للغالب عليها، 2 - والحاكم فيها، 3 - والمالك لها». والتملك لا يكون (بحال) إلا بعد (تمام) الغلبة؛ فهذه قرينة ظاهرة من قوله أنه يعتبر (تمام) الغلبة.
? ثالثًا:
وحتى لو سلمنا جدلاً!! أن الشوكاني وابن حزم لم يقيدا الغلبة بـ (التمام)؛ فإن غيرهم من أهل العلم قد قيدوها بذلك؛ كما (صرح) السرخسي في "المبسوط" (10/ 114)؛ فقال -موضحًا وجهة إمامه-: «لأن هذه البلدة كانت من دار الإسلام محرزة للمسلمين فلا يبطل ذلك الإحراز إلا ((بتمام القهر)) من المشركين» اهـ.
? رابعًا:
ما ضابط الغلبة إذًا إن لم تكن (تامة)؟!
فعلى قولك!!؛ فإن مجرد دخول الكافرين إلى بلد لأهل الإسلام؛ مما يصيرها إلى دار كفر!!؛ برغم جهاد المسلمين لهم؛ ذلك لأنهم بمجرد دخولهم إلى دار الإسلام؛ سيظهرون بعض مظاهر الشرك رغمًا عن المسلمين.
وهل قال بذلك أحد؟!
.. بل يكفي أن يكون للكافرين سلطان على المسلمين، ونفوذ لأحكامهم، حتى تكون البلاد بلاد كفر.
فيكفي إظهار الكافرين لكفرهم بقوة وسلطة ونفوذ، وأن لا يكون للمسلمين منعة عنهم وعن أحكامهم، حتى نحكم على تلك البلاد بالكفر .. (على الأقل، على مذهب الصاحبين) ..
كلامك فيه تناقض!!:
• إذ إنك تقول لا تشترط (تمام) الغلبة؛ وإنما مجرد النفوذ والسلطان للحكم بكفر الدار.
• ثم تعود، وتشترط ذلك -تلميحًا-؛ حيث تقول: (وأن لا يكون للمسلمين منعة عنهم وعن أحكامهم)؛ أليس هذا من تمام غلبة الكافرين عليهم؟!؛ إذ كلامك فيه نفي لمطلق المنعة أصلاً؛ وهذا النفي يستلزم (تمام) الغلبة.
وعلى كل حال؛ فما فائدة كل ذلك ذلك عمليًا؟!؛ فغالب ديارنا إسلامية، والحمد لله؛ فهذه المباحث لا محل لها في بلادنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 11:14]ـ
هل تعتبر الحكومات الموجودات الآن في بلادنا - {بغض النظر عن كفر الحكومات و إسلامها} - لديها غلبة تامة على الدار؟
أرجو الإجابة بدون النظر إلى مسألة تكفير الأنظمة.
ما فائدة ذكر تمام الغلبة في بلادنا أصلاً؟!!؛ فهي لا تزال على الأصل؛ وهو كونها دار إسلام.
ولن يزول ذلك الأصل إلا بغلبة الكافرين (التامة) عليها.
وهل اشترط أحد من أهل العلم (تمام) الغلبة للمسلمين!؛ حتى تبقى الديار إسلامية؟!
(سؤال موجه إليك وإلى أبي شعيب)
? قد يقول قائل:
ألم تقل أن مناط الحكم على الدار بالإسلام هو: ((سيطرة المسلمين على الدار وسيادتهم عليها وامتلاكهم لها))؟!؛ فلم اعتبرت مجرد الغلبة في الحكم لها بالإسلام، ثم قيدت ذلك بـ (تمام) الغلبة للحكم عليها بالكفر؟!
? فأقول:
إن هناك فرق بين الحكم على الدار بالإسلام، وبين الحكم عليها بالكفر
• أما الأول:
فَقَدِ اتُّفِقَ على مناطه؛ ألا وهو مجرد غلبة المسلمين عليها؛ حتى أن بعض الفقهاء قد حكم بالإسلام على الدار التي تظهر فيها ((بعض)) أحكام الإسلام كالأذان؛ كما هو مذهب المالكية.
• أما الثاني:
فَقَدِ اخْتُلِفَ على مناطه على أقوال حكيناها سابقًا؛ ومن ناط الحكم بالغلبة من أهل العلم؛ قد اشترط في ذلك (تمام) الغلبة؛ حتى لا يحكم على الدار بالكفر جزافًا وبالاحتمال!؛ فتنتقل عن الأصل (وهو الإسلام) دون يقين.
وهذه المسألة تشبه الحكم للإنسان بالاسلام وبالكفر:
• فيحكم بإسلام الشخص؛ بمجرد نطقه للشهادتين -وإن لم يعلم لوازمهما-، والتزامه العام المجمل بأركان الإسلام.
• ولا يحكم عليه بالكفر بمجرد وقوعه في الكفر إلا بإقامة الحجة عليه، وتوافر الشروط وانتفاء الموانع؛ وذلك تحرزًا من إهدار الأصل اليقيني (= وهو إسلامه).
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 03:49]ـ
أبا رقية، هداك الله، يبدو أنك تخلط بين المسائل.
مناط الحكم على الدار هو بالذي يحكم أهلها، ويكون له القول النافذ فيها .. وأعني بذلك الحكومة .. حتى لو تمرّد بعض المسلمين من غير ذوي الشوكة .. وأقصد بـ "غير ذوي الشوكة" الذين لا يستطيعون إقامة شرع الله في الأرض، وإنما غاية دفعهم إنما هو لإقامة شرع الله بعد أن أزاله هؤلاء الكفرة، وأنفذوا حكمهم الكافر في الأرض.
فالكفار بهذا المعنى متغلبون غلبة تامّة على الأرض، بل وعلى الشعب .. والدليل: عدم استطاعة الشعب إقامة حكم الله في الأرض.
أما إن وجدت مناطق تجاهد وتقاتل، وتقيم حكم الله فيها .. وهي في منازعة مع أعداء الله عليها، فهي بلاد إسلام ولا شك .. ما دام الحكم النافذ هو حكم الله، وليس حكم الطاغوت.
أما المناطق التي تنازع الكافرين، ولكن حكم الكافرين هو النافذ .. بحيث لا يستطيع المسلمون هناك إقامة شرع الله بعد إسقاط الكافرين لحكومتهم، فهي دور كفر ..
مثاله: (أراضي العراق وأفغانستان) .. المجاهدون فيها في كرّ وفرّ، ولا يستطيعون إقامة شرع الله تعالى في الأرض التي ينازعون فيها الكفرة، بل حكم الكافر هو الساري والجاري .. فهذه ديار كفر، ولا عبرة بالمنازعة.
أما تأويلك لكلام الشوكاني، فمن أعجب العجب!! فهو على الرغم من وضوحه، فإني أراك تتكلف تأويله بما يوافق مذهبك ..
وسأبيّن ذلك بوضوح ..
- قوله: «الاعتبار بظهور الكلمة»
أي: من تكون كلمته نافذة في الأرض .. والكفار إن أسقطوا حكومة المسلمين وتسلّطوا عليهم وحكموهم، وأقاموا فيهم حكم الطاغوت، فلا يجادل أحد أن كلمتهم هي الظاهرة .. حتى وإن وجد من بعض الأفراد "مقاومة" أو "دفعاً"، لا يمكنه به إقامة حكم الله في الأرض.
- قوله: «فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام، بحيث لا يستطيع من فيها من الكافر أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام فهذه دار إسلام»
لاحظ كيف أنّه فسّر كون الأوامر والنواهي لأهل الإسلام بحيث: لا يستطيع الكافر أن يتظاهر بكفره إلا بإذن المسلمين ..
بمعنى، أن الكلمة والسلطان والنفوذ هو للمسلمين، ولا يستطيع الكافر بحال إظاهر كفره خوفاً منهم، إلا أن يأذنوا له.
فسلطان الكافرين غائب هنا .. وكفرهم مندرس، والحكم هو لله، لا لغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
- قوله: «ولا يضر ظهور الخصال الكفرية فيها لأنها لم تظهر بقوة الكفار ولا بصولتهم»
بمعنى: لو ظهرت خصال الكفر بقوة الكفار وصولتهم، فهي دار كفر .. وهذا ما قرره في السطر السابق.
وقد ضرب لذلك مثالاً حتى يفهم من يسيء الفهم .. فقال:
- «كما هو مشاهد في أهل الذمة من اليهود والنصارى، والمعاهدين الساكنين في المدائن الإسلامية»
فإن أهل الذمة والمعاهدين إنما هم تحت سلطان المسلمين .. ولا يظهرون شعائر دينهم الكفرية إلا بإذن المسلمين، وتحت نفوذهم ..
فالعبرة هنا هي: هل هذا الكفر ظهر بقوة الكافرين ونفوذهم أم لا؟؟
فعليه يكون: حكم الكافرين لبلاد المسلمين بشريعتهم الكافرة (وهو كفر)، يحيل بلاد المسلمين إلى بلاد كفر .. وإن وجد فيهم من يدافع ويقاوم وينازع .. ما دام أن هذا المدافع ليست له قدرة ومنعة على إقامة شرع الله في الأرض ..
وإن أقام شرع الله في الأرض في منطقته هو، دون باقي مناطق المسلمين المحكومة من قبل الكفرة، فمنطقته هي دار إسلام .. سوى بقية المناطق.
ولا أظن أن الكلام يمكن أن يكون أوضح من ذلك، وفق مذهب الشوكاني ..
ثم أنت تأتي بتأويلات عجيبة لكلامه .. لا أدري من أين تأتي بها ..
تقول:
«الاعتبار ((بظهور الكلمة)) فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام بحيث ((لا يستطيع)) من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام فهذه دار إسلام. ((ولا يضر ظهور الخصال الكفرية فيها))؛ .... وإذا كان الأمر العكس؛ فالدار بالعكس» اهـ. يعني: إن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الكفر؛ بحيث ((لا يستطيع)) من فيها من المسلمين أن يتظاهر بإسلامه إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الكفر فهذه دار إسلام.
أقول: فقوله ((لا يستطيع)) يفهم منه (تمام) الغلبة بلا شك؛ لاسيما وأنه أعقب ذلك بقوله (إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الكفر).
يبدو جليّاً أنك قد أخطأت تأويل كلامه، وحمّلته ما لا يحتمل ..
أما قوله: «وإذا كان الأمر العكس فالدار بالعكس»
فما هو هذا العكس الذي أخطأت أنت تأويله؟؟
فلنعكس كلامه إذن .. فعليه يكون:
إن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الكفر، بحيث لا يستطيع من فيها من المسلمين أن يتظاهر بإسلامه، إلا لكونه مأذوناً له بذلك من أهل الكفر، فهذه دار كفر، ولا يضر ظهور الخصال الإسلامية فيها، لأنها لم تظهر بقوة المسلمين ولا بصولتهم.
هكذا يكون العكس يا أبا رقية، وليس كما تقول:
يعني: إن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الكفر؛ بحيث ((لا يستطيع)) من فيها من المسلمين أن يتظاهر بإسلامه إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الكفر فهذه دار إسلام.
والفرق بين تأويلي وتأويلك واضح ..
فأنت لم تذكر الصولة والقوة والغلبة للمسلمين .. وإنما فقط ذكرت "إظهار بعض الشعائر" ..
والعجب أنك ترى أن الكافر إذا أذن للمسلم بإظهار بعض شعائر دينه (في أرضه)، فإن الدار تبقى دار إسلام؟؟
هذا تأويل فاسد لكلام الشيخ - رحمه الله -، ومن يقرأ حديثنا له أن يحكم ..
ولكن خذ هذه "الصاعقة" من كلام ابن حزم - رحمه الله - في [المحلى: 11/ 200]:
الدار تنسب للغالب عليها والحاكم فيها والمالك عليها، ولو أن كافراً مجاهداً غلب على دار من دور الإسلام وأقرّ المسلمين بها على حالهم، إلا أنه هو المالك لها، المنفرد بنفسه في ضبطها، وهو معلن بدين غير الإسلام، لكفر بالبقاء معه كلّ من عاونه وأقام معه، وإن ادّعى أنه مسلم
ولحديثي بقية، فإنني لم أنته بعد من تعقيبي .. فأرجو أن تنتظر، فإن لي وقفة على كلامك في "الغلبة التامة" ..
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 08:32]ـ
يبدو أنك أنت الذي تخلط!؛ بل وتهذي!! أيضًا
فقد تمسكتَ بعبارة لي؛ قد أخطأت فيها (كتابة)؛ وقد أصحلتُها في فترة التعديل المسموحة لي؛ أي بعد كتابتها بما لا يزيد على 45 دقيقة.
وتعقيبك الميمون!! قد جاء بعد ذلك بأربع ساعات!.
فانظر إلى تسرعك، وعجلتك!!.
? العبارة قبل التعديل؛ والتي قد نقلتها عني:
يعني: إن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الكفر؛ بحيث ((لا يستطيع)) من فيها من المسلمين أن يتظاهر بإسلامه إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الكفر فهذه دار إسلام.
? والعبارة بعد التعديل؛ والتي أعماك! الله عنها:
يعني: إن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الكفر؛ بحيث ((لا يستطيع)) من فيها من المسلمين أن يتظاهر بإسلامه إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الكفر فهذه دار كفر.
وهذا يعني نسف معظم تعقيبك عَلَىَّ؛ والذي تفرح به!، وتظن أنك أصبتني به في مقتل!. يعني بداية من قولك!:
أما تأويلك لكلام الشوكاني، فمن أعجب العجب!! فهو على الرغم من وضوحه، فإني أراك تتكلف تأويله بما يوافق مذهبك ........ إلى آخر نقلك صاعقة!! ابن حزم؛ والتي أوافقها دون قوله (وأقام فيها).
ولا يحضرني -والحال كذلك! - إلا قول القائل:
____ـ____أَصَمَّكَ سُوءُ فَهْمِكَ! عَنْ خِطَابِي ??? وَأَعْمَاكَ الضَّلاَلُ! عَنِ اهْتِدَائِي
____ـ____وَهُنْتَ؛ فَكُنْتَ فِي عَيْنِي صَبِيًا! ??? أُطَارِحُهُ بِأَلْفَاظِ الْهِجَاءِ!
وللحديث بقية إن شاء الله .......
ملحوظة:
بدأت أشك في فهمك أصلاً! لما أكتب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 08:49]ـ
مناط الحكم على الدار هو بالذي يحكم أهلها، ويكون له القول النافذ فيها .. وأعني بذلك الحكومة ..
هل هذا تراجع منك عن التراجع!؛ أم أنه تخبط!!.
فقد ذكرتُ آنفًا في مشاركاتي الأولى أن المناط المعتبر فبي الحكم على الدار؛ إنما هو (الغلبة والتملك) فقط؛
وليس ظهور الأحكام من عدمها؛ لأن ظهور الأحكام تابع للغلبة والتملك؛ فلا فائدة من ذكره اصلاً.
فمالي بك تقرر عكس الذي زعمتَ! اتفاقك معي فيه؛ كما قلتَ:
(أبا رقية)، ......... أما عن الحكم الشرعي العام، فنعم، أتفق معك فيه، فجزاك الله خيراً .. ولست أكابر أو أعاند، فالحق أجلى من أن يُردّ ..
فَعَلَى ماذا اتفقت معي، وتركت من أجله المكابرة!؛ بل والمعاندة!؛ لجلاء الحق فيه؟!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 09:46]ـ
أما إن وجدت مناطق تجاهد وتقاتل، وتقيم حكم الله فيها .. وهي في منازعة مع أعداء الله عليها، فهي بلاد إسلام ولا شك .. ما دام الحكم النافذ هو حكم الله، وليس حكم الطاغوت.
لا اعتبار في الحكم على ديارنا بإسلام أو كفر بكون الحكم النافذ فيها؛ هو حكم الله، أو حكم الطاغوت!؛ طالما أن (الغلبة والتملك) فيها للمسلمين؛ فهذا وحده هو المناط المعتبر؛ كما أثبتناه آنفًا.
وللرد على كلامك أقول مستعينًا بالله:
أنه بالرغم من اختلاف أهل العلم في صيرورة دار الإسلام إلى دار كفر -كما أسلفنا-؛ إلا أن ديارنا لا تتحول إلى دار كفر على مذهب أي منهم -خلا مذهب الخوارج! والمعتزلة! - (وإن حكمت بالقوانين الوضعية)؛ حتى على مذهب الصاحبين! القائلين بصيرورة الدار للكفر بظهور أحكام الكفر فيها. وبيان ذلك كالتالي:
? فعلى المذهب الأول -وهو مذهب الشافعية-:
فلا تصير ديارنا الإسلامية -التي تحكم بالقوانين- ديارًا كفرية مطلقًا؛ قولاً واحدًا؛ وهذا واضح لا يحتاج بيان!.
? وعلى المذهب الثاني -وهو مذهب المالكية-:
فلا تصير ديارنا الإسلامية -التي تحكم بالقوانين- ديارًا كفرية -وإن استولى عليها الكفار-؛ لأن ديارنا لا تزال شعائر الإسلام فيها قائمة ولم تنقطع والحمد لله.
? وعلى المذهب الثالث -وهو مذهب أبي حنيفة-:
فلا تصير ديارنا الإسلامية -التي تحكم بالقوانين- ديارًا كفرية لعدم تحقق ((الشروط الثلاثة)) فيها؛ فديارنا:
[1] لم تنعزل عن سائر ديار المسلمين،
[2] وكذلك لم يذهب منها أمن وأمان الإسلام.
(إلا) أنه تظهر فيها أحكام الكفر؛ وهي القوانين الوضعية -عند من يفسرها بذلك! -؛ وسيأتي بيان خطأ هذا التفسير؛ فَتَرَقَّبْ!!.
فالدار لا تزال إسلامية لعدم انطباق ((جميع)) الشروط عليها. قال الكاساني -موضحًا مذهب أبي حنيفة-: «فما لم تقع الحاجة للمسلمين إلى الاستئمان؛ بقي الأمن الثابت فيها على الإطلاق، فلا تصير دار الكفر» اهـ.
وكذلك ((يصرح)) السرخسي –"المبسوط" (10/ 114) - موضحًا وجهة إمامه قائلاً: «لأن هذه البلدة كانت من دار الإسلام محرزة للمسلمين فلا يبطل ذلك الإحراز إلا ((بتمام القهر)) من المشركين؛ وذلك (((باستجماع الشرائط الثلاث)))» اهـ.
??وعلى المذهب الرابع -وهو مذهب صاحبي أبي حنيفة-:
فلا تصير ديارنا الإسلامية -التي تحكم بالقوانين الوضعية- ديارًا كفرية أيضًا؛ وذلك للآتي:
أولاً:-
أن الصورة المفروضة -عند أصحاب هذا المذهب- لصيرورة دار الإسلام دارًا للكفر؛ هو إذا ما ظهرت أحكام الكفر (((نتيجةً لِتَغَلُّبِ الكفار على الدار واستيلاءهم عليها))). بمعنىً أوضح: أن هذا المذهب مفترض فيما إذا ((استولى الكفار)) على دار الإسلام، وليست صورته فيما إذا كان المسلمون لهم السيادة والسيطرة والحكم؛ وإن حكموا بخلاف الشرع.
قال الكاساني –"بدائع الصنائع" (7/ 130) - بعد سوقه رأي أبي حنيفة وصاحبيه والاختلاف بينهم: «وقياس هذا الاختلاف: في (((أرض لأهل الإسلام ظهر عليها المشركون)))، وأظهروا فيها أحكام الكفر، (أو) كان أهلها أهل ذمة فنقضوا الذمة، وأظهروا أحكام الشرك؛ هل تصير دار الحرب؟؛ فهو على ما ذكرنا من الاختلاف» اهـ.
والغريب! أن أخانا أبا شعيب قد نقل -بنفسه-! عن "الفتاوى الهندية" أن:
«((صورة المسألة)) على ثلاثة أوجه:
[1] إما أن ((يغلب)) أهل الحرب على دار من دورنا،
[2] أو ارتد أهل مصر ((وغلبوا)) وأجروا أحكام الكفر،
(يُتْبَعُ)
(/)
[3] أو نقض أهل الذمة العهد, ((وتغلبوا)) على دارهم» اهـ.
فلا أدري هل يستشهد أخونا بكلام لا يخدم مراده؟!؛ أم أن أخانا أبا شعيب لا يفقه ما يخرج من كِيسِه!.
والشاهد هاهنا: أن يتقرر ((غلط)) من ينزل هذا المذهب على بلادنا الإسلامية؛ فإن الغلبة فيها والسيادة لازالت للمسلمين. ورأي الصاحبين مفترض فيما إذا ((غلب الكفار)) على ديار الإسلام، وسيطروا عليها، وأظهروا أحكامهم فيها بقوتهم وصولتهم وسيادتهم؛ وهذا ليس بمتحقق في بلادنا الإسلامية والحمد لله.
ولذلك لا يصح تنزيل قولهما -بحال! - على ديارنا الإسلامية التي يسودها ويملكها المسلمون؛ حتى لو ظهرت فيها أحكام الكفر - (=القوانين الوضعية عند من يفسرها بذلك!!) -. وهذا واضح جدًا لكل من تأمل مذهبهما كما بينه الكاساني في "البدائع"، وغيره من أهل العلم.
ثانيًا:-
أن الفقهاء القائلين بأن الدار تصير دار كفر بظهور أحكام الكفر فيها -أي على الغلبة والاشتهار- ((لم يشترط)) أحد منهم إجراء ((جميع)) أحكام الإسلام فيها لبقائها على الإسلام؛ بل إنهم يحكمون على ديار الكفر بالإسلام بإجراء ((بعض)) أحكام الإسلام فيها.
وهذا يؤيد بقاء ديارنا على الإسلام؛ فقد بقي فيها كثرة كاثرة من مظاهر الإسلام كالجمع والجماعات والأعياد .. إلخ، بالإضافة إلى بقاء (بعض) الأحكام القضائية الإسلامية كالحكم بشرع الله في مسائل الأحوال الشخصية وغير ذلك، وقد تقرر في الأصول أن بقاء شيء من العلة يبقي الحكم.
ولو سلمنا -جدلاً- أن مذهب الصاحبين أن ديارنا الإسلامية تنقلب!! ديارًا كفرية بتطبيق أحكام الكفر فيها - (=القوانين الوضعية عند من يفسرها بذلك!!) -؛ فإن تطبيق ((بعض)) أحكام الإسلام فيها يحولها من دار للكفر إلى دار للإسلام عند ((جميع الأحناف)) -وعلى رأسهم الصاحبان- ((بلا خلاف))؛ فـ (جميعهم) يقولون بصيرورة دار الكفر دارًا للإسلام بإجراء ((بعض)) أحكام الإسلام فيها.
قال التهانوي في "الكشاف" (2/ 92): «((ولا خلاف)) في أنه يصير دار الحرب دار إسلام بإجراء ((بعض)) الأحكام فيها» اهـ.
وهذا ابن عابدين -في "الدر المحتار" (4/ 356) - يكتفي بالشعائر؛ فيقول: «ودار الحرب تصير دار الإسلام بإجراء أحكام أهل الإسلام فيها؛ كجمعة وعيد، وإن بقي فيها كافر أصلي، وإن لم تتصل بدار الإسلام» اهـ.
ثالثًا:-
أن (القوانين الوضعية) وإن كانت من (بعض) أحكام الكفر؛ إلا أنها (لم تظهر بسبب غلبة الكفار وسيطرتهم على دار الإسلام)؛ وإنما ظهرت بإذن!! حكام المسلمين مع استطاعتهم! تطبيق جميع أحكام الإسلام فيها. وقد تبين -كما سبق من قول الكاساني في (أولاً) - أن الضابط المؤثر (فقط) عند الصاحبين في الحكم على الدار؛ هو: إظهار أحكام الكفر بـ ((غلبة الكفار وسيطرتهم على الدار))، وليس مجرد ظهور أحكام الكفر فقط -ولو بإذن المسلمين! - دون غلبة الكفار.
ولقد سبق أيضًا من كلام السرخسي –في "المبسوط" (10/ 114) - الإشارة إلى أن المعنى الذي اشترطه الصاحبان -وهو ظهور الأحكام-؛ إنما كان المقصد منه: الاستدلال على سيادة وغلبة المسلمين من عدمها، كما قال السرخسي -موضحًا ذلك-: «لأن البقعة إنما تنسب إلينا أو إليهم باعتبار القوة والغلبة» اهـ.
فظهر بذلك أن ديارنا -على مذهب الصاحبين- ديار إسلامية؛ ((وإن ظهرت فيها أحكام الكفر))؛ وهي القوانين الوضعية عند من يفسرها بذلك!!.
ويقرر الشوكاني -في "السيل الجرار" (4/ 575) - ما ذهبنا إليه هنا؛ فيقول:
«الاعتبار ((بظهور الكلمة)) فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام بحيث لا يستطيع من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام فهذه دار إسلام. ((ولا يضر ظهور الخصال الكفرية فيها))؛ لأنها ((لم تظهر بقوة الكفار، ولا بصولتهم))، كما هو مشاهد في أهل الذمة -من اليهود والنصارى والمعاهدين- الساكنين في المدائن الإسلامية. وإذا كان الأمر العكس؛ فالدار بالعكس» اهـ. والعجب! العجاب!! العجيب!!!؛ أن أخانا أبا شعيب نقل هذا أيضًا في جملة ما نقل!.
رابعًا:-
(يُتْبَعُ)
(/)
أن جميع أهل العلم -وبما فيهم الصاحبان- (((مجمعون))) على الحكم بالإسلام على دار الكفر التي فتحها المسلمون؛ فملكوها، وأقروا عليها أهلها بخراج للأرض وصالحوهم على ذلك. وما من شك أن هؤلاء الكفار -أهل هذه الديار- يحكمون في هذه الدار بقوانينهم الكفرية!؛ فالأَوْلَى أن يُحكم بإسلام الدار التي يسودها ويمتلكها المسلمون لاسيما وهم يحكمون فيها بجملة مما أنزل الله من إقامة الشعائر الظاهرة، وأحكام المواريث والأحوال الشخصية وغير ذلك.
قال ابن عابدين في "حاشتية" (4/ 355 - 356): «وبهذا ظهر أن ما في الشام من جبل تيم الله المسمى بجبل الدروز وبعض البلاد التابعة كلها دار إسلام، لأنها ((وإن كانت لها حكام دروز أو نصارى، ولهم قضاة على دينهم)) وبعضهم يعلنون بشتم الإسلام والمسلمين، لكنهم تحت حكم ولاة أمورنا، وبلاد الإسلام محيطة ببلادهم من كل جانب وإذا أراد ولي الأمر تنفيذ أحكامنا فيهم نفذها» اهـ.
ولقد سئل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله -كما في "رسائله" (1/ 203) و"الدرر السنية" (9/ 254 - 255) -؛ سئل عن البلدة يكون فيها شيء من مشاهد الشرك، ((والشرك فيها ظاهر))، مع كونهم يشهدون الشهادتين، مع عدم القيام بحقيقتها، ويؤذنون، ويصلون الجمعة والجماعة، مع التقصير في ذلك، هل تسمى دار كفر، أو دار إسلام؟.
فأجاب:
«فهذه المسألة: يؤخذ جوابها مما ذكره الفقهاء، في بلدة ((كل أهلها)) يهود، أو نصارى، أنهم إذا بذلوا الجزية، صارت بلادهم بلاد إسلام; وتسمى دار إسلام.
فإذا كان أهل بلدة نصارى، يقولون في المسيح أنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، أنهم إذا بذلوا الجزية سميت بلادهم بلاد إسلام، فبالأولى -فيما أرى- أن البلاد التي سألتم عنها، وذكرتم حال أهلها، أولى بهذا الاسم، ومع هذا يقاتلون لإزالة مشاهد الشرك، والإقرار بالتوحيد والعمل به ..... "اهـ. قلتُ: وهذا القتال -كما أسلفنا- له ((ضوابط)) ليس هنا محل تفصيلها.
خامسًا:-
أنه إذا كان في الدار أحكام للكفر وأحكام للإسلام -وهذا هو الواقع للأسف-؛ فينبغي أن يحكم على الدار بالإسلام تغليبًا للإسلام للحديث الذي حسنه الألباني: «الإسلام يَعْلُو ولا يُعْلَى».
قال ابن عابدين -في "حاشيته" (4/ 355) -: «قوله: (بإجراء أحكام أهل الشرك) أي: على الاشتهار، وأن لا يحكم فيها بحكم أهل الإسلام، ... وظاهره أنه لو أجريت أحكام المسلمين، وأحكام أهل الشرك لا تكون دار حرب» اهـ.
ولا يقال إن القوانين الوضعية أكثر من الشرعية عددًا؛ فالعبرة -في هذا الأمر- ليست بالعدد؛ ألا ترى أن الفقهاء يحكمون لِلَّقِيطِ -في الدار التي فيها مسلم واحد وبقيتها كفار- بالإسلام؛ كما هو مبسوط في كتب الفقه.
سادسًا:-
أنه على فرض تنازعنا في الأدلة والأقوال والشرائط؛ فاختلفت وجهات النظر في كون ديارنا إسلامية أو كفرية، ولم نتفق على شيء من ذلك؛ فإنه يبقى الوضع على ما كان عليه استصحابًا للأصل؛ وذلك بترجيح جانب الإسلام احتياطًا.
??? أما على المذهب الخامس! -وهو مذهب الخوارج والمعتزلة-:
فديارنا تحولت إلى ديار كفرية لظهور (بعض) أحكام الكفر فيها (=القوانين الوضعية عند من يفسرها بذلك!!)؛ وذلك رغم وجود الآتي:
1 - غلبة المسلمين عليها وامتلاكهم لها.
2 - ظهور وقيام غالب الشعائر الإسلامية.
3 - التوفر التام لأمن وأمان الإسلام.
وللحديث بقية إن شاء الله .......
? تنبيه هام:
______قد يجد البعضُ في كلامي تكرارًا لما سبق ذكره؛ وتعليل ذلك -عندي- أنه (لازم) من أجل أن يقرأ من لم يقرأ من القوم!؛ فلربما يفقهون! شيئًا مما نكتب. والله المستعان على الجهل!!.
ولئن استمر حالهم على ذلك!؛ فإني لن أعبأ بهم!؛ فلا أستبعد أن أترك الجدال معهم؛ لكون {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ}، ولأنه الجدال معهم لن يأتي -حينئذٍ- بفائدة ترجى!.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 11:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
لا أقول سوى: أعانك الله على نفسك يا أبا رقية ..
تكتب مشاركة كاملة (رقم #77) .. وتكتب فيها ما كتبت انتصاراً لنفسك، وكان يكفيك أن تقول: لقد أخطأت ولم أعن ما قلت، وقد قمت بتصحيح ذلك .. ولن يؤاخذك أحد أبداً .. فإن الله - عز وجل - يقول: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وجوابي لهذه المشاركة أبسط من أن أصرف وقتي في الترّهات وإضاعة وقتي ووقت القارئ في الانتصار لنفسي .. فأقول: لقد أخطأت إذن .. وأسأل الله المغفرة.
-----------------------
أما جوابي لمشاركة رقم (#78) .. فليس هو تراجعاً كما يخيّل إليك ..
فأنا تكلمت عن موافقتي لك في الحكم الشرعي العام .. ثم بيّنت لك في المشاركات اللاحقة ما قصدت بـ "الغلبة التامة" .. وبـ "منعة المسلمين المعتبرة" ..
فذكرت لك في آخر مشاركة لي أنني أقصد بالغلبة التامة هي: إسقاطهم لحكومة المسلمين، وإنفاذهم لأحكامهم الكافرة عليهم بسلطان وبأس، بحيث لا يمكن للمسلمين ردّ هذا الحكم، أو إزالته .. حتى لو كانت هناك بعض دفع ومنازعة لا يمكن به إزالة هذا الكفر ..
وذكرت لك معنى المنعة .. وهي أنها شوكة المسلمين التي تمتنع عن حكم الكافرين، وتحكم فيما بينها بشرع الله.
فهذا هو الحكم العام الذي أوافقك عليك .. ولم أقل: أوافقك في ما كتبت ..
فالأولى الجمع بين الأقوال عن القول بالتناقض ..
ولكن .. على أيّ حال .. لعلّي أخطأت التعبير، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: {كل ابن آدم خطّاء} .. وهذا البيان إنما هو توضيح لما أشكل عليك من فهمك لكلامي.
-----------------------
أما جوابي لمشاركة رقم (#79) ..
فأكثر كلامك فيه خارج عن المسألة المطروحة .. فكما يرى الجميع، أن ما أحاور به أبا رقية هو مسألة: احتلال الكفار لبلاد المسلمين .. وانظروا بماذا جاء!!!!
جاءنا بأقوال العلماء في الدار التي يحكمها من يسميهم بالمسلمين، ولكن حكموا بينهم بالقانون الوضعي ..
فأعجب حقيقة من هو الذي لا يفهم (رمتني بدائها وانسلّت).
---------------------
وما أعجب منه حقاً هو تغافله عن تفسيري لكلام الشوكاني الذي بان به بوضوح مذهبه في المسألة.
فإن أبا رقية يؤوّل كلام الشوكاني على أنه يقصد "تمام الغلبة" (بمفهوم أبي رقية الذي قرره سابقاً) .. وقد بان بجلاء أن الشوكاني لا يعني هذا .. بل الضابط عنده هو: ظهور أحكام الكفر بغلبة وسلطة الكافرين .. ولم يشترط تمام الغلبة، بل ولم يذكرها أصلاً.
ثم يتهم غيره بقلّة الفهم وضحالة الوعي .. والله المستعان.
ولمن يقرأ كلامنا أن يحكم ..
فانظروا إلى تأويله لكلام الشوكاني في مشاركة رقم #74، وتأويلي أنا لكلامه في مشاركة رقم #76 .. وسيتبيّن بوضوح من الذي يسيء الفهم ..
فالشوكاني يقرر بوضوح تام أن الكفار إن استطاعوا إظهار كفرهم بقوة وسلطان في ديار المسلمين، وبغير إذنهم .. فهي دار كفر ..
هل يفهم أحدكم غير هذا؟؟
----------------------
فإن تقرر هذا، كان الجواب عن سؤالي بسيطاً .. وهو أن ديارنا أيام الاستعمار كانت ديار كفر .. (على الأقل على مذهب الشوكاني والصاحبين من وافقهم).
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 11:23]ـ
مسألة: هل اشترط صاحبا أبي حنيفة تمام الغلبة؟
جاء في [المبسوط: 12/ 259]:
وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ - رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى - إذَا أَظْهَرُوا أَحْكَامَ الشِّرْكِ فِيهَا فَقَدْ صَارَتْ دَارُهُمْ دَارَ حَرْبٍ؛ لِأَنَّ الْبُقْعَةَ إنَّمَا تُنْسَبُ إلَيْنَا أَوْ إلَيْهِمْ بِاعْتِبَارِ الْقُوَّةِ وَالْغَلَبَةِ، فَكُلُّ مَوْضِعٍ ظَهَرَ فِيهِ حُكْمُ الشِّرْكِ فَالْقُوَّةُ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ لِلْمُشْرِكِينَ، فَكَانَتْ دَارَ حَرْبٍ، وَكُلُّ مَوْضِعٍ كَانَ الظَّاهِرُ فِيهِ حُكْمُ الْإِسْلَامِ، فَالْقُوَّةُ فِيهِ لِلْمُسْلِمِينَ. وَلَكِنْ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - يَعْتَبِرُ تَمَامَ الْقَهْرِ وَالْقُوَّةِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْبَلْدَةَ كَانَتْ مِنْ دَارِ الْإِسْلَامِ مُحْرَزَةً لِلْمُسْلِمِينَ فَلَا يَبْطُلُ ذَلِكَ الْإِحْرَازُ إلَّا بِتَمَامِ الْقَهْرِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ، وَذَلِكَ بِاسْتِجْمَاعِ الشَّرَائِطِ الثَّلَاثِ
انظروا كيف يستدرك صاحب المبسوط على قوله في مذهب الصاحبين .. بأن أبا حنيفة يشترط تمام القهر والغلبة .. بما يفيد أن الصاحبين لا يشترطان تمام الغلبة والقهر .. وإنما يشترطان ظهور أحكام الكفر بالقوة والقهر.
فهذا على الأقل مذهب من المذاهب الفقهية المعتبرة، وهو ما نراه راجحاً .. حتى لا يدعّي علينا أحد أننا على مذهب الخوارج ..
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 07:45]ـ
المسألة المطروحة ..... مسألة: احتلال الكفار لبلاد المسلمين ..
حتى لا يدعّي علينا أحد أننا على مذهب الخوارج ..
? لم يَدَّعِ أحدٌ أن الخلاف في هذه المسالة - (مسألة الحكم على الدار المحتلة) - يؤول بك إلى مذهب الخوارج!؛
__وإنما الخوارج هم الذين يرون ديارنا الإسلامية - (الغير محتلة) - ديارًا كفرية!. فهذا هو مذهب الخوارج (بحق).
? أما بالنسبة لخلافنا معك حول (البلاد المحتلة)؛ فَخِلافٌ لا يترتب عليه شيء!؛ إذ الجهادُ في هذه البلاد سيظل
__قائمًا؛ سواء تحولت هذه الديار إلى الكفر أم لم تتحول. وهذا الجهاد سيؤول -بلا ريب- إلى (أحد)
__الحالات الآتية:
[1]- إما أن يتغلب المسلمون على الديار، ويطردون المحتل؛ وفي هذه الحالة تكون البلاد إسلامية بلا خلاف بيننا.
[2]- أو يتغلب الكافرون على الديار؛ وفي هذه الحالة تكون البلاد كفرية بلا خلاف بيننا.
[3]- أو يتغلب المسلمون على جزء من الديار، والكافرون على الجزء الآخر؛ فَيُحْكَمُ لما تغلب عليه المسلمون
____بالإسلام، ويُحْكَمُ لما تغلب عليه الكافرون بالكفر؛ كما هو الحال في فلسطين وإسرائيل؛ وهذا بلا خلاف
____بيننا -بحسب ظني! -.
? الخلاصة:
_____أن الخلاف بيننا؛ خلاف صوري؛ طالما لا يترتب على هذا الخلاف أمر شرعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 07:04]ـ
إذن نتفق - إن شاء الله - في هذه المسألة.
ونأتي الآن إلى المسألة الأخرى:
متى تصير بلاد المسلمين بلاد كفر دون تسلّط الكفار الأجانب عليهم؟ .. أم أن هذا ممتنع مطلقاً؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 12:56]ـ
أهل العلم يصورون مسألة تحول دار الإسلام إلى دار كفر على ثلاثة حالات:
الصورة الأولى: أن يتغلب عليها المحتلين الأجانب
الصورة الثانية: أن ينقض أهل الذمة العهد ويتغلوا على بلادهم.
الصورة الثالثة: أن يرتد أهل البلد ويغلوا و يجرموا أحكام الكفر فيها.
فعندنا الأن ثلاثة حالات واضحة
فالحالة الأول: حصل الإتفاق عليها ... والحالة الثانية سبق كلام الإخوان حولها .. بقية الحالة الثالثة: وهي: (أن يرتد أهل البلد ويغلوا و يجرموا أحكام الكفر فيها) .. وسوف نمثل لهذه الحالة بواقع (تركيا) فإن من المعلوم أنها كانت دار إسلام ثم أرتدت الحكومة الكمالية في تركيا وتغلبت وأجرت أحكام الكفر بفضل الدين عن الدولة وقد وضح الشيخ مصطفى صبري رحمه الله الذي عاصر هذه الحقبة من تاريخ تركيا في كتابه (موقف العلم والعالم) أن فصل الدين عن الدولة هو ردة صريحة من الحكومة التركية العلمانية في وقته وهذا لا يخفى على أحد ... فهذه الحكومة العلمانية قد أرتدت عن الإسلام وتغلبت على زمام الأمور في تركيا وصارأمر العلمانية هو الظاهر الغالب على أمر الإسلام والمسلمين هناك في غاية الضعف ... بينما المرتدين هم أصحاب القرار والقوة .. فهل تركيا الأن أصبحت دار كفر حيث تغلب عليها الكفار القوميين وليسوا الأجانب وأظهروا فيها أحكام الكفر ... وهل من أعتبر تركيا الأن بلاد كفر هو قد قال برأي الخوارج المارقين والمعتزلة الضالين.
وسوف أسرد لك أخي المكرم أبو رقية بعض أقوال أهل العلم ونريد أن نعرف رأيك في أقوالهم هل هي مطابقة لرأي الخوارج والمعتزلة في هذه المسألة.
يقول الشيخ حمد بن عتيق في حكم أهل مكة، في وقته وما يقال في البلد نفسه. فقال: (قد بعث اللهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد، الذي هو دين جميع الرسل، وحقيقته هو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وهو أن يكون الله معبود الخلائق، فلا يتعبدون لغيره بنوع من أنواع العبادة، ومخ العبادة هو الدعاء، ومنها الخوف والرجاء، والتوكل والإنابة والصلاة، وأنواع العبادة كثيرة، وهذا الأصل العظيم الذي هو شرط في صحة كل عمل. والأصل الثاني: هو طاعة النبيّ صلى الله عليه وسلم في أمره، وتحكيمه في دقيق الأمور وجليلها، وتعظيم شرعه ودينه، والإذعان لأحكامه في أصول الدين وفروعه. فالأول: ينافي الشرك ولا يصح مع وجوده. والثاني: ينافي البدع ولا يستقيم مع حدوثها. فإذا تحقق وجود هذين الأصلين علمًا وعملاً ودعوة، وكان هذا دين أهل البلد، أي بلد كان، بأن عملوا به ودعوا إليه، وكانوا أولياء لمن دان به ومعادين لمن خالفه، فهم موحدون. وأما إذا كان الشرك فاشيًا مثل دعاء الكعبة والمقام والحطيم، ودعاء الأنبياء والصالحين، وإنشاء توابع الشرك مثل الزنا والربا، وأنواع الظلم، ونبذ السنن وراء الظهر، وفشو البدع والضلالات، وصار التحاكم إلى الأئمة الظلمة ونواب المشركين، وصارت الدعوة إلى غير القرآن والسنة، وصار هذا معلومًا في أي بلد كان، فلا يشك من له أدنى علم أن هذه البلاد محكوم عليها بأنها بلاد كفر وشرك، لا سيما إذا كانوا معادين أهل التوحيد، وساعين في إزالة دينهم، وفي تخريب بلاد الإسلام. وإذا أردت إقامة الدليل على ذلك، وجدت القرآن كله فيه، وقد أجمع عليه العلماء، فهو معلوم بالضرورة عند كل عالم.
وأما قول القائل: ما ذكرتم من الشرك إنما هو من الأفاقية لا من أهل البلد. فيقال له: أولا هذا إما مكابرة، وإما عدم علم بالواقع. فمن المتقرر أن أهل الآفاق تبعٌ لأهل تلك البلاد، في دعاء الكعبة والمقام والحطيم، كما يسمعه كل سامع ويعرفه كل موحد. ويقال ثانيًا: إذا تقرر وصار هذا معلومًا فذاك كاف في المسألة، ومن الذي فرَّق في ذلك، ويالله العجب إذا كنتم تخفون توحيدكم في بلادهم، ولا تقدرون أن تصرِّحوا بدينكم، وتخافتون بصلاتكم، لأنكم علمتم عداوتهم لهذا الدين، وبغضهم لمن دان به، فكيف يقع لعاقل إشكال؟ أرأيتم لو قال رجلٌ منكم لمن يدعو الكعبة أو المقام
(يُتْبَعُ)
(/)
أو الحطيم، ويدعو الرسول والصحابة يا هذا: لا تدعو غير الله أو أنت مشرك، هل تراهم يسامحونه أم يكيدونه؟ فليعلم المجادل أنه ليس على توحيد الله، فوالله ما عرف التوحيد، ولا تحقق بدين الرسول صلى الله عليه وسلم. أرأيت رجلاً عندهم قائلا لهؤلاء راجعوا دينكم أو اهدموا البناءات التي على القبور، ولا يحلُّ لكم دعاء غير الله، هل ترى يكفيهم فيه فعل قريش بمحمد صلى الله عليه وسلم، لا والله لا والله. وإذا كانت الدار دار إسلام لأي شيء لم تدعوهم إلى الإسلام، وتأمروهم بهدم القباب واجتناب الشرك وتوابعه، فإن يكن قد غرَّكم أنهم يصلون أو يحجون أو يصومون أويتصدقون، فتأملوا الأمر من أوله، وهو أن التوحيد قد تقرر في مكة بدعوة إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، ومكث أهل مكة عليه مدة من الزمان، ثم إنه فشا فيهم الشرك بسبب عمرو بن لحي، وصاروا مشركين، وصارت البلاد بلاد شرك، مع أنه قد بقي معهم أشياء من الدين، وكما كانوا يحجون ويتصدقون على الحاج وغير الحاج، وقد بلغكم شعر عبد المطلب الذي أخلص فيه في قصة الفيل وغير ذلك من البقايا، ولم يمنع ذلك من تكفيرهم وعداوتهم، بل الظاهر عندنا وعند غيرنا أن شركهم اليوم أعظم من ذلك الزمان، بل قبل هذا كله أنه مكث أهل الأرض بعد آدم عشرة قرون على التوحيد، حتى حدث فيهم الغلو في الصالحين، فدعوهم مع الله فكفروا، فبعث الله إليهم نوحًا عليه السلام يدعو إلى التوحيد.)
إهـ مجموعة الرسائل، ج1، ص742 - 746
وفي فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمهم الله:
س: هل يحكم على أهل البلد بأنها بلاد كفر بظهور الشرك فيهم، أو باطباقهم عليه، أو بولايتهم.
ج: إذا ظهر الشرك ولم ينكر ويزال حكم عليها بالكفر،ودعوى الإسلام لا تنفع فمتى وجد الشرك ظاهراً ولم يزال حكم عليها بالكفر.
(تقرير أصول الأحكام 28/ 3/1368).
ويقول شيخ الإسلام رحمه الله عن الديار المصرية في زمن العبيديين: (ولأجل ما كانوا عليه من الزندقة والبدعة بقيت البلاد المصرية مدة دولتهم نحو مائتي سنة قد انطفأ نور الإسلام والإيمان، حتى قالت فيها العلماء إنها كانت دار ردة ونفاق كدار مسيلمة الكذاب) إهـ
و قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن بني عبيد القداح: ( ... فإنهم ظهروا على رأس المائة والثالثة، فادعى عبيد الله أنه من آل علي من ذرية فاطمة، وتزيا بزي الطاعة والجهاد في سبيل الله، فتبعه أقوام من أهل المغرب وصار له دولة كبيرة في المغرب ولأولاده من بعده، ثم ملكوا مصر والشام وأظهروا شرائع الإسلام وإقامة الجمعة والجماعة ونصبوا القضاة والمفتين، لكن أظهروا أشياء من الشرك ومخالفة الشرع، وظهر منهم ما يدل على نفاقهم، فأجمع أهل العلم على أنهم كفار وأن دارهم دار حرب، مع إظهارهم شعائر الإسلام وشرائعه ... ) إهـ
في انتظار تعليق الأخ أبو رقية على هذه الأقوال والسؤال المطروح قبل ذلك ... وبارك الله في جميع الأخوة الأحباب.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[03 - Jan-2009, صباحاً 02:47]ـ
ذكرالإمام أبو الفضل عبد الواحد التميمي البغدادي رحمه الله أن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل كان يقول (الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك فهي دار كفر) إهـ كتاب " اعتقاد الإمام المبجل أحمد بن حنبل "
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 07:07]ـ
سُئل الشيخ ابن إبراهيم: هل تجب الهجرة من بلاد المسلمين التي يحكم فيها بالقانون؟ فأجاب: البلد التي يحكم فيها بالقانون ليست بلد إسلام، تجب الهجرة منها، وكذلك إذا ظهرت الوثنية من غير نكير، ولا غُيِّرت، فتجب الهجرة، فالكفر: بفشو الكفر وظهوره. هذه بلد كفر. أما إذا كان قد يحكم فيها بعض الأفراد أو وجود كُفريات قليلة لا تظهر فهي بلد إسلام [مجموع رسائل وفتاوى الشيخ ابن إبراهيم: 6/ 188]
ـ[عبد فقير]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 01:11]ـ
أرى أن الأخ أبا رقية الذهبى يتهرب من إلزامات أبو شعيب فى مثال الاحتلال(/)
ليست القدس .. بل نحن في خطر!
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 08:42]ـ
ليست القدس .. بل نحن في خطر!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد. .
إن الناظر في تاريخ الأمم والشعوب؛ يجد أن كثيراً منها قد ذاب واضمحل؛ فلم يعد له وجود إلا في القبور، أو بين ثنايا الكتب وعلى ظهر السطور، إلا هذه الأمة وهي أمة الإسلام، التي قال الله عز وجل فيها: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} آل عمران (110).
إذ أنها لا زالت رغم المحن والفتن، وعدوها لا يألو جهداً في محاولة القضاء عليها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وفي جميع المحاور، وفي كل الميادين، فهو يصطنع المعارك ويفتعلها افتعالاً هنا وهناك يوهمنا بها، ليلهينا عن المعركة الكبرى التي تدور رحاها لتأكل الأخضر واليابس بلا رحمة، وبلا تفريق بين شعب وشعب؛ أو بين قطر وقطر، ما دام الجامع الذي يجمعهم هو الإسلام فهذه هي الفرصة التي سنحت للانتقام الرهيب من هذه الأمة الإسلامية التي سادت العالم بعدلها في يوم من الأيام، فنشرت الأمن والعلم والهدى، وحفظت الحقوق لأهلها، إذن فلماذا هذا الانتقام الرهيب؟؟!!. . . الجواب: هذا الانتقام الرهيب لتسلط الأشرار وتحكمهم في مصائر الأمم والشعوب حرباً وسلماً، فقد استخفوا أقوامهم، وخدعوا شعوبهم، وزيفوا الحقائق، وزينوا الأباطيل، ولكن الله من ورائهم محيط وإن ربك لبلمرصاد.
ومن هنا نقولها: إن القدس ليست في خطر وهناك الكثير من الدلائل من القرآن الكريم والسنة المطهرة، كما أن هناك دلائل من التاريخ، ومن السنن الكونية.
أولاً: الدلائل القرآنية:
قوله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} البقرة (251)، وقوله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج (40).
فهذا الدليل والذي قبله يتضمنان سنة الدفع والتي تكون إما بأن يدفع الله عز وجل الكافرين بالمسلمين فيمكن أهل الإيمان من أهل الطغيان، وإما بأن يدفع الله عز وجل أهل الكفران بعضهم ببعض، والأول في حال قوة الإسلام وأهله، والثاني في حال ضعف الإسلام وأهله.
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ} الأنبياء (105). والأمة الإسلامية هي الصالحة دون غيرها.
وقوله تعالى: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ} الرعد (17).
وأصرح الأدلة القرآنية -والله أعلم- ما جاء في سورة الإسراء والتي تسمى بسورة بني اسرائيل وهو قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} الإسراء (3 - 7).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ظاهر في قوله تعالى: {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وهو يدل على بقاء المسجد وأنه محفوظ بحفظ الله عز وجل من أن يعبث به أهل الإفسادتين والحمد لله على فضله.
ثانياً: دلائل السنة المطهرة:
وقد دلت السنة المطهرة على هذه الحقيقة [القدس ليست في خطر] وها أنذا أسوق بعض الأحاديث:
1 - حديث عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: {لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ} وأومأ بيده إلى الشام (رواه أحمد وأبو داود والطبراني في الكبير).
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: {لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة} (قال الهيثمي في المجمع رواه أبو يعلى ورجاله ثقات).
3 - حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: عن النبي صلي الله عليه وسلم قال قال: {لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ} (رواه أحمد في مسنده).
4 - حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: {عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ} (رواه أبو داود).
5 - حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال في صفة الدجال وفي الحديث قوله صلي الله عليه وسلم قال: {. . . فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي الْعَكَرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمُ الصُّبْحَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحَ. . .} (رواه ابن ماجه).
وهذه الأحاديث في مجموعها كما في أفرادها تدل على بقاء بيت المقدس ومسجدها حتى يقاتل أهلها الدجال في آخر الزمان قرب قيام الساعة.
6 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم قال يقول: {لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ} (رواه مسلم).
7 - حديث عبدالله بن حوالة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: {. . . يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلافَةَ قَدْ نَزَلَتِ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلازِلُ وَالْبَلايَا وَالأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ} (رواه أبو داود وأحمد).
ثالثاً: دلائل التاريخ:
لقد مرت على بيت المقدس عهود تاريخية مختلفة كان يدنسها فيها أهل الكفر والزيغ ويعيثون فيها الفساد فيسلط الله عليهم من يذلهم ويخرجهم منها والجزاء من جنس العمل.
1 - فقد ملك القدس الكنعانيون الكافرون ثم سلط الله عليهم أهل الإيمان من بني اسرائيل وبقيت القدس ومسجدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وقد أفسد بنو اسرائيل بعد ذلك في القدس فسلط الله عليهم نبوخذنصر فقضى على دولتهم وأخذهم معه أسرى إلى بلاده وبقيت القدس.
3 - ثم ملك القدس الاسكندر الأكبر المقدوني بعد الفرس وبقيت القدس.
4 - ثم ملك القدس الرومان وبقي مسجدها حتى جاء الفتح الإسلامي وكان تسليم مفاتيحها إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
5 - وبقيت القدس في يد المسلمين إلى أن وقع من المسلمين التفريط في أحكام دينهم فأخذها منهم الصليبيون وأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وبقيت معهم إلى أن سلط الله عليهم المسلمين فطهروها منهم واستنقذوها.
6 - حتى عاد المسلمون إلى التفريط في أمور دينهم ودنياهم فسلط الله عليهم اليهود مؤيدين بحبل من الناس فاستلبوها منهم، وهاهي تنتظر الفتح الإسلامي.
أخيراً: دلالة السنن الكونية:
قال الله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (آل عمران140)، وقد اقتضت سنة الله الكونية أن الأيام دول، ولذلك دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.
فإذا ما أخذ المسلمون بهدى القرآن الكريم والسنن النبوية أيدهم الله بمقتضى سننه الكونية بل أخضعها لهم وكما قال الله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران 139)
وقد سميت الدولة [دولة] لأنها تدول وتضمحل. وهذا هو قانون عمران الدول فهى أشبه بالإنسان يولد ضعيفاً ثم يشتد عوده ثم يضعف ثم يضمحل ويتلاشى.
والآن دولة اليهود وما يشايعها من الدول، ومن يناصرها من الناس، لابد أن تضمحل، فقد بلغت حد العلو ووصلت إلى قمة الفساد والإفساد، ولكن حينما تفسد الإفسادة الأخيرة والكبيرة على مستوى العالم الكبير والتاريخ البشري وأن يكون ذلك في الأرض المقدسة ببيت المقدس فهذا هو سبب انهيارها المباشر ومفتاح نصر الإسلام والمسلمين إن شاء الله تعالى.
وإذا كانت القدس ليست في خطر فمن الذي في خطر [نحن في خطر!!].
ومن [نحن في خطر] إنهم أهل فلسطين بالدرجة الأولى ثم العرب بالدرجة الثانية ثم أهل الإسلام قاطبة بالدرجة الثالثة فأمة الإسلام كلها في خطر، ولكن كيف ذلك؟؟!!
أولاً: خطر العقيدة:
حيث قامت في بلاد الإسلام عقائد غير إسلامية ينادي بها أصحابها واجتمع حولهم أناس كثير فمزقوا الصف وأوهنوا الأمة، وأوسعوا الجراح.
ثانياً: خطر الفرقة:
وقد نتج عن البلاء الأول فافترق المسلمون إلى دويلات متناحرة، وممالك متشاجرة تذكر بما آل إليه الحال في الأندلس، حتى زالت دولة الإسلام ومملكة الإيمان من تلك البلاد.
ثالثاً: خطر الأعداء:
وهذا ما أدى إليه الخطران الأولان، إذ لما ضاع الأمر الجامع الذي جمع المسلمين على مر الزمان من الفعل، تسلط الأعداء من شتى الأمم وعلى المسلمين كما في حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلسي الله عليه وسلم قال: {يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ} (سنن أبي داود).
فالقضية بيننا وبين الكافرين ومن شايعهم من المنافقين يا إخوتاه ليست قضية الشرق الأوسط كما يقولون أحياناً ولا القضية العربية الإسرائيلية كما يدعون حيناً، ولا قضية فلسطين كما يتشدقون، ولا القدس كما تكتب الصحف ولا حتى شرقي القدس كما انتهى الأمر الآن. . . لا. . . لا. . .لا إذن فما هي؟؟!!
إن القضية الكبرى هي قضية العقيدة هي قضية الكفر والإيمان هي الصراع بين الحق والباطل هي والله كما قال الله تبارك وتعالى: {. . . وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا. . .} البقرة (217)، وميدانها هذا العالم بأسره.
لذلك فعدتنا فيها هي والله الإيمان بالدرجة الأولى ثم نحن مكلفون بعد الإيمان بأن نعد ما استطعنا من القوة، وبعد ذلك نقاتل على بركة الله فينصرنا الله تعالى.
فالصراع بيننا وبين عدونا ليس صراع حدود بل هو صراع وجود، ولا وجود لنا بغير عقيدتنا، قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران 103)، فإذا نحن راجعنا ديننا، واعتصمنا بحبل ربنا، ألف الله بين قلوبنا المتنافرة، وجمع الله قوتنا المتناثرة، ووحد صفوفنا المتفرقة، فنصرنا على عدونا وما ذلك على الله بعزيز.
* بحث شاركت به في مؤتمر أقامه قسم التاريخ بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية بغزة قبل عدة سنوات.(/)
قضية الحريصي وخبرٌ مفرح وسارّ. .
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 09:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
خبر مفرح جدا جدا وأتمنى أن يكون صحيحا
ناصر الحمدان (الوئام) الرياض:
برأت المحكمة الكبرى في الرياض وللمرة الثانية رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قتل سلمان سلمان الحريصي، وذلك أثناء الجلسة التي عقدت بحضور طرفي القضية وهما ورثة القتيل وأعضاء الهيئة.
وقال علي الحريصي شقيق القتيل سلمان: إن القاضي أبلغ الورثة بتثبيت الحكم السابق بعد الاستماع للشهود والمتعلق ببراءة رجال الهيئة من تهمة القتل، وإرجاع القضية إلى محكمة التمييز.
وأكد علي الحريصي أنه وعائلته اعترضوا شفهيا على الحكم أمام القاضي، وأن القاضي رد عليهم القاضي بقوله إن بإمكانهم الاعتراض على الحكم خلال أسبوع من صدوره،
وأضاف: "الاعتراض على الحكم يتم حسب النظام خلال 30 يوماً، لكن القاضي أجبرنا على الاعتراض خلال أسبوع".
وتابع الحريصي "سألجأ لجمعيات حقوق الإنسان للمطالبة بحقنا في القضية، وحتى الآن لم نجد من ينصفنا على الرغم من أن أقوال الشهود في السابق أشارت إلى أن أخي سلمان خرج من منزلنا برفقة رجال الهيئة وهو يمشي، ولم يتوف إلا بعد أن دخل مركز الهيئة على إثر الضرب الذي تعرض له".
وكانت جلسة الاستماع الثانية للشهود في قضية وفاة سلمان الحريصي الذي جرت نهاية الأسبوع الماضي قد شهدت مفاجأة جديدة بتغيير أربعة شهود لأقوالهم وهم عضوان من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجلا أمن أحدهما مرافق للهيئة وآخر من شرطة العريجا خلافاً لما ذكره في تحقيقات هيئة التحقيق والادعاء العام.
وجاءت أقوال الأربعة مؤكدة لأقوال الشهود الثمانية في جلسة الاستماع الأولى.
وعقدت جلسة الأسبوع الماضي في غياب الوكيل الشرعي لعائلة الحريصي يحيى الحريصي لظروف خاصة به.
وتقدمت عائلة الحريصي للمحكمة الكبرى في الرياض بطلب تأجيل الاستماع للشهود التي تمت الأسبوع الماضي بسبب ظروف الوكيل الشرعي، إلا أن المحكمة قابلت أول طلب بالتأجيل من قبل ورثة القتيل بالرفض .....
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 10:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - May-2008, صباحاً 12:52]ـ
حياكم الله. . جزاكم الله خيرا
====
هل من تأكيد للخبر؟
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[16 - May-2008, صباحاً 11:51]ـ
الاستشكالات النظامية التي أثارها وكيل ورثة الخريصي تحتاج إلى توضيح
لماذا أصر القاضي على أن تكون اللائحة خلال أسبوع خلافا للنظام كما يزعم الخريصي هل الخريصي هنا صادق إن كان صادقا فمع تعاطفنا مع الهيئة لا ينبغي أن يكون التعاطف ذريعة لكسر النظام
لماذا غير الشاهدان شهادتهما؟
لماذا يهدد الخريصي باللجوء إلى حقوق الإنسان آمل أن يعاقب على ذلك لأن حقوق الإنسان لا ينبغي أن تكونسيفا مسلطا على القضاء ولا ينبغي أن يترك الناس ليتجرءوا على التهديد بها وكأنها ملك الرحمة حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 04:46]ـ
بارك الله فيكم
====
الرياض (سبق) أيمن الغامدي:
ألقى رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القبض على أحد أبرز مروجي المسكرات غرب الرياض.
وجاءت عملية القبض بعد متابعة استمرت لأكثر من شهر، وبدأت بعدة بلاغات قدمها مواطنون للهيئة عن قيام أحد الأشخاص بترويج المسكرات بعد وفاة أخيه.
وفي الطريق للإيقاع به، قالت مصادر بالهيئة أنه تم إرسال أحد المصادر للمروّج حيث تم الاتفاق معه على ابتياع كمية من الخمور، وقد رأت الهيئة عدم القبض عليه في تلك اللحظة لما تقتضيه المصلحة. بعد ذلك تم إرسال المصدر مرة أخرى للمروج، فحضر مطمئنا وبصحبته أثنين من رفاقه، حيث تم التبايع معهم، وعلى مشهد من رجال الهيئة، على ابتياع كمية جديدة من المسكرات، عندها ألقي القبض على المروج ومن بصحبته، وكانوا جميعا بحالة سكر، و قد تبين أن واحدا ممن كانا برفقته هو من يقوم بتمويله بالخمور.
يذكر أن المقبوض عليه كان قد أوقف العام الماضي بدار الملاحظة بتهمة ترويج المسكرات، علما بأنه شقيق سلمان الحريصي والذي توفي قبل عام إثر مداهمة
الهيئة لمنزله بعد اتهامه بترويج الخمور والمخدرات(/)
إنهم يعبدون الفراعنة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 10:38]ـ
إنهم يعبدون الفراعنة
محمد جلال القصاص
إنهم يعبدون الفراعنة
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
بقلم / محمد جلال القصاص
حين انضم (الأقباط) إلى النصرانية حاربهم الرومان الكاثوليك، وقتلوهم أشد القتل .. حرَّقوا الرجال وهم أحياء، وأحرقوا القرى بما فيها ومن فيها؛ كانوا عازمين على إبادتهم إبادة شاملة (1)، يقولون ليسوا مسيحيين إنهم وثنيون يعبدون الفراعنة.
ولم تتغير نظرة الرومان إلى النصارى إلى يومنا هذا، فكنيسة الكاثوليك من يومين أو ثلاث تعلن على الملأ أنها هي (كنيسة الرب) وغيرها ليس بشيء.
وقد دفع هذا الأمر نفراً من الباحثين للتأمل في حال (الأقباط) هل هم مسيحيون ... يعبدون المسيح بن مريم كما يدَّعون؟ أم أنهم حقاً وثنيون يعبدون الفراعنة كما يصفهم إخوانهم في الكفر من الكاثوليك؟
الإجابة تشير بوضوح إلى أن نصارى مصر (الأقباط) خليط من النصرانية المحرفة والفرعونية القديمة، والدلائل على ذلك كثيرة (2).
أبرزها أن مستمسكون بأسماء آلهة الفراعنة القديمة، ويشتهر هنا كدليل (مينا البراموسي أو مينا المتوحد) وهو بطريرك الأقباط السابق (3) ـ قبل شنودة الثالث الموجود حالياً ـ؛ و (مينا) أسقف جرجا الذي لم يعترف بشنودة الثالث حين نُصِّب بطريركاً، وأمهله شنودة ثم عدا عليه حين تمكن منه وشلحه (4)، ويشتهر بين عامة نصارى مصر كاسم يتسمون به (رمسيس) و (بيشاي) و (شنودة) (5)، وأسماء الشهور التي يستعملها النصارى الأقباط هي أسماء آلهه فمثلا (أمشير) مشتق من اسم إله الزوابع، و (برمهات) مشتق من اسم إله الحرب، و (برمودة) مشتق من اسم إله الموت، و (بؤونة) مشتق من اسم إله المعادن، و (أبيب) مشتق من اسم إله الفرح، و (توت) مشتق من اسم إله العلم، و (طوبة) مشتق من اسم إله الطبيعة .. وهكذا، ونسأل كيف يعظمون الفراعنة وهم الذين أخرجوا موسى ـ عليه السلام ـ من مصر، كيف يعظموهم وكتابهم ـ في العهد القديم ـ يلعنهم؟!
إنها إحدى العجائب أن يعظم قومٌ قوماً يعتقدون كفرهم، وإنها لإحدى الدلائل على وثنيتهم وعبادتهم للفراعنة.
ويشهد على ذلك أن أديرتهم تقام على مقابر ومعابد الفراعنة القديمة، وبعضهم يدافع عنهم فيقول أقيمت الأديرة على المعابد الفرعونية القديمة من أجل سرقتها وإخراج الذهب منها، وهو ما حصل بالفعل منذ جاء شنودة الثالث، وهو ما يعلل سيطرتهم على تجارة الذهب في مصر إذ أن ما أُخرج من ذهب من قبور الفراعنة مئات الكيلو جرامات، وهو ما يفسر وجود نسبة كبيرة من الآثار المصرية خارج مصر، وخاصة في دول أوروبا. ولكن هذا الرد لا يمكن قبوله ذلك أن أديرتهم أقيمت على المعابد من قبل أن يصبح للآثار قيمة بين الناس، فهي منشأة على المعابد من قديم، وهم كإخوانهم في الكفر (الكاثوليك) في هذا الشأن فقد أقام الكاثوليك أديرتهم على معابد الحضارات الوثنية القديمة (6).
ويشهد على أنهم يعبدون الفراعنة مع المسيح أنهم حافظوا على اللغة القبطية القديمة .. لغة الفراعنة، وهم الآن يحاولون إحياءها كي يستعمولها في حياتهم اليومية، ولو كانوا حقاً مسيحيين يدينون بالمسيح لأحيوا الآرمية لغة المسيح ـ عليه السلام ـ أو اليونانية ـ لغة الآباء الأولين ـ وإنما هواهم مع الفراعنة.
ولهم تاريخ خاص، يبدأ من عام 282 هـ، ويكتبونه بجوار التاريخ الميلادي، وهو المعتمد عندهم، ولو كان تعظيمهم للمسيح لما ارتضوا غير ميلاده ـ عليه السلام ـ تاريخاً لهم.
هم يعظموه نعم ولكن تعظيماً أقل من تعظيمهم لتاريخهم الخاص بهم الذي هو خليط من النصرانية المحرفة والوثنية.
والحقيقة أن نصارى مصر كيانٌ خاص، مختلف تماماً عن كل النصارى في العالم، في المعتقد فهم لا يقبلون أي طائفة أخرى، وفي التحرك فهم يحافظون على (رعاياهم) داخل مصر وخارجها من استراليا إلى أمريكا الجنوبية، وقد بدءوا في الانتشار في البلاد العربية، وهذا الاستقلال الفكري عن (النصرانية) الأم بدأ يترسخ في حس الأقباط منذ قدوم جماعة (الأمة القبطية) المتطرفة إلى الكنيسة من عهد كيرلس السادس وشنودة الثالث البطريرك الحالي.
ولا يسعني أن أترك (الأقباط) عبّاد البشر (الفراعنة والمسيح) قبل أن أؤكد على أن كل فئات النصارى كالأقباط .. وثنيون في حقيقتهم، فالنصرانية وثنية متطورة، خليط من دين (بولس) و (أديان الوثنية) ومن شاء أن يعرف فليبحث عن معتقداتهم من أين لهم بها؟ وشعائرهم من أين لهم بها؟
وليس هذا قولي، ولا قول علماء المسلمين المختصين بدراسة النصرانية فقط وإنما قول الباحثين النصارى، وأشهر ما يرشد إليه في ذلك ما كتبه (اندريه نايتون) و (إدغار ويند) و (كارل غوستاف يونغ) وهو منشور في موقع (ابن مريم) تحت عنوان (الأصول الوثنية للمسيحية).
====================
(1) وهذه هي تعاليم النصرانية تأمر بها أتباعها حين يتمكنون من مدينة أو قرية .. قتلُ كل من فيها من الرجال والنساء والأطفال بل والمواشي. انظر إن شئت سفر إشعيا [13: 16]، وسفر العدد (31: 1ـ 18)، وسفر التثنية (20: 16).
(2) ذهب (أندرية نايتون) المؤرخ الفرنسي الشهير في مقدمة كتابه (المفاتيح الوثنية للمسيحية) إلى تعميم هذا الأمر فهو يقول نصاً (إن المسيحية بوجهها العام تبدو تلفيقية وثنية، وإنها برغم تنقيحها تبقى تلفيقية) مقدمة كتاب (المفاتيح الوثنية للمسيحية).
(3) تسمى بـ (كيرلس السادس) بعد أن نصِّّّّّّّب بطريركاً، وكيرلس إسم يوناني يعني سيدي.
(4) الشلح: تعبير سرياني يقصد به التجريد والطرد من السلك الكهنوتي.
(5) شنودة اسم قبطي مركب من كلمتين (شي نوتي) (شي) ابن و (نوتي) الإله، والمعنى ابن الإله. هكذا تقول مواقعهم.
(6) تكلم عن هذا وأفاض في الحديث عالم مقارنة الأديان الفرنسي (أندرية نايتون) المؤرخ الفرنسي الشهير في مقدمة كتابه (المفاتيح الوثنية للمسيحية).(/)
2500 شاب دنمركي أسلموا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 12:15]ـ
2500 شاب دنمركي أسلموا بعد نشر الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم
كما أعلن عن أن 2500 من شريحة الشباب الدنماركي أعلنوا اسلامهم بعد نشر الرسومات المسيئة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الصحف الدنماركية.
وصرح الشيخ عبدالحميد الحمدي، رئيس مجلس الشورى بالمجلس الإسلامي بالدنمارك ـ في مؤتمر صحفي عقده بالكويت ـ أنه بعد الأزمة أُلغي مشروع منع ارتداء الحجاب في الدنمارك.
وأوضح أنه بعد نشر الرسوم لأول مرة في العام 2005 اجتمعت كل المراكز الإسلامية بالدنمارك وقررت التحرك لمواجهة هذه المشكلة وتم تأسيس اللجنة اللجنة الأوروبية للدفاع عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والإسلام، وتم تسجيلها بشكل قانوني والتي نظمت العديد من المظاهرات السلمية التي تندد بالرسوم، وبعد لك وجهنا رسائل إلى وزير الثقافة الدنماركي ورئيس الوزراء وجميع الجهات الرسمية ولكن أحدا لم يرد علينا فلجئن إلى سفراء الدول الإسلامية الذين رفض رئيس الوزراء مقابلتهم بحجة أنه لا يتدخل في حرية الصحافة فاطررنا إلى نقل المشكلة خارج الدنمارك
ـ[فدوه]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 12:40]ـ
الحمدلله على ذلك
وكم من مصيبةِ تطرء على الأمة الأسلامية ويعقبها خيرُ كثير.
ولكن كم نتمنى من مشايخنا الافاضل وممن تتوفر لديه القدرة على إظهار الحق بالمجَادلةِ والموعظة الحسنة ويجيد كذلك لغة القوم
فينصر رسولنا الكريم إما بتوجيه مقالات أو إنشاء مواقع على شبكة الانترنت موجهة اليهم تبين مصداقية الرسالة وترفع الأساءة عن رسولنا الكريم
والله الهادي الى سواء السبيل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 12:47]ـ
إن الذين جاءو بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} (النور: 11)
ـ[البتيري]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 10:28]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 12:12]ـ
شكرا لكم و بارك الله فيكم ...
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 05:19]ـ
الحمد لله رب العالمين هذا ديننا الاسلام اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيات
صلى الله على حبيبي ابو القاسم محمد وعلى اله وسلم(/)
رسائل في النقد الذاتي (7) أمة ليس لها قدوات حية .. لن تستطيع الصمود
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 10:38]ـ
مريم عبدالله النعيمي / كاتبة وباحثة إماراتية
إن ما يفعله بعض المنتسبين للدعوة من هجوم كاسح على رموز الدعوة، كالشيخ سلمان العودة أو الشيخ عائض القرني أو الداعية عمرو خالد من تضييع لمعنى القدوة والمثل برأيي لا يقل فتكا عن دور العلمانيين والتغريبيين الذين لا يرون في الإسلام نموذجا صالحا للحكم في الحياة!!
لنتفق بداية على عدة حقائق ثم لنا بعد ذلك أن نختلف في التفاصيل ما شئنا. الموضوع الذي بين يدي موضوع يؤرقني كثيرا ويجلب لي الكثير من الأحزان والشعور بالإحباط من هذه المرحلة التي تمر بها الأمة اليوم والتي أقول بأنها تسر العدو وتغضب الصديق لكني قبل أن أدخل في صلب الموضوع أرغب في مناقشة هادئة مع قضية كرس الكثيرون منها جهدهم ووقتهم وأرى أنها قضية فاشلة بامتياز، ولو أن الفشل اقتصر على أصحابه لهان الأمر، ولكنه فشل أصاب قطاعا عريضا من الأمة، وخاصة فئة الشباب الذين يبحثون لهم عن قدوة ومثل يقتدون به ويسيرون على خطاه.
هذا الفشل تمثل في تصدي عدد من كتاب الأقلام ومن أولئك الذين يريدون أن يصبحوا كتابا من زاوية الهجوم الشرس على بعض رموز الدعوة إلى الله حيث ساءهم نجاح بعض الدعاة إلى الله ولأنهم أعداء النجاح ثم هم في الوقت نفسه لهم نصيبهم من الحضور في المشهد الدعوي فقد وجدوا في توجيه نقد ساخر مغلف باسم الحرص على الإسلام أحيانا والحرص على الداعية أحيانا أخرى.
أقول وجدوا فرصة في ضرب هذا الداعية أو ذاك ومحاولة التقليل من شأنه ما أمكن، والسؤال الكبير من المستفيد من هذا الهجوم الضاري على رموز الدعوة الذين لا يزالون بيننا أحياء يواصلون جهدهم ليل نهار في تعليم الناس، وإصلاح علاقتهم بدينهم.
من المستفيد من كل تلك الآلاف من الصفحات على شبكة الانترنت التي تمطر بالكره لبعض رموز الدعوة إلى الله، الخالية من التهذيب والرد المنهجي على سلوك هذا الداعية أو ذاك، أو على قول له، أو رأي لم يعجب كتاب الأقلام المهزوزة، والتي يعاني أصحابها من ضعف في الضمير، وتمزق في الولاء والانتماء لله ولرسوله!!
إننا باسم مصلحة الإسلام ذبحنا الأخوة الإسلامية، وقدمناها على طبق من ذهب للعلمانيين والتغريبيين الذين يدعي بعض كتاب النقد غير الهادف أنهم معهم على خلاف!!
إن ما يفعله بعض المنتسبين للدعوة من هجوم كاسح على رموز الدعوة، كالشيخ سلمان العودة أو الشيخ عائض القرني أو الداعية عمرو خالد من تضييع لمعنى القدوة والمثل برأيي لا يقل فتكا عن دور العلمانيين والتغريبيين الذين لا يرون في الإسلام نموذجا صالحا للحكم في الحياة!!
بل إني أزعم أن ما هو متوفر على شبكة الانترنت من طعن وتشويه وسخرية وهمز ولمز لبعض الدعاة إلى الله من المنتسبين للدعوة، يفوق في حجمه وخطورة أثره ما يفعله بعض العلمانيين والتغريبيين.
وكمثقفة متابعة لما يجري في المشهد الإعلامي على شبكة الانترنت أقول تذبح معاني الإخاء الإسلامي في اليوم مائة مرة أو يزيد من قبل أولئك الذين لا هم لهم إلا تسقط فلتات لسان هذا الداعية أو ذاك وكأن الأمة لم يعد لها من شغل إلا أن تنتقد أسلوب هذا الرجل أو خطوة معينة قام بها، فإذا بالدنيا تقوم عليه ولا تقعد وبدلا من أن نساندهم وندعو الله لهم بالخير والثبات تحول بعض كتابنا لحساد من الدرجة الأولى، وحين لم يصيبهم من النجاح ما أصاب تلك الفئة من الدعاة بدؤوا في التقليل من شأنهم عسى ولعل أن يأتي النقد ببعض الغنائم المسروقة من وعي الأمة، ومن رصيد ثقة أبنائها الجدد بوجود دعاة صالحين يساهمون في إضاءة المشهد الثقافي وتسليط بعض الضوء عليه.
نعم ما هو متوفر في بعض المواقع من نقد غير نزيه لبعض رموز الدعوة، لا يصب في النهاية إلا لصالح فكرة تقويض الإسلام من حياتنا العامة ودين ليس فيه رموز ولا قدوات ولا مصلحين ولا مفكرين دين عاجز بامتياز.
إن ما يحدث اليوم من تشويه لصور الدعاة في عيون الشباب، هو إحباط لمشروع كبير وواعد وهو إعادة دور المصلح والمفكر إلى حياتنا الإسلامية من جديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم نحن بحاجة إلى جهود هؤلاء الدعاة، وبحاجة إلى أن نحب الصالحين في الله، وقلب لا ينبض بحب الصالحين قلب خرب، وإن رابط صاحبه في المسجد، وصام نهاره وقام ليله!!
قال عليه الصلاة والسلام: "وهل الإيمان إلا الحب في الله والبغض في الله"، وقال في حديث آخر: "يحشر المرء يوم القيامة مع من أحب"، وأسأل ثم أعيد السؤال من المستفيد من تهوين صور الدعاة الكبار الذين خطوا نجاحهم بمواصلة العمل ليل نهار؟!!
من المستفيد من كل هذا النقد الجارح من كل هذا الاستخفاف بكل داعية يشق طريقه للنجاح فإذا وصل القمة برزت معاول من بيننا تضرب وتضرب دون كلال!!
لو كان نبي الله حيا بين أظهرنا، ورأى ما هو متوفر على شبكة الانترنت فسيرى عليه الصلاة والسلام كرها غير مبرر، وحسدا يذهب بالحسنات ويقوض جهود الإصلاح في الأمة!!
أين هي مصلحة الإسلام في أن لا يكون لنا رمزا واحدا حيا نحترمه ونقدره ونثق به وبإخلاصه لدينه؟!! أين هي مصلحة الإسلام في تتبع عورات وسقطات كل داعية هذا إن كان الهجوم في إطار تعداد السقطات ولم يتجاوز إلى التأويلات والتفاسير الغريبة وابتسار النصوص واختيار بعض الكلام والإعراض عن الآخر رغبة في التشويه، وإمعانا في تمزيق صورة الداعية وتشويه دوره.
ثم لماذا لا تحضرون لنا أيها الساخرون من كبار الدعاة قممكم وقدواتكم الحية، أين هم أعلامكم، أين هم رموزكم، ولماذا لا يظهرون في التلفاز ولا يستضافون في البرامج الحوارية، ولا من خلال الصحف ولا الإذاعات.
أين هم قممكم الذين لا يخطئون، ولا يذنبون، ولا يصدر عنهم إلا أفعال الملائكة؟!!
أين هم الملائكة الأحياء الأنبياء الذين تتبعون، و لماذا لا تباع كتبهم بمئات الآلاف كما تباع كتب الشيخ عائض القرني على سبيل المثال؟!!
لماذا لا نعرف منكم يا أصحاب الكتابات المريضة إلا السخرية والاستهزاء متذرعين بمصلحة الإسلام، وكأن الإسلام دين طوباوي لا يستطيع أحد أن يتمثله أو يعيش وفق مبادئه؟!!
أين هي مرجعياتكم العلمية، وكتبكم الغنية التي سمحت لكم بان تقضموا من ظهور الدعاة كل يوم قضمة، ولن يطيب لكم عيش حتى تسمعوا أن هذا الداعية ترك المكان فارغا وترجل؟!!
لن يرضيكم شيء إلا أن تجدوا كبار الدعاة قد أظهروا لكم الاستسلام وانقلبوا على أهدافهم وهيهات أن يحدث ذلك!!
إن الذي كنا ننتظره منكم إن كنتم مهتمين بمصلحة الدعوة، هو أن تقدموا نقدا منهجيا هادفا، وتعليقات رصينة وواعدة تساعد على جمع الصفوف وتأليف الأرواح لكن ما نراه من طعن في هذا، وسخرية من ذاك، ولمز وتقليل من شأن الدعاة العاملين لهو أمر مخيب للرجاء ويستحق أن يدان. بطبيعة الحال لن يتقدم أداء الدعاة بدون ملاحظات منهجية سليمة وإضافات لإثراء جهودهم وهذا كنا ننتظره ونرتجيه من عامة المسلمين.
وحينما أقول كنا بضمير الجمع، فالمقصود هو كافة الأشخاص الذين ينتظرون خطوات عملية أكبر وأسرع في الإصلاح، وتطوير حياتنا الثقافية والعلمية وفي سائر أوجه الحياة، وهذا الأمر لن يحدث بالسرعة التي نتمناها وهناك من يجتهد في تكسير أشرعتنا، ورمي البوصلة من بين أيدينا، ويصر على أن يحرف مسار السفينة بل ولربما حدثته نفسه بأنه الأجدر بالقيادة والتجديف!!
رويدكم كتاب النقد الأسود، رويدكم توقفوا عن كل هذا الحسد عن كل هذه الضغائن واذهبوا لأقرب طبيب نفسي واعرضوا عليه مشكلتكم.
لا بأس أيها الكاتب الذي لا يرى في الأفق مصلحا يستحق الاحترام، لا بأس أيها الكاتب اليائس من وجود قمم أحبت هذا الدين، وأعطته من قلبها ووقتها الشيء الكثير!!
لا بأس أيها الملتحف بلحاف الشعور بالعجز وقلة الحيلة، أن تذهب لأقرب طبيب نفسي، وتقول له أنا شخص حاسد أعاني من مشاعر سلبية مزمنة ضد الناجحين من العاملين للإسلام!!
احك له مشكلتك، وأخبره بأنك لم تحصد النجاح الذي كنت تتمناه فوجدت أن سبيلك الوحيد لبلوغ ما كنت تأمل أو للتنفيس عن إحباطك هو السخرية من الدعاة الناجحين!!
أرجو لك الشفاء العاجل من مرضك، فالحسد يقتل صاحبه، ولأننا ما زلنا ننتظر من بعض المحبطين أن يتعافوا من أمراضهم فأقول لك أيها الكاتب الحاسد لعل بعض جلسات الاستشارة تخفف عنك ما تشعر به من ضيق الحسد، واعلم أيها الكاتب المريض أن الحياة فانية، وأن حق الأخوة الإسلامية يمنعك من التمادي في هذا الدور المريض.
آخر السطور إذا كان لدى قرائي الكرام وصفة مجربة للخلاص من شرور حسد النفس وأمراضها، فليتهم في التعليقات يكتبون لنا بعض الحلول عسى ولعل أن يغشى شبكة الانترنت بعض السكينة/ وعساها أن تتنفس قليلا بعض نسائم الحب الطاهر، الذي ليس فيه غل ولا غش ولا حسد.
ولعل شيئا من التنادي للسيطرة على الأقلام العابثة يجنبنا ظهور ابن أبي دؤاد الذي تسبب في سجن الإمام أحمد ابن حنبل، أو ظهور ابن أبي ليلى الذي تسبب في سجن أبي حنيفة، أو في تلك النهاية المأساوية للخليفة الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه حينما ذكر أحد علماء المدينة عبارة ندم كبير بعد مقتل عثمان، وقال لأتباعه: "أدعو الله أن يبرئني من دم عثمان"، فقالوا له: وكيف تكون مذنبا وأنت عالم؟!! قال: أرى أن ذكر مساوئ الرجل قد تؤدي إلى قتله.
مجلة العصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 02:34]ـ
أن تذهب لأقرب طبيب نفسي
من رأيى أنهم يذهبوا للشيخ محمد اسماعيل -- اذ هو لن يأخذ منهم اجرة الكشف وهذا فى حق ذاته جيد ولأنه مؤتمن فلن يضع لهم السم فى الدوا- بيد أنهم لو ذهبوا لطبيب أخر لعله يكون (مثقفا) وعنده علم بأثرهم السئ فى الواقع الدعوى وعليه فيجتهد قائلا عازما على أن يضع لهم سما فى شراب ويقنعهم أنه من الدواء ويقول فى نفسه (نخلص منهم ونرتاح) ...
وهذا اجتهاد غير مرض عندنا
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 05:14]ـ
أن تبدأ الباحثة رسالتها بخطأ منهجي، هذه مشكلة فعلا، تنفر من قراءة باقي المقال
والله المستعان
إن ما يفعله بعض المنتسبين للدعوة من هجوم كاسح على رموز الدعوة، كالشيخ سلمان العودة أو الشيخ عائض القرني أو الداعية عمرو خالد من تضييع لمعنى القدوة والمثل برأيي لا يقل فتكا عن دور العلمانيين والتغريبيين الذين لا يرون في الإسلام نموذجا صالحا للحكم في الحياة!!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 05:35]ـ
مقالها كله اتهامات بلا بينة. . ثم النقاش معها لا يصلح لأنها ترى أن الردود العلمية على دعاتها كالضرب دافعه الكره؟!!!
إلا إذا كانت تقصد ردود الجامية فمعها بعض الحق.
أين هم الملائكة الأحياء الأنبياء الذين تتبعون، و لماذا لا تباع كتبهم بمئات الآلاف كما تباع كتب الشيخ عائض القرني على سبيل المثال؟!!
أسلوب قذر لا يليق بمن تدعو للإنصاف والأدب مع المخالف.
ثم إن إقبال الملايين من الناس على شراء كتاب لا يعني نجاحه وفعاليته! فإن الكتب الإباحية تباع بالملايين.(/)
الشيخ الدكتور أحمد فريد يروي قصة التزامه المنهج السلفي واعتقاله داخل الجيش و طرده منه
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 11:56]ـ
الشيخ الدكتور أحمد فريد يروي قصة التزامه المنهج السلفي واعتقاله داخل الجيش و طرده منه وتاريخ الدعوة السلفية في الاسكندرية
ولدت في شهر يوليو سنة اثنين وخمسين وغالب ظني في تحديد اليوم أنه يوم الثورة أو قبلها بيوم أو يومين أو بعدها كذلك، وذلك بمدينة منيا القمح ووالدي رحمه الله كان يعمل بإحدى الدوائر التابعة للأمراء وذلك قبل قانون الإصلاح الزراعي ثم عين كغيره ممن كان يعمل بهذه الدوائر موظفاً في الإصلاح الزراعي، ووالدتي رحمهاالله لم تكن تعمل وكانت بنت أحد التجار بالقاهرة، وكان والدي يعمل موظف عنده قبل أن يتزوج والدتي.
كان والدي رحمه الله رجلاً صلاحاً محافظاً على الصلاة في المسجد وقيام الليل وكان يختم القرآن كل أسبوع تقريباً، وكان محبوباً بين جيرانه وأصدقائه وتردد على مكة لأداء العمرة عدة سنوات ومات على أحسن أحواله بعد أن أطلق لحيته والوالدة رحمها الله كانت طيبة السيرة والسريرة محافظة على الصلاة هادئة الطباع محبة للخير وفقت لأداء فريضة الحج في آخر سنة من عمرها وطلبت مني أن أصحبها إلى العمرة كل عام في رمضان ولكنها لم يدركها رمضان لأنها بعد عودتها من الحج بشهر أو شهرين أصابها داء السرطان وتوفيت في أقل من شهرين بداء البطن فأرجو أن تكون شهيدة وقد رأيتها في المنام في حالة طيبة وكذلك والدي رحمهما الله وجميع أموات المسلمين.
وقد أخبرت بأنني أصابني مرض في الصغر أوشكت منه على الهلاك وكان في هذا العام خروج والدي إلى الحج وودعني على أنني سوف أموت وهو في رحلة الحج فرزقني الله عز وجل العافية ثم انتقلت تبعاً لوالدي رحمه الله في بعض البلاد ثم أقمت بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية فأمضيت بها دراستي حتى الثانوية العامة ثم التحقت بكلية طب المنصورة فأمضيت بها السنة التمهيدية (إعدادي طب) وخلال هذه المدة من حياتي كنت بحمد الله مستقيماً محافظاً على الصلاة أحس بعاطفة دينية وكنت أتطلع كما يتطلع كثير من الناس إلى تحقيق المجد فكنت أفكر في حياتي وما أتمناه لنفسي وماكانت لي رغبة قوية في مجد دنيوي فلم أكن أتمنى أن أكون طبيباً مشهوراً أو مهندساً ناجحاً أو أديباً ولكن الأمل الذي كان يراودني في الصبا أن أكون خطيباً في المساجد فكنت أرى أرفع الناس منزلة هذا الخطيب الذي ينتظره الناس حين يصعد درجات المنبر و يذكر الناس بالله عز وجل.
ولم أكن أعرف عند ذلك قول سفيان: أشرف الناس منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الأنبياء والعلماء، فكنت أخرج من خطبة الجمعة بشحنة إيمانية قوية استمر عليها أياماً.
وكنت أجد رقة طبيعية في قلبي فإذا سمعت طفلاً يبكي أكاد أبكي لبكائه، وكنت بحمد الله باراً بوالدي محبوباً من أصدقائي وأقاربي وأذكر أنني يوماً ذهبت إلى أحد أصدقائي في المرحلة فلم أجده، فقالت له أخته الصغيرة: (صاحبك أبو وش سمح سأل عنك) ولله الحمد والمنة.
وبعد أن قضيت السنة التمهيدية بطب المنصورة انتقلت تبعاً لوالدي وأسرتي إلى الإسكندرية والتحقت بطب الإسكندرية وذلك في بداية السبعينيات وتعرفت في هذه الفترة على إخواني في الله الذين بدأو الدعوة إلى الله عز وجل بالجامعة.
وكان سبب ذلك أن كتب أحد طلاب الكلية الذين يسبقوننا على سبورة المدرج من أراد أن ينضم إلى الجماعة الدينية فعليه أن يذهب إلى جمعية الشبان المسلمين بالشاطئ يوم كذا بعد صلاة كذا، فذهبت إلى الجمعية والتقيت بهم، وكان على رأسهم أخي الحبيب الدكتور إبراهيم الزعفراني، ثم كثرت اللقاءات بيننا بالكلية وخاصة إبراهيم الزعفراني حيث كان معي في نفس المجموعة للقرب بين أحمد وإبراهيم واشتراكهم في حرف الألف، وكان الدكتور إبراهيم ذو لحية طيبة وكان من أسرة طيبة، يغلب عليه التمسك بالسنة، وكان يرتدي ملابس تشبه ملابس الباكستانيين، وترددت عليه كثيراً في بيته، وصارت بيننا صداقة وأخوة ومحبة، وبدأنا سوياً طريق الدعوة، وكانت هذه بداية الصحوة بالنسبة لنا، وكذا بجامعة الإسكندرية، وبدأ النشاط بالجامعة بعد تكوين الجماعة الإسلامية التي كانت في الظاهر خاصة بالجامعة وفي الواقع ممتدة إلى خارج الجامعة ثم في السنة الأخيرة في كلية الطب
(يُتْبَعُ)
(/)
رشحت لاتحاد طلاب الجامعة لجنة خدمة الطلاب ورشح أخي إبراهيم في اللجنة الثقافية ثم تم ترشيحنا أيضاً للجنة العليا لطلاب الجامعة.
وكان من لجنة نشاط خدمة الطلاب أنني استأجرت أتوبيساً من هيئة النقل العام لنقل طالبات الكلية وكنت أعطي موعظة قبل نزول الطلبات من الأتوبيس وأحضهم على الصدقة والبذل في الدعوة فكان من وراء ذلك خير كثير بحمد الله وأعطي دروساً بالمدرج قبل دخول المحاضرين وكذا درس للنساء ودروس بمسجد الكلية وغرفة الجماعة الإسلامية حيث أننا تمكنا بفضل الله عزوجل من الاستيلاء على غرفة التمثيل والموسيقى بالكلية وتحويلها إلى مسجد وغرفة للجماعة الإسلامية.
وكان أول مؤتمر تم بمبنى اتحاد الجامعة رداً على بعض المضايقات للجامعة بكلية الطب، وتكلم فيه بعض الإخوة وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم الزعفراني وألقيت قرارات المؤتمر وكانت الجماعة الإسلامية حديث جديد وكأنه مولود جديد الكل خرج به محتفل وكان أول عمل بعد أن نجحنا في الانتخابات هو إنشاء جماعة إسلامية بكل كلية من كليات جامعة الإسكندرية.
وفي هذه الأثناء تعرفنا على الشيخ محمد بن إسماعيل وكان في السنة الثالثة أو الرابعة وكان الشيخ محمد نابهاً من صغره حريصاً على طلب العلم إلا أنه لم يبدأ الدعوة حتى وصل إلى مرحلة معينة من العلم.
وكنت دونه في العلم والعمل ولكنني كنت قد بدأت الدعوة إلى الله عزوجل بعاطفتي الإسلامية وبضاعتي المزجاة من العلم ويكفي في إثبات هذه العاطفة شهادة أحد أعداء الدعوة في هذا الوقت وهو الأستاذ صبري نور رحمه الله فقد كان في هذا الوقت يخالف الجماعة الإسلامية في الفكر ويميل إلى فكر التكفير وأرجو أن يكون رجع عن ذلك فقد رأيته في مساجد الدعوة قبل وفاته بقليل واستقبلني استقبالاً حسناً فقال في هذه الأثناء: الأخ أحمد فريد قلبه ينبض بحب الإسلام والحمد لله الواحد العلام.
وبعد أن نجحت الجماعة الإسلامية في الحصول على جميع اللجان في اتحادكلية طب الإسكندرية نما إلى علمنا أن عميد الكلية قد ألغى الاتحاد وهو بصدد تعيين أمراء جدد نتيجة لضغوط معينة معروفة فصمم الإخوة على عمل مؤتمر بساحة كلية الطب، وعلق الميكرفون فوق حجرة الجماعة ونزل عميد الكلية وحاشيته لإنزال الميكرفون وإلغاء المؤتمر فوقفت له تحت الميكرفون وصممت على أن الميكرفون لن يزال، وكنت في هذا اليوم في غاية الشدة وكان أخي إبراهيم في غاية اللين، عكس طبيعتنا في غير هذا الموقف، المهم لم ينزع الميكرفون وبدأ المؤتمر وكنت آخر المتكلمين وأذكر أنني قلت في خطبتي:
"نحن نعلم مستقبلنا جيداً مستقبلنا بين جدران الزنازين وعلى خشبات المشانق أما مستقبلهم ... وتلوت خواتيم سورة إبراهيم)) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَيَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواأَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَاتَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُوانْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) ((.
لقد اشتقنا إلى إخواننا الشهداء اشتقنا إلى سيد الشهداء حمزة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وحسن البنا وصالح سريه وكارم الأناضولي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وارتجت الكلية رجة عنيفة وكنت أرى الطالبات المتبرجات يبكين وكذاإخواننا في الجماعة الإسلامية، وقد هزت كلمتي حتى عميد الكلية فأعاد الإتحادالمنتخب مرة ثانية وأرسل إلينا يقول: اعتبروني واحد منكم، وانضم في هذا الوقت كثيرمن الطلاب إلى الجماعة الإسلامية لما وجدوا من هذه الروح. وكان أعداء الجماعة يتهمونها بأنها تحرك عواطف الناس وبذلك ينجحون في الانتخابات والله الموفق رب الأرض والسماوات.
وعاشت الجماعة الإسلامية أزهى عصورها في الجامعة وخارج الجامعة وأقيمت المعسكرات الإسلامية وكانت من اتحاد الجامعة واشتراكات الطلاب، وكان ذلك قبلخروج الإخوان من السجون فكان الذي يضع برنامج المعسكرات الشيخ محمد بن إسماعيل، فقدكان ومازال أعلمنا ونحسبه أتقانا لله عز وجل، ولم يكن ظهر اسم السلفية وكذا لم يكنهناك تواجد لمنهج الإخوان، فكان العمل تحت اسم الجماعة الإسلامية، ولكن الكتب التينَدْرُسُهَا ونُدَرِّسُهَا سلفية كتب ابن تيمية وابن القيم، وأذكر أنه في سنة منالسنوات تم تدريس كتاب: الأصول العلمية للدعوة السلفية للشيخ عبد الرحمن عبدالخالق استمر النشاط بالجامعة وخارجها، وكان أول ظهور للإخوان في معسكر إسلاميبرشيد وكان القائم عليه الأستاذ عباس السيسي كبير الإخوان بالإسكندرية وهو رجل فاضلكريم من الرعيل الأول للإخوان وقد دعيت لهذا المعسكر وكذا الشيخ محمد بن إسماعيلوالشيخ أبو إدريس محمد عبد الفتاح، وكان الإخوان يرسلون كل يوم أحد الإخوة للإشرافعلى المعسكر وكان في اليوم الأول الأستاذ محمد عبد المنعم وكان مع إخوة الجماعةالإسلامية عناصر ضعيفة جداً علمياً وعملياً من الإخوان الجدد وللأسف كانوا همالمسئولين عن الحجرات وكذا إعطاء الدروس وإدارة المعسكر، في اليوم التالي كانالمبعوث من الإخوة الأستاذ جمعة أمين حفظه الله، وكان يعرفنا حيث اعتكفت معه بمسجدالحمام بالظاهرية، وكان يعطي موعظة يومية في التفسير فشكوت إليه ما نعانيه فيالمعسكر فقال: أنت غداً أمير المعسكر أو الشيخ محمد إسماعيل فقلت له: بل الشيخ محمدإسماعيل وكان الأمر كذلك فتغيرت الأحوال بالمعسكر تماماً. وفي اليوم التالي كنت أناأمير المعسكر، ثم حضر إلينا الدكتور مصطفى حلمي وكانت رسالته الدكتوراه أوالماجستير عن شيخ الإسلام ابن تيمية وهو وإن كان حركياً من جماعة الإخوان إلا أندراسته وكتاباته سلفية ثم ازداد المعسكر حلاوة بحضور الأستاذ محمد حسين في اليومالأخير وكان المعسكر على شاطئ رشيد وكنا نلعب الكرة وننزل البحر فكان من أمتعالمعسكرات، وفي نهاية المعسكر أراد الإخوان مني ومن الشيخ محمد إسماعيل المبيتفاستأذنت الأستاذ محمد حسين فرفض وقال كان ينبغي أن يستأذنوني، وأعطونا عدة مذكراتعن الدعوة لتوزيعها فرفض الأستاذ محمد حسين ذلك.
واستمر نشاط الجماعةالإسلامية بالجامعة يقودها من خارج الجامعة الأستاذ محمد حسين وكان طبيعة العاملينشخصيات إدارية كإبراهيم الزعفراني وكان أميراً، وشخصيات دعوية تتحمل الدعوة العامةوكذا المجموعات الدراسية.
وقبل أن أنتقل إلى بداية تأثير الإخوان علىالجماعة الإسلامية أحب أن أشير كيف تعرفنا على إخواننا بجامعة القاهرة وهم الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح والدكتور عصام العريان والدكتور محمد عبد اللطيف وقد تم بمعسكر عقد بكلية الهندسة بشبين الكوم لانتخاب رئيس اتحاد طلاب الجمهورية.
فتعرفنا على هؤلاء الإخوة الكرام ووجدنا أن ظروف نشأتهم ونشاطهمتشبه ظروفنا إلى حد كبير فحصل تآلف عجيب معهم وتواصل وتناصح وتناصر وكان المعسكرمهيأً لانتخاب شخصية معينة لها ولاء معين معروف في مثل هذه المعسكرات فقمنا بعمل تكتل إسلامي وهددنا بترشيح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وكان كما أذكر رئيس اتحادطب القاهرة، المهم حصلنا على بعض المقاعد في اتحاد الجمهورية وإلى هذا الوقت لم يكن للإخوان أثر على الصحوة الإسلامية سواء بالإسكندرية أو القاهرة وكان ذلك سنة (1976) أو (1977) وكانت الصحوة تعمل تحت اسم الجماعة الإسلامية أما الاتجاه هو على الفطرة والفطرة في اتجاهات الدعوة هي السلفية كما أن الإسلام هو دين الفطرة بالنسبةللشرائع المختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن السلفية هي إتباع سلف الأمة وهم الصحابة ومن بعدهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأول عدا أهل البدع الذين يرون ظلام الظلم نور واعتقاد الحق ثبور وسيصلون سعيراً ولا يجدون لهم من دون الله ولياً ولانصيراً:
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاوَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف: 108]
وكان نشاط الدعوة يتمثل في المعسكرات السنوية حيث تم أكثر من معسكربمبنى اتحاد الجامعة أمام كلية الهندسة. وكان آخرها بأبي قير. وكذلك خروج رحلات للعمرة يتفق عليها اتحاد الجامعة واشتراكات الطلاب، وكذا عمل الأيام الإسلامية واعتكافات رمضان وطبع بعض الكتيبات باسم الجامعة الإسلامية كرسالة "يا قومنا أجيبواداعي الله" للشيخ محمد إسماعيل ورسالة "دقائق الأخبار في رقائق الأخيار" للعبد الفقير. وكانت أول رسالة بعنوان "العقل وثلاثة أسئلة" وكان من نشاط الدعوة أيضاً في هذه المرحلة قوافل الدعوة على طريقة التبليغ داخل الجامعة .. والجدير بالذكر أن هذه الفترة لم يكن بها حرس جامعي وأراد الرئيس أنور السادات أن يضرب الاتجاه الشيوعي داخل الجامعة بالجماعة الإسلامية وبالفعل انتقل بعض اليساريين إلى صفوف الجماعة الإسلامية.
وفي هذه الفترة كانت حادثة الفنية العسكرية كما أذكر سنة 75 وكان فيها عدد ليس بالقليل من الإسكندرية وكانت هذه أول تصفية فبعض من انضم إلى صفوف الجماعة الإسلامية حرصاً على دراسته وعلى دنياه حلق لحيته ومارس حياته بالجامعة كإنسان عادي حريص على العبادة وحرم من شرف الدعوة إلى الله عز وجل. كذلك حدث في هذه الفترة ظهور جماعة التكفير على يد شكري مصطفى وكان فتنة بالفعل حيث اغتر بفكره وذكائه كثير من الناس وقتل الذهبي وزير الأوقاف المصري وكان ذلك ونحن في أحدالمعسكرات الإسلامية فخرجنا إلى المواصلات العامة ونحن نرتدي فانلة مكتوب عليهاالجامعة الإسلامية ندعو الله عز وجل ونتبرأ من جماعة التكفير وقتل الذهبي. حتى لاتستغل الفرصة لضرب الصحوة.
وكان مؤسس هذه الجماعة الإسلامية بالجامعة الأخ إبراهيم الزعفراني وكنت أقرب الناس إليه والمدرسة السلفية لم تولد بعد وتزامن تأثيرالإخوان على قيادات الجماعة الإدارية وميلاد المدرسة السلفية ففوجئنا بالإخوة الإداريين يطلبون الاستخارة للانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين وأذكر أنني قلت نحن نحب السلف وعلماء السلف وسوف نشتكيكم إلى الله عز وجل.
وكان الشيخ محمد إسماعيل مسئولاً عن منطقة محرم بيه وكان بها الشيخ أبو إدريس محمد عبد الفتاح وكذا الشيخ سعيد عبد العظيم. وكان المرشد للإخوان في هذا الوقت غير معلن وهو الأستاذ عمرالتلمساني حيث جمع صفوف الإخوان بعد الأستاذ الهضيبي. وجدير بالذكر أيضاً أننا في نشاط الجامعة دعونا الأستاذ التلمساني لمحاضرة بمدرج كلية الطب وأنكر علينا بعض قيادات الإخوان ولعله الدكتور حتحوت وقال: إن عمر التلمساني لا يمثل الإخوان وقدأعلن بعد ذلك أن المرشد العام للإخوان المسلمين في ذلك الوقت.
في هذا الوقت كنت أمارس الدعوة إلى الله عز وجل داخل الجامعة وخارجها وكنت أخطب في مساجدالإسكندرية بروح قوية بفضل الله عز وجل، وأذكر أن أول خطبة خطبتها كانت بمسجد أهالي العصافرة وهو مسجد كبير لا يقل عن 400 متر وخطبت ساعة عن يوم القيامة وأبكيت الناس مع أنها كانت أول خطبة.
أما عن حياتي الخاصة في هذه الفترة –وهي آخر فترات الدراسة- فقد استأذنت أبواي في أن أسكن في غرفة عرضت عليهم بأنها بجوار مسجد السلام بأرض الحمرة بسيدي بشر القطار وكان باني المسجد عرض علي المسجد للخطابة فاشترطت عليه أن يتحول المسجد من البدعة إلى السنة فأذن لي في ذلك، فكنت أبيت في هذه الحجرةوأذهب إلى البيت كل يومين أو ثلاثة وكان ذلك يرضي والداي، حيث كانت الوالدة هادئة الطبع محبة للخير وكذا الوالد رحمه الله كان محب للإخوة مستعداً للترقي حتى ختم له عمره في أحسن أحواله، واجتهدت في هذه الفترة في تعريف أهل المسجد معنى السنة وحذرتهم من البدع وصار هناك محبة وولاء شديد بيني وبينهم. وفي بعض الجُمعات أعلنت أن الأذان سيكون واحداً بعد ذلك وليس هناك قراءة قرآن قبل الأذان. وتقبل الناس ذلك بفضل الله وكانت مساجد السنة في الإسكندرية قليلة ونادرة، وكانت هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الفترة من أحسن وأسعد فترات حياتي من حيث التفرغ للطاعة والعبادة ومخالطة من أحبهم من إخواني وكذا الرؤا الصالحة التي رأيتها في هذه الحجرة والتي رؤيت لي وأذكر من هذه الرؤا أن أحد شباب المسجد وكنت أكنيه أبو إسحاق رأى في المنام أن النبي صلى الله عليه سلم دخل المسجد وكنت نائماً بالحجرة وكنت في هذا الوقت مريضاَ فسلم عليَّ وجلس إلى جواري صلى الله عليه وسلم ثم جاءت سيارات نقل كبيرة تحمل لحماً وكوسة "دباء"، فطبخ الإخوة وخرجنا من الحجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد ووصف الأخ على صغر سنه وقلة علمه الرسول صلى الله عليه وسلم بما ثبت من صفته. وأعلنت هذه الرؤيا في حفل زواج الشيخ محمد بن إسماعيل بمسجدالسلام بإستانلي ..
وطلبت أن يجتمع الأخوة في المسجد على الطعام كما حدث بالرؤيا وأخذ الإخوة يقولون أين جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجلسوا في المكان الذي جلس فيه إن جاز التعبير تبركاً وليس بجائز وحضر الأستاذ محمد حسين وغيره هذا الحفل ..
وصلت في هذه الفترة إلى أحوال إيمانية طيبة فكنت أجلس في مجالس العلم فإذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكيت وكنت أحس بشوق شديد إلى القرآن كلما مكثت فترة دون تلاوته أجد ما يدفعني إليه وحفظت ما يقرب من ربع القرآن وأنا في هذه الفترة ولا أكتم أنني كذلك كنت أشتاق إلى رؤية الله عز وجل؛ وأذكر أنني خلال هذه الفترة عندما كنت أذهب من بيتي (بيت والدي) بالعصافرة إلى مسجدي بسيدي بشرالقطار كنت أحب القمر حباً شديداً وأستأنس بالنظر إليه وهو مكتمل ثم خشيت أن يكون في ذلك حرج شرعي فكلما نظرت إلى القمر غضضت بصري خوفاً أن يكون في ذلك شيء من العبادة ثم بدا لي في أحد الأيام أن القمر آية من آيات الله ولا حرج في النظر إليه والاعتبار به ومحبته ..
وفي نفس الليلة رأيت أن أسير أنا وأحد الإخوة الذين كانوا من أحب الناس إليَّ في هذه الفترة في طريق طويل متسع كنت أشير له إلى القمروأقول له إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فأحسست أن هذه الرؤيا تشير إلى جواز النظر إليه وتذكر رؤيته عز وجل لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الرؤية بالرؤية وليس المرأي بالمرأي. فقال صلى الله عليه وسلم "إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا –وأشار إلى القمر ليلة البدر- كما ترون هذا"
كنت في هذه الفترة أحس بقرب شديد من الله عز وجل وأجد ذلك في حسن ظني بالله عز وجل وقبول دعائي. أذكر أن بعض الإخوة كان يبيت عندي بالمسجد وأردنا أن نقوم من الليل للصلاةفقلت لهم متى تريدون أن تقوموا فقال بعضهم: الواحدة والنصف، وقال بعضهم: الثانية، فقلت لهم: نقوم الثانية إلا الربع ودعوت الله أن يوقظني في الثانية إلا الربع وأنا موقن بالإجابة، فاستيقظت بالفعل في الثانية إلا الربع وأيقظت الإخوان؛ ومن الطريف أني مرضت في بعض الأيام وكنت أحب أن أرى إخواني وأن يعودوني في مرضي ففكرت أن أخبرهم ثم قلت لو أخبرتهم لتكلفوا الحضور وركبوا المواصلات وكان في ذلك مشقة عليهم فدعوت الله عز وجل أن أراهم في المنام فرأيتهم في الليل وأنا في غاية السرور وذلك قبل الفجر وبعد الفجر قلت أنا لم أر أخي إبراهيم الزعفراني وفلان فدعوت الله أن أراهم فرأيتهم بعد صلاة الفجر وأنا أذكر ذلك تحدثاً بنعمة الله عز وجل ومن علامات إيماني ومحبتي لله عز وجل في هذه الفترة وشدة محبتي لإخواني الذين أحبهم في الله عزوجل، فقد أحببت أحد إخواني من جيران المسجد وكنيته أبو سعيد وتأخر عليَّ مدة وأنا في شوق شديد إليه ولم يحضر حتى قرب إقامة صلاة الفجر فقلت بلساني أو بقلبي يا رب أرسل إليه ملكاً يوقظه ويأتي به إلى المسجد وبعد دقائق معدودة حضر الأخ إلى المسجدوأدركنا في صلاة الفجر فأخبرته بما حدث فقال: أنا بالفعل كأن أحداً يوقظني وأتى بي إلى المسجد وكان الأخ يعيش مع أمه فكانت إذا تأخرت أمه بعد ذلك يقول: يا رب أرسل إليها ملكاً يأتي بها. في هذه الفترة أيضاً رأيت رؤيا فيها تبشير بالشهادة وتأكدت هذه البشارة برؤا أخرى ورآني أخي الحبيب حامد الزعفراني في الجنة، وأنا أتحرج من قص هذه الرؤا إلا أنها رفعت محبتي للجنة والسعي إليها .. وحفظت قصيدة ابن القيم فيبداية حادي الأرواح وأطلق عليَّ الشيخ محمود عيد رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
لقب عاشق الجنة من كثرةذكري لها وتذكيري بها.
في هذه الفترة كذلك تعرفت على أحب الأخوة إلى قلبيوهو الدكتور عادل عبد الغفور .. وكانت بداية محبتي له ومعرفتي به رؤيا رأيتها فيحجرة مسجد السلام وتحقق ما رأيته .. رأيت كأنني أقول له: يا عادل أنا أحبك جداًوأتمنى ن تبقى معي في المسجد يومين، فقال لي في الرؤيا سوف أستأذن والدتي وأحضروكان إذن والدته من أصعب الأمور لأنها أسرة طيبة متدينة وكانت والدته وهي سيدةفاضلة كريمة حريصة عليه وعلى أخيه عماد ولكن بقدر الله عز وجل وافقت والدته وبقيمعي في المسجد يومين وتأكدت محبتنا في الله عز وجل.
وأذكر أنني كنت عائداًمن الكلية وفي غاية الفرح لرؤية قميص أخي عادل الذي نساه بالحجرة وتجددت معانيكثيرة مما نقرأه في محبة السلف وإيثارهم وكلما امتد بنا العمر تزداد هذه المحبةبفضل الله عز وجل والشيخ عادل ممن يشهد له بالعلم والعمل نحسبه ممن يتقي الله عزوجل أسأل الله أن يديم محبتنا فيه وهو الآن من أفراد أهل العلمبالقاهرة.
المهم هذه الفترة وهي نهاية الدراسة بالجامعة وكذا سنة الامتيازكانت مرحلة فاصلة في حياتي وإلى هذا الحد كان العمل ما يزال تحت اسم الجماعةالإسلامية والكل يعمل تحت هذه الراية ولكن العقيدة هي عقيدة السلف والذين يوجهونا لفكر بالجماعة الإسلامية هم أعلم الناس بفكر ومنهج السلف ..
ثم كان من تقديرالله عز وجل أن بدأ الشيخ محمد بن إسماعيل في إنشاء المدرسة السلفية وذلك بعد أنرأى أنه تأهل للدعوة والتصدي لتعليم الناس وكانت بداية المدرسة السلفية درس عام يومالخميس في مسجد عمر بن الخطاب وذلك قبل أن يكتمل بناؤه وكانت هناك حلقة بمسجد عبادالرحمن ببوكلى صبح الجمعة وكان الحضور في هذه الحلقة لا يتجاوز العشرة أفراد ولمي كن معنا أحد قادة الدعوة السلفية الآن وكان الشيخ محمد يحفظنا متن العقيدة الطحاوية وكذا تحفة الأطفال وكلفني بتدريس مدارج السالكين شرح منازل السائرين. ثم توقفنا عن ذلك خشية ترويج مصطلحات الصوفية وكان ذلك قريباً من تأثير جماعة الإخوان على القيادات الحركية للجماعة الإسلامية.
ثم لما طلبوا منا الاستخارة للانضمام إلى الإخوان رفض الشيخ محمد كما ذكرت الانضمام للإخوان المسلمين لأن المرشد مجهول وكان معه إخوة محرم بيه .. وهددوا الشيخ بالتشهير بهم على المنابر والتضييق عليهم، فلم يخضع لهذا التهديد واستمر في دعوته ..
في هذه الأثناء دخلت الجيش ولي فيه قصة قد يطول شرحها ولكن أرجو أن يكون في ذلك عبرة وعظة وأسأل الله أن يرزقني حسن النية في عرضها وأن يكون ذلك بقصد الفائدة لا فخراً ورياءاً.
ذهبت إلى القاهرة (حلمية الزيتون) لتقديم أوراقي للجيش، وكنت أظن أنني سوف أقدم أوراقي وأعود ولكن الحال كان على عكس ذلك حيث قسم الحاضرون إلى من سيجند عسكري ومن يرشح لضباط الاحتياط، وكنت قد قلت في نفسي إن رشحت لضباط الاحتياط فلن أحلق لحيتي قولاً واحداً، وإن رشحت جندياً كان في المسألة قولان وأستخير الله عز وجل أحلق أو لا أحلق.
فقدر الله عز وجل أنني رشحت لضباط الاحتياط لأن الكليات العملية خاصة طب وهندسة يرشحون للاحتياط فقلت لمسجل الكلية أنا لن أحلق لحيتي. فرفض أن يحولني إلى جندي، وقال أنتم تحبون السجن وكانت سيارات الكلية واقفة فتم نقلنا إلى كلية الاحتياط بفايد دون أن نخبر أهلنا أننا ذاهبون إلى الكلية؛ وذهبت إلى كلية الاحتياط بالزي الرسمي للجماعة الإسلامية أقصد القميص والغطرة؛ وبت ليلة واحدة بعنبر الطلبة وأحسست بالاختناق في هذا الجو الذي لم أتعود عليه حتى أنني كنت أعيش بالمسجد وأخالط إخواني وأستمع للقرآن وأشتغل بطلب العلم والحرص على سلامة قلبي ولكن بحمد الله لم تكرر هذه الليلة التي بتها في عنبر الطلبة بكلية الاحتياط.
وفي الصباح وبعد صلاة الفجر جلست على سرير وكان في الدور الأول أقرأ القرآن فأتى الشاويش المسئول. عن العنبر يقول هيا للطابور فقلت له: أنا رافض الجيش من أوله إلى آخره ورفضت الخروج معه. فذهب من أجل أن يبلغ المسئولين وأتاني أحد الطلبة الذين في الدفعة السابقة لدفعتنا رقم (44) وأخبرني في دفعتهم (43) أخ رفض حلق اللحية وهو الآن بالسجن المركزي وإن شئت أن تذهب إليه فهيا بنا فقلت له: نعم نذهب إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان هذا الأخ يسمى رفعت وقد حكم عليه بخمسة أشهر وكان من جماعة التبليغ والدعوة ومن أقرب الناس إلى الشيخ إبراهيم عزت رحمه الله أميرالجماعة ولم يكن للكلية أسوار حتى نعلوها وذهبنا إلى السجن المركزي بفايد وخرج إلينا الشيخ رفعت وكان وسيماً جميلاً والنور يشع من وجهه وهو متعمم عمامة لطيفة فسلم علينا وقال له رفيقي: الأخ أحمد فريد من الدفعة الجديدة وهو يرفض حلق اللحية ويطلب منك النصيحة فنصحني حفظه الله عدة نصائح أغلى من الدنيا وما فيها، فقال لي:
((إن أمرك أحد المسلمين بأمر فإن كان معصية فلا تطيعه فلا طاعةلمخلوق في معصية الخالق، وإذا أمرك من ليس بمسلم فلا تطيعه على كل حال خالفوا المشركين.
والنصيحة الثانية: قال: لا تفتر عن ذكر الله عز وجل فإن الله عز وجل لما أرسل هارون وموسى إلى فرعون قال (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَبِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي) [طه: 42]، فالذكر يقوي القلب على مواجهة الشدائد والدخول على الظالمين.
والنصيحة الثالثة: قال لي إذا كلمك فلاتنظر إليه لأن النظر إلى وجه الفسقة يقسي القلب ولا تناقشه في كلامه بل دعه يقل ماعنده ثم بلغه دعوتك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرض عليه أبو الوليد بمكة أن يجمعوا له من المال حتى يكون أكثرهم مالاً وأن يملكوه عليهم لم يناقشه ولكنه قال له: أفرغت يا أبا الوليد؟ فاسمع مني ثم تلا عليه القرآن.))
خرجت من هذه المقابلة وأنا أشد عزماً وتصميماً على المواصلة والثبات على الحق وعدت إلى كلية الاحتياط فرأيتهم قد حلقوا لهم رؤوسهم وصرفوا لهم الملابس العسكرية فكانوا يلبسونها قبل أن تفصل عليهم وكانوا في طابور الميز (يعني المطعم) لطعام الغذاء.
وأتى الشاويش الذي كلمني في الصباح وقد تعب في البحث عني وقال: أين كنت؟ وعلمت أنه ليس على ملتنا، فقلت: أنت بالذات لا تكلمني.
فأخبر أحد الضباط بخبري فقال له: يقف في الطابور ووقفت في الطابور وأنا أرتدي القميص وقد صنع لي الشيخ رفعت من الغطرة عمامة لطيفة ثم حدثت مشادة كلامية مع أحد الضباط ذهبت على إثرها إلى سجن الكلية وكان في الواقع أحسن مكان بالكلية لأنه بجوار المسجد وهو فارغ تماماً وأمكن فيه من قراءة القرآن وكتب العلم وصار سجن الكلية هو خلوتي كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن سجني خلوة ..
وكنت أصلي بالناس إماماً وأعطي دروس بالمسجد يحضرها من فيه خير من ضباط الكلية وأخطب الجمعة أحياناً فمكثت في سجن الكلية حتى تشكلت محكمة عسكرية ممن يحضر دروس في المسجد خوفاً علي من تشديد العقوبة وحكموا علي بشهر واحد والمحزن أنني سجنت بسجن الوحدة وليس سجن الطلبة المجاور للمسجد وابتليت بمخالطة المسجونين حيث شرب السجائر وسماع الغناء فلم يكن سجني في هذه المرة خلوة كما قال شيخ الإسلام بل ما كنت أجد مكاناً أقوم فيه بالليل وبدأوا معي مساومات حتى أوافق على حلق اللحية وأتاني طبيب الكلية وعرض علي إذا وافقت على مبادرته أن يكون سكني بالعيادة وأن أكشف على إخواني الطلاب وبذلك لا أقف في الطابور وأحيي العلم والضباط فوافقت على ذلك وتم إلغاء السجن بعد أسبوع أو أكثر وانتقلت إلى العيادة وكنت أعامل قريباً من معاملة الضباط الأطباء وأسكن معهم.
ولكن نفسي لم تطاوعني إلى حلق اللحية مرة ثانية فأعفيت لحيتي وقدر الله عز وجل أن يتغير مديرالكلية ويعين لواء جديد للكلية فأهمهم كيف يعرضون عليه مشكلتي وأنا قد تركت اللحية أكثر من ثلاثة أسابيع وقبل أن أدخل عليه دخلت على من دونه من الرتب وكانوا يرغبوني تارة ويهددوني تارة أخرى ويقولون بحمية وعصبية القوانين العسكرية والنظم العسكرية فأقول لهم (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًايُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِوَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَلِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) [البقرة: 165]
فيقولون نحن لسنا كفاراً، فأقول أنا لا أكفركم ولكنها الغيرة على الشرع كلما وجدت غيرتهم على القوانين العسكرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخيراً أدخلت على اللواء مدير الكلية وهو يرفع جهاز التسجيل بالقرآن وعرض عليَّ حلق اللحية فرفضت وتلوت عليه أدلة التحريم فحولني إلى نائب الأحكام لإعادة محاكمتي فحكم عليَّ بستة أشهر لمخالفة الأمر العسكري بحلق اللحية وتم إعادة الشهر الذي أوقف تنفيذه فصارت لمدة سبعة أشهرقضيت جزءاً منها قبل إجراء تحويلي إلى السجن المركزي في سجن الطلبة حيث الخلوة و ممارسة الدعوة مع الذين يمن الله عليهم بالسجن .. وكان الوقت شتاءاً فكنت أخرج بالبالطو والغطرة وأرى إخواني وهم في البرد القارص بالشورتات وبلغ من فتنة بعضهم ممن كان من الجماعة الإسلامية قبل دخوله الجيش أنه ترك الصلاة.
وقد تعجبت كيف دخل الإخوة هذه الكلية وفيها ما فيها وتخرجوا ضباط وكيف سمح لهم إيمانهم بذلك؟! وأحببت أن أترك بالكلية كلمة حق تتوارثها الأجيال وتشهد لي يوم يقوم الأشهاد فقلت في نفسي الجيش كله ظلم .. ظلم النفس وظلم العباد والظلم والظلم هو أظلم الظلم الشرك بالله عز وجل فجهزت خطبة في تفسير الحديث القدسي "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا".
وقلت في خلال خطبتي ما ظنكم برسول الله صلى الله عليه وسلم لو أتى فرأى أمته يلتفون حول خشبة في آخرها خرقة يعظمونها مندون الله عز وجل، ما ظنكم برسول الله صلى الله عليه وسلم لو أتى فرأى أمته يعظمبعضها بعضاً وكان قد دخل على أصحابه فقاموا فقال: لا تعظموني كما تعظم الأعاجمملوكها وقلت لهم: تقولون الجيش يربي الرجال وتأمرون بحلق اللحية والتشبه بالنساء؟! وكان الأولى بكم أن تقولوا الجيش يربي الرجال وتأمرون من يحلق لحيته بإعفاء اللحية لأن الجيش يربي الرجال؟! فقلت ما في نفسي في خطبة الوداع وبعد إقامة الصلاة قلت: كل أخ يلبس باريه: (ما يوضع على الرأس) فيه صنم (النسر) يداريه فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة وصليت بهم الجمعة، وقدقامت القيامة بالكلية فمن موافق ومشجع لما قلت ومن خائف وعلى كل حال حصل المقصود منإقامة الحجة وترك كلمة الحق بالكلية. ومن رحمة الله بي أنه كان يجعلي دائماً مخرجاًويضيق عليهم كما وعد عز وجل (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُبِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَيَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) [الطلاق: 2]
فكان من الممكن أن يحكم علي بمدد متطاولة بسبب ما قلت والمخرج أنني كنت في هذه الفترة مسجونناً فكيف خرجت من السجن وكيف ارتقيت المنبر منبر التوجيه وأنا مخالف للقواعد العسكرية.
وأنا والحمد لله في رعاية الله وحفظه أنتقل من خير إلى خير ومن سعادة إلى سعادة فجهزت للانتقال من الكلية إلى السجن المركزي بفايد وكانت هذه المنطقة كأنها فتحت فتحاً إسلامياً بدعوة أخي الشيخ رفعت فكان أول من سن هذه السنة الحسنة وكان قائد المحطة العسكرية تاركاً للصلاة وكان يسب دين الله والعياذ بالله فلما رأى رجلاً يترك زوجته وأولاده ويرضى بالسجن لأنه يرفض حلق اللحية بكى على نفسه وكان ثبات الشيخ رفعت سبباً في هدايته وقدم طلب إلى إدارة التوجيه المعنوي بتعيين الشيخ رفعت في التوجيه المعنوي لمحطة فايد العسكرية ومن حسن تقدير الله عز وجل أن اليوم الذي حولت فيه إلى سجن فايد المركزي هو نفس اليوم الذي عاد فيه الشيخ رفعت من إجازة ثلاثة أسابيع بعدإنهاء سجنه وتعيينه بالتوجيه المعنوي بالمحطة العسكرية. والتقيت معه ومع العقيد عبدالفتاح بمسجد المحطة الذي بناه العقيد بعد هدايته على يد الشيخ رفعت وصار مناراًللدعوة بالمنطقة؛ وقبل أن أحول إلى السجن المركزي أرسلت إدارة الكلية إلى العقيدوأخبروه بأنني ضربت الضابط وأنني لست طيباً كالشيخ رفعت.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول العقيد بمجرد أن رأيتك علمت أن كلامهم كذب، والتقيت به في صلاة المغرب وقابلني مقابلة هي ثمرة مقابلته السابقة بإدارة الكلية، وقال له الشيخ رفعت هناك نساء تبكي وأطفال. يقول العقيد عبد الفتاح وأنا أصلي أقول لنفسي هذا رجل ترك أهله ودخل السجن من أجل سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانظر ماذا تفعل يا عبد الفتاح، وبعد الصلاة مباشرة بشرني بأنه سوف يعطيني حجرة الشيخ رفعت ويعاملني كما كان يعامله؛ وهي حجرة بالسجن المركزي بنيت خصيصاً للشيخ رفعت. كان معه مفتاحها فهو يغلقها من الخارج، وبالفعل استلمت الغرفة المذكورة، وصمم الشيخ رفعت على أن يدخل معي السجن مع أنه عين رسمياً واعظاً بالمنطقة العسكرية، وقالوا له أن يسكن في الفيلا فيقول حفظه الله: أخي أحمد في فترة بلاء وتنزل عليه رحمات من السماء فأحب أن أكون معه.
وجهزت الغرفة بسريرين وكان بها مصباح كهربائي مع أن ذلك من الممنوعات في السجون في هذه الفترة سواء كانت حربية أو مدنية، وقضيت أنا والشيخ رفعت قريب من شهر ونصف فكنت أصلي الفجر بالمسجد أنا والشيخ رفعت، وكنت أصلي بهم إماماً؛ وكان العقيد عبد الفتاح يقول للصولات كل صول يعطيني تماماً بالعساكر الذين معه في صلاة الفجر، وكنا بعد شروق الشمس نركب إحدى السيارات التابعة للمحطة للإفطار بفيلا كبار الزوار على البحيرات المرة بفايد وكنت أمارس الدعوة فأعطهم موعظة قبل التأمين (دخول الزنازين) وأعلمهم الصلاة، وكان العقيد يقول: الأخ أحمد فريد أقدم واحد يصلي فينا؛ كلامه أوامر .. سبحان الله مسجون كلامه أوامر –كما قال بعضهم-:
(أعز أمر الله حيثما كنت، يعزك الله حيث ماكنت) في هذه الفترة كانت الثورة الخمينية، وكان كارتر رئيس أمريكا يزور مصر، وقال السادات كلمته المشهورة لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، وكانت المظاهرات بالجامعات المصرية وما لنا نصيب من هذه الأحداث العالمية والمحلية ففوجئت بالشيخ رفعت تم إعادته إلى القاهرة وإعادة محاكمته، وحكم عليه بتسعة أشهر .. وطلب مني حلق اللحية ولبس ملابس السجن الحربي (العفريته الزرقاء) فرفضت وحضرت المخابرات العسكرية في حجرة قائد المحطة وعرضت عليَّ في حضور ضابط المخابرات، وطلب مني حلق اللحية أو يؤمر بإعادة محاكمتي فقلت له: موافق على إعادة محاكمتي مرة ثانية وثالثة ورابعة وليس وراءنا شيء إلا دين الله عز وجل .. وبالفعل ذهبت إلى المكان الذي سوف أحاكم فيه ويبدوا أن نائب الأحكام أخبرهم أنه لا يجوز محاكمتي لأنني في فترة قضاء عقوبة على أمر معين ولم تنته الفترة بعد، فأعدت إلى غرفتي بالسجن المركزي وفوجئت بأنهم أخذوا المرتبة وكذا المصباح الكهربائي ومنعوني من الخروج، إلا أن العقيد الذي تحرك قلبه بالإيمان كان يوصي بأن الطعام يأتيني من مطعم الضباط، ويوصيهم في السر أن لا يعاملوني معاملة سيئة.
وتأخر العقيد عن زيارتي كثيراً خوفاً من رصدالمخابرات حتى انتهز فرصة وزارني في السجن فلم ير المرتبة ولا المصباح فقلت له: يأخذون كل شيء حتى البطاطين وسوف أنام على الرمل.
ولكن ديني لن يأخذوا منه شعرة واحدة، وكان العقيد يحبني إلا أنه كانت محبته للشيخ رفعت أكثر مني لأنه كان سبب هدايته، فبكى وقال: هل سفر الشيخ رفعت هين عليّ. وقلت له أنا في أسعد فترات حياتي أنا كلما نمت رأيت رؤيا صالحة .. وأشار أن يعيد الكهرباء والمرتبة فرفضت.
وكنت أحفظ حزباً من القرآن في كل صباح في أقل من ساعة وأراجعه قبل غروب الشمس وأصلي به في الليل وحفظت في هذه الفترة والتي بعدها ثلث القرآن تقريباً. بقيت عدة أيام بالسجن المركزي ثم أتى أمر بنقلي إلى السجن الحربي وهو أكبر من السجن المركزي؛ حيث يقضي فيه العسكر الذين حكم عليهم بأكثر من ستة أشهر؛ والمركزي لستة أشهر فما دونها.
وبالفعل نقلت إلى السجن الحربي، وكان الذي استقبلني بالسجن الحربي قائد ثاني السجن، وكان نقيباً؛ وكان يراني كثيراً مع العقيد عبد الفتاح ويعلم أنني متخصص في الرقائق وذكر الجنة والنار. فقال لي: لن أكلمك عن اللحية ولكن السجن له نظام فلابد من لبس ملابس السجن.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت له ببراءة الفطرة: هل أناسارق؟! أنا مسجون في طاعة الله عز وجل واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم فأنا في طاعة وهذا اللبس لبس ذلة ومهانة والذي يكون في طاعة لا يناسبه لبس الذلة والمهانة. وكان يكلمني تارة ويتصل بقيادة الجيش الثاني تارة.
وأنا أقول له وأسمعه (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْكَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) [النمل: 50 - 51]
وصرح لي بعد ذلك أن قائد الجيش الثاني كان يأمره أن ينزع قميصي ويمزقه فلا أجد إلا ملابس السجن فأضطر إلى لبسها وكنت على يقين أنهم يمكرون لي لكنني كنت على يقين أيضاً بأن الله عز وجل يمكر بهم، وكانوا إذا هددوني بأن يحلقوا لي بالقوة أقول لهم أقسم بالله من أراد أن يحلق بالقوة فسوف أقاتله إن قتلني دخلت الجنة وإن قتلته دخل النار فكانوا يفهمون من قولي أقاتله أنني أقتله، فقالوا: الشيخ قال إللي يقرب مني أقتله. فتركتهم على هذا الفهم من باب كتمان العلم للمصلحة؛ المهم قذف الله عز وجل في قلوبهم الرعب فلم يمسوني بسوء؛ وفرغوا لي التأديب داخل السجن الحربي؛ وكان عبارة عن خمسة غرف كل غرفة متر إلا ربع تقريباً في طول مترين، وأمام الخمس غرف فسحة وهي مغلقة بشباكه حديد فوضعت فراش في غرفة والطعام في غرفة وقلت لهم هذه الفيلا لو أخذتم إيجار تأخذون مبلغاً وقدره.
والعجيب أنهم كانوا كل صباح يفتحون باب الفيلا ويأتي العساكر من أجل تنظيف الفيلا ورش الماءوتنفيض البطاطين ولم يطلبوا مني أن لا أكلم المساجين ولكنهم طلبوا من المساجين ألايكلموني فكانوا يأتون أمام الفيلا وأذكرهم بالله عز وجل وأقول لهم اسمعوا شيئاً فإذا رأيتم أحداً فانصرفوا.
ثم حضر القائد الأول للسجن الحربي وكان برتبةرائد فأخبر بحضوري فأتى وهم يأمنون السجن قبل المغرب وقال لي: لماذا لم تلبس ملابس السجن؟ فقلت: أنا محكوم علي بسبعة أشهر على اللحية والملابس فلا تكلمني في هذين الأمرين إن شئت أن تتكلم في أمور أخرى نتكلم فكأنه هدد بأن يحلق لي بالقوة فأقسمت بالله بأنني سوف أقاتل من يريد أن يحلق لي بالقوة فقال لي صول الأمن وكان واقفاً اعمل معروف ما تمتش هنا.
ثم طلب قائد السجن أن أعرض عليه بمكتبه بعد تأمين السجن فقلت له ليس من حقك إخراجي بعد التأمين. فقال: أنت تعرف القانون.
المهم أخرجوني بعد الغروب وبعد تأمين السجن وأدخلت عليه في مكتبه: السلام عليكم، قال: سلام على من اتبع الهدى، ثم أخرج لي تفسير ابن كثير من مكتبه وقال: تعرف هذا، قلت: نعم تفسير ابن كثير.
وأخرج معارج القبول كما أذكر: وقال لي هل قرأت حديث حذيفة في فتح الباري. قلت نعم.
قال: تعرف عبد الحميد الشاذلي وهو صاحب حد الإسلام وهو شيخ بدعة التوقف والتبين بالإسكندرية.
وبعد هذه المقابلة العجيبة طلب مني أن ألبس ملابس السجن أو يعرفني على العميد الرحاني بقيادة الجيش الثاني. وقال لي سوف أعطيك مهلة للصباح. فقلت: أنا أوفر عليك المهلة وأعرض من الآن. فقال: لا سوف أعطيك مهلة وأرسلني إلى فيلتي وخلوتي وقمت الليلة وتفكرت في الحوار الذي دار بيننا قبل التهديد واستخرت الله عز وجل بأنني سوف أبلغ عنه أنه من جماعة التكفير وأنه يستحل دماءهم ونمت على ذلك.
وبعد صلاة الفجر و مع شروق الشمس فوجئت باثنين يحملان بدلة السجن الزرقاء ويفتحان علي الفيلا ويقولان نحن نقسم بالله أننا نوافق أن نلبس-هذه الملابس ولا تلبسها أنت - وذلك لحبهم لدينهم - ولكن الرائد أمرنا أن نحضر هذه الملابس لك لتلبسها فقلت لهم بكل قوة أعيدوا له هذه الملابس وقولوا له الشيخ أحمد متظلم منك ويطلب العرض على قائد المحطة العسكرية أوعقيد المخابرات.
قلت لهم أنا سوف أبلغ عنه بطريقتي الخاصة أنه تكفير يستحل دماءهم ولن يعود إلى بيته بل يذهب إلى المدعي العسكري فقال لي: كيف طريقتك الخاصة فقلت لهم: وهل أخبركم بطريقتي الخاصة؟!.
فذهبا إلى الرائد وأخبراه بما قلت فأتى الرائد بنفسه وقال يا شيخ أحمد مادمت ترفض لبس السجن خلاص.
فقلت له أنت أهنتني وأنا متظلم منك وأطلب العرض على قائد المحطة العسكرية أو عقيد المخابرات وهويخشى من هذا الطلب حتى لا أبلغ عنه أنه تكفير.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: يا شيخ أحمد أنت لاترضى بالضرر. فقال لي: طالما أنت عندنا فسوف نعاملك أحسن معاملة ونلبي كل طلباتك. فقلت له وتعد أنك تسعى في خروجي من هذا المكان في أول فرصة قال: إن شاء الله .. وتم الاتفاق على ذلك وصار الرائد يومياً يمر علي في الفيلا ويقول: يا شيخ أحمد تريد شيئاً أقول له: جزاك الله خيراً. ومر يوم ولم يمر علي الرائد فقلت للشاويش أين الرائد لماذا لم يمر علي هذا اليوم يبدوا أنه أبلغه فمر في اليوم الثاني واعتذر إلي أنه لم يمر بالأمس لأنه كان مريضاً –كان عنده إسهال- نسأل الله العافية والسلامة من الذل والمهانة. (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْكُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]
أمضيت من مدة العقوبة أربعة أشهرونصف وكانت هناك مناسبة استلام العريش فصدر قرار جمهوري بالعفو نصف المدة والعجيب بأن العفو لمن كان حسن السير والسلوك في السجن أما المخالف فلا يشمله العفو .. ولكن لأن الرائد يريد التخلص مني في أقرب وقت كنت أول مسجون ينادى عليه بالعفو في السجن الحربي؛ وخوفاً من اتصالي بأي مسئول أخذني الرائد بنفسه وسلمني إلى كلية الاحتياط لأنها وحدتي الأساسية فدخلتها دخول الفاتحين واحتفل المساعدون بحضوري وقضيت ليلة أوليلتين بالكلية ورآني مسجل الكلية وأنا بكامل عافيتي بلحيتي وقميصي وغطرتي فقال: أتيت كذلك من السجن من خمسة أشهر؟!!! فقلت: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج: 38] قال يدافع عنك ويسخطني (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُم ْشَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ) [يوسف: 77]، فقلت: آمين.
ثم أراد نقلي إلى الخدمات الطبية بالقاهرة وكان سيصحبني في هذه الرحلة صول التوجيه المعنوي وكان يحبني محبة شديدة وطلب من أحد العساكر أن يسافر معنا من أجل أن يحمل المخلة فقلت له: أنا كنت أحمل هم الجيش من أجل هذه المخلة لا أستطيع حملها. فقال: انظر كيف يفعل الله عز وجل بعباده المؤمنين وبالفعل تم تسليمي إلى الخدمات الطبية بكوبري القبة بالقاهرة وبدأت فترة جديدة من الامتحان والله يتولاني في كل مكان ويجعل لي من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً فسمحوا لي بالجلوس والمبيت بالمسجد بدل السجن فكنت أصلي بهم وأجلس أقرأ القرآن وأراجعه ويأتي الطعام والزيارات من الأخوة بالقاهرة وكان بجوار وحدتي وحدة لنقل الدم فكنت أبيت معهم وأجعل الفائض من الطعام في الثلاجات الضخمة بسيارات نقل الدم.
وعرضت على المحكمة العسكرية بحسب ذاكرتي بالعباسية، ورفض رئيس المحكمة محاكمتي وطلب من المندوب أن يتصرفوا معي لإخراجي من الجيش .. المهم عرضت على محكمة أخرى ميدانية وحكموا علي بثمانية أشهر وحولت إلى السجن الحربي بمدينة نصر وكانت درجة إيماني بفضل الله مرتفعة جداً وتمرست علي مواجهة الظروف الصعبة فلما أدخلت السجن الحربي استقبلني شاويش الأمن وطلب مني أن أذهب معه لمقابلة قائد السجن وكان برتبة عميد. وكنت أقرأ سورة إبراهيم بصوت مرتفع حتى يسمع الجميع.
فقلت حتى انتهي من السورة فسكت فلما انتهيت من السورة ذهبت معه فأدخلت على قائد السجن فقال: يا شيخ أحمد أحلق وأنا أحمل وزرك يوم القيامة جزاه الله خيراً على هذا التبرع ولكنني رددت عليه وقلت: أنت تحمل وزري يوم القيامة وتلوت قول الله عز وجل: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأ َمِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) [البقرة: 166 - 167]
فكانت هذه الآيات بمثابة الضربة القاضية فلم يرد علي وقال الأوامر واكتفى بكتابتها دون أن ينطق بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخرجت من مكتب قائد السجن وذهبوا بي إلي عنبرالحرس وتلطفوا معي في الكلام وأخذوا يسألوني عن اسمي وعملي وعنواني وأنا أتوجس منهم شراً في كل وقت ثم فوجئت بعدد من الحرس يتوجه نحوي وكان اختيارهم مقصوداً فهم أجسام ضخمة ليس منهم أعرج ولا أعور ولا أعمى لم أشعر بنفسي فقد وقفت على أحد الأسرة وكنت أتنقل فوقها فمن تمكنت منه بيدي ضربته بيدي ومن تمكنت منه برجلي ضربته. وكان أسعدهم بالضرب شاويش الإدارة حيث كان على يميني فنال نصيبه مني ثم تمكنوا مني بعد أن جمعوا صفوفهم مرة ثانية وكتفوني وأخذوا يضربوني وأنا أقول لا إله إلا الله - لا إله إلاالله؛ فأمرهم شاويش الأمن بالكف عن الضرب وحلقوا لي بالقوة وأنا أظن أنني بذلت كل طاقتي وأخرجت كل ما في جعبتي فأنا معذور وبقيت في هذا السجن الحربي أنتقل من سجن إلى سجن ولكن الله عز وجل مكنني من إلقاء خطبة بالمسجد بداخل السجن الحربي وتعرفت بداخله على إخوة أفاضل من الضباط والعساكر ومكثت فيه ستة أشهر ونصف وتم رفدي من الجيش بفضل الله عز وجل وخرجت بعد زملائي الذين جندوا عساكر بشهرواحد.
وكانت هذه قصتي في القوات المسلحة ..
وأذكر أن إخواني سألوا الشيخ ابن باز وأنا في غمار المعارك فقال: رحمه الله إن أطاعهم فهو معذور وإن عصاهم فهو مأجور فأسأل الله أن يتقبل مني هذا العمل وأن أجد بره وذخره يوم الورود عليه. وقد رأيت في هذه الفترة من الرؤا الصالحة بشرى بدخول الجنة من أوسع الأبواب وكذلك بشرى بمحبة الله عز وجل .. وبعد أن خرجت من الجيش كانت الجماعة الإسلامية قد تميزت إلى فريقين الإخوان المسلمون والمدرسة السلفية وكان كل فريق يطمع في عملي معه وأنا بطبيعة الحال وفي كل وقت حسن المعاملة للجميع فزارني الأستاذ محمد حسين وكذلك الشيخ محمد إسماعيل وبقية الإخوة فعملت في الدعوة السلفية لأنها الفكر الأصيل وإسلام الفطرة فلم أبايع في وقت من الأوقات جماعة الإخوان وكذلك بقية الإخوة بالدعوة السلفية لم يبايع واحد منم جماعة الإخوان ولكن الواقع أن الإخوان استقطبوا العناصر الإدارية من الجماعة الإسلامية بالإسكندرية وأحضروا الإخوة الأحباب عبد المنعم أبوالفتوح وعصام العريان ومحمد عبد اللطيف للأستاذ محمد حسين بالإسكندرية فأقنعهم بفكرالإخوان. فالواقع أن بعض الجماعة الإسلامية التي نشأت سلفية العقيدة والمنهج تركوا المنهج السلفي واندمجوا في جماعة الإخوان وبقي إخوة الدعوة السلفية على فكرهم وعقيدتهم واستحر التشويه بالمدرسة السلفية من خلال درس الثلاثاء وغيره حتى كان بعض الجهال يخرج من محاضرات الإخوان وهو يقول السلف تلف .. وهذا من جهلهم بمعنى السلف.
وكان كثير منهم من كثرة الطعن والتشويه للإخوة السلفيين يحضر درس الخميس في مسجد عباد الرحمن وكان هو التجمع الرئيسي للدعوة السلفية على مدى عدة سنوات من أجل أن يتعرف على هؤلاء فإذا به يترك منهج الإخوان ويصير من دعاة السلفية أو أفرادها العاديين وفي أتون هذه المعركة الكلامية تكلم الشيخ محمد بن إسماعيل عن الأصول العشرين للشيخ حسن البنا رحمه الله وسجلت المحاضرة وانتشرت انتشاراً واحداً كما هو شأن الحق في كل زمان ومكان يقيض الله عز وجل من ينشره ويرفعه؛ ثم سجل الأستاذ محمد حسين شرحاً للأصول العشرين ولكنه لم ينتشر كما انتشر شريط الشيخ محمد إسماعيل.
المهم تحت سيطرة الإخوان على الجماعة عينوا لكل كلية أميراً تابعاًل لإخوان وكذا المدينة الجامعية وحاولوا التضييق على السلفيين وحاول الإخوان جبرالنقص العملي بالنسبة لإخوانهم السلفيين فأحضروا الشيخ المطيعي من القاهرة وكان أشعري العقيدة مع أن إخواننا بالإسكندرية كانت عقيدتهم سلفية ولكن دفعهم إلى ذلك مقاومة المد السلفي. وكان جميع الإخوة القائمين على الدعوة محضرون وتم إنشاء معهد تابع للدعوة بمسجد الفرقان بباكوس وكان مدير المعهد الشيخ فاروق الرحماني رحمه الله وتنوعت أنشطة الدعوة وصار للدعوة مجلة وهي (مجلة صوت الدعوة) وصدرت لسنوات متتابعة إلى أن تم إيقافها مع بقية الأنشطة سنة 1994 كما كانت تصدر نشرات دورية لبيان موقف الدعوة من الأحداث العالمية؛ وكان قيم الدعوة على مدى هذه الفترة الشيخ أبو إدريس وكان من أنشطة الدعوة كذلك دورات مكثفة لتوحيد فكر الدعاة وخطباء المساجد وكذلك المخيم السنوي الذي يحضره الحاملين
(يُتْبَعُ)
(/)
للدعوة بالإسكندرية والمحافظات. وتم تشكيل مجلس تنفيذي لمتابعة أنشطة الدعوة ومجلس للمحافظات ومسئول مالي للإنفاق على أنشطة الدعوة؛ وكذا جمع الزكوات وتوزيعها على مستحقيها .. وفي سنة 1994 أو بعد بداية القضايا العسكرية لجماعة الإخوان تعرضت هيكلة الدعوة وأنظمتها لضغوط فتم إيقاف المعهد وكذا مجلة صوت الدعوة وحل المجلس التنفيذي ومجلس المحافظات واللجنةالاجتماعية، واقتصرت الدعوة على الدروس والمحاضرات العامة والندوات الشهرية؟ ومع ذلك تم عمل قضية للإداريين بالدعوة وسجن فيها قيم الدعوة أبو إدريس والشيخ سعيد وغيرهم لمدة شهر بقسم اللبان ثم أفرج عنهم واستمرت الدعوة على الأنشطة المذكورة إلى سنة 2000م تعرضت الدعوة لغربة قوية وذلك بدخول الشيخ ياسر برهامي والشيخ سعيدوغيرهم؛ ثم أخرجوا تباعاً بعد ظهور براءتهم وكانت المدة التي قضوها خلف الأسوار مابين خمسة أشهر إلى أحد عشر شهر وكان آخرهم خروجاً الشيخ ياسر برهامي حفظه الله ومازادوا بهذا السجن إلا إيماناً وتسليماً.
وقبل أن أتكلم عن اعتقالي الأخير في سنة 2002 في شهر مايو أذكر قصة اعتقالي السابق سنة 1987 وكان ذلك في جمع عشوائي بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق أبو باشا.
وظروف هذا الاعتقال وأسبابه لا أعلم لها سبباً معيناً لأنني لم يتم استجوابي من الجهات القضائية أو الأمنية ومن حسن قضاء الله وتقديره أنني كنت قد نقلت أثاث بيتي من الظاهرية إلى شارع مسجد الهداية ببولكلي وكان أهلي وأولادي في بيت أصهاري وكنت أبيت هذه الليلة في مسجد ابن تيمية أمام المنزل الذي انتقلت منه وكان ذلك في بداية رمضان وبعد أن تسحرت فوجئت بطرق شديد على باب المسجد وطلبوا تفتيش المنزل. فقلت إن الشقة ليس فيها شيء وكانوايتعجبون كأنني أعرف ميعاد حضورهم ورتبت أموري على ذلك ولكنه تقدير العزيز الحميد اللطيف بعباده؛ المهم نقلت إلى قسم ومكثت فيه ليلتين ثم التقيت بإخواني الشيخ ياسربرهامي وفاروق الرحماني –رحمه الله- في سيارة الترحيلات وكان معنا من حزب الله أفراد على رأسهم أحمد طارق رحمه الله؛ وكان ترحيلنا في يوم الجمعة بعد عصر الجمعة في رمضان، وفي الطريق حصل حادث مروع لسيارة النجدة التي تكون خلف سيارة الترحيلات مات فيها ستة وجرح اثنان كما ذكر واستمرت بنا الرحلة إلى سجن الاستقبال وكانت هذه المرة الأولى التي اعتقل فيها مع الإخوة حيث كنت في السجون العسكرية وحيداً فريدا ًويعلم الله أنني وجدت من السعادة ما لم أجده وأنا خارج للحج والعمرة. ولما وصلنا سجن الاستقبال قال لنا مأمور سجن الترحيلات هل رأيتم الحادث فقال له أحمد طارق ماذاحدث فأخبرنا، فقال له: معنا أولياء الله الصالحين.
المهم كنا في زنزانة واحدة مع الشيخ ياسر والشيخ فاروق الرحماني ومكثنا عدة أيام ثم حصل تمرد في السجن أحد إخوة الجهاد أخذ مفتاح الزنازين وفتح عدة زنازين وكنت أنا أمير الزنزانة فاستأذنوني في فتح باب الزنزانة قلت ليس هذا من منهج السلف ما كسر الإمام أحمد باب الزنزانة ولا ضرب الحرس؛ وكذا شيخ الإسلام ابن تيمية بل كانوا يصبرون حتى يجعل الله عز وجل لهم خرجاً ومخرجاً؛ المهم حصل اقتحام للسجن بعد تجهيز الإخوة وأطلقت قنابل مسيلة للدموع ثم تعرض أصحاب الزنازين التي فتحت لبلاء شديد نسأل الله العافية ونقل العنبر بأسره إلى زنازين انفرادي كل أخين في زنزانة فوقفت بين أخي ياسر برهامي وفاروق الرحماني قلت إن أفلت أحدهما فلن يفلت الآخر فقدر لي أن أسجن انفرادي مع أخي فاروق الرحماني رحمه الله فكان يصلي بي التراويح وكان حسن الصوت بالقرآن وكأنه خلق للقرآن فرحمه الله رحمة واسعة .. وبعد عدة أيام انتقلنا إلى زنازين أخرى كبيرة لم تطل هذه الفترة فكانت ثمانية وثلاثين يوماً تقريباً وكانت هذه المرة الأولى التي اعتقل فيها سياسياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمرة الثانية منذ سنة ونصف تقريباً مايو 2002م ولمت كن أيضاً هناك أسباب ظاهرة لاعتقالي وإن كانت هناك قضية ولكنني أخلي سبيلي منها بعد شهر تقريباً حيث اتهمت فيها بالتكفير وعدم العذر بالجهل مع أنني صنفت كتابا ًفيه إثبات العذر والرد على بدعة التكفير ولم تطل إقامتي أيضاً هذه المرة بل كانت ستة أشهر وعدة أيام ولكنني انتقلت منها في سجون مختلفة أولها الاستقبال (استقبال طره) ثم الترحيلات بالإسكندرية أمضيت في كل منها شهراً كاملاً ثم سجن دمنهور ثم وادي النطرون فأتاحت لي هذه الانتقالات فرصة الدعوة إلى عز وجل من ناحية كما سنه يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام تم التعرف على عدد كبير من إخوة من جماعات مختلفة من الجماعة الإسلامية، والجهاد، والتكفير، وإخوة سلفيين من بلاد يصعب الوصول إليهم، وكذا القطبيين، وحزب الله، والحمد لله كان لنا أثراً كبيراً عليهم، وكان الجميع يعاملوننا بالحب والتقدير؛ وكانت هذه المدة أيضاً فرصة لمراجعة القرآن والصيام والقيام وتربية الأولاد من خلف الأسوار بالخطابات فأسأل الله تعالى أن لايحرمنا أيضاً ثواب هذه الفترة وها أنذا أعود إلى دعوتي وأوراقي وأقلامي وأولادي أسأل الله أن يشغلنا بطاعته وأن يوفقنا إلى أسباب رحمته وجنته.
أما عن طلبي للعلم وشيوخي فقد شافهت علماء العصر والتقيت بهم وسمعت من أفواههم وعلى رأس هؤلاء مجددالعصر ومحدث الديار الشامية العلامة محمد ناصر الدين الألباني والعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيميين وعبد الرازق عفيفي رحمهم الله وكذا الشيخ أبو بكر الجزائري ومحمد الصباغ ولكن أكثر ما تعلمته كما تعلم الألباني رحمه الله من الكتب بالإضافة إلى ملازمة شيخنا محمد بن إسماعيل حفظه الله الذي أثر فينا كما أثر شيخ الإسلام ابن تيمية في معاصريه وصبغنا كما صبغهم بالصبغة السلفية وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
فقد قال ابن أبي شوذب: إن من نعمة الله على الشاب إذا نسك أن يوفقه الله إلى صاحب سنة يحمله عليها.
وساعدني كثيراً في طلب العلم أنني فتح لي في التصنيف والإفادة فكنت أجمع الكتب في علم من العلوم الشرعية من أجل أن أخرج منها بمصنف فيكون في ذلك فائدة من جهة تحصيل هذا العلم وتوصيله للناس وقد وفقت إلى دراسة علوم مختلفة وصنفت في كل منها كتاباً أسأل الله تعالى أن ينفعني والمسلمين بها وأختم بذكر هذه المصنفات بحسب وقت تصنيفهاوالله الموفق.
1 - تذكرة الأبرار بالجنة والنار -رسالة لطيفة طبعت مرات عديدة-
2 - تزكية النفوس -وكان مطبوعاً باسم "دقائق الأخبار ورقائقالأسرار"-
3 - البحر الرائق في الزهد والرقائق -وهو أشهر كتبي وترجم لأكثر من لغة أجنبية
4 - الثمرات الزكية في العقائد السلفية
5 - تحفة الواعظ في الخطب والمواعظ -جزءان-
6 - من أخلاق السلف
7 - العذر بالجهل والرد على بدعة التكفير
8 - تسلية المصاب بما جاء في البلوى من النفع والثواب
9 - الفوائد البديعة في فضل الصحابة وذم الشيعة
10 - الحب في الله وحقوق الأخوة
11 - تعظيم قدر الصلاة
12 - وقفات تربوية مع السيرة النبوية
13 - الإمام البخاري وصحيحه الجامع
14 - نظم الدرر في مصطلح علم الأثر
15 - الزهد والرقائق لابن المبارك - تحقيق وتعليق -
16 - من أعلام السلف -60 ترجمة في جزئين-
17 - الفرج بعد الشدة
18 - تقريب الوصول إلى معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم
19 - تيسير المنان في قصص القرآن -ثلاثة أجزاء-
20 - التقوى الغاية المنشودة والدرة المفقودة
21 - شجرةالإيمان
22 - التزكية بين أهل السنة والصوفية
23 - تذكير النفوس المؤمنة بأسباب حسن الخاتمة وسوء الخاتمة
24 - من أعلام الصحابة -تراجم العشرة المبشرين بالجنة-
25 - مواقف إيمانية
26 - طريق السعادة
27 - الفتوى آداب وأحكام
بقلم الشيخ الدكتور أحمد فريد
منقول من رسالة تاريخ الصحوة وتاريخ الدعوة
http://www.elsalaf.bravehost.com/201.htm
منقول من ملتقي اهل الحديث
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - May-2008, صباحاً 05:40]ـ
ان تدوين السيرة الذاتية حتي لو كانت في سن مبكرة كسن احمد فريد او غيره من شباب الصحوة واقول عنهم شباب لانهم يعني مثلي لم يتجازو ال55 من العمر فانا 45
فهم مازالوا شباب-وفي الغرب يقولون عن ال عمره60 او65 مازال شابا!
(يُتْبَعُ)
(/)
في الفترة من منتصف السبعينات الي بداية الثمانينات كانت منتشرة في اوساط السلفيين في الاسكندرية-وانا من نفس المدينة- فكرة محاولة رفض حلق اللحية عند دخول الجيش!
كنت وقتها اذهب الي مساجد الاخوة السلفيين في الاسكندرية وكانت اكثرها في منطقة باكوس والابراهيمية ومابينهما مسجد الدكتور احمد حطيبة ومسجد الفتح في مصطفي كامل ومسجد عباد الرحمن ومسجد الدكتور احمد غباشي ومسجد يسكن فوقه سعيد عبد العظيم وكنت اذهب اليه فقط لزيارة الدكتور سعيد لاري حاله واسمع منه وكان الرجل يستقبلني احسن استقبال في بيته ومرة خرج لي بالفانيله الحملات ويبدو انه كان يتناول الطعام وقال لي اتفضل ياعم الشيخ فابتسمت لهشاشته ولمنظره وبساطته وهو يستقبل شاب اصغر منه وهو الداعية والخطيب وكانت فكرتي عن معظم الاخوة السلفيين الجمود وعدم الابتسامة وهذا في الحقيقة تراه في كل الجماعات او المدارس ظنا من البعض ان هذا هو التدين او علاماته ولكني مع ذلك وجدت من سعيد البساطة والاستقبال البسيط الذي يوحي لك بان الامر علي غير ماتتصور مما تاخذه من انطباعات من كثير من شباب السلفية وغيرهم
كان لي وقتها صحبة كريمة من الشباب السلفي الذي كان معي في المدرسة وصحبة من اخوة من الاخوان وكانوا جميعا علي درجة راقية من الاخلاق والعلم
كانت منطقة باكوس مشهورة بتواجد احمد فريد فيها وكان وربما مازال يسكن هناك -وكانت هناك معارك فكرية بدات تظهر في الافق بين احمد فريد والاستاذ جمعة امين من الاخوان ويظهر انها هدات او تلاشت الان والله اعلم-وتواجد احمد حطيبة وبعض الاخوة الاخرين من مشاهير السلفيين فكنت اذهب الي هناك ومن اختلاطي بالجميع وكنت ملتحيا وقتها لحية خفيفة جميلة فاقتنعت وقتها انه يجب علي مواجهة امر حلق اللحية في الجيش وفي يوم زيارتي لمنطقة سموحة لاخذ صور لي للالتحاق بالجيش ذهبت لابسا مايمسي الغطرة وقميص ابيض جميل وسجلت اسمي وعند اخذ الصور تواريت -هربت! ولم يؤخذ لي الصور ووقتها قابلت وللمرة الثانية الاخ عادل فارس وكان من جماعة الجهاد علي مااظن ولم اري منها غيره ولاعرفت بعده او قبله منها غيره فجلسنا طول اليوم نتكلم في امور عادية وكنت قد قابلته في اثناء زيارتي لاخوة الفنية العسكرية الذين كانوا ياتون الي الاسكندرية للامتحانات في سجن الحضرة وكان بعضهم محكوم عليه ب25 سنة وقابلت هناك عادل ومرة اخري في سموحة لدخول مانقول عنه ببساطة اسكندرانية الجيش-وليس الخدمة العسكرية
كان بعض الاخوة السلفيين يزورون ايضا اخوة الفنية العسكرية الذين خرجوا علي السادات في الحادثة المشهورة فتعرفت علي البعض -وكان منهم الاخ الدكتور الغباشي-ورايت البعض وسلمت عليه وكان الامر رغم خطورته له متعته ومنه خبرة تتعملها وقوة قلب تغذيها وكنت اسكن قريب من هذا السجن فلم يكن الدخول اليه او رايته غريب علي ولما سمعت ان (المساجين السياسيين) وصلوا قلت ازورهم
وكنا ونحن صغار نلعب في ظل السجن حوله وكان المساجين ونحن صغار يلقون الينا بالعجوة من الشبابيك الصغيرة خصوصا في رمضان
اتذكر انني وكنت في زيارة للاخوة السياسيين-بين قوسين كهذا تقول وانت داخل لزيارتهم ان عقيد جاء الي مكان تجمع الاخوة والاخوات الي بيزوروا اهاليهم من اخوة الفنية وبعض الاخوة من جماعات جهادية فنادي بصوت عال هل احد معاه قلم فقام اليه عادل فارس وكان شابا مكتملا في الجسم والقوة ومن اجمل شباب مدينة الاسكندرية وكان شابا فارعا وتوجه الي العقيد مادا يده كانه يريد صفعه وقال له انا معي قلم!
فاصفر وجه العقيد من الاشارة التي تعني الصفع وتعني بالمصري القلم ايضا واذا بالمكان كله يضج بضحكات عالية مفاجئة من الاخوات جميعا منتقبات وغير منتقبات واذا بعادل يحضن العقيد ويبدو انه كان علي صلة طيبة به
جاء خبر في جريدة المسلمون بعدها بسنوات باستشهاد عادل فارس امام جحافل الجيش الروسي
ذهبت الي منطقة التدريب في الجيش وكنت ماازال لابسا القميص والغطرة ومصمما علي عدم حلق لحيتي الصغيرة الجميلة متاثرا في ذلك بماكان شائعا في هذه الفترة من عدم الحلق عند الالتحاق بالجيش او رفض دخول الجيش فاخترت حلا وسطا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وجلسنا جميعا علي الارض فنادي الجندي المسؤول حد معاه سكينة ماطوة او مجلة سكس او من الجماعات الاسلامية او ملتحي واذا بالجميع ينظرون الي الي لحيتي والغطرة التي غطتها واخفتها فعرفني الجندي وادخلني غرفة فيها مجندان فطلبا مني حلق اللحية فرفضت ولكني قلت لهم اما انا فلا احلقهاا بنفسي فماكان منهم الا ان حلقوها لانه لابد من حلقها او تكون مشكلة ومحاكمة طبعا وبدات من ساعتها اخطب في كل مكان ازوره حتي كانت هناك غرفة يتبرز فيها الجنود فنظفتها وصارت مسجدا وخطبت فيها اول خطبة فلله الحمد
وصلت الي كتيبتي وخطبت هناك الي ماقبل فترة اعتقالي بتهمة الاثارة في الخطابة!
الشاهد هنا هو مسالة اللحية-ابتسامة
كان الاعتقال من الكتيبة من طرف رجلان اغمضا عيني او اغمياها بقطعة قماش وركبت معهما السيارة لمسافة عشرات الكيلو مترات وخرجت بعدها باسبوعان وكانت قصة مثيرة جدا وحدثت فيها كرامة عجيبة جميلة مثبتة
الذي اعرفه عن احمد فريد وقد رايته منذ خمس سنوات واعطيته وقتها كتابي الخداع والتنصير وقلت له اعطيه لو سمحت لمحمد اسماعيل وكان ذلك بعد الخطبة في مسجد الفتح فوعدني يوصله اليه فشكرته وذهبت لحالي ولم اكلمه من قبل ذلك ولاقابلته مرة الا هذه المرة
احمد فريد من زهاد مدينة الاسكندرية وكان الذي يشبهه في الزهد من الاخوان اخ كريم هو علاء العشري لكن يبدو ان احمد فريد اهتم بامور الزهد العلمية لانها كما اشار هنا تناسب طبيعته ورقته واراد ان يفيد المجتمع بهذا الامر الخاص بعمل القلب قبل عمل الجوارح وربما يحتاج الشباب هذا خصوصا وهناك امور فقهية قد ينكب عليها الدارس وينشغل بها ولاينشغل بتربية القلب في نفس الوقت ويكون كما هو وصف شيخ الاسلام في بداية كتابه اقتضاء الصراط المستقيم اي فيه جفوة وقسوة
يبدو ان السيرة الذاتية تجد لها مكانة مهمة في اوساط الحركة الاسلامية ككل خصوصا شباب من نفس جيل احمد فريد-مثل عصام الزعفراني وهو من الاخوان- وكانت لهم به علاقات دعوية في اول بدايات نشوء الحركة الاسلامية في منتصف السبعينات في مدينة الاسكندرية والتي قامت ولاشك علي يد رجلات من الاخوان منهم ابرزهم الاستاذ محمد عبد المنعم ومن غير الاخوان الشيخ احمد المحلاوي وكنت اذهب لدروس الاول وخطبة الجمعة للثاني وهو شيخنا المحلاوي
يوم زواج ابنة محمد اسماعيل اتي بدعوة من الدكتور محمد اسماعيل بعض قيادات الاخوان الدعوية منها الاستاذ محمد عبد المنعم ففرح قلبي لهذا واستبشرت خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 06:56]ـ
جزاكم الله خيرًا أخانا الكريم ابن العثماني وبارك فيكم ..
ووالله إن الشيخ أحمد له معزة عالية في قلبي، ومن المحطات التي وقفت عندها وقفات رئيسية في حياتي فجزاه الله خيرًا وبارك فيه وحفظ له أهله وماله وختم له على خير ..
أخي الكريم الأستاذ طارق منينة حفظه الله ذكرتم في حديثكم (عادل فارس) فتعجبت تعجبًا شديدًا!!
لأنني من فترة قريبة كنت راكبًا تاكسي فقال لي السائق: (أنت من السنيين؟؟) (ابتسامة) فابتسمت له وقلت له كلنا سنيون إن شاء الله أو كلامًا قريبًا من ذلك ..
فقال لي: هل تعرف الدكتور جمال برهامي؟؟ فقلت له نعم أعرفه لكن ليست معرفة شخصية.
قال: فهل تعرف الدكتور إبراهيم الزعفراني؟؟ قلت له هو من أقربائي.
قال: فهل تعرف الشهيد عادل فارس؟؟ قلت لم أسمع بهذا الاسم من قبل، فتعجب مني وحكى لي عنه.
فعندما نزلت من السيارة تعجبت من هذا السائق وكأني قد اندمجت معه أثناء كلامه دون تفكير، وقلت من هذا؟؟ فسألت زوج خالتي هو من قيادات الإخوان وكان قد اعتقل عامًا في سنة 81 عن هذا الاسم؟؟ فانتفض وهب وقال لي: هذا الرجل كان معي في الزنزانة وأثنى عليه وقال لي لقد ذهب إلى الجهاد في أفغانستان واستشهد هناك ..
لذلك تعجبت عندما رأيتكم تذكرون هذا الاسم الذي حدثت لي معه قصة عجيبة من فترة قريبة ..
وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 07:44]ـ
ورد في كلامي اعلاه احمد الغباشي وهو الدكتور سيد الغباشي وربما اخي الحبيب محمد عبادي تقصد الدكتور ياسر برهامي وليس جمال برهامي-ابتسامة
سبحان الله يبدو ان عادل فارس له ذكري طيبة ولااظن انه كان علي طريقة مايسمي بالسلفية الجهادية ولاانه عرفها
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
الا انه رجل اذا رايته تظنه جاء من زمن اخر
كان شابا ربعا طويلا جميلا وسيما فيه شقرة خفيفة والله اعلم علي مااتذكر وفيه اخلاق متواضعة جدا وحلاوة ايمان ظاهرة علي محياه
وفي الوقت الذي كنت اسمع فيه ان هذا اللون من الجماعة الاسلامية كان يدعو كل احد يقابله الي البيوت المغلقة وفي حالة من السرية التامة لم اجد عادل فارس يفعل هذا معي وعلي مااظن فهو لم يكن منخرطا في هذه الطائفة من هذه الزاوية والله اعلم
وعلي مااظن له اخ مرتبط بماكان يسمي قديما المدرسة السلفية-وهي مدرسة ياسر وحطيبة وسعيد ومحمد اسماعيلوفريد- لااعرف ماذا تسمي اليوم-اقرا الان اسم سلفية الاسكندرية - وهو لاعب كرة سلة مشهور صلاح فارس علي مااظن
كانت صدمة او قل دهشة اصابتني لما سمعت خبر استشهاده وقد كنت انا ايضا اود الذهاب الي افغانستان كما كانت الحماسة عند كثير من الشباب اخوان سلفيون جماعة اسلامية الا ان ابي وقتها تعصب علي فاعرضت عن الذهاب
الذي اذكره في هذا السياق عن ياسر برهامي وقد انتهت صلاة الجمعة في مسجد الفتح انه كان مسندا ظهره علي مقدمة سيارة فيما رجل عصبي المزاج يحاول ان يخرجه عن سلفيته-ابتسامة -ويقول بصوت عال انتم تخافون رجال المخابرات دول ولاد --- واهم بيسمعوني ولاباخاف الجهاد غدا وسنقلتهم قتل العصافير والكلاب وياسر معرض عنه لايتكلم بكلمة واحدة والرجل يزيد وكلنا نسمع
وعلمت ان الرجل كان مرفودا من الجيش وكان ضابطا
وهذا المشهد لن انساه لانه يخبرك بحكمة ياسر لان اي اشارة منه بالموافقة معناه فقدان اخوة سوف يعتبرونها اشارة بحب هذا الخطاب العنيف
لاشك ان السلفيون عانوا من هذه الطريقة كما عاني الاخوان
وللاخوان فضل وللسلفيون فضل في الرد علي هذه الطائفة في هذا التوقيت لان الامر كان فيه خلل
وعلي كل كانت المجموعة القائدة اليوم وهي احمد فريد ومحمد اسماعيل واحمد حطيبة وياسر وسعيد عبد العظيم يقومون بدور جيد علي الاقل تجاه هذه الطائفة
ولاشك ان هذا يحمد لهم لان الاستعجال كان كبيرا والفقه كان قليلا والتكفير والتفسيق كان مرتبطا بهذا كله وبدون وعي وفهم وبتسرع وطيش والان زاد الامر طبعا
نسال الله ان يفيد جميع الطوائف من علم حقيقي يجعل امر الاسلام هو الاعلي من اي فكرة او نعرة او عصبية ويكون العمل لله وحده هو الاصل
ويبدو والله اعلم ان هذا ماظهر لي في براءة عادل فارس
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 08:11]ـ
وربما اخي الحبيب محمد عبادي تقصد الدكتور ياسر برهامي وليس جمال برهامي-ابتسامة
لا بل أقصد الدكتور جمالا شقيق الدكتور ياسر.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 08:14]ـ
عصام الزعفراني
أكيد تقصد إبراهيم الزعفراني صح؟؟
يبدو أنكم لم تناموا جيدًا (ابتسامة).
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 08:58]ـ
ماشاء الله عليكم ياأسود الكنانة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 05:51]ـ
اي والله عندك حق محمد العبادي اقصد الدكتور ابراهيم الزعفراني
ليس قلة نوم فقط انما امور كثيرة متداخلة--ابتسامة
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[21 - May-2008, صباحاً 01:38]ـ
جزاكم الله خيرًا أخانا الكريم ابن العثماني وبارك فيكم ..
ووالله إن الشيخ أحمد له معزة عالية في قلبي، ومن المحطات التي وقفت عندها وقفات رئيسية في حياتي فجزاه الله خيرًا وبارك فيه وحفظ له أهله وماله وختم له على خير ....
و اياك خير الجزاء
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 04:13]ـ
السلام عليكم
برغم طول الموضوع وصغر الخط
ولكن صممت على انهاء قراءته لروعته
ونسأل أن يوحد الصفوف مرة أخرى
والحمد لله
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 06:54]ـ
ماشاء الله عليكم ياأسود الكنانة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 09:25]ـ
السلام عليكم
برغم طول الموضوع وصغر الخط
ولكن صممت على انهاء قراءته لروعته
ونسأل أن يوحد الصفوف مرة أخرى
والحمد لله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ونسأل أن يوحد الصفوف مرة أخرى
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 02:42]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع الممتع
ونرجوا أن تذكر لنا تراجم أخرى لدعاة وعلماء مصر، وتكون بنفس هذا التفصيل الممتع
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 11:38]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع الممتع
ونرجوا أن تذكر لنا تراجم أخرى لدعاة وعلماء مصر، وتكون بنفس هذا التفصيل الممتع
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
عصرنة الدين وتديين العصر
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[16 - May-2008, صباحاً 11:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عصرنة الدين وتديين العصر
ربما كان من المعالم الفكرية لبداية القرن الرابع عشر الهجري العشرين للميلاد: ظهور التفكير بعصرنة الدين , أي: تكييف تعاليمه لتكون متوافقة مع مستجدات العصر الثقافية والتقنية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية , وسلك المفكرون على هذا النحو مسالك شتى في التعبير عن رؤاهم , وما زالت دعواتهم على اختلافها موجودة حتى يومنا هذا , لكنها لم تأخذ حيزا من التقدير العلمي والمجتمعي يتناسب مع تاريخها وما تهيأ لها من وسائل الانتشار , وهذا من فضل الله ومنته.
وتأصل هذه الدعوات لنفسها بالاستدلال بسمات وخصائص لهذا الدين لا يناقش في صحتها عالم أو عامي , ككون الإسلام صالح لكل زمان ومكان , وأنه لا يتعارض مع العقل , وأن أحكام هذا الدين معللة بالحكم والمقاصد , لكنهم ينزلون هذه المحاسن الإجمالية للشريعة الإسلامية منزلة النصوص التفصيلية , ويدخلون مع النصوص فيما سماه الدكتور عبد العزيز قاسم: نفق التأويل الذي لا نهاية له.
والذي استجد في أيامنا هذه عن بدايات القرن الماضي: أن مصطلح عصرنة الدين أصبح لكثرة تكراره , وقلة تحريره مصطلحا سائغا سائرا على ألسنة كثير من الدعاة والمفكرين والكتاب , وإن كان ألسواد الغالب منهم يستنكر ما يستبطنه هذا المصطلح من شرور ومفاسد , فيحملهم الغضب لنصوص الشريعة التي تنتهك تحت بطانة هذا المصطلح على مطالبة العلماء والمتخصصين بتحديد ضوابط عصرنة الدين , وهو ما فعله مأجورا إن شاء الله أخونا الدكتور عبد العزيز قاسم في أحد مقالاته القيمة في ملحق الدين والحياة بصحيفة عكاظ.
وقبل البحث عن هذه الضوابط يجب علينا أن نسأل: هل نحن حقا مطالبون بعصرنة الدين؟ أم أن مهمتنا كعباد لله تعالى , هي تديين العصر أي جعله متوافقا مع الدين؟.
قد يقال: وما عسى يكون الفرق إذا كانت النتيجة واحدة وهي أن لا نجد تناقضا بين العصر ومعطياته والدين وتعاليمه؟
والجواب: أن النتيجة ليست واحدة ولا متقاربة , بل نتيجتان متباينتان أشد ما يكون التباين , فعند عصرنة الدين نجعل العصر أصلا نكيف الدين على وفقه , الأمر الذي يقدح في كمال الدين ومصادر تلقيه , ويجعل معطيات العصر مصدرا من مصادر التشريع.
وحين نقول بتديين العصر فنحن نجعل الدين مقياسا أصيلا لخطئنا وصوابنا , فما وافق الدين فهو الصواب وما خالفه فهو الخطأ , ونحفظ بذلك مصادر تلقي الشريعة من أن تنتهك حرمتها ويعبث بها المتأولون الذين يضيقون ذرعا برد متشابهها على محكماتها , ويأبون إلا أن تكون المتشابهات دليلا لهم على عدم جدوى اتخاذ النصوص الشرعية سندا أصيلا.
لا يقال إن الفقهاء اتخذوا العرف دليلا والعادة محكمة , وقالوا بتغير الفتوى بتغير الأمكنة والأزمان , وكل هذا دليل على جواز عصرنة الدين وأنها لا تنافي بينها وبين تقدير النصوص واحترامها.
لا يقال ذلك: لأن العرف لا يستدل به إلا إذا كان عرفا محكوما عليه بالإباحة بمقتضى البراءة لأصلية أو بنص خاص من الكتاب أو السنة , وحين يحكم بإباحته فلا يستخرج منه على الوقائع حكم من الأحكام الخمسة المعروفة ’ بل يستخرج من العرف تقدير ما حكمت
النصوص بإباحته أو استحبابه أو وجوبه أو كراهته أو تحريمه , كما حكم الشرع بلزوم النفقة على الوالد , وجعل تقدير المطلوب إنفاقه موكولا للعرف كما قال تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} الطلاق7وأباح لمتولي مال اليتيم أن يأكل منه وترك تقدير مايحل له للعرف كما قال سبحانه: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً} النساء6.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى ذلك أمثلة كثيرة في سائر أبواب الفقه , أما أن يكون العرف دللا ابتداء فهذا ما لم يقل ه أحد.
وكذلك العادة: لا تحل حراما ولا تحرم حلالا , بل هي موضع لتنزل سائر الأحكام عليها , فإذا حكمنا بموجب النص بإباحتها , جعلناها حكما في فهم تصرفات المتعاقدين ونياتهم , كما لو ادعى أحدهم على زيد ألف ريال , وأقر زيد الألف وادعى أنها هبة بقرينة أن الرجل أعطاها إياه ليلة عرسة ومن عادة الناس أن يعطوا مثل هذا المبلغ إعانة على العرس , فإننا نقبل دعوى زيد الهبة بقرينة العادة , وهذا بخلاف ما لو كان المبلغ المدعى به عشرين ألفا فإن زعم زيد أنها هبة لا يقبل لأنه لا يجري في عوائد الناس هبة مثل هذا المبلغ ليلة العرس.
أما تغير الفتوى بتغير الأزمان والأمكنة , فذلك متعلق بالفتاوى التي مستندها العرف والعادة على النحو الذي قدمت في المثالين السابقين , فإذا حكمنا على الزوج بنفقة زوجته ألف ريال في الشهر في هذه البلاد فإننا نحكم بربع ها المبلغ في بلد آخر , وإذا حكمنا بدفع العوض نقدا في بلد , فقد نحكم بدفع العوض عينا في بلد آخر تبعا للعرف وعوائد الناس.
فيبقى الحظ الأوفر والنصيب الأكمل في استباط الأحكام إلى النصوص المحكمة كتابا وسنة وما ينبثق عنها من أدلة كا الإجماع والقياس.
أما مقاصد الشريعة فقد كثر الحديث حولها في أيامنا هذه وألفت فيها البحوث المطولات , لكن الذي ينتهي إليه الباحث المنصف أن مقاصد الشارع لا يجوز اتخاذها دليلا ابتداء , بمعنى أنه لا يجوز للمفتي أن يحكم بإباحة أمر أو تحريمه وليس له سند إلا ظنه أن إباحة هذا الأمر أو تحريمه تلبي مقاصد الشارع من التشريع.
لأننا مع قولنا بأن أحكام الله تعالى معللة بالحكمة فإننا لا نقطع بالحكمة إلا إذا كانت منصوصة , أما الحكم المستنبطة فهي مضنونة أو موهومة مستندها التدبر المحض , أي أن مصدر القول بها هو العقل ولا يجوز أن يكون العقل مصدرا للأحكام مطلقا.
نعم نستفيد من علم المقاصد في تدبر أحكام الشريعة واستنباط الحكم منها , كما نستفيد منها في الترجيح عند تعارض الأدلة في نفس المجتهد , لكن المقاصد وحدها ليست دليلا حاكما إذ هي ثابتة بالدليل , وما كان محتاجا إلى دليل لا يكون دليلا منفصلا.
أما القواعد الفقهية الكبرى كقاعدة: إذا ضاق الأمر اتسع , والمشقة تجلب التيسير , فهي كلمات جامعة لمعاني عدد غير قليل من النصوص الشرعية , فهي بذلك أدلة باعتبار كونها جامعة لمعاني النصوص الشرعية , ومع ذلك لا يمكن أن يستدل بها في مقابلة نص ذي دلالة خاصة , بل النصوص الخاصة مقدمة عليها , ويمكن استخدامها مع النصوص الخاصة كمعضدات لها لاسيما إذا كانت دلالة النص الخاص غير قطعية , أو في مجال الترجيح عند الاختلاف وتعادل الأدلة.
إن من أكثر ما يتذرع به المطالبون بعصرنة الدين , أي: تكييفه ليتوافق مع مستجدات العصر , هو القول بالمصالح المرسلة , فكل أمر محرم يراد إباحته لا يجد هؤلاء المتعصرنون ما يردون به النصوص أقوى من القول بالمصالح المرسلة, وقد بلغ من ترويجهم هذا المصطلح لإباحة ما حرم الله تعالى أن صار مصطلحا رائجا حتى على ألسنة العامة لكثرة ما يستخدم لموافقة الأهواء في جميع وسائل الإعلام وفي كتابات بعض المتأثرين بهذا التوجه من المشتهرين بالعمل الإسلامي.
ومرد الاغترار والاجتراء على المصالح المرسلة هو عدم القراءة في كتب أصول الفقه التي اعتنت بتحرير مسألة الاستدلال بالمصالح المرسلة , لأن من تأمل في هذه الكتب يعلم أن علماء الأمة قالوا بالمصلحة المرسلة لا لتكون وسيلة لضرب النصوص أو إباحة المحرمات وتحريم المباحات , بل هو قول مراد به حفظ النصوص , ويتجلى ذلك من تعريف العلماء للمصلحة المرسلة بأنها ما لم يرد من الشارع إلغاؤه أو اعتباره , هذا من حيث الإجمال أما عند التحرير فإنهم يقولون: إن المصلحة إما أن تكون متحققة أو مظنونة أو موهومة , وكذلك فإن الشارع لا يمكن أن يكون ترك أمرا من الأمور دون اعتبار أو إلغاء , لأن اعتبار الشار ع وإلغاءه إما أن يرد على جنس هذا الأمر أو نوعه أو عينه , ولا يمكن أن يخرج فعل بشري عن أن يتعلق به حكم الشارع بأحد هذه الوجوه , فإذا ثبت إلغاء الشارع لجنس أمر أو نوعه أو , فلا يمكن أن يكون معتبرا إلا إذا نص الشارع على عينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك إذا ثبت اعتبار الشارع لجنس أمر أو نوعه فلا يمكن أن نلغيه إلا بنص على عينه.
وبذلك نعلم أن الاستدلال بالمصالح المرسلة عند من يقول به ليس استدلالا منفصلا عن النص ,بل هو استدلال مقرب للنص ومبين له.
أما على قول من برد الاستدلال بالمصالح المرسلة وهم جمهور العلماء فيرون أن لا حاجة إلى استحداث دليل جديد لاسيما والاستدلال به مبني على فرضية وجود ما لم يرد من الشرع اعتباره أو إلغاؤه.
وبذلك يثبت أن المصلحة المرسلة سواء أقلنا بها أم رددناها ,إنما هي شاهد على رعاية العلماء رحمهم الله للنصوص في جميع الأزمان ولا يمكن استخدامه ذريعة لرد النصوص والعبث بالمحكمات تحت أي ذريعة.
وحين نقول: إن كل ما يرد عل العباد من نوازل لا بد أن نجد في الشرع ما يثبته أو يلغيه , فإننا نقطع الطريق أيضا أمام من يحاول اتخاذ البراءة الأصلية دليلا منفصلا عن النصوص يتيح لهم فرصة الحكم بإباحة ما تزينه لهم الأهواء سعيا وراء عصرنة الدين.
وذلك أن البراءة الأصلية أو الأصل في الأشياء الإباحة: إنما هي مقيدة بالمنافع , ولذلك عبر كثير من محققي أصول الفقه عن هذه القاعدة بقولهم: الأصل في المنافع الإباحة وفي المضار التحريم , فإذا تبينا ذلك عرفنا: أن الحكم بإباحة أمر بناء على عدم دليل يحرمه لا بد أن يسبق بنظر آخر , وهو تأمل هذا المحكوم عليه هل هو من المنافع أم من المضار؟ , فإذا تحقق كونه منفعة محضة حكمنا بإباحته , وإن ثبت كونه مضرة محضة قلنا بتحريمه , فإن تردد بين النفع والضرر حكمنا للغالب منهما.
إذا فالقول بأن الأصل في الأشياء الإباحة قول مقيد بالمنافع , ولا يصح استخدامه مطلقا , إذ من الأشياء ما يكون الأصل فيها التحريم وهي التي تعود بالضرر على النفس والمجتمع.
وحين نريد التعرف على المنافع والمضار لا بد أن تكون نصوص الشرع هاديا لنا في معرفة كنه الأشياء , إذ إن المنفعة والمضرة ليس قياسهما دنيويا محضا فتتجرد العقول لتهتدي إليه , بل هو ديني أولا دنيوي ثانيا , فلا بد للحكم بمنفعة أمر التحقق من كونه لا يعود على دين العبد بالضرر مطلقا , فإن عاد على الدين بالضرر فلا عبرة بما ينتج عنه من منافع دنيوية ولو كثرت.
كما أننا نقطع بأن ما يعود بالنفع على دين العبد ويعود بالضرر على دنياه لا وجود له مطلقا , وإن توهمه العبد فليس حقيقة في نفس الأمر.
أما الخلاف الفقهي: فهو في مجال عصرنة الدين قضية وحده: إذ نرى كثيرين من دعاة هذه الفكرة يجعلون الخلاف في مسألة ما وحده مبررا للتخير بين الأقوال في حكمها , ويرون أن مناط الاختيار هو مناسبة الحكم المختار لظروف العصر وحاجة الناس إليه, ولا عبرة عندهم بمدى فرب القول المختار لديهم من النص أو بعده عنه , فكون أحد العلماء قال بهذا القول يعد عندهم شافعا لاعتماده إذا كان متناسبا في زعمهم مع حاجات العصر ومتطلباته.
ومن المعلوم عند علماء الأصول: أن العامي لا يجوز له الترجيح بين أقوال المجتهدين وإنما يجب عليه الرجوع إلى من يفتيه في مسألته , كما أنه لا يجوز له التنقل بين الأقوال تشهيا بل لا بد للمقلد من التحري في من يستفتيه فإذا أفتاه فقد لزمته الفتوى.
وكذلك اذ اختلف المجتهدون فليس للعامي أن يرجح بين أقوالهم , وإنما الترجيح مهمة المجتهد المنتصب للفتوى , وإذا اختلفت عليه أقوال الأئمة نظر في أدلتها ورجح من الأقوال ما كانت أدلته أقوى سندا أو دلالة , ولا بأس على المجتهد إن ترجح لديه خلاف قول الجمهور ما دام مستخدما لأدوات الترجيح الصحيحة التي نص عليها الأصوليون في مصنفاتهم وأولها موافقة المنصوص عن الله ورسوله.
وكون قول من الأقوال أنسب للعصر وأيسر على الناس , لا يعد دليلا قائما بذاته تقاوم به النصوص , أو يرجح به بين أقوال أهل العلم , لكنه علامة يعرف بها المجتهد صحة مذهبه إذ إن التيسير على الخلق والرفق بالعباد من خصائص دين الإسلام , لكن لو صح الدليل في حكم لم نتعرف نحن على وجه كونه يسرا ورفقا على الناس فليس هذا مانعا من الامتثال للحكم كما أن عدم معرفتنا بأوجه التيسير في هذا الحكم لا تعني عدم وجودها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالقدر نفسه الذي يبرز فيه خطأ استناد القائلين بعصرنة الدين على بعض القواعد الأصولية , يبرز استشكال إمكانية التوافق بين الدين والعصر , فهل كتب على الدين أن يبقى متحجرا لا يأبه بالمتغيرات حوله؟ وهل كتب على أهله أن يعيشوا في خيار بين الدين والعصر وفي عقد نفسية ترجع كما يقول بعضهم إلى صلابة القاعدة ومرونة الواقع؟.
إن مثل هذا التساؤل يرفعه باستمرار أدعياء العصرنة في وجه دعاة التمسك بالنص ظنا منهم أن الجواب بنعم ,يوقعنا في دائرة التخلف , والجواب بلا , يلزمنا السير في ركب معارضينا , والحقيقة أن جوابنا هو نعم: كتب على الدين أن يبقى كما هو لكن لا متحجرا كما يزعمون , بل صامدا , لا يأبه بالمتغيرات حوله إذا لم يكن هو مركزها أو لم تكن محكوما عليها خصوصا أو عموما بنصوصه الخاصة والعامة التي لا يمكن أن يند عنها شاردة أو واردة في كل مكان وعصر علم ذلك من علمه وجهله من جهله.
واشتمال عمومات النصوص على كل ما يحتاج إليه المسلم في تفاصيل حياته ومجملاتها عبر تعاقب الأزمنة هو مقتضى كمال الدين وتمام النعمة التي أخبر الله بها في قوله تعالى: الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة 3 , وحتى هذه الآية لم تسلم من محاولة تأويلها لإيهام أن الكمال على غير ما فهمه السلف الصالح من هذه الآية سعيا وراء تبرير اتباع الأهواء أو الضعف أمام ضغط الواقع بزعم عصرنة الدين , لكننا لن ننفك برغم ما نواجهه من غربة في عصرنا عن اليقين بأن تمحيض الاستعباد لله عز وجل لا يتم دون الإيمان بهيمنة الدين على سائر أمور حياتنا وأن كل مسألة حادثة أو مستقبلة ,لا تخلوا النصوص من حكم لها , وأن عدم العلم بهذا الحكم ليس دليلا على عدم وجوده , لقوله صلى الله عليه وسلم: (الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس) فكل ما لم يتضح حكمه فهو من المشتبه حتى يتبين , وعدم تبينة إنما هو لقصور أو تقصير في المجتهدين لا لقصور في أحكام الشريعة , ويأتي هذا القصور إما لعدم استيعاب عمومات النصوص التي يندرج هذا الحادث تحتها , أو لعدم فهم هذا المستجد فهما كاملا يبرز دخوله في تلك العمومات.
هذا من جهة مستجدات العصر , أما المحرمات التي أثبتت النصوص حرمتها , أو الواجبات التي أثبتت النصوص أيضا وجوبها , فلا يمكن أن تنقلب أحكامها إلى غير ما هي عليه بدافع من ضغط الواقع ومبرر من عرف أو عادة أو نحوها , ما لم يحل دون الحكم بحرمتها أو وجوبها استثناء أثبته النص وتحقق وجوده.
ونعود إلى توافق الدين والعصر , هل هو مطلب يقتضيه الدين والطبع؟ لا نحتاج في جواب ذلك إلى تأمل كبير فالدين والطبع يقتضيان هذا التوافق , أما الدين فلأنه منهج حياة , وأما الطبع فلأن الإنسان خلق لعبادة الله ولعمارة الأرض ولا يمكن أن تكون حكمتا الخلق متعارضتين في نفس واحدة.
وقولنا بلزوم التوافق وكونه ثابت شرعا , يجعلنا ملزمين بتحقيقه وفق رؤية شرعية , ومن تأمل تدابير الشرع وجدها تدعوا إلى الموائمة بين الدين والعصر وفق رؤية تضع الدين مركز انطلاقها والمؤثر الإيجابي في جميع نواحيها دون أن تتيح له التأثر سلبا أو إيجابا بما يجد حوله , أما سلبا فأمر واضح , وأما إيجابا فلأن الدين لا يقبل زيادة مهما قيل عن حسنها , بل يرتب على كل أمر يراد زيادته فيه نقصا في تقدير صاحبه ويجعلها ردا عليه) من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) (كل بدعة ضلالة).
هذه الصلابة في التعامل مع العصر كفلت الحفظ لهذا الدين بالرغم من عصور شديدة الظلمة مرت على تاريخ وجوده على الأرض.
فمن التدابير التي يمكن العمل وفقها لتديين العصر:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - امتثال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنَ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بَدَأَ االإسْلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ) فغربة الدين في عصر يبتعد فيه الناس عن تعاليمه ,قضاء من الله يتطلب من المسلم أن يعيش هذه الغربة بجميع تفاصيلها , لأن الشعور بالاغتراب الفكري والعملي يملأ النفس بعزة المغترب الذي يفرح بجنسه ولا تثنيه قلته عن إظهار انتمائه والاعتداد بأصالته رافعا مظلته داعيا إلى مشاركته ظلالها حتى يكثر من حوله وتنقطع غربته وتتحول هذه المظلة إلى سماء بعيدة الآفاق , وحديث الغربة هذا صحيح مشهور في كتب الحديث بعدة طرق تدل كلها على أن الدين لا ينبغي أن يكون هو الطرف المستجيب في ظروف الاغتراب بل هو المحور الذي يفرض نفسه على الملأ بثباته وقدرته على استيعاب محيطه مؤثرا لا متأثرا , كما فرض الله على الغرباء حلا وحيدا لكشف هذه الغربة عنهم وهي الدعوة إليها بكامل معانيها , ونهى نهيا شديدا عن محاولة كشفها بتقديم أية تنازلات لتحقيق مكاسب موهومة: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} النحل {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يوسف108125 {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} البقرة.
وتأمل في هذه الآية, فوالله لكأنما أنزلت في عصرنا هذا {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} المائدة48120
إن هذه الآيات تؤكد لنا أن الشعور بعزة المغترب هو أول منطلقات تديين العصر, ولا يمكن دونها إلا أن يذوب الدين في الكثرة الكاثرة من الأهواء والمعتقدات تحت ستور من دعوات العولمة والعصرنة والاندماج الثقافي والتعايش الفكري , بحيث لا يستطيع من لم يملأ جوانحه بهذا الشعور إلا أن يسرب في أحد هذه المسارب وتضيع هويته بين ذلك الركام حتى لا يتمكن هو من أن يجد نفسه , هذا الضياع الذي تعبر عنه الآية التالية بالفتنة عما أنزل الله: (وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} المائدة49
2 - ويقتضي الشعور بالغربة إعطاء النص حقه من التقدير والعمل واتخاذ ما أدى إليه النص حدا لا يجوز الاقتراب منه فضلا عن تجاوزه {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} النساء13 {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} البقرة229187وكما لا ينبغي أن يحمل النص دلالة لا يحتملها ليحل به ما حرم الله أو يحرم به ما أحل الله , كذلك إذا ثبتت دلالته فلا يعدل عن حكمه إلا بنص آخر ناسخ لحكمه أو مخصص لعمومه أو مقيد لمطلقه , وفي غير هذه الأحوال لا يعدل عن دلالة النص أبدا , وقد تكرر من بعض الكتاب من دعاة العصرنة الاستشهاد على تعطيل النصوص بقصة عمر رضي الله عنه حين أوقف حد السرقة عام الرمادة , والحق أن عمر رضي الله عنه لم يعطل النص وإنما قيد
(يُتْبَعُ)
(/)
مطلقه بنص آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (ادْفَعُوا الْحُدُودَ مَا وَجَدْتُمْ لَهُ مَدْفَعًا)
3 - تربية المجتمع المسلم على الاستعباد لله عز وجل وترسيخ هذا المعنى بحيث لا يغيب عن ذهن أحد أنه عبد لله اضطرارا , وأن غايته في الحياة أن يكون عبدا لله اختيارا , والعبودية لله تقتضي الرضا بأحكامه سبحانه , وانتفاء الحرج عن نفس العبد إن جرت الأحكام على غير ما تهوى نفسه والاستسلام الخاضع لها {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} النساء65, كما تقتضي العبودية أن يسخر الإنسان عقله في تدبر آيات الله واستجلاء أحكامها وحكمها , فإذا ظهر الحكم كان العقل أول منقاد إليه وأن لا يسخر العقل في الاعتراض على هذه الأحكام وضرب محكم النصوص بمتشابهها {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7
إن ثمار التربة على الإيمان بالاستعباد لله تعالى كفيلة وحدها بأن تجعل حاجات الناس ومطاليبهم جارية وفق ما يريده الله ويبيحه دينه وهذا ما نريده بتديين العصر
4 - وفي ظروف الغربة وبديلا عما يقترح من تنازلات وإدهان ينبغي أن ينظر الفقهاء في الفضاء الواسع من المباحات ويجردوها حتى تكون واضحة وضوح الواجبات والمحرمات ويعلموا الأمة ملامح المحرمات وصفات الواجبات حتى تكون عند العبد ملكة يعرف بها ما أباح الله في ظل ظروف قد لا يجد فيها عالما أو فقيها على منوال ما صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع وابصة الأسدي رضي الله عنه فيما يرويه أحمد عنه قال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا أَدَعَ شَيْئًا مِنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَسْتَفْتُونَهُ فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّاهُمْ قَالُوا إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ دَعُونِي فَأَدْنُوَ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ قَالَ دَعُوا وَابِصَةَ ادْنُ يَا وَابِصَةُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا قَالَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ أَوْ تَسْأَلُنِي قُلْتُ لَا بَلْ أَخْبِرْنِي فَقَالَ جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ.
وقصة وابصة هذه من القصص التي استخدمها دعاة العصرنة في إباحة بعض ما حرم الله على اعتبار أن المعيار الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو اطمئنان النفس ونفورها , والصواب في فهم الحديث أن هذا المعيار إنما يلجأ إليه العبد عند تعذر النصوص أو تعذر من يفتي بموجبها مع حضور ملكة ممتثلة لله عز ولو خالف أمره الهوى, عارفة بمقاصد الشرع وغاياته مدربة على فهم نصوصه , لا أن تكون الملكة مقدمة على النص أو مفسرة له.
وبديلا عن التنازلات والإدهان أيضا لابد من النظر في تقدير الضرورات التي تباح فيها المحضورات , فالمعصرانيون توسعوا فيها حتى ألحقوا بها كثيرا من الأمور التحسينية , وهذا مالا يقبل فقها ودينا , ومن الفقهاء من بقي في تقدير الضرورات على ما قعده الإمام الشاطبي حين عرف الضرورة بكونها إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وتهارج وفوت حياة وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين , والذي يتناسب وتديين العصر أن يدرس الفقهاء الحاجات التي التي يضر بالناس دوام فواتها ويبنوا فقههم على إعطائها بعض أحكام الضرورات من حيث الحفظ من جانب الوجود والعدم.
4 - ولا يتنافى مع تديين العصر أن يجتهد الفقهاء في إعادة تحرير المسائل التي سبق أسلافهم في تحريرها , ولا يكتفوا بما سبقوا إليه من أحكام فهذا لباب الفكر السلفي المؤمن بحاكمية النص ووجوب الاجتهاد على من لديهم آلته وفق الضوابط العلمية المعروفة عند أهل هذا الفن.
ولعل الله تعالى ييسر كتابة مقال عن إعادة تحرر المسائل الفقهية والحمد لله أولا وآخرا
د محمد بن إبراهيم السعيدي
رئيس قسم الدراسات الإسلامية جامعة أم القرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 12:17]ـ
جزاكم الله خيرا
وقد تكرر من بعض الكتاب من دعاة العصرنة الاستشهاد على تعطيل النصوص بقصة عمر رضي الله عنه حين أوقف حد السرقة عام الرمادة , والحق أن عمر رضي الله عنه لم يعطل النص وإنما قيد مطلقه بنص آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (ادْفَعُوا الْحُدُودَ مَا وَجَدْتُمْ لَهُ مَدْفَعًا)
نعم واذا ذهبنا الي العلمانيين فسنجد انهم يستخدمون هذا الامر في ابطال الشريعة وانه يمكن الاستغناء عنها ويوسوسون في اوراقهم للقراء انه لدينا دليل بل اكبر دليل من اكبر عالم في عالم الاسلام وخليفة مسلم بعد ابو بكر الصديق وهو عمر فهو الذي علمنا-زعموا! - تغيير الشريعة لصالح الواقع وابطال النص لصالح العقل وتبديل الامر الالهي لصالح الانسان!
زعموا هذا كله
لابطال الشريعة والايحاء بعدم مسايرتها اليوم للعصر وانه يمكن الاستغناء عنها لزوم العصرنة والحداثة والتغيير التاريخي والتقدم العلمي
وكما قال الدكتور السعيدي هنا حفظه الله فان عمر رضي الله عنه لم يلغي النص في حكم السرقة ولم يبدل الدين او يلغي الشريعة او يغير الحد انما اوقف الحد لان شروط تطبيقه لم تتوفر كلها لكن الامة بل وعمر نفسه رضي الله عنه رجع الي تطبيق النص بعد مرور العام -المسمي عام المجاعة
وهو - رضي الله عنه-عند توقيف الحكم لعام لسبب المجاعة لم يقل بان النص باطل وان الواقع تغير ويجب تركه الي حكم العقل وبناءا عليه يجب تغيير الشريعة كل مرة بمايناسب حاجة الامة والعصر بعيدا عن الشريعة
فضلا عن ان يكون هو ومن معه رضي الله عنهم من سببوا المشاكل للامة في كل مجال من مجالاتها كما يفعل العلمانيون اليوم ويتسببوا في اجاعة الامة واذلالها وتدمير حاجاتها الضرورية من كل مايصلحها في كل مجالات حياتها
ان هذا الفهم العاطب المستتر وراءه طائفة عظيمة من العلمانيين يعملون في داخل الفكر الاسلامي-بل يصل احدهم الي القول بانهم يجلسون علي قمة الاجتهاد في الاسلام كما صرح بذلك العشماوي-الذي اخذت منه نسوة العلمانية فكرته هذا واستخدمتها في مسالة الحجاب - وحسن حنفي - محاولين تغيير معالم الدين عمدا وبنية الخلخلة والابطال والتغيير الي معالم العقل والشرائع العلمانية المتغيرة كل يوم الي الوان جديدة من التخريب في عالم الانسان والتدمير في عالم الارض والتحطيم في المادة والافساد في عالم الكون
ان فقه عمر وهو يمثل فهم السلف في النظر الي شريعة الرحمن اعلي عقلا وفقها وفهما وقصدا من فكر هؤلاء جميعا وكون هؤلاء العلمانيون يتوسلون بمافعله عمر رضي الله عنه في عام المجاعة الي التغيير يدل من ناحية علي ان عمر اعقل منهم واعلي نظرة منهم لارتباطه بفقه الاسلام -الذي تركوه لصالح العقل الغربي الضال-فقه الاسلام الذي هو اعظم وانظف واصلح من اي فكر-او شريعة- وسط الانام او وسط هؤلاء القوم اللئام
ففكر عمر رضي الله عنه وروحه وعلمه وقصده ودينه او مايدين به مرتبط ودائر في دائرة هذا الدين العظيم وشريعته الجليلة التي فقد العالم نورها الا في نواح من الارض مازالت تشع نورا ويلتمس اهلها دفئ الاسلام ورحمة الاسلام واصلاح الاسلام
ان فكر السلف لم يكن فكرا منقطعا لاعن الشرع ولا عن واقع الناس وحال الانسانوماصلحهم ويسعدهم وانما كان فكرا يلتمس نوره من شريعة الاسلام ورحمة الرحمن وحكمة الباريء
لم يكن فكرا مستقلا ولا غافلا لشريعة الاسلام معرضا عنها لصالح الواقع الضاغط او التطور السريع او الاحوال المتغيرة وانما كان فقها مرتبط بحدود شريعة هذا الدين التي هي عدل كلها وعلم كلها وحكمة كلها ونور كلها
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 12:20]ـ
جزاكم الله خيرا
وقد تكرر من بعض الكتاب من دعاة العصرنة الاستشهاد على تعطيل النصوص بقصة عمر رضي الله عنه حين أوقف حد السرقة عام الرمادة , والحق أن عمر رضي الله عنه لم يعطل النص وإنما قيد مطلقه بنص آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (ادْفَعُوا الْحُدُودَ مَا وَجَدْتُمْ لَهُ مَدْفَعًا)
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم واذا ذهبنا الي العلمانيين فسنجد انهم يستخدمون هذا الامر في ابطال الشريعة وانه يمكن الاستغناء عنها ويوسوسون في اوراقهم للقراء انه لدينا دليل بل اكبر دليل من اكبر عالم في عالم الاسلام وخليفة مسلم بعد ابو بكر الصديق وهو عمر فهو الذي علمنا-زعموا! - تغيير الشريعة لصالح الواقع وابطال النص لصالح العقل وتبديل الامر الالهي لصالح الانسان!
زعموا هذا كله
لابطال الشريعة والايحاء بعدم مسايرتها اليوم للعصر وانه يمكن الاستغناء عنها لزوم العصرنة والحداثة والتغيير التاريخي والتقدم العلمي
وكما قال الدكتور السعيدي هنا حفظه الله فان عمر رضي الله عنه لم يلغي النص في حكم السرقة ولم يبدل الدين او يلغي الشريعة او يغير الحد انما اوقف الحد لان شروط تطبيقه لم تتوفر كلها لكن الامة كلها رجعت الي تطبيق حد السرقة بعد عام المجاعة
وهو - رضي الله عنه-عند توقيف الحكم لعام لسبب المجاعة لم يقل بان النص باطل وان الواقع تغير ويجب تركه الي حكم العقل وبناءا عليه يجب تغيير الشريعة كل مرة بمايناسب حاجة الامة والعصر بعيدا عن الشريعة
فضلا عن ان يكون هو ومن معه رضي الله عنهم من سببوا المشاكل للامة في كل مجال من مجالاتها كما يفعل العلمانيون اليوم ويتسببوا في اجاعة الامة واذلالها وتدمير حاجاتها الضرورية من كل مايصلحها في كل مجالات حياتها
ان هذا الفهم العاطب المستتر وراءه طائفة عظيمة من العلمانيين يعملون في داخل الفكر الاسلامي-بل يصل احدهم الي القول بانهم يجلسون علي قمة الاجتهاد في الاسلام كما صرح بذلك العشماوي-الذي اخذت منه نسوة العلمانية فكرته هذا واستخدمتها في مسالة الحجاب - وحسن حنفي - محاولين تغيير معالم الدين عمدا وبنية الخلخلة والابطال والتغيير الي معالم العقل والشرائع العلمانية المتغيرة كل يوم الي الوان جديدة من التخريب في عالم الانسان والتدمير في عالم الارض والتحطيم في المادة والافساد في عالم الكون
ان فقه عمر وهو يمثل فهم السلف في النظر الي شريعة الرحمن اعلي عقلا وفقها وفهما وقصدا من فكر هؤلاء جميعا وكون هؤلاء العلمانيون يتوسلون بمافعله عمر رضي الله عنه في عام المجاعة الي التغيير يدل من ناحية علي ان عمر اعقل منهم واعلي نظرة منهم لارتباطه بفقه الاسلام -الذي تركوه لصالح العقل الغربي الضال-فقه الاسلام الذي هو اعظم وانظف واصلح من اي فكر-او شريعة- وسط الانام او وسط هؤلاء القوم اللئام
ففكر عمر رضي الله عنه وروحه وعلمه وقصده ودينه او مايدين به مرتبط ودائر في دائرة هذا الدين العظيم وشريعته الجليلة التي فقد العالم نورها الا في نواح من الارض مازالت تشع نورا ويلتمس اهلها دفئ الاسلام ورحمة الاسلام واصلاح الاسلام
ان فكر السلف-وخواطرهم وافئدتهم وعقل قلوبهم او قلب عقلهم- لم يكن فكرا ولاعقلا ولاخاطرة - منقطعا لاعن الشرع ولا عن واقع الناس وحال الانسان وماصلحهم ويسعدهم وانما كان فكرا يلتمس نوره من شريعة الاسلام ورحمة الرحمن وحكمة الباريء
لم يكن فكرا مستقلا ولا غافلا لشريعة الاسلام معرضا عنها لصالح الواقع الضاغط او التطور السريع او الاحوال المتغيرة وانما كان فقها مرتبط بحدود شريعة هذا الدين التي هي عدل كلها وعلم كلها وحكمة كلها ونور كلها
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 10:23]ـ
أخي الكريم: ابن الشاطئ شكر الله لك تعليقك وما أفدتنا به
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 06:36]ـ
بالفعل ظهر تدين غريب كما هو الحاصل في برامج كثيرة في قناة الرسالة كالسويدان وغيره أو قناة العفاسي .. الخ
الشاهد نراهم في المؤتمرات والمحاضرات والندوات بطريقة غريبة مريبة.
ومما يُبشِّر بالخير هو أني سمعتُ من بعض المشايخ بأن هناك علماء أفاضل يعكفون على تأليف كتاب عن ظاهرة التدين هذه، وأظن بأن من الذين يؤلفون في ذلك الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي والشيخ عبدالعزيز بن ناصر الجليل
فالحمد لله.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 12:37]ـ
بارك الله في شيخنا وقد والله أشتقنا إلى دروسك أما الموضوع فمشاركتي فيه باختصارأن ما يسمى بالعقلانيين يريدون منا ان نوافقهم في تمييع الدين تحت ما يسمى بضغط الواقع أومواكبة العصرونقوم بلي أعناق النصوص حتى نكون في نظرهم وسطية ومعتدلين ولكن انى لهم ذالك وجزاك الله خيراوننتظرمنك أكثرولازلت مسددا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 02:41]ـ
بارك الله فيك دكتورنا الفاضل ..(/)
التحذير من (الكوثري) .. هذه المرة جاء من (الجزائر)!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 05:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التحذير من (الكوثري) .. هذه المرة جاء من (الجزائر)!
مشاركة مني فيما يقوم به الشيخ الفاضل سليمان بن صالح الخراشي - وفقه الله -؛ من جمع لردود العلماء على الجهمي الجلد زاهد الكوثري وتحذيراتهم من تعليقاته وتسويداته، أنقل لكم ما خطه يراع مؤرخ الجزائر الشيخ العلامة مبارك الميلي (ت 1364 هـ - 1945 م) - رحمه الله -؛ تعليقا على رسالة " الكوثري وتعليقاته " حين اطلع عليها.
وأسأل الله أن ينفع بهذه المساهمة المتواضعة، مع اعترافي ببضاعتي المزجاة، غير أن الأمر كما قال الله - تعالى -: (ليُنفق ذو سعة من سعته ومن قُدر عليه رزقه فليُنفق مما آتاه الله لا يُكلِّف الله نفسا إلا ما آتاها) [الطلاق: 7].
وإذا بدا لا تستقلوا حجمه * فلعمركم فيه الكثير الطيِّب
قال الشيخ - رحمه الله - في (العدد 143) من جريدة " البصائر " الجزائرية (17 شوال 1357 هـ / 9 ديسمبر 1938 م، ص 8):
(" الكوثري وتعليقاته ": رسالة لطيفة تقع في عشرين صفحة مطبوعة طبعا جيدا في ورق صقيل، محررة بقلم الأستاذ محمد نصيف السلفي الجماعة للكتب الواسع الإطلاع؛ كشف بها عن سوء عقيدة الشيخ زاهد الكوثري في أئمة السلف ورجال الحديث، حمله على تحريرها ما رآه من تحامل الكوثري على خيرة علماء الأمة الحاملين للعقيدة السلفية، وذلك في تعليقاته التي وضعها على عدة كتب نشرها الشيخ حسام الدين القدسي وعهد إليه بتصحيحيها والتعليق عليها.
وقد كنت اقتنيتُ جملة من تلك الكتب من مكتبة الأستاذ القدسي، ورأيتُ تعليقات الكوثري عليها، فساءني منها مثل ما ساء الأستاذ محمد نصيف، وإن راقني منها متانة في الأسلوب وسعة في الإطلاع، مما يدل على عناية شديدة في البحث والتحرير معا، لكنها عناية لالتقاط ما يوافق الهوى والإغراب على القارئ في المظان حتى يعسر الوقوف على تحريفه وتزويره.
ويومئذ هممت أن أكتب إلى الأستاذ القدسي برأيي في تعليقات الكوثري، ولكني رأيته - بعدُ - قد أدرك سوء قصده ووقف على ما أوجب له الإعلان بالبراءة منه، وتسجيل خيانته في النقل، فكتب القدسي هذا المعنى في مقدمة نشره لرسالة " القصد والأمم "، وبسطه في مقدمته لنشر كتاب " الانتقاء"، وكلاهما لابن عبد البر، فأخبرت الأستاذ القدسي بعزمي الأول، وشكرت نصحه وإخلاصه للعلم فيما كتب).
تعليق:
1 - الرسالة من تأليف علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار - رحمه الله - وليست من تأليف الشيخ محمد نصيف - رحمه الله -، وهذا الأخير قد يكون قام على طبعها وتوزيعها بماله الخاص، فسبق نظر الشيخ مبارك الميلي إلى اسمه فظنه هو الذي حررها، والله أعلم.
2 - تعليق الشيخ وإن جاء مختصرا، إلا أن في تلك السطور القليلة، والكلمات المعدودة دليلا على توافق أهل السنة على الحق وإن تباعدت ديارهم، واختلفت أعصارهم وأمصارهم، ولله الحمد.
3 - هذه الشهادة من عالم جزائري فيها رد على بعض الكتاب - عندنا - ممن لا زالوا يروجون للكوثري في صحفهم ورسائلهم مع ظهور حقيقته وكساد بضاعته، حتى كتب أحدهم - متأسفا – ما نصه: (الكوثري الذي تشهد تحقيقاته وتعليقاته على نفائس المخطوطات، ومقالاته على براعته في العلم، وطول باعه في خدمة السنة والذود عن حياض الإسلام، ومعرفته الواسعة بالمخطوطات ومكان وجودها، هذا الرجل أيضا لم يسلم منهم [يقصد السلفيين]، بل نال الحظ الأوفر من حقدهم وظلمهم، حيث عملوا على تشويه صورته، وعلى طمس معالمه، وعلى نبزه بالألقاب حتى أصبح لا يذكر الكوثري إلا مقرونا بالعداء للسنة وللسلف الصالح، ورغم أن الرجل معاصر ولم يمت إلا في الخمسينيات من هذا القرن [يقصد القرن العشرين] إلا أن كتبه ومؤلفاته لا تكاد تعثر عليها إلا عند آحاد الناس بسبب التشويه والطعن والتعتيم الذي مارسه هؤلاء عليه)، كذا قال - هداه الله -، عسى أن يراجع كلامه عندما يطلع على شهادة الشيخ مبارك الميلي - رحمه الله - في (المحدث الحافظ الإمام زاهد الكوثري!!!).
فريد المرادي (11 جمادى الأولى 1429 هـ).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 06:04]ـ
حمل رسالة " الكوثري وتعليقاته " من هنا:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1511
ومن هنا روابط لمواضيع سابقة للشيخ سليمان الخراشي حول الكوثري:
هذه المرة: من (الحجاز) .. جاء التحذير من (الكوثري)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15599
هذه المرة .. من (اليمن) .. جاء التنكيل بالكوثري
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15733
ومن (الكويت) .. جاء التحذير والرد على (الكوثري)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14472
اعترافات دكتور كتب عن الكوثري (بحث منشور في غير مظانه)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13676
رسالة جامعية عن (الكوثري) .. جديرة بالنشر
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32
مقال الأستاذ محب الدين الخطيب - رحمه الله - في تعقب الكوثري
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114401
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 06:11]ـ
بارك الله فيك أخي فريد، فقد وعدتَ فوفيتَ فأجدتَ ..
والمقصد أن يُعلم أن علماء السنة في مختلف البلاد الإسلامية، قد رموا رأس الجهمية القبورية عن قوس واحدة .. لا كما يحاول بعض القاطنين في (الرياض)! أن يوهم بخلافه ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 06:26]ـ
جزاكم الله خيراً - شيخنا الكريم -، على مروركم وشهادتكم، نفعنا الله بجهودكم وتوجيهاتكم ...
(لو تفضلتم بمراجعة الخاص، بورك فيكم) ...
ـ[أسماء]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 09:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيك الصحة أخ فريد المرادي على هذا النقل بارك الله فيك
ـ[بكر الصغير]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 06:22]ـ
يمكن الرجوع في هذا لبعض رسائل الشيخ بكر أبي زيد-رحمه الله-عَنَيْتُ: "تحريف النصوص" (خاصة) ,"براءة أهل السنة" وكذلك في "الرد على المخالف" .. فإنه عرض فيها بالنقد لمعتقدات الكوثري بطريق الإشارة الموسعة إلا مِن نقلٍ أو استطراد في مسئلة ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 04:06]ـ
تحذير آخر من مصر:
قال الشيخ محمد خليل هراس فى شرحه للعقيدة الواسطية لابن تيمية رحمهما الله:
"" ... ولعل من المناسب أن ننقل إلى القارئ هنا ما كتبه حامل لواء التجهم والتعطيل فى هذا العصر وهو المدعو بزاهد الكوثرى -قال فى حاشيته على كتاب الأسماء والصفات للبيهقى ما نصه (قال الزمخشرى ما معناه أن الله يأتى بعذاب فى الغمام الذى ينتظرمنه الرحمة فيكون مجئ العذاب من حيث تنتظر الرحمة افظع وأهول) .. وقال إمام الحرمين فى معن الباء كما سبق وقال الفخر الرازى يأتيهم أمر الله ... أ. هـ
فأنت ترى من نقل هذا الرجل عن أسلافه فى التعطيل مدى اضطرابهم فى التخريج والتأويل .. على أن الآية صريحه فى بابها ...... "" ثم شرع العلامة خليل هراس فى الرد على تلك المقالات نقلاً وعقلاً ... الشاهد أنه يحذر من جهمية وتعطيل زاهد الكوثرى .....
ومن اليمن:
يقول الشيخ الإمام مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله فى كتابه القيم (المخرج من الفتنة) طبعة دار الحديث بدماج فى مقدمة الطبعة الثانية صفحة 29 فى حديثه عن الجرح والتعديل"محمد زاهد الكوثرى مبتدع لا يعتمد عليه فى علم الحديث" أ. هـ
ـ[الحُميدي]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 07:05]ـ
رحم الله الشيخ بكر ابوزيد عندما قال: (نرى كوثرية ولا مُعلميَّ لها).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 01:09]ـ
أسماء، بكر الصغير، أبا محمد العمري، الحميدي: جزاكم الله خيراً على تشريفكم وتعليقكم، بورك فيكم حميعاً ...
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[03 - Jul-2008, صباحاً 12:46]ـ
جزاكم الله خيراا
اين مثل المعلمي -رحمه الله- لو عرفنا قدره لا تزال بعض كتبه مخطوطة و كثير منا لا يعرفه يا حبذا من يجمعهم لنا في المنتدى(/)
الطرق الصوفية المعاصرة في المغرب الأقصى .. (ومعلومات عن عبدالسلام ياسين)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 07:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اسم الرسالة: (الطرق الصوفية المعاصرة في المغرب الأقصى – عرض ومناقشة)؛ للباحث عبدالله بن سعيد إعياش – أظنه من المغرب -، بإشراف الدكتور علي محمد الدخيل، مقدمة لنيل الماجستير، بكلية أصول الدين، بجامعة الإمام، في العام 1413هـ.
اخترتُ أن أنقل: فهرسها، وبعض حديث الباحث – وفقه الله – عن الطريقة " البوتشيشية "، وأحد رموزها المعاصرين: (عبدالسلام ياسين) – هداه الله -.
فهرس الموضوعات
- مقدمة البحث
- التمهيد
- تعريف التصوف لغة
- تعريف التصوف اصطلاحا
- تعريف الطرق الصوفية
- تعريف الطريق لغة
- تعريف الطريق اصطلاحا
- تاريخ ظهور التصوف في المغرب
- أسباب انتشار التصوف في المغرب
- علاقة التصوف بالفكر الرافضي
- الباب الأول: التعريف بالطرق الصوفية
- الفصل الأول: الطريقة القادرية
- أصل تسميتها ونسبتها
- نشأتها ومؤسسها
- أشهر علمائها
- انتشارها وأبرز انحرافاتها وآثارها
- الفصل الثاني: الطريقة الشاذلية
- أصل تسميتها ونسبتها
- نشأتها ومؤسسها
- أشهر علمائها
- انتشارها وأبرز انحرافاتها وآثارها
- الفصل الثالث: الطريقة الدرقاوية
- أصل تسميتها ونسبتها
- نشأتها ومؤسسها
- أشهر علمائها
- انتشارها وأبرز انحرافاتها وآثارها
- الفصل الرابع: الطريقة العيساوية
- أصل تسميتها ونسبتها
- نشأتها ومؤسسها
- أشهر علمائها
- انتشارها وأبرز انحرافاتها وآثارها
- الفصل الخامس: الطريقة البوتشيشية
- أصل تسميتها ونسبتها
- نشأتها ومؤسسها
- أشهر علمائها
- انتشارها وأبرز انحرافاتها وآثارها
- الفصل السادس: الطريقة التجانية
- أصل تسميتها ونسبتها
- نشأتها ومؤسسها
- أشهر علمائها
- انتشارها وأبرز انحرافاتها وآثارها
- الباب الثاني: عقيدتهم في أركان الإيمان عرض ومناقشة:
- الفصل الأول: عقيدتهم في الله جل جلاله
- مبحث وحدة الوجود
- وحدة الوجود عند التجانيين
- وحدة الوجود عند الدرقاويين
- وحدة الوجود عند البوتشيشيين
- شبهاتهم ومناقشتها
- الشبهة الأولى ومناقشتها
- الشبهة الثانية
- مناقشتها
- الشبهة الثالثة
- مناقشتها
- الشبهة الرابعة
- مناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- مبحث الشرك
- تعريف الشرك لغة واصطلاحا
- الشرك عند التجانيين
- الشرك عند العيساويين
- الشرك عند البوتشيشيين
- الشرك عند الدرقاويين
- شبهاتهم ومناقشتها
- الشبهة الأولى
- مناقشتها
- الشبهة الثانية
- مناقشتها
- الشبهة الثالثة ومناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- رأي أهل السنة والجماعة وحكمهم في الشرك
- مبحث الأسماء والصفات:
- الأسماء والصفات عند الدرقاويين
- الأسماء والصفات عند التجانيين
- الأسماء والصفات عند العيساويين
- الأسماء والصفات عند البوتشيشيين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى
- مناقشتها
- الشبهة الثانية
- مناقشتها
- الشبهة الثالثة
- مناقشتها
- الشبهة الرابعة ومناقشتها
- الشبهة الخامسة ومناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- الفصل الثاني: عقيدتهم في الرسول صلى الله عليه وسلم.
- مبحث التوسل
- التوسل لغة
- التوسل في القرآن
- التوسل في السنة وفي كلام الصحابة
- التوسل عند التجانيين
- التوسل عند الدرقاويين
- التوسل عند العيساويين
- التوسل عند البوتشيشيين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى
- مناقشتها
- الشبهة الثانية ومناقشتها
- الشبهة الثالثة
- مناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- مبحث الحقيقة المحمدية
- الحقيقة المحمدية عند التجانيين
- الحقيقة المحمدية عند العيساويين
- الحقيقة المحمدية عند الدرقاويين
- الحقيقة المحمدية عند البوتشيشيين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى ومناقشتها
- الشبهة الثانية
- مناقشتها
- الشبهة الثالثة
- مناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- مبحث التلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته:
- التلقي عند التجانيين
- التلقي عند البوتشيشيين
- التلقي عند العيساويين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى ومناقشتها
(يُتْبَعُ)
(/)
- الشبهة الثانية ومناقشتها
- الشبهة الثالثة
- مناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- الفصل الثالث: عقيدتهم في بقية أركان الإيمان
- مبحث الملائكة والكتب:
- الملائكة عند التجانيين
- الملائكة عند الدرقاويين
- الملائكة عند البوتشيشيين
- الكتب عند التجانيين
- الكتب عند البوتشيشيين
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- مبحث اليوم الآخر:
- اليوم الآخر عند التجانيين
- اليوم الآخر عند الدرقاويين
- اليوم الآخر عند العيساويين
- اليوم الآخر عند البوتشيشيين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى
- مناقشتها
- الشبهة الثانية
- مناقشتها
- الشبهة الثالثة
- مناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- عقيدة أهل السنة والجماعة
- مبحث القدر:
- القدر عند التجانيين
- القدر عند الدرقاويين
- القدر عند العيساويين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى
- مناقشتها
- الشبهة الثانية
- مناقشتها
- الشبهة الثالثة
- مناقشتها
- الشبهة الرابعة
- ومناقشتها
- الشبهة الخامسة
- مناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- الباب الثالث: عقائدهم وبدعهم الأخرى
- الفصل الأول: الولاية والأولياء:
- تعريف الولاية لغة
- تعريف الولاية اصطلاحاً
- الولاية والأولياء عند التجانيين
- الولاية والأولياء عند الدرقاويين
- الولاية والأولياء عند العيساويين
- الولاية والأولياء عند البوتشيشيين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى
- مناقشتها
- الشبهة الثانية
- مناقشتها
- الشبهة الثالثة
- مناقشتها مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- الفصل الثاني: الظاهر والباطن:
- الظاهر والباطن عند الدرقاويين
- الظاهر والباطن عند العيساويين
- الظاهر والباطن عند التجانيين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى
- مناقشتها
- الشبهة الثانية ومناقشتها
- الشبهة الثالثة مناقشتها
- الشبهة الرابعة ومناقشتها
- الشبهة الخامسة
- مناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- الفصل الثالث: الكشف الصوفي:
- تعريف الكشف لغة واصطلاحا
- الكشف عند التجانيين
- الكشف عند الدرقاويين
- الكشف عند العيساويين
- الكشف عند البوتشيشيين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى
- مناقشتها
- الشبهة الثانية ومناقشتها
- الشبهة الثالثة ومناقشتها
- الشبهة الرابعة
- مناقشتها
- الشبهة الخامسة ومناقشتها
- الشبهة السادسة ومناقشتها
- الشبهة السابعة ومناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- الفصل الرابع: البدع العملية:
- مبحث الأذكار:
- الأذكار عند التجانيين
- الأذكار عند الدرقاويين
- الأذكار عند العيساويين
- الأذكار عند البوتشيشيين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى ومناقشتها
- الشبهة الثانية
- مناقشتها
- الشبهة الثالثة
- مناقشتها
- الشبهة الرابعة
- مناقشتها
- الشبهة الخامسة ومناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- مبحث الرقص والسماع:
- الرقص والسماع عند التجانيين
- الرقص والسماع عند الدرقاويين
- الرقص والسماع عند البوتشيشيين
- الرقص والسماع عند العيساويين
- الشبهات والمناقشة
- الشبهة الأولى
- مناقشتها
- الشبهة الثانية
- مناقشتها
- الشبهة الثالثة ومناقشتها
- مناقشة ما يحتاج إلى مناقشة
- مذهب أهل السنة والجماعة
- مبحث الموالد:
- تعريف الموالد
- المولد عند العيساويين وغيرهم من الطوائف وبيان ضلالهم
- مذهب أهل السنة وموقعهم من المولد
- الخاتمة
- فهرس الآيات القرآنية
- فهرس الأحاديث والآثار
- فهرس الأشعار
- فهرس الأعلام المترجم لهم
- فهرس الكلمات الغربية
- فهرس الفرق والطوائف
- فهرس الأماكن والبلدان
- فهرس المصادر والمراجع
- فهرس موضوعات البحث
] ================= [/ [/ COLOR]CENTER]
[CENTER] الطريقة البوتشيشية
أصل تسميتها ونسبتها:
(يُتْبَعُ)
(/)
سميت هذه الطريقة بوتشيشية نسبة إلى مؤسسها العباس البوتشيشي، والبوتشيشي نسبة إلى التشيش، وهو طعام من القمح المجروش، يشبه ما يسمى في السعودية بالجريش، وقد سمعت من مقدم الزاوية البوتشيشية الأم، المدعو الحاج عبداللطيف في أصل هذه النسبة قصة عجيبة مفادها: أن المختار والد العباس، زار شيخه أبا مدين الجزائري ضمن مجموعة من المريدين، فقدم لهم الشيخ طعام التشيش في قصعة كبيرة، فجعلوا يأكلون حتى شبعوا، وامتلأت بطونهم، فأمرهم الشيخ بمواصلة الأكل، فلم يمتثل الأمر –حسب زعمهم- إلا المختار الذي استمر يأكل حتى انتهى ما في القصعة من التشيش، ولما كان الصباح، وأرادوا أن يودعوا شيخهم هذا، طلبوا منه دعوة صالحة، فقال لهم: معشر الأبناء: السر الذي كان عندي انتقل إلى المختار بوتشيش! ومن ذلك اليوم عرف بهذا اللقب، وعرفت الطريقة التي أنشأها ابنه بعد ذلك بالطريقة البوتشيشية.
نشأتها ومؤسسها وأشهر علمائها:
نشأت هذه الطريقة في منتصف القرن الماضي، في موقع على مقربة من قرية يطلق عليها: مداع بحوالي أربع كيلومترات، من جهة الحدود المغربية الجزائرية؛ وترجع هذه الطريقة في أصلها إلى الطريقة العليوية، وهي طريقة في الجزائر، متفرعة عن الطريقة القادرية.
مؤسسها: هو العباس بن المختار القادري البوتشيشي، ولد في بداية القرن الرابع عشر للهجرة تقريباً. وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، الأمر الذي يعطي تصوراً واضحاً عن هذه الطريقة التي احتوت على كثير من الجهالات، والضلالات، والحماقات. وقد قيل: إن الكتاب يُعرف محتواه من عنوانه.
وقد كان العباس: مؤسس الطريقة البوتشيشية زيادة على كونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب، فاقد البصر. قال الشيخ محمد المغراوي حفظه الله وهو يرد على عبدالسلام ياسين في إبهامه اسم شيخه العباس في معرض تزكية نفسه والتمدح بالتصوف والصوفية: (أخي القارئ! أتدري ماذا يقصد هذا الرجل في قوله: "ولقيت رجلاً طيب الله ثراه"؟! لماذا أبهم اسمه ولم يذكره حتى يعرف من هو؟! أو أن هذا من الأسرار الصوفية التي لا يجوز أن يباح بها؟.
أما مذهب المحدثين، وعلماء الجرح والتعديل، فيسمون هذا مجهولاً، ولا قيمة له عندهم في الرواية، والرجل المذكور في هذه العبارة هو العباس البوتشيشي، كان رجلاً أعمى، أمياً، لا علم عنده كما يذكر تلامذته الذين تابوا من ضلاله، وما يزال ضلاله منتشراً في هذه البلاد مع الأسف.
وقال في موضع آخر في الرد على ياسين أيضاً: (تلاحظ أخي القارئ تعظيم هذا الرجل –يعني ياسين- لمن زعمه شيخه، وكما سبق، كان أعمى في بصره وفي بصيرته، والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من البدع والمبتدعة في كثير من أحاديثه.
-عقيدته:
أما عقيدته فهي حلولية، حيث يؤمن بأن الله يحل في بعض خلقه وأتباعه يعتقدون أن الله –تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- يحل في شيخهم؛ ويستدلون على هذه العقيدة الكفرية بقصة إبراهيم عليه السلام مع الأفلاك، التي ذكرها الله في القرآن الكريم، فيزعمون أن قوله عليه الصلاة والسلام: (هذا ربَّي)، أي: حل فيه، وقوله تعالى: (فلما أفل)، أي: زال. وعلى هذا فإنهم يعتقدون أن الله يحل في شيخهم في بعض الأوقات، فيخرون عند ذلك للشيخ سجداً، ويقولون: هذا الله، تعالى الله عن قولهم علواً كبيرا.
-وفاته، وخليفته:
توفي العباس البوتشيشي في منتصف ذي الحجة عام إحدى وتسعين وثلاثمائة وألف للهجرة، عن اثنتين وثمانين سنة كما نقلته من اللوحة المكتوبة على ضريحه بزاويته في مداع. وقد خلفه على مشيخة هذه الطريقة الحائدة عن المنهج القويم، والصراط المستقيم: ابنه المدعو: حمزة، شيخ الطريقة الحالي، المولود في حدود 1329 - 1330هـ، والذي حمل لواء الإضلال والصد عن الكتاب والسنة بعد أبيه. قال الدكتور محمد المغراوي متع الله بحياته وهو يتحدث عن العباس: (وما يزال ابنه يحمل راية الضلال، وينهب ويسلب أمول الناس باسم هذا الضلال الذي عشش وفرخ في كثير من البلاد المغربية .. ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تولى حمزة المذكور مشيخة الطريقة عام: 1971م، وقام بتطوير الطريقة شكلاً، حيث زاد في بعض أورادها الفردية والجماعية، وأخذت الطريقة في عهده نهجاً آخر في التوسع والانتشار خلافاً لما كانت عليه في عهد أبيه، حيث صار جل المريدين المنتسبين إليها شباباً وأطرا عليا، وأكثرهم من رجال التعليم الجامعيين. ومن شروط طريقته: الخضوع الكامل للشيخ، واستشارته في كل الأمور، حتى الشرعية منها الثابتة بالنصوص القطعية، فلا يقوم المريد بذكر، أو قراءة قرآن، أو حج، أو عمرة إلا بإذن الشيخ، كما لا يباشر أمراً من أمور دنياه: من زواج، أو طلاق، أو سفر، أو التحاق بوظيفة، أو تركها إلا بإذن من الشيخ أيضاً، وقد أخبرني أحد الإخوة القضاة، الذي استجره بعض زملائه في سلك القضاء وغرروا به حتى أخذوه في زيارة لشيخهم: أنه قابل في زاويتهم مريداً كان موظفاً بوزارة العدل، فاستقال من وظيفته بأمر من الشيخ، لأن الشيخ رأى أن عمل هذا المريد ليس فيه أمل. وكان قد مضى على استقالة هذا المريد عندما حصل ذلك اللقاء: سنتان؛ وكان هذا المريد معتكفاً في الزاوية بعد أن ترك وظيفته. والإذن الذي اشترطه حمزة البوتشيشي في طريقته هو بمثابة صلاة الاستخارة عند المسلمين.
ويزعم حمزة أنه شيخ مربي، وأن اتباع الشيخ المربي أمر محتم واجب، لأن النبوة ختمت بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبقي يحملها أهل الله، ومنهم القطب الرباني، الذي هو الشيخ المربي؛ كما أحدث حمزة اصطلاحاً جديداً يحمل عقيدة جديدة، وهذا الاصطلاح الجديد هو: "الشيخ الحي" ومعناه أنه لا ينكر الطرق الصوفية السابقة كالتجانية، والدرقاوية، وغيرها، لكن لابد من التخلي عنها عند ظهور الشيخ الحي. وقد استخرج حمزة من اسمه المكون من أربعة أحرف أربعة معاني، كل معنى نزله على حرف من تلك الحروف، حتى يتمكن من إحكام القبضة على تلك القطعان من المريدين السذج الذين يتلقون بالقبول كل ما يلقيه إليهم هذا الضال المضل:
فحرف الحاء يعني: احترام.
وحرف الميم: امتثال.
وحرف الزاي يعني: زيارة.
وحرف التاء يعني: ثبات.
ولا يخفى ما في حمل تلك الحروف على تلك المعاني من التكلفة الذي هو السمة الغالبة على الطرقيين المخرفين!!
والجدير بالذكر أن المصدر التشريعي الأساس الذي يأخذ منه حمزة شريعته الصوفية هو كتاب الإبريز، الذي أملاه عبدالعزيز الدباغ: -الأمي الجاهل- على تلميذه أحمد بن المبارك؛ فعليه وروده وعنه صدوره، فهو أنجيله الذي يجمع بين العهد القديم والعهد الجديد. ومما وصف به الشيخ المغراوي هذا الكتاب الذي يتغذى حمزة ومن ورائه أتباعه مما قاءه فيه مؤلفه، قوله: (وأما الإبريز فهو مخبأة للشرك والبدع، فمن أراد الوقوف على كتاب المشركين فعليه بهذا الكتاب).
أما عن أشهر علمائها؛ فإن أشهر أتباع هذه الطريقة إنما ينتسبون إلى العلم والثقافة بمعناهما العصري البعيد كل البعد عن المعنى الأصيل للعلم والثقافة، المبني على الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح لهما، ومن هؤلاء:
-عبدالسلام ياسين: وهذا الرجل الذي يتزعم حالياً جماعة أشبه ما تكون بطريقة صوفية، وتدعى: "جماعة العدل والإحسان"، قد مر في حياته باضطرابات فكرية وعقائديه، حيث عاش ردحاً من الزمن يتغذى على فتات متعفن من الفكر المادي الملحد، المؤله للعقل: فكر فرويد وماركس، وفجأة ينتقل إلى نحلة أخرى أقبح من سابقتها، ومناقضة لها تمام المناقضة، وهذه النحلة الجديدة هي التصوف، الذي لا أثر للعقل فيه البتة. فكان ياسين بانتقاله ذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار. قال ابن المؤقت المراكشي رحمه الله: (قال صاحب المدخل: إن كل طريقة من طرق العلم يمكن اختبارها إلا طريقة التصوف، فإنهم يبنونها على حسن الظن والمسالمة، وإذا أراد عالم أن يعرضها على كتاب الله وسنة رسوله، قالوا له: أنت منكر). أهـ، وفي هذا يقول القائل:
وزاد الأمر حتى لست تلقى
فتى يهوى كلاماً للنبي
ولا ما قاله الرحمن طراً
سوى نقل الولي عن الولي
كلاماً ليس يعلمه جليل
من الصحب الأكارم في الندي
وإن قلت الدليل يجيب شخص
لأنت بذاك منكر ذا الجلي
روى ذا الحكم شيخي في منام
فعجباً للتنطع من ولي
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يتساءل أو يغضب بعض المعجبين بهذا الرجل إعجاب جاهل بحقيقة ما هو عليه من البعد عن الحق، فيقول: كيف يكون ما انتقل إليه الشيخ أقبح مما انتقل منه؟! فأقول:
1 - إن النحلة الأولى –نحلة الماركسية والفرويدية- التي كان عليها ياسين، لا يختلف اثنان من عوام المسلمين، فضلاً عن عقلائهم في كونها زيغاً وكفراً وضلالا، أما النحلة الثانية –نحلة التصوف- فقد انخدع بزخرفها الخادع وظاهرها الإيماني المبطن بالزندقة والكفر والإلحاد، خلق كثير، ومن كل الطبقات. ولا شك أن خطورة النحلة الأولى أهون من خطورة النحلة الثانية بمراحل، لأن الأولى كفر بين، ومعصية واضحة، يشعر صاحبها دائماً أنه على باطل، الأمر الذي يدعوه إلى العمل على الانسلاخ منه، والتوبة النصوح إلى الله من شؤمه؛ بخلاف النحلة الثانية، فإنها بدعة خبيثة خطيرة، لا يعلم خطورتها من لم يتسلح بسلاح العلم والمعرفة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد يتورط فيها الإنسان، وهو يظن أنه على الصواب الذي لا ينبغي التحول عنه، وبذلك يسد على نفسه باب التفكير في التوبة والأوبة إلى الحق، لأنه يرى أن ما هو عليه هو عين الحق؛ ومن هنا تكلم كثير من أهل العلم من السلف والخلف، في كون البدعة أشد خطورة من المعصية، لأن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها.
وممن تكلم في هذه المسألة كلاماً كافياً شافياً: الإمام الشاطبي رحمه الله، في كتابه العظيم: الاعتصام؛ وكذا العلامة محمد الخضر الشنقيطي رحمه الله في كتابه: مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني.
2 - النحلة الأولى بمثابة العدو المكشوف، المعلن للأمة بعداوته، الأمر الذي يدعو الأمة لأخذ حذرها، واستنفار كل الطاقات لمحاربته، ورد كيده في نحره؛ سواء على الصعيد العسكري، كما حصل في أفغانستان؛ أو على الصعيد العقائدي والفكري، كما حصل في كل بلاد الإسلام، حيث هب كثير من علماء الإسلام ومفكريه لبيان خطر الفكر المادي الماركسي والفرويدي وغيره؛ حتى كانت النتيجة أن أجحر ذلك الفكر، وألقم دعاته الحجر في أفواههم التي طالما فغروها –فضها الله- للتغني والتمدح بذلك الفكر؛ فمنوا بالهزيمة النكراء التي كانت أروع صورها في أفغانستان. أما النحلة الثانية فإنها بمثابة العدو الذي يلبس لباس الصديق الحميم، وحقده على الأمة أشد من كل حقد، وخطره عليها أشد من كل خطر؛ لأنه يهدد حصونها من الداخل. وقديماً قيل: احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة. ومما يدل دلالة واضحة على ما قررته آنفاً حول ياسين، قول هذا الأخير: (واطلعت في تجارب اليهود والنصارى الروحية، ثم رجعت إلى كتب الصوفية أستقصيها، وأنشد المفتاح الذي يفتح باب المعرفة، فوجدت أنهم –يعني الصوفية- مجمعون على أنه: (من لا شيخ له فلا مدخل له في أمرنا هذا) .. وكنت أنظر فيما كتبه بعض فطاحل العارفين بالله، فلا أطيق الاستمرار في قراءته لغرابة ما ينطقون .. حتى إذا أراد الله أن يتم علي نعمته، لقيت على غير ميعاد رجلاً لم أكن أعرفه، نطق من دون أن أستنطقه، وأخبرني بأن ما كنت أطلبه موجود، وأن الشيخ المربي في البلاد على قيد أنملة ممن كان يائساً من وجود شاذلي أو جيلي في هذا العصر! كنت قرأت كتباً، وقارفت من هذه الثقافات الأجنبية، وكانت العقلانية الماركسية الفرويدية مرتعاً لنشاطي الفكري منذ أمد بعيد، تعيش بل تعشش في ذهني، ولم تكن العقلية العقلانية تفتت أثناء أزمتي في البحث على الحقيقة، لذا دخلت طريق القوم أحمل معي أوزار عادات جاهلية، وعبء أوهاق ثقافية تأله العقل، .. وأخذ علي العهد الصوفي مقدم الطريقة .. ).
وقد لخص الشيخ محمد المغراوي –وفقه الله- مصادر التلقي عند ياسين في الأمور التالية:
1 - الفكر الرافضي.
2 - فكر الحلاج المقتول على الزندقة.
3 - فكر ابن عربي الحاتمي شيخ القائلين بوحدة الوجود.
4 - فكر الشعراني صاحب الطبقات التي حشاها بكل تخريف وهذيان.
5 - فكر الدباغ ومضحكاته وكفرياته التي حشا بها كتابه الإبريز.
6 - فكر التجاني الذي جمع ضلالات المتصوفة الأولين والآخرين، وزاد عليها مالا يخطر على خيال متخيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجدير بالذكر قبل إنهاء الكلام عن هذا الرجل، أنه زعم في يوم من الأيام أنه ترك الطريقة البوتشيشية، وعلل ذلك بأن أصحابها لا يهتمون بجانب الجهاد، والحقيقة أن الذي جعله ينفصل عن البوتشيشيين إنما هو ما جرى عليه العمل عند الصوفية، وصار سنة متبعة لديهم، وذلك أنه كلما أوهم الشيطان أحدهم أنه صار من الواصلين، وسول له غروره أنه أصبح شيخاً مربياً، إلا وانشق عن طريقة شيخه بإنشاء طريقة جديدة، يصبح هو شيخها المتربع على كرسي ضلالتها. ومما يؤيد قولي هذا ما ذكره الشيخ محمد المغراوي حفظه الله من أن ياسين كان داعية كبيراً من دعاة البوتشيشية إلى أن هلك شيخه الضال: العباس، وكان يطمع في الميراث، ونازعه ابنه –يعني حمزة-، فغضب لذلك وخرج من زاويتهم، وإلا فقد كان هو المرشح لامتداد هذا الضلال، ومع الأسف، فإن أتباعه ومحبيه يزعمون أنه تراجع عن الطريقة البوتشيشية، وهو لم يتراجع في يوم من الأيام –كما في هذه الرسالة- وكما سننقل عبارته من: "الإحسان الرجال" التي ذكر فيها هذا الشيخ الضال بالتعظيم والتقدير، قال في "الإحسان الرجال" ص11: (كنت كتبت منذ خمسة عشر عاماً وأنا يومئذ لا أزال في بداياتي عن صحبتي لشيخ عارف بالله، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خيراً .. !!) وهل بعد هذه الصراحة من صراحة؟ فهذا الرجل ما يزال يثني على شيخه المزعوم الذي ذكره في كل كتبه، ويذكره بصيغة الجهالة، يتحايل على الناس بذلك؛ حتى لا يعرفوا مشربه، ومأخذه، وهذا الكتاب صدر سنة 1988م رقم الإيداع 899. وما يعتمد عليه أصحابه في رجوعه هو ما جاء في مجلة الجماعة، وهي مجلة اجتهدت في نشر الفكر الشيعي في هذه البلاد التي صانها الله من هذا الرجس بفضله وكرمه، وإن كانت الصوفية كما نكرر دائماً تعتبر تمثيلاً لها، نسأل الله أن يكفينا شر الجميع، وعدد المجلة هو الحادي عشر، السنة الرابعة، بتاريخ فاتح شعبان عام: 1403هـ، والمكتوب في آخر الغلاف على الجهة اليسرى بعنوان: تنبيه: أرجو أن يعتبر القارئ الكريم محتوى المنهاج النبوي آخر ما وصل إليه فكري، أثارت فقرات من كتابي: الإسلام بين الدعوة والدولة، والإسلام غداً، جدلا، فقد تجاوزت ما هنالك من آراء، فلا أجادل عنها، وما أنا إلا طالب علم، أصيب وأخطئ، لست معصوماً!! نعوذ بالله من الجدل، ومن أن تستنزف قوانا في المجاولات الكلامية. أهـ ما في التنبيه.
قال الشيخ المغراوي: أقول: الذي يرجع إلى تاريخ علماء المسلمين وغيرهم، يجدهم إذا تراجعوا عن ديانة، أو نحلة، أو مذهب، أو كتاب، أو رأي، أو فكرة، أو عقيدة، بينوا ذلك بالتفصيل، ولولا خشية الإطالة لذكرت في هذا مجلداً كبيراً، ولكن يكفي أن أشير إلى بعض الأسماء، وأترك اليهود والنصارى الذين أسلموا وبينوا انحراف وتحريف تلك الديانات بمؤلفات خاصة. أما ياسين فيؤكد عدم تراجعه كما جاء في "الإحسان الرجال": ص12، قال ما لفظه: (الآن أعود إلى الموضوع، لا لأتبرأ من الصوفية كما ألح علي بعضهم. ولا لأتحمل تبعات غيري، لكن لأقول كلمة الحق التي لا تترك لك صديقاً)! فلا أدري أقرأ أصحابه هذه العبارة وفهموها، أم أنهم روجوا الكتاب ولم يعرفوا ما بداخله؟ وهذا هو ظننا بهم، وإلا اتهمناهم في عقليتهم وفي دينهم .. فالذي يتمعن في عبارة هذا الرجل لا يستفيد نسخاً، لامن قريب ولا من بعيد، هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإنه اعتبر ذلك جدلاً وليس غلطاً منه، أو انحرافاً عقدياً أو علمياً، حتى يتجنبه الناس، وإنما القضية مجرد جدل بين الخصوم! وهو لا استعداد عنده بأن يقنع الناس بصحة رأيه حتى لا يدخل في الجدال، ولو كان صادقاً هو وأصحابه لقال بالحرف الآتي: من عبدالسلام ياسين إلى جميع المسلمين، فإنه قد تبين لي أن كل ما كتبته في "الإسلام بين الدعوة والدولة" و"الإسلام غداً"، كله ضلال، ولا أسمح بطبعه، ولا بيعه، ولا أتحمل مسؤولية من قرأه، فإنني أتبرأ إلى الله منهما، وأتوب إليه مما أدخلت فيهما من ضلال. حرر هذا بتاريخ كذا وكذا.
فكيف والرجل يلخص ذلك ويركزه ويقدمه للمسلمين باسم جديد يغري الناس به، ويسميه "بالإحسان"، فما أدري هل هذه غفلة من أصحابه؟ أو استغفال أو عدم علم بما في هذه الكتب؟!).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كل الأحوال، سواء كان ياسين تراجع عن البوتشيشية، أم لم يتراجع، فإنه كان داعية من دعاة الضلال، وبوقاً من أبواقه، وأن كتبه كانت فتنة لكل مفتون، فقد قدم بذلك للبوتشيشيين خدمة لم يقدمها لهم أحد غيره.
2 - د أحمد لسان الحق: أستاذ جامعي بكلية الآداب بالرباط.
3 - د طه عبدالرحمن: أستاذ جامعي بكلية الآداب بالرباط أيضاً.
4 - أحمد التوفيق: مدير معهد الدراسات الأفريقية بالرباط أيضاً.
5 - بالعكيدة عبدالحمن: خريج كلية الحقوق بالدار البيضاء، ومقدم إحدى الزوايا البوتشيشية الخمسة بها.
6 - أحمد بنيعيش: خريج دار الحديث الحسنية بالرباط!
7 - الدكتور أحمد قسطاس: المدير المسؤول عن مجلة المريد.
انتشارها وأبرز انحرافاتها وآثارها:
أما فيما يخص انتشارها؛ فإن عدواها قد عمت كل مناطق المغرب، لكن أكثر كثافتها إنما هي في الرباط وسلا والدار البيضاء ومكناس وفاس، بل إن عدواها انتقلت إلى خارج المغرب أيضاً، حيث يوجد لها مراكز في كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا وكندا وغيرها.
أما أبرز انحرافاتها التي انفردت بها عن بقية الطرق مع موافقتها في غيرها، فمنها:
1 - ضرورة استحضار صورة هذا الشيخ الضال عند قراءة تلك الأذكار والأوراد المخترعة، الأمر الذي أدى بالمريدين البوتشيشيين إلى اتخاذ صور فتوغرافية لهذا الزنديق، ووضعها أمامهم أثناء الذكر! لأنه –حسب زعمهم الباطل- لا يحصل التوجه من المريد إلى الله إلا بوضع صورة الشيخ الفتوغرافية أمامه.
ب-أن شيخ الطريقة الحالي: حمزة، لا يحضر جمعة ولا جماعة، وقد سمعت هذا من أحد علماء تطوان، كما سمعت ذلك أيضاً من أستاذ آخر من أهل الرباط ممن تابوا من ضلال هذه الطريقة.
ج-القضاء المبرم على عقل المريد المنتسب لهذه الطريقة، وإلغاء التفكير لديه تماماً، وذلك أن الشيخ إذا جاءه شخص جديد يسأله عن الطريقة، فلا يزيد عن أن يقول له: (أن تسلم لما ترى، وأن تبعد عقلك، وأن تلزم ورداً فترى عجباً)، ويصف طريقته هذه بقوله: (هذه طريق الحال، لا تعرف بالمقال، ولا تدرك بالأعمال، هي من فيض الله)!!.
د-غلو المريدين في شيخهم، بشكل يختلف عن غلو كل مريدي الطرق الأخرى في أشياخهم، بحيث يتسابقون على شرب الماء الذي يغسل به يديه تبركاً به، أما إذا قص بعض شاربه أو لحيته، فإنهم يتبركون بشعره، بل يضعه بعضهم في محفظته ليحتفظ به، وإذا وقف بدأ الصياح، والعويل، والبكاء، والركوع والاهتزاز، وأحياناً السجود والتلفظ بكلمات يعد المتلفظ بها في ميزان الكتاب والسنة: كافراً، مثل قول بعضهم: سيدنا محمد يتجلى في الشيخ. ولهم في إطرائه عبارات؛ كقول بعضهم: رأيت في الشيخ أنواراً قوية. وقول الآخر: لما قبلت يده سمعتها تقول: لا إله إلا الله. بل ذكر لي الأستاذ الذي أخذت عنه هذه الأقوال، وهو ممن تاب من طريقتهم، أنه التقى –أيام كان منهم- بمريد بوتشيشي رجع من رحلة الحج، فسأله كيف قضى مناسكه؟ فلم يذكر له شيئاً مما قام به من أركان الحج وواجباته وسننه، بل اكتفى بذكر شيء واحد، وهو أنه كان وهو يؤدي المناسك –إن كان أداها فعلاً- كلما رفع بصره إلا ورأى شيخه حمزة، علماً أن حمزة كان مقيماً في زاويته على إغواء خلق الله، وبينه وبين الأماكن المقدسة –صانها الله عن الاقتران باسم هذا الضال المضل – آلاف الأميال!!.
أما عن آثار هذه الانحرافات فهي من الوضوح بمكان، ولو لم يكن فيها إلا القضاء المبرم على العقل الإنساني، لكان ذلك كافياً في الفساد، فكيف إذا انضم إليه أمور أخرى كل واحدة منها تباهي أختها بسبقها في مضمار السوء والضلال؟!. وما أدري كيف تنهض أمة ودع أهلها عقولهم وأبانوها بينونة كبرى، وألفوا تفكيرهم، ورضوا بشرب بقايا غسل يدي آدمي لا يحفظ لله حرمة، ولا يقيم له فرضاً ولا نفلاً، بل كيف ترقى أمة آلاف أفرادها إنما يسيرون بعقل رجل واحد؟! فلا يقومون بعبادة، أو زواج، أو سفر، أو مباشرة وظيفة، ولا يضعون لبنة على أختها إلا بإذنه، بل إنهم يتركون وظائفهم تنفيذاً لأوامر هذا الديكتاتور المتسلط على الرقاب باسم الولاية! ألا تباً لولاية من هذا القبيل، وعلى هذه الشاكلة!! وتباً لتلك العقول التي رضيت بمثل ذلك الاستعباد والاسترقاق والتسلط المشين، وتباً لتلك النفوس التي أخلدت إلى الهوان ورضيت به!! وفي مثل هؤلاء قيل:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام
(ص 105 - 118).
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 10:16]ـ
الحمد لله
وبعد:
أخطر شيء في الصوفية وهو ما يعمل عبد السلام ياسين على ترسيخه هو عصمة الشيخ و الطاعة العمياء له وذلك في كتابه الاحسان حيث تكلم عن آداب المريد ولمح الى معنى العصمة بطرف خفي
مستدلا على ذلك بقصة الخضر عليه السلام مع موسى.
وفي عرضه لآداب المريد نقل كلمة عظيمة عن أبي حامد الغزالي يستشهد بها على ذلك حيث يصفه
بحجة الاسلام فقال في آداب المريد:
وليعلم - يقصد المريد - أن نفعه في خطأ شيخه لو أخطأ خير له من صواب نفسه لو أصاب.
وهذا لا يحتاج الى رد فإنها كلمة تصرخ على نفسها ألا فاعلموا يا عباد الله ان هذا هو الباطل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 10:55]ـ
قرأت كتاب كتبه الشيخ عبد السلام ياسين للنساء وهو كتاب تنوير المؤمنات
ورغم اني احب فيه رده علي العلمانيين لخبرته فيهم ايضا-كما هو حالي مع الدكتور محمد عمارة مع مخالفتي له في اموره المعتزلية- الا ان الشيخ ينشر في كتبه تصور مخالف للحقيقة عن شيخ الاسلام ابن تيمية كما تصورات ملبسة عن صوفيات الانحراف وجماعات الزهد الباطلة
ففي تنوير المؤمنات وضع قضايا وزعم ان شيخ الاسلام خالف فيها الحقيقة وكنت استغرب وانا اقرأ كيف لمثل الشيخ ان لايعرف بديهيات كتابات ابن تيمية رحمه الله فيما يكتب عنه
ان بعض من كتاب اليوم والمنتسبين الي الدعوة والسلفية العامة-فغالب الناس اليوم يدعي الانتساب الي السلف- او الحركة الاسلامية فيهم خير من نواحي الصبر علي الدعوة وتحمل الاذي وبذل النفس والنفيس في سبيل الله وهذا شيء محمود جدا لكن كثير منهم لايبذل جهدا في تحري العلم والمعلومات والحق فيما ينقلونه عن العلماء والسلف فتراهم يقولون اشياء تستغرب منها جدا كيف فاتهم هذا ولم يدركوه فاذا ذهبت الي مذاهبهم التي يؤمنون بها علمت ان بعض آرائهم مبنية عليها وقائمة بها
واذا كنت لاترضي ان تسكت علي موقف او فكرة او اعتقاد لاي من العلماء القدامي وتقوم بنقده وفي كتب منشورة-ومنها كتب للنساء مثل تنوير المؤمنات- فلتتحمل ان يرد عليك ايضا طالما ان هذا مذهبك!
ولذلك فرحت جدا برد الشيخ القرضاوي علي سيد قطب ومحمد الغزالي والمودودي في كتابه الاخير تاريخنا المفتري عليه
فهو رد ونقد ونقض لاساسات خاطئة وان كان في الرد نفسه يحتاج رد عليه في نقاط قليلة
الا ان فرحي الاكبر والاهم بالكتاب هو ان يعلم الجميع بالكتاب وبرد القرضاوي علي اخوانه العلماء بل اقربهم الي قلبه من انه لااحد فوق النقد العلمي من العلماء اذا اخطؤوا خصوصا اذا تعلق الامر بدين الله-والامر كله دين- فان كان القرضاوي حفظه الله رد علي احبابه واخوانه من العلماء الذين يعرف العامة والخاصة انه يحترمهم ويرفع مكانتهم ولايمكن ان يشهر بهم او يقدح فيهم شماتة وقدحا في اشخاصهم واذا رآه احبابه انه يرد علي احبابهم واحبابه فان هذا يكفي في ان يري بعض احبابه انهم في ورطة لاينجيهم منها الا الاخلاص والعلم كما رؤية الخلل عند في تصوراتهم في انهم لايريدون ان يسمعوا كلمة نقد وحق فيه طبعا ولو لاحقاق الحق وتعليم الناس الحق ليس بتكفيره طبعا كما قام به منظر القتال المنحرف بفتواه المشهورة -ابو بصير في فتوي تكفير القرضاوي-ولكن بحوار هادي ونقد عادل لمسائل وقع فيها الشيخ او غيره ولايعني ذلك ان نقيم منائح نقد وحرق لرجالات الامة وعلمائها ليل نهار فييأس العامة ويضيع المثال- فهذا ليس مطلوبنا وانما افساح المجال للرد العلمي الذي يقوم به حتي الشيخ القرضاوي كما فعل اخيرا في كتابه المشار اليه والذي لو انتشر -هو وكتب الرد عليه في الامور الخاطئة فعلا -علي الاقل في الصحوة الاسلامية فان حال الامة سينصلح ومنه يتدرج في توصيل الحقيقة للعامة الذين لايعرفون كثير من امور دينهم مع مرور الوقت اللهم الا في الامور المشهورة كمسالة الموسيقي والغناء واشباهها من الامور الضرورية البيان ولايجوز تاخيرها
ان رده لاشك يزلزل فهوم ويلخبط-لخبطة ايجابية مثمرة- واهم غير فاهم لحقيقة الاسلام وموقفه من الرجال -فالقرضاوي نفسه يرد علي افكار لثلاثة كبار من علماء الامة! - فهو جالس مع عصبيته لايقوم ولايتحرك للوضوء بماء بارد طهور يغسل عنه العصبية المقيته
فرحت للزلزلة-احيانا الصدمة افاقة! - التي تحرك النفوس الطيبة الي الثبات مع الحق والانطلاق به ومعه وله والذهاب معه حيثما ذهب فاننا اهل الاسلام لانعبد الا الله وليس عندنا رهبان واحبار ورجال معصومون كما اننا نحترم الاجتهاد ونعلم ان المغفرة قد تلحق بالمجتهد ان شاء الله او حسنات ماحية او مصائب مكفرة فقد لايستفرغ المجتهد وسعه في استقراء الدليل فهذا مهما عظم علمه فان نقده في المسألة الاجتهادية مهمة حتي لو علمنا غفران الله له فالغفران شيء واصلاح الخطأ شيء اخر وقد يكون احدهم في الجنة بيد ان اصلاح خطاه ضروري لدخول غيره الجنة
خصوصا اذا كان النقد علمي ولنشر الرحمة في الامة ومن الرحمة المهداة نشر العلم الحقيقي المنجي
ان الفرقان بين الحق والباطل اهم من اي شيء اخر ولايعني ذلك قول كل شيء في وقت واحد ولكن يعني عدم تزييف الحقيقة الخالصة المنزلة شرعا ارضاءا للبشر
كذلك فان كتمان العلم والمساواة بين جميع الافكار والمعتقدات ارجاء مرفوض مهما قاله من قاله فلاانكار عنده ولا اخبار منه بالحق
ان اخلاص الدين لله هو المنجي من عذاب الاخرة وانت في ولاية الله طالما انك مخلص خالص لدين الله تعالي
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 12:35]ـ
قلت فيما تقدم
ان بعض من كتاب اليوم والمنتسبين الي الدعوة والسلفية العامة-فغالب الناس اليوم يدعي الانتساب الي السلف- او الحركة الاسلامية فيهم خير من نواحي الصبر علي الدعوة وتحمل الاذي وبذل النفس والنفيس في سبيل الله وهذا شيء محمود جدا لكن كثير منهم لايبذل جهدا في تحري العلم والمعلومات والحق فيما ينقلونه عن العلماء والسلف فتراهم يقولون اشياء تستغرب منها جدا كيف فاتهم هذا ولم يدركوه فاذا ذهبت الي مذاهبهم التي يؤمنون بها علمت ان بعض آرائهم مبنية عليها وقائمة بها
ووجدت نصا شبيها للشيخ بكر ابو زيد لايختلف عنه كثيرا وهو
وفي هذا العصر ياخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسلاخ من المنتسبين الي السنة متلفعين بمرط ينسبونه الي السلفية-ظلما لها-فنصبوا انفسهم لرمي الدعاة بالتهم----- تصنيف الناس ص 28
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البريك]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 11:16]ـ
قرأت كتاب كتبه الشيخ عبد السلام ياسين للنساء وهو كتاب تنوير المؤمنات
ورغم اني احب فيه رده علي العلمانيين لخبرته فيهم ايضا-كما هو حالي مع الدكتور محمد عمارة مع مخالفتي له في اموره المعتزلية- الا ان الشيخ ينشر في كتبه تصور مخالف للحقيقة عن شيخ الاسلام ابن تيمية كما تصورات ملبسة عن صوفيات الانحراف وجماعات الزهد الباطلة
ففي تنوير المؤمنات وضع قضايا وزعم ان شيخ الاسلام خالف فيها الحقيقة وكنت استغرب وانا اقرأ كيف لمثل الشيخ ان لايعرف بديهيات كتابات ابن تيمية رحمه الله فيما يكتب عنه
ان بعض من كتاب اليوم والمنتسبين الي الدعوة والسلفية العامة-فغالب الناس اليوم يدعي الانتساب الي السلف- او الحركة الاسلامية فيهم خير من نواحي الصبر علي الدعوة وتحمل الاذي وبذل النفس والنفيس في سبيل الله وهذا شيء محمود جدا لكن كثير منهم لايبذل جهدا في تحري العلم والمعلومات والحق فيما ينقلونه عن العلماء والسلف فتراهم يقولون اشياء تستغرب منها جدا كيف فاتهم هذا ولم يدركوه فاذا ذهبت الي مذاهبهم التي يؤمنون بها علمت ان بعض آرائهم مبنية عليها وقائمة بها
واذا كنت لاترضي ان تسكت علي موقف او فكرة او اعتقاد لاي من العلماء القدامي وتقوم بنقده وفي كتب منشورة-ومنها كتب للنساء مثل تنوير المؤمنات- فلتتحمل ان يرد عليك ايضا طالما ان هذا مذهبك!
ولذلك فرحت جدا برد الشيخ القرضاوي علي سيد قطب ومحمد الغزالي والمودودي في كتابه الاخير تاريخنا المفتري عليه
فهو رد ونقد ونقض لاساسات خاطئة وان كان في الرد نفسه يحتاج رد عليه في نقاط قليلة
الا ان فرحي الاكبر والاهم بالكتاب هو ان يعلم الجميع بالكتاب وبرد القرضاوي علي اخوانه العلماء بل اقربهم الي قلبه من انه لااحد فوق النقد العلمي من العلماء اذا اخطؤوا خصوصا اذا تعلق الامر بدين الله-والامر كله دين- فان كان القرضاوي حفظه الله رد علي احبابه واخوانه من العلماء الذين يعرف العامة والخاصة انه يحترمهم ويرفع مكانتهم ولايمكن ان يشهر بهم او يقدح فيهم شماتة وقدحا في اشخاصهم واذا رآه احبابه انه يرد علي احبابهم واحبابه فان هذا يكفي في ان يري بعض احبابه انهم في ورطة لاينجيهم منها الا الاخلاص والعلم كما رؤية الخلل عند في تصوراتهم في انهم لايريدون ان يسمعوا كلمة نقد وحق فيه طبعا ولو لاحقاق الحق وتعليم الناس الحق ليس بتكفيره طبعا كما قام به منظر القتال المنحرف بفتواه المشهورة -ابو بصير في فتوي تكفير القرضاوي-ولكن بحوار هادي ونقد عادل لمسائل وقع فيها الشيخ او غيره ولايعني ذلك ان نقيم منائح نقد وحرق لرجالات الامة وعلمائها ليل نهار فييأس العامة ويضيع المثال- فهذا ليس مطلوبنا وانما افساح المجال للرد العلمي الذي يقوم به حتي الشيخ القرضاوي كما فعل اخيرا في كتابه المشار اليه والذي لو انتشر -هو وكتب الرد عليه في الامور الخاطئة فعلا -علي الاقل في الصحوة الاسلامية فان حال الامة سينصلح ومنه يتدرج في توصيل الحقيقة للعامة الذين لايعرفون كثير من امور دينهم مع مرور الوقت اللهم الا في الامور المشهورة كمسالة الموسيقي والغناء واشباهها من الامور الضرورية البيان ولايجوز تاخيرها
ان رده لاشك يزلزل فهوم ويلخبط-لخبطة ايجابية مثمرة- واهم غير فاهم لحقيقة الاسلام وموقفه من الرجال -فالقرضاوي نفسه يرد علي افكار لثلاثة كبار من علماء الامة! - فهو جالس مع عصبيته لايقوم ولايتحرك للوضوء بماء بارد طهور يغسل عنه العصبية المقيته
فرحت للزلزلة-احيانا الصدمة افاقة! - التي تحرك النفوس الطيبة الي الثبات مع الحق والانطلاق به ومعه وله والذهاب معه حيثما ذهب فاننا اهل الاسلام لانعبد الا الله وليس عندنا رهبان واحبار ورجال معصومون كما اننا نحترم الاجتهاد ونعلم ان المغفرة قد تلحق بالمجتهد ان شاء الله او حسنات ماحية او مصائب مكفرة فقد لايستفرغ المجتهد وسعه في استقراء الدليل فهذا مهما عظم علمه فان نقده في المسألة الاجتهادية مهمة حتي لو علمنا غفران الله له فالغفران شيء واصلاح الخطأ شيء اخر وقد يكون احدهم في الجنة بيد ان اصلاح خطاه ضروري لدخول غيره الجنة
خصوصا اذا كان النقد علمي ولنشر الرحمة في الامة ومن الرحمة المهداة نشر العلم الحقيقي المنجي
ان الفرقان بين الحق والباطل اهم من اي شيء اخر ولايعني ذلك قول كل شيء في وقت واحد ولكن يعني عدم تزييف الحقيقة الخالصة المنزلة شرعا ارضاءا للبشر
كذلك فان كتمان العلم والمساواة بين جميع الافكار والمعتقدات ارجاء مرفوض مهما قاله من قاله فلاانكار عنده ولا اخبار منه بالحق
ان اخلاص الدين لله هو المنجي من عذاب الاخرة وانت في ولاية الله طالما انك مخلص خالص لدين الله تعالي
يبدو الموضوع مهما .. غير أن الأخطاء النحوية والإملائية .. حالت بيني وبين إتمام قرائته ..
لا شك أن السرعة أثناء الكتابة على الحاسوب .. هي السبب وراء تلك الأخطاء ..
ولم نتعود من ابن الشاطيء الحيقي إلا الإفادة .. فجزاه الله خيرا ..
فيا حبذا الاعتناء بالعربية مبنى ومعنى .. من طرف كل المشاركين في هذا المجلس المنيف .. خاصة وأن في هذا المجلس من الأفاضل ممن أفدنا منهم في سائر المعارف الشرعية واللغوية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 02:31]ـ
اسمحو لي أن أقول إن كثيرا من المعلومات الواردة في الملخص غير صحيحة وبعضها قديم يحتاج إلى التحيين
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 04:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لمزيد من المعلومات عن الطريقة الياسينية (العدل والاحسان) أنظر موقع (خرافة) على هذا الرابط www.khorafa.org/khorafa/main.php
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 05:43]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الشيخ البريك علي نصيحتك المهمة
وانا احاول ان اكتب بلااخطاء الا ان الوقت والسرعة وعندي كيبورد بلاسلك واحيانا يكتب من كل كلمة حرف فاذا عدت اليه لااجد ماكتبته الا لوغرتمات -وايضا عدم الاهتمام بصورة كبيرة باللغة خصوصا في المواقع الحوارية هو ما يجعل الاخطاء الاملائية والنحوية لاشك كثيرة
كما ان حديث كل ميسر لما خلق له قد يفيد هنا يما لايريد الانسان ان يفصح عنه-ابتسامة
بارك الله فيك
ولاشك ان بعض الاقوال التي اثبتها الباحث تحتاج الي توثيق فقد اورد كلاما للشيخ عبد السلام بدون ان يذكر المرجع
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 05:22]ـ
تشكر .......................... ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 10:19]ـ
فضيلة الشيخ سليمان الخراشي جزاك الله كل خير وبارك فيك على هذه الفائدة العظيمه
عن الطريقة البوتشيشية وقد وقعت على تعريف هذه الطريقة لنفسها وهذا هو:
أ/ تعريف الطريقة القادرية:
الطريقة القادرية هي الطريقة الصوفية التي تنسب إلى القطب الشيخ عبد القادر الجيلاني أو إلى أتباعه من المريدين الذين صاروا شيوخا وأئمة يطبقون تعاليمه العرفانية ويتمثلون نصائحه وتوجيهاته الروحية السديدة. وترتبط الطريقة القادرية الصوفية بالقطب العراقي الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي كان عالم زمانه، فتبحر في علوم شتى ومعارف عدة، وكان حنبلي المذهب، متمسكا بالشرع السني بالاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
هذا، وقد خلف القطب عبد القادر الجيلاني من ورائه أتباعا ومريدين محبين لطريقته وأذكاره وأوراده الصوفية. كما انتشرت طريقته السلوكية والعملية في العالم الإسلامي شرقا وغربا، كما لها أتباع ومحبون عبر ربوع العالم الغربي.
ومن المناطق التي انتشرت فيها الطريقة القادرية نذكر: العراق والشام ومصر والإمارات العربية المتحدة وبلدان الغرب الإسلامي، ولاسيما المغرب حيث يوجد فيه كثير من الأشياع والأتباع الذين يعتزون كثيرا بالشيخ عبد القادر الجيلاني إلى درجة التقديس والتأليه عند بعض أتباعه الغلاة أو الجهلة منهم.
أضف إلى ذلك أن الطريقة القادرية تغلغلت في المغرب على يد بعض الحجاج المتعبدين كسيدي بومدين الغوث الذي يعد أول من أدخل الطريقة القادرية إلى المغرب. وفي هذا الصدد يقول الباحث المغربي لحسن السباعي الإدريسي:" ومن المفيد التذكير أن أول طريقة صوفية مغربية تكونت على يد العالم الكبير، ذي الأصل الأندلسي، ودفين تلمسان، سيدي بومدين الغوث، الذي أخذ التصوف على يد شيخين مغربيين هما: الشيخ الأمازيغي أبو يعزة، المعروف بمولاي بوعزة، وسيدي علي بن حرزهم، المعروف بسيدي حرازم. واتصل سيدي بومدين الغوث بعد ذلك بالعالم والشيخ الصوفي مولاي عبد القادر الجيلاني بالديار المقدسة، بمناسبة موسم الحج حيث أخذ عنه الطريقة مباشرة، وكان بذلك أول من ادخل الورد القادري إلى المغرب."1
ومن أهم تلامذة سيدي بومدين الغوث مولاي عبد السلام بن مشيش الذي أخذ عنه أبو الحسن الشاذلي مبادئ التصوف، فانتقل الشاذلي إلى تونس فمصر، وهناك أسس الطريقة الصوفية الشاذلية.
وإلى جانب الطريقتين القادرية والشاذلية، ظهرت في القرن السادس عشر بالمغرب الطريقة الجزولية مع الإمام الجزولي صاحب كتاب" دلائل الخيرات"، وهو أحد الرجال السبعة العلماء الذين نزلوا بمراكش، وقد جدد هذا الإمام العارف الطريقة الشاذلية لتواكب مستجدات العصر، فانتشرت الطريقة في المغرب انتشارا سريعا.
وتفرعت عن هذه المرجعيات الصوفية مجموعة من الطرائق الصوفية بالمغرب كالطريقة التيجانية، والعيساوية، والناصرية، والدرقاوية، والبودشيشية، والعلوية، والعليوية، والدلائية، وغيرها من الطرائق الصوفية الأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسبب في ربط طريقة صوفية بشيخ معين هو من باب الإشادة بالأستاذ التابع الذي حافظ على طريقة شيخه القطب البارز الذي تنسب إليه الطريقة في الأصل، أو لاجتهاده في الشرح والتفسير والتمثل أو بسبب التجديد والتنقيح والإضافة.
ومن الطرائق الصوفية المتفرعة حديثا عن الطريقة القادرية الزاوية البودشيشية أو البوتشيشية التي انقسمت إلى زاويتين: زاوية قادرية بوتشيشية بمدينة أحفير الواقعة على الحدود المغربية الجزائرية، وزاوية بودشيشية عليوية استقرت ببني يزناسن بمنطقة تسمى بمداغ. وهذه الزاوية أسسها الشيخ بومدين الذي تمثل الطريقة العليوية المنسوبة إلى شيخه أحمد بن عليوة الجزائري.
وقد تطورت هذه الطريقة فيما بعد على يد الشيخ العباس بوتشيش بعد استقلال المغرب، و زادت انتشارا وإشعاعا مع ابنه الشيخ الصوفي حمزة الذي تقترن به الطريقة القادرية الموجودة بمنطقة مداغ ببركان في المنطقة الشرقية من المغرب، والتي أصبحت أكبر تجمع صوفي في العالم كما يشهد بذلك العدد الجم من المريدين الذين يأتون من كل أصقاع العالم لإحياء ليلة عيد المولد النبوي. ومن خلال قراءة الوثائق التاريخية، نستشف أن آل بودشيش كانوا أغنياء وأثرياء زمانهم، يمتلكون الهكتارات الكثيرة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، وكان لهم نفوذ كبير على المستويات: السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والثقافية بالمغرب إبان الاحتلال الاستعماري، وبعد استقلال البلاد وتحرره من قبضة المحتل الغازي إلى يومنا هذا.2
ومن شيوخ الطريقة البودشيشية نذكر: الشيخ المختار بن محيي الدين بوتشيش، و مولاي الشيخ بومدين، والشيخ العباس، والشيخ حمزة.
ويلاحظ أن الزاوية البودشيشية بالمغرب قادرية النسب وتيجانية المشرب، بيد أن هناك من يرى أن هذه الزاوية كانت تعتمد على الطريقة العلّيوية الجزائرية كما ذهب إلى ذلك الأستاذ عكاشة برحاب:"يدعي شيوخ الزاوية البوتشيشية أن مسلكهم في التصوف يعتمد على الطريقة القادرية، غير أن الوثائق تكشف أن الطريقة التي اعتمدها مؤسس الزاوية سيدي بومدين هي الطريقة العليوية، وهي خليط بين القادرية والدرقاوية
وعليه، يمكن القول: إن الزاوية البودشيشية لهاعدة مؤثرات مرجعية صوفية لقحت تجاربها العرفانية نظريا وتطبيقيا، ومن هذه المرجعيات الصوفية نستحضر: المرجعية القادرية، والمرجعية العليوية الجزائرية، والمرجعية التيجانية.
ب- مرتكزات الطريقة القادرية:
تنبني الطريقة القادرية وغيرها من الطرائق الصوفية على مجموعة من الخطوات التعبدية قبل الانتقال إلى الحضرة الربانية والتجسيد الميداني لما هو نظري. ويعني هذا أن الطريقة الصوفية تبتدئ بمرحلة التسخين عن طريق قراءة القرآن و استعراض أحاديث الرسول (صلعم)، والإكثار من الدعاء والتصلية وإنشاد المديح النبوي والتهليل والتسليم، لينتقل المريد بعد ذلك تحت عناية القطب والشيخ ومساعده إلى مرحلة التجربة والممارسة العرفانية التي تستخدم فيها الكوليغرافيا (الحركات الجسدية) الصوفية والتأمل الجواني الروحاني من خلال المرور بمجموعة من المقامات والأحوال والمسالك كالتحلية والخلوة واللقاء والوصال للارتماء في أحضان الحضرة الإلهية المعشوقة.
ويعجز الزمان والمكان واللغة عن أداء وظيفة التواصل بين الذات العاشقة و الآخرين أو تفسير التجربة القلبية والتعبير عنها. لذلك، يلتجئ السالكون إلى لغة الرمز والإضمار والحذف والحدس بسبب قصور هذه الآليات اللغوية والفضائية في التبليغ وتوصيل ماهو ذهني ووجداني وحركي.
وتبتدئ التجربة الصوفية القادرية بالتصلية على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء للصحابة رضوان الله عليهم، والدعاء أيضا للقراء المخلصين وأئمة الحديث والمفسرين والعلماء الراشدين والسادة الصوفية المحققين والأولياء المباركين في مشارق الأرض ومغاربها. ومن هؤلاء المدعوين لهم سلطان الأولياء الشيخ عبد القادر الجيلاني، وأبي القاسم الجنيد البغدادي، والسري السقطي، والمعروف الكرخي، والحبيب العجمي، والحسن البصري، وأبي يزيد البسطامي، وبهاء الدين النقشبندي .... والدعاء كذلك للمؤمنين والآباء والأمهات وشيوخ العلم والمعرفة،
ماخود من منتديات الطريقة القادرية البودشيشية.
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 03:55]ـ
جزاكم الله خيرا
جماعة العدل والإحسان قد سخرها الله لمدة لقمع التطرف العلماني في الجامعات واستطاعت احتواء الحركة الإسلامية في الكليات والمعاهد الكبرى لمدة لكن نفعها كان محدودا واقتصر على الدعوة إلى الحزبية ثم هم الآن يعيشون على ذكريات ماضيهم ' المجيد ' ويسيرون إلى النهاية بحيث أن مريدي عبد السلام ياسين صاروا يتناقصون بفضل دعوة أهل السنة وأعدادهم بالسالف لا كما كانوا مذ بدأ ظهورهم وأقول أن قاصمة الجماعة كانت عام 2006 حيث ظهر عورهم وبانت خرافتهم نسأل الله الهداية للجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 10:45]ـ
الحمد لله ..
عندي تعليق بسيط جدا ..
الشيخ عبد السلام ياسين، لم يعد ينتمي إلى الطريقة البوتشيشية المنحرفة ... هذا ما أردت التنبيه عليه.
أخوكم المالكي المغربي ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 09:04]ـ
للباحث عبدالله بن سعيد إعياش – أظنه من المغرب -.
نعم هو مغربي شيخنا الفاضل
و قد كان ـ حفظه الله ـ إماماً لمسجد حيِّنا بحي المصيف بالرياض
خلال دراسته الجامعية ودراسة الماجستير بكلية اصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود.
ونعم الرجل كان
فقد أفاد جماعة المسجد كثيرا
بكلماته التوجيهية التي كان يلقيها عليهم بين حين و آخر.
ثم صار إماماً لجامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بجزيرة طارق.
وفقه الله ونفع بجهوده ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 09:36]ـ
موسوعة الرد على جماعة العدل والاحسان الصوفية المغربية
http://www.al-shaaba.net/vb/showthread.php?t=11939
ـ[عزيز أندلسي]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 09:37]ـ
السلام عليكم
شيخنا سليمان، بارك الله فيك على كل ما تقوم به للذب عن دين الله تعالى.
هل هذه الرسالة متوفرة على الأ نترنيت
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 07:15]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
وعليكم السلام أخي عزيز ..
لا أظنها متوفرة. ولعل الشيخ محمد المبارك يسعى في توفيرها بواسطة المؤلف - حفظه الله - ..
ـ[عزيز أندلسي]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 01:27]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
وعليكم السلام أخي عزيز ..
لا أظنها متوفرة. ولعل الشيخ محمد المبارك يسعى في توفيرها بواسطة المؤلف - حفظه الله - ..
إن شاء الله
وفقكم الله لكل خير(/)
الحرب على الشريعة .... للشيخ رفاعي سرور
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 11:38]ـ
الحرب على الشريعة
الشيخ رفاعي سرور
كان أول ما تواجهه الجاهلية في هذه الحرب هو مفاهيم الشريعة وتصوراتها باعتبار أن الأفعال لازم من لوازم المفاهيم والتصوراتتأتي مع الحرب على الشريعة محاولةُ تثبيت النظم الجاهلية البديلة للشريعة، وإضفاء القدسية علي الدساتير الوضعية لتحقيق القناعة بها في ضمير الناسالسلطة الشرعية حرز للأمة من الشيطان، ودليل ذلك «إمارة عمر بن الخطاب»؛ ذلك أن عمر كان أميرا للمؤمنين وكان الشيطان يفر منه وفي الحديث أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلاَّ سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ» (1).
فكانت إمارة عمر حرزا للأمة من الشيطان، وكان عمر بابًا مغلقًا أمام الشيطان في محاولة الدخول إلى الأمة، وكان كسر هذا الباب هو قتل عمر بن الخطاب كما في حديث الفتنة الشهير ..
عَنْ حُذَيْفَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضى الله عنه: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْفِتْنَةِ؟
قُلْتُ: أَنَا أَحْفَظُهُ كَمَا قَالَ.
قَالَ: إِنَّكَ عَلَيْهِ لَجَرِىءٌ، فَكَيْفَ قَالَ؟
قُلْتُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْمَعْرُوفُ ...
قَالَ: لَيْسَ هَذِهِ أُرِيدُ، وَلَكِنِّى أُرِيدُ الَّتِى تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ.
قُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ بِهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَأْسٌ، بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ.
قَالَ: فَيُكْسَرُ الْبَابُ أَوْ يُفْتَحُ؟
قُلْتُ: لاَ. بَلْ يُكْسَرُ.
قَالَ: فَإِنَّهُ إِذَا كُسِرَ لَمْ يُغْلَقْ أَبَدًا.
قُلْتُ: أَجَلْ. فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ.
فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ.
قَالَ: فَسَأَلَهُ.
فَقَالَ: عُمَرُ رضى الله عنه.
قُلْنَا: فَعَلِمَ عُمَرُ مَنْ تَعْنِى؟
قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً، وَذَلِكَ أَنِّى حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيط (ِ 2).
عداوة الشيطان للسلطة الإسلامية
ولأجل أن خطورة السلطة الإسلامية على الشيطان وأنها قد بلغت أن تكون حرزا للأمة منه .. فإننا نجد أنه لا يطيق قيامها، وإذا قامت فإنه إسقاطها مهمة أساسية عنده.
ودليل ذلك موقف الشياطين من مُلك سليمان ـ عليه السلام ـ؛ حيث جاء تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ} (ص: 34) قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وغيرهم: يعني شيطانا (3) ... مؤكدين هذا القول بقصة مضمونها: أنه كانت هناك محاولة انقلاب شيطانية ضد حكم سليمان، فقدر الله فشلها ونجاته منها بعد بلائه بها.
ولعل هذه الحقيقة تكون تنبيها للذين يتلهفون على قيام السلطة الإسلامية دون الاستعداد للمحافظة عليها بعد قيامها، إذ إن العقبات الضخمة التي يصنعها الشيطان في سبيل قيام هذه السلطة ستكون قليلة بجانب الأساليب والوسائل التي سيمارسها الشيطان لمحاولة إسقاطها إذا قامت.
ولما فشلت المحاولة الشيطانية ضد سليمان في حياته لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قدمت الشياطين تفسيرا باطلا لسلطة سليمان بعد موته. مما يعني أن الشيطان لا يقاوم فقط واقع السلطة الإسلامية إذا كانت قائمة، بل يقاوم مجرد أن تكون هذه السلطة ـ إذا غابت عن الواقع ـ مجرد تجربة تاريخية ناجحة.
ففي قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) (البقرة: من الآية 102) بعد أن أورد قول ابن عباس والربيع بن أنس ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن إسحاق وابن جرير وغيرهم والحاكم في المستدرك قال:
فهذه نبذة من أقوال أئمة السلف في هذا المقام ولا يخفى ملخص السياق القصة والجمع بين أطرافها وإنه لا تعارض بين السياق علي اللبيب الفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الملخص: ففيه أن السحر انتشر في عهد سليمان وكتبوا فيه كتبًا، فجمعها سليمان حتى يمنعهم منها، ودفنها تحت كرسيه وهو المكان الذي لا تستطيع الشياطين الاقتراب منه، فلما مات سليمان دلت الشياطينُ الناسَ على هذه الكتب، فاستخرجوها من تحت الكرسي وأشاعوا أن سليمان كان يحكم الجن والإنس بها، واتهموا سليمان بالسحر.
فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وذكر نبي الله سليمان قالت اليهود: إن سليمان كان ساحرا، فنزل قول الله ردا عليهم: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة: 102) (4). مما يدل على الحساسية الجاهلية الشديدة تجاه الشريعة الإسلامية.ومن هنا كانت الحرب علي الشريعة.
المضمون العقدي هو أول الأهداف:
كان أول ما تواجهه الجاهلية في هذه الحرب هو مفاهيم الشريعة وتصوراتها باعتبار أن الأفعال لازم من لوازم المفاهيم والتصورات (المضمون العقدي)، ومن هنا كانت محاولة فصل الشريعة عن هذا المضمون من خلال معركة المصطلحات، الرامية إلى تفريغ التصور الإسلامي من مضمونه العقدي الصحيح، فيتحول مصطلح «الحاكمية» وهو المصطلح الشرعي الصحيح إلى مصطلح «تقنين الشريعة» الذي تحول بدوره إلى «تنقية القوانين».
- كما كانت السياسة أوسع الثغرات في الحرب على الشريعة، يقول ابن القيم: «وهذا موضع مزلة أقدام ومضلة أفهام، وهو مقام ضنك ومعترك صعب فرَّط فيه طائفة فعطلوا الحدود، وضيعوا الحقوق، وجرَّءوا أهل الفجور على الفساد، وجعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد محتاجة إلى غيرها، وسدُّوا على أنفسهم طرقًا صحيحة من طرق معرفة الحق والتنفيذ له، وعطلوا مع علمهم وعلم غيرهم قطعًا أنه مطابق للواقع ظنًّا منهم منافاتها لقواعد الشرع، ولعمر الله إنها لم تنافِ ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن نافت ما فهموه من شريعته باجتهادهم.
والذي أوجب لهم ذلك نوع تقصير في معرفة الشريعة، وتقصير في معرفة الواقع، وتنزيل أحدهما على الآخر. فلما رأى أولياء الأمور ذلك وأن الناس لا يستقيم لهم أمرهم إلا بأمر وراء ما فهمه هؤلاء من الشريعة أحدثوا من أوضاع سياستهم شرًّا طويلًا وفسادًا عريضًا، فتفاقم الأمر وتعذر استدراكه، وعز على العالمين بحقائق الشرع تخليص النفوس من ذلك واستنقاذها من تلك المهالك ... » (5)
ويؤكد على تلك الحقيقة فيقول: « ... فلما رأى ولاة الأمر ذلك وأن الناس لا يستقيم أمرهم إلا بشيء زائد على ما فهمه هؤلاء من الشريعة فأحدثوا لهم قوانين سياسية ينتظم بها مصالح العالم، فتولد من تقصير أولئك في الشريعة وإحداث هؤلاء ما أحدثوه من أوضاع سياستهم شر طويل وفساد عريض وتفاقم الأمر وتعذر استدراكه ... » (6).
وكل ما سبق من أخطار للسياسة على الشريعة إنما كان من ناس يقرون الشرع ويعملون به، وهم الذين يعنيهم ابن القيم فما بالنا بمن بدل الشريعة بالقوانين الكافرة.
وقد مر آنفا في موقف الشياطين من ملك سليمان زعمهم أنه كان قائمًا بالسحر.
ومن خلال استقراء حرب الجاهلية على الشريعة يمكننا أن نقول أن الحرب على الشريعة تأخذ بعدين:
أحدهما: تاريخي يتجهون فيه إلى تاريخ المسلمين وخاصة الأيام التي طبقت فيها الشريعة.
والثاني: واقعي و يعنون فيه بما يحدث اليوم على أرض الواقع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتجدهم يعمدون إلى تشويه التجارب التاريخية للفترات التي تم فيها الحكم بما أنزل الله، يصورونها بأنها فترات فتن واقتتال واستبداد،ابتداءً من فتنة علي ومعاوية ومرورا بالخلافة العثمانية وإلى قيام الساعة، حتى أن كتابًا دراسيًّا واحدا يدرَّس فيه للتلاميذ «مساوئ الحكم العثماني»!!! و «النتائج الإيجابية للحملة الفرنسية!!!» ..
ومن ناحية الواقع القائم فإن الحرب على الشريعة تأخذ عدّة صور منها تقديم تجارب فاشلة لها مثلما كان الأمر في بعض البلاد المنتسبة للإسلام، ومن ذلك أنه في ظرف عارض من ظروف الدعوة الإسلامية (في إحدى البلاد) اضطرت السلطة إلى إعلان أن هناك لجان قانونية مختصة لتطبيق الشريعة .. وبعد فترة زمنية طويلة وفي إطار نفس الظروف العارضة اضطرت هذه السلطة إلى إعلان إتمام تقنين بعض القوانين لتكون المفاجأة أن القانون الذي تم إنجازه هو «القانون البحري التجاري»!!!
فرغم أن السلطة كانت تعرف أنه لن يكون من ذلك شيء إلا أنها آثرت أن تكون المهزلة فوق سطح الماء وفي أعالي البحار .. بعيدا عن حياتهم وواقعهم المباشر.
(وفي بلد آخر) أعلن أحد الحكام -لظروف وملابسات سياسية خاصة- تطبيقَ الشريعة الإسلامية ورغم أن الموقف كان مناورة سياسية عارضة وليست موقفًا حقيقيًّا .. ورغم أن ولاء هذه السلطة للغرب لم يتغير فإن الغرب لم يتحمل تلك المناورة .. فذهب الرئيس الأمريكي (7) إليها ولم يرجع إلا بعد قرار الحكومة بإلغاء قرار تطبيق الشريعة.
وفي ظرف آخر أعلنت السلطة (في بلد آخر) عزمها على تطبيق الشريعة!! فإذا بالرئيس الأمريكي (8) يقوم بزيارة سريعة إلى البلاد ليثني أصحاب السلطة عن قرارها؛ فتراجعت السلطة فور الزيارة الخاطفة وأقيمت الاحتفالات للرئيس الأمريكي والتف أصحاب التطبيق المزعوم بزيهم الأفريقي المشهور ورقصوا رقصة آكلي لحوم البشر وهم يجرون في حلقة أمام الرئيس الأمريكي ليرى العالم ويعرف على الطبيعة أصحاب الشريعة!!
فكل هذه تجارب فاشلة في واقعنا المعاصر.
.ومن صور الحرب على الشريعة في واقعنا المعاصر أن يتم الإعلان عن تطبيق الشريعة أو الاستعداد لتطبيق الشريعة فقط من أجل كسب القوة السياسية الإسلامية المتنامية.
ومنها معالجة الضغط الواقع على الشعب الناتج عن التردي الاقتصادي الشديد.
ولذلك تأتي مع الحرب على الشريعة محاولةُ تثبيت النظم الجاهلية البديلة للشريعة، وإضفاء القدسية علي الدساتير الوضعية لتحقيق القناعة بها في ضمير الناس .. وذلك بإعلان أن هناك نظاما للحياة وقوانين حاكمة لا يمكن لأحد الخروج عليها.
ولعل تصوير الفراعنة وهم يتلقون القوانين من الشمس (9) مثال على صنع هذه القدسية، وهو الأمر الذي أثبته القرآن بشأن الكافرين (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) (هود: 87). والدليل في قولهم (أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ)، وكأن هناك نظاماً لحياتهم له قدسية في نفوسهم حتى أنهم لا يستطيعون الخروج عليه.
============================== ======
(1) متفق عليه، البخاري (6085)، مسلم (6355).
(2) متفق عليه البخاري (9/ 2) ومسلم رقم 144 عن حذيفة رضي الله عنه.
(3) تفسير ابن كثير (7/ 66).
(4) تفسير ابن كثير (1/ 136).
(5) الطرق الحكمية، ابن قيم الجوزية (4/ 373).
(6) إعلام الموقعين، ابن قيم الجوزية (1/ 18).
(7) كلينتون.
(8) بوش.
(9) اللوحة الفرعونية لحمورابي وهو يتلقي القوانين من «المعبود» الشمس.(/)
البابا يبارك لليهودامتلاك ارض اجدادهم؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 05:25]ـ
أعرب البابا بندكتس السادس عشر، بابا الفاتيكان عن أمانيه الصادقة للشعب اليهودي في الذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل، شاكرًا الرب لامتلاك اليهود أرض أجدادهم.
التعليق
كتبه لمفكرة الاسلام /شريف عبد العزيز
لا يزال بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر يبرهن منذ اعتلائه كرسي البابوية، وتسلم قيادة القوى الصليبية العالمية، على أنه من طراز الباباوات المحاربة، وخليفة مثالي، وتلميذ نجيب لجريجوري السابع وأوربان الثاني وأوسنت الثالث، وغيرهم من باباوات الحروب الصليبية الأولي، وأنه على خطاهم يسير، ولنهجهم متبع، وسبق أن كتبنا مقالة بعنوان [بعد اختيار البابا من ألمانيا هل ينتظر المسلمون حربًا صليبية جديدة] عند توليه كرسي البابوية، تفرسنا فيها بأن الرجل عازم على إحياء الحروب الصليبية مرة أخرى مستغلاً حالة العداء الأممي ضد المسلمين، وها هي الأيام تثبت بفضل الله عز وجل وحده صدق الفراسة في هذا الرجل الذي توالت إساءاته للإسلام والمسلمين من أول يوم له في البابوية، وتعمد إيذاء مشاعر المسلمين في كل مناسبة، وفي 12ستمبر سنة 2006 ألقي محاضرة بجامعة ريجنزبورج الألمانية شن فيها هجومًا حادًا على العقيدة الإسلامية ممثلة في شعيرة الجهاد والشهادة، وادعى أن العنف ونشر الدعوة يكمن في صلب عقيدة المسلمين، وأنه ينبغي مواجهة هذا العنف الإسلامي بصورة جذرية وحاسمة؛ ممهدًا بتلك التصريحات الموتورة، النفسية الأوروبية للحرب الوشيكة والشاملة ضد الإسلام.
ثم واصل هذا البابا المحارب استفزازه لمشاعر المسلمين في كل مكان بإشرافه بنفسه، وفي حالة نادرة الحدوث، على تعميد مصري مرتد، ضاربًا بذلك كل التقاليد المتعارف عليها، من ترفع البابا عن أمثال هذه الأمور، حتى أن توني بلير نفسه لما تحوّل للكاثوليكية، لم ينل مثل هذا التقدير؛ مما يؤكد على أن تعميد المرتد له مغزى آخر، ورسائل واضحة يوجهها هذا البابا المحارب.
وفي رحلته الأخيرة إلى أمريكا توشح هذا البابا المحارب بطيلسان أوربان الثاني [البابا الذي أطلق شرارة الحروب الصليبية الأولى سنة 485هجرية]، ووقف في مقر الأمم المتحدة، بأرض الكنانة الصليبية أمريكا، متخيلاً نفسه في مجمع كليرمونت بفرنسا، [وهو المجمع الذي ضم ملوك وأمراء أوروبا، ومنه انطلقت الحروب الصليبية الأولى]، وأخذ يدعو صراحة لحرب صليبية عالمية على بلاد الإسلام، مستخدمًا نفس عبارات الآلة الإعلامية الأمريكية الخبيثة - الدول المارقة - ويسوق المبررات الدينية والأخلاقية بزعمه، عن شرعية هذه الحرب، وأنها لحماية البشرية والإنسانية، والسلام الدولي، وإلى غير تلك الأباطيل التي اعتاد الباباوات المحاربون على ترديدها، قبل شن أي حرب صليبية على العالم الإسلامي.
ولنا أن نتفهم النفسية الصليبية العميقة التي يعاني منها بابا الفاتيكان، وروحه المضطرمة بكل معاني الحقد والغل على المسلمين، وهو يرى كل يوم وفود المهتدين بنور الإسلام في كل مكان يضيفون زخمًا جديدًا للأمة الإسلامية بانضمامهم للإسلام، على حساب أتباعه ومعتنقي دينه؛ حتى صار الإسلام هو الدين الأكثر انتشارًا وأتباعًا في عهده الميمون!، ولنا أيضًا أن نشعر بحجم الخزي والعار الذي يشعر به بندكتس من كثرة الفضائح الجنسية والمالية، وحجم الفساد الضخم الذي يغرق فيه القساوسة والرهبان في أمريكا وغيرها، حتى أقدم رئيس أساقفة ولاية نيو هامبشير الأمريكية جين روبنسون، وهو مشهور بشذوذه، على الاقتران بزميله الشاذ، وقال: إنه فعل ذلك تلبية لنداء الرب، تعالى الله عز و جل عن كلام هذا المجرم وسيده.
ولربما كان البابا معذورًا في كل ما يفعل، ويقول ظنًا منه أنه يخدم الرب! ويدفع عن بني دينه، لكن أين وجه العذر والتأويل الذي يسوغ له سباقه المحموم للتقرب من اليهود، وقيامه ولأول مرة منذ ظهور كرسي البابوية للوجود، بزيارة معبد يهودي في كولنيا بألمانيا، في ذكرى مذبحة النازي المزعومة ليهود كولنيا، ثم قيامه بزيارة المعبد اليهودي بنيويورك في عيد الفصح اليهودي؛ للتعبير عن تهنئته لليهود بهذه المناسبة الدينية.
وأخيرًا يمارس البابا المحارب أقصى درجات الدجل والكذب ليس فقط للحقائق التاريخية الثابتة، بل وللنصوص الدينية الثابتة عنده في عقيدته ودينه وكتابه المقدس!، ويقول عن أرض الإسلام والمسلمين إنها أرض أجداد اليهود، ويلقي وراء تاجه المزركش دماء ملايين الفلسطينيين الذين تشردوا عن ديارهم، وذبحوا في دير ياسين وكفر قاسم والقبية وخان يونس، واليتامى والأرامل الذين فقدوا عوائلهم في صبرا وشاتيلا وتل الزعتر، وغيرهم من سكان هذه البلاد المباركة الأصليين.
وكأنا بهذا البابا المحارب ينصب نفسه حاميًا ومدافعًا عن المغتصبين والمجرمين، ويحدث لنفسه مهمة جديدة لمنصب البابوية؛ وهي قيادة سفينة العداء الديني للإسلام والمسلمين، ويعلن نفسه بابا لكل أعداء الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ذر الطائفي]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 07:52]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 01:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 04:08]ـ
بارك الله فيكم على نقل الخبر و التعليق عليه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 06:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
التعليم العالي في المملكة العربية السعودية وتحديات العولمة
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 08:50]ـ
يسر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
دعوتكم لحضور محاضرة بعنوان
التعليم العالي في المملكة العربية السعودية وتحديات العولمة
للأستاذ الدكتور
عبد الرحمن بن محمد أبو عمّه
وذلك في تمام الساعة التاسعة مساءًا
يوم الاثنين 14/ 5 /1429هـ الموافق 19/ 5/2008م
في قاعة المحاضرات الكبرى التابعة للمركز بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 02:10]ـ
للتذكير المحاضرة في الغد إن شاء الله.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 02:38]ـ
للتذكير ...
المحاضرة هذه الليلة إن شاء الله.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 05:04]ـ
فاتني حضور المحاضرة -وقدر الله وما شاء فعل -
فمن الذي حضرها حتى يوجز لنا مادار فيها؟
ـ[سلمان]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 03:49]ـ
وأنا كذلك فاتني الحضور وقدر الله وماشاء فعل
شكر الله لكم شيخنا(/)
للتحميل والقراءة: خطبة الحذيفي ضد الروافض بحضور رفسنجاني
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع منقول بدون تصرف فيه، إلا أنني قمت بتحميل الملف الصوتي و رفعتُه مرة أخرى على هذا الرابط:
http://uploads.bizhat.com/file/44699
* * * نص الموضوع (المنقول) * * *
منذ وصول الخميني إلى الحكم عام 1979م لم يزر أي مسؤول إيراني عالي المستوى السعودية سوى رفسنجاني تتويجاً لتحسن العلاقات بين البلدين. و قد وصل الرئيس الإيراني السابق إلى الرياض (ذي القعدة 1418هـ) بصحبة وفد كبير من بينه وفد نسائي ضم قُرابة 16 امرأة، بينهن زوجة رفسنجاني وابنتاه وحفيدته. و قد تجول رفسنجاني في الكثير من المدن السعودية، وأدى مناسك العمرة برفقة عائلته والوفد المرافق له!
ومع بدء تحسن العلاقات بين الحكومة السعودية و رافضة إيران، غابت فتاوى هيئة كبار العلماء في الشيعة، واختفت من رفوف المكتبات تلك الكتب والأشرطة التي كانت تفضح عقائد الرافضة الباطلة وتوضح أقوالهم الكفرية. و لعل الموقف الظاهر الذي وقفه أحد هؤلاء العلماء، واشتهر عند النّاس هو الموقف الشجاع الذي وقفه الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي ـ إمام المسجد النبوي بالمدينة المنورة ـ عندما حضر رفسنجاني لأداء صلاة الجمعة خلفه فما كان من الشيخ الحذيفي إلا أن هاجم وبشدة الشيعة ورؤوسهم كالخميني، الأمر الذي جعل رفسنجاني يهم بالخروج من صلاة الجمعة لولا نصيحة بعض مُرافقيه بالبقاء خشية حدوث أي مشاكل، فانتظر انتهاء الصلاة ـ بعد أن رفض أن يصلي خلف الحذيفي ـ وأدى الصلاة مع مرافقيه!
و قامت الحكومة السعودية بعزل الشيخ الحذيفي عن إمامة المسجد النبوي ـ ورجع بعد مدة ـ بعد أن وقف هذا الموقف الكبير جزاه الله خيراً ـ دفعاً للحرج و منعاً لتأزم العلاقات مع إيران.
* * * * *
انتهى الموضوع بنصه، ثم قام أخونا الفاضل بكتابة الخطبة المذكورة بالرابط.
خطبة خطيرة فعلاً
جزى اللهُ الشيخَ الحذيفي كل خير
و نسأل الله أن يدحر الرافضة الملاعين
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 07:52]ـ
بارك الله فيكم
وحفظ الله الشيخ الحبيب
روابط أخرى لتسهيل تحميل الخطبة:
http://www.filefactory.com/file/e07827
أو
http://www.simpleupload.net/download/334167/003-AlYahoadWalNaSarahWalRawafeD.r m.html
أو
http://rapidshare.com/files/115587768/003_AlYahoadWalNaSarahWalRawaf eD.rm.html
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 09:59]ـ
جزاك الله خيرًا
و أنا متعجب الآن، فلقد وصلتني رسالة على الخاص تفيد أن هذا الموضوع تم حذفه بواسطة الإدارة!!!
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 09:48]ـ
جزاك الله خيرًا
و أنا متعجب الآن، فلقد وصلتني رسالة على الخاص تفيد أن هذا الموضوع تم حذفه بواسطة الإدارة!!!
وجزاك شيخنا الحبيب
لعله خطأ وحسب لأن الموضوع لازال موجود ولله الحمد (ابتسامة)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 05:51]ـ
جزاك الله خيرًا في المساعدة على الانتفاع بالموضوع بزيادة روابطه.
و لكن الموضوع - فعلاً - لم يكن موجودًا منذ فترة (نهائيًا)!
ـ[ناجي البدري]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 06:40]ـ
ان اكرمكم عند الله اتقاكم
ـ[أشجعي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 07:32]ـ
نقلاً عن أنا المسلم:
الحمد لله رب العالمين أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى عباد الله إن أعظم نِعم الله على الإنسان الدين الحق الذي يحيي الله به من موت الكفر ويبصره الله به من عمى الضلالة قال تعالى: (أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها .. ) ودين الله في السماء وفي الأرض ودين الله للأولين والآخرين هو الإسلام ولكن الشريعة تختلف لكل نبي فشرع الله لكل نبي ما يصلح أمته وينسخ الله ما يشاء ويثبت ما يشاء بحكه وعلمه. وببعثة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم نسخ الله كل شريعة وكلف الله الإنس والجن باتباعه والإيمان به قال الله تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا غله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون). وفي الحديث: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار). فمن لا يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو في النار ولا يقبل الله منه ديناً غير الإسلام قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام). وقال تعالى: (ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأفضل شريعة وأكمل دين جمع الله فيه كل أصل بعث به الأنبياء قبله عليه الصلاة والسلام (الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من يُنيب). وأحبار اليهود ورهبان النصارى يعلمون أنَّ دين محمد صلى الله عليه وسلم حق لكن يمنعهم من اتباعه الحسد والكبر وحب الدنيا والشهوات ولن يجدي ذلك عليهم شيء وقد حرف اليهود والنصارى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كتابهم وغيّروا دينهم فهم على كفر وضلال.
و بعد هذا العرض الموجز للحق والباطل يسؤونا نحن المسلمين الدعوة التي تنادي بالتقريب بين الأديان من جهة والتقريب بين أهل السنة والشيعة من جهة أخرى والذي ينادي به بعض المفكرين الذي تنقصهم أولويات وأساسيات في العقيدة ويزداد الأمر خطورة في هذا العصر الذي صارت فيه الصراعات دينية ومصالح ترتكز على الدين.
إن الإسلام يدعو اليهود والنصارى إلى أن ينقذوا أنفسهم من النار ويدخلوا الجنة ويدخلون في دين الإسلام الحق وينخلعوا من الباطل قال الله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقل اشهدوا بأنا مسلمون). والإسلام يقر اليهود والنصارى على دينهم تحت حكمه إذا كانوا ملتزمين بأحكامه المالية والأمنية ولا يجبرهم على الإسلام لقول الله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي). ويبين الإسلام أنَّ دينهم باطل وهذا لسماحة الإسلام ونصحه للبشرية حتى يؤمن من يُؤمن ويكفر من يكفر.
ولو دخل اليهود والنصارى والمشركون في الإسلام لوسعهم وكانوا إخوة للمسلمين في الدين لأن الإسلام ليس فيه عنصرية ولا يتعصب للون ولا لعرق قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وتاريخ الإسلام شاهد بذلك وأما أن يقرب الإسلام من اليهودية أو النصرانية فذلك بعيد كل البعد وهيهات هيهات أن يكون هذا قال تعالى: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت مسمع من في القبور).
وأما أن يقرب المسلم من اليهود والنصارى بمعنى أن يتنازل عن بعض أحكام دينه ويتساهل في تطويع دينه أو تطويع بعض أحكام دينه لأهوائهم أو يوادهم فذلك أيضاً لا يكون أبداً من المسلم الحق ولكن المسلم مع هذا نهاه دينه أن يظلمهم بل يقسط إليهم وهو مأمور بالمدافعة عن الحق وينصره ويُعادي الباطل ويكسره.
وأما الدعوة إلى التقريب بين الأديان فذلك يُنافي دين الإسلام ويوقع في فتنة وفساد كثير ويجر إلى خلط في عقيدة الإسلام وضعف في الإيمان وموالاة لأعداء الله تعالى وقد أمر الله المؤمنين أن يكون بعضهم أولياء بعض قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض). وأخبرنا الله تعالى أن الكفار بعضهم أولياء بعض مهما كانت مشاربهم فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض). كيف يكون هناك تقريب بين الإسلام واليهودية والإسلام في صفائه وضيائه ونوره وإشراقه وعدالته وسماحته وشموله وسمو أخلاقه وعمومه للإنس والجن واليهودية في عنصريتها وضيقها وحقدها على البشرية وانحطاط أخلاقها وظلماتها وطمعها كيف يقبل المسلم أن ترمى مريم الصديقة العابدة بالزنا الذي يرميه بها اليهود وكيق يقبل المسلمون أن يرمي اليهود المسيح بن مريم بأنه ولد الزنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف يكون تقريب بين القرآن وتلمود الشيطان؟ كيف يكون تقريب بين الإسلام والمسيحية؟. الإسلام دين التوحيد الصافي والتشريع الكامل والرحمة والعدالة والمسيحية التي تقول أن عيسى عليه السلام هو ابن الله أو هو الله أو هو ثالث ثلاثة الأب والابن وروح القدس فهل يقبل العقل أن الإله يشتمل عليه الرحم وهل يقبل العقل أن الإله يأكل ويشرب ويركب الحمار وينام ويبول ويغوط كيف يكون تقريب بين النصرانية الضالة التي هذه عقيدتها في عيسى وبين الإسلام الذي يعظم عيسى ويقول هو عبد لله ورسول من أفضل الرسل عليه الصلاة والسلام.
و كيف يكون هناك تقريب بين السنة والشيعة، أهل السنة الذين حملوا القرآن الكريم وسنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ الله بهم الدين وجاهدوا لإعلاء منارة الإسلام و صنعوا تاريخه المجيد، والرافضة الذين يلعنون الصحابة ويهدمون الإسلام، فإن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين نقلوا الدين لنا فإذا طعن أحد فيهم فقد هدم الدين.
كيف يكون تقريب بين أهل السنة والرافضة وهم يسبون الخلفاء الثلاثة وسبهم لو كان لهم عقول يفضي إلى الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم فإن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما صهران لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيراه في حياته وضجيعاه بعد موته ومن ينال هذه المنزلة، وجاهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته ويكفي هذا الدليل لبطلان الرفض. وعثمان رضي الله عنه زوج ابنتين للرسول صلى الله عليه وسلم والله لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أفضل الأصحاب فكيف لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم عداوة الخلفاء الثلاثة للإسلام ويحذر منهم إن كانوا صادقين بزعمهم، بل سب هؤلاء الثلاثة طعن في علي رضي الله عنه فقد بايع أبا بكر في المسجد راضياً وزوج عمر ابنته أم كلثوم وبايع عثمان مختاراً وكان وزيراً لهم محباً ناصحاً رضي الله عنهم أجمعين. فهل يُصاهر علي رضي الله عنه كافراً أو يُبايع كافراً؟ سبحانك هذا بُهتان عظيم.
ولعنهم لمعاوية رضي الله عنه طعن في الحسن رضي الله عنه الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية ابتغاء وجه الله وقد وفق لذلك وحرضه صلى الله عليه وسلم على ذلك فهل يتنازل سبط رسول الله لكافر يحكم المسلمين؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
وكيف يلعنون أم المؤمنين عائشة التي نص الله في كتابه على أنها أم المؤمنين في قوله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم).
وكيف يكون تقريب أهل السنة والرافضة وقد جعلوا الخميني إما الضلالة معصوماً حيث أقروه على أنه نائب مهديهم الخرافة الذي قالوا بأنه دخل سرداب سامرا والنائب له حكم المستنيب فإذا كان المهدي معصوماً فالخميني معصوم لأنه نائب له فماذا هذا التناقض؟ إن الرافضة في قولهم في ولاية الفقيه قد نسفوا مذهبهم من أساسه والباطل يحطم بعضه بعضاً ويشتمل ويتضمن على الردود وتحطيم نفسه بنفسه وأهل البيت براء منهم ومن هذا القول والأدلة على بطلان مذهب الرافضة شرعاً وعقلاً لا تحصى إلا بالمشقة… ألا فليدخلوا في الإسلام وأما نحن أهل السنة والجماعة فلن نقترب منهم شعرة واحدة أو أقل من ذلك فهم أضر على الإسلام من اليهود والنصارى ولا يوثق بهم أبداً وعلى المسلمين أن يقفوا بالمرصاد قال تعالى: (هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم الله أنى يُؤفكون). إن نسب الرفض يعود إلى عبد الله بن سبأ اليهودي وإلى أبي لؤلؤة المجوسي.
إذاً معشر المسلمين لابد أن يتميز المسلم في عقيدته فيحب ما أحب الله ويكره ما يكرهه الله ويتناصر المسلمون ويكونوا يداً واحدة فإنّ أعداء المسلمين جمعهم على عداوة المسلمين دينهم وعقائدهم الكافرة قديماً وحديثاً. قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم)، وما غرسوا الدولة الصهيونية في فلسطين إلا لحرب الإسلام وزعزعة المنطقة وكان من آثار استعمارهم للعالم الإسلامي أمراض عقدية واجتماعية ما زال يُعاني منها المسلمون ومن أعظم ذلك إلغاء المحاكم الشرعية في العالم الإسلامي وإحلال القوانين الوضعية والمحاكم القانونية بدلاً عنها لكن هذه المملكة!! ولله الحمد هي التي بقيت محافظة على المحاكم الشرعية التي تحكم بشريعة الله تعالى وتحمل راية التوحيد بين الدول!
(يُتْبَعُ)
(/)
و في الآونة الأخيرة صار اليهود والنصارى يختلقون مشاكل للمنطقة ويتذرعون بها للتواجد العسكري ومن أسباب ذلك سلسلة من الانقلابات العسكرية التي بُليت بها المنطقة باسم أحزاب ومذاهب كافرة كالبعث والقومية والاشتراكية التي لا تمت إلى الإسلام بخيط أو بشعرة من الصلة فأبرزت مثل صدام فهذه الأحزاب وهذه المذاهب مثل صدام حسين وحورب لذلك الدين والعلم ولا نبوغ. واستخدمت التصفيات الجسدية وأسكتت أصوات الحق وهاجرت الكفاءات إلى الغرب فضعفت تلك الدول التي أُصيبت بالانقلابات وكل ما جاءت أمة منهم لعنت ما قبلها والعياذ بالله. ولا تزال بعض البلاد العربية تعتبر صلاة الجماعة جريمة يُعاقب عليها فلا حول ولا قوة إلا بالله فأين النصر والعزيمة والكرامة.
و بعد أن تمهدت الأسباب للدول الكبرى صاروا يفتعلون الأحداث الصورية للتدخل العسكري بعد أن تدخلوا اقتصادياً وباتت نوايا الدول الكبرى ظاهرة ضد استقرار المنطقة وتقسيمها إلى دويلات صغيرة متحاربة وبدافع العداء الديني فإن عداء الدول الكبرى لدولة الحرمين الشريفين أعزها الله أشد وأعظم لأنها هذه المملكة حصن للإسلام فأصبحت نوايا أمريكا وبريطانيا ومن دار في فلكهم ظاهرة السوء بُغية إلحاق الضرر. بل عداء الدول الكبرى كلها وعداء الدول الكافرة كلها ضد الإسلام والمسلمين ولا يوثق بواحدة منها أبداً فبغية إلحاق الضرر والعنت بهذه المملكة في التلويح بتهديدها في مرافقها الحيوية أو سلامة وحدة أراضيها. ألا فلتعلم أمريكا أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها متضامنون مع دولة الحرمين الشريفين أعزها الله لأنها هذه المملكة المعقل الأخير للإسلام وكل هذه النوايا السيئة من الدول الكبرى كل ذلك لستة أمور:
الأول: ضمان استقرار دولة العدوّ الصهيوني.
الثاني: بناء هيكل سليمان.
الثالث: المحافظة على بقاء التفوق العسكري اليهودي على دول المنطقة.
الرابع: السيطرة على ثروات المنطقة حتى لا يكون لأهلها إلا فتات الموائد.
الخامس: القضاء على الدعوة للإسلام.
السادس: الدعوة إلى كل ما يُضاد الإسلام وهدم كل خلق كريم وبقاء دول المنطقة في صراعات دائمة.
يا معشر المسلمين لكم عبرة في تركيا حكمت بالعلمانية منذ ظهر عليها اللعين كمال أتاتورك وطبق عليها الكفر قهراً ونبذ حكامها الإسلام وحاربوه على كل صغير ولا يزالون يُحاربونه وتحالفوا عسكرياً مع اليهود ولم يرضوا لها إلا أن تكون خادماً مُطيعاً فحسب بل لم يدخلوها معهم في أي حلف وذنبها لأنها كانت حامية للواء الإسلام في يوم مضى فأنتم مهما تنازلتم فلن يرضوا عنكم أبداً بل دافِعوا عن حقكم ودافِعوا عن دينكم. العداء ديني يا معشر المسلمين العراق لماذا يُحاصر شعبه ستة سنين ما ذنب الضعفاء لأنهم مسلمون لا غير.
صدام لن يتضرر هو وحزبه ويزعمون أن العراق لم ينفذ قرار الأمم المتحدة وهو قرار واحد والعدوّ الصهيوني لم ينفذ ستين قراراً بل لم توقع دولته على حظر الأسلحة النووية في منطقة ملتهبة تغلي بالبراكين والفتن لا تصلح أسلحة الدمار الشامل لها فإن صدام وحزبه ينفذون ما يُريده أعداء الإسلام.
نصيحتي لأمريكا أن لا تتدخل في شؤون المنطقة فدول المنطقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية هم المسؤولون عن المنطقة!! ولا تغتر أمريكا بقوتها فقد جرت سنّة الله أن قوة زائد ظلم يُساوي دمار الدولة والدمار من ربِّ العالمين إذا غلب المستضعفون على تلك الدولة العاتية الكافرة فالتكنولوجيا ليست كل شيء إنما الأمر يعود إلى الإيمان… أمن المنطقة لدول المنطقة هو من حقهم وما سبب المشاكل للمنطقة المزعزعة إلا الدول الكبرى التي تفتعل الأحداث وتتواجد كلما افتعلت حدثاً بذريعة أنها تقوم بذلك وأنها تصلح الوضع أو تدرأ الخطر وهي أكبر وكيف يكون الذئب راعياً للغنم؟
إن العداوة دينية يا عباد الله وأمريكا ليس لها من أمرها شيء وإنما يقودها اليهود صاغرة إلى حيث يُريدون والمسلمون لا يقبلون تواجدها العسكري ولا تواجد غيرها من أي دولة كافرة بأي حال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يبقى بجزيرة العرب دينان). وأخر وصيته عليه الصلاة والسلام: (أخرِجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب). فيجب العمل بذلك.
وأنتم معشر المسلمون تخيم عليكم سحب الإنذار فعليكم بالتوبة إلى الله فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة… يا من عصيتَ الله بالخمر تُبْ إلى الله فإنك بهذا تُساهم بالإصلاح لمجتمعك. يا من عصيتَ بالزنا .. ويا من عصيتَ الله باللواط تُبْ إلى الله .. يا من عصيتَ الله بالمخدرات تُبْ إلى ربك فإنك عما قريب سترجع إليه… يا من عصيتَ الله بترك الصلاة تُبْ إلى الله عز وجل… يا من عصيتَ بظلم مسلم في ماله وفي عرضه تب إلى ربك .. طهروا أموالكم من الربا فهو من أسباب الحروب والدمار وطهروها من المعاملات ما لا يتفق مع دين الإسلام ونصوص الشريعة حتى تكون جميع أنواع المعاملات في البنوك خاضعة لأحكام الإسلام موافقة لها .. ادعوا إلى الله أيدوا الدعوة إلى الله عز وجل إلى الإسلام.
علموا المسلمين اعتنوا بالمناهج في مناخ دول العالم الإسلامي المناهج الإسلامية والدعوة إلى الله تبارك واجب كلّ مسلم ويجب أن يُوجهها العلماء الموثوق بعقيدته والموثوق بعلمهم وباستقامتهم والذين ترجع إليهم الفتوى ويرجع إليهم المسلمون فيما عرض لهم من الأمور التي يحتاجونها الذي يتطابق مع كتاب الله وسنة رسوله. واحذروا الحزبيات المفرقة. واحذروا الأهواء المشتتة. واحذروا من عقاب الله وعذابه بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين وبقوله القويم .. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الرابط وفيه مزيد كلام ( http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=177949)(/)
أهل السنة في لبنان بذمة من ناصرَ حسن!!!! "د. وليد الرشودي"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 05:12]ـ
أهل السنة في لبنان بذمة من ناصرَ حسن!!!!
الشيخ وليد الرشودي
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قبل سنتين تقريباً اندلعت حربٌ في جنوب لبنان بين دولة اليهود وما يسمَّى بـ (حزب الله)، وكانت حرباً بلا هدف بيِّن ظاهر للعيان.
وتحرك الإعلامُ في تغطية هذه الحربِ، وكان بحق هو المحارب الأول فيها، فحرك العواطف، وأظهر الدمار الحاصل بسبب القصف الجويِّ الإسرائيلي على البلدات والناس العزل، وأظهر أيضاً تلك الصواريخ التي تقع على ثرى فلسطين المحتلة، ولكن ما أخفاه الإعلام هو أن أكثر المتضررين من هذه الحرب هم أهل السنة في لبنان الذين لا بواكي لهم ولا مدافع عنهم، أما ما يسمَّى بـ (حزب الله) فمع وقوعِ مناطقه تحت طائلة القصف اليهودي الأهوج، إلا أن مكاسبه الكبرى كانت سياسياً وإعلامياً، واقتصادياً، فظهر مظهر المنتصر الذي كسر الشوكة اليهودية، وظهرت في خطابات رموزه أسماء القدس وفلسطين، بعدما حوَّلهما إلى شعارين يدغدغ بهما عواطف الناس. أما الخراب الذي تسبب به القصفُ، فقد أعيد بناؤه بأموالٍ لم يكن الحزبُ يحلم بها، وعاد كلُّ شيءٍ لمن كان تابعاً له، أما أهل السنة فخسائرهم لم يلتفت لها أحدٌ.
هذا الكلام ينظر إليه البعض على أنه كلام طائفي، ولا يهمني هذا الوصفُ من قبل ولا من بعد، ولكن الذي يعنيني أن ساعة المحاسبة اليوم أتت لكل من طبل لحزب الله في حربه تلك، حين صفق له من صفَّقَ بدعوى أنه يقاتل اليهود، وبدعوى أن ذاك الحزب الإيراني الفارسي أقرب إلينا من اليهود. فحين كانت صيحات العقلاء تقول إنها حربٌ بالوكالة، وأن المقصودَ منها الداخل اللبناني وليس الخارج، وأن شر الحزب على إخواننا في لبنان أشد من شر اليهود، كان هذا التحذير ـ وللأسف ـ يقابل بالتسفيه وعدم الفقه، بل والعمالة في بعض الردود.
فها نحنُ اليوم نرى الحزبَ وقد ترك اليهود، وتحوَّلَ ليحتلَّ بيروتَ، وليضربَ إخواننا في خلده والدوحة وعكار وجبل لبنان. ها نحنُ نسمع خطاب حسن الصريح أنه سيلقي بإخواننا في السجون أو البحر. ها نحنُ نسمع تداعي صيحات أهل السنة وغير أهل السنة، بل وغير المسلمين في لبنان وهم يعلنونَ أن احتلال الحزب للبنان هو احتلالٌ طائفي بحت. ونرى مع ذلك تكميم الحزب لكل وسائل الإعلام عن نقل الحقيقة، وإخفاء ما يقع هناك من إظهارٍ للشعارات الطائفية الصارخة في سب الصحابة، والتمثيل بالجثث، وإطلاق النار على جموع المشيعين موتاهم، يرافقُ ذلك تحرك النصيرية في الشمال، ومحاولة إشعال فتيل الحرب في طرابلس، وقبل ذلك تعطيل نبيه بري لكل محاولات الحل السلمي يدل على ماذا؟ الجواب هو: جني آخر مكاسب حربهِ الدعائية، ببسط النفوذ الرافضي الإيراني، وبالتالي محو كل نفوذٍ لغيرهم.
فيا من خدعتم أنفسكم قبل غيركم بأن مثل هذا التحليل هو تحليل عقدي للأحداث، وأنه أضحوكةٌ باليةٌ، وأن مثل هذا الكلام لايتوافق مع التعايش بين الطوائف الإسلامية، وأنه ضربٌ لإسفين الفتنة بين المسلمين، ولايتناغم مع تطبيع الخلاف، وأن مثل هذا الكلام يفرح به اليهود قبل غيرهم، وأن مثل هذا الكلام هو كلام الجبناء، وأن رأسَ المقاومة والجهاد ضد اليهود هو حسن حتى خطب باسمه على منابر الجمع السنية.
لهؤلاء جميعاً أقول: لقد أخطأت تحليلاتكم، وكذبكم حسن وبين لكم أن استعراضه قبل سنتين هو لفرض الهيمنة على لبنان من أجل خدمة المد الفارسي في المنطقة، فما هو إلا تلميذ نجيب و وكيلٌ مخلص وامتداد مؤثر للثورة الخمينية.
أما آن لنا أن نفيق وأن نعقل. مرت بنا تجربة العراق وكذَّبتم أعينكم يوم تنادى الصادقون أن شر الصفويين على أهل السنة أعظم من شر الاحتلال، وكلاهما شر، فكذَّبتم ذلك حتى أزهقت أرواح أهل السنة في الشوارع، ونيل من أعراضهم واغتصبت خيراتهم، وابتلعَ الروافض البلدَ. وكذلك فعلتم، ولا زلتم تفعلون مع حزب الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
لهؤلاء أقول: واجبكم اليوم ـ بعدما رأيتم نتيجة تهوركم ـ التوبة إلى الله من تغريركم للعباد وإظهار براءتكم مما يفعله أجراءُ المد الفارسي بإخوانكم. واجبكم يملي عليكم الشجاعة في الاعتذار للأمة قاطبة بأن مازكيتم به الحزب قبل عامين كان خطأً قاتلاً، فهل سترفعون أصواتكم في الإعلام بوجوب حماية أهل السنة في لبنان لتكفروا عن خطئيتكم حين شاركتم في تلميع العدو في أعين المغفلين.
إن من التغابي أن يأتي أنسان ويقول نحن نعلم خطر الحزب وإنما كان ما كان كلامنا من أجل موقفٍ معينٍ، ولدفع أخف الضررين، وأن وأن ... إلى أمثال تلك التبريرات التي لا تنطلي إلا على من زعم أن (من قال حرب الحزب مع اسرائيل حربٌ بالوكالة) فهو يعيش في كوكب آخر.
كنتم تقولون حينها: لنؤجل خلافاتنا فنحن في حال حرب مع إسرائيل، فهاهي الحرب انقضت، و هاهو السلاح عاد إلى نحورنا، فأسمعونا أصواتكم، إن كانت لكم أصوات صادقة.
هاهي الحربُ عادت علينا، فهل نسمع لكم ركزاً. أو أنكم أنتم من بات يعيش في كوكبٍ آخرَ، فلا يدري شيئاً عما يجري على الأرض.
إن على كل من خط حرفاً، أو نطق لسانه بكلمة، أو تعالى صوته بخطبة في مناصرة الحزب أن يعلن بنفس الطريقة براءته منه، وأن فعله اليوم بإخواننا أهل السنة جريمة نكراء. أما من لوى رأسه من أولئك الذين صفقوا للحزب، و اختار أن يكون شجاعاً في الباطل، جباناً في الحق، فهو شريك في إثم دماءٍ أريقت بالأمس، وقد يراقُ منها المزيد اليومَ و غداً.
بسببكم ـ أيها المتهورون بغير بصيرة ـ صار كثيرٌ من المغفلين إذا سمعوا من يقول الحقيقة عن حزب حسن، صاروا يرددون كيف يقال ذلك وقد كتب وأيد حربه قبل سنتين كل من الشيخ فلان والداعية فلان والدكتور فلان. وكل ذلك على القاعدة القرآنية في النظر إلى الأكثرية التي قال الله عنها (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116)
ومن أعظم ما أذكر به الآن أن كل من وقف مع أهل البدع والأهواء ولمع لهم وهون من الخلاف معهم وزين للناس أنه قريبون من الحق أن يتقي الله ولا يفتن الناس في خالص دينهم لله فضلا عن أن يزكي أو يبارك أو يشارك أعمالهم فإنه وإياهم في الزور سواء.
وأخيراً الحياة قصيرة، والأجل حاضرٌ لا محالة، والعاقل من وقَّر ربه وقدره حق قدره، ولم يغره بريق الأتباع ولا فتنة الأضواء، وإنما يجعل نصب ناظره (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة:18)
ويخشى أن يسأله الله يوم يلقاه (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (النساء: من الآية109).
ختاماً اللهم احفظ إخواننا أهل السنة في كل مكان يارب العالمين.
منقول من موقع لجينيات
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=3400
منقول
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 09:54]ـ
جزاك الله خيرا،ورفع قدرك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 10:24]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محب السلفية1]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 11:22]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 12:48]ـ
و اياكم ايها الاخوة الاعزاء
وشكرا على المرور الكريم
ـ[هلال تركماني]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 08:55]ـ
جزى الله خيرا الشيخ الدكتور وليد بن عثمان الرشودي خير الجزاء على ما كتب وعلى هذا الموقف الشجاع في زمن جبن الناس فيه عن كلمة الحق وساد منطق المسايرات والمجاملات والدبلوماسيات الغير شرعية ...
في الحقيقة لا أريد أن أكون متشائما ...
ولكني في طريقي إلى اليأس بعد سقوط العراق وأفغانستان وغزو الرافضة للكويت والبحرين ونفوذهما الواضح فيهما وقوتهم في اليمن ووجودهم اللافت في المملكة وعملهم الدؤوب في العالم أجمع لنشر التشيع وتحالفهما السياسي مع سوريا وحركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية السنية التي كنا نعتبرها الخزان الرئيسي من بعد الله لحماية ودعم أهل السنة في لبنان فقد تم إختراق الفصائل من قبل المال الشيعي واستطاعوا إستمالتهم واستغلالهم لمصالحهم السياسية والدينية في المنطقة ...
وفي الحقيقة لقد أصبح حزب حسن كما وصفه الدكتور وليد يملك نفوذا في لبنان لا يستطيع أحد أن يقاومه أو يقف في وجهه ومتى ننعي لكم سقوط لبنان في أيدي مشروع حزب حسن لا ندري أسأل الله أن لا يكون كذلك
فالحزب له نفوذ لا نظير له وإن استطعت أن أقول أنه أقوى من الدولة فلا أبالغ في ذلك الحزب له ميزانية قوية جدا وله تنظيمه واستثماراته وشبكاته على كافة المستويات والحزب الآن يغزو ولا يغزى يغزو جميع الشرائح اللبنانية على الصعيد السياسي من خلال تحالفاته وعلى الصعيد الديني من خلال تجنيد دعاته وكذا دعاة التقريب وعلى الصعيد الجغرافي من خلال نقل نفوس بعض افراده إلى كافة المناطق اللبنانية ليكون لهم التاثير الفعلي على مسار الإنتخابات وعلى الصعيد التعليمي فاللافت وجود طبقة مثقفة تخترق المؤسسات الرسمية وحتى على الصعيد التجاري فأكثر تجار الجملة لكثير من الأساسيات والضروريات هم من الشيعة من تجار بيروت وماذا أقول لأقول ... فحسبنا الله ونعم الوكيل
والكلام على أهل السنة في لبنان كثير جدا وتخبطهم على الصعيد السياسي وكذا الصعيد الرسمي الديني وحتى على صعيد الحركات الإسلامية ولكن املنا وثقتنا بالله قوية أن الله ناصر دينه بنا أو بغيرنا ومهما اشتد الظلام سيبرق وسيصبح الصبح فلا بد للصبح أن ينجلي ولن يصح في الآخر إلا الصحيح وعسى أن يكون ذلك قريب ... والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد الدمياطي]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 02:03]ـ
أخي الدكتور وليد: بارك الله فيك وأقول:
رحم الله رجلاً عرف زمانه فاستقامت طريقته(/)
فقه الاستطاعة للشيخ سلمان العودة/
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 10:51]ـ
فقه الاستطاعة
مقدم الحلقة: عثمان عثمان
ضيف الحلقة: سلمان العودة/ المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم
تاريخ الحلقة: 11/ 5/2008
سلمان العودة
عثمان عثمان: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، مرحبا بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. } [البقرة:286] ويقول أيضا {فاتقوا الله ما استطعتم .. } [التغابن:16]. فقه الاستطاعة هو فقه المجتمع ومعرفة إمكانات الناس وقدراتهم، وهو فقه يوازي فقه النص فالنص لا بد له من محل ينزل عليه ويشتغل فيه، ومن دون فقه المحل ومعرفة استطاعات الأفراد ستستمر المجازفات والعبث بالأحكام الشرعية والمساهمة السلبية بالإساءة إليها عن حسن نية أحيانا، ففقه أبعاد التكليف وتنزيل النص على الواقع هو المكمل لفقه النص نفسه. قد يولع الكثيرون بإسلام مثالي ربما يتاقلّون معه، من القلة، تعبدات النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وقد حصل هذا بالفعل، لكن الإسلام الحقيقي هو الذي يلامس واقع الناس وإمكاناتهم وحدود قدراتهم وما يحفظ لهم بشريتهم فلا يرتقون إلى مستوى الملائكة ولا يهبطون إلى مستوى الشياطين، وفي نطاق الاستطاعة التي هي مناطق التكليف نشأ الفقه الإسلامي الذي يمكن وصفه بمجموعه بأنه فقه الاستطاعة فالشريعة الإسلامية في مقاصدها النهائية إنما جاءت لتهذيب الإنسان وليس لتعذيبه. فقه الاستطاعة موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الدكتور سلمان العودة المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم، مرحبا بكم فضيلة الدكتور.
سلمان العودة: مرحبا، أهلا وسهلا.
معنى الاستطاعة وضوابطها
عثمان عثمان: حياكم الله. كما ذكرنا الآيات {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. } وغيرها أيضا آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل تربط التكليف بالاستطاعة. هل هذا هو المقصود بفقه الاستطاعة؟
سلمان العودة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم { .. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} [البقرة:286].
عثمان عثمان: آمين.
سلمان العودة: وفي كل ذلك كان ربنا سبحانه وتعالى يقول قد فعلت قد فعلت كما في الحديث المتفق عليه. بعد هذه المقدمة ذات العلاقة في الموضوع لأن هذا الدعاء هو خير ما يعبر عن المقصود لأنني أريد أن أقول إن حديثنا الآن عن فقه الاستطاعة بادئ ذي بدء لا يعني بالضرورة أنني أستطيع أن أجيب على أي سؤال حول هذا الموضوع ولكنني أريد أن ننشر أو ندشن ما يسمى بفقه النهوض. الأمة ليست في مرحلة تمكين بحيث تدرس فقه التمكين وقد درس ولكنها في مرحلة ضعف ومع هذا الضعف هناك محاولات للنهوض جزئية أو كلية في جانب من جوانب الحياة أو في موقع من مواقع الأرض، فهي بأمس الحاجة ويوجد من أفرادها من لديهم الهمة والإراد ة والطموح والرغبة ووجود أهداف أن يكون لدى هؤلاء الطامحين للنهوض سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو حكومات أو دولا أن يكون عندهم فقه الاستطاعة الذي يقصد به معرفة حدود الممكن وغير الممكن المقدور وغير المقدور وأن يفقهوا مثل النص الشرعي مثلا أنت في مقدمة حديثك ذكرت بعض الأيات القرآنية الكريمة مثلا قول الله {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. } إذاً هو فقه الاستطاعة هو فقه الوسع مع القدرة هو فقه الملك {قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا .. } [طه:87] الله سبحانه وتعالى لا يكلف الإنسان مالا يملكه لا يكلف الإنسان إلا ما كان في دائرة ملكه يعني قدرته وطوقه أيضا الطاقة هنا فقه الإطاقة، أيضا على الصعيد الفردي الكل يعرف ذلك هي إن الفقهاء والأصوليين مجمعون على أنه لا تكليف مع العجز.
عثمان عثمان: هنا فضيلة الدكتور أسأل لماذا بحث العلماء قديما مسألة التكليف بما لا يطاق مثلا؟
"
الواجبات الشرعية لا تتوجه إلا إلى القادر ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما يتعلق بالصلاة "صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب"
"
(يُتْبَعُ)
(/)
سلمان العودة: قد يكون هذا بحث نظري في أصول الفقه، هو بحث نظري بحت وربما لا يمكن إيجاد أمثلة عملية له إلا أمثلة نظرية ليس لها علاقة أو مساس بواقع الناس ولكن الواجبات الشرعية لا تتوجه إلا على القادر ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما يتعلق بالصلاة "صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب" وفيما يتعلق بالزكاة من المتفق عليه أنها لا تجب إلا على واجد المال وفيما يتعلق بالحج ربنا يقول سبحانه { .. ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا .. } [آل عمران:97] وفيما يتعلق بالصوم كذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام .. } [البقرة:183] { .. فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر .. } [البقرة:185] إذاً هنا الأمر مرهون بشرط في جيمع الواجبات الشرعية بل أقول حتى الشهادتان اللتان هما المدخل للإسلام وبوابة الجنة لا تجب على الإنسان إلا مع القدرة فالإنسان الذي لا يستطيع النطق الأبكم الأصم الذي لا يستطيع النطق بها يكفي أن يعتقدها بقلبه ويسقط عنه حكم النطق بها الذي يكلف به القادرون.
عثمان عثمان: إذا كان الإسلام لا يكلف الإنسان بما لا يطيق، ألا تجدون اليوم فضيلة الدكتور أن هناك بعض الدعاة بعض المشايخ بعض العلماء يكلفون الناس بما لا يطيقون يضيقون على الناس بدلا أن ييسروا عليهم؟
سلمان العودة: هذا جانب هذا طبعا جزء من الموضوع، أيضا في مقدمة حديثك وتقدمتك لهذه الحلقة تكلمت عن ما تعتبره الجانب المثالي والجانب الواقعي هذا جزء من الموضوع، الجانب المثالي أن نقدم للناس الدين كما أنزله الله سبحانه وتعالى وكما هو في محكم الكتاب والسنة وكأننا بذلك نغفل عن الجانب الآخر، الذي هو الواقعية التطبيقية وما يعتريها من نقص لأن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا الدين للبشر والبشر جبلوا على الضعف، بل ليس صدفة أن يكون هبوط آدم أبي البشر عليه السلام من الجنة هو نتيجة خطأ الأكل من الشجرة كما هو معروف. إذاً الحياة البشرية فيها جانب الأزمة وهو جانب عميق وساكن ومستقر فيها وفيها جانب الخطأ وهو جزء من الكينونة البشرية حتى يقول النبي صلى الله عليه وسلم "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم" والحديث في البخاري "وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم"، الله تعالى من أسمائه الغفور
توضأ القلب من ظني بأنك غفار
وصلى وكانت قبلتي الأمل
دع الهوى لذويه يهلك شغفا
أو فاقتل النفس فيه مثلما انقتلوا
وهذا معناه أننا حينما ندعو الناس إلى النموذج الإيماني ينبغي أن تكون دعوتنا مخلوطة بقدر من الواقعية التي تقرب للناس إمكانية التطبيق ..
عثمان عثمان (مقاطعا): ولا توقعهم في اليأس أيضا ربما.
سلمان العودة: أولا أن لا نجعلهم أمام صورة لا يستطيعون الوصول إليها، يعني أنا أقول لك إنني قرأت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت أن كل من يقرأ هذه السيرة فيما يظهر لي يحس بقرب وإمكانية التطبيق، النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وكان عليه السلام يداعب أهله ويلاعب الأطفال ويضاحكهم ويخرج إلى السوق ويتعاطى مع الناس بعفوية كاملة، ولكن لما تقرأ سير بعض الأئمة والعلماء والمصلحين تحس كأنك أمام جبل تريد أن ترقاه وقد تستطيع أو لا تستطيع، لماذا؟ لأن هنا طبيعتهم البشرية التي قد تنتمي إلى الجدية الصارمة أو الانشغال المفرط تجعل بينهم وبين الناس حاجزا. ولعل من المهم اليوم ونحن نتكلم في الإعلام وسائل الإعلام إمكانية تقريب صورة الدعاة أنفسهم بحيث تكون عن الشباب والبنات والرجال والنساء والمسلم وغير المسلم، صورة قريبة صورة فيها جانب الإنسانية فيها جانب الواقعية حتى فيها جانب الخطأ والصواب. يعني لماذا نفترض مثلا دائما أننا أمام صورة مثالية ينبغي أن لا يخدشها أي شيء؟ حتى ليس فقط جانب الخطأ والصواب الشرعي وإنما هناك بعض الرسوم التي فرضناها نحن وكأننا نريد أن نجعل العلماء والدعاة والفقهاء في أبراج عاجية يشعر الناس أنهم لا يستطيعون الوصول إليها.
عثمان عثمان: طبعا هذا ربما فيه مبالغة بعض الشيء كما ذكرتم بين حياة النبي عليه الصلاة والسلام وتطبيقاته العملية لهذا الدين وبين بعض العلماء كما تفضلتم ولكن هناك حديث الآن عن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
سلمان العودة: (مقاطعا): من الطريف أحد الناس في مجلس قبل فترة وصار يحدث الحضور وأنا كنت موجودا وقال إن الشيخ فلان خرج إلى البر معنا نحن طلابه وكان معه زوجته وقال لنا تقدموا قليلا وبعدما نظرنا إليهم من بعيد وجدناه يركض هو وزوجته كأنهم في سباق، فقال له الحاضرون يعني يبدو أنك تخلق ما تقول، إن هذا الكلام ليس له أصل، فقال نعم ليس له أصل ولكن هذه القصة وقعت مع سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام.
الاستطاعة والتيسير وفقه الأقليات
عثمان عثمان: هناك فقه الاستطاعة هناك فقه التيسير وطبعا هناك خلط بين هذين المفهومين أو هذين المصطلحين، ما هو الفرق حقيقة الفرق بين هذين المفهومين فضيلة الدكتور؟
سلمان العودة: الحق أنني لما أقول فقه الاستطاعة وأؤكد أن المطلوب هنا في موضوع فقه الاستطاعة ليس أن نعالجه من كل جوانبه وهو فقه عظيم وعظيم الأهمية في هذا العصر وفيما يليه والله تعالى أعلم من العصور، لأننا بحاجة إلى فقه الزمان فقه العصر الذي نعيش فيه ولذلك أقول يجب أن يكون فقه الاستطاعة محل بحث طلبة الدكتوراه في الجامعات الإسلامية أن تقام المؤتمرات لهذا الفقه، أن تعقد له الندوات بحيث يعالج من كل جوانبه ويعالجه المختصون والقادرون، فالذي أعنيه على وجه التقريب بفقه الاستطاعة هو أن ما يتعلق في الغالب، في الغالب، بالقضايا العامة التي تمس الناس جميعا أو ما يسميه بعض الفقهاء بالأحكام السلطانية كما كتب الأئمة السابقة كأبي العلا والماوردي وابن القيم وغيرهما، هذه الألوان من الفقه المتعلقة مثلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجد فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه" إذاً هي مراتب مرهونة بالاستطاعة كذلك ..
عثمان عثمان (مقاطعا): سأتطرق إلى مراتب هذا الأمر إن شاء الله يعني في مراحل لاحقة ..
سلمان العودة: (مقاطعا): نعم كذلك مثلا موضوع السياسة الشرعية بشكل عام موضوع الجهاد موضوع القدرات الممكنة المتاحة للناس هي مرهونة بالاستطاعة، كما أن الفرد حين يكلف بشريعة فإن ذلك مرهون بقدرة المجتمع، الأمة، الدولة، حينما يكون هناك تكليف هي أيضا مرهونة بالاستطاعة والذي لا يفقه الممكن وأنا أعني هنا بالممكن المقدور عليه أن يكون الناس قادرين على ذلك ..
عثمان عثمان (مقاطعا): هذا فقه الاستطاعة في ..
سلمان العودة: (مقاطعا): لا ليس هذا فقه الاستطاعة هذا جزء من فقه الاستطاعة، لكن قد أكون قادرا على أن أفعل هذا الشيء ولكن قد يترتب على فعلي لهذا الشيء مفاسد أعظم من التي تحققت فأنا هنا أزعم أن هذا ينبغي أن يدخل في فقه الاستطاعة وإن كان داخلا في باب المصلحة ..
عثمان عثمان (مقاطعا): يعني من باب "الضرر الذي لا يدفع بضرر مثله فمن باب أولى أن يكون بضرر أكبر"؟
سلمان العودة: (مقاطعا): نعم من باب أن التكليف الشرعي مثلا ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع .. " ما المقصود بأن لم يستطع؟ واحد يقول أنا قادر على أن أستخدم يدي هنا نقول ليس المقصود فقط القدرة على استخدام اليد، القدرة على وجود القوة، لا. وإنما مع ذلك معرفة الأثر المترتب على هذا الفعل. فهذا حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لما شعيب يقول إني أريد إلا إصلاح ما استطعت، يريدون الإصلاح، لاحظ أنهم أنبياء وفي مقام الإصلاح يعني الإصلاح العام مربوط أمره بالاستطاعة، بالقدرة. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم تجد أنه كان في أمور كثيرة قادرا عليها من حيث الآلة يعني مثلا بناء الكعبة على قواعد إبراهيم كان عليه السلام يقول لعائشة "لولا أن قومك حديثو عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم لهدمت الكعبة وأقمتها على قواعد إبراهيم" إذاً هو قادر صلى الله عليه وسلم من حيث وجود المال والسلطة بالنسبة له واعتبارات كثيرة ولكنه أرجأ تنفيذ هذ الحكم لأنه يعتري الفعل أمر سلبي أو مفسدة أرجح فتركها النبي صلى الله عليه وسلم مع تطلعه وتشوقه لذلك الذي يدل على مشروعيته. وكذلك في قصة المنافقين وهذه من أصول قواعد فقه الاستطاعة التي توضحه بشكل جلي يعني بعض المنافقين ثبت عليهم المؤامرة والغدر بالإسلام والخيانة العظمى حتى نقل بالشهود والإثبات أنهم هددوا النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا ليخرجن
(يُتْبَعُ)
(/)
الأعز منها الأذل وسبوه وتآمروا مع اليهود ومع غيرهم، مع ذلك جاء بعض الصحابة يقول يا رسول الله دعني أضرب عنقه فهنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لا لأنه لا يستحق القتل وهذا حكم جائر ..
عثمان عثمان (مقاطعا): لا يريد أن يقال إن محمدا يقتل أصحابنه.
سلمان العودة: نعم في حاطب بن أبي بلتعة لما قال عمر دعني أضرب عنقه، قال ما يدريك أنه شهد بدرا؟ فأنكر أصل الحكم لكن في هذه الحالة لما قال دعني أضرب عنقه، النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه. إذاً هذا فقه الاستطاعة، النبي صلى الله عليه وسلم كان قادرا على أن يضرب عنقه، السيف موجود والسياف موجود والحماية موجودة والحكم أيضا موجود ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ترك هذا الحكم من أجل تجنب هجمة أو حملة إعلامية على النبي صلى الله عليه وسلم، والناس هنا لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، ما هم الصحابة ولا يعبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الصحابة بالناس عن أبي بكر وعمر ولن يقولوا محمدا بهذه الفجاجة، وإنما المقصود بالناس هنا غير المسلمين من المنافقين من الكافرين من أعداء الإسلام من المحاربين، فهذا يؤكد أن الاستطاعة هنا ليست فقط هي القدرة المادية أو الجسدية وإنما هي أمر أبعد من ذلك وهو متعلق بأن يكون الظرف والمناخ والوقت مناسبا لهذا الحكم.
عثمان عثمان: هذا فقه الاستطاعة ماذا عن فقه التيسير؟
"
فقه التيسير ما جاء في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم "ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه"
"
سلمان العودة: فقه التيسير يتعلق بيعني كما في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم "ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه".
عثمان عثمان: يعني أنا اليوم كمسلم هناك أحكام شرعية تتعلق بالفقه تتعلق بالعبادات بالمعاملات إلى ما هنالك، وهناك أكثر من حكم فقهي فيها أو رأي فقهي، هل يصح لي أنا كمسلم أن أبحث عن الأيسر في هذه الآراء الفقهية والأحكام؟
سلمان العودة: هذا أحد وجوه البحث وليس هو البحث الوحيد، البحث إذا كان الإنسان عنده حكمان متقابلان يعني لا يوجد ترجيح لأحدهما على الآخر فالتيسير هنا مرجح لأن الله سبحانه وتعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم {ونيسرك لليسرى .. } [الأعلى:8] وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث أبي هريرة في البخاري "إن هذا الدين يسر" فوصف الدين بأنه يسر ولكن لم يرد بأي نص وصف الدين بأنه مشقة أو عسر أو شدة على سبيل الإطلاق وإنما الوصف باليسر. وحقيقة أقول إن اليسر والعسر أحيانا يختلف بحسب البيئات والمجتمعات، بعض البيئات التي ربما يغلب عليها جانب الانفتاح المطلق قد تستصعب ما هو من الشريعة والدين وبعض البيئات التي يغلب عليها جانب الحزم والأخذ بشدة ربما أنها لا تعطي التيسير إلا بمقدار، وأيضا لاحظ أن التيسير هنا ليس فقط هو في جانب الفتوى كما يظن الناس، لا، التيسير في الحياة تيسير الأب على أبنائه هذا من الدين، تيسير الحاكم على رعيته، التيسير في الجانب الإداري تخفيف ما يسمى بالبيروقراطية وتراكم المعاملات والعلاقات بين الناس، التيسير جزء من الشريعة. يعني عمر رضي الله عنه كان يقول إنني سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة وإنني إن أهش أقضي فيها بقضية يعرفها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن. هذا من التيسير المعرفي والعلمي تسهيل وصول المعرفة للناس سواء من خلال المدارس والجامعات أو وسائل الإعلام أو غيرها. الخليل بن أحمد كلنا نذكر قصته لما يقال إنه مات وهو كان يفكر لأنه كان يقول أريد أن أصل إلى علم الحساب تذهب به الجارية إلى البقال فلا يظلمها، هذا أيضا من التيسير، إذاً مطلب التيسير الشرعي التيسير الحياتي ليس خاصا بالفتوى وإنما هو في عموم الحياة.
عثمان عثمان: استطرادا فضيلة الدكتور، عندنا ما يسمى بفقه الأقليات، البعض اعتبر أن هذا المصطلح فقه الأقليات هو دين جديد وشن عليه حملة كبيرة، أين تضعون فقه الأقليات هل هو يأتي في إطار فقه التيسير أم يأتي في إطار فقه الاستطاعة، في أي إطار بالضبط تضعونه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سلمان العودة: أحسنت. أنا أعتبر أن فقه الأقليات يقوم على ثلاثة أركان، هو من جهة متصل بفقه الشريعة لأن الله سبحانه وتعالى قد بين كل شيء { .. وكل شيء فصلناه تفصيلا .. } [الإسراء:12] فلا بد من النص الهادي الذي يبين للناس وتجد أن المسلمين أنفسهم كانوا أقلية في مكة وكانوا أقلية في المدينة وصاروا أقلية في الحبشة، إذاً هناك نماذج وهناك ثوابت يمكن أن يستنار بها فيما يتعلق بهذا الجانب. العمود أو الركن الثاني ما يتعلق بفقه الاستطاعة لأن المسلم الذي يعيش ظهران المسلمين يستطيع أشياء كثيرة جدا من أجل تيسير من وجود المساجد والاعتبارات والأنظمة والحلال في الطعام والشراب واعتبارات كثيرة جدا، هذه الأشياء لا توجد في كثير من المجتمعات الغربية التي تعيش فيها أقليات إسلامية، إذاً فقه الاستطاعة وثيق الصلة في فقه الأقليات. الركن الثالث هو جانب التيسير إذاً حقيقة أن الإنسان الذي يعيش في بيئة غير إسلامية هو أحوج إلى التيسير من الإنسان الذي يجد كما جاء في الأثر أنهم لا يجدون على الخير أعوانا وأنتم تجدون على الخير أعوانا.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني من مهمات النبي عليه الصلاة والسلام أنه على صفة { .. ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم .. } [الأعراف:157] عن أي أصار عن أي أغلال نتحدث هنا التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم أو جاء ليضعها عن عاتق الأمة؟ أسمع منكم الإجابة إن شاء الله بعد وقفة قصيرة. فاصل قصير مشاهدينا الكرام ثم نعود وإياكم لمتابعة هذه الحلقة فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
فقه الاستطاعة ودور الحكام والعلماء
عثمان عثمان: أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة والتي نتحدث فيها عن فقه الاستطاعة في الشريعة الإسلامية مع فضيلة العلامة الدكتور سلمان العودة. فضيلة الدكتور يعني { .. ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم .. } ما هي هذه الأغلال والأصار التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم عن عاتق هذه الأمة؟ وهل نحن في أيامنا نضع على أنفسنا أصارا وأغلالا أخرى أو وضعها لنقل بعض دعاة التشديد؟
سلمان العودة: هو لا شك أولا أن هذا من أعظم ما وصف به النبي عليه الصلاة والسلام أنه جاء ليضع الأصر والأغلال التي كانت على الأمة من قبلنا وهذا له تفاصيل كثيرة جدا في العبادات في الطهارة في الصلاة في المعاملات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى أصحابه عن التشديد حتى إنه عليه الصلاة والسلام لما رأى امرأة تصلي وهي عندها حبل قال ما هذا؟ قالوا إذا فترت تعلقت بالحبل. يروى هذا عن زينب والحولاء بنت تويت فقال النبي صلى الله عليه وسلم "حلوه ليصلي أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد أو فليرقد" ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال وشدد على أصحابه حتى أنه تغلظ عليهم وقال "وددت أن نمد في الشهر لواصلت بهم وصالا يدع المتنطعون تنطعهم" يعني يريد أن يربي أصحابه على العفوية وعلى عدم التكلف وقال لمعاذ بن جبل هنا طبعا على الصعيد الفردي لكن لما يكون الأمر متعلقا بالإمامة بالقيادة بالفقه بالتعليم بالدعوة يكون الأمر فيه غضب مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان موصوفا بالحلم، فلما جاء الناس يشتكون معاذا وتطويله بالصلاة دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول الراوي ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة أشد من غضبه يومئذ، وقال "أفتان أنت يا معاذ؟ إذا صليت بالناس فاقرأ والليل إذا يغشى والشمس وضحاها، ألم نشرح لك صدرك، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء" فهذا أؤكد على ضرورة السلوك الفردي، بعض الناس قد يكون عنده عزيمة وهذا له علاقة وثيقة جدا بموضوع فقه الاستطاعة. بالمناسبة يعني بعض الناس عنده عزيمة عزيمتك الفردية احملها على نفسك لكن حتى زوجتك وأولادك يصعب أن تحملهم على عزائمك فضلا عن عامة الناس فيما يتعلق بالبيان والدعوة، علاقة هذا الموضوع بفقه الاستطاعة وهو موضوع العزيمة أن بعض الدعاة اليوم وبعض القيادات العلمية والدعوية عندها عزيمة وعندنا طموح وعندنا ربما أهداف راقية ولكنها لا تستطيع أن توجد صلة رابطة بين هذه العزيمة الذاتية من الداخل وبين إمكانية تطبيق هذه العزائم في واقع الحياة فكأنها تحمل الناس حينئذ على أمر فيه عسر وفيه مشقة، وأنا أعتقد أن الإخفاقات إن شئت قل
(يُتْبَعُ)
(/)
معظم الإخفاقات السياسية والحضارية في تاريخ الأمة وفي واقعها هي مرتبطة بهذا المعنى بالغفلة عن قراءة الواقع قراءة صحيحة. يعني من القصص التي تروى عن ابن تيمية رحمه الله وهو إمام من أئمة المدرسة السلفية يحتذى في هذا الجانب أنه لما غزا التتر البلاد الإسلامية مر هو وبعض طلابه بتتر وهم يشربون الخمر فهموا أن ينهوهم عن شرب الخمر فقال دعوهم وما هم فيه لأنهم لو صحوا ربما دخلوا المدينة واجتاحوها وانتهكوا حرماتها وأعراضها ونساءها فدعوهم وما هم .. هذا أهون من أن يقعوا فيما هو شر من ذلك. فهنا تلاحظ قضية الاستطاعة، هو مقدور على وجود النهي بحد ذاته ولكن ما يترتب على هذا النهي هو أيضا أمر معتبر فالأحلام التي في نفوسها والتطلعات، حتى أني أفكر في قضية من أحدث القضايا التي حصلت وهي ما يتعلق بالانهيارات التي حصلت في دولة العراق وبغض النظر عن الوضع السابق يعني حقه وباطله ولا شك أن فيه قدر كبير من الظلم والاستبداد والعنفوان الذي دمر الشعب العراقي وأوصله إلى ما أوصله إليه، لكن أيضا أنت هنا تلاحظ أن هناك عمى يترتب عليه عدم قراءة خريطة الواقع بشكل صحيح. ربما يكون عند الإنسان طموح ليوجد قوة إقليمية أو ممانعة أو مقاومة لكن لا بد أن يكون الإنسان عارفا بمجمل الأحداث. اليوم نحن نعيش في ما يسمى بعصر العولمة، لست أنت لوحدك أنت مرتبط بالعالم مرتبط سياسيا واقتصاديا وإعلاميا ولذلك الأهداف والطموحات التي عندك يعني حتى لو كانت أهدافا فردية فضلا عن أن تكون أهدافا لجماعة أو لدولة ينبغي أن تستحضر في ضمن إمكانياتها وقدراتها الواقعية أن تستحضر الواقع الدولي والقدر الذي يسمح به من دون أن نكون موسوسين نشعر بأن المؤامرات تحاك علينا في كل مكان ومن دون أن نكون مصابين بعمى الألوان فلا نعرف اللون الأحمر من الأصفر من غيرها.
عثمان عثمان: وفي هذا الإطار فضيلة الدكتور يعني هناك اليوم الأمة تتعرض في كثير من مواقعها إلى هجمات شرسة إلى اعتداءات، ما يجري في فلسطين ما يجري في العراق ما يجري في شتى أنحاء العالم، نجد بعض الحكومات ربما تمالئ الغربيين تمالئ من يحتل هذه الأراضي على حساب نصرة هذه القضايا وإذا ما سئل أحدهم عن السبب كان الجواب بعدم القدرة وعدم الاستطاعة. من الذي يحدد ضابط الاستطاعة في هذا الإطار؟
سلمان العودة: والله هذا سؤال مشكل يعني ممكن أن أقول لك إنه لا أستطيع أن أجيب على السؤال بدقة هذه الأمانة، لأنه فعلا الأمة اليوم أصبحت مشتتة وهذا يدخل في باب الاستطاعة أنني لا أستطيع أنا فعلا هذا مثال أنه لا أستطيع أن أجيب لسبب هو أن الأمة أصبحت تنظر إليها كحكومات في جهة وكشعوب في جهة أخرى وكعلماء أحيانا في جهة ثالثة، أين الرابط الذي يربط؟ يجب أن يكون هناك رابط مهما كان وضع الأمة لن تعدم أن يكون هناك وعاء يمكن أن ترتبط أو تجتمع عليه وأعتقد أن دور الفقهاء والعلماء الربانيين المخلصين الذين لا ينساقون لمصالح السياسة لطمع أو لدنيا ولا يساقون أيضا لأهواء العامة وتطلعات الشارع التي قد تكون غير واعية في كثير من الأحيان. أنا رأيت أن هذه مشكلة عويصة يعني قضية الأهداف كما أنت أشرت في سؤالك في أي بلد من البلدان هل المطلوب مثلا لما نقاوم في بلد من البلدان هل المطلوب أن نلحق الأذى بالمحتل؟ هذا احتمال وهذا له لون وله باب وله جواب. هل المطلوب أن ينطرد المحتل؟ هذا لون آخر وله باب وله جواب. هل المطلوب أن يكون هناك كيان يقوم في هذا البلد ويحدث النقلة ويحقق العدالة ويطبق الشريعة؟ هذا أيضا له لون وله باب وله جواب. يعني مما يدلك على خطورة هذا الفقه وضرورة الدندنة حوله وأن يكون يعني يكفينا في هذه الحلقة يا أخي عثمان أن نقول للناس ابحثوا هذا الموضوع ليس أكثر.
عثمان عثمان: إذا كنتم لا تستطيعون يعني فقه الاستطاعة نتحدث به في موضوع الحكومات والحكام، ماذا بشأن العلماء؟ يعني التاريخ حدثنا عن سلطان العلماء وعن غيره كيف ساق المماليك إلى سوق العبيد وباعهم عن مواقفهم القوية في مواجهة ما يجري على الساحة. هل ترون أن هذا الوضع قائم الآن أم أنه بفقه الاستطاعة قد تراجع الكثير من العلماء عن أخذ دورهم في مواجهة الحقائق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سلمان العودة: هو فقه الاستطاعة أنا في تقديري أنه ليس هو كما قد يبدو أن فقه الاستطاعة يمكن أن يكون تكأة أو حجة أو مهربا، هذه ترى قضية خطيرة جدا. فقه الاستطاعة ليس مهربا أن الإنسان يترك الأشياء ويقول أنا لا أستطيع أو والله فقه الاستطاعة يأذن. فقه الاستطاعة هو أنه بدلا من أن تكون تجاربنا ومحاولاتنا محاولات متعسفة أو يائسة أو أننا نضرب رؤوسنا في الجدران أحيانا أو أننا نتصرف بردود أفعال وكما يقال إدمان الطواري أن الناس يعني دائما يعيشون في مرحلة يعني توهج ردة الفعل لكنهم لا يفعلون، أن ننتقل من ذلك إلى دائرة الفعل وليس رد الفعل. دائرة الفعل طبعا هنا لا بد يكون عندنا خارطة واضحة إلى أين نتجه، ماذا سوف نصنع، ما هي الأهداف المرسومة، ما هي الأشياء المقدور عليها منها، الله سبحانه وتعالى في عليائه لم يكلفنا إلا بما هو بمقدور كما قال سبحانه {فاتقوا الله ما استطعتم .. }، يعني إذا كان قوله سبحانه {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. } هو خطاب للفرد فإن قوله سبحانه {فاتقوا الله ما استطعتم .. } هو خطاب للجماعة للأمة، إذاً هناك مطلوب منا التقوى. التقوى في السياسة كيف تكون؟ تكون بالعدل بين الناس وإيصال الحقوق وتوصيل الخدمات ترفيه المواطن بقدر المستطاع العدالة المساواة الحرية المنضبطة، هذه من أصول السياسة. في الاقتصاد هناك تقوى، في الدعوة هناك تقوى، في العلاقة الأسرية، في العلاقة الدولية هناك قدر من التقوى. لكن هنا التقوى المطلوبة منا هي مربوطة بالاستطاعة لأن هناك درجة من التقوى مثالية قد لا نكون قادرين على الوصول إليها.
عثمان عثمان: من المعلوم فضيلة الدكتور يعني أن أحكام التشريع نزلت بالتدرج وطبعا كان لذلك حكمة ربانية، هل لهذا التدرج وظيفة اليوم؟ هل له علاقة بالاستطاعة، أم لا بد من تطبيق الإسلام جملة واحدة كما يقول البعض؟
سلمان العودة: أنا أذكر لما قال ربنا سبحانه في محكم التنزيل { .. خلق السماوات والأرض في ستة أيام .. } [الأعراف:54]، كان بعض المفسرين والعلماء يقول إن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يخلق السماوات والأرض بقوله كن فيكون ولكن الله عز وجل أراد أن يعلمنا التريث، فلا بأس هذا نوع من التفسير الإشاري. كذلك ما يتعلق بالتدرج في الأحكام التدرج في الخمر مثلا التدرج في كثير من الأشياء التي نزلت شيئا فشيئا، هذا لا شك أن من شأنه أن يعلمنا أن الأحكام مرهونة بالقدرة وأن الأحكام لها أسرار ولها شروط بل لم يوجد فيه هذا الشرط فإن الحكم لا يتوجب عليه، لعل الحديث عن الجهاد هناك مئات الآيات القرآنية المتعلقة بالجهاد، طيب هذه الآيات التي تأمر بالجهاد هل هي آيات منسوخة كما يقول البعض؟ هل هي آيات محكمة؟ طيب آيات الصبر في المقام الآخر { .. كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة .. } [النساء:77] وما يتعلق بذلك، هل هي آية منسوخة نسخا مطلقا؟ كان أعدل وأجمل أقوال العلماء أن قالوا إنه ليس هناك نسخ وينبغي ألا يقال أو يصار إلى القول بالنسخ لأن النسخ إبطال بعض الأحكام الشرعية وبعض الآيات القرآنية أو النصوص النبوية ولكن يقال إن كل أمر منها مرتبط بمرحلة معينة مرتبط بظرف من الظروف ينبغي أن يضبط ويحكم فيه. مثلا قضية الخلافة يعني كثير من الأحكام مربوطة بوجود السلطة الإسلامية الجامعة التي توحد المسلمين وتقوم بهذا العمل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء" هذا حديث صحيح، إذاً هذا الحديث يومئ ويشير إلى أن قضية الخلافة هي فترة معينة ثلاثين سنة ثم زالت الخلافة. أحيانا مثلا دعنا نعطي مثالا أقرب إلى الواقع يا أخي عثمان، أنا أذكر لما غزا الأميركان أفغانستان بعد أحداث سبتمبر كنا نجلس مع كثير من الشباب فكنت أقول لهم إن هذه الحرب في تقديري محسومة النتائج، كانوا يقولون لماذا تقول هذا؟ ما يدريك يمكن نفاجأ أو تفاجأ أنت بأن تكون الأمور خلاف ما تتوقع؟ قلت أنا يعني لا أظن أن هناك مفاجآت لأن النواميس الإلهية موضوعة إلا إذا كان الله سبحانه وتعالى أراد أن يتغير نظام الكون فهذا إليه جل وعز ولا أحد يتدخل في حكمه تبارك وتعالى، لسبب بسيط وهو أن الخلافة الراشدة ثلاثون سنة لما انتهت الخلافة الراشدة هناك أناس كثيرون عاشوا فترة طويلة وهم يحلمون أن تعود إليهم قد تكون عادت إليهم ومضة في عهد
(يُتْبَعُ)
(/)
عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه من حيث العدل والإنصاف ورد الحقوق وما هو معروف في سيرته كما يسميه بعضهم خامس الخلفاء الراشدين ومجدد من مجددي هذه الأمة كما نص على ذلك الأئمة كابن حجر وسواه والسيوطي وغيرهم، المهم بعد ذلك جاءت دولة بني أمية، دولة بني أمية سقط جاءت بعد ذلك دولة العباسيين ثم جاءت دولة المماليك، العثمانيين، إلى آخر ذلك، إذاً هي فكرة أن نتصور أن اسما أو رمزا أو لافتة معينة أو مشروعا أو مؤسسة أن هذا سرمدي وأبدي هذا ليس ضروريا، حتى الخلافة التي هي نظام يعني إسلامي رباني جاء فيها مثل هذا الوضع يعني.
عثمان عثمان: إذاً التدرج كما كان في عهد النبي عليه السلام له دور وله وظيفة يجب أن يأخذ دوره ووظيفته في حياتنا وفي واقعنا اليوم. فضيلة الدكتور يعني البعض يرى أن التشديد فضيلة من باب الأخذ ..
سلمان العودة: التجديد أو التشديد؟
عثمان عثمان: التشديد هو فضيلة من باب الأخذ بالعزائم. كيف ترون الأمر؟
"
التشديد حقيقة ليس بفضيلة حتى مع النفس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث حنظلة "يا حنظلة ساعة وساعة"
"
سلمان العودة: والله التشديد حقيقة هو ليس بفضيلة حتى مع النفس أنا أقول لأن النفوس إذا كلت عميت، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث حنظلة "يا حنظلة ساعة وساعة" ويقول "لو تكونون عندي كما تكونون في كل حال لصافحتكم الملائكة" ولا أظن أن هذا الحديث قوله "لصافحتكم الملائكة على طرقكم" أنه تحفيز إلى هذا الفعل لأن فيه إشارة إلى الانتقال من المرحلة الإنسانية إلى المرحلة الملائكية وهذا لم يخلق الإنسان له، الإنسان خلق بشرا يعني يخطئ ويصيب وتعتمل في نفسه حتى أن عمر رضي الله عنه كان يقول إن الذين تتحرك في نفوسهم الشهوة ثم يدافعونها { .. أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم} [الحجرات:3]. إذاً هنا الإنسانية في كون الإنسان مرة ينجح ومرة يخفق ويخطئ يذنب فسيتغفر ويجتهد أيضا فيصيب مرة ويخطئ ويتعلم من الخطأ ويحاول فلا شك أن التشديد أنا أقول على الناس هو فتنة لا شك فيه، ولكن حتى على النفس قد يجعل الإنسان في كثير من الأحيان يجور في حق نفسه ثم يجور في حق الناس يعني مثلا الذين كفروا الناس أو يكفرون الناس أو يعتدون على الناس في دمائهم ربما تكون البداية أنهم شددوا على أنفسهم، الخوارج مثلا أخذوا أنفسهم بعزائم شديدة في القيام والصيام وكانت جباههم تثفنت وصيامهم ثم آل بهم الأمر إلى سفك الدم الحرام وانتهاك الحدود وما وقع في التاريخ الإسلامي على ما هو معروف.
قواعد وملامح فقه الاستطاعة
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور، يعني هناك قواعد فقهية تتعلق بفقه الاستطاعة منها إذا ضاق الأمر اتسع، كيف ذلك؟
سلمان العودة: نعم هذه القواعد التي ذكرها الإمام الشافعي رحمه الله وأصّل لها في الرسالة وفي غيرها وهو ممن أصّلوا فقه الاستطاعة، طبعا هذا له علاقة بالاستطاعة وله علاقة بالتيسير يعني مما يجمع بين هذين اللونين من الفقه أن الأمر إذا ضاق اتسع، وبعضهم يقول إذا اتسع ضاق بمعنى هذا يؤكد فعلا أن الأحكام الشرعية ليست عبارة عن قوالب كما يظن البعض، حتى الاستدلال بالنصوص هنا لا يكون استدلالا غير واعي وإنما يكون الاستدلال بالنص مع إدراك أن هذا النص لا بد من تحقيق للمناط ولا بد من ربطه بالواقع بشكل معين بحيث يستنطق هذا النص استنطاق النص الشرعي. فهنا إذا ضاق الأمر اتسع وبعضهم يقول إذا اتسع الأمر ضاق، يعني مثلا إذا كان هناك ضيق على الإنسان مشقة يوسع له في الأحكام وهذا واضح مثلا في التوسعة مثلا في السفر التوسعة على المريض التوسعة على الصغار التوسعة فيما يتعلق بالمرأة في اعتبارات معينة التوسعة في حال الحرب في حال الفقر، حتى أباح الله سبحانه وتعالى ما هو حرام مثل أكل الميتة وغيرها في حالة { .. وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه .. } [الأنعام:119] في حالة الضرورة. وإذا اتسع الأمر ضاق يعني إذا عاد الأمر إلى سعته وإلى بحبوحته وأصبح الناس في خيارات عديدة هنا يعود الأمر إلى ما كان عليه فيصبح ما هو محرم حراما. إذاً هنا هذا يؤكد لنا نقطة وأني رأيت في بعض البحوث المعاصرة أن بعض الناس الذين لم يدركوا فقه الاستطاعة آل بهم الأمر إما إلى اعتساف الناس ومحاولة يعني حمل النصوص على غير ما يمكن
(يُتْبَعُ)
(/)
وإما إلى إبطال النصوص وهذه مشكلة أخرى فإن بعض الناس آل بهم الأمر إلى إبطال النصوص الشرعية لأنهم كأنهم رؤوا أنها لا يمكن تطبيقها على بعض الأوضاع المعاصرة فقالوا بإبطالها وقال بعضهم إنها تكون مرتبطة بمرحلة معينة ولا شك أنه خطأ بعيد بل هو ضلال بعيد مثلا أن يقول قائل على سبيل المثال إنه والله الحدود الشرعية فرضت لأنه ما كان هناك سجون ما كان هناك مؤسسة للسجون موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان لا بد من حكم عاجل وسريع وهذا حكم مؤقت لوقت معين، فهذا من توقيت ما لم يوقته الله ورسوله.
عثمان عثمان: وماذا عن القاعدة الفقهية أيضا في فقه الاستطاعة المشقة تجلب التيسير، كيف ذلك؟
سلمان العودة: هذا أيضا مثل القاعدة الأولى يعني وجود مشقة على المكلفين تستدعي التيسير والتوسعة عليهم، المشقة على الفرد والمشقة على الجماعة، ولذلك من العلماء من نصوا على أن حاجة الناس العامة تنزل منزلة الضرورة يعني إذا كانت حاجة يحتاجها الناس كلهم في المجتمع فإنها تنزل منزلة الضرورة بمعنى أنه تزداد أهميتها لأنه ليست الحاجة هنا أو المشقة مرتبطة بفرد يقال عليه أن يتحمل ويصبر ويحتسب وإنما هي مرتبطة بالأمة كلها.
عثمان عثمان: ما وجه العلاقة بين الرخصة والاستطاعة؟
سلمان العودة: الرخصة طبعا أنواع، هناك رخص يعني عامة هذه الرخص مفتوحة لنا مقابل ما هو عزائم أو ما يظن بأنه عزائم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه أحمد "إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى محارمه" فهذا نوع، هناك الرخصة التي هي مرهونة بحال مثل قضية القصر في السفر قصر الصلاة أو جمع الصلاتين أو المسح ثلاثة أيام بلياليها للمسافر أو التيمم أيضا لمن لم يجد الماء. هذه أيضا تسمى رخصا باعتبار أنها في مواجهة عزائم قبلها لمن توفرت له الأسباب والله سبحانه وتعالى قال في شأن قصر الصلاة في قوله سبحانه { .. فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا} [النساء:101]، فهنا الله سبحانه وتعالى نفى الجناح على الناس أن يقصروا الصلاة إذا كانوا في سفر إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا، ولما سئل عمر رضي الله عنه عن الخوف هنا قال إني سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته" إذاً هي صدقة أو رخصة، هذه رخصة لأي أحد. هناك نوع ثالث من الرخصة بالمناسبة البعض يثيره أحيانا وهي ما يعتبر رخص العلماء يعني أن هذا الفقيه رخص في مسألة استثناء يعني خالف فيها الجمهور وهذا رخص في مسألة، فالبعض يبحث عن رخص الفقهاء يعني يأتي لكل فقيه فيأخذ ما تسامح أو ترخص فيه ويأتي للآخر ولهذا كان بعضهم يقول لو أن أحدا أخذ برخص العلماء كلهم لاجتمع فيه الشر كله. هذا ليس مطلوبا طبعا أن يكون الأمر بالتشهي أن يأخذ الإنسان بشهوته ما يعجبه من هذا أو ذاك لأن الشريعة مبناها على التكليف وعلى احترام النص.
عثمان عثمان: إنما العلم رخصة من ثقة.
سلمان العودة: (مقاطعا): رخصة من ثقة، هذا كلام سفيان رضي الله عنه أما التشديد فكل أحد يحسنه يقول رضي الله عنه هنا الرخصة من ثقة.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني كما ذكرتم هناك بعض الناس يشددون على أنفسهم، ربما يشددون على الناس يرهقون أنفسهم ويرهقون غيرهم. كيف لفقه الاستطاعة أن يعيد التوازن في هذا الإطار؟
سلمان العودة: والله يجب على الدعاة والفقهاء والمفتين وأيضا المعنيين بتوجيه الرأي العام أن يديروا للناس أمرا رشدا في هذا الخصوص يحفظ للناس دينهم وانتماءهم وفي الوقت ذاته لا يجعل حياة الناس تتحول إلى كبد ونكد ويصبح كثير من الناس مترددين حتى في أقل الأشياء. ربما ذكرت يوما أن أحد الشباب سألني هل يجوز أن نبتسم لكافر إذا لقيته وهو مسافر إلى بلد أجنبي، فكنت أقول له والله إن كان الابتسامة تحتاج إلى فتوى فالأمر عندنا عظيم. يعني الصحابة رضي الله عنهم انطلقوا على سجيتهم في أشياء كثيرة وكان الرجل جاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما قعد قال له النبي عليه الصلاة والسلام "يا فلان جئت تسأل عن البر؟ " فقال نعم يا رسول الله، قال له "استفت قلبك ولو أفتاك الناس وأفتوك"، فقوله استفت قلبك وإن أفتاك الناس دليل على أن الأمر هذا ليس مقصورا على
(يُتْبَعُ)
(/)
العلماء الذين يستفتون قلوبهم بل حتى العامة قد يستفتون قلوبهم في مسائل معينة لأنهم أعرف بنياتهم ومقاصدهم ماذا أراد بهذا الفعل والله سبحانه وتعالى تعبدنا أصلا بالمسؤولية الفردية {وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} [مريم:95]، فهنا المسؤولية خاصة وفردية أن تعرف ماذا أردت بهذه النظرة وما أردت بهذه الكلمة وما أردت بهذه الابتسامة، حتى الابتسامة ممكن تكون فعلا ابتسامة حرام لأنها ابتسامة خبيثة لأنها مغرضة لأنها مصيدة ولكن من الذي يقرر هذا ويحكم فيه؟ ليس هو المفتي وإنما ..
عثمان عثمان (مقاطعا): "إنما الأعمال بالنيات".
سلمان العودة: (متابعا): نعم، و "إنما الأعمال بالنيات".
عثمان عثمان: دكتور لو أردنا أن نلخص ملامح فقه الاستطاعة الذي نتحدث عنه.
سلمان العودة: ملامح فقه الاستطاعة هذا سؤال مهم لأنه ممكن يلملم أطراف الموضوع. أنا أقول إن فقه الاستطاعة أولا يتعلق بالفرد، ثانيا يتعلق بشكل أكبر بالأحكام السلطانية بأوضاع الأمة والدولة، الجانب الآخر أنها تعني أولا القدرة على فعل شيء من الناحية المادية من ناحية الآلة، تعني ثانيا الأثر المترتب على هذا الأمر وأنه أثر إيجابي أو ما يتعلق بموضوع المصلحة، أزعم أن النصوص الشرعية ترشد إلى إدخال موضوع اعتبار المصلحة والمفسدة بالنظر المعتدل ضمن الاستطاعة كما يرشد إليها أحاديث عدة مثل حديث بناء الكعبة وحديث ترك قتل المنافقين وتطبيقات العلماء في الأحكام السلطانية وفي موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أشياء كثيرة أن الاستطاعة لا تعني فقط أنني قادر على فعل شيء، الاستطاعة لا تعني أن عندي همة وطموح وعزيمة وأظن أنني ممكن أن أحرك وأهد جبلا ولكن لو أريد أن أحرك هذه الطاولة التي أمامي ما استطعت، مجرد وجود الرغبة أو الإحساس بالعزة كما يقع للبعض هذا لا يعني الاستطاعة.
عثمان عثمان: يعني لو كما ذكرتم هناك أمر يتعلق بالحكام هناك ما يتعلق بالعلماء هناك ما يتعلق برب الأسرة. بالنسبة لرب الأسرة وما يتعلق بفقه الاستطاعة ما دوره تجاه أسرته؟ هل يحملهم على الطاعة هل يحملهم على العبادة؟ هل يتعامل معهم بالاستطاعة المطلوبة؟ ما دوره بالضبط في هذا الإطار؟
سلمان العودة: ممتاز. يعني فعله في الاستطاعة بالنسبة لرب الأسرة هل يستطيع رب الأسرة اليوم كما كان يستطيع قبل مائة سنة أو مائتي سنة أن يتصرف مع أسرته بشكل معين؟ الجواب يقينا لا، لأن هناك متغيرات في الواقع إذا لم نفقه هذه المتغيرات ونتقنها بشكل جيد سوف نقع في مزالق عظيمة حتى هي مناكفة للشريعة ذاتها، يعني أصبحت الآن المرأة مشاركة في مصروف البيت كمثال، أصبحت وسائل الإعلام موجودة في كل بيت، أصبح الأبناء متصلين ومرتبطين بالمدرسة مرتبطين بالأصدقاء، كل بيت فيه أجهزة إعلام يوجد في سوني، الغامبويا، ألعاب الكمبيوتر، الإنترنت الآن، قنوات فضائية، فهل الاستطاعة التي كانت موجودة قبل مائة سنة هي الموجودة الآن؟ أبدا. عندك خمسة أطفال ومع ذلك ربما أنهم يهدون حيلك أحيانا لأن إدارة هؤلاء الآن في ظل الظروف المعاصرة لم تكن مثل ذي قبل ولذلك بعض الناس قبل أن يتزوج عنده صورة مثالية سأفعل بزوجتي كذا وسأقدم لها كذا، بينما إذا واجه الواقع أصبح أكثر إدراكا أنه محتاج إلى أن يتعامل بصورة مثالية من جانب ولكن تلامس الواقع من جانب آخر.
عثمان عثمان: طبعا يعني الحديث في هذا الموضوع ربما يطول فضيلة الدكتور ولا تكفي حلقة واحدة لسبر أغواره كلها. لا يسعني في ختام هذه الحلقة إلا أن أشكركم فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، لكم تحية من معد البرنامج معتز الخطيب ومن المخرج منصور الطلافيح ومن سائر فريق العمل، إلى اللقاء في الأسبوع القادم بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0DC16E39-AE3B-4ED7-8658-617D0418A656.htm(/)
مقال جديد للشيخ حامد العلي {الرد على الأحمق المطاع}
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 06:56]ـ
الرد على الأحمق المطاع .. وخطابه الحقير في ذكرى النكبة
حامد بن عبدالله العلي
،
أعرب بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر، عن أمنياته الصادقة بمناسبة "الذكرى الستين لإقامة دولة إسرائيل"، "شاكرا الرب لامتلاك اليهود أرض أجدادهم". هكذا تناقلت الوكالات ما قاله البابا
،
"سبع حملات صليبية إلى الأرض المقدسة، عادة على اليهود بالمذابح، فهل ستؤدي الصليبية الثامنة إلى استرجاع اليهود لفلسطين؟ وإذا كانت صليبية حقة، فإن تلك الحقيقة بالذات تأتي بمثابة البرهان على النظام الجديد لعالم تسوده المحبة والعدالة؟!!
الزعيم الصهيونى إسرائيل زانغويل فى 2 ديسمبر 1917، أى بعد صدور وعد بلفور بشهر واحد
ذاك ما قاله زعيم الصليبية هذه الأيام، وهذا ما قاله زعيم الصهاينة قبل قرن
أما ماقاله المفكر الصهيوني المشهور إبراهام بورج الآن فهو مختلف تماما،
لقد قال: " الأمة الإسرائيلية ترتكز الآن علي سقالة من الفساد وأسس من القهر والظلم, ولذا فقد أصبحت نهاية المشروع الصهيوني بالفعل علي أبوابها, وهناك احتمال حقيقي بأن جيلنا هو الجيل الصهيوني الأخير, وربما تبقي دولة يهودية في هذا المكان, ولكنها ستصبح دولة مختلفة، وغريبة، وقبيحة, إن ألفي سنة من الصراع للاستمرار اليهودي انتهت إلي دولة من المستوطنات، تديرها عصبة غير أخلاقية من الفاسدين، الذين لا يحترمون القوانين، ولا يأبهون بمواطنيهم، ولا حتي بأعدائهم, لا يمكن استمرار دولة تفتقر إلي العدالة, لقد بدأ كثير جدًا من الإسرائيليين في استيعاب ذلك, وهم يسألون أولادهم: أين يتوقعون الحياة بعد خمسة وعشرين عامًا? لقد بدأ العد التنازلي للمجتمع الإسرائيلي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي يجسد جانبي اللعنة أي الأخلاق والشخصية المعيبة، والتجاهل الفظ للقانون من جانب, ووحشية الاحتلال وخنق كل فرصة للسلام من الجانب الآخر, هذه أمتنا وهؤلاء هم قادتها, والنتيجة التي لا فكاك منها هي أن الثورة الصهيونية قد ماتت وشبعت موتًا"
،
قبل ستين عاما, حلَّت على فلسطين وشعبها كارثة الكوارث، أطلق عليها نكبة عام 1948، حيث استطاعت الحركة الصهيونية مدعومة من بريطانيا، أن تسيطر بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين، ثم تعلن قيام الكيان الصهيوني.
وفي سبيل هذه الإعلان، لقي تلك الأيام عشرة آلاف فلسطيني على الأقل مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولا, كما أصيب ثلاثة أضعاف هذا الرقم بجروح وهجر 60% من سكان فلسطين أي نحو 700 ألف.
وتمَّ طرد الفلسطينيين من 20 مدينة، ونحو 400 قرية, كلُّها قد غدت أملاكها، وأراضيها، ومزارعها جزءا من الكيان الجديد الذي بقي يسوم الشعب المغتصبة أرضه سوء العذاب، ويدخل المنطقة كلَّها في جحيم من المعاناة، لمدة ستة عقود إلى يومنا هذا.
والإحصائيات التي تتحدث عن الشهداء، والأسرى، والمهجرين، وضحايا هذه المأساة تجاوزت كل تعريف للماسأة.
ويكفينا أن نشير هنا إلى أن إحصائية سمح الصهاينة بالكشف عنها مؤخرا بمناسبة مرور 60 عاما على قيام كيانهم المغتصب، تقول إن1,634 اسرائيليا قتلوا في الستين سنة منذ إعلان الكيان.
بينما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا على يد قوات الاحتلال الصهيوني منذ اندلاع انتفاضة الأقصى فقط أي بتاريخ 28/ 9/2000 حتى 30/ 6/2006، بلع العدد: 4464 شهيداً، منهم 826 طفلا، فيما بلغ عدد الجرحى 47440 جريحاً، منهم 8435 مواطناً تلقوا علاجاً ميدانياً
أما من قتلوا طيلة سنوات الإحتلال فعشرات الألوف من الفلسطينيين.
كما تشير بيانات وزارة شؤون الأسرى والمحررين بهذا الشأن، إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني قد اعتقلت منذ عام 1967م، وحتى شهر 2006م أكثر من 650 ألف فلسطيني.
أما اللاجئون الفلسطينيون الذين يشكلون ثلث اللاجئين في العالم، فتجاوز عددهم السبعة ملايين لاجىء.
كل هذه المآسي التي تشيب لها الولدان، لم تستحق من الكلب بوش أن يقول عنها كلمة واحدة يعترف فيها بمعاناة شعب، لم يعاني مثله أي شعب في العصر الحديث.
بل وقف في الكنيست يكيل المديح للكيان الصهيوني وديمقراطيته، وأنه الأنموذج المثالي للدولة العصرية، ويتفاخر بأن أمريكا هي أول من اعترف بالكيان الصهيوني، ويتحدث عن الروابط الدينية العميقة التي تربط بين أمريكا، وهذا الكيان العنصري المتعصب المسخ، ويتعهد بالدفاع عن كل جرائمهم.
غير أننا نعلم أن إبراهام بورج الذي نقلنا كلامه أول المقال، هو أسد رأياً، وأرشد فهماً من بوش، إذ اعترف بأنَّ كيانهم، كيان البغي، الذي لايعرف العدالة، وتسوسه عصبة غير أخلاقية من الفاسدين، ثم قال:
(لقد بدأ العد التنازلي للمجتمع الإسرائيلي)
وهذه هي الحقيقة التي يدركها العقلاء، وتعضدها الوقائع، فالكيان الصهيوني في حالة من التفكّك والإنهيار، والتآكل، والإنهزام النفسي، لم يكن عليها من قبل.
ولهذا السبب يحاول قادة الإجرام العالمي هذه الأيام على رأسهم بوش، إنقاذ نفسية الصهاينة، بهذه الإحتفالات التي هي بمثابة نفخ الروح في الميت.
ولكن هيهات، فإنَّنا نبشّرهم جميعا بأن الشعب الذي صمد طيلة ستين عاما، وأصبح بعد كلُّ هذه العقود، أثبت صبرا، و أشد بأسها، وأعظم تنكيلا بعدوّه،
ولايزال صامدا، شامخا، متحديا آلة القتل الصهيونية بعقيدة لا تعرف الوهن، وعزيمة لاتعرف الإستكانة،
أنه سيبقى صامدا حتى يتحقَّق وعد الله تعالى بنصره.
وحتى تتحقَّق أيضا نبوءة كهنة بني إسرائيل بزوال كيانهم قريبا بإذن الله تعالى.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.(/)
ولأول مرة مسابقة سينمائية ستقام في المنطقة الشرقية الثلاثاء القادم .. التفاصيل بالداخل.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 05:39]ـ
تفاجأت المنطقة الشرقية بإقامة مسابقة سينمائية في المنطفة الشرقية ...
*فزمر وطبلت لها الصحف وجعلوا لذلك عنوانا (أول مسابقة للأفلام السينمائية في السعودية)
* استغرب أهالي هذه البلاد ...
* وغضب الأخيار والصالحون ومحبو هذه البلاد.
هل يعقل أن تقام هذه المسابقة .... يوم الثلاثاء 15/ 5/1429هـ،
............................
............................
............................
ندوات وورشة تطبيقية ومشاركات من أنحاء المملكة في دورتها الأولى
تعلن اللجنة التنظيمية لمسابقة أفلام السعودية المقرر عقدها في الفترة من20 - 24 مايو القادم في مدينة الدمام بأنها تلقت عدد 58 فيلم قصيرا من مخرجين شباب سعوديين في مختلف المجالات «الروائية، الوثائقية والتحريكية».
وصرح مدير المسابقة احمد الملا بأن اللجنة الفنية المختصة قامت باختيار عدد 32 فيلما للدخول في مجالي مسابقة الأفلام الروائية والوثائقية وجاءت كالتالي:
http://http://www.aladabi.org.sa/
وأضاف الملا بأن هناك عددا من الأفلام تم اختيارها للعرض خارج المسابقة إلى جانب أفلام المخرج الرائد عبدالله المحيسن الذي تكرمه المسابقة في دورتها الأولى.
كما تم قبول عدد 13 نصا للدخول في مسابقة السيناريو. كما جاءت المشاركات سواء من الأفلام أو السيناريو من مختلف مناطق المملكة.
وأشار مدير المسابقة إلى أن لجنة التحكيم ستقوم بدورها في مشاهدة الأفلام قبل عرضها للجمهور بيوم واحد، علما بأن الأفلام تتسابق على الجوائز التالية:
1 - الفيلم الروائي:
• النخلة الذهبية وعشرة آلاف ريال الجائزة الأولى لأفضل فيلم روائي قصير.
• النخلة الفضية وخمسة آلاف ريال الجائزة الثانية لأفضل فيلم روائي قصير.
• النخلة البرونزية وثلاثة آلاف ريال الجائزة الثالثة لأفضل فيلم روائي قصير.
• شهادات التميز الفني في الفيلم الروائي القصير «حسب اختيار لجنة التحكيم في أي من المجالات الفنية السينمائية».
2 - الفيلم الوثائقي:
• النخلة الذهبية وعشرة آلاف ريال الجائزة الأولى لأفضل فيلم وثائقي.
• النخلة الفضية وخمسة آلاف ريال الجائزة الثانية لأفضل فيلم وثائقي.
• النخلة البرونزية وثلاثة آلاف ريال الجائزة الثالثة لأفضل فيلم وثائقي.
• شهادات التميز الفني في الفيلم الوثائقي «حسب اختيار لجنة التحكيم في أي من المجالات الفنية السينمائية».
وتتكون لجنة تحكيم الأفلام من:
1 - أمين صالح رئيسا.
2 - خالد ربيع السيد.
3 - د. مبارك الخالدي.
4 - عبد الخالق الغانم.
5 - فهد الأسطا.
ومن جهة أخرى تتسابق نصوص السيناريو على جائزة واحدة هي أفضل سيناريو ليحصل الفائز على جائزة النخلة الذهبية وعشرة آلاف ريال.
وتتكون لجنة التحكيم من:
1 - علي عفيفي رئيسا.
2 - عبد الله الجفال.
3 - جعفر عمران.
وصرح احمد الملا مدير المسابقة بأن الاستعدادات مستمرة في سبيل نجاح المسابقة وسيتم عقد ورشة تطبيقية لكيفية إعداد السيناريو كما سيتم عقد عدد من الندوات النقدية للأفلام المعروضة، إلى جانب محاضرة رئيسية بعنوان"السينما السعودية: تطلعات وتحديات وفرص .. " يقدمها ناصر الصرامي رئيس قسم الأفلام الوثائقية بقناة العربية.
وأوضح الملا بأن العروض مفتوحة للجمهور طوال أيام المسابقة لفترتين في مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام.
.........................
........................
وللإستزادة
ملتقى فضيلة
http://fadelh.com/vb/index.php
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 05:45]ـ
يا سلام والرافضي (عبد الخالق الغانم) معهم؟
الله يكفينا شرهم.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 06:24]ـ
الأمل الراحل ............ هي وقفت على الغانم ......... أكثرهم رافضة والمتقدمين كثير منهم رافضة.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 10:21]ـ
للإحتساب
بالترتيب:
1 - 01458804 سماحة المفتي
وأيضاً ف: 4571851
2 - 014829802 ش. اللحيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى)
وأيضاً ف:014828470
3 - 014021639 ش. إبراهيم الغيث (الرئيس العام للهيئات بالمملكة)
4 - 014022155 الهويمل وكيل الغيث
5 - 0125707300 ش. صالح بن حميد (رئيس مجلس الشورى)
.............................. .............................. ........
.............................. .............................. .......
رئيس محاكم المنطقة الشرقية
الشيخ عبدالرحمن الرقيب
فاكس مساعده
038260981
فاكس الشيخ
038260928
...............
فاكس رئيس هيئات الشرقية
د. محمد المرشود
038920775
.............................
فاكس رئيس محاكم الخبر
الشيخ صالح اليوسف
038992333
........................
فاكس رئيس محاكم القطيف
الشيخ فؤاد الماجد
038427832
.............................. .
فاكس رئيس مركز الدعوة والإرشاد بالشرقية
الشيخ صالح اللحيدان ((اسمه يشابه اسم رئيس مجلس القضاء))
038054833
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 04:50]ـ
مهرجان للسينما في السعودية ... !
جمال بنون الحياة - 19/ 05/08//
غداً (الثلاثاء) سينطلق أهم حدث ثقافي فني في المنطقة الشرقية، وأعتبره سابقة ثقافية مهمة بالنسبة لمراقبي المجتمع السعودي، ليقيّموا هذا الحدث، لكونه محل جدل اجتماعي وديني على رغم تناوله بشكل اكبر ما بين قبول ورفض وحلال وحرام!
والحدث الذي سينطلق غداً هو مسابقة أفلام سعودية تستمر لمدة أربعة أيام، ولدي اعتقاد بأن اللجنة التنظيمية اضطرت إلى تغيير أو تحريف تعبير «سينما»، لكونها كلمة حساسة لدى بعض الفئات المتشددة اجتماعياً، أو بقصد تحاشيها حتى لا تدخل في صدامات فكرية وثقافية تؤدي إلى إلغاء المسابقة وهي في مهدها!
في هذه المسابقة التي أعتبرها حدثاً ثقافياً مهماً سيتم عرض - كما نشرت الصحف المحلية - 58 فيلماً قصيراً لمخرجين سعوديين في مختلف المجالات الروائية والوثائقية ... وهناك أفلام تم اختيارها للعرض خارج المسابقة، أتمنى من وسائل الإعلام أن تغطي هذه الفعاليات السينمائية في السعودية باهتمام ومتابعة، فنحن في شوق لأن نرى الشباب الموهوبين الذين اخترقوا كل الأسوار، وتجاوزوا كل الحواجز قد استطاعوا أن ينتجوا أعمالاً سينمائية أعتقد أنها تعد انجازاً ثقافياً وفنياً.
كلمة «السينما» في السعودية حساسة، إذ لم تكن موجودة في السابق، لأن تياراً فكرياً مناهضاً استطاع التأثير في المجتمع وجعل «السينما» شيئاً لا يمكن الحديث عنه.
ليس خافياً على أحد أن حقبة من تاريخ هذه البلاد شهدت حضوراً للسينما، خصوصاً في جدة ومكة المكرمة، وأذكر بالتحديد في مكة المكرمة حينما كنت صغيراً في السبعينات، كانت توجد محال وأماكن لتأجير معدات السينما لعرضها في المناسبات والاحتفالات.
كما كانت توجد أماكن أخرى لعرض الأفلام، ويحضر الناس لمشاهدة الأفلام المصرية والهندية والتركية، وكانت بنفس مواصفات عرض السينما الحالية كما هي موجودة في دبي أو القاهرة أو البحرين وغيرها من الدول المجاورة القريبة، الفرق البسيط هو أنها كانت مخصصة للرجال فقط، والحال كذلك - كما يعرف الجميع - كانت توجد حركة سينمائية في جدة.
إذاً ثقافة السينما كانت موجودة في السعودية في السابق، ولا يمكن إنكارها أو تجاهل حقيقة وجودها، فمثلما أتاح دخول التلفزيون فرصة إبراز برامج ثقافية واجتماعية وإنسانية، وأصبح كصناعة الآن من خلال إنتاج المسلسلات والأغنيات الوطنية أو الإنسانية، وبرزت لدينا مواهب إعلامية وفنية، كان من الممكن أن تصبح السينما لدينا الآن في هذا المصاف، وكنا رأينا مواهب مبدعة تعبر عن عاداتنا وتقاليدنا تماماً مثلما يحدث في التلفزيون المحلي، إلا أن مشروع السينما وئد في حينه، ولهذا يذهب السعوديون أسبوعياً إلى البحرين أو الإمارات أو إلى القاهرة لمشاهدة آخر الأفلام الجديدة في صالات العرض هناك، إما بصحبة عائلاتهم أو بمفردهم، وهذا الإقبال المتعطش على السينما تأكيد اجتماعي على مدى حاجة الناس لمثل هذه الثقافة الفنية.
حتى الآن غير واضح أين يكمن الرفض الاجتماعي للسينما في البلاد، هل في صالات السينما؟ أم في الأفلام؟ أم في طريقة المشاهدة؟ أم ماذا؟ إذا كان الرفض في صالات العرض، فالموضوع لا يحتاج إلى تدبر أو تفكير طويل، والتجارب عدة لدينا، متمثلة في المتنزهات والحدائق والمطاعم، إذ يمكن تخصيص أماكن خاصة للعائلات وأخرى للشبان، أو أيام عرض موزعة.
أما إذا كانت الأفلام نفسها هي مصدر الرفض، فعلينا أن نتذكر أن السوق فيها كل أنواع الأفلام، التي حصلت على فسح من وزارة الثقافة والإعلام، وتباع وتوزع بشكل رسمي بعد حذف المشاهد، التي يمكن ان تكون خادشة للحياء فيها.
إذاً أين تكمن المشكلة؟ في السعودية اليوم يجري تصوير بعض المشاهد، إما لأفلام وثائقية أو أفلام سينمائية، وفي المحافل السينمائية الدولية عرضت وشاركت أفلام سعودية، وحصدت جوائز مهمة.
وعلى سبيل المثال: فيلم «ظلال الصمت» الذي عرض على هامش سوق الفيلم الدولية لمهرجان كان عام 2006 للمخرج السعودي عبدالله المحيسن، ولاقى استحساناً جماهيرياً، وعلى رغم أن التجربة بسيطة، إلا أنها كانت مشجعة، وشاهدنا - أيضاً - تجربة «كيف الحال».
دائماً ما تؤدي السينما بأفلامها أدواراً تعبر عن رغبات المجتمع، ومن ذلك - على سبيل المثال- فيلم «الهداية»، الذي يجري الإعداد له هنا في السعودية، وهو رد على الفيلم الهولندي «الفتنة»، الذي أساء إلى الإسلام والقرآن الكريم، فكان «الهداية» هو الجانب التوضيحي للغرب لحقيقة الإسلام، إذ يحكي الفيلم قصة خبير هولندي يأتي إلى السعودية من أجل القيام بدراسة حول طبقات الأرض، ويكون على موعد مع شاب سعودي لديه خبرة في المجال ذاته، وأحداث الفيلم يتم تصويرها في الرياض، وهو من إخراج بشير الدباس، وتأليف فوزي القبوري، وبطولة طلال السدر، وعلي أبو ذياب.
يجب ان نضع أصبعنا على موضع الخلل لنعالجه، وليس السكوت والتغاضي، وقد ثبت أن السعوديون الذين يسافرون إلى الخارج يلاحقون صالات عروض السينما، وكذلك المسرحيات ويهوون حضور الفعاليات الغنائية، فما المانع من أن يشاهدوا هذه الأفلام هنا وفي أماكن أكثر أماناً، وفي بيئة اجتماعية مناسبة؟ أرى أن من المهم جداً متابعة أول مهرجان للسينما في السعودية.
http://ksa.daralhayat.com/perspectives/05-2008/Article-20080518-fd727b05-c0a8-10ed-01e2-5c73c2748a7c/story.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 04:55]ـ
لتفعيل الموضوع عاجلاً نرجو من الإخوة الإحتساب، لاعذر لكم هذه الأرقام بين أيديكم.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 04:59]ـ
يا إخوان بدأ أهل الشر يتساوون الآن في القوة مع أهل الخير وذلك بسبب ضعف الإحتساب من جهة أهل الخير، فهيا لتفعيل العمل الإحتسابي والإنكار والإعذار إلى الله ..................
للرفع ......................... .............................. ......
للرفع ......................... .............................. ...
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 05:59]ـ
للرفع لقرب المنكر .............................. ...........
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 02:35]ـ
عفواً
مدير مركز الدعوة والإرشاد بالشرقية
الشيخ عبدالله اللحيدان وليس صالح اللحيدان.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 12:49]ـ
تجاوزات شرعية ونظامية في افتتاح مسابقة الأفلام السعودية الأولى 15/ 5/1429هـ ................
* دخول نساء متبرجات في قاعة حفل الرجال مع وجود مكان خاص بالنساء.
* تشغيل موسيقى صاخبة في القاعة أثناء عرض الأفلام.
****طبعاً غير الأفلام السينمائية التي هي أصل المنكر في الموضوع وتعتبر بداية شر وفساد للمنطقة وللبلاد****
@@@كل هذا مؤشر خطير إلى تدهور الأوضاع خلال بقية أيام المسابقة المقررة إلى يوم السبت 20/ 5 إذا لم يتم تدارك الأمر.
للإعذار:
1 - الكتابة والاتصال برئيس الهيئة بالمنطقة الشرقية ش. د. محمد المرشود.
2 - رئيس محاكم المنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن الرقيب.
3 - الإبراق لأمير المنطقة ونائبه.
(ومناشدتهم إيقاف هذه التجاوزات)
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 11:30]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ... لا بد من التشميرعن ساعد الجد لرد هذا العدوان عن بلاد الحرمين، ونشتغل بأمر العدو المتربص، وندع خلافاتنا جانبا، تلك التي مزقت الأمة، وجعلت أمثال هؤلاء الرعاع يخرجون ألسنتهم لنا، ونحن نعلم أنهم يطبقون علينا نظرية: " فَرِقْ تسد ".
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 11:48]ـ
يوم الأربعاء 16/ 5/1429هـ
الساعة 8:30
للأسف ظهور نساء عاريات وموسيقى صاخبةومس لعقيدتنا اٌسلامية من عرض لعقائد النصارى.
والله أعلم من مقصود هذا الفيلم (اغتيال دولة)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 11:49]ـ
الشرقية» ... 47 فيلماً تُطلق تظاهرة سينمائية تستمر 5 أيام ... مدني: المسابقة تُسهم في تجاوز حال رفض السينما في السعودية
وأثار مجموعة من الحضور المتدينين الانتباه، حين غادروا في شكل جماعي قاعة الاحتفال، فور عرض فيلم وثائقي حول المخرج السعودي عبدالله المحيسن، لأنه «يحوي موسيقى، وهي حرام»، كما قال أحدهم، وهو يغادر القاعة.
الرابط جريدة الحياة
http://ksa.daralhayat.com/arts/05-2008/Article-20080520-08108794-c0a8-10ed-01e2-5c73ec0cde17/story.html
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 12:17]ـ
ولا زالت المنكرات تتوالى في مسابقة الافلام السعودية ...
اليوم الخميس 17/ 5/1429هـ
عرضت بعض الافلام واستولت الموسيقى التصويرية الصاخبة على جميع مجريات الافلام ... علما أن الحضور كان أقل من المتوسط ...
وعرض مشهد لأحد الممثلين وهو يصلي في التشهد الاخير وكانت الخلفية موسيقية وهو يصلي ....
أقول أيها الأخوة عليكم مخاطبة المسؤولين أولا بأول ...
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 01:54]ـ
استمرار التجاوزات في مسابقة الأفلام السعودية
يوم الخميس 17/ 5
عرض فلم "البداية"
*طهور مغنية شبه عارية لمدة 20 ثانية.
التجاوزات ليوم الجمعة 18/ 5
*عرض فلم "الهامس للقمر".
*غير الموسيقى التي أصبحت من أساسيات هذه الأمور ظهور شاب شبه عاري قد خلع جميع ملابسه ورمى بها في الدرج ثم خرج وانتهى الفلم (فقط العورة المغلظة تم سترها).
وغيره من التجاوزات.
سؤالي هو:
هم يقولون ويدندنون أنه ستكون السينما هادفه وليس فيه ما يخدش الحياء ولا ما يخالف الشريعة الإسلامية فهذه من أوائل الأفلام وهي أفلام صغيرة كما عرضت في المسابقة وهناك لجنة تحكيم!!! وقد رأيتم وسمعتم المخالفات المذكورة وقد قام بها سعوديون علماً بأن الإختلاط وجد في المسابقة مع وجود قسم خاص للنساء!!!!!
فكيف لو فتحت السينما ودور السينما في المملكة فهل ستنضبط كما يقولون أم ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 07:32]ـ
معقول هذا يحصل في بلادنا!!
أعوذ بالله. . يا أخي الشرهة على الحاضرين ليه مع الخيل يا شقراء؟!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:35]ـ
يرفع لتجديد الانكار
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 02:14]ـ
اهل حائل لهم تجربة في هذه الأيام مع الافلام السينمائية
كبار المشايخ في حائل تكلموا على المنابر وفي الدروس والمحاضرات وكتبوا للمسؤولين في المنطقة وكتبوا في منتديات الانترنت حتى فضحهم الله
بل ان بعض الشباب سبب مشكلة في النادي الأدبي مما سبب خلاف بينهم(/)
مكانتنا في المحافل الدولية. د / مازن المطبقاني
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 10:37]ـ
وفقني الله عز وجل لحضور عدد كبير من المؤتمرات في الشرق والغرب والأكثر في الغرب فلمست غياباً غير عادي للباحثين والعلماء المسلمين، ومن ذلك المؤتمر الدولي التاسع عشر للرابطة العالمية لتاريخ الأديان الذي عقد في شهر مارس عام 2004م وتحدث باحثون أوروبيون وأمريكيون عن الإسلام ومعظمهم ممن لا يفهم الإسلام الفهم الصحيح أو إنه يفهمه ويحرص على تقديمه بصورة مشوهة. ولم يحضر من السعودية سوى باحث واحد هو محدثكم حيث قدمت ورقة بعنوان (العولمة والهوية الإسلامية) واحب أن أقدم لكم تعريفاً بهذه الرابطة وأدعو القائمين على الجمعية الإسراع في الانضمام إلى عضوية الرابطة وإني على استعداد لتزويدكم بالمعلومات التفصيلية عن كيفية الاتصال بالرابطة وطلب العضوية. وفيما يأتي التعريف
يعود تكوين الرابطة العالمية لتاريخ الأديان إلى عدة عقود خلت حين سعى عدد من العلماء إلى ذلك من أجل تشجيع البحث العلمي في دراسة الأديان من خلال التعاون الدولي بين أولئك الذين لهم تأثير على الساحة الثقافية الدولية. وتتكوّن الرابطة من مؤسسات علمية لدراسة الدين في مختلف بلاد العالم. وقد تأسست رابطة تاريخ الأديان عام 1950م بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع العالمي لتاريخ الأديان الذي عقد في أمستردام، حيث كانت سلسلة هذه المؤتمرات قد بدأت في باريس عام 1900م.
وقد نشأت رابطة تاريخ الأديان لتضم ثلاثاً وأربعين رابطة من مختلف أنحاء العالم من مثل: أستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وكوبا، وجمهورية التشيك، والدنمارك، وفنلندا، وغيرها، وأخيراً انضمت رابطتين من بلدين إسلاميين هما إندونيسيا وتركيا.
إن هذه الرابطة عضو في المجلس الدولي للفلسفة والعلوم الإنسانية ضمن منظمة اليونسكو، وهذه الرابطة تعمل كمنسق للنشاطات الشبيهة. ولها نشاطات عدة من أهمها: المؤتمر العالمي الذي يعقد كل خمس سنوات، بالإضافة إلى عدد من المؤتمرات الفرعية التي تعقد خلال السنوات الخمس، وتعقد المؤتمرات في أماكن مختلفة من العالم لتقوية جهود الرابطة.
ويتكون هيكل الرابطة من الآتي:
- الجمعية العمومية، وتجتمع مرة كل خمس سنوات خلال المؤتمرات الرئيسة.
- اللجنة الدولية، وتجتمع خلال كل مؤتمر رئيس، وهي التي تنتخب الأعضاء الاثني عشر لمدة خمس سنوات.
- اللجنة التنفيذية، وتتكون من اثني عشر عضواً يُنتخبون من قبل اللجنة الدولية، ليمثلوا مناطق العالم الجغرافية المختلفة من أكاديميين متخصصين في الدراسات الدينية.
- نشاطات الرابطة في مجال النشر: تنشر الرابطة مجلة بعنوان Numen. International Review for History of Religions ، ويتولى نشرها مؤسسة بريل Brill بهولندا، كما أن للرابطة سلسلة كتب ظهر منها ثمانون كتاباً حتى الآن. كما تُشرِف الرابطة على كتاب نصف سنوي بعنوان: (علم الدين)، وهو عبارة عن مستخلصات للمقالات والبحوث الحديثة في مجال العلوم الدينية. كما تنشر الرابطة نشرة وفقاً للمناسبات تتناول أخبار الرابطة، ويمكن الحصول عليها من موقع الرابطة www.iahr.dk
الرئيس الشرفي للمؤتمر: الأمير الياباني ميكاسا Mikasa الذي ترأس المؤتمر التاسع الذي عقد في اليابان عام 1958م، وشارك في العديد من المؤتمرات وبخاصة أنه قام بدراسة الأديان دراسة علمية، وكان أول رئيس لجمعية دراسات الشرق الأدنى التي أسست في اليابان عام 1954م، وله كتابات مهمة في هذا المجال.
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=2379(/)
عقيلةُ الطهرِ أنتِ يا بنتَ الرياض.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 01:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كانت الرياض - وسوف تظل إن شاء الله - معقل (الطهر) والمكان الآمن البعيد عن أعين المخربين ذوي الخطط بعيدة المدى.
إلا أن هناك مؤامراتٌ خبيثة مكشوفة تُدبرُ بـ (نهار)، للنيل من سمعة الفتاة السعودية وبالذات (بنت الرياض)، عبر إشاعة الفاحشة باسم نشر الحقائق وكشف المستور تمهيدا لمعالجتها زعموا!!
في الماضي كنا نسمع كثيرا من هؤلاء القوم المفسدين، اتهامات للنساء (المطلقات) في عفتهن وأعراضهن، حتى أضحى المجتمع إمعة يردد معهم بلا وعي بل وبلا خوف من الله عز وجل، وصارت المرأة المطلقة عند بعضهم متهمة حتى تثبت براءتها! كيف؟ لا أدري!
وما تلك الاتهامات إلا لنشر الفاحشة، و (تفتيح عيون الغافلات منهن) لسلوك هذا الطريق، وكأنهم يقولون: أنتِ يا مطلقة متهمة سواء كنت بريئة أم مجرمة فلْتسلكي هذا الطريق أو كما يقول العامة: (الدعوى خربانة. . خربانة).
والآن بدأ القوم المفسدون، بتسليط الضوء على (بنت الرياض) - تمهيدا لإقامة المشاريع الإفسادية بقرار رسمي معتبر - وهيهات -، وإيهام الناس عبر روايات ساقطة - كرواية الماجنة رجاء (بنات الرياض) - بفساد فتيات الرياض بلا استثناء!، وأن التطلع إلى إقامة علاقات محرمة من أعظم أمنياتهن ولن يمنعهن من تحقيقها سوى الخوف من الأهل فقط!، هذا غير خروجهن أمام الأهل والأقارب بوجه غير الوجه الذي يخرجن به أمام رفيقاتهن. وكل هذا من أجل تشكيك الناس في الفتاة العفيفة الطاهرة، ولقد قرأتُ بنفسي - للأسف - في أكثر من منتدى ومن كُتاب محترمين قولهم: بأن فتاة الرياض لم تعد محل ثقة! وأن الفتاة وإن كانت محتشمة فلا تضمن احتشام قلبها ذلك لأن الفاجرات صرن يتخفين ويخفين فجورهن تحت العباءة!
وعندما يُطرح موضوع يتناول مدينة (. . .) والفساد المنتشر فيها، يقفز إليك أحدهم ليقول: الرياض فيها فساد أكثر من (. . .)!!
وتأتي أخرى من ماجنات المدينة الفلانية لتقول: وعد مني أكشف لكم حقيقة بنات الرياض!
ولا أدري لِمَ الحرص على تصوير بنت الرياض بهذه الصورة؟!
مثل هذا الافتراء لم نسمع به إلا بعد رواية (بنات الرياض) والمقالات المروجة والمصفقة لها.
انتصار عظيم، حازته بنت الصانع، وسبق فريد حين كشفت للناس حقيقة بنات الرياض، ردّ الله كيدها في نحرها وأعوانها من الإنس والجان.
والمؤسف أن ما ذكر في رواياتها صدقه بعض الأخيار وخاصة من ابتلي منهم بالوسوسة!
وبصفتي بنت الرياض، وأهل مكة أدرى بشعابها، ولأني طفت الرياض وتعرفت على الكثيرات من شرق الرياض وغربها وشمالها وجنوبها أقول:
بنت الرياض يا نكرات. . لا تعرف السهر خارج البيت إلى ما بعد منتصف الليل. .
بنت الرياض يا دعاة الفجور. . لا تعرف سائق الأجرة إلا عند الضرورة.
بنت الرياض. . لا ترتدي ثوبا يكشف أكثر مما يستر.
بنت الرياض. . متدثرة بالحياء لا تقوى على محادثة الرجال بلا ضرورة.
بنت الرياض. . لا تعرف كيف تمسك بالسيجارة والشيشة.
بنت الرياض. . لا تعرف الرد على الأرقام الغريبة الواردة إلى جوالها إلا عند الضرورة أيضا.
بنت الرياض. . لا تذوبها رسالة عابرة من مجهول إلى جوالها أو إيميلها.
بنت الرياض. . لا تعرف التنافس في الموضات والماركات وأيهن تلبس الأغلى!
بنت الرياض. . لا تتأنق على حساب حجابها ودينها.
بنت الرياض. . تعرف كيف تقضي وقتَ فراغها فيما ينفعها.
بنت الرياض. . تجد راحتها في مجالس الذكر، وحفظ كتاب الله.
بنت الرياض لا تخرج إلى صديقاتها من دون إذن من وليها.
بنت الرياض. . ليس لديها أسرار فاضحة تخفيها عن إخوتها فـ (جوالها مفتوح، وجهازها الحاسب مفتوح، لمن يريد استخدامهما من أفراد أسرتها).
و (مدينة الرياض). . يا من تحبون أن تشيع الفاحشة في ديار المسلمين:
في كل حيٍّ من أحيائها ما لا يقل عن عشرة من دور تحفيظ القرآن الكريم، وكل دار لا يقل عدد الدارسات فيه عن200 دارسة من مختلف المستويات والأعمار. وأغلب الدارسات والمدرسات محتشمات لا يعرفن العباءات المخصرة الفاتنة ولله الحمد.
(مدينة الرياض) بمدارسها وجوامعها وجامعاتها خرّجت داعيات قدوات والداعيات خرجن فتيات يحملن هم الدعوة ويسعين لطلب العلم على أصوله ونفع مجتمعاتهن.
(مدينة الرياض) فيها تقام المحاضرات والدروس العلمية لأبرز العلماء والدعاة.
(مدينة الرياض) لا زالت تستنكر الفساد بصوره المتعددة أن يقام علنًا، ولا زال أهل الفساد فيها نكرات نادرة، مكروهة ومحاربة.
(مدينة الرياض) لا زال فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ليل نهار.
====
وختاما. .
الفساد في كل مكان، يكثر في مكان، ويقل في آخر، غير أن (الرياض) لا زالت بخير، ولا زالت سمة الطهر تجللها، ولا عزاء للمرجفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 01:50]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
نسأل الله أن يقي المسلمين شرور من يحب إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 01:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا على هذا الموضوع فهو في محله ليته ينشر في المنتديات.
ـ[الغزال]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 10:52]ـ
وكذلك بنات المسلمين الملتزمات على مر الزمان .. في الرياض والشام ومصر والمغرب ..
نسأل الله لنا ولهن تمام الهداية
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 07:54]ـ
الإخوة الفضلاء. . أبو محمد العمري، أبو فردوس، الغزال
أشكر لكم دعواتكم. . بارك الله فيكم
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضحى المجتمع إمعة يردد معهم بلا وعي بل وبلا خوف من الله عز وجل، وصارت المرأة المطلقة عند بعضهم متهمة حتى تثبت براءتها! كيف؟ لا أدري!
سامحين أختي راحلة الامل مازال مافهمتش أمر المرأة المطلقة عندكم
أريد أن أسالك .... لماذا الحديث يكثر عن المطلقة عندكم
هل طلاق المرأة جريمة .... خاصة إذا كانت المرأة عندها أولاد!!!!!!
ارحم من في الأرض يرحمكم من في السماء
و يكفي حمل ثقل كلمة (الطلاق)
هذا من أجل تشكيك الناس في الفتاة العفيفة الطاهرة، ولقد قرأتُ بنفسي - للأسف - في أكثر من منتدى ومن كُتاب محترمين قولهم: بأن فتاة الرياض لم تعد محل ثقة! وأن الفتاة وإن كانت محتشمة فلا تضمن احتشام قلبها ذلك لأن الفاجرات صرن يتخفين ويخفين فجورهن تحت العباءة!
وعندما يُطرح موضوع يتناول مدينة (. . .) والفساد المنتشر فيها، يقفز إليك أحدهم ليقول: الرياض فيها فساد أكثر من (. . .)!!
لماذا التشكيك في سمعت بنات الرياض بالتحديد ... ؟؟؟؟
ولقد قرأتُ بنفسي - للأسف - في أكثر من منتدى ومن كُتاب محترمين قولهم: بأن فتاة الرياض لم تعد محل ثقة!
من فضلك أختي الطيبة لو كان ممكن تنزل المنتديات التي نشرو فيه هذه الأخبار
المسيئة لبنات المسلمين ربي يحفظك
اللهم حفظ بنات و نساء المسلمين من كل شر و سوء
ـ[أسماء]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 08:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أنت أختي الفاضلة
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 12:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بكِ أختي. . انا موجودة. . لكن بعض عباراتك لم افهمها جيدا وخاصة الأسطر الأخيرة:). .
على العموم. . في موضوعي ذكرتُ سبب استهداف بنت الرياض. . اقرئيه جيدا بارك الله فيك
وأما عن المرأة المطلقة، فالتشكيك في عفتها ظاهر عند ناس دون ناس لا أعمم أبدا أبدا. وبالعكس فيه مَن ثقته تزداد في المرأة المطلقة بحكم أنها كانت زوجة وأهلا لأن تكون أم ومربية وعسى الله أن يعوض المطلقات خيرا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بارك الله فيك وسعيدة بمداخلتك وفقك الله
ـ[أسماء]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 08:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وسعيدة بمداخلتك وفقك الله
و فيك بارك أختي الطيبة و إني بكي أسعد
جزاك الله كل خير و حفظك ربي
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 03:22]ـ
موضوع مبارك
ولكن حصر هذه الأخلاق الفاضلة ببنت الرياض فيه إجحاف بغيرها من مناطق نجد - حماها الله - بله بغيرها من المناطق الأخرى، وكذلك لاتعدم الفضليات من أخواتنا في البلاد الأخرى ...
وهذه الصفات الطيبة سمة مميزة لنساء نجد - زينهن الله وأخواتهن المسلمات في كل مكان بالستر والعفاف -
وأما عن مداخلة الأخت أسماء في المشاركة السادسة فهي مداخلة موفقة ومسددة، والأسئلة التي فيها مازالت تنتظر إجابة شافية!!
مع شكرنا للأخت الأمل الراحل.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 10:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و فيك بارك أختي الطيبة و إني بكي أسعد
جزاك الله كل خير و حفظك ربي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكِ الله أخية
بعد رسالتِك فهمتُ قصدكِ من الأسطر الأخيرة، والحقيقة لا أحبذُ ذكر اسم المنتدى لأنه ذائع الصيت، ولأني عضو فيه فلا أريد أن أُعرَف؛ فقد رددتُ عليهم بأسلوب مختلف لكن المضمون واحد كـ موضوعي هذا.
موضوع مبارك
ولكن حصر هذه الأخلاق الفاضلة ببنت الرياض فيه إجحاف بغيرها من مناطق نجد - حماها الله - بله بغيرها من المناطق الأخرى، وكذلك لاتعدم الفضليات من أخواتنا في البلاد الأخرى ...
وهذه الصفات الطيبة سمة مميزة لنساء نجد - زينهن الله وأخواتهن المسلمات في كل مكان بالستر والعفاف -
وأما عن مداخلة الأخت أسماء في المشاركة السادسة فهي مداخلة موفقة ومسددة، والأسئلة التي فيها مازالت تنتظر إجابة شافية!!
مع شكرنا للأخت الأمل الراحل.
حياكم الله. .
أنا لم أحصر هذه الأخلاق بـ بنت الرياض فقط إلا بسبب الهجوم عليها، لكن علينا أن نعترف أن مدينة الرياض - وكذلك القصيم وأظنك منها - يعني (نجد) كما ذكرتَ أنت، تكاد تكون المنطقة الوحيدة التي لا زال الناس فيها متمسكين بالعادات النابعة من الدين، فمستحيل أن تجد البنت عندهم تتحدث إلى ابن عمها وكأنه أخوها أو أحد محارمها وأخص (الحضر)! ولكل قاعدة شواذ.
وقد خصصتُ بنت الرياض، للحرب التي يقودها بنو جرذان (علمان)، على بنت الرياض من خلال منتدياتهم بعد رواية بنات الرياض الشرارة الأولى التي أوقدت الحرب على عقيلة الطهر.
ولكل مقام مقال، فالهجوم على بنت الرياض، إذن سيكون دفاعنا عن بنت الرياض، كما فعلت الروائية سارة الزامل عندما ألفت رواية (المرآه المنعكسة) ردا على رجاء الصانع وروايتها العفنة.
==
لا أدري بعد كل هذا يا أسماء و غالب هل هناك سؤال لم أجِب عليه؟
العالم الله هذا ما فهمته من مشاركة أسماء رقم 6
وفقكما الله وبارك فيكما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الحارث الانباري]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 11:36]ـ
بارك الله فيك يا اختنا الكريمة نعم ما قلتيه عين الصواب ونحن في العراق نسمع ادعاءات كاذبة ودعاوي خبيثة همها النيل من اخواننا واخواتنا المسلمات في جميع دول الاسلام
بارك الله فيك مرة اخرى ونحن ننظر اليك يابنت الرياض شمعة خير وطيب وتطبيق لشريعة الله
بارك الله باخواننا واخواتنا الطالبين للستر والعفة والحياء
اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك
اللهم آمين
ـ[ابو الحارث الانباري]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 11:38]ـ
بارك الله فيك يا اختنا الكريمة نعم ما قلتيه عين الصواب ونحن في العراق نسمع ادعاءات كاذبة ودعاوي خبيثة همها النيل من اخواننا واخواتنا المسلمات في جميع دول الاسلام
بارك الله فيك مرة اخرى ونحن ننظر اليك يابنت الرياض شمعة خير وطيب وتطبيق لشريعة الله
بارك الله باخواننا واخواتنا الطالبين للستر والعفة والحياء
اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك
اللهم آمين.
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 11:57]ـ
فمستحيل أن تجد البنت عندهم تتحدث إلى ابن عمها وكأنه أخوها أو أحد محارمها وأخص (الحضر)! ولكل قاعدة شواذ.
بداية نشكر الأخت الفاضلة .. على غيرتها .. محاولة تغريب المرأة المسلمة .. ليست في الرياض فقط إنما في عدد من المناطق والدول نجحت في بعضها بعامل القوة وفي بعضها بعامل الابتزاز واستغلال نقاط الضعف كالحاجة والفقر ونحو ذلك وفي بعضها ما زالت تحاول وتجاهد .. فهو هجوم عام وبالأصح هو هجوم على المرأة المتدينة في أي قطر كانت لتتنازل عن مبادئها لأنها هي صانعة الرجال , وليست الهجمة وليدة الساعة .. بل هي سياسة يسير عليها أعداء الملة والمؤتمرات تشهد بذلك!
هي سياسة الأخذ من الغنم القاصية! ومع ذلك كله فستصدم وفي بعض البلاد صدمت هذه التيارات والجهود المبذولة بصمود الصادقات العفيفات .. والتي اخترن اتباع ما يرضي الله على شهوات الدنيا وزخرفها ..
وما دعاني للتعقيب: خشية فهم الكلام على اطلاقه؛ لأن التعميم مازال جاريا في كلام الأخت الفاضلة .. وذلك عندما خصت (الحضر) بمرادها وخصوصا في منطقة نجد .. وهذا التعميم لا يطلق على عواهنه .. بل لابد من دراسات تقوم عليها ليصح القول! لذا قيل: إن كنت ناقلا فالدليل , وإن كنت مدعيا فالحجة!
كم من نساء البادية من هي قمة في الخلق والديانة والتوحيد , ولم تسلك ما سلكته الأخت التي في الحاضرة من تتبع الموضات وتساهل في بعض الأمور! بل من واقع مشاهد وحوادث مشاهدة يعرفها أهل الاختصاص وقد حدثني بذلك أكثر من مدير للفنادق وأصحاب الحملات ما لبنات الحاضرة من تساهل وخصوصا في الحرم المكي الشريف!
وليست فقط بنت نجد هي المحافظة , فكم من بنات الحجاز من هن محافظات مع شدة ما يجدن ومثل ذلك في المنطقة الشرقية بل وفي جميع البلاد بطولها وعرضها! فليس الأمر محصورا ببنت نجد بل قد تكون بنت نجد في رغد من العيش آمنة في بيتها وبيئتها تعينها على الطاعة! وبعض بنات الحجاز والشرقية كالقابضات على الجمر من شدة ما يجدن , والأمر أشد في البلاد المجاورة!
ومعلوم أن الأجر يضاعف على قدر البلاء والمشقة!
كما أني أُذَكِّر أن لفظ الحاضرة والبادية عام في دول الخليج ومع ذلك في بعض الدول الخليجية تعد بنت البادية هي المتحجبة المتسترة القائمة بما فرض الله عليها من الحشمة , وبنت الحاضرة هي التي تقود السيارة وتسفر عن وجهها وشعرها ونحو ذلك ... !
أقول هذا الكلام ولا أريد منه الدفاع عن قوم دون قوم! لكن أردت به بيان: أن من كل بيئة صالح وطالح ومعرفة الإنسان بقوم من إحدى الفئتين لا يحمله على التعميم ولا يسوغ له فعل ذلك وإن كان ولابد فيقول بحسب ما رأيت!
والذي أعرفه أن من هؤلاء وهؤلاء: الفتيات الصالحات التقيات الحافظات لكتاب الله تعالى والراغبات في العلم الشرعي .. ما يجعل الرجل يحتقر نفسه أمام همم بعضهن!
ختاما ما أريد بيانه أن في كل بيئة الصالح والطالح ولا يصح أن ننسب أو نخصص فئة أو دولة أو قطرا بعينه ونميزه دون البقية بصلاح أو فساد والإنصاف عزيز كما قال بعض السلف!
فالله اسأل أن يوفق الأخت الفاضلة وأخواتها لما فيه صلاحهن وصلاح مجتمعاتهن! وأن يجعلهن وعاء للعلم والعلماء .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[27 - May-2008, صباحاً 02:28]ـ
الأخ الفاضل أبو الحارث الأنباري. . وفيك بارك الله. . شاكرة مرورك العطر ودعواتك الطيبة. . وفقك الله ويسر أمرك.
==
الفاضل محبرة الداعي:
قد ذكرتُ في ردي على الأستاذ غالب سبب تخصيص بنت الرياض بهذا الموضوع؛ فأرجو أن تحمل كلامي على المحمل الحسن يا رعاك الله.
وأما ما اقتبستَه فـ لأن حديثي عن بنت الرياض فقط، لا لعنصرية، ولا لنفي الأخلاق والحشمة والعفاف عن بقية البنات في كل مكان. وقد قلتُ في آخر سطر من موضوعي:
الفساد في كل مكان، يكثر في مكان، ويقل في آخر، غير أن (الرياض) لا زالت بخير، ولا زالت سمة الطهر تجللها، ولا عزاء للمرجفين.
وثق أخي الكريم، أنه لو حدث وتكلم هؤلاء الليبراليين عن بنت القصيم أو غيرها لـ رددتُ عليهم، ولـ خصصت موضوعا عمن طالها الاتهام سواء كانت شرقية أو غربية.
لا عنصرية يا أخي غير أني لازلتُ عند رأيي وقد أيدني الأستاذ غالب مِن أن عادات نجد تتوافق إلى حد كبير مع ديننا الحنيف.
ومسألةُ التعميم. . فإني لا أرى في كلامي أي تعميم، وتخصيص مجتمعٍ بفضيلة لا يعني تعميم الفساد على غيره.
عموما. . مداخلتك - وعلى روعتها وأهميتها - إلا أنها كانت بناء على كلمة عابرة ليست من صميم الموضوع. . وموضوعي طرحته لعدة أسباب ذكرتها في ثنايا الموضوع والردود.
شكرا لك على مداخلتك الغاضبة الواعية. .
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[27 - May-2008, صباحاً 08:22]ـ
==
الفاضل محبرة الداعي:
قد ذكرتُ في ردي على الأستاذ غالب سبب تخصيص بنت الرياض بهذا الموضوع؛ فأرجو أن تحمل كلامي على المحمل الحسن يا رعاك الله.
شكر الله لكم .. كنت بدأت بمقدمة بينت فيها أن الهجمة موجهة لكل امرأة متمسكة بدينها بُغية تغريبها؛ وبينت كذلك أن في بعض البلاد نجحت وفي بعضها ما زالت تجاهد وفي بعضها ما زالت تحاول الدخول وما استطاعت!
إذن هي موجهة لكل امرأة مسلمة متمسكة بدينها سواء أكانت في الرياض أو تركيا أو مصر أو تونس أو حتى أوروبا بأكملها وهي التي تدعي الحرية الشرعية وتحارب الحجاب الشرعي!
فالحجاب الشرعي هو القفل الذي إذا انكسر سَهُل فتح الأبواب بعدها!
وهو ما يعمل عليه أهل الفساد والتغريب في الرياض
فلم أحمل كلامكم أختنا الفاضلة على محمل سيء!!
في الرياض نعم , ما زالت عصية عليهم ولا يعني هذا عدم وجود استجابة من بعض ضعيفات الإيمان لما يريدون؛ وهذا مشاهد في بعض المجمعات التجارية والتي لا داعي لذكر اسمها!
وكذلك جميع المناطق يوجد فيها مجمعات تجارية يشاهد فيها مثل هذه الأشياء -تقل وتكثر بحسب نجاح التغريب فيها-, التي لو شاهدها بعض الصلحاء لعده الفساد العريض!
ومع ذلك لو نقلنا الصورة إلى دور القرآن النسائية وبعض الفاعليات الطيبة ورأينا فيها المرأة المسلمة لأكبرنا ما نراه ولقلنا نساء البلد جمعيهن صالحات!
هذه هي مرحلة التصور والتي لابد منها قبل اصدار الأحكام! - حتى يكون الحكم متزنا- والتي تتلخص في ثلاث نقاط:
1) الهجوم موجه نحو المرأة الملتزمة في كل مكان , ومنها الرياض! وعنها سيكون الحديث.
2) رؤية بعض مشاهد الفساد لا يجعلنا نحكم على البلد إلا بعد أخذ التصور الكامل , فلا يحسن بعاقل أن يقول عن بلد اشتهر بالفجور والفسوق من زنا ومخدرات ونحو ذلك , بأنه بلد محافظ لأن فيه ثلاثة مساجد أو أقلية مسلمة! وفي المقابل لا يقبل العاقل بأن يصف الرياض بأنه بلد فاسد لأن امرأة تدرس في الولايات الأمريكية وصفتها بذلك؛ وإن وجد من هي على شاكلتها في الرياض فكل إناء بما فيه ينضح كما يقال! وهي تتحدث عن واقع قد تكون عاشته حقيقة , وقد يكون من نسج الخيال؛ ابتغاء لفت الأنظار وأخذا بقاعدة خالف تُعرف , وتمرد لتظهر؛ لكن هو بكل تأكيد يعكس أثر الفساد الذي أثر في عقلها!
3) فقه المكان الذي تطرح فيه القضية , فلا يخفى على كريم علمكم أن هذا المجلس يتصفحه من أهل الخليج ومن بلاد المغرب بل ومن بعض البلاد الأوربية , وكل بلد وخصوصا الخليج اصطلحوا على شيء - ولا مشاحة في الاصطلاح - لذا بيّنت أن المصطلح الذي كان النقاش حوله يختلف في بعض دول الخليج! ولو لم يؤخذ بهذا الجانب - فقه المكان - لكثرت التأويلات والاتهامات فيما لا نفع فيه!
وأما ما اقتبستَه فـ لأن حديثي عن بنت الرياض فقط، لا لعنصرية، ولا لنفي الأخلاق والحشمة والعفاف عن بقية البنات في كل مكان. وقد قلتُ في آخر سطر من موضوعي:
وثق أخي الكريم، أنه لو حدث وتكلم هؤلاء الليبراليين عن بنت القصيم أو غيرها لـ رددتُ عليهم، ولـ خصصت موضوعا عمن طالها الاتهام سواء كانت شرقية أو غربية.
لا عنصرية يا أخي غير أني لازلتُ عند رأيي وقد أيدني الأستاذ غالب مِن أن عادات نجد تتوافق إلى حد كبير مع ديننا الحنيف.
ومسألةُ التعميم. . فإني لا أرى في كلامي أي تعميم، وتخصيص مجتمعٍ بفضيلة لا يعني تعميم الفساد على غيره.
مَن قال لكم أني أخالفكم الرأي؟! أنا اتفق معكم كما أن الأستاذ غالب متفق معكم في أن نجد تعد أكثر المناطق محافظة والتزاما وقربا من الدين - إما عبادة وإما عادة! -؛ لكن الذي لا اتفق معكم فيه هو تخصيص فئة دون أخرى مع أنه لا تمايز بينهما بشكل واضح , وذلك بقولكم: وأخص ( ..... ) فالتخصيص حصر , ولم أنقاشكم في صحة اطلاق هذا المصطلح أو لا , وإلا فكل من سكن البنيان يعد من أهل الحاضرة!
أما قولكم
وتخصيص مجتمعٍ بفضيلة لا يعني تعميم الفساد على غيره.
هذا التخصيص بهذه الفضيلة ألا يعد سلبا لهذه الفضيلة من المجتمع المقابل إذا كان الأول قد اختص بها؟!! فإن كان كذلك وإلا فالتخصيص لا وجه له , لأنه تخصيص بلا مسوغ.
عموما. . مداخلتك - وعلى روعتها وأهميتها - إلا أنها كانت بناء على كلمة عابرة ليست من صميم الموضوع. . وموضوعي طرحته لعدة أسباب ذكرتها في ثنايا الموضوع والردود.
شكرا لك على مداخلتك الغاضبة الواعية. .
بارك الله فيكم
وفيكم بارك الله .. أبدا لم تكن غاضبة وقد بدأت كلامي بمقدمة كما سبق وذكرت سبب التعقيب وهو خشية فهم الكلام على غير وجهه مع اختلاف المصطلحات واطلاقها.
نقطة الخلاف وهي التخصيص لا تعني عدم الاتفاق في مجمل الكلام؛ فما ذكرتموه نقره ونفرح به.
أما إن كان ما ذكرته من صميم الموضوع أم كلمة عابرة , لا يهم بقدر ما تهم الفائدة , والتي أؤكد عليها بأن تصور المسألة يعين بعد توفيق الله في إصابة الحكم. وهذا ما جعلني ابدأ بتلك المقدمة والتي بَنيت عليها نقطة الاختلاف - والتي قد تكون كلمة عابرة بالنسبة لكم لكنها كلمة تجاوزت حد الاعتدال في طرح القضية, وكونها [كلمة عابرة] لا يعني قبولها , أو عدم الإشارة إلى عدم صحتها من وجهة نظري -.
فحديثي السابق كان في نقطتين:
1) مقدمة لابد منها.
2) بيان نقطة الاختلاف والتي بُنِيَتْ على تلك المقدمة.
وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه ... وشكر الله لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو منصور التميمي]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 12:14]ـ
شكراً يا أخت على هذه المشاركة الطيبة النافعة، وهذا والله عشمنا في بنت الرياض وغيرهن من بنات المسلمين.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 10:09]ـ
أنا لم أحصر هذه الأخلاق بـ بنت الرياض فقط إلا بسبب الهجوم عليها، لكن علينا أن نعترف أن مدينة الرياض - وكذلك القصيم وأظنك منها -
جزاكِ الله خيرًا أختاه.
وأنا ابن الرياض مولدًا ومعاشًا، وإن كانت أصولي ترجع لمدينة من مدن منطقة سدير من إقليم نجد - حماه الله وجميع بلاد المسلمين - آمين.
ولكن الحق أحق أن يتبع، ويكفينا قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ للتقوى ... } المائدة8
مع شكري مرة أخرى لكِ يا أخيّة، ولا أنسى أن أشكر الأخ الفاضل محبرة الداعي، والجميع.
ـ[أسماء]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 11:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولكن الحق أحق أن يتبع، ويكفينا قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ للتقوى ... } المائدة8
بارك الله فيك أختي الكريمة على التوضيح
و شكرااا للاخوة الكرام
جزاكم الله كل خير
أسال الله العظيم أن يحفظ جميع بلاد المسلمين من السوء و الشر
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 05:02]ـ
لكن الذي لا اتفق معكم فيه هو تخصيص فئة دون أخرى مع أنه لا تمايز بينهما بشكل واضح , وذلك بقولكم: وأخص ( ..... ) فالتخصيص حصر , ولم أنقاشكم في صحة اطلاق هذا المصطلح أو لا , وإلا فكل من سكن البنيان يعد من أهل الحاضرة
لا أحبذ توضيح رأيي بخصوص هذا التعقيب، لحاجة في نفسي، والشمس لا تحجب بكف!
هذا التخصيص بهذه الفضيلة ألا يعد سلبا لهذه الفضيلة من المجتمع المقابل إذا كان الأول قد اختص بها؟!! فإن كان كذلك وإلا فالتخصيص لا وجه له , لأنه تخصيص بلا مسوغ.
سبق وأن أجبتك وأجبت غيرك من الإخوة حول هذه النقطة.
شكر الله لكم تفضلكم بالمشاركة.
شكراً يا أخت على هذه المشاركة الطيبة النافعة، وهذا والله عشمنا في بنت الرياض وغيرهن من بنات المسلمين.
بارك الله فيك وشكرا لمشاركتك وحسن ظنك.
جزاكِ الله خيرًا أختاه.
وأنا ابن الرياض مولدًا ومعاشًا، وإن كانت أصولي ترجع لمدينة من مدن منطقة سدير من إقليم نجد - حماه الله وجميع بلاد المسلمين - آمين.
ولكن الحق أحق أن يتبع، ويكفينا قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ للتقوى ... } المائدة8
مع شكري مرة أخرى لكِ يا أخيّة، ولا أنسى أن أشكر الأخ الفاضل محبرة الداعي، والجميع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الكريمة على التوضيح
و شكرااا للاخوة الكرام
جزاكم الله كل خير
أسال الله العظيم أن يحفظ جميع بلاد المسلمين من السوء و الشر
شكرا لكما. . وبارك الله فيكما وتقبل دعواتكما.(/)
التعليم الجامعى إلى أين .. ؟
ـ[روضة الجنان]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 05:46]ـ
لا أحد ينكر أن التعليم اغلى شىء فى حياتنا. إن أول اية نزلت فى القران الكريم "اقرأ"،ويقول الحبيب المصطفى (صلى):"اطلبواالعلم من المهد الى اللحد".ولكن للاسف التعليم فى بلادنا عقيم. إن التعليم فى بلدى الحبيبة مصر سىء للغاية فهو مازال يعتمد على الحفظ والتلقين، ان الطالب لايذاكر من اجل ان يفهم و يستفيد مما يقرا ولكن هو يحفظ المنهج المقرر حتى يصبه فى ورقة الامتحان وبعد ما يخرج من الامتحان تنقطع صلته بالمواد تماما. وعن التعليم الجامعى فحدث ولاحرج، فما هو إلا سلسلة لمسلسل الحفظ والتلقين.حيث انه لا يوجد منهج متكامل فيها ولكن كل دكتور يبيع كتابه فقط ويخرج الطالب من الجامعة بخفى حنين، أريد ان اعرف كيف هو حال التعليم فى بلادكم؟ وهل التعليم فى دول الخليج افضل حالا منا ام لا؟ وان كان كذلك فما هى اسباب تطوره؟ شاركونى بأرائكم وشكرا
ـ[روضة الجنان]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 10:41]ـ
لازلت بانتظار مشاراكانكم: لكن يبدو ان مشكلة التعليم لا تهم احد الان او ان نظرتكم للموضوع على انه خاص بمصر فقط وشكرا
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 09:13]ـ
أختي الفاضلة روضة الجنان غفر الله لك، كيف تنسبي هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ((اطلبواالعلم من المهد إلى اللحد))؛ فهذا الحديث لا أصل له!!!.
ـ[روضة الجنان]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 07:11]ـ
لاسف كثيرا ما سمعت من مدرسينى فى المدرسة ان هذه المقولة حديث عندما يحثونا على العلم؛ فهذا خطأ غير مقصود وما انا بالذى انسب عن عمد حديث على رسولنا الحبيب ولكن هذا يدفعنى الى ان ابحث وراء كل معلومة اسمعها .......................... وشكر ا على ردك
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 02:05]ـ
مشكلة التعليم مشكلة اجتاحة جل دول العالم العربي، فأصبح طلب العلم لأجل الدنيا ونيل المناصب و الحصول على الوظائف ...
فأصبح الحال على ماهو عليه،العكوف على مقررات الإمتحان و الإقتصار عليها وهذا بالنسبة لأولئك المخلصين،أما الأخرون فقد زهدوا تى في تلك المختصرات،وتفننوا في أساليب جديدة للغش ...
وقلة قليلة كونت نفسها خارج الجامعات،وجعلت برامج الجامعات بمثابة مناهج توضح الطريق للطلاب،
والكلام في هذا يطول(/)
في الذكرى الستين!!! كيف تم إغتصاب فلسطين؟؟؟ وهذه هي الحقيقة!!!
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 06:12]ـ
في الذكرى الستين!!! كيف تم إغتصاب فلسطين؟؟؟ وهذه هي الحقيقة!!!
[بقلم: (محمد اسعد بيوض التميمي)]
بسم الله الرحمن الرحيم
في الذكرى الستين!!! كيف تم إغتصاب فلسطين؟؟؟ وهذه هي الحقيقة!!!
إن مأساة الشعب الفلسطيني ورحلة عذابه ودرب ألامه وسيرة جهاده لم تبدأ في عام 1948,وإنما منذ أن وطأت أقدام الحملة الصليبية العالمية الجديدة أرض فلسطين المباركة في عام 1918,وعندما صرح قائد قوات الحلفاء الصليبية (الجنرال الإنجليزي اللنبي) وهو يدخل القدس من باب الخليل وهو على صهوة جواده
(الأن إنتهت الحروب الصليبية)
فهو قد إعتبر أن الحرب الصليبية منذ (صلاح الدين الأيوبي) والحملات الصليبية الأولى التي إنتهت بهزيمة ساحقة على يد المماليك (الأشرف بن خليل بن قلاوون) في معركة عكاعام 1291ميلادي لم تنتهي منذ ذلك الحين إلا بعد إنتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى, وهزيمة الدولة الاسلامية العثمانية, ودخول القدس منتصراً.
وفي دمشق ذهب الجنرال الفرنسي (غورو) إلى قبر (صلاح الدين الأيوبي) ووكزه بسيفه قائلاً له بمنتهى الحقد الصليبي
(قم يا صلاح الدين ها قد عُدنا أخيراً)
وهذا أكبر دليل على أن الحرب المفروضة على أمتنا هي حرب صليبية, وان المشروع اليهودي في فلسطين هو مشروع غربي صليبي, ففي عام 1907 عقدت معظم الدول الصليبية الأوروبية بدعوة من رئيس وزراء بريطانا انذاك (هنري كامبل بنرمان) مؤتمراً وسُمي المؤتمر بإسمه, إتخذت في هذا المؤتمر قراراً بزرع الكيان اليهودي في فلسطين لإجهاض العالم الاسلامي, وكانت إتفاقية (سايكس بيكو و وعد بلفور) من نتائج هذا المؤتمر.
ومنذ أن شعرالشعب الفلسطيني العملاق أن (الصليبية العالمية متمثلة ببريطانيا العظمى) عازمة على تنفيذ المشروع اليهودي في فلسطين من خلال تنفيذ (وعد بلفور) ,وهويخوض وحيداً مواجهة عنيفة من أجل إجهاض هذا المشروع وتحطيمه ومنع قيامه وإستقراره أوإستمراره وبإمكانيات محدودة وأحياناً معدومة وبصدورعارية وأكف متحدية وبالحجارة وبالسكاكين وبالعصي والأحذية, فموازين القوى مُختلة بالكامل لصالح العدو, فمنذ عام 1919 وشلال الدم يتدفق بقوة من جسد هذا الشعب المجاهد البطل دون توقف ولهذه اللحظة, ففي عام 1919 عندما وجد الشعب الفلسطيني أن أعداد اليهود المستجلبين إلى فلسطين بإزدياد مستمرومضطرد بتشجيع من الإنجليز, قام الفلسطينيون بمهاجمة (مركز الهجرة اليهودي في يافا) وإنتشرت هذه الإحتجاجات إلى جميع المدن الفلسطينية وإستمرت 15 يوما إستشهد خلالها ستون فلسطينياً.
ومن ثم كانت (ثورة البراق عام 1929) التي إندلعت في جميع أنحاء فلسطين بداية من القدس وذلك عندما تعدى اليهود على (حائط البراق) والذي هو مُلك المسلمين وقاموا بوضع كراسي امام هذا الحائط وتظاهروا وهُم يهتفون (الحائط حائطنا) وذلك بدعم من الإنجليز, مما إستفز المسلمون فقاموا بالتصدي لليهود فإندلعت (ثورة البراق) والتي كان أشهررموزها (محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير) والذين أعدمهم الإنجليز في (سجن عكا) والذين نحسبهم عند الله شهداء, وكُلما كان يزاد الخطر اليهودي على فلسطين كان الشعب الفلسطين يزداد إصراراً على الدفاع عن وطنه , فكانت الثورات الفلسطينية المتعاقبة والمتتابعة ما بين (عامي 1932 - 1936) والتي بلغت ذروتها (بإضراب عام 1936) والذي عُرف بأطول إضراب في التاريخ, ولكن تدخل الدول العربية بإيعازمن بريطانياعند الشعب الفلسطيني من خلال إعطائه الوعود وتلبية مطالبه تم إفشال هذا الإضراب والذي إستمرستة أشهر.
وعندما تبين كذب وخداع هذه الوعود إستأنف الشعب الفلسطيني جهاده ولم يركن للوعود والعهود الكاذبة, فكانت (ثورة عام 1938) بقيادة من نحسبه عند الله شهيداً البطل (عبد القادر الحسيني) الذي كان قائدا (لجيش الجهاد المقدس) الذي شكله (الحاج أمين الحسيني) فقبل إستشهاده بأيام ومعركة القسطل) قد بدأت فذهب إلى دمشق مُُُسرعا لمقابلة (اللجنة العسكرية) التي شكلتها (الجامعة العربية) طالبا منها الدعم والسلاح, وإن الشعب الفلسطيني اذا ماتم دعمه وتسليحه فسيكون بغنى عن الجيوش العربية, ووضعهم في صورة الموقف العسكري والأهمية الإستراتيجية الذي يُشكله موقع القسطل والمناطق
(يُتْبَعُ)
(/)
المحيطة بها وأنها خط الدفاع الأول عن القدس, ولكن اللجنة رفضت طلبه ورد عليه وزير الدفاع السوري إذا سقطت القدس سنستعيدها ونكنس اليهود منها, مما جعله يكتشف حجم المؤامرة ويستشيط غضبا و يرمي خارطة المعركة وقائمة السلاح اللتين كانتا بيده في وجه اللجنة ورئيسها (طه الهاشمي) وأخذ يصرخ في وجوههم (أنتم خونة, أنتم عملاء, أنتم مجرمون, سيُسجل التاريخ أنكم اضعتم فلسطين, سأحتل القسطل وسأموت انا وجميع اخواني المجاهدين) وبالفعل عاد من دمشق غضباناأسفا وإتجه فورا إلى ميدان المعركة وسقط وهو يُقاتل في (معركة القسطل) الخالدة في أكناف بيت المقدس في عام 1948 ,فاللهم تقبله في الشهداء, وبالفعل كانت نتيجة (معركة القسطل) تعتبر منعطفا خطيراً في سير المعركة لصالح اليهود, وأمام إصرار الشعب الفلسطيني على التصدي للمشروع اليهودي لجأت بريطانياإلى حيلة خبيثة وهي أن تجعل هذا المشروع يتحقق على يد الشعب الفلسطيني وبأن يلد هذا الكيان ولادة شرعية وأن يكون الشعب الفلسطيني بمثابة القابلة وذلك من خلال إصدار قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947 والذي ينص على تقسيم فلسطسن بين العرب واليهود حسب النسب التالية
56,47% من مساحة فلسطين تخصص لدولة اليهودية
42,88% من مساحة فلسطين تخصص لدولة الفلسطينية
65, % القدس دولية
ولكن قيادة الشعب الفلسطيني المتمثلة يومئذ ب (الحاج أمين الحسيني رحمه الله, ومن ورائه جميع الشعب الفلسطيني) رفض هذا القرار الظالم رفضاً باتاً وقطعياً, ورفض حتى مناقشته مما يدل على عظمة وصدق وإخلاص هذا الرجل.
فوالله لو قبل (الحاج أمين الحسيني رحمه الله) هذا القرار ومعه الشعب الفلسطيني لكانت ولادة الكيان اليهودي في فلسطين ولادة شرعية على يد أصحاب الأرض الحقيقيين!!! ,ولدُمغ الحاج أمين ومعه الشعب الفلسطيني بالخزي والعارولحلت عليهما (لعنه الله ثم التاريخ والأجيال إلى يوم الدين) ,ولكانت أسبقية في التاريخ أن شعباً يتنازل بمحض إرادته عن وطنه لمن لا يستحق ولعصابات ومافيات دولية جاءت من أصقاع الأرض لتغتصب وطنا ليس وطنها!!!!
فمن من الناس على المستوى الفردي يقبل أن يتنازل عن بيته او أرضه عن طيب خاطر لمجموعة من اللصوص جاءت لتستولي عليهما بالقوة؟؟؟
فكيف إذن يكون هذا على مستوى شعب كالشعب الفلسطيني,
فكل من يُهاجم الحاج أمين الحسيني رحمه الله لإنه رفض قرارالتقسيم ومعتبرا ذلك مأخذاً عليه, وأنه برفضه هذا سبب ضياع فلسطين, وانه لو قبل التقسيم ما ضاعت فلسطين ولا حصل الذي حصل, فوالله إن كل من يقول بذلك إنما هو جاهل أوغبي أو خائن يدعو للخيانة, فمعظم الذين يُهاجمون الحاج أمين الحسيني رحمه الله, وعملوا على تشويهه هُم من الذين كانوا عملاء للانجليز, وساهموا بقيام الكيان اليهودي, فلقد بحثت عن قول او فعل يدل على انه فرط في يوم من الايام بفلسطين فلم أجد وأتحدى ان يأتيني أحد بقول اوفعل او موقف له أوعمل يدل على غير ذلك, إن هذا القائد الفذ يجب ان يُدرس تاريخه المشرف للاجيال الصاعدة من الشعب الفلسطيني ليتعرفوا على حقيقته الذي يُحاول البعض ان يُزيفها بأن يطعن به شخصيا وبتاريخه, فيجب إعادة الإعتبارلهُ في ذاكرة الشعب الفلسطيني, حيث للأسف الشديد يتم تجاهله من قبل التنظيمات الفلسطينية عن عمد كما يبدوا.
ونتيجة لرفض قرار التقسيم الظالم وأمام عجز بريطانيا عن أخذ فلسطين من الشعب الفلسطيني, كان لابد من تكليف (الجامعة العربية) بمهمة إنتزاع فلسطين من شعبها وإنتزاع شعبها منا وتسليمها لليهود, فقامت الجامعة بإيعازمن سيدتها بريطانيا بإتخاذ قراروهو إرسال الجوش العربية الى فلسطين تحت غطاء القيام بإنقاذها من اليهود, وبالفعل دخلت (جيوش سبع دول عربية) عدد أعضاء الجامعة يومئذ, وبدلا من إنقاذ الشعب الفلسطين وإجهاض المشروع اليهودي قامت هذه الجيوش بالطلب من الشعب الفلسطيني أن يُسلم سلاحه, وقامت بمطاردة المجاهدين ومُحاربة (جيش الجهاد المقدس) والعمل على حله بحجة أنها هي التي ستحارب اليهود وستطهر فلسطين منهم, والأجرم من ذلك طلبت هذه الجيوش من الشعب الفلسطيني أن يترك قراه ومُدنه والخروج منها الى حين بحجة الحفاظ على ارواحهم اثناء المعارك, فصّدق الناس هذه الخدعة, فتركوا بيوتهم ومدنهم وقراهم على إعتقاد بإنهم سيرجعون اليها خلال أيام, ولكن الجيوش العربية قامت بعد ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
بالإنسحاب امام اليهود وبتسليم هذه المدن والقرى لهم ليُقيموا على انقاضها كيانا لهم, وهاهي الايام تصبح ستون عاما والشعب الفلسطيني ينتظرالعودة,
فحتى تاريخ دخول الجيوش العربية إلى فلسطين في 15/ 5/ 948 لم يكن بيد اليهود إلا حوالي ثلاثة ملايين دونم من مساحة فلسطين البالغة سبعة وعشرين مليون دونم الدونم يساوي (1000م مربع) وفي يد الشعب الفلسطيني 24 مليون دونم, وبعد دخول الجيوش العربية إلى فلسطين إستولى اليهود على أكثر من 17 مليون دونم ضموها إلى ما كان في حوزتهم فأصبح اليهود بعد دخول الجيوش العربية يُسيطرون على ما نسبته 78% من مساحة فلسطين اي أكثر من النسبة التي أعطتهم إياها بريطانيا في قرار التقسيم, فهذه الجيوش التي دخلت تحت غطاء إنقاذ فلسطين وشعبها إنما دخلت لإنقاذ اليهود, فعندما حاصر المجاهدون الفلسطينيون الأحياء اليهودية في غرب القدس وكان يوجد فيها حوالي مائة الف يهودي ومنعوا عنها الماء وطلب اليهود الإستسلام فما كان من (الجنرال كلوب) إلا أن قام بنجدة اليهود, وفك الحصارعنهم ,ومنع إستسلامهم بالقيام بفك الحصار عن اليهود, وأعاد لهم مياه الشرب من منطقة رأس العين التي سيطر عليها المجاهدون.
فمن المخازي التاريخية للجامعة الربية أن الجيوش العربية التي دخلت فلسطين عام 1948 وضع على رأسها (جنرال إنجليزي)
فكيف هذا الجنرال الصليبي سينقذ فلسطين من أنياب الصليبية العالمية؟؟
فكيف لا يفك الحصار عن اليهود في القدس؟؟
وكيف لا يُسلم اللد والرملة ومساحات شاسعة من فلسطين لليهود؟؟
فهذا الجنرال كان مُكلف من قبل دولته بريطانيا العظمى بإقامة الكيان الهودي في فلسطين, فهو أحد أقطاب المؤامرة والتي ما أن إكتملت بقيام الكيان اليهودي في عام 1948 وإعتراف هيئة الأمم به حتى جرت ما يُسمى
(بمفاوضات هدنة رودس) عام1949 نسبة لجزيرة رودس في البحر الابيض المتوسط التي جرت فيها المفاوضات, وبموجب هذه المفاوضات جرى وضع حدود للكيان اليهودي الغاصب معترف بها عربيا ودوليا, وصارت الجيوش العربية تحرس هذه الحدود وتقتل كل من يقترب منها, وفي عام 1967 قامت الجيوش العربية بتسليم الباقي لليهود دون قتال, وهكذا ضاقت حلقات المؤامرة على الشعب الفلسطيني, ولكن الشعب الفلسطيني لم يستسلم للامر الواقع, حيث كان الفصل الثاني للمؤامرة هو تذويب الشعب الفلسطيني وإنهاء وجوده حتى تتحقق مقولة اليهود
(ارض بلا شعب) ,والذي يُوضح هذه المؤامرة الشيطانية تصريح وزير خارجية امريكا في عهد إيزنهاور جون فوستر دلاس الذي قال فيه:
(إن قضية فلسطين تنتهي عندما يموت الجيل الذي خرج من فلسطين, فتأتي بعده أجيال لا تعرف فلسطين وعند ذلك تنتهي قضية فلسطين)
ولكن دلاس لا يعرف أن هذا الشعب اصيل ومعدنه نفيس, فالأجيال التي ولدت في مخيمات البؤس والعذاب والتشرد هي التي اوقفت مسيرة التيه والضياع والتذويب في عام1965 , فحملت السلاح مُعلنة بأن الشعب الفلسطيني باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, وانه سيعود الى الى وطنه مهما طال المشوار,
وهذه الاجيال هي التي خاضت معركة الكرامة في عام 1968 وألحقت اول هزيمة بالكيان اليهودي منذ إنشاءه عام1948.
وهذه الأجيال التي صمدت في بيروت صمودا اسطوريا في عام 1982 أمام 280000 جندي يهودي وامريكي.
وهذه الاجيال هي التي فجرت انتفاضة الحجارة عام 1987 التي اذهلت الدنيا والتي لم يعرف التاريخ له مثيلا, فبالحجارة كان يتم التصدي للدبابة والمدفع والرشاش.
وهذه الاجيال هي التي فجرت إنتفاضة الاقصى عام 2000 عندما اراد المجرم شارون تدنيس المسجد الاقصى فدافعوا عن مسجدهم بإحذيتهم.
وهذه الاجيال التي ابتكرت القنابل البشرية التي احدثت توازن رعب مع الكيان الغاصب.
وهذه الاجيال هي التي جعلت اليهود يفرون من غزة.
وهذه الاجيال هي التي تضرب اروع مثل في ا لصمود والتحدي في ظل الحصار المفروض على غزة من قبل الكيان الغاصب والدول العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتمسك الشعب الفلسطيني بوطنه وبحق العودة إليه والإصرارعلى إسترجاعه بهذه الصورة المشرفة يدل على معدنه الأصيل وعلى عظمته وعملقته, ورغم ذلك فإن الشعب الفلسطيني تعرض في مراحل كثيرة إلى حملات ظالمة وإشاعات كاذبة مدروسة كان اليهود وعملائهم من ورائها, حيث قامت أجهزة الاعلام في بعض الدول العربية بشن حملات دعائية مُغرضة ضد الشعب الفلسطيني استهدفت تشويه سمعته وصورته في ذهن الشعوب العربية بإتهامه بالباطل بأنه قد باع وطنه لليهود, وكان الهدف من نشر هذه الإشاعات جعل الشعوب العربية والعالم الإسلامي يتخلى عن الشعب الفلسطيني, وللأسف الشديد أن بعض المضللين والجهلة والحاقدين لا زالوا يتداولون هذه الإشاعة,
فلا زلتأذكُروأنا طالب في الجامعة في مصر عندما ذهب السادات إلى القدس في زيارته المشؤومة عام 1977 كيف أن الصحافة المصرية أخذت تشن هجوماً على الشعب الفلسطيني بمنتهى القساوة والحقد, وتحريض الشعب المصري على الشعب الفلسطيني, لأنه رفض مبادرة السادات بزيارته للقدس, ولا زلت أذكر كثير من الصحفيين والكتاب المصريين الذين شنوا هذه الحملات الضارية من أمثال (أنيس منصور وصلاح منتصر ومكرم سيد أحمد وبشير نافع وحمدي الجمال) وكان أشدهم حقداالصحفي المجحوم الصليبي الحاقد (موسى صبري) رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم الذي كان يكتب المقالات المملوئة بالأكاذيب والأضاليل ضد الشعب الفلسطيني, وكيف أنه باع وطنه, حتى أن جريدته صدرت في أحد الأعداد بالمانشيت العريض بالعنوان التالي والذي لا زلت أذكره حرفيا
(الشعب الفلسطيني باع وطنه شبراً شبراً وكان يبيعه بالنهار ويسترجع اليهود ثمنه بالليل)
ولا زلت أذكر الحوار التالي بين إثنيين من المصريين كانوا متأثرين بالحملة الصحفية والاعلامية الي شنت ضد الشعب الفلسطيني من قبل أجهزة إعلام السادات في تلك الفترة وكان في ذلك في احد المطاعم الشعبية فواحد يقول لصاحبه
((شايف الفلسطينين ولاد ....... الريس عايز يرجعلهم فلسطين, وهم مش عايزين, فرد عليه صاحبه انا عارف لي الريس مغلب نفسه, والله تلاته لورجعها لهم حيبعوها تاني) , والله اني سمعت هذا الحوار بأذني, فلعن الله موسى صبري والسادات معه وكل من هُم على شاكلتهما, وكل من ساهم في ظلم هذا الشعب المظلوم, وفي سياق هذه الحملة لا زلت أذكر عندما كنت طالباً في الجامعة في مصر في كلية التجارة والإقتصاد في جامعة الأزهر أنني ذهبت إلى الكلية بعد إجازة عيد الأضحى المبارك التي ذهب فيها السادات إلى القدس عام 1977 لأفاجأ بأن دكتورالمادة إستبدل المحاضرة بمحاضرة أخرى ليس لها علاقة بالمادة التي يُدرسنا إياها وكانت المحاضرة في قاعة محمد عبده, فإذا به يُحاضر في الطلاب كيف أن الشعب الفلسطيني قد باع وطنه , وأن الرئيس السادات يُريد أن يُعيد له وطنه ولكنه يرفض حتى يبقى يشحت على القضية أي (يتسول) و أخذ ينسج الأكاذيب والأضاليل عن الشعب الفلسطيني لتحريض الشعب المصري عليه وشحنه ضده و مدعيا بأن الفلسطينيين يكرهون المصريين وما إلى ذلك من إفتراءات , ولا زلت أذكر كيف أن الطلاب قد تأثروا بهذا الإفتراء فصفقوا له بعد أن إنتهى من الكذب والتضليل , فشعرت حينها بدوار عنيف وشعرت بحزن شديد وقهركبيروظلم عظيم من هذا الكذب والإفتراء, حتى أني أخذت أفكر في مغادرة مدرج الجامعة فوراً إلى المطار وأترك الدراسة ولكني بعد أن هدأت نفسي قلت في نفسي أن مصر كنانة الله في أرضه وأن الشعب المصري شعب عظيم وهو الذي أنقذ الأمة في الحروب الصليبية والتتار والمغول وهو الذي سيُزيل الكيان اليهودي من الوجود , أما السادات فسيذهب به الشعب المصري العظيم إلى مزابل التاريخ عندما يكتشف الحقيقة وقد كان, ولقد علمت فيما بعد أن السادات أصدر تعميماً على جميع الجامعات والمدارس بأن تكون المحاضرة الأولى هي شحن الشعب المصري ضد الشعب الفلسطيني وتصوير أن زيارة السادات للقدس هي نصر وفتح ولتحرير فلسطين وأن الفلسطينيين يرفضونها لأنهم لا يُريدون ذلك وذلك لتبرير خيانته والجريمة التي إرتكبها بحق فلسطين ومصر والآمة أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الشعب المصري العظيم لا يُمكن أن تنطلي عليه مثل هذه الإفتراءات التي تدل على حقد أصحابها ومن يفتريها, فكيف لشعب يُجابه المشروع اليهودي في فلسطين لوحده, وقدم عشرات الألاف الشهداء والجرحى والأيتام والأرامل والمعذبين في الأرض منذ مائة عام وللأن ودون أن يستسلم رغم أن أمته تتفرج عليه وكأن الأمرلا ,فوالله لو أن الشعب الفلسطيني باع وطنه لإنتهت قضيته منذ أمد بعيد, فهذا الشعب المظلوم المقهور ليس له مثيل في شعوب الأرض لا في القديم ولا في الحديث, وسيبقى متمسكاً بحقه ولن يرضى بديلاً عن فلسطين إلا الجنة ,فلقد إرتوت أرض فلسطين من دماء شعبها أكثر مما إرتوت من ماء المطر , ورغم حجم المؤامرة وضخامة إمكانياتها إلا أن الشعب الفلسطيني رفض أن يُفرط بأرض وطنه, فكل من كان يُحاول أن يُفرط بأرضه كان يُقتل ويُرمى على المزابل.
ففلسطين إغتصبت بالقوة وشعبها إقتلع منها بالقوة وبمؤامرة دولية ضخمة نفذتها إمبرطوريا ت تمتلك امكانيات ضخمة اشتركت فيها الجامعة العربية, والى كل من يفتري على الشعب الفلسطيني نذكره بالأرقام التالية المثبتة في سجلات هيئة الأمم المتحدة ,كان اليهود قبل عام 1918 لا يمتلكون أكثر من 2% من مساحة فلسطين, وما بين عام 1918 وعام 1948 تاريخ إعلان قيام الكيان اليهودي صاروا يمتلكون 5.7 % أي أنهم إمتلكوا 3.7% زيادة عما كانوا يمتلكونه قبل قيام كيانهم الغاصب وهذه النسبة المضافة إمتلكوها من أملاك الدولة التي منحتها إليهم (حكومة الإنتداب البريطاني) وما إشتروه من بعض العائلات غير فلسطينية الذين كانوا يمتلكون إقطاعيات كبيرة في سهل الحولة وطبريا من أمثال عائلة سرسق وسلام والتيان, وقبل دخول الجيوش العربية لم يكن اليهود يُسيطرون إلا على جزءاً ساحلياً ضيقا ممتداً من غرب يافا إلى شرقي حيفا وجزء أخر يُحاذي بحيرة طبريا عند حدود سوريا, وقبل ان تدخل الجيوش العربية فلسطين, وكانت بقية أجزاء فلسطين مصونة بيد الشعب الفلسطيني بما في ذلك القدس بجزئيها الشرقي والغربي والناصرة وعكا ورأس العين واللد والرملة وجنين وما حولها والخليل وبيت صفافا ورام الله وجميع النقب وغزة والجليل.
وها هو الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب مائة عام يخوض اطول مواجهة غير متكافئة في التاريخ وحيداً, فأمته مشغولة عنه بالمهرجانات الغنائية والإحتفالات العبثية ,وتحضير أكبر كبسة وأكبر كعكة في العالم لدخول موسوعة غينتس, وبأخبار الراقصين والراقصات ,وأجهزة ألاعلام العربية تقوم كل يوم صباحا ومساءا بإحصاء عدد الشهداء الفلسطينيين, فالشعب الفلسطيني لا يُواجه الكيان الغاصب وحده إنما يُواجه العالم الظالم كله وفي مقدمته الدول العظمى التي تحتضن وتتبنى هذا الكيان, وتعتبره مشروع غربي صليبي ورأس حربة ضد المسلمين, وفي مقدمة هؤلاء جميعا الولايات المتحدة الأمريكية التي سيأتي رئيسها ليحتفل مع اليهود بذكرى نكبتنا والجريمة الي إرتكبها الغرب الصليبي ضد شعبنا وضد امتنا جمعاء وليرقص بسيوف من يقولون أنهم زعماء العرب والمسلمين على أشلائنا التي تتطاير يوميا بالسلاح الامريكي ,فرغم طول درب الألام والعذاب ونهر الدماء و كل ما تعرض له الشعب الفلسطيني على أيدي اليهود وبعض الأنظمة العربية من مجازر ومذابح وإضطهاد إلا أنه بقي صامداً متحدياً لم يستسلم ولم يرفع الراية البيضاء, ولم يتنازل عن وطنه وحق العودة إليه, فهو لن يمل ولن يكل, فهذا الكيان الغاصب مثله كشجرة خبيثة إجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار, أما الشعب الفلسطيني فهو كشجرة طيبة أصلها ثابت في اعماق فلسطين وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها, فقوافل الشهداء منذ مائة عام لم تتوقف ولن تتوقف إلابجرف هذا الكيان الغاصب, فكلما إزداد تدفق الشلال الدم الفلسطيني كلما قرب زوال هذا الكيان, فالشعب الفلسطيني لن يستسلم حتى ولو إستمرت المواجهة مائة عام اخرى. ففلسطين من النهر إلى البحر لنا ولن نقبل بالكيان اليهودي الغاصب ولو على شبر من أرضنا, فهو إلى زوال مهما طال الزمان, فإذا ما عاش هذا الكيان في ظل الحماية الدولية والإقليمية ستون عاماً لم ينعم خلالها بيوم واحد من ا لهدوء أو الراحة أو الإستقرار, ولم يشعر بأمن ولا أمان, فسُكانه المُستجلبين من جميع أنحاء العالم يشعرون بأن أرض فلسطين تلفظهم, وحجارتها تطاردهم, وسماؤها تلعنهم , فنحن واثقون ان هذا الكيان الغاصب لن يعيش ستون عاما اخرى في فلسطيننا وطننا المبارك.
الكاتب والباحث الإسلامي
محمد اسعد بيوض التميمي(/)
معركة الموصل: غموض؟ أم شبهات؟ أم ارتباك؟
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 06:14]ـ
معركة الموصل: غموض؟ أم شبهات؟ أم ارتباك؟
[بقلم: (د. أكرم حجازي)]
بسم الله الرحمن الرحيم
معركة الموصل: غموض؟ أم شبهات؟ أم ارتباك؟
د. أكرم حجازي / كاتب وأستاذ جامعي
16/ 5/2008
ما من مراقب للساحة العراقية إلا وقع في حيرة إزاء ما يجري التخطيط له من اجتياح لمدينة الموصل شمالي العراق من قبل القوات الحكومية، ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الحكومة عن عزمها "تطهير المدينة من الإرهابيين وإشاعة السلم فيها" وحتى عشية الإعلان عن بدء الحملة عليها إلا وكان الغموض والشبهات والارتباكات سيدة الموقف سواء من قبل المسؤولين الحكوميين أو من قبل الجماعات الجهادية ذاتها. لكن هل بدء الحملة على المدينة بدد الغموض؟ أو أزال الشبهات؟ بالتأكيد الإجابة بالنفي. لا شك إذن أن الأمر يتطلب تقديم أكثر من قراءة قد تصيب أو تخطئ إلى أن تتضح حقيقة الأوضاع.
يعلم المراقبون أن استهداف الموصل بدأ فعليا قبل معارك الجنوب العراقي خاصة في البصرة فيما بين القوات الحكومية وميليشيات مقتضى الصدر الشيعية التي وصفها المالكي بالقول: "إنهم مهربون وقتلة مجرمون وعصابات جريمة وأسوأ من القاعدة"، ثم توقفت المواجهات لتستأنف في بغداد عبر دعم جوي أمريكي أوقع المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين صغارا وكبارا! لكن الحرب على التيار الصدري لم يشغل حكومة المالكي عن التهديد باجتياح الموصل عبر عقد الاجتماعات ودراسة الخيارات وإرسال القوات إلى تخوم المدينة والتصريح بين الفينة والأخرى عن تأجيل الحملة.
في الأثناء بدا أن صبر زعماء جبهة التوافق ينفذ كلما خرج أحد رموزها وهو يحرض على الإسراع في بدء الحملة بحجة تخليص أهل المدينة من الإرهاب وإشاعة السلم فيها وتصفية آخر معاقل القاعدة منها، وبدت تصريحاتهم أشد حماسا من تصريحات المالكي نفسها كما لو أن المعركة هي معركتهم الشخصية. ضابط عراقي سابق سُئل على إحدى الفضائيات عن أهداف الحملة؟ فكان "التقسيم" هو جوابه على ما يجري التخطيط له. ربما يكون هذا التصريح الأكثر موضوعية لاسيما وأن أكثر ما كان ملفتا للانتباه هو شبه الصمت الذي تحلى به الأكراد ذوي المصلحة الأولى في السيطرة على المدينة وفيلق بدر الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم رأس الحربة في العداء للسنة في العراق مع أن كلاهما من ضمن القوات المهاجمة.
وربما يكون هذا الضابط قد لاحظ أن الحكومة العراقية هي فعلا بصدد تنفيذ المشروع الأمريكي الإيراني عبر تفاهم محتمل بين الجانبين يقضي بالتهيئة لمشروع انتخابات الأقاليم القادم، مما يستدعي حسم المسائل في الجنوب ليكون تحت السيطرة الشيعية برعاية إيرانية على أن يكون الشمال تحت الهيمنة الكردية بعد إخضاع الموصل. ومثل هذا السيناريو عبّر عنه المالكي بطريقة أخرى حين ربط بين معركة الموصل وسيطرة الحكومة على بغداد والبصرة.
لكن تأجيل الحملة أو بطء سيرها لا شك أن له أسبابا وجيهة. فالموصل ذات الأربعة ملايين نسمة ليست الفلوجة ذات الربع مليون، فحين أدرك الأميركيون، في الفلوجة الأولى، أن تحقيق الانتصار على المدينة مهمة شبه مستحيلة بوجود مقاتلين "ذوي عزيمة" بين السكان غيروا استراتيجياتهم بتفريغها من سكانها وتدميرها عن بكرة أبيها فيما يعرف بحروب الإبادة التي يعجز فيها خصم متفوق على الانتصار على خصم ضعيف إلا بوسائل الإبادة الشاملة. لكن نموذج الفلوجة من المستحيل تطبيقه على مدينة الموصل التي فشلت فيها الصحوات أن تجد لها موطئ قدم رغم طول وعرض الطابور الخامس فيها، كما أن مدينة بهذه الكثافة السكانية الهائلة سيجعل من أية حرب فيها في غير صالح القوات المهاجمة التي ستضطر إلى خوض حرب عصابات في كافة أحياء المدينة وشوارعها وأزقتها مما يعني أن الانتصار ربما يكون متاحا لكن بتكلفة باهظة لا تقل عن تكلفة الفشل والهزيمة وإلا ما كان المالكي ليصرح بأن الحملة على الموصل هي مسألة حياة أو موت وما كان للأمريكيين أن يمتنعوا عن المشاركة في المعركة والاكتفاء بالدعم اللوجستي أو القتال عن بعد، بمعنى أن تقدم القوات الأمريكية الدعم السياسي والإعلامي فضلا عن التغطية الأمنية والجوية. فكيف السبيل للسيطرة على المدينة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
عشية الإعلان عن بدء الحملة لجأت القوات الأمريكية إلى أسلوب الشائعات المثيرة تارة عبر وكلائها من الحكومة العراقية وبعض الفضائيات. في المرة الأولى قالوا أنهم تعرفوا على شخصية البغدادي، وفي الثانية انتُزع أبو حمزة المهاجر من فراشه وألقي به على منابر إعلامية معينة عبر وشاية من أحد "أقربائه" حيث نجحت قوة استخبارية عراقية في اعتقاله وهو "نائم"! ولما سئل عمن يكون؟ "عرف عن نفسه بأنه أبو حمزة المهاجر"! كان واضحا لأنصار المجاهدين أن الخبر، فيما احتواه، فضلا عن ردود الفعل الأمريكية عليه أنه ملفق أكثر منه حقيقة، وذهبوا أبعد من ذلك محذرين من أن يكون الهدف من بثه إشاعة جو من الارتباك كاف لتشغيل عاصفة من الاتصالات قد تسمح في حشد بعض المعلومات عن المجاهدين وتتبع القيادات في الموصل وغيرها. ربما تكون قراءتهم للخبر صحيحة مع أن الأقرب للصحة هو إحداث بلبلة كبيرة عبر نشر خبر يشتمل على تناقضات أكثر حتى تأخذ المناقشات مجراها بين متخوف أو محبط أو مكذب أو داعي للتريث.
وأيا كان السبب فإن نشر الخبر كان مثيرا حقا خاصة وأن السيناريو الذي صيغ به بدا أشبه ما يكون بسيناريو مقتل حامد الجبوري المتحدث الرسمي باسم دولة العراق الإسلامية. آنذاك ترافق الخبر مع خبر آخر قيل فيه أن الحكومة العراقية قتلت أبو عمر البغدادي ولما شكك الكثيرون به أكدت الحكومة أنها تحتفظ بالجثة، وما هي إلا يومين أو ثلاثة حتى أصدرت "الدولة" بيان نعي بمقتل الجبوري. ويبدو أن الأنصار خشوا من تكرار ذات السيناريو وهو ما أثار بعض الارتباك. أما هذه المرة فلأن الخبر استهدف المهاجر كوزير حرب فالأقرب للصحة، من كل ما ذُكر، أن الهدف كان توتير المقاتلين بالذات وإحباطهم وإشغالهم بالتحقق من صحة الخبر أكثر من الأنصار لاسيما وقد تلاه مباشرة الإعلان عن بدء الحملة على الموصل.
الأمريكيون والحكومة يبدوان عاجزين عن حسم معركة الموصل، فالحسابات كثيرة والتداعيات قد تكون خطيرة جدا خاصة وأن قواتهما جربتا مدنا أخرى كبغداد وديالى واستعملتا أوراقا عدة كالتغطية السنية والصحوات واختراق بعض الجماعات الجهادية، ومع ذلك تبقى تحركاتهما ذكية وإدارتهما لوقائع المعركة سياسيا وإعلاميا وعسكريا على قدر كبير من الحذر والغموض. لكن مثلما يستفيد الأمريكيون والقوات الحكومية من إخفاقاتهم كذلك تفعل الجماعات الجهادية بصورة أشد وضوحا للعيان.
ففي الوقت الذي تحتشد فيه القوى المهاجمة في الموصل من شتى الأطياف المحلية والأجنبية تتجه قوى مضادة من الجماعات الجهادية نحو تفعيل نشاطاتها في الرمادي وبغداد وديالى فضلا عن الموصل، وكان مثيرا أن تستفيق القوات الأمريكية على قتلى بالجملة بين صفوف جنودها في الأنبار ليس عبر زرع العبوات فحسب بل وفي التعرض لكمائن قاتلة بصورة أعادت إلى الأذهان شراسة حرب الأنبار في السنوات الأولى للاحتلال، وكذا الأمر في ديالى وبغداد التي تعرضت فيها المنطقة الخضراء لضربات مميتة، والأسوأ فيما يجري، تلك الكمائن الاستخبارية التي تنفجر بين الحين والآخر على بوابات المنطقة الخضراء مخلفة حيرة ورعبا من قدرة المجاهدين على الوصول إلى أماكن حساسة. بالتأكيد لم يكن بمحض الصدفة أن تستهدف الجماعات الجهادية موكب هيرو زوجة الرئيس العراقي جلال الطلباني (الكرد)، أو مقر الحزب الإسلامي وأحد قادته (السنة) كطرفين محرضين على غزو الموصل. فهي بلا شك رسائل فريدة وعميقة المحتوى، إذ حتى لو دمرت الموصل فلا أحد بمأمن من السقوط أو التعرض للأذى والخوف والرعب لا زوجة الرئيس ولا بان كيمون ولا زعماء الحزب الإسلامي ولا أبو ريشة وأعوانه ولا الحكيم ولا هذا وذاك، فالضربات تقع في القلب من بغداد وليس الموصل، والأجدى لمن يحرص على حماية أهل السنة في الموصل أن يحرص على حماية نفسه ورموزه أولا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الملاحظ أن القوى الجهادية في طريقها إلى الائتلاف ثانية سواء في الأنبار أو بغداد أو سامراء أو ديالى أو الموصل، ولا يمكن قراءة ما يجري في الأنبار تحديدا خارج سياق ما يجري التحضير له في الموصل أو خارج التنسيق المشترك وإلا ما كان الأمريكيون ليتعرضوا لهذه الخسائر الفادحة بصورة مفاجئة، كما أن الصحوات لم تعد تتعرض فقط لهجمات من دولة العراق الإسلامية أو أنصار الإسلام وحدهما بعيدا عن القوى الأخرى خاصة جيش الراشدين الذي سبق وأعلن عليها حربا بلا هوادة، أما المفاجأة فكانت من قبل أعضاء في جبهة الجهاد والإصلاح عدا الجيش الإسلامي قالت قناة الجزيرة أنهم أصدروا بيانا كفروا فيه كل من يدعم مقاتلة القاعدة ولو بكلمة بقطع النظر عن خلافاتهم معها. وقد يكون البيان أثار أنصار الجهاد كونه تضمن إدانة لما اعتبره اعتداءات على الأرواح والممتلكات ارتكبها "بعض" أعضاء القاعدة فيما مضى بحق الناس، لكن مجرد إعلانه على وسائل الإعلام ربما يكون توطئة فعلية إلى عودة الجماعات الموقعة عليه إلى الاصطفاف في ساحة الميادين العسكرية مجددا والمراهنة على المشروع الجهادي بعيدا عن الجبهة وسياساتها وبعيدا حتى عن الجيش الإسلامي الذي لم يعد يُسمع له كبير صوت.
على كل حال، حتى الآن يبدو أن القائمين على الحملة قادرون على التحكم بوقائعها، هكذا يبدو الأمر باعتبارهم القوة المهاجمة التي ستقرر لحظة الانفجار، لكن ما من قوة معنية بوضع الموصل سواء القوى المهاجمة أو القوى المدافعة أفضت ببعض ما لديها تجاه وقائع المعركة التي من المفترض أنها جارية على قدم وساق. فكل طرف يغطي تحركاته وفعالياته بستار سميك من الكتمان والسرية بحيث يصعب التنبؤ بما يجري. ورغم أن أي تحرك عسكري من أي طرف سيؤدي إلى انكشافه فإن القوى المدافعة عن المدينة لا تنفك عن الاصطياد إذا ما واتتها فريسة محققة بذلك أمرين:
1) اختبار مدى جاهزية القوى المهاجمة وفاعليتها عبر عمليات استطلاع ميدانية وهجمات محدودة وبالتأكيد مدروسة.
2) ضرب خطوط الإمداد والإسناد للقوى المهاجمة وإرباك حركتها حتى في أماكن تجمعها داخل المدينة وعلى أطرافها.
3) استفزاز القوى المهاجمة لدفعها للرد وبالتالي كشف أوراقها وجرها إلى معركة في غير التوقيت الذي ترغب فيه.
إلا أن القوى المهاجمة ربما تبدو أكثر تحملا وهي تراهن على عامل الوقت بما يحققه من إرهاق للخصم وحيرة تربك حساباته وتوقعاته، والأكيد أن الفريقين يخوضان ما يشبه لعبة عض الأصابع مع الفارق في محتوى وأهداف وحسابات كل فريق فيما يسعى إليه، وفي المحصلة فلا شك أن حيثيات المعركة مختلفة عن سابقاتها وهذا صحيح، والصحيح أيضا أنه لو كانت القوى المهاجمة على ثقة بما لديها من عُدّة وعتاد لما تأخرت كل هذا الوقت عن خوضها خاصة وأن طول الوقت بلا جدوى من شأنه استنزاف الطاقات والمعنويات، وفي المقابل فإن قوة الخصم قد تكون وراء التأجيل المتكرر خاصة وأنه يردد أن الله أكبر وأن الله معه بخلاف الطرف المهاجم الذي يعتقد أنه يتفوق بالعدد والعتاد، وشتان بين الاعتقادين.
بلا شك فقد حققت التصريحات الرسمية غموضا معتبَرا في حقيقة ما يجري بصورة غير مسبوقة، وهذا أسلوب مزعج للخصوم، وألقت بشبهات ثقيلة على أهداف الحملة فيما إذا كانت من أجل إشاعة السلم الأهلي أم من أجل تسليم المدينة للبشمركة والتمهيد لتقسيم العراق؟ زد على ذلك أنها وقعت في ارتباك صريح كلما تعالت تصريحات الرسميين والحلفاء عن الحملة لجهة التأجيل والدراسة والتهديد وبث الأخبار التي تكشف عن ضحالة المعلومات المتوفرة لديها عن القوى المدافعة وقياداتهم.
أخيرا، لو أن الحرب على المشروع الجهادي حالت دون قطف الكثير من الرؤوس وسط خطة أمن بغداد وسيطرة الصحوات على الأنبار وعواصف التشويه الإعلامي ومنع المجاهدين من مقاتلة الأمريكيين فإن إخراج المقاتلين من الموصل سيحول، هو الآخر، بالتأكيد دون شن حروب من أي نوع في المستقبل، لكن الواقع يأبى التسليم بمثل هذه الافتراضات. ومع ذلك ليس لدينا إلا ترقب القادم من الأيام.(/)
ديمقراطية أمريكا في العراق
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 06:21]ـ
ديمقراطية أمريكا في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد استوقفني حَدَثٌ جَلَل قد تناولته بعض وسائل الإعلام ـ من دون أن يحظى بأي تعليق أو ردة فعل تُذكر من قبل المراقبين والمثقفين، وبخاصة من أذناب وعملاء الغزاة المحتلين ـ مفاده أن الجنود الأمريكيين الصليبيين في العراق اتخذوا القرآن الكريم هدفاً للرماية، في معسكرات التدريب التابعة لهم .. وقد نُشر الخبر مرفقاً بصور للمصاحف التي عليها آثار الرماية .. كما هو مبين أسفل هذا المقال!
فصنيعهم هذا من بركات الديمقراطية التي بشرت ولا تزال تبشر بها أمريكا في العراق بخاصة .. وفي دول المنطقة بعامة .. لم يبقَ من الديمقراطية الأمريكية شيء لم يُمارَس ويُطبق على أرض الواقع سوى أن يجعلوا من القرآن الكريم هدفاً لرماتهم وجنودهم يجربون عليه أسلحتهم ومهاراتهم .. وهاهم قد فعلوا .. وقبل ذلك فعلوا ـ كما في سجونهم؛ سجون الخزي والعار في جوانتنامو، وسجن أبو غريب، وغيرها من السجون العراقية ـ ما هو أشد من ذلك؛ حيث ألقوا بكتاب الله تعالى في المراحيض .. إمعاناً منهم في الاستهانة والاستهتار بمشاعر المسلمين ومقدساتهم!!
يفعلون ذلك بكتاب الله تعالى .. بينما طاغية أمريكا جورج بوش رئيس هؤلاء الجنود الرماة .. يُستقبَل بحفاوة بالغة من قبل حكام السعودية .. ليوقعوا مع ضيفهم الزائر الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية التي ترتد على الغزاة المعتدين ـ الذين يجعلون من كتاب الله هدفاً لرماتهم وجنودهم ـ بالقوة والازدهار والحياة .. وكأن كتاب الله تعالى لا بواكي له من حكام وملوك العرب!
ما قيمة طباعة كتاب الله ـ عند الله ـ على نفقة خادم الحرمين .. ثم في المقابل يضع خادم الحرمين يده بيد من يستهين بكتاب الله، ويجعل من القرآن الكريم هدفاً عسكرياً للرماة والجند .. يتدربون على الرماية عليه في معسكراتهم الخاصة بهم .. أهكذا تكون نصرة الكتاب .. وخدمة الكتاب .. أم أنه الرياء، والنفاق .. والخوف على الملك ومكاسب الأسرة المالكة الحاكمة .. يستدعي مثل هذا التذبذب والتناقض .. والتلون؟!
ومن جهتنا كيف نفهم ونفسر هذا الجرم العظيم، والاعتداء الأثيم ـ المتكرر ـ على كتاب الله تعالى .. وكيف ننظر إليه، وإلى دلالاته؟
أقول: فهو أولاً يدل على الإفلاس الثقافي والقيمي الحضاري عند أمريكا، ودول الغرب النصرانية بعامة في مواجهة تعاليم كتاب الله تعالى وتوجيهاته .. وأثره البالغ في عقول الأجيال المعاصرة والتي تليها .. بالعلم، والحجة، والمنطق .. فيعبرون عن إفلاسهم هذا، وعجزهم هذا .. وجهلهم هذا .. بتصرفاتهم المشينة المخجلة المتخلفة بحق كتاب الله .. والمشار إليها أعلاه .. والسَّفَه ما كان يوماً يُضير الحقَّ شيئاً .. أو يُثنيه عن المضي في الطريق .. وإكمال رسالته في الأرض.
ثانياً: هذا الاعتداء الأثيم على كتاب الله .. يدل على مدى الغيظ والحقد والكراهية التي تعمر صدورهم نحو كتاب الله تعالى .. ونحو الإسلام والمسلمين .. وأن حروبهم ضد المسلمين لها أبعاد وأهداف، وغايات، وبواعث دينية صليبية .. ومهما رفعوا لحروبهم الشعارات البراقة التي تنأى بهم عن الدوافع الدينية الصليبية .. فإنها لا تغير من هذه الحقيقة الظاهرة شيئاً.
صدق الله العظيم إذ قال في كتابه الكريم:) وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا (البقرة:217. وقال تعالى:) قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ (آل عمران:118. وقال تعالى:) وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (آل عمران:119.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: يرتكبون هذا الجرم الأثيم .. وفي العراق جهاد في سبيل الله .. ومقاومة للغزاة المحتلين .. وهم يعلمون أن لفعلهم الأثيم هذا ردة فعل من الأبطال المجاهدين .. فكيف لو وجد الغزاةُ العراقَ لقمة سهلة سائغة من غير جهاد ولا مقاومة .. ماذا تراهم كانوا سيفعلون بالعراق .. وبأهل العراق .. ومقدسات المسلمين من أهل العراق .. فحينئذٍ توقعوا حصول كل ما يُشين ويُسيء الحر الكريم .. وفقدان كل غالٍ وعزيز .. اللهم بارك بالمجاهدين في العراق وبجهادهم .. وسدد رميهم .. ووحد شملهم .. وارزقهم .. واحفظهم بحفظك يا أرحم الراحمين.
صدق الله العظيم:) وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج:40.
رابعاً: مما يريدونه من وراء هذا الحدث .. والأحداث المشابهة له .. أن يجسوا ـ بين الفينة والأخرى ـ نبض الأمة .. نبض المسلمين .. هل لا تزال في عروقهم دماء وروح وحياة .. وغيرة على دينهم .. وحرماتهم .. ومقدساتهم .. أم مات فيهم الإحساس بالذل والعار .. والمسؤولية .. وتحولت الدماء في عروقهم إلى ماء .. ليتجرَّؤوا بعد ذلك على التوسع في العدوان .. وبسط النفوذ .. وانتهاك الحرمات!
ونحن نقول لهم: أبشروا بما يسيئكم ويخزيكم .. ويخيِّب فألكم .. ما دام هذا القرآن
الكريم يُتلى في بيوت المسلمين .. وتتوارثه الأجيال .. جيلاً بعد جيل .. وإلى أن يرثَ اللهُ الأرض ومن عليها .. فإن أرحامَ الأمهات لا تنضب من أبطالٍ ومجاهدين .. يسومونكم الذل والعذاب .. في ساحات وميادين النزال والقتال!
خامساً: ليعلم العدو الكافر .. هؤلاء الغزاة المعتدون .. أن الله تعالى من أسمائه الحسنى وصفاته العليا أنه الحليم، الصبور .. الرؤوف .. السّلام .. الرفيق .. اللطيف .. الودود .. الغفور .. الرحمن .. الرحيم .. وأن رحمته قد سبقت غضبه .. لكن إذا أراد أن ينتقم .. ينتقم الانتقام الذي يليق بأسمائه الحسنى وصفاته العليا القهرية؛ انتقام العزيز، القدير، الجبّار، القهّار، المتكبر، المتين، القوي .. ولو أنزل نقمته وعذابه بكم .. وبدياركم .. التمسوا السبب في أنفسكم .. وفعالكم .. وجرائمكم .. ولا تلوموا حينئذٍ إلا أنفسكم.
لا يغرنَّكم حلم الله بكم .. وصبره عليكم .. وطول أمد ظلمكم وطغيانكم .. فمن سنن الله تعالى في الظالمين .. أنه تعالى يُملي لهم .. ويوسع عليهم ـ استدراجاً ـ على ما هم عليه من ظلم وكفر وفسوق .. ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وفي ميقات محدد ـ يقدره الله ـ لا يتقدم ولا يتأخر، كما قال تعالى:) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (هود:102.
وقال تعالى:) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (الإسراء:16.
وقال تعالى:) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (الكهف:59.
وقال تعالى:) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ. أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ. أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (الأعراف:97 - 99.
إن هذا الاعتداء الأثيم المتكرر على كتاب الله تعالى .. كما هو مؤلم للمؤمنين الصادقين .. إلا أنه يحمل في ثناياه بشرى خير بسرعة هلاك الظالمين .. وأفولهم .. وإن غداً لناظره لقريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الختام نود أن نقول لهؤلاء الذين امتلأت قلوبهم غيظاً وحقداً وبغضاً لكتاب الله تعالى .. فسلطوا سفهاءهم عليه: القرآن الكريم ـ بنفسه ومن دون سلطان أو حاكم عام يُقاتل دونه أو يعمل على نشره ـ قد غزاكم في عقر داركم .. ورغم كل ما تبذلونه من لغو وتشويش ومكر .. لصرف شعوبكم عن هذا الكتاب العظيم .. وعن النور الذي فيه .. إلا أنه ـ مع كل هذا الكيد والمكر واللغو المستمر على مدار الليل والنهار ـ يجد سبيله إلى قلوب وعقول الكثير من أبنائكم .. ليعلنوا إسلامهم .. وإيمانهم .. من مجرد قراءتهم أو سماعهم لبضع آيات من كتاب
الله تعالى.
أنتم تغزون وتسطون بقوة السلاح على البلاد والعباد .. وتنتهكون حرمات الآمنين .. وتكرهون الناس ـ بالسلاح والقتل والسجن ـ على ديمقراطيتكم الخرقاء .. بينما هذا الكتاب العظيم ـ بمفرده ـ يغزوكم في عقر دياركم وبيوتكم .. ليستحوذ على عقول وقلوب أبنائكم .. وبناتكم .. فيدخل الكثير منهم الإسلام .. بملء اختيارهم وإرادتهم ومن غير أدنى إكراه .. فأي الفريقين .. وأي الغزاة منا .. أولى بالأمن والتحضر .. والثناء الحسن!
كم مضى على حربكم لهذا الكتاب .. وكم هي محاولات وحملات التحريف والتشويه والتعطيل .. التي قمتم بها عبر تاريخكم الحافل بالتآمر والإجرام .. ضد هذا الكتاب العظيم .. وكم هي الأموال الطائلة التي أنفقتموها في هذا السبيل .. ومع ذلك فإن هذا الكتاب يزداد تألَّقاً وانتشاراً .. ويزداد أتباعه ومعتنقوه وحافظوه .. ويزداد إقبال الناس عليه دراسة وفهماً وتدبراً .. هو الكتاب الوحيد في الأرض الذي يحفظه ملايين من العباد في صدورهم عن ظهر غيب .. ألا يدل كل ذلك عندكم على أن هذا الكتاب هو كتاب الله .. وأنه كلام الله .. ليس للبشر فيه أي صنعة أو أثر .. وأن الله تعالى قد تكفل بحفظه، كما قال تعالى:) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر:9.
وفِّروا عليكم جهدكم .. ومكركم .. وأموالكم .. فأنتم تحاولون عبَثاً .. كتاب قد تكفَّل الله بحفظه فلا ضيعة عليه .. ولا طاقة لكم بمحاربته .. فالله تعالى لا يُحارَب .. كلام الله لا يُحارب .. ومن غرَّه الغرور وأخذته العزة بالإثم وأبى إلا المحاربة .. فمآله إلى الخسران، والخزي في الدنيا والآخرة.
قبلكم ـ عبر القرون الفائتة ـ قد جرب الكثير من أجدادكم وأسلافكم .. محاربة القرآن الكريم .. وبكل ما أوتوا من قوة ومكر .. وبكل الوسائل .. فأين هم الآن .. وأين كتاب الله تعالى .. هم في جحيم .. وكتاب الله تعالى في عِلِّيِّينَ .. فاعتبروا يا أولي الأبصار!
قولوا لسفهائكم .. وفروا عليكم طلقاتكم .. ونيرانكم .. ما تفعلونه لا يضير هذا الكتاب في شيء .. وهو علامة على الإفلاس .. والعجز والفشل .. والتخلف .. ومدعاة لسخرية الناس منكم!
أنتم تملكون الطائرات والصواريخ العابرة للقارات .. والدبابات .. والقنابل النووية والكيمائية .. وغيرها من الأسلحة الفتاكة .. وقد غركم ذلك .. ونحن نملك هذا الكتاب العظيم .. وسترون في النهاية لمن ستكون الغلبة والكلمة في الأرض.
قال تعالى:) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (
الأنبياء:105. وقال تعالى:) إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (الأعراف:128.
ومن بشرى النبي r لأمته ـ أمة القرآن الكريم ـ قوله:" إن الله زوى ـ أي جمع وضم ـ لي الأرض، فرأيت مشارقَها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها " [[1]].
وقال r:" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك اللهُ بيت مدَر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعزِّ عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعزُّ الله به الإسلام، وذلاً يُذل به الكفر " [[2]]. وهذا أمر كائن بإذن الله .. ولتعلمن نبأه ولو بعد حين.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
13/ 5/1429 هـ. 18/ 5/2008 م.
www.abubaseer.bizland.com
ـ ملحق: صورة عن بعض المصاحف التي كانت هدفاً عسكرياً لرماية الجنود الأمريكيين في معسكراتهم، والتي وزعتها هيئة علماء المسلمين في العراق .. ولم ينكر قادة الغزاة المحتلين سوء صنيع جنودهم؛ لأن فعلهم هذا كان بأمرٍ منهم أولاً، وهو ـ بزعمهم ـ من ضمن الحريات الشخصية التي تكفلها وتحميها الديمقراطية الأمريكية .. وتغزو البلاد والعباد من أجلها!!
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه مسلم وغيره، السلسلة الصحيحة: 2.
[2] أخرجه ابن حبان في صحيحه، السلسلة الصحيحة: 3.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 05:22]ـ
ما عساي أقول في أمة استمرأت الذل والهوان والله لن يعود عز هذا الدين إلا على جماجم الأبطال ولاخير في العيش إذالم نغضب
لله وندافع دينه وكتابه ولكن من أمن العقوبة تمادى في أجرامه وهؤلاء العلوج لما علموا أن جل الأمة لايغضب لله إنما غضبه لنفسه
أصبحوابين الفينة والأخرى يستهزؤن بكل ماهو مقدس عند المسلمين فإلى الله المشتكى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 05:23]ـ
ما عساي أقول في أمة استمرأت الذل والهوان والله لن يعود عز هذا الدين إلا على جماجم الأبطال ولاخير في العيش إذالم نغضب
لله وندافع دينه وكتابه ولكن من أمن العقوبة تمادى في أجرامه وهؤلاء العلوج لما علموا أن جل الأمة لايغضب لله إنما غضبه لنفسه
أصبحوا بين الفينة والأخرى يستهزؤن بكل ماهو مقدس عند المسلمين فإلى الله المشتكى(/)
إتفاقية سايكس بيكو من 1916م إلى 2008م
ـ[يوسف بن مروان]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 01:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إتفاقية سايكس بيكو من 1916م إلى 2008م
نستطيع أن نعرف الاتفاقيات والمعاهدات التي شهدتها أغلب مناطق العالم الإسلامي خلال القرن العشرين بمثابة المؤامرة على الوجود السياسي للإسلام بهذه المناطق، بل و على أي قوة محتملة تطمح أن تلعب دورا كبيرا في هذه المناطق وبغياب وعي إسلامي واضح بدء تفتيت الدولة العثمانية في بداية القرن الماضي بتخطيط إمبريالي رهيب
أبرمت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا {يوم 16\ 05\1916م} اتفاقية سرية عرفت بعد ذلك باتفاقيةـ سايكس بيكوـ
Les accords de Sykes-Picot
لاقتسام تركة هذه الدولة التي أنهكتها الحرب العالمية الأولى ضد الحلفاء وبمقتضى هذه الاتفاقية أصبح لبريطانيا كامل النفوذ في العراق وفلسطين و الأردن و أصبح لفرنسا اليد الطولة في سوريا ولبنان و تفردت روسيا بشمال الأناضول وأخضعت لها مضيق القسطنطينية ذو الإستراتجية الهامة.
وحينما شاع خبر هذه الاتفاقية سنة1917م عبر قنوات بلشفية روسية وطمعا في نصيب الأسد أرسلت الحكومة البريطانية رسالة إلى الشريف الحسين بن على أمير الحجاز آنذاك تطمئنه وتؤكد له أن ما تسرب من أخبار الاتفاقية إنما هو شائعات وأن الحكومة البريطانية لا تزال على عهدها ووعدها [وعد مكماهون]
Sir Henry Mac-Mahon
الذي أبرم في24\ 10\1915م والذي يقضي بتعين الشريف الحسين بن على مالك على العرب جميعا بعد انتهاء الحرب وتفتيت الدولة العثمانية، فصدق المسكين ... !!
وبعد مرور سنة وستة أشهر على إبرام [اتفاقية سايكس بيكو] أي في يوم 02\ 11\1917م أعلن وعد بلفور الشؤم
Arthur James Balfour
والذي يقضى بإنشاء كيانا صهيونيا في فلسطين وقد كانت نسبة سكانها من العرب والمسلمين يومئذ 95% وعرض هذا النص المشم على الرئيس الأمريكي ولسون
Woodrow Wilson
فوافق عليه وفي عام 1922م صادق الرئيس الأمريكي ” وارين هاردينغ
Warren Harding
على قرار مشترك أصدره مجلس الشيوخ والنواب في الكونغرس الأمريكي ينص على أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد إقامة كيان صهيوني في فلسطين
فوعد "بلفور" بنصوصه المجحفة كان أول خذلان للمتعاونين مع الحكومة البريطانية لقد كان الشريف الحسين أثناء صدور ذلك الوعد الغادر يقاتل العثمانيين أو ما تبقى من ما كان يسمى الدولة الإسلامية في الشام فأرسل له قائد الجيش الرابع العثماني أحمد جمل باشا نسخة منه ليطلعه عن تفاصيله ويثنيه عن حرب المسلمين الأمر الذي جعل الشريف الحسين يطالب الحكومة البريطانية بتقديم تفسير لما يحدث!! فأرسلت إليه بريطانيا المقيم البريطاني في جدة ليقنعه بنزاهة بريطانيا و عدالتها!!! .. وبعدها بستة أسابيع فقط أي في يوم (09\ 12\1917م) كانت الجيوش البريطانية بقيادة الجنرال ” اللنبي”
Robert Allenby
تجوس خلال ديار بيت المقدس، وليلقي الجنرال كلمته المؤلمة والشهيرة {ألان انتهت الحروب الصليبية، و انتهى الحكم إلا سلامي، ولا عزاء للمغفلين}
ورغم الاستبداد والظلم والفساد والأمراض الاجتماعية التي استشرت في الدولة العثمانية إلا أنه لم يكن لشريف الحسين أي عذر شرعي لموالاة الكفار ضد المسلمين وخاصة الكفار المحاربين كبريطانيا الغادرة و اليهود المغضوب عليهم ومثل فرنسا الحاقدة على الإسلام والمسلمين وهكذا خدع الشريف بأماني واسعة كلها سراب فنكثت بريطانيا الصهيونية عهدها معه وأوثقته مع ابنه فيصل الذي لم يجدوا أي صعوبة في التعامل معه حيث وافق على كل ما جاء في (وعد بلفور) من مظالم، بل و أمضى على اتفاقية خطيرة تتعلق بهذا الوعد مع ممثل الحركة الصهيونية
(ويزمان) Chaïm Weizmann
(يُتْبَعُ)
(/)
في باريس يوم03\ 01\1919\ م، يمكننا أن نصف موالاة البريطانيين و أعوانهم لهدم الدولة العثمانية و أخر صرح للإسلام بالجرم الكبير و الكفر العظيم رغم الفساد العظيم الذي كان في العثمانيين لقد كان التعاون مع الكفار المحاربين ضد الدولة العثمانية استغفالا حقيقيا وكارثة إسلامية وعالمية بكل المقاييس وهذه الكارثة التي مازال الانفصاليون والمعارضون في كل ألأقطار العربية و الإسلامية يعشونها باسم العرق أو الطائفة أو المذهب الديني فهي تغبش الرؤية في أعينهم وتخل الموازين في عقولهم فلا يفرقون بين إلا صلاح والانفصال وبين العلاج للمريض و تمزيق جسده فتفتيت الدولة العثمانية أو ما كان يسمى ب “الخلافة الإسلامية” ولو صوريا كان أعظم هدية قدمت للقوى الكافرة المحاربة وعلى رأسهم اليهود فبسبب هذا التفتيت زجت كل من الشام والعراق تحت الإرهاب صهيوبريطاني والفرنسي الروسي وحتى الذين وعدوا بالمملكة الكبرى ذات الطابع القومي شعروا بفداحة الجرم الذي ارتكبوه ولكن بعد فوات الأوان وتأكدوا أنهم خدعوا وغرر بهم ولكن كما قال الجنرال اللنبى”لا عزاء للمغفلين ... " …"
لقد أثبتت تجزئةـ سايكس بيكوـ ولاسيما في مرحلة الاستقلال الكاذب للأقطار العربية و الإسلامية أنها أخطر عوامل الضعف في الجسد الإسلامي فقد نجم عن هذه التجزئة تفاوتا في مصالح كل قطر وتغاير في الظروف و الأوضاع، سواء في توزيع السكان والثروات والإمكانيات الزراعية و المائية والمعدنية {وشكل هذا التفاوت أحد العوامل الأساسية في تمزيق صفوف الأمة واختزال قدراتها و الحيلولة دون نهوضها}
بل و المساهمة عربياـ عربيا وإسلاميا في إحباط أية محاولا للنهوض لقد سمحت التجزئة بتردي أوضاع الأمن الدفاعي و الغذائي و الصناعي و المائي للأمة و سمحت هذه التجزئة بإقامة دولة الكيان الصهيوني وللقوى الكافرة المحاربة باحتواء جميع محاولات النهوض و المقاومة للأمة الإسلامية.
و الواقع أن التقسيم والفصل و التجزئة و التفتيت هي من الأسلحة المفضلة لدى الدولة الكافرة المحاربة بالذات لضرب الدول والأقطار العربية و الإسلامية.
فالذي يطلع اليوم على ما ينشر من مخططات ووثائق و يتتبع ما يجري على الساحة العربية و الإسلامية من أحداث، منذ حرب العراق ضد إيران فحرب الخليج إلى مؤتمر [التآمر بمدريد] و مؤتمر أول تطبيق ـ ليس يكس بيكوـ الثانية بأوسلو مرورا بأكذوبة 11 سبتمبر و ما تلا ذلك من غزو أفغانستان ثم العراق يدرك إدراك لا شك فيه أن ـسيايكس بيكوـ الأولى لم تعد كافية ولابد من الثانية أي تقسيم المقسم حتى تصبح عملية الإجهاض على الإسلام كاملة
فإن التخطيط لتقسيم كل قطر من الأقطار الإسلامية والعربية جاري على قدم وساق فكل قطر وفق ظروفه في ظل النظام العالمي الجديد بقيادة أمريكا التي تسعى ألان إلى عملية تقسيم واسعة النطاق للعديد من الأقطار وأولها هو العراق الذي أصدر في حقه الكنغريس الأمريكي قرار غير ملزم “زعموا”…!! يقضي بتقسيميه إلى ثلاث دويلات واحدة كردية والثانية سنية بل (علمانية) و الأخيرة رافضية (شيعية))
وما يجري ألان على قادم وساق في السودان بحيث يتم تقسيمه إلى شمال وجنوب و أيضا يتم فصل المنطقة الغربية و هي منطقة دار فور أما بالنسبة للسعودية فالتقسيم سيكون إلى منطقة شرقية غنية بالموارد الطبيعية من نفط وغيره والى منطقة غربية تضم الأماكن المقدسة وهناك حديث حول تقسيم مصر إلى دولة قبطية، ونوبية، و إسلامية (أو بالأصح علمانية) ثم هنالك حديث عن تقسيم الصومال إلى صوماليلوند في شمال و صومال في الجنوب وهو أمر واقع منذ عقد من الزمان ولم تسلم حتى الجزائر من التفتيت و ذلك بفصل دولة لبربر أما تقسيم أند ونسيا اكبر البلدان الإسلامية من حيث الكثافة السكانية فقد بدء بفصل جزيرة تيمور الشرقية و اعترف بها كدولة نصرانية وقد يطال التقسيم إيران بفصل جزء كردي وجزء عربي سني و ربما جزء أذربيجاني وكذلك تركيا مع الأكراد و سورية ولبنان أيضا حتى نيجيريا يردون فصل دولة في الجنوب الموصوفة خطاء بالنصرانية.
لقد تآمر سايكس البريطاني و بيكو الفرنسي من وراء ظهر المسلمين وقسموا الدولة إلى دويلات و كونتونات بالمقابل هاهي أمريكا تأتى اليوم وتقول بالفم الملآن لقد جئت لتقسيم المقسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن بقي لديه أدنى شك فليتذكر وثيقة كيفونيم التي رسمت مخططات تقسيم المنطقة منذ أكثر من عقدين من الزمن، ألم يطالب بن غور يون (رئيس الوزراء الصهيوني) بتقسيم العراق منذ الخمسينات وله ما أرد ألان ولا حول ولا قوة إلا بالله
إن قرار تقسيم العراق مثلا الذي تقدم به السناتور ذو أصول اليهودية جوزيف بايدن إلى مجلس الشيوخ الأمريكي الكنغريس ما هو إلا تنفيذ لمخطط قديم و قد بدء هذا المخطط في الخمسينيات و من أهم الدلائل على ذلك الوثيقة المعروفة باسم وثيقة كارينجا التي حصل عليها الطاغوت الهالك جمال عبد الناصر و أعطاها للصحفي الهندي كارينجا الذي نشرها بالإنجليزية عام 1957م و نشرت بالعربية سنة 1967 م عن دار دمشق للطبع و تتحدث هذه الوثيقة عن تقسيم المنطقة من الجديد و ذلك بإنشاء دولة درزية في منطقة الصحراء و جبل تدمر ودولة شيعية في جبل عامل ونواحيه في لبنان ودولة مارونية في جبل لبنان ودولة علوية في اللاذقية حتى حدود تركيا ودولة كردية في شمال العراق وبالإضافة إلى ذلك دولة أو منطقة ذات حكم ذاتي للأقباط وتتحدث بالنسبة لجنوب العراق عن ضرورة تأسيس ممرات غير عربية عبر دمشق وجنوب العراق ووسط العربية السعودية وجنوبها وهو ما يفسر الاختراق الإيراني لجنوب العراق باعتباره يتم ضمن الإستراتيجية الصهيونية نفسها،الحقيقة أن هذا المشروع قديم وقد تلته خطوات عملية ترويج له على سبيل المثال فقد طرح المحلل العسكري الصهيوني زائييف تشيف فكرة تقسيم العراق في هآرتس في 2/ 6/1982 قبل العدوان على لبنان بيوم أو يومين.
باختصار يوجد في المنطقة ضرورة إستراتجية لإعادة تقسيمها بالنسبة لأمريكا و الكيان الصهيوني.
أما بالنسبة لأمريكا فمن الأهم الأسباب الإستراتجية هو حرب الصين
السرية على أمريكا حيث أن هذه الحرب على قدم وساق منذ عدة سنوات ولكنها ليست بالأسلحة إنها حرب السيطرة على الاقتصاد العالمي إنها حرب وجودية، المنتصر فيها سيبقي و الخاسر فيها سيزول من الوجود، لقد ذهب العصر الذهبي لأمريكا بالنسبة لاقتصاد فالصين اليوم أغرقت السوق العالمية بمنتجاتها ذات الجودة العالية و السعر الرخيص
فمنذ ستة سنوات أي في2001م على سبيل مثال، لم تصنع الصين ولا حاسوبا (كمبيوتر) واحد، و في2004م أصبحت تنتج 40% من كل الكمبيوترات المبتاعة في جميع أنحاء العالم و تنتج ايضا38 % من الهواتف المحمولة من الإنتاج العالمي بإضافة إلى معظم الأثاث الخشبي و لعب الفيديو و أجهزة التلفاز و نصف أحذية العالم بل و حسب بعض التقارير للمراكز الاقتصادية أنه في 2015على أكثر تقدير 90% من الإنتاج السيارات العالمي سيكون صيني هذه إشارة لابد منها ولا يمكن البسط هاهنا لان المقال لا يحتمل ذلك، و الذي يعنينا ها هنا أن كل ما ذكرناه من التفاصيل القليلة جيدا حول الاقتصاد الصيني و الذي تقدر نسبة نمويه ب 11% سنويا و هي اكبر نسبة في العالم يقودونا إلى نتيجة حتمية لابد منها و هي أن الصين مع هذا النمو الاقتصادي الضخم لابد لها من ارتفاع حاجاتها للنفط بل إن كمية النفط التي ستستهلكها الصين لوحدها في سنة 2010م تساوي الكمية التي تستهلكها أمريكا وهذا الذي جعل أمريكا تصاب بالخوف والذعر لان هذا يعني ببساطة أن الصين بحلول عام 2010 ستكون بنفس المستوى التكنولوجي لأمريكا في جميع الميادين حتى العسكرية منها بل و قد صرح قائد أركان الجيش الياباني في مؤتمر صحفي انه قلق إزاء النفقات المتزايدة للحكومة الصينية علي القطاع العسكري و بهذا يصبح وجود كل متهما متعلق بالنفط. و السيطرة على النفط العالمي بالنسبة لصين و أمريكا قضية مصيرية وهذا ما نشاهده اليوم من التنافس الشديد بين البلدين في التنقيب واستخراج الذهب الأسود في عدة بلدان كالسودان وغيرها من الدول و لهذا لم يبقي أمام أمريكا إلا السيطرة على منابع النفط و هذا ما يفسر احد لأسباب الرئيسية لهجوم أمريكا على الشرق الأوسط والسعي لاحتلاله عسكريا لان المنطقة تحوي على ثلثي مخزون العالم أما بنسبة لأفغانستان فأحد الأسباب الرئيسية هو بحر قزوين والذي يقدر مخزون البترول فيه ب200 مليار برميل. ولان أمريكا لا تستطيع فرض اقتصادها على العالم إلا عسكريا كما فعلت مع اليابان للحد من سيطرته الاقتصادية على العالم بحكم أن اليابان شبه محتل من طرف أمريكا منذ
(يُتْبَعُ)
(/)
سنة 1945م كما هو الحال بالنسبة لألمانيا وذلك ولجود قواعد عسكرية فيها حولي 50 ألف جندي أمريكي في كل بلد.
فالحال إذا مع الصين مختلف و فرض السيطرة العسكرية عليها من طرف أمريكا مستحيل فلم يبقى أمام أمريكا إلا السيطرة على القلب النابض للاقتصاد العالمي وهذا لا يتأتى لأمريكا إلا بالسيطرة على المنطقة و السيطرة لا تتم إلا بتقسيم المقسم أي ـ سايكس بيكوـ ثانية، وأما الضرورة المتعلقة بالكيان الصهيوني لتقسم المنطقة فترجع إلى سبابين.
السبب الأول توراتي وهو متعلق بنبوءة مذكورة في التوراة المحرفة ومذكورة أيضا في القرءان في سورة إلاسراء وهذا فيما يتعلق بالعراق خاصة ابتداء من استدراجه إلى احتلال الكويت فالحصار الذي تلا ذلك فاحتلاله سنة 2003م كل ذلك لتصدي لنبوءة تدمير إسرائيل من طرف البابليين حسب نبوءة التوراة أو من طرف البعث الأخير حسب نبوءة القرءان وهذه مجرد إشارة لهذا السبب ولا يمكن البسط هنا لان المقام لا يحتمل.
السبب الثاني الذي يجعل الكيان الصهيوني يدفع تجاه تقسيم المنطقة سبب جيوستراتيجي و اقتصادي و ديموغرافي فلا يمكن للكيان الصهيوني الاستمرار في المنطقة إلا إذا قسمت دول المنطقة ذات الحجم الكبير من الناحية الديموغرافية و من ناحية المساحة فتصبح المنطقة عبارة عن كنتونات و دويلات و بالتالي يصبح الكيان الصهيوني اكبر كيان في المنطقة فيكون أقوى عسكريا واقتصاديا وذلك بعد التطبيع مع تلك الدويلات ذات الحكم الذاتي التي أحدثت لغرض الترويج للبضائع الكيان الصهيوني من اجل بقاء هذا الكيان ذات الوجود الهش، و بهذا يتم التمكين لليهود في المنطقة سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وفي لأخير وليس آخرا يجيب علينا أن ننوه أن كل ما ذكرناه من الأسباب التي عددنها ما كانت لتشغلنا و تصرفنا عن السبب الأم للدول الكافرة المحاربة وعلى رأسها أمريكا واليهود لتقسم الدول العربية و الإسلامية ألا و هو استئصال الإسلام من الأرض و محوه من الوجود
وأخيرا هناك مسالة يجب التنبيه لها ألا وهي أن ـ سايكس بيكوـ الأولى لا تشبيه الثانية من كل وجه.
فإن التقسيم و التجزئة للدول المستهدفة بمعناها القديم قد تجاوزتها الدول الكفارة المحاربة
إننا ألان إزاء حالة جديدة وفريدة من التقسيم وهي حالة تحقق نفس أهداف النوع القديم من التقسيم ولكنها تتفادى عيوبه، و من هذه العيوب إثارة الرأي العام في البلد المستهدف و تحفيزه على الرد و الدفاع ومنها مخالفة القوانين الدولية بشبهة التدخل في شؤون الغير إلى غير ذلك من الأسباب…
و الواقع أن النوع الجديد من التقسيم هو نتيجة لأخطاء متولدة عن التقسيم الأول فزيادة على ألأهداف القديمة، هذا النوع من التقسيم يحقق أهداف جديدة.
وهذا التقسيم الجديد يتمثل ببساطة في فصل الأقليات وبالذات الدينية عن جسد الدولة أو الكيان الإسلامي الأكبر ووضع هذه الأقلية في حالة قوة وهيمنة وسيطرة في مواجهة الأغلبية دون أن يستتبع ذلك إلى الانفصال التام على شكل كيان أو دويلة مستقلة منفصلة عن الجسد و إنما تظل هذه الأقليات في حالة قوة و هيمنة في داخل الجسد الواحد حتى تتحكم و تهيمن على الأغلبية (المسلمة) وذلك كله تحت شعارات الوحدة الوطنية والجسد الواحد والعلمانية بالطبع! .. لأنه لو انفصلت هذه الأقليات الدنية عن الكيان الخاص بها سوف ينشأ ذلك ردة فعل عند الأغلبية المسلمة و ذلك بمطالبة هذه الأخيرة بإقامة حكم إسلامي مقابل تلك الدولة الدينية أو العرقية الجديدة وهذا سيرجع الدول الكافرة المحاربة إلى نقطة الصفر حيث أن هدفهم الأكبر في كل ما ذكرت هو القضاء على دين محمد صلى الله علية و سلم و هذا الذي يسعون من اجله منذ قرون، ثم إن سلاح التقسيم سواء بأسلوبه القديم أو الجديد الذي تتقنه أمريكا قد استعملته ضد جميع أعدائها مسلمين كانوا أم لا كما هو الحال مع الاتحاد السوفيتي في العقد الماضي و يوغسلافيا و تشيكوسلوفاكيا إذ عمد مصدر الشر أمريكا إلى إشعال وتغذية النعرات العرقية و الدينية وتقويتها للانفصال بحيث لا يبقي كيان قوي متحد فتفككت تلك الدول إلى دويلات حتى ما جرى في فلسطين المحتلة من انقسام بين التيار الإسلامي حماس في غزة و العلماني فتح في الضفة كان وراءه مخطط (أمريكي صهيوني) عبر تقوية التيار العلماني <فتح> و إمداده بالسلاح و المال فحدث الاقتتال و انقسام ولا حول و لا قوة إلا بالله.
كتبه أخوكم يوسف بن مروان(/)
دانمركي يتكلم بعد الإساءة .. مرئي
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 02:56]ـ
أصبحت الدولة التي أنتمي إليها عدوة للإسلام
كنا 15 مسلما حين أسلمت منذ 25 سنة .. واليوم نحن ألوف
في كل أسبوع يأتيني 3 أو 4 للدخول في الإسلام
الإسلام دخل قلب أوروربا .. وعلى المسلمين أن يخاطبوا أوروبا بلغاتها
مدة الكلمة: 9 دقائق
للمشاهدة
ادخل هنا ( http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5725&pid=27952&st=0entry27952)
للتحميل: 20 ميجا
http://ia360943.us.archive.org/1/items/aljame3_01/007.flv
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 11:57]ـ
المشكلة أننا لم ننضج بعد، تأتي الفرص، ولا نستغلها.
نحتاج خطوة هنا قبل أن نصل إلى أوروبا.
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 01:17]ـ
جزاك الله خيراً(/)
كلب ينهش عقولنا!!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 07:20]ـ
((كلب ينهش عقولنا))
مقال للدكتور. سلمان بن فهد العودة 12/ 5/1429
17/ 05/2008
تداولت المواقع والرسائل والدروس قصة التتري الذي سبّ -الرسول صلى الله عليه وسلم-، فهاج عليه كلب مربوط وخمشه، وخلصه الحاضرون منه بعد جهد جهيد، ثم عاد أخرى فنال من النبي- صلى الله عليه وسلم- فقطع الكلب رباطه ووثب على عنقه، وقلع زوره في الحال، ومات الرجل من فوره.
ومع كون القصة مروية في بعض المصادر التاريخية، إلا أنني أعتقد أن اختيارها من كم هائل من المرويات العادية وإبرازها وتصديقها ينم عن مأساة في العقل المسلم!
وقد ذكر الرواية ابن حجر في الدرر الكامنة (4/ 153) عن علي بن مرزوق، ولم يذكر عنه أكثر من أنه تعاطى التجارة، والظاهر أن القصة مرسلة، ليس لها إسناد، وعادة أصحاب الدواوين الكبيرة والتراجم الموسعة أنهم يذكرون ما في الباب بغض النظر عن صحته، ولم يذكر ابن حجر عن ذلك المترجم إلا هذه القصة فحسب، وكفى بذلك دليلاً على نكارتها وإغرابها.
هذا التصفيق الحاد لكلب في المواقع الإلكترونية، والانبهار المذهل، حتى يقول كثيرون: كلب ينتصر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكيف لا ننتصر له نحن؟، حتى الكلاب تغضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الكلاب أشد منا حباً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويضيف آخرون قصة كلبٍ آخر فقيه في السنة (!!) ولكنه عقور مرّ به شاب ذاهب إلى الصلاة بالغلس فوقف الشاب، فقال له الكلب: جز يا أبا عبد الله، فإنما أمرت بمن يشتم أبا بكرٍ وعمر!
الكلب أصبح داعية يسلم بسببه أربعون ألفاً في مجلس واحد!
وأخشى أن يتفاقم الأمر وندخل في دوامة تصنيف الحيوانات إلى أسماء ومجموعات وانتماءات طائفية وحزبية لنمعن في المهزلة ونصبح مسخرة لأمم الأرض، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ويعتذر معلقون بأن هذه مقامات أصحاب الهمم العالية وهم بعيدون عنها.
وحين يحتج معلق على هذه الأساطير؛ تنهال عليه الكلمات كاللكمات اتق الله، ربما تهوي بك هذه الكلمة في جهنم سبعين خريفاً!
وكأننا أمام نص قرآني، أو حديث متواتر، وكأن هؤلاء الناس غابت عندهم الفوارق بين الغيب المحقق المقطوع به، وبين الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب، وما أسهل أن ينبري إذاً عدو للإسلام يضع مثل هذه الحكايات وينشرها فيتلقفها الأغبياء والجهلة والأغرار، ويحامون عنها محاماتهم عن أصول الدين، ويجعلونها فيصلاً بينهم وبين مخالفيهم، فعنوان الإيمان عندهم هو أن يكون عقلك مغيباً مخدراً معزولاً عن الفهم والتحقيق والتأمل والنظر، وأن تسلم بالغرائب والمنكرات من الأخبار!
ألم يتعرض -صلى الله عليه وسلم- للتكذيب ويُسأل الآيات، فيؤمر أن يقول: "سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً؟ " [الإسراء: 93]
ألم يضعوا السلى على ظهره؟ ويشجوا وجهه ورأسه في المعركة، ويقتلوا أصحابه؟
وربما احتج بعضهم بالمعجزات والآيات والكرامات.
والآيات حق، وكذلك الكرامات، ولكنها أمر خارق للسنة، مخالف لجاري العادة، فلا يقبل ادعاء مدعيها حتى يقع التحقق التام منها، وإلا لالتبس الحق بالباطل، واشتبه الأدعياء بالصادقين والأنبياء، ولذا كان السلف يقولون: هاتوا أسانيدكم، وفي التنزيل: "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ" [البقرة: 111].
ولذا كان الأئمة يقولون: إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدعياً فالدليل.
وقد علمنا يقيناً أن الكلاب خارج دائرة التكليف، وهي لا تسمع إلا نداء، كما قال ربنا سبحانه: "وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ" [البقرة:171].، وهي لا تعقل، فالعقل ميزة شرف الله بها الآدمي، وإن كان من الآدميين من يلغي هذه الموهبة أو يجور عليها أو يقتلها بالإهمال والتجاهل، أو يئدها بالاستسلام لكل مسموع، والتشرب لكل موضوع، والركض وراء الأوهام.
لقد جاء المشركون إلى الصديق يقولون له: ألم تسمع ما قال صاحبك؟
قال: وما قال؟ قالوا: يزعم أنه أُسري به إلى بيت المقدس، ثم عُرج به إلى السماء في ليلة، قال-رضي الله عنه-: لئن كان قاله فقد صدق، ومن يومئذ سمي"الصديق".
(يُتْبَعُ)
(/)
الصديق إذاً هو من يصدق بالوحي النازل من السماء، وليس من تتراكم على عقله غرائب الأخبار من كل وضاع ودجال؛ فيتجرعها كالسم حتى ينبت عليها جسده، ويمضي عليها عمره، وتصبح أساساً في ثقافته ومعرفته، وتلتبس عنده معالم دينه!
إن هذا العقل الأسطوري الذي لا يميز بين حق وباطل هو المسؤول عن شيوع الخرافة في مجتمع المسلمين، وغياب التفكير السليم، وضعف التحليل الموضوعي، وتراكم الأخطاء والسلبيات دون علاج، وكيف لنا أن نصحح أو نخطط أن نبني حضارة أو نؤسس مجداً إذا كانت العقول فاسدة والبصائر كليلة، وطرائق التفكير والنظر متردية، لماذا نهادن تسلل الحكايات الوهمية إلى عقول العامة، بل عقول الشباب والطلاب والمتعلمين، الذين يظنون أحياناً أن التصديق أولى على سبيل الاحتياط، ولا يدرون أن التصديق بالباطل مثل التكذيب بالحق.
إن العقل الإسلامي عقل واع مدرك، حتى إيمانه بالغيب هو إيمان مبني على العلم والمعرفة والإسناد، وليس في الوحي ما تنكره العقول ولا ما تحيله السنن، ولكن منها ما لا تدركه العقول، فهو عالم فوق العقل وليس تحته، ونقص العقل ثابت بالعقل ذاته، بيد أن الله تعالى أحال إليه، وأمر بتحكيمه فيما يحسنه حينما دعاهم إلى الإيمان به "لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"، "لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [يونس: 24]، "أَفَلا يَعْقِلُونَ" [يّس:68]، "لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى" [طه: 54]،"لِذِي حِجْرٍ" [الفجر: 5]،"ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا" [سبأ:46]!
ومن أفدح الخطأ الاعتقاد بأن الإيمان نقيض العقل، أو أن العلم نقيض الدين.
لا يحل للمصلحين والدعاة والمرشدين أن يهادنوا عقول البسطاء أو يداهنوها، نعم سيظل في الناس أوباش لا يعقلون، لكن الخطب الفادح أن تكون هذه هي الثقافة المهيمنة التي تضغط على عقول الناشئة، وتجعل الجيل في خيار ما بين الإيمان الموروث مخلوطاً بترهات ما أنزل الله بها من سلطان، وبين العلم الحديث والحقائق المادية.
أمانة الديانة تحتم علينا أن نقدس الإيمان الحق المجرد، وأن نحذر من اللحوقيات والإضافات الأسطورية المتلبسة به، والله أعلم.
والأئمة قد يترخصون في إيراد حكايات بأسانيدها في مصنفاتهم لأن التبعة على الراوي، ويقولون: من أسند فقد سَلِم، خاصة وهي دواوين علمية متخصصة يتعاطاها الفقهاء والعارفون، أما أن تنشر مثل هذه الروايات وتذاع ويستكثر منها، فهو توهين لجانب التكليف، وإزراء بخصوصية الإنسان، وتسلط لأعداء الملة، وقد وقفت مراراً على أقصوصات من هذا القبيل ينشرها الوعاظ غافلين، وإذا تتبعت مصدرها وجدتها من وضّاعين أو ساخرين، وقد روى أحدهم قصة الميت الذي نبش قبره فوجد مصروفاً عن القبلة، وبالسؤال عنه تبين أنه مدخن (!!) وتحريت بنفسي عن القصة فوجدتها من وضع عيّار مدخن.
لا يجوز أن يكون الإيمان بإمكان حدوث الكرامات سبباً في تمرير أي حكاية أو رواية من منطلق أنه يجوز أن تكون من الكرامات، فالكرامات لها أسبابها وطرق إثباتها، وليس يتعين في التكليف الشرعي إلا أن يؤمن المرء بما ثبت في الكتاب والسنة، أما تسارع الناس إلى تصديق الغرائب فهو من جهالات العامة وتسرعهم، وصدق الله إذ يقول: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" [الزمر:9].
جعلنا الله من العالمين ومن ذوي الألباب.
http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_*******.cfm?id=6 4&catid=38&artid=12667
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 06:00]ـ
ومع كون القصة مروية في بعض المصادر التاريخية، إلا أنني أعتقد أن اختيارها من كم هائل من المرويات العادية وإبرازها وتصديقها ينم عن مأساة في العقل المسلم!
وأخشى أن يتفاقم الأمر وندخل في دوامة تصنيف الحيوانات إلى أسماء ومجموعات وانتماءات طائفية وحزبية لنمعن في المهزلة ونصبح مسخرة لأمم الأرض، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ويعتذر معلقون بأن هذه مقامات أصحاب الهمم العالية وهم بعيدون عنها.
وحين يحتج معلق على هذه الأساطير؛ تنهال عليه الكلمات كاللكمات اتق الله، ربما تهوي بك هذه الكلمة في جهنم سبعين خريفاً!
http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_*******.cfm?id=6 4&catid=38&artid=12667
مبالغة ممجوجة وتعميم جائر!
ولا غرابة. .!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 09:27]ـ
مبالغة ممجوجة وتعميم جائر!
ولا غرابة. .!
نقد متشنج!!!، يخشى أن يكون دافعه استبطان مواقف سابقة دون القراءة الفاحصة
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 10:48]ـ
نقد متشنج!!!
سبحان الله
هلاّ قلتَ في بداية موضوعك: لا أرحب بالمداخلات المخالفة!
ثم من أين استنتجتَ تشنجَ نقدي؟
صارَ كلُّ مَن يخالف العودة في آرائه - عندكم - متشنجًا. .؟!
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[21 - May-2008, صباحاً 12:16]ـ
بارك الله فيك وفي شيخنا الحبيب سلمان
مقالة رائعة
وسرد جميل
بعقلية فذة
فرحم الله الشيخ ابن باز عندما صدق حدسه بالشيخ سلمان ابن الثلاثين ربيعا بوصفه " العلامة "
العلم يرفع بيتا لاعماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 04:23]ـ
شكرا لك أخي الكريم
جزاك الله خيرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 06:42]ـ
مع تقديري واحترامي لفضيلة الشيخ: سلمان العودة، وفقه الله، إلا أني أخالفه فيما ذهب إليه من إنكاره هذه القصة المرويَّة، في شأن تسخير الله عزوجل الكلب في الانتصار لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم ممَّن سبَّه، وذلك للأسباب التالية:
(1) رواي القصَّة هو: إبراهيم بن محمد، الطَّيبي، جمال الدِّين، (ت: 706 هـ). قال الصفدي - وتبعه ابن حجر -: (كان ينطوي على: دِين، وكرم، وبِر، واعتقاد في أهل الخير ... ).اهـ. وقد تقبَّل (من: القَبالة: بالفتح. انظر: المصباح المنير: مادة (ق ب ل)) جمال الدِّين بلادًا بالعراق، فكان يترفَّق بالرَّعيَّة ... .
وقد رواها عنه: معاصره: علي بن مرزوق، زَين الدِّين، السلامي، أصله من الموصل (ت: 720 هـ).
مصدر القصَّة: لم أستقص البحث، واكتفيت بـ: "الدرر الكامنة" 3/ 128_129 ط: دار الجيل، بيروت.
(2) السؤال: هل في القصة ما يُستنكَر، ويُصادِم أصلا من أصول الشّرع القويم؟
الإجابة: ليس في القصة ما يُستنكر، وليس فيها (بحسب ما يظهر) ما يخالف أصول الشّرع القويم ...
وقد أخرج الحاكم 2/ 539 ط: المرعشلي، من طريق: أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قال: (كان لهب بن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه و سلم، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "اللهم سلِّط عليه كلبك"، فخرج في قافلة يريد الشام، فنزل منزلًا، فقال: إنِّي أخاف دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا له: كلَّا، فحطُّوا متاعهم حوله، وقعدوا يحرسونه، فجاء الأسد، فانتزعه، فذهب به). قال الحاكم: (صحيح الإسناد، ولم يخرجاه). وقال الذهبي: (صحيح)، وقال الحافظ في "الفتح" (إسناده حسن). قلت: ولينظَر فيه بعد.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى في "الجواب الصحيح" تعليقًا على الحديث السابق وغيره:
(ويدخل في هذا الباب: ما لم يزل النَّاس يرونه ويسمعونه مِن انتقام الله ممَّن يسبّه، ويذمّ دينه، بأنواعٍ من العقوبات، وفي ذلك من القصص الكثيرة ما يضيق هذا الموضع عن بسطه، وقد رأينا وسمعنا من ذلك ما يطول وصفه: من انتقام الله ممَّن يؤذيه، بأنواعٍ من العقوبات العجيبة، التي تبيِّن كلاءة الله لعرضه، وقيامه بنصرهِ، وتعظيمه لقدره).اهـ.
(3) ثم إنَّ هذه القَصص، مثل القصة التي رواها ابن حجر ونحوها، لا يُتعَامل معها بنحو التّعامل مع أحاديث الحلال والحرام والتّشريع، بل هي من باب الرِّقاق والعظات، ولا مخالفة فيها - كما سبق - لأصول الشّرع، ولا لسنن الله عزوجل في كونه، والله عزّ وجل قادر على تسخير مخلوقاته، وفق حكمته البالغة، سبحانه وتعالى.
(4) لا يضيرنا ما قال الغرب أو الشّرق عنَّا .. وهذا باب يطول .. والله أعلم وأحكم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 10:24]ـ
أشكر لكم ياشيخ أشرف هذا الرد.
نعم نريد مثل هذا النقد الذي يتحلى بالبحث المتجرد والأدب في الألفاظ.
وأعتذر للجميع إن كنت أغلظت في القول.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 12:48]ـ
رأيت بعض الناس هنا يتعمدون غمز الشيخ سلمان بعبارات مهينة (هداهم الله تعالى) وأصلح عقولهم المريضة وفطرهم المنتكسة وأبعث لهم نصيحة من الشيخ عائض فى درس التوازن فى حياة الشباب المسلم ولعل ليس لهذه النصيحة كبير مكان اذ من الممكن ان يكون سلمان وعائض عند هؤلاء المرضى) ضلالا وليسوا على شئ
ابدأ النقل
وجربناه حتى إذا جلس معك في المجلس كأنه يتصور أنه مالك بن أنس حتى يقول: لا يا شيخ! أنا طالعت هذه المسألة والذي ظهر لي والله أعلم أن رأي أهل العلم خطأ فيها، قال: وقد قرأت بنفسي وعقبت وعندي بحثٌ قد حققته في تلك المسألة، ولذلك تجده يقول: (قلت، وأنا، وعندي، ولي) وهذا من العجب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رأيت رسالة موجودة في الأسواق في بعض تصحيحات الحديث لشباب نعرفهم يقول في أولها: وقد استدركت على الشيخ الألباني هذه المسألة وخطأته من ثلاثة أوجه، قال وَهِمَ ابن حجر وقد وقع لي أن سبب وهم الحافظ كذا وكذا! من أنت؟! يقولون: وقعت البعوضة على النخلة، ثم أرادت أن تطير فقالت للنخلة: تماسكي أنا أريد أن أطير قالت: والله ما أحسست بكِ حين وقعتي فكيف أحس بكِ إذا طرتي؟ أناس يفنون أعمارهم مثل الألباني وابن حجر في علم الحديث، ويأتي شاب في يوم واحد ويدرك خطأً، فيبقى في المجالس يقول: الشيخ الألباني أخطأ في الحديث ونبهت عليه، وقد كتبت في ذلك بحثاً، انتهى
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 02:37]ـ
يا شيخ خالد بارك الله فيك، لماذا لا تعامل خصومك بما تدعو إليه، هل قول من ذكر في المشاركة"مبالغة ممجوجة وتعميم جائر!
" هل هذا يستدعي منك التعليق بما ذكرته، مع أن الشيخ سلمان ليته اكتفى بغمز من يخالفهم فقط!!
ألم تقرأ الأوصاف التي أطلقها الشيخ سلمان على من أورد القصة المذكورة ومن نشرها أو صدقها؟!!
أم أنه الحب الذي يجعل المرءكما قيل!!
عدو لمن عَادَتْ وسِلْمٌ لأهلها ومَنْ قَرّبت ليلى أحبَّ وقَرَّبَ
وأرجو من جميع الأخوة ممن لا يطيقون نقدا للشيخ سلمان ومن أحبوه ولا يعاملون من خالفهم من إخوانهم بهذه الطريقة أن ينصفوا الحق من أنفسهم وألا يحملهم الحب على عدم رؤية أخطاء من يحبونه، وهذه مقالة كتبتها في الرد على مقال الشيخ سلمان، وقد نشرت أمس أذكرها للفائدة، مع علمي بأن كثيرين من محبي الشيخ سلمان إلا من رحم الله مبرمجون على الدفاع عن الشيخ والهجوم على من خالفه دون النظر بموضوعية وإنصاف وأترككم مع المقال:
نقد ينهش عقولنا!!
الأربعاء 23 من جمادى الأولى 1429هـ 28 - 5 - 2008م الساعة 03:38 م مكة المكرمة 12:38 م جرينتش
الصفحة الرئيسة-> ذاكرة الأمة -> دراسات تاريخية
كتبه
أبوعمرو أحمد سلامة
Abu_amro1@yahoo.com
مفكرة الإسلام: الحمد لله وبعد، ففي خضم مأساة الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وتداعياتها، حرص كل من آتاه الله علمًا على الإدلاء بدلوه في الرد على أراذل الخلق ومن وافقهم في هذه المحنة، فكان هذا يكتب مقالاً، وهذا يخطب خطبة، وذاك يبحث في حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم، وآخر يذكر قصة لعلها توقظ النائم وتنبه الغافل، وكان من هذه القصص التي ذكرت في كتابات بعض إخواننا الفضلاء، ما ذكره حافظ الدنيا في وقته وأمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه القيم:" الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" (3/ 128 ط. دار الجيل – بيروت) في ترجمة علي بن مرزوق بن أبي الحسن الربعي السلامي زين الدين أصله من الموصل ولد سنة 650 وتعانى التجارة، ومات في سنة 720، ونصها:
" ذكر عن جمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي أن بعض أمراء المغل تنصر فحضر عنده جماعة من كبار النصارى والمغل فجعل واحد منهم ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم وهناك كلب صيد مربوط فلما أكثر من ذلك وثب عليه الكلب فخمشه فخلصوه منه وقال بعض من حضر هذا بكلامك في محمد صلى الله عليه وسلم فقال كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد أن أضربه ثم عاد إلى ما كان فيه فأطال فوثب الكلب مرة أخرى فقبض على زردمته فقلعها فمات من حينه فأسلم بسبب ذلك نحو أربعين ألفا من المغل" اهـ
فتناقلها الفضلاء في دروسهم ومواقعهم ومنتدياتهم وذكروا معها من القرآن والسنة وقصص الصحابة ومن بعدهم ما يؤيد جريان انتقام الجبار سبحانه ممن آذى نبيه على أيدي بعض خلقه من الإنس والجن والحيوانات.
وحدث هذا منذ زمن، ثم لما تجددت الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم على أيدي بعض السفهاء، تجدد معها نشر ما ذكر سابقا مما تقدم ذكره، فثار أحد المشايخ على هذه القصة وعلى من ذكرها وحمل الأمور ما لا تحتمله واتهم من ذكرها أو أشاد بها بما لا يستحقه، وقال فيهم قولا عظيما، من قرأه يظن أن الشيخ يرد على منافق يكيد للإسلام من داخله، أو تارك لبعض قواعد الدين، مجاهر بعداوة أهله والكيد لهم، وما ذنبه إلا أن نقل هذه القصة، والتي توضح صورة من صور كفاية الله عزوجل لنبيه ونصرته على المستهزئين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أستطيع أن أخفي عجبي وغضبي مما قرأته، بداية من عنوان المقال وهو " كلب ينهش عقولنا" ومرورا بما ظنه الشيخ أدلة ومنهجا وطريقة في التفكير السليم، وعقلية وقادة مبدعة تأتي بما لا يأتي بمثله مشايخنا الذين ذكروا هذه القصة ولم يخطر ببالهم بعضا مما قاله الشيخ لأنهم مخدرون ومغيبون عن الواقع ... إلخ ما ذكره الشيخ عفا الله عنا وعنه من صفات وألقاب نبز بها أهل الفضل ولم نسمعه يوما يقولها في حق من يستحقون أكثر منها معها!!
فطلب مني بعض الفضلاء التعليق على مقال الشيخ وإبداء الرأي فيه، فاستعنت بالله وذكرت بعض الوقفات مع مقال:" كلب ينهش عقولنا"، ولو كان هذا المقال يناقش القصة المذكورة مناقشة علمية ويبحث في إسنادها ومتنها ويحكم عليها حكما علميا بما يناسب حالها تبعا لما قرره أهل العلم من قواعد وأصول لما تكلمنا ولا ذكرنا ردا، ولقلنا هذا رأي الشيخ وما توصل إليه،
وهي مسألة لن يسئل عنها أحد في قبره – كما كان الشيخ يقول عن بعض مسائل الاجتهاد- وليست من أصول الإيمان، وليست مما يشنع على المرء بمثلها ولكن الأمر لم يكن هكذا بل – وأقولها بمرارة- سلك الشيخ فيها مسلكا غير مرضي حتى في حكمه هو نفسه وفق آرائه التي عرفتها عنه قديما، فلم يكن الشيخ في مقاله مجادلا أو محاولا للوصول إلى رأي وفق قواعد النقد وأصوله المعروفة، بل الأمر كان أبعد من ذلك، وكان حكمه على القصة ومن ذكرها حكما قاطعا لا يسع أحدا أن يخالف فيه، وكأن المسألة مما لا يسوغ الخلاف فيه و (ليست القضية قضية جدل ومناظرة فقط، بل نحن نتكلم باسم الله وباسم الدين وباسم القرآن وباسم السنة وباسم الحديث، ولذلك لا نريد من أحد أن يخالفنا لأننا نزعم أننا نمثل الكلمة المقدسة، وهذا يقع في أذهان الكثيرين نتيجة ضيق الأفق وتحجير المفاهيم وإعجابهم بما عندهم من العلم، كما قال تعالى: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [غافر:83] وكما قال صلى الله عليه وسلم: {وإعجاب كل ذي رأي برأيه}.
فنتيجة لذلك لم يعد لدينا إمكانية أن نتحمل وجهة نظر أخرى، فعندنا شيء من الأحادية في الرأي وضيق الفهم، والمشكل أيها الأحبة -وأقولها بمرارة وصراحة- أننا -أحياناً- نظرياً قد نقول خلاف ذلك! وطالما سمعت من بعضهم وهو يقول: من خالفك بمقتضى الدليل عنده فإنه أقرب إليك ممن وافقك بغير دليل؛ لأن هذا الذي خالفك إنما خالفك للدليل، ويجب أن تكون العلاقة بينكم أمتن.
وهذا كلام نظري جميل، لكن دعنا ننظر في واقعنا العملي، وفي تعاملنا مع من خالفونا، فتجدني أنا ذلك الذي أردد دائماً وأبداً قضية الحوار والنقد البناء، وتقبل وجهات النظر المختلفة، وعدم إلزام الناس بالرأي الواحد، وجعل الناس يعيشون في بحبوحة الشريعة التي فتحها الله سبحانه وتعالى لهم، فأنا لا أحجر واسعاً، وأنا لا أفرض رأيي بثقله وبشريته وخصوصيته على النص الشرعي، أنا ذلك الذي يقول هذا الكلام تجدني أغضب بمجرد أن أرى شخصاً اختلف معي، وترتفع درجة الحرارة عندي، وتختلف نبرة الكلام، ويتغير مجرى الحديث، وتحتد اللهجة، ويبدأ القصف والقصف المضاد.
فهذا -أحياناً- يرجع إلى نوع من التربية الخاطئة على مستوى المجتمع وعلى مستوى الحلقة العلمية أو الارتباط بالعالم وعلى مستوى الدعوة أو الارتباط بمجموعة من مجموعات الدعوة ... فلماذا لا يكمل بعضها بعضاً؟! وإذا لم اقتنع بشيء فعلي ألا أعمله، لكن ليس شرطاً للعمل المثمر أن يمر عبر قناعتي العقلية، فيمكن أن يكون عملاً مثمراً وأنا لم أقتنع به، وقد أكتشف بعد حين أن قناعتي كانت في غير محلها، أو حتى قد أموت بقناعتي غير عابئ بهذا الموضوع، لكن الناس المنصفين يعلمون أن هذا الأمر له ثمرة وله إيجابية، والعدل قد يدل على ذلك) ([1]) اهـ.
وكم تمنيت أن يكون ما ذكره الشيخ في آخر كلامه هنا هو موقفه تجاه إخوانه، لا أن يكون موقفه هو ما عابه هو في أول كلامه.
الشيخ لم يكتف بادعاء بطلان هذه القصة ووضعها وأنها من الأساطير والخرافات
إلا أن الشيخ لم يكتف بادعاء بطلان هذه القصة ووضعها وأنها من الأساطير والخرافات ... إلخ كلامه، بل سفه من ذكرها وأرجع مصائب الأمة كلها وأمراض المجتمع إلى هؤلأ الصنف من الناس وأمثالهم وأنهم سبب بلاء الأمة ... إلخ كلامه
وأعود فأذكر الشيخ بما ذكره من قبل حيث يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وإذا وجدت مندوحة عن وصف الشخص -مثلاً- بالكفر أو بالفسق أو بالبدعة وهي شرعية بلا تكلف، تعين عليك سلوكها، لأن مهمتي ومهمتك ليست هي نبز الناس بالألقاب وتوزيع المعايير عليهم واتهامهم بشتى التهم، وكأني أريد أن أثبت لنفسي البراءة من خلال الطعن في الآخرين، فهذا من أخطر ما يمكن أن يكون.
وبدون شك أنه يسرنا جميعاً أن يكون الناس أخياراً، ويسرنا أن يكون الناس صالحين وأهل تقوى وأهل سنة، فأي ضرر عليك وعليه إذا صار الناس على الخير؟! هل من جيبي أعطيتهم شيئاً؟! وإذا دخل الناس الجنة هل هم سيأخذون مالي أو مال أبي أو جدي؟! كلا، بل كما قال الله تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة:4].
إذاً: ينبغي أن يكون عندي هذه البحبوحة وهذه السعة وهذه الرحمة للناس، وهذه الفرحة بكل خير يصيبونه، والحزن لكل شر يقعون فيه، والحدب على إصلاحهم والتحري لهم؛ وفرق بين أن تكون مهمتي كأنني مقاتل في ميدان، أريد ألا يدخله أحد غيري أنا ومن يقع عليهم الاختيار، وبين كوني إنساناً يهمه أن يدعو الناس بكل ما أوتي من قوة إلى هذا الباب، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس:25].
فعلى الإنسان أن يحرص -فيما يتعلق بالحكم على الناس- ألا يتسرع بالحكم، وألا يعمم الأحكام، وألا يتكلم على الأشخاص بقدر المستطاع) [2] اهـ.
هذا مع أن الأمر لا يستحق كل هذا ولا يسوغ أن يكون موقف الشيخ هكذا ممن ذكر قصة تشهد لها أحاديث صحيحة ووقائع ثابتة وهي في باب يتعلق بالترغيب والترهيب، حتى ولو كانت هذه القصة بلا إسناد أو لا نعلم صحة سندها، ويكفينا أنها لها شواهد ولا تخالف كتابا ولا سنة ولا إجماعا، وليست مستنكرة شرعا ولا عقلا. وسأبين هذا كله إن شاء الله تعالى في مناقشتي لمقال الشيخ.
كان حريا بالشيخ إذ لم يقتنع بهذه القصة ألا يصنف من ذكرها مثل هذه التصنيفات الجائرة وألا ينبزه بألقاب لا يرضى الشيخ أن يصفه بها أحد
وكان حريا بالشيخ إذ لم يقتنع بهذه القصة ألا يصنف من ذكرها مثل هذه التصنيفات الجائرة وألا ينبزه بألقاب لا يرضى الشيخ أن يصفه بها أحد مهما كان عند المخالف له من أدلة تؤكد خطأ الشيخ في مسائل كبيرة – ليس هذا موضع بيانها- وأن يتأول لمن ذكرها، وكيف لا يفعل هذا وهو القائل:"بل قد يقع في الكفر ولا يوصف بأنه كافر إلا بعد وجود الشروط وزوال الموانع من هذا الإنسان، فقد يكون جاهلاً ومثله يُجْهل، وقد يكون متأولاً، أو قد يكون قاصداً شيئاً آخر غير ما ظننت؛ أنا ظننت أنه يسخر بالدين، ولما سألته تبين أنه يقصد معنى آخر لا علاقة له بهذا الباب إطلاقاً.
وقد يكون يسخر ولكن في حالة غياب عقله وإدراكه عنه، أو غلبه نوع من المواجيد عنده جعلته يقول ذلك.
حتى إني رأيت أن الإمام الذهبي رحمة الله عليه في مواضع كثيرة، يتأول لكلمات واضحة وضوح الشمس، أنها نقض لأصول الشريعة، حتى إنه -أحياناً- يتأول أنه ربما أن الإنسان قال هذه الكلمة في حالة غياب عقله، من أجل ألاَّ يصفه -مثلاً- بالكفر، لماذا؟ لأن أهل السنة هم أرحم الناس بالناس) [3] اهـ.
ولا أريد أن أطيل وأبدأ مستعينا بالله في مناقشة موقف الشيخ من هذه القصة وممن ذكرها، فأقول مستعينا بالله:
تداولت المواقع والمنتديات مقالا للشيخ سلمان العودة بعنوان:" كلب ينهش عقولنا "
ولا أدري لماذا اختار الشيخُ الكلبَ ليتحدث عنه مع أن هناك من هو أشد من الكلب وينهش في عقل وجسد الأمة، وكم كنت أتمنى أن يرتب الشيخ ترتيبا صحيحا من الذي يستحق أن يحظى بوقته الثمين في الرد عليه ومجاهرته بأفعاله القبيحة وبيان خطره على المجتمع ترتيبا صحيحا، مثل ما كان ينصح به قديما، ولا شك أن هناك في ظل هذه الأزمة ومشاعر المسلمين متأججة، ونفوسهم مقهورة لا شك أن هناك من كان أولى برد الشيخ عليه وتسفيه رأيه وبيان خطره على الأمة من أخيه الذي ذكر هذه القصة، وأذكره بما نصح به شباب الدعوة قديما حيث قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(القاعدة العاشرة والأخيرة: إن كنت مصراً على أن هناك طائفة من دعاة الإسلام هم أعداء لك، فنحن نقول لك: على أقل تقدير رتب العداوات، هل تعتبر أنهم أشد عداوة لك من اليهود أو من النصارى أو من المشركين أو من المنافقين؟ يقيناً لا تعتقد ذلك، إذاً أجل عداوتهم، وإذا انتهيت من عداوة اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين، وأهل المخالفة الأصلية للدين، وأهل البدع الغليظة المعلنة الظاهرة الذين اجتمعوا وتحالفوا وتآلفوا عليها، وما بقي إلا عداوة أخيك الذي هو أخوك في الدين، وأخوك في المنهج، وأخوك في الطريقة، وأخوك في الكتاب، وأخوك في السنة، وإنما الفرق بينك وبينه في نظرة أو في جزئية أو في موقف أو في اجتهاد، فإذا لم يبق إلا عداوة هذا، فالله يقويك ويثيبك.
فإذا كنت مصراً على العداوة فعلى أقل تقدير رتب العداوة، واجعل العداوة تتأخر بعض الشيء، واجعل جل همك في محاربة من لا شك في خطرهم على الإسلام، فأخوك هذا قد يوجد من يشك في خطره، وأنا من طبيعة الحال ممن يشك في خطري، لأن المسلم الصادق لا خطر منه على الإسلام -إن شاء الله تعالى- لكن ذلك اليهودي أو النصراني أو المنافق أو الفاجر المحارب المعلن بالعداوة والبدعة والبغضاء لا شك أن خطره على الإسلام كبير، ومتفق على خطورته، فلماذا لا نبدأ بالمتفق عليه ونترك المختلف فيه إلى إشعار آخر؟!) [4].
لماذا اختار الشيخ هذه القصة ليتعقبها ويحكم على عقول الناس عن طريقها وهو من يتكلم دائما عن فقه الأولويات وعن فقه ترتيب العداوات
لماذا اختار الشيخ هذه القصة ليتعقبها ويحكم على عقول الناس عن طريقها وهو من يتكلم دائما عن فقه الأولويات وعن فقه ترتيب العداوات، مع أن القصص التي تروى بل والمنكرات التي تقع يضيق الوقت عند محاولة الاختيار: بأيها يبدأ الإنكار؛ لكثرتها وعظم فسادها؟!
وأين يقع أصحاب الأقلام والمواقع ممن نحسبهم على خير من الذين نشروا هذه القصة ناقلين عن الحافظ ابن حجر رحمه الله من مبدأ الموازنة بين الحسنات والسيئات، فهلا التمس فضيلته لهم العذر وجعلها على أسوأ تقدير: عملا مباحا مغمورا في بحور حسناتهم؟!
قال الشيخ (ومع كون القصة مروية في بعض المصادر التاريخية، إلا أنني أعتقد أن اختيارها من كم هائل من المرويات العادية وإبرازها وتصديقها ينم عن مأساة في العقل المسلم!)
وإذا كانت هذه القصة (من المرويات العادية) فلماذا كل هذه الضجة والعناوين المثيرة والانشغال بالجزئيات- على حد تعبير الشيخ في بعض المناسبات، مع إقراري بأهمية هذه الجزئيات وعدم إهمالها - وشغل أذهان الناس عن الأحداث الكبار بل وعن المأسأة التي طرحت هذه القصة من أجلها، وهي محنة سب الرسول صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه على أعين الجميع دون مبالاة بمشاعر المسلمين؟!
بل إنني أعتبر كتابة هذه المقال من الشيخ والانشغال بالرد على أمر لا يستطيع أحد أن يخرجه على أسوأ تقدير من دائرة المباح والاجتهاد الذي يعذر صاحبه به، مع العلم بأن من ساقها لم يسقها كدليل شرعي لإثبات حكم شرعي عن أمر أو نفيه عنه، بل ساقها للعبرة وإثارة الغيرة، أعتبر ذلك من الشيخ من محن العقل المسلم في هذا الزمن، وإلا فوسط كل الردود التي كتبت في الرد على من أساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ووسط كل الصيحات التي رفعها كل من يحب الرسول صلى الله عليه وسلم لإيقاظ مشاعر الانتصار لله ورسوله وإيقاظ الأمة من سباتها، وسط هذا كله لم يلفت نظر الشيخ سلمان إلا هذه القصة، ولم يغضبه إلا من أوردها متهما إياه بأشنع التهم، وواصفا إياه بأقذع الأوصاف، ومتهما إخوانه بتهم وأوصاف لا يتهم هو نفسه بها أهل البدع ولم نسمعها منه من قبل حتى في رده على بعض المبتدعة!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأي حاجة هذه التي تسوغ وضع من ينتصر للرسول ويدافع عنه ويوقظ المشاعر بذكر قصة ذكرها حافظ الدنيا في وقته وأمير المؤمنين في الحديث وصاحب علم جم وعقل ناقد وإمام مطلع على الجرح والتعديل، أي حاجة هذه التي سوغت نشر هذا المقال بهذا الأسلوب بعد تجدد محنة الدانمارك بوقت قصير بل والمواقف السيئة التي قوبلت بها من قبل بعض المتكلمين باسم الدين ممن يحسبون أنهم على شيء وأظهرت وسائل الإعلام لهم بريقا خادعا كالسراب يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا أتاه لم يجده شيئا بل وجده غثاء وجهلا، بعض من هذه صفته هون من أمر الرسوم وطار إلى بلاد من زين لهم الشيطان سوء أعمالهم وصافح من تلطخت عقولهم قبل أيديهم بالدفاع عن أحقر البشر ممن رسم وأساء واتهم سيد البشر، رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم،
ومع هذا لم يتنقص الشيخ إلا على مَنْ ذكر قصة فيها إساءة للنصارى، وانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكذب ناقلها ولم يخرف ولم يدّع محالا ولم ينسج القصة من خياله بل نقلها من كتاب قيم، أليس موقف الشيخ هذا حقا محنة من محن العقل المعاصر.
يقول: (وقد ذكر الرواية ابن حجر في الدرر الكامنة (4/ 153) عن علي بن مرزوق، ولم يذكر عنه أكثر من أنه تعاطى التجارة، والظاهر أن القصة مرسلة، ليس لها إسناد، وعادة أصحاب الدواوين الكبيرة والتراجم الموسعة أنهم يذكرون ما في الباب بغض النظر عن صحته، ولم يذكر ابن حجر عن ذلك المترجم إلا هذه القصة فحسب، وكفى بذلك دليلاً على نكارتها وإغرابها).
كيف يكون ذكر الحافظ لها وسكوته عنها واختيارها من بين أقوال ومواقف في حياة من ترجم له وإبرازها في كتابه الذين يتكلم عن أعيان المائة الثامنة، كيف يدل هذا على نكارتها؟!
والشيخ يقصد بالنكارة هنا نكارة المتن وليس الإسناد إذ قد صرح بعدم وقوفه على إسناد القصة، ومعلوم أن من المشهور من معاني المنكر في المصطلح أنه ما رواه الضعيف مخالفا فيه الثقة،
فمن أين علم أن الراوي هذا ضعيف؟!
وأي رواية للثقة خالفها هذا الضعيف؟!
لم يبق إلا أن الشيخ استنكر عقله هذه القصة، وهذه مشكلة كبيرة إن كان الأمر كذلك، وإلا فماذا يقول الشيخ عن المعجزات والكرامات الثابتة والتي منها ما هو مثلها وثابت في السنة، ومنها ما هو أشد غرابة من هذه القصة، وسيأتي الإشارة إلى بعضها.
يقول: (هذا التصفيق الحاد لكلب في المواقع الإلكترونية، والانبهار المذهل)
هذا الأسلوب الفكاهي أو الساخر في مناقشة محنة وأزمة -في نظر الشيخ- لا يليق أن يستخدمه مع إخوانه، لا سيما وأن شيئا من هذا لم يكن، فلم نسمع أو نخبر عن تصفيق حاد في المواقع بل كانت القلوب متألمة والأعين دامعة وهي ترى كيف يسيء حثالة من الناس إلى من شرح الله صدره ورفع ذكره، ومثقفونا مشغولون بالتقارب معهم ومحاولة استيضاح وجهات نظرهم والتعقل ورباطة الجأش وترك التهور والحكمة ... إلخ هذه المنظومة المظلومة .. لم يكن الناس يقرؤون القصة يا فضيلة الشيخ وكأنهم يشاهدون مباراة من التي استنزفت أموال ووقت وجهد الأمة وشبابها وخدرتها ولم نسمع تعليقا على ذلك أو استهجانا له؛ لأن ذلك ليس من الحكمة في هذه المرحلة.
لم يكن الناس يقرؤون القصة يا فضيلة الشيخ وكأنهم يشاهدون فيلما من الأفلام التي خدرت الأمة بحق واستخفت بعقولها وعبثت بمقدراتها
لم يكن الناس يقرؤون القصة يا فضيلة الشيخ وكأنهم يشاهدون فيلما من الأفلام التي خدرت الأمة بحق واستخفت بعقولها وعبثت بمقدراتها، ومع هذا .. سلم أهلها منا ولم يُذكروا إذا ذكروا إلا بإشارات دون تعيين لأننا لا نريد أن نحاصر الناس بأخطائهم – كما يقول البعض! –
لم يكن الأمر كما ذكر الشيخ، حتى وإن لم أرهم بعيني ولكنني أحسن بهم الظن وأحب لهم ما أحب لنفسي فلم أصفق حينما قرأت القصة بل حزنت وتألمت وهذا ما ظننته بإخوتي ممن قرأها أو نشرها، وكيف لا ومن بدهيات الإيمان الاعتقاد والعمل بقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) رواه البخاري (رقم 13) ومسلم (رقم45).
وفي رواية: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ أَوْ قَالَ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)).
فهم إخواننا وجيراننا على الأقل في مواقع الانترنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ماذا يكون رد فعل الشيخ لو ذكرنا حديث البقرة التي تكلمت والذئب الذي تكلم ثم صفق فعلا الناس وتعجبوا فهل سينكره نتيجة ردة فعل الناس؟!
مع أن التعجب عند سماع خوارق العادات أمر مألوف غير مستنكر، وإنما المستنكر هو التسرع بالإنكار لمجرد أن هذا الفعل أو تلك القصة غريبة!
روى البخاري (3471) ومسلم (2388) في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: (بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ).
وفي هذا الحديث من العبر والدلالات الكثير والكثير.
قال: (حتى يقول كثيرون: كلب ينتصر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكيف لا ننتصر له نحن؟، حتى الكلاب تغضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الكلاب أشد منا حباً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-)
إذن من مقتضى تساؤل كثيرين من الناس كما ذكر الشيخ هنا: (فكيف لا ننتصر له نحن؟) أن هذه القصة لم تخدر الناس بل جعلتهم يتساءلون ويتعجبون من حالهم وتركهم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا شيء إيجابي، على عكس ما ذكر الشيخ في أسباب حكمه على القصة بالوضع والبطلان!
ولا أدري ما سبب التعجب والاستخفاف بكون كلب انتصر للرسول صلى الله عليه وسلم، فهل هذه أول مرة ينتصر فيها حيوان لسيد الخلق؟!
يا شيخ سلمان لقد اعتقد أبولهب أن الكلب يمكن أن ينتصر للرسول صلى الله عليه وسلم - ولا شك أن أبا لهب يعلم أن الكلب لا عقل عنده وليس بمكلف- فما بالنا نستعظم ذلك ونهول الأمر، ونرد الأمر إلى عدم ثبوت ذلك بحجة قطعية، مع أنه ثبت لدينا ما هو أعظم منه ولعله يأتي ذكر بعضا من ذلك، ومع أننا لم نطلع على تضعيف للقصة مع ذكر الحافظ ابن حجر لها وعدم تعقبها بشيء أو استغرابه منها ولم يكن بحمد الله وحاشاه ممن " نهش الكلب عقله" حينما أوردها، بل أقصى ما يمكن للمتورع فعله هو التوقف في القصة، واعتبارها على أسوأ تقدير كالحديث عن أهل الكتاب فما دام لا يعارض ثابتا عندنا فإننا لا نصدقه ولا نكذبه ويجوز الاعتبار به وروايته في قول جماهير أهل العلم، فلماذا إذن التهويل؟!
وسنعود -قريبا إن شاء الله- إلى أبي لهب واعتقاده أن الكلب يمكن أن ينتصر للرسول صلى الله عليه وسلم،ولم يكن أبو لهب يعلم أن الأسد من سيأكل ابنه حتى لا يقال لم يأكله كلب بل أسد، مع أنه لا فرق من حيث العبرة!
وكذلك لم يسخر أبولهب من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تلك، ويقول: ما دخل الكلب في توتر العلاقات بيننا؟! وهل الكلب ممن يعقل حتى يعرف ابني ويأكله؟!
وهذا لأنه يعلم أن الكلب مسخر وإذا حدث هذا فعلا فهو بأمر الله له، ألم يقل سبحانه: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} (المدثر: من الآية31)
ثم ألا يمكن أن نعتبر حدوث قصة الكلب وتكررها من استجابة دعوته صلى الله عليه وسلم على من سبه وآذاه بأن يسلط عليه كلبا من كلابه، وتكون العبرة هنا مستمرة لبعض من تحقق فيه الوصف نفسه، حيث دعا رسولنا صلى الله عليه وسلم على من سبه وآذاه بأن يسلط عليه كلبا من كلابه، ففي الحديث أنه دعا على ابن لأبي لهب لما سبه: " اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابك " فَقَتَلَهُ الْأَسَد. وَهُوَ حَدِيث حَسَن وسيأتي.
يقول الشيخ: (حتى يقول كثيرون: ... حتى الكلاب تغضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد ثبت تجاوب الكون والحيوانات والجمادات مع الخير والشر في هذا الكون ولا عجب من تأثر الكائنات بما تسمعه من خير أو شر، ألم يذكر الله عزوجل لنا مدى تأثر السموات والأرض والجبال من سب النصارى لله ونسبة الولد له سبحانه، فقال عز وجل: (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً* أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً) (مريم:89 - 91)
وليرجع من شاء إلى التفاسير الموثوقة ليرى كلام العلماء على تجاوب السموات والأرض والجبال ومدى تأثرها بهذه المقولة الفاجرة الظالمة، ولا شك ان السموات والجبال والأرض غير مكلفات!
وفي الحديث الذي رواه البخاري (3584) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ:" كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا"
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث:" وَفِي الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْجَمَادَات قَدْ يَخْلُق اللَّه لَهَا إِدْرَاكًا كَالْحَيَوَانِ بَلْ كَأَشْرَف الْحَيَوَان ".
فهذا جذع أنّ وحنّ وبكى لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم له عند الخطبة، فلا عجب إذن من وجود إدراك عند الحيوان يوجهه إلى فعل خير أو انتقام من ظالم إذا أراد الله عزوجل ذلك.
وقد ثبت إدراك الحيوان وكلامه في جملة أحاديث صحيحة بل ومن علامات الساعة تكلم السباع والجمادات فلا أدري ماذا سيقول عن هذا من يقرأ مقال الشيخ دون علمه بهذه الأشياء الثابتة والتي يجب الإيمان بها؟!
ثم أين قصة الكلب التي استنكرها الشيخ لمخالفتها العقل من هذه القصة التي فيها من العجائب ما فيها ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسنده من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟!
فَقَالَ: يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ!
فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ!
قَالَ: فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ" [5].
فهذا ذئب وتكلم بكلام بليغ بل ودعا إلى الله تعالى ولم يقف الأمر عند هذا الحدحيث لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بسماعه فقط بل أمر أن ينادى الصلاة جامعة كما ينادى في الأمور العظيمة والنوازل الكبيرة ثم أمر الراعي أن يخبر أصحابه بما حدث، ثم أخبر بكلام السباع وغيره قبل قيام الساعة، وهذا الحديث لا يدع لأحد مهما أوتي من عقل مقالا إذا حدثه أحد بشيء غريب فليس له إلا طلب البينة فقط، وإذا أخبرك ثقة بذلك فحسبك ولا يشترط ما اشترطه الشيخ من القطعيات واليقينيات ... إلخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم هل هذا جعل الأمة الإسلامية – كما يقول الشيخ- " مسخرة لأمم الأرض"؟!
لأنه من الواضح أن الشيخ لم يشمر عن ساعد الجد في الرد لأن القصة ضعيفة أو لم تثبت أو طالب من ذكرها إن كان عنده مزيد علم أن يبينه له فقد يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار، بل من الواضح أن الشيخ يرفض ذكر هذه الأشياء لأن الأمم لا تصدقها وستضحك علينا، وأن هذا من قبيل الخرافات والأساطير التي لا يصدقها إلا الأغبياء ومن ذكرهم، مع أن قصة الذئب أعظم من القصة موضوع رد الشيخ بكثير وفيها من المعاني ما لا تحيط به مجلدات، فلا أدري لماذا يفتح الشيخ سلمان باب التحكم والحكم على الأشياء بالرأي ومصادرة الاجتهادات الأخرى وهو لم يزل يذم من يفعل ذلك!
ثم إن هذا الأسلوب من الاسترسال في نفي هذه المعاني لاستهجان غير المسلمين لها أو إنكار عقول البعض لها يعود سلبا على نفي ما هو ثابت من معجزات وكرامات ويساعد ما يسمى بالعقلانيين في ردهم ما لا تستسيغه عقولهم أو يخالف توجههم – وإن لم يقصد صاحبه ذلك-.
ثم حتى لو أخذ من سمع القصة عبرة وقال ما قال لبيان أن المسلم أحق بالانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه أشد ممن ينتصر له من الحيوانات، فهذا دليل على فقهه وليس على ذمه والسخرية منه كما فعل الشيخ،
وقد روى ابن حبان في صحيحه (14/ 437) حديث حنين الجذع السابق وزاد في روايته: (وَكَانَ الْحَسَنُ إِِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بَكَى ثُمَّ قَالَ يَا عِبَادَ اللَّهِ الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَوْقًا إِِلَيْهِ لِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إِِلَى لِقَائِهِ!).
يعني إذا كانت الحيوانات والجمادات تفعل مثل هذا، فنحن أحق بهذا منها، وهذا من جنس القول الذي تعجب منه الشيخ سلمان!
قوله: (ويضيف آخرون قصة كلبٍ آخر فقيه في السنة (!!) ولكنه عقور مرّ به شاب ذاهب إلى الصلاة بالغلس فوقف الشاب، فقال له الكلب: جز يا أبا عبد الله، فإنما أمرت بمن يشتم أبا بكر وعمر!).
أولا: القصة المذكورة ليست هكذا.
ثانيا: القصة مذكورة بإسناد فإذا كان مقال الشيخ من أجل بث روح التثبت من الرواية قبل نشرها فلماذا لم يرجع ليعلم من روى هذه القصة ثم ينظر في الإسناد ثم يردها حتى يتعلم من يقرأ للشيخ أن الباعث له على الكلام هو تقرير المنهج العلمي في تلقي الأخبار.
ثالثا: حتى هذه القصة ذكرها علماء لم ينهش الكلب عقولهم بل ذكرت في بعض كتب الاعتقاد، وإن كان من ذكرها قد أسندها وكما قيل: من أسند فقد أحال،
لماذا هذه القصة بالذات يذكرها الشيخ وهو يعلم المتربصين بأهل السنة من الطائفة المذكورة في هذه القصة، وكذبهم على أهل السنة لا يحتاج إلى دليل، وكتبهم مملوءة بالخرافات ولم يذكر الشيخ عنهم قصة هنا
إلا أنني أتعجب لماذا هذه القصة بالذات يذكرها الشيخ وهو يعلم المتربصين بأهل السنة من الطائفة المذكورة في هذه القصة، وكذبهم على أهل السنة لا يحتاج إلى دليل، وكتبهم مملوءة بالخرافات ولم يذكر الشيخ عنهم قصة هنا، حتى من باب الموازنة بين المصالح والمفاسد، وبيان أن الكلاب لا تنهش عقول أهل السنة فقط، بل هناك كلاب أخرى عقورة تنهش بعقول الطوائف المخالفة للسنة وسيساعده النقل والعقل وكل برهان في إثبات صحة كلامه، بدلا من طيرانهم فرحا بمقاله للتنفير عن أهل السنة مع أن المقالة لا تثبت الدعوى التي كتبت من أجلها.
رابعا: إسناد القصة التي ذكرها الشيخ ولفظها هكذا من باب الفائدة، وليس إثباتا أو نفيا لها
قال الإمام اللالكائي رحمه الله:
2371 أنا علي بن محمد بن يعقوب أنا الحسن بن عثمان قال نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال نا عثمان بن سعيد الحداد قال حدثني محمد بن يوسف بسمتياط قال نا أبو الصقر الخلاطي عن المعافى بن عمران قال قال سفيان الثوري قال:" كنت امرءا أغدو إلى الصلاة بغلس فغدوت ذات يوم وكان لنا جار كان له كلب عقور فقعدت انظر حتى يتنحا فقال لي الكلب جز يا أبا عبد الله فإنما أمرتبمنيشتمأبابكر وعمر" [6].
وقد رواه أبو نعيم من وجه آخر عن سفيان الثوري في ترجمته [7].
وأما قول الشيخ:" كلب آخر فقيه في السنة"!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنا والله أتعجب من الأسلوب ومن التعجب في الوقت ذاته، فعلى فرض صحة هذه القصة فهل هي تعني أن الكلب تفقه في السنة حتى صار فقيها من أهلها، أم أن دلالتها- إن صحت- واضحة؟!
وقد ذكرت فيما سبق أن للحيوان إداركا وقصة الذئب تقدم ما فيها من عجب
قال الشيخ- غفر الله لنا وله-: (وحين يحتج معلق على هذه الأساطير؛ تنهال عليه الكلمات كاللكمات اتق الله، ربما تهوي بك هذه الكلمة في جهنم سبعين خريفاً!
وكأننا أمام نص قرآني، أو حديث متواتر، وكأن هؤلاء الناس غابت عندهم الفوارق بين الغيب المحقق المقطوع به، وبين الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب) اهـ
مرة أخرى لماذا يصر الشيخ على أن هذه القصة أساطير مع أنها لا أساطير فيها؛ وجدنا لها سندا أو لم نجد، فلا يوجد فيها شيء مستنكر، ثم هي لا تؤصل حكما كما سبق ولها شواهد شرعية كثيرة، ثم على فرض ضعفها أيضا فليست أسطورة بالمعنى المتعارف عليه إذا أطلقت كلمة أسطورة فقد سبق كلام الذئب وغيره من الحيوانات وبكاء الجمادات بل وكلام الجمادات أيضا، ففي صحيح مسلم (2277) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ".
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث:" فِيهِ مُعْجِزَة لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي هَذَا إِثْبَات التَّمْيِيز فِي بَعْض الْجَمَادَات , وَهُوَ مُوَافِق لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحِجَارَة: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} وَقَوْله تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} وَفِي هَذِهِ الْآيَة خِلَاف مَشْهُور , وَالصَّحِيح أَنَّهُ يُسَبِّحُ حَقِيقَة , وَيَجْعَلُ اللَّه تَعَالَى فِيهِ تَمْيِيزًا بِحَسْبِهِ كَمَا ذَكَرْنَا , وَمِنْهُ الْحَجَر الَّذِي فَرَّ بِثَوْبِ مُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَلَام الذِّرَاع الْمَسْمُومَة , وَمَشْي إِحْدَى الشَّجَرَتَيْنِ إِلَى الْأُخْرَى حِين دَعَاهُمَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَشْبَاه ذَلِكَ " اهـ
وما أشار إليه الإمام النووي من أحاديث كلها صحيحة، وهي أعجب من القصص التي استنكرها الشيخ سلمان، فماذا سيقول من يقرأ كلام الشيخ، إذا سمع الأحاديث السابقة؟! هل سيقبلها أم سيستنكرها؟!
قوله: (تنهال عليه الكلمات كاللكمات اتق الله، ربما تهوي بك هذه الكلمة في جهنم سبعين خريفاً!).
هذا أعتبره إرهابا فكريا حتى لا يفكر أحد في الرد، وإذا رد يكون لطيفا في رده، ولا أدري عن من يتكلم الشيخ هنا، و أي صنف من الناس هؤلأ، لا سيما وقد عمم ولم يستثن، أما كون هذه الكلمة تهوي بالشخص في جهنم سبعين خريفا، فنحن لا نحكم على معين بجنة ولا نار إلا من عينه الشرع، مع التأكيد على خطورة الكلمة، ونسأل الله أن يجعلنا من المتقين.
ثم لماذا ينطلق الشيخ في رده من مفاهيم غير صحيحة وليست موافقة لمنهج أهل السنة والجماعة وذلك بجعل ما يجب التصديق به ما أتى به نص قرآني أو حديث متواتر، وبوضع ما يتداوله الناس ويتلقوه من الأمور بين أمرين لا ثالث لهما:
(نص قرآني، أو حديث متواتر، وكأن هؤلاء الناس غابت عندهم الفوارق بين الغيب المحقق المقطوع به) أو: (بين الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب)
فهل ما ليس مقطوعا به لا يكون إلا (الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب)، وأين العلم الظني، وأين منزلة الحديث الصحيح غير المتواتر؟!
وأين القصص التي فيها بعض الضعف وتروى في الترغيب والترهيب بشروطها التي ذكرها العلماء – كما هو موضح في كتب مصطلح الحديث-؟!
هل كل هذا يوضع في خانة (الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب)؟!
لماذا هذا التشديد فيما وسع فيه أئمتنا، وليس في مثل هذه القصص فحسب بل حتى في الأحاديث، ومن المناسب ذكر بعض ما قاله بعض العلماء فيما يتعلق بهذه المسألة: وهي رواية الضعيف من الحديث فضلا عن قصة فيها عبرة ولا خطأ فيها، ولا تثبت حكما شرعيا بل فيها عبرة وعظة تنتفع بها النفوس ولا ضرر منها،
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" فَصْلٌ: قَوْلُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ: إذَا جَاءَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَإِذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ:
لَيْسَ مَعْنَاهُ إثْبَاتُ الِاسْتِحْبَابِ بِالْحَدِيثِ الَّذِي لَا يُحْتَجُّ بِهِ؛ فَإِنَّ الِاسْتِحْبَابَ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ فَلَا يَثْبُتُ إلَّا بِدَلِيلِ شَرْعِيٍّ وَمَنْ أَخْبَرَ عَنْ اللَّهِ أَنَّهُ يُحِبُّ عَمَلًا مِنْ الْأَعْمَالِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ فَقَدْ شَرَعَ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ كَمَا لَوْ أَثْبَتَ الْإِيجَابَ أَوْ التَّحْرِيمَ؛ وَلِهَذَا يَخْتَلِفُ الْعُلَمَاءُ فِي الِاسْتِحْبَابِ كَمَا يَخْتَلِفُونَ فِي غَيْرِهِ بَلْ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ الْمَشْرُوعِ.
وَإِنَّمَا مُرَادُهُمْ بِذَلِكَ: أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ مِمَّا قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ مِمَّا يُحِبُّهُ اللَّهُ أَوْ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ بِنَصِّ أَوْ إجْمَاعٍ كَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ؛ وَالتَّسْبِيحِ وَالدُّعَاءِ؛ الْمُسْتَحَبَّةِ وَثَوَابِهَا وَكَرَاهَةِ بَعْضِ الْأَعْمَالِ وَعِقَابِهَا: فَمَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَأَنْوَاعُهُ إذَا رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ بِمَعْنَى: أَنَّ النَّفْسَ تَرْجُو ذَلِكَ الثَّوَابَ أَوْ تَخَافُ ذَلِكَ الْعِقَابَ كَرَجُلِ يَعْلَمُ أَنَّ التِّجَارَةَ تَرْبَحُ لَكِنْ بَلَغَهُ أَنَّهَا تَرْبَحُ رِبْحًا كَثِيرًا فَهَذَا إنْ صَدَقَ نَفَعَهُ وَإِنْ كَذَبَ لَمْ يَضُرَّهُ؛ وَمِثَالُ ذَلِكَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ بالإسرائيليات؛ وَالْمَنَامَاتِ وَكَلِمَاتِ السَّلَفِ وَالْعُلَمَاءِ؛ وَوَقَائِعِ الْعُلَمَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَجُوزُ بِمُجَرَّدِهِ إثْبَاتُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ؛ لَا اسْتِحْبَابٍ وَلَا غَيْرِهِ وَلَكِنْ يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرَ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ؛ وَالتَّرْجِيَةِ وَالتَّخْوِيفِ.
فَمَا عُلِمَ حُسْنُهُ أَوْ قُبْحُهُ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ وَسَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا فَمَا عُلِمَ أَنَّهُ بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يُجَزْ الِالْتِفَاتُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يُفِيدُ شَيْئًا وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ صَحِيحٌ أُثْبِتَتْ بِهِ الْأَحْكَامُ وَإِذَا احْتَمَلَ الْأَمْرَيْنِ رُوِيَ لِإِمْكَانِ صِدْقِهِ وَلِعَدَمِ الْمَضَرَّةِ فِي كَذِبِهِ وَأَحْمَد إنَّمَا قَالَ: إذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ.
وَمَعْنَاهُ: أَنَّا نَرْوِي فِي ذَلِكَ بِالْأَسَانِيدِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدِثُوهَا مِنْ الثِّقَاتِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِهِمْ. فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: يُعْمَلُ بِهَا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ إنَّمَا الْعَمَلُ بِهَا الْعَمَلُ بِمَا فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مِثْلَ التِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ وَالِاجْتِنَابِ لِمَا كُرِهَ فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ. وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: {بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ} مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ} فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ الْمُطْلَقِ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ لِمَا رَخَّصَ فِيهِ وَأَمَرَ بِهِ وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بِمُجَرَّدِ الْإِخْبَارِ لَمَا نَهَى عَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَصْدِيقِهِمْ؛ فَالنُّفُوسُ تَنْتَفِعُ بِمَا تَظُنُّ صِدْقَهُ فِي مَوَاضِعَ ... فَالْحَاصِلُ: أَنَّ هَذَا الْبَابَ يُرْوَى وَيُعْمَلُ بِهِ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ لَا فِي الِاسْتِحْبَابِ ثُمَّ اعْتِقَادُ مُوجِبِهِ وَهُوَ مَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ يَتَوَقَّفُ عَلَى الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ). اهـ من مجموع الفتاوى 18/ 65 وما بعدها.
وقال أيضا رحمه الله: (وقال النوفلي: سمعت أحمد يقول: إذا روينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلال والحرام والسنن والأحكام شددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضائل الأعمال وما لا يرفع حكما فلا نصعب) انظر: "المستدرك على مجموع الفتاوى" 2/ 78.
وقال رحمه الله: (والأئمة كانوا يروون ما في الباب من الأحاديث التي لم يعلم أنها كذب من المرفوع والمسند والموقوف وآثار الصحابة والتابعين لأن ذلك يقوي بعضه بعضا كما تذكر المسألة من أصول الدين ويذكر فيها مذاهب الأئمة والسلف.
فثم أمور تذكر للإعتماد وأمور تذكر للإعتضاد وأمور تذكر لأنها لم يعلم أنها من نوع الفساد) اهـ من الصفدية 1/ 287
وقال أيضا: (لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يُعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب. وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي وروي في فضله حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقا) اهـ قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة 2/ 176
والكلام واضح لا يحتاج إلى شرح وهذا في الأحاديث المنسوبة لصاحب الشرع فما بالك بالقصص وغيرها، وقد نص أيضا شيخ الإسلام في كلامه على ذلك، وعمل السلف في مؤلفاتهم ومواعظهم أكثر من أن يحصى وأشهر من أن يذكر.
ولقد كان الشيخ يعيب على الغزالي مثل هذا التهويل في الرد على من يخالفهم، واشتراطه في النصوص المحتج بها ما ليس بشرط كقطعية النص فيما لا يطلب فيه القطع، ولذا أرى من المناسب تذكير الشيخ وأحبابه بكلام له من كتابه "حوار هاديء مع الغزالي"
قال الشيخ سلمان في الكتاب المذكور:
ثم قال- أي الغزالي-: (وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب فالقوم يأكلونها، وليس لدينا نص يفيد الحرمة، ولا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد! وأصول الإسلام!).
فرد الشيخ سلمان عليه قائلا: [(ألم يصرح الرسول صلى الله عليه وسلم بنجاسة ريق الكلب كما روى البخاري ومسلم ويقول: (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبعاً أولاهن بالتراب)، إنه نجس مغلظ النجاسة لا يطهر إلا بسبع غسلات، إحداها مع التراب. . . فهل من معقول أن أهدر النص من أجل سواد عيون الكوريين؟ ومجاملة لأذواقهم وشهواتهم. . . إذاً، كيف سيرد الشيخ على من يقولون: إن الخنزير المحرم في عهد النبوة إنما حرم بسبب سوء تغذيته وعدم العناية به، أما اليوم فالخنازير تطعم طعاماً فاخراً، ويعتنى بها من الناحية الصحية فلا تحريم فيها!
كيف سيجيب الشيخ؟ خاصة وأنهم سيقولون له: لا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد!! وهكذا يكون التحاليل على النصوص والتلاعب بها!
المهم أنه أصبح واضحاً أن الشيخ حين يرجح قولاً ما، لا يرجحه لأن الدليل معه، آية أو حديثاً أو استنباطاً على وفق الأصول المقررة، كلا، وإنما يرجحه لأنه لا يريد أن يوهن دينه أمام القوانين الوضعية .. . أو أنه لا يريد يغير شيئاً درجوا عليه وألفوه.
•وهو يدرك أنه خسر الاثنتين، فلا القوم أسلموا حين أذنا لهم بأكل لحوم الكلاب، وأعطيناهم فرصة تنصيب المرأة، ولا نحن حفظنا كرامة النصوص، ووقّرنا الإجماع المستقر. . . وهل يمكن أن يصدق أحد أن المانع لهؤلاء القوم من الإسلام هي هذه الجزيئات؟
إذاً فلن يهتدوا أبداً، لأن ثمت جزيئات ثابتة بالنص القرآني، سوف تصطدم مع قناعتهم وواقعهم وقوانينهم، مثلاً: تحريم الخنزير –وهو نص صريح-، تحريم الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه، تعدد الزوجات، نظام الطلاق، نظام الميراث. . . الخ.
•هل يشترط الشيخ في النص المعارض للقوانين العالمية أن يكون (قاطعاً)؟؟ إنه يقول: (ولست أحب أن أوهن ديني أمام القوانين العلمية بموقف لا يستند استناداً قوياً إلى النصوص القاطعة)!!
لا مانع أن يختلف اجتهاد أهل العلم في المسائل الفرعية بناء على ثبوت النص أو عدم ثبوته، أو على اختلاف الفهم، أو طريقة الجمع بين النصوص. . . الخ.
أما أن ينتحل منتحل قولاً غريباً لأنه يوافق القوانين العالمية، أو يوافق أمزجة الكفار المراد دعوتهم. . . فهذا منهج غريب.
ولا أدري لماذا نحتاج الآن إلى نص قاطع مع أن المسألة من المسائل الفرعية –وليست الأصولية-؟ لماذا غير المؤلف منهجه وخالف أصوله؟!)] اهـ
هذا كله كلام الشيخ سلمان، ولنا أن نطرح السؤال الأخير الذي طرحه الشيخ في نهاية كلامه على الشيخ الغزالي، و من الطريف أن مثار المسألتين هو الكلب!
يتبع .............................. .............................. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 02:38]ـ
تابع .............................. .....................
أما قول الشيخ سلمان بعد أن مهد بما سبق: (وما أسهل أن ينبري إذاً عدو للإسلام يضع مثل هذه الحكايات وينشرها فيتلقفها الأغبياء والجهلة والأغرار، ويحامون عنها محاماتهم عن أصول الدين، ويجعلونها فيصلاً بينهم وبين مخالفيهم، فعنوان الإيمان عندهم هو أن يكون عقلك مغيباً مخدراً معزولاً عن الفهم والتحقيق والتأمل والنظر، وأن تسلم بالغرائب والمنكرات من الأخبار!).
الشيخ يفترض بمقولته هذه أمورا ليست واقعية ولا موجودة بين صفوف من ينتمون لأهل السنة والجماعة:
فيفترض أننا إذا صدقنا بالقصة المذكورة فسينتج عن ذلك أمور:
منها: فتح الباب للأعداء لوضع الخرافات ونشرها بيننا، ومع أن كتاب "الدرر الكامنة" لابن حجر ليس لمؤلف معاصر، فقد ذكر ابن حجر القصة من مئات السنين، ولم نسمع بما افترضه الشيخ!
وإن كان حدث فليبينه مشكورا مع بيان أن الباعث لكذب العدو هو مثل هذه القصة.
ومنها: أن كتب دلائل النبوة وكتب الاعتقاد ودواوين السنة حافلة بنقل معجزات وكرامات ثابتة ويتداولها العلماء من مئات السنين، ولم يفتح هذا بابا للطعن في الإسلام، ولم يناد أحد بضرورة عدم ذكرها خشية أن يستغلها الكذبة، وما ذكروه في هذه الأبواب من نصوص منها ما يفيد القطع، ومنها ما يغلب على الظن تصديقه فيجب اعتقاده والعمل به إن كان يترتب عليه عمل، ومنها الضعيف وما يقاربه مما ترخص فيه العلماء لاندراجه في الأصول المقررة شرعا وفق الشروط التي اشترطها العلماء لرواية الضعيف، مع التأكيد على أن هذه القصص لا تعامل معاملة الأحاديث من حيث شروط القبول، بل هي مما يتساهل العلماء في نقله، وأما اشتراط القطع- كما يقول الشيخ- بله الصحة في كل قصة فيها عبرة أو حدث فهذا ما لا أعلم قائلا به من المتقدمين أو المتأخرين، وقد سبق كلام الإمام أحمد وشرح شيخ الإسلام ابن تيمية له وهو عكس ما قرره الشيخ سلمان.
ومنها: أنه -سامحه الله - اتهم من نشر هذه القصة أو تلقاها وأعجب بها فضلا عن من ذكرها في كتابه من باب أولى، اتهمهم جميعا بأنهم من: (الأغبياء والجهلة والأغرار).
وهنا أذكر الشيخ بما ذكره هو بنفسه مما يخالف مسلكه هنا، قال الشيخ:
(وإذا وجدت مندوحة عن وصف الشخص -مثلاً- بالكفر أو بالفسق أو بالبدعة وهي شرعية بلا تكلف، تعين عليك سلوكها، لأن مهمتي ومهمتك ليست هي نبز الناس بالألقاب وتوزيع المعايير عليهم واتهامهم بشتى التهم، وكأني أريد أن أثبت لنفسي البراءة من خلال الطعن في الآخرين، فهذا من أخطر ما يمكن أن يكون ... إذاً: ينبغي أن يكون عندي هذه البحبوحة وهذه السعة وهذه الرحمة للناس، وهذه الفرحة بكل خير يصيبونه، والحزن لكل شر يقعون فيه، والحدب على إصلاحهم والتحري لهم؛ وفرق بين أن تكون مهمتي كأنني مقاتل في ميدان، أريد ألا يدخله أحد غيري أنا ومن يقع عليهم الاختيار، وبين كوني إنساناً يهمه أن يدعو الناس بكل ما أوتي من قوة إلى هذا الباب، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس:25].
فعلى الإنسان أن يحرص -فيما يتعلق بالحكم على الناس- ألا يتسرع بالحكم، وألا يعمم الأحكام، وألا يتكلم على الأشخاص بقدر المستطاع) اهـ من محاضرة "قواعد توحيد الكلمة" للشيخ سلمان.
ومنها: أنه -سامحه الله - اتهم من نشر هذه القصة أو تلقاها وأعجب بها فضلا عن من ذكرها في كتابه من باب أولى، اتهمهم جميعا بأنهم ممن يوالون ويعادون على هذه الخرافات!
ومنها: أنه -سامحه الله - اتهم من نشر هذه القصة أو تلقاها وأعجب بها فضلا عن من ذكرها في كتابه من باب أولى، اتهمهم جميعا بأنهم ممن يصنفون الناس ويعرفون المؤمن من غيره عن طريق (أن يكون عقلك مغيباً مخدراً معزولاً عن الفهم والتحقيق والتأمل والنظر، وأن تسلم بالغرائب والمنكرات من الأخبار)
ومنها: أنه اتهم من يصدق أو يروي القصة السابقة ونحوها بأن يعتبر ممن يجعلون الأساطير والخرافات في منزلة أصول الدين فقال: (يحامون عنها محاماتهم عن أصول الدين).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرجو من الشيخ أن يذكر لنا من أهل السنة من جعل هذه القصة بمنزلة أصول الدين، واحدا فقط من المتقدمين أو المعاصرين، وإلا فهذا الكلام عبارة عن ظنون وخيالات والظن أكذب الحديث.
وأنا إلى الآن أتساءل: هل حقا القصة المذكورة هي سبب هذا الشحن النفسي، والتوتر العصبي، والحدة في النقد؟!
ثم قال الشيخ: (ألم يتعرض -صلى الله عليه وسلم- للتكذيب ويُسأل الآيات، فيؤمر أن يقول: "سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً؟ " [الإسراء: 93]
ألم يضعوا السلى على ظهره؟ ويشجوا وجهه ورأسه في المعركة، ويقتلوا أصحابه؟).
بلى حدث كل هذا، ولم يتوقف نصره صلى الله عليه وسلم على الأمور المادية فقط وعلى الجهد البشري – وإن كان هذا هو المطلوب منا- بل مع الصبر والتقوى سخر الله لنبيه من ينتصر له من الحيوانات أيضا، وقت استضعاف المسلمين بمكة وعدم قدرتهم على الانتصار، ففي الحديث عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قال: كان ابن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم سلط عليه كلبك " فخرج في قافلة يريد الشام فنزل منزلا، فقال: إني أخاف دعوة محمد صلى الله عليه وسلم قالوا له: كلا، فحطوا متاعهم حوله وقعدوا يحرسونه فجاء الأسد فانتزعه فذهب به "
وفي رواية: كان ابن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو عليه قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم سلط عليه كلبك "
قال: وكان أبو لهب يحمل البز إلى الشام، ويبعث بولده مع غلمانه، ووكلائه، ويقول: إن ابني أخاف عليه دعوة محمد فيعاهدوه قال: وكانوا إذا نزل المنزل ألزقوه إلى الحائط، وغطوا عليه الثياب والمتاع قال: ففعلوا ذلك به زمانا، فجاء سبع فنشله فقتله، فبلغ ذلك أبا لهب، فقال: ألم أقل لكم إني أخاف عليه دعوة محمد [8].
وأيضا أرسل من ملائكته من يدافع عنه، ففي صحيح مسلم (2797) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟
قَالَ: فَقِيلَ: نَعَمْ فَقَالَ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا).
فالإغراق في الماديات من أسباب استنكار مثل هذه الروايات، واستهجان ذكر الكرامات والمعجزات، وكأنها ستصيب الناس بالسلبية وتجعلهم يتواكلون، وهذه أيضا تعد محنة من محن عقول مثقفي عصرنا ومن تأثر بهم من الدعاة؟!
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول:"ومن سنة الله أن من لم يمكن المؤمنون أن يعذبوه من الذين يؤذون الله ورسوله؛ فإن الله سبحانه ينتقم منه لرسوله ويكفيه إياه، كما قدمنا بعض ذلك في قصة الكاتب المفتَري، وكما قال سبحانه:) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِيَن * إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهزِئِين (.
والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين معروفة، قد ذكرها أهل السير والتفسير، وهم على ما قيل نفر من رؤوس قريش: منهم الوليد بن المغيرة، و العاص بن وائل، والأسودان بن المطلب وابن عبد يغوث، والحارث بن قيس" اهـ.
ثم قال الشيخ سلمان: (وربما احتج بعضهم بالمعجزات والآيات والكرامات.
والآيات حق، وكذلك الكرامات، ولكنها أمر خارق للسنة، مخالف لجاري العادة، فلا يقبل ادعاء مدعيها حتى يقع التحقق التام منها، وإلا لالتبس الحق بالباطل، واشتبه الأدعياء بالصادقين والأنبياء) اهـ
كأن الشيخ سلمان شعر باعتراض بعض من يسميهم بالبسطاء والسذج عليه بأمر الكرامات فذكر ما ذكر، ولكنني أتساءل: الكرامة في هذه القصة المروية لمن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هل نسبت لأحد الأدعياء الذين يريدون أن يمرروا باطلهم على الأمة بدعوى الكرامة حتى يقول الشيخ ما قاله ويكتب ما كتبه؟!
أم هي كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمة الإسلام بأكملها؟!
وهل مثل هذه القصص التي هي من باب الترغيب والترهيب والرقائق وأخذ العبرة يطلب فيها التحقق التام كما يطلب عند نسبة قول أو فعل أو تقرير إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مما يثبت عقيدة أو حكما شرعيا؟!
الجواب: لا [9]
فهذا الجدل في ثبوت المعجزة أو الكرامة، وإيهام أن القصة المذكورة أجنبية عن هذا الباب فلها حكم آخر وهي مما يستنكر وقوعه؛ لا محل له هنا وهو تابع للكلام الإنشائي الكثير المذكور في المقالة والذي هو بحق لتخدير القاريء حتى لا يرى مشكلة في نوعية هذا الطرح والنقد الجديد والغريب في الأسلوب وفي التوقيت وفي مخاطبة الأخ لأخيه المسلم!
ثم أسلوب الشيخ سلمان هنا في كلامه عن المعجزات والكرامات يذكرني بأسلوب الغزالي الذي انتقده الشيخ عليه في حوار هاديء، حيث قال: (وكذلك نجد الشيخ الغزالي في أكثر من موضع من كتبه يعلق على الكرامات وشيوعها وانتشارها ويسخر من أولئك الذين أدخلوا الكرامات والإيمان بها ضمن العقائد، وإن كان يصرح بأنه لا ينكرها جملة وتفصيلاً لكن عباراته في الهجوم على الكرامات والقائلين بها شديدة جداً) اهـ.
فلله الأمر من قبل ومن بعد.
ثم قال الشيخ: (ولذا كان السلف يقولون: هاتوا أسانيدكم، وفي التنزيل: "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ" [البقرة:111]. ولذا كان الأئمة يقولون: إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدعياً فالدليل).اهـ
كلام لا غبار عليه، ولكن في أي شيء كان السلف يطالبون بالإسناد، هل في كل قصة تذكر للعبرة ولا تخالف كتابا ولا سنة ولا هي منسوبة للوحي كانوا يطالبون بالإسناد؟!
الجواب قطعا: لا، بل ما زال السلف والخلف يروون القصص التي فيها عبر من انتقام الله ممن سب دينه أو استهزأ بآياته، أو سب رسوله وعندهم الكثير من القصص في مؤلفاتهم مرسلة بلا إسناد، ولا يرون في هذا عيبا أو نقصا أو غباء أو جهلا أو تخديرا لعقول البسطاء بل يرون فيها زيادة إيمان وتمسك بالدين يتبعه عمل ونصر لله، فينتصر عندها المسلمون،
وسبق من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ما يؤيد ما ذكرته.
وأيضا قد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة فصلا ماتعا في كتابه الفذ " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" وذكر كلامًا هامًا حول الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم بما هو خارج عن العادة والمألوف وشواهد ذلك والقصص التي يرويها الناس في هذا وفائدتها فنذكره لأهميته ثم نعقب بما ييسر الله تعالى:
قال رحمه الله: (فصل: النوع السابع: في كفاية الله له أعداءه وعصمته له من الناس وهذا فيه آية لنبوته من وجوه:
منها: أن ذلك تصديق لقوله تعالى: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون) فهذا إخبار الله بأنه يكفيه المشركين المستهزئين،
وأخبر أنه يكفيه أهل الكتاب بقوله: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).
فأخبره الله أنه يكفيه هؤلاء الشاقين له من أهل الكتاب وأخبره أنه يعصمه من جميع الناس بقوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فهذا خبر عام بأن الله يعصمه من جميع الناس فكل من هذه الأخبار الثلاثة العامة قد وقع كما أخبز وفي هذا عدة آيات:
منها: أنه كفاه أعداءه بأنواع عجيبة خارجة عن العادة المعروفة)
ثم ذكر رحمه الله شواهد كثيرة على ذلك فلتراجع فإنها مما يقوي الإيمان وتعصم المسلم من الخزي والهذيان، إلى أن قال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ويدخل في هذا الباب ما لم يزل الناس يرونه ويسمعونه من انتقام الله ممن يسبه ويذم دينه بأنواع من العقوبات وفي ذلك من القصص الكثيرة ما يضيق هذا الموضع عن بسطه وقد رأينا وسمعنا من ذلك ما يطول وصفه من انتقام الله ممن يؤذيه بأنواع من العقوبات العجيبة التي تبين كلاءة الله لعرضه وقيامه بنصره وتعظيمه لقدره ورفعه لذكره وما من طائفة من الناس إلا وعندهم من هذا الباب ما فيه عبرة لأولي الألباب ومن المعروف المشهور المجرب عند عساكر المسلمين بالشام إذا حاصروا بعض حصون أهل الكتاب أنه يتعسر عليهم فتح الحصن ويطول الحصار إلى أن يسب العدو الرسول صلى الله عليه وسلم فحينئذ يستبشر المسلمون بفتح الحصن وانتقام الله من العدو فإنه يكون ذلك قريبا كما قد جربه المسلمون غير مرة تحقيقا لقوله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر) ولما مزق كسرى كتابة مزق الله ملك الأكاسرة كل ممزق ولما أكرم هرقل والمقوقس كتابه بقي لهم لمكهم) اهـ باختصار من الجواب الصحيح 6/ 273 - 296.
فهذا الكلام واضح لا مزيد عليه، وأنه لم يزل السلف والخلف يذكرون من القصص والحكايات الكثير والكثير.
ومن ذلكالقصة التي ذكرها الحافظ ابن حجر ونحوها، فلا نتعامل معها كتعاملنا مع الأحاديث، بل هي من باب الرقائق والمواعظ، ولا مخالفة فيها - لأصول الشّرع، ولا لسنن الله عزوجل في كونه، والله عزّ وجل قادر على تسخيرمخلوقاته، وفق حكمته البالغة، سبحانه وتعالى.
قال الشيخ سلمان: (وقد علمنا يقيناً أن الكلاب خارج دائرة التكليف، وهي لا تسمع إلا نداء، كما قال ربنا سبحانه: "وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ" [البقرة:171].، وهي لا تعقل، فالعقل ميزة شرف الله بها الآدمي، وإن كان من الآدميين من يلغي هذه الموهبة أو يجور عليها أو يقتلها بالإهمال والتجاهل، أو يئدها بالاستسلام لكل مسموع، والتشرب لكل موضوع، والركض وراء الأوهام).
هل قال أحد بأن الكلاب مكلفة أو تعقل كالإنسان؟!
وهل من ذكر هذه القصة أشار من قريب أو بعيد إلى أنها مكلفة؟!
وهل عدم تكليفها وعقلها كالبشر يمنع من أن يعاقب الله بها من شاء ممن سخر بدينه وسب نبيه؟!
وهل عدم تكليفها ينفي أن يكون لها نوع إدراك يناسبها؟!
وهل يستقيم هذا الكلام مع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على ابن أبي لهب الذي آذاه بأن يسلط عليه كلبا من كلابه، فكان ما أراد وأكله أسد في بلاد الشام شم القوم حتى اخترقهم ووصل إليه وأكله- والحديث حسن كما تقدم-.
وقد ذكرت فيما سبق قصة الذئب الذي تكلم بكلام بليغ بل وأمر بالخير وأخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن قطعا مكلفا، ولم يدّع أحد ممن أثبت الحديث وآمن به أن له عقلا كعقلنا!!
مع الجزم بأن للحيوان نوع إدراك بما يضره وينفعه، وبأن الله سبحانه سخر بعض المخلوقات لإعانة باغي الخير والدعاء له كدعاء النملة والحوت لمعلم الناس الخير وهذا مما صح به الحديث عند الترمذي وغيره.
وكذلك: الانتقام من باغي الشر ومن استهزأ بدينه،
ونزع من بعضها في حق من أراد الله إكرامهم نزع منها ما يضر في الأحوال العادية، كالنار مثلا وقصة خليل الرحمن مشهورة معروفة، بل وقد حدث مثلها في أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأبي مسلم الخولاني رحمه الله في قصة مشهورة قل من لم يذكرها من أصحاب كتب الدلائل والتراجم والتاريخ، وذكرها شيخ الإسلام في مواضع كثيرة من كتبه بمفردها ومع غيرها مما هو من الكرامات الظاهرة، قال رحمه الله: (فما زال الناس في كل عصر يقع لهم من ذلك شيء كثير ويحكى ذلك بعضهم لبعض، وهذا كثير في كثير من المسلمين ... وهذه جيوش أبي بكر وعمر ورعيتها لهم من ذلك أعظم من ذلك: مثل العلاء ابن الحضرمي وعبوره على الماء كما تقدم ذكره فإن هذا أعظم من نضوب الماء ومثل استقائه ومثل البقر الذي كلم سعد بن أبي وقاص في وقعة القادسية ومثل نداء عمر يا سارية الجبل وهو بالمدينة وسارية بنهاوند ومثل شرب خالد بن الوليد السم، ومثل إلقاء أبي مسلم الخولاني في النار فصارت عليه النار بردا وسلاما لما ألقاه فيها الأسود العنسى المنتبىء الكذاب وكان قد استولى على اليمن فلما امتنع أبو مسلم من الإيمان به ألقاه في النار فجعلها الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
بردا وسلاما فخرج منها يمسح جبينه وغير ذلك مما يطول وصفه.
ومما ينبغي أن يعلم أن خوارق العادات تكون لأولياء الله بحسب حاجتهم فمن كان بين الكفار أو المنافقين أو الفاسقين احتاج إليها لتقوية اليقين فظهرت عليه كظهور النور في الظلمة؛ فلهذا يوجد بعضها لكثير من المفضولين أكثر مما يوجد للفاضلين لحاجتهم إلى ذلك وهذه الخوارق لا تراد لنفسها بل لأنها وسيلة إلى طاعة الله ورسوله) [10]
وقال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية 6/ 156: (قال البيهقي ... ثنا سليمان بن المغيرة أن أبا مسلم الخولاني جاء إلى دجلة وهي ترمي بالخشب من مدها فمشى على الماء والتفت إلى أصحابه وقال هل تفقدون من متاعكم شيئا فندعو الله عز وجل.
قال البيهقي: هذا إسناد صحيح.
قلت – القائل ابن كثير- وستأتي قصة أبي مسلم الخولاني واسمه عبد الله بن ثوب مع الأسود العنسي حين ألقاه في النار فكانت عليه بردا وسلاما كما كانت على الخليل إبراهيم عليه السلام، وقصة زيد بن خارجة وكلامه بعد الموت وشهادته بالرسالة لمحمد وبالخلافة لأبي بكر الصديق ثم لعمر ثم لعثمان رضي الله عنهم) ثم ذكر رواية البيهقي لقصة خارجة بن زيد وكلامه بعد الموت وذكر قول البيهقي عن القصة: (هذا إسناد صحيح وله شواهد) اهـ.
ثم ذكر ابن كثير رواية البيهقي للغلام الذي كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها: (جاءه رجل بغلام يوم ولد فقال له رسول الله من أنا قال أنت رسول الله قال صدقت بارك الله فيك ثم قال إن الغلام لم يتكلم بعد ذلك حتى شب، قال أبي: فكنا نسميه مبارك اليمامة)
ثم قال ابن كثير – ولنقارن بين موقف الشيخ سلمان من القصة المذكورة وبين موقف ابن كثير هنا-: (قلت هذا الحديث مما تكلم الناس في محمد بن يونس الكديمي بسببه وأنكروه عليه واستغربوا شيخه هذا، وليس هذا مما ينكر عقلا ولا شرعا فقد ثبت في الصحيح في قصة جريج العابد أنه استنطق ابن تلك البغى فقال له يا أبا يونس ابن من أنت قال ابن الراعي فعلم بنو إسرائيل براءة عرض جريج مما كان نسب إليه) اهـ
مع أن محمد بن يونس الكديمي هذا متهم، بل قال الذهبي في ترجمته في المغني في الضعفاء 2/ 646: (محمد بن يونس الكديمي القرشي السامي، الحافظ، هالك، قال ابن حبان وغيره: كان يضع الحديث على الثقات) اهـ
ولكن لما كان الكلام في هذا الحديث لاستغرابه عقلا؛ أو على الأقل سيوهم ذلك؛ رد ابن كثير رحمه الله بما رد به مما ينفي توهم عدم وقوع مثل ذلك أو استنكاره، وهذا من فقهه، وذكر أن هذا مما لا ينكر عقلا ولا شرعا وذكر شواهد ذلك.
مع أن الكلام هنا في حديث مرفوع منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس في قصة كقصتنا هذه!
وهذا ما كان ينبغي أن يفعله الشيخ سلمان حتى لو أراد تضعيف هذه القصة أو ردها من جهة الإسناد، فكان الأولى به ذكر أن القصة ليست مما يستغرب ولا يستنكر عقلا ولا شرعا ثم إن أراد بيان ضعفها فلا بأس، أما أن يهجم هذا الهجوم موهما أن القصة مستنكرة وموهما إستحالة وقوعها وأنها من الأساطير فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن تضعيف القصة واستغرابها خارج عن نطاق المسلك العلمي وإنما هو لشيء آخر!
ثم ذكر الشيخ قصة الإسراء وتصديق الصديق رضي الله عنه لها واستنبط منها فائدة عجيبة، فقال: (الصديق إذاً هو من يصدق بالوحي النازل من السماء، وليس من تتراكم على عقله غرائب الأخبار من كل وضاع ودجال؛ فيتجرعها كالسم حتى ينبت عليها جسده، ويمضي عليها عمره، وتصبح أساساً في ثقافته ومعرفته، وتلتبس عنده معالم دينه!).
عدنا إلى حشر المسلم في خيارين لا ثالث لهما عند الشيخ كما ذكر من قبل أنك بين التصديق بالقرآن أو المتواتر أو بين الدجل والخرافة أو نحوا من هذا كما سبق،
وهنا جعل الناس أحد رجلين وأثبت وصف الصديق لأحدهما ثم صب العذاب على الآخر:
فالصدّيق هو من يصدق بالوحي، فهل من صدق بقصة رواها ثقة أو ذكرها من يغلب على ظنه أنها مقبولة عنده، أو رواها للعبرة مع خفة سندها إن وجد، أو ذكرها وإن لم يوجد لها إسناد، مع عدم مخالفتها كما قلنا مرارا لكتاب أو سنة أو إجماع، هل هذا ينفى عنه صفة الصديقية، وينقلب إلى من يتجرع السم ... إلخ؟
وما أساس حكمه على هذه القصة بأن راويها وضاع دجال؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل هذا الوضاع الدجال سيورده الحافظ ابن حجر في كتاب سماه" الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" ويذكر له حكاية موضوعة ويسكت عنها؟!
مع قرب عهد الحافظ ابن حجر برواة القصة، فقد قال رحمه الله في مقدمة كتابه الدرر الكامنة، الذي ذكر فيه هذه القصة، واصفا إياه، مبينا شرطه في الكتاب: (أما بعد فهذا تعليق مفيد جمعت فيه تراجم من كان في المائة الثامنة من الهجرة النبوية من ابتداء سنة إحدى وسبعمائة إلى آخر سنة ثمانمائة من الأعيان والعلماء والملوك والأمراء والكتاب والوزراء والأدباء والشعراء وعنيت برواة الحديث النبوي فذكرت من اطلعت على حاله وأشرت إلى بعض مروياته إذ الكثير منهم شيوخ شيوخي وبعضهم أدركته ولم ألقه وبعضهم لقيته ولم أسمع منه وبعضهم سمعت منه) [الدرر الكامنة 1/ 4].
وسكوت ابن حجر يغلب على الظن تصحيحه للقصة وهذا معروف عنه حتى في الأحاديث النبوية، فقد قال رحمه الله في مقدمة كتابه العظيم فتح الباري:
(فإذا تحررت هذه الفصول وتقررت هذه الأصول افتتحت شرح الكتاب مستعينا بالفتاح الوهاب فأسوق إن شاء الله الباب وحديثه أولا ثم أذكر وجه المناسبة بينهما أن كانت خفية ثم أستخرج ثانيا ما يتعلق به غرض صحيح في ذلك الحديث من الفوائد المتنية والاسنادية من تتمات وزيادات وكشف غامض وتصريح مدلس بسماع ومتابعة سامع من شيخ اختلط قبل ذلك منتزعا كل ذلك من أمهات المسانيد والجوامع والمستخرجات والأجزاء والفوائد بشرط الصحة أو الحسن فيما أورده من ذلك) [هدي الساري مقدمة فتح الباري ص/6، بتحقيق وتعليق الشيخ عبد القادر شيبة الحمد].
ثم إن القصة مذكورة عن إبراهيم بن محمد بن سعيد الطيبي، جمال الدين السفار المعروف بابن السواملي، قال الصفدي في الوافي بالوفيات 6/ 89، و تبعه ابن حجر في الدرر الكامنة 1/ 59 - 60:" وكان ينطوي على دين وكرم وبر واعتقاد في أهل الخير". وقد توفي سنة 706 هـ
ورواها عنه معاصره علي بن مرزوق بن أبي الحسن، زَين الدِّين، السلامي، أصله من الموصل توفي سنة 720 هـ.
وعهد الحافظ ابن حجر بالقصة قريب فليس بينه وبين الراوي مفاوز بل سبق التصريح عنه في المقدمة بأن معظم من ترجم لهم من شيوخه أو شيوخ شيوخه، فيبعد وجود وضاع فيها، مع اختيار ذكره لها في كتاب يتداوله العلماء وسكوته عليها، هذه كلها قرائن تقوي القصة أو على الأقل تسوغ ذكرها والاستشهاد بها والله أعلم، مع تأكيدي على أن رد الشيخ لها لا يتعلق بالإسناد وإنما ذكر الإسناد من باب مساعدته على بيان مقصوده من رد القصة،
ثم أن كان ردها حقا لإسنادها فسؤالي: كيف حكم الشيخ بوضعها؟!
لاسيما ولا يوجد في متنها ما يستغرب أو يستنكر بل لها شواهد صحيحة تؤكدها، بل ويوجد من الثابت ما هو أغرب وأعظم مما ذكر فيها!
بل ولم يطلع الشيخ على سندها كما ذكر!!
ثم قال الشيخ: (إن هذا العقل الأسطوري الذي لا يميز بين حق وباطل هو المسؤول عن شيوع الخرافة في مجتمع المسلمين، وغياب التفكير السليم، وضعف التحليل الموضوعي، وتراكم الأخطاء والسلبيات دون علاج، وكيف لنا أن نصحح أو نخطط أن نبني حضارة أو نؤسس مجداً إذا كانت العقول فاسدة والبصائر كليلة، وطرائق التفكير والنظر متردية، لماذا نهادن تسلل الحكايات الوهمية إلى عقول العامة، بل عقول الشباب والطلاب والمتعلمين، الذين يظنون أحياناً أن التصديق أولى على سبيل الاحتياط، ولا يدرون أن التصديق بالباطل مثل التكذيب بالحق).
أي أسطورة وأي باطل في ذكر مثل هذه القصة؟!
وأي خلط بين الحق والباطل في هذا؟!
وأي خرافة هذه التي احتوتها هذه القصة وساهمت في نشر مثيلاتها في المجتمع المسلم؟!
وهل حقا عقل من يذكر مثل هذه القصة وإن كان مثل الحافظ ابن حجر هو المسئول عن انحطاط المجتمع وتخلفه ... إلخ؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون، لا زلت متعجبا من حشد كل هذه التهم والحط من قدر أفاضل ذكروا مثل هذه القصة، وكأن فيها نوعا من الشرك أو نشرا لزندقة، بل إنني لم أسمع أو أقرأ للشيخ نقدا لباطل مما يراه أو يسمعه من حوله في واقعنا المعاصر مثل هذا من قبل!!
وهل حقا من يصدق بهذه القصة يكون مصدقا بالباطل وشبيها لمن كذب بالحق، وفي هذا من الغلو والتحامل ما لا يخفى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل من نشر هذه القصة ونحوها هم أسباب ما نحن فيه من تخلف وإنحطاط، وهم عوائق التقدم والحضارة ... إلخ ما ذكره الشيخ؟!
هل توصيف الشيخ لآفات واقعه هكذا بهذا الأسلوب وبهذا التحامل ومجافاة الحقائق التي هي سبب تخلفنا بحق، وتمريرها دون نقد أو تعليق!، هل هذا مما يساهم في بناء عقل واع، وجيل متحضر متقدم، وجيل يؤسس مجدا ويبني حضارة؟!
أم أن هذا التوصيف القاصر يؤسس جيلا ساذجا متحاملا على إخوانه متغافلا عن أعدائه الحقيقيين، وعن أسباب ما نحن فيه من فساد وشيوع للمنكرات، وكبت لكل صوت لا أقول ينادي بالإصلاح – فالزاعمون للإصلاح كثيرون- ولكن لكل صوت ينادي بإقامة الدين كما أنزله الله، والتحاكم إليه في كل كبير وصغير، ونبذ موالاة أعداء الدين الحقيقيين من أهل الشرك والبدع، وأهل النفاق والشقاق!!
ألم ينعَ الشيخ قديما على من كانوا ينصحون بالتأني في طرح بعض الموضوعات التي يمكن أن تجر الدعوة إلى ما لاتحمد عقباه – وقد حدث هذا فعلا- ألم يرد عليهم قائلا: ((وأيضاً من أخطائنا في التفكير -وهذا باب آخر لكن لأن له علاقة بالاختلاف الذي يقع أحياناً بسبب اختلاف المواقف الفكرية- من ذلك: المبالغة في النتائج والإلزام بما لم يلزم؛ فتجدنا أحياناً إذا حصل شيء يتعلق بالدعوة رتبنا عليه نتائج عظيمة؛ مثلاً: إذا خطب فلان خطبة معينة، وقد يكون صريحاً في هذه الخطبة، ووضع النقاط على الحروف، تجد أننا هولنا وقلنا: الصحوة وهذا يضر الأمة ويضر الدعوة وستقع فتن ومشاكل وقيل وقال!)
أليس ما عابه الشيخ هنا على من ذكر القصة أو نشرها أو صدق بها هو نفسه ما ذكره فيما نقلته عنه، وكان ينهى عنه قديما؟!!
ثم قال: (ومن أفدح الخطأ الاعتقاد بأن الإيمان نقيض العقل، أو أن العلم نقيض الدين.
لا يحل للمصلحين والدعاة والمرشدين أن يهادنوا عقول البسطاء أو يداهنوها، نعم سيظل في الناس أوباش لا يعقلون، لكن الخطب الفادح أن تكون هذه هي الثقافة المهيمنة التي تضغط على عقول الناشئة، وتجعل الجيل في خيار ما بين الإيمان الموروث مخلوطاً بترهات ما أنزل الله بها من سلطان، وبين العلم الحديث والحقائق المادية. أمانة الديانة تحتم علينا أن نقدس الإيمان الحق المجرد، وأن نحذر من اللحوقيات والإضافات الأسطورية المتلبسة به، والله أعلم).
إن كان الشيخ يقصد أن العقل يحيل مثل هذه القصة وأشباهها فيلزمه نفي المعجزات والكرامات الثابتة لأنها العقل لا يثبتها، وأؤكد على أن المشكلة هنا والاعتراض من الشيخ على هذه القصة وأمثالها يظهر أنه ليس لعدم وجود إسناد لها، بل لأن عقول الأمم الأخرى ستهزأ بنا، والعلمانيون من بني جلدتنا سيسخرون منا!
والعلم الذي حشره الشيخ في الموضوع هنا لا أدري ما محله من الكلام، فلا دخل له في كلامنا، وليس حاكما على شيء من الشرع، وإلا فإن العلم الذي ذكره لا يثبت شيئا من المعجزات أو الكرامات، ومعلوم تخبطه في أمور الغيبيات والشيخ نفسه كانت له ردود على هذا قديما، بل ذكر في حواره مع الغزالي مدى انحراف ما يسمى بالمدرسة العقلية وكان مما قاله: (الميل إلى تضيق نطاق الغيبيات ما أمكن، وذلك تأثرا بالتيار المادي الذي يسود الحضارة المعاصرة، ومن هنا جاء إقحام العقل في المسائل الغيبية، وتأويل الملائكة والجن والشياطين ... وعند غلاة العقلانيين نجد تأويل الصلاة والزكاة والصوم والحج).
ففي رده على الغزالي قديما جعل الحضارة المعاصرة سببا من أسباب إنحراف العقلانيين وأنها لا تجتمع عندهم مع الدين والغيب فاختاروا تأويل الدين مراعاة لها،
ثم هو هنا حديثا يقول: (وتجعل الجيل في خيار ما بين الإيمان الموروث مخلوطاً بترهات ما أنزل الله بها من سلطان، وبين العلم الحديث والحقائق المادية).
فيجعل الحقائق المادية لا تتعارض إلا مع الإيمان الموروث مخلوطا بترهات ... إلخ
فهل هذا الجزء من الإيمان بالغيبيات أصبح عند الشيخ من الترهات لأنه يتعارض مع الحقائق المادية؟!
والجيل فعلا في خيار ولكن بين الإيمان الصحيح النقي الذي تركه العقلانيون إيثارا لماديتهم وبين ما يسمى بالحقائق المادية والتي تنكر الغيبيات والمعجزات وتضيق نطاقها كما سبق في نقد الشيخ للعقلانيين قديما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم كأن هذا الخطاب في كلام الشيخ ليس لنا نحن بل لمن اطلع على القصة من المفكرين العقلانيين أو من الغربيين، فهو نوع طمئنة لهم بأن منهجنا لا يحمل مثل هذه الموروثات والأساطير كما يسميها الشيخ!
قال الشيخ: (والأئمة قد يترخصون في إيراد حكايات بأسانيدها في مصنفاتهم لأن التبعة على الراوي، ويقولون: من أسند فقد سَلِم، خاصة وهي دواوين علمية متخصصة يتعاطاها الفقهاء والعارفون، أما أن تنشر مثل هذه الروايات وتذاع ويستكثر منها، فهو توهين لجانب التكليف، وإزراء بخصوصية الإنسان، وتسلط لأعداء الملة، وقد وقفت مراراً على أقصوصات من هذا القبيل ينشرها الوعاظ غافلين، وإذا تتبعت مصدرها وجدتها من وضّاعين أو ساخرين، وقد روى أحدهم قصة الميت الذي نبش قبره فوجد مصروفاً عن القبلة، وبالسؤال عنه تبين أنه مدخن (!!) وتحريت بنفسي عن القصة فوجدتها من وضع عيّار مدخن).
أي روايات هذه التي يتكلم عنها الشيخ؟! وأي توهين لجانب التكليف في مثل هذه القصة؟!
هل يظن الشيخ أن من ذكروا هذه القصة سيخرجون على الناس ويقولون لهم: لستم مكلفين بنصرة دينكم والذب عن نبيكم، وسيرسل الله لكم كلبا بل كلابا تأكل من أساء للنبي صلى الله عليه وسلم ولا بأس عليكم، وهنا تنهال الجموع بالتصفيق والتكبير، مستبشرة منتظرة خروج الكلب ليفعل ما لم تفعله هي!!!
الشيخ – غفر الله لنا وله- يستخف بغيره أيما استخفاف، وهذه القصة بالذات التي قال في حق من ذكرها كلاما مستبشعا، قد ذكرها فضلاء في كتب لهم وفي مواقع لهم وهم من أعقل الناس ولله الحمد ومن أثبتهم على الحق في زمن التلون والتراجعات، ومن أكثرهم ذبا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعرف منهم من يفديه بنفسه وأهله وماله، ومن لا يكل ولا يمل في الدعوة إلى الله ليل نهار، بعلم وبفقه وبعدل، فلا يجدر بالشيخ أن يستخف بإخوانه هكذا، ولا أريد أن أذكر هؤلأ الفضلاء بأسمائهم حتى لا يظن أحد أن هذا من باب التحريش وإثارة النفوس، وهم ذلك لا يحبون الظهور، وأسأل الله أن يثبتهم، وإن كان الشيخ يتهمهم بالسذاجة والبساطة، و يستضعفهم فأحسبهم ممن ينطبق عليهم ما رواه البخاري في صحيحه (رقم2896) بسنده عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ".
وسعد رضي الله عنه هو من هو، فكيف بغيره؟!
ثم هو يقول: (والأئمة قد يترخصون في إيراد حكايات بأسانيدها في مصنفاتهم لأن التبعة على الراوي، ويقولون: من أسند فقد سَلِم)
فعلى من سيلقي الشيخ بتبعة إيراد القصة المستنكرة عنده إذا كان الحافظ ابن حجر قد ذكرها بدون إسناد؟!
وهل الحافظ ابن حجر لم يسلم في رأي الشيخ لأنه لم يسند القصة؟!
وهل الحافظ ابن حجر داخل فيمن ذكرهم هنا بأوصاف بشعة أم لا؟!
وإذا لم يدخله في ذلك فكيف يخرجه منهم وهو من ذكر القصة ومهد لنشرها ولم ينتقدها بشيء؟!
أما القصة التي ذكرها عن المدخن ... إلخ فلا فائدة من ذكرها هنا أو التعليق عليها، فهذه في وادٍ وقصتنا وكلامنا في وادٍ آخر.
ثم ختم الشيخ قالته بقوله: (لا يجوز أن يكون الإيمان بإمكان حدوث الكرامات سبباً في تمرير أي حكاية أو رواية من منطلق أنه يجوز أن تكون من الكرامات، فالكرامات لها أسبابها وطرق إثباتها، وليس يتعين في التكليف الشرعي إلا أن يؤمن المرء بما ثبت في الكتاب والسنة، أما تسارع الناس إلى تصديق الغرائب فهو من جهالات العامة وتسرعهم، وصدق الله إذ يقول: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" [الزمر:9]. جعلنا الله من العالمين ومن ذوي الألباب.)
لم يقل أحد أنه يجب عليكم أن تؤمنوا بهذه القصة ولو صحت، كما أنه لا يجوز أن تقول لأحد: لا يجوز لك أن تصدق بكرامات لم تثبت في الكتاب أو السنة، إذ هذا سد ونفي لكرامات كثيرة ثبتت للصحابة ومن بعدهم وليست مذكورة في كتاب ولا سنة، وإنما هي تابعة لإيمانهم وتأييد لتمسكهم بالحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفي الشيخ لجواز ذكر قصة أو حكاية ليس فيها مخالفة شرعية وإنما تشهد لها الشواهد الشرعية الثابتة لم يقل به أحد من العلماء، وكيف يحرم نقل قصة ولو ضعيفة في باب هو أقرب ما يكون إلى الترغيب والترهيب، ولا محظور شرعي في ذكره، من قال هذا؟!
وأما قول الشيخ: (وليس يتعين في التكليف الشرعي إلا أن يؤمن المرء بما ثبت في الكتاب والسنة) وإنما ذكر يتعين حتى إذا عورض من أحد بأنه يجوز أو يستحب قال: إنما ذكرت الوجوب، مع أن سياق كلامه يدل على تضييق باب الكرامات والاقتصار على القرآن والسنة.
ثم ليست العبرة بكون الشيء غريبا أو مألوفا حتى نصدقه أو نكذبه بل العبرة بمدى شهادة الشرع له بالقبول أو الرد، وإلا فكل المعجزات والكرامات هي من الغرائب الخارجة عن سنن العادات.
والحكايات أو الروايات يجب أن تعرض على الشرع قبل روايتها فما لم يكن فيها مخالفة للشرع، فلا بأس بحكايتها سواء أكانت من باب الكرامات أو من غيرها، وحتى الاحتياط الذي نفاه الشيخ هنا في قوله (من منطلق أنه يجوز أن تكون من الكرامات) قد أقره العلماء، كما سبق في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأعيد بعضا منه مرة أخرى لفائدته، قال رحمه الله:
(فَمَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَأَنْوَاعُهُ إذَا رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ بِمَعْنَى: أَنَّ النَّفْسَ تَرْجُو ذَلِكَ الثَّوَابَ أَوْ تَخَافُ ذَلِكَ الْعِقَابَ كَرَجُلِ يَعْلَمُ أَنَّ التِّجَارَةَ تَرْبَحُ لَكِنْ بَلَغَهُ أَنَّهَا تَرْبَحُ رِبْحًا كَثِيرًا فَهَذَا إنْ صَدَقَ نَفَعَهُ وَإِنْ كَذَبَ لَمْ يَضُرَّهُ؛
وَمِثَالُ ذَلِكَ: التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ بالإسرائيليات؛ وَالْمَنَامَاتِ وَكَلِمَاتِ السَّلَفِ وَالْعُلَمَاءِ؛ وَوَقَائِعِ الْعُلَمَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَجُوزُ بِمُجَرَّدِهِ إثْبَاتُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ؛ لَا اسْتِحْبَابٍ وَلَا غَيْرِهِ وَلَكِنْ يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرَ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ؛ وَالتَّرْجِيَةِ وَالتَّخْوِيفِ.
فَمَا عُلِمَ حُسْنُهُ أَوْ قُبْحُهُ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ وَسَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا فَمَا عُلِمَ أَنَّهُ بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يُجَزْ الِالْتِفَاتُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يُفِيدُ شَيْئًا وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ صَحِيحٌ أُثْبِتَتْ بِهِ الْأَحْكَامُ وَإِذَا احْتَمَلَ الْأَمْرَيْنِ رُوِيَ لِإِمْكَانِ صِدْقِهِ وَلِعَدَمِ الْمَضَرَّةِ فِي كَذِبِهِ وَأَحْمَد إنَّمَا قَالَ: إذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ.
وَمَعْنَاهُ: أَنَّا نَرْوِي فِي ذَلِكَ بِالْأَسَانِيدِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدِثُوهَا مِنْ الثِّقَاتِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِهِمْ. فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: يُعْمَلُ بِهَا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ إنَّمَا الْعَمَلُ بِهَا الْعَمَلُ بِمَا فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مِثْلَ التِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ وَالِاجْتِنَابِ لِمَا كُرِهَ فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ. وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: {بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ} مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ} فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ الْمُطْلَقِ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ لِمَا رَخَّصَ فِيهِ وَأَمَرَ بِهِ وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بِمُجَرَّدِ الْإِخْبَارِ لَمَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ؛ فَالنُّفُوسُ تَنْتَفِعُ بِمَا تَظُنُّ صِدْقَهُ فِي مَوَاضِعَ ... فَالْحَاصِلُ: أَنَّ هَذَا الْبَابَ يُرْوَى وَيُعْمَلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِهِ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ لَا فِي الِاسْتِحْبَابِ ثُمَّ اعْتِقَادُ مُوجِبِهِ وَهُوَ مَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ يَتَوَقَّفُ عَلَى الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ). اهـ من مجموع الفتاوى 18/ 65 وما بعدها.
وقبل أن أختم كلامي أذكر بأمور:
منها: أن نقدي هذا ليس لإثبات القصة المذكورة أو نفيها وإنما هو لبيان أن الشيخ لم يوفق في نقده لهذه القصة وفيما أرساه من أمور قد يعتبرها معالم لمنهج يرسخه عند الشباب في تلقي الأخبار، وفيه من التلبيس والخطأ ما فيه.
ومنها: أن نقد الشيخ يتنافى مع أطروحاته التي يؤكد عليها في كل مناسبة يتكلم فيها وهي آداب الحوار وفقه الاختلاف وعدم المسارعة بالإنكار لا سيما في المسائل الاجتهادية، وعذر المخالف، وسعة الأفق ورحابة الصدر (فأما سعة الأفق العلمي فهي تجعل القارئ والمتلقي قادرا على مناقشة هذه الآراء وأخذ ما يناسب منها وترك ما هو ضد ذلك برحابة صدر وسعة أفق، وأما سعة الأفق الخلقي فهي تضمن للمخالف أن يحترم مخالفه في الرأي فلا تطيش سهامه، فينتقصه أو يحط من قدره أو يرميه بتهم لا يملك دليلا عليها، بل يحفظ له قدره وكرامته وإن خالفه في الرأي ما دامت المسألة مسألة رأي واجتهاد، ولذلك فإن من الوفاء لهذا المنهج الشرعي الصحيح أن تناقش الآراء وفق مسلك صائب) اهـ من كلام الشيخ سلمان.
وإذا كان الشيخ سلمان قد كتب وناقش ورد واغتم لما أسماه: (كلب ينهش عقولنا) فمن حقنا أننقلق وأن نناقش وأن نرد على (نقد ينهش عقولنا) لاسيما إذا جانب الصواب، ومارس الوصاية، وسفه الرأي المخالف لما يظنه صوابا.
وأسأل الله سبحانه أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) من محاضرة للشيخ سلمان بعنوان: (قواعد في توحيد الكلمة).
([2]) من المحاضرة السابقة نفسها.
([3]) من محاضرة (قواعد في توحيد الكلمة).
([4]) من محاضرة (قواعد في توحيد الكلمة) للشيخ سلمان.
([5]) رواه الإمام أحمد (رقم 11383، 11431) وسنده صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير القاسم و هو ثقة اتفاقا , و أخرج له مسلم في المقدمة، وصححه ابن حبان والحاكم ثم الألباني كما في السلسلة الصحيحة (رقم122).
([6]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 7/ 1257
([7]) حلية الأولياء 7/ 74.
([8]) رواه الحاكم في "المستدرك" (كتاب التفسير، تفسير سورة أبي لهب، 2/ 588)، وأبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (2/ 585/رقم380)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/ 338) وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: وَهُوَ حَدِيث حَسَن. اهـ قلت فلعل لهذا أورد الحافظ القصة المذكورة ولم يستغربها فهي ليست جديدة ولا مستحيلة بل من جنس ما وقع والله أعلم.
([9]) راجع كتاب أكرم العمري وكتاب منهج تدوين التاريخ ونحوه.
([10]) باختصار يسير من منهاج السنة 8/ 203.
رابط الموضوع:
http://www.islammemo.cc/zakera/drasa.../28/64648.html
ـ[الحرير]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 03:03]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عمرو .. وأرجو من الأخوة قراءة المقال وقراءة الرد عليه بإنصاف وبدون أحكام مسبقة .. والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 05:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انكار الشيخ سلمان لهذه القصة ليس فيه ما هومنكر كأنه انكر ثابت من ثوابت الاسلام والله المستعان
نريد نقد علمي لما كتبه الشيخ سلمان
مسالة الكلب الذي هاج على من سب النبي صلى الله عليه وسلم اين كان المسلمون انذاك؟ يسب النبي فلا يدافع عنه احد الا الكلب؟
اما بعض الامور فهناك امور منكرة ذكرها كبار العلماء في بعض التراجم ولا تصح اذكر لكم مثال ذكر احد العلماء ان احدهم حج 100 مرة واعتمر مئة مرة وسن هذا الرجل لم يبلغ مئة سنة فهل اصدق هذه القصة؟ مع ان من ذكرها امام من ائمة المسلمين فانكاري للقصة ليس طعنا في صاحب الكتاب وفي من في السند
اخواني بارك الله فيكم لا نتسرع في الحكم
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 06:01]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنكار على الشيخ العودة لا يتناول -فقط- إنكاره للقصة؛ لأن هذا مما يسوغ فيه الخلاف إن كان استنكاره بناءًا على قواعد النقد الحديثية -مع أنه لا يظهر أن في متن القصة ما يُستنكر-.
ولكن طريقة الشيخ في السخرية والإنكار على مخالفيه أحرى بالاستنكار.
وفي رابط المقال الأصلي ردٌّ منصف من الشيخ خالد أبا الخيل، فليراجع.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 06:07]ـ
تعقيباً على مقالة فضيلة الشيخ د/ سلمان العودة المنشور في هذا الموقع المبارك، وكان عنوانه: (كلب ينهش عقولنا)، والذي كتبه الشيخ حفظه الله تعليقاً على قصة التتري الذي سبّ الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهاج عليه كلب مربوط وخمشه، وخلصه الحاضرون منه بعد جهد جهيد، ثم عاد أخرى فنال من النبي- صلى الله عليه وسلم- فقطع الكلب رباطه ووثب على عنقه، وقلع زوره في الحال، ومات الرجل من فوره. وقد خلص الشيخ في ختام المقال إلى إبطال هذه القصة، ولي على مقال فضيلته بعض الملاحظات العلمية، أجملها في النقاط التالية:
1ـ أن الشيخ بدأ مقالته بتضعيف القصة من ناحية الراوية؛ فقال: إن راويها ـ يقصد راوي القصة ـ لم يذكر ابن حجر عنه إلا أنه كان يتعاطى التجارة ... ثم قال: "ولم يذكر ابن حجر عن ذلك المترجم إلا هذه القصة فحسب، وكفى بذلك دليلاً على نكارتها وإغرابها".
ويمكن هنا أن أسجل هنا هذه الملاحظة المهمة: وهي أن الشيخ حاول أن يضعف القصة لكنه وقع في (الدور المنطقي)! فهو ضعف القصة لأن راويها ليس له إلا هذه القصة، والراوي ضعيف لأنه روى هذه القصة! وهذا من شأنه أن يبطل الحكم الذي انتهى إليه فضيلة الشيخ.
2ـ ظاهر من بداية المقال أن الشيخ يرفض هذه القصة جملة وتفصيلاً، وذلك ليس لضعف سندها، وإنما لأنها تنافي العقل، وهي كما أشار داخلة في باب الأساطير والخرافات!! وأنا هنا لم أعرف ماهية هذا العقل المعياري الذي يحاكم الشيخُ الخبرَ إليه؟! فإن كان عقل الشيخ هو المعيار فأنا بعقلي ـ مثلاً ـ أخالفه في هذا! فالمسألة إذن نسبية! فما يراه فضيلة الشيخ غير صحيح عقلاً فأنا وآخرون نراه سائغاً عقلاً!!
3ـ أما بالنسبة لغرابة متن هذه القصة، فلا أرى أي غرابة في هذا، ,وإذا كان من مذهب أهل السنة التصديق والقبول بكرامات الأولياء، فإن هذا ليس بغريب، والتفكيك العقلي الذي مارسه الشيخ تجاه هذه القصة يلزمه أن يطرده على كثير من الكرامات الثابتة؛ لأنها تستحيل عقلاً! وهذه القصة ليست بأعجب من قصة أبي مسلم الخولاني، لما قال له الأسود العنسي المتنبي: أتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع! قال: أتشهد أن محمداَ رسول الله؟ قال: نعم، فأمر بنار فأوقدت له وألقي فيها فجاءوا إليه، فوجدوه يصلي فيها وقد صارت عليه برداً وسلاماً، فقدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وأخذه عمر فأجلسه بينه وبين أبي بكر وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم ... وهذه القصة رواها أبو نعيم في الحلية 2/ 129،وذكرها ابن حبان في صحيحه 2/ 338، وقد أثبتها شيخ الإسلام بن تيمية في عامة كتبه، كالفتاوى والنبوات، ومنهاج السنة. وغيرها.
إذن؛ فهذه القصة لا تقل غرابة عن قصة الكلب المشار إليها؛ لأن من خاصية النار طبيعة الإحراق فلم تحرق هذا الرجل الصالح! وذلك لأن الله نزع منها هذه الطبيعة. وكذلك قصة هذا الكلب، فإن الكلب يدرك ـ بما أودع الله فيه من إدراك ـ ما يضره وما ينفعه، ولكنه ليس عنده من العقل ما يقوم به التكليف، وليس بمستحيل أن يودع الله فيه عقلاً آنياً يعرف به مقاصد الأمور ومآلاتها،فلذا فعل هذا الفعل وانتقم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخبار الكرامات التي تحصل لأولياء الله كثيرة ومشهورة، ومن ذلك مثلاً: قصة البقر الذي كلم سعد بن أبي وقاص في وقعة القادسية، ومثل نداء عمر يا سارية الجبل وهو بالمدينة وسارية بنهاوند، ومثل شرب خالد بن الوليد السم، ونحو ذلك، ولم يزل أهل العلم يتناقلون مثل ذلك، ولم أر أحداً منهم من نفى مثل هذه لكونها لا تستقيم من الناحية العقلية. بل حتى المعتزلة لم ينفوا كرامات الأولياء لأجل استحالتها عقلاً، وإنما لأنهم يرون أن آية برهان نبوة النبي هو خرق العادة، فإذا أثبتنا الكرامة للأولياء فإن النبوة تكون مشتبهة وليس عليها دليل واضح! وطبعاً هذا غير صحيح؛ لأنه مبني على أصل فاسد.
فإذا كان هذا يسوغ حصوله لغير الأنبياء، فما الذي يمنع أن يحصل للأنبياء ولو بعد موتهم؟! فلربما كان هذا من تكريم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته.
4ـ حاول الشيخ أن يوظف القصة لناء مشهد كوميدي مضحك يمكن معه هدم هذه القصة وإثبات بطلانها، فقال: "هذا التصفيق الحاد لكلب في المواقع الإلكترونية، والانبهار المذهل، حتى يقول كثيرون: كلب ينتصر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكيف لا ننتصر له نحن؟، حتى الكلاب تغضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الكلاب أشد منا حباً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويضيف آخرون قصة كلبٍ آخر فقيه في السنة (!!) ولكنه عقور مرّ به شاب ذاهب إلى الصلاة بالغلس فوقف الشاب، فقال له الكلب: جز يا أبا عبد الله، فإنما أمرت بمن يشتم أبا بكرٍ وعمر! الكلب أصبح داعية يسلم بسببه أربعون ألفاً في مجلس واحد! وأخشى أن يتفاقم الأمر وندخل في دوامة تصنيف الحيوانات إلى أسماء ومجموعات وانتماءات طائفية وحزبية لنمعن في المهزلة ونصبح مسخرة لأمم الأرض، ولا حول ولا قوة إلا بالله! "
وما ذكره الشيخ هنا لا يقوى على إبطال هذه القصة، وهي محاولة غير متماسكة علمياً، فكل يستطيع أن يصنع مثل هذا المشهد أو أكثر سخرية منه حول ماثبت صحته باليقين والقطع، لكن يبقى المنهج العلمي هو الحد الفاصل في ثبوت الأخبار من عدمها.
5ـ في آخر المقال حاول فضيلة الشيخ أن يحاصر القارئ، بل خنقه وأخذ بتلابيبه وجعله بين خيارين لا ثالث لهما: فقال " وكأننا أمام نص قرآني، أو حديث متواتر، وكأن هؤلاء الناس غابت عندهم الفوارق بين الغيب المحقق المقطوع به، وبين الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب".
فالشيخ هنا جعل كل الأخبار تقع بين فرضيتين: الأولى: تكون من جنس الغيب المقطوع به، والثانية: الأساطير والخرافات والأوهام والأكاذيب. (وأرجو أن يلاحظ القارئ كثرة المترادفات في الفرضية الثانية!)
ولا أدري لم شطب الشيخ هنا المنطقة الوسطى التي تقع بين الغيب المقطوع به، وبين الخرافات والأكاذيب؟! أليس هناك بعض الأخبار والقصص الصحيحة التي يسوغ تصديقها، وهي ليست من الغيب المقطوع صحته وليست من الخرافات والأساطير؟!
إذن ـ في اعتقادي ـ وإن كانت هذه المحاولة ذكية من الشيخ في الالتفاف على القارئ وإقناعه بقبول الفكرة لكنها تبقى كسابقتها محاولة غير علمية وغير موضوعية.
6ـ في آخر المقطع السابق وصف الشيخ من يصدق مثل هذه القصص بثلاثة أوصاف: (الغباء والجهل والتغرير)، وقد جاء ذلك في المقطع التالي حينما قال: "وما أسهل أن ينبري إذاً عدو للإسلام يضع مثل هذه الحكايات وينشرها فيتلقفها الأغبياء والجهلة والأغرار، ويحامون عنها محاماتهم عن أصول الدين، ويجعلونها فيصلاً بينهم وبين مخالفيهم، فعنوان الإيمان عندهم هو أن يكون عقلك مغيباً مخدراً معزولاً عن الفهم والتحقيق والتأمل والنظر، وأن تسلم بالغرائب والمنكرات من الأخبار! ".
وليسمح لي فضيلته بأن أختلف معه هنا أيضاً؛ لأني رأيت الكثير ممن صدق هذه القصة، وهو ليس بغبي ولا جاهل، ولا أعرف أحداً غرر به! بل قبلها بناء على معطيات علمية توفرت لديه ولم تتوفر لغيره.
وهذا المقطع من المقال ـ بالتحديد ـ يكشف لنا المناخ السيكولوجي الذي كتب به الشيخ مقالته!
7ـ في تقديري أن الشيخ لم ينجح في صياغة منهج علمي صحيح يمكن اعتماده في تلقي الأخبار، ورغم أن الشيخ حاول أن يؤسس لذلك بقوله: "إن العقل الإسلامي عقل واع مدرك، حتى إيمانه بالغيب هو إيمان مبني على العلم والمعرفة والإسناد، وليس في الوحي ما تنكره العقول ولا ما تحيله السنن، ولكن منها ما لا تدركه العقول، فهو عالم فوق العقل وليس تحته، ونقص العقل ثابت بالعقل ذاته، بيد أن الله تعالى أحال إليه، وأمر بتحكيمه فيما يحسنه حينما دعاهم إلى الإيمان به "لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"، "لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [يونس: 24]، "أَفَلا يَعْقِلُونَ" [يّس:68]، "لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى" [طه: 54]،"لِذِي حِجْرٍ" [الفجر: 5]،"ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا" [سبأ:46]! ومن أفدح الخطأ الاعتقاد بأن الإيمان نقيض العقل، أو أن العلم نقيض الدين". وهو كلام حق لكنه لا يعدو أن يكون كلاماً إنشائياً عاماً، يمكن لمن يختلف معه أن يقابله بكلام مثله أو أكثر منه.
7 ـ أنا هنا لا أقرر صحة هذا القصة أو بطلانها , فقد تكون القصة ضعيفة أو موضوعة، وإنما أردت هنا أن أبين أن هذا المنهج العقلي في فحص الأخبار، وإطلاق مثل هذه الأحكام الوصفية المرسلة على هذا النحو هو منهج غير علمي ولا موضوعي، وفتح مثل ذلك للناس يفتح باباً من التلبيس والشك لا يكاد يقف عند حد.
ختاماً: أشكر فضيلة الشيخ، كما أشكر له سعة صدره مقدماً، وأتمنى له التوفيق.
خالد أباالخيل
محاضر بكلية الشريعة وأصول الدين، جامعة القصيم.
رد منشور في مقال الرابط الأصلي، نقلته لمن سأل عن رد علمي على لمقال.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 06:11]ـ
رأيت بعض الناس هنا يتعمدون غمز الشيخ سلمان بعبارات مهينة (هداهم الله تعالى) وأصلح عقولهم المريضة وفطرهم المنتكسة
!
أخي خالد نصيحة أخ يحب لك الخير: لا تكتب وأنت غضبان. (ابتسامة)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 06:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انكار الشيخ سلمان لهذه القصة ليس فيه ما هومنكر كأنه انكر ثابت من ثوابت الاسلام والله المستعان
نريد نقد علمي لما كتبه الشيخ سلمان
مسالة الكلب الذي هاج على من سب النبي صلى الله عليه وسلم اين كان المسلمون انذاك؟ يسب النبي فلا يدافع عنه احد الا الكلب؟
اما بعض الامور فهناك امور منكرة ذكرها كبار العلماء في بعض التراجم ولا تصح اذكر لكم مثال ذكر احد العلماء ان احدهم حج 100 مرة واعتمر مئة مرة وسن هذا الرجل لم يبلغ مئة سنة فهل اصدق هذه القصة؟ مع ان من ذكرها امام من ائمة المسلمين فانكاري للقصة ليس طعنا في صاحب الكتاب وفي من في السند
اخواني بارك الله فيكم لا نتسرع في الحكم
أخي الكريم رجاء لا تنتقد قبل أن تقرأ فليس هذا من العدل ولا من الإنصاف في شيء!!
أليس في ردي ما نصه: (ولو كان هذا المقال يناقش القصة المذكورة مناقشة علمية ويبحث في إسنادها ومتنها ويحكم عليها حكما علميا بما يناسب حالها تبعا لما قرره أهل العلم من قواعد وأصول لما تكلمنا ولا ذكرنا ردا، ولقلنا هذا رأي الشيخ وما توصل إليه ... ) أكمل رجاء قراءة الباقي ثم عقب كما تحب.
ثم هل ممكن تدلني على نقلك: (ذكر احد العلماء ان احدهم حج 100 مرة واعتمر مئة مرة وسن هذا الرجل لم يبلغ مئة سنة فهل اصدق هذه القصة؟)
أم هو افتراض للتنفير من قراءة الرد كما فعل الشيخ سلمان في مقاله؟!
ثم يبدو أنك أخي تكتب بلا تأمل هل الاعتمار مائة مرة مما يستنكر؟!
أعرف من تجاوزت عدد مرات عمراته الخمسين ولم يكن سنه قد تجاوز الثلاثين؟!!
أكرر رجاء من الفضلاء معرفة أبعاد الموضوع ثم قراءة الرد ثم من شاء أن يرد فليرد.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 11:18]ـ
اللهم أصلح قلوبنا يا رب العالمين
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 01:26]ـ
آراء أخرى مؤيدة
______________________________ ____________
الإسم: ابو عمار
البلد: السعودية
التوقيت: 11:47 PM
التاريخ: 24/ 05/2008
المقال في الجملة مقال جميل ويتحدث عن واقع مرير, وإن كان في أسلوب تناول القضية وطريقة المعالجة ما يوهم القارئ أن الدكتور سلمان ينهج في كتابته منهج المدرسة الإصلاحية في تناول مثل هذه القضايا, ولعل هذا ما دفع الأخوين (أبو حازم, وأبا الخيل) للتعليق على المقال بما كتباه. وأنا أقول أن الشيخ ذكر في ثنايا مقاله هذا ما يدفع هذا الوهم كقوله (والآيات حق، وكذلك الكرامات، .... ) وأيضاً له كتابات أخرى شاهدة على ذلك, مما يحمل القارئ إلى رد متشابه كلامه إلى محكمه.
ولي وقفة سريعة على تعليق الشيخ العزيز الشيخ خالد أبا الخيل ألخصه في النقاط التالية:
1 - يبدو لي يا شيخ خالد أنه لم يتبين لك الدافع الذي دفع الدكتور للكتابة حول هذا الموضوع بدليل أنك ذهبت ألى أن دافع الشيخ هو إنكار القصة, وأنا أقول أن دافع الشيخ للكتابة هوما ذكره في بداية المقال بقوله: (هذا التصفيق الحاد لكلب في المواقع الإلكترونية، والانبهار المذهل .. ألى قوله: والمنكرات من الأخبار) وهذا دافع صحيح.وهناك دافع آخرفي المقال وهو قوله: (إن هذا العقل الأسطوري الذي لا يميز بين حق وباطل هو المسؤول عن شيوع الخرافة في مجتمع المسلمين) وهذا دافع صحيح وأظنك تتفق معي في هذه الدوافع, وإن كان إنكاره للقصة أتى عرضاًً في ثنايا المقال.
2 - بعد معرفة الدوافع - من وجهة نظري- التي دفعت الدكتور للكتابة حول هذا الموضوع فأقول يجب أن نقرأ المقال في ضوء هذه الدوافع حتى لا نذهب بعيداً في قراءة ما خلف السطور, أو نرتب لوازم على المقال لم يلتزمها. ولا يعني هذا أن الدكتور لا يخطأ أو أنه فوق النقد, لكن هذا من باب التوازن في النظرة والعدل في الحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - نقد الدكتور سلمان لهذه القصة - فيما يبدو لي- من جنس نقد المحدثين للأحاديث, فهم ينقدون السند والمتن, فهو بعد أن نقد سند القصة وبيَّن ضعفها نقد متنها وبيّن أنه مخالف للشرع مستدلاً على ذلك بقوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ .. } , وإعمال عقله هنا من أجل النظر لا من أجل إحالة العقل لهذه القصة. ولهذا نظائر عند المحدثين, فمثلاً نقدهم لحديث: ((درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية)) نقدوه سندا ومتناً, وذكروا أنه كما أنه منكر من جهة السند فهو منكر من جهة المتن معللين ذلك من جهة النظر العقلي في مقاصد الشرع بأن الزنا أعظم جرماً وضرراً من هذا الدرهم لتعدي ضرره على الغير. ومثله حديث: ((الربا سبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه)).يقول ابن الجوزي بعد أن ضعف أسانيد تلك الأحاديث:"قلت: واعلم أن مما يرد صحة هذه الأحاديث أن المعاصي إنما يعلم مقاديرها بتأثيراتها والزنا يفسد الأنساب ويصرف الميراث إلى غير مستحقيه ويؤثر من القبائح ما لا يؤثر أكل لقمة لا تتعدى ارتكاب نهي فلا وجه لصحة هذا" [الموضوعات ج2/ص156]
وهذا النقد للمرويات كما أعمله المحدثون فقد أعمله المؤرخون (انظر كلام ابن خلدون في المقدمة في سبب تأليف كتاب التاريخ).
فهل إعمال المحدثين والمؤرخين لمنهج نقد المتون يعني أنهم يسلكون منهجاً عقلياً لرد الأحاديث والحوادث التاريخية؟!.
4 - أن الدكتور في مقاله قد وضع محترزات تمنع الناظر من الذهاب بعيداً في تفسير نقده, كتنبيهه على أثبات الكرامات الثابتة بالكتاب والسنة الصحيحة, وقد التزم ذلك بدليل أن القصة التي نقدها بيَّن أنها لم تأت بطريق صحيح ثابت, فكيف نصور من هذا النقد أنه منهج عقلي يسلكه الدكتور في فحص الأخبار, خصوصاً وأن الدكتور لم يُعهد عنه أنه أنكر شيئاً ثابتاً من المعجزات والكرامات , فيكون كالذي يخالف قوله فعله, وأخشى فيما بعد أن نساوي به أو نجعله في مصاف أصحاب المنهج العقلاني الذي يرد المعجزات والكرامات الثابتة الصحيحة.
5 - أن ما ذكره الشيخ من تهويل الناس لأمر هذه القصة أمر صحيح يشهد له الواقع وهذا كاف في ضرورة النظر في ثبوتها من عدمه, وليس كما ذكرت أخي خالد من أنه مشهد كوميدي مضحك, بل هو واقع مرير تشهد له رسائل الجوال التي أرسلت وذكر فيها هذه القصة.
هذه بعض الملاحظات التي أحببت التنبيه عليها, والله من وراء القصد, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
______________________________ _____________
الأخ خالد يقول:
بارك الله في الشيخ سلمان وفي جهوده، وأشكر للموقع فتح باب المناقشة بحرية، والتحية للمعقبين على التزامهم الأدب الإسلامي في المحاورة. وهذه بعض الملاحظات من وحي هذه المناقشات: لقد أصاب الشيخ سلمان عين الحقيقة حين أثار هذه القضية وبأسلوب كان فيه قدر كبير من الوضوح والصرامة اللازميْن لمثل هذه المواضيع ولمثل هذه الظروف التي يمر بها المسلمون.
ولا شك أن مناقشة الليبراليين- وليس مهاجمتهم- مهمة مطلوبة - كما جاء في بعض التعقيبات - لكن ذلك لا يعفينا من مراجعة تصوراتنا في داخل الصف المسلم المتدين، ولعل هذه المراجعة والترشيد والتصويب نحو الداخل الإسلامي يكون مدخلا ضروريا لضمان نجاح مسعانا في التدافع مع الأفكار المخالفة. كما أنه ليس من الضروري أو البديهي أو المفيد أن ينخرط الجميع في نفس المناقشات وفي نفس اللحظة وتجاه نفس الاتجاهات الفكرية، ولعل الشيخ له من الأولويات والتقديرات في هذا المجال ما يحدد له المواضيع والقضايا ذات الجدوى والنفع الأعم. كما أن الشيخ - بارك الله فيه- ليس في موقع الاشتباه حتى يحتاج عند كل نقد لمظهر من مظاهر التدين المنحرف أن يكتب مقدمة في التهجم على الليبراليين أو غيرهم حتى يبرئ نفسه من شبهة غير واردة وغير معقولة ولا توجد إلا في ذهن من لا يعرف عموم أفكار الشيخ وفكره وعلمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتوجيه والترشيد والنصح لعامة المسلمين والمتدينين منهم خاصة لمراجعة معتقداتهم الخرافية وغير المؤصلة هي مهمة دينية إسلامية أصيلة، بعيدة عن التلميحات بكونها ربما تتم على خلفية الرد على إشكالات يسوقها الغربيون. هذا الترشيد هدفه الأساسي السعي للنهوض بالأمة وتحريك فعاليتها كما أشار الشيخ. على أن مراعاة صورتنا نحن المسلمين عند باقي الأمم لا سيما اليهود والنصارى يبقى أمرا مهما لأنه منهج نبوي ثابت (لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة) الحديث، (أتحبون أن يقول الناس أن محمدا يقتل اصحابه) الحديث.
والشيخ لم ينف الكرامات، و المقام ليس مقام إثبات او نفي لهذه الأمور، فالاعتقاد في الكرامات والمعجزات من بديهيات معتقد أهل السنة عموما وفي أدبيات الشيخ بصفة خاصة وفي نفس مقاله على وجه الخصوص. بل المسألة هنا هي في التساهل المستشري لدى عامة المسلمين في قبول هذه الادعاءات دون التأكد من صحة وقوعها وعدالة رواتها، والمسألة أيضا في كيفية تفاعل الناس مع هذه المرويات قديمها وحديثها. فالفرق واضح بين الاعتقاد بوجود الكرامات والخوارق وبين قبول أي قصة خارقة ولو كانت مشتهرة بين الناس. نعم إن الله على كل شيء قدير وله جنود السموات والأرض لكن هل وقعت القصة المتداولة فعلا أم لا؟ فالإمكان النظري شيء والوقوع الفعلي شيء آخر. ونحن لا نحتاج للإيمان بقدرة الله تعالى إلى الاعتماد على أخبار غير مؤكدة أو ربما مفتعلة، فهناك من الأدلة والبراهين التي نشاهدها في الكون والإنسان والحياة مشاهدة ظاهرة وساطعة وفي المتناول ما لا يُحتاج معه إلى غيره من الظنيات أوالمرويات المهزوزة، المهم أن نكون من الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض. هذا هو المنهج السليم الذي اعتمده الشيخ سلمان، منهج العقل الإسلامي وليس منهج العقل الشخصي أو العقل المجرد أو العقل الغربي كما صورته بعض التعقيبات.
وقد راجت في فترة سابقة صورة لما قيل أنه جني أو شيطان وتبين فيما بعد أنها صورة مركبة! ومرة أخرى صورة لفتاة تحولت إلى عنكبوت عقابا إلهيا لها فتبين أنها لوحة زيتية لرسامة أسترالية! وكذلك راجت صورة لأشجار تكتب كلمة التوحيد-والتوحيد على الرأس والعين-لكن الصورة كانت رسما لرسام! وراجت مقالة تحاول أن تثبت أن حادثة 11/ 9 مذكورة في القرآن اعتمادا على الأرقام وبتعسف ظاهر لا يليق بمن يحترم كلام الله وجلاله، وإن كان من ذكر لهذه الحادثة ففي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا). وراج تسجيل صوتي لما قيل أنه صوت أموات في المقابر، ولا زالت تروج وصية الشيخ أحمد منذ عقود من الزمان رغم جهود العلماء ... بما يعني أن الأمة - مع الأسف- لها قابلية كبيرة لتقبل مثل هذه الأمور المشكوك فيها وفي مصادرها، وبالتالي فإن المطلوب بإلحاح هوالتصدي لهذه العقلية الخرافية المتدثرة بغطاء رقيق من التدين المغشوش والتي تمثل عقبة حقيقية لاسترجاع الأمة لفاعليتها و لقوتها وعزتها.
وقصة هذا ال ... حتى إن صحت – وهي لاتصح كما بين الشيخ محقا- فإن استخراجها من الكتب وترويجها بهذه الطريقة توضح لنا كيفية تعامل هذه العقلية الضعيفة مع قضايا الحياة ومع واجبات نصرة الدين والنبي. فهذه العقلية تميل إلى الحلول التي تتصف بصفتين هما الحسم والاتكالية. الحسم يظهر في أن ال ... قضى على التتري قضاء فوريا وتاما، والاتكالية تظهر في أن الذي قام بالنصرة ليس من الحاضرين من المسلمين بل هو جهة أخرى وغير بشرية.
و في الواقع فإن الحلول الحاسمة ليست هي الحلول الحقيقية لا من ناحية الشرع ولا من ناحية الواقع: فقد اعترض النبي صلى الله عليه وسلم على طلب من جاءه قائلا: ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا؟ ذلك أنه يطلب نصرا في غير أوانه، ويريد نصرا قبل تقديم الثمن، ويريد نصرا بدون مقدمات طبيعية سننية، ويريد نصرا سريعا فوريا مستعجلا حاسما. إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قوّمه ووجّهه الوجهة الصحيحة بقوله ( ... ولكنكم قوم تستعجلون) الحديث. وبلغة أهل الرياضة فإن النصر لا يكون بالضرية القاضية بل بالنقاط؛ أي بالأعمال المضنية الجزئية الصغيرة التي تتراكم يوما فيوما نقطة فنقطة فتحدث الأثر المنشود. وهذا الميل إلى الحسم يعد نتيجة لقلة الصبر ولقلة العلم بالدين وبسنن التاريخ والمجتمع، ومن الواضح أن الصبر وقلة العلم أمران مترابطان (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا).
وأما الاتكالية فهي انتظار أن تحل المشاكل او ياتي النصر بمعجزة أوبكرامة أو بعامل خارج عن نطاق الاستطاعة، والحقيقة أن النصر لا يأتي إلا من عند الله وبيد المؤمنين (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) وذلك بعد تقديم الثمن. ولذلك كثر في السنوات الأخيرة تداول أحاديث الفتن وآخر الزمان والمهدي، وهي أحاديث وإن ثبت الكثير منها إلا أن الخلل يكمن في طريقة التعامل معها: إذ هي أحاديث عن وقائع قدرية وليست عن أحكام تكليفية، فنحن مأمورون بالإيمان بها ولسنا مكلفين بالقعود وانتظارها أو استعجال وقوعها حلا لمشاكلنا وأزماتنا أو هروبا منها. والمنهج النبوي في ذلك نستخرجه من حديثه صلى الله عليه وسلم لما سأله سائل عن أوان الساعة فكان جوابه: (وماذا أعددت لها)؟: منهج العمل والإعداد وليس منهج التمني والانتظار!! ولذلك فإن طرح هذه القضايا وتوجيه الناس حولها يعد من أولويات الدعوة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 08:14]ـ
هذا التعليق من الأخ على مقال الشيخ خالد وفقه الله خارج عن محل النزاع، وفيه مغالطات ومعاملة من أورد القصة التي حدث نزاع حولها على أنه ساذج أو جاهل بالشرع ومقاصده وسنن الله في نصر دينه وعباده المؤمنين.
ويلزم على كلامه لوازم كثيرة فاسدة لعلي أفصلها إن سمح وقتي بذلك، مع دعوتي للجميع بالقراءة والتفكر ثم الرد وعدم النقل من هنا وهناك بلا تأمل!!
ـ[فارس بن محمد]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 02:51]ـ
عذراً لا بن حجر، عذراً لكل داعية ذكر هذه القصة .. فإن الشيخ سلمان لا يقصدكم بقوله (الإنبهار لهذا الكلب والتصفيق له، العقل الأسطوري .. الخ.)
لا أدري لِمَ الشيخ مندفعٌ في رد هذه القصة حتى نسي الرد العلمي لها! وأخذ يعيب على ناقليها.
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 06:56]ـ
من يحسن الصناعة الحديثية
ماذا عساه أن يحكم على هذه القصة؟
أفتونا مأجورين ان شاء الله ياطلاب العلم
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 01:56]ـ
نحن أهل السنة والجماعة نتميز بان الرجال يعرفون بالحق لا بأن الخق يعرف بالرجل
هل الشيخ سلمان معصوم؟! أخطأ فكان ماذا؟!
رد الأخ (أبو عمرو) رد علمي مهذب يقابل برد علمي مهذبدفاع عن الشيخ للمحبة فكلنا نحبه في الله وأحبنا له في الله من أسدى له النصح وأشفق عليه من الخطأ فلندع المزايدات التي ما أنزل الله بها من سلطان ولنعمل بمناهج السلف الذين كانوا لا يسكتون عن الخطأ وإن صدر عن مشايخم أو آبائهم أو أحب الناس إليهم
وننتظر من شيخنا (الشيخ سلمان) أن يفند ما قاله الأخ (أبو عمرو) ويرد عليه أو يقر به فهكذا تعلمنا منه ومن علمائنا أن لا أحد أكبر من أن يطالب بالدليل والحجة على ما قال [/ center]
فمن كان عنده حجة وبيان فليقدم ومن أراد ال
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:01]ـ
نحن أهل السنة والجماعة نتميز بان الرجال يعرفون بالحق لا بأن الخق يعرف بالرجل
هل الشيخ سلمان معصوم؟! أخطأ فكان ماذا؟!
رد الأخ (أبو عمرو) رد علمي مهذب يقابل برد علمي مهذب لا بدفاع عن الشيخ لمجرد المحبة فكلنا نحبه في الله وأحبنا له في الله من أسدى له النصح وأشفق عليه من الخطأ فلندع المزايدات التي ما أنزل الله بها من سلطان ولنعمل بمناهج السلف الذين كانوا لا يسكتون عن الخطأ وإن صدر عن مشايخم أو آبائهم أو أحب الناس إليهم
فمن كان عنده برهان وحجة فليقدم ومن لا فلا
وننتظر من شيخنا (الشيخ سلمان) أن يفند ما قاله الأخ (أبو عمرو) ويرد عليه أو يقر به فهكذا تعلمنا منه ومن علمائنا أن لا أحد أكبر من أن يطالب بالدليل والحجة على ما قال
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 07:17]ـ
هلا تابعنا النقاش في هذا الرابط، حتى لا يتشتت الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=116946&posted=1#post116946
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 07:57]ـ
هلا تابعنا النقاش في هذا الرابط، حتى لا يتشتت الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=116946&posted=1#post116946
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 03:09]ـ
يوجد ما يغني عن هذه القصة لبيان فضله ومكانته صلى الله عليه وسلم، والشيخ سلمان - وان لم يعجب البعض مقاله - أراد الإشارة إلى أن تكرار هذه القصة و التشبث بها لبيان مكانته عليه الصلاة والسلام فيه نوع من الإيحاء بالعجز عن إيجاد غيرها مما هو أثبت وأليق، وخاصة عندما نقدّم رسالة عالمية للأمم الأخرى - لا سيما في المحافل ووسائل الإعلام - يفضل أن نبقي هذه القصة بعيداً و نقدم من القصص والنصوص والسيرة ما هو أجمل وأروع وأليق بجانبه الشريف. فمقال الشيخ في النهاية تنبيه على ما يمكن تسميته (أزمة الانتقاء) أو تنبيه على "ذوق" و "ومزاج" الذين "يجترّون" هذه القصة مرة بعد مرة، ويجاهرون ويهرعون بها في كل حادثة.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 07:46]ـ
يوجد ما يغني عن هذه القصة لبيان فضله ومكانته صلى الله عليه وسلم، والشيخ سلمان - وان لم يعجب البعض مقاله - أراد الإشارة إلى أن تكرار هذه القصة و التشبث بها لبيان مكانته عليه الصلاة والسلام فيه نوع من الإيحاء بالعجز عن إيجاد غيرها مما هو أثبت وأليق، وخاصة عندما نقدّم رسالة عالمية للأمم الأخرى - لا سيما في المحافل ووسائل الإعلام - يفضل أن نبقي هذه القصة بعيداً و نقدم من القصص والنصوص والسيرة ما هو أجمل وأروع وأليق بجانبه الشريف. فمقال الشيخ في النهاية تنبيه على ما يمكن تسميته (أزمة الانتقاء) أو تنبيه على "ذوق" و "ومزاج" الذين "يجترّون" هذه القصة مرة بعد مرة، ويجاهرون ويهرعون بها في كل حادثة.
هذا يبين بحق أن القصة أكبر من مسألة (كلب ينهش عقولنا)!
وأنا أتمنى -والله- أن هذا ليس ما يريده داعية بحجم الشيخ سلمان العودة.
إذ أننا في سبيل البحث عن (الأجمل والأروع والأليق) يجب أن نبحث عن ما يرضي (الأمم الأخرى) التي قد لا يناسبها كثير مما هو (ثابت) عندنا (ولائق) بأمتنا.
أخشى أن يكون الفيصل في كون قصة من القصص - (وإن كانت ثابتة) - (لائقة أو غير لائقة) هو ما يناسب (ذوق) (ومزاج) (الأمم الأخرى)!
باختصار: إسلامنا أصلاً لم ولن يُرضي (أذواق) القوم ولا (أمزجتهم) ولا هم يحزنون -لا أظن أن هذا بحاجة إلى إقامة الأدلة-.
باختصار (الأمم الأخرى) تريد (إسلام مودرن)!
فإما إسلام (لائق) يناسب القوم أو أن نبقى (راديكاليين) رهناء للنصوص.
ومهما كانت درجة (ثبوت) تلك النصوص فإن ذلك ليس كافياً لأن يشفع لها أن تقدم (للأمم الأخرى) فإن قيد (الثبات) -كما بدا لي- يجب أن يكون مشفوعاً بقيد آخر وهو أن تكون تلك النصوص (لائقة)!
ولا ندري بعدُ من الذي يحدد ما هو (لائق) أو غير (لائق)!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد حسنين]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 09:40]ـ
فيتلقفها الأغبياء والجهلة والأغرار، ويحامون عنها محاماتهم عن أصول الدين،
نعم سيظل في الناس أوباش لا يعقلون،
بارك الله في شيخنا الفاضل الدكتور سلمان العودة، ولكن لي عنده سؤال لا ينتقص من مقالته الضافية:
العبارات التي اقتبستها من المقال بغير تصرف مني. والسؤال:
أما استنكرت شيخنا-يوما من الأيام- مثل هذه اللغة من الشيخ الكبير والداعية الفذ الشيخ الغزالي عليه رحمة الله، بل وأطلت الحديث في ذلك؟
إن وصف الناس بالأوباش وبالجهلة والأغبياء-وإن أخطئوا عن سلامة نية- ليس مما يحسن من أمثالك من العلماء شيخنا.
لكني أشهد أن عبارتك التي دعوت فيها كل من يريد أن يتطاول على عالم من العلماء أن يسأل نفسه: من أنت أولا؟ أشهد أن هذه المقولة قد أغنتني عن كلام كثير وددت أن أوجهه لنفر من الناس تطاول-بشكل يدعو للشفقة- على الشيخ الغزالي رحمه الله، واقول لهم:
قد كان رحمه الله علما بارزا وطودا شامخا حيا وميتا، ومن سأل يوما: من هذا الغزالي حتى نقرأ له؟!!!! فليسأل نفسه أولا من أنت يا هذا؟ وهل كتبت سطرا يضارع ما كتبه الغزالي حجة ولغة وقوة وبلاغة؟ وهل دافعت عن الإسلام مثلما فعل الغزالي طيلة حياته؟؟
هل كل من سمى نفسه أبا فلان السلفي، أو أبا علان الحنبلي، أو أبا تركان المالكي، قد أضحى عالما فحلا يقارع العلماء ويطعن فيهم بأقبح العبارات؟!!!!!!
إن شيخنا الفاضل سلمان العودة في كتابه:حوار هادئ مع الغزالي، لم ينف عنه علمه بالكلية، بل قدم للكتاب بعرض لمؤلفات الرجل-وهي كثيرة- ومواقفه التي نافح فيها عن الإسلام باقوى حجة وأقوم عبارة، والشيخ ابن باز رحمه الله استقبل الشيخ الغزالي في بيته أروع استقبال وأكرم وفادته، ولو كان يعلم أنه ليس بشئ-كما ادعا البعض ظلما- ما فعل.
ولله الأمر من قبل ومن بعد
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 03:18]ـ
الأخ: أبا عمرو _ وفقك الله _:
قرأت مقال الشيخ سلمان وقرأت ردك عليه ولا أرى _ وهي وجهة نظر _ أن تسطر المقالات وتقام الحجج على أبي معاذ من أجل أنه انتقد رواية تاريخية ليست نصا مقدسا وانتقد طريقة التعاطي معها والاكثار من مثيلاتها .......
والشيخ حسب قراءتي لمقاله وفهمي إياه كان هدفه التشنيع على الاكثار من مثل هذه الروايات وأسلوب التعاطي معها دون التحليل والنظر الموضوعي للرواية وهي فكرة _حسب ظني _ جيدة ........
وأعتب على كثير من الإخوة _ ولا أخالك منهم _ انتقاد أبي معاذ لمجرد النقد بناء على مواقف سابقة حتى لو كانت أطروحته لها حظ من النظر والتأمل ...........
بارك الله في الجميع وفي الشيخ سلمان ...... ودمتم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 02:25]ـ
هذا يبين بحق أن القصة أكبر من مسألة (كلب ينهش عقولنا)!
وأنا أتمنى -والله- أن هذا ليس ما يريده داعية بحجم الشيخ سلمان العودة.
إذ أننا في سبيل البحث عن (الأجمل والأروع والأليق) يجب أن نبحث عن ما يرضي (الأمم الأخرى) التي قد لا يناسبها كثير مما هو (ثابت) عندنا (ولائق) بأمتنا.
أخشى أن يكون الفيصل في كون قصة من القصص - (وإن كانت ثابتة) - (لائقة أو غير لائقة) هو ما يناسب (ذوق) (ومزاج) (الأمم الأخرى)!
باختصار: إسلامنا أصلاً لم ولن يُرضي (أذواق) القوم ولا (أمزجتهم) ولا هم يحزنون -لا أظن أن هذا بحاجة إلى إقامة الأدلة-.
باختصار (الأمم الأخرى) تريد (إسلام مودرن)!
فإما إسلام (لائق) يناسب القوم أو أن نبقى (راديكاليين) رهناء للنصوص.
ومهما كانت درجة (ثبوت) تلك النصوص فإن ذلك ليس كافياً لأن يشفع لها أن تقدم (للأمم الأخرى) فإن قيد (الثبات) -كما بدا لي- يجب أن يكون مشفوعاً بقيد آخر وهو أن تكون تلك النصوص (لائقة)!
ولا ندري بعدُ من الذي يحدد ما هو (لائق) أو غير (لائق)!
جزاك الله خيرا. أنا لم أكن بصدد تأصيل منهجية عامة في التعامل مع النصوص (كما يوهم ردك)، لا تعميم في حادثة عين كما يقال. أخي الفاضل: لا حظ أني أتحدث عن نص تاريخي محدد (لاحظ أنه غير شرعي أصلاً أي لا آية ولا حديث بل ولا حديث موقوف له حكم الرفع) أعطي أكبر من حجمه وكأن كرامة الرسول صلى الله عليه وسلم وصدق نبوته تتوقف على تكرير هذه القصة والتأكيد عليها. هذا كل ما في الأمر. وأما الانتقاء للمخاطب أو المدعو فهذا أمر مطلوب (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وليس كل ما يثبت (من النصوص الشرعية) يقال للمدعو ويخاطب به، فما بالك بالقصص والحكايات التي ليست بنص شرعي أصلاً، ولهذا أمثلة كثيرة في فقه الدعوة، اكتفي بشهرتها عن ذكرها. [1]
============================== =====================
[1] ومع ذلك أبت نفسي إلا أن تضرب مثالاً: (تذكر قصة نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم أو قصة حفظ الله له في الغار مع الصديق رضي الله عنه، فهذه وأمثالها لا يعيب السامعون تكرارها في الغالب، أما قصة الكلب، فعلى كونها ليست من السيرة ويشك في ثبوتها بل ولا يتوقف عليها علم ولا عمل ولا حكم، فتكرارها والتشبث بها وتقديمها على الأثبت والألصق بسيرته وحياته، أرى أنه مؤشر على أزمة في ترتيب الأولويات ومعرفة الأنسب في تحقيق الغايات)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 03:32]ـ
الأخوة الأفاضل الذين علقوا على مقالي لا أدري ما هذه الحساسية تجاه مجرد نقد الشيخ سلمان مع غضهم النظر عما فعل أو قال،
وعجيب والله أن نهون من قيمة الرد وأنه ليس من الأولويات ... إلخ مع أن الذي بدأ بالرد هو الشيخ سلمان وعلى قصة تاريخية كما يقول البعض وليست حديثا أو حكما شرعيا .. أو ... إلخ فهلا قلتم هذا الكلام للشيخ سلمان؟!
ثم لماذا من يرد يرد وكأنه لم يقرأ ما ذكرته في مقالي مع أنني بينت سبب الرد وأنه ليس لإثبات القصة أو نفيها وذكرت دواعي ذلك فلماذا التغافل عن هذا كله وبداية الكلام والرد وكأنني لم أبين شيئا، هل هذا للتقليل من قيمة الرد؟!
ثم هل ليس لمن ذكر هذه القصة عندكم حرمة حتى ولو كان الحافظ ابن حجر حتى تتغاضوا عن كل الأوصاف التي رماهم بها الشيخ سلمان من نشر الخرافات والسطحية وتخدير المجتمع وأنهم سبب ما نحن فيه من تخلف ... إلخ؟!
هل كل هذا لم يشغل بالكم وإنما الذي شغل بالكم أن الشيخ سلمان هو من كتب المقالة وكل ما يأتي منه فصواب وغيره ومخالفيه على خطأ وليس عندهم فقه أولويات ولا ترتيب للغايات ... عن أي أولويات تتحدث يا أخانا وعن أي ترتيب للغايات تتحدث؟!
لولا أنني ذكرت في النقد ما يتعلق بمقالة الشيخ سلمان فقط لتطرقت لغيرها مما أتى به من العجائب في منهجه الجديد والتي رد عليه فيها كبار أهل العلم، فلماذا التعامي عن الحقيقة وترك الإنصاف؟!
ولماذا الرجال أحب إلينا من الحق بتأويلات شتى؟!
ولماذا نخالف ما نزعم أننا نعتقده وندعو إليه؟!
أرجو ممن يرد أن يحاكمني لكلامي وما ذكرته وليس لهواه وحبه للشيخ سلمان مهما قال أو فعل، وإلا فلن ننتهي من الترهات، ومن أراد أن ينصح بترتيب الأولويات فلينصح من يشغل غيره بالرد على شيء لا يستطيع هو ولا كبار علماء زمانه أو أي زمان آخر أن يقولوا بتحريمه فإيراد هذه القصة على أسوأ تقدير هو مباح فلماذا يا أصحاب الأولويات خرجتم عن نهجكم وانشغلتم بالرد على المباح وتركتم من يفعل العظائم ويدعو لها وينشر الخرافات حقا في المجتمع ويدعو إلى الفساد؟!
هل هذا هو ترتيب الأولويات حقا؟!
هل أصبح الشيخ سلمان ومن على نهجه يمثل الكلمة المقدسة التي لا يجوز خلافها أو نقدها؟!!
وهذه بعض اقتباسات من ردي حتى يتأمل ويتفهم من يرد هنا عن أي شيء نتكلم
نقد ينهش عقولنا!!
كتبه
أبوعمرو أحمد سلامة
Abu_amro1@yahoo.com
ولو كان هذا المقال يناقش القصة المذكورة مناقشة علمية ويبحث في إسنادها ومتنها ويحكم عليها حكما علميا بما يناسب حالها تبعا لما قرره أهل العلم من قواعد وأصول لما تكلمنا ولا ذكرنا ردا، ولقلنا هذا رأي الشيخ وما توصل إليه،
وهي مسألة لن يسئل عنها أحد في قبره – كما كان الشيخ يقول عن بعض مسائل الاجتهاد- وليست من أصول الإيمان، وليست مما يشنع على المرء بمثلها ولكن الأمر لم يكن هكذا بل – وأقولها بمرارة- سلك الشيخ فيها مسلكا غير مرضي حتى في حكمه هو نفسه وفق آرائه التي عرفتها عنه قديما، فلم يكن الشيخ في مقاله مجادلا أو محاولا للوصول إلى رأي وفق قواعد النقد وأصوله المعروفة، بل الأمر كان أبعد من ذلك، وكان حكمه على القصة ومن ذكرها حكما قاطعا لا يسع أحدا أن يخالف فيه، وكأن المسألة مما لا يسوغ الخلاف فيه و (ليست القضية قضية جدل ومناظرة فقط، بل نحن نتكلم باسم الله وباسم الدين وباسم القرآن وباسم السنة وباسم الحديث، ولذلك لا نريد من أحد أن يخالفنا لأننا نزعم أننا نمثل الكلمة المقدسة، وهذا يقع في أذهان الكثيرين نتيجة ضيق الأفق وتحجير المفاهيم وإعجابهم بما عندهم من العلم، كما قال تعالى: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [غافر:83] وكما قال صلى الله عليه وسلم: {وإعجاب كل ذي رأي برأيه}.
فنتيجة لذلك لم يعد لدينا إمكانية أن نتحمل وجهة نظر أخرى، فعندنا شيء من الأحادية في الرأي وضيق الفهم، والمشكل أيها الأحبة -وأقولها بمرارة وصراحة- أننا -أحياناً- نظرياً قد نقول خلاف ذلك! وطالما سمعت من بعضهم وهو يقول: من خالفك بمقتضى الدليل عنده فإنه أقرب إليك ممن وافقك بغير دليل؛ لأن هذا الذي خالفك إنما خالفك للدليل، ويجب أن تكون العلاقة بينكم أمتن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كلام نظري جميل، لكن دعنا ننظر في واقعنا العملي، وفي تعاملنا مع من خالفونا، فتجدني أنا ذلك الذي أردد دائماً وأبداً قضية الحوار والنقد البناء، وتقبل وجهات النظر المختلفة، وعدم إلزام الناس بالرأي الواحد، وجعل الناس يعيشون في بحبوحة الشريعة التي فتحها الله سبحانه وتعالى لهم، فأنا لا أحجر واسعاً، وأنا لا أفرض رأيي بثقله وبشريته وخصوصيته على النص الشرعي، أنا ذلك الذي يقول هذا الكلام تجدني أغضب بمجرد أن أرى شخصاً اختلف معي، وترتفع درجة الحرارة عندي، وتختلف نبرة الكلام، ويتغير مجرى الحديث، وتحتد اللهجة، ويبدأ القصف والقصف المضاد.
فهذا -أحياناً- يرجع إلى نوع من التربية الخاطئة على مستوى المجتمع وعلى مستوى الحلقة العلمية أو الارتباط بالعالم وعلى مستوى الدعوة أو الارتباط بمجموعة من مجموعات الدعوة ... فلماذا لا يكمل بعضها بعضاً؟! وإذا لم اقتنع بشيء فعلي ألا أعمله، لكن ليس شرطاً للعمل المثمر أن يمر عبر قناعتي العقلية، فيمكن أن يكون عملاً مثمراً وأنا لم أقتنع به، وقد أكتشف بعد حين أن قناعتي كانت في غير محلها، أو حتى قد أموت بقناعتي غير عابئ بهذا الموضوع، لكن الناس المنصفين يعلمون أن هذا الأمر له ثمرة وله إيجابية، والعدل قد يدل على ذلك) ([من محاضرة (قواعد في توحيد الكلمة) للشيخ سلمان.]) اهـ.
وكم تمنيت أن يكون ما ذكره الشيخ في آخر كلامه هنا هو موقفه تجاه إخوانه، لا أن يكون موقفه هو ما عابه هو في أول كلامه.
.............................. ........ هذا مع أن الأمر لا يستحق كل هذا ولا يسوغ أن يكون موقف الشيخ هكذا ممن ذكر قصة تشهد لها أحاديث صحيحة ووقائع ثابتة وهي في باب يتعلق بالترغيب والترهيب، حتى ولو كانت هذه القصة بلا إسناد أو لا نعلم صحة سندها، ويكفينا أنها لها شواهد ولا تخالف كتابا ولا سنة ولا إجماعا، وليست مستنكرة شرعا ولا عقلا. وسأبين هذا كله إن شاء الله تعالى في مناقشتي لمقال الشيخ.
وكان حريا بالشيخ إذ لم يقتنع بهذه القصة ألا يصنف من ذكرها مثل هذه التصنيفات الجائرة وألا ينبزه بألقاب لا يرضى الشيخ أن يصفه بها أحد مهما كان عند المخالف له من أدلة تؤكد خطأ الشيخ في مسائل كبيرة – ليس هذا موضع بيانها- وأن يتأول لمن ذكرها، وكيف لا يفعل هذا وهو القائل:"بل قد يقع في الكفر ولا يوصف بأنه كافر إلا بعد وجود الشروط وزوال الموانع من هذا الإنسان، فقد يكون جاهلاً ومثله يُجْهل، وقد يكون متأولاً، أو قد يكون قاصداً شيئاً آخر غير ما ظننت؛ أنا ظننت أنه يسخر بالدين، ولما سألته تبين أنه يقصد معنى آخر لا علاقة له بهذا الباب إطلاقاً.
وقد يكون يسخر ولكن في حالة غياب عقله وإدراكه عنه، أو غلبه نوع من المواجيد عنده جعلته يقول ذلك.
حتى إني رأيت أن الإمام الذهبي رحمة الله عليه في مواضع كثيرة، يتأول لكلمات واضحة وضوح الشمس، أنها نقض لأصول الشريعة، حتى إنه -أحياناً- يتأول أنه ربما أن الإنسان قال هذه الكلمة في حالة غياب عقله، من أجل ألاَّ يصفه -مثلاً- بالكفر، لماذا؟ لأن أهل السنة هم أرحم الناس بالناس) [من محاضرة (قواعد في توحيد الكلمة) للشيخ سلمان.] اهـ.
نقد ينهش عقولنا!!
كتبه
أبوعمرو أحمد سلامة
Abu_amro1@yahoo.com
......... ولا أدري لماذا اختار الشيخُ الكلبَ ليتحدث عنه مع أن هناك من هو أشد من الكلب وينهش في عقل وجسد الأمة، وكم كنت أتمنى أن يرتب الشيخ ترتيبا صحيحا من الذي يستحق أن يحظى بوقته الثمين في الرد عليه ومجاهرته بأفعاله القبيحة وبيان خطره على المجتمع ترتيبا صحيحا، مثل ما كان ينصح به قديما، ولا شك أن هناك في ظل هذه الأزمة ومشاعر المسلمين متأججة، ونفوسهم مقهورة لا شك أن هناك من كان أولى برد الشيخ عليه وتسفيه رأيه وبيان خطره على الأمة من أخيه الذي ذكر هذه القصة، وأذكره بما نصح به شباب الدعوة قديما حيث قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(القاعدة العاشرة والأخيرة: إن كنت مصراً على أن هناك طائفة من دعاة الإسلام هم أعداء لك، فنحن نقول لك: على أقل تقدير رتب العداوات، هل تعتبر أنهم أشد عداوة لك من اليهود أو من النصارى أو من المشركين أو من المنافقين؟ يقيناً لا تعتقد ذلك، إذاً أجل عداوتهم، وإذا انتهيت من عداوة اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين، وأهل المخالفة الأصلية للدين، وأهل البدع الغليظة المعلنة الظاهرة الذين اجتمعوا وتحالفوا وتآلفوا عليها، وما بقي إلا عداوة أخيك الذي هو أخوك في الدين، وأخوك في المنهج، وأخوك في الطريقة، وأخوك في الكتاب، وأخوك في السنة، وإنما الفرق بينك وبينه في نظرة أو في جزئية أو في موقف أو في اجتهاد، فإذا لم يبق إلا عداوة هذا، فالله يقويك ويثيبك.
فإذا كنت مصراً على العداوة فعلى أقل تقدير رتب العداوة، واجعل العداوة تتأخر بعض الشيء، واجعل جل همك في محاربة من لا شك في خطرهم على الإسلام، فأخوك هذا قد يوجد من يشك في خطره، وأنا من طبيعة الحال ممن يشك في خطري، لأن المسلم الصادق لا خطر منه على الإسلام -إن شاء الله تعالى- لكن ذلك اليهودي أو النصراني أو المنافق أو الفاجر المحارب المعلن بالعداوة والبدعة والبغضاء لا شك أن خطره على الإسلام كبير، ومتفق على خطورته، فلماذا لا نبدأ بالمتفق عليه ونترك المختلف فيه إلى إشعار آخر؟!) [من محاضرة (قواعد في توحيد الكلمة) للشيخ سلمان.].
لماذا اختار الشيخ هذه القصة ليتعقبها ويحكم على عقول الناس عن طريقها وهو من يتكلم دائما عن فقه الأولويات وعن فقه ترتيب العداوات
لماذا اختار الشيخ هذه القصة ليتعقبها ويحكم على عقول الناس عن طريقها وهو من يتكلم دائما عن فقه الأولويات وعن فقه ترتيب العداوات، مع أن القصص التي تروى بل والمنكرات التي تقع يضيق الوقت عند محاولة الاختيار: بأيها يبدأ الإنكار؛ لكثرتها وعظم فسادها؟!
وأين يقع أصحاب الأقلام والمواقع ممن نحسبهم على خير من الذين نشروا هذه القصة ناقلين عن الحافظ ابن حجر رحمه الله من مبدأ الموازنة بين الحسنات والسيئات، فهلا التمس فضيلته لهم العذر وجعلها على أسوأ تقدير: عملا مباحا مغمورا في بحور حسناتهم؟!
ثم وفي نهاية كلامي: هل أنتم تنكرون القصة لأنها ليست مروية بإسناد صحيح متصل أم لشيء آخر؟!!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 03:40]ـ
وهذا أيضا مما لم يلتفت إليه من رد
نقد ينهش عقولنا!!
الأربعاء 23 من جمادى الأولى 1429هـ 28 - 5 - 2008م الساعة 03:38 م مكة المكرمة 12:38 م جرينتش
الصفحة الرئيسة-> ذاكرة الأمة -> دراسات تاريخية
كتبه
أبوعمرو أحمد سلامة
Abu_amro1@yahoo.com
مفكرة الإسلام: ............ لماذا هذا التشديد فيما وسع فيه أئمتنا، وليس في مثل هذه القصص فحسب بل حتى في الأحاديث، ومن المناسب ذكر بعض ما قاله بعض العلماء فيما يتعلق بهذه المسألة: وهي رواية الضعيف من الحديث فضلا عن قصة فيها عبرة ولا خطأ فيها، ولا تثبت حكما شرعيا بل فيها عبرة وعظة تنتفع بها النفوس ولا ضرر منها،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" فَصْلٌ: قَوْلُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ: إذَا جَاءَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَإِذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ:
لَيْسَ مَعْنَاهُ إثْبَاتُ الِاسْتِحْبَابِ بِالْحَدِيثِ الَّذِي لَا يُحْتَجُّ بِهِ؛ فَإِنَّ الِاسْتِحْبَابَ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ فَلَا يَثْبُتُ إلَّا بِدَلِيلِ شَرْعِيٍّ وَمَنْ أَخْبَرَ عَنْ اللَّهِ أَنَّهُ يُحِبُّ عَمَلًا مِنْ الْأَعْمَالِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ فَقَدْ شَرَعَ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ كَمَا لَوْ أَثْبَتَ الْإِيجَابَ أَوْ التَّحْرِيمَ؛ وَلِهَذَا يَخْتَلِفُ الْعُلَمَاءُ فِي الِاسْتِحْبَابِ كَمَا يَخْتَلِفُونَ فِي غَيْرِهِ بَلْ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ الْمَشْرُوعِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنَّمَا مُرَادُهُمْ بِذَلِكَ: أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ مِمَّا قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ مِمَّا يُحِبُّهُ اللَّهُ أَوْ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ بِنَصِّ أَوْ إجْمَاعٍ كَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ؛ وَالتَّسْبِيحِ وَالدُّعَاءِ؛ الْمُسْتَحَبَّةِ وَثَوَابِهَا وَكَرَاهَةِ بَعْضِ الْأَعْمَالِ وَعِقَابِهَا: فَمَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَأَنْوَاعُهُ إذَا رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ بِمَعْنَى: أَنَّ النَّفْسَ تَرْجُو ذَلِكَ الثَّوَابَ أَوْ تَخَافُ ذَلِكَ الْعِقَابَ كَرَجُلِ يَعْلَمُ أَنَّ التِّجَارَةَ تَرْبَحُ لَكِنْ بَلَغَهُ أَنَّهَا تَرْبَحُ رِبْحًا كَثِيرًا فَهَذَا إنْ صَدَقَ نَفَعَهُ وَإِنْ كَذَبَ لَمْ يَضُرَّهُ؛ وَمِثَالُ ذَلِكَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ بالإسرائيليات؛ وَالْمَنَامَاتِ وَكَلِمَاتِ السَّلَفِ وَالْعُلَمَاءِ؛ وَوَقَائِعِ الْعُلَمَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَجُوزُ بِمُجَرَّدِهِ إثْبَاتُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ؛ لَا اسْتِحْبَابٍ وَلَا غَيْرِهِ وَلَكِنْ يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرَ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ؛ وَالتَّرْجِيَةِ وَالتَّخْوِيفِ.
فَمَا عُلِمَ حُسْنُهُ أَوْ قُبْحُهُ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ وَسَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا فَمَا عُلِمَ أَنَّهُ بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يُجَزْ الِالْتِفَاتُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يُفِيدُ شَيْئًا وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ صَحِيحٌ أُثْبِتَتْ بِهِ الْأَحْكَامُ وَإِذَا احْتَمَلَ الْأَمْرَيْنِ رُوِيَ لِإِمْكَانِ صِدْقِهِ وَلِعَدَمِ الْمَضَرَّةِ فِي كَذِبِهِ وَأَحْمَد إنَّمَا قَالَ: إذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ.
وَمَعْنَاهُ: أَنَّا نَرْوِي فِي ذَلِكَ بِالْأَسَانِيدِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدِثُوهَا مِنْ الثِّقَاتِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِهِمْ. فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: يُعْمَلُ بِهَا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ إنَّمَا الْعَمَلُ بِهَا الْعَمَلُ بِمَا فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مِثْلَ التِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ وَالِاجْتِنَابِ لِمَا كُرِهَ فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ. وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: {بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ} مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ} فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ الْمُطْلَقِ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ لِمَا رَخَّصَ فِيهِ وَأَمَرَ بِهِ وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بِمُجَرَّدِ الْإِخْبَارِ لَمَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ؛ فَالنُّفُوسُ تَنْتَفِعُ بِمَا تَظُنُّ صِدْقَهُ فِي مَوَاضِعَ ... فَالْحَاصِلُ: أَنَّ هَذَا الْبَابَ يُرْوَى وَيُعْمَلُ بِهِ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ لَا فِي الِاسْتِحْبَابِ ثُمَّ اعْتِقَادُ مُوجِبِهِ وَهُوَ مَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ يَتَوَقَّفُ عَلَى الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ). اهـ من مجموع الفتاوى 18/ 65 وما بعدها.
وقال أيضا رحمه الله: (وقال النوفلي: سمعت أحمد يقول: إذا روينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلال والحرام والسنن والأحكام شددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضائل الأعمال وما لا يرفع حكما فلا نصعب) انظر: "المستدرك على مجموع الفتاوى" 2/ 78.
وقال رحمه الله: (والأئمة كانوا يروون ما في الباب من الأحاديث التي لم يعلم أنها كذب من المرفوع والمسند والموقوف وآثار الصحابة والتابعين لأن ذلك يقوي بعضه بعضا كما تذكر المسألة من أصول الدين ويذكر فيها مذاهب الأئمة والسلف.
فثم أمور تذكر للإعتماد وأمور تذكر للإعتضاد وأمور تذكر لأنها لم يعلم أنها من نوع الفساد) اهـ من الصفدية 1/ 287
وقال أيضا: (لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يُعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب. وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي وروي في فضله حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقا) اهـ قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة 2/ 176
والكلام واضح لا يحتاج إلى شرح وهذا في الأحاديث المنسوبة لصاحب الشرع فما بالك بالقصص وغيرها، وقد نص أيضا شيخ الإسلام في كلامه على ذلك، وعمل السلف في مؤلفاتهم ومواعظهم أكثر من أن يحصى وأشهر من أن يذكر.
رابط الموضوع:
http://www.islammemo.cc/zakera/drasa.../28/64648.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 03:44]ـ
وهذا أيضا مما لم يلتفت إليه من رد
نقد ينهش عقولنا!!
كتبه
أبوعمرو أحمد سلامة
Abu_amro1@yahoo.com
مفكرة الإسلام: ............
وقبل أن أختم كلامي أذكر بأمور:
منها: أن نقدي هذا ليس لإثبات القصة المذكورة أو نفيها وإنما هو لبيان أن الشيخ لم يوفق في نقده لهذه القصة وفيما أرساه من أمور قد يعتبرها معالم لمنهج يرسخه عند الشباب في تلقي الأخبار، وفيه من التلبيس والخطأ ما فيه.
ومنها: أن نقد الشيخ يتنافى مع أطروحاته التي يؤكد عليها في كل مناسبة يتكلم فيها وهي آداب الحوار وفقه الاختلاف وعدم المسارعة بالإنكار لا سيما في المسائل الاجتهادية، وعذر المخالف، وسعة الأفق ورحابة الصدر (فأما سعة الأفق العلمي فهي تجعل القارئ والمتلقي قادرا على مناقشة هذه الآراء وأخذ ما يناسب منها وترك ما هو ضد ذلك برحابة صدر وسعة أفق، وأما سعة الأفق الخلقي فهي تضمن للمخالف أن يحترم مخالفه في الرأي فلا تطيش سهامه، فينتقصه أو يحط من قدره أو يرميه بتهم لا يملك دليلا عليها، بل يحفظ له قدره وكرامته وإن خالفه في الرأي ما دامت المسألة مسألة رأي واجتهاد، ولذلك فإن من الوفاء لهذا المنهج الشرعي الصحيح أن تناقش الآراء وفق مسلك صائب) اهـ من كلام الشيخ سلمان.
وإذا كان الشيخ سلمان قد كتب وناقش ورد واغتم لما أسماه: (كلب ينهش عقولنا) فمن حقنا أننقلق وأن نناقش وأن نرد على (نقد ينهش عقولنا) لاسيما إذا جانب الصواب، ومارس الوصاية، وسفه الرأي المخالف لما يظنه صوابا.
وأسأل الله سبحانه أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
رابط الموضوع:
http://www.islammemo.cc/zakera/drasa.../28/64648.html
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 03:50]ـ
ومن باب التحدث بنعمة الله أنني لم أجد نقدا لمقالي ممن لهم علم ودراية بالشرع والواقع وأقوال الشيخ سلمان، وهذا من فضل الله، وبعضهم هاتفني وبعضهم أرسل بريدا للتأييد ومنهم من ذكر رأيه هنا في هذا الموقع المبارك لما طلبت منه إبداء رأيه في المقال وكان من هؤلأ فضيلة الشيخ سليمان الخراشي حفظه الله وهو ممن أحبهم وأعتز برأيهم
بارك الله فيك أخي أباعمرو ..
أجدتَ في مقالك، بيانًا ومحتوىً ..
وفقك الله .. ووفق الشيخ سلمان لما يُحب ويرضى ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 04:00]ـ
[ CENTER]، أما قصة الكلب، فعلى كونها ليست من السيرة ويشك في ثبوتها بل ولا يتوقف عليها علم ولا عمل ولا حكم، فتكرارها والتشبث بها وتقديمها على الأثبت والألصق بسيرته وحياته، أرى أنه [ COLOR="Red"] مؤشر على أزمة في ترتيب الأولويات ومعرفة الأنسب في تحقيق الغايات) [/ SIZE]
فتح الله عليك
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 04:43]ـ
الذي يظهر والله أعلم أن الشيخ سلمان وبسبب كثرة مخالطته لمن يسمون بالمفكرين الاسلاميين قد انتقلت إليه حمى الهزيمة النفسية والشعور بالنقص أمام الأمم الأخرى!!
وقد لا نستنكر منه مقاله لو كان ذا صبغة علمية ونقد للقصة وفق الأصول الحديثية المتعارف عليها، لكن الأمر كما يبدو -من كلام الشيخ نفسه- مخافة استنقاص الآخرين لنا فيما لو استشهدنا بقصة كلب جنده الله للانتقام ممن تطاول على النبي صلى الله عليه وسلم، أرجو ان لا يستفحل الأمر عند الشيخ وتتحول حمى الهزيمة النفسية للوثة عقلانية!!
رأيت بعض الناس هنا يتعمدون غمز الشيخ سلمان بعبارات مهينة (هداهم الله تعالى) وأصلح عقولهم المريضة وفطرهم المنتكسة
رد الأخ خالد يعني: أن علامة صحة العقول وسلامة الفطر أن تكون مؤيدا للشيخ سلمان -حفظه الله - على طول الخط!!
وأن تتجنب نقده مهما رايته مخطئا، لأن أقوال الشيخ واجتهادته عند البعض لا تحتمل الخطأ أبدا .. !!!
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 04:03]ـ
ومن باب التحدث بنعمة الله أنني لم أجد نقدا لمقالي ممن لهم علم ودراية بالشرع والواقع وأقوال الشيخ سلمان، وهذا من فضل الله، وبعضهم هاتفني وبعضهم أرسل بريدا للتأييد ومنهم من ذكر رأيه هنا في هذا الموقع المبارك لما طلبت منه إبداء رأيه في المقال وكان من هؤلأ فضيلة الشيخ سليمان الخراشي حفظه الله وهو ممن أحبهم وأعتز برأيهم
هداك الله ياأباعمرو كل من خالفك الرأي ليس له علم ودراية بالشرع لا تقع في نفس الخطأ الذي تزعم أن الشيخ سلمان وقع فيه
ثم من له علم ودراية بالشرع ياأباعمرو لايشغل نفسه بكل هذه الردود والتعقيبات على مقالة كتبها
لانمنعك من الاختلاف مع الشيخ سلمان ومع أطروحاته ونحن نختلف معه في بعض مايكتب ويقول لكن ليس بهذه الطريقة يارجل
أنزل الناس منازلهم واحفظ لأهل العلم قدرهم وللباذلين والدعاة جهدهم وبذلهم واختلف معهم إن أردت ذلك
بالله عليك قارن بين ردودك المتعاقبة والمتتالية على مقالة الشيخ وبين رد الشيخ الفاضل عبدالعزيز العبداللطيف على أبي معاذ في موضوع الولاء الفطري .................. وتأمل الفرق
بارك الله فيك
وهذا رابط رد الشيخ عبدالعزيز
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2213&highlight=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 12:59]ـ
ألم تقرأ الأوصاف التي أطلقها الشيخ سلمان على من أورد القصة المذكورة ومن نشرها أو صدقها؟!!
أم أنه الحب الذي يجعل المرءكما قيل!!
عدو لمن عَادَتْ وسِلْمٌ لأهلها ومَنْ قَرّبت ليلى أحبَّ وقَرَّبَ
وأرجو من جميع الأخوة ممن لا يطيقون نقدا للشيخ سلمان ومن أحبوه ولا يعاملون من خالفهم من إخوانهم بهذه الطريقة أن ينصفوا الحق من أنفسهم وألا يحملهم الحب على عدم رؤية أخطاء من يحبونه، وهذه مقالة كتبتها في الرد على مقال الشيخ سلمان، وقد نشرت أمس أذكرها للفائدة، مع علمي بأن كثيرين من محبي الشيخ سلمان إلا من رحم الله مبرمجون على الدفاع عن الشيخ والهجوم على من خالفه دون النظر بموضوعية وإنصاف وأترككم مع المقال:
اولا أمثال الشيخ سلمان له ان يتفوه بالفاظ غير لائقة وليس للطلبة ان يقابلوه أو يقلدوه فى ذللك (انظر الفصل الذى عقده الشيخ محمد اسماعيل فى كتاب حرمة اهل العلم) فى ذلك
ثانيا انا اقر أنى ممن لا يطيقون نقدا للشيخ سلمان اذا كان من الطلبة بغض النظر عن مجرد النظر فى هذا النقد هل صحيح ام لا اما نقد العلماء فعلى العين والرأس
أخي الكريم رجاء لا تنتقد قبل أن تقرأ فليس هذا من العدل ولا من الإنصاف في شيء!!
لايجوز قراءته الا بعد معرفة لمن أقرأ
ثم يا اخوة هل نحن عاطلين لانجد شئ نفعله حتى وجدنا الوقت لاستلقاط الاخطاء هكذا لما لاننشغل بنشر مسائل تنفع الاخوة وننشر العلم النافع ونلتمس لعلمائنا المعاذير
وعلى فكرة من انتقد الشيخ فى قوله بعدم جواز قتل من سب النبى صلى الله عليه وسلم مخطئ هو الأخر وعندى شريط للشيخ سلمان قال فيه هذا الكلام امام المفتى وعلماء اخر وذكر الادلة وقال انه كثيرا ما يذكر هذا الكلام وما سمعنا المفتى والعلماء ردوا عليه فما بال اناس عندهم حولا فكريا (ألايلبسون نظارة)!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 02:57]ـ
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 03:18]ـ
هذه بعض المواقف:
* قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في تاريخ بغداد:
"أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان حدثنا أبو يحيى الرازي حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال: كان لنا جار طحان رافضي وكان له بغلان سمى أحدهما أبا بكر والآخر عمر فرمحه (أي رفسه) ذات ليلة أحدهما فقتله فأخبر أبو حنيفة فقال: انظروا البغل الذي رمحه الذي سماه عمر فنظروا فكان كذلك."
* و قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في السير:
قال الحافظ أبو سعد السمعاني: سمعت أبا المعمر المبارك بن أحمد: سمعت أبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني الفقيه: سمعت الفقيه أبا إسحاق الفيروزآبادي: سمعت القاضي أبا الطيب يقول: كنا في مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني، فسأل عن مسألة المصراة ; فطالب بالدليل، حتى استدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها.
فقال وكان حنفيا: أبو هريرة غير مقبول الحديث.
فما استتم كلامه، حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها، وهي تتبعه.
فقيل له: تب، تب.
فقال: تبت.
فغابت الحية، فلم ير لها أثر.
إسنادها أئمة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 03:55]ـ
ردودك المتعاقبة والمتتالية على مقالة الشيخ وبين رد الشيخ الفاضل عبدالعزيز العبداللطيف على أبي معاذ في موضوع الولاء الفطري .................. وتأمل الفرق
وان تعلموا هذا الادب من المفتى فلايجوز ايضا نقدهم لأنه ليس عملهم فى ظل وجود اهل العلم ولأن العلماء ومكانتهم ليست لعبة يتلهى بها لكل من أراد
ثم ان الشيخ محمد اسماعيل ذكر ان وضعية العالم او ما يسميه الناس المترفين اليوم (برستيج) لابد من المحافظة عليها وهو مطلب سلفى ونقد اى طالب علم لعالم ينافى هذا المطلب
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 06:07]ـ
الأخ خالد المرسي، لا يضرك عدم معرفتي ولا يضرني أنك لا تعرفني، ولكن يضرك التعصب للأشخاص بهذه الطريقة وعدم النظر إلا في كلام من تعرفهم وهم على هواك، ولو لم يكتب الشيخ سلمان ما كتب ما كان للموضوع هذا الأثر فلماذا تعيب علينا ردة فعل ولا تعيب الفعل نفسه؟!
ثم لماذا تخطيء في شخصي وأنت كما تقول لا تعرفني ولا تعرف هل تعلمت على أيدي علماء أم لا؟ وهل يحق لي الكلام في العلم أم لا؟
لماذا تتدخل فيما لا تعلمه وبضاعتك هي التعصب فقط وتزعم أنك لا تقرأ إلا لمن تعرفهم فكيف تحكم على كلامي وشخصي بدون سابق معرفة وبدون قراءة لكلامي؟!
أرجو أن تكون منصفا عف اللسان إذا أردت أن تتكلم مع أحد إخوانك المسلمين والذين كما تقول لا تعرف شيئا عنهم، فيا أخي الحديث يقول:" كل المسلم على المسلم حرام .... "إلخ لم يشترط معرفتك به ولا بعلمه، فاتق الله ولا يهلكك التعصب.
ولماذا تشغل نفسك أصلا بالرد وأنت تنصح غيرك بالاشتغال بالمهم؟!
هل هذه هي آداب الحوار التي تعلمتها أنت من الشيخ سلمان ومن الشيخ محمد إسماعيل: احتقار عباد الله، وجعل جهلك بالمتكلم دليلا على جهل المتكلم وعدم علمه؟!
(ستكتب شهادتهم ويسئلون).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 10:50]ـ
فلماذا تعيب علينا ردة فعل ولا تعيب الفعل نفسه؟!
أنظر فى الجواب الفصل المشار اليه من كتاب حرمة اهل العلم
وتزعم أنك لا تقرأ إلا لمن تعرفهم فكيف تحكم على كلامي وشخصي بدون سابق معرفة وبدون قراءة لكلامي؟!
انا ما خطأت كلامك ولا صوبته ولكن قلت ان العلماء موجودين هم الذين يتولوا الرد على بعض اما الطلبة فلا - ولايجوز لى ولا لغيرى قراءة الكلام والحكم عليه لأن ممكن يكون الكلام حق فى ذاته لكن تأليفه ببعض غير منضبط او الاستدلال فى غير مكانه أو ليس ثم فائدة اصلا من هذا الكلام (وان كان حقا فى ذاته) ومعلوم ان جزء الحق باطل او او الى أخره
وبضاعتك هي التعصب فقط
انا قيدت فى كلامى بالشيخ سلمان وأمثاله وهذا تعصب واجب على العباد
احتقار عباد الله، وجعل جهلك بالمتكلم دليلا على جهل المتكلم وعدم علمه؟!
أعوذ بالله ان افعل مثل ذلك
ولكن وضع الانسان فى مكانه اللائق به هو العدل ولايضيرك كونك طال علم (غدا ستكن من العلماء اذا اجتهدت) ان شاء الله
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 02:10]ـ
لقد أرحتني بكلامك الأخير، وظهر لي عدم جدوى النقاش معك، وذكرتني بقول الإمام أبي حنيفة رحمه الله في قصة له: آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه!!
وأقول- مقتبسا من فحوى القصة السابقة-: آن لي أن أترك الحوار معك ولا أقول لك إلا كما أمر الله: (سلاما)!!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 06:31]ـ
مشكلة البعض منا انه طلب العلم (بمعناه الاصطلاحى) دون ان يطلب علم كيف يكون انسان طبيعى عادى (بالمعنى الشرعى) والا فما منا من احد الا وطبيعى وعادى بالمعنى العرفى
ـ[الخدش]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 12:04]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله
ـ[الفهد البرونزى]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 03:28]ـ
نبحث عما نختلف علية
والعلماء يضعون رؤوس مواضيع الخلاف وينركون لنا التفاصيل
حسبى الله ونعم الوكيل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 02:38]ـ
والعلماء يضعون رؤوس مواضيع الخلاف وينركون لنا التفاصيل
فى الأغلب يقال (ان العلماء يتكلمون فيما يريدون والا كانوا كاتمين للعلم لكن المشكلة تأتى من المتعالمين والطلبة الذين يجدون فى كلام العلماء صيد سهل جدا وثمين لايقاد الفتنة والظهور وقضاء الشهوة
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 04:46]ـ
قال ابنُ قُتَيْبَةَ:
« ... قد كُنّا زمانًا نعتذرُ من الجهلِ فقد صِرْنا الآنَ نحتاجُ إلى الاعتذارِ من العلمِ! وكُنَّا نُؤمِّلُ شُكْرَ النَّاسِ بالتَّنْبيهِ والدِّلالةِ، فَصِرْنا نَرْضى بالسلامةِ, وليس هذا بعجيبٍ مَعَ انقِلابِ الأحوالِ, ولا يُنْكَر مع تغيُّر الزمانِ. وفي الله خَلَفٌ وهو المُستعان»
بل أصبح الوضع الآن ليس كما كان العلماء يقولون:" من علم حجة على من لا يعلم" أصبح:"من جهل حجة على من لا يجهل"
و ولتعلم أنني لم أترك الرد عليك إلا لقوله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ" متفق عليه.
لقد أخبرتك أنني علمتُ جهلك وسفهك وذكرت لك فحوى قصة ظننتك فهمتها ولكن للأسف أنت أقل من هذا، لماذا لا تحترم نفسك وتلزم نفسك بما ذكرته عنها من أنك متعصب ومقلد وقد قال العلماء بأن المقلد بمنزلة البهيمة، ولا يحق له أن ينكر على غيره ولا أن يناقش.
لماذا تتكلم بجهل وتتطاول على من لا تعرف علمهم؟!
إذا كنت تسب من درس الشريعة دراسة أكاديمية في جامعة عريقة وتلقى العلم على مشايخ من أكابر مشايخ العالم الإسلامي الآن
فلماذا وأنت النكرة والجاهل كما يظهر من كلامك وكما أعلنت عن نفسك لماذا تناقش أنت وترد؟!
هلا تركت العلماء الذين تتمسح بتقليدهم يردون هم؟!
هل تعتبر نفسك مخولا للحكم على من لا تعرف بالعلم أو الجهل، وتقول من يستطيع أن يرد ومن لا يستطيع مع جهلك وتعصبك؟!
هلا ذكرت لنا شيئا من سيرتك العلمية ومن زكاك ونصبك في هذا الموضع لتحكم بين العلماء، مع أنني أكتب باسمي صراحة وأما أنت فلا ندري عنك شيئا؟!
لماذا إذا كنت ناصحا كما تزعم لماذا لا تلتزم الأدب مع من تخاطبهم؟!
إنني أعتب أشد العتب على مشرفي موقع الألوكة أن يتركوا النكرات والمجاهيل يسبون ويتطاولون على طلبة العلم هكذا، ولا سيما وهذا المدعو خالد المرسي قد أساء في مواضع كثيرة وردوده تحمل أنفاس وكلام بعض العقلانيين الهالكين ممن لا أتشرف بذكر أسمائهم!!!
هل نقب هذا المدعو عن قلبي حتى يذكر ما ذكر مما جعله الحامل لي على الرد؟!
وهل كون هذا الجاهل لا يعرفني مسوغا للتطاول علي؟!
ومن بداية النقاش لم يذكر حجة ولم يرد على قول لي ذكرته وإنما حجته الواهية أننا لا يجوز لنا أن نتكلم لأننا لسنا علماء، فمن أدراك أيها الصبي بما استنتجته؟!
هلا طلبت مني على الأقل أن أذكر لك نبذة عن علمي- مع أنني لن أتكلم في هذا- إن كنت لا تعلمني-؟!
وأخيرا من باب إفحامك وحتى لا تجعل جهلك بي وبالعلم حجة على غيرك أقول لك: لقد أجازني أكابر العلماء في تدريس العلم ونشره، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وأكابر شيوخها يشهدون على ذلك، فمن أنت حتى تتكلم وترد وتسفه غيرك وتنصب نفسك حكما وأنت لا تعرف شيئا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 07:06]ـ
لماذا إذا كنت ناصحا كما تزعم لماذا لا تلتزم الأدب مع من تخاطبهم؟!
ان كنت انا تكلمت بشدة فيجوز التكلم بحماسة لحصول مزيد من التنبيه عند القارئ - ولكنى لم أذكرك بالألفاظ المشينة التى ذكرتها انت بى فى مشاركتك هذه
و ولتعلم أنني لم أترك الرد عليك إلا لقوله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ" متفق عليه.
أين فحشى وليتك رددت على كل كلامى بنقول علمية كما أن كل كلامى نقول علمية
وتذكر ان هذا الذى لم ترضاه لنفسك (وانت لست فى حجم داعية كالشيخ سلمان) فلا يرضاه الشيخ سلمان ولا نرضاه نحن عليه من أناسا كانوا فى اللفة والشيخ سلمان داعية الى الله تعالى
لقد أخبرتك أنني علمتُ جهلك وسفهك وذكرت لك فحوى قصة ظننتك فهمتها
نسيت انى أقول لك أنك لم تذكر مالذى فى مشاركتى وجعلك تمد رجليك لكى أوضح لك قصدى فتربع رجليك كما كانت
فلماذا وأنت النكرة والجاهل كما يظهر من كلامك وكما أعلنت عن نفسك لماذا تناقش أنت وترد؟!
لايضرنى كونى نكرة وجاهل (اذا كنت أسعى فى رفع الجهل عن نفسى) بل انا اعترف بأننى نكرة وجاهل ولكننى فى كلامى معك نقلت لك كلام اعلم جيدا انه من كلام العلماء ومن هدى السلف وهو الموافق للاصول حتى العقلية والفطرية
هلا تركت العلماء الذين تتمسح بتقليدهم يردون هم؟!
أظن انك تعلم جيدا ان الاكابر ما عندهم وقت للرد على كل أحد
لماذا تتكلم بجهل وتتطاول على من لا تعرف علمهم؟!
وأين تطاولى عليك انا أقصى ما قلته انه طالما انك ليس من المزكين فلا نأخذ عنك فى هذه المسائل الدقيقة او الحساسة او التى تسبب) بلبلة علما وما خطأت شئ فى مقالك ولا تعرضت له ولا لشخصك
وتقول من يستطيع أن يرد ومن لا يستطيع مع جهلك وتعصبك؟!
انا ذكرت بعض كلام فى مشاركاتى نقلا عن اهل العلم فيمن يرد وينتقد وشئ من الضوابط ولم أبتدع شيئا من عندى (فقل لى انت أين انا قلت شيئا من ذهنى وغير منقول عن العلماء؟
هلا ذكرت لنا شيئا من سيرتك العلمية ومن زكاك ونصبك في هذا الموضع لتحكم بين العلماء، مع أنني أكتب باسمي صراحة وأما أنت فلا ندري عنك شيئا؟!
سيرتى يشترط ذكرها اذا اردت التكلم فى مسائل شرعية مما لا يتكلم فيها الا اهل العلم - فهلا كنت ذكرت انت لنا سيرتك قبل نقدك للأكابر
في مواضع كثيرة وردوده تحمل أنفاس وكلام بعض العقلانيين الهالكين ممن لا أتشرف بذكر أسمائهم!!!
أنظر مشاركاتى ومقالاتى كلها نقول عن العلماء السلفيين وما لم أنقل سنده (والله ان سألتنى عنه أذكر لك من قاله من العلماء) ولكنى لم أذكر سند بعض كلامى ابتداءا خشية الاطالة وألا يظن بى أحد أنى أتباهى بسماعى من العلماء - فكيف بعد ذلك تقول ما قلت وأنك تزعم أنك من طلبة العلم الكبار؟!
هل نقب هذا المدعو عن قلبي حتى يذكر ما ذكر مما جعله الحامل لي على الرد؟!
كلامى فى المشاركة التى قبل هذه عام ولا أخصك به بدليل أنى لم أقله وأنا أتحدث معك وليس لنا دخل فى قلوب العباد
لقد أجازني أكابر العلماء في تدريس العلم ونشره، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وأكابر شيوخها يشهدون على ذلك، فمن أنت حتى تتكلم وترد وتسفه غيرك وتنصب نفسك حكما وأنت لا تعرف شيئا؟!
طالما أنك كذلك فلك الحق فى النقد (مع ظوابط واداب تلنزم بها عند ردك على الاكابر) ذكرها العلماء (لا من عندى (ابتسامة)) لكن قل بربك عن موقفى كطالب علم أمرت أن أخذ العلم من اهله المعرفين -لو بن تيمية سجل فى هذا المجلس باسم مستعار وكتب كلاما (مما لا يتكلم فيه الا العلماء) وكلام لو قرأه اهل العلم حكموا بصحته ودقته فهل لى أن أخذه عنه وانا لا أعرف من؟ هو؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 07:25]ـ
وتلزم نفسك بما ذكرته عنها من أنك متعصب ومقلد
معنى التعصب الذى اعترفت انا به الكل هنا يعرف ماأقصده وهو ما أمرنا به الله تعالى أن نجل ونحترم ونتمسك بهدى العلماء وهذا واجب - وكونى مقلد لا يضرنى اذا كنت لا أتقحم ما ليس لى به علم - لكن يضر ويعيب المتبع بل المجتهد اذا تقحم ما ليس به علم
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 11:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكل انسان حرية في التعبير بما يريد وإن أخطأ يحاسب على خطأه
الشيخ سلمان العودة مفكر ومبدع في كثير من أطروحاته ووصف البعض له بالعلامة أرى أنها بالمعنى الحقيق لا ينبغي ومن رجع إلى معنى العلامة في اللغة يعرف ذلك أم وصف الشيخ بن باز رحمه الله له فإن كان على وجه الحقيقة فمردود أما إن كان على وجه المجامله والتشجيع فمقبول لا سيما في ذلك الوقت. وهذا لا يقلل أبداً من الشيخ سلمان العودة حتى على افتراض أني أخالفه في بعض ما يقول فهو رجل يستحق الإحترام والتقدير وهو من طلاب العلم المميزين في عصرنا وله نفع وقبول بين أوساط الناس أسأل الله له التوفيق.
أما من ناحية المقال فتمنيت أن الشيخ سلمان لم يكتبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 11:46]ـ
لا فائدة كالعادة، أنت لا تحترم إلا من تربيت على التعصب لهم هدانا الله وإياك.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 02:15]ـ
أم وصف الشيخ بن باز رحمه الله له فإن كان على وجه الحقيقة فمردود
استمسك بغرز العلماء ولا يسعك الا قول على العين والرأس
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 02:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
انا معك اخي ان الكلمة في حق الشيخ سلمان عودة كبيرة ولاكن في حق علامة الزمان بن باز لايستحق اتق الله اين انت من علمة وهل هناك من يضاهي بن باز وان لم يستحقها فمن يستحقها
هداك الله
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 03:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا انا حب الشيخ سلمان عودة في الله ثم ان ردود ابو عمرو المصري كانت علمية ولا يشترط ان يرد علي عالم عالم مثلة والا عندما اخطأ الشيخ الالباني ورد علية من هو دونة كان مخطأ ولو كان الصواب عندة
واما قول الشيخ حفظة الله (فيتلقفها الأغبياء والجهلة والأغرار،)
فأنا اتوب الي الله من هذا الرد فأن هناك من هو اعلم منة وقالها مثل محدث مصر ابو اسحاق الحويني
ثم كون الشيخ راي نفسة اهل للرد علي من هو اعلم منة فكيف تنكر علي الراد علي الشيخ مع انة حفظ لة مكانتة
ثم ان التعصب للرجال مذموم وليس ممدوح لان النبي قال (ان احببت فحبب حبيبك هونا ما ......... عسي ان يكون حبيبك بغيضك يوم ما) ثم ان الحق لا يعرف با الرجال بل الرجال يعرفون بالحق
والشيخ اخطأ هنا فكان عليك ان تبين خطأة مع حفظ مكانتة لا ان تدافع عن خطأة فأن النبي قال (انصر اخك ظالما او مظلوم .... قالوا كيف ننصرة ظالما قال ان تأخذوا علي يدية)
واما قول الشيخ وابن حجر لم يروي عن هذا الرجل الي حديث واحد فهذا مردود علية لما لان علم المصطلح يقول ويستشهد بحديث مجهول الحال وقل ما قالة الشيخ لا يرق بة حتي ان يقول الحديث ضعيف لان الذي فعلة هو مجرد اعمال العقل وهذا لا يسلم الا مثل الالباني اما ان يأتي من يأتي فيرد القصة او غيرها بعقلة فهذا مردود والا فليمت علم الحديث وعلم المصطلح وليحي العقل ولا شك اننا نخالف اهل البدع لانهم قدموا الغقل علي النقل فيجب النظر في ما يأتينا من وجهة نظر الشرع لا العقل وندع التعصب للعلماء والمشايخ لان كل انسان لة ذلة فهل نتبع علمائنا في ذلاتهم اتقوا الله يا اهل السنة وعدوا الي المنهج الصواب والمنهج الحق ودعوا عنكم ذلك وتكلموا فيما ينفعكم يوم لا ينفع مال ولا بنون
وجزا الله الجميع خير الجزاء
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 09:09]ـ
واما قول الشيخ حفظة الله (فيتلقفها الأغبياء والجهلة والأغرار،) هم اهل علم مع بعض يخطئوا فى بعض كما يريدون وليس للطلبة دخل وفى كل عصر يقع بين الاقران ما هو أشد من ذلك
ثم كون الشيخ راي نفسة اهل للرد علي من هو اعلم منة فكيف
الوضع مع هؤلاء العلماء وان كان منهم عالم واعلم يختلف اذ كلاهما العالم والاعلم فى طبقة الربانييت المجتهدين
يرد علي عالم عالم مثلة والا عندما اخطأ الشيخ الالباني ورد علية من هو دونة
هذا امر طبيعى لكن فى بعض المسائل لا على الاطلاق
فكيف تنكر علي الراد علي الشيخ مع انة حفظ لة مكانتة
لو كان ردا فقط ما كنت انكرت ولكنه عاب على الشيخ بعض كلامه اللاذع وحكى وتعرض لشئ من أخطائه - وانا اقول ان اهل العلم دائما فى تعرض لضغوط نفسية شديدة فلا حاجة لمثلنا أن يحاكمهم على الفاظ لاذعة ولا نتعرض لاخطائهم ابتداءا لأن الاولى بذلك منا زملائهم لا نحن بل ولو وجدنا من اهل العلم تعرض لاخطائهم فليس لنا نقل هذا الكلام فى كل وقت وحال للقاعدة (ليس كل ما يسمع يقال وليس كل ما يقال يقال فى كل وقت)
ولاتنسى مقولة الامام الشافعى الحر من تعلم تعلم لفظة ووداد لحظة وكم تعلمنا منهم من اللفظات (وان لم هو من مشايخنا فكم له من تلاميذ) وكما أنهم هم الذين زرعوا فى قلوبنا الوداد المبنى على الايمان وكل لحظة وداد نعيشها مع انفسنا او مع الاخرين هم السبب فيها
وأصول كثيرة يجب استحضارها جيدا فى الذهن فى مثل هذا المقام فان استحضرناها ينضبط كثير من السلوك
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 06:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لست ممن يرد أويعقب بارك الله فيكم جميعا وأثابكم على اجتهاداتكم فإن أصبتم فلكم أجران وإن أخطأتم فلكم أجر واحد وفي ذلك خير.
لاضير أن نختلف ولكن لاننس أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في محبة المسلمين وحب الخير لهم
وأما أعداء الإسلام فهم يريدون لنا أن يتحول هذا الأمر إلى تفرقة وعداوات وهم يثيرون مثل هذه النزاعات من أجل التفرقة
ولن يرضوا عن أحد أبدا حتى يدخل في ملتهم
والله من وراء القصد فالجميع أجاد وأحسن ولكن احذروا الإنتصار للنفس
جزاااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااكم الله خيرا(/)
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 11:49]ـ
بسم الله الرحم الرحيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعل صحبه الكرام.أما بعد
يقول الله تعالي ({وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه124) هذا كلام الله تعالي ومن أصدق من الله قيلاً كلنا يحفظها لكن هل كل المسلمين يعرفون فعلاً أن الكفار في هذا العصر يعيشون معيشة ضنكا؟ أم ما نعرفة من كلام الله تعالي في واد وما نراه في واد فلا نربط بينهما؟ أن كان الجواب بنعم فأقول لا شك أن من حاله هكذا ليس نتاج تكذيب بكلام الله تعالي ولكنة الجهل فالجهل يفعل بأهله أكثر من ذلك وأنا الأن أحاول الى أزالة شئ من ذا الجهل لعلنا نعلم أن من أعراض عن ذكر الله فان له معيشة ضنكا .............. أن الحياة الطبية التي وعدها الله تعالي عبادة المؤمنين هي السعادة (علي قول) لكننا لا نعرف أنة ثم فرق بين السعادة واللذة وذكر الفرق بينهما الدكتور عبد الكريم بكار في الشريط الأول والثاني في سلسلة الحياة الطبية فان الأنسان قد يلتذ بشهوة ما لكنه في ذات الوقت ليس سعيد والعكس صحيح.0
بعض المجاهدين حكي للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أنهم لا يكونون في أعلي درجات السعادة إلا والرصاص يمر بجوار أذنيهم وهم ينتظرون القتل فأي لذة! في ذلك! ومنا اليوم يعيش حياة رغيدة لكن ليس سعيد
أن أبي هريرة لما سأل كيف صبرت علي هذا التعذيب الشديد فأجاب قائلا اختلطت حلاوة الأيمان بشدة التعذيب فغلبت حلاوة الأيمان. فهو كان سعيد وهو يعذب أذ حلاوة الأيمان نقتضي السعادة لكنة ما كان ملتذا بالتعذيب.
إن سلطان العلماء العز بن عبد السلام لما سجن أرسل له السلطان من يقول له قبل يد السلطان فيفرج عنك فقال له (والله ما أرضي أنة يأتي هنا يقبل قدمي والله ياقوم لأنتم في واد وأنا في واد دعوني وما أنا فيه) أي حال السعادة التي هو فيها
قرأت كلام (لصباح الممثلة) وهي تسأل ماذا تتمنين اليوم؟ قالت أتمني الموت وهي من. صاحبة الأموال والنتاج الفن والشهرة إلي الأن تلتذ بها!
أن الغرب الكافر الان يلتذ بجميع الملذات لكنه غير سعيد فهم (كطفل بني جبل من رمل وينتظر السقوط فوقة في أي وقت (1) فهل ذا الطفل يسعد يوما ما؟ (إنهم أنشأوا جمعيات لتعليم كيفية الأنتحار) (2) فهل هؤلاء سعداء (واذا نظرنا الى الوجه الأخر للحضارة العصرية # فى غرب اوربا وأمريكا لاحظنا مع غيرنا أنه كلما زاد الرخاء المادى وبدا العلم متقدما محققا المعجزات فى دولة ما زاد فيها عدد الجرائم وعلى سبيل المثال ففى احصائية حديثة بالسويد ظهر ان 35% من السكان يعانون من امراض عصبية ونفسية وان 30% من النفقات الطبية مخصةة لعلاج هذه الامراض وان نسبة حالات الانتحار بين الشباب تزداد ويعقب المراقبون على هذه الاحصائية بقولهم:انها تدعو الى الذهول لأن السويد تعتبر من أغنى أربع دول فى العالم) 3ويرى هذا جليا أهل الأيمان أما عامة المسلمين وطلبة العلم وحديثي العهد بتقوي لا يرون ذلك فهؤلاء عليهم أن يعلموا (في هذه المرحلة) قبل المراحل القادمة في الهداية أن (عدم الوجدان لا يدل علي عدم الوجود) الله تعالي يقول (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) التغابن 2
فلا بد إذاً وجود الكفار وأن كان الحق واضحا جليا لهم إذ الله تعالي قدر ذلك تقدير كوني .................
قد يكون الشئ موجود
وأنت لا تجدة وهذا معناه أنك غير قادر روئيه لقصور ما عندك لكن هذا الشئ موجود فعلا وحق فلا تكذب بمالم تحط بعلمه (أن السعادة شئ باطن لا يري بالعين) (4)
-----------
1 - سماعا من الشيخ محمد اسماعيل
2 - سماعا من محمد لطفى الصباغ
# ((ينظر كتابنا حضارة العصر الوجه الأخر دار الدعوة 1422ه \2000م) منقول من الحاشية
3 - المخاطر التى تواجه الشباب المسلم ص 53 للدكتور مصطفى حلمى
4 - سماعا من محمد لطفى الصباغ
يتبع ان شاء الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 11:55]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اليكم مقدمة بين يدى عرضى لشبهة من شبهات الناس (بلسان الحال والعقل الباطن لا القال) فى موضوع السعادة وجوابها ان شاء الله تعالى
قال الشيخ سعيد عبد العظيم فى أول دقيقة من شريط الرد على الكاتب أسامة أنور عكاشة بعد أن قرأ أول سطر من كلام المذكور فقال الشيخ سعيد حفظه الله (ان السلوك مرآة الفكر فان معرفة التصورات والأفكار وتحليل الأوضاع يتطلب معرفة بالسنن. أنت فعلا قد تستغرق وقت فى التحليل والقراءة والاطلاع لكن المسألة مهمة خصوصا لمن يتصدر لأمر الدعوة وبالتالى فمعرفة دواعى السلوك والتصرف مطلوبة. كيف يفكر الناس؟ لماذا يقفون هذه المواقف؟. لابد من معرفة شبهات الناس حتى لاتحرت فى البحر. حيث ما تكلمت يكون فى الكلام نوع من المعالجة لشبهات موجودة فى عقول البشر والا فالكلام قد يكون ضعيف أو عديم الجدوى. الناس فى واد وأنت فى واد أنت تظن أنك أحققت الحق وانك جاهدت الجهاد الكبير والكلام واضح وبين. والناس فى واد أخر) انتهى
قال الأستاذ العظيم أنور الجندى رحمه الله تعالى أن التغريب هو خلق عقلية جديدة تعتمد على تصورات الفكر الغربى ومقاييسه لتحاكم الفكر الاسلامى والمجتمع الاسلامى من خلالها بهدف سيادة الحضارة الغربية وتسييدها على حضارات الأمم ولاسيما الحضارة الاسلامية) (1) ثم أشار الى (خطأ البعض حين يظن أن التغريب هو حمل المسلمين والعرب على قبول ذهنية الغرب , وانما الحقيقة أن التغريب هو محاولة خلق (دائرة فكر) تهدم ارادة المسلمين والعرب وتنتقص فكرهم وتشيع فيه الشبهات والمثالب , ثم لاتدفعهم الى أى جانب من جوانب البناء أو النهضة مستمدة من أى فكر أخر. (2)
وقال أيضا فى سياق كلامه على مشروع الغرب المتمثل فى فتح العالم الاسلامى أى استخرابه واحتلاله فان القضية أكيدة واضحة وأن مخططاتها منسقة وموزعة على المؤسسات. مؤسسة المدرسة والجامعة عن طريق الارساليات ومؤسسة الصحافة والثقافة عن طريق الصحيفة والمجلة والكتاب , (وانتبه الى الكلام الاتى فهو الشاهد مما أنقل لكم) ثم هناك مؤسسة أخرى أشد خطرا ظهرت من بعد هى مؤسسة القصة والمسرحية والشاشة والاذاعة المسموعة والمرئية. (3)
يقول الشيخ عائض بن سعد الدوسرى تحت عنوان ثالثا. المعركة اليوم هى معركة عقول وأفكار
بعد كلام قال (وتكمن خطورة حرب الأفكار فى أنها تهدف الى اخضاع الانسان من خلال السيطرة على تفكيره والوصول به الى النتائج التى يريدها الخصم , دون الحاجة الى استخدام القوة وانما من خلال بناء ادراكات وايحاءات اليه توصله الى مرحلة التسليم لارادة الآخر والقبول بها وكأنها الحل الأمثل (4)
وقال أيضا ناقلا عن المفكر الألمانى (هاينة) محذرا من مغبة الاستخفاف بسيادة الأفكار وتأثيرها. (ان الأفكار الفلسفية التى يطرحها أستاذ من مكتبه الهادئ قادرة على ابادة حضارة بكاملها)!
ومن جهة أخرى فيما يتعلق بموضوعنا هو أن أكثر المؤسسات على الاطلاق التى توزع السعادة على الناس هى مؤسسة القصة والمسرحية والشاشة والاذاعة المسموعة والمرئية. (3)
وعليه فسوف أعرض شبهة وأجيب عنها ان شاء الله تعالى
(1) رسالة (التغريب أخطر التحديات فى وجه الاسلام) ص6
(2) نفس المصدر ص8
(3) نفس المصدر ص5
(4) مقال (عقول تحت القصف!) مجلة المنار الجديد عدد شوال 1429
(5) نفس المصدر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 02:18]ـ
أملات حول قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) كتبه/ ياسر برهامي
تأملات حول قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن التوسلَ إلى الله -عز وجل- بأنه سريعُ الحساب، واستحضارَ هذا المعنى لهو من أعظم ما يداوي أمراض القلوب؛ التي تحصل بسبب الظلم الذي كثر وانتشر في المشارق والمغارب، في الشمال والجنوب، من مخالفة لأمر الله -عز وجل- بالشرك والكفر، والنفاق والعصيان، ومن مخالفةٍ لشرع الله -عز وجل- بفعل الفواحش وارتكاب المحرماتِ، وارتكاب المعاصي والمنكرات، ومن مخالفةٍ لشرع الله -عز وجل- بالبغي والإفساد في الأرض: من سفكٍ للدماء وانتهاك للأعراض، وقتلٍ للأطفال، وتهديم للبيوت، واغتصاب للأموال، وسلب للأراضي والبلاد، فما أكثرَ الظلم الواقع في هذه الأرض، وخصوصًا على عباد الله المؤمنين الموحدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أن الله -عز وجل- حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرمًا، وقال لهم: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا) (رواه مسلم)، وجعل الله -تعالى- الظلمَ سببًا لخراب الأرض وفسادِها، وشقاء أهلها، وإن كان قلب كل مؤمن ليتألم من الظلم الواقع في هذه الأرض، ويجد فيه غصة ومرضًا يحتاج إلى شفاء.
فإن لم يتدارك الإنسان هذا المرض ويعالجه يوشك أن يوقعه في اليأس والإحباط، وترك العمل الواجب في ذلك الوقت أو سوء الظن بالله -عز وجل-، أو التخلف عن رفقة الصالحين الذين ساروا في الأرض؛ ليصلحوا ما وقع فيها من ظلم وجور، وعلى رأسهم أنبياء الله -تعالى- الذين أصلح الله -تعالى- بهم الأرض.
وهذا أمر لابد أن يعلمه المسلم؛ لينتفع بفترات انتشار الظلم والظلام في نفسه، ولطائفته المؤمنة كذلك.
وإن مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: ما أعده الله -تعالى- للكافرين والظالمين من عذاب في الدنيا من: ضنك وشقاء، وألم وحسرة؛ قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه:124)، وقال -تعالى-: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء:104).
وكذلك مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: ما أعده الله -تعالى- للكافرين والظالمين من حساب في الآخرة، وما ينتظرهم يوم القيامة من عذاب أليم، قال الله -تعالى-: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ. عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ. هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المطففين:34 - 36).
وكذلك مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: أن يتدبر كتاب الله -تعالى- فإن فيه الشفاء؛ قال الله -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء:82)، فيشهد ما فيه من أخبار هلاك الظالمين، قال -تعالى-: (فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنكبوت:40).
وكذلك مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: أن يشهد أسماء الله -تعالى- وصفاته، وأن يتعبد لله -عز وجل- بمقتضاها، فيشهد إهلاك الله -تعالى- للظالمين بيقين قلبه قبل أن يرى بعينه؛ فيدعو الله -تعالى- بها، كما علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللَّهُمَّ مُنَزِّلَ الْكِتَابِ، مُجْرِيَ السَّحَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ ... ) (متفق عليه)، فيشفي الله -تعالى- بذلك ما في الصدور ما لا يعلمه إلا الله، فيشهد عدله وسرعة حسابه.
وإن شهود عدل الله -عز وجل- وسرعة حسابه؛ لهو من أعظم الأمور التي تجعل العبد -وإن كان مظلومًا في أشد درجات الظلم وهو يرى أهله وإخوانه والمسلمين من حوله يتعرضون لأنواع الظلم- يرى أن الله -تعالى- لا يظلم الناس شيئًا، وأنه سريع الحساب، وأنه -عز وجل- هو العليم الحكيم.
فعند ذلك؛ ينزِلُ البَردُ على قلبه، ويحصل له من أنواع الخيرات ما يستمد بها طاقة يسير بها على الطريق، مع بقاء كراهيته للظلم والظالمين، ومع استمرار دعائه وتضرعه وانكساره لله -عز وجل-.
وقد يملي الله -عز وجل- للظالمين ويؤخرهم فترة -مدة من الزمن- حتى يظنَّ أكثر الناس أنهم لن يُعاقبوا، مع أن الله -تعالى- سريعُ الحساب، فكيف ذلك وقد تمر على الناس قرون يزداد فيها الظلم والعدوان؟! هذا لنعلم أن الله -عز وجل- قد قسَّم الأخلاق والأعمال، والأحوال بين الناس قسمة عدل، وهو -عز وجل- حكم قسط، سريع الحساب.
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ). قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (رواه البخاري ومسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن سرعة حسابه -عز وجل- بالظالمين:
ما يلقيه الله في قلوبهم من الرعب، والقلق والاضطراب والخوف وعدم السكون؛ جزاء لهم على ظلمهم، وهذا لا يراه كثير من الناس! وإنما يعلمه المؤمنون من أحوال الظالمين، كما أنهم يرون قطرة منه إذا عرَّضوا أنفسهم للظلم، فيجدون انقباضًا وضيقًا في الصدور، ويجدون ألمًا وهمًا وغمًا وكربًا بما قصروا في الواجب وبما ظلموا أنفسهم فضلاً عن أن يظلموا غيرهم، ويعرفون ذلك بهذه القرينة، وبمقارنة حال الظالمين الأشد ظلمًا كيف أن الله -عز وجل- يجمع على الظالمين الآلام والشقاء والتعب!
وهم وإن كانوا يملكون الدنيا بمالها، وسلطانها، وشهواتها المختلفة ويملكون الأمر والنهي، ويظنون أن الأمور بأيديهم، فمع ذلك تجد في قلوبهم فزعًا عجيبًا، واضطرابًا وقلقًا شديدًا، كما قال -تعالى-: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (آل عمران:151)، وكما قال الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:81 - 82).
ويبقى على الكافر والظالم من الألم ما لا تذهبه حلاوة الشهوات، ولا لذاتها، التي هي من جنس اللذة التي يجدها الخنزيرُ في أكل الروث! والتي هي من جنس حَكَّة الجربان إذا حك جلده ومزقه؛ ليحصل على شيء من اللذة أثناء الحك، وهو يؤذي نفسه ويدميها ويضرها أعظم الضرر! ولا يجد شيئًا يسكِّن الألم والمرارة والضيق الذي يجده في صدره -وإن كان يضحك كثيرًا فإنه يضحك وقلبه يتمزق- فأكثر الناس مغرورون بالشهوات غارقون في بحارها، وهم في سكرتهم يعمهون، وهم لا يدرون أنهم يزدادون ألمًا فوق ألم، كما قال الله -تعالى-: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء:104).
ومن سرعة حسابه -عز وجل- لعبده المؤمن:
أنه إذا ظُلم وتعبد لله -عز وجل- بالعبوديات الواجبة -حال تعرضه للظلم- يجد من الأمن والطمأنينة والسكينة، والهدوء والراحة والسعادة ما لا يجده غيره، حتى ولو كان في أشد لحظات البأساء والألم.
ولكن ألمه قد زال بالصبر واليقين، واستحضار معية الله -عز وجل- للصابرين كما قال الله -تعالى-: (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:249)، فهذه المعية التي تجعل المؤمن في حال آخر، في حلاوة تذوب معها مرارة الألم، فلو أذن للمؤمن -حينئذ- أن يتمنى مزيدًا من البلاء لفعل، لكنه يسأل الله العافية، فإنه يجد اطمئنانًا وسكينة، قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28).
فهذه الحلاوة تذهب مرارة الألم؛ فمرُّكُم أيها المؤمنون معه عسلٌ تُذْهِبُ مرارتَه، وأما مرُّهم فلا حلاوة معه، بل تبقى معه المرارة دائمًا.
فرجاء الله -عز وجل- يبدد ظلمات اليأس، والله -عز وجل- يجعل في قلب عبده المؤمن من محبته وتعظيمه واستحضار معيته، ورجاء فضله ويقينه بوعده وثقته بما أعده الله -تعالى- له في الدنيا والآخرة ما يذهب معه كل مرارة وألم، ويستعذب في سبيل الله كل ما يصيبه ويرى أنه -بفضل الله- في أحسن حال.
كما كانت أيام إبراهيم -عليه السلام- عندما ألقي في النار خير أيامه، قال -تعالى-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (إبراهيم:69)، وأعلى الله -تعالى- بذلك منزلته، وأظهر الله -تعالى- فضله بتلك المحنة، وجعله إمامًا للناس، قال الله -تعالى-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل:120).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حين اجتمعَ المشركون على قتله في يوم الهجرة، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30)، ولكن مع صبره واحتسابه -صلى الله عليه وسلم- أنزل الله -تعالى- عليه السكينة والطمأنينة، قال -تعالى-: (إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:40).
وكذا يوم بدر لما أراد المشركون إهلاك هذه العصابة المؤمنة أنزل الله -تعالى- عليه -صلى الله عليه وسلم- السكينةَ والرحمة والنصرَ، قال الله -تعالى-: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ. وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ. إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال:9 - 12)، وروى مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: (اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ). فَمَازَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَالَ: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ... ".
وكذا يوم أحد، يوم قتل سبعون من أصحابه -صلى الله عليه وسلم- وكسرت رباعيتُهُ -صلى الله عليه وسلم-، وهشمت البيضة على رأسه -صلى الله عليه وسلم-، وسال الدم على وجهه -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه صبر واحتسب؛ فكان النصرُ في الدنيا والثوابُ في الآخرة، قال الله -تعالى-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:146 - 148).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذا يوم الأحزاب، حين اجتمع الأحزاب لاستئصال دعوته -صلى الله عليه وسلم-، فصبرَ وثبتَ واحتسبَ -صلى الله عليه وسلم-؛ فجعله الله -تعالى- قدوة وأسوة للعالمين، قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا. وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب:21 - 22).
فبهذه المواقفِ وغيرِها أظهر الله -تعالى- قدرَ رسولهِ -صلى الله عليه وسلم-، وأعلى شأنهُ وجعله إمامًا للمرسلين، وجعله خيْرَ خلقِ الله أجمعين.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
أنه يجعل الكافرين والمنافقين والظالمين يعذبون بلذاتهم، قال الله -تعالى-: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة:55)، فالأموال والأولادُ من أسبابِ السعادةِ للإنسانِ، ولكن يجعلها الله -تعالى- سببًا لعذاب الظالمين: فأما الأموالُ؛ فيعذبون بها في الدنيا وعند الموتِ، وفي القبرِ وفي القيامة.
ففي الدنيا: من يجمع المالَ من حرامٍ فإنه يشقى به؛ يشقى بطلبهِ، ثم بعد ذلك يشقى بحبسهِ والحرص عليه، والقلقِ على نفاده -فالبخلٌ داءٌ يجعل الإنسان شقيًا في حياته متألمًا في جميع لحظاته-، ويشقى بإنفاقِ ما ينفق بلا سماحةٍ، ولا رضا، ولا رغبةٍ فيما عند الله -عز وجل-، ويتألم في المصائبِ التي تصيبه حين يفقد ما يتمنى تحقيقَهُ؛ فيزداد ألمًا بعد ألم.
حتى إذا جاء الموتُ كان ذلك أعظمَ الألم الذي يلقاه في دنياه، ويشتد عليه عندما يعاين السكرات، فهذه شدة عظيمةٌ إلا أنها لا تزال بدايةَ الشدائد.
فإذا مات كان كنزه وماله ضجيعًا له في قبره كثعبانٍ يلدغهُ ويقضم يده، يلتف حول رقبته، ولا يجد منه مهربًا، ويقول له في القيامة: "أنا مالُكَ، أنا كنزُكَ"، ثم يطوقه الشجاعُ الأسود ذو الزبيبتين -النقطتين-.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ -يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ- يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ). ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (آل عمران:180)، (رواه البخاري).
فإذا جاءت القيامة: فإنهم يعذبون بما اكتنزوه من أموالهم ولم يؤدوا حقها، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة:34 - 35)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ) (رواه مسلم).
وأما الأولادُ؛ فإنهم يعذبون بهم في الدنيا وفي القيامة:
(يُتْبَعُ)
(/)
في الدنيا: بمنازعتهم لهم دائمًا، وبمخالفتهم إياهم، فيحرمون برَّهم، وبشقائهم بهم عند فقدهم، حتى ربما تهلكُ نفسُ أحدِهم بسبب ابنه إذا فقِد، أو مَرِِضَ أو أصابه ما أصابه، فيعذَّب به، ثم بعد ذلك بالفراق الذي لا التقاء بعده إلا في النار، والذي يزيد الشقاء شقاءً.
وفي القيامة: يفر أحدُهم من أخيه، وأمه، وأبيه، وصاحبته، وبنيه، قال الله -تعالى-: (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ. وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ. وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ. وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ) (المعارج:11 - 14)، فعندما يَصلَى النارَ يعرف الألم والعذابَ بالأولاد والأموالِ -نعوذ بالله من ذلك-.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
أنه يحيي المؤمنَ الحياة الطيبةَ: فالله -عز وجل- يعدُّ للمؤمنين من الخيرات ما تطمئن به نفوسهم ما يدركون به مآلهم عند الله -تعالى-؛ قال الله -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)، فالمؤمن يسعدُ بالمالِ والولدِ في الدنيا والآخرة.
فأما سعادتُه بالمال:
ففي الدنيا: عندما يعمل ويكتسب الرزقَ الحلال فإنه يحتسب ذلك لله -عز وجل-، وعندما ينفق على نفسه وأهله وعياله؛ فإنه يحتسبه عند الله -تعالى-، فيجد في ذلك من السعادة والراحة أضعافًا مضاعفة، فإن سعادة المعطي بالعطاء أعظمُ من سعادةِ الآخذ بالأخذ -سعادة الآخذ إن لم تكن ضرورة فهي عذاب على صاحبها-.
وفي الآخرة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دَعَاهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ كُلُّ خَزَنَةِ بَابٍ: أَي فُلُ هَلُمَّ) (رواه البخاري). أَي فُلُ: يعني يا فلان، هَلُمَّ: يعني تعال.
وأما سعادته بالولد:
ففي الدنيا: هم قرةُ العينِ كما قال الله -تعالى- عنهم: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان:74).
فقرةُ العينِ بالأهل والذريةِ إنما بكونهم على طاعة الله -عز وجل-، وبكونهم على طريق العبودية لله -عز وجل-.
وبعد موته: يدعو له كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) (رواه مسلم).
وفي الآخرة: يشفع له إن مات صغيرًا؛ فعن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة -رضي الله عنه-: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: قَالَ نَعَمْ. (صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ -أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ- فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ -أَوْ قَالَ بِيَدِهِ- كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا فَلاَ يَتَنَاهَى -أَوْ قَالَ فَلاَ يَنْتَهِي- حَتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ) (رواه مسلم) -دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ: أي صغار أهلها، وأصل الدعاميص: جمع دعموص وهو دويبة صغيرة تكون في الماء لا تفارقه، أي أن هذا الصغير في لجة لا يفارقها. صَنِفَة الثوب: أي طرفه-.
وإن مات كبيرًا؛ فقد قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) (الطور:21)، قال ابن كثير -رحمه الله-: "يخبر -تعالى- عن فضله وكرمه، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه: أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يُلحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم، لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل، بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته، للتساوي بينه وبين ذاك؛ ولهذا قال: (أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) ... هذا فضله -تعالى- على الأبناء ببركة عمل الآباء، وأما فضله على
(يُتْبَعُ)
(/)
الآباء ببركة دعاء الأبناء فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ فَيَقُولُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني) " اهـ بتصرف يسير. ثم عمل الولد الصالح من كسب أبيه وحسناته.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
ما يقدِّره على الكافرين والظالمين وأهل العدوان من: مصائبَ تصيبهم عاجلاً بلا تخفيف لآلامهم، ولا رجاءٍ لثواب الله -عز وجل-؛ ولذا تجدهم يجزعون أشدَّ الجزعِ، ويخافون أشدَّ الخوف؛ فالله -سبحانه- يبتلي عباده جميعًا بالمصائب، وهو -عز وجل- قدَّر وجود الشقاء على كل من على ظهر الأرض كما قال لآدم: (فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) (طه:117)، فلا يزال -سبحانه- يبتلي عباده بأعظم المحن، فأما الكفرة والظلمة فلا يخفف عنهم من تلك المصائب، بل مصيبة واحدة تكاد تذهب نفوسهم بالكلية، وتتضاعف آلامها، ولا يجدون أبدًا سكينة ولا طمأنينة، وأما المؤمنون بصبرهم واحتسابهم يتحول البلاء إلى نعمة، وسعادة وسكينة وطمأنينة.
وتأمل في حالهم عند خروج أرواحهم وهي من أعظم مصائبهم فإنهم ينازعون أعظمَ النزع، وتضرب الملائكةُ وجوههم وأدبارَهم، كما قال الله -تعالى-: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (الأنفال:50).
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
لعبادِه المؤمنين أنهم عندما تصيبهم المصائبُ يصبرون ويسترجعون؛ فتتنزل عليهم الرحمةُ والهداية، قال الله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155 - 157)، فنعم العَدْلانِِ ونِعمَت العلاوةُ.
قال ابن كثير -رحمه الله-: "وعلموا أنه لا يضيع لديه مثْقال ذرَّة يوم القيامة، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة. ولهذا أخبر -تعالى- عما أعطاهم على ذلك فقال: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) أي: ثناء من الله عليهم ورحمة.
قال سعيد بن جبير: أي أَمَنَةٌ من العذاب (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: نعم العدْلان ونعمت العلاوة (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) فهذان العدلان، (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فهذه العلاوة، وهي ما توضع بين العدلين، وهي زيادة في الحمل، وكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضًا".
فالعَدلانِ: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، ماذا لو تخيلت أن الصالحين يُثنون عليك في مجالسهم؟ وكيف لو كان الأنبياء يُثنون عليك؟! وكيف لو كانت الملائكة المقربون يثنون عليك عند الله -عز وجل-؟ وكيف بصلوات الربِّ -عز وجل-؟! أبعد ذلك تكره المصائب أن تقع عليك؟!
أنت تتألم منها لكن ترى بالصبر آثار فضل الله عليك، فإن من أثنى الله -عز وجل- عليه، وصلى عليه في الملأ الأعلى، ثم أعطاه رحمةً، فلابد أن يجد أثرها في الدنيا قبل الآخرة.
فربُّ العالمين يثني على الصابرين الذين شهدوا أنهم ملكٌ لله -عز وجل- (إِنَّا لِلَّهِ)، والذين حققوا الإيمان باليوم الآخر (وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، وذلك مما يخفف عنهم ألم المصائب.
فسرعان ما تمر الدنيا كلها بلذاتها وآلامها، فكم من أناسٍ قَبلَنا قد تألموا أضعافًا مضاعفة ومات المتألم ومات من يؤلمه، ولم يبقَ إلا خبرٌ، ثم بعد ذلك يزول الخبرُ ولا يبقى إلا الحسابُ عند سريع الحساب -عز وجل-، زالت لذاتُ الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات، وزال ألمُ المؤمنين والمؤمنات، وبقيت تبعةُ الفتنة التي فتن بها الكفرةُ والظلمة عبادَ الله المؤمنين؛ فالله -عز وجل- قال عن المؤمنين: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، فهذان عدلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما العلاوةُ: (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، فهذا فضل الله -عز وجل- على الصابرين، مع زوال الألم في الدنيا، وعند لقائه -عز وجل-.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
بالظالمين الذين ظلموا وأشركوا، وأفسدوا في الأرض أن يضعَ لهم البغضاء في الأرض، وأن ينزع من قلوبهم الرحمةَ، وأن يجعل قلوبَهم قاسية، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ) (رواه مسلم)، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ فِي الدُّنْيَا) (رواه مسلم).
أتظنون أن قاسيَ القلب الذي يعذب الناسَ ويظلمهم يؤلم الناسَ أكثر مما يتألم هو؟!
لا والله. بل إن ألمه أشدُّ، يكفي أن السماء تبغضه، وأهل السماء يبغضونه والأرض تبغضه، وأهلَ الأرض يبغضونه، ومن حوله من أهل الأرض جميعًا يلعنونه، والدواب تلعنه، حتى النملة في جحرها تلعنه، والجعلان، وما تبكي عليه السموات والأرض حين موته، كما قال الله -تعالى-: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (الدخان:29)، بل نفوسهم تبغضهم، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ) (غافر:10).
تأمل في (إِذْ)؛ أي: حين، فإنما أبغضتهم أنفسهم من حين دُعوا إلى الإيمان فكفروا (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ) ليس فقط تبغضهم نفوسُهم في الآخرة حين يرون العذابَ، وحين يرون ما قدموا لأنفسهم من هلاكٍ أبديّ، وعذاب سرمدي، إنما تبغضهم أنفسُهم حين دُعوا إلى الإيمان فكفروا، ومقتُ الله -عز وجل- أشد من ذلك، وإن كان الناس قد لا يعرفون ما سبب هذه البغضاءِ، وما سبب هذه القسوة.
ولكن إذا أردتَ أن تعلم أن قسوة القلب عقوبةٌ للعبد يتألم بها أكثرَ من ألم المُعذَّب المُتألم؛ فتدبر قول الله -تعالى- عن اليهود الملاعين: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ) (المائدة:13)، فالله -عز وجل- بيَّن أنه لعنهم؛ أي: أبعدهم، والبعدُ عن الله -عز وجل- سببُ كل ألم، وسببٌ كل شقاءٍ وتعاسةٍ.
فإذا تعجبت كيف تصل القلوبُ إلى هذه الدرجة من القسوة؟! فاعلم أن ذلك بسبب؛ لعن الله -تعالى-، وبغضه ومقته -تعالى- لهذا العبد، وإلا فالراحمون يرحمهم الرحمن، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
ولو قدِّر لك أن ترى حياة الظالمين من داخلها وممن يعاملونهم من المقربين منهم من: خدامهم وأعوانهم، وجنودهم؛ لرأيت عجبًا من الشقاءِ المحيط بهم من كل جانب، ولو رأيتهم مع أهليهم وأولادهم وأزواجهم؛ لوجدتَّ من ذلك عجبًا؛ ولذا تجدهم يحاولون الهروب دائمًا بالمسكراتِ، والمخدراتِ والخمر، وأنواع اللذات التي يريدون أن يغيبوا بها عن الوعي؛ لكي لا يدركوا قدرَ الألم الذي هم فيه؛ بسبب بغض الله -عز وجل- لهم، وهذا من سرعة حسابه -عز وجل-.
ومن سرعة حسابه -سبحانه وتعالى-:
للمؤمنين ما يقبضونه من الثمن العاجل -فضلاً عن الآجل- من الحبِّ الذي يجدونه ممن حولهم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ) (متفق عليه)، فتجده يشعر بالأنس بينه وبين الأرض، وبينه وبين السماء، وبينه وبين الكائنات المختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما ظنك بعبدٍ يعلم أن الملائكة تستغفر له، وأن حملةّ العرشِ مع تسبيحهم يدعون له ويستغفرون له؟! قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ. رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (غافر:7 - 9).
فانظر وتأمل في حال المؤمن: كم يجد من أثر استغفار الملائكة، ومن أثر دعائهم، وكم يجد أُلفًا وسكينة بينه وبين كل الكائنات، حتى الجمادات؟! قال الله -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (الإسراء:44).
فهو يستشعر أن الله -عز وجل- يسبح له من في السموات ومن في الأرض، وأن الله -عز وجل- هو العزيزُ الحكيم؛ فعند ذلك يشعر بأنه ليس غريبًا في هذا الكون، بل مع كونٍ أليفٍ حبيب إليه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وأعظمُ من ذلك أنه يعلم ما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -عز وجل-: (وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) (رواه البخاري).
فهو يشعر أن الله -عز وجل- يكره مساءتَه، ويعلم ذلك ويوقن به؛ لأن المؤمن يكره الموتَ، فكيف بكراهية المؤمن لأشياء أشدَّ من الموت: كالفتنة في الدين، ومخالفة ربِّ العالمين، وظلم الظالمين؟! فالله -عز وجل- يكره هذا أعظم كراهية، ويكره أن يسوءَ المؤمن.
ولولا أن الله -عز وجل- جعل في هذه المساءات من الخيرات ما فيها لما قدَّرها -عز وجل-.
ولولا أن الله -عز وجل- جعلَ من سعادة المؤمنين ما يصيبهم من المساءات المكروهة؛ لعصمهم الله -تعالى- من كل ما يسوؤهم.
ولولا أن المؤمنَ لا يَقْدُمُ على الله -تعالى- إلا بالموت؛ لما قبضه الله -عز وجل-، لكنه يحبه -عز وجل- فيدنيه ويقربه ويعدُّ له من أنواعِ الخيرات ما لا يعلمه إلا هو -عز وجل-؛ لأجل ذلك لابد له من الموت.
فضلاً عما ينال المؤمن من إجابة لدعائه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول هذا الحديث: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ) (رواه البخاري)، وكلُّ واحدةٍ من هذه تدل على سرعة حسابه -عز وجل-، فالله -عز وجل- يعطي المؤمنين عاجلاً، فضلاً عما يدخره آجلاً.
ويكفي من ذلك معيته -عز وجل-، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -عز وجل-: (كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا)، فهذه معيةُ الحبِّ والتقريب والتكريم؛ حتى يوفقَ العبد في سمعه وبصره، ويده ورجله ما لا يقدر عليه غيره من الناس، فيوفقه الله -تعالى- لاستعمال هذه الجوارحِ في عبوديته، والتي تجلب له كلَّ أنواع السعادة، وبها يزول كل شقاء وألم.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه إذا أخذ الظالمين لم يفلتهم كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ). قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (رواه البخاري ومسلم).
تأمل كيف أهلك الله قومَ نوحٍ -عليه السلام- في أيام معدودات .. !! بعد تسعمائة وخمسين عامًا من الطغيان والجبروت والعدوان على المؤمنين، والاستهزاء بنبي الله نوح -عليه السلام-؛ إذا بالتنور يفور، وإذا بالسماء تمطر، وإذا بالأرض تفور بالماء، وإذا بالموج يكون كالجبال، وإذا بالكفرة الظلمة ينتهون في لحظات، وإن كانت هذه اللحظاتُ تَبقى آلامًا مستمرة عليهم أبد الآبدين كما قال الله -تعالى-: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا) (نوح:25)، وقال الله -تعالى-: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ. وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) (القمر:11 - 12)، ثم بعد ذلك: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (هود: 44).
سبحان الله! بقي نوح -عليه السلام- يدعو إلى الله -تعالى- ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا، وهم يصدون عن سبيل الله -عز وجل-، ويكفرون به طوال هذه المدة، ثم في أيام معدودة تغيَّر الأمرُ.
وتأمل كيف أهلكَ الله -تعالى- قوم ثمود بصيحةٍ واحدةٍ .. ! بعد طول مُلكٍ، وسلطانٍ، بعد ما كانوا ينحتون من الجبال قصورًا، ويبنون في الأودية والسهول، ولكن في لحظة ينتهي كل شيء، قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (فصلت:17).
وتأمل فيما أصاب قوم عاد .. وكيف سلَّط الله -عز وجل- عليهم الريح الباردة في سبع ليالٍ وثمانية أيام حسومًا، قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ. سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) (الحاقة:6 - 8).
وتأمل فيما أصاب قوم لوط .. في صبيحةِ يوم عذابِهم أخذتهم الصيحةُ، وجعلَ الله -تعالى- عاليها سافلَها، كما قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ. مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ)؛ أي: مُعَدَّةٌ، وما زالت موجودة (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) (هود:82 - 83).
سبحانَ الله وبحمده، إذا نفذ الأمرُ، قال -تعالى-: (وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ. وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:50 - 51).
وتأمل المدة التي ظلمَ فيها فرعون وتجبَّر، وقتلَ من قتل من الرجال، والنساء، والأطفال، وبقي الفراعنةُ ينحتون انتصاراتهم على المخالفين لهم على جدران معابدهم الزائفة، وما زالت تشهدُ على ظلمهم وجورهم، وتقطيعهم للأعضاء وتمزيقهم للأجسام، وظلَّ فرعونُ يظلم ويتجبر على لحظاته الأخيرة، حتى قبل الوفاة يقول كما حكى الله -عز وجل- عنه: (إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ. وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ. وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) (الشعراء:54 - 56).
ويدخلُ البحرَ بغروره وطغيانه، وفي لحظة تأتي سرعة الحساب من سريع الحساب -عز وجل-: (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس:90 - 92).
فلنوقن إذن أن الله -تعالى- سريعُ الحساب يغيِّر موازين الأرض في لحظات، ويمكِّن لعباده المؤمنين، ويفتح لهم من أنواع الخير ما يثبِّت به أفئدتهم، وما يقوي قلوبهم؛ فلا نستعجل: (خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) (الأنبياء:37).(/)
الاحتراب البدعي .. بين سعيد فودة وحسن السقاف
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 12:59]ـ
الحمد لله على منته وفضلة , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
فكثيرا ما يدعي اهل البدع ان السلفيين اصحاب خصام وشجار معرفي , وكثيرا من نلحظ تاثر بعض منا بهذه الفكرة , خاصة ممن يلحظ على نفسه نوع التفات عن طريقة السلف واهل الحديث , في وقت ضعفت كثير من التكاليف على مثل هؤلاء , وقد صادف مثل هذا الضعف والتلكؤ ثورة العالمية الموهومة.
ونحن نعيش تفكيك مثل هذه الفكرة , وقد اعتقدنا وآمنا بان كلا راد ومردود عليه الا المصطفى عليه الصلاة والسلام , وان الحق ضالة المسلم - ظهر في الفترة الاخيرة اختلاف مستعر قادته اطراف معروفة بنقدها وكذبها وتلبيسها على كثير من اتباعهم واهل نحلتهم حول السلفية واهل التوحيد , ومن يسمونهم اهل التجسيم او الوهابية , حتى غدا الامر الى احتراف في الوقيعة خلف اسماء موهومة حينا وتصريح بالاسماء في حين آخر , وقد كشف هؤلاء بعض ماكانوا يتمارون به على اهل التوحيد لنشر فكرهم البدعي في هذا الوقت الذي تدافع فيه الناس عنهم حينما بدت الحقائق وانكشفت الاحوال حتى لكثير من عامة المسلمين , وقد تبين لهم صدق اهل العقيدة الصافية ..
هاهو سعيد فودة يكشف حقيقة المكاثرة على اهل السنة مع حسن السقاف أثر خلاف دار بينهما , مما جعل (بلال نجار) تلميذ حسن فودة يحكي لنا قصة هذا الخلاف والاختلاف في رده على حسن السقاف ليقف الجميع على خلاف اظنه لن يتوقف الا ان يشاء الله ..
حتى لقد قال تلميذ فودة للسقاف: ألا قبّح الله قالتك وقبحه من تشبيه وقبّح قائله. ما لك أجننت يا رجل! هذا أشبه بكلام زنديق وقح لا يبالي بالدين ولا يخاف الله ربّ العالمين .. اهـ
فأين وصف العلم والسيادة والفضل .. ؟!!
ولكون بعض السلف كان يستفيد من اختلافات المبتدعة فيما بينهم , كما هي الحال بين الاشاعرة والمعتزلة احببت ان اعرض هذه الخلاف لينتفع الاخوة , وربك الرحمن المستعان على كل حال ..
مما قاله بلال نجار في مقدمته:
يا لخسارة تلك الحال التي كنت عليها، تلك الحال التي شفعت لك كلّ هذا الوقت وما زالت تشفع لك عند شيخي وعند كلّ من أحبّك وعندي أن نردّ عليك شيئاً من كلّ هذه التهم، وكلّ هذا الحقد، وكلّ هذا الحسد، وكلّ هذه الأساليب الدنيئة في محاربة الشيخ سعيد وأهل السنّة الكرام.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 11:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
هل نقول فيمن قامت عليه الحجة وثبت كفره: كافر ظاهراً وباطناً؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 09:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
لو حُكم على أحدهم بالكفر، فهل نقول: هو كافر ظاهراً وباطناً؟ أم نقول: كافر ظاهراً، وأمر باطنه إلى الله؟
وفي شيء من ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في ("الصَّارم المسلول" (ص43). المكتب الإسلامي ط1414هـ.):
((ولا فرقٌ بين من يعتقد أَنَّ الله ربَّه، وأَنَّ الله أمره بهذا الأمر ثم يقول: إِنَّه لا يطيعه، لأَنَّ أمره ليس بصوابٍ ولا سدادٍ، وبين من يعتقد أَنَّ محمَّداً رسول الله وأَنَّه صادقٌ واجبُ الاتباع في خبره وأمره، ثم يسبّه أو يَعيب أمرَه أو شيئا من أحواله، أو تنقَّصه انتقاصاً لا يجوز أَنْ يستحقَّه الرَّسول، وذلك أَنَّ الإيمان قولٌ وعمل، فمن اعتقد الوحدانيَّة في الألوهيَّة لله سبحانه وتعالى، والرِّسالة لعبده ورسوله، ثم لم يُتْبِع هذا الاعتقاد موجَبَه من الإجلال والإكرام - الذي هو حالٌ في القلب يظهر أثره على الجوارح، بل قارنه الاستخفاف والتسفيه والازدراء بالقول أو بالفعل - كان وجود ذلك الاعتقاد كعدمه، وكان ذلك موجباً لفساد ذلك الاعتقاد، ومزيلاً لما فيه من المنفعة والصَّلاح، إذْ الاعتقادات الإيمانية تزكِّي النفوس وتصلِحها، فمتى لم توجب زكاة النفس ولا صلاحها فما ذاك إلاَّ لأَنَّها لم ترسخْ في القلب، ولم تصِرْ صفةً ونعتاً للنَّفس ولا صَلاحاً، وإذا لم يكُنْ علم الإيمان المفروض صفةٌ لقلب الإنسان لازمةٌ له لم ينفعه، فإِنَّه يكون بمنزلةِ حديث النَّفس وخواطر القلب، والنجاة لا تحصل إلا بيقينٍ في القلب، ولو أَنَّه مثقال ذرَّة. هذا فيما بينَه وبين الله، وأمَّا في الظَّاهر فيُجري الأحكامَ على ما يظهِره من القول والفعل)).
فهل يعني كلامه هذا أننا نحكم على الناس بما ظهر منهم ونترك بواطنهم إلى الله تعالى؟ .. بمعنى، قد نحكم على فلان بالكفر، وهو في الباطن مسلم، لعذر شرعي لم يظهر لنا؟
أرجو من الإخوة إيراد أقوال العلماء في هذا الصدد.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 12:28]ـ
أخى الكريم
معنى كلام شيخ الإسلام أنه يسوى بين رجلين فى الكفر أحدهما يؤمن بالله لكنه يقول: إِنَّه لا يطيعه، لأَنَّ أمره ليس بصوابٍ ولا سدادٍ، وبين الثانى الذى يعتقد أَنَّ محمَّداً رسول الله وأَنَّه صادقٌ واجبُ الاتباع في خبره وأمره، ثم يسبّه أو يَعيب أمرَه أو شيئا من أحواله، أو تنقَّصه انتقاصاً لا يجوز أَنْ يستحقَّه الرَّسول
أى أن الإثنين كفار فى الباطن لإعتقادهما هذا الإعتقاد الكفرى
أى أن كلام شيخ الإسلام من بدايته منصب على كفر الباطن (الإعتقاد)
ثم بين أن من ظهر عليه الكفر فى الظاهر يحكم عليه بموجبه لهذا ختم كلامه بقوله: هذا فيما بينَه وبين الله، وأمَّا في الظَّاهر فيُجري الأحكامَ على ما يظهِره من القول والفعل)). وليس فى كلامه رحمه الله ما فهمته أنت أنه قد نحكم على فلان بالكفر، وهو في الباطن مسلم، لعذر شرعي لم يظهر لنا
بل العكس هو الصحيح المفهوم من كلام شيخ الإسلام أنه قد نحكم لفلان بالإسلام وهو فى الباطن كافر ولا نحكم عليه بالكفر إلا بما يظهر منه لا بالباطن إذ البواطن لا يعلمها إلا الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 01:12]ـ
السلام عليكم،
جزاك الله خيراً أخي .. لقد أعدت التأمل في كلام الشيخ - رحمه الله -، ووجدت أن الصواب هو ما قلته، فهو يتكلم عمّن كفر في باطنه وأظهر الإسلام.
ما زلت أريد أقوال العلماء في هذه المسألة ..
وجدت كلاماً للشيخ ابن القيم - رحمه الله - في "اجتماع الجيوش الإسلامية" .. قال: (فالناس إما مؤمن ظاهراً وباطناً، وإما كافر ظاهراً وباطناً، أو مؤمن ظاهراً كافر باطناً، أو كافر ظاهراً مؤمن باطناً، والأقسام الأربعة قد اشتمل عليها الوجود، وقد بين القرآن أحكامها.)
وذكر بعدها أن هؤلاء متخف بدينه تقية، يظهر أنه من قومه وهو على غير ملتهم، كمؤمن آل فرعون والنجاشي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقضيتنا هنا هي أننا قد نحكم على فلان بالكفر لما ظهر لنا من أمره، وهو في الباطن قد يكون مسلماً، لأي عذر كان .. سواء أكان متخفياً بدينه ولم يظهر لنا الإسلام، أم مكرهاً ولم يظهر لنا بينة على إكراهه، أو غير ذلك .. ولكن هل نقول: إنه كافر باطناً كذلك ونقطع له بالنار والخلود فيها؟؟ أم أننا نكل أمر البواطن إلى الله؟
أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 03:09]ـ
قال شيخ الإسلام (19/ 223):
خلاف أمر النجاشى وأصحابه ممن كانوا متظاهرين بكثير مما عليه النصارى فان أمرهم قد يشتبه
ولهذا ذكروا فى سبب نزول هذه الآية انه لما مات النجاشى صلى عليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال قائل تصلى على هذا العلج النصرانى وهو فى أرضه فنزلت هذه الآية هذا منقول عن جابر وأنس بن مالك وابن عباس وهم من الصحابة الذين باشروا الصلاة على النجاشى وهذا بخلاف ابن سلام وسلمان الفارسى فانه اذا صلى على واحد من هؤلاء لم ينكر ذلك أحد
وهذا مما يبين أن المظهرين للإسلام فيهم منافق لا يصلى عليه كما نزل فى حق ابن أبى وأمثاله وان من هو فى أرض الكفر يكون مؤمنا يصلى عليه كالنجاشى
ويشبه هذه الآية انه لما ذكر تعالى اهل الكتاب فقال ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون لن يضروكم الا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين وهذه الآية قيل انها نزلت فى عبد الله بن سلام وأصحابه وقيل أن قوله منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون هو عبد الله بن سلام واصحابه
وهذا والله اعلم من نمط الذى قبله فان هؤلاء ما بقوا من أهل الكتاب وإنما المقصود من هو منهم فى الظاهر وهو مؤمن لكن لا يقدر على ما يقدر عليه المؤمنون المهاجرون المجاهدون كمؤمن آل فرعون هو من آل فرعون وهو مؤمن ولهذا قال تعالى وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه اتقتلون رجلا أن يقول ريى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم فهو من آل فرعون وهو مؤمن
وكذلك هؤلاء منهم المؤمنون ولهذا قال واكثرهم الفاسقون وقد قال قبل هذا ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون ثم قال لن يضروكم الا أذى وهذا عائد اليهم جميعهم لا الى أكثرهم ولهذا قال وان يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون وقد يقاتلون وفيهم مؤمن يكتم إيمانه يشهد القتال معهم ولايمكنه الهجرة وهو مكره على القتال ويبعث يوم القيامة على نيته كما فى الصحيح عن النبى صلىالله عليه وسلم انه قال يغزو جيش هذا البيت فبينما هم ببيداء من الأرض إذ خسف بهم فقيل يارسول الله وفيهم المكره قال يبعثون على نياتهم وهذا فى ظاهر الأمر وان قتل وحكم عليه بما يحكم على الكفار فالله يبعثه على نيته كما ان المنافقين منا يحكم لهم فى الظاهر بحكم الاسلام ويبعثون على نياتهم
والجزاء يوم القيامة على ما فى القلوب لا على مجرد الظواهر ولهذا روى ان العباس قال يارسول الله كنت مكرها قال اما ظاهرك فكان علينا واما سريرتك فالى الله
وبالجملة لا خلاف بين المسلمين ان من كان فى دار الكفر وقد آمن وهو عاجز عن الهجرة لا يجب عليه من الشرائع ما يعجز عنها بل الوجوب بحسب الامكان وكذلك ما لم يعلم حكمه أهـ
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 03:15]ـ
وقال أيضا فى منهاج السنة (5/ 121):
وقد يقاتلون وفيهم مؤمن يكتم إيمانه يشهد القتال معهم ولا يمكنه الهجرة وهو مكره على القتال ويبعث يوم القيامة على نيته
كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يغزو جيش هذا البيت فبينما هم ببيداء من الأرض إذ خسف بهم فقيل يا رسول الله وفيهم المكره فقال يبعثون على نياتهم وهذا في ظاهر الأمر وإن قتل وحكم عليه بما يحكم على الكفار فالله يبعثه على نيته كما أن المنافقين منا يحكم لهم في الظاهر بحكم الإسلام ويبعثون على نياتهم فالجزاء يوم القيامة على ما في القلوب لا على مجرد الظواهر
ولهذا روي أن العباس قال يا رسول الله كنت مكرها قال أما ظاهرك فكان علينا وأما سريرتك فإلى الله
وبالجملة لا خلاف بين المسلمين أن من كان في دار الكفر وقد آمن وهو عاجز عن الهجرة لا يجب عليه من الشرائع ما يعجز عنها بل الوجوب بحسب الإمكان وكذلك ما لم يعلم حكمه أهـ
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 03:39]ـ
وقال أيضا (7/ 422):
وكذلك الإيمان له مبدأ وكمال وظاهر وباطن فإذا علقت به الأحكام الدنيوية من الحقوق والحدود كحقن الدم والمال والمواريث والعقوبات الدنيوية علقت بظاهره لا يمكن غير ذلك إذ تعليق ذلك بالباطن متعذر وإن قدر أحيانا فهو متعسر علما وقدرة فلا يعلم ذلك علما يثبت به فى الظاهر ولا يمكن عقوبة من يعلم ذلك منه فى الباطن
وبهذين المثلين كان النبى صلى الله عليه وسلم يمتنع من عقوبة المنافقين فإن فيهم من لم يكن يعرفهم كما يعرفهم كما أخبر الله بذلك والذين كان يعرفهم لو عاقب بعضهم لغضب له قومه ولقال الناس إن محمد يقتل أصحابه فكان يحصل بسبب ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 03:47]ـ
هذه النقول نقلتها على عجل من كلام شيخ الإسلام
ويتبين منها أن الحكم على الناس إنما يكون حسب الظاهر أما الباطن فإلى الله
على أنه قد يوجد من ظاهره الكفر وهومؤمن فى الباطن ويكون هذا تقية أوإكراها وينفعه إيمانه الباطن فى الأخرة أما فى الدنيا فتجرى عليه أحكام الكفار
لكن أن نحكم عليه بالكفر ظاهرا وباطنا فى الدنيا والأخرة فلا
والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:20]ـ
السلام عليكم،
جزاك الله خيراً أخي وبارك الله فيك.
لدينا مسألة أخرى، وهي قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار" .. ألا يدل هذا على الجزم بكفر باطنه كذلك؟
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:31]ـ
هذا الحديث لا يصح وهومعلول أعله الدارقطنى وقد غفل عن هذه العله الشيخ الألبانى فجرى على ظاهر الإسناد وصححه
وعلى فرض صحته فهو محمول على من ثبت كفره بيقين
على أننى قد نبهت أن ما نتكلم فيه هو الإيمان الباطن عند من أظهر الكفر لعذر أى استثناء من الأصل وهذا الإستثناء فى حكم النادر والنادر لا حكم له
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - May-2008, مساء 10:11]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على التوضيح ..
لكن هناك مسألة أخرى.
الذين تكلم العلماء عن كفرهم الظاهر مع جواز إيمانهم الباطن هم الذين أخذوا حكم جماعتهم .. وليس بسبب كفر وقع فيه معيّنهم.
فمثلاً .. العباس - رضي الله عنه - أخذ حكم راية الجيش الذي كان ينتمي إليه، لذلك حكم الرسول - صلى الله عليه وسلم - على ظاهره بالكفر، وأوكل ما في باطنه إلى الله.
ومؤمني مكة المتخفين، ومؤمن آل فرعون، وأمثالهم .. ظاهرهم الكفر (يلحقون بجماعتهم في الحكم) ليس لكفر اقترفوه، ولكن لانتسابهم إلى جماعة كافرة ولم يتمايزوا عنها، فأخذوا حكمها الظاهر .. وبواطنهم إلى الله.
نحن الآن نتكلم عن مسألة رجل وقع في ناقض من نواقض الإسلام، قل مثلاً سب الله - عز وجل - .. فهل نقول في مثل هذا كافر ظاهراً، وباطنه إلى الله؟
وجدت كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في هذه المسألة:
قال في "مجموع الفتاوى": ((فهؤلاء القائلون بقول جهم والصَّالحي قد صرَّحوا بأَنَّ سبَّ الله ورسوله: والتكلُّم بالتَّثليث وكلّ كلمة من كلام الكفر ليس هو كفراً في الباطن ولكنَّه دليل في الظَّاهر على الكفر ويجوز مع هذا أَنْ يكون هذا السابُّ الشاتِم في الباطن عارفاً بالله موحداً له مؤمناً به فإذا أُقيمَتْ عليهم حجَّةٌ بنصٍّ أو إجماعٍ أَنَّ هذا كافرٌ باطناً وظاهراً. قالوا: هذا يقتضي أَنَّ ذلك مستلزِمٌ للتَّكذيب الباطن وأَنَّ الإيمان يستلزم عدم ذلك: فيقال لهم: معنا أمران معلومان:
(أحدهما): معلومٌ بالاضطرار من الدِّين. و (الثاني): معلوم بالاضطرار من أنفسِنا عند التأمُّل. أمَّا "الأول": فإنَّا نعلم أَنَّ من سبَّ الله ورسولَه طوعاً بغير كَرْه، بل من تكلَّم بكلمات الكفر طائعاً غير مُكْرَهٍ، ومن استهزأ بالله وآياته ورسوله فهو كافرٌ باطناً وظاهراً، وإِنَّ من قال: إِنَّ مثل هذا قد يكون في الباطن مؤمناً بالله وإِنَّما هو كافرٌ في الظَّاهر، فإنَّه قال قولاً معلوم الفساد بالضَّرورة من الدِّين وقد ذكر الله كلماتِ الكفَّار في القرآن وحكم بكفرهم واستحقاقهم الوعيد بها ولو كانت أقوالهم الكفريَّة بمنزلة شهادةِ الشُّهود عليهم، أو بمنزلة الإقرار الذي يغلط فيه المقِرُّ لم يجعلهم الله من أهل الوعيد بالشهادة التي قد تكون صِدْقاً وقد تكون كَذِباً، بل كان ينبغي أَنْ لا يعذِّبهم إلاَّ بشرط صِدْق الشَّهادة وهذا كقوله تعالى: {لقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}، {لقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} وأمثال ذلك.
وقد قال أحد الإخوة لي أن الظاهر ملازم للباطن .. فمن أظهر لنا كفراً، حكمنا عليه ظاهراً وباطناً بالكفر، ولا يصح أن نقول: كافر ظاهراً، وقد يكون مؤمن باطناً .. لأن عقيدة أهل السنة والجماعة تربط الظاهر بالباطن، إلا في حال الإكراه.
فما قولك؟
وجزاك الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 02:55]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على التوضيح ..
لكن هناك مسألة أخرى.
الذين تكلم العلماء عن كفرهم الظاهر مع جواز إيمانهم الباطن هم الذين أخذوا حكم جماعتهم .. وليس بسبب كفر وقع فيه معيّنهم.
فمثلاً .. العباس - رضي الله عنه - أخذ حكم راية الجيش الذي كان ينتمي إليه، لذلك حكم الرسول - صلى الله عليه وسلم - على ظاهره بالكفر، وأوكل ما في باطنه إلى الله.
ومؤمني مكة المتخفين، ومؤمن آل فرعون، وأمثالهم .. ظاهرهم الكفر (يلحقون بجماعتهم في الحكم) ليس لكفر اقترفوه، ولكن لانتسابهم إلى جماعة كافرة ولم يتمايزوا عنها، فأخذوا حكمها الظاهر .. وبواطنهم إلى الله.
.
أخى الفاضل هذا الكلام خطأ أوله ينقض آخره واليك التفصيل بإختصار
هؤلاء الذين ذكرت (العباس ووغيره) قد وقعوا فى ناقض من نواقض الإيمان ألا وهى مظاهرة الكفار على المسلمين ورغم ذلك قال له النبى صلى الله عليه وسلم: أما ظاهرك فكان علينا وأما سريرتك فإلى الله ولم يقبل منه ذلك ولم يكذبه لأنه كان كافرا ولم يعلم صدق قوله ولوعلم النبى صلى الله عليه وسلم صدق قوله لأطلق سراحه لأجل هذا أيضا قال النبى صلى الله عليه وسلم:يغزو جيش هذا البيت فبينما هم ببيداء من الأرض إذ خسف بهم فقيل يارسول الله وفيهم المكره قال يبعثون على نياتهم،وهذا فى ظاهر الأمر وان قتل وحكم عليه بما يحكم على الكفار فالله يبعثه على نيته
أما من علمنا اسلامه بيقين وقال كلمة الكفر أو وقع فى ناقض من نواقض الإيمان مكرها فهذا لاشىء عليه وإيمانه صحيح وإن كان ظاهره الكفر كما حدث مع عمار لما أكرهه المشركون على ذلك وقال له النبى إن عادوا فعد
إذاً تصحيح عبارك يكون كا لأتى:من وقع الكفر بدون مانع فهو كافر ظاهرا وباطنا كمن سب الله أو الدين أوووو أما من وقع فى الكفر مع مانع كالمكره النطق بكلمة الكفر فهو مؤمن ولا يضره وقوعه فى الكفر لوجود المانع ألا وهو الإكراه
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 05:17]ـ
أخي الكريم،
أنا أولاً أتكلم عن مسألة إجراء الأحكام على الناس، بمعنى: هل نقول فلان كافر ظاهراً وباطناً، أم فقط ظاهراً؟ .. هذا هو محور حوارنا.
أنا معتقد جازماً أن من وقع في الكفر دون عذر شرعي فهو كافر ظاهراً وباطناً، ولا ينفعه ما أضمره من نية .. لكن ما يعضل في الأمر هو أننا قد نحكم عليه بالكفر وهو لديه عذر شرعي مقبول، ولكنه غير ظاهر، ولم يأت عليه ببينة، فهل نكفّر باطنه كذلك؟
أما قولك عن العباس، فهو كان من مكثّري سواد المشركين، ولا دليل على أنه ظاهرهم على المسلمين، بمعنى: قاتل المسلمين ونصر دينهم .. وكما تعلم، فإن الإكراه لا يصح في قتال المسلم وإيذائه، فهذا لا يعذر الله به .. ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكر ما قد يعذر به لتكثيره سواد المشركين، حيث يأخذ حكمهم الظاهر في ذلك.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في مختصر السيرة: (إن ناساً من المسلمين لم يهاجروا كراهة مفارقة الأهل والوطن والأقارب … فلما خرجت قريش إلى بدر خرجوا معهم كرهاً، فقتل بعضهم بالرمي، فلما علم الصحابة أن فلاناً قتل وفلاناً قتل تأسفوا على ذلك، وقالوا: قتلنا إخواننا. فأنزل الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ … إلى قوله: وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء / 97 - 100].
فليتأمل الناصح لنفسه هذه القصة، وما أنزل الله فيها من الآيات، فإن أولئك لو تكلموا الكفر، وفعلوا كفراً ظاهراً يرضون به قومهم لم يتأسف الصحابة على قتلهم، لأن الله بيّن لهم وهم بمكة لما عذبوا قوله تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} [النحل / 106]
فلو كانوا سمعوا عنهم كلاماً أو فعلاًُ يرضون به المشركين من غير إكراه ما كانوا يقولون: قتلنا إخواننا)
فالمسألة إذن هي في تكثير سواد المشركين، والذي يأخذ الفرد فيها حكم الراية وحكم الجماعة.
وقد يصحّ لنا أن نقول كذلك: إن من وقع في الكفر وادعى العذر الشرعي، ولم يأت ببينة على عذره، فإننا نحكم عليه بالكفر ظاهراً ونكل باطنه (تحقيق عذره) إلى الله ..
هل يستقيم لنا هذا؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 07:44]ـ
وقد يصحّ لنا أن نقول كذلك: إن من وقع في الكفر وادعى العذر الشرعي، ولم يأت ببينة على عذره، فإننا نحكم عليه بالكفر ظاهراً ونكل باطنه (تحقيق عذره) إلى الله ..
هل يستقيم لنا هذا؟
نعم وهذا ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم مع العباس
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 09:33]ـ
وقد يصحّ لنا أن نقول كذلك: إن من وقع في الكفر وادعى العذر الشرعي، ولم يأت ببينة على عذره، فإننا نحكم عليه بالكفر ظاهراً ونكل باطنه (تحقيق عذره) إلى الله ..
هل يستقيم لنا هذا؟
نعم وهذا ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم مع العباس
أعتذر إليكما
لعلي لم افهم مقصدكما
لما أخطأ صاحب الدابة فقال "اللهم أنت عبدي "
هل يطلب منه بينة على أن قلبه لم ينعقد لهذا القول؟؟؟؟
لما استحل قدامة بن مظعون رضي الله عنه الخمر متأولا
هل طلب منه عمر رضي الله عنه البينة حتى لا يحكم بكفره؟؟؟؟
لما نطق عمار بن ياسر بكلمة الكفر مكرها
هل طلب منه النبي صلى الله عليه و سلم البينة؟؟؟؟
أم أن النبي صلى الله عليه و سلم طلب البينة من حبه أسامة رضي الله عنه لما قتل الناطق بالشهادة حال القتل؟؟؟؟
مرة أخرى
أعتذر إليكما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 11:16]ـ
أخي (أبويحيى بن يحيى)،
صاحب الدابة كانت قرائن حاله تدل على أنه أخطأ من شدة الفرح .. فهذه هي البينة، وهو إن نبّه إلى كلامه، نزع واستغفر .. بعكس من كانت قرائن حاله تدل على أنه قاصد عامد مختار.
وعندما استحل قدامة الخمر، لم يطلب منه عمر (رضي الله عنه) البينة، بل ولم يستتبه في الخمر وإلا كفر (أثبت ذلك) .. إنما استتاب الذين شربوا الخمر في الشام .. ففرق بين القصتين.
على أي حال، لم يحكم بكفرهم لأنهم تأولوا في جزئية من مسألة تحريم الخمر، وبالدليل من القرآن .. وقد ذكر الشيخ علي الخضير - حفظه الله وفك أسره - أن التأول في جزئيات الأمور الظاهرة لا يصح فيها التكفير إلا بعد إقامة الحجة، وليس كمن تأول في إباحة الأمر برمته، فيجعل الأصل فيه الإباحة .. فهذا يكفر دون التبيّن من حاله، كما كفر ناكح امرأة أبيه.
ولما نطق عمار بن ياسر بالكفر، كانت البيّنة هي علامات الإكراه نفسها ..
عندما نقول (بيّنة) فإننا نعني: بينة على العذر الشرعي .. وليس بيّنة على النية أو المعتقد.
العباس - رضي الله عنه - لم يأت ببيّنة على صحة إكراهه، فلم ينفعه ادعاؤه إياه.
هذا والله أعلم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 12:30]ـ
أخى أبو يحيى بارك الله فيك
نحن نتكلم فى الصورالتالية
الأولى: رجل مسلم وقع فى الكفر عمدا وبلا مانع من موانع التكفير المعروفه فهذا يكفر اتفاقا ظاهرا وباطنا
الثانية: رجل مسلم وقع فى الكفر ولكن مع وجود مانع من موانع التكفير فهذا لا يكفر اتفاقا كالرجل الذى أخطأ من شد الفرح فقال اللهم أنت عبدى وأنا ربك وكعمار لما تكلم بكلمة الكفر وكالذى أوصى أولاده أن يحرقوه ويزروا ترابه فى البر والبحر
فالأول مخطىء والثانى مكره والثالث جاهل وكلهم قال الكفر
لكنهم لم يكفروا لو جود المانع
الصورة الثالثة: من كان كافرا ثم أسلم لكنه كتم إيمانه لعذر وأكره مثلا على فعل الكفر فهذا ظاهره الكفر وباطنه الإيمان فإن كان صادقا فى إيمانه نفعه ذلك عند الله لكنه يعامل فى الدنيا معاملة الكفار من قتل وسبى كما فعل النبى صلى الله علي وسلم مع العباس وعن هذه الصورة الأخيرة كان الكلام السابق أعلاه
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 01:39]ـ
من ثبت إسلامه بيقين لم يزل عنه إلا بيقين, ومن ثبت إسلامه ثم ارتكب كفرا وادعى أن له عذرٌ يمنع من تكفيره, وكان ذلك العذر يصلح مثله لمنع التكفير, وأمكن تصديق تلك الدعوى منه, فإنه يمتنع من تكفيره, ويحكم بإسلامه استصحابا ليقين الإسلام
أما قصة العباس فإنه لم يكن قد علم إسلامه في الحكم الظاهر بيقين, ولذا قال ابن الأثير في أسد الغابة في قصة أسره يوم بدر:
" وأسلم عقيب ذلك وقيل: إنه أسلم قبل الهجرة، وكان يكتم إسلامه، وكان بمكة يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبار المشركين "
ففرق بين هذه الحالة وبين الحالة التي ثبت فيها الإسلام بيقين, فهذا يجب استصحابه ولا يعدل عنه إلا بيقين مثله, والله أعلم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 01:59]ـ
أحسنت أخى أبو فاطمة بارك الله فيك
هذا ما أعنيه وأقصده
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 03:18]ـ
لكن تقرير الأخ أبو شعيب - إن لم يكن الخطأ من جهة فهمي - يفهم منه الإطلاق, فلا فرق بين من ثبت إسلامه في الظاهر بيقين كياسر رضي الله عنه ومن لم يثبت إسلامه ظاهرا بيقين كالعباس رضي الله عنه, وكأنه جعل المناط في قبول العذر وجود البينة على تحقق العذر, وهذا يصح فيمن لم يثبت له الإسلام الصريح المحكم كالعباس, أما من ثبت له الإسلام الصريح المحكم فلا يعارضه كفر يحتمل أنه معذور في إظهاره لمانع يدعيه
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 04:21]ـ
أخي أبا فاطمة،
بارك الله فيك .. نعم، كلامي يفهم منه الإطلاق .. وهذه المسألة من متعلقات قضية الطوائف الممتنعة .. فمن التحق بطائفة ممتنعة، يلحقه حكمها، وعومل في الظاهر كفرد منها.
فسواء أكان قد ثبت إسلامه بيقين، ثم رُؤي في صفوفهم، وتحت رايتهم، يناصرهم ويظاهرهم على المسلمين، ثم بعدها إن قُدر عليه ادعى الإكراه، بلا بيًنة ولا برهان .. أم لم يثبت إسلامه من قبل وادعى الإسلام بعدها .. فالمعاملة واحدة.
والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 04:34]ـ
أبا شعيب, هل تطلق نفس الحكم على مسلم لم يدخل في طائفة ممتنعة, فلا تقبل عذرا ادعاه يمنع تكفيره لو ثبت لأنه لم يقدم بينة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 05:19]ـ
نعم أخي الكريم .. الأمر كذلك، إن كان في الأمور الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة .. كمظاهرة المشركين على المؤمنين، أو سب الله تعالى أو دين الإسلام، أو السجود للصنم أو إهانة المصحف، أو غير ذلك.
فمن ادعى الإكراه على ذلك، وقرائن حاله لا تدل على ذلك، فهذا مقطوع له بالكفر، مهما ادعى، حتى يثبت صحة دعواه.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 05:30]ـ
كيف يقطع بكفره مع احتمال صدقه في دعواه أن له عذرا سواء كان إكراها أو غيره, وأمكن تصديق دعواه بحيث لم يدع شيئا يقطع باستحالة وقوعه, أو علم ببينة أخرى كذبه في دعواه
فكيف نقطع مع وجد الاحتمال, فالقطع ينافي الاحتمال عقلا وشرعا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 05:55]ـ
لقد ذكرت أخي الكريم في المشاركة رقم 12 أنه من ادعى العذر ولم يأت ببينة على دعواه، ولم يمكن تحقق صدقه، يحكم عليه بالكفر ظاهراً، أما باطنه فنكله إلى الله.
فقولي "مقطوع بكفره" أي "ظاهراً" .. ولا نقول باطناً، بل نكل أمره إلى الله.
كحال الزنديق الذي قُدر عليه وأظهر التوبة، يحكم عليه بالقتل والكفر، ولا تقبل توبته، ولكن لا يقال إنه كافر باطناً، فقد يكون صادقاً في توبته.
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شريطه "الإيمان":
إذا تبين ذلك من حيث الكفر؛ يعني يحصل سلب الإيمان بهذه الأشياء، ونعني بها سلب أصل الإيمان، فإنّ الحكم بعدم الإيمان، الحكم بالتكفير بعد معرفة الكفر، بعد قيام الكفر بالمعين، أو قيام الكفر بالطائفة، الحكم بالتكفير إنما هو لأهل العلم، ليس لكل أحد؛ لأن تحقيق اتصاف هذا المسلم لمكفر من المكفرات حتى يُخرج من دين إلى دينه هذه مسألة إلى نظر عالم مجتهد فقيه، يعرف الشروط ويعرف المونع، ويعرف ما يعذر به المرء وما لا يعذر به، ونحو ذلك حتى يتم هذا الأمر.
وإذا تقرر هذا، فالأحكام هذه دائرة على الظاهر، بمعنى أنّ من قام به الكفر فهو كافر ظاهراً، ولا يقال له كافر ظاهراً وباطناً؛ يعني يكون كافراً، يكون مرتداً كالمشركين في أحكام الدنيا، والآخرة إذا قامت عليه الحجة.
فهناك أحكام دنيوية وهناك أحكام أخروية، فأحكام الدنيا بحسب الظاهر، وأحكام الآخرة بحسب الظاهر والباطن، والعباد ليس عليهم إلا الظاهر، وربنا - جل وعلا - يتولى السرائر.
فإذا أظهر طائفة كفراً أو معين كفراً، فإنه يكفره العالم إذا قامت الشروط وانتفت الموانع يكفره بعينه، ومن قام به الكفر أو قام به الشرك سواء كان معذوراً أو غير معذور؛ يعني لم تقم به الحجة، فهو كافر ومشرك ظاهراً.
والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 06:03]ـ
لا مناسبة بين ما نحن فيه وبين الزنديق
لأن الزنديق لا يعتد بتوبته في الظاهر, أما الذي أتى بمكفر وادعى أنه أتاه وهو على عذر فإنه تقبل توبته
وأرجو أن تجيب عن هذا السؤال:
من أتى بمكفر وزعم أنه كان ذا عذر في ذلك, وأمكن تصديقه واحتمل, ولكن لم تكن له بينة على صدقه, فهل تقطع بكفره مع ذلك؟ وكيف تقطع بكفره واحتمال صدقه ينافي هذا القطع مع عدم وجود ما يجعلنا نقطع بكذب دعواه العذر
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 06:55]ـ
أخي الكريم،
أوردت مسألة الزنديق في قضية الحكم الظاهر، مع جواز كون الباطن مؤمناً .. وليس في مسألة قبول التوبة من عدمها.
فالزنديق يحكم عليه في الظاهر بالكفر، وإن أظهر الإسلام والتوبة، ولكننا لا نحكم على باطنه بالكفر، فهذا موكول إلى الله.
ومن أتى بكفر صريح وادعى العذر، ولا بيّنة على دعواه، فحكمه عندئذ هو كحكم الزنديق، يحكم عليه بالكفر ظاهراً، وباطناً نكل أمره إلى الله .. هل هو صادق في عذره أم لا؟ هذا لا يعلمه إلا الله.
أما سؤالك، فهو بحسب نوع المكفر الذي وقع فيه.
فإن كان مما يتعلق بأصل الدين، كسب الله تعالى أو دين الإسلام، أو مظاهرة المشركين على المسلمين، أو غير ذلك، مما لا يعذر المرء فيه المرء بشيء سوى الإكراه (مع استثناء مسألة المظاهرة، حيث إن الإكراه فيها غير معتبر)، ولم يأت ببينة على إكراهه، فهذا لا يقبل منه، مهما أتى من دعاوى.
وتقول: "وأمكن تصديقه واحتمل" .. التصديق لا يكون إلا بالبرهان، وليس بالمشاعر والأحاسيس.
قال عمر - رضي الله عنه -: "إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة ".
أما في المسائل التي يصح فيها التأويل عذراً، فهذه لا يصح التكفير فيها بمجرد الفعل، حتى تقام الحجة وتنجلي الشبهة.
والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:42]ـ
يحكم على الزنديق في الظاهر بالكفر لأنه يظهر الكفر فإذا أخذ به أظهر التوبة, فإذا ترك عاد للكفر, فإن أخذ أظهر التوبة وهكذا
وأما غير الزنديق فمتى أظهر التوبة قبلت توبته ظاهرا, ولذلك شرعت الاستتابة
هذا أمر,
والأمر الآخر أنك رديت مسألتنا لمسألة العذر بالجهل والتفريق بين ما كان متعلقا بأصل الدين وغيره مما يصح التأويل فيه عذرا, وهذا خروج عن مسألتنا, وذلك أني قيدت العذر الذي نمتنع لأجله عن تكفير المدعي له إن أمكن تصديقه بقولي: (وكان ذلك العذر يصلح مثله لمنع التكفير)
ولا نريد أن ينجر الكلام لما يعذر به وما لا يعذر, فتلك مسألة أخرى, ولكن لنتفق على التأصيل, أن من ادعى عذرا يصلح مثله لمنع التكفير, واحتمل صدقه, فإن يقين إسلامه لا يزول, لأن احتمال صدقه ينافي القطع الذي يلزم لرفع حكم الإسلام عنه في الظاهر
وأما أثر عمر, فأنا أقول به, ولكن الظاهر هنا لم يثبت, لاحتمال ثبوت المانع الذي ادعاه
فهذا الرجل الأصل فيه الإسلام, وقد ادعى عذرا يؤيد بقاءه على الأصل, وهو أدرى بنفسه فالقول قوله
وحتى لو كان الناقض يتعلق بأصل الدين, فإنه قد يدعي أنه سبق لسانه لكلمة لم يقصدها, أو يدعي من وطأ مصحفا أنه لم يره, وغير ذلك من الاحتمالات التي يجب أن ينظر إليها في حق من ادعى وجود العذر لمن أراد أن يحقق المناط ويجتهد في تكفيره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 09:30]ـ
السلام عليكم،
بارك الله فيك أخي ..
تقول:
أن من ادعى عذرا يصلح مثله لمنع التكفير, واحتمل صدقه, فإن يقين إسلامه لا يزول, لأن احتمال صدقه ينافي القطع الذي يلزم لرفع حكم الإسلام عنه في الظاهر
احتمال الصدق هذا، ما داعيه؟ هل هي القرائن والأدلة الظاهرة؟ أم فقط المشاعر والظنون؟
فمثلاً رجل رؤي يستهزئ بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو يسب الله تعالى .. ثم هو بعدها ادعى الإكراه، قال مثلاً: كان بجانبي رجل قال لي إن لم تفعل ذلك قتلتك .. ولم يمكن التثبت من ذلك، فهل هذا نحكم عليه بالكفر أم لا؟ وقرائن حاله لا تنم عن إكراه.
أما إن كان احتمال صدق عذره قائماً بالقرائن الظاهرة والبراهين البينة، حتى وإن لم تصل إلى درجة القطع، فلا يزول عنه الإسلام.
هل نتفق حتى الآن؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 09:46]ـ
احتمال الصدق داعيه النظر في الواقعة وهل يتطرق لها الاحتمال أو لا, ولا دخل لها بالمشاعر, وكذلك لا دخل لها بالقرائن, فباب التكفير ليس بابا للقرائن وإنما يعمل فيه القطع فحسب
ويا أخي الفاضل, القرائن إن دلت دلالة قطعية على امتناع صدقه, كأن يكون استهزئ وهو يضحك أو على هيئة يمتنع عقلا أن يكون عليها المكره, فهذا دعواه الإكراه لا يمكن تصديقها, فيكفر ولا كرامة
أما إن كان صدقه فيما ادعاه محتملا, كمثال المصحف الذي ذكرت لك, فكيف نحكم بكفره مع وجود الاحتمال, والتكفير لا بد فيه من يقين ولا يكفي غلبة الظن
مع العلم أنه إن قامت قرائن على كذبه ولكنها لم تكن قطعية بحيث يقطع بكفره, فإنه من الممكن أن يعزر ويوجع ضربا, لئلا يتقحم أهل النفاق الكفر ويدعوا وجود الإكراه أو غيره بلا بينة, لا سيما إن تعلق الأمر بالذات الإلهية أو جناب النبوة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 05:01]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم، واضح وأتفق معك.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 01:40]ـ
السلام عليكم،
أخي الكريم، لديّ سؤال لو تفضلت ..
يقول ابن حزم - رحمه الله - في الفصل (3/ 253) في رده على أهل الإرجاء: " لو أن إنساناً قال: إن محمداً - عليه الصلاة والسلام - كافر وكل من تبعه كافر وسكت، وهو يريد كافرون بالطاغوت، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} [البقرة: 256]، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر.
وكذلك لو قال إن إبليس وفرعون وأبا جهل مؤمنون، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر، وهو يريد أنهم مؤمنون بدين الكفر .. " اهـ.
فكلامه هذا محتمل، فهو قد يقول: أنا عنيت أنه كافر بالطاغوت .. فكيف قطع ابن حزم هنا بكفره؟
وقد يأتي آخر ويقول: نبي الله فلان كافر، ثم يقول: عنيت به أنه مزارع، وليس كافراً بالله.
فكيف يقطع ابن حزم بكفر هؤلاء؟
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 05:27]ـ
السلام عليكم،
أخي الكريم، لديّ سؤال لو تفضلت ..
يقول ابن حزم - رحمه الله - في الفصل (3/ 253) في رده على أهل الإرجاء:
فكلامه هذا محتمل، فهو قد يقول: أنا عنيت أنه كافر بالطاغوت .. فكيف قطع ابن حزم هنا بكفره؟
وقد يأتي آخر ويقول: نبي الله فلان كافر، ثم يقول: عنيت به أنه مزارع، وليس كافراً بالله.
فكيف يقطع ابن حزم بكفر هؤلاء؟
وجزاك الله خيراً
قال بعدها:
فصح عند كل ذي مسكة من يتحيز أن اسم الإيمان والكفر منقولان في الشريعة عن موضوعهما في اللغة بيقين لا شك فيه وأنه لا يجوز إيقاع اسم الإيمان المطلق على معنى التصديق بأي شيء صدق به المرء ولا يجوز إيقاع اسم الكفر على معنى التغطية لأي شيء غطاه المرء لكن على ما أوقع الله تعالى عليه اسم الإيمان واسم الكفر ولا مزيد وثبت يقيناً أن ما عدا هذا ضلال مخالف للقرآن وللسنن ولإجماع أهل الإسلام أولهم عن آخرهم وبالله تعالى التوفيق
انتهى
فهو يقول بانتفاء احتمال اللفظ لأمر آخر كالذي زعم المعتذر أرادته
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 05:34]ـ
للمتابعة
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 06:02]ـ
وهناك نص له قبل هذا الذي ذكره لعل من المناسب إيراده, حيث يقول:
" وليس قول الله عز وجل ولكن من شرح بالكفر صدراً على ما ظنوه من اعتقاد الكفر فقط بل كان من نطق بالكلام الذي يحكم لقائل عند أهل الإسلام بحكم الكفر لا قارياً ولا شاهداً ولا حاكياً ولا مكرهاً فقد شرح بالكفر صدراً بمعنى أنه أن يقولوه وسواء اعتقده أو لم يعتقده لأن هذا العمل من إعلان الكفر على غير الوجوه المباحة في إيراده وهو شرح الصدر به "
وركز على قوله: لأن هذا العمل من إعلان الكفر على غير الوجوه المباحة في إيراده وهو شرح الصدر به. انتهى
فإعلان الكفر بغير وجه مباح كالحكاية والشهادة والقراءة أو الإكراه شرح للصدر بالكفر
ففي مسألأة من قال: محمد كافر, ابن حزم يقول بتكفيره لأنه بقوله محمد كافر قد شرح صدره بهذا الكلام, سواء اعتقده أم لم يعتقده, ما لم يكن حاكيا أو شاهدا أو مكرها
لا أنه يكفره لأنه لم يأت ببينة على إرادته بهذا الكلام أنه كافر بالطاغوت, فتنبه ..
وتأمل ما ذكره ابن حزم: لا قارياً ولا شاهداً ولا حاكياً ولا مكرهاً. انتهى
فهذه الأعذار لو ادعاها أحد, وقال مثلا: أنا كنت حاكيا, فإنه إن أمكن تصديقه لم يُكَفّر
ولو كان عندك نص لابن حزم أو غيره في أن مدعي هذه الأعذار لا بد له من البينة عليها فأسعفنا به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 06:21]ـ
وبعبارة أخرى لعلها تكون أوضح:
ابن حزم يكفر من قال: (محمد كافر) وسكت, ولو كان يريد بذلك أنه كافر بالطاغوت, لأن ذلك من إعلان الكفر على وجه غير مباح وهو شرح للصدر به.
لا أنه يكفره بهذه المقولة لعدم البينة على صحة دعواه أنه أراد بها أنه كافر بالطاغوت, ولو كان له بينة لامتنع عن تكفيره, بل يكفر بها مطلقا
فابن حزم حكم بكفره بقطع النظر عن اعتقاده, وهو أورد هذا المثال ليرد على المرجئة في احتجاجهم بالمعنى اللغوي للإيمان والكفر على أنه يكون بالقلب والإقرار باللسان دون العمل بالجوارح, فأرد أن يلزمهم بالإجماع على كفر هذا القائل دون نظر لاعتقاده
ولو كان مقصوده أنه يكفر لعدم البينة على اعتقاده, لكان معنى ذلك أن الامتناع عن تكفيره متوقف على معرفة اعتقاده, وهذا عين ما يريد ابن حزم أن ينقضه, ويؤسس لكون الإيمان والكفر اسمان شرعيان يحصلان بالعمل, وأن الكفر يكون بما حكم الله بكفر فاعله من العمل
فهو يقول: في هذا المثال لم ننظر لاعتقاده, فكيف تجعلون المناط في الاعتقاد وتهملون العمل
ولا يجوز أن يفهم كلامه على وجه يجعله معتبرا للاعتقاد لو ثبت, فهذا يجعل احتجاجه على الخصم غير متأتي
هذا فهمي لكلامه رحمه الله, والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد الصادق الأمين
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 05:01]ـ
السلام عليكم،
أخي الكريم، جزاك الله خيراً على ما جهدك .. ولكنني لم أعن الذي ذهبت إليه.
لقد قلت في المشاركة رقم 30 أنني أتفق معك فيما ذهبت إليه، ولم تكن مشاركتي اللاحقة اعتراضاً على ما اتفقنا عليه، بل كانت سؤالاً في أصل الموضوع، وهو: هل نحكم عليه بالكفر ظاهراً وباطناً أم فقط ظاهراً؟
فابن حزم قطع بكفر من يقول بمثل هذه الأقاويل، ولكن هل عنى بذلك الكفر الظاهر؟ أم أنه أيضاً يعني به الكفر الباطن؟
ما أفهمه من كلامه الذي وضحته أنت أنه يعني الكفر الباطن كذلك .. لأنه استعمل المصطلحات الشرعية الظاهرة الواضحة (كافر) و (مؤمن) في معنى لم يرده الشرع، فكفر بذلك، مهما أضمر من نية.
هذا مفهوم .. ولكن ما حكم من استعمل هذه الألفاظ بالمعنى اللغوي وليس الشرعي؟
لقد أثيرت أمامي مسألة لم أحر لها جواباً، وهي في رجل قال: نبي الله آدم كان كافراً .. وهو يعني بذلك مزارعاً.
فهو استعمل هذا اللفظ بالمعنى اللغوي، كما استعمله الله تعالى من قبل .. وما أفهمه من كلام ابن حزم أن مثل هذا يكفر كذلك؟
وهناك ألفاظ أخرى، مثل رجل يقول: أنا كافر باللاهي .. والجميع يسمعها: بالله .. ولا ريب أن الناس تكفره .. ولكن سؤالي هو: هو في باطنه وعلى لسانه كذلك عنى معنى لغوياً لا يكفر به، فقد يرفع هذا عنه حكم الكفر الباطن؟ .. وهل نحكم على هؤلاء أصلاً بالكفر قبل التحقق من مرادهم؟ .. أم نأخذهم بالمعاني الشرعية وبما سُمع من كلامهم؟
وهناك أفعال وألفاظ كثيرة على هذا المنوال ..
كرجل سجد أمام الصنم مضطراً غير مكره، وهو يعني بذلك السجود لله .. هل نقطع بكفر باطنه؟ .. كما ذكر ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى:
وما كان كفراً من الأعمال الظاهرة: كالسجود للأوثان وسب الرسول ونحو ذلك فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن، وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن ولم يقصد بقلبه السجود له بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك كفراً، وقد يباح ذلك إذا كان بين مشركين يخافهم على نفسه فيوافقهم في الفعل الظاهر ويقصد بقلبه السجود لله، كما ذكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين حتى دعاهم إلى الإسلام فاسلموا على يديه، ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر
هنا الفعل كفر ظاهر، ولكن في حقيقته الباطنة ليس بكفر، حيث إن السجود هو لله، وليس للصنم.
ولكننا عندما نحكم على أمثال هؤلاء، نحكم عليهم بالكفر لما ظهر لنا من فعلهم، ولكن هل نحكم على بواطنهم كذلك؟
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 06:13]ـ
أخي أنا داخلت في نقطة معينة رأيت أن تصحيحها أمر ملح, وأما سائر الموضوع فأعفني منه ما دمت قد وافقتني في ما داخلت فيه, والحمد لله(/)
حمل البوم: أفراخ الإفرنج للشيخ بدر بن نادر المشاري
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هم أفراخ الإفرنج.
* كيف ومتى نشأت أفراخ الإفرنج.
* مخططاتهم وحقائق تكشفهم.
* أفراخ الإفرنج والحصاد المر.
* كيف نواجه هؤلاء الأفراخ.
* مشاريعهم الكبرى.
* الثالوث الخطير (العلمانية - واللبرالية - والحداثة).
* قواعد ومتطلبات.
* رموز ومصطلحات.
: ألبوم في شريطين للشيخ بدر بن نادر المشاري:
: للحفظ:
http://www.twbh.com/sounds/al_afrang.rm
: المصدر:
http://www.twbh.com/sounds.php?ID=771
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 06:17]ـ
يستحق التثبيت ...
أنصح الجميع بالإستماع لهذا الشريط الرائع ونشره بين المنتديات ..
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 07:10]ـ
جازاك الله خيرا أخي على مجهودك الرائع
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 03:20]ـ
وخيرا جزاك وبارك الله فيك(/)
الحزب المسيحي الهولندي كرسيتان اوني والشواذ!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 09:56]ـ
اعلن الحزب المسيحي الهولندي كرسيتان اوني وهو حزب متشدد -قام بتشكيل الحكومة مع احزاب اخري بعد سقوط الحكومة السابقة بسبب قضية الصومالية هرشي علي-! -قال انه لايمنع من قبول اعضاء اليه من الشواذ من النساء والرجال وهل يمكن ان يصل عضو الي منصب داخل الحزب الاجابة نعم ولكن الي اي مدي يمكن ان يصل -النقاش مازال مستمرا!
مع انه حزب متشدد
طبعا هذا يدخل في التطورات داخل المسيحية البروتستانية واحزابها السياسية وضغط الواقع العلماني عليها!
كان الكلام اليوم علي الموضوع في التلفزيون الهولندي
طبعا الحزب متشدد بالنسبة للمجتمع العلماني الهولندي ولكن يااخوان هذا المجتمع المسيحي المتشدد يمارس اعضاؤه الجنس قبل الزواج والتقبيل كل مايتعلق بالعلاقة كما انهم يستغربون عندما تقول لهم ان الذهاب الي المسابح والشواطيء وخلع الملابس مخالف للمسيحية التي يؤمنون بها ويقولون في ذلك ان هذا امر لايتعارض مع مسيحيتهم
ربما يكون هذا جديد علي البعض هنا ولكن ذكره يبين درجة التحلل ليس في واقع نصاري الغرب ولكن في معتقداتهم واخلاقهم وقيمهم التي اظن انها لم يبقي منها شيء مما نتصور انه مازال ملتزم به
اللهم الا في قلة قليلة جدا في بعض القري -وهي لم تعد قري بالمعني المعروف عندنا ولاشكل القرية ولا ملابس اهلها-
كتبته بسرعة واسف علي عدم الاتقان في العرض واللفظ!(/)
والغاية،،،،؟
ـ[علي التمني]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 08:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يجري في هذه الفترة في البلاد السعودية من التمرد على شرع الله في أمور كثيرة وأخطرها بلا ريب - وكلها خطيرة - السعي من خلال القرارات النافذة إبى تثوير المرأة في البلاد السعودية ضد أحكام الشرع الحنيف الذي هو حكم رب العالمين وشرعه، ولا ريب أن جريمة الاختلاط تأتي على رأس الجرائم التي تقترفها تلك القرارات من جهات مختلفة وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام من خلال القنوات التلفزيونية الثلاث الإخبارية والولى والرياضية، ومن خلال إذاعة البرنامج العام من الرياض والبرنامج الثاني من جدة - واليوم في إذاعة البرنامج الثاني من جدة برنامج يقدمه رجل وامرأة وتسأل المرأة الرجل بكل وقاحة وغنج: هل تكفينا فطيرة البتزا هت؟ ثم يتضاحكان على الملأ وكان ذلك عند الساعة الثانية والربع ظهرا تقريبا وهو برنامج يعني بالأخبار المحلية، أليس هذا اختلاطا وفجورا وانحراف عن شرع الله؟؟ - ووزارة الصحة والشؤون الصحية في الحرس الوطني.
والجريمة الثانية التي تحاول الأقلية المتمردة في البلاد السعودية معاندة حكم الله الذي يقضي بأن الأصل هو قرار المرأة في بيتها إلا ما دعت إليه الضرورة، ولكن الفئة المتمردة في البلاد السعودية تعمل جهدها لإقناع المرأة بهجر بيتها وهجر حكم ربها وإقناعها بأن العمل خارج البيت حق لها، بل واجب وطني عليها؟؟ وهذا يعني هدم البيت المسلم من أساسه، لأن قيام البيت إنما هو بالمرأة، فإذا هجرت النساء بيوتهن نزولا عند فكر الفئة المتمردة، فمن يعني بالبيت وخاصة الأطفال والاولاد؟ هل سنستورد لههم أمهات من خارج البلاد؟ وهل فكرت الفئة المفسدة المتمردة في بطالة الشباب؟ إنه جر البلاد بعيدا عن نهج الله وشرعه وهديه، لتكون المرأة ألعوبة في أيدي المفسدين المتمردين على شرع الله، لأن قرارها في بيتها يحرمهم من ذلك، ولأن التقيد بحرمة الاختلاط وجرمه يحرمهم من ذلك، فهل نستيقظ قبل الكارثة التي لا ترد عمن يتمرد على شرع الله ويرضى بذلك ويسكت عن مقاومته كائنا من كان؟؟.
وها هي الدعوات المحمومة التي تتزعمها وسائل الإعلام التابعة لوزارة الثقافة والإعلام التي دخلت مسعى جديدا ومضمارا آخر لإفساد البلاد وهدم ثوابتها من خلال تثوير المرأة على الحياء الشرعي ومكان المرأة من شرع الله حين أخذت أبواق الشر تتداعي لغسل عقول النساء بجرهن إلى مستنقع الرياضة النسائية ـ حتى رأينا مذيعين رجالا يتعرضون لبنات المسلمين في الأسواق والشوارع يسألونهن - هكذا في تحد لقيم المجمتع ولغيرة الرجال واعراضهم ولعفاف النساء وكأننا في بلد إباحي وليس البلاد السعودية - هكذا يسأل بنات الرجال ويتعرض لهن: أين تريدين أن تمارسي الرياضة؟ وهذا ما قامت به قناة الشر الرياضية التابعة لوزارة الثقافة والإعلام؟؟
أين المسؤولون من هذا الاستهزاء بدين الله ثم بنظام البلاد وأسسها وثوابتها؟ وأنين العلماء من هذا الشر المستطير الذي تقوده الفئة المتمردة بقراراتها الخطيرة وممارساتها المدمرة التي لم تجد من يقول لها:قفي،، إن هذه البلاد هي بلاد الحرمين وبها مهبط الوحي،، هذه البلاد ليست كغيرها، فالعقد بين الحاكم والرعية هو شرع الله وكل تمرد على شرع وخاصة في مسألة المرأة هو تمرد على هذا العقد وهذه البيعة!!.
وإذا كانت وزارات في الدولة تقود هذا التمرد على شرع الله، فأين ياترى نجد التقيد بنهج البلاد ودستورها وثوابت الدولة؟؟
يجب أن تعود الأمور إلى نصابها وإلى الخط الذي وضعه وثبته المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، ويجب أن نقف جميعا رعاة ورعية في وجه الفئة المتمردة التي اتضحت حقيقتها وانكشفت أهدافها وبانت غا يتها؟؟.
علي التمني
أبها / الأربعاء 16/ 5/1429
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 02:00]ـ
يقول الدكتور محمدمحمد حسين:
((((القائمون برفض رجوع المراة لميدانها الأصيل-البيت- أحد شخصين:
إما مفتون بحضارة الغرب أعمته الفتنة عن اكتشاف عيوبها،
أو طالب متعة من غير وجهها الحلال لايريد أن يحرم نفسه متعة الحديث والنظر)))) ا. هـ (كتاب أزمة العصر)
كلام الاستاذ واضح لكن بمعنى عامي إما رجل ذهب للغرب أو سمع عنه فافتتن أو رجل شهواني يريد المنكرات ليفعل ما يريد.
وأصحاب تحرير المرأة إما أصحاب شهوات او شبهات.(/)
ماذا قال الشيخ الدكتور عن خدعة التحليل السياسي الأعمى واجتياح بيروت؟؟؟
ـ[علي التمني]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 08:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الله والفرح بالاجتياح؟!!
د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
شغل هذا الحزب عقول الناس، ولامس مشاعرهم المحبطة بشيء من التفاؤل، بصموده أمام الجيش الإسرائيلي صيف العام المنصرم، فكان عند كثير من المسلمين مصدر عزة وفخر، وحينما تكون الأمة في يأس شبه مطلق، فإنها تفرح بأي شيء، فتصف مجرد الصمود، ولو صاحبه خسائر تفوق القدرة، بالنصر المؤزر، فما لحق بيروت والجنوب اللبناني من دمار وقتل، يفوق بكثير ما لحق بإسرائيل، فإسرائيل لم يدمر منها شيء، ولا بلدة، ولا قرية، ولم يقتل من اليهود سوى اليسير ..
ذلك حدا بأمين عام الحزب أن يصرح أنه لم يكن يتوقع حصول ما حصل ولا بنسبة واحد بالمائة؛ أي كانت مغامرة غير محسوبة، لكن قدر الله كان مقدورا.
مع كل ذلك، فرح الناس بالصمود، وارتفعت هامة أمين عام الحزب، وصار الحزب أمل الأمة، وصمّ كثير من السنة - من النخب وغيرهم - آذانهم عن سماع ما يدور عن الحزب من حقائق، لا تخفى عن المراقب البعيد والقريب على حد سواء، توضح وتشير إلى علاقته بإيران، وأهدافه التوسعية السياسية والطائفية في المنطقة، وعادوا على كل من تكلم بتوضيح هذه الحقائق، باتهامه بالطائفية، وإثارة النعرة المذهبية، وقلة الفهم السياسي، واتباع خدع التحليلات العقدية.
وبما أن المنطلقات مختلفة، فلم يكن مستغربا هذا التناقض:
فهذا ينطلق من دراسة عقدية، ونظرة سياسية، يصبغها باستقراء تاريخي، وترقب التحركات السياسية والعسكرية لإيران في المنطقة، ورصد ما تحققه على الأرض من نتائج، يراها البصير رأي العين.
وهذا ينطلق من منطلقات جمعية وحدوية، كيفما اتفقت، دون البحث في الجذور والأصول، ونوع الاتفاق والاختلاف، وأثر ذلك على الاجتماع والوحدة، سلبا أو إيجابا، غاضا الطرف عن كل ما يدور ويجري في المنطقة من أحداث، معرضا عن الأهداف الاستعمارية والطائفية، وكلها على حساب السنة خصوصا.
فهذا النوع من الاختلاف يصعب معه التلاقي، ولو مع البرهان الدامغ.
وفي حوادث الأيام الماضية؛ حيث اجتاحت ميليشيا حزب الله بيروت الغربية السنية، وفرضت سيطرتها بالكامل، بدا لأولئك الذين غردوا للحزب وأمينه خصوصا، ما لم يكن في الحسبان ..
بعد هذا كان لا بد للأقلام أن تتكلم، فتوضح وتذّكر بما سلف منها من بيان، حول حقيقة الحزب وأهدافه الطائفية المقدمة على كل شيء، وهي عقيدة مستقرة فيه، كما استقر اعتقاد لدى معارضيه: أن الالتقاء معه متعذر، باختلاف الأصول والأهداف، إن لم يكن محالا.
قد كان حدث اجتياح بيروت، واستعراض القوة والسلاح، آية وشاهد، فلطالما تعالى صوت أمين عام الحزب حسن نصر الله: أنه سلاح موجه ضد العدو فقط.
أما الآن فهو موجه ضد أبناء لبنان.
وبهذا فقد الحزب كل الثقة والأمل وحسن الظن، الذي كان حازه بصموده، فمحا آثار ما سمي نصرا مؤزرا، فمن هذه الناحية: نعم، قد هزم. أما من ناحية الواقع السياسي والعسكري فالحقيقة التي لا تقبل الجدل: أنه ما يزال ينتقل من نصر إلى نصر. فقد أجبر الحكومة اللبنانية على التراجع، ولو ضمنا، عن قرارها بإقالة مسئول أمن المطار، وهو محسوب على الحزب، بجعل الأمر في عهدة الجيش.
وفي هذا دلالة واضحة: أن الحزب بات يفرض واقعا جديدا في لبنان، ففي كل مرة سيهدد بقوة السلاح، ليفرض ما يريد من قرارات تمس البلد بأكمله، وإذا سارت الأمور على هذا النحو، فليس من المستبعد أن يسيطر على لبنان بالكامل، وبذلك يتكامل الحلم الشيعي بإقامة الهلال الشيعي، من العراق مرورا بسوريا حتى لبنان، وتصدق أماني نبيه بري لما قال: هلال شيعي في قمر سني.
هذا يقال لمن وصف إقدام الحزب على الاجتياح: أنه هزيمة. نعم هو هزيمة معنوية، حيث فقد الثقة والتعاطف السني، وقد لا يبالي كثيرا بذلك، لكن في جهة الواقع السياسي والعسكري هو المنتصر، وإذا قابلنا هذا بالعواطف، فلا قيمة للمشاعر على الأرض.
في هذا الصدد: لم يكن أحد من المعارضين للحزب في توجهاته وسياساته، يتمنى منه خطوة كهذه، يكون الضحية فيها أهل السنة في لبنان.
والمحلل العقدي أو السياسي إذا ذكر وحذر من بوادر أزمة قد تلم أو توشك بالمنطقة أو الأمة، بمعرفته بسير الحوادث وآثارها، الحاصلة من دراسة التاريخ والوقوف على التجارب السابقة، فإنه لا يمكن بحال القول: إنه يتمنى حصول الأزمة. كي تثبت نبوءته، فيبدو دقيقا بعيدا عن الخطأ، فضلا أن يقال: إنه يفرح بها إن حصلت. حتى تكون شاهدة على صدقه، وتحريره.
كيف يتمنى ذلك، وهو جزء من الأمة؛ أي إنه سيعاني مثل ما تعانى؟.
وكيف يفرح، وهو من جسد واحد، يألم إذا تألم منه عضو؟.
هذا كعالم جيولوجيا تقرر عنده بواسطة الأجهزة قرب حصول زلزال أو بركان، فقوي ظنه حتى بلغ شبه اليقين أو اليقين نفسه، فحذر السكان وأمرهم بالإخلاء، هل يقال عنه: إنه يتمنى حصول تلك الكارثة، ويفرح بها إن حصلت. حتى لا يبدو أمام السكان والعالم مخطئا، أو مخدوعا بآلاته؟.
لم نسمع بأحد قال كذلك!!!.
ومن يقول بأنه فرح بخطأ الحزب، حتى يقوم الشاهد، هو لا يدرك أن الذين كتبوا مذكرين لا يصدرون من مبدأ الشماتة، فذلك فعل الجاهلين، بل مبدؤهم الذي يصدرون عنه، معرفة الأفكار والدوافع، فلا يصح تبسيط كل هذا والإعراض عنه.
إن الذين لم يدركوا ولم يتوقعوا حصول الاجتياح، وتوجه السلاح إلى صدور الشعب اللبناني كان عليهم أن يدركوا الآن، بعدما صاحوا زمنا أن ذلك محال، ويصارحوا أنفسهم بأنهم كانوا على خطأ في تحليلاتهم، وفي دعوتهم بالإعراض عن التحليلات العقدية.
أما اتهام الذين حذروا وبينوا الحقائق ونصحوا بأنهم تمنوا، وفرحوا .. فهذا لا ندري أين نضعها؟.
تحت بند: خدعة التحليل العقدي؟.
أم السياسي؟.
أم خدعة التحليل النفسي؟!!!!.
منقول من موقع: صيد الفوائد.
www.saaid.net
نشر هنا: الأربعاء 16/ 5/1429
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 09:20]ـ
بسم الله
يرفع لأهمية الموضوع وقوة المقالة.
21/ 5/1429
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[27 - May-2008, صباحاً 12:55]ـ
بصراحة أنا أرى أن ما يحدث في لبنان وغيره مجرد تمثيلية، سيناريو وحوار: أميركا ويلعب بطولتها بالغصب: (الحكام) ويتفرج عليها ويصدقها الشعوب الغلبانة.
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 07:49]ـ
رأيي الشخصي أن التمثيلية لم تبدأ بعد وإنما الذي شاهدناه هو مجرد المقدمة فقط وإن كان أطرف مافيها هو الصفعة الهائلة التي تلقاها العماد ميشيل عون من شريكه في تحالف 8 آذار حسن نصرولا, تلك الصفعة التي سَمِعتْ دويها الخلائق في طرابلس الشمال والضاحية في الجنوب وصيدا. حيث خرج عون من كل هذه المفاوضات خالي الوفاض, كثيف البال, مطأطئ الراس لا كرسي رئاسة ولا ضمان بتمثيل مسيحي مشرف في قانون انتخابي جديد ولا أي شيء يستطيع أن يقدمه لناخبيه سوى "خيبة الأمل راكبه جمل".
وما زال المقربين من عون يتناقلون أنه حانق وغاضب على نصرولا لأن الأخير استخدمه كالحمار للعبور ليس إلا وأفهمه أنه مفاوض عن قوى المعارضة وحامل لأختامها ولا رأي إلا بمشورته ثم سرعان ما أكتشفَ أن حزبولا كان يُعِدّ له "خازوقاً" كبيرا حين رضي أخيرا حسن نصرولا - بضوء أخضر من سوريا وإيران - أن يحصل الرافظة في تسوية الدوحة على الثلث المعطل مقابل الموافقة على تنصيب الماروني "ميشيل سليمان" رئيسا للجمهورية وهو الاقتراح الذي قدمته قوى الموالاة ورفضه عون رفضا قاطعا في السابق لأنه كان يريد كرسي الرئاسة ووافق عليه في الدوحة حيث اكتشف انه مجرد حمار لحزبولا.
والذي أود ان ألفت النظر إليه هو التأكيد أن حزبولا وافق على التسوية في الدوحة فقط لأن سوريا قالت له: "خلاص ... وافق الآن يا نصرولا على عمل التسوية" مع العلم بأن نصرولا خرج من هذه التسوية منتصرا وحصل على كل ما يريده تحت سطوة السلاح وفوهات البنادق المتجه نحو رؤوس السنة في بيروت.
والذي عنده شك في ذلك فليراجع عقله ويمتحن ذكاءه وليتذكر أنه في نفس اليوم الذي حدث في ما قال عنه أمير قطر التسوية, أطلقت إيران مبادرتها بالقبول بمفتشين دوليين لمنشآتها النووية مقابل تعهد أميركي بعدم توجيه ضربات عسكرية للأراضي الفارسية وأطلقت سوريا أيضا رسميا انها تتفاوض مع إسرائيل بوجود وسيط مما يعني أن سوريا في ذلك اليوم حصلت رسميا على ما كانت تريده وترفضه إسرائيل وهو التفاوض حول الانسحاب من الجولان مقابل السلام وهو الشيء الذي أكده تلقائيا أولمارت بعدها بـ 24 ساعة حين أكد الخبر.
وأخشى أن تكون الأيام القادمة حبلى بأحداث جسيمة ستكون نتائجها كارثية على أهل السنة والجماعة في بيروت. لست متشائما ولكن القراءة المتأنية للأحداث في لبنان تملي سيناريو أشد قتامة بعد أن ظهر جليا أن اهل السنة في لبنان يراهنون على الجواد الخاسر في معركتهم مع نصر اللات وأن هذا الجواد الذي يراهنون عليه وملياراته أجبن من أن يدافع عن من وثقوا فيه وأمَّنوه على أعراضهم وممتلكاتهم.
وستشهد الفترة القادمة تصعيد خطير, ليس من جهة إسرائيل, فقد وَكَّلتِ الدولة الصهيونية عنها حزبولا للقيام بتدمير مناطق السُّنة في بيروت وإجهاض قوتهم بينما تقول هيَ بواسطة 5 فرق من الجيش الإسرائيلي تتمركز شمال إسرائيل بحماية ظهور جنود حزبولا وتوفير الغطاء لهم أثناء تحركهم نحو الشمال.
والموضوع معقد ومتشعب ولكن يسهل على المتبصِّر الفقيه بطبيعة الصراع العقدي في لبنان وجذوره التاريخية أن يقرأه ويتكلم فيه كلام كثير, كلامٌ أخشى إن قلته أن يضعني حتما تحت مقص الرقيب.
وأقول أخيرا إن الأمل معقود عليكم يا اهل الشمال يا أهل طرابلس الأبية السُّنية.
ـ[علي التمني]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 08:02]ـ
بسم الله
الأخ الأمل الراحل
أمريكا عدو للإسلام لا شك فيه، وهذا ما يصرح به زعماؤها ليل نهار، وزرعها الدولة اليهودية في فلسطين وإمدادها بالمال والسلاح والرجال لقتل المسلمين في فلسطين وتهويد القدس وتدمير الأقصى كله أدلة لا ينكرها إلا من لا عقل له، ولكن المهم هو تقوية الجبهة المسلمة لمواجهة التحديات كلها ومن ضمنها التحدي الذي يواجهه المسلمون في لبنان من قبل الطائفيين والعلمانيين وغيرهم من اعداء الإسلام والمسلمين.
ومقالة الشيخ لبنة في سبيل بناء وعي إسلامي بالتحديات والأخطار.
وفق الله الجميع.
2/ 6/1429
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 02:49]ـ
مقاله ضعيفه هشه
والكاتب عفا الله عنه كان في ذهنه مقال الدكتور محمد الأحمري
فلذالك ابتعد عن الكتابه المباشره عن الموضوع واصبحت المقاله كأنها موجه فقط للدكتور.!
وللأسف ان كاتب المقال والناقل لم يفهموا مايعنيه الأحمري بمقاله عن خدعة التحليل فتطرفوا جدا حيال كتابته
وألزموها ما لا تلزم من الأفكار والتحليلات.(/)
جناية بطرس على النصرانية / محاضرة صوتية
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 11:14]ـ
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله العظيم القبول والبركة
http://muslimchristiandialogue.com/modules...=38&lid=554
.
القيت في غرفة وسام. ليلة الخميس 21/ 5/2008
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - May-2008, مساء 11:57]ـ
الرابط لايفتح علي المحاضرة
المشهور هو جناية بولس علي النصرانية
وقد كتب نصف الانجيل الحالي او المسمي انجيلا او العهد الجديد كتب 14 رسالة منه وهو27 رسالة وهو من حرف حقيقة المسيح فاعطاه صفة اله واعطاه خصائص الالوهية واعطاه الرسالة العالمية وهي في الحقيقة لمحمد صلي الله عليه وسلم فاغلق الباب- وهو اليهودي علي اليهود بالايمان بالرسول العربي - ظن انه بذلك قد اغلق الباب علي الرسول العربي المحسود من يهود اغلاق محرف مزيف للحقيقة القدرية والرسالية والنبوية
طبعا -ظن انه اغلق الباب علي الرسالة العالمية الحقيقية!!! -اغلق الباب في عقول من كفر بالرسول العربي علي الايمان بمحمد بن عبد الله رسول الله وهو من نسل اسماعيل عليه السلام علي الايمان به كرسول للعالم كله بحيلة نسبت للمسيح الرسالة العالمية وليس لبني اسرائيل فقط كما قال المسيح انه لم يبعث الا لبني اسرائيل
ولم يجعل بولس المسيح رسول الي العالمين فقط انما جعل المسيح اله العالمين ايضا فمنع الايمان بمحمد رسول الله رسولا للعالمين بالتحريف وكتمان الحقيقة عن قومه وبلاد اليونان والرومان وساعدته الفلسفة والتهويل في ذلك
ومن ثم منع الايمان بشريعة الاسلام بل منع الايمان والالتزام بشريعة لها اصل سماوي ولو كانت شريعة موسي عليه السلام التي اضاف اليها وحذف منها كهنة يهود الكثير
وذلك المنع لللعمل بشريعة موسي انما كان بحجة ان ناموس المسيح -خطته للقتل المزعوم علي الارض كاله وبقية مافي قصة الفدية التي كان المسيح اول الكافرين بها من قومه! -وهي التي زعم بولس انها-اي الفديمة المزعومة- الغت الناموس الموسوي وانه مهما التزم الانسان بالشريعة فهي غير منجية ولامطهرة وانما المنجي عند بولس -الذي تبعه المليارات من البشر من يوم التحريف الي يومنا هذا! -هو ان يؤمن البشر بضرورة قتل الاله علي الارض في صورة بشر لان هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول علي الغفران من الذنب الاول للبشر والحصول من ثم علي الحياة الابدية
وصارت الكلمة المشهورة كالهشيم الراكد في النفوس المسيحية لبولس هي ان محبة الله هي قتل الاله وذبحه وعلي الارض وفي مركز القداسة اورشليم والمذبج الاكبر وعلي يد الكهنة او برضاهم! وان الاله بذل ابنه الذي هو نفسه لانه احب العالم فالله محبة هكذا يفترون علي الله!
وهكذا هي المحبة البشرية لله عند المسيحية وهي ان يتواطؤوا علي قتل الاله والتحريض علي قتله ونسبة ضرورة ذلك الي الشريعة-التي الغاها بولس الا ماينفعه منها في سيناريوه الجديد! -من ضرورة لعن من يوضع علي صليب وان الاله وضع نبوات بذلك في العهد القديم!
اما بطرس فلنسمع المحاضرة ان شاء الله ولكن اين هي-ابتسامة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 12:13]ـ
عجيب أن لا يعمل الرابط
ابحث في جوجل عن موقع غرفة الحوار الإسلامي المسيح، وتجدها في صدر الصفحة الأولى
أو تفضل من هنا
http://muslimchristiandialogue.com/modules/mysounds/singlefile.php?cid=38&lid=554
أو من هنا
http://www.muslm.net/vb/showthread-t_296614.html
.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 01:34]ـ
جزاكم الله خيرا
الان اسمع المحاضرة وابتسمت ابتسامة قريبة من الضحك لما قرات عنوانها-ابتسامة
وذلك اني ظننت انك تقصد بجناية بطرس -عنوان الرابط هنا! -اي بطرس الكتاب المقدس واذا بي وانا افتح الرابط الجديد اجد انك تقصد ذكريا بطرس
ولعلمي ان بطرس اقل من بولس في الجناية باشواط كثيرة لو صح التعبير فقد علقت بما تقدم مستغربا ان يكون العنوان عن بطرس الكتاب المقدس صاحب الرسائل من العهد الجديد
فقلت في نفسي يبدو ان المحاضرة ستكون عن رسائل بطرس ومقارنتها بغيرها ومدي تورط بطرس في الجناية العظيمة
خصوصا وهناك نص استغلته الكنسية الكاثوليكية-وغيرها مثل الارثوذكية وشهود يهوه وغيرهم- عن بطرس بانه الصخرة وان مايحله في الارض يحل في السماء فجعلته الكهانة ان ماتشرعه مهما كان فهو تشريع السماء لاينقض وهو ماادي الي كوارث في التاريخ المسيحي
وغير ذلك من امور
لكن المحاضرة عن ذكريا بطرس ولذلك فهي لاشك بداية لحرق ذكريا بنار الرد الاسلامي الحارق للشبهات والافتراءات
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 01:34]ـ
فهمت مرادك من كلامك، والمحاضرة تحمل كما من المفاهيم الإسلامية (الحركية) في مواجهة الجاهلية، والقصد العام منها التهييج .. أو تقليب الكافرين بعضهم على بعض. فهل تراها أصابت هدفها؟ أعني المحاضرة.
أما رسائل بطرس، وخاصة الرسالة الثانية فكثيرون على أن بطرس المعني ليس هو كاتبها.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 06:16]ـ
المحاضرة عموما وبحد ذاتها فتح كبير لانها بداية علمية للرد علي ذكريا بطرس وهي كما يلاحظ بداية ورد عام لم يدخل الي التفاصيل والرد عليها
وربما كتابكم الذي ساحاول ان شاء الله الاطلاع عليه قام ببعض الرد التفصيلي علي اباطيل هذا الرجل الذي يعبد رجلا مصلوبا سماه الها وهذه وحدها تدل علي ان عقله نزل الي مستوي الوثنيين وعباد البقر ودافع عن خيالات سخيفة للنصاري في حق الالوهية من ضرورة قتل الههم علي الارض ليحصلوا منه علي الحياة الابدية وانا ادخلها في عنف الامم ضد اولادها الامم الوثنية التي كانت تقدم اولادها فدية وتقدمة-بالحرق والذبح والالقاء- للالهة المزيفة لترضي عنهم
وانا اقول بان هذه العقيدة هي اعنف عقيدة علي الارض عقيدة تطالب بقتل الاله لاستمرار الحياة البشرية ووراثة الفردوس
بل ونسبة هذه الضرورة الي الاله بانه مهد لقتله علي الارض في يوم يعتبره النصاري من اعنف ايام التاريخ ويصوروه مشاهد و افلاما ومآتم سنوية في عشاء رباني ومع ذلك فيجعلونه امرا كان من الضروري حدوثه وكان لابد للبشر ان يقدموه ذبيحة علي الارض لخلاصهم
فاذا اعتقد انسان هذا فلاشك ان ميزانه في الحكم علي بقية القضايا سيكون منحرفا جدا ومهزوزا جدا وعنيفا جدا ونحن بعد ماريانا العنف في الحروب الصليبية رايناها في العنف الجنسي من اكابر كهنتهم ضد الاطفال والنساء بالاغتصاب وجعلتها العلمانية فضائح كشفها الله تعالي
لكن لي تعليق علي المحاضرة ساكتبه في وقت لاحق ان شاء الله
وجزاكم الله خيرا
اخوكم طارق منينة
صاحب كتابي
الخداع والتنصير
وجماعة شهود يهوه
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 12:10]ـ
أهلا أخي الحبيب طارق .. كأنك من المغرب؟!
لا تأخذني بهذه المحاضرة، فعندي مقال وكتاب وكتاب .. وكتاب، ومقال ورسائل .. وإن تواصلنا ربما تعاونا.
هذا بريدي إن شئت التواصل
mgelkassas@hotmail.com
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 12:40]ـ
احبكم الله ورضي عنكم ورشد طريقكم
اخي محمد انا من مصر -الاسكندرية
الا اني اعيش في هولندا وهناك كتبت كتبي الاربعة في العلمانية والنصرانية بعد مارايت حقيقة النتاج العلماني وافرازات فلسفاته ورايت التدمير للانسان بصورة اخطر مما يتصورها عربي او غربي!
الخمر مثلا يظنها الغربي شيء عادي في حين ان نتائجها السلبية المفسدة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية في الغرب ضخمة جدا والغربي العادي لايعرف هذا مع انه يعيش مشاكلها واضرارها الضخمة
لذلك قلت اخطر مما يتصور عربي او غربي
اما شهود يهوه فقد حضرت مؤتمراتهم -محافلهم- في فرنسا وكنت ابيت معهم واكل معهم ووووو ووضعت صور لبعض قياداتهم في الكتاب الاول وقد حاولت تصوير من اتي منهم من مصر فسحبت مني الكاميرا وكسرت!
وكنت قد سافرت مرة لحضور مؤتمرهم وليس معي حتي ثمن الرجوع لهولندا الا ان الله ارجعني بسيارة كريمة سالما غانما
وقد وضعت في نهاية كتابي عن شهود يهوه وثائق تعتبر سرية من كتاب لهم لايحصل عليه احد من خارجهم!
لذلك فان مشروعكم في الاهتمام بذكريا بطرس والقيام بفضحه بكتب ومحاضرا -والكتب اهم بالطبع مع عدم الاستغناء عن المحاضرات- والتخندق في هذا المجال وسد ثغرة فيه لاشك انه سيكون ضربة قاصمة ليس له فقط وانما لكل الشبهات التي يثيرها هو وغيره وهنا سوف يعلم كثير من النصاري انهم علي لاشيء!
وجدتك في محاضرتك تشير الي بعض الدعاة ولكن يااخي الكريم انت افضل من هؤلاء في هذه الناحية وكل رجالات الدعوة في البالتوج من الدكتور منقذ وانتي وانت وغيركم هم من عندهم الخبرة الكبيرة جدا وليس محمد حسان ولا يعقوب ولا وجدي غنيم ولا من اشرت اليهم ممن فيهم خير ولكن ليس عندهم الخبرة الكبيرة التي عندكم بل والعلم بالتفاصيل التي يتدربون علي فحصها والمحاورة حولها يوميا
العلمية وهي منهجك- هي ترك العاطفية جانبا -اللهم الا في مجالها-حتي نتقدم الي الامام في هذه الحرب المتقنة الخداع والاتساع من قبل اعداء شرسون وكهنة ماكرون
وترك المعارك الجانبية في هذا المجال -مع الشيخ الكريم القرضاوي كمثال لانك اشرت اليه في المحاضرة- لايعيق التقدم بل يسدد الاهداف ويستثمر القوي ويفوت الفرصة علي الاعداء
(يُتْبَعُ)
(/)
وان كان كثيرون ردوا علي اخطاء هنا وهناك فيجب ان نلتفت نحن الي العدو الحقيقي والرئيسي لانه ليس في الوقت متسع لكثير من الامور وهؤلاء النصاري الكبار يتخندقون في معسكر اثارة الشبهات واختراع الافتراءات ضد الاسلام وفي ظل قنوات جديدة للتنصير وينتجون ماتري من الكذب مع الشرك الا انهم يعرفون هدفهم جيدا ويقومون عليه كما قلت انت قيام رجل واحد
بارك الله فيك
نتواصل ان شاء الله
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 06:54]ـ
ملاحظات:
لايجوز ان تاخذنا العاطفة او موافقة العوام او خطاب جمهور المحاورين في البالتوج من المسلمين الذين يعتمد خطاب كثير منهم علي العاطفة وشيء من العلمية ولاشك انهم يتعلمون كل يوم الجديد ولذلك يحتاجون من ينبههم علي صور المنهج العلمي في الرد
اننا من يجب ان نحثهم وندفعهم الي الحوار والخطاب العلمي لاان ننساق الي مستواهم -المتارجح او المتغيراو البادي لااقول البدائي وفيه بعض التهريج والشتم! -الذي لابد ان يرتفع -وينقي-الي المستوي العلمي المطلوب وهو المستوي الذي يؤديه الدكتور منقذ واخونا انتي وفونزي كمثال ووسام في المناظرات لا المحاورات!!! والخطاب اللطيف لاخونا رومانتك ايضا
نعم المجادلة باللسان كما اشرتم شيء مهم والتهييج-وهنا العاطفة السليمة الموزونة يمكن استخدامها- علي ذكريا بطرس وامثاله ممن هم كما اشرت انت صناعة غيره! مع وضع منهج علمي في تصور الرد عليه والطريقة الامثل والاخصر للرد عليه
واي جمع ومساواة-لدغدغة مشاعر البعض-بين النصاري العاديين-الي عندهم المعرفة البسيطة وليسوا من اهل الجدال والنقاش كما اشرت انت- وبين مجرمي البالتوج منهم ومنهم ذكريا بطرس وناهد متولي-خطاب المواجهة المباشرة الصريحة كما اطلقت عليه انت - وغيرهما يؤدي الي خلط كبير في ذهن المسلم بين المعادي الكبير وبين المسيحي العادي وتكون الكارثة من خلال جعل النصاري كلهم خميرة واحدة من العداوة والمواجهة ويكون الامر او يصير كما هو حالة جماعات التفجير والعنف في بلادنا وهذا شيء يجب تفاديه
فالبيتين من قريتك كما اشرت انت لايتساوون بذكريا بطرس ومستوي عداوته فهم ليسوا في حالة صراع معنا كما بطرس الكذاب
فكثير منهم يرفض طريقة مواجهة ذكريا بطرس واشباهه ولذلك نحتاج نحن ان يسمعوا خطابنا الحواري الدعوي العلمي الصحيح لا ان يسمعوا شتمنا لهم ليل نهار وهناك فرق بين الهجوم الكبير علي ذكريا بطرس ومجرمي البالتوج من تلاميذه ومن علي شاكلته واهانتهم واحيانا شتمهم وبين النصراني الذي علي الاقل لم يظهر هذه الوقاحة البطرسية
ان التفرقة ضرورية لانها تؤدي الي محاصرة الخطاب الجديد لطائفة ماجورة في المسيحية وهي التي تنشط في العداوة الموغلة في الحقد الكبير
المحاصرة اذن والرد او حتي الهجوم عليه في شخصياته بكشفها وتعريتها امام جماهيرها التائهة
كل المخالفون للاسلام يواجهوننا علي محورين -تقول انت
منها مجابهة بالسلاح ولااري ان اقباط مصر يدخلون الان في هذه العداوة المسلحة كما هي حالة امريكا في افغانستان كمثال
خروج الاقباط من جحورهم -تقول
نعم يمكن اعتبار الامر انه الان في حالة تصعيد من بعضهم وليس من عوام النصاري ولايجب ان ننجر للصراع المسلح او الانساني الوجودي مع الاقباط وهم ليسوا علي مستوي عداوة بطرس وناهد لان هذا يؤدي الي فتنة في المجتمع غير مطلوبة شرعاكما انها لاداعي لها اصلا
ولايعني ذلك عدم كشف التطورات التي تحدث في عالم النصرانية المصرية ومحاولة شد عوام النصاري الي نتائجها المغرضة التي تصب في صالح هذا الخطاب الجديد لبعض رجالات الكنسية واكثرهم لايعمل من داخل مصر وانما من خارجها كذكريا بطرس وناهد متولي وبقية المجموعة المعادية بدرجة وقحة
اننا يجب ان ننبه النصاري علي سوء عواقب خطاب ذكريا بطرس علي استقرار المجتمع المصري لا ان نصنفهم معه ونطلب الثورة المجتمعية عليهم وكثير منهم لاينقاد بصورة كبيرة لخطاب هذا البطرس
ان خطاب الاخوة السلفيين وبقية الجماعات العاملة هو خطاب موزون في التعامل مع النصرانية المصرية
لايجب ان ننقل الخطاب مع عوامهم الي خطاب الصراع الذي يقوم به بطرس وناهد متولي ولا الي الدعوة الي معارك ارضية العنيفة التي لاتؤدي الي تصور حقيقي للاسلام من انه خطاب دعوي لااعتداء فيه اللهم الا علي اهل الاعتداء والحرب المباشرة وقد سميتها انت المواجهة المباشرة المواجهة الصريحة التي استخدم فيها الكذب في التبشير وهي جنايته الاساسية علي النصرانية كما هو لفظك
الحوار اذن والدعوة الي الاسلام كما بينت انت والمناداة عليهم بالكلمة السواء ومحاولة الرد عليهم وفضح دينهم وافتراءاتهم وكذبهم
وانت ضربت علي كذب الخطاب النصراني الجديد باستعماله لدائرة المعارف الاسلامية والايحاء بها وكانها مصدر اسلامي!
اما احتمال سيطرة النصاري علي مصر مع انك حكمت باستحالته فليس من الصواب عرضه بهذه الطريقة لانه قد يعطي تصور للنصاري علي انهم علي وشك السيطرة علي مصر وهذا شيء غير واقعي ولاعلمي
المحاضرة لاشك نافعة ويكفي انها لمواجهة ذكريا الكذب والخداع
والقسم بمواجهة بطرس شيء ايجابي جدا ولاسيما لو تجرد الخطاب في مواجهته بدون السخرية -او النتزيل من مكانتهم- من علماء معيننين مخالفين لكم لهم فضل علي الامة وان كانت اخطائهم واضحة وظاهرة كما ينتظر منكم افضال كثيرة علي الامة بمواجهة هذا الكذاب
اخي هذا هو عنوان بريدي
ibnalschatek@hotmail.com(/)
رؤية الله لابن النحاس
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 11:22]ـ
رؤية الله لابن النحاس
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآله
1 - أنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس قراءة عليه، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن الأعرابي بمكة، في شوال من سنة أربعين وثلاثمائة، نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، نا وكيع بن الجراح، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: «أما إنكم ستعرضون على ربكم عز وجل، فترونه كما ترون هذا القمر، لا تضامون (1) في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا». أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا سعدان بن نصر المخرمي، نا سفيان بن عيينة، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو أمية بكر بن فرقد التميمي، نا يحيى بن سعيد، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
__________
(1) لا تضامون: لا ينالكم ضيم أي تعب أو ظلم
2 - أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد، حدثني أبو عبد الله عبد ديزويه الرازي، سنة ثلاث وثمانين ومائتين، نا أبو الحسن سري بن مغلس السقطي البغدادي، نا مروان بن معاوية الفزاري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر، فقال لنا: «ترون هذا القمر؟ ترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته»
3 - أنا أبو علي الحسن بن يوسف بن مليح الطرائفي، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، نا إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري، نا حماد بن سلمة. ح، وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن هاشم الأزدي، نا أبو غسان مالك بن يحيى بن مالك، عن يزيد بن هارون، أنا حماد بن سلمة ح وأنا أبو العباس محمد بن ملاق بن نصر بن سلام العثماني، نا يوسف بن يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا حماد بن سلمة ح وحدثنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي العصام العدوي لفظا في المحرم سنة أربعين وثلاثمائة، واللفظ له، نا أحمد بن محمد بن أبي موسى، نا عمر بن الحسن البصري، نا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ناداهم مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله مواعد يريد أن ينجزها لكم. فيقولون: يا رب، أليس قد بيضت وجوهنا، وثقلت موازيننا، وزحزحتنا عن النار، وأدخلتنا الجنة؟ فيأمر بالحجاب فيكشف، فينظرون إلى وجه الله عز وجل، فما هم لشيء مما أعطوا أقر أعينهم من النظر إلى وجه الله عز وجل». ثم قرأ: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة (1). الحسنى: الجنة. الزيادة: النظر إلى وجه الله عز وجل
__________
(1) سورة: يونس آية رقم: 26
4 - أنا أبو الفضل يحيى بن الربيع بن محمد بن الربيع العبدي، نا بكر بن سهل الدمياطي، نا عبد الله بن صالح، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة، أنه قال: قال الناس: يا رسول الله، أنرى ربنا عز وجل يوم القيامة؟، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب، هل تضارون في القمر ليلة البدر؟، قالوا: لا. قال: فكذلك ترونه، يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه. فيتبع من يعبد الشمس الشمس، ويتبع من يعبد القمر القمر، ويتبع من يعبد الطواغيت (1) الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها أو منافقوها، فيأتيهم جل وعز في صورة غير صورته التي يعرفونه، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه. فيأتيهم الله جل وعز في الصورة التي يعرفونه، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، فيضرب الصراط بين ظهراني (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوة الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وفي جهنم كلاليب (3) كشوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان (4)؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فإنه مثل شوك السعدان، غير أنه لا يدري ما قدر عظمها إلا الله عز وجل، فيتخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق (5) بعمله، ومنهم المخردل (6) - أو كلمة تشبهها - ثم يتجلى تبارك وتعالى، فإذا أراد الله عز وجل أن يخرج من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن يقول لا إله إلا الله، ممن أراد الله أن يرحمه، ثم يعرفونهم في النار بأثر السجود، تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجونهم من النار قد أحرقوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ويبقى رجل مستقبل بوجهه إلى النار، يقول: أي رب، اصرف وجهي عنها، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها. فيدعو بما شاء الله أن يدعو، فيقول: هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك. فيعطي ما شاء من عهود ومواثيق، فيصرف الله وجهه عن النار، فيسكت ما شاء الله، ثم يقول: أي رب، قدمني إلى باب الجنة. فيقول الله: قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسأل غير ما أوتيته؟ ويلك يا ابن آدم، ما أغدرك فلا يزال يدعو حتى يقول: هل عسيت إن أعطيت أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسأل غيرها. فيعطي ربه عهودا ومواثيق ما شاء الله، فيدنيه إلى باب الجنة، فإذا قام على باب الجنة انفهقت (7) له الجنة، فرأى ما فيها من الحبرة (8) والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب، أدخلني الجنة. فيقول: ويلك ابن آدم ما أغدرك ألم تعط عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيت؟ فيقول: أي رب، لا أكون أشقى خلقك. فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك منه قال له: ادخل الجنة. فإذا أدخله الجنة قال الله له: تمن. فيتمنى حتى إن الله عز وجل ليذكره، فيقول: بكذا وكذا. فإذا انقطعت له الأماني، قال الله: ذلك لك ومثله معه». قال عطاء بن يزيد: وأبو سعيد مع أبي هريرة يحدث هذا الحديث، لا يرد عليه شيئا من حديثه، حتى إذا قال: «ذلك لك ومثله معه»، قال أبو سعيد: أشهد لحفظته من رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلك لك وعشرة أمثاله معه»، قال أبو هريرة: وذلك آخر أهل الجنة دخولا الجنة
__________
(1) الطواغيت: جمع طاغوت وهي كل ما يعبد من دون الله من صنم أو بشر أو جن أو غير ذلك
(2) بين ظهراني جهنم: على ظهرها أي في وسطها
(3) الكلاليب: جمع كَلُّوب وهو الخطاف أو الحديدة المنحنية والمعوجة من طرفها
(4) السعدان: نبت ذو شوك، وهو من جيّد مراعي الإبل تسمن عليه
(5) الموبق: الهالك
(6) المخردل: المصروع تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوي في النار
(7) انفهقت: انفتحت واتسعت
(8) الحبرة: النعمة وسعة العيش
5 - أنا أحمد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الأنصاري الحربي، نا أبو حفص عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي، نا عثمان بن أبي شيبة أبو الحسن، نا جعفر بن عون العمري، نا هشام بن سعد، حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، قال: قلت: يا رسول الله، هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة؟، قال: «هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة صحوا ليست بسحابة؟»، قال: قلنا: لا يا رسول الله، قال: «هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس بسحابة؟»، قلنا: لا يا رسول الله، قال: «لا تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما». أنا علي بن أحمد الحربي، نا عمي، نا عثمان، نا عبد الله بن إدريس عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
6 - أنا أبو العباس محمد بن ملاق بن نصر بن سلام العثماني، نا يوسف بن يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا قيس بن الربيع، عن أبان، عن أبي تميمة الهجيمي، أنه سمع أبا موسى، يحدث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يبعث يوم القيامة مناد ينادي أهل الجنة بصوت يسمع أولهم وآخرهم: إن الله عز وجل وعدكم الحسنى وزيادة». والحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد، نا أحمد بن شعيب، أنا عمرو بن يزيد البصري، نا سيف بن عبيد الله، قال: وكان ثقة، عن سلمة بن عيار، عن سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا؟، قال: «هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها؟»، قلنا: نعم يا رسول الله. قال: «فإنكم سترون ربكم عز وجل حتى إن أحدكم ليحاصر ربه محاصرة، يقول: عبدي، هل تعرف ذنب كذا وكذا؟، فيقول: رب، ألم تغفر لي؟، فيقول: بمغفرتي صرت إلى هذا»
8 - أنا أبو مروان عبد الملك بن فخر بن شاذان المكي إملاء في صفر من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، نا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، نا يعقوب بن محمد الزهري، نا عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن، نا عبد الرحمن بن عياش الأنصاري ثم السمعي، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق. قال: فقدمنا المدينة لانسلاخ رجب. قال: فصلينا معه صلاة الغداة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: «يا أيها الناس إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام إلا لأسمعكم اليوم». وذكر الحديث بطوله، وقال فيه: قلت: يا رسول الله، كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والسباع والبلاء؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء (1) الله، الأرض أشرفت عليها وهي في مدرة (2) بالية، فقلت: لا تحيا أبدا، ثم أرسل الله عليها السماء، فلم تلبث عليك إلا أياما حتى أشرفت عليها، فإذا هي شربة واحدة، ولعمرو إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض، فتخرجون من الأصواء ومن مصارعكم، فتنظرون إليه ساعة وينظر إليكم». قال: قلت: يا رسول الله، كيف وهو شخص واحد ونحن ملء الأرض، ننظر إليه وهو ينظر إلينا؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الشمس والقمر، إنهما صغيران وترونهما في ساعة واحدة وتريانكم، ولا تضامون (3) في رؤيتهما، ولعمرو إلهك لهو على أن يراكم وترونه أقدر منها على أن يرياكم وتروهما» وذكر بطوله
__________
(1) آلاء: نعم الله تعالى وفضله على خلقه
(2) المدرة: القطعة من الطين اللزج المتماسك، وما يصنع منه مثل اللَّبِنِ والبيوت وهو بخلاف وبر الخيام
(3) لا تضامون: لا ينالكم ضيم أي تعب أو ظلم
9 - نا أبو القاسم سليمان بن داود بن سليمان البزار العسكري إملاء في مسجده بالعسكر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، نا أبو يزيد، يعني القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا يعقوب بن إبراهيم، أنا صالح بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أتاني جبريل بمثل المرآة، فقلت: ما هذه؟ فقال: الجمعة، وأرسلني الله عز وجل بها إليك، وهو عندنا سيد الأيام، وهو عندنا يوم المزيد، إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل عن كرسيه، ونزل معه النبيون والصديقون والشهداء، ثم حفت بالكرسي منابر من ذهب مكللة بالزبرجد، واللؤلؤ والياقوت، فجلس عليها النبيون والصديقون والشهداء، ونزل أهل الغرف على كثيب من المسك الأبيض، فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى، فينظرون إلى وجهه تبارك وتعالى، قال: ألست الذي صدقتكم وعدي؟، قالوا: بلى ربنا. قال: ألست الذي أتممت عليكم نعمتي؟، قالوا: بلى ربنا. قال: هذا محل وعدي فاسألوني. قالوا: نسألك الرضا. قال: رضاي أحلكم داري، وأشهدكم على الرضا عنكم - فأشهدهم على الرضا عنهم - فاسألوني. فسألوا حتى انتهت رغبتهم، فأعطاهم ما لم يخطر على قلب بشر، ولم تره عين، ثم ارتفع على كرسيه جل وعز، وارتفع أهل الغرف إلى غرفهم في خيمة بيضاء من لؤلؤة، لا فصم فيها ولا نظام، أو في خيمة من ياقوتة (1) حمراء، أو في خيمة من زبرجدة (2) خضراء، فيها أبوابها، ومنها غرفها، مطرد فيها أنهارها، مذلل فيها ثمارها، فيها خدمها وأزواجها، فليسوا إلى شيء أشد شوقا وأشد تطلعا منهم إلى يوم القيامة؛ لينزل إليهم ربهم عز وجل؛ ليزدادوا إليه نظرا، وعليه كرامة؛ فلذلك يدعى
(يُتْبَعُ)
(/)
يوم الجمعة يوم المزيد»
__________
(1) الياقوت: حجر كريم من أجود الأنواع وأكثرها صلابة بعد الماس، خاصة ذو اللون الأحمر
(2) الزبرجد: الزمرد وهو حجر كريم
10 - أنا أبو العباس محمد بن ملاق بن نصر بن سلام العثماني، نا يوسف بن يزيد، نا أسد بن موسى، نا محمد بن خازم، عن عبد الملك بن أبجر، عن ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر في أزواجه وسرره وخدمه، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه الله جل وعز كل يوم مرتين»
11 - نا أبو عمرو عثمان بن شعبان القرظي الياسري من ولد عمار بن ياسر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، نا أحمد بن حيان الرقي - نسبة إلى أبي جده، وهو أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان، نا إبراهيم بن خرزاذ وهو أخو عثمان بن خرزاذ، نا سعيد بن هشيم، عن أبيه، عن كوثر، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «يوم القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى الله عز وجل»
12 - أنا أحمد، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الحربي، نا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير بن عبد الحميد، وحماد بن أسامة، قالا: نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير البجلي، قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا، لا تضامون (1) في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا»، ثم قرأ هذه الآية: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها (2)
__________
(1) لا تضامون: لا ينالكم ضيم أي تعب أو ظلم
(2) سورة: طه آية رقم: 130
13 - أنا أحمد، نا علي بن أحمد الحربي، نا عمر بن إسماعيل، نا عثمان، نا وكيع، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستعرضون على ربكم وترونه كما ترون هذا القمر، لا تضامون (1) في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا»، ثم قرأ: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها (2)
__________
(1) لا تضامون: لا ينالكم ضيم أي تعب أو ظلم
(2) سورة: طه آية رقم: 130
14 - أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، نا وكيع بن الجراح، وأخبرنا أبو علي الحسن بن يوسف بن مليح، نا إبراهيم بن مرزوق، نا عثمان بن عمر، قالا: نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه قال في هذه الآية: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة (1)، قال: الزيادة: النظر إلى وجه ربهم تبارك وتعالى. واللفظ لابن مليح. أنا محمد بن ملاق بن نصر، نا يوسف بن يزيد، نا أسد بن موسى، نا قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد بن نمران، عن أبي بكر الصديق، ومحمد بن يوسف، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبي بكر الصديق، في قوله: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة
__________
(1) سورة: يونس آية رقم: 26(/)
رؤية الله عز وجل في الدار الآخرة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 11:25]ـ
بسم الرحمن الرحيم
رؤية الله عز وجل في الدار الآخرة
من مسائل الاعتقاد التي تضافرت على إثباتها دلائل الكتاب والسنة، وأجمع السلف الصالح عليها، مسألة رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، حيث دلت الأدلة الشرعية على أن المؤمنين يرون ربهم عيانا لا يضارون في رؤيته كما لا يضارون في رؤية الشمس والقمر.
فمن أدلة الكتاب على الرؤية قول الحق سبحانه: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} (القيامة:22 - 23)، قال ابن عباس في تفسير الآية: " تنظر إلى وجه ربها إلى الخالق". وقال الحسن البصري:"النضرة الحسن، نظرت إلى ربها عز وجل فنضرت بنوره عز وجل".
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة قوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} (المطففين:15)، قال الإمام الشافعي:" وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ "، ووجه ذلك أنه لما حجب أعداءه عن رؤيته في حال السخط دل على أن أولياءه يرونه في حال الرضا، وإلا لو كان الكل لا يرى الله تعالى، لما كان في عقوبة الكافرين بالحجب فائدة إذ الكل محجوب.
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة أيضا قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} (يونس:26) والزيادة وإن كانت مبهمة، إلا أنه قد ورد في حديث صهيب تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها بالرؤية، كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}.
هذا ما يتعلق بالأدلة من كتاب الله تعالى في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، أما أحاديث السنة فقد نص أهل العلم على أن أحاديث الرؤية متواترة، وممن نصَّ على ذلك العلامة الكتاني في نظم المتناثر، و ابن حجر في فتح الباري، و العيني في عمدة القاري، و ابن حزم في الفصل، و ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل وغيرهم، ومن جملة تلك الأحاديث:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك) رواه مسلم. ومعنى " تضارون" أي لا يزاحم بعضكم بعضا، أو يلحق بعضكم الضرر ببعض بسبب الرؤية، وتشبية رؤية الباري برؤية الشمس والقمر، ليس تشبيها للمرئي بالمرئي، وإنما تشبيه الرؤية في وضوحها وجلائها برؤية العباد الشمس والقمر إذ يرونهما من غير مزاحمة ولا ضرر.
2 - حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم عيانا) رواه البخاري.
3 - حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} رواه مسلم.
4 - حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن) متفق عليه.
5 - حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه) رواه البخاري.
أما الإجماع فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - كما في مجموع الفتاوى 6/ 512 - :" أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن المؤمنين يرون الله بأبصارهم في الآخرة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ورغم هذا الإجماع وتلك الأدلة التي بلغت حد التواتر - والتي لم نذكر سوى اليسير منها - إلا أن المعتزلة أنكرت رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وزعمت أن ذلك محال، وسلكوا في سبيل تأييد قولهم ونصرته مسلكين، المسلك الأول: الاعتراض على استدلالات أهل السنة، والمسلك الثاني: الاستدلال لمذهبهم، وسوف نعرض لكلا المسلكين – بعد ذكرهما – بالنقد والتمحيص ليستبين ضعف ما بنو عليه مذهبهم وفساده.
اعتراضات المعتزلة على أدلة أهل السنة
اعترض المعتزلة على ما أورده أهل السنة من أدلة الكتاب باعتراضات، من ذلك قولهم: أن المراد بالنظر في قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} هو انتظار الثواب لا النظر بالأبصار.
وأجاب أهل السنة عن ذلك بأن تفسير النظر في الآية بمعنى الانتظار خطأ بيّن، لأن النظر إذا عُدِّي بإلى كان ظاهرا في نظر الأبصار، يقول العلامة اللغوي أبو منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة (14/ 371):" ومن قال: إن معنى قوله: {إلى ربها ناظرة}: بمعنى منتظرة فقد أخطأ، لأن العرب لا تقول: نظرت إلى الشيء بمعنى انتظرته، وإنما تقول: نظرت فلاناً، أي: انتظرته، ومنه قول الحطيئة:
وقد نظرتكم أبناء صادرة للورد طال بها حوزي [الحوز: السير الشديد]
فإذا قلت: نظرت إليه لم يكن إلا بالعين، وإذا قلت: نظرت في الأمر احتمل أن يكون تفكراً وتدبراً بالقلب " ا. هـ.
ومما يدل على أن النظر هنا ليس بمعنى الانتظار أن الآية سيقت مساق الامتنان بذكر نعيم أهل الجنان، ولو فُسِّر النظرُ بالانتظار لما عدّ ذلك من النعيم، فإن الانتظار تنغيص وكدر -كما لا يخفى - إضافة إلى أن أهل الجنة لا ينتظرون شيئا فمهما تمنوا شيئا أتوا به.
واعترض نفاة الرؤية على الاستدلال بقوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} بأنه ليس في الآية تصريح بالرؤية، والزيادة يمكن تفسيرها بأوجه مختلفة كمن فسرها بمضاعفة الحسنات، أو المغفرة والرضوان، وعليه فلا يصح حملها على الرؤية، وإلا أصبح ذلك تكلفا وقولا على الله بغير علم.
والجواب على ذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن ما ذُكِرَ من أوجه التفسير لا ينافي تفسيرها بالرؤية، فالزيادة هنا مبهمة، وهي شاملة لكل ما يتفضل الله به على عباده بعد مجازاتهم بجنته، يقول الإمام الطبري - بعد أن ذكر أقوال المفسرين في الزيادة كمن فسّرها بتضعيف الحسنات، أو المغفرة والرضوان، ومن فسرها بالرؤية -: " وغير مستنكر من فضل الله أن يجمع ذلك لهم، بل ذلك كله مجموع لهم إن شاء الله. فأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يعمَّ ".
الوجه الثاني: أن تفسير من فسّر الزيادة بالرؤية لم يأت اعتباطا، وإنما جاء بناء على التفسير النبوي لها، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر رؤية المؤمنين لربهم تلا هذه الآية: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، ولو لم يكن كلامه صلى الله عليه وسلم تفسيرا للآية التي قرأها، لما كان في قراءتها فائدة، ولكان ذكرها في الحديث لغوا وحشوا، وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك.
أما اعتراضهم على أحاديث السنة فيتلخص في ردهم الاستدلال بها بدعوى أنها أحاديث آحاد، لا يقبل الاستدلال بها في مسائل الاعتقاد، وهي دعوى مردودة بلا شك، وتدل على جهل قائلها بعلم الحديث وطرقه ورجاله، ذلك أن أهل العلم بالحديث قد نصوا صراحة على تواتر أحاديث الرؤية، وقد سبق ذكر من نص على ذلك، ويقول العلامة ابن الوزير اليماني - كما في الروض الباسم - ردا على من زعم أن أحاديث الرؤية أحاديث آحاد، وأنها من رواية جرير بن عبدالله البجلي فحسب: " وهذا من الإغراب الكثير والجهل العظيم, فإنّ المحدّثين يروون في الرّؤية أحاديث كثيرة تزيد على ثمانين حديثاً عن خلق كثير من الصّحابة أكثر من ثلاثين صحابيّاً .. وروى حديث الرؤية علماء الحديث كلّهم في جميع دواوين الإسلام من طرق كثيرة " ا. هـ، ولو سلمنا جدلا بكون أحاديث الرؤية أحاديث آحاد فلا يجوز ترك الاستدلال بها إذا صح سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بينا صحة الاستدلال بأحاديث الآحاد على مسائل الاعتقاد في مقال بعنوان " أحاديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام"
استدلالات المعتزلة على نفي رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
(يُتْبَعُ)
(/)
استدل المعتزلة على نفي الرؤية بآيات منها قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} (الأنعام: 103) قالوا: ومتعلق الإدراك المنفي إدراك البصر فكان ذلك ظاهرا في نفي الرؤية.
وأجاب العلماء عن ذلك بأن المنفي هو الإحاطة لا مطلق البصر، بمعنى أن رؤية المؤمنين ربهم لا تعني أنهم يحيطون به سبحانه، ولا أنهم يدركون برؤيتهم له حقيقة ذاته، وممن ذهب إلى هذا التفسير ابن عباس رضي الله عنهما حين عارضه سائل بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} (الأنعام: 103) فقال له: ألست ترى السماء؟ فقال: بلى، قال: أتراها كلها؟ قال: لا. فبين له أن نفى الإدراك لا يقتضى نفى الرؤية.
وعن قتادة في قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} قال: " هو أجل من ذلك وأعظم أن تدركه الأبصار" وعن عطية العوفي في تفسير الآية قال:" هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره يحيط بهم".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" فإذاً المعنى أنه يُرى ولا يُدرك ولا يُحاط به، فقوله: {لا تدركه الأبصار}، يدل على غاية عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لعظمته لا يدرك بحيث يحاط به، فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية ".
ومما استدل به المعتزلة على نفي الرؤية، قوله تعالى: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة} (النساء: 153)، يقول الجاحظ المعتزلي في رسائله:" قد رأينا الله استعظم الرؤية استعظاماً شديداً، وغضب على من طلب ذلك وأراده، ثم عذب عليه، وعجب عباده ممن سأله ذلك، وحذرهم أن يسلكوا سبيل الماضين، فقال في كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة} فإن كان الله تعالى - في الحقيقة - يجوز أن يكون مرئياً، وببعض الحواس مدركاً، وكان ذلك عليه جائزاً، فالقوم إنما سألوا أمراً ممكناً، وقد طمعوا في مطمع، فلم غضب هذا الغضب، واستعظم سؤالهم هذا الاستعظام، وضرب به هذا المثل، وجعله غاية في الجرأة وفي الاستخفاف بالربوبية ".
والجواب على ذلك أن الله غضب عليهم هذا الغضب، واستعظم سؤالهم هذا الاستعظام لكونه وقع على سبيل التعنت، والربط بين إجابة سؤالهم والإيمان به سبحانه، كما في الآية الأخرى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون} (البقرة:55) فالله غضب عليهم لا لأن رؤيته غير جائزة، بل لأنهم ربطوا بين إيمانهم به سبحانه وبين رؤيته، وهذا منتهى التعنت والاستهتار.
ومما استدل به منكرو الرؤية قوله تعالى: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا} (الفرقان:21) قالوا: ألا ترى أن الله قد عدَّ قول الكفار " أو نرى ربنا " من أسباب الكفر والعتو، أليس في ذلك أعظم الأدلة على امتناع رؤيته سبحانه واستحالتها.
والجواب على ذلك كالجواب على سابقه، بدليل قولهم: {لولا أنزل علينا الملائكة}، فهل يقول قائل: إن نزول الملائكة على البشر ممتنع ومستحيل بهذه الآية؟!! كلا لا يقول بذلك أحد، حتى الذين ينفون الرؤية، لأن نزول الملائكة على بعض البشر ثابت بأدلة الشرع ولا يمنعه العقل، وإنما عدّ الله ذلك من أسباب الكفر والعتو لإعراضهم عن الحق رغم وضوحه، وتوقفهم عن الاستجابة له حتى يحصل لهم ما طلبوا من تلك الآيات.
والآية السابقة إنما وردت في سياق ذكر تعنت المشركين وفرضهم شروطا مسبقة على إيمانهم، وليس لأن المشركين طلبوا رؤية الله بدافع الشوق والرغبة، يقول الإمام الطبري في تفسير الآية:" يقول تعالى ذكره: وقال المشركون الذين لا يخافون لقاءنا، ولا يخشون عقابنا: هلا أنزل الله علينا ملائكة، فتخبرنا أن محمدا محق فيما يقول، وأن ما جاءنا به صدق، أو نرى ربنا فيخبرنا بذلك، كما قال جل ثناؤه مخبرا عنهم {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} (الإسراء:90) ثم قال بعد {أو تأتي بالله والملائكة قبيلا} (الإسراء: 92) يقول الله: لقد استكبر قائلوا هذه المقالة في أنفسهم، وتعظموا، {وعتوا عتوا كبيرا} يقول: وتجاوزوا في الاستكبار بقيلهم ذلك حدَّه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما استدل به المعتزلة على إنكار الرؤية قوله تعالى لموسى وقد سأله رؤيته سبحانه: {لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخرّ موسى صعقا} (الأعراف: 143). قالوا: وهذا النفي عام في الدنيا والآخرة فلو حصل في زمن ما لكان منافيا لمقتضى الآية، وقالوا: إن حرف النفي "لن" عند علماء اللغة يفيد النفي المؤبد، أي لن يكون هذا أبدا.
وأولوا طلب موسى رؤية ربه بأنه كان بدافع إقامة الحجة على قومه الذين ألحوا عليه أن يروا الله جهرة.
والرد على استدلالهم هذا من وجوه:
الوجه الأول: أن سؤال موسى ربه أن يراه دليل على جواز رؤيته سبحانه، إذ موسى أعلم بالله من أن يسأله مستحيلا في حقه، ودعوى أنه إنما سأله ليقيم الحجة على قومه عارية عن الدليل بل هي محض تخرص، فموسى إنما سأل ربه منفردا ودون سابق طلب من قومه كما تدل عليه الآيات في قوله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين. ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخرَّ موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين} (الأعراف:142 - 143). فواضح أنه لا دلالة في منطوق النص ولا في مفهومه على أن طلب موسى الرؤية كان لإقناع بني إسرائيل باستحالتها، كيف وقد طلب الرؤية حال اعتكافه وخلوته، ثم لماذا يطلب التوبة من سؤاله الرؤية إذا كان إنما سألها لإقامة الحجة على بني إسرائيل.
الوجه الثاني: أن الله لم ينكر عليه سؤاله، ولو كان ما سأله محالا وممتنعا لأنكر الله عليه سؤاله كما أنكر على نوح عليه السلام سؤاله نجاة ابنه، وقال سبحانه لنبيه نوح عليه السلام: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين}.
الوجه الثالث: أنه تعالى قال: {لن تراني} ولم يقل إني لا أُرى، أو لا تجوز رؤيتي، أو لست بمرئي، والفرق بين الجوابين ظاهر، ألا ترى أن من كان في كمِّهِ حجر فظنه رجلٌ طعاماً فقال أطعمنيه، فالجواب الصحيح أن يقول: إنه لا يؤكل، أما إذا كان طعاما، صح أن يقال إنك لن تأكله، وهذا يدل على أنه سبحانه مرئي ولكن موسى لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار، لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته تعالى، يوضحه قوله: {ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني} فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت للتجلي في هذه الدار فكيف بالبشر الذي خلق من ضعف.
الوجه الرابع: تجليه سبحانه للجبل: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} فإذا جاز أن يتجلى للجبل الذي هو جماد، فكيف يمتنع أن يتجلى لرسله وأوليائه في دار كرامته.
الوجه الخامس: قوله تعالى: {ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني} حيث علّق سبحانه رؤيته على استقرار الجبل، واستقرار الجبل أمر ممكن، والمعلّق على الممكن ممكن.
الوجه السادس: أن دعواهم أن "لن" تفيد النفي المؤبد مردودة كما قد نص على ذلك أئمة اللغة، يقول ابن مالك في ألفيته:
ومن رأى النفي بلن مؤبدا * فقوله اردد وسواه فاعضدا
ومما يدل على بطلان ادعاء أن "لن" تفيد النفي المؤبد، قوله تعالى عن الكفار: {ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم} أي: الموت، فلو كانت "لن" تفيد التأبيد المطلق لما صح أن يتمنى كافر الموت لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الله ذكر أن الكفار يتمنون الموت في الآخرة، كما في قوله سبحانه: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} (الزخرف: 77) فدل على أن "لن" لا تفيد النفي بإطلاق بل يمكن تقييدها بأدلة أخرى، وعليه فيكون معنى قوله تعالى لموسى: {لن تراني} أي في الدنيا.
ومما استدل به منكرو الرؤية قوله سبحانه: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم} (الشورى:51). ووجه استدلالهم بالآية على نفي الرؤية أن الله حصر تكليمه للأنبياء في ثلاثة أوجه: وهي الوحي بأن يلقي في روعه ما يشاء، أو يكلمه بواسطة من وراء حجاب، أو يرسل إليه رسولا فيبلغه عنه، فيستلزم ذلك انتفاء رؤيته حال التكلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب أن الآية تتحدث عن صور الوحي لا عن الرؤية، والوحي إنما يقع في الدنيا لا في الآخرة، فالآية موافقة لمذهب السلف في نفي الرؤية في الدنيا ولا تعارض أدلة إثباتها في الآخرة.
هذا ما يتعلق بما استدلوا به من القرآن الكريم، أما من السنة فقد استدلوا ببعض الأحاديث كحديث أبى ذر رضي الله عنه أَنَّهُ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: (نور أنّى أراه) رواه مسلم. قالوا: هذا الحديث ينفي الرؤية مطلقا حيث استبعد حصول الرؤية بقوله: (أنّى أراه) وأنّى بمعنى كيف. ولو علم صلى الله عليه وسلم بأنه سيراه في الآخرة لأخبر أبا ذر رضي الله عنه.
والجواب عن هذا الاستدلال بأنه خطأ بيِّن، فسؤال أبي ذر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ متعلق بحادثة المعراج، وهي حادثة وقعت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي في الدنيا وليست في الآخرة، وعليه فالنفي النبوي لا ينسحب على الرؤية في الآخرة.
وكونه صلى الله عليه وسلم لم يخبر أبا ذر في نفس الحديث بأنه سيراه في الآخرة غير لازم، لأن سؤاله رضي الله عنه عن واقعة المعراج فحسب، فجاء الجواب مقتصرا على تلك الحادثة.
أما المروي عن مجاهد في هذه المسألة، وما نقل عنه من تفسير قوله تعالى: {إلى ربها ناظرة} فهو رأي تفرد به، وعدَّه العلماء شذوذا، قال الإمام القرطبي تفسيره: " قال ابن عبد البر: " مجاهد وإن كان أحد الأئمة بالتأويل، فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم: أحدهما هذا – يعني أن الله سبحانه يجلس نبيه صلى الله عليه وسلم معه على كرسيه- والثاني في تأويل {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} قال: معناه تنتظر الثواب، وليس من النظر ".
ومع هذا فلا يدل قوله هذا على أنه - رحمه الله - لا يرى الرؤية، وإنما غاية ما فيه أنه ذهب في تفسير الآية مذهبا مخالفا لمذهب من أثبتها، ولا يعني انتفاء دلالة الآية عنده على الرؤية انتفاء دلالة غيرها من الأدلة الأخرى، ولا سيما الأحاديث والتي بلغت حدَّ التواتر.
تلك كانت شبهات من أنكر رؤية الباري سبحانه، وتلك كانت ردود أهل السنة عليهم، والتي ظهر بها مدى صحة مذهب السلف في إثبات الرؤية، ومدى ضعف وتهافت أدلة من أنكرها والله أعلم.
قال ابن تيمية: " والناس في رؤية الله على ثلاثة أقوال:
فالصحابة والتابعون وأئمة المسلمين على أن الله يرى في الآخرة بالأبصار عيانا وأن أحداً لا يراه في الدنيا بعينه لكن يرى في المنام ويحصل للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها، ومن الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن أنه رأى ذلك بعينه وهو غالط ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته في صورة مثالية كما قد بسط في غير هذا الموضع
والقول الثاني ـ قول نفاة الجهمية انه لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة
والثالث ـ قول من يزعم أنه يرى في الدنيا والآخرة، وحلولية الجهمية يجمعون بين النفي والإثبات فيقولون أنه لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة وأنه يرى في الدنيا والآخرة وهذا قول ابن عربي صاحب الفصوص وأمثاله لأن الوجود المطلق السارى في الكائنات لا يرى وهو وجود الحق عندهم
ثم من أثبت الذات قال يرى متجليا فيها ومن فرق بين المطلق والمعين قال لا يرى إلا مقيدا بصورة، وهؤلاء قولهم دائر بين أمرين انكار رؤية الله واثبات رؤية المخلوقات ويجعلون المخلوق هو الخالق أو يجعلون الخالق حالا في المخلوق والا فتفريقهم بين الأعيان الثابتة في الخارج وبين وجودها هو قول من يقول بأن المعدوم شيء في الخارج وهو قول باطل وقد ضموا إليه أنهم جعلوا نفس وجود المخلوق هو وجود الخالق، وأما التفريق بين المطلق والمعين مع أن المطلق لا يكون هو في الخارج مطلقا فيقتضى أن يكون الرب معدوما وهذا هو جحود الرب وتعطيله وإن جعلوه ثابتا في الخارج جعلوه جزءا من الموجودات فيكون الخالق جزءا من المخلوق أو عرضا قائما بالمخلوق وكل هذا مما يعلم فساده بالضرورة وقد بسط هذا في غير هذا الموضع وأما تناقضه فقوله: ما غبت عن القلب ولا عن عينى ** ما بينكم وبيننا من بين يقتضى المغايرة وأن المخاطب غير المخاطب وأن المخاطب له عين وقلب لا يغيب عنهما المخاطب بل يشهده القلب والعين والشاهد غير المشهود
وقوله ما بينكم وبيننا من بين فيه اثبات ضمير المتكلم وضمير المخاطب وهذا اثبات لاثنين وان قالوا هذه مظاهر ومجالى قيل فان كانت المظاهر والمجالى غير الظاهر والمتجلى فقد ثبتت التثنية وبطلت الوحدة وان كان هو اياها فقد بطل التعدد فالجمع بينهما تناقض وقول القائل فارق ظلم الطبع وكن متحدا بالله وإلا فكل دعواك محال إن أراد الاتحاد المطلق فالمفارق هو المفارق وهو الطبع وظلم الطبع وهو المخاطب بقوله وكن متحدا بالله وهو المخاطب بقوله كل دعواك محال وهو القائل هذا القول وفى ذلك من التناقض ما لا يخفى
وان أراد الاتحاد المقيد فهو ممتنع لأن الخالق والمخلوق إذا اتحدا فإن كانا بعد الاتحاد اثنين كما كانا قبل الاتحاد فذلك تعدد وليس باتحاد وإن كانا استحالا إلى شئ ثالث كما يتحد الماء واللبن والنار والحديد ونحو ذلك مما يثبته النصارى بقولهم في الاتحاد لزم من ذلك أن يكون الخالق قد استحال وتبدلت حقيقته كسائر ما يتحد مع غيره فإنه لابد أن يستحيل وهذا ممتنع على الله تعالى ينزه عنه لأن الإستحالة تقتضى عدم ما كان موجودا والرب تعالى واجب الوجود بذاته وصفاته اللازمة له يمتنع العدم على شئ من ذلك ولأن صفات الرب اللازمة له صفات كمال فعدم شئ منها نقص يتعالى الله عنه ولأن اتحاد المخلوق بالخالق يقتضى أن العبد متصف بالصفات القديمة اللازمة لذات الرب وذلك ممتنع على العبد المحدث المخلوق فإن العبد يلزمه الحدوث والافتقار والذل والرب تعالى يلازمه القدم والغنى والعزة وهو سبحانه قديم غنى عزيز بنفسه يستحيل عليه نقيض ذلك فاتحاد أحدهما بالآخر يقتضى أن يكون الرب متصفا بنقيض صفاته من الحدوث والفقر والذل والعبد متصفا بنقيض صفاته من القدم والغنى الذاتي والعز الذاتي وكل ذلك ممتنع وبسط هذا يطول.
مجموع الفتاوى لابن تيمية 2/ 336.(/)
فأولئك هم الكافرون
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[22 - May-2008, مساء 10:34]ـ
سمعت الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شريط من سلسلته في شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري عند تفسيره للآية:
يقول رحمه الله: من استبدل قانونا وضعيا بدين الله، يعني أخذ القانون الوضعي بدلا عن دين الله ووضعه، وألزم الناس بالحكم به والمشي عليه، فهذا أيضا كافر ... بقي أن نقول: هل تكفرون هذا ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم ويحج ويعتمر؟ ... نعم! لأن أسباب الكفر كثيرة ( ... ) ومن أراد أن يعرف كثرتها فليرجع إلى ما كتبه العلماء رحمهم الله في باب أحكام المرتد
من وضع قانونا غير شريعة الله تعالى للحكم بين الناس وحمل الناس عليه، فهو كافر كفرا أكبر ولو قال الشهادتين وصلى وصام، فإن للإسلام نواقض ذكرها العلماء في أبواب الردة من كتب الفقه
وهذا رابط الشريط: (الدقيقة 30:10)
http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0050/a0050-5b.rm
ويقول في شريط آخر من نفس السلسلة: ولو أن ولي الأمر أمر إنسانا بحلق لحيته أو تطويل ثيابه، فلا يجوز له أن يطيعه، بل يجب على باقي إخوانه أن يساندوه في ذلك وأن لا يخذلوه
بل وذم في مواضع عديدة من هذه السلسلة حكام المسلمين في هذا العصر ونصح الخارجين عليهم في بعض البلاد باستعمال الذكاء في ضرباتهم وتقدير المصلحة في أعمالهم
والسلسلة مليئة بالفوائد في مجال السياسة الشرعية
فرحمه الله تعالى
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[22 - May-2008, مساء 10:47]ـ
جازاك الله خيرا أخي الفاضل, و مرجئة العصر يجعلون الشيخ على مذهبهم لكلام قاله الشيخ مجمل.(/)
(الهرولة ليست بصفة لله) العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[22 - May-2008, مساء 11:29]ـ
(الهرولة ليست بصفة لله) العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-
قال فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان:-
يقول الله عز وجل عن الحديث القدسي " من أتاني يمشي أتيته هرولة " بمعنى من أسرع إلى رضائي وطاعتي أسرعت في مغفرة ذنوبه وقضاء حوائجه وليس معناه الهرولة المعروفة عندنا أن الله يهرول وإنما يفسره آخر الحديث لئن سألني لأعطينه لئن استعاذني لأعيذنه، فمعنى الهرولة هنا المبادرة بقضاء حوائج عبده، كما أن العبد إذا بادر إلى طاعة الله، هل العبد يهرول؟! يعني الهرولة طاعة وعبادة؟! لا. الهرولة والركض والمشي هذه مباحات ليست عبادة إنما معنى من أتاني يمشي يعني من سارع إلى طاعتي وبادر إليها فأنا أبادربإجابته وإثابته وليس المراد بالهرولة على ظاهرها هنا.
وفي هذا رد على بعض المتسرعين الذين يثبتون لله الهرولة، المراد هنا المبادرة وهذا من باب المقابلة، من باب أفعال المقابلة كما قال تعالى (فيسخرون منهم سخر الله منهم)، (إنا كنا مستهزئين الله يستهزئ بهم)
(ومكروا ومكر الله) فهذا من باب المقابلة والجزاء ويجب معرفة هذه القواعد العظيمة يكون الإنسان على بصيرة ليعرف مذهب السلف فيها الذين هم أثبت منه وأعلم منه ولا يستقل بفهمه وعقله ويثبت لله أشياءا لا يدري عنها بناءا على ظواهر أو متشابهات وهناك أدلة محكمة تبينها وتوضحها فيرد المتشابه إلى المحكم. [حدوث خلل في التسجيل] وأن يتوقف عنها وأن يتعلم كيف يتعامل معها على منهج السلف، والجادة واضحة والسلف ما قصروا في بيان الحق ووضع القواعد والضوابط لكن هذا يحتاج إلى تعلم ويحتاج إلى فهم. الإنسان ما يعتمد على فهمه ويقول هذه أدلة تدل على كذا وتدل على كذا دون أن يرى هل هي متشابهة أو محكمة أو لا يظهر له معناها يتوقف. هذا هو الطريق الحق.
مرجع:شرح السنة للبربهاري.
ـ[ولد برق]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 12:01]ـ
بارك الله فيك
أظن تشبيه الهرولة بالمكر في كلام الشيخ غير صحيح و انت أعلم ما رأيك؟
ـ[العرب]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 01:18]ـ
فوائد قيمة حفظ الله شيخنا العلامة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 04:42]ـ
بارك الله فيك
وأضيف للفائدة أن القرينة التي صرف بها المعنى في لفظة (أتيته هرولة) ههنا عن الظاهر ليست هي شبهة التجسيم أو نحو ذلك مما تبثه عقول المتكلمة المنحرفة، فلعل بعضهم يحلو له اذ يرى ذلك في كتب علمائنا أن يقول: "أرأيتم، ها هم أولاء علماؤكم يؤولون ويصرفون المعنى عن الظاهر كما هو دأبنا، لينزهوا الله عن التجسيم ومشابهة خلقه! " انما القرينة هي ما يظهر جليا في سياق نص الحديث، بل في مقدم العبارة التي قوبلت بقوله "أتيته هرولة" .. فالذي سيأتي الله مشيا، هذا لن يركب سلما - مثلا - يمشي به الى السماء ليأتي ربه، فيقابله الرب بذلك بأن يأتيه هو مهرولا اليه!! هذا معنى لا يفهمه عاقل! وكذا فسياق الكلام من اوله الى آخره ظاهر جدا في أن المراد أن من بذل للرب في العبادة وقدم ولو القدر اليسير، وجد من الرب مسارعة اليه بالرحمات والمغفرة، فمما لا يلتبس على لبيب أنه لا يمكن أن يكون المراد بالمشي والهرولة هنا المشي الحقيقي والهرولة الحقيقية .. فأما قولهم أن ذلك الصرف عن الظاهر هو للتنزيه فباطل، لأننا لو جاءنا نص يثبت لله صفة الهرولة بغير قرينة صارفة، لما قلنا فيه الا كمثل ما قلنا في صفة النزول والاستواء ونحوها، ولأثبتناها لله على النحو الذي يليق بذاته العلية تبارك وتعالى، كما هو منهج السلف رحمهم الله ..
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 05:50]ـ
وهذا رابط الصوتي:
http://ahl-athar.net/download.php?id=1318
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 05:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي برق كلامك صحيح
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:39]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29235
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 09:49]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي أراه عند التأمل أن الجمع ممكن بين قولي أهل العلم في هذه المسألة .. فالذين عدوا الحديث من أحاديث الصفات، وأثبتوا به صفة التقرب الحقيقي والاتيان الحقيقي والهرولة على حقيقتها، لا يلزم أن يكون قول من حملوا الحديث على الكناية معارضا لقولهم، من حيث أن الله تعالى لن ينسب الى نفسه معنى من المعاني ولو من باب الكناية الا ان كان ذلك المعنى صحيحا في حقه كصفة من صفاته على الحقيقة .. ومثال ذلك قوله تعالى ((ولتصنع على عيني)) والتي هي معدودة ضمن آيات الصفات التي تثبت صفة العين لله .. فلو لم تكن لله عين على الحقيقة على كيف يليق بذاته تبارك وتعالى، لم يكن ليصح أن ينسبها الله الى نفسه على هذا النحو، ولن يقول قائل في اللغة: "أنت لي كذراعي الأيمن" مثلا الا ان كان له ذراع أيمن على الحقيقة .. أو أنت في عيني، الا ان كانت له (أو لجنسه على العموم) صفة العين على الحقيقة، أما الكيف فعلمه عند الله وحده، ولا مشابهة، فهو ليس كمثله شيء. فلما يقول الرب من أتاني يمشي أتيته هرولة، فانه لا مانع - مع كون المعنى من الكنايات - من أن يكون دليلا على ثبوت صفة الاتيان والهرولة على حقيقتها لله تبارك وتعالى واتصافه بها، على نحو يليق بذاته جل وعلا. أما كون ذلك الاتيان يقابل الله به العبادات التي فيها مشي من العبد بالذات، فهذا اغراق في حمل اللفظ على ظاهره، ويحمل المتامل على التساؤل: "ان كان ذلك فيما فيه مشي، فهل يخرج بذلك ما ليس فيه مشي، وهو السواد الأعظم من العبادات؟؟ وان طبقنا نفس هذا الفهم على العبارتين السابقتين، فأي تلك العبادات التي يكون التقرب فيها الى الله بشبر حقيقي أو بذراع حقيقي؟؟ "
فنقول والله أعلم بالصواب، أن الله يسارع الى العبد بالمثوبة والرحمة والجزاء فوق ما يقدم العبد من العبادات وهو سبحانه يضاعف لمن يشاء، ذلك مع كونه تبارك وتعالى متصفا بالاتيان الحقيقي والهرولة الحقيقية والتقرب الحقيقي لمن يتقرب اليه من العباد، على النحو اللائق به تبارك وتعالى، والا لو لم يكن كذلك لما استعمل الرب في حق ذاته ذلك المعنى ولو من باب الكناية. فقد تقرر عند أهل اللغة بأن الكناية لاتكون إلاّ بإثبات شاهدها من حيث الأصل.
(ملحوظة: ما سطرته في المشاركة الآنفة من قولي بأن المعنى لا يمكن حمله على الحفبفة، أردت منه أن المراد الكناية وليس الحقيقة. وفي حمله على الحقيقة بعض تكلف، ولا يلزم من كونه من الكناية نفي أصل الصفة، بل الصواب اثباتها على طريقة السلف، والله أعلم)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 10:05]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه للحديث -الشريط الثامن/ ب- كتاب التوحيد في صحيح البخاري:
" (وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً وإن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة).
في هذه الجمل الثلاث بيان فضل الله -عز وجل- وأنه يعطي أكثر مما فُعل من أجله، أي يعطي العامل أكثر مما عمل.
وهذه هي القاعدة في ثواب الله عز وجل أنه يعطي أكثر مما فعل من أجله، جاء في القرآن {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل}.
هذه الجمل الثلاث تدل على هذا المعنى العظيم وأن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه يقول جل وعلا (إن تقرب إلى بشبر تقربت إليه ذراعاً)، الشبر مسافة ما بين طرف الخنصر إلى طرف الإبهام عند مد اليد والذراع مسافة ما بين طرف الأصبع الوسطى إلى عظم المرفق وهذا هو الذي كان يقدر به سابقاً الشبر والذراع والباع وما أشبه ذلك.
وقوله: (إن تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً)، اختلف العلماء في معنى هذه الجملة وما بعدها اختلف العلماء في معنى هذه الجملة وما بعدها:
/// فقيل إن هذا على حقيقته وأن الإنسان إذا تقرب إلى الله شبراً تقرب إليه ذراعاً، وعلى هذا فيكون هذا القول في العبادات التي تحتاج إلى مشي كالسعي إلى المساجد والسعي إلى الحج وما أشبه ذلك، ويخرج العبادات التي لا يكون فيها مشي ولكنها كالتي تحتاج إلى مشي؛ إي أن الله يعطي العامل أكثر مما عمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وقيل أن هذا على سبيل المثال، وأن الإنسان إذا تقرب إلى الله بقلبه تقرب الله إليه على كيفية لا نعلمها، نحن بأنفسنا نعلم كيف نتقرب إلى الله ولكن كيفية تقرب الله إلينا لا نعلمه، فالمعنى إذا تقرب الإنسان بيقلبه إلى الله فإن الله يتقرب إليه على كيفية لا تُعلم، وذلك إن الإنسان يشعر بتقربه إلى الله بالقلب، يشعر بتقربه إلى الله بالقلب، أحيانا يكون قلبه ذاكرا لله عز وجل، فيشعر بأنه قريبٌ من الله عز وجل وأحيانا يكون غافلاً.
فالمعنى إذا تقرب العبد إلى ربه بالقلب ومن المعلوم أن العبادات تكون سببا لتقرب القلب إلى الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)، ولهذا تشعر وأنت ساجد بأنك قريب من الله وأن الله في السماء، فيكون على هذا القول ... يكون هذا من باب ضرب المثل وليس على الحقيقة.
وهذا القول أحسن من الأول لأنه يشمل بدلالة المطابقة جميع العبادات، والأول أختص بالعبادات ذات السعر والمشي.
وكذلك أيضاً يقال (من تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً).
أما قوله (وإن أتاني يشمي أتيته هرولة) فهذا أيضاً اختلف فيه العلماء، هل هو على حقيقته أو لا؟
فقيل أنه على حقيقته ونحن إذا مشينا نعلم كيف نمشي، أما الله فإننا لا نعرف كيفية مشيه، ولا مانع من أن الله يمشي يقابل المتجه إليه، فيقابله ... إذا أتاه يمشي يقابله هرولة. ويقال إن الذي يأتي سيأتي على صفة ما ولابد.
فإذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لابد أن يأتي على صفته (هرولة أو غير هرولة) فإذا قال عن نفسه (أتيته هرولة) قلنا ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن بأنه يأتي حقيقة؛ ونحن نؤمن بأنه يأتي حقيقة فإذا كان إتيانه حقيقة فلابد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات. فإذا أخبرنا بأنه يأتي هرولة قلنا: آمنا بالله.
لكن كيف هذه الهرولة؟ لا يجوز لنا أن نكيفها ولا يمكن أن نتصورها، هي فوق ما يتصور وفوق ما يتكلم به.
ولكن هذا القول يخص هذا الحكم بالعبادات التي يأتي إليها الإنسان مشياً وتبقى العبادات الأخرى التي يفعلها الإنسان وهو قائمٌ في مكانه تبقى غير مذكورة في هذا الحديث لكنها بمعناها.
على القول الثاني نقول هذا من باب التمثيل؛ أي من أسرع إلى رضاي وإلى عبادتي أسرعت إلى ثوابه سرعةً أكثر من سرعة عمله وهذا القول يشمل جميع العبادات؛ لأن الإنسان يسرع إلى العبادة إسراعاً بالبدن وإحياناً يسرع بالقلب فقط وهو ثابت في مكانه.
فالمهم أن للعلماء في هذه المسألة قولين -لعلماء السلف-، هل نبقيها على ظاهرها وإن كان سيخرج عنا بعض العبادات إلا أنها تثبت بالقياس، أو نقول أن هذا كناية عن أن فضل الله عز وجل أكثر عن عمل العامل وكأن شيخ الإسلام رحمه الله يميل إلى هذا الرأي الأخير أنه من باب ضرب المثال.
ويؤيد هذا بأنه ليست جميع العبادات تحتاج إلى سعي ومشي، وإبقاء الحديث على عمومه المعنوي في جميع العبادات أولى من كوننا نخصه في بعض العبادات التي لا تكون ولا عشر إلى العبادات الأخرى؛ يعني أن العبادات التي تحتاج إلى مشي قليلة بالنسبة للعبادات الأخرى فكوننا نبقي الحديث على عموم العبادات ونجعل هذا من باب ضرب المثل.
وما زال الناس يضربون المثل بهذا، يقولون: أنا إذا رأيتك تقبل علي فإنني سأعطيك بالخطوة خطوتين، أو إذا أقبلت مشياً أُقبل إليك مسرعاً أو إذا مشيت إلي بالأقدام أمشي إليك بالجفون.
نعم فهذا أسلوب عربي معروف ولا زال إلى يومنا هذا.
وبهذا يزول الإشكال إشكال الحديث، إن حملناه على الحقيقة لم يفتنا على هذا الحمل إلا شيءٌ واحد، وهو؟
العبادات التي لا تحتاج إلى مشي ولا إلى مسافة، وإن حملناه على ضرب المثل عم جميع العبادات، وهذا المثل معروف من أساليب اللغة العربية." اهـ
ـ[أبو موسى]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 10:11]ـ
من كتاب صفات الله للشيخ علوي السقاف
الْهَرْوَلَةُ
صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالحديث الصحيح.
• الدليل:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري (7405و7536) ومسلم (2675): ((000 وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَةً)).
قال أبو إسماعيل الهروي في ((الأربعون في دلائل التوحيد)) (ص79): ((باب الهَرْوَلَةِ لله عزَّ وجلَّ)) ثم أورد الحديث.
و قال أبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (2/ 684) بعد أن أورد حديث أبي هريرة: ((قوله: هَرْوَلَة)): مشيٌ سريع)) اهـ.
وقال أبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (3/ 96) في الحديث عن الله تبارك وتعالى: ((من أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهي مشي سريع، بين المشي والعدو)) اهـ.
وهذا إثبات منهما رحمهما الله للصِّفة على حقيقتها.
وقد ورد في الفتوى (رقم 6932) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/ 142) ما يلي:
((س: هل لله صفة الهَرْوَلَة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه 000 وبعد:
ج: نعم؛ صفة الهَرْوَلَة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به، قال تعالى: ((إذا تقرب إليَّ العبد شبراً؛ تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً؛ تقربت منه باعاً، وإذا أتاني ماشياً؛ أتيته هَرْوَلَة)).رواه: البخاري، ومسلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)).
وقد وقع على هذه الفتوى كلٌ من المشايخ: عبد العزيز بن باز، عبدالرازق عفيفي، عبد الله بن غديان، عبد الله بن قعود.
وفي ((الجواب المختار لهداية المحتار)) (ص 24) للشيخ محمد العثيمين قوله: ((صفة الهَرْوَلَة ثابتة لله تعالى؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي به 000 (فذكر الحديث، وفيه:) وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهذه الهَرْوَلَةُ صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل؛ لأنه أخبر بها عن نفسه، فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأنَّ التكييف قول على الله بغير علم، وهو حرام، وبدون تمثيل؛ لأنَّ الله يقول: ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ?)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 01:53]ـ
السلام عليكم
اخي برق بالنسبة ما فهمته وكنت قد فهمته اولا ليس هو المقصود من كلامه حفظه الله انما قصده جاءت في سياق المقابلة فتفهم بسياقها فمعنى من اتاني مشيا اتيته هرولا اي السياق هنا بمعنى المبادرة فتكون من باب المقابلة وهي المبادرة هذا هو ما يفهم من كلام الشيخ
فالمكر والخداع تفهم بالسياق فنثبت هذه الصفات لله عز وجل على سبيل المقابلة وليس على سبيل الاطلاق
لكن الاشكال يرد في قول في اتهامه لمن اثبت صفة الهرولة بالتسرع فيقال للشيخ هناك من السلف من اثبت هذا وكذلك بعض اهل العلم
اخي ابا الفداء قولك: تقرر عند أهل اللغة بأن الكناية لاتكون إلاّ بإثبات شاهدها من حيث الأصل.
كلامك صحيح لكن يرد علي اشكال وارجو ان تبينه لي بارك الله فيك واو غيرك
ما قولك في الحديث عبدي عطشت ولم تسقني الى اخر الحديث فهل الكناية هنا لا تكون الا باثبات شاهدها من حيث الاصل ارجو الجواب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 02:08]ـ
/// لا إشكال من إثبات صفة الهرولة عند من يثبتها من أهل السُّنَّة، وعند من لا يثبتها = بناء عند كليهما على فهم الحديث، وهل هو دالٌّ على الصفة، أو ليس من أحاديث الصفات، ومثل هذه المسائل الخلاف فيها سائغٌ قريب.
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 05:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى بعد كلام طويل حول صفة الهرولة لله عز وجل: (وخلاصة القول إن إبقاء النص على ظاهره أولى و أسلم فيما أراه، ولو ذهب ذاهب إلى تأويله لظهور القرينة عنده في ذلك لوسعه الأمر لإحتماله) ا. هـ
[من كتاب (إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المحتار) ص: 31]
وكلام الشيخ رحمه الله المُسطر فيه رد على تشنيع الشيخ فوزي بن عبد الله الحميدي وتبديعه لمن قال من أهل السنة بأن الهرولة ليست بصفة لله جل وعلا بناء على أصل القرينة الظاهرة في السياق، وإن كان الصحيح أن الهرولة صفة لله تعالى. و بهذا يظهر الفرق بين علم العلماء الأكابر وغيرهم. والله الموفق.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 03:12]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد الصميلي، وهلا أعطيتنا نبذة عن كتاب (إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المحتار).
ـ[قاهر الصليب]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 10:36]ـ
واضح أنها في سياق المقابلة وليست بصفة ماشاء الله جزاك الله خيراً يا ابن السني وأجزل الله المثوبة للعالم الرباني صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
وأما دعوى المعطلة والمشبه بأنكم صرفتم اللفظ عن ظاهره
فالأصل الظاهر إلا إذا دلة قرينة تدل بأن الظاهر غير مراد فحين إذ يصار إليه ويقال بأنه هو المراد
مع أن من قال بأنها ليست بصفة لم يخرج الحديث عن ظاهره بل هذا هو ظاهره.
ـ[القضاعي]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 03:57]ـ
قواعد في أدلة الأسماء والصفات:
القاعدة الرابعة: ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني وهو يختلف بحسب السياق.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - Feb-2010, مساء 10:10]ـ
هذه نصيحة ثمينة من الشيخ محمد بن بن عثيمين رحمه الله في التحذير من التجاوز فيما ورد من أسماء الله وصفاته:
السؤال:
فضيلة الشيخ: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يمل حتى تملوا)، هل تثبت هذه الصفة لله عز وجل ألا وهي الملل؟.
الجواب:
أجيبك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون)، ما بالك تبحث عن ثبوت الملل لله عز وجل أو عدم ثبوته؟.
أنت تعلم أن الرسول خاطب الصحابة في ذلك، وتعلم أن الصحابة أحرص منا جميعاً على معرفة صفات الله تعالى، وهل أوردوا على الرسول صلى الله عليه وسلم هل يمل أو لا يمل، أو قالوا: سمعنا، وصدقنا، وآمنا أن الله لا يمل حتى نمل؟!.
فما كان في الملل من نقص فهو لنا وليس لله، فالله تعالى كامل الصفات.
فيجب أن نتوقف عن البحث والنقاش في هذا الأمر.
وأقول لك ولغيرك ولمن سمع كلامي هذا: إن صفات الله عز وجل يجب أن يحترز الإنسان منها غاية الاحتراز، ولا يتجاوز ما ورد، فإن تجاوز ما ورد هلك؛ لأنه سوف يقع في أحد أمرين:
- إما التمثيل ولزوم النقص في صفات الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وإما التعطيل.
أحد هذين الأمرين.
وسبحان الله العظيم، الصحابة مائة وأربعة وعشرون ألفاً، والتابعون أكثر وأكثر، وأئمة المسلمين سكتوا عن هذا فيأتي متأخرون من العلماء، ويأتي الإخوة الطلبة الشباب الذين يريدون أن يتعمقوا -زعموا- في صفات الله، فينقبون عن مثل هذه المسائل، كم أصابع الله؟!، كيف عينه؟!، كيف وجهه؟!.
أما تعلم أن الإمام مالك رحمه الله لما قال له شخص يا أبا عبد الله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه:5]، كيف استوى؟، أطرق برأسه حتى جعل يتصبب عرقاً خجلاً من هذا السؤال واستعظاماً له، وتعظيماً للرب عز وجل، ثم رفع رأسه وقال: يا هذا! الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً، ثم أمر به أن يخرج، فأخرج من المسجد.
هذه المسائل أيها الشباب، مسائل الصفات لا تحرصوا على التعمق فيها حتى لا تقعوا في الهلاك، قولوا: سمعنا وآمنا وصدقنا وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
نحن ما دمنا نعمل فالله تعالى يثيبنا ولا يمل حتى نمل، والملل إذا كنت ترى أنه نقص فيك فلا تثبت لله صفة نقص، فهو ملل يليق به، ونعلم أنه لا يستلزم نقصاً في حق الله إن كان ثابتاً له.
وأحذرك وأحذر السامعين من التنطع والتعمق في هذه المسألة الخطيرة، عليكم بما كُلفتم به من الأعمال، ودعوا ما لم تكلفوا به، ابحث كيف تصلي، كيف تتوضأ، كيف تصوم، كيف تتصدق، واترك صفات الله عز وجل، خذها كما جاءت ولا تُنقب عنها؛ لأن أمامك أناساً أعلم منك، وأحرص منك على معرفة الله، وأشد حباً منك للخير وللعلم ما ناقشوا الرسول فيها. أ. هـ
---
(لقاء الباب المفتوح الحادي عشر، السؤال 459، 323).
أقول رحم الله العثيمين
ابحث كيف تصلي، كيف تتوضأ، كيف تصوم، كيف تتصدق، واترك صفات الله عز وجل، خذها كما جاءت ولا تُنقب عنها؛ لأن أمامك أناساً أعلم منك، وأحرص منك على معرفة الله، وأشد حباً منك للخير وللعلم ما ناقشوا الرسول فيها
ما أوضح كلامه
ليت قومي يعلمون
اللهم غفرانك ولطفك
اللهم عافنا وأحسن خاتمتنا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Feb-2010, مساء 11:09]ـ
بارك الله فيكم
كلام الشيخ ابن عثيمين كلام نفيس جدا ولا يفهمن أحد منه الدعوة إلى تفويض معاني هذه الأسماء والصفات فكلامه في باقي كتبه ينافى هذا الأمر
ولكن المراد من كلام الشيخ ترك التعمق في ذلك
كما جاء في الأثر:"تفكروا في خلق الله ولا تفكرو في الله".
فعلى العامي وأشباهه أن يتلقى فهم هذه الأسماء والصفات من علماء أهل السنة والجماعة ويفهما كما فهمومها
وعلى العالم أن يبين له معناها كما هي مبينة عند أسلافنا
فيقول له مثلا: الله سميع يسمع الأصوات ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ونحو هذا
أما من تصدى من أهل العلم وطلبته للرد على أهل البدع المخالفين في هذا الباب من معتزلة وجهمية وأمثالهم فلا بد لهم من دراسة هذه المسائل بالتفصيل حتى يكون قائما بالحجة دافعا للشبهة بشرط أن يكون صحيح الذهن
أما الذي لا يجد من نفسه ذكاء ويجد منها تبلدا فلا يتصدى لهذا الأمر ويتركه لأهله
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[18 - Feb-2010, مساء 11:25]ـ
كلام الشيخ ابن عثيمين كلام نفيس جدا ولا يفهمن أحد منه الدعوة إلى تفويض معاني هذه الأسماء والصفات فكلامه في باقي كتبه ينافى هذا الأمر
ولكن المراد من كلام الشيخ ترك التعمق في ذلك
لكننا أمامَ حديثٍ يجبُ فهمهُ، فإما أن يفوّض و إمّا أن يؤوّل و إما أن يبقى على ظاهره، فإنْ فوّضها خالفَ منهجهُ العام، و تركُ "التعمّق" كلمة لطيفة تعني "التفويض"، و إنْ أوّل، فعلى كلَّ التأويلات لن يُسعَف بمعنى جيّد، و إن أبقاها على ظاهرها وقعَ بإشكالٍ كبير .. فأيُُّها؟؟
و في الحقيقة أن كلمة الشيخ "هذه" ستوقعه في تناقض عجيب في "مجمل منهجه"، و إنْ أردتَ مثالاً فانظُر إلى شرحِهِ على حديثِ (الصورة)، و إن أردتَ لطائف المواقف، فانُظر إلى فتوى الشيخ ابن باز حولَ الحديث، و لا تنسَ أن تقارنَ بين فتواهما .. !
كما جاء في الأثر:"تفكروا في خلق الله ولا تفكرو في الله".
و على هذا الأثر، لا تنظُر إلى جميع الصفات و الأفعال الإلهيّة، فهمنا فنعم، لم نفهم فلا، عجيبٌ ذلكَ المنهج!
أما من تصدى للرد على أهل البدع المخالفين في هذا الباب من معتزلة وجهمية وأمثالهم فلا بد له من دراسة هذه المسائل بالتفصيل
معرفةُ صفات اللهِ و أفعاله ليستْ لمجرد الردّ على أهل البدع، إذْ العقيدة ليستْ ردوداً، إنما معرفة ذلكَ لنستولد إيماناً منها، إذْ - أيضاً - يُفهم من كلامك أنهُ لا يجبُ التعمّق بالنظر في الأفعال و الصفات، و إن اضطررنا - عند مناقشة أهل البدع - فيجبُ التعمّق .. أيُّ منهجٍ هذا؟؟
بشرط أن يكون صحيح الذهن
الأصح أن تقول: بشرط أن يكون صحيح المنهج و واضحه.
أما الذي لا يجد من نفسه ذكاء ويجد منها تبلدا فلا يتصدى لهذا الأمر ويتركه لأهله
نصيحة عجيبة، تُظهرُ خوفاً و وجلاً من المنهج الذي نركبه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 12:56]ـ
لكننا أمامَ حديثٍ يجبُ فهمهُ، فإما أن يفوّض و إمّا أن يؤوّل و إما أن يبقى على ظاهره، فإنْ فوّضها خالفَ منهجهُ العام، ..
انت داخل اشمال ليه؟ (ابتسامة).
لا إشكال فيما ذكرت
الشيخ لم يفوض وإنما تكلم بشكل عام كنصيحة موجهة لمن يتعمق في البحث عن الأسماء والصفات
و تركُ "التعمّق" كلمة لطيفة تعني "التفويض"،يعني أنت تنسب للشيخ أن منهجه التفويض أو دعى إليه مثلا؟!!
ما فسرته من كلام الشيخ مغالطة منك
لا يكون ترك التعمق مساويا للتفويض
وإثبات الصفات (الذي هو منهج أهل السنة) ليس من التعمق والتنطع
ومعنى التعمق مفهوم من سياق كلام الشيخ ثم ألا تراه قال: دعك عنك التنطع والتعمق
ألا تراه مثل له بـ"كم أصابع الله؟!، كيف عينه؟!، كيف وجهه؟!."
فمراد الشيخ واضح
ولا يقول للسائل افهما هكذا من غير معنى كما تفهم (الم)
فوجه المغالطة منك أنك تركت المعنى الظاهر من كلام الشيخ وما يدل عليه منهجه المشهور عنه وما يدل عليه سياق الكلام وصريحه
و في الحقيقة أن كلمة الشيخ "هذه" ستوقعه في تناقض عجيب في "مجمل منهجه"، و إنْ أردتَ مثالاً فانظُر إلى شرحِهِ على حديثِ (الصورة)، و إن أردتَ لطائف المواقف، فانُظر إلى فتوى الشيخ ابن باز حولَ الحديث، و لا تنسَ أن تقارنَ بين فتواهما .. ! لا تناقض في منهج الشيخ رحمه الله
وأسأل الله أن يزيدنا وإياك فهما حسنا
و على هذا الأثر، لا تنظُر إلى جميع الصفات و الأفعال الإلهيّة، فهمنا فنعم، لم نفهم فلا، عجيبٌ ذلكَ المنهج! ليس كذلك
وهذا المنهج الذي ذكرته لا أراه إلا قام في ذهنك حال كتابتك هذه الخواطر
معرفةُ صفات اللهِ و أفعاله ليستْ لمجرد الردّ على أهل البدع، إذْ العقيدة ليستْ ردوداً، إنما معرفة ذلكَ لنستولد إيماناً منها، إذْ - أيضاً - يُفهم من كلامك أنهُ لا يجبُ التعمّق بالنظر في الأفعال و الصفات، و إن اضطررنا - عند مناقشة أهل البدع - فيجبُ التعمّق .. أيُّ منهجٍ هذا؟؟ فهمت خطأ
مرادي بالتعمق في دراسة هذه المسائل أي عدم الاكتفاء بفهم معناها على الوجه الصحيح بل لابد من فهم ما يرد على هذا الفهم من شبه المخالفين كدليل الحدوث والأعراض وحجج الأشاعرة والمفوضة التي رد عليها الإمام أحمد والدارمي وابن تيمية وغيرهم
فهذا لا يكلف به العامي بخلاف طلاب العلم وأهله ممن تصدى للرد على المخالفين
الأصح أن تقول: بشرط أن يكون صحيح المنهج و واضحه.لم تفهم ما أريد
أردت أن من ينظر في تلك الشبه والحجج والرد عليها كما مثلنا سابقا يخشى عليه من دخول الشك على عقيدته والتخليط فيها إذا لم يكن صحيح الذهن أي بليد الذهن ضعيف الفهم
لأن هذا من دقائق العلم
نصيحة عجيبة، تُظهرُ خوفاً و وجلاً من المنهج الذي نركبه فهمت خطأ
هذا كسابقه
وفقك الله
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 03:21]ـ
كلام الشيخ العثيمين هو ما انتهى اليه ائمة السلف و اولهم الامام الشافعي و الامام مالك و غيرهما .. و هذا معنى الامرار .. لا يتغمق في البحث عن معنى هذه الظواهر حتى لا يفضي الى التكييف و التحديد ... و ارشاد الناس الى تقليل الكلام ما امكن في هذا الباب و الاكتفاء بما سمع دون كثرة السؤال و القيل و القال .. و الأولى نهج مثل هذا النهج مع كثير من المبتدعة ... فقلة من المبتدعة من يحتاج للكلام معهم في معاني هذه الأمور .. كنت قديما احسب قولة مالك و الشافعي و احمد بترك الاشتغال بهذا و الانكباب على ما تحته عمل ضعفاوسذاجة .. حنى وجدت ان الضعف في عقل الانسان ان يطيق النظر في مثل هذه الأمور
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 03:49]ـ
... كنت قديما احسب قولة مالك و الشافعي و احمد بترك الاشتغال بهذا و الانكباب على ما تحته عمل ضعفاوسذاجة .. حنى وجدت ان الضعف في عقل الانسان ان يطيق النظر في مثل هذه الأمور
أحسنت أيها الفاضل
### حرره الإشراف، ولا تعد لمثله عفا الله عنك ###
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 04:06]ـ
إنْ شاءَ الله فهمي صحيح ..
فكلامُ الشيخِ واضح، إذْ يقول: (اترك صفات الله تعالى)، و يُعوّضهُ عن ذلك بتعلُّم (كيفَ يتصدق؟) و (كيفَ يُصلي)، إذْ تعلّم الصلاة أهم من الإيمان بالله .. ، فالنصيحة ليستْ موفقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ لم يفوض وإنما تكلم بشكل عام كنصيحة موجهة لمن يتعمق في البحث عن الأسماء والصفات
و ليتَ تلكَ النصيحة توجهت إلى كيفيّة الاستفادة من صفات الله عز و جل، كما فعلَ ذلكَ ابنُ القيم في "مدارج السالكين"، و العز ُ بن عبد السلام في "شجرة المعارف و الأحوال"، فالتعويض عن تعلم الأسماء و الصفات بتعلّم الصلاة و الصيام تعويضاً ساذجاً، إذْ تعلم الصلاة و الصيام ليسا كافيان من فهم آثار فهم الأسماء و الصفات.
يعني أنت تنسب للشيخ أن منهجه التفويض أو دعى إليه مثلا؟!!
ما فسرته من كلام الشيخ مغالطة منك
لا يكون ترك التعمق مساويا للتفويض
وإثبات الصفات (الذي هو منهج أهل السنة) ليس من التعمق والتنطع
ومعنى التعمق مفهوم من سياق كلام الشيخ ثم ألا تراه قال: دعك عنك التنطع والتعمق
ألا تراه مثل له بـ"كم أصابع الله؟!، كيف عينه؟!، كيف وجهه؟!."
فمراد الشيخ واضح
ولا يقول للسائل افهما هكذا من غير معنى كما تفهم (الم)
فوجه المغالطة منك أنك تركت المعنى الظاهر من كلام الشيخ وما يدل عليه منهجه المشهور عنه وما يدل عليه سياق الكلام وصريحه
لم أصم الشيخ بالتفويض، بل قلتُ إنهُ يهرب من "منهجه العام" عندَ وقوعهِ في مشكلة ما، كالهروب من بعض الحديثِ، كحديثِ الصورة مثلاً.
فهمت خطأ
مرادي بالتعمق في دراسة هذه المسائل أي عدم الاكتفاء بفهم معناها على الوجه الصحيح بل لابد من فهم ما يرد على هذا الفهم من شبه المخالفين كدليل الحدوث والأعراض وحجج الأشاعرة والمفوضة التي رد عليها الإمام أحمد والدارمي وابن تيمية وغيرهم
فهذا لا يكلف به العامي بخلاف طلاب العلم وأهله ممن تصدى للرد على المخالفين
إيضاحُ المقصد أصلٌ في إيصالِ المعلومة، و اعلم أنَّه لا يكفي معرفة المعنى الصحيح، بل يجبُ معرفة الآثار، و هُنا محطّ الجمال في الفرقِ بين "العلمِ" و "المعرفة".
لم تفهم ما أريد
أردت أن من ينظر في تلك الشبه والحجج والرد عليها كما مثلنا سابقا يخشى عليه من دخول الشك على عقيدته والتخليط فيها إذا لم يكن صحيح الذهن أي بليد الذهن ضعيف الفهم
لأن هذا من دقائق العلم
ما أردتَ .. مفهوم عندنا، و لله الحمد، و لا تمسي و تصبح بالترديد (لم تفهم مرادنا، و لم تفهم مرادنا)، إذا لم تستطع إيصال المعلومة بلغةٍ واضحة، فلا تكتب أصلاً ..
على العموم: شرطُ صحة المنهج - في الجدالِ و الحوار - أهمّ من ذكاءِ الذهن، فوضوح المنهج يُغني صاحب الفهمِ الضعيف من الكثير من التعقيدات المنطقيّة، و ثم ّ، هل سنقول لصاحب الذكاء المحدود لا يجب أن تفهم الأسماء و الصفات لأنَّ الصلاةَ ستغنيك عن فهمها و التلذذ بآثارها؟؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 04:31]ـ
توجيه الناس الى السؤال عن كيفيات الصلاة و المعاملات و معانيها و الكلام فيها حين يسألون عن الصفات و الذات الالهية .. ليس من بدع ابن عثيمين .. بل هو نفس زكي متواتر عن السلف و ائمة المذاهب المتبوعة ... أما الاستفادة من ما تحت المعاني المتوقف عندها في الصفات كعمل ابن القيم و العز فهذا هو نفسه مما تحته عمل .. فليس توجيههم الى ما تحته عمل يشمل فقط العبادات و الفروع الفقهية بل كل ما تحته فائدة من الرقائق و احوال القلوب و التواريخ و السير و المعارف و حتى الطب و الفلك و غيرها ...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 02:53]ـ
إنْ شاءَ الله فهمي صحيح ..
فكلامُ الشيخِ واضح، إذْ يقول: (اترك صفات الله تعالى)، و يُعوّضهُ عن ذلك بتعلُّم (كيفَ يتصدق؟) و (كيفَ يُصلي)، إذْ تعلّم الصلاة أهم من الإيمان بالله .. ، فالنصيحة ليستْ موفقه.
للأسف أنت لم توفق لفهم كلام الشيخ الفهم الصحيح أو الواضح الصريح
وإنما مراد الشيخ من كلامه أن الاشتغال بمعرفة فقه الصلاة والزكاة أفضل من التعمق والتنطع في معرفة كيفية الصفات
أما الإيمان بالله تعالى ومعرفة الصفات من غير تطع وتكلف فلم يتطرق له الشيخ
إذ هو معلوم من منهج الشيخ الذي سار عليه طيلة حياته
فالشيخ رحمه الله علم تلامذته الإيمان بالله وشرح لهم أكثر من كتاب في العقيدة وهذا متواتر مشهور
ولم يقتصر تعليمه على تلامذته بل تعدى ذلك لأغلب عوام المسلمين
وهذا معروف مشهور بينهم
والخلل الذي دخل علي ذهنك الحاد أنك فهمت:
(يُتْبَعُ)
(/)
من النهي عن التعمق والتنطع في مسألة صفات الباري النهي عن تعلم الإيمان بالله
فليقف القراء على حسن فهمك لكلام أهل العلم!!
اللهم إلا أن يكون في صدرك شيء من منهج الشيخ رحمه الله ومنهج أهل السنة فإن كان كذلك فأبن لنا عن منهجك.
و ليتَ تلكَ النصيحة توجهت إلى كيفيّة الاستفادة من صفات الله عز و جل، كما فعلَ ذلكَ ابنُ القيم في "مدارج السالكين"، و العز ُ بن عبد السلام في "شجرة المعارف و الأحوال"،
فهمت خطأ وحملت كلام الشيخ ما لم يحتمله
مراد الشيخ ما أسلفته لك
ثم هو قد بين كيفية الاستفادة من صفات الله في شروحه العقدية وهذا معلوم عند من قرأها
فأما من لم يقرأها فلا يحق له الكلام هنا يعني لا يحق له الكلام علميا
وإلا فإن هذه المنتديات الشبكية أصبحت مسرحا لا رقابة علمية عليها
فالتعويض عن تعلم الأسماء و الصفات بتعلّم الصلاة و الصيام تعويضاً ساذجاً، إذْ تعلم الصلاة و الصيام ليسا كافيان من فهم آثار فهم الأسماء و الصفات.
لا أرى السذاجة في الفهم إلا من طرفك
لم يقصد الشيخ ما ادعيته
فقد فهمت كلامه خطأ وحملته ما لا يحتمله
فالشيخ جعل تعلم كيفية الصلاة والصيام عوضا عن التعمق والتنطع في مسألة صفات الله عزل وجل
ولم يجعلها عوضا عن تعلم صفات الله عز وجل ومعرفة آثارها على الوجه المرضي من غير تعمق وتكلف
وكتب الشيخ أشرطته وفتاواه تدل على ذلك
والمجادلة فيه تعتبر من المراء لأنه أظهر وأشهر من أن يدلل عليه
لم أصم الشيخ بالتفويض، بل قلتُ إنهُ يهرب من "منهجه العام" عندَ وقوعهِ في مشكلة ما، كالهروب من بعض الحديثِ، كحديثِ الصورة مثلاً.
لم يهرب الشيخ ولكن له نظرا دق عن فهمك
إيضاحُ المقصد أصلٌ في إيصالِ المعلومة،
هو واضح ولكن توضيح الواضح صعب
و اعلم أنَّه لا يكفي معرفة المعنى الصحيح، بل يجبُ معرفة الآثار، و هُنا محطّ الجمال في الفرقِ بين "العلمِ" و "المعرفة".
لم أحصر حتى تستدرك
ثم المراد بقولي:يفهم الصفة كما فهمه أهل السنة أي مع الدليل
لكن لا يشترط في العامي أن يعرف ما يرد على هذا الدليل من شبه المخالفين كما أسلفت
ما أردتَ .. مفهوم عندنا، و لله الحمد، و لا تمسي و تصبح بالترديد (لم تفهم مرادنا، و لم تفهم مرادنا)، إذا لم تستطع إيصال المعلومة بلغةٍ واضحة، فلا تكتب أصلاً ..
لا أظنك فهمت بعد ...
على كل إنما كررت عبارة عدم الفهم لأنك تحمل الكلام ما لا يحتمله وتجادل في واضحات
على العموم: شرطُ صحة المنهج - في الجدالِ و الحوار - أهمّ من ذكاءِ الذهن، فوضوح المنهج يُغني صاحب الفهمِ الضعيف من الكثير من التعقيدات المنطقيّة، و ثم ّ، هل سنقول لصاحب الذكاء المحدود لا يجب أن تفهم الأسماء و الصفات لأنَّ الصلاةَ ستغنيك عن فهمها و التلذذ بآثارها؟؟
لم تفهم مرادي
أنا لا أخالفك في ضرورة اشتراط صحة المنهج ووضوحه ولم أتطرق إليه أصلا ولم أحصر حتى تستدرك به
مرادي كما أسلفت مرتين: صاحب البلادة وقلة الفهم لا يحسن منه الدخول في هذه الدقائق _التي بينا سابقا_ لشيئين:
/// أن ذلك في الغالب يكون سببا لشكه وتخبطه واختلاط الأمور عليه إذا لم يستطع فهمها على الوجه لدقتها
/// ولأنه لا يستطيع الرد على أهل البدع والحالة هذه
وقد اشترط أهل الأصول في المجتهد صحة الذهن من أجل أن درجة الاجتهاد لا تتأتى إلا بالنظر في دقائق العلوم
رزقني الله وإياك حسن القصد والفهم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 03:06]ـ
كلام الشيخ العثيمين هو ما انتهى اليه ائمة السلف و اولهم الامام الشافعي و الامام مالك و غيرهما .. و هذا معنى الامرار .. لا يتغمق في البحث عن معنى هذه الظواهر حتى لا يفضي الى التكييف و التحديد ... و ارشاد الناس الى تقليل الكلام ما امكن في هذا الباب و الاكتفاء بما سمع دون كثرة السؤال و القيل و القال .. و الأولى نهج مثل هذا النهج مع كثير من المبتدعة ... فقلة من المبتدعة من يحتاج للكلام معهم في معاني هذه الأمور .. كنت قديما احسب قولة مالك و الشافعي و احمد بترك الاشتغال بهذا و الانكباب على ما تحته عمل ضعفاوسذاجة .. حنى وجدت ان الضعف في عقل الانسان ان يطيق النظر في مثل هذه الأمور
بارك الله أخي الفاضل الكريم
أحسنت فهذا هو المراد
سلوك طريقة السلف في إمرار هذه الصفات وفهم معناها من غير تعقيد وتكلف ومن غير تعطيل وتشبيه
ومن غير تفويض أيضا
فدين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين
أما من دعته ضرورة نصرة دين الله للتصدي لأهل البدع فلا بد له من النظر في تلك الدقائق والأدلة والطرق حتى يقوم بالنصرة المطلوبة منه
كما فعل الشافعي مع ابن علية وغيره
وكما فعل أحمد مع ابن أبي دؤاد وأمثاله
وكما فعل ابن خزيمة مع الكلابية
وكما فعل غيرهم من أئمة الحنابلة وبعض الشافعية إلى زمن شيخ الإسلام ومدرسته إلى اليوم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 03:11]ـ
/// وأما من آثر عدم الدخول في تلك الدقائق من طلبة العلم فلا تثريب عليه لكن لا يتصدى لأهل البدع فينكسر فيُأتى المنهج السليم الصحيح من قبله
وهذا كما نقوله لمن يتصدى للرد على النصارى من المسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 03:17]ـ
من أجوبة العلامة صالح ال الشيخ كما في شرح الواسطية بواسطة الشاملة
شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ - (1/ 261)
يقول ذكرت أن الهرولة صفة وهي صفة لم ترد إلا في حديث واحد " وإذا جاءني يمشي أتيته هرولة " ومن المعلوم أن العبد لا يمشي إلى الله وإنما المراد به التقرب إليه، وليس المراد ظاهره فوجب أن يكون معنى الهرولة على خلاف ظاهر دلالة السياق وقد ذكر هذا بعض أهل العلم فما قولكم في هذا الكلام؟
الجواب:
طبعا أهل السنة في الهرولة الأصل فيها أن تثبت لله جل وعلا فهي من جنس باقي الصفات هذا قول عامة أهل السنة، لكن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر في رده على الرازي في القسم المخطوط الذي لم يطبع بأن الرازي استدل بهذا الحديث على أنه لا يراد بها الصفة بالإجماع، شيخ الإسلام قال له هذا لأن الكلام ليس في الصفات فقوله جل وعلا " من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا " قال معلوم أن التقرب لا يكون من العبد إلى الله لا يكون بالمساحة، يعني ما يكون بالإمتار ما يكون بقطع شيء إلى الذات وعليه يكون مقابله ليس كذلك، كذلك قوله " ومن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا " معلوم أن التقرب الأول الذي يحصل من العبد لا يكون بالمساحة قال فكذلك ما رتِّب عليه وهو تقرب الله جل وعلا من العبد باعا قال وكذلك قوله " من أتاني يمشي أتيته هرولة " معلوم أن العبد لا يأتي الله جل وعلا ماشيا يعني إلى ذات الله بالمساحة وإنما يكون إتيانه إلى طاعة الله أو حركة روحه إلى الله جل وعلا وقرب روحه من الله جل وعلا فيكون " أتيته هرولة " بمقابلة ذلك، هذا الكلام منه من شيخ الإسلام تفصيلي يخالف بعض الكلام الذي أورده في بعض المواضع في الفتاوى على هذه الصفة من جهة أنه أثبت أصل (التقرب) طبعا هو القرب من الله جل وعلا عاما بما يشمل التقرب بالقرب بالذات والقرب بالصفات وعليه فيمكن أن يقال إن كلام شيخ الإسلام رحمه الله إما لأنه في مقام المناظرة في مقام الرد أو أنه لشيخ الإسلام رحمه الله قول غير ما أصل في الفتاوى، وفي الفتاوى لم يذكر نص (الهرولة) فيما وقفت عليه، فنقول له قول في هذا يخالف عموميات أقواله وهو أن لا تكون الهرولة من صفات الله جل وعلا وذلك يقول لأن السياق يدل على أنه لم يرَد الصفة " من أتاني يمشي أتيته هرولة " لم يرَد الأول وهو أن العبد يأتي إلى الله ماشيا فإذن الثاني غير مراد، هذا كلام شيخ الإسلام في رده على الرازي
والكلام فيه نوع إشكال والمقصود أن عامة أهل السنة يثبتون (الهرولة) ووقفت على كلام لعثمان بن سعيد رحمه الله في رده على بشر المريسي يقول فيه: وقد أجمعنا أو اتفقنا وإياكم على إثبات صفة (الهرولة) وهو من النقول القديمة عن السلف في إثبات هذه الصفة، المقصود أن هذا أصل البحث في هذه المسألة ولهذا من أهل العلم من قال يمكن أن يقال في قوله " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " أنه يمكن أن يقال إنه من أتاني يمشي في عبادة تفتقر إلى المشي أتيته بثواب ورحمة سريعين وقد ذكر هذا الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى ورجح كما هو قول عامة أهل السنة القول الأول الذي ذكره وهو أنها صفة وهذا هو الصحيح فهي من جنس الصفات من جنس الحركة والله جل وعلا يتصف بما شاء سبحانه وتعالى وليس له حدود يعني ليس لصفاته حدود والعباد إنما يأخذون ذلك من الكتاب والسنة ولا يخوضون في ذلك بأفهامهم ولا بعقولهم فالمسألة عظيمة.
هذا سؤال نرجئ الجواب عنه لأنه سؤال جيد إن شاء الله نشوف الجواب عنه بإذن الله.
نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد.)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 06:10]ـ
جزاكم الله خيرا
وليس المراد ظاهره فوجب أن يكون معنى الهرولة على خلاف ظاهر دلالة السياق وقد ذكر هذا بعض أهل العلم فما قولكم في هذا الكلام
هذه الصياغة للسؤال فيها خطأ لفظي خفي رأيت أن أنبه عليه للفائدة.
فقوله "على خلاف ظاهر دلالة السياق" يقلب المعنى الذي يريده. فهو يريد أن يقول إن المشي المنسوب إلى العبد ليس مرادا لظاهره ومن ثم فكذا الشأن في الهرولة المنسوبة إلى الله تعالى، فكيف عرف ذلك؟ من دلالة السياق، وليس من الظاهر، فقوله "ظاهر دلالة السياق" = غير مستقيم، وينقض مراده!
-------------
اخي ابا الفداء قولك: تقرر عند أهل اللغة بأن الكناية لاتكون إلاّ بإثبات شاهدها من حيث الأصل.
كلامك صحيح لكن يرد علي اشكال وارجو ان تبينه لي بارك الله فيك واو غيرك
ما قولك في الحديث عبدي عطشت ولم تسقني الى اخر الحديث فهل الكناية هنا لا تكون الا باثبات شاهدها من حيث الاصل ارجو الجواب
أحسن الله إليك، هذه ليست من الكنايات، ولعل الصواب أن يقال إنها من المجاز المرسل .. فالكناية يجوز أن يراد فيها المعنى الظاهر على الحقيقة، ويحتاج السامع إلى قرينة لصرفه من الحقيقة إلى المجاز. وههنا الصورة الحقيقة ممتنعة في حق الله تعالى، تكفي حكايتها لمعرفة امتناعها دون الحاجة إلى قرينة إضافية، وليست من الاستعارات كذلك لأن الاستعارة مدارها المشابهة، وليس وجه إيراد هذه الصورة ولا العلاقة بين الظاهر والمراد = المشابهة كما هو واضح. فهو مجاز مرسل علاقته أنه سبحانه عبّر بذاته وأراد عبده المريض، من شدة القرب بينهما وعظم ذلك الفعل عند الله تعالى كما يظهر ذلك من جوابه لاستشكال العبد كما في بقية المتن، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 06:54]ـ
الحمدُ لله، و لا حولَ و لا قوةَ و لا فهمَ إلا بالله ..
للأسف أنت لم توفق لفهم كلام الشيخ الفهم الصحيح أو الواضح الصريح وإنما مراد الشيخ من كلامه أن الاشتغال بمعرفة فقه الصلاة والزكاة أفضل من التعمق والتنطع في معرفة كيفية الصفات
أما الإيمان بالله تعالى ومعرفة الصفات من غير تطع وتكلف فلم يتطرق له الشيخ
إذ هو معلوم من منهج الشيخ الذي سار عليه طيلة حياته
فالشيخ رحمه الله علم تلامذته الإيمان بالله وشرح لهم أكثر من كتاب في العقيدة وهذا متواتر مشهور
ولم يقتصر تعليمه على تلامذته بل تعدى ذلك لأغلب عوام المسلمين
وهذا معروف مشهور بينهم
والخلل الذي دخل علي ذهنك الحاد أنك فهمت:
من النهي عن التعمق والتنطع في مسألة صفات الباري النهي عن تعلم الإيمان بالله
فليقف القراء على حسن فهمك لكلام أهل العلم!!
اللهم إلا أن يكون في صدرك شيء من منهج الشيخ رحمه الله ومنهج أهل السنة فإن كان كذلك فأبن لنا عن منهجك.
أولاً: نحنُ أمامنا كلامٌ للشيخ، و علينا بظاهرهِ، و ما تقولهُ بأنهُ مراده يبقى في حظيرةِ "الظن"، و لا تخرج عنها، إلا بقرائن.
و قرينتُكَ: أنَّ من تتبع شروح الشيخ لتلامذتهِ يقف على اهتمامهِ بالأسماء و الصفات، فلا تخف: قد وقفتُ على شروحِ الشيخ و أحاديثه في "العقيدة"، بما لم تتوقعهُ، و بالطبع، فالشيخ علّم تلامذته منهج أهل السُنة في (الأسماءِ) و (الصفات)، و علمهم "الإيمان" العام، لكنْ لم يُعلمهم كُل حيثيات الإيمان، و هي التي كنتُ أودّ من الشيخِ أن يوضحهُ ..
فوجبَ أنْ يوضح: آثار الأسماءِ و الصفات، على النفوسِ و الحياةِ، خيرٌ من أن يقول (اترك الأسماء و الصفات)، حتى على "العاميّ" منَ الناس.
و ثانياً: و هوَ السؤال الذي يطرح نفسه الآن: متى ننتهي من السؤال عن "المنهج" عندما يخالفنا أحد الأشخاص؟؟ فهيَ تُهمة مُبطّنة!
فهمت خطأ وحملت كلام الشيخ ما لم يحتمله
مراد الشيخ ما أسلفته لك
ثم هو قد بين كيفية الاستفادة من صفات الله في شروحه العقدية وهذا معلوم عند من قرأها
فأما من لم يقرأها فلا يحق له الكلام هنا يعني لا يحق له الكلام علميا
وإلا فإن هذه المنتديات الشبكية أصبحت مسرحا لا رقابة علمية عليها
أنتَ أعطني الآن ..
كلاماً للشيخ في الاستفادة من الصفات، كما كتبها العزّ أو ابنُ القيم، أو حتى ابن عربي - في بعض أحاديثهِ -؟؟ أو الغزالي في (الأحياء) و أنا أتحادكَ الآن ..
أنَّ الشيخ صبّ اهتمامه على الردود - كما هيَ عادة أهل هذا العصر – و التوضيح العامّ في مقابل الأهمّ، و هوَ توضيح الآثار و النفائس التي تنطوي عليها الأسماء و الصفات؟؟
و حتى في المنهجِ العام – بغضِّ النظرِ عنِ الشيخ –، فغالب من صنّف في (الأسماء) كانَ: مِن المُخالف لنا، و نظرة سريعة على رسالة (الأسماء الحسنى) للدكتور الغِصن – صاحب دعاوى المناوئين – سيُظهِر لك َ على التخلّف الشديد عندنا في الاهتمام بالأسماء و الصفات، و التعمّق فيها (ليسَ التعمّق بالبحث الفلسفي في المعنى و الكيفيّة، إنما للبحث الآثاري)!
و هذه أمثلة:
كتبَ القرطبي كتاباً عن الأسماء: و هوَ أشعري .. !
و كتبَ الرازي: و هوَ أشعري .. !
و كتبَ العز بن عبد السلام: و هوَ أشعري .. !
و كتبَ الشُرباصي: و هو صوفي جلد .. !
و كتبَ النابلسي – من المعاصرين –: و هوَ صوفي .. !
و مِن العجيب أنَّ المؤلف – و هوَ السلفي – لم يجد من صنّف كتاباً في الأسماء و الصفات ممّن لم تنطبق عليه مواصفاتنا.
لا أرى السذاجة في الفهم إلا من طرفك
لم يقصد الشيخ ما ادعيته
فقد فهمت كلامه خطأ وحملته ما لا يحتمله
فالشيخ جعل تعلم كيفية الصلاة والصيام عوضا عن التعمق والتنطع في مسألة صفات الله عزل وجل
ولم يجعلها عوضا عن تعلم صفات الله عز وجل ومعرفة آثارها على الوجه المرضي من غير تعمق وتكلف
وكتب الشيخ أشرطته وفتاواه تدل على ذلك
والمجادلة فيه تعتبر من المراء لأنه أظهر وأشهر من أن يدلل عليه
أنا سأبقى على وصفي بأنَّ التعويض ساذج، لما سبقَ، ..
و لكنْ دلّل لي - الآن - على أنَّ اهتمام الشيخ بالآثار بالقدر الذي نصحَ بهِ (في الاهتمام بالصلاة و الصيام)، بل دلّل لي على اهتمام الشيخ بربعِ اهتمامه على "التعمّق" في الأسماء و الصفات؟؟
لم يهرب الشيخ ولكن له نظرا دق عن فهمك
دعنا من (فهمي) و (فهمه)، ما رأيُك برأيِ الشيخ في حديثِ (الصورة)؟؟
وقد اشترط أهل الأصول في المجتهد صحة الذهن من أجل أن درجة الاجتهاد لا تتأتى إلا بالنظر في دقائق العلوم
و ما هوَ القْدر الذي اشترطهُ أهل الأصول في صحةِ الذهن، إذْ صحة الذهن كلمة فضفاضة؟؟، لا أريدُ جواباً على هذا. و لكنْ، اعلم ..
أنَّ نصحَ العامّي بعدم التعمّق في الأسماء و الصفات، من الناحية الفلسفية، تحصيل حاصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 06:57]ـ
مالاشكال في اثبات صفة الهرولة .. ؟!
اليست صفة من الصفات
والتقعيد مثبت في كل صفة.؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 07:07]ـ
مالاشكال في اثبات صفة الهرولة .. ؟!
اليست صفة من الصفات
والتقعيد مثبت في كل صفة.؟
لا إشكالْ ..
لكن تذبذبْ المنهج، هوَ من يُخوّفنا من الإثبات، فالهرولة في لُغة العرب: كناية عن الإسراع، و هذا المعنى، أما الكيفيّة فلا نُسأل عنها؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 07:30]ـ
أولاً: نحنُ أمامنا كلامٌ للشيخ، و علينا بظاهرهِ، و ما تقولهُ بأنهُ مراده يبقى في حظيرةِ "الظن"، و لا تخرج عنها، إلا بقرائن.
ليس بظن لأن مراد الشيخ مفهوم من ظاهر كلامه وسياقه
وأنت الذي خالفت ظاهر وصريح كلام الشيخ وحملته ما لا يحتمل
فأنت المحتاج أن تأتي بقرائن تخرجنا عن هذا الظاهر ولن تجد لأن القرائن (القطعية) على خلافه أيضا
فعندنا: (ظاهر وصريح كلام الشيخ) و (قرائن قطعية)
ولذلك قلت أنك تجادل في واضحات وتوضيح الواضح صعب
و علمهم "الإيمان" العام، لكنْ لم يُعلمهم كُل حيثيات الإيمان، و هي التي كنتُ أودّ من الشيخِ أن يوضحهُ .. علمهم الإيمان العام والخاص
ولا يوجد عالم علم الناس كل حيثيات الإيمان
النقص من طبيعة البشر
وهذا _أي ما نحن فيه_ من مناقب الشيخ رحمه الله
فوجبَ أنْ يوضح: آثار الأسماءِ و الصفات، على النفوسِ و الحياةِ، خيرٌ من أن يقول (اترك الأسماء و الصفات)، حتى على "العاميّ" منَ الناس.
قوله اترك الأسماء ....
ليس كما فهمته
مراد الشيخ:اترك التعمق فيها لا اترك تعلمها
لا يجوز قطف كلمة من كلام أهل العلم وفهمها بعيدا عن سياقها والمسار التي قيلت فيه
فهذا كمن فهم من قوله تعالى (ويل للمصلين) حرمة الصلاة
لأنه بتر الكلام عن سياقه
و ثانياً: و هوَ السؤال الذي يطرح نفسه الآن: متى ننتهي من السؤال عن "المنهج" عندما يخالفنا أحد الأشخاص؟؟ فهيَ تُهمة مُبطّنة!
ما سألنا إلا لوقوع الريبة من كلامك حول منهج الشيخ ولكلام سابق لك
على كل ليس ما ذكرت من منهجنا
ونحن لنا بالظاهر حتى يثبت خلافه
/// وذكرك لصفة الصورة ولقضية الاهتمام بالآثار موضوع آخر وتغيير لمسار النقاش
ولا أخالفك في ضرورة الاهتمام بها
وليس هو موضوعنا أصلا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 07:52]ـ
لا إشكالْ ..
لكن تذبذبْ المنهج، هوَ من يُخوّفنا من الإثبات، فالهرولة في لُغة العرب: كناية عن الإسراع، و هذا المعنى، أما الكيفيّة فلا نُسأل عنها؟؟
من جعلها من ضرب المثل والمقابلة لم يتذبذب في منهجه ولم يخف خوف غير المثبتة من الفرق
بل المنهج ثابت
والخلاف في توظيفه في هذا الفرع لوجود قرائن كما فعلوا في غيره
أو لعدم عدهم الحديث من أحاديث الصفات المعهودة
كما قيل في آية الساق
فالجامع واحد
فهذا المنهج السلفي السني المتعلق بباب الأسماء والصفات يعاب تاركه في عدم توظيفه في نصوص الباب
أما إذا كان لا يَعدُ النص متعلقا بالباب فلا يعاب عليه ترك توظيف هذا المنهج
وإنما يعاب ويتهم بالتذبذب إذا كان يعتقد أن هذا النص يتعلق بباب الأسماء والصفات وقال أنا لا أثبته وأؤوله
فهنا يقال خالف منهجه العام.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 09:03]ـ
الأستاذ أمجد، السلامُ عليكم و رحمةُ الله و بركاته، الله معك، سِر على بركةِ الله، دمتَ موفقاً، و تبقى أسألتي بلا إجابة، و يبقى ترديد (لم تفهم المراد) باقياً إلى يومِ القيامة، للخروج من النزاع.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 09:39]ـ
وعليكم السلام أخي الحبيب
ودربك يسر الله
اجبت عن جميع أسئلتك إلا ما ليس له علاقة بموضوعنا ونقاشنا مما يمكن نقاشه في موضوع مستقل
فإذا كان عندك إجابة على ما ذكرتُ رادا عليك غلطك في فهم كلام الشيخ واتهماك له بالهروب أو التذبذب في المنهج فتفضل بها
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 10:06]ـ
هذا جواب الشيح: عبد الرحمن بن الجبرين، رحمه الله تعالى
السؤال: ما معنى الهرولة والتردد الواردان في حديث: (وما ترددت في شيء مثل ترددي في قبض روح عبدي ... )؟
الجواب:
الصحيح أن الهرولة هنا بمعنى قرب الرب تعالى إلى عبده بثوابه، فالقرب معنوي، العبد لا يتجاوز مكانه، وإنما تقرباته بالأعمال، فقرب الرب إليه، وهرولته -يعني: إسراعه- إنما هو بالأعمال، بكثرة الثواب، فلا يقال: إن الهرولة صفة من صفات الله في هذا الحديث،
إنما ذكرها على وجه المبالغة في كثرة الثواب، قال: (من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً)، العبد ما يتقرب شبراً، يعني: هو مكانه، ولكن تقرب بالأعمال، (من تقرب إلي ذراعاً)، العبد لا يتزحزح عن مكانه، ولكن تقرب بالأعمال (من أتاني يمشي)، العبد لا يتجاوز مكانه بهذا المشي، المراد بالمشي هنا مواصلة الأعمال الصالحة، يعني: كثرة الأعمال الصالحة، وعبر عن ذلك بالمشي. إذاً: هذا الحديث إنما فيه المماثلة، فقرب العبد بالأعمال، وقرب الرب بالثواب، وكذلك المشي والهرولة. أما التردد فليس معناه التوقف في الشيء، وعدم الجزم به ونحو ذلك، لكن لما كان العبد يكره الموت، فإن الله تعالى يكره ما يسوءه، فالتردد هو الكراهية، يعني: كراهية الله تعالى لما يسوء العبد، وليس هو بمعنى التوقف في الشيء وعدم الجزم بفعله، ولأجل ذلك قال في تمام الحديث: (ولا بد له منه).
الرابط: http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=146576
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Feb-2010, صباحاً 07:30]ـ
دخلت الى غوغل ... و ضعت كلمتين: اثر الصفات .. ابن عثيمين ... فخرج التالي في بحث لم يتجاوز الدقائق المعدودة:
1 - من موقعه:
ثم إن طريقتهم في أسماء الله تعالى أن ما سمى الله به نفسه فإن كان من الأسماء المتعدية فإنهم يرون من شرط تحقيق الإيمان به ما يلي:
1 - أن يؤمن المرء بذلك الاسم اسماً له عز وجل.
2 - أن يؤمن بما دل عليه من الصفة سواء كانت الدلالة تضمناً أو التزاماً.
3 - أن يؤمن بأثر ذلك الاسم الذي كان مما دل عليه الاسم من الصفة ونحن هنا نضرب مثلاً:
من أسماء الله تعالى: "السميع" يجب على طريق أهل السنة والجماعة أن يثبت هذا الاسم من أسماء الله فيدعى الله به ويعبد به فيقال مثلاً عبد السميع ويقال يا سميع يا عليم وما أشبه ذلك لأن الله تعالى يقول: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف: الآية180)
وكذلك أيضاً يثبت ما دل عليه هذا الاسم من الصفة وهي السمع فنثبت لله سمعاً عاماً شاملاً لا يخفى عليه أي صوت وإن ضعف.
كما نثبت أيضاً أثر هذه الصفة وهي أن الله تبارك وتعالى يسمع كل شيء وبهذا ننتفع انتفاعاً كبيراً من أسماء الله لأنه يلزم من هذه الأمور الثلاثة التي أثبتناها في الاسم إذا كان متعدياً أن نتعبد الله بها فنحقق قول الله عز وجل: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف: الآية180).
فأنت إذا آمنت بأن الله يسمع فإنك لن تسمع ربك ما يغضبه عليك لن تسمعه إلا ما يكون به راضياً عنك، لأنك تؤمن أنك مهما قلت من قول سواء كان سراً أم علناً فإن الله تبارك وتعالى يسمعه، وسوف ينبئك بما كنت تقول في يوم القيامة، وسوف يحاسبك على ذلك على حسب ما تقتضيه حكمته في كيفية من يحاسبهم تبارك وتعال
-و من شرح الواسطية في كلام طويل اختصر:
وإيمان الإنسان بذلك " صفات الله عز وجل " يثمر للعبد أن يعظمه غاية التعظيم , لأنه ليس مثله أحد من المخلوقات ... فإذا آمنت بأنه سميع فإنك تحترز عن كل قول قول يغضب الله لأنك تعلم أنه يسمعك فتخشى عقابه ... وإذا لم يحدث لك هذا الإيمان هذا الشيء فاعلم أن إيمانك بأن الله سميع إيمان ناقص بلا شك.
وثمرة الإيمان بأن الله بصير أن لا تفعل شيئا يغضب الله , لأنك تعلم أنك لو تنظر نظرة محرمة لا يفهم الناس أنها محرمة , فإن الله تعالى يرى هذه النظرة ويعلم ما في قلبك
{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (19) سورة غافر.
استحي من الله كما تستحي من أقرب الناس إليك وأشدهم تعظيما منك ...
-و من فتاويه:
بعض الصفات لا تحتملها أفهام العامة فيمكن إذا حدثتهم بها كان لذلك أثر سيي عليهم، كحديث النزول إلى السماء الدنيا مع ثبوت العلو، فلو حدثت العامي بأنه نفسه ينزل إلى السماء الدنيا مع علوه على عرشه، فقد يفهم أنه إذا نزل، صارت السموات فوقه وصار العرش خاليا منه، وحينئذ لابد في هذا من حديث تبلغه عقولهم فتبين لهم أن الله - عز وجل - ينزل نزولا لا يماثل نزول المخلوقين مع علوه على عرشه، وأنه لكمال فضله ورحمته يقول: (من يدعوني فاستجيب له. . .) [البخاري: كتاب التهجد /باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، ومسلم: صلاة المسافرين / باب الترغيب في الدعاء.] الحديث.
والعامي يكفيه أن يتصور مطلق المعنى، وأن المراد بذلك بيان فضل الله - عز وجل - في هذه الساعة من الليل.
-و في شرح عقيدة اهل السنة
أقسام سمع الله – جل جلاله وتقدست أسماؤه-:
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله تعالى: {وهو السميع البصير}، السميع من أسماء الله تعالى، وقسّمه العلماء إلى قسمين:
1 - سمع إجابة. 2 - سمع إدراك.
سمع الإجابة: قال تعالى: {إن ربي لسميع الدعاء}، فمعنى لسميع هنا أي: لمجيب، لأن مجرد السمع ليس فيه ذاك الثناء، وهذا توسل إلى الله عز وجل أن يجيب الله الدعوى، والتوسل إلى الله عز وجل بمجرد إدراكه للصوت ليس وسيلة في الواقع، ولكن التوسل إلى الله بكونه مجيبا للدعاء فيجيب دعاء هذا السائل، ومنه أيضا قول المصلي: سمع الله لمن حمده، يعني: استجاب الله لمن حمده.
2 - أما سمع الإدراك فينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - تارة يكون للتأييد. 2 - تارة يكون للتهديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - تارة يكون لبيان شمول إدراكه عز وجل.
1 - أما الإدراك الذي يكون للتأييد: كقوله تعالى لموسى وهارون: {لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى}، هذا ليس مجرد إخبار موسى وهارون أن الله يسمعهما، ويراهما، بل المراد التأييد والنصر وما أشبه ذلك.
2 - الإدراك الذي يكون للتهديد: كقول الله عز وجل: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء}.، فهذا للتهديد، بدليل قوله تعالى: {سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق}.
ومثل قوله تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم}، هذا أيضا للتهديد، لقوله: {بلى ورسلنا لديهم يكتبون}.
3 - الإدراك الذي يراد به بيان شمول سمع الله لكل شيء كقوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى والله يسمع تحاوركما}.، ولهذا قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها – " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد كنت في طرف الحجرة، وإنه ليخفى علي بعض حديثها "، هذا المراد به بيان شمول سمع الله تعالى لكل شيء، فإنك إن تكلمت في بيتك فالله يسمع، وإن تكلمت في ملأ، فالله تعالى يسمع، بل إن حدثت نفسك فالله يعلم، فإن حركت بلسانك حتى صار قولا فالله يسمع وإن خفي، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي: " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم "].
الفائدة 4:
أقسام بصر الله عز وجل:
قال – رحمه الله تعالى -:
[{البصير} معناه ذو البصر، ويطلق على: العليم؛ ويطلق على: الرائي، فهو بصير رؤية، وبصير علم، فهو سبحانه وتعالى يرى كل شيء، وإن خفي، وإن بعُد، فإنه تعالى يراه، لا يغيب عنه شيء.
كذلك البصير بمعنى عليم به، مثل قوله تعالى: {والله بصير بما تعملون}، وقوله تعالى: {والله بصير بالعباد}، وما أشبه ذلك، فالمعنى عليم بهم، ولهذا جاءت معداة بالباء، فيقال بصير بكذا، ولو كان البصير هنا بمعنى الرؤية، لقال يبصرهم، فقوله تعالى: {أبصر به وأسمع} الظاهر أنه يشمل الأمرين جميعا، وإن كان قد يقول قائل: إن " أسمع " لما ذكر السمع هنا أوّله على أنه بصر الرؤية، فنقول: إن كونه شاملا أحسن].
و تابعت غيرها في موقعه فوجدت فيها كلاما خطيا و صوتيا كثيرا عن امثال هذا كما هي الثمرة التي ينتجها الإيمان بأن الله بكل شيء عليم؟ وماذا يثمر لو آمن الإنسان بأن الله سميعاً بصيراً؟ ... مما لم استطع احصاءه في موقعه فقط و مما لم يستغرق بحثي عنه دقائق قليلة ...
نعم .. في السلفية بعامة نقص في هذا المجال و ان كانوا اقرب الى اصله العلمي ... و في الصوفية كلام زائد عن الحد فيه و ان كانوا ابعد من اصله العلمي ... لكن الشيخ ابن عثيمين من القليل الذي اعرفه عنه لا تتأخر في ادراك تركيزه على هذا ... ثمرات الأشياء التي يبحثها .. فالرجل بحكم عقليته الأصولية التي تنتج الصرامة تجده اكثر بحثا عما ينفع مع اختصار و البعد عن الشقشقة و كثرة الكلام .. مع اللين فيه و حسن التبسيط .. و لعل من هو اعلم بالشيخ يورد من شواهد ذلك الشيء الكثير .... قال الشيخ في شرح العقيدة:
... من ذلك ما يتعلق بصفات الله عز وجل، فإن هذا معرك ضنك، وباب ضيق، وكثير من الطلبة اليوم يريدون أن يوسعوا هذا الباب، وأنى لهم ذلك، اللهم إلا بكسره، والكسر معناه الهدم والدمار، فبعضهم يتعمق في البحث عن صفات الله عز وجل، ويثبت ما ليس بلازم، مثلا: يقول لك: إن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، فهل يلزم من ذلك أن الله يشم؟! وهل يلزم إذا كان يشم أن يكون له أنف؟ لأن الأنف أداة الشم، وكما ثبت في الحديث أن لله أصابع، فيقول: كم عدد أصابع الله عشرة أو عشرون أقل أو أكثر؟! وكل هذا من التنطع المحرم، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " هلك المتنطعون "، قال ذلك تحذيرا من التنطع، لأن الصحابة أصفى منا قلوبا، وأغزر منا علوما، وأقوى منا فهوما، وأشد منا حرصا، لم يسألوا الرسول - صلى الله عليه وسلم – عن مثل هذا إطلاقا، ولما قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يمل حتى تملوا "، ما قالوا: يا رسول الله: هل الله يمل؟! وأي إنسان يقول: إنهم قالوا: هل الله يمل، نقول له: هات الدليل؛ بل سكتوا وعرفوا المراد،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا يجب علينا يا إخواننا في هذه المسألة الضيقة الضنك ألا نحاول التعمق في البحث عن صفات الله عز وجل، ما جاءنا قبلناه وكفى بنا فخرا، وما لم يجئ إلينا سكتنا عنه.
هذا هو الأدب مع الله ورسوله ....
أما توجيهه الناس في الكلام عن غير الصفات و القول بأنه من السذاجة فهذا يلزم منه وصف الامام مالك بذلك ايضا اذ لم طرد السائل عن مجلس يبحث فيه احكام الصلاة وا لصيام و لم سذاجته ان علته الرحضاء و لم لم يشرح للسائل ثمرات الاستواء و ما يعنيه .. بل لماذا قال له كلمة هي أشد من كلمة ابن عثيمين: و السؤال عنه بدعة؟؟؟ بل لم كثر زجر السلف للناس و نهيهم لهم ان يبحثوا فيها ... ؟؟ بل لم اصلا يضرب عمر صبيغا و لم يسأله الا عن جنس ما سأل عنه السائل ابن عثيمين و لم يرشده الى مثل ما ارشده؟؟
وانما جماع الأمر في القوة .... قوة الأيدي و الأبصار ... في قوة النظر و نور القلب الذي يؤتاه المرء من صحبة كلام الله و كلام رسوله ... فمن تولدت عنده القوة وجد فيما سكت عنه علما و نورا يعرف به كيف يرد على الملحد قبل المسلم .. و كيف يجعل لسكوته حجة على خصمه قبل كلامه ... كما قال الامام المجدد عمر بن عبد العزيز أن السابقين عن علم وقفوا وببصرنا قد كفوا وكانوا هم أقوى على البحث لو بحثوا
فحقا ... كثير من المنتسبين لأهل السنة -و ليس منهم الشيخ ابن عثيمين في نظري-في عصرنا قد قصروا في تلمس شرح فوائد اسماء الله الحسنى و اثرها على اعمال القلوب و الجوارح و القصد و الطلب و تقريبها للناس ... و لكن الانتقال من ذلك الى جره على المنتسبين الى اهل السنة قديما ... فهذا من الغبن .. فكتب جل المذكورين مستقاة من كتب كبار المنتسبين الى اهل السنة كامامنا ابن حزم رحمه الله .. بل من احسن من تخصص في الكلام على معاني الصفات المعروفة عند السلف و اثرها على القلوب و الأحوال و المقامات هم اوائل السادة الصوفية و عامتهم من اكابر اهل السنة و الجماعة و من اساطين من نافح عن السنة فيها ...
*
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 01:18]ـ
يا عزيزنا يا ابنَ الروميّة ..
كُل ما نقلتَه يدور في فلكِ (شرحِ الواسطيّة)، و الشيخ غوغل يُوهمكَ، و لا تثق بهِ، و ما نقلتهَ - في ظنّي - غير كافٍ، في مقابل الردود على أهل البدع، التي أقام عليها الشيخ حياته أثناء شرحه كتبَ العقيدة، أُريدكَ أنْ تقارن فقط؟؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 01:23]ـ
كُل ما في الموضوع أنَّ اهتمامنا بالردِّ على المبتدعة تضخم على حسابِ الاهتمام بآثار الأسماءِ و الصفات.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 01:55]ـ
كُل ما في الموضوع أنَّ اهتمامنا بالردِّ على المبتدعة تضخم على حسابِ الاهتمام بآثار الأسماءِ و الصفات.
أشغلونا شغلهم الله بأنفسهم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 05:56]ـ
كُل ما في الموضوع أنَّ اهتمامنا بالردِّ على المبتدعة تضخم على حسابِ الاهتمام بآثار الأسماءِ و الصفات.
بلا شك لا ارى ان سلفيا صادقا الا يوافق على هذه النتيجة .. و انا أحترم تقديرك اخي و لكن بحسب قراءاتي المتواضعة للشيخ العثيمين اجده على ما قررته في هذا الكلام ... فالشيخ رحمه الله و نفعنا بصحبة كلامه من اقل الناس كلاما في ما لايجدي و اكثرهم بحثا عن كبار العلم ... فكلامه في الردود قليل ... و جل كلامه الذي قرأت له سواء في الصفات او غيرها هو في بيان القواعد و الفروق الأصولية و توضيح المفاهيم و التصورات ... و لا يتطرق للردود الا قليلا ... وهو من ابعدهم عن الكلام في مواضع الفتن و المتشابه ... و لكن في المحصلة نتفق فيما اظن جميعا على ما قلت ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 08:22]ـ
فكلامه في الردود قليل
أولاً:
تحدثتُ عن " المنهجِ " العام، الذي ينتسب إليهِ الشيخ - رحمةُ الله عليهِ -، و أنَّ هناكَ نقصاً في الاهتمام و التحضيض على الاهتمام بآثار الأسماء و الصفات على النفوس و الكائنات، و إنهُ لمِنَ الأولى، في مقابل الردود الفلسفيّة أن نعوّض الناس و طلاب العلم عن كُتب التصوف بكتبٍ بعيدةٍ عن الانحرافات، هذا الأصح و ما يُمليهِ علينا (فقهُ الأولويات)، حتى - يا ابنَ الروميّة - أنَّ ابن القيّم عندما كتبَ في هذا المجال لم يسلم من بعضِ الشحطات الصوفيّة، أو بتعبيرٍ أخف: لم يسلم من الاستشهاد بمقالات أمثال السُري السقطي و أبي يزيد البسطامي و من شابههما.
و حتى أنني عندما أحتاج أن أقرأ في كُتب تتحدث في هذا المجال، لا أجد ْ أمامي إلا كتبَ أهلِ التصوف و من في عقيدتهم - في بعض النواحي - مقال.
ثانياً:
- و الحديثُ عن الشيخِ بالأخص -، نعم: الشيخُ لم يدخل إلى مجال الردود بالمعني الأخص - أي الأخذ و الردّ مع شخصٍ ما -، إنما كانتْ شروحه تنبي عن الردود بالشكل الأعمّ، و هي مناقشة مقالات الفرق، وهنا يظهر تضخمها على ما هوَ أهمّ منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 09:06]ـ
نعم اخي الكريم .. لا شك ان هذا النقص باد فينا جميعا بشكل او بآخر ... و ليس فقط في السلفيين او في الصوفيين او في المقلدة او في الظاهرية .... و الا فلم نحن هنا؟؟؟ اما الشيخ ابن عثيمين فلا زلت مخالفا لكم حتى فيما فصلتموه ... ففي الصفات و في غيرها من المباحث يتبع منهجا اكاديميا صارما يركز على تحليل المقالات و بيان الفروق و أوجه الأشباه و النظائر و تقعيد القواعد ... بعيدا عن عقلية الرد ورد الفعل .. و فين و فين لما تجد له كلاما في فرقة او في شخص قديم او حديث ... و كلامه في الصفات رحمه الله على هذا الضرب .. من بيان ما يفيد دون الدخول في ردود الأفعال .. و يا ريت الناس كلهم ابن عثيمين:)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 11:37]ـ
يا "طالب الإيمان"
اتقي الله
واحترم العلماء ولا تقلل أدبك معهم حتى وإن كنت تخالفهم في رأي، أقصد اسلوبك في الكلام عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ما احوج طلاب العلم إلى تعلم الأدب قبل العلم
يا أخي الكريم
ما فهمته أنت من كلام الشيخ رحمه الله ليس ظاهر كلامه رحمه الله
وما قصده الشيخ بالتنطع هو الخوض في كيفية الصفات
وهذا واضح جدا في كلامه رحمه الله
انظر ماذا قال الشيخ عندما تكلم عن التنطع والتعمق في الصفات:
ويأتي الإخوة الطلبة الشباب الذين يريدون أن يتعمقوا -زعموا- في صفات الله، فينقبون عن مثل هذه المسائل، كم أصابع الله؟!، كيف عينه؟!، كيف وجهه؟!.
ثم ذكر الأثر عن الإمام مالك عندما سُئل عن كيفية الاستواء.
فواضح من كلامه أنه يقصد التعمق الذي يؤدي إلى الخوض في الكيفية والسؤال عنها.
ويؤكد ذلك أنه قال في آخر كلامه:
وأحذرك وأحذر السامعين من التنطع والتعمق في هذه المسألة الخطيرة، عليكم بما كُلفتم به من الأعمال، ودعوا ما لم تكلفوا به، ابحث كيف تصلي، كيف تتوضأ، كيف تصوم، كيف تتصدق، واترك صفات الله عز وجل، خذها كما جاءت ولا تُنقب عنها؛ لأن أمامك أناساً أعلم منك، وأحرص منك على معرفة الله، وأشد حباً منك للخير وللعلم ما ناقشوا الرسول فيها. أ. هـ
فهنا قال "ابحث كيف تصلي، كيف تتوضأ ... إلخ
فهو يتحدث عن الكيفية والخوض فيها، ولا يتحدث عن اثبات الصفات ومعرفتها واثرها
ومع هذا نقول
لا أحد معصوم من الخطأ
فإن وقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في خطأ في مسألة معينة مرتبطة بالصفات فهو بشر
وما أحسن ما قاله الحافظ الذهبي رحمه الله عند ترجمته للإمام ابن خزيمة رحمه الله:
((ولابن خزيمة عظمة في النفوس، وجلالة في القلوب لعلمه ودينه، واتباعه السنة.
وكتابه في " التوحيد " مجلد كبير، وقد تأول في ذلك حديث الصورة.
فليعذر من تأول بعض الصفات.
وأما السلف، فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفوا، وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله، ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه، وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه، وبدعناه، لقل من يسلم من الائمة معنا.
رحم الله الجميع بمنه وكرمه.)) سير أعلام النبلاء (14/ 374)
أما الطعن في منهج الشيخ واتهمامه بالتناقض في منهجه فهو ظلم للشيخ رحمه الله واتهامٌ باطل
رحم الله الشيخ العثيمين، وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء، ورزقه الفردوس الأعلى
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 11:37]ـ
و أنَّ هناكَ نقصاً في الاهتمام و التحضيض على الاهتمام بآثار الأسماء و الصفات على النفوس و الكائنات، و إنهُ لمِنَ الأولى، في مقابل الردود الفلسفيّة أن نعوّض الناس و طلاب العلم عن كُتب التصوف بكتبٍ بعيدةٍ عن الانحرافات
أخي الكريم، عبارة "آثار الأسماء والصفات" ماذا تقصد بها؟ إن كنت تقصد علم السلوك والأخلاق والعناية بالوعد والوعيد وإحياء معاني الزهد والورع والخشية في النفوس، وإصلاح القلوب وتزكيتها، فإن هذا لم يفرِّط فيه الشيخ رحمه الله، ولا توصف قلة كلامه فيه - مقارنة بغيره من أبواب العلم - بأنها "خلل" في منهجه، ولا بأنها خلاف الأولى!
(يُتْبَعُ)
(/)
لكل مقام مقال، ولكل فنّ أهله. والأولوية في التعليم مناط النظر فيها = أحوال أهل الزمان وما يفشو فيهم من الجهالات! وأنا لا أنازع في أن هناك نقصا - بالجملة - في زماننا في تنقية تراثنا في علم النفس والسلوك من الضلالات والخزعبلات الصوفية، وأن الحاجة تمس إلى هذا، ولكن هل هذا يعاب به فلان أو فلان من أئمة الدعوة ويقال كان الأولى به أن يشتغل بهذا؟ إن الرجل إذا ما استقام معتقده ورسخت قدمه في أصول أهل السنة في سائر أبواب الاعتقاد، فإنه لا يضيره بعد ذلك أن يطالع ما صنفه المبتدعة - فضلا عن الكفار والملاحدة - في أي فن من الفنون يخرج منه الفوائد يصفيها من الدخن وينفع بها نفسه وغيره من الناس ..
فينبغي أن ننتبه إلى أن هذا الذي أشرتَ إليه من تحقيق آثار الصفات - إن صح فهمنا لمرادك منه - لا يُقدَّم مطلبُ البحث والنظر فيه على مطلب تحرير وتقعيد وتأصيل طريقة السلف رحمهم الله في فهم معاني تلك الأسماء والصفات ابتداءا، بل إنه يأتي بعده في المنزلة ولا شك، إذ صيانة معتقد الناس من عبث العابثين في زمان شاعت فيه البدع من كل صنف ولون، مقدم - في التعليم - على علوم السلوك والأخلاق وإصلاح القلوب ..
وهذه طريقة الأنبياء والمرسلين، فإنهم ما بدأوا في تعليم الأخلاق والسلوك والشرائع، وما أخذوا في تزكية القلوب بالوعد والوعيد، إلا بعدما أزالوا شبهات الشرك والضلال من نفوس الناس أولا، فأخرجوهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد.
ومما لا يخفى أن علم العقيدة لا يمكن لطالب علم أن يدرسه إلا بمعرفة الأصول التي تتميز بها عقيدة السلف عن عقائد الفرق الضالة، بدءا من مصادر التلقي نفسها! وهو علم مقارن يلزم له - لا محالة - دراسة أصول المخالفين ونقضها كما كانت طريقة الشيخ رحمه الله وسائر من سبقوه من أئمة الدعوة المباركة رحمهم الله جميعا .. وأما "الردود" على المخالفين فإنما هي ثمرة لهذا التأصيل، وفي زمان الانترنت والفضائيات = الناس أحوج ما يكون إليها!
والله تعالى يقول: ((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) [الأنعام: 55] وأنت تدري أن علوم العقيدة لا تدرس في كثير من المعاهد والكليات الشرعية المعاصرة - بل في أكثرها - إلا في سياق الفلسفة وعلى أصول المتكلمين!
فالقصد أن تحقيق فهم معاني الصفات فهما صحيحا في الابتداء وتمييزه عما يبثه المبتدعة من غثاء = قضية، والعمل بلوازم هذا الفهم في الظاهر والباطن = قضية أخرى، وكل منهما فنّ مستقل له من بسط الله لهم فيه من الرزق ما شاء، ولكل وجهة هو موليها .. فلا يعاب إمام من الأئمة أو عالم من العلماء لكونه أكثر من الكلام - تعليما وتصنيفا - في باب من أبواب العلم ما لم يكن منه في غيره، ولا يقال فيمن قدم تأصيل التوحيد بفهم السلف على غيره من العلوم إنه خالف الأولى!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 12:09]ـ
أولاً:
تحدثتُ عن " المنهجِ " العام، الذي ينتسب إليهِ الشيخ - رحمةُ الله عليهِ -، و أنَّ هناكَ نقصاً في الاهتمام و التحضيض على الاهتمام بآثار الأسماء و الصفات على النفوس و الكائنات، و إنهُ لمِنَ الأولى، في مقابل الردود الفلسفيّة أن نعوّض الناس و طلاب العلم عن كُتب التصوف بكتبٍ بعيدةٍ عن الانحرافات، هذا الأصح و ما يُمليهِ علينا (فقهُ الأولويات)، حتى - يا ابنَ الروميّة - أنَّ ابن القيّم عندما كتبَ في هذا المجال لم يسلم من بعضِ الشحطات الصوفيّة، أو بتعبيرٍ أخف: لم يسلم من الاستشهاد بمقالات أمثال السُري السقطي و أبي يزيد البسطامي و من شابههما.
و حتى أنني عندما أحتاج أن أقرأ في كُتب تتحدث في هذا المجال، لا أجد ْ أمامي إلا كتبَ أهلِ التصوف و من في عقيدتهم - في بعض النواحي - مقال.
ثانياً:
- و الحديثُ عن الشيخِ بالأخص -، نعم: الشيخُ لم يدخل إلى مجال الردود بالمعني الأخص - أي الأخذ و الردّ مع شخصٍ ما -، إنما كانتْ شروحه تنبي عن الردود بالشكل الأعمّ، و هي مناقشة مقالات الفرق، وهنا يظهر تضخمها على ما هوَ أهمّ منها.
أنت نفسك اقريت بأن الشيخ لم يُهمل هذا الجانب بالكليّة، ولكنه لم يركز عليه ويطول فيه، وهذا أمر طبيعي، فلا يستطيع كل عالم أن يكتب ويتحدث في كل جانب من جوانب العقيدة وغيرها من العلوم بتفصيل طويل وتعمق، فالعمر والوقت محدود، وكل عالم يتخصص في جانب معين ويركز على جوانب معينة، فكل واحد يُكمل الآخر.
أما مسألة الأولويات، ورأيك في أن هذا الجانب أهم من الردود على أهل البدع
فلا شك بأن موضوع آثار الأسماء والصفات مهم، ويجب عدم اهماله، ولكن الرد على أهل البدع -خاصة في هذا العصر- مُهم أيضا، فقد كثُر أهل البدع، وازداد نشاطهم في نشرهم لعقيدتهم الباطلة، ونشرهم للشبهات ضد العقيدة الصحيحة، خاصة في مسألة الصفات
وساعدهم في ذلك الانترنت، فيمكنهم نشر باطلهم حول العالم وبلغات مختلفة، وأنا أرى هذا بعيني شبه يوميا على الانترنت، ولهم مواقع متخصصة في نشر العقيدة الباطلة خاصة باللغة الأنجليزية، ويتنقلون بين المنتديات، حتى التي فيها عوام، ويبثون الشبهات، فضل بعض الناس، والبعض الآخر اصبحت لديه شبهات، والبعض أصبح حائرا يتنقل بين الفرق، .. نسأل الله العافية والسلامة، ونعوذ بالله من شر أهل البدع
والسلف الصالح كان لهم جهد كبير في الرد على أهل البدع، ولم يهملوا هذا الجانب، ولم يُهملوا الجانب الآخر أيضا، ولكن تجد لكل عالم تخصصا وتركيزا على أمور معينة، على حسب طاقته وامكانياته ووقته وعلمه،
لا أدري إذا كان ما اقصده واضحا أم لا، فأنا لا أحسن التعبير في بعض الأحيان ولكن أرجو ان يكون مقصودي قد وصل.
وأخيرا أقول: من وجد نقصا وإهمال من العلماء لجانب معين من الدين وكان لديه علم، فعليه أن يسد هذا النقص ولا ينتظر غيره ليقوم بهذا العمل. وإذا لم يكن لدى هذا الطالب علم في هذا الجانب فليتحدث مع أحد أهل العلم في هذا الأمر، لعله يقوم بهذا العمل، فيكون للطالب أجر عمل هذا العالم، وكل من ينتفع بهذا العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 12:13]ـ
أخي الكريم، عبارة "آثار الأسماء والصفات" ماذا تقصد بها؟ إن كنت تقصد علم السلوك والأخلاق والعناية بالوعد والوعيد وإحياء معاني الزهد والورع والخشية في النفوس، وإصلاح القلوب وتزكيتها، فإن هذا لم يفرِّط فيه الشيخ رحمه الله، ولا توصف قلة كلامه فيه - مقارنة بغيره من أبواب العلم - بأنها "خلل" في منهجه، ولا بأنها خلاف الأولى!
لكل مقام مقال، ولكل فنّ أهله. والأولوية في التعليم مناط النظر فيها = أحوال أهل الزمان وما يفشو فيهم من الجهالات! وأنا لا أنازع في أن هناك نقصا - بالجملة - في زماننا في تنقية تراثنا في علم النفس والسلوك من الضلالات والخزعبلات الصوفية، وأن الحاجة تمس إلى هذا، ولكن هل هذا يعاب به فلان أو فلان من أئمة الدعوة ويقال كان الأولى به أن يشتغل بهذا؟ إن الرجل إذا ما استقام معتقده ورسخت قدمه في أصول أهل السنة في سائر أبواب الاعتقاد، فإنه لا يضيره بعد ذلك أن يطالع ما صنفه المبتدعة - فضلا عن الكفار والملاحدة - في أي فن من الفنون يخرج منه الفوائد يصفيها من الدخن وينفع بها نفسه وغيره من الناس ..
فينبغي أن ننتبه إلى أن هذا الذي أشرتَ إليه من تحقيق آثار الصفات - إن صح فهمنا لمرادك منه - لا يُقدَّم مطلبُ البحث والنظر فيه على مطلب تحرير وتقعيد وتأصيل طريقة السلف رحمهم الله في فهم معاني تلك الأسماء والصفات ابتداءا، بل إنه يأتي بعده في المنزلة ولا شك، إذ صيانة معتقد الناس من عبث العابثين في زمان شاعت فيه البدع من كل صنف ولون، مقدم - في التعليم - على علوم السلوك والأخلاق وإصلاح القلوب ..
وهذه طريقة الأنبياء والمرسلين، فإنهم ما بدأوا في تعليم الأخلاق والسلوك والشرائع، وما أخذوا في تزكية القلوب بالوعد والوعيد، إلا بعدما أزالوا شبهات الشرك والضلال من نفوس الناس أولا، فأخرجوهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد.
ومما لا يخفى أن علم العقيدة لا يمكن لطالب علم أن يدرسه إلا بمعرفة الأصول التي تتميز بها عقيدة السلف عن عقائد الفرق الضالة، بدءا من مصادر التلقي نفسها! وهو علم مقارن يلزم له - لا محالة - دراسة أصول المخالفين ونقضها كما كانت طريقة الشيخ رحمه الله وسائر من سبقوه من أئمة الدعوة المباركة رحمهم الله جميعا .. وأما "الردود" على المخالفين فإنما هي ثمرة لهذا التأصيل، وفي زمان الانترنت والفضائيات = الناس أحوج ما يكون إليها!
والله تعالى يقول: ((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) [الأنعام: 55] وأنت تدري أن علوم العقيدة لا تدرس في كثير من المعاهد والكليات الشرعية المعاصرة - بل في أكثرها - إلا في سياق الفلسفة وعلى أصول المتكلمين!
فالقصد أن تحقيق فهم معاني الصفات فهما صحيحا في الابتداء وتمييزه عما يبثه المبتدعة من غثاء = قضية، والعمل بلوازم هذا الفهم في الظاهر والباطن = قضية أخرى، وكل منهما فنّ مستقل له من بسط الله لهم فيه من الرزق ما شاء، ولكل وجهة هو موليها .. فلا يعاب إمام من الأئمة أو عالم من العلماء لكونه أكثر من الكلام - تعليما وتصنيفا - في باب من أبواب العلم ما لم يكن منه في غيره، ولا يقال فيمن قدم تأصيل التوحيد بفهم السلف على غيره من العلوم إنه خالف الأولى!
بارك الله فيك أخي الفاضل
ما قلته أنت هو ما أردت قوله في ردي السابق، ولكنني لم أحسن تعبيره وإيضاحه، وقد كفيتَ ووفيت.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 12:28]ـ
أتدري ما مُشكلتك َ يا أبا الفداء، أنكَ تردّ على سؤالٍ تستفصل عنه؟؟ فهل تصحّ هذه طريقة؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 12:48]ـ
و لكنْ لا إشكالْ، ..
تقول - وفقكَ اللهُ -:
أخي الكريم، عبارة "آثار الأسماء والصفات" ماذا تقصد بها؟ إن كنت تقصد علم السلوك والأخلاق والعناية بالوعد والوعيد وإحياء معاني الزهد والورع والخشية في النفوس، وإصلاح القلوب وتزكيتها، فإن هذا لم يفرِّط فيه الشيخ رحمه الله، ولا توصف قلة كلامه فيه - مقارنة بغيره من أبواب العلم - بأنها "خلل" في منهجه، ولا بأنها خلاف الأولى!
أولاً:
سأُرجئ كلامي عن (الآثار) إلى حين، على أنني أستغربهُ من طالبِ علمٍ مثلكَ، و ليسَ هيَ ما ذكرتَ من مجالات "الرقائق".
ثانياً:
(يُتْبَعُ)
(/)
كلامي في "خلافِ الأولى" كانَ عن تضخّم الردّ على "أهل البدع" في مجالِ "الأسماءِ و الصفات"، أما "الخلل في المنهج" فهوَ حول موضوع لنْ أدخله مرةً أٌخرى، لكنهُ: أنَّ الشيخ عندما يقف أمام حديثٍ مشكل يضطرب منهجه ُ - و هذا في ظني لا أُلزم بهِ أحداً -.
لكل مقام مقال، ولكل فنّ أهله. والأولوية في التعليم مناط النظر فيها = أحوال أهل الزمان وما يفشو فيهم من الجهالات!
و نحنُ عندَ هذه!، فهل أولويّة التعليم أنْ تشرح "الواسطيّة" أكثر من عشرِ مرات؟ و هل منْ أولويّة التعليم أن تُدخل الطلابَ في جدلٍ فلسفيّ دونَ أن توصلهم إلى ثمرة الأسماء ِ و الصفات؟ و الله لقد قتلنا فائدة الأسماءِ و الصفات بهذه الجدالات، يدخُل الطلاب إلى العلم الشرعي، فيبدأ بـ (الرد على الأشاعرة) و (الرد على المرجئة) و (الرد على المعتزلة)؟؟ و لقد سمعتُ عن الكثير من السلفيين في أوربا، يدخل الرجل في الإسلام، ثُم لا يفتأ يُعلمهُ الشيخ (الذي لا يعدوا 20 عاماً، إلا لأنهُ آتٍ من الجزيرةِ العربيّة) الواسطيةَ و التدمريّة و الحموية، و فتح القدير؟؟، و كُل هذا الخلل من آثار المنهج السلفي على العلم، و على مفهوم "العقيدة"؟؟
إن الرجل إذا ما استقام معتقده ورسخت قدمه في أصول أهل السنة في سائر أبواب الاعتقاد، فإنه لا يضيره بعد ذلك أن يطالع ما صنفه المبتدعة - فضلا عن الكفار والملاحدة - في أي فن من الفنون يخرج منه الفوائد يصفيها من الدخن وينفع بها نفسه وغيره من الناس ..
و نحنُ لسنا عند هذه ِ، نحنُ عندَ المقارنة بين "انتاجهم" و "انتاجنا" في مجال الثمرة من الأسماء و الصفات؟؟
فينبغي أن ننتبه إلى أن هذا الذي أشرتَ إليه من تحقيق آثار الصفات - إن صح فهمنا لمرادك منه - لا يُقدَّم مطلبُ البحث والنظر فيه على مطلب تحرير وتقعيد وتأصيل طريقة السلف رحمهم الله في فهم معاني تلك الأسماء والصفات ابتداءا، بل إنه يأتي بعده في المنزلة ولا شك،
غير صحيح البتّة، حينها قد أغفلنا "الثمرة"، و لا نحصُل على الثمرة إلى بالتأصيل للمعنى الصحيح، فالكلام عن أهميّة تأصيل المعنى على قواعد منهجِ أهلِ السُنة تحصيلُ حاصل.
وأنت تدري أن علوم العقيدة لا تدرس في كثير من المعاهد والكليات الشرعية المعاصرة - بل في أكثرها - إلا في سياق الفلسفة وعلى أصول المتكلمين!
خطأُ متكلمي الإسلام أكبر من خطئنا نحنُ في إغفال ِ الثمرة.
ولا يقال فيمن قدم تأصيل التوحيد بفهم السلف على غيره من العلوم إنه خالف الأولى!
بعُدكَ عن النزاعِ كبعدِ المشرق من المغرب، فهل ْ تستطيع أن ْ تُخبرني عن فائدة ذلكْ التأصيل، غيرْ أنهُ على " منهجِ أهل السُنة "؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 12:49]ـ
أصّلتُ لنفسي الفقيرة قاعدة في هذا الباب، لا تختلف كثيراً عن عبارات أهل العلم من حيث المعنى ولكني صغتها بعبارة حديثة بعض الشيء، وهي أن المطلوب منا في باب الصفات "مطلق الإدراك" لا "الإدراك المطلق"، فالأول أصله أدلة كثيرة من الكتاب والسنة فيها الأمر بتعظيم الله ومعرفة أسمائه الحسنى، والثاني أصله قوله تعالى {لا تدركه الأبصار} الآية {ليس كمثله شيء}، {ولم يكن له كفواً أحد}، فمطلق الإدراك ممكن، بل إدراك معاني الصفات ممتنع إذا فُقِد مطلق الإدراك، فإنه لا بد من الدخول في مطلق الإدراك لإثبات الصفات، ذاتية أو فعلية، وأما الإدراك المطلق فمستحيل واستحالته ناشئة عن لا تناهي الله في جلاله وعظمته [1]، وكذلك لا تناهي أسماءه على الصحيح من أقوال أهل العلم.
= = = = = = = = = = = = = =
[1] بل حتى في المُحدثات والمتناهيات، يستحيل على العقل الإحاطة المطلقة بخصائص وأحوال شيء من آحادها، فما بالك بأسماء الله وصفاته؟ وقد عبّر عنها ابن تيمية بعبارة معناها أنه يستحيل مطابقة الصورة الذهنية للحقيقة الخارجية من كل وجه، وجاء الفيلسوف ألفريد كورزيبسكي ليعيد تقرير هذه الحقيقة بعبارته المشهورة:"الخارطة ليست هي الحقيقة".
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 02:06]ـ
أتدري ما مُشكلتك َ يا أبا الفداء، أنكَ تردّ على سؤالٍ تستفصل عنه؟؟ فهل تصحّ هذه طريقة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وددت أن أقول لك: رحم الله من أهدى إلي عيوبي، ولكن في الحقيقة فإن السؤال في أول مشاركتي الآنفة جاء على وجه الاستنكار وليس الاستفهام، وكنت أحسب أن هذا واضح من سياق الكلام. وأنت لم تحرر إلى الآن مرادك بآثار الصفات، فمن الملوم أصالة على الكلام بالمجملات إن أورثت عند الناس إشكالات؟؟؟
وقد قلتُ إن كان مرادك كذا وكذا فهذا غلط، وفي كلامي ما يظهر منه أن أيا كان العلم الذي تقصده بآثار الصفات فإنه لا يتقدم في المنزلة على هذا العلم المبارك .. ولا أعني بهذا العلم المبارك التفنن في مجادلة أهل البدع، ولكن تعلم أصول السلف وتمييزها عن أصول الخلف .. وتحقيق آثار الصفات في الإنسان مطلب ضروري ولا شك، ولكن عندما يكون الواقع حولنا تبث فيه الشبهات والبدع والانحرافات العقدية في الهواء الذي يتنفسه الناس، فلا نقول إن تعلم هذا العلم لضبط توحيد المسلمين وتصفية عقائدهم من الدخن = ليس في منزلة الأولوية!!
لكنهُ: أنَّ الشيخ عندما يقف أمام حديثٍ مشكل يضطرب منهجه ُ
سبحان الله ..
يا أخي الكريم عبارة "يضطرب منهجه" هذه ليست بالكلمة الهينة!! لا يقال فلان اضطرب منهجه إلا فيمن عنده اختلاط في أصوله العلمية!
أنت الآن تخرج - بظاهر تحريرك هذا - بأصل استقرائي عام تنسبه إلى منهج الشيخ، مفاده باختصار أنه "كلما مر بكذا = فعل كذا"! فهل أطالبك بالتدليل على هذا من كلامه رحمه الله؟ هل تراني أقول لك: "لا تنقل لنا كلامه في النصوص "المشكلة" ولكن هات لنا حديث واحد "مشكل" - أيا كان قصدك بهذه الكلمة - "اضطرب" عنده "منهج" الشيخ"؟!! نعم أنت لا تلتزم هذا الإطلاق ولكن تأمل عبارتك! لن أكلمك في إشكالية تحرير المصطلح .. ولكن أكتفي بتنبيهك - بارك الله فيك - إلى ضخامة الدعوى التي تظهر من عبارتك ... !!!
قد بين لك أخونا الشيخ أمجد وغيره من الإخوة بما لا مزيد عليه أن ما عددته أنت من اضطراب منهج الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كلامه المنقول آنفا = إنما هو من آيات صحة منهجه في الحقيقة! ومراد الشيخ من كلامه المنقول واضح جدا، وقد شرح هذا الحديث "المشكل" لطلبته مرارا ولم يمتنع أو يتوقف عن شرحه لأجل ما فيه من خلاف، بل حرر الأقوال وأدلتها بما يتحقق به المراد!!
و نحنُ عندَ هذه!، فهل أولويّة التعليم أنْ تشرح "الواسطيّة" أكثر من عشرِ مرات؟ و هل منْ أولويّة التعليم أن تُدخل الطلابَ في جدلٍ فلسفيّ دونَ أن توصلهم إلى ثمرة الأسماء ِ و الصفات؟ و الله لقد قتلنا فائدة الأسماءِ و الصفات بهذه الجدالات، يدخُل الطلاب إلى العلم الشرعي، فيبدأ بـ (الرد على الأشاعرة) و (الرد على المرجئة) و (الرد على المعتزلة)؟؟ و لقد سمعتُ عن الكثير من السلفيين في أوربا، يدخل الرجل في الإسلام، ثُم لا يفتأ يُعلمهُ الشيخ (الذي لا يعدوا 20 عاماً، إلا لأنهُ آتٍ من الجزيرةِ العربيّة) الواسطيةَ و التدمريّة و الحموية، و فتح القدير؟؟، و كُل هذا الخلل من آثار المنهج السلفي على العلم، و على مفهوم "العقيدة"؟؟
وهل شرح الواسطية عشر مرات كان موجها لنفس الطلبة في كل مرة؟؟؟؟ سبحان الله!
وهل يلزم من الدخول في جدل مع المبتدعة = الحرمان في التعليم من إصابة ثمرة العلم بالصفات؟؟؟ ما الإشكال في أن يتعلم الطلبة هذا كما يتعلمون منهجا في الفقه وأصوله والمعاملات وأصولها والأخلاق والتربية وغيرها؟؟؟ الجدالات لا تقتل فائدة الأسماء والصفات فقد تكون ضرورة في أحيان كثيرة، وإنما الذي يقتل الفائدة = المراء والإصرار على الباطل، وهذا لا يكون إلا عند أهل الأهواء، أعاذنا الله وإياك منهم.
/// الخلل عند بعض الدعاة شيء، والخلل "في المنهج السلفي" شيء آخر كما لا يخفى على أحد!! فهل ألزمك بظاهر هذه الأخيرة؟ قد سبق لك أن وقعت مع أحد الإخوة في نزاع اتهمك فيه بأنك ترمي "المنهج السلفي" بالنقص بسبب عبارة مشابهة ساء تحريرك لها! المنتسبون للسلفية شيء، والمنهج السلفي شيء آخر، فلا يضرب هذا بذاك!!
نعم أنا أدري أن هذا ليس مرادك، ولكن يا أخي الفاضل الدقة في تحرير العبارة ضرورة في مقام الحوار العلمي لا يصح التساهل فيها، بارك الله فيك. فإن أكثر الخلاف بين أهل السنة مرجعه إلى سوء تحرير العبارة!
فالكلام عن أهميّة تأصيل المعنى على قواعد منهجِ أهلِ السُنة تحصيلُ حاصل
لا ليس كذلك، ولو كان كذلك لما فُتحت هذه الصفحة لهذا الموضوع أصلا!!! وهل افترقت أكثر الفرق المنحرفة عن أهل السنة إلا في هذه القواعد؟؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 02:29]ـ
وأستأذنكم في إغلاق الموضوع، فقد آل إلى جدال لا فائدة فيه، وتكرار لكلام قد نوقش مرارا في مواضع شتى في هذا المجلس ..
وأرجو ألا يأتينا في كل مرة تُطرح أمثال هذه المسائل الدقيقة للمباحثة العلمية في المجلس من يقول لنا لقد بالغتم في هذا الباب وأكثرتم من الجدل فيه وتركتم كذا وكذا وقصرتم في كذا وكذا وهذه مشكلة السلفيين ... !! المجلس أمامكم بما فيه من أقسام، فإن وجدتم بابا ترون الإخوة قد قصروا فيه فأتحفونا بما ينقصنا نكن لكم من الشاكرين! ومن كانت له ملاحظات منهجية يريد إفادة إخوانه بها فليتفضل مشكورا بطرحها في موضوع مستقل، وجزاكم الله خيرا(/)
لاتقرأ شعر البطيخ والكوسة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - May-2008, مساء 11:35]ـ
من محاضرة دور الادب فى معايشة النكبات للشيخ عائض القرنى
إلى آخر ما قال.
وما زلنا الآن بعد خمسة عشر قرناً نتأثر به ونتوج به خطبنا، وأمسياتنا وندواتنا، أما شعر الأسمنت ودرجات الحرارة، والصيدليات المناوبة، وشعر البطيخ والكوسة، والأسعار، والمحيطات، والجغرافيا، والعواصم، فإنه يموت سريعاً حتى ربما ينظر إليه بنظرة فإذا رأيت المطلع، قلت: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
للا ستزادة اقرأ فى مجلة البيان العدد رقم 246 صفر 1429 (ملف النقد الادبى افاق ورؤى)
وشريط دور الادب فى خدمة الاسلام فى صفحة الشيخ عائض (3) فى الشبكة الاسلامية) مع ذلك الشريط
واول مقالين من كتاب مطالعات فى الكتب والحياة ل (عباس محمود العقاد) رحمه الله تعالى(/)
ما هذا يا سلفيون؟؟؟؟؟ ..... إياكم والتعصب ..... إياكم والتحزب
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 06:02]ـ
من المهم أن نعرف أن الشيوخ ليسوا معيارا للحق و أن أبعد الناس من التعصب المذموم هم السلفيون.
و أنا أعجب من الشباب السلفي أن يوجد عندهم أعراض التعصب المذموم و بعض تصرفات الحمية الجاهلية حتى ممن ينتسبون إلى السلفية هنا في الإسكندرية نلاحظ و نسمع أشياء كل الشيوخ يتبرأون منها.
من ذلك:
- المسالك الحزبية أو العصبية.
- التمحور حول شيخ بعينه فمن خالفه فهو على باطل.
(هذا انحراف عن المنهج)
فالشيوخ ليسوا هم معيارا للحق بل المنهج حاكم على الجميع.
فعبارة " من لم يكن معنا فهو علينا " هذه تساوي " الحلف الجاهلي " الذي أبطله رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله " لا حلف في الإسلام " فهذه جاهلية.
" اللي مش معانا يبقى علينا " هذا منطق جاهلي ليس من الإسلام في شيئ.
لكن قدر الولاء للشخص يتحدد بقدر التزامه بالمنهج و خدمته لهذا المنهج.
هذه هي الموازين التي نقيس بها الناس.
فضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم
من محاضرة " عاصمة من قاصمة "
بتصرف يسير
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 06:11]ـ
و أيضا في ذات المحاضرة تعجب الشيخ - حفظه الله و بارك فيه - مما وقع بين السلفيين من تهاون في التنابز بالألقاب من النعت بالمداخلة و بالجامية و بغيرها من تلك التقسيمات ..............
قلت (أبو يحيى)
فكيف بمن يتساهلون برمي بعضهم البعض بالبدع
فهذا يقول لأخيه أنت مرجئ
و الآخر يقول له بل أنت خارجي
و العجيب أنهم كلهم سلفيون
و الأعجب
أن بعضهم يرمي أئمة كبراء عظماء شهدت لهم الأمة بالإمامة بشيئ من هذا
فيا حسرة علينا
ثم يا حسرة علينا
ثم يا حسرة علينا
اللهم ألف بين قلوبنا
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 10:14]ـ
رفع الله قدر هذا الشيخ المبارك
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 11:42]ـ
رفع الله قدر هذا الشيخ المبارك
آمين
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:24]ـ
شكرا لك يا أبا يحي
ـ[أبو جابر محمد]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 01:01]ـ
العلاج يا اخوان في الرجوع الى كبار العلماء
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 01:25]ـ
غفل الكثير من شباب السنة عن أصل عظيم و هو [أن الحق يتبعض، إذا ذهب بعضه بقي معظمه]، و قد يوجد من الحق عند زيد ما لا يوجد عند عمرو، و قد يوجد عند عمرو ما لا يوجد عند زيد، لكن الكثير يعتقد أنه إذا ذهب بعض الحق عند زيد أن كل الحق ذهب عنه، و يعتقد أنه إذا أصاب عمرو في بعض الحق فقد يصيب كله، و من هنا نشأ التعصب للمشايخ و التمحور على شيخ واحد و الله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 08:48]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16310
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 03:23]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الصلاة على أنغام الموسيقى ....... و لم لا؟؟؟؟
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 10:00]ـ
الصلاة على أنغام الموسيقى
و لم لا؟؟؟!!!
و ما المانع؟؟!!
نعم و ما المانع
أليست الموسيقى حلال؟؟؟
حلال!!!
كيف تكون حلالا مع هذه الآيات و الأحاديث الصريحة التي تحرمها؟؟
قالوا الآيات ليست صريحة الدلالة و الأحاديث متكلم في صحتها و قد قال بجوازها كثير من كبار علماء العصر ...
طيب هذه الأولى
طالما هي حلال بل و ربما يقول البعض باستحبابها لأنها كما يقولون تساعد على التركيز و صفاء الذهن
فما المانع أن ننتظر الصلاة في المساجد على أنغام الموسيقى طالما أنها مباحة و تعين على صفاء الذهن و حتى نقبل على الله في الصلاة و نحن أصفياء الذهن؟؟؟
و طبعا لا يوجد نص صريح صحيح في منع دخول المعازف للمساجد!!!!
و يمكن قياسها على جواز الأكل و النوم في المساجد!!!!
هذه الثانية
لو أنه وُضِع لحن ذو إيقاع هادئ يعيننا على التركيز و صفاء الذهن في الصلاة و يضبط لنا أطوال القيام و الركوع و السجود حتى لا يعبث بنا أولئك المتنطعون الذين يطيلون الصلاة و قد أمرنا بالتخفيف و ...
و هذه ثالثة الأثافي
و ليس هذا ببعيد في زمن هدم الثوابت
فها هي الجوالات قد صمت آذان المصلين بأخلع الأغاني
و ها هي المطربات الخليعات يصورن الأغاني داخل المساجد
و الله الذي لا إله إلا هو – غير حانث إن شاء الله – ليحدثن هذا كما قلت أو قريبا منه إن لم نأخذ على أيدي هؤلاء الذين يستحلون المعازف
و كيف لا و قد قال الصادق المصدوق عليه الصلاة و السلام
" لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى و إن دخلوا جحر ضب دخلتم ورائهم "
اللهم نجنا من الفتن
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:19]ـ
جزاك الله خيرا
وحبذا تصغير الخط. . فالكبير يوجع العيون.
ـ[أسماء]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 08:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف لا و قد قال الصادق المصدوق عليه الصلاة و السلام
" لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى و إن دخلوا جحر ضب دخلتم ورائهم "
بارك الله فيك
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 01:40]ـ
أحسن الله إليك أخى الحبيب
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 11:18]ـ
جزاك الله خيرا
وحبذا تصغير الخط. . فالكبير يوجع العيون.
جزاكم الله خير(/)
بيان أن الرافضة أفضل من اليهود والنصارى
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 11:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
ذكر ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى:
وسئل - رحمه الله تعالى -: عن رجل يفضل اليهود والنصارى على الرافضة؟
فأجاب:
الحمد لله، كل من كان مؤمناً بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو خير من كل من كفر به؛ وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة، سواء كانت بدعة الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية أو غيرهم؛ فإن اليهود والنصارى كفار كفراً معلوماً بالاضطرار من دين الإسلام. والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق للرسول - صلى الله عليه وسلم - لا مخالف له، لم يكن كافراً به؛ ولو قدر أنه يكفر فليس كفره مثل كفر من كذب الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ـ[أبو موسى]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 12:02]ـ
لعل شيخ الإسلام لا يتكلم عن مشركي الرافضة الذين اتخذوا عليا إلها أو بعض الأئمة الإثني عشر آلهة كما هو حال كثير من الرافضة اليوم
فها هو شيخ الإسلام يقول في الرد على البكري:
وقد يقال الشرك لا يغفر منه شيء لا أكبر و لا أصغر على مقتضى عموم القرآن و إن كان صاحب الشرك الأصغر يموت مسلما لكن شركه لا يغفر له بل يعاقب عليه وإن دخل بعد ذلك الجنة
و بالجملة فالشرك أعظم من التكذيب بالرسالة و لهذا كان المشركون أكفر من اليهود و النصارى المكذبين برسالته
فلا شك أن الرافضة اليوم أعظم كفرا من اليهود والنصارى
ـ[أبو موسى]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 12:16]ـ
وفي شرح أصول إعتقاد أهل السنة:
وعن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه قال: قال الشعبي: يا مالك، لو أردت أن يعطوني ـ أي الشيعة الروافض ـ رقابهم عبيداً أو أن يملؤوا بيتي ذهباً على أن أكذب لهم على علي لفعلوا، ولكن والله لا كذبت عليه أبداً!
أحذرك الأهواء المضلة، وشرها الرافضة وذلك أن منهم يهود يغمصون الإسلام لتحيا ضلالاتهم كما يغمص بولس بن شاؤل ملك اليهود ليغلبوا.
لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله، ولكن مقتاً لأهل الإسلام وطعناً عليهم، فأحرقهم علي بن أبي طالب بالنار ونفاهم من البلدان: منهم عبد الله بن سبأ نفاه إلى ساباط، وعبد الله بن شباب نفاه إلى جازت، وأبو الكروش وابنه.
وذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود!
قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا في آل داود.
وقالت الرافضة: لا تصلح الإمارة إلا في آل علي!
وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال أو ينزل عيسى من السماء.
وقالت الرافضة: لا جهاد حتى يخرج المهدي ثم ينادي منادي من السماء!
واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم، وكذلك الرافضة!
والحديث عن رسول الله ?:" لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم ".
واليهود يولون عن القبلة شيئاً، وكذلك الرافضة!
واليهود تُسدل أثوابها، وكذلك الرافضة!
واليهود حرفوا التوراة، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن!
واليهود يستحلون دم كل مسلم، وكذلك الرافضة!
واليهود لا يرون الطلاق ثلاثاً شيئاً، وكذلك الرافضة!
واليهود لا يرون على النساء عدة، وكذلك الرافضة!
واليهود يبغضون جبريل ويقولون: هو عدونا من الملائكة، وكذلك صنف من الرافضة يقولون: غلط بالوحي إلى محمد!
وفُضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سُئلت اليهود من خير ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى.
وسُئلت الرافضة: من شرّ أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد!
وسُئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى.
وسُئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: حواري محمد!
أُمروا بالاستغفار لهم فسبوهم!
فالسيف مسلول عليهم إلى يوم القيامة لا يثبت لهم قدم، ولا تقوم لهم راية، ولا تجتمع لهم كلمة.
دعوتهم مدحوضة، وجمعهم متفرق، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ?
قال شيخ الإسلام رحمه الله (و الرافضة تجعل الأئمة الإثنى عشر أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار و غاليتهم يقولون إنهم أفضل من الأنبياء لأنهم يعتقدون فيهم الإلهية كما اعتقدته النصارى في المسيح
والنصارى يقولون إن الدين مسلم للأحبار والرهبان فالحلال ما حللوه والحرام ما حرموه والدين ما شرعوه
و الرافضة تزعم أن الدين مسلم إلى الأئمة فالحلال ما حللوه و الحرام ما حرموه و الدين ما شرعوه
(يُتْبَعُ)
(/)
و أما من دخل في غلو الشيعة كالإسماعيلية الذين يقولون بإلهية الحاكم و نحوه من أئمتهم ويقولون إن محمد بن إسماعيل نسخ شريعة محمد بن عبد الله و غير ذلك من المقالات التي هي من مقالات الغالية من الرافضة فهؤلاء شر من أكثر الكفار من اليهود والنصارى والمشركين و هم ينتسبون إلى الشيعة يتظاهرون بمذاهبهم
فإن قيل ما وصفت به الرافضة من الغلو و الشرك و البدع موجود كثير منه في كثير من المنتسبين إلى السنة فإن في كثير منهم غلوا في مشايخهم و إشراكا بهم و ابتداعا لعبادات غير مشروعة و كثير منهم يقصد قبر من يحسن الظن به إما ليسأله حاجاته وإما ليسأله الله به حاجة وإما لظنه أن الدعاء عند قبره أجوب منه في المساجد ومنهم من يفضل زيارة قبور شيوخهم على الحج ومنهم من يجد عند قبر من يعظمه من الرقة والخشوع ما لا يجده في المساجد و البيوت وغير ذلك مما يوجد في الشيعة
ويروون أحاديث مكذوبة من جنس أكاذيب الرافضة مثل قولهم لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه الله به وقولهم إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور وقولهم قبر فلان هو الترياق المجرب
ويروون عن بعض شيوخهم أنه قال لصاحبه إذا كان لك حاجة فتعال إلى قبري واستغث بي ونحو ذلك فإن في المشايخ من يفعل بعد مماته كما كان يفعل في حياته وقد يستغيث الشخص بواحد منهم فيتمثل له الشيطان في صورته إما حيا وإما ميتا وربما قضى حاجته أو قضى بعض حاجته كما يجري نحو ذلك للنصارى مع شيوخهم ولعباد الأصنام من العرب والهند والترك وغيرهم
قيل هذا كله مما نهى الله عنه ورسوله وكل ما نهى الله عنه ورسوله فهو مذموم منهى عنه سواء كان فاعله منتسبا إلى السنة أو إلى التشيع ولكن الأمور المذمومة المخالفة للكتاب والسنة في هذا وغيره هي في الرافضة أكثر منها في أهل السنة فما يوجد في أهل السنة من الشر ففي الرافضة أكثر منه وما يوجد في الرافضة من الخير ففي أهل السنة أكثر منه).
ـ[أبو موسى]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 12:17]ـ
و قال رحمه الله (و الوجه الثالث: أنه قد عرف كل أحد أن الإسماعيلية والنصيرية هم من الطوائف الذين يظهرون التشيع و إن كانوا في الباطن كفارا منسلخين من كل ملة والنصيرية هم من غلاة الرافضة الذين يدعون إلهية علي وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى باتفاق المسلمين و الإسماعيلية الباطنية أكفر منهم فإن حقيقة قولهم التعطيل أما أصحاب الناموس الأكبر و البلاغ الأعظم الذي هو آخر المراتب عندهم فهم من الدهرية القائلين بأن العالم لا فاعل له لا علة و لا خالق و يقولون ليس بيننا و بين الفلاسفة خلاف إلا في واجب الوجود فإنهم يثبتونه و هو شيء لا حقيقة له)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 12:23]ـ
لحظة من فضلك أخي الكريم،
وهل اليهود والنصارى إلا مشركين؟
هل هناك شرك أعظم من جعل الولد لله، عز وجل؟ .. وادعاء أن هذا الولد بيده مقاليد التدبير والتصرف في الكون؟ بل إن منهم من يقول إن عيسى - عليه السلام - هو الله نفسه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وهل هناك شرك أعظم من تحريف كتاب الله والكذب عليه؟ .. كما يفعل اليهود .. كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]
جعل القول على الله بغير علم أعظم من الشرك نفسه .. كما ذكر ذلك ابن القيم، رحمه الله.
وغير ذلك من اتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله.
وقد ذكر ابن تيمية، رحمه الله، أن الكفر إن ثبت على صاحبه، فيثبت له الشرك كذلك .. فقال:
(ولهذا كان كل من لم يعبد الله فلا بد أن يكون عابداً لغيره ... وليس في ابن آدم قسم ثالث، بل إما موحد أو مشرك، أو مَن خلط هذا بهذا، كالمبدلين من أهل الملل والنصارى، ومن أشبههم من الضُّلال المنتسبين إلى الإسلام). [الفتاوى 14/ 284، 282].
فكلامه فيه إشكال، ويحتاج إلى تأمل .. لعليّ أعود قريباً بجواب آخر إن شاء الله
ـ[أبو موسى]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 12:25]ـ
تنبيه:
قال الشيخ أبو مريم الشمري:
(يُتْبَعُ)
(/)
شيخ الإسلام عندما يقول مثلا (الغالية الذين يجعلون لعلي شيئاً من الإلهية أو يصفونه بالنبوة وكُفْرُ هؤلاء بَيَّنَ لكل مسلم يعرف الإسلام) و كذلك قوله (اعتقد من الغلاة في أحد من هؤلاء النبوة أو ما هو أفضل من النبوة أو الإلهية وهذه المقالات كلها كفر بين لا يستريب في ذلك أحد من علماء الإسلام) و قوله (و كذلك طائفة من العامة والنساك يعتقدون في بعض الشيوخ نوعا من الإلهية أو النبوة أو أنهم أفضل من الأنبياء ويجعلون خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء وكذلك طائفة من هؤلاء يجعلون الأولياء أفضل من الأنبياء) فمراده هنا بجعل شيء من الإلهية لهم هو عبادتهم من دون الله لا أنه يدعون أنهم آلهة و قد بين شيخ الإسلام كلامه في موضع آخر فقال (فكل من غلا في حي، أو في رجل صالح؛ كمثل علي ـ رضي الله عنه ـ أو عدي أو نحوه، أو فيمن يعتقد فيه الصلاح، كالحلاج أو الحاكم الذي كان بمصر، أو يونس القتي و نحوهم، وجعل فيه نوعًا من الإلهية مثل أن يقول: كل رزق لا يرزقنيه الشيخ فلان ما أريده، أو يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو لغيره، أو يدعوه من دون الله تعالى؛ مثل أن يقول: يا سيدي فلان، اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني، أو أغثني أو أجرني، أو توكلت عليك، أو أنت حسبي، أو أنا في حسبك، أو نحو هذه الأقوال والأفعال؛ التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله تعالى ـ فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل. فإن الله إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له، ولا نجعل مع الله إلهًا آخر.)
فهذا هو مراد شيخ الإسلام بجعل فيه نوعا أو شيئا من الإلهية و ليس مراده أنه يسميهم آلهة و إنما مراده أنه يعبدهم كما يعبد الله أو يعبدهم من دون الله لذا نقل شيخ الإسلام كفر من جعل في علي شيئا من الإلهية و أنه مجمع عليع بين أهل الإسلام و أنه كفرهم بين لكل مسلم يعرف الإسلام.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 01:11]ـ
لاشك ان عموم الشيعة ليسوا اكفر من اليهود والنصاري بل عمومهم من اهل الاسلام وحتي ان حكم من حكم عليهم بالكفر فايضا لايكونون -عندهم-اكفر من اليهود والنصاري واكفر من اهل الاوثان وعباد البقر
وهناك كلام لشيخ الاسلام ابن تيمية في الاقرب الي الاسلام العظيم مع كفره من غيره-لايحضرني نصه الان وهو فاصل في المسالة
واتذكر منه انه قال ان الهنود والمشركين ابعد من الاسلام من اليهود
والنصاري اقرب اليه من االيهود
وهذا امر مفهوم
ذلك ان عباد البقر ليس عندهم اصل رسالة بخلاف اليهود والنصاري فهم يؤمنون بالنبوات والالهيات والرسالة الا انهم حرفوا النبوات وحرفوا الرسالات وحرفوا الالهيات الا ان عندهم بقايا حقائق واصول لبعضها وان حرفت فروعها او افسدت اصول اخري معها
وان كان الجميع كفار
وانت يمكنك حساب الامر كالتالي
انظر الي عقائد الهنود والوثنيين في كل مكان تجدهم لايؤمنون بالرسالة الالهية ومايتعلق بها من شرائع وغير ذلك
ولايؤمنون بالانبياء والنبوات وليس عندهم ايمان بالصفات والاسماء والحكمة الالهية وان كانوا يؤمنون بالربوبية بصورة عامة
بخلاف اليهود والنصاري فهم وان كانوا ينسبون لله صفات نقص كثيرة الا انه مازال عندهم ايمان بصفات لله صحيحة
وهكذا في كل الامور
وستجد ان كلام ابن تيمية في ترتيب الاقرب والابعد كلام جيد وينفع استعماله في علوم انسانية اسلامية مختلفة وعلوم المقارنة الصحيحة
وانظر كيف نظر علي ابن ابي طالب للخوارج تعرف انهم اقرب للاسلام من فرق موغلة في ضلالات اشد مع قول النبي عنهم انهم يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان وغير ذلك مما وصفهم به صلي الله عليه وسلم-وكلام علي ابن ابي طالب مقرب للمسالة الي الاذهان والقلوب بصورة ما
ولاشك ان هناك تعليقات-لو صح التعبير-منثورة في كتب العلماء وهي كثيرة وخصوصا كتب ابن القيم وابن تيمية عن الاقرب الي حقيقة الاسلام والايمان من الفرق هذه بل هناك نصوص له علي عدم كفرهم اللهم الا زنادقة لهم كما هناك نص له علي ان فيهم من هو ولي لله اي من هذه الفرق رغم الحكم العام عليها بالانحراف -والنص عندي في هذا الامر ويمكنني احضاره بسهولة
وفي النصوص المتقدمة التي وضعها الاخوة هنا تجد مثلا ان اسماعيلية الشيعة اكفر من غلاة اخرين في الشيعة فهناك غلاة اكفر من بعض ومقارنتهم بماعليه اليهود مثلا يوضح القرب والبعد الي بعضهم البعض ومن ثم الي الاسلام العظيم
لكن الشيعة عموما-ولاتنسي ان منهم غير الاثني عشرية- ليسوا اكفر من اليهود والنصاري ففيهم اهل اسلام وايمان ولنذكر هنا كمثال الشيعة الزيدية-ولااتكلم هنا عن انحرافات عند هؤلاء
والله اعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 01:15]ـ
أخي الكريم (أبو موسى)، بارك الله فيك، لعلك تقرأ مشاركتي رقم 5.
وهؤلاء الأئمة إنما تكلموا عن الرافضة المنافقين، الذين دخلوا الإسلام ليهدموه ويحاربوا أهله ..
أكثر الرافضة يظنون أنهم على حق، وأنهم متبعون للرسول - صلى الله عليه وسلم - .. ولم يدخلوا في الإسلام بغضاً فيه وفي أهله، حتى يقوضوه ويحرفوه .. بل هم يظنون أنهم على الإسلام الحق.
فهل هؤلاء شر من النصارى الذين يعتقدون في عيسى عليه السلام الفظائع؟
لا جدال أن النصيرية الذين يؤلهون علياً - رضي الله عنه -، ودخلوا الإسلام نفاقاً وحرباً لأهله، هم شر من اليهود والنصارى، لقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} ..
لكن نحن قضيتنا في أناس يحبون الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويظنون أنهم متبعوه، ويحبون الإسلام (على طريقتهم) .. فكيف يكون هؤلاء شر من اليهود والنصارى؟
تقول لي شرك؟ أقول لك في اليهود والنصارى شرك أعظم من شركهم ..
فما وجه كونهم شراً منهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 02:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسالة تحتاج الى دراسة جيدا
فالبنسبة الحكم على الروافض عموما بما فيهم العوام وانهم اكفر من اليهود والنصارى ففي هذا نظر
ولهذا الكلام يحتاج الى تفصيل فان في دين الروافض ما هو اعظم من كفر الروافض كقول بعض علماءهم ان علي رضي الله عنه يحيي ويميت ويدبر الكون وينزل الغيث ويسير الجبال وهو قسيم الجنة والنار وانه تعرض عليه اعمال بني ادم كل الاثنين والخميس
وكذلك قول الحلي في كتابه مناقب امير المؤمنين عليه السلام صفحة الثامنة كما يحضرني الان:ان الله قال لادم: وعزتي وجلالي لادخلن الجنة من اطاعه (علي) وان عصاني ولادخلن النار من عصاه وان اطاعني. وعندهم كلام اعظم كفرا من كلام اليهود والنصارى
وكذلك اخي ابي شعيب شيخ الاسلام ذكر اشليعة ولم يقل الرافضة لان هناك فرق بين اهل التشيع واهل الرفض والمقصود من كلامه عموم الشيعة بما فيهم الزيدية وغيرهم
لكن شيخ الاسلام قال في منهاج السنة: بان هناك من الجهمية والرافضة من ذهب الى الغرب فاسلم على ايديهم بعض النصارى وقال وهذا خير من ان يبقوا على دينهم الاصلي او كما قال رحمه الله
اما ما نقله الاخوة من كلام شيخ الاسلام في الاسماعيلية والبنصيرية فهذا الكلام لا يختلف فيه اثنان نعم اكفر من اليهود والنصارى لتاليههم لاهل البيت وطعنهم في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وادعائهم ان النبوة مستمرة وان ليس هناك جنة و لا نار ولهذا حكم عليهم العلماء بانهم اكفر من اليهود والنصارى
تنبيه: هناك فرق بين كلمة اكفر وكلمة اخطر
فلا شك ان الرافضة اخطر من اليهود والنصارى على المسليمن من ناحية العقيدة
على كل ارى ان الاخوة كلاهما مصيب في ما ذكره
والله اعلم(/)
هل الإجماع حجة حقاً؟؟؟؟
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 11:47]ـ
هل الإجماع حجة حقاً؟؟؟؟
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
فهذه خاطرة خطرت لي عن النوع الثالث من الأدلة الشرعية ألا و هو الإجماع
فما كان فيها من صواب فمن الله
و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان
أقول في زماننا هذا هل أضحى الإجماع حجة فعلية أم أنه مجرد باب من أبواب أصول الفقه ندرسه و نجتهد في فهمه و حفظ متونه ثم إذا عاينّا الواقع لم نجد إلا السراب
لا تعجل علي أخي القارئ
سأبدأ الموضوع من الخلف إلى الأمام علّي أستطيع إيصال بغيتي
لو أن أحدا من العلماء اليوم حكى الإجماع على وجوب الصلاة
هل يمكن أن يتصور أن يخطئه أحد؟؟؟
بالطبع لا
بل سيقال
هذا أمر مستقر و راسخ في الأذهان و لا نحتاج إلى حكاية مثل هذا الإجماع
لكني أكاد أجزم أنه سيأتي اليوم الذي يقال فيه
" و حكي الجماع على وجوب الصلاة لكنه ليس بصحيح لأن فلانا بن فلان قال بالاستحباب"
و جزمي بحدوث ليس من باب ادعاء علم الغيب أو التنجيم
حاشا
إنما هو من فهمي لكلام المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى و الذي أطلعه الله تعالى على حال هذه الأمة حتى قيام الساعة
صلوات ربي و سلامه عليه
فهمت هذا من قوله صلى الله عليه و سلم في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
لتنتقض عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبثت بالتي تليها و أول نقضها الحكم و آخرها الصلاة
أخرجه أحمد و الحاكم و صححه و الألباني
لكني عجبت و أنا أخرج هذا الحديث من تلك الرواية له عن حذيفة رضي الله عنه قال: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع و آخر ما تفقدون من دينكم الصلاة و لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة و ليصلين النساء و هن حيض و لتسلكن طريق من كان قبلك حذو القذة بالقذة و حذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم و لا يخطأنكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة فتقول إحداهما: ما بال الصلوات الخمس لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله تبارك و تعالى {أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا من الليل} لا تصلوا إلا ثلاثا و تقول الأخرى: إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر و لا منافق حق على الله أن يحشرهما مع الدجال
رواه الحاكم و قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
و قيل أن تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح
و هذه الرواية لو صحت تؤكد المعنى الذي ذهبت إليه أكثر و أكثر
المغزى من الكلام
أمرين
أولهما
إثبات خطأ ما نشاهده اليوم من كثير من العلماء و المفكرين (زعموا) من استهانة بحكايات الإجماع للعلماء السالفين و تخطتهم و الاحتجاج عليهم ببعض من خرقوا تلك الإجماعات لتأخر أزمنهم أو لبعد أمكنتهم أو لعدم علمهم بتلك الحكايات
أو الاحتجاج بقول إمام أهل السنة و غيره أنه من حكى الإجماع فقد كذب أو القول أن هذا إجماع ظني و ليس قطعي أو ما إلى ذلك
فربما كانت هناك أمور راسخات كالجبال في أزمانهم حكي فيها إجماع أو لم يحكى من شدة رسوخها هي اليوم أضحت من الأمور المختلف فيها و التي يعذر بعضنا بعضا إن لم نتفق عليها
من أمثلة مما أتصوره كان راسخا مستقرا مسائل كثير مما ننافح عنها هذه الأيام كاللحية و الاسبال و المعازف و عدم جواز التحزب و إمامة المرأة و غيرها من المسائل
الأمر الثاني
حض المصنفين من أهل العلم على الإكثار من حكاية الإجماعات المستقرة في زماننا هذا وعدم السكوت عنها بدعوى أنه من شهرتها لا تحتاج إلى حكاية الإجماع فيها
فمن يدري لعلها تنفع أقواما في أصلاب آبائهم الآن ....
و الله تعالى المستعان
و عليه الكلان
أرجو من المشايخ و طلبة العلم خاصة الأصوليين منهم المتواجدين في المجلس التعقيب و التصويب
و صلى الله على النبي محمد
و على آله و صحبه و سلم
و الحمد لله رب العالمين
أبو يحيى بن يحيى المصري
18 جماد الأول 1429
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 12:53]ـ
بارك الله فيك أخى
وأنبه على أن رواية الحاكم التى أوردتها لا تصح
والحديث رواه الحاكم (4|516) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي
من طريق عكرمة بن عمار عن حميد بن عبد الله الفلسطيني حدثني عبد العزيز ابن أخي حذيفة عن حذيفة.
وأخرجه ابن ابي شيبة (7|140) مختصرا
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت:عكرمة صدوق يغلط وحميد هو بن زياد أبو عبدالله قال عنه ابن حجر مقبول أي عند المتابعة وقد تفرد فهذه الزيادات ضعيفة
أما بخصوص الإجماع فهو حجة ولم يخالف فى ذلك أحد إلا بعض أفراد المعتزلة قديما وهم محجوجون بالأدلة وهؤلاء المعاصرين الذين ينكرون الأجماع هم معتزلة اليوم وعلى طريق القدامى يسيرون
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 02:47]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137135
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 06:02]ـ
بارك الله فيك أخى
وأنبه على أن رواية الحاكم التى أوردتها لا تصح
والحديث رواه الحاكم (4|516) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي
من طريق عكرمة بن عمار عن حميد بن عبد الله الفلسطيني حدثني عبد العزيز ابن أخي حذيفة عن حذيفة.
وأخرجه ابن ابي شيبة (7|140) مختصرا
قلت:عكرمة صدوق يغلط وحميد هو بن زياد أبو عبدالله قال عنه ابن حجر مقبول أي عند المتابعة وقد تفرد فهذه الزيادات ضعيفة
و فيك بارك أخي الحبيب
جزاك الله خيرا على التوضيح
و لعلي أشرت إشارة لطيفة إلى ما قلت َ بقولي
و قيل أن تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح
و هذه الرواية لو صحت تؤكد المعنى الذي ذهبت إليه أكثر و أكثر
و أقول لو صح فعلا ادعاء تصحيح الامام الذهبي
فسنحتاج قول إمام في مثل وزنه ليحكم بالضعف
فعكرمة ليس بذاك الضعيف الذي يحكم بضعف روايته بإطلاق
فقد وثقه كثير من جبال الجرح و التعديل كابن معين
لكنهم أشاروا فقط لضعفه في روايته عن يحيى بن كثير (ان لم تخني الذاكرة)
أما بخصوص الإجماع فهو حجة ولم يخالف فى ذلك أحد إلا بعض أفراد المعتزلة قديما وهم محجوجون بالأدلة وهؤلاء المعاصرين الذين ينكرون الأجماع هم معتزلة اليوم وعلى طريق القدامى يسيرون
جزاك الله خيرا
ليس عن هذا أتحدث بارك الله فيك
كلامي تحديدا فيمن يطعنون في حكايات الإجماع في بعض المسائل بحجة أن ذاك الاجماع المحكي إجماع ظني
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 03:16]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137135
جزاك الله خيرا
فقد كنت اطلعت على موضوعك الطيب هذا
لكن هنا أصب تركيزي على الإجماع القطعي
بارك الله فيك
في انتظار الردود الأصولية
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:21]ـ
معك في كلمة قلتها أخي الحبيب
صار نقض الإجماع بالشاذ والباطل من الآراء ملعبا لمتبعي الأهواء
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 07:30]ـ
معك في كلمة قلتها أخي الحبيب
صار نقض الإجماع بالشاذ والباطل من الآراء ملعبا لمتبعي الأهواء
ولا حول ولا قوة إلا بالله
أحبك الله و بارك فيك
هذا هو لب الموضوع و قشره
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 11:14]ـ
أحسنت أخانا الكريم .. والاجماع القطعي الذي لا يخالف فيه أحد هو ما كان في المسائل المعلومة من الدين بالاضطرار، والتي لم يقع خلاف بين الصحابة والسلف في حكمها لظهور الدليل وقطعية الدلالة به، وهذا مستفيض ذكره في مصنفات أهل العلم في الاجماعات. أما ما يسمى بالاجماع الظني، فان كان المراد به وقوع الاجماع في عصر من العصور بين أهل العلم على قول بعينه في مسألة ليس فيها النص الصريح الذي لا يرد عليه الخلاف، أو دليلها القياس، فهذا ان كان للمخالف فيه سلف من الصحابة أو التابعين، لم يجز أن يقال أنه لا يعلم فيه خلاف، (فيعد بذلك اجماعا!) والا فظهور قول جديد بين المتأخرين في مسألة قديمة لم يكن فيها نزاع، هو في حد ذاته أمر قد يكفي للحكم ببطلان ذلك القول! فالذي يأتي بقول جديد في أمثال تلك المسائل، فكأنما يحكم على الصحابة والسلف جميعا بالجهل اذ غاب عنهم اجتهاده هذا .. فأقوال السلف لا يخرج الحق عن مجموعها كما هو متقرر، والذي يأتي ببدع من القول فيما سبقوا هم الى بحثه واستنباط الحكم فيه من المسائل، هذا ومن هذه الجهة يعد خارقا لاجماعهم. ولهذا كان الامام أحمد رحمه الله يقول "اياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها امام"
(يُتْبَعُ)
(/)
أما النوازل، والتي تقع بالأمة ولم يكن للسلف اطلاع عليها، فالحكم فيها يعلم بالقياس على الأشباه والنظائر .. والسؤال الآن هو: هل يمكن أن يقع اجماع على حكم من الأحكام المستنبطة بالقياس في نازلة من النوازل؟ والجواب لابد فيه من التفصيل. لا نقول نعم باجمال ونسكت أو لا باجمال ونسكت، وانما لابد من التفصيل. فلو نظرنا الى نازلة كنازلة البنوك مثلا، هل علم السلف شيئا اسمه البنك؟ كلا! ولكن عند تأمل طبيعة ذلك البنك والمعاملات التي تقع فيه، كالقروض ذات الفوائد مثلا، لم يتصور لمن عنده أدنى فهم لكلمة ربا ألا ينزل الحكم بالتحريم عليها .. فحينئذ هل يصح أن نقول أنه قد أجمع العلماء المعاصرون على ربوية وحرمة القروض الربوية البنكية (مثلا)؟ الذين يرون استحالة وقوع الاجماع بعد زمن الصحابة أو الاجماع الظني بصفة عامة، أو الاجماع الأصولي، سيقولون كلا! لا نقول أنه قد وقع فيها الاجماع، لأننا لا ندري أكان ثم مخالف في مكان ما من الأرض أم لا!
مع أنه في الحقيقة هذه مسألة لا يخالف فيها عاقل، والحكم فيها قياسه واضح جدا لا يحتاج الى أدنى نظر أو تأمل!
ولأضرب مثالا أكثر وضوحا، تأملوا معي حكم التدخين. لو قال لكم قائل أن التدخين مكروه، وليس محرما، هل تعدونه بقوله هذا مخالفا خلافا سائغا في مسألة ظنية مبنى الحكم فيها على القياس؟ أم أنكم تسارعون بالانكار عليه وتسوقون اليه الأدلة المتكاثرة على أخطار ومفاسد التدخين وعلى أنه ثالث أسباب الوفاة في العالم وعلى أنه يسبب كذا وكذا وكذا من الأمراض كما أثبت الأطباء وهلم جرا، تصلون بذلك الى دخوله وبجلاء في قتل النفس والضرر والضرار، وبالتالي جلاء الحكم بتحريمه بلا توقف؟؟
فان قلنا بأن جميع من خالفوا في الحكم بتحريمه أنكر العلماء المعاصرون عليهم وردوا قولهم، أو أهملوه لعدم أهليتهم أصلا للخوض في الأحكام الشرعية، أفلا يكون الحكم بالتحريم والحال كذلك، حكما قد أجمع عليه المتأخرون في أمر تلك النازلة، وأجمعت عليه الأمة؟ أمر قد ثبت بيقين أنه قاتل أو فيه ضرر وفساد، ولا مجال للتردد أو المخالفة في ذلك، ألا يكون قياس الحكم عليه وادخاله في قواعد التحريم العامة حينئذ مما لا يسوغ الخلاف فيه؟ فان كان الخلاف لا يسوغ، ألا يعني ذلك وقوع الاجماع؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 01:25]ـ
.............
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 05:03]ـ
أحسنت أخانا الكريم .. والاجماع القطعي الذي لا يخالف فيه أحد هو ما كان في المسائل المعلومة من الدين بالاضطرار، والتي لم يقع خلاف بين الصحابة والسلف في حكمها لظهور الدليل وقطعية الدلالة به، وهذا مستفيض ذكره في مصنفات أهل العلم في الاجماعات. أما ما يسمى بالاجماع الظني، فان كان المراد به وقوع الاجماع في عصر من العصور بين أهل العلم على قول بعينه في مسألة ليس فيها النص الصريح الذي لا يرد عليه الخلاف، أو دليلها القياس، فهذا ان كان للمخالف فيه سلف من الصحابة أو التابعين، لم يجز أن يقال أنه لا يعلم فيه خلاف، (فيعد بذلك اجماعا!) والا فظهور قول جديد بين المتأخرين في مسألة قديمة لم يكن فيها نزاع، هو في حد ذاته أمر قد يكفي للحكم ببطلان ذلك القول! فالذي يأتي بقول جديد في أمثال تلك المسائل، فكأنما يحكم على الصحابة والسلف جميعا بالجهل اذ غاب عنهم اجتهاده هذا .. فأقوال السلف لا يخرج الحق عن مجموعها كما هو متقرر، والذي يأتي ببدع من القول فيما سبقوا هم الى بحثه واستنباط الحكم فيه من المسائل، هذا ومن هذه الجهة يعد خارقا لاجماعهم. ولهذا كان الامام أحمد رحمه الله يقول "اياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها امام"
أما النوازل، والتي تقع بالأمة ولم يكن للسلف اطلاع عليها، فالحكم فيها يعلم بالقياس على الأشباه والنظائر .. والسؤال الآن هو: هل يمكن أن يقع اجماع على حكم من الأحكام المستنبطة بالقياس في نازلة من النوازل؟ والجواب لابد فيه من التفصيل. لا نقول نعم باجمال ونسكت أو لا باجمال ونسكت، وانما لابد من التفصيل. فلو نظرنا الى نازلة كنازلة البنوك مثلا، هل علم السلف شيئا اسمه البنك؟ كلا! ولكن عند تأمل طبيعة ذلك البنك والمعاملات التي تقع فيه، كالقروض ذات الفوائد مثلا، لم يتصور لمن عنده أدنى فهم لكلمة ربا ألا ينزل الحكم بالتحريم عليها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فحينئذ هل يصح أن نقول أنه قد أجمع العلماء المعاصرون على ربوية وحرمة القروض الربوية البنكية (مثلا)؟ الذين يرون استحالة وقوع الاجماع بعد زمن الصحابة أو الاجماع الظني بصفة عامة، أو الاجماع الأصولي، سيقولون كلا! لا نقول أنه قد وقع فيها الاجماع، لأننا لا ندري أكان ثم مخالف في مكان ما من الأرض أم لا!
مع أنه في الحقيقة هذه مسألة لا يخالف فيها عاقل، والحكم فيها قياسه واضح جدا لا يحتاج الى أدنى نظر أو تأمل!
ولأضرب مثالا أكثر وضوحا، تأملوا معي حكم التدخين. لو قال لكم قائل أن التدخين مكروه، وليس محرما، هل تعدونه بقوله هذا مخالفا خلافا سائغا في مسألة ظنية مبنى الحكم فيها على القياس؟ أم أنكم تسارعون بالانكار عليه وتسوقون اليه الأدلة المتكاثرة على أخطار ومفاسد التدخين وعلى أنه ثالث أسباب الوفاة في العالم وعلى أنه يسبب كذا وكذا وكذا من الأمراض كما أثبت الأطباء وهلم جرا، تصلون بذلك الى دخوله وبجلاء في قتل النفس والضرر والضرار، وبالتالي جلاء الحكم بتحريمه بلا توقف؟؟
فان قلنا بأن جميع من خالفوا في الحكم بتحريمه أنكر العلماء المعاصرون عليهم وردوا قولهم، أو أهملوه لعدم أهليتهم أصلا للخوض في الأحكام الشرعية، أفلا يكون الحكم بالتحريم والحال كذلك، حكما قد أجمع عليه المتأخرون في أمر تلك النازلة، وأجمعت عليه الأمة؟ أمر قد ثبت بيقين أنه قاتل أو فيه ضرر وفساد، ولا مجال للتردد أو المخالفة في ذلك، ألا يكون قياس الحكم عليه وادخاله في قواعد التحريم العامة حينئذ مما لا يسوغ الخلاف فيه؟ فان كان الخلاف لا يسوغ، ألا يعني ذلك وقوع الاجماع؟
جزاك الله خيرا أخي الحبيب و بارك الله فيك
أعتذر إليك عن طول غيابي عن هذا الموضوع
ليتك أخي الفاضل تفصل لنا في هذه المسألة
والا فظهور قول جديد بين المتأخرين في مسألة قديمة لم يكن فيها نزاع، هو في حد ذاته أمر قد يكفي للحكم ببطلان ذلك القول!
و حبذا لو دعمتها بأقوال العلماء
نفع الله بك(/)
هل تعلمون ما الغاية من دعوات المجرمين لفتح دور للسينما في السعودية؟
ـ[علي التمني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 02:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الغاية من الدعوات المحمومة والإجراءات المتسارعة لعرض الأفلام السنمائية في السعودية وذلك في بعض الأندية الأدبية، وما نقرأه ليل نهار لأقلام مجرمة مفسدة من الدعوة إلى فتح السينما في السعودية وإيجاد دور لها، إن الغاية من ذلك هو المزيد من الاختلاط بين النساء والرجال، ذلك أن تلك الدور ما إن تفتح حتى تسارع أقلام وتحركات المفسدين والمفسدات لإيجاد أماكن مخصصة للنساء، ولتكن في الدور العلوي المطل على السفلي من دار العرض أو في قاعة مستقلة، وهذا في حد ذاته نجاح باهر للمفسدين والمفسدات المتمردين على شرع الله الباغين الفساد للمسلمين وللمجتمع المسلم وللبلاد المسلمة، ثم تكر الأيام، وفي هذه الدور ستنتهك الأعراض ويدنس الشرف وستكون مواخير للفساد والمفسدين والإجرام والمجرمين، وهذا الكلام ليسي خيالا، بل هو الواقع الذي يريده المجرمون في هذه البلاد لهذه البلاد، وإلا فإن القنوات الفضائية وحتى التلفزيون السعودي تعرض يوميا مئات الأفلام، فما الحاجة لتلك الدور؟ إنه الرغبة الجامحة ذات الأولوية القصوى للمجرمين والمجرمات لتحقيق الاختلاط والتواصل بين الجنسين في مجتمع مسلم يرفض وبكل قوة هذه الجريمة وهذا الدنس المسمى الاختلاط، ولا ريب أن دور العرض السينمائية ستكون بيئة مثالية لتحقيق هذا الغرض مع ما تحمله هذه الدور من دلالات الفجور حيث يجتمع الرجال والنساء في هذه الدور على الفساد أصلا وهو أفلام الفساد والرذيلة والفجور؟.
وهذا ما حدث في بلدان إسلامية تولى مقاليد الأمور فيها المفسدون العلمانيون وكانت دور السينما أكبر عون لهم لتحقيق هدفهم الإجرامي الفاجر وهو الاختلاط ومن ثم الرذيلة وهتك الأعراض.
علي التمني
أبها / الجمعة 18/ 5/1429
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 02:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أسأل الله أن يقيكم شرور المفسدين.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 02:10]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ علي على ما تقوم به من جهود في هذا الجانب ..................
وكلامك صحيح ففي الدمام هناك مسابقة صغيرة للأفلام السعودية وهناك لجنة تحكيم وقالوا النساء لهن مكان مخصص وقد وضعوا مكان مخصص ... لكن ما الذي حدث في الواقع علماً بأن القائمين على المسابقة لم يمنعوا النساء من دخولهن في أماكن الرجال ...............
انظر ماذا حدث ............
تجاوزات شرعية ونظامية في افتتاح مسابقة الأفلام السعودية الأولى 15/ 5/1429هـ ................
* دخول نساء متبرجات في قاعة حفل الرجال مع وجود مكان خاص بالنساء.
* تشغيل موسيقى صاخبة في القاعة أثناء عرض الأفلام.
.............................. .......................
يوم الأربعاء 16/ 5/1429هـ
الساعة 8:30
للأسف ظهور نساء شبه عاريات في الفلم (فقط المغلظة تم سترها) وموسيقى صاخبة.
.............................. ...........................
اليوم الخميس 17/ 5/1429هـ
عرضت بعض الافلام واستولت الموسيقى التصويرية الصاخبة على جميع مجريات الافلام ...
وعرض مشهد لأحد الممثلين وهو يصلي في التشهد الاخير وكانت الخلفية موسيقية وهو يصلي ....
عرض فلم "البداية"
ظهور مغنية شبه عارية.
.............................. .............................. ...
التجاوزات ليوم الجمعة 18/ 5
*عرض فلم "الهامس للقمر".
غير الموسيقى التي أصبحت من أساسيات هذه الأمور ظهور شاب شبه عاري قد خلع جميع ملابسه ورمى بها في الدرج ثم خرج وانتهى الفلم (فقط العورة المغلظة تم سترها).
.............................. .............
وغيره من التجاوزات.
.............................. .
سؤالي هو:
هم يقولون ويدندنون أنه ستكون السينما هادفه وليس فيه ما يخدش الحياء ولا ما يخالف الشريعة الإسلامية فهذه من أوائل الأفلام وهي أفلام صغيرة كما عرضت في المسابقة وهناك لجنة تحكيم!!! وقد رأيتم وسمعتم المخالفات المذكورة وقد قام بها سعوديون علماً بأن الإختلاط وجد في المسابقة مع وجود قسم خاص للنساء!!!!!
فكيف لو فتحت السينما ودور السينما في المملكة فهل ستنضبط كما يقولون أم ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:45]ـ
يرفع الموضوع ....
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:58]ـ
أين من كان يفتي بعدم جواز الجهاد في العراق , لماذا الصمت الآن!!!؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 03:44]ـ
الحمد لله
يا أخي شرباس، بعض هؤلاء هم ممن صنعتهم الأيدي الخفية، واندسوا بين العلماء، وزاحموا الطلبة الصادقين في مجالس العلم،
وأتقنوا فن النفاق، أئذا كان النفاق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وظاهرهم أنهم أصحابه، أفلا يكون فيمن ظاهرهم طلب العلم؟
ثم إن هؤلاء اندسوا بين العلماء وخدعوهم حتى نالوا ثقتهم ثم تزكيتهم، ثم صاروا الان يقولون هذا الخزي الذي يقولونه. وما أكثر هؤلاء.
ومنهم طائفة غلب عليهم الخوف و الجبن، فلم يقولوا الحق مبينا ولم ينكروا الباطل، فهم دائما في العمومات و التنظير حتى اذا
لزم تنزيل الحكم على الواقع انقسم الناس في اقوالهم.
ومنهم من عذب و سجن واضطهد، فتغيرت الفتوى مع تغير الاحوال.
ومنهم من عصمه الله.
ومنهم قلة ثابتة منصورة ثبتهم الله.
ولا تزال طائفة من امة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم و لا من خذلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 01:37]ـ
بسم الله
الأخ الفاضل أبا محمد العمري،،
جزاك الله خيرا على اهتمامك،، ووقى بلاد الحرمين شر المفسدين من داخلها، ووقى كل بلاد المسلمين رؤوس التغريب ورموزه المعادية للدين المفسدة للدنيا.
1/ 6/1429
ـ[علي التمني]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 01:26]ـ
بسم الله
شكر الله لك أخي معتدل على المعلومات الخطيرة عن هذا الحفل الخطير الذي لا يصدق أحد أنه يجري في بلاد الحرمين وبرعاية وزير من وزارء الدولة!! أي في البلاد التي تعهد ملكها بأن يتخذ الإسلام له منهجا!!.
في 5/ 9/1429
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 02:11]ـ
للرفع .........(/)
"جهود العلماء المالكية في إبطال عقائد القبورية" ... [موضوع متجدد للمشاركة و البحث] ...
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:01]ـ
"جهود العلماء المالكية في إبطال عقائد القبورية"
... [موضوع للمشاركة و البحث] ...
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الكرام:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وبعد:
بينما كنتُ-في عامٍ مضى- أراجع شرح "كشف الشبهات في التوحيد" لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ-أثابه الله-، والذي تفريغ الأخ سالم الجزائري-وفقه الله-، وقع ناظري على فائدة عظيمة وهي قوله:" ولهذا يناسب أن يقوم الدعاة إلى الله جل وعلا في كل بلد فيه أنواع الشرك بالله بالمقبورين والمدفونين والأولياء وغيرهم أن يوردوا الأدلة والأقوال من أقوال علماء مذهبهم، ويجمعونها وينشرونها في الناس؛ لأن في هذا إقامة للحجة عليهم؛ ولأن في هذا أيضا إبعادا للشبهة التي أوردها هذا المورد؛ لأنه قد يتخيل بعض من لم يحقق من طلبة العلم أو بعض العوام أن هذا القول إنما جاء به الوهابية، وليس عليه علماء المذاهب، فإذا جمعت هذه الأقوال ونشرت في البلد؛ البلد الذي يشيع فيه مذهب الإمام مالك ينقل فيه كلام المالكية، والمالكية لهم توسع في هذا أيضا، والحنفية أيضا أكثر منهم، والشافعية والحنابلة في باب التكفير أقل؛ يعني فيما يحصل به الكفر، فيُنقل من كتبهم ما به يكون رد هذه الشبهة، حتى لا يتوهم أن هذه الشبهة تفرّد به الوهابية كما يزعمون.
والدعوة السلفية بعامة في كل بلد إنما عمدتها الكتاب والسنة وإجماع هذه الأمة؛ إجماع علمائها وما كان عليه سلفنا الصالح وما عقده أئمة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وأتباع الأثر، هذه عمدتهم في أي بلد، فالوسيلة التي يقررون بها الحجة ويُضعفون بها الشبهة ينبغي لهم أن يسلكوها؛ لأن الحق أحق أن يُتَّبع." اهـ
قرأة هذا الكلام السابق فأعجبني، وحرك في قلبي همِّة لهذا العمل، ولكن للأسف وضعتُ تحته سطر وتركته، وقلت في نفسي: عسى أن يفتح الله عليَّ بهذا الجمع مستقبلاً، ونسيت الأمر وطوي! -إلى أن يشاء الله-، وبينما في هذه الأيام وأنا أتصفح أحد المواقع العنكبوتية، وقعتُ على رد من أحد طلبة العلم على أحد القبوريين، ونقل من بين المراجع التي اعتمدها في رده كتاب بعنوان"جهود العلماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية"-أظن العنوان هكذا- وهو للشيخ شمس الدين السَّلفي الأفغاني-رحمه الله وأسنه الفردوس الأعلى- وأظنه في مجلدات، فتذكرتُ الأمر والعمل الذي عزمت عليه عند دراستي لشرح كتاب كشف الشبهات، فقلت عساي ولعلي أجد إخوة يُعينوني على هذا الجمع، خاصةً طُلاب العلم المُتمكنين في المملكة العربية السُعودية، أو غيرها من البلدان، بعضهم بذكر خطة للمجموع (البحث)، و واحد بتراجم و نقولات لعلماء المالكية، و الآخر بتوجيهات، وآخر باسم بعض المراجع ... وما إلى ذلك، لأنني في بداية الطلب، ومن بلد ينعدم فيه العُلماء الربانيين، وعامة أهله يدَّعون الحُب للإمام مالك-رحمه الله تعالى-وهم بعيدين كل البعد عن عقيدته و منهجه، وليس لهم منهُ إلاَّ الاسم، والحقيقة على خلاف ذلك، ورحمة الله على من قال-من عصرنا! -:
كلٌ يدعي وصلاً ليلى ... وليلى لا تُقرُ لهم بذاك
وبما أنَّ الإخوة أهملوا هذا الجانب العظيم-وقد أكون مُخطئ-، وغلبوا أحد العلوم على الآخر، وانشغلوا بالأهم عن المُهم، ونسوا أن ردود عُلماء السُنَّة على أهل البدع و الأهواء إنما هو حمايةً للعقيدة السلفية من المنكودين والمُندسين فيها بغرض تشويهها، وليس الرد مقصوراً على الخوارج المارقة وأفراخهم، وإنما كل من خالف هذه العقيدة الإسلامية السَّلفية الصافية الصحيحة في أصل من أصولها يُرد عليه، من صوفية، و مُرجئة، و روافض، وغيرهم ...
وحيث أنَّ الفرق الصوفية في بلدي الجزائر-حفظها الله وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه- منتشرة انتشار النار في الحطب اليابس، أحببت أن أطرق هذا الموضوع المُهم في وجهة نظري، مع التفاؤل أنَّ هُناك من عندهُ عناية بهذه المواضيع –لاشك في ذلك-.
آمل من الإخوة في هذا الموقع المبارك، ومن يطلع على هذا المقال، أن تنشط همته في هذا العمل، وأن أجد على الخير مُعيناً، وللعقيدة الصحيحة ناشراً، فالأمر أيها الفُضلاء دعوة للعقيدة وتوحيد لله جل وعلا، وليس بالهزل، ناهيكُم عن الآثار التعبُدية التي سنجنيها-إن شاء الله-من البحث والتعاون، ومثال بسيط على ذلك: فضل الصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه و على آله و سلم- وكم ستمر بك أثناء القراءة والبحث، والأجر الذي نحتسبه في ذلك!.
وتذكر -أخي الكريم- قول المولى تبارك وتعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (التوبة:105).
فهل من مُجيب ومُعين على الخير والبر والتقوى؟!!.
مُحب التوحيد وأهله/ محمد بن أحمد الصميلي السَّلفي الجزائري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:08]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله
راجع هذه الرسالة الجامعية ففيها بغيتك إن شاءالله:
- جهود المالكية في تقرير توحيد العبادة
عبد الله بن فهد بن عبد الرحمن العرفج
(من سلسلة الرسائل الجامعية)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=703634&postcount=205
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 08:32]ـ
شكرا لك ... وجزاك الله خير ...
وحبذا ذكر بعض الأسماء لعلماء المالكية الذي هم على عقيدة أهل السنة و الجماعة ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 03:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
وفقك الله ويسر لك هذا العمل، آمين ...
يمكنك الاستفادة من آثار الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله -، و" رسالة الشرك ومظاهره " للشيخ العلامة مبارك الميلي - رحمه الله - ...
وهناك أيضاً مقالات كثيرة في محاربة الطرقية للشيخ العلامة الطيب العقبي وللأستاذ الأديب محمد سعيد الزاهري - رحمهما الله - في جرائد جمعية العلماء (السنة، الشريعة، الصراط، البصائر) ...
وطالع أيضاً (فتاوى الشيخ أحمد حماني - رحمه الله -) ...
وهنا مقالات يمكنك الاطلاع عليها والاستفادة منها:
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=1354
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=1595
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=1653
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=852
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=245
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 08:47]ـ
شكرا لك أخي فريد المرادي على الإفادة ... و بارك الله فيك ...
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 05:21]ـ
بارك الله فيك ...
يمكنك الاطلاع على هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14526&highlight=%DA%E1%E3%C7%C1+%C7% E1%E3%C7%E1%DF%ED%C9
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 09:22]ـ
وفيكم بارك الله أخي التلمساني ..
وجزاك الله خيرا على الإفادة ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 12:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل من هنا كتاب (جهود المالكية في تقرير توحيد العبادة) للشيخ عبد الله بن فهد بن عبد الرحمن العرفج - حفظه الله -:
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=1694
وفقك الله وسدد خطاك ...
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 01:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل من هنا كتاب (جهود المالكية في تقرير توحيد العبادة) للشيخ عبد الله بن فهد بن عبد الرحمن العرفج - حفظه الله -:
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=1694
وفقك الله وسدد خطاك ...
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته ..
شكرا أخي الفاضل / فريد المرادي، على رابط الكتاب و إن أرفقه الأخ / المقدادي جزاه الله خيرا، ولكن في الإعادة إفادة كما يقال .. وفق الله الجميع لما فيه الخير.
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 03:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. يرجع الى كتاب "علماء المغرب ودورهم في محاربة التصوف والبدع والقبورية والمواسم "للشيخ مصطفى باحو. وهو باحث مغربي.عزز النقل في هذا الكتاب عن علماء مالكية لهم جهود في محاربة القبورية.
وان سمح لي الوقت أنقل لكم من الكتاب بعض المواقف المذكورة.
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 05:58]ـ
بوركت أخي المغربي ..(/)
المرجئة الظاهر أن لهم مؤسسة سرية تشتغل ... للشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[المرجئة الظاهر أن لهم مؤسسة سرية تشتغل]
إجابة عن أسئلة لصاحب الفضيلة الشيخ العلامة الوالد:
صالح بن فوزان بن صالح الفوزان
-حفظه الله تعالى ونفعنا بعلمه-
ـ السائل:
أحسن الله إليكم؛ وظهر كتاب أيضا عنوانه (ضبط الضوابط في الإيمان ونواقضه) قرر فيه مؤلفه بأن العمل خارج ... ؟
ـ جواب الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله تعالى- مقاطعا:
نعم وهذا أيضا أظهر فيه صاحبه مذهب الإرجاء، ينتصر لمذهب الإرجاء وأنه هو الحق، والآن هو عند اللجنة وسيصدر فيه إن شاء الله بيان في التحذير [ ... انقطاع طفيف في الصوت ... ] و بيان ما فيه من الخلط و الخبط و الجهل؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله، نعم.
ـ السائل:
أحسن الله إليك ...
ـ الشيخ مقاطعا:
سابقا ( ... كلمة غير واضحة عندي .. ) كتب من شاكلته، وهذي الظاهر أنها مؤسسة تشتغل، الظاهر أنها مؤسسة تشتغل لإفساد عقيدة السلف في هذه البلاد، مؤسسة سرية تشتغل، فالواجب ... وإن سمو فلان وفلان، هذه أسماء مستعارة. نعم ... الظاهر ورائها ناس يشتغلون في الخفاء، نعم.
ـ السائل:
[ينشر] عفا الله عنك جماعة ينتسبون إلى السلفية مذهب الإرجاء ... إلى آخره؟
ـ الجواب:
هو كما ذكرنا، نعم، ( ... كلمة لم تتضح لي ... )، المنتسبين للسلفية خداع و مكر، ما هم من السلف، هم يريدون إفساد عقيدة هذه البلاد، لأنه ما بقي تقريبا في العالم الإسلامي مثل هذه البلاد تمسك بالعقيدة و منهج السلف، هم يريدون يموهون هذه العقيدة علشان (تساوى) الدنيا كلها، لكن لن يصلوا إلى مقصودهم بحول الله، نعم.
---------------
انتهى نقل المقصود من الشريط رقم: (28) من سلسلة شرح نونية ابن القيم، وبالله التوفيق.
ـ[أبو حمزة السلفي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 11:40]ـ
جزى الله العلامة الفوزان خير الجزاء
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 08:53]ـ
جزى الله العلامة الفوزان خير الجزاء
آمين ..
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:12]ـ
شكراً على هذه الفائدة.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:54]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 01:11]ـ
شكراً على هذه الفائدة.
و إياكم أخي أحمد بن حنبل، جعلك الله ناصر للعقيدة السلفية مثل الإمام أحمد رحمه الله. آمين ..
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 01:12]ـ
بارك الله فيك
وفيكم بارك الله أخي الأندلسي.
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 11:36]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الله العلماء العاملين خيرا الذين ينفون عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين
ـ[أبو جابر محمد]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 01:27]ـ
أسأل الله أن يجعل كيد هؤلاء المرجئة في نحورهم
ـ[أبو فهد السمراني]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 01:41]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل ...
وجزى الله الشيخ المجاهد صالح الفوزان
ـ[المعقول و المنقول]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 02:15]ـ
جزى الله خيرا شيخنا الفوزان لتصديه لهذه الفرقة المفسدة
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي كاتب الموضوع إذا في الامكان أن تبين لنا في أي جزء من الشريط
و دمت لأخيك
ـ[التنبكتي]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 03:22]ـ
جزى الله الشيخ/ الفوزان خيرا وزاده علما وفقها فيه
لكن لايزال ذلك على استحياء وقصور مقابل الحرب على الخوارج - وكلا الخوارج والمرجئة ضلال ولاريب-
غير أن هؤلاء يبين حالهم بلاهوادة وبشجاعة
إلى حد فيه نظر أحيانا مثاله (عندما سئل الشيح الفوزان عن ضابط الخارجي قال: كل من خرج عن ولي أمر فهو من الخوارج, ولاشك أن هذه القاعدة - مع توقيرنا للشيخ- فيها نظر لأنها تغلق في هذا الباب فقط باب التأويل على الخارج المذكور, وإذا طردت حكمنا بذلك على عائشة وطلحة والزبير ومعاوية والحسين
وغيرهم,
و مع (انتقائية أيضا) فالشيخ الفوزان نفى أن يكون عالم جليل ظل رحمه الله متشبثا بمذهب المرجئة في (الإيمان) والتكفير حتى لقي الله , رحمه الله
وهو الذي عظم على مقلديه أن يخالفوه فجمدوا على تقليده معرضين عن جميع الحجج بل معاندين لها
تارات, ولا يخفى أن قوله بتحقق النجاة لمن لم يعمل عملاقط بدون عذر شرعي, هو ملتقى أقوال ومذاهب جميع المرجئة, لمن تأمل مذاهبهم, سواء من اكتفوا بالتصديق, أم من قالوا: هو المعرفة فقط, أم من قالوا: هو التصديق والقول, فهذا هو محط رحلهم
كذلك جعله: المكفرات الذاتية علامات على الكفر تدل عليه , مذهب إرجائي لاسلفي
وقد نقله ابن تيمية عن التومنية في المجلد ال7 ونقله عن المرجئة الأشعري في مقالات الإسلاميين 132 - 133
ومع ذلك دافع عنه الشيخ/ الفوزان بأنه ليس من المرجئة
وهذايهدم القاعدة التي بناها بقوله: كل من خرج عن ولي أمر فهوخارجي, إلا أن تكون هذه القاعدة في الخوارج فقط عنده دون غيرهم,
وهو نوع من الكيل بمكيالين في تقرير الأصول والقواعد
ومن إفراط القوم في عدم التثبت ورمي كل شئ على الخوارج, القول بأن كل من يكفر (من حكم بغير ما أنزل الله فهو من الخوارج - لا أعني مسألة القوانين-
وهذا إجحاف و خطل فالخلاف في هذا ثابت وكثير عن السلف بل هو الثابت عن ابن عباس
والقول المقابل له معل بالإدراج لأنه من قول طاووس لا من قول ابن عباس
ولم نرهم يمنعهم مكانة من يرمونه بالخروج ومقامه عند الناس من أن يقولو ا فيه بكل صراحة إنه من الخوارج
خلافا لعدم تجاسر حتى المشايخ على حتى
المبتدئين المقلدين وإيكال ذلك إلى من يمكن أن يتهموا بمخالفة العلماء ويبقى الإحتجاج بسكوتهم
على أنه إقرار لهم على إرجائهم
والله المستعان على عقيدة سلفية تمزق وتخرق من داخلها
التنبكتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 04:25]ـ
بسم الله
سابقا ( ... كلمة غير واضحة عندي .. ) كتب من شاكلته، وهذي الظاهر أنها مؤسسة تشتغل، الظاهر أنها مؤسسة تشتغل لإفساد عقيدة السلف في هذه البلاد، مؤسسة سرية تشتغل، فالواجب ... وإن سمو فلان وفلان، هذه أسماء مستعارة. نعم ... الظاهر ورائها ناس يشتغلون في الخفاء، نعم.
الفاضل التنبكتي، بارك الله في قلمك ...
نعم تعريف الخروج بهذا الإختزال تعريف سيلحق بكثير من الصحابة، وهذا لا يقول به أحد من أهل السنة، وليس من العدل العنف في الرأي ضد طرف واللين مع النقيض، وكلاهما على طرفي نقيض!!
الغريب أن هذه الفئة دوما تستشهد بالشيخ الفوزان في تزكية مشايخها، وفي كتاباتهم لاينسون ذكر كلمة: شيخنا صالح الفوزان حفظه الله، والشيخ منهم براء، وقد تبرأ منهم بعد أن عرف حقيقتهم، لكن ليس بتلك القوة!!
شيوخ الطائفة يقولون: {جنس العمل لفظ لا وجود له في الكتاب والسنة ولا خاصم به السلف ولا أدخلوه في قضايا الإيمان}
ويقولون: {العمل شرط كمال}
وسئل شيخهم: هل يرمى بالإرجاء من يقول إنَّ الإيمانَ أصلٌ والعملَ كمالٌ؟ فأجاب: {لا، لماذا؟ لأنه يقتضي تضليل أئمة الإسلام}
ثم أقحموا شيخ الإسلام في المسألة، فقالوا:
{اتركوا الخصومة في شرط الكمال فإنه لافرق بين قوله وهي من الكمال وبين قول من قال: العمل شرط كمال ولشيخ الإسلام أقوال كثيرة في أن العمل كمال والإيمان هو الأصل}.
وكان أن ردت اللجنة للإفتاء على هؤلاء ومما ورد:
{ ... هذا واللجنة الدائمة إذ تبيِّن ذلك فإنها تنهى وتحذر من الجدال في أصول العقيدة، لما يترتب على ذلك من المحاذير العظيمة، وتوصي بالرجوع في ذلك إلى كتب السلف الصالح وأئمة الدين، المبنية على الكتاب والسنة وأقوال السلف، وتحذر من الرجوع إلى المخالفة لذلك، وإلى الكتب الحديثة الصادرة عن أناس متعالمين، لم يأخذوا العلم عن أهله ومصادره الأصيلة، وقد اقتحموا القول في هذا الأصل العظيم من أصول الاعتقاد، وتبنوا مذهب المرجئة ونسبوه ظلماً إلى أهل السنة والجماعة، ولبَّسوا بذلك على الناس، وعززوه عدواناً بالنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - وغيره من أئمة السلف بالنقول المبتورة، وبمتشابه القول وعدم رده إلى المُحْكم من كلامهم}
أعاذنا الله من الخروج ومن الإرجاء، ونعوذ بالله من مرض الجمع بين هذين النقيضين، فلا يجتمعان عند صحيح عقلٍ أبدا!! ..(/)
[إيضاح الزلل ببيان بعض مسائل الإيمان و معنى جنس العمل] للشيخ العلامة صالح آل الشيخ
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 09:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((إيضاح الزلل ببيان بعض مسائل الإيمان و معنى جنس العمل))
من كلام فضيلة الشيخ ومعالي الوزير صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
-حفظه الله وبارك في علمه-
إضاءة:
ـ قال فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-متع الله به-: " أنا أريدك تفهم مسألة الإيمان لأنها مسألة مُشْكِلَة، وكثير ممن خاض فيها في هذا العصر ما أدرك حقيقة الفرق ما بين قول أهل السنة وقول المرجئة في هذا الباب .. "
ـ وقال-زاده الله علما-:" مسألة الإيمان خاض فيها كثيرون في هذا العصر، كتبوا فيها كتابات سواء في الإيمان أو في التكفير، وهم لم يدركوا حقيقة مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة.
فمنهم من أدخل مذاهب المرجئة في مذهب أهل السنة وقَصَرْ الكفر على التكذيب والإيمان على التصديق وإما قولاً أو باللازم .. "
(شرح العقيدة الطحاوية شريط رقم 29)
1/ قال فضيلة الشيخ في [شرح الأصول الثلاثة]:
"والإيمان أصله: في اللغة: كما سبق أن ذكرت لكم هو التصديق الجازم، فهو تصديق وجزم. وفي الشرع: الإيمان قول وعمل واعتقاد, أو نقول الإيمان في الشرع قول وعمل؛ لأن القول هو قول اللسان وقول القلب, والعمل عمل القلب وعمل الجوارح. فإذا قال من قال من أهل السنة: إن الإيمان قول وعمل. فهو بمعنى من يقول: قول وعمل واعتقاد. لأن القول ينقسم إلى قول اللسان وقول القلب:
• قول اللسان: هو النطق والإقرار ظاهرا بنطقه.
• وقول القلب: النية.
عمل القلب وعمل الجوارح:
• عمل القلب: أقسامه كثيرة، منها أنواع الاعتقادات، ومنها أنواع العبادات القلبية؛ الخشية والخوف والرجاء، فالعلم أنواع العلميات هذه من أعمال القلب، وكذلك عبادات القلب المتنوعة هذه أعمال قلبية.
• وكذلك عمل الجوارح.
وهذا بمعنى قول من قال: إن الإيمان: قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بطاعة الرحمان، وينقص بطاعة الشيطان. قال أهل العلم إن هذا الإيمان الشرعي هو الذي حصل الابتلاء به، فهو من الأسماء التي نقلت من اللغة إلى الشرع، وصارت حقيقتها الشرعية هو ما وصفت لك من أن الإيمان يشتمل على قول اللسان والعمل بالأركان والاعتقاد وأنه يزيد وينقص.
الإيمان كثيرا ما يأتي في القرآن ويراد به اللغوي، وكثيرا ما يأتي في القرآن ويراد به الشرعي، بمثل الألفاظ الأخرى كالصلاة فإنها تأتي ويراد بها اللغوي؛ الصلاة اللغوية وهي الدعاء والثناء، ويأتي ويراد بها الصلاة المعروفة ومما ذكره بعض أهل العلم المحققين، ومما ذكره بعض أهل العلم من ذوي التحقيق:
? أن الإيمان اللغوي في القرآن كثيرا ما يُعدّى باللام كقوله تعالى ?وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ? [يوسف:17] , كقوله ?فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ? [العنكبوت:26] , ونحو ذلك من الأمثلة وما سبق أن ذكرت لك.
? والإيمان الشرعي المنقول عن أصله اللغوي الذي يراد به العمل والقول والاعتقاد هذا يُعدى كثيرا بالباء ?آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ? [البقرة:285]، إلى آخر الآية قال?فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا? [البقرة:137] , ونحو ذلك من الآيات وكقوله ?وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا? [النساء:136].
هذا الإيمان قول وعمل واعتقاد، ويراد به تارة الاعتقادات الباطنة، وهو الذي يناسب المرتبة الثانية، لأن المرتبة الأولى هي الإسلام، وهي ما يشمل العمل الظاهر كما جاء في حديث جبريل, فقد جاء في بعض طرقه أنه ذكر عليه الصلاة والسلام لجبريل أن من الإسلام بعد الحج الغُسل من الجنابة، ومنه الذكر، ونحو ذلك مما هو من جنس الأعمال الظاهرة. وأما الإيمان: فهو العقائد الباطنة؛ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر. الشيخ رحمه الله تعالى هنا قال (الإيمان بضع وسبعون شعبة) وهذا يعني به اسم الإيمان العام الذي يدخل فيه الإسلام؛ لأن الإيمان أوسع من الإسلام، والإسلام بعض الإيمان، وأهل الإيمان أخص مرتبة من أهل الإسلام، لهذا الإيمان
(يُتْبَعُ)
(/)
يشمل الإسلام وزيادة، بهذا المعنى ولهذا المعنى قال الشيخ رحمه الله (وهو بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله) ومن المعلوم أن قول لا إله إلا الله أنه أول أركان الإسلام؛ شهادة لله بالتوحيد بقول لا إله إلا الله مع توابع ذلك هذا الركن الأول، فهنا عدَّ قول لا إله إلا الله أعلى شعب الإيمان، وهذا لأن الإيمان يشمل الإسلام وزيادة، وهذا قد جاء مبينا في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال «الإيمان بضع وستون أو قال بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان» فذكر أن أعلى شُعب الإيمان لا إله إلا الله، وقوله شُعب هذا تمثيل للأيمان بالشجرة التي لها شعب ولها فروع، وقد مثل عليه الصلاة والسلام بأعلى الشعب وبأدنى الشعب، ومثّل بشعبة من الشعب، وهذه الثلاث التي ذكرها عليه الصلاة والسلام متنوعة:
• فالأول وهو أعلاها قول: قول لا إله إلا الله.
• وأدناها إماطة الأذى عن الطريق هذا عمل.
• والحياء شعبة من الإيمان، الحياء عمل القلب.
فذكر في هذا قول لا إله إلا الله، وهذا قول باللسان، ولا شك أنه يتبعه اعتقاد بالجنان، وذكر الحياء أيضا وهو عمل بالقلب، وذكر إماطة الأذى عن الطريق وهو عمل الجوارح، فتمثيله عليه الصلاة والسلام لذلك لأجل أن يُستدل لكل واحد من هذه الثلاثة؛ لكل شعبة من هذه الشعب على نظائرها:
فيُستدل بكلمة التوحيد بقول لا إله إلا الله على الشعب القولية.
ويُستدل بإماطة الأذى عن الطريق بالشعب العملية؛ عمل الجوارح.
ويُستدل بذكره الحياء على الشعب القلبية."
2/ وقال في [شرح لمعة الاعتقاد]:
" ومعتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان أنهم يقولون: إن الإيمان هو ما جمع خمسة أمور؛ يعني معتقدهم في الإيمان ما جمع خمسة أمور:
?الأول: اعتقاد القلب.
?الثاني: قول اللسان.
?الثالث: العمل؛ عملٌ بالأركان.
?الرابع: أن الإيمان يزيد بطاعة الرحمان.
?الخامس: أن الإيمان ينقص بمعصية الرحمان وبطاعة الشيطان.
فهذه خمسة أمور تميز بكل واحد منها أهل السنة والجماعة عمّن خالفهم في هذا الأصل، وأدلّة ذلك ظاهرة بينة، فهو قول وعمل. فالإيمان قول وعمل؛ قول القلب وعمل القلب، وقول الجوارح وعمل الجوارح:
? وقول القلب: هو نيته وإخلاصه.
? وعمل القلب: هو ما يقوم به من الاعتقاد.
? وقول الجوارح: هو قول اللسان.
? وعمل الجوارح: هو جنس الأعمال التي تعمل بها الجوارح من طاعة الله جل وعلا.
فهو قول وعمل، فمن قال من السلف إن الإيمان قول وعمل فيعني به هذه الأمور الخمسة؛ لأن قولَه: قول وعمل. يشمل ذلك. أما زيادته و نقصانه فقد دلت عليها الأدلة الكثيرة، فإذن صار عندنا مسمى للإيمان غير ما تدل عليه اللغة في الإيمان، وذلك أنّ الإيمان: في اللغة: أصله التصديق الجازم، وقال بعض أهل العلم: إنّ أصله من الأمن؛ لأن من صدَّق جازما فإنه يأمن غائلة التكذيب. وفي الاصطلاح: عند أهل السنة والجماعة هو ما فسّروه بالأمور الخمسة. وفي القرآن أتى الإيمان بالمعنى اللغوي وبالمعنى الشرعي، وقد فرّق بين مجيء هذا وهذا في القرآن بعض أهل العلم بقوله ”إن غالب ما جاء فيه الإيمان بالمعنى اللغوي فإنه يُعَدَّى باللام، وما جاء فيه بالمعنى الشرعي فإنه يُعدَّى فيه بالباء“.
فمن الأول: يعني الإيمان اللغوي الذي عُدي باللام قوله جل وعلا?وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا? [يوسف:17]، فلما قال (بِمُؤْمِنٍ لَنَا) تعدّى الإيمان باللام علمنا أن المعنى هنا الإيمان اللغوي، تقول آمنت لك، يعنى صدّقتك تصديقا جازما، وكما قال جل وعلا?فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ? [العنكبوت:26] يعنى صدّق به تصديقا جازما.
أما القسم الثاني: وهو الإيمان الشرعي فإنه يعدّى بالباء?آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ? [البقرة:285] ,?فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ? [البقرة:138] فهذا إيمان شرعي خاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
وزيادة الإيمان ونقصانه أصل عند أهل السنة والجماعة يخالفون به الخوارج ومن يكفرون بالذنوب. وينبغي أن يُعلم هنا أن أهل السنة يقولون: لا نكفر بذنب. ويقصدون بذلك لا يكفرون بعمل المعاصي، أما مباني الإسلام العظام التي هي الصلاة والزكاة والصيام والحج ففي تكفير تاركها والعاصي بتركها خلاف مشهور عندهم، فقولهم ”إنّ أهل السنة والجماعة يقولون لا نكفر بذنب ما لم يستحله بإجماع.“ يعني المعصية، أما المباني العظام فإن التكفير عندهم الخلاف فيه مشهور؛ منهم من يكفر بترك مباني الإسلام العظام أو أحد تلك المباني، ومنهم من لا يكفر. كذلك ينبغي أن يُعلم أن قولنا ”العمل داخل في مسمَّى الإيمان وركن فيه لا يقوم الإيمان إلا به.“ نعني به جنس العمل، وليس أفراد العمل، لأن المؤمن قد يترك أعمالا كثيرة صالحة مفروضة عليه ويبقى مؤمنا، لكنه لا يُسمّى مؤمنا ولا يصحّ منه إيمان إذا ترك كل العمل، يعني إذا أتى بالشهادتين وقال أقول ذلك واعتقده بقلبي، وأترك كل الأعمال بعد ذلك أكون مؤمنا، فالجواب أن هذا ليس بمؤمن؛ لأنّه تركٌ مسقطٌ لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط للإيمان، فلا يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة يصحّ إيمانه إلا ولا بد أن يكون معه مع الشهادتين جنس العمل الصالح، يعني جنس الامتثال للأوامر والاجتناب للنواهي. كذلك الإيمان مرتبة من مراتب الدين، والإسلام مرتبة من مراتب الدين، والإسلام فُسِّر بالأعمال الظاهرة، كما جاء في المسند أن النبي ? قال «الإيمان في القلب والإسلام علانية» يعني أن الإيمان ترجع إليه العقائد -أعمال القلوب-، وأمّا الإسلام فهو ما ظهر من أعمال الجوارح، فليُعلم أنّه لا يصح إسلام عبد إلا ببعض إيمان يصحّح إسلامه، كما أنَّه لا يصح إيمانه إلا ببعض إسلام يصحح إيمانه، فلا يُتصور مسلم ليس بمؤمن البتة، ولا مؤمن ليس بمسلم البتة. وقول أهل السنة ”إنّ كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا“ لا يعنون به أن المسلم لا يكون معه شيء من الإيمان أصلا، بل لابد أن يكون معه مطلق الإيمان الذي به يصح إسلامه، كما أن المؤمن لابد أن يكون معه مطلق الإسلام الذي به يصح إيمانه، ونعني بمطلق الإسلام جنس العمل، فبهذا يتفق ما ذكروه في تعريف الإيمان وما أصَّلوه من أن كل مؤمن مسلم دون العكس. فإذن هاهنا كما يقول أهل العلم عند أهل السنة والجماعة خمس نونات:
?النون الأولى: أن الإيمان قول اللسان، هذه النون الأولى يعني اللسان.
?الثانية: أنه اعتقاد الجنان.
?الثالثة: أنه عمل بالأركان.
?النون الرابعة: أنه يزيد بطاعة الرحمان.
?الخامسة: أنه ينقص بطاعة الشيطان وبمعصية الرحمان.
والإيمان متفاضل؛ كلما عمل العبد طاعة زاد الإيمان، وإذا عمل معصية نقص الإيمان؛ فبقدر إيمانه؛ فبقدر متابعته وبقدر إحداثه للطاعات يزيد إيمانه، سواء كانت طاعات القلوب من الاعتقادات، أو طاعات الجوارح من الأعمال الصالحات، فإن بذلك زيادة في الإيمان، فإذا عمل معصية نقص الإيمان. كذلك الناس في أصل الإيمان ليسوا سواء؛ بل مختلفون، فإيمان أبي بكر ليس كإيمان سائر الصحابة، ولهذا قال شعبة أبو بكر بن عياش القارئ المعروف: ”ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام، وإنما بشيء وقر في قلبه.“ وهذا مستقاً من بعض الأحاديث أو من بعض الآثار، يعني أن أبا بكر الصديق ? كان معه من أصل الإيمان ما ليس عند غيره، فيُغلِّطُ أهل السنة من قال: إن أهل الإيمان في أصله سواء، وإنما يتفاضلون بعد ذلك بالأعمال. بل هم مختلفون في أصله. وفهم معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان يمنع من الدخول في الضلالات؛ من التكفير بالمعصية، أومن التكفير بما ليس بمكفر، فمن فهم معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان، حصّن لسانه وعقله من الدخول في الغلو في التكفير، وإتّباع الفرق الضالة التي سارعت في باب التكفير، فخاضت فيه بغير علم، فكفّروا المسلمين، وأدخلوا في الإسلام والإيمان من ليس بمسلم ولا مؤمن."
3/ وقال في شريط بعنوان: [جلسة خاصة]:
" جنس العمل يعني عمل صالح، أي عمل صالح، أي عمل صالح ينوي به التقرب إلى الله جل وعلا ممتثلا فيه أمر الله جل وعلا، هذا متفق عليه:
? من قال بأنّ تارك الصلاة يكفر كسلا: قال العمل الصالح هذا هو الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
? ومن قال تارك الصلاة لا يكفر من السلف: قال لابد من جنس العمل.
السلف اختلفوا في تارك الصلاة، من قال تارك الصلاة يكفر قال الصلاة هي جنس العمل؛ لابد أن يأتي بالصلاة، ومن قال لا تارك الصلاة لا يكفر تهاونا أو كسلا قالوا لابد من جنس العمل؛ لابد أن يعمل عملا صالح من أي وجه، يعني جنس العمل لابد منه."
4/ وقال الشيخ في شريط بعنوان [جلسة علمية في بيت الشيخ (صالح آل الشيخ) بتاريخ: الخميس محرم 1421هـ]؛ مجيبا على السؤال التالي: (إذا زال عمل الجوارح عن المسلم المكلف هل يزول معه الإيمان؟)، فكان الجواب التالي:
"هذه مسألة مبنية على ثلاثة أمور:
الأمر الأول: معنى جنس العمل.
والثاني: تفريق ما بين جنس عمل الجوارح وجنس عمل القلب.
والأمر الثالث: هو هل المشترط هو جنس عمل الجوارح في الإيمان أم جنس العمل؟
أما الأمر الأول وهو أن جنس العمل هذا عبّر بها عدد من أهل العلم في أن الإيمان قول وعمل وأن الإيمان قول باللسان واعتقاد وعمل بالجوارح والأركان، يقصدون بالجوارح الأركان عمل البدن، أما غير البدن يعني القلب فإن ظاهر العبارة لا تدخل فيه، وذلك لأنهم لا يفرقون ما بين اعتقاد القلب وعمل القلب، والاعتقادات هذه يدخل فيها تدخل في باب الأخبار، يعني التصديق وأما عمل القلب الآخر فيدخل في باب الأمر والنهي. مثاله الاعتقاد بأن الله واحد في أولهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، التصديق بالملائكة التصديق بالرسل هذه مسائل اعتقادات جاء بها الخبر في الكتاب والسنة وجب الإيمان ها واعتقادها، هذا يسمى قول القلب، أو اعتقاد القلب، أما عمل القلب فهو محبة الله جل وعلا، التوكل عليه، حسن الظن به، رجاؤه، خوفه، الاعتماد عليه تفويض الأمر إليه ونحو ذلك، الرغبة الرهب ونحو ذلك من أعمال القلوب المتعلقة بالله، كذلك المتعلقة بالخلق مثلا الحسد والحقد والغل وأشباه ذلك، وما يتعلق بالنفس كالكبر والتعاظم والغرور، هذه كلها أعمال قلبية كبيرة. فلذلك نقول: الإيمان قول وعمل، وإذا قلنا عمل فنقصد به جنس عمل القلب والجوارح، لأن ترك العمل بأحد الأمرين دون الآخر ليس [بظاهر]، يتأيد ذلك بأن لابد من الإسلام والإسلام بالاتفاق هو العمل الظاهر، والإسلام الظاهر لا يكون إلا بعمل باطن للقلب، واحد يصلي ويصوم ويزكي ويحج بيت الله الحرام وهو ليس في قلبه رجاء ورغب ولا رهب لا يمكن، ولذلك في الواقع فيه عمل للقلب وفيه عمل للجوارح. إذا تبين هذا في المراد بجنس العمل فظهر لنا في الأمر الثاني الفرق بين عمل القلب وعمل الجوارح، عمل الجوارح يراد بها عمل البدن والأعمال الظاهرة مثل تلاوة القرآن، مثل الجهاد في سبيل الله، الأمر بالمعروف بالمنكر، الصلاة، والصيام، الزكاة، الحج، صلة الأرحام، إلى آخره من أعمال البدن، فعمل القلب هو [ ... كلمة غير واضحة ... ] من أعمال القلبية التي يحبها الله جل وعلا ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو الأعمال القلبية التي يراد تركها كترك الكبر والحسد وسوء الظن بالله جل وعلا والغرور إلى آخره. الثالث وهو المهم الفقرة الثالثة من كلامي وهو المهم في جواب هذا السؤال، وهو هل المشترط في الإيمان هو جنس العمل عمل القلب أو جنس عمل الجوارح؟ الصحيح أنه اشترط العمل بقسميه، لابد يوجد عمل القلب ولابد يوجد عمل الجوارح، وحين عبّر عدد من أهل العلم بأن الإيمان قول اللسان واعتقاد الجنان وعمل بالجوارح والأركان، فهم يقصدون بالجوارح والأركان يعني عبروا بالتغليب لكن عمل القلب مطلوب؛ لأن المنافق هو الذي ما عنده عمل القلب؛ يعني لا يرجو ولا يحب، ولأجل التلازم ما فيه عمل ظاهر إلا بعمل باطن. لهذا نقول إن الذي هو ركن الإيمان هو وجود العمل، فإذا عمل صالحا يرجو وجه الله أي عمل كان صح منه الإيمان فإذا فرط في بعضه كان من أهل الوعيد."
5/ وقال الشيخ في شريط بعنوان [لقاء مفتوح بتاريخ:19/ 11/1411هـ]، مجيبا على سؤال نصه (ما رأيكم فيمن يقول إن الأعمال شرط في كمال الإيمان الواجب؟)، فكان الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الإيمان فيما دلّ عليه الكتاب والسنة وقول الصحابة وإجماع أئمة أهل السنة أنه قول وعمل، قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، والقول ركن، والاعتقاد ركن، والعمل ركن، والعمل ليس شرط كمال، وإنما هو ركن، والمقصود جنس العمل. يدلك على أن العمل ركن قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث وفد عبد قيس «آمركم بالإيمان بالله وحده» قالوا: وما الإيمان بالله وحده؟ لاحظ هو أمر بالإيمان بالله وحده ثم سألوا من الإيمان بالله وحده قال «أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول اله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وأن تؤدوا الخمس من المغنم» وجه الدلالة أنها هذه الأشياء الاعتقاد شهادة أن لا إله وأن محمدا رسول الله هذا قول واعتقاد، إقام الصلاة إيتاء الزكاة أداء الخمس من المغنم عمل في أعمالٍ بدنية وأعمال مالية وما يجمع بينهما هو أداء الخمس من المغنم. فإذن جنس العمل دخل في هذا الحديث جوابا عن سؤالهم ما الإيمان بالله وحده؟ لماذا عددناه ركنا؟ لماذا عده أهل السنة والجماعة؟ ركنا لأن الجواب عن السؤال في مثل هذا السياق يقتضي أن تكون مفردات الجواب أركانا، بدليل الإجماع من الأمة، حتى المرجئة على أن قول جبريل عليه السلام للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أخبرني عن الإيمان؟ قال «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره» بالإجماع أن هذه الستة أركان كيف فهموا أنها أركان؟ بالإجماع قالوا بالاتفاق أنها جاءت جواب سؤال يقتضي أن يكون الجواب فيه بيان الماهية، وبيان الماهية في الحقيقة ركن. فإذن العمل ركن، دلّ عليه حديث ابن عبد قيس، وتفهم كونه ركننا من حديث جبريل حيث عددنا هناك أركان الإيمان الستة وهي جواب سؤال، فكذلك هناك نعد العمل ركنا لأنه كان جواب سؤال والله أعلم."
6/ وقال في شريط بعنوان [الإيمان]:
" والإيمان له تعريف في الشرع عند أهل السنة والجماعة، وهذا الإيمان عند أهل السنة والجماعة: قول وعمل واعتقاد. فمن دخل في الإيمان وصح عليه اسم الإيمان فإنّ معنى تكفيره أن يُسلب عنه أصل الإيمان يعني يكون كافرا بعد أن كان مؤمنا. وإذا كان الإيمان عند أهل السنة والجماعة بالقول والعمل والاعتقاد كأركان ثلاثة وليست لوازم، فإن من انتفى في حقه الاعتقاد فهو كافر؛ لأنه ذهب ركن الإيمان إلا على هذه جميعا، ومن انتفى في حقه القول فهو كافر، ومن انتفى في حقه جنس العمل فهو كافر، وهذا معنى أهل السنة والجماعة الإيمان قول وعمل واعتقاد."
7/ وقال في نفس الشريط السابق:
" الكفر عند أهل السنة والجماعة يكون: بالاعتقاد: إما بخلو القلب مما اعتقده من الإيمان، أو باعتقاد بشيء يناقضه يناقض أصل الإيمان. عمل بخلوه من العمل أصلا لم يعمل خيرا قط، فاته جنس العمل، لم يعمل وإنما اكتفى بالشهادة قولا واعتقادا ولم يعمل جنس العمل، فهذا يسلب عنه أو عمِل عملا مضاد لأصل الإيمان. وكذلك القول: قال، أو ترك القول."
8/ ومما قاله كذلك في نفس المصدر السابق:
" الخلاف بيننا وبينة مرجئة الفقهاء حقيقي وليس لفظيا ولا صوريا ولا شكليا. ومن حيث التنظير لا من حيث الواقع الفرق بيننا وبينهم أنه عندهم يُتصور أن يعتقد أحد الاعتقاد الحق الصحيح ويقول كلمة التوحيد ينطق بها ويترك جنس العمل؛ يعني لا يعمل عملا أبدا امتثالا لأمر الشرع، ولا يترك منهيا امتثالا لأمر الشرع، هذا عندهم مسلم مؤمن ولم لم يعمل البتة، وعندنا ليس بمسلم ولا بمؤمن حتى يكون عنده جنس العمل، ومعنى جنس العمل أن يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا، منتهيا عن بعض نواهي الله، طاعة لله جل وعلا ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم أهل السنة اختلفوا هل الصلاة مثل غيرها؟ أم أن الصلاة أمرها يختلف، وهي المسألة المعروفة بتكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا، هذه اختلف فيها أهل السنة كما هو معروف، واختلافهم فيها ليس اختلاف في اشتراط العمل. فمن قال يكفر بترك الصلاة تهاونا وكسلا يقول: العمل الذي يجب هنا هو الصلاة؛ لأنه إن ترك الصلاة فإنه لا إيمان له. والآخر من أهل السنة الذين يقولون لا يكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا يقولون لابد من جنس عمل لابد من أن يأتي بالزكاة ممتثلا، بالصيام ممتثلا، بالحج ممتثلا يعني واحد منها، أن يأتي طاعة من الطاعات
(يُتْبَعُ)
(/)
ممتثلا حتى يكون عنده بعض العمل أصل العمل؛ لأنه لا يسمى إيمان حتى يكون ثم عمل. لأن حقيقة الإيمان راجعة إلى هذه الثلاثة النصوص القول والعمل والاعتقاد، فمن قال حقيقة الإيمان يخرج مها العمل فإنه ترك دلالة النصوص. فإذن الفرق بيننا وبينهم حقيقي وليس شكليا أو صوريا. هل هذا في الواقع مطبّق متصور أم غير متصور؟ هنا هو الذي يشكل على بعض الناس، يرى أنه لا يتصور أن يكون مؤمنا يقول كلمة التوحيد ويعتقد الاعتقاد الحق ولا يعمل خيرا قط يعني لا يأتي امتثالا لأمر الله ولا ينتهي عن محرم امتثالا لأمر الله، يقولون أن هذا غير متصور، ولما كان أنه غير متصور في الواقع عندهم صار الخلاف شكلي، كما ظنوه، لكن هذا ليس بصحيح لأننا ننظر إليها لا من جهة الواقع ننظر إليها من جهة دلالة النصوص فالنصوص دلت على أن العمل أحد أركان الإيمان، فإذا كانت دلت على ذلك فوجب جعله ركنا فمن خالف فيكون مخالفا خلافا أصليا وليس صوريا ولا شكليا خلافا جوهريا، هل يتمثل هذا في الواقع أو لا يتمثل؟ هذه المسألة الله جل وعلا هو الذي يتولى عباده فيها؛ لأنه العباد قد يفوتهم أشياء من حيث معرفة جميع الخلق وأعمال الناس وما أتوه وما تركوه، والله أعلم."
9/وقال الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية شريط رقم 30:
" قول أهل الحديث والأثر وقول صحابة رسول الله –صلى الله عليه و سلم- وهو أنَّ الإيمان:
اعتقاد -ومن الاعتقاد التصديق-، وقول باللسان وهو إعلان لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعمل بالأركانـ وأنه يزيد وينقص.
ويعنون بالعمل جنس العمل؛ يعني أنْ يكون عنده جنس طاعة وعمل لله ?.
فالعمل عندهم الذي هو ركن الإيمان ليس شيئاً واحداً إذا ذَهَبَ بعضه ذهَبَ جميعه أو إذا وُجِدَ بعضه وُجد جميعه؛ بل هذا العمل مُرَكَّبٌ من أشياء كثيرة، لابد من وجود جنس العمل.
وهل هذا العمل الصلاة؟ أو هو أيُّ عملٍ من الأعمال الصالحة بامتثال الواجب طاعةً وترك المحرم طاعةً؟
هذا ثَمَّ خلافٌ بين علماء الملة في المسألة المعروفة بتكفير تارك الصلاة تهاونا أو كسلاً.
? الفرق ما بين مذهب أهل السنة والجماعة وما بين مذهب الخوارج والمعتزلة:
? أنَّ أولئك جعلوا تَرْكَ أي عمل واجب أو فعل أي عمل محرّم فإنه ينتفي عنه اسم الإيمان.
? وأهل السنة قالوا: العمل ركن وجزءٌ من الماهية؛ لكن هذا العمل أبعاض ويتفاوت وأجزاء، إذا فات بعضه أو ذهب جزء منه فإنه لا يذهب كله.
فيكون المراد من الاشتراط جنس العمل؛ يعني أن يُوجَدَ منه عملٌ صالح ظاهراً بأركانه وجوارحه، يدلُّ على أنَّ تصديقه الباطن وعمل القلب الباطن على أنه استسلم به ظاهراً.
وهذا مُتَّصِلٌ بمسألة الإيمان والإسلام، فإنه لا يُتَصَوَّرْ وجود إسلام ظاهر بلا إيمان، كما أنه لا يُتَصَوَّرْ وجود إيمان باطن بلا نوع استسلام لله ? بالانقياد له بنوع طاعةٍ ظاهراً."
ملاحظة هامة: النقولات السابقة لا يعني عدم الرجوع و الاستفادة من المصادر الأصلية المحال عليها. فتنبه أخي، وبالله التوفيق.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 09:15]ـ
هلا اعتبروا مرجئة العصر فهذا قول حد شيوخهم الذين يحبونه و لا أظنهم أنهم قد جرحوه.
ـ[رمزي الجزائري]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 04:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك اخي محمد الصميلي على هذه النقولات وأدعوا الأخوة إلى الانصاف والرجوع الى الحق فإن الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 08:51]ـ
وفيكم بارك الله ..
و أسأل الله تعالى الإعانة في جمع أقوال الشيخ عبد العزيز بن باز -يرحمه الله- و الشيخ صالح الفوزان و الشيخ عبد العزيز الراجحي و الشيخ عبد الله الجربوع وغيرهم إن يسر الله تعالى ..
ـ[أبو جابر محمد]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 02:02]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الرد القيم و أسأل الله أن يرد مرجئة العصر الى الحق و يجنبهم الضلال
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 06:01]ـ
آمين أخي محمد ...
ـ[فتح البارى]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 06:36]ـ
عليك أخي برسالة ((الإيمان عند السلف)) وستجد هذه الأقوال مجموعة فيها
فقد جمع فيها مؤلفُها أقوالَ القدماء والمعاصرين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم الميموني]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 09:13]ـ
بارك الله فيك أخي محمد على طرح هذا الموضوع في هذا الوقت؛ الذي زداد فيه صوت الإرجاء وأهله! وبارك الله لنا في علمائنا الكرام ومنهم فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -.
وهمسة بإذن أخي وحبيبي (أبو محمد التونسي) سلمه الله، لم يكن فضيلة الشيخ صالح - حفظه الله - يوما من الأيام شيخ لهم! بل علم من أعلام أهل السنة في هذا العصر.
ـ[الاثر]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه النقول المفيدة والقيمة
وهذه نقول عن الشيخ الألباني فيها بيان موافقة الشيخ للسلف وأئمة العصر على ركنية العمل في الايمان وتكفير تارك جنس العمل:
قال الإمام الألباني في "مقدمة شرح العقيدة الطحاوية" (ص58):
((والكوثري في كلمته المشار إليها يحاول فيها أن يصور للقارئ أن الخلاف بين السلف والحنفية في الإيمان لفظي، يشير بذلك إلى أن الأعمال ليست ركنًا أصليًّا، ثم يتناسى أنهم يقولون: بأنه يزيد وينقص وهذا ما لا يقول به الحنفية إطلاقا.)).اه.
قال الإمام في "الوجه الثاني" من الشريط (11) من "سلسلة الهدى والنور": ((قال الله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)، هذه الباء هنا سببيه يعني بسبب عملكم الصالح، وأعظم الأعمال الصالحة هو الإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي ? سأله رجل عن أفضل الأعمال.
قال: إيمان بالله تبارك وتعالى، الإيمان عمل قلبي مُشْ كما يظن بعض الناس أنه لا علاقة له بالعمل، لا، الإيمان:
أولًا: لابد من أن يتحرك القلب بالإيمان بالله ورسوله؛ ثم لابد أن يقترن مع هذا الإيمان الذي وقر في القلب، أن يظهر ذلك على البدن والجوارح لذلك فقوله تبارك وتعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) نص قاطع صريح بأن دخول الجنة ليس بمجرد الأماني…)).اه.
قوله: ((ثم لابد أن يقترن… أن يظهر ذلك على البدن والجوارح)).
وقول الإمام هذا قاله في موضع آخر. ففي فقه الحديث رقم (2602) من "الصحيحة" قال: ((واعلم أن هذا الحديث قد يُشْكِلُ على بعض الناس، ويتوهم أنه مخالف لقوله تعالى: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) ونحوها من الآيات والأحاديث الدالة على أن دخول الجنة بالعمل، وقد أجيب بأجوبة: أقربها إلى الصواب: أن الباء في قوله في الحديث: (بعمله) هي باء الثمنيَّة، والباء في الآية باء السببية، أي أن العمل الصالح سبب لا بد منه لدخول الجنة ولكنه ليس ثمنًا لدخول الجنة .. ومافيها من النعيم المقيم والدرجات…)).اه.
ففي الوجه الأول من (الشريط السادس) بيَّن:
أ - أن الإيمان قول وعمل.
ب- الإيمان يزيد وينقص.
ج- غلَّط الحنفية والماتردية في مخالفتهم لهذا.
د- بيَّن غلَطهم بأن لم يجعلوا الإيمان عملًا وإنما هو عندهم عقيدة جامدة.
وكان مما قاله؛ وله ارتباط ببحثنا:
((لذلك فعلى المسلم حين يحيى في هذه الحياة أن يضع نُصْبَ عينيه هذه الحقيقة حقيقة أن الإيمان قابل للزيادة، وقابل للنقصان والذي يقبل النقص قابل للعدم مطلقا)).اه.
أ) الزيادة تكون بفعل الطاعات، والنقص بفعل المعاصي.
ب) الذي يقبل النقص، قابل للعدم مطلقا.
ثم تكلم عن لماذا يُذكر الإيمان مقرونًا بالعمل الصالح، في غير ما آية؟ فقال:
((هذا ليدل أن الإيمان بدون عمل لا يفيد، وأن العمل الصالح من الإيمان، فالله حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح؛ لأننا لا نستطيع نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا لإنسان نتخيله خيالًا، آمن مِنْ هنا، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله، ومات من هنا، هذا نستطيع نتصوره، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ويعيش دهرًا مما شاء، ولا يعمل صالحًا؟ فعدم عمله الصالح، هو كدليل أنه يقولها بلسانه، ولمَّا يدخل الإيمان إلى قلبه، فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان؛ هو ليدل أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح. على كل حال: فنحن نفرق بين الإيمان الذي هو مقره القلب، وهو كما أفادنا هذا الحديث من عمل القلب، وبين الأعمال التي هي من أعمال الجوارح، فأعمال الجوارح؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان، إنما كلما ازداد الإنسان عملًا صالحًا؛ كلما قوي هذا الإيمان الذي مقره القلب…)).اه.
(يُتْبَعُ)
(/)
بيان، ووضوح، بما لا مزيد عليه، أن العمل ركن أصلي في الإيمان، وأجزاء العمل وشعبه، أجزاء مكملة للإيمان وليست أجزاء أصيلة، وهذا هو عين ما فهمت من مجموع كلام الإمام في مفهوم الإيمان عنده. فمن أهم - وكله مهم - ما قال، وأصل:
أ) أنه قرن الإيمان بالعمل الصالح، ليدل على أن الإيمان بدون عمل لا يفيد.
وهذا ردّ قويُّ على أصل من أصول المرجئة في استدلالهم على أن العمل ليس من الإيمان
قال الإمام الألباني في "الوجه الثاني" من (الشريط الثاني) من شرائط (رحلة النور):
((فقول المسلم أَيّ مسلم كان: لا إله إلا الله محمد رسول الله هذا بلا شك ينجيه من عذاب الدنيا ألا وهو القتل. كما قال عليه السلام: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإذا قالوها، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسا بهم على الله). فمن قال: لا إله إلا الله، نجى بنفسه من الموت، ولكن لا ينجو أمام الله عزَّ وجلَّ من الخلود في النار، إلا إذا قام بحق هذه الكلمة، وأول حقها هو عبادة الله عزَّ وجلَّ وحده لا شريك له)).اه.
قال في "الوجه الأول" من الشريط رقم (56) من "سلسلة الهدى والنور": ((الإسلام هو الشيء الظاهر، والإيمان هو الشيء المتعلق بالباطن، أي شخص يعيش في الدولة المسلمة فإذا أراد أن يكون له حقوق المسلمين، فيجب أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم يلتزم أحكام الإسلام كلًّا أو بعضًا على حسب التفصيل المعروف)).اه
قال الإمام في "الوجه الأول" من شريط "الفرقة الناجية": ((كما نسمع ذلك في كثير من الأحيان من بعض الشباب الذين لم يربوا تربية إسلامية، وأخلّوا بكثير من الأركان الشرعية كالصلاة مثلًا، إذا قيل لهم: يا أخي لِمَ ما تصلي؟ يقول لك: العبرة بما في القلب، كأنه يقول أو كأنه يتصور: أنه من الممكن أن يكون القلب صالحًا، وصحيحًا، وسليمًا، أما الجسد فلا يتجاوب مع الأحكام الشرعية؛ هذا أمر باطل تمام البطلان، فلا بد أن نلاحظ هذه الحقيقة، ألا وهي ارتباط الظاهر بالباطن)).اه.
تأمل، قول الإمام: ((فلا بد أن نلاحظ هذه الحقيقة، ألا وهي ارتباط الظاهر بالباطن)).
أعمال الجوارح أجزاء مكملة للإيمان، وليست أصيلة فيه.
وهذا في شُعَبِ وآحاد عمل الجوارح ففيه رد على الخوارج الذين يذهب الإيمان عندهم بترك واجب، أو فعل محرم.
وقوله هذا على مذهب من لم يكفر بترك أحد أركان الإسلام العملية الأربعة من أهل السنة، وهو قول معروف للسلف منهم مالك، والشافعي، ورواية عن أحمد كما في "الإيمان" (ص287و354)، ومذهب الإمام في مجرد ترك الصلاة، سبق الإشارة إليه.
وقوله هذا تفسير، وبيان، لقوله ((الأعمال الصالحة كلها شرط كمال))، أي: أجزاء وشعب أعمال الجوارح، وليس العمل كله.
قول: (الأعمال شرط كمال).
أفهمه في آحاد العمل وليس العمل في الجملة؛ لأنه:
1) وجد القول الصريح بِرُكْنِيَّةِ العمل.
2) قوله: ((الإيمان: قول وعمل))، وأيضًا: ((قول واعتقاد وعمل))، وهذا يكون للركنية و لأن ((الحد يقتصر فيه على الأركان))
3) وجود أقوال للإمام صريحة واضحة جلية، مثل: أن الإيمان بدون عمل لا يفيد.
4) وأقوال الإمام، يفسر بعضها بعضًا، ويصدق بعضها بعضًا ويفسر مشتبهه بمحكمه, وليس أقدم هذا وأترك ذاك. .
6) حديث الشفاعة أو رسالة "حكم تارك الصلاة" هي كما عنوانها في حكم ترك الصلاة فقط ولم يتعرض لترك جملة العمل
وتأمل قوله في "حكم تارك الصلاة" (ص42): ((فأين الجواب عن كون الصلاة شرطًا لصحة الإيمان؟ أي: ليس فقط شرط كمال، فإن الأعمال الصالحة كلها شرط كمال ... )).اه.
فهو يتكلم عن الصلاة هل هي شرط صحة في الإيمان أم شرط كمال, ثم قال: ((فالأعمال ... كلها)).
أليس السياق يفيد، وكذا لفظ: ((كلها)) أن كلام الإمام هو في شعب عمل الجوارح, أو ((أجزاء))؟ ويؤيده: بعد ذلك، قال: ((خلافًا للخوارج والمعتزلة)).، وخلافهم في أجزاء العمل أو أفراده.
من فضل الله وتوفيقه في فهم مراد الإمام: أن رسالة "حكم تارك الصلاة", هي مطابقة لعنوانها فقط، ولم يتعرض فيها الإمام, ويستدل على ترك العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد وجدت في "الدرر المتلألئة في نقد وتعقبات مواضع من ظاهرة الإرجاء" (ص126): ((قال د. سفر الحوالي (ص 66): حيث جعل [أي: الإمام الألباني] التارك الكُلِّي مؤمنًا من أهل الشفاعة، وركَّب رسالته كلها على هذا!!)).
فقال (شيخنا الألباني) - رحمه الله - رادًّا, وناقضًا -:
((ليس كذلك؛ فالرسالة قائمة على تارك الصلاة - كسلًا -)).اه.
في "الوجه الأول" من الشريط رقم (140)، من "سلسلة الهدى والنور" قرأ أحد الحضور قول العلامة ابن عثيمين - في تكفير تارك الصلاة -: ((بل النظر الصحيح فيقال هل يعقل أن رجلًا في قلبه حبة من خردل من إيمان, يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها ثم يحافظ على تركها هذا شيء لا يمكن؟)) علَّق الإمام على هذا بقوله: ((هذا هو أول من يخالف هذا الكلام، المؤلف هو أول من يخالف ما قال في هذه الفقرة، لأن البحث عندهم ليس فيمن لم يصل في عُمره صلاةًَ، وإنما مَنْ ترك صلاةً صلاتين ... إلى آخره, أنتَ لاحظتَ أول عبارته: هل يعقل؟ شُوْ معنى يحافظ على تركها حتى الوفاة أو قبل الوفاة؟ ظاهر الكلام أنه ما صلى قط وليس هذا قولهم، يعني لو ما صلى يومًا بكامله هل هو مسلم أو كافر؟ هو عندهم كافر, أنا أقول: مثل ما يقول: لايعقل، لكن القضية مُشْ قضية معقول وغير معقول, القضية كما قال عليه السلام: (وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) (وإنما الأعمال بالخواتيم .. )) أهـ.
ففي كلام الإمام هذا إشارة واضحة إلى مطلق الترك للصلاة والترك المطلق وأنه ينقد التكفير بمطلق الترك
ثم وقفت على (نقدات الإمام الألباني وتعقباته على مواضع من كتاب "ظاهرة الإرجاء" نشره تلميذه علي بن حسن الحلبي. بعنوان (الدرر المتلألئة) وجاء في (ص127) منه: ((قال (د. سفرٌ الحوالي في (ص161): (فمن ترك الصلاة بالكلية فهو من جنس هؤلاء الكفار، ومن تركها في أكثر أحيانه؛ فهو إليهم أقرب، وحاله بهم أشبه, ومن كان يصلي أحيانًا ويدع أحيانًا فهو متردد متذبذب بين الكفر والإيمان, والعبرة بالخاتمة.
وترك المحافظة .... غير الترك الكلي الذي هو الكفر)).اه.
فقال الإمام الألباني: ((وهذا التفصيلُ نراه جيدًا؛ ولكن: هل علة الكفر في هذه الحالة هو الترك لأنه ترك؟ أم لأنه يدل بظاهره على العناد، والاستكبار؛ وهو الكفر القلبي؟ هذا هو الظاهر، وهو مناط الحكم بالكفر, وليس مجرد الترك, وهو معنى ما كنت نقلته في رسالتي عن ابن تيمية (ص44 - 46) , وهو المصر على الترك -مع قيام الداعي على الفعل -كما فصلته هناك-؛ فراجعه، فكلام المؤلف لا يخرج عنه؛ بل يبيّنه ويوضحه)).اه.
وأيضًا في "الوجه الثاني" من الشريط رقم (672)، من "سلسلة الهدى والنور"،
احتج على عدم التكفير بمجرد الترك بـ (التصنيف، والترتيب في الخارجين من النار) ولم يستدل بـ ((لم يعملوا خيرًا قط)).
قال الشيخ الفوزان في تقديمه لـ"رفع اللآئمة" (ص5 - 6): ((إذا كان ولابد من نقل كلام أهل العلم فعليه أن يستوفي النقل من أوله إلى آخره ويجمع كلام العالم في المسألة من مختلف كتبه حتى يتضح مقصوده ويرد بعض كلامه إلى بعض ولا يكتفي بنقل طرف ويترك الطرف الآخر؛ لأن هذا يسبب سوء الفهم وأن ينسب إلى العالم ما لم يقصده)).اه.
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 07:56]ـ
حفظ الله الشيخ صالح ووفقه
ـ[درداء]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 11:10]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه النقول المفيدة والقيمة
وهذه نقول عن الشيخ الألباني فيها بيان موافقة الشيخ للسلف وأئمة العصر على ركنية العمل في الايمان وتكفير تارك جنس العمل:
قال الإمام الألباني في "مقدمة شرح العقيدة الطحاوية" (ص58):
((والكوثري في كلمته المشار إليها يحاول فيها أن يصور للقارئ أن الخلاف بين السلف والحنفية في الإيمان لفظي، يشير بذلك إلى أن الأعمال ليست ركنًا أصليًّا، ثم يتناسى أنهم يقولون: بأنه يزيد وينقص وهذا ما لا يقول به الحنفية إطلاقا.)).اه.
قال الإمام في "الوجه الثاني" من الشريط (11) من "سلسلة الهدى والنور": ((قال الله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)، هذه الباء هنا سببيه يعني بسبب عملكم الصالح، وأعظم الأعمال الصالحة هو الإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي ? سأله رجل عن أفضل الأعمال.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: إيمان بالله تبارك وتعالى، الإيمان عمل قلبي مُشْ كما يظن بعض الناس أنه لا علاقة له بالعمل، لا، الإيمان:
أولًا: لابد من أن يتحرك القلب بالإيمان بالله ورسوله؛ ثم لابد أن يقترن مع هذا الإيمان الذي وقر في القلب، أن يظهر ذلك على البدن والجوارح لذلك فقوله تبارك وتعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) نص قاطع صريح بأن دخول الجنة ليس بمجرد الأماني…)).اه.
قوله: ((ثم لابد أن يقترن… أن يظهر ذلك على البدن والجوارح)).
وقول الإمام هذا قاله في موضع آخر. ففي فقه الحديث رقم (2602) من "الصحيحة" قال: ((واعلم أن هذا الحديث قد يُشْكِلُ على بعض الناس، ويتوهم أنه مخالف لقوله تعالى: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) ونحوها من الآيات والأحاديث الدالة على أن دخول الجنة بالعمل، وقد أجيب بأجوبة: أقربها إلى الصواب: أن الباء في قوله في الحديث: (بعمله) هي باء الثمنيَّة، والباء في الآية باء السببية، أي أن العمل الصالح سبب لا بد منه لدخول الجنة ولكنه ليس ثمنًا لدخول الجنة .. ومافيها من النعيم المقيم والدرجات…)).اه.
ففي الوجه الأول من (الشريط السادس) بيَّن:
أ - أن الإيمان قول وعمل.
ب- الإيمان يزيد وينقص.
ج- غلَّط الحنفية والماتردية في مخالفتهم لهذا.
د- بيَّن غلَطهم بأن لم يجعلوا الإيمان عملًا وإنما هو عندهم عقيدة جامدة.
وكان مما قاله؛ وله ارتباط ببحثنا:
((لذلك فعلى المسلم حين يحيى في هذه الحياة أن يضع نُصْبَ عينيه هذه الحقيقة حقيقة أن الإيمان قابل للزيادة، وقابل للنقصان والذي يقبل النقص قابل للعدم مطلقا)).اه.
أ) الزيادة تكون بفعل الطاعات، والنقص بفعل المعاصي.
ب) الذي يقبل النقص، قابل للعدم مطلقا.
ثم تكلم عن لماذا يُذكر الإيمان مقرونًا بالعمل الصالح، في غير ما آية؟ فقال:
((هذا ليدل أن الإيمان بدون عمل لا يفيد، وأن العمل الصالح من الإيمان، فالله حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح؛ لأننا لا نستطيع نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا لإنسان نتخيله خيالًا، آمن مِنْ هنا، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله، ومات من هنا، هذا نستطيع نتصوره، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ويعيش دهرًا مما شاء، ولا يعمل صالحًا؟ فعدم عمله الصالح، هو كدليل أنه يقولها بلسانه، ولمَّا يدخل الإيمان إلى قلبه، فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان؛ هو ليدل أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح. على كل حال: فنحن نفرق بين الإيمان الذي هو مقره القلب، وهو كما أفادنا هذا الحديث من عمل القلب، وبين الأعمال التي هي من أعمال الجوارح، فأعمال الجوارح؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان، إنما كلما ازداد الإنسان عملًا صالحًا؛ كلما قوي هذا الإيمان الذي مقره القلب…)).اه.
بيان، ووضوح، بما لا مزيد عليه، أن العمل ركن أصلي في الإيمان، وأجزاء العمل وشعبه، أجزاء مكملة للإيمان وليست أجزاء أصيلة، وهذا هو عين ما فهمت من مجموع كلام الإمام في مفهوم الإيمان عنده. فمن أهم - وكله مهم - ما قال، وأصل:
أ) أنه قرن الإيمان بالعمل الصالح، ليدل على أن الإيمان بدون عمل لا يفيد.
وهذا ردّ قويُّ على أصل من أصول المرجئة في استدلالهم على أن العمل ليس من الإيمان
قال الإمام الألباني في "الوجه الثاني" من (الشريط الثاني) من شرائط (رحلة النور):
((فقول المسلم أَيّ مسلم كان: لا إله إلا الله محمد رسول الله هذا بلا شك ينجيه من عذاب الدنيا ألا وهو القتل. كما قال عليه السلام: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإذا قالوها، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسا بهم على الله). فمن قال: لا إله إلا الله، نجى بنفسه من الموت، ولكن لا ينجو أمام الله عزَّ وجلَّ من الخلود في النار، إلا إذا قام بحق هذه الكلمة، وأول حقها هو عبادة الله عزَّ وجلَّ وحده لا شريك له)).اه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في "الوجه الأول" من الشريط رقم (56) من "سلسلة الهدى والنور": ((الإسلام هو الشيء الظاهر، والإيمان هو الشيء المتعلق بالباطن، أي شخص يعيش في الدولة المسلمة فإذا أراد أن يكون له حقوق المسلمين، فيجب أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم يلتزم أحكام الإسلام كلًّا أو بعضًا على حسب التفصيل المعروف)).اه
قال الإمام في "الوجه الأول" من شريط "الفرقة الناجية": ((كما نسمع ذلك في كثير من الأحيان من بعض الشباب الذين لم يربوا تربية إسلامية، وأخلّوا بكثير من الأركان الشرعية كالصلاة مثلًا، إذا قيل لهم: يا أخي لِمَ ما تصلي؟ يقول لك: العبرة بما في القلب، كأنه يقول أو كأنه يتصور: أنه من الممكن أن يكون القلب صالحًا، وصحيحًا، وسليمًا، أما الجسد فلا يتجاوب مع الأحكام الشرعية؛ هذا أمر باطل تمام البطلان، فلا بد أن نلاحظ هذه الحقيقة، ألا وهي ارتباط الظاهر بالباطن)).اه.
تأمل، قول الإمام: ((فلا بد أن نلاحظ هذه الحقيقة، ألا وهي ارتباط الظاهر بالباطن)).
أعمال الجوارح أجزاء مكملة للإيمان، وليست أصيلة فيه.
وهذا في شُعَبِ وآحاد عمل الجوارح ففيه رد على الخوارج الذين يذهب الإيمان عندهم بترك واجب، أو فعل محرم.
وقوله هذا على مذهب من لم يكفر بترك أحد أركان الإسلام العملية الأربعة من أهل السنة، وهو قول معروف للسلف منهم مالك، والشافعي، ورواية عن أحمد كما في "الإيمان" (ص287و354)، ومذهب الإمام في مجرد ترك الصلاة، سبق الإشارة إليه.
وقوله هذا تفسير، وبيان، لقوله ((الأعمال الصالحة كلها شرط كمال))، أي: أجزاء وشعب أعمال الجوارح، وليس العمل كله.
قول: (الأعمال شرط كمال).
أفهمه في آحاد العمل وليس العمل في الجملة؛ لأنه:
1) وجد القول الصريح بِرُكْنِيَّةِ العمل.
2) قوله: ((الإيمان: قول وعمل))، وأيضًا: ((قول واعتقاد وعمل))، وهذا يكون للركنية و لأن ((الحد يقتصر فيه على الأركان))
3) وجود أقوال للإمام صريحة واضحة جلية، مثل: أن الإيمان بدون عمل لا يفيد.
4) وأقوال الإمام، يفسر بعضها بعضًا، ويصدق بعضها بعضًا ويفسر مشتبهه بمحكمه, وليس أقدم هذا وأترك ذاك. .
6) حديث الشفاعة أو رسالة "حكم تارك الصلاة" هي كما عنوانها في حكم ترك الصلاة فقط ولم يتعرض لترك جملة العمل
وتأمل قوله في "حكم تارك الصلاة" (ص42): ((فأين الجواب عن كون الصلاة شرطًا لصحة الإيمان؟ أي: ليس فقط شرط كمال، فإن الأعمال الصالحة كلها شرط كمال ... )).اه.
فهو يتكلم عن الصلاة هل هي شرط صحة في الإيمان أم شرط كمال, ثم قال: ((فالأعمال ... كلها)).
أليس السياق يفيد، وكذا لفظ: ((كلها)) أن كلام الإمام هو في شعب عمل الجوارح, أو ((أجزاء))؟ ويؤيده: بعد ذلك، قال: ((خلافًا للخوارج والمعتزلة)).، وخلافهم في أجزاء العمل أو أفراده.
من فضل الله وتوفيقه في فهم مراد الإمام: أن رسالة "حكم تارك الصلاة", هي مطابقة لعنوانها فقط، ولم يتعرض فيها الإمام, ويستدل على ترك العمل.
فقد وجدت في "الدرر المتلألئة في نقد وتعقبات مواضع من ظاهرة الإرجاء" (ص126): ((قال د. سفر الحوالي (ص 66): حيث جعل [أي: الإمام الألباني] التارك الكُلِّي مؤمنًا من أهل الشفاعة، وركَّب رسالته كلها على هذا!!)).
فقال (شيخنا الألباني) - رحمه الله - رادًّا, وناقضًا -:
((ليس كذلك؛ فالرسالة قائمة على تارك الصلاة - كسلًا -)).اه.
في "الوجه الأول" من الشريط رقم (140)، من "سلسلة الهدى والنور" قرأ أحد الحضور قول العلامة ابن عثيمين - في تكفير تارك الصلاة -: ((بل النظر الصحيح فيقال هل يعقل أن رجلًا في قلبه حبة من خردل من إيمان, يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها ثم يحافظ على تركها هذا شيء لا يمكن؟)) علَّق الإمام على هذا بقوله: ((هذا هو أول من يخالف هذا الكلام، المؤلف هو أول من يخالف ما قال في هذه الفقرة، لأن البحث عندهم ليس فيمن لم يصل في عُمره صلاةًَ، وإنما مَنْ ترك صلاةً صلاتين ... إلى آخره, أنتَ لاحظتَ أول عبارته: هل يعقل؟ شُوْ معنى يحافظ على تركها حتى الوفاة أو قبل الوفاة؟ ظاهر الكلام أنه ما صلى قط وليس هذا قولهم، يعني لو ما صلى يومًا بكامله هل هو مسلم أو كافر؟ هو عندهم كافر, أنا أقول: مثل ما يقول: لايعقل، لكن القضية مُشْ قضية معقول وغير معقول, القضية كما قال عليه السلام: (وإن الرجل ليعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) (وإنما الأعمال بالخواتيم .. )) أهـ.
ففي كلام الإمام هذا إشارة واضحة إلى مطلق الترك للصلاة والترك المطلق وأنه ينقد التكفير بمطلق الترك
ثم وقفت على (نقدات الإمام الألباني وتعقباته على مواضع من كتاب "ظاهرة الإرجاء" نشره تلميذه علي بن حسن الحلبي. بعنوان (الدرر المتلألئة) وجاء في (ص127) منه: ((قال (د. سفرٌ الحوالي في (ص161): (فمن ترك الصلاة بالكلية فهو من جنس هؤلاء الكفار، ومن تركها في أكثر أحيانه؛ فهو إليهم أقرب، وحاله بهم أشبه, ومن كان يصلي أحيانًا ويدع أحيانًا فهو متردد متذبذب بين الكفر والإيمان, والعبرة بالخاتمة.
وترك المحافظة .... غير الترك الكلي الذي هو الكفر)).اه.
فقال الإمام الألباني: ((وهذا التفصيلُ نراه جيدًا؛ ولكن: هل علة الكفر في هذه الحالة هو الترك لأنه ترك؟ أم لأنه يدل بظاهره على العناد، والاستكبار؛ وهو الكفر القلبي؟ هذا هو الظاهر، وهو مناط الحكم بالكفر, وليس مجرد الترك, وهو معنى ما كنت نقلته في رسالتي عن ابن تيمية (ص44 - 46) , وهو المصر على الترك -مع قيام الداعي على الفعل -كما فصلته هناك-؛ فراجعه، فكلام المؤلف لا يخرج عنه؛ بل يبيّنه ويوضحه)).اه.
وأيضًا في "الوجه الثاني" من الشريط رقم (672)، من "سلسلة الهدى والنور"،
احتج على عدم التكفير بمجرد الترك بـ (التصنيف، والترتيب في الخارجين من النار) ولم يستدل بـ ((لم يعملوا خيرًا قط)).
قال الشيخ الفوزان في تقديمه لـ"رفع اللآئمة" (ص5 - 6): ((إذا كان ولابد من نقل كلام أهل العلم فعليه أن يستوفي النقل من أوله إلى آخره ويجمع كلام العالم في المسألة من مختلف كتبه حتى يتضح مقصوده ويرد بعض كلامه إلى بعض ولا يكتفي بنقل طرف ويترك الطرف الآخر؛ لأن هذا يسبب سوء الفهم وأن ينسب إلى العالم ما لم يقصده)).اه.
"فأعمال الجوارح؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان، إنما كلما ازداد الإنسان عملًا صالحًا؛ كلما قوي هذا الإيمان الذي مقره القلب"
هل يعني هذا الكلام ان بعض اعمال الجوارح ليست ركن من اركان الايمان" شرط صحة في الايمان"؟
وهل يعني من هذا الكلام ان الصلاة وهي احد اعمال الجوارح هي جزء مكمل للايمان وليست جزء "اصلي" للايمان؟
وهل كل اعمال الجوارح هي اجزاء مكملة للايمان؟
معنى هذا الكلام ان بعض اعمال الجوارح ليست جزء اصلي في الايمان؟
ـ[الاثر]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 11:29]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
نعم بعض اعمال الجوارح ليست ركن من اركان الايمان" شرط صحة في الايمان كالصيام مثلاً فلا يكفر تاركه على الصحيح
أما قولك: وهل يعني من هذا الكلام ان الصلاة وهي احد اعمال الجوارح هي جزء مكمل للايمان وليست جزء "اصلي" للايمان؟ نعم هذا عند من لايرى كفر تارك الصلاة علماً أن الشيخ الألباني يرى كفر من ترك الصلاة كلية (لم يصل قط) كما مر معنا
وهل كل اعمال الجوارح هي اجزاء مكملة للايمان؟ هذا عند من لايكفر بافراد العمل لكن الكل يتفق على كفر تار ك جميع الأعمال
معنى هذا الكلام ان بعض اعمال الجوارح ليست جزء اصلي في الايمان؟ نعم وقد سبق الجواب
ـ[المبتدئ في الطلب]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 04:52]ـ
بارك الله في العالم المتفنن الوزير /صالح آل الشيخ، و نفع بعلومه.
بخصوص العلامة الألباني، راجعوا كتاب: ((تبرئة الامام المحدث من قول المرجئة المحدث)) للشيخ ابراهيم بن عامر الرحيلي. [في الرد على باشميل]
ـ[درداء]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 09:51]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه النقول المفيدة والقيمة
وهذه نقول عن الشيخ الألباني فيها بيان موافقة الشيخ للسلف وأئمة العصر على ركنية العمل في الايمان وتكفير تارك جنس العمل:
قال الإمام الألباني في "مقدمة شرح العقيدة الطحاوية" (ص58):
((والكوثري في كلمته المشار إليها يحاول فيها أن يصور للقارئ أن الخلاف بين السلف والحنفية في الإيمان لفظي، يشير بذلك إلى أن الأعمال ليست ركنًا أصليًّا، ثم يتناسى أنهم يقولون: بأنه يزيد وينقص وهذا ما لا يقول به الحنفية إطلاقا.)).اه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام في "الوجه الثاني" من الشريط (11) من "سلسلة الهدى والنور": ((قال الله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)، هذه الباء هنا سببيه يعني بسبب عملكم الصالح، وأعظم الأعمال الصالحة هو الإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي ? سأله رجل عن أفضل الأعمال.
قال: إيمان بالله تبارك وتعالى، الإيمان عمل قلبي مُشْ كما يظن بعض الناس أنه لا علاقة له بالعمل، لا، الإيمان:
أولًا: لابد من أن يتحرك القلب بالإيمان بالله ورسوله؛ ثم لابد أن يقترن مع هذا الإيمان الذي وقر في القلب، أن يظهر ذلك على البدن والجوارح لذلك فقوله تبارك وتعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) نص قاطع صريح بأن دخول الجنة ليس بمجرد الأماني…)).اه.
قوله: ((ثم لابد أن يقترن… أن يظهر ذلك على البدن والجوارح)).
وقول الإمام هذا قاله في موضع آخر. ففي فقه الحديث رقم (2602) من "الصحيحة" قال: ((واعلم أن هذا الحديث قد يُشْكِلُ على بعض الناس، ويتوهم أنه مخالف لقوله تعالى: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) ونحوها من الآيات والأحاديث الدالة على أن دخول الجنة بالعمل، وقد أجيب بأجوبة: أقربها إلى الصواب: أن الباء في قوله في الحديث: (بعمله) هي باء الثمنيَّة، والباء في الآية باء السببية، أي أن العمل الصالح سبب لا بد منه لدخول الجنة ولكنه ليس ثمنًا لدخول الجنة .. ومافيها من النعيم المقيم والدرجات…)).اه.
ففي الوجه الأول من (الشريط السادس) بيَّن:
أ - أن الإيمان قول وعمل.
ب- الإيمان يزيد وينقص.
ج- غلَّط الحنفية والماتردية في مخالفتهم لهذا.
د- بيَّن غلَطهم بأن لم يجعلوا الإيمان عملًا وإنما هو عندهم عقيدة جامدة.
وكان مما قاله؛ وله ارتباط ببحثنا:
((لذلك فعلى المسلم حين يحيى في هذه الحياة أن يضع نُصْبَ عينيه هذه الحقيقة حقيقة أن الإيمان قابل للزيادة، وقابل للنقصان والذي يقبل النقص قابل للعدم مطلقا)).اه.
أ) الزيادة تكون بفعل الطاعات، والنقص بفعل المعاصي.
ب) الذي يقبل النقص، قابل للعدم مطلقا.
ثم تكلم عن لماذا يُذكر الإيمان مقرونًا بالعمل الصالح، في غير ما آية؟ فقال:
((هذا ليدل أن الإيمان بدون عمل لا يفيد، وأن العمل الصالح من الإيمان، فالله حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح؛ لأننا لا نستطيع نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا لإنسان نتخيله خيالًا، آمن مِنْ هنا، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله، ومات من هنا، هذا نستطيع نتصوره، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ويعيش دهرًا مما شاء، ولا يعمل صالحًا؟ فعدم عمله الصالح، هو كدليل أنه يقولها بلسانه، ولمَّا يدخل الإيمان إلى قلبه، فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان؛ هو ليدل أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح. على كل حال: فنحن نفرق بين الإيمان الذي هو مقره القلب، وهو كما أفادنا هذا الحديث من عمل القلب، وبين الأعمال التي هي من أعمال الجوارح، فأعمال الجوارح؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان، إنما كلما ازداد الإنسان عملًا صالحًا؛ كلما قوي هذا الإيمان الذي مقره القلب…)).اه.
بيان، ووضوح، بما لا مزيد عليه، أن العمل ركن أصلي في الإيمان، وأجزاء العمل وشعبه، أجزاء مكملة للإيمان وليست أجزاء أصيلة، وهذا هو عين ما فهمت من مجموع كلام الإمام في مفهوم الإيمان عنده. فمن أهم - وكله مهم - ما قال، وأصل:
أ) أنه قرن الإيمان بالعمل الصالح، ليدل على أن الإيمان بدون عمل لا يفيد.
وهذا ردّ قويُّ على أصل من أصول المرجئة في استدلالهم على أن العمل ليس من الإيمان
قال الإمام الألباني في "الوجه الثاني" من (الشريط الثاني) من شرائط (رحلة النور):
((فقول المسلم أَيّ مسلم كان: لا إله إلا الله محمد رسول الله هذا بلا شك ينجيه من عذاب الدنيا ألا وهو القتل. كما قال عليه السلام: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإذا قالوها، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسا بهم على الله). فمن قال: لا إله إلا الله، نجى بنفسه من الموت، ولكن لا ينجو أمام الله عزَّ وجلَّ من الخلود في النار، إلا إذا قام بحق هذه الكلمة، وأول حقها هو عبادة الله عزَّ وجلَّ وحده لا شريك له)).اه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في "الوجه الأول" من الشريط رقم (56) من "سلسلة الهدى والنور": ((الإسلام هو الشيء الظاهر، والإيمان هو الشيء المتعلق بالباطن، أي شخص يعيش في الدولة المسلمة فإذا أراد أن يكون له حقوق المسلمين، فيجب أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم يلتزم أحكام الإسلام كلًّا أو بعضًا على حسب التفصيل المعروف)).اه
قال الإمام في "الوجه الأول" من شريط "الفرقة الناجية": ((كما نسمع ذلك في كثير من الأحيان من بعض الشباب الذين لم يربوا تربية إسلامية، وأخلّوا بكثير من الأركان الشرعية كالصلاة مثلًا، إذا قيل لهم: يا أخي لِمَ ما تصلي؟ يقول لك: العبرة بما في القلب، كأنه يقول أو كأنه يتصور: أنه من الممكن أن يكون القلب صالحًا، وصحيحًا، وسليمًا، أما الجسد فلا يتجاوب مع الأحكام الشرعية؛ هذا أمر باطل تمام البطلان، فلا بد أن نلاحظ هذه الحقيقة، ألا وهي ارتباط الظاهر بالباطن)).اه.
تأمل، قول الإمام: ((فلا بد أن نلاحظ هذه الحقيقة، ألا وهي ارتباط الظاهر بالباطن)).
أعمال الجوارح أجزاء مكملة للإيمان، وليست أصيلة فيه.
وهذا في شُعَبِ وآحاد عمل الجوارح ففيه رد على الخوارج الذين يذهب الإيمان عندهم بترك واجب، أو فعل محرم.
وقوله هذا على مذهب من لم يكفر بترك أحد أركان الإسلام العملية الأربعة من أهل السنة، وهو قول معروف للسلف منهم مالك، والشافعي، ورواية عن أحمد كما في "الإيمان" (ص287و354)، ومذهب الإمام في مجرد ترك الصلاة، سبق الإشارة إليه.
وقوله هذا تفسير، وبيان، لقوله ((الأعمال الصالحة كلها شرط كمال))، أي: أجزاء وشعب أعمال الجوارح، وليس العمل كله.
قول: (الأعمال شرط كمال).
أفهمه في آحاد العمل وليس العمل في الجملة؛ لأنه:
1) وجد القول الصريح بِرُكْنِيَّةِ العمل.
2) قوله: ((الإيمان: قول وعمل))، وأيضًا: ((قول واعتقاد وعمل))، وهذا يكون للركنية و لأن ((الحد يقتصر فيه على الأركان))
3) وجود أقوال للإمام صريحة واضحة جلية، مثل: أن الإيمان بدون عمل لا يفيد.
4) وأقوال الإمام، يفسر بعضها بعضًا، ويصدق بعضها بعضًا ويفسر مشتبهه بمحكمه, وليس أقدم هذا وأترك ذاك. .
6) حديث الشفاعة أو رسالة "حكم تارك الصلاة" هي كما عنوانها في حكم ترك الصلاة فقط ولم يتعرض لترك جملة العمل
وتأمل قوله في "حكم تارك الصلاة" (ص42): ((فأين الجواب عن كون الصلاة شرطًا لصحة الإيمان؟ أي: ليس فقط شرط كمال، فإن الأعمال الصالحة كلها شرط كمال ... )).اه.
فهو يتكلم عن الصلاة هل هي شرط صحة في الإيمان أم شرط كمال, ثم قال: ((فالأعمال ... كلها)).
أليس السياق يفيد، وكذا لفظ: ((كلها)) أن كلام الإمام هو في شعب عمل الجوارح, أو ((أجزاء))؟ ويؤيده: بعد ذلك، قال: ((خلافًا للخوارج والمعتزلة)).، وخلافهم في أجزاء العمل أو أفراده.
من فضل الله وتوفيقه في فهم مراد الإمام: أن رسالة "حكم تارك الصلاة", هي مطابقة لعنوانها فقط، ولم يتعرض فيها الإمام, ويستدل على ترك العمل.
فقد وجدت في "الدرر المتلألئة في نقد وتعقبات مواضع من ظاهرة الإرجاء" (ص126): ((قال د. سفر الحوالي (ص 66): حيث جعل [أي: الإمام الألباني] التارك الكُلِّي مؤمنًا من أهل الشفاعة، وركَّب رسالته كلها على هذا!!)).
فقال (شيخنا الألباني) - رحمه الله - رادًّا, وناقضًا -:
((ليس كذلك؛ فالرسالة قائمة على تارك الصلاة - كسلًا -)).اه.
في "الوجه الأول" من الشريط رقم (140)، من "سلسلة الهدى والنور" قرأ أحد الحضور قول العلامة ابن عثيمين - في تكفير تارك الصلاة -: ((بل النظر الصحيح فيقال هل يعقل أن رجلًا في قلبه حبة من خردل من إيمان, يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها ثم يحافظ على تركها هذا شيء لا يمكن؟)) علَّق الإمام على هذا بقوله: ((هذا هو أول من يخالف هذا الكلام، المؤلف هو أول من يخالف ما قال في هذه الفقرة، لأن البحث عندهم ليس فيمن لم يصل في عُمره صلاةًَ، وإنما مَنْ ترك صلاةً صلاتين ... إلى آخره, أنتَ لاحظتَ أول عبارته: هل يعقل؟ شُوْ معنى يحافظ على تركها حتى الوفاة أو قبل الوفاة؟ ظاهر الكلام أنه ما صلى قط وليس هذا قولهم، يعني لو ما صلى يومًا بكامله هل هو مسلم أو كافر؟ هو عندهم كافر, أنا أقول: مثل ما يقول: لايعقل، لكن القضية مُشْ قضية معقول وغير معقول, القضية كما قال عليه السلام: (وإن الرجل ليعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) (وإنما الأعمال بالخواتيم .. )) أهـ.
ففي كلام الإمام هذا إشارة واضحة إلى مطلق الترك للصلاة والترك المطلق وأنه ينقد التكفير بمطلق الترك
ثم وقفت على (نقدات الإمام الألباني وتعقباته على مواضع من كتاب "ظاهرة الإرجاء" نشره تلميذه علي بن حسن الحلبي. بعنوان (الدرر المتلألئة) وجاء في (ص127) منه: ((قال (د. سفرٌ الحوالي في (ص161): (فمن ترك الصلاة بالكلية فهو من جنس هؤلاء الكفار، ومن تركها في أكثر أحيانه؛ فهو إليهم أقرب، وحاله بهم أشبه, ومن كان يصلي أحيانًا ويدع أحيانًا فهو متردد متذبذب بين الكفر والإيمان, والعبرة بالخاتمة.
وترك المحافظة .... غير الترك الكلي الذي هو الكفر)).اه.
فقال الإمام الألباني: ((وهذا التفصيلُ نراه جيدًا؛ ولكن: هل علة الكفر في هذه الحالة هو الترك لأنه ترك؟ أم لأنه يدل بظاهره على العناد، والاستكبار؛ وهو الكفر القلبي؟ هذا هو الظاهر، وهو مناط الحكم بالكفر, وليس مجرد الترك, وهو معنى ما كنت نقلته في رسالتي عن ابن تيمية (ص44 - 46) , وهو المصر على الترك -مع قيام الداعي على الفعل -كما فصلته هناك-؛ فراجعه، فكلام المؤلف لا يخرج عنه؛ بل يبيّنه ويوضحه)).اه.
وأيضًا في "الوجه الثاني" من الشريط رقم (672)، من "سلسلة الهدى والنور"،
احتج على عدم التكفير بمجرد الترك بـ (التصنيف، والترتيب في الخارجين من النار) ولم يستدل بـ ((لم يعملوا خيرًا قط)).
قال الشيخ الفوزان في تقديمه لـ"رفع اللآئمة" (ص5 - 6): ((إذا كان ولابد من نقل كلام أهل العلم فعليه أن يستوفي النقل من أوله إلى آخره ويجمع كلام العالم في المسألة من مختلف كتبه حتى يتضح مقصوده ويرد بعض كلامه إلى بعض ولا يكتفي بنقل طرف ويترك الطرف الآخر؛ لأن هذا يسبب سوء الفهم وأن ينسب إلى العالم ما لم يقصده)).اه.
"فنحن نفرق بين الإيمان الذي هو مقره القلب، وهو كما أفادنا هذا الحديث من عمل القلب، وبين الأعمال التي هي من أعمال الجوارح، فأعمال الجوارح؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان، إنما كلما ازداد الإنسان عملًا صالحًا؛ كلما قوي هذا الإيمان الذي مقره القلب…))."
لماذا جعل الشيخ الالباني رحمه الله اعمال الجوارح هي اجزاء مكملة للايمان ماهي اجزاء اصلية من الايمان ولم يستثني الشيخ رحمه الله بعض اعمال الجوارح التي هي اجزاء اصلية من الايمان؟
"ثم وقفت على (نقدات الإمام الألباني وتعقباته على مواضع من كتاب "ظاهرة الإرجاء" نشره تلميذه علي بن حسن الحلبي. بعنوان (الدرر المتلألئة) وجاء في (ص127) منه: ((قال (د. سفرٌ الحوالي في (ص161): (فمن ترك الصلاة بالكلية فهو من جنس هؤلاء الكفار، ومن تركها في أكثر أحيانه؛ فهو إليهم أقرب، وحاله بهم أشبه, ومن كان يصلي أحيانًا ويدع أحيانًا فهو متردد متذبذب بين الكفر والإيمان, والعبرة بالخاتمة.
وترك المحافظة .... غير الترك الكلي الذي هو الكفر)).اه.
فقال الإمام الألباني: ((وهذا التفصيلُ نراه جيدًا؛ ولكن: هل علة الكفر في هذه الحالة هو الترك لأنه ترك؟ أم لأنه يدل بظاهره على العناد، والاستكبار؛ وهو الكفر القلبي؟ هذا هو الظاهر، وهو مناط الحكم بالكفر, وليس مجرد الترك, وهو معنى ما كنت نقلته في رسالتي عن ابن تيمية (ص44 - 46) , وهو المصر على الترك -مع قيام الداعي على الفعل -كما فصلته هناك-؛ فراجعه، فكلام المؤلف لا يخرج عنه؛ بل يبيّنه ويوضحه)).اه."
اين الدليل الشرعي الذي يجعل علة الكفر في حالة تارك الصلاة هو الكفر القلبي (الاعتقادي - قول القلب- التصديق) وليس مجرد الترك؟
ماهو الدليل الشرعي على ان العناد والاستكبار هو الكفر القلبي؟
هل ينتفي التصديق (قول القلب) بمجرد العناد والاستكبار؟
كفر ابليس لعنه الله كان كفر استكبار ولكنه كان مصدقا بالله!
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 11:43]ـ
. . .
أريد أن أسأل سؤالا .. هل رأى أو سمع أحد منكم منذ ظهر الاسلام عن أحد دخل الإسلام .. ولم يعمل عملا البتة .. ؟؟؟
. . .
ـ[راية التوحيد]ــــــــ[12 - Feb-2010, صباحاً 08:27]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد الصميلي على هذا الجمع المبارك ..
حفظته عندي لقراءته(/)
مقال جديد للشيخ حامد العلي {ماوراء إسهال التراجعات المفاجئ}
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 01:40]ـ
ماوراء إسهال التراجعات المفاجئ
على المحور الإيراني ـ السوري ـ حزب نصر
حامد بن عبدالله العلي
هل ضرب النظام السوري ـ عندما أعلن المفاوضات مع الصهاينة ـ حسن نصر الذي تبجَّح مؤخراً بأن نهاية الكيان الصهيوني قريبة، (بخازوق كبير)، أم حسن نصر هو الذي ضرب الجاهلين بحقيقة حزبه، بأكبر من ذلك (الخازوق)!!
أم النظام الإيراني هو الذي ضرب جميع من اغترّ به، بالخازوق الأكبر، على وزن الشيطان الأكبر!!
العجيب في الأمر أن النظام الإيراني، قد دأب على ضرب المغترّين به بالخوازيق من العيار الثقيل، ولكنَّهم عنها عمون، فقد ضرب العالم الإسلامي، بأكبر خازوقين في التاريخ عندما كان مفتاح إحتلال الصليبيين لأفغانستان، والعراق، ومع ذلك، لايزال الجهل يخيّم على عقول أولئك المغترّين به
وأمر آخر عجيب أيضا، ذلك أنَّ حظ النظام السوري عندما حان دوره في لعبة المفاوضات التي أوقد شعلتها أبالسة مؤتمر مدريد، قد كان أسوء حظ، إذ جاءت مفاوضاته مع الصهاينة، والقضية الفلسطينية في أسوء مراحلها، وأشدَّها ضيقا، مع كون الشعب الفلسطيني أبعد ما يكون لهذا الإستسلام المهين قبولا، في ظل ما يعانيه هذا الشعب من أوضاع كارثية، وما يعانيه المسجد الأقصى من تهديد خطير لم يسبق له مثيل.
ولا أدري لماذا تفاجأ من تفاجأ بهذا الخبر، أعني المفاوضات السورية الصهيونية؟!!
ففي التاسع عشر من تموز (يوليو) 2007 وضع الرئيس السوري بشار الأسد مجموعة شروط لبدءالمفاوضات على المسار السوري - الإسرائيلي، وكانت على النحو الآتي): أولاًالمطلوب من المسؤولين الإسرائيليين إعلان رسمي، وواضح، وغير ملتبس، حول رغبتهم فيالسلام، أما أن يقولوا لن نفاوض سورية، ويرسلوا لها رسائل بشكل سري، فهذا أمر غيرمقبول، وليكن إعلاناً واضحاً وجدياً، ثانياً: تقديم الضمانات حول عودة الأرضكاملة، ثالثا: لا بد من ضمانات لكييضمن السوريون أن الحديث ليس حول الأرض التي ستعود، لأن الأرض ستعود كاملة، على أنيتم النقاش حول موضوع الترتيبات الأمنية وطبيعة العلاقات السلمية كما حصل فيالتسعينات أيام رابين).
وكان المسار السوري الصهيوني بعد مدريد انطلق في العلن منذ عام 1996م، ثم توقف، حتى أعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون – بعد جولة لوزيرة خارجيته آنذاك في المنطقة حيث التقت مع حافظ الأسد- استئناف المفاوضات السورية الصهيونية، وكان إعلانا مفاجئا أيضا، إذ جاء بعد موجة حرب إعلامية بين الطرفين السوري، والصهيوني، على خلفية إنكار الصهاينة، لوديعة رابين لدى الإدارة الأمريكية، والتي تتعهد بانسحاب صهيوني كامل من الجولان، وكان النظام السوري قد رحّب بانتخاب باراك آنذاك، بتصريحات لحافظ الاسد التي امتدح فيها باراك شخصيا!
قبل ست شهور من الآن، نشر الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر عسكري رفيع (انه يتوجب على اسرائيل في الذكرى الستين لقيامها أن توجد حدوداً دائمة لها، تقف من ورائها جهة واضحة، يمكن التوصل معها إلى تفاهمات، والتوقيع على التزامات ملزمة، في الإمكان التوصل إلى مثل هذا الأمر الآن مع سورية، فيما ما زال غير ممكن التوصل إلى ذلك مع فلسطين، ومن شأن اتفاق سلام مع سورية، أنَّ يؤثر بصورة غير مباشرة على الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني أيضاً، لأنّه سيؤدي إلى انفصال سورية عن إيران، وحزب الله، وحماس، كما أنَّ سورية تنفي مفاوضات من هذا القبيل لأسباب، أهمها: استخلاصها العبر من الغارة الإسرائيلية في السادس من أيلول (سبتمبر) الماضي).
ولكن .. هل هذه هي العبرة التي استخلصها النظم السوري من الغارة، ومن إغتيال مغنية بين أشد التحصينات الأمنية في دمشق! أم هي عكس ما توقعت يديعوت أحرنوت!!
وعلى أية حال، فإنَّ الذي حدث بين المتصارعين في لبنان ـ على مقربة من أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة ـ من إسهال مفاجئ من تراجعات المحور السوري ـ حزب حسن نصر، ليس سوى تفاهم ما، قد انبعثت رائحته منذ زيارة نجاد لبغداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما دخول القوات العراقية مدينة الصدر مرتاحة، وإعلان الإستعداد السوري لمفاوضات مباشرة مع الصهاينة، متزامنا مع تراجعات حزب حسن نصر في لبنان سوى مرحلة.
ولئن كان المراقبون يرون ذلك بوضوح، غير أنّهم بين من يرجّح أنه تفاهم تكتيكي مؤقت، يشتري به الإيرانيون الوقت، وبين من يرجّح أنها صفقة كبيرة لكنها تحتاج إلى وقت طويل لتنضج،
وفي نهايتها تتقاسم فيها القوّتان المتصارعتان المكاسب، وأمّا التصلَّبات السياسية، والتهديدات العسكرية، واستعراض العضلات في التصريحات الخطابية، فكانت كلُّها ضغوط لتحسين شروط التفاوض فحسب.
ولئن كان هذا، أو ذاك، فإنَّ هدف المعسكر الصهيوصليبي تفكيك هذا الهلال الممتد من طهران إلى شمال الكيان الصهيوني، تهيئةً لتغيير النظام الإيراني برمته، وإنهاء تهديده.
ثم إن هذا التغيير، إما بأن يغير بنفسه، بنيَته، وفكره، كما النموذج الليبي، أو ينهار بحرب شاملة، كما النموذج العراقي.
وأما هدف المحور الإيراني السوري، فهو الحصول على أكبر قدر من المكاسب، في مقابل أقلّ قدر من التنازلات، لاسيما في فترة الضعف الأمريكي الحالية، بحيث يضمن هذا المحور في نهاية المطاف، بقاء قويا، ونفوذا واسعا، في المنطقة.
ولئن حصل هذا المحور، على إخراج النظام السوري من ملاحقة المحكمة الدولية بخصوص إغتيال الحريري، وبقاء سلاح حزب حسن نصر على الأقل إلى الوصول إلى اتفاق سلام مع لبنان، وسوريا، والسماح لإيران بإمتلاك السلاح النووي مقابل تمليكه لدول الولاء الأمريكي، ومنح جنوب العراق ما يريده الشيعة، ومنحهم دويلات أخرى في الجزيرة العربية.
فإنَّ هذا المحور الخبيث مستعد كلَّ الإستعداد، وبكلَّ سرور، لطرد الفصائل الفلسطينية، والتخلِّي عن القضية الفلسطينية.
وسواء تمت الصفقة بين هؤلاء الشياطين، أم فشلت.
أو كان هذا تفاهما تكتيكيا مؤقتا، كضلع على ورك، وستقوم الحرب.
فإننا نعيد ما ذكرنا سابقا، ومرارا، أنَّ فلسطين ومسجدها الأقصى، وهما أمانة الأمة الإسلامية، إن كانت في يد النظام الصفوي في إيران، وحليفه النظام السوري، ودميتهما المخادع حسن نصر، فإنها والذي نفسي بيده، في أخون يد.
فما هي في هذه اليد، سوى ورقة سياسية تُحرق في مشروع دولة فاطمية جديدة، لن تفعل أكثر مما فعل الفاطميون الأوائل عندما امتلأت بلاد الإسلام بالمحتلين، والغزاة، إبّان فترة حكمهم، حتى طهّر صلاح الدين البلاد من رجسهم.
كما ذكرنا ذلك بالتفصيل، مرارا، وأخيرا في محاضرة (حزب حسن نصر مقاومة لبنانية شريفة، أم مؤامرة إقليمية مخيفة) وستنزل قريبا في الموقع بإذن الله تعالى.
والله المستعان، وعليه التوكَّل، وهو حسبنا، ونعم الوكيل(/)
شهد شاهد من أهلها .. ! إقرأ وتمعن في رسالته ونصيحته .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 04:11]ـ
وصفهم بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم» ... مؤلف أميركي يدعو السعوديين لتحجيم مشاركة المرأة
الرياض - حسام الغيلاني الحياة - 24/ 05/08//
خالف مؤلف أميركي مناهض للحركات النسائية، رأي المنظمات الحقوقية في بلاده، بخصوص المطالبة بتوسيع مشاركة المرأة السعودية في كل المجالات، لافتاً إلى أن المجتمع الأميركي لم يجن من مشاركة المرأة سوى «تآكل القيم الأخلاقية والاجتماعية».
وبدا غاري نيلر الذي ألف كتاب «لعنة العام 1920»، معجباً بثقافة السعوديين تجاه المرأة، واصفاً الرجل السعودي في حوار مع «الحياة» بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم». وأضاف: «في الحالة السعودية الأنظمة الدينية والاجتماعية، إضافة إلى الحقوق المدنية، تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في أوروبا وأميركا، فالصفات الأخلاقية والدينية للسعوديين أكثر اتساقاً وأفضل من حال مؤسسي الولايات المتحدة».
وطالب نيلر في رسالة وجهها إلى من سماهم «إخوانه في السعودية» برفض كل الأصوات المطالبة بفتح المجال أمام المرأة للتصويت والمشاركة السياسية، محذراً من «لعنة مقبلة تشبه تلك التي أصابت الولايات المتحدة، حينما أتيحت الفرصة للمرأة الأميركية لإسماع صوتها والمشاركة في التصويت».
ويبرر نيلر رأيه المخالف للعقلية الغربية بشكل عام بـ «النتائج المدمرة التي طاولت المجتمع الأميركي بعد عام 1920، وهو العام الذي نالت فيه المرأة الأميركية حقها الوطني في التصويت». واستطرد معدداً الآثار المترتبة على توسيع المشاركة النسائية، «اقتصادياً، ارتفعت التكاليف الحكومية بشكل متسارع، بشكل صار يهدد الاقتصاد الأميركي»، مستدلاً بدراسة أجراها قسم القانون في جامعة شيكاغو في هذا الجانب بعنوان «كيف أثر انتخاب المرأة بشكل متسارع في حجم ونطاق الحكومة؟».
ويضيف «أما اجتماعياً، فإن ثلاثة أرباع حالات الطلاق المنظورة في المحاكم الأميركية، تقدمها نساء بشكل يهدد الأمن المالي والتماسك الاجتماعي للأسر».
وإن بدا غاري نيلر معجباً بالثقافة السعودية فهو لم يزورها «على رغم اتصاله بالسفارة السعودية في واشنطن، ومحاولته الحصول على شرف استضافة زيارته لها»، مضيفاً أنه لم يتعامل بشكل مباشر مع المجتمع السعودي، غير أنه يرى أن «من السذاجة أن يتم التفكير في وجود ثقافة كاملة في كل الجوانب». وتابع: «لقد جربت الثقافة الأخلاقية والممارسات التي يؤديها السعوديون من خلال تربيتي لخمسة أطفال على العادات واللباس ذاتها، أعتقد أن لها قيمة كبيرة». ويتساءل نيلر متعجباً عن «شكل الفضيلة والأخلاق وضبط النفس والأمومة لدى النساء بعد حصولهن على حق المشاركة السياسية والمساواة في التعليم والتوظيف، بدلاً من الاهتمام بالمظهر والملابس؟».
وحول خوفه من تبعات دعواته لسحب الحقوق من المرأة بعد إصدار كتاب «لعنة العام 1920»، قال: «لسوء الحظ، زوجتي وأسرتي رفضوني، ولم يعد لي أن أدعي انتمائي إلى الديانة المسيحية في ظل المسيحية التقليدية، كما أن عائلتي تخلت عن الثوابت التي نشأت عليها، التي كانت في غاية الأهمية لنا، وانتقلت إلى العالم الآخر المليء بالمتعة».
وحول ما إذا كانت رسالته للسعوديين تتعارض مع قضية تزايد البطالة بين النساء في السعودية بسبب وجود عدد من الموانع المسيطرة على عمل المرأة، فضلاً عن وجود عدد من القصص الناجحة لنساء سعوديات ناجحات على المستويين العملي والأسري، قال: «لا يوجد تشابه بين المجتمعين السعودي والأميركي ... لكن هل أنتم مستعدون للتعامل مع الإحصاءات الأميركية، إذ إن نسبة الطلاق تصل إلى 53 في المئة، وعدد البيوت الزوجية التقليدية نحو 50 في المئة!».
(يُتْبَعُ)
(/)
ويواصل نيلر هجومه على الوضع الذي وصلت إليه حال المجتمع الأميركي بعد إعطاء المرأة حقها في التصويت، مشيراً إلى قضية الإجهاض التي بلغت أرقامها نحو 3500 حالة إجهاض يومياً في أميركا وحدها، مرجعاً ذلك أيضاً إلى الحقوق «أو اللعنة» التي أعطيت للمرأة. واختار أن يصف الحرية للمرأة الأميركية بـ «المدمرة، إذ دمرت الأسرة الأميركية والأخلاق وعدداً لا يحصى من الأرواح (في إشارة إلى موضوع الإجهاض)، فضلاً عن زعزعة الاستقرار المالي وغياب احترام القيم وقدسية الزواج، والخلط بين الحقوق الشرعية السياسية للرجل والمرأة».
ويؤكد أن «الأمهات من النساء لسن أبداً عاطلات»، وأن المشكلة تكمن في «عدم رؤية ما يؤدي إليه هذا الطريق وتبعات إعطاء المرأة حقها وحريتها في مشاركة الرجل».
يذكر أن غاري نيلر حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة تكساس للتقنية، وبدأ تناوله لقضايا الحركة النسائية في عام 1994، مصدراً كتابه الأول «لعنة العام 1920»، الذي يعد الأول من نوعه في مجال درس الحركات النسائية، مبيناً أن سبب توجهه لهذا المجال هو: «تدمير هذه الحركة للأرواح والعائلات والمجتمعات والدين».
رسالة غاري نيلر إلى خادم الحرمين الشريفين
لم يكتف المؤلف الأميركي بإبداء إعجابه بالثقافة السعودية وانتقاد وضع المرأة الأميركية، بل اختار أن يوجّه رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر «الحياة»، قائلاً: «لقد درست الإسلام الذي بدأ في بلادكم، وقرأت عن التزام ملوك السعودية الثابت نحو الدين الإسلامي، ونحن هنا في الولايات المتحدة لدينا تراث ديني غني، ولكننا - بخلافكم - لم نلتزم بهذا التراث وتناسيناه، ما أدى إلى التدهور والخراب».
واستشهد نيلر بمقولة الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن: «من بين كل العادات والتصرفات التي تؤدي إلى الازدهار السياسي، فإن الدين والأخلاق لا غنى عنهما».
وأضاف: «أحيي فيك وفي شعبك المحافظة على الدين والأخلاق أولاً وقبل كل شيء، إضافة إلى احترام الخط الحيوي للتمييز بين الرجل والمرأة، والتي هي سبب سقوطنا في أميركا أخلاقياً ومدنياً واجتماعياً». وقال: «لاحظت في الآونة الأخيرة إدانة الإعلام الأميركي لأخلاقياتكم، خصوصاً في ما يتعلق بموقع المرأة السعودية، إنني كأميركي أدرك كيف تخلينا عن حكمة أجدادنا، أعتذر عن حماقتنا، طالباً معذرتكم وداعياً لكم للمحافظة على مثابرتكم في الحفاظ على المعايير العادلة التي تملكونها». وأضاف نيلر في خطابه إلى الملك عبدالله: «أمتنا تجاهلت حكمة الرئيس توماس جيفرسون القائلة بأنه متى ما سُمح للمرأة بالمشاركة والتصويت فإن هذا سيؤدي إلى الفساد الأخلاقي، وأنه لا يمكن للمرأة الاشتراك علنياً في الاجتماعات مع الرجال، والشيء المخجل أن هذا ما نمارسه الآن».
وتطرق نيلر - في رسالته إلى العاهل السعودي - إلى الأخلاقيات التي دعا إليها «الآباء المؤسسون» للأمة الأميركية، في ما يتعلق بمشاركة المرأة ودورها في المجتمع الأميركي وحثهم على المحافظة على الأخلاق كمعيار أساسي لنجاح الأمة الأميركية.
مشيراً إلى التبعات التي أعقبت إعطاء المرأة حقوقها السياسية في العام 1920، إذ ضرب الفساد الأخلاقي المجتمع الأميركي، والتخلي عن القيم الأخلاقية والمدنية، وانتشار الإباحية والطلاق والإجهاض، حتى أصبحت أميركا - بحسب وصف نيلر -: «الشيطان الأكبر»، الذي لا يمكنه العودة إلى أخلاق الآباء المؤسسين والتوبة قبل إدراك هذه الحقيقة، مبدياً قلقه حول الوضع الحالي للمجتمع الأميركي، ومعيداً تقديره وامتنانه للالتزام السعودي الراسخ والثابت بالثوابت الدينية والأخلاقية، وراجياً ألا يؤثر «الغباء والحماقة والعمى الأميركي» على هذا الالتزام»، ومختتماً بقوله: «سامحنا، لأننا لا نعرف ما نقوم به، وندين الذين هم أكثر صلاحاً منا».(/)
ماوراء إسهال التراجعات المفاجئ على المحور الإيراني ـ السوري ـ حزب نصر
ـ[باعث الخير]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 06:36]ـ
ماوراء إسهال التراجعات المفاجئ
على المحور الإيراني ـ السوري ـ حزب نصر
حامد بن عبدالله العلي
هل ضرب النظام السوري ـ عندما أعلن المفاوضات مع الصهاينة ـ حسن نصر الذي تبجَّح مؤخراً بأن نهاية الكيان الصهيوني قريبة، (بخازوق كبير)، أم حسن نصر هو الذي ضرب الجاهلين بحقيقة حزبه، بأكبر من ذلك (الخازوق)!!
أم النظام الإيراني هو الذي ضرب جميع من اغترّ به، بالخازوق الأكبر، على وزن الشيطان الأكبر!!
العجيب في الأمر أن النظام الإيراني، قد دأب على ضرب المغترّين به بالخوازيق من العيار الثقيل، ولكنَّهم عنها عمون، فقد ضرب العالم الإسلامي، بأكبر خازوقين في التاريخ عندما كان مفتاح إحتلال الصليبيين لأفغانستان، والعراق، ومع ذلك، لايزال الجهل يخيّم على عقول أولئك المغترّين به
وأمر آخر عجيب أيضا، ذلك أنَّ حظ النظام السوري عندما حان دوره في لعبة المفاوضات التي أوقد شعلتها أبالسة مؤتمر مدريد، قد كان أسوء حظ، إذ جاءت مفاوضاته مع الصهاينة، والقضية الفلسطينية في أسوء مراحلها، وأشدَّها ضيقا، مع كون الشعب الفلسطيني أبعد ما يكون لهذا الإستسلام المهين قبولا، في ظل ما يعانيه هذا الشعب من أوضاع كارثية، وما يعانيه المسجد الأقصى من تهديد خطير لم يسبق له مثيل.
ولا أدري لماذا تفاجأ من تفاجأ بهذا الخبر، أعني المفاوضات السورية الصهيونية؟!!
ففي التاسع عشر من تموز (يوليو) 2007 وضع الرئيس السوري بشار الأسد مجموعة شروط لبدءالمفاوضات على المسار السوري - الإسرائيلي، وكانت على النحو الآتي): أولاًالمطلوب من المسؤولين الإسرائيليين إعلان رسمي، وواضح، وغير ملتبس، حول رغبتهم فيالسلام، أما أن يقولوا لن نفاوض سورية، ويرسلوا لها رسائل بشكل سري، فهذا أمر غيرمقبول، وليكن إعلاناً واضحاً وجدياً، ثانياً: تقديم الضمانات حول عودة الأرضكاملة، ثالثا: لا بد من ضمانات لكييضمن السوريون أن الحديث ليس حول الأرض التي ستعود، لأن الأرض ستعود كاملة، على أنيتم النقاش حول موضوع الترتيبات الأمنية وطبيعة العلاقات السلمية كما حصل فيالتسعينات أيام رابين).
وكان المسار السوري الصهيوني بعد مدريد انطلق في العلن منذ عام 1996م، ثم توقف، حتى أعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون – بعد جولة لوزيرة خارجيته آنذاك في المنطقة حيث التقت مع حافظ الأسد- استئناف المفاوضات السورية الصهيونية، وكان إعلانا مفاجئا أيضا، إذ جاء بعد موجة حرب إعلامية بين الطرفين السوري، والصهيوني، على خلفية إنكار الصهاينة، لوديعة رابين لدى الإدارة الأمريكية، والتي تتعهد بانسحاب صهيوني كامل من الجولان، وكان النظام السوري قد رحّب بانتخاب باراك آنذاك، بتصريحات لحافظ الاسد التي امتدح فيها باراك شخصيا!
قبل ست شهور من الآن، نشر الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر عسكري رفيع (انه يتوجب على اسرائيل في الذكرى الستين لقيامها أن توجد حدوداً دائمة لها، تقف من ورائها جهة واضحة، يمكن التوصل معها إلى تفاهمات، والتوقيع على التزامات ملزمة، في الإمكان التوصل إلى مثل هذا الأمر الآن مع سورية، فيما ما زال غير ممكن التوصل إلى ذلك مع فلسطين، ومن شأن اتفاق سلام مع سورية، أنَّ يؤثر بصورة غير مباشرة على الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني أيضاً، لأنّه سيؤدي إلى انفصال سورية عن إيران، وحزب الله، وحماس، كما أنَّ سورية تنفي مفاوضات من هذا القبيل لأسباب، أهمها: استخلاصها العبر من الغارة الإسرائيلية في السادس من أيلول (سبتمبر) الماضي).
ولكن .. هل هذه هي العبرة التي استخلصها النظم السوري من الغارة، ومن إغتيال مغنية بين أشد التحصينات الأمنية في دمشق! أم هي عكس ما توقعت يديعوت أحرنوت!!
وعلى أية حال، فإنَّ الذي حدث بين المتصارعين في لبنان ـ على مقربة من أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة ـ من إسهال مفاجئ من تراجعات المحور السوري ـ حزب حسن نصر، ليس سوى تفاهم ما، قد انبعثت رائحته منذ زيارة نجاد لبغداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما دخول القوات العراقية مدينة الصدر مرتاحة، وإعلان الإستعداد السوري لمفاوضات مباشرة مع الصهاينة، متزامنا مع تراجعات حزب حسن نصر في لبنان سوى مرحلة.
ولئن كان المراقبون يرون ذلك بوضوح، غير أنّهم بين من يرجّح أنه تفاهم تكتيكي مؤقت، يشتري به الإيرانيون الوقت، وبين من يرجّح أنها صفقة كبيرة لكنها تحتاج إلى وقت طويل لتنضج،
وفي نهايتها تتقاسم فيها القوّتان المتصارعتان المكاسب، وأمّا التصلَّبات السياسية، والتهديدات العسكرية، واستعراض العضلات في التصريحات الخطابية، فكانت كلُّها ضغوط لتحسين شروط التفاوض فحسب.
ولئن كان هذا، أو ذاك، فإنَّ هدف المعسكر الصهيوصليبي تفكيك هذا الهلال الممتد من طهران إلى شمال الكيان الصهيوني، تهيئةً لتغيير النظام الإيراني برمته، وإنهاء تهديده.
ثم إن هذا التغيير، إما بأن يغير بنفسه، بنيَته، وفكره، كما النموذج الليبي، أو ينهار بحرب شاملة، كما النموذج العراقي.
وأما هدف المحور الإيراني السوري، فهو الحصول على أكبر قدر من المكاسب، في مقابل أقلّ قدر من التنازلات، لاسيما في فترة الضعف الأمريكي الحالية، بحيث يضمن هذا المحور في نهاية المطاف، بقاء قويا، ونفوذا واسعا، في المنطقة.
ولئن حصل هذا المحور، على إخراج النظام السوري من ملاحقة المحكمة الدولية بخصوص إغتيال الحريري، وبقاء سلاح حزب حسن نصر على الأقل إلى الوصول إلى اتفاق سلام مع لبنان، وسوريا، والسماح لإيران بإمتلاك السلاح النووي مقابل تمليكه لدول الولاء الأمريكي، ومنح جنوب العراق ما يريده الشيعة، ومنحهم دويلات أخرى في الجزيرة العربية.
فإنَّ هذا المحور الخبيث مستعد كلَّ الإستعداد، وبكلَّ سرور، لطرد الفصائل الفلسطينية، والتخلِّي عن القضية الفلسطينية.
وسواء تمت الصفقة بين هؤلاء الشياطين، أم فشلت.
أو كان هذا تفاهما تكتيكيا مؤقتا، كضلع على ورك، وستقوم الحرب.
فإننا نعيد ما ذكرنا سابقا، ومرارا، أنَّ فلسطين ومسجدها الأقصى، وهما أمانة الأمة الإسلامية، إن كانت في يد النظام الصفوي في إيران، وحليفه النظام السوري، ودميتهما المخادع حسن نصر، فإنها والذي نفسي بيده، في أخون يد.
فما هي في هذه اليد، سوى ورقة سياسية تُحرق في مشروع دولة فاطمية جديدة، لن تفعل أكثر مما فعل الفاطميون الأوائل عندما امتلأت بلاد الإسلام بالمحتلين، والغزاة، إبّان فترة حكمهم، حتى طهّر صلاح الدين البلاد من رجسهم.
كما ذكرنا ذلك بالتفصيل، مرارا، وأخيرا في محاضرة (حزب حسن نصر مقاومة لبنانية شريفة، أم مؤامرة إقليمية مخيفة) وستنزل قريبا في الموقع بإذن الله تعالى.
والله المستعان، وعليه التوكَّل، وهو حسبنا، ونعم الوكيل(/)
الفرق الضالة
ـ[نواسه]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 07:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي العالمين وسيدها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة هذه أول مشاركة لي معكم في هذا المنتدى
وأحتاجكم للمساعدة
أريد منكم التعريف بالفرق الضالة كالقرآنين والتكفير والهجرة والخوارج ومدى ضلالتهم وإقامة الحجة عليهم .. يقومون بضلالة الناس والناس لا يشعرون
وجزاكم الله خيراً
أختكم في الله .. نواسه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 02:46]ـ
تفضلى أختى
http://www.islam ... .net/ver2/archive...no=1&thelang=A
وكذلك كذلك مكتبة صيد الفوائدقسم الفرق والمذاهب:
http://www.saaid.net/book/list.php?cat=89
وعلى هذا الرابط مقالات عن كثير منها
http://www.islam ... .net/ver2/archive/index2.php?vPart=179&startno=1&thelang=A
وكذلك
فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام
المؤلف
غالب بن علي العواجي
الكتاب مصور
احتوى الكتاب على:
- الجزء الأول:
الباب الأول: مقدمة في الفرق
الباب الثاني: فرقة السلف أهل السنة والجماعة
الباب الثالث: دراسة عن الخوارج
الباب الرابع: الشيعة
- الجزء الثاني:
الباب الخامس: الباطنية
الباب السادس: النصيرية
الباب السابع: الدروز
الباب الثامن: البهائية
الباب التاسع: القاديانية
- الجزء الثالث:
الباب العاشر: الصوفية
الباب الحادي عشر: دراسة المرجئة
الباب الثاني عشر: الجهمية
الباب الثالث عشر: المعتزلة
الباب الرابع عشر: الأشاعرة أو السبعية
الباب الخامس عشر: الماتريدية
الباب السادس عشر: دراسة أهم المسائل التي اتفق عليها أهل الكلام من الأشعرية والماتريدية والمعتزلة والجهمية.
_______________
الناشر: المكتبة العصرية الذهبية
الطبعة: الرابعة
سنة الطبع: 1422 - 2001
عدد المجلدات: 3 مجلدات
عدد الصفحات: 1301 صفحة
الحجم الإجمالي تقريبًا: 13 ميجا
تم دمج المجلدات في ملف واحد فقط للمحافظة على تسلسل الصفحات
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=534
وكذلك
http://www.shamela.ws/open.php?cat=32&book=2037(/)
ورأفت عمَّاري (رصدٌ .. تحليلٌ .. ردٌّ .. وقصص شيقة داخل المقال)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 10:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
رأفت عمَّاري طبيب نصراني، ترك الطب وراح يدرس الإسلام، وربع قرن أو يزيد وهو يدرس الإسلام، استضافته فضائية الكذاب اللئيم زكريا بطرس في إحدى برامجها ليتحدث إلى مستمعيها بم توصل إليه في سنين دراسته الطويلة، وكان ما يلي:
اجتمع هو والكذاب اللئيم زكريا بطرس ونفرٌ من المجرمين يبحثون عن الوحي .. حقيقة الوحي .. من أين جاء محمدٌ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بالقرآن العظيم؟ هل كان حقا وحياًً يوحى؟ مَن كان يوجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ ومن كان يملي عليه ما يتكلم به؟
طُرِحَ السؤال على هذا الباحث الحثيث الذي قضى ثلاثين عاماً ـ تقريباً ـ من عمره يتتبع الوحي من أين جاء فأجاب:
تنزلت به الشياطين {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} [الشعراء: 210ـ 211]، كان مسكوناً بالجن، وكانت توحي إليه .. !!؛ جاءته الجن من زوجته السيدة خديجة .. كانت متزوجة من رجلٍ يقال له (نبّاش) وكان ساحراًَ ماهراً، وكان البيت يمتلئ بالزوار ممن يبحثون عن شفاءٍ لما في أبدانهم من أمراض عند زوج خديجة الساحر (نبّاش)، وكانت خديجة تأنس بالزوّار، وحين مات هذا الرجل وتزوجت محمداً ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ انفض الناس عن البيت فاستوحشت خديجة، ورأت أن تُلبسه الشياطين كي يداوي بالسحر ويكثر زواره كي تأنس بهم من جديد (1) ... !!
ولم أسمع أن لخديجة زوجاً يقال له (نباش) إلا من هذا (البكّاش) (2)، ولم أسمع أن خديجة ـ رضي الله عنها ـ استوحشت، أو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يجتمع بأصحابه في بيتها بعد البعثة كي يؤنس وحشتها، بل كان يجتمع بهم سراً في دار الأرقم بن أبي الأرقم.
يقول: والدليل على أن صاحب محمدٍ ـ يعني جبريل عليه السلام وصلى الله على نبينا محمد ـ كان جِنِّياً ولم يكن ملكاً هو أنه حين ظهر له من في غار حراء كان يخنقه، ويحاول أن يقتله.
ويقول: والدليل على أن محمداً ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان مسكوناً بالشياطين هو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاول الانتحار عدّة مرات إذ أن الانتحار وسيلة من وسائل التخلص من الأرواح الشريرة التي تسكن البدن .. ويتابع قائلا: وذلك في صحيح البخاري باب بدء الوحي (3).
هذا كله في مجلس واحد!!
ولا أدري هل كان الجني يسكن بداخله بعد أن أتت به زوجته خديجة حين توفى زوجها (نباش) الذي لم تتزوجه أصلا؟! أم ظهر له الجني بعد أربعين سنة في غار حراء ثم ظلَّ يظهر له بعد ذلك، ولا أدري كيف تكرر ظهور الجني وقد كان يحاول أن يقتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أول مرة؟!!
هو يقول بهذا وذاك، وهذا وذاك لا يجتمعان، ويقول بأن ذلك في صحيح البخاري باب بدء الوحي، وقد قرأت الحديث عدّة مرات لم أجد شيئا مما ذكره هذا (البكاش) في الحديث.
الذي في الحديث أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يتعبد في الغار أعلى الجبل الليالي ذوات العدد ثم ينزل لأهله يتزود ثم يعود يتعبد الليالي ذواتِ العدد، وأن الملك حين خرج إليه ضمّه ضماً شديداً، فعل المحب مع حبيبه. ولم يكن يخنقه أبداً.
وفي الحلقة التي تليها مباشرةً يقرر الدكتور رأفت عماري بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان (مانوياً) أي يتبع (ماني)، يقول: المانوية كانت منتشرة في قريش، فكثير من قريش كان قد تزندق، والزندقة هي المانوية!! (4)، ولذا كان هناك تطابق بين محمد وماني (5)!!
وبعد هذا الكلام مباشرة ـ دون أي فاصل ـ يقول وقد كانت له مصادر نصرانية، راح يبحث عن نصارى في مكة كي يعلموه، فلجأ إلى بعض الغلمان الذين كانوا في مكة فتعلم منهم، وتتلمذ على أيديهم، ويسمي نفراً من العبيد الذين لم يكونوا يتكلمون اللغة العربية أصلا!!
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} [سورة النحل: 103].
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ذات الحلقة يقول بأن محمداً ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان صابئياً يتبع فرقة الصابئة، وتعلم على أيديهم، وأتى بكثيرٍ مما أتى به من الصابئة، والدليل على ذلك أنهم قالوا له يا صابئ!!
وفي ذات الحلقة طُلب منه أن يشرح الديانات التي كانت في الجزيرة العربية قبل البعثة وهل أثرت في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أم لا؟
فتنهد .. وتنهد .. واستحضر للقارئ أنه مطلع وباحث قضى عشرات السنين يبحث ثم قال: الديانة الأولى في شبه الجزيرة العربية قبل البعثة النبوية ـ على رسولها وعلى جميع الأنبياء أفضل الصلاة وأزكى السلام ـ كانت ديانة الجنّ (الشياطين)، وكان لكل حي من العرب كاهن يقيم في الكعبات، والديانة الثانية هي ديانة عائلة النجوم، التي فيها الله هو القمر، واللات هي زوجته وابنهما عفتار (المشتري)، وبناته كثر منها مناة وعُزِى ـ هكذا ينطقها ـ، وانتشرت هذه الديانة في شمال الجزيرة العربية في قبيلة بني لحي (6)، ـ ولم يسكن بنو لحيان شمال الجزيرة العربية قط ـ.
وفي ذات الحلقة أيضاً قرر أن إله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو كوكب (الزهرة) لأن الزهرة هو الذي يظهر آخر الليل، ومحمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول ينزل ربنا للسماء الدنيا آخر الليل، ويضيف اللئيم بطرس في ذات اللقاء ـ وكان حاضراً ـ فيقول الله هو القمر، واللات هي الشمس (المدام بتاعته) تزوجا وأنجبا النجوم وهذا في كل الكتب الإسلامية (7)!!
وفكر وقدر ثم عاد مرة أخرى في الحلقة التي تليها يقول: النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان زرادشتياً (8) ـ ... أخذ من الزرادشتية، فسدرة المنتهى هو إله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ينزل عند بحر في السماء، والصلوات الخمس من زرادشت، وتصلى للنجوم، ورمضان طقس حرّاني ويصومون للقمر (9).
وكأن أحدهم خجل من كلامه فاتصل به يقول له ـ بلسان حاله ـ هوَّن عليك، وأخبره بأن كتب المسلمين وكتب التاريخ تقول بأن العرب كانوا على ملّة أبيهم إبراهيم، ثم غيرها عمرو بن لحي إلى الوثنية .. عبادة الأصنام. فتعصب .. وتغير .. وطلب الحديث من مقدم البرنامج وقال: عمرو بن لحي هذا كذبة .. لم يكن هناك شيئ اسمه عمرو بن لحي!!، وتاريخ العرب بدأ في عام الفيل، وهذا قول الشعبي وابن خلدون!!
وعاد إلى بيته ففكر وقدر ثم رجع في الحلقة التالية يقول: النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان عضواً في منظمة إسمها (باور) مقرها حالياً كندا، أفراد هذه المنظمة يعبدون الشياطين وتعطيهم الشياطين قوة على ممارسة الجنس غير عادية والدليل على ذلك أنه كان يقدر على النساء أكثر مما يقدر غيره (10)، وسكت في الحلقة قليلاً ثم عاد يقول أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان (غنوصياً) ودليل ذلك أنه حرّم الحرير!!
ثم اشتد واسترسل وراح يقول: حرَّم الحرير وكان يلبسه، وحرم التعدد على أصحابه وكان عنده عدد من النساء، وحرم جماع النساء في المحيض وكان يجامع في المحيض، وفرض الفجر على أصحابه وكان ينام هو عن الصلاة ولا يصلي، وأمرهم بالصوم وما كان يصوم .. ثم يختم قائلا .. كان مرائياً ولم يكن يحترم تعاليم دينه (11)!!
ذكرني بأيام الطفولة الأولى في القرية .. ، ولم تكن الكهرباء قد أضاءت الشوارع بعد، كانت الظلماء تشتد بعد العشاء، وينام الناس مبكراً، وإن علا صوتنا في الشارع خرج لنا كبار السن بالعصا حتى نسكت، فكنا ننزوي في أحد الأركان ويأتينا أحدهم منمقاً .. قد أنفق على ثيابه .. يسافر إلى المدينة ... فنقول له حدثنا عما تراه في المدينة، فيتعطف ويتنزل ويقص علينا ما في المدينة ... بحرٌ من (الكوكاكولا) وبحر من (الدواء)، يعبئ الدواء من بحره (12)، وتعبئ (الكوكاكولا) من بحرها ... هذا الذي رآه في (المركز) الذي يبعد عن قريتنا عشرين كيلوا فقط، ونحن نصدق، ونهلل، ونستزيد، ويزيد ... ونعود إلى أهلنا فرحين مسرورين، وننتظر الليلة بعد الليلة لنسمع المزيد ... ولم يطل الوقت حتى خرجنا من القرية (في اختبارات لحفظ القرآن) ولم نجد بحراً لكوكاكولا ولا بحراً للدواء .. وعرفنا أن صاحبنا (بكاش)، وسقط من أعيننا إلى الأبد ... وهكذا (رأفت عماري) و (بطرس اللئيم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ورأفت العماري وزكريا بطرس وكل المخالفين لسيد الأولين والآخرين محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حيرة، مرتبكون، يتخبطون، لا يدرون أين يسيرون، يتكلمون بالأضداد، ويكذبون، وعند أنفسهم كاذبون، وعند من يطالع كلامهم كاذبون، ومن شكك في كلامنا فنحن ندعهم بالدعاء باللعنة على أنفسهم إن كانوا كاذبين. فهل يفعلون؟ إن كانوا صادقين سيفعلون، وأنا أجزم أنهم لن يفعلوا.
{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61]
محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعرف عنه كل شيء، يعرف أحدنا عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما لا يعرفه عن أبيه، وصحيح البخاري في كل مكان، فما إن يقرأ الناس حتى يعلموا أن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أمياً لم يقرأ ولم يكتب {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [سورة العنكبوت: 48]، وما خرج من شعاب مكة حتى يعرف (ماني) أو (زرادشت) أو غيرهما، وأن النجوم عندنا مخلوقة تعبد الله وليست آلهة من دون الله أو أنها هي الله الذي نعبده، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُْ} [الحج: 18]. {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [سورة الإسراء:44]، {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [سورة فصلت: 37].
وسيقرأ الناس ويعلمون أن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلس بين قريش أربعين عاماً لم تظهر عليه أعراض ثقافة أو اتصالٍ بهذا أو ذاك {قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يونس: 16]، ولم يعامل غير العرب .. لم يخرج من بينهم إلا مرتين وكان معهم، فلم يختلط بغيرهم، ولذا حين كذبوه، كما كذب كلُّ قومٍ رسولهم احتج عليهم القرآن بأنه صاحبهم الذي يعرفوه معرفة الصاحب بصاحبه {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ} [التكوير: 22]، {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2]، {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ: 46]؛ وسيقرأ الناس ويعلمون أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسكن في غرفاتٍ من طين، سقفها الجريد ... غرفاتٍ ضيقة .. يلتصق جدارها بالمسجد، وأنه كان ينام على الأرض، وأنه كان يمر عليه الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في بيته نار، ومات ولم يترك شيء يرثه أهله، بل ولا شيء يطعمه أهله، وهذا حال الأنبياء لا الملوك. وأنه صلى الله عليه وسلم ـ قدم عدداً لا يكاد يحصى من النبوءات، وهي كبرى الأمارات على النبوة.
وسيقرأ الناس القرآن ويعلمون أنه تنزيل رب العالمين، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: 192ـ 193]، والشياطين والإنس والجن بعيدون تماماً عن هذا الذكر الحكيم {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} [الشعراء: 210 ـ 212].
ورأفت عماري كبطرس يستتر خلف الكاميرا، يتكلم من وراء حجاب، ونناديه أن يخرج لنا نسمعه ويسمعنا ولا يخرج، ولن يخرج، لأنه لا يملك إلا الكذب، وليته يتشجع، ويستجيب للنداء، فقد بحت الحناجر.
مساء الثلاثاء
8/ 5/1429 هـ
13/ 5 /2008م
============================== ==================
(1) ذكر ذلك في الحلقة الأولى والثانية من برنامج سؤال جريئ. وراجعت ترجمة أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ في (الإصابة) وعند الذهبي في (سير أعلام النبلاء) وراجعت كثير من كتب السير فلم أجد ذكراً لنباش هذا الذي يتكلم عنه البكاش رأفت عماري، وكلهم على أن زوجها الأول كان أبو هالة بن زرارة التميمي والثاني عتيق بن عابد المخزومي. وكلمة (بكاش) كلمة دارجة في اللهجة المصرية تعني كذاب، وتقال لمن يكذب كذباً خفيفاً لا ينطلي على الصغار فضلا عن الكبار.
(2) وراجعت ترجمة أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ في (الإصابة) وعند الذهبي في (سير أعلام النبلاء) وراجعت كثير من كتب السير فلم أجد ذكراً لنباش هذا الذي يتكلم عنه البكاش رأفت عماري، وكلهم على أن زوجها الأول كان أبو هالة بن زرارة التميمي والثاني عتيق بن عابد المخزومي. وكلمة (بكاش) كلمة دارجة في اللهجة المصرية تعني كذاب، وتقال لمن يكذب كذباً خفيفاً لا ينطلي على الصغار فضلا عن الكبار.
(3) سؤال جريئ الحلقة 3/ 14 وما بعدها.
(4) الزندقة هي النفاق، وظهر هذا الاسم في القرن الثاني الهجري.
(5) سؤال جريئ الحلقة 3/ 33 وما بعدها. وأعاد ذات الكلام في الحلقة الرابعة د/11، وأعاد الكلام وزاد في الحلقة السادسة من ذات البرنامج د/51، و
mgelkassas@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 12:39]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
مجهود مشكور ان شاء الله ومتابعة طيبة مشكورة بارك الله في مجهودك واجره
واحب ان اضيف الي ذلك التالي
اولا لقد اعتمد هذا الرجل علي فكرة خليل عبد الكريم العلماني في كتابه فترة التكوين في حياة الصادق الامين من ان معلمة محمد هي خديجة وان معلميها هم قساوسة الجزيرة العربية واولهم ورقة واخرهم القس عداس!
وانها ادخلته في تجربة النبوة وانتخبته من بين المكيين
وجعلته يخوض تجربة كان تهيئه لها كل يوم من العشاء الي الفجر في دراسة مستمرة وتحفيظ ومتابعة من خديجة نفسها او منها ومن ورقة ابن عمها
هذه هي خلاصة فكرة خليل عبد الكريم اخذ منها ورد واضاف وزاد خصوصا فكرة الشياطين هذه التي اضافها ايضا حقدا ومكرا!
وانك لتجد ناهد متولي في غرفتها تذكر هذه الاخيرة -اي التعليم من العشاء حتي الفجر! -وكانها مسلمة تاريخية ولاتذكر مصدرها اما انا فاقول ان مصدرها هو خليل عبد الكريم في حبكته القصصيه التزويرية العلمانية عن محمد رسول الله وليس هناك اي رواية في اي كتاب تاريخي ايا كان تذكر هذه الفرية العلمانية اذن فمصدرها خليل عيبد الكريم كما اعترف هو نفسه في كتابه فترة التكوين هذا!
هذا اول كشف!
وسوف اسجله بالتفاصيل ان شاء الله في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الثالث ان شاء الله
ثانيا ان فكرة اله القمر اله المسلمين المزعومة وكل مايرتبط بذلك هي فكرة سيد القمني -وقد كررها العلمانيون التاريخيون في اكثر من كتاب-وقد وضعها هو في اكثر من كتاب له ويبدو ان هذا النصراني اخذها منه واضاف اليها كما يفعل العلمانيون تماما في النقل والتقليد ثم التلفيق والزعم بانه اكتشاف جديد!!!
ثالثا وهو الشيء الذي ينبغي ابرازه في برامج الحوار مع النصاري مثل البالتوك وغيره وهو ان النصاري يستعينون بكتب خليل عبد الكريم وسيد القمني والمستشار سعيد العشماوي ونصر حامد ابو زيد وموقع اولاد اسماعيل فيه كتب لهؤلاء ومنه كتاب الصادق الامين هذا لخليل عبد الكريم
ومايجب ان نفضح النصاري به هو ان نقول لهم ان في سطور هذه الكتابات ذاتها قدح في الدين فهي من جعلت الوحي اسطورة ارضية ناتجة عن تطور المجتمعات وهي ظاهرة ارضية وليس وحي فوقي!
اانها العلمانية يانصاري تنصرونها علي الاسلام
فان استعان النصاري بهؤلاء العلمانيين فان كتابات العلمانيين تقول بان المسيحية خرافة كبيرة واسطورة خطيرة وانتاج بشر متخلفون وتطور معرفي بدائي ضعيف المستوي والنبوة فيها اختراع بيئة فان قبلوا اقوالهم في الاسلام والرسول فليقبلوا اقوالهم ايضا في المسيحية ولايخفوا عن اتباعهم هذا الامر وبذلك تنكشف حيلتهم وانهم استعانوا بمن يهدم الدين اصلا حقدا علي الاسلام
وانك لتجد ان مايخفونه-اي النصاري- غير مايوحون به من مادة هذه الكتب فالناظر الي الاسماء-العشماوي القمني ابو زيد - هذه يظن انهم (مسلمون) يقومون بنقد الاسلام وانهم قد خرجوا منه في حين ان الحقيقة المخفية من قبل النصاري هي ان هؤلاء علمانيون يحللون التاريخ كله تحليلا ماديا لاروح فيه ولاغيب ولاقدر ولاتدخل الهي لو صح التعبير فيرفضون المسيح كما يرفضون محمد عليهم صلوات الله وسلامه ويقدحون في نبوة ورسالة المسيح وموسي كما يقدحون في رسالة محمد صلوات الله عليهم اجمعين
ولقد فصلت هذا الامر كله في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الثاني تفصيلا دقيقا فالعشماوي مثلا يجعل من موسي كاهنا مصريا جنسا ودينا وانه ابن ابنة فرعون مصر رمسيس الثاني علي الحقيقة وانه كان كاهنا ضليعا في السحر وعلي دين مصر الراقي اما سيد القمني فله اسطورة شبيهة وضعها في كتابه الضخم جدا النبي موسي واخر ايام تل العمارنة وخلاصة فكرته ان موسي هو اخناتون المصري هو اوديب اليوناني والاصل التاريخي هو اخناتون اي ان موسي اختراع اليهود لم يكن له وجود بصفته موسي في التاريخ!
وفرعون القمني غير فرعون العشماوي وموسي عند العشماوي هو ابن ابنة الفرعون رمسيس وعند القمني هو آمنحب الثالث وموسي هو ابنه اي امنحتب الرابع اي ان موسي ابن الفرعون وليس ابن ابنته كما هو عند العشماوي!!!!
وكذلك لاحمد عثمان صاحب كتاب مخطوطات البحر الاحمر كلام يشابه كلام فرويد عن موسي في كتابه التبي موسي والتوحيد
ولقد جمعت هذه الاساطير العلمانية في كتابي هذا وفضحتها وكشفت مصدرها ومن مصادرها فرويد اليهودي وايمانويل فليكوفسكي اليهودي ايضا ولكل منهم نظرية في موسي عليه السلام وارتباطه بالشخوص الوثنية المنسوبة اليه علي انها هو!!! وهؤلاء العلمانيون الغربيون وغيرهم هم مصادر القمني والعشماوي وعثمان وغيرهم وقد اثبت هذا في كتابي وهاانت-جزاكم الله خيرا- تاتينا بنصراني اخذ عن هؤلاء العلمانيون العرب الذين هم بدورهم اخذوا عن العلمانيون الغربيون نظرياتهم في الانبياء وتاريخ النبوات
المهم هؤلاء العلمانيون هم من يفرح بهم النصاري ويستخدمون كتاباتهم ضد الاسلام وسضعون كتبهم في مواقعهم ظنا منهم انهم بذلك ينتصرون علي الاسلام باقلام كانت اسلامية!
في حين ان هؤلاء يرفضون انبياء النصاري والوحي والدين فليفرح النصاري بهذا وينصروا الالحاد علي الايمان كما فعل يهود بنصر قريش علي الاسلام كما نزلت الايات تفضح يهود في هذا وهانحن نفضح النصاري بكشف القرآن ومنهج القرآن وحقيقة القرآن
قال تعالي
((ألم ترَ إلى الذين أُوتُوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْت والطاغوت، ويقولون للذين كفروا: هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً)). سورة النساء: 51
رابعا هناك علمانيون اخرون اخذ منهم هذه المعتوه بقية فكرته الخليط منهم فراس سواح العلماني
وهذا كله يكذب قصة بحثه لسنوات طوال وانما هو تابع مقلد وماكر خبيث وناقل وملفق وكذاب ومعلوم كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان الشرك والكذب لايفترقان
فلله الحمد علي نعمة الاسلام
اخوك طارق منينة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 06:46]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
مجهود مشكور ان شاء الله ومتابعة طيبة مشكورة بارك الله في مجهودك واجره
وإياكم. شكر الله لك.
واحب ان اضيف الي ذلك التالي
اولا لقد اعتمد هذا الرجل علي فكرة خليل عبد الكريم العلماني في كتابه فترة التكوين في حياة الصادق الامين من ان معلمة محمد هي خديجة وان معلميها هم قساوسة الجزيرة العربية واولهم ورقة واخرهم القس عداس!
وانها ادخلته في تجربة النبوة وانتخبته من بين المكيين
وجعلته يخوض تجربة كان تهيئه لها كل يوم من العشاء الي الفجر في دراسة مستمرة وتحفيظ ومتابعة من خديجة نفسها او منها ومن ورقة ابن عمها
هذه هي خلاصة فكرة خليل عبد الكريم اخذ منها ورد واضاف وزاد خصوصا فكرة الشياطين هذه التي اضافها ايضا حقدا ومكرا!
وانك لتجد ناهد متولي في غرفتها تذكر هذه الاخيرة -اي التعليم من العشاء حتي الفجر! -وكانها مسلمة تاريخية ولاتذكر مصدرها اما انا فاقول ان مصدرها هو خليل عبد الكريم في حبكته القصصيه التزويرية العلمانية عن محمد رسول الله وليس هناك اي رواية في اي كتاب تاريخي ايا كان تذكر هذه الفرية العلمانية اذن فمصدرها خليل عيبد الكريم كما اعترف هو نفسه في كتابه فترة التكوين هذا!
هذا اول كشف!
خليل عبد الكريم لص، أو تيس مستعار ـ كما يسميه الشيخ فوزي السعيد ـ وقد سرق كل ما كتب من جوزيف قذى (أبو موسى الحريري، حتى أنه ينقل نقلا مباشراً، وهذا الاخير سرق من آخر. لا أذكر اسمه الآن. والامر له سلسلة أخرى شرحتها في كتابي (الكذاب اللئيم زكريا بطرس) وشرحتها في محاضرة في غرفة وسام عبد الله بعنوان (مصادر الاستدلال عند النصارى.
وسوف اسجله بالتفاصيل ان شاء الله في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الثالث ان شاء الله
ثانيا ان فكرة اله القمر اله المسلمين المزعومة وكل مايرتبط بذلك هي فكرة سيد القمني -وقد كررها العلمانيون التاريخيون في اكثر من كتاب-وقد وضعها هو في اكثر من كتاب له ويبدو ان هذا النصراني اخذها منه واضاف اليها كما يفعل العلمانيون تماما في النقل والتقليد ثم التلفيق والزعم بانه اكتشاف جديد!!!
ثالثا وهو الشيء الذي ينبغي ابرازه في برامج الحوار مع النصاري مثل البالتوك وغيره وهو ان النصاري يستعينون بكتب خليل عبد الكريم وسيد القمني والمستشار سعيد العشماوي ونصر حامد ابو زيد
فعلت ذلك من عام تقريبا .. نشرته في مقال .. وكتاب .. وحوار .. ومحاضرة .. في أكثر من ثلاثين موقعاً ومنتدى منهم طريق الإسلام وصيد الفوائد ... وها أنذا ادور بساحتهم .. أختال .. وربك يحب الخيلاء عند القتال .. أنادي في عباد الصليب على من يكذبني ولا أجد .. ولن أجد بحول الله وقوته
وموقع اولاد اسماعيل فيه كتب لهؤلاء ومنه كتاب الصادق الامين هذا لخليل عبد الكريم
ومايجب ان نفضح النصاري به هو ان نقول لهم ان في سطور هذه الكتابات ذاتها قدح في الدين فهي من جعلت الوحي اسطورة ارضية ناتجة عن تطور المجتمعات وهي ظاهرة ارضية وليس وحي فوقي!
اانها العلمانية يانصاري تنصرونها علي الاسلام
فان استعان النصاري بهؤلاء العلمانيين فان كتابات العلمانيين تقول بان المسيحية خرافة كبيرة واسطورة خطيرة وانتاج بشر متخلفون وتطور معرفي بدائي ضعيف المستوي والنبوة فيها اختراع بيئة فان قبلوا اقوالهم في الاسلام والرسول فليقبلوا اقوالهم ايضا في المسيحية ولايخفوا عن اتباعهم هذا الامر وبذلك تنكشف حيلتهم وانهم استعانوا بمن يهدم الدين اصلا حقدا علي الاسلام
وانك لتجد ان مايخفونه-اي النصاري- غير مايوحون به من مادة هذه الكتب فالناظر الي الاسماء-العشماوي القمني ابو زيد - هذه يظن انهم (مسلمون) يقومون بنقد الاسلام وانهم قد خرجوا منه في حين ان الحقيقة المخفية من قبل النصاري هي ان هؤلاء علمانيون يحللون التاريخ كله تحليلا ماديا لاروح فيه ولاغيب ولاقدر ولاتدخل الهي لو صح التعبير فيرفضون المسيح كما يرفضون محمد عليهم صلوات الله وسلامه ويقدحون في نبوة ورسالة المسيح وموسي كما يقدحون في رسالة محمد صلوات الله عليهم اجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد فصلت هذا الامر كله في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الثاني تفصيلا دقيقا فالعشماوي مثلا يجعل من موسي كاهنا مصريا جنسا ودينا وانه ابن ابنة فرعون مصر رمسيس الثاني علي الحقيقة وانه كان كاهنا ضليعا في السحر وعلي دين مصر الراقي اما سيد القمني فله اسطورة شبيهة وضعها في كتابه الضخم جدا النبي موسي واخر ايام تل العمارنة وخلاصة فكرته ان موسي هو اخناتون المصري هو اوديب اليوناني والاصل التاريخي هو اخناتون اي ان موسي اختراع اليهود لم يكن له وجود بصفته موسي في التاريخ!
وفرعون القمني غير فرعون العشماوي وموسي عند العشماوي هو ابن ابنة الفرعون رمسيس وعند القمني هو آمنحب الثالث وموسي هو ابنه اي امنحتب الرابع اي ان موسي ابن الفرعون وليس ابن ابنته كما هو عند العشماوي!!!!
وكذلك لاحمد عثمان صاحب كتاب مخطوطات البحر الاحمر كلام يشابه كلام فرويد عن موسي في كتابه التبي موسي والتوحيد
ولقد جمعت هذه الاساطير العلمانية في كتابي هذا وفضحتها وكشفت مصدرها ومن مصادرها فرويد اليهودي وايمانويل فليكوفسكي اليهودي ايضا ولكل منهم نظرية في موسي عليه السلام وارتباطه بالشخوص الوثنية المنسوبة اليه علي انها هو!!! وهؤلاء العلمانيون الغربيون وغيرهم هم مصادر القمني والعشماوي وعثمان وغيرهم وقد اثبت هذا في كتابي وهاانت-جزاكم الله خيرا- تاتينا بنصراني اخذ عن هؤلاء العلمانيون العرب الذين هم بدورهم اخذوا عن العلمانيون الغربيون نظرياتهم في الانبياء وتاريخ النبوات
المهم هؤلاء العلمانيون هم من يفرح بهم النصاري ويستخدمون كتاباتهم ضد الاسلام وسضعون كتبهم في مواقعهم ظنا منهم انهم بذلك ينتصرون علي الاسلام باقلام كانت اسلامية!
في حين ان هؤلاء يرفضون انبياء النصاري والوحي والدين فليفرح النصاري بهذا وينصروا الالحاد علي الايمان كما فعل يهود بنصر قريش علي الاسلام كما نزلت الايات تفضح يهود في هذا وهانحن نفضح النصاري بكشف القرآن ومنهج القرآن وحقيقة القرآن
قال تعالي
((ألم ترَ إلى الذين أُوتُوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْت والطاغوت، ويقولون للذين كفروا: هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً)). سورة النساء: 51
رابعا هناك علمانيون اخرون اخذ منهم هذه المعتوه بقية فكرته الخليط منهم فراس سواح العلماني
وهذا كله يكذب قصة بحثه لسنوات طوال وانما هو تابع مقلد وماكر خبيث وناقل وملفق وكذاب ومعلوم كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان الشرك والكذب لايفترقان
فلله الحمد علي نعمة الاسلام
اخوك طارق منينة
حياك الله أخي طارق
أقوم الان بالاستخارة والاستشارة حول كتابة كتاب يدور حول فكرة (المواجهة الفكرية بين الشرق والغرب) فبعد تتبعي لما يحدث أشعر أن عندي جديد أستطيع أن أقدمه، وقد بارك أحد الافاضل المشروع وفرح به جداً.
أقول: لم لا نتعاون؟ .. يمكنني أن ادعم صوتك وقلمك .. عندي مساحة للنشر .. وللتحدث. . فهلم إلي .. إرمِ معنا فقد اشتدوا علينا.
من قريب أخرجوا (مرقص عزيز) وهو قمص مسئول عن الشباب في مصر. خرج من مصر لينضم لبطرس دون قيود وهذا يعني ان القوم جادون .. وعازمون على التصعيد .. وهذا يفرحني وإن كان يتعبني. فهي تشتد وتنادي على الرجال.
بضاعتك ثمينة. وينفع الله بها.
أنتظر جوابا على البريد وليس هنا.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 07:11]ـ
قال الله تعالى: ((إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)))(/)
ميثاق الامم المتحدة! الياسق الجديد!
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 12:27]ـ
الحمد لله
الى إخواني أهل السنة والجماعة، أتباع السلف الصالح عقيدة وفقها وعبادة واخلاقا.
دونكم ميثاق الأمم المتحدة، فاشحذوا الهمم لبيان أباطيله وأكاذيبه ومناقضته لكلمة لا اله الا الله من كل وجه، وبينوا أحوال الذين آلوا على أنفسهم [وأخذوا عليها هذا المثاق] لَيَنشُرُنَّه ُ
في المسلمين.
وأبدأ بفقرة منه، فليشحذ كل منا همته وقريحته و ليبين للناس بما آتاه الله من العلم وبما أخذ الله عليه من الميثاق ليبيننه للناس و لا يكتمونه و لا يشترون به ثمنا قليلا.
هذا هو الفصل الأول مع الديباجه، فدونكموه، ونسأل الله تعالى الصدق و الاخلاص و الهداية و الثبات.
الديباجة
نحن شعوب الأمم المتحدة
وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وأن نبين الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي،
وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدما، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح. وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا:
أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معا في سلام وحسن جوار، وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي، وأن نكفل بقبولنا مبادئ معينة ورسم الخطط اللازمة لها ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة، وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها، قد قررنا أن نوحد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض،
ولهذا فإن حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين في مدينة سان فرانسيسكو الذين قدموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط، قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة هذا، وأنشأت بمقتضاه هيئة دولية تسمى "الأمم المتحدة".
الفصل الأول: في مقاصد الهيئة ومبادئها
المادة 1
مقاصد الأمم المتحدة هي:
1 - حفظ السلم والأمن الدولي، وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وتتذرع بالوسائل السلمية، وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي، لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم أو لتسويتها.
2 - إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها، وكذلك اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتعزيز السلم العام.
3 - تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا والتشجيع على ذلك إطلاقا بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء.
4 - جعل هذه الهيئة مرجعا لتنسيق أعمال الأمم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات المشتركة.
المادة 2
تعمل الهيئة وأعضاؤها في سعيها وراء المقاصد المذكورة في المادة الأولى وفقا للمبادئ الآتية:
1 - تقوم الهيئة على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها.
2 - لكي يكفل أعضاء الهيئة لأنفسهم جميعا الحقوق والمزايا المترتبة على صفة العضوية يقومون في حسن نية بالالتزامات التي أخذوها على أنفسهم بهذا الميثاق.
3 - يفض جميع أعضاء الهيئة منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه لا يجعل السلم والأمن والعدل الدولي عرضة للخطر.
4 - يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد "الأمم المتحدة".
5 - يقدم جميع الأعضاء كل ما في وسعهم من عون إلى "الأمم المتحدة" في أي عمل تتخذه وفق هذا الميثاق، كما يمتنعون عن مساعدة أية دولة تتخذ الأمم المتحدة إزاءها عملا من أعمال المنع أو القمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - تعمل الهيئة على أن تسير الدول غير الأعضاء فيها على هذه المبادئ بقدر ما تقتضيه ضرورة حفظ السلم والأمن الدولي. 7. ليس في هذا الميثاق ما يسوغ "للأمم المتحدة" أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما!، وليس فيه ما يقتضي الأعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسائل لأن تحل بحكم هذا الميثاق، على أن هذا المبدأ لا يخل بتطبيق تدابير القمع الواردة في الفصل السابع.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 01:20]ـ
الحمد لله
] الديباجة
نحن شعوب الأمم المتحدة
وقد آلينا على أنفسنا أن ... [/ CENTER][/COLOR][/SIZE]
الحمد لله
بسم الله الرحمن الرحيم
قل يا أيها الكافرون -*- لا أعبد ما تعبدون -*- و لا انتم عابدون ما أعبد -*- و لا انا عابد ما عبدتم -*- و لا أنتم عابدون ما أعبد -*- لك دينكم و لي دين.
أبدأ بالبراءة من هذا الميثاق، فإنهم نسبوه للشعوب، والعبد الضعيف من شعوب العالم المسلم،
فهم قد صاغوه بأسمائنا ويشهد الله تعالى اننا كافرون به لا نرضى بكتاب ربنا و شريعته بدلا.
فانظروا رحمكم الله الى الكذب بقُرونه حيث ينسبون الينا اننا رضينا بهذا الميثاق الكفري الذي نسخ -بالباطل -شرع الله في كثير من الدول، فصار يخصص عمومات الدين ويقيد مطلقاته، ويعمم ما خصه الله تبارك وتعالى و يقيد ما اطلقه الله، وينسخ المحكمات عياذا بالله.
ثم انظروا رحمكم الله الى قولهم: آلينا ...
فقد أقسمت الحكومات، لا الشعوب، على كل ما في هذا الميثاق من الكفر و الضلال!
و العجب ان الايلاء و إن كان في اللغة هو القسم أو الحلف، إلا أنه يكون عند إرادة التفريط
و التقصير ... فكأن الله عرَّفنا حال هؤلاء القوم من لحن القول كما قال سبحانه.
قال الراغب:وحقيقة الايلاء والألِيّة: الحلف المقتضي لتقصير في الامر الذي يحلف عليه.
فأبو بكر رضي الله عنه لما آلى ألا ينفق على مسطح وكان قسمه هذا تقصيرا جاء لفظ القسم في القرآن بلفظ الايلاء. وكذلك حال الذين يولون من نسائهم، فقسمهم يقتضي تفريطا في حق الزوجة في الفراش.
المهم،
انظروا الى حال الحكومات -الاسلامية! -كيف أقسمت أولا، ثم كيف فضحهم الله في لحن قولهم فقسمهم هذا لاشك هو نقض للتوحيد وتقصير وتفريط في دين الله تعالى!
وأترك للاخوة المجال علهم يفيدوننا،بارك الله فيهم.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 01:35]ـ
جازاك الله خيرا أخي الفاضل.
و أنا بريء من هذا الميثاق و كافر به, و لا يؤمن و لا يقر بما في هذا الميثاق إلا أحد الرجلين إما كافر ضال و إما جاهل بحال هذا الميثاق.
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 01:10]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم
الموقفُ الشرعي من الأمم المتحدة
بقلم: أبي مارية القرشي.
الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيدا.
المطلب الاول
التعريف بالامم المتحدة
"أُنشئت الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945، وقد أنشأها 51 بلداً ملتزماً بحفظ السلام عن طريق التعاون الدولي والأمن الجماعي. وتنتمي إلى الأمم المتحدة اليوم كل دول العالم تقريباً - إذ يبلغ عدد أعضاء الأمم المتحدة 191 بلداً في المجموع"." (موقع الامم المتحدة الى الشبكة).
مقاصد الأمم المتحدة هي:
1. حفظ السلم والأمن الدولي، وتحقيقاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وتتذرّع بالوسائل السلمية، وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي، لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم أو لتسويتها.
2. إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها، وكذلك اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتعزيز السلم العام.
3. تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً والتشجيع على ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. جعل هذه الهيئة مرجعاً لتنسيق أعمال الأمم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات المشتركة. (مادة 1 من ميثاق الامم المتحدة)
تعمل الهيئة وأعضاؤها في سعيها وراء المقاصد المذكورة في المادة الأولى وفقاً للمبادئ الآتية:
1. تقوم الهيئة على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها.
2. لكي يكفل أعضاء الهيئة لأنفسهم جميعاً الحقوق والمزايا المترتبة على صفة العضوية يقومون في حسن نية بالالتزامات التي أخذوها على أنفسهم بهذا الميثاق.
3. يفض جميع أعضاء الهيئة منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه لا يجعل السلم والأمن والعدل الدولي عرضة للخطر.
4. يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد "الأمم المتحدة" ..
5. يقدّم جميع الأعضاء كل ما في وسعهم من عون إلى "الأمم المتحدة" في أي عمل تتخذه وفق هذا الميثاق، كما يمتنعون عن مساعدة أية دولة تتخذ الأمم المتحدة إزاءها عملاً من أعمال المنع أو القمع.
6. تعمل الهيئة على أن تسير الدول غير الأعضاء فيها على هذه المبادئ بقدر ما تقتضيه ضرورة حفظ السلم والأمن الدولي.
7. ليس في هذا الميثاق ما يسوغ ”للأمم المتحدة“ أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما، وليس فيه ما يقتضي الأعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسائل لأن تحل بحكم هذا الميثاق، على أن هذا المبدأ لا يخلّ بتطبيق تدابير القمع الواردة في الفصل السابع. (مادة 2)
وكل الحكومات المشاركة من غير استثناء ارتضت واقرت بهذا الميثاق:
"ولهذا فإن حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين في مدينة سان فرانسيسكو الذين قدّموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط، قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة هذا، وأنشأت بمقتضاه هيئة دولية تُسمّى "الأمم المتحدة" (ديباجة الميثاق)
المطلب الثاني
الاسلام و ميثاق الامم المتحدة
1 - مقاصد الامم المتحدة:
المقصد الاول: حفظ السلم والأمن الدولي.
وهذا من مقاصد الاسلام وضابطه في دين الله ان يكون وفقا لحدود الكتاب والسنة لا"وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي"، فإنَّ هذا عين المحادة لله والمحاربة لشرعه، و السلم في الاصطلاح القراني هو الاسلام، قال تعالى" يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة. . ولا تتبعوا خطوات الشيطان. إنه لكم عدو مبين"
يقول السيد رحمه الله:
ولما دعا الله الذين آمنوا أن يدخلوا في السلم كافة. . حذرهم أن يتبعوا خطوات الشيطان. فإنه ليس هناك إلا اتجاهان اثنان. إما الدخول في السلم كافة , وإما اتباع خطوات الشيطان. إما هدى وأما ضلال. إما إسلام وإما جاهلية. إما طريق الله وإما طريق الشيطان. وإما هدى الله وإما غواية الشيطان. . وبمثل هذا الحسم ينبغي أن يدرك المسلم موقفه , فلا يتلجلج ولا يتردد ولا يتحير بين شتى السبل وشتى الاتجاهات.
إنه ليست هنالك مناهج متعددة للمؤمن أن يختار واحدا منها , أو يخلط واحدا منها بواحد. . كلا! إنه من لا يدخل في السلم بكليته , ومن لا يسلم نفسه خالصة لقيادة الله وشريعته , ومن لا يتجرد من كل تصور آخر ومن كل منهج آخر ومن كل شرع آخر. . إن هذا في سبيل الشيطان , سائر على خطوات الشيطان. . (في ظلال القران)
الخلاصة:
المقصد الاول من مقاصد الامم المتحدة يكرّسُ التحاكم الى غير الله من أجل ضمان أمن الامم الكافرة.
المقصد الثاني: إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب .. الخ.
وهذا مقصد خطير وهدم لركني الدين العظيمين: الولاء و البراء. فعلاقة الامة المسلمة مع الامم الكافرة قد بينها القران احسن بيان:
قال الله تعالى" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون" (المجادلة22)
قال القرطبي" بين أن الإيمان يفسد بموالاة الكفار وإن كانوا أقارب."
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذا اوجب الله علينا قتال الامم الكافرة و أمرنا بالغلظة عليهم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" (التوبة123)
وبين انّا نقاتلهم من أجل كفرهم فقال:
"قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة29)
وانهم يقاتولننا من اجل ديننا وان زعموا غير ذلك ولووا السنتهم بالكذب"وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 217)
المقصد الثالث: تحقيق التعاون الدولي ..... وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً والتشجيع على ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء.
وهذا المقصد كسابقه يكرس فكرة الاخوة الانسانية المجردة بقطع النظر عن الدين و يدعو الى نظام عالمي اساسه هذه الافكار الغربية التي تضمنها الميثاق.
ونحن نقول كما قال ربنا ان المسلم والكافر لا يستويان ابدا:
" وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ" (فاطر)
"أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّار" (ص28)
"إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ" (التوبة 28) و" المؤمن لا ينجس" (متفق عليه)
ونقول كما قال امام الموحدين ابراهيم صلى الله عليه و سلم " إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ" (الممتحنة 4)
المقصد الرابع: جعل هذه الهيئة مرجعاً لتنسيق أعمال الأمم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات المشتركة.
او بعبارة اخرى تحكيم هذه الهيئة الكفرية في شؤو ن العباد و اعطائها سلطاناً عظيماً فوق رقاب الامم المختلفة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية.
ومثل هذه الهيئة تسمى في الاصطلاح القراني طاغوتاً لانها جاوزت حدها وجعلت من نفسها ربا يشرع و الها يطاع و يتحاكم اليه دون شرع الله.
قال تعالى:
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِه"ِ (النساء 60)
قال الطبري مبينا معنى الطاغوت: أنه كل ذي طغيان على الله فعبد من دونه, إما بقهر منه لمن عبده, وإما بطاعة ممن عبده له, إنسانا كان ذلك المعبود, أو شيطانا, أو وثنا, أو صنما, أو كائنا ما كان من شيء
2 - نظرات سريعة في المادة 2 (انظرها أعلاه):
هذه المادة تبين العلاقة بين هيئة الامم و الاعضاء، وهي ببساطة و لاءُ تام وكامل للأمم المتحدة وبراءة من أعدائها، وتأمل في هذه العبارات:
• " يقدّم جميع الأعضاء كل ما في وسعهم من عون إلى "الأمم المتحدة" في أي عمل تتخذه وفق هذا الميثاق، كما يمتنعون عن مساعدة أية دولة تتخذ الأمم المتحدة إزاءها عملاً من أعمال المنع أو القمع" فمتى ما ارادت الدول العظمى القمع و التنكيل فواجب الكل التصفيق و التسليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
• "يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة" .. اما اذا اتفق مع مقاصد الامم المتحدة الانفة الذكر فاستعمال القوة أمر مرغوب فيه وفرض هذه المبادئ على الاخرين من أولويات الامم المتحدة كما نرى اليوم في افغانستان و العراق و فلسطين و غيرها من بلاد المسلمين.
• "تعمل الهيئة على أن تسير الدول غير الأعضاء فيها على هذه المبادئ بقدر ما تقتضيه ضرورة حفظ السلم والأمن الدولي." وقاحة وجبروت وطغيان ... الاعضاء و غير الاعضاء يحب ان يسيروا في فلك امم الكفر و الطغيان!!
المطلب الثالث
في حكم الدخول في هيئة الامم المتحدة
الدخول في هيئة الامم كفر أكبر مخرج من الملة، فكل من دخل هذه الهيئة الكفرية فهو كافر، ولتكفير الداخل في الامم المتحدة اربع مناطات:
الاول:
أن الداخل قد رضي و أقر بالتحاكم الى هذا الطاغوت و قوانينه بل ربما صار هو مشرعاً في بعض الاحيان عند سن القوانيين الجديدة، وقد أجمع المسلمون على كفر من تحاكم الى الطاغوت طائعا مختارا راضيا بحكمه"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا " (النساء 60)،ولم يخالف في ذلك أحد من أهل القبلة بل هو كافر حتى عند غلاة المرجئة (الجهمية)، وقد نص ميثاق الامم المتحدة على رضا الاعضاء بهذا الكفر في غير موضع من الميثاق وقد تقدم في ديباجة الميثاق على السنة هذه الحكومات قولهم"ولهذا فإن حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين في مدينة سان فرانسيسكو الذين قدّموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط، قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة هذا، وأنشأت بمقتضاه هيئة دولية تُسمّى الأمم المتحدة". ولا يخالف في كفر هؤلاء الا جاهل بحال الامم المتحدة أو منافق قد باع دينه بعرض من الدنيا رخيص.
الثاني:
ان الداخل قد صار في عقد تحالف و نصرة مع اعداء الله ضد أوليائه وهذا من تولي الكفار المخرج من الملة، قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " (المائدة51) وقال تعالى عن المنافقين:
" أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) " (الحشر)
قال الشيخ الشهيد سليمان ال الشيخ رحمه الله: فإذا كان وعد المشركين في السر بالدخول معهم ونصرهم، والخروج معهم إن أجلوا، نفاقاً وكفراً وإن كان كذباً، فكيف بمن أظهر ذلك صادقاً، وقدم عليهم، ودخل في طاعتهم، ودعا إليها، ونصرهم وانقاد لهم، وصار من جملتهم، وأعانهم بالمال والرأي (رسالة الدلائل)
وقال الشيخ المجاهد علي الخضير فك الله أسره: فكل من تحالف مع الكفار وعقد معهم حلفاً لمناصرتهم، ولو لم تقع النصرة فعلا، لكنه وعد بها وبالدعم وتعاقد وتحالف معهم على ذلك، قال تعالى {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم}، وهذا حلف كان بين المنافقين وبعض يهود المدينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القاسم بن سلام في الغريب [3/ 142]: إنه يقال للحليف " ولي "، وقاله ابن الأثير في النهاية [5/ 228] , ومثله عقد المحالفات لمحاربة الجهاد والمجاهدين، وهو ما يسمونه زورا " الإرهاب ". (الحد الفاصل بين موالاة وتولي الكفار)
الثالث:
ان الداخل قد أنكر –باقراره لميثاق الامم المتحدة ورضاه به- ما علمناه من الدين بالضرورة من التفريق بين المسلم و الكافر، ووجوب عداوة المشركين والبراءة منهم، قال الشيخ سليمان ال الشيخ رحمه الله:
الدليل العشرون:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ" (الممتحنة1)
فأخبر تعالى أن من تولى أعداء الله وإن كانوا أقرباء، فقد ضل سواء السبيل، أي أخطأ الصراط المستقيم، وخرج عنه إلى الضلالة. فأين هذا ممن يدَّعي أنه على الصراط المستقيم، لم يخرج عنه؟
فإن هذا تكذيب لله، ومن كذَّب الله فهو كافر، واستحلال لما حرم الله من ولاية الكفار، ومن استحلَّ محرَّماً فهو كافر. (رسالة الدلائل)
ونقل ابا بطين من كلام ابن تيمية "إن الأمور الظاهرة التي يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أنها من دين الإسلام مثل الأمر بعبادة الله وحده لاشريك له ومثل معاداة اليهود والنصارى والمشركين ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك فيكفر مطلقا " (كتاب الحقائق في التوحيد- ملخصا من الدرر 10/ 372 - 373)
الرابع:
ان الداخل قد وافق ضمنا على الغاء فريضة جهاد الطلب (تامل مقاصد الامم المتحدة في المطلب الاول) وقد قامت منظمة المؤتمر الاسلامي (كذا) بالغاء هذه الفريضة العظيمة وهذا كفر عظيم و و تحريف لدين الله، وقد أجمعت الامة على ان جهاد الطلب من فرائض الدين العظيمة المعلومة منه بالضرورة فمن أنكر هذا النوع من الجهاد فقد كفر وخرج من الملة.
المطلب الرابع
شبهتان و الرد عليها
الشبهة الاولى: قياس الانتماء للامم المتحدة على حلف الفضول.
وقد تولى الجواب على هذه الشبهة الشيخ الفاضل أبو بصير الطرطوسي حفظه الله:
الحمد لله رب العالمين.
لا وجه للشبه والقياس بين حلف الفضول وبين هيئة الأمم المتحدة، وذلك من أوجه:
منها: أن هيئة الأمم المتحدة مجلس تشريعي قوانينه وتشريعاته ـ بغض النظر عن مدى عدالتها وأحقيتها ـ ملزمة للدول والشعوب، وهي ـ في نظر القوم ـ تعلو ولا يُعلى عليها، وحلف الفضول ليس شيئاً من ذلك.
ومنها: أن هيئة الأمم المتحدة في كثير من مواقفها وقوانينها تبرر للظالمين ظلمهم، وتكون غطاء لهم ولظلمهم، وتُصبغ عليهم وعلى ظلمهم الشرعية والقانونية، بينما حلف الفضول قام على مبدأ واحد وهو إنصاف المظلوم الضعيف من الظالم القوي!
حصار الشعوب المستضعفة إلى أن تموت جوعاً، واغتصاب الأرض واحتلالها، وتسلط الأنظمة الديكتاتورية الظالمة على الشعوب المستضعفة، كل ذلك يتم بمباركة الأمم المتحدة وموافقتها!
ومنها: أن هيئة الأمم المتحدة، يحكمها ويسيرها قادة دول الاستكبار والظلم العالميين الذين يملكون حق الفيتو، حيث لا يمكن للأمم المتحدة أن تسير في اتجاه تُخالف فيه شيئاً من أطماع وسياسة ومصالح تلك الدول المستكبرة المتسلطة، مهما اشتد عداؤها وظلمها للآخرين، وحلف الفضول لم يكن شيئاً من ذلك، وبالتالي كيف يُقاس عليها أو يُقال هيئة الأمم المتحدة كحلف الفضول؟!!
الشبهة الثانية: ارادة طالبان الانضمام الى الامم المتحدة.
واجاب عن هذه الشبهة الشيخ المجاهد أبو محمد المقدسي فك الله أسره فقال:
وما ذكره من طلب الطالبان الإنضمام إلى هيئة الأمم المتحدة الملحدة مردود بما تكرر من نقل الثقات لنا ولغيرنا من أنهم اشترطوا في طلبهم أن لا يخالفوا دين الله أويقروا شرعاً غير شرع الله، وأن ذلك الشرط كان من أسباب رفض طلبهم وأن أميرهم لما روجع من بعض الغيورين وبين له حكم الانضمام إلى هيئة الامم أقلع ووعد بعدم العود إلى ذلك الطلب (سؤال حول ما جاء في كتاب " كشف شبهات المقاتلين)
خاتمة:
يتبين مما سبق أن هيئة الامم المتحدة هي هيئة طاغوتية يجب الكفر بها و البراءة من أهلها و قتالهم.
والله الموفق و يهدي من يشاء الى صراط مستقيم.
اللهم أنصر المجاهدين الكرام .. اللهم سدد رميهم و ثبت أقدامهم.
اللهم احفظ أئمة المجاهدين وأمرائهم .. اللهم ثبتهم على دينك.
اللهم آمين.
منقول
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 11:26]ـ
لاشك أن هذا الياسق هوالمصدر لكل ياسق يحكم به في بلاد الأسلام وأرجوا من الأخ المجلسي أن ينشر مايستطيع من دساتير الدول الذي تدعي الأنتساب للإسلام حتى ينكشف خبرهم ويفتضح أمرهم ويظهرالله حقيقتهم جزاك الله خيرا ونفع بك الأسلام والمسلمين::وأشكرالأخ البحث العلمي على نقله الماتع والذي أثرى به الموضوع وتقبلوا تحياتي(/)
رجال تابوا من التصوف (من أعلام المغرب)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحين:
والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد: فهذه نبذة موجزة عن بعض أعلام المغرب المعاصرين الذين ترعرعوا في أحضان الصوفية واهلها، ورشفوا من نبعها، ورفلوا فوق بساطها، و لما بزغ نجم الحق -لهؤلاء الأئمة الأعلام- وسط غياهب الضلال التي كانت تلفهم من كل جانب لم تحُلْ غشاوة التعصب للآباء والأجداد دون رجوعهم إلى الحق،ولم تقف نار الحمية للأشياخ حاجزا أمام توبتهم عن ما كانوا فيه، بل ترسموا نهج السلف رضي الله عنهم وساروا على دربهم، منفضين عن بدع القوم وضلالاتهم، ولم يكتفوا بهذا فقط،بل ما قرت أعينهم إلا وهم ينتشلون الشباب وغيرهم من أفراد الأمة من هذه المستنقعات العفنة والبراثن النتنة، فبينوا ضلال القوم وفضحوا عوارهم وهتكوا أستارهم حتى لا يغتر الناس بهم، ولنا في توبتهم ورجوعهم إلى الحق قدوة، وفي دفاعهم عن جناب التوحيد أسوة.
وأحببت أن أبدأ بعالم من أسرة آل الصديق الغمارية، لأنني أتعجب كل العجب كيف يمكن لمن نشأ في مثل هذه الأسرة أن يتجرد من ضلالتها التي لم تنحصر في التصوف وما ينطوي تحته من شركيات وخرافات، بل أضافت إلى ذلك الرفض و الغلو في التشيع وسب الصحابة رضي الله عنهم والطعن في أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، كما أنها أصبحت طريقة صوفية لها مشايخها ومريدوها، وتسمى بالطريقة الصديقية ولها زاوية معروفة في طنجة، أنشأها محمد بن الصديق أب الأسرة و مؤسس الطريقة، وترأسها بعد وفاته ابنه الأكبر احمد بن الصديق الغماري،ولعبت الزاوية الصديقية دورا كبيرا في نشر التشيع والتصوف بالمغرب، والطريقة الصديقية فرع على الطريقة الدرقاوية والطريقة الدرقاوية فرع على الطريقة الشاذلية - ظلمات بعضها فوق بعض-، وهذا العالم هو الفقيه العلامة محمد الزمزمي بن الصديق الغماري – رحمه الله –ولد سنة 1330هـ، وكرع من كف أخيه الأكبر أحمد بن الصديق أصول التصوف والحديث والفقه وغيرها من العلوم، ورحل إلى مصر حيث أخذ عن علمائها، ثم عاد إلى المغرب حيث أخذ يدرٍّس بالزاوية الصديقية، وكان يدرس علم الحديث والفقه وغيرهما من العلوم، ولما بلغ الأربعين أو بعدها بقليل منَّ الله عليه بالهداية والسير على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، فتلفع من هدي أهل السنة والجماعة بديباج مُعْلََمٍ وطرح عنه خِرقة أهل التصوف المهترئة، وطلق الزاوية والتصوف وتبرأ منهما كما يقول شيخنا بوخبزة، واتخذ لنفسه مسجدا بنفس المدينة فكان يفضح أهل التصوف ويرد على والده و إخوته ويكشف عن مثالبهم ومعايبهم،وأعلنها حربا ضروسا على الزاوية الصديقية أوضحت للناس حقيقتها وجلت لهم خباياها، فألف في ذلك كتابا سماه (الزاوية وما فيها من البدع والأعمال المنكرة)، وقال في مقدمته متبرئا مما كان عليه:"ألا فليشهد عليَّ المؤمنون والعلماء الصالحون أني أتبرأ من المتصوفة الجاهلين و أتقرب إلى الله ببغضهم، و أدعوا إلى محاربتهم .... "، وبينه وبين أخويه عبدالله بن الصديق و أحمدبن الصديق ردود كان يوضح فيها مدى ضلالهما وزيغهما عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وله عدة مؤلفات منها المطبوع والمخطوط في الرد على الصوفية واهلها، و كان سيفا مسلولا على اهل البدع شديدا في الرد عليهم لا يحابي في ذلك أحدا مهما كانت قرابته -رحمه الله تعالى -، ولقد توفي رحمه الله تعالى سنة 1408هـ.
وأود أن أشير إلى أن العلامة محمد الزمزمي الغماري رحمه الله تعالى كان مضطربا في باب الأسماء والصفات، ولعل مناظرته مع الشيخ العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى خير دليل على ذلك.
ولقد خلَّف بعده ذرية شغُفت بطلب العلم و احتذت حذوه،منهم الشيخ الفقيه صهيب الزمزمي ولقد توفي رحمه الله تعالى و وقفت على بعض رسائله ومؤلفاته، و الشيخ عبد الباري الزمزمي وهو إمام بإحدى المساجد بمدينة الدارالبيضاء ويترأس حزب الفضيلة، والشيخ أُبَي الزمزمي وهو خطيب و إمام مسجد والده بمدينة طنجة.
يتبع،إن شاء الله ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 05:45]ـ
بارك الله فيكم
ننتظر البقية ...
ـ[أبو الفضل المراكشي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 04:51]ـ
أوافقك أخي الكريم في كلامك إلا فيما ذكرته عن عبد الباري الزمزمي
فهو رجل توجهه سياسي أكثر منه شرعي
ولا أدل على ذلك فتاواه وآراءه.
فرحم الله أباه محمد ما كان ليوافقه على كثير من ذلك.
والله المستعان.
ـ[فهدة]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 05:33]ـ
موضوع نافع .. بارك الله فيكم
ـ[ابا الريان النابلسي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 10:39]ـ
بوركت الصوفيه لصوص العقيده وهل بعد الشرك ذنب(/)
مباحث في الحاكمية: المبحث الثاني: ما يحكم حقيقة هو الكتاب وليس القاضي
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 08:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا المبحث أصل لما سيأتي بعده إن شاء الله، وكل سابق أصل لما بعده.
حقيقة الحكم إنما هي للكتاب وليس للقاضي، وإنما جُعل القاضي مستنبطاً ومستخلصاً لحكم الكتاب .. والدليل على ذلك ما يلي ..
قال الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة: 213]
قال الطبري في تفسيره:
{وأنْزَلَ مَعَهُمُ الكِتَابَ بالحَقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ فِيما اخْتَلَفُوا فِيهِ} يعني بذلك: ليحكم الكتاب - وهو التوراة - بين الناس فيما اختلف المختلفون، فيه فأضاف جل ثناؤه الحكم إلى الكتاب، وأنه الذي يحكم بين الناس دون النبيين والمرسلين، إذ كان من حكم من النبيين والمرسلين بحكم، إنما يحكم بما دلهم عليه الكتاب الذي أنزل الله - عزّ وجل -، فكان الكتاب بدلالته على ما دل وصفه على صحته من الحكم حاكماً بين الناس، وإن كان الذي يفصل القضاء بينهم غيره
وكذلك الأمر في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} [آل عمران: 23]
إذا تبين هذا، علمنا أنه في مسألة تكفير المتحاكم إلى الطاغوت لا ينظر إلى من سيقضي بين المتخاصمين، ولكن بأي شيء سيقضي هذا القاضي.
فمن ذهب إلى طاغوت (كأحد رؤوس الصوفية المشركين) يحكم بالقرآن والسنة في كثير من أمور القضاء، كالنكاح مثلاً، وتحاكم إليه رجل في إحدى هذه الأمور، طالباً حكم القرآن والسنة، فهذا لا يكفر ونيّته اتباع حكم الله تعالى .. لكنه قد يأثم لاتخاذ هذا الكافر قاضياً.
والله أعلم ..
وفي ما يلي من مباحث ستتوضح القضية أكثر إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 01:19]ـ
مهلا أبا شعيب,
المحكوم به لا يمكن أن يحكم مجردا عن طاغوت يحكم به, والله سمى إيمان المتحاكم زعما, وأمر بالكفر بالطاغوت الذي يتحاكم إليه من دونه, ولا نجد في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم تقييد لذلك بالمحكوم به دون الحاكم
ثم هذا الذي وافق الشرع في بعض أحكامه وافقه مصادفة, فهو فيه حاكم بهواه أو بقانونه وهذه طواغيت, ومجرد الموافقة للشرع بغير انقياد لا أثر لها, حتى يكون القصد هو التحاكم للكتاب والانقياد له
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله:
" وصار هذا الدين الجديد هو القواعد الأساسية التي يتحاكم إليها المسلمون في أكثر بلاد الإسلام ويحكمون بها سواء منها ما وافق في بعض أحكامه شيئا من أحكام الشريعة وما خالفها. وكله باطل وخروج, لأن ما وافق الشريعة إنما وافقها مصادفة, لا اتباعا لها, ولا طاعة لأمر الله ورسوله. فالموافق والمخالف كلاهما مرتكس في حمأة الضلالة, يقود صاحبه إلى النار. لا يجوز لمسلم أن يخضع له أو يرضى ". حكم الجاهلية 34 - 35.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 01:32]ـ
أخي الكريم، بارك الله فيك ..
لعلك لم تع ما قلته ..
فأنا لم أذكر الأحكام الطاغوتية الموافقة لشرع الله ظاهراً .. بل إنما عنيت أحكاماً مردها الكتاب والسنة، وضربت في ذلك مثلاً وهو القاضي الكافر، الذي يدعي الإسلام، كحال كثير من كفرة أهل البدع ومشركيهم، كالصوفية والجهمية وغيرهم، ولكنه يرد بعض المسائل إلى القرآن والسنة في النزاع، كمسألة النكاح أو الحدود الشرعية، وهو واقع في ناقض أو أكثر من نواقض الإسلام ..
فهو لا يحكم بتشريع آخر، ولا بدستور وضعي، بل يحكم بعين حكم الله.
خذ مثلاً آخر .. رجل درس الأحكام الفقهية، وعيّن قاضياً شرعياً في دولة إسلامية، ولكنه لا يصلي ..
قد يأثم من يأتي إليه لفض النزاع، ولكن هل هذا داخل في قوله تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت}، وهو يقضي بالناس بشرع الله؟
فالسؤال هنا: هل يكفر من يتحاكم إليه وهو يعلم أنه يحكم بحكم القرآن؟ .. أم أن العبرة ليست فيمن يفصل في القضاء، وإنما بأي حكم يكون هذا الفصل؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 01:55]ـ
والآيات التي ذكرتها نحو قوله تعالى: {وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} لا بد من الجمع بينها وبين آيات أخرى كقوله تعالى {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 02:02]ـ
أخي الكريم هذا الإطلاق لا يصح:
(إذا تبين هذا، علمنا أنه في مسألة تكفير المتحاكم إلى الطاغوت لا ينظر إلى من سيقضي بين المتخاصمين، ولكن بأي شيء سيقضي هذا القاضي)
فأما إن كان طاغوتا ولكنه ليس طاغوت حكم - بمعنى أنه ينقاد بالكلية لحكم الشرع في أقضيته لأنه شرع الله وليس مجرد مصادفة - أو لم يكن طاغوتا وإنما كان مرتدا, وفرض أنه ينقاد للشرع في أحكامه مع ردته من وجه آخر, فلا شك في عدم جواز التحاكم إليه وعدم نفوذ أقضيته, فقد ذكر الفقهاء عدم نفوذ أقضية من دون هؤلاء من الخوارج ونحوهم على خلاف بينهم, وأما الكفار والمرتدين فلم يقل أحد بنفوذ أقضيتهم إذا حكموا ولا جوز احد التحاكم إليهم ابتداء
وأما ما فوق ذلك فيحتاج لنظر, والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 02:23]ـ
بارك الله فيك أخي،
لم أقل بجواز، ولقد قررت التأثيم في هذه المسألة .. ولكنني أتكلم عن الشرك هنا .. هل من يفعل ذلك في قاض عُلم كفره، وعُلم كذلك أنه يرد مسائل الأحكام إلى كتاب الله .. لا، بل ويذكر لك الدليل من القرآن والسنة.
فهل المتحاكم إلى مثل هذا يقع في الشرك الأكبر أم لا؟ .. أنا متفق معك في كونه آثماً لكون هذا القاضي غير مؤتمن، ولكن كما ذكرت، فليس ذلك محور حوارنا.
أما الآية التي ذكرت، وهي قوله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} .. فلا تناقض ما ذهبت إليه .. فالله - عز وجل - أنزل الكتاب ليحكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - .. فالحكم عائد إلى الكتاب كذلك. وهذا ما ذكره الطبري - رحمه الله -.
فأصل الحكم هو حكم الكتاب، الذي هو حكم الله .. كما قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى: 10]
والقاضي إنما يجعل مستنبطاً لحكم الكتاب ومستخلصاً له .. فليس الحكم حكمه، وإنما هو حكم الكتاب .. وأظن أن المسألة واضحة بذلك.
والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 04:32]ـ
القاضي يحكم بحكم الكتاب, فالكتاب يُحكم به, ولذلك ورد الذم على من يحكم بغير ما أنزل الله
وإذا أردت أن تنفي الكفر عن من تحاكم لقاضٍ كافر ينقاد لأحكام الكتاب والسنة , فمن حيث أنه ليس بطاغوت, لا من حيث أنه ليس بحاكم وأن الكتاب هو الحاكم, فهذا غير صحيح, والآيات التي أوردتها لا تدل عليه, وغاية ما فيها أن الكتاب هو الحاكم, وقد استفيد من غيرها أن القاضي حاكم يحكم بالكتاب, فالأمران لا ينفكان
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 05:04]ـ
جزاك الله خيراً،
القاضي يحكم بالكتاب .. فالحكم مرده للكتاب في آخر الأمر .. والقاضي منقاد لحكم الكتاب، فبه يقضي، وبه يقول .. أظن أن المسألة واضحة.
فأصل الحكم هو للكتاب الذي يلتزم به القاضي .. وكما ذكر الطبري في تفسيره.
أما قولك:
وإذا أردت أن تنفي الكفر عن من تحاكم لقاضٍ كافر ينقاد لأحكام الكتاب والسنة , فمن حيث أنه ليس بطاغوت, لا من حيث أنه ليس بحاكم وأن الكتاب هو الحاكم, فهذا غير صحيح, والآيات التي أوردتها لا تدل عليه, وغاية ما فيها أن الكتاب هو الحاكم, وقد استفيد من غيرها أن القاضي حاكم يحكم بالكتاب, فالأمران لا ينفكان
هذا لم يكن مرادي في بداية الأمر .. ولم أذكره أصلاً .. لعلّك تعجّلت في الحكم.
إنما جعلت مناط التكفير في كنه الحكم الذي يتحاكم إليه الناس، وليس في من سيحكم فيهم.
فإنهم إن تحاكموا إلى القرآن وكان القاضي بينهم كافراً، لا يكفرون.
وإن تحاكموا إلى قانون الطاغوت، يكفرون.
ثم تقول: (فمن حيث أنه ليس بطاغوت) .. هل معنى هذا أن التحاكم إلى الكافر الغير طاغوت ليس تحاكماً إلى الطاغوت؟
مثاله: رجل تخاصم مع آخر إلى نصارني ليحكم بينهما .. أليس هذا تحاكماً إلى الطاغوت؟ أم يشترط في هذا النصراني أن يكون طاغوتاً مشرعاً مع الله حتى يكفر المتخاصمان؟
وقد ضربت مثالاً فيمن يتحاكم إلى طاغوت من أهل البدع (قل داعية إلى عبادة القبور)، يحكم بالقرآن والسنة في مسائل النكاح والحدود .. فهل من يتحاكم إليه في الأمور المعلوم أنه يحكم فيها بالقرآن والسنة يكفر؟ .. وهل يعد التحاكم إليه من التحاكم إلى الطاغوت المكفر؟
ولعلي في المبحث الثالث أوضح هذه المسألة أكثر بمزيد أدلة - إن شاء الله -.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 06:11]ـ
لا يا أبا شعيب, نحن نتكلم عن كافر ليس بطاغوت من جهة أن كفره كان لشرك عنده أو كفر غير شرك وكفر الحكم بغير ما أنزل الله, فهذا إن كان منقادا لحكم الله في قضاؤه طائعا للشرع فليس بطاغوت حكم, وهذا إنما يتصور في من كان مسلما وتلبس بنواقض الإسلام, وهو يتأول تأولا لا يعذر به
أما النصراني فلا يتصور أنه ينقاد لحكم الله ويحكم به, فمتى انتصب للحكم بين الناس صار طاغوت يتحاكم إليه من دون الله, ولو وافق حكمه أحيانا الشريعة للمصادفة أو أمر آخر غير الانقياد والطواعية لحكم الله
مناط تكفير المتحاكم عندي هو كون المتحاكم إليه طاغوتا, سواء كان قانونا يحكم به, أو حاكما يشرك مع الله في حكمه وإن وافق الشرع في بعض الأحيان, وكلاهما يسمى طاغوتا, وكلاهما يقع التحاكم إليه, وذلك لشمول النصوص للأمرين
أرجو أن يكون قد اتضح لك ما أراه في المسألة, والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 06:56]ـ
السلام عليكم،
بارك الله فيك أخي الكريم،
مع أنني لا أرى تبايناً في معتقدنا في المسألة .. فلو تأملت، فكلانا يرى نفس الأمر ولكن باختلاف التعبير ..
تقول:
مناط تكفير المتحاكم عندي هو كون المتحاكم إليه طاغوتا, سواء كان قانونا يحكم به, أو حاكما يشرك مع الله في حكمه وإن وافق الشرع في بعض الأحيان, وكلاهما يسمى طاغوتا, وكلاهما يقع التحاكم إليه, وذلك لشمول النصوص للأمرين
مآل كلامنا واحد لو تأملت .. فأنت تكفر المتحاكم إلى القاضي الطاغوت لأن حكمه طاغوتي .. بمعنى أنه يشرع مع الله .. فالمتحاكم إليه إنما يتحاكم إلى هذا الحكم الكافر .. فالمسألة تعود إلى أصلها وهو: أن مناط التكفير في التحاكم إلى الطاغوت هو في كنه الحكم ..
فمتى ما كان القاضي يحكم بشرع الله، فالمتحاكم إليه لا يكفر .. ولكن إن كان يحكم بغير شرع الله، ويحاكم إلى هواه (بمعنى يشّرع القوانين) أو إلى أحكام كفرية أخرى، فالتحاكم إليه كفر أكبر .. ليس بسبب شخصه هو، ولكن لأن الأحكام التي يصدرها إنما هي أحكام طاغوتية، وليست إسلامية، وإن وافقت الإسلام ظاهراً.
يكفيك آية: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} [المائدة: 43] .. في إثبات أن التحاكم إنما هو مبني على نوع الحكم.
فأنا لا أرى اختلافاً في معتقدنا في هذه المسألة، اللهم إلا إن أخطأت فهمك ..
على أي حال، سأشرع الآن في كتابة المبحث الثالث، لعله يوضح لك ما اعتاص عليك من كلامي، إن شاء الله.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 09:22]ـ
صبرا أبا شعيب,
رجلان نصا في عقد بينهما على أن النزاع يفصل فيه وفق الشريعة الإسلامية, وذهبا لقاض بريطاني أو كندي يحكم بينهما وفق الشريعة, مع أنه طاغوت يحكم بغير ما أنزل الله, وهو إنما يحكم بينهما في هذه القضية لأجل قانونه الذي يعتبر شرط العاقد, لا أنه ينقاد بذلك للشرع
هنا يكون المناط المحكوم به أو الحاكم؟
أنا أرى أنه يصدق عليهما أنهما تحاكما لطاغوت, وأرى دخول العذر بالتأويل هنا لظنهما أن المهم الحكم الذي يحكم به, وأما الحاكم فغاية ما فيه أنه واسطة اضطروا لها
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 05:07]ـ
السلام عليكم،
بل يكون المناط فيما حُكم به، بغض النظر عمّن يحكم.
تأمل أخي الكريم المثال الذي أوردته، تجد ما يلي:
أن الحكم الذي سيصدره هذا القاضي ليس من دينه ولا من شرعه، بل وربما يعتقد بطلانه في قرارة نفسه، ولكنه إجابة لشرط العقد، أفتى للمسلم بما يقرره دين الإسلام.
فهو لم يشرّع هذا الحكم الإسلامي من قبل حتى نقول: إن هذا الحاكم ردّ التنازع إلى قانونه أو شريعته الطاغوتية .. بل ردّه في تلك الواقعة إلى كتاب الله تعالى ..
ولا أدري أخي الكريم ما شأن الانقياد للشرع بالنسبة للحاكم في مسألتنا هذه .. فإن كان هو كافر لعدم انقياده للشرع، ولكنه يفتي بحسب ما يذكره الشرع، فكيف يكفر المتحاكم إليه؟ .. هل نحكم على المتحاكمين بدين ومعتقد القاضي؟
ففي مثالك هذا، لو أن هذا القاضي يذكر له الأدلة من القرآن والسنة على حكمه، وهو (أي المتحاكم المسلم) لا يعتقد بشريعته، ولا بأحقيته في التشريع، فعلم حكم الله من خلال هذا القاضي، وبالدليل من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .. فاتبعه .. ليس احتراماً للقاضي وقانونه، ولكنه وضح له حكم الله فاتبعه .. فهل هذا كفر؟
ثم أود أن أسألك أخي الفاضل، ما العلة في كون التحاكم إلى الطاغوت كفراً؟
لو أنك تقرأ جميع آيات التحاكم ستجد أنها قائمة أساساً على الاتباع والانقياد .. وأن التحاكم إنما جُعل لكشف وتجلية الحكم الشرعي في أمر ما حتى يُتبّع ويُطاع.
فالتحاكم وسيلة إلى الطاعة .. وليس مطلوباً لذاته، بل لغايته.
فإن كان هذا الرجل علم حكم الله بواسطة هذا القاضي الطاغوت، فهذا لا يضره في أصل دينه، خاصة إن كان من أهل العلم ويعرف حكم الله في هذه الواقعة.
لذلك ترى جمعاً من أهل العلم جعلوا التحاكم إلى الطاغوت جائزاً في الضرورة الملحة .. فهم لا يرونه كفراً بذاته، وإنما لاعتبارات أخرى متعلقة به .. وهو: الانقياد الظاهر والباطن .. فوضعوا شروطاً تدرأ حكم الكفر عن صاحبها إن حققها.
وفي هذه المباحث التي أكتبها، ستجد ذلك جلياً، إن شاء الله.
والله أعلم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 06:24]ـ
أسألك أخي - بعد إذنك - الأسئلة التالية:
1 - الحاكم الكافر الذي يحكم بغير ما أنزل الله وينتصب قاضيا بين الناس فيتحاكمون إليه من دون الله, ولكنه في بعض الأحيان بطلب من المتحاكمين يحكم بينهم بكتاب الله, هل هو طاغوت أم لا؟
2 - الحاكم السابق ذكره هل يجوز التحاكم إليه في غير ضرورة؟ ولماذا؟
3 - رجلان تحاكما إلى قاض كافر يحكم بقانون ما, وهما يقولان أن القانون في هذه المسألة المتنازع فيها يوافق الشريعة أو لا يصادم الشريعة, هل هذا من التحاكم للطاغوت أم لا؟
4 - الحاكم السابق ذكره هل يجوز التحاكم إليه في غير ضرورة؟ ولماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 08:37]ـ
السلام عليكم،
1 - نعم، طاغوت .. وإنما يُستعان به في تلك الحال لإنفاذ حكم الله تعالى، حيث إنه يرد التنازع إلى كتاب الله فيحكم بما يقتضيه.
2 - لا يجوز، لأنه من تولية الكافر على المؤمن، والله - عز وجل - يقول: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} ..
3 - نعم، هو من التحاكم إلى الطاغوت .. فإن ما سيَنفُذ هو حكم غير شريعة الله، وما سيُتبع هو غير حكم الله. مع علمي أن بعض مشايخنا الفضلاء جعلوا هذه المسألة كالأولى، لكنني لم أجد دليلاً عليها.
لاحظ أنه في الأولى رد المسألة إلى دين الإسلام، وفي الثانية إلى دين الطاغوت.
فإن قلت لي إن الطاغوت في الأولى غير منقاد لشرع الله، قلت لك ولكن المتحاكم إليه منقاد، ولا يرضى إلا بحكم القرآن.
وكذلك، فإن الحاكم الطاغوت يقضي بما خالف هواه، حيث إن القرآن ليس دينه ولا شريعته، وإنما ردّ التنازع إليه إجابة لطلب المتنازعين.
4 - عندي أنه لا يجوز، لأنه صار شرعاً طاغوتياً متبعاً، حتى وإن وافق ظاهره الإسلام، فحقيقته غير ذلك.
هذا، والله أعلم.
وأرجو يا أخي الكريم أن نهتم ابتداء بالتأصيل لهذه المسائل قبل الخوض فيها.
فإني قد سألتك سؤالاً .. ما علّة كون التحاكم إلى الطاغوت كفراً؟ .. هل هو مجرّد الذهاب إليه؟ أم هو طلب حكمه واتباعه فيه؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 01:26]ـ
السلام عليكم،
1 - نعم، طاغوت .. وإنما يُستعان به في تلك الحال لإنفاذ حكم الله تعالى، حيث إنه يرد التنازع إلى كتاب الله فيحكم بما يقتضيه.
إذا قد تحاكما إلى الطاغوت, ودخلا في حكم الآية: {ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} النساء - (60)
والتفريق بين إذا ما كان طاغوتا يحكم بالشرع بناءا على نصوص قانونه التي تتيح ذلك عند طلب المتعاقدين, وما إذا كان يحكم بقانونه بما يوافق الشرع لا دليل عليه, بل أقد أمر الله بالكفر بالطاغوت بما يتضمن ترك التحاكم إليه مطلقا, وجعل من تحاكم إليه غير كافر به, مما يدل على أن طاغوت الحكم كشخص تعتبر البراءة منه, ولا يتوقف ذلك على النظر لما سيحكم به, فكيف إذا كان حكمه بالشرع في حقيقته تابع لحكم قانونه, ولولا نص قانونه على ذلك لما فعل, والتابع لا يفرد بحكم كما هي القاعدة الفقهية المعروفة, فالعبرة للأصل الذي رد له النزاع, فالمادة التي تنص على أن المتعاقدين لهما اختيار قانون يحكم لهما به القاضي هي المتحاكم إليها, وإلى القانون الذي تضمنها
3 - نعم، هو من التحاكم إلى الطاغوت .. فإن ما سيَنفُذ هو حكم غير شريعة الله، وما سيُتبع هو غير حكم الله. مع علمي أن بعض مشايخنا الفضلاء جعلوا هذه المسألة كالأولى، لكنني لم أجد دليلاً عليها.
لاحظ أنه في الأولى رد المسألة إلى دين الإسلام، وفي الثانية إلى دين الطاغوت.
بل في المسألتين رد المسألة إلى دين الطاغوت, لأن دين الطاغوت هو الذي نص على أن المتنازعين إذا اختارا قانونا يفصل في النزاع بينهما فإن رغبتهما تنفذ
فالطاغوت رد المسألة لدينه في كل الأحوال, ولو نص العاقدين على غير الشريعة لرده لغير الشريعة, فالشريعة لا اعتبار لها أبدا ولا رد إليها, إلا من حيث أنها قانون كغيرها من القوانين التي نص قانون القاضي على أنه يحكم به عندما يرغب بعض المتحاكمين في فصل النزاع على أساسه
وإن شأت قل: رد المسألة لدينه ابتداءً (دين الطاغوت) , ثم ردها للشرع انتهاءً بناءً على حكم دينه الطاغوتي
فالرد للشرع كان مبنيا على الرد للطاغوت, وما بني على باطل فهو باطل, فالرد الثاني لا يصلح لتعليق الأحكام إليه لابتناءه على الأول وكونه تابعا له لا يفرد بحكم مستقل
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 01:57]ـ
أرجو قبل أن تناقش أن تتأمل جيدا في المسألتين يا أبا شعيب, فما سألتك هذين السؤالين إلى لتجول بعقلك في المقارنة بين الحالين
عسى الله أن يهدينا جميعا للحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 03:37]ـ
السلام عليكم،
جزاك الله خيراً أخي .. وقد تأملتهما طويلاً، ولم أر ما رأيت .. ثم أنت قد أضفت شرطاً آخر لم تبيّنه في سؤالك، وبطبيعة الحال ستجد جواباً عكس ما تبتغيه، لأنك لم تبيّن حال هذا الطاغوت ولا حال التحاكم ..
تقول في سؤالك الأول ..
1 - الحاكم الكافر الذي يحكم بغير ما أنزل الله وينتصب قاضيا بين الناس فيتحاكمون إليه من دون الله, ولكنه في بعض الأحيان بطلب من المتحاكمين يحكم بينهم بكتاب الله, هل هو طاغوت أم لا؟
ثم تقول تعقيباً على جوابي:
والتفريق بين إذا ما كان طاغوتا يحكم بالشرع بناءا على نصوص قانونه التي تتيح ذلك عند طلب المتعاقدين, وما إذا كان يحكم بقانونه بما يوافق الشرع لا دليل عليه, بل أقد أمر الله بالكفر بالطاغوت بما يتضمن ترك التحاكم إليه مطلقا, وجعل من تحاكم إليه غير كافر به, مما يدل على أن طاغوت الحكم كشخص تعتبر البراءة منه, ولا يتوقف ذلك على النظر لما سيحكم به, فكيف إذا كان حكمه بالشرع في حقيقته تابع لحكم قانونه, ولولا نص قانونه على ذلك لما فعل, والتابع لا يفرد بحكم كما هي القاعدة الفقهية المعروفة, فالعبرة للأصل الذي رد له النزاع, فالمادة التي تنص على أن المتعاقدين لهما اختيار قانون يحكم لهما به القاضي هي المتحاكم إليها, وإلى القانون الذي تضمنها
هلاّ وضحت ذلك في سؤالك الأول حتى تنصفني؟ .. فقد كان سؤالك يفتقر لجوانب مهمة في هذه المسألة، والتي ذكرتها في تعليقك .. وكل ما ظننته هو أننا نتكلم عن المسألة مجردة، كما هي ..
وتقول أيضاً:
بل في المسألتين رد المسألة إلى دين الطاغوت, لأن دين الطاغوت هو الذي نص على أن المتنازعين إذا اختارا قانونا يفصل في النزاع بينهما فإن رغبتهما تنفذ
أين ذكرت ذلك في أسئلتك؟
فراع ذلك أخي، بارك الله فيك، حتى يكون الحوار بنّاءً .. فكلانا يروم الحق، ولا أسهل عليّ من الرجوع عن قولي إن تبيّن لي خلافه، إن شاء الله.
لكن، على أية حال، الحوار هكذا لا ينفع دون تأصيل، كما ذكرت آنفاً .. فدعنا نؤصّل المسألة حتى نبني عليها الأحكام.
وأرجو أن تتفضل الآن بإجابة أسئلتي، إن شاء الله.
1 - هل ترى فرقاً بين التحاكم والطاعة؟ أم أن التحاكم هو وسيلة للطاعة؟ .. فعليه يكون التحاكم غير مطلوباً لذاته، ولكن لغايته؟
2 - لماذا كفر المتحاكمون إلى الطاغوت المذكورون في سورة النساء؟ هل لمجرد ذهابهم إليه كفروا؟ أم لتوليهم عن طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبغضهم لحكمه، وإرادتهم لحكم الطاغوت وتفضيلهم له؟
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 07:51]ـ
الكلام متصل أوله بآخره, وقد ذكرت ذلك الذي ظننت أني لم أوضحه في سؤالي الذي قبله, والذي جاءت هذه الأسئلة متممة له
صبرا أبا شعيب,
رجلان نصا في عقد بينهما على أن النزاع يفصل فيه وفق الشريعة الإسلامية, وذهبا لقاض بريطاني أو كندي يحكم بينهما وفق الشريعة, مع أنه طاغوت يحكم بغير ما أنزل الله, وهو إنما يحكم بينهما في هذه القضية لأجل قانونه الذي يعتبر شرط العاقد, لا أنه ينقاد بذلك للشرع
هنا يكون المناط المحكوم به أو الحاكم؟
أنا أرى أنه يصدق عليهما أنهما تحاكما لطاغوت, وأرى دخول العذر بالتأويل هنا لظنهما أن المهم الحكم الذي يحكم به, وأما الحاكم فغاية ما فيه أنه واسطة اضطروا لها
ومع ذلك التوضيح فقد قلت أنت فيه بنحو ما قلت في هذا .. فراجع مشاركتك في الرد عليه برقم 12
ويا أبا شعيب, اعلم أن الحوار معك مفيد, ومن مثلك إن شاء الله نستفيد
وللحديث بقية بعد الفراغ من بعض الأشغال ..
وفقني ربي وإياك وأصلح قلبي وقلبك ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 06:11]ـ
بارك الله فيك أخي،
إنما أردت من ذلك أن توضح أسئلتك حتى يكون الحوار بناء .. فقد يفهم المرء السؤال بغير ما يبتغيه السائل، فيقع الإشكال.
على أيّ، أنتظرك أن تجيب عن أسئلتي، وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 01:39]ـ
هلاّ وضحت ذلك في سؤالك الأول حتى تنصفني؟
أخي الكريم, أعلم رحمك الله أني في هذا الحوار لا أريد مغالبة أو إفحاما أو انتصارا في الكلام
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمراد فقط هو التباحث مع أخ حبيب لعل كل منا يستفيد من عقل الآخر وقراءاته في ما قصرت عنه نفسه
فلا والله لم أرم ظلمك أو أتقصد أن لا أنصفك
والأمر الآخر, بعد اتضاح أسئلتي أرجو أن تجيب عليها حتى تتضح بعض الأمور بناءا على ذلك
وجزاك الله خيرا
بخصوص أسئلتك:
1 - هل ترى فرقاً بين التحاكم والطاعة؟ أم أن التحاكم هو وسيلة للطاعة؟ .. فعليه يكون التحاكم غير مطلوباً لذاته، ولكن لغايته؟
نعم هناك فرق بين الطاعة والتحاكم.
فالطاعة موافقة الأمر عن انقياد
أما التحاكم فطلب الحكم وفصل النزاع.
والطاعة تحصل بعد التحاكم إذا صدر الحكم فيتم تنفيذه طواعية, أو جبرا بقوة السلطة
التحاكم ليس وسيلة للطاعة, وإنما هو وسيلة لمعرفة حكم الله وامتثاله والانقياد له, وذلك يتم بعد معرفة الحكم بالطاعة أو بغير الطاعة إذا أبى الامتثال فيجبره الحاكم, ويتضمن التحاكم الخضوع والانقياد لحكم الله, ولذلك كان اتخذا غير الله حاكما شركا يتخذ فيه هذا الغير ندا لله, يطلب حكمه ويمتثل له
وقد جاء في الحديث (وإليك حاكمنا) , فدل على تفرده تعالى بذلك, سبحانه جل وعلى, فقد تفرد بالحكم ربوبية, وتفرد بالتحاكم ألوهية, فمن تحاكم إلى غيره فقد أشرك ذلك الغير معه, نسأل الله السلامة
--------------------
2 - لماذا كفر المتحاكمون إلى الطاغوت المذكورون في سورة النساء؟ هل لمجرد ذهابهم إليه كفروا؟ أم لتوليهم عن طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبغضهم لحكمه، وإرادتهم لحكم الطاغوت وتفضيلهم له؟ --------------------
كفر المتحاكمون لأنهم صرفوا التحاكم لغير الله, وجعلوا له ندا يحكمونه فيما شجر بينهم.
والتفضيل أو البغض لحكم النبي صلى الله عليه وسلم , وإن كانت مصاحبة للتحاكم لغيره في الغالب, فإنها ليست علة يعلق عليها الحكم, وإنما الحكم علق على إرادة التحاكم
وما وصف الله به المتحاكمين للطاغوت من الإعراض عن حكم الله ونبيه صلى الله عليه وسلم هو من قبيل ما خرج مخرج الأغلب, وإلا فالتحاكم في ذاته لغير الله مكفر.
فالمناط المكفر في مسألة التحاكم هو ذات التحاكم للطاغوت, فقد دل قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدا) على أن التحاكم للطاغوت من نواقض الإيمان
ومن أوجه دلالة هذه الآية على ذلك ما يلي:
1 - أن الله جل وعلا أضاف في هذه الآية ذكر التحاكم للطاغوت, والطاغوت ما عبد من دون الله, فدل على أن التحاكم للطاغوت عبادة له من دون الله.
2 - أن الله جل وعلا سمى ادعاء المتحاكم الإيمان زعما, والزعم الكذب, فدل على أن التحاكم ينقض الإيمان ويصيره زعما لا حقيقة له.
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله آل شيخ في كتابه: (تيسير العزيز الحميد ص 419): ((وفي الآية دليل على ترك التحاكم إلى الطاغوت الذي هو ما سوى الكتاب والسنة من الفرائض، وأن المتحاكم إليه غير مؤمن بل ولا مسلم)).
3 - دل قوله تعالى {وقد أمروا أن يكفروا به} على أن من تحاكم إلى الطاغوت لم يكفر به, ومن لم يكفر بالطاغوت فهو مؤمن به كافر بالله تعالى.
يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل شيخ عند ذكر قوله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ..... ) الآية قال: ((وذلك أن التحاكم إلى الطاغوت إيمان به)). (فتح المجيد ص 345).
- وأما ذكر الإرادة في الآية {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} واستدلال البعض به على أن المناط المكفر هو إرادة التحاكم للطاغوت بمعنى محبته أو تفضيله ونحو ذلك, فيناقش من وجهين:
أولا: أن الإرادة لا تنتفي إلا بالإكراه الملجئ, فالمتحاكم أراد التحاكم للطاغوت طلبا لحقه أو ردا لمظلمته من غير إكراه, فيصدق عليه أنه أراد التحاكم {يريدون أن يتحاكموا}
ثانيا: أن الله ذمهم بإرادة التحاكم, وقد أرادوا التحاكم وفعلوه طلبا لدنياهم, وإما إرادة الطاغوت لذاته محبة له وانقيادا فلم يعلق الذم عليها وإن كانت مذمومة بطريق الأولى. وفي ذم الله إرادتهم التحاكم نكتة تبين أن التحاكم للطاغوت مذموم بكل حال, وإلا لم يصح تعليق الذم على فعل التحاكم للطاغوت دون تقييده بقيد يبين كونه مذموما في أحوال دون أحوال.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 05:37]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم،
بارك الله فيك .. إنما عنيت الإنصاف في صوغ السؤال .. لكن على أي حال، غفر الله لي ولك ..
اعذرني في تعليق الجواب عن سؤالك حتى ننتهي من التأصيل، فأنا قد دخلت مناظرات كثيرة في مسألة التحاكم هذه، وما وجدت الأسئلة المبنية على أمثلة إلا تزيد الحوار تعقيداً واضطراباً .. فكما قيل: أثبت العرش ثم انقش .. ونحن الآن نتحاور في أدلة هذه المسألة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا ما ينبغي في كل حوار .. وليس هذا تهرباً، ولكنه ما أراه صواباً في التحوار البناء.
فاعذرني في تعليقي للجواب حتى ننتهي من التأصيل، من بعد إذنك.
-----------------------
أما بخصوص أجوبتك، فدعني أقول إن في مبحثي الثالث في هذه المسألة دليلاً على ما ذهبت إليه .. فمن الأدلة على ذلك:
1 - تصدير الله - عز وجل - لآيات التحاكم بأمره بالطاعة، وجعل الأمر بالتحاكم ضمن الأمر بالطاعة .. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59] .. فالتحاكم مطلوب حتى يتضح حكم الله فيُطاع فيه .. وتفيد الآية أنه إن حصل الاتفاق عدم التحاكم.
فأصل المسألة قائم على "الطاعة" .. لذلك جعل الله تعالى أمره بالتحاكم ضمن أمره بالطاعة، فجعله شرطاً داخلاً في أمر، لذلك قال "فإن تنازعتم" .. أي فإن لم تعلموا حكم الله الواجب الطاعة، فتحاكموا إليه.
إذن فالتحاكم وسيلة إلى الطاعة .. وأعني بذلك أنه من خلاله يعرف حكم الله فيُطاع فيه.
ومن أدلتي كذلك على أن التحاكم غير مطلوب لذاته، وإنما هو للطاعة .. ما جاء في سبب نزول آية: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} [آل عمران: 23].
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يونس قال، حدثنا محمد بن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال، حدثني سعيد بن جبير وعكرمة، عن ابن عباس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت المِدْرَاس على جماعة من يهود، فدعاهم إلى الله، فقال له نعيم بن عمرو، والحارث ابن زيد: على أيّ دين أنت يا محمد؟ فقال: على ملة إبراهيم ودينه. فقالا: فإنّ إبراهيم كان يهوديًّا! فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فهلمُّوا إلى التوراة، فهي بيننا وبينكم! فأبيا عليه، فأنزل الله - عز وجل -: {ألم تَر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يُدْعونَ إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يَتولى فريق منهم وهم معرضون} إلى قوله: {ما كانوا يفترون}.
وهذا الحديث مرو بإسناد حسن.
الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعا اليهود إلى التوراة لتحكم بينهم .. فهل يقال إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تحاكم إلى الشرائع المنسوخة لتفصل بينه وبين اليهود فيما كانوا فيه يختلفون؟؟
ومن أدلتي الأخرى أيضاً ما جاء في تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} [يوسف: 50]
حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج بن المنهال قال، حدثنا حماد، عن ثابت، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قرأ: {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن}، الآية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو بعث إليَّ لأسرعت في الإجابة، وما ابتغيت العذر.
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا عفان بن مسلم قال، حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ هذه الآية: {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم}، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت أنا، لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العُذر.
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة}، أراد نبيُّ الله - عليه السلام - أن لا يخرج حتى يكون له العذر.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن}، قال: أراد يوسف العذر قبل أن يخرج من السجن.
يوسف - عليه السلام - لم يرد الخروج بمنة الملك، بل أراد الخروج بالعذر .. أي بإثبات براءته، ومن ثم إخراجه من السجن بموجب هذا العذر ..
هل يُقال إن يوسف - عليه السلام - سعى لحكم الطاغوت، أو أنه تحاكم إلى الطاغوت؟
هناك أدلة أخرى سأذكرها في المبحث الثالث - إن شاء الله -، فالمقام هنا لا يتسع.
أما من قول علمائنا، فقد قال ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى:
والمطاع في معصية الله والمطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق - سواء كان مقبولاً خبره المخالف لكتاب الله أو مطاعاً أمره المخالف لأمر الله - هو طاغوت؛ ولهذا سمي من تحوكم إليه من حاكم بغير كتاب الله طاغوت
جعل علة كون الذي يُتحاكم إليه طاغوتاً أنه يُتبع في معصية الله تعالى .. ولم يقل: لأنه جُعل حكماً يفصل بين الناس من دون كتاب الله.
وجاء في المحلى لابن حزم:
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} إلى قوله تعالى: {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}. وصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاث من كن فيه كان منافقاً خالصاً) في كتاب مسلم وغيره: (إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم). ومن طريق مسلم أيضاً - نا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا جميعاً: نا عبد الله بن نمير نا الأعمش، عن عبد الله بن مرة عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، إذا وعد أخلف، إذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر). فقد صح أن هاهنا نفاقاً لا يكون صاحبه كافراً، ونفاقاً يكون صاحبه كافراً، فيمكن أن يكون هؤلاء الذين أرادوا التحاكم إلى الطاغوت لا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مظهرين لطاعة - رسول الله صلى الله عليه وسلم - عصاة بطلب الرجوع في الحكم إلى غيره، غير معتقدين لصحة ذلك، لكن رغبة في اتباع الهوى، فلم يكونوا بذلك كفاراً بل عصاة. فقد ندعو نحن عند الحاكم إلى القرآن وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثابت عنهم بإقرارهم، فيأبون ذلك، ويرضون برأي أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، هذا أمر لا ينكره أحد، فلا يكونون بذلك كفاراً. فقد يكون أولئك هكذا حتى إذا بيّن الله تعالى أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما شجر بينهم، وجب أن من وقف على هذا قديماً وحديثاً، وإلى يوم القيامة فأبى وعند فهو كافر، وليس في الآية: أن أولئك عندوا بعد نزول هذه الآية.
تأمل كيف ربط المسألة بالطاعة، وأنهم بتحاكمهم لم يريدوا إلا اتباع الهوى .. ولم يجعل هذه المسألة كما تقول، إنها من منازعة الله في حكمه.
مع عدم أخذي بتفسيره في هذه القضية، إلا أن الشاهد في كلامه أنه ربط المسألة بالطاعة.
ثم تقول:
التحاكم ليس وسيلة للطاعة, وإنما هو وسيلة لمعرفة حكم الله وامتثاله والانقياد له, وذلك يتم بعد معرفة الحكم بالطاعة أو بغير الطاعة إذا أبى الامتثال فيجبره الحاكم, ويتضمن التحاكم الخضوع والانقياد لحكم الله, ولذلك كان اتخذا غير الله حاكما شركا يتخذ فيه هذا الغير ندا لله, يطلب حكمه ويمتثل له
يعني من لم يخضع لحكم الطاغوت ولم ينقد له، فهل يُرفع عنه حكم الكفر؟
أصل التحاكم هو: معرفة حكم الله .. والخضوع والانقياد هذه تترتب على ما بعد التحاكم .. لذلك قال الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء: 65]
فهناك أولاً تحاكم لمعرفة حكم الله، ثم إقرار بالقلب، وانقياد ظاهر وباطن.
ثم تقول:
وقد جاء في الحديث (وإليك حاكمنا) , فدل على تفرده تعالى بذلك, سبحانه جل وعلى, فقد تفرد بالحكم ربوبية, وتفرد بالتحاكم ألوهية, فمن تحاكم إلى غيره فقد أشرك ذلك الغير معه, نسأل الله السلامة
رويدك أخي الكريم.
خذ أصل المسألة وابن عليها حكمك، وهي مسألة الطاعة .. الله - عز وجل - يقول: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3] .. فهل من اتبع غير أمر الله تعالى، دون اعتقاد بأحقيته للأمر، ومع اعتقاد عصيانه، وبغضه للأمر بالمعصية، هل يكون ممن نازع الله في ملكه وألوهيته؟
وكذلك قوله تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54] .. فهل من أطاع غير الله في أمره، وتولى عن أمر الله، مع اعتقاده عصيانه واستحقاقه للعقاب، يكون كافراً؟
وأخيراً .. من تحاكم إلى الهوى .. مع اعتقاده بعصيانه واستحقاقه للعقوبة، هل يكون هذا كافراً؟ .. هذا لا شك له نصيب من آية التحاكم إلى الطاغوت،
=========
أما جوابك عن سؤالي الثاني، فإني أرجئه حتى ننتهي من الجواب الأول، لأنك كما ترى فإن تعقيبي قد طال.
وجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو موسى]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 08:11]ـ
الأخ أبو شعيب
هل يفهم من بحثك أن التحاكم إلى المحاكم التي يحكم فيها بالقوانين الوضعية ليس كفرا ينقل عن الملة إذا اعتقد المتحاكم بطلان هذه القوانين؟
ومن من السلف أباح التحاكم إلى غير شرع الله في حال غير الإكراه كالضرورة أو الحاجة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 08:36]ـ
السلام عليكم،
نعم، هو كذلك .. إن اعتقد بطلانها وأبغضها، مع عدم وجود المحاكم الإسلامية، فلا يُحكم عليه بالكفر إلا إن رضي بهذه القوانين.
أما مَن من السلف أفتى بذلك، فالمعلوم أن مسائل الحاكمية والتحاكم بهذه الصورة لم تُثر إلا في القرون الأخيرة، فإنه حتى أيام التتار لم يكن الحال على ما هو عليه، فهم كانوا يقيمون المحاكم الشرعية بين الناس، ولكنهم يتحاكمون فيما بينهم بالياسق .. وفي هذه الحال لا ريب أن من يعرض عن المحاكم الشرعية ويطلب حكم الياسق فهو كافر.
لكن كما ترى، فزمانهم خير من زماننا بكثير، ولم يكن أحد ليتصور هذا الواقع.
على أي حال ..
قال ابن القيم - رحمه الله - في مدارج السالكين:
وأما الرضى بنبيه رسولاً فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه، بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره البتة، لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقامه، ولا في شيء من أحكام ظاهره وباطنه، لا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه، فإن عجز عنه، كان تحكيمه غيره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يقيته إلا من الميتة والدم. وأحسن أحواله أن يكون من باب التراب الذي إنما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور.
فلعل وحشة التفرد بالفتوى تزول بكلام ابن القيم - رحمه الله - .. مع أنني لم آت بذلك من نفسي، بل هو قول طائفة من علمائنا الفضلاء، وما أنا هنا إلا لإثبات بعض ما ذهبوا إليه .. وهذا سيتبين لكم لاحقاً إن شاء الله.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:04]ـ
يا أبا شعيب المعذرة, فأنا مشغول جدا هذه الأيام, وكثير مما تطرحه سبقت مناقشته في هذا المنتدى, فلعلك تراجعه, والروابط سأضعها لك, ومع ذلك سأعود إليك كلما أتيحت لي الفرصة
بالنسبة لابن القيم فهو يتحدث عن التقليد, ولا يتحدث عن التحاكم إلى طواغيت من قريب ولا بعيد, وكلامه عن التيمم ينبيك عن ذلك, فإن التقليد بمثابة البدل عن الاجتهاد, كما أن التيمم بدل عن الوضوء, والجامع بين التقليد والتيمم هو المشروعية, فالله جل وعلا شرع التيمم لفاقد الماء
وقد قال جمع من أهل العلم بأن التقليد مشروع لمن عجز عن الاجتهاد, ويقابلهم من شدد وشبهه بأكل الميتة, وإلى هذا أشار ابن القيم في قوله: " وأحسن أحواله أن يكون من باب التراب الذي إنما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور "
وأما التحاكم للطاغوت فلا يقال أبدا أنه يشبه التيمم, لفقدانه وصف المشروعية, فالشارع ذمه مطلقا, بخلاف التيمم والذي جاء تشريعه في سياق الامتنان رفعا للحرج, فشتان شتان
ويؤيد ما سبق بجلاء أن ابن القيم أتى بأمثلة من المسائل التي ينهل فيه العلم من النبي صلى الله عليه وسلم: (أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقامه) فهل مسائل الأسماء والصفات وأفعال الله وأذواق حقائق الإيمان ومقاماته مما يتنازع فيه الناس ويرفعونه إلى القضاة, ومن ثم يتصور أنه يقع التحاكم فيه إلى طواغيت تحكم بغير الشرع؟!! وهل ينتظر من الطواغيت التي تحكم بغير ما أنزل الله أن يترافع إليها في هذه الأمور التي تنازع في بعضها الفرق المنتسبة للإسلام, فيكون الطواغيت التي تحكم بغير ما أنزل الله حاكمة بين السني وبين صاحب الهوى والمبتدع في إثبات العلو على العرش مثلا! وذلك من باب الاضطرار وبمنزلة أكل لحم الميتة أو التيمم!
فهذا فهم بعيد جدا ..
وهل يدور قول ابن القيم (فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته) إلا على الأحاديث وتلقي العلم عنها, فالأمر فيه تلقي لا تقاضي, والتعبير بالتحاكم وإن وقع في كلامه, إلا أنه لم يرد قطعا التحاكم بمعنى التقاضي, بل بما هو أعم من طلب حكم الله في المسائل العلمية والتلقي عنه رسوله في ذلك.
---------- اللهم افتح علينا من واسع فضلك ---------
بعض الروابط فيها نقاش للموضوع, أو لها تعلق به:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3057
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2409
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4564
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:20]ـ
أخي أبا فاطمة،
جزاك الله خيراً .. وأتفق معك فيما بيّنته .. وأتراجع عن كلامي فيه.
إذن، يمكن أن أستعمل هذا القبس عن ابن القيم في إثبات أن التحكيم هو بمعنى الاتباع (ابتسامة) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 11:47]ـ
إذا كنت ستتحدث عما تحدث عنه ابن القيم فلا بأس (ابتسامة)
أبو شعيب, بارك الله في تواضعك, يعجبني كثيرا سرعة رجوعك إذا تبين لك, بارك الله لك في هذه الخصلة التي قلّت في الكثيرين - ولا أبرئ نفسي -, أسأل الله أن يحلينا جميعا بأحسن الأخلاق ويهدينا إلى صراطه المستقيم
وللحديث بقية ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 07:55]ـ
وفيك بارك الله أخي الكريم .. ولعل الله يكتب الهداية على يديك ..
تقول في هذه المشاركة: http://majles.alukah.net/showpost.php?p=35765&postcount=35
أخي الكريم, هذا ليس من باب التحاكم, وإنما من باب الاستعانة بالكافر على رد الحق للمظلوم, وحيث لم يكن في تلك الاستعانة محذور شرعي فلا بأس بها, و هذا الذي وقع من يوسف عليه السلام لا يكيف على أنه تحاكم, لأن معنى التحاكم رفعُ القضية المختلف فيها بين الخصمين إلى جهة لتحكم بحكم بينهم، فهو تفاعُلٌ في الأصل لأنه تشارُكٌ بين اثنين. وما وقع من يوسف عليه السلام ليس فيه هذا المعنى، فخرج عن حدّ "التحاكم"، بل كل ما فيه أنه شكوى إلى ذلك الملك واستعانة به ليؤدي الحق إلى صاحبه من خلال سلطته وأمره, لا من خلال حكمه وقضائه. ويتضح هذا بعدة أمور:
أولا: أجماع أهل العلم على أن الأنبياء لا يقعون في الكبائر فضلا عن الشركيات, فقول يوسف عليه السلام {اذكرني عند ربك} لا يمكن أن يكون تحاكما منه حاشاه.
ثانيا: لقد فر يوسف عليه السلام من الزنا وقبل بالسجن لئلا يقع في هذ الكبيرة, فكيف يقع فيما هو أعظم منها وهو التحاكم للطاغوت, حاشاه ذلك.
ثالثا: كون هذا الساقي سيكون مقربا من الملك بعد أن يطلق من السجن يبين أن قول يوسف له {اذكرني عند ربك} من باب الاستشفاع به عند الملك, حيث سيصدر أمره بإطلاق يوسف, لا أنه سينظر في القضية بينه وبين مدع عليه ويحكم بينهم. ولو كان يريد التحاكم – حاشاه - لخاطبهم بأنه يريد النزول عند حكمهم, وإنما كانت فرصة لأن هذا الفتى سيكون ساقي الملك فإذا كلمه في يوسف لعله يخرجه من السجن, ونظير هذا من يطلب شفاعة عند ملك حتى يخرجه من سجن.
رابعا: قول الملك {أئتوني به} هو أمر من الملك بإخراج يوسف من السجن من غير ترتيب مجلس حكم لذلك, بل هو أمر منه بعد أن عرف فضله بتأويله رؤيا الملك المعروفة فأمر بذلك. وهذا يرد على من جعل الملك حاكما في قضية يوسف وهو عليه السلام متحاكم إليه حاشاه.
خامسا: في قول يوسف عليه السلام: {فاسأله ما بال النسوة} رفض يوسف لخروجه من السجن قبل أن يعلم الناس أنه دخله بفرية لا أساس لها, فكان ما أراد وسأل الملك النسوة: {ما خطبكن إذ راودتن يوسف} فبان بذلك أن الملك كان مصدقا ليوسف لا حاكما في قضيته بينه وبين خصمه, لأنه قال {راودتن} جازما بصدق يوسف وأنهن راودنه. فيوسف عليه السلام أراد انتهاز الفرصة التي بان فيها فضله عند الملك لتستبين براءته بهذا الطريق الذي لا يشتمل على التحاكم والحكم. وكانت النتيجة استخلاص يوسف من قبل الملك لنفسه لا مجرد إخراجه من السجن.
سادسا: لو سلم جدلا أن ما وقع من يوسف من قبيل التحاكم, فلا يستفاد من ذلك الجواز العام, لأن السجن إكراه كما يذكر أهل العلم, ومن ذلك قول عمر: " أربع كلهن كره: السجن .. " الأثر
أما مسألة قول يوسف - عليه السلام -: {اذكرني عند ربك} .. فما أراه صواباً أنه من الجور أن نقحمها في مسألة التحاكم، وأغلب الظن أنه من باب الاستشفاع، كما ذكرت أخي الكريم.
أما باقي تأويلك لطلب يوسف - عليه السلام - استحضار النسوة وسؤالهن .. فقد قال في ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كنت أنا، لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العُذر)) ..
فيوسف - عليه السلام - سعى من وراء ذلك إلى العذر في خروجه، ولم يرد الخروج بمنة الملك .. بمعنى، أراد الخروج بعزة نفس وكرامة، وألا يمتنّ عليه الملك بذلك .. وإلا فما تأويل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
وقد قال قتادة - رحمه الله - ذلك بوضوح: ((أراد نبيُّ الله - عليه السلام - أن لا يخرج حتى يكون له العذر)) ..
ومعناه أن يوسف - عليه السلام - لم يكن له العذر عند الملك في الخروج .. فأراده حتى يخرج به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعذر هنا هو البراءة .. ومقتضاها إخراجه من السجن بحكم الملك، لا بمنته وفضله .. فيكون ذلك أقرب إلى عزته وشرفه من إجابة طلب الملك.
وإلا، لو كان الأمر فقط إظهار البراءة، لخرج من السجن ابتداءً، ثم طلب من الملك استدعاء النسوة.
ثم تقول إن الملك كان مصدقاً ليوسف - عليه السلام -، فتقول:
وسأل الملك النسوة: {ما خطبكن إذ راودتن يوسف} فبان بذلك أن الملك كان مصدقا ليوسف لا حاكما في قضيته بينه وبين خصمه, لأنه قال {راودتن} جازما بصدق يوسف وأنهن راودنه.
كيف يكون مصدقاً له ولا برهان ليوسف - عليه السلام - في ذلك؟ .. وغاية ما قاله هو: {ما بال النسوة اللاتي قطّعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم}؟
فيكون سؤال الملك للنسوة من باب المواجهة بادعاء الخصم، فيكون وقع السؤال أبلغ في النفوس .. بدليل أن الملك لم يعلم حقيقة الأمر، وظن أن النسوة قد كدن ليوسف - عليه السلام - وراودنه عن نفسه، والحق أنها امرأة العزيز لا غير ..
فأنكر النسوة، واعترفت امرأة العزيز.
والملك أراد إخراج يوسف - عليه السلام - لإعجابه بتأويل رؤياه .. متجاوزاً سبب سجنه، دون أن يعتبر فيه .. فلم يرد يوسف - عليه السلام - ذلك، بل أراد العذر من سجنه.
يقول الرازي في [تفسير الرازي: 9/ 55]:
اعلم أنه لما رجع الشرابي إلى الملك وعرض عليه التعبير الذي ذكره يوسف - عليه السلام -، استحسنه الملك فقال: ائتوني به، وهذا يدل على فضيلة العلم، فإنه - سبحانه - جعل علمه سبباً لخلاصه من المحنة الدنيوية، فكيف لا يكون العلم سبباً للخلاص من المحن الأخروية، فعاد الشرابي إلى يوسف - عليه السلام - قال: أجب الملك، فأبى يوسف - عليه السلام - أن يخرج من السجن إلا بعد أن ينكشف أمره، وتزول التهمة بالكلية عنه. وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «عجبت من يوسف وكرمه وصبره، والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه لما أخبرتهم حتى اشترطت أن يخرجوني. ولقد عجبت منه حين أتاه الرسول فقال: {ارجع إلى رَبّكَ} ولو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبث لأسرعت الإجابة وبادرتهم إلى الباب؛ ولما ابتغيت العذر، إنه كان حليماً ذا أناة»
واعلم أن الذي فعله يوسف من الصبر والتوقف إلى أن تفحص الملك عن حاله هو اللائق بالحزم والعقل، وبيانه من وجوه: الأول: أنه لو خرج في الحال فربما كان يبقى في قلب الملك من تلك التهمة أثرها، فلما التمس من الملك أن يتفحص عن حال تلك الواقعة دل ذلك على براءته من تلك التهمة، فبعد خروجه لا يقدر أحد أن يلطخه بتلك الرذيلة، وأن يتوسل بها إلى الطعن فيه. الثاني: أن الإنسان الذي بقي في السجن اثنتي عشرة سنة إذا طلبه الملك وأمر بإخراجه الظاهر أنه يبادر بالخروج، فحيث لم يخرج عرف منه كونه في نهاية العقل والصبر والثبات، وذلك يصير سبباً لأن يعتقد فيه بالبراءة عن جميع أنواع التهم، ولأن يحكم بأن كل ما قيل فيه كان كذباً وبهتاناً. الثالث: أن التماسه من الملك أن يتفحص عن حاله من تلك النسوة يدل أيضاً على شدة طهارته، إذ لو كان ملوثاً بوجه ما، لكان خائفاً أن يذكر ما سبق. الرابع: أنه حين قال للشرابي: {اذكرنى عِندَ رَبّكَ} فبقي بسبب هذه الكلمة في السجن بضع سنين، وههنا طلبه الملك فلم يلتفت إليه، ولم يقم لطلبه وزناً، واشتغل بإظهار براءته عن التهمة، ولعله كان غرضه - عليه السلام - من ذلك أن لا يبقى في قلبه التفات إلى رد الملك وقبوله، وكان هذا العمل جارياً مجرى التلافي لما صدر من التوسل إليه في قوله: {اذكرنى عِندَ رَبّكَ} ليظهر أيضاً هذا المعنى لذلك الشرابي، فإنه هو الذي كان واسطة في الحالتين معاً.
أما قولك أخي الكريم أنه كان يصح له ذلك لأنه مكره؟ فغير صحيح ..
فأولاً .. الملك حكم بإخراجه قبل أن يطلب استدعاء النسوة .. فانتفى الإكراه في حقه، وكان بوسعه أن يجيبه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كنت أنا، لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العُذر)).
وثانياً .. لو افترضنا أنه مكره، فالإكراه على الكفر في حق من قبلنا لم يجز .. وقد قال العلماء إن الإكراه على الكفر لم يجز إلا في حق هذه الأمة .. هذا فضلاً عن كون الإكراه على الكفر غير جائز أصلاً في الأنبياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فخلاصة الأمر أن يوسف - عليه السلام - سعى في إظهار براءته أمام الملك، فيحكم له الملك بمقتضى ذلك بالخروج من السجن ..
ألا ترى لو أن امرأة العزيز أنكرت لاضطر الملك أن يستبين من يوسف - عليه السلام - البرهان والدليل، كما حدث من قبل في بيت العزيز ..
قال الله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (*) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (*) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}
فدلّ على أن هذا الجنس من المحاكمات الذي هو من جنس إظهار الحق المعلوم الثابت بالدليل، والذي تعرفه الفطر والعقول، لا شيء فيه إن استدعت الضرورة ذلك.
وإنما ما يكفر به المرء هو تحاكمه للطاغوت في أمرٍ الحقُّ فيه مستند إلى شريعة الله تعالى .. فيفض الطاغوت الخلاف وفق شريعته.
كمن تنازع مع أقربائه في مسائل الميراث .. أو مع شريكه في التجارة في حصص الأرباح والمعاملات وغير ذلك مما يستند إظهار الحق فيه إلى نصوص الشريعة .. فهذا لا شك أن المتحاكم للطاغوت إنما أراد اتباع حكمه والقيام به في هذا الخلاف .. وهذا كفر أكبر.
والمسائل التي تظهر بمحض العقول والفطر، والتي مقتضاها رد الحقوق إلى أصحابها، كمن خطف ولده ثم ادعى أنه ولده .. فهذه تجوز عند الطاغوت عند الضرورة الملحة .. وليست كفراً في ذاتها.
وقد بيّنت أيضاً ذلك عند دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - اليهود إلى التوراة لإظهار الحق في إبراهيم - عليه السلام - .. وقد قالها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((التوراة بيني وبينكم)) .. أي ستحكم بيننا .. وفيها أنزل الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} ..
فهذه مسائل لا اتباع فيها .. وإنما من باب المعرفة وإظهار الحق .. وإن كانت من جنس التحاكم، كما وصفها الله تعالى بقوله: {ليحكم بينهم}.
هذا، والله أعلم.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 03:48]ـ
للمتابعة
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 01:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أضيف على كلام أخونا الفاضل أبو شعيب بعض النقاط الهامة لعلها تفيد الأخوة وهذه النقاط كالأتي:
أولاً: مسألة الترافع إلى القاضي الكافر الذي يحكم بالشريعة الإسلامية هي مسألة قديمة تكلم العلماء عن حكمها ومعلوم أن قاضي القضاة في بغداد كان هو الجهمي أحمد بن أبي دؤاد وهو من روؤس الجهمية الذين كفرهم السلف وقد قال القنوجي في كتابه العبرة أن من حكم له الحاكم الكافر وفق الشرعية الإسلامية فينبغي له أن يعمل بحكمه ولا يعرض نفسه إلى الأحكام المخالفة للشريعة هذا كلامه بالمعنى وليس الحرف.
ثانياً: ذكر الأخ الفاضل أبو شعيب في معرض استدلاله دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود إلى التوراة في مسألة اتباع ملة إبراهيم عليه السلام .. وأضيف أنا عليه أيضا ً قوله تعالى: كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل .. إلى قوله: قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين الآية
فهذه بعض النقاط البسيطة والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 10:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيراً أخي (الإمام الدهلوي).
------------
هذه رواية تثبت أن الملك لم يكن يعلم ببراءة يوسف - عليه السلام -، وأن يوسف سعى في إظهارها أمامه، فيخرج بمقتضاها.
ذكر هذه الرواية الطبري في تفسيره:
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي قال: لما أتى الملك رسوله فأخبره، قال: (ائتوني به)، فلما أتاه الرسول ودعاه إلى الملك، أبى يوسف الخروجَ معه، (وقال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) الآية. قال السدي: قال ابن عباس: لو خرج يوسف يومئذ قبل أن يعلمَ الملك بشأنه، ما زالت في نفس العزيز منه حاجَةٌ! يقول: هذا الذي راود امرأته.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 01:01]ـ
1 - الكتاب الموضوع للحكم يحكم في العموم و هو عند المسلمين القرآن و عند غيرهم غيره
2 - القاضي ينزل الحكم العام على الأعيان و يلزم بحكمه و له شروط عند المسلمين و عند غيرهم
3 - الجندي ينفذ الحكم و له شروط عند المسلمين و عند غيرهم
لهذا اختلف حكم هؤلاء الثلاثة و حكم عملهم سواء في دار الإسلام أو في دار الكفر عند المسلمين أو عند الكفار(/)
غزوات العرب في إيطاليا وفرنسا وجنوب سويسرا لشكيب أرسلان
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 09:28]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقد طبع الكتاب المذكور في مطبعة عيسى البابي الحلبي منذ أكثر من ستين عاما، وقد سألت عنه في المكتبة المذكورة في أحد معارض الكتب، فلم أجده عندهم. وكنت قد اطلعت على نسخة منه في قاعة الاطلاع بدار الكتب المصرية، ولم يتسن لي تصويرها، فهل يتحفنا أحد الإخوة توفر عنده الكتاب بنسخة مصورة بالمسح الضوئي منه.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 11:36]ـ
هذه بعض كتب شكيب ارسلان في مكتبة المصطفي
الحلل السندسيه في الاخبار والاثار الاندلسيه-جـ 1 الامير شكيب ارسلان
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i000856.pdf
الحلل السندسيه في الاخبار والاثار الاندلسيه-جـ 2 الامير شكيب ارسلان
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i000855.pdf
لماذا تاخر المسلمون؟ ولماذا تقدّم غيرهم؟ * شكيب ارسلان - مراجعه الشيخ: حسن تميم
http://al-mostafa.info/data/arabic/gap.php?file=nc/other/0219.pdf
الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف
http://www.wadod.net/open.php?cat=14&book=387
محاسن المساعي في مناقب الامام أبي عمرو الأوزاعي
http://www.wadod.net/open.php?cat=14&book=942
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 01:46]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 03:16]ـ
تفضل أخي:
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=110115&postcount=2 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=110115&postcount=2)
ـ[أحمد الظرافي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 07:01]ـ
تفضل أخي:
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=110115&postcount=2 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=110115&postcount=2)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بحاجة ماسة لهذا الكتاب ولكني لم استطع التحميل
ظهرت لي رسالة تقول قد يكون غير مسموح لك الدخول إلى هذه الصفحة
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 12:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بحاجة ماسة لهذا الكتاب ولكني لم استطع التحميل
ظهرت لي رسالة تقول قد يكون غير مسموح لك الدخول إلى هذه الصفحة
حمله من هنا:
http://ifile.it/jo61e7s(/)
إكراه الكفار على الإيمان عند ابن رشد
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 11:37]ـ
هذا نص اقتبسته من كلام ابن رشد في كتابه المشهور بـ "الضروري في أصول الفقه"، يقول رحمه الله:
((وإن كان سبب تحريكه (أي المكلّف) إلى الفعل الإكراه، فإنه إذا أخذ في الفعل واعتقد وقوعه طاعة أثيب عليه، وعلى هذا الوجه جاء إكراه الكفار على الإيمان بالقتل في الشرع، وبالجملة فالتوعد بالعقاب هو إكراه ما على هذا الوجه، ومثل هذا يتصور في أن يكون الإنسان يصده عن الامتثال عناد أو غير ذلك من الأسباب المانعة)).
ص 54، ط. دار الغرب.
وهنا تساؤلان:
- ما رأيكم في توجيه ابن رشد لمسألة الإكراه هنا لو فرضنا أن الإكراه على الإيمان أمر مطلوب أو مأمور به؟
- هل يرى ابن رشد جواز الإكراه على الإيمان، أو هل فهم أن هذا مراد شرعاً سواء في الجهاد والدعوة ونحو ذلك؟ *
=========================
* قال تعالى ((أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)) وقال ((لا إكراه في الدين)).(/)
الأمم المتحدة .... وبروتوكولات حكماء صهيون الماسونية .. ! ماهو الرابط أدخل لترى .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 01:15]ـ
تناقشه الأمم المتحدة الأسبوع المقبل
تقرير دولي يدعو للحرية الجنسية للفتيات وينتقد الميراث ويطالب بإلغاء مهر العروس
كشفت اللجنة الاسلامية العالمية للمرأة والطفل عن تقرير خطير اعدته مجموعة من خبراء الأمم المتحدة حول وضع الطفلة التي هي دون سن الثامنة عشرة وحقوقها وذلك لمناقشته خلال الجلسة الحادية والخمسين للجنة المرأة بالأمم المتحدة.
يحتوي التقرير الذي عرضته اللجنة خلال مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة مساء الخميس الماضي علي حق الطفلة أقل من 18 سنة في تحديد متي وكيف تصبح ناشطة جنسيا وبعيدا عن أية توجيهات من الأسرة أو غيرها.
وأوصي التقرير الذي سوف تجري مناقشته بالأمم المتحدة في الفترة من 26 فبراير إلي 9 مارس بالقضاء علي جميع اشكال العنف والتمييز ضد الطفلة الانثي.
وطالب التقرير في الفقرات 27 82 130 بتوفير معلومات الصحة الجنسية حتي تكون في متناول الطفلة وكذلك توفير احتياجات الصحة الانجابية للمراهقين لتعليمهم ما اسماه التقرير في الفقرة 124 بممارسة الجنس الآمن.
وفي الوقت الذي أوصي فيه التقرير بحق الطفلة في ممارسة الجنس إلا أنه اعتبر الزواج المبكر شكلا من أشكال العنف ضد الفتاة، وشدد علي المطالبة بسن قوانين صارمة لتجريمه. وتكرر ذلك 11 مرة في عدة فقرات من التقرير.
وفي الفقرة 96 وتحت عنوان 'الفتيات السحاقيات' طالب التقرير بضرورة الحفاظ علي حقوق الشواذ، وحق تحديد الهوية الجنسية للفتيات .. أي حرية اختيار جنس الشريك رجلا كان أو امرأة دون قيود.
وشدد التقرير علي ضرورة مراعاة الحق في الشذوذ وحقهن في الحصول علي شركاء مثليي الجنس.
وزعم التقرير في الفقرة 49 أن الدين & shy; خاصة في الدول التي يعتبر فيها اساس التشريع& shy; يقيد ويحد من فرص المساواة ويزيد من حدة العنف، وطالب بجهود ضخمة لتغيير المعتقدات والأعراف.
واعتبر التقرير في الفقرة 48 أن التركيز علي عذرية الفتاة وخصوبتها يمثل شكلا من أشكال التمييز ضد الانثي، وانتقد القوانين الخاصة بالميراث واعتبرها أحد اشكال التمييز ضد المرأة، وطالب بالمساواة بين النساء والرجال رافضا قوامة الرجل.
وتحت عنوان 'مساعدة الصبية علي تحدي التقاليد الاجتماعية' قدم التقرير نموذجا لحملات اقيمت لتوعية الصبية بحقوق الفتيات ومن ضمنها الحديث مع الصبية عن أسباب التخوف من الجنس المثلي وتشجيعهم عليه.
واعتبر التقرير في الفقرة 49 المهر شكلا من اشكال العنف ضد الفتاة واسماه 'ثمن العروس' الذي يحولها إلي سلعة تباع وتشتري.
وطالب التقرير بسن قوانين تمنع المهر من الأساس، حيث طالب في البنود 49 50 & shy; 166 بإزالة ما اسماه بجميع اشكال التمييز ضد الفتاة حتي ولو كانت نابعة من الدين أو العرف كمسائل المهر والميراث والهياكل الإدارية في البيت.
وكان ائتلاف المنظمات الاسلامية قد دعا خلال لقاء بالقاهرة كافة الوفود الرسمية المشاركة إلي التحفظ علي كل ما يتعارض مع الشريعة الاسلامية والاديان خلال مناقشة التقرير بالأمم المتحدة.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 01:33]ـ
الحمد لله
تناقشه الأمم المتحدة الأسبوع المقبل
تقرير دولي يدعو للحرية الجنسية للفتيات وينتقد الميراث ويطالب بإلغاء مهر العروس
كشفت اللجنة الاسلامية العالمية للمرأة والطفل عن تقرير خطير اعدته مجموعة من خبراء الأمم المتحدة حول وضع الطفلة التي هي دون سن الثامنة عشرة وحقوقها وذلك لمناقشته خلال الجلسة الحادية والخمسين للجنة المرأة بالأمم المتحدة.
يحتوي التقرير الذي عرضته اللجنة خلال مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة مساء الخميس الماضي علي حق الطفلة أقل من 18 سنة في تحديد متي وكيف تصبح ناشطة جنسيا وبعيدا عن أية توجيهات من الأسرة أو غيرها.
وأوصي التقرير الذي سوف تجري مناقشته بالأمم المتحدة في الفترة من 26 فبراير إلي 9 مارس بالقضاء علي جميع اشكال العنف والتمييز ضد الطفلة الانثي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وطالب التقرير في الفقرات 27 82 130 بتوفير معلومات الصحة الجنسية حتي تكون في متناول الطفلة وكذلك توفير احتياجات الصحة الانجابية للمراهقين لتعليمهم ما اسماه التقرير في الفقرة 124 بممارسة الجنس الآمن.
وفي الوقت الذي أوصي فيه التقرير بحق الطفلة في ممارسة الجنس إلا أنه اعتبر الزواج المبكر شكلا من أشكال العنف ضد الفتاة، وشدد علي المطالبة بسن قوانين صارمة لتجريمه. وتكرر ذلك 11 مرة في عدة فقرات من التقرير.
وفي الفقرة 96 وتحت عنوان 'الفتيات السحاقيات' طالب التقرير بضرورة الحفاظ علي حقوق الشواذ، وحق تحديد الهوية الجنسية للفتيات .. أي حرية اختيار جنس الشريك رجلا كان أو امرأة دون قيود.
وشدد التقرير علي ضرورة مراعاة الحق في الشذوذ وحقهن في الحصول علي شركاء مثليي الجنس.
وزعم التقرير في الفقرة 49 أن الدين *خاصة في الدول التي يعتبر فيها اساس التشريع* يقيد ويحد من فرص المساواة ويزيد من حدة العنف، وطالب بجهود ضخمة لتغيير المعتقدات والأعراف.
واعتبر التقرير في الفقرة 48 أن التركيز علي عذرية الفتاة وخصوبتها يمثل شكلا من أشكال التمييز ضد الانثي، وانتقد القوانين الخاصة بالميراث واعتبرها أحد اشكال التمييز ضد المرأة، وطالب بالمساواة بين النساء والرجال رافضا قوامة الرجل.
وتحت عنوان 'مساعدة الصبية علي تحدي التقاليد الاجتماعية' قدم التقرير نموذجا لحملات اقيمت لتوعية الصبية بحقوق الفتيات ومن ضمنها الحديث مع الصبية عن أسباب التخوف من الجنس المثلي وتشجيعهم عليه.
واعتبر التقرير في الفقرة 49 المهر شكلا من اشكال العنف ضد الفتاة واسماه 'ثمن العروس' الذي يحولها إلي سلعة تباع وتشتري.
وطالب التقرير بسن قوانين تمنع المهر من الأساس، حيث طالب في البنود 49 50 * 166 بإزالة ما اسماه بجميع اشكال التمييز ضد الفتاة حتي ولو كانت نابعة من الدين أو العرف كمسائل المهر والميراث والهياكل الإدارية في البيت.
وكان ائتلاف المنظمات الاسلامية قد دعا خلال لقاء بالقاهرة كافة الوفود الرسمية المشاركة إلي التحفظ علي كل ما يتعارض مع الشريعة الاسلامية والاديان خلال مناقشة التقرير بالأمم المتحدة.
بارك الله أخي الكريم، أحسنت بهذا النقل
وأذكر بديباجة نص ميثاق الأمم المتحدة - نشرته في موضوع من قبل - فما تفضلت انت بنقله هو تفصيل لتلك الكليات المشار اليها في هذه الديباجة.
الديباجة
نحن شعوب الأمم المتحدة
وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وأن نبين الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي،
وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدما، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح. وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا:
أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معا في سلام وحسن جوار، وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي، وأن نكفل بقبولنا مبادئ معينة ورسم الخطط اللازمة لها ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة، وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها، قد قررنا أن نوحد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض،
ولهذا فإن حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين في مدينة سان فرانسيسكو الذين قدموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط، قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة هذا، وأنشأت بمقتضاه هيئة دولية تسمى "الأمم المتحدة".
فتأمل بارك الله فيك، وانظر الى رضا الحكومات بما في هذا الميثاق الكفري!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 03:28]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك، نعم لقد أطلعت على موضوعك وآثرت أن أفرد لذلك موضوعاً مستقل للتوضيح.
كل هذه مواثيق كفرية فماذا ستفعل الحكومات لو عرضت عليهم تلكم البروتوكولات الماسونية .. ! بماذا سيردون وبماذا يجيون .. ؟!
هيئة الأمم المتحدة .. ماهي إلا أداة لتحقيق البروتوكولات الصهيونية وتطبيقها على الواقع المعاش .. تحت مسميات واهية
وعناوين براقة .. نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يصحو المسلمين من غفلتهم لتحطيم تلك الأصنام وتلكم الطواغيت،،
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 11:56]ـ
موضوع خطير للغاية
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:09]ـ
سبحان الله. . عقول تنك، وفطر منتكسة. .
صارت ممارسة الجنس قبل الزواج حق للفتاة، والزواج المبكر من أشكال العنف ضد الفتيات؟!!
وصار المهر من أشكال العنف ضد الفتاة؟!! كيف صار عنف أريد ان أعرف؟
والقوامة كذلك عنف؟!
وقلة الأدب والعهر صار حق للفتاة. . أي دين يا إخوان هذا؟
طيب يعلنونها صراحة: نريد تحويل الأنثى إلى حيوان والمجتمعات الإسلامية إلى وحوش وهمج وانتهت السالفة.
التقرير هذا ضد المرأة واصلا المرأة لا تهمهم أبدا. . هم يريدون النيل من أحكام الشريعة والوقوف ضد تطبيقها وهيهات. .(/)
إبراهيم الكوني
ـ[عبدالوهاب المزروعي]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 01:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك دراسات او مناقشات الافكار إبراهيم الكوني
ولكم جزيل الشكر(/)
القضية التي بين الوهابية وبين نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 02:09]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
فقد استمعت إلى شريط مرئى للحبيب على الجفري يقول فيه:
(ومن العجائب التي نزلت بالأمة اليوم وأن الأمة وهى في حضيض حضيضها وفي قمة انشغالها بذنوبها ومعاصيها ودنياها يوجد فيها من يتكلم على المنبر أو في وسائل إعلامه بإسم (هكذا وهو خطأ فاحش) الدين وبإسم (هكذا) الشريعة فيطرح بين الأمة قضية " هل والدى النبى في الجنة أو في النار " إلى أن قال
" إن من وراء هذا الكلام إعداد (هكذا وهو خطأ نحوى فاحش) لفصل الأمة عن حقيقة صلتها بالنبى صلى الله عليه وسلم " ثم اتهمهم بأنهم بين بينهم وبين النبى محمد صلى الله عليه وسلم قضية
فقلت في نفسي قوم بينهم وبين النبى محمد صلى الله عليه وسلم قضية أعوذ بالله من الخذلان ما أقبحهم.
فسألت عن هؤلاء القوم من يكونون؟
فأجابوني بأنهم الوهابية
فقلت لهم ومن هم الوهابية؟
قالو لي بأنها مذهب مبتدع في الإسلام أو مذهب خامس وفرقة خارجية لا هم لهم ليل نهار إلا تكفير المسلمين واستباحة أموالهم وسبى نساءهم
فقلت أعوذ بالله من الخذلان
قلت لهم من زعيمها؟
قالوا رجل نجدي يدعى بمحمد بن عبدالوهاب وهو رجل جاهل لا يعرف شيئا من دين الله عزوجل
فسألتهم: هل له من كتب تكشف عن حقيقة فكره وتبين انحرافه؟
قالوا نعم منها الأصول الثلاثة والقواعد الأربع وكتاب التوحيد
فأتيت بالكتب لأقرأها لأرى انحرافه وبالتالي أبينه لجميع المسلمين وهذا لا شك جهاد , وبدأت أقرأ فيها فكانت النتيجة أني ما وجدت في كتبه إلا آية قرآنية أو حديثا نبويا أو أثرا سلفيا.
فقلت في نفسي لعل أتباعه غلوا وانحرفوا من بعده فنسب إليهم الشيخ زورا وبهتانا ثم بدأت أطالع كتب الوهابية وأجردها جردا بدأا من تيسير العزيز الحميد ثم فتح المجيد مرورا بالدرر السنية والرسائل النجدية إلى أن انتهيت بكتب الفوزان.
وهنا اكتشفت الحقيقة وهى أن مؤلفات الوهابية ورسائلهم ليس فيها إلا الآيات القرآنية والأخبار النبوية والآثار السلفية.
وجدت القوم في كتبهم ساروا على نهج الصحابة والتابعين من أهل القرون الأولى المفضلة ووقفوا حيث وقف القوم فلا يتكلمون فيما سكت عنه أسلافهم ولا يسكتون عما تكلم به أسلافهم
لقد بانت الحقائق وظهرت عيانا
لقد قالوا لنا عن الوهابية فيما قالوا بأنهم يكفرون المسلمين:
لكن لما طالعت الدرر السنية وجدت زعيم الوهابية محمد بن عبدالوهاب يقول عن نفسه:
(من ذلك قوله:
القول أنا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون عن هذا الدين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم.)
(الدرر السنية 1/ 100)
ووجدته يقول:
(نسبوا إلينا أنواع المفتريات، فكبرت الفتنة، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، فمنها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلا عن أن يغتر به، ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجبا كيف يدخل هذا عقل عاقل، وهل يقول هذا مسلم؟ 1
إني أبرأ إلى الله من هذا القول الذي ما يصدر إلا من مختل العقل فاقد الإدراك، فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة).
(الدرر السنية 1/ 80
وقال:
(أنا أكفر من عرف دين الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد ما عرف سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا الذي أكفره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك (الدرر السنية 1/ 73)
قالوا لنا بأنه ينكر كرامات الأولياء:
لكن وجدت الشيخ يقول في رسالته إلى أهل القصيم:
(وأقر بكرامات الأولياء، وما لهم من المكاشفات، إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئاً، ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله)
قالوا لنا بأنه يعادي آل بيت النبى الأطهار ويكرهم:
لكن وجدت الشيخ يقول:
(((وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقا، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقوقهم ويظن أنه من التوحيد، بل هو من الغلو، ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل ادعاء الألوهية فيهم، وإكرام من يدعي ذلك))). (مؤلفات الشيخ 5/ 284)
قالوا لنا بأنه أتى بمذهب خامس وأنه خالف العلماء:
لكن وجدت الشيخ يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
((نحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل رحمهم الله))). (مؤلفات الشيخ 5/ 96)
وقال:
(فإن سمعتم أني أفتيت بشئ خرجت فيه عن إجماع أهل العلم توجه علي القول). (الدرر السنية 1/ 53)
وقال أيضا:
(وبالجملة فالذي أنكره: الاعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره، فإن كنت قلته من عندي فارم به، أو من كتاب لقيته ليس عليه العمل فارم به كذلك، أو نقلته عن أهل مذهبي فارم به، وإن كنت قلته عن أمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وعما أجمع عليه العلماء في كل مذهب فلا ينبغي لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرض عنه لأجل أهل زمانه، أو أهل بلده، أو أن أكثر الناس في زمانه أعرضوا عنه). (الدرر السنية 1/ 76)
إلى غير ذلك من الافتراءات التي تكذبها مصنفات الشيخ ورسائله فالله المستعان
(((عذرا أيها الجفري)))
لقد بانت الحقائق وظهرت فالقوم بينهم وبين النبى محمد قضية لكن ما هى القضية؟
القضية التي بين الوهابية وبين النبى محمد صلى الله عليه وسلم هى أن يطيعوه ولا يعصوه وأن يتبعوه ولا يخالفوه وأن لا يشرعوا في دينه ما لم يأذن به عليه الصلاة والسلام.
محبته ثابتة في قلوبهم والإيمان به من أصول ديانتهم والصلاة عليه من صالح أعمالهم وأركان صلاتهم
(((عذرا أيها الجفري))))
لقد جربنا التصوف وعرفناه من قرب وعشنا بين رجاله ومنهم بعض أقاربنا
(((عذرا أيها الجفري)))
المطلع على أحوالكم يعلم علم اليقين أنه بينكم وبين النبى محمد صلى الله عليه وسلم أعظم قضية
قال النبى صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي) فجئتم بسنة المحدثين
أمر النبى صلى الله عليه وسلم باتباع (سنة الخلفاء الراشدين) خالفتموم وجئتم في دين الله بما لم يأذن الله به
قال النبى صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة) قلتم بالبدعة الحسنة
وقال (ربنا الله الذي في السماء) قلتم بل ربنا موجود بلا مكان فاستدركتم على قول نبيكم صلى الله عليه وسلم
وقال (لا تتخذوا القبور مساجد) وأنتم بنيتم عليها المساجد
نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور والكتابة عليها وخالفتم أمره
قال النبى صلى الله عليه وسلم (أين الله) ضللتم من سأل عن الله بالأين
في ساعة موته صلى الله عليه وسلم (شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال اللهم في الرفيق الأعلى) وقلتم من اعتقد أن الله في جهة العلو حشوى كافر
وقال (ينزل ربنا في كل ليلة) فاستدركتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلتم: ينزل أمر ربنا أو رحمة ربنا
وقال (إنكم سترون ربكم) فتعقبتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلتم: بل نرى ثواب ربنا
وقال (إذا استعنت فاستعن بالله) ومنكم من يطلب المدد والغوث والعون من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله
نص النبى صلى اللله عليه وسلم أنه لا عيد لنا سنويا إلا عيد الأضحى والفطر فخالفتم أمره وجئتم بعيد المولد وعيد الإسراء والمعراج وعيد النصف من شعبان .... إلخ وأقمتم فيها الحفلات وما فيها من منكرات
(((عذرا أيها الجفري)))
في حقيقة أمركم أنتم الذين بينكم وبين رب العزة والجلال أكبر القضية
ما من خصيصة من خصائصه إلا وجعلتوها لغيره
فالإحياء والإماتة نسبتموهما لغيره
علم الغيب جوزتموه لغيره
تصريف الكون جوزتموه لغيره
ضاهيتم بالقبور بيته تحجون لها وتطوفون حولها وتتمسحون بأركانها وتهدون لها القرابين والنذور
تركتم رب العزة واستغثتم بغيره
بل حتى شرع ما لم يأذن به الله قبلتموه من مشايخ السوء واعتبرتموه شريعة تواظبون عليها
فماذا بقى لله أيها الجفرى؟
أقسمت بالذي لا يحلف بغيره ولا يطلب الغوث من سواه أن أبذل قوتي وطاقتي ومهجتي وحجتي ولذة نومي في تبين الحق وإظهاره ما بقى في الجسد روح وما امتد إلى من الله حول وقوة فإن مت فلسوف يحمل إخواني الراية والله المستعان
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 01:57]ـ
لا فض فوك أخي أبا الحسن
بارك الله فيك و أكثر من امثالك
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 11:55]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[نبراس]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:20]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 06:06]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:43]ـ
إن من وراء هذا الكلام إعداد (هكذا وهو خطأ نحوى فاحش)
أهلَ النحو: أليس هذا وقفَ ربيعة؟
إن كان: فمتى صار خطأ نحويا فاحشاً؟!!(/)
[طالب العلم و الاعتناء بالتوحيد والدعوة إليه] لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ ..
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 02:56]ـ
طالب العلم و الاعتناء بالتوحيد والدعوة إليه
لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله تعالى-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعظيما لمجده، وأشهد أن محمدًا رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا-.
أما بعد:
فإن أعظم المسائل والأبواب التي تستحق العناية العظيمة من طالب العلم أبواب ومسائل التوحيد الذي هو حق الله -جل وعلا- على العبيد، وقد ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه سأل معاذًا –رضي الله عنه- ((أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله ألا يعذب من مات لا يشرك بالله شيئا))
وهذا يبين لك عظم شأن التوحيد، وأنه هو الحق الأعظم، وهو أولى وأوجب ما توجه إليه الهمم من عناية بالدرس والحفظ والتأمل والدعوة والأمر والنهي، ولا شك أن الكتب إنما أنزلت من الله -جل وعلا- لبيان هذا الفصل العظيم، والأنبياء اتفقوا على الدين، واختلفوا في الشرائع كما قال -جل وعلا-: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} التوحيد واحد عند جميع الأنبياء؛ لأنه حق الله -جل وعلا- وأما الشرائع فمختلفة في قوله: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً}.
وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه قال: ((الأنبياء إخوة لعلات، الدين واحد، والشرائع شتى))
فإذًا كل الأنبياء والمرسلين دعوا إلى هذا الأصل العظيم وهو توحيد الله -جل وعلا- وألا يعبد إلا الله وحده، وأن يكفر بالطاغوت، وألا يشرك بالله -جل وعلا- شيء، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح ولا حجر ولا شجر، ولا يتعلق القلب تعلق العبادة إلا بالله -جل وعلا- وحده دون ما سواه؛ ولهذا كان ورثة الأنبياء على الحقيقة، هم الذين ورثوا الدعوة إلى التوحيد؛ لأن أعظم ما ورث الأنبياء الأصل الجامع الذي هو توحيد الله -جل وعلا- وغيره بعده في المرتبة، فالذي يرث ميراث الأنبياء هو الذي يعلم التوحيد ويدعوا إليه؛ ولهذا كان من الواجب على كل طالب علم أن يجعل اهتمامه بتوحيد الله -جل وعلا- فوق كل اهتمام، تعلما وحفظا وتعليما ودعوة وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر.
بل إن الله -جل وعلا- جعل عباده وأولياءه هم الذين يأمرون بالتوحيد وينهون عن الشرك، فقال -سبحانه- مثنيا على من استجاب له من عباده: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}
قال العلماء: "أمروا بالمعروف": أمروا بالتوحيد وبلوازمه، "ونهوا عن المنكر": نهوا عن الشرك وطرائقه، ولا شك أن الطاعات جميعا من لوازم التوحيد ومن آثاره، وأن المعاصي والذنوب بأنواعها من آثار التشريك بأي نوع من أنواعه.
والدعوة إلى التوحيد لما كانت من أهم المهمات، بل هي أهم المهمات في كل زمان وفي كل مكان، فينبغي أن يعلم أن التوحيد يترك ويجهل وينسى إذا لم يدع إليه، ويترك الناس الدعوة إليه إذا لم يعلموا منزلته إذا لم يعلموا حقه، إذا لم يعلموا فضله، إذا لم يعلم محبة الله -جل وعلا- له ولأهله؛ ولهذا قال طائفة من العلماء منهم ابن القيم -رحمه الله-: "ما من آية في القرآن إلا وهي في التوحيد". وهذا صحيح.
لهذا ينبغي التواصي بهذا دائما، والتوحيد لا يترك حتى يتركه العباد تعلما، ثم يتركونه تعليما، ثم يفشوا المنكر والشرك وأنواع ذلك، وهم لا ينتبهون، وقد رأينا في زماننا هذا طائفة ممن حصل طرفا من العلم، وتجد عندهم مباحث كثيرة، وربما حسن كلام عرض، لكنهم نسوا مسائل التوحيد لعدم مراجعتها، يعلمون الأمر المجمل، منه وجوب التوحيد ومعناه، ويعلمون النهي عن الشرك والشرك الأكبر إلى آخره.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن إذا تأملت كتاب التوحيد الذي فيه أكثر أنواع التوحيد ومفرداته، وأكثر أنواع الشرك ومفرداته، إذا تأملت ذلك وجدت أن ثمة أبوابا كثيرة مما غشيه الناس في هذا الزمان وفي غيره ووقع فيه، فهذا ينسب الأفعال إلى البشر دون نظر إلى فعل الله -جل وعلا- وهذا ينكر الأسباب، وهذا يفعل كذا إلى آخره. من الأقوال والأعمال التي تنتشر وتسمعها تارة من الخاصة فضلا عن الجهلة والعامة.
الدعوة إلى التوحيد لها طريقان:
الطريق الأول: طريق المجمل. والثاني: المفصل.
وإن شاء الله تعالى نذكر لك هذين الطريقين مع أمثلة لها وإشارات تنبهك عن المقصود من ذلك في دروسنا القادمة -إن شاء الله جل جلاله-.
أسأل الله -تعالى- أن يجعلني وإياكم من ورثة علم محمد -عليه الصلاة والسلام- أن يجعلنا من حملة المجاهدين في سبيله، الآمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر المتبعين طريقة السلف الصالح، كل ذلك، إنه سبحانه جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
وقال الشيخ كذلك- حفظه الله تعالى -: الحمد لله حق الحمد، وأوفاه، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده، ورسوله، ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فأسأل الله -جل وعلا- لي ولكم القبول في كل اعتقاد صالح، وعمل خالص، وقول نافع، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك، توكلنا عليك في صلاح ديننا ودنيانا، اللهم توكلنا عليك في صلاح ديننا، ودنيانا، وأنت نعم المولى، ونعم النصير.
ذكرنا لكم بالأمس أن أعظم ما يجب على طالب العلم، أن يهتم به: التوحيد الذي هو دين الله -جل وعلا- الذي اجتمعت عليه الأنبياء، والمرسلون، والذي ورثته العلماء عن النبي محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
والدعوة إلى التوحيد من أعظم القربات؛ لأنها دعوة إلى حق الله -جل وعلا- ولأنها دعوة فيها متابعة لما إليه دعا النبي -محمد عليه الصلاة والسلام- ولأنها دعوة فيها مضاعفة الأجر، والعمل؛ لأنها من أعظم، بل هي أعظم الأعمال الصالحة.
والدعوة إلى التوحيد لها طريقان:
الطريق الأول: تبليغ التوحيد، وتبيين الآيات، والأحاديث فيه، وشرح ذلك، والتوحيد كما هو معلوم ثلاثة أنواع:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
والطريق الثاني: تبيين ضد التوحيد الذي هو الشرك بالله -جل وعلا- الذي هو أقبح الاعتقاد، والعمل فلا ثم اعتقاد، ولا عمل أقبح من الشرك بالله -جل جلاله- الطريق الثاني: أن يبين معنى الشرك، وأنواع الشرك بالله -جل وعلا- والخوف من الشرك بأنواعه، وكيف يحذر من ذلك، والتحذير من وسائل هذا الشرك، وتبيين ما يتصل بذلك، وكل من هذين أعني: الطريق الأولى، والطريق الثانية بيان التوحيد، وبيان الشرك له وسيلتان، أو منهجان في الدعوة إلى الله -جل وعلا- الأولى: في كل منهما البيان المجمل، والتبليغ المجمل، والبيان المجمل يعنى به ألا تذكر تفاصيل الكلام تحت أصول مسائل التوحيد، فلا يفصل الكلام لا على توحيد الربوبية، ولا على توحيد الألوهية، ولا على توحيد الأسماء، والصفات، وذلك إذا اقتضى المقام الاختصار، وعدم التطويل في أن يبين مجمل ما جاء في فضل التوحيد، وأنه دعوة الأنبياء والمرسلين، وأنه حق الله -جل وعلا- وما يكفر من الذنوب، ونحو ذلك، وتقديم التوحيد على غيره، والاستدلال بالأدلة في ذلك، ويذكر معنا توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات بشيء من الإجمال، وهذا القدر يحسن إذا اتبعه، وكان معه شيء من ذكر آثار أنواع التوحيد يعني: آثار توحيد الربوبية في إيمان العبد، وفي إيمان الناس، وكذلك أثر توحيد الألوهية في إيمان العبد، وفي إيمان الناس، وأثر ذلك في الأرض، وكذلك توحيد الأسماء، والصفات أثر التوحيد على إيمان العبد، وإيمان الناس، وذكر أمثلة للآثار، وكذلك في الشرك طريق مجملة على هذا النحو، بأن يذكر خطر الشرك، ومناقضة الشرك لشهادة: لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وذكر الخوف من الشرك، وأنه أعظم ما يخاف منه، ومصير المشركين في الدنيا وفي الآخرة، ونحو ذلك مما ينفر من الشرك، ويخيف منه، ثم يذكر معنى الشرك، وأنواع الشرك، تعريف الشرك الأكبر، والشرك الأصغر، الشرك الخفي، بيان ما يتصل بذلك من آثار في الدنيا وفي
(يُتْبَعُ)
(/)
الآخرة.
فهذان طريقان مجملان، قد يحتاج إلى الإجمال طالب العلم في بعض المواضع، فالداعية إلى الله -جل وعلا- قد يجمل، وقد يطنب، وقد يفصل، والقرآن فيه آيات فيها الإجمال، وثم آيات فيها التفصيل، والحجاج مع المشركين، وبيان ما في التوحيد من مقالة المشركين، والرد على ذلك، وبيان ما في الشرك من مقالة المشركين، والرد على ذلك، ونحو هذه المسائل.
بهذا، فإن الداعية إلى الله -جل وعلا- إذا دعا مجملا، فإنه يتبع طريقة القرآن في الإجمال، لكن لا يتميز أهل التوحيد إلا بأنهم لا يدعون مجملا دائما، بل إذا اقتضاه المقام، ولكنهم يدعون مجملا، ومفصلا، فيذكرون الإجمال في موضعه، ويذكرون التفاصيل في موضعها، ويذكرون معنى التوحيد، وأنواع التوحيد، وصور توحيد الربوبية، وصور توحيد الألوهية، وضد ذلك، ويبينون معتقد أهل السنة، والجماعة في الأسماء والصفات، والرد على المخالفين إلى غير ذلك من المسائل.
فإذا الدعاة إلى الله -جل وعلا- على منهج السلف الصالح أعظم ما يتقربون به إلى الله -جل وعلا- به أن يبينوا ما أنزل الله -جل وعلا- على نبيه -عليه الصلاة والسلام- ولا يتركوا من ذلك شيئا، وأعظم ذلك الحقيق بأن يؤكد عليه لأجل ألا يرفع من الناس، وألا ينساه الناس، فيقع في مخالفته، ألا وهو البيان التفصيلي: للتوحيد، والبيان التفصيلي للشرك، وأنواعه، وما يتعلق بذلك، مع العناية بالاستدلال من الكتاب والسنة وإجماع الأمة في المسائل التي يعرض لها طالب العلم، ولا شك أن هذا إذا سلكه الداعي إلى الله -جل وعلا- فإنه سيجد فيه انشراحا، ونورا، وسيجد سرورا، وحبورا؛ لأنه سينفتح له من أنواع معرفة الله -جل وعلا- ومعرفة أسمائه وصفاته، والعلم بأنواع توحيده، والخوف من ضد ذلك ما لا ينفتح لغيره؛ لأن المجاهد يهديه الله -جل وعلا- سبله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} وللعلم زكاة لا بد من بذلها، وللعلم جهاد، فمن أنواع الجهاد أن يجاهد بالعلم.
فإذا لم يمكن الجهاد بالسنان، فإن المجاهد بالعلم مجاهد، المجاهد ببيان القرآن، والسنة، وحق الله -جل وعلا- لا شك أنه داخل في نوع من أفضل أنواع الجهاد، وذلك لقول الله -جل وعلا-: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} يعني: جاهدهم بالقرآن جهادا كبيرا، وكذلك المنافقون، فإنهم يجاهدون بالعلم النافع كما قال -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} ومعلوم أن المنافق في دار الإسلام مؤمن، كما أمّن النبي -عليه الصلاة والسلام- دماء وأموال المنافقين، فلم يستبحهم، ولما قيل له في قتل بعضهم قال: ((لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)) ومع ذلك يجاهدون بالعلم، والدعوة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
فلا شك أن نشر العلم، والحق، والهدى، والدعوة إلى ذلك بالبيان أنه نوع من الجهاد، وهو من علامات الطائفة المنصورة التي نصرها الله -جل وعلا- في أول هذه الأمة، وفي آخرها.
فلا تزال منصورة كما ثبت في الصحيح أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك)).
فظهور الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، ظهورهم في كل زمان، وفي كل وقت، وفي كل بلد، ظهورهم بالحجة والبيان، ظهورهم بالقرآن؛ لأن القرآن يعلو، ولا يعلى عليه، فمن كانت معه حجة القرآن، فهو الظاهر، وهو الغالب؛ لأن حجة القرآن هي الحجة الماضية؛ ولأن برهان القرآن والسنة، هو البرهان الماضي الذي هو الحق، ويوافق ما خلق الله -جل وعلا- في سماواته وفي أرضه من الحق، فهو الحق الذي يوافق كل حق، وبهذا، فإن الطائفة هذة لا تزال تجاهد ظاهرة على الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني قائلة بالحق، ومعها الحق تبين ذلك، وقد يكون في بعض الأزمنة أن تظهر بالنوع الثاني من الظهور، وهو ظهور السنان، وظهور السلاح، وظهور الجهاد البدني، فهذا قد لا يكون دائما، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه لما كانوا في مكه كانوا ظاهرين على غيرهم، والله -جل وعلا- جعل لهم العزة، وإن كان المشركون لهم الغلبة؛ لأن هؤلاء أعني: النبي -عليه الصلاة والسلام- ومن معه كانوا على الحق، وكانوا ظاهرين بما معهم من الحجة والبيان.
ثم جاهدوا لما أذن الله -جل وعلا- لهم وكانت عندهم القدرة على ذلك، والمصلحة في ذلك راجحة جاهدوا، وأذن الله -جل وعلا- لهم فاجتمع لهم نوع الظهور ظهور السنان، وظهور البيان، واللسان، والأمة لا تزال ظاهرة باللسان، والبيان لا تزال طائفة منها ظاهرة باللسان، والبيان معها حجة الله، ومعها قول الله -جل وعلا- وقول المبلغ عن الله دينه رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.
لهذا، فإن معرفة هذه المسائل يشرح الصدر، ويجعل المرء يبذل لدين الله، ويبلغ، ويعلم، ويدعو، وهو يشعر أنه بحجته، وإن كان وحده، فهو ظاهر على الحق، وظاهر بالحق، وأنه ليس وحيدا، ولو كان واحدا؛ لهذا قال تعالى في وصف إبراهيم الخليل -عليه السلام- {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
قال إمام الدعوة، الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في بيان تفسير هذه الآية قال: إن إبراهيم كان أمة؛ لئلا يستوحش سالك الطريق، يعني: طريق التوحيد من قلة السالكين، قانتا لله لا للملوك، ولا للتجار المترفين، حنيفا مائلا عن طريق الشرك، ولم يك من المشركين خلافا لمن كثر سوادهم، وزعم أنه من المسلمين، وبهذا يعلم العبد أنه، وإن كان في نوع من الزمان، أو في بعض الأرض، وإن كان واحدا، فإنه إذا كان على نهج الأنبياء، والمرسلين، فإنه هو الحق، وهو الجماعة، وهو الذي سلك الصراط المرضي؛ لأن الذي قبله على ذلك كثير، وإبراهيم -عليه السلام- كان أمة، ومحمد -عليه الصلاة والسلام- كان أمة لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين؛ نسأل الله -جل وعلا- أن يجعلني وإياكم من المجاهدين في سبيله، الداعين إليه على بصيرة، وأن يجنبنا الضلال والردى، ونعوذ به -جل جلاله- أن نزل، أو نزل، أو نضل، أو نضل، أو نجهل، أو يجهل علينا، أو نظلم، أو نظلم اللهم، فأعذنا إنك سميع قريب.
[من شرحه المفرغ على كتاب الطهارة من بلوغ المرام]
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 06:00]ـ
المجاهد بالعلم مجاهد، المجاهد ببيان القرآن، والسنة، وحق الله -جل وعلا- لا شك أنه داخل في نوع من أفضل أنواع الجهاد، وذلك لقول الله -جل وعلا-: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} يعني: جاهدهم بالقرآن جهادا كبيرا ..(/)
شبهات حول الحرية في الإسلام
ـ[مجرب]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 05:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فالإسلام دين الحرية، ولا يقيد الإنسان إلا لمصلحة أعظم، ولقد أثار أعداء الإسلام حوله العديد من الشبهات ليصدوا الناس عن عبادة الله جل وعلا، وإن الواجب علينا نحن المسلمين دحض هذه الشبهات، ورد كيدهم عليهم.
وإنني أدعو طلاب العلم والمسلمين إلى التصدي لمثل هذه التراهات، وهذه بعض الشبهات التي تثار دائمًا، وأرجو منا أن نتعاون في دحض وتفنيد تلك الشبهات.
الشبهة الأولى:
قد يقال إن عبادة الله والالتزام بأوامره فيها تقييد للحرية.
الجواب عنها: أن هذا لا يعارض الحرية، لما يلي:
[1] أن الإنسان مفطور على عبوديته لله، فعبادته لله إنما هي اختيار واقتناع. وهو أيضًا يتحرر من عبودية ما سواه.
قال ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم: «الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام».
وقال تعالى في اطمئنان النفس وراحته بالهداية: ?وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى? [طه: 124].
[2] أن هذا الدين فيه من المحاسن والفضائل؛ بل والبراهين والآيات الدالة على صحته، وأنه الحق الذي لا مرية فيه، فالإنسان يُقبل عليه بقناعة كاملة.
[3] أن ما يكون في الشريعة من تقييدات إنما هي لمصلحة العبد، فقد جاءت النصوص بإحلال النافع، وتحريم الضار، ورفع الحرج، كما قال تعالى واصفًا النبي صلى الله عليه وسلم:? الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ? [الأعراف: 157].
الشبهة الثانية:
قولهم إن الإسلام اعتمد على السيف وحده في نشر الدعوة، وأن المسلمين يكرهون غيرهم للدخول فيه.
الجواب عنها:
أن هذا غير صحيح، فالآيات القرآنية تنفي الإكراه في الدخول في الدين، كما قال عز وجل: ?لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ? [البقرة: 256]
أن القتال الذي أمر الله به إنما هو لإزالة العراقيل عن الدعوة الإسلامية، وليس كما يقوله البعض إنما القتال في الإسلام إنما كان لرد العدوان فقط لا غير، أو لإزالة الفتنة، ويستدلون بقوله تعالى: ?وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ? [البقرة: 190].
والصحيح أن الله أمر بقتال المشركين ابتداءً، ولا خلاف بين العلماء في ذلك، وهذه الآية فهي منسوخة عند جماعة من العلماء، ومن قال إنها محكمة فحملها على النساء والصبيان والرهبان ممن لم يقاتل.
والإسلام لم يحمل السيف ليكره الناس على اعتناق عقيدته، إنما جاهد ليقيم نظامًا آمنًا، يأمن في ظله أصحاب العقائد جميعًا، وفي هذا المعنى قوله تعالى: ?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ? [الأنفال: 39].
وكثير من البلاد دخلها الإسلام بالإقناع دون حمل السيف، خاصة بلاد شرق أسيا، وما يحصل من دخول المسلمين في بلاد أوربا وأمريكا.
الشبهة الثالثة:
القول بأن قتال المرتد عن الإسلام يعارض الحرية.
الجواب عنها:
أن قتال المرتد لا يعارض الحرية؛ لأن المرتد قد أقدم على الإسلام باختياره، وآمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأصبح واحدًا من جماعة المؤمنين، فلا يجوز له الخروج عنهم والكفر بما آمن به.
كما أن الارتداد فيه إثارة للبلبلة وتشويش على المسلمين، فمن حفاظ الدين وصيانة المجتمع قتل هذا المرتد، وهذه المصلحة أعظم من أي مفسدة.
الشبهة الرابعة:
القول بأن الرق معارض للحرية.
الجواب عنها:
مما لا شك فيه أن الرق سلب الحرية، وأن الإسلام أباحه بطرق شرعية، لكن هذا لا يعارض الحرية لعدة أسباب:
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] أن سبب الملك بالرق هو الكفر، ومحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا قدر الله قتال المسلمين للكفار؛ جعل الله الكفار ملكًا لهم بالسبي، إلا إذا اختار الإمام المن أو الفداء، لما في ذلك من مصلحة المسلمين.
وهذا الحكم من أعدل الأحكام، وأوضحها وأظهرها حكمة: فالله جل وعلا خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ? [الذاريات: 56].
وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، فتمرد الكفار على ربهم، وإعلانهم الحرب على رسله وأوليائه؛ قد ارتكبوا بنعم الله ما أسخطه عليهم، وهذه جريمة كبيرة، فعاقبهم الحكم العدل اللطيف الخبير جل وعلا عقوبة شديدة تناسب جريمتهم؛ فسلبهم التصرف.
ولو فرضنا?وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى? أن حكومة من هذه الحكومات التي تنكر المُلك بالرق، قام عليها رجل من رعاياها كانت تغدق عليه النعم، وتحسن إليه أنواع الإحسان، ثم دبر عليها ثورة وأسقط حكمها، ثم قدرت عليه بعد مقاومة شديدة، فإنه ستقتله شر قتلة، وهذه القتل أشد من الرق بمراحل عديدة.
فلما قام الكافر بالحيلولة ضد دين الله وشرعه، عاقبه الله بهذه العقوبة بمنعه من التصرف.
فإن قيل: إذا كان الرقيق مسلمًا فما وجه ملكه بالرق؟ مع أن سبب الرق الذي هو الكفر ومحاربه الله ورسله قد زال؟
فالجواب: أن القاعدة المعروفة عند العلماء وكافة العقلاء: «أن الحق السابق لا يرفعه الحق اللاحق». فالمسلمون لما غنموا الكفار بالسبي؛ ثبت لهم حق الملكية، فإن أسلم الرقيق بعد ذلك، كان حقه في الخروج من الرق بالإسلام مسبوقًا بحق المجاهد الذي سبقت له الملكية قبل الإسلام، وليس من العدل والإنصاف رفع الحق السابق بالحق المتأخر عنه.
[2] أن الاسترقاق في الإسلام إنما كان معاملة بالمثل، حيث كان الأسرى يُسترقون، لكن الإمام مخير بين المن والفداء والقتل والرق حسب المصلحة في ذلك.
[3] إن قولنا بأن الاسترقاق في الإسلام يعارض الحرية، هذا نابع من نظرتنا إلى الرق، الذي ارتكبت فيه الشناعات والمعاملة والوحشية التي سجلها التاريخ خاصة في العالم الروماني.
بينما الرق في ضوء الإسلام قد سجل أروع المعاملة؛ بل أمر بتربيتهم وتعليمهم، وحذر من التعدي على حقوقهم بغير حق.
[4] إن الإسلام لم يبح الرق إلا في أسرى الحرب الذي أقدموا باختيارهم وحاربوا كلمة التوحيد، ومع ذلك فقد سعى الإسلام لإعتاق العبيد بطرق عديدة؛ بل أوجب ذلك في حالات عديدة، ففي سبع آيات في القرآن حث الإسلام على العتق، من ذلك قوله تعالى: ?وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ? [النساء: 92].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوًا من النار) متفق عليه.
هذه بعض الشبهات، ونسأل الله أن ييسر لنا إتمام البقية، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم وبارك على نبييه محمد، وعلى آله وصحبه.
المرجع: كتاب: (الحوار مع أهل الكتاب، أسسه ومناهجه في الكتاب والسنة، للدكتور خالد بن عبد الله القاسم) بسم الله الرحمن الرحيم(/)
المحكمة الدولية في ميثاق الأمم المتحدة!!
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 01:12]ـ
الحمد لله
وبعد،
إخوتنا الأفاضل، لا زلنا مع ميثاق الأمم المتحدة، ومع ما جاء فيه بخصوص أحد فروعه: ألا وهو: محكمة " العدل!! " الدولية.
ولا تعجبوا إذا وجدتم فيه أن على الحكومات الموقعة عليه - ومنها الحكومات التي تحكم شعوبا مسلمة - على هذه الحكومات أن تفي بعهودها و أن تبر بقسمها الذي أقسمت عليه في الالتزام و الانقياد و الطاعة لما جاء في هذا الميثاق وللقوانين التي ستصدر عن " الشرعية الدولية! "
وستجدون - بصريح الالفاظ - ان قوانين الامم المتحدة هي المهيمنة على كل القوانين " المحلية "
أي:تهيمن هذه القوانين على القرآن العظيم: كلام رب العالمين!! فهي تطلق ما قيده و العكس،
وتخصص عمومه و العكس، و تزيد عليه، و تنقص منه أي: تنسخه!!!
وسترون المادة 103 وما جاء فيها باوضح الالفاظ.
أترككم مع ميثاقهم بخصوص المحكمة المذكورة:
...
الفصل الرابع عشر: في محكمة العدل الدولية
المادة 92
محكمة العدل الدولية هي الأداة القضائية الرئيسية "للأمم المتحدة"، وتقوم بعملها وفق نظامها الأساسي الملحق بهذا الميثاق وهو مبني على النظام الأساسي للمحكمة الدائمة للعدل الدولي وجزء لا يتجزأ من الميثاق.
المادة 93
1 - يعتبر جميع أعضاء "الأمم المتحدة" بحكم عضويتهم أطرافا في النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية.
2 - يجوز لدولة ليست من "الأمم المتحدة" أن تنضم إلى النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية بشروط تحددها الجمعية العامة لكل حالة بناء على توصية مجلس الأمن.
المادة 94
1 - يتعهد كل عضو من أعضاء "الأمم المتحدة" أن ينزل على حكم محكمة العدل الدولية في أية قضية يكون طرفا فيها.
2 - إذا امتنع أحد المتقاضين في قضية ما عن القيام بما يفرضه عليه حكم تصدره المحكمة، فللطرف الآخر أن يلجأ إلى مجلس الأمن، ولهذا المجلس، إذا رأى ضرورة لذلك أن يقدم توصياته أو يصدر قرارا بالتدابير التي يجب اتخاذها لتنفيذ هذا الحكم.
المادة 95
ليس في هذا الميثاق ما يمنع أعضاء "الأمم المتحدة" من أن يعهدوا بحل ما ينشأ بينهم من خلاف إلى محاكم أخرى بمقتضى اتفاقات قائمة من قبل أو يمكن أن تعقد بينهم في المستقبل.
المادة 96
1 - لأي من الجمعية العامة أو مجلس الأمن أن يطلب إلى محكمة العدل الدولية إفتاءه في أية مسألة قانونية.
2 - ولسائر فروع الهيئة والوكالات المتخصصة المرتبطة بها، ممن يجوز أن تأذن لها الجمعية العامة بذلك في أي وقت، أن تطلب أيضا من المحكمة إفتاءها فيما يعرض لها من المسائل القانونية الداخلة في نطاق أعمالها.
...
المادة 103
إذا تعارضت الالتزامات التي يرتبط بها أعضاء "الأمم المتحدة" وفقا لأحكام هذا الميثاق مع أي التزام دولي آخر يرتبطون به فالعبرة بالتزاماتهم المترتبة على هذا الميثاق.(/)
العلامة الفوزان:الذي يدعي انهم اختلفوا في شيء من العقيدة كذاب
ـ[عبد الرحيم السني]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 01:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم هل يحق لنا أن نقول: إن الصحابة قد اختلفوا في بعض مسائل العقيدة؟
من قال هذا؟! ما ذكر عن الصحابة خلاف في العقيدة ابدا حاشا وكلا الذي يدعي انهم اختلفوا في شيء من العقيدة كذاب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=11286
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 01:10]ـ
وله كلام في المسألة في شرحه على العقيدة السفارينية ..
وحبذا لو تجمع كلامه في المسألة ..
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 03:50]ـ
قال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله تعالى (المجموع2/ 493): ((الصحابة لم يختلفوا في العقيدة أبداً، إنما الخلاف وقع بعدهم)).اهـ(/)
واجب منسي
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 08:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
واجب المسلمين
لإنقاذ الأسرى و فكاك المعتقلين
من سجون الصليبيين
للحصول على نسخه من الكتاب
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلا وَ أَنْتُمْ مسلمون} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَ بَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَ نِسَاءً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِيْداً ? يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 – 71].
أما بعد ...
فمع توالي الأحداث و تكالب الأمم على أهل الإسلام، تعرّضت الأمّة الإسلامية لأكثَر من نكبة، و ألمَّت بها مصائب جسام؛ من أفظعِها وقوع المئات من المسلمين في الأسر، و الزج بهم خلف قضبان الحديد في معتقلات لا ترعى حقوقاً و لا تُراعي حُرَماً.
و لا شك في أن معاناة المسلمين اليوم أمر جلل لم يسبق له مثيل عبر تاريخهم الطويل، حيث تداعت عليهم الأمم متكالبة، و نابذتهم العداء متحالفة، و تجمهَر في الحملة الهوجاء عليهم أهلُ الأرض قاطبةً من يهود و صليبيين و وثنيين و ملاحدة، فضلاً عمن والاهم أو وافقهم؛ باستعلاء أو على استحياء؛ من حكام العَرَب و المسلمين.
و من أشنع ما أسفَرت عنه الحرب الضروس المعاصرة ضد الإسلام و أهله تمكين الأعداء الحاقدين من رقاب الأولياء الصالحين، حتى باتوا يعملون فيهم القتل و التنكيل، و الأسرَ و التكبيل، و ينقلون المئات منهم من ديار المسلمين إلى المعتقلات و الزنازين، على مرأى و مسمَع الحكام و الزعماء، فضلاً عن السوقة و المستضعفين، دون أن يُحرك ذلك ساكناً، أو يَرفَعَ همةً لفكاك الأسرى المستضعفين، أو استنقاذ المعتقلين المضطهدين.
مع أن القيام بذلك واجب متعين – على الكفاية في أقل الأحوال - على من جعلهم الله {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} كل بحَسب طاقته و قُدرَته، حسب ما دلت عليه عمومات النصوص الشرعية المؤكدة على حق المسلم على المسلم، و منها وجوب نصرته، و تحريم خذلانه و إسلامه لعدوه، أو التخلي عنه، كقوله تعالى: {وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72]، و ما ثبت في صحيح مسلم و عند أصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخْذُلُه و لا يحقره).
و قال الإمام النووي [في شرح صحيح مسلم: 16/ 120]: قال العلماء: الخذل ترك الإعانة و النصر، و معناه: إذا استعان به في دفع ظالم و نحوه لزمه إعانته إذا أمكنه، و لم يكن له عذر شرعي، و (لا يحقره) أي: لا يحتقره؛ فلا يُنكِر عليه، و لا يستصغره و يستقله.اهـ.
و قد فهم الأئمة النقاد من هذا الخبر الصحيح الثابت أن على المسلم وجوباً أن يهبَّ لنصرة أخيه المسلم، و لو تجوَّز في سبيل ذلك بارتكاب مالا يحل إلا للضرورة.
قال الإمام البخاري في صحيحه [6/ 2594]: (باب يمين الرجل لصاحبه إنه يتحقق إذا خاف عليه القتل أو نحوه، و كذلك كل مكره يخاف؛ فإنه يَذُبُّ عنه الظالم، و يقاتل دونه و لا يخذله، فإن قاتل دون المظلوم فلا قِوَدَ عليه و لا قصاص.
و إن قيل له: لتشربنَّ الخمر، أو لتأكلنَّ الميتة، أو لتبيعنَّ عبدك، أو تقرُّ بدَين، أو تهب هبة، أو تحلُّ عقدة، أو لنقتلنَّ أباك أو أخاك في الإسلام، و ما أشبه ذلك؛ وسعه ذلك، لقول النبي: (المسلم أخو المسلم).اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال شارح الصحيح الحافظ ابن حجر [في فتح الباري 12/ 324] بعد أن ذكر طائفة من أقوال العلماء و خلافهم في مسألة الإكراه بتهديد الغير: (و المتجه قول بن بطال أن القادر على تخليص المظلوم توجه عليه دفع الظلم بكل ما يمكنه فإذا دافع عنه لا يقصد قتل الظالم و إنما يقصد دفعه فلو أتى الدفع على الظالم كان دمه هدراً و حينئذ لا فرق بين دفعه عن نفسه أو عن غيره).
و روى أبو داود من حديث جابر و أبي طلحة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من امرئ مسلم يخذل امرَءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، و ينتقص فيه من عرضه؛ إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته، و ما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، و تنتهك فيه حرمته؛ إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته).
و أخرج الإمام أحمد و السيوطي (في المعجم الصغير) بإسنادٍ حسّنه عن سهل بن حُنَيف عن أبيه عن النبي قال: (من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره، و هو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة).
قال الإمام المناوي رحمه الله شارحاً هذا الحديث [في فيض القدير: 6/ 46، 47]: (من أُذِلَّ) بالبناء للمجهول (عنده) أي بحضرته أو بعلمه (مؤمن فلم ينصره) على من ظلمه (هو) أي و الحال أنه (يقدر على أن ينصره أذله اللّه على رؤوس الأشهاد يوم القيامة) فخذلان المؤمن حرام شديد التحريم دنيوياً كان - مثل أن يقدر على دفع عدوّ يريد أن يبطش به فلا يدفعه - أو دينياً.اهـ.
قلتُ: فلو وضع المسلم الذي يعيش العيش الرغيد نفسه في موضع أخيه المتقلب في الآصار و الأغلال، و استشعر الأخوة الإيمانية التي تجمعهما، لبذل الغالي و النفيس في تنفيس كربة أخيه، و جاد في سبيل تحريره بكل ما تملكه يمينه، و لا أظننا في زمان يخذل فيه المسلم أخاه، بالكلية و إن كثر المخذلون، ففي الأمة طلائع طائفة منصورة، لن يزال أبناؤها على الحق ظاهرين.
و لو لم يرد في الشريعة المطهرة إلا ما تقدم من النصوص العامة في الدلالة على وجوب نصرة المسلم و الذب عن عرضه، و الدفاع عنه، لكفى بها دليلاً على وجوب استنقاذ الأسرى و فكاك المعتقلين، و حافزاً على بذل الوُسع في رفع المظلمة و دفع الضيم عنهم.
فكيف و قد وردت نصوص ظاهرة الدلالة على وجوب هذا العمل بعينه، كما في قوله تعالى: {وَ مَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75].
قال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: (و تخليص الأسارى واجب على جميع المسلمين إما بالقتال و إما بالأموال، و ذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها، قال مالك: واجب على الناس أن يُفْدوا الأسارى بجميع أموالهم، و هذا لا خلاف فيه ... و كذلك قالوا: عليهم أن يواسوهم فإن المواساة دون المفاداة) [تفسير القرطبي: 5/ 257].
و قد أمر بذلك نبي الرحمة صراحة ً كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: (فكوا العاني ـ يعني الأسير ـ و أطعموا الجائع و عودوا المريض).
قال الحافظ ابن حَجَر [في الفتح: 6/ 167]: (قال سفيان: العاني: الأسير، قال ابن بطال: فكاك الأسير و اجب على الكفاية، و به قال الجمهور، و قال إسحاق بن راهويه: من بيت المال، و روي عن مالك أيضاً).
و قال الإمام المناوي شارحاً هذا الحديث في فيض القدير: (فكوا) خلِّصوا، و الفكاك بفتح الفاء و تكسر التخليص، (العاني) بمُهملة و نون أي أعتقوا الأسير من أيدي العدو بمال أو غيره كالرقيق قال ابن الأثير: العاني الأسير و كل من ذّل و استكان و خضع فقد عنا قال ابن بطال: فكاك الأسير فرض كفاية و به قال الجمهور و قال ابن راهويه: من بيت المال، و رُوي عن مالك و قال أحمد: يفادي بالرؤوس أو بالمال أو بالمبادلة.اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
و في الصحيح و سنن الترمذي عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي رضي الله عنه: (يا أمير المؤمنين، هل عندكم من الوحي شيء؟) قال: (لا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة، إلا فهماً يعطيه الله عز و جل رجلاً و ما في هذه الصحيفة)، قلت: (و ما في هذه الصحيفة؟) قال: (العقل، و فكاك الأسير، و لا يقتل مسلم بكافر).
و الوسائل المعينة على فكاك الأسرى كثيرة، يجب منها ما لا يتم الواجب إلا به، و من ذلك على وجه التمثيل لا الحَصر:
أولاً: الإكثار من الدعاء لأسرى المسلمين في الخلوات و الجماعات، و في القنوت و على المنابر و في الصلَوات، و سائر مظانِّ الإجابة من الأمكنة و الأزمنة.
فقد كان عليه الصلاة والسلام يخص الأسرى بالدعاء، و يسمي بعضَهم بأسمائهم، و يدعوا بالهلاك على أعدائهم، كما في الصحيح عن أبي هريرة و عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أنّه كان إذا رفع رأسه من الركعة الأخيرة يقول: (اللهم نجِّ عياش بن أبي ربيعة، اللهم نج سلمة بن هشام، اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف).
ثانياً: استنقاذ أسرى المسلمين من المشركين بدفع الفدية لإطلاقهم، و ذلك من فك الرقاب الذي أمر الله تعالى به، كما في قوله: ? فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ? وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ? فَكُّ رَقَبَةٍ ? [البلد: 11 - 13].
قال القرطبي [في تفسير سورة البلد: 20/ 68]: (قوله تعالى ? فَكُّ رَقَبَةٍ ? فكُّها: خلاصها من الأسر. و قيل: من الرق ... و الفك: هو حل القيد؛ و الرق قيد، و سمي المرقوق رقبة؛ لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته. وسمي عنقها فكا كفك الأسير من الأسر.
قال حسان:
كم من أسير فككناه بلا ... ثمن وجز ناصية كنا مواليها)
و يُنفَق من بيت مال المسلمين إن كان موجوداً على فكاك الأسرى، ففي مصنف ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (لأن أستنقذ رجلاً من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب)، و في المصنف أيضاً عنه رضي الله عنه أنه قال: (كل أسير من المسلمين كان في أيدي المشركين ففكاكه من بيت مال المسلمين).
و في إسناد هذين الأثرين ضعفٌ، و لكن عليهما العَمَل عند أهل العلم كما تقدّم و ما سيأتي بيانه عند ذكر أقوالهم رحمهم الله.
و قد حكى ابن حزم الإجماع عليه فقال [كما في مراتب الإجماع، ص: 122]: (و اتفقوا أنه إن لم يُقْدَر على فك المسلم إلا بمال يعطاه أهل الحرب، أن إعطاءهم ذلك المال حتى يفك ذلك الأسير واجب).
و في المبسوط للسرخسي الحنفي [30/ 271]: (من وقع أسيراً في يد أهل الحرب من المؤمنين و قصدوا قتله يفترض على كل مسلم يعلم بحاله أن يفديه بماله إن قدر على ذلك، و إلا أخبر به غيره ممن يقدر عليه و إذا قام به البعض سقط عن الباقين بحصول المقصود).
و قال الإمام النووي الشافعي رحمه الله [كما في الروضة: 10/ 216]: بعد أن ذكر وجوب الجهاد لتحرير الأسرى: (و الفداء بالمال واجب إن استطعنا تخليص الأسرى به).
و قال ابن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله: (و يجب فداء أسرى المسلمين إذا أمكن، و بهذا قال عمر بن عبد العزيز، و مالك، و إسحاق، و يروى عن ابن الزبير أنه سأل الحسن بن علي: على من فكاك الأسير؟ قال على الأرض التي يقاتل عليها) [المغني: 9/ 228].
و يدخل فكاك الأسرى في مصارف الزكاة، فيصرف له من سهم اعتاق الرقاب، كما يُشرَع الإنفاق عليه من الكفارات الواجبة، على ما هو مفصل في مظانه من كتب الفقه.
قال الإمام القرطبي في تفسير آية الصدقة من سورة التوبة: (و اختلفوا في فك الأسارى منها – أي من أموال الزكاة - فقال أصبغ: لا يجوز. و هو قول ابن قاسم. و قال ابن حبيب: يجوز، لأنها رقبة مُلكت بملك الرق فهي تخرج من رق إلى عتق، و كان ذلك أحق و أولى من فكاك الرقاب الذي بأيدينا، لأنه إذا كان فك المسلم عن رق المسلم عبادة و جائزاً من الصدقة، فأحرى و أولى أن يكون ذلك في فك المسلم عن رق الكافر و ذله) [تفسير القرطبي: 8/ 183].
(يُتْبَعُ)
(/)
و يُندب إلى وقف الأوقاف و حبس أصول الأموال على ما من شأنه فكاك الأسرى، حتى ينفق من خراج الوقف على كل أسير يقع في أيدي الأعداء إلى يوم يقوم الأشهاد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فكاك الأسارى من أعظم الواجبات، و بذل المال الموقوف و غيره في ذلك من أعظم القربات) [الفتاوى: 28/ 635].
و سُئل رحمه الله عن مال موقوف على فكاك الأسرى، و إذا استُدين بمال في ذمم الأسرى بخلاصهم لا يجدون وفاءه: هل يجوز صرفه من الوقف؟ و كذلك لو استدانه ولي فكاكهم بأمر ناظر الوقف أو غيره؟
فأجاب:
نعم يجوز ذلك، بل هو الطريق في خلاص الأسرى، أجود من إعطاء المال ابتداء لمن يفتكهم بعينهم، فإن ذلك يخاف عليه، و قد يصرف في غير الفكاك، و أما هذا فهو مصروف في الفكاك قطعاً. و لا فرق بين أن يصرف عين المال في جهة الاستحقاق، أو يصرف ما استدين، كما كان النبي تارة يصرف مال الزكاة إلى أهل السهمان، و تارة يستدين لأهل السهمان ثم يصرف الزكاة إلى أهل الدَّين، فعُلم أن الصرف و فاء كالصرف أداء، و اللّه أعلم.اهـ. [مجموع الفتاوى: 31 /].
ثالثاً: مفاداة أسرى المسلمين بأسرى الكافرين، و لتحقيق ذلك يُندَب المسلمون إلى الإثخان في العدو و أسر من يمكن أسره من رجالهم لمفاداة المؤمنين بهم، فإذا وقع في أيدي المسلمين أسير من أهل الحرب و أمكن أن يفادى به أسير مسلم أو أكثر تعين العمل على ذلك، و لا مندوحة عنه.
قال الحافظ ابن حَجَر [في الفتح: 6/ 167]: (و لو كان عند المسلمين أسارى و عند المشركين أسارى و اتفقوا على المفاداة تعينت).
و قد أُثر عن النبي حرصه على فكاك الأسارى بالفداء، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم فدى رجلاً برجلين.
قال الموفق ابن قدامة المقدسي رحمه الله في المغني [9/ 228]: (روى سعيد بإسناده عن حبان بن حبلة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن على المسلمين في فيئهم أن يفادوا أسيرهم و يؤدوا عن غارمهم، و روي عن النبي أنه كتب كتاباً بين المهاجرين و الأنصار، أن يعقلوا معاقلهم و أن يفكوا عانيهم بالمعروف، و فادى النبي رجلين من المسلمين بالرجل الذي أخذه من بني عقيل، و فادى بالمرأة التي استوهبها من سلمة بن الأكوع رجلين).
و أُثر مثل ذلك عن السلف أيضاً، فقد روى سعيد بن منصور في سننه [2822] بإسناد فيه ضعف عن عبد الرحمن بن أبى عمرة في قصة بعث عمر بن عبد العزيز رحمه الله له بفداء أسارى المسلمين من القسطنطينية، قال: قلت له: (أرأيت يا أمير المؤمنين إن أبوا أن يفادوا الرجل بالرجل كيف أصنع؟) قال عمر: (زدهم) قلت: (إن أبوا أن يعطوا الرجل بالاثنين؟) قال: (فأعطهم ثلاثاً)، قلت: (فإن أبوا إلا أربعاً؟) قال: (فأعطهم لكل مسلم ما سألوك فوالله لرجل من المسلمين أحب إلي من كل مشرك عندي! إنك ما فديت به المسلم فقد ظفرت، إنك إنما تشترى الإسلام) قال عبد الرحمن بن أبى عمرة رحمه الله: (فصالحت عظيم الروم على كل رجل من المسلمين رجلين من الروم).
رابعاً: النفير لفكاك الأسرى و استخلاص المعتقلين بالشوكة و إعداد القوة لذلك، باعتباره من أفضَل الجهاد في سبيل الله تعالى.
قال ابن العربي المالكي رحمه الله في معرض حديثه عن الأسرى المستضعفين من المسلمين: (إنّ الولاية معهم قائمة، و النصرة لهم واجبة بالبدن بألاّ يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم؛ إن كان عددناًَ يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم، حتى لا يبقى لأحد درهم، كذلك قال مالك و جميع العلماء، فإنا لله و إنا إليه راجعون على ما حلَّ بالخلق في تركهم إخوانهم في أمر العدو، و بأيديهم خزائن الأموال، و فضول الأحوال، و العدة و العدد، و القوة و الجلد) [أحكام القرآن: 440/ 2].
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى {وَ مَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75]: حض على الجهاد، و هو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب و يفتنونهم عن الدين، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته، و إظهار دينه و استنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده و إن كان في ذلك تلف النفوس) [تفسير القرطبي: 5/ 279].
وقال ابن حجر الهيتمي: (ولو أسروا مسلما فالأصح وجوب النهوض إليهم فوراً على كل قادر) [تحفة المحتاج: 9/ 237].
قلت: و مما ينبغي التنبيه إليه في هذا السياق أنه لا عهد يصح و لا هدنة تُشرع مع المحاربين ما دام في معتقلاتهم أسير مسلم واحد، بل إن مهادنتهم على فرض صحة انعقادها ابتداءً منقوضة بإصرارهم على أسر بعض المسلمين، و عدم إطلاقهم مهما كانت ذرائعهم أو ذرائع من يبررون فعلتهم و يتلمسون لهم الأعذار و المبررات من بني جلدتنا و غيرهم.
قال الخطيب الشربيني الشافعي [في مغني المحتاج: 4/ 261] معدداً الشروط التي ينبغي أن يخلو عنها عقد الهدنة بين المسلمين و الكافرين: (و كذا شرط فاسد) أي يشترط خلو عقد الهدنة من كل شرط فاسد (على الصحيح) المنصوص (بأن شرط منع فك أسرانا) منهم (أو ترك مالنا) الذي استولوا عليه ... أو نحو ذلك من الشروط الفاسدة ... و الأصل في منع ما ذُكِر قوله تعالى: ? فلا تهنوا و تدعوا إلى السلم و أنتم الأعلون)، و في اشتراط ذلك إهانة ينبو الإسلام عنها.اهـ.
خامساً: ذكر محاسنهم و التعريف بقضيتهم و إعلان أمرهم و إشهار مظلمتهم عند من يرجى قيامه بنصرتهم أو العمل على تخليصهم، و يستفاد لتحقيق ذلك من وسائل الإعلام على تنوعها، و كل وسيلة يمكن من خلالها إيصال صوت المستضعفين إلى من يعنيه أمرهم، و يرجى منه نصرهم من الدول و الجماعات و الأفراد، كما يعرف بمنظمات و هيئات حقوق الإنسان، و المؤسسات الحقوقية، و غيرها.
و يدخل في هذا الواجب ما ينبغي من تذكير الحكام (و إن كانوا عن الحق حائدين، و لأهله في الغالب خاذلين) لعل بقية من حمية أو نخوة تحرك ساكناً في نفوسهم، فيقدر الله على أيديهم بعض ما نصبوا إليه من التفريج عن إخواننا الأسرى و المعتقلين.
و لن يعدم من يحمل هم إخوانه، و يسعى لفك رقابهم من أيدي أعدائهم؛ السبيل للمساهمة في تحقيق هذا الهدف، و إن كان ما في يده محدوداً فإنه سيكون ذا أثر بالغ إذا أضيف إلى جهود غيره من الغيارى لا الحيارى.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}
هذا و الله المستعان، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، و صلى الله و سلّم على نبيه و صفوة خلقه محمد و آله و صحبه أجمعين.
و كتب
د. أحمد بن عبد الكريم نجيب
Dr . AHMED-A-NAJEEB
alhaisam@msn.com
www.saaid.net/Doat/Najeeb/
ـ[أسماء]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 11:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب
و لن يعدم من يحمل هم إخوانه، و يسعى لفك رقابهم من أيدي أعدائهم؛ السبيل للمساهمة في تحقيق هذا الهدف، و إن كان ما في يده محدوداً فإنه سيكون ذا أثر بالغ إذا أضيف إلى جهود غيره من الغيارى لا الحيارى.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}
أسال الله أن يفك أسرهم و يثلج صدورهم بنصرا عظيم
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 06:59]ـ
شكرا لك أختي الفاضلة على هذه المشاركة.(/)