هذا رابط أخر ( http://www.*******.com/get_video?video_id=nH5sYe1ltuA&t=OEgsToPDskKiH_ir6uhDzNa8X5Bk ngLN)
وهذا رابط آخر ( http://www.*******.com/get_video?video_id=nH5sYe1ltuA&t=OEgsToPDskIHIYXw10t-hI1hmWJAw80H)
هناك مقدّمة صوتية للبرنامج يحتوي على الموسيقى وهذا ما أغضب الأخ أبو عمر
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 08:16]ـ
أسأل الله أن يعذرني في هذا .. وإن كنت تقصدني بقولك " يستحل به الحرام " فأسأل الله أن يسامحك .. معاذ الله أن أستحلّ ما حرّم
ولكن أخي الكريم هناك فرق بين السماع والإستماع .. وفرق بين من يعصي ومن يستبيح المعصية والعياذ بالله
وما وضعت الحلقة إلّا لأني على علم بأن الإخوة لن يُحمّلوها ليستمعوا إلى المقدّمة الموسيقية بل ليستمعوا إلى كلام الشيخ حفظه الله
وجزاك الله خيراً على هذه النصيحة
بارك الله فيك يا أبا حاتم
ولكن يا أخي متى يُنظر إلى التفريق بين السماع والإستماع؟
أهذا التفريق يكون للمختار أو للمكره الذي لابد له من السماع كالذي يكون في طائرة أو في مكان لا يستطيع تركه بدون حصول مفسدة عظيمة ونحوه.
وأما الإستحلال المقصود وهو الإستحلال العملي بحجة بعض الفتاوى الشيطانية التي تقول (هذا من المعفو عنه)!!
فسبحان الله وهو العفو الكريم وحده
ثم وفقك الله لم المشايخ الذين يتأولون للخروج في هذه المحطات المنحرفة لا يفرضوا شروطهم على هذه المحطات لإظهار العزة التي يتمتع بها صاحب الدين على غيره لاسيما إن كان الغير من أرباب تلك المحطات المنحرفة؟
وتعلم وفقك الله بأن أصحاب المحطات يهمهم الكسب المادي كثيرا وما يسمى بالبرامج الإسلامية تدر عليهم أموال طائلة فلماذا لا يتحد هولاء المشايخ ويفرضوا عليهم شروطهم بدلا أن يتحججوا بالتأويلات الفاسدة ويقدموا التنازلات تلو التنازلات على حساب دينهم ودين المغترين بهم من إخواننا الطيبين؟؟؟
أسالكم بالله يا من تنظرون لهذه المحطات الشيطانية كيف قلوبكم من قبل ومن بعدُ؟
أسال الله لي ولكم النجاة من الفتن وأن نقدم ما ينفعنا على ما لا ينفعنا فسلعة الله غالية والسلامة لا يعدلها شيء
قال تعالى {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)} العاديات
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 02:06]ـ
/// الخروج في هذه المحطَّات محلُّ اجتهادٍ ونظَرٍ، لا ينبغي لمن في قلبه غِلٌّ على أحد إخوانه من أهل العِلم والسُّنَّة أن يثرِّب عليه فيه ويتصيَّد له هذا الأمر، ولا علاقة له بفقه الواقع، بل ربط هذا بهذا فكر ممجوج لا يمشي عند عاقل منصف.
/// فالخروج في مثل هذه القنوات والوسائل ليس من الحزبيَّة أوالقطبيَّة أوالفلانيَّة ممَّا يوسوس الشيطان في صدور بعض النَّاس ولا علاقة له به.
/// ثمَّ إن كان الشَّيخ الفلاني قد رأى حُرمة الخروج في مثل هذه الوسائل لما فيها من المحرَّمات الظَّاهرة البيِّنة فله ذلك، ومن رأى المصلحة في الظُّهور والدعوة مع مفسدة المنكرات مقدَّمة على مفسدة الإنزواء وترك السَّاحة لأهل البدع والضلالة والزَّيغ فمجتهدٌ مأجورٌ إن شاء الله.
/// ثمَّ لا يلزم من يخرج في هذه القنوات أن يعلن النَّصيحة أمام الملأ، بل قد يكون نصحهم في سِرٍّ بينه وبين إدارة تلك القناة.
/// ثمَّ إنَّ الظُّهور في هذه القنوات هو مثل الحضور لمجالس المنكرات بقصد الإنكار وعمل المعروف الذي قد يكون أرجح من هجران المجلس.
/// ثمَّ إن الرَّجل الصَّالح قد يرى المصلحة اليوم في كذا ثمَّ يتغيَّر رأيه بعد ذلك، فلا يثرَّب عليه؛ لأنَّ الله عزوجل إنَّما يعلم ما في نوايا هؤلاء.
/// وأمَّا كون المشايخ يفرضونرأيهم على قناة أو يتركونها فقد يكون ذلك حصل ولم يَلْقَوا إجابة وقبولاً، قد يكونوا كلَّموهم في ترك هذه الموسيقى أوغيرها من المنكرات فلم يستجيبوا لهم.
/// ولعلَّ الدَّافع لهؤلاء المشايخ في الظُّهور لمثل هذه القنوات شعبيَّتها أمام الجماهير الغفيرة، وكون أكثر روَّادها ممَّن قد لا يستمع ولا ينظر في قناةٍ فيها موعظة أونصح إلَّا من خلال هذه القناة.
/// فينبغي ترك اللِّجاج في أمور قد يكون للاجتهاد فيها مدخلًا، وما كان عندك أولى وأحسن قد يكون خلافه عند غيرك، فاربع على نفسك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 05:28]ـ
أسالكم بالله يا من تنظرون لهذه المحطات الشيطانية كيف قلوبكم من قبل ومن بعدُ؟
أسال الله لي ولكم النجاة من الفتن وأن نقدم ما ينفعنا على ما لا ينفعنا فسلعة الله غالية والسلامة لا يعدلها شيء
قال تعالى {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)} العاديات
/// أما هذه فوالله إنَّها لموعظةٌ بليغةٌ، فكم أورث مرور المنكرات على الجوارح من أمراض وعلل، كم أورثت تلك الأمراض آلامًا في القلب لمن له بقيَّة حياةٍ في القلب!
/// لكن هذه لا تنافي ما ذكرته في تعقيبي السابق.
/// فنحن لا ندعو إلى غشيان المنكرات وإدماء الجوارح والقلوب المكلومة بها، ولكنَّنا نعذر من غشى أولئك في منكراتهم لينصحهم ويدعوهم ويبيَّن لهم.
/// الله المستعان .. الله المستعان على زمان كثرت به الفتن والمحن والبلايا والمنكرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 06:46]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا
فان العلماء شهود الشرع والطعن فيهم طعن فى الشرع الحنيف
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 11:26]ـ
/// الخروج في هذه المحطَّات محلُّ اجتهادٍ ونظَرٍ، لا ينبغي لمن في قلبه غِلٌّ على أحد إخوانه من أهل العِلم والسُّنَّة أن يثرِّب عليه فيه ويتصيَّد له هذا الأمر، ولا علاقة له بفقه الواقع، بل ربط هذا بهذا فكر ممجوج لا يمشي عند عاقل منصف.
/// فالخروج في مثل هذه القنوات والوسائل ليس من الحزبيَّة أوالقطبيَّة أوالفلانيَّة ممَّا يوسوس الشيطان في صدور بعض النَّاس ولا علاقة له به.
/// ثمَّ إن كان الشَّيخ الفلاني قد رأى حُرمة الخروج في مثل هذه الوسائل لما فيها من المحرَّمات الظَّاهرة البيِّنة فله ذلك، ومن رأى المصلحة في الظُّهور والدعوة مع مفسدة المنكرات مقدَّمة على مفسدة الإنزواء وترك السَّاحة لأهل البدع والضلالة والزَّيغ فمجتهدٌ مأجورٌ إن شاء الله.
/// ثمَّ لا يلزم من يخرج في هذه القنوات أن يعلن النَّصيحة أمام الملأ، بل قد يكون نصحهم في سِرٍّ بينه وبين إدارة تلك القناة.
/// ثمَّ إنَّ الظُّهور في هذه القنوات هو مثل الحضور لمجالس المنكرات بقصد الإنكار وعمل المعروف الذي قد يكون أرجح من هجران المجلس.
/// ثمَّ إن الرَّجل الصَّالح قد يرى المصلحة اليوم في كذا ثمَّ يتغيَّر رأيه بعد ذلك، فلا يثرَّب عليه؛ لأنَّ الله عزوجل إنَّما يعلم ما في نوايا هؤلاء.
/// وأمَّا كون المشايخ يفرضونرأيهم على قناة أو يتركونها فقد يكون ذلك حصل ولم يَلْقَوا إجابة وقبولاً، قد يكونوا كلَّموهم في ترك هذه الموسيقى أوغيرها من المنكرات فلم يستجيبوا لهم.
/// ولعلَّ الدَّافع لهؤلاء المشايخ في الظُّهور لمثل هذه القنوات شعبيَّتها أمام الجماهير الغفيرة، وكون أكثر روَّادها ممَّن قد لا يستمع ولا ينظر في قناةٍ فيها موعظة أونصح إلَّا من خلال هذه القناة.
/// فينبغي ترك اللِّجاج في أمور قد يكون للاجتهاد فيها مدخلًا، وما كان عندك أولى وأحسن قد يكون خلافه عند غيرك، فاربع على نفسك.
ما شاء الله!!
دُرر!
ما يفلّ أبا عمر إلا أبو عمر. .:)
الله يكثر من أمثاله ويبارك فيه.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 12:37]ـ
المهم هل نُعذر عند الله يا أبا حاتم؟!
سبحان الله كيف أصبح ما يسمى بفقه الواقع يُستحل به الحرام!!
ما لم يكن يومئذ دين لا يكون اليوم دينا ولا يصلح أخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
كلام واضح وسهل يفهمه الجاهل والعالم ولكنه التأويل الشيطاني ... والله المستعان
..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
تقول يستحل به الحرام!!
ثم تعتذر لنفسك في المشاركة التالية!!!!!!!
أينا الذي يتهم أخاه جزاااااااافا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و لا أريد أن أقول يكفّر أخاه. لأنك قلت استحلال الحرام (فهل نسيت موضوعنا في المنتدى العام .. سبحان الله كلا الموضوعين فيهما استحلال .. و فهم يجعل الحليم غضبانًا .. !
هداك الله و ليت الإدارة تنذر أمثالك.
..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 02:15]ـ
/// الأخ الكريم .. خالد مرسي، والأخت الكريمة الأمل الرَّاحل .. وفقهما الله وبارك فيهما
جزاكما الله خيرًا
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 05:18]ـ
..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
تقول يستحل به الحرام!!
ثم تعتذر لنفسك في المشاركة التالية!!!!!!!
أينا الذي يتهم أخاه جزاااااااافا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و لا أريد أن أقول يكفّر أخاه. لأنك قلت استحلال الحرام (فهل نسيت موضوعنا في المنتدى العام .. سبحان الله كلا الموضوعين فيهما استحلال .. و فهم يجعل الحليم غضبانًا .. !
هداك الله و ليت الإدارة تنذر أمثالك.
..
هداك الله يا ابا اسامة
وقد صدق حدسي وتحقق ولذلك بينت قصدي في المشاركة الثانية
واعلم بارك الله فيك بأن الاستحلال يأتي بمعنى الكفر وبمعنى الفسق كما في حديث (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)
=================
وأما الأخ عدنان فليس بجديد عليه هداه الله الاعتراض
و اراه ذهب بعيدا عن مناط نقدي في هذه المشاركة وهذه من عاداته سدده لإصابة الحق
فأين وجدتني انكرت الخروج من حيث هو؟!!
وإنما انكرت الظهور في هذه القناة التي رضيت بإخراج الملحدة الفاجرة عجل الله بهلاكها بدون ذكر تلك الواقعة وانكارها.
وهذه الاستضافة هي محاولة من الجزيرة لنسيان تلك الواقعة النكراء وللأسف انطلت على الكثير
وأما الشيخ المستضاف (ناصر العمر) فلا أظنه غافلا ولكنه قدر المصالح والمفاسد كما يفهمها وترجح عنده الظهور وقد اخطأ في هذا والله المستعان.
والرسول عليه الصلاة والسلام قد منع من أراد ان يعبد الله في مكان ذبح فيه لغير الله
فهل يجوز الظهور في مكان الحد فيه بالله جل في علاه وسب فيه رسوله صلى الله عليه وسلم ورسالته الشريفة؟!!
لاسيما أن الوسائل ذاتها (المحطات) متوفرة وهي أقل شرا من هذه الخنزيرة عامل الله اشرارها بما يستحقون.
فالواجب يا عدنان أن تناقش ما سطرته لا ما تفهمه وما في نفسك هداك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 09:03]ـ
قرأت كلامك!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 02:11]ـ
بالأمس كان شيخنا عبد العظيم بدوى جالسا مع خطباء المحافظة وقال لهم من الأخطاء ان الخطيب يتكلم على المنبر على حادثة نازلة ولو عرضت على عمر رضى الله عنه لجمع لها اهل بدر
أ ه
كانوا يقولون الضربة على الجذر خير من مائة ضربة على الفرع
وانا اقول فى مثل هذه المواقف لاخير فى الف الف ضربة على الفرع أى لا مناص من الضرب على الجذر
يعنى لانناقش المتعالم فى مثل هذه المسائل ولكن يناقش فى الاصل وهو (أنه ليس له دخل ولا أهلية بمثل هذه المسائل) ويقنع بشتى الطرق والا كان النقاش معه كالتشجؤ من غير شبع
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 05:50]ـ
* أستغرب كثيراً أن يخرج السعوديون في قناة الجزيرة المعروف عداؤها لبلد التوحيد و لـ (الوهابية).
* وللذين أباحوا لأنفسهم الخروج في القنوات الغير منضبطة بضوابط الشرع نقول ماهو الضابط؟ أو الحد المسموح به؟ فإن لغيركم أن يقول سأدعوا إلى الله في (الحانات , دور الدعارة , المسارح , الحفلات الغنائية)!. بل إن رواد الحانات والدور أحوج من متابعي القنوات الفضائية للدعوة.
* الملاحظ أن الذين خلفوا (القرضاوي) من السعوديين في هذا البرنامج كانوا من أشد الدعاة على المنكرات في السعودية!. فهل كانت أطروحات (الوزير الشاعر) في (خضراء الدمن) أعظم إضلالاً من برامج الجزيرة! بل إن أحدهم قد أخرج المغني من الملة! وتكلم عن الفجور الذي في القناة الفضائية السعودية الذي هو الآن أحد أعضائها بل ويقدم برنامجه بأغنية (بالبيانو) من كلماته!. والأعجب من ذلك كله أنه لا زال يقدم رأييه المتناقضين في موقعه!
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 03:18]ـ
* أستغرب كثيراً أن يخرج السعوديون في قناة الجزيرة المعروف عداؤها لبلد التوحيد و لـ (الوهابية).
* وللذين أباحوا لأنفسهم الخروج في القنوات الغير منضبطة بضوابط الشرع نقول ماهو الضابط؟ أو الحد المسموح به؟ فإن لغيركم أن يقول سأدعوا إلى الله في (الحانات , دور الدعارة , المسارح , الحفلات الغنائية)!
بل إن رواد الحانات والدور أحوج من متابعي القنوات الفضائية للدعوة.
/// قناة "الجزيرة" توجُّهها وتحرشاتها بالدولة السُّعوديَّة -حرسها الله- ناشيءٌ عن خبثٍ وحسْدِ ومكْرِ وحقْدِ سياسيٍّ محض، يسوِّغ لها انتهاج المكيافيليَّة لأجل تحقيق مآربها المرسومه، وليست لأجل قضيَّةٍ شرعيَّة أو وهَّابيَّة أو .. ؟!
وإن كان ذلك خفَّ الآن كثيرًا نظرًا للتغيُّر الحاصل في الناحية السياسيَّة أيضًا.
/// وأمَّا الحلم الذي يعيش فيه كثيرٌ من الناس من حياديَّتها ونزاهتها؟!! فرؤيةٌ يعوزها التأمُّل والملاحظة.
/// وليس ذا بموضوعنا!
/// ثمَّ أين القنوات التي تسمح لمثل هؤلاء المشايخ (المصلحين) من الظُّهور بها، هل تسمح بذلك قناة [ ... ] مثلًا، أو غيرها، من اللواتي تستضيف فيها من هو على مشرب أهلها فقط!
/// أمَّا قياس ظهور المشايخ في قناة (إعلاميِّة) فيها خيرٌ وشرٌّ مختلط -وذلك هو علامة هذا العصر- =بالدعوة إلى الله في الحانات والمراقص فقياس مع الفارق ظاهرٌ.
/// نعم لو قيس خروجهم في قنوات الدَّعارة كالأفلام والأغاني و"قِلَّة الحيا! " فقد يكون صحيحًا.
/// وباقي النِّقاط تقدَّم الكلام عنها:/// الخروج في هذه المحطَّات محلُّ اجتهادٍ ونظَرٍ، لا ينبغي لمن في قلبه غِلٌّ على أحد إخوانه من أهل العِلم والسُّنَّة أن يثرِّب عليه فيه ويتصيَّد له هذا الأمر ...
/// ثمَّ إن كان الشَّيخ الفلاني قد رأى حُرمة الخروج في مثل هذه الوسائل لما فيها من المحرَّمات الظَّاهرة البيِّنة فله ذلك، ومن رأى المصلحة في الظُّهور والدعوة مع مفسدة المنكرات مقدَّمة على مفسدة الإنزواء وترك السَّاحة لأهل البدع والضلالة والزَّيغ فمجتهدٌ مأجورٌ إن شاء الله.
/// ولعلَّ الدَّافع لهؤلاء المشايخ في الظُّهور لمثل هذه القنوات شعبيَّتها أمام الجماهير الغفيرة، وكون أكثر روَّادها ممَّن قد لا يستمع ولا ينظر في قناةٍ فيها موعظة أونصح إلَّا من خلال هذه القناة.
/// وأمَّا قولك:* الملاحظ أن الذين خلفوا (القرضاوي) من السعوديين في هذا البرنامج كانوا من أشد الدعاة على المنكرات في السعودية!. فهل كانت أطروحات (الوزير الشاعر) في (خضراء الدمن) أعظم إضلالاً من برامج الجزيرة! بل إن أحدهم قد أخرج المغني من الملة! وتكلم عن الفجور الذي في القناة الفضائية السعودية الذي هو الآن أحد أعضائها بل ويقدم برنامجه بأغنية (بالبيانو) من كلماته!. والأعجب من ذلك كله أنه لا زال يقدم رأييه المتناقضين في موقعه!
/// فقد تقدَّم في كلامي:
/// ثمَّ إن الرَّجل الصَّالح قد يرى المصلحة اليوم في كذا ثمَّ يتغيَّر رأيه بعد ذلك، فلا يثرَّب عليه؛ لأنَّ الله عزوجل إنَّما يعلم ما في نوايا هؤلاء.
/// ولعلَّ الدَّافع لهؤلاء المشايخ في الظُّهور لمثل هذه القنوات شعبيَّتها أمام الجماهير الغفيرة، وكون أكثر روَّادها ممَّن قد لا يستمع ولا ينظر في قناةٍ فيها موعظة أونصح إلَّا من خلال هذه القناة.
/// إضافة:
/// من عاش في الدَّعوة وعانى مراراتها زمانًا فسينضج ويستوي عقله، ويغيِّر رأيه ويبدلِّه في قضايا، فإمَّا إلى أحسن وإمَّا إلى أسوء؛ فتأمَّل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 08:11]ـ
الأخ عدنان حفظه الله.
* قد أُشتُهِر عن قناة الجزيرة عدائها للسلفية برمتها في غير ما مناسبة في أكثر من برنامج, وأعتقد أن آخرها كان في برنامج الشريعة والحياة مع الدكتور سلمان العودة الذي كان بعنوان (الخطاب الإسلامي واقعه وآفاقه) تاريخ الحلقة: 23/ 12/2007
والأمر مشهوراً جداً (لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ). أتمنى أن تعود للحلقة بعين المتدبر المنصف الواعي.
* إظن أن قياس (القناة) بـ (الحانة, أوالدار) قياس صحيح ولا فارق! فالوسطين يشتركان في العلة (وجود الفساد) , والدافع وهو وجود (الفاسدين). ويبطل فيما لو قيست (القناة) على (مصنع الخمور) لتوفر الفساد فيه دون (الفاسدين).
* أما كلامك العام_حفظك الله_ عن الدعاة وتغير آرائهم وفق المصلحة وبناءً على ما مضى لهم من تجربة فمقبول نظرياً. لكن الكلام النظري العام يعاب عليه بعده عن ما تطمئن له نفس (المتتبع الواعي للماضي, المستقرئ للواقع الحاضر) تجاه تجارب معينة لأشخاصٍ محددين.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 08:27]ـ
الأخ عدنان حفظه الله.
* قد أُشتُهِر عن قناة الجزيرة عدائها للسلفية برمتها في غير ما مناسبة في أكثر من برنامج, وأعتقد أن آخرها كان في برنامج الشريعة والحياة مع الدكتور سلمان العودة الذي كان بعنوان (الخطاب الإسلامي واقعه وآفاقه) تاريخ الحلقة: 23/ 12/2007
والأمر مشهوراً جداً (لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ). أتمنى أن تعود للحلقة بعين المتدبر المنصف الواعي.
* إظن أن قياس (القناة) بـ (الحانة, أوالدار) قياس صحيح ولا فارق! فالوسطين يشتركان في العلة (وجود الفساد) , والدافع وهو وجود (الفاسدين). ويبطل فيما لو قيست (القناة) على (مصنع الخمور) لتوفر الفساد فيه دون (الفاسدين).
/// بارك الله فيك .. لم أرَ تلك الحلقة، ولستُ من المتابعين لبرامج هذه القناة، ولا للشيخ سلمان ولا غيره، ولا غير ذلك.
/// سبقت في تعقيبي السَّابق الإشارة إلى أنَّ العداء الذي يظهر للسَّلفيين أوغيرهم فيها وفي غيرها إنَّما هو توجُّهٌ سياسيٌّ قد يختفي إن اقتضت المكيافيليَّة ذلك!
/// ولستُ متحزِّبًا لأحدٍ من العالمين لا سلمان ولا سليمان! وليس من أحدٍ يعاني الدَّعوة ويجتهد في أمورها إلَّا وهو يصيب أحيانًا ويخطيء أحيانًا أخرى.
/// أمَّا قضيَّة القياس فاتركنا من الحانة والمرقص قليلًا، ولْنتَّفق على أنَّ المثاليَّة مطلبٌ، ولكن لنكن واقعيين أكثر منَّا مثاليين.
/// ولْتتأمَّل معي شيئًا: ما رأيك في الكتابة في الصُّحف -المحلِّيَّة وغيرها-، وهي منبر إعلاميٌّ شائع ومهمٌّ وقد تُتاحُ الكتابة فيها أحيانًا حسب المزاج! مع وجود المنكرات الظَّاهرة بها، من صور النساء، وتتبُّع أخبار الفاسقين، والفاجرين، واللَّغو، والباطل، غير الكفر الذي قد تنضح به بعض العواميد والمقالات بين فينةٍ وأخرى، مع الخير الذي يكون فيها ولا محالة؟
/// جوابك عن هذا يحصل به الجواب عن قياسك!
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 08:51]ـ
أخي الخالدي هداك الله ......... تقول:
وأعتقد أن آخرها كان في برنامج الشريعة والحياة مع الدكتور سلمان العودة الذي كان بعنوان (الخطاب الإسلامي واقعه وآفاقه).
1 - سبحان الله تقول اشتهر عدائها للسلفية بل هي عدوة الإسلام مسكينة هذه الجزيرة، ألا يكفيها أن رفعت شعار الرأي والرأي الآخر حتى يرضى عنه "ديفيد كمحي"، ومن ورائه دائرة الإعلام في الكيان العنصري؟! ماذا يريدون أكثر من ذلك، هاهي تكتب على خريطة فلسطين لفظة "إسرائيل"، ويُسأل المشرف عليها عن علاقات بلاده بالصهاينة، فيقول: "إسرائيل جزء من المجتمع الدولي"، ويطالبنا بالتسامح والتصالح. وسُئل محمد خير البوريني ذات مرة، لماذا تكتبون اسم" إسرائيل" على خريطة فلسطين، قال: "ولماذا لا نفعل، العالم كله معترف بـ"إسرائيل"، ودول عربية كثيرة معترفة بـ"إسرائيل"، فلماذا لا نفعلها نحن".
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أقول سبحان الله تمت استضافة اليهود والنصارى والكفرة والزنادقة والعلمانيين والليبراليين وغيرهم حتى في الأيام الأخيرة ألم تجد إلا ذكر ش. سلمان العودة، ما أقول إلا لاإله إلا الله.
.
(ما تحته خط منقول من أحد المقالات)
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 09:48]ـ
الأستاذ الفاضل عدنان رعاه الله
قلتَ حفظك الله "سبقت في تعقيبي السَّابق الإشارة إلى أنَّ العداء الذي يظهر للسَّلفيين أوغيرهم فيها وفي غيرها إنَّما هو توجُّهٌ سياسيٌّ قد يختفي إن اقتضت المكيافيليَّة ذلك! "
وأضيف _موافقاً_ بأن استهداف السلفية أمرٌ مراعى عندهم لوجود من يطلبه أصلاً لا تبعاً ضمن فريق الجزيرة وإن لم يكن بالضرورة ضمن راسمي سياستها العامة. وعلى افتراض تمام صحة استقرائك المعتبر فالمهم أن السلفية مستهدفة ولا يعنينا أهي مستهدفة (أصلاً) أم (تبعاً).
ثم قلتَ رعاك الله " ولْتتأمَّل معي شيئًا: ما رأيك في الكتابة في الصُّحف -المحلِّيَّة وغيرها-، وهي منبر إعلاميٌّ شائع ومهمٌّ وقد تُتاحُ الكتابة فيها أحيانًا حسب المزاج! مع وجود المنكرات الظَّاهرة بها، من صور النساء، وتتبُّع أخبار الفاسقين، والفاجرين، واللَّغو، والباطل، غير الكفر الذي قد تنضح به بعض العواميد والمقالات بين فينةٍ وأخرى، مع الخير الذي يكون فيها ولا محالة؟ "
وأقول: أظن بأن هذا القياس (قياس مع الفارق)؟ دعنا ننظر فيه يا عزيزي. ومن جهتي سأسهم بذكر بعض النقاط.
أولاً: أن الخبث في الصحف (يسير) في حجمه إذا ما قورن بحجم المواد المباحة فضلاً عن النافعة والمطلوبة بل والضرورية أحياناً كثيرة التي تحويها الجريدة. بعكس القنوات الفضائية فإن الأصل في موادها الفساد ويندر أن تجد مادةً مباحةً تماماً.
ثانياً: أن الخبث في الجرائد, أو استشراؤه أمرٌ (حادث) , واسهام الصحف في نشر الخير والوعي والدعوة أمرٌ لا يمكن تجاهله. فإذا قررنا هذا فإننا ملزمون بالإعتراف بأن الأصل في الصحف هو الخير بعكس القنوات الفضائية التي قامت على (الغناء والتبرج .. الخ) حتى لو (أحدثت) بعض البرامج التي يُعتَقَد أنها مفيدة! , ولا تشكلُ حجماً معتبراً في مجموع موادها.
ثالثاً: أن (الصحف) لها حكم (الكتب والرسائل) المتفق على مشروعية استخدامها كوسيلة للدعوة. أما القنوات الفضائية فليس لها أصلٌ مشروعٌ تأخذ حكمه. فتأمل ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 10:00]ـ
8
8
لا إله إلا الله
.
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 10:28]ـ
أخي الخالدي هداك الله ......... تقول:
وأعتقد أن آخرها كان في برنامج الشريعة والحياة مع الدكتور سلمان العودة الذي كان بعنوان (الخطاب الإسلامي واقعه وآفاقه).
1 - سبحان الله تقول اشتهر عدائها للسلفية بل هي عدوة الإسلام مسكينة هذه الجزيرة، ألا يكفيها أن رفعت شعار الرأي والرأي الآخر حتى يرضى عنه "ديفيد كمحي"، ومن ورائه دائرة الإعلام في الكيان العنصري؟! ماذا يريدون أكثر من ذلك، هاهي تكتب على خريطة فلسطين لفظة "إسرائيل"، ويُسأل المشرف عليها عن علاقات بلاده بالصهاينة، فيقول: "إسرائيل جزء من المجتمع الدولي"، ويطالبنا بالتسامح والتصالح. وسُئل محمد خير البوريني ذات مرة، لماذا تكتبون اسم" إسرائيل" على خريطة فلسطين، قال: "ولماذا لا نفعل، العالم كله معترف بـ"إسرائيل"، ودول عربية كثيرة معترفة بـ"إسرائيل"، فلماذا لا نفعلها نحن".
2 - أقول سبحان الله تمت استضافة اليهود والنصارى والكفرة والزنادقة والعلمانيين والليبراليين وغيرهم حتى في الأيام الأخيرة ألم تجد إلا ذكر ش. سلمان العودة، ما أقول إلا لاإله إلا الله.
.
(ما تحته خط منقول من أحد المقالات)
الأخ الفاضل معتدل وفقه الله
أراك_هداك الله_ قد غضبت لسلمان ولم تغضب للسنة بفهم سلف هذه الأمة!! فهل من توضيح يزيل هذا اللبس!؟
ثم هل تعرفُ إسلاماً غير (السلفية)!!؟ أظن بأنك لا تعني ما كتبتَ.
ثم هل يحرمُ الإشارة إلى طعن المسلم في (سبيل المؤمنين) إذا طعنه غيره من (اليهود والنصارى والكفرة والزنادقة والعلمانيين والليبراليين)!؟ إفدنا جزاك الله خيراً!
ثم إن مثلك لا يفوته أن طعن من ذكرتَ في السلفية لا يأخذ به أحد من العوام فضلاً عن طلبة العلم. أما كلام المحسوبين على السلفية من الدعاة والأساتذة فكلامهم فيها معتبرٌ عند البعض, والمؤمن كالجمل الأنف حيثما إنقيد إنقاد.وقد جاء في كلام السلف ما يبصرك بهذا وأن شر المبتدعه على الإسلام أخطر من شر الأتراك (الكفار)
قَالَ الْفُضَيْلُ: آكُلُ طَعَامَ اَلْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ وَلَا آكُلُ طَعَامَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ. وَكَانَ اَلْحَسَنُ يَقُولُ: لَيْسَ لِأَصْحَابِ اَلْبِدْعَةِ غِيبَةٌ (الإبانة لابن بطة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 11:21]ـ
///الأخ خالد الخالدي .. وفقه الله
كلامك ومحاولتك بيان وجوه الشبه أو عدمه بين الصحف والقنوات ليس بظاهر, والنسبية التي ذكرتها فيها غير معتبرة، ثمَّ يا أخي الكلام ليس عن الكمِّ؛ بل عن الكيف، وبس، ولا ثمرة من إطالة الحديث في هذا الموضوع إنِّي أملُّ من الدوران حول حلقة مرغة.
/// وأمَّا ما ذكرته من هجومٍ على السَّلفية في حلقةٍ حضرها الشيخ سلمان فلم أفهم جيِّدًا ما ترمي إليه، هل الهجوم على السَّلفيَّة منه أومن مقدِّم القناة؟
فإن كانت الأولى فإنِّي أستبعده تمامًا (وأنا مغمِّض)، فالشيخ سلمان وفقه الله أجلُّ وأعقل وأعلم وأتقى من أن يتهجَّم على السَّلفيةَّ، وأتمنَّى أن يكون فهمي خاطئًا.
/// وما عزوته للقناة المذكورة في الحلقة المذكورة فقد رجعت إليها مكتوبةً على هذا الرَّابط:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8E627E1C-4AE2-48F9-AAF5-BD5BDB68DAA4.htm
فلا وجدتُّ هجومًا في تلك الحلقة من معدِّها (عثمان عثمان) ولا من الشيخ سلمان العودة (وفَّقه الله)؟ فهل أنا واهمٌ أو لم ألحظ جيِّدًا؟
/// على كلٍّ .. وهذا الرابط بين يديك، فهل لك أن تنسخ لي ههنا موضع هجوم أحدهما على السَّلفيَّة، وأكون لك من الشَّاكرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 01:37]ـ
الأخ الفاضل عدنان حفظه الله.
لقد بدا لي من قولك "فإن كانت الأولى فإنِّي أستبعده تمامًا (وأنا مغمِّض)، فالشيخ سلمان وفقه الله أجلُّ وأعقل وأعلم وأتقى من أن يتهجَّم على السَّلفيةَّ " بأنك لا تعرف شيئاً عن (الإخوانيون السعوديون) ولم تعايش_ربما لصغر سنك_ فتنتهم إبان حرب الخليج الثانية وما صاحبها من سبهم للعلماء وتكفيرهم للدول وتهييجهم للناس.
وبدا لي من هذا أن الحوار سيأخذ منحاً (عاطفياً) أكثر منه (علمياً). فالمحب ذو العين (المغمضة) لن يرى شيئاً وسيعتمد على ما يمليه قلبه عليه. وفي الأخير (أخشى) أن يتهم أحدنا أخاه ظلماً دون أدنى جدوى.
والسبب هو أن من عادة د. سلمان_هداه الله_ في همزاته ولمزاته (للسلفية والسلفيين) أن لا يصرح ولا يفصل, بل يُجمل ويُعمم, والذي لا يعرف العودة وجماعة الإخوان المسلمين يَصعبُ عليه في البداية الوقوف على ضلالهم, وفي الغالب تجره الثقة الفطرية الطيبة بمجمل أهل الخير إلى الدفاع عنهم وهو (مغمِّض).
هذه دعوىً أدعيها أنا وغيري, وأنت ملزم تجاها بالتيقن والتثبت, فلا تقبلها مباشرةً مجاملةً لي دون تيقن, ولا تنكرها وترفضها (ثقةً تامة بعصمة سلمان) دون تيقنٍ أيضاً
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ... النساء (94) فهذه الآية فيمن بنا على سوء ظنه وترك التيقن.
وقال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ. الحجرات (6).
ثم قلتَ حفظك الله "فلا وجدتُّ هجومًا في تلك الحلقة من معدِّها (عثمان عثمان) ولا من الشيخ سلمان العودة (وفَّقه الله)؟ فهل أنا واهمٌ أو لم ألحظ جيِّدًا؟ "
وأقول بل لم تلحظ, ولن تلحظ ولو أعدت القراءة مرات ومرات, وما هذا إلا لأنك لا تعرف لمن تقرأ. فلو عرفت (منهج) العودة_هداه الله_وقارنته بما أصله أهل العلم عن السلفية لتبين الأمر لك.
والآن وبعد كل هذه المقدمة الطويلة_الضرورية_أقدم لك بعض المواد_الضرورية أيضاً_ التي لا غنى لكل من أراد الوقوف على المنهج الإخواني عنها.
# تم حذف الرَّوابط ولا يسمح بنشر إرجافات التحزُّبات الضَّيِّقة # المشرف
اسأل الله بمنه وفضله وكرمه أن يرينا وإياك الحق حقاًُ ويرزقنا اتباعه, ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. وتقبل_أخي_ فائق محبتي.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 04:52]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله ... اللهم أرحنا من التعالم و المتعالمين!!
قول الأخ " خالد " أن الصحف غير القنوات , و أن الأصل فيها الخير .. يدل أنه إما مغيّب , و إما لم يقرأصحفا في السنين الخمس الأخيرة!
ثم ما قولك أنت و الأخ " ابو عمر " في خروج المفتي على التلفزيون السعودي (القناة الأولى)؟ علما بأن نفس القناة تبث المسلسلات و الأغاني و تظهر فيها النساء المتبرجات ......
فهل هو أيضا يجري وراء المال؟ أم أنه هو الآخر من أصحاب " فقه الواقع الذي يستحل به الحرام " على حد قول " ابو عمر "؟؟!!
أما " الإخوان المسلمون " - هاجسك الدائم - الذين حشرتهم - كعادتك المستفزة - في موضوع ليس لهم فيه ناقة و لا جمل .. فبارك الله لهم في حسناتك و أعانك على تحمل سيئاتهم!
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 07:46]ـ
الأخ الفاضل ابن عبدالكريم
إذا كنتَ تعتقدُ بأني مخطئ في حق (الإخوان المسلمين) _الذين أخرجهم ابن باز من دائرة السنة _ وكنت تدين الله بأنهم على (المنهج السلفي) فحقٌ عليك البيان وعدم كتم العلم, وحقٌ علينا قبول الحق والرجوع إليه. اسأل الله أن يجري الحق على لسانك, ويهديني وإياك إليه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 07:55]ـ
الأخ الفاضل عدنان حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد بدا لي من قولك "فإن كانت الأولى فإنِّي أستبعده تمامًا (وأنا مغمِّض)، فالشيخ سلمان وفقه الله أجلُّ وأعقل وأعلم وأتقى من أن يتهجَّم على السَّلفيةَّ " بأنك لا تعرف شيئاً عن (الإخوانيون السعوديون) ولم تعايش_ربما لصغر سنك_ فتنتهم إبان حرب الخليج الثانية وما صاحبها من سبهم للعلماء وتكفيرهم للدول وتهييجهم للناس.
وبدا لي من هذا أن الحوار سيأخذ منحاً (عاطفياً) أكثر منه (علمياً). فالمحب ذو العين (المغمضة) لن يرى شيئاً وسيعتمد على ما يمليه قلبه عليه. وفي الأخير (أخشى) أن يتهم أحدنا أخاه ظلماً دون أدنى جدوى.
والسبب هو أن من عادة د. سلمان_هداه الله_ في همزاته ولمزاته (للسلفية والسلفيين) أن لا يصرح ولا يفصل, بل يُجمل ويُعمم, والذي لا يعرف العودة وجماعة الإخوان المسلمين يَصعبُ عليه في البداية الوقوف على ضلالهم, وفي الغالب تجره الثقة الفطرية الطيبة بمجمل أهل الخير إلى الدفاع عنهم وهو (مغمِّض).
هذه دعوىً أدعيها أنا وغيري, وأنت ملزم تجاها بالتيقن والتثبت, فلا تقبلها مباشرةً مجاملةً لي دون تيقن, ولا تنكرها وترفضها (ثقةً تامة بعصمة سلمان) دون تيقنٍ أيضاً
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ... النساء (94) فهذه الآية فيمن بنا على سوء ظنه وترك التيقن.
وقال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ. الحجرات (6).
ثم قلتَ حفظك الله "فلا وجدتُّ هجومًا في تلك الحلقة من معدِّها (عثمان عثمان) ولا من الشيخ سلمان العودة (وفَّقه الله)؟ فهل أنا واهمٌ أو لم ألحظ جيِّدًا؟ "
وأقول بل لم تلحظ, ولن تلحظ ولو أعدت القراءة مرات ومرات, وما هذا إلا لأنك لا تعرف لمن تقرأ. فلو عرفت (منهج) العودة_هداه الله_وقارنته بما أصله أهل العلم عن السلفية لتبين الأمر لك.
والآن وبعد كل هذه المقدمة الطويلة_الضرورية_أقدم لك بعض المواد_الضرورية أيضاً_ التي لا غنى لكل من أراد الوقوف على المنهج الإخواني عنها.
# تم حذف الرَّوابط ولا يسمح بنشر إرجافات التحزُّبات الضَّيِّقة # المشرف
اسأل الله بمنه وفضله وكرمه أن يرينا وإياك الحق حقاًُ ويرزقنا اتباعه, ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. وتقبل_أخي_ فائق محبتي.
أقام يُعمِلُ أيَّامًا قريحته /// /// /// وفسَّر الماء بعد الجهد بالماءِ/// تهمة مهاجمة السَّلف ومنهجهم تهمة كبيرة ..
/// قد طلبت من الرَّجل أن يأتينا بنقلٍ يؤيِّد تهمته التي كتِبت في صحيفته، عملًا بالآية التي استدلَّ بها: (إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيَّنوا) فتبينَّا فلم نجد شيئًا غير خطبةٍ في الإخوانيَّة السعوديَّة والخلط واللَّت والعجن في خطبةٍ محفوظةٍ عن طائفةٍ دأبت على التهجُّم على أهل العلم والإيمان بحُجَّة السَّلف ومخالفة منهجهم، ودون بيَّنةٍ غير أنَّه يقصد كذا ويرمي إلى كذا ولعلَّه أراد كذا، ونحن نعرف وأنتم لا تعرفون، ويحكم، ومن أنتم؟!
/// وكما تقدَّم بيان ذلك في موضوع سابق في الكلام عن مرضٍ نفسيٍّ أصيب به بعض الناس وهو "فوبيا مخالفة السَّلف"، فيدَّعي أنَّ في كلام فلانٍ تهجُّمًا على السَّلفيَّة أو نحو ذلك =فلمَّا يطالب بالبيَّنة يحيلنا إلى مذهب الباطنيَّة وقراءة مكنونات القلوب، وما بين السُّطور، واستخدام سوء الظَّنِّ والفرية في ذلك.
/// قد عجز هذا الرجل عن نسخ جملةٍ واحدةٍ من الموضوع الذي وضعت رابطه له، والذي زعم فيه فِريةً تهجُّم الشيخ سلمان العودة على المنهج السَّلفي، ولم ولن يفعل؛ لأنَّه غير موجودٍ إلَّا في عقله المليء بالوساوس على إخوانه من المشايخ والدُّعاة.
/// ولم أدَّع العِصمة في الشيخ سلمان ولا غيره، ولكنِّي لمعرفتي به و (بأخطائه) ما علمتُ أنَّ منها أنَّه يهاجم المنهج السَّلفي، هكذا! كما زعم الزَّاعم.
/// نعم .. قد يهاجم السَّلفيَّة المزعومة التِّي قد يدَّعيها بعض الجهلة السَّطحيين من البغاة على أهل العلم والإيمان، وهم لا يمثِّلون السَّلفيَّة حتَّى يقال إنَّه هاجمها.
/// وزعم أنِّي أجهل ما نضحت به جهالات هؤلاء الطَّعَّانين وقلَّة ورعهم وتحميلهم لكلام أهل العلم والفضل على ما تهواه نفوسهم، والذي هم ثلَّة ما عُرفت إلَّا عقب الفتنة التي ظهرت عقب حرب الخليج الثانية، التي اصطلت بنارها الدعوة.
/// وقد كنتُ أظنُّ فيك العقل والإنصاف فخاب ظنِّي فعذرًا على ضياع وقتي.
/// وقد أتيحت لك فرصة تثبت فيها فراك ومزاعمك الباطلة فتبيَّن لنا أمرك، فلم تأتنا بجديد غير الخطب المعتادة من مثلك، فأنا مضطرٌّ لإغلاق الموضوع؛ إذ إنَّك مفلسٌ ولن يسمح بتطاولك ولا غيرك على أهل الفضل؛ دون بيِّنة ولا حُجَّة، غير طريقة الوساوس والبهتان.
/// ولبقيَّة الإخوة مراجعة الرَّابط المحال إليه في تعقيبي السابق من قناة الجزيرة، ولن تجدوا شيئًا ممَّا ادَّعاه هذا الخاطب غير هواجس ووساوس زور لفِّقت بمحالِ!(/)
موقف المتكلمين من النصوص وحيرتهم واضطرابهم - العلامة الشيخ عبدالله الغنيمان
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 12:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقف المتكلمين من النصوص وحيرتهم واضطرابهم
قد تكاثرت النصوص من كتاب الله ومن أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم في وصف الله جل وعلا بأوصاف متعددة، وأبى المتكلمون كثيراً منها، وحرفوها، بل ردوها صراحة، فقالوا: إن الله لا يوصف بأن له يداً، وقالوا: لا يوصف بأن يده لها أصابع، وقالوا: لا يوصف بأن له رجلاً، ولا يوصف بالغضب والرضا والمحبة، وهذا كله ثابت في كتاب الله، فكيف نعتاض عن كتاب الله بقول هؤلاء الذين عمدتهم واستنادهم على عقولهم؟!! فالأمر كما ثبت عن الإمام مالك رضي الله عنه حين جاءه رجل فقال له: أريد أن أناظرك؟ فقال: لا، أنا ما عندي شك في ديني، فاذهب إلى إنسان آخر عنده شك في دينه فناظره. فالمناظرات هي بالعقول، والعقول تتفاوت، وكل من كان مفرطاً في الذكاء من هؤلاء المتكلمين كانت نهايته الحيرة، فيصبح لا يدري ماذا يقول! كما ذكر عن أحد تلامذة الفخر الرازي الأذكياء أنه كان له صديق من أهل السنة الذين يتبعون السلف في الاعتقاد، وفي يوم من الأيام دخل عليه فسلم فلم يرد عليه السلام، ثم سلم فلم يرد السلام، ثم سلم الثالثة فلم يرد السلام، فعجب الرجل فما دهاه! فوقف حائراً ما يدري يجلس أو يرجع، وفي أثناء ذلك رفع رأسه إليه فقال: ماذا تعتقد يا فلان؟ فضحك وقال: ماذا أعتقد؟ أعتقد ما يعتقده المسلمون، فأطرق رأسه وجعل يبكي ويقول: ولكني والله ما أدري ماذا أعتقد!. والفخر الرازي نفسه خرج يوماً من الأيام إلى سوق نيسابور ومعه تلامذته وهم أكثر من ثلاثمائة تلميذ، وعجوز واقفة على باب بيتها، فسألت واحداً من تلامذته: من هذا الملك؟ فقال لها: ليس هذا بملك، ولكنه فخر الدين الرازي يعرف على وجود الله ألف دليل، فضحكت العجوز، وقالت: والله لو كان عنده ألف شك ما احتاج إلى أن يبحث عن ألف دليل، أوفي معرفة الله شك حتى يبحث عنه؟! فهم يشكون في الأمور الظاهرة الجلية. وكان الجويني يسمى إمام الحرمين؛ لأنه جاور في مكة زمناً، وجاور في المدينة زمناً، وصار يدرس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي يوم من الأيام كان يتكلم على كرسي في هذا المسجد الطاهر، ويقول: كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما كان عليه قبل خلق المكان؛ ليس فوق ولا تحت، ليس يمين ولا شمال، فقام رجل فقال: ما قولك فيمن إذا دعا رفع يديه نحو السماء قائلاً: يا رب؟! فوضع يده على رأسه، ونزل من على الكرسي، وصار يبكي ويقول: حيرني الرجل، حيرني الرجل، لماذا؟! لأن استناده واعتماده كان على عقله فقط، ما هو على كتاب الله وعلى أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم. ولما أدركه الموت صار يقول لأصحابه: لا تشتغلوا بالكلام، والله لو كنت أظن أنه يصل بي إلى ما وصل بي الآن ما اشتغلت به. ثم يقول: ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور لم أعرف شيئاً، ولا عجب، فبعد طول جهد وطول مسير يموت على عقيدة العجائز!! بل تمنى ذلك؛ لأن كثرة الشكوك التي تلقى عليه لا تدعه يعتقد ذلك، فهؤلاء كثير منهم يتمنى أن يكون على عقائد عوام الناس؛ والسبب أنهم أعرضوا عن طريق الهدى والشفاء الذي يشفي من الشكوك، أعرضوا عن كتاب الله، وزعموا أن آيات كتاب الله ظواهر لا تفيد اليقين، وإنما اليقين ما تدلهم عليه عقولهم، هذا هو السبب الذي جعلهم يحارون. يجب أن تثبت صفات الله بلا تمثيل ولا تعطيل، والتعطيل هو تعطيل أوصاف الله وأسمائه من المعاني التي أريد بها، كما قال الله جل وعلا: وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ [الحج:45] معطلة يعني: ما تستعمل بل تركت، ويقال في اللغة العربية: جيد عاطل: وهو رقبة المرأة إذا لم يكن عليها حلي، فمعنى التعطيل التخلية أي: أن يخلوها عن معانيها التي أرادها الرب جل وعلا، مثل ما يصنعه هؤلاء.
من تعليق الشيخ على فتح المجيد
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:11]ـ
مشكور
لكن للأسف لم يعد هذا الكلام "الخطابي" يقنع العديد من طلبة العلوم، سيما طلبة علم أصول الدين.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 10:35]ـ
مشكور
لكن للأسف لم يعد هذا الكلام "الخطابي" يقنع العديد من طلبة العلوم، سيما طلبة علم أصول الدين.
كيف؟(/)
منهج أهل السنة والجماعة 2
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:07]ـ
-تعريفات مهمة:
.معنى أهل السنة والجماعة:
السنة هنا ضد البدعة بينما الجماعة ضد الفرقة وعلى هذا فأهل السنة والجماعة: هم من سار على الطريقة التي سار عليها الصحابة من اتباع السنة والحرص على جماعة المسلمين والحرص على الإتباع وترك الإبتداع، وسموا أهل السنة لتميزهم عن الروافض اللذين طعنوا في الصحابة. وسموا أهل الجماعة لتميزهم عن الخوارج اللذين هم أهل الفرقة.
ومن أسمائهم الثابتة:
(أهل الأثر-أهل الحديث-السلف-الطائفة المنصورة-الفرقة الناجية) فيرجع إلى تعاريفها.
ومنهج أهل السنة والجماعة: هوطريقهم الواضح المستقيم في العقيدة والعبادة والسلوك والأخلاق والعمل.
وما أكثر من يدعي لنفسه هذا اللقب لكن الميزان الذي نعرف به أهل السنة والجماعة هو الكتاب والسنة ومدى تقيد من يدعي هذا اللقب بهما.
-مميزات المنهج الحق:
1.الربانية فهو من عند الله عز وجل.
2.أنه منهج منجي من النار بدليل حديث الإفتراق.
3.أنه منهج وسطي بين الغلو والجفاء (يرجع إلى الواسطية لابن تيمية)
4.أنه منهج مجمع عليه من القرون المفضلة.
5.أنه منهج سهل ميسر لمن أراد الحق والهدى.
6.أنه منهج عادل لأنه من عند الله.
-الثمرات المترتبة على دراسة العقيدة:
1.ابتعاد المسلم عن الشكوك والأوهام والتضارب.
2.تعظيم نصوص الكتاب والسنة.
3.الإرتباط بالسلف الصالح من القرون المفضلة والإعتزاز بما كانوا عليه من الهدى.
4.إتباع أمر الله بلزوم ماكان عليه السلف الصالح والنجاة من الوعيد الذي ينتج عن ترك منهاجهم.
5.توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم على الحق.
6.تحقق الإخلاص والسلامة في القول والعمل.
7.سلامة الصدر.
8.الإستغناء عن الناس.
9.الحزم والجد وعدم المداهنة في الحق.
وإلى اللقاء القادم وفيه:
-خصائص أهل السنة والجماعة في العقيدة والمنهج.
-الملامح العامة لأهل السنة والجماعة.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 01:43]ـ
أرجو اتحافي بتعليقاتكم وإثراء هذا الموضوع مشايخي الكرام.(/)
إجابات اللقاء الرابع من لقاءات المجلس العلمي مع فضيلة الشيخ/أحمد بن عبد الرحمن القاضي
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان اللقاء الرابع في سلسلة لقاءات المجلس العلمي
مع فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد بن عبد الرحمن القاضي، حفظه الله
وتم تلقي الأسئلة في الموضوع على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12425
وقد تفضل الشيخ مشكورًا بالإجابة على الأسئلة، وسيتم نشر الإجابات في هذا الموضوع.
مع إدراج الملف الذي أرسله فضيلته في المرفقات لتحميله كما أرسله.
نسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ وأن ينفع المسلمين بعلمه.
آمين آمين أمين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأجوبة المسبوكة على أسئلة الألوكة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فهذه إجابات الأسئلة التي طرحت عبر موقع (الألوكة) أسأل الله تعالى أن ينفع بها. فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمني، ومن الشيطان. والله المستعان.
الأخ: محمد بن عيد:
الجواب / قال شيخنا، رحمه الله: (فإذا قال قائل: جئت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، عند قبره، وسألته أن يستغفر لي، أو أن يشفع لي عند الله، فهل يجوز ذلك أو لا؟ قلنا: لا يجوز. فإذا قال: أليس الله يقول: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله، واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً)؟ قلنا له: بلى، إن الله يقول ذلك، ولكن يقول: (ولو أنهم إذ ظلموا) و (إذ) هذه ظرف لما مضى، وليست ظرفاً للمستقبل. لم يقل الله: ولو أنهم إذا ظلموا، بل قال: (إذ ظلموا) فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، واستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد وفاته أمر متعذر، لأنه إذا مات العبد انقطع عمله، إلا من ثلاث، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). فلا يمكن لإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد، بل ولا يستغفر لنفسه أيضاً، لأن العمل انقطع) مجموع الفتاوى والرسائل: 2/ 345
الأخ: أبو أحمد العجمي:
منهجية طالب العلم في فهم، وتناول القضايا الفكرية المعاصرة كالليبرالية،، ينبغي أن تقوم على الأسس التالية:
أولاً: حصول قدر كافٍ من العلم الشرعي بأصول الإسلام، ومقاصد الشريعة.
ثانياً: دراسة هذه القضايا دراسة واعية من مراجعها الأصلية، وعدم الاعتماد على البلاغات، والفهم المجمل، ليحصل التصور الدقيق، فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
ثالثاً: تتبع آثارها الواقعية، ورصدها.
رابعاً: نقدها بأسلوب علمي، ينأى عن المهاترات اللفظية، ليحصل الإقناع.
خامساً: التفريق بين القائل والمقالة، واستصحاب أن بعض من قد يلتاث بلوثة فكرية ما، يكون بسبب الجهل، وعدم سماع الحق، فلا يعان الشيطان عليه، فتأخذه العزة بالإثم.
الأخ: أحمد موسى:
الواقع أنه ليس لي عناية بكتابات الدكتور، طه جابر العلواني، فضلاً أن يكون لي رد على شيءٍ من الأمور التي نقلت عنه. وأنصحكم في حال الرد، سلوك المسلك العلمي القائم على الدليل، فإنه (إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل)، واستصحاب نية نفع المخالف، ورده إلى الحق، فإنه إذا رجع إلى الحق رجع برجوعه كل من تأثر به نسأل الله أن يهدينا وإياه سواء السبيل.
الأخ: أحمد موسى:
كتاب (القضاء والقدر) لأبي الوفاء/ محمد درويش، كتاب جيد، من حيث الجملة، جرى فيه المؤلف، رحمه الله، على أصول أهل السنة والجماعة،، إذ كان رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، بسوهاج. وقد قرضه الشيخ محمد حامد الفقي، رحمه الله، وبالغ، حتى قال: (خير ما كتب في القضاء والقدر)! وإن كان من تعليق، ففي الجوانب التالية:
1 - لم يقرر المؤلف، رحمه الله، عقيدة الإيمان بالقدرن على النسق المتبع، عند أئمة أهل السنة، من ذكر المراتب الأربع: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق، وذكر أدلتها التفصيلية، بل اشتغل ابتداءً بتقسيم المقدورات، والواجب حيالها.
2 - ركز المؤلف على رد شبهات الجبرية أكثر من رده على القدرية! ولعل مرد ذلك إلى فشو مذهب الأشاعرة الجبرية، والطرق الصوفية، في الديار المصرية، خلال تلك الحقبة؛ عام 1366هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الأمثلة التي تذكر لتوضيح أمر، أو كشف شبهة، لا يمكن أن تكون مطابقةً، بل تقريبية، فينبغي التنبه لذلك، إذ لا نظير لأفعال الله، كما لا نظير لأسمائه، وصفاته.
4 - ثم كلمات يسيرة قد تنبو على السمع، أو يخشى المدقق أن تحتمل مقالة أحد طرفي الضلالة في هذا الباب. كما أن الأثر الذي ختم به الكتاب محل نظر.
وأوصي إخواني المسلمين عامة، وطلبة العلم خاصة، بالتعويل على (كتاب شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل) لابن القيم، رحمه الله.
الأخ: ضيف الله الشمراني:
1 - نعم لشيخنا، رحمه الله، حاشية على (الروض المربع)، ومعها تعليقات من كلام الشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه الله، وجرى نشرها، من قبل الأخ عبد القدوس نذير. ولكن وقع سقط كثير من تعليقات شيخنا، رحمه الله، وخطأ في نسبة بعض الأقوال على الهامش. كما أفاد بذلك الأخ الشيخ: سامي الصقير، حفظه الله.
2 - كان يحفظ العديد من المتون، مثل: زاد المستقنع، وعمدة الأحكام، وبلوغ المرام، ونخبة الفكر، والبيقونية، والرحبية، والبرهانية، والواسطية، والسفارينية، وقطر الندى، وأجزاء كثيرة من ألفية ابن مالك. وهمَّ بحفظ المنتهى، هو والشيخ علي الزامل، رحمهما الله، فبلغا، موضعاً من كتاب الصلاة، ولم يتماه.
3 - لا أعلم، بعد المباحثة مع الزملاء، جزمه بنفي أو إثبات اسم (الحفي). وقد ذكره ابن العربي، والقرطبي، وابن حجر.
4 - كلا، لا يلتزم بأقوال ابن حجر، رحمه الله، دوماً، في الحكم على الأحاديث، وإن كان كثيراً ما يحيل عليه، لعنايته بكتاب الحافظ (بلوغ المرام).
5 - نظراً لطول جلوس شيخنا للتدريس، حيث بلغ نحو نصف قرن، ما بين أول درس عقده عام 1371، إلى آخر درس في المسجد الحرام، في شدة مرضه، عام 1421، فقد مر عليه أفواج من الطلبة، فيصعب القطع بالأفضلية. لكن ممن كان يثني عليهم، رحمه الله، في الفقه، من إخواننا، فضيلة الشيخ: سامي بن محمد الصقير، حفظه الله، وسدده، وقد استخلفه فترة مرضه، على تدريس الفقه، خاصة.
6 - بين القولين فرق: فالاستحالة تعني الامتناع العقلي، وعدم الإمكان الوجودي. وقول (إنها ممكنة، لكن غير واقعة) يدل على الإمكان العقلي، فلا يكون ممتنعا لذاته، ولكن غير متحقق من الناحية الوجودية، لحكمة معينة. ويعزز هذا أن الله تعالى لم ينكر على موسى، عليه السلام، طلب الرؤية، كما أنكر على نوح قوله (إن ابني من أهلي)، بل تجلى للجبل، وهو خلق عظيم، فجعله دكاً، ليعلم موسى، عليه السلام، عدم إطاقته ذلك في الدنيا. وقال له (لن تراني). و (لن) لا تفيد النفي المؤبد، بل هو نفي مؤقت في الدنيا.
الأخ أبو عبد الأعلى:
أحبك الذي أحببتني فيه. وأرى أن المنهج في دراسة العقيدة يكون على النحو التالي:
أولاً: دراسة أصول الإيمان الستة الواردة في حديث جبريل. ولشيخنا، رحمه الله، شرح مختصر، مركز، لهذه الأصول العظام بعنوان (نبذة في العقيدة الإسلامية) أو (شرح حديث جبريل).
ثانياً: دراسة مسائل (التوحيد العملي) من كتب شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله: (الأصول الثلاثة، القواعد الأربع، كشف الشبهات، كتاب التوحيد).
ثالثاً: دراسة مسائل التوحيد العلمي من كتب شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله: (الواسطية، الحموية، التدمرية).
فإذا استوعب طالب العلم هذه المنظومة المتكاملة، حسن به أن يفضي إلى كتب السلف المتقدمين، ومن أحسنها: كتابا الدارمي: الرد على الجهمية، والرد على بشر المريسي، وغقيدة أبي جعفر الطحاوي، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث، لأبي عثمان الصابوني، وغيرها.
وأرى أن من ضبط (الواسطية) صار مؤهلاً لفهم الحموية، والوقوف على مذهب السلف من منقولات شيخ الإسلام عنهم.
الأخ: أحمد العراقي:
الطريقة التي يراها شيخنا، رحمه الله، في طلب علم العقيدة، وغيرها، من العلوم، يطول شرحها. وأحيلك أيها الأخ الكريم إلى ما جمعه أخونا الشيخ فهد السليمان، حفظه الله، في ضميمة من فتاوى، وأجوبة شيخنا، سماها (كتاب العلم) ففيها تفاصيل كثيرة.
وإن شئت فارجع إلى إجابتي على سؤال الأخ أبي عبد الأعلى، في هذا اللقاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما العلماء الذين كان يعول الشيخ عليهم في أحاديثه، وخطبه، من معاصريه، فالشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله، بإطلاق، والشيخ ناصر الدين الألباني، رحمه الله، في الحديث. وكان يثني على الشيخ صالح الفوزان، حفظه الله، في الفقه والفتيا، ويصفه بالأناة. هذا ما يحضرني.
الأخ:أبو عمر القصيمي:
1 - ورد (النور) مضافاً في قوله تعالى: (الله نور السماوات والأرض) النور: 35، واعتمده جمع من العلماء؛ مثل: الخطابي، والقرطبي، وابن القيم، وابن حجر، والسعدي، وغيرهم. وفي إثباته اسماً نظر، لوروده مضافاً.
2 - استدل بعض العلماء على إثبات اسم (المحسن) لله تعالى، بحديث: (فإن الله محسن يحب المحسنين) رواه ابن أبي عاصم، والطبراني، ووثق الهيثمي رجاله، والمناوي، والألباني. وبحديث: (إن الله محسن يحب الإحسان إلى كل شيء) رواه عبد الرزاق، وصححه الألباني. واعتمده من الأسماء الحسنى: القرطبي، وابن القيم، وشيخنا.
3 - اعتمد بعض العلماء؛ كالحليمي، والبيهقي، والقرطبي، وغيرهم (الناصر) من الأسماء الحسنى، أخذاً من قول الله تعالى: (وهو خير الناصرين). ومأخذهم ضعيف.
4 - (الحنان): قال ابن العربي، رحمه الله: (هذا الاسم لم يرد به قرآن ولا حديث صحيح، وإنما جاء عن طريق لا يعول عليه). وانظر في هذا كله كتاب: (معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى) للدكتور: محمد بن خليفة التميمي.
ولا يخفى في هذا المقام أن باب الإخبار، أوسع من باب الأسماء والصفات؛ فيجوز أن يخبر عن الله بأنه الناصر، أو المريد، أو الفاعل، ونحو ذلك من الألفاظ التي لا تتضمن نقصاً في ذاتها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم) وليس من أسمائه الحسنى: المنزل، والمجري، والهازم،. ولكن لا تعبد بها الأسماء، فلا يقال: (عبد المريد)، ولا (عبد المنزل)، ولا (عبد الناصر) ونحو ذلك، لإيهامها الاسمية المطلقة.
الأخ: عبد الله الميمان:
إجابة الشيخ، رحمه الله، التي نقلتها عنه في (ثمرات التدوين) هي الموافقة للمذهب، قال في الشرح الممتع: (وإذا كان في الحال التي يمسح فيها الأعلى؛ فخلعه بعد مسحه، فإنه لا يمسح التحتاني، هذا هو المذهب. والقول الثاني: يجوز؛ جعلاً للخفين كالظهارة والبطانة) ومال إليه، وقال: (ولا شك أن هذا أيسر للناس؛ والفتوى به حسنة، ولا سيما إذا كان قد صدر من المستفتي ما قبل ذلك، فيُفتى بما هو أحوط) 1/ 258 - 259، وبدا لي أن في العبارة الأخيرة قلق، فرجعت إلى الطبعات الأولى (طبعة آسام 1414) فوجدت العبارة التالية: (والأحسن أنه إذا كان الإنسان في سعة، وخلع الممسوح الأعلى، أن يخلع الأسفل عند الوضوء) 1/ 211
فالذي يظهر أن للشيخ، رحمه الله، جوابان في هذه المسألة، كما أشرتم في السؤال، فتارةً يجيب بما يوافق المذهب، وتارة بالقول الآخر، وهو إليه أميل. وربما تنوع جوابه بحسب الحال؛ فإن كان قبل الوقوع عامله بالأحوط، وإن كان بعده عامله بالأيسر، ولهذا نظائر أخرى في فتاواه، رحمه الله والله أعلم.
الأخ: رافع الراية:
المقالات التي سقتها عن المذكور مقالات كفرية، ولا ريب. بعضها شرك في الربوبية، وبعضها شرك في العبادة، وبعضها بدع وخرافات. وأما الحكم على معين بالكفر أو الشرك، فلا بد فيه من توفر الشروط، وانتفاء الموانع. فالله أعلم بحال المذكور، ولا شك أنه بهذا، إذا ثبت عنه، داعية بدعة وضلالة، يجب التحذير منه. هذا أقل ما يقال عنه. ولم أتتبع كلام أهل العلم عنه. وهكذا يقال في جواب السؤال الثاني. نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين.
الأخ: خالد مرسي:
1 - لم يتبين لي سؤالك.
2 - لا يحل له إلا بإذن المالك؛ لأن تصفح الكتاب أحياناً، يترك عليه أثراً، يجعله كالمستعمل، فينفر من شرائه، وهذا يضر بصاحب المحل. كما أن ذلك قد يشغل العامل عن عمله. وهذا المنع ليس منعاً مطلقاً، أو حجر للعلم؛ إذ لو شاء العامل لاشتراه، أو استأذنه، أو استعاره من غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - لا يليق بطلبة العلم في المنتديات، ولا في غيرها، أن ينخرطوا في (حروب طاحنة) كما عبرت، فذلك ليس من العلم، بل من (زغل العلم). والواجب على طلبة العلم بذل العلم الصحيح، وبيان الخطأ بأسلوب عف جميل، والترفع عن المهاترات، والتصنيفات الظالمة، والاشتغال بالمحكم، ورد المتشابه إليه، واستصحاب النصيحة، وحسن الظن، والشفقة على المسلمين، والبعد عن الضراوة، والإثم، والعدوان، والسعي إلى إقامة الدين، والبعد عن التفرق والاختلاف. وكل ذلك لا يمنع من بيان الحق، وتنبيه الغافل، وتعليم الجاهل. أعاذنا الله وإياكم من مضلات الفتن، وشرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا.
4 - الأصل في التقديم أنه إقرار، وتزكية، من حيث الجملة، وإن لم يتناول مفردات الألفاظ والتراكيب. وموافقة للمؤلف فيما قرره من نتائج. وقد يقع خطأ بشري، فيستدعي الأمر الاستدراك والبيان، لرفع الالتباس. وما مثلت به لم أقف عليه، لأحكم عليه.
5 - لا يسوغ الخلاف في مسألة الإيمان؛ فهي مسألة حسمها السلف في وقت مبكر، لما ظهر الخوارج والمرجئة، وقرروا أن الإيمان قول وعمل؛ قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. ولم يفرقوا بين ركن العمل وقسيميه؛ القول، والاعتقاد. والعبارة الواردة في السؤال فاسدة في معناها، فلا يستقيم أن يوصف شيء بالشرطية، ثم بالكمال! وليست من عبارات السلف، وإنما ألجأت إليها مضايق النقاش مع التكفيريين؛ الذين يكفرون بمطلق الكبائر، فقوبل الخطأ بخطأ. وإنما أراد السلف جنس العمل، لا أن الإيمان يزول بترك أي عمل واجب، كما يزعم الخوارج. فالواجب المحافظة على الجمل السلفية المحكمة، وعدم العدول عنها إلى ألفاظ موهمة.
الأخ: أمجد الفلسطيني:
كفيتنا نصف المؤنة باستدراكاتك الصحيحة.
1 - وحقيقة الحلف تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة. ولا يصح منه إلا ما كان بالله، أو صفةٍ من صفاته؛ سواء كانت صفةً ذاتية، أم فعلية. وعلى هذا فلا بأس بالحلف بفعلٍ من أفعاله سبحانه، لأنه صفة فعلية له. ولكن الحالف يختار من الصيغ ما كان مناسباً للمقام، كما أن الداعي يختار من الأسماء الحسنى ما كان مناسباً لطلبته؛ فيقول: يا رزاق ارزقني، ولا يقول: يا قهار: ارزقني! وإن جاز ذلك بالنظر إلى الدلالة على الذات. ولهذا قد لا يقع ما جرى به التمثيل في السؤال، إلا على سبيل التكلف. وكذا الأمر في مسألة الاستعاذة بالأفعال.
2 - الخلاف في هذا محفوظ، ولا ريب. وهو خلاف محتمل. والبحث في هذا يطول به المقام.
الأخ: مهند المعتبي:
1 - لا يسلم لمفوضة العصر أن أغلب الحنابلة مفوضة. واتهامهم لابن قدامة، رحمه الله، في لمعة الاعتقاد، مدفوع بكلامه في (ذم التأويل) موضح لمراده. وقد بينت ذلك في كتابي (مذهب أهل التفويض). ولا أعلم عن الحافظ ابن رجب كلاماً موهماً بالتفويض. وكلامه الصريح في الإثبات وفير. وقد وقع من بعض الحنابلة المتقدمين؛ كأبي يعلى، والمتأخرين، كالشيخ مرعي، شيء من التفويض. وأياً كان فالحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق.
ومذهب المفوضة من أوهى المذاهب، وأضعفها، إذ لا عقل، ولا نقل! ولهذا قال عنهم شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله، بعد حكاية مذهبهم: (فتبين بذلك أن مقالة المفوضة الذين يزعمون الانتساب إلى السنة، واتباع السلف من شر مقالات أهل البدع والإلحاد)
2 - لا يسوغ، ولا يجوز إطلاق وصف الإخوة على النصارى الذين أكفرهم الله تعالى في ثلاث آيات من سورة المائدة، وهي من آخر ما أنزل على نبيه. والتذرع بأن بأن الله تعالى قال: (وإلى عاد أخاهم هودا) ونحوها لا يسعفهم، فإنه إنما أراد أخوة النسب، لكونه منهم. بخلاف مناداة النصارى، بوصفهم نصارى، بلفظ الأخوة، فلا يحل. وقد قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات/10]) وقال: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [المائدة/55 - 57].
ولا يسوغ أيضاً، مناداتهم بوصف الإخوة، ولا بدعوى تأليفهم! إذ يمكن تأليفهم بالمعاملة الحسنة، والدعوة بالحكمة، والموعظة الحسنة، والهدية، وحسن الجوار، وسائر صور الإحسان العملي. قال تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة/8].
ومثل ذلك أصحاب البدع المغلظة. فإن لم تصل حد الكفر، بقي من الإخوة الإيمانية بقدر ما عندهم من إيمان. ذلك أن الولاية والعداوة، تبع للإيمان تزيد بزيادته، وتنقص بنقصانه.
3 - المفاضلة في الأشدِّية، كما في السؤال، بين البدع والكبائر، وتحرير القول في (البدع أشد من الكبائر) أن يقال: جنس البدع أشد من جنس الكبائر، لكون البدعة؛ أصليةً كانت أم إضافية، تتضمن إدخال شيءٍ في الدين ليس منه، بخلاف الكبيرة، فإنها معصية، يرى فاعلها خروجها عن سمت الشريعة، واستحقاقه للوعيد. أما من حيث آحاد كلٍ منهما، وأفرادهما، فلا يلزم أن تكون كل بدعةٍ أشد من كل كبيرة، بل يتفاوت ذلك بتفاوت البدع والكبائر. فمثلاً: كبيرة القتل أشد من بدعة الذكر الجماعي! وكبيرة الزنا أشد من بدعة السماع عند الصوفية. والله أعلم.
الأخت: أم الفضل:
1 - نعم يقال عنه مجتهد مخطيء، إذا استفرغ وسعه في الوصول إلى الحق، فأخطأه.
2 - لا أعلم هذا التفريق عن شيخنا، رحمه الله. ولا أرى له وجهاً يرجع إلى مجرد الاقتران.
3 - عندما يستشرح قدراً جيداً من المتون، ويجرد بعض كتب (السنة) المطولة، ويطالع فتاوى العلماء فيما يورد عليهم من مسائل، ونوازل، تنشأ لديه ملكة، وثقة علمية تؤهله لتدريس هذا الفن الشريف.
الأخ عبد الله المزروع:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما تكفيرهم وتخليدهم: ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران وهما روايتان عن أحمد. والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم. والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً. وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع، ولكن تكفير الواحد المعين منهم، والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير، وانتفاء موانعه. فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق، ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضي الذي لا معارض له) الفتاوى: 28/ 500
وأرى أن الأجدى أن يجتهد في دعوتهم، وبيان حقيقة مذهب أهل السنة لعامتهم، ولا بأس بالإحسان إليهم، تأليفاً لقلوبهم، فإن غالبيتهم عوام لم يتح لهم سماع الحق، ودرجوا على اتباع أسيادهم، فلئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.
الأخ: خالد مرسي:
1 - قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ وَحَدّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزّبَيْرِ، قَالَ لَمّا أَجَمَعَتْ قُرَيْشٌ الْمَسِيرَ ذَكَرَتْ الّذِي كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَنِي بَكْرٍ فَكَادَ ذَلِكَ يُثْنِيهِمْ فَتَبَدّى لَهُمْ إبْلِيسُ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيّ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي كِنَانَةَ فَقَالَ لَهُمْ أَنَا لَكُمْ جَارٌ مِنْ أَنْ تَأْتِيَكُمْ كِنَانَةُ مِنْ خَلْفِكُمْ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ فَخَرَجُوا سِرَاعًا) سيرة ابن هشام: 1/ 611
المقصود أن الشيطان أغرى قريشاً بالمسير، وطمأنهم إلى سلامة ظهورهم، ليس إلا.
2 - الشيطان عدو! ويسعى إلى الإيقاع بعدوه بشتى الطرق الممكنة. وغاية مراده أن يوقع العبد في الشرك. فإن عجز، نقله إلى البدعة. فإن عجز، أغراه بالكبائر. فإن عجز، سهل عليه الصغائر. فإن عجز، حمله على ترك الأولى والفاضل. فإن عجز، حبب إليه التوسع في المباحات، عله أن يطمع فيما فوقها من ملذات. ويسلك في سبيل الوصول إلى مقاصده الخبيثة مسالك شتى، كالتزيين، والتخذيل، والتحزين، والإنساء، والتغفيل، وغيرها من أنواع الحيل الشيطانية. وبالجملة فهو عدو متفنن، ولا عاصم منه إلا الاستعاذة بالله السميع العليم.
3 - النصيحة أعم من الإنكار؛ فتشمل الدعوة إلى الله، وتعليم العلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. والإنكار يختص بمواجهة منكر واقع، فيحتسب عليه باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب.
كتبه: د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
كلية الشريعة وأصول الدين. جامعة القصيم.
عنيزة. في 7/ 4/1429
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 06:41]ـ
جزى الله الشيخ د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي خيرا على هذه الاجابةعلى اسئلة اعضاء المنتدى
وبارك الله فيك ياشيخ علي على هذا النقل(/)
الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني وجهوده من أجل إحياء الفقه الإسلامي والخلافة الراشدة
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 06:33]ـ
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على النبي المبعوث رحمة للعالمين، بشريعة حق، ودين حق، يشمل العادات والمعاملات، والآداب والأخلاق، ويضمن السعادة للعالم، وتتكفل مرونته التي ميزه الله تعالى بها للتكيف في كل زمان ومكان، ووقت وأوان، ليبقى خالدا مادامت الملوان، وعلى آله وصحبه.
تمهيد
وبعد؛ فإن من مقتضى "لا إله إلا الله محمد رسول الله" الحكم بما أنزل الله تعالى في مختلف مجالات الحياة، وتطبيق شرعه جل وعلا في مختلف شؤون العيش؛ من تراتيب إدارية، ونظم اجتماعية، وقضاء وحكم، وسياسة داخلية وخارجية، وقد قال الحق جل وعز: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}. [النساء/65].
وقال سبحانه من قائل: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون. أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}. [المائدة/ 49 - 50].
وقد بقي الحكم الإسلامي مطبقا منذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقت قريب، غير أنه شهد طغيانا أحيانا، وإهمالا أحيانا أخرى من قبل الدول التي تعاقبت على العالم الإسلامي.
ونشأت عن الفقه الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بقوانين المعاملات وأنظمة الحكم، أعمال مهمة تعد بالملايين مما تفتقت عنه أذهان العلماء فيما يسمى بالسياسة الشرعية، مثلت المرجع الأول لجل القوانين المعاصرة، بما فيها الخاصة والعامة.
ونظرا لمساس الدين بأغلى مقدسات الشعوب، وتعلقه بأبسط أمور الحياة، فإن الشعوب الإسلامية تكيفت معه على مر العصور والأيام، لتصاغ في بوتقة منسجمة متكيفة من المفاهيم والعادات والتلاحم والتجانس، جعلت منها أمة واحدة من المحيط الهادي للمحيط الأطلسي، يربطها رابط واحد هو: رابط الدين، في شكله السياسي والاجتماعي، والأخلاقي، والثقافي ...
غير أن الانهيار العام للدول الإسلامية في القرنين الأخيرين تسبب عنه إبطال الحكم بما أنزل الله في جل المناطق الإسلامية، حتى ادعت شرذمة من العلمانيين والمنهزمين أمام الأفكار والحضارة الغربية، بأن الإسلام لم يعد صالحا لهذا الزمان كنظام حكم، وأنه دين صلح لزمن معين وهو حسن فيه، وانتهى ذلك الزمان بانتهاء أهله، أو أنه أخلاق ومباديء سامية لا علاقة لها بالسياسة وأنظمة الحكم.
وهذه الشبهة لا يشك من له مسكة من عقل أنها باطلة قولا واحدا، يردها – أولا – كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، الذين ملئا بالأحكام السياسية والتنظيمات الحكومية، وسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أسس مباديء الحضارة، ومارس السياسة نظاما وتشريعا وتقنينا، وهو الذي أمرنا باتباعه في قوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. [الحشر/ 7]، حتى ألف حافظ الدنيا الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني كتابه المفرد: "التراتيب الإدارية، والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية، التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية، في المدينة المنورة العلية". والذي قال في ديباجته:
"ومن عرف نهضة الإسلام وتعاليم النبي عليه السلام، وأمعن النظر في تلك النهضة؛ تحقق أن ليس هناك من أساليب التمدن ما لم يكن الإسلام في وقت ظهوره أصلا له وينبوعا. فمن تأمل ما بثه النبي صلى الله عليه وسلم من التعاليم وأنواع الإرشاد، وما حوى القرآن من آداب الاجتماع، وسن من طرق التعارف والتمازج، وما أودع الله غضون كلماته الجوهرية من أحكام الطبيعة وأسرار الوجود، وفرائد الكائنات، وما ضبط من الحقوق وسن من نظامات الحياة. وما تلته به السنة النبوية من تهذيب النفوس والأخلاق، والإرشاد للأخذ بالأحسن فالأحسن، وأحكمته من سنن الارتقاء والإخاء البشري، والتمتع بضروب الحرية ... علم أن التمدن الإسلامي في إبان ظهوره قامت معه تلك الأعمال لتأثير تلك التعاليم على قلوب سامعيها في ذلك الحين".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كتب العلماء قديما وحديثا حول "السياسة الشرعية"، وكيفية إدارة الرعية، غير أن كتابات المعاصرين تشكل نهضة في البحث العلمي الشرعي، خاصة وأن كتاباتهم جاءت في مواجهة المد العلماني الذي ينفي صلاحية الحكم بما أنزل الله، من جهة، ومواكبة للتطور الهائل والمفاجيء للحضارة العالمية ومستجداتها من جهة أخرى.
فمنهم من كتب في النظرية العامة للشريعة الإسلامية، ومن كتب في النظام الإداري، ومن كتب في النظام الاقتصادي، ومن كتب في النظام الجنائي، وفي السياسة الخارجية، أو الداخلية، أو العلاقات الدولية ... كل حسب اختصاصه واعتنائه.
صراع الحكم بالشريعة في المغرب:
كان المغرب منذ تأسيسه على يد البضعة النبوية الإمام إدريس بن عبد الله الكامل عليهما السلام، يحكم بالشريعة الإسلامية، والفقه الإسلامي، لم تحد دولة من دوله عن ذلك، وإن كانت في عدلها وتطبيقها تشط أحيانا، وتنصف أخرى. وكانت غالبية المشاكل السياسية مثارها مدى تطبيق الحاكم لتلك الأحكام الشرعية أو انحرافه عنها.
فنتجت من أجل ذلك الاستقرار المرجعي، إضافة إلى التوحد في المذهب المالكي، منظومة ضخمة من كتب النوازل التي اعتنت بالمعاملات، ومن ضمنها: السياسة الشرعية بفروعها.
غير أن القرن المنصرم، الرابع عشر، شهد انعطافا خطيرا في التاريخ المغربي، وهو التهاون ثم العدول في مسألة الحكم بما أنزل الله، ابتدأت بوادرها من فترة السلطان المولى عبد العزيز (1311/ 1893 - 1326/ 1908)، الذي تم خلعه من أجل ذلك، في ثورة هي الثورة الدينية الأولى في تاريخ المغرب الحديث، ثم المولى عبد الحفيظ (1326/ 1908 - 1330/ 1912) الذي وقع عقد الحماية فاتحا الباب للاستعمار الفرنسي للولوج بخيله ورَجِله البلاد.
نعم؛ كان من شروط عقد الحماية: أن تتكفل فرنسا بالإصلاحات الإدارية في البلاد، وأن لا علاقة لها بشؤون الدين والقضاء، وبالرغم من ذلك قامت ثورات طويلة ضد الاستعمار، وأن الرضا بحكم الكافر كفر، واستمر ذلك إلى نحو عقدين ونصف من الزمان 1354/ 1936.
وفي سنة 1350/ 1930 تدخلت فرنسا في نظام القضاء، وأرادت تطبيق العرف في المناطق البربرية، تحت ما يسمى "الظهير البربري"، فقامت ضجة كبرى في البلاد، وثورات "اللطيف" التي نتج عنها ما يسمى "الحركة الوطنية"، ويمكن اعتبار ذلك ثالث ثورة للدفاع عن الشريعة الإسلامية بالمغرب، بعد ثورة عام 1326/ 1907، وثورة دخول الاستعمار عام 1330/ 1912.
غير أن الأمور استمرت في الانحدار، خصوصا بعد تراجع ثقل العلماء في البلاد، وابتعادهم عن مراكز القرار، وتهاون كبرائهم في القيام برسالتهم التي أناطها بهم الحق تعالى في قوله: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}. [آل عمران/ 187].
وقد تبنت الحركة الوطنية في المغرب اتجاها تحديثيا ما لبث أن اتجه نحو العلمانية شيئا فشيئا، إلى أن تنصل من الدين والدعوة للحكم بما أنزل الله كليا بعد استقلال البلاد عام 1376/ 1956.
والعجب كل العجب؛ أن جل الذين حملوا راية حرب فرنسا سياسيا، كانوا هم الدعاة لها فكريا وثقافيا وحضاريا، والذين هادنوها سياسيا كانوا هم المناوئين لها فكريا وثقافيا وحضاريا.
وفي سنة 1365/ 1946 أُعلن عن تعديلات في القوانين الشخصية، والدعوة الرسمية لسفور المرأة، فتبنت "الحركة الوطنية" تلك الأفكار، ودعت إليها، ونافحت لها، يتزعمها فكريا من العلماء الرسميين وزير العدلية محمد بن العربي العلوي، هو وجملة من المتفقهة الرسميين، في وقت لقيت معارضة شديدة من طائفة أخرى من العلماء والمصلحين، يتزعمهم الحافظ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، ما لبثت أن نتجت عنها ما سمي حينه بـ: "جبهة المعارضة" التي تطور موقفها إلى الدعوة والعمل على تغيير النظام السياسي، وتنصيب السلطان محمد بن عرفة العلوي بدلا من الملك محمد بن يوسف العلوي (محمد الخامس)، تلك المعارضة التي انتهت بعزل الأخير ونفيه إلى مدغشقر عام 1372/ 1952، ليعود بعد ذلك بنحو أربع سنين محملا بوثيقة الاستقلال، وينسحب ابن عرفة منفيا إلى فرنسا، ويعتبر كل من سانده خائنا للوطن يستحق القتل أوالإبعاد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء استقلال البلاد عام 1376/ 1956، وسيطرت الحركة الوطنية بأحزابها على زمام الحكم، بفكرهم التحديثي السلفي الإصلاحي، وما لبثت أن تغلب الجناح العلماني واليساري عليها، ليعم البلاد جو من الفكر التقدمي، والنفور عن الدين، والتشبع بالحضارة الغربية، عادات وتقاليد وبهجة زائفة، فينتشر من فكر الاستعمار وسمومه ما لم يكن يُحلم ببثه أثناء وجوده العسكري.
وهُمشت جامعة القرويين وفروعها، بل كادت تغلق، وأهمل دورها الريادي في صنع فقهاء الشريعة الإسلامية، وما جاءت الستينات من القرن الميلادي المنصرم حتى صارت البلاد تحكم بالقانون الوضعي، وكاد يخمد كل صوت يدعو للحكم بما أنزل الله.
إن تطور الفقه الإسلامي في مجال الحكم في المغرب يتجلى في فقه النوازل، حيث دأب علماء البلاد، ومنهم الفقهاء المشاورون، خاصة مجلس الشورى الذي كان أسسه السلطان الحسن الأول – رحمه الله – المتوفى عام 1311/ 1893، على الفتيا في مختلف النوازل العارضة للبلاد، وكان لهم دور أساس في حل المشكلات الحادثة، خاصة في مجال المعاملات والسياسة الشرعية.
ومن أهم الفقهاء المشاورين الذين تركوا ذخيرة مهمة في فقه النوازل: جعفر بن إدريس الكتاني، وأحمد ابن الخياط الزكاري، ومحمد المهدي الوزاني، وأحمد بن المأمون البلغيثي، ومحمد بن رشيد العراقي، وعبد الرحمن ابن القرشي الإمامي ... وغيرهم من فقهاء ما قبل التطور الحضاري ودخول الحماية.
ومن فقهاء ما بعد الحماية: محمد بن الحسن الحجوي، ومحمد بن عبد السلام السائح، ومحمد بن أحمد العلوي الإسماعيلي، ومحمد بن عبد السلام الروندة، وأحمد الزواقي ... وأمثالهم ممن كتب في مختلف النوازل العصرية.
غير أن الحديث عن الفقه الإسلامي كنظام تشريع، ونظام دولة، لم نجد من اعتنى به في المغرب القرن المنصرم، والدعوة إليه وإلى تطويره بما يواكب العصر، مثل ما كتبه صاحب كتاب "فتية طارق والغافقي": الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني ..
نعم؛ إن الدساتير المغربية المقترحة من طرف نخبة من وجهاء البلاد وفقهائه قبل الحماية، إنما هي دساتير إسلامية (1)، ولا كذلك ثورة عام 1326/ 1908 التي تم من خلالها الإطاحة بنظام المولى عبد العزيز وإقامة ملك المولى عبد الحفيظ، والتي تزعمها الإمام الشهيد محمد بن عبد الكبير الكتاني، إنما كانت ثورة إسلامية، بدستورها، ونظام الحكم الحديث المقترح بنظام الشورى، وأمنة الدستور ... إلخ، غير أنها ما لبث أن أجهضت في مهدها بانقلاب المبايَع على من ثاروا لأجله ..
وكذلك ثورة اللطيف، عام 1350/ 1930 إنما كانت من أجل الدفاع عن الحكم بما أنزل الله، وسد الباب أمام المستعمر الذي أراد أن يبدأ بالعرف في البوادي المقفرة، ليجعلها مقدمة لحكم المغرب أجمع بذلك العرف، وقد نتج عن تلك الحركة – الثورة: الحركة الوطنية المغربية كما تقدم ذكره.
وكذلك جهود العلماء فيما سمي بجبهة المعارضة، والتي دعوا من خلالها إلى الرجوع للحكم بما أنزل الله، غير أن عملهم لم يكن منظما معصرنا حسبما بلغنا عنه من الأخبار الشحيحة، والأسوأ أن جل أربابه كانوا يعملون تحت ظل نظام الحماية الفرنسي، وإن كانوا في موقفهم يتصادمون معه في نواياه الإيديولوجية، ولهم القدح المعلى في حرب الاستعمار الفكري والديني للبلاد ...
وكذا جهود بعض زعماء الطرق الصوفية المبرزين، الذين جمعوا بين العلم والدعوة إلى الله، كالطريقة الصديقية الدرقاوية بشمال المغرب، والطريقة الأحمدية الكتانية بعموم البلاد، والتي كان لها جهود منذ تأسيسها قبل الاستعمار وأثناءه وبعده من أجل الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في نظام الحكم، خاصة بعد تأسيس رابطة علماء المغرب عام 1382/ 1962 التي كان وراء تأسيسها زعماء هذه الزاوية خاصة الإمام عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني ووالده الإمام أبو الهدى محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان لبعض زعماء الحركة الوطنية مجهودات مهمة في الدعوة للحكم بما أنزل الله، أمثال علال الفاسي وكتابه "دفاعا عن الشريعة"، والمختار السوسي في العديد من كتاباته، ومحمد إبراهيم بن أحمد الكتاني في كتابه "النظرية العامة للشريعة الإسلامية" في جزأين، وإدريس الكتاني في "المغرب المسلم ضد اللادينية"، غير أن تلك الدعوة لم تكن ممنهجة، ولا مطلبا أساسيا من مطالبها تدافع عنه بما لها من قدرات وإمكانيات، بل كانت جلها جهودا فردية.
وتلك الحالة يلخصها الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني – رحمه الله – في رسالة له في طليعة الاستقلال، كتبها لابن عمه العلامة عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني، مؤرخة بـ: دمشق 29 ذي القعدة 1376 جاء فيها: " .. الأحزاب غير مسلمة وغير مخلصة، وليست ذات كفاءة في حكم أو إدارة، وخير المغرب في حلها وابتعادها عن الميادين. والعلم نقطة – كما قال علي – فلا يحتاج إلى كثرة كلام أو بيان، فكل شيء من ذلك لا يزيده إلا تعقيدا. وجمعية العلماء غير موجودة، وإلا؛ فأين بياناتها واجتماعاتها ومؤتمراتها كما يفعل نظيراتها في العالم الإسلامي؟ " ..
نعم؛ عند سبرنا لتاريخ الحركة الوطنية في المغرب، نجد أن حزبا حاول منافسوه طمس معالمه وجهوده، وقصدوا عدم ذكره في مصدر من مصادرهم؛ وهو: حزب الخلافة، الذي أسسه الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني، هو وثلة من أصحابه، وانضم إليه جمع من أعلام الوقت، خاصة من الزاوية الكتانية بسلا، والزاوية الصديقية الدرقاوية بطنجة.
ففي عام 1362/ 1942 أسس حزب الخلافة، وحاول إحياء الجهاد المسلح ضد الاستعمار ين الفرنسي والإسباني مستطاعه، وجمع الناس وألقى خطابات فيهم، يقطع المغرب من أقصاه إلى أقصاه من أجل ذلك ...
وقد بنى فكرة هذا الحزب على إحياء الخلافة الإسلامية في المغرب، وطرد الاستعمار، وتحكيم الشريعة الإسلامية، وضمن أفكاره في كتاب "فتية طارق والغافقي" الذي طبع بدار إدريس ببيروت حدود عام 1975، والذي يعد مشروعا متكاملا لنظام الدولة الإسلامية. بحيث يعد حزبه الحزب الوطني المغربي الوحيد الذي ركز على تحكيم كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وإحياء العمل بهما نظام دولة وحياة.
غير أن حركته لم يكتب لها النجاح في المغرب، بسبب ما عانته من محاربة ما يسمى بالحركات الوطنية الأخرى التي كانت تشي به وشايات كاذبة إلى الملك محمد الخامس – الذي كان مترجمنا في وقت من الأوقات مقربا جدا إليه، ومعدودا من ضمن مستشاريه المقربين - فاضطر إلى حل حزبه وإدماجه في حزب الشورى والاستقلال عام 1370/ 1950، غير أن أفكاره لم تفشل؛ فقد أحياها على أرض الواقع كما يأتي لاحقا.
-يتبع-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 06:43]ـ
كتاب "فتية طارق والغافقي":
ويأتي كتاب "فتية طارق والغافقي" لبنة مهمة ضمن تلك اللبنات، تطرق فيه مؤلفه الإمام المصلح، والفقيه المجتهد، والمحدث الحافظ، شيخ الإسلام محمد المنتصر بالله الكتاني – رحمه الله – لجوانب مهمة من نظام الحكم الإسلامي، فقد تحدث – رحمه الله – على لسان فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى، عن فلسفة الحكم في الإسلام، وعن دستور الدولة الإسلامية جاعلا المغرب مثالا، ثم تعرض لحكمين من أحكام الاقتصاد في الدولة الإسلامية، وهما: المعادن والأراضي، معتنيا بمشكلتين اجتماعيتين، إحداهما متعلقة بالهوية، وهي: اللغة العربية، والثانية متعلقة بنصف المجتمع وهي المرأة ...
وفي كل تلك الأبحاث يعتمد المؤلف – رحمه الله تعالى – منهجا تأصيليا حرا، غير متأثر – في الجملة – بالتيارات السائدة في الوقت التي تأثر بها جل الفقهاء المجددين الذين تحدثوا عن مواضيع السياسة الشرعية المعاصرة، مبرزا أفكارا ونظريات خاصة، هي من ابتكاره واستنباطه رحمه الله تعالى.
وقد ألحقتُ الكتاب في طبعته الحديثة، بخمسة ملحقات هي تتمات للكتاب وأفكاره:
• التصور الإسلامي للحرية هو في طاعة محمد إنسانا ونبيا. وهو مقال نشره المؤلف – رحمه الله – في مجلة "المسلمون" العدد التاسع، المجلد السادس ص898.
• الاقتصاد الإسلامي بين الشيوعية والرأسمالية. وهو محاضرة ارتجلها المؤلف – رحمه الله تعالى – لدى أسرة جبل أحد بالمدينة المنورة في السبعينات من القرن الميلادي المنصرم، قمت بتفريغها من شريط.
(يُتْبَعُ)
(/)
• الأقليات الدينية في الدولة الإسلامية. وهو محاضرة ارتجلها المؤلف – رحمه الله تعالى – لدى أسرة جبل أحد بالمدينة المنورة في السبعينات من القرن الميلادي المنصرم، قمت بتفريغها من شريط.
• الأقليات الإسلامية في قارات الدنيا الخمس. وهو مقال نشره المؤلف – رحمه الله – في مجلة "الجامعة" م7.
• حديث صحفي حول وضعية المسلمين اليوم. وهو استجواب نشر في مجلة "الرسالة الإسلامية" ص56.
وقد جاءت هذه الملحقات – في الجملة – على نفس أسلوب وطريقة الكتاب، ومتممة له في كثير من النواحي، فرأيت من المناسب إلحاقها به، إتماما للفائدة أولا، وحتى لا تضيع ثانيا.
جهود صاحب الكتاب من أجل القيام بنظام الدولة الإسلامية وتجديد الفقه (2):
إن صاحب هذا الكتاب – رحمه الله تعالى – ليعد فريدا بين علماء القرن المنصرم، فقد كان أمة في رجل، وكان همه وشغله الشاغل: إحياء الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فجاهد من أجل ذلك بكل ما له من جهد وعلم ونفوذ، بما تجده مفصلا شيئا ما في ترجمته، بحيث كان شعلة من العطاء، ومن الإنتاج العلمي والمعرفي والسياسي ...
ففي المجال العلمي؛ بعد إعداده وتكوينه التكوين المعرفي التام، في بيئة عائلته الكتانية التي ارتقت ذروة البيوتات العلمية في وقتها، وفي جامعتي القرويين بفاس والأزهر بالقاهرة؛ أسس المدارس العلمية الحرة بفاس، كمدرسة ابن حزم بالطالعة وغيرها، تخرج منها مئات الطلبة. ودعا إلى إحياء الفقه المقارن دارسًا محلى ابن حزم دراسة مقارنة ومتعمقة، وداعية إلى الرجوع بالفقه الإسلامي إلى منابعه الأصلية، والاسترشاد بمذاهب الأئمة المجتهدين، خاصة في القرون التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فكان – رحمه الله تعالى – في اجتماعاته بنخبة أعيان علماء المغرب، يبث تلك الأفكار، ويدعو إليها، وينشرها بين تلامذته، خاصة في المدارس الحرة التي أنشأها، وفي جامعة الرباط التابعة لجامعة السربون في فرنسا، والتي كان يدرس فيها، ويناظر رهبانها وحاخاماتها الذين أسلم جمع منهم على يديه، وفي مختلف مساجد فاس وسلا والرباط وطنجة التي كان يدرس فيها.
وما إن انتقل إلى دمشق نحو عام 1357، وصار أستاذا للتفسير والحديث والفقه المقارن بعموم كلياتها، حتى وجد البيئة صالحة لنشر تلك الأفكار، أفكار الخلافة الإسلامية وإحيائها، وسبيل العمل العلمي والسياسي من أجل ذلك.
قال في مقدمة كتابه "الأموال" ص4 مخطوط: "والإسلام الذي جاء لكل البشر وإلى يوم البعث؛ لا يجوز للمتخصص في دراسته قرآنا أو سنة أو حديثًا إذا سئل: ما نظام الحكم في الإسلام؟، وما مكانه بين نظم الحكم الملكية؟، وبين نظم الحكم الجمهورية؟، وبين نظم الحكم التي بين الملكية والجمهورية؟، وما نظام الاقتصاد الإسلامي؟، وما موقعه بين أنظمة الاقتصاد الرأسمالية والشيوعية؟، أو ما بينهما كالنظام الاشتراكي؟، وما هو موضع المرأة في الإسلام؟ ".
"لا يجوز للمتخصص في الدراسات الإسلامية أن يعيش بين الناس كما يعيش علماء المتاحف مع الآثار والعاديات، إذا سئل عن الماضي أجاب، وإذا سئل عن الحاضر سكت وحار، وعندئذ يحسب السائل أن النقص في الشريعة لا في دارس الشريعة" ...
فدرّس نظام الدولة الإسلامية، عن طريق كتابه: "الدولة الإسلامية في القرآن الكريم"، الذي قسمه إلى اثنتي عشرة بابا: 1) الدولة (2 الدستور، (3 اللغة، (4 القانون، (5 العدالة، (6 الشورى، (7 التعاون، (8 المواطنون المسلمون، (9 المواطنون غير المسلمين، (10 أعداء الدولة، (11 أقرب الناس مودة لها، (12 الجهاد. وتحت كل باب فصول. مع مقدمة فكرية علمية قيمة للغاية.
وكتابه: "فتية طارق والغافقي" (3). الذي تحدث فيه عن: فلسفة دولة الإسلام، ودستور الدولة، والمعادن في الإسلام، وأحكام الأرض وملكيتها وكرائها في الإسلام، والعروبة، والمرأة في العصر النبوي (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
ودرس مداخيل الدولة الإسلامية دراسة مقارنة، عن طريق كتابه في الاقتصاد الإسلامي الذي سماه: "الأموال: مواردها ومصادرها من القرآن والسنة"، رجح فيه فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقسمه إلى ستة أبواب: الباب الأول: أموال الدولة، أو الأموال العامة، ويشمل خمسة عشر فصلا. والباب الثاني: أموال المجتمع. ويضم ستة عشر فصلا. والباب الثالث: أموال الأسرة. وضمنه ثمانية فصول. والباب الرابع: الأموال الطيبة. وفيه تسعة فصول. والباب الخامس: الأموال الباطلة. وفيه ثلاثة عشر فصلا. والباب السادس: العقوبات المالية. فيه أربعة فصول ..
استمد شيخ الإسلام – رحمه الله - هذا الكتاب "من القرآن الكريم، وصحيح الحديث النبوي، وتفاسير السلف لها، وفهومهم منها، صحابة وتابعين، وأئمة مجتهدين، الأربعة وغير الأربعة ... قال: ولكنني مهما اخترت ومهما تركت الاختيار؛ فلن أعدل بمذهب عمر بن الخطاب في المال والدولة مذهبًا من المذاهب إن أنا ظفرت به، وسأحرص على الظفر به وتدوينه ما وجدت لذلك سبيلا" ...
وساهم في التدليل للفقه الحنفي، عبر معلمته "تخريج أحاديث تحفة الفقهاء" للسمرقندي، وذلك بالاشتراك مع الأستاذ العلامة وهبة الزحيلي.
وأسس "لجنة موسوعة الفقه الإسلامي" ضمن نخبة من أعلام الجامعة، لتسهيل الوقوف على مذاهب الفقهاء والمجتهدين، خاصة أهل القرون الهجرية الثلاثة، من أجل تسهيل الدراسة القانونية للفقه الإسلامي، وجعله أيسر للتطبيق الإداري والقضائي.
وبث تلك الأفكار في مختلف الجامعات التي درس بها، ومختلف المؤتمرات والندوات التي شارك فيها في العالم، كما حاول تطبيق مجموعة من تلك الأفكار على أرض الواقع من منصبه مستشارا للملك السعودي الشهيد فيصل بن عبد العزيز رحمه الله.
إن علم شيخ الإسلام محمد المنتصر بالله الكتاني – رحمه الله تعالى – لم يكن علما جامدا، أو علم صحائف وكتب فقط، أو علم جامعات ومعاهد فقط، بل قد عمل جهده وطاقته، وسخر كل إمكانياته من أجل تطبيقه على أرض الواقع، والدفع بالقادة المسلمين ليحذوا حذوه وينتهجوا نهجه:
فمن الناحية السياسية؛ أسس "حزب الخلافة" الذي هو أول حزب إسلامي في المغرب، والذي رام من أجله إحياء نظام الخلافة الإسلامية، والدفع باستقلال المغرب ضمن النظم الإسلامية والقوانين الإسلامية، إذ إن الحركة الوطنية المغربية كانت تفتقر إلى الجانب الشرعي الفلسفي من حيث مفهوم الدولة، فغطى – رحمه الله تعالى – ذلك الجانب، واقترح دستورا إسلاميا ونظما إدارية إسلامية للدولة، من ضمن نشاطاته في هذا الحزب. كما عمل على إحياء جهاد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي هو استمرار لجهاد الإمام أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني الشهيد في المغرب ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني.
وعند رحيله للشام عمل مع عمه شيخ الإسلام بسوريا الشيخ محمد المكي بن محمد بن جعفر الكتاني على إحياء النهضة الدينية والشرعية بالشام، حاملا مشروعه المغربي إلى المشرق ليبشر به بين كافة أعلام العالم الإسلامي ورؤسائه ومصلحيه، وربط العلاقات مع كافة الحركات الإصلاحية داخل وخارج سوريا، كما كان له دور مهم جدا في إنشاء "الجمهورية العربية المتحدة" بالتنسيق مع الرئيس البائد جمال عبد الناصر، ولكن سرعان ما فشل ذلك النظام.
قال شيخ الإسلام محمد المكي الكتاني رحمه الله في بعض استجواباته: "ولقد سبق لي أن أيدت الاتحاد العربي الأول المقام بين مصر وسوريا على أن يتم في دائرة الإسلام، ولكن أملنا خاب فيه، فعملت باسم رابطة علماء سوريا مع العاملين على التخلص منه، ونزلت إلى التلفزيون السوري مبينا الأخطاء التي ارتكبتْ فيه ... " (5).
ثم كان له الدور الكبير في ابتكار "رابطة العالم الإسلامي" الذي كانت النية من خلالها ربط الجمعيات المدنية والعلمية والدعوية داخل العالم الإسلامي وخارجه ضمن هيكلة واحدة يمكن من خلالها توجيه وسند المسلمين في مجتمعاتهم وأقلياتهم في العالم.
كما كان للمؤلف – رحمه الله تعالى – فضل فكرة تأسيس "منظمة المؤتمر الإسلامي" التي رام من خلالها وبالتوازي مع فكرة "رابطة العالم الإسلامي" جمع المسلمين سياسيا في نظام وهيكل واحد، عالميا، يكون مقدمة لتوحيدهم وإحياء دور الخلافة الإسلامية بينهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما اقترح فكرة "البنك الإسلامي"، قال رحمه الله (6): "قيام بنك إسلامي ضرورة ملحة لمستقبل دولة العرب المسلمة، أو "الولايات العربية المتحدة"!. فهذا البنك سيخرج بالاقتصاد العربي عن تحايلات اليهود واستغلالهم للمال العربي إلى ظهور الاقتصاد الإسلامي في جميع أبوابه وفصوله بما يضمن مصلحة الفرد ويؤمن مستقبله، وبما يضمن مصلحة الجماعة ويؤمن مستقبلهم، ويفسح المجال واسعا لتصنيع مدني وتصنيع عسكري، ورفاهية الفرد والجماعة، بما لا نحتاج فيه في المستقبل لغيرنا من شرق أو غرب، وبما يدع رؤوس أموالنا تدور في المشروعات الخاصة والعامة .. بما يعود نفعه علينا وعلى الناس، ولا يترك المال مجمَّدا وإن تحرك فلاستفادة أعداء الله والإنسانية في الأرض من اليهودية العالمية المفسدة الضالة" ..
ثم قال: "و"البنك الإسلامي" هو قائم على نظام شركات "القراض". وهذه الشركات في أسسها قائمة على الأسس التي قامت عليها بنوك اقتصاد الربوية، أسس الكل العمل والمال والإدارة ... في نظام "البنك الإسلامي"؛ فالعامل و الإدارة و المال هم جميعا شركاء في الربح و الخسارة. والربح و الخسارة مقدَّرة بمقدار عمل العامل، وإخلاص الإدارة، وقلة المال أو كثرته".
وكانت الفكرة: أن ينشأ "الدينار الإسلامي" عملة موحدة بين جميع الدول الإسلامية، لا تتعامل إلا بها، وبذلك تضعف هيمنة الدولار الأمريكي الذي ساد الاقتصاد العالمي بعامة. غير أن هذه الفكرة سرعان ما بادت باستشهاد الملك فيصل بن عبد العزيز، ومن ثمة انتقال شيخ الإسلام محمد المنتصر الكتاني إلى العمل الأكاديمي والعلمي مرة أخرى.
كما كانت للمؤلف – رحمه الله تعالى – جهود علمية وإصلاحية كبرى في عدة مجالات، كمجال "الأقليات الإسلامية في العالم" والذي حمل الريادة فيه من بعده نجله ووارث سره مولانا الوالد الدكتور علي بن المنتصر الكتاني، المستشهد – رحمه الله تعالى – بقرطبة عام 1422.
وهذا العمل لم يكن هينا على الإمام الكتاني – رحمه الله – بل كان سببا في جميع تنقلاته فارا بدينه من المغرب إلى الشام، ثم إلى مصر فالأردن فالحجاز ... مهاجرا مجاهدا لا يكل ولا يعنى.
لتلك الجهود العلمية والإصلاحية التي انفرد بها شيخ الإسلام عن أهل عصره علماء وغيرهم، ما جعله أحد المجددين الكبار، قلنا في مقدمتنا لكتاب "الاجتهاد والمجتهدون في الأندلس والمغرب" تأليف ابن عم المؤلف، العلامة أبي المزايا محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني، حين استعراضنا لمدارس الاجتهاد في المغرب القرن الرابع عشر: "ومن أهم مجتهدي هذه المدرسة – المالكية – بل مجتهدي المغرب: الإمام محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي بن محمد بن جعفر الكتاني (ت: 1419) الذي خدم علوم الاجتهاد عمليا، عن طريق ابتكار علم معاجم الفقه؛ كمعجم فقه الظاهرية في مجلدين، و"معجم فقه السلف صحابة وعترة وتابعين" في تسعة أجزاء، وكتابته في النظام السياسي والمالي للدولة الإسلامية على طريقة الاجتهاد. بحيث يعد مثالا حيا للمجتهد العامل باجتهاده إحياء للأمة وتفعيلا للقانون الإسلامي.
في هذا الإطار كتب كتاب "فتية طارق والغافقي" الذي ارتأينا أن نزيد عنوانه توضيحا: "نظام الدولة الإسلامية المسمى: فتية طارق والغافقي". وقد كان لقي هذا الكتاب إقبالا مهما من مختلف طبقات القارئين فور صدوره في الطبعة الأولى، بحيث يعد مرجعا مهما في مجاله، أسأل الله تعالى بأن يُعم النفع بهذه الطبعة، ويؤسس بسببها جيلا يعمل على النهوض بالدولة الإسلامية التي حذر من سقوطها والد جد المؤلف شيخ الإسلام جعفر بن إدريس الكتاني في "الدواهي المدهية للفرق المحمية"، وقرر جده شيخ الإسلام محمد بن جعفر الكتاني أسباب سقوطها وكيفية العمل على النهوض بها في كتابه: "نصيحة أهل الإسلام بما يدفع عنهم داء الكفرة اللئام"، وأرخ لسقوطها والده الإمام محمد الزمزمي بن محمد بن جعفر الكتاني في موسوعته: "عقد الزمرد والزبرجد في سيرة الابن والوالد والجد" ... وها هو شيخ الإسلام محمد المنتصر بالله الكتاني – رحمه الله – يفلسف لها ويجدد فقهها في مجموعة من كتبه، جعلها الله تعالى في ميزان حسناته، ولا حرمنا أجره وأجرها ... والحمد لله رب العالمين.
-انتهى-
ـ[توفيق الصايغ]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 05:58]ـ
الشيخ حمزة الكتاني .. سلمه مولاه أحاول أن أصل إلى بريدك الخاص هنا وفي ملتقى أهل الحديث وظني أنكم لا تستقبلون لا هنا ولا في الآخر .. كيف السبيل إليكم، والحق أن هاتفكم الجائل عندي مذ مدّه ولكن كرهت أن أتصل ولما يؤذن لي .. والحق الأحق أن لي إليكم حاجة علمية، وخدمة أرجوها من باذلها، فأرجو كرما أن تسمحوا لي بالتواصل معكم، دام لك الإنعام ** ما غرد الحمام. محبكم توفيق الصايغ من جدة بوابة البيت الحرام TOWFICSS@HOTMAIL.COM
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 06:03]ـ
أخي الكريم؛ أنا ممنوع من دخول ملتقى أهل الحديث منذ نحو سنة ونصف، ولكن في هذا الملتقى أكتب، وتصلني الرسائل يوميا، ويمكن التواصل على بريدي الإلكتروني التالي:
hamza.kettani@gmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 07:36]ـ
بارك الله فيكم سيدي الشريف حمزة الكتاني
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 02:45]ـ
وفيكم اخي الكريم ...(/)
الحذر::: الحذر::: الأحباش فى غزة::: وغيرهم.
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 07:00]ـ
تحذير أهل السنة فى غزة من الأحباش الفرقة الضالة و زعيمها قرطام الخبيث
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [
إن أصدق الكلام كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمورمحدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد ..
عباد الله: فلنحمد الله على أننا مسلمين و أننا على منهج السلف سائرين و للبدع و المنكرات مجتنبين و محذرين، فهذا دأب المؤمنين المتقين الذي حثنا عليه - عليه أفضل الصلاة و التسليم -
يقول الله جل و علا:
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} آل عمران 8
يقول - صلى الله عليه و سلم -
إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3242
و خلاصة الأمر أن هناك خلق كثير يدعون أنهم على الحق، ولكن خفيت عليهم هذه الطريقة، فانحرفوا وتمسكوا بطرق
ضالة، وزين لهم الشيطان أنهم على الهدى
، فلا جرم أن كان أهل الحق وأهل السنة قلة قليلة بالنسبة إلى أولئك المنحرفين.
ولكن على الحق نور، فالذي يطلب الحق بإنصاف يجده، ولو أن أهل البدع والمحدثات طلبوا الحق
برغبة وإنصاف لهُدُوا إليه ولما توقفوا في قبوله والانقياد له، ولكن سول لهم الشيطان أنهم على
الحق وأن ما هم عليه من البدع والضلال هو الصواب، وحال بينهم وبين تأمل الأدلة والتعقل في
دلالتها، وزين لهم أنهم أولى بالصواب من غيرهم.
وصدق كلام النبي صلى الله عليه وسلم في إخباره أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، وأخبر أن الفرقة الناجية هم أهل الجماعة وفي رواية: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي
و لتعلم أخى القارئ: أن الباطل مهما إنتفخ و إنتفش فإنه زاهق
و الحق مهما ضعف و إنزوى فإنه ظاهر
{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} الإسراء81
و سأبدأ بإذن الله بسرد القصة التى دفعتنى لكتابة هذا المقال للتحذير من أهل البدع و الضلال
فقد كنت فى زيارة لمختبر الحاسوب فى الجامعة الإسلامية بغزة حيث كنت أقوم بتقديم طلب طباعة شهادة قيد من على موقع الجامعة، و كان بجانبى شابين يطالعان موقع إسمه (موقع جمعية آل البيت للتراث و العلوم الشرعية) و لأول وهلة أدركت أن الموقع ورآءه أمر و مراد خبيث فالظاهر من الموقع كلمات تدل على فكر مشوه، و معتقد خبيث.
إلتفت إلى الشاب الذي يجول في الموقع يمنة و يسرة و قلت له: عفوا أخى الحبيب، هل هذا الموقع موقعا شيعيا، فقال لي: لا، بل هو موقع سني (قح)
فهززت رأسي و أكملت مهامى على موقع الجامعة، ثم إلتفت مرة أخرى للأخ و رأيته يطالع
مرئيات الإحتفال بالمولد النبوي، فأدركت أن الموقع متدثر بدع لا آخر بها و لا حول و لا قوة إلا بالله
فقلت للأخ معذرة أخى الحبيب هل تطالع الموقع لتستقى منه أمرا و تستفيد منه فقال لي: طبعا.
فقلت له: و لكن أخى ألا يجول ببالك سؤال الآن؟؟ ما حكم الإحتفال بالمولد النبوى؟
فقال لي و ما حكمه فى ميزانك؟؟ قلت له: أنا لا أحكم على الأمور بميزانى و هواي و شهوة نفسي
بل نحكم عليه رعاك الله بميزان الكتاب و السنة بفهم السلف الأمة
فحدثته بأقوال العلماء و تحذيرهم من الإحتفال بالمولد النبوي و بدعيته
وهنا سرد تفصيلي عن:
المولد النبوي
تاريخه، حكمه، آثاره، أقوال العلماء فيه
http://saaid.net/mktarat/Maoled/a.htm (http://saaid.net/mktarat/Maoled/a.htm)
و بعد نقاش دام نصف ساعة حول بدعية إقامة مثل هذه الإحتفالات
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يقتنع بكلامى و مضى يطعن بالعلماء الربانيين أمثال الشيخ العلامة إبن باز و العثيميين و الألبانى رحمة الله عليهم
و يردد أنهم إرهابيون (خسأ و بان الوجه الحقيقى لمنهجه الضال)
و هنا سؤال لطالما دار فى خاطري
ما منهج هذان الشابين؟؟!!!!
و ما هذا الموقع الخبيث الذي يروجان له على الرغم ما فيه البدع و المنكرات؟؟!!!
ما منهجه؟؟!! و ما حقيقته؟؟!!! و من خلفه؟؟!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
و بعد البحث و التحري عن هذا الموقع، قررت أن أكشف لكم الوجه الخبيث لهذا الموقع
و الله المستعان
موقع جمعية آل البيت موقع يتبع إلى فرقة تسمى
" الأحباش "
وهي فرقة ضالـ ـــــــــــــة مضلة
و سأسرد كلاما مختصرا للتعريف بهذا الفرقة المنحرفة و بيان حال معتقاداتها الفاسدة:
تعتبر فرقة الأحباش فرقة معاصرة تنسب إلى مؤسسها عبد الله الهرري المعروف بالحبشي الهرري!!
لقد اتصف الحبشي، بأنه شديد الخصومة لمخالفيه حتى ممن سبقه من علماء السلف الصالح، وهذا يتضح من مهاجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقام يبث الفتنة بين أتباع علماء السلف ومخالفيهم من الصوفية وغيرهم، حتى أصبح يُلقَّب بشيخ الفتنة!!
حيث تعاون مع أعداء المسلمين في الحبشة ضد الجماعات الإسلامية وتسبب في إغلاق مدارس الجمعية الوطنية الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1940م، وصدر الحكم على مدير المدرسة (إبراهيم حسن) بالسجن 23 سنة مع النفي، وبالفعل تم نفيه إلى مقاطعة (جوري) طريداً سجيناً وحيداً حتى قضى نحبه بعد سنوات قليلة، ثم انتهى الأمر بتسليم الدعاة والمشايخ إلى
" هيلاسيلاسي المجرم " وقام بإذلالهم، وفر منهم من فر إلى مصر أو السعودية واستقر بها.
الأحباش يكفرون علماء الإسلام ويوالون أهل البدع و الأوثان!!
وعلى عادته قام الحبشي!! ببث الأحقاد ونشر الفتن بين الناس وأخذ يكفر علماء المسلمين، وقد ألف الحبشي كتاب سماه المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية!! وفي هذا الكتاب يحكم بكفر الإمام ابن تيمية وردته!! وقد تعمد الكذب عليه والافتراء بأقوال لم يقلها ابن تيمية - سبحانك ربي هذا بهتان عظيم -،ووصف الأحباش الإمام الذهبي بأنه خبيث!! وقاموا بتكفير علماء المسلمين المعاصرين كالشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني فقال عنه الحبشي – قاتله الله -: " لا أتوقع أن يموت على الإسلام، هذا إن مات مسلماً!! " وكفَّر الإمام العلامة عبد العزيز بن باز!! و الشيخ محمد بن صالح العثيمين!! حتى أدى ذلك بأحد أتباعه أن يقول: " أهدي سلامي إلى مسلمي لبنان طالباً منهم الاجتماع صفاً واحداً على طحن الوهابية!! - يقصدون بذلك علماء أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وكل من دعا بدعوة التوحيد ونبذ الشرك وأهله - و اتفقوا بقولهم هذا مع قول بوش وشارون و بلير!! في إعلان الحرب على الأصولية الإسلامية زعموا!! قال تعالى: (كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ووصفوا الشيخ سيد سابق- صاحب كتاب فقه السنة - بأنه مجوسي وإن ادعى أنه من أمة محمد!! – رحم الله علماء و أئمة المسلمين –، وقالوا بكفر الكاتب سيد قطب - رحمة الله – لخطأ أخطأه في العقيدة!! – ونحن لا نقلل من خطأه – رحمه الله - ولكن نعذره لأن هذه المسائل يعذر فيها بالجهل لأنها تخفى على كثير من الناس ولا يعلمها إلا أهل العلم و طلبة العلم.
وفي المقابل نجده وأتباعه يوالون غير المسلمين ويساعدونهم في إيذاء المسلمين والدعاة إلى الله!!
و يتسامحون مع النصارى؛ بل يتبادلون معهم أصوات الانتخابات!! ويوالونهم ويَعِدون النصارى بالقضاء على الأصولية الإسلامية!! ويحثونهم على إعطائهم أصواتهم ومنحهم ثقتهم!! ويؤكد ذلك أن الأحباش قد أعطوا أصواتهم للنصارى أثناء انتخابات لبنان، كما أن النصارى بادلوهم هذه المودة فأعطاهم النصارى " 16000" صوتاً من أصواتهم لصالح مرشحي الأحباش في لبنان!!
الأحباش وعقيدتهم الفاسدة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
يعتقد الأحباش بأن الله تعالى ليس على كل شيء قدير!! و عندما يرد عليهم أهل السنة بـ النص الواضح المخالف لمعتقدهم مثل قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يتجهون إلى التأويل و التحريف المخالف للحق!! و نجدهم يقولون بأن هذه الآية " لا تعني أن الله على كل شيء قدير لأن " الكل " لا تفيد التعميم هنا!! وإنما المعنى أن الله قادر على أكثر الأشياء وليس على كل الأشياء!! ويكفَّر الأحباش كل من يقول بأنَّ الله في السماء!! ويظهر هذا من قولهم: " من قال لا إله إلا الله وهو يعتقد أن الله في السماء، فإن هذه الشهادة لا تنفعه، وهو كافر!! – سبحانك ربي هذا بهتان عظيم – كيف ذلك وقد قال الله تعالى عن نفسه: (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ)، كيف ذلك وقد قال رسول الله للجارية عندما أراد سيدها أن يعتقها:" أَيْنَ اللَّهُ؟! قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ " (رواه مسلم في صحيحه وأحمد في والنسائي وأبو داود ومالك في موطئه).
وفوق كل ذلك يشبهون ربنا بالعدم!! يقولون بأن الله ليس فوق ولا تحت ولاعن اليمين ولا عن الشمال ولا داخل العالم ولا خارجه!! – تعالى الله عما يصفه الظالمون!! –
كيف ذلك والعلو صفة له - سبحانه وتعالى – وهو – سبحانه – بائنا من خلقه فوق عرشه!! قال الله تعالى عن نفسه: (أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) وقوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى).
و ماذا قالوا عن القرآن؟! لقد أعلن الحبشي أن القرآن الكريم في الحقيقة كلام جبريل! وليس كلام الله تعالى حقيقةً!! مع مخالفته لقوله تعالى: (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)، وقال تعالى: (قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
أما عن التوسل فحدث ولا حرج!!
يجيز الأحباش التوسل والاستعانة والاستغاثة بالأحجار و الأشجار والأحياء و الأموات!! من دون الله أو مع الله!! كيف ذلك وقد قال الله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) – أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك!! أما علم أولئك أن الدعاء هو العبادة كما قال رسولنا الأمين!!
وقد رد الله على المشركين الأوائل الذين كانوا يدعون أن هذه الأشياء تقربهم من الله زلفى كما يقولون هذا اليوم!! فقال الله فيهم: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) فإذا لم يكن هذا شرك بالله! فلا يوجد في الدنيا كلها شرك!! قال تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).
موقف الأحباش من الصحابة!!
لقد كان للأحباش مواقف واضحة من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهي الطعن فيهم، مخالفين بذلك وصيته صلى الله عليه و سلم:" اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي .. اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي! وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ!! وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ!! " (رواه الترمذي)
مركزين في ذلك على عائشة ومعاوية رضي الله عنهما ويفتري هذا الحبشي على معاوية بأنه كان يرسل الأصنام في قوافل إلى الهند ليبيعها للوثنيين وأنه ليس في قلبه خشية لله ولا تقوى وأنه رجل مخادع!! - (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً).
أما رؤية النبي صلى الله عليه و سلم يقظة!!
فقد سئل الحبشي عن رجل رأى رسول الله في المنام ما حكم ذلك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: بشراه بأنه لا بد أن يرى النبي صلى الله عليه و سلم حقيقة ولو عند الموت!! " وهذا كله جد هراء لا يكون إلا عند الحبشي وأتباعه الذين استحوذت عليهم الشياطين!! فتلبست بهم باليقظة و بالمنام!! – أو ذاك السحر الذي يتعاطونه بينهم!! عن طريق الطعام أو الشراب ويسمونه " سحر المحبة!! "
فيرسلون أعوانهم من الجن على صورة يظنها المغرر به لـ نبيه صلى الله عليه و سلم ولا يعلم أنها من تلبيس إبليس!! – وهذا ما لا يعرفه الأتباع المغفلون!! - ولكن يعرفه رؤوس تلك الفرقة الضالة ومنظريهم!! فيعتقد أولئك المخدوعون!! أن الذي يرونه في المنام هو رسول الله صلى الله عليه و سلم وما هو إلا شيطان مريد!! ومن زعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فنقول له هات ما رأيت كما كان يفعل الصحابة، حيث جاء رجل إلى ابن عباس وقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام، فقال له ابن عباس " قص علي ما رأيت " حيث قال صلى الله عليه و سلم "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي " (رواه البخاري).
إذاً الذي يرى النبي صلى الله عليه و سلم أنما يراه كما وصفه الصحابة ونقل إلينا بالأحاديث الصحيحة، حيث أن الشيطان لا يتمثل بصورته الحقيقية، ولكنه قد يتمثَّل بأي صورة أخرى ويوحي إلى صاحبه في المنام أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وهذا مايرونه أكثر أتباع الحبشي!!
وفي مجلس جمع أحد طلبة العلم مع بعضهم!! كان يتحدث بعضهم بأنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يلبس " الشورت "!! – فوق الركبة - وآخر رآه صلى الله عليه و سلم وهو شاحب اللون!! وثالث رآه صلى الله عليه و سلم وهو محمول على النعش!! فما كان من أحد طلبة العلم - آتاه الله علم بتأويل الأحلام و الرؤى - إلا أن قال لهم: أما الأول فهذا دليل على نقص دينه لأن طول الثياب دلالة على كمال الدين!! وأما الثاني فهي سنته صلى الله عليه و سلم التي أمرضتموها بالأحاديث الضعيفة والمكذوبة!! وأما الثالث فهي سنته التي أمتموها .. فبهت الذي كفر والله لا يهدي الظالمين!! وعلى هذا نحن نتحداهم أن يأتوا بالوصف الدقيق لما رأوه وهو ما ثبت في الصحاح عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس (صفة وأجملها) كان ربعة إلى الطول ما هو بعيد ما بين المنكبين أسيل الخدين شديد سواد الشعر أكحل العينين أهدب الأشفار إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ليس له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة وإذا ضحك يتلألأ " قال صلى الله عليه و سلم: "مَنْ تَحَلَّمَ عُذِّبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَعْقِدَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَيْسَ عَاقِدًا " (رواه أحمد). فهل رأى الأحباش النبي صلى الله عليه و سلم حقا؟!!
الشذوذ في الفتاوى!!
لقد أصدرت هذه الجماعة العديد من الفتاوى الشاذة التي تصادم النصوص الشرعية من القرآن والسنة ومن أمثلة هذه الفتاوى:-
إباحتهم للقمار مع الكفار لسلب أموالهم!! وجواز تعامل المحتاج بأوراق اليانصيب المحرمة اللوتو!! وتجويزهم تعاطي الربا مع الكفار مخالفاً قول النبي صلى الله عليه و سلم: " دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً" (رواه أحمد).
ولقد أفتى ذاك الضال بجواز خروج المرأة متعطرة!! مع عدم قصدها استمالة الرجال وأن هذا ليس حراماً!! " لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ امْرَأَةً مُتَطَيِّبَةً تُرِيدُ الْمَسْجِدَ فَقَالَ يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ أَيْنَ تُرِيدِينَ قَالَتْ الْمَسْجِدَ قَالَ وَلَهُ تَطَيَّبْتِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَقُولُ أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْتَسِلَ " رواه أحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل هذه وهي ذاهبة للمسجد تستميل الرجال؟! ومن مخالفاتهم الصريحة أيضا تجويزهم النظر إلى المرأة الأجنبية في المرآة أو على الشاشة ولو بشهوة!! وأن استدامة النظر إلى المرأة الأجنبية ليس حراماً!! وأن نظر الرجل إلى شيء من بدن المرأة التي لا تحل له ليس حراماً!! وجواز لبس المرأة " الفيزون الضيق " – الإستريتش – جمعاً بين السترة والموضة!! – وهذا السبب في كثرة أتباع هذه الفئة الضالة من النساء – وحسبك لعنه صلى الله عليه و سلم للكاسيات العاريات!! وإباحته الاختلاط بين الرجال و النساء!! ويقول الحبشي أن المفاخذة لا تعد من الزنا!! وهي صغيرة من الصغائر – المفاخذة هي: مباشرة الرجل للمرأة وهما عراة دون الإيلاج -، و بهذه الفتوى رد الحبشي على نبيه صلى الله عليه و سلم!! القائل " كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الخطى وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ " (رواه مسلم).
إلى غير ذلك من الفتاوى الشاذة الخرقاء!! التي فيها مناقضة للشريعة الغراء ..
وعد ما هو من كبائر الذنوب من الجائزات المباحات نسأل الله العافية من أسباب سخطه وعقوبته.
وقد أفتت هيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – بتبديع وضلال تلك الفرقة - وكل من يعتقد مثل معتقداتها الفاسدة المخالفة لعقيدة التوحيد واعتبارها خارجة عن جماعة المسلمين – أهل السنة و الجماعة!! -. (فتوى رقم / 19606) عن سؤال وجه إلى اللجنة عن عبدا لله الحبشي وأتباعه من الأحباش!!
**وقد تبرأ أيضاً الأزهر من أي علاقة له بتلك الفئة المنحرفة!! نقلاً عن مجلة أمتي الكويتية.
لا تظن أخي القارئ أننا عندما نتحدث عن تلك الفئة الضالة، أن حديثنا عن قوم في كوكب آخر أو زمن آخر!! إن هذه الفرقة الضالة!!
وللأسف الشديد يوجد منهم في بلادنا الحبيبة فلسطين - حفظها الله من أولئك الضُلال – مجموعة ليست بالكبيرة منهم ولكن هذه الفئة الضالة!! بدأ يصبح لها رواج عند بعض المنتفعين!! وعند بعض الجهلة .. و أنصاف المتعلمين!!
وحسبك احتفالهم الأخير بمناسبة المولد النبوي زعموا!! الذي أقيم في مدينة غزة – حرسها الله – بحضور عدد من المخدوعين و المغرر بهم!! باسم إحياء السنة زعموا!! ويصدق على أكثرهم قول الله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) إن أولئك الأخسرين يلتفون حول رجل ضال يدعي أنه أبٌ للفضل!! (أحمد قرطام) الخبيث
وفي الحقيقة هو أبٌ للجهل!! – قرطم الله أنفه و عامله بعدله!! – الذي يتلبس بزي أهل العلم في حلقته في المساء .. وليس له من العلم نصيب إلا الجبة والعمة المحدثة!! ويدعي ذاك الأفاك الأثيم بأنه خادم للسنة الشريفة!! وهو في حقيقة الأمر محيٍ للبدع الخبيثة!! من الجهمية العمياء .. إلى القبورية النكراء التي هي من عقائد أهل البدع و الأهواء!! و آخر بدعهم النكراء – أخزاهم الله – المطالبة بإحياء وترميم أحد القبور الموجودة في مدينة غزة – حرسها الله من بدعهم وضلالهم – بزعم أنه قبر ولي صالح!! وأن دعائه من دون الله قربى إلى الله!! – تعالى الله عن إفكهم وشركهم علواً كبيراً –كيف وقد قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)،كيف وقد قال رسولنا الأمين:" اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ؟! اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ!! " (رواه الأمام أحمد).
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم عن قوم فعلوا مثل تلك القبور:" أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا!! وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ!! " (رواه البخاري).
ويدعي ذاك الكذّاب أنه من أتباع الأئمة الأربعة رضي الله عنهم جميعا - الإمام أبي حنيفة النعمان و الإمام مالك و الإمام الشافعي و الإمام أحمد بن حنبل- أو أنه مالكي المذهب!! فهل كان الإمام مالك أشعرياً!! أو شاذليّ الطريقة!! لا والله بل كان وكانوا أهل سنة حنفاء!! على منهج وطريقة السلف الفضلاء في الفقه والعقيدة الغراء، لا على طريقة الخلف العمياء!!
وكيف يكون منهم ذلك وقد تبرأ الإمام أبو الحسن الأشعري في كتابه - الإبانة - من هذه العقائد المخالفة للكتاب والسنة وهدي سلف الأمة!! ومعذرةً فإن الأئمة الأربعة لم يكونوا شاذلية .. ولا رفاعية .. ولا قادرية .. إلخ!! لأن الأئمة الأربعة هم أهل سنة متبعون لا مبتدعون!! ومن أشد الناس براءة من أهل البدع والأهواء!!.
وكيف يكون منهم ذلك وهم يقرأون قول الله تعالى: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)!! ويكفيك أن تعلم أن هذا الرجل كذاب ومدلس! ومتشبع بما لم يعطَ! هذا إن عرفت أنت ماضيه!! أما حاضره فانظر من يجالس!! وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ " (رواه أحمد)، وهذا هو ديدنهم في كل مكان في تونس .. في لبنان .. في استراليا .. إلخ يتقربون إلى أصحاب القرار ويتزلفون لهم على حساب الدين ..
زعيم الأحباش (قرطام الخبيث) يتقرب إلى محمود عباس و سلطته لتقديم الإمتيازات لأتباعه من وظائف فى السلطة
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2007/03/23/37903.html (http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2007/03/23/37903.html)
ويوغرون صدورهم على أهل السنة والتوحيد .. وما أحداث الحبشة ولبنان عنا ببعيد!! من ذاك الضال المضل الحبشي!! إلى نزار الحلبي إلى ذاك المقرطم
- نسأل الله أن يعاملهم بعدله فقد قُتل أحدهم شر قتلة!!
ولمن أراد الزيادة إليكم المراجع /
1 – الحبشي شذوذه وأخطائه!! للكاتب / عبد الرحمن دمشقية.
2 – مجلة أمتي الكويتية.
3 – فتاوى اللجنة الدائمة / السعودية.
4 – رسالة الأحباش!! جمع وترتيب / أبو محمود اللبناني.
5 – الرد على الحبشي / الكاتب عبدا لله الشامي – اللبناني!! –
6 – مجلة منار الهدى (الحبشية!!) وهي في الحقيقة منار لـ الضلال!!
و هنا بعض المواقع الإسلامية التى تكشف لنا خطر هذه الفرقة و ضلالها:
موقع صيد الفؤائد فى التحذير من الفرقة المنحرفة المسماة ب " الأحباش "
http://www.saaid.net/feraq/mthahb/41.htm (http://www.saaid.net/feraq/mthahb/41.htm)
ولا ننسى موقع لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة فى فلسطين و دورها فى التحذير من " الأحباش "
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?status=prolist&atrid=4&subid=10 (http://www.haqeeqa.com/index.aspx?status=prolist&atrid=4&subid=10)
:::::: و الآن جاء دورى فى كشف و فضح الأحباش فى غزة، والله المستعان:::::
أئمة الضلال من الفرقة الحبشية فى غزة يحتفلون بإحتفالات بدعية
http://www4.0zz0.com/2008/04/11/01/573560042.jpg (http://www4.0zz0.com/2008/04/11/01/573560042.jpg)
ابن قرطام يقبل يد أحد مشايخ أبيه المبتدعين الأحباش
http://www4.0zz0.com/2008/04/11/02/803630997.jpg (http://www4.0zz0.com/2008/04/11/02/803630997.jpg)
الحبشي الضال قرطام برفقة عبدالله الغماري المبتدع
http://www2.0zz0.com/2008/04/11/02/834014278.jpg (http://www2.0zz0.com/2008/04/11/02/834014278.jpg)
تقديس الأحباش للقبور و غلوهم فى الأموات و التبرك فى القبور
http://www2.0zz0.com/2008/04/11/02/880185326.jpg (http://www2.0zz0.com/2008/04/11/02/880185326.jpg)
الحذر الحذر قرطام الضال المبتدع
http://www2.0zz0.com/2008/04/11/02/889285052.jpg (http://www2.0zz0.com/2008/04/11/02/889285052.jpg)
مظاهر غلو الأحباش فى زعيمهم المبتدع الضال قرطام
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www6.0zz0.com/2008/04/11/02/450486024.jpg (http://www6.0zz0.com/2008/04/11/02/450486024.jpg)
تقديش الأحباش للقبور و غلوهم فى الأموات و التبرك فى القبور 2
http://www3.0zz0.com/2008/04/11/02/920927783.jpg (http://www3.0zz0.com/2008/04/11/02/920927783.jpg)
::::: و هذه بعض أخبار الأحباش و أفعالهم الشاذة يطلعنا عليها موقع مفكرة الإسلام::::::
لجنة الدفاع عن أهل السنة تحذر من نشاط الأحباش بغزة
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2007/03/23/37903.html (http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2007/03/23/37903.html)
مفكرة الإسلام (خاص): حذرت لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين من استغلال أحد رموز فرقة "الأحباش" موقعه كمدرس في معهد الأزهر الديني بغزة للترويج لأراء فرقته التي تخالف منهج أهل السنة.
ونقل مراسل "مفكرة الإسلام" في غزة عن مصادر مطلعة قولها: إن المدعو "عدنان الغول" أحد رموز الأحباش، يقوم باستغلال لوحة الإعلانات التابعة للمعهد والسيطرة عليها عبر نشر مقالات تدعو للتقريب مع الشيعة، وذم المتأثرين بدعوة الشيخ "محمد بن عبد الوهاب".
الفتحاويون يستعينون بالأحباش للإمامة في صلاة الجمعة
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=50436
مفكرة الإسلام: لجأت حركة فتح في الضفة الغربية إلى أحد رموز الأحباش ليكون إمامًا لهم في صلاة الجمعة في الساحات العامة التي دعت إليها حركة فتح في مدينة طولكرم بالضفة الغربية.
واستعانت حركة فتح بـ "منجد الجيوسي" أحد رموز الأحباش في الضفة الغربية في مدينة طولكرم ليكون إمامًا وخطيبًا في صلاة الجمعة في الساحات العامة والتي وصفتها حركة حماس بصلاة الضرار.
يشار إلى أن جماعة الأحباش كانت تلقى دعمًا واسعًا من قبل السلطة الفلسطينية وكانت تقدم لهم العديد من التسهيلات والامتيازات ويعتبر أحمد قرطام العقيد في المخابرات الفلسطينية المندحرة من غزة المسئول الأول عن نشر الفكر الحبشي "الهرري" في قطاع غزة.
وكان قرطام يقوم بجلب العديد من الامتيازات لأتباعه عن طريق إيجاد فرص عمل لهم في الأجهزة التي كانت تتبع للسلطة الفلسطينية والتي تم حلها بعد سيطرة حماس على غزة.
وتعتبر جماعة الأحباش من الفرق الضالة والتي لها العديد من الضلالات ويقومون بشتم العديد من أئمة أهل السنة مثل الإمام الذهبي وشيخ الإسلام ابن تيمية.
ولا تعجب يا أخي مما تسمع لأن القوم هذا ديدنهم من بذر الفتنة بين المسلمين .. وإحياء البدع وهدم السنن!! فليس من سمع كمن شاهد وعاين!! إن أولئك المبتدعة يقومون ببث أفكارهم الخبيثة .. وعقائدهم الفاسدة .. وفتاواهم الكاسدة!! بين عوام الناس ظناً منهم أنهم يستطيعون طمس الحق وإضلال الخلق!! ولكن نقول لهم كما قال الله تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يطفئوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
انتهى
جمعه و رتبه أخوكم العبد الفقير إلى الله:
أبو مسلمة الأنصاري السلفي الغزي " مقاومة إسلامية "
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 06:27]ـ
الأخت الفاضلة /: (بنت خير الأديان) جزاك الله خيراً على النقل ...........
والحمد لله قد أراحنا الله من هذا القرطام فقد سافر الى تونس _ لا أرجعه الله _.
ولا زالت بعض أذنابه تنشر مذهبهم الخبيث ............
ملاحظة / هل كاتب هذا المقالة هو الشيخ أحمد رزو ... أم لا (!).
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 09:30]ـ
جزاكم الله خيرا الاخت الكريمة
وكذلك الاخ الغزي .. ماذا عن اخباره في تونس؟
فقد وجدت ان بعض الاحباش يعملون طوال النهار على النسخ واللصق الطاعن في أهل السنة خاصة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في صفحة على الفيس بوك لشيخ تونسي معروف اسمه محمد مشفر. هؤلاء لا يكلون ولا يملون وليسوا اهلا للحوار.
فهم يبدو انهم موظفون لهذا الغرض فقط.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 12:25]ـ
في المدة الأخيرة
تزايد نشاط كل من:
/// الشيعة: (دعم إيران _ حركة الجهاد الإسلامي _ بعض الأشخاص ممن فتنوه بالمال وغيره_ أشخاص قدماء كانوا يخفون تشيعهم خوفا_ أسباب أخرى لا تذكر هنا)
/// والأشاعرة: (الأحباش) قرطام ومن معه وبعض الدكاترة وبعض الدعاة)
على فكرة مفتي غزة الشيخ عبد الكريم الكحلوت أشعري لأنه درس في الأزهر ولكنه لا ينشر مذهبه أو لا يتكلم في هذه الأمور وهو فقيه متين
وهو قديم له سنوات في الفتوى
/// والصوفية: (الزوايا القديمة _ وقرطام ومن معه _ وبعض الدعاة المشهورين ممن تصوف جديدا _ بعض من يدعي أنه المهدي ويدعو الناس لنفسه وهو نشيط _ جهل بعض القادة بخطأ التصوف _ أشياء أخرى لا تذكر هنا)
/// حزب التحرير: (وهو حزب قديم في غزة وتنشط في الآونة الآخيرة).
وكل هؤلاء زاد عملهم وتحركهم في المدة الآخيرة
وكل منهم مدعوم من الخارج من كبار مذهبه وطريقته
فمثلا قرطام هذا على تواصل بالجفري والمالكي وغيرهم.
وكان هذا ينطوي على اتفاق سابق ومحبوك فالله أعلم.
ذكرت هذا ليعلم من يهمه الأمر والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مزن]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 12:27]ـ
جزاااكِ الله خيراً، استفدتُ كثيراً، بارك الله فيكِ ..
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 01:03]ـ
لجنة الدفاع عن أهل السنة تحذر من نشاط الأحباش بغزة
الجمعة 5 من ربيع الأول1428هـ 23 - 3 - 2007م الساعة 07:20 م مكة المكرمة 04:20 م جرينتش
مفكرة الإسلام (خاص):
حذرت لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين من استغلال أحد رموز فرقة "الأحباش" موقعه كمدرس في معهد الأزهر الديني بغزة للترويج لأراء فرقته التي تخالف منهج أهل السنة.
ونقل مراسل "مفكرة الإسلام" في غزة عن مصادر مطلعة قولها: إن المدعو "عدنان الغول" أحد رموز الأحباش، يقوم باستغلال لوحة الإعلانات التابعة للمعهد والسيطرة عليها عبر نشر مقالات تدعو للتقريب مع الشيعة، وذم المتأثرين بدعوة الشيخ "محمد بن عبد الوهاب".
وقال طلاب من المعهد إن الغول ينشر أفكاره لدى طلاب المعهد، ويقوم بالتهجم على الوهابية، وكذلك يدعو طلاب المعهد يوميًا لقراءة لوحة الإعلانات التي ينشر فيها مقالاته.
وتعد فرقة "الأحباش" التي أسسها المدعو "عبد الله الحبشي" من الفرق الضالة، التي تزعم أن القرآن ليس كلام الله حقيقة، ويرون وجوب تأويل النصوص الواردة في القرآن والسنة، في صفات الله جل وعلا, كما يجوِّزون الاستغاثة والاستعاذة والاستعانة بالأموات ودعاءهم من دون الله تعالى، ومن عقائدهم الباطلة نفي علو الله سبحانه على خلقه.
كما يتكلمون في بعض أصحاب النبي بما لا يليق، وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم, ويُكثر "الحبشي" من التحذير من تكفير سابِّ الصحابة، لاسيما الشيخين؛ إرضاءً للروافض.
ومن أساليبهم للتنفير من علماء الأمة, سبهم وتقليلهم والحط من أقدارهم، بل ويشترطون على المنتمي إليهم سب وتكفير ابن تيمية وابن القيم وشتم الإمام الذهبي وجماعة من أهل العلم المتقدمين منهم والمتأخرين.
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/.../23/37903.html (http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2007/03/23/37903.html)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 01:49]ـ
اراح الله منه غزة واهلها وانا واياكم نسأل الله -جل وعلا- ان يقطع دابره في تونس وفي كل بلاد الاسلام وان يقيض له ولفتنته رجالا يكشفون عواره ويهتكون استاره قل امين
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 09:54]ـ
شكل هذا الافاك الاثيم تبعث غثيان ...
اللهم اشغله بنفسه
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 06:33]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
ما قولكم في شخص يدعي العلم في غزّة، واسمه قرطام، وله مسجد، وهو يكفر شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا الشخص مشبوه، ويتلقى أموالا من الخارج، ويدندن حول التشيع، ويخلط معه ضلالات أخرى، ويستغيث بأرواح الأموات الصالحين، وكان الشيخ نزار ريان قد ناظره، ولكنه كابر وهرب من المناظرة، وجذوره فتحاوية، وكان عقيدا في مخابرات سلطة عباس المندحرة، أهلكها الله.
جواب الشيخ
الحمد لله و الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
أما ضلالاته، وشركياته، فقد سبق الرد عليها على هذا الرابط
هنا ( http://www.h-alali.net/f_open.php?id=f8d6f534-dc1e-1029-a62a-0010dc91cf69)
وأما تكفيره لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فليس الهدف من ذلك هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولكن مقصودهم هو نهج أهل السنة والجماعة القائم على إفراد الله بالعبادة، وتجريد الإتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، ومحاربة الشرك، و الخرافة، والإبتداع في الدين، وحماية حوزة الإسلام بالجهاد ضد الصهاينة والصليبين، ذلك أن أهل الضلالة و البدع من أمثال هذا القرطم المنتمي إلى حزب الأحباش الفرقة الضالة المارقة، هم حمير أعداء الإسلام، يركبونهم عندما يغزون بلاد الإسلام، ليحققوا بهم مآربهم في إحتلال بلاد المسلمين، ومعلوم أن سلطة عباس تستعين بأفراد من هذه الفرقة الضالة، لنشر الفتن بين صفوف المقاومة الإسلامية، وشق وحدة الصف الجهادي، ونشر ضلالاتها فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
وشيخ الإسلام ابن تيمية من أئمة الهدى في الإسلام، ولايضره كلام هذا المنحرف شيئا، بل يضر نفسه، ولنذكر نبذة من ثناء أئمة الإسلام على هذا الإمام الجليل الذي جاهد أعداء الله باللسان والقلم والسنان، ولم تكن جنازة في الإسلام أكثر عددا من جنازته سوى جنازة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.
قال الشيخ الحافظ أبو الفتح بن سيد الناس (كاد يستوعب السنن والآثار حفظا, إن تكلّم في التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته , أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته , أوحاضر بالنحل والملل، لم ير أوسع من نحلته في ذلك , ولا أرفع من درايته , برز في كل فن على أبناء جنسه , ولم ترعين من رآه مثله، كان يتكلم في التفسير فيحضر مجلسه الجمّ الغفير , ويردون من بحر علمه العذب النمير, ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير)
وقال الحافظ أبو الحجاج المزي: (ما رأيت مثله , وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله، ولا أتبع لهما منه).
وقال الحافظ بن حجر الدرر الكامنة: (نظر في الرجال والعلل، وتفقَّه , وتمهَّر، وتميَّز, وتقدَّم , وصنَّف، ودرَّس، وأفتى , وفاق الأقران , وصار عجبا في سُرعة الاستحضار , وقوة الجنان , والتوسع في المنقول، والمعقول , والإطالة على مذاهب السلف، والخلف)
وكتب الشيخ كمال الدين بن الزملكاني أيضا بخطه على كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام ما نصه: (تأليف الشيخ الإمام، العالم، العلامة، الأوحد، الحافظ، المجتهد، الزاهد، العابد، القدوة، إمام الائمة، قدوة الأمة، علامة العلماء، وارث الأنبياء، آخرالمجتهدين، أوحد علماء الدين، بركة الإسلام، حجة الأعلام، برهان المتكلمين، قامع المبتدعين، محي السنة، ومن عظمت به لله علينا المنة، وقامت بهعلى أعدائه الحجة، واستبانت ببركته، وهديه المحجة، تقي الدين أبو العباس احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية لحراني، أعلى الله مناره، وشيد به من الدين أركانه)
وقال في موضع آخر: (كان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جالسوه اإستفادوا فى مذاهبهم منه أشياء، ولا يعرف انه ناظر أحدا، فانقطع معه، ولا تكلم فى علم من العلوم، سواء كان من علم الشرع، أوغيره إلا فاق فيه أهله، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها)
وذكرالإمام ابن عبدالهادي في العقود قصة عن شيخ الإسلام وهي: (أنَّ بعض مشايخ العلماء بحلب قدِم إلى دمشق، وقال: سمعتُ في البلاد بصبيٍّ يقال له: أحمد بن تيمية، وأنه سريعُ الحفظ , وقد جئتُ قاصدا؛ لعلي أراه , فقال له خياط: هذه طريقُ كُتَّابه , وهو إلى الآن ما جاء، فاقعُدْ عندنا الساعة يجيءُ , يعبُرُ علينا ذاهبا إلى الكتاب , فجلس الشيخُ الحلبيُّ قليلا , فمرَّ صبيانٌ. فقال الخياط للحلبي: هذاك الصبيُّ الذي معه اللوحُ الكبيرُ هو أحمد بنُ تيمية، فناداه الشيخُ , فجاء إليه , فتناول الشيخُ اللوحَ فنظر فيه , ثم قال: يا ولدي امسحْ هذا حتى أُملِيَ عليك شيئا تكتبه , ففعل فأملى عليه من متون الأحاديث أحد عشر، أو ثلاثة عشرحديثا, وقال له: اقرأ هذا , فلم يزدْ على أن تأمَّله مرةً بعدكتابته إياه , ثم دفعه إليه , وقال: اسمعه علي , فقرأه عليه عرضا، كأحسن ما أنت سامع، فقال له: يا ولدي امسحْ هذا , ففعل , فأملى عليه عدَّةَ أسانيدَ انتخبها, ثم قال: اقرأ هذا , فنظَرَ فيه كما فعل أوَّل مرَّة , فقام الشيخ وهو يقول: إن عاش هذاالصبيُّ ليكوننَّ له شأنٌ عظيمٌ).
وقال العلامة ابن النجار رحمه الله تعالى: (فإنه وجد من المجتهدين بعد ذلك جماعة منهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى).
وألف العلامة مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي كتابا في مناقب شيخ الإسلام ابن يتيمة هو الكواكب الدرية من مناقب المجتهد ابن تيمية، جمعه من كتاب العقود الدرية لابنعبد الهادي، والأعلام العلية، لأبي حفص عمر بن علي البزار، وترجمة شيخ الإسلام من كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لشهاب الدين أحمد بن القاضي محي الدين العُمري الشافعي، وقال فيه: (وبعد فهذه فوائد لطيفة، وفرائد شريفة من مناقب شيخ الإسلام وبحر العلوم، ومفتي الفرق، المجتهد تقي الدين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل فى الشذرات عن الشيخ بن دقيق العيد، وقد سئل عن الشيخ ابن تيمة بعد اجتماعه بهكيف رايته؟ قال رأيت رجلاً سائر العلوم بين عينيه، يأخذ منها مايشاء، ويترك ما يشاء).
ونقل الإمام بن حجر العسقلانى عن الحافظ الذهبى انه قال: (حضر عند شيخنا أبو حيان المفسر فقال: ما رأت عيناى مثل هذا الرجل، ثم مدحه بأبيات، ذكر أنه نظمها بديهة، وانشده إياها وهي:
لما أتانا تقى الدين لاح لنا ... داع إلى الله فرد ماله وزر
على محياه من سيما الألى صحبوا ... خير البرية نور دونه القمر
حبر تسربل من دهره حبراً ... بحر تقاذف من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية فى نصر شرعتنا ... مقام سيد تيم إذ مضت مضر
واظهر الحق إذ آثاره اندرست ... واخمد الشر إذ طارت له شرر
يامن يحدث عن علم الكتاب أصخ ... هذا الإمام الذى كان ينتظر
وقال الإمام الذهبي: (كان آيةً في الذكاء، وسرعة الإدراك , رأسا في معرفة الكتاب والسنة، والاختلاف , بحرا في النقليات , هو في زمانه فريد عصره علما، وزهدا , وشجاعة، وسخاء , وأمراً بالمعروف، ونهياً عن المنكر , وكثرة تصانيف , وقرأ وحصل , وبرع في الحديث، والفقه , وتأهل للتدريس، والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة , وتقدم في علم التفسير، والأصول , وجميع علوم الإسلام أصولها، وفروعها، ودقّها، وجلها, سوى علم القراءات، فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه , وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق , وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا , وسرد وأبلسوا , واستغنى وأفلسوا ... وله يد طولى في معرفة العربية، والصرف، واللغة , وهو أعظم من أن يصفه كلمي , أوينبه على شأوه قلمي , فإن سيرته، وعلومه، ومعارفه , ومحنه، وتنقلاته , تحتمل أن ترصع في مجلدتين , فإنه كان رباني الأمة , وفريد الزمان , وحامل لواء الشريعة , وصاحب معضلات المسلمين , وكان رأسا في العلم , يبالغ في إطراء قيامه في الحق، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها، ولا شاهدتها من أحد , ولا لحظتها من فقيه)
وقال ابن الوردى فى تاريخه وهو ممن لقي شيخ الإسلام ابن تيمية: (كانت له خبرة تامه بالرجال، وجرحهم، وتعديلهم، وطبقاتهم، ومعرفة بفنون الحديث مع حفظه لمتونه الذى انفرد به، وهو عجيب فى استحضاره، واستخراج الحجج منه، واليه المنتهى فى عزوه الى الكتب السته، والمسانيد، بحيث يقال (كل حديث لا يعرفه بن ابن تيمية فليس بحديث)، ولكن الإحاطة لله تعالى، غير أنّه يغترف فيه من بحر، وغيره من الائمة يغترفون من السواقى، وأما التفسير فسُلّم إليه، وكان يكتب فى اليوم، والليلة، من التفسير، أو الفقه، أو من الأصلين، أو من الرد على الفلاسفة، نحواً من أربعين كراسة.
وله من التصانيف العظيمة فى كثير من العلوم، وما يبعد أن تصانيفه تزيد على الخمسمائة مجلد، ولقد نصر السنة المحضة، والطريقة السلفية، وكان دائم الابتهال، كثير الاستعانة، قوى التوكل، ثابت الجاش، له أذكار، وأوراد يديمها لا يداهن، ولا يجابى، محبوبا عند العلماء، والصلحاء، والأمراء، والتجار، والكبراء، وصار بينه، وبين معاصريه وقعات مصرية وشامية، لبعض المسائل أفتى فيها بما قامت عنده الأدلة الشرعية، واجتمع بالسلطان محمود غازان السفاك المغتال، وتكلم معه بكلام خشن ولم يهبه)
وكان المحقق النحوي ابن هشام إذا نقل آراءه في النحو في شذور الذهب يقول (الإمام العلاّمة)
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله عن جنازة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فلما فرغ من غسله اخرج، ثم اجتمع الخلق بالقلعة، والطريق الي الجامع، وامتلاء الجامع ايضاً، وصحنه، والكلاسة، وباب البريد، وباب الساعات الي باب البادين، والغوارة , وحضرت الجنازة في الساعة الرابعة من النهار، أو نحو ذلك، ووضعت في الجامع , والجند قد أحاطوا بها يحفظونها من الناس من شدة الزحام , وصلى عليه اولاًفي القلعة , وتقدم في الصلاة عليه أولاً الشيخ محمد تمام , ثم صلي عليه في الجامع الأموي عقيب صلاة الظهر, وقد تضاعف اجتماع الناس على ماتقدم ذكره، ثم تزايد الجمع إلي أن ضاقت الرحاب، والأزقة، والأسواق بأهلها، ومن فيها , ثم حمل بعد أن صلى عليه على رؤس الأصابع،
(يُتْبَعُ)
(/)
وخرج النعش به من باب البريد، واشتد الزحام، وعلت الأصوات بالبكاء، والنحيب، والترحّم عليه، والثناء، والدعاء له , والقي الناس على نعشه مناديلهم، وعمائمهم، وثيابهم , وذهبت النعال من أرجل الناس، وقباقيبهم، ومناديلهم، وعمائمهم، لايلتفتون اليها، لشغلهم الشاغل بالنظر الي الجنازة، وصار النعش على الرؤس تارة، يتقدم، وتارة يتأخر، وتارة يقف حتى تمر الناس.
ولم يتخلف عن الحضور إلاّ القليل من الناس، أو من عجزلأجل الزحام عن الحضور , ومع الترحم والدعاء له , وانه لوقدر ماتخلف , وحضر نساءكثيرات، بحيث حزرن بخمسة عشر ألف امرأة , غير اللاّتي كنّ على الأسطح، وغيرهن , الجميع يترحمن عليه ويبكين عليه فيما قيل , وأما الرجال فحزروا بستين الفا، الي مائة الف، الي اكثر من ذلك الي مائتي ألف .. وحصل في الجنازة ضجيج، وبكاء كثير , وتضرع، وختمت له ختمات كثيرة بالصالحية، وبالبلد , وتردد الناس الي قبره أياماً كثيرة ليلاً، ونهاراً، يبيتون عنده ويصبحون، ورُئيت له منامات صالحة كثيرة , ورثاه جماعة بقصائد جمة.
وجاء صاحب شمس الدين غبريال نائب القلعة فعزاه فيه , وجلس عنده , وفتح باب القلعة لمن يدخل من الخواص، والأصحاب، والأحباب , فاجتمع عند الشيخ في قاعته خلق من أخصاء، أصحابه من الدولة، وغيرهم من أهل البلد، والصالحية , وجلسوا حوله، وهم يبكون، ويئنون ... وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبدالرحمن أنه قرء هو والشيخ، منذ دخل القلعة ثمانين ختمة، وشرعا في الحادية والثمانين , فانتهيا فيها إلي آخر" اقتربت الساعة " و (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند عزيز مقتدر)). اهـ
هذا والواجب التحذير من هذا الضال المضلّ في غزّة العزّة، وتعليم الناس أنَّ الصلاة وراء لاتصح، وتجب إعادتها، وأنَّ ترك هذا وأمثاله من أعظم أسباب إدالة العدو على المسلمين، وضعف قوة المسلمين، نسأل الله تعالى أن يريح المسلمين من شره، وسائر أهل البدع والضلالة، من أذناب الرافضة، وسائر المبتدعة آمين.
http://www.h-alali.cc/f_open.php?id=d676259c-08e9-11df-a346-82cc7b0195e7 (http://www.h-alali.cc/f_open.php?id=d676259c-08e9-11df-a346-82cc7b0195e7)(/)
انظروا كيف صرف الله عزو جل الشيعة عن الهداية الى الاستبصار
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 09:07]ـ
اصطلح الشيعة المعاصرون على تسمية من ارتد عن دين الاسلام الى دين الرفض بالمستبصرين.
وذلك كرد فعلٍ حوزي على ظاهرة المهتدين من الشيعة الى دين الاسلام ومذهب اهل السنة و الجماعة.
---------------------
و الاستبصار مشتق من الابصار
و لا يستلزم الابصار الهداية، فإن المرء قد يبصر الشيء و لكن لا يعمل به.
و لذلك وصف الله عز و جل الآيات التي جاء بها موسى عليه السلام الى فرعون و قومه بأنها مبصرة فقال تعالى:
{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) ") سورة النمل - الآية (13).
------------------------------
أمَّا لفظ الاستبصار تحديداً فلم يرِد في القرآن الكريم إلاَّ في آية واحدة.
و العجيب ان استعمال ذلك اللفظ في تلك الآية كان للتعبير عن أحوال أممٍ عرفت الحق و أبصرته، و لكنهم آثروا الضلالة على الهدى، و الباطل على الحق، و الكفر على الاسلام. و تلك الآية هي قوله تعالى:
{وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} سورة لعنكبوت ـ 38.
فبين الله عز وجل بتلك اللفظة ان الحق كان قد اتضح لعاد وثمود، و أنهم اختاروا الضلالة على علم وبصيرة.
---------------------------------------
أما ترى أن الله عز و جل أخبر عن فرعون و قومه أنهم اختاروا الضلالة على علم وبصيرة، بدليل قوله تعالى:
(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)} سورة النمل - الآية (14).
و لذلك وصف الله عزوجل ـ في الآية السابقة لها ـ الآيات التي جاء بها موسى بأنها مبصرة فقال تعالى:
{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) ") سورة النمل - الآية (13).
============================== =
ثم اقرأ تفاسير الشيعة أنفسهم لتلك اللفظة القرآنية الكريمة تجد نفس المعنى.
يقول الطبرسي في "مجمع البيان":
(«و زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل» أي فمنعهم عن طريق الحق «و كانوا مستبصرين» أي و كانوا عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق و الباطل بالاستدلال و النظر و لكنهم أغفلوا و لم يتدبروا و قيل معناه إنهم كانوا مستبصرين عند أنفسهم فيما كانوا عليه من الضلالة).
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 06:43]ـ
لفتة طيبة جدا استاذنا الفاضل
وسوف نكأ بها اعينهم فى الحوار معهم
جزاك الله خيرا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 10:38]ـ
ان كانت ثمرة تأملكم شيخنا فقد أبدعتم بارك الله فيكم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 01:08]ـ
الاخوة:
مصري سلفي
ابن الرومية
شكرا على مروركم الكريم
بارك الله فيكم.
-----------------
.ان كانت ثمرة تأملكم شيخنا فقد أبدعتم
لعل ذلك، و دمتم موفقين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 01:11]ـ
.......... لطيفة
سبحان الله
وانظر أيضا
مما ورد في القرآن من تصريفات اللفظة أيضا قوله تعالى في حق السامري
قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)
وقرأ عامة قرّاء الكوفة (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ تَبْصُرُوا بِهِ) بالتاء على وجه المخاطبة لموسى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بمعنى: قال السامريّ لموسى: بصرت بما لم تبصر به أنت وأصحابك.
وقوله تعالى:
{بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}
قال ابن كثير
أي: هو شهيد على نفسه، عالم بما فعله ولو اعتذر وأنكر، كما قال تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14].
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} يقول: سمعُه وبصرُه ويداه ورجلاه وجوارحُه.
وقال قتادة: شاهد على نفسه. وفي رواية قال: إذا شئت -والله-رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم غافلا عن ذنوبه
فسبحان الملك(/)
شيخنا البراك .. أرجوك كفانا تشدداً وتكفيراً ..
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 02:12]ـ
أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً
كل من اطلع على فتوى الشيخ البراك علم أن هناك خللاً فكرياً يعصف بحملة القلم خصوصاً وأننا أصبحنا على أبواب مرحلة جديدة ينقشع فيها غبار الجمود الفكري (الإسلاموي)، وتندفع فيها عجلة التنوير لتسرّع من عملية الحراك الثقافي، رامية خلفها عباءة التخلف والتراث، مرتديةً بنطال الحداثة والحضارة.
إن هذا الخلل لم يأت من فتوى الشيخ ذاتها التي قتلت حرية الرأي والتعبير، ولا من تبعاتها التي أوضحت أننا نعيش عصراً تسيدته عصابة ابن سلول، ولكنه أتى من حيث ما سأطرحه بين أيديكم من تساؤلات وعجائب تهاونّا في خطرها فلفحت نارها وجوهنا من حيث لا نشعر.
إنه لمن العجائب الكبرى أن يقوم كاتبٌ ما بنقض الثوابت التي قامت عليها البلاد لمدة تزيد عن مائة عام، واعتمد عليها العباد لأكثر من 1400 سنة، وينشر هذا النقض والهدم في الجرائد المحلية للبلاد وتمنع الردود المخالفة من النشر، وليس هنا يتوقف العجب، ولا حتى التساؤل، بل العجيب أن ترى هذا الكاتب بعد كل هذه الفضائح يذهب ويشتكي إلى جمعية حقوق الإنسان خارج البلاد مدعياً أنه يعاني كبتاً لحرية الرأي في بلاده!! ولست أدري من الأولى هنا بالشكوى، من تُنقض ثوابته ويهان دينه على أرضه – مهبط الوحي والرسالة – ولا يترك له المجال ليدافع عنه؟ أم الذي يكتب ما يشاء ومتى شاء وفي أي صحيفة شاء ضارباً عرض الحائط مشاعر شعب بأكمله، بل أمة بأكملها أنظارها تتجه كل يوم نحو هذه البلاد؟!!
لقد كان هذا النقض للثوابت وذلك الهدم لأصول الدين يتم تحت غطاء: نقد التراث (الشريعة)، العودة إلى عصر التنوير، العيش في جو ثقافي فلسفي مشبع بالنظرية النسبية، وغيرها كثير. كنا كذلك نقرأ عناوين مفزعة "لنشك حتى لا نقع في شر قطعياتنا" وأقوال من قبيل: " إذاً فلابد كمنطلق لعملية التنوير والإصلاح أن يدخل الشك في آلية العقل العربي الإسلامي الحالي أن يشك في قضية جوهرية وهي: هل هو قادر على العمل الآن؟ هل آليته ومناهجه ومنظومته المعرفية صالحة للتعامل مع الزمن الراهن".
لقد كان الأخيار أيها الشيخ يغلون غضباً لهذا التعدي الصارخ وهذا التهور الأرعن لثوابت الأمة وقطعياتها ودينها الذي هو أغلى من أموالهم وأعز عليهم من أهليهم وأبناءهم، ومع هذا لا شيء يحدث، على الأقل على مستوى الجانب العملي إذ لم تتوقف تلك الأفكار الهدامة من بث سمومها للمجتمع كافة. وإذا كان هذا يعد عند البعض نوعاً من الكفر المبطن الذي يحتمل التأويل وعدم الجزم بمدلولاته، فإن الرد على هذا البعض أتى عبر الجزم الذي لا يحتمل التأويل من خلال "إسلام النص وإسلام الصراع" ليقتلع كلمة التوحيد من جذورها نافياً مقتضاها، مفرغاً محتواها من كل شيء، راداً بذلك على من أحسن الظن وبحث في غباء وحمق عن مخرج لتلك المقالات الأول والتي لو مزجت بماء البحر لخلطته.
إذا كان هذا كفر يشيب له الولدان، فإن العجب أن يزحف عشرات المثقفين – زعموا- نحو المنظمات الحقوقية الغربية منددين بفتوى الشيخ ووصفه الصحيح الصريح للكفر بأنه كفر. فيا عجبي أتريدون أن نقول للكفر إيماناً وننسى قول الله تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، بل وننسى آيات الله البينات في التفريق بين الحق والباطل، وبين الإسلام والكفر.
إن من أشد العجب أن يتسيد تغيير ثقافة بلد بأكملها أناس انتقلوا من ظلمات التطرف في الدين إلى ظلمات النفاق والزندقة. ففي المجتمعات الأخرى الناضجة والواعية لا يتم تسليم ثلة من المجانين القلم ليكتبوا في جدران دورات المياه -أعزكم الله- فضلاً عن أن يكتبوا في الصحف المحلية، بل إن أمثال هؤلاء المرضى يتم وضعهم تحت العناية الخاصة في مستشفيات الطب النفسي، وذلك لحين اكتمال مرحلة العلاج لتأتي بعده مرحلة الإعداد عبر مراكز التأهيل الخاصة بالإعاقات الذهنية.
وإذا كان الخلل الذي أشرت إليه سابقاً، قد أتى واستوطن عبر تلك الأقلام السوداء والقلوب المريضة فإن كل من سكت على تمادي أولئك المنافقين وجرائمهم التي ارتكبوها في حق كتاب الله وشريعته التي أنزلها على خير الرسل صلى الله عليه وسلم كان له دور في ظهورهم واستعلاء كلمتهم.
لقد غضب المسلمون حين استهزأ الغرب بنبيهم صلى الله عليه وسلم وحق لهم، ولكن ما لنا لا نرى تلك النخوة هبت وعصفت وزمجرت على شريعتها وهي تُدنس في مشرحة النقد الهادم لكل أصل من أصولها.
لماذا أصبح قول كلمة الحق صعبة المنال؟ وأصبح أهل النفاق والزندقة يرفعون أصواتهم عالياً دون أن يكف أذاهم عنا أحد، ويوقفهم عن الكتابة ونشر الفتنة بين الناس حتى ينتهوا عن غيهم؟
ألا يجتمع الأخيار ليقيموا دعاوى ضد تلك الجرائد التي سمحت لتلك الإعتداءات الصارخة على ثوابت الشريعة؟ ألا تقام الدعاوى على تلك الوزارة التي تغض الطرف عن تلك الجرائم إن لم تكن تشجعها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 02:29]ـ
..
أواااه يا أخي ..
لقد نكأت جرحا ليس بالغائر بل هو ظاهر ٌ ظاهر ...............
يا ربَّ اعفُ عنا برحمتك وكرمك.
..
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 02:43]ـ
أخي لا تحزن انكشف عوارهم وظهر ما كانوا يخفون، كانوا يدعون نقد الصحوة والمدرسة السلفية، لكن عجلتهم في طريق الغواية، سبب لهم ربكة مرحلية فقاموا بحرق المراحل والوصول السريع للهدف المنشود وهو " نقد لا إله إلا الله محمد رسول الله " كان الرد هذه المرة من قمة الهرم السلفي علمائنا الإجلاء فتوى البراك ثم بيان الراجحي ورد الفوزان وتأيد ابن جبرين ثم خطبة المفتى آل الشيخ حفظهم الله وتبعهم بيان العشرين في نصرة البراك من أساتذة العقيدة، كل هذا مع تخاذل المدرسة الليبرالية " لمخلفات الصحوة " كتبوا بيانهم البائس لا للتكفير نعم لحرية التعبير وطافوا به على شيوخ الليبرالية وكبارهم فتنكروا لهم وتركوهم لوحدهم، فلم يجدوا سوى مجاهيل من الشيعة الاسماعيلية والاثنى عشرية وبعض أقرانهم من مخلفات الصحوة، فلما سخر الناس من بيان النصرة المزعوم توجهوا للخارج واستكتبوا ملاحدة مصر شلة حسن حنفي وأشباهه، أخي كنا نحذر من نقدهم وأنهم ليسوا من الصف ولا من أهل الإصلاح بل شرذمة ينتعلهم بني ليبرال، لكن كان لهم سامع بيننا وللأسف، لكن بعد هذا التجلي والانكشاف فقد اختصروا لنا الطريق، وقد طفت بمقال أبالخيل وابن بجاد على بعض المفتونين بطرحهم فمنهم من صدم ومنهم من رجع ولله الحمد
أخي كانوا يدسون السم بيننا بالخفاء لكن أراد الله كشفهم وفضحهم ووهي طريقة القرآن مع أهل النفاق الفضح الفضح لهم والحمد لله فقد تم تم تم ما تمنيناه
أبو حسن
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 01:30]ـ
أخي أبو أسامة ..
اللهم آمين ... نسأل الله ان يصلح الحال ..
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 10:35]ـ
أخي أبو حسن ..
أشكر لك كلماتك الطيبة ..
لا أخالفك في ذكرته أبداً ولكني أعتقد أنه من الواجب أن ننتقل من خانة الدفاع والدفاع فقط إلى مرحلة الهجوم من خلال تجييش الناس على هذه الشرذمة وقلعهم من جذروهم خصوصاً وأن عوارهم قد ظهر لمن يظن أنهم أصحاب مشروع إصلاحي ..
تقبل تحياتي المعطرة ..
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 12:57]ـ
إلى أخي الدكتور قاسم ... العاصمة من العاصفة ـ د. طارق عبد الحليم
د. طارق عبد الحليم: بتاريخ 26 - 3 - 2008
كتب الأخ الدكتور عبد العزيز محمد قاسم في “المصريون” بعدد مارس 22 توجهاً معينا إلى سعادة العالن الفاضل الأخ الأكبر الشيخ البراك حفظه الله بشأن ما أفتى في ردة الكاتبين السعوديين أبا الخيل وبن بجاد، مفاده أنّ مثل هذه الفتاوى تثير عواصف الغرب وتزلزل كيان المسلمين بلا داعٍ وأن الشيخ البراك كان من واجبه أن ينظر في مآلات الأمور قبل أن يصدر مثل تلك الفتاوى النارية.
وأنّا على يقين – إن شاء الله – من حسن نيّة الأخ الدكتور قاسم، ورغبته في تجنيب الوطن وأبنائه ويلات الغدر والعدوان. إلا إننا نرى أنه ما عرضه من سبب للتريث في الفتوى قد وقع معكوساً. فمن الذي قال أنّ العلامة البراك لم يعتبر مآلات الأمور وأن هذا الإعتبار هو ما دفعه إلى إعلان هذه الفتوى وإظهار حقيقة هذين المارقين للعامة والخاصة، فإنّ ما يفعله هؤلاء من أذى للأمة متختفين وراء ستار الإسلام يتعدى تلك العواصف التي يتحدث عنها الدكتور قاسم، وحرىّ بعلمائنا أن يظهروا الحق وأن يبينونه للناس في وقت تزاحمت فيه ظلمات بعضها فوق بعض من ظلمات الجهل وظلمات الظلم والعدوان وظلمات العمالة المقنعة. وقد كتبت منذ أيام قليلة تزامنت مع فتوى عالمنا الشيخ البراك مقالاً بعنوان "النقد الهادئ ونقد "الطبطبة" نعيت فيه على تغطية الحق بإسم المصالح المتوهمة كما في هذا المثال، أن النقد الهادئ إنما يكون بين مثلك ومثلي لا بين مثل الشيخ البراك وأمثال أبا الخيل وبن بجاد!
ثم أذكرّ أخي الدكتور قاسم بأنّ عواصف العدوان العاتية لم تكن في انتظار فتوى الشيخ البراك! بل إنها هبّت على عالمنا الإسلاميّ منذ عقود تتوجت بما يعرفه الناس من عدوان واقع على غزّة والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها من بلاد المسلمين، ويتفق معي أخي الدكتور، وكلّ عاقل أن هذه العواصف سبقت هذه الفتوى. وما أرى إلا أن التهاون في حق العقيدة في العقود الأخيرة نتيجة ظلمات العمالة المقنعة هي التي أدت إلى استباحة أرض المسلمين ودمائهم وأعراضهم لا العكس، ولو فضح علماؤنا أطراف هذه العمالة ورموزها وكبرائها في حين أطلت برؤسها دون إعتبار لهذه المصالح المتوهمة لما انفتح بابنا على مصراعيه لهذه العواصف إبتداءاً، ولما ضعفت ضلوفه عن مقاومة مثل هذا العدوان.
ثم تعقيب آخر على ما اقترحه الأخ الدكتور من "إشراك القيادة السياسية في الفتوى الشرعية"، وهى مسألة جديرة بأن تكون بحثا قائماً بذاته، إلا إننى أسبق إلى القول بأنها أمر غير مسبوق اليه من سلفنا الصالح، فإن هذا مما يقيّد من حرية الكلمة التي يتباكى عليها الغرب ويخشى الدكتور أن نرمى بجهالتها، ثم إنّ الفتوى الشرعية هي التي تحرّك ساكن القيادة السياسية لا العكس، مع التسليم بأن الشراكة بينهما هي قمة ما نأمله من الحاكم والعالم، مع تقدّن العلم على غيره وأوليته وسبقه، وحتى تتم هذه الشراكة، فعلى العالم الربانيّ أن لا يتحرز من أمثال هذه المصالح المتوهمة التي هي حصاد الخوف ونبتة الهوان، وأن ندرك أنّ ما فعله العلامة البراك هو الرجوع إلى الأصل الذي يجب أن يكون عليه موقف العالم أمام ما يهدد كيان أمته ودينه، وأن يقدم لهما الفتوى العاصمة من العاصفة.
د. طارق عبد الحليم
www.tariqabdelhaleem.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=46506&Page=1&Part=11
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 12:55]ـ
ولكني أعتقد أنه من الواجب أن ننتقل من خانة الدفاع والدفاع فقط إلى مرحلة الهجوم من خلال تجييش الناس على هذه الشرذمة وقلعهم من جذروهم خصوصاً وأن عوارهم قد ظهر لمن يظن أنهم أصحاب مشروع إصلاحي ..
احمد الله ان سخرني لهذه القضية فاصدرت بتوفيق الله كتابين في الهجوم المباشر الواضح الموثق علي ليس العلمانية كفكر فهذا قتله كثيرون بحثا وانما علي فضح العلمانيين انفسهم وكنسه مشارعهم بتعبير صاحب المسار\
وان يسر الله فانا في طريقي للرد علي كل انتاج خليل عبد الكريم وبالتفاصيل فاني منشغل بذلك لاكثر من سنتين
كنت اقرا لابي مرة سطرين من كلام علماني -وابي رجل بسبط في هذا الامر-فقال لي ربما لايقصد هذا!
فقلت نعم هذه هي المشكلة!
اذا علي ان اوضح توضيح تام ماهم عليه حتي لايلتبس علي احد فكرهم وغرضهم
الكلام العام لاينفع كثيرا وان كان نفعه موجود نعم لكن التوضيح مهم جدا والكشف المبين هو اسلم الطريقين وهو مريح في الحقيقة لانه يقتصر الطريق!
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 11:55]ـ
أخي رجل من المسلمين ..
أشكرك على هذا النقل الموفق .. لهلذه المقالة الطيبة من الدكتور طارق ..
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 04:40]ـ
أخي ابن الشاطئ:
وفقك الله .. فأنت ان شاء الله على ثغر ..
ولو نقلت لنا بعضها على شكل مقالات فإني أكون لك من الشاكرين ..(/)
القلب يفكر؟
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 01:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- هل القلب يفكر، يحمل الإيمان والكفر؟
- هل يجوز استعارة الأعضاء (القلب مثلا)؟
- هل يجوز استعارة القلب من الكافر ليوضع في صدر مومن والعكس؟
- هل يكفر المسلم الذي استبدل قلبه بقلب كافر؟(/)
بناء القبب للشيخ العلامة أبي طارق البويحياوي عبد الله حشروف حفظه الله
ـ[ابو البراء]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 02:53]ـ
بناء القبب
للشيخ العلامة
أبي طارق البويحياوي عبد الله حشروف
حفظه الله
إعتنى بها تلميذه
نسيم الجزائري
الحمد لله تعالى حق حمده، والصلاة والسلام على محمد النبي عبده ورسوله، ثم أما بعد: إن ببلاد القبائل أضرحة تشد إليها الرحال وتقصد للزيارة والتبرك والتوسل والإستغاثة والإستعانة، وقد بنوا عليها قببا مزركشة تجذب الأنظار إليها، ويتلهف لزيارتها المهموم والمغموم، ويدب للتمسح بجدرانها الكسالى والفاشلون والمغفلون والبلهاء أملا في تفريج كربة، أو شفاء من مرض، أو دفع نحس، أو جلب منفعة أو نزع جن من مسكون، والقرية التي تشتد في حماية قبتها وتنتدب بعناية سيدها لحراستها و رعايتها وفتح الباب للاهثين إلى التمسح بهيكلها والطواف حوله وخاصة الذين يتوجهون إلى بيت الله الحرام، تدعي أن المدفون في قبتهم هو جدهم النازح إليهم من الجزيرة العربية من زمن مجهول، وهوعربي ينتمي إلى آل البيت ويتسلسل نسبه إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وهذا ادعاء يفتقر إلى دليل وبرهان، وهل كل الأضرحة القببية المتواجدة عبر منطقة الزواوة [1] أدناها وأقصاها وغيرها من آل البيت؟! أم هي خليط من آل البيت وغيرهم من الدراويش المنتسبين إلى التصوف و الهاربين عن تكاليف الحياة إلى خلوة ينكمشون فيها زاعمين أنهم يتفرغون لذكر الله تعالى بطريقتهم الخاصة تاركين من عاصرهموعاشروهم على جهلهم ولم يكلفوا أنفسهم مشقة تعليمهم أصول دينهم وتبصيرهم بعقيدتهم، وعندما ماتوا دفنوهم وهم في نظرهم من الصالحين، ثم بنوا على قبورهم قببا، وبمرور الزمن انتسبوا إلى آل البيت زورا وبهتانا، وهل المدفونون في هذه القبب من أولياء الله حقا؟ ومن آل البيت صدقا؟ وهل تركوا لنا شيئا مكتوبا يثبت نسبهم وأصلهم لآل البيت، ومستوى ثقافتهم وعلمهم وتاريخ نزوحهم إلى المنطقة؟ وما الدافع إلى ذلك؟ وهل هروبا من بطش حكامهم؟ أم لبثّ الدعوة أملا في استمالة أهل المنطقة عسى أن يتقوى بهم؟ وهل كان لهم في حياتهم كرامات معقولة يرويها الخلف عن السلف؟ وهل قام أحد الأحفاد الغيورين الفخورين بالانتساب إليهم بالبحث و التنقيب والكشف عن هويتهم و حياتهم وتاريخهم؟ من الذي أعطاهم لقب"الأولياء"؟ وهل علماء زمانهمهم الذين زكوهم و رفعوهم إلى درجة "الأولياء"؟ أم جهال زمانهم هم الذين أضفوا عليهم رتبة"الأولياء"؟ لأن في أيام صغري الدراويش الذين لا يتنظفون ويهرفون بما لا يعرفون هم الأولياء في نظر القوم!!! والدافع إلى طرح هذه الأسئلة هو أن " الكفر الفرنسي" لما لمس من الشعب الجزائري العربي المسلم "تقديس الأولياء" وزيارة الأضرحةوتقديم النذور والقرابين ويستغيث بهم، ويتحاشى ذكرهم بسوء، ويحلف بالله حانثا، ولا يحنث إن حلف بالأولياء، استغل بحسه الماكر هذه العاطفة وأخذ يشجع لها ببناء قبب هيكلية جديدة على حدود المزارع التي استولى عليها كحرز يمنع تهجمات الثائرين على محاصيل مزارعة ومستغلاته، ومن جهة أخرى فإن قرية ببني دوالة يقال إنها استقدمت إماما في زمن "الكفر الفرنسي" ليكون إماما في قريتهم فعرض عليهم مهمته الدينية التي يقوم بها من تعليمهم أصول دينهم من وضوء وصيام وتعليم صبيانهم حفظ القرآن الكريم فاعترضوا بالرفض على الجملة الأخيرة محتجين بأن ولي قبتهم قد أوصاهم في حياتهم وحذرهم تحذيرا شديدا إن هم أقدموا على تعليم صبيانهم حفظ القرآن الكريم، فإنهم إن فعلوا ذلك ستصاب نساؤهم وحيواناتهم وأشجارهم بالعقم والعقر، وعبثا حاول الإمام أن يقنعهم بأن القرآن الكريم المنزل من عند الله تعالى لايمكن أبدا أن يكون حفظه سببا في نزول البلاء بقوم، ولكن البلاء ينزل بقوم إن هم هجروا دينهم وتنكروا لرسالة وانغمسوا في الملذات والشهوات المحرمة ولفت نظرهم إلى بعض القرى المجاورة الذين يحرصون على تعليم صبيانهم القرآن الكريم ولم يحدث أن نزل بهم بلاء العقم في نسائهم وحيواناتهم وأشجارهم بل حباهم الله تعالى بخيراته
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصبحوا سادة لكم تحتاجون إليهم في أمور دينكم وجنائزكم وهو لا يحتاجون إليكم، ثم تبين بعد البحث أن المدفون في قبتهم كان قسيسا يتردد إليهم متسترا في لباس إسلامي من مركز تنصيري قريب من قريتهم، وانتشرت هذه المقولة الخبيثة بين أوساط قرى الزواوة بأن حفظ القرآن الكريم لا يتيسر إلا لفئة معينة تنتسب أصالة إلى عروبة الجزيرة العربية دون سائر المسلمين من أبناء قرى الزواوة، ومن جهة ثانية وكدليل من الواقع المعيش فإن مشعوذا محتالا بقرية "توريت موسى" بنى لنفسه قبة ليدفن فيهاوهو لا يزال على قيد حياته الساعة، وبمرور الزمن تصبح قبة هذا المشعوذ المحتال محل المزار، ويتناسى الناس أصله وأعماله المنافية للإسلام وينسب بعد ذلك إلى زمرة "الأولياء" زورا و بهتانا.
من بنى هذه القبب؟
هل كان بناء هذه القبب بإيعاز وبوصية من صاحب الضريح نفسه قبل أن يموت؟ أم أن فكرة بنائها تبلورت في ذهن أشياعه وأتباعه بعد وفاته لغرض في نفوسهم؟ إذا كان صاحب هذا المقام هو الذي أوصى ببناء هذه القبة على ضريحه فقد خالف في ذلك شرع الله تعالى الذي يقضي بتحريم تقديس الأضرحة وبناء المساجد عليها لتتّخذ مزارا وعبادة من دون الله تعالى ويكون قد سنّ بذلك سنّة سيئة و خالف مانهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وحذر من اتخاذ القبور مساجد، وكل من سلك مسلكه واقتفى أثره فقد لحقه الوزر الذي توعد به الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:" .. ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيئ" [2]، ومن ثم يحكم على هذا الولي بالجهل في أصول الدين ووصيته هذه مخالفة لكتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم، لأنه قد ثبت أن أم المؤمنين "أم سلمة رضي الله عنها" ذكرت لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن كنيسة بأرض الحبشة يقال لها – مارية – رأت على جدرانها صورا فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم:"أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شر الخلق عند الله" [3]، وعن عائشة و ابن عباس رضي الله عنهم قالا:" لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتنم بها كشفها عن وجهه وقال: "وهو كذلك لعنه الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" [4] وقال أيضا: " قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" [5]، وهذه النصوص النبوية الشريفة التي لاتحتمل التأويل لا ينبغي أن يجهلها أو يتجاهلها الوليّ إن كان معدودا في عداد العلماء العارفين بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلة الله عليه وسلم، وإن خالف وأوصى ببناء القبة على ضريحه فإن اللعنة التي وردت في الحديث تلحقه، فيكون من الهالكين، وإذا كان النبي عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام يوجّه الله تعالى له نداء يوم القيامة ما "إذا كان هو الذي أوصى أتباعه بأن يتخذوه هو وأمّه إلهين من دون الله تعالى– و هو ما عليه النصارى اليوم – وذلك في قوله تعالى: "وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمّي إلهين من دون الله" [6] فيجيب عيسى عليه السلام رب العزة بأنه لم يزد أن قال له ما أمره به و هو أن يعبدوا الله تعالى وحده لا شريك له وهو بين أظهرهم، وماأحدثوه بعد رفعه من انحراف وتحريف فالله رقيب عليهم، في قوله تعالى: (قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربيّ وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) [7] وإذا كان الأنبياء وهم أفضل الخلق يسألون يوم القيامة وهم المعصومون؟ فكيف بالأولياء إن كانوا أولياء حقا فهم بالشر يخطأون ويصيبون يحاكمون ويحاسبون؟ أما إذا كان الأتباع هم الذين أخذتهم الحماسة والحمية الدينية والعرقية لبناء القبة على ضريح وليّهم بعد وفاته، فما الدفاع إلى ذالك؟ ولا أتصور أكثر من احتمالين هما: الافتخار بالانتساب إليه، لأنه كما يزعمون إن كان لزعمهم بقية صدق من سلاسله آل البيت، وطمع في الأموال التي تدر عليهم وتعود إليهم بالنفع من جراء المزارات التي يقصدها ذووالعقول المريضةوالقلوب الكلية، ومن
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم فإن تغطية ضريح وليهم بقبة منعا من الابتذال، وتمييزه عن بقية المقبورين "كعلامة المسجلة"على السيادة الوهمية والسيطرة الروحية على سائر عباد الله من غير فصيلة دمهم، وهذا هو الشيء الوحيد الذي اهتدى إليه أتباعه من الجهال الذين تركهم وليهم على جهلهم ضمانا لا استمالتهم والتحكم فيهم باسم الدين، وهو أنهم عرفوه لنا ببناء قبة على ضريحه فكان لسان حالهم يقول: من أراد أن يطلع على تاريخه وحياته فلينضر إلى قبته كشاهد وبرهان على أنه كان ... وكان ... وكان، ومن خلال ما تشاهد من الحفلات في " المواسم المزعومة دينية فيهم " تستنتج أن الهدف من بناء القبب على أضرحة أولياء المرابطين- إن كانوا أولياء حقا في حياتهم- هو استنزاف جيوب المغفلين والبلهاء من خلال الزيارات، ولا زيارة بدون مقابل، ولا دعاء بدون دفع، ولا استغاثة من غير بذل، وكل رجاء وتوسل وبكاء وتضرع وطواف كل ذلك يجب دفع الثمن لأن السيد الوليّ مثل الطبيب الجشع لا يتعامل مع المرضى مجانا، ومن لا يدفع لا فحص ولا وصفة ولا دواء ولا شفاء ولا دعاء. وهكذا بنيت قبب على قبور من يسمونهم بالأولياء واصطلحوا على تصميم وشكل هندسي موحد وزينوها ظاهرا وباطنا بالبلاط الناعم الملون المستورد ووضعوا على رمسه صندوقامغطى بأقمشة حريرية حبرت قصد التمسح به والطواف حوله، وابتدع هؤلاء "من يزعم أنهم المرابطون" البدع في بلاد الزواوة كلها من شيوخهم أن من توجه إلى البقاع المقدسة لأداء فريضةالحج يجب عليه أن يزور ضريح هذا الوليّ المدسوسويطوف حول هيكله وإلا فلا حجّ له، وعلى جانب الضريح حفرة تملأ بالتراب "الزمزمي" تقصدها النساء الجاهلات الغبيات فيأخذن حفنة يمضغنها تبركا وتفاؤلا بزواج أو ولد أو تولة، والمكلّف بمراقبة تراب الحفرة يتردد إليها بين آونة وأخرى ليلمس ما يتناقص منها فيزودها بتراب جديد يأخذه من أي مكان ويفعل ذلك خفية من أعين الناظرين والنساء خصوصا لأن الاعتقاد السائد بين البلهاء والمغفلات أن هذا التراب يتولد تلقائيا من قبر السيد الوليّ ببركته وكرامته حتى بعد وفاته، فكأنه يملك طاحونة سرية كاتمة الصوت في قبره تفرز على الحفرة رملا زمزميا فيه شفاء للنساء الغبيات ودواء للحمقى والمغفلين، ومن الغريب أن هذه القبب لم تمس بسوء في أيام الجهاد التحريري ضد الكفر الصليبي الوثني الفرنسي ولم تتعرض للدمار والهدم لأنه يعلم يقينا أن بقاءها ضمان لبقاء المسلمين على انحرافهم عن عقيدتهم الصحيحة واستمرارهم على جمودهم و تخلفهم عقليا و ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، وقد ثبت واقعيا أن قائدا عسكريا فرنسيا ذهب مع فرقته في الجهاد التحريري إلى قرية ذات قبة فهددها ساخرا، قائلا: "لولا وليّ قبتكم هذه لدمّرت قريتكم عن آخرها"، وقد ظنّ أغبياء القرية أن سلامة قريتهم من الدمار تعود إلى بركته ويده الطويلة وقدرته الخارقة في حماية أحفاده من السحق والموت، وإنّه هوالذي تصدى لهؤلاء الكفرة الفجرة و رد كيدهم إلى نحورهم وهو مستلقي في رمسه بعظامه البالية النخرة، وما علموا أن لسان حال هذا القائد الماكر يقول لهم "استمروا على اعتقادكم الفاسد، وتمسكوا بصنمكم المعبود، و لو أنّكم عرفتم إسلامكم حق المعرفة وعبدتم الله تعالى وحده عن بصيرة ما بقينا في بلادكم أكثر من قرن"
و ما دخل هذه القبب من أموال؟
إن القبب على صنفين: صنف بجواها زاوية لتعليم القرآن الكريم يقصده منمختلف الجهات أبناء الفقراء من عائلات ذات الاتجاه الديني، فأموال هذه القبة التي تأتي عن طريق "سلم" السيد الوليّ من نذر وصدقة و زكاة تنفق على الطلبة الداخليين المنتسبين إليها، ويستفيد من "جفانها" الضيف والزائر من المعارف والأحباب، والوجبات تتأرجح بين مقبولة ورديئة حسب المدخول ومن ثمّ ابتدعوا بدعة إقامة الزردات2 الموسمية قصد التسول المقنع وجمع الأموال تحت طائلة "البركة" وتدارك النقص لأن المردود لا يكفي لإشباع البطون الجائعة، ومن المعلوم أن هذه الزوايا كانت قائمة تؤدي رسالتها على أكمل وجه قبل الاحتلال وينفق عليها من أموال الأوقاف والزكاة، وبدخول الكفر الصليبي الوثني الفرنسي إلى الجزائر استولى على الأوقاف واندرس البعض منها وقضى عليها بحكم السياسة الكفرية الفرنسية والبعض الآخر لا يزال يقوم بدوره إلى اليوم، ومما يجدر ذكره أنه منذ الاستقلال إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
اليوم لم أجد وزيرا شهما للشؤون الدينية على تعاقبهم على كرسي الوزارة فكر في القيام بإحصاء هذه الزوايا وعدد الطلبة المنتسبين إليها قصد إلحاقها بالوزارة والإشراف عليها تعليما ونفقة ويتحصل الطالب المنتسب إليها على منحة دراسية داخلية على غرار المنح التي تقدم لتلاميذ مدارس التربية الوطنية وهم بالآلاف وأولياؤهم أغنياء، وبما أن أغلبية المؤسسات التربوية إن لم تكن كلها قد استغنت الآن عن النظام الداخلي، أليس من العدل والإنصاف أن يقتطع جزء من هذه الأموال الطائلة التي كانت مخصصة للداخليين وأنصافهم بوزارة التربية ويحول جزء إلى طلبة الزوايا وهو بالمئات حتى يتسنى لطالب الزاوية وهو جزائري فقير أن يأكل لقمة عزّ و كرامة ولا يترقب الأموات كالصقر فيساق إلى الجنائز لقراءة القرآن على الجيفة الهامدة نظير لقمة الذلّ والمهانة، ولحس طبق من المرق بعجل و لهفة، من لي بوزير جريء يقود بمبادرة طيبة بإلحاق هذه الزوايا بوزارة الشؤون الدينية قصد الإشراف عليها تنظيما و تعليما و تكوينا و نفقة، و تخصص منحة لكل طالب يلتحق بها و يختار لهم المربون المنفتحون على الثقافة الإسلامية المعاصرة و تخلص من المشرفين التقليديين الذي أشربت قلوبهم الشعوذة و البدع و الخرافات، وقد ابتليت هذه الزوايا بالمشرفين الذين يستحلون البدع الشركية المحرمة، ويشاهدون المنكر يتكرر و يباشر على مرأى منهم ومسمع ولا يغيرون ولا ينهون مع قدرتهم على التغير التدريجي، و علمهم بالتحريم، و يتبجح أحدهمجهارا بأنّه سيقوم بإحياء حلقات الذكر الجماعية التي كانت في عصر جاهلية الكفر الفرنسي، وتردد كلماته وعباراته كالببغاء و هم لا يفقهون ما ينعقون
أما القبب التي لا زوايا لها فأين تذهب أموالها؟
لا جدال أن هذه الأموال يستغلها "من يزعم أنهم من المرابطين" أنفسهم وحدهم في منافعهم الذاتية ولا يشاركهم فيها غيرهم لأنها من تسوّلات جدهم، وقد كانوا فيما مضى– ولا يزال أحيانا– ينفقونها في شراء ثيران لذبحها بمناسبة موسم الحرث الروماني الذي ورثه سكان المنطقة البربر عنهم اعتقادا منهم بالذبح يغنيهم الله بالمطر، وهذا اعتقاد فاسد وشرك في الإسلام، فقد شرع لنا الإسلام صلاة الإستسقاء بما يتضرع المسلمون إلى الله القديرويدعونه رغبا ورهبا عندما ينزل بهم بلاء الجفاف، وهذه العادة توارثها البربر– كما قلنا– عن الرومان وهي تحمل رائحة الوثنيةوتعظيم القرابين، وكان يجب على "المرابطين" وهم قدوة في الدّين عند العامة من الناس ولهم "عليماء" كما يزعمون أن يبطلوهاويحاربوها لمنافاتها للإسلام حتى يقتفي آثارهم القرى المجاورةولكنّهم تمسكوا بها لأنّ الأموال جاهزة ولأن جدّهم كفاهم مؤنة النفقة، والمرابطون يجتهدون أن تبقى أسرارهمفيمابينهمويضربون عليها أسوارا من الكتمان حتى لا ينكشف عوارهم، فحرمة زيارة قببهم و شركية الإستغاثة بوليهم والتوسل به يجب أن يبقى هذا "الحرام" مجهولا عند غيرهم من غير فصيلة دمهم حتى لا تنقطع قوافلهم وتكسد تجارة قبتهم، ومن ثمّ يمنعون الإمام ويجبرونه على ألاّ يذكر قبتهم بسوء في دروس الوعظ والإرشاد يوم الجمعة حتى لا يلفت انتباه المصلين الوافدينمن القرى المجاورة، وقد توصلوا أخيرا إلى شراء ذمة إمام وضميره وسكوته وهو من فصيلة دمهموحيّهم، بألفي دينار في كلّ صلاة جمعة تدفع له من أموال القبة وهو عن بيعه راض مستبشر، ومن بين البدع التي ابتدعوها حتى تجد أموال قبتهم سبيلا إلى الإنفاق والتبذير، هو دعوة طلبة قريتهم فقط لقراءة القرآن على روح ولي قبتهم في يوم الجمعة من كل أسبوعوهي حيلةماكرةظاهرها عمل تعبدي في نظر عميان الجهل المركب وهو غير مشروع، وباطنها استنزاف أموال القبة وإنفاقها في شهواتهم وبطونهم فيحظى بجفانها ممثلي القرية و حاشية السادن ثمّ الطلبة، وقد أخبرني أحدهم أيضا أن ما أنفق على اللحم فقط في عام واحد قدّر بملايين بخمسة، كما أخبرني أحد الطلبة أن دعوتهم لقراءة القرآن على وليّ القبة ليس إلاّ واجهة وذريعة يتمكن فيها رؤساء القرية و حاشية السادن من إشباع رغبتهم هم أولا، ولا يقدم للطلبة إلا ما فضل في القدور والموائد والجفان، ويستحيل أن يفكر أرباب القبب من المرابطين في الفقراء والمحتاجين من قريتهموخارجها من القرى المجاورة بأن يقدموا يد العون والمساعدة بمناسبة
(يُتْبَعُ)
(/)
الموسم الدراسي أوالزواج أو الختان أو قضاء الديون أو في العيدين المباركين، وإنّما يظهرون نفاق كرمهم لمن يزورهم من المسؤولين قصد شراء سكوته والتأثير فيه، كما يستحيل أن ينظروا بعين الأخوة والجوار إلى القرى المجاورة و يسرعوا إلى نجدتها ماديا إذا نزل بهم بلاء، فقد وقع حريق مهول في إحدى قرى بني دوالة وآت الحريق على كثير من المنازل والحقول ولم يتحرك شعور "أولياء" القبب "الستة" المجاورة لها بأن يمدوا لها يد المساعدة المالية تخفيفا عن مصابها وإشعارا بأخوة الجزار والإسلام علما بأنّ إحدى القبب منها مدخولها السنوي يتراوح مابين 60 "ستين" إلى 80 "ثمانين" مليونا، وقد يصل أحيانا إلى 0 12 "مائة وعشرين" مليونا، وقد عزمت قرية مجاوزة لقرى المرابطين على بناء مسجد، فتوجه بعض أعضاء اللجنة الدينية منها إلى رؤوس هذه القبب طالبين منهم الإسهام والعون المالي في بناء مسجدهم، إلا أن بخلهم و لؤمهم وجشعهم علوا أيديهم في عنقهم ولم يمدوا لهم ولو مليما واحدا، وهذه القبب الموزعة عبر منطقة الزواوة أدناها وأقصاها تركت أثرا سيئا في الدين وشوهت روح الإسلام فهي أصناموأوثان المرابطين لا فرق بينهم وبين المشركين في الجاهلية، وكلاهما مسلموا اليوم ومشركوا الجاهلية يعترفون بوجود الله وأنه هو الخالق وأنه هو المدبر لكل شيء و يشتركان في التقرب إلى الله زلفى، هؤلاء باللاّت والعزّى وأولئك بالقبب، وكلاهما أيضا يتقربون إليها بالنّذور والتوسل والإستعانة، ويتميز "مرابطو قبب اليوم" بأنّ قبتهم تدبّر إليهم أموالا يستعينون بها في الإنفاق على رغباتهم، ومن العادات المحرمة المتأصلة في عروق ودم "هؤلاء المرابطين" مهما نبّهت وحذرت أن كل من يتوجه إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج عليه عرفا أن يمر على صاحب المقام وتفتح له باب القبة ويدعون له – باسم بركة الوليّ -، بسلامة الوصولوالعودة، و منهم من يطوف حول الهيكل سبعة أشواط ومن خالف هذه العادة الشركية، فإنه في نظر المرابطين المتعصبين من المنبوذين، ويقاطع اجتماعيا، بينما المرتدون (من بدل دينه وتنصر ... ) الذين برزوا في عقر دارهم لا يقاطعونهم ويتعاملون معهم اجتماعياواقتصاديا، ومن خرافاتهموخزعبلاتهم التي لتزال تعشش في أدمغتهم ويرددونها في عصر التقدم العلي والعقلي أن المسافر إذا كان وحده فالولي رفيقه في السفر، وأن كانا اثنين فهو ثالثهما وإن كانوا ثلاثة فأكثر فقد ضمن لهم أمن السفر شريطة أن يتوسلوا ويستغيثوا به، وينطبق عليهم هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسند حسن عن طارق بن شهاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مرّ رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما قرّب، قال: ليس عندي شيء أقربه، قالوا: قرب ولو ذبابا، فقرب ذبابا، فخلوا سبيله فدخل النار، وقالوا للآخر: قرّب، قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عزوجل، فضربوا عنقه فدخل الجنّة" [8]، ومن تعصب عميان الجهل المركب من المرابطينوتطرفهم أنهم إذا عيّن لهم إمام يشترطون عليه عزما أن يتردد إلى وليّ قبتهم ويشاركهم في شركهم وتقاليدهم المحرمة، فإن أبى يضايقونه ويقاطعونه ويضطرونه إلى الانتقال من مسجدهم، وكم من إمام كفء نزيه صالح حافظ للقرآن رفض الامتثال لبدعهموخرافاتهم وترهاتهم ضايقوه حتى غادر المكان إلى آخر ليس فيه قبة تزار.
بتاريخ: 15 ربيع الثاني 1423 هـ
26 جوان 2002 م
الشيخ أبو طارق البويحياوي
عبد الله حشروف
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1643
-----------------------------------
[1] الزواوة: أهل منطقة القبائل "البرابرة" و أطلق عليهم هذا الوصف لكثرة زوايا تحفيظ القرآن فيها – سابقا -.
[2] صحيح رواه مسلم (1017 (
[3] أخرجه البخاري في الصلاة باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد 1/ 110/، ومسلم (528) في المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور، والنسائي في المساجد باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد 2/ 41.
[4] أخرجه البخاري في الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل 4/ 144، وفي المغازي باب مرض النبي لله ووفاته 5/ 140/، وفي اللباس باب الأكسية والخمائص 7/ 41، ومسلم (531) في المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور، والنسائي في المساجد باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد 2/ 40/، والدرامي (1410) في الصلاة باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد، وأحمد 1/ 218 و6/ 34.
[5] أخرجه مسلم (530) في المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور، وأبو داود (3227) في الجنائز باب في البناء على القبر، وأحمد 2/ 284.
7 [6] المائدة 116 - 117
2"الزردة" و "الوعدة" هي وليمة كبيرة تقام عند الأضرحة تقربا لسيدهم الوليّ و لها مواسم معلومة.
[8] رواه الإمام أحمد في الزهد 1/ 15
ـ[ابو البراء]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:15]ـ
حفظ الله العلامة الشيخ عبد الله حشروف و نفعنا بعلمه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو البراء]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 09:05]ـ
للفائدة(/)
لمن لم يطلع على البيان
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 08:49]ـ
((بَيان))
الحَمدُ لله و الصّلاة و السّلام على رسول الله و آلِه و صَحبه و مَن والاه ,,
أمّا بعد,, فقد اطّلعنا على فتوى فضيلة شَيخنا العلاّّمة (عبد الرحمن بن ناصر البرّاك) حفِظه الله وسدّده وأيّده , تجاه من قال ما يلي:
* تنويه النقاط التالية الذكر ردها ودحضها الشيخ وهناك من وصفه بالتشدد من مرتزقة هذا الزمان لذلك أصدر العلماء هذا البيان نصرة للشيخ حفظهم الله جميعا ...
1. إنّ مِن التشويه و التحريف لِكلمة (لا إله إلاّ الله) القولُ باقتضائها الكُفر بالطّاغوت , و نفي سائر الدِّيانات و التأويلات , أو أنّ معناها: لا مَعبود بِحقٍّ إلاّ الله.
2. إنّ الإسلام لا يُكفِّر مَن لم يُحارِب الإسلام مِن الكِتابيّين أو مِن العقائد الأخرى , بل عَدّهم مِن النّاجين.
3. إنّ الإسلام لا يُكفِّر مَن لا يَدِين به إلاّ إذا حال بين الناس و بين مُمارسة حُرّيّة العقيدة التي يَدينون بها. حيث أفتى- حفظه الله -بكفر قائل هذا القول وردته ووقوعه في ناقض من نواقض الإسلام فيجب أن يحاكم ليرجع عن ذلك فإن تاب ورجع وإلا وجب قتله مرتداً عن دين الإسلام.
و اطَّلعنا أيضاً على مَا حصَل مِن هجومٍ خبيث على شيخنا العلاّمة مِمّن تلوّثت عقائدهم و انحرفِت مناهجهم و شَرقت نفوسهم بهذه الفتوى الّتي كَشفَت ضَلالهم , و هَتَكَت أستارهم.
و مع عِلمنا بإمامة شَيخنا في الدِّين , و مكانته في الأُمّة , و ثِقة المُسلمين بعِلمه و فتاواه , و وُضوح ما أفتى به و ما استدلّ به مِن أدلّة , إلاّ أنّنا نُصحاً للأُمّة , و نُصرَةً للحقّ و أهله , و وفاءً لهذا العالِم الربّاني , نقول:
إنّ هذه الفتوى قد دلّ عليها كتاب الله و سُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ; و قرّرها أهل السُّنّة والجماعة , و هي أمرٌ مجمعٌ عليه بين علماء المسلمين ومعلومٌ من الدين بالضرورة وليس لأحدٍ من الناس أن يشكك فيه.
وكلام شيخنا واضح بإيكال الأمر وإسناده إلى ولي الأمر استناداً إلى عبارته بوجوب محاكمته، ولما عرف وشاع واستفاض من منهجه وما ربّى عليه تلامذته.
ونؤكد على ما طالب به – حفظه الله- من محاكمة قائل هذا القول وأولئك الذين تعمدوا تحريف كلامه وتشويه سمعته واتهامه بما هو بريء منه.
و خِتاماً .. نسأل الله تعالى أن يَجزي شيخنا خير الجزاء , و يُبارك في عِلمه و عَمله و عُمره و جهاده و احتسابه و يَنصر به الحقَّ و أهله , و يَخذل به الباطل و أهله.
و صلّى الله على نبيّنا مُحمّد و آلِه و صَحبه أجمعين ,,
الموقعون
فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
الدكتور محمد بن سليمان البراك
الدكتور رياض بن محمد المسيميري
الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله المبدل
الدكتور إبراهيم بن عثمان الفارس
الدكتور عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
الدكتور يوسف بن عبدالله الأحمد
الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند
الدكتور محمد بن عبدالله الخضير
الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي
الشيخ / فهد بن سليمان القاضي
الشيخ / عبدالعزيز بن سالم العمر
الشيخ / محمد بن أحمد الفراج
المحدث / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
الشيخ / محمد بن عبدالمحسن المطلق
المحدث / عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
الشيخ / منصور بن عبدالرحمن القاضي
الشيخ / عبدالعزيز بن محمد السلطان
الشيخ / وليد بن علي المديفر
* بتصرف يسير جدا
وقد كان نص فتوى الشيخ البراك حفظه الله الآتي:
فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن ناصر البراك سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد شاع في كثيرٍ من الكتابات الصحفية جملةٌ من المخالفات الشرعية المصادمة لأحكام الشرع المطهَّر. وفي الفترة الأخيرة تجاوزت تلك الكتابات إلى المساس بقاعدة الدين ومفاهيمه الكبرى. فقد نشر بجريدة الرياض عدد (14441) مقالةٌ بعنوان: (إسلام النص، وإسلام الصراع)، قرَّر كاتبها أن من التشويه والتحريف لكلمة (لاإله إلا الله) القول باقتضائها الكفر بالطاغوت ونفي سائر الديانات والتأويلات، أو أن معناها: (لامعبود بحقٍ إلا الله). ونشر بالجريدة نفسها في العدد (14419) مقالةٌ بعنوان: (الآخر في ميزان الإسلام) قرَّر كاتبها أن الإسلام لا يكفِّر من لا يدين
(يُتْبَعُ)
(/)
به إلا إذا حال بين الناس وبين ممارسة حرية العقيدة التي يدينون بها. وزعم أن دين الإسلام ـ خلافاً لرأي المتشددين ـ لا يكفر من لم يحارب الإسلام من الكتابيين أو من أتباع العقائد الأخرى، بل عدَّهم من الناجين.
وبرفق السؤال صورة من المقالتين المذكورتين. فما قولكم في ذلك حفظكم الله؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الحمدلله. فإن من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامةٌ للبشرية كلها، بل للثقلين الجنِّ والإنسِ. فمن لم يقرَّ بعموم رسالته فما شهد أن محمداً رسول الله، مثل من يقول: إنه رسولٌ إلى العرب، أو إلى غير اليهود والنصارى. ومقتضى عموم رسالته أنه يجب على جميعِ البشر الإيمان به واتباعه. سواءٌ في ذلك الكتابيون اليهود والنصارى، أو الأميون وهم سائر الأمم. قال ـ تعالى ـ: (فإن حاجُّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعنْ. وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم. فإن أسلموا فقد اهتدوا. وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد). وقال ـ تعالى ـ: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً). وفي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصةً، وبعثت إلى الناس عامةً). وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عليه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفس محمدٍ بيده، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة؛ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ. ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلتُ به إلا كان من أصحاب النار).
ومن هذا الأصل أخذ العلماء أن من نواقض الإسلام اعتقادَ أن أحداً يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فمن زعم أن اليهود والنصارى أو غيرهم أو طائفةً منهم لا يجب عليهم الإيمان بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولا يجب عليهم اتباعه، فهو كافرٌ وإن شهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وبهذا يتبين أن (من زعمَ أنه لا يكفرُ من الخارجين عن الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم، إلا من حاربه)، أو زعم (أن شهادة ألا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بما يعبد من دون الله، والبراءة منه ومن عابديه، ولا تقتضي نفيَ كلِّ دينٍ غير دين الإسلام مما يتضمن عدم تكفير اليهود والنصارى وسائر المشركين) فإنه يكون قد وقع في ناقضٍ من نواقض الإسلام. فيجب أن يحاكم ليرجع عن ذلك. فإن تابَ ورجع، وإلا وجب قتله مرتداً عن دين الإسلام، فلا يغسَّل ولا يكفَّن، ولا يصلى عليه، ولا يرثه المسلمون. فنعوذُ بالله من الخذلان وعمى القلوب، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وإن من المؤسف المخزي نشر مقالاتٍ تتضمن هذا النوع من الكفر في بعض صحف هذه البلاد المملكة العربية السعودية؛ بلاد الحرمين. فيجب على ولاة الأمور محاسبة هذه الصحف على نشر مثل هذا الباطل الذي يشوِّهُ سمعة هذه البلاد وصورتها الغالية. وليعلم الجميع أنه يشترك في إثم هذه المقالات الكفرية كل من له أثرٌ في نشرها وترويجها من خلال الصحف وغيرها، كرؤساء التحرير فمن دونهم كلٌ بحسبه. فليتقوا الله وليقدروا مسؤوليتهم و مقامهم بين يدي الله. نسأل الله أن يهديَ الجميع إلى صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه عبدالرحمن بن ناصر البراك.
غرة ربيع الأول 1429هـ. (من موقع طريق الاسلام)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 12:10]ـ
http://alukah.net/majles_1/showthread.php?t=13641(/)
القواسم المشتركة 000 بين غلاة التجريح و غلاة التفجير000 لشيخنا أبي الحسن المأربي
ـ[ولد برق]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 11:36]ـ
منقول من كتاب شيخنا (فتنة التفجيرات و الإغتيالات)
قال: - و فقه الله -
وهاتان الفرقتان – على التنافر الشديد بينهما، وعلى صِدْق وإخلاص في كثير من أتباعهما –؛قد تشابهت أحوالهم في أمور كثيرة - شعروا أو لم يشعروا - منها:
1 - وقوعهم في الغلو والتنطع، وقد ذم الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك ذماً شديداً، كما سيأتي – إن شاء الله تعالى -.
2 - الجهل – عند كثير منهم - بمقاصد الشريعة وقواعدها الكلية، أو عدم التوفيق في مراعاة ذلك؛ مما يجعلهم لا يبالون بعواقب أقوالهم وأفعالهم!!! كما أن كثيراً منهم – يجهل معاني كلام أهل العلم في التكفير والتفسيق والتبديع والهجر وغير ذلك، أو يسيء إنزاله على المعيَّن، فينسب إلى العلماء ما ليس من مذاهبهم!! قال شيخ الإسلام – رحمه الله – في رده على من أطلق الهجْر وعدمه:" وكثير من أجوبة الإمام أحمد وغيره من الأئمة، خرج على سؤال سائل قد علم المسئول حاله، أو خرج خطاباً لمعيَّن قد عُلم حاله، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إنما يثبت حُكْمُها في نظيرها، فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً .... " اهـ من " مجموع الفتاوى " (28/ 213).
3 - قلة مراعاة منهج أهل السنة - القائم على العلم والعدل - في التعامل مع المخالف، مما أدى إلى تضليل المخالف وتبديعه، ورمْيه بالركون إلى الدنيا، أو اللهث وراءها، وإن كان الخلاف قد يقع في المسائل الاجتهادية، التي يسوغ فيها الخلاف، والمخالف فيها بين أجر وأجرين،ومغفور له خطؤه!! قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- كما في "مجموع الفتاوى" (19/ 73 - 74) مبينا بعض أصول أهل البدع:" ..... وهذا أصل البدع التي ثبت بنص سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإجماع السلف أنها بدعة:هو جَعْل العفو سيئة، وجعل السيئة كفْراً، فينبغي للمسلم أن يحْذَر من هذين الأصليْن الخبيثين، وما يتولَّد عنهما من بُغْض المسلمين، وذمِّهم، ولعْنهم، واستحلال دمائهم وأموالهم .... " إهـ. فيا لله، كم رأينا مِنْ هؤلاء الشباب مَنْ جَعَلَ مسائل الاجتهاد من جملة مسائل العقوبات والأصول، يُعْقد عليها الولاء والبراء، وكم رأينا من كفَّر بمعصية دون حياء أو خجل، وكذا من كفَّر بها لكن بقيود مُحْدثة، وأوصاف مخترعة، لا تبْعُد كثيراً عن مذهب أهل الأهواء الأوائل – كما سيأتي إن شاء الله تعالى -. وكم رأينا ما ترتب على هذا الانحراف مِنْ لَعْن وتضليل وتبديع وتكفير، وهجْرٍ وشرٍّ،واستحلال للدماء والأموال والأعراض، وتفريق بين المرء وزوجته – بدون حق – كما هو فعل شياطين الإنس والجن!! فالله المستعان!!!
4 - بَذْلُ الجهد والمال والجاه في التشنيع على المخالف، ومحاولة إسقاطه بأي وسيلة،حتى خرج النزاع ـ في كثير من الأحوال - عن كونه ابتغاء مرضاة الله،والانتصار لحرمات الله؛ إلى الانتصار للأهواء والأشخاص، وهذه فتنة في الدين، ولا يجوز التشبه بأعداء الله في إنفاق المال والجهد في الانتصار للأهواء، وقد حكم الله بهزيمة من كان كذلك، فقال: (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغَلبون) والله المستعان.
5 - لقد أَحْدَثَتْ كل من الطائفتين مسألة أو مسائل، وجعلتها مناط الولاء والبراء بينها وبين الآخرين، فمن خالفهم فيها؛ فلا يُقْبل منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، ولا تنفعه شفاعة الشافعين عندهم!!! ومن وافقهم عليها؛ فقد أدى ما عليه، وليس عليه – عندهم - بعدها شيء، ولو خالف فيما هو أعظم!! هذا لسان الحال، وهل الحزبية المذمومة إلا كذلك؟! وصدق الله عزوجل القائل: (أفمن زُيِّن له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء) والقائل: (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم) والقائل سبحانه أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم). فمما أحْدَثَتْ إحداهما: ما يسمونه بمسألة:" الحاكمية " وأطلق دعاة هذه الطائفة القول بتكفير من حكم بغير ما أنزل الله دون تفصيل – وإن كان بعضهم قد يفصِّل، إلا أنه لا يُنكر على الآخرين الذين لم يفصِّلوا -، وجعلوا
(يُتْبَعُ)
(/)
مخالفهم في ذلك –وإن كان من أهل العلم - فاسد المعتقد والقصد، لاهثاً وراء شهوته، مُعْرضاً بدنياه عن آخرته!! ومما أحْدَثَتِ الطائفة الأخرى ما يسمونه بمسألة:" المنهج " وبَدَّع دعاتها كثيراً من أهل السنة – وإن كانوا من أهل العلم والتقى - بزعم فساد منهجهم، واستباحوا الوقوع في الأعراض، بدعوى: "إحياء علم الجرح والتعديل "!! فنعوذ بالله أن نكون ممن زُيِّن له سوء عمله فرآه حسناً!! وعلى كل حال: فقد وقع كل من الطائفتين فيما لا يُحمد من الحزبية، والله المستعان. وقد رد كثير من طلبة العلم على من غلا فيما يسمونه بـ" المنهج " ردوداً كثيرة، فكشف الله بها الحق – والحمد لله تعالى - وظهر لكثير من طلاب الحق مبلغ هؤلاء من العلم بطريقة السلف!! وصرف الله بها الكثير من طلاب العلم عن هذا الغلو، والفضل في ذلك وغيره لله وحده القائل وما بكم من نعمة فمن الله) فأسأل الله أن يجعل كتاباتي وأقوالي وأعمالي خالصة لوجهه الكريم،جالبة لي ولأهلي وذريتي جميعاً وإخواني الحياة الطيبة في الدارين. كما رددت على من غلا في مسألة " الحاكمية " وعلى مثيري الفزع والتفجيرات ردوداً متفرقة قبل ذلك، وهذا الكتاب خاص بمناقشة هذه الأفكار – إن شاء الله تعالى - فأسأل الله أن يرزقني فيه التوفيق والسداد، وأن لا يجعل عَجْزي وتقصيري وضَعْفي حائلاً بيني وبين الهدى والرشاد، وأن ينفع به في الدنيا والآخرة.
6 – أن في كلتا الطائفتين من لا يألو جهداً في استصدار فتاوى من كبار العلماء تؤيد ماهم عليه – ولو في الظاهر، أو لمدة مؤقتة - ويتخذون لذلك وسائل مُرِيبة، وطرقاً عجيبة، وذلك في كيفية إلقاء السؤال على العلماء، وكذا يُنْزلون عمومات فتاوى العلماء على من يريدون، انتصاراً لرأيهم، وخَسْفاً بمخالفهم، ويطيرون بذلك كل مطار، ومع ذلك: فإذا خالفهم العلماء؛ غمزوا فيهم بأساليب ظاهرة وملتوية، والله تعالى يقول: (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه) ويقول سبحانه: (ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله) والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:" إنما الأعمال بالنيات،وإنما لكل امرئ ما نوى ... ".
7 - أن كُلاً من الطائفتين يمتحن الناس بمقالاتهم المحْدَثة، واجتهاداتهم الخاطئة، ومشايخهم وقادتهم الذين يصيبون ويخطئون، فمن قال بقولهم، أو مدح مَنْ يمدحون؛ رفعوه فوق قدره، ومن خالفهم، أو ذم بحق مَنْ يمدحونه بباطل؛ نزل مِنْ أعينهم،وَوُجِّهت إليه سهامهم، وحطوا مِنْ شأنه، فمرة يكون عميلاً جاسوساً، أو مغفلاً لايدري مايدور حوله!! وأخرى يكون دسيسة على الدين، حزبياً متستراً،أَخْبَث من على وجه الأرض!! (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن). ومعلوم أن امتحان الناس بهذه الأمور؛ من عمل أهل البدع، لا من عمل أهل السنة: فقد قال شيخ الإسلام – كما في " مجموع الفتاوى " (3/ 413 - 414) – في رده على من يمتحن الناس بيزيد بن معاوية:" فالواجب الاقتصار في ذلك، والإعراض عن ذكْر يزيد بن معاوية، وامتحان المسلمين به، فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة .... " اهـ. وفي (3/ 415) قال: " وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " اهـ. وفي (3/ 416) ذكر الأسماء التي يسوغ التسمي بها، مثل انتساب الناس إلى إمام: كالحنفي والشافعي والحنبلي .... أو مثل الانتساب إلى القبائل: كالقيسي واليماني، وإلى الأمصار: كالشامي والعراقي والمصري،ثم قال:" فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها، ولا يوالي بهذه الأسماء، ولا يعادي عليها، بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم، من أي طائفة كان " اهـ. وفي (20/ 164) قال:" وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً، يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها، غير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي، غير كلام الله ورسوله، وما أجمعت عليه الأمة، بل هذه مِنْ فعْل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً، يُفرِّقون به بين الأمة، ويوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ..... فمن ابتدع أقوالاً ليس لها أصل في القرآن، وجعل مَنْ خالفها كافراً، كان قوله شراً مِنْ قول الخوارج "اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - أن مِنَ الطائفتين مَنْ قد طعن في كثير من كبار العلماء المخالفين له!! وتقاسموا مقالة السوء في العلماء الذين لهم قدم صِدْق في الأمة،فطائفة قالت: هم عملاء، جبناء، ضعفاء، فُتنوا بالقصور والسيارات الفاخرة، وهم تَبَعٌ للحكام، وعبيد العبيد، وعلى أحسن الأحوال: فهم – عند بعضهم - سطحيون، لا يفقهون الواقع، وإن كانوا مخلصين صادقين!! وطائفة قالت في بعض هؤلاء الكبار -إذا خالفوهم-: هم لا يعرفون مسائل " المنهج " والجرح والتعديل، ونحن المتخصصون في معرفة منهج أهل السنة من مناهج أهل البدع، ونحن أعلم الناس بالحزبية ومناهجها، وإن هؤلاء العلماء مُلَبَّس عليهم، وسلفيتنا أقوى من سلفيتهم!! وعلى أحسن الأحوال: فهم – عند بعضهم - حولهم حزبيون، والعلماء يحسنون الظن بالحزبيين،فيخدعونهم، بل وبعض هؤلاء الكبار من أهل البدع والضلال، وهو قطبي، أو إخواني بنّائي، أو إخواني على الخط العام، ونحو ذلك من العبارات الشائعة بينهم وبين طلابهم!! وعلى كل حال: فقد عمل هذان السهمان عملهما في جسد توقير العلماء وإجلالهم!! وقد أثخنت هاتان الطائفتان في الصف – شعرا أم لم يشعرا - فسقطت مرجعية كثير من كبار العلماء في نظر الشباب هؤلاء وأولئك، وإن تمسك كل منهما بنتفة من كلام العلماء؛ فلمقاصد أخرى – عند البعض - والله تعالى يقول يوم تبلى السرائر) ويقول يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) ويقول سبحانه واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه).
9 - أن كُلاًّ من الطائفتين يَدَّعي أنه قد أحيا فرائض ميتة!! ويا ليته كان كذلك - فهم وإن نفعوا في أبواب أخرى - فقد هدموا كثيراً مما يَدَّعون إحياءه!! فطائفة تَدَّعي أنها أحيت علم العقيدة، وقررت "لا إله إلا الله " في القلوب والأذهان، بعد تحريرهم مسألة " الحاكمية " –حسب نظرتهم - وأنهم أحيوا عَلَمَ الجهاد بهذه التفجيرات والاغتيالات!!! فهدموا بذلك كثيراً من الخير – كما سيأتي إن شاء الله تعالى -. هذا، وإن كان الكلام في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله؛ من مسائل العلم الشرعي، إلا أنه لايجوز الخوض فيها إلا للمتأهلين، وبالضوابط الشرعية، والنظر في مآلات ذلك، ودون إفراط أو جفاء،شأنها في ذلك شأن جميع المسائل العلمية، والله أعلم. وأخرى تَدَّعي أنها أحيت ما يسمونه بـ " عِلْم المنهج " وعِلْم الجرح والتعديل، والواقع أنهم قد فتحوا باب العصبية المقيتة لآرائهم وشيوخهم، وطاشت سهامهم في أعراض وعقائد أهل الحق، وإن رمَوْا أهل الباطل بسهم – مع إسرافهم وتجاوزهم في كثير من الأحيان- فقد رمَوْا أهل الحق بالمجانيق!!! فلا الإسلام نَصَروا، ولا العدو كَسَروا، والله المستعان. وعلى كل حال: فصدق الله عز وجل القائل فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين) ويقول سبحانه: (إن يتبعون إلا الظّن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى).
10 - أن كثيراً من الطائفتين قد وقع في فتنة الاعتقاد الباطل ثم الاستدلال، وهذا مخالف لما عليه أهل الحق، فترى البعض يرفعون عقيرتهم بأمرٍ ما،فإذا حُوققوا، وطُلِبتْ أدلتهم على قولهم؛ استدلوا بكُسَيْر وعُوَيِر وثالثٍ ما فيه خير وبعد الكلام على هاتين الصورتين من صور?،وهذا من شؤم الاعتقاد قبل الاستدلال!! الغلو في هذا العصر، وذِكْر كثير من وجوه الشبه بينهما - دون رغبة في التشابه منهما، ولا قصد مني للاستيعاب - وبعد الإشارة إلى أنه لا يلزم من ذلك نفي إخلاص الكثير من الطائفتين، إلا أن الإخلاص وحده لا يكفي، فلابد من صحة الاتباع، وسلامة الطريق، كما لا يلزم من ذلك أنهم ليس لهم جهود أخرى نافعة، إلا أن هذا لا يُسَوِّغُ السكوت عن أخطائهم. وليس تحذيري من أخطائهم؛ مُسَوِّغاً لادِّعاء ما ليس فيهم، أو قلْب حقهم باطلاً، وحسنتهم سيئة؛ فإن هذا كله ينافي العدل الذي أُمِرْنا به، كما أن ماعندهم من جوانب صحيحة؛ لايُسوِّغ التقليل من خطورة مناهجهم التي يسيرون عليها، فالإنصاف عزيز، وأهله قلة (وقليل ماهم). واعلم أنه لا يلزم من ذلك أن المخالفين جميعاً على درجة واحدة في كل ما سأذكره عنهم أو غيره، ولاشك أن لكل حال حكماً،فبعض الأحوال تجعل صاحبها من أهل الأهواء، وبعضها يكون المرء مخطئاً فيما ذهب إليه، ويُخشى عليه إن تمادى به هذا الحال السئ؛أن يلحق بركب أهل الأهواء. ولما كان المقام مقام دفع فِكر مخالف للسنة – وإن تفاوتت درجاته -؛ ذَكَرْتُ الكثير من مقالاتهم، دون عزو هذا القول أوذاك لفلان أوغيره، فالمقام ليس مقام إثبات قول بعينه أو نفيه عن فلان أو غيره، إنما المراد بيان أقوال مخالفة،وآثار هذه الأقوال في الصفوف، فاحتجت إلى حشد الكثير من هذه الأقوال، وإن تعدد أو تنافر القائلون ببعضها، وقد يُنكر بعضهم أن هذا القول أو ذاك من أقوالهم، وهذا نفي بمجرد علمه فقط، ومن علم حجة على من لايعلم (وفوق كل ذي علمٍ عليم) والله تعالى أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد برق]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 12:48]ـ
يرفع للمانسبة 00000000000
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 04:35]ـ
لماذا لم يذكر شيخك نقاط محدة واضحة في هذه المسائل؟
فليكتب لنا شيئا من ذلك.
لا أدري يتحدث عن غلاة التفجير من يقصد بهم, و هل يساند المعتدلون في التفجير؟(/)
سلسلة الفوائد والنكت: حقيقة الشيعة حتى لا ننخدع
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 10:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من بين يدي هذا الكتاب الطيب - حقيقة الشيعة حتى لا ننخدع للشيخ عبدالله الموصلي - أقدم لكم فوائد و نقط مهمة تبين عوار منهج الشيعة و تبين إفترائهم و كذبهم و بعض مزاعمهم للتوحيد أو التقارب الذي يدعوا إليه علمائهم و يدعوا إليه بعض من يتسموا بالعلم من أهل السنة و هم في هذا خاطئون
و أقدم هذه السلسلة لكل من نادى بأننا إخوة معهم فأقول لهم تمهلوا و لا تحكموا قبل ما تعرفوا من هم و على أي درب يسيرون
ولكي لا تقولو نفتري عليهم فإنني سأنقل كلامهم من كتبهم المعتمدة و التي هي عندهم المرجع الرئيسي في دينهم و سوف يظهر لكل ذي لب هوان ما يقوله دعاة التقريب و يبين خطر هؤلاء الروافض على الإسلام و المسلمين.
- يقول الخميني في الحكومة الإسلامية صفحة 52 (إن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية تكوينية تخضع لولايتها و سيطرتها جميع ذرات هذا الكوان) ص 9
بهذا يتبين أنه أعطى لأئمتهم صفة الربوبية فهل يعتبر هؤلاء إخوة لنا؟
- يقول الخميني في كتابه الرسائل (2/ 201 قم إيران 1385 ه) ما نصه (ثم إنه لا يتوقف جواز هذه التقية بل وجوبها على الخوف على نفسه أو غيره بل الظاهر أن المصالح النوعية صارت سببا لإيجاب التقية من المخالفين - يعنون بالمخالفين أهل السنة و الجماعة- فتجب التقية و كتمان السر لو كان مأمونا و غير خائف على نفسه) ص 13
فاعلم يا أخي أن كل كلام - كيفما كان نوعه - يقوله الرافضي لأهل السنة فهو تقية أي كذب بحيث أنها واجبة عندهم سواء كانوا أمنين او خائفين لهذا إياك أن تصدقهم مهما قالوا
- يقول علامتهم الشهرستاني كما في هامش ص 138 من أوائل المقالات لشيخهم المفيد و هو من كتبهم المهمة طبعة بيروت: (لقد أضحت شيعة الأئمة من آل البيت تضطر في أكثر الأحيان إلى كتمان ما تختص به من عادة أو عقيدة أو فتوى أو كتاب أو غير ذلك) ص 14
وهذا يظهر لنا فساد ما هم فيه لأنه لو أظهروا ما هم عليه من عقيدة فسوف يظهر عوارهم أمام المسلمين , خاصة العوام منهم الذين هم مستهدفين من قبلهم لإدخالهم في دينهم.
- التقية عند الشيعة و عدم مجاهرتهم بمعتقداتهم:
- أحسن من عرف هذه العقيدة الخبيثة - أي التقية - الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى بقوله (و أول موانع التجاوب الصادق بإخلاص بيننا و بينهم ما يسمونه التقية فإنها عقيدة دينية تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون , فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغبتهم في التفاهم و التقارب و هم لا يريدون ذلك و لا يرضون به و لا يعملون له , إلا على أن يبقى من الطرف الواحد مع بقاء الطرف الآخر في عزلته لا يتزحزح عنها قيد شعرة) الخطوط العريضة صفحة 10 ص 15
وبهذا أقول أنه على الأعضاء أن يجتنبوا التكلم معهم أو الدخول معهم في حوار بخصوص معتقداتهم أو معتقداتنا - خاصة من كان منهم يفتخر بأنه شيعي أو أنه راض بدينه يدعوا له - إلا لمن كان فعلا يتقن دينهم و مطلع على ما في كتبهم و يستطيع أن يقيم الحجة عليهم ويظهر تقيتهم , و طبعا يكون على علم بالشريعة الإسلامية ليظهر لهم الصواب
- يقول شيخهم و رئيس محدثيهم محمد بن علي بن الحسين الملقب بالصدوق في رسالة الإعتقادات ص 104 طبعة مركز نشر الكتاب إيران 1370 ه (و اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة .... و التقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم - أي مهديهم المنتظر - فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله و عن دين الإمامية و خالف الله و رسوله و الأئمة) ص 15
فيامن قلت إنهم إخوتنا و علينا نصرتهم أنظر بما يؤمنون و يعتقدون و انظر كذبهم على الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم فبالله عليك بعد هذا ترضى بأخوتهم و تدعوا لها؟
- و روى الحر العاملي في وسائ الشيعة (11/ 473) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال (التقية أفضل أعمال المؤمنين) و في وسائل الشيعة (11/ 474) عن علي بن الحسين عليه السلام قال: يغفر الله للمؤمن كل ذنب و يطهره منه في الدنيا و الأخرة ما خلا من ذنبين ترك التقية و تضييع حقوق الإخوان) ص 17
(يُتْبَعُ)
(/)
يقصدون بالإخوان الذين هم على ملتهم و رفضهم
فانظر ياعبدالله هل تصدق من كان الكذب عنده أفضل عمل يتقرب به إلى الله تعالى
- و في جامع الأخبار لشيخهم تاج الدين محمد بن محمد الشعيرى ص 95 طبعة المطبعة الحيدرية و مطبعتها في النجف عن النبي صلى الله عليه وسلم (تارك التقية كتارك الصلاة)
ص 17
- و في وسائل الشيعة (11/ 466) عن الصادق عليه السلام قال: (ليس منا من لم يلزم التقية) ص 18
تدبر يا أخي و انظر من تصدق
- و يقول آيتهم روح الله الموسوي الخميني في كتاب الرسائل (2/ 174) (فتارة تكون التقية خوفا و أخرى تكون مداراة ... و المراد بالمداراة أن يكون المطلوب فيها نفس شمل الكلمة ووحدتها بتحبيب المخالفين و جر مودتهم من غير خوف ضرر كما في التقية خوفا و سيأتي التعرض لها و أيضا قد تكون التقية مطلوبة لغيرها و قد تكون مطلوبة لذاتها و هي التي بمعنى الكتمان في مقابل الإذاعة على تأمل فيه) ص 18
فانظر يا من تلهث بالتقريب و بالنصرة ماذا يقول آيتهم , فهل تريد أن تنصر من كان نهجه هكذا؟ يقول الشيخ الموصلي ( ... و إذا كان المخالفون أخوة له في الدين فلم استعمال التقية معهم)
- يقول الخميني في كتابه الرسائل (2/ 185) (ومنها ما تكون واجبة لنفسها - أي التقية - و هي ما تكون مقابلة للإذاعة فتكون بمعنى التحفظ عن إفشاء المذهب و عن إفشاء سر أهل البيت فيظهر من كثير من الروايات أن التقية التي بالغ الأئمة عليهم السلام في شأنها هي هذه التقية فنفس إخفاء الحق في دولة الباطل واجبة و تكون المصلحة فيها جهات دينية ولولا التقية لصار المذهب في معرض الزوال و الإنقراض) ص 21
و دولة الباطل هي الدولة السنية , و هكذا يظهر لك أخي أن دينهم باطل لأنهم يخافون زواله وانقراضه لأنهم يعلمون بطلانه خاصة علمائهم و مشيختهم فلو كان دين حق فلن يستطيع كل من في الأرض إزالته لأن الله تعالى تكفل بحفظه , فانتبه و تدبر أخي الكريم
- يقول علامتهم الشهرستاني على ما نقلوه عنه في هامش ص 138 من كتاب أوائل المقالات المطبوع في بيروت عام 1403 ه منشورات مكتبة التراث الإسلامي ما نصه (لذلك أضحت شيعة الأئمة من آل البيت تضطر في أكثر الأحيان إلى كتمان ما تختص به من عادة أو عقيدة أو فتوى أو كتاب أو غير ذلك .... لهذه الغايات النزيهة كانت الشيعة تستعمل التقية و تحافظ على وفاقها في الظواهر - يقول الشيخ الموصلي لاحظ كيف أنطق الله هذا الرافضي بأن كشف لنا أن وفاقهم معنا ظاهري و ليس حقيقا , فهل سينتبه أهل السنة؟ - مع الطوائف الأخرى متبعة في ذلك سيرة الأئمة من آل محمد عليه السلام و أحكامهم الصارمة حول وجوب التقية من قبل التقية ديني و دين أبائي و من لا تقية له لا دين له إذ أن دين الله يمشي على سنة التقية) ص 22
قل لي بالله عليك هل تريد نصرة هؤلاء القوم و تريد أخوتهم؟
- يقول الخميني في تحرير الوسيلة (1/ 352) مانصه (و الأقوى إلحاق الناصب - أهل السنة - بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم و تعلق الخمس به بل الظاهر جواز اخذ ماله أين وجد و بأي نحو كان ووجوب إخراج الخمس) ص 23
و ما يحدث في العراق و لبنان شاهد على ذلك فهل مازلت تريد رفع رايتهم؟
- يقول شيخهم محمد بن محمد بن صادق الصدر الموسوي في تاريخ الغيبة الكبرى ص 352 ص 2 - أظن قصد ط 2 أي طبعة 2 - مكتبة الألفين الكويت 1403 ه ما نصه (الأمر بالتقية في عصر الغيبة الكبرى و هذا المضمون مما اقتصرت عليه أخبار الإمامية دون غيرهم فقد أخرج الصدوق في إكمال الدين و الشيخ الحر في وسائل الشيعة و الطبرسي في إعلام الورى عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: لا دين لمن لا ورع له و لا إيمان لمن لا تقية له و إن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا) ص 26
فانظر هداك الله تعالى كم هم ملتزمون بتقيتهم بل كريمهم من عمل بها كثيرا فسبحان الله و لاحول و لاقوة إلا بالله تجد من يدعوا للتقارب مع هؤلاء القوم الغدار
- سئل آيتهم العظمى كاظم الحائري في الفتاوى المنتخبة ص 150 ج 1 ط مكتبة الفقيه الكويت (ماهي حدود التقية المسوغة للعمل بها شرعا؟ و هل أن الأذى الكلامي و انتقاد المذهب و المضايقة من مسوغات العمل بالتقية؟ أجاب: ينبغي للإنسان الشيعي أن يتعامل مع السني معاملة تؤدي إلى حسن الظنه بالشيعة لا إلى تنفره عن الشيعة ص 30
فاعتبر و اعرف ما يقولوه مجرد تقية فلا تنخدع
المكتوب بالأحمر فهو من تعليقي
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 11:25]ـ
الأخ الفاصل /: (عبد الحي) جزاك الله عنا خير الجزاء .......
والشيخ (عبد الله الموصلي) كما هو معلوم هو من تلاميذ العلامة المحدث (الألباني) - رحمه الله-.
كان هذا للعلم فقط.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 10:14]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
استمر الله يحفظك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 08:52]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 09:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
متى يبدأ الشيعة بترك التقية؟
أخي المسلم: إن الشيعة ملتزمون بالتمسك بالتقية إلى أن يظهر المهدي الموهوم عندهم.
- روى الكليني في الكافي (2/ 217) والفيض الكاشاني في الوافي (3/ 122) عن أبي عبد الله قال: "يا حبيب إن من كانت له تقية رفعه الله يا حبيب ومن لم تكن له تقية وضعه الله يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا".
قال السيد علي أكبر الغفاري في حاشيته على الكافي (2/ 217): "فلو قد كان ذلك أي ظهور القائم وقوله "كان هذا" أي ترك التقية". ص 31
- في الغيبة للنعماني (ص234) وتاريخ ما بعد الظهور للصدر (ص 115) عن أبي عبد الله قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف". ص 34
الفصل الثاني
عقائد الشيعة في الإسلام والمسلمين
أولاً: كفر من لا يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عشر
- يقول رئيس محدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق في رسالة الاعتقادات (ص103 ط مركز نشر الكتاب إيران 1370) ما نصه: "واعتقادنا فيمن جحد إمامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله".
وينقل حديثا منسوبا إلى الإمام الصادق أنه قال: "المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا" رسالة الاعتقادات الصفحة نفسها.
وينسب أيضاً إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "الأئمة من بعدي اثنى عشر أولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وآخرهم القائم طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي من أنكر واحدا منهم قد أنكرني". المصدر نفسه.
وأقوال الصدوق هذه وأحاديثه نقلها عنه علامتهم محمد باقر المجلسي في بحار الأنوار (27/ 61 - 62). ص 36
- ويقول علامتهم على الإطلاق جمال الدين الحسن يوسف بن المطهر الحلي في كتابه الألفين في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ص13 ط3 مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت 1982). قال: "الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص لإمكانخلو الزمان من نبي حي بخلاف الإمام لما سيأتي وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص وإلى هذا أشار الصادق بقوله عن منكر الإمامة أصلا ورأسا وهو شرهم". ص 36 و 37
- يقول الملا محمد باقر المجلسي والذي يلقبونه بالعلم العلامة الحجة فخر الأمة في بحار الأنوار (23/ 390): "إعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفرعلى من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام وفضل عليهم غيرهم يدل أنهم مخلدون في النار".
قال الشيخ عبدالله الموصلي: فالذين تعاطفوا مع الشيعة مخلدون في النار على معتقد من تعاطفوا معهم فهل من معتبر. ص 37
- يقول آية الله الشيخ عبد الله المامقاني الملقب عندهم بالعلامة الثاني في تنقيح المقال (1/ 208 باب الفوائد ? النجف 1952م): "وغاية ما يستفاد من الأخبار جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على كل من لم يكن اثنى عشري". ص 38
- يقول محدثهم وشيخهم الجليل عندهم عباس القمي في منازل الآخرة (ص 149 ط دار التعارف للمطبوعات 1991): "أحد منازل الآخرة المهولة الصراط … وهو في الآخرة تجسيد للصراط المستقيم في الدنيا الذي هو الدين الحق وطريق الولاية واتباع حضرة أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من ذريته صلى الله عليه وآله وسلم وكل من عدل عن هذا الطريق ومال إلى الباطل بقول أو فعل فسيزل من تلك العقبة ويسقط في جهنم".
قال الشيخ عبدالله الموصلي: والمقصود بأتباع علي والأئمة الطاهرين هو ما ينسبه الشيعة إليهم في كتبهم الخاصة بهم كالكافي وتهذيب الأحكام والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه والوافي ووسائل الشيعة وتفسير القمي والعياشي والصافي وبحار الأنوار ? … ? .. وغيرها من كتبهم فالصراط المستقيم هو ما في هذه الكتب الشيعية هذا هو معتقدهم. ص 38
(يُتْبَعُ)
(/)
- يقول علامتهم محمد باقر المجلسي كما نقله عنه نحدثهم عباس القمي في كتابه المذكور (ص150): "وهذه العقبات كلها على الصراط واسم عقبة منها الولاية يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام من بعده فمن أتى بها نجا وجاوز ومن لم يأت بها بقي فهوى وذكر قوله عز وجل: " وقفوهم إنهم مسؤولون " (الصافات: 24). ص 39
- قال آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي في كتابه مصباح الفقاهة في المعاملات ج 2 ص 12 (إنه لا أخوة و لا عصمة بيننا و بين المخالفين) ص 41
- يقول علامتهم السيد عبد الله شبر الذي يلقب عندهم بالسيد الأعظم والعماد الأقوم علامة العلماء وتاج الفقهاء رئيس الملة والدين جامع المعقول والمنقول مهذب الفروع والأصول في كتابه (حق اليقين في معرفة أصول الدين 2/ 188 طبع بيروت): "وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب فالذي عليه جملة من الإمامية كالسيد المرتضي أنهم كفار في الدنيا والآخرة والذي عليه الأكثر الأشهر أنهم كفار مخلدون في الآخرة". ص 42
- وقد صدق الشيخ موسى جار الله التركستاني عندما قال في كتابه الوشيعة في نقد عقائد الشيعة (ص227 ط 3 لاهور 1983م): "وكنت أتعجب وأتأسف إذ كنت أرى في كتب الشيعة أن أعدى أعداء الشيعة وأقواهم هم أهل السنةوالجماعة ورأيت رأي العين أن روح العداء قد استولت على قلوب جميع طبقات الشيعة".
قال الشيخ عبدالله الموصلي: هذا رأي الشيخ موسى جار الله الذي قرأ كتبهم وعايشهم ولكي تزداد يقينا بصحة هذه النظرة الناتجة عن علم ومخالطة للقوم استمع إلى شيخهم محمد حسن النجفي وهو يعلن وبصراحة عداء الشيعة الشديد لأهل السنة فيقول في موسوعته الفقهية المتداولة بيني الشيعة جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (22/ 62 – 3د): "ومعلوم أن الله تعالى عقد الأخوة بين المؤمنين بقوله تعالى: " إنما المؤمنون إخوة " (الحجرات: 10). دون غيرهم وكيف يتصور الأخوة بين المؤمن والمخالفات بعد تواتر الروايات وتظافر الآيات في وجوب معاداتهم والبراءة منهم".
قال الشيخ عبدالله الموصلي: فلاحظ وجوب معاداة أهل السنة والبراءة منهم جاء بموجب روايات متواترة عندهم حسب كلام هذا النجفي الذي يثنى عليه إمامهم الخميني في المكاسب المحرمة فاستيقظوا أيها الغافلون. ص 42
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 09:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
النواصب في معتقد الشيعة هم أهل السنة و الجماعة:
- قال عالمهم و فقيههم و محدثهم يوسف البحراني في كتابه المعروف الحدائق الناضرة ج 18 ص 158 (و تفسير الناصب في أخبارهم - أي الأئمة - الذي تعلقت به الأحكام , من النجاسة و عدم المناحكة و حل المال و الدم و نحوه , هو عارة عن المخالف) ص 44
و المشهور عند الشيعة أن المقصود بالمخالف هم أهل السنة او غير الشيعة الإثني عشرية , فانظر يارعاك الله أن عندهم من يخالفهم حلال الدم و المال و غيره وأنه نجس لا يناكح فكيف يكون التقارب بيننا و بينهم و كيف لنا أن ننصرهم أو ينصروننا؟
- يقول شيخهم حسين بن الشيخ محمد آل عصفور الدرازي البحراني الشيعي في كتابه (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخرسانية ص 157 طبع بيروت): "على أنك قد عرفت سابقاً أنه ليس الناصب إلا عبارة عن التقديم على علي غيره".
قال الشيخ عبدالله الموصلي: وأبو حنيفة رحمه الله يقدم أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم على علي لذا وصفوه بالنصب والعياذ بالله.
ولأن أهل السنة يقدمون الثلاثة على علي فهم نواصب أيضاً عند الشيعة حيث يقول الشيخ حسين بن الشيخ آل عصفور الدرازي البحراني في كتابه السابق (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية ص 147): "بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا".
ويقول هذا الدرازي في الموضع المذكور: "ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن". ص 45
- يقول الشيخ الشيعي علي آل محسن في كتابه – كشف الحقائق – دار الصفوة – بيروت ? 249 "وأما النواصب من علماء أهل السنة فكثيرون أيضاً منهم ابن تيمية وابن كثير الدمشقي وابن الجوزي وشمس الدين الذهبي وابن حزم الأندلسي .. وغيرهم". ص 46
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال الشيخ عبدالله الموصلي: نحن لا ندين الشيعة إلا من كتبهم وأقوال علمائهم يقول آية الله العظمى محسن الأمين في كتابه المعروف (أعيان الشيعة 1/ 21? دار التعارف بيروت لبنان 1986): "الخاصة وهذا يطلقه أصحابنا على انفسهم مقابل العامة الذين يسمون بأهل السنة والجماعة". ص 47
- إباحة دماء أهل السنة
قال الشيخ عبدالله الموصلي: إن الشيعة يستبيحون دماء أهل السنة، شرفهم الله تعالى، وإنهم في حكم الكفار، ?إنّ السني ناصب في معتقدهم، وما يلي يكشف لك خبثهم ودهاءهم. ص 53
- روى شيخهم محمد بن علي بن بابوية القمي والملقب عندهم بالصدوق وبرئيس المحدثين في كتابه علل الشرايع (ص601 طبع النجف) عن داود بن فرقد قال: "قلت لأبي عبد الله: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكني أتقى عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال: تَوَّه ما قدرت عليه" وذكر هذه الرواية الخبيثة شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (18/ 463) والسيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/ 307) إذ قال: "جواز قتلهم (أي النواصب) واستباحة أموالهم".
قال الشيخ عبدالله الموصلي: والعلة هنا هي الحرص على عدم وقوع الشيعي تحت طائلة الشرع فيقتص منه وعلى هذا فإن للشيعي قتل السني بالسم او الحرق أو الصعق الكهربائي هذا مع وجود التقية التي وجدت لحماية معتقدات وأرواح الشيعة أما إذا رفعت التقية فسيقع القتل العام في أهل السنة كما وقفتَ عليه في فصل (متى يبدأ الشيعة بترك التقية) من هذا الكتاب.
ولو القينا نظرة تاريخية فالدولة العباسية دولة سنية ولحسن نية أهل السنة عين الخليفة العباسي وزيراً شيعيا وهو الخواجة نصير الدين الطوسي الشيعي فغدر هذا النصير الطوسي بالخلافة وتحالف مع التتار فوقعت مجزرة بغداد التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين بسبب خيانة هذا الشيعي فهل بكى الشيعة على هؤلاء القتلى أما باركوا عمل نصيرهم الطوسي؟
يقول علامتهم المتتبع كما وصفوه الميرزا محمد باقر الموسوي الخونسري الأصبهاني في روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات (1/ 300 – 301 منشورات مكتبة إسماعيليان قم إيران) في ترجمة هذا المجرم ما نصه: "هو المحقق المتكلم الحكيم المتبحر الجليل … ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزار للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي جنكيز خان من عظماء سلاطين التاتارية وأتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد وقطع دابر سلسلة البغي والفساد وإخماد دائرة الجور والإلباس بإبداد دائرة ملك بني العباس وإيقاع القتل العام من أتباع اولئك الطغاة إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار فانهار بها في ماء دجلة ومنها إلى نار جهنم دار البوار ومحل الأشقياء والأشرار".
والخميني أيضاً يبارك عمل الطوسي ويعتبره نصراً للإسلام:
يقول الخميني في كتابه المعروف بالحكومة الإسلامية (ص: 142 ط4) ما نصه: "وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدا منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله".
قال الشيخ عبدالله الموصلي: فلاحظ كيف أن مجزرة بغداد التي دبرها النصير الطوسي هي نصرة للإسلام والمسلمين. ص 53 و 54
قال الشيخ عبدالله الموصلي: وقد تتابع عماء الشيعة مدح هذا الطوسي المجرم فقد أثنى عليه الحر العاملي في أمل الآمل و عبدالحسين شرف الدين في النص و الإجتهاد و دعا له بعلو المقام!! و غيرهما و في إمكانك ان تقف على ذلك في كتبهم الرجالية.
وبهذا يتبين لك أن الذين تعاطفوا مع الشيعة جهلة بمعتقداتهم و بتاريخهم فعندما تورط أحدهم في تأييدهم أخذته العزة بالإثم و تضايق عند مناقشته في مثل هذه المسائل لأنه مقتنع أنه تورط و الرجوع ليس أمرا سهلا عنده لأنه دافع عن جهل ص 54
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 08:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة مسألة إباحة دماء أهل السنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
- يقول الدكتور الهندي المسلم محمد يوسف النجرامي في كتابه الشيعة في الميزان (ص7 طبع مصر): "إن الحروب الصليبية التي قام بها الصليبيون ضد الأمة الإسلامية ليست إلا حلقة من الحلقات المدبرة التي دبرها الشيعة ضد الإسلام والمسلمين كما يذكر ابن الاثير وغيره من المؤرخين وإقامة الدولة الفاطمية في مصر ومحاولاتها تشويه صور السنيين وإنزالها العقاب على كل شخص ينكر معتقدات الشيعة وقتل الملك النادر في دلهي من قبل الحاكم الشيعي آصف خان على رؤوس الأشهاد وإراقة دماء السنيين في ملتان من قبل الوالي أبي الفتح داود الشيعي ومذبحة جماعية للسنيين في مدينة لكناؤ الهند وضواحيها من قبل أمراء الشيعة على أساس عدم تمسكهم بمعتقدات الشيعة بشأن سب الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم وارتكاب المير صادق جريمة الخيانة والغدر في حق السلطان تيبو وطعن المير جعفر وراء ظهر الأمير سراج الدولة .. ". ص 55
- إن الشيعة يكنون البغض والعداء والكراهية لأهل السنة ولكنهم لا يجاهرون بهذا العداء بناء على عقيدة التقية الخبيثة بمجاملتهم لأهل السنة وإظهار المودة الزائفة، وهذا جعل أهل السنة لا يفطنون إلى موقف الشيعة الحقيقي وفي هذا يقول الدكتور عبد المنعم النمر في كتابه المؤامرة على الكعبة من القرامطة إلى الخميني (ص118 طبع مكتبة التراث الإسلامي القاهرة): "ولكننا نحن العرب السنيين لا نفطن إلى هذا بل ظننا أن السنين الطويلة قد تكفلت مع الإسلام بمحوه وإزالته فلم يخطر لنا على بال فشاركنا الإيرانيين فرحهم واعتقدنا أن الخميني سيتجاوز أو ينسى مثلنا كل هذه المسائل التاريخية ويؤدي دوره كزعيم إسلامي لأمة إسلامية يقود الصحوة الإسلامية منها وذلك لصالح الإسلام والمسلمين جميعاً لا فرق بين فارسي وعربي ولا بين شيعي وسني ولكن اظهرت الأحداث بعد ذلك أننا كنا غارقين في أحلام وردية أو في بحر آمالنا مما لا يزال بعض شبابنا ورجالنا غارقين فيها حتى الآن برغم الاحداث المزعجة". ص 56
- أتدري أخي المسلم ماذا يفعل الشيعي بمن يخالفه عندما يتولى مركزاً في دولة ليست لهم اليد الطولي فيها؟
نترك الإجابة لشيخ طائفتهم ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتابه الفقهي المعتمد عندهم المعروف بـ (النهاية في مجرد الفقه والفتاوى ص302 ط2 دار الكتاب بيروت 1400هـ) حيث قال ما نصه: "ومن تولى ولاية من قبل ظالم في اقامة حد أو تنفيذ حكم فليعتقد انه متول لذلك من جهة سلطان الحق فليقم به على ما تقتضيه شريعة الإيمان ومهما تمكن من إقامة حد على مخالف له فليقمه فإنه من اعظم الجهاد".
هذا الموقف هو في حالة توليهم مركزاً من المراكز في دولة غير شيعية فما بالك بموقفهم في ظل دولة يحكمها مثل هذا الطوسي وأضرابه؟
نسأل الله العلي العظيم ألا يسلطهم على رقاب المسلمين. ص 57 و 58
* إباحة أموال أهل السنة
وأما إباحة أموال أهل السنة فإضافة إلى ما قرأت نذكر لك ما رووه عن ابي عبد الله أنه قال: "خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس" أخرج هذه الرواية شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي في تهذيب الأحكام (4/ 122) والفيض الكاشاني في الوافي (6/ 43 ط دار الكتب الإسلامية بطهران) ونقل هذا الخبر شيخهم الدرازي البحراني في المحاسن النفسانية (ص167) ووصفه أنه مستفيض.
وبمضمون هذا الخبر أفتى مرجعهم الكبير روح الله الخميني في تحرير الوسيلة (1/ 352) بقوله: "والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه". ونقل هذه الرواية أيضاً محسن المعلم في كتابه (النصب والنواصب) – دار الهادي – بيروت – ص615 يستدل فيها على جواز أخذ مال أهل السنة لأنهم نواصب في نظر هذا الضال.
إن أسلوب الغش والسرقة والنصب والاحتيال وغيرها من الوسائل المحرمة جائز عند الخميني مع اهل السنة بدليل قوله: (وبأي نحو كان). ص 59
- يقول فقيههم ومحدثهم الشيخ يوسف البحراني في كتابه المعروف والمعتمد عند الشيعة الحدائق الناضرة في احكام العترة الطاهرة) (12/ 323 - 324) ما نصه: "إن إطلاق المسلم على الناصب وأنه لا يجوز أخذ ماله من حيث الإسلام خلاف ما عليه الطائفة المحقة سلفا وخلفا من الحكم بكفر الناصب ونجاسته وجواز أخذ ماله بل قتله". ص 60
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال الشيخ عبد الله الموصلي:
ونختتم هذا الفصل بفائدة لم يقف عليها أحد حسب علمي وهي أن النصير الطوسي وابن العلقمي لم يكونا الوحيدين من علماء الشيعة الذين تسببا في نكبة بغداد التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين بل وقفنا على اشتراك مجرم آخر من علمائهم وهو جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي الذي يلقب عندهم بالعلامة كشف لنا هذا شيخهم محمد بن حسن النجفي في جواهر الكلام (22/ 63) بل ذكر غيرهم ولكنه لم يصرح بأسمائهم. ص 60
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* خامساً: نجاسة أهل السنة عند الشيعة
- ويقول آيتهم العظمى روح الله الموسوي الخميني في كتابه المعروف تحرير الوسيلة (1/ 118 ط بيروت): "وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توقف". ص 62
- روى شيخهم محمد بن علي بن الحسين القمي الملقب بالصدوق في عقاب الاعمال (ص252 ط بيروت) عن الإمام الصادق إنه قال: "إن المؤمن ليشفع في حميمه إلا أن يكون ناصباً ولو أن ناصبا شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا" وذكر شيخهم محمد باقر المجلسي هذه الرواية في موسوعته بحار الأنوار (8/ 41).
وروى الصدوق في كتابه المذكور (الصفحة نفسها) عن ابي بصير عن أبي عبد الله قال: "إن نوحا حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمل فيها ولد الزنا والناصب شر من ولد الزنا". ص 63
- يقول آيتهم العظمى الحاج السيد محمد رضا الكلبايكاني في مختصر الأحكام (ص9 ط6 مطبعة أمير المؤمنين قم منشورات دار القرآن الكريم بإيران): "ناصب العداوة لأحد من المعصومين الأربعة عشر سلام الله عليهم أو الساب له نجس وإن أظهر الإسلام ولا إشكال في كفر الغلاة ونجاستهم وهم المعتقدون بألوهيته أمير المؤمنين وكذا الخوارج والنواصب".
قال الشيخ عبد الله الموصلي: لاحظ أنه ذكر النصب الذي فيه عداء لأهل البيت وسب لهم رضي الله عنهم وهم النواصب المعروفون في التاريخ ولا يوجد أحد منهم اليوم ثم جاء لذكر نواصب من نوع آخر ومنهم الخوارج بقوله وكذا .. أي أهل السنة وقد سبق واثبتنا أن الناصب عندهم هو السني (راجع فصل النواصب في معتقد الشيعة هم أهل السنة والجماعة). ص 63
- ويقول نعمة الله الجزائري في كتاب الأنوار النعمانية ج2/ 306 الأعلمي – بيروت "وأما الناصب وأحواله، فهو بما يتم ببيان أمرين:
الأول: في بيان معنى الناصبي الذي ورد في الأخبار أنه نجس، وأنه أشر من اليهودي والنصراني والمجوسي وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم". ص 64
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 09:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* لعنهم موتى أهل السنة عند حضور جنائزهم:
- قال شيخهم محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد في كتاب (المقنعة ص 85 مؤسسة النشر الإسلامي قم إيران): "ولا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفا للحق في الولاية ولا يصلي عليه إلا أن تدعوه ضرورة إلى ذلك من جهة التقية فيغسله تغسيل أهل الخلاف ولا يترك معه جريدة ?إذا صلى عليه لعنه ولم يدع له فيها". ص 68
- فائدة: قال محمد بن الحسن الطوسي في التهذيب (3/ 316): "وأما ما يتضمن من الأربع تكبيرات محمول على التقية لأنه مذهب المخالفين .. ". ص 69
* صلاة التقية لخداع أهل السنة:
- بوب شيخهم ومحدثهم محمد بن الحسن الحر العاملي في موسوعته المعتمدة عند الشيعة (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ج1 ص90) بابا بعنوان: (بطلان العبادة بدون ولاية الأئمة عليهم السلام واعتقاد إمامتهم) وأدرج تحته تسعة عشر حديثا منها عن ابي جعفر وهو يخاطب شيعته: "أما والله ما لله – عز ذكره – حاج غيركم ولا يقبل إلا منكم". ص 73
- ثم قال الحر العاملي في وسائل الشيعة بعد الحديث التاسع عشر (1/ 96): "والأحاديث في ذلك كثيرة جدا" ثم بوب بابا في وسائله (5/ 388) بعنوان: "اشتراط كون إمام الجماعة مؤمنا مواليا للأئمة وعدم جواز الاقتداء بالمخالف في الاعتقادات الصحيحة الأصولية إلا تقية". ص73
(يُتْبَعُ)
(/)
- ثم يأتي شيخهم وسيدهم ومولاهم وفقيد إسلامهم ومحققهم وعلامتهم وإمامهم وآيتهم العظمى الحاج أقا حسين الطبطبائي البروجردي في موسوعته المهمة جدا عند الشيعة وهي جامع أحاديث الشيعة ج1 ص426 فيبوب بابا بعنوان: "اشتراط قبول الأعمال بولاية الأئمة عليهم السلام واعتقاد إمامتهم" وأدرج تحته 78 حديثا منها ما رواه في المصدر المذكور (1/ 429) عن النبي وآله أنه قال: "والذي بعثني بالحق لو تعبد أحدهم ألف عام بين الركن والمقام ثم لم يأت بولاية علي والأئمة من ولده عليهم السلام أكبه الله على منخريه في النار". ص 73
- وبوب أيضاً في جامع أحاديث الشيعة (6/ 418) بابا بعنوان: "أنه يستحب للرجل أن يصلي الفريضة في وقتها ثم يصلي مع المخالف تقية إماما كان أو مأموما أو يجهلها نافلة أو يريهم أنه يصلي ولا يصلي". ص 74
- وسئل علي الخامئني في كتابه (أجوبة الاستفتاءات) ص 178 ط دار الحق – بيروت: (هل تجوز الصلاة خلف أهل السنة جماعة) ?
أجاب: (تجوز الصلاة جماعة خلفهم إذا كانت للمداراة معهم ولكن أخي المسلم عندما نشر هذا الكتاب في الكويت عبر (دار النبأ للنشر والتوزيع) طبقوا الشيعة عقيدة التقية عندهم وغيروا (للمداراة معهم) إلى كلمة (للحفاظ على الوحدة الإسلامية). ص 75
- وقال أيضاً - أي الميرزا حسن الحائري الأحقاقي في كتباه أحكام الشيعة ج2 ص341, 342 تحت عنوان (في موارد الجماعة):: - يستحب في عدم الضرورة حضور جماعتهم (أي أهل السنة) والوقوف معهم في الصف الأول تقية ومتابعتهم ظاهراً ولكن يصلي بنفسه من غير اقتداء. ص 77
أخي المسلم: لقد عرفت بعد هذه الفتاوي أن صلاة الشيعة خلف أهل السنة مجرد خدعة فلقد اعترف بهذه الخدعة الداعية الشيعي محمد التيجاني حيث قال: "فكانوا – يقصد الشيعة – كثيراً ما يصلون مع أهل السنة والجماعة تقية وينسحبون فور انقضاء الصلاة ولعل أكثرهم يعيد صلاته عند الرجوع إلى البيت) كل الحلول عند آل الرسول ص 160 دار المجتبى – بيروت.
وايضاً فإن وضع اليد اليمنى على اليسرى والتأمين (قول آمين) بعد الفاتحة كما يفعل أهل السنة من مبطلات الصلاة عند الشيعة، ولكن يمكن إجازتها في حالة التقية. وقد أفتى بهذا:
1 - روح الله الموسوي الخميني في تحرير الوسيلة (1/ 186 , 190) فإنه يرى أن وضع اليد اليمنى على اليسرى من مبطلات الصلاة ولكنه أجازها تقية.
3 - آيتهم العظمى محمد رضا الكلبيكاني في مختصر الأحكام (ص68 - 69).
4 - آيتهم العظمى سيد عبد الأعلى السبزواري في جامع الأحكام (ص92 - 93).
5 - حسن الحائري الأحقاقي في أحكام الشيعة – ج2 ص325 – 1997
6 - محمد حسين فضل الله في المسائل الفقهية ج1 ص92 ط الملاك – بيروت.
7 - الميرزا علي الغروي في (موجز الفتاوى المستنبطة والعبادات) ص 181 - دار المحجة البيضاء – بيروت).
8 - علي السيستاني في المسائل المنتجة ص139 دار التوحيد – الكويت.
9 - جواد التبريزي في المسائل المنتخبة ص 119 - مكتبة الفقيه – الكويت.
10 - أبو القاسم الخوئي (المسائل المنتخبة – مبطلات الصلاة). ص 77
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:32]ـ
أخي الكريم ((عبد الحي))
شكراً من الأعماق ...
الآن عرفت مكرهم و خداعهم ..
أسأل الله أن يعيننا على نصر السنه وأن يحفظنا من شرهم ...
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 12:00]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع القيَّم , لو أخذت هذه النقولات وجمعت في مطويَّة أو كتيب , ووزعت على أهل السنة لكان الخير أعم , مع ملاحظة عدم ذكر اسم المطبعة هذا من ناحية الطباعة أما من ناحية التوزيع فيراعى فيه السرية.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 08:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جواز اغتياب المخالفين (أهل السنة)
- يقول الخميني في المكاسب المحرمة (1/ 249): "ثم إن الظاهر اختصاص الحرمة بغيبة المؤمن فيجوز اغتياب المخالف إلا أن تقتضي التقية وغيرها لزوم الكف عنهم". ص 80
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقد قرر شيخهم محمد حسن النجفي ما قرره الخميني فيقول في كتابه (جواهر الكلام 22/ 63) بما نصه: "وعلى كل حال فقد ظهر اختصاص الحرمة بالمؤمنين القائلين بإمامة الأئمة الاثنى عشر دون غيرهم من الكافرين والمخالفين لو بإنكار واحد منهم عليهم السلام". ص 81
- و قد شرح آيتهم العظمى و مرجعهم أبو القاسم الخوئي من المقصود بالمؤمن الذي تحرم غيبته في كتابه مصباح الفقاهة ج 2 ص 11 دار الهادي - بيروت.
فقال بالنص (المراد من المؤمن هنا من آمن بالله و برسوله و بالمعاد و بالأئمة الإثني عشر (ع) , أولهم علي بن أبي طالب (ع) و آخرهم القائم الحجة عجل الله فرجه , و جعلنا من أعوانه وأنصاره و من أنكر واحد منهم جازت غيبته لوجوه:
الوجه الأول: إنه ثبت في الروايات و الأدعية و الزيارات جواز لعن المخالفين - يقصد أهل السنة أو من لم يكن شيعي إثني عشري - ووجوب البراءة منهم , و إكثار السب عليهم , و إتهامهم و الوقيعة فيهم أي غيبتهم لأنهم من أهل البدع و الريب.
ثم وقفت على كتيب بعنوان (منية السائل) وهو مجموعة فتاوى هامة لآيتهم العظمى أبي القاسم الخوئي طبعته للمرة الثانية دار المجتبى في بيروت عام 1412هـ. في الصفحة 218 سئل الخوئي:
هل يجوز غيبة المخالف؟ والمؤمن في منهاج الصالحين بالمعنى العام الإسلام أو المعنى الخاص الولاية لأهل العصمة؟
فأجاب الخوئي: "نعم تجوز غيبة المخالف والمراد من المؤمن الذي لا تجوز غيبته بالمعنى الخاص".
وروت الشيعة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كي لا يطعموا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس - و بقية الرواية ( ..... و لا يتعلمون من بدعهم يكتب لكم بذلك الحسنات و يرفع لكم به الدرجات في الأخرة. - أخرج هذه الرواية شيخهم أبو الحسين ورام بن أبي فراس الأشري المتوفي سنة 605هـ في تنبيه الخواطر ونزهة المعروف بمجموعة ورام ص 162 من المجلد الثاني المطبوع في بيروت من قبل مؤسسة الأعلمي كما أخرجها محدثهم محمد بن الحسن الحر العاملي في وسائل الشيعة ج11 ص508.
وذكر هذه الرواية شيخهم الصادق الموسوي عن الإمام السجاد في كتابه (نهج الانتصار) وعلق عليها (هامش ص 152) بقوله: "إن الإمام السجاد يجيز كل تصرف بحق أهل البدع من الظالمين ومستغلي الأمة الإسلامية من قبيل البراءة منهم وسبهم وترويج شائعات السوء بحقهم والوقيعة والمباهتة كل ذلك حتى لا يطعموا في الفساد في الإسلام وفي بلاد المسلمين وحتى يحذرهم الناس لكثرة ما يرون وما يسمعون من كلام سوء عنهم هكذا يتصرف أئمة الإسلام لإزالة أهل الكفر والظلم والبدع فليتعلم المسلمون من قادتهم وليسيروا على نهجهم". انتهى كلامه.
أقول - الشيخ عبد الله الموصلي -: لاحظ معتقدهم البعيد عن الإسلام:
"كل تصرف"
"براءة"
"سب"
"ترويج شائعات سوء"
"مباهتة"
"وقيعة"
والنتيجة التي ينتظرونها هي: "يحذرهم الناس لكثرة ما يرون وما يسمعون من كلام سوء عنهم". إنها بروتوكولات علماء صهيون، أو تزيد.
ولا يكتفون بهذا بل طالبوا المسلمين بتعلم هذه الأساليب المرفوضة شرعاً.
وقد طبقوا هذه بحق اهل السنة وقادتهم فنسبوا إلى عمر بأنه مصاب بداء لا يشفيه منه إلا ماء الرجال جاء ذلك في كتابهم المعروف الأنوار النعمانية (ج1/ب1 ص63). انظر قذف عمر بن الخطاب في هذا الكتاب.
ونسبوا إلى الفاروق أنه هم بإحراق بيت فاطمة.
ونسب محمد جواد مغنية في كتابه (هذه هي الوهابية) إلى الوهابين إباحة السحر ووضع المصحف والعياذ بالله الكنيف (هو الحمام) فهل سمعتم أو رايتم أو قرأتم أن أحداً من الوهابيين أي السلفيين يبيح ما بهتهم به هذا الأفاك.
لقد انتصر الإسلام على خصومه بالأدلة والبراهين والصدق والعدل والإنصاف ولم ينتصر بالسب وترويج الشائعات والوقعية والبهتان قال عز وجل: ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى (المائدة: 8). من ص 81 إلى ص 84
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 04:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* الدين الحق عند الشيعة هو مخالفة ما عليه أهل السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
- روى محدثهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (18/ 84) عن عبد الرحمن بن ابي عبد الله قال: قال الصادق "إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه فإن لم تجدوها في كتاب الله فاعرضوها على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه" والمقصود بالعامة الذين زعموا أن الإمام الصادق أمر بالأخذ بما يخالفهم هم أهل السنة كما صرح بهذا مجتهدهم الأكبر الراحل محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة (1/ 21 ط دار التعارف بيروت) ما نصه: "الخاصة وهذا يطلقه أصحابنا على انفسنا مقابل العامة الذين يسمونه بأهل السنة" قال مرجع الشيعة الراحل روح الله الخميني في كتابه الرسائل (2/ 83): "وعلى أي حال لا إشكال في أن مخالفة العامة من مرجحات باب التعارض". ص 85
- روى الحر العاملي في وسائل الشيعة (18/ 85 - 86) وروح الله الموسوي الخميني في الرسائل (2/ 81) ومحمد باقر الصدر في تعارض الأدلة الشرعية (ص359 ط الثانية دار الكتاب اللبناني سنة 1980) عن محمد باقر بن عبد الله قال: قلت للرضا كيف نصنع بالخبرين المختلفين؟ فقال: إذا ورد عليكم خبران مختلفان فانظروا إلى ما يخالف فيها العامة فخذوه وانظروا ما يوافق أخبارهم فدعوه". ص 87
- ويقول شيخهم حسين بن شهاب الدين الكركي في"هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار" ص102 "إن العامة كان بناء أمرهم على التلبيس وستر الحق بالباطل وإظهار الباطل في صورة الحق وتحليته بما يوافق طباع العوام ومن جرى مجراهم ممن يميل إلى المزخرفات والتمويهات حرصا على إصلاح دنياه وإن أوجب ذلك ضياع دينه وكان القدماء منهم ما بين منافق يظهر الإسلام ويستر الكفر وكذاب متصنع بإظهار الزهد محب للرياسة يضع لكل بدعة مال إليها حديثا و حشوى لا يبالي من أين يأخذ دينه وبليد الفهم عديم الشعور ينقل كل ما سمعه ويصدق به سواء كان له أو عليه". ص 87
- وسئل آيتهم العظمى كاظم الحائري في كتابه الفتاوى المنتخبة (ج1 ص 150) مكتبة الفقيه الكويت.
سمعنا عن قريب من بعض الشيعة أن شخصاً ممن يدعى العلوم وهو شيعي يقول بجواز التعبد بالمذاهب السنية الأخرى، فماذا تقولون؟ وما هو ردكم لهذا المدعى للعلم والفضل؟
أجاب الحائري: هذا كلام باطل. ص 88
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 05:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* جواز القسم باليمين المغلطة تقية لخداع أهل السنة:
- روى شيخ فقهائهم ومجتهديهم مرتضى الأنصاري في رسالة التقية (ص73) واستاذ فقهائهم آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي في التنقيح شرح العروة الوثقى (4/ 278 - 307) وصححها عن جعفر الصادق أنه قال: "ما صنعتم من شيء او حلفتم عليه من يمين في تقية فأنتم منه في سعة".
بناء على هذه الرواية الصحيحة عندهم لا يتورع الشيعي الملتزم عن القسم المغلط وهو كاذب فيخدع السني بهذا اليمين لأن التقية واسعة كما يروي شيخ فقهائهم مرتضى الأنصاري في رسالة التقية (ص72) عن الإمام المعصوم أنه قال: "فإن التقية واسعة وليس شيء من التقية إلا وصاحبها مأجور عليها إن شاء الله". ص 89
- سئل آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي عن إعطاء المخالف من الحقوق المالية ونحوها من الخمس والزكاة والكفارات وزكاة الفطر أجاب بقوله" لا يجوز وقد يجوز إعطاؤه إذا اقتضت المصلحة" جاء ذلك عنه في كتاب مسائل وردود ص 64 من الجزء الأول المطبوع في مطبعة مهر بقم في غيران ونشرته دار الهادي عام 1412هـ.
فخير الشيعة من زكاة وغيرها للشيعة لا نصيب منه لمن خالفهم إلا للمصلحة كاستغلال حاجة المعسرين وتحويلهم إلى مذهب التشيع كما هو حاصل في دول آسيا: اندونيسيا وماليزيا والمخيمات الفلسطينية في لبنان وكذلك دول افريقيا كتنزانيا ونيجريا وأوغندا .. و .. حيث يستغل دعاة الشيعة فقراء أهل السنة في هذه المناطق ويجرونهم إلى التشيع. ص 89
* قذف المسلمين:
- من قذف الشيعة للأمة الإسلامية ما رواه المجلسي في بحار الأنوار (ج24 ص311 باب 67) والكليني في الروضة رواية رقم 431 عن الإمام الباقر أنه قال: "والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا". ص 90
(يُتْبَعُ)
(/)
- وروى المجلسي في بحار الأنوار ج101 ص 85 باب في فضل زيارته في يوم عرفة والعيدين وروى الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج2 ص431 في ثواب زيارة النبي والأئمة ط – دار الاضواء – بيروت عن أبي عبد الله قال: "أي الراوي -: قلت له: إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار الحسين عشية عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف؟ فقال: نعم، قلت: وكيف ذلك؟
قال: لأن في اولئك اولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا". ص 90
- قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
زعم الشيعة أن قول الله سبحانه وتعالى: وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخاتناهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين (التحريم: 10). مثل ضربه اليه لعائشة وحفصة رضي الله عنهما. وقد فسر بعض الشيعة الخيانة في قوله: (فخانتاهما): بارتكاب الفاحشة – والعياذ بالله تعالى.
قال المفسر الشيعي الكبير القمي في تفسيره عند تفسير هذه الآية "والله ما عنى بقوله (فخانتاهما) إلا الفاحشة. ص 91
- وقذفها رضي الله عنها الحافظ الشيعي رجب البرسي في كتابه مشارق انوار اليقين ص 86 الأعلمي – بيروت حيث قال: (إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة وفرقتها على مبغضي علي). ص 92
- قذف عمر بن الخطاب رض الله عنه:
زعم الشيعة أن عمر كان مصاباً بداء في دبره لا يهدأ إلا بماء الرجال ذكر هذا الكلام القذر علامة الشيعة نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (ج1/ب1/ص63 الاعلمي – بيروت) وصرحوا أيضاً أن عمر كان ممن ينكح في دبره.
و قد صرح بهذا الكلام الساقط الشيعي حسن شحاته في مجلة المنبر الإسلامي , و الإسلام منها بريء , عدد 17 ص 16. صفحة 93
- قذف عثمان بن عفان رضي الله عنه:
قال عالم الشيعة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم 3/ 30 أن عثمان آتى بامرأة لتحد. فقاربها (جامعها)، ثم امر برجمها وقال ايضاً في نفس المصدر إن عثمان كان ممن يلعب به، وأنه كان مخنثا وذكر هذا الكلام الساقط أيضاً نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (ج1/ب1 /ص65 توزيع الأعلمي – بيروت). ص 93
ـ[أسماء]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 02:02]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الفاضل و في جهدك القيم
و نفع بك و لا حرمك الأجر والثواب
و جعله في ميزان حسناتك
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 04:46]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 04:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- سب وتكفير الشيعة للصحابة رضي الله عنهم:
- قال الشيخ عبد الله الموصلي: إن الشيعة يأولون الآيات الواردة في الكفار والمنافقين بخيار صحابة رسول الله وبسبب التقية يرمزون للخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان برموز معينة مثل: الفصيل أي أبا بكر ورمع أي عمر ونعثل أي عثمان ولهم رموز اخرى مثل (فلان وفلان وفلان) أي أبا بكر وعمر وعثمان ولهم رموز اخرى مثل (الأول والثاني والثالث) أي أبا بكر وعمر وعثمان ولهم رموز ايضاً مثل حبتر ودلام أي أبا بكر وعمر أو عمر وابا بكر. ولهم رموز أيضاً صنما قريش أبا بكر وعمر وأيضاً فرعون وهامان أو عجل الأمة والسامري أي ابا بكر وعمر.
أما في ظل الدولة الصفوية فقد رفعت التقية قليلا فكان فيها التكفير لافضل اصحاب محمد صريحا ومكشوفاً.
وإليك بعض التأويلات:
• روى الكليني في الكافي (ج8 رواية رقم 523) عن أبي عبد الله في قوله تعالى: (ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والأنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) (فصلت: 29). قال: هما، ثم قال: وكان فلان شيطاناً.
قال المجلسي في مرآة العقول ج26/ 488 في شرحه للكافي في بيان مراد صاحب الكافي بـ "هما" قال: هما أي ابو بكر وعمر والمراد بفلان عمر أي الجن المذكور في الآية وعمر وإنما سمي به لأنه كان شيطانا إما لأنه كان شرك شيطان لكونه ولد زنا أو لأنه في المكر والخديعة كالشيطان وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان ابا بكر. ص 95
- وعند قوله سبحانه (فقاتلوا أئمة الكفر) (التوبة: 12) يروون في تفسير العياشي (2/ 83) البرهان (2/ 107) الصافي (2/ 324) عن حنان عن أبي عبد الله قال سمعته يقول دخل علي أناس من البصرة فسألوني عن طلحة والزبير فقلت لهم كانا إمامين من أئمة الكفر. ص 97
• ويفسرون الجبت والطاغوت الواردين في قوله سبحانه (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) (النساء: 51). يفسرونهما بصاحبي رسول الله ووزيريه وصهريه وخليفتيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. انظر تفسير العياشي (1/ 273) الصافي (1/ 459) البرهان (1/ 377). ص97
- جاء في بحار الأنوار 27/ 85: قلت (الراوي يقول لإمامهم) ومن أعداء الله اصلحك الله؟ قال: الأوثان الأربعة، قال: قلت: من هم؟ قال: أبو الفصيل، ورمع، ونعثل، ومعاوية ومن دان دينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله.
قال شيخهم المجلسي في بحار الأنوار 27/ 58 في بيانه لهذه المصطلحات: "ابو الفصيل أبو بكر، لان الفصيل والبكر متقاربان في المعنى ورمع مقلوب عمر. ونعثل هو عثمان". ص 98
- قال المجلسي في بحار الأنوار (23/ 306): المراد بفلان وفلان أبو بكر وعمر ونعثل هو عثمان. ص 99
- قال شيخ الدولة الصفوية - في زمنه - (المجلسي) في بحار الأنوار (ج24/ 73) حبتر ودلام: أبو بكر وعمر. ص 99
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 08:35]ـ
بارك الله فيكم
جمع جيد لهذه الفوائد.
وليتك أخى الكريم تنشر هذه الفوائد في المنتديات الأخرى وخاصة منتديات العوام فللأسف سدنة التقارب مع الروافض المجرمين ملأوا الدنيا بدعوتهم المسمومة.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 03:24]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخي الكريم
و الحمد لله تعالى قد فعلت ذلك مع أن جهد الواحد لا يكفي , بل لابد من المساعدة في نشر الموضوع , و قد لبى ذلك بعض الإخوة جزاهم الله تعالى كل خير , و ننتظر من الباقي المساهمة و التفاعل , و أعان الله تعالى الجميع
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 03:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- بعض التصريحات في تكفير وسب الصحابة:
- قال العالم الشيعي نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية ج2 ص244 منشورات الأعلمي بيروت ما نصه: "الإمامية (أي الشيعة الاثنا عشرية) قالوا بالنص الجلي على إمامة علي وكفروا الصحابة ووقعوا فيهم وساقوا الإمامة إلى جعفر الصادق وبعد إلى أولاده المعصومين عليهم السلام، ومؤلف هذا الكتاب من هذه الفرقة وهي الناجية إن شاء الله". ص 100
- وقال العلامة الشيعي نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية ج1/ب1/ 53 ما نصه "إن أبا بكر كان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وآله والصنم معلق في عنقه وسجوده له". ص 100
- وقد أفرد العلامة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم ج3 ص129 ما نصه: "عمر بن الخطاب كان كافرا يبطن الكفر ويظهر الإسلام". ص 100
- وعلق العلامة المجلسي في مرآة العقول ج25 ص 151 على رواية طويلة بالكافي ج8 رواية رقم 23 ومنها "وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم .. وأمات هامان، وأهلك فرعون".
قال المجلسي الرواية صحيحة والمقصود في أمات هامان: أي عمر واهلك فرعون: أي أبا بكر ويحتمل العكس ويدل على أن المراد هذان الاشقيان". ص 101
- قال الملقب عند الشيعة بعمدة العلماء والمحققين محمد نبي التوسيركاني في (كتابه لئالي الأخبار – مكتبة العلامة – قم ج4 ص92). ما نصه: "اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم – عليهم اللعنة - إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مرارا بفراغ من البال. اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ثم عثمان وعمر ثم عثمان وعمر ثم معاوية وعمر ثم يزيد وعمر ثم ابن زياد وعمر ثم ابن سعد وعمر ثم شمراً وعمر ثم عسكرهم وعمر. اللهم العن عائشة وحفصة وهنداً وأم الحكم والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة". ص 102
- و قال المجلسي في ج 30 ص 230 من بحار ألنوار (و الأخبار الدالة على كفر أبي بكر و عمر و أضرابهما و ثواب لعنهم و البراءة منهم و ما يتضمن بدعهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد , أو مجلدات شتى). ص 103
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 05:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* المقصود بصنمي قريش أبو بكر وعمر رضي الله عنهما:
- ثم يأتي خاتمة مجتهدي الشيعة الملا محمد باقر المجلسي فيقول فيما نقله عنه شيخهم أحمد الأحسائي الملقب عندهم بالشيخ الأوحد في شرح الزيارة الجامعة الكبير (3/ 189): "ومن الجبت أبو بكر ومن الطاغوت عمر والشياطين بني امية وبني العباس وحزبهم أتباعهم والغاصبين لإرثكم من الإمامة والفيء فدك والخمس وغيرها". ص 109
- وأما قول التيجاني في كتابه (الشيعة هم اهل السنة) ص301 – 302: "إن أهل السنة يحتفلون بيوم عاشوراء ويجعلونه عيداً وأنهم وضعوا أحاديث في فضل هذا اليوم فجوابه:
أن الذي يقوم به أهل السنة في هذا اليوم هو صيامه تقربا إلى الله عز وجل ولنا معك هذا السؤال:
هل اليوم الذي يكفر فيه الله عز وجل الذنوب هو يوم حزن أو فرح؟
إن قلت أنه يوم حزن فقد أدنت نفسك بنفسك.
وإن قلت: إنه يوم فرح فهذا مطلوب وهو يوم عاشوراء.
فإن قلت: ما الدليل على ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا: الدليل عليه الأحاديث الصحيحة والتي روت كتبكم المعتمدة بعضا منها فهذا شيخ طائفتكم أبو جعفر الطوسي في الاستبصار (2 - 134) ومحدثكم ومحققكم محمد بن الحسن الحر العاملي في وسائل الشيعة (7/ 337) يرويان ثلاث روايات في فضل صيام هذا اليوم:
الأولى: عن ابي عبد الله عن أبيه أن عليا عليهما السلام قال: "صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فإنه يكفر الذنوب سنة".
الثانية: عن أبي الحسن قال: صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء.
الثالثة: عن جعفر عن ابيه عليهما السلام قال: صيام عاشوراء كفارة سنة.
لهذا يصوم أهل السنة يوم عاشوراء اقتداء بهدي المصطفى صلى الله عليه وآلة وسلم في حين تقوم أنت وأتباعك بالنياحة في هذا اليوم غير مبالين ولا منقادين لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "النياحة من عمل الجاهلية" والذي أخرجه رئيس محدثيكم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق في (فقيه من لا يحضره الفقيه ج2 ص271 - 272).
وفي رواية لعلامتكم المجلسي في بحار الأنوار (82 - 103): "النياحة عمل الجاهلية".
فهنيئاً لك على أعمال الجاهلية.
وهنيئا لاهل السنة والجماعة بصوم يوم يكفر الله فيه الذنوب سنة برواياتكم أنتم ().
وينبغي أن نلفت انتباه القارئ الكريم إلى أن موضوع هذه الرسالة هو كشف حقيقة مذهب التشيع وموقفه من أهل السنة لا الرد على باطل أتباعه لأننا قد خصصنا لهذا كتابا آخر يقع فيما يزيد على خمسمائة صفحة نسأل الله أن ينفع به المسلمين ويجعله خالصاً لوجهه. ص 111
* فرح الشيعة بمقتل عمر واعتبار يوم مقتله عيداً لهم
إن الشيعة الاثنى عشرية يفرحون ويبتهجون بمقتل عمر ويعتبرون يوم مقتله عيداً عندهم. بل زعموا ان يوم مقتله رخصة من الله لا يكتب على الشيعة من ذنوبهم شيئاً وسمى الشيعة أيضاً هذا اليوم بأسماء كثيرة منها يوم الاستراحة ويوم البركة ويوم فرح الشيعة و… و…
لقد روى هذا علامتهم المجلسي في بحار الأنوار ج95 ص351 - 355.
وأيضاً نعمة الله الجزائري (الأنوار النعمانية ج1 ص108 – 111 تحت عنوان (نور سماوي) يكشف عن ثواب مقتل عمر بن الخطاب.
ومما يدل على إيمان الشيعة بهذه الروايات فلقد عقد صاحب كتاب (عقد الدرر في بقر بطن عمر) ص6 وهي رسالة مخطوطة لم تطبع بعد وهي موجودة بمكتبة رضا رامبو بالهند تحت رقم (2003) فصلا وضع له عنوانا قال فيه: "الفصل الرابع في وصف حال سرور هذا اليوم على التعيين، وهو من تمام فرح الشيعة المخلصين، ثم ذكر الأناشيد التي تقال في هذا اليوم، ووصفها بقوله:- وهي كليمات رائقة، ولفيظات شائقة، هو أنه لما طلع الإقبال من مطالع الآمال، وهب نسيم الوصال بالاتصال بالغدو والآصال، بمقتل من لا يؤمن بالله واليوم الآخر عمر بن الخطاب الفاجر، الذي فتن العباد، ونتج في الأرض الفساد، إلى يوم الحشر والتناد، ملأت أقداح الأفراح، من رحيق راح الأرواح، ممزوجة بسحيق تحقيق السرور، وبماء رفيق توفيق الحبور .. ".
ص 113
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 10:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* طعن الشيعة في الأئمة الأربعة عند أهل السنة:
- وقال شيخهم محمد الرضي الرضوي في كتابه (كذبوا على الشيعة ص 135 طبع إيران): "قبحك الله يا أبا حنيفة كيف تزعم أن الصلاة ليست من دين الله .. ". ص 119
- ويقول محمد الرضي الرضوي في كتابه (كذبوا على الشيعة ص 279) ما نصه: ولو أن أدعياء الإسلام والسنة أحبوا أهل البيت عليهم السلام لاتبعوهم ولما أخذوا أحكام دينهم عن المنحرفين عنهم كأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل". ص 119
* الغلو في الأئمة عند الشيعة:
- أولاً: تفضيل الأئمة الأثنى عشر على الأنبياء عليهم السلام:
إنهم لا ينظرون إلى أهل البيت رضي الله عنهم كما ننظر إليهم نحن أهل السنة فأهل البيت الذين يدعون إلى اتباعهم هم الأئمة الاثنا عشر حيث يفضلونهم على الأنبياء نعم يفضلونهم على أنبياء الله عليهم السلام!!
يقول أحد مشايخهم وهو السيد أمير محمد الكاظمي القزويني في كتابه الشيعة في عقائدهم وأحكامهم ص73) الطبعة الثانية): "الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أفضل من الأنبياء".
ويقول آية الله السيد عبد الحسين دستغيب وهو أحد أعوان الخميني في كتابه (اليقين ص 46ط دار التعارف بيروت لبنان 1989م): "وأئمتنا الاثنا عشر عليهم السلام أفضل من جميع الأنبياء باستثناء خاتم الأنبياء صلى الله عليهم وسلم ولعل أحد أسباب ذلك هو أن اليقين لديهم أكثر".
وهذا نص كلام الخميني" فإن للإمام مقاما محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل". ص 124
- ويقول نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية 1/ 20 - 21 مبينا رأي الإمامية في المفاضلة بين الأنبياء والأئمة: اعلم أنه لا خلاف بين أصحابنا رضوان الله عليهم في أشرفية نبينا على سائر الأنبياء عليهم السلام للأخبار المتواترة وإنما الخلاف في أفضلية أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهم السلام على الأنبياء ما عدا جدهم.
فذهب جماعة: إلى أنهم أفضل من باقي الأنبياء ما خلا أولي العزم فإنهم أفضل من الأئمة، وبعضهم إلي المساواة، وأكثر المتأخرين إلى أفضلية الأئمة عليهم السلام على أولي العزم وغيرهم، وهو الصواب. ص 125
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* ثانياً: عصمة الأئمة عند الشيعة:
- يقول محمد رضا المظهر في كتابه عقائد الإمامية ص 91 دار الصفوة – بيروت: "ونعتقد أن الإمام كالنبي، يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش، ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت عمداً وسهواً، كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان".
ويقول أيضاً: "بل نعتقد أن أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهيه، وطاعتهم طاعته، ومعصيتهم ومعصيته، ووليهم وليه وعدوهم عدوه، ولا يجوز الراد عليهم، والرد عليهم كالراد على رسول الله، والراد على الرسول كالرد على الله تعالى".
ويقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص 91: "نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه الأئمة للفقهاء لا يزال محفوظاً لهم، لأن الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين، كانوا على علم بأن هذا المنصب لا يزول عن الفقهاء من بعدهم بمجرد وفاتهم "
ويقول عالمهم الزنجاني في كتابه عقائد الاثنى عشرية 2/ 157 الأعلمي – بيروت نقلا عن رئيس المحدثين (الصدوق) ما نصه: اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة أنهم معصومون ومطهرون من كل دنس، وأنهم لا يذنبون لا صغيرا ًولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم، ومن جهلهم فهو كافر". ص 129
* ثالثاً: الغلو في كيفية خلق الأئمة عند الشيعة:
قال الخميني في (كتابه زيدة الأربعين حديثا ص232 ط دار المرتضى- بيروت) اختصره سامي خضرا وهو يتكلم لا عن مقام الأئمة و (الأربعون حديثاً للخميني) ص604ط دار التعارف - بيروت.
"أعلم أيها الحبيب، أن أهل بيت العصمة عليهم السلام، يشاركون النبي في مقامه الروحاني الغيبي قبل خلق العالم، وأنوارهم كانت تسبح وتقدس منذ ذلك الحين، وهذا يفوق قدرة استيعاب الإنسان، حتى من الناحية العلمية.
ورد في النص الشريف "يا محمد، إن الله تبارك وتعالى، لم يزل منفرداً بوحدانيته، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورهم إليهم، فهم يحلون ما يشاؤون أو يحرمون ما يشاؤون، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تعالى، ثم قال: يا محمد، هذه الديانة التي من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها محق، ومن لزمها لحق، خذها إليك يا محمد".
هذا، وما ورد في حقهم عليهم السلام في الكتب المعتبرة، يبعث على تحير العقول، حيث لم يقف أحد على حقائقهم وأسرارهم إلا أنفسهم صلوات الله وسلامه عليهم". ص 130
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 03:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابعاً: الغلو في صفات الأئمة:
سنكتفي لبيان صفات الأئمة عند الشيعة بأبواب الفهارس في الكتب المعتبرة عند الشيعة ومن قرأ عناوين هذه الأبواب سيتضح بإذن الله له الغلو في الأئمة إلى درجة التأليه.
أ- كتاب الكافي لمؤلفه ثقة الإسلام كما لقبه الشيعة محمد بن يعقوب الكليني.
أثنى آية الشيعة عبد الحسين شرف الدين علي الكافي فقال في كتابه "المراجعات" مراجعة 110" ما نصه: "الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها".
فهارس كتاب الكافي ج1 دار التعارف – بيروت:
باب أن الأئمة (ع) ولاة أمر الله وخزنة علمه.
باب أن الأئمة (ع) خلفاء الله عز وجل في أرضه وأبوابه التي منها يؤتى.
باب أن الأئمة (ع) نور الله عز وجل.
باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة.
باب ما فرض الله ورسوله من الكون مع الأئمة (ع).
باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (ع).
باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (ع).
باب أن الأئمة (ع) إذا شاؤوا أن يعلموا علموا.
باب أن الأئمة (ع) يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
باب ان الأئمة (ع) يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء صلوات الله عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين (ع) وأنه كان شريكه في العلم.
باب أن الأئمة (ع) لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه.
باب التفويض إلى رسول الله (ص) وإلى الأئمة (ع) في أمر الدين.
باب أن القرآن يهدي للإمام.
باب ان النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هي الأئمة (ع)
باب عرض الأعمال على النبي (ص) والأئمة (ع).
باب أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة.
باب أن الأئمة (ع) ورثة العلم يرث بعضهم بعضاً العلم.
باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم.
باب أن الأئمة (ع) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها.
باب أنه لم يجمع القرآن، كله إلا الأئمة (ع) ,أنهم يعلمون علمه كله.
باب في أن الأئمة (ع) يزدادون في ليلة الجمعة.
باب لولا أن الأئمة (ع) يزدادون لنفد ما عندهم.
باب أن الأئمة (ع) يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (ع).
ب- أبواب فهارس بحار الأنوار لخاتمة المجتهدين محمد باقر المجلسي ج23 – 27 كتاب الإمامة. ط دار إحياء التراث العربي- بيروت:
باب: أنه الله تعالى يرفع للإمام عموداً ينظر إلى أعمال العباد.
باب: أنه لا يحجب عنهم شيء من أحوال شيعتهم وما تحتاج إليه الأئمة من جميع العلوم، وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها، ولو دعوا الله في دفعها لأجيبوا، وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد.
باب: أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء وأنهم أعطوا ما أعطاه الله الأنبياء، وأن كل إمام يعلم جميع علم الإمام الذي قبله، ولا تبقى الأرض بغير عالم.
باب آخر: في أن عندهم صلوات الله عليهم كتب الأنبياء عليهم السلام يقرؤنها على اختلاف لغاتهم.
باب: أنهم عليهم السلام يعلمون الألسن واللغات ويتكلمون بها.
باب: أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام.
باب: أنهم يعلمون متى يموتون وأنه لا يقع ذلك إلا باختيارهم.
باب: أحوالهم بعد الموت وأن لحومهم حرام على الأرض وأنهم يرفعون إلى السماء.
باب: أنهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب.
باب: أن أسماءهم عليهم السلام مكتوبة على العرض والكرسي واللوح وجباه الملائكة وباب الجنة وغيرها.
باب: أن الجن خدامهم يظهرون لهم ويسألونهم عن معالم دينهم.
باب: أنهم يقدرون على إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء عليهم السلام.
باب: أنهم عليهم السلام سخر لهم السحاب ويسر لهم الأسباب.
باب: تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم.
باب: أن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل والاستشفاع بهم صلوات الله عليهم أجمعين.
باب: أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم، وأنهم يرونهم صلوات الله عليهم أجمعين.
باب: أنهم عليهم السلام لا يحجب عنهم علم السماء والأرض والجنة والنار، وأنه عرض عليهم ملكوت السموات والأرض ويعلمون علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
باب: أنهم يعرفون الناس بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق وعندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأسماء شيعتهم وأعدائهم، وأنه لا يزيلهم خبر مخبر عما يعلمون من أحوالهم.
باب: ما يحبهم عليهم السلام من الدواب والطيور، وما كتب على جناح الهدهد من فضلهم وأنهم يعلمون منطق الطيور والبهائم.
باب: ما أقر من الجمادات والنباتات بولايتهم عليهم السلام.
ج: أبواب فهارس كتاب (بصائر الدرجات) أبو جعفر محمد بن الحسن (الصفار) ط الأعلمي – إيران:
باب: الأعمال تعرض على رسول الله والأئمة (ع).
باب: عرض الأعمال على الأئمة الأحياء والأموات.
باب: في الأئمة أنهم تعرض عليهم الأعمال في أمر العمود الذي يرفع للأئمة وما يصنع بهم في بطون أمهاتهم.
باب: في أن الإمام يرى ما بين المشرق والمغرب بالنور.
باب: في الأئمة أنهم يعرفون الزيادة والنقصان في الأرض من الحق والباطل.
باب: في الأئمة أنهم يعرفون علم المنايا والبلايا والأنساب من العرب وفصل الخطاب.
باب: في الأئمة أنهم يحيون الموتى ويبرؤون الأكمه والأبرص بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
باب: في الإمام أنه يعرف شيعته من عدوه بالطينة التي خلقوا منها بوجوههم وأسماءهم.
باب: في ركوب أمير المؤمنين السحاب وترقيه في الأسباب والأفلاك.
باب: في أمير المؤمنين أن الله ناجاه بالطايف وغيرها ونزل بينهما جبرئيل.
باب: في علم الأئمة بما في السموات والأرض والجنة والنار وما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.
باب: في الأئمة أنهم أعطوا علم ما مضى وما بقي إلى بقي إلى يوم القيامة.
باب: في الأئمة يعرفون منطق البهائم ويعرفونهم ويجيبونهم إذا دعوهم. ص 134
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 09:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* خامساً: غلو الشيعة في فضل زيارة قبور الأئمة:
- أ- أبواب كتاب (كامل الزيارات) لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وهذه بعض الأبواب من الفهرس د دار السرور – بيروت - 1997م.
الباب (59): من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه.
الباب (60): إن زيارة الحسين والأئمة عليهم السلام تعدل زيارة قبر رسول الله وآله.
الباب (61): إن زيارة الحسين تزيد في العمر والرزق وتركها ينقصهما.
الباب (62): إن زيارة الحسين تحط الذنوب.
الباب (63): إن زيارة الحسين تعدل عمرة.
الباب (64): إن زيارة الحسين تعدل حجة.
الباب (65): إن زيارة الحسين تعدل حجة وعمرة.
الباب (67): إن زيارة الحسين تعدل عتق الرقاب.
الباب (68): إن زوار الحسين مشفعون.
الباب (92): إن طين قبر الحسين شفاء وأمان.
الباب (94): ما يقول الرجل إذا أكل طين قبر الحسين.
الباب (53): إن زائري الحسين يدخلون الجنة قبل الناس.
ب- فضائل زيارة قبور الأئمة من كتاب (نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين) تأليف: الشيخ محمد حسن الأصطهبناتي – ط دار الميزان – بيروت.
أبواب الفهرس:
باب: إن زائر الحسين (ع) يعطى له يوم القيامة نور يضيئ لنوره ما بين المشرق والغرب.
باب: إن زيارته (ع) توجب العتق من النار.
باب: إن زوار الحسين (ع) يكونون في جوار رسول الله وعلي وفاطمة صلوات الله عليهم.
باب: إن زيارة الحسين (ع) توجب كتابة الحسنات ومحو السيئات ورفع الدرجات.
باب: إن زيارته غفران ذنوب خمسين سنة.
باب: إن زيارة الحسين (ع) تعدل الاعتاق والجهاد والصدقة والصيام.
باب: إن زيارة الحسين (ع) تعدل اثنتين وعشرين عمرة.
باب: إن زيارة الحسين (ع) تعدل حجة لمن لم يتهيأ له الحج وتعدل عمرة لمن لم تتهيأ له عمرة.
باب: إن الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسين (ع) ويخاطبهم بنفسه.
باب: إن الله جل وعلا يزور الحسين (ع) في كل ليلة جمعة.
باب: إن الأنبياء يسألون الله في زيارة الحسين (ع).
باب: إن النبي الأعظم والعترة الطاهرة يزورون الحسين (ع).
باب: إن إبراهيم الخليل (ع) يزور الحسين (ع).
باب: إن موسى بن عمران سأل الله جل وعلا أن يأذن له في زيارة قبر الحسين (ع).
باب: الملائكة يسألون الله عز وجل أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين (ع).
باب: ما من ليلة تمضي إلا وجبرائيل وميكائيل يزورانه صلوات الله عليه.
باب: إن الله تعالى يباهي بزائر الحسين ملائكة السماء وحملة العرش.
باب: إن الله عز وجل حلف أن لا يخيب زوار الحسين (ع).
باب: إن زيارة الحسين (ع) تعدل ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله (ص).
باب: من زار قبر الحسين (ع) كان كمن زار الله فوق عرشه.
باب: من زار قبر الحسين (ع) كان كمن زار الله فوق كرسيه.
باب: من زار الحسين (ع) كان كمن زار الرسول.
باب: من زار الحسين (ع) كتبه الله في أعلى عليين.
باب: من سره أن ينظر إلى الله فليكثر من زيارة قبر الحسين (ع).
ص 139 إلى ص 142
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 08:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- أكل الشيعة لتربة الحسين!!:
إن الشيعة عند زيارتهم لكربلاء يجوز لهم أكل تربة الحسين , و قد أفتى بهذا الكثير من مراجع الشيعة في كتبهم الأتية تحت عنوان (أحكام الأطعمة و الأشربة) و هم:
1 - آيتهم العظمى الخميني في كتابه تحرير الوسيلة. ط. دار الصراط المستقيم - بيروت.
2 - آيتهم العظمى ميرزا حسن الأحقاقي في كتابه أحاكم الشيعة. ط. جامع الإمام الصادق - الكويت.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - آيتهم العظمى ميرزا عبد الرسول الأحقاقي في كتابه أحكام الشريعة. ط. جامع الإمام الصادق - الكويت.
4 - آيتهم العظمى محمد الحسيني الشيرازي في كتابه المسائل الإسلامية. ط. توزيع مكتبة هيئة خدام المهدي - الكويت.
5 - آيتهم العظمى علي الحسيني السيستاني في كتابه منهاج الصالحين. ط. دار المؤرخ العربي - بيروت.
6 - آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي في كتابه منهاج الصالحين. ط. دار البلاغة - بيروت.
و أخرون.
ص 142
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 05:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* تفضيل أرض كربلاء على مكة المكرمة:
سئل آيتهم العظمى و مرجعهم محمد الحسيني الشيرازي في كتابه (الفقه العقائد) ص 370 توزيع مكتبة جنان الغدير - الكويت.
(يقال أن أرض كربلاء أفضل من أرض مكة و السجدة على التربة الحسينية أفضل من السجدة على أرض الحرم هل هذا صحيح؟
فأجاب الشيرازي: نعم. ص 143
و هذا أيضا آيتهم و علامتهم السيد العباس الحسيني الكاشاني عنون في كتابه مصابيح الجنان ص 360 رقم 59 دار الفقه إيران عنوانا باسم (أفضلية كربلاء على سائر البقاع). فقال (أما أفضلية كربلاء على سائر البقاع حتى الكعبة فلاشك إن أرض كربلاء أقدس بقعة في الإسلام , و قد أعطيت حسب النصوص الواردة أكثر مما أعطيت لأي أرض أو بقعة أخرى من المزية و الشرف فكانت أرض الله المقدسة المباركة و أرض الله الخاضعة المتواضعة و أرض الله التي في تربتها الشفاء فإن هذه المزايا و أمثالها التي اجتمعت لكربلاء لم تجتمع لأي بقعة من بقاع الأرض حتى الكعبة).
ملاحظة في هذا الكتاب تقريظ و مدح و ثناء على الكتاب و مؤلفه من آيتهم العظمى محمد الهادي الميلاني و علامتهم الكبير المجتهد محمد المهدي الخونساري. ص 144
قال الشيخ عبد الله الموصلي:
أخي المسلم: هذه بعض نماذج الغلو في الأئمة عند الشيعة. ومن المعلوم أن علماء الشيعة ومفكريهم ودعاتهم الذين يأتون بقصد التبشير والدعوة إلى التشيع وشراء ضمائر من يكتب لصالحهم لا يجاهرون بمثل هذه المعتقدات بل رأيناهم يتظاهرون بإنكارها ويدعون أنهم لا يعتقدون بكل ما في كتبهم وهذا غش وكذب ينكشف بالآتي:
أولاً: أنهم لا يردون على مثل هذه الخرافات التي تصل إلى درجة الكفر بل وكما رأينا هناك من يقدم لهذه الكتب ويثني عليها.
ثانياً: إنهم عندما يترجمون لمؤلفي هذه الكتب لا ينكرون عليهم تسليمهم بهذه الأباطيل بل يترحمون عليهم ويبالغون في إطرائهم والثناء عليهم ويعدون هذه المؤلفات أدلة تثبت فضلهم ليتبين لك بعد هذا أن الإنكار الذي يواجهون به أهل السنة إنما هو من التقية التي هي تسعة أعشار دين التشيع.
إن الشيعة يقومون بالإنكار والاحتجاج والتهديد والرفض عندما يمسون في كتاب أو محاضرة ولو بصورة عارضة فما بالهم يسكنون وتنكتم أنفاسهم ولا يظهرون مثل هذا أمام هذا الغلو والانحراف؟
لماذا يكتفون بالرفض أمام أهل السنة دون أن يترجموا رفضهم على الواقع؟
لماذا ينكرون ما ينسب إليهم إنكارا عاماً مبهماً؟
لماذا لا تتبعون أسانيد هذه الروايات ويبينون ضعفها وعدم حجيتها؟
ص 144
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 10:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* مهدي الشيعة يأتي بالقرآن الكامل:
- روى شيخهم محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد في (كتاب الإرشاد ص365 الطبعة الثالثة مؤسسة الأعلمي بيروت 1979م) عن أبي جعفر قال: "إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط يعلم فيها يعلم فيها القرآن على ما أنزل فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف" وذكرها كامل سليمان في يوم الخلاص (ص372).
وروى شيخهم النعماني في كتاب الغيبة (318) عن علي قال: "كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل قلت (أي الراوي): يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل فقال: لا محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء أبائهم وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله وآله لأنه عمه".
ونقل شيخهم محمد بن محمد صادق الصدر في تاريخ ما بعد الظهور (ص637) عن أبي عبد الله أنه قال: " .. لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد" وذكر الرواية شيخهم كامل سليمان في كتاب يوم الخلاص (ص371). ص 146
- وقال نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية ج2 ص360: "روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان المهدي) فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه.
وقال أبو الحسن العاملي في مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص 36 دار التفسير (قم): "إن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى، ما جمعه علي وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن وهكذا إلى أن وصل إلى القائم "المهدي" وهو اليوم عنده صلوات الله عليه". ص 147
-ويقول من أسموه بفيلسوف الفقهاء وفقيه الفلاسفة أستاذ عصره ووحيد دهره المولى محسن الملقب بالفيض الكاشاني في (تفسير الصافي – المقدمة السادسة – 1/ 44ط الأولى 1979 مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت لبنان): "المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير محرف وأنه قد حذف عنه أشياء كثيرة منها اسم علي في كثير من المواضيع ومنها لفظه آل محمد غير مرة ومنها أسماء المنافقين في مواضعها وغير ذلك وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله". ص 149
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 09:36]ـ
أحسن الله إليك أخي المفضال عبد الحي ..
هل من شرط لأنقل الموضوع سوى أن أذكر أنه منقول عنكم يا بارك الله فيكم؟
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 03:37]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله تعالى و بياكم أخي المبارك عبد الملك السبيعي و أحسن إليكم ووفقنا و إياكم لما يحبه و يرضاه
لا يوجد شرط أخي الكريم , بل أنت مشكور على نقلك للموضوع فجزاكم الله تعالى كل خير و بارك الله فيكم
أخوكم عبد الحي
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 11:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وينقل شيخهم أبو منصور احمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتابه (الاحتجاج 1/ 225 – 228 ط 1414هـ منشورات شركة الكتبي بيروت) و (ط الأعلمي – بيروت – ج1 ص155). عن أبي ذر الغفاري أنه قال: "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله جمع علي القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم فوثب عمر وقال: يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه فأخذه وانصرف ثم أحضر زيد بن ثابت وكان قاريا للقرآن فقال له: عمر إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار وقد رأينا أن تؤلف القرآن وتسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار فأجابه زيد إلى ذلك… فلما أستخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى ابي بكر حتى نجتمع عليه فقال: هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي قال عمر: فهل لإظهاره وقت معلوم؟ - قال الشيخ عبد الله الموصلي: نقول للشيعة لم لم يأخذ عمر من علي رغما عنه كما أخذ ابنته رغما عنه كما تزعمون؟ - فقال: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهر ويحمل الناس عليه فتجري السنة به صلوات الله عليه". ص 152
ويقول الطبرسي الشيعي الإمامي (1/ 371) و (ط. الأعلمي – بيروت ج1 ص249): "وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين ولا الزيادة في آياته فحسبك من الجواب عن هذا الموضع ما سمعت فإن شريعة التقية تحظر التصريح بأكثر منه". ص 152
ويقول الطبرسي في موضع آخر (1/ 377 – 378) و (ط. الأعلمي – بيروت – ج1 ص254): "ولو شرحت لك كل ما أسقط وحرف وبدل وما يجري هذا المجرى لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء". ص 153
- ويقول العلامة الحجة السيد عدنان البحراني في كتابه (مشارق الشموس الدرية) ص126 بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظرة: "الأخبار التي لا تحصى كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين بل وإجماع الفرقة (1) المحقة وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم". ص 155
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 04:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- يقول العلامة المحقق الحاج ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي في كتابه منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة مؤسسة الوفاء – بيروت ج2 المختار الأول ص 214 – 220 وقد عدد الأدلة الدالة على نقصان القرآن، ونذكر بعض هذه الأدلة كما قال هذا العالم الشيعي:
1 - نقص سورة الولاية.
2 - نقص سورة النورين.
3 - نقص بعض الكلمات من الآيات.
ثم قال إن الإمام عليا لم يتمكن من تصحيح القرآن في عهد خلافته بسبب التقية , وأيضاً حتى تكون حجة في يوم القيامة على المحرفين، والمغيرين.
وأيضاً قال هذا العالم الشيعي إن الأئمة لم يتمكنوا من إخراج القرآن الصحيح خوفا من الاختلاف يبن الناس ورجوعهم إلى كفرهم الأصلي.
هذه بعض تصريحات علماء الشيعة بأن القرآن ناقص ومحرف ولأن القول بالتحريف من ضروريات مذهب التشيع ألف علماؤهم في التقديم والحديث كتبا مختصة بهذا المعتقد الخبيث وكان آخرهم فيما أعلم شيخهم وعلامتهم الميرزا حسين بن الميرزا محمد تقي بن الميرزا علي بن محمد النوري الطبرسي ألف كتابا بعنوان (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) ادعى فيه وقوع التحريف في القرآن معتمداً على ألفي رواية حسب زعمه.
قال: في مقدمة كتابه: "هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان وسميته فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب".
وقال هذا الضال المضل عن القرآن الكريم في معرض ذكر الأدلة على التحريف ص 211 (فصاحته في بعض الفقرات البالغة وتصل حد الإعجاز وسخافة بعضها الآخر).
وكتاب فصل الخطاب لم ينكره حسب علمي أي عالم شيعي. ص 155 و 166
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 04:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما ادعاء بعض الشيعة أن التحريف في القرآن، المقصود منه التحريف بالتفسير فهذا الكلام باطل ودليلنا على بطلانه:
- ادعاؤهم وجود قرآن صحيح عند المهدي المنتظر يعني إن هذا القرآن الموجود الآن ليس بصحيح لأنه لو كان قرآن المهدي مثل هذا القرآن الموجود الآن فما فائدة ادعاء الشيعة وجود قرآن عند المهدي.
- الرواية الموجودة في الكافي ج2 ص597 كتاب فضل القرآن والتي فيها إن القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية لكن الموجود حاليا ستة الآف ومائتان تقريبا وهذا يعني أن ثلثي آيات القرآن ناقصة ويدعى النقص من شرح هذا الحديث ومنهم العلامة المجلسي في مرآة العقول ج12 ص525 وأيضاً العلامة محمد صالح المازندراني في شرحه لهذا الحديث في كتابه شرح جامع الكافي ج11 ص76 نقلا عن أصول مذهب الشيعة.
- اعتراف بعض كبار علماء الشيعة ان التحريف بالقرآن ليس في التفسير فقط بل في ألفاظ القرآن مثل المجلسي في مرآة العقول ج12 ص525, وحبيب الله الهاشمي في البراعة في شرح نهج البلاغة ج2 المختار الأول ص216.
- ادعاء علماء الشيعة نقص سور بأكملها من القرآن، مثل سورة الولاية وسورة النورين كما قال العلامة المجلسي في كتابه تذكرة الأئمة ص 18, ص 21, والعلامة حبيب الهاشمي في كتابه البراعة في شرح نهج البلاغة ج2ص217, والنوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب ص180.
ص 162
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 08:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* مهدي الشيعة يحكم بحكم داود:
- إن مهدي الشيعة الموعود لن يحكم عندما يأتي بشريعة محمد بل بحكم داود كما نقل ذلك أحد علمائهم المعاصرين وهو الشيخ محمد بن محمد بن صادق الصدر في تاريخ ما بعد الظهور (ص 728, 810 ط 2 دار التعارف بيروت) عن أبي جعفر قال: "إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود لا يسأل البينة"
ونقل شيخهم كامل سليمان في كتاب يوم الخلاص في ظل القائم المهدي (ص 391 ط السابعة 1991 دار الكتاب اللبناني بيروت لبنان) عن أبي عبد الله قال: "إذا حكم قائم آل محمد صلى الله عليه وآله حكم بين الناس بحكم داود فلا يحتاج بينه فيلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استنبطوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم". ص 168
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 01:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* مهدي الشيعة يهدم المسجد الحرام:
ذكر السيد محمد كاظم القزويني في كتابه المهدي من المهد إلى الظهور (ص534) تحت عنوان: "إعادة المسجد إلى ما كان عليه": " عن الإمام الصادق: إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه".
ثم يوضح المؤلف فيقول: "لقد توسع المسجد الحرام من بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى يومنا هذا وأضيفت إليه مساحات كثيرة من جميع جوانبه ولكنه بالرغم من كل ذلك لم يبلغ الأساس القديم الذي رسمه النبي إبراهيم عليه السلام للمسجد الحرام لأن الأساس القديم كان من الحزورة وهي بين الصفا والمروة روي ذلك عن الإمام الصادق عندما سئل عن الزيادات الحادثة في المسجد الحرام وهل هي من المسجد؟ فقال: نعم .. إنهم لم يبلغوا بعد مسجد إبراهيم وإسماعيل صلى الله عليهما وقال عليه السلام: خط إبراهيم عليه السلام بمكة ما بين الحزورة إلى المسعى فذلك الذي خط إبراهيم".
ص 169
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 10:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* لا جهاد عند الشيعة إلا بحضور المهدي:
- روى ثقتهم في الحديث محمد بن يعقوب الكليني في الكافي (8/ 295) عن أبي عبد الله قال: "كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل" وذكر هذه الرواية شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (11/ 37).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الصحيفة السجادية الكاملة (ص16 ط دار الحوراء بيروت لبنان) عن أبي عبد الله قال: "ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلماً أو ينعش حقا إلا اصطلته البلية وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا" وفي مستدرك الوسائل (2/ 248) عن أبي جعفر قال: "كل راية ترفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت". ص 170
- وقد قرر مرجعهم وآيتهم الخميني أن البدأة بالجهاد لا تكون إلا لقائمهم إذ يقول في تحرير الوسيلة (1/ 482): "في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر – عجل الله فرجه – الشريف يقوم نوابه العامة وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء مقامه في إجراء السياسات وسائر ما للإمام إلا البدأة بالجهاد".
نقول - أي الشيخ عبد الله الموصلي - أيرجى من هؤلاء مجاهدة الكفار جنبا إلى جنب معنا نحن أهل السنة؟ !!!
أنسينا غدرهم بنا على مر التاريخ وتسببهم في إعاقة المد الإسلامي؟ !!
ألم يكن الغدر موقفهم أحيانا وتخاذلهم ووقوفهم من حروبنا للكفار موقف المتفرج الذي يتمنى أن، تدور الدائرة علينا أحيانا أخرى؟!!
والحق الذي لا محيد عنه أنهم لا يقفون موقف المتفرج إلا إذا شعروا بقوة أهل السنة إما إذا شعروا بضعف أهل السنة فما أسرع أنقضاضهم عليهم وفتكهم بهم. احذوا لحن قول القوم فكل ما يوافقونكم به غنما هو من باب التقية.
ألم ينقل شيخهم النجفي إجماعهم على كفر من يخالفهم ?!!! ألا تعلمون أن الذين يقتلون من أهل السنة في الثغور لحماية المسلمين قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة؟ حسب معتقدهم.
روى الملأ محسن الملقب بالفيض الكاشاني في الوافي (9/ 15) والحر العاملي في وسائل الشيعة (11/ 21) ومحمد حسن النجفي في جواهر الكلام (21/ 40): "عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال: فقال: الويل يتعجلون قتلة في الدنيا وقتله في الآخرة والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم".
"ما الشهيد إلا شيعتنا" والقتلى من أهل السنة في حروبهم للكفار من نصارى ومشركين وبوذيين وشيوعيين "الويل يتعجلون"!!.
قال الشيخ محمد أحمد عرفة عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر معلقا على الرواية في مقدمته لكتاب الوشيعة في نقد عقائد الشيعة لموسى جار الله ما نصه: "فلو كان منا شيعة في العدوان الثلاثي على مصر لتخلفوا عن قتال المعتدين بناء على هذه القاعدة وهذا هو السر في رغبة الاستعمار فينشر هذا المذهب في البلاد الإسلامية".
وقد أصاب الشيخ الفاضل في تحليله فقد حدثني أحد الأفاضل ممن نثق به أنه شهد المعارك الطاحنة التي دارت بين المسلمين والكفار في الهند قبل ما يزيد على أربعين سنة وأن الشيعة لم ينفروا لنصرة أهل السنة اللذين خاضوا تلك المعارك.
ونحن نقول: ومن الذي يضمن عدم وجود تحالف خفي للشيعة مع كفرة الهند؟!!
ألسنا نواصب في معتقدهم؟!! ص 171 و 172
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل الثالث: حقائق أخرى عن الشيعة.
* المبحث الأول:
- زعمهم وجود نص على خلافة علي رضي الله عنه:
لقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على إمامة وخلافة أبي بكر الصديق ثم من بعده الفاروق ثم ذي النورين ثم أبي السبطين رضي الله عنهم كما أن الإمام عليا لم يحتج على سابقيه بأي من النصوص التي تدعيها له الشيعة وقد اعترف بعدم احتجاج أبي الحسن على سابقيه أحد كبار علماء الشيعة في القرن التاسع عشر وهو آيتهم عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي في كتابه الدعائي الذي يروجه الشيعة وينشرونه بشكل واسع وهو كتاب "المراجعات" إذ يقول في المراجعة 102 ص 302ط مؤسسة الوفاء بيروت لبنان بما نصه: "على أن علياً لم ير للاحتجاج عليهم يومئذ إلا الفتنة التي كان يؤثر ضياع حقه على حصولها في تلك الظروف إذ كان يخشى فيها على بيضة الإسلام وكلمة التوحيد ... وآثر مسالمة القائمين في الأمر احتفاظاً بالأمة واحتياطا على الملة .. فالظروف يومئذ لا تسع مقاومة بسيف ولا مقارعة بحجة".
هذا ومما يجدر ذكره أن الإمام كان يرى أن الخلافة بالشورى وقد صرح به في أهم كتاب شيعي وهو نهج البلاغة (3/ 7 طبع دار المعرفة بيروت) و (دار الكتاب اللبناني – ص 366) قال: "إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان عليّ ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضي، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى".
وقد أقسم الإمام علي رضوان الله عليه على أنه لا يرغب في الخلافة كما سجل عنه الشريف الرضي الشيعي في "نهج البلاغة" (2/ 184 ط دار المعرفة بيروت) و (دار الكتب العلمية – بيروت ج 2 ص 280) بقوله: "والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها".
فلاحظ كيف أنه صرح في الرواية الأولى أن الخلافة وتولي أمور المسلمين بالشورى وفي الثانية أن الأمة هي التي حملته على تولي أمور المسلمين وليس بنص من النبي فعلي لا يعرف عن هذا النص الوهمي الذي يدعيه الشيعة شيئاً بل إن متقدمي الشيعة قد قرروا أن الذي ادعى أن لكل نبي وصياً هو عبد الله بن سبأ فهذا عمدتهم في الرجال ابو عمرو الكشي يقول في كتابه معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين المعروف برجال الكشي (ص108 ط مشهد إيران) (ترجمة عبد الله ابن سبأ) ما نصه: "وذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو. فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله في علي عليه السلام مثل ذلك وكان أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأكفرهم فمن ههنا قال من خالف الشيعة: أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية.
ص 173 و 174
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 01:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استدراج العوام والإيقاع بهم:
ومن أساليبهم استدراج من لا يعرف حقيقتهم ممن يتسرعون في الخوض في هذه المسائل الشائكة المتعلقة بمذهب الشيعة ومذهب أهل السنة لكي يكتبوا أو يصرحوا لما فيه مصلحة التشيع كما فعل شيخهم "مرتضى الرضوي" في كتابه (مع رجال الفكر في القاهرة) حيث كتب له شيخ يدعى "مرتضى الحكمي" مقدمة لهذا الكتاب أثنى فيها على الكتاب ومؤلفه حيث قال في الصفحة 21 الطبعة الأولى عام 1974 ما نصه:
"فإن الأستاذ الرضوي قد تابع هو الآخر عددا من مسائل العقيدة والتاريخ بأسلوب آخر مع كثير من رجال الفكر والثقافة وانتهى فيها إلى شيء بارز من التفهم والتقارب وامتزج فعلا بالنخبة الممتازة من الرجال المثقفين () وهو يحاروهم ويطرح عليهم شيئاً من المسائل الذهبية الشائكة التي استدرجهم فيها إلى تصريحات وأقوال تثمن ما تفرد به فقه الشيعة".
"مثال":
يذكر الشيخ مرتضى الرضوي في كتابه المذكور ص 201 – 202 حواراً دار بينه وبين أحد رجال الفكر في مصر إليك نقله والعهدة عليه:
يقول الرضوي: "وبعد أعوام صادف مجيئي إلى القاهرة في شهر رمضان المبارك فطرقت دار الأستاذ صباحاً فرحب بي كثيرا على عادته وأدخلني غرفة الاستراحة ولما أردت الانصراف قال: أرغب أن تحضر هذه الليلة الإفطار عندنا فلبيت الطلب وقصدت داره العامرة وصادف دخولي داره وقت المغرب ولما دخلت سلمت وجلست في الغرفة المعدة للضيوف فحياني سيادته وغاب عني دقائق ثم عاد وبيده صحن صغير فيه تمر محشو باللوز فتناول سيادته واحدة وضعها في فيه وتناول ثانية بيده وقدمها لي وقال: تفضل فأخذتها من يده وتركتها أمامي على المنضدة فقال: أفطر لماذا لا تفطر؟ قلت: قال الله تعالى: (ثم أتموا الصيام إلى الليل). (البقرة: 187). فهل يقال لهذا الوقت ليل؟ فأجاب: لا قلت: إذن كيف نفطر؟ ثم قلت: انظر يا أستاذ إلى هذه الحمرة المشرقية ظاهرة ونحن الشيعة الإمامية لا نفطر في هذا الوقت بل نتأمل دقائق وننتظر حتى تغيب هذه الحمرة لأن وجودها يدل على عدم غياب قرص الشمس فإن زالت الحمرة هذه جاز لنا الإفطار ونحن نأسف لإخواننا السنيين ... فأجاب سيادته قائلاً: أما أنا فمن الآن معكم .. الخ.
قلت: إن وقت صلاة المغرب وإفطار الصائم هو حين تغيب الشمس وقد وردت أحاديث صحيحة من طرق أهل السنة تفيد ذلك فما قام به مضيف الرضوي هو الصحيح ولكنه لم يصمد أمام الشيعي وذلك بسبب جهله إن صح نقل الرضوي وقد ورد من طرق الشيعة ما يصحح الوقت الذي يفطر فيه أهل السنة وتحين فيه صلاة المغرب عندهم فقد روى الشيخ محمد بن علي بن بابوية القمي الملقب بالصدوق في كتابه المعتمد عند الشيعة فقيه من لا يحضره الفقيه (ج1 ص142 ط دار الكتب الإسلامية طهران / إيران) عن الصادق قال: "إذا غابت الشمس فقد حل الإفطار ووجبت الصلاة" وذكر هذه الرواية شيخهم الحر العاملي في (وسائل الشيعة ج7 ص90 ط دار إحياء التراث العربي بيروت).
وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة ج7 ص 87 عن زرارة قال: "قال أبو جعفر وقت المغرب إذا غاب القرص.
وعن أبي أسامة الشحام قال: "قال رجل لأبي عبد الله أُأَخر المغرب حتى تستبين النجوم؟ قال: فقال: خطابية؟ إن جبرائيل نزل بها على محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين سقط القرص" أخرج هذه الرواية الشيخ الشيعي المهاجر العاملي حبيب آل إبراهيم في كتابه الحقائق في الجوامع والفوارق ج2 ص383 ط1 المؤسسة الإسلامية للنشر بيروت 1407هـ.
فالعبرة بغياب الشمس وهو ما فعله مضيف الرضوي الذي لا علم له بما في كتب أهل السنة ولا الشيعة وروى الصدوق في كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (ج1 ص142) عن أبي عبد الله قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي المغرب ويصلي معه حي من الأنصار يقال لهم بنو سلمة منازلهم على نصف ميل فيصلون معه ثم ينصرفون إلى منازلهم وهم يرون مواضع سهامهم".
فانظر كيف أنه فرغ من الصلاة وذهب بنو سلمة إلى منازلهم وهم يرون مواضع سهامهم.
وروي الصدوق في الموضع نفسه عن زيد الشحام قال: "صعدت مرة جبل أبي قيس والناس يصلون المغرب فرأيت الشمس لم تغب وإنما توارت خلف الجبل عن الناس فلقيت أبا عبد الله فأخبرته بذلك فقال لي: ولم فعلت ذلك؟ بئس ما صنعت إنما تصليها إذا لم ترها خلف جبل غابت أو غارت ما لم يتجللها سحاب أو ظلمة تظلها فإنما عليك مشرقك ومغربك ليس على الناس أن يبحثوا".
وأخرج المهاجر العاملي في الحقائق في الجوامع والفوارق ج2 ص373 عن الفضل بن شاذان عن الرضا قال: "إنما جعلت الصلاة في هذه الأوقات ولم تقدم ولم تؤخر ?أن الأوقات المشهورة المعلومة التي تعم أهل الأرض فيعرفها الجاهل والعالم أربعة، غروب الشمس مشهور معروف تجب عنده المغرب ... ".
وهل يفعل أهل السنة غير هذا؟
وهل فعل صاحب الرضوي غير هذا؟
نقل الشيخ البروجردي في جامع أحاديث الشيعة (ج9 ص165) عن صاحب الدعائم قوله: "روينا عن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين بإجماع فيما علمناه من الرواة عنهم أن دخول الليل الذي يحل الفطر للصائم هو غياب الشمس في أفق المغرب بلا حائل دونها يسترها من جبل أو حائط ولا غير ذلك فإن غاب القرص في الأفق فقد دخل الليل وحل الفطر".
و جاء في وسائل الشيعة (ج 7 ص 91) عن حسين بن أبي العرندس: قال (رأيت أبا الحسن موسى عليه السلام في المسجد الرحام في شهر رمضان و قد أتاه غلام له أسود بين ثوبين أبيضين و معه قلة و قدح فحين قال المؤذن الله أكبر صب له و ناوله فشرب) و ذكر البروجردي هذه الرواية في جامع أحاديث الشيعة ج 9 ص 166.
فلاحظ كيف أن الإمام موسى الكاظم رحمه الله يفطر كما يفطر أهل السنة فلم ينتظر كما انتظر هذا الرضوي الذي يحسن التدليس والتلبيس على المساكين بل أفطر بأذان أهل السنة في المسجد الحرام.
ص 176 إلى ص 179
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* ليس عند الشيعة إسناد ولا لهم رواية إلا وقد رووا ما يعارضها:
لقد حاول مرتضى العسكري خداع القائمين على الجماعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز عن طريق التقية التي أمره مذهبه بالتمسك بها إلى قيام قائمهم ولكن لما فشلت تقيته عاد العسكري إلى الطعن والتشكيك ملصقا نقائص مذهبه بمذهب أهل السنة ?نذكره هنا ونذكر كل شيعي أن ما ذكره العسكري من طعن وانتقاد هو منطبق تماما على مذهب الشيعة وعلمائه نعم إنه لا توجد رواية عند الشيعة عن أئمتهم المعصومين إلا وهناك رواية تناقضها ولا خبر إلا وبمقابله ما يضاده وقد صرح بهذا شيخ طائفتهم أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مقدمة كتابه "تهذيب الأحكام" وهو أحد كتبهم الأربعة إذ قال ما نصه: "الحمد لله ولي الحق ومستحقه وصلواته على خيرته من خلقه محمد وآله وسلم تسليماً ذاكرني بعض الأصدقاء أبره الله ممن أوجب حقه علينا بأحاديث أصحابنا أيدهم الله ورحم السلف منهم وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ولا يسلم حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا .. ".
ويقول السيد دلدار علي اللكهنوي الشيعي الاثنا عشري في أساس الأصول (ص51 ط لكهنو الهند): " إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جدا لا يكاد يوجد حديث إلا وفي مقابل ما ينافيه ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده حتى صار ذلك سبباً لرجوع بعض الناقصين عن اعتقاد الحق .. ".
ويقول عالمهم ومحققهم وحكيمهم ومدققهم وشيخهم حسين بن شهاب الدين الكركي في كتابه "هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار" (ص164 الطبعة الأولى 1396هـ): "فذلك الغرض الذي ذكره في أول التهذيب من أنه ألفه لدفع التناقض بين أخبارنا لما بلغه أن بعض الشيعة رجع عن المذهب لأجل ذلك".
فالتعارض جاءت به روايتهم والتناقض والتضاد منهم بل والكذب انتشر في مجاميعهم الحديثية المعتبرة كما اعترف به أحد علمائهم وهو السيد هاشم معروف الحسيني في كتابه الموضوعات في الاثار والأخبار (ص165، 253 الطبعة الأولى 1973م) قال: "كما وضع قصاص الشيعة مع ما وضعه أعداء الأئمة عدداً كثيرا من هذا النوع للأئمة الهداة ولبعض الصلحاء والأتقياء" وقال أيضاً: "وبعد التتبع في الأحاديث المنتشرة في مجامع الحديث كالكافي والوافي وغيرهما نجد أن الغلاة والحاقدين على الأئمة الهداة لم يتركوا بابا من الأبواب إلا ودخلوا منه لإفساد أحاديث الأئمة والإساءة إلى سمعتهم .. ".
ص 180 و 181
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 09:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتهام الأزهر بتزوير بعض أمهات الكتب
وقع لي كتاب بعنوان "الإمام علي خليفة رسول الله" لمؤلفه المدعو / محمد إبراهيم الموحد القزويني الشيعي قامت بطبعه دار الثقلين ببيروت للمرة الثالثة جاء في الصفحة 67 – 68 ما نصه:
"لقد تواردت الأنباء بأن جامعة الأزهر بالقاهرة وبدعم من دولة عربية شكلت لجنة سرية لهدف إعادة النظر في جميع الكتب والمصادر المعتمدة عند أهل السنة وفي طليعتها صحيح البخاري والهدف من ذلك حذف ما ترى حذفه وتحريف ما ترى تحريفه من الأحاديث المروية في فضائل أهل البيت عليهم السلام بما يمكن أن يستدل به الشيعة على أحقية مذهبهم. وقد أحيطت هذه اللجنة بالسرية والكتمان وطبعت بعض المصادر طباعة حديثة وحذفت منها أحاديث أو حرفت منها بعض كلماتهم الحساسة كتحريف كلمة خليفتي إلى خليلي وما شابه ذلك .. ".
أقول - الشيخ عبد الله الموصلي -: كتب أهل السنة ومراجعهم مداولة في القديم والحديث بين أيدي الجميع سنة وشيعة وأكبر دليل نقل علماء الشيعة المتقدمين منها والرجوع إليها ومن ثم فهي مأمونة ولله الحمد من التحريف والعبث على عكس أمهات مراجع الشيعة فإنها كانت وإلى عهد قريب متداولة بين خاصة الشيعة يتناولونها يدا بيد ولا يطلعون عليها غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الأفاك لم يستطع أن يأتي بأدلة تثبت صحة دعواه وعندما ذكر صحيح البخاري لم يستطع أيضاً أن يثبت مواضع التحريف فقد كان القزويني من الخسة والخبث واللؤم والدهاء حيث أدرك أنه متى ذكر أمثلة لما يدعيه فإن أمره سينكشف وسيفضحه الله تعالى ولكن الرجل طبق مبدأ الوقيعة في الخصوم ومباهتتم حسب الحديث المروي عندهم والذي سبق إيراده.
ومن قلة حياء الرجل وخبثه إيراده في الصفحة (212) من كتابه رواية خبيثة تقدح في الفاروق هي: "فوثب قيس بن سعد واخترط سيفه وقبض بلحية عمر وصرخ في وجهه: والله يا ابن صهاك الحبشية .. " ..
ثم يعلق في الهامش فيقول: "صهاك جدة عمر كان يعير بها لكونها من أهل الفساد".
وهذا القزويني الذي يقدح في خيار هذه الأمة رضوان الله عليهم نجده يقول (ص93 – 94) ما نصه: "وقد صارت هذه الكلمات أشهد أن عليا ولي الله شعارا للمسلمين الشيعة أتباع أهل البيت عليهم السلام يتمسكون به في الأذان والإقامة وفي سائر المجالات الدينية إطاعة لله ورسوله وقد تعرضوا بسبب ذلك لحملات النقد والتهريج ولكنهم صمدوا تجاهها وتصدوا لها وازدادوا إيمانا وتمسكا بهذا الشعار الإلهي لأنهم عرفوا أنه الحق وليس بعد الحق إلا الضلال وعلى كل مسلم يلتزم بأوامر الله ورسوله أن يتمسك بهذا الشعار ويأتي به في الأذان وغيره وحذار حذار من أن تتركه فيكون ممن قال لهم الرسول صلى الله عليه وآله: إنكم لمنقلبون بعدي على أعقابكم".
فات هذا القزويني أن هذا الشعار أي أشهد أن عليا ولي الله هو من شعار المفوضة وقد لعنوا على لسان المتقدمين من علمائهم فهذا رئيس المحدثين عند الشيعة أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي الملقب عندهم بالصدوق في كتابه (من لا يحضره الفقه) وهو أحد كتبهم الأربعة الصحيحة يقول في الجزء الأول منه صفحة 188 الطبعة الخامسة نشر دار الكتب الإسلامية بطهران – إيران و (ط. دار الأضواء – بيروت -ج1 ص290) – باب الأذان والإقامة وثواب المؤذنين - ما نصه: "هذا هو الأذان الصحيح لا يزاد فيه ولا ينقص منه والمفوضة لعنهم الله قد وضعوا أخباراً وزادوا في الأذان محمد وآل محمد خير البرية مرتين وفي بعض رواياتهم بعد أشهد ان محمداً رسول الله أشهد ان عليا ولي الله مرتين، ومنهم من روى بدل ذلك أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا مرتين ولا شك في ان عليا ولي الله وأمير المؤمنين حقا وأن محمداً وآله صلوات الله عليهم خير البرية ولكن ليس ذلك في أصل الأذان وإنما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة المتهمون بالتفويض المدلسون أنفسهم في جملتنا".
أقول - الشيخ عبد الله الموصلي -: والمفوضة الذين أدخلوا هذه الزيادة هم كما عرفهم صاحب حاشية الكتاب المذكور الشيخ على الأخوندي: "هم فرقة ضالة قالت بأن الله خلق محمداً صلى الله عليه وآله وفوض إليه خلق الدنيا فهو الخلاق وقيل بل فوض ذلك إلى علي ".
والشيعة وإلى اليوم للأسف ماضون في إيراد زيادة "اشهد أن عليا ولي الله" في اذانهم رغم اعتراف علمائهم كما في كتبهم الفقهية بأنه ليس من الأذان وعلى هذا يكونون من المفوضة الذين لعنهم الصدوق وبهذا يقول لسان حال الأزهر:
إذا أتتك مذمتي من ناقص * * * فهي الشهادة لي بأني كامل
ص 182 إلى 184
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 10:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* الإخوان المسلمون وتقية الشيعة:
إن الذين تعاطفوا منا مع الشيعة لم يكونوا على علم بمعتقدات الشيعة فقد نقل أحد الكتاب الذين يعملون ويكتبون لصالح الشيعة وهو عز الدين إبراهيم في كتابه موقف العلماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية الإيرانية (ص14 – 15ط مطبعة سبهر طهران الثانية 1406هـ، منشورات العلاقات الدولية في منظمة الإعلام الإسلامي الإيراني) عن عمر التلمساني وهو يتحدث عن موقف حسن البنا – رحمه الله – فيقول أي التلسماني: "وسألناه يوما عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها والمسلمون على ما ترى من تنابذ يعمل أعداء الإسلام على إشعال ناره قلنا لفضيلته: نحن لا نسأل عن هذا للتعصب او توسعة الهوة الخلاف بين المسلمين ولكن نسأل للعلم لأن ما بين السنة والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها وليس لدينا
(يُتْبَعُ)
(/)
من سعة الوقت ما يمكننا من البحث في تلك المراجع .. ".
من كلام التلمساني هذا ترى جليا أن موقف الشيخ حسن البنا من هذه المسألة هو عدم الخوض في مسائل الخلاف بين الشيعة والسنة فالبنا لم ير البحث في هذه المسألة الخطيرة والتلمساني نفسه صرح بأنه ليس لديهم من سعة الوقت ما يمكنهم من البحث في المسألة وهنا اجتمعت طامتان عدم سعة الوقت والنهي عن الدخول في مسائل الخلاف الشائكة.
إذن تقارب البنا رحمه الله تعالى مع الشيعة ليس عن علم ولا بتشجيع للعلم الذي يتناول هذه الأمور وهذا يستلزم أن نقول ان القوم الذين تعاطفوا أو لنقل دعوا إلى التقارب مع الشيعة ليسوا على علم بمعتقدات الشيعة بل أن مبدأهم هو محاربة هذا العلم أو لنقل النهي عن وجود مثل هذا العلم وهذه نقطة خطيرة يجب أن لا يغفل عنها المتتبعون.
فهل يعتبر موقف هؤلاء حجة تلزم المسلمين باتباعهم؟
لا والله إن موقفهم ليس بحجة ولا هو مبني على علم ودليل وحجة وبرهان والصحيح خلاف موقفهم عن ما نقله الكاتب المذكور يعد حسنة له وإن كنا على يقين انه لا يقصدها لأنها ليست على الشرط الذي اتفق عليه مع من يكتب لهم.
إن حسن البنا رحمه الله تعالى كسائر أهل السنة يهمهم أن يتقارب المسلمون وينبذوا ما بينهم من خلاف لكنه لم يطلع على موقف الشيعة الحقيقي من أهل السنة فالظروف والمشاغل التي واجهته وعدم سعة وقت أتباعه – على حد كلام التلمساني - لم تسمح له أو أن يسمح هو لنفسه بالبحث والتنقيب في كتب الشيعة القديمة التي عليها مدار مذهبهم وبعض الكتب الحديثة التي يخفيها الشيعة عن المساكين وحسني النية والتي يقصرونها عليهم دون إطلاع خصومهم عليها فلم تقع أنظار هؤلاء الطيبين إلا على الكتب الناعمة التي تدعو إلى الوحدة بشكل عام وهذا من إتقان التقية أي خداع الخصوم بالتكتم والمراوغة والحيلولة دون وصولهم إلى الحقيقة.
فعلى إخواننا الذين يحتجون بموقف الشيخ حسن البنا أن يقفوا ويحترموا القاعدة التي تقول: "إن عدم العلم بالشيء لا يعني عدمه" فحسن البنا رحمه الله يعلم (فيما نظن) أن منكر الولاية كافر ومقدم أبي بكر وعمر كافر بلا خلاف بين الشيعة على ما نقله مرجعهم الشيخ حسن النجفي في كتابه جواهر الكلام والذي يقع في ثلاثة وأربعين مجلداً وسماه عالم الشيعة اللبناني محمد جواد مغنية فيما مر نقله معجزة القرن التاسع عشر ومثله البحراني والشوشتري والمجلسي وعبد الله شبر والمفيد.
ويقول الخميني في كتاب الأربعين (ص: 511): "ومن المعلوم أن هذا الأمر يختص بشيعة أهل البيت ويحرم عنه الناس الآخرون لأن الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السلام بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية كما نذكر ذلك في الفصل التالي".
قلت - أي الشيخ عبد الله الموصلي -: أترى الشيخ حسن البنا – رحمه الله – يسكت على هذا الكلام الخطير فيما لو وقف عليه إذ أن إيمان حسن البنا وإخوانه أهل السنة غير مقبول عندهم لأنهم لا يعتقدون بولاية الأوصياء والمعصومين.
يقول الخميني في كتاب الأربعين (ص512): "إن ما مر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال يعتبر من الأمور المسلمة بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على استيعابها وأكثر من حجم التواتر ويتبرك هذا الكتاب بذكر بعض تلك الأخبار".
أقول - أي الشيخ عبد الله الموصلي -: قد وقفت قبل قليل على ان المقصود بولاية أهل البيت هم الأئمة المعصومون.
وعلمت أن الاعتقاد بأئمتهم المعصومين شرط في قبول الإيمان بالله ورسوله وشرط في قبول الأعمال وبهذا يكون جهاد الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى في ميزان الخميني ومعتقده … (الإجابة متروكة للمتعاطفين مع الشيعة) … لأن حسن البنا لا يعتقد بالأئمة المعصومين.
ص 194 إلى ص 196
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 09:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال الشيخ الشيعي محمد رضا المظفر في (عقائد الإمامية ص93، 94، 95، 98 منشورات دار التبليغ الإسلامي قم إيران) ما نصه: "نعتقد أن الإمامية أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها … كما نعتقد أنها كالنبوة لطف من الله تعالى… وعلى هذا فالإمامة استمرار للنبوة… ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منا وما بطن… ونعتقد أن الأئمة هم أولوا الأمر… بل نعتقد أن أمرهم أمر الله تعالى ونهيهم نهيه وطاعتهم طاعته ومعصيتهم معصيته". ص 198
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 10:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* المعارضون للتقريب:
المعارضون لفكرة التقريب مع الشيعة لم يتكلموا من فراغ بل استدلوا في معارضتهم بما اعترف الغزالي نفسه ببعضه وحتى المتساهلين مع الشيعة صدموا بعنادهم وإصرارهم على باطلهم فلنقف مع الدكتور محمود السباعي في كتابه السنة النبوية ومكانتها في التشريع (ص9 ط 2 المكتب الإسلامي بيروت سنة 1978م) قال: "في عام 1953 زرت عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة وإن من أكبر العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضا واصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى هذا التقارب وكان عبد الحسين متحمساً لهذه الفكرة ومؤمنا بها وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة ثم زرت في بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسيين وتجار وأدباء لهذا الغرض ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة مليئا بالسباب والشتائم .. ".
ويقول الدكتور السباعي رحمه الله: "لقد عجبت من موقف عبد الحسين في كلامه وفي كتابه من ذلك الموقف الذي لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي وأرى الآن نفس الموقف من فريق دعاة التقريب من علماء الشيعة إذ هم بينما يقيمون لهذه الدعوة الدور وينشئون المجلات في القاهرة ويستكتبون فريقا من علماء الأزهر لهذه الغاية لم نر أثراً لهم في الدعوة لهذا التقارب بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة لا تقريب المذهبين كل منهما للآخر". (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ص10).
ويقول الدكتور السباعي عليه رحمة الله: "ومن الأمور الجديرة بالاعتبار ان كل بحث علمي في تاريخ السنة أو المذاهب الإسلامية مما لا يتفق مع وجهة نظر الشيعة يقيم بعض علمائهم النكير على من يبحث في ذلك ويتسترون وراء التقريب ويتهمون صاحب البحث بأنه متعصب معرقل لجهود المصلحين في التقريب ولكن كتابا ككتاب الشيخ عبد الحسين شرف الدين في الطعن بأكبر صحابي موثوق في روايته للأحاديث في نظر جمهور أهل السنة لا يراه أولئك العابثون أو الغاضبون عملا معرقلا لجهود الساعين إلى التقريب، ولست احصر المثال بكتاب أبي هريرة المذكور فهناك كتب تطبع في العراق وفي إيران وفيها من التشنيع على عائشة أم المؤمنين وعلى جمهور الصحابة ما لا يحتمل سماعه إنسان ذو وجدان وضمير ... (المصدر نفسه).
وكما يظهر من كتاب الدكتور السباعي رحمه الله تعالى أنه لا علم له بمعتقدات الشيعة وتكفيرهم لأهل السنة فقد كان غافلا عن هذه الأمور ولم يستيقظ السباعي إلا بصفعة قوية سددها عبد الحسين شرف الدين في كتابه "أبو هريرة" عندما علم السباعي أن للقوم ظاهراً وباطناً ثم أتضحت له الرؤية عندما قال أي السباعي: "وأرى الآن نفس الموقف من فريق دعاة التقريب من علماء الشيعة ... " لاحظ كلهم على هذا المنوال يدعون إلى التقارب مع أهل السنة في الوقت الذي يقومون فيه بالدعوة إلى مذهبهم بين أوساط أهل السنة وقد أدرك الدكتور السباعي هذا في قوله: "كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعبد الحسين هذا كتاب تطعن في الصحابة رضي الله عنهم هي: "النص والاجتهاد" و "الفصول المهمة" و "أجوبة مسائل موسى جار الله" و "المراجعات" فلاحظ دهاء عبد الحسين هذا عندما استغل حسن نية السباعي وسلامة قلبه حيث أظهر له حماسة للفكرة وإيمانه بها وصاحبنا الطيب المسكين لم يستيقظ إلا على ... فأدرك بعد ذلك أن القوم ماضون في طبع الكتب التي تدعو إلى مذهبهم فما تحمسهم أمام السباعي إلا تقية ودهاء.
ص 204 إلى 206
يتبع ......
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 09:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتبع ........
ثم نأتي إلى الدكتور علي أحمد السالوس فنجده على علم بمعتقدات القوم حيث إنه اطلع على كثير من كتبهم يقول: في كتابه (فقه الشيعة الإمامية ومواضع الخلاف بينه وبين المذاهب الأربعة ص 256 ط 1 سنة 1978م): "وعندما التقيت ببعض الشيعة في الكويت وزرت مواطن تجمعهم في العراق وجدت صورة لا تبشر بخير في مجال التقريب بل على العكس من ذلك فعندما نظرت في كثير من كتبهم المتداولة بينهم إلى جانب ما قرأت أثناء البحث فكلها تعصب مقيت للمذهب وكل ما يتعلق به مع المغالات والتحريف في كثير من الحالات وقد مرت أمثلة كثيرة لهذا".
وقبل هذا قال الدكتور السالوس منتقدا دار التقريب (الموضع نفسه): "ومع هذا فدار التقريب بالقاهرة وليست في موطن من مواطن الشيعة ومجلة رسالة الإسلام التي تصدر عن الدار جل ما تتناول من موضوعات الخلاف أنها تهدف إلى إقناع أهل السنة ببعض ما يعتنقه الشيعة أشبه بمحاولة لتشييع السنة".
ويقول الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى في التفسير والمفسرون (2/ 39 – 40 ط دار إحياء التراث العربي بيروت): "هذا وللإمامية الاثنى عشرية كتب كثيرة يعتمدون عليها في رواية الأحاديث و الأخبار وينزلونها من أنفسهم منزلة سامية ويثقون بها وثوقا بالغا فمن أهم هذه الكتب ما يأتي:
أولاً: الكافي وهو أهم الكتب عند الإمامية الاثنى عشرية على الإطلاق.
ثانياً: كتاب التهذيب.
ثالثاً: كتاب من لا يحضره الفقيه.
رابعاً: كتاب الاستبصار .. هذه الكتب الأربعة في أمهات كتب الشيعة التي يعتمدون عليها ويثقون بها وقد جمعها كتاب الوافي.
ويقول الدكتور الذهبي (2/ 40): "وهناك كتب في الحديث ذكرها صاحب أعيان الشيعة غير ما تقدم منها رسائل الشيعة إلى أحاديث الشريعة للشيخ محمد بن الحسن العاملي وبحار الأنوار في أحاديث النبي والأئمة الأطهار للشيخ محمد باقر وهي لا تقل أهمية عن الكتب المتقدمة، والذي يقرأ في هذه الكتب لا يسعه أمام ما فيها من خرافات وأضاليل إلا أن يحكم بأن متونها موضوعه وأسانيدها مفتعلة مصنوعة كما لا يسعه إلا أن يحكم على هؤلاء الإمامية بأنهم قوم لا يحسنون الوضع لأنه ينقصهم الذوق وتعوزهم المهارة وإلا فأي ذوق وأية مهارة في تلك الرواية التي يرونها عن جعفر الصادق وهي أنه قال: "ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته فإذا علم الله بأن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه في دبر الغلام فكان مأبونا وفي فرج الجارية فكانت فاجرة".
ويقول الذهبي رحمه الله تعالى (2/ 41): "وكلمة الحق والإنصاف أنه لو تصفح إنسان أصول الكافي وكتاب الوافي وغيرهما من الكتب التي يعتمد عليها الإمامية الاثنا عشرية لظهر له ان معظم ما فيها من الأخبار موضوع وضع كذب وافتراء وكثير مما روي في تأويل الآيات وتنزيلها لا يدل إلا على جهل القائل وافترائه على الله ولو صح ما ترويه هذه الكتب من تأويلات فاسدة في القرآن لما كان قرآن ولا إسلام ولا شرف لأهل البيت ولا ذكر لهم، وبعد فغالب ما في كتب الإمامية الاثنى عشرية في تأويل الآيات وتنزيلها وفي ظهر القرآن وباطنه استخفاف بالقرآن الكريم ولعب بآيات الذكر الحكيم وإذا كان لهم في تأويل الآيات وتنزيلها أغلاط كثيرة فليس من المعقول أن تكون كلها صادرة عن جهل منهم بل المعقول أن بعضها قد صدر عن جهل والكثير منها صدر عمدا عن هوى ملتزم وللشيعة كما بينا أهواء التزمتها".
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: هذا ما قاله الدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف المصري الأسبق الحائز لشهادة العالمية من درجة أستاذ في علوم القرآن والحديث والأستاذ في كلية الشريعة بالأزهر الشريف ورئيس قسم الشريعة في كلية الحقوق العراقية (سابقاً).
ص 206 إلى 208
يتبع ....
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتمة .........
ويقول الدكتور محمد عمارة في تيارات الفكر الإسلامي (ص238 ط1 المستقبل العربي 1983م): " وهكذا نهج الدستور – الإيراني – نفس النهج الذي حدده الخميني في كتاب الحكومة الإسلامية فوضعت ثورة الإسلام الذي اتفق عليها أغلب المسلمين بيد أداة لم يقل بها غير الشيعة من المسلمين! ... ثم لاحت في الممارسة بوادر تنبئ عن أن الانحياز ليس فقط للفكر الاثنى عشري دون غيره من فكر المذاهب الإسلامية الأخرى وإنما أيضاً للعنصر الفارسي دون الأقليات القومية الإيرانية الأخرى حتى ليحق للمرء أن يتساءل أهي الثورة الإسلامية في إيران؟
أم أنها الثورة الشيعية الفارسية الإسلامية في إيران ?!!! ".
قلت (عبد الحي): بل هي الثورة الشيعية الفارسية التي ليس لها من الإسلام إلا الإسم الذي ادّعوه , و كم من متشبع يدّعى ما ليس فيه
ويقول الدكتور عبد المنعم النمر في (الشيعة والمهدي والدروز ص7 ط2 دار الحرية القاهرة سنة 1988): "وأعترف أنني قد عشت مدة طويلة من حياتي أمامي هذه الغشاوة برغم قراءاتي الكثيرة وكانت تمر على إشارات لهذه الموضوعات أو هذه المعلومات ولكن كان عندي في نظري ما هو أهم منها فلا ألقي له بالا مع أنها كانت في غاية الأهمية بالنسبة للإنسان حتى يكون له علم بما يجري حوله والناس وأفكارهم ونظراتهم لنا وللآخرين".
هذا عندما كان الدكتور النمر على غير علم بمعتقدات الشيعة وبعد أن فتح الله عليه وجد أن عالما مجهولا قد انكشف أمامه فاستمع له وهو يقول (ص9): "وأشهد أنني ما وجدته أمامي نافذة واسعة من العلم لم أطل منها من قبل وأنه قد راعني ما وجدته أمامي من معلومات عجبت كيف فاتتني كل هذه السنوات من عمري وانكشف أمامي عالم كان شبه مجهول مني ثم قويت شهيتي لمزيد من المعرفة حول الشيعة مع أن لي فيهم أصدقاء كثيرون ... وتكونت لدي حصيلة من المعرفة جديدة علي أحس أنها كذلك جديدة على الكثيرين غيري من العلماء والمتعلمين وغيرهم".
ويقول: "وتابعت ما صدر ويصدر من زعيم وإمام المذهب الشيعي الاثنى عشري الآن وهو الإمام الخميني من كتب أو خطب وأحاديث فوجدت فيها صورة طبق الأصل مما حوته الكتب القديمة عندهم في المذهب من النظرة السوداء لغيرهم من أهل السنة".
وهناك علماء تفرعوا للرد على الشيعة عندما وجدوا أن القوم قد كشروا عن أنيابهم ونذكر منهم على سبيل المثال العلامة إحسان إلهي ظهير – رحمه الله – الذي دبر الشيعة عملية اغتياله عندما عجزوا عن الرد عليه حيث أنه على علم واسع جدا بمعتقداتهم لأن لديه رحمه الله ماجستير في الفارسية والعربية والأردية والشريعة. لقد تخصص هذا العملاق في الرد عليهم من كتبهم وانتصر لأهل السنة بكثرة استدلاله بكتب الشيعة فلم يجد الشيعة من حيلة في الرد عليه إلا اغتياله وكتبه وهي:
الشيعة والسنة، الشيعة وأهل البيت، والشيعة والقرآن، الشيعة والتشيع فرق وتاريخ، بين الشيعة وأهل السنة وهذا الكتاب الأخير ألفه للرد على الدكتور وافي الذي أقحم نفسه وجاء بعجائب تضحك الثكلى كقوله إن سب الشيخين لا يصدر إلا من عوام الشيعة لا من علمائهم!!
ومنهم العلامة محب الدين الخطيب – رحمه الله تعالى – فقد كشف الاعيبهم في رسالته القيمة "الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثنى عشرية".
وقام بتحقيق بعض الكتب المتقدمة التي ألفت في الرد عليهم كمختصر التحفة الاثنى عشرية الذي أصله للشاه عبد العزيز الدهلي واختصره علامة العراق الشيخ محمود شكري الألوسي وحقق كذلك العواصم من القواصم للقاضي أبي بكر العربي، وكذلك مختصر منهاج الاعتدال للحافظ أبي عبد الله الذهبي.
وإذا رجعنا إلى الوراء وجدنا من العلماء المتقدمين من رد عليهم كشيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية".
وكذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في" رسالة في الرد على الرافضة".
وكذلك من المعاصرين خالد العسقلاني رد على كتاب (ثم اهتديت للتيجاني) بكتاب أسمه (بل ضللت) وكذلك الشيخ عثمان الخميس رد على التيجاني بكتاب اسمه (كشف الجاني محمد التيجاني) وكذلك الشيخ ابراهيم الرحيلي بكتاب اسمه (الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال) والدكتور ناصر القفازي له رسالة دكتوراة باسم (أصول مذهب الشيعة) وأيضاً محمود الزعبي له رد على كتاب المراجعات اسمه (البيانات في الرد على أباطيل المراجعات) وأيضاً عبد الله الناصر رد على كتاب بعد الحسين، وأبو رية الذين طعنا في أبي هريرة في كتاب اسمه (البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان) وغيرهم كثير.
ولم يؤيد الشيعة إلا جاهل أو مفكر متطفل استدرجه دهاة التقية فاستكتبوه فكان بوقا لهم أو رجل فرشوا منزله بالسجاد التبريزي فكان نعم العون لهم.
ص 208 إلى 211
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 01:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* هدف الشيعة من الدعوة إلى التقريب
لاحظ أخي القارئ ان التقية التي تحث على التحفظ عن إفشاء المذهب وعن افشاء سر أهل البيت هي التي بالغ أئمتهم في شأنها.
وهذه التقية المبالغ فيها هي التي تأمر الشيعة بأن يظهروا عكس ما يبطنون من عقائد وعليه فهذه الحقيقة أقررها أنا هنا وهي ان الشيعي قد يقر ظاهرا بما لا يقر به باطنا وقد ينكر ظاهرا ما يعتقده باطناً وبسبب هذه العقيدة الخبيثة وقع من وقع من أهل السنة وصدق كلام الشيعة بل وأفتى بجواز التعبد بمذهبهم فمن أجل التقية والخداع يكتبون ويقولون ما لا يعتقدون أصلاً.
إن هدف الشيعة من التقريب هو نشر مذهبهم بين أهل السنة وقد نجحوا في العراق حيث تمكنوا من إدخال عدد من القبائل السنية في التشيع فأصبح أولئك عدداً يضاف إلى أعداء الأمة يطعنون فيمن حمل هذا الدين أعني الصحابة رضي الله عنهم ويتربصون بالأمة الدوائر.
يقول أحد الأبطال من إخواننا المصريين والذي إنتبه إلى ألاعيب الشيعة وهو الدكتور على أحمد السالوس حفظه الله تعالى في كتابه أثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله (هامش ص5 – 6ط الثانية 1982م) ما نصه: "حاول أحد كتاب الجعفرية إثبات وجوب استمداد أحكام الشريعة من المذهب الجعفري فذكر أن غيره من المذاهب مشكوك في الأخذ به لأن الجعفرية يرون وجوب إتباع مذهبهم وعدم صحة اتباع مذهب غيرهم، وجمهور أهل السنة وفطاحل علمائهم وذوو الرأي والفتوى منهم – كما يقول – يرون جواز التعبد بمذهب الجعفرية فهو المتفق عليه وغيره مشكوك فيه واستدل بفتوى الشيخ شلتوت، ثم أشار الدكتور السالوس إلى أحد كتبهم وهو خلفاء الرسول الاثنا عشر. واختتم الدكتور تعليقه على الكلام الشيعي المذكور بقوله: "فدعوة التقريب التي نراها في مصر تحتاج إلى نظر وإلا كانت دعوة إلى المذهب الجعفري".
إنها لعبة مكشوفة وبواسطة دار التقريب بين المذاهب الإسلامية نفذت خدعة مذهبية مدروسة بانتزاع فتوى من الشيخ شلتوت – رحمه الله – المخدوع بجواز التعبد بالمذهب الشيعي.
انظر أخي المسلم: كيف استغل الشيعة فتوى الشيخ شلتوت كما نقله لنا الدكتور السالوس بأن مذهب الشيعة متفق عليه لأن الشيخ شلتوت أفتى بجوازه ومذهب أهل السنة مشكوك فيه.
يتساءل أحد كبار أعضاء دار التقريب بين المذاهب الإسلامية وهو الشيخ عبد اللطيف محمد السبكي فيما نقله عنه الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري في "مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة" (2/ 175 – 176 ط الأولى 1412هـ) ما نصه: "ورابني، ويجيب ان يرتاب معي كل عضو يرى أنها – أي دار التقريب – تتفق عن سخاء دون ان تعرف لها موردا من المال ودون أن يطلب منا دفع اشتراكات تنفق على دار أنيقة بالزمالك في القاهرة أثاث فاخر وفيها أدوات قيمة وتنفق على مجلتها فتكافئ القائمين عليها وتكافئ الكاتبين فيها وتتأنق في طبع أعدادها وتغليف ما يطبع إلى غير ذلك مما يحتاج إلى ورد فياض، فمن اين ذلك؟! وعلى حساب من يا ترى؟!!! ".
أقول: فلاحظ بارك الله فيك كيف ان القوم يخططون ويعملون من أجل نصرة مذهبهم ونشره بين أهل السنة والجماعة باستغلال من ليس على علم بمعتقداتهم، ولا تظن أن الأمر وقف عند دار التقريب بل تعدى ذلك إلى إنهم في عام 1973م أو 1974م انشأوا جمعية أهل البيت "اتخذت مركزا لها بالقاهرة بالمعادي واستخدمت أساليب متنوعة لنشر عقيدة الشيعة بين أهل السنة فاهتمت بتلقين النشء الصغير هذا الاعتقاد وأنشأت فصولا للتقوية في بعض المواد للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وهي تستخدم ذلك وسيلة لتحقيق غرضها في تربية النشء على عقيدة الشيعة كما استعملت وسائل أخرى للدخول إلى قلوب الناس والتأثير فيهم فأنشأت مستوصفا وقامت بإعطاء مساعدات مادية وعينية واحتلفت بمناسبات الشيعة الدينية وأقامت ندوات تتحدث عن آل البيت ومحنهم كما أصدرت نشرات دورية". عن الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري في (مسألة التقريب بين أهل السنة و الشيعة) (2/ 177 - 178) (هامش).
والسؤال هنا:
لماذا وقف العلماء موقف المتفرج أمام هذا التبشير المذهبي؟!!
لماذا لا يقول الأزهر كلمته وما أحوج مصر إلى كلمته في هذه المسألة الخطيرة.
ثم إن الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – يعارض إثارة النعرات الطائفية بين الشيعة وأهل السنة، ومصر كلها أهل السنة وجماعة لماذا لا يمنع إدخال التشيع إلى مصر حتى تبقى مصر متحدة بدلا من وجود شيعة مستقبلا مما ينتج عنه تطاحن مذهبي بين الشيعة والسنة إن نجحوا لا قدر الله في إدخال مذهبهم.
لماذا صمت الغزالي وفينا من لا شك في غيرته وحرصه على الإسلام؟!!
وسؤال آخر مهم هو:
هل سيسمح الشيعة المتباكون على الوحدة والتقارب مع أهل السنة أن يقوم أهل السنة بإنشاء مركز لهم بين الشيعة ويقوموا بتلقين النشء الشيعي معتقد أهل السنة في ديارهم؟!!
إنها مهزلة، والساكت عنها خائن لدينه، ساعي في التمكين للباطل في ديار المسلمين.
إن عدم الاهتمام بدراسة المذهب الشيعي من أمهات مراجعه والاقتصار في التعرف على هذا المذهب عن طريق الكتب الدعائية المغطاة بغطار التقية والكتمان هو الذي أوقع الشيخ شلتوت في فتواه.
وإلا كيف تجرأ الشيعة على خداع من خدعوه والكذب على من تعامل معهم في مسألة التقريب التي هي في الحقيقة مسألة غش وكذب وخداع.
لماذا يدعي الشيعة أن الخلاف بيننا وبينهم في الفروع دون الأصول ?!!
لماذا يقولون إننا لا نكفر أهل السنة ونعدهم مسلمين؟
ألم يقرر كبارهم أن منكر الولاية كافر بلا خوف بينهم؟ ولماذا لم يتعرضوا على هؤلاء؟!
ألم ننقل هذا من قبل من كتبهم المعتمدة؟!!
ألم يجوز الخميني فيما مر اغتياب غير أبناء جلدته؟!!.
ص 212 و 213
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 04:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* نداء إلى دعاة التقريب والمتعاطفين مع الشيعة:
بعد اطلاعكم على ما حواه هذا الكتاب ووقوفكم على موقف الشيعة الحقيقي من السنة.
لذا نناشدكم بحكم تصدركم وعلمكم ووجاهتكم عند الناس أن تتراجعوا عن مواقفكم السابقة من الشيعة والتي كانت كما نظن عن حسن نية للم شمل هذه الأمة.
فمواقفكم السابقة ستستغل للتمويه على الكثير من عوام أهل السنة الذين يضعون ثقتهم فيكم.
ولنحذر جميعا من الكتب الدعائية للشيعة التي تظهر ما لا يبطنه مذهب الشيعة الحقيقي.
حاولوا الإتصال بإخوانكم أهل السنة الذين يعيشون وسط أغلبية شيعية وسجلوا تقارير ميدانية عن وضعهم تحفظ للأجيال.
أذهبوا إلى أندونيسيا وسنغافورة ونيجيريا وأوغندا والمخيمات الفلسطينية في لبنان، ... وقفوا بأنفسكم على نشاط الشيعة في هذه الأماكن التي يتواجدون فيها. هل يدعون إلى الوحدة والتقارب. أم ينشرون التشيع بين هؤلاء وأي تشيع؟ إن القوم ماضون بموجب مخطط مدروس ومنظم في نشر المذهب الشيعي الاثنى عشري بين عوام أهل السنة فبدلا من أن تقوموا أنتم بإنقاذ إخوانكم والوقوف أمام هذا النشاط التبشيري المذهبي الشيعي الرهيب، نجدكم على العكس. فليتكم وقفتم موقف المتفرج بدلا من تأييد الشيعة.
وهل تعلمون أن الشيعة يقومون باستقدام الكثيرين من أبناء أهل السنة الذين لا علم لهم في الدين ويرسلونهم إلى جامعات شيعية متخصصة في تغيير مذهبهم وإراجعهم إلى بلادهم دعاة للتشيع؟
هل تعلمون هذا؟
وهل ترضون هذا؟
أهذا هو التقريب بين المذاهب الإسلامية؟
أم إنه بتعبير صحيح تحويل عوام أهل السنة إلى شيعة؟
ما هذا الكرم والإيثار الذي دفع الشيعة إلى إنشاء مستوصف وإعطاء دروس تقوية للنشء من أهل السنة في القاهرة بمصر؟
أثنى شيخ الشيعة ومحدثهم الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي في مستدرك الوسائل (3/ 400 طبع دار الكتب الإسلامية طهران) على أحد علمائهم هو السيد مهدي الحسيني القزويني قائلاً: "ومنها إنه بعدما هاجر إلى الحلة واستقر فيها وشرع في هداية الناس وأيضاح الحق وإبطال الباطل صار ببركة دعوته من داخل الحلة وأطرافها من طوائف الأعراب مائة ألف نفس شيعياً مخلصا مواليا لأولياء الله ومعاديا لأعداء الله".
ونقل هذا عنه محدثهم عباس القمي في الكنى والألقاب (3/ 50 انتشارات بيدار قم إيران).
ومن أجل هذا الغرض الذي جاء به مهدي القزويني إلى الحلة وحول هذه الطوائف إلى شيعة وهم في الأصل على مذهب أهل السنة والجماعة جاء طالب الرفاعي الشيعي إلى مصر وأسسوا جمعية أهل البيت فهل سيتخاذل أهل السنة كما تخاذلوا أمام انقضاض مهدي القزويني على الحلة وأطرافها من العراق فيحقق الرفاعي وعصابته ما حققه القزويني في العراق حوالي سنة 1830?؟ !!.
الخاتمة:
ولنختتم كتابنا بدعوة المسلمين عامة والعلماء خاصة إلى الاهتمام بموضوع الشيعة، وعدم الوقوف موقف المتفرج حيال هذه القضية الخطيرة فالقوم ماضون في نشر دعوتهم وترويجها بين العوام مستغلين الظروف السيئة التي يعيشها كثير مني المسلمين.
إن التقريب بين السنة و الشيعة مستحيلة , إذ كيف يمكن الجمع بين الحق والباطل , و الكفر والإيمان , و النور والظلام , فما دعوة الشيعة التي ينادون بها إلا من باب التخدير و التغطية لمخططاتهم الخبيثة. ص 216 إلى 218
إنتهت السلسلة بحول من الله تعالى و قوته
ـ[أسماء]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 09:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم
جعله ربي في ميزان حسناتك
* نداء إلى دعاة التقريب والمتعاطفين مع الشيعة:
إن شاء الله يوصل هذا النداء لكل المسلمين
راح أقوم بدوري نقل هذا الموضوع ...
ـ[في بحر التاريخ]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 09:36]ـ
جزاك الله خيرا ...
فيما طرحت اوضحت و شرحت ...
كان لدي بعض الإشكال في فهم حقيقتهم ... فافعالهم غامضه الدلاله تارة و متناقضه تارة اخرى ...
تقبل مروري ..
اختك ..
في بحر التاريخ ...(/)
حقيقة الزواج الجماعي لرافضة المنطقة الشرقية .. وعلاقته بالمرجع الشيرازي ...
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 12:37]ـ
مؤسسات الزواج الجماعي بتوجيه من المرجع الشيرازي في السعودية لزيادة اعداد الشيعة
يقوم الشيعة بعمل الزواج الجماعي لزيادة اعداد الشيعة حتى يتفوق عددهم على اهل السنة ويساهم التجار بتوفير مستلزمات للزواج وكذلك تقوم العائلات بتسهيل امور الزواج ان من ناحية المهر او الاشترارطات التي تكبل الراغبين في الزواج ففي مناطق اهل السنة تزداد نسبة العنوسة والرجال لا يملكون مصاريف للزواج فاين التجار واهل الخير من تطبيق الزواج الجماعي لاهل السنة
فمثلا في المنطقة الشرقية اقيم العديد من الزواج الجماعي للشيعة
وننقل لقاء لاحد مشايخ الرافضة ان الزواج الجماعي وتزويج العزاب في السعودية وبلاد اخرى تم بتوجيه من المرجع الشيعي الشيرازي
وانقل لكم اللقاء
من موقع الشيرازي
============
اقتباس
لسماحة السيد دور بارز في تأسيس وتوجيه أهل الخير لتشكيل مؤسسات لتزويج العزاب وكان في إيران العديد من هذه المؤسسات وكان لها دور بالغ في مساعدة الناس وكذلك في بلاد أخرى مثلاً في المملكة العربية السعودية سمعنا عن مؤسسات لرعاية الزواج الجماعي أسست بتوجيه من سماحته، كذلك لسماحة السيد الشيرازي دور مهم وأساسي في تشكيل لجان دعم المنتفضين من الشعب العراقي ضد النظام الجائر الحاكم ..
========
لقاء مع سماحة الشيخ جمال الوكيل
س: سماحة الشيخ الوكيل باعتباركم ممن عايش سماحة المرجع الديني السيد الشيرازي ولامستم عن قرب نشاطاته الاجتماعية وغيرها هل يمكن لكم أن تتحدثوا عن اهتمامات السيد الشيرازي الاجتماعية بشكل عام؟
ج: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
سماحة السيد الشيرازي له عقيدة وقناعة كبيرة بالنسبة للعمل الاجتماعي لذلك ومنذ اليوم الأول الذي تصدى فيه للمرجعية وضع البرامج المتعددة لإيجاد الحلول لما يعانيه المجتمع من مشاكل والتي هي بالطبع نتيجة الأزمات السياسية، ونتيجة الأنظمة السائدة التي تحكم المجتمع.
إن منهج السيد الشيرازي قائم على أساس التصدي لمجموعة المشاكل وإيجاد مؤسسات كفيلة لحل هذه المشاكل.
ولقد تبلورت هذه المؤسسات مع مرور الأيام وبدأت الاختصاصات فيها حتى أصبحت من المؤسسات الفعالة والتي لها الأثر المهم والبالغ في معالجة مشاكل المجتمع.
أتذكر في بداية تصدي السيد الشيرازي للمرجعية أنه كان له دور في إيجاد المستوصفات والمؤسسات الصحية الخيرية التي كانت تقدم الخدمات الطبية المجانية وشبه المجانية للمجتمع واليوم نرى العشرات من هذه المؤسسات في الكثير من بقاع العالم تمتد لتشمل برعايتها مشاكل الناس وتساهم في حل مشاكلهم.
إن المؤسسات الخيرية من المؤسسات التي يهتم السيد الشيرازي بتأسيسها، لمعالجة جانب من جوانب المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المجتمع، وبالإضافة إلى ما قام به مباشرة من تأسيس المؤسسات كان للسيد الشيرازي الدور المهم والأساسي في توجيه الناس للقيام بمثل هذه المشاريع الخيرية فلو تفحصنا عن الكثير من الشخصيات التي أنشأت مؤسسات لرأينا أن السيد الشيرازي له دور في توجيه هؤلاء نحو إقامة هذه المؤسسات والمشاريع.
أسست مؤسسات عديدة لتبني مشاريع الزواج والتي هي من المشاريع المهمة التي يؤكد عليها سماحة السيد ويؤكد على ضرورة توجيه الشباب نحوه لأنه يحل قسماً كبيراً من مشاكل المجتمع.
فكان لسماحة السيد دور بارز في تأسيس وتوجيه أهل الخير لتشكيل مؤسسات لتزويج العزاب وكان في إيران العديد من هذه المؤسسات وكان لها دور بالغ في مساعدة الناس وكذلك في بلاد أخرى مثلاً في المملكة العربية السعودية سمعنا عن مؤسسات لرعاية الزواج الجماعي أسست بتوجيه من سماحته، كذلك لسماحة السيد الشيرازي دور مهم وأساسي في تشكيل لجان دعم المنتفضين من الشعب العراقي ضد النظام الجائر الحاكم. وقامت هذه اللجان بدور إيجابي جداً كبير في تقديم المعونات والمساعدات الممكنة لهؤلاء المنتفضين والمهاجرين والمهجرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت منهجية سماحة السيد الشيرازي هو عدم النظر للمنهج السياسي أو التوجه المذهبي للجهات التي يدعمها فقد شملت رعاية سماحته الجهات غير المرتبطة به سواء مرجعياً أو سياسياً بل أكثر من ذلك كان لسماحته التوجه المهم حتى على صعيد خدمة الأخوة من السنة، مثلاً في الانتفاضة في كردستان تأسست لجنة لتقديم والمساعدات للشعب الكردي المنكوب أيام الانتفاضة وكنت أنا شخصياً من المؤسسين لهذه اللجنة وبتوجيهات من سماحة السيد.
فكانت اهتماماته تحمل آفاقاً بعيدةً ولا تتحدد بالتوجه السياسي والمذهبي وبالتوجهات الضيقة التي ترى عند البعض.
فيؤكد سماحته بأن حل مشكلات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية كفيل بفسح المجال للمجتمع للتوجه إلى القضايا الأساسية سواء السياسية أو الثقافية التي يعاني منها المجتمع.
س: (شيخنا الجليل الشيخ جمال الوكيل) هل يمكن لكم أن تبينوا لنا وظائف المرجع تجاه الأمة والالتزامات المرجعية تجاه قطاعات الأمة جميعاً؟
ج: المرجعية كما هو واضح أهم مركز حساس وقيادي لذلك أعتقد أن الأسس القوية التي تبنى الأمة عليها تقع على مسؤولية المرجعية.
ولأن المرجعية هي أقوى مركز قيادي يتخذ القرارات للطائفة لذلك أعتقد أن مسؤولياتها تصبح من المسؤوليات الكبيرة والهامة فما عاد دور المرجع ينحصر في أن يتسلم الحقوق الشرعية من الناس أو الوكلاء وما عاد دور المرجع يقتصر على الإجابة على استفتاءات الناس في القضايا الشرعية، إننا اليوم نعيش كطائفة شيعية حالة تختلف تماماً عما كانت عليه الشيعة قبل أعوام.
أصبح للشيعة اليوم دور مهم وبارز وواضح جداً في التأثير على القرار السياسي العالمي وأعتقد أن الذي يمكن أن يرعى هذه المهمة الصعبة ويديرها هو الذي لا يخضع لتوجهات قومية أو سياسية وهو المرجع الديني.
والأحزاب هي البدائل السياسية المطروحة في العالم اليوم لتتولى إدارة الأمة في كل بلد من بلدان العالم. مع أن المرجع هو الذي يتمكن من ذلك سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي وكما يلاحظ أن الطائفة الشيعية أصبحت اليوم القدرة الثالثة في العالم لما تملكه من إمكانات اقتصادية وهذه الإمكانات لا يمكن توجيهها والاستفادة منها إلا من قبل المرجع الديني الكفء.
فنحن نرى أن السياسة العالمية والصراعات الموجودة اليوم في العالم تحاول بصور متعددة ومختلفة أن تبتلع قدرة الطائفة الشيعية وتمتصها لتستفيد منها في ضرب الطائفة.
واليوم نرى العالم يدار من قبل أجهزة مخابرات ومؤسسات لها قدرات كبيرة في إدارة الصراعات.
واليوم نرى أن المؤسسات بدأت تغزو العالم ليكون لها الدور المهم والبارز في دعم المجتمع سواء سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو ثقافياً.
والمرجع هو الوحيد القادر على توجيه طاقات الأمة في بناء تلك المؤسسات وبالمستوى المطلوب.
أتصور أن مهام المرجعية أصبحت مهام كثيرة ونحن لم نتطرق في هذا الحديث إلا للقليل منها وهناك مسؤوليات كبيرة جداً تقع على عاتق المرجعية وما لم تتحملها المرجعية يكون لذلك التأثير السلبي على مستقبل الأمة.
س: ما هي الصفات التي يجب أن تتوفر في المرجعية غير الصفات التي تذكر عادة في كتب الفقه كالعدالة والتقوى .. الخ؟
ج: في الواقع لا بد من وجود صفة التصدي لهموم الأمة، وكذا القدرة على الإدارة في المرجع وتحمل المسؤوليات الإسلامية ونحن نرى أن هذه الروح تتجلى في سماحة السيد الشيرازي.
فلسماحته نظريات متعددة وكثيرة لحل مشاكل الأمة ولو نزلت إلى حيز التطبيق لتمكنت من الأخذ بالأمة إلى ساحل الأمان ولحل قسم كبير من مشاكل ومعاناة هذه الأمة.
ومن هذه النظريات:
تأكيد سماحة السيد على ضرورة تأسيس الحركات الإسلامية العاملة في كل بقاع العالم.
لأننا اليوم نشاهد ونلمس بوضوح أن العالم يحاول أن يخترق الطائفة عبر حركات سياسية علمانية وقومية وبأشكال مختلفة ليدخل فيها ويمزقها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما شاهدنا كيف تمكن الاستعمار من إيجاد حزب عميل له في العراق بلد المقدسات ليتمكن عبر هذا الحزب من تحطيم مقومات الأمة وهدر إمكاناتها فلو كانت الأمة واعية وتبنت نظرية سماحة السيد في تأسيس الحركات الإسلامية منذ زمن بعيد وإدخال الشباب في هذه الحركات لما تمكن الاستعمار من أن يدخل إلى العراق ويقود العراق بهذه الصورة المفجعة وإلى هذه النتيجة المأساوية.
ومن نظرياته: ضرورة التأكيد على إيجاد تعددية سياسية في الدول التي نعيش فيها ونحاول عبر التعددية السياسية دفع الأنظمة الديكتاتورية وتضعيف هذه الأنظمة وفسح المجال لكل الفئات لتقول رأيها ولتبرز الكفاءات الموجودة فيها لتتمكن من أن تؤدي الدور المطلوب.
وله نظريات كثيرة أخرى لا يسعنا المجال للتطرق لها في هذا اللقاء المختصر وفي هذه الفترة الوجيزة منها نظرية شورى المراجع التي تعتبر هي النظرية الأم لحل مشاكل الأمة.
أنا أعتقد أننا لو تمكنا في يوم من الأيام من إيجاد شورى فإن كثيراً من المشاكل سيكون لها حل واضح وبسيط جداً.
هذه إحدى المميزات التي تجعل من سماحة السيد الشيرازي مؤهلاً للمرجعية.
من العوامل الأخرى التي تجعله مؤهلاً للمرجعية مسألة التجربة، فنحن حينما ننتخب رئيس الجمهورية أو نائباً للمجلس أو مديراً لإدارة مؤسسة معينة، فإن أحد الأمور التي نتفحص عنها تجربة ذلك الشخص في المهمة التي نريد أن يتحملها، لسماحة السيد تجربة في إدارة المرجعية أكثر من ثلاثين عاماً كان لسماحته النجاح الواضح في تطوير هذه المرجعية وفي إدارة الأمة من كل الجوانب المطلوبة.
لذلك فتجربة سماحة السيد في إدارة المرجعية دور مهم ومؤثر في إنجاح مرجعيته المستقبلية وسبب يؤخذ بنظر الاعتبار ويساعد ويرجح كفة سماحته لأن يكون مرجعاً للطائفة.
وهناك مرجحات أخرى هي الأعلمية التي يمتلكها سماحة السيد في الفقه والأصول والعلوم الدينية، والأعلمية التي يمتاز بها في الأمور الحياتية فأصبحت اليوم مداخلات السياسة والاقتصاد والاجتماع في أمر الفقه من المسائل الحياتية للإنسان.
فسماحة السيد مشهور ومعروف في قدرته العلمية في شؤون الحياة بالإضافة للأمور الفقهية والأصولية كذلك هناك مرجحات أخرى لأهلية سماحته للمرجعية وهي القدرة على إنهاض الأمة وجعلها في مستوى لائق من الكفاءة المطلوبة ومن ينظر يرى أن لمن يرتبط بسماحته خصوصيات في التوجه الثقافي والتوجه السياسي والتوجه الاجتماعي وحمل الرؤى الحقيقية التي تخدم المجتمع.
س: في جوابكم على السؤال تطرقتم حول وجود منهج عملي لسماحة السيد المرجع في حل مشاكل الأمة والتصدي لها فلو ألقيتم بعض الضوء عليه؟
ج: سماحة السيد الشيرازي يعتقد أن هناك مناهج مهمة يتمكن المجتمع من خلالها من تجاوز الكثير من المشاكل التي يمر بها فلقد سار سماحته على هذا المنهج منذ أكثر من ثلاثين عاماً، له منهج على الصعيد الثقافي.
يرى سماحته من خلال هذا المنهج ضرورة إيجاد وعي ثقافي لهذه الأمة والوعي الثقافي هو الذي يمنح الأمة القدرة على تجاوز الكثير من المشاكل التي تعانيها فكان لسماحته برنامج في تأسيس دور النشر والمؤسسات الثقافية التي تهتم بطباعة الكتب والمجلات الثقافية وذلك منذ اليوم الأول لتصديه المرجعية حتى هذا اليوم ومن يراقب حياة سماحة السيد خلال الفترة الماضية يرى هذا التوجه بوضوح، حيث كان لسماحته عشرات من المجلات الثقافية في العراق يوم كان يعيش في كربلاء، ثم انتقل للكويت وأوجد نهضة ثقافية في الكويت، كذلك قام بإيجاد مراكز ثقافة وتوجيه بعض الأخوة لتأسيس دور نشر لأن مهمات هذه الدور هي إيصال الكتاب إلى المجتمع ونرى ذلك واضحاً كذلك بعد انتقاله إلى الجمهورية الإسلامية في إيران حيث ساهم وشجع على تأسيس العشرات من المؤسسات الثقافية بل يمتاز السيد بتأسيسه لكثير من المراكز الثقافية في مختلف بقاع العالم.
فهذا منهج من المناهج التي يتبناها سماحة السيد لحل مشاكل الأمة.
المنهج الثاني هو إيجاد المؤسسات المختلفة في كل أنحاء العالم، وفي كل منطقة تتواجد فيها الطائفة.
وهذه المؤسسات تتمكن من جمع إمكانات الطائفة وتقديم الخدمات سواء الثقافية والاجتماعية أو السياسية وربط أبناء الطائفة في كل مكان بهذه المؤسسات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأفكار التي يتبناها سماحة السيد هي أن الطائفة يجب أن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقضية الحسينية لذلك كان لسماحته التوجه الواضح في تأسيس الحسينيات في مختلف بقاع الأرض لتضم هذه الحسينيات المؤمنين أينما حلوا ولتمنحهم ما يحتاجون من غذاء ثقافي وسياسي وإمكانات لحل مشاكلهم.
س: سؤال أخير حول علاقة السيد المرجع مع العلماء ونظرته لهم على اختلاف توجهاتهم؟
ج: رغم أن سماحة السيد يتبنى نظريات سياسية وله رؤى حياتية خاصة لكنه امتاز بأنه لا يقيد علاقته مع العلماء والشخصيات العلمية من خلال هذه النظرة.
فهو يرعى العلماء سواء أصحاب الرؤى التقليدية أو العلماء الذين يحملون رؤى ثورية أو العلماء من الطبقة الوسطى المحافظة فهو الذي يحترم الجميع رغم أنه يؤمن بأفكار معينة لكن هذه الأفكار لا تقف أمام احترام العلماء الآخرين الذين يحملون أفكاراً لا تنسجم مع أفكاره لذلك ترى أن دار سماحة السيد هي محط لرحال كافة العلماء بكل توجهاتهم السياسية والثقافية سواء كان هو موالياً للفكر السياسي لسماحته أو من كان مخالفاً له.
بل إننا نشاهد أن المخالف للفكر السياسي لسماحة السيد الشيرازي يفتح له السيد صدره ليشمله برعايته وذلك ليتمكن من توجيه جهود كل العلماء نحو القضايا المشتركة المتفق عليها وسماحة السيد لا ينظر إلى ما يختلف فيه مع الآخرين بل ينظر إلى ما يتفق فيه مع الآخرين لذلك يتحرك مع الجميع عبر هذه النقطة وعبر هذا التوجه لذلك هو يتفق مع الجميع ولو بمقدار قليل ومن خلال هذا المقدار تكون له علاقات مع الجميع.
ولا يعكس سماحة السيد توجهاته السياسية والثقافية على علاقته مع العلماء فهو يرعاهم بكل توجهاتهم السياسية والثقافية، ويشهد له الجميع بأخلاقه العالية التي تمكن بها من الدخول إلى قلوب الجميع.
نشكر سماحة الشيخ على هذا اللقاء ونتمنى له ولجميع المؤمنين العاملين التوفيق.
موقع الشيرازي
http://www.alshirazi.com/roaa/books/...ah/part2/3.htm
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 12:38]ـ
يقوم الشيعة بعمل الزواج الجماعي لزيادة اعداد الشيعة حتى يتفوق عددهم على اهل السنة ويساهم التجار بتوفير مستلزمات للزواج وكذلك تقوم العائلات بتسهيل امور الزواج ان من ناحية المهر او الاشتراطات التي تكبل الراغبين في الزواج ففي مناطق اهل السنة تزداد نسبة العنوسة والرجال لا يملكون مصاريف للزواج فاين التجار واهل الخير من تطبيق الزواج الجماعي لأهل السنة
فمثلا في المنطقة الشرقية اقيم العديد من الزواج الجماعي للشيعة
وهنا مثال عن رجال الاعمال الشيعة الكويتيين يزوجون 85شيعي بحريني
======================
رجال الاعمال الشيعة الكويتيين يزوجون 85شيعي بحريني
علي المتروك: مملكة البحرين توأم الكويت ومستعدون للمساهمة في الزواج الجماعي في الكويت
كتب عباس دشتي:
ساهم الشعب الكويتي في رسم الابتسامة والبهجة على وجوه أبناء البحرين بالعمل الإنساني الخيري بتزويج 35 شابا بحرينيا من مختلف الأطياف البحرينية من علي يوسف المتروك، كما تبرع رجل الأعمال محمود حيدر بتزويج 50 شابا خلال الاحتفال القادم.
وأشار علي المتروك إلى استعداده التعاون مع أية جمعية أو مؤسسة في الكويت لإقامة حفل الزوج الجماعي والمساهمة في مثل هذا العمل الخيري بل القيام بتمويل ذلك لتخفيف الأعباء عن ذي الاحتياجات والمساهمة في بناء بيت الزوجية للشباب الكويتي.
هذا وأقام مكتب الوسيط للعلاقات الزوجية في البحرين احتفالا كبيرا لتزويج 35 شابا بحرينيا حضره الممول علي المتروك ورئيس مجلس النواب البحريني خليفة بن أحمد الظهراني ورجل الأعمال الكويتي محمود حيدر ود. مسلم الجابري وصادق خلف وعدد آخر من الوفد الكويتي، إضافة إلى محافظ المحافظة الشمالية أحمد بن سلوم والمستشار بالمحكمة الجعفرية الشيخ أحمد العصفور ورئيس إدارة الأوقاف الجعفري مصطفى القصاب ومدير الأوقاف الجعفري عون الخبيزي وعدد من رجال الدين والمدعوين وذوي المعاريس.
وأقيم الاحتفال بإشراف الشيخ صادق الجمري رئيس مكتب الوسيط للعلاقات الزوجية، ويعتبر هذا هو الاحتفال الثامن للمكتب والثاني لعلي المتروك حيث ساهم في العام الماضي بتزويج 20 شابا بحرينيا من الطائفتين السنة والشيعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي البداية ألقى عبدالنبي المخوطر كلمة مكتب الوسيط مرحبا بالحضور والمشاركة بالاحتفال الثامن لتزويج الشباب الذين هم بمثابة درع الوطن، وأوضح بأن السعادة تغمر الجميع لإسعاد هؤلاء الشباب الذين سيبدأون حياتهم الزوجية والأسرية.
وأثنى على مساهمة علي المتروك الذي كان له الفضل بدعم مكتب الوسيط، ثم تمنى للشباب التوفيق وكذلك للممول.
كما هنأ د. مسلم الجابري المشاركين بالحفل وخاصة المعاريس وذويهم وكذلك راعي الحفل الذي أدخل الفرحة إلى القلوب وأسعدها شرعا في بناء بيت الزوجية لهؤلاء الشباب الطموحين.
واوصى الجابري الشباب بالعمل الدؤوب وتحمل المسؤولية والعمل من اجل المحافظة على بيت الزوجية والتآخي والتواصل.
كما هنأ د. هشام الديوان الشباب موضحا بان المشاركة بهذا الاحتفال هي دليل على مدى الترابط والتآلف الموجود بين الشعبين الكويتي والبحريني وان بادرة الحاج علي المتروك جاءت لترسيخ المحبة والاخوة والتواصل وزادها الحاج محمود حيدر ببادرته بتزويج 50 شابا في الاحتفال القادم.
واختتم الحفل بكلمة من راعي وممول الاحتفال علي المتروك الذي هنأ الشباب المعاريس بهذه الليلة المباركة «ليلة الجمعة» سائلا المولى عز وجل ان يتقبل هذا الجهد المقل وان يجعل الجميع مشاركين في الاجر والثواب.
ثم اشار الى تبرع رجل الاعمال محمود حيدر بتزويج خمسين شابا في الاحتفال القادم والقى قصيدة بهذه المناسبة تحت عنوان «عرس البحرين 2005».
وقام علي المتروك ورئيس مجلس النواب البحريني والحاج حمود حيدر وعدد من الضيوف بتوزيع الهدايا المقدمة من ممول الاحتفال على الشباب المعاريس.
هذا وبلغت تكلفة الحفلة 60 الف دينار بحريني ما بين مهور الزواج وطقم ذهب لكل عروسة ودبلتين وساعتين لكل عريس وعروسة وقام مكتب الوسيط للعلاقات الزوجية بعقد قران الشباب من المذهب الجعفري وقام احد الشيوخ السنة بعقد قرآن الشباب من المذهب السني وعددهم تسعة.
كلمات حول الاحتفال
اوضح رئيس مجلس النواب البحريني خليفة بن احمد الظهراني بان هذه المناسبات التي شعرنا فيها بالسعادة لا شك انها تنعكس على العلاقات المتميزة والخاصة بين بلدينا البحرين والكويت، متمنيا ان تزيد العلاقات على مستوى الحكومات والشعوب متانة، مضيفا: اسأل الله العلي القدير للحاج علي يوسف المتروك كل خير وبركة لاضافته البهجة والسرور على ابناء البحرين بهذا العمل الانساني الطيب والذي سيذكره الشعب البحريني طويلا.
وقال علي المتروك بانه لا يمكن للانسان وصف الاحتفال الذي احتوى على فقرات انسانية وادخلت الفرح والسرور في قلوب الشباب متمنيا لهم التوفيق والاستقرار في حياتهم الزوجية وان هذه الاحتفالات ستستمر سنويا متمنيا ان يكون شريكا لهذا العمل الخيري الانساني ونشر الامن والامان والاستقرار على مملكة البحرين والتي هي توأم الكويت، كما طالب ودعا كل مؤسسة وجمعية في الكويت لابداء الرغبة في التزويج الجماعي واستعداده للمشاركة والمساهمة والتمويل لمثل هذا العمل الخيري في الكويت.
واشار محمود حيدر بأن الفرحة والسعادة غمرته بمشاركته بالاحتفال الانساني والذي تم فيه تزويج 35 من ابناء الشعب البحريني بكافة اطيافه من قبل علي المتروك مشيرا الى متانة العلاقات الثنائية والوحدة والترابط بين الشعبين الشقيقين دون وجود اية فوارق، واضاف بأنه رأى السعادة وهي ترتسم على وجوه الشباب ودموع الفرحة في اعين آبائهم وان هذا الموقف الانساني الذي بادر به ممول الحفل كان له اكبر الاثر في نفوس الحضور وكذلك على نفسي حيث بادرت بالتبرع بتزويج خمسين شابا في الاحتفال القادم، حيث أنهم ابناء الكويت قبل ان يكونوا ابناء البحرين ونحن من شعب البحرين قبل ان نكون من شعب الكويت لأن الشعبين واحد.
واضاف بأنه يجب العمل على تخفيف معاناة هؤلاء الشباب وتهيئة الاجواء لهم لبناء حياة زوجية مليئة بالمحبة والسعادة، وابدى استعداده بالمساهمة والتبرع في مثل هذه الاعمال الخيرية وللمزيد من التواصل والترابط بين الشعبين بل بين الشعب الواحد.
وقال مصطفى القصاب رئيس دائرة الاوقاف الجعفرية في مملكة البحرين: لاشك انها فعاليات خيرة نتمنى ان تتكرر حيث ان مثل هذه الاعمال تنعكس على المواطنين خاصة ذوي الحاجة وعلينا ان نشكر من قام بهذاالعمل الخيري والذين اضفوا البسمة والفرحة على شفاه هؤلاء الشباب لأنها بمثابة النعمة الكبيرة من الله تعالى والتي جاءت عن طريق الخيرين.
وابدى حميد ملا حسن زين العابدين وهو احد الشباب المتزوجين سعادته وشعوره بالفرحة بمشاركته اخوانه المتزوجين بهذه الاحتفال الذي تم تهيئته من قبل الحاج الوجيه علي المتروك والذي ادخل الفرحة في قلوبنا وكان بمثابة الاب الحنون على ابنائه، وثمن هذا العمل الخيري والذي يعبر عن التواصل والمحبة والود بين ابناء هذين البلدين وكذلك المنطقة والامة الاسلامية.
تاريخ النشر: الاثنين 05/ 12/2005
http://www.alwatan.com.kw/Default.as...1877&pageId=35
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 12:42]ـ
الأحساء: افتتاح مقر الزواج الجماعي بالمنصورة
افتتح الشيخ حبيب الهديبي مؤخرا المقر الدائم للزواج الجماعي بالمنصورة بمحافظة الأحساء بحضور عدد من أعيان ووجهاء البلد، ورئيس وأعضاء كل من جمعية المنصورة الخيرية ولجنة التنمية المحلية ونادي المنصورة.
بدأ الحفل بآيات عطرة من الذكر الحكيم ثم كلمة أعضاء الزواج الجماعي ثم كلمة الشيخ حبيب الهديبي.
وقال رئيس لجنة الزواج الجماعي بالمنصورة أحمد محمد القويضي «إن الهدف من إنشاء هذا المقر والذي يعتبر أول مقر للزواج الجماعي في محافظة الأحساء هو ترسيخ لمشروع الزواج الجماعي إلى عمل مؤسساتي أسوة ببقية المؤسسات الاجتماعية، وتنظيم عمل اللجان العاملة في الزواج الجماعي وحفظ الخبرات، والارتقاء لمستوى الخدمات التي يقدمها المشروع إلى الجمهور الكريم وكذلك للتواصل مع الجمهور والاستماع إلى مرئياتهم وملاحظاتهم ولتخصيص جزء منه ليكون مستودعا لحفظ معدات الزواج الجماعي».
وأضاف «وقد وصل عدد الذين التحقوا بهذا المهرجان 43 عريسا، ويعد هذا من أنجح المهرجانات التي تقدمها البلدة بتكاتف جميع أبنائها مع المسؤولين في لجنة الزواج الجماعي».
http://www.alsahel.org/news.php?id=375&c=166&ex=1
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 12:43]ـ
حفل زفاف يجمع 1400 عريس وعروس في الاحساء"الزواج الجماعي" ينقذ شبانا سعوديين خسروا مدخراتهم في سوق الأسهم
وجد عدد كبير من الشبان السعوديين في فكرة "الزواج الجماعي" منقذا لهم بعد أن فقدوا الكثير من مداخرتهم بعد "تورطهم" بالمساهمة في أموالهم في سوق الأسهم، والذي تعرض لهبوط حاد في المؤشر وخلل في ميزانية الزواج، وفي هذا الإطار ستشهد محافظة الاحساء زفاف 1400 عريس وعروس في مهرجان جماعي.
وذكر عبد الهادي البريه الأمين العام للجنة السداسية أن عدد المسجلين في مهرجان الزواج الجماعي بالأحساء لهذا العام وصل إلى 1400عريس وعروس موزعين على 21 بلدة، وقال البرية لصحيفة "اليوم" السعودية أن المهرجان الأول سيكون ليلة الجمعة 19جمادى الأولى يضم 14 بلدة (القرى الشمالية) و الثاني بعده بأسبوع ويضم 7 بلدات (القرى الشرقية)،والهدف من هذا التوزيع هو الترتيب والتقليل من الضغط.
أما عن اللجنة السداسية ومهامها وأهدافها فأوضح أن اللجنة مشكلة من ستة أشخاص يمثلون مختلف مناطق الأحساء، والهدف منها هو التنسيق بين الزواجات الجماعية بالمحافظة وتبادل الخبرات عبر موقع معين ولجنة معينة، وانبثقت مجدداً لجنة جديدة هي اللجنة التثقيفية الهدف منها زيادة الوعي الأسري لدى المقبلين على الزواج عن طريق الندوات والمحاضرات.
وفي ظل ارتفاع أسعار الذبائح تسعى اللجنة وبالتنسيق مع لجان الزواج الجماعي الأخرى إلى محاولات جادة من أجل تخفيف تكلفة الذبائح و إيجادها بسعر مخفض، وتبقى الإشارة إلى أن مهرجان الزواج الجماعي انطلق في محافظة الأحساء قبل أربعة عشر عاماً وتقوم بتنظيمه لجان تطوعية تعمل بدون مقابل.
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/05/27/24112.htm
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 12:52]ـ
تم الاستفادة من المواضيع الماضية من أحد الإخوة الفضلاء في شبكة الدفاع عن السنة، قسم_منتدى فضح النشاط الصفوي-.
جزى الله خيراً على القائمين عليه.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 02:12]ـ
ننتظر التعليق من الإخوة .........
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 10:59]ـ
للرفع لتبيين المخطط الصفوي أأيقاظ قومي أم نيام .............
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 12:15]ـ
بل نيام قومك الا ما رحم ربك
(يُتْبَعُ)
(/)
شكر الله لك. لقد فطن أنجاس الرفض الى أهمية تكثير النسل في تحقيق التمكين بتكثير سواد حملة عقائدهم في الأرض، وهم ماضون في ذلك لا يملك أحد أن يمنعهم منه .. ولكن السؤال هو: كم من آباء المسلمين وأولياء نسائهم - خاصة - يدركون أهمية تيسير الزواج على شباب المسلمين وتكثير نسلهم وسوادهم؟ لا يغرنكم ما تتوهمونه بسبب كون أهل السنة اليوم كثرة في بلاد المسلمين! فموازين القوة والهيمنة تنقلب في لحظة! وبلادنا ما عاد يظهر على أكثرها سلطان الدين وانما سلطان العلمانية التي تجعل السطوة للأغلبية .. وأعداء الله يتآمرون لبتر نسل المسلمين في بلادنا بحجة أن كثرة النسل تورث الفقر والعجز والقصور من جهة الدولة لتوفير الرعاية الطبية وكذا وكذا مما أفسدوا به عقول وقلوب المئات من الناس حتى صار الأكثرون يتوهمون فعلا أن سبب ما تردت اليه أحوال بلاد المسلمين - سيما البلاد ذات الكتلة السكانية الضخمة والاقتصاد التهرئ كمصر والسودان وغيرهما - انما هو زيادة السكان، ثم زيادة السكان، ثم زيادة السكان، ولا حول ولا قوة الا بالله! وكأن موارد الأرض نفدت أو أوشكت! وكأن أرزاق الرب للخلق في أرضه لن تكفي! وكأن الذي حث على التكاثر والتناسل واعمار الأرض بالموحدين المسلمين - كما أوحى الى نبيه في أحاديث صحيحة معلومة - لم يجعل في الأرض من الأزراق ما يكفيهم مهما زادوا ومهما كثروا!! قاتل الله الأفاكين! يروجون لدعاوى من جنس "انظر حولك" و "أسرة صغيرة سعيدة خير من أسرة كبيرة حزينة" وما نحو ذلك من مخطط شيطاني لعين، لا غاية له الا بتر النسل المسلم ووأده! وفي المقابل فانك ترى الأقليات المشركة في بلاد المسلمين كأقلية النصارى في مصر وأقليات الرافضة في بلاد الخليج وغيرها، لا تفتأ تنفق الملايين في سبيل تكثير النسل وتزويج الشباب وانشاء كتلة بشرية تحقق لهم ما يحلمون به من الظهور والتمكين! فأين هؤلاء جميعا من تلك الدعاوى؟؟ لا يجرؤ أحد على أن يلموهم أو يوجه اليهم بنت شفة فيما هم فاعلون من ذلك، حتى لا يرد عليه بأنه يضطهد الأقليات وحقوق الأقليات وحقوق الانسان و ... والله المستعان!
الله الله في نسلكم وحرثكم يا عباد الله! لا يغرنكم الشيطان ويفتنكم ويوهمكم بأنكم ان رزقتم الولد أوكل الله اليكم رزقه!! أبدا والله! بل كل مخلوق يأتي الى الأرض ورزقه مكفول له على الذي خلقه! وان قالوا لكم الدولة لا تطيق قولوا لهم فكيف أطاقت الصين وصارت أسطورة من أساطير الصناعة والانتاج لم يعرف التاريخ الحديث لها نظيرا؟؟ وان قالوا لكم أنتم دون خط الفقر، قولوا لهم هناك شيء تجهلونه في الأرزاق والأموال اسمه البركة، ان أنزلها الله فيها جعل القليل من المال يكفي الكثيرين! فكم من رجل يقبض يده على آلاف الريالات في الشهر لا تمكث في جيبه يومين، فان سألته أين أنفقتها لم تجده الا أضاعها وأهدرها فيما غيره أولى منه!
لا تتخوفوا عباد الله من تكثير السواد والنسل والتناسل! فوالله ما كان ربكم ليوحي الى رسولكم بالوصية بذلك الا وهو يعلم سبحانه أن الخير كل الخير لكم في ذلك لا في ضده! كنا نقول أهل السنة في العراق هم الأكثرية - وكانوا كذلك فعلا - فانظروا اليوم كيف صار الحال! من أين أتى كل هؤلاء الرافضة هناك وأين ذهبت أكثرية السنة؟؟ انقلبت الموازين في لحظة! نسأل الله العافية ..
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 08:28]ـ
في تعاون غير طبيعي بين أبناء الرافضة للحصول على الوضائف, وتولي المناصب, فلو دخلتم منتدى جامعة الملك فيصل أغلب المشرفين رافضة, ودائما يُعلنون عن وضائف, ويقدمون لبعضهم المعونة من أجل الترقي و ...(/)
مطالبات الشيخ د عبدالرحيم السلمي بحماية حقوق العلماء (تقرير صحفي) ادخل وسجل تأييدك
ـ[سفير الحق]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 12:53]ـ
منقول
طالب الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى والمدير العام لمركز التأصيل للدراسات والبحوث طالب بحماية حقوق العلماء وذلك من خلال إنشاء مؤسسة مستقلة لحمايتهم أو ضمن نشاطات وبرامج الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، حيث إن حفظ حقوق العلماء يقف على أولويات الجمعية لأنهم يجمعون بين وصف "الإنسان" كصفة مشتركة, و"العلم" كصفة مميزة لهم دون غيرهم على حد قوله.
وأوضح بأن العلماء قادة الرأي وهم الذين يحمون الإسلام من صولة المبدلين والمحرفين.
وبيّن الدكتور عبدالرحيم بأن هناك فئة أطلقت يدها بالهجوم على العلماء وباسم الحرية لكنها حرية لطرف إيديولوجي صراعي لا يعجبه الاستقرار والسلم الاجتماعي.
وأبدى أسفه من جرأة الصحافة والاعلام على العلماء، وقال:
" إن ما يدور في الصحافة والإعلام الفضائي من انتهاكات متكررة لـ"حقوق العلماء" يدل على ضرورة قيام مؤسسة مستقلة للحماية من هذه الاعتداءات ومقاضاة من يقوم بها, ورعاية حقوق هؤلاء القادة.
وإذا كانت "الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان" مشغولة بدور الحماية النسائية فإن "حقوق العلماء" يجب أن تكون من مهام السلطات العليا لأنها قضية سيادية في هذه البلاد, وأنا أقول هذا ليس استجداء لأحد، أو استعداء على آخر لكنها الحقيقة التي من الواجب إظهارها وبيانها."
وأشار إلى ظاهرة انتهاك حقوقهم من خلال الإتهام بالتكفيرودعم التطرف والإرهاب والسطحية والسذاجة في التفكير.
وقال: " هذه الحالة الاجتماعية والفكرية الغريبة في بلادنا هي التي صنعت الفوضى والإرباك والخوف الاجتماعي من طرح أي مشروع تنموي في شكله الظاهر إذا وقف هؤلاء وراءه.
فالابتعاث وتوسيع عمل المرأة, والتنمية الاقتصادية, وتطوير القضاء, وحرية الصحافة والإعلام, وتغيير المناهج، والانفتاح الثقافي ونحو ذلك لو طرحت في مجتمع آمن غير مختطف لاعتبرت مشاريع تنموية رائدة, لكنها إذا طرحت في مجتمع بطريقة موجهة فإن من حق المجتمع رفضها والاعتراض عليها وتعديل مسارها, وبعض الطيبين من المثقفين لا يدركون هذه المخاطر ويدعمون هذه المشاريع دون تحفظ لأنهم ينظرون لها بمثالية وينسون أنها ستوجه بطريقة فكرية سيئة.
إن المطالبة بالحفاظ على "حقوق العلماء" لا تعني كهنوتاً أو طبقية بقدر ما هي بيان لحق جزء سيادي في المجتمع, فالمجتمع متفاوت في قدراته وقواه المتحركة, ولا يمكن أن نقول بالمساواة المطلقة بين العالم والجاهل, والذكي والغبي, والقائد وغيره.
ويتعاظم الخطب إذا تجرأ "البعض" على العلماء في قضية ضرورية يتفق عليها الكافة باعتبارها أصلاً راسخاً من أصول الدين, مع ضعف علمه وفقهه واغترابه عن ثقافة الأمة وهويتها "
ـ[علي التمني]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 04:56]ـ
بسم الله
هيئة حقوق الانسن هيئة سييئة جدا، فنهجها منحرف، يكفي ان نتابع تحركات عضو الهيئة سهيلة حماد في المجتمع لنعرف توجه هذه الهيئة المنافي للأحكام الشرعية ولكن اصل الدعوة الى حماية حقوق العلماء واجبة على كل مسلم في مواجهة اراذل المجتمع.
وجزى الله الدكتور السلمي خير الجزاء.
16/ 4/1429
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 06:53]ـ
الشيخ علي التمني ............... .
جمعيات حقوق الانسان جمعيتان في السعودية أليس كذلك؟ .. أتوقع أن واحدة منها جيّدة خاصة التي فيها الشيخ عبدالعزيز الفوزان.
ـ[سفير الحق]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 02:00]ـ
أخي علي التمني: بارك الله فيك، وكم تمنيتُ بأن يكون كلامك موثقا.
أخي معتدل: جزاك الله خيرا
--------
ثم لاشك بأن التطاول على العلماء أصبح ظاهرةً في الصحف السعودية، فلابد من الدفاع عن العلماء إذا انتُهِكت حقوقهم، وأما المتطاولون السفهاء الجهلة أرى أن يُعَزروا حتى يوقَفوا عند حدهم ولكي لا يُتعرّض علماؤنا بالسب ....(/)
تنفيييس: مجزرة غزة .. ومجزرة الأسعار العربية
ـ[يعقوب الحوساني]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 04:17]ـ
كنتُ أودّ أن أكتب لكم عن الأسعار ولكن مجزرة غزة تؤلمني .. وكنتُ أودّ أن أكتب لكم عن غزّة ولكن مجزرة الأسعار تؤلمني .. ،، تائه بين مجزرتين .. أضيع بين (حبّة) البندورة غالية الثمن .. و (حبّة) الكرامة المُتبقية رخيصة الثمن .. ،،
أتعبُ من (كيلو الكوسا) الذي سأحشوه .. لأن أي (كيلو) لحم تطاير من جسد غزاوي سيحشوني أنا في عارنا الذي لا ينتهي .. ،، كيف لي أن .. احتج على مجزرة الأسعار العربية التي أسمع صراخ الناس فيها يملأ الفضاء .. و لا أحتج على مجزرة غزة والتي صورها و صراخاتها و كل تفاصيلها: تُنقل في كل الفضاءات العربية و الغربية .. ،، أي موقع لا أحسد عليه الآن و أنا الرابض بين مجزرتين لو تُركتُ لإحداها: لقضت على ما تبقّى فيّ من أمل و طموح بعيش كريم .. ،، تعبان يا ناس .. و حيران إلى المدى الذي يُطاق .. ولا أستطيع أن أحمل مجزرتين في يدْ واحدة .. هذا إذا غضضتُ البصر قليلاً عن مجازر أخرى في مختلف جسدي العربي ولا أستطيع أن أغض طبعاً .. ،، هل من المعقول أن مجزرة الأسعار العربية هي من أجل (شلّي) تماما .. ولا أستطيع الخروج من هذه المجزرة إلى مجزرة أخرى .. ؟ لا أعلم .. ولكن لا أظن ذلك .. فالأسعار قبلاً كانت أخف من ذلك و المجازر الأخرى كانت شغّالة و (على قفا من يشيل) ومع ذلك لم أحتج بشكل سليم .. ،، يا ناس .. يا عالم .. يا بشر .. يا فوق .. يا تحت .. يا صدر .. يا ظهر .. يا من ترون مجازرنا بأعينكم .. نريد منكم مجزرة مجزرة .. اشفقوا علينا و قسّطوهنّ لنا .. نريد وقتاً كافياً للتعامل برومانسية مع كل مجزرة لوحدها .. ،،
الله أكبر عليكم .. حتى المجزرة: حتى المجزرة .. حتى المجزرة لا تتركون لنا وقتاً للاختلاء بها ... هل من مزيد .. أو .. هاتوا المجزرة التالية .. ؟!!
منقول من منتديات الخير الاسلامية
http://alhair.yoo7.com/montada-f13/topic-t151.htm#402
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 04:51]ـ
لا ما يصير نقارن مجزرة غزة بـ بفقر تقدر تعيش معه وبه وتقنع بالقليل في دنيا دنية.
وما فيه أحد يموت من الجوع ولا بعد وصلنا لهذي الحال الحمدلله. . لبن وتمر تكفي لو اضطررنا إليه.
لكن إخواننا المسلمين (دماؤهم وأعراضهم) أعز علينا من ترف ودنيا زائلة.
وربي ما يضيع عبده.
والله المستعان.(/)
دعوة للدعاة إلى عدم المشاركة في حوار القصيم إلا إذا كانوا مدركين صادعين
ـ[علي التمني]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 11:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدأ اليوم الثلاثاء 16/ 4/1419 في القصيم الحوار الوطني السابع حول (مجالات العمل و التوظيف) والعنوان واضح في انه يقصد المراة السعودية التي ما فتئت وزارة العمل والحوار الوطني والغرف التجارية تسعى إلى إخراجها من نهج الشرع بصور شتى - بمشاركة وزير العمل ورئيس الغرفة التجارية في جدة - وهي الغرفة المسؤولة عن تكريس جريمة الاختلاط داخلها وفي منتدى جدة الاقتصداي ورعاية إفساد المرأة في ذلك المنتدى الجريمة - وقد ذكر أن بعض الدعاة وحراس الشريعة سيشاركون في هذا الحوار ولذا ومن واقع اللقاءات السابقة التي شارك فيها بعض الدعاة وطلبة الشريعة فقد استفادت الأفكار السيئة التي نوقشت ومررت وتضمنتها بعض بيانات اللقاءات السابقة، استفادت تلك الأفكار من وجود الدعاة ولم تستفد أفكار الدعوة والالتزام بالشرع من وجودهم، ولذا فإن شداة الأفكار الهدامة حريصون على وجود بعض الدعاة في تلك الحوارات وذلك لأن وجودهم يساعد على تمرير أفكارهم السيئة الهدامة أكثر مما لو خلت اللقاءات من وجود الدعاة وخدام الشريعة والمؤتمنين عليها أمام الله تعالى.
فإذا أصر الدعاة إلا المشاركة فليعلموا أن الأمانة جسيمة وأنها ليست لقاءات شاي وابتسامات ومجاملات وووو، بل لها والله ما بعدها، فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا فإنهم قدوة للأمة في ذلك - أي في حمل الأمانة وبيانها واضحة جلية - وليكن أول ما يهتمون به:
استنكار وجود النساء في هذا الملتقى فإن وجودهن فيه وفي غيره من الملتقيات والمواقع الهدف منه تمرير مشروع إفساد المرأة، ذلك أن الواجب ان تناقش قضاياها بعيدا عن الرجال وفي ملتقيات خاصة بها ضمن شرع الله وفقهه، وضمن فهم أهداف دعاة إفساد المرأة وأدوات ذلك الفساد وآلياته.
ثانيا: على المشاركين من الدعاة أن يكشفوا حقيقة أهداف مشاريع وزارة العمل - ومنها عنوان اللقاء ذاته- لإفساد المرأة السعودية، فالشواهد والواقائع أكبر وأكثر من أن تعد وتحصى.
ثانيا - عليهم مواجهة الغرفة التجارية في جدة والمشاركة بقوة في هذا اللقاء برعايتها لجريمة الاختلاط في الغرفة، ورعايتها لمنتدى جدة الاقتصادي الإفسادي المكرس لجرائم تبرج النساء ورعايته لأفكار تقديم امرأة سعودية غير ملتزمة بشرع الله أمام العالم وأمام ضيوف الملتقى الذي يضم مسلمين وغير مسلمين لهم أهدافهم وأجنداتهم تجاه أوضاع المرأة في هذه البلاد، وكذا استنكار وفضح ما قامت به الغرفة التجارية من التمكين للمدعوة مرفت التلاوي إحدى مسولات الأمم المتحدة لذم الإسلام وشريعته وبعض الصحابة وعلماء ا؟ لإسلام في الغرفة التجارية في جدة وفي الحجاز الأشرف على مرمى حجر من المسجد الحرام والمسجد النبوي حيث مهد الرسالة ومأرز الإسلام قبل فترة.
رابعا - يجب على الدعاة أن يكونوا صارمين في كشف سياسة وزارة العمل والغرف التجارية التي مؤداها التركيز على إفساد المجتمع السعودي برمته من خلال تحريض المراة السعودية على دخول مجالات عمل تنافي شرع الله وتساهم في نشر الفساد العريض، وقد قال تعالى (والله لا يجب الفساد).
أيها الدعاة وطلبة العلم الشرعي وحراس الشريعة المشاركون:
إنم مسؤوليتكم عظيمة وجسيمة وإن المجتمع السعودي برمته يتطلع إلى وجودكم، فإن طغت المجالامت أ و قلة الفهم لبعض الأمور الخطيرة على مشاركتكم فو الله إنها الكارثة التي ستسألون عنها أمام هذا المجتمع والأمة ويوم القيامة سيكون السؤول عسيرا والاختبار جسيما، كيف لا والعلم أمانة والدعوة أمانة وموقع الدعاة من أعظم الأمانات ومن أعظم المواقع حساسية في كيان الأمة.
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
علي التمني
ابها / الثلاثاء 16/ 4/1429
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 07:25]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 09:00]ـ
جزاك الله خيرا
موضوعاتك ما شاء الله دائما تكشف خفايا القوم المفسدين لكنها (تعور) القلب وتضيق الصدر.
فالله المستعان.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 11:29]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 05:54]ـ
العبيكان يفجر قضية جديدة: لا يوجد نص شرعي يحرم اختلاط الجنسين في العمل
ناصر الحمدان (الوئام) بريدة:
فجّر الشيخ الدكتور عبدالمحسن العبيكان المستشار القضائي وعضو هيئة كبار العلماء مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه (عدم وجود نص شرعي يحرم الاختلاط بين الجنسين في أماكن العمل).
وقال العبيكان خلال كلمته في اولى جلسات الحوار الوطني السابع في بريدة إن وجود الموظفة بالحجاب الشرعي في مواقع العمل مع عدد من الموظفين لا يعتبر خلوة ولا يحرم إلا في حال (الافتتان) فقط!
وأضاف ان الاختلاط موجود في الطواف والسعي والأسواق وليس كل اختلاط يعتبر محرماً بل يقتصر التحريم على الاختلاط الذي يأتي فيه فتنة , على حد تعبيره.
الجدير بالذكر ان الجلسة الاولى للحوار الوطني قد شهدت حضوراً طاغياً لقضايا المرأة كما شهدت دعوات إلى عدم تعطيل توظيف المرأة في القطاعين العام والخاص بدواعي حراسة الفضيلة على حد قول بعض المجتمعين. تم إضافته يوم الأربعاء 23/ 04/2008 م - الموافق 17 - 4 - 1429
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 07:23]ـ
هل العبيكان دكتور وعضو في هيئة كبار العلماء؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 08:44]ـ
هل العبيكان دكتور وعضو في هيئة كبار العلماء؟
صدقتَ. .
لا دكتور ولا عضو في هيئة كبار العلماء. .
لكن الإعلام في الآونة الأخيرة دأب على التضليل وتزوير الحقيقة وقد قرأتُ أكثر من مرة حرف الدال يسبق اسم العبيكان وغيره ممن لم يحملوا شهادة الدكتوراه.
وقدر الرجل ليس بالشهادات التي يحملها لكن للناس غايات فيها.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 01:06]ـ
العبيكان يفجر قضية جديدة: لا يوجد نص شرعي يحرم اختلاط الجنسين في العمل
ناصر الحمدان (الوئام) بريدة:
فجّر الشيخ الدكتور عبدالمحسن العبيكان المستشار القضائي وعضو هيئة كبار العلماء مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه (عدم وجود نص شرعي يحرم الاختلاط بين الجنسين في أماكن العمل).
وقال العبيكان خلال كلمته في اولى جلسات الحوار الوطني السابع في بريدة إن وجود الموظفة بالحجاب الشرعي في مواقع العمل مع عدد من الموظفين لا يعتبر خلوة ولا يحرم إلا في حال (الافتتان) فقط!
وأضاف ان الاختلاط موجود في الطواف والسعي والأسواق وليس كل اختلاط يعتبر محرماً بل يقتصر التحريم على الاختلاط الذي يأتي فيه فتنة , على حد تعبيره.
الجدير بالذكر ان الجلسة الاولى للحوار الوطني قد شهدت حضوراً طاغياً لقضايا المرأة كما شهدت دعوات إلى عدم تعطيل توظيف المرأة في القطاعين العام والخاص بدواعي حراسة الفضيلة على حد قول بعض المجتمعين. تم إضافته يوم الأربعاء 23/ 04/2008 م - الموافق 17 - 4 - 1429
إبراء للذمة: العبيكان نفى ما نُقل عنه في صحيفة الوئام.
ـ[الباز]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 02:21]ـ
لا أدري: أهو (نفي)؟ أو .. ؟
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=622128&pageId=35
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:01]ـ
لا أدري: أهو (نفي)؟ أو .. ؟
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=622128&pageId=35
إياك أن تدخل في نية الرجل!!
فإن أخطأ فدونك إياه فرد عليه ولا تفرح بخطأه ... بل عليك أن تأسى وتحزن على أن يضل عن الحق!! .. فإن رجع إلى الحق ففرح أن هدى الله أخاك إليه!
ـ[علي التمني]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:19]ـ
بسم الله
تحذير من اختلاط النساء بالرجال في العمل
((أيتها المرأة المسلمة؛ أيتها المرأة العفيفة؛ أيتها المرأة ذات الدين والخلق والقيم؛ أيتها المرأة المسلمة: تربيت بين أبوين مسلمين؛ ونشأت على فطرة الإسلام؛ وتعلمت على هدي الإسلام؛ ونشأت على هذا الخلق الكريم؛ العفة والصيانة والحشمة؛ والبعد عن كل ما يخالف شرع الله؛ هكذا أراد الإسلام لك – أيتها المسلمة –: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ).
هكذا المأمول من فتيات الإسلام اللواتي تربين على الهدى والأخلاق الكريمة والبعد عن مواطن الريبة والشر والفساد؛ هذا الخلق القيم، والحشمة والعفة أغاظت أعداء الإسلام؛ وأغاظت أعداء الشريعة؛ أغاظت من يريدون بهذه الأمة كيدا ومصيبة، ومن يريدون بهذا الدين العدى والذلة؛ من يكيدون للإسلام وأهله؛ من لا يريدون للأمة أن تبقى على خيرها وسماتها وكرامتها؛ فدعوها إلى العمل بجانب الرجال؛ وهيئوا لها الفرص؛ وادّعوا بذلك أنهم ساهموا في سعودة الأمة؛ وأنهم وأنهم إلى أخر ما يقولون وما يعتذرون.
وإنها لخطوات سيئة غير موفقة؛ وإن الواجب على المرأة المسلمة ألا يكون خلقها ثمنا لدنيا تأخذه؛ بل يكون خلقها وفكرها وعفافها فوق هذا كله؛ فهي خلقت لعبادة ربها؛ وخلقت لتبني الأجيال المسلمة؛ وخلقت لتكون مساهمة في إصلاح مجتمعها وأفراد أسرتها لتقدم للأمة فتيات وأبناء صالحين مستقيمين؛ خلقت لتكون راعية على بيت أهلها؛ لم تخلق لتمازج الرجال؛ ولم تخلق لتجعل الدنيا عوضا لعرضها وكرامتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنك أيتها المرأة المسلمة: لا تظني تلك الدعايات من مصلحتك أبدا؛ ولا أن قصدهم بهذا إكرامك ورفع منزلتك؛ ولا أن الهدف من هذا إبراز شخصيتك؛ ولا أن الغاية من هذا إكرامك؛ ولكن الغاية – يعلم الله – ما وراء أولئك من مكيدة للإسلام وأهله؛ وحربا على القيم والفضائل التي تميز بها المجتمع المسلم؛ فلا يرضي أعداء الشريعة إلا أن يجردوا هذه المرأة المسلمة من قيمها وأخلاقها؛ فلا تخدعنك هذه الدعاية؛ ولا يغرنك هذه المكاسب المادية؛ ففيك من الأخلاق والقيم ما هو فوق كل هذه المادة كلها؛ فاستقيمي على الخير؛ والزمي البيت والوظائف المهيأة لك؛ دون الاختلاط مع الرجال؛ بأية ذريعة كانت؛ فإنها طريق مشوب بالشر؛ وطريق مفض إلى الفساد؛ وطريق سائر بالفتاة المسلمة لأن تحاك المرأة الغربية في قيمها وأخلاقها؛ فتفقد الأمة كرامتها؛ وتفقد الأمة سمعتها؛ وتفقد الأمة ما تميزت به من أخلاق وقيم وفضائل.
فيا أيها المنادون بهذه الذرائع السيئة: خافوا الله في مجتمع المسلمين؛ واعلموا أن سعيكم ضلال؛ وأن خطواتكم خطوات إلى الفجور والنار؛ وأن هذا المجتمع المسلم أمانة في أعناق المسلمين؛ محافظة على أخلاقه، ومحافظة على كرامته؛ ومحافظة على مبادئه وقيمه.
إن المرأة المسلمة هيئت لتربي الأجيال؛ وتعمر البيت وتساهم في الخير؛ لا أن يزج بها كل النهار وأول الليل فيما يسمى بعملها؛ وفيما يسمى بأنها تبيع للنساء، وفيما يقول ويقول أولئك؛ والله يشهد إنهم لكاذبون؛ والله يعلم أن مقاصدهم سيئة.
فلنتب إلى الله؛ ولا يغرنك أختي المسلمة ما يقول هؤلاء وما ينمقون، وما يكتبه الكاتبون وبعض المنحرفين في كتابتهم؛ الذين يكتبون بما تمليه قلوبهم من الحقد على الدين وأهله: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ).
أقلام جائرة، وألسنة كاذبة؛ ومقالات خاطئة؛ سَطرت بأقلامها كل ما يحارب العقيدة والقيم والأخلاق؛ فاتق الله أيتها المسلمة ولا تنقادي لتلك الدعاية؛ ففيها هدم لكرامتك وأخلاقك، ونسخ لفضيلتك؛ وزج بك في الشبهات التي لا نهاية لها سوى الانحلال من القيم.
أسأل الله أن يحفظ مجتمع المسلمين عامة من كل سوء؛ وأن يصلح الأقوال والأعمال؛ وأن يعيذنا من زوال نعمته؛ ومن تحول عافيته؛ ومن فُجاءت نقمته ومن سائر سخطه؛ وأن من أراد بالإسلام وأهله بسوء أن يكبته في نفسه؛ وألا يمكنه بمراده؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.))
[من خطبة سماحة مفتي المملكة العربية السعودية بتاريخ 30/ 3/1427هـ]
الجمعة 19/ 4/1429
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 06:10]ـ
جزاكم الله خيراً على الموضوع والتعقيبات .. وفي أصل الموضوع تصحيف في التاريخ ولعل الصواب 1429 بدل 1419 والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 12:19]ـ
اخي الكريم علي التمني شكرا لك.موضوع مهم .. بارك الله فيك ...
ـ[علي التمني]ــــــــ[12 - May-2008, صباحاً 10:55]ـ
بسم الله
الأخ معتدل
وجزاك الله خيرا،،
7/ 5/1429(/)
(وحدة الوجود عند الصوفية) حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها ... من لها؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 04:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي ملخص وفهرس لرسالة جامعية قيمة - لم تُطبع بعد -، عنوانها " وحدة الوجود عند الصوفية - حقيقتها وآثارها - عرض ونقد " للأستاذ أحمد القصيِّر، بإشراف الدكتور: ناصر الجديع - وفقهما الله -، تمت مناقشتها في جامعة الإمام، عام 1420هـ.
والذي دعاني لعرض موجزها؛ تحفيز دور النشر إلى طبعها، وتمكين المهتمين من الاطلاع عليها؛ خاصة في هذا الزمن الذي أراد فيه البعض - على اختلاف مصالحهم - بعث عقائد المتصوفة، وترويجها بين المسلمين، أو الدفاع عن حامليها؛ من أمثال ابن عربي.
========================
قال المؤلف:
المؤلفات في الرد على وحدة الوجود
لما ظهر أصحاب وحدة الوجود في العالم الإسلامي، ذاعت آراؤهم، وكثر أتباعهم، قام العلماء بالرّد عليهم، فألفوا الكتب، وكتبوا الرسائل، كشفوا فيها شبهات الصوفية، وعرّوا مذهبهم، وأوردوا النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المبطلة لمذهبهم، وحذروا الأمة من هذا المعتقد الكفري، وبينوا لهم الواجب تجاه أصحابه، وأوضحوا مناقضة وحدة الوجود لأصول الإسلام.
ومن هذه المؤلفات ما يلي:
1 – رسالة في ذم ابن عربي، لمحمد الكاملي.
مخطوط، بدار الكتب المصرية 816 مجاميع طلعت.
2 – كتاب الارتباط، لقطب الدين القسطلاني.
3 – نصيحة صريحة، لقطب الدين القسطلاني.
4 – أشعة النصوص في هتك أستار الفصوص، لأحمد الواسطي.
مخطوط، معهد المخطوطات العربية 193 تصوف.
5 – البيان المفيد في الفرق بين الإلحاد والتوحيد، لأحمد الواسطي.
6 – حقيقة مذهب الاتحادية، لابن تيمية.
طبع ضمن مجموع الفتاوى 2/ 134 – 285، وطبع مفرداً.
7 – الحجج النقلية والعقلية فيما ينافي الإسلام من بدع الجهمية والصوفية، لابن تيمية.
طبع ضمن مجموع الفتاوى/ 286 – 362.
8 – الرد الأقوم على مافي فصوص الحكم، لابن تيمية.
طبع ضمن مجموع الفتاوى 2/ 362 – 451.
9 – رسالة إلى نصر المَنْبجي، لابن تيمية.
طبعت ضمن مجموع الفتاوى 2/ 452 – 480.
10 – السبعينية، أو الرد على ابن سبعين وأهل الوحدة، أو بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد، لابن تيمية.
طبعت ضمن الفتاوى الكبرى 5/ 301 – 443، وطبعت مفردة سنة 1408هـ، ونشرته مكتبة العلوم والحكم.
11 – القول المنبي عن ترجمة ابن عربي، لعبداللطيف السعودي.
12 – الغيث العارض في معارضة ابن القارض، لعبداللطيف السعودي.
13 – بيان حكم مافي الفصوص، لعبداللطيف السعودي.
14 – أباطيل الفصوص لسعد الدين التفتازاني.
مخطوط، معهد المخطوطات العربية 203 تصوف.
15 – الرد على أهل وحدة الوجود للتفتازاني.
طبع في إستانبول سنة 1294هـ.
16 – تسورات النصوص على تهورات الفصوص، لمحمد الغزِّي.
17 – كشف الظلمة عن هذه الأمة، لابن نور الدين الخطيب.
18 – تحذير النبيه والغبي من الافتتان باب عربي، لتقي الدين الفاسي.
مفقود، لكن الفاسي قد ترجم لابن عربي ترجمة طويلة في كتابه (العقد الثمين بأخبار البلد الأمين)، ونقل أقوال العلماء في ذمه وتكفيره.
19 – النصيحة، لابن المقري.
20 – الذريعة في نصرة الشريعة، لابن المقري.
21 – الحجة الدامغة لرجال الفصوص الزائغة لابن المقري.
22 – الرد على ابن سبعين وابن عربي، لمحمد البساطي.
23 – كشف الغطاء عن حقيقة التوحيد وبيان حال ابن عربي وأتباعه المارقين، للحسين الأهدل.
طبع في تونس سنة 1964م.
24 – تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، للبقاعي.
طبع بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة 1372هـ.
25 – تحذير العباد من أهل العناد، للبقاعي.
طبع بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة، سنة 1372هـ.
26 – الفارض في تكفير ابن الفارض، للبقاعي.
27 – القول المُنبي عن ترجمة ابن عربي، للسخاوي.
28 – تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي، لإبراهيم الحلبي.
نشر في مجلة الحكمة، العدد الحادي عشر، شوال عام 1417هـ.
29 – نعمة الذريعة في نصرة الشريعة لإبراهيم الحلبي.
طبع سنة 1419هـ، ونشرته دار المسير، بالرياض.
30 – الرد على القائلين بوحدة الوجود، لعلي القاري.
طبع سنة 1415هـ، ونشرته دار المأمون بدمشق.
(يُتْبَعُ)
(/)
31 – رد الفصوص، لعلي القاري.
مخطوط، معهد المخطوطات العربية 199 تصوف.
32 – نصرة المعبود في الرد على أهل وحدة الوجود، للصنعاني.
وهو كتاب مفقود.
33 – الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد، لمحمد بن علي الشوكاني.
طبع سنة 1411هـ، ونشرته دار الهجرة بصنعاء.
34 – الفرق المبين بين مذهب السلف وابن سبعين، لحمد ابن عتيق.
طبع ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية 3/ 346، وطبع مفرداً.
35 – هذه هي الصوفية، لعبدالرحمن الوكيل.
طبع سنة 1375هـ، ونشرته دار الكتب العلمية، ببيروت.
36 – الكشف عن حقيقة الصوفية لمحمود القاسم.
طبع سنة 1413هـ، ونشرته المكتبة الإسلامية بعمّان.
37 – ابن عربي الصوفي في ميزان البحث والتحقيق، لعبدالقادر السندي.
طبع سنة 1411هـ، ونشرته دار البخاري، ببريدة.
38 – نظرات في معتقدات ابن عربي، لكمال عيسى.
طبع سنة 1405هـ، ونشرته دار المجتمع بجدة.
39 – وحدة الوجود في ضوء العقيدة الإسلامية، لخضر سوندك.
هذه أهم المؤلفات التي خصصها العلماء للرد على وحدة الوجود.
ويلحظ أن أكثر هذه المؤلفات في الرّد على ابن عربي، لأنه حامل لواء هذا المذهب، وأشهر دعاته، والصوفية من بعده تبع له. وقد رد العلماء على هذه العقيدة ضمن مؤلفاتهم التي نقضوا بها الفكر الصوفي عموماً، أو مؤلفاتهم التي خصوا بها طريقة من الطرق الصوفية. كما رد كثير من أهل العلم على هذه الطائفة ضمن مؤلفاتهم في العلوم المختلفة، كالعقيدة، والحديث، والتاريخ، وإذا وردت مسألة لأصحاب وحدة الوجود فيها قول، أو نص لهم به استدلال، أو ترجمة لأحدهم.
وهذا كله يدل على إنكار أهل العلم لهذه العقيدة، وإدراكهم عظم خطرها على الأمة، وأنهم أبانوا – رحمهم الله – حقيقة هذه الطائفة، وكشفوا تلبيس دعاتها، وجلّوا مناقضتها لأصول الإسلام.
فجزى الله علماء الإسلام، وحماة الدين، أفضل الجزاء، لجهدهم في الدفاع عن الملة، وجهادهم للمبتدعة والزنادقة.
الخاتمة
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فمن خلال دراسة عقيدة وَحدة الوجود عند الصوفية تبين ما يلي:
1 – وحدة الوجود عندهم: اعتقاد أن الله هو الوجود المطلق الذي يظهر بصور الكائنات، والادعاء بأن الله تعالى والعالم شيء واحد، فليس هناك – بزعمهم – خالق ومخلوق، بل العالم – عندهم – هو مخلوق باعتبار ظاهره، وهو خالق باعتبار باطنه، والظاهر والباطن في الحقيقة شيء واحد، هو الله تعالى!
2 – أن وحدة الوجود انحراف قديم ظهر في العالم، فقد آمن بها الهندوس وبعض الصينيين واليونانيين.
3 – المعنى الحقيقي للتصوف هو: الرياضات التي يقوم بها السالك ليستشعر من خلالها وحدة الوجود، ويحس أنه والكون والله شيء واحد. وأقوال أئمة الصوفية – قديماً وحديثاً – في تعريف التصوف يدور جُلّها حول وحدة الوجود.
4 – نشأت وحدة الوجود – في الأمة الإسلامية – مقترنة بنشأة التصوف، فقد كان أئمة الصوفية المتقدمون معتقدين بوحدة الوجود، داعين لها، ومؤلفاتهم وأقوالهم تشهد على ذلك.
5 – الطرق الصوفية المتعددة مختلفة في بعض الشعارات والطقوس الظاهرة، ولكنها متفقة في الغاية والنهاية، وهي إيصال المريد إلى وحدة الوجود.
6 – أكد الصوفية أن وحدة الوجود أهم عقائدهم، وهي – عندهم – غاية الغايات، ومنتهى الطلبات، وأعلى من نعيم الجنات.
7 – أدرك أئمة الصوفية أن وحدة الوجود (كفر) في حكم الشريعة، ولذا تواصوا بكتمان هذه العقيدة عن المخالفين، واستخدام الأسلوب الإشاري حينما يريدون الكلام عن وحدة الوجود، وهذا الأسلوب يعتمد على الإيماء إلى المقصود، دون التصريح به.
8 – وضع أئمة التصوف طريقة ليوصلوا بها أتباعهم إلى الاعتقاد بوحدة الوجود، وهي – في مجملها – تعذيب النفس والبدن بالرياضات المختلفة – كالجوع، والسهر، والانعزال عن العالم، والصمت الطويل، وترديد الأذكار الصوفية آلاف المرات، ويكون ذلك كله بإشراف شيخ صوفي، واصل إلى الوحدة، يتدرج بالمريد المسكين عبر مقامات، بعضها أعلى – عندهم – من بعض، حتى يصل إلى مرتبة اليقين – بزعمهم – ببلوغ وحدة الوجود.
9 – كان لهذه العقيدة آثار خطيرة على دين من آمن بها، لأنها تتضمن جحد ربوبية الله، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
10 – أكد الصوفية على أن من آمن بوحدة الوجود، وسعى في الدعوة إليها – بالأسلوب المناسب – فهو: الشيخ الكامل، والصوفي الواصل، والولي العارف بالله، ولو كان من أجهل الناس وأفسقهم، وهذا ما يفسّر تعظيمهم لكثير من الجاهلين والمنحرفين، بل لكثير من الزنادقة الكافرين، لا لعلم نافع نشروه، ولا لعمل صالح عملوه، ولا لاعتقاد صحيح حققوه، بل لتحقيقهم وحدة الوجود وعملهم في ترويجها.
11 – اتبع الصوفية المذهب الباطني في تفسير النصوص الشرعية، لأنهم بحثوا في الكتاب والسنة، فلم يجدوا فيهما ما يوافق عقيدتهم، ويؤيد منهجهم، بل وجدوهما يدلان – دلالة ظاهرة واضحة – على بطلان مذهبهم، فزعموا أن للكتاب والسنة معاني باطنية لا تنكشف إلاّ لهم!
12 – أقر أئمة الصوفية أن وحدة الوجود عقيدة لا توافق الأدلة العقلية والنقلية، ومع ذلك فإنهم في معرض الترويج للمذهب، والخصومة مع المخالفين – يوردون شبهات عقلية وسمعية، زاعمين أنها تدل على وحدة الوجود، ولكنهم في الحقيقة يغالطون في العقليات، ويحرفون في السمعيات.
13 – اغتر بعض المسلمين بالصوفية، فانتسبوا إلى التصوف، ولبسوا الخرقة من شيوخ الصوفية، وتلقوا الأذكار منهم، ولكنهم لم يعلموا شيئاً عن عقيدة الصوفية السرية (وحدة الوجود)، وظنوا أن التصوف تقويم للأخلاق، وتهذيب للنفس، وتمرين على الزهد والعبادة.
مع العلم أن هؤلاء المخدوعين بالتصوف هم عند الصوفية في حكم العوام – لأنهم حُجبوا عن إدراك وحدة الوجود – ولو كان الواحد منهم إماماً في العلم والدين.
أما من سار في طريق التصوف إلى نهايته، وتعمق في أسرار العقيدة الصوفية، ووصل إلى مرتبة الكمال عندهم، فهو من أهل وحدة الوجود.
14 – وحدة الوجود عقيدة مناقضة للإسلام، هادمة لأصول الإيمان، مخالفة للمعلوم من الدين بالضرورة، وهي كفر وشرك بالله تعالى، في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
15 – وردت في ثنايا هذه الرسالة أسماء كثيرة لأئمة الصوفية، ممن صدرت عنهم أقوال تدل على إيمانهم بوحدة الوجود، ولكن هذا لا يعني تكفير هؤلاء بأعيانهم، والحكم عليهم بالخروج من الملة، لأن ذلك متوقف على توفر شروط التكفير، وانتفاء موانعه، كما هو معلوم، فقد يكون منهم من اغتر بهذه العقيدة، وهو لا يعلم بحقيقتها، وما تتضمنه من الكفر، أو أنه كان من المؤمنين بوحدة الوجود، ثم تاب عنها، وتبرأ منها.
16 – لما ظهرت عقيدة وحدة الوجود في الأمة الإسلامية أدرك أهل العلم ما تتضمنه من الكفر، وما تؤدي إليه من إفساد للعقيدة والشريعة، فقاموا بالتصدي لها، والوقوف في وجه أصحابها، والرد عليهم.
وأخيراً: فقد اتضح لنا من خلال هذه الرسالة أن وحدة الوجود لها في هذا العصر دعاة وأتباع، ولذا فإني في هذا الختام أوصي بما يلي:
- مناصحة دعاة وحدة الوجود، والرد عليهم، وكشف أباطيلهم، ومقارعتهم بالحجج والبراهين.
- بذل المزيد من الجهود في دعوة عوام الصوفية إلى العقيدة الصحيحة، والسعي – بجميع الوسائل الممكنة – لانتشالهم من البدع والضلالات التي أُسِّس مذهبهم عليها.
- دعوة المسلمين إلى التوحيد، وتعريفهم به، وتربيتهم عليه، وتحذيرهم مما يضاده.
- تحذير الناس من التصوف؛ لأنه الستار الذي اختبأ خلفه أهل وحدة الوجود، وكان هو المنبع لكثير من البدع المتفشية في الأمة.
- دعم المراكز والجمعيات الدعوية، المستقيمة على منهج السلف الصالح، أهل السنة والجماعة؛ لتقوم بدورها في نشر السنة، والرد على المبتدعة، والدعوة الصحيحة للإسلام، في شتى أنحاء العالم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهرس الموضوعات
المقدمة
التعريف بالموضوع
أهميته وأسباب اختياره
منهج البحث
خطة البحث
شكر وتقدير
الباب الأول: التعريف بعقيدة وحدة الوجود
الفصل الأول: معنى وحدة الوجود والفرق بينها وبين الحلول والاتحاد ووحدة الشهود
المبحث الأول: معنى وحدة الوجود
المطلب الأول: معنى وحدة الوجود في اللغة
المطلب الثاني: معنى وحدة الوجود اصطلاحاً
إنكارهم ثنائية الوجود
اعتقادهم عدم الكائنات
اعتقادهم أن الكائنات هي الله تعالى
محاولتهم الجمع بين الكثرة والوحدة
الفصل الثاني: مصادر وحدة الوجود
المبحث الأول: وحدة الوجود في الهندوسية
المبحث الثاني: وحدة الوجود في الطاويّة
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الثالث: وحدة الوجود في الفلسفة اليونانية
أولاً: الأيونيون
ثانياً: الإيليون
ثالثاً: الأفلاطونيون المحدثون
الفصل الثالث: نشأة وحدة الوجود عند الصوفية وأشهر دعاتها
المبحث الأول: نشأة وحدة الوجود عند الصوفية
وحدة الوجود نشأت مع نشأة الصوفية
التصوف ليس هو الزهد أو العبادة
المطلب الأول: معنى التصوف عند الصوفية الأوائل يدور على الاعتقاد بوحدة الوجود
التصوف هو الرياضات الموصلة إلى وحدة الوجود
أقوال الصوفية في ذلك
تأكيد عدد من الباحثين لذلك
نماذج من تعريفات الصوفية الأوائل للتصوف
المطلب الثاني: أصل لفظ التصوف يدل على اعتقاد أوائل الصوفية وحدة الوجود
الأقوال في تحديد أصل كلمة تصوف
القول المختار في ذلك
المطلب الثالث: موقف المجتمع الإسلامي من أوائل الصوفية يدل على سوء عقيدتهم
المطلب الرابع: اعتقاد أئمة التصوف الأوائل وحدة الوجود
1 - ذو النون المصري
2 - أبو يزيد البسطامي
3 - الخراز
4 - أبو الحسين النوري
5 - الجنيد
6 - الحلاج
7 - الشبلي
المبحث الثاني: أشهر دعاة وحدة الوجود
المطلب الأول: الغزالي
المطلب الثاني: ابن الفارض
المطلب الثالث: ابن عربي
المطلب الرابع: ابن سبعين
المطلب الخامس: الجيلي
المطلب السادس: النابلسي
الفصل الرابع: اتفاق الطرق الصوفية على الإيمان بوحدة الوجود
معنى الطرق الصوفية
أولاً: المعنى اللغوي
ثانياً: المعنى الاصطلاحي
التصوف مذهب واحد
ثناؤهم على من كتم الأسرار
سبب كتمانهم لمعتقدهم
المبحث الثاني: استخدامهم الأسلوب الإشاري
معنى الأسلوب الإشاري
استخدامهم الأسلوب الإشاري بحضرة المخالفين وفي المؤلفات
سبب لجوئهم إلى الأسلوب الإشاري
أشكال الأقوال الإشارية
أولاً: الأقوال المجملة
ثانياً: الأقوال الرمزية
أشكال الأقوال الرمزية
1 - الغزل
2 - الخمريات
3 - القصص
ثالثاً: الأقوال الغامضة
المبحث الثالث: تصريح بعضهم بوحدة الوجود
الفصل الثالث: طريقة الصوفية للوصول إلى وحدة الوجود
المبحث الأول: الخضوع لتربية شيخ صوفي
المطلب الأول: حقيقة الشيخ عندهم
شروط الشيخ المقبول عندهم
أولاً: العلم بالشريعة
ثانياً: العلم بالتصوف
ثالثاً: إتمامه سلوك الطريق الصوفي
رابعاً: الإذن له بالتسليك
المطلب الثاني: مكانة الشيخ عندهم
المطلب الثالث: أعمال الشيخ عندهم
أولاً: أمر المريد بالتوبة
ثانياً: المبايعة وأخذ العهد
ثالثاً: إلباس المريد الخرقة
رابعاً: تلقين المريد الذكر
خامساً: إدخال المريد الخلوة
سادساً: ترويض نفس المريد
سابعاً: متابعة تدرج المريد في المقامات
ثامناً: إعطاء التوجيهات الصوفية للمريد
المطلب الرابع: آداب المريد مع الشيخ
أولاً: الآداب الظاهرة
1 - الخشوع والذل له
2 - الاستسلام له
3 - دوام حضور مجلسه
4 - المبادرة إلى خدمته
5 - عدم اتخاذ أكثر من شيخ
ثانياً: الآداب الباطنة
1 - ألاّ يعترض عليه بقلبه
2 - اعتقاد كماله وعصمته
3 - الغلو في محبته
4 - دوام تخيله
5 - ألاّ يكتمه سراً
المبحث الثاني: مزاولة الرياضة الصوفية
المطلب الأول: تعريف الرياضة الصوفية
المطلب الثاني: مكانة الرياضة عند الصوفية
المطلب الثالث: أركان الرياضة عندهم
أولاً: الجوع
ثانياً: الخلوة
تعريف الخلوة
صفة مكان الخلوة
أهمية الخلوة عندهم
شروط الخلوة عندهم
نتائج الخلوة
ثالثاً: السهر
رابعاً: الصمت
المبحث الثالث: ملازمة الذكر الصوفي
المطلب الأول: مكانة الذكر عند الصوفية
المطلب الثاني: أثر الذكر الصوفي عليهم
المطلب الثالث: ألفاظ الذكر عند الصوفية
أولاً: الذكر بالاسم المفرد أو ضمير الغائب
ثانياً: الذكر بكلام يُعلِّم وحدة الوجود
ثالثاً: الذكر بألفاظ أعجمية
رابعاً: الذكر بكلام فيه دعاء لغير الله
خامساً: الذكر بكلام متكلف ركيك العبارة
سادساً: الذكر المكوَّن من آيات مقطعة
سابعاً: الذكر بأذكار شرعية تقال بصفة مبتدعة
ثامناً: الذكر بأذكار شرعية مع الموافقة ظاهراً للصفة الشرعية
المطلب الرابع: السماع الصوفي
تعريفه وصفته
مكانة السماع عندهم
أثر السماع عليهم
المبحث الرابع: التدرج في المقامات
المطلب الأول: التعريف بالمقامات
المطلب الثاني: شرح أهم المقامات
1 - مقام التوبة
2 - مقام الزهد
3 - مقام التوكل
4 - مقام المحبة
5 - مقام المعرفة
المطلب الثالث: الانتهاء من المقامات
الباب الثالث: آثار عقيدة وحدة الوجود
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الأول: أثر وحدة الوجود على الإيمان بالله
المبحث الأول: أثرها على الإيمان بالربوبية
المبحث الثاني: أثرها على الإيمان بالألوهية
المطلب الأول: اعتقادهم سقوط العبادة عنهم
المطلب الثاني: اعتقادهم وحدة الأديان
المبحث الثالث: أثرها على الإيمان بالأسماء والصفات
الفصل الثاني: أثر وحدة الوجود على الإيمان بالنبوّة والولاية
المبحث الأول: أثرها على الإيمان بالنبوّة
المبحث الثاني: أثرها على الإيمان بالولاية
المطلب الأول: مفهوم الولاية عند الصوفية
المطلب الثاني: اعتقادهم ولاية الجهلة والمجانين والفساق
المطلب الثالث: خصائص الأولياء عند الصوفية
أولاً: اعتقادهم ربوبية الأولياء
ثانياً: اعتقادهم ألوهية الأولياء
ثالثاً: اعتقادهم مشاركة الأولياء لله في أسمائه وصفاته
المطلب الرابع: تفضيلهم الولاية على النبوة
الفصل الثالث: أثره وحدة الوجود على الإيمان بالقدر واليوم الآخر
المبحث الأول: أثرها على الإيمان بالقدر
المبحث الثاني: أثرها على الإيمان باليوم الآخر
الفصل الرابع: أثر وحدة الوجود في التزامهم المذهب الباطني والإشراقي
المبحث الأول: أثرها في التزامهم المذهب الباطني
المطلب الأول: التعريف بالمذهب الباطني
المطلب الثاني: المذهب الباطني عند الصوفية
المطلب الثالث: نماذج من تفسيرهم الباطني
أولاً: نماذج من تفسيرهم الباطني للقرآن
ثانياً: نماذج من تفسيرهم الباطني للأحكام الشرعية
المبحث الثاني: أثرها في التزامهم المذهب الإشراقي
المطلب الأول: التعريف بالمذهب الإشراقي
المطلب الثاني: المذهب الإشراقي عند الصوفية
المطلب الثالث: نتائج التزامهم المذهب الإشراقي
أولاً: ادعاء النبوة
ثانياً: ادعاء العلم بالمغيبات
ثالثاً: ازدراء العلم الشرعي
الفصل الخامس: أثر وحدة الوجود على الأخلاق
اعتقادهم أن كل فعل هو فعل الله
اعتقادهم أن الأفعال كلها محبوبة مرضية
نماذج من انحرافاتهم الخُلقية
اعتقادهم أن انحرافاتهم كمالات في الحقيقة
الفصل السادس: أثر وحدة الوجود على المجتمع
المبحث الأول: ترك عمارة الأرض
المبحث الثاني: الاستسلام للأعداء
المبحث الثالث: تعذيب البدن والنفس
الباب الرابع: نقد وحدة الوجود
الفصل الأول: شبهات الصوفية للدلالة على وحدة الوجود والرد عليها
اعترافهم بأن مذهبهم لا يدرك بالعقل ولا النقل
المبحث الأول: شبهاتهم النقلية والرد عليها
المطلب الأول: شبهاتهم من القرآن
المطلب الثاني: شبهاتهم من السنة
المبحث الثاني: شبهاتهم العقلية والرد عليها
الفصل الثاني: الأدلة النقلية والعقلية على بطلان وحدة الوجود
المبحث الأول: الأدلة النقلية على بطلان وحدة الوجود
المطلب الأول: إبطال وحدة الوجود بأدلة توحيد الربوبية
المطلب الثاني: إبطال وحدة الوجود بأدلة توحيد الألوهية
المطلب الثالث: إبطال وحدة الوجود بأدلة توحيد الأسماء والصفات
المطلب الرابع: إبطال وحدة الوجود بأدلة الفرق بين الله والعالم
المبحث الثاني: الأدلة العقلية على بطلان وحدة الوجود
الفصل الثالث: حكم الاعتقاد بوحدة الوجود
المبحث الأول: مناقضتها لربوبية الله تعالى
المبحث الثاني: مناقضتها لألوهية الله تعالى
المبحث الثالث: مناقضتها لأسماء الله وصفاته
التكفير المطلق لأهل وحدة الوجود
ضوابط تكفير الشخص المعين
محاولة الصوفية تبرئة أئمتهم من الكفر والرد عليهم
1 - زعمهم أن الأقوال مدسوسة عليهم والرد عليهم
2 - زعمهم أن أقوال الصوفية الكفرية يمكن تأويلها والرد عليهم
3 - زعمهم أن أقوال الصوفية صادرة في حال فقد العقل والرد عليهم
الفصل الرابع: موقف علماء الأمة من عقيدة وحدة الوجود
المبحث الأول: بيان حكم وحدة الوجود
المبحث الثاني: المناصحة لأهل وحدة الوجود
المبحث الثالث: هجر أهل وحدة الوجود
المبحث الرابع: نفي أهل وحدة الوجود
المبحث الخامس: التحذير من وحدة الوجود
المبحث السادس: مناظرة أهل وحدة الوجود
المبحث السابع: المؤلفات في الرد على وحدة الوجود
الخاتمة
النتائج
التوصيات
الفهارس
1 - فهرس الآيات
2 - فهرس الأحاديث
3 - فهرس تراجم الأعلام
4 - فهرس المراجع
5 - فهرس الموضوعات
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 05:08]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
وقد أرسلتُ لكم رسالة على الخاص شيخنا الكريم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 04:44]ـ
جزاك الله كل خير شيخنا الفاضل ..
جعلك الله شوكة في حلق كل مبتدع ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 04:49]ـ
بارك الله فيك شيخ سليمان وكفاك شر الحساد.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 06:20]ـ
الأخ الكريم: شتا: وبارك فيك. طالعتُ رسالتك وأرسلتُ لكم.
الأخ الكريم: حمد الماجد: لن يتأخر - إن شاء الله -؛ لأن هناك من دور النشر من سيتحمس لطبعها. بورك فيك.
الأخ الكريم: القبعة الحمراء: آمين، ولك بمثل، وليس أشد على أهل البدع والشانئين من الانشغال بالعلم النافع والعمل الصالح، زادهم الله كمدًا، وكفاني وإياك شرورهم بما شاء.
الأخت الكريمة: الأمل الراحل: وبارك ربي فيك. والحساد لم يسلم منهم صفوة الخلق، (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم .. )، فكيف بغيره؟ وقد قيل: لله در الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 02:34]ـ
حملوا الرسالة من هنا بارك الله فيكم
http://alukah.net/majles/showthread.php?p=106398&posted=1#post106398
ـ[العائد الأول]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 11:02]ـ
وحدة الوجود ألغت الثنائيةبين الموجد والموجود ..
إن وحدة الوجود لم تؤسسها العقلية العربية بل قامت قديما على يد فلاسفة كثر منهم فرقة الغنوصية ..
إن من أصحاب وحدة الوجود اسبينوزا الفيلسوف اليهودي ومن أصحاب التجارب الصوفية الفيلسوف المثالي هيجل ..
إن فكرة وحدة الوجود تتحد مع الغربيين في إلغاء الثنائية التي يتشبث بها المنظور الإسلامي الفلسفي الذي جسد الترابط بين كافة الأشكال من روح وعقل وجسد ..
فإذا رأينا الغربيين وجدنا أنهم وطدوا المادية وحذفوا من قاموسهم الروح فعندها تتجسد عندهم إلغاء الثنائية فهي مثل وحدة الوجود فهي هذا الإلغاء لأنها مزجت الوجود وجعلته يتمثل في كل شيء ..
وللتنبيه فإن الحلولية تختلف عن القول بوحدة الوجود ..
وللعلم فإن الهيرومينيطيقيا الوجودية تلغي النص الظاهر وتحيله إلى أمواج من الدلالة الروحية التي يسبر أغوارها الأولياء مماجعل النظريات الأدبية تطوره في النص الدلالي الأدبي ,فألغت المؤلف وطردته من إطار النص وجعلت القارئ هو الذي يفسره من منطلقاته اللاشعورية والبيئية والوراثية. ويسمى النص المفتوح .. وهذه هي المباحث اللغوية التي طورها البنيويون ورأسهم سوسر ..
أخيرا:
أيها الاخ سليمان:
أرجو أن تعذرني ولاتعتب عي إذا قلت بأن مكتباتنا تعج بالكتب التي هي نسخ مكررة من غيرها ومن ضمنها كتبتك ..
فهي ليست كتب بالمعنى العلمي الدقيق ولو شئت لذكرت لك نموذج من ذلك سواء كانت لك أم لغيرك ..
ومنها هذا الكتاب الذي ذكرته فهو لم يأت بشيء جديد البتة ..
وماذا نريد من هذا الكتب التي منيت بالجدب المعرفي او التكرار ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 12:40]ـ
الأخ الكريم: شتا: بارك الله في جهودك.
الأخ الكريم: العائد الأول: قلتم - في أول مشاركة لكم -: (ولو شئت لذكرت لك نموذج من ذلك سواء كانت لك أم لغيرك .. ومنها هذا الكتاب الذي ذكرته فهو لم يأت بشيء جديد البتة ..
وماذا نريد من هذا الكتب التي منيت بالجدب المعرفي او التكرار .. )!
ليتك تتكرم علينا بـ:
1 - نموذج أو اثنين، مع السبب.
2 - الجديد الذي لم يأتِ به صاحب الرسالة.
3 - مجموعة كتب ليست مجدبة أو مكررة.
مع الابتعاد عن الأسلوب الإنشائي. وفقك الله لما يُحب ويرضى ..
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 01:09]ـ
الأخوة الكرام، لم أفهم؛ لي سؤال:
ما معنى وحدة الوجود؟.
ـ[مسلم محب]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 02:59]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم
لي إستفسار لسيادتكم الموقرة حبيبنا سليمان الخراشي أحسن الله إليكم
هل صحيح أن كل من أثبت الاسماء والصفات سواء حقيقة ومعنى أو بعضها أو إنتحل مذهب التفويض يستحيل أن يقول بوحدة الوجود أو من أثبت الربوبية والالوهية لله سبحانه لا يمكن ان يقول بوحدة الوجود فإن وجد في كلامه ما يوحي بالقول بوحدة الوجود نحمله على معتقده في الربوبية والالوهية والاسماء والصفات لا على كلام محتمل اما إن قالها صراحة ودافع عنها وإلتزمها
ناقض معتقده في الربوبية والالوهية والاسماء والصفات
أستسمح منكم وتقبلوا مني فائق التقدير والاحترام مستفيدين من الفوائد والدرر في ردكم المتميز
أخوكم مسلم محب
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:23]ـ
يقول ابن تيمية مجموع الفتاوى (17/ 295)
و قد ذكر طائفة من أهل الكلام أن قولهم بالعلة و المعلول من جنس قول غيرهم بالوالد و الولد و أرادوا بذلك أن يجعلوهم من جنسهم فى الذم و هذا تقصير عظيم بل أولئك خير من هؤلاء و هؤلاء اذا حققت ما يقوله من هو أقر بهم الى الإسلام كابن رشد الحفيد و جدت غايته أن يكون الرب شرطا فى و جود العالم لا فاعلا له و كذلك من سلك مسلكهم من المدعين للتحقيق من ملاحدة الصوفية كابن عربى و ابن سبعين حقيقة قولهم أن هذا العالم موجود و اجب أزلى ليس له صانع غير نفسه و هم يقولون الوجود و احد و حقيقة قولهم أنه ليس في الوجود خالق خلق موجودا آخر و كلامهم فى المعاد و النبوات و التوحيد شر من كلام اليهود و النصارى و عباد الأصنام
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن هؤلاء يجوزون عبادة كل صنم فى العالم لا يخصون بعض الأصنام بالعبادة
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 11:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلى من يسأل عن معنى وحدة الوجود, يقول شيخنا العلامة محمد بو خبزة الحسني التطواني في صحيفة السوابق ج2/ من صفحة3 الى صفحة10: "يرى القارئ أن فلسفة ابن العربي الحاتمي في كتابيه (الفتوحات المكية) و (فصوص الحِكم) مبنية على وحدة الوجود وأن هذه الكلمة مع كلمتي (الاتحاد) و (الحلول) تشيع في كتب هذا القبيل من متصوفة الفلاسفة, وقد كثر الخوض فيها, والسؤال عن معانيها, واختلفت أقوال شارحيها, حتى أفردت بالتأليف, من عبد الغني النابلسي إلى البهاء العاملي وغيرهما, وقد انتهى المطاف بجمهورهم تهويلا وتعمية, إلى أنها لا تفهم بالعبارة وإنما بالذوق, فأحالوا عباد الله على مجهول غير معين, كما ترى عند النابلسي في (بذل المجهود) والتيجاني في (جواهر المعاني) وأبي الفيض – الغماري- في (جؤنة العطار) جؤنة العطار 1/ 123 وأشار إليه أحمد ابن عجيبة في كتبه, وخصوصا (إيقاظ الهمم لشرح الحكم).وتفسيره (البحر المديد في تفسير القرآن المجيد).وأكده من المعاصرين أبو البيض أحمد بن الصديق كما أشرنا, والحق أن كلامهم تهويل, وينطوي على إرهاب فكري, يتمثل في تهديد من يحاول الرد عليهم, وتسفيه رأيهم الأجنبي عن الإسلام.
و لنبدأ بشرح هذه المصطلحات فنقول:
حصر ابن العربي في (الفتوحات- 1/ 118) المعلومات في أربعة لا خامس لها:
1ـ الوجود المطلق, يعني أن وجود الله عين ذاته وليس معلولا لشيء.
2ـ الحقيقة الكلية, التي بمعرفتها يعرف سائر المعلومات كلها, فإن وُصِفت بها الموجود فهي القِدم غير المسبوق بالعدم. كوجود الله, وإن وصفت بها الحادث وهو الموجود بعد العدم فهي ما سوى الله.
3ـ العالم الأكبر كله ما عدا الإنسان.
4ـ الإنسان هو العالم الأصغر.
وأصول فكرة وحدة الوجود قديمة, تلقفها ابن العربي ومن قبله عن فلاسفة الهند, كما تراها عند أبي الريحان البيروني في كتابه (تحقيق ما للهند من مقولة, مقبولة في العقل أو مرذولة .. ص 27. و في طبعة قديمة 43) , و مؤداه أن البراهمة الوثنيين في الهند, يعتقدون أن طريق التأمل و الاعتبار تجعلهم يقربون من الله, حتى أن الله بذاته يحضر في قلوبهم وضمائرهم, فتتوق النفس إلى الاتحاد به, فيحصل الاتحاد, وتذهب الإثنينية والبينية.
و يستحيل الذاكر والمذكور شيئا واحدا. وقد أكد لي هذا المعنى الأخوان الدكتور محمد تقي الدين الهلالي، وأخوه محمد العربي العارفان بعقائد الهند وحضارتها (و للثاني كتاب ضخم في تاريخ مدنية الهند، طبع ربعه بتطوان). إلا أن ابن العربي انفرد بأسماء خاصة تعمية وتلبيسا , فسمى أصل العالم هباء , أخذا من كلمة تنسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى في سورة الواقعة: (فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً) (الواقعة:6). بينما الفلاسفة القدامى يسمونها (الهَيُولَى) , ومنه تصدر جميع الصور والتعينات حسب استعدادها للتأثر بالنور الإلاهي, كالسراج في بيت تضيء زواياه حسب قربها من نوره, وكان أقرب الأشياء إلى نور الله في ذلك الهباء حقيقة محمد صلى الله عليه و آله و سلم المسماة بالحقيقة المحمدية، و العقل و النفس الكلية، فكان سيد العالم بأسره، و أول ظاهر في الوجود كما في الفتوحا (1/ 119)، و أكمل مظاهر الحق في الخلق , لأن الخلق أكثر كامل للقدرة الكاملة المنزهة عن النقص, فلا يكون أكمل منه, كما قال تعالى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه:50). و (خلق آدم على صورته) , والضمير عنده يعود على الله, اعتماداً على رواية ضعيفة, وليس في الإمكان أبدع مما كان ـ كما قال الغزالي ـ لأن العالم مظهر الحق على الكمال, وقد يتوهم الواقف على كلام ابن العربي أن فيه تناقضاً, وذلك ناشئ من سوء فهمه, وتعديد أساليبه في التعبير عن رأيه, لأنه يصرح أحيانا, ويجمجم أكثر لخطورة الحال, ولما رأى الأشاعرة يقولون أخذا من مذهب الإغريق: إن العالم واحد بعينه, مختلف بصُوَره ونِسَبه, وهم يرونه شيئا آخر غير الله تعالى, وهو يرى الوجود واحدا, قال بأن الجوهر العام المنبث في العالم، والذي جعل منه الوحدة هو الذات الإلهية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المهم التنبيه على تنوع أساليب ابن العربي في التعبير عن وحدته, وتسميتها بأسماء مختلفة, فكثرة الأسماء لا تدل على تعدد المسميات, لأن الحقيقة الكلية واحدة وهي الوجود الأول والأخير, والإنسان الكامل , وحقيقة الحقائق, والمادة الأولى ... إلى نحو عشرين اسما تطلق بعبارات مختلفة , والأصل واحد كما قال شاعرهم: [الطويل]
عباراتنا شتى وحسنك واحد ** وكل إلى ذاك الجمال يشير
وكما قال الشيخ محمد الحراق التطواني: [الخفيف]
حكمة الشرع أثبتتنيَّ لما ** سمَّتِ الكون كله بأسامي
ونفى جملتي انفرادُك بالذات ** والأسماء والنعوت العظام.
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنه لا فرق بين هذه الأفكار والنظريات الثلاث: وحدة الوجود, والاتحاد، والحلول , والحق أن بينهما فرقا واضحا؛ لأن ما عدا الوحدة يقتضي الإثنينية, فالاتحاد لا بد فيه من متحِد ومتحَد به, والحلول لا بد فيه من حالٍّ ومَحَلًّ, ولكنه رغم هذا, إذا تأمل الباحث أقوال أصحابها, وجدها تنتهي إلى الوحدة, وهي أن الحق هو الخلق والعكس.
وأصحاب الحلول قالوا: إن السالك إذا وصل إلى درجة خاصة في الصفاء, حل الله فيه, كالماء في العود الأخضر, دون تشابه أو تغاير, وصح أن يقول: [الرمل]
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ** نحن روحان حللنا بدنا
كما قال الحلاج , ويقول الحراق في التعبير عن هذا الاتحاد, وفيه معنى الحلول: [الوافر]
به صار التعدد ذا اتحاد ** بلا مزج وذا شيء أحارا
وهذا كما ترى شديد الصلة بعقيدة الحلول النصرانية, وقد أفصح عن هذا أبو منصور الحلاج من كبار فلاسفة الصوفية , المقتول بسبب فكرته هذه فقال: [السريع]
سبحان من أظهر ناسوته ** سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا ** في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه ** كلحظة الحاجب بالحاجب
والناسوت طبيعة الإنسان, واللاهوت معنى الإلهية, والفرق بين الاتحاد والحلول بعد الاعتراف بالإثنينية صغير, وهو أن يتنازل الله ـ تعالى عن إفك الحلوليين ـ فيحل في بعض المصطفين من عباده عند بلوغ درجة خاصة في الصفاء كما سبق, بينما الاتحاديون يزعمون أنهم يرتفعون بأنفسهم, وتسمو أرواحهم إلى لقاء الله تعالى, حتى تفنى فيه, أو تتحد به, ومن أجل هذا الخلط والالتباس مع وحدة الهوى في نهاية المطاف, وتنوع أساليب دعاة الوحدة والحلول والاتحاد في شرحه, والدعوة إليه, اعتبرها شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه شيئا واحدا, وألغى هذا الفرق النظري الطفيف في ردوده المتعددة على أهل الوحدة والاتحاد والحلول , ولا حق لمن اعترض على صنيعه, هذا مع أن الهدف ظاهر, وهو المقصود الأهم عند ابن تيمية بالرد, وبيان خطره على الدين والفطرة, وتعجبني عبارة البهاء العاملي الشيعي في رسالته (الوحدة الوجودية) , في بيانها حيث يقول: (خلاصة المذهب, أن لا وجود إلا الوجود الواحد, ومع ذلك يتعدد بتعدد التَّعَيُّنَات تعينا حقيقيا واقعا في نفس الأمر, ولكن ذلك التعدد لا يوجب تعددا في ذات الوجود, كما أن تعدد أفراد الإنسان لا يوجب تعددا في حقيقة الإنسان).
وقد كثرت أقوال هؤلاء جدا في بيان معتقدهم هذا, والدعوة إليه بشتى الأساليب شعرا ونثرا, وأشدهم إيغالا في هذا عمر ابن الفارض المصري, لا سيما في تائيته الكبرى المسماة "تائية السلوك". ومعظم شعره في هذا , ولرقته المتناهية، وجمال شعره، وصوره البلاغية، ومحسناته البديعية، انتشر شعره انتشار النار في الهشيم، وتغنى به المنشدون، ورقص على إيقاعه الراقصون في الزوايا الصوفية في الشرق والغرب, ويليه أبو الحسن الشُشتَري الأندلسي في أشعاره وأزجاله، ويحاكيه من بعيد محمد الحراق التطواني، مع وضوح الفكرة وتقريبها للأذهان, وأغلب شعره الموزون والملحون ينعق بها, مع أنه في الملحون والزجل أشعر وأمكن , فلنستمع إليه يقول: [مجزوء الرمل]
كنت ما بيني وبيني ** غائبا عني بأيني
والذي أهواه حقا ** لم يزل ذاتي وعيني
فانظروني تبصروه ** إنه والله أني
وقد سئل مرة وهو في درس التفسير بالجامع الكبير بتطوان عن الدليل على وجود الله, فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال ارتجالا: [الخفيف]
نحن في مذهب الغرام أذله ** إن أقمنا على الحبيب أَدِلَّهْ
كيف يظهر للعقول سواه ** وسناه كسا العوالم جملهْ
فتراه في كل شيء تراه ** فهو الكل دائما ما أجَلّهْ
(يُتْبَعُ)
(/)
فافن فيه صبابة وهياما ** إنما الصب من يعيش مُوَلَّهْ
فتراه في كلمته هذه يخلط وحدة الشهود بوحدة الوجود تلبيسا وتدليسا, وهدفه واحد , وهو قوله: (فهو الكل دائما ما أجله) , وقد زعم مريدوه أنه لما أنشأ هذه الأبيات وأملاها على السامعين , انشق الكرسي الخشبي الذي كان جالسا عليه , قالوا: وهو الكرسي الموجود إلى الآن بالجامع, والشق فيه ظاهر, ولكن هذه خرافة
ومن أزجاله المعبرة (انظر ديوان الحراق بتحقيق الدكتور جعفر ابن الحاج السلمي 43):
نِلْتُ ما نَوَيْتْ * لمّا رأيتُ حِبِّي
وذاتي رأيتْ
مُدَّهْ لي وَ نَا مَهْجُورْ * وأنا الحبيبْ
وَسِرِّي عَنِّي مَسْتُورْ *و هو قريبْ
لله يا صاحِ وَانْظُرْ * ذا الأمر العجيبْ
عنِّي قدْ خَفيتْ * وشمسي مني تطْلُعْ
وَنَا ما دَرَيْتْ
هذا المحبوبْ إذا رْضا * يْرضى كل شِيءْ
وْاللِّي يْهْوى وْصالُو *ذاتُو يْطْوِي طَيْ
وْعْلى جِهاتُو دَايِمْ * ما يْبْقى لُو رَايْ
أَنَا مَنْ هَوِيتْ * وَ خَمْري مِنِّي اشْرَبْتْ
وَعَنِّي رَوَيْتْ
يا طَالِبَ الْحَقِيقا * اِسْمَعْ ما أَقُولْ
مِنْكَ هِيَ الطَّرِيقَا * وَ لَكَ الْوُصُولْ
فَزُلْ تَرَاكَ حَقَّا * بَعْدَ مَا تَزُولْ
إِلَيْكَ انْتَهَيْتْ * وَ لَيْسَ ثَمَّ غَيْرُكْ
وَ بِكَ بَقَيْتْ
ويقول في زجل آخر (ديوان الحراق 47 - 48):
مَا يْلِي في غْرَامَكْ جِهَاتْ * كُلْ شِي هُوَ عَيْنْ الذَّاتْ
غَيْرْ سِرَّكْ يْظْهَرْ في قْوَالْبْ الْمْعانِي * مَعْرُوفْ بِعْلاَيْمْ الرّْضَا
وله من هذا الكثير , و في شعره العربي تائية مشهورة , وهي التي يتغنى بها القوالون فيما يسمى حلق الذكر, أو (العمارة) , أي: الرقص , و قد شرحها المكي ابن سودة , وشرحه مطبوع على الحجر , كما شرحها بعده ابن القاضي العباسي الفاسي في مجلدين , و هو مخطوط , و قد نحى فيها منحى ابن الفارض على قصور في المبنى و المعنى , و في مطلعها يقول (ديوان الحراق 7): [الطويل]
أتطلب ليلى و هْي فيك تجلّتِ * و تحسبها غيرا و غيركَ لَيْسَتِ
فَذَا بَلَهٌ في مِلَّةِ الحُبِّ ظَاهِرٌ * فَكُنْ فَطِناً فـ (الغير) عَيْنُ القَطِيعَةِ
ومن تأمل ديوانه وهو مطبوع، وجده يدور كله حول وحدة الوجود والاتحاد، و هو في شعره الموزون عالة على ابن الفارض والششتري , فتراه إذا قرأ قطعة لهما و أعجبته حاول موازنتها , يُعرف هذا بالمقارنة.
ومن أقران الحراق في هذا المجال , أحمد بن عجيبة التطواني , إلا أنه لم يستطع مجاراته في النظم , وأتى بأنظام كثيرة , إلا أنها ركيكة مختلة الوزن , ضعيفة النسج , وإنما له القدح المعلى في النثر، فقد ملأ كتبه كلها إلا القليل من هذا البلاء , وأبدأ وأعاد بأساليب متنوعة , يتخللها التكرار والألفاظ الاصطلاحية المملة، و لا سيما في تفسيره (البحر المديد) , الذي من قرأه ـ وهو مؤمن موحد ـ جزم بأنه تفسير باطني محض , وأنه من التفسير بالرأي حتما , وأنه عبث بالقرآن , نسأل الله العافية.
و له عبارة واحدة منظومة تطوي فكرته كلها حول هذا الموضوع , و هي قوله في كتابه (الفتوحات الإلهية , شرح المباحث الأصلية) ص 347:
إياك أن تقول أَناهْ * واحْذرْ أن تكون سِواهْ
وممن أدلى من المعاصرين بدلوه , الشيخ محمد بن الصديق الغماري , فنظم قصيدة رائية ليس له غيرها، و خمسها لنجله الأكبر أبو البيض أحمد , وهي غاية في الركاكة والاختلال والضعف , ومع هذا فمريدوه يتغنون بها ومنها: [الطويل]
شربنا مع ذكر الحبيب حلاوة * فهمنا بها عن كل ما يشغل
الفِكْرا
و نزّهنا أفكار العقول عن (السِوَى) *و تِهْنا دلالا عند سماعنا
الذِّكْرا
ومالت منا الأطراف شوقا إلى اللِقا * ففاضت دموع العين والقلب في البُشْرى
و َبَدا لنا سرّ جَمْعِ قلوبنا * فغبنا بها عن كل مَن يزعم
النُّكْرا
ذهبت عنا الأكدار فلم يبق لنا * مع الذكر شيء يؤلم سرّا
اَوْ جَهْرا
و بقيتها أحطُّ وأركّ , وأنزل منه درجة نظم أحمد بن عليوة المستغانمي , ففي ديوانه وهو مطبوع سخافات لا تتزن بعروض ولا ميزان , إلا النغم و الغناء عندهم.
و بالجملة فإن مفاهيم هذه العقائد الضالة بينة , تدرك بأدنى تأمل , و لاسيما من خالط القوم وقرأ كتبهم وأشعارهم , ومن تصفح كتابي: ابن العربي: الفتوحات المكية , و فصوص الحِكم ... انتهى بتصرف يسير من اويس المغربي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 01:51]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أويس نقل مصيب للمقاتل وهو ان تأملته بسط موثق لكلام شيخ الاسلام المنقول اعلاه
ـ[العائد الأول]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 04:45]ـ
عذرا ..
قبل قليل قرأت ردي عليك فوجدت فيه أخطاء في الصياغة ..
لأني كتبته وأنا في عجلة من أمري ولم أراجع ماكتبت إلا قبل قليل ..
سأجيبك إلى ماأردت ولكن انتظر ..
لم أفتح الإنترنت إلا قبل قليل فاعذرني ..
ـ[العائد الأول]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 07:47]ـ
أهلا بك:
أرجو أن تتقبل مني بصدر رحب فالخلاف لايفسد للود قضية ..
قبل سنة تقريبا قرأت كتابك ((نظرات شرعية في فكر منحرف)) ولم أدع حرفا واحدا ..
فوجدت فيه ملاحظات كثيرة جدا لعلي أكتفي ببعضها ..
أولاً: كتابك يفتقد للإنصاف وهذا خلاف منهج أهل السنة ومنهج ابن تيمية الذي تزعم متابعتك له وهذا الأمر وجدته في أول وهلة من قراءتي للكتاب ..
ثانيا: معلوماتك ليست دقيقة مثل قولك عن جبران بأن أعماله الكاملة يحتويها مجلد واحد!! وهذا القول ليس بصيح, إن أعماله الكاملة يا أخي أكثر من 20 مجلد!! وغيرها
ثالثا: في كتابك هذا تقوّل الأشخاص مالم يقولوا!! ولنضرب لذلك مثالا في شخصية الشابي ((وهذا فقط نموذج وإلا فالأخطاء في هذا الجانب كثيرة جدا)) ,قولك عنه أنه يقول بوحدة الوجود, واستدللت بأبيات تدعي أنها تدل على ذلك وهي لاتمت إلى هذه المقولة بصلة البتة!!.ولاأدري كيف تجرأت على أن تقول هذا الشخص مالم يقل وهو ميت في قبره .. وقولك عنه بأن الأثر الوثني بارز في شعره, وأنا ماكان لي أن أكذب عيني وأصدقك .. إن أول ديوان قرأته في حياتي هو ديوانه ولكني ألمس في شعره التضرع إلى الله والحس الإسلامي. وإن كانت عليه بعض التجاوزات .. فياأخي .. لماذا تركت التضرعات في شعره ولم تذهب إلا إلى السيء .. وقولك بأنه يسخر من أئمة المسلمين مستدلا بقوله:
ملئ الدهر بالخداع فكم من ... ضلل الناس من خداع وقس
بالله عليك هل هذا البيت فيه سخرية من أئمة المسلمين؟! وهل قوله فيه ملحظ؟؟؟
ياأخي إنه بكلامه هذا يوافق القرآن العظيم ..
رابعا: دمج الشخصيات مع بعضها البعض وعدم تصنيفها تصنيفا مدرسيا ..
ياأخي يجب عليك أن تنقد المناهج التي يدخل تحت سردابها شخصيات, بدلا من أن ترد على كل واحد بحدة.فلو تكلمت مثلا عن مدرسة الإصلاح أوالفرانكفوتية أو الإخوانية أو .. أو .. ثم بينت مناهجها _وليس سلبياتها فقط_و أبرز شخصياتها ثم ناقشتها لكان أفضل ثم .. وهلم جرا ..
وكذلك فإنك ترد على الشعراء والمفكرين والروائيين وووو,,,ولم ترتبهم تخصصيا بل تدمجهم فتقدم هذا على هذا وهذا على هذا ..
كما أنك تذكر ظلال السنهوري مثلا ثم تذكر ظلال جبران مع الفرق الشاسع بينهما وكأنك بذلك جعلت الظلال واحدا ..
3خامسا الذي استغربت منه كثيرا هو ردك على الجابري عفوا أنت لم ترد عليه وإنما نقلت 3 مقالات في الرد عليه .. ويبدو أنك لم تعرف منهجه في نقد العقل العربي فلذلك اكتفيت بها .. ماالفائدة إذا من الرد عليه؟!
سادسا: إن منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع خصمه هو محاولة جلبهم إلى المنهج الصحيح متمثلا هذا في المؤلفة قلوبهم مثل عييينه بن حصن والأخنس و .. و ....
بخلافك منهجك فهو محاولة إبعاد الناس عن المنهج الصحيح وتنفيرهم منه .. فلذلك شنعت على عمارة والمسيري خصوصا وأنهما كانا من قبل يؤمنان بالماركسية وهما الآن في طريقهما إلى المنهج الصحيح.
فإذا تأملت في عمارة فستجد أن منهجه كان بعيدا عن منهج السلف ثم بدأ يقترب شيئا فشيئا.وأذكر أني قرأت له عشرين كتابا فوجدت أنه يتناقض مع نفسه فيها ولم يثبت على منهج واحد الأمر الذي يدل على أن عنده قابلية لولوج باب الحق, وترغيبه أفضل من تنفيره وشتمه ..
خصوصا وانه كان ملحدا ثم أسلم ..
سابعا: إن الطريقة في الرد على الجزء ليست ناجعة مثل الرد على الكل, فلو بدأت مشروعك في الرد على المناهج التي تخالف منهجنا وأبرزت إزائها المنهج الصحيح لكان أفضل ..
إن الأساس الذي قمت عليه في الرد عليهم لم يكن أساسا منهجيا مترابطا وإنما هو مفككا لم يعتمد على منظومة واحدة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الشريعة الإسلامية متكاملة ومتشابكة وشاملة لجميع المنطلقات. فإذا أبرزناهامن خلال الخطاب العالمي والأسلوب العصري الذي ينفي عن هذه الأمة السطحية في التفكير والإنغلاق على الذات, فسنكون أمة راقية تتحدى جميع الأديان والفلسفات,,فلذلك أجد أن كتاباتك تبين المناهج وتذكر أنها مخالفة لمنهج الإسلام!! من دون أن تبني إزائها المنهج العقلاني الذي يعتمد على الكتاب والسنة, ومن دون أن ترد عليهم ردا عقلانيا ,ولو تأملت منهج شيخ الإسلام في الرد على النظار والمتكلمين لوجدت أنه يرد عليهم ردا عقلانيا في إبطال مناهجهم .. فنظرية العدم والملكة أبطلها شيخ الإسلام ابن تيمية ببراهين عقلية تهدم المقدمات التي قام عليها أصحاب هذا المنهج وهذه النظرية تأثر بها الكثير وفتنت المسلمين إلى أن جاء شيخ الإسلام حتى ان الآمدي مع أنه من اذكياء العالم تأثر بهذه النظرية!!
وياأخي أتدري ماذا فعلت في الرد عليهم؟!
إنك بينت أن منهجهم مخالف لمنهج الإسلام فقط ..
المبتدئ يستطيع أن يرد عليهم مثل هذا الرد ..
إن المفكر الإسلامي في العصرالحديث يجب عليه أن يعرف المنطلقات التي ينطلق منها أصحاب الرؤى المخالفة فبهذه الطريقة نستطيع أن نهدم المقدمات فضلا عن النتائج .. إنني متأكد من أنك لم تقرأ عن البنيوية والتفكيكية ولم تقرأ كتابا واحدا لنيتشه وغيره ولاعن نظريات العقل الغربية مثل كانط وديكارت و,,وو .. وكماهو معلوم فإن الفلسفة الحديثة تختلف عن فلسفة الأوائل فيجب علينا أن ندرسها دراسة عميقة ..
باختصار:
أنت لم تفعل شيئا في كتابك وإنما أثبت أن منهاجهم تخالف منهج الإسلام وهذه الطريقة يستطيع عليها المبتدئ فضلا عن المتقدم ..
أخيرا:
من الكتب التي قدمت للنظرية الإسلامية الشيء الكثير كتب محمد قطب وذلك أنها أقامت رؤية للمنهج الإسلامي في عامة الأطر ..
فكتبه جسدت الفلسفة الإسلامية من خلال التعميق والتحليل في مسألة التوازن والشمولية و .. و .. وغيرها وكذلك فإنه ساهم في الرد على الفلسفات الغربية الحديثة بعقلانية تعتمد على الرؤية الإسلامية ومنطلقات الدين ولم يبسط لنا الأدلة بأنهم كفار وأن منهجهم مخالف لمنهج الإسلام لبدهيته .. كما أنه ساهم في دراسة النفس الإنسانية والفن وغيرها بعقل إسلامي ..
تحياتي:
محبك:
العائد الأول ..
ـ[أم فراس]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 12:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل: سليمان الخراشي
لي مداخلة أوملاحظة أواستفسار حول مواضيع التصوف، ولا تظن أني منهم في البداية،لكن تخصصي أدخلني في ذلك التساؤل، والسؤال هو:
عندما نعرِّف بفرقة أو طائفة ومعتقداتهم نرجع إلى كتب القوم كما يمليبه علينا البحث العلمي المجرد، فلما نتحدث عن الحلول والاتحداد ووحدة الوجود عند الصوفية ونقرأ كتبهم وأنت اعرف بها تجد أنهم يجعلون لكل قضية تفسيرا مختلفا عنا، ومما تعرضت له في بداية بحثي تعريف الحلول والاتحاد والوحدة فنقلتها من كتب عبد القادر عيسى (حقيقة التصوف) وكنت في بداية بحثي، ولولا توجيه المشرف لما محيتها، لماذا؟
أقول لأن الصوفية يجادلونني بأننا نحكم عليهم بغير مقصدهم، وأن علينا الرجوع إلى كتبهم فاعتبرت ذلك من باب الإنصاف لهم،
بل من صديقاتي خريجات قسم الفقه من قالت: أتعرفين لماذا نحكم على الصوفية خطأ؟ لأنهم أدباء يستخدمون العبارات البلاغية المشتملة على أساليب البيان ونحن قاصرون عن فهمها، كالتورية مثلا
فأجبتها سريعا: هداك الله، بل يعمدون إلى الرمزية هروبا من العقاب وقد كتبت ذلك في بحثي، قالت:
بل نحن اضطررناهم إلى الرمزية لأنهم يرون أشياء بالفناء لا توصف بعباراتنا
قلت: بل من غير فناء لماذا يلجأون إلى الرمز في مسائل عقدية إلا لحاجة في نفس يعقوب واقرئي مقدمة الفتوحات المكية لتعرفي، ثم إنكم معاشر الفقهاء تحكمون في الفروع على الشخص حسب لفظه، وتلجأون في بعض الأحكام إلى نية الشخص ككنايات الطلاق، ولكن حتى الكنايات لها ألفاظها المخصوصة، فكيف نستقي عقائد رمزية؟
ثم أثنيت قائلة: بالله عليك أي فناء ومشاهدات روحية وتصفية نفوس وأي تجليات لإلهية إذا علمت أن جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي بينهما علاقة شذوذ كما وصفها صاحب الموسوعة الصوفية راجعي كلام الحفني عن شمس الدين التبريزي.
(يُتْبَعُ)
(/)
قالت: دعيك من عصر المماليك فقد كان مليئا بالفسوق.
قلت: قضيتي الأولى والأخيرة هي خطأ استخدام الرمزية في العقائد ابتداء من الحلاج ومن معه وانتهاء بآخر نفس.
المهم أنني دائما أفكر في طريقة تفكير صديقتي هذه وهي ليست صوفية بل مجرد حديث متبادل،،
إذن ماحكمنا على ماورد عنهم من تعريفات فمثلا كتاب النابلسي (إيضاح المقصود من وحدة الوجود).وما جوابنا على من يقول خذي آراء القوم من كتبهم؟؟؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 02:56]ـ
الأخ الكريم: العائد الأول:
- قلتم: (فوجدت فيه ملاحظات كثيرة جدا لعلي أكتفي ببعضها .. ). بودي لو تذكرها كلها؛ لأستفيد منها.
- وماذكرته من النقاط أشكرك عليها، وهذا ماعندي عنها بالترتيب:
1 - لم أنتقد إلا ما هو موثق، ومنقول بنصه من كلام صاحب الشخصية. فهلا ذكرت أمثلة عملية.
2 - المقصود أعماله دون ما كتب عنه. وهي مفردة في مجلد. لعلك تبحث عنها. أما مع ما كتب عنه فستجدها في 46 مجلد!
3 - هذا رأي د عمر فروخ، وقد وثق كلامه، وهو ثقة عندي في فهم هذه الأمور.
4 - سبق أن تلقيتُ مثل هذا الرأي، وهو وجيه. ولعله يكون بعد اكتمال المجموعة.
5 - الهدف بيان فكره،وهذا ما يهم القارئ سواء مني أو من غيري، ولو تأملت المجموعة لرأيت أني أستفيد من الجهود السابقة، لكي لا تتكرر الجهود، وأكمل ما أراه يستحق الإكمال.
6 - لا أذكر أني ذكرت المسيري في النظرات. وعمارة نقدت فكره وكتبه في مرحلة نشوته الاعتزالية، وماتراه من تراجعات (مع أنها غير صريحة عندي)، جاء بعد كتابي عنه. وأنا في مقام " الكشف " و " التبيين "، وهو غير مقام الدعوة.
7 - رأي وجيه، لكني اخترت " الشخصيات "؛ لأنها المتساءل عنه.
- قلتم: (أنت لم تفعل شيئا في كتابك وإنما أثبت أن منهاجهم تخالف منهج الإسلام وهذه الطريقة يستطيع عليها المبتدئ فضلا عن المتقدم .. ). وفاتكم قولي في المقدمة: ( .. مع تعليقات شرعية يقتضيها المقام، أما من أراد الزيادة في الطول والتعقب فليست هذه المجموعة بغيته).
- أما قولكم: (وهذا خلاف منهج أهل السنة ومنهج ابن تيمية الذي تزعم متابعتك له).
وقولكم: (إنني متأكد من أنك لم تقرأ عن البنيوية والتفكيكية ولم تقرأ كتابا واحدا لنيتشه وغيره ولاعن نظريات العقل الغربية مثل كانط وديكارت و,,وو)!
فليتك ترفعت عنه، ليس من أجلي؛ لأنني أحقر مما تظن، لكن من أجل أن لايفهم أحد القراء من هذه الإيحاءة أنك الفاهم المطلع .. الخ، وتعلم أن (العقلاء) يمجون هذا الأسلوب، ويفرقون بين الهادي والهاذي ..
وفقكم الله، وجعلني وإياكم من المتواصين بالحق ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 08:42]ـ
الأخت الكريمة: أم فراس: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
قولكِ هو الصواب بلاشك ولا ارتياب .. ولو فُتح لتأويل الكفر باب، لما كفرنا الطاعن في رب الأرباب ..
- ذكر البقاعي رحمه الله عن شيخه إمام القراء شمس الدين محمد الجزري أنه قال: "ومما يجب على ملوك الإسلام ومن قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يعدموا الكتب المخالفة لظاهر الشرع المطهر من كتب المذكور وغيره ولا يلتفت إلى قول من قال هذا الكلام المخالف للظاهر ينبغي أن يؤول فإنه غلط من قائله إنما يؤول كلام المعصوم ولو فتح باب تأويل كل كلام ظاهره الكفر لم يكن في الأرض كافر".
مصرع التصوف (1/ 196).
- ويذكر الفاسي - رحمه الله - مثله عن أحد العلماء، وأنه جرى ذكر (الفصوص) لابن عربي، فقال: لا ريب أن هذا الكلام الذي فيه كفر وضلال! فقال صاحبه الجمال المالكي: أفلا تتأول يا مولانا؟ فقال: لا. إنما يُتأول قول المعصوم".
العقد الثمين (2/ 191).
والله الهادي ..
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 07:32]ـ
كعادتك
جزاك الله خيرا
وننتظر المزيد منكم لإفادتنا بالرسائل العلمية العقدية.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 08:27]ـ
فعلاً
استفاد الناشرون والقراء مما ينقله الأخ سليمان من الرسائل الجامعية، فهو حفظه الله كثير الاهتمام بالرسائل الجامعية والاختصار لبعضها، بارك الله فيه وزاده حرصا على الاختصارات بطريقة مشروعة.
ـ[أبوعماد]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 02:56]ـ
فعلاً
استفاد الناشرون والقراء مما ينقله الأخ سليمان من الرسائل الجامعية، فهو حفظه الله كثير الاهتمام بالرسائل الجامعية والاختصار لبعضها، بارك الله فيه وزاده حرصا على الاختصارات بطريقة مشروعة.
أخي
ماينبغي لك أن تتهكم على مريد للخير حتى لو لم يُصبه، فأذكر نفسي وأذكرك بتقوى الله.
وقد أرسلت لك رسالة خاصة لعلك إن اطلعت عليها تخبرني.(/)
كذبها الرافضة والمناوئون لشيخ الإسلام. وصدقها الحسن الكتاني - للأسف -!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 06:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- نقل الأخ حمزة الكتاني عن أخيه الحسن - وفقهما الله لما يُحب ويرضى - أن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وافق الرافضة في مسألة الطلاق بالثلاث! وأن هذا من الأدلة على الاعتداد بخلاف المبتدعة (لا سيما الزيدية الذي كان البحث عنهم).
- وهذا - للأسف - من الأكاذيب التي رددها الرافضة عن شيخ الإسلام (من آخر من ذكر ذلك منهم: الشيعي السعودي توفيق السيف في كتاب له)، ليتوصلوا بذلك إلى تسويغ أقوالهم، وسلكها بين أهل السنة.ثم ورث كذبهم المناوئون لشيخ الإسلام (مدرسة الحبشي والكوثري)، وهذا ليس بمستغرب منهم. لكن المستغرب تصديق الحسن (السلفي) لهذه الكذبة، ومن ثمّ قوله بالاعتداد بخلاف الرافضة والزيدية والإباضية وغيرهم من المخالفين لأهل السنة في مصادر الاجتهاد!!
- والعجب كيف انطلت عليه الكذبة، وهو يرى جهر شيخ الإسلام بأن خلاف الشيعة لا قيمة له في مواطن كثيرة من كتبه، لا سيما منهاج السنة، ومن ذلك قوله (2/ 302): (والمقصود أن الإمامية إذا كان لهم قولان = كانوا متنازعين في ذلك كتنازع سائر الناس، لكنهم فرع على غيرهم في هذا وغيره؛ فإن مثبتيهم تبع للمثبتة، ونفاتهم تبع للنفاة إلا ما اختصوا به من افتراء الرافضة فإن الكذب والجهل والتكذيب بالحق الذي اختصوا به لم يشركهم فيه أحد من طوائف الأمة، وأما ما يتكلمون به في سائر مسائل العلم أصوله وفروعه فهم فيه تبع لغيرهم من الطوائف يستعيرون كلام الناس فيتكلمون به وما فيه من حق فهو من أهل السنة لا ينفردون عنهم بمسألة واحدة صحيحة لا في الأصول ولا في الفروع).
- وقد رد بعض الفضلاء تهمة موافقة الشيخ للرافضة في الطلاق؛ فألف الدكتور سليمان العمير - وفقه الله - رسالته " تسمية المفتين بأن الطلاق الثلاث بلفظ واحد طلقة واحدة " لأجل هذا، وقال في مقدمته (ص 5): (دفعني إلى جمعه ما رأيته من كثرة التشنيع على شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله -)، ثم بين أن قول الشيخ قال به قبله طائفة من الصحابة - رضي الله عنهم -، وبعض التابعين، وغيرهم، ثم سرد الأسماء ووثق النقول.
- ورد الشيخ عبدالرحمن دمشقية - وفقه الله - هذه التهمة في رده على الحبشي. على هذا الرابط: http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2411
الاعتداد بخلاف الرافضة و الزيود:
أما الاعتداد بخلاف الرافضة والزيدية فبدعة ومنكر لم يُعرف عن السلف؛ للعلم باختلاف مصادر الاجتهاد بينهم وأهل السنة؛ فالرافضة مثلا: لايعتدون بالسنة المنقولة عن غير معصوميهم! فكيف يُقبل خلافهم! ومثلهم الزيود الذين عمدتهم مسند مكذوب، أما من تحرر منهم واعتمد مصادر أهل السنة فلم يعد زيديًا.وقس عليه: قولهم في الإجماع أو القرآن ..
- قال النووي عن الزيدية: (لا يُعتد بخلافهم). (نقلا عن الفتح 2/ 256)، وأيده الشيخ ابن باز - رحمه الله -.وقال في (هامش 2/ 310): (وقد سبق للشارح أن خلاف الزيدية لا يُعتبر، والإمامية شر من الزيدية، وكلاهما من الشيعة، وليسوا أهلا أن يُذكر خلافهم في مسائل الإجماع والخلاف).
- وقال الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله – في رده على الزيدية، المسمى (جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية):
" وأما قوله - أي الزيدي -: و يا ليت شعري هل سمع ابن معين من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عد مذهب أولاده من البدع؟
فهذا من عظيم جهل المعترض، وافترائه على ابن معين وغيره من أهل السنة، فإن ابن معين لم يقل: إن مذهب زيد بن علي و آبائه و أجداده من البدع، بل قال ما نقله عنه المعترض: (وللزيدية مذهب بالحجاز، وهو معدود من مذاهب أهل البدع)، يعني بذلك الزيدية الذين ينتسبون إلى زيد بن علي، وليسوا على طريقته، و مجرد الانتساب إلى زيد أو غيره من أهل البيت لا يصير به الرجل متبعًا لطريقتهم؛ حتى يعرف طريقتهم و يتبعهم عليها، كما قال الحسن البصري - رحمه الله - في قوله صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب): إن اليهود و النصارى يحبون أنبيائهم فلا تغتروا.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ابن معين – رحمه الله – سمع حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).فهذه كلمه جامعة بين فيها – صلى الله عليه وسلم – أن كل من أحدث ما يخالف أمر الله و رسوله فهو مردود عليه.
و كذلك قوله في حديث العرباض بن ساريه: (و إياكم و محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)، و الرسول – صلى الله عليه وسلم – أعطي جوامع الكلم، فأفاد أمته و أعلمهم صلوات الله وسلامه عليه أن كل بدعة ضلالة.
فإذا تبين لأهل العلم أن طائفة من الطوائف الزيدية أو غيرهم خالفوا ما عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – و أصحابه، بينوا للناس أنهم أهل بدعة وضلالة، لئلا يغتر بهم الجاهل، كما بينوا فساد مذهب الرافضة المنتسبين إلى علي و أولاده، وكذلك بينوا فساد مذهب القدرية المنكرين أن يكون الله خلق أعمال العباد و قدّرها عليهم. وكذلك بينوا فساد مذهب الخوارج الذين كفروا عليًا و عثمان و من والاهما، وهم مع ذلك ينتسبون إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و إلى أبي بكر وعمر، ويتولونهما، ويستد لون بآيات من القرآن لا تدل على ما قالوه.
وهذا الجاهل يظن أن من انتسب إلى زيد بن علي و غيره من أهل البيت لا يُذم و لا يُعاب، ولو خالف الكتاب و السنة، وهذا جهل عظيم لا يمتري فيه إلا من أضله الله، و ختم على سمعه و قلبه، و جعل على بصره غشاوة، نعوذ بالله من الخذلان ". اهـ كلام الشيخ عبدالله – رحمه الله -. (ص 333 - 335 من رسالة: الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ومنهجه في تقرير العقيدة، مع دراسة وإخراج كتاب: جواب أهل السنة ... ، دراسة وتحقيق: الشيخ ناصر بن سليمان السعوي، رسالة ماجستير في جامعة الإمام، قسم العقيدة، عام 1420هـ، لم تُطبع بعد).
تنبيه: الرسالة السابقة مهمة جدًا لمن أراد الرد على شبهات الزيدية، ومعرفة دخائلهم، وهي شبهات تتردد إلى اليوم منهم، أو من أشباههم. ولا يخفى الجميع أن الزيدية بوابة الرافضة، بل لا يكاد يوجد منهم الآن إلا من هو رافضي؛ كما بين هذا العارفون بهم؛ كالشيخ الأكوع والمقبلي، ومقولة الشوكاني الشهيرة تقول: (ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبيرا) أو كما قال في كتابه أدب الطلب.
تنبيه آخر: لايعتد بخلاف الرافضة والزيود في هذا الزمان الذي تمايزت فيه الأمور إلا أحد ثلاثة:
1 - جاهل، يخوض مع الخائضين.
2 - هجام على المسائل، يريد أن يأتي بما لم تستطعه الأوائل! محبة للإثارة أو الظهور. ولو بالخروج عن عقيدة أهل السنة ومنهجهم. ومثل هذا يحتاج إلى مراجعة نفسه، وتزكيتها، ومراقبة نيته.
3 - شيعي متستر بستار أهل السنة، يُضمر غلوًا في أهل البيت، وحسيكة على بعض الصحابة، فيجد في مذهب الزيود ما يسهل له هذا. (تشابهت قلوبهم).
والله الهادي والموفق ..
ـ[أبو السها]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 04:13]ـ
شكرا لكم وجزاكم الله خيرنا شيخنا سليمان.
كذلك أقول: وكذلك الإباضية لا يعتد بخلافهم وكل من خالف الجماعة في أصولها، بل أقول حتى بعض ممن هو منتسب إلى أهل السنة ممن تنكبوا النصوص والأصول السلفية وقدموا عليها آراء أئمتهم انتصارا وحمية خاصة الأحناف منهم (ولا أعمم) وكثير من المالكية وأهونهم الشافعية، أما الحنابلة- أقولها ولست حنبليا ولا أبحث عن عقد عمل في السعودية - فالظهور لهم، كما نقل ذلك شيخ الإسلام عن بعض المغاربة.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 06:07]ـ
الأخ سليمان، أرى أنكم تفتحون مواضيع فيها نوع من التشهير، ولكن لأمور لا تستحق كل ما تفعلون، وكأن ذلك كله في إطار ردكم الذي "وعدتم به" على كتاب "الأجوبة الوفية عن الأسئلة الزكية"، و"نظرات في الدعوة النجدية" لأخي الشيخ حسن الكتاني فك الله أسره، والأصل لمريد الحق أن يبحث في الحجج ويتأملها، فإن اقتنع بها وإلا فليجابه الحجة بالحجة، لا أن ينصرف إلى أمور خارج الموضوع من تشهير وأمثاله ...
وعلى كل؛ فقد قال الشيخ الكتاني في جوابه عن الاحتجاج بفقه من ليسوا من أهل السنة والجماعة:
قلنا: ذاك واقع في الإمامية الجعفرية دون غيرهم، و مع هذا فهو في مسائل غير مجمع عليها عندهم.
وأنت ترى شيخ الإسلام ابن تيمية احتج بمذهبهم في متعة الحج و طلاق الثلاث في كلمة واحدة، مع أنه في باب الاعتقاد شنع عليهم و شدد في العبارة
قلت: شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - احتج بقول جمع من العلماء، ومنهم علماء الشيعة، على من ينفي حج المتعة ويقول ببطلانه، وهو رأي بني أمية كما ألمح إليه في الفتاوى ج26، ولم يسمهم الرافضة، بل سماهم الشيعة، في حين سماهم رافضة في مقام آخر ...
قال - رحمه الله - ص49 من الطبعة الأولى:
"والتمتع جائز باتفاق أهل العلم، وإنما كان طائفة من بني أمية وغيرهم يكرهونه .... والفسخ فيه ثلاثة أقوال معروفة: قيل هو واجب، كقول ابن عباس وأتباعه، وأهل الظاهر والشيعة .. وقيل: هو محرم، كقول معاوية، وابن الزبير، ومن اتبعهما كأبي حنيفة ومالك والشافعي .. وقيل: هو جائز مستحب، وهو مذهب فقهاء الحديث، أحمد وغيره، والأمر به معروف عن غير واحد من الصحابة والتابعين. ولهذا كان ابن عمر وابن عباس يأمران بالمتعة .. ".
قال ص51 بعد إيراده لأدلة الفريق: "وإيجاب المتعة هو قول طائفة من أهل الحديث، والظاهرية، كابن حزم وغيره، وهو مذهب الشيعة أيضا، لكن الجماهير من الصحابة والأئمة الأربعة وغيرهم، على أنه يجوز التمتع والإفراد والقران، لكن أهل مكة وبنو هاشم وعلماء أهل الحديث يستحبونها، فاستحبها علماء سنته وأهل سنته [لعله يريد أهل بيته]، وأهل بيته التي بقربها المناسك، وهؤلاء الثلاثة أخص الناس به، وهو أحد قولي الشافعي" ..
وما بين المربعين زيادة مني، إذ لا يستقيم المعنى إلا بها، إذ قال: أهل مكة وبنو هاشم وعلماء أهل الحديث ...
والمقصود أنه أورد قول الشيعة واعتبر قوله منظورا إليه في مقابل قول بني أمية والأئمة الثلاثة، وذكر حججهم، وأبطل به القول بمنه المتعة، وإن كان انتصر للقول بالاستحباب لا الوجوب ... فليرجع إليه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 07:55]ـ
أخي الكريم: أبا السها: بورك فيك.
أخي الكريم: حمزة: رسالة أخيك عن الدعوة السلفية قرأتها، وسأنشر ما لدي في مقال - إن شاء الله - يأتي على ماتسميه " حججًا له "!، وهو مجرد تابع لغيره؛ لا سيما " الزيدي " حسن المالكي! الذي رددت عليه هنا:
http://saaid.net/book/9/2272.zip
فلا جديد ..
- ويُستغرب منك ومنه محاولة حشر الرافضة مع أهل السنة. ما السبب؟ ومانقلتُه عن شيخ الإسلام واضح، ومانقلتَه أنت هو مجرد سرد واستيعاب للقائل بكذا، لا علاقة له بالاعتداد بالخلاف من عدمه. وأتحداك أن تأتي بمسألة وافق فيها شيخ الإسلام الشيعة (الرافضة)، ولم يقل بها أحد من أهل السنة.
- وليس في الأمر تشهير، إنما تعليق على فرية نقلتها أنت عن أخيك، لابد من بيانها، قبل أن يطير بها طائر.
وفقك الله، وفك أسر أخيك، وثبتنا جميعًا على عقيدة أهل السنة ..
- وهنا موقع لأهل البيت (السنة)، لعلكم تساهمون فيه:
http://www.alalbayt.com/
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 08:14]ـ
الأخ سليمان؛ اعلم أولا أنني لست رافضيا، ولا أنتمي للرافضة، لا الإمامية، ولا الزيدية، وكانت بيني وبينهم مناورات وجدالات طويلة يعرفونها جيدا ...
واعلم ثانيا: أن البحث علمي صرف ...
واعلم ثالثا: أن ما ألزمتني به غير ملزِم، إذ معنى تفرد الرافضة بالحق أن أهل السنة، ومعهم الحديث الشريف، على باطل في تلك المسألة، وهذا لا يفوه به سني مؤمن، وحاشا أن أفوه به ... فالنقاش حول الاحتجاج بأقوالهم، وإيرادها، وتبيين حججهم، وهذا ما فعله ابن تيمية كما يتضح لك بمراجعة المصدر ... وأنا لم أدع قط بأن ابن تيمية رافضي، أو يميل لهم، فهذا من باب الحمق، ولم يدعه قط أخي ...
واعلم رابعا: أن الحديث حول نقل كلام أئمة آل البيت النبوي من السلف الممدوحين، والاحتجاج به، ونقل كلام مجتهدي المنتسبين إليهم، لا المقلدين ...
أوردتَ نفيا، فأثبتنا إثباتنا بالحجة من مصدره ... فأظن أن لومك لأخينا باطل، وأخونا لا ينتمي لمدرسة الكوثري والحبشي وغيرهما، ولا علاقة له بحسن المالكي ... بل هو عالم سني أثري سلفي ... غير متعصب لفلان ولا لفلان .. وكتبه شاهدة على ما أقول ...
وقد سبق أن ذكرت أن رسالتيه أعلاه إنما هما رؤوس أقلام، أما كتابه "النظرات السلفية حول الدعوة النجدية" فهو كتاب كبير ثر بالنقول والحجج من مصادر المنتقد عليهم، والذين يعتبرهم أخي من المدرسة التي ينتمي إليها، وانتقاده إنما هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والانتقاد البناء النصوح ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 08:32]ـ
لكنك صوفي متعصب
ذلك أنك تسوق أحاديث تعلم ضعفها المبين ..
لتتوصل بها إلى ما حاصله شركة الرافضة في المبالغة في تعظيم آل البيت
مع الزعم أن أهل السنة قصروا في الاعتناء بفقههم ..
وعلى ذا رُدّ عليك في ملتقى أهل الحديث
والله يهدينا وإياك للحق
والسلام عليكم
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 10:30]ـ
لا اظن ان هناك طالب علم فضلا عن عالم يرى ان قول الرافضة يعتد به في الفروع و في الاصول
فكيف ياتي من يدعي العلم ويدعي ان قول الرافضة الامامية يعتد به في مسائل الفقهية وان ابن تيمية نصر قولهم في هذه المسالة وعد قولهم وغير ذلك وان هذا دليل على عدم اخراج الرافضة من الاجماع كلام لا يقوله عاقل ولا منصف بل قول الرافضة لا يعتد به بتاتا ولا يعتد بما رووا لانهم قوم بهت وكذب وزندقة وكفر فاذا ذكر شيخ الاسلام قولهم في تلك المسالة لا يعني ذلك ان خلافهم يعتد به، لا بتاتا بل ذكره على سبيل الاخبار والمعرفة كذكره في بعض المسائل ان هذا قول جميل اهل الملة وكذلك اليهودوالنصارى و لا يعني هذا ان خلافهم يعتد به اي اليهود والنصارى
خلاصة الكلام: ارى ان بعض الاخوة يريدون ان ياتوا بما لم يات به الاوائل وان يدخلوا اجتهاد اهل الباطل والبدع في اجتهادات التي يعتد بها وان يذكر كلامهم ويرى ان خلافهم معتبر وغير ذلك مما لم يقل به علماء اهل السنة والا لقلنا كل اجماع الذي نقله علماء الامة كذب لان ما من مسالة والا ووجد فيها الخلاف بدا بتوحيد الربوبية الى المسح على الخفين وبالله التوفيق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 10:46]ـ
إذا كان لايعتد بهم في باب العقائد فمن باب أولى ألا يعتد بأقوالهم فيما هو دون ذلك
وأرى أن الأمر من البداهة بمكان بحيث يكون طلب الدليل عليه تكلفا سخيفا
كما أن العلاقة بين الأصول والفروع غير منفكة .. حتى يفرق بين الأمرين
والله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 11:09]ـ
لا يقارن انحراف المتأخرين من هؤلاء بضلال الزيدية ..
المعتزلة في الأصول مع تكفيرهم لمعاوية ولعن عثمان رضي الله عنهما وخلق من الصحابة ..
ثم هؤلاء المتأخرون .. إنما تؤخذ أقوالهم لاعتنائهم بفقه الشافعي وأبي حنيفة .. مما ثبت أن هذ1ه العناية جعلت نسبة الأقوال إلى هؤلاء الأئمة صحيحة ..
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 07:17]ـ
لا يقارن انحراف المتأخرين من هؤلاء بضلال الزيدية .. المعتزلة في الأصول مع تكفيرهم لمعاوية ولعن عثمان رضي الله عنهما وخلق من الصحابة ..
ثم هؤلاء المتأخرون .. إنما تؤخذ أقوالهم لاعتنائهم بفقه الشافعي وأبي حنيفة .. مما ثبت أن هذ1ه العناية جعلت نسبة الأقوال إلى هؤلاء الأئمة صحيحة ..
والله الموفق
الزيدية لا يكفرون عثمان بن عفان رضي الله عنه، بل يترضون عنه ...
وكما اعتنى متأخروا الشافعية والأحناف بفقه إمامهم، اعتنى الزيدية بفقه أئمتهم ... فلا حجة عندكم هنا ...
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 07:24]ـ
لكنك صوفي متعصب
ذلك أنك تسوق أحاديث تعلم ضعفها المبين ..
لتتوصل بها إلى ما حاصله شركة الرافضة في المبالغة في تعظيم آل البيت
مع الزعم أن أهل السنة قصروا في الاعتناء بفقههم ..
وعلى ذا رُدّ عليك في ملتقى أهل الحديث
والله يهدينا وإياك للحق
والسلام عليكم
أنا لست صوفيا متعصبا،
ولم أسق أحاديث أعلم ضعفها، بل سقت أحاديث نص ابن تيمية على تواترها، وزعموا هناك ضعفها ... هزلت.
وأنا لا أشترك والرافضة في المبالغة في ساداتنا آل البيت، فقد ادعوا فيهم العصمة وأنا لم أدعها قط، ولعنوا من خالف بعض آل البيت، وأنا أترضى على جميع الصحابة ...
والزعم أن أهل السنة قصروا في فقههم، هو زعم صائب، بل الأمة كلها قصرت في فقههم، وراجع جميع كتب الخلاف، والمسانيد والصحاح، وربما كان ذلك لحكمة إلهية ... والله أعلم.
ومن رد علي في ملتقى أهل الحديث ردوا بغير علم، وبجفاء، ثم انقلبوا مهزومين فأوقفوني لغير مبرر، ولما كثر الضجيج عليهم من أعضاء الملتقى وبعض المشرفين، حذفوا لفظة "موقوف"، وكتبوا "وفقه الله" .. ومن لم يعترف بالجميل أهل لأن يفعل أكثر من ذلك ... والسلام.
ـ[الباجي]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 07:35]ـ
قال الشيخ الحسن بن علي الكتاني - فك الله أسره وأسر جميع المسلمين - في طليعة رسالته العلمية للماجستير < فقه الحافظ أحمد بن الصديق الغماري ... >: ( ... وقد كنتُ مترددًا في حذف المذاهب البدعية من إباضية ورافضية إذ لا قيمة لفقه هؤلاء عندي لا في خلاف ولا وفاق، لكني أخيرًا ارتأيت تركها على ما هي عليه، ولن يعدم القارئ فائدة بمطالعتها والتعرف عليها).
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 07:39]ـ
فرج الله كربتك أيها الباجي ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 11:29]ـ
الأخ الكريم: إمام الأندلس: لم أحشر الزيدية مع الرافضة! الذي حشرهما هو الحسن الكتاني - وفقه الله -.
والذي أفهمه منك أنك تعتد بخلاف (الزيدية) لا (الرافضة). وهذا تقدم طيب.
يبقى: أي زيدية تعتد بخلافهم؟
- زيد بن علي - رحمه الله -؟
- أو زيود اليمن: الهادوية؟
- أو من تحرر منهم: كالصنعاني والشوكاني .... ؟
- ثم قولك: (وتمسككم بقول النووي في عدم الاعتداد بهم لادليل عليه)! ما المقصود بلا دليل؟ دليل من الكتاب أو السنة مثلا!
وفقك الله ..
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 01:36]ـ
وفقكم الله
- ثم قولك: (وتمسككم بقول النووي في عدم الاعتداد بهم لادليل عليه)! ما المقصود بلا دليل؟ دليل من الكتاب أو السنة مثلا!
وفقك الله ..
- السؤل هو: ما سبب عدم الإعتداد (بالزيدية بإطلاق) في الإجماع؟ ألأنّهم ليسوا بمسلمين؟ أم لأنّه لا يُوجد فيهم من هو مؤهّل للإجتهاد؟ أم لأنّهم فسقة؟
فالرافضة مثلا: لايعتدون بالسنة المنقولة عن غير معصوميهم! فكيف يُقبل خلافهم! ومثلهم الزيود الذين عمدتهم مسند مكذوب، أما من تحرر منهم واعتمد مصادر أهل السنة فلم يعد زيديًا.وقس عليه: قولهم في الإجماع أو القرآن ..
- هو في الحقيقة أنا ليس لي إطّلاع على الزيود و على كتبهم و ما يعتمدون،
- إلا أني أوّد أن أعرف ما الفرق ببين إعتماد هؤولاء على مسند مكذوب ظنا منهم أنّه صحيح (أو فيه ما هو صحيح حسب ظنّهم) و بين إعتماد علماء في تقرير بعض الأحكام على أحاديث ضعيفة أو مكذوبة ظنا منهم أنّها صحيحة؟ فمجرد الإعتماد على شيء ضعيف أو مكذوب هل هو كاف لإخراج شخص مسلم من الإعتداد به في الإجماع؟
- ثم من قال بأنّ من اعتمد على مصادر أهل السنّة ممن ينتسب للزيدية ليس بزيدي؟ أصلا هل من خصائص الزيدية و التي تُميّزُهُم عن غيرهم عدم الإعتداد بكتب أهل السّنة؟ فأين إذن نَصّ الزيود بأنّ كتب أهل السّنة لا عبرة بها؟
- الرافضة عندهم إعلان لرفض ما جاء في كتب أهل السّنة و لكن أين هذا في كتب الزيود؟ حتى يقال بأنّ من تبنى كتب أهل السّنة ممن ينتسب للزيدية أنّه ليس بزيدي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 02:41]ـ
أتحداك أن تذكر الأحاديث التي سقتها هناك .. هنا
وتثبت صحتها
أما الكذب بأننا عجزنا عن الرد عليك .. فمعيب
وأما نسبة الخطأ لكل الأمة فليس غريبا على متعصب
كما أتحدى أن تذكر موضع قول ابن تيمية في تواترها
ثم لماذا تحشر ابن تيمية؟
أتظننا متعصبين للشخوص مثلك؟
وما تعصبك إلا لأنك تنتمي لأسرة هاشمية .... فإن كنت حقا شريف النسب .. فعليك أن تتخلق بالتواضع
فالله ليس بينه وبين عباده نسب ..
ولا ينفعك نسبك قيد شعرة نده سبحانه وتعالى
بل هو حجة عليك إن اتخذته سببا تتوصل به إلى إبطال الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 05:45]ـ
لاعلاقة لما حصل بالملتقى بموضوعنا هنا خلونا نستفيد لو تكرمتم
ـ[جعفر محمد الباقر]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:31]ـ
والزعم أن أهل السنة قصروا في فقههم، هو زعم صائب، بل الأمة كلها قصرت في فقههم، وراجع جميع كتب الخلاف، والمسانيد والصحاح، وربما كان ذلك لحكمة إلهية ... والله أعلم
أتراهم قصروا بفقه جدهم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أيضا
راجعتُ كتب الخلاف والمسانيد والصحاح فوجدت أسانيدهم تنتهي إلى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
وراجعت كتاب الآداب والرقاق والزهد فوجدت أصحابها يرجعون أدلتهم لنفس الرجل بأبي هو وأمي
معذرة يا صاحب السماحة، أشغلنا فقه الحبيب عن فقه غيره
ومن أراد فقه غيره فعليه بالبحار وأجزائه 110 وعليه بزرارة بن أعين الذي روى عن الباقر 200000 حديثا وعن الصادق أقل منها
هذا الاعتناء بفقههم وإلا لا
وليهنك النقل والتعبد عنهم ومنهم
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 04:09]ـ
وما تعصبك إلا لأنك تنتمي لأسرة هاشمية .... فإن كنت حقا شريف النسب .. فعليك أن تتخلق بالتواضع
فالله ليس بينه وبين عباده نسب ..
ولا ينفعك نسبك قيد شعرة نده سبحانه وتعالى
بل هو حجة عليك إن اتخذته سببا تتوصل به إلى إبطال الحق
أخي الكريم، بل ينفعني نسبي يوم القيامة إن شاء الله تعالى، فقد قال تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين} .. فأنا إن مت مؤمنا، فسأكون مع جدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في درجته يوم القيامة ...
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة، إلا نسبي وسببي" ...
ويحق فيك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "أشققت عن صدره؟ ". أشققت عن صدري وعلمت نيتي؟ ...
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 04:13]ـ
معذرة يا صاحب السماحة، أشغلنا فقه الحبيب عن فقه غيره
ومن أراد فقه غيره فعليه بالبحار وأجزائه 110 وعليه بزرارة بن أعين الذي روى عن الباقر 200000 حديثا وعن الصادق أقل منها [/ justify]
إيش هذا الأسلوب في الحوار؟ ... أهكذا يكون النقاش العلمي؟ ...
ولماذا لم يشغلكم فقه النبي صلى الله عليه وسلم - على زعمك - عن فقه أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة، والسفيانيين، وابن حزم وابن عبد البر، وابن قدامة وابن تيمية ... ؟.
على أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاك بفقه آل البيت، ولم يوصك بفقه أولئك ...
اسمح لي أن أقول لك: إن كلامك محض سفسطة، لو نزهت مجلسنا عنه لكان أليق، وقديما قيل: "المرء مخبوء تحت لسانه، تكلموا تعرفوا" ...
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 03:05]ـ
إيش هذا الأسلوب في الحوار؟ ... أهكذا يكون النقاش العلمي؟ ...
ولماذا لم يشغلكم فقه النبي صلى الله عليه وسلم - على زعمك - عن فقه أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة، والسفيانيين، وابن حزم وابن عبد البر، وابن قدامة وابن تيمية ... ؟.
على أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاك بفقه آل البيت، ولم يوصك بفقه أولئك ...
اسمح لي أن أقول لك: إن كلامك محض سفسطة، لو نزهت مجلسنا عنه لكان أليق، وقديما قيل: "المرء مخبوء تحت لسانه، تكلموا تعرفوا" ...
الشيخ حمزة -وفقك الله- ليتك تعرض فكرتك بإيجاز -هنا أو في موضوعٍ مستقل- لنعرف بالضبط ما هي وجهتك.
وفقكم الله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 04:39]ـ
عفوا يا شيخ حمزة، لي تعقيب وان كان خارجا عن الموضوع هنا، ولكن استوقفني قولك - وفقك الله:
"فأنا إن مت مؤمنا، فسأكون مع جدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في درجته يوم القيامة"
فأين الدليل على هذه الجزئية بالتحديد؟؟ ان كان الخلاف قد وقع بين العلماء في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هل يلحقن به في منزلته في الجنة أم لا، لكونهن في الآخرة من نسائه، ولم يكن مع الذين رفعوهن الى منزلته - بأبي هو وأمي - دليل يستند اليه، حتى مع كونهن أزواجا له، فكيف بالآل من بعدهن، فضلا عن المتأخرين منهم في زماننا؟؟
ليس مجرد اتصال النسب والصهر به يوم القيامة يكفي للزعم بأن جميع المؤمنين من ذريته سيرقى بهم ذلك النسب الى درجته عليه السلام! والأمر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه" وكما أوصى آله عليه السلام بقوله: "اعملوا فما أغني عنكم من الله شيئا".
فهذا النسب الشريف ابتلاء لأصحابه كما هو شأن سائر النعم! من ارتكن عليه وظن أنه يكفيه ويغنيه أوبقه! ومن أحسن الايمان والعمل وحفظ كرامة ذلك النسب في قلبه وجوارحه وفي قوله وعمله وكان سباقا الى الخير وحسن العمل كان له شفعة بين يدي الله ورفعة، ومن لم يرعه حق رعايته كان حجة عليه، فهو ابتلاء كسائر النعم التي يخص الله بها من يشاء من عباده! أما القول بأن صاحب ذلك النسب ان كات مؤمنا فهو لاحق بالنبي في الجنة على درجته، فنرجو الدليل، بارك الله فيكم.
وأما بخصوص موضوع المناقشة فمن الظاهر لكل ناظر أن الذي يقول في كلامه من باب سرد وحصر الأقوال "قالت طائفة من الطوائف كذا وكذا، وقالت أخرى كذا وكذا" من باب ذكر الذين قالوا، هذا لا يلزم أن يحمل كلامه على أنه يستدل بهذا الكلام أو يعضد به مذهبه، فضلا عن أن يقال بناءا على ذلك أنه يعتد بتلك الطوائف في الخلاف والاجماع! والا كان كل من ذكر شيئا قالته النصارى أو اليهود، في جملة ما يجمع من الأقوال، معتدا بهم في الخلاف والاجماع!! وجماع ذلك أن يقال كما قال الأفاضل، قدم لنا دليلا على موافقة شيخ الاسلام رحمه الله لتلك الطوائف في مسألة واحدة خالفوا فيها أهل السنة! فان جئتنا يا شيخ حمزة بذلك المثال، قبلنا منك قولك باعتداد ابن تيمية بهم في الخلاف والاجماع، ولكن أين؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 07:52]ـ
/// الأخ أبو الفداء: من موقع الشيخ محمد صالح العثيمين أنقل لك ما يلي:
السؤال: بارك الله فيكم يقول السائل ما هو التفسير للآية الكريمة (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ)
الجواب
الشيخ: لما ذكر الله سبحانه وتعالى منته على أهل الجنة وانهم متكئون على سرر مصفوفة قال تعالى (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) قال (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ) فكان ذكر الذرية بعد ذكر الزوجات من أنسب ما يكون (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) يعني بذلك أن الذرية الذين اتبعوا آباءهم بالإيمان يلحق الله الذرية بآبائهم في درجات الجنة وإن كان الذرية أدنى مرتبة من الآباء وإذا ألحق الله الذرية بالآباء في الجنة فإن ذلك لا ينقص من درجات الآباء شيئا (وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) أي ما نقصنا الآباء من عملهم من شيء حين ألحقنا بهم الذرية والمراد بالذرية هنا والله أعلم من لم يتزوج ويكون له ذرية فأما من تزوج وكان له ذرية فهو مستقل بنفسه مع ذريته في درجته التي كتبها الله له لأننا لو لم نقل بذلك لزم أن يكون أهل الجنة كلهم في درجة واحدة وقوله تعالى) كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) فيه دليل على أن الإنسان لا يظلم من عمله شيئا أن الإنسان لا يظلم من عمله شيئا لكن قد يزاد في أجره تفضلا من الله مثل زيادة أجر الذرية حتى يلحقوا بآبائهم فإن هذا فضل لكن الآباء لا ينقصون في مقابل هذه الزيادة لأن كل امرئ بما كسب رهين.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6899.shtml
فقد يكون هذا الموضوع مسألة اختلافية أرى أنّه يحسن مناقشته في موضوع مستقل
/// الأخ حمزة الكتاني، نحن لسنا بمتعبدين بنقل فقه أهل البيت و الإعتناء به مثلما اعتنينا بفقه الإمام مالك أو الإمام الشافعي، أو، أو: نحن متعبدين بالحفاظ على الدّين. المهم أنّ الأمّة لم تتواطىء كلّها على إهمال الحفاظ و الإعتناء بالدين.
/// الأخ سليمان الخراشي، صحيح أنّ الأخ حسن الكتاني أخطأ فيما نسبه لشيخ الإسلام و لكن: أن يقال: "إنما تعليق على فرية نقلتها أنت عن أخيك، لابد من بيانها، قبل أن يطير بها طائر "، فهذه قوّية و تحتاج إلى وقفات للنظر في صحّتها فأين حسن الظن و العذر للمخالف!
/// /// /// /// /// /// ///
- ثم من قال بأنّ من اعتمد على مصادر أهل السنّة ممن ينتسب للزيدية ليس بزيدي؟ أصلا هل من خصائص الزيدية و التي تُميّزُهُم عن غيرهم عدم الإعتداد بكتب أهل السّنة؟ فأين إذن نَصّ الزيود بأنّ كتب أهل السّنة لا عبرة بها؟
- الرافضة عندهم إعلان لرفض ما جاء في كتب أهل السّنة و لكن أين هذا في كتب الزيود؟ حتى يقال بأنّ من تبنى كتب أهل السّنة ممن ينتسب للزيدية أنّه ليس بزيدي
على قلّة باعي و قلّة إطلاعي على أقوال الزيدية و لكن من خلالي بحثي في الإنترنيت وجدت هذا الكلام لأحد من ينتسب للزيدية:
أخي العزيز ( Habib-2) اعلم أن الزيدية لا توجد لديها مشكلة مع الصحاح الست أو أصحابها، إلا أنهم ينتقدون ما قد يوجد فيها من التعصب ضد من يسمونه بـ (منهج الرفض الرافضة)، وإدخالهم تحت هذا الغطاء الكثير من الصادقين والمؤمنين، وردهم لأحاديثهم، خاصة من الزيدية، ولكن بالرغم من ذلك فإن الزيدية يروونها ولهم أسانيد وطرق إليها، وهي طرق هامة ومعتبرة، وقد تتميز عن بعض طرق أهل السنة بالقرب أو التميز في الطريق، والكثير من إخواننا أهل السنة يعلمون بهذا ويدركون أهميته، فهم يسعون للحصول على إجازات ساداتنا علماء المذهب الزيدي لأجل هذا الغرض، قال السيد المولى مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، في كتاب لوامع الأنوار يذكر أسانيده إلى الأمهات الست بعد أن ذكر أسانيده إلى كتب أهل البيت -صلوات الله عليهم بعد رسول الله-، ج2 ص312 - 314:-
http://www.yahosein.org/vb/showthread.php?t=93517&page=2
====| فإن كان واقع الزيدية الإعتداد بكثير من ما جاء في كتب أهل السّنة فهذا يَعني أنّه يُمكن أن تكون لهم بعض أصول الإستدلال الصحيح في تقرير بعض الأحكام الشرعية. فالقول بإسقاط قولهم جملة و تفصيلا يحتاج إلى نظر هذا طَبعا إن فٌرض أنّك ترى يا شيخ سليمان إسلام طوائف من الزيدية أما إن كان مناط إخراجك للزيدية من الإجماع لتكفيرك لهم فهذا أمر آخر، نرجو التوضيح -وفقكم الله- و كذا توضيح مناط عدم الإعتداد بأقوال الزيدية؟ (فللآن المسألة ليست بمتضّحة عند كثيرنا و هناك العديد من الأسئلة لم يُجب عنها)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 09:34]ـ
الشيخ حمزة -وفقك الله- ليتك تعرض فكرتك بإيجاز -هنا أو في موضوعٍ مستقل- لنعرف بالضبط ما هي وجهتك.
وفقكم الله.
أخي الكريم، الأمر بسيط، ادعى بعض الأخوة ادعاء، فأثبتنا لهم بالنصوص خلافه، فانجر الأمر إلى ما ترى ...
وقع سؤال: لماذا لا يُستدل بفقه مجتهدي الزيدية والشيعة والأباضية، ولا تساق نصوصهم في الخلاف ....
فأجاب مولانا الأخ؛ بأن مذهب السلف سوق الأقوال، وضرب أمثلة، منها ابن تيمية من الخلف، فلم يرتض بعض الإخوان نسبة ذلك لابن تيمية، فأثبتنا لهم النص من كتب ابن تيمية ... الأمر بسيط للغاية، ولا يستحق ما تجدونه أعلاه.
ثم انقلب قوم إلى التنقيص من فقه أئمة آل البيت، عجبا، ومذهب طائفة من الحنابلة أن إجماعهم حجة في الشريعة، وساق قولهم ابن تيمية نفسه في "منهاج السنة" ... فإن كان إجماعهم حجة/ أفلا يتوجب علينا البحث عنها؟ ...
لقد صرحنا برفضنا للعقائد الفاسدة، وللنصوص غير الصحيحة المصدر، وأن الصل الكتاب والسنة وكل ما صادمهما ولم يمكن الجمع نرده ... فأين الاختلاف الآن، وما مبرر هذه الحملة أعلاه؟ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 09:43]ـ
الأخ حمزة الكتاني:
/// الشيعة الإمامية الجعفرية، هل فيهم طوائف مسلمة؟ فقد اطّلعت على فتاوى فيها تكفير للإمامية و معلوم بأنّه لا عبرة بكلام الكافر في الإجماع
/// على فرض وجود من هو مسلم منهم ألم يقل حسن الكتاني ما يلي:
لكن مذهب الإمامية متأثر جدا بعقيدتهم الفاسدة، و كذبهم فاحش جدا على الأئمة عليهم السلام، فلا يمكن الاطمئنان إليهم، فضلا عن عدم أخذهم بدواوين السنة و اكتفائهم بما عندهم مما غلب كذبه و خطؤه صوابه.
و لا عبرة بكلام من لا يعتمد الأخبار الصحيحة في تقريره للأحكام الشرعية، فكيف يُلتفت إلى قول من لا يَعتمد على شيء من كتب أهل السّنة في تقرير الأحكام الشرعية؟
ثم انقلب قوم إلى التنقيص من فقه أئمة آل البيت، عجبا، ومذهب طائفة من الحنابلة أن إجماعهم حجة في الشريعة، وساق قولهم ابن تيمية نفسه في "منهاج السنة" ... فإن كان إجماعهم حجة/ أفلا يتوجب علينا البحث عنها؟ ...
/// لا يوجد تقصير من الأمّة على حفظ الدّين، و أي شيء فيه حفظ للدّين لم تقصّر فيه الأمة كما يوهم كلامك!
/// فأي شيء تحتاجه الأمّة في أمر دينها وُجدَ عند أهل البيت فقد اعتنت به الأمّة و لم تٌقَصّر في حفظه.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 10:18]ـ
نعم أيها الفاضل الجزائري هو امر خلافي ويحتاج الى موضوع مستقل، ولكن هذه عبارة تنقض استدلالك بالآية الكريمة فيما جعلتها دليلا عليه مما قاله الكتاني، فالعثيمين رحمه الله يقول:
"والمراد بالذرية هنا والله أعلم من لم يتزوج ويكون له ذرية فأما من تزوج وكان له ذرية فهو مستقل بنفسه مع ذريته في درجته التي كتبها الله له لأننا لو لم نقل بذلك لزم أن يكون أهل الجنة كلهم في درجة واحدة"
فأولا هذا القيد من الشيخ رحمه الله من الذي قال به وسبقه اليه وما دليله؟ نرجو الافادة.
ثم ان قيل بهذا القيد، فان جميع آل البيت يحرمون بذلك من اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم في درجته لأنهم جميعا كانت لهم ذرية ولذرياتهم ذرية وهكذا الى يومنا هذا! وان لم يقل بوجود قيد كهذا، لالتحق سائر آل البيت وذراريهم من لدن النبي الى يوم الساعة ممن مات على التوحيد، بمنزلة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، مهما كان عملهم، لادخالك أيها الاخ الكريم النبي وذريته في عموم هذه الآية.
وتفسير هذه الآية الكريمة للسلف فيه أقوال، وقد نقل الطبري والقرطبي عن ابن عباس فيها أربعة أقوال، هذا الذي اختاره ابن عثيمين رحمه الله هو واحد منها، ولكن يرد عليه هذا الاشكال الذي قد يفتح الباب لأن يقال أن الذرية وذرية الذرية وذرية ذريتهم الى آخر الزمان تلحق جميعا بأعلاهم درجة، فيكونون جميعا بذلك مجتمعين في أعلى منزلة في الجنة مهما كان عملهم اذا ماتوا على الايمان، فلا يبقى لتفاضل الدرجات في الجنة اذ ذاك من سبيل! فلو صح هذا التأويل للآية الكريمة لوجب أن يكون له ضابط، ولتلمسنا ذلك الضابط في النصوص الصحيحة لا في غيرها، اذ لا سبيل له الا ذلك .. والله الموفق
فالذي يظهر - والله أعلم وأحكم وأعوذ بالله من القول عليه بغير علم - أن مراد الآية الكريمة أن المؤمنين لن يحرموا من لقيا ومصاحبة ذرياتهم - والذين ماتوا مؤمنين كذلك - في الجنة كيفما كان ذلك، ولعله يصيبهم من أجر والديهم - فضلا من الله عليهم وكرامة للوالدين - نصيب، دون ان ينقص من أجرهم شيء، وهو أحد وجوه تفسير السلف رحمهم الله، لكن لا يلزم منه أن يكونوا جميعا مشتركين في درجة واحدة من درجات النعيم في الجنة يأوون اليها ويكون مقامهم فيها، وقد ورد حديث سوق الجنة - ولعله في مرتبة الحسن أو دون ذلك لا أذكر على وجه التحديد - وفيه أن أهل الجنة يلتقون فيها على اختلاف وتفاوت منازلهم، والله أعلم. ثم ان قول النبي للذي شكى له قلة عمله في الحديث الصحيح "أنت مع من أحببت" لو أخذ باطلاقه لدخل النصارى المشركون مع عيسى عليه السلام، فلا يماري أحد في حبهم له عليه السلام! ولو أطلقناه بلا قيد لدخل المسلمون جميعا في منزلة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه ما من موحد يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله الا وفي قلبه من محبة النبي صلى الله عليه وسلم نصيب، قل أو كثر!
وفي جميع الأحوال فلا يزال سؤالي موجها للشيخ الكتاني وفقه الله عن دليله على ما يقول في شأن آل البيت ولحاقهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في منزلته. ومعلوم أن له عليه السلام من الدرجة والمنزلة والمقام المحمود في الجنة ما لا يكون لأحد غيره من بني آدم.
والله أعلى وأعلم.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 10:22]ـ
الأخ أبو الفداء وفقك الله، أنا للآن لم أعتمد أي قول في مسألة لحاق الذرية المؤمنة بدرجات آبائهم في الجنّة و إنّما نَقلتُ قول الشيخ محمد صالح العثيمين للإشارة بأنّه يمكن أن تكون المسألة خلافية و أنا أميل نوعا ما إلى قولك اخي الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 10:28]ـ
"فأي شيء تحتاجه الأمّة في أمر دينها وُحد عند أهل البيت فقد اعتنت به الأمّة و لم تٌقَصّر في حفظه"
أحسنت أخي الكريم بارك الله فيك .. وفرية قلة العناية بفقه آل البيت هي مدخل من مداخل الرافضة علينا، قاتلهم الله! وجواب هذه الشبهة أن عندنا نظر في الرجال والرواة، يأتي قبل النظر في الأقوال المبنية على تلك المرويات! فان زعموا أن فقه علماء وأئمة آل البيت مبني على أقوال أبي عبد الله وغيره من الأئمة الأثبات الذين أثنى عليهم أهل السنة، قلنا لهم اثبتوا لنا أن هذه الأقوال صحيحة النسبة اليهم، وصححوا أسانيدها، فان فعلتم، فلن تجدوا في تلك الروايات ما يخالف ما هو منقول عندنا من طرق الصحابة رضي الله عنهم، ونحن تصل أسانيدنا الى النبي صلى الله عليه وسلم رأسا، أما هم فآخرهم كلام منسوب الى آل البيت لا يميزون صحيحه من سقيمه! فأي عناية بفقه آل البيت يريدون، وما دليلهم على صحة نسبة ما معهم الى هؤلاء الآل أصلا؟؟؟
هذه الدعوى، دعوى التفريط في فقه آل البيت دعوى عارية من الصحة لأن فقههم رحمهم الله ورضي عنهم ليس منفصلا في مصادره عن فقه المسلمين، ونحن نجزم - احسانا للظن بأئمة آل البيت - بأنهم رحمهم الله كانوا يأخذون السنن من نفس المسانيد والطرق التي وثقتها جموع الأمة من طرق الصحابة والتابعين، ولو وجدنا من أهل الرواية والحديث واحدا من أئمة آل البيت له من المسانيد المتصلة الى النبي عليه السلام ما كان لأئمة الحديث من غيرهم، لاعتنينا بمسنده هذا كما اعتنينا بغيره ولا فرق! أما أن نطالب بالعناية بفقه قام على أقوال أكثرها مكذوب على أناس غير معصومين، نجعل ذلك في منزلة ما قام على المسانيد الصحيحة الواصلة الى النبي عليه السلام، فهذا كلام عجيب والله!
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 10:31]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو الفداء
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 12:37]ـ
"والمراد بالذرية هنا والله أعلم من لم يتزوج ويكون له ذرية فأما من تزوج وكان له ذرية فهو مستقل بنفسه مع ذريته في درجته التي كتبها الله له لأننا لو لم نقل بذلك لزم أن يكون أهل الجنة كلهم في درجة واحدة"
.......
فالذي يظهر - والله أعلم وأحكم وأعوذ بالله من القول عليه بغير علم - أن مراد الآية الكريمة أن المؤمنين لن يحرموا من لقيا ومصاحبة ذرياتهم - والذين ماتوا مؤمنين كذلك - في الجنة كيفما كان ذلك، ولعله يصيبهم من أجر والديهم - فضلا من الله عليهم وكرامة للوالدين - نصيب
.....
وفي جميع الأحوال فلا يزال سؤالي موجها للشيخ الكتاني وفقه الله عن دليله على ما يقول في شأن آل البيت ولحاقهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في منزلته. ومعلوم أن له عليه السلام من الدرجة والمنزلة والمقام المحمود في الجنة ما لا يكون لأحد غيره من بني آدم.
والله أعلى وأعلم.
أخي الكريم، "تأويل" ابن عثيمين يحتاج إلى دليل، فإن كان الدليل من النص؛ فما هو؟ ...
وإن كان الدليل عقليا؛ فرحمة الله أكبر من عقل ابن عثيمين ...
وقولكم: فالذي يظهر ... إلخ. ينافي ظاهر النص، فلا تعويل على ما فهمتموه ...
وقولكم: وسؤالي ... إلخ ... فظاهر الآية يغنيني عن مزيد الإثبات ...
وما ضربتموه مثلا من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، مصادرة عن المطلوب، لأن الحديث عن الذرية لا عن الزوجات، ومعلوم جواب زيد بن أرقم في الموضوع ... فلا إشكال ... زادكم الله حرصا .. والسلام.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 01:03]ـ
"فأي شيء تحتاجه الأمّة في أمر دينها وُجد عند أهل البيت فقد اعتنت به الأمّة و لم تٌقَصّر في حفظه"
وفرية قلة العناية بفقه آل البيت هي مدخل من مداخل الرافضة علينا، قاتلهم الله!
وجواب هذه الشبهة أن عندنا نظر في الرجال والرواة، يأتي قبل النظر في الأقوال المبنية على تلك المرويات!
هذه الدعوى، دعوى التفريط في فقه آل البيت دعوى عارية من الصحة لأن فقههم رحمهم الله ورضي عنهم ليس منفصلا في مصادره عن فقه المسلمين، ونحن نجزم - احسانا للظن بأئمة آل البيت - بأنهم رحمهم الله كانوا يأخذون السنن من نفس المسانيد والطرق التي وثقتها جموع الأمة من طرق الصحابة والتابعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو وجدنا من أهل الرواية والحديث واحدا من أئمة آل البيت له من المسانيد المتصلة الى النبي عليه السلام ما كان لأئمة الحديث من غيرهم، لاعتنينا بمسنده هذا كما اعتنينا بغيره ولا فرق!
قوله: فأي شيء ... إلخ. مصادرة عن المطلوب، فهو نفس جواب المذهبيين المتعصبين، الذين قالوا: أي شيء ينفعنا في نقل أقوال مذاهب انقرضت، ومجتهدين غير متبوعين، وفقهنا غني لا يحتاج لمزيد ...
فهل أحصيت ما تحتاجه الأمة وما لا تحتاجه، وعلمت جميع فتاوى السلف والخلف ومناهجهم، فلم تجد مزيد فائدة في فقه آل البيت؟ ...
إن كان مقصودك أننا استفدنا من فقههم قدر البغية؟ .. فأين يتجلى ذلك أخي الكريم.
وإن كان مقصودك أنه فقه وفهم لا حاجة لنا به؛ فقد خالفت في ذلك نبيك صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا به، أولا. وخالفت علماء الإسلام الذين نصوا على أن إجماعهم حجة ثانيا ....
وقولكم: وفرية قلة الاعتناء ... إلى قولك: مدخل من مداخل الرافضة ... يتناقض مع ما يأتي من تمحيص الأقوال .. وفيه أمور:
إن كان فقههم فيه الخير والهدى؛ فنحن أحق به منهم.
وإن كان فقههم لا خير فيه ولا هدى ... فهذا كلام مخالف لنص النبي صلى الله عليه وسلم من التوصية بهم، وفعل السلف الصالح من تبجيلهم ...
قولكم: وجواب هذه الشبهة أن عندنا نظر في الرجال ... إلخ. فهذا المطلوب، وهو سبر رواياتهم، ومعرفة الصحيح منها من السقيم ...
وقولكم: "هذه الدعوى، دعوى التفريط في فقه آل البيت دعوى عارية من الصحة لأن فقههم رحمهم الله ورضي عنهم ليس منفصلا في مصادره عن فقه المسلمين" ...
الجواب: فلماذا الخوف إذا؟ ...
وقولكم: "ولو وجدنا من أهل الرواية والحديث واحدا من أئمة آل البيت له من المسانيد المتصلة الى النبي عليه السلام ما كان لأئمة الحديث من غيرهم، لاعتنينا بمسنده هذا كما اعتنينا بغيره ولا فرق! " ...
قلت: وهذا هو نفسه ما نطلبه، فقد رجعت بنا إلى أول الطريق، ومن جد وجد ...
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 01:55]ـ
شيخ سليمان الخراشي جزاك الله خيرا قلت كثيرا مماكان عندي في هذا الموضوع
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 06:47]ـ
شيخ حمزة، أعوذ بالله من المراء في الحق، سيما ان كان ذلك في تأويل آية من كلام الله، أسأل الله العافية، ولكن قولكم وفقكم الله
"وقولكم: فالذي يظهر ... إلخ. ينافي ظاهر النص، فلا تعويل على ما فهمتموه"
هذا ليس بمحرر، لأن ما فهمته أحسبه موافقا لبعض ما ورد عن السلف من أقوال في تفسير تلك الآية الكريمة .. فمنهم من قال أن المراد بالحاق الله للذرية بالآباء في الجنة ليس هو المساواة في الدرجة والمنزلة، ولكنه الحاق لهم بهم في الأجر من دون انتقاص من أجر الآباء .. ومنهم من حمل ذلك على أنه فيمن مات دون سن التكليف من الذرية، فهو لاحق في الدرجة بالآباء لتقر أعينهم بهم في الجنة، وهذه الأقوال منسوبة الى ابن عباس وغيره من أئمة السلف في التفسير، وتجدها ان شاء الله مبسوطة في تفسير الطبري والقرطبي رحمة الله عليهما، ولا أظن أني أحتاج الى احالتكم على موضع نقل أو نحو ذلك منهما، وفقني الله واياكم الى الصواب.
فالحاصل أنني لم أفهم ما فهمت من تلقاء نفسي ولا تأولته من محض عقلي، وأعوذ بالله من ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله بعد أن ساق اختلاف أقوال السلف في هذه الذرية التي هي مراد الآية: "قلت و اختصاص الذرية ههنا بالصغار اظهر لئلا يلزم استواء المتأخرين بالسابقين في الدرجات و لا يلزم مثل هذا في الصغار فان أطفال كل رجل و ذريته معه في درجته و الله اعلم "
(حادي الأرواح ص 341)
ولعل هذا المذهب هو ما بنى عليه ابن عثيمين رحمه الله ذلك القيد، ولكن هذا ابن القيم رحمه الله يميل الى اختيار أحد أقوال السلف رحمهم الله في تفسير الآية لهذه العلة العقلية ذاتها، وهي أنه لو قلنا بأن الذرية هي مطلق الذرية من كبار وصغار على السواء، وكان المراد هو اللحاق بهم في الدرجة مهما كان عملهم دون تلك الدرجة، لكان ذلك معناه التحاق الآخرين بالسابقين بلا تمايز .. ولنا هنا أن نتساءل، ألم يقل عليه السلام لخالد بن الوليد يوم أن دخل في مشادة مع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه"؟ فماذا يكون المراد ان لم يكن هو
(يُتْبَعُ)
(/)
المنزلة في الأجر وفي الجنة؟ ولو قلنا أن ذرية ذرية خالد بن الوليد ممن هم اليوم في زماننا، من مات منهم على الايمان لحق بخالد في منزلته، فكيف يستقيم معنى هذا الحديث وما في مثل وجهته؟؟
ثم ان تفريقكم يا شيخ حمزة بين الزوجات والذرية في تلك المسألة عجيب في الحقيقة ولا أرى له وجها! مع أن أول من خوطب في القرءان بأنهم هم آل البيت انما هم الزوجات كما لا يخفى عليكم! فما وجه تفريقكم بينهن وبين الذرية من بعدهن في ذلك؟؟ وأما قولكم "ومعلوم جواب زيد بن أرقم في الموضوع" فلا والله ليس معلوما لدي ولا أدعي العلم به، ولا أدري أي جواب تقصدون، فهلا أفدتمونا به، نافلة منكم علينا؟ (سؤال مستعلم مستشرد)
ثم قولكم:
"قوله: فأي شيء ... إلخ. مصادرة عن المطلوب، فهو نفس جواب المذهبيين المتعصبين، الذين قالوا: أي شيء ينفعنا في نقل أقوال مذاهب انقرضت، ومجتهدين غير متبوعين، وفقهنا غني لا يحتاج لمزيد ... "
قلت كلا يا شيخ ليس كذلك، فأقوال المذاهب التي انقرضت هذه هي خلاصة فقه المتقدمين والذي كان مبنيا على مسانيد موصولة الى النبي صلى الله عليه وسلم! فالذي يزعم أنه ليست به حاجة اليها فمن أين يتلقى العلم اذا؟؟ أما المذهب الجعفري هذا والذي تطالبون بالنظر فيه فليس هو فقه آل البيت أصلا! وانما هو فقه المتأخرين المبني على نصوص انتحلت ونسبت الى أئمة آل البيت - في أكثرها - أعلاها في درجات الصحة لا يزيد عن درجة المرسل في الغالب، والفرق كبير أرجو ألا يكون خافيا على أمثالكم!
لذا فقولكم: "فهل أحصيت ما تحتاجه الأمة وما لا تحتاجه، وعلمت جميع فتاوى السلف والخلف ومناهجهم، فلم تجد مزيد فائدة في فقه آل البيت؟ "
ليس بالقول المتجه والاستشكال فيه باطل! لا لم أحص ما تحتاجه الأمة ولا يدعي عاقل - فضلا عن طالب علم - هذا الاحصاء الذي تقولون! والذي أقصده أن فقه آل البيت رحمهم الله - من كان منهم فقيها من أئمة السلف - ما كان الأقدمون من سلفنا الصالح ليفرطوا فيه وليتركوه أو يطرحوه لأي سبب من الأسباب! فأئمة آل البيت في القرون الفاضلة كانوا من سلفنا الصالح، أئمة هداية لا يتميزون بمذهب فقهي مخصوص ولا بمصادر يتلقون منها الدين يحتصون بها وينفردون بها عن سائر أئمة السلف! فلا يمكن أن يتصور من واحد من أئمة السلف ان يحكي قولا قاله جماعة من أهل العلم على أنه اجماع وقد بلغه - مثلا - مخالفة واحد من أئمة آل البيت المتقدمين لهذا القول! فان كان التعصب قد وقع في بعض المتأخرين للمذاهب فلم يكن ذلك موجودا أصلا في القرون الفاضلة! ولم يكن بين فقيه آل البيت وغيره من الفقهاء تمييز حتى يقول علماء السلف أن هذا هو فقه آل البيت يميزونه عن فقههم! وان ادعيتم خلاف ذلك فأنا أطالبكم بالدليل! فالأصل سلامة المؤمنين من الخلاف حتى يثبت خلاف ذلك! وان ارتكنت الى ما جاء به المتأخرون منسوبا الى الأئمة لظهر ما زعموه من الخلاف ومن تمايز ما سماه المتأخرون بمذهب آل البيت، ثم راحوا يزعمون أننا نأينا عنه وتركناه ظلما منا وتعصبا وعدوانا وما الى ذلك!! فأنا أربأ بمثلك يا شيخ عن أن يلتقط تلك الدعاوى الباطلة ويرمي بها ويخطئ بها سائر أئمة السلف ومن تبعهم باحسان الى يوم الناس هذا!
أرجو أن تميزوا وتفرقوا بين ما كان عليه سلف آل البيت حقيقة وما كان لهم من منزلة وفضل مشهود لهم به عند المتقدمين من أئمتنا، وبين ما يزعم الرافضة اليوم أنه هو مذهب آل البيت وارثهم الذي خلفوه! فالفرق كبير!
فان طالبتمونا أنتم اليوم بابتاع ما كان عليه آل البيت من الفقه والنظر فيه، فأي فقه تقصدون وأي الكتب بالضبط تريدون؟؟
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 07:29]ـ
أخي الكريم أبا الفداء، بارك الله فيكم ...
بالنسبة للآية الكريمة، فبعيدا عن الجدال، ألا تثبت فضلا واعتبارا للنسب، بغض النظر هل ينتفعون بالأجر، أم يرقون إلى نفس الدرجة؟ .. الجواب: نعم ... وذلك هو المراد.
أما الآية؛ فتتضمن الذرية لا أمهات المؤمنين والأزواج، وشتان بين الطرفين ...
وأما أثر زيد بن أرقم؛ ففي صحيح مسلم، وتجده في جامع الأصول تحت رقم: 6708:
(يُتْبَعُ)
(/)
(م) يزيد بن حيان: قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما حدثتكم فاقبلوا، ومالا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما فينا خطيبا بماء يدعى: خما، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: «أما بعد، ألا أيها الناس، إنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين، أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، [أذكركم الله في أهل بيتي]» فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
زاد في رواية «كتاب الله، فيه الهدى والنور، من اسمتسك [به] وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضل».
وفي أخرى نحوه، غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم ثقلين، أحدهما: كتاب الله، وهو حبل الله، فمن اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة، وفيه «فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، وايم الله، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده» أخرجه مسلم.
ففسر آل البيت بأنهم أصله وعصبته لا أزواجه ... وراجع "مجمع الزوائد" تستفد ...
أما موضوع آل البيت، فقد اختلط الأمر في النقاش .. هناك محوران:
-الاعتناء بفقه آل البيت .. ولا شك أن المقصود مجتهديهم، ما صح الخبر عنهم، أما ما لا يصح، فلا يعتبر من قولهم، إنما كذب عليهم.
-نقل أقوال المبتدعة من زيدية وإمامية وإباضية في الفقه، المجتهدين منهم، وهو أصل الخلاف ... وهنا زعمنا أن السلف نقلوا عن مبتدعة في الاعتقاد مسائل في الفقه، واعتبروا خلافهم، وأتينا بمثال من كتب ابن تيمية، فقام النقاش حول ذلك ...
ـ[الباجي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 07:34]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا الفداء فقد أحسنت الرد والبيان ... وأرجو أن لا يكون نصيبك:
... ....
... ....
ومن رد علي في ملتقى أهل الحديث ردوا بغير علم، وبجفاء، ثم انقلبوا مهزومين ... ... ...
ولكن أقول لك كلمة بيني وبينك وبلاش تتعب نفسك:
فهم آل البيت مقدم على فهم غيرهم + الشيخ حمزة الكتاني بعض من آل البيت = فهمه مقدم على غيره من الأمميين ... هذه الخلاصة.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 07:44]ـ
ولكن أقول لك كلمة بيني وبينك وبلاش تتعب نفسك:
فهم آل البيت مقدم على فهم غيرهم + الشيخ حمزة الكتاني بعض من آل البيت = فهمه مقدم على غيره من الأمميين ... هذه الخلاصة.
ههههههههه ... أضحكتني أضحك الله سنك، عفا الله عنك أيها الأممي .... (ابتسامة)
ـ[الباجي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 07:58]ـ
الحمد لله أني أضحكتُ بعض آل البيت ... ولم أبكه ولم أحزنه ... وما فوق ذلك فمتحمل من آل البيت ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 08:42]ـ
تقول يا شيخ حمزة
"وهنا زعمنا أن السلف نقلوا عن مبتدعة في الاعتقاد مسائل في الفقه، واعتبروا خلافهم، وأتينا بمثال من كتب ابن تيمية، فقام النقاش حول ذلك"
أقول وبالله المستعان:
أولا، ابن تيمية من أئمة المنهج السلفي المتأخرين بالنسبة للسلف والمتقدمين بالنسبة الينا، ولكن هل يعد هو نفسه من السلف؟؟ أنا أقصد بالسلف أئمة القرون الأولى الفاضلة من الصحب والتابعين وتابعيهم، والذين نقل عنهم ابن تيمية ومن سبقوه ومن خلفوه، فانبته
(يُتْبَعُ)
(/)
وثانيا: فقد بينا لك أن ما نلقه ابن تيمية لم يكن في معرض الاستدلال ولا في مسألة تفرد بالقول فيها هؤلاء الرافضة، ولا نزال نطالبك بمسألة تفردوا فيها بقول اعتمده ابن تيمية رحمه الله، حتى نوافقك على اعتبار ذكر ابن تيمية لأقوالهم فيما نقلتم عنه دليلا على اعتباره بهم عند المخالفة والاعتداد بمذاهبهم في الاجماع!
وأما الأثر عن زيد بن أرقم رضي الله عنه فالمختار - عندي على الأقل - في هذه المسألة أن الأزواج من الآل، لعموم قوله تعالى في مخاطبة نساء النبي: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب: 33]
وأما أحكام المنع من الصدقات وغيرها مما يدل عليه حديث الكساء وحديث الثقلين وغيرهما فدليل على أن آل البيت يتفاضلون فيما لهم من الأحكام ومن فضيلة النسب الشريف، فيكون للنسل والذرية من ذلك الشرف فوق ما يكون للأزواج، وهو ما أجمع به بين حديثي زيد رضي الله عنه الذين جاء أحدهما - وكلاهما في صحيح مسلم كما تفضلتم بالنقل - باخراج الأزواج من الآل، والآخر بادخالهن فيهم، فلا يكون هناك تعارض ولله الحمد والمنة ..
وكل هذا لا علاقة له بما ادعيتموه من لحاق سائر المؤمنين من ذرية آل البيت بالرسول عليه السلام في منزلته، وليس بدليل عليه، وما أسعفكم به الأخ المفضال الجزائري من الآية الكريمة وتأويل ابن عثيمين لها (على الرغم من رفضكم لذاك التأويل) يبدو أنه هو حجتكم الوحيدة في ذلك، فاذا بكم تقولون:
"بالنسبة للآية الكريمة، فبعيدا عن الجدال، ألا تثبت فضلا واعتبارا للنسب، بغض النظر هل ينتفعون بالأجر، أم يرقون إلى نفس الدرجة؟ .. الجواب: نعم ... وذلك هو المراد"
لا نماريك فيما تثبته الآية من الفضل يا شيخ، وانما نناقشك فيما ادعيته من القول فيها .. وبناءا على كلامك الأخير هذا أستنتج هذا المعنى (وصوبني ان كنت مخطئا): اذا فليس مرادك فيما ذكرت آنفا الجزم بأنك ان مت على الايمان لحقت لزوما بمنزلة النبي صلى الله عليه وسلم بسبب كونك من ذريته، وانما مرادك أن ثمة فضل متحقق لهم بغض النظر عن طبيعته، أليس كذلك؟ فان كان مرادك أن هناك فضل متحقق للذرية أيا كان ذلك الفضل وأيا كان الصواب في أقوال السلف فيه، فلماذا جزمت بأنه اللحاق بالمنزلة على نحو ما فعلت في أول الأمر؟(/)
تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات (6) هل (الموجود) من الأسماء الحسنى؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 06:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (3/ 67):
(وقد رأيت كتابا لبعض أئمة الباطنية سماه الأقاليد الملكوتية سلك فيه هذا السبيل وصار يناظر كل فريق بنحو من هذا الدليل فإنهم وافقوه على تأويل السمعيات ووافقوه على نفي ما يسمى تشبيها بوجه من الوجوه فصار من أثبت شيئا من الأسماء والصفات كاسم (الموجود) و (الحي) و (العليم) و (القدير) ونحو ذلك يقول له: هذا فيه تشبيه)
فهذا يوهم أن (الموجود) يدخل في جملة الأسماء الحسنى، ثم وقفت على كلام له في موضع آخر يعضّد هذا الفهم وهو قوله رحمه الله في مجموع الفتاوى (6/ 142):
(ويفرق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى؛ وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه. مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت، وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى، كذلك المريد والمتكلم؛ فإن الإرادة والكلام تنقسم إلى محمود ومذموم فليس ذلك من الأسماء الحسنى بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك فإن ذلك لا يكون إلا محمودا.)
فظاهر ذلك أن (الموجود) يمكن أن يدخل في الأسماء الحسنى إذا أريد به (الموجود عند الشدائد)، ولا يدخل إذا أريد به (الثابت)، ولا شك أن الله يخبر عنه بأنه موجود، وأنه موجود عند الشدائد، بل هذا مما اتفق عليه أهل الإسلام بجميع طوائفهم إلا ما كان من غلاة الجهمية الذين يقولون: لا نقول: (موجود) ولا (لا موجود)
لكن من المعلوم أن باب الأخبار أوسع من باب الأسماء، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 169):
(ويجب أن تعلم هنا أمور:
أحدها: أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا)
فباب الأخبار ضابطه أن لا يخبر عنه باسم سيئ، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله:
(وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه.)
أما باب الأسماء الحسنى فهو توقيفي، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 170)
(ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه
فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع)
وليس كل فعل نسب لله يجوز أن يشتق منه اسم، فالفعل أيضا أوسع من الاسم، وباب الأفعال أوسع من باب الأسماء، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (3/ 415)
(الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد والشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء)
وأسماء الله كلها حسنى والواح منها: (أحسن) لا (حسن)، فلابد لأسماء الله أن لا يدخلها نقص بوجه من الوجوه، أما ما كان منقسما إلى كامل وناقص فلا يدخل في الأسماء الحسنى، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (3/ 415 - 416)
(أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر، وما كان مسماه منقسما لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى)
وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ باسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك)
ولعل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى لم يقصد دخول (الموجود) في الأسماء الحسنى، فمن قرأ رسالته (الأكملية) الفذّة في بابها، علم أنه لا يثبت لله من الأسماء إلا أحسنها وأكملها، لكن لا شك أن كلامه الذي نقلناه موهم فلزم التنبيه، والله الموفق.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
ـ[عبد فقير]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 09:58]ـ
وكذلك عندما قال البخارى فى صحيحه فسمى الله نفسه شيئا
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 02:25]ـ
جزاك الله خيرا(/)
خدعونا فقالوا ان الغرب تخلى عن دينه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 11:03]ـ
ما عنونت به هو عنوان مقالة من مقالات كتاب (المنهج السلفى لا الحداثة لللدكتور مصطفى حلمى
وفى نفس الموضوع
يتكلم الدكتور جعفر شيخ ادريس فى مجلة البيان (حملها من موقع صيد الفوائد) تحت عنوان (قضية العلمانية والدين في البلاد الغربية العدد رقم ذو الحجة - 1425هـ
يناير / فبراير - 2004م
(السنة: 19)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 08:56]ـ
عرض كتاب: الدين والسياسة في أميركا
في باكورة إنتاجه لهذا العام، أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً، بعنوان "أالدين والسياسة في أميركا".
>> عرض الكتاب
>> فهرس المحتويات
عرض د. محسن صالح
الكتاب: الدين والسياسة في أميركا: صعود المسيحيين الإنجيليين وأثرهم
المؤلف: د. محمد عارف زكاء الله
ترجمة: أمل عيتاني
عدد الصفحات: 174
الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات, بيروت
الطبعة: الأولى/2007
تنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يناقش الخلفية التاريخية لتصاعد نفوذ المسيحيين الإنجيليين، ودورهم في صناعة السياسة الأميركية.
والكتاب الذي أصدره مركز الزيتونة في طبعتين إنجليزية وعربية، يتميز بكثافة مادته وشمولها، والتزام مؤلفه بأدوات ومناهج البحث العلمي والتوثيق الأكاديمي.
ولذلك يُعدُّ على صِغَر حجمه مادة مرجعية، خصوصاً لأولئك الذين يرغبون بمعرفة فكرة عامة ودقيقة عن الموضوع.
والدكتور محمد عارف زكاء الله هو اقتصادي باكستاني، وممن لهم اهتمام بارز في الشئون السياسية الأميركية وعملية صناعة القرار فيها، وقد فاز بجوائز أكاديمية عديدة، ويعمل حالياً أستاذاً مشاركاً في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
فوز جورج بوش الابن
يبدأ المؤلف كتابه بتساؤل حول أسباب فوز جورج بوش الابن في انتخابات الرئاسة الأميركية سنة 2000، على الرغم من أن الديمرقراطيين خلال حكم كلينتون ونائبه جور حققوا نجاحات كبيرة على المستوى الاقتصادي؟!
فقد اختار الناخبون أن يتجاهلوا سجل النمو والازدهار للاقتصاد، ويعطوا أصواتهم للشخص الذي استطاع أن يحول الأنظار باتجاه الخلاف القائم حول أخلاقيات الحكم.
وقد لاحظ المؤلف أن الناخبين الأميركان الذين يتركزون في الجنوب في الولايات التي تعرف "بحزام الكتاب المقدس" هي التي أعطت قوة الدفع التي مكّنت بوش من الفوز.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد الأميركي شهد تراجعاً خلال ولاية بوش الأولى، وانضم إلى نادي الفقراء في أثنائها أربعة ملايين وثلاثمائة ألف أميركي، إلا أنه عاد وفاز بولاية ثانية وبغالبية أفضل.
استيطان المهاجرين الأوروبيين
يعود الكاتب بعد ذلك بنا (في الفصلين الثاني والثالث) إلى بدايات استيطان المهاجرين الأوروبيين في أميركا ودوافعهم إلى ذلك، مشيراً إلى ظهور البروتستانتية، وما حصل لأتباعها من اضطهاد ديني في أوروبا دفعهم للهجرة إلى أميركا، فضلاً عما حصل في أوربا من حروب ونزاعات، ونزعات استكشافية وتجارية واستعمارية.
ويلاحظ المؤلف أن جماعات البيوريتانيين البروتستانت عندما هاجرت لأميركا سمَّت هجرتها حجّاً، وأن أفرادها عدُّوا أنفسهم حجاجاً.
كما نبَّه إلى أن هؤلاء بعد أن نزلوا بولاية ماساشوستس سنة 1620، أخذوا يغتصبون أراضي الهنود الحمر ويقتلونهم، مستندين إلى نصوص في الإنجيل.
وقد تميز أول مجتمع أميركي أبيض بسيطرة البروتستانتية المحافظة، وبالتركيز على الانضباط الذاتي والعمل الدؤوب، كما انتشرت فكرة الخلاص الشخصي للفرد من خلال جهوده.
حاول الأصوليون المسيحيون تقديم أميركا باعتبارها أمة تقف في مواجهة باقي العالم، حيث يرونها "مدينة مُشعَّة فوق التلة"، أو "الإمبراطورية الصالحة"، أو "الأمل الأفضل الأخير" للبشرية، وأنها أمة المخلِّص.
وقدموا أنفسهم باعتبارهم امتداداً للبيوريتانيين الذي يسعون إلى استعادة صفاء الكنيسة الأولى، وبناء أميركا كأمة مسيحية.
غير أن التطورات والاكتشافات العلمية، ونشوء الدولة العلمانية الحديثة، وانتشار قيم المنفعة واللذة، والأفكار الداروينية، أضعف دور الكنيسة، ودور الدين في حياة الناس.
المذهبية الإنجيلية الاجتماعية
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد أدى ذلك إلى أن عدداً من رجال الدين البروتستانت طوروا استجابتهم للتحديات، من خلال بلورة مذهب "الإنجيلية الاجتماعية" الذي تشكَّل في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، والتزم بتحسين الواقع الاجتماعي والتوفيق بين العلم والدين.
وبينما كانت الإنجيلية الاجتماعية تزداد انتشاراً واتساعاً، حيث انضم إليها أغلب القساوسة وعلماء اللاهوت، فقد شهدت البروتستانتية المحافظة تراجعاً كبيراً.
وقد هاجم العقلانيون الليبراليون البروتستانت المحافظين الأصوليين، واتهموهم بأنهم معادون للفكر وظلاميون وملتزمون بالتفسيرات البالية للإنجيل.
ومع نهاية عشرينيات القرن العشرين كان قد ظهر انقسام دائم في البروتستانتية الأميركية بسبب الخلاف بين الأصوليين المحافظين وبين الليبراليين الحداثيين.
لم يكن الأصوليون مستعدين للاعتراف بضعفهم، واستجابة لضغوطهم مررت عدة ولايات القوانين المناهضة لنظرية التطور (نظرية داروين) مثل أركنساس، وفلوريدا، وميسيسبي، وأوكلاهوما، وتينيسي.
غير أن الأصوليين لاحظوا أن طريقتهم تفتقر إلى المادة الفكرية، فانسحبوا من المشهد العام وأخذوا يركزوا على الثقافة والتعليم.
الأصوليون المسيحيون
انشغل الأصوليون المسيحيون بترتيب أوضاعهم الداخلية وركزوا على التعليم وإعادة التنظيم حتى نهاية الحرب العالمية الثانية (سنة 1945).
ثم بدأوا بالعودة إلى الحياة العامة واستقطاب الأتباع والمعجبين، وبرز نجم بيلي جراهام الذي دعاه ترومان للبيت الأبيض سنة 1950، ثم تتابعت زياراته للرؤساء المتعاقبين مثل أيزنهاور وجونسون ونيكسون.
ظل الأصوليون حتى ستينيات القرن العشرين متمسكين بمبدأ عدم التدخل في الشئون السياسية، غير أن عدداً من التطورات دفعتهم لتغيير هذه السياسة، مثل: قرار إبطال سياسة الفصل العرقي في المدارس سنة 1954، ومنع المحكمة العليا إقامةَ الصلوات في المدارس سنة 1962، وتشريع الإجهاض سنة 1973.
بالإضافة إلى أن الفوضى الجنسية، وانتشار المخدرات، والفضائح السياسية (مثل ووترجيت)، وحرب فيتنام، أقنعت الأصوليون بأن الوقت قد حان للنهوض وتصويب الأمور.
وقد خلص الأصوليون إلى أن الليبرالية هي نفسها مصدر كلّ هذه المشاكل، وأن الوضع لن يتحسّن إلا إذا أعيد للقيم التقليدية والأخلاقية مكانتها.
ولكن كان عليهم قبل ذلك أن يعالجوا مشاكلهم الكبيرة، المتمثلة في الصورة السلبية التي يحملها الناس عنهم بحيث أصبحوا مثاراً للسخرية، وفي غيابهم عن أروقة السلطة، وفي افتقارهم للإمكانات الفكرية، وفي تضاؤل عدد مؤيديهم.
إستراتيجية الاندماج
لم يقم التيار الأصولي المسيحي العام بردِّ فعل انفعالي متطرف، ولكنهم تبنوا استراتيجية الاندماج في النظام السياسي واستغلاله لصالحهم.
ركز الأصوليون على الأطفال، وعلى تنظيم البرامج الشعبية الجذابة والمسلية، وأسسوا سنة 1945 منظمة "شباب من أجل المسيح"، ولبسوا بدلات ملونة وملابس رياضية، وقدموا برامج ترفيهية.
وقدَّموا شعارات مناسبة تحمل رسالتهم مثل "حقيقة قديمة من أجل شباب عصري"، كما أظهروا حماسة وعاطفة وطنية كبيرة زادت من إعجاب الناس بهم.
وتمكنوا من إثارة اهتمام الإعلام، وأصبحت مسابقاتهم سنة 1947 تجتذب نحو مليون شاب أسبوعياً.
وفي مواجهة الشيوعية عَدَّ بيلي جراهام صورة "المسيح الرجولي، الرياضي المنتصر، خالق الحرية" هو الحل. ولقي ذلك قبولاً كبيراً لدى الناس.
وقدَّم الأصوليون المسيحيون أنفسهم بوصفهم المدافعين عن أميركا المسيحية والرأسمالية، ونجحوا في جعل الأصولية مرادفة للوطنية. ومع بداية النصف الثاني من القرن العشرين كان الأصوليون قد نجحوا في ترميم صورتهم، وفي بناء العلاقات مع المتنفذين والسياسيين.
الأصوليون والجانب الفكري
يتحدث المؤلف في الفصل الرابع عن اهتمام الأصوليين بالجانب الفكري وكيف شجعوا القراءة وإصدار الكتب والصحف وإنشاء المؤسسات والمعاهد اللاهوتية مثل "إنجيل مودي"، ومؤسسة لوس أنجلوس للإنجيل ومعهد فوللر وجامعة الحرية.
وقد تواصل الهجوم على الليبراليين بطريقة أكثر انتظاماً وذكاء، وكان لفرانسيس شايفر دور مهم في هذا المجال، إذ كرَّس نفسه مُنظِّراً فكرياً للأصوليين، كما نشط في الإطار الثقافي والإعلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسار على نهج شايفر مفكرون آخرون، أمثال هال ليندسي، وتيموثي لاهاي، وأونالي ماكجرو.
يهتم المسيحيون الإنجيليون المحافظون بالنفْس أو الذات إلى أبعد الحدود، ويؤمنون بالتحوّل أو الهداية وهو فعلٌ ينتقل به الإنسان من الخطيئة إلى حالة الخلاص الدائم، ويطلق على ذلك "الولادة من جديد".
وفي حملة انتخابات الرئاسة سنة 1976 أعلن جيمي كارتر نفسه مسيحياً ولد من جديد. ويجمع الإحساسُ بالذنب والتوبة هؤلاء "المولودين"، ويشتركون في "المعركة ضد الخطيئة" في المجتمع وحول العالم.
الإنجيلية والتأثر بالسياسة
يتابع المؤلف في الفصل الخامس نشاط المسيحية الإنجيلية وبدايات تأثيرها السياسي، فيشير إلى أن الإنجيليين يمثلون نحو ربع سكان الولايات المتحدة وحوالي 40% من تعداد جميع البروتستانت، وينبه إلى أنهم لا يملكون (بخلاف الكاثوليكية) بنية تراتبية مركزية، ولكن لديهم مجموعة منظمات يجتمعون تحت مظلتها، مثل المجلس الأميركي للكنائس المسيحية، والجمعية الوطنية للإنجيليين، والمجلس العالمي للكنائس المسيحية.
دعم بيلي جراهام وجيري فالويل وبايلي سميث وبات روبرتسون انتخاب كارتر الذي أعلن أنه وُلد من جديد.
وأعلنت مجلة نيوزويك عام 1976 عام الإنجيليين، الذين قدَّر استطلاع معهد جالوب أعدادهم بنحو خمسين مليوناً. لكن كارتر الذي فاز في الانتخابات بفضل تأييدهم، تنكَّر لوعوده للإنجيليين.
الأغلبية الأخلاقية
يتحدث الفصل السادس عن ما يُسمى الأغلبية الأخلاقية، أو ما أسماه "جيش الله لإخضاع القيصر".
ويشرح كيف التقى استراتيجيو الحزب الجمهوري مع الأصوليين الإنجيليين، وخصوصاً جيري فالويل الذي أسس سنة 1979 منظمة "الأغلبية الأخلاقية", والتي سعت للتحالف مع الجمهوريين، وفرض أجندتها الدينية على الحياة السياسية الأميركية، ومن ذلك مواضيع الإجهاض والمثلية الجنسية والقيم الأسرية.
ولإقناع جمهوره من الأصوليين بتأييد مرشح الحزب الجمهوري، استخدم فالويل مصطلح "شراكة الحرب" التي تعني الالتقاء مع الآخرين في نقاط محددة دون الاتفاق ربما على قضايا كثيرة أخرى.
وسافر فالويل في سنة 1980 ما مجموعه ثلاثمائة ألف ميل لجمع المؤيدين. واستخدم ورفاقه بنجاح الوسائل الإعلامية والتلفزيون، وكانوا عنصراً أساسياً في نجاح رونالد ريجان في الانتخابات سنة 1980.
كانت فترة رئاسة ريجان وبوش الأب 1980 – 1992 فترة تعلُّم بالنسبة للأصوليين، إذ أدركوا أن الاقتصار على إيصال الرئيس إلى البيت الأبيض ليس كافياً، وأنه يجب إيلاء الأهمية نفسها لمرشحي مجلس النواب والشيوخ (الكونجرس).
كان الركود الاقتصادي وفشل بوش الأب في علاجه عنصراً مهماً في فوز بيل كلينتون في انتخابات الرئاسة الأميركية، لكن كلينتون ظل تحت الهجوم الدائم من اليمين الديني.
وتمكن الجمهوريون سنة 1994 من تحقيق فوز كاسح في مجلسي النواب والشيوخ الأميركي للمرة الأولى منذ 1952.
الإرهاب المسيحي والتزام بوش
يناقش الفصل السابع ما يسمى "الإرهاب المسيحي". ويشير إلى أن مشاعر الإحباط التي دبت في نفوس عدد من الراديكاليين الإنجيليين لعدم تمكنهم من تحقيق ما يطمحون إليه على أيدي الرؤساء الأميركيين الذين انتخبوهم، أي كارتر وريجان وبوش الأب.
وقد توصَّل هؤلاء إلى ضرورة قتل مقدمي خدمات الإجهاض وغير ذلك. وشكلوا منظمات مثل منظمة عملية الإنقاذ، ومؤسسة التدريب الرسالي المسيحي، ومنظمة العمل الدفاعي، وتعدُّ منظمة جيش الرب أحد أخطر هذه المنظمات، وهي تَعدٌّ نفسها جيشاً حقيقاً "يتولى الله نفسه رئاسة أركانه"!!
ويدافع هؤلاء عما يسمى "جريمة القتل المبرّر"، وهم متورطون في أعمال قتل وتفجير وخطف وإرهاب بيولوجي وغيرها.
وعالج الفصل الثامن صعود جورج بوش الابن لسدة الرئاسة الأميركية، ولاحظ المؤلف دور منطقة "حزام الكتاب المقدس" في التصويت له، وأهمية العامل الديني في انتخابه، حيث كان أكثر من سبعين مليون أميركي في سنة 2000 يصفون أنفسهم بأنهم "مسيحيون ولدوا من جديد".
وقد سعى بوش للالتزام بأجندة الأصولية المسيحية، والتي كانت تتضمن في الجانب المحلي قضايا حظر الإجهاض، وقراءة الإنجيل في المدارس العامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأجندة الخارجية فكانت مبنية على أساس إيمان هؤلاء الإنجيليين بأن نهاية العالم ستكون قريبة، وأن الشرق الأوسط سيدخل سلسلة حروب تمهيداً لمعركة هرمجدون (بين العرب وإسرائيل) والتي يجب أن تفوز إسرائيل فيها، ليسهلوا على المسيح بناء مملكة الله في فلسطين "إسرائيل" عند مجيئه الثاني.
كما كان هناك توافق في معتقدات هؤلاء الإنجيليين مع غزو بابل (العراق حالياً) باعتباره ممهداً لهرمجدون حسب سفر الرؤيا.
نبوءة العصر الألفي
وقد تحدث المؤلف في الفصل التاسع عن نبوءة العصر الألفي السعيد لدى المسيحيين الإنجيليين، حيث يؤمنون أن المسيح سينزل ثانية لينشئ مملكة الله، التي ستستمر ألف سنة من السعادة.
وبالنسبة لهؤلاء فإن إسرائيل هي العامل المسرَّع لأحداث نهاية الزمان، ولذلك فإن دعمها يجب أن يكون أحد ثوابت السياسة الخارجية الأميركية.
ويدعو المؤلف في الفصلين العاشر والحادي عشر إلى رؤية أكثر موضوعية للسياسة الخارجية الأميركية، وإلى إقامة المشاريع الأكاديمية وأقسام الدراسات المتخصصة لفهم الغرب والعقلية الأميركية، وبالتالي الوصول إلى الطريقة الأنسب للتعامل معها.
الكتاب بشكل عام يقدم مختصراً مفيداً ومادة مرجعية للمهتمين، ويستحق أن تضمه مكتباتهم.
المصدر: الجزيرة نت 28/ 3/2007
--------------------------------------------------------------------------------
فهرس المحتويات
تقديم
مقدمة المؤلف
الفصل الأول: الانتخابات الرئاسية الأمريكية عامي 2000 و 2004
الفصل الثاني: المسيحية في أمريكا: خلفية تاريخية مختصرة
أ. الصراع الديني
1 - مارتن لوثر
2 - جون كالفن
ب. الحروب الكارثية المتكررة في قارة أوروبا
ج. التغيير البنيوي الذي طرأ على الزراعة وما نتج عنه من معاناة اقتصادية
د. فلسفة المركنتلية والاستعمار
هـ. دين مفصّل واضطرابات
و. المسيحية الأمريكية والآخر
1 - بعض الخصائص الدينية للمجتمع الأمريكية الأول
2 - التطور والازدهار والمشاكل
3 - المنطق في مواجهة التقاليد
4 - انقسام البروتستانتية الأمريكية وولادة الأصولية المسيحية المعاصرة
5 - الاقتصاد السياسي لانقسام البروتستانتية الأمريكية
6 - ادعاءات الحركة الأصولية المسيحية المعاصرة حول جذور أمريكا البيوريتانية
الفصل الثالث: صعود الأصولية المسيحية بعد الحرب العالمية الثانية
أ. قرارات المحكمة العليا توقظ العملاق النائم:
ب. الإستراتيجية الأصولية بعد الحرب العالمية الثانية: إعادة تنظيم الصفوف، الاستقطاب، وإعداد الجماهير
الفصل الرابع: التحدي الفكري والاستجابة له
الفصل الخامس: العلاقة مع الله، والقيصر والمؤمنين
أ. الانتخابات الرئاسية عام 1976: ناخبون إنجيليون و"مرشح ولد من جديد"
ب. التزاوج بين الأصولية الاقتصادية والأصولية المسيحية: حزب جمهوري "ولد من جديد"
الفصل السادس: الأغلبية الأخلاقية في الليبرالية الديمقراطية:
- جيش الله لإخضاع القيصر
- انتصار ريغان عام 1981 والأجندة الأصولية
الفصل السابع: الطريق إلى الإرهاب المسيحي: من الآمال والتطلعات إلى اليأس
الفصل الثامن: رئاسة جورج دبليو بوش عام2000: ألفية جديدة وسياسة جديدة
الفصل التاسع: العصر الألفي السعيد، مملكة الله، واسرائيل
الفصل العاشر: رؤية العالم الإسلامي للسياسة الخارجية من خلال صندوق اللوبي الأمريكي
الفصل الحادي عشر: الحاجة إلى ثقافة فكرية جديدة في الأوساط الأكاديمية الإسلامية وما وراءها- دعوة إلى الاستيقاظ
خاتمة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 07:34]ـ
الجمعة 19 رمضان 1429هـ - 19 سبتمبر 2008م
اثنان من ثلاثة يعتقدون بالجنة .. والنساء والسود أكثر إيمانا
دراسة تؤكد أن نصف الأمريكيين يؤمنون بوجود ملاك حارس يحميهم
الدراسة أكدت أن السود الأمريكيين أكثر إيمانا
واشنطن - أ ف ب
أظهرت دراسة حول المعتقدات الدينية في الولايات المتحدة أن أكثر من نصف الأمريكيين يؤمنون بأن ملاكا حارسا يحميهم، في حين يؤمن اثنان من أصل ثلاثة بأن الجنة موجودة. وتبين أن المعتقدات الدينية أكثر انتشارا بين النساء والسود والجمهوريين.
وتضمنت الدراسة التي أعدها باحثون في جامعة بايلور في واكوا، تكساس، 350 سؤالا تتعلق بالدين وشملت 1648 بالغا في أنحاء البلاد.
وقال 55% من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة أنهم يؤمنون بوجود ملاك حارس يحميهم من الأذى، وهي نسبة شكلت مفاجأة بالنسبة للباحث كريستوفر بادير.
وقال بادير: "أصبت بصدمة إزاء نسبة الأمريكيين الذي يؤمنون بذلك. لم أكن أتوقع هذه النتيجة".
وذكر 67 % أنهم على "ثقة تامة" بأن الجنة موجودة، في حين ذهب 17% إلى أنها موجودة "على الأرجح". وأظهرت الدراسة كذلك أن 73% من الأمريكيين يؤمنون بوجود جهنم.
وتحليلا للنتائج حسب عوامل الجنس واللون والجغرافيا، تبين أن النساء تميل أكثر من الرجال إلى الإيمان بوجود الجنة (76% في مقابل 50%)، والسود أكثر من البيض (86% في مقابل 60%) والجنوبيون أكثر من الشرقيين (76% في مقابل 50%).
ولعب عامل الانتماء السياسي دورا في تحديد طبيعة المعتقد الديني، حيث ذكرت الدراسة أن 77% من الجمهوريين يؤمنون بالجنة في مقابل 54% للديمقراطيين.
ويعد الدين أحد العوامل المهمة في الانتخابات الأمريكية، ويأخذ كثير من الناخبين في الاعتبار طبيعة المذهب الديني الذي ينتمي إليه المرشح عند اتخاذ قرار التصويت.
العربية نت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 04:23]ـ
جزاك الله خيراً أخي خالد.
وما هذه الدعاية بأن الغرب قد تخلى عن دينه إلا إحدى كذبات بني علمان -لا كثرهم الله- ليجدوا بذلك وسيلة للطعن في ديننا ليقولوا بأنه سبب تأخرنا، وما تأخرنا إلا بسبب وجود أمثالهم قابعين لكل مصلح في طريقه.
وقد قرأت للشيخ العلامة تقي الدين الهلالي -رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى- ما أكد لي هذا القول وأزال عن عيني الغبار الذي أثاره أذناب الغرب، وقد وجدتها في رسالته [أخلاق الشباب المسلم] حيث قال:
أقول: يمكن أن يقول القائل: إن التربية في هذا الزمان قد بلغت عند الأمم الراقية درجة عالية، وهي تقتضي عدم ضرب الصبيان، فهناك وسائل أخرى في الترغيب والترهيب والثواب والعقاب تغني عن الضرب، وتحبّب إلى الناشيء التعلم والعمل المثمر, فأقول في جوابه: هذا رأي يقال، والعمل في الأمم الراقية على خلافه، ففي البلاد الألمانية يفرض على كل تلميذ الحضور إلى الكنيسة مع معلمه يوم الأحد، ويشهد الصلاة والوعظ، فإن لم يحضر بلا عذر أُدّب على ذلك بالضرب، وإن ترك الصلاة في الكنيسة ثلاثة آحادٍ متوالية طرد من المدرسة، أما الأيام الستة الباقية من الأسبوع فإن الكنيسة تبعث القسّيسين إلى المدارس يصلّون بالتلاميذ في داخل المدرسة، ويعلّمونهم دينهم ساعتين في كل يوم، ولا يستطيع التلميذ أن يتغيب في هاتين الساعتين إلاّ إذا كان على دين آخر غير المسيحية.
ولما كان سكان البلاد الألمانية على مذهبين مختلفين، كاثولكيين وبروتستانتيين، كان الواجب على وزارة التعليم يقضي بإعداد المدارس لكل الفرقتين في كل مدينة أو قرية يكون سكانها مختلفين في المذهب؛ حتى يتمكن التلميذ الذي أبوه كاثوليكي أن يجد مدرسة على مذهبه, وكذلك التلميذ الذي يكون أبوه برتستانتي يتعلم في مدرسة موافقة لمذهبه، فإن وجدت مدينة أو قرية سكانها كلهم على مذهب واحد، وسكن بينهم عدد قليل من أهل المذهب الآخر، يبعثون أولادهم إلى المدينة الأخرى ليجد مدرسة على مذهبهم، هذا في المدارس الابتدائية والثانوية، أما الجامعات ففي كل جامعة كلية لاهوت مختصة بتعليم الدين، وهذه الكلية محترمة جداً يؤمّها الأساتذة في الأعياد والمناسبات للصلاة والسماع الوعظ، ويتخرّج منها كل سنة كثير من الدكاترة في علم الدين، وكلهم يجدون أعمالا في الكنائس والإرساليات، وتعليم الدين في المدارس العامة.
وهناك مدارس دينية خالصة تديرها الكنائس، ولها مناهجها الخاصة لا تدخل تحت وزارة التربية والتعليم، وبهذه المناسبة أذكر هنا نبأ تاريخيا يخفى على أكثر الناس، وذلك أن هتلر اختلف مع الكنيسة الكاثولكية في قضيتين: إحداهما أنه أوجب على المدارس الدينية التابعة للكنيسة أن تطبق منهج وزارة التعليم، فعدّت الكنيسة الكاثولكية ذلك تدخلا في شؤون الدين، وعدواناً على الكنيسة، والثانية أنه استولى على الذهب المخزون في الكنيسة, وفرض رواتب يعطونها من وزارة المالية، ولهاتين القضيتين انضمَّ الكاثوليكيون إلى اليهود في عداوة هتلر، وأخذوا يكيدون له.
وهذا كله يبطل ما ينشره دجاجلة الاستعمار الروحي من زعيمهم أن الأمم الأوروبية التي بلغت أوج الرقي هجرت الدين وضربت به عرض الحائط، وكان ذلك سبب تقدمها، والأدلة على كذب هذه الدعاية أكثر من تحصى، وقد نشرت في مجلة دعوة الحق أدلة بالأرقام مأخوذة من سفارات الدول الراقية في أوروبا على تدين شعوبها، وقلة المارقين من الدين فيها، هذا مع أنّ دين النصرانية لا يتكفل بتدبير شئون الدين والدنيا كما يفعل الإسلام الحنيف. اهـ (أخلاق الشباب المسلم نشر الجامعة الإسلامية /ص:21 - 22).
وكذلك ما كتبه الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- في مقالته التي ضمنها كتابه [مع الناس] وهي بعنوان: (إبراهيم بِك هنانو قال لي) في صفحة 99، وهي مقالة تحس بالغيرة الحقة في كل سطر منها، وقد قال فيها:
إن هذا الجلاء نعمة من نعم الله، فتلقوها بالشكر والطاعة، واحفظوه بالجد والإخلاص، فبالشكر تدوم النعم، وبالإخلاص تبقى الأمم، وبالمعاصي تبيد وتهلك، إن أجدادنا كانوا يحتفلون بالنصر بحمد الله وطاعته، فيقودهم الاحتفال إلى نصر جديد، وكذلك تفعل الأمم الحية اليوم. أما سمعتم بحفلات تتويج ملك الإنكليز، لقد كان نصفها في الكنيسة، فلماذا يكون احتفالنا بالجلاء اختلاطاً وتكشفاً وغناءً ورقصاً واستهتاراً، كأننا لم ينزل علينا كتاب، ولم يُبعث لنا نبي، ولم يُكمَل لنا دين؟ اهـ
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 08:18]ـ
جزاك الله خيرا
لم ارى مشاركتك القيمة الا الان!(/)
تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات (7) هل يقال: (ذات الله)؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد
فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية:
(وليس النفس صفة كسائر الصفات: كالسمع والعلم والقدرة، فالنفس يعني الذات، فقوله: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) يعني ذاته، وقوله هنا: "عَلَى نَفْسِي" يعني على ذاتي، وكلمة (نفس) أصوب من كلمة ذات لكن شاع بين الناس إطلاق (الذات) دون إطلاق (النفس)، ولكن الأصل العربي: النفس.)
قال رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية:
(الكلام على مسألة الذات:
أصل (الذات) كلمة مولدة بالمعنى المراد بها؛ لأن المراد بها عند القائلين كلمة ذات وصفات، المراد بها النفس، فذات الإنسان يعني نفس الإنسان.
فالله سبحانه وتعالى لم يعبر عن نفسه بـ (الذات)، إنما عبر عن نفسه بـ (النفس)،
فقال: {ويحذركم الله نفسه}، وقال عز وجل عن عيسى: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}
وأصل الذات في اللغة العربية: بمعنى صاحبة، فيقال مثلاً: ذات علم، ذات قدرة، ويقال للمرأة: ذات جمال، وما أشبه ذلك، فهي (ذات) بمعنى (صاحبة)، تضاف إلى صفة.
ونقلها المتكلمون من كونها تضاف إلى صفة وجعلوها اسماً للموصوف، فقالوا: كل موصوف قائم بنفسه فهو ذات، فمثلاً: أصل (ذات الله) يعني (ذات الألوهية)، فنقلوا كلمة: (ذات) إلى (الشيء القائم بنفسه) وقطعوه عن الإضافة.
ولم تكن من كلام العرب ولا يعرفها العرب بهذا المعنى أي بأنها قائمة مقام النفس.
لكن هم لما قالوا: (ذات علم)، قالوا: إذن معناه علم صفة وذات موصوف، فنقول: الموصوف نطلق عليه اسم (ذات)، فقالوا: بدل من (الله) و (صفاته)، قالوا: الذات والصفات، لكن لا مشاحة في الاصطلاح يعني أن العلماء تقبلوا هذا، وصاروا يقولون: ذات وصفات، صفات الذات، صفات الأفعال
وإلا فهي في الأصل ليست من كلام العرب)
ولا أدري علامَ استند الشيخ رحمه الله في دعواه أن (ذات الله) مولدة وشاعت بين الناس وأن الأصوب (نفس الله)؟
فقد وردت هذه الكلمة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وعلى لسان أصحابه وعلى لسان علماء أهل السنة إلى عصرنا هذا بغير نكير!
بل وجاءت في أشعار العرب في الجاهلية وصدر الإسلام وجميع العصور حتى عصرنا هذا.
ثم وقفت على من سبق الشيخ لهذا الإنكار، ألا وهو ابن برهان من النحاة حيث قال: (قول المتكلمين (ذَاتُ اللهِ) جهل؛ لأن أسماءه لا تلحقها تاء التأنيث فلا يقال: علّامة وإن كان أعلم العالمين. قال: وقولهم: الصفات (الذَّاتِيَّةُ). خطأ أيضا؛ فإن النسبة إلى (ذَاتٍ) (ذَوَوِيٌّ)؛ لأن النسبة ترد الاسم إلى أصله)
وكأن الشيخ رحمه الله كان متابعا له في ذلك ثم رجع عن قوله فقد قال في شرح القواعد المثلى:
(منع بعض العلماء أن تقول ذات بالنسبة لله. لماذا؟
لأن التاء للتأنيث ولا يجوز استعمال الكلمة المؤنثة بالتاء ولو للمبالغة ولهذا لا يجوز أن تقول: إن الله علّامة ويجوز أن تقول: إن هذا الرجل علّامة أما الله فتقول علام الغيوب فأنت إذا أتيت بذات تريد الرب عز وجل فإن هذا يعني تأنيث ما يضاف إلى الله وهذا لا يجوز.
لكن هذا خلاف استعمال جمهور علماء المحققين)
لكن اقتصاره على نسبة الاستعمال على العلماء المحققين يوهم أن هذا الاستعمال لا يعرف في لسان العرب واستعمالهم كما ذكر الشيخ قبلُ
ولذلك فسوف أمثل لذلك من السنة وأقوال الصحابة وأقوال العلماء وأشعار العرب وأكتفي في كل واحدة بمثال أو اثنين أو أكثر دون استيعاب لبيان خطأ ما ذهب إليه ابن برهان وتابعه عليه الشيخ رحمه الله في الموضعين المذكورين من كونها مولّدة أو استحدثها المتكلمون، وسأسردها سردا بغير تعليق ولا تحقيق ولا تمييز بين صحيح وضعيف، إذ المقصود ذكر هذه اللفظة (ذات الله)
أولا السنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا حدثنا محمد بن محبوب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه قال أختي فأتى سارة قال يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت فأطلق فدعا بعض حجبته فقال إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو قائم يصلي فأومأ بيده مهيا قالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدم هاجر) متفق عليه
2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه فقالوا تمر يثرب فاتبعوا آثارهم فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى موضع فأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم بن ثابت أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ثم قال اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها قال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فانطلق بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بعد وقعة بدر فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيبا وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك قالت والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبا فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين فقال والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت ثم قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم أنشأ يقول:
فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة وأخبر أصحابه يوم أصيبوا خبرهم وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن يؤتوا بشيء منه يعرف وكان قتل رجلا عظيما من عظمائهم فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئا) أخرج البخاري وغيره
3 - (عن أبي سعيد الخدري قال: اشتكى عليًّا الناسُ. قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخيشن في ذات الله) أخرجه أحمد وغيره
4 - عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال: «أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله» أخرجه أبو نعيم
5 - عن العلاء بن زياد، قال: سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص: «أي المجاهدين أفضل؟ قال: من جاهد نفسه في ذات الله. قال: أنت قلت يا عبد الله بن عمرو أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بل رسول الله صلى الله عليه وسلم» أخرجه أبو نعيم
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثٌ من كن فيه فهو من الأبدال: الرضا بالقضاء، والصبرُ على محارم الله، والغضب في ذات الله عز وجل). أخرجه الديلمي
7 - (عن أبي الزناد قال: لما اشتد المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم، بمكة قال لعمه العباس: «يا عم امض إلى عكاظ، فأرني منازل أحياء العرب حتى أدعوهم إلى الله عز وجل، وأن يمنعوني ويؤوني حتى أبلغ عن الله عز وجل ما أرسلني به»، فقال له العباس: نعم، فأنا ماض معك، حتى أدلك على منازل الأحياء قال محمد بن الحسين: فذكر حديث عرضه على القبائل قبيلة قبيلة، فكل لم يجبه، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ثم انصرف عنهم، اختصرت أنا الحديث قال فيه: فلما جاء العام المقبل لقي النبي صلى الله عليه وسلم الستة النفر الخزرجيون: أسعد بن زرارة، وأبو الهيثم بن التيهان، وعبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، والنعمان بن حارثة، وعبادة بن الصامت، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم، في أيام منى عند جمرة العقبة ليلا، فجلس إليهم فدعاهم إلى الله عز وجل، وإلى عبادته، والمؤازرة على دينه الذي بعث به أنبياءه ورسله، فسألوه أن يعرض عليهم مما أوحي إليه، فقرأ عليهم من سورة إبراهيم: (وإذ قال إبراهيم: رب اجعل هذا البلد آمنا) إلى آخر السورة، فرق القوم وأخبتوا حين سمعوا منه ما سمعوا، فأجابوه فمر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وهم يكلمونه ويكلمهم، فعرف صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابن أخي من هؤلاء الذين عندك؟ قال: «سكان يثرب من الأوس والخزرج، وقد دعوتهم إلى ما دعوت إليه من قبلهم من الأحياء، فأجابوني وصدقوني وذكروا أنهم يخرجونني معهم إلى بلادهم، فنزل العباس وعقل راحلته، ثم قال: يا معشر الأوس والخزرج هذا ابن أخي وهو أحب الناس إلي، ثم ذكر ما جرى بينهم وبين العباس من الخطب الطويل، قال: فقام أسعد بن زرارة وهو أصغر القوم فقال فيما خاطب به العباس: وأما ما ذكرت أنك لا تطمئن إلينا في أمره حتى نأخذ مواثيقنا، فهذه خصلة لا نردها على أحد أرادها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ ما شئت، والتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ خذ لنفسك ما شئت واشترط لربك ما شئت، فقال صلى الله عليه وسلم: «أشترط لربي عز وجل، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم ونساءكم»، قالوا: فذلك لك يا رسول الله قال: فقال العباس: عليكم بذلك ذمة الله مع ذمتكم، وعهد الله مع عهودكم في هذا الشهر الحرام، والبلد الحرام تبايعونه وتبايعون الله ربكم، يد الله عز وجل فوق أيديكم لتجدن في نصرته، ولتشدن من أزره، ولتوفن له بعهده بدفع أيديكم وصرح ألسنتكم ونصح صدوركم، ثم لا تمنعنكم رغبة أشرفتم عليها، ولا رهبة أشرفت عليكم، ولا يؤتى من قبلكم قالوا جميعا: نعم قال: اللهم إنك سامع شاهد، فإن ابن أخي قد استرعاهم دمه واستحفظهم نفسه، اللهم فكن لابن أخي عليهم شهيدا، فرضي القوم بما أعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه، ورضي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا قالوا له: يا رسول الله، إذا أعطيناك ذلك فما لنا؟ قال: «لكم رضوان الله والجنة» قالوا: رضينا وقبلنا، فأقبل ابن التيهان على أصحابه فقال: ألستم تعلمون أن هذا رسول الله إليكم، وقد آمنتم به وصدقتموه، فقالوا: بلى قال: أولستم تعلمون أنه في البلد الحرام ومسقط رأسه وعشيرته ومولده، قالوا: بلى، قال: فإن كنتم خاذليه أو مسلميه يوما من الدهر لبلاء ينزل بكم فالآن، فإن العرب سترميكم فيه عن قوس واحدة، فإن طابت أنفسكم عن الأنفس والأموال والأولاد في ذات الله عز وجل، فما عند الله من الثواب خير من أنفسكم وأموالكم وأولادكم فأجاب القوم جميعا: لا، بل نحن معه بالوفاء والصدق، ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله لعلك إذا حاربنا الناس فيك، وقطعنا ما بيننا وبينهم من الحلف والجوار والأرحام، وحملتنا الحرب على شيشائها، وكشفت لنا عن قناعها، ولحقت ببلدك وتركتنا، وقد حاربنا الناس فيك، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «الدم الدم، الهدم الهدم») معضل أخرجه الآجري في
(يُتْبَعُ)
(/)
الشريعة
8 - (عن حبيب بن أبي ثابت قال: أنشد حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم أبياته فقال:
شهدت بإذن الله أن محمدا ... رسول الذي فوق السموات من عل
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما ... له عمل في دينه متقبل
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم ... يقوم بذات الله فيهم ويعدل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا.) مرسل أخرجه أبو يعلى
ثانيا أقوال الصحابة:
1 - عن أبي الدرداء قال: (لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا وكفى بك إثما أن لا تزال مخاصما وكفى بك إثما أن لا تزال مماريا وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذات الله) أخرجه الدارمي وغيره
2 - عن أبي الدرداء قال: (لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله، ثم تقبل على نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس) أخرجه البيهقي وغيره
3 - عن ابن عباس قال: (تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله) أخرجه البيهقي وغيره
4 - عن عائشة بنت أبي بكر تصف أباها رضى الله تعالى عنهما: (فما برحت شكيمته في ذات الله)
أقوال أهل العلم:
1 - قال الإمام مالك بن أنس: (من وصف شيئا من ذات الله تعالى مثل قوله {وقالت اليهود يد الله مغلولة} فأشار بيده إلى عنقه قطعت ومثل قوله {وهو السميع البصير} فأشار إلى عينيه أو أذنيه أو شيء من بدنه قطع ذلك منه لأنه شبه الله تعالى بنفسه) أخرجه حرملة عن ابن وهب عنه
2 - قال الإمام أبو حنيفة: (لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه.)
3 - قال الإمام أحمد بن حنبل في الرد على الجهمية: (وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالت عيسى روح الله وكلمته إلا أن الكلمة مخلوقة وقالت النصارى عيسى روح الله من ذات الله وكلمة الله من ذات الله كما يقال إن هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة)
4 - قال الإمام البخاري: (باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي اللهوقال خبيب وذلك في ذات الإله فذكر الذات باسمه تعالى) صحيح البخاري – كتاب التوحيد
5 - قال الإمام البيهقي: (باب ما ذكر في الذات) الأسماء والصفات
6 - قال الإمام الطبري: (وقوله: {ويعلم الصابرين} يعني: الصابرين عند البأس على ما ينالهم في ذات الله من جرح وألم ومكروه)
7 - قال الإمام الخرائطي: (رحم الله عمر ما كان أنظره بنور الله في ذات الله وأفرسه.)
أشعار العرب:
- الشعر الجاهلي
1 - قال النابغة الذبياني:
مجلتهم ذات الإله ودينهم ... قويم فما يرجون خير العواقب
2 - قال أمية بن أبي الصلت:
إذا دعا باسمها الإنسان أو سمعت ... ذات الإله أتت في مشيها رزم
- صدر الإسلام:
3 - قال خبيب بن عدي:
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
4 - قال حسان بن ثابت:
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم ... يقوم بذات الله فيهم ويعدل
5 - قال كعب بن ذي الحبكة النهدي:
وإن اغترابي في البلاد وجفوتي ... وشتمي في ذات الإله قليل
6 - قال الحطيئة:
يقولون هل يبكي من الشوق حازم ... تخلى إلى ذات الإله حنيف
- العصر العباسي:
7 - قال أبو تمام الطائي:
يقول فيسمع ويمشي فيسرع ... ويضرب في ذات الإله فيوجع
8 - وقال أيضا:
هزته معضلة الأمور وهزها ... وأخيف في ذات الآله وخيفا
9 - وقال البحتري:
بعرى من الرأي الأصيل شداد ... كالسيف في ذات الإله وقد يرى
- الشعر الأندلسي:
10 - وقالعبد الجبار بن حمديس:
حمى ما حمى من بيضة الدين سيفه ... وأشفق في ذات الإله وعنفا
11 - قال ابن عنين:
أغمدت سيفا مرهفا شفراته ... قد كان في ذات الإله مجردا
12 - قال مهيار الديلمي:
منحوها ذات الإله فلم يفـ ... ـترضوها إلا الصفي الأثيرا
وأكتفي بذلك القدر
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 08:43]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
هل قال الشيخ ابن عثيمين إن (ذات الله) ليست من كلام العرب؟ أو قال إن (الذات) هي التي ليست من كلام العرب؟
كلام الشيخ رحمه الله لا يخرج في مجمله عن كلام شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى (6/ 341).
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 11:41]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزى الله خيراً أخانا الشيخ عيد فهمي على هذا الجهد الطيب في جمع نصوص العرب والعلماء في كلمة "ذات". إلا أنه أبعد النجعة في فهم كلام العلامة العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ.
فكلامه رحمه الله صحيح جملةً وتفصيلاً، وهو مما يدل على إمامته رحمه الله.
بيان ذلك أنه قال ـ رحمه الله ـ: أصل (الذات) كلمة مولدة بالمعنى المراد بها؛ لأن المراد بها عند القائلين كلمة ذات وصفات، المراد بها النفس، فذات الإنسان يعني نفس الإنسان
وقال ـ رحمه الله ـ: لم يعبر عن نفسه بـ (الذات عبر عن نفسه بـ (النفس) فقال: {ويحذركم الله نفسه}، وقال عز وجل عن عيسى: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}
وأصل الذات في اللغة العربية: بمعنى صاحبة، فيقال مثلاً: ذات علم، ذات قدرة، ويقال للمرأة: ذات جمال، وما أشبه ذلك، فهي (ذات) بمعنى (صاحبة)، تضاف إلى صفة ونقلها المتكلمون من كونها تضاف إلى صفة وجعلوها اسماً للموصوف، فقالوا: كل موصوف قائم بنفسه فهو ذات، فمثلاً: أصل (ذات الله) يعني (ذات الألوهية)، فنقلوا كلمة: (ذات) إلى (الشيء القائم بنفسه) وقطعوه عن الإضافة. ولم تكن من كلام العرب، ولا يعرفها العرب بهذا المعنى أي بأنها قائمة مقام النفس. [/
يؤيد ذلك ما ذكرتَه ـ حفظك الله ـ من كلام العرب في ذكرهم للذات مضافةً، فهي بمعنىً غيرِ المعنى المراد عند المتكلمين، فأغلب ما ذكرتَ من كلامهم لا يناسب معنى "النفس". ألا ترى أنك لا تقدر على استبدال كلمة "ذات" الواردة في النصوص الشعرية المذكورة بكلمة "نفس"!؟
فلا يستقيم معنى لقول خبيب: وذلك في نفس الإله .... !
قال شيخ الإسلام، كما في المجموع 6/ 341 ـ 342: (وهى كلمة مولدة ليست قديمة وقد وجدت في كلام النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة لكن بمعنى آخر مثل قول خبيب الذى في صحيح البخارى:
وذاك في ذات الاله وان يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع
وفى الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لم يكذب ابراهيم الا ثلاث كذبات كلهن في ذات الله)).
وعن أبى ذر: كلنا أحمق في ذات الله.
وفى قول بعضهم: أصبنا في ذات الله.
والمعنى في جهة الله وناحيته أى لأجل الله ولابتغاء وجهه، ليس المراد بذلك النفس ونحوه في القرآن (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) وقوله (عليم بذات الصدور) أى الخصلة والجهة التى هي صاحبة بينكم وعليم بالخواطر ونحوها التى هي صاحبة الصدور.
فاسم "الذات" في كلام النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة والعربية المحضة بهذا المعنى ثم أطلقه المتكلمون وغيرهم على "النفس" بالاعتبار الذى تقدم، فانها صاحبة الصفات، فاذا قالوا "الذات" فقد قالوا التى لها الصفات. وقد روي في حديث مرفوع وغير مرفوع: (تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في ذات الله)، فان كان هذا اللفظ أو نظيره ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقد وجد في كلامهم اطلاق اسم "الذات" على النفس كما يطلقه المتأخرون) أهـ كلامه رحمه الله.
قلت: والأثر الذي أحال عليه شيخ الإسلام رحمه الله ضعيف لا يصح بهذا اللفظ، والله أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:06]ـ
بوركت أخي أبا عبد الرحمن الطائي،قرأت ما كتبه الأخ عيد و كنت سأسجل نفس الملاحظة لكنكم كفيتم و أحسنتم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 08:34]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
هل قال الشيخ ابن عثيمين إن (ذات الله) ليست من كلام العرب؟ أو قال إن (الذات) هي التي ليست من كلام العرب؟ أحسن الله إليك
كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله محتمل لهذا وذاك
ودليل ذلك:
1 - كلام شيخ الإسلام رحمه الله صريح في نفي الثاني دون الأول لأنه ذكر صحة قولنا (ذات الله) ولكن بمعنى جهته أو ناحيته أو لأجله أو لابتغاء وجهه وذكر الأدلة على ذلك من كلام النبي (ص) والصحابة
2 - كلام ابن برهان رحمه الله صريح في نفي الأول لأنه علّل ذلك بأن أسماءه لا تلحقها تاء التأنيث فلا يقال: علّامة كما ذكر، فهو يخطئ قولنا: (ذات الله) بأي معنى كانت لأنه يعتبر هذا التركيب نفسه خطأ لغويا وشرعيا، ولم يذكر الأحاديث الوارد فيها ذلك مما يدل على عدم استحضاره ذلك وقد ردّ عليه غير واحد ببعض ما ذكرته من أدلة
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من الممكن حمله على كلام شيخ الإسلام لذكره التفريق بين النفس والذات، ولتخصيصه بالنفي المعنى الذي أطلقه المتكلمون، ويمكن حمله على كلام ابن برهان لتعليله أن (ذات) بمعنى صاحبة وعدم ذكره للمعنى الثاني الذي ذكره شيخ الإسلام لها وهو جهته وناحيته أو لأجله أو ابتغاء وجهه، وكذلك عدم ذكره للأحاديث والآثار الواردة وتوجيه معناها كما فعل شيخ الإسلام مما قد يوهم عدم استحضاره لها، وذكره لكلام ابن برهان حين قال: (منع بعض العلماء أن تقول ذات بالنسبة لله. لماذا؟
لأن التاء للتأنيث ولا يجوز استعمال الكلمة المؤنثة بالتاء ولو للمبالغة ولهذا لا يجوز أن تقول: إن الله علّامةمما يوهم أيضا أنه أخذ قوله الأول منه
فترجيح أحد الفهمين على الآخر بغير دليل خارج عنهما هو الذي فيه إبعاد النجعة وليس كما قال الفاضل: جزى الله خيراً أخانا الشيخ عيد فهمي على هذا الجهد الطيب في جمع نصوص العرب والعلماء في كلمة "ذات". إلا أنه أبعد النجعة في فهم كلام العلامة العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ.
ولذلك فأنا لم أجزم بموافقة الشيخ رحمه الله لابن برهان وإنما قلت نصًّا: وكأن الشيخ رحمه الله كان متابعا له في ذلكفتركته على الاحتمال ولم أجزم.
ولذلك لمَّا أردت البدء في سرد الأدلة لم أنسب الخطأ مباشرة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وإنما قلت نصًّا أيضا: ولذلك فسوف أمثل لذلك من السنة وأقوال الصحابة وأقوال العلماء وأشعار العرب وأكتفي في كل واحدة بمثال أو اثنين أو أكثر دون استيعاب لبيان خطأ ما ذهب إليه ابن برهان وتابعه عليه الشيخ رحمه الله في الموضعين المذكورين من كونها مولّدة أو استحدثها المتكلمونوبينت أن مقصودي ليس الاستدلال على استخدام (ذات) بمعنى (نفس) وإنما على جواز قول: (ذات الله) خلافا لصريح كلام ابن برهان واحتمال كلام ابن عثيمين ولذلك قلت نصًّا أيضا: وسأسردها سردا بغير تعليق ولا تحقيق ولا تمييز بين صحيح وضعيف، إذ المقصود ذكر هذه اللفظة (ذات الله) فلعل الآن بان مقصودي.
وجزاكم الله خيرا جميعا على هذه المداخلات الطيبة المثمرة
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 09:01]ـ
وفقك الله
أولا: الشيخ ذكر كلام ابن برهان وانتقده.
ثانيا: لا أستطيع أن أفهم من كلام ابن برهان أن قولهم (ذات الله) خطأ، وإنما الذي أفهمه من كلامه أن قولهم (الذات) - قاصدين بها الله - خطأ، لأن إضافة الكلمات المؤنثة إلى الله عز وجل لا نزاع فيها، مثل (كلمة الله) (رحمة الله) (عظمة الله) ... إلخ.
والأمر في كل ذلك يسير، فالمقصود التنبيه على صحة قولنا (في ذات الله) وأنه لا إشكال فيه، بغض النظر عن مقصود فلان.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 09:12]ـ
والأمر في كل ذلك يسير، فالمقصود التنبيه على صحة قولنا (في ذات الله) وأنه لا إشكال فيه، بغض النظر عن مقصود فلان. بوركت
قد اتفقنا في الغاية فهذا كاف
فحتى لو لم يكن هذا مقصود الشيخ ولا مقصود ابن برهان فيكفي رفع الوهم الذي قد يتوهمه بعض من يقرأ الكلام فيظن عدم صحة قولنا: (ذات الله)، أو شذوذه كمن قال (وهو الشيخ محمد سالم ولد عدود):
نَعمْ، أتَتْ مُضَافةً للهِ ... فِي كَذَبَاتِ القَانِتِ الأوَّاهِ
وَهْوَ شُذُوذٌ، وَنَظِيرُهُ (ذُو ... بَكّةَ) مِمَّا شَأنُه الشُّذُوذُ
فها قد أظهرتُ ما كنتُ أضمر قبلُ
والله الموفق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 09:19]ـ
وفقك الله
الشيخ عدود لا يقصد ما ظننت!
هو يقصد أن الجادة أن يقال (ذات الإله)، وأن ما ورد من (ذات الله) شذوذ من جهة النحو.
لأن المعروف أن (ذات) و (ذو) لا يضاف إلى العلم.
ويعني بالشذوذ قلة الاستعمال كما يظهر من سياق كلامه:
http://alukah.net/majles_1/showpost.php?p=87775&postcount=141
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 09:28]ـ
ويعني بالشذوذ قلة الاستعمال كما يظهر من سياق كلامه:إن كان يقصد بالشذوذ قلة إضافة (ذات) للعَلَم فممكن
وإن كان يقصد قلة إضافة (ذات) للفظ الجلالة (الله) فما ذكرته من الأدلة يرد ذلك
وإن كان ظاهر كلام الشيخ أقرب للأول.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 09:55]ـ
ثم بدا لي أمر
(يُتْبَعُ)
(/)
دعوى أن إطلاق (ذات الله) بالمعنى المشهور الآن مولد تحتاج إلى وقفة
فأثر ابن عباس المذكور: عن ابن عباس قال: (تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله) أخرجه البيهقي وغيرهضعفه إما من جهة عطاء بن السائب المتوفى 136 هـ أو من جهة علي بن عاصم المتوفى 201هـ أي كلاهما توفي في القرن الثاني أوسطه أو آخره
فهذا يدل على أن هذا الأثر كان موجودا ومتداولا في عصر الاحتجاج اللغوي ولم يستنكره أحد من أهل اللغة وكذلك تداوله أهل العلم في كتبهم من ذلك الوقت ولم يستنكروه فلو كان مولدا محدثا لوجدنا استنكارهم لمعناه أو تبيين أنهم مولّد أو محدث. والله أعلم
وبرهان ذلك أيضا أنه قد ثبت قولم الإمام مالك الذي ذكرته:1 - قال الإمام مالك بن أنس: (من وصف شيئا من ذات الله تعالى مثل قوله {وقالت اليهود يد الله مغلولة} فأشار بيده إلى عنقه قطعت ومثل قوله {وهو السميع البصير} فأشار إلى عينيه أو أذنيه أو شيء من بدنه قطع ذلك منه لأنه شبه الله تعالى بنفسه) أخرجه حرملة عن ابن وهب عنهوحرملة وإن تكلم فيه بعضهم لكن روايته عن ابن وهب معتمدة خاصة إن كان أثرا عن مالك غير مرفوع ويكفيك قول العقيلى: كان أعلم الناس بابن وهب، و هو ثقة إن شاء الله تعالى
أضف ما ذكرته من قول غيره من أهل العلم:
قال الإمام أبو حنيفة: (لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه.)
قال الإمام أحمد بن حنبل في الرد على الجهمية: (وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالت عيسى روح الله وكلمته إلا أن الكلمة مخلوقة وقالت النصارى عيسى روح الله من ذات الله وكلمة الله من ذات الله كما يقال إن هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة)
قال الإمام البخاري: (باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله وقال خبيب وذلك في ذات الإله فذكر الذات باسمه تعالى) صحيح البخاري – كتاب التوحيدوكلها تصب في المعنى الذي زعموا أنه محدث أحدثه المتكلمون.
فهل أخذه إمام دار الهجرة عن المتكلمين؟
وهل أخذه إمام أهل السنة عن المتكلمين؟
وهل أخذه إمام أهل الحديث عن المتكلمين؟
الأمر يحتاج إلى وقفة وإعادة نظر والله أعلم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 10:00]ـ
على ما أذكر بت أثر ابن عباس (تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في ذات الله) وقد صححه الشيخ الألبانى فى الضعيفة عند تحققه لهذا الأثر مرفوعا
وعليه إن صح هذا الأثر صح اطلاق الذات على النفس والله أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 10:46]ـ
أضف ما ذكرته من قول غيره من أهل العلم: وكلها تصب في المعنى الذي زعموا أنه محدث أحدثه المتكلمون. [/ COLOR][/SIZE]
فهل أخذه إمام دار الهجرة عن المتكلمين؟ [/ COLOR][/SIZE]
وهل أخذه إمام أهل السنة عن المتكلمين؟
وهل أخذه إمام أهل الحديث عن المتكلمين؟
الأمر يحتاج إلى وقفة وإعادة نظر والله أعلم
أما عبارة الإمام مالك فإن كانت ثابتة عنه، فلعلها مما نقل عنه بالمعنى، خاصة وأن حال إسنادها ما ذكرتم، والخطب في نقلها بالمعنى ها هنا يسير.
وأما كلمة الإمام أحمد فلا ينبغي الاستدلال بها بحال، فهي من قِيلِ النصارى، وهو ناقل عنهم، منكر عليهم، فحسب!
وكذا عبارة الإمام البخاري فهي تنزل على سبيل المناظرة والرد على المخالف، لا على سبيل التأسيس، وهذا نظير قوله في كتاب التوحيد من صحيحه: باب (قل أي شيء أكبر شهادة) فسمى الله تعالى نفسه شيئاً.
فذلك من باب الإخبار، رداً على من ينكر أن الله شيء وأنه ذات وصفات، كما هو الحال عند الجهم ونحلته. فالبخاري يرد عليهم بأن الله يوصف بأنه شيء وذاتٌ متصفٌ بصفات، وكذا يفعل أهل السنة في مصنفاتهم، كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم، والله أعلم.
وأما الإمام البيهقي فلا يستغرب تأثره بالمتكلمين في مثل هذه الألفاظ.
والإمام أبو حنيفة رحمه الله، أين أسناده لننظر فيه؟ على أنه غير مستنكر منه مثل هذه العبارة، والله أعلم وأحكم.
على ما أذكر بت أثر ابن عباس (تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في ذات الله) وقد صححه الشيخ الألبانى فى الضعيفة عند تحققه لهذا الأثر مرفوعا
وعليه إن صح هذا الأثر صح اطلاق الذات على النفس والله أعلم
حبذا لو تأكدت من الأمر قبل المشاركة ـ أخي الكريم ـ فمشاركة بلا تأكد قد تربك القارئ، والعلامة الألباني رحمه الله ضعف هذا الأثر في "الصحيحة" 4/ 396 ـ 397 عند الكلام على الحديث (1788).
جزاك الله خيراً على المشاركة ووفقك لكل خير.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 11:28]ـ
وفقكم الله
فأين الردّ عن هذا:
ضعفه إما من جهة عطاء بن السائب المتوفى 136 هـ أو من جهة علي بن عاصم المتوفى 201هـ أي كلاهما توفي في القرن الثاني أوسطه أو آخره
فهذا يدل على أن هذا الأثر كان موجودا ومتداولا في عصر الاحتجاج اللغوي ولم يستنكره أحد من أهل اللغة وكذلك تداوله أهل العلم في كتبهم من ذلك الوقت ولم يستنكروه فلو كان مولدا محدثا لوجدنا استنكارهم لمعناه أو تبيين أنه مولّد أو محدث. والله أعلممع أني غير متقبل لما أوردتموه على أثر مالك خصوصا
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 11:56]ـ
الأخ الحبيب عيد .. لعل سؤالي هذا خارج الموضوع، لكنك دللتني إليه:
الاستدلال بأثر ابن عباس "الضعيف" كون ضعفه في طبقة متقدمة يفتح باباً عريضاً لسؤال خطير يتعلق بحجية الاستدلال النحوي بالحديث الضعيف إذا كان سبب ضعفه متقدماً، فهل تؤيدون الاحتجاج بالحديث الضعيف في المسائل اللغوية إن كان ضعفه في طبقة متقدمة؟ جزاك الله خيراً أولاً وآخراً.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 06:26]ـ
الأخ الحبيب عيد .. لعل سؤالي هذا خارج الموضوع، لكنك دللتني إليه:
الاستدلال بأثر ابن عباس "الضعيف" كون ضعفه في طبقة متقدمة يفتح باباً عريضاً لسؤال خطير يتعلق بحجية الاستدلال النحوي بالحديث الضعيف إذا كان سبب ضعفه متقدماً، فهل تؤيدون الاحتجاج بالحديث الضعيف في المسائل اللغوية إن كان ضعفه في طبقة متقدمة؟ جزاك الله خيراً أولاً وآخراً. وفقكم الله
لا أستطيع الجزم المطلق بالاحتجاج أو عدمه؛ وذلك لكثرة العوامل المؤثرة في الحكم مثل: درجة الضعف، مدى علم هذا الراوي الضعيف باللغة، بيئة هذا الراوي ومدى قربها أو بعدها من البيئة العربية المحتج بأهلها في اللغة، مدى انتشار هذا الحديث الضعيف في كتب السنة، مدى اتفاق ألفاظ الحديث واختلافها، إلى غير ذلك من العوامل.
ولعلي أنشط - إن شاء الله - في جمعها بالاستقراء والاستنتاج وسؤال أهل الذكر
وحبذا لو شارك فضلاء هذا المجلس في ذلك بالمشورة أو الإضافة
وجزاكم الله خيرا على طرح السؤال
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 05:13]ـ
هذه هدية منى إليك يا شيخ عيد:
قال الشيخ الأديب محمود شاكر فى التعليق على الطبرى:
""تذكرة" تبين لي مما راجعته من كلام الطبري، أن استدلال الطبري بهذه الآثار التي يرويها بأسانيدها، لا يراد به إلا تحقيق معنى لفظ، أو بيان سياق عبارة. فهو قد ساق هنا الآثار التي رواها بإسنادها ليدل على معنى"الخليفة"، و"الخلافة"، وكيف اختلف المفسرون من الأولين في معنى"الخليفة". وجعل استدلاله بهذه الآثار، كاستدلال المستدل بالشعر على معنى لفظ في كتاب الله. وهذا بين في الفقرة التالية للأثر رقم: 605، إذ ذكر ما روي عن ابن مسعود وابن عباس، وما روي عن الحسن في بيان معنى"الخليفة"، واستظهر ما يدل عليه كلام كل منهم. ومن أجل هذا الاستدلال، لم يبال بما في الإسناد من وهن لا يرتضيه. ودليل ذلك أن الطبري نفسه قال في إسناد الأثر: 465 عن ابن مسعود وابن عباس، فيما مضى ص: 353"فإن كان ذلك صحيحًا، ولست أعلمه صحيحًا، إذ كنت بإسناده مرتابًا. . "، فهو مع ارتيابه في هذا الإسناد، قد ساق الأثر للدلالة على معنى اللفظ وحده، فيما فهمه ابن مسعود وابن عباس -إن صح عنهما- أو ما فهمه الرواة الأقدمون من معناه. وهذا مذهب لا بأس به في الاستدلال. ومثله أيضًا ما يسوقه من الأخبار والآثار التي لا يشك في ضعفها، أو في كونها من الإسرائيليات، فهو لم يسقها لتكون مهيمنة على تفسير آي التنزيل الكريم، بل يسوق الطويل الطويل، لبيان معنى لفظ، أو سياق حادثة، وإن كان الأثر نفسه مما لا تقوم به الحجة في الدين، ولا في التفسير التام لآي كتاب الله.
فاستدلال الطبري بما ينكره المنكرون، لم يكن إلا استظهارًا للمعاني التي تدل عليها ألفاظ هذا الكتاب الكريم، كما يستظهر بالشعر على معانيها. فهو إذن استدلال يكاد يكون لغويًّا. ولما لم يكن مستنكرًا أن يستدل بالشعر الذي كذب قائله، ما صحت لغته؛ فليس بمستنكر أن تساق الآثار التي لا يرتضيها أهل الحديث، والتي لا تقوم بها الحجة في الدين، للدلالة على المعنى المفهوم من صريح لفظ القرآن، وكيف فهمه الأوائل - سواء كانوا من الصحابة أو من دونهم.
وأرجو أن تكون هذه تذكرة تنفع قارئ كتاب الطبري، إذا ما انتهى إلى شيء مما عده أهل علم الحديث من الغريب والمنكر. ولم يقصر أخي السيد أحمد شاكر في بيان درجة رجال الطبري عند أهل العلم بالرجال، وفي هذا مقنع لمن أراد أن يعرف علم الأقدمين على وجهه، والحمد لله أولا وآخرًا."
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 05:22]ـ
هذه هدية منى إليك يا شيخ عيد: هديتكم مقبولة
بارك الله لكم(/)
التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1 - 2) [عبدالله السعوي]
ـ[حمد الصالح]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 05:50]ـ
التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1 - 2)
عبدالله بن محمد السعوي
التجديد سنة إسلامية لازمة لضمان حيوية الشريعة، واطراد ديناميكيتها، واستمرار صلاحيتها عبر الزمان والمكان، ولكن هذا التجديد يجب أن يجري من خلال التمييز بين الثابت والمتغير، فثمة حدود بين ما يجب أن يبقى وبين ما يمكن.
أن يتغير وثمة عناصر ثابتة كالعقائد والأخلاق والعبادات والشعائر والأحكام القطعية فهذه لا يجوز المساس بها تحت أي ظرف كان بل هي مساحة مغلقة لا معنى للتطوير فيها وهناك ما يقبل التغيير مثل آليات البحث والتقاليد والعادات التي لازمت بعض الأمور الدينية ذات غفلة ما فهذه وأمثالها يسوغ امتداد الفعل التغييري إليها من أجل الارتقاء بها وتجاوز ما فيها من سلبيات، أيضا لا بد أن يحتوي المجدد على أهلية عالية في فهم الحقائق الدينية، وأن يكون لديه براعة كافية في رد المسائل إلى أصولها، وإحاطة متعمقة بالأدلة الشرعية، مع مهارة كثيفة في استنطاق النصوص، وإسقاطها على الواقع، والإلمام بالمتغيرات، واستيعاب المستجدات، وأن يتميز بألمعية بحثية، وتفرد في معاينة الظواهر.
هذه الضوابط الاجتهادية ليس لها أدنى اعتبار لدى ثلة من الكتاب، يأتي من أبرزهم الدكتور حسن حنفي، فهو يقدم ذاته عبر كثير من كتبه التي من أبرزها كتابان هما (من العقيدة إلى الثورة) و (التراث والتجديد) بوصفه مفكرا ذا توجه إسلامي، مسكون بهم الأنا الجمعية، وبوصفه فقيها من علماء الأمة! يجدد لها دينها، ويعمل على صياغة رقيها عبر مقاربة التراث، والاشتغال على مفرداته، وتفسيره طبقا لحاجات العصر، وهو في كتابه (من العقيدة إلى الثورة) يفصح عن كل ما يختلج في ذهنه من مفاهيم وأطروحات يسارية، وهو لا يعلن وبصراحة متناهية أنه شيوعي ماركسي حيث يقول (أنا ماركسي شاب وهم ماركسيون شيوخ) انظر (الإسلام والحداثة)، فالعقيدة التي بطبيعتها تتمحور حول الذات الإلهية وشخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هي بمنظور حنفي تراث يجب القفز عليه، وهو في هذا الكتاب كما يؤكد (علي حرب): (يثور على العقيدة بالتحرر من مقدماتها الإيمانية، وأسسها الثابتة، من أجل إعادة البناء والتأسيس. ولا نبالغ إذا قلنا إنه يقوم بنقد المقدمات والأصول، وزعزعة أكثر البديهيات القارة في العقل العربي الإسلامي) انظر (نقد النص) ص30
التأمل الاطلاعي في أطروحات الدكتور حسن حنفي يوقفنا على مغالطات معرفية حادة، مغالية في مناهضتها للعقيدة، وموغلة في مناهضتها للممكن العقلي، حيث إنه يقود حركة تمرد ضد إملاءات الفقه الأكبر، ومصادمة عنيفة لمقتضياته العقدية، ويتعذر في مقالة محدودة كهذه، الإحاطة بكافة السقطات المعرفية التي يتشكل منها المنطق الداخلي، والبنية العامة لهذا الطرح المربك للوعي الإنساني، ولكن يكتفى بذكر بعض الملاحظات التي تمدنا بانطباع عام عن التوجه الأيديولوجي لهذا الطرح.
يذهب الدكتور حسن حنفي في كتابه (التراث والتجديد) ص54 إلى إبداع تعريف حديث للإلحاد لم يكن باستطاعة غيره العثور على مثل هذا التعريف!، فهو يرى أن الإلحاد (هو المعنى الأصلي للإيمان لا المعنى المضاد، والإيمان هو المعنى الذي توارده العرف حتى أصبح بعيدا للغاية عن المعنى الأصلي إن لم يكن فقداً له؛ لأن الإيمان تغطية وتعمية عن شيء آخر مخالف لمضمون الإيمان، والالحاد هو كشف القناع وفضح النفاق) وفي ص67 يقول: (الالحاد هو التجديد، وهو المعنى الأصلي للإيمان)، إن غياب النص الشرعي كمصدر أساس لإثراء الفكر عن وعي حسن حنفي، ولد لديه تشوها في الخطاب، وإرباكا في الآلية، وتزييفا في المفاهيم، أفضى به إلى الاعتقاد بأن واقعنا المعاصر يفرض علينا تجاوز كون الأولوية لحكم الله بل يجب تنحية الله (تعالى الله وتقدس) جانبا والتفرد بزمام السيطرة! حيث يقول في كتابه (التراث والتجديد): (لقد ساد الاختيار الأشعري أكثر من عشرة قرون وقد تكون هذه السيادة أحد معوقات العصر لأنها تعطي الأولوية لله في الفعل وفي العلم وفي الحكم وفي التقييم في حين أن وجداننا المعاصر يعاني من ضياع أخذ زمام المبادرة منه باسم الله مرة وباسم السلطان مرة أخرى).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً حنفي ينطلق من منطلق الرافض لسلطان السماء وسلطان الأرض فهو ثائر وكذلك اليسار معارض ثائر، بل يرى أن لفظ الجلالة (الله) وألفاظ مثل (الرسول، الدين، الجنة، النار): (لم تعد قادرة على التعبير عن مضامينها المتجددة طبقا لمتطلبات العصر نظراً لطول مصاحبتها للمعاني التقليدية الشائعة التى تريد التخلص منها) انظر (التراث والتجديد) ص110 إذاً لفظ الجلالة لفظ أجوف لا يعبر عن حقيقة، ولا ينطوي على مدلول في نظره! ولذا فلا بد من التخلص منه ورفض الإله جملة وتفصيلا! ويقرر هذه الفكرة مرة أخرى حيث يؤكد على أن لفظ الجلالة (الله): تعبير أدبي أكثر منه وصفا لواقع، وتعبير إنشائي أكثر منه وصفا خيريا، وما زالت الإنسانية كلها تحاول البحث عن معنى للفظ الله) انظر (التراث والتجديد) ص114 لاحظ هنا عزيزي القارئ أسلوب الإسقاط حيث يعمم حنفي تجربة جزئية محدودة، ويسقطها على الواقع الإنساني العام، بمنهج يتنافى مع أبرز اشتراطات الموضوعية، ويتناقض مع مقتضيات البحث العلمي، وضوابط الطرح الأكاديمي الذي ينتمي إلى سلوكه!
علوم الوحي ليس لها حيز في ذهن حسن حنفي، فهو لا يمتلك بصيرة محدودة فضلا عن أن تكون بصيرة مفصلة بأدبياتها ومفرداتها وطبيعة تركيبتها العامة، إن وعيه لها وعي بدائي، يدرك ذلك من لديه أدنى معرفة بالعلوم الشرعية، رغم أن حنفي قد أخذ على عاتقه مهمة التفصيل والتنظير في هذا المجال، الأمر الذي غر بعض بسطاء المثقفين فاعتقدوا أنه فقيه عملاق يمثل التوجه الإسلامي المستنير! هذا الوعي البسيط لطبيعة الشريعة، هي التي جعلت حنفي يذهب إلى أن العلمانية هي أساس الوحي حيث يقول في (التراث والتجديد): (العلمانية إذاً أساس الوحي فالوحي علماني في جوهره، والدينية طارئة عليه من صنع التاريخ) إذا الدين طارئ والعلمانية هي الأصل!
أيضا يتطاول حسن حنفي وباندفاع متهور على الذات الإلهية ويصف أسماء الله الحسنى المهيمن، والمتكبر، والجبار بأنها أسماء تدل على الدكتاتورية للذات الإلهية، وأنه يجب حذف تلك الأسماء.
الشهادتان في نظر حنفي ليس لهما مدلول حقيقي وليسا (إعلانا لفظيا عن الألوهية والنبوة بل الشهادة النظرية والشهادة العملية على قضايا العصر وحوادث التاريخ) انظر (من العقيدة إلى الثورة) 1 - 17 حنفي يؤكد على أنه وضعي، ويتقاطع مع الوضعية كمذهب فلسفي له موقف مناهض لكل الأشياء الماورائية، والخارجة عن نطاق المحسوس.
يقول حنفي: (إن كل ما يخرج عن نطاق الحس والمادة والتحليل، أضعه بين قوسين) انظر (الإسلام والحداثة) ص219 ويقول أيضا: (إن المرء لكي يكون مسلما لا يحتاج إلى الإيمان بالجن والملائكة فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل) انظر (قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر) ص93، ويقول في الكتاب ذاته ص91: (يمكن للمسلم المعاصر أن ينكر كل الجانب الغيبي في الدين، ويكون مسلما حقا في سلوكه) ويقول مشككا بالبعث: (إن أمور المعاد في نهاية الأمر ما هي إلا عالم بالتمني عندما يعجز الإنسان عن عيشه بالفعل في عالم يحكمه القانون ويسوده العدل لذلك تظهر باستمرار في فترات الاضطهاد وفي لحظات العجز وحين يسود الظلم ويعم القهر كتعويض عن عالم مثالي يأخذ فيه الإنسان حقه ... أمور المعاد في أحسن الأحوال تصوير فني يقوم به الخيال تعويضا عن حرمان في الخبز أو الحرية في القوت أو الكرامة) انظر (من العقيدة إلى الثورة) 4 - 600
ويقول أيضا: (إن الجنة والنار هما النعيم والعذاب في هذه الدنيا وليس في عالم آخر يحشر فيه الإنسان بعد الموت، الدنيا هي الأرض والعالم الآخر هو الأرض، الجنة ما يصيب الإنسان من خير في الدنيا والنار ما يصيب الإنسان من شر فيها) انظر (من العقيدة إلى الثورة) 4 - 601
ويقول في (التراث والتجديد) ص103: (الفاظ الجن والملائكة والشياطين بل والخلق والبعث والقيامة ألفاظ تتجاوز الحس والمشاهدة ولا يمكن استعمالها لأنها لا تشير إلى واقع ولا يقبلها كل الناس).
(يُتْبَعُ)
(/)
حنفي وفي جنوح عقدي مأزوم، يكشف عن تصدعات الأنا المتورمة، بفعل تلبسها بالخرافة، يذهب إلى أن الله ليس إلا صورة تخيلها الإنسان وصنعها واعتبرها النموذج الإنساني المثالي الذي يجب أن يصار إليه حيث يقول في كتابه (التراث والتجديد) ص126: (فمع أن علماء أصول الدين يتحدثون عن الله ذاته وصفاته وأفعاله فإنهم في الحقيقة يتحدثون عن الإنسان الكامل، فكل ما وصفوه على أنه الله إن هو إلا إنسان مكبر إلى أقصى حدوده) وهذا الكلام المتناهي الخطورة ليس إلا إنكارا لوجود الخالق جل في علاه!
حسن حنفي يجترح موبق التطاول المقيت على الله حيث يقول: (فالله عند الجائع هو الرغيف وعند المستعبد هو الحرية وعند المظلوم هو العدل وعند المحروم عاطفيا هو الحب، وعند المكبوت هو الإشباع) انظر (التراث والتجديد) ص13حنفي لا يعي قداسة الوحي، وإن وعاه فهو لا يتعامل بموجبه، ولا يقيم وزنا للمفردات التبجيلية في الشريعة، ولذا فهو يتباكى على هذا التسابق إلى الحج، ويسخر بهذه الأمواج البشرية التي تتقاطر من كل حدب وصوب، وتزدحم لأداء شعيرة لا تعدو أن تكون في نظره أحد بقايا الجاهلية! أما التضرع إلى الله، والتوجه إليه بالدعاء، فهو ليس إلا لونا من النفاق والتملق والوهن الذي يجب الترفع عنه والتجافي عن مباشرته! وهو - في نظره - يعادل تملق السلاطين ومحاولة كسب ودهم يقول في (من العقيدة إلى الثورة): (وأحيانا تختلط المقدمات الإيمانية التقليدية بين الحمد والثناء عليه (أي الله) وبين الدعوة للسلطة والتزلف إليها ... فلا فرق بين الثناء على الله والثناء على السلطان كلاهما يصدران عن بناء نفسي واحد .. فالثناء على الله تدعيم للثناء على السلطان والثناء على السلطان نابع من الثناء على الله وكلاهما قضاء على الذاتية، ذاتية الأفراد وذاتية الشعوب).
الشريعة الإسلامية ينعتها حنفي بالإيمان السلفي، ويرى أنها عبارة عن أخطبوط ضخم يجب تقليص مداه وتحجيم فاعليته وتحسير قدرته على التمدد يقول: (ونحن منذ فجر النهضة العربية الحديثة وحتى الآن، نحاول أن نخرج من الإيمان السلفي، إلا أنهم أطول باعا في التاريخ منا وأكثر رسوخا ووراءهم تراث حضاري ضخم ونحن الأقلية، كيف نستطيع أن نحجم هذا الأخطبوط الكبير) انظر (الإسلام والحداثة) ص218.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:25]ـ
بوركت ..
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 09:07]ـ
أرى - إن سمحتم لي - عدم نشر كلام الملاحدة أمثال " حسن حنفي " هذا و أشباهه , و لو في إطار الرد عليهم. فقراءة مثل هذا الكلام يقسي القلب و يؤذي المؤمن ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Apr-2008, صباحاً 01:23]ـ
بل يجب عرض أقوال القوم بكل دقة وأمانة ليدرك المسلمون حقيقتهم
المضحك أنهم يعتقدون أن المسلمين لا يزالون منذ 1400 سنة يجهلون أساسيات دينهم، وينتظرون الفرج من هذا الرويبضة!!
وما أكثر أمثاله!!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[24 - Apr-2008, صباحاً 11:35]ـ
أرى - إن سمحتم لي - عدم نشر كلام الملاحدة أمثال " حسن حنفي " هذا و أشباهه , و لو في إطار الرد عليهم. فقراءة مثل هذا الكلام يقسي القلب و يؤذي المؤمن ...
اخي الكريم بن عبد الكريم ان مايقتل القلب ولايقسيها فقط ان تترك هذا الفكر يستشري حتي يدخل العظام ويشكل الدماء
ويغير العقول ويمسخ الارواح
ويااخي الكريم لقد تشكلت الافلام والمسلسلات والروايات وكثير من المناهج من فكر هؤلاء او في طريق تحقيقه
والمؤسف ان بعض هذه الافلام تعرض في القنوات الغربية -الان-لبيات انحراف اهل الاسلام-بتصوير اهل الاسلام انفسهم كما يظنون اي كما يظن اهل الغرب - بحسب طبعا تصوير اتباع حسن حنفي لاهل الاسلام في افلام التخريب العالمي!
يكفي ان جابر عصفور جلس علي عرش الهيئة العامة للكتاب فنشر الخراب وزرع السراب وغرس للعلمانية غرسا واقعيا ممتدا وفكريا محتدا
ان ماتشربه الامهات والبنات والشباب بل والشيوخ والكهول من البان هؤلاء يوميا بحسب درجة التركيز في المادة اللبنية المحلاة بطعوم الغفلة والوان البهجة المضلة يفوق ماتتصور وتتخيل من اضرار عرض فكرتهم او الرد عليهم
وهذا نموذج دلاله علي ماقدمت من مقال عرض اليوم
إنه عمرو بن العاص يا عكاشة
د. سعد بن عبدالعزيز الراشد
(يُتْبَعُ)
(/)
يبدو أننا دخلنا مرحلة الانفلات الإعلامي، سلوكاً وأدباً وفكراً وأخلاقاً. قنوات تبث غثاء وغوغائية، وإذاعات تردح بسقط الكلام، ومجلات جميلة المنظر فاسدة المخبر. حاولنا قبل سنوات معدودة،
منع كل شيء جديد في البث الفضائي، وفي قبول تقنيات التواصل العصرية، أملا في المحافظة على المبادئ والأخلاق والقيم، وفجأة فتحت الأبواب على مصاريعها فانبجست منها ينابيع الفساد والإفساد، والحقد والكراهية على أخلاقيات ومبادئ الدين والثقافة الأصيلة. وللأسف أننا لم ننتبه أو فلنقل، بملء الفم، أهملنا في وضع إطار وآلية موزونة للتعامل مع مستجدات العصر بعقلانية وحكمة، ولم نهيئ المجتمع للتغيرات المتوقعة، وذهبت اجتهادات مسؤولي الإعلام في عالمنا العربي والإسلامي أدراج الرياح، فلم تعد التلفزيونات الحكومية قادرة على ملء الفراغ، خلافاً أنها لا تستطيع المنافسة مع القنوات الفضائية التي تدار بأموال سعودية وعربية أو يمولها وسطاء، وجهات منها المعروف ومنها المجهول. ولا أعتقد أن أحدا من العقلاء ينكر أهمية الإعلام في توصيل المنتج الفكري عبر بوابة عالم المسرح، والسينما، ومن خلال برامج الحوارات الفكرية والمؤتمرات والندوات المتخصصة، ولا أعتقد أن أحدا من العقلاء ينكر أهمية الدور الطليعي لشباب الأمة، ولا أحد من العقلاء ينكر أهمية الدور الذي تؤديه المرأة العربية لتشارك الرجل مسؤولية خدمة المجتمع والأمة، ولكن مع الأسف ضاعت الطاسة، وأصبح من كنا نعتقد أنهم أصحاب فكر وتنوير، يأخذون من الموروث العلمي والثقافي والتاريخي العريق، ما يساعدهم للرفع من مكانة العرب والمسلمين في الماضي والحاضر، ولكن للأسف نجدهم على النقيض، فقد أصبحوا وسيلة هدم، هدفهم البحث عن المجد والشهرة على حساب الدين والإرث الحضاري لأمتنا، فبلغ بهم حد الإسفاف في التطاول على رموز الإسلام وبناة حضارة العرب والمسلمين.
فهذا أسامة أنور عكاشة، يقدح عامدا متعمدا في الصحابي الجليل عمرو بن العاص فاتح مصر وواليها من عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وحتى وفاته على أرض مصر في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان. بالله كيف يجرؤ هذا الذي يزعم أنه كاتب ومفكر أن يصف (عمرو بن العاص) أنه (أحقر شخصية في الإسلام) وأنه (أفاق)!!
يا عكاشة لست أنت الملوم ولكن اللوم يقع على من منحك مساحة للبروز عبر القنوات الفضائية لتنفث هذا الهراء على الملأ ولا تجد من يردعك معتقدا أن مبدأ حرية الرأي سيحميك، واللوم يقع على المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، في دول الخليج على وجه التحديد، التي تتنافس على شراء المسلسلات التي تتضمن إساءة وتشويها لتراث العرب والمسلمين والحط من الرموز التاريخية. وللأسف هناك من أمثال (عكاشة) من تطاول كذلك على أبناء وطننا (السعوديين) بوصفهم أنهم (عنصريون متنطعون يقتاتون على الثقة الصحراوية) كما أنه ويا للأسف تطل علينا القنوات الفضائية بوجوه رجالية ونسائية، جعلوا من أنفسهم حماة للمرأة العربية المسلمة، تحت مسمى الحرية والحقوق، ومنهم من جعل من دول الخليج منبع تصدير الفكر الوهابي. فقد وصفوا من عاش وعمل في دول الخليج، أنهم عادوا إلى بلدانهم وخاصة إخوتنا المصريين، وهم يحملون الفكر الوهابي المتطرف، والنساء يرتدين الحجاب. من المؤسف حقا أن تكون الحشمة والستر، لنساء المسلمين يعد منقصة وتطرف عند أولئك المحللين المتفلسفين، بينما التخلي عن القيم بالنسبة للمرأة العربية المسلمة فلا يحرك عندهم ساكناً.
إذا كان بعض من يعتقدون أنهم أصحاب فكر وتنوير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، هم من يحمل لواء الحط من قدر الرموز التاريخية في تاريخنا العربي والإسلامي، فماذا تقول عن المتطرفين في بلاد الغرب الذين نالوا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن ديننا الإسلامي وتراثنا المجيد.
إني أضم صوتي لمن سبقني بالحديث في هذا الموضوع وأخص بالذكر الأستاذ حمد القاضي والأستاذ أحمد عسيري وغيرهم من العلماء والأدباء والمفكرين، لأناشد مسؤولي التلفزيونات الخليجية الحكومية والخاصة، بأن يقفوا بحزم بعدم السماح ببث أي مسلسلات أو أعمال توصف بأنها تاريخية أو أدبية فيها مساس بتاريخ العرب والمسلمين ورموزهم من الصحابة والتابعين والقادة والعلماء.
أقول لعكاشة (ولغيره) إنك وإن أسأت للصحابي (عمرو بن العاص) فأنت أسأت للمسلمين عامة وأسأت لمصر خاصة. مصر أرض الكنانة، حاضنة الإسلام وتراثه وحضارته. كيف يغيب عن ذهنك أن (مصر) و (عمرو بن العاص) توأمان؟ عمرو بن العاص الذي قاد جيوش المسلمين وفيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى فتح مصر، لو سألت (يا عكاشة) جبل المقطم وعين شمس والنيل والإسكندرية والفسطاط لأجابوك!! إنه عمرو بن العاص الذي تشهد له الحبشة وعام خيبر، وذات السلاسل وعمان والشام. إنه عمرو بن العاص الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (عمرو بن العاص من صالحي قريش) وقال عنه (صلى الله عليه وسلم) أسلم الناس وآمن عمرو.
ألم تقرأ يا عكاشة ما قاله ذلك الصحابي الذي وصف عمرو بقوله: صحبت عمرو بن العاص فما رأيت أنصع رأيا ولا أكرم جليسا ولا أشبه سريرته بعلانيته منه). ألم تقرأ يا عكاشة أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كان: (إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه قال خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد) ألم تعرف يا عكاشة أن دهاة العرب أربعة: أحدهم عمرو بن العاص، وقد وصف أنه رجل المعضلات. إنه عمرو بن العاص (يا عكاشة)، أحد أبطال قريش، ذو الرأي والدهاء والحزم والكفاءة، وهو من أشراف ملوك العرب ومن أعيان المهاجرين، رجل المناقب والفضائل في الجاهلية والإسلام. إنه عمرو بن العاص الذي امتثل بوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم (استوصوا بأهل مصر خيراً).
إنني أنادي بوقفة حازمة وحاسمة، في التعامل مع كل من يسيء لرموز الإسلام من الصحابة والقادة، وعلى ملاك ومسؤولي القنوات الفضائية، في دول الخليج، وضع آلية سريعة في اختيار المسلسلات والبرامج المفيدة، وعدم التزام الصمت تجاه الذين لا يحترمون تاريخ أمتنا وحضارتها وهذا ما نأمله إن شاء الله.
http://www.al-jazirah.com/104684/ar9d.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 10:22]ـ
التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (2 - 2)
عبدالله بن محمد السعوي
وجود الأنبياء ضرورة عقلية اضطرارية، ونفيها ليس إلا فعلا سفسطائيا نجده يتجلى بوضوح عند الدكتور حسن حنفي؛ حيث يرى أن وجود الأنبياء شأن ليس له كبير فائدة بل هو أمر في غاية السلب؛ لأن العقل البشري كما يرى حنفي لديه قدرة عالية على الاستقلال الذاتي
وهو بحد ذاته قيمة مستقلة يتحتم توسلها، وجود الأنبياء ضرورة عقلية اضطرارية، ونفيها ليس إلا فعلا سفسطائيا نجده يتجلى بوضوح عند الدكتور حسن حنفي؛ حيث يرى أن وجود الأنبياء شأن ليس له كبير فائدة بل هو أمر في غاية السلب؛ لأن العقل البشري كما يرى حنفي لديه قدرة عالية على الاستقلال الذاتي وهو بحد ذاته قيمة مستقلة يتحتم توسلها، والاكتفاء بها عن غيرها للوصول إلى الحقيقة وتجسيد الغايات دون الاعتماد على أي عنصر خارجي كنصوص الوحيين! حيث يقول في كتابه (من العقيدة إلى الثورة): (وهل تجب النبوة لحاجات عملية أي للتنفيذ والتحقيق وأداء الرسالة ما دام الإنسان غير قادر على سن القوانين وتأسيس الشرائع وإقامة الدول أو تجنيد الجماهير وتوجيه الأمم وفتح البلدان، ألا يمكن للعقل قيادة المجتمعات مثل قيادة الإمام لها، هناك أيضا العقل الاجتماعي والعقل السياسي والعقل التاريخي لوضع القوانين وسن الشرائع ... إن العقل ليس بحاجة إلى عون وليس هناك ما يند عن العقل).
حنفي يرد فكرة أن الوحي يختلف عن كلام البشر! وقد صوب سهام نقده للعلماء الذين ميزوا بين الوحي الإلهي المقدس وبين كلام البشر ويؤكد حنفي في جرأة مأفونة على أنه (قد تداخل كلام الله وكلام البشر في أصل الوحي في القرآن) قال هذا الكلام في ندوة (الإسلام والحداثة) ونظرا لأن حنفي لم ينطلق من منطلق شرعي، يجعل الأولوية للشرع فإنه يرى أن العقل مستقل عن الوحي بل الوحي ذاته يفتقر إلى العقل! حيث يقول: (الحجج النقلية كلها ظنية حتى ولو تضافرت وأجمعت على شيء أنه حق، لم يثبت أنه كذلك إلا بالعقل) انظر (من العقيدة إلى الثورة) 1 - 368
يؤكد حنفي أن تجسيد التطور وتحقيق درجة عالية من التقدم يخضع لعدة أشياء من أهمها نفي وجود الخالق عبر فلسفة تقوم على إبعاد الثنائية عن العالم والانسان وزحزحة التصور الذي يرى أن الكون ينقسم إلى خالق ومخلوق يقول حنفي: (إن العالم مقسوم إلى قسمين: الله والعالم فينعكس ذلك حتما في المجتمع، على السلطان على الحاكم والمحكوم وسينعكس في الأسرة على الرجل والمرأة ... ما لم نقض على هذا التصور الثنائي للعالم ورؤية العالم بين حاكم ومحكوم وعلى المستوى الديني بين خالق ومخلوق، فلن تستطيع حركات تحرر المرأة أن تفعل شيئا ولن يستطيع المثقف العلماني أن يؤدي دوره ما لم نقض على هذا التصور، هذا السؤال الأول في آليات التغيير) انظر (الإسلام والحداثة) ص387 - 388
حنفي لديه ازدواجية عجيبة، فهو يحمل المتناقضات، ومتذبذب في أطروحاته، فهو مثلا يبدو متشددا في تبنيه الأبنية المفاهيمية التي ينادي بها التيار المسمى باليسار الإسلامي ولكنه في نفس الوقت يتفق اتفاقا تاما مع النصرانية في كتابه المعنون ب (نماذج من الفلسفة المسيحية) هذا التأرجح المنهجي يتجسد بجلاء في كتابه (الدين والتحرر الثقافي) فهو يظهر من خلاله وكأنه ينطلق من الإسلام، وكأنه يعتبره المصدر التأسيسي الذي يتحتم أن يكون هو الحاكم الأول والأخير لكافة مفردات الحياة ثم ينقلب على وجهه بقدرة قادر إلى الماركسية والوجودية، فيتقاطع مع عمقهما المفاهيمي ويستنفر طاقاته الذهنية للثناء عليهما والدعوة إلى أصولهما المبدئية (انظر مثلا ص238) من (الدين والتحرر الثقافي).
أيضا يشكك في ثبوت القرآن ويستهين بالوحي وصحته وفي الآن ذاته يبذل جهدا لاهثا لإثبات قصة الغرانيق الموضوعة كذبا وزورا!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا التذبذب والمراوحة في الرأي نراه جليا في تحقيقه كتاب (المعتمد) لأبي الحسين البصري فهو يبدو عبر هذا الكتاب معتزليا حتى النخاع، ولكنه يستحيل في تعليقه وتقديمه كتابي (الحكومة الإسلامية) و (جهاد النفس) ل (الخميني) إلى أحد الشيعة الاثنى عشرية هذا التردد الإمعي الذي لا يتفق وإملاءات الضبط المنهجي نلاحظه أيضا عندما يتناول التراث فهو يظهر وكأنه سلفي المنهج في يقينيته الجازمة بصوابية الإسلام ولكنه في الوقت ذاته يشكك في الوحي وأنه لا يتضمن الحقيقة ولا ينص على الحق وهذا كله يجري تحت ستار (تاريخية النص) هذا التناقض نراه أيضا في كتابه (من العقيدة إلى الثورة) حيث يزعم أنه ألفه لإعادة بناء علم أصول الدين وفي اللحظة ذاتها يشطح بعيدا عندما يرتطم بمستنقعات الوجودية في (الأنا موجود) ل (سارتر) عندما اهتم بهذا الكتاب وأولاه رعايته، وتساوق مع أفكاره! أيضا حسن حنفي يباشر التكرار الببغائي لفكر (سبينوزا) حينما ترجم كتابه الإلحادي (رسالة في اللاهوت والسياسة) فهو يتناغم معه بعمق، وينسجم إلى أبعد الحدود مع متبنياته الإلحادية! التناقض الازدواجي عند الدكتور حسن حنفي هو الذي دفع بباحث ك (جورج طرابيشي)، إلى تدوين سفر بعنوان (ازدواجية العقل، دراسة تحليلية نفسية لكتابات حسن حنفي) الخضوع لآلية قرائية رغبوية، هي التي حدت بحنفي إلى أن يعتقد أنه ليس ثمة معاني ثابته للنص القرآني بل هو فضاء دلالي وإمكان تأويلي.
إنه نص لا ينص على الحقيقة، ويتعذر الوقوف على المعنى الدلالي له ومعرفة المراد الإلهي منه، لأنه لا وجود لهذا المعنى فالمعنى متغير من عصر إلى عصر! انظر حنفي (قراءة النص ص 15 - 16 مقال في في مجلة الهرمينوطيقا والتأويل) الصادرة عن الجامعة الأمريكية في القاهرة.
حنفي يرى أن النص القرآني قد تأنسن وتحول منذ لحظة نزوله الأولى - أي مع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم له - تحول من كونه نصا إلهيا وصار فهما نصا إنسانيا لأنه يتحدث بلغة إنسانية نسبية انظر حنفي (قراءة النص ص11 في مجلة الهرمينوطيقا والتأويل).
طبعا هو يؤنسن النص بقصد رفع القدسية عنه، وبقصد الترويج لحالة من التمرد على مستلزمات النص الشريف، وهذا لا شك ضرب من التحايل على النص الشرعي وإفراغه من محتواه، إنه منهج شديد الخطورة على سلامة التشريع الإسلامي، ونقض لأصالته، لأنه سيؤول إلى تبديل أحكام الشريعة بما يتناغم مع رؤى وتطلعات العقول البشرية المجبولة على النقص والمحدودية.
يتفرع عن القول بأنسنة النص الاعتقاد الجازم بأنه لا يوجد ثمة معنى نهائي للكيان النصي ومن اعتقد ذلك في تصور حنفي فقد وضع نفسه وصيا على الناس لأنه على حد تعبير حنفي من (السخف الحقيقي الذي نأباه على أنفسنا أن نحدد أخيرا المعنى الحقيقي للقرآن) انظر حنفي (قراءة النص ص17مقال في مجلة الهرمينوطيقا والتأويل).
إذاً حنفي ينتهك المحظور المنهجي، عندما يدعو إلى فتح فضاء النص أمام متباين المقاربات التأويلية، وعندما يرى أن القرآن مفتوح على جميع الدلالات فالقرآن في تصوره الكليل (يقول كل شيء دون أن يقول شيئا) انظر (التراث والتجديد) ص112 الواقع المتعين في نظر حنفي له الأولوية على كل نص وهو يؤكد أنه (لا سلطان إلا للعقل، ولا سلطة إلا لضرورة الواقع الذي نعيش فيه) انظر (التراث والتجديد) ص45.
إن الحقيقة الحاضرة هنا بجلاء، هو أن حسن حنفي مجدد، ولكنه مجدد للفكر الاعتزالي خصوصا وهو يسلك منهجهم في ترتيب مصادر الشريعة التي يجعلها كالتالي: القياس ثم الإجماع ثم السنة ثم الكتاب فعلى الإنسان حسب رأي حنفي: (أن يجتهد رأيه فإن لم يجد ففي إجماع الأمة حاضرا أو ماضيا فإن لم يجد فعليه بالسنة ثم الكتاب).
حسن حنفي يؤكد أنه يعتني بمنهج المعتزلة، وينفق جهده في تأمله، من أجل تحقيق وعي حضاري حديث ومن أجل التحرر من أسر الإيمان السلفي. انظر (الإسلام والحداثة) ص218.
وفي كتابه (الدين والتحرر الثقافي) يبالغ في ثنائه على المعتزلة والاحتفاء المفرط بكتبهم انظر ص 7 - 8 إذاً إن استعصم الجابري بابن رشد، وابن خلدون، وطه عبدالرحمن بالغزالي، فإن حسن حنفي اتكأ على التراث العقلي الاعتزالي، فهو برأيه قادر على وضع البنية النظرية الملائمة للتحديات الحضارية الحديثة، وهذا ما حدا به إلى القول مؤكدا على أن المنهج الاعتزالي هو الخيار الذي يجب طرحه بديلا عن الدين: (إن وجداننا المعاصر يعاني من ضياع أخذ زمام المبادرة منه باسم الله مرة، وباسم السلطان مرة أخرى)! وهكذا ينقلب التجديد إلى كلمة حق يراد بها باطل، فهو هنا ليس للبحث عن الحقيقة، وتوظيفها في مسارات إيجابية للصالح العام، وإنما لتقويض البنى العميقة في ثقافة يشكل النص المصدر التأسيسي الأول الذي تحتوي عليه بنيتها الداخلية، وأدبياتها العامة.
http://www.al-jazirah.com/100546/ar6d.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد الصالح]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:17]ـ
أخي الكريم ابن عبدالكريم ... إن إبراز ضلالات هؤلاء "المفكرين" ونقدها ليس ضروريًّا لو كانت كتاباتهم مغمورة, ولعلّك لاحظت في الصحف -أيام معرض الكتاب- ترويجًا لأسماء هؤلاء "أصحاب المشروعات". فتبصير الناس بضلالاتهم إن لم يجعل المسلم ينفر عن القراءة لهم أصلاً؛ قذف في روعه حصانة وممانعة ضد تشرّب أفكارهم وقبولها.(/)
جديد: حوار مع المحدث عبدالعزيز الطريفي حول (تقارب الأديان وحوار الحضارات)
ـ[العرب]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 02:06]ـ
http://www.islamlight.net//images/banners/bner313.gif
أجرى الحوار: رئيس التحرير -د. رياض بن محمد المسيميري
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=9140&Itemid=69
ترغب مؤسسة " نور الإسلام " أن تقدم لقرائها الكرام (حواراً) مع فضيلة الشيخ المحدث (عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي) - حفظه الله وسدده – حول موضوع عظيم جداً .. لا بد لكل مسلم من معرفته المعرفة التامة؛ لأنه في صلب العقيدة والتوحيد!
وقد قام بإجراء الحوار مع فضيلته رئيس التحرير في المؤسسة فإلى الحوار:
رئيس التحرير:
فضيلة الشيخ , عبدالعزيز ,هل لكم أن تحدثونا- حفظكم الله- في بداية اللقاء عن الإسلام الذي خلق الناس لأجله، من حيث كونه الدين المهيمن على الأديان كلها والناسخ لها جميعاً وأنه الدين الذي ارتضاه الله للبشرية جمعاء؟
الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد, فقد خلق البشر لأجل العبادة، وخلق ما في الأرض لأجلهم، فالواجب الحتمي، أن يأخذوا ما خلق لهم ليتوصلوا به لما خلقوا لأجله، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات56 وقال فيما خلق لأجلهم: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ} الجاثية13 وقال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} البقرة29 فالانشغال بالوسائل وجعلها مقاصد، من أعظم الظلم، وأعظم الظلم جعل المقاصد وسائل، هذه هي حقيقة العدل.
والعبادة المذكورة في الآية الأولى هي "الاستسلام"، والإسلام هو الدين الذي بعث الله به الرسل كلهم، من نوح إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الإسلام هو الانقياد لله بامتثال حكمه، والتجرد له وحده من جميع أنواع الشرك، لهذا قال تعالى عن إبراهيم الخليل: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً} آل عمران67
فكانت وصية إبراهيم لبنيه: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} البقرة132.
وهكذا قالت ملكة سبأ: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} النمل44
وهكذا قال الحواريون أنصار عيسى عليه الصلاة والسلام، لما دعاهم إلى شرعته: {آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل عمران52
وهكذا قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} الأنعام163وقال: {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام71
ولكن الإسلام بعد بعثته لا يطلق إلا على ملته وحده، التي اكتملت وتمت ورُضيت يوم حجة الوداع كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} المائدة3.
وفي بيانه لكمال الدين، دليل ظاهر لعدم اعتبار غيرها عنده، إذ أنها ناقصة لِما نالها من التحريف والمسخ، فلما كان نسخها بكاملها مغلقاً لباب النظر فيها، فلا يذكر التحريف إلا لبيان ظلم بني إسرائيل والحكمة من بعث خاتم الأنبياء، لم يعتبر ما في التوراة والإنجيل من الحق القليل، فكان الخطاب موجهاً لدين واحد فقط هو الذي تم وكمل يوم عرفة، وعلى هذا يُحمل كل خطاب في الوحيين في وصف الدين بالإسلام، إلا ما كان على سبيل الحكاية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا شريعة متقبلة إلا شريعته عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} آل عمران19. وقال بعد هذه الآية مبيناً أن لا إسلام إلا دين محمد صلى الله عليه وسلم فحسب، وما عداه دين محرف منسوخ لا يستحق وصف الإسلام: {فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} آل عمران20.
ووصف أي منهاج بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان سماوياً بـ (الإسلام) أو (الاستسلام) من الغلط المحض، بل ذلك من الكفر الصريح، إذا لم يكن ذلك على سبيل الحكاية، كما جاء في حكايات القرآن عن الأمم السابقة المنقادة لأنبيائهم المستسلمين لحكمهم، كبني إسرائيل اليهود مع موسى، والنصارى مع عيسى، فأتباع موسى لا يسمون مسلمين بعد مبعث عيسى، لأن شريعة عيسى ناسخة لشريعة موسى، ثم كانت سائر الشرائع بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم منسوخة.
فاليهود لم يؤمنوا بعيسى حينما بُعث ناسخاً لشريعة موسى، وهم والنصارى لم يؤمنوا بمحمد حينما بُعث ناسخاً لشريعة موسى وعيسى وجميع الشرائع، لهذا قال الله عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً. وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} النساء152.
وعلى هذا فكلّ منهاج وشرعة غير شرعة محمد هي في حقيقتها كفر، والمجادلة والمحاججة في ذلك مقطوعة، أياً كان المجادِل والمحاجِج ولو كان كتابياً، قال تعالى: {فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ} آل عمران20الآية كما سبق.
وفيها بيان عدم اعتبار عقائد أهل الكتاب انقياداً واستسلاماً.
وقوله {فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ} آل عمران20 فيه مسألتان مهمتان:
الأولى: أن ما هم عليه لا يعد شرعة ربانية مرتضاة، توصف بالإسلام وهو حقيقة الانقياد والاتباع، وضد الكفر والجحود والعناد، لهذا قال بعد أن وصفهم بأنهم "أهل كتاب": {فَإِنْ أَسْلَمُواْ} آل عمران20 إذ لا إسلام إلا ما يدعوهم إليه النبي الخاتم، وهم في عدم الوصف بالإسلام والوصف بالكفر كغيرهم من عباد الأوثان والأصنام.
الثانية: أنهم موصوفون بالضلال والتيه إذ لم يسلموا، لهذا جعل شرط الهداية إسلامهم بالشرعة المحمدية، وهم في الضلال والتيه وسوء العاقبة كغيرهم من المشركين سواء، في الآخرة.
وقد أمر الله نبيه بدعوتهم إلى الحق، وتبليغهم رسالته، وعدم قبول شيء منهم إلا شرعته ودينه "الإسلام"، بل بيّن حالهم أنهم يعبدون غير الله، وإن سُمُّوا "أهل كتاب" ويهوداً ونصارى، وأتباع نبي مرسل في الأصل، فهذه الأسماء والأوصاف لم تمنعهم من لحوق أحكام الكفر بهم، ووجوب خضوعهم للإسلام، قال تعالى آمراً نبيه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل عمران64.
(يُتْبَعُ)
(/)
فذكر توليهم - وقد سماهم "أهل كتاب"- عن الكلمة السواء وهي (شهادة أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله) حيث فسرها بقوله: {أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً} آل عمران64 وذكر أن ثمرة توليهم عن الخضوع لهذه الكلمة أنهم غير منقادين مستسلمين للحق والهدى، بل وصفهم بالكفر الصريح بعد هذه الآية وبلوغ الحجة فقال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} آل عمران70.
وكل شريعة ودين غير دين الإسلام، فمعتقِده كافر بالنصوص المتواترة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة. ومَن شكّك بذلك - فضلاً عمن قال بخلافه- فهو كافر خارج عن الإسلام بإجماع المسلمين سواء كانت الشريعة سماوية كاليهودية والنصرانية أو غير سماوية كالوثنية قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً} الفتح13، فوصف من لم يؤمن بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالكفر، والعاقبة عذاب السعير.
وقال تعالى عن أهل الكتاب اليهود والنصارى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} آل عمران98.
نص على كفرهم معاتباً لهم، لاختصاصهم عن غيرهم بمزية علم سابق عن محمد ورسالته، فالحجة عليهم أظهر والعناد منهم أكبر وأخطر.
وامتاز أهلُ الإسلام بإيمانهم بجميع الأنبياء والكتب، ومن كفر بواحد منهم كفر بجميعهم، والطعن بواحد منهم أو الاستهزاء به أو تكذيبه طعن واستهزاء وتكذيب لجميعهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء136.
والإسلام مهيمن على جميع ما نزل من الشرائع السابقة، ناسخ لها، لهذا كانت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم للناس كافة عرب وعجم أبيض وأسود: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ} سبأ28 وقال: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} الأعراف158ففي الآية الأولى دلل للعموم بقوله: (كافة) وفي الآخرة بقوله: (جميعاً) مع أن أصل الخطاب متضمن للعموم، ولكنه تأكيد وضوح لقطع حجج المحاجِجِين، وإيراد الموردين، فكان خطاب الكتاب والسنة واحداً للناس على السواء في الأمر والنهي والثواب والعقاب.
وفي القرآن والسنة ما ينص على وجوب دخول أهل الكتاب على الخصوص في الإسلام، ولزومهم الانقياد له، وذلك بأساليب من الخطاب متعددة:
الأول: بيان تحريفهم للكتب التي بأيديهم، التي خلطت الحق والباطل فلزم تركها لأن المتعبد بها متعبد لله بما شرع غيره، والقرآن بيّن تحريفهم للكتب بطريقتين:
1 - بالنص الصريح على تحريفهم للتوراة والإنجيل، وكتمهم الحق الذي جاء فيهما، وهذا الأمر فيهم يزداد في كل عصر، بحسب أهوائهم، قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ} (المائدة:13).
وقال: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة:79).
وقوله سبحانه: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران:78).
2 - بالمفهوم حيث بين الله منته لهذه الأمة بحفظ القرآن، وهذا دليل على اختصاصه عن غيره، ولو كان هو وغيره محفوظاً لما كان لذكر حفظه على وجه الامتنان معنى، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر9.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: بيان نسخ شريعتهم ودخولها تحت الإسلام فلا يُحتج بالمحكم الحق عندهم في الكتاب وذلك من وجوه أهمها:
1 - أن المحكم منسوخ بالقرآن.
2 - أن معرفة المحكم من المحرف محال لاختلاط بعضه ببعض.
وهم لا يقرون بتحريفهم للكتاب الذي أثبته الله في كتابه ومن أصدق من الله قيلاً.
والواحد منها منفرداً مبطل للعمل بالتوراة والإنجيل، فكيف مع اجتماعها، والمكذب بها مع ثبوتها في القرآن مكذب لله، ولكتابه.
قال تعالى مخاطباً نبيه: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ} (المائدة:48)
فيه إخبار بكون القرآن مصدقاً لما سبق من الرسالات، ومشتملاً عليها، وفي الآية تحذير من اتباع أهل الكتاب، وبيان أن ما هم عليه أهواء لا ديناً سماوياً، لتحريفهم له، ولا يقاوم الحق الذي جاء به القرآن.
وجميع الوجوه والأساليب السابقة الأول والثاني والتي تليها دليل على النسخ، وإلا لم ساغ مخاطبة مَنْ شريعته محكمة بشريعة أخرى، وحكم بتكفيره وقتله في حال صدّه.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في يد عمر صحيفة من التوراة فغضب وقال: ((أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! ألم آت بها بيضاء نقية؟ لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي)).
فالخِطاب موجه لعمر ونبي الله موسى – لو كان موجودا ً- على السواء بالاتباع، فإذا كان هذا في حق صاحب الرسالة، فالتابعون من باب أولى، وهذا ليس خاصاً بموسى بل هو لسائر الأنبياء لو كانوا موجودين، وهذا ظاهر في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} (آل عمران:81).
تأكيد وإلزام على أنبياء الله مع علمه سبحانه بكون بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بعد انقراض عصورهم، ولكن هذا ميثاق أُريد به بيان مكانة هذه الرسالة، والخطاب موجه للأنبياء وأتباعهم، بوجوب الإيمان والمناصرة، وإنما أُشهد الأنبياء جميعاً ليكونوا شهداء على أممهم يوم القيامة بقيام الحجة عليهم من قبل ومن بعد.
لهذا عيسى عليه السلام حينما ينزل في آخر الزمان يحكم بشريعة محمد لا بشريعته، كما ثبت بذلك النص.
الثالث: بيان كفرهم في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، وتقدم شيء من الآيات في ذلك، ومن السنة ما رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى بجهنم تعرض كأنها السراب فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد عزير ابن الله فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا فيتساقطون في جهنم، ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد".
الرابع: تشريع الله لنبيه قتالهم حتى يدينوا دين الحق، وهذا مقتضي لكفرهم الموجب لاستباحة دمائهم وأموالهم وسبي نسائهم، ولو كانوا مسلمين لكان قتالهم من الظلم الذي يتنزه الله تعالى عنه.
قال تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة:29)
بل كان من قضاء النبي صلى الله عليه وسلم فيمن دخل دين الإسلام منهم وارتد القتل، وبهذا أمر النبي أصحابه الذين يبعثهم إليهم داعين ومقاتلين، فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً وأبا موسى الأشعري إلى اليمن وفيها أهل الكتاب، وأمرهم بذلك، روى البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه: (أن رجلاً أسلم ثم تهود فأتاه معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو عند أبي موسى فقال: ما لهذا؟ قال: أسلم ثم تهود، قال: لا أجلس حتى أقتله قضاء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامس: دخولهم تحت الدعوة إلى الإسلام في آيات كثيرة، كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ} آل عمران64 وهذا موجب لاتفاق العاقبة والاشتراك في المآل مع من لم يؤمن من غير أهل الكتاب، لأن الشريعة لم تفرق بين المخاطبين في باب الأوامر والنواهي وعاقبتهم، فكل من اشترك في الخطاب مع غيره اشترك في المآل والثمرة ولا بد، وإلا كان الخطاب عبثاً تنزه الشريعة عنه.
وقد جاء النص في ذلك صريحاً في مواضع كثيرة منها ما في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلتُ به إلا كان من أصحاب النار".
ثم إن كفر اليهود والنصارى من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة، ومما أجمع عليه المسلمون قاطبة على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم، قال ابن حزم في "مراتب الإجماع" (ص119): (واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً)
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ – وفقكم الله -: لا شك أن العالم اليوم يموج بالأديان المتعددة والملل والمذاهب المتنوعة فما موقف الإسلام من تلك الأديان؟
الشيخ:
اختلاف الناس وتباينهم من السنن الكونية، التي قدرها الله لحكمة بالغة، قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} هود119، الخلاف باقٍ ولا يزول، ولن يستطيع أحد مغالبة بقائه الأصلي، والسنة الكونية لا يمكن لأحد أن يتصرف فيها فيغيرها عما هي عليه إلا الله، فلا يمكن لأحد أن يشعل النار بالماء، أو يبطل تأثيرها بلا سبب إلا الله، {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} الأنبياء69.
والأصل الذي لا يُنكر أن الاختلاف في المذاهب والعقائد يزداد مثل الشجر، كلما مضى عليه الزمن برز له فروع جديدة، وهو في كل الأفكار والفلسفات كذلك.
وكلما كان الناس متبعين لمنهج حق، واستفرغوا الوسع في الأدلة وتحري الصواب، قلَّ ذلك فيهم.
ولا يسوغ لأحد أن يحتج بالسنة الكونية، على السنة الشرعية، فيُجَوِّز الاختلاف شرعاً، ويرى أن الكل على حق، فهذه طريقة المنكرين لشرع الله المعاندين للرسل، قال تعالى: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا} الأنعام:148.
وقال تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ} النحل35
ولأن وجود النار الكوني لا يسوغ الوقوع فيها، ووجود الناس في أرض الوباء والأمراض لا يسوغ البقاء فيها بحجة القدر والحكم الكوني، وهذا معلوم عند العقلاء.
والخلاف له مراتب ودرجات، منه ما يتعلق بالدين ومنه ما يتعلق بالدنيا، وهو فرع عن التباين في خلقة الخلق واختلاف المدارك والأفهام والنفوس، فلا يمكن لأحد أن يماثل غيره فيما يراه ويعتقده من جميع الوجوه.
والخلاف منه ما يتعلق بالعقائد ومنه ما يتعلق بالفروع، فخلاف العقائد لاشك أن الأصل فيه أنه شر، ولأجل دفعه وتوحيد الناس أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، ليختبر ويمتحن ويميز الخبيث من الطيب.
والخلاف في الفروع الأصل فيه أنه رحمة وخير وسعة، وقد يكون شراً إذا كان عن هوى وعدم تجرد في اتباع الدليل والاجتهاد في طلبه، وإنما قصد الرخص وتتبع المُرخصين مع ظهور الدليل والحجة.
وإذا كان الخلاف في الفروع يورث مفسدة أكبر من مخالفة الدليل الراجح عنده كسفك دماء وقطيعة فهو من الشر، ولو استفرغ المجتهد وسعه في طلب الدليل، فالنزول على القول المرجوح في مثل هذا وترك الراجح من الأمور المتحتمة.
والآية السابقة دليل على أن الأمة المرحومة هي الأمة المجتمعة على الحق، ومن عداهم الأمة المختلفين، والنص على أن الجماعة المستثناة هي الأمة المرحومة دليل على أن الخلاف مذموم، والمقصود به خلاف العقائد ويدخل فيه خلاف الهوى في الفروع.
(يُتْبَعُ)
(/)
والواجب التماس الأعذار للمخالف المعذور المتبع بدليل يعتقده من الخلاف السائغ في الفرعيات، ولا يعني ذلك ترك بيان وجوه الرجحان وقوة الدليل مع المخالف، ولكن بأدب ورغبة في الوصول إلى الحق، ولا يجوز أن يعقد على هذا النوع من الاختلاف الولاء والبراء، والتحزب والتفرق لأجل ذلك، لأن هذا مما يفوت مصلحة أعظم قصدها الشرع وهي الائتلاف والاجتماع ونبذ الاختلاف والفرقة.
ولا شك أن الأمة كلما تحزبت على الجزئيات، كثر التفرق فيها، لأن الجزئيات أكثر من الكليات، فتكثر الأحزاب، وتضعف الأمة، ويقل شأنها، ويستهين بها خصومها فيستبيح حماها.
وأما الخلاف في العقائد والأصول فهو من النوع المذموم، والخلاف في الأصول المراد به العقائد والديانات، كاختلاف الناس والمجتمعات على عقائد يهودية ونصرانية ووثنية والموقف من ذلك يتباين ويختلف بحسب الحال، ومن الأحوال ما يجب توفره في الجميع، وعلى الإجمال لا يخلو من أحوال:
الحالة الأولى: الاعتقاد بكفر كل دين غير الإسلام، والواجب على الأمة دعوتهم وتبليغ الحجة لهم، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وهذا يشترك فيه كل صاحب ديانة غير الإسلام.
الحالة الثانية: ما يتعلق بالولاء والبراء وهذا يجب أن يتبرأ الإنسان من كل ديانة غير الإسلام، ويوالي كل مؤمن مهما كانت درجة إيمانه.
الحالة الثالثة: العلاقة مع غير المسلمين في التعامل تختلف بحسب أحوالهم:
فالمحارب المعادي للأمة يجب معاداته مطلقاً بجميع أنواع المعاداة.
والذمي والمعاهد: فلا يعادى في الظاهر وماله ودمه وعرضه معصوم، والتعدي عليه من الكبائر، فكل مَن أخذ من المسلمين العهد والأمان، وأقره أحد المسلمين على ذلك خادماً أو عاملاً فلا يجوز التعدي عليه بشيء.
وتختلف صيغ الأمان والعهد من زمن لآخر، وهي في وقتنا أوراق العمل والإذن بالدخول لتجارة وإجارة ونحو ذلك.
ويختص أهل الكتاب عن غيرهم بجواز أكل ذبائحهم وزواج المسلم من نسائهم.
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ: يزعم البعض سواء من المسلمين أو من غيرهم بأنه آن الأوان لإرساء ركائز التعاون والتحاور بين الأديان، وربما عبر بعضهم بالتقارب بين الأديان فما رأي فضيلتكم بتلك المزاعم؟ وهل هناك فرق بين الحوار والتقارب بين الأديان؟
الشيخ:
من المهمات التي يغفل عنها كثير من الكتاب، والنقاد عدم تفريقهم بين:
- "التعاون أو التقارب أو التحاور بين الأديان"
- وبين "التعاون أو التقارب أو التحاور بين أهل الأديان"
فالأول: محور النقاش فيه؛ مسائل الدين للتقريب بينها، ومحاولة جمع ما يُجمع والسكوت والتغافل عما لا يمكن جمعه ولا الاتفاق عليه، ويوردون تبعاً لذلك عبارات كثيرة من باب التودد والتلطف والتقريب كقولهم: "ديانات سماوية" و"أتباع الكتب السماوية" ونحوها، وهذه دعوة خطيرة مناقضة للإسلام، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يؤلف ويقارب بين الإسلام وغيره من الديانات، لأن الكفر والإيمان لا يجتمعان، ولا يمكن أن يتمخض عن التقارب أو التعاون بين الأديان حق وخير، إلا ويستلزم من الباطل والضلال ما هو أولى بالصد والرد من تحصيل ذلك الحق، بل إن ذلك الحق متوهمٌ ولا بد، إذ لا يُسمى ما يُعيق تحقيق الإسلام حقاً وخيراً، إلا عند من نظر إليه مجرداً عن مقترن وسابق ولاحق، وهذا يورث الخلط بل الشر المحض، كمن نظر إلى قتل النفس مجرداً عن كونه في سبيل الله أو في سبيل الشيطان، فيتفق في الحالين أنه شر يجب دفعه والوقاية منه، وكمن نظر إلى لذة الطعام ولم يفرق بين صاحب الحمية وغيره، فيتفق في الحالين أنه لذة، والعاقبة تتباين بقدر المفسدة الطارئة على دين الإنسان ودنياه.
ولا يمكن أن يتحقق تقارب بين الإسلام وبين أي شريعة أخرى إلا بورود ناقض للإسلام، يوجب الكفر منفرداً لمن دعا إليه، ولا يمكن أن يتحقق التقارب عند المنادين به مع تنكب ذلك الناقض، ومن أمثلة ذلك:
1 - عدم تسمية غير المسلمين بـ (الكافرين)
2 - عدم بيان أنهم مأمورون باتباع الإسلام ولن يقبل منهم عند الله غيره.
3 - مساواتهم بالمسلمين بجميع أنواع المساواة، سواء كان ذلك بالدعوى فقط أو بالعمل بها واعتقاد ذلك.
وهذه يلزم منها تعطيل مجموع آيات القرآن، ويكون العامل بما سبق لا يخلو من أمرين لا ثالث لهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: إما يحرف النصوص ويتكلف صرفها عن ظواهرها ودلالاتها، وحينئذٍ لا فرق بينه وبين من يدعو إلى التقارب معهم من اليهود والنصارى، إذ أن الله ذكر من حالهم تحريفهم للكلم عن مواضعه، وهو من ليّ الألسن الوارد في وصفهم والكذب على الله قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
الثاني: وإما أن يجحدها ويكذب بها، وهذا زندقة وردة، وهو أشد من الأول، وأعظم سوءً.
وكثير من الدعاة المسلمين في بلاد الكتابيين يستثقل أن يصف من يلاقيه منهم بالكفر والنار، في أول دعوته، بل إن كثيراً من المراكز الإسلامية التي تُفتح في بلادهم لا ينص أصحابها على كفر أهل الكتاب علانية وأنهم من أهل النار لو ماتوا على ذلك، بل يظهرون التودد لهم، ويعرفونهم بالإسلام ويدعونهم إليه، لأنهم يرون أن في إعلان ذلك لهم منعاً لدعوتهم وصداً عن دخول الكثير في الإسلام وتعطيل مراكزهم، بل وطردهم، فالأمر المتقرر أن الدعوة إلى الإسلام وبيان حقيقته من غير النطق بإيمان غيرهم، وكونهم آمنين يوم القيامة، تحقيقاً لتلك المقاصد، ثم يبين لهم الحق تاماً بعد دخولهم الإسلام، لا حرج فيه.
أما أن يُعَلِّموا ويدعو الكتابي إلى الإسلام وأنه مع غيره من الشرائع كحال الخيرين المتفاوتين في المقدار، والفاضل والمفضول المشتركين في الفضل، فهذه دعوة لغير الإسلام الذي قال الله عنه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85
وكثير ممن يدعو إلى التقارب بين الأديان قصد التقارب بين أهلها، مع إقراره ببطلان ماهم عليه، ولكن التساهل بإطلاق العبارات من غير معرفة لمعناها ومقتضياتها ولوازمها لا يعذر الإنسان ولا يعفيه من الإنكار عليه وبيان خطورة دعوته، لأن الألفاظ معتبرة في تمييز الحق من الباطل، وبها تُعرف المقاصد، وتُقام الحجج والبينات.
ونقرأ لكثير ممن يتكلم في التقارب والحوار والتعاون، ونلحظ إيراده للمتشابهات من القرآن والسنة، واقتناص العمومات وترك المُحكم البين، وهذه الطريقة في تقرير المسائل طريقة غير المنصفين، وليست هي من العدل والإنصاف التي ينادون بها، ولا يَعد نُقاد الكلام من جميع اللغات ذلك تحريراً بل خلطاً واتباعاً لآراء وتحيزاً لأفكار، ومن ذلك استدلالهم ببعض الآيات التي تصف أهل الكتاب بالإسلام والأمن يوم الحساب، من غير نظر لسبب الحكم، ومناسبته، وسياقه، والمواضع البينة التي تبينه وتفصله، ولو كان ذلك سائغاً فلا بد من وصف القرآن الكريم بالتناقض عند الوقوف على الآيات المحكمة الواضحة وهذا أخطر مما يريدون الوصول إليه، بل لا يوجد متكلم إلا وهو متناقض إذا لم يؤلف كلامه ويفسر بشمول.
يذكر كثيرٌ منهم بعض الآيات كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة:62). وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (المائدة:69).
فيقولون:
إنهم موصوفون بالأمن، وعدم الخوف، وهذا ما يردده كثير ممن يدعوا إلى التقارب بين الأديان والحوار بينها، ويرى أنهم سواء كالمسلمين يوم الحساب، وتفسير الآية على هذا المعنى هو من الخطأ المحض، والمقصود من هذه الآية بإجماع المفسرين من سائر المذاهب في سائر القرون في سائر البلدان:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن من مات وهو على ملته قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وكان على اتباع من غير تحريف، فهو على أمن ولا خوف عليه، وفي هذه الآية دفع لشبهة قد تنقدح في ذهن أتباع الشرائع الماضية كاليهودية والنصرانية، أن الإسلام يكذب بسائر الشرائع قبله وأنها كانت باطلاً واختلاقاً كلها، فدفع ذلك بأن الإسلام جاء مقرراً لها مبيناً وناسخاً لأحكامها الباقية التي لم تحرف، ومن مات وهو عليها من غير تحريف قبل البعثة الإسلامية فهو كمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهذا عين الحق الذي لا يختلف فيه أحد.
وأمثال هذه الشبهة التي ترد على الأذهان، ترد عند كل من كان باقياً على حكم عاملاً به، إذا ورد ما ينسخه، ويغيُره إلى حكم جديد، يشتبه عليه حال عمله وعمل من مات ولم يبلغه التغيير بعد ورود الحكم الجديد، وهذا له نظائر كثيرة، من ذلك ما روى البخاري من حديث البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) ورواه مسلم من وجه آخر.
وقد روى ابن جرير الطبري في تفسيره عن حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ} البقرة62 الآية.
قال سلمان الفارسي للنبي صلى الله عليه وسلم عن أولئك النصارى وما رأى من أعمالهم، قال: ((لم يموتوا على الإسلام. قال سلمان: فأظلمت علي الأرض. وذكر اجتهادهم، فنزلت هذه الآية، فدعا سلمان فقال: "نزلت هذه الآية في أصحابك". ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات على دين عيسى ومات على الإسلام قبل أن يسمع بي فهو على خير ومن سمع بي اليوم ولم يؤمن بي فقد هلك")).
وقد تُفسر الآية على أن الرسالة المحمدية عامة وللناس كافة، وليست لفئة دون أخرى، ولا للعرب دون غيرهم، بل مخاطب بها الجميع عرب وعجم، وأهل كتاب وغيرهم، فمن {آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
والصابئة يزعمون أن نبي الله يحي رسولٌ لها، تأثروا بالمشركين فأخذوا يعظمون الكواكب والنجوم، وفيهم قبل الإسلام حنفاء باقون على عقيدتهم بلا تحريف، وكثير من الفقهاء يلحقهم بالكتابيين في الأحكام كالجزية.
وقيل: إنهم لا نبي لهم، بل أصلهم موحدون بالفطرة، ولم يُحدثوا كفراً، بل لديهم إسلام مشترك عبادة الله وحده وتحريم الفواحش وإقامة العدل، وإيرادهم في الآية وهم ليسوا بأهل كتاب سماوي - على قول بعض العلماء - دليل على هذا المعنى أنهم في حال إيمانهم لا يختلفون في المآل عن غيرهم، فأهل الكتاب أصلاً فيهم محرفون للكتب مغيرون لكلام الله، فهم غير داخلين في معنى هذه الآية، إلا إذا اتبعوا من غير تحريف قبل البعثة ومثلهم الصابئة لو اتبعوا الكتاب قبل مجيء الإسلام أو دخلوا في الإسلام بعد مجيئهم فهم كالمسلمين سواء.
والقسم الثاني: التقارب بين أهل الأديان، ويريد بذلك البعض السلام، ونبذ القتال، وهذا بذاته فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صالح وسالم، بحسب حال الأمة في القوة والضعف، وقد ذهب عامة المفسرين إلى أن آيات السلم كلها منسوخة، وذلك بعد تمكن المسلمين وقوتهم، نص على هذا قتادة وغيره، وقال بالعمل بها عند الحاجة جماعة من العلماء.
وإذا كان هذا النوع من التقارب يستلزم شيئاً من مفاسد الأول فلا شك برده مهما كانت حجة قائله وحسن قصده ونيته، كما تقدم بيانه.
وأما الفرق بين الحوار والتقارب:
فالحوار من ثماره التقارب، وهو مشتق من الحور وهو الرجوع بالكلام بين الطرفين مرة بعد أخرى، وكثرة مداولته، والحوار هو النقاش والجدال والمحاججة رغبة في إيصال الحق للمخالف، وتولد عنه ما يسمى بـ "حوار الحضارات" أو "حوار الأديان".
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من الناس يستعمل الألفاظ والتراكيب وينزلها على أحوال يقوم بها وهي لا تنطبق على ما يريده، وهذا ما أورث اللبس وخلط الحق بالباطل في هذه المصطلح وغيره من المصطلحات.
ومقاصد المعاصرين في هذا المصطلح خلطت الحق بالباطل، ويمكن إجمال الحوار على أنواع:
الأول: الحوار لأجل الدعوة وإيصال الحق للآخرين، والمجادلة والمحاججة فهذا أفضلها وهو مهمة خير الخلق، وهو الدعوة إلى الإسلام.
الثاني: الحوار لأجل الوحدة والائتلاف والتضامن ونبذ الفروق جميعها بين المسلمين وغيرهم فهذا لا شك بكونه من الحوار الذي يذيب الأمة ويزيل هويتها، ويغيب دينها، وهو من أخطر أنواع الحوار على المسلمين في الدين والدنيا.
الثالث: الحوار لأجل الوصول لاتفاق بين المسلمين وغيرهم في باب من أبواب المعاملات كالتجارة والطب والزراعة فهذا من النوع المباح ما لم يفوت مقصداً شرعياً.
الرابع: الحوار لأجل التقريب العقدي والعمل فيما يؤتلف عليه، وترك ما يختلف فيه، فهذا من الردة الصريحة، وهو التقارب الذي تقدم الكلام عليه.
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ: لو عدنا إلى القرآن الكريم لوجدنا الله تعالى يوجه نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم والمؤمنين برسالته إلى مجادلة غير المسلمين بالتي هي أحسن فمن ذلك: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن .. ) وقوله: ( .. وجادلهم بالتي هي أحسن .. ) كما جادل الرسول صلى الله عليه وسلم صناديد قريش في مكة واليهود ونصارى نجران وغيرهم .. فما المفهوم الصحيح لكل هذا في نظركم؟
الشيخ:
الدعوة إلى الله الأصل فيها أنها بالحكمة واللين، وجاء النص في الكتاب والسنة على ذلك عاماً لجميع الخلق، وجاء خاصاً في طائفة بعينها، وجاء في فرد بعينه، بحسب المصلحة، ولم يختص أحد من الطوائف بنوع خطاب دون غيره.
فالله تعالى قال عن الدعوة عموماً: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} النحل125وهذا عام في جميع المدعوين، أهل كتاب ومشركين بل ومسلمين عصاة.
وفي المعاملة العامة للناس كافة قال تعالى: {وَقُولُوا لِلناسِ حُسْنًا} (البقرة: 83) {وَقُل لعِبَادِي يَقُولُوا التِي هِيَ أَحْسَنُ} (الإسراء: 53)
وقال عن معاملة النبي للمشركين كافة من اللين والرفق: {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران159.
وقال عن أهل الكتاب: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
وقال عن فرعون لمكانته وسلطانه وجبروته وأثره في قومه: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً} طه44، وهذا عام في كل من كان مثل حاله وأثره مثل أثره.
بل جعل الله قسما من الزكاة للمؤلفة قلوبهم، يعطون منه، وهذا من أعظم التأليف أن تُعطي عدواً لك، ترجو إقباله وهدايته، فلا فرق بين كتابي ولا غيره في التأليف بل حتى المنافقين كان النبي يتألفهم.
وفي الجزاء بالمثل فالناس سواء لقوله تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ} الشورى40، {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} النحل126.
ومَن خصه الله بنص، يشترك معه غيره فيه على وجه العموم، فهو دليل على مزية فيه، ينبغي أن تُراعى، ويُعتنى بها، كأهل الكتاب والرئاسة يخصون بمزيد لين ورفق عند المخاطبة، كما قد خصهم الله بالأجر مرتين بخلاف غيرهم عند دخولهم الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: عبد أدى حق الله وحق مواليه فذاك يؤتى أجره مرتين ورجل كانت عنده جارية وضيئة فأدبها فأحسن أدبها ثم أعتقها ثم تزوجها يبتغي بذلك وجه الله فذلك يؤتى أجره مرتين ورجل آمن بالكتاب الأول ثم جاء الكتاب الآخر فآمن به فذلك يؤتى أجره مرتين.
وهذا لا يخرجهم عن دائرة الكفر، ووجوب دعوتهم وقد خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم فرغّب ورهّب، فقد قال صلى الله عليه وسلم لليهود: (يا معشر يهود أسلموا تسلموا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يدخلوا في الإسلام، فتدرج في ترهيبهم بشيء لم يفعله مع غيرهم، فعاهدهم في المدينة، مع قدرته على إخراجهم منها، طمعاً في إسلامهم فلما لم يستجيبوا لما يدعوهم إليه ونقضوا العهود، تدرج بعقوبة أشد فأخرجهم من المدينة إلى خيبر وما وراءها كما فعل ببني قينقاع، وبني النضير ثم لما نقض بنو قريظة العهد والميثاق أيضاً عاقبهم بأشد العقوبة بمحاصرتهم وسبي ذراريهم وقتل مقاتليهم.
وقد كان في كتابه الذي كتبه إلى هرقل ملك الروم كما في الصحيحين و غيرهما:"بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسين.
وكانت القاعدة في أهل الكتاب واحدة، لما لم يُسلموا غَيَّر الحوار معهم من الخطاب والمكاتبات إلى السلاح والقتال، فذهب بنفسه في جيش من أصحابه إلى خيبر سنة ست من الهجرة أو سبع وحاصر أهلها حتى فتحها الله على يده تحت راية على َ بن أبي طالب، وأرسل جيشاً من أصحابه سنة ثمان إلى مؤتة.
ثم بعد ذلك أمر بأخذ الجزية منهم فإذا دفعوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون؛ تٌركوا على دينهم وأعطيت لهم حريتهم في دينهم وتركوا أحراراً يقيمون شعائر دينهم.
ثم أخذ النبي في التعامل معهم ناحية أخرى في السياسة وهي إخراجهم من جزيرة العرب، ومخاطبتهم بثلاث: الإسلام أو الجزية أو القتال، مع بقاء خيار الصلح والمسالمة التي تكون في صالح الإسلام عند الضعف، وتكون إلى أجل معلوم.
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ: لا شك أن الدعوة إلى التقارب بين الأديان ليست وليدة الحقبة المعاصرة بل لها جذورها التاريخية كما تعلمون فهل لكم أن تبينوا للقارئ بدايات هذه الدعوات ومن وراءها؟
الشيخ:
هذه الدعوة من جهة كون الأديان كلها طرقاً تؤدي إلى غاية متحدة، وهي رضى الله، لأن أصحابها مخلصين ومجتهدين في التماس الحق، فلا فرق بين أهل الديانات والعقائد، دعوة قديمة، فقد ظهر من يقرر ذلك في القرن السابع الهجري منهم عبد الحق بن إبراهيم بن محمد الرقوطي، المعروف ب"ابن سبعين" فقد اشتغل بالفلسفيات والمنطق فألحد، وقد توفي عام 669 هـ.
وكذلك حسن بن علي المغربي الأندلسي المعروف بـ"ابن هود"، مشتغل كسابقه بالفلسفة والتصوف وكان له معرفة وصلات باليهود، وقد توفي عام 699هـ.
وكذلك سليمان بن علي بن عبد الله أبو الربيع العابدي المعروف بـ"التلمساني"، وهو من المعتنين باللغة والشعر، وقد توفي عام 690 هـ.
وهؤلاء منتسبون للإسلام يزعمون أن كل الديانات كالمذاهب الفقهية الأربعة، فجعلوا الاجتهاد في الأصول سائغاً كالفروع.
وهذه الدعوة تظهر بين وقت وآخر، ولا يكتب لها القبول والنجاح، وتحقيق المراد، وفي وقتنا هذا، ظهرت الدعوات لها بكثرة وقوة، فعقدت لها المؤتمرات والندوات واللقاءات، فلا يكاد ينتهي لقاء إلا وينعقد لقاء آخر في مختلف العواصم الإسلامية و الغربية.
ومن أوائل من دعا إلى تقارب الأديان البابا يوحنا بولس الثاني, الذي تزعم رئاسة هرم الكنيسة الكاثوليكية من عام 1398 هـ (1978 م) , ومجده وأثنى عليه.
وعند النصارى فيعتبرون الراهب "رامون لول" المتوفى عام 1315هـ أول من قال بصحة جميع الديانات وتصويب جميع العبادات التي يتوجه بها الناس إلى الخالق.
وقد ظهرت هذه الدعوة بصورة رسمية ودولية عام 1350 هـ (1932م) , حيث أرسلت فرنسا ممثلين عنها لمفاوضة شيوخ وعلماء الأزهر في توحيد الأديان الثلاثة, الإسلام والنصرانيّة واليهوديّة.
ثم تبع ذلك مؤتمر باريس عام 1351 هـ (1933م) وقد حضر هذا المؤتمر جمع من المستشرقين والمبشرين من جامعات عالمية في أمريكا وفرنسا وإنجلترا وسويسرا وإيطالية وإسبانيا وتركيا وغيرها.
ثم عقد بعد ذلك مؤتمر عالمي للأديان في أواخر سنة 1354 هـ (1936م) , قبل الحرب العالمية الثانية، ثم انشغل الغرب عن ذلك تبعاً للحروب والقتال، وفشل، وانتهى كل ما دعي إليه في سائر الاجتماعات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الدعوة من أمحل المحال نجاحها؛ لأنه قد اجتمع في ردها الحكم الشرعي والكوني، فالشرعي أن الله قضى أن لا دين متقبل عنده إلا الإسلام، وما سواه باطل، قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85فحق الإسلام بالتمسك به وعدم الحيد عنه، لازم لا ينفك في زمن، إلى قيام الساعة، وقد تقدم الإشارة إلى بطلان هذه الدعوة شرعاً.
وكوناً: أن الله قضى بوجود الخلاف في الأمم على الدوام، {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} هود119.
ومن قال: إن التقارب قُصد منه نبذ آثار الاختلاف مع وجوده، فهذا طلب للمحال أيضاً، فلا خلاف إلا بثمار، وإلا لم يتحقق للخلاف عيناً.
وقد خمدت هذه الدعوة بعد الحروب العالمية زمناً، ثم عادت من جديد في عام 1372 هـ (1953م) , ثم في الإسكندرية عام 1373 هـ (1954م) على يد جماعات متفرقة مجهولة.
وفي عام 1383 هـ (1964م) نشط الفاتيكان لإحيائها فقد قام البابا " بولس السادس" بتوجيه رسالة يدعو فيها إلى الحوار بين الأديان.
ونشر الفاتيكان بعد ذلك بنحو خمس سنين كتاباً بعنوان " دليل الحوار بين المسلمين والمسيحيين".
وبعد ذلك نشط الفاتيكان في عقد هذه المؤتمرات في بلاد العالم في العقد الثامن والتاسع الميلادي منها "المؤتمر العالمي الثاني للدّين والسلام" في بلجيكا, وقد حضره نحو من أربعمائة مشارك من سائر ديانات العالم المتباينة.
وعام 1394 هـ (1974م) اجتمع كذلك في قرطبة في إسبانيا جماعات لتحقيق هذا الهدف من المسلمين والنصارى من ثلاث وعشرين دولة.
ثم تلاه الملتقى "الإسلامي المسيحي" سنة 1399 هـ (1979م) , في " قرطاج" بتونس.
ثم في التسعينات الميلادية عقدت اجتماعات ومؤتمرات لذات الهدف في الأردن والسودان وموسكو ثم في قطر.
ومن أبرز من تبنى هذه الدعوة من المنتسبين للإسلام جمال الدين الأفغاني ونافح عنها، عرضها بفلسفة متجردة عن أي نص من الكتاب والسنة، يقول:
" إنّ الأديان الثلاثة الموسَويّة والعيسويّة والمحمديّة على تمام الاتفاق في المبدأ والغاية, وإذا نقص في الواحد شيء من أمور الخير المطلق، استكمله الثاني. وعلى هذا لاح لي بارق أمل كبير أن يتحد أهل الأديان الثلاثة مثلما اتحدت الأديان في جوهرها وأصلها وغايتها، وبهذا الاتحاد يكون البشر قد خطوا نحو السلام خطوة كبيرة في هذه الحياة القصيرة".
وتأثر بدعوته تلميذه محمد عبده، ووجدت هذه الدعوة في كتابات كثير من المفكرين والصحفيين، وحينما ينشغل الإنسان بدراسات وتحليل أقوال القائلين، ويتشبع منها، ولا يعطي نفسه من النظر في القرآن كما ينظر في غيره، يهرف بما لا يعرف، ويكون إمعة يغرّه بريق الكلمة، ولمعان العبارة، فيتيه ويضطرب حينما تُعرض عليه نصوص الوحي المُحكم، فيلويها لياً يشبه لي بني إسرائيل لألسنتهم في الكتاب.
وهذه الدعوات وإن ملأت الآفاق وأصمت الآذان وتحدث بها من ينتسب للإسلام، وتبناها رؤساء ودول، وأهدر عليها الأموال، فهي إلى زوال، وما هي إلا جهد ضائع، لمن تأمل ذلك بالعقل فضلاً عن النقل، والإسلام قائم وسترتفع راية الجهاد، وستُتفح روما عاصمة وداعية التقارب، حقيقة مسلّمة وعداً من الله حقاً.
روى مسلم في "صحيحه" عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: " بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية".
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ: هل ترون أن هناك أهدافاً ومقاصد يهدف الوصول إليها دعاة التقريب بين الأديان؟
الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يوجد عمل إلا بهدف، وإلا لأصبح العامل مرفوعاً عنه القلم والخطاب، وبقدر الجهد الذي يبذله الإنسان يكون عظم هدفه الذي يؤمله، وهذه اللقاءات والمؤتمرات الكثيرة والأموال الطائلة التي تُنفق على أمثال هذه الدعوات الفاسدة المناقضة للإسلام وغاياته، لها هدف كبير ولا شك، وهذا يظهر في عباراتهم التي يطلقونها في الحين والآخر، فعباراتهم انطوت على أنواع الكفر والإلحاد وتجريد المسلمين من هويتهم، مزخرفة بعبارات السلام والصلح والتعايش بين البشر، وهي من أعظم ما لبس على العامة بل وبعض المثقفين المسلمين وهذا أمر يؤسف له.
هي حرب غير مرئية، حرب المصطلحات، وتمرير المخططات والمؤامرات من تحتها، رأوا فيها ساحة آمنة لإيصال الأهداف دون المواجهة الصريحة التي تفضح النوايا وتكشف الغايات.
ودعواتهم التي يطلقونها كـ" وحدة الأديان " و" تقارب الأديان " و" الملة الإبراهيمية " حتى بلغ بذلك المناداة بطبع " القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل " في كتاب واحد.
بل دعا " البابا " إلى إقامة صلاة مشتركة من المسلمين واليهود والنصارى في موضع واحد وذلك بقرية" أسِيس " في" إيطاليا " فأقيمت ممن لا خلاق له بتاريخ: 23/ 2/1407 هـ (27/ 10 / 1986 م).
بين الله في كتابه العظيم أن أهل الكتاب أهل تحريف لكلامه لفظاً ومعنى، ويسوغون ذلك لأنفسهم عن هوى، فإذا كان الأمر كذلك فخديعتهم للمسلمين وتحريفهم لمآربهم لا شك أنها دون ذلك بل ربما تدينوا بها، للوصول لما يريدون.
فكيف يُرجى الحق ويُطلب الإنصاف ويؤمن جانبُ مَنْ حرف كلام الله ولم يخفه؟ قال الله تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} الآيات
وقد بين الله أن قتالهم ومكرهم لغاية واحدة، بقوله تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} (البقرة:217).
• {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} (النساء:89)
لهذا فهم لا يجردون دعواهم في التقارب عن حقهم في تبشيرهم بالنصرانية والدعوة إليها.
ولما كان الإسلام توسع وانتشر في المعمورة، ودان به ما لم يدن به غيره عدداً في وقت كوقته، وتوسعت رقعته في الفتوحات في زمن يسير، احتاجوا إلى وسائل لكفه وصده بوسائل شتى.
وخلاصة ما يريدونه من هذه الدعوة:
1 - محاصرة المد الإسلامي والتقليل من انتشاره.
2 - كف المسلمين عن عدائهم لليهود والنصارى وما يلحق ذلك العداء من تكفيرهم وشرعية جهادهم، وتشويه حكم الردة وإضعاف عقيدة الولاء والبراء.
وهذه حيلة العاجز المتحير أمام مد الإسلام وصلابة أهله.
3 - ومحاولة نزع الإسلام من كونه منهجاً للحياة كلها، وهذا ما امتاز به الإسلام عن غيره، فكان حاضراً لدى كل مسلم في كل حين في قيامه وقعوده وطعامه وحله وسفره ونومه ويقظته وبيعه وشرائه وعلاقته بغيره، فضلاً عن عباداته الموقوتة بين حين وآخر، وهذا ليس لشيء إلا للإسلام، حاضراً في قلب الإنسان ولسانه وعمله يذكر بعضه بعضاً.
ولهذا كان من ثمرة هذه الدعوة دعوتهم إلى تغيير مناهج التعليم ونزع ما فيها مما يثير الكراهية والحقد، كما يقولون.
ففي عام 1399 هـ (1979م) أسسوا "منظمة الإسلام والغرب"، تحت رعاية منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة "يونيسكو"، يعمل فيها خمسة وثلاثون عضواً منهم عشرة مسلمون، وكان من جملة دستورهم بل من أساساته علمنة التعليم، حيث جاء في دستورهم: "إن واضعي الكتب المدرسية لا ينبغي لهم أن يصدروا أحكامًا على القيم، سواء صراحة أو ضمنًا، كما لا يصح أن يقدموا الدين على أنه معيار أو هدف".
وجاء فيه: "أن الأديان يجب عرضها ليفهم منها الطالب ما تشترك فيه ديانة ما مع غيرها من الأديان، وليس الأهداف الأساسية لدين بعينه".
وقد لخص الفاتيكان مقصدهم من تقارب الأديان، والحوار مع الإسلام في كتابهم الذي نشروه بعنوان " دليل الحوار بين المسلمين والمسيحين" فقالوا:
1 - هناك موقفان لا بد منهما أثناء الحوار: أن نكون صرحاء، وأن نؤكد مسيحيتنا وفقاً لمطلب الكنيسة.
2 - سيفقد الحوار كل معناه إذا قام المسيحي بإخفاء أو بتقليل قيمة معتقداته التي تختلف مع القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - لا يكفي أن نتقرب من المسلمين, بل يجب أن نصل إلى درجة احترام الإسلام على أنه يمثل قيمة إنسانية عالية وتقدماً في التطور الديني بالنسبة للوثنية.
4 - إن الحوار بالنسبة للكنيسة هو عبارة عن أداة, وبالتحديد: عبارة عن طريقةٍ للقيام بعملها في عالم اليوم".
وقد بين هيوكيتسكل " زعيم حزب العمال البريطاني" في كتابه " التعايش السلمي والخطر الذي ينتابه " مقصدهم من التعايش: "أنه مناورة خالصة, وهي ظاهرة مؤقتة, قد تقتضي تحوير السياسة بوقف القتال, وتخفيف الضغط ".
إن الميثاق العظيم الذي يجب أن يُحيا في الأمم؛ ما أخذه تعالى على جميع الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد ويتبعوه إذا بعث وهم أحياء، {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ – حفظكم الله -: تبنى البعض فكرة التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم من الكفار مدعياً أنه لا بد للإنسانية أن تتناسى خلافاتها وتعيش في سلام ووئام فهل يجوز اعتقاد وتبني هذه الأفكار شرعاً وهل يمكن تطبيقها واقعاً؟!
الشيخ:
السلام مع المشركين أو اليهود والنصارى، والتصالح معهم حقناً للدماء، في حال ضعف المسلمين وحاجتهم إلى ذلك هذا من المقاصد المتجهة، والمطالب الجائزة، ويكون حكمه من جهة الأصل، وضبط مدته بحسب ما يراه المسلمون من المصلحة لهم، فإن رأوا أن الضرب في الأرض ودخول بلادهم لدعوتهم أكثر أثراً ونفعاً من قتالهم، جاز ذلك وساغ بل قد يتأكد، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع مع المشركين مع قريش في صلح الحديبية، ومع اليهود في المدينة قبل الخندق، وفي غزوة خيبر، ومع نصارى الروم في غزوة تبوك.
وقد كان لذلك الصلح منافع جليلة ظهرت من دخول الناس في الإسلام طوعاً، أو حقن دماء المسلمين وحفظ أموالهم حتى تقوى شوكتهم.
ويشترط في ذلك عدم القدرة والقوة على أخذ الجزية منهم لأن الأصل قتالهم حتى يُعطوا الجزية، قال تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} التوبة29فإذا تعذر ذلك جازت المهادنة بدونها مع بيان الحق والمحافظة على الإسلام وإظهار أحكامه، ومخالفته في الحال والمآل لغيره، والبغض لأعداء الله وعدم موالاتهم؛ عملاً بالقرآن، واقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم.
أما المهادنة والسلم مع نبذ الفروق بين المسلمين وغيرهم، فهذا النوع هو "دعوة التقارب" التي تقدم الكلام عليها، إذ إنها كفر صريح وتعطيل لجميع أحكام الكتاب والسنة.
ـ[العرب]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 02:10]ـ
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ: يزعم البعض أن هناك ولاءً عاطفياً يجمع البشر يختلف عن الولاء الديني الشرعي، وينبغي توظيفه لمصلحة التعايش السلمي بين الناس كافة كما يرى آخرون أن لفظة "الآخر" لفظة بديلة لألفاظ الكافر والمشرك ونحوها، ترفع الحرج عنا كمسلمين أمام الكفار وتحقق المقصود بدون إثارة فما رأيكم؟
الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
البشر مكرمون عموماً بنوع تكريم دنيوي يختلف عن غيرهم، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء70، فكرموا بالعقل والتدبير والإدراك، والنطق والتفكر، وقد فسر في الآية ذلك التكريم بشطر الآية، برزق الطيبات وركوب البحر والبر، وهذا إشارة إلى العقل والتدبير.
ومن أنواع التكريم أن كرمه بحُسن الخلقة، فيمشي وهو منتصب القامة على رجلين، وغيره يمشي على أربع وأكثر، ويتناول الطعام بيديه، وأورثه قوة تسلطه على غيره، فيُسخر له.
والتكريم في الآية كـ"حسن التقويم" في قوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} التين4، فالتكريم والتحسين، أمر قدري كوني، ولكن في العاقبة يختلف المؤمن والكافر، حيث قال تعالى في تمام الآية السابقة: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ , إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} التين6 أي في النار كما قاله المفسرون مجاهد بن جبر والحسن البصري وأبو العالية.
وجنس البشر أفضل من جنس سائر الحيوان، وارتفع المؤمنون بالإيمان، ونزل الكافرون بالكفر، والكافر مذموم لشيء نزل به وارتضاه ظلماً وعدواناً وهو الكفر والشرك، حتى أصبح فضل سائر الحيوان سابقاً عليه قال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} الأنفال55وقال: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} الفرقان44.
ولهذا فالبشر يميلون لبعض لاتفاق الجنس، ولتميزهم بالأرواح عن سائر الحيوان، فلهم أرواح وأنفس، وللحيوان أنفس بلا أرواح على الصحيح، فالبشر يفضلون مجاورة بعضهم وإن تهاجروا، على مجاورة الحيوان وإن ألفوها.
ويتزاوج المسلم والكتابية وإن ثبت عدم المودة الدينية، وهذا هو الميل العاطفي المقصود، وهذا الميل لا يستقل بنفسه في مطلق المعاملة، بل يحكمه الولاء الديني، ويضبطه، في حدود معلومة حيث لا يفوت ذلك الميل مقصداً شرعياً، لهذا يعامل المسلم الكافر ولا يحييه بتحية الإسلام الخاصة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تبدأوا اليهودَ والنصارى بالسلام" رواه البخاري ومسلم، وله أن يُحييه بأي تحية أُخرى.
وله أن يُعامله ولا يُجيز ذلك له أكل ذبيحته إلا الكتابي، أو تزويجه مسلمة، أو تسليطه على مؤمن وإعانته عليه، للنصوص الثابتة في ذلك.
وكثيرٌ من الكتاب يورد آيات وأحاديث في فضل بني آدم وتكريمهم وأخوتهم، ويُسقطها على جميع الأحوال، ويُغفل الآيات الكثيرة المبينة لها والمفسرة للمقصود منها، وهذا من الهوى وعدم التجرد للحق، كما يذكر بعضهم في فضل "الإنسانية" قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} التين4 فيوردها في تفوق الألفة الإنسانية على الألفة الدينية، ولا يتم باقيها: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ , إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} التين6.
ومن ذلك إيراد بعضهم لما ثبت في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال: "أليست نفساً".
في سياق الاستدلال على فضل وسبق الوحدة الإنسانية، وأن الوقوف كان احتراماً لها، ولا يسوق الألفاظ المُفسرة كما رواه مسلم من طريق آخر أنه قيل له صلى الله عليه وسلم: إنها يهودية، فقال: "إن الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة فقوموا".
فالقيام لهيبة الموت، إشارة إلى استعظامه، كي لا يبقى الإنسان على الغفلة والإعراض بعد رؤية الموت، فالأمر متعلق بالموت وتذكره، لا بذات الميت، فيستوي في ذلك المؤمن وغيره، وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة"، فيستوي في ذلك الجميع لأن العلة تذكر الآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المصطلح الموضوع "الآخر" فلا أعرفه أُطلق إلا بعد بداية الحرب الحديثة التي نالت الشرق والغرب، ابتداء من ضرب أمريكا وهدم أبراجها، وانتقامها لنفسها بإعلان الحرب الصليبية على المسلمين كما قال ذلك رئيسها "بوش الابن" وقد اعتذر بعد أن نُصح بخطورة هذه الكلمة، على مشاعر المسلمين وأن هذا سيوقد الحمية في العالم الإسلامي ضدها، فسماها حرباً ضد "الإرهاب" زعم، وانتقاماً ممن هاجمه، فنالت عدة بلاد منها أفغانستان والعراق، ووافقها حرباً ضروساً فكرية وعقدية وسلوكية، في جميع وسائل الإعلام، لتوهين المسلمين وتليين عزيمتهم، وتشكيكهم، كان هذا المصطلح "الآخر" من نتاج ذلك كله، أظهره كثير من الكتاب العرب والمسلمين، تختلف مقاصدهم، ولكن يغلب على الطارحين لهذا المصطلح الرغبة بالمسالمة مع الغرب أوروبا وأمريكا وغيرهم، وعدم محاولة إغضابهم بمصطلح "الكفر" أو "الشرك".
وكثير منهم فيما أعلم يقر بكفرهم اعتقاداً، وآخرون يطلقون ذلك وفي قلوبهم مودة ورغبة في الغرب وعدم تكفيرهم، يظهر هذا من أقوال لهم يطلقونها في مواضع عديدة.
و"الآخر" من جهة اللغة يطلق على كل من لم يشاكلك من جميع الوجوه، أو غايرك في أي نوع من أنواع المغايرة الدين أو الوطن أو اللون أو الجنس أو العرق أو المذهب بل والذات، فكل من غايرك فهو "الآخر"، وهو من أعم المصطلحات وأوسعها، وأكبر أبواب الكليات، بل قد يطلق على من شابه الذات من جميع الوجوه، فالذي تراه في المرآة "الآخر" وإن كان أنت، إذ إن الذات لا تتعدد والروح والمكان واحد.
ومثل هذا المصطلح لا يصلح ضابطاً في العقل واللغة، تعرف به الحدود، وتضبط به الذوات والصفات، إذ إنه لا يفسر حقيقة، ولا يبين حكماً، ولا يندرج تحته من الألفاظ ما يفسره إلا ويفقد الناطق به الحاجة إليه، فيكون من الحشو والعِي الذي يتنزه الناطق عنه.
والذي أراه أنه من أسرع المصطلحات زوالاً واندثاراً، إذ لا يقبله كل صاحب لسان ولغة مصطلحاً، أياً كانت اللغة، لأن اللغات كلها وُضعت لضبط المعاني لا إهدارها، والاستغناء بالإشارات بعيدة الإفهام إلى العبارات القريبة.
مع ما في ذلك من تسوية الطوائف والفرق الداخلة في الإسلام بغيرها، وتسوية أهل الإسلام الحق بغيرهم من المسلمين الواقعين في البدع، وهذا يُراد منه أمران باطلان:
الأول: إذابة الحق في النفوس، وإهدار مزيته، وإبطال فضله، لأن الحق يعرف فضله ومزيته وحسن عاقبته، ببيانه وبيان ضده، فإذا عُرف الحق ولم يُعرف مخالفه وحقيقة خلافه، ونوعه، قلت هيبة الحق والاعتقاد في النفوس، وكانت النفوس أقرب إلى الانتكاس والتقلب بين العقائد الباطلة التماساً للحق ورغبة فيه، لهذا حرص الإسلام على بيان العقائد المخالفة له ووَصْفها أتم الوصف، فكان أصحابه أقل الناس نكوصاً عنه، إذ أن الناكص عن معتقده أياً كان، ما تركه إلا وقد بان له من حقيقة معتقده الجديد ما غلب عقيدته الأولى، سواء بجهل أم بعلم، وهذا كما أنه في الديانات كذلك في أمور الناس وآرائهم في دنياهم.
الثاني: إبطال الأحكام المترتبة على غير الموافقين؛ لأن الحكم عليهم فرع عن معرفة حقيقتهم، وجعل غير الموافقين على درجة سواء، يُضعف النفوس، ويُبطل الأحكام، ويُورث الانهزام، لأن هذا يقتضي تكثير سواد الخصوم، وهذا ما خالفه القرآن أشد المخالفة، فكله من أوله إلى آخره، تفصيل وبيان، سواء بدلالة المنطوق أو دلالة المفهوم، تفريق بين الأعمال ومراتبها المقتضي لتفاوت العاملين بها، قال تعالى: {يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} (الأنعام:57).
أي هو خيرُ مَن بيّنَ وميّزَ بين الحق والباطل، والسبب من تمييز ذلك في قوله: {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام:55).
(يُتْبَعُ)
(/)
لهذا كثُرت النصوص في بيان أنواع ومقادير الثواب والعقاب، فبالعاقبة ودرجتها تعرف مراتب العاملين، مع أن القرآن مليء ببيان وجوه الاختلاف بين أهل الملة الواحدة، فالمسلمون ليسوا على السواء: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} الحديد10، وأهل الكتاب ليسوا سواء في بعض الأبواب مع كونهم من جملة الكافرين: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى} المائدة82.
ويختلفون في أفرادهم في الأمانة وأدائها: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} آل عمران75.
ومن أعظم الأحكام المترتبة على غير الموافقين المُبطلة في هذا المصطلح، ما يتعلق بولاء أهل الإيمان وعداء أهل الكفر، فالمؤمن وإن كان فاسقاً ظالماً، أحب وأقرب من الكافر العادل، والمؤمنون يتفاوتون في الحب والبغض، فقد يحب المؤمن ويبغض، يُحب لإيمانه ويكره ويبغض لما هو فيه من معاصٍ وذنوب.
والكفار يتفاوتون بحسب اعتقادهم ومودتهم لأهل الإيمان، ومنهم محاربون ومعاهدون وذميون.
ومن الأحكام المبطلة في هذا المصطلح: الجهاد، والهجر، وكثير من أبواب العقود كالتسوية في النكاح بين المسلمين وغيرهم.
ويلزم مع هذا الإبطال الخلط بين حقيقة الحق والباطل، والخطأ والصواب، إذا إنه لا ثمرة من معرفة ذلك، وفيه تعطيل لجميع النصوص في الكتاب والسنة المتعلقة بمعاملة المخالفين.
والشريعة مليئة بطلب تمحيص الحق وتحريه، والاجتهاد فيه، وهذا لازم لمعرفة الخطأ والباطل وأنواعه ووجوهه، وإلا لما سمي اجتهاداً، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قال: " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" والاجتهاد تحري الصواب واستفراغ الوسع بطلبه، وتمييزه عن الخطأ، ومجانبة الخطأ مع التماس العذر للمجتهد فيما يسوغ فيه الاجتهاد.
وعند الحكم على الناس عامة يقال مسلمون وكفار، لا وجود لشيء آخر غير ذلك، حُكْم لا مناص منه، ولا حيدة عنه، لا فريق ثالث في الدنيا غير ذلك، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ} (التغابن: آية2).
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ: ما أثر الحوار مع الكفار أو التقارب معهم على عقيدة الولاء والبراء؟
الشيخ:
تقدم بيان معنى الحوار والتقارب والفرق بينهما وتجوز كثير من الكتاب في إطلاق هذه على الأخرى، فلم تحمل معناها اللغوي الحقيقي.
وأصل الأهداف وأُسّها التي يريد دعاة التقارب الوصول إليها هي إزالة ما يُسمى بـ"الكراهية" و"البغضاء" ونشر "الحب والوئام" وهذه الكلمات مجملة عامة، وحسنة في ظاهرها، ولكن في حقيقة أمرها أنه لا يمكن أن يتحقق لدى اليهودي والنصراني الحب المطلق للمسلم والولاء التام، وهذا ليس مقصوداً عندهم، وإنما المقصود العكس.
والأمر الثابت في الإسلام ضرورة أنه لا دين لمسلم دون حب وبغض حب لأهل الإيمان وكره لأهل الكفر لأنهم تعدوا على أعظم الحقوق فجعلوا لله نداً، وعبدوا غيره، وجعلوا له ولداً وزوجة، وهذا هو الظلم العظيم الذي قال الله عنه: {الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لقمان13، وكثير من الناس في باب المحبة والكره ينظر إلى حقه الخالص ولا ينظر لحق الله وأصل عقيدة الإسلام، فحق المحبة للمؤمن وحق الكره للكافر ليس للذات مجرداً فيكره ويُحب لعرقه وأصله ولونه، وإنما ذلك لما يحمله من عدل وظلم.
قال تعالى: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} البقرة221 يعني في ظاهره وذاته، ثم ذكر سبب التفريق في ذلك {أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} البقرة221عقيدة الولاء والبراء التي يسعى المشركون وكثير من المنافقين على إزالتها لأنها سياج متين يحمي
(يُتْبَعُ)
(/)
عقيدة المسلم ويقلل من استحواذ غيره عليه، وذلك أن الولاء والبراء يورث أمرين جليلين في قلب الإنسان:
- حب الاعتصام بجماعة المسلمين والقرب منهم لعقيدتهم، وكره الاعتصام بجماعة الكافرين لعقيدتهم.
- اليقين والثقة التامة بصدق ما هو عليه وتكذيب ما يقوله غيره من تلبيس ودعوات.
وهذا الأمران هما ما يُورث كثيراً من الأحكام التي يرى منها المنادون بالتقارب خطراً وضرراً، كالجهاد وحد الردة ورفض الاستماع لدعوات التنصير، وما يتبع ذلك من بناء الكنائس والمعابد الأخرى.
وهم في الأصل حينما عجزوا عن تغيير كثير من الأحكام المترتبة على الولاء والبراء، سعوا لإزالة أصلها.
فأعظم ما يهدفون إليه من دعوتهم أمور أهمها:
• 1 - إلغاء تقسيم الناس إلى مسلم وكافر, فلا ولاء ولا براء, والقول بصحة جميع الأديان, وأنها طرق لتحقيق غاية واحدة.
• 2 - تحقيق المصالح المشتركة التي بينهم وبين غيرهم من حرب الأعداء كمحاربة الشيوعية والإلحاد.
ويحرص كثير من المنادين بتلك الدعوة على التعميم في الخطاب، ومحاولة عدم مس نصوص الإسلام بالنص صراحة، وهذا ما أورث اللبس عند كثير من المسلمين، وصعب عليه أن يفهم المقصود من الكلام السابق.
والعجب أن بعض المسلمين يغتر بعباراتهم ويُحسن الظن بها، ولا ينقضي العجب أن يغتروا بعباراتهم ورماحهم في خواصر المسلمين، فهم ينادون بالتقارب في وقتنا وثلاثة من دول العالم الإسلامي محتلة ودماء المسلمين تُسفك كل يوم، وقتل منهم في عقد واحدٍ نحواً من مليون مسلم، في العراق وفلسطين وأفغانستان.
وبكل حال لا يجوز أن يتخذوا أولياء من دون المؤمنين قال تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما. الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين. أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا}. [النساء:138،139].
وقال تعالى: {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ , وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} المائدة81
ثم إنه لا يلزم من ثبوت عقيدة الولاء والبراء عدم التعامل مع غير المسلمين بالبيع والشراء والمؤاجرة والمؤاكلة والزواج من اليهودية والنصرانية وأكل ذبائحهم وغير ذلك.
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ: هل هناك تعارض بين التعامل مع الكفار وموالاتهم أو التقارب معهم دينياً؟
الشيخ:
التعامل مع غير المسلمين الأصل فيه الإباحة بجميع أنواع المعاملة، ولا يستثنى من ذلك شيء، إلا ما دل عليه الدليل كتحريم أكل ذبائح ونكاح نساء غير اليهود والنصارى، وأن يتزوج الكافر مطلقاً كتابياً أو غير كتابي المسلمة.
فالبيع والشراء وسائر العقود المباحة جائزة معهم، وكذلك الأكل معهم واستعمال آنيتهم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تعاقد مع يهودي، وتوضأ بآنية المشركين، واستجاب لدعوتهم، وعاد مريضهم رغبة في تأليف قلوبهم.
والعلاقة في المعيشة بين المسلمين وغيرهم من معتنقي الأديان, لا يمنع منها الإسلام, ويدعو إلى الإنصاف والعدل فيها، مع الإحسان والبر, ولا يتنافى ذلك مع نصوص الشرع الناهية عن موالاة الكفار، قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الممتحنة8
ويحتاج إلى هذا المسلمين من الأقليات المترامية في بلدان العالم الغربي والشرقي الذي لا يدين بالإسلام، ويتعذر عليهم المهاجرة إلى بلاد المسلمين.
وحرمة دماء المعاهدين وأهل الذمة وأموالهم عظيمة، لا تجوز سرقتهم ولا ظلمهم، ويجب إنصافهم عند التعدي عليهم، فلا يجوز عند التقاضي في الحقوق بين المسلم وغيره أن يحكم للمسلم لأنه مسلم ويظلم الكافر في ماله لأنه كافر.
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ – حفظكم الله -: هل يمتاز اليهود والنصارى عن غيرهم لكونهم أصحاب ديانات سماوية ومن ثم يمكن التقارب معهم؟
الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً لفظة "الديانات السماوية" عبارة فيها تجوز، فالدين السماوي واحد، وهو الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} آل عمران19، و"الإسلام" هو دين سائر الأنبياء كما تقدم الكلام حوله، وأما الديانات الأخرى التي هي مخالفة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فيطلق عليها "ديانات" من غير نسبتها للسماء، ولكن يقال شرائع سماوية، كما قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} المائدة48.
وأما اختصاص أهل الكتاب عن غيرهم فمن جهة أصول الدين، والاعتقاد فيهم لا فرق بينهم وبين غيرهم، أن يحكم بكفرهم إذا لم يدخلوا في الإسلام، ويُدعون إليه كغيرهم.
ويفترقون عن غيرهم أنه يجب اعتقاد أنهم أتباع كتاب سماوي طالته أيديهم بالتحريف والتبديل، وبُعث لليهود موسى وللنصارى عيسى عليهما السلام كما تقدم بيانه.
ويطلب منهم العدل والتوحيد كغيرهم، ولهم من الحقوق ما لغيرهم في السلم والعهد والأمان، من العدل والبر والإحسان، ولهم ما لغيرهم في حال الحرب، على خلاف عند العلماء في أخذ الجزية من غيرهم كمشركي العرب وبقية الوثنيين.
ويلان معهم في حال دعوتهم بالإحسان والرفق، تأليفاً لقلوبهم؛ لأنهم على علم بنبوة محمد ورسالة الإسلام قبل مبعثه، قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ} الأعراف157.
قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ} العنكبوت46.
واليهود أشد عداء لأهل الإسلام من النصارى، والنصارى أقربهم مودة، وأكثر دخولاً في الإسلام: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى} المائدة82.
واليهود لا يكاد يدخلون في الإسلام، وقد دخل الإسلام في عصر النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام منهم نفر قليل كعبدالله بن سلام ومخيريق بني النضير، وكبراؤهم فيهم الكبر والأنفة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود). رواه البخاري مسلم، ومراده من أعيانهم وكبارهم، هم من يحول بينهم وبين الإسلام.
وهم أشد الملل عناداً واستكباراً ومحاربة للحق، وقتل أهله، والكيد بهم، والتربص بهم، ووضع الحيل، وتسويغ كل وسيلة ولو قبيحة للنيل من الخصوم، وإلحاق الهزيمة بهم، وإهانتهم، وقد ذكر الله جرأتهم بقتل الأنبياء فقال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} البقرة61 وقد جاء في بعض الآثار النص على أسماء من قتلوهم كزكريا ويحيى عليهما السلام.
وأما النصارى فكثير جداً، بل لا يخلو يوم إلا ويدخل ناس منهم الإسلام في عصرنا؛ لأن منهم طُلاب حق، والنزاهة فيهم أكثر من اليهود.
ويختص أهل الكتاب عن غيرهم في التعامل:
بإباحة الزواج من نسائهم، وهم مستثنون من قوله تعالى:: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} البقرة221 بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ} المائدة5.
والحكم خاص بنسائهم من دون المشركين، لا أن ينكحوا هم نساء المسلمين بالإجماع عند سائر المذاهب المتبوعة
ويختصون بإباحة ذبائحهم عن غيرهم، فتحل ذبيحة الكتابي ولا تحل ذبيحة بقية المشركين، للآية السابقة.
والخلاف في دية الكتابي عند قتله عمداً معروف فقال بعض الفقهاء إنها كدية المسلم، وهذا ثابت عن بعض الصحابة كعثمان بن عفان رضي الله عنه.
ويختصون بجواز التحديث عنهم من أخبارهم الإسرائيلية، مما يتعلق بالغيبيات وأخبار الأنبياء والأمم السابقين من غير تصديق ولا تكذيب، بخلاف غيرهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 02:31]ـ
[ COLOR="red"] والخلاف في دية الكتابي عند قتله عمداً معروف فقال بعض الفقهاء إنها كدية المسلم، وهذا ثابت عن بعض الصحابة كعثمان بن عفان رضي الله عنه.
".
نفع الله بالشيخ الاسلام والمسلمين وجزاه عن الامة خير الجزاء وجمعنا واياه في الفردوس الاعلى.
ولكن نسبة القول بان دية الكتابي كدية المسلم الى عثمان! لا تصح وانما الذي ثبت عند عبد الرزاق في المصنف من حديث الزهري عن سالم عن ابيه ان مسلما قتل ذميا عمدا فدفع الى عثمان رضي الله عنه (((فغلظ))) عليه الدية مثل دية المسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرب]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:24]ـ
فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه فأتيتهم.فجلست إليه.فقال:كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلاً، فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل،ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.فقال (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم،وينذرهم شر ما يعلمه لهم.وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها. وسيصب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة،فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ... الحديث)] صحيح مسلم (1844) [.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نراه اليوم ونسمع به من الفتن هو من تأويل هذا الحديث العظيم فما يكاد المصلحون من العلماء والدعاة يدافعون فتنة إلا وتأتي بعدها فتنة أكبر منها وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضاً) أي يصير بعضها رقيقاً أي خفيفاً لعظم ما بعده:
وإن من الفتن الخطيرة التي ترقق ما قبلها والتي كانت تطرح ما بين الفينة والأخرى ولكنها اليوم تطرح بقوة وكثافة أكثر من أي وقت مضى فتنة الدعوة إلى الحوار بين الأديان والتقارب بينها حيث تعقد الها الندوات والمؤتمرات، ويشعر المراقب لهذه الفتنة ومن يتولى كبرها أنها تطرح بصورة تتسم بالكيد والمكر والتلبيس، ويتولى الإعلام بشتى وسائله الدعوة لها وتزيينها للناس بشبهات باطلة يخشى أن تنطلي على كثير من جهلة المسلمين إن لم يجدوا من يبين لهم حقيقة هذه الدعوة الخبيثة ويكشف عوارها وزيفها وظلالها.
ومع خطورة هذه الدعوة ومساسها بثوابت هذا الدين وأصوله إلا أن من انبرى لكشف حقيقة هذه الدعوة في هذه الأيام هم قلة من الدعاة والعلماء من أمثال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى في رسالته القيمة (الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان)
والشيخ عبد العزيز آل عبد الطيف في كتابه (نواقض الايمان العملية). ومن آخرها الحوار الذي أجراه موقع شبكة نور الإسلام مع الشيخ عبد العزيز الطريفي. فجزاهم الله خيرا وبارك في جهودهم
ومع ما في ردودهم من القوة والشمول إلا أن الأمر من الخطورة بحيث يحتاج إلى مزيد من الطرح والفضح والتكثيف في الوسائل المتاحة المتنوعة التي تصل إلى جميع شرائح الناس لعلهم يفقهون حقيقة هذه الدعوة وخطرها وضلالها وبطلانها
وإسهاما في مدافعة هذه الدعوة الباطلة أكتب هذه الوقفات السريعة مستفيداً ممن سبقني من المشائخ الكرام أسأل الله عز وجل في ذلك الهدى والسداد:
الوقفة الأولى: ((يا لها من غربة))
إن بعد الإنسان عن بلده وأهله هو نوع من الغربة لاشك ولكن أشد منها وأخطر غربة الدين وأهله وذلك حين تصبح أصول الدين وشعائره عرضة لإفساد المفسدين وشبهات الملبسين وتشكيك المشككين ثم يصبح ذلك أمراً مستمرأ ً وذلك بين جهل المسلمين وعجز علمائهم.
ولا أدل على ذلك مما يطرح اليوم من هجوم وتشكيك في ثوابت هذا الدين بل في أصله وأساسه العظيم ألا وهو التوحيد والبراءة من الشرك وأهله. ومهما كان من المفسدين من فساد وكيد وبث للشبهات والشهوات فإنه لم يكن متوقعاً أن يصل الجهل أو المكر بهم أن يتجرءوا على أصول الدين ويطرحوا هذه الدعوة الباطلة: الدعوة إلى وحدة الأديان وتقاربها.
الوقفة الثانية: ((دين الله الحق واحد وليس عدة أديان))
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله عز وجل: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}] سورة آل عمران:19 [وقال سبحانه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}] سورة آل عمران:85 [وقال سبحانه عن أهل الكتاب: {فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}] سورة آل عمران:20 [وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}] سورة آل عمران: 64 [وقوله سبحانه: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}] سورة العنكبوت: 46 [. هذا كلام الله ومن أصدق من الله حديثاً: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}] سورة الأنعام: 115 [.فهل بعد هذا البيان من بيان في أن دين الله الحق واحد وهو الإسلام وليس عدة أديان وهل يجوز للمسلم وهو يقرأ ويسمع هذه الآيات البينات المحكمات أن يقبل فكرة التقارب بين الأديان أو التحاور معها على أساس الندية والاعتراف بها؟!
إن دين الله الحق واحد وليس هناك شيء اسمه الأديان السماوية أو الإبراهيمية؛ لأن دين الأنبياء جميعاً واحد هو الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة قالوا كيف يا رسول الله؟ قال، الأنبياء أخوة من علات وأمهاتهم شيء ودينهم واحد فليس بيننا نبي)] مسلم 2375 [فدين إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام هو الإسلام لا غير: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}] سورة البقرة:132 [. {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ}] سورة يونس: 84 [وقال سبحانه عن عيسى عليه السلام وحوارييه {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}] سورة آل عمران: 52 [
والملفت في جل الآيات السابقة أنها في سورة آل عمران وقد نزلت في الحوار مع نصارى نجران حيث كان الحوار صريحاً حاسماً وذلك بإعلان البراءة من دين النصارى الوثني المحرف ودعوتهم إلى ترك كفرهم وشركهم ودعوتهم إلى الدخول في دين الإسلام القائم على عبادة الله وحده وتوحيده والبراءة من الشرك وأهله. فأين هذا من الدعوة الباطلة التي تطرح اليوم بقبول دين اليهود والنصارى أو عدم التعرض له بالنقد والتضليل والبراءة بل والتقارب معه بحجة محاربة الإلحاد وفي نشر السلام والتسامح والعدل!!
وسبحان الله العظيم كيف يقترب فضلاً عن أن يتحد شيئان متضادان. كيف يجتمع التوحيد القائم على عبادة الله وحده لا شريك له مع الشرك القائم على عبادة غير الله وكيف يجتمع من يقول {إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}] سورة الأنعام: 162 [مع من يقول (إن الله ثالث ثلاثة) ومع من يقول (عزيز ابن الله) ومع من يقول (المسيح ابن الله) تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيرا كيف يجتمع الموحد ويتقارب مع من يقول الله عز وجل عنه وعن شناعة معتقده {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا
(يُتْبَعُ)
(/)
لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}] سورة مريم:88 - 95 [إن المتضادين لا يجتمعان ابداً لا في عالم الجمادات ولا في عالم الحيوانات إلا على وجه المغالبة حتى يذوب أحد المتضادين في الآخر وإلا فإنهما حسب السنن الكونية سيبقيان متنافرين لا يلتقي أحدهما بالآخر إلا أن يلتقي الضب بالحوت.
الوقفة الثالثة: ((متى يكون الحوار مع الكفار مقبولاً؟))
إذا تبين أن فكرة الوحدة أو التقارب بين الإسلام والكفر مستحيلة عقلاً وشرعاً.وإن وجد من يقبلها فإما أن يكون جاهلاً لا يدري ما معنى التوحيد ولا ما هو الشرك أو يكون عالماً بذلك لكنه ماكر مغرض يريد هدم الإسلام ونشر الكفر.
إذا تبين لنا ذلك فسيبقى أمامنا سؤال مفاده:متى يكون الحوار مع الكفار مقبولاً؟
والجواب والحمد لله واضح وجلي قد بينه الله عز وجل في كتابه الكريم وذلك أن الصورة المقبولة من الحوار مع أهل الكتاب وغيرهم من الكفار هو دعوتهم إلى التوحيد ودخولهم في الإسلام واتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم وترك ما هم عليه وإن رفضوا فهم كفار نتبرأ منهم ومن كفرهم ونحذرهم ولا نظلمهم. وقد سبق في الوقفة السابقة سرد بعض الآيات التي فيها محاورة أهل الكتاب في بيان شركهم ودعوتهم إلى التوحيد وأخص منها
قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}] سورة آل عمران: 64 [وصورة أخرى للحوار مع الكفار في حالة القتال معهم سواء في جهاد الطلب ودعوتهم قبل القتال إلى الإسلام أو الجزية أو القتال أوكان في جهاد الدفع في حالة ضعف المسلمين في التفاوض معهم في دفعهم عن ديار المسلمين بهدنة أو صلح أو نحو ذلك وكل هذه المحاورات تتم دون التنازل عن عقيدة التوحيد أو الاستحياء من طرحها ودون تحسين دين الكفار أو قبوله.وهذه الصوره من الحوار مرفوضة أصلاً عند الكفار ولا يقبلون بها. أما الصورة المرفوضة من الحوار مع الكفار في دين الإسلام التي يدعو إليها الكفار فهي التي تطرح هذه الأيام وتعقد لها الندوات والمؤتمرات. والتي يراد منها أن تكون طريقا إلى التقارب مع أديانهم الباطلة والسكوت عن كفرهم وإبطال عقيدة الولاء والبراء من ديننا فلا براءة من المشركين ولا عداوة ولا كره للكافرين. كل ذلك باسم الحوار والدعوة إلى زمالة الأديان ونشر السلام وبث روح التسامح معهم.
الوقفة الرابعة: ((أهداف هذه الدعوة))
الجدير بالذكر أن الغرب اليهودي الصليبي هو من وراء هذه الأطروحات الماكرة وقد تشربها بعض المسلمين إما جاهلاً بحقيقتها أو خبثاً ومكراً ونفاقاً. ويمكن ذكر بعض أهداف الحوار بين الأديان والتي يسعى إليها الغرب الكافر وذلك فيما يلي:
1 - باعث الصد عن سبيل الله عز وجل وبخاصة دين الإسلام الذي رأى الغرب أبناءه يدخلون في الإسلام زرافات ووحداناً فأرادوا التلبيس على شعوبهم بأن الفروق بين الأديان فروقاً شكلية كلها تؤدي إلى عبادة رب واحد فلا حاجة للتغيير.
2 - باعث هدم أصول الدين الإسلامي وثوابته وبخاصة أصل الولاء و البراء الذي يقتضي تكفير الكافر وبغضه والبراءة منه ومن كفره وهذا غاية ما يسعون إليه في هذه الدعوات الماكرة وبخاصة في هذه الأزمنة المتأخرة التي استيقظ فيها المسلمون ورأوا صوراً صارخة من عداء الكفار وعدوانهم وحقدهم على الإسلام وأهله. ومن الشعائر التي أقضت مضاجع الكفار ووقفت شوكة في حلوقهم شعيرة الجهاد التي انبعثت في هذه الأمة قولاً وعملاً وذاق العدو الكافر الأمرّين من ضربات المجاهدين.فجاءت هذه الدعوات الخبيثة لتدجين المسلمين وتبعدهم عن مقومات حياتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وجاءت لتجنيدكثير من حكام المسلمين وبعض المهزومين من الدعاة في مواجهة المجاهدين والمنادين بالبراءة من الكفار وبغضهم وعداوتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - باعث التنصير حيث طرح مجلس الكنائس العالمي أن الحوار وسيلة مفيدة للتنصير لأنه وسيلة لكشف معتقدات وحاجيات الآخر وهي نقطة البداية الشرعية للتنصير.
4 - إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه وظهوره وتميزه بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرف ممسوخ بل مع العقائد الوثنية الأخرى.
5 - الاعتراف بأديانهم واحترام عقائدهم وتجنب البحث في المسائل العقدية الفاصلة للحفاظ على استمرار الحوار.
6 - الدعوة إلى نسيان الماضي التاريخي والتخلص من آثاره كالذي حصل من الصليبين في حروبهم الصليبية وما قاموا به من ظلم وتقتيل وتشريد للمسلمين. والدعوة إلى فتح صفحة جديدة بين الأديان يسودها السلام والعدل والتسامح بزعمهم. ولا يخفى على اللبيب خبث هذه الدعوة وما وراءها ولكنها لا تنطلي على المسلم الواعي لعقيدته الواعي لتاريخه الواعي لواقعه المعاصر الذي يمارس فيه هؤلاء الكفار الذين يدعوننا إالى الحوار شتى صور القتل والتعذيب والتشريد في بلدان المسلمين ويكفينا ما يدور الآن في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال من الغرب الصليبي اليهودي والذي تتولى كبره أمريكا الطاغية الكافرة.
إن الذين يحاولون تمييع هذه المفاصلة بين المسلمين والكفار بحجة التسامح والتقريب والحوار بين أهل الأديان يخطئون في فهم دين الله الحق وفهم الأديان المخالفة كما يخطئون فهم معنى التسامح و فهم الواقع الأليم. فالغرب الكافر يريد من المسلمين أن يتسامحوا من طرف واحد ويتقبلوا العدوان عليهم والتقتيل والاحتلال ويستسلموا للأعداء أما هو فلا حسيب على عدوانه وحقده لأنه جاء ينشر الحرية والعدل والديمقراطية بزعمه. ومع ذلك نجد من بني جلدتنا من يحسن الظن بعدونا الكافر ولا ندري هل هذا جهلاً منه أو خبثاً ويرى أن في مؤتمرات الحوار والتعاون بين الأديان فرصة لنشر السلام والقضاء على الفقر والظلم والعدوان انظر ما كتبه جمال خاشقجي في جريدة الوطن 28/ 3/1429هـ بعنوان (إنها ليست دعوة لحوار عقائد وإنما هي للتعاون بين الأديان) وما كتبه على سعد الموسى في نفس الجريدة في اليوم التالي 29/ 3/1429هـ بعنوان (الأديان في مؤتمر الرياض) فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به
الوقفة الخامسة: ((المخرج من هذه الفتنة))
يقول الله عز وجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}] سورة الأنعام: 153 [ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله)] مالك في الموطأ وذكره الأرناؤط في جامع الأصول 1/ 277وقال رواه الحاكم 1/ 93 بسند حسن فيقوى به [ومر بنا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الفتن التي يرقق بعضها بعضا قوله: (فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر).
هذا هو المنقذ من هذه الفتنة ومن غيرها: الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على هديهما. وفي كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأدلة التي تدحض هذه الفتن وغيرها وذلك في بيان حقيقة الإيمان بالله عز وجل وتوحيده وبيان سبيل الكافرين وتفنيد عقائدهم الباطلة ما يكفي ويشفي لمن تدبرهما وجعلهما المصدر الوحيد لفهمه وحكمه وتحاكمه وفي ولائه وفي برائه.
والإيمان الحق بالله عز وجل واليوم الآخر هما ثمرة من ثمار الاعتصام بالكتاب والسنة. والإيمان بالله الحق واليوم الآخر هما العاصمان بإذن الله عز وجل من الوقوع في فتن الاعتقادات والأقوال والأعمال كما جاء في حديث الفتن السالف الذكر (فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر).
هذا هو المتعين على كل مسلم يريد لنفسه النجاة.
كما أن المتعين على علماء السنة في ديار المسلمين بيان الحق للناس وربطهم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح رضي الله عنهم وبيان ما يضاد ذلك من سبيل الكافرين والمنافقين والمبتدعين.ويتأكد هذا الواجب في زماننا اليوم الذي كثرت فيه الفتن وأجلب فيه المضلون و الملبسون الصادون عن سبيل الله بخيلهم ورجلهم يريدون تبديل الدين وزعزعة التوحيد في قلوب أهله، فإن لم ينفر العلماء وطلاب العلم في رد هذه الفتن المستطيرة تكن فتنة وفساد كبير على الناس في دينهم وإثم كبير على الساكت من أهل العلم قال الله عز وجل: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}] سورة آل عمران: 187 [. وقال سبحانه: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}] سورة المائدة: 63 [أي لبئس ما يصنعه أهل العلم من الربانيين والأحبار بسكوتهم وعدم نهيهم الناس عن الآثم.
نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يقمع أهل الزيغ والفتن.
كما نسأله سبحانه أن يرزقنا الثبات على دينه والاستقامة عليه وأن يجنبنا والمسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــ
بقلم الشيخ المربي الجليل عبدالعزيز الجليل
* عضو مجلس الأمناء في شبكة نور الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الحسيني]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 06:46]ـ
جزاكم الله الجنة(/)
منهج أهل السنة والجماعة 3
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 05:21]ـ
-خصائص أهل السنة والجماعة في العقيدة والمنهج:
1.الإنطلاق من التوحيد: توحيد الله في كل شيء، فهو الذي يقتضي الإيمان بالخالق وماسواه مخلوق، الكامل وماسواه ناقص، المعبود وماسواه عابد خاضع، وأي خلل في هذا يخلط الأمر ومالرافضة والصوفية والعلمانية والإلحادية بخافية علينا.
2.لاتعارض عندهم بين العقل والنقل، ولاصراع بين الدين الحق وبين العلم الحديث النافع، ولايمكن تعارض خبر غيبي أو تشريعي مع نظرية علمية صحيحة.
3.الدعوة إلى العلم النافع، وهو قسمان:
-علم شرعي لابد من تعلمه بدليله.
-علم مادي تجريبي وشروط تعلمه (لايعارض الدين وأصوله كالعلم الذي يقود إلى الإلحاد والإباحية فهذا علم مرفوض-النفع للأمة-النية الصالحة في تعلمه)
4.التلازم بين العقيدة والشريعة، وقد انقسم من ضل في هذا الباب إلى قسمين:
-الخوارج: فجعلوا التلازم بينهما يخرج مرتكب الكبيرة من الإيمان، ففساد تعاملهم مع النصوص أدى إلى فساد تعاملهم مع الخلق.
-المرجئة: فصلوا العمل عن الإيمان، وتسلل عن طريقهم العلمانيون الذين يفصلون الدين عن الحياة.
5.التطبيق العملي للعقيدة، فليسوا أصحاب كثرة كلام ولاتنظير وإنما يبينون الحق ويعملون به ويدعون إليه ويصبرون عليه، وأيما علم أو عقيدة لاتؤدي بصاحبها إلى عمل صحيح فإنها عقيدة خلل وزيف:
.ومن أهم ما يميزهم في هذا الباب:
-الربط بين العقيدة والعمل: وارجع إلى مسألة الإيمان وتعريفه عندهم.
-الكفر بالطاغوت: فالكفر به عقيدة إيجابية تؤسس للتوحيد وتدعو إلى الله وتميز بين الحق والباطل، فالكفر بالطاغوت لبيان الحق وهو بداية الدعوة إلى الله.
-قيام المجتمع المسلم على الأخوة والنصرة والموالاة.
-الدعوة بالقدوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6.الوسطية والشمول: فهو منهج وسط كما يققره الشرع وأهله لاكما يقرره الناس بقولهم: كن صاحب طاعة وصاحب معصية، وهو كذلك منهج شامل لكافة جوانب الحياة من عقيدة وشريعة وسلوك وتعامل ودعوة وغيرها، فهومنهج إيجابي والشمول وصف له.
-الملامح العامة لأهل السنة والجماعة:
قد مر في النقطة السابقة طرف منها، ومن ملامحهم كذلك:
1.يجمعون الدين علما وعملا ظاهرا وباطنا.
2.هم أهل الجمل الثابتة بالقرآن والسنة والإجماع الملتزمون بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لادين أهل الأهواء والبدع.
3.لايأخذون إلا ماكان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فهم متبعون لامبتدعون.
4.هم أعلم الناس بكتاب الله تدبرا وعملا به وحفظا له وتفسيرا، وكذلك هم أعلم الناس بالسنة.
5.تختلف اجتهاداتهم تبعا لتفاوت علمهم بالسنة ولكنهم يضبطون ذلك بالحرص على تحري الصواب والوحدة والإئتلاف.
6.ليس لهم إمام يقتدى به إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
7.سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
8.منصفون عادلون يراعون حق الله لاحق النفس أو الحزب أو الطائفة.
9.ليس لهم اسم سوى السنة والإسلام فلا يجتمعون إلا عليها.
10.التوافق في الأفهام والتشابه في المواقف رغم تباعد الأمصار والأعصار وماذلك إلا لأن مصدر التلقي عندهم واحد وهو الكتاب والسنة.
11.البعد عن الخصومات والجدل والمراء في الدين.
12.الصبر على الأذى واحتساب الأجر: وهم بذلك أعظم الناس ثباتا أمام الفتن.
13.البركة في علومهم وأقوالهم وأفعالهم وجهودهم: ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال مالا يناله غيرهم في مدة طويلة.
14.تعظيمهم لعلمائهم وأئمتهم والإعتراف بفضلهم وجهادهم فهم الذين تحيا بهم الأمم في الأزمات.
15.بعدهم عن المطامع الدنيوية فهم أقرب الناس إلى معرفة حقيقة الدنيا.
16.ورعهم في الفتوى والحلال والحرام والقضاء، واجتناب الشبهات،وورعهم عن الوقوع في أعراض الناس إلاماكان نافعا مثل الكلام عن الرجال في علم الحديث وهو أمر انتهى ليس له وجود الآن.
وجزاكم الله خيرا، في المشاركة القادمة سيكون الحديث عن:
-أصول المعرفة والتلقي والإستدلال عند أهل السنة والجماعة.
-النتائج والثمرات الناتجة من صحة الإستدلال عندهم.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 07:56]ـ
أرجو إن كان هناك من إضافة حول الموضوع لتتم الفائدة إن شاء الله(/)
بيل قيتس .. وتجار المسلمين!!
ـ[عبدالله البدر]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 04:17]ـ
بيل قيتس شخصية غربية معروفة بالثراء في العالم.
وليس المقام للتعريف به وبثروته.
وإنما الحديث سيكون عن ناحية عظيمة رسمها ذلك الرجل في مجتمعه حيث أسس جمعية خيرية برأس مال قيمته 28 مليار دولار.
فماذا على أصحاب رؤوس الأموال الضخمة في مجتمعات المسلمين.
ألسنا أولى بمثل هذه التضحيات والإشراقات من قوم لم يبعثهم على بذلهم تحفيز دين.
ألم يكن ديننا واعداًُ بالفلاح والخيرية لم أنفق في سبيل ربه في الدنيا والآخرة
للأسف أن معنى الإنسانية أصبح اليوم أقوى تأثيراً من أثر الدين (إن كانوا ملتزمين به).
وأقول:
إن لم يكونوا ملتزمين بدينهم , فلماذا فقدت الإنسانية من قلوبهم؟
وختاماً أقول:
قال لي أحد الخبراء الإقتصاديين: لو أنفق رجال أعمال وتجار (الدولة الفلانية المسلمة) زكاة أموالهم لم يبق على ظهر الأرض فقير واحد!!!
(على ظهر الأرض .. وليس على ظهر الدول المسلمة)
ـ[الباز]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 05:38]ـ
أعتقد إن تجارنا لن يصنعوا صنيع بيل جيتس ..
يعتقدون أن تقليده من باب (مشابهة الكفار) .. وهم وَرِوعُون بدرجة كبيرة .. !
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 06:25]ـ
الله المستعان!
تجارنا ينفقون أموالهم في إنشاء ودعم القنوات الفضائية الساقطة.
بوركت أخي ووفقت
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 06:30]ـ
أعتقد إن تجارنا لن يصنعوا صنيع بيل جيتس ..
يعتقدون أن تقليده من باب (مشابهة الكفار) .. وهم وَرِوعُون بدرجة كبيرة .. !
أضحك الله سنك
ـ[عبدالله البدر]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 08:51]ـ
ربما!!
الأمر شديد إلى هذه الدرجة ..
الشكر لإثرائكم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 04:31]ـ
أعتقد إن تجارنا لن يصنعوا صنيع بيل جيتس ..
يعتقدون أن تقليده من باب (مشابهة الكفار) .. وهم وَرِوعُون بدرجة كبيرة .. !
و لا أنا استطعت تمالك نفسي من الضحك ... و من شر البلية ما يضحك .. بارك الله فيكم و في صاحب المقال(/)
الآن روابط مباشرة لخريطة الطريق العلمانية Pdf
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 06:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسعدكم الله جميعا ووفقكم لحبه وهداه
هناك أمر يجري في بلدنا على قدمٍ وساق. ربما يعلم به الكثيرين من المفكرين المنصفين وقلة من الكتّاب الصحفيين والقليل القليل من عامة الناس .. ألا وهو تغريب المجتمع ..
هل يدرك أهل العقد والحل في بلدي خطر هذا الأمر على أفراد الوطن وولائهم؟
هل يدرك العلماء والدعاة خطر هذا الأمر على عامة الناس وخصوصا على أفكارهم؟
هل يدرك رب الأسرة المسلم خطر هذا الأمر على أبنائه وبناته وخصوصا على أخلاقهم؟
ربما البعض منهم يدرك خطر تغريب المجتمع ولكن من وجهة نظري أن الأغلبية لا يعارضونه, وإن عارضوه لم يبذلوا ما بوسعهم لإفشال هذا المخطط المدروس لمجتمعاتنا الإسلامية.
وقع بين يدي ثلاثة مقالات هامة جدا توضّح هذا الأمر الجلل بالتفصيل
أرى من الفائدة قراءتها والإستفادة منها فكل مقال متصل بما يسبقه في العنوان والمضمون
جميع المقالات وضعت هنا بصيغة pdf
لتكون أمامك ككتاب الكتروني يسهل تصفحه وقراءته
المقال الأول
خارطة الطريق العلمانية لتغريب المجتمع - الجزء الأول
http://www.lebraly.com/inf/pdf.php?a...rticlesm&id=15
المقال الثاني
خارطة الطريق العلمانية لتغريب المجتمع - الجزء الثاني
http://www.lebraly.com/inf/pdf.php?a...rticlesm&id=16
المقال الثالث
خارطة الطريق العلمانية لتغريب المجتمع المسلم - الجزء الثالث
http://www.lebraly.com/inf/pdf.php?a...rticlesm&id=17
المقالات الثلاثة كتبت بقلم د. سعد البريك يحفظه الله
هذا ما في جعبتي لكم لهذا اليوم الجمعة المبارك .. جعله الله من أيام السعادة علينا وعليكم
منقول من الساحة(/)
سؤال هل الرسائل علي الموقع تصل لاني ارسلت ثلاث رسائل
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 08:40]ـ
ارسلت ثلاثة رسائل الي احد الافاضل علي الخاص الخاص به ولم ياتني رد هذا في وقت قد يكون هناك اصلاحات فنية في الملتقي هنا
الرجاء ابلاغي
جزاكم الله خيرا
لو ارسلتها للادارة مباشرة فاخشي ان لاتصل هي الاخري ههه-ابتسامات وليس ابتسامة واحدة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 08:19]ـ
الشكر لجميع من رد ههه
الرسائل وصلت الحمد لله
شكرا لكم
اقصد جزاكم الله خيرا-ابتسامة(/)
تركي الدخيل ... الوجه الآخر
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 09:04]ـ
تركي الدخيل ... الوجه الآخر
يحاول الإنسان أن يبسط الأحداث والوقائع ويجعلها تمر بسياقها الطبيعي دون أي محاولة للربط والمقارنة وإن تكررت الوقائع المشبوهة وتشابهت في بعض الجوانب، ويسعى المسلم دوماً لتقديم حسن الظن ليعيش هادئ البال طيب النفس، فسوء الظن والتفسير السيئ للأحداث له أثره السلبي على صاحبه أكثر من أثره على غيره من الناس.
لكن الأدوار المشبوهة والمفضوحة من بعض الشخصيات والمؤسسات تجعل الإنسان يتخلى عن راحة باله وهدوء نفسه حتى لا يكون أحمقاً خالصاً يستمتع كل خَب بخداعه والضحك على ما تبقى من ذقنه.
من هذه الشخصيات النشطة في ما تهدف إليه، والمثابرة في نشر ما تؤمن به " تركي الدخيل " الصحفي الحالي والصحوي السابق أو كما يحب أن يسميهم البعض (مخلفات الصحوة)، فقد ارتبط اسم هذا الرجل بعدة جهات مشبوهة تمارس أدوار مفضوحة في تجنيد المجتمع السعودي ـ والشباب خصوصاً ـ للمشروع الأمريكي الكبير والجديد و ... وغيرها من مسميات كونداليزا رايس وعبيدها من (الأحرار سابقاً).
فقد ارتبط اسم (تركي الدخيل) بمجلة ايلاف سيئة السمعة كأحد المؤسسين ـ كما ذكر ذلك في موقعه الرسمي ـ، هذه المجلة أو الموقع والذي يكفيه سوءاً حجب مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية له، وجعله من المواقع المحظورة، لمنافاته للذوق العام والثوابت التي يقوم عليها دستور هذه البلاد.
كما ارتبط اسمه بموقع (العربية نت) فقد وصف نفسه بأنه المشرف العام على هذا الموقع الذي تواترت مشاعر الناس وعقولهم على بغضه وكراهيته، لما يقوم به من عمالة واضحة مموجة للحكومة الأمريكية " والمحافظون الجدد " على وجه الخصوص، فقد جعل من أولى أولوياته تزيين وتجميل ما تبقى من وجه بوش القبيح، فقد فاقت العربية القنوات التابعة للحزب الجمهوري في هذا الدور الغبي، حتى انتهى بها المطاف إلى عدم الحيادية، وإلى التحريف المقصود لبعض الأخبار لما يوافق مصلحة الحكومة الأمريكية، أما ما تثيره من قضايا يشمئز من ذكرها الأسوياء من الخلق فهي مضرب المثل في هذا المجال، وتعليقات المشاهدين لها خير شاهد.
أما (مسبار) ذلك المركز المشبوه الذي تناقلت المنتديات العربية خبره قبل إنشائه، فقد ثبتت ملكيته لتركي الدخيل، وستنبئك الأيام عن دوره.
أما إضاءاته الشهيرة التي تفنن فيها في مضايقة الإسلاميين، وترك المجال على مصراعية لمن يوافقه في التوجه، ومن الخبث في هذا البرنامج، تلميعه لبعض الشخصيات السيئة ـ الشاذة فكرياً، النكرات إعلامياً ـ لمجرد سوء معتقدها وخبث منهجها، ليظهرهم للمشاهدين وليدل الناس عليهم ليفوق في ذلك أكبر الشركات الدعائية في هذا المجال.
وأكبر دور يقوم به الدخيل في تغريب المجتمع، وصناعة طابور خامس في البلد، هو ما يقوم به من استقطاب منقطع النظير، في منتداه ومشروعه الخطير (جسد الثقافة) هذا المنتدى الذي يستقطب من خلاله الشباب و " الشابات " على حد سواء، ويستكتبهم ويصنعهم على عينه، ليكونوا يوماً شوكة في حلق هذه الأمة، وطليعة للمشروع التغريبي في المملكة.
هذا المنتدى والذي ثبت عندنا بالوثائق دوره المشبوه الذي يقوم به لتشجيع الكتاب على التعدي على ثوابت الأمة ومقدساتها، فتركي الدخيل هو المشرف العام على هذا المنتدى بل هو المالك له وهو الشخصية الكارزمية فيه، وقد أذن فيه بسب الله جل جلاله وذلك بعدم حذفه للعديد من المواضيع التي يسخر فيها بالله سبحانه من بعض الكتاب، ومن ذلك قول أحدهم في مقال بعنوان "الله ذكر أو أنثى " (أن الله نفى عن نفسه الصاحبة ولم ينف عن نفسه الصاحب) معرضاً بإمكانية كون الله جلا جلالة أنثى!! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وقول الآخر عليه من الله ما يستحق: (أن موسى عليه السلام نال النبوة بالواسطة) وغيرها من التجديف الذي تقشعر منه الأبدان.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما سعى المنتدى لاستكتاب واستضافة بعض الملاحدة الذين لم يجدوا مكاناً يتعرفون فيه على شباب " وشابات " هذه البلاد إلا من خلال كارزمية تركي الدخيل وشهرته في مجتمعنا، فجرّؤوا من خلال هذا المنتدى الشباب على الشك في وجود الله، والسخرية بكتابه الكريم كقول النكرة رباح القويعي: (أن القرآن ليس أحد المسلمات عنده)، أما روافض المنتدى فلا يدعون موضوع القرآن يمر إلا بالتشكيك والتلميح والتصريح أحياناً بإمكانية تحريف القرآن.
أما أصول الإسلام ومبانيه العظام فصارت ألعوبة يلعب بها صبيان المنتدى وصباياه من غير رقيب أو حسيب، كقول أحدهم (أن حفظ القرآن يورث الغباء) وقول الآخر: (أن السنة ليست من مصادر التشريع) وقول أحدهم (أن الإسلام خرج من رحم اليهودية) وغيرها مما لا نستطيع ذكره لقبحه وخشية الإطالة.
وإذا وجد من ينكر أو يدافع عن مقدسات الأمة فسيكون حظه الطرد كما حدث للكاتب المعروف " تركي العبد الحي"، الكاتب في صحيفة سبق وصاحب مدونة العاديات.
http://3adyat.com/blog/
وستجد أن رقابة مشرفي الجسد أكثر من واعية، وشديدة الحزم إذا تعدي على الذات المقدسة وهي " تركي الدخيل " أو الطائفة المقدسة في المنتدى وهم " الروافض " فإذا انتقد أحد الكتاب دين الروافض والشيعة فسيتهم بالطائفية، ويمارس الإشراف ضده كل العقوبات الممكنة وعلى وجه السرعة، من حذف للموضوع وطرد من المنتدى وغيرها، بينما تجد أن التشكيك بالإسلام والجرأة عليه ليس من الطائفية في شيء كما يزعمون، علماً أن الروافض يشكلون ثقلاً إشرافياَ لا يستهان به في المنتدى.
أما العلاقات الأخلاقية المشبوهة في المنتدى فتتضح عند تصفح (مقهى الجسد)، لبضع دقائق لترى الغزل المكشوف، والعلاقات المريبة، حتى وصل الأمر إلى عقد اجتماعات مختلطة للأعضاء في داخل المملكة وخارجها بدعوة من تركي الدخيل ـ طبعاً باسمه المستعار الشهير بين الأعضاء ـ، وآخرها الدعوة للاجتماع على هامش معرض البحرين والذي تولت كبره كاتبة رافضية معروفة.
والفساد الأخلاقي ضارب بأطنابه في هذا المنتدى فقد نشر أحد الكتاب صورة التقطها لأحد كاتبات المنتدى وقام بنشرها في المنتدى، ولم يكن له من الجزاء إلا إبعاده لمدة أيام قلائل حتى تهدأ العاصفة ثم يعود منصوراً مؤيداً بعد أن نفذ تهديده لتلك المسكينة بنشر صورتها وفضحها بين الناس، ولا تسألني لماذا؟؟!! كما قامت إحدى الكاتبات بنشر صورتها وتدعوا بقية الكاتبات لنشر صورهن في المنتدى، ومن البذائة والدناءة منقطعة النظير نشر بعض الكتاب لصور ملابسة الداخلية طالباً من " المثقفين والمثقفات في جسد الثقافة " أن ينشروا صور ملابسهم الداخلية!!! ألا شاهت تلك الوجوه، وخسئت ثقافة تدعوا لهذا الهراء.
هذا ما يمارسه تركي الدخيل في العلن، أما ما يمارسه في الخفاء فالأيام والليالي كفيلة بكشفه ..
ومهما يكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
والسؤال الأهم:
ما الذي نفهمه من ارتباط مثل هذه المؤسسات الإعلامية العديدة بشخصية واحدة مثل شخصية تركي الدخيل؟؟؟؟؟
كاتب
http://kaaatib.maktoobblog.com
ـ[الباز]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 02:25]ـ
كلامك خطير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 07:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
كتبت عنه مقالافي احد المنتديات منذ فترة لماسخر من فتوى قيادة المراة للسيارة وبينت مواطن الاستهزاء في كلامه في جريدة الوطن قبل ثمانية اشهر تقريبا
قال تركي الدخيل في جريدة الوطن مانصه:
قال أبو عبدالله غفر الله له: ركبتُ قبل أيام طائرة الخطوط البريطانية المتجهة من لندن إلى إحدى أهم بوابات الثقافة والاقتصاد في ألمانيا وأوروبا، فرانكفورت، ما إن صعدتُ الطائرة حتى سمعت من يحدثنا من قمرة القيادة، صوتاً ناعماً ...
لا يمكن لهذه النعومة إلا أن تكون صوتاً نسائياً! نعم إنها امرأة! يا للهول، هل الكابتن، الطيّار، أنثى؟!
رجعت لنفسي فاتهمتُ حصاتي، وقلتُ: لعلها مساعد الكابتن، وليس الطيّار نفسه! لكنني صدمتُ عندما علمت أن الطيّار، طيّارة، وأن السائق امرأة، وأن القائد أنثى، وخفت على نفسي أن أشارك في الإثم، وأن أضرب معها بسهم في الخطيئة، وبخاصة وقد شربتُ تحريم قيادة المرأة للسيارة في صغري، فكيف بالطائرة؟! لا شك أن المنكر سيكبر بحجم الفارق بين السيّارة والطائرة، عياذاً بالله.
أردت أن أعبر عن احتجاجي على مشاركتي في الجرم، بوصفي مقوداً وراكباً في زمرة ركّاب السيدة الكابتن، ورأيت أني يجب أن أعلن عن مقاطعتي على الأقل من باب ارتكاب أخف الضررين، فوجدتُ أن ذلك سيجر عليّ ذيولاً من النكير والاستنكار، فإعلان الاحتجاج بعد ركوب الطائرة سيعده الإنجليز ضرباً من ضروب الإرهاب، وربما صنفوه محاولة اختطاف للطائرة، فتوصلتُ إلى أن المشاركة بالتحريم وقبول قيادة المرأة أخف ضرراً من الاتهام بالإرهاب، وبخاصة والأخير سيجر الوبال على أمة كاملة، ولا يتوقف عندي ...
اخترقت الكابتن بيريس الغيوم التي كانت تحيط بكل جوانب لندن بسهولة وحطّت بنا في مطار فرانكفورت، كأيسر ما يكون الهبوط ... وعندما هممت بالنزول من الطائرة، نظرت إلى قمرة القيادة، وقلتُ لها بصوت خفيض: بيض الله وجهك على حسن القيادة ... والله يعينك على الإثم!
هكذا يستهزي تركي الدخيل بفتوى قيادة المراة للسيارة
وهذه مواطن الاستهزاء في كلامه
يقول
وقد شربتُ تحريم قيادة المرأة للسيارة في صغري،
لا شك أن المنكر سيكبر بحجم الفارق بين السيّارة والطائرة، عياذاً بالله.
من باب ارتكاب أخف الضررين،
والله يعينك على الإثم!
وللرد عليها نسال المدعو الدخيل
هل التحريم شي يؤكل اويشرب ام هو حكم شرعي؟؟؟
هل تفاوت درجات المنكر الذي ذكره العلماءيقاس بالامتار؟؟
ثم يدعو الله بالاعانة على الاثم؟؟؟
ليت شخصا يعرفه ويناصحه لعله يستجيب ويعتذر عن كلامه بل يتوب الى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 09:22]ـ
أعجبني فيه ذاك الصحفي الصادق الذي اتصل به وهو في ضيافة قناة لبنانية وكان مرحا مسرورا ويلعب بخصلات شعره فسأله الصحفي بكل جأش " لماذا تحقد على الشيخ أسامة؟؟ " كان سؤالا أرعب هذا المخنث للحظات وبقي فاتحا فاه فلما افاق من صدمته قال للصحفي هل تعتبره شيخا؟؟ فقال نعم مو زيك خنيث ..
ـ[عبد الجليل الأدراري]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:55]ـ
وأكبر دور يقوم به الدخيل في تغريب المجتمع، وصناعة طابور خامس في البلد، هو ما يقوم به من استقطاب منقطع النظير، في منتداه ومشروعه الخطير (جسد الثقافة) هذا المنتدى الذي يستقطب من خلاله الشباب و " الشابات " على حد سواء، ويستكتبهم ويصنعهم على عينه، ليكونوا يوماً شوكة في حلق هذه الأمة، وطليعة للمشروع التغريبي في المملكة.
http://kaaatib.maktoobblog.com
إن كان حقا هو المشرف على هدا المنتدى، وأنت أصدق عندي من ألف مثله، فأبعده الله لقد دخلت فضولاً لاستطلع، وليتني ما دخلت ولكنها النفس الأمارة،لاترى إلا أبا يانكي وأم كيتكات ثلة من ضعاف القلوب والشواد لا هم لهم إلا الاستهزاء بالدين بزعم التحرر،بل هي حرية الزندقة، لكم الله يا أهل المملكة، واعانكم وولاة اموركم على استئصال هدا الورم الدي ما فتئ يستشري في قلب هدا البلد الأمين قلب الأمة الاسلامية.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 04:42]ـ
كتبت عنه مقالافي احد المنتديات منذ فترة لماسخر من فتوى قيادة المراة للسيارة وبينت مواطن الاستهزاء في كلامه في جريدة الوطن قبل ثمانية اشهر تقريبا
قال تركي الدخيل في جريدة الوطن مانصه:
قال أبو عبدالله غفر الله له: ركبتُ قبل أيام طائرة الخطوط البريطانية المتجهة من لندن إلى إحدى أهم بوابات الثقافة والاقتصاد في ألمانيا وأوروبا، فرانكفورت، ما إن صعدتُ الطائرة حتى سمعت من يحدثنا من قمرة القيادة، صوتاً ناعماً ...
استغفر الله يا رب. . حرام عليه ما يخاف ربه.
غرتهم الدنيا يريدون إضحاك الناس بأي ثمن. .
كتابه (مذكرات سمين سابق) فيه ما فيه من الطوام المدسوسة بين الأسطر. ومع الأسف كثير من العوام استساغ كتابه ومن ثم أُعجبوا بطريقته ومنهجه بسبب الأسلوب الفكاهي الذي اعتمده في كتابة مذكراته.
===
وأما عن منتدى جسد الثقافة؛ فهو رائع إلا من بعض المشاركات.
وأعضاؤه منهم الصالح ومنهم الطالح.
والصالح منهم ما لجأ إلى هذا المنتدى إلا لعدم وجود منتديات ذات منهج سليم تعنى بالثقافة والأدب. يوجد (شبكة رواء الأدب وفنون العربية)، وهو منتدى ذو منهج قويم سليم، لكن عيبه أنه نائم ويرجع ذلك لعدم شهرته وضعف الدعاية عنه من قبل الأعضاء أنفسهم.
ـ[عبد الجليل الأدراري]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 08:14]ـ
وأما عن منتدى جسد الثقافة؛ فهو رائع إلا من بعض المشاركات.
وأعضاؤه منهم الصالح ومنهم الطالح.
والصالح منهم ما لجأ إلى هذا المنتدى إلا لعدم وجود منتديات ذات منهج سليم تعنى بالثقافة والأدب. يوجد (شبكة رواء الأدب وفنون العربية)، وهو منتدى ذو منهج قويم سليم، لكن عيبه أنه نائم ويرجع ذلك لعدم شهرته وضعف الدعاية عنه من قبل الأعضاء أنفسهم.
ليس من طبعي التهويل وما عرفت هذا المنتدى إلا من خلال ذكره في مشاركة أخينا أبي حسن الشمري، ولكن بعد مازرته ولن أعود، لا يمكن إطلاق وصف الروعة عليه بأي حال من الأحوال، مقهى الجسد أو بالأحرى معرض الجسد منكر من المنكرات والتسجيل فيه لايكون إلا لضرورة تبيح الميته، ماذا يمكن ان يكون فيه من الأدب أو ماأقصى ما يمكن ان تجود به قرائح اغلبهم غير أدب سمج إن صح إطلاق وصف الأدب عليه، فما سمم عقول شبابنا إلا مثل هؤلاء لما أوتوه من جدل وسحر بيان، ينشرون هذا الفكر الظلامي في حلة من معسول القول تنطلي على صغار الطلبة ممن يقصد مثل هذه المنتديات بغية الأدب والعلم والروعة فيرجعون بغير الوجه الذي دخلوا به، فنسأل الله العافية
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 10:10]ـ
إن كان حقا هو المشرف على هدا المنتدى، وأنت أصدق عندي من ألف مثله، فأبعده الله لقد دخلت فضولاً لاستطلع، وليتني ما دخلت ولكنها النفس الأمارة،لاترى إلا أبا يانكي وأم كيتكات ثلة من ضعاف القلوب والشواد لا هم لهم إلا الاستهزاء بالدين بزعم التحرر،بل هي حرية الزندقة، لكم الله يا أهل المملكة، واعانكم وولاة اموركم على استئصال هدا الورم الدي ما فتئ يستشري في قلب هدا البلد الأمين قلب الأمة الاسلامية.
أخي الكريم هذا رابط موقعه الخاص يعترف فيه بجميع مناصبه المشبوهة
http://www.turkid.net/article.php?sid=93
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 10:14]ـ
أرفقت فيه نماذج مصورة من منتديات جسد الثقافة لمعرفة خطر الرجل
وانحراف منتداه لمن وقع فيه نفسه شك
أبو حسن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 03:27]ـ
لكم الله يا أهل المملكة، واعانكم وولاة اموركم على استئصال هدا الورم الدي ما فتئ يستشري في قلب هدا البلد الأمين قلب الأمة الاسلامية.
آمين.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 08:26]ـ
مع إني من قطر الا اني احبب المملكة أكثر من أي شيء ..
وقد كثر فيها أهل النفاق أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظها من مثل هؤلاء ..
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 10:04]ـ
هل يأذن الأخوة في الموقع لتنزيل صور من منتديات جسد الثقافة للتوثيق
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 01:10]ـ
على هذا الرابط الوثائق والصور للمشككين في خبث الرجل
http://kaaatib.maktoobblog.com/981923/%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82 _%D9%88%D8%B5%D9%88%D8%B1_%D9% 85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9%D9% 8A_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8 %A8%D9%82/
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 02:43]ـ
عن نفسي لم أشكك في خبث الرجل
ولكن موقعه أدخله باستمرار والعالم الله ما مررت على الموضوعات الخطرة الموجودة في مدونة الكاتب.
شكرا لكم
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 10:20]ـ
لمثل هذا نشر الموضوع فالكثير يدخل موقعه ولا يعرف خبثه شكرا لصاح معرف الأمل الراحل وأتمنى نشر المقال مع رابط الوثائق المصورة لمن تعرفه ممن يجهل خطورة الموقع
أبو حسن
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 12:32]ـ
جزاك الله خيرا، وفي الآونة الأخيرة بدأ يتخبط بشدة، هداه الله.(/)
مشكلة كبيرة عند بعضنا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 12:28]ـ
المشكلة هى عدم الاهتمام بالتفاصيل وسأسوق ما يشهد باذن الله تعالى
وتطبيق السُّنة في حياة المسلم يعني يقظة الوعي نحو التفاصيل، والقدرة على السيطرة على الأهواء والرغبات
(من مقال الانضباط الذاتى للدكتور عبد الكريم بكار)
2 - بالمناسبة مشكلتنا ـ وهي مشكلة منهجية تنعكس على كلِّ شيء ـ أننا نهرب من التفصيل، مع أن الله أنزل لنا الميزان، ولم يكتف بالكتاب والحق، والميزان هو التفصيل، أي إعطاء كل شيء وزنه الخاص به بلا خلط. (
من مقال الصداقة والأصدقاء (6) لأبراهيم عسعس)
سمعت الدكتور عبد الكريم بكار يقول من سيم المجتمع الراقى اهتمامه بالتفاصيل والعكس فى المجتمع المتخلف لدرجة انك تجد المطاعم الاوروبية الراقية تهتم بأدق التفاصيل انتهى
وانتم تعلمون ان أرقى امة عرفها العالمين هى امة الاسلام فهل نسعى للاهتمام بالتفاصيل؟
__________________(/)
نصيحة الشيخ العثيمين لطلبة العلم في مسألة الإيمان والعمل
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 02:36]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للأربعين - حديث 34:
((أن الإيمان عمل ونية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه المراتب من الإيمان، والتغيير باليد عمل، وباللسان عمل، وبالقلب نية، وهو كذلك، فالإيمان يشمل جميع الأعمال، وليس خاصاً بالعقيدة فقط، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمَانُ بِضعٌ وَسَبعُونَ شُعبَة، أو قال: وَستونَ شُعبَة، أَعلاهَا: قَولُ لاَ إِلهَ إِلا الله، وَأَدناهَا إِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَريقِ" [فقول: لا إله إلا الله قول لسان، وإماطة الأذى عن الطريق فعل الجوارح والحياء وهذا عمل قلب مِنَ الإيمَانِ ولا حاجة أن نقول ما يدور الآن بين الشباب وطلبة العلم:هل الأعمال من كمال الإيمان أو من صحة الإيمان؟ فهذا السؤال لا داعي له، أي إنسان يسألك ويقول: هل الأعمال شرط لكمال الإيمان أو شرط لصحة الإيمان؟
نقول له: الصحابة رضي الله عنهم أشرف منك وأعلم منك وأحرص منك على الخير، ولم يسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السؤال، إذاً يسعك ما يسعهم.
إذا دلّ الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطاً لصحة الإيمان، وإذا دلّ دليل على أنه لا يخرج صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع، أما أن تحاول الأخذ والرد والنزاع، ثم مَنْ خالفك قلت: هذا مرجىء. ومن وافقك رضيت عنه، وإن زاد قلت، هذا من الخوارج، وهذا غير صحيح.
فلذلك مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يدعوا البحث في هذا الموضوع، وأن نقول: ما جعله الله تعالى ورسوله شرطاً لصحة الإيمان وبقائه فهو شرط، وما لا فلا ونحسم الموضوع [( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2).
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 08:35]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للأربعين - حديث 34:
أن الإيمان عمل ونية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه المراتب من الإيمان، والتغيير باليد عمل، وباللسان عمل، وبالقلب نية، وهو كذلك، فالإيمان يشمل جميع الأعمال، وليس خاصاً بالعقيدة فقط، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمَانُ بِضعٌ وَسَبعُونَ شُعبَة، أو قال: وَستونَ شُعبَة، أَعلاهَا: قَولُ لاَ إِلهَ إِلا الله، وَأَدناهَا إِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَريقِ" فقول: لا إله إلا الله قول لسان، وإماطة الأذى عن الطريق فعل الجوارح والحياء وهذا عمل قلب مِنَ الإيمَانِ ولا حاجة أن نقول ما يدور الآن بين الشباب وطلبة العلم هل الأعمال من كمال الإيمان أو من صحة الإيمان؟ فهذا السؤال لا داعي له، أي إنسان يسألك ويقول: هل الأعمال شرط لكمال الإيمان أو شرط لصحة الإيمان؟
نقول له: الصحابة رضي الله عنهم أشرف منك وأعلم منك وأحرص منك على الخير، ولم يسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السؤال، إذاً يسعك ما يسعهم.
إذا دلّ الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطاً لصحة الإيمان، وإذا دلّ دليل على أنه لا يخرج صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع، أما أن تحاول الأخذ والرد والنزاع، ثم مَنْ خالفك قلت: هذا مرجىء. ومن وافقك رضيت عنه، وإن زاد قلت، هذا من الخوارج، وهذا غير صحيح.
فلذلك مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يدعوا البحث في هذا الموضوع، وأن نقول: ما جعله الله تعالى ورسوله شرطاً لصحة الإيمان وبقائه فهو شرط، وما لا فلا ونحسم الموضوع
جزيتم خيراً.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 02:31]ـ
الأخت الفاضلة / (العَقِيدَة) جزاك الله عنا خير الجزاء ...
أفدتِ وما حدتِ ....... عفا الله عنكِ
أسأل الله أن يتغمد شيخ شيوخنا الشيخ (مُحَمَّد) بواسع رحمته إنه ولي ذلك ومولاه .......
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 09:42]ـ
آمين وإياكم
ـ[محمد الصميلي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 01:05]ـ
جزاك الله خيرا .. ولكن الإشكال في التطبيق العملي لكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فهو يرى -مثلا-الصلاة شرط في صحة الإيمان و يكفر تاركها وقد دلت الأدلة من الكتاب و السنة و آثار السلف الصالح على كفر تاركها كفرا أكبر مخرج من الملة .. فهلا اقتدى الشباب و طلبة العلم بكلامه فيها و حسموا الأمر؟!!(/)
جديد موقع (الكاشف): د. عبدالرحمن بدوي / د. النشار / رابعة العدوية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة من الموقع لوضع ملخصات نافعة عن المشاهير - مفكرين وكتاب وأدباء .. -، تكون ميسرة لأبناء هذا الجيل في التعرف عليهم بوجهة نظر شرعية، ليتبينوا مالهم وماعليهم، فهذه مجموعة جديدة منتقاة من رسائل علمية متميزة:
1 - الدكتور الفيلسوف: عبدالرحمن بدوي:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6543
2- الدكتور علي سامي النشار:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6545
3- رابعة العدوية:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6544
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:08]ـ
اخي الشيخ سليمان هناك ايضا الدكتور ذكي نجيب محمود الذي كان اخر كتبه حصاد السنين والذي كان قد دافع عن الحضارة اليونانية عقودا -طول عمره في الحقيقة-الا العقد الاخير! - وقد وصل الثمانون قبل رحيله-وكتب في التغزل فيها كتبا ثم اعلن قبل موته ان الحضارة الاسلامية وليس الحضارة اليونانية هي الحضارة الحقيقية
ولم يكن الرجل قد تعرف علي الاسلام بصورة حقيقية الا عندما ذهب الي دول الخليج فقرأ وتوفرت له امور لم تكن متوفرة له من قبل بعكس فؤاد ذكريا الذي هو متخندق هناك الا انه منافس شديد للاسلاميين باعتباره شيخ العلمانية الكبير
قال احدهم عن ذكي نجيب انه اراد غزو التراث فغزاه التراث
ان ماكتبه بدوي وان كان لابد من التنبيه عليه والتحذير منه الا انه كتبه قبل كتابة كتابيه الدفاع عن القرآن وعن رسول الاسلام
والفارق بين الدكتور ذكي نجيب محمود وبدوي ان الاخير كتب ماكتب وهو يعيش في الغرب-هاجر منذ عقود اليه- وأدته الخبرة العلمية والحضارية بصحة الاسلام وصدق نبوة محمد رسول الله ونصرة الاسلام وكذب وجهل الاستشراق بخلاف الدكتور ذكي الذي تعرف من المراجع الجديدة بالنسبة له علي حقيقة الاسلام وذلك عندما انتقل الي مكان مناسب للبحث والحضور الاسلامي العلمي
ورجع الرجلان الي الحق وان بقيت اثار غير اسلامية في افكارهما الا ان العلمانية العربية جن جنونها فرمت بدوي بالتعصب والغرور والاستبداد-لااعرف اين كان هذا كله وهو علماني
ورمت الثاني بانه اراد غزو التراث فغزاه التراث
والتهم متوفرة عند هؤلاء
مواضيع رائعة
فجزاكم الله خيرا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 04:46]ـ
بارك الله فيكم شيخنا و في هذا الجهد الدؤوب نسأل الله أن لا ينقطع
فقط يحسن التنبيه الى خطأ الأستاذ أبو زيد في نسبته بعض الأئمة الى الزهد البدعي باطلاق و نسبة آخرين الى زهد العقائد الغالية (فقد يصح أن يقال أن بعضهم كان عنده نوع تعمق في الزهد و العبادات و الأحوال كما حققه شيخ الاسلام دون أن يكون ذلك صفة غالبة عليه) خاصة ان المقال الآخر للدكتور الغامدي قد رد على نفس التقييم لاحدى نظيرات هؤلاء الأئمة والله أعلم
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 12:18]ـ
اخي الشيخ سليمان هناك ايضا الدكتور ذكي نجيب محمود الذي كان اخر كتبه حصاد السنين والذي كان قد دافع عن الحضارة اليونانية عقودا -طول عمره في الحقيقة-الا العقد الاخير! - وقد وصل الثمانون قبل رحيله-وكتب في التغزل فيها كتبا ثم اعلن قبل موته ان الحضارة الاسلامية وليس الحضارة اليونانية هي الحضارة الحقيقية
ولم يكن الرجل قد تعرف علي الاسلام بصورة حقيقية الا عندما ذهب الي دول الخليج فقرأ وتوفرت له امور لم تكن متوفرة له من قبل بعكس فؤاد ذكريا الذي هو متخندق هناك الا انه منافس شديد للاسلاميين باعتباره شيخ العلمانية الكبير
قال احدهم عن ذكي نجيب انه اراد غزو التراث فغزاه التراث
ان ماكتبه بدوي وان كان لابد من التنبيه عليه والتحذير منه الا انه كتبه قبل كتابة كتابيه الدفاع عن القرآن وعن رسول الاسلام
والفارق بين الدكتور ذكي نجيب محمود وبدوي ان الاخير كتب ماكتب وهو يعيش في الغرب-هاجر منذ عقود اليه- وأدته الخبرة العلمية والحضارية بصحة الاسلام وصدق نبوة محمد رسول الله ونصرة الاسلام وكذب وجهل الاستشراق بخلاف الدكتور ذكي الذي تعرف من المراجع الجديدة بالنسبة له علي حقيقة الاسلام وذلك عندما انتقل الي مكان مناسب للبحث والحضور الاسلامي العلمي
ورجع الرجلان الي الحق وان بقيت اثار غير اسلامية في افكارهما الا ان العلمانية العربية جن جنونها فرمت بدوي بالتعصب والغرور والاستبداد-لااعرف اين كان هذا كله وهو علماني
ورمت الثاني بانه اراد غزو التراث فغزاه التراث
والتهم متوفرة عند هؤلاء
مواضيع رائعة
فجزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا
لي سؤال بارك الله فيكم
ما هي الكتب التي كتبها د زكي في مرحلته الأخيرة؟؟
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 12:57]ـ
هذه القائمة من كتب د ذكي موجودة على الشبكة فهل منها ما كتبه في مرحلته الأخيرة؟
--------------------------------------------------------------------------------
زكى نجيب محمود .. الشرق الفنان.
زكى نجيب محمود .. الكوميديا الارضية.
زكى نجيب محمود .. تجديد الفكر العربى.
زكى نجيب محمود .. جابر بن حيان.
زكى نجيب محمود .. حياة الفكر فى العالم الجديد.
زكى نجيب محمود .. رؤيه اسلاميه.
زكى نجيب محمود .. عربي بين ثقافتين.
زكى نجيب محمود .. في حياتنا العقلية.
زكى نجيب محمود .. في مفترق الطرق.
زكى نجيب محمود .. قشور و لباب
زكى نجيب محمود .. قصة عقل.
زكى نجيب محمود .. قصة نفس.
زكى نجيب محمود .. قصه الفلسفه الحديثه.
زكى نجيب محمود .. قيم من التراث.
زكى نجيب محمود .. مجتمع جديد أو الكارثة.
زكى نجيب محمود .. محاورات أفلاطون .. ترجمه.
زكى نجيب محمود .. من زاوية فلسفية.
زكى نجيب محمود .. موقف من الميتافيزيقيا.
زكى نجيب محمود .. نافذة على فلسفة العصر.
أحمد امين وزكى نجيب محمود .. قصة الفلسفة اليونانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 01:06]ـ
اخي ابودجانة السلفي بارك الله فيك
حصاد السنين كتبه الدكتور بدوي سنة1412ه-1991 ولم يكتب بعده وتوفي سنة1914ه-1993
احب ان اضيف هنا اضافة مازالت تشغل نفسي كثيرا
الا وهي قضية مذكرات الدكتور بدوي فقد صدرت متاخرة عن وقت كتابتها بفترة خصوصا بعض ابوابها ومع انها صدرت بعد صدور الدفاع عن الاسلام -كتابين الا ان فيها افكار غاية في الخطورة من ناحية العلاقات الجنسية -ولمن عنده الكتاب الجزء الاول فهي ص 264 ومابعدها وقبلها ايضا ويبدو انه كتب هذه الجزئية من الكتاب قبل كتابيه في الدفاع عن الاسلام ولكن تبقي هنا اشكالية لم لم يحذفها من مذكراته!
ام انه نتيجة مرضه وبعد دار النشر عنه وعوائق اخري لم يستطع فعل شيء
هذا سؤال مهم ويحتاج دراسة
فالمذكرات صدرت2000 وكتاب دفاع عن محمد صلي الله عليه وسلم صدر سنة1999 توفي بعدها بسنتيت2002
ولذلك اسرعت تلفونيا -بالاتصال بدار النشر-بعد ان اطلعت علي المذكرات قبل طباعة كتابي اقطاب العلمانية الاول-بايام- الي اضافة بعض السطور في المقدمة للاشارة الخفيفة جدا الي ذلك بدون اي اضافة شارحة او بصورة متوسعة
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 06:09]ـ
اشتقنا الى مشاركاتكم المفيدة أستاذنا ابن الشاطئ
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 10:49]ـ
بارك الله فيك اخي ابن الرومية وهذه هدية لك من كلام الدكتور بدوي رحمه الله وغفر له ولنا
فقد فضح في مذكراته هؤلاء الماركيسيين الذين مازالوا يتولون السلطات الثقافية في بلادنا وان كانوا في الوقت الحالي انتقلوا-وبذهنية ماركسية عتيقة فاشلة! - الي مذاهب اخري طورت الماركسية او استلهمت روحها الخربة مع خلطها بالمذاهب الحديثة لماقبل وبعد الحداثة!
انظر الي صورة الفضح التالية -وهي في الحقيقة جلبت النقمة عليه كما جلب كتاب التفسير الماركسي للاسلام نقمة نصر ابوزيد علي محمد عمارة وقد اخبرني بذلك لما قابلته اي ابوزيد لان عمارة قال نصر ابو زيد: كتب ردا علي في وقت عصيب بالنسبة لي!!!!!
يقول الدكتور بدوي ص355
انه لم يجرؤ احد في فترة استيلاء الشيوعيون علي ادارات مصر ايام ناصر خصوصا من سنة1964 علي مهاجمة الماركسية والمادية الجدلية (اذ في سنة 1964 استولي الشيوعيون علي كل ادوات الاعلام في مصر: من صحافة واذاعة ومسرح وسينما ومطابع تنتسب الي القطاع العام والهئية العامة للكتاب وراحو يتوزعون فيما بينهم رئاسة تحرير هذه الصحف وادارة المسارح وقطاع السنما والاذاعة والهيئة العامة للكتاب بل وزعوا مكافات للتاليف والترجمة علي انفسهم!)
ثم يقول ان ائمة التفسير الماركسي وقتئذ كانوا يعينونهم في الخبرة الفكرية! (ائمة التفسر الشيوعي الماركسي مثل محمود امين العالم وغالي شكري
ص356
وطبعا الدكتور العالم (صار رئيسا او مديرا للهيئة العامة للكتاب
(وعلي الفور انقض الشيوعيون علي دار اخبار اليوم وصار محمود امين العالم رئيسا لصحف الدار جريدة الاخبار اليومية ومجلة اخبار اليوم الاسبوعية ومجلة اخر ساعة الاسبوعية) ص371
لكن المشكلة الاخري اخي ابن الرومية فوق مشكلة الحرية الجنسية في الكتاب نري ان بدوي وهو يتكلم عن او يفضح الماركسسين يقول ص355
عن الحرية والفردية-وهما اساس الفلسفة الوجودية التي امن بها بدوي (انه واجه يؤمئذ الايديولوجية الماركسية بكتابه دراسات في النفس الوجودية اثناء المعركة الدائرة بين انصار الفكر الليبرالي الحر من جانب-بحسب لفظه-ص354 - وبين انصار الشيوعية (لانها تنكر الحرية وتؤكد دكتاتورية البروليتاريا وتنكر الفردية وتؤكد الجماعة لهذا فان اقوي سلاح فكري ضد الايديولوجية الماركسية هو الفلسفة الوجودية)
ربما كان وهو يكتب هنا يتكلم عن موقفه آنذاك!
لكن صياغة الجملة من اول:لهذا -------تقلق القاريء المسلم!
وعلي كل فنصه-الكلام المتقدم- يفضح عمليات الاستيلاء التي مازالت مستمرة وبصورة اشد مكرا
اخوك طارق عبد الباقي منينة
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 06:54]ـ
جزاكم الله خيرا
وزادكم علما وحلما
ماذا عن الدكتور ذكي نجيب محمود من حيث كتاباته في المرحلة الأخيرة
وهل من هذه القائمة شئ منها؟
ـــــــــــــــــ
زكى نجيب محمود .. الشرق الفنان.
زكى نجيب محمود .. الكوميديا الارضية.
زكى نجيب محمود .. تجديد الفكر العربى.
زكى نجيب محمود .. جابر بن حيان.
زكى نجيب محمود .. حياة الفكر فى العالم الجديد.
زكى نجيب محمود .. رؤيه اسلاميه.
زكى نجيب محمود .. عربي بين ثقافتين.
زكى نجيب محمود .. في حياتنا العقلية.
زكى نجيب محمود .. في مفترق الطرق.
زكى نجيب محمود .. قشور و لباب
زكى نجيب محمود .. قصة عقل.
زكى نجيب محمود .. قصة نفس.
زكى نجيب محمود .. قصه الفلسفه الحديثه.
زكى نجيب محمود .. قيم من التراث.
زكى نجيب محمود .. مجتمع جديد أو الكارثة.
زكى نجيب محمود .. محاورات أفلاطون .. ترجمه.
زكى نجيب محمود .. من زاوية فلسفية.
زكى نجيب محمود .. موقف من الميتافيزيقيا.
زكى نجيب محمود .. نافذة على فلسفة العصر.
أحمد امين وزكى نجيب محمود .. قصة الفلسفة اليونانية.(/)
الإقناع بأن العادات يدخلها الابتداع
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:08]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو بيان وقوع البدع في العادات، و أن البدع كما تدخل في العبادات فتدخل في العادات لعموم النصوص الدالة على تحريم الابتداع في الدين،وعلى الالتزام بسنة خاتم الأنبياء والمرسلين.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:10]ـ
و البدعة لغة اسم هيئة من: بَدَع، والبَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ [1].و أبْدَعْتُ الشيءَ: اخترعته لا عَلى مثالٍ. والله تعالى بَديعُ السموات والأرض. والبَديعُ: المبتدِعُ [2]. والابتداع مصدر للمضارع ابتدع يبتدع،وهو إيجاد البدعة وإحداثها ً.
والبدعة اصطلاحا عرفت بالعديد من التعريفات والكثير منها لا يخلو من مقال، و أصح هذه التعريفات تعريف ابن رجب بأنها ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه [3].
[1]- كتاب العين للخليل الفراهيدي مادة بدع
[2]- الصحاح في اللغة للجوهري مادة بدع
[3]- جامع العلوم والحكم لابن رجب ص 260.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:12]ـ
ويمكن أن تعرف البدعة بأنها كل ما أحدث في الدين بالزيادة أو النقصان أو التغيير مما لا دليل معتبر عليه بقصد القربةو قلنا بأن البدعة أمر محدث؛لأنه لا أصل له في الشريعة، ولا تعلق للبدعة بالشريعة بل هي استدراك على الشريعة،وهذا لا يجوز؛ ولأن البدعة تتميز بأنها خارجة عما رسمه الشرع.وهذا القيد يخرج ما حدث، و له أصل في الشرع كتصنيف العلوم الشرعية مثلا، فإنها وإن لم توجد في الزمان الأول، فأصولها موجودة في الشرع و قيدت البدعة بالدين لأنها فيه تخترع، وإليه يضيفها صاحبها، ولو كانت الطريقة مخترعة في الدنيا لم تسم بدعة، وذلك كإنشاء المدن الحديثة واختراع الآلات التي لم تكن موجودة من قبل.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:14]ـ
الأدلة على صحة هذا التعريف كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» [1] فهذا الحديث دل على أن البدعة هي الأمر المحدث عادة أو عبادة أو غير ذلك.
[1]- صحيح الترغيب والترهيب رقم 37
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:16]ـ
أخي الكريم لماذا تكتب بخط كبير!!!
فحجم الخط لا يدل على قوة الحجة:)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:17]ـ
،وقالصلى الله عليه وسلم «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» [1]،وأمر النبي صلى الله عليه وسلم هو الأمر الديني لا الدنيوي فأمر النبوة منصب على العلم بالأمور الدينية، وليس الأمور الدنيوية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أنتم أعلم بأمردنياكم» [2].
[1]- رواه البخاري ومسلم في صحيحهما
[2]- رواه مسلم في صحيحه رقم 2363
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:18]ـ
والأمور الدينية أي التي تختص بالدين، والدين هو جميع ما شرعه الله من الأحكام أو اسم لجميع ما يعبد به الله [1]،وسمي دين الله ديناً؛ لأننا مدينين لله بحقوق يلزمنا القيام بها لنظهر بذلك عبوديتنا وإذعاننا لمليكنا،، وقد دل الحديث أن أي أمر ديني محدث لا يجوز،سواء كان عادة أو عبادة أو معاملة أو غير ذلك فالدين ليس عبادات فقط،ومن يخصص الحديث بالعبادات دون العادات فتخصيصه تخصيص بلا مخصص.
[1]- القاموس الفقهي ص 133 مادة دين د. سعدي أبو حبيب دار الفكر دمشق
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:19]ـ
حديث الثلاثة نفر فقد جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى اللهعليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني). [1] وهنا النبي صلى الله عليه وسلم عد العكوف عن تزوج النساء ابتداع ومخالفة للسنة مع أن الزواج من العادات وليس من العبادات.فلفظ سنتي مفرد معرف بالإضافة والمعرف بالإضافة يعم جميع أفراد معناه والقول بأن هذا خاص بمداومة الصيام و مداومة قيام الليل دون العكوف عن تزوج النساء صرف للكلام عن حقيقته بلا قرينة، وهذا الحديث يدل على اختصاص البدعة بوصف قصد القربة،و مما يؤكد أن الرهبنة بدعة مع أنها من العادات قوله تعالى:?وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ? [2].
[1]- رواه البخاري في صحيحه رقم 5063
[2]- سورة الحديد من الآية 27
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:22]ـ
وإن قيل الأصل في الأشياء الإباحة فلا تمنع العادات والمعاملات إلا بدليل يقال هذا عام ودليلنا خاص فكلامنا في العادات والمعاملات التي فيها شائبة تعبد لا كل العادات والمعاملات لدخولها تحت الإحداث في الدين،فالدين ليس عبادات فقط،والعادات من حيث هي عادية لا بدعة فيها، ومن حيث يتعبد بها، أو توضع وضع التّعبُّدتدخلها البدعة، و من أمثلة الأمور العادية التي لابدفيها من التعبُّد: البيع، والشراء، و النكاح، و الطلاق، و الإيجارات، و الجنايات ... لأنها مقيدة بأمور وشروط و ضوابط شرعية لا خيرة للمكلف فيها. و من أمثلة الابتداع في العادات الاحتفال بعيد الحب وعيد الأم و التزام لباس معين لأهل الزهد ووضع المكوس الدائمة و الصمت حدادا والرهبنة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:24]ـ
وإن قيل قد استحدثت الأمة وسائل العبادات دون نكير كنقط المصحف، وضبطه بالشكل، و تصنيف العلم على طرق ووسائل متعددة؛ فهناك السنن والآثار والمستدركات والمسانيد على الصحابة أو التابعين أو من بعدهم من الرواة، والتبويب على أبواب الفقه .. والجواب على ذلك بأن عدم وقوع هذه الأمور في العصر النبوي إنما كانلأجل انتفاء المقتضي لفعلها، أو أنّ المقتضي لفعلها قائم لكن وجد مانع يمنع منه.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:26]ـ
فمثلا جمع أبي بكر t للقرآن وجمع عثمان t الناس على مصحف واحد كان سببه الخوف من تفلت القرآن من الصدور وضياعه، فقام أبو بكر t بجمعه بين الدفتين، ثم جاء عثمان t فجمع الناس على مصحف واحد، وأمر بإحراق ما عداه من المصاحف خشية الاختلاف في القرآن ووقوع الفتنة بسبب ذلك، فجمع القرآن لم يرد فيه نص عن النبي r بفعله على وجه الخصوص،ولكن نصوص الشرع العامة تؤيده، فقد كان النبي r يأمر بكتابة القرآن، ولا فرق بين أن يكتب مفرقاً أو مجموعاً بل صار جمعه أصلح،وأيضاً فجمع القرآن راجع إلى حفظ الشريعة، والأمر بحفظها معلوم، وراجع إلى سد ذريعة وقوع الاختلاف في القرآن، وقد علم النهي عن الاختلاف في القرآن، بنصوص الشرع المستفيضة،ويمكن أن يقال جمع القرآن لا يخرج عن كونه سنة، فالسنة بمعناها العام هي كل ما قام الدليل الشرعي على أنه طاعة لله ورسوله، سواء فعله الرسول r ، أو فعل في زمانه أو لم يفعله في زمانه لعدم المقتضى حينئذ لفعله، أو وجود المانع منه، وإذا ثبت أنه أمر به أو استحبه فهو سنة، وكأمر النبي rبإجلاء اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وجمع الصحابة القرآن في المصحف، وقد قال r : « لا تكتبوا عني غير القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه» [1] فشرع كتابة القرآن، ومع أن كتابة القرآن مشروعة لكن لم يجمعه الرسول r في مصحف واحد لاحتمال نزول آيات أو سور أو احتمال نسخ لبعض آياته. ولأجل هذا الاحتمال لم يمكن جمعه في مصحف واحد حتى مات رسول الله rفقام أبو بكر t بجمعه وقام عثمان t بجمع الناس على مصحف واحد، وأجمع الصحابة على ذلك فصار إجماعهم دليلا شرعيا، وأما تدوين السنة والعلوم الشرعية فهو من باب تبليغ الشريعة،وقد ورد الأمر بذلك والحث عليه. فقال r :« ليبلغ الشاهد منكم الغائب» [2] وقال: «بلغوا عني ولو آية» [3] وثبت في السنة الأمر بكتابة العلم كقوله r « اكتبوا لأبي شاة» [4] وعن أبي هريرة t قال: «ليس أحد من أصحاب رسول الله r أكثر حديثا مني عن رسول الله r ، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب» [5].
[1]- رواه مسلم في صحيحه. كتاب الزهد. باب التثبت في الحديث، وحكم كتابة العلم 4/ 2298 - 2299
[2]- رواه البخاري في صحيحه تاب العلم. باب ليبلغ الشاهد الغائب
[3]- رواه البخاري في صحيحه رقم 3202
[4]- رواه البخاري في صحيحه رقم 2254
[5]- رواه البخاري في صحيحه رقم 110
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:29]ـ
نخلص مما سبق أن الأدلة الناهية عن البدع جاءت عامة فلا تخصص بالبدع التعبدية وحسب بل أيضا يدخل البدع العادية،فالشرع ليس عبادة فقط، و المخالف في ذلك قد يستدل بالإباحة الأصلية،وأدلة تحريم البدع خاصة واستصحاب الإباحة عام،فيحمل العام على الخاص،والاستدلال بجمع القران و وتصنيف العلوم خارج عن محل النزاع فمحل النزاع استحداث العادات التي فيها شائبة التعبد،ولا دليل عليها أما ما ذكروه فهي تدخل تحت المصالح المرسلة،ولم يكن هناك مقتضى لفعلها في العهد النبوي أو وجد المقتضى لكن كان هناك مانعا من فعلها،والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وكتب ربيع أحمد الخميس 24/ 4/2008م 18 ربيع آخر 1429هـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 04:15]ـ
كلامك تحصيل حاصل؛ لأنك تتكلم عن العادات التي فيها شائبة تعبد، لا جميع العادات، فإذا كان فيها جزء تعبد فقد دخلها الابتداع من هذه الجهة كما هو واضح، فلا معنى لنصب الخلاف في شيء غير متصور!
ثم إن بعض أدلتك أعم من الدعوى؛ فأنت تدعي دخول البدع في نوع خاص من العادات، وهي التي فيها شائبة تعبد.
ثم تستدل بأدلة تدل على أن البدع تدخل في العادات مطلقا، فصار كلامك ينقض نفسه.
هذه مجرد مدارسة للموضوع وليست ترجيحا لقول على قول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 09:12]ـ
أولا: المقال هدفه بيان دخول العادات في الابتداع مثل العبادات،ويشترط لدخول العادات في الابتداع وجود شائبة التعبد فالعادات إما عادات صرفة أو عادات فيها شائبة التعبد،والعادات الصرفة خرجت من عموم أدلة النهي عن الابتداع بثلاثة أدلة ألا وهي:
أن النبوة منصبة على الأمور الدينية وليست الدنيوية.
حديث تأبير النخل
إجماع الأمة العملي على استحداث الأمور الدنيوية دون نكير من العلماء.
وخروج بعض أفراد العام عن الحكم لا يعني خروج باقي أفراده.
ثانيا: وضح المقال بأن المراد بالعادات التي تدخل في الابتداع العادات التي فيها شائبة التعبد وليس كل العادات.
ثالثا: بين المقال أن هناك سنة فعلية وسنة تركية.
رابعا: بين المقال دخول الوسائل في الابتداع إذا توافر مقتضاها ولم يوجد مانع لفعلها،ولم تفعل في العهد النبوي.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:28]ـ
رابعا: بين المقال دخول الوسائل في الابتداع إذا توافر مقتضاها ولم يوجد مانع لفعلها،ولم تفعل في العهد النبوي.
وضع الساتر بين الرجال والنساء في المسجد مثلا, لم يفعل في عهد النبوة, مع توفر المقتضي ,وعدم المانع, ... فهل نقول أن فعلهاالآن يعتبر بدعة؟
على الظابط الذي ذكرت نقول بدعة,,,
أرجوا توضيح الامر _بارك الله فيك_
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 01:05]ـ
جعل حائل بين النساء والرجال لا بأس به لورود ما يدل على جواز جعل حائل بين الإمام والمأموم فعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له حصير، يبسطه بالنهار ويحتجره بالليل، فثاب إليه ناس، فصلوا وراءه. وهذا صريح في جواز وجود حائل بين الإمام والمأموم فجوازه بين الإمام والمأموم أنثى أولى من جوازه بين الإمام والمأموم ذكر، وكلاهما حائل وكلاهما في صلاة الجماعة وكلاهما بين الإمام والمأموم فاصل وهذا فيه تيسير على الناس وكذلك الثاني فالناس قد يحتاجون لهذا ولهذا والشريعة لا تفرق بين المتماثلين، وبهذا لايقال وجود الحائل بين الرجال والنساء بدعة لوجود دليل من الشرع عليه؛ فقد فعل في العهد النبوي ما يدل على جوازه هذا والله اعلم
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 11:08]ـ
قد يقال كيف تقولون أن كل ما توافر فعله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ولم يكن هناك مانعا من فعله ضابطا للبدعة،فقد لا يوجد المانع ولا يفعله،فليس عدم المانع شرطا في عدم القول بالتبديع، ولإزالة هذا الإشكال يقال النصوص نهت عن الابتداع وأمرت بالاتباع، و الاتباع في الترك يستلزم أن يكون هناك ما يمكن أن يفعل فيترك أما الشيء المحدث فلا يصدق عليه الترك؛ لعدم إمكانية فعله، وبالتالي لا يوجد نص بحرمة فعل الشيء المحدث فيجوز فيه الفعل والترك، والله اعلم
ـ[أبوهناء]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 02:49]ـ
أخي شكر الله لك/ ما رأيك في بعض العادات مثل المصافحة بعد السلام من الصلاة ومصافحة الامام خاصة من باب التوقير وأيضا قول زمزم بعد الوضوء في بعض الامصار الاسلامية؟؟؟؟ نفع الله بك
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 04:06]ـ
المصافحة بعد السلام من الصلاة لا شك أنها بدعة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا إذا كان الشخص المصافح لم يسلم عليه قبل الصلاة فهذا لا بأس به، وقد أفتى بالبدعية الشيخ ابن عثيمين في مجموع الفتاوى، وقول زمزم بعد الوضوء لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك فهو من البدع إذ لو كان فيه خير لبينه صلى الله عليه وسلم أو فعله أو حض على فعله.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:04]ـ
شكرا لك أخي ربيع على الافادة
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:24]ـ
هذا بحث نفيس للقاضي سليمان الماجد _حفظه الله_
بعنوان_ضابط البدعة وماتدخله _ وأرجوا من الاخ الفاضل:ربيع الاطلاع عليه ,والتعليق بعد ذلك ........ وسوف أضعه على حلقات ,لانه بحث فيه طول ......
رابط البحث: http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1936&highlight= ضابط%20البدعة& soption=0
الحلقة الاولى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يتنازع المسلمون قديماً ولا حديثاً في كون البدعة في الدين محرمة مذمومة، وإنما وقع النزاع في الأعمال المعينة: هل تُعتبر بدعة، أو أنها صحيحة مشروعة، ومنشأُ هذا النزاع عدمُ اعتبار القواعد والضوابط.
وإذا ضاعت الأصول وقع الاضطراب في الحكم على القضايا المعينة؛ فترى الناس يفرقون بين المتماثلات، ويجمعون بين المتناقضات، وتصير القاعدة التي لا تنخرم - عند بعضهم - هي تحكيم العادات والمألوفات، وإذا بلغ الحال إلى ذلك فإن كثيراً من تنازع الناس إنما هو بين مألوف ومألوف؛ لا بين اجتهادين معتبرين.
وحينئذ يضيع التحقيق العلمي بين أقدام وجلبة المتعصبين ممن يُحكِّم مألوفه وبيئته.
فإن قال أحد سواه ببدعية أمر أو مشروعيته: رأى أنه لم يقل بذلك إلا تأثراً ببيئته ومحيطه، أو مجاملة لبيئة أو محيط آخرين؛ فيكون هذا أشبه بتنازع السوقة والدهماء؛ لا أهل الفقه والعلماء.
وبسبب اضطراب الناس فيما تدخله البدعة وما لا تدخله، أو ما هو محل جريانها؟ أخطأ بسبب ذلك فريقان:
الأول: من أجرى البدعة في العاديات، ومن مفاسد هذا نوعٌ من البدعة خفي، وهو: اعتبار ما ليس عبادةً من العبادة؛ كحال من اعتبر التعبد والتوقيف في الوسائل.
والثاني: من أجاز الحدث في محل التعبدات؛ فوقع في البدعة المذمومة.
ولهذا كان اعتبار القواعد والتعليل لها بعد التجرد للحق هو السبيل الصحيح لتحقيق الكلام في هذه المسائل.
الاتجاهات في المسألة:
وبتأمل ما يرى الناس جريان البدعة فيه وجدته لا يخرج عن أمور:
الأول: ما أريد به القربة في أصل شرعه: وذلك كالذكر والدعاء والصلاة والصيام والحج، ولم يُجروه في غيرها من المعاملات والعادات والمناكح؛ مما لم تُعتبر القربة في أصل مشروعيته.
الثاني: أنها تجري مع ما ذُكر في وسائل العبادات التي وجد المقتضي لفعلها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى المانع من فعلها ثم لم تفعل.
وذلك لقربها من العبادة، ولأن للوسائل أحكام المقاصد، ولأن هذا هو فهم السلف؛ حيث أنكر ابن مسعود على الذين يسبحون بالحصى؛ فهو اعتبار منه للتوقيف في وسائل التعبدات.
فعلى قولهم هذا تكون كل وسيلة إلى عبادة قام المقتضي لفعلها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى المانع من القيام بها ثم لم يفعلها صلى الله عليه وسلم فإن فعلها بدعة، ومن فروع ذلك عندهم: خطوط ضبط الصفوف في الصلاة، وخط بداية الطواف، والسبحة لعد الذكر، ووسائل الدعوة.
ولا يدخل في حكم البدعة - عندهم - ما جاءت به المخترعات الحديثة من وسائل العبادات؛ كمكبرات الصوت في الأذان والصلاة؛ لوجود المانع، وهو عدم التمكن من تحصيل هذه الوسيلة في عهده صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا بمشروعيتها.
الثالث: ما كان تعبداً محضاً، وقُيِّد بأحوال مخصوصة؛ كالمكان أو الزمان أو الصفة أو العدد أو حال الأشخاص، والتعبد المحض هو الذي شُرع على وجه لا يُعقل معناه على التفصيل؛ ولو لم يكن قربة، وتكون البدعة فيه بإيقاعه على غير الوجه الوارد زماناً أو مكاناً أو صفة أو حالاً.
ولمناقشة هذه الاتجاهات يُقال:
يتبع
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:26]ـ
الحلقة الثانية:
أما الاتجاه الأول وهو اعتبار القربة:
فإنه مع افتقاره إلى دليل صحته فهو غير مانع ولا جامع:
فهو غير مانع لأنه يُخضِعُ لأحكام البدعة أعمالاً لا يراد منها في أصل شرعها إلا القربة والأجر؛ كالجهاد فِي سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الأمور مما لا تدخلها البدعة؛ فلم يقل أحد: إن هذه الأشياء من الأمور التوقيفية التي لا يُحدث فيها، ولا يُجدد في أعمالها إلا بدليل خاص.
وهو غير جامع لأنه يُخرج أعمالا تُعد من التعبدات المحضة، ويسمى المحدث فيها في الشريعة مبتدعاً، وهي مع ذلك ليست مما يُراد بها القربة؛ حيث يُخرج الطلاق فِي الحيض، ويُخرج الأعياد الزائدة على الأعياد الشرعية؛ فقد استقر عمل العلماء على تسمية الطلاق الذي وقع على غير الوجه المشروع بالبدعة، وتسمية العيد الجديد بالعيد المبتدع؛ فهو إذاً غير جامع.
وأما الثاني: وهو جملة "المقتضي والمانع" في وسائل العبادات:
فقد انتشر بين طلاب العلم اعتبارها ضابطاً يرون أنه فرقُ ما بين البدعة وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يظهر عند التحقيق - والله تعالى أعلم - أنها لا تصلح ضابطاً لا في العادات ولا في العبادات ولا في وسائلها؛ لوجهين:
الأول: أن كل قاعدة لا بد لها من أدلة تصححها، ولا أعلم دليلاً يوصل إلى المطلوب، وأما كون هذه السمات موجودة في البدع والسنن فلا يكفي لاعتبارها ضابطاً جامعاً مانعاً.
الثاني: أن هذه الجملة لم تتضمن تحرير المحل الذي تُجرى فيه: هل يكون في التعبدات، أو في العادات والمعاملات؟
فإن قيل: لا تُجرى إلا في التعبدات؛ فيُقال: اعتبار جريان الحدث والبدعة في التعبدات لا يفتقر إلى هذه الجملة؛ فكل تغيير في بِنْيَة الفعل التعبدي بزيادة أو نقص كلي أو جزئي، أو إيقاعه في غير المحدد له شرعاً من: مكان أو زمان أو حال أو صفة نقول عن ذلك كله بأنه بدعة؛ كقولنا بالبدعة في التلفظ بالنية في الصلاة، والأذان للعيدين، ودعاء الختم في الصلاة، وصلاة الرغائب، وركعتي السعي، والتنفل بالسعي مفرداً في غير حج ولا عمرة، وغسل حصى الجمار تديناً، وعيد المولد والعيد القومي، ولا نحتاج أن نقول بعد ذلك: وجد المقتضي لهذه المحدثات وانتفى المانع منها فهي بدعة؛ وذلك لأن مجرد التغيير بالزيادة أو النقص فيما حدته الشريعة بدعة في الدين.
وإن قيل: تُجرى في العادات والمعاملات فهذا أظهر في البطلان؛ إذْ لا يُشترط في المعاملات إجراء هذه القاعدة؛ فهي كثيرة متجددة، وأغلبها وجد المقتضي لفعله وانتفى المانع من ذلك الفعل؛ ولم يقل أحد بجريان البدعة فيها.
وإن قيل تُجرى في وسائل العبادات دون غيرها من العادات والمعاملات؛ فهذا غير صحيح لما يلي:
أولاً: أن الأصل في الأشياء أن لا تكون تعبدية؛ فأين الدليل من الشريعة الذي يُخرج من ذلك الأصل؛ فيجعل الوسائل من جملة الدين المُنَزَّل الذي لا يجوز الإحداث فيه؟
فاختيار الوسائل لحكم التوقيف دون غيرها نوع تحكم يعود على القول بالبطلان.
ثانياً: أن الشريعة لا تترك مثل هذا دون بيان، وهو من أعظم الأمور، وأكثر الحاجات؛ فدل ذلك على أن محل وسائل العبادة ليس توقيفياً.
ثالثاً: من المعلوم - من حيث الأصل - أنه لا مقصد لأي مطاع في نوع وكيفية وسائل إنفاذ أوامره على المتبوعين، وإنما مراده تحقيق المأمور به على الوجه المطلوب؛ فإذا كان هناك ما يُخرج أوامر الباري سبحانه وتعالى من ذلك الأصل فعلى مدعيه الدليل.
رابعاً: أن الأمة بعملها لا زالت تخترع وتجدد في وسائل العبادات دون نكير:
فمن ذلك نقط المصحف، وضبطه بالشكل، ثم تحزيبه وترقيمه.
ومن ذلك ما أحدثوه من تصنيف العلم على طرق ووسائل متعددة؛ فهناك السنن والآثار والمستدركات والمسانيد على الصحابة أو التابعين أو من بعدهم من الرواة، والتبويب على أبواب الفقه.
ومن ذلك جعل والٍ لتدبير شؤون العبادة والمساجد والأئمة، وإدارة هذه الولاية بالأنظمة الحديثة.
وأكثر هذه الأشياء وُجد المقتضي لفعلها، وانتفى المانع من ذلك فلم تُعدَّ بدعة، ولم يحكم عليها أحد بحدث.
ثم يقال أيضاً: إن من المعلوم أن التعبدات المحضة قد فُرغ منها بانقطاع الوحي، ولا يُمكن أن يتصور أن يكون التطور مؤثراً في حكمها من حيث المشروعية أو عدمها؛ كالذي قالوه في بعض الوسائل؛ كمكبرات الصوت في الأذان؛ بحيث تكون مشروعيتها مرتبطة بالإمكان أو عدمه.
وإذا كنت لا تتصور أن يكون التطور مؤثراً في عدد الركعات أو الجمرات أو المواقيت أو فترة الصيام - لأننا نقول: إنها توقيفية - فلا يجوز أن نتصور أن يؤثر التطور في نوع آخر من التوقيف.
ولا يصح أن نقول إن للوسائل حكماً بالتوقيف والتعبدية يختلف عن بقية ما حكمه التوقيف؛ كالصلاة والصيام والحج؛ إذْ لا بد من بيان الحدود والفواصل بين النوعين، وبيان الدليل على كل فرق؛ فإن وجدت هذه الحدود وإلا فالضابط باطل لا اعتبار له.
خامساً: أن أظهر سمة لما تدخله البدعة أنه تعبدي لا يُعقل معناه على التفصيل، وأظهر سمة للعاديات هي معقولية المعنى؛ فما هو الأشبه بالوسائل؟ لا ريب أن الأشبه بحالها هو عقل المعنى لا التعبد؛ فعليه لا تدخل البدعةُ وسائل العبادات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا المعنى يقول الإمام الشاطبي في "الاعتصام" عن تبليغ الشريعة: ( .. والتبليغ كما لا يتقيد بكيفية معلومة؛ لأنه من قبيل معقول المعنى؛ فيصح بأي شيء أمكن من الحفظ والتلقين والكتابة، وكذلك لا يتقيد حفظه عن الزيغ والتحريف بكيفية دون أخرى).
وأما تعليل البعض بقرب الشيء من العبادة أو ملابسته لها أو مجاورته إياها فليس دليلاً على أنه يأخذ حكمها، وإلا لأخذ اللباس أثناء الصلاة حكم التوقيف؛ بحيث يعتبر مبتدعاً كل من صلى في غير ما صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم من إزار ورداء، أو قميص، واللباس وسيلة لشرطها، وهو ستر العورة.
وأما نقلهم قول بعض الأصوليين: إن للوسائل أحكام المقاصد؛ فإنما هو من حيث الحكم التكليفي؛ فالمقاصد الواجبة وسائلها واجبة، والمستحبة وسائلها مستحبة بشروط ذلك، ولم أجد أن أحداً منهم قال: إنها تأخذ جميع أحكامها حتى اعتبارَ التوقيف.
وأما إنكار ابن مسعود رضي الله عنه على قوم اجتمعوا يذكرون الله؛ فيقول أحدهم سبحوا فيسبحون، ويقول: كبروا فيكبرون، ويعدون ذلك بالحصى فلا دليل فيه على أن الأصل فِي وسائل العبادة هو التوقيف؛ لأن إنكاره رضي الله عنه يحتمل أشياء منها:
1. الاجتماع على الذكر.
2. الذكر بصوت واحد جماعة.
3. عد التسبيح في غير الصلاة؛ حيث يراه بعض السلف بدعة.
4. التسبيح بالحصى.
فما الذي أنكره ابن مسعود رضي الله عنه من هذه الأشياء؟ فالأمر محتمل للأربعة، وإذا كان أهل التوقيف فِي الوسائل يقولون بما اقتضته أصول البدعة من أن الذكر الجماعي بصوت واحد محدث، والاجتماع على الذكر ولو دون صوت واحد محدث أيضاً، كما أن بعض السلف يرى أن عد التسبيح في غير دبر الصلاة بدعة؛ فلماذا تخيروا التسبيح بالحصى ليجعلوه مناط إنكار ابن مسعود رضي الله عنه؟
فالأقرب أنه إنما أنكر الأمور الثلاثة الأُوَل، أو بعضها، ومن ادعى توجه إنكاره على التسبيح بالحصى فعليه الدليل.
وهذا ما مال إليه الإمام السيوطي رحمه الله؛ كما في رسالة "الاتباع" ص 18 حيث قال عن الذكر: ( .. وقد كره ابن مسعود وغيره من الصحابة اعتياد الاجتماع في مكان مخصوص).
ووجّه في "تبيين الحقائق" (1/ 166) إنكاره ذلك على عد التسبيح خارج الصلاة.
• • • • •
فإن قيل: إن بعض العلماء ذكر قاعدة المقتضي والمانع فما القول في ذلك؟
فالجواب أن هذه الجملة اُشتهرت عن إمامين جليلين هما الشاطبي وابن تيمية رحمهما الله، ولكن سياق كلامهما لا يدل على أنها ضابط للبدعة عندهما، وقد ساقوها لأغراض منها:
الأول: الإزراء على المبتدع، وإلزامه بلازم الاستدراك على الشريعة؛ فكأنهم يقولون: كيف ترى شرعية عملك وصحة تعبدك بهذا العمل التوقيفي مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنه م قد تركوه مع قيام المقتضي لفعله وانتفاء المانع من ذلك الفعل؟ إلا أن يكون تركهم هذا لمعنى الحدث والبدعة.
وفي هذا المعنى يقول الإمام ابن تيمية - رحمه الله - كما في "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص280) بعد ذكره هذه الجملة بحروفها: ( .. فإن كل ما يبديه المحدث لهذا من المصلحة، أو يستدل به من الأدلة قد كان ثابتاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ).
وذكر رحمه الله في المرجع نفسه ص295 هذه القاعدة لمثل هذا الغرض، وذلك في حكمه بالبدعة على الاحتفال بالمولد فقال: ( .. فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيرا محضاً، أو راجحاً، لكان السلف رضي الله عنه م أحق به منا .. ).
الغرض الثاني: التعليل لشرعية وسنية عبادات لم تُفعل في وقته صلى الله عليه وسلم لوجود مانع؛ كالمداومة على قيام رمضان جماعة في المسجد؛ وذلك لأجل خوف أن تُفرض على الناس، وبناء على ذلك يُعتبر الدوام عليها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة؛ ولو لم يداوم عليها.
فقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (21/ 318):
( .. السنة هي ما قام الدليل الشرعي عليه بأنه طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، سواء فعله رسول الله، أو فعل على زمانه، أو لم يفعله، ولم يفعل على زمانه؛ لعدم المقتضي حينئذ لفعله، أو وجود المانع منه؛ فإنه إذا ثبت أنه أمر به أو استحبه فهو سنة) أهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو هنا يُثبت سنية ومشروعية المداومة في قيام رمضان جماعة في المسجد، وأن ترك الرسول صلى الله عليه وسلم المداومة لا يسلبها وصف السنة؛ فهي في غير السياق الذي يقول به أهل التوقيف في الوسائل.
الثالث: أنهما لم يذكرا ضبط البدعة بهذه الجملة في "الوسائل"؛ كالذي ذكره بعض المتأخرين؛ فتخصيصها بالوسائل زيادة على كلامهما.
أما تطبيقاتهما في مسائل البدعة فهي تدل على أنهما لا يريان إجراءها في غير العبادات المحضة؛ فلم يوجد - فيما وقفت عليه في كلامهما - أنهما حكما بالبدعة في وسيلة عبادة، أو في أمر عادي مجاور لعبادة؛ كالذي تنازع فيه الناس اليوم؛ بل قال ابن تيمية بجواز التسبيح بالسبحة، وقال الشاطبي بشرعية كل وسيلة لتبليغ الدين؛ كما تقدم قريباً.
وكان كلامهما في هذه القاعدة إنما يدور على تعبدات محضة:
فالشاطبي قال في "الاعتصام" (1/ 361). بعد ذكره هذه القاعدة: ( .. لأنه لما كان الموجب لشريعة الحكم موجوداً ثم لم يشرع كان صريحاً في أن الزائد على ما ثبت هنالك بدعة مخالفة لقصد الشارع؛ إذْ فُهم من قصده الوقوف عند ما حُدَّ هنالك بلا زيادة ولا نقصان منه).
فقوله: (الوقوف عند ما حُدّ هنالك) يدل على أن كلامه على محدود، وهو ما خُلص في هذا البحث بأنه التعبد الذي تدخله البدعة، والوسائل لا تحديد فيها.
وذكرها الإمام ابن تيمية في تعبدي محض، وهو الأذان للعيدين.
كما صرح فِي "مجموع الفتاوى" (26/ 172) بأنها تُجرى في التعبدات فقال بعد ذكره للقاعدة: ( .. فأما ما تَرَكه من جنس العبادات مع أنه لو كان مشروعاً لفعله، أو أذن فيه ولفعله الخلفاء بعده والصحابة؛ فيجب القطع بأن فعله بدعة .. ).
ومتى صححت الإيرادات ببطلان هذه الجملة حداً بين السنة والبدعة؛ فرُدَّ المشتبه من كلام البشر إلى محكمات الأدلة، وصحيح التعليلات.
وقد كان اعتقادها ضابطاً صحيحاً للبدعة من أسباب التنازع والبغي والعدوان بين المختلفين؛ فالذي يستدل بها يجعل محل البدعة مضمراً في نفسه لا يعرف هو له خطاماً ولا زماماً؛ فيضطرب قوله، وتختلف أحكامه؛ فيرى منازعُه أنه يحكم على الشيء بالبدعة، ويحكم على مثله - بمقتضى القاعدة نفسها - بالسنة؛ مما يزيد غيض مخالفيه عليه، ويحصل له من ذلك التهمة بالهوى، ومجرد الخضوع لمعهود أو بيئة.
فكان تحرير مسألة ضابط البدعة وما تدخله من أهم مهمات هذا الباب؛ لما فيه من معرفة البدعة للحذر منها، وما يتضمنه أيضاً من عدم اعتقاد شيء من الدين بأنه تعبد محض، وليس هو كذلك؛ إذْ إن هذا ضرب من البدعة أيضاً.
يتبع
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:29]ـ
الحلقة الثالثة:
الراجح بين هذه الاتجاهات:
وقد ظهر باستقراء الأدلة وكلام أهل العلم أن المحل الذي تدخله البدعة هو الذي عينت الشريعة له حدوداً بمكان أو زمان أو عدد أو اتجاه أو صفة أو حال، وكانت هذه الحدود مما لا يُعقل لها معنى على التفصيل.
وتدخل البدعة بهذا الاعتبار في أي عمل سواء أُريد به القربة؛ كالصلاة والصيام والحج والذكر والدعاء، أو لم تُرد به القربة؛ كالأعياد والطلاق وعٍٍدَد النساء.
فهذا هو المحل الذي تدخله البدعة.
كما ظهر أن الحكم بالبدعة على الشيء يدور على قواعد ثلاث:
القاعدة الأولى: أن كل تغيير في ذلك المحدود بالزيادة أو النقص أو الصفة أو إبدال المكان أو الزمان أو الموضع أو الحال على وجه لم يأذن به الله كله بدعة في الدين.
القاعدة الثانية: أن نية التعبد المحض في فعل وترك الأمور العادية على وجه لم ترد به الشريعة تحيل العمل والترك إلى عبادة محضة؛ فيصير بدعة.
وذلك كالتعبد بلبس نوع معين من الثياب، وإطلاق شعر الرأس والشارب شعثاً، والتعرض للشمس، والمشي إلى الحج مع توفر مراكب سريعة بلا كلفة، والتغني بالقصائد تعبداً.
هذا في الأفعال، ومثله في التروك، وذلك بأن يترك المسلم الشيء تعبداً؛ كترك الماء البارد وجميل الثياب التي لا إسراف فيها تقرباً إلى الله وابتغاء الأجر. أما تركها لمعارض أرجح؛ كالسرف في تبريد الماء، أو في تحصيل جميل الثياب؛ فهو مباح أو مستحب؛ لأجل عقل المعنى، ولهذا وصف العلماء الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا يرد موجوداً، ولا يتكلف مفقوداً.
القاعدة الثالثة: مضاهاة المكلف للتعبدات المحضة.
ويجري حكم البدعة بمضاهاة التعبدات في صورتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الصورة الأولى: تخصيص العبادة المحضة، أو تقييدها بمكان أو زمان أو حال أو صفة؛ سواء كان ذلك باعتقاد المشروعية على الوجه الخاص أو المقيد، أو أن يقع هذا التخصيص أو التقييد بمحض العادة، ومطلق المداومة.
والصورة الثانية: تخصيص العادات بمحدودات من مكان أو زمان أو حال أو صفة لا يُعقل لهذه المحدودات معنى على التفصيل؛ ولو لم يُرد بها القربة لله أو للبشر؛ كضرب المكوس والوظائف على الدوام، وتنكيس العلم أو الصمت حداداً، وزيارة نصب الجندي المجهول، والأعياد القومية.
أدلة ضابط ما تدخله البدعة وقواعد الابتداع:
وقبل أن نستدل لما رُجح هنا فيحسن أن نتأمل مصطلح "التعبد" عند العلماء؛ فهو مهم لفهم كثير من مسائل الباب؛ حيث تجده يُطلق، ويراد بها معان ثلاثة:
المعنى الأول: ما لم يُعقل له معنى على التفصيل من القربات المحضة التي لا تصرف إلا لله؛ كالصلاة والحج والصوم، وأنواع الذكر مطلقاً ومقيداً؛ فهذا تدخله البدعة؛ إذا وجد تغيير في بنية العبادة أو مكانها أو زمانها، ولا ينبغي أن يكون في ذلك خلاف.
ويدخل في هذا المعنى كل ما حدته الشريعة بحدود زمانية أو مكانية وأحوال مخصوصة لا يُعقل لحدودها معنى على التفصيل؛ كَعِدَد النساء، والأعياد، والطلاق.
المعنى الثاني: ما لم يُعقل له معنى في أصل شرعه في المعاملات، وهو ما اصطلح الأصوليون عليه بأنه المعدول به عن سَنَن القياس؛ كالنهي عن تلقي الركبان عند من يراه تعبداً لا يُعقل معناه: هل هو لحظ الجالب، أو هو لحظ أهل البلد حماية لهم من احتكار المتلقي أو رفعه الأسعار؟ فلتزاحم الأوصاف التي يُحتمل تأثيرها امتنع القياس؛ فصار عند البعض تعبدياً، وكالنهي عن بيع الطعام قبل قبضه، وكالشفعة واللعان والعرايا عند من يرى امتناع القياس في هذا النوع من المعاملات؛ فلامتناع القياس سماه تعبداً؛ أي لا علة له.
وهذا المعنى لا تدخله البدعة؛ لعدم وجود مقدر ومحدود من زمان أو مكان أو صفة أو عدد؛ لأن إلحاق حكم البدعة لا يُتصور إلا بتغيير في محدود، ولا يوجد في هذا النوع شيء من ذلك؛ فالتعبد هنا إنما اعتبر في أصل شرع الحكم؛ لا في تفاصيله.
وآثار وصف "التعبد" هنا هي: منع إجراء القياس، لعدم وجود ركنه وهو العلة، أما الأحكام المعللة فهي التي تُعدى فيها العلة إلى الفرع محل النزاع؛ فالتعبدي هنا ثابت، والمعلل عرضة للتغير.
وانظر في منع القياس في التعبدات "المجموع" (3/ 342) للنووي، و"الاعتصام" (2/ 62) للشاطبي.
ومن آثار التعبدية هنا أيضاً: اعتبار الحكم الوضعي بالفساد بمجرد المخالفة؛ لعدم معرفة العلة التي يُعرف بها فساد الشيء وصحته.
ومعقول المعنى على التفصيل يُخرج معقول المعنى على الإجمال؛ فجميع الشرائع الربانية أريد بها مصالح العباد في الدين والدنيا؛ فهذا معنى إجمالي، ولكن تفاصيل الأحكام التعبدية؛ من الأعداد والأمكنة والأزمنة غير معقولة المعنى على التفصيل.
والمعنى الثالث للتعبد: هو المعنى العام للعبادة، والذي عرفه بعض العلماء بأنه: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة؛ فيدخل فِي ذلك الأعمال الصالحة التي شرعت فِي نفسها لتحصيل مقاصدها الشرعية على وجه الاستحباب أو الوجوب، ويُقصد منها آثارها الحسنة، وكذلك ما يترتب عليها من الثواب؛ كحسن الخلق وصلة الرحم وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم والدعوة إلى الله تعالى، وكالنفقة على العيال وطلب الرزق بنية الاستغناء به عن الناس، وكذلك الأكل والشرب والنوم بنية الاستعانة على الطاعة، أو الجماع بنية العفاف والولد، ونحو ذلك.
فهذا لا تدخله البدعة بلا خلاف أعلمه إلا بنية التعبد، أو حصول المضاهاة.
• • • • •
وإذا أردنا أن نلج إلى الأدلة فلنبدأ بضابط محل البدعة؛ حيث دل لصحته أن النصوص التي جاءت بها الشريعة في ذم البدعة بينت ذلك بطرق عديدة منها: الإحداث في "أمر الدين" في قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه من حديث عائشة. ومنها: التحذير من محدثات الأمور في قوله صلى الله عليه وسلم: "وإياكم ومحدثات الأمور" رواه أحمد من حديث العرباض بن سارية.
فما هو الدين أو الأمر الذي نُهينا عن الإحداث فيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قيل: هو كل ما يباشره المرء في حياته من عادة ومعاملة ومأكل ومشرب وملبس ومركب ومسكن، وغيرها من أمور المعاش - لأنها محكومة بالدين - فإن من لازم ذلك إجراء حكم البدعة فيما اتفقت الأمة على عدم دخولها فيه مما ذُكرت أمثلته من العادات والمعاملات، وهذا باطل؛ فلم يبق من الدين الذي تدخله البدعة إلا ما حدته الشريعة بعدد أو صفة أو مكان أو زمان؛ لأنه هو الدين المُنَزَّل يقيناً.
ولك أن تقول بعبارة أخرى: إن لك التصرف في كل شيء - بمقتضى أصل الإباحة - من العادات والمعاملات والوسائل حتى تجد حدوداً وضعتها الشريعة؛ فهاهنا يكون الدين الذي منعنا من التصرف فيه، أو التغيير في محدوداته؛ ويُسمى هذا التغيير وذلك التصرف بدعة في الدين.
وهذا - كما ترى - سهلُ المدرك واضحُ التطبيق.
وكان من طريقة العلماء أنهم لم يجروا البدعة في عادة أو معاملة، وأجروها في جميع المحدودات التعبدية:
أما العبادات المحضة التي يراد بها القربة؛ كالصلاة والصيام والحج فالأمر فيها ظاهر، وأحكامهم فيها معلومة.
وأما ما سواها من المقدرات والمحدودات؛ فمنها:
1. الأعياد الزمانية؛ حيث قال العلماء بأن الأعياد المحدثة بدع مذمومة؛ كعيد المولد، والأعياد القومية؛ كالثورة والاستقلال، والأعياد التاريخية مما له أصول دينية، أو لم يكن؛ كالنيروز وشم النسيم.
ومن المعلوم أن العيد الزائد عن الأعياد الشرعية ليس عبادة محضة، وإنما وجدت البدعة فيه لكون الأعياد قد حُصرت في عيدين فقط؛ فالزيادة عليهما حدث.
2. نكاح التحليل؛ كما قال بذلك الشاطبي في "الموافقات" (2/ 290) أقول: وأقرب تعليل لذلك ما يتضمنه التحليل من تعطيل مقاصد الشريعة في المحدودات، وهي الطلاق الثلاث في أحوال مخصوصة وأعداد مقدرة، وآثارها من البينونة الكبرى، ويكون هذا التعطيل بمنع وقوعها على الوجه الذي حدته الشريعة.
3. إيقاع الطلاق الثلاث جملة؛ كما في "المبسوط" للسرخسي (6/ 4).
4. إيقاع الطلاق في الحيض الذي وقع على خلاف الحال الذي حددته الشريعة، رغم تجرده من معنى القربة؛ فسموه طلاق بدعة، وهذا محل اتفاق في كتب المذاهب الأربعة، وغيرها.
5. عدة المتوفى عنها زوجها، وانظر "الموافقات" للشاطبي (2/ 213).
وقد ذهب إلى اعتبار عدم معقولية المعنى لجريان حكم البدعة الإمام الشاطبي رحمه الله؛ فقال في "الموافقات" (2/ 222): ( .. التعبد راجع إلى عدم معقولية المعنى، وبحيث لا يصح إجراء القياس، وإذا لم يعقل معناه دل على أن قصد الشارع فِي الوقوف عند ما حدّه لا يتعدى .. ).
وقال رحمه الله: ( .. لأن ما لا يعقل معناه على التفصيل من المأمور به أو المنهي عنه؛ فهو المراد بالتعبدي، وما عقل معناه وعرفت مصلحته أو مفسدته فهو المراد بالعادي).
وقال في "الاعتصام" (1/ 347): (فإن كان مقيداً بالتعبد الذي لا يعقل معناه فلا يصح أن يُعمل به إلا على ذلك الوجه).
وفي "الشرح الكبير" (1/ 672) قال الدردير رحمه الله: ( .. إن الشارع إذا حدد شيئاً كان ما زاد عليه بدعة).
والدليل على أثر النية في تحويل الفعل والترك العاديين إلى عبادة محضة قوله: "إنما الأعمال بالنيات" متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب.
يتبع
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:33]ـ
الحلقة الرابعة: وأما تحقق وصف البدعة بالمضاهاة في التخصيص والتقييد أو بمجرد الإلف والعادة؛ فيُقال في تعليل ذلك: إن سمات التعبد المحض هي قصد الشريعة في العمل المعين أن يؤتى به على الوجه المعين، وأن أظهر سمات العبادات المحضة اعتبار محدودات منها:
1. مواضع معينة محددة من الجسم؛ كأعضاء الوضوء.
2. المكان؛ كما في الحج، وهو من أبرز سمات المناسك.
3. الزمان؛ كما في مواقيت الصلاة والصيام والحج.
4. الهيئة أو الصفة؛ كما في الصلاة.
5. الاجتماع؛ لصلاة الجمعة والعيدين؛ فلا تصحان إلا بالاجتماع، وبالحركة الموحدة في الأركان، وبالصوت الواحد في التأمين، وقد شُرع لضبطها وجود إمام للمصلين.
6. التكرار والمداومة؛ لمعنى التعبد، وتحصيل الأجر.
7. الاتجاهات؛ كما في القبلة في الصلاة والطواف في المناسك.
8. الأعداد والمقادير؛ كما هو في جميع التعبدات المحضة من الصلاة والصيام والزكاة والحج والطلاق وعدد النساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو تأملت في الجامع لهذه السمات في التشريع رأيته ضرباً من التخصيص والتقييد بهذه السمات أو بعضها دون معنى معقول على التفصيل؛ فقصد المكلف في العبادات إلى خصوصٍ أو تقييدٍ لم تدل عليه الشريعة هو ضرب من مضاهاة الشريعة في سنها للأحكام التعبدية؛ فيكون فعلها على هذا الوجه المعين ضرباً من البدع.
وذلك مثل الذكر جماعة بصوت واحد، وتخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام من بين الليالي، وتحرى الدعاء الذي لله عند قبر من القبور، أو عند باب المسجد إذا هم بسفر، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند تناول البخور، والتعوذ عند التثاؤب، والمداومة في خطبة الجمعة على قراءة آية: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان .. " الآية، أو التزام خطيب الجمعة أمر الناس بالاستغفار نهاية الخطبة الأولى.
وكل هذه الأمثلة يُمكن أن يستدل لها صاحب البدعة بدليل عام أو مطلق.
وأظهر تعليل على أن العمومات والمطلقات لا تصح دليلاً على الصفات المخصوصات والمقيدات هو أنه يلزم من ذلك أن تُحدث صلاة سادسة على صفة صلاة الفجر أو المغرب يجتمع لها الناس ضحى ويؤدونها جماعة في المسجد، ويُستدل لها بمطلق الأمر بالصلاة أو الأمر بعبادة الله، وبمشروعية الجماعة للنوافل، وهذه الأدلة العامة أو المطلقة هي نفسها التي استدل بها المبتدع في الأمثلة المذكورة قريباً.
وقد أشار إلى هذا اللازم الإمام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (1/ 132).
فعلى هذا: إما أن يكون استدلال المبتدع بالمطلق والعام لاعتبار الصلاة السادسة صحيحاً، أو أن يكون استدلالنا بها لتصحيح ما ذُكر في هذه الأمثلة باطلاً؛ فلا مناص من أحد الأمرين إلا طريقة ثالثة وهي سنة المتبعين: أن الاستدلال بالعمومات على الصفات المخصوصات كله باطل، وما ينتجه هذا الاستدلال من صفات مركبة جميعه بدعة في الدين، حتى ولو كان كل واحد من هذه الصفات مشروعاً على الانفراد.
وقد قرر هذه القاعدة جمع من الأئمة منهم الإمام ابن دقيق العيد في كلامه عن دلالة العام على الخاص؛ فقال في "إحكام الأحكام" (1/ 200و201): ( .. إن هذه الخصوصيات بالوقت أو بالحال والهيئة، والفعل المخصوص: يحتاج إلى دليل خاص يقتضي استحبابه بخصوصه .. ).
ورجح رحمه الله أن طلب الدليل الخاص على الشيء المخصوص أصح من إدراج الشيء المخصوص تحت العمومات، ثم استدل بطريقة السلف حين حكموا بالبدعة على أعمال؛ لأنه لم يثبت عندهم فيها دليل، ولم يروا إدراجها تحت العمومات.
وقال الإمام الشاطبي فِي تقرير هذه القاعدة: (ومن البدع الإضافية التي تقرب من الحقيقة: أن يكون أصل العبادة مشروعاً إلا أنها تخرج عن أصل شرعيتها بغير دليل توهماً أنها باقية على أصلها تحت مقتضى الدليل، وذلك بأن يُقيّد إطلاقها بالرأي .. ). انظر "الموافقات" (3/ 211) فما بعدها.
وقال في "الاعتصام": ( .. فإن أتى به المكلف فِي ذلك الأمر بكيفية مخصوصة أو زمان مخصوص أو مقارناً لعبادة مخصوصة، والتزم ذلك بحيث صار مُتخيلاً أن الكيفية أو الزمان أو المكان مقصودة شرعاً من غير أن يدل الدليل عليه: كان الدليل بمعزل عن هذا المعنى المستدل عليه).
وذكر رحمه الله في "الموافقات" (3/ 123) جملة من نكير السلف على من داوم على بعض الأعمال دون دليل خاص، ثم قال: ( .. هذا فيما لم يظهر الدوام فيه؛ فكيف مع الالتزام؟ والأحاديث في هذا والأخبار كثيرة، جميعها يدل على أن التزام الخصوصات في الأوامر المطلقات مفتقر إلى دليل، وإلا كان قولاً بالرأي واستناناً بغير مشروع، وهذه الفائدة أنبنت على هذه المسألة؛ مع مسألة أن الأمر بالمطلق لا يستلزم الأمر بالمقيد).
وهذا هو رأي الإمام السبكي فقد ذكر ذلك العلامة ابن حجر الهيتمي في "فتاواه" (2/ 80) في كلامه على تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام حيث قال: إن ذلك بدعة، ونقل عن السبكي تقريره بأن ما لم يرد فيه إلا مطلق طلب الصلاة، وأنها خير موضوع فلا يطلب منه شيء بخصوصه؛ فمتى خَصَّ شيئاً منه بزمان أو مكان أو نحو ذلك دخل في قسم البدعة، هذا ملخص كلامه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبر الإمام ابن تيمية عن هذه القاعدة بقوله: (شرع الله ورسوله للعمل بوصف العموم والإطلاق لا يقتضي أن يكون مشروعاً بوصف الخصوص والتقييد؛ فإن العام والمطلق لا يدل على ما يختص بعض أفراده ويقيد بعضها؛ فلا يقتضي أن يكون ذلك الخصوص والتقييد مشروعاً ولا مأموراً به).
وتقع المضاهاة بالمداومة على الفعل أو التزامه دون دليل خاص على ذلك، وهو من التخصيص والتقييد غير المشروع؛ لعدم الدليل على الخصوص.
قال الإمام الشاطبي في "الاعتصام" (1/ 345) فِي أنواع المداومات: ( .. ووجه دخول الابتداع هنا أن كل ما واظب عليه رسول الله من النوافل وأظهره فِي الجماعات، فهو سنة، فالعمل بالنافلة التي ليست بسنة عن طريق العمل بالسنة إخراج للنافلة من مكانها المخصوص بها شرعاً .. ).
ويرى رحمه الله أن العبد إذا خص يوماً للصيام مثلاً كالجمعة بعينه، أو أياما من الشهر بأعيانها لا من جهة ما عينه الشارع فإن ذلك ظاهر بأنه من جهة اختيار المكلف؛ كيوم الأربعاء مثلاً فِي الجمعة والسابع والثامن فِي الشهر، وما أشبه ذلك، وأنه إذا قيل له: لم خصصت تلك الأيام دون غيرها لم يكن له بذلك حجة غير التصميم، أو يقول: إن الشيخ الفلاني مات فيه، أو ما أشبه ذلك. ويرى أن هذا رأيٌ محض بغير دليل ضاهي به تخصيص الشارع أياما بأعيانها دون غيرها؛ فصار التخصيص من المكلف بدعة؛ إذ هي تشريع بغير مستند، هذا ملخص ما ذكره في "الاعتصام" (2/ 12).
وقال العلامة الدسوقي في "الحاشية" (1/ 317) ( .. لا تصلى النافلة جماعة فِي مكان مشتهر ولو كانوا قلة، ولا يصلون كثرة ولو فِي مكان خفي، ولا يداوم عليها فِي سر ولا علن .. ).
وما ذكره العلامة الدسوقي ظاهر في الالتفات إلى خصائص التعبدات المحضة، وأن محاكاتها ضرب من الحدث والبدعة، وهذا بين؛ فلو أن الإمام قال لجماعته: لنصل نافلة العشاء جماعة لاستنكر الناس ذلك ورأوا أنه جاء ببدعة؛ رغم مشروعية النافلة، ومشروعية الجماعة فيها، ولكنها حين ضاهت المشروع مُنعت.
وقرر الإمام ابن تيمية رحمه الله؛ كما في "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص303) أنه لا تُشرع المداومة على الجماعة في صلاة التطوع أو استماع القرآن أو ذكر الله ونحو ذلك، وأنه إذا فُعل أحياناً فهو حسن، وأن اتخاذ اجتماع راتب يتكرر بتكرر الأسابيع والشهور والأعوام غير الاجتماعات المشروعة يضاهي الاجتماعات للصلوات الخمس وللجمعة، وأن ذلك هو المبتدع المحدث، ونقل عن أحمد أنه سئل: هل يكره أن يجتمع القوم يدعون الله، ويرفعون أيديهم؟ فقال: ما أكره للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد، وبنى هذا على: ( .. أن العبادات المشروعة التي تتكرر بتكرر الأوقات حتى تصير سنناً ومواسم: قد شرع الله منها ما فيه كفاية للعباد؛ فإذا أُحدث اجتماع زائد على هذه الاجتماعات يعتاد: كان ذلك مضاهاة لما شرعه الله وسنه .. ).
إلى أن قال رحمه الله: ( .. وكذلك تطوع القراءة والذكر والدعاء جماعة وفرادى. وتطوع قصد بعض المشاهد، ونحو ذلك كله من نوع واحد: يفرق بين الكثير الظاهر منه والقليل الخفي والمعتاد وغير المعتاد، وكذلك كل ما كان مشروع الجنس لكن البدعة اتخاذه عادة .. ).
وقرر في ذلك قاعدة بقوله في "مجموع الفتاوى" (20/ 197): (مضاهاة غير المسنون بالمسنون بدعة).
وانظر المرجع السابق (1/ 132).
المضاهاة في العادات:
التعبد - وهو الأمر بما لا يُعقل معناه على التفصيل - حق لله وحده، وإذا أوقع أحدٌ الفعل أو القول على هذا الوجه التعبدي، وجعلهما في عادة فقد اخترع عبادة جديدة وصرفها لغير الله، ومن هنا استحقت وصف البدعة؛ لأنه تشريع فهو من أعظم البدع.
فإحداث التعبد و صرفه لله بدعة عظيمة؛ فإن صُرف لغير الله كان أشنع وأشد.
وإذا أردنا أن نتصور هذه المسألة فلنضرب لها مثالاً: فلو أن أحداً أراد أن يُعظِّم أباه فكان عند استيقاظه يقف صامتاً متوجهاً إلى منزل والده، وهو مع ذلك يتمتم ببيت معين من الشعر، ويحرك يديه بطريقة معينة يداوم عليها؛ فإذا سئل عن ذلك قال: هذه مجرد عادة لا مدخل فيها لبدعة، ولي أن أعظم والدي بأي طريقة أراها!
فماذا نحن قائلون؟ لا ريب أن حكم كل من رآه أن يقول: إن هذا الفعل يشبه العبادة المشروعة، ومن هنا كان السلوك بالعادات مسلك التعبدات بدعة محرمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يؤثر في الحكم أن تكون السمات التعبدية واحدة أو مجموعة؛ فإن كانت مجموعة؛ - كالذي قلنا في مثال تعظيم الوالد - كان أظهر في معنى الحدث، وإن كانت سمة واحدة فهي داخلة في دائرة التعبد؛ فكان ذلك من البدع.
إن الأشياء التعبدية المحضة التي لا يُعقل معناها على التفصيل لا تكون إلا من الله ولا تُصرف إلا إليه؛ ولهذا يصدق عليها اسم البدعة في الحالين.
قال الشاطبي في "الاعتصام" (2/ 80) بعد ذكره وضع المكوس في معاملات الناس بأن ذلك قد يكون على قصد حجر التصرفات وقتاً ما، أو لنيل حطام الدنيا؛ كعمل الغاصبين ( .. أو يكون على قصد وضعه على الناس كالدِّين الموضوع، والأمر المحتوم عليهم دائماً، أو في أوقات محدودة علي كيفيات مضروبة بحيث تضاهى المشروع الدائم الذي يُحمل عليه العامة ويؤخذون به، وتوجه على الممتنع منه العقوبة؛ كما في أخذ زكاة المواشي ... فأما الثاني فظاهر أنه بدعة إذ هو تشريع زائد، وإلزام للمكلفين يضاهي إلزامهم الزكاة المفروضة ... فمن هذه الجهة يصير بدعة بلا شك؛ لأنه شرع مستدرك .. فتصير المكوس على هذا الفرض لها نظران: نظر من جهة كونها محرمة .. ونظر من جهة كونها اختراعاً لتشريع يؤخذ به الناس إلى الموت [أي دائماً]؛ كما يؤخذون بسائر التكاليف؛ فاجتمع فيها نهيان: نهىٌ عن المعصية، ونهى عن البدعة، وليس ذلك موجوداً في البدع في القسم الأول، وإنما يوجد به النهي من جهة كونه تشريعاً موضوعاً على الناس أمر وجوب أو ندب، إذ ليس فيه جهة أخرى يكون بها معصية؛ بل نفس التشريع هو نفس الممنوع).
بين البدعة والمعصية:
فإن قيل: إن المعصية بترك الواجب وفعل المحرم إيقاع للشيء على غير الوجه الذي أرادته الشريعة فلم لم تُدخل في البدع؟
فالجواب: أن هذا الإيراد من أسهل مسائل هذا الباب؛ وذلك للاتفاق على أن ترك الواجب، وفعل المحرم عزيمة لا خيرة فيها للمكلف؛ كوجوب الترك لما نتفق على كونه بدعة، بخلاف مسائل البدع الأخرى فالخلاف واقع في جواز الفعل.
وغاية ما يريده الباحثون في موضوع البدعة هو الوصول إلى صدق اسم البدعة ليُوصل به إلى حكم المنع، والمنع في المعصية متحقق باتفاق؛ فلأجل ذلك كان هذا المبحث سهلاً يسيراً.
ولو قيل: إن المعصية بدعة لكان له وجه؛ لما ذُكر في هذا الإيراد؛ لكن الأظهر أنها لا توصف بذلك؛ لأن النهي عن فعل المحرم عام مطلق لم يُحدد بزمان أو مكان أو صفة، وإنما أُريد من المكلف فيه مطلق الترك، وكذلك واجب الفعل إذا كان مطلقاً.
كما أن المخالف للأمر والنهي لا توجد عنده نية التعبد بالمخالفة، ولا إيقاعها على وجه محدد، ولم يقع فيها مضاهاة لما شرعه الله.
وقد تأيد هذا الأصل بترك جماهير السلف إطلاق اسم البدعة على المعصية المجردة.
يتبع
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:49]ـ
الحلقة الخامسة:
مسائل تدخلها البدعة: إعلان شعائر الصلاة في مكبرات الصوت الخارجية:
إعلان بعض الأعمال التعبدية مقصود للشريعة؛ كإعلان الأذان؛ حيث صار شعاراً لها؛ فإن وُجد عمل تعبدي الأصل فيه عدم الإعلان فلا يجوز أن يُسلك به هذا السبيل، وتُعتبر هنا قاعدة المضاهاة؛ فلا يُشرع تعمد إعلان شعائر الصلاة في مكبرات الصوت الخارجية.
ولا مجال هنا للتعليلات العقلية؛ كقول البعض: إن هذا ينبه الغافل على أن الصلاة قد أقيمت؛ فإن هذا تعبدي، وقد وجد المقتضي لفعل مثله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو إعلان الإقامة على أبواب المساجد أو أسطحها ولم يُفعل فدل على أنه غير مشروع.
والله عز وجل قد شرع الأذان لإحاطة الناس بقرب إقامة الصلاة، وشرع الإقامة لإحاطة من في المسجد بأوان الشروع فيها؛ فلا يجوز أن تراعى معاني أخرى لم تقصدها الشريعة؛ فإن هذا عين الاستدراك عليها.
وإذا كان إعلان التلاوة مجردة من خلال هذه المكبرات غير مشروع، ويستنكره قلب كل من سمعه فإن إعلان شعائر الصلاة لا يختلف عن هذا.
كما أن الناس يستنكرون إعلان دعاء الأذان المشروع في المكبرات بعد أدائه، والذي حدث هو مجرد الإعلان.
ولنحذر في هذا المقام من تأثير الإلف والعادة؛ فإنها المانعة من التأمل والنظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يسري هذا على نقل شعائر الصلاة من خلال وسائل الإعلام؛ فإن هذه الوسائل لا تُبث في أماكن عامة حتى تأخذ صفة الشعار؛ فالتحكم فيها بيد مالك الوسيلة من تلفاز أو مذياع؛ بخلاف إعلان شعائر الصلاة عبر مكبرات الصوت الخارجية فهي ظاهرة ملزمة.
وقارن في هذا بين الدعاء وشعائر الصلاة، وكلاهما تعبدي؛ فلو تم الدعاء في وسيلة إعلامية لم يظهر فيه ما يُستنكر، ولكن لو اُتخذت مكبرات المساجد الخارجية لهذا الغرض لظهرت هنا معاني الشعار ومضاهاة المشروع، وقل مثل ذلك في تلاوة القرآن تظهر شرعيتها في هذه الوسائل، ولا تظهر هذه الشرعية في إعلانها في مكبرات المساجد الخارجية.
السلام والمصافحة بعد السلام من الصلاة:
كثير من الناس يستدل لشرعية هذا العمل بعمومات النصوص، أو إطلاقاتها. والناس فِي هذه المسألة طرفان ووسط:
فمنهم من يستحب المصافحة بعد الصلاة مباشرة وقبل أداء الأذكار الواردة، حتى وإن كان قد سلّم على صاحبه قبل الصلاة، ولم يفصل بينهما إلا أداؤها، وتراه يداوم على ذلك؛ فهذا قد اعتقد الخصوص أو التقييد بغير دليل، وخالف بذلك القاعدة؛ لأنه لا معنى يفهم من ذلك إلا أن السلام مستحب بذاته بعد الصلاة مباشرة.
ومنهم من لا يسلم على من جاوره مطلقاً خشيةً من وقوعه فِي البدعة - على حد زعمه - فيثير الوحشة مع إخوانه المسلمين من غير مستند.
ومنهم وسط متبع للشريعة مؤد للحقوق؛ فإن كان قد سلم على صاحبه قبل الصلاة، ولم يفصل بينهما إلا الصلاة فإنه لا يُعيد السلام؛ لأن الصلاة لا تعتبر فِي الشريعة فاصلاً، ولأنه لا يتمحض من هذا السلام إلا اعتقاد استحباب السلام بعد الصلاة على الخصوص دون دليل خاص، وإن لم يسلم عليه قبل الصلاة؛ فسلم عليه بعد إتيانه بالأذكار المشروعة؛ فليس في فعله محظور ولا بدعة؛ بل هو مأجور مشكور، وكان بفعله هذا قد استعمل نصوص السلام على إطلاقها دون تقييد.
وممن قال بعدم مشروعية السلام بعد الصلاة عز الدين ابن عبد السلام والشاطبي وغيرهما.
وقال القرافي في "الفروق" (4/ 253): ( .. ما يفعله أهل الزمان من المصافحة عند الفراغ من الصلاة بدعة غير مشروعة، وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام ينهى عنه، وينكره على فاعله).
يتبع
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:51]ـ
الحلقة السادسة: دعاء ختم القرآن:
الأظهر أن دعاء ختم القرآن غير مشروع لا في الصلاة ولا خارجها، وهذا هو مذهب مالك رحمه الله؛ ففي "المدخل" لابن الحاج (2/ 299) أنه قال حين سئل عنه: (ما سمعت أنه يدعو عند ختم القرآن، وما هو من عمل الناس).
ودليل ذلك هو: عدم ثبوت فعله ولا إقراره عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يُقال: ربما فعله أو أقره ولم يُنقل؛ فالجواب أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم للشيء التعبدي مع وجود المقتضي لفعله وانتفاء المانع من الفعل، وكون هذا الشيء مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله فإن تركه، وعدم نقل فعله والحال هذه كالنص من الشارع على النهي عنه، أو الحكم عليه منه بأنه بدعة.
ودعاء ختم القرآن من هذا الجنس؛ إذْ يستحيل أو يكاد أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا يُنقل، وقد نُقل عمن هو دونه، وهو أنس رضي الله عنه.
وأما فعل أنس رضي الله عنه فلا يدل على مشروعيته؛ فقد ترك المحققون من العلماء أفعال الصحابة أو أقوالهم إذا لم يكن عليها ظاهر هدي النبي صلى الله عليه وسلم قولاً أو فعلاً أو تركاً.
فمن ذلك: غرس الجريد على القبر؛ حيث ثبتت الوصية بذلك عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه.
ومن ذلك التعريف فِي الأمصار، وهو الاجتماع للدعاء فِي المساجد يوم عرفة من غير الحجاج؛ حيث ثبت فعل ابن عباس رضي الله عنه ما له.
ومن ذلك تعليق التمائم من القرآن والسنة؛ فقد ثبت في مسند أحمد وسنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ما في ذكر الفزع عند النوم وهو: "بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" أنه كان يعلمهن من عقل من بنيه، ومن لم يعقل كتبه فأعلقه عليه.
ومن ذلك قصد الصلاة في مواضع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه ما أنه كان يتتبعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك الزيادة فِي الوضوء على أعضائه؛ كغسل العضد إلى الكتف مع اليد، والساق إلى الركبة مع الرِجْل؛ فقد ثبت عن أبي هريرة أنه كان يفعل ذلك.
وكل هذه المسائل لم يرها كثير من العلماء أعمالاً مشروعة يُستحب فعلها؛ بل نهوا عنها، وسماها كثيرون باسم البدعة.
قال الإمام ابن تيمية فِي "مجموع الفتاوى" (1/ 279) فِي معرض كلامه عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم: ( .. ومثل هذا لا تثبت به شريعة؛ كسائر ما يُنقل عن آحاد الصحابة فِي جنس العبادات أو الإباحات أو الإيجابات أو التحريمات؛ إذا لم يوافقه غيره من الصحابة عليه - وكان ما يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالفه لا يوافقه - لم يكن فعله سنة يجب على المسلمين اتباعها؛ بل غايته أن يكون ذلك مما يسوغ فيه الاجتهاد، ومما تنازعت فيه الأمة؛ فيجب رده إلى الله والرسول).
وقد ساق في "مجموع الفتاوى" (1/ 279) كلاماً مطولاً قرر فيه أن اجتهاد الصحابي لا يكون حجة إذا خالف جمهورهم، وضرب لذلك أمثلة، ثم قال رحمه الله: ( .. ولا يقول عالم بالسنة: إن هذه سنة مشروعة للمسلمين. فإن ذلك إنما يقال فيما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ ليس لغيره أن يسن، ولا أن يشرع).
وجاء فِي "المدخل" لابن الحاج: (3/ 280) نقلاً عن الطرطوشي قوله عن غرس الجريد على القبر: ( .. وما نُقل عن واحد من الصحابة رضي الله عنه م؛ فلم يصحبه عمل باقيهم رضي الله تعالى عنهم؛ إذ لو فهموا ذلك لبادروا بأجمعهم إليه، وكانوا من أحرص الناس على الخير).
ودعاء ختم القرآن من جنس اجتهادات الصحابة المذكورة: فَعَلها آحاد الصحابة وخالفت الهدي التركي الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم، كما خالفت الهدي التركي لجملة الصحابة؛ فلا يعد مشروعاً.
وتأمل في غرس الجريد على القبر حيث اجتمع فيه فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عدم وجود نهي صريح منه، وانضم إليه فعل صحابي على وفقه، ولم يُنقل عن أحد من الصحابة نهي عنه، وعلى مشروعيته نصوص جمع من علماء المذاهب الأربعة، ومع ذلك عَدَّه بعض العلماء غير مشروع، وبعضهم صرح بكونه بدعة؛ لكون عمل السلف لم يجر عليه، وهذا أصح. ولكن لماذا لم تُجر القاعدة ويُسحب الحكم على ما هو أولى من هذا: دعاء الختم الذي لم يثبت به أثر عنه ولا قول ولا عمل عن جمهور الصحابة رضي الله عنهم؟
ومما يدل على عدم جريان عمل بقية الصحابة على ذلك هو ترك أهل المدينة له؛ كما حكاه عنهم الإمام مالك وهو من كبار تابعي التابعين؛ فلا يُظن أن يكون الدعاء سنة مشروعة ثم لا يفعله الصحابة، ولا ينقله عنهم التابعون حتى يكون هدياً ظاهراً، وسنة متبعة.
أما جعله في الصلاة في قيام رمضان أو غيره، فهو أشد في معنى الحدث والبدعة؛ لأن الدعاء في نفسه تعبد محض، وقد وضعوه في تعبد محض وهو الصلاة، وكان فيها أغلظ؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من صحابته الكرام، وتعظم المفسدة إذا وضع في ليلة معينة، وخُص بالمداومة على كونه في القيام الأول دون الآخر؛ مما يضيف إليه بدعة العيد الزماني، وهو ما يعود كل سنة.
وتأمل مرة أخرى في حال مؤذن جهر بعد أذانه بدعاء الأذان الوارد: "اللهم رب هذه الدعوة التامة .. " في مكبرات الصوت بنفس لحن الأذان لقيل عن عمله: إنه بدعة، وصار هو مبتدعاً، رغم كونه خارج الصلاة، ورغم أن محله بعد انتهاء الأذان، والدعاء نفسه مشروع بخصوصه في هذا الموضع؛ فكيف تكون الحال في دعاء الختم وهو غير مشروع في أصله وقد أدخل في الصلاة؟
وكثيراً ما نقول للناس عن بعض المحدثات إنها بدعة، وكان من حجتنا على أصحابها أن نقول: لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة؛ فلم رأيناه عملاً صحيحاً؟
وقد روى ابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 242) عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: لن يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس كلهم في ذات اللَّه، ثم يعود إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً.
التزام آيات وأدعية وأذكار في أحوال معينة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يأخذ الإلف والعادة بعض الناس إلى الظن أن ما يفعله صحيح مشروع، والواجب أن يُخضع كل ما يقوله ويفعله للسنة، وقد تقدم في قاعدة المضاهاة والتخصيص والتقييد أن البدعة تقع بمجرد المداومة للشيء التعبدي؛ ولو لم يعتقد المداوم أن ما يفعله عبادة على هذا الوجه.
فمما يكون بدعة إذا وقعت المداومة فيه أشياء، منها:
1. تبليغ المؤذن صوت الإمام:
فُعل هذا فِي عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فعله أبو بكر حين مرض الرسول صلى الله عليه وسلم فضعف صوته فبلّغه أبو بكر رضي الله عنه.
فإذا زال السبب وجب ترك هذا التبليغ.
وفي "رد المحتار" (1/ 476): نقلاً عن السيرة الحلبية: فِي كلامه عن تبليغ صوت الإمام من المؤذن مع بلوغه للمأمومين قال: ( .. اتفق الأئمة الأربعة على أن التبليغ حينئذ بدعة منكرة .. وأما عند الاحتياج إليه فمستحب).
2. الصلاة على النبي عند استلام المبخرة:
الصلاة على النبي فِي أي حال مشروعة؛ بل هي من أفضل القربات وأجل الطاعات؛ ولكن الكلام هنا إنما هو على التخصيص؛ فقد اعتاد بعض الناس عند رؤية البخور، أو عند تناول المبخرة أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويعللون ذلك بأنه يحب الطيب ولأن رائحته هي الطيب، ولأن ذكره من أطيب الذكر، وهذا كله صحيح، ولكن الدين ليس بالرأي كما قال علي رضي الله عنه فِي المسح على أعلى الخفين، ولو كان بالرأي لكان ذكر الله عز وجل أولى من ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لذلك لا ينبغي أن يقيد هذا الذكر إلا بما ورد.
3. التكبير الجماعي يوم العيد بصوت واحد:
جاء فِي "الحاشية" للعدوي (1/ 394): ( .. ويُكبِّر كل واحد وحده فِي الطريق وفِي المصلى ولا يكبرون جماعة؛ لأنه بدعة .. ).
وفِي "مواهب الجليل" (2/ 195): ( .. ولا فرق فِي ذلك أعني فِي التكبير بين أن يكون إماماً أو مأموماً أو مؤذناً أو غيرهما؛ فإن التكبير مشروع فِي حقهم أجمعين على ما تقدم وصفه .. بخلاف ما يفعله بعض الناس اليوم؛ فكأن التكبير إنما شرع فِي حق المؤذن، فتجد المؤذنين يرفعون أصواتهم بالتكبير كما تقدم، وأكثر الناس يستمعون لهم ولا يكبرون وينظرون إليهم كأن التكبير إنما شرع لهم وهذه بدعة محدثة، ثم إنهم يمشون على صوت واحد وذلك بدعة؛ لأن المشروع أن يكبر كل إنسان لنفسه، ولا يمشي على صوت غيره).
يتبع
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:52]ـ
الحلقة السابعة:.
افتتاح الحفلات بقراءة القرآن: أنزل الله تعالى كتابه هداية وتعبداً؛ فلا ينبغي أن يقرأ إلا على الوجه المشروع: في العام والمطلق بعمومه وإطلاقه، وفي الخاص والمقيد بما ورد نصاً بخصوصه وتقييده، وإذا عرفنا في قواعد البدعة أن ما فيه سمة التعبد المحض، وقد وجد المقتضي لفعله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى المانع منه فإن فعله بدعة؛ فإن هذا يرد في هذه المسألة؛ فعليه فإن الأقرب هو عدم شرعيته.
5. تخصيص خطبة الجمعة بالمداومة على شيء من ذلك:
فمن ذلك الدعاء للخلفاء الراشدين، وغيرهم في خطبة الجمعة:
جاء في "الاعتصام" (1/ 27) للإمام الشاطبي: ( .. سئل أصبغ عن دعاء الخطيب للخلفاء المتقدمين؟ فقال: هو بدعة، ولا ينبغي العمل به، وأحسنه أن يدعو للمسلمين عامة. قيل له: فدعاؤه للغزاة والمرابطين؟ قال: ما أرى به بأسا عند الحاجة إليه، وأما أن يكون شيئاً يصمد له فِي خطبته دائماً فإني أكره ذلك).
وجاء "السنن الكبرى" للبيهقي (3/ 217) عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كتب أن لا يسمى أحد فِي الدعاء.
ومن ذلك قراءة آية: "إن الله يأمر بالعدل .. " الآية.
وأمر الناس بالاستغفار نهاية الخطبة الأولى.
وقول الإمام نهاية الخطبة الثانية: فاذكروا الله الجليل يذكركم، وضجيج الناس بالتهليل.
قال أبو العباس الصاوي فِي "بلغة السالك" (1/ 510): ( .. ومن البدع المذمومة أن يقول الخطيب فِي آخر الخطبة الأولى: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، ثم يجلس فتسمع من الجالسين ضجة عظيمة).
وإذا أردت أن تتصور ذلك فتأمل لو أن خطيباً يعظ في غير الجمعة جاء بجميع هذه الآيات والأذكار فماذا سيقول الناس؟ لا ريب أنهم سيقولون: إنه حوَّل كلمته إلى خطبة جمعة، وما ذلك إلا لاعتقادهم أن هذه الأمور تختص بخطبتها؛ فإذا كانت مستنكرة في المواعظ فما الذي جعلها معروفة مشروعة في الجمعة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو قلت للخطيب: اجعل قولك فاذكروا الله الجليل يذكركم فِي نهاية الخطبة الأولى: لقال لك بلسان حاله أو مقاله: إنك بدلّت، والتبديل فِي الحقيقة إنما وقع منه حين التزم ما لم يرد بخصوصه.
ولو سئل بعض المداومين على مثل هذه الأعمال عن مسألة يقول فيها السائل: أريد أن أداوم على تلاوة قول الله تعالى: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً" أتلوها كلما تثاءبت دون اعتقاد المشروعية لخصوص هذا العمل؛ لنفر منه قلبه، ولقال بفطرية عجيبة: لا تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بينما هو يلتزم كثيراً من الأذكار والدعوات دون برهان، ولا حجة إلا إلفه وعادته، حيث جعلها كالدليل عند أهل الإتباع والأثر.
الأعياد الزمانية:
الزمان والمكان ظرفان جامدان لا تعظيم لهما إلا ما عظمه الإسلام، والتفات القلب إلى تعظيم شيء منها واعتباره إما أن يكون قربة لله وضرباً من العبودية له؛ لأنه عظَّمه، أو أن يكون بعداً عنه وضرباً من عوائد الوثنية؛ فلا وسط في هذه المسائل.
وللعيد فِي اللغة وفي عرف الناس سمات عدة: من أظهرها: أنه يعود في زمن محدد. ومنها: أنه تُظهر فيه البهجة والسرور، ويكون فيه الاجتماع وأعمال الفرح؛ كالتهاني واللعب والمآكل والمشارب.
ولا عيد فِي الإسلام سوى ما شرعه الله من الأعياد، وهي: عيد الفطر وعيد الأضحى.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما فِي الجاهلية؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر". رواه أبو داود في "سننه" (1/ 295).
وقال صلى الله عليه وسلم: "يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب" رواه أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
فقوله: "أبدلكم" دليل على إبطال كل عيد وإلا لزادهم من أعياد الإسلام دون إبطال الأعياد الحالية. وقوله: "عيدنا أهل الإسلام" دليل على أن ما سواها أعياد غير أهل الإسلام.
ثم تأيدت هذه الأدلة بالهدي الظاهر للسلف؛ فلم يظهر في ديار الإسلام بعد إيقاف الأعياد السابقة، وإبدالها بأعياد الإسلام أي عيد طيلة القرون الثلاثة المفضلة تعبدية كانت أو عادية؛ وذلك رغم أن للأمم المجاورة أو المخالطة للمسلمين أعياداً تعبدية وعادية؛ يقصد منها الاحتفاء بزمان أو شخص؛ كعيد الشعانين ومولد عيسى عليه السلام للنصارى، والنيروز للمجوس وغيرها من الأعياد؛ لا سيما والأمة فِي هذه القرون كانت تأخذ الكثير من المفيد النافع من الأمم الأخرى؛ فتركها لهذه الأعياد رغم وجودها دليل على إعراضها عنها ديانة.
فصارت الأعياد الأخرى بدعة من وجهين:
الأول: أن في أعياد الإسلام سمة التعبد المحض في اختيار زمانها، والزيادةُ على تعبدي محض بدعةٌ؛ كما تقرر آنفاً في تأصيل البدعة في صدر الورقة.
الثاني: أن في الأعياد المشهورة؛ كعيد المولد والعيد القومي ضرباً من التعبد المحض في اختيار الزمان دون معنى معقول، وفي هذا مضاهاة للمشروع. يوضح هذا أنه لا معنى عقلياً لاختيار الزمان ليكون وقتاً لتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم أو الولي أو المناسبة القومية، وحب النبي والولي من أعظم القرب، وحب الوطن والعناية به - في حدود ما أقرته الشريعة - لا تثريب فيه، ولكن ما المعنى العقلي المفهوم من قصر الاحتفاء بما ذُكر في زمان دون آخر؛ بل إن المناسبة العقلية هي في اختيار غير الزمان الذي وقع فيه الحدث الذي يراد الاحتفاء به؛ لأنه وقت نسيانه، ولأن زمان حدوثه هو: وقت تذكره؛ فالصمود إلى الزمان المعين نوع تحكم وتصميم لم يُعهد إلا من الشريعة في اختيار الأزمنة والأمكنة؛ فههنا كانت المضاهاة، وتقدم في قاعدتها ما يدل على أن ما وقعت فيه المضاهاة فهو بدعة.
وقد استدل بعضهم لتصحيح عيد المولد بما أخرجه أحمد بسند صحيح عن ابن سيرين رحمه الله قال: (نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول صلى الله عليه وسلم المدينة قالوا: لو نظرنا يوماً فاجتمعنا فيه فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله به علينا .. وفيه أنهم اختاروا الجمعة؛ فاجتمعوا فِي بيت أبي أمامه أسعد بن زرارة؛ فذُبحت لهم شاة فكفتهم.
وقالوا بأن هذا في حقيقته احتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم في يوم معين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب عن ذلك بعدم التسليم أن ذلك احتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولو سُلم لكان قبل شرع صلاة الجمعة وخطبتيها؛ حيث جاء فِي رواية عبدالرزاق بسند صححه ابن حجر أن ابن سيرين قال: وقبل أن تنْزل الجمعة وفيها: فأنزل الله فِي ذلك بعد: "يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله" الآية.
فتركهم لهذا الاجتماع على يوم محدد - بعد نزول الجمعة - دليل على عدم مشروعية أي اجتماع آخر له سمة العيد، وفيه دليل أيضاً على أنهم يعرفون مثل هذه الطرق؛ فتركوها اكتفاء بما شرعه الله يوم الجمعة من الصلاة والتذكير والوعظ في خطبتيها.
ولو قيل: إن البدعة إنما تصدق على الأعياد التعبدية دون العادية؛ وذلك لأن لأصحاب هذه الأعياد أن يقولوا: نحن لا نتعبد بها؛ بل نفعلها محبة للرسول أو الولي؛ كمحبة الوطن، ويقولون أيضاً: إن التعبد فيها إنما يُعتبر بمعناه العام الذي لا بدعة فيه؛ لا بمعناه الخاص، وإذا أجزتم لأهل الدنيا التعبير عن شعورهم بإحداث عيد لمناسبة ترابية فبالأولى أن يجوز ذلك لمعنى صحيح لا يوجد فيه تعبد محض.
فالجواب: أن هذا لا يصح؛ فإن الأعياد الشرعية ذات صفات تعبدية محضة يظهر هذا في اختيار زمانها وبعض أعمالها، وقد تقرر في التأصيل أن ما كان عبادة محضة فهو من جملة الدين المنزل الذي لا يجوز الحدث فيه بالزيادة عليه، أو النقص منه، أو التصرف في أعماله التي حدتها الشريعة.
كما أن الأعياد التي تنازع الناس فيها قد سُلك بها طريق التعبد المحض باختيار الزمان دون مناسبة عقلية؛ فكانت إقامتها على هذا الوجه من المضاهاة التي تحيل العمل العادي إلى أمر تعبدي يصدق عليه وصف البدعة.
ولا يصح أن يُقصر مناط الحكم بالمنع على التشبه بالكفار في هذه الأعياد؛ فلو صح ذلك لم تكن هذه الأعياد ممنوعة حرمة؛ لأن القاعدة في التشبه: أن ما لم يكن من خصائص مَنْ نُهينا عن التشبه بهم فلا يُعتبر تشبهاً مذموماً، وهذه الأعياد ليست من خصائص الكفار؛ بل صار يشترك فيها المسلم والكافر؛ كبعض الملابس التي كانت خاصة بهم ثم صارت مشاعة بين الأمم؛ فلم يعد لبسها تشبهاً.
فتلخص من هذا أن كل ما فيه سمات العيد المذكورة في تأصيل المسألة فهو ممنوع؛ لأن الأعياد محدودة؛ فهي من جملة الشرائع والمناهج التي لا يزاد على الوارد فيها بشيء، ولما في الأعياد المحدثة من المضاهاة المذكورة؛ فكل عيد سوى أعياد الإسلام فهي أعياد محدثة سواء أريد به القربة وتعظيم الدين؛ كعيد المولد، أو عيد الإسراء والمعراج، أو كان عيداً عادياً؛ كعيد النيروز أو عيد الجلوس أو عيد الثورة أو عيد الاستقلال وغيرها من الأعياد التاريخية والقومية والعرقية.
التزام لباس معين لأهل العلم أو الزهد:
جاءت الشريعة باللباس المعين المحدود في المناسك؛ فلا يُشرع أن يتخذ أحد لباساً يدل على معان شرعية من العلم أو الزهد والتصوف؛ فإن في ذلك مضاهاة للمشروع.
ومن المعلوم أن من مقاصد هذه الشريعة سد كل باب يؤدي إلى الرياء والسمعة.
وقد كان الداخل على النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرق بينه وبين أصحابه لا في لباسه ولا في موضعه.
مع ما في ذلك من التشبه باليهود والنصارى الذين نهينا عن مشابهتهم؛ حيث يجعلون لباساً لعلمائهم وعبادهم.
وانظر في ذلك كلاماً نفيساً لابن الحاج في "المدخل" (1/ 136).
وإذا كان اللباس مجرد زينة للمناسبات والمجامع، ولا يختص به العالم والزاهد عن غيره فلا حرج فيه.
تخصيص أيام الأعياد والجُمع لزيارة المقابر:
وذلك بدعوى عموم أدلة مشروعية الزيارة مطلقة أو عامة؛ وهذا مسلك غير صحيح؛ فيجب أن تبقى على عمومها أو إطلاقها ولا تقيد أو تخص بالرأي؛ فعليه حينئذ أن يعود نفسه على زيارة المقابر حسب الاتفاق.
أما إذا كان وقت الزيارة هو وقت الفراغ أو النشاط؛ دون أن يكون الزمان مقصوداً للزائر فلا شيء فِي ذلك؛ كمن لا يجد فراغاً مطلقاً إلا يوم الخميس أو الجمعة مثلاً؛ فله أن يجعل الزيارة فِي هذا الوقت؛ لأنها صارت معقولة المعنى فلم ينطبق عليها حد البدعة.
مما لا تدخله البدعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
كل شيء خرج عن بِنْية العمل التعبدي المحض، ولم يُغير ذلك الشيء في العبادة المحدودة بشيء يُخرجها عن المحدود في الشريعة؛ فإن التغيير في ذلك الشيء والتجديد فيه لا يُعد بدعة، وإذا كان ذلك الشيء من الوسائل؛ فإن الوسيلة لها حكم مقاصدها؛ فمرة تكون مستحبة ومرة واجبة بحسب حال المقصد أو الوسيلة.
فمن هذه الفروع:
وسائل تبليغ الدين:
كوسائل تبليغ الدعوة، ووسائل التربية التعليم، ووسائل الحسبة والطرق الإدارية لتنظيم ذلك كله، وذلك لأنها عمل منفصل عن بنية العبادة المحضة.
وإذا تأملت في هذه الوسائل رأيت أنها تقع في رتبة متأخرة عن المقاصد التعبدية المحضة، وللإيضاح فهذه مراتبها:
الأولى: العمل التعبدي.
الثانية: الدعوة إليه، التي هي عمل الداعية أو المربي أو المحتسب أو المعلم لحمل الناس على الدين.
الثالثة: وسائل عمل الداعية أو المربي أو المحتسب أو المعلم.
فهي إذا في مرتبة بعيدة عن بنية العمل التعبدي.
وقد تفنن علماء المسلمين في هذه الوسائل؛ حيث بدأ ذلك في نقط المصحف، ثم ضبطه بالشكل، ثم تحزيبه وترقيم آياته.
وكذلك ما أحدثوه من تبويب للعلم؛ فهناك الآثار والسنن والمستدركات والمسانيد على الصحابة أو التابعين أو من بعدهم، والتصنيف على أبواب الفقه.
فكل هذه وسائل إلى تعبدات، ولم يدر في ذلك بينهم خلاف ولا جدل.
وقد رأينا أنه لا مجال فيها للبدعة؛ لكونها معقولة المعنى على التفصيل.
وفي هذا المعنى يقول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى عن تبليغ الشريعة: ( .. والتبليغ كما لا يتقيد بكيفية معلومة؛ لأنه من قبيل معقول المعنى؛ فيصح بأي شيء أمكن من الحفظ والتلقين والكتابة، وكذلك لا يتقيد حفظه عن الزيغ والتحريف بكيفية دون أخرى).
الذكر بالمسبحة:
ذهب بعضهم إلى أنها بدعة؛ لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها، وإذا أجريت هذه القاعدة في ضبط المحل وجدت أن السبحة لا تدخل في تغيير بنية العبادة بشيء، وإنما هي وسيلة إلى تحقيق المشروع في عد التسبيح، وهي معقولة المعنى على التفصيل؛ فليست إذا بدعة ولا حدثاً في الدين.
وقد ثبت نحو المسبحة في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة على التسبيح بالحصى أو النوى.
فعن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال: "ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل؟ سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك". رواه الترمذي وأبو داود، وسكت عنه، وصححه المنذري وابن حجر.
وبجواز التسبيح قال جمع من الأئمة؛ منهم ابن تيمية والشوكاني ومحمد بن عثيمين وغيرهم.
ومن المعلوم أن لها بعض المفاسد؛ كغيرها من الوسائل فيجب على مستعملها اجتناب المفسدة، ولا علاقة لهذه المفسدة ببدعة ولا سنة؛ فمن ذلك جعلها شعاراً للصلاح، ومجالاً للرياء، وانظر في ذلك "مجموع الفتاوى" (22/ 187) و (22/ 505).
ويُحاذر من هذه المفاسد حتى في حمل السواك وإظهاره في الجيب، وفي حمل المصحف؛ فلا زال المخلصون المخبتون يخشون إظهار ما يدل على عبادتهم.
وأما ما فعله ابن مسعود رضي الله عنه من الإنكار على قوم اجتمعوا يذكرون الله فقد تقدم الجواب عنه.
وأما ما قيل إنها في التاريخ القديم عادات هندوسية؛ فلا يؤثر في حكم الجواز؛ لأن القاعدة في التشبه: أن الشيء إذا تحول وصار عادة عند المسلمين، ولم يكن من خصائص الكفار فلا يُعد استعماله تشبهاً، ولهذا أفتى العلماء في الألبسة الحديثة بأنها جائزة وإن كان أصلها من الكفار؛ لما ذُكر من هذه القاعدة.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:58]ـ
الحلقة الثامنة:
خطا صف الصلاة وبداية الطواف:
تحرر هنا أنها وسيلة معقولة المعنى فلا تدخلها البدعة؛ بل لها حكم مقصدها؛ فمقصدها في الصلاة مستحب فهي مستحبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما خط المطاف فالأصل جوازه على هذه القاعدة إلا إنه عرض لهذا الأصل ما هو خارج عن حكم البدعة والسنة، وهي مفسدة ازدحام الناس عند بداية الطواف بما يعرقل انسيابه، ويقع به من أذية الرجال للنساء الشيء الكثير؛ فيُعتبر لهذا السبب ممنوعاً، وأما قول بعض أهل العلم بضرورة وضعه حتى مع هذه المفسدة بحجة أن الطائف قد يترك جزءاً من الطواف ففيه تكلف لا يخفى؛ إذْ إن المكلف متعبد بغلبة الظن في المحاذاة عند البداية وعند النهاية؛ فإن أمكن تحقيق الوسيلة دون مفسدة جاز ذلك؛ وإلا وجب تركها.
حفلات تكريم الطلبة:
تقام حفلات تكريم الجامعيين وطلبة حلق تحفيظ القرآن العظيم؛ فهل تُعتبر بدعة لكونها تشبه العيد؟
ذهب إلى ذلك بعض أهل العلم، والأظهر أن ذلك مرجوح؛ لكون هذه الحفلات معقولة المعنى على التفصيل، والزمن غير معين، ولا يُقصد لذاته؛ كما هي الحال في الأعياد الشرعية وغير الشرعية؛ كاحتفالات المولد والأعياد القومية، وإنما المقصود خاتمة الفترة الدراسية؛ فلو تأخرت أو تقدمت تبعتها في ذلك.
الحداء والنشيد:
النشيد من الأمور العادية، وحتى لو قصد به ترقيق القلوب فإنه إنما يدخل في باب الوسائل التي لا مدخل فيها للبدع، ولا تنطبق عليه قواعدها، وإذا وجد فيه ذكر، أو ترديد دعاء؛ كحداء الصوفية فإنما أدركته البدعة بذلك لا لأجل كونه نشيداً.
أما ابتلي به بعض هذه الأمة من التغني بالقصائد الملحنة بنية التعبد، أو ما يُسمى بالغناء الصوفِي، وهو الذي جُعل مضاهياً للقرآن فِي أحكام التلاوة؛ فإنما حكم عليه بذلك لأجل نية التعبد المحض التي تُحيل العمل العادي إلى عبادي مبتدع، وقد حكم العلماء على مثل هذا النشيد بالبدعة لهذا السبب، وكان فيه مضاهاة المشروع في أشياء منها:
- أن المغنين يتطهرون له.
- أنهم يستنْزلون رحمة الله به؛ كحِلِق الذكر.
- دعواهم حضور الملائكة والأنبياء؛ شأن الذكر والصلوات.
- تفضيله على القرآن قولاً وفعلاً، والأمر بالإنصات عند سماعه.
وانظر تفاصيل هذا الغناء التعبدي فِي "الاعتصام" للشاطبي (2/ 85، 87، 93) و"مجموع الفتاوى" لابن تيمية: (3/ 211 – 427، 359) و (4/ 77) و (10/ 71 و76 و170 و418 و419) و (11/ 532و298و562 إلى641) و (22/ 522) و (27/ 229).
وأما القصائد الملحنة التي لا يُراد بِها التعبد، ولا يقارنها ما يدل على ذلك فلا ينطبق عليها حد البدعة.
وبيان ذلك أنه قد عُهد من الشريعة إباحة مثلها؛ كحداء المسافرين، وغناء العيد، وأراجيز العاملين.
وقد فرّق ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (11/ 558 و631) بين سماع المتقربين وسماع المتلعبين، وأن هناك فرقاً بين ما يفعله الناس لقصد اللذة واللهو، ونحو ذلك من العادات، وبين ما يُفعل لقصد العبادة والتقرب إلى الله؛ كالذي يفعله النصارى فِي كنائسهم على وجه العبادة والطاعة؛ لا على وجه اللهو واللعب.
ومثّل لذلك بجواز كشف الرأس، ولبس الإزار والرداء على وجه العادة، ومنعه إذا فعله على وجه الإحرام؛ كما يحرم الحاج.
ومثّل لذلك أيضاً بما رواه البخاري فِي "صحيحه" (6210) عن ابن عباس رضي الله عنه ما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قائماً فِي الشمس. فقال: من هذا؟ قالوا: هذا أبو إسرائيل يريد أن يقوم فِي الشمس ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه".
فعلق على قصة أبِي اسرائيل هذه بقوله: ( .. فهذا لو فعله لراحة أو غرض مباح: لم يُنهَ عنه؛ لكن لما فعله على وجه العبادة نُهي عنه .. ).
ونحو ذلك تمثيله رحمه الله بحلق الرأس تعبداً، أو على وجه مباح؛ كما في "الاستقامة" (1/ 256).
وقد قرر فِي المرجع المذكور (1/ 282) فِي رده على من استدل بسماع عبدالله بن جعفر على شرعية التقرب إلى الله بالقصائد الملحنة، بأنه لا يعده ديناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يرد على هذا أن يُقال: إن الأناشيد يراد بها مقاصد شرعية؛ كالحث على أعمال الخير وترقيق القلوب فيُقصد بها - من هذا الوجه - القربة والتعبد؛ فهي بدعة، لا يرد هذا؛ لأن هذا التعبد إنما هو بمعناه العام لا معناه الخاص؛ كما تقدم تفصيله في الأدلة، ووجه تبديع أهل السماع بقصائدهم هو وجود حقيقة التعبد بالنية، أو بما يقارنها من أحوال تعبدية محضة؛ كالتطهر لها، أو دعوى حضور الملائكة؛ وغيرها مما مر آنفاً؛ مما لا يوجد في الأناشيد موضع البحث: من نية التعبد بها، أو قرائنه.
ولا يخلو الحال في إطلاق وصف البدعة عليها من اعتبار أحد أمرين: أحدهما: التلحين، والثاني: مقصد ترقيق القلب؛ فإن قيل: إن السبب هو التلحين فيُقال: إن المواعظ يراد بها ترقيق القلوب وقد لُحِّنت؛ كما فعله بعض العلماء في خطبهم، ولم تُعتبر بدعة. وإن كان السبب في الشعر الموزون المقفى فقد قاله الصحابة وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يُقصد به إلا الحكمة، أو ترقيق القلوب.
فظهر بذلك أن مراد العلماء هو الحكم ببدعية الحداء المقترن بقصد التعبد المحض، أو وجود صورة العبادة؛ كما تقدم.
ولكن اعترى بعض النشيد فِي الوقت الحاضر مفاسد ظاهرة؛ كتقليد المطربين الفسقة والتشبه بهم فِِِي ألحانهم وطريقة أدائهم، واستعمال الآلات المحرمة بوساطة الحاسب الآلي مع مبالغة شديدة في تحسين الصوت وتطريبه، من ذلك ما هو محرم ومنه ما هو مكروه.
كما أن الإكثار من سماع القصائد والترنم بها ملهاة عن كتاب الله قراءة وسماعاً وتدبراً، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لأن يمتليء جوف رجل قيحاً يَرِيَه خير من أن يمتليء شعراً" رواه البخاري في "صحيحه" (5689) ومسلم في "صحيحه" (2257) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومعنى يريه: يفسد جوفه.
وانظر كلام الشاطبي في "الاعتصام" (2/ 96، 98، 99) في النشيد المجرد الذي لا تعبد فيه، وقد قرر في هذه المواضع نفسها ما فيه من تجاوز؛ كالمبالغة في تمطيط الصوت وتحسينه.
الحاجز بين الرجال النساء في المساجد:
حيث ذهب بعضهم إلى أنه بدعة لتعلقه بعبادة، وطار بها بعض دعاة التغريب لفتح باب الاختلاط في المدارس وغيرها، والصحيح أن هذا الحاجز معقول المعنى على التفصيل، وهو وسيلة محضة، وعلى ما حُقق هنا فلا تدخله البدعة؛ بل هو من الوسائل التي تُتخذ عد الحاجة.
فإن قيل: لماذا تركه النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي وانتفاء المانع؛ فالجواب: أن هذه الجملة لا ترد هنا، ولا تصح ضابطاً للبدعة لما تقدم تفصيله، وإنما نشتغل بالجواب على سبيل التبرع فنقول: لعل الحاجة لم تكن داعية إلى ذلك؛ لحرص الصحابيات على الحجاب، وحرص الصحابة على غض البصر؛ فإذا كان الناس على مثل حالهم فقد يقال: لا مانع من إزالته.
وإذا رأى المحتسبون الحاجة إلى ذلك كان صحيحاً مشروعاً.
فالحاصل في موضوع هذا البحث أن لا يقال: إن هذا الحاجز بدعة.
من فروع المضاهاة في العادات:
وضع المكوس الدائمة:
عدها الشاطبي - كما تقدم - من البدع لمضاهاتها لما ضرب الله حدوده من الزكوات فِي أنواع الأموال.
زيارة نصب الجندي المجهول:
ونصب الجندي المجهول يرمز إلى الشهداء من الجنود وغيرهم، وزيارته تكون تعظيماً لهم، وتنويهاً بشأنهم.
وهذه الزيارة لا يعرف لها معنى يقصده العقلاء عادة؛ فالذي يقصدونه عادة في مثل هذا هو ذكرهم، والثناء عليهم، أو الدعاء لهم، أو نفع ذريتهم إكراماً لهم.
أما وضع النصب وتخصيصه بالزيارة، والصمت عنده دقيقة ونحو ذلك؛ ففيها مضاهاة للتعبد المشروع؛ كقصد المشاعر والمساجد؛ فصارت من البدع.
يتبع
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 11:00]ـ
الحلقة التاسعة والاخيرة:
الصمت حداداً:
في بعض المجتمعات يتخذون عادة يصمت فيها المرء مدة من الزمن تكون دقيقة واحدة أو أكثر حداداً على وفاة عظيم، وهذا قد يكون فِي المجتمعات والمحافل العامة.
وهناك طريقة أخرى بأن توقف السيارات فِي المدينة وينْزل منها أصحابها فيقفون مدة معينة: دقيقة أو دقيقتين حزناً على هالك أو إحياء لذكرى هالكين، واختيار الصمت والمدة لا يعقل لها معنى على التفصيل؛ فقد دخل فِي العادي شائبة التعبد؛ فكان من البدع.
التزام مدة معينة للتفرغ الدعوة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يلتزم بعض الناس مدة معينة للدعوة يجعلها طريقة متبعة، ويداوم عليها؛ فيحدد لذلك مدة معينة؛ كأربعة أيام أو أربعين يوماً ونحو ذلك؛ فضرب هذه الأعداد لكل شخص لكل مكان ولكل زمان لا يُعقل لذلك معنى على التفصيل مضاهاةٌ لطريقة الشارع في سن الأحكام؛ فيُعتبر بدعة.
ولو كان في هذا معنى معقول يوافق فراغ الناس؛ كشهرين؛ لأنها إجازة الموظفين، وكيومين؛ لأنها إجازة نهاية الأسبوع لم يكن في هذا محذوراً؛ لخروجه عن محل البدعة بمعقولية معناه.
وهذا مخلص لأهم ما اشتملت عليه هذه الورقة:1.
أن المحل الذي تدخله البدعة هو الذي عينت الشريعة له حدوداً بمكان أو زمان أو عدد أو اتجاه أو صفة أو حال، وكانت هذه الحدود مما لا يُعقل لها معنى على التفصيل، سواء أُريد به القربة؛ كالصلاة والصيام والحج والذكر والدعاء، أو لم تُرد به القربة؛ كالأعياد والطلاق وعٍٍدَد النساء.
2. أن الحكم بالبدعة على الشيء يدور على قواعد ثلاث:
الأولى: أن كل تغيير في ذلك المحدود بالزيادة أو النقص أو الصفة أو إبدال المكان أو الزمان أو الموضع أو الحال على وجه لم يأذن به الله كله بدعة في الدين.
الثانية: أن نية التعبد المحض في فعل وترك الأمور العادية على وجه لم ترد به الشريعة تحيل العمل والترك إلى عبادة محضة؛ فيصير بدعة.
الثالثة: مضاهاة المكلف للتعبدات المحضة.
ويجري حكم البدعة بمضاهاة التعبدات في صورتين:
الأولى: تخصيص العبادة المحضة، أو تقييدها بمكان أو زمان أو حال أو صفة؛ سواء كان ذلك باعتقاد المشروعية على الوجه الخاص أو المقيد، أو أن يقع هذا التخصيص أو التقييد بمحض العادة، ومطلق المداومة.
والثانية: تخصيص العادات بمحدودات من مكان أو زمان أو حال أو صفة لا يُعقل لهذه المحدودات معنى على التفصيل؛ ولو لم يُرد بها القربة لله أو للبشر؛ كضرب المكوس والوظائف على الدوام، وتنكيس العلم أو الصمت حداداً، وزيارة نصب الجندي المجهول، والأعياد القومية.
وقد: ذكر الدليل على كل قاعدة.
3. أن جملة: (كل ما قام المقتضي لفعله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى المانع من القيام به ثم لم يفعل فهو بدعة) ليست قاعدة ضابطة للبدعة؛ لما ذُكر من التعليلات في هذه الورقة، وأن اعتبارها قاعدة ليست قولاً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
4. أن المعصية لا تعد من البدع إذا لم تكن في محدود.
5. تضمنت الورقة بعض التطبيقات التي تعتبر بدعة؛ كإعلان شعائر الصلاة في مكبرات الصوت الخارجية، ودعاء ختم القرآن، والتزام آيات وأدعية وأذكار في أحوال معينة، وتبليغ المؤذن صوت الإمام، وافتتاح الحفلات بقراءة القرآن، والأعياد الزمانية بضوابطها.
6. تضمنت الورقة أن البدعة لا تدخل الوسائل؛ كالدعوة والحسبة والتعليم، والذكر بالمسبحة بشروطه، وخطي صف الصلاة وبداية الطواف، وحفلات تكريم الطلبة، والحداء والنشيد.
هذا والله أعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــ انتهاان تهاـ
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 04:49]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و بعد
فجزى الله خيرا كاتب المقال و محاورينه
و قد سمعت شيخنا الحويني حفظه الله يقول بمثل عنوان المقال غير أنه لم يفصل (فيم سمعت) و لعل الله أن يرزقني لقياه قريبا فأستفصل منه
أما بخصوص الكلام عن جمع المصحف و تقسيم العلوم فأحسب و الله أعلم أنه قد تدخل تحت سنة الخلفاء الراشدين التي أمرنا باتباعها كما روي أن علي رضي الله عنه هو أول من أمر بكتابة النحو
و لعل الله تعالى أن يوفقني لمزيد بحث في المسألة
و الله تعالى الموفق
ـ[أبوهناء]ــــــــ[10 - May-2008, مساء 01:06]ـ
شيخنا الكريم: هلا تكرمت بتفصيل ما ذكرت على الدعاء الجهري بعد الصلاة للإمام ... وهل يعد تركه أحيانا إبطاله من ناحية كونه بدعة بحيث يوهم المصلين أن المحافظة عليه ليس واجبا .. ؟ نرجوا الافادة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 02:25]ـ
عفوا أخي ابن رشد رأيت نقلكم مؤخرا، وحبسني ضيق الوقت ومجال العمل فمعذرة على تأخر إبداء رأيي، وموجزه ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: الاعتراض على اعتبار القربة في القول بالبدعية غير مسلم فهو يخالف عموم الأدلة الدالة على أن البدع الإحداث في الدين، والدين يتعبد به لله عز وجل، وبهذا تخالف البدعة المعصية فالمعصية لا يراد بها القربة، والاستدلال بما استحدث في الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم نكير العلماء على هذه المستحدثات على غير مسلم إذ هذه تتبع المصالح المرسلة، وهذه الأمور دعت إليها حاجة الناس،ولم يقم دليل بمنعها،وهي تتبع الأزمنة والأمكنة والكثير منها لم يكن هناك داع له في العصر النبوي أو كان هناك مانعا من فعله.
أما كون اشتراط القربة يخرج الطلاق و الاحتفال بالأعياد المبتدعة فالعبرة بالغالب والنادر لا عبرة به فغالب المبتدعات تدخل في هذا الشرط.
ثانيا: الاعتراض على قاعدة المقتضى والمانع في وسائل العبادات غير مسلم فهذه القاعدة تشهد لها النصوص فالنبي صلى الله عليه وسلم حض على كل ما يقربنا لله فلو كانت هذه الوسائل جائزة لفعلها صلى الله عليه وسلم أو بين فعلها فلما لم يبين جوازها دل على أنها غير مشروعة، وقد وجد في عصره بعض الموانع منعته من أمور شرعية كجمع الناس في صلاة التراويح، وهدم الكعبة وإعادة بناءها، وقد شَرَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لأُُمَّتِهِ إيجَابَ إنْكَارِ الْمُنْكَرِ لِيَحْصُلَ بِإِنْكَارِهِ مِنْ الْمَعْرُوفِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَإِذَا كَانَ إنْكَارُ الْمُنْكَرِ يَسْتَلْزِمُ مَا هُوَ أَنْكَرُ مِنْهُ وَأَبْغَضُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّهُ لا يَسُوغُ إنْكَارُهُ، وهذا من باب ارتكاب أخف المفسدتين،وكَانَ النبى صلى الله عليه وسلم يَرَى بِمَكَّةَ أَكْبَرَ الْمُنْكَرَاتِ،وَلَا يَسْتَطِيعُ تَغْيِيرَهَا، بَلْ لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ مَكَّةَ وَصَارَتْ دَارَ إسْلَامٍ عَزَمَ عَلَى تَغْيِيرِ الْبَيْتِ وَرَدِّهِ عَلَى قَوَاعِدِ إبْرَاهِيمَ، وَمَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ - مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ - خَشْيَةُ وُقُوعِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ مِنْ عَدَمِ احْتِمَالِ قُرَيْشٍ لِذَلِكَ لِقُرْبِ عَهْدِهِمْ بِالْإِسْلَامِ وَكَوْنِهِمْ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ، فقال للسيدة عائشة رضي الله عنها: يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه و ألزقته بالأرض وجعلت له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا فإنهم قد عجزوا عن بنائه فبلغت به أساس إبراهيم عليه السلام (سنن النسائي رقم 2903 حديث صحيح)
ثالثا: القول بأن جملة المقتضى والمانع لا تصلح ضابطا مانعا للحكم على الشيء بالبدعية،وهذا غير مسلم فهذه القاعدة للرد على المبتدعات بأنها بدعة إذ لو كانت طريقة للقرب من الله لبينها صلى الله عليه وسلم فما ترك شيئا يقربنا إلى الله إلا وأمرنا به فلو كانت مشروعة لبينها، وهذه القاعدة ترد على من يبدع المستحدثات المندرجة تحت المصالح المرسلة إذ هذه المستحدثات لم تكن على عهده حتى نتعبد الله بتركها فالترك يقتضي وجود ما يمكن أن يترك وهذه لم تكن موجودة إذن لا يمكن تركها إذن هي في حكم المسكوت عنه، وهذه القاعدة تضاف لقواعد التبديع فقد يكون الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم لكن بين مشروعيته فمادام النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين مشروعيته ولم يفعله دل على أنه بدعة مادم كان مقتضاه موجودا ولم يكن هناك مانعا من فعله.
رابعا: كون التغيير بالزيادة والنقصان فيما حده الشرع بدعة فهذا لا يناقض وجود المقتضى وانتفاء المانع إذ ما المقتضى لهذا التغيير فمادام لم يفعل ولم يبين الجواز في فعله فهذا دال على أن التغيير فيما حده الشرع ابتداع.
وبعد هذا بعض من النظر حول هذا النقل، ومن لديه إشكال أو اعتراض على ما بينت من وجهة نظري فليطرحه حتى نستفيد جميعا.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:39]ـ
أخي ربيع _حفظك الله ورعاك_
الباحث لم ينكر قاعدة المقتضي والمانع ,وانما زاد عليها قيد ,وهو (مما لا يُعقل لها معنى على التفصيل)
وإليك هذا المقطع من كلامه ,في سياق ترجيح الضابط الذي يصلح أن يكون للبدعة ...
(الراجح بين هذه الاتجاهات:
وقد ظهر باستقراء الأدلة وكلام أهل العلم أن المحل الذي تدخله البدعة هو الذي عينت الشريعة له حدوداً بمكان أو زمان أو عدد أو اتجاه أو صفة أو حال، وكانت هذه الحدود مما لا يُعقل لها معنى على التفصيل.
وتدخل البدعة بهذا الاعتبار في أي عمل سواء أُريد به القربة؛ كالصلاة والصيام والحج والذكر والدعاء، أو لم تُرد به القربة؛ كالأعياد والطلاق وعٍٍدَد النساء.
فهذا هو المحل الذي تدخله البدعة.)
وتجد نص هذا الكلام في الحلقة الثالثة من هذا البحث المتقدم ...
وبناء على ذلك فإن الباحث لم ينكرها وانما زاد عليها قيد ,لاجل ضبط البدعة ,خشية دخول ماليس منها فيها, وخروج ماهومنها عنها
ولك الشكر على تقبلك هذا الاستطراد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 11:32]ـ
أخي ابن رشد قد بينت وجهة نظري حول قول الشيخ:
:
وأما الثاني: وهو جملة "المقتضي والمانع" في وسائل العبادات:
فقد انتشر بين طلاب العلم اعتبارها ضابطاً يرون أنه فرقُ ما بين البدعة وغيرها.
والذي يظهر عند التحقيق - والله تعالى أعلم - أنها لا تصلح ضابطاً لا في العادات ولا في العبادات ولا في وسائلها؛ لوجهين:
الأول: أن كل قاعدة لا بد لها من أدلة تصححها، ولا أعلم دليلاً يوصل إلى المطلوب، وأما كون هذه السمات موجودة في البدع والسنن فلا يكفي لاعتبارها ضابطاً جامعاً مانعاً.
الثاني: أن هذه الجملة لم تتضمن تحرير المحل الذي تُجرى فيه: هل يكون في التعبدات، أو في العادات والمعاملات؟
فإن قيل: لا تُجرى إلا في التعبدات؛ فيُقال: اعتبار جريان الحدث والبدعة في التعبدات لا يفتقر إلى هذه الجملة؛ فكل تغيير في بِنْيَة الفعل التعبدي بزيادة أو نقص كلي أو جزئي، أو إيقاعه في غير المحدد له شرعاً من: مكان أو زمان أو حال أو صفة نقول عن ذلك كله بأنه بدعة؛ كقولنا بالبدعة في التلفظ بالنية في الصلاة، والأذان للعيدين، ودعاء الختم في الصلاة، وصلاة الرغائب، وركعتي السعي، والتنفل بالسعي مفرداً في غير حج ولا عمرة، وغسل حصى الجمار تديناً، وعيد المولد والعيد القومي، ولا نحتاج أن نقول بعد ذلك: وجد المقتضي لهذه المحدثات وانتفى المانع منها فهي بدعة؛ وذلك لأن مجرد التغيير بالزيادة أو النقص فيما حدته الشريعة بدعة في الدين.
وإن قيل: تُجرى في العادات والمعاملات فهذا أظهر في البطلان؛ إذْ لا يُشترط في المعاملات إجراء هذه القاعدة؛ فهي كثيرة متجددة، وأغلبها وجد المقتضي لفعله وانتفى المانع من ذلك الفعل؛ ولم يقل أحد بجريان البدعة فيها.
وإن قيل تُجرى في وسائل العبادات دون غيرها من العادات والمعاملات؛ فهذا غير صحيح لما يلي:
أولاً: أن الأصل في الأشياء أن لا تكون تعبدية؛ فأين الدليل من الشريعة الذي يُخرج من ذلك الأصل؛ فيجعل الوسائل من جملة الدين المُنَزَّل الذي لا يجوز الإحداث فيه؟
فاختيار الوسائل لحكم التوقيف دون غيرها نوع تحكم يعود على القول بالبطلان.
ثانياً: أن الشريعة لا تترك مثل هذا دون بيان، وهو من أعظم الأمور، وأكثر الحاجات؛ فدل ذلك على أن محل وسائل العبادة ليس توقيفياً.
ثالثاً: من المعلوم - من حيث الأصل - أنه لا مقصد لأي مطاع في نوع وكيفية وسائل إنفاذ أوامره على المتبوعين، وإنما مراده تحقيق المأمور به على الوجه المطلوب؛ فإذا كان هناك ما يُخرج أوامر الباري سبحانه وتعالى من ذلك الأصل فعلى مدعيه الدليل.
رابعاً: أن الأمة بعملها لا زالت تخترع وتجدد في وسائل العبادات دون نكير:
فمن ذلك نقط المصحف، وضبطه بالشكل، ثم تحزيبه وترقيمه.
ومن ذلك ما أحدثوه من تصنيف العلم على طرق ووسائل متعددة؛ فهناك السنن والآثار والمستدركات والمسانيد على الصحابة أو التابعين أو من بعدهم من الرواة، والتبويب على أبواب الفقه.
ومن ذلك جعل والٍ لتدبير شؤون العبادة والمساجد والأئمة، وإدارة هذه الولاية بالأنظمة الحديثة.
وأكثر هذه الأشياء وُجد المقتضي لفعلها، وانتفى المانع من ذلك فلم تُعدَّ بدعة، ولم يحكم عليها أحد بحدث.
ثم يقال أيضاً: إن من المعلوم أن التعبدات المحضة قد فُرغ منها بانقطاع الوحي، ولا يُمكن أن يتصور أن يكون التطور مؤثراً في حكمها من حيث المشروعية أو عدمها؛ كالذي قالوه في بعض الوسائل؛ كمكبرات الصوت في الأذان؛ بحيث تكون مشروعيتها مرتبطة بالإمكان أو عدمه.
وإذا كنت لا تتصور أن يكون التطور مؤثراً في عدد الركعات أو الجمرات أو المواقيت أو فترة الصيام - لأننا نقول: إنها توقيفية - فلا يجوز أن نتصور أن يؤثر التطور في نوع آخر من التوقيف.
ولا يصح أن نقول إن للوسائل حكماً بالتوقيف والتعبدية يختلف عن بقية ما حكمه التوقيف؛ كالصلاة والصيام والحج؛ إذْ لا بد من بيان الحدود والفواصل بين النوعين، وبيان الدليل على كل فرق؛ فإن وجدت هذه الحدود وإلا فالضابط باطل لا اعتبار له.
خامساً: أن أظهر سمة لما تدخله البدعة أنه تعبدي لا يُعقل معناه على التفصيل، وأظهر سمة للعاديات هي معقولية المعنى؛ فما هو الأشبه بالوسائل؟ لا ريب أن الأشبه بحالها هو عقل المعنى لا التعبد؛ فعليه لا تدخل البدعةُ وسائل العبادات.
وفي هذا المعنى يقول الإمام الشاطبي في "الاعتصام" عن تبليغ الشريعة: ( .. والتبليغ كما لا يتقيد بكيفية معلومة؛ لأنه من قبيل معقول المعنى؛ فيصح بأي شيء أمكن من الحفظ والتلقين والكتابة، وكذلك لا يتقيد حفظه عن الزيغ والتحريف بكيفية دون أخرى).
فهل يفهم من كلام الشيخ حفظه الله ما تفضلتم بنفيه عنه؟
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 10:39]ـ
/// أولا:
،وقالصلى الله عليه وسلم «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» [1]،وأمر النبي صلى الله عليه وسلم هو الأمر الديني لا الدنيوي فأمر النبوة منصب على العلم بالأمور الدينية
الأدلة الدالة على أن البدع الإحداث في الدين، والدين يتعبد به لله عز وجل، وبهذا تخالف البدعة المعصية فالمعصية لا يراد بها القربة
قال النّبي صلى الله عليه و سلّم: «كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النّار»
يُستفاد من الحديث أنّ البدعة أعم من المحدثة
فأين هاته النصوص التي فيها أنّ البدعة هي الإحداث في الدّين؟
ثم إنّ قول النّبي صلى الله عليه وسلّم: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد»
لا يعني أنّه حصر البدعة في ما به يُتقرّب إذ هذا بعض أنواع البدعة و ليس كلّها
أيضا البدعة معصية
/// ثانيا: ما لم يفعله النّبي صلى الله عليه و سلّم مع قدرته عليه لا يعني بالضرورة أنّه غير مشروع فقد يكون مكروه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 01:43]ـ
ثم إنّ قول النّبي صلى الله عليه وسلّم: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد»
لا يعني أنّه حصر البدعة في ما به يُتقرّب إذ هذا بعض أنواع البدعة و ليس كلّها
هل من الممكن أن تذكر لنا بدعةً ليست إحداثًا في الدين؟! أو بدعةً وفي نفس الوقت ليست قربةً إلى الله؟!
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 12:10]ـ
/// المثال: الخروج على الحكام المسلمين،
مشابهة الكافرات بلبس البنطال.
/// فهاته أمور جديدة لم تكن معروفة على عهد النّبي صلى الله عليه و سلّم و محرّمة و لا يشترط للحكم ببدعيتها وجود التقرب إلى الله.
فلو شخص خرج على الحاكم المسلم حتى وإن كان مقتنعا بحرمة خروجه هذا فيعتبر مبتدعا نفس الشيء بالنسبة للفاسقة التي تتشبّه بالكافرات في هذا الأمر الجديد؛ يعني لبس البنطال
/// و كذا لا يشترط للقول ببدعيتها؛ يعني في المثالين: القول أنّها من الدّين.
/// الإحداث في الدّين هو وضع شيء جديد على غير مثال سابق و يُنسب للدّين
/// و البدعة أعم من هذا الإحداث، ألم يقل النّبي صلى الله عليه و سلّم: "كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النّار"
فما يستوجب النّار أعم من الضلالة و الضلالة أعم من البدعة و البدعة أعم من المحدثة
و الحديث يبيّن و يظهر خطأ من جعل البدعة و المحدثة شيء واحد حتى و إن كان في المسألة خلاف.
/// و مسألة تعريف البدعة فيها خلاف و قد ينقضي عجبك -إن شاء الله- ان اطلّعت على مختلف أقوال العلماء في تعريف البدعة
اختلفت تعريفات العلماء للبدعة، وهذا الاختلاف يرجع إلى زيادة قيود وضوابط عند بعضهم لا يذكرها الآخر، فمن هذه التعريفات:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «البدعة ما خالفت الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة، من الاعتقادات والعبادات» ([5]).
وقال رحمه الله كذلك: «البدعة في اللغة تعم كل ما فعل ابتداءً من غير مثال سبق، وأما البدعة الشرعية فما لم يدل عليه دليل شرعي» ([6]).
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: «المراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعة لغة» ([7]).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «والمحدثات جمع محدثة، والمراد بها ما أحدث وليس له أصل في الشرع، ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة، بخلاف اللغة، فإن كل شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة، سواء كان محمودًا أو مذمومًا» (
http://www.albrhan.com/articles.aspx?id=1592&selected_id=-1597&page_size=5&links=true&gate_id=0
فنأخذ مثلا تعريف شيخ الإسلام الأول و نطبّق عليه المثالين الذين ذكرتهما:
لبس البنطال بالنسبة للمسلمة فيه مخالفة للكتاب و السّنة من عدّة وجوه ناهيك على أنّه أمر جديد على غير مثال سابق في عهد النّبي صلى الله عليه و سلّم و بالتالي فهو بدعة على تعريف شيخ الإسلام نفس الشيخ الخروج على الحاكم المسلم
و كما يلاحظ على حسب هذا التعريف فلا يشترط التقرب إلى الله بهذا الفعل للحكم عليه بأنّه بدعة و كذا لا يشترطُ أن ينسب إلى الدّين
و الحكم على هذين الفعلين بالبدعة من غير اشتراط وجود التقرب إلى الله موجود أيضا في التعريف الثاني للبدعة من طرف شيخ الإسلام و كذا في تعريف ابن رجب و ابن حجر رحمهم الله
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 03:05]ـ
لبس البنطال بالنسبة للمسلمة فيه مخالفة للكتاب و السّنة من عدّة وجوه ناهيك على أنّه أمر جديد على غير مثال سابق في عهد النّبي صلى الله عليه و سلّم و بالتالي فهو بدعة على تعريف شيخ الإسلام نفس الشيخ الخروج على الحاكم المسلم
كل المعاصي مخالفة للكتاب والسنة , وعل هذا فكل معصية بدعة ,فهل أفهم من كلامك أنك ترى ذلك؟!
هذا هو تعريف شيخ الإسلام للبدعة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «البدعة ما خالفت الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة، من الاعتقادات والعبادات» ([5]).
فهل البنطلون يعتبر من الاعتقدات والعبادات؟!
وإليك وفقك الله تعريف آخر للبدعة ذكره شيخ الإسلام في كتابه الاستقامة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قررنا في القواعد في قاعدة السنة والبدعة أن البدعة هي الدين الذي لم يأمر الله به ورسوله فمن دان دينا لم يأمر الله ورسوله به فهو مبتدع بذلك وهذا معنى قوله تعالى أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله [سورة الشورى 21] (الاستقامة 1/ 5)
أخيرًا ماهو تعريف البدعة عندك؟!
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 03:21]ـ
أخي سراج قول النّبي صلى الله عليه و سلّم: ((كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النّار)) عام في كل محدثة خصص بأدلة
الدليل الأول: أن النبوة منصبة على الأمور الدينية و ليست الدنيوية.
الدليل الثاني: حديث تأبير النخل فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أنتم أعلم بأمر دنياكم».
الدليل الثالث: إجماع الأمة العملي على استحداث الأمور الدنيوية دون نكير من العلماء
الدليل الرابع: قول النّبي صلى الله عليه و سلّم: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» و الأمور الدنيوية الصرفة ليست من أمره صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أنتم أعلم بأمر دنياكم».
قول النّبي صلى الله عليه وسلّم: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) قد خصص قول النّبي صلى الله عليه وسلّم: ((كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النّار))، و الأمور الدينية يتقرب بها إلى الله
نعم البدعة معصية، و ليس كل معصية بدعة فالبدعة يراد بها التقرب لله، وهذا لازم قوله صلى الله عليه وسلم ((أمرنا)) ولازم قوله صلى الله عليه وسلم ((فهو رد)) فكون الإحداث غير مقبول، والقبول وعدمه إنما هو في الطاعات لا في المعاصي مما يدل على أن البدع يتقرب بها لله في نظر المبتدع.
ما لم يفعله النّبي صلى الله عليه و سلّم مع قدرته عليه لا يعني بالضرورة أنّه غير مشروع فقد يكون مكروه نعم إذا لم يكن بقصد القربة أما الذي بقصد القربة وهو البدع فهو غير جائز.
أما الخروج على الحكام المسلمين فهذا ابتداع فالشرع قد وضع ضوابط للتعامل مع الحكام و ضوابط لنصحهم فمن خالفها فقد خالف ما شرع الله وفعل ما لم يشرعه الله وفي الغالب يقصد بخروجه التقرب لله.
أما مشابهة بعض المسلمات للكافرات في لبس البنطال فهذه مشابهة في العادات السيئة لحرمة لبس المرأة البنطال أمام الأجانب ولحرمة مشابهة المرأة الرجل في اللباس الذي هو من خصائصه.
وتعريف شيخ الإسلام غير مسلم فهو لم يضع ضابطا لتفريق بين البدع و بين المعاصي فكلاهما خلاف لما شرعه الله.
معذرة إن تأخر ردي لظروف عندي الله اعلم بها
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 04:30]ـ
أبا جهاد؛ أعترف بأني أخطأت في فهم كلام شيخ الإسلام و لكن هذا لا يؤثّر على ما قررته، أيضا تعريف ابن رجب و ابن حجر يسقط عليه كلامي؛ فلما لم تتكلم عن تعريف ابن حجر و ابن رجب؟!!!! ثم إني لا أرى دليلك في حصر البدعة في العبادات و اللإعتقادات فقط؟!!!! و لا دليلك في شرط وجود التقرب إلى الله لكي يقال عن فعل بأنّ بدعة؟!!!!
أما المعاصي فليس كلّها بدعة؛ فالمعصية أعم من البدعة:
/// البدعة متعلقة بالمعاصي التي أحدثت على غير مثال سابق.
/// مثلا: التشبه بالكفار محرّم و من الأمثلة الحادثة على هاته المعصية: التشبه بالكافرات في لبس البنطال:
- فلبس البنطال بالنسبة للمرأة المسلمة لم يكن موجود سابقا فهو أمر جديد
- و هو محرّم
=| و بالتالي فينطبق عليه بأنّه بدعة: لأنّ البدعة ما أحدث على غير مثال
و نحن لا نقول عن لبس البنطال بالنسبة للمرأة أنّه عبادة! فنحن أصلا نعترض على شرط القربة في تعريف البدعة؟!!!!
و بالنسبة لتعريفي للبدعة فأظنّ أنّه واضح
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 04:54]ـ
أخي سراج قول النّبي صلى الله عليه و سلّم: ((كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النّار)) عام في كل محدثة خصص بأدلة
الدليل الأول: أن النبوة منصبة على الأمور الدينية و ليست الدنيوية.
الدليل الثاني: حديث تأبير النخل فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أنتم أعلم بأمر دنياكم».
الدليل الثالث: إجماع الأمة العملي على استحداث الأمور الدنيوية دون نكير من العلماء
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الرابع: قول النّبي صلى الله عليه و سلّم: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» و الأمور الدنيوية الصرفة ليست من أمره صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أنتم أعلم بأمر دنياكم».
قول النّبي صلى الله عليه وسلّم: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) قد خصص قول النّبي صلى الله عليه وسلّم: ((كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النّار))، و الأمور الدينية يتقرب بها إلى الله
نعم البدعة معصية، و ليس كل معصية بدعة فالبدعة يراد بها التقرب لله، وهذا لازم قوله صلى الله عليه وسلم ((أمرنا)) ولازم قوله صلى الله عليه وسلم ((فهو رد)) فكون الإحداث غير مقبول، والقبول وعدمه إنما هو في الطاعات لا في المعاصي مما يدل على أن البدع يتقرب بها لله في نظر المبتدع.
ما لم يفعله النّبي صلى الله عليه و سلّم مع قدرته عليه لا يعني بالضرورة أنّه غير مشروع فقد يكون مكروه نعم إذا لم يكن بقصد القربة أما الذي بقصد القربة وهو البدع فهو غير جائز.
أما الخروج على الحكام المسلمين فهذا ابتداع فالشرع قد وضع ضوابط للتعامل مع الحكام و ضوابط لنصحهم فمن خالفها فقد خالف ما شرع الله وفعل ما لم يشرعه الله وفي الغالب يقصد بخروجه التقرب لله.
أما مشابهة بعض المسلمات للكافرات في لبس البنطال فهذه مشابهة في العادات السيئة لحرمة لبس المرأة البنطال أمام الأجانب ولحرمة مشابهة المرأة الرجل في اللباس الذي هو من خصائصه.
وتعريف شيخ الإسلام غير مسلم فهو لم يضع ضابطا لتفريق بين البدع و بين المعاصي فكلاهما خلاف لما شرعه الله.
معذرة إن تأخر ردي لظروف عندي الله اعلم بها
/// هو بعض تعريفات شيخ الإسلام للبدعة في النهاية هي مثل تعريفك، صحيح يوجد لشيخ الإسلام هذا التعريف: «البدعة في اللغة تعم كل ما فعل ابتداءً من غير مثال سبق، وأما البدعة الشرعية فما لم يدل عليه دليل شرعي»: و هو تعريف ناقص و تدخل فيه جميع المعاصي لكن التعريفات الأخرى لشيخ الإسلام تؤول إلى تعريفك
/// و تقريبا معظم كلامك أنا متفق معك فيه من أنّ البدعة لا تتعلق بالأمور الدنيوية المباحة و أدلتك التي اعتمدت عليها لتقرير هذا إلا أني لا أوافقك في:
قول النّبي صلى الله عليه وسلّم: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) قد خصص قول النّبي صلى الله عليه وسلّم: ((كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النّار))، و الأمور الدينية يتقرب بها إلى الله
فهنا لا يصح حسب ما يظهر لي القول بالتخصيص؛ فمن شروط التخصيص وجود المعارضة و لا توجد هنا معارضة فالإحداث في الدين هو جزء من ما حرّم و لم يكن له مثال سابق و إلا فتوجد أمور قد حرّمت و لم يكن لها مثال سابق في عهد النّبي صلى الله عليه و سلّم كترك تطبيق الحدود من طرف المسلمين و ظهور النساء الكاسيات العاريات و المواقع الجنسية في الإنترنيت و و و و و و؛ فكل هاته بدع و لا يُشترط فيها نيّة التقرب إلى الله للقول ببدعيتها.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 08:53]ـ
البدعة إحداث في الدين بقصد القربة، وليس كل إحداث في الدين ولا بد من تخصيص المحدثات فقد عارض التعميم أنه الأنبياء بعثوا لهداية الناس أي أنهم مختصون بالأمور الدينية لا الدنيوية قال تعالى: ? كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ? فقوله تعالى: ? مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ? أي بعث الله الأنبياء لهداية الناس مبشرين للمؤمنين بجنات النعيم ومنذرين للكافرين بعذاب الجحيم،و أيضا كون النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه أنتم أعلم بأمور دنياكم أي ترك لنا التصرف في أمور الدنيا، وهذا التصرف يشترط ألا يخالف الشرع ومن ضمن التصرفات في أمور الدنيا الإحداث فيها، فكيف يسوغ لنا النبي صلى الله عليه وسلم الإحداث و التصرف في أمور الدنيا حسب علمنا بلازم قوله ((أنتم أعلم بأمور دنياكم)) ثم ينهانا عن الإحداث في أمور الدنيا بدلالة قوله ((كل محدثة بدعة)) فهنا معارضة موهومة تدفع بتخصيص الإحداث المحرم بأنها إحداث في أمور الدين لا الدنيا.
ما تفضلتم به من الأمثلة إنما هي معاصي وليست بدع فلا أحد يفعل المعاصي بقصد القربة، والنبي أخبر برد المستحدثات أي عدم قبولها، وإنما يكون القبول وعدمه في القربات لا في المعاصي والسيئات جزاكم الله خيرا أخي سراج
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 02:03]ـ
/// أخي الكريم؛ الإحداث في الأمور الدنيوية ليس مباحا على إطلاقه
و النّبي صلى الله عليه و سلّم لم يترك لنا التصرّف في الأمور الدنيوية بإطلاق.
و بالتالي: فهذا الذي أنت تخصّص به العموم في النّهي عن البدع لا يمكن أن يكون على إطلاقه في الأمور الدنيوية.
/// أيضا صحيح أنّ الأنبياء جاؤوا لهداية الخلق و لكن في هاته الهداية جاء النّهي عن أمور و لم يُشترط فيها وجود نيّة التقرب.
/// نرجع إلى التعريف اللغوي للبدعة، ألم تقل أخي الكريم ما يلي:
البدعة لغة اسم هيئة من: بَدَع، والبَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ [1].و أبْدَعْتُ الشيءَ: اخترعته لا عَلى مثالٍ. والله تعالى بَديعُ السموات والأرض. والبَديعُ: المبتدِعُ [2]. والابتداع مصدر للمضارع ابتدع يبتدع،وهو إيجاد البدعة وإحداثها
نأخذ كمثال: إنشاء المواقع الجنسية في الإنترنيت
أنا و أنت اتفقنا على أنّها معاصي
فقط أنا أضيف أنّ كون هذا من المعاصي لا يتعارض و القول ببدعيتها
لماذا حكمت على هذا الفعل بالبدعة:
- لأنّ هاته المعصية لم يكن لها ذكر من قبل و لم تكن معروفة و ليس لها مثال،
- و كون الأنبياء بعثوا لهداية الخلق لا يتعارض و القول بأنّ شكل هاته المعصية جديد و لم يكن له مثال سابق
- من ضمن ما بعث به النّبي صلى الله عليه و سلّم لهداية الخلق الحذر من هاته المواقع حتى و إن لم تكن بنيّة التقرب.
- و النّبي صلى الله عليه و سلّم لما قال: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" فيقصد في الأمور المباحة.
/// السؤال: لماذا: "إنشاء مواقع الإنترنيت الجنسية" ليس ببدعة؟
ألم تقل بأنّ البدعة هي ما لم يكن له مثال سابق، أوليس إنشاء هاته المواقع لم يكن لها مثال سابق؟
أوليس إنشاء هاته المواقع ضلال؟ و النّبي صلى الله عليه و سلّم قال: "كٌلّ بدعة ضلالة"
أولا يُعتبر إنشاء هاته المواقع من السنن السيئّة و من سنّة سنّة سيئّة فله وزرها ووزر من عمل بها؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:54]ـ
يا أخي أنت تتكلم عن المعنى اللغوي للبدعة لا المعنى الشرعي والأدلة قد جاءت بأن البدع إحداث في الدين لا الدنيا بنص أحاديث رسول الله فأنتم اعلم بشئون دنياكم نص بأن الأصل في الأمور الدنيوية الحل والذي دل على اعتبار القربة حديث رسول الله وليس من عند نفسي
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 06:30]ـ
أنا لا أتكلم عن الإحداث في أمور الدنيا:
/// أنا أتكلم عن الإحداث في المعاصي؛ فلما أخرجت الإحداث في المعاصي (يعني المعاصي التي لم يكن لها مثال سابق) من البدع؟
/// حديث: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" ليس فيه الكلام عن: (المعاصي التي لم يكن لها مثال سابق)؛ فإنشاء المواقع الجنسية مثلا لا علاقة له بحديث: "أنتم أعلم بأمور دنياكم"، فكيف أخرجت هذا النوع من المعاصي من البدع؟؟
/// من قبل أنا أعطيت مثال: "الخروج على الحاكم المسلم" و اعتبرت هذا من البدع التي لا يشترط فيها وجود التقرب إلى الله بفعلها لأجل الحكم على بدعيتها و أظنّ أنّك وافقتي على هذا و بالتالي فلما أنت مُصرّ على شرط وجود نيّة التقرب في تعريف البدعة ما دُمتَ تقرُّ بأنّ توجد بدع و لا يقصد بها التقرب؟
/// فالنصوص التي أوردتها يا أخي الكريم؛ ليس فيها شرط القربة لكي يحكم على فعل ليس له مثال سابق بالبدعة؟ و إنّما فيها إخراج الإحداث في الأمور الدنيوية المباحة من تعريف البدعة الشرعية و ليس فيها الكلام عن الإحداث في المعاصي؟ (و لست أتكلّّم عن البدعة بمفهومها اللغوي)
والأدلة قد جاءت بأن البدع إحداث في الدين لا الدنيا
/// الأدلّة التي أوردتها أخي الكريم جاءت بأنّ الإحداث في الدّين يُعتبر بدعة و أنّ كل إحداث هو بدعة حيث قال النّبي صلى الله عليه و سلّم: "كل محدثة بدعة"، و لكن لا يوجد في الأدلّة أنّ كٌل "بدعة محدثة"؟ فالنّبي صلى الله عليه و سلّم يقول: "كل محدثة بدعة" و أما أنت فتقول بلسان حالك: "كل بدعة محدثة" فأنت عكست المسألة و فرق بين الأمرين؟
/// أيضا دين النّبي محمّد صلى الله عليه و سلّم الذي بُعث به ليس فقط قربات و إعتقادات و إنّما يشتمل هذا الدين على النّهي عن أفعال حتى و إن لم يُقصد بها التقرب؛ فلا أدري كيف خصصت بالدّين أحاديث البدعة العامة و أخرجت منها الإحداث في المعاصي؟
/// أيضا النّبي صلى الله عليه و سلّم نهى عن سنّ السّنة السيّئة و السنن السيّئة ليست فقط الإحداث في العبادات و القربات و إنّما حتى في إحياء المعاصي أو اقتراف المعاصي بشكل لم يكن له مثال سابق.
تذكير: أخي الكريم؛ أنا لا أتكلم عن الإحداث في الأمور الدنيوية المباحة فهاته نحن متّفقان فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 08:58]ـ
[ QUOTE= سراج بن عبد الله الجزائري;116047]:
/// أنا أتكلم عن الإحداث في المعاصي؛ فلما أخرجت الإحداث في المعاصي (يعني المعاصي التي لم يكن لها مثال سابق) من البدع؟
أخي الكريم أنت تجعلني أكرر دائما ما أقول قلت لكم البدعة يراد بها التقرب لله، وهذا لازم قوله صلى الله عليه وسلم ((أمرنا)) فالأمور الدينية يتقرب بها لله، و هذا أيضا لازم قوله صلى الله عليه وسلم ((فهو رد)) فكون الإحداث غير مقبول، والقبول وعدمه إنما هو في الطاعات لا في المعاصي مما يدل على أن البدع يتقرب بها لله في نظر المبتدع.
/// حديث: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" ليس فيه الكلام عن: (المعاصي التي لم يكن لها مثال سابق)؛ فإنشاء المواقع الجنسية مثلا لا علاقة له بحديث: "أنتم أعلم بأمور دنياكم"، فكيف أخرجت هذا النوع من المعاصي من البدع؟؟
يا أخي قوله صلى الله عليه وسلم ((أمرنا)) أجرج المعاصي فالأمور الدينية يتقرب بها لله، و هذا أيضا لازم قوله صلى الله عليه وسلم ((فهو رد)) فكون الإحداث غير مقبول، والقبول وعدمه إنما هو في الطاعات لا في المعاصي مما يدل على أن البدع يتقرب بها لله في نظر المبتدع.
/// من قبل أنا أعطيت مثال: "الخروج على الحاكم المسلم" و اعتبرت هذا من البدع التي لا يشترط فيها وجود التقرب إلى الله بفعلها لأجل الحكم على بدعيتها و أظنّ أنّك وافقتي على هذا يا أخي الحبيب الشرع قد وضع ضوابط للتعامل مع الحكام و ضوابط لنصحهم فمن خالفها فقد خالف ما شرع الله وفعل ما لم يشرعه الله وفي الغالب يقصد بخروجه التقرب لله والحكم على الغالب والنادر لا عبرة به.
و بالتالي فلما أنت مُصرّ على شرط وجود نيّة التقرب في تعريف البدعة ما دُمتَ تقرُّ بأنّ توجد بدع و لا يقصد بها التقرب؟
أخي الكريم لو سلمنا جدلا بأن بعض البدع لا يراد بها التقرب لله فهذا خلاف الغالب، والحكم على الغالب والنادر لاعبرة به.
/// فالنصوص التي أوردتها يا أخي الكريم؛ ليس فيها شرط القربة لكي يحكم على فعل ليس له مثال سابق بالبدعة؟ و إنّما فيها إخراج الإحداث في الأمور الدنيوية المباحة من تعريف البدعة الشرعية و ليس فيها الكلام عن الإحداث في المعاصي؟
أخي الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم أخبر برد المستحدثات أي عدم قبولها، وإنما يكون القبول وعدمه في القربات لا في المعاصي والسيئات.
(و لست أتكلّّم عن البدعة بمفهومها اللغوي)
/// الأدلّة التي أوردتها أخي الكريم جاءت بأنّ الإحداث في الدّين يُعتبر بدعة و أنّ كل إحداث هو بدعة حيث قال النّبي صلى الله عليه و سلّم: "كل محدثة بدعة"، و لكن لا يوجد في الأدلّة أنّ كٌل "بدعة محدثة"؟
أخي الحبي لابد أن تكون البدعة محدثة إذ لو لم تكن محدثة ما سميت بدعة فالابتداع الاختراع على غير مثال سابق
فالنّبي صلى الله عليه و سلّم يقول: "كل محدثة بدعة" و أما أنت فتقول بلسان حالك: "كل بدعة محدثة" فأنت عكست المسألة و فرق بين الأمرين؟ حبيبي في الله الإحداث والابتداع معناهما متقارب فالبدع من المستحدثات التي لا أصل لها فكل محدثة بدعة لأن المستحدث لا يكون عن مثال سابق فالنبي أخبر برد المستحدثات أي عدم قبولها، وإنما يكون القبول وعدمه في القربات لا في المعاصي والسيئات
/// أيضا دين النّبي محمّد صلى الله عليه و سلّم الذي بُعث به ليس فقط قربات و إعتقادات و إنّما يشتمل هذا الدين على النّهي عن أفعال حتى و إن لم يُقصد بها التقرب؛ فلا أدري كيف خصصت بالدّين أحاديث البدعة العامة و أخرجت منها الإحداث في المعاصي؟ دلالة حديث رسول الله هي التي جعلتني أقول ذلك
/// أيضا النّبي صلى الله عليه و سلّم نهى عن سنّ السّنة السيّئة و السنن السيّئة ليست فقط الإحداث في العبادات و القربات و إنّما حتى في إحياء المعاصي أو اقتراف المعاصي بشكل لم يكن له مثال سابق.
هل تقصد بذلك أن هناك سنة حسنة و سنة سيئة
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 10:00]ـ
أخي الكريم؛ كثير من تعليقاتك عليّ في المشاركة السابقة بعيدة كل البُعد عن مقصودي و ليس فيها إجابة عن تساؤلاتي
لذا أخي الفاضل؛ أفضلّ أن نناقش المسألة نقطة نقطة:
/// و أبدأ بما يلي: أنت قلت:
أخي الكريم أنت تجعلني أكرر دائما ما أقول قلت لكم البدعة يراد بها التقرب لله، وهذا لازم قوله صلى الله عليه وسلم ((أمرنا)) فالأمور الدينية يتقرب بها لله، و هذا أيضا لازم قوله صلى الله عليه وسلم ((فهو رد)) فكون الإحداث غير مقبول، والقبول وعدمه إنما هو في الطاعات لا في المعاصي مما يدل على أن البدع يتقرب بها لله في نظر المبتدع.
طيبّ؛ أنت تتكلم عن هذا الحديث للنّبي صلى الله عليه و سلّم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ":
فما وجه الدلالة إذن منه على أنّ البدعة مختصة بالأمور التقَربُية و منحصرة فقط في هذا؟
و من فضلك أخي الكريم، لا تُدخل أحاديث أخرى؛ اشرح لي فقط: ما وجه الدلالة من هذا الحديث على حصرك للبدعة في الأمور التي فيها تقرب؟ و جزاك الله خيرا
مع التنبيه؛ أنّه لا يوجد ذكر لمصطلح البدعة في هذا الحديث.
/// ثانيا: ما أنواع الإحداث المحرّم عندك؟ أرجو أن تذكرها لي -وفقك الله-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 12:51]ـ
أخي الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث)) و الحدث في قوله: ((أحدث)) هو كل ما لم يكن على وصف الشريعة، أي ليس على وصف ما جاء به النبي-صلى الله عليه وسلم-، لهذا قال صلى الله عليه وسلم فيه: ((من أحدث في أمرنا)).
و الأمر هنا هو الدين، كقوله تعالى: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? يعني معنى الحديث: من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه أي من أحدث فيما عليه أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو شريعته ما ليس منه
و الدين نتعبد لله به، و العبادة لابد أن تكون بنية أي نية التقرب إلى الله بفعلها إذن الحدث في الدين بنية التقرب وهو ليس من الدين هذا هو البدعة؛ لأن الدين يتقرب لله به فلابد أن تكون هناك نية التقرب
و المعاصي لاندين لله بفعلها بل ندين لله بتجنبها فليست داخلة في البدع بنص الحديث و أيضا قوله صلى الله عليه وسلم رد أي غير مقبول والقبول وعدم القبول لا يكون إلا فيما يراد به القربة والمعاصي لا يراد بها القربة فغير داخلة في الحديث
أما وجه أن البدع منحصرة في الحدث في الدين بنية التقرب هو أن الحديث علق الحكم ألا وهو عدم القبول على المحدثات في الدين،والدين نتعبد به لله و التعبد مفتقر لنية التقرب لله وهذا واضح
الحديث نفسه حصر الحدث المحرم غير المقبول فيما يراد به القربة لقوله ليس عليه أمرنا و لقوله رد فالحديث فيه شرط ألا و هو إحداث عمل ليس من الدين، وهذا الحدث في الدين حكمه أنه غير مقبول والقبول يكون في الطاعات.
البدع هي هي المحدثات وهذا واضح ممن اطلع على كتب اللغة
الإحداث المحرم إما إحداث في المعاصي وهذا لا يدخل في الحديث فالمعاصي لا نتعبد لله بفعلها أي ليس من ديننا فعل المعاصي والإحداث الآخر إحداث في الدين بقصد القربة وهذا هو الابتداع
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 05:23]ـ
جزاك الله خيرا؛ و نبقى دائما نتكلم عن حديث: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ" ووجه دلالته على المطلوب:
أولا:
الإحداث المحرم إما إحداث في المعاصي وهذا لا يدخل في الحديث فالمعاصي لا نتعبد لله بفعلها أي ليس من ديننا فعل المعاصي والإحداث الآخر إحداث في الدين بقصد القربة
إذن أخي الكريم؛ نحن متفقان على تقسيم الإحداث المحرّم إلى:
- إحداث في المعاصي،
- إحداث في الدين بقصد القربة.
و الحمد لله
ثانيا:
الحديث نفسه حصر الحدث المحرم غير المقبول فيما يراد به القربة لقوله ليس عليه أمرنا و لقوله رد فالحديث فيه شرط ألا و هو إحداث عمل ليس من الدين، وهذا الحدث في الدين حكمه أنه غير مقبول والقبول يكون في الطاعات.
/// أخي الكريم أين أدوات الحصر اللغوية في هذا الحديث؟ -وفقك الله-
/// جوابي: الحديث يتكّلم عن نوع من أنواع الإحداث المحرّم و حكمه و لا يوجد أي أداة حصر في هذا الحديث حتى يفهم منه حصر الإحداث أو الإبتداع في نوع من الأنواع.
ثالثا:
البدع هي هي المحدثات وهذا واضح ممن اطلع على كتب اللغة
/// بما أنّك تُقرّ بأنّ هناك نوعان من الإحداث المحرّم: (إحداث في المعاصي، إحداث في الدّين)،
/// و بما أنّك ترى بأنّ البدعة هي المحدثة؛
=> فهل أنت تُقسّم الإبتداع المحرّم إلى: إبتداع في المعاصي، و إبتداع في الدّين:
1 - فإذا كان جوابك بنعم؛ فكيف تقسّم الإبتداع إلى هذا التقسيم و لا تقسم البدعة إلى هذا التقسيم؟
2 - و إن كان جوابك بلا:
أ - فما وجه الفرق عندك بين الإحداث المحرّم و الإبتداع المحرّم؟ و لماذا في الأوّل لا يُشترط في أحد أنواعه وجود نيّة التقرّب و أما في الثاني يشترط وجود نيّة التقّرب في جميعه؟
ب - ثم كيف حصرت بحديث: "من أحدث ..... ": "البدعة" في التقرب و فقط؛ رغم أنّه لا يوجد ذكر لهاته الكلمة في الحديث على الإطلاق في حين لا أجدك تحصر بهذا الحديث "الإحداث" المحرّم في الإحداث في القُربات و فقط رغم أنّه قد ورد ذكر لفظ الإحداث و ليس لفظ الإبتداع؟
ج - و أنت ترى بأنّ البدعة هي المحدثة و أنّ المحدثة هي البدعة فكيف ترى أنّهما نفس الشيء و لا تقسّمهما بنفس التقسيم؟(/)
النص الكامل للدراسة الاكاديمية حول التشيع في سوريا - خطير جداً "منقول"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 04:18]ـ
ابو عمر الهاشمي
بسم الله الرحمن الرحيم
نص الدراسة العلمية الأخيرة التي تتناول تنامي النفوذ الإيراني في سورية
2008/ 04/19 - مكتب العلاقات العامة والإعلام
أخذ موضوع النشاط الشيعي التبشري في سورية يحظى باهتمام محلي وإقليمي ودولي، ذلك أن خطورة التبشير الشيعي في نظرنا ليس من كونه نشاطاً دينياً صرفاً، بل في كونه جزءاً من فعل سياسي يتعلق بتغيّرات القوى التي أصابت المنطقة، والتطورات التي لحقت بالمحور السوري-الإيراني في ظل التهديدات الجدية التي تعصف بنظام الأسد بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وقيام المحكمة الدولية. وإننا ننظر بعين القلق إلى ما يمكن أن يحدثه هذا التشييع من آثار سياسية وأمنية سلبية على الشعب السوري بكافة فئاته وشرائحه. خاصة مع اقتران هذا الفعل السياسي والأمني بنمو متزايد ومطّرد للنفوذ الإيراني في الشأن الداخلي السوري وما يمثل ذلك من تهديد للوحدة الوطنية وللنسيج الوطني وللهوية الثقافية والتراثية لشعب عريق كالشعب السوري.
لقد كُتب ونُشر وأذيع الكثير من المقالات والتقارير في وسائل الإعلام المختلفة عن التمدد الشيعي ونشاط مبشريه في سورية، وأصبح هذا الموضوع أحد أكثر القضايا إثارة في الشارع السوري، وسارع كثير من الأحزاب والشخصيات السياسية المعارضة إلى التحذير من ظاهرة التشييع السياسية، ومع ذلك تجنبت حركة العدالة والبناء الخوض في هذا الموضوع الذي يتشابك فيه الديني بالسياسي، ويذوب الخط الفاصل بينهما، فالمسألة لا تعنيها إلا من حيث أنها مسألة سياسية وأمنية، وهي لا تريد أن تنزلق إلى قضايا دينية بحتة دون التحقق من أن ما يجري على هذا الصعيد هو فعل سياسي مخطط وله أثر سلبي على الشعب السوري، لذا كان لابد من التحقق من حجم الموضوع ومساره على أرض الواقع دون مبالغات تشوه الحقائق أو انتقاص مخل.
لقد كانت حركة العدالة والبناء ترقب عن كثب هذا الموضوع، وهي على علم تام بالممارسات الطائفية للنظام القائم في دمشق، ولكنها حتى تستطيع أن تحدد موقفها من هذه القضية الشائكة فقد عهدت إلى جهة أكاديمية مستقلة محترفة للبحث العلمي للقيام بهذه الدراسة داخل سورية. وقد استغرق إنجاز هذه الدراسة عاماً كاملاً، اعتُمِد فيها ـ بشكل أساسي ـ على الجولات الميدانية الاستطلاعية والوثائق الحكومية الرسمية التي كشفت بشكل قاطع عن رعاية الجهات الأمنية والسياسية لظاهرة التشييع. واليوم وبعد إنجاز الدراسة تجد حركة العدالة والبناء أن من حق شعبنا وشعوب المنطقة ومن حق العالم المعني باستقرار الشرق الأوسط أن يعرف حقيقة ما يجري في سورية فيما يخص تمدد الهلال الشيعي الإيراني فيها.
مجال الدراسة:
يشمل مجال الدراسة الجغرافي المحافظات السورية كافة، ومن الناحية الزمنية فإن الدراسة تركِّز بشكل أساسي على الفترة الزمنية الممتدة بين 2000 - 2007، أي منذ تولي بشار الأسد رئاسة الجمهورية، لكنها تشمل أيضاً دراسة للوجود والتبشير الشيعي الحديث بدءاً من ظهور الدولة الوطنية وحتى نهاية عهد حافظ الأسد (1970 - 2000)، ذلك أنه من غير الممكن فهم التغيرات الديموغرافية وتفسير النشاط التبشيري في الفترة (2000 - 2007) بدون معرفة تاريخ الوجود الشيعي وتغيراته قبل ذلك.
منهج الدراسة:
استغرقت الدراسة وجمع المعلومات عاماً كاملاً (تشرين الأول/أكتوبر 2006 - تشرين الأول/أكتوبر 2007)، وقامت على أساس تعدد منهجي:
1. الجولات الميدانية الاستطلاعية: التي شملت المحافظات المذكورة في الدراسة.
2. تحليل المضمون: وثائق رسمية حكومية وبيانات سياسية، وشهادات شهود عيان. وفيما يخص شهادات شهود العيان والمصادر المطلعة والتقارير الصحفية فإنه تم التثبت من معلوماتها عبر المقارنة، وغالباً تم التأكد من المعلومة من مصدر مستقل، ومن أكثر من مصدر. أما الوثائق الحكومية فقد تأكدنا من صحتها عبر مصادر متعددة مستقلة، وعبر تقاطع نصوصها مع بعضها، وعبر تقاطعها مع سير الأحداث والوقائع زمن صدورها.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. وفي موضوع التوثيق فقد حرصت الدراسة على توثيق المعلومات من مصادرها التي تعتبر مرجعاً أصلياً وموثوقاً في موضوعها، فعلى سبيل المثال تم الاعتماد في توثيق الأحداث التي تتعلق بالأقلية الشيعية في سورية والوجود الشيعي الجديد على مصادر شيعية أو حكومية رسمية.
مصادر المعلومات في الدراسة:
1. الجولات الميدانية
2. وثائق رسميَّة
3. شهادات متشيعين وشهود عيان
4. الدراسات السابقة
5. التقارير الصحفية
6. المقابلات مع شخصيات ذات علاقة بموضوع الدراسة
7. الدراسات العامة عن التاريخ السياسي والاجتماعي لسورية بعد الاستقلال
8. الدراسات السياسية المتخصصة بعهدي: حافظ الأسد (1970 - 2000)، والأسد الابن في الفترة (2000 - 2007).
المسار العام للدراسة:
نظراً لصعوبة فهم حركة التشيع الراهنة بمعزل عن تاريخ الوجود الشيعي في سورية، فقد تناولت الدرسة أصل الوجود الشيعي في سورية ما قبل 1970، والتغييرات التي طرأت على بنيته الاجتماعية والفكرية، ونحن نعتقد أنه من المهم للغاية وضع المعنيين بهذا الموضوع في السياق التاريخي.
بحثت الدراسة في البدايات الفعلية للمد الشيعي في عهد حافظ الأسد، وانعكاسها على التشييع في الطائفة العلوية، وتأثير تشكيل المحور السوري الإيراني غداة قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979، وعشية حرب الخليج الأولى، وكشفت الدراسة أنه بدأ في عهد الأسد الأب احتلال الشيعة للمقامات السنية (السيدة زينب، عمار بن ياسر، والسيدة رقية، وحجر بن عدي) وتأسيس مراكز تبشير شيعي فيها بدعم من ملالي ثورة إيران والمراجع الدينية العراقية (الشيرازية)، كما كشفت الدراسة أن حافظ الأسد كان حريصاً على تشييع الطائفة العلوية لإخراجها من عزلتها الفكرية والاجتماعية وليس لأسباب دينية، وفي هذا السياق كان الأسد يدعم باستمرار التيار الشيعي في الطائفة العلوية، الذي حقق انتشاراً كبيراً، لكن الأسد الأب كان حريصاً على عدم تسييس التشيع وتصدير أفكار الثورة الإيرانية إلى سورية، ففي الوقت الذي كان يدعم التحول العلوي باتجاه العودة إلى أصله الشيعي كان يكبح فيه عمل المؤسسات الإيرانية ويخضعها للمراقبة والتقييد من جهة أخرى.
بحثت الدراسة بشكل مفصل أبعاد قضية التشييع في عهد بشار الأسد، ودور النظام السياسي والجهاز الأمني في دعم وحماية التبشير الشيعي في المجتمع السوري، والظروف السياسية والاجتماعية المحلية والدولية التي أدت إلى انفجار قضية التشيع في سورية، وتتناول بالبحث انعكاسات التحول الاستراتيجي في المحور الإيراني ـ السوري في ظل أزمة الملف النووي الإيراني وخروج الجيش السوري من لبنان غداة انطلاق التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
وكشفت الدراسة عن تحول التشيع الديني في عهد الأسد الأب إلى تشيع سياسي في عهد الأسد الابن، ودعم التشيع السياسي أمنياً وسياسياً، مما أدى إلى انتشار غير مسبوق للحوازات التعليمية والمؤسسات الدينية (مثل الحسينيات والمساجد). فعلى سبيل المثال، تم إنشاء ما بين عام 2001 وعام 2007 في منطقة "السيدة زينب" قرب دمشق أكثر من اثنتي عشرة "حوزة شيعية" وثلاث كليات للتعليم الديني الشيعي. أي أنه خلال ست سنوات فقط تم إنشاء ثلاثة أضعاف ما أنشئ خلال ربع قرن! بالإضافة إلى غض النظر عن تدفق الأموال من الحكومة الإيرانية والمستشارية الثقافية الإيرانية والمراجع الدينية الإيرانية، كما أكدت الدراسة استمرار ظاهرة احتلال المقامات، وظهور ذلك كنمط جديد لتأسيس مراكز للتبشير، ونسوق مثالاً على ذلك مقام السقط محسن بن الحسين في حلب، والسيدة سكينة بنت علي في منطقة داريا قرب دمشق، وزين العابدين في طيبة الإمام في حماة. كما كشفت الدراسة إلى أن ظاهرة التشييع السياسي برزت في عهد بشار الأسد كظاهرة غير مسبوقة في منطقة الجزيرة (الحسكة والرقة ودير الزور)، حيث يتركز معظم النشاط التبشيري الشيعي اليوم.
نتائج الدراسة:
لقد أفضت مجموعة المعلومات المتحصلة من المصادر إلى جملة من المعطيات الرقمية، وبعد عدد من عمليات المقارنة أمكن للدراسة أن تصل إلى وضع جدول يوضح الانتشار جغرافياً وديموغرافياً في إطار تحديدات زمنية تسهل فهم الانتشار وتفسيره.
المتشيعون ونسب التشيع حسب الطوائف:
(يُتْبَعُ)
(/)
عدد المتشيعين الإجمالي في سورية في الوسط الاجتماعي السني وحده (ضمن المجال الزمني 1919 - 2007) هو 16000 شخصاً كحد أقصى، منهم 8040 تشيعوا في الفترة بين 1999 - 2007، أي بنسبة 50% من مجموع المتشيعين السنة السورين تشيعوا في عهد بشار الأسد.
ومجموع المتشيعين من كل الطوائف في الفترة (1919 - 2007) سورية هو 75878، يتوزعون كالتالي: نسبة المتشيعة من السنَّة هو 21%، ونسبة المتشيعة من الإسماعيلين هي 9% ونسبة المتشيعة من العلويين هي 70%.
معدلات الانتشار:
تعتبر الفترة الذهبية للتشيع هي الفترة الممتدة بين 1970 - 2007، فما قبلها لا يعتبر التشيع ظاهرة، ولم يتعد عدد الذين تشيعوا بضعة مئات، فإذا قدر عددهم بما دون الألف، فإن عدد السُّنة الذين تشيعوا في عهد حافظ الأسد (أي في الفترة 1970 - 1999) يقدر بـ 6960 كحد أقصى، بما نسبته 43%، وعدد السنَّة الذين تشيعوا في الفترة 1999 - 2007 يقدر بـ 8040 كحد أقصى بما نسبته 50%.
وعلى هذ الأساس فإن المعدل السنوي للتشيع في الوسط السني حتى ما قبل عام 1970 كان 20 شخصاً في السنة، وفي عهد حافظ الأسد 1970 - 1999 كان المعدل 232 سنياً في السنة، أي أنه تضاعف قرابة 12 مرة عن الفترة التي سبقته، وفي عهد بشار الأسد ضمن الفترة 1999 - 2007 فإن معدل الانتشار كان 1005 سنياً سنوياً، أي أن المعدل السنوي تضاعف عن عهد أبيه بما يعادل 4.3 مرة، وتضاعف بـ51 مرة عن معدل ما قبل 1970.
وبالنظر إلى الطوائف الأخرى فإن إجمالي عدد المتشيعين في عهد حافظ الأسد هو 52596 شخصاً سورياً من مختلف الطوائف، وبالتالي فإن معدل الانتشار السنوي في عهد الأسد الأب كان 1753 شخصاً في السنة. أما في عهد بشار الأسد تشيع 22282 شخصاً سورياً من إجمالي الطوائف (السن والعلوية والإسماعيلية)، وبالتالي فإن المعدل السنوي لانتشار التشيع في مختلف الطوائف السورية هو 2785 سورياً في السنة، ووفقا لهذا الحساب فإنه يعني أن نسبة التشيع من مختلف الطوائف زادت في عهد حافظ الأسد عما قبله بـ 89 مرة! وفي عهد بشار الأسد تضاعفت النسبة 1.6 مرة عن عهد أبيه، و142 مرة عما كان في 1970 فما قبل!
الانتشار الجغرافي:
إن تحول التشيع إلى ظاهرة يرجع إلى تشكُّل تيار شيعي في الطائفة العلوية بدعم من حافظ الأسد الذي كان قريباً من أنصار هذا التيار، وإلى تدخل الملالي الإيرانيين العراقيين واللبنانيين في عملية التشييع في سورية، وإلى تزايد اهتمامهم بالطائفة العلوية ودفعها إلى اعتناق التشيع والخروج من الأفكار العلوية المنشقة.
في حين يبدو أن ابتداء التشيع في الوسط الإسماعيلي بشكل قوي يوازي معدله في الوسط السني يعني أن تغييرات طرأت على الطائفة الاسماعيلية، بعضها يرجع إلى العمالة في لبنان، والبعض الآخر يرجع إلى عمليات حزب الله في مناوشاته ضد الإسرائيلين في منتصف التسعينيات. أما الوسط السني فيرجع أساساً إلى العمالة في لبنان ونشاط شبكة مبشرين مؤلفة من المتشيعة الجدد والشيعة السوريين، والملالي الإيرانيين ومؤسساتهم الثقافية، والمبشرين العراقيين الموفدين من المراجع الشيعية (وخصوصاً الشيرازية) ومؤسساتهم، والتسهيلات الحكومية التي بدأت تظهر شيئاً فشيئاً مع تزايد دور بشار الأسد وتقوية نفوذه في منتصف التسعينات.
في عهد بشار الأسد تحول التشيع إلى "تشييع" الأمر الذي يعكس تزايد انتشار التشيع وتضاعف معدله عن عهد أبيه، فقد منح بشار الأسد المؤسسات الشيعية ونشاطاتها تسهيلات غير معهودة من قبل، وهي تسهيلات تبدأ من المستوى الأمني وتنتهي بالمستوى السياسي والإداري، الأمر الذي أعطى التشييع دفعة لم تكن قط في السنوات السابقة.
غير أن الملاحظ هو أن تزايداً غير اعتيادي طرأ على نسب التشيع من السُنّة، ففي ثمان سنوات فقط تشيع ما يزيد على ضعف وثلث الضعف عن عدد الذين تشيعوا في ثلاثين سنة خلتها!
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن انتشار التشيع جغرافياً تركز في عهد الأسد الأب في الساحل السوري 55% بالدرجة الأولى، وفي إدلب بالدرجة الثانية 15%، وحلب بالدرجة الثالثة 10%، لكنه في عهد بشار الأسد انتقل بشكل دراماتيكي إلى الجزيرة السورية، التي قفز فيها نسبة انتشار التشيع إلى 55% بعد أن كان في عهد الأسد الأب لا يتجاوز 6%! يعود هذا التحول إلى عدد من المعطيات تتعلق بالعمالة في لبنان، وانتشار الأمية، والعامل السياسي المتمثل في الرغبة الإيرانية في توسيع ولائها الاجتماعي وتجذير هلالها الشيعي في سورية السنية، فالمنطقة تعتبر بادية سورية تنتشر فيها القبائل، ولهذه القبائل امتدادها في العراق والسعودية والأردن، وبعض هذه القبائل تشيع قسمها العراقي. وبالإجمال فإن البادية المحاذية لشيعة العراق تمثل امتداداً جغرافياً لها، وهذا ما يجعلها مغرية جداً للراغبين في بسط الهلال الشيعي عبر سورية.
كما أن الروابط القبلية تساعد على الانتشار بشكل واسع خصوصاً مع شيوع الأمية بنسب كبيرة في المجتمع البدوي، وهو أمر يجعل للقبيلة سلطاناً يفوق سلطان العقل وأحياناً الدين، لقد اتُّبعت استراتيجة واضحة في تشييع القبائل من خلال ربطها بأصولها من آل البيت، خصوصاً وأن كثيراً من القبائل تدعي نسبتها لآل البيت.
إن تصاعد المد الشيعي في عهد بشار الأسد يرجع أيضاً إلى معطيات جديدة في الاستراتيجية المتبعة للتشيع، فبالإضافة إلى استغلال الروابط القبلية والظروف الثقافية لمجتمع الجزيرة السورية فإن تدفق الدعم اللوجستي الإيراني (المالي والمعنوي) والحماية الأمنية لنظام الأسد كانا سنداً قوياً لهذا المد ليعتمد المال والسياسة كأساس لانتشاره بسرعة أكبر بكثير من تلك التي كانت في العهد السابق.
تفسير النتائج:
إذا كان معدل التشيع في مختلف الطوائف الآن هو 2785 سورياً في السنة منهم 1005 سنَّياً، فإنه وعلى فرض استمرار هذا المعدل وثباته (والواقع أن انتشار الأديان كظواهر اجتماعية ينتقل عبر متواليات حسابية وليس عبر تزايد عددي تقليدي خصوصاً في ظل مجتمعات متماسكة اجتماعياً ما تزال الأسرة الممتدة تمثل أساس العلاقات الاجتماعية، وغالباً تتعداها إلى القبلية) فإنه خلال عشرين سنة سيكون عدد المتشيعين السوريين حوالي 550000 ألفاً ولكن عدد السكان في سورية سيكون وقتها قد تجاوز الثلاثين مليوناً. وحتى لو تضاعف هذا المعدل ثلاث مرات فإن عدد المتشيعة في سورية سيصل إلى مليونين خلال عشرين سنة، وخمسمائة ألف خلال خمس سنوات، وهذا يعني أن خطر التغيير الديموغرافي في سورية غير وارد بعدُ في المدى المنظور من الولاية الثانية لبشار الأسد على الأقل.
لكن الخطر الأمني وارد بقوة، فمن المهم ملاحظة أن تركيز التبشير الشيعي في رقعتين جغرافيتين أساسيتين: الساحل السوري ومنطقة الجزيرة، وهذا يدل على أن هاتين الشريحيتن مرشحتان للعب دور رئيس في حماية النظام والدفاع عنه، الشريحة الأولى في الساحل السوري لأسباب طائفية وامتيازات اجتماعية وخوف وجودي، والشريحة الثانية لانتشار الأمية والفقر فيها وسهولة إخضاع أفرادها للقوة وإجبارهم على ممارسات غير شرعية ضد الشعب. ويضاف الآن إلى كل ذلك عنصر جديد هو التغلغل الشيعي في القبائل، وحيث يعتبر عهد الأسد الابن العهد الذهبي للتشيع في الجزيرة فإن مصالح المبشرين مرتبطة آلياً بوجود النظام. وتنبه الدراسة إلى أن المتشيعين الجدد يمكن أن يكونوا عناصر محتملين لحماية النظام والدفاع عنه مع المتشيعة الجدد المنتشرين في كل أنحاء سورية.
الأقلية الصغيرة جداً لا تملك بطبيعة الحال طموحات سياسية بقدر ما تملك طموحات اجتماعية، لكن عندما تكبر فإنها بالتأكيد سيكون لها طموحاتها، فإذا حصل ما سبق ـ وهو أمر وارد ـ فإن معدلات التشيع ستكون مخيفة؛ إذ من الممكن أن تنتقل إلى معدلات كبيرة جداً قد تصل إلى عشرة أضعاف وهذا يجعل السيناريو مختلفاً، إذ من الممكن حينها أن تصل أعداد المتشيعين إلى ما يزيد عن مليون متشيع! وهذا سيجعل الأقلية الشيعية بحجم الأقلية الكردية، وبما أن امتداد الشيعة الديموغرافي يتركز أساساً في العراق ولبنان، البلدان اللذان يمثلاً الجزء الأهم من الهلال الشيعي، فإن المتشيعة السوريين قد يقومون بتشكيل أحزاب مناضلة تأثراً بأشقائهم في العقيدة (حزب الله وفيلق بدر وجيش
(يُتْبَعُ)
(/)
المهدي)، فإن حصل هذا فإنها ستكون بالتأكيد متأثرة بالميلشيات الشيعية المذكورة وكلها تعتبر أحزاب متشابهة من جهة نظرتها وولائها السياسي لإيران دون أوطانها.
الخطر قد لا يكمن هنا فحسب، فماذا لو تم تشكيل حزب مناضل بمعونة رسمية من النظام السوري وبالاستعانة بخبرات حزب الله، ثم موِّه شكلياً بأشخاص من المجتمع السني وتم إطلاق يده على حدود الجولان؟ هل من الممكن أن يتكرر سيناريو حزب الله فيصبح حزب الله السوري متحكماً في القرار السوري الداخلي على سورية، كما يستولي شقيقه حزب الله اللبناني على قرار لبنان ويعيق إرادة الأكثرية اللبنانية، ويصبح النفوذ الإيراني في سورية حقيقة أبدية؟
حتى لو كان هذا السيناريو غير محتمل، فهل يمكن أن نتوقع أن يتحول المتشيعون الجدد إلى عناصر أمنية عند تعرض النظام لاحتجاج داخلي كما تحول عناصر حزب البعث في الثمانينات إلى عناصر أمنية؟ خصوصاً أن كثيراً من النخبة السياسية وضباط الأمن العلويين منحازون بشكل كبير أو ينتمون للتيار الشيعي في الطائفة العلوية، حينها سيتحول هؤلاء إلى عناصر شغب تبث الفوضى في المجتمع السوري لصالح النظام.
لو بقيت معدلات التشيع على حالها، ولم تتضاعف أبداً ـ وهو أمر غير محتمل في ظل الظروف الراهنة ـ فإن دخول عنصر التشيع الإيراني والعراقي فضلاً عن الوجود الشيعي العراقي في سورية والذي يصل إلى قرابة 500 ألف شيعي وفي ظل دعم لوجستي إيراني وأمني سوري من المحتمل يتحول هؤلاء إلى اللعبة السياسية ويصبحوا إحدى الأدوات الجديدة للنظام في صراعه مع المعارضة الوطنية الديمقراطية، خصوصاً إذا أقر قانون الأحزاب.
أخيراً:
حتى الآن وفي إطار المدى المنظور فإن خطر التغيير الديموغرافي في سورية بسبب التشيع غير وارد. لكن الخطر السياسي والأمني وارد بقوة. والخطر الأمني ليس على الشعب السوري فحسب بل على النظام نفسه، فالأقلية الشيعية موالية لإيران مولاة سياسية وعقدية، وعندما تتغير المصالح مع إيران وتتبدل العلاقات؛ عندها علينا السؤال: ما الدور السياسي والأمني الذي يمكن أن يلعبه جماعة إيران في سورية؟
كان أحرى بنظام يدعي البراءة والجهل التام بمجريات هذه القضية ذات الحساسية الخاصة أن يستجيب لدعوة بعض أعضاء حزب البعث البارزين في الثاني عشر من شباط/فبراير عام 2007 إلى "إجراء دراسة علمية من قبل مركز دراسات سوري مستقل، يقوم بزيارات ميدانية ويقدم تقريراً شفافاً مدعماً بالمعلومات والصور عما يثار، بحيث يمكن في النهاية التوصل إلى معرفة حقيقة ما يجري، ويتم عرضه على قيادة حزب البعث، بحيث يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة والتصدي لمن يثير الفتنة سواء أكانت هذه الظاهرة موجودة أو يتم تضخيمها لأهداف معروفة".
لقد انتظرنا ريثما يتم إنجاز هذه الدراسة حتى نحدد موقفنا من القضية، وحتى يكون موقفنا مبنياً على أسس علمية لا أهواء سياسية، وبعد أن أعلنا نتائج هذه الدراسة العلمية فإننا نحذر النظام من المضي في الممارسات الطائفية وتفتيت الوحدة الوطنية للشعب السوري والدعم غير المحدود وغير المشروط للنفوذ الإيراني في شؤوننا الداخلية، وندعو رجال الدين من مختلف الطوائف في سورية أن يقوموا بخطوات عملية على غرار بيان علماء الشام الشهير ولكن لمواجهة الخطر الإيراني والعدوان على عقائد الناس لأغراض سياسية، كما ندعوا الطائفة العلوية الكريمة إلى مواجهة هذه المحاولات المتكررة لتشييعها، خاصة وأننا نعلم أن القسم الأكبر من الطائفة غير راض عن هذا التوجه التبشيري. وندعوا الشعب السوري للضغط على قياداته وعلمائه وأصحاب الرأي فيه لصد هذه الهجمة وصون الوحدة الداخلية. كما أننا نذكر العلماء في سورية بواجبهم، وهم أعلم به منا. كما أننا ندعو القيادات السياسية المعتدلة في المنطقة والدول المعنية بخطر النفوذ الإيراني أن تبدأ باتخاذ خطوات عملية لمواجهة خطر المد الشيعي في سورية وجوارها. وتعلن الحركة ههنا أنها تعمل على بناء استراتيجية لمواجهة هذا الخطر بالاعتماد على خبرات علمية وسياسية سيتم الإعلان عنها قريباً.
منقول من حركه العدالة والبناء
لتحميل التقرير كاملا 154 صفحه
http://forsyria.org/newsletterpdf/ShiiasmInSyria.pdf
يا اخوه الامر جد خطير ولايجب السكوت عليه
حسبنا الله ونعم الوكيل
...............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله البدر]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 05:03]ـ
يا ليت قومي يعلمون
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 05:48]ـ
خلال 5 سنوات: 12 حوزه علميه و3 كليات للتعليم الشيعي في سوريا
http://www.asharqalawsat.com/details...&issueno=10738
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 01:49]ـ
إعطاء الجنسية السورية لعشرات الآلاف من الإيرانيين ...
في خطوة طائشة خطيرة على مستقبل سورية يفيد المراقبون أن الرئيس السوري بشار أسد قد أمر بإعطاء الجنسية السورية لأعداد كبيرة من الإيرانيين ضمن خطة تم الإتفاق عليها مع الجانب الإيراني واعتمادها على مستوى سورية , بدأ العمل بتنفيذها منذ شهور وبمناطق محددة من سورية تبدأ بدمشق وضواحيها وفي الست (زينب) قرب المطار تحديدا ًوتمر بمحيط مدينة حلب وتنتهي في دير الزور والرقة ومحيطهما وخاصة المناطق التي تتميز بوجود كردي كبير.
نتساءل ومعنا الأكيد الملاين شعبيين ورسميين:
- ماالذي دفع بشار أسد إلى الوقوع في هذا الفخ الإستراتيجي الذي نصبه لسورية ملالي إيران وسدنتها؟!. - ماالذي يريد أن يقوله بشار أسد للشعب السوري والعربي بمثل هذا الفعل؟!. - ماالذي يريد أن يقوله للعالم ولأمريكا وإسرائيل على وجة التحديد؟!. - ماالذي يريد أن يقوله للدول العربية وإلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج, أكثر المعنيين - بسهام التشييع الطائشة؟!. - ماالذي يريد أن يقوله للعراق بكل فصائله السنية والشيعية والدينية والعرقية المتصالحة والمتحاربة والتي مع الإحتلال أو ضده ,وللأكراد بشكل خاص؟!. - مالذي يريد أن يقوله للبنان الذي يمثل عمليا ً جزء من الهلال الشيعي الإيراني الذي يجري الحديث به علنا ً وليس سرا ً؟!. - ماالذي يريد أن يقوله للمسلمين جميعا ً؟!. - ماهو دور المؤسسة الدينية , والمؤسسة السياسية , والمؤسسة الثقافية , ودور الشعب في سورية؟!. - ماهي مصلحة إيران , وماهو الهدف النهائي لإيران في المنطقة العربية؟!. - من الخاسر ومن الرابح في مثل هذه العملية الفتنة الكبيرة والإستراتيجية المستهترة بقيم الشعب وثقافته وتاريخه التي سوف تغرق بها المنطقة لفترة طويلة من الزمن؟!.
بداية ً الحقائق هي التي تتكلم بدلا ً من الرئيس بشار أسد الذي لايجيد الكلام ولا التفكير ولا التقرير , وإنما ينفذ مايطلب منه من أجندة يتم الإيحاء له بأنها طوق النجاة من محنته الأساسية التي لها شكلان: الأول داخلي حيث القمع والفساد والإفقار والإذلال لشعب بأكمله وفشله في إدارة الدولة والحكم على كافة المسارات ووصوله إلى طريق مسدود مع الشعب , والثاني هو إقناعه من قبل الإيرانيين وحزب الله ومجموعة المنافقين سياسيين وملالي قدامى وجدد حوله بأن ذلك سوف يخلق توازن جديد على الأرض يكون المنقذ الوحيد له من المحكمة الدولية ونتائجها حيث سوف يكون ضمن هلال طائفي شيعي يمتد من لبنان إلى سورية إلى العراق إلى إيران ولاحقا ً إلى فلسطين, وهذا سيشكل إطارا ً استراتيجيا له يحافظ على بقائه المستمر في الحكم.
وتشير الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية الحكومية وغير الحكومية المهتمة بالمنطقة وتركيبها الديني والعرقي والديموغرافي ومنها التابعة للأمم المتحدة بأن موجة كبيرة من المد الشيعي تجتاح سورية ولبنان منذ أمد ليس بقصير ,وأن عمليات التشيع تتم بشكل منهجي ومدروس وضمن خطة شاملة لنشر التشيع في المنطقة, وأن الأبواب مفتوحة على الغارب لإيران وأن هناك في سورية وحدها أكثر من عشرين ألف إيراني من حراس الثورة وأنصار ولاية الفقيه ومن رجال الدين المدربين والمختصين في عمليات غسل العقول ومحاولة تغذيتها بشكل مستمر بالقناعات الجديدة , مستفيدين من حالة اليأس والإحباط والفقرالكبيرة التي يعيشها الشعب السوري وشعوب المنطقة نتيجة فشل النظام السياسي في سورية بشكل خاص من إحراز أي نصر أو تنمية أو إصلاح أو مصالحة مع الشعب ,وأن حالة الحصار الثقافي والسياسي والديني المفروضة على الشعب تساهم هي الأخرى في نجاح مهمة بشار أسد وحراس الثورة وملالي إيران من حملة الأفكار اليائسة والبائسة من تسهيل تحقيق أهدافهم في نشر ثقافة الموت وليس " الجهاد " حيث تلتقي البرامج بالمحصلة لتصب في خدمة التطرف وإشعال الحريق الذي سوف يلتهم سورية وحضارتها ودينها وثقافتها ووحدتها على أمل أن يبقى هذا الرئيس المشلول والمعلول الذي بدأ ينعكس شلله وعلله وعجزه على حاضر ومستقبل سورية بشكل خطير. الواجب قوله هو أن بشار أسد قد فقد تماما ً القدرة على الحفاظ على الكرامة الوطنية وحرمة الشعب ولم يعد قادرا ً على القيام بأدنى متطلبات المسؤولية التي يجب أن يتمتع بها الرئيس وبالتالي فقد شرعيته حتى الشكلية التي بدأ وراثته للحكم في سورية , وأن إقدامه على إعطاء الجنسية السورية لعشرات الآلاف من الإيرانيين مع وجود نصف مليون سوري من العرب والكرد محرومين من الجنسية والحقوق المدنية في سورية ,هو أمر يوضح الإنحدار الذ ي وصل إليه الرئيس السوري بشار أسد, فهل يرى ويسمع الشعب السوري ذلك؟ وهل ترى وتسمع قوى المعارضة السورية ذلك؟ وهل يرى المعنيون المباشرون من الزعماء والملوك العرب ويسمعون وعلى الأخص السعودية التي يحاول بشار أسد ومن معه من ملالي قدامى وجدد أن يوصم العربية السعودية بأنها مصدر الإرهاب والتطرف وأن " شياطين الشام " هم أتوا من السعودية وتدربوا هناك وتم إعدادهم للقيام في عملية المالكي بدمشق قبل شهور التي لاأحد يعرف لها بداية من نهاية سوى حراس بشار أسد ودوائر استخباراته التي عليهم جميعا ً بدت تدور الدوائر ... !.
منقول من الساحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 01:50]ـ
انظر الرابط:
www.paldf.net/forum/showthread.php?t=89151&page=2 - 160k -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 05:19]ـ
بارك الله فيك ..
أسأل الله التوفيق لأهل السنة في سوريا؛ ليتصدوا لهذا الخطر المتعاظم ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 12:58]ـ
اللهم آمين
نفع الله بكم يا شيخ سليمان
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 05:23]ـ
سقطت العراق في يد الصفويين الفرس بدعم أمريكي ومدد إيراني، والزحف غربا يستمر دون هوادة على سوريا ولبنان، فسوريا واقعة تحت تغيير في التناسب السكاني بسبب كثرة تدفق الشيعة الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين وبدأ حركة التجنيس لتعديل نسبة العلويين من 7% إلى ما فوق تحت إشراف إيراني وتخاذل شعبي سوري وصمت عربي مريب، وتتماشى هذه الأهداف والطموحات مع حركة تشييع ضخمة وإنشاء معاهد ومدارس للرفض و تدريس وتمجيد تاريخ الدولة الفارسية وتوزيع الكتب بالمجان، ومن يذهب إلى سوريا يرى الواقع شاهدا على سوء الحال، فهناك لافتة وضعت على أحد جدران جامعة دمشق تقول فيها:
" العربية لغة القرآن، والفارسية لغة الإسلام "، .. فهل بعد هذا النذير من إنذار؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[30 - Mar-2010, مساء 09:57]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
وهذا يا اخوان رابط لمجموعة من الكتب عن الشيعة النصيرية طائفة الرئيس بشار الاسد وحاشيته
وحتى نفهم التشيع في سوريا ودعوى عودة الاصل إلى الفرع بنبغي ان نفهم ما هو الفرع (النصيرية)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19954(/)
(تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول) - مقتطفات -
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:53]ـ
(تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
بينما كنت أقرأ و أتصفح كتاب الشيخ عزيز بن فرحان العنزي بعنوان: (البصيرة في الدعوة إلى الله) بتقديم فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، إذ بخاطرة تخطر ببالي وهي: نقل بعض محاور وفصول الكتاب المتعلقة بالدعوة إلى العقيدة السَّلفية على شكل مقال مختصر لتأكيد هذا الجانب المهم الذي أغفله عدد غير قليل من الدعاة من طلبة العلم، وجعلت عنوانه أحد العناوين الفرعية من الكتاب وهو: (تصحيح العقيدة والدعوة إليها واجب الدعاة الأول)، ثم أتبعته بفصل وخاتمة من كتاب: (الوجيز في عقيدة السلف) للشيخ عبد الله بن عبد الحميد الأثري حول أهمية الدعوة للعقيدة، والله أسأل أن ينفعني به ومن يطلع عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأعده جمعا: محمَّد السَّلفي -عفا الله عنه-
بالجزائر / تاريخ:1429هـ
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:56]ـ
في علم العقيدة
المقصود بالعقيدة: الأحكام الاعتقادية المتعلقة بأنواع التوحيد الثلاثة: الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات.
فيجب على المسلمين عمومًا وعلى الدعاة إلى الله تعالى على وجه الخصوص الاعتناء بمعرفة الله تعالى، بأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وآثار ذلك في الأنفس والآفاق، ووحدانيته جل وعلا في ربوبيته وأسمائه وألوهيته، وحقه على عباده، وما أخبر به من النبوة والكتب، وما سيكون في اليوم الآخر من الأحوال والأهوال؛ فيحقق أركان الإيمان الستة وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وحلوه ومره.
فإن هذه أصول الدين التي يجب العلم بها واعتقادها والعمل بمقتضاها، وهي أساس الأحكام العملية؛ فإنها تتوقف عليها ولا تصح إلا بها، والدعاة هم الذي يبلغون الناس ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من العلم والهدى والنور، فلزم أن يكونوا من أولى الناس اعتناء بهذا الجانب ومحافظة عليه.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:57]ـ
فساد العقيدة هو سبب مصائب المسلمين
وفي حقيقة الأمر أنه ما وقعت الفتنة، ولا حصلت الفرقة، ولا تشرذم المسلمون طرائق، وتمزقوا حذائق؛ إلا بسبب إهمال الدعاة والعلماء لجانب العقيدة، فإنا لله وإنا إليه راجعون!!
وما برزت الطفيليات المذهبية على السطح من اشتراكية وشيوعية ورأسمالية وقومية وغيرها كثير، وأُشرب حبها كثير من المسلمين إلا بسبب إهمال الحديث عن العقيدة.
وما استنكر الناسُ بعض مسائل التوحيد، وعسرت على كثير من المسلمين السنن، وما نجمت البدعة، ولا شُيدت القباب والأضرحة إلا بسبب ترك الحديث عن العقيدة، والتي هي قطب رحى الأعمال، ومدار القبول، يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}.
وما تسلط العدو، ولا انقلب حال الدهر، ولا سُلب المسلمون عادة الظهور والقهر، وما بدل الله حالنا إلى ما نحن عليه؛ إلا بسبب ضياع العقيدة والتوحيد من نفوس المسلمين وواقعهم، وقيام رموز الوثنية، وانتشار المعالم الشركية، وغربة التوحيد وأهله.
فليكن الداعية إلى الله تعالى على حذر من التلبيسات الباطلة والشبه الباهتة، فنحن كما أننا مأمورون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والسلوك، بل وفي قضايانا الاجتماعية، كذلك يجب علينا متابعته صلى الله عليه وسلم في منهجه في الدعوة إلى الله تعالى، وطريقته في التبليغ، وأن نبدأ بما بدأ به، وأن نركز على ما ركز عليه، وألا نجعل من منهج الدعوة إلى الله تعالى محلا للاجتهاد والأخذ والرد، ونُحدث لهذه الدعوة أصولا وقوانين جديدة من عند أنفسنا لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضوان الله تعالى عليهم، فنجعل من أمر التوحيد مثلا والدعوة إليه أمرا ثانويا فرعيا، ونزعم أن المصلحة تقتضي ذلك.
إن المصلحة الحقيقية كامنة في اتباعه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}.
وإن تأخر النصر على المسلمين، أو عدم استجابة المدعوين، أو مرور المسلمين بظرف ما، لا يسوغ أبدا إحداث أمر يخالف ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فقضية هداية التوفيق، أو نزول النصر والفتح، أو غير ذلك ليست إلينا، فنحن مأمورون بإحسان الطريق فقط، والنتائج ليست إلينا، ولا بأيدينا، إنما هي بيد الله تعالى القائل: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
قول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
ويقول تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
ويقول تعالى واصفا حال هذه الأمة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:58]ـ
تصحيح العقيدة و الدعوة إليها واجب الدعاة الأول
ولذا كان تصحيح العقيدة والاهتمام بها هي القضية الأولى التي تصدى لها الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام، فإن أهم المهمات، وأولى الواجبات التي قاموا بها هي الدعوة إلى تحقيق التوحيد، فيدعون الناس إلى أن يشهدوا ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويُعرّفون الناس بربهم الحق ومعبودهم الذي ليس لهم معبود سواه، وينزهونه عن ضد ذلك.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}.
ولقد ترجم الأنبياء عليهم السلام هذا الأمر إلى واقع من خلال دعوتهم الناس، فكان التوحيد من أولى أولويات دعوتهم وأهمها، ولقد بين الله تعالى ذلك بقوله حكاية عنهم وأن كلمتهم السواء: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.
ومعنى اعبدوا أي: (وحدوا).
يقول الناظم من أهل السنة:
أول واجب على العبيد ... معرفة الرحمن بالتوحيد
ومعرفة الله تعالى، وتحقيق الإيمان به، والإخلاص له، هو الأصل الأصيل، والركن الركين الذي يقوم عليه الدين، فهو كالقاعدة للبناء، وأي بناء لا يقوم على أصل راسخ وأساس محكم فإنه سرعان ما ينهار، فكل من فقد العقيدة الصحيحة الراسخة التي تجعله يخاف الله ويرجوه، ويرغب إليه، ويرهب منه، فيبادر إلى امتثال أوامره، والانكفاف عما نهى الله، ويعبد الله كأنه يراه، ويعتقد أن الله تعالى رقيب عليه، يسمع أقواله، ويرى أفعاله، ويعلم أحواله، وسره وعلانيته، وأنه تعالى سيجزيه على ذلك، فإنه لا يبالي بترك فرض أو واجب، ولا يكف عما يعرض له من معصية الله أو ظلم لعباده إذا قدر عليه وأمن من عقوبة السلطان.
ولذا أمضى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة كلها في الدعوة إلى (لا إله إلا الله)، فكان يدعو إلى أن يعبد الله وحده، ويُترك الشرك به، وتُكسر الأوثان، وكان يدعو معها أيضا إلى الأمور التي اتفقت عليها شرائع المسلمين قبله من بر الوالدين، وصلة الأرحام، والصدقة، والنهي عن الزنا، وقتل الأنفس المعصومة، وأخذ الأموال بغير حق، ونحو ذلك.
فالتوحيد إذًا هو أصل الدين وقاعدته التي لا تصلح الحياة البشرية كلها في أصولها وفروعها إلا به، فإن الناس إذا عرفوا الله، وآمنوا به، ووحدوه، سهل عليهم الانقياد لفعل الأوامر واجتناب النواهي رغبة في الثواب، وخشية من العقاب والجزاء.
فينبغي للداعية إلى الله تعالى أن يكون بصيرا بهذا العلم، وأن يلتزم مذهب السلف الصالح (أهل السنة والجماعة) في تأصيل العقيدة، والتوحيد، والعمل بها، والدعوة إليها، وذلك ببيان العقيدة الإسلامية الصحيحة، والاهتمام بمصادرها تأصيلا واستدلالا، وفهمًا على نصوص الوحيين، وأقوال الصحابة ومن تبعهم بإحسان، ومن أهل العلم والدين السائرين على طريقة السلف الصالح، رضوان الله عليهم أجمعين.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:58]ـ
من أهم الكتب التي ينصح بها دعاة العقيدة
ومن أهم ما ينصح الداعية بقراءته كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإنها اعتنت بهذا المنهاج وهي من أفضل ما قرر مسائل العقيدة السلفية، وكذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله، وأيضا قراءة كتب أئمة الدعوة، وبالخصوص (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) (قسم العقيدة)، ولا ينسى الداعية كتب العقيدة التي أطلق عليها أصحابها كتب السنة مثل: كتاب (السنَّة للإمام عبد الله ابن الإمام أحمد)، و (السنَّة للطبراني)، و (السنَّة للخلال)، و (السنة للأثرم)، و (السنة لابن أبي عاصم)، و (شرح السنة للبربهاري)، والتي صنفت للرد على كتب البدعة والزندقة.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:59]ـ
في الإكثار من الحديث عن العقيدة
فإذا وفق الله الداعية، ونال نصيبا وافرا من هذا العلم العظيم، فعليه أن يكثر من الحديث عن أمور العقيدة، والتوحيد، والنهي عن الشرك ووسائله، والكفر وذرائعه، تأسيا بالأنبياء عليهم السلام، وسيرًا على طريقة السلف الصالح، وأن يجعلها أهم مهماته، وأولى بداياته، فإن هذه هي وظيفة الأنبياء والمرسلين - كما تقدم - وأتباعهم إلى يوم القيامة، وليحذر أشد الحذر من إغفال الكلام عن الشرك، ووسائله، والخرافة، وخصال الجاهلية الباقية في الأمة، والتي تقل في وقت، وتكثر في آخر، وغيرها من القوادح، والانشغال بما هو من نتائجها.
وعليه، إن وُفِّق للتصنيف أيضا أن يشتغل بالكتابة، والرد على المناوئين لهذه العقيدة، والمخالفين لها من أهل الأهواء والبدع من سائر الطوائف، وتفنيد شبههم، والرد على افتراءاتهم في النصوص الشرعية، وتلبيساتهم الكلامية والعقلية، وذلك باستخدام الوسائل الممكنة والمتاحة لإيصال الحق وتبليغه ودفع الباطل وتبكيته.
وقد يكون من الواجب على الداعية مطالعة الردود السلفية التي كتبها علماء السنة على أهل البدع في القديم والحديث، للدُربة أولا، وللوقوف على ما لا يمكن أن يجده الداعية في كثير من الكتب من الأدلة السمعية والعقلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:00]ـ
أهمية الدعوة للعقيدة وتصحيحها
أَوَلا- أنها السبيلُ الوحيدُ للخلاص من التفرق والتحزب، وتوحيد صفوف المسلمين عامة، والعلماء والدعاة خاصة؛ حيث هي وحي اللّه تعالى وهدي نبيِّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وما كان عليه الرَّعيل الأَول الصحابة الكرام، وأَي تجمع على غيرها مصيره- كما نشاهده اليوم من حال المسلمين- التفرق، والتنازع، والإِخفاق، قال اللّه تبارك وتعالى:
{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
ثانيا- أنها تُوحِّدُ وتُقوِّى صفوفَ المسلمين، وتجمع كلمتهم على الحق وفي الحق؛ لأنَها استجابة لقول اللّه تبارك وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} ولذا فإِنَّ من أَهم أَسباب اختلاف المسلمين اختلاف مناهجهم وتعدد مصادر التلقِّي عندهم، فتوحيد مصدرهم في العقيدة والتلقِّي سبب مهم لتوحيد الأمَة، كما تحقق في صدرها الأَوَل.
ثالثا- أنها تَرْبط المسلم مباشرة باللّه تعالى ورسوله- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وبحبِّهما وتعظيمهما، وعدم التقدم بين يدي اللّه ورسوله- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- ذلك لأَنَ عقيدة السلف منبعها: قال اللّه، وقال رسوله؛ بعيدا عن تلاعب الهوى والشبهات، وخالية من التأثر بالمؤثرات الأَجنبية من فلسفة ومنطق وعقلانية، فليس إِلا الكتاب والسُّنَّة.
رابعا- أنها سهلة مُيسرَةٌ واضحة، لا لَبْسَ فيها ولا غموض بعيدة عن التعقيد وتحريف النصوص، مُعتَقِدُها مرتاح البال، مطمئنُّ النفس، بعيد من الشكوك والأَوهام ووساوس الشيطان، قَريرُ العين لأَنَّه سائر على هدي نبي هذه الأُمَّة- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وصحابته الكرام رضوان اللّه تعالى عليهم أَجمعين، قال اللّه تعالى:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
خامسا: أنها من أَعظم أَسباب القرب من اللّه- عز وجل- والفوز برضوانه سبحانه وتعالى.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:00]ـ
صفوة القول:
إِنَّه لا صلاح لنا، ولا نجاح لدعوتنا إِلا إِذا بدأنا بالأَهم قبل المهم، وذلك بأَن ننطلق في دعوتنا من عقيدةِ التوحيد؛ نَبْني عليها سياستنا، وأحكامنا، وأخلاقنا، وآدابنا، ومعاملتنا.
وننطلق في كلِّ ذلك من هدي الكتاب والسّنة وعلى فهم سلف الأُمة، ذلكم هو الصراط المستقيم والمنهج القويم الذي أَمرنا الله به، فقال تعالى:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
وعقيدة السلف هي السبيل الوحيد الذي يصلح به حال الأُمة. نسأل الله تعالى كما دلنا على منهج السَّلف الصالح؛ أَن يجعلنا منهم، ويحشرنا معهم تحت لواء سيد الخلق الشافع المشفع محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأَن لا يزيغ قلوبنا بعد إِذ هدانا، ونسأَله أَن يجعلنا من عبادهِ الموحِّدين الصٌالحين العاملين في سبيله؛ إِنه على ذلك لقادر، وهو سميع مجيب.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 03:49]ـ
الأخ الفاضل /: (محمد السلفي) جزاك الله خير الجزاء .......
جهد مشكور .......... ولكن لي طلبين:
أولهما: كتاب الشيخ فرحان (هل تستطيع تنزيله هنا للفائدة؟).
ثانيهما: بالنسبة لكتاب (الوجيز .. ) أن أعلم أنّ الكتاب قدّم له بعض أهل العلم،ولكن بعض المشايخ المصريين (أبو اليمين المنصوري) انتقده بغض الانتقادات وهي خطيرة ......... وهذه الانتقادات موجودة على هذا المنتدى المبارك _إن شاء الله _ حبذا لو راجعتها واقتصرت في نقل على الكتب الصافية.
وفقك الله لرضاه ....
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:27]ـ
الأخ الفاضل /: (محمد السلفي) جزاك الله خير الجزاء .......
جهد مشكور .......... ولكن لي طلبين:
أولهما: كتاب الشيخ فرحان (هل تستطيع تنزيله هنا للفائدة؟).
ثانيهما: بالنسبة لكتاب (الوجيز .. ) أن أعلم أنّ الكتاب قدّم له بعض أهل العلم،ولكن بعض المشايخ المصريين (أبو اليمين المنصوري) انتقده بغض الانتقادات وهي خطيرة ......... وهذه الانتقادات موجودة على هذا المنتدى المبارك _إن شاء الله _ حبذا لو راجعتها واقتصرت في نقل على الكتب الصافية.
وفقك الله لرضاه ....
وإياكم أخي محمود الغزي ..
أما بخصوص كتاب الشيخ فرحان فممكن أنزله مستقبلا إن شاء الله ..
وأما نقد المنصوري للكتاب فقرأته ولي عليه رد وجيز سأنزله إن شاء الله ..
وجزاك الله كل خير أخي الفاضل .. وفقني الله و إياك لمرضاته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على نقد "المنصوري" لكتاب الوجيز في عقيدة السلف الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، ولى آله وصحبه أجمعين:
وبعد:
قول المنصوري -عفا الله عنه-: " فهذه كلمات كتبتها من رأس القلم في الرد على كتاب " الوجيز في عقيدة السلف الصالح" لمؤلفه عبدالله بن الحميد الأثري! وذلك لما رأيت فيه من المخالفات، كل ذلك ابراء للذمة ونصحا للأمة، .. " فيه غلط في كتابة اسم المؤلف و الصحيح هو: عبد الله بن عبد الحميد الأثري وليس بن الحميد.
قوله: " قال ص53:" وهو متنزه عن أن يحتاج الى العرش أوما دونه، فشأن الله تعالى أعظم من ذلك؛ بل العرش والكرسي محمولان بقدرته وسلطانه".
قلت: وهذه الجملة الأخيرة لا نعلم أن أحدا من السلف قال بها! "
ـ رده: يقول الإمام الدارمي رحمه الله في صفحة 457 من النقض المجلد الأول:
فيقال لهذا البقباق النفاج: إن الله أعظم من كل شيء وأكبر من كل خلق ولم يحتمله
العرش عظما ولا قوة ولا حملة العرش احتملوه بقوتهم ولا استقلوا بعرشه بشدة أسرهم
ولكنهم حملوه بقدرته ومشيئته وإرادته وتأييده. لولا ذلك ما أطاقوا حمله ..
وقال أيضا عن حملة العرش صفحة 458:
فاستقلوا به - أي بالعرش - بقدرة الله وإرادته، لولا ذلك ما استقل به العرش ولا الحملة ولا السموات والأرض ولا من فيهن ..
وقال الدارمي رحمه الله رادا على المعارض في صفحة 460:
أفلا تدري أيها المعارض أن حملة العرش لم يحملوا العرش ومن عليه بقوتهم وشدة أسرهم
إلا بقوة الله وقدرته. .
تنبيه: النقولات من مشاركة احد الإخوة.
وقوله: " وقال عند حديثه عن الايمان بالملائكة ص61:"ومنهم من يشهد جنائز الصالحين ".
قلت: أين الدليل على هذا؟!!! "
ـ رده: الدليل: أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ. سنن النسائي - (ج 3 / ص 292) وصححه الألباني.
- وقال الشيخ محمد سليمان الأشقر في كتابه (عالم الملائكة الأبرار) ضمن "سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب و السنة" والتي أثنى عليها الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
" شهود الملائكة لجنازة الصالحين:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم في سعد بن معاذ: (هذا الذي تحرّك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لقد ضُمّ ضمة، ثمّ فرّج عنه). رواه النسائي عن ابن عمر".
وقوله: " ثم قال أيضا بعده ص62:" ومنهم الموكلون بلعن الكفار ".
قلت: أين الدليل على هذا؟!!! "
ـ رده: جاء في كتاب (عالم الملائكة الأبرار):
- لعن الكفرة:
قال تعالى: (كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرَّسول حقٌّ وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظَّالمين – أولئك جَزَآؤُهُمْ أنَّ عليهم لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين) [آل عمران: 86 - 87]، وقال: (إنَّ الَّذين كفروا وماتوا وهم كفَّار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين) [البقرة: 161].
ولا تلعن الملائكة الكفرة فحسب، بل قد تلعن من فعلوا ذنوباً معينة ومن هؤلاء:
أ- لعن الملائكة المرأة التي لا تستجيب لزوجها:
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء، لَعَنَتْها الملائكة حتى تصبح). (2) صحيح البخاري: 9/ 293. ورقمه: 5193.وفي رواية في الصحيح: (حتى ترجع).المصدر السابق: 9/ 294. ورقمه: 5194. .
ب- لعنهم الذي يشير إلى أخيه بحديدة:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال أبو القاسم: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمّه). صحيح مسلم: 4/ 2020. ورقمه: 2616 ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعن الملائكة يدل على حرمة هذا الفعل، لما فيه من ترويعٍ لأخيه، ولأنّ الشيطان قد يطغيه فيقتل أخاه، خاصة إذا كان السلاح من هذه الأسلحة الحديثة، التي قد تنطلق لأقل خطأ، أو لمسة غير مقصودة، وكم حدث أمثال هذا.
ج- لعنهم من سبّ أصحاب الرسول:
في معجم الطبراني الكبير عن ابن عباس بإسناد حسن: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من سبّ أصحابي، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
فيما عجباً لأقوام جعلوا سبّ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ديناً لهم يتقربون به إلى الله، مع أن جزاءَهم ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم هنا، وهو جزاء رهيب.
د- لعنهم الذين يحولون دون تنفيذ شرع الله:
في سنن النسائي وسنن ابن ماجة، بإسناد صحيح، عن ابن عباس، رضي الله عنهما: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قَتَلَ عمداً فَقَود يديه، فمن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين). صحيح سنن النسائي: 3/ 492. ورقمه: 4456، 4457. وصحيح سنن ابن ماجة: 2/ 96. ورقمه: 2131. . فالذي يحول دون تنفيذ حكم الله في قتل القاتل عمداً بالجاه أو المال ... فعليه هذه اللعنة، فكيف بالذي يحول دون تنفيذ الشريعة كلها؟!
هـ- لعنهم الذي يؤوي محدثاً:
من الذين تلعنهم الملائكة كما يلعنهم الله الذين يحدثون في دين الله، بالخروج على أحكامه، والاعتداء على تشريعه، أو يؤوون من يفعل ذلك، ويحمونه، كما في الحديث الصحيح: (من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين). صحيح سنن أبي داود: 3/ 859. ورقمه: 3797. وصحيح سنن النسائي: 3/ 982. ورقمه: 4412. .
والحدث في المدينة فيه زيادة في الإجرام، ففي الصحيحين عن علي ابن أبي طالب قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المدينة حرم، ما بين عَيْر إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً، ولا عدلاً). صحيح البخاري: 4/ 81. ورقمه: 1870. ورواه مسلم: 2/ 994. ورقمه: 1370. واللفظ لمسلم ..
قوله:قال ص 157 في الحاشية " وأما من عطل منهم شرع الله ولم يحكم به وحكم بغيره فهؤلاء خارجون عن طاعة المسلمين فلا طاعة لهم على الناس؛ لأنهم ضيعوا مقاصد الامامة التي من أجلها نصبوا واستحقوا السمع والطاعة وعدم الخروج، ولأن الوالي ما استحق ان يكون كذلك الا لقيامه بأمور المسلمين، وحراسة الدين ونشره، وتنفيذ الأحكام، وتحصين الثغور، وجهاد من عاند الاسلام بعد الدعوة، ويوالي المسلمين ويعادي أعداء الدين، فاذا لم يحرس الدين أو لم يقم بأمور المسلمين فقد زال عنه حق الامامة ووجب على الأمة - متمثلة بأهل الحل والعقدالذين يرجع اليهم تقدير الأمور في ذلك - خلعه ونصب آخر ممن يقوم بتحقيق مقاصد الامامة؛ فأهل السنة عندما لايجوزون الخروج على الأئمة بمجرد الظلم والفسق -لأن الفجور والظلم لا يعني تضييعهم للدين - فيقصدون الامام الذي يحكم بشرع الله؛ لأن السلف الصالح لم يعرفوا امارة لا تحافظ على الدين فهذه عندهم ليست امارة، وانما الامارة هي ما أقامت الدين ثم بعد ذلك قد تكون امارت برة، أو امارة فاجرة ".
قلت: ان سوق هذا الكلام يغني عن رده فهو من الخطورة بمكان،مع أنه قال ص115،116 تحت:" ثانيا كفر أصغر غير مخرج من الملة ويسمى الكفر العملي ":" ومن الأمثلة على ذلك: قتال المسلم، أو الحلف بغير الله تعالى، أو الحكم بغير ما أنزل الله عصيانا مع الاقرار بأنه مستحق للعقوبة وليس جحودا "
قلت: انظر الى هذا جيدا لتعلم منهج الرجل!!!، ثم هو يخبط خبط عشواء!!!
وسؤالنا لهذا ومن على شاكلته:
ما الفرق بين الحكم بغير ما أنزل الله والقول بخلق القرآن؟
وما هو موقف أحمد من المأمون الذي الذي أمر بالكفر وأظهره؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ رده: في سوق كلام الشيخ عبد الله بن عبد الحميد الأثري بكامله، قال: " واعلم أن من ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، أو غلبهم بسيفه حتى صار خليفة، وجبت طاعته وحرم الخروج عليه. قال الإمام أحمد: (ومن غَلبَ عليهم- يعني الولاةَ- بالسيف حتى صار خليفة، وسمي أمير المؤمنين؛ فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيتَ ولا يراهُ إماما برا كان أو فاجرا). «الأحكام السلطانية»، لأبي يعلى: ص23. وقال الحافظ في الفتح: (وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتَغلب، والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقنِ الدماء، وتسكين الدهماء) ج 13، ص9. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وقل من خرج على إِمام ذي سلطان؛ إِلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير) منهاج السنة ج 2 ص241. وأما من عطل منهم شرع الله ولم يحكم به وحكم بغيره؛ فهؤلاء خارجون عن طاعة المسلمين فلا طاعة لهم على الناس؛ لأنهم ضيعوا مقاصد الإمامة التي من أجلها نُصبوا واستحقوا السمع والطاعة وعدم الخروج، ولأن الوالي ما استحق أن يكون كذَلك إلا لقيامه بأمور المسلمين، وحراسة الدين ونشره، وتنفيذ الأحكام وتحصين الثغور، وجهاد من عاند الإسلام بعد الدعوة، ويوالي المسلمين ويعادي أعداء الدين؛ فإذا لم يحرس الدين، أو لم يقم بأمور المسلمين؛ فقد زال عنه حق الإمامة ووجب على الأُمة- متمثلة بأهل الحل والعقد الذين يرجع إِليهم تقدير الأمر في ذلك- خلعه ونصب أخر ممن يقوم بتحقيق مقاصد الإمامة؛ فأهل السنة عندما لا يجوزون الخروج على الأئمة بمجرد الظلم والفسوق- لأن الفجور والظلم لا يعني تضييعهم للدين- فيقصدون الإمام الذي يحكم بشرع الله؛ لأن السلف الصالح لم يعرفوا إمارة لا تحافظ على الدين فهذه عندهم ليست إمارة، و (إنما الإمارة هي ما أقامت الدين ثم بعد ذلك قد تكون إمارة بَرة، أو إِمارة فاجرة. قال علي بن أَبي طالب رضي الله عنه: «لا بد للناس؛ من إِمارة برة كانت أو فاجرة، قيل له: هذه البرة عرفناها فما بال الفاجرة؟! قال: يُؤمن بها السبُل وتُقام بها الحدود ويُجاهد بها العدو ويُقسم بها الفيء)» منهاج السنة، لابن تيمية: ج ا ص146.
تنبه أخي أن الشيخ عز إلى المصدر فلما لم يبين الناقد ذلك؟؟
وقوله: ثم في الصفحة التي قبلها قال:" ومناصحتهم -أي: ولاة الأمور - اذا كان ظاهرهم صحيحا ".
قلت: وهذا تحكم غريب وقيد عجيب "!!!
ـ رده: لا يظهر أن في كلام الشيخ تحكم غريب أو قيد عجيب وغاية ما هنالك أن الولاة إذا كان ظاهرهم الصلاح وفرطوا في بعض الأمور قد يرجى منهم القبول بالنصح، أما لو كان ظاهرهم غير ذلك فيخشى الأذية على من نصحهم، و المسألة تحتاج لبحث.
وقوله: " كما وانه وضع قيدا آخرا أعجب منه في الخروج فقال في حاشية ص171:" الفتنة الكبرى وهي الخروج على الامام الحق بالسيف ".
قلت: ان لازم قوله أن من غلبهم وقهرهم ولم يتولى عليهم بالحق أن لهم الخروج عليه!!!
ثم ينسب هذا الى السلف وهم من هذا براء فتأمل ".
ـ رده: إن الشيخ لم يلتزم ما ألزمته به والقاعدة معروفة في ذلك، و كلامك فيه نوع مبالغة وليّ لكلامه وحمله اكثر مما يحتمل وكلام الشيخ بكامله دون بتر يوضح ذلك، قال الشيخ: " أول بدعة ظهرت في الدين التفريق بين الصلاة والزكاة، وادعاء أن الزكاة لا تؤدى إِلا للرسول- صلى الله عليه وسلم - فتصدى لهم الصديق- رضي الله عنه - وقاتلهم وقضى عليهم قبل أن يستفحل أمرهم، ولو تركهم على ذلك لأصبحت دعواهم دينا إلى يومنا هذا، وفي عهد عمر ظهرت بعض البدع الصغيرة فأماتها رضي الله عنه، وفي عهد عثمان حدثت أوائل الفتنة الكبرى وهي الخروج على الإمام الحق بالسيف، وانتهت بدعتهم بمقتله رضي الله عنه، وكان هذا بداية فتنة الخوارج إِلى يومنا هذا ثم توالت البدع؛ فجاءت القدرية، والمرجئة، والرافضة، والزنادقة، والفرق الباطنية، والجهمية، ومنكرو الأسماء والصفات. . إِلى غيرها من البدع، وكلما ظهرت البدع كان أهل السنة لهم بالمرصاد، ولا يزال الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل باقيا إِلى يومنا هذا وإلى يوم الدين، وأهل السنة يكشفون اللثام في كل زمان ومكان عن كل قولٍ أو فعل يخالف القرآن والسنة
(يُتْبَعُ)
(/)
وإجماع الأمة "
وقوله: قال تحت باب " ومن أخلاق السلف الصالح؛ أهل السنة والجماعة":
"واجابتهم لدعوة اخوانهم الا من كان طعامه حرام ".قلت: كيف وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم دعوة يهودية وأكل عندها؟!!!
ـ رده: ينظر التفصيل في هذه المسألة في شرح (الأربعين النووية) للشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -مُقدم و مراجع الكتاب-، وسمعت كلاما قديما للشيخ رئيس المجلس الأعلى للقضاء العلامة صالح بن محمد اللحيدان - حفظه الله - يفند فيه شبهة مثل شبهة الأخ منصوري واستدلاله ذاك. ومع ذلك عُلم بعد أن استقرت الشريعة أن اليهود لا أمانه ولا عهد لهم وأنا شخصيا لو دعاني يهودي لما أجبته وأكلت طعامه، فهل المنصوري يفعل ذلك؟؟
وقال ص212 تحت تبويبه " ضوابط ومنطلقات الداعية ":
"5 - الدعوة الى التعاون والى كل ما يوصل اليه،والبعد عن مواطن الخلاف وكل مايؤدي اليه، ونعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا عليه، وينصح بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، مع عدم التباغض،والأصل بين الجماعات الاسلامية: التعامل والوحدة؛ فان تعذر ذلك فالتعاون، فان تعذر ذلك فالتعايش، والا الرابعة الهلاك ".
قلت: ان هذا الكلام مما لا يقول به السلفيون بل هو من أصول منهج الاخوان المسلمين وقاعدتهم في التجميع والتكتل، ثم هي جماعة واحدة لا جماعات كما زعمت".
ـ رده: قاعدة "ونعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا عليه، وينصح بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه" صحيحة وصححها كثير من العلماء منهم الشيخ المحدث مقبل الوادعي – رحمه الله-والشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-أما قاعدة الإخوان فهي العذر مطلقا في الاختلاف سواء في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد أو لا .. فتنبه أخي. وكلام الشيخ الذي وقفت عليه بكامله دون بتر يزيل الإشكال وهو: " الدعوة إِلى التعاون وإلى كلِّ ما يوصل إِليه، والبعد عن مواطن الخلاف وكل ما يؤدِّي إِليه، وأَن يعين بعضنا بعضا، وينصح بعضنا لبعض فيما نختلف فيه، مما يسع فيه الخلاف، مع نبذ التباغض.
والأَصل بين الجماعات الإسلاميَّة المعتدلة: التعامل والوحدة؛ فإِنْ تعذر ذلك فالتعاون، فإِنْ تعذر ذلك فالتعايش، وإلا فالرابعة الهلاك."
وقوله: " ومما يؤكد هذا المعنى عن الرجل وأنه ينحى هذا المنحى قوله بعده ص213:
"11 - التمييز بين الغاية والوسيلة،مثلا: الدعوة هدف؛ لكن الحركة والجماعة والمركز ... وغيرها هي من الوسائل ".
فتأمل!!!
ـ رده: بعد التأمل لكلام الشيخ وتدبر ما كتبه في غير ما موضع من الكتاب وتحت ذاك الفصل يتبين أن الشيخ لا يقر تعدد الجماعات المخالفة لمنهج وعقيدة أهل السنة إذ هي فرق ضالة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق-صلى الله عليه و سلم-، حيث قال مثلا: " الحرص على إِيجاد جماعة المسلمين، ووحدة كلمتهم على الحق؛ أَخذا بالمنهج القائل: (كلمةُ التوحيدِ أَساسُ توحيد الكلمة) مع الابتعادِ عما يُمزِّقُ الجماعات الإِسلاميَّة اليوم من التحزب المذموم الذي فرق المسلمين، وباعد بين قلوبهم.
والفهم الصحيح لكلِّ تجمع في الدعوة إِلى الله تعالى:جماعة من المسلمين لا جماعة المسلمين.".
وقال: " يجب أَنْ يكون الولاءُ للدين لا للأشخاص؛ فالحق باق والأَشخاصُ زائلون، واعرفِ الحق تعرفْ أَهلَه." وقال: " عدم التعصب للجماعة التي يَنتسبُ إِليها الفرد، والترحيبُ بأَي جهد محمود يقدمه الآخرون، ما دام موافقا للشرع، وبعيدا عن الإفراط والتفريط."
أما قوله: " ومما يؤكد هذا المعنى أيضا قوله بعده ص216:" 31 - تمسك الدعاة والحركات الاسلامية بدوام الاعتصام بالله تعالى."
قلت: انظر كتاب شيخنا العلامة ربيع المدخلي " جماعة وآحدة لا جماعات وصراط وآحد لا عشرات ".
ـ رده: وهل هذا الكلام فيه مخالفة سبحان الله؟؟ إذن فليعتبره الأخ منصوري نصيحة لهم ونعم النصيحة، خاصة وأن الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-له كلام يشبهه ولم يقل أحد أن قصده إقرار الفرق و الجماعات الضالة، ومع ذلك لا بأس من ذكر كلام الشيخ الأثري كاملا دون حذف أو زيادة، قال الشيخ: " تمسكُ الدعاة والجماعات الإِسلامية بدوام الاعتصام بالله تعالى، وتقديم الجهد البشري وطلب العون من الله تعالى، واليقين بأَن الله هو الذي يقود، ويوجه مسيرة الدعوة، ويسدِّد الدعاة، وأَن الدين والأَمر كله للّه سبحانه وتعالى.
هذه الضوابط والفوائد هي ثمرة تجارب كثير من العلماء والدعاة إِلى الله تعالى، ولنعلم يقينا أَنَّ الدعاة إِلى الله لو فقهوا هذه الضوابط، وعملوا بها؛ لكان في ذلك خير كثير لمسيرة الدعوة.
وليعلم جميع الدعاة، أَنَّه لا صلاح لهم، ولا نجاح لدعوتهم إِلا بالاعتصام بالله، والتوكل عليه في كلِّ أَمرٍ، وسؤاله التوفيق، وإخلاص النيَّة، والتجرد من الهوى، وجعل الأَمرِ كلّه للّه تعالى ".
ختاما هذا رد وجيز في اشارات سريعة مجملة للتنبيه على ما في هذا النقد من تعدي و هضم لجهد أهل العلم حيث أن الكتاب قدم له الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيزآل الشيخ وغيره، ومعلوم رسوخ الشيخ في عقيدة ومنهج أهل السنة و الجماعة ولا ندعي له العصمة، وقال عن الكتاب كما في مقدمته: " وباطلاعي عليه وقراءتي له ألفيته قد أجاد فيه وأفاد، وبذل فيه جهدا مشكورا، وذكر فيه مجمل اعتقاد السلف بأسلوب أخاذ، وعبارة سهلة، وعرض حسن، وقد وفق في تبويبه وترتيبه، وقد جاءت هذه الطبعة التي نحن بصدد التقديم لها، فظهرت منقحة ومصححة، مستدركا فيها ما فاته في سابقها من ملحوظات يسيرة ".
فوصفه الناقد دون إنصاف و عدل بقوله: " .. ولا يلبس عليهم أنه كتب على غلافه أنه في عقيدة السلف الصالح فهو بمنأى عن ذلك عدالة وضبطا كما أشرت اليه .. "
ـ فلا يسعني إلا أن أقول ما قاله الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله- في مقدمته:" وإن هذا الكتاب وأمثاله لمما تقر به عيون الموحدين، وتفرح به قلوبهم، وتشرق به حلوق المناوئين، وتضيق به صدورهم ". والله المستعان.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أَجمعين.
وكتبه: محمد السَّلفي الجزائري1429هـ(/)
محاضرة صوتية فكرية عن مصادر الاستدلال عن النصارى /لـ محمد جلال القصاص غفر الله له
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:31]ـ
من هنا
http://muslimchristiandialogue.com/modules/mysounds/singlefile.php?cid=38&lid=541
.(/)
بتأصيل جديد لقضية الردة:القتل للردة وحدها يتنافى مع قاعدة (لا إكراه في الدين)
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:39]ـ
*' deh6h
أصدر الفقيه والأصولي الأستاذ أحمد الريسوني كتابا حول الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية.
وقد تضمن الكتاب آراء واجتهادات جديدة كثيرة مبنية على هذه الكليات، من بينها رأيه في حد الردة، وفيما يلي كلام الأستاذ الريسوني في الموضوع. فبعد أن نقل أقوال كبار الأصوليين والفقهاء والمفسرين في أن كليات الشريعة لا تقبل النسخ، وضرب الأمثلة لذلك، قال:
لا نسخ ولا تخصيص لآية (لا إكراه في الدين)
ومن الآيات التي ذهب بعض المفسرين إلى القول بنسخها، الآية الكريمة: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256] , مع أن الآية تقرر قضية كلية قاطعة، وحقيقية جلية ساطعة , وهي أن الدين لا يكون ـ ولا يمكن أن يكون ـ بالإكراه. فالدين إيمان واعتقاد يتقبله عقل الإنسان وينشرح له قلبه , وهو التزام وعمل إرادي , والإكراه ينقض كل هذا ويتناقض معه.
فالدين والإكراه لا يمكن اجتماعها , فمتى ثبت الإكراه بطل الدين. فالإكراه لا ينتج دينا , وإن كان قد ينتج نفاقا وكذبا وخداعا , وهي كلها صفات باطلة وممقوتة في الشرع , ولا يترتب عليها إلا الخزي في الدنيا والآخرة.
وكما أن الإكراه لا ينشئ دينا ولا إيمانا , فإنه كذلك لا ينشئ كفرا ولا ردة , فالمكرَه على الكفر ليس بكافر , والمكره على الردة ليس بمرتد , وهكذا فالمكره على الإيمان ليس بمؤمن , والمكره على الإسلام ليس بمسلم. ولن يكون أحد مؤمنا مسلما إلا بالرضا الحقيقي: " رضيتُ بالله ربا وبالإسلام دينا , وبمحمد نبيا ورسولا ".
وإذا كان الإكراه باطلا حتى في التصرفات والمعاملات والحقوق المادية والدنيوية , حيث إنه لا ينشيء زواجا ولا طلاقا , ولا بيعا، ولا بيعة , فكيف يمكنه أن ينشيء دينا وعقيدة وإيمانا وإسلاما؟!
فقضية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} هي قضية كلية محكمة , عامة تامة , سارية على أول الزمان وآخره , سارية على المشرك والكتابي , سارية على الرجال والنساء , سارية قبل الدخول الإسلام , وبعده , أي سارية في الابتداء وفي الإبقاء , فالدين لا يكون بالإكراه ابتداء , كما لا يكون بالإكراه إبقاء.
ولو كان للإكراه أن يتدخل في الدين
ويُدخل الناس فيه , أو يبقيهم فيه، لكان هو الإكراه الصادر عن الله عز وجل , فهو سبحانه وحده القادر على الإكراه الحقيقي والمُجْدي , الذي يجعل الكافر مؤمنا والمشرك موحدا والكتابي مسلما , ويجعل جميع الناس مؤمنين مسلمين , ولكنه سبحانه ـ بحكمته ـ أبى ذلك ولم يفعله: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99] {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 149] , {وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} [الأنعام: 107].
فحكمة الله التي لم تأخذ بالإكراه في الدين , حتى في صورة كونه ممكنا ومجديا وهاديا , لا يمكن أن تقره حيث لا ينتج سوى الكذب والنفاق وكراهية الإسلام وأهله.
وإذا كانت الآية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} غير منسوخة وغير قابلة للنسخ , فهي أيضا غير مخصصة وغير قابلة للتخصيص. وأقل ما يقال في هذا المقام , هو أن الآية جاءت بصيغة صريحة من صيغ العموم , فلا يمكن تخصيصها إلا بدليل مكافئ ثبوتا ودلالة. قال العلامة ابن عاشور: " وجيء بنفي الجنس [لا إكراه] , لقصد العموم نصا , وهي (أي الآية) دليل واضح على إبطال الإكراه على الدين بسائر أنواعه .... "
إذا تقرر أن هذه الآية محكمة غير منسوخة , وعامة غير مخصوصة , وإذا كان هذا واضحا وصريحا بلفظ الآية ومنطوقها , فلننظر الآن في بعض الاعتراضات والاستشكالات الواردة في الموضوع , وأهمها أمران:
الأول: ما ثبت في عدد من النصوص القرآنية والحديثية وكذلك في السيرة النبوية الفعلية , من قتال للمشركين حتى أسلموا .... وهكذا تم " إكراه " معظم مشركي العرب على الدخول في الإسلام، كما يقال.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: حد الردة , فإنه " إكراه " على البقاء في الإسلام , وبذلك اعتبر هذا الوجه من وجوه الإكراه خارجا عن مقتضى الآية وعمومها ....
حد الردة
ـ وبخصوص الأمر الثاني , وهو قتل المرتد , أرى من المفيد ومن الضروري التذكير ببعض القواعد المنهجية , التي تنطبق عليه وعلى سابقه وعلى نظائرهما.
1 ـ لقد تقرر سابقا أن الكليات لا نسخ فيها.
2 ـ وتقرر أن الكليات المحْكمات هن أُم الكتاب وأُس الشريعة , وأنها حاكمة على الجزئيات ومقدَّمة عليها.
3 ـ وقرر الإمام الشاطبي كذلك أن: التشابه لا يقع في القواعد الكلية , وإنما يقع في الفروع الجزئية.
وبيَّن " أن المراد بالأصول القواعدُ الكلية , كانت في أصول الدين أو في أصول الفقه أو غير ذلك من معاني الشريعة الكلية لا الجزئية." ثم قال: " فإذا اعتُبر هذا المعنى , لم يوجد التشابه في قاعدة كلية ولا في أصل عام ... "
4 ـ وطِبقا لكل ما تقدم، قرر الشاطبي قاعدة منهجية أخرى , وهي:" إذا ثبتت قاعدة عامة أو مطلقة فلا تؤثر فيها معارضة قضايا الأعيان ولا حكايات الأحوال." وذلك لأن القاعدة الكلية تستند إلى أدلة قطعية غير محتملة , بينما القضايا الجزئية المتعارضة معها، ترِد عليها الاحتمالات والتأويلات والشكوك ..
وقد وضَّح المسألة بمثال وقع في زمانه وفي بلده غرناطة، وهو قتل موسى عليه السلام للقبطي , حيث يمكن أن يفهم منه عدم عصمة الأنبياء المقررة في العقيدة الإسلامية ... فكان رأي الشاطبي أن عصمة الأنبياء قضية كلية مستفادة من عدد من الأدلة القاطعة , وهي فوق الشك والاحتمال. فإذا سلمنا بهذه القاعدة , أو بهذا الأصل , أمكننا حينئذ أن نفهم وقوع القتل من موسى للقبطي على أي وجه لا ينقض العصمة ولا يتنافى معها.
" فمُحال أن يكون ذلك الفعل منه ذنبا , فلم يبق إلا أن يقال: إنه ليس بذنب , ولك في التأويل السعة , بكل ما يليق بأهل النبوة ولا ينبو عن ظاهر الآيات."
ونحن نعلم أن قاعدة {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قطعية الثبوت قطعية الدلالة , فضلا عن كليتها وعموم صيغتها , كما نعلم بالعقل والتجربة أن الإكراه على الدين لا يجدي نفعا ولا ينتج إلا ضررا.
فإذا علمنا هذا وتمسكنا به ولم نحِد عنه , كان بإمكاننا أن نتعامل بشكل سليم مع ما روي من أخبار وآثار تفيد قتل المرتد عن الإسلام , إذا لم يتب ويرجع عن ردته.
فالقول بأن القتل يكون للردة وحدها ولا شيء معها أو سواها , يتنافى تنافياواضحا مع قاعدة {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} فتعين رده وعدم التسليم به. بعد ذلك , فإن هذه الأخبار والآثار الدالة على قتل المرتد، يمكن أن تفهم على أنها:
ـ إما متعلقة بعقوبة تعزيرية،تراعى في اعتمادها الملابسات والمخاطر التي كانت تشكلها حركة الردة على الكيان الإسلامي الناشئ. خاصة ونحن نعرف من خلال القرآن الكريم، ومن سياق الأحداث والوقائع يومئذ، أن كثيرا من حالات الدخول في الإسلام، ثم الخروج منه، كانت عملا تآمريامبيَّتا ينطوي على الخيانة والغدر.
ـ وإما متعلقة بما يقترن عادة مع الردة , من جرائم , أو التحاق بصف العدو , أو نحوها من الأفعال الموجبة للعقوبة. وهذا ما تشير إليه بعض روايات الحديث النبوي الصحيح (لايحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ... )، وهو أصح شيئ في الباب. ففي رواية الصحيحين والترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (لايحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة). فالحديث لم يقتصر على المروق من الدين (وهي الردة)، بل أضاف إليه ترك الجماعة، أو مفارقة الجماعة، أو الخروج من الجماعة، كما في روايات أخرى. وهي إضافة لا يمكن أن تكون بدون فائدة إضافية وبدون أثر في موجب الحكم. ومفارقة الجماعة، أو الخروج عن الجماعة، كانت تعني التمرد والعصيان والمحاربة، وربما الانضمام إلى العدو المحارِب. وهذا ما جاء صريحا في روايات أخرى لهذا الحديث. فعند أبي داود عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لايحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، ورجل خرج محاربا لله ورسوله، فإنه يُقتل أويصلب أو ينفى من الأرض، أويَقتل نفسا فيُقتل بها.) وفي رواية النسائي، والطحاوي في مشكل الآثار، عن عائشة أيضا: ( .. أو رجل يخرج من الإسلام يحارب الله ورسوله، فيُقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض)
وبهذا يظهر أن موجبات قتل المرتد، هي ما يقترن بالردة من خروج عن الجماعة وحمل للسيف عليها ... ، كما يظهر أن القتل ليس هو العقوبة الوحيدة الممكنة لمثل هذه الحالة.
وفي جميع الأحوال تبقى قاعدة {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} أصلا سالما مسلَّما , لا يمكن نسخه أو نقضه، ولا القبول بأي شيئ ينفيه، كليا أو جزئيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 01:20]ـ
الحمد لله
مغالطات الريسوني و تلبسيه الحق بالباطل أمر معلوم مشهور.
وهذا أحدها.
ولن ينفعه تمسحه في كل مرة بالشاطبي و المقاصد و الاصول.
ويكفي لابطال باطله ان يقال
توقير النبي صلى الله عليه و سلم دين .... و لا اكراه في الدين ..... فلا اكراه في توقيره صلى الله عليه و سلم ... فمن شاء فليسبه و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ... وليسقط حد سب الرسول لأنه إكراه على توقير النبي صلى الله عليه و سلم.
والتعفف وترك الزنا دين .... و لا اكراه على التعفف و الزنا ..... فليسقط الجلد و الرجم لأنه إكراه على التعفف والاحصان.
و السكوت عن أعراض الناس واتهامهم دون شهود: دين ..... و لا اكراه في الدين ... فلا اكراه على السكوت عن قذف من
تشاء .. فليسقط حد القذف لأنه اكراه على السكوت عن اتهام المسلمين بما تشاء من الفواحش دون شهود.
و الامساك عن اموال الناس وعن سرقتها دين ... و لا اكراه في الدين .... فليسقط حد السرقة لأنه إكراه على الامساك عن
اموال الناس.
وهكذ في كل معصية فيها حد.
فكيف يزعم انه لا نسخ فيها و لا تخصيص.
هذا هو اتباع المتشابه لهدم الاصول ... ان يترك القرآن كله من دفته الى دفته ويستدل في مسألة
ما على آية واحدة مع ان في القرآن في هذه المسألة الكثير الكثير من الايات المحكمات القطعيات.
مالذي جعل الريسوني يعرض عن القرآن و السنة كلها و يتمسك بهذه الاية وحدها؟
انه الهوى وضغط الواقع و الانهزامية.
وهذا الريسوني المتشبع بما لم يعط لو قرأ القرآن لوجد فيه ما يبطل باطله ... اقرأ براءة و الانفال .. وسترى.
لكني اعطيك قاعدة لفهم مواقفه [الاصولية]
المزعومة وهي:
أصوله تتفق دوما مع هوى الحكام و الامم المتحدة وضغط الواقع .... وتأمل كل اجتهاد جديد له فستجده كما قلت لك.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 02:16]ـ
هذه نتيجة التوسع في المقاصد على حساب النصوص (او النظر إلى روح الشريعة مقابل النص الواحد , كما يعبر البعض)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 04:30]ـ
الحمد لله
أعود ببعض التفصيل الى كلام الريسوني وأول شيء أقوله للأخ الكريم هو أن كلامك المنقول أسفله
ستسأل عنه يوم القيامة حين وصفته بقولك:
*' deh6h
الفقيه والأصولي الأستاذ أحمد الريسوني
فرغم تمسح الريسوني بالامام الجبل الشاطبي رحمه الله في كل مرة فشتان ما بينهما ... ومن قرأ الاعتصام وحرص الامام الشاطبي رحمه الله على السنة ولو كان في ذلك هلاكه لأيقن ان الامام
الشاطبي رحمه الله في جهة و الريسوني في جهة أخرى ... فقد ذكر الشاطبي رحمه الله موقفا تعرض له في الاعتصام ففضل اللموت و الهلاك في سبيل اتباع السنة حتى في السنن الجزئية وقال رحمه الله ان كنت أذكر: فعلمت أن الهلاك في سبيل السنة هو النجاة.
فأين الريسوني من هذا.
ثانيا: قوله
*' deh6h
لا نسخ ولا تخصيص لآية (لا إكراه في الدين)
قد بينت في المشاركة السابقة زيف هذه الدعوى ... فتوقير النبي صلى الله عليه و سلم من الدين
وضده كفر .. وحده الصارم المسلول بلا خلاف بين من يعتد به ... فليسقط اذن هذا الحد لأنه
إكراه على توقير النبي صلى الله عليه وسلم واكراه على الايمان.
وقل مثل ذلك في ما سبق ان اشرت اليه آنفا.
فإن قال: الدين هنا ليس على عمومه و انما المقصود به الانتماء الى الاسلام .. فيقال هذا تخصيص
وأنت أنكرت التخصيص .. فإما أن تثبت على باطلك ولوازمه في التعميم وإما أن تقول بالتخصيص فحينئذ يقال لك ... والردة ايضا تخصص هذا العموم.
ثالثا قوله:
*' deh6h
فقضية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} هي قضية كلية محكمة , عامة تامة , سارية على أول الزمان وآخره , سارية على المشرك والكتابي , سارية على الرجال والنساء , سارية قبل الدخول الإسلام , وبعده ,
انظر اليه يبيح للناس الردة عن الدين صراحة فيما لونت لك بالاحمر.
بالله عليك ايقال في مثل هذا فقيه؟
سبحان ربي العظيم
وظني به اذا سئل هل يرث المرتد من والده المسلم أن يقول نعم ... واسألوه
فكل فقهه مبني على الهزيمة النفسية وضغط الواقع وما لا يغضب الكثرة عليه.
وانظر الى هذا الزور و البهتان و الافتراء على الله ورسوله من هذا الدعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأبو بكر رضي الله عنه والصحابة معه كانوا مخطئين في قتالهم بني حنيفة و اجبارهم على أداء الزكاة وفي قتال المرتدين وفي انفاذ جيش اسامة ليغزو الروم ... و عمر رضي الله عنه و الصحابة معه كانوا مخطئين في فتح الامصار وضرب الجزية على اهل الذمة صاغرين مكرهين أذلاء
كان أكابر أولياء الله هؤلاء مخطئين فلا اكراه في الدين و الفقيه الاصولي المجتهد الريسوني هو الذي
علم الحق في المسألة.
رابعا: قوله
*' deh6h
فالمكرَه على الكفر ليس بكافر , والمكره على الردة ليس بمرتد
ليس هذا بهذا الاطلاق السمج ... فليس كل اكراه معتبر شرعا.
فالاكراه على الاقامة على الكفر الى الابد كفر
وفي الامر تفصيل يطول ليس كما يظنه الريسوني.
خامسا: قوله
*' deh6h
والمكره على الإسلام ليس بمسلم.
بلى من خاف السيف و اسلم جرى عليه حكم الاسلام وأمره و سريرته الى الله كما في حديث أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله و يقيموا الصلاة و يوتوا
الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم وحسابهم على الله تعالى .... او كما قال صلى الله عليه وسلم.
لذلك كان اسم المسلمين يقع حتى على المنافقين الذين خافوا السيف وقد كان يعلم النبي صلى الله
عليه و سلم ولم يحاسبهم بما يضمرون من الكفر .. ألا ترى صلاته على ابن سلول قبل ان ينزل التحريم.
سادسا: قوله
*' deh6h
فلننظر الآن في بعض الاعتراضات والاستشكالات الواردة في الموضوع , وأهمها أمران:
الأول: ما ثبت في عدد من النصوص القرآنية والحديثية وكذلك في السيرة النبوية الفعلية , من قتال للمشركين حتى أسلموا .... وهكذا تم " إكراه " معظم مشركي العرب على الدخول في الإسلام، كما يقال.
هنا انقطع .. وسابق المعترضين بهذه الكلمة لكنه لم يجد لها جوابا الا فلسلفة فارغة هي
أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه و سلم من قتال و غزوات و بعوث و سرايا وما فعله الخلفاء الراشدون المهديون من بعده من فتوحات ... كل هذه ليست الا قضايا أعيان لا تؤثر في
الكلية المزعومة لقوله تعالى [لا اكراه في الدين]
سابعا:
أراد الريسوني ان يعلمنا قضايا الاعيان فجاء بمسألة عصمة الانبياء وهي كلية
مع قضية عين هي قتله عليه السلام - قبل الرسالة - للقبطي.
و الريسوني حاطب ليل ينقل كل ما يناسب هواه ولا يفكر في صواب قول العالم او خطئه
فأسس ثنائية هي: عصمة الانبياء/قتل موسى للقبطي
وغرضه من ذلك أن يجعل غزوات النبي صلى الله عليه و سلم والخلفاء الراشدون قضايا اعيان لا تؤثر في كلية [لا اكراه في الدين] فجاء بقصة قتل موسى و القبطي ومسألة عصمة الانبياء
و العجيب ان القرآن فصل في هذا وموسى نفسه عليه السلام أقر و اعترف و استغفر .. وكان هذا قبل الرسالة ... قال الريسوني نقلا عن الشاطبي رحمه الله:
*' deh6h
فإذا سلمنا بهذه القاعدة , أو بهذا الأصل , أمكننا حينئذ أن نفهم وقوع القتل من موسى للقبطي على أي وجه لا ينقض العصمة ولا يتنافى معها.
" فمُحال أن يكون ذلك الفعل منه ذنبا , فلم يبق إلا أن يقال: إنه ليس بذنب ,
قال تعالى:
{فوكزه موسى فقضى عليه * قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين * قال رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم}
اليس عمل الشيطان ذنبا؟
اليس ظلم النفس ذنبا؟
اليس الاستغفار من الذنب؟
قد تبين بهذا المثال ان الريسوني حاطب ليل ... لكن اعماه الهوى و الفكرة المسبقة في قلبه يخطب بها ود من يخطب ودهم فلم يبال ان يهدم الاركان و يقيم على انقاضها المتشابهات.
وليس هذا موضع الكلام على عصمة الانبياء عليهم السلام.
وتتبع ضلالات هذا الدعي أمر يطول ... وفي ما ذكرت كفاية لمن يريد الحق.
ان كان ما قلته صوابا فمن الله
وان كان خطأ فمني ومن الشيطان و الله و رسوله منه بريئان.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 07:31]ـ
جزاك الله خيار أخي الشنقيطي على هذا الرد الجميل والمؤصل:
ولكن لا نريد أن نقول أن الريسوني يتعمد التلبيس بل ربما اشتبه عليه الأمر ووضع بعض الأدلة في غير مواضعها .........
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:05]ـ
أخي الكريم الشنقيطي جزاك الله خيراً على هذا الرد وبارك الله في جهودك ونفع بعلمك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 10:25]ـ
ما ثبت بيقين لا يزول و لا ينقض إلا بيقين.و عصمة النفوس وحرمة الدماء أمر ثابت بيقين فهل يصح استباحة ذلك بدليل ظني؟
أخي الشنقيطي. أنا أستفسر ولا أقرر، فلا تلحقني بالريسوني:)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 10:44]ـ
جزاك الله خيرا أيها الشنقيطي الفاضل، وفي الحقيقة لا مزيد على ما تفضلت به، ولكن في الحقيقة فكلام الرجل فيه من المغالطات ما هو أكثر من ذلك بكثير .. ولعله مما يفيد أن نزيد من فضح عوار كلامه بتفصيل أكثر من هذا ...
فنقول وبالله التوفيق: أولا: فليسلك الباحث من طرق الاستدلال ما بدا له، وليرجع الى قواعده وأصوله وليضرب بعضها ببعض ما بدا له، وليجعل له من الخلق من يشاء اماما، ولكن بشرط - وما أهمه من شرط! - ألا يفضي به ذلك "الاجتهاد" الى خرق الاجماعات أو الى الخروج بقول لا سلف له فيه في مسألة قديمة لم يرد فيها خلاف أصلا!!! فمجرد الاتيان بقول جديد غير مسبوق في مناطات حكم قديم قدم الاسلام نفسه كحد الردة، هذا خرق لاجماع الأمة، وتجهيل للصحابة والتابعين والأئمة وسائر قرون الأمة!!
فهذا في ذاته رد أصولي كاف جدا!! أن يقال له اذهب واستخرج أقوال الأئمة من مظانها واستقرئها على وجهها أولا، ثم تعال لتحدثنا بعد ذلك بما عندك، فان كان لك فيه سلف عددناه اجتهادا معتبرا، والا فلست من هذا الأمر في شيء أصلا!!
ولهذا فأنا أعتب على الأخ الكريم ذاكرة القلم لقوله عما في الكتاب: "آراء واجتهادات جديدة" .. فالقواعد الأصولية العامة والكليات العامة المجمع عليها لا جديد فيها، والكلام في حد الردة كذلك لا جديد فيه!! فتنبه أيها الأخ الكريم.
يقول الكاتب: "لا نسخ ولا تخصيص لآية (لا إكراه في الدين) "
قلت بل هي كغيرها من النصوص، ان ثبت لها ما يخصصها في القرءان أو السنة أو ينسخها، فلا محيد عن القول به، سواءا وافق ذلك النسخ أو التخصيص فهم المجتهد للأصول الكلية العامة وتوجيهه لها أو لم يوافقه!! والمرء كما بينا في فسحة من أمر نظره واجتهاده ما لم يخرق ما مضى عليه أمر الأمة ثابتا بلا نزاع! فان وقع في الخرق والشذوذ بقوله فلا يتهمن الا عقله هو وفهمه هو، والله المستعان!
ويقول: "مع أن الآية تقرر قضية كلية قاطعة، وحقيقية جلية ساطعة , وهي أن الدين لا يكون ـ ولا يمكن أن يكون ـ بالإكراه. فالدين إيمان واعتقاد يتقبله عقل الإنسان وينشرح له قلبه , وهو التزام وعمل إرادي , والإكراه ينقض كل هذا ويتناقض معه."
ونقول له نعم، الآية تقرر أنه لا اكراه في الدين .. ولكن من الذي قال أن هذا يلزم منه ألا يقتل المرتد؟؟؟ سلمنا لك بأنها ماضية بلا نسخ ولا تخصيص، فكان ماذا؟ مفهومها أن الانسان لا يدخل في الدين ظاهرا وباطنا وهو مكره! ولكن الدنيا لا تخلو من منافق يدعي الاسلام ويعامل في الدنيا بأحكام المسلمين وهو كاره، ولا تخلو من ضد ذلك، مسلم يخفي دينه ويعامل في الدنيا معاملة الكفار وهو مكره! وكل منافق - نفاقا أكبر - يخفي كفره فهو انما يخفيه كارها لذلك، فلو كان الأمر بيده لأعلنه وأفشاه، وانتصر له كما هي جبلة النفس، ولكنه عاجز عن ذلك، مضطر الى احفائه في نفسه!!
فمن أي وجهة يدخل هذا وذاك في مفهوم الآية الكريمة؟ لا اكراه في الدين في حقهما بمعنى أنهما حتى وان أكرها أو اضطرا لاظهار خلاف ما يبطنان من الديانة، فلم يؤثر ذلك الاكراه في دينهما شيئا! فالأول وان عومل في الدنيا معاملة الكفار مكرها الا أن الاكراه لم يغير من حقيقة اسلامه الذي يعلمه الله شيئا، والعكس صحيح في حق الآخر! وهذا الفهم يعضده ما تبقى من منطوق الآية الكريمة اذ يقول تعالى: ((قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)) يعني الآن وقد تبين الرشد من الغي، وتميز ذلك عن ذاك، أصبح الخيار واضحا، ولا اكراه في ذلك الاكراه! فالمراد أن المرء لا يمكن اكراهه على الاقتناع والدخول باطنا في دين لا يقبله (لا يرى الرشد فيه وانما يرى الغي) وان أظهر ذلك نفاقا أو استضعافا!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشاهد أن ذلك النص وان تشابه، الا أن كمالته تدفع عنه التشابه، ثم جمعه الى غيره من محكمات الكتاب والسنة تزيل ذلك الاشتباه بالكلية! ولكن الرجل يمضي بنا في تفلسف ذميم يشرق ويغرب ويأتي بالعجائب، في سبيل الوصول الى اسقاط حد الردة على زعم أنه يتعارض مع تلك القاعدة، فلا فهم مقصد حد الردة الشرعي، ولا فهم حقيقة تلك القاعدة التي وجهها الى غير وجهتها، وهو يصدر نفسه لما ليس له بأهل، فانا لله وانا اليه راجعون!
ولعل هذا المعنى الذي بيناه للآية الكريمة يعضده قول الله تعالى: ((وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ)) [يونس: 99] فهل يوصف المنافق بأنه مؤمن؟ هل يوصف من يظهر الاسلام ويبطن الكفر بأنه مؤمن؟ كلا! فدل ذلك على أن الاكراه المراد هنا هو الاكراه على الايمان الباطن! وهذا هو ما لم يشأ الله أن يقضيه في جميع الناس جملة واحدة أمرا كونيا، أن يكونوا جميعا مؤمنين ظاهرا وباطنا!! بل جعلها دار ابتلاء وامتحان، ثم يوم القيامة تبلى السرائر كما توزن الأعمال، فمن آمن فلنفسه ومن كفر فعليها. فكأنما يقول الرب لرسوله: انك مهما فعلت فلن تكره الناس أجمعين على الدخول في الدين دخول المؤمنين الخاضعين الراضين، وليس هذا ما بعثتك من أجله، ولا هو ما خلقتهم هم من أجله، فلو شئت لجعلتهم على ايمان الملائكة الأبرار جميعا .. ولكن ما لخذا خلقتهم .. وأنت انما بعثت مبلغا، رافعا للحق ولأمر ربك على رؤوس الخلائق وان كره المشركون والمنافقون، فمن آمن لدعواك ظاهرا وباطنا فلنفسه، ومن كفر فعليها، ومن نافق فله في الدنيا ما للمسلمين والى الله سريرته!
فنحن نوافقه على أن الدين المعتبر به عند الله لا يكون ولا يمكن أن يكون الا باعتقاد وقناعة وقبول باطني قبل الظاهر، نعم .. ولكن هل هذا يمنع من وجود نماذج كثيرة ممن غاير باطنهم ظاهرهم، لأسباب شتى، تعلق كثير منها بقوة وظهور المسلمين وبظشهم الذي كلفهم به ربهم وأقدرهم عليه؟ أليس الجهاد ونشر الدين في الأرض والاطاحة بالطواغيت واجبا ومقصدا شرعيا؟ بلى ولا شك! فكم من رجل عرض عليه الاسلام في فتوحات الصحابة وغزواتهم وعلم أنه ان لم يقبله منهم فله السيف، فتظاهر بقبوله والدخول فيه وهو في باطنه كاره له، يخفي الكفر والنفاق، ومع ذلك، ومع علم الصحابة بوجود المنافقين - مع أن النفاق أمر مذموم - لم ينههم الشارع عن مواصلة الفتوحات والتوسعات ونشر الاسلام في أقطار الأرض شرقا وغربا واقامة حجة الله الظاهرة على العالمين! فهل هنا تعارض بين مقصد الشرع من الجهاد ورفع كلمة الله ونشرها في الأرض بالقوة - مثلا - ومقصده الأساس من غرس الايمان الخالص قي قلوب البشر لتكون لهم به النجاة في الآخرة؟ كلا ولا شك! فقد علم الله أن الكثيرين قد يظهروا الدخول في الاسلام نفاقا، وربما ادعوا الاكراه، وهؤلاء الحجة قائمة عليهم، ويوم القيامة يصيبهم جزاء ما كسبته قلوبهم وأيديهم، ولنا منهم في الدنيا ما يظهرون! فان أظهروا الاسلام والتزموا حدود الله ظاهرا فلا ضرر منهم على غيرهم ولا فتنة، ومقصد غرس الايمان في قلوب البشر لا يُنتقض بهم وبنفاقهم وان كثروا لأنه سرعان ما سيبلى هؤلاء المنافقون ويخلف من بعدهم في مكانهم قوم مؤمنون في بيئة اسلامية طاهرة يظهر فيها الحق ويسود .. فالشارع أقام عليهم الحجة البينة ولم يكرههم على الايمان الباطن ولا يمكن لأحد أن يكره أحدا عليه، ولكنه لمقاصد أخرى كبرى ربما منعهم من اظهار الكفر حيث يعيشون، وهددهم بالقتل عليه ان أبوا الا اياه (كما هو الحال عند فتح بلاد المشركين غير الكتابيين)، لمقاصد سامية كبرى تتعلق بظهور دعوة الاسلام وهيمنتها وطمس معالم ملل الوثنيين والملاحدة وأضرابهم - وهو ما تتحقق به الرحمة للناس ولا شك - .. فلا يضير الدعوة في شيء نفاق من اختار لنفسه النفاق من بعد ما قامت عليه الحجج والبراهين البينة، ولا اكراه له على الدخول في المسلمين بقبله وان تظاهر بالاسلام، من بعد ما تبين له الرشد من الغي وقامت عليه الحجة ولم يعد ثم عذر له يوم القيامة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فبهذا الفهم الدقيق، - والذي يخفى وبكل أسف عن كثير من المنتسبين الى العلم والدعوة - يتبين لنا أن مقاصد الشرع العليا لا تتعارض أبدا، بل يكمل بعضها بعضا، وأنه حتى وان نشأ - كما وقع فعلا في زمان النبي عليه السلام والخلفاء من بعده - من جراء الفتح والغزو بالقوة عدد كبير من المنافقين، فانهم لن يموتوا الا وقد قامت عليهم الحجج البينة مرارا، ثم مآلهم الى ربهم وحسابهم عليه، ومن مقاصد الشرع الكبرى أن يسود الاسلام على البلاد وان كره من كره، وأخفى من أخفى كفره ونفاقه!
فليت القوم يفقهون!
فاذا فهمنا هذا الذي تقدم بيانه، تبين لنا الخلط المبين في كلام صاحبنا اذ يقول: "وكما أن الإكراه لا ينشئ دينا ولا إيمانا , فإنه كذلك لا ينشئ كفرا ولا ردة" .. فنقول نعم هذا في السرائر والبواطن، أما الظواهر فلها أحكامها التي تؤخذ من أدلتها!
ولعل أحدهم أن يتحذلق ويتفيهق ويقول: اذا أنتم دعاة ظاهر لا باطن، اذ تفرقون بينهما على هذا النحو! فنقول له كذبت وجهلت، بل ما تخرج دعوة المرسلين الا بالحجج والبراهين العقلية التي تجلي الحق ساطعا أمام الخلائق في كل مكان، وما شرع السيف الا لازالة سائر العوائق التي تقف في وجه ذلك البيان الواضح الذي غرضه الأول وغايته الكبرى: ادخال الايمان الى القلوب والعقول والأذهان، قبل حمل الجوارح على الخضوع والطاعة والاذعان!
يقول الكاتب: "وإذا كان الإكراه باطلا حتى في التصرفات والمعاملات والحقوق المادية والدنيوية , حيث إنه لا ينشيء زواجا ولا طلاقا , ولا بيعا، ولا بيعة , فكيف يمكنه أن ينشيء دينا وعقيدة وإيمانا وإسلاما؟! "
ونحن نقول دع عنك اطلاق هذه الكلمة المبهمة، وتأمل حالة امرأة من نساء الكفار حارب المسلمون زوجها وهزموه وقتلوه، ثم لما فتحوا البلاد اتخذوها أمة! فهل ترى مثل هذه راضية عن هذا؟ كلا ولا شك! بل ان في قلبها غيظا وغلا والحال كذلك لا يعلمه الا الله! ومع ذلك شرع للغزاة المسلمين سبيها والاستمتاع بها وحبسها في بيوتهم! فان لم يكن هذا اكراها لامرأة كافرة على الخضوع لأحكام ديننا وهي لا أقول كارهة بل شديدة البغض والحقد، ونحن نعلم ذلك منها، فماذا يكون؟؟ فهل هذا مما ينتقض به مقصد الشرع في اصلاح السرائر وادخال الايمان الى القلوب قبل الجوارح وقبل اخضاع الخلق للشرائع؟ كلا! ولكنه مقصد شرعي بعيد المرمى، قد علم الله أن هذا خير لها وان كرهته ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)) .. وكم من أمة مكرهة كان الأمر يبدأ معها بالحقد الشديد والبغضاء، ثم ينتهي بدخولها في الاسلام راضية مختارة، وزوال كل ذلك من قلبها باذن الله! ومن هنا يتبين أن هذا الحبس لها لم يكن شرا لها بحال من الأحوال!! بل لقد كان خيرا لها في دنياها كذلك من وجوه كثيرة وان لم تمت على الاسلام، وليس المجال يتسع للاستطراد في هذا ..
فالشاهد أن قوله "كيف يمكنه أن ينشئ ايمانا واسلاما" هو تساؤل ما كان ليخرج منه على هذا النحو لو كان له أدنى حظ من فقه الجهاد وأحكامه .. بل وحتى من فقه المقاصد نفسه الذي يتشدق به هو وغيره، هداه الله وغفر له ..
ويقول: "فقضية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} هي قضية كلية محكمة , عامة تامة , سارية على أول الزمان وآخره , سارية على المشرك والكتابي , سارية على الرجال والنساء , سارية قبل الدخول الإسلام , وبعده , أي سارية في الابتداء وفي الإبقاء , فالدين لا يكون بالإكراه ابتداء , كما لا يكون بالإكراه إبقاء."
قلت وهذا الباطل - الذي هو أشبه ما يكون باطلاقات الفلاسفة التي لا زمام لها ولا خطام - قد سبقني اليه الفاضل الشنقيطي بهتكه وهدمه، فجزاه الله خيرا، ولكن أضيف أن الجهل البين عنده بمفهوم الاكراه الذي في الآية الكريمة يتجلى واضحا هنا تمام الوضوح! فحد الردة لا دخل له بالاكراه على الدخول في الايمان أصلا، وانما متعلقه بالخروج منه وليس دخوله!! الآية لا يفهم منها أبدا أنه لا اكراه على البقاء في الدين من بعد دخوله، ولا دخل لها بهذا، دع عنك أنها لا دخل لها بأحكام الظاهر المتعلقة باظهار الرجل دخوله في الاسلام وان كان في نفسه كارها! فأي خلط مبين هذا؟؟ سبحانك ربي!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ان التهديد بحد الردة ليس اكراها للانسان على البقاء على الاسلام، ولكنه اكراه له - ان صح ذلك الوصف - على البقاء على اظهاره والتعامل به في بلاد المسلمين! والا فكم من رجل بين أظهرنا نحن اليوم يظهر لنا الاسلام وهو كافر في باطنه ملحد لا يقيم لدين الله وزنا، ولا يعلم سريرته تلك الا الذي يعلم السر وأخفى! فهل هذا يقال أن تهديده بحد الردة يشكل اكراها له على الدين؟ كلا! بل انه صيانة لمجتمع المسلمين من شروره وفساده، والا ففساده موجود في قلبه على أي حال، سواء هددناه بالقتل ان أظهره أو تركناه يعيث به في الأرض فسادا!! فمن هنا يتبين أن حد الردة لا تعلق له أصلا بقضية الاكراه على الدين!!
وأما قوله: " وأقل ما يقال في هذا المقام , هو أن الآية جاءت بصيغة صريحة من صيغ العموم , فلا يمكن تخصيصها إلا بدليل مكافئ ثبوتا ودلالة"
فهذا تلبيس واضح! فمن الذي قال أن النص قطعي الثبوت والدلالة لا يجوز تخصيصه الا بنص قطعي الثبوت والدلالة مثله؟؟؟؟ هذا الكلام باطل، ولو أطردناه لأفسدنا به الكثير من أحكام الدين، ولزال أغلب ما استدل به الفقهاء من نصوص السنة في مختلف أبواب الفقه، يخصصون به عمومات القرءان أو يقيدون مطلقاته!!
ويكفي لاذهاب هذا البحث أدراج الرياح أن يؤتى هذا الرجل بقول النبي عليه السلام: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله، فان قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها"! ويكفي أن يؤتى بقوله عليه السلام "من بدل دينه فاقتلوه" هكذا صراحة وبكل وضوح! وهذه نصوص صحيحة قد انبنى عليها فقه الباب بلا خارم ولا مخالف، فهل توقف أحدهم في الاستدلال بها، وقال هذه لا تساوي النص القرءاني في الثبوت ولا في الدلالة، اذا فلا تؤثر في عمومه واطلاقه؟؟؟ وهل له سلف - أصلا - في محاولة الجمع بين تلك النصوص في باب الردة، وبين تلك الآية؟ الرجل ابتلي في فهمه أشد الابتلاء، ولا حول ولا قوة الا بالله!! ولو أنه لزم جادة الربانيين من العلماء لما خرج بمثل هذا الهراء، هداه الله وغفر له!!
أما قوله "حد الردة , فإنه " إكراه " على البقاء في الإسلام , وبذلك اعتبر هذا الوجه من وجوه الإكراه خارجا عن مقتضى الآية وعمومها "
= فهذا باطل كما أسلفنا بيانه! لأنه لا يمنع المنافقين من ابطان الكفر والبقاء عليه حقيقة، وانما يمنعهم من اظهاره! فلا يقال بأنه اكراه على "البقاء على الاسلام"
ثم يقول مقررا: "لقد تقرر سابقا أن الكليات لا نسخ فيها"
قلت نعم، وهي الكليات بفهم السلف وأئمة الصنعة لا بفهم غيرهم!!
وأما نقله لكلام الشاطبي هنا: "قرر الشاطبي قاعدة منهجية أخرى , وهي:" إذا ثبتت قاعدة عامة أو مطلقة فلا تؤثر فيها معارضة قضايا الأعيان ولا حكايات الأحوال."
فلا يخدمه من قريب أو بعيد، لأنه لا يزال يلزمه أن يثبت أن هذه القاعدة المأخوذة من اللآية، يجري عمومها على أفراد تلك الأحكام التي راح يماري فيها وأتى فيها بما لم يسبقه اليه أحد من المسلمين!!! فان فعل، سلمنا له حينئذ بانطباق كلام الشاطبي هنا على ما بين أيدينا من مادة البحث، ولكن ليس كذلك، بله أبعد ما يكون عن ذلك، والله المستعان!!
ويقول: " كما نعلم بالعقل والتجربة أن الإكراه على الدين لا يجدي نفعا ولا ينتج إلا ضررا"
قلت هذا في عقلك أنت، وهو تصور باطل أصلا، لأن ما تسميه اكراها على الدين وتدخله في الآية ليس كذلك على الحقيقة، وهو - أي هذا الذي تدخله في الآية قصرا بفهمك القاصر - عند التأمل لا يثمر الا الخير على المدى البعيد وان جهلت أنت وغيرك بذلك! فجهلك واضح بمقاصد الشرع من حد الردة ومن غيره مما أكاد أجزم بأنك لو نوقشت فيه لأدخلته لا محالة في ذلك العموم الواسع الذي أخذته من الآية!
وتأمل أيها اللبيب هذا الأسلوب: "فإذا علمنا هذا وتمسكنا به ولم نحِد عنه"!! كان يكفي جدا أن يقول "فاذا علمنا هذا ... " ولكنها طريقة ضعفاء الحجة في اقناع الناس بما معهم!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما ساقه بعد ذلك من تصورات غير مسبوق اليها بشأن حد الردة، فراح يخصصه بتعليقه بكون المرتد خارجا عن الجماعة أو مفارقا لها، فباطل يهدم به نفس القاعدة التي أعملها على الآية قبل قليل! أي أنه تخصيص بلا مخصص يدل عليه الدليل!! بل الدليل جاء بخلافه كما بينا! والخروج على الجماعة نتيجة حتمية لتبديل الدين واظهار ذلك التبديل بين المسلمين!! وهذا لا يكاد يتخلف عن حالة واحدة من حالات الردة التي رأيناها بالتجربة في أزمنتنا المعاصرة هذه!! فالمنافق الذي تبلغ به جرأته حد المجاهرة بالكفر واظهاره علانية بين المسلمين وفي عقر دارهم وتحت سلطان كلمة الاسلام وسطوتها، هذا - ولا بد - قد علم أن له ظهرا وسندا في هذا، وقد فارق الجماعة بالفعل وان كان يعيش بين صفوفها، والا ما أقدم على مثل هذه المجاهرة بالكفر!! فالمتأمل بروية يرى أن تبديل الدين - بمعنى اظهاره والمجاهرة به، وهي مناط حد الردة، وليس اخفاء ذلك - لا يفترق أصلا عن مفارقة الجماعة، على أيما وجه فهمت تلك المفارقة، والله أعلم. فقوله: "وهي إضافة لا يمكن أن تكون بدون فائدة إضافية وبدون أثر في موجب الحكم" هذا باطل لأنه أولا لم يقل به أحد من السلف من قبل، فدل ذلك على أنهم - وهم الأفهم والأولى بفهم النصوص منا - لم يكونوا يحدثون هذا التفريق المصطنع الباطل بين المعنيين! فهذه الزيادة لها فائدة اضافية ولا شك لمن تأملها ولكنها لا تغير علة الحكم، ألا وهي تبديل الدين واظهار ذلك والمجاهرة به!! الرجل يحاول الايحاء بأننا هنا نحمل العام على الخاص، ونقول ليس كذلك لأن العلاقة أصلا ليست علاقة عموم وخصوص وانما هي علاقة تلازم! فكل من بدل دينه فهو مفارق للجماعة بالضرورة!! فيبقى المناط على عمومه بلا مخصص: تبديل الدين واعلان الكفر!!
ثم يختم الكاتب بخاتمة تذيب حد الردة اذابة تامة، بدهاء شديد .. فلا ينقل حديث عائشة رضي الله عنها عند أبي داود اذ ينقله الا بهذا المتن: "فعند أبي داود عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لايحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، ورجل خرج محاربا لله ورسوله، فإنه يُقتل أويصلب أو ينفى من الأرض، أويَقتل نفسا فيُقتل بها.) "
مع أنه قد ورد عن عائشة بهذا المتن أيضا: "لا يحل قتل مسلم؛ إلا في إحدى ثلاث خصال: زان محصن فيرجم، ورجل يقتل مسلما متعمدا، ورجل يخرج من الإسلام، فيحارب الله ورسوله؛ فيقتل، أو يصلب، أو ينفى من الأرض " وصححه أحمد شاكر (عمدة التفسير 1/ 838) وقال الألباني (صحيح على شرط الشيخين) في التعليقات الرضية (3/ 350) وفي ارواء الغليل (7/ 254)
فهل غفل الكاتب عن هذا المتن الواضح في تعليق الحكم على الخروج من الاسلام؟ الله أعلم!
والختام بقوله: "كما يظهر أن القتل ليس هو العقوبة الوحيدة الممكنة لمثل هذه الحالة. "
= هو غاية ما يريد الوصول اليه من اسقاط حد الردة وتحويل القتل فيه الى أمر اختياري كحد الحرابة أو ربما يكفي فيه التعزير فقط أو ربما يرى القاضي ألا عقوبة أصلا، لأن الرجل خرج من الاسلام حرا مختارا، فالى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
هذا والله أعلى وأعلم،
فما وفقت فيه الى الصواب فيما تقدم فمن الله وحده، وما أخطأت فمن نفسي المذنبة ومن الشيطان، فالله أسأل القبول، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 10:47]ـ
"ما ثبت بيقين لا يزول و لا ينقض إلا بيقين.و عصمة النفوس وحرمة الدماء أمر ثابت بيقين فهل يصح استباحة ذلك بدليل ظني؟ "
هذه القاعدة يا أخي وفقك الله لا تتعلق بالأدلة الشرعية، وانما بثبوت مناطات الأحكام الوضعية ..
أما الدماء المحرمة، فالعصمة والحرمة قد زالت أصلا عن دماء المرتد الذي أعلن كفره، وذلك بالنص الواضح الذي لا مرية فيه، فخرجت من تلك "اليقينيات" التي تتكلم عنها، فتأمل!
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 11:51]ـ
" ... أما الدماء المحرمة، فالعصمة والحرمة قد زالت أصلا عن دماء المرتد الذي أعلن كفره، وذلك بالنص الواضح الذي لا مرية فيه، فخرجت من تلك "اليقينيات" التي تتكلم عنها، فتأمل!
إنما أسأل عن "هذا النص" هل هو في رتبة الدليل المثبت للعصمة؟ فالدليل الرافع ينبغي أن يكون مكافئا للدليل المرفوع أو أعلى منه.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 12:19]ـ
القصد أخي أن بقاء حرمة الدم مرتبطة ببقاء الاسلام في الحكم الظاهر .. وحد الردة نصوص السنة فيه صحيحة، صالحة للاستدلال عليه بلا خلاف يعتبر، والدم الذي يهدر به يكون زائل الحرمة لثبوت زوال الاسلام ظاهرا، وهو علة الحد نفسه .. فلا علاقة لنصوص حد الردة بالنصوص الدالة على حرمة دم المسلم لأن حد الردة لا يجب أصلا الا فيمن ثبت بيقين أنه قد ارتد وبدل دينه فيما يظهر للناس، فلم يعد مسلما أصلا! أرجو أن يكون القصد قد اتضح ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 02:13]ـ
.. وحد الردة نصوص السنة فيه صحيحة، صالحة للاستدلال عليه بلا خلاف يعتبر،
أقول:أخي الكريم. قد يصح كلامك إن كنت مع من يقول إن حديث الآحاد يفيد العلم القطعي، أما على مذهب من يرى أنها ظنية الثبوت فما أظنه يستقيم لهم الاستدلال.
والدم الذي يهدر به يكون زائل الحرمة لثبوت زوال الاسلام ظاهرا، وهو علة الحد نفسه
أقول: في هذا يجادل المجادل،فلا تجعله أصلا.
.. فلا علاقة لنصوص حد الردة بالنصوص الدالة على حرمة دم المسلم
أنا لا أتكلم عن حرمة دم المسلم ولكني أتكلم عن حرمة دم الإنسان مطلقا.
..
أرجو أن يتسع صدرك للمباحثة،فإن كان الذي أكره ـ ضيق صدرك ـ فقول معروف خير من ....
ـ[الآجري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 02:23]ـ
المسألة فيها إجماع حكاه النووي وغيره، وإنما اختلفوا في الاستتابة وقدرها، وفي المرأة هل تلحق بالرجل أم لا؟
وفي مسائل أخرى ذكرها ابن حجر في فتح الباري، والنووي في المنهاج، عند شرح حديث معاذ لما لحق بأبي موسى إلى اليمن، فوجد عنده رجل موثق، فسأل عنه، فقال: إنه كان يهودياً فأسلم ثم رجع، فقال معاذ: والله لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ... الخ الحديث
أما الأقوال الشاذة المتأخرة فهي ليست نتاج النظر في الأدلة قدر ما هي خارجة تحت وطأة الحرية الغربية ..
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 04:32]ـ
أخي الشنقيطي جزاك الله خيرا، وأحب أن أضيف أن باب المقاصد من أعظم الأبواب وأوسعها التي يدخل منها كل من يأتي بفقه جديد ناتج عن خلفيات عقدية منحرفة أو أهواء أو تسيب وتتبع للرخص الغثة أو تحكيم للعقل غير المزموم بزمام الشرع وجعله حاكما على الشرع، ولهذا حذر إمام المقاصد الشاطبي رحمه الله مما قد ينتج من نظر من ليس بأهل في هذا الباب وما يترتب على ذلك من تحلل وإفساد للأدلة الشرعية في كلام جميل له أرجو تدبره، فقال رحمه الله:"
فصل:
وقد يعرض للقسم الأول أن يعد من الثاني، ويتصور ذلك في خلط بعض العلوم ببعض؛ كالفقيه يبني فقهه على مسألة نحوية مثلا، فيرجع إلى تقريرها مسألةً -كما يقررها النحوي- لا مقدمة مسلمة، ثم يرد مسألته الفقهية إليها، والذي كان من شأنه أن يأتي بها على أنها مفروغ منها في علم النحو فيبني عليها، فلما لم يفعل ذلك، وأخذ يتكلم فيها, وفي تصحيحها، وضبطها، والاستدلال عليها، كما يفعله النحوي؛ صار الإتيان بذلك فضلا غير محتاج إليه، وكذلك إذا افتقر إلى مسألة [عددية؛ فمن حقه أن يأتي بها مسلمة] ليفرع عليها في علمه، فإن أخذ يبسط القول فيها كما يفعله العددي في علم العدد؛ كان فضلا معدودا من المُلَح إن عُدَّ منها، وهكذا سائر العلوم التي يخدم بعضها بعضا.
ويعرض أيضا للقسم الأول أن يصير من الثالث، ويتصور ذلك فيمن يتبجح بذكر المسائل العلمية لمن ليس من أهلها، أو ذكر كبار المسائل لمن لا يحتمل عقله إلا صغارها، على ضد التربية المشروعة، فمثل هذا يوقع في مصائب، ومن أجلها قال علي, رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يفهمون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ "، وقد يصير ذلك فتنة على بعض السامعين، حسبما هو مذكور في موضعه من هذا الكتاب.
وإذا عرض للقسم الأول أن يعد من الثالث؛ فأولى أن يعرض للثاني أن يعد من الثالث؛ لأنه أقرب إليه من الأول.
فلا يصح للعالم في التربية العلمية إلا المحافظة على هذه المعاني، وإلا لم يكن مربيا، واحتاج هو إلى عالم يربيه.
ومن هنا لا يسمح للناظر في هذا الكتاب أن ينظر فيه نظر مفيد أو مستفيد؛ حتى يكون ريان من علم الشريعة، أصولها وفروعها، منقولها ومعقولها، غير مخلد إلى التقليد والتعصب للمذهب، فإنه إن كان هكذا؛ خيف عليه أن ينقلب عليه ما أودع فيه فتنة بالعرض، وإن كان حكمة بالذات، والله الموفق للصواب." إلخ كلامه رحمه الله
الموافقات 1/ 123 - 124 - بتحقيق مشهور.
وأنصح بالرجوع لكتاب:"التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين - دراسة أصولية فكرية معاصرة" فهو مهم في هذا الباب، مع التحذير المستمر من هذه المدرسة، مدرسة أهل الأهواء، ونسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 06:05]ـ
راجعت كلامي في المشاركة الآنفة فلم أجد فيها ما يوحي بأن صدري ضاق بالمدارسة .. فما الذي أشعرك بهذا؟
أما قولك:
"أقول:أخي الكريم. قد يصح كلامك إن كنت مع من يقول إن حديث الآحاد يفيد العلم القطعي، أما على مذهب من يرى أنها ظنية الثبوت فما أظنه يستقيم لهم الاستدلال."
فأجيبك بأنه بغض النظر هل يفيد حديث الآحاد القطع أم الظن، فانه يعمل به على أي حال ويستدل به في الأصول والفروع على السواء! فتخصيص العام المتواتر بنص آحاد، وكذا تقييد العام المتواتر بقيد من نصوص الآحاد، هذا لا اشكال فيه حتى عند الذين يرونه يفيد الظن لا القطع! ثم ان مسألة الباب هنا محل اجماع، ولم يخالف فيها أحد من السلف بهذا الهباء المنثور الذي تكلم به الريسوني، فما فائدة هذا الكلام منك يا أخي الكريم وما ثمرته وما علاقته بمحل النزاع أصلا؟
حد الردة علته الردة بلا خلاف، ولا علاقة لذلك بالأصول العامة ولا بكون بعض النصوص من الآحاد!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 06:17]ـ
سمعت عن هذا الكاتب ورأيته في أحد القنوات الفضائية ويقدم فيها باعتبار أنه من أعظم المعاصرين تدارساً وعلماً وفهماً لمقاصد الشريعة وأصول الفقه , والآن تبين لي بأنه من ثلة المنهزمين الذين لاتزال الأمة منذو قرنين تعاني من فقههم المعوج .. نسأل الله للجميع الهداية والسداد ...
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 06:12]ـ
الإخوة الأكارم، وفقهم الله.
لماذا يشتط بنا النقاش غالبا من قضايا شرعية تأصيلية، تواجه فيها الحجة بالحجة، إلى التجريح والنبز والشتم والاتهام؟
لماذا نخالف الأمر الإلهي (وقولوا للناس حسنا)؟
لماذا نلغي جهود الباحثين بجرة قلم، بدعوى أنهم انهزاميون صغار هدفهم إفساد عقول المسلمين وقلوبهم؟
رجائي أن يكون النقاش منضبطا بضوابطه الشرعية، ومن بينها مراعاة حرمة المسلمين أولا، ثم طلبة العلم والباحثين والعلماء ثانيا ..
وفقنا الله جميعا لكل خير ..
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 07:22]ـ
الإخوة الأكارم، وفقهم الله.
لماذا يشتط بنا النقاش غالبا من قضايا شرعية تأصيلية، تواجه فيها الحجة بالحجة، إلى التجريح والنبز والشتم والاتهام؟
لماذا نخالف الأمر الإلهي (وقولوا للناس حسنا)؟
لماذا نلغي جهود الباحثين بجرة قلم، بدعوى أنهم انهزاميون صغار هدفهم إفساد عقول المسلمين وقلوبهم؟
رجائي أن يكون النقاش منضبطا بضوابطه الشرعية، ومن بينها مراعاة حرمة المسلمين أولا، ثم طلبة العلم والباحثين والعلماء ثانيا ..
كلام جميل وتقرير مهم , لا يعني موافقة ولا مخالفة. وهنا أذكر الإخوان بأن خرق الإجماع قد وقع من علماء كبار في بعض الزلات , فرد عليهم العلماء دون تجريح وطعن يستبيح ما لا يجوز من الأعراض
ـ[المحدثة]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 03:19]ـ
السلام عليكم الاخوة الاكارم بارك الله فيكم هذه المسئلة من المسائل التي يراد تمييعها تارة باسم التسامح وتارة لمواجهة اهل التكفير والتشدد وتثار هذه المسائل لهدف وغاية لكن يقيض الله من حملة هذا الدين عدولة ينفون عنه تأويل الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فكن أخي الكريم من هؤلاء العدول فأن لم تستطع فكن لهم مؤيدا ومؤازرا فأن لم تستطع فكف قلمك عنهم واتركهم في ساحة المعركة وأياك والأرجاف عليهم تارة باسم الانضباط في النقاش والبحث العلمي انتم في وادي وهم في وادي لاحول ولاقوة الابالله الهجمة شرسة على الدين من جميع الاتجاهات الهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك اللهم اهدنا لما اختلفو فيه من الحق فأنك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 07:24]ـ
السلام عليكم الاخوة الاكارم بارك الله فيكم هذه المسئلة من المسائل التي يراد تمييعها تارة باسم التسامح وتارة لمواجهة اهل التكفير والتشدد وتثار هذه المسائل لهدف وغاية لكن يقيض الله من حملة هذا الدين عدولة ينفون عنه تأويل الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فكن أخي الكريم من هؤلاء العدول فأن لم تستطع فكن لهم مؤيدا ومؤازرا فأن لم تستطع فكف قلمك عنهم واتركهم في ساحة المعركة وأياك والأرجاف عليهم تارة باسم الانضباط في النقاش والبحث العلمي انتم في وادي وهم في وادي لاحول ولاقوة الابالله الهجمة شرسة على الدين من جميع الاتجاهات الهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك اللهم اهدنا لما اختلفو فيه من الحق فأنك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم
أحسب أن هذا التعليق ينم عن عمق الأزمة الكامنة وراء الفكر الذي نتدثّر به ـ وعذرا على هذا الإغراق في العبارات ـ لأننا بدأنا نفقد أنفسنا وقيمنا في معركة القيم الموهومة التي تحاول طمس الفضيلة وتحجر على الفكر والعقل بدعوى نصرة الحق، ولكن أي حق؟! وضد من؟!
(الحق) الذي يتعصب له الناس ـ غالبا ـ هو مجرد رأي مرتبط بالنص الشرعي، في مقابلة ـ ولا أقول مواجهة ـ آراء أخرى هي أيضا مرتبطة بنصوص شرعية، وقد يكون أحد الرأيين مجانبا للصواب بسبب قصور في النظر أو خلل في الفهم أو خطأ في العبارة أو ضعف في الاستقراء، لكننا نتجاوز كل هذا ونربط الخطأ مباشرة بسوء الطوية أو الدسيسة للمسلمين!!
(وضد من)؟ ضد أناس شهد لهم إنتاجهم العلمي أولا، والمتخصصون ثانيا، بأنهم من أهل هذا الشان، وفرسان الميدان، وأن لهم قدرا من المعرفة الشرعية النظرية والعملية تؤهلهم لأن يكون (علماء) .. نعم (علماء) لم يطلق عليهم هذا اللفظ لأنهم لم يحظوا بتزكية من الشيخ الفلاني .. وإن كانوا أعلم منه!! إن هذا لشيء عجاب!!
إخواننا الأكارم، إننا نفقد ذواتنا شيئا فشيئا عندما نتهجم على كل جديد، صحيح أو خاطئ، ونرفض مراجعة تراثنا المعرفي الذي شكلته قرون كثيرة من الكتابة والتقرير والجدل والصراع .. وأحيانا التناقض .. بل ونشكك في من يدعونا إلى الالتزام بأخلاق الإسلام في نقاشاتنا، بدعوى أنه مثبط يدعو إلى التمييع!! وإذا تذكرنا حجة أصحاب العقول المتحجرة، من المشركين تجاه المسلمين، ومن المقلدين تجاه المجتهدين، عبر التاريخ، أدركنا إلى أي المذهبين تحزّبنا، ومع أي الفريقين صرنا.
أقول هذا بعيدا عن بحث الدكتور الريسوني، وفقه الله، لأنني أعتقد أن الموافقة أو المخالفة لا تكون إلا بحجة وعلم، لا بقلة الأدب أو سوء الفهم. ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 07:39]ـ
المشكلة أخوتى الكرام ليست في الريسونى هذا بل من فتح منذ قرون باب المقاصد على مصراعيه دون ضبطه بالنصوص الشرعية وأدلة الكتاب والسنة والإجماع المتيقن ... حتى صارت المقاصد طاغوتاً مثل المجاز كما سماه ابن القيم رحمه الله (طاغوت المجاز)
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 12:24]ـ
الريسوني –وفقه الله- له جهود علمية ودعوية مشكورة، لاينكرها إلا مكابر، لكن كلامه في هذه المسألة فيه بعض التدليس الذي كان يفترض فيه التنزه عنه، ومن ذلك نقله عن العلامة ابن عاشور مايوهم أنه يوافقه في عدم تخصيص آية الإكراه في الدين بأحاديث قتل المرتد.
كما يقول الريسوني في مقالته:
(وإذا كانت الآية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} غير منسوخة وغير قابلة للنسخ , فهي أيضا غير مخصصة وغير قابلة للتخصيص. وأقل ما يقال في هذا المقام , هو أن الآية جاءت بصيغة صريحة من صيغ العموم , فلا يمكن تخصيصها إلا بدليل مكافئ ثبوتا ودلالة. قال العلامة ابن عاشور: " وجيء بنفي الجنس [لا إكراه] , لقصد العموم نصا , وهي (أي الآية) دليل واضح على إبطال الإكراه على الدين بسائر أنواعه ").
فالقارئ لمثل هذا النقل يتوهم أن ابن عاشور يرى أن قتل المرتد نوع من الإكراه في الدين المنفي بالآية، وبالتالي فإن آية الإكراه في الدين لاتخصص بأحاديث قتل المرتد.
وهذا غير صحيح، فابن عاشور يفرق بين (الإكراه على الابتداء والإكراه على البقاء) ولذلك قال صراحة في تفسيره التحرير والتنوير:
(فلذلك جُعل الموت هو العقوبة للمرتد حتى لا يدخل أحد في الدين إلاّ على بصيرة، وحتى لا يخرج منه أحد بعد الدخول فيه، وليس هذا من الإكراه في الدين المنفي بقوله تعالى: {لا إكراه في الدين} على القول بأنها غير منسوخة، لأن الإكراه في الدين هو إكراه الناس على الخروج من أديانهم والدخول في الإسلام، وأما هذا فهو من الإكراه على البقاء في الإسلام).
فكيف يأخذ قوله المجمل ويدع قوله الصريح؟!
أما مانقله الريسوني عن الشاطبي فقد قام بتحميل كلام الشاطبي أكثر مما أراد به الشاطبي ذاته، فالشاطبي الذي قرر مراعاة الكلي (إحياء النفوس)، هو الذي قرر أيضاً أن (إحياء الدين) كلي شرعي مقدم على كلي (إحياء النفوس) عند التعارض، كما يقول الشاطبي في الموافقات:
(إن النفوس محترمة محفوظة ومطلوبة الإحياء، فإن عارض إحياؤها إماتة الدين كان إحياء الدين أولى وإن أدى إلى إماتتها، كما جاء في جهاد الكفار، وقتل المرتد، وغير ذلك).
أما مازعمه الريسوني بأن قتل المرتد حديث آحاد ظني لايقاوم عموم الآية القطعي، فهذا خطأ مصدره ضعف خبرته بالنصوص الشرعية، فقتل المرتد خبر قطعي بسببين (التواتر المعنوي، والقرائن المحتفة بأحاديثه ككونه من أحاديث الصحيحين المتلقاة بالقبول وشيوع قضاء الصحابة وعمل أئمة المسلمين بموجبها).
ولذلك قال الشيخ "المحدث" أحمد شاكر في الرد على بعض معاصريه ممن توهم أن قتل المرتد ثبت بحديث آحاد ظني فقال الشيخ: (فإن الأمر بقتل المرتد عن الإسلام لم يثبت بما يسميه المؤلف العلامة "حديث الآحاد"، وإنما هو شيء ثابت بالسنة المتواترة).
فضلاً عن أنه لايلزم للمخصِّص أن يكون في نفس درجة المخصَّص ثبوتاً ودلالة، بل هذه مجازفة يلزم عليها رد جمهور أحاديث السنة، فإن تخصيص كثير من العمومات القرآنية القطعية بأحاديث ظنية الثبوت شائع مستفيض في فقه الشريعة، كتخصيص آية التعدد بحديث "لايجمع بين المرأة وعمتها"، وتخصيص آية القصاص بحديث "لايقتل والد بولده"، وتخصيص آية "يوصيكم الله في أولادكم" بحديث "نحن معاشر الأنبياء لانورث"، وغيرها كثير كثير.
والمراد أن قول الريسوني أن (التخصيص لايكون إلا بدليل مكافئ ثبوتاً ودلالة) مناقض لإجماع الصحابة، فمن له أدنى اطلاع على آثارهم يعلم أن الصحابة مجمعون على تخصيص عمومات القرآن بخبر الواحد والاثنين. فكيف يزعم الريسوني -هداه الله- أن التخصيص لايكون إلا بدليل مكافئ ثبوتاً ودلالة يريد بذلك أن عمومات القرآن لاتخصص بأحاديث الآحاد!
وقد لخص الغزالي الاستدلال على بطلان كلام الريسوني بقوله في المستصفى عن مسألة"خبر الواحد إذا ورد مخصصا لعموم القرآن":
(يُتْبَعُ)
(/)
(وجوب العمل بخبر الواحد مقطوع به بالإجماع .. ، فوجوب العمل بالخبر مقطوع به، وكون العموم مستغرقا غير مقطوع به)
ثم ساق الغزالي تفصيل أدلتهم بقوله:
(حجة القائلين بتقديم الخبر: أن الصحابة ذهبت إليه، إذ روى أبو هريرة أن المرأة لا تنكح على عمتها وخالتها، فخصصوا به قوله تعالى: {وأحل لكم ما وراء ذلكم}، وخصصوا عموم آية المواريث برواية أبي هريرة أنه لا يرث القاتل، والعبد، ولا أهل ملتين، ورفعوا عموم آية الوصية بقوله {لا وصية لوارث}، ورفعوا عموم قوله تعالى {حتى تنكح زوجا غيره} برواية من روى {حتى تذوق عسيلتها} إلى نظائر لذلك كثيرة لا تحصى).
والواقع أنه عند التدقيق يعلم الباحث أن آية "نفي الإكراه في الدين" صحيح أنها قطعية الثبوت، وقطعية الدلالة في الكافر الأصلي، ولكنها ليست قطعية الدلالة في موضوع النزاع وهو قتل المرتد، فشمول الآية للكافر الأصلي قطعي لاريب فيه، لكن عموم الآية وشمولها لقتل المرتد ليس قطعياً كما يتوهم الريسوني، فكيف يكون قطعياً وقد تتابع أئمة الأسلام على نفيه، فإذا كانوا يحتجون أحياناً بالخلاف كدليل على الظنية، فكيف يكون الأمر إذا كان قضاة الصحابة وفقهاء المذاهب الأربعة كلهم على نقيض هذا القطعي المزعوم!
فالصحيح أن أحاديث قتل المرتد هي القطعية الدلالة في موضع النزاع، أما آية الإكراه في الدين فهي ظنية الدلالة في موضع النزاع.
ومع ذلك كله فالموفق الباحث عن الحق لايحتاج إلى هذه التفاصيل الفنية كلها، بل يكفيه أن يعلم أن القول بأن "قتل المرتد ليس من الشريعة" يلزم عليه تضليل قضاة الصحابة والتابعين والمذاهب الأربعة طوال عصور الإسلام وعلى تباعد الديار!
بل كيف يستطيع عاقل أن يصدق أن قتل المرتد ليس من الشريعة مع تتابع هؤلاء الأئمة عليه وعملهم به مع مااشتهر من تورع السلف عن إراقة الدماء بلاموجب شرعي عندهم فيه من الله برهان! لقد اختلف الفقهاء في موانع للقتل لأدنى شبهة تعرض لهم بسبب شدة تحرزهم في الدماء، فكيف يطبقون على إراقة دم المرتد وليس عندهم بينة شرعية تامة؟!
والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 02:09]ـ
حد الردة عقوبة على الكراهة وليس عقوبة للإكراه، أي عقوبة لكره المرتد لدين الله وإعلانه ذلك عملاً وقولاً من خلال ارتداده جهرة، وليس ضغطاً عليه ليقبل الإسلام بالقوة، هذا خطأ ولا معنى له لأن أثر الإكراه يشترط له بقاء حياة المرتد، فكيف يتم ذلك مع حد القتل. إذاً لا معنى لحد القتل إلا أنه عقوبة له على الدعاية العلنية للكفر وأهله، فإن قيل: هؤلاء الكفار يدعون لدينهم ومع ذلك لا نقتلهم؟ قيل: بل يقتلون بنصوص القرآن المصرحة بأن من يصد عن سبيل الله ويبغونها عوجاً، يقاتلون ويقتلون (قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم)، فإن قيل: ولكننا نقرهم بعد ذلك على دينهم إذا انضووا تحت حكم الولاية الإسلامية فما تقول؟ فيقال: نعم، لأنهم توقفوا عن الصد عن سبيل الله والتزموا ذلك وأما المرتد فجنس ردته صد عن سبيل الله (آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون)، وأصرّ على هذا فأخذ حكم غيره ممن يصد عن سبيل الله فيقتل سواء بسواء، فإن قيل: ولكن المرتد يرتد ولا يدعوا إلى دينه الجديد ولا يسب الإسلام ويصد الناس عنه فما تقول؟ فيقال: ردته في ذاتها سلوك عملي - أبلغ من مجرد الدعاية القولية - يفهم منه الناس كافة أن دين الإسلام لا يمتاز عن غيره ولا يفضل سواه من الأديان، وأن الدين عند الله ليس الإسلام، وأن لكل إنسان أن يبتغي غير الإسلام ديناً، فلو حقن دم مثل هذا لكان في هذا وحده أبلغ دعاية للصد عن سبيل الله، والقرآن لا يفرق بين كافر أصلي ولا مرتد في القضاء على من أصر على الصد عن سبيل الله، وفتنة الناس عن دينه، و منع الدين أن يكون لله (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله).
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 05:22]ـ
بالنسبة لي فأنا لم أقل أنه يقصد ويتعمد تسميم عقول المسلمين .. ولكن المقصود أن داء الانهزام قد سرى في بحثه وإذا سرى داء الانهزام فإنه ينتج فقهاً معوجاً يقلب الحقائق ويلتبس الحق بالباطل فلا تعرفه ولا تميزه .. ولا أرى في قول هذا الكلام أي نكارة ..
بعد هذا تقرير الريسوني لحد الردة الجديد غير القديم الذي نعرفه وهو الفقيه الأصولي! كما يقول الناقل ومقدم البرنامج
كيف لنا أن نلوم العلمانيين والليبراليين إذا قرروا هذه التقريرات مراعين القيمة العليا (الحرية الغربية) وبدأووا يشنون حملة شعواء على علماء الشريعة الأولين وعلى أحكام شرعية ثابتة؟!
وكيف لنا أن نلوم العوام إذا خاضوا في هذه الأمور؟!
ومن الذين أخذ الله ميثاقهم في تبيان العلم وعدم كتمانه أو تلبيسه بالحق؟!
ولست والله متمنياً لأحد السوء أو فرحاً بذلك بل إنه ليزعجني ,وأسأل الله أن يرد الريسوني إلى الحق رداً جميلاً ..
وأسأل الله أن يثبت قلوبنا وإياه على دينه ويربط على قلوبنا ويثبت الأقدام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه رسالة كنت قد كتبتها منذ فترة تتعلق بهذا الموضوع:
إجماع الأمة على قتل المرتد (مع اختلافهم في حكم استتابته و كيفيتها):
قال الحافظ ابن عبد البر في حديث "من بدل دينه فاقتلوه": "وفقه هذا الحديث أن من ارتد عن دينه حل دمه وضربت عنقه والأمة مجتمعة على ذلك وإنما اختلفوا في استتابته" ص 304، الجزء 5، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، طبعة وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب، 1387.
و قال الحافظ ابن حجر بعدما حكى اختلاف العلماء في الاستتابة: "واستدل بن القصار لقول الجمهور بالإجماع يعني السكوتى لأن عمر كتب في أمر المرتد هلا حبستموه ثلاثة أيام وأطعمتموه في كل يوم رغيفا لعله يتوب فيتوب الله عليه قال ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة كأنهم فهموا من قوله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه أي إن لم يرجع" ص 269، الجزء 12، فتح الباري شرح صحيح البخاري، طبعة دار المعرفة - بيروت، 1379.
قال الإمام النووي في حديث قتل معاذ بن جبل للمرتد: "فيه وجوب قتل المرتد وقد أجمعوا على قتله لكن اختلفوا في استتابته" ص 208، الجزء 12، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت.
قال السيوطي عن حكم المرتدة-طبعا هذا يدلك على إجماعهم في أمر المرتد-: "وأما المرتدة فلا تقتل ولكن تحبس أبدا حتى تسلم أو تموت هذا عند أبي حنيفة وعند الأئمة الثلاثة تقتل المرتدة لقوله عليه السلام من بدل دينه فاقتلوه" ص 182، شرح سنن ابن ماجه، الناشر قديمي كتب خانة - كراتشي.
قال المناوي عن حديث "من بدل دينه فاقتلوه": "وعمومه يشمل الرجل وهو إجماع والمرأة وعليه الأئمة الثلاثة" أي أن الإجماع على قتل الرجل أما المرأة فرأي الأئمة الثلاثة هو أن تقتل أما أبو حنيفة فرأي تعزيرها. ص 95، الجزء 6، فيض القدير شرح الجامع الصغير، طبعة المكتبة التجارية الكبرى - مصر.
الأدلة على هذا الحكم:
قال البخاري حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال:"أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تعذبوا بعذاب الله). ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من بدل دينه فاقتلوه) " رواه البخاري و غيره.
قال البخاري حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن قرة بن خالد حدثني حميد بن هلال حدثنا أبو بردة عن أبي موسى قال: "أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك فكلاهما سأل فقال (يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس). قال قلت والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قلصت فقال (لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس إلى اليمن). ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال انزل وإذا رجل عنده موثق قال ما هذا؟ قال كان يهوديا فأسلم ثم تهود قال اجلس قال لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات. فأمر به فقتل ثم تذاكرا قيام الليل فقال أحدهما أما أنا فأقوم وأنام وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي" رواه البخاري و مسلم.
أقوال الأئمة:
الحنفيّة:
"وأما حكم الردة فنقول وبالله تعالى التوفيق إن للردة أحكاما كثيرة بعضها يرجع إلى نفس المرتد وبعضها يرجع إلى ملكه وبعضها يرجع إلى تصرفاته وبعضها يرجع إلى ولده
أما الذي يرجع إلى نفسه فأنواع:
منها إباحة دمه إذا كان رجلا حرا كان أو عبدا لسقوط عصمته بالردة قال النبي صلى الله عليه و سلم: [من بدل دينه فاقتلوه] " ص 118، الجزء 6، بدائع الصنائع.
المالكية:
"فاتفقوا على أن يقتل الرجل لقوله عليه الصلاة والسلام " من بدل دينه فاقتلوه " واختلفوا في قتل المرأة وهل تستتاب قبل أن تقتل؟ فقال الجمهور: تقتل المرأة وقال أبو حنيفة: لا تقتل وشبهها بالكافرة الأصلية والجمهور اعتمدوا العموم الوارد في ذلك" ص 1263، ابن رشد، بداية المجتهد.
الشافعية:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ومن انتقل عن الشرك إلى الإيمان ثم انتقل عن الإيمان إلى الشرك من بالغي الرجال والنساء استتيب فإن تاب قبل منه وإن لم يتب قتل"ص 482، الجزء 1، الإمام الشافعي، الأم.
الحنابلة:
"ومن ارتد عن الاسلام من الرجال و النساء وكان بالغا عاقلا دعي إليه ثلاثة أيام وضيق عليه فان رجع وإلا قتل"ص 72، الجزء 10، ابن قدامة، المغني.
الفرق بين الخروج من الإسلام و الخروج عليه:
إن الحكم الذي اتفق عليه العلماء لمن خرج عن دين الإسلام و لم يقم بعمل ضد الإسلام غير ردته فهو القتل كما بينا سابقا و لعل في هذا النص مايوضح ذلك أكثر: قال العيني: "قوله من بدل دينه فاقتلوه هذا يدل على أن كل من بدل دينه يقتل" ص 264، الجزء 14، عمدة القاري شرح صحيح البخاري.
واللفظ في حديث النبي صلى الله عليه و سلم واضح لا يحتاج لبيان: "من بدل دينه فاقتلوه" هذا الحكم معلق على تبديل الدين فقط لاغير .. أما الخروج على الإسلام أي محاولة الحاق الضرر بالمسلمين، فهذا يترتب عليه أحكام أخرى مثل حد الحرابة، قال تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
خاتمة
إخوتاه .. والله إن النصوص يمكن أن تفسر بأكثر من وجه .. و لكن إذا بيّن الصحابة والتابعون أن المقصود من هذه النصوص كذا و كذا فلا يجوز أن نخالفهم إلى غير هذا الفهم .. إن تفسير السلف رضوان الله عليهم للنصوص هو ما يمكن أن يجمعنا و أن يوحدنا أما بدونه فسنتفرق أحزابا .. كل حزب بما لديهم فرحون .. كل يدّعي أنه على الحق و أنه الذي يفهم و يضلل غيره .. إذا فالحل أن نجتمع في فهم النصوص على ماكان عليه السلف رضوان الله عليهم .. و قد بشر النبي صلى الله عليه و سلم بحدوث هذا في الحديث الذي صححه الألباني:
"تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم يكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".
على منهاج النبوة .. فاحرص أخي الكريم ألا تكون سببا في تأخير اجتماع المسلمين على منهاج النبوة مرة أخرى .. و منهاج النبوة هو ماكان عليه الصحابة و التابعين في العصور الفاضلة الأولى .. كما قال النبي صلى الله عليه و سلم:"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". فهذه العصور الفاضلة، عصور السلف الصالح أولى بنا أن نقتدي بها من غيرها.
اللهم اهدنا و اهد بنا و اجعلنا سببا لمن اهتدى، و صلى اللهم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا، و الحمد لله رب العالمين.
انتهت الرسالة.
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 09:55]ـ
أحسب أن هذا التعليق ينم عن عمق الأزمة الكامنة وراء الفكر الذي نتدثّر به ـ وعذرا على هذا الإغراق في العبارات ـ لأننا بدأنا نفقد أنفسنا وقيمنا في معركة القيم الموهومة التي تحاول طمس الفضيلة وتحجر على الفكر والعقل بدعوى نصرة الحق، ولكن أي حق؟! وضد من؟!
(الحق) الذي يتعصب له الناس ـ غالبا ـ هو مجرد رأي مرتبط بالنص الشرعي، في مقابلة ـ ولا أقول مواجهة ـ آراء أخرى هي أيضا مرتبطة بنصوص شرعية، وقد يكون أحد الرأيين مجانبا للصواب بسبب قصور في النظر أو خلل في الفهم أو خطأ في العبارة أو ضعف في الاستقراء، لكننا نتجاوز كل هذا ونربط الخطأ مباشرة بسوء الطوية أو الدسيسة للمسلمين!!
(وضد من)؟ ضد أناس شهد لهم إنتاجهم العلمي أولا، والمتخصصون ثانيا، بأنهم من أهل هذا الشان، وفرسان الميدان، وأن لهم قدرا من المعرفة الشرعية النظرية والعملية تؤهلهم لأن يكون (علماء) .. نعم (علماء) لم يطلق عليهم هذا اللفظ لأنهم لم يحظوا بتزكية من الشيخ الفلاني .. وإن كانوا أعلم منه!! إن هذا لشيء عجاب!!
إخواننا الأكارم، إننا نفقد ذواتنا شيئا فشيئا عندما نتهجم على كل جديد، صحيح أو خاطئ، ونرفض مراجعة تراثنا المعرفي الذي شكلته قرون كثيرة من الكتابة والتقرير والجدل والصراع .. وأحيانا التناقض .. بل ونشكك في من يدعونا إلى الالتزام بأخلاق الإسلام في نقاشاتنا، بدعوى أنه مثبط يدعو إلى التمييع!! وإذا تذكرنا حجة أصحاب العقول المتحجرة، من المشركين تجاه المسلمين، ومن المقلدين تجاه المجتهدين، عبر التاريخ، أدركنا إلى أي المذهبين تحزّبنا، ومع أي الفريقين صرنا.
أقول هذا بعيدا عن بحث الدكتور الريسوني، وفقه الله، لأنني أعتقد أن الموافقة أو المخالفة لا تكون إلا بحجة وعلم، لا بقلة الأدب أو سوء الفهم. ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
.............................. .............................. ............
أخي أبو الحسين العاصمي،، كنت أفكر كلاما حول ماذكرت لكي أكتبه، ثم وجدت ردك هذا البليغ، وأنا أتفق معك تماما فيما ذكرته،،
فجزاك الله ألف ألف خير والشكر موصول لجميع الإخوة الأكارم ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 11:10]ـ
إخواننا الأكارم، إننا نفقد ذواتنا شيئا فشيئا عندما نتهجم على كل جديد، صحيح أو خاطئ، ونرفض مراجعة تراثنا المعرفي الذي شكلته قرون كثيرة من الكتابة والتقرير والجدل والصراع .. وأحيانا التناقض ..
أخي الكريم ابوالحسين العاصمي .. شكر الله لك حرصك على التحقيق والتحرير وحسن الخلق، ولكن يا أخي الكريم هناك فرق كبير بين (مراجعة التراث) و (تحريف التراث).
فأما المراجعة المنهجية للتراث فهذه لم تتوقف أصلاً حتى نبعثها، بل كل أئمة المسلمين الماضين والمعاصرين مشتغلين بالترجيح والمناقشة والموازنة بين المذاهب، وهذه الرسائل الأكاديمية والمجالس العلمية والمنتديات الشرعية جمهورها قائم على المناقشة والمراجعة والترجيح؛ حتى أن بعض المذهبيين تضايق كثيراً من هذه الظاهرة بما دعاه لتأليف (اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الاسلامية).
اما (تحريف التراث) عبر تبديل معانيه طبقاً لضغوط ثقافة مهيمنة؛ فهذا ضلال مرفوض.
وماتعرض له الريسوني -هداه الله- من رد حكم (قتل المرتد) هو أهون مافي مقالته، بل هو شأن يسير جداً إذا قورن بالأصل الخطير الذي أصله، وذلك حين قال (أن التخصيص لايكون إلا بالمكافئ ثبوتاً ودلالة) يريد أن حديث المرتد الظني لايخصص عموم الآية القطعية، فهذا أصل بدعي شنيع مخالف لإجماع الصحابة، فالصحابة مجمعون على تخصيص عمومات القرآن بأخبار الآحاد (ومن ذلك: الجمع بين المرأة وعمتها، وكون النبي لايورث، وكون القاتل لايرث، ومنع التوارث بين الملتين، ومنع القطع فيما دون النصاب، ومنع قتل الوالد بولده، الخ فهذه كلها أخبار آحاد خص بها الصحابة عمومات القرآن القطعية) ولو انتشر في الناس هذا الأصل الكارثي الذي يقوله الريسوني فهذا يعني أننا سنرفض جمهور أحاديث السنة النبوية. وهذه المسألة مسألة شهيرة في أصول الفقه لم يخالف إجماع الصحابة فيها إلا بعض متأخري المتكلمين الذين خاضوا في أصول الفقه بمقتضى خلفياتهم الكلامية فضلوا نسأل الله العافية.
فانظر كيف قادته الرغبة في استمالة المدعوين من العلمانيين والغربيين، والرغبة في طمأنة السياسي إلى أن حزبه الحركي ليس لديه نية في شنق مخالفيه لو وصل للسلطة؛ إلى رد حكم شرعي، ثم قاده هذا الرد إلى تأصيل أصل منهجي خطير يناقض إجماع الصحابة، فكان هذا الأصل أشنع من الفرع، فإن الأصل يتسلسل عنه من رد الفروع الشرعية مالاينحصر، وكان يستطيع أن يتبلغ بالمداراة بما هو دون ذلك بكثير.
فهل هذا تجديد ومراجعة منهجية أم تحريف وتبديل لاتنفع فيه حسن النية ونبل الدافع؟
فأتمنى التمييز الحاسم بين (المراجعة المنهجية للتراث الاسلامي) و (تأويل التراث ليتوافق مع الثقافة الغربية).
فالأول (تجديد إحياء) قال عنه الشارع (إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها)
والثاني (تجديد إحداث) قال عنه الشارع (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)
حفظك الله ووفقك.
ـ[محمد عمر دوميدي الفطاني]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 04:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الإسلام لايكره أحدا في الدخول إليه ولا في الخروج عنه.
ولكن قتل المرتد الذي خرج من الإسلام ليست إكراها له, وإنما جزاء له, فالإسلام لايقبل احدا في الدخول إليه إلابعد أن يتيقن من الإسلام ويعرف حقيقته, فمن عرف الإسلام ودخل فيه فقد أيقن منه وخضع لقوانينه وحدوده, فمن حدوده القتل جزاء لخروجه عنه, وليست لإكراهه في الدخول إلى الإسلام, لأنه من المعلوم أن الإسلام لايقبل إلامن أسلم مخلصا, فالحديث عن الإكراه شيئ وعن حد الردة شيئ ويكفي أن تعرف لماذا وضع الإسلام الحدود ......
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 08:13]ـ
تصحيح:
أصدر الفقيه والأصولي الأستاذ أحمد الريسوني كتابا حول الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية. لا يجوز تسميته لا فقيه و لا أصولي إنما نسميه الزائغ
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يتلاعب بالنصوص إلا أهل الأهواء فما رأي هذا الزائغ بحروب الردة؟ و هل الصحابة لم يفهموا قاعدته هذه فقتلوا من لا يجوز قتله!!! و ما قوله في الصحابي الذي قتل جاريته لأنها سبت الرسول عليه الصلاة و السلام و ما قوله في هدر الرسول عليه الصلاة و السلام لدم من هجاه و مثل هذا كثير وصل حد التواتر القطعي الذي لا يجوز مخالفته؟
كلامه بدأ من مغالطة و هي إدعاؤه عدم تخصيص كليات الشريعة و هذا غلط ظاهر فمن كليات الشريعة حفظ النفس فهل يقتل الزاني المحصن أم لا؟ و من كليات الشريعة حفظ المال فهل تؤخد الزكاة أم لا؟
و قوله:
وإذا كان الإكراه باطلا حتى في التصرفات والمعاملات والحقوق المادية والدنيوية، حيث إنه لا ينشيء زواجا ولا طلاقا، ولا بيعا، ولا بيعة، فكيف يمكنه أن ينشيء دينا وعقيدة وإيمانا وإسلاما؟!
مغالطة أيضا ألا يغرم الضامن و ماذا يفعل بالخلع و من باع بيعا هل له أن يعود في بيعه؟ و من بايع إماما هل له أن ينقض بيعته؟ و غيرها من الأمور الواضحة في الشريعة.
الداخل لدين الإسلام قد ألزم نفسه بقواعد فلا يجوز لمن دخل الإسلام أن يقول انا زنيت لكن لا أقبل حد الزنا لأنه أوجب على نفسه قبوله مند دخوله و كذلك حد الردة فقد ألزم نفسه به عند دخوله في هذا الدين أما قوله تعالى لا إكراه في الدين فكان على الزائغ الرجوع لتفسيرها من الكتب ليفهم فيما نزلت و إنما المقصود بها هو لا إكراه في الدخول إلى الدين لغير المسلم أما من دخل فيه فهو مسلم و يحكم عليه بأحكام المسلمين فقد أوجب على نفسه حدودهم فيكره لكي لا يخرج عنه،هناك فرق بين الأمرين و هذا داخل في المقصد الأول من مقاصد الشريعة و هو حفظ الدين فهذه قاعدة كلية ايضا فهل سيدعي أنها باطلة لتصادمها مع فهمه الزائغ للآية الكريمة!!
قال الطبري وقد ذهب طائفة كثيرة من العلماء أن هذه محمولة على أهل الكتاب ومن دخل في دينهم قبل النسخ والتبديل إذا بذلوا الجزية وقال آخرون: بل هي منسوخة بآية القتال وأنه يجب أن يدعى جميع الأمم إلى الدخول في الدين الحنيف دين الإسلام فإن أبى أحد منهم الدخول ولم ينقد له أو يبذل الجزية قوتل حتى يقتل وهذا معنى لا إكراه قال الله تعالى" ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون " وقال تعالى " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم " وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين" وفي الصحيح عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل يعني الأسارى الذين يقدم بهم بلاد الإسلام في الوثائق والأغلال والقيود والأكبال ثم بعد ذلك يسلمون وتصلح أعمالهم وسرائرهم فيكونوا من أهل الجنة فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد حدثنا يحيى عن حميد عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل أسلم قال إني أجدني كارها قال وإن كنت كارها فإنه ثلاثي صحيح ولكن ليس من هذا القبيل فإنه لم يكرهه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام بل دعاه إليه فأخبره أن نفسه ليست قابلة له بل هي كارهة فقال له أسلم وإن كنت كارها فإن الله سيرزقك حسن النية والإخلاص. اهـ
قال القرطبي:
إختلف العلماء في معنى هذه الآية على ستة أقوال:
[الأول] قيل إنها منسوخة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أكره العرب على دين الإسلام وقاتلهم ولم يرض منهم إلا بالإسلام , قاله سليمان بن موسى , قال: نسختها " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين " [التوبة: 73]. وروي هذا عن ابن مسعود وكثير من المفسرين.
[الثاني] ليست بمنسوخة وإنما نزلت في أهل الكتاب خاصة , وأنهم لا يكرهون على الإسلام إذا أدوا الجزية , والذين يكرهون أهل الأوثان فلا يقبل منهم إلا الإسلام فهم الذين نزل فيهم " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ". هذا قول الشعبي وقتادة والحسن والضحاك. والحجة لهذا القول ما رواه زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لعجوز نصرانية: أسلمي أيتها العجوز تسلمي , إن الله بعث محمدا بالحق. قالت: أنا عجوز كبيرة والموت إلي قريب! فقال عمر: اللهم اشهد , وتلا " لا إكراه في الدين ".
(يُتْبَعُ)
(/)
[الثالث] ما رواه أبو داود عن ابن عباس قال: نزلت هذه في الأنصار , كانت تكون المرأة مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده , فلما أجليت بنو النضير كان فيهم كثير من أبناء الأنصار فقالوا: لا ندع أبناءنا فأنزل الله تعالى: " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ". قال أبو داود: والمقلات التي لا يعيش لها ولد. في رواية: إنما فعلنا ما فعلنا ونحن نرى أن دينهم أفضل مما نحن عليه , وأما إذا جاء الله بالإسلام فنكرههم عليه فنزلت: " لا إكراه في الدين " من شاء التحق بهم ومن شاء دخل في الإسلام. وهذا قول سعيد بن جبير والشعبي ومجاهد إلا أنه قال: كان سبب كونهم في بني النضير الاسترضاع. قال النحاس: قول ابن عباس في هذه الآية أولى الأقوال لصحة إسناده , وأن مثله لا يؤخذ بالرأي.
[الرابع] قال السدي: نزلت الآية في رجل من الأنصار يقال له أبو حصين كان له ابنان , فقدم تجار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت , فلما أرادوا الخروج أتاهم ابنا الحصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا ومضيا معهم إلى الشام , فأتى أبوهما رسول الله صلى الله عليه وسلم مشتكيا أمرهما , ورغب في أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يردهما فنزلت: " لا إكراه في الدين " ولم يؤمر يومئذ بقتال أهل الكتاب , وقال: (أبعدهما الله هما أول من كفر) فوجد أبو الحصين في نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم حين لم يبعث في طلبهما فأنزل الله جل ثناؤه " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم " [النساء: 65] الآية ثم إنه نسخ " لا إكراه في الدين " فأمر بقتال أهل الكتاب في سورة [براءة]. والصحيح في سبب قوله تعالى: " فلا وربك لا يؤمنون " حديث الزبير مع جاره الأنصاري في السقي , على ما يأتي في [النساء] بيانه إن شاء الله تعالى.
[وقيل] معناها لا تقولوا لمن أسلم تحت السيف مجبرا مكرها , وهو القول الخامس.
[وقول سادس] وهو أنها وردت في السبي متى كانوا من أهل الكتاب لم يجبروا إذا كانوا كبارا , وإن كانوا مجوسا صغارا أو كبارا أو وثنيين فإنهم يجبرون على الإسلام ; لأن من سباهم لا ينتفع بهم مع كونهم وثنيين , ألا ترى أنه لا تؤكل ذبائحهم ولا توطأ نساؤهم , ويدينون بأكل الميتة والنجاسات وغيرهما , ويستقذرهم المالك لهم ويتعذر عليه الانتفاع بهم من جهة الملك فجاز له الإجبار. ونحو هذا روى ابن القاسم عن مالك. وأما أشهب فإنه قال: هم على دين من سباهم , فإذا امتنعوا أجبروا على الإسلام , والصغار لا دين لهم فلذلك أجبروا على الدخول في دين الإسلام لئلا يذهبوا إلى دين باطل. فأما سائر أنواع الكفر متى بذلوا الجزية لم نكرههم على الإسلام سواء كانوا عربا أم عجما قريشا أو غيرهم. وسيأتي بيان هذا وما للعلماء في الجزية ومن تقبل منه في [براءة] إن شاء الله تعالى.اهـ
فكيف يدعي هذا الزائغ انها قاعدة كلية لا تقبل النسخ أو التخصيص و قد وردت الأدلة على ذلك!!
و السنة جاءت موضحة للقرآن فقال عليه الصلاة و السلام: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة متفق عليه.
و في صحيح البخاري: عن عكرمة أن عليا رضي الله عنه حرق قوما فبلغ ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه.
و في سنن ابي داود عن عكرمة أن عليا عليه السلام أحرق ناسا ارتدوا عن الإسلام فبلغ ذلك ابن عباس فقال لم أكن لأحرقهم بالنار إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله وكنت قاتلهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بدل دينه فاقتلوه فبلغ ذلك عليا عليه السلام فقال ويح ابن عباس
قال صاحب عون المعبود: والحديث استدل به على قتل المرتدة كالمرتد، وخصه الحنفية بالذكر وتمسكوا بحديث النهي عن قتل النساء، وحمل الجمهور النهي على الكافرة الأصلية إذا لم تباشر القتال ولا القتل لقوله في بعض طرق حديث النهي عن قتل النساء لما رأى المرأة مقتولة ما كانت هذه لتقاتل ثم نهى عن قتل النساء وقد وقع في حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسله إلى اليمن قال له أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه فإن عاد وإلا فاضرب عنقه، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها فإن عادت وإلا فاضرب عنقها وسنده حسن، وهو نص في موضع النزاع فيجب المصير إليه كذا في فتح الباري.
و في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه: "أن نفرًا من عكل ثمانية (14) قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام، فاستوخموا، فسقمت أجسامهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أفلا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من ألبانها وأبوالها؟ قالوا: بلى. فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا، فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأطردوا النعم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل في آثارهم، فأُدرَكوا فجِيء بهم، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم، ثم نبذهم في الشمس حتى ماتوا.
فثبت الحكم بإجماع المسلمين و بكلامه هذا دخل في مخالفة الإجماع و مخالفة القطعي من القرآن لقوله تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا.
أعاذنا الله و إياكم من زيغ هؤلاء و الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 09:02]ـ
و في مجمع الزوائد: وعن أبي موسى، ومعاذ بن جبل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهما إلى اليمن، وأمرهما أن يعلما الناس القرآن. قال: فجاء معاذ إلى أبي موسى يزوره فإذا عنده رجل موثق بالحديد، فقال: يا أخي، أوبعثنا نعذب الناس، إنما بعثنا نعلمهم دينهم، ونأمرهم بما ينفعهم، فقال: إنه أسلم ثم كفر.
فقال: والذي بعث محمدا بالحق لا أبرح حتى أحرقه بالنار، فقال أبو موسى: إن لنا عنده بقية، فقال: والله لا أبرح أبدا، قال: فأتي بحطب فألهب فيه النار وكتفه وطرحه.
قلت (مجمع الزوائد): لهما في الصحيح غير هذا الحديث. رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وعن قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى ابن مسعود، فقال: إني مررت بمسجد من مساجد بني حنيفة فسمعتهم يقرؤون شيئا لم ينزله الله: الطاحنات طحنا، الخابزات خبزا، والعاجنات عجنا، اللاقمات لقما. قال: فقدم ابن مسعود ابن النواحة إمامهم، فقتله واستكثر البقية، فقال: لا أجزرهم اليوم الشيطان، سيروهم إلى الشام حتى يرزقهم الله توبة أو يفنيهم الطاعون. وذكر الحديث. رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.(/)
العبد الذي يصدر منه شيء يحتمل التكفير فهل يجب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع في تكفيره
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 12:51]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه اجمعين
من المعلوم في عقيدة اهل السنة والجماعة أن من ثبت إيمانه بيقين فإنه لا يزول إيمانه إلا بيقين إلا أنه العبد قد تصدر منه اقول أو افعا ل تحتمل التكفير فهل هنا لابد القول من إجتماع الشروط وإنتفاء الموانع في تكفيره أم أنه يكفي القول أنه إرتكب ذنبا قد يكون كفرا وبالتالي هذا منافي لايمانه كون الايمان هو التصديق والشك ضده وبالتالي يكفر حتى ولو أذنب ذنب يحتمل التكفير؟؟
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 12:35]ـ
الجواب هو الاول
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 12:29]ـ
أين دليلك؟ يا أخي
للرفع رفع الله قدركم يا اهل السنة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 04:47]ـ
للرفع
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 06:15]ـ
الجواب هو الاول
أحسنت بارك الله فيك
أين دليلك؟ يا أخي
للرفع رفع الله قدركم يا اهل السنة
بعض الأدلّة.
الدّليل الأول
قوله تعالى: {و ما كنّا معذّبين حتى نبعث رسولا}.
بقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/ 229): "ومن جالسني يعلم ذلك مني أنِّي من أعظم الناس نهياً عن أنْ ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى"ا. هـ.
الدليل الثاني
الحديث - (الصحيح) - الذي فيه قصة الرجل الذي فقد دابته –وعليها طعامه وشرابه-؛ فلما وجدها قال –من شدة الفرح-: «اللهم أنت عبدي! وأنا ربك!!» وهذا سب صريح لله.
ومعلوم أن ((سب الله)) من الكفر البواح لا من الأمور الخفية؟!؛ حاشا وكلا، كما أنه لا اعتبار لزمان جهل أو مكان جهل في ذلك. ومع كل هذا؛ فقد دلنا النبي أن هذا المعين لم يكفر بقوله الكفر المستبين؛ لكونه (أخطأ) من شدة الفرح!
الدليل الثالث
الحديث -الصحيح- الذي فيه قصة الرجل الذي اعتقد عدم قدرة الله أن يجمعه بعد إحراق نفسه!؛ بل اعتقد ألا يعيده أيضًا (=إنكار البعث)؛ فهذا اعتقد ما هو كفر بإجماع المسلمين عامتهم قبل خاصتهم؛ فكل الناس -حتى اليهود والنصارى- يعرفون تمامًا قدرة الله على كل شي، كما يعلمون -يقينًا- بأنهم مبعوثون؛ فإن ذلك من (أظهر الأمور) عند كل المؤمنين الذين بعث فيهم الأنبياء، ومع ذلك فقد عذره الله هذا الرجل بجهله المعلوم بالضرورة.
قال شيخ الإسلام –في "مجموع الفتاوى" (11/ 409) -:
«فهذا الرجل ظن أن الله لا يقدر عليه إذا تفرق هذا التفرق؛ فظن أنه لا يعيده إذا صار كذلك. وكل واحد من إنكار قدرة الله تعالى، وإنكار معاد الأبدان وإن تفرقت؛ كُفْرٌ!. لكنه كان مع إيمانه بالله وإيمانه بأمره وخشيته منه (جاهلا) بذلك (ضالا في هذا الظن مخطئا)؛ فغفر الله له ذلك. والحديث صريح في أن الرجل طمع أن لا يعيده إذا فعل ذلك وأدنى هذا أن يكون شاكا في المعاد؛ وذلك كفر!. ((إذا قامت حجة النبوة)) على منكره؛ حُكِمَ بكفره» اهـ. وانظر -للأهمية- تعليق شيخ الإسلام (11/ 411 - 413) على قول عائشة للنبي -كما في قصة استغفاره لأهل البقيع-: «هل يعلم الله كل ما يكتم الناس؟!!!».
الدليل الرابع
الحديث - (الصحيح) - الذي فيه قصة الصحابي قدامة بن مظعون رضي الله عنه وبعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم؛ وفيه أنهم شربوا الخمر في ((خلافة عمر))!؛ بل واستحلوا ذلك وقالوا: «هي لنا حلال»، وتأولوا في ذلك بهذه الآية: (ليْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ... )؛ فاستجلبهم عمر، وعَقَدَ لَهُمْ مجلسًا، ناظرهم فيه ابن عباس، وأقام عليهم الحجة في ذلك؛ فرجعوا عما قالوا، ثم جلدهم عمر تعزيرًا، وقيل قياسًا على حد القذف.
قال شيخ الإسلام –في «مجموع الفتاوى» - (19/ 209):
(يُتْبَعُ)
(/)
«فإن كثيرا من المسائل العملية عليها أدلة قطعية عند من عرفها وغيرهم لم يعرفها وفيها ما هو قطعي بالإجماع كتحريم المحرمات ووجوب الواجبات الظاهرة ثم ((لو أنكرها الرجل بجهل وتأويل لم يكفر حتى تقام عليه الحجة))؛ كما أن جماعة استحلوا شرب الخمر على عهد عمر منهم قدامة [أي: ابن مظعون] ورأوا أنها حلال لهم، ولم تكفرهم الصحابة؛ حتى بينوا لهم خطأهم فتابوا ورجعوا ... ، وفي زماننا لو أسلم قوم في بعض الأطراف ولم يعلموا بوجوب الحج أو لم يعلموا تحريم الخمر لم يحدوا على ذلك وكذلك ((لو نشئوا بمكان جهل))» اهـ وانظر كذلك قوله في "رده على البكري" (2/ 492).
قال أبو رقية الذهبي:
فهذا صحابي جليل؛ وهو قدامة بن مظعون، لم يكن من أهل البادية، ولا كان حديث عهد بإسلام، ولا كان مقيمًا بدار جهل!؛ حين شرب الخمر (مستحلاً) لها في خلافة عمر!؛ بل كان من كبار الصحابة، من المهاجرين الأولين الذين شهدوا مع رسول الله بدرًا وأحدًا والحديبية والخندق والمشاهد كلها، وكانت الأرض يومئذٍ مليئة بآثار النبوة وعلم الصحابة؛ ومع ذلك فقد خفي عليه أمر التحريم المطلق للخمر، وكان مع ذلك متأولاً للقرآن في شربها؛ فعذره صحابة رسول الله بجهله، وأقالوا عثرته بتأويله، وأزالوا عنه شبهة التأويل، فلم يكفروه بمجرد استحلاله الصريح لشرب الخمر؛ مع أن تحريم الخمر -وقتذاك- كان من الأمور الظاهرة المعلومة بالضرورة -من كتاب الله وسنة رسوله - لدى العام والخاص من المسلمين. وهذا الحديث هو حجة (دامغة) في اعتبار (الجهل) و (التأويل) في تكفير المعين، وإن كان ذلك في الأمور المعلومة بالضرورة. ولأجل أهمية هذا الأثر؛ فقد صنفتُ فيه جزءًا مختصرًا استوعبت فيه أسانيده وألفاظه، وأعزم –إن شاء الله- على إضافة جملة من فوائده العقدية والفقهية؛ فلعل الله ييسر لي ذلك؛ فأعده للنشر في هذا المنتدى المبارك.
الدّليل الخامس
الحديث -الصحيح- الذي فيه قصة الأعرابي الذي ابتاع منه النبي فرسًا؛ فلما استتبعه النبي مسرعًا ليقضيه ثمن فرسه؛ أبطأ الأعرابي؛ فطفق إليه رجال اعترضوه يساومونه بالفرس، فزادوه في السَّوْمِ؛ فلما جاءه النبي بالثمن، ورأى ما كان قال له: «أَوَلَيْسَ قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ؟!»؛ فقال الأعرابي: «لاَ وَاللَّهِ!؛ مَا بِعْتُكَ ... هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ!». فهذا تكذيب صريح للنبي، ولكن لما وقع ذلك من الأعرابي ((بجهل))؛ عذره النبي، ولم يؤاخذه بجهله، مع أنه لا أحد يجهل أن تكذيب الأنبياء من أشد أنواع الكفر التي طفح بذكرها القرآن، فكفر هذا (النوع) معلوم بالاضطرار من دين المسلمين بل من دين اليهود والنصارى!، ومع ذلك؛ فقد دلنا هذا الحديث -وغيره- على أن المعين لا يكفر بالوقوع في ذلك إلا بانتفاء موانع التكفير، ومنها الجهل على الخصوص.
الدليل السادس
وكذلك الحديث -الصحيح- الذي فيه قصة الليثيين الذين جاءوا النبي يطلبون القَوَدَ من أحد أصحابه، فلما استرضاهم النبي عدة مرات؛ رضوا؛ فأخبرهم النبي بأنه خاطب في الناس ومخبرهم برضاهم، فأقروا؛ فلما كان ذلك؛ نفوا ما قال؛ فَكَذَّبُوا النبي -جهلاً منهم- مع إقرارهم وعلمهم بصدقه فيما قال!.
قال ابن حزم – في "المحلى" (10/ 410 - 411) -:
«وفى هذا الخبر عذر الجاهل وأنه لا يخرج من الإسلام بما لو فعله العالم الذي قامت عليه الحجة؛ لكان كافرًا لأن هؤلاء الليثيين كذبوا النبي، وتكذيبه كفر مجرد بلا خلاف لكنهم بجهلهم وأعرابيتهم عذروا بالجهالة فلم يكفروا» اهـ.
قال أبو رقية الذهبي:
فانظر كيف اشترط إقامة الحجة على المعين (العالِم)!؛ لاحتمال أنه لم يقصد التكذيب؛ وإن كان ظاهر فعله كذلك؛ فكيف بالجاهل؟!.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 05:45]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه اجمعين
من المعلوم في عقيدة اهل السنة والجماعة أن من ثبت إيمانه بيقين فإنه لا يزول إيمانه إلا بيقين إلا أنه العبد قد تصدر منه اقول أو افعا ل تحتمل التكفير فهل هنا لابد القول من إجتماع الشروط وإنتفاء الموانع في تكفيره أم أنه يكفي القول أنه إرتكب ذنبا قد يكون كفرا وبالتالي هذا منافي لايمانه كون الايمان هو التصديق والشك ضده وبالتالي يكفر حتى ولو أذنب ذنب يحتمل التكفير؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا كان في مسألة الوضوء , وشك الانسان هل انتقض الوضوء ام لا؟ فالآصل الطهاره يبقى على طهارته
فمابالك في مسألة الكفر! وهي اعظم من الوضوء(/)
فوزا جنيد امام مسجد السنة في لاهاي في حوار بالعربي في التلفزيون الهولندي
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 01:17]ـ
والحوار يدور حول وصفه لشخص مغربي -كان مشاركا بالحوار-مسؤول في الحكومة بالمنافق
الحوار من طرف فواز بالعربي ولذلك يمكنكم الاطلاع عليه علي الاقل لمعرفة كيفية عرض شخص سلفي وامام مسلم شاب فكرته او اسلوب مواجهته في الاعلام الغربي
ومعلوم انها اول تجربة له او ربما تاني للظهور في الاعلام مختارا وليس اقتباسات من خطبه
كما دخل الحوار في حقوق المسلمين والدفاع عنهم ثم انجر الي اللحية والحجاب -باعتبارهما من حرية المسلم في المجتمع والتي يجب الدفاع عنها -وميراث المراة وان كان لم يدور حولها حوار كبير
وفي النهاية السبب في رفض فواز للحوار مع فيلدرز
للمشاهدة من هنا
http://player.omroep.nl/?aflID=6918892
المسالة داخلة ومازالت في مسالة فيلم فيلدرز والحوار حول الاسلام في هولندا في ظل ظروف التربص(/)
آخر تقليعات الصوفية: ليلة (محمدية) على شاطئ الراحة في أبوظبي!!
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 05:00]ـ
ليلة محمدية على شاطئ الراحة في أبوظبي
انطلقت مساء أمس الأول في أبوظبي فعاليات مهرجان جوائز المحبة في دورته الثانية، حضر الحفل الذي أقيم على مسرح شاطئ الراحة سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس هيئة الكهرباء والماء في أبوظبي، والشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان والشيخ الحبيب علي الجفري والداعية حمزة يوسف وعدد كبير من علماء الدين من مختلف أرجاء العالم الإسلامي، اضافة لفنانين ومنشدين وعدد ضخم من الجماهير سهر بحفل افتتاح المهرجان حتى قرابة الثانية من فجر الأمس في تظاهرة حضارية تعبيراً عن محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، ورفضهم محاولة الاساءة إليه.
بدأ الحفل في حوالي الثامنة مساء، بفيلم تسجيلي عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بدأ مسرح الفعالية في ديكور مميز، وخلفية لقبة المسجد النبوي الخضراء ليعلن عن افتتاح المهرجان تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، بينما تتولى تنفيذه للسنة الأولى شركة بيراميديا بإشراف الاعلامية نشوة الرويني.
وبعد قراءة آيات من الذكر الحكيم للشيخ سعد البهتيمي، إمام مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، أدى المطرب المصري أحمد إبراهيم أغنية ياسمين الخيام “محمد يا رسول الله”، وهي الأغنية المعروفة التي غنتها ياسمين الخيام في مقدمة مسلسل “محمد رسول الله”، ثم ألقت الدكتورة أمل القبيسي عضو المجلس الوطني الاتحادي، وعضو أمانة المهرجان كلمة المهرجان التي عبرت فيها عن سعادتها باجتماع الحاضرين على محبته صلى الله عليه وسلم، وأرجعت الفضل في ذلك لله ثم للبنيان الراسخ الذي أرساه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، والحرص على الاحتفال بذكراه، وهو النهج الذي سار عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، ثم أعربت عن سعادتها بتطور فعاليات المهرجان، فمن يوم واحد في دورته الأولى لثلاثة أيام في هذه الدورة ب200 مشاركة من 28 دولة من مختلف أرجاء العالم، وإضافة 10 جوائز من الأغاني الموسيقية وغير الموسيقية والدعاية والبرامج الوثائقية والتلفزيونية والأفلام الطويلة والقصيرة وأفلام الكرتون والكتب لفئتي الكبار والصغار، والتصوير الفوتوغرافي والرقمي والرسم اليدوي والرسم بالكمبيوتر والقنوات الاعلامية، اضافة لشخصية العام وحدث العام.
وتخضع جميع أوجه المسابقة للجنة تحكيم دولية يرأسها الدكتور عبدالحكيم مراد البروفيسور البريطاني بجامعة كامبريدج، وقالت الدكتورة أمل القبيسي إن هدف المهرجان تشجيع وتقييم الأعمال النابعة عن محبته، صلى الله عليه وسلم، ونشر أخلاقه العظيمة، والتعريف به وإعطاء العالم فرصة في إعادة التفكير فيما قدمه الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، من اسهامات جليلة لخدمة البشرية، ولذلك جاءت جوائز المهرجان كقصة حب متجددة ما بين المسلمين ورسولهم العظيم.
تلا ذلك تقديم مجموعة كبيرة من الفنانين المصريين لأوبريت “عشان كدة بنحبك” من كلمات أيمن بهجت، وألحان محمود طلعت، وشارك فيه محمود ياسين، حمادة هلال، محمد وفيق، محمود الجندي، سعيد صالح، محمد هنيدي، علاء مرسي، محمد رياض، طارق لطفي، حسن كامي، إيهاب توفيق وآخرون. ثم أنشد الشاعر المصري محمد بهجت قصيدة عامية في محبة الرسول العظيم، تلاه المطرب الإماراتي الوسمي الذي تغنى بقصيدة لعبدالكريم معتوق بعنوان “رسول المحبة”.
أما في الجزء الثاني من الحفل المعنون ب”حفل الشباب” فقد قدم عدد كبير من الفرق الغنائية العربية والأجنبية، أغانيها في محبة الرسول العظيم، وذلك بغرض اتاحة الفرصة للجمهور للتصويت واختيار أفضل 3 أغان عربية وأجنبية في محبته صلى الله عليه وسلم، وكان منهم: إيهاب توفيق، حمادة هلال، مسعود كورتس، طارق فؤاد، فرقة ريحان الماليزية، فرقة صوت المنطق الكندية، فرقة الدين الحقيقي الأمريكية، وعدد كبير آخر من الفرق الغنائية والمغنين.
وتم افتتاح معرض فني لعدد من لوحات الخط العربي المستوحاة من الأحاديث الشريفة، وأقيم في أروقة مسرح شاطئ الراحة وضم صوراً فوتوغرافية لأطفال معبرين عن محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وصوراً للحرمين الشريفين ومساجد أخرى، على أن تختتم فعاليات المهرجان بمسرح شاطئ الراحة الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم باعلان نتائج المهرجان في أقسامه المختلفة.
http://www.alkhaleej.ae/portal/6e791a2d-e1a2-47fd-8c54-7d2f2475236f.aspx
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 05:57]ـ
وماله؟
مجابوش ليه فرقة استعراضية بالمرة؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 06:38]ـ
أيه يا عم!
كل ده وبتقولي ما جابوش؟!
هو فيه حاجة ما جاتش في الليلة المهلبية ده؟!
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 02:25]ـ
اللهم لك الحمد على ما رزقتنا ووهبتنا من عقول (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله).
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 01:31]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله.
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
ـ[العميري]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 12:44]ـ
وتخضع جميع أوجه المسابقة للجنة تحكيم دولية يرأسها الدكتور عبدالحكيم مراد البروفيسور البريطاني بجامعة كامبريدج،
هذا شخص بريطاني اعتنق الاسلام و درس على بعض علماء الصوفية في الحجاز و تخرج من الأزهر. هذا الصوفي يقوم بالتحريظ ضد الدعوة السلفية فى وسائل الاعلام الغربية. فعلى سبيل المثال، بث برنامج ( Dispatches) على التلفاز البريطاني و قام بتصوير خفي لبعض الخطب و المحاضرات الذي القيت في بعض المساجد في بريطانيا وقد تكلم بعض المشايخ و الدعاة السلفيين و غيرهم عن بعض أحكام الاسلام مثل الجهاد و حد اللواط. و قد ظهر مراد و غيرة من الصوفية في هذا البرنامج لتحريظ ضد "الوهابية". ليس غريب أن يهاجم الكفار المسلمين، لكن ما قام به هؤلاء الصوفية هو من الخيانات الكبرى. بعد بث هذا البرنامج، تعرض المشايخ و الدعاة الذين تم تصويرهم لتهدبدات بالقتل و اتصالات تهديد.
تقوم الحكومة البريطانية بدعم جمعية لدعم الاسلام "المعتدل" و يحاضر تحت رعايته بعض رموز الصوفية مثل مراد، و علي الجفري و غيرهم.
ـ[ابو المهند الشيباني]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 07:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني احببكم))
سبحان الله محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالعمل على مخالفته
هذا والله زمن العجائب
بس وش اللي خلى دولة مثل الإمارات تتبنى الصوفية أليس الحبيب الجفري هو المسؤل عن هذا النهج الصوفي في الإمارات
أسأل الله أن يحفظ دينه
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 07:19]ـ
شر البلية ما يضحك ... ابتسامات
ـ[ابن محمود القريشي]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 10:05]ـ
اللهم لك الحمد على ما رزقتنا ووهبتنا من عقول (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله).
صدقت يا أخي "الحمد لله على نعمة العقل" ....
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[31 - Jul-2009, صباحاً 03:43]ـ
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله:: وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
يقول الشيخ سيد قطب رحمه الله:
إن الكلمة الطيبة -كلمة الحق- لكالشجرة الطيبة, ثابتة سامقة مثمرة .. ثابتة لا تزعزها الأعاصير, ولا تعصف بها رياح الباطل, ولا تتعدى عليها معاول الطغيان -وإن خيل للبعض أنها معرضة للخطر في بعض الأحيان- سامقة متعالية, تطلّ على الشر والطغيان من علِ -وإن خيّل إلى البعض أحياناً أن الشر يزحمها في الفضاء- مثمرة لا ينقطع ثمرها؛ لأن بذورها تنبت في النفوس المتكاثرة آناً بعد آن ..
وإن الكلمة الخبيثة -كلمة الباطل- لكالشجرة الخبيثة, قد تهيج وتتعالى ووتشابك, وتخيل إلى بعض الناس أنها أفضل من الشجرة الطيبة وأقوى. ولكنها تظلّ نافشة هشة, وتظلّ جذورها في التربة قريبة حتى لكأنها على وجه الأرض .. وما هي إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض, فلا قرار لها ولا بقاء ..(/)
التداعيات سريعة في هولندا: فالمستشرق ينسن يصدر كتاب "الإسلام للخنازير، القردة، الحمير
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 10:18]ـ
كما ان غدا يصدر اول ترجمة من ملحد شرقي يجعل من الرسول انسانا وليس رسولا لااعرف كيف ولكن هذا هو الخبر الان
لكن لنرجع الي المستشرق ينسن
هذا هو الخبر
العربية > حوار الثقافات
المستعرب هانس يانسن يثير استياء زملائه
تقرير: ميشيل هوبينك- إذاعة هولندا العالمية
25 - 04 - 2008
ترجمة: كريمة ادريسي
بكتابه الجديد "الإسلام للخنازير، القردة، الحمير والحيوانات الأخرى"، يخلط المستعرب الهولندي هانس يانسن الأوراق بشكل يربك الوسط الأكاديمي. إلا أن الاهتمام الذي يحظى به يانسن من قبل وسائل الإعلام يبدو مختلفاً كثيراً عن آراء زملائه الأكاديميين حوله. وعلى حدّ قول أحد زملائه فإن يانسن "ترك كلّ الأخلاقيات العلمية جانباً."
كان هانس يانسن دائما ذا آراء انتقادية تجاه زملائه، إلا أنه في كتابه الأخير، تجاوز حدود النقد ليشن هجوما. كتب يقول: "يحب أغلبية أساتذة العلوم الإسلامية الغربيين، التحدث إلى المسلمين، وهو أمر لا يمت بصلة إلى العلم. انه مجرد تضليل محض، لا يُستبعد أن ينطوي على سوء نية. وهم يجعلون هذه الحماقة في كل مكان تبدو كما لو كانت أمرا عاديا".
زميله مارتن فان براونسن، الاستاذ بمعهد "دراسات الإسلام في العالم المعاصر" بمدينة ليدن، يندهش للهجة يانسن هذه، "لا أدري من يعني بالتحديد، ولكن مؤاخذاته على زملائه، تنطبق عليه هو بالذات." يرى فان براونسن أن كتاب يانسن الموضوع أمامه على الطاولة، ليس علميا ومليء بالتضليل، "يقدم الكتاب عن قصد، صورة عن الإسلام والمسلمين أكثر خطورة من الصورة الواقعية. يانسن ليس بالرجل الأحمق، لذلك فإنني أتساءل عن دوافعه لكتابة مثل هذه الأمور".
حقائق غير مريحة
يعبّر فان براونسن عن الاستياء المتنامي من هانس يانسن في أوساط زملائه من الأكادميين المختصين بالعلوم الإسلامية. انه يتذكر أن يانسن كان بدأ منذ التسعينات بكتابة تعليقات ساخرة عن الإسلام. ولكنه ومنذ أن ساد هولندا خوف من الإسلام بعد هجمات 11 سبتمبر، تطور يانسن ليصبح ظاهرة في الإعلام، حيث يُقدم نفسه بوصفه المفكر الهولندي الوحيد، الذي يتجرأ أن يشرح الحقيقة غير المريحة عن الإسلام دون الامتثال لشروط الصوابية السياسية.
تشكل كتب يانسن مصدرا مهما لإلهام النائب البرلماني المعادي للإسلام خيرت فيلدرز. بعد أن بث فيلدرز فيلمه " فتنة" على الانترنت، ظهر يانسن في برامج تلفزيونية مختلفة ليشرح مضمون الفيلم. في كتابه "الإسلام للخنازير ( ... ) "، يوضح يانسن آراءه بالرد على 250 سؤالا عن الإسلام. يبدو الإسلام في الكتاب كما لو كان دينا خطيرا وعنيفا. كتب يانسن يقول ان الإسلام يدعو إلى السلام ولكن هذا السلام لا يأتي إلا بعد أن يعتنق الجميع الإسلام. وإلى أن يحدث ذلك، لابد من محاربة الكفر والضلال في العالم أجمع وبواسطة العنف إذا لزم الأمر. عدد الهولنديين المسلمين الذين ينددون بإرهاب القاعدة لا يمكن أن يكون كبيرا، حسب اعتقاد يانسن، "لا ينظر أغلبية المسلمين إلى بن لادن كما لو كان شخصا معتوها، بل يعتبرونه مجاهدا كبيرا ضد الكفار بدين الإسلام".
الأخلاقيات العلمية جانبا
في مقدمة الكتاب، يوضح هانس يانسن أن عنوان الكتاب يشير إلى الأسماء التي يطلقها القرآن على الكفرة واليهود. يقول فان براونسن "من يرغب في البحث عن النصوص المعنية، مثلا على موقع bijbelenkoran.nl سيكتشف بسهولة أن ما يدعيه يانسن ليس صحيحاً. يروي القرآن عن قوم من الأقوام القديمة، لم يذعنوا لله، وعقاباً لهم تم تحويلهم إلى خنازير وقردة". يرى فان براونسن هذه الطريقة مميزة لطبع يانسن، "منذ تزين يانسن بلقب المختص بالعلوم الإسلامية، ومنذ مقتل (الفنان الهولندي) تيو فان خوخ (على يد متطرف مسلم)، ترك كل الأخلاقيات العلمية جانبا. لقد أصبح هجّاءً معاديا للإسلام، لا يتردد إطلاقاً في تقديم صورة خاطئةً بشكل مقصود".
آية الله
الباحث في الشؤون الإسلامية ديك داوس، الذي يدرّس بجامعة روتردام، ينضمّ إلى فان براونسن قائلاً "يختار يانسن آيات معينة من القران ليبرهن بها على أن الإسلام يدعو إلى استعمال العنف ضد الكافرين. إلا أنه ينسى حقيقة أن أغلبية المسلمين يقرؤون تلك الآيات بصورة مختلفة تماما. انه لا يتصرف كباحث علمي ولكن كفقيه علامة، كما لو كان "آية الله" الذي يعتقد أنه يستطيع أن يوضح للآخرين كيف يجب عليهم تفسير القرآن".
ولكن إذا كان لدارسي الإسلام الهولنديين كل هذا الاعتراضات على تصريحات زميلهم يانسن، فلماذا لا يردون عليه؟ يقول فان براونسن أنهم منشغلون بأمور أخرى مثل البحث العلمي والكتابة. أما يانسن الذي لم يؤلف لسنوات إلا كتباً جماهيرية، فانه لا يُأخذ مأخذ الجد من طرف زملائه، "مرت فترة طويلة، قبل أن ينتبهوا إلى أن يانسن يُعامل بكل جدية من قبل وسائل الإعلام".
http://arabic.rnw.nl/dialoguecultures/25040801
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 12:37]ـ
للاخوة من هولندا
جزء -سؤال والاجابة عليه من الكتاب-من الكتاب بالهولندي
تفضلوا
http://hoeiboei. ... -log.nl/hoeiboei/2008/04/islam-voor-vark.html
http://www.postorderboekhandel.nl/object/9789049024031/Islam_voor_varkens,_apen,_ezel s_en_andere_beesten/
وفي الحقيقة لقد صدر الكتاب في مارس اي قبل عرض الفيلم بايام والان انشغلت به الصحافة لحضور ينسن في الاعلام كخبير في الاسلام!
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 01:40]ـ
منذ مدة و أنا أفرح لكل خبر من هذا القبيل!!
لأنني لاحظت أن هؤلاء الموتورين يساعدوننا بهذا في لفت الانتباه لدين الله أكثر ..
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 01:55]ـ
نعم اخي الخلوصي-ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون كما قال اللطيف الخبير
والكتاب هذا ادرسه الان مع بعض الغربيين الذين قراوه!
ومن خلال افكاره الغريبة تتفتح لهم مع تعليقاتي امور يندهشون لها جدا انها في الاسلام
وهنا سؤال عجيب في الكتاب وهو اين مكان الاسلام في الحقيقة فكتب صاحب الكتاب (القلب) فظنه بعض من اقرا معهم الكتاب انه كلام ايجابي من الرجل!
فقلت لهم الرجل يقصد انه ينبغي ان يبقي الاسلام والقرآن خارج عالم الانسان وحركته العملية فالرجل يقصد الذم وليس المدح!
والكتاب كله ذم فهل يعقل ان يمدح الرجل ماذمه علي طول الخط
اعطيت لمن قرا الكتاب كتاب للاعجاز العلمي وكتاب عن اصول ومبادي الاسلام وكتاب عن الصلاة وكتاب عن التعوذ من امثال هؤلاء-ابتسامة
نعم صدقت ان هذه الكتابات تؤدي الي تحفيز الناس عن الالتفات لهذا الدين العظيم اكثر من ذي قبل لكن علي ان يكون هناك من يبين الحق
وهناك كتاب للمؤلف العنصري كحوار مع شخص مسلم اسمه عبد الجبار يعرض فيه كل نظرته
جزاكم الله خيرا(/)
الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون ومحمد عابد الجابري
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 11:59]ـ
الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد
أركون و محمد عابد الجابري
-دراسة نقدية تحليلية هادفة-
والكتاب لمؤلفه الدكتور:
خالد كبير علال
-حاصل على دكتوراه دولة في التاريخ الإسلامي من جامعة الجزائر-
والكتاب على الرابط التالي:
http://kabirallal.googlepages.com/home
الرجاء تعميم هذا الكتاب
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 12:27]ـ
أما عابد الجابري فتاريخه أسود في حرب الشريعة والدين، وختم كتاباته بمؤلف يشكك فيه في صحة النص القرآني، طبع حديثا ...
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 09:44]ـ
الرجاء من جميع الإخوة الذين اهتدوا إلى هذا السفر القيم الذي خطه يراع الاستاذ الدكتور خالد كبير علال أن ينشروه ويوزعوه على أوسع نطاق لأهميته وجليل فوائده وشكرا للجميع
ـ[ضاري التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 10:01]ـ
لا تنسى علي حرب ونصر ابوزيد وحسن حنفي و طه عبدالرحمن وحسين مروة و غيرهم.
وهناك العديد من السجالات التي دارت بينهم و غيرهم نشرت مؤخرا في كتاب القديمي الاخير، وللاسف يحوي الكثير من الاخطاء والشطحات.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 12:29]ـ
أعتقد أنه من الظلم وضع الدكتور محمد عابد الجابري مع محمد أركون في خانة واحدة فالأول رجل له اطلاع واسع على التراث الإسلامي وله آراء صائبة في كثير من قضاياه لكن يلاحظ عليه أنه اتجه في السنوات الأخيرة شأن كثير ممن اشتغلوا بالفلسفة والفكر الماركسي إلى البحث في القرآن وعلومه وليس من أهل ذلك فسقط في أوهام قاتلة أحيانا لكن يبدو أنها غير مقصودة نتمنى أن يتراجع عنها بإعادة النظر في المنهج الذي سلكه في هذا الاتجاه وهو بما عرف عنه من نزاهة فكرية قادر على مراجعة كتاباته القرآنية الأخيرة واستنتاجاته الفقهية الخاطئة بل إنه مرجو لتقديم أعمال مفيدة في مجال تقديم صورة مشرقة عن الإسلام وما جاء به من خير للناس كافة
أما محمد أركون فهذا رجل يتعسف في قراءاته للقرآن ويسيء إلى الإسلام والمسلمين عن قصد وسبق إصرار
ومن ثم وجب التفريق بين أعمال علمية يؤخذ منها ويرد وبين كتابات كلها أباطيل وترهات
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 12:30]ـ
أعتقد أنه من الظلم وضع الدكتور محمد عابد الجابري مع محمد أركون في خانة واحدة فالأول رجل له اطلاع واسع على التراث الإسلامي وله آراء صائبة في كثير من قضاياه لكن يلاحظ عليه أنه اتجه في السنوات الأخيرة شأن كثير ممن اشتغلوا بالفلسفة والفكر الوضعي إلى البحث في القرآن وعلومه وليس من أهل ذلك فسقط في أوهام قاتلة أحيانا لكن يبدو أنها غير مقصودة مما يمكن أن يصححه لاحقا عنما يعيد النظر في المنهج الذي سلكه في هذا الاتجاه بعد الانتقادات التي وجهت إليه في هذا السياق وهو بما عرف عنه من نزاهة فكرية قادر على مراجعة كتاباته القرآنية الأخيرة واستنتاجاته الفقهية الخاطئة بل إنه مرجو لتقديم أعمال مفيدة في مجال تقديم صورة مشرقة عن الإسلام وما جاء به من خير للناس كافة
أما محمد أركون فهذا رجل يتعسف في قراءاته للقرآن ويسيء إلى الإسلام والمسلمين عن قصد وسبق إصرار
ومن ثم وجب التفريق بين أعمال علمية يؤخذ منها ويرد وبين كتابات كلها أباطيل وترهات
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 12:30]ـ
لقد أجاد الدكتور الباحث في كشف نقاط الهزال في فكر محمد أركون وخرج بحثه رائعة من روائع الجهاد الفكري في عصرنا ضد العلمانية ولاشك ان هناك كتب كثيرة في هذا المجال ظهرت اخيرا كلها يتسم بالعلمية الفائقة والوضوح المطلوب
ساحاول هنا التعقيب علي بعض نقاط في الكتاب ومن التعليق اكون قد ابرزت مالم يبرز في الكتاب وهو اهم شيء في كشف مهمة اركون وان كان الكتاب من افضل الكتب التي ردت علي تطبيقات اركون ومراجعه الاستشراقية
(يُتْبَعُ)
(/)
ان اركون مدح الاستشراق في كتابه وفي نفس الوقت هاجمه مع انه اسفاد منه فيما ظنه نقد حقيقي للقرآن او تطبيقات نقدهم طبعا استفادة تقليدية ساذجة مليئة بالاخطاء والاخفاء والكتمان والكذب والجهل والباطل وقد اظهرها الباحث كلها في كتاب الرابط هنا اظهارا جيدا ورد علي شبهاتهم بصورة تامة فلله الحمد
ان اركون مدح الاستشراق لانهم قدموا له مقدمات-في الحقيقة مقدمات منهجية خادعة وقاصرة وباطلة- تنفع في الاستخدام الحداثي الذي يستعمل المنهجيات الحديثة في التحليل ونفعها باطل طبعا ولانفع فيه علي الحقيقة الا انهم وقفوا فيما تقدم هو وغيره من امثاله مثل مترجم كتابه وصديقه الفيلسوف هاشم صالح!
والمؤلف ذكر ذلك في قوله
(-- أركون زعم أن كتب الباحثين الرواد من المستشرقين ساهموا بشكل علمي في تقدم الدراسات القرآنية، و ((تقدم معرفتنا العلمية بالقرآن)). و قوله هذا اعتراف منه بأن كتب المستشرقين هي الكتب العلمية الهامة عنده، و هذا زعم باطل مردود عليه، لأن المعرفة الصحيحة بالقرآن لا نجدها في مؤلفات المستشرقين و تلامذتهم، و إنما نجدها في القرآن نفسه أولا، لأنه يحمل تاريخه في ذاته. و نجدها أيضا في السنة النبوية الصحيحة الموافقة له ثانيا، و في التراث الإسلامي الصحيح ثالثا)
الا ان المؤلف قال
(و أما انتقاداته للمستشرقين، فبعضها انتقادات شكلية سطحية، و بعضها الآخر انتقادات مشبوهة ماكرة، تتعلق بحثهم أكثر على التركيز على طرق هدم الإسلام و إثارة الشبهات حوله، و هذا سنقيم عليه الأدلة الدامغة على صدقه في الفصول الآتية من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. و هو-أي أركون- في حقيقته تلميذ وفي للمستشرقين و تراثهم، و مؤلفاته شاهدة عليه، و تدينه
--)
وهذه الجملة في الحقيقة تحتاج الي ايضاح وشرح بل لاتؤدي الغرض العلمي المطلوب مع كبر حجم الكتاب وهدفه في كشف الكبير والصغير من تطبيقات اركون واتباعه للاستشراق -وقد نجح المؤلف نجاحا كبيرا في فضح علمانية اركون وتحطيم اسطورته المنتشرة في الغرب!
والسؤال هو ماهو بالضبط الشيء الذي اعترض فيه اركون علي الاستشراق وهل هو سطحي بالنسبة له؟!
فاعتراضات اركون علي الاستشراق اعتراضات مركزية -تحريضية -وترتبط بمرحلة اخري من مراحل النقد وعمل جديد من اعمال التناول العلماني العصري للتاريخ والانسان والحياة والوحي واللغة والقيم فالمناهج اختلفت والمواقع تبدلت والشخوص تحولت!
ان لاركون نصوص واضحة في بيان مآخذه علي الاستشراق
فاولا هو يقول في نص واضح عن الاستشراق مادحا
يقول: (لنكن متواضعين في ذات الوقت ولنعترف بمكتسبات العلم الاستشراقي واجازاته فالعدل والانصاف يفرض علينا ذلك ولذلك فاني احيي بكل اعتراف بالجميل جهود ومكتسبات رواد الاستشراق من امثال فيلهاوزن وهوبير غريم وتيودور نولدكة وفريدريك شوالي وفون ج بيرغستراسير واوبريتزل وغلودزيهر وتوراندري واغيوم واجيفري وم برافمان كما وينبغي ان نحيي جهود تلامتهم الذين واصلوا علي نفس الدرب من امثال رودي باريت وريجيس بلاشير وهاريس بيركلاند ور بيل ووليام مونتغمري واط وجون وانزبروغ وا ت ويلش ويو روبان الخ --نقول ذلك وبخصاة ان الامر يتعلق بمجال معرفي غني جدا وحاسم كمجال الدراسات القرانية) -ص32 و 33من الفكرالاصولي واستحالة لتاصيل لاركون
لكن يذهب بعد ذلك الي تقسيمهم وتقسيم منهجياتهم ومراحلها التي لم يتعدوها
: (هناك نوعان من العلماء المستشرقين: المؤمنون وغير المؤمنين والمؤمنون يحملون معهم عندما يدرسون التراث الاسلامي ثقافتهم الاهوتية اليهودية والمسيحية واما غير المؤمنين لاأدريين أو ملاحدة أو حتي مجرد علمانيين فانهم يطمسون تماما مسألة المعني في الخطاب الديني-يقصد ان كل نظام عقائدي ينتج معني مطلق يجب كشفه وتحليله وتدميره لبناء التاريخ وذلك باستعمال الادوات المادية التي يؤمن هو بها بالطبع! - أو يتجاهلونها تجاهلا تاما وهكذا يرفضون الدخول في مناقشات حول مضامين الايمان ليس بصفتها قواعد حياة وسلوك مستبطنة من قبل كل مؤمن وانما بصفتها تركيبات نفسية -لغوية-واجتماعية وتاريخية وهكذا نجد ان القضية المركزية لمسالة الحقيقة قد أخليت تماما من الدراسة العلمية للقرآن---هكذا نجد ان هذه المسالة المركزية بالنسبة للعقل الديني كما للعقل الفلسفي لاكثر نقدية
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقدما تهمل من قبل هؤلاء الباحثين الاشاوس-ص20 من الفكر الاصولي
كما ان الاستشراق التقليدي اكتفي بالسرد والتوصيف والتصنيف وتجاهل استعمال العلوم الحديثة في التحليل فالنقد القديم له ارتباطاته -الاهوتية -وغير مواكب للمناهج الحديثة في التحليل-العلمانية والتي تخلت عن الدين والتي يستعمل اركون منها احدث مافيها- كما ان الاستشراق-بحسب اركون- مازال في عصبيته المسيحية او اليهودية القديمة-اركون عايزه يبقي عنده عصبية علمانية لما بعد الحداثة ولايدري اركون او يدري ان العلمانية هي مكونة من شحنات لاهوتية تحريضية وعاطفية بل وعقلية وآثار عنصرية علمية وتراث لاهوتي في التحليل الاحادي والقاصر فضلا عن قصور العلمانية وقصور ادواتها ونقص اسباب التحليل الشامل عندها لكل الظواهر الاجتماعية والانسانية والفردية كما ان النقص كبير في تصور الوحي والغيب والدين والشريعة بل في تصور الانسان نفسه فضلا عن العلم الفطري والضروري والعقلي والحقيقي بخالق السموات والارض والمبدع العظيم والخبير العليم قيوم السموات والارض!
فالامر لايتعلق بالوقوف عن مااسماها اركون المصادر الخام او سرد الوقائع او تحليلها من قبل الاستشراق فالمشكلة قد تكمن في ادوات التحليل ومعايرر التفسير ومايسمي بمصدار التفكيك وصورها فقد تستعمل اربعة مصادر-مثلا- ضعيفة عمشاء وتترك مليون مصدر يكفي الواحد منه في كشف جوانب مهمة في الظاهرة الانسانية او الاجتماعية فضلا عن رؤية حقيقة الوحي او طبيعة الشريعة ومصدرها كمثال
يقول اركون (ان كل العلم الاستشراقي كان محصورا بتأريخ الوقائع الخام للتراث أو استعادتها عن طريق استخدام الفيلوجية من نحو وصرف ومعاجم ودراسة تركيب جملة الخ--- وكان محصورا بالمنهجية التاريخية التقليدية التي سادت في القرن التاسع عشر والتي كانت تحصر عملها بسرد الوقائع كما هي الواحدة بعد الاخري أو الكشف عنها والتحقق منها ولكن العلم الاستشراقي كان يجهل المفاهيم التالية: بنية شبكة العلاقات بين الضمائر او الاشخاص المتكلمة كما شرحها عالم الالسنيات إميل بنفينيست ومفهوم ظرف الخطاب الذي تحدث عنه أوبلوره ب. زمبتور أثناء دراسته للادب القروسطوي تحت اسم الظاهرة الشفهية المقلدة حرفيا للظاهرة الكتابية ومفهوم القوي المهيمنة والقوي المهمشة التي يشتمل علي التفاعل بين الحالة الشفهية والحالة الكتابية ثم العصبيات الشغالة والكائنة بين تشكيلة الدولة المركزية ثم الكتابة والثقافة الفصحي او العالمة ثم رجال الدين الذين ينتجونها ويسيرون امورها ثم الارثوذكية الدينية الرسمية وهذه الاشياء الاخيرة تمثل القوي الاربع الاجتماعية-التاريخية الفاعلة والناشطة والمرتبطة جدليا بارع قول اخري متواجدة في الحقل الاجتماعي العام اي في مكة والمدينة زمن انبثاق الظاهرة القرآنية-ص 31 من الفكر الاصولي
فالادوات التي يستعملها اركون سواء كانت في التحليل الاجتماعي او التاريخي او النفسي او الرمزي واللغوي انما هي ادوات قاصرة واحادية وغير مكتملة اي ناقصة ونقصانها انما هو في اهم مقومات التحليل -وهي في الحقيقة المقومات التي أهملت عن عمد-واعظم وسائل النظر والتحقيق والتفسير ومعلوم للجميع نتائجها السلبية علي البشر -فالادوات القاصرة او الخاطئة تعطل الحياة وتفسد العمران-مع بعض ايجابيات لها فائدتها ضعيفة بالمقارنة بما احدثته من فساد في الارض والانسان والكون المحيط
فليس الامر هو في وقوف الاستشراق عند مرحلة لاهوتية او تحليلية معينة لان ادوات اركون نفسها غير شاملة كما انها الغائية لو صح التعبير وهي تلغي اهم ادوات التحليل العقلي والعلمي والضروري
ان القرآن يقدم صور النظر الي الكون والانسان والحياة والعقل والفكرة أصلين عظيمين فيها كما ان الوحي والشريعة اساسين وركنين في تحليل الافكار والنظريات والاديان ومايسمي البرهان والنصوص المختلفة فضلا عن الاساطير والخرافات
اركون يلوم المستشرقين ايضا لانهم لم يقوموا بما قاموا به في مجال الدراسات العلمية والتاريخية التي قاموا بها تجاه التوراة والانجيل لم يقوموا بها بالشكل الكافي تجاه القرآن! انظر ص33 من تعليق هاشم صالح
يعني انه حتي الخطوة المتاخرة عن خطوة استعمال المناهج الحديثة لم يقم بها الاستشراق!
كما انهم قاموا -بزعم عبد السوربون والحوليات الفرنسية-بمكتسبات علمية ومعلومات دقيقة عن القرآن منذ القرن التاسع عشر تراكمت ولم ياخذوا بالمنهجيات الحديثة كمرحلة اخري لنقد القران وتحليل التاريخ الرسولي ان صح التعبير ويشير هاشم صالح في هامش ص 38 الي منهجية علم النفس التاريخي او المنهجية السوسيولوجية او الانتربولوجية او التفكيكية الفلسفية
كما انهم يكتبون ويحللون طبقا للمقاييس الاكاديمية التي تدخلهم في السلك الاكاديمي-قال (وكذلك الاهوتيين فهم ايضا مضطرون لممارسة الرقابة الذاتية علي انفسهم لكي يحظوا بالرخصة من قبل السلطات العقائدية للدين-ص28 من الفكر الاصولي
في هامش ص 19 يقول هاشم صالح تعليقا بعد ان انتقد اركون منهجية الاستشراق الكلاسيكي ---ذات المنفعية الوضعية البادرة بتعبير هاشم صالح ص19
بل نقد اركون للحداثة لانها انحرفت عن المبادي الاولي لعصر التنوير واستخدمت-يقول هاشم صالح- لتحقيق مطامح طبقة قائدة هي الطبقة البرجوازية فالراسمالية-فليس هناك براءة المعرفة! مبادي التحرير في فكر التنوير!
وياتي اركون ليحرر الحداثة من حداثتها فيالها من اعجوبة اركونية منغلقة علي انتاج هذه الحداثة نفسها!
ان منهاج اركون الذي يحدده ويحد نشاطه العقلي وينغلق عليه ويمنع عنه برهان الاسلام ونور الاحسان الالهي وعلم القرآن
هو
النقد المعرفي والتحليل التفكيكي باستعمال
- الابستمولوجيا التاريخية ص2 من الفكر الاصولي
-جدلية الفكر-اللغة-التاريخ-ص10 وهي ترجع امور في هذه المجالات الي قوي تخييلية وتصويرية وتلبيسية! ص10
-مناهج التاريخ المقارن للاديان
-العلوم الانسانية والاجتماعية
-علم النفس التاريخي وعلم الاجتماع التاريخي وعلم الانتربولوجيا التاريخية
-التحليل الالسني التفكيكي
-
كتبه طارق منينة
صاحب كتاب أقطاب العلمانية وفيه كشف اركون وغيره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 02:50]ـ
بل كلام الشيخ حمزة صحيح فالجابري أكثر مكرا و ذكاءا من أركون بمراحل و يمكنك مقارنة طريقة كلام الرجلين مباشرة سواء بالعربية أو الفرنسية لترى الفرق بين الرجلين من جهة الفصاحة و الاقتدار على البيان و العمق في التحليل فالجابري يتجه مباشرة الى الأصول و ضرب ميكاتزمات المنظومة الشافعية بعضها ببعض و الآن انتقل الى مستوى المصادر الأصلية لهذه المنظومة كما أشار الشيخ حمزة حفظه الله مع اتقانه للتخفي ما يجعله أخطر رقم موجود في الصف الحداثي الى الآن أما أركون فلا يتعدى أمره "الترجمة" لمشاريع سطحية قد كشفت قبلا ...
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 04:16]ـ
نعم الجابري متخفي علي غاية من الذكاء في اسلوب الهدم والبناء العلماني كما ذكرت انا في الاقطاب واحد
وان اتسع الوقت فساضيف مايستحق الاضافة ان شاء الله
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 02:36]ـ
من الإنصاف التنويه بالعمل العلمي القيم الذي أنجزه الدكتور خالد كبير علال عن الأخطاء التاريخية والمنهجية في مؤلفات محمد أركون ومحمد عابد الجابري لما فيه من استيعاب وموضوعية وقد رجعت إلى الكتاب فوجدتني متجاوبا معه غالبا و منسجما معه فيما قلته سالفا من فرق بين الرجلين دون تبرئة ساحة الجابري مما وقع فيه من أخطاء وأوهام قاتلة أحيانا لكنه لا يصل إلى درجة أركون ... وفيما يلي نص من الدراسة النقدية التحليلية المذكورة يصدق ذلك -آملا مزيدا من التمعن في التوجه الجديد للدكتور الجابري -:
" و أما موقفهما من حيث الاعتقاد بدين الإسلام، فإن من يقرأ ما كتبه أركون عن الإسلام، و ما نقلناه عنه في الفصلين الثاني و الثالث من طعن في الإسلام، و تشكيك فيه، و هجوم عليه، و تحريض عليه، فإنه يحكم على هذا الرجل-أي أركون- بأنه ليس مسلما، و ما هو إلا مستشرق يحمل اسم المسلمين؛ لكنه يندهش من جهة أخرى عندما يجد هذا الرجل يُظهر حرسه على الإسلام،و يقول مرارا بأنه مسلم. إنه رجل متناقض مع نفسه، عليه أن يُزيل هذا التناقض إذا كان مُخلصا فيما يكتب و يقول. و أما إذا كان متلاعبا طالبا للشهرة على طريقة خالف تُعرف، فهو لا يُبالي بذلك التناقض و لا يهمه.
و أما الجابري فهو يختلف عن أركون من حيث الاعتقاد بدين الإسلام، فكتبه شاهدة –خاصة المتأخرة منها- على أنه يَدين بالإسلام عقيدة، و لم أعثر على ما ينقض ذلك صراحة كما هو حال أركون. لكنه هو أيضا متناقض مع نفسه بين اعتقاده بالإسلام،و بين مشروعه الفكري العلماني القومي، الذي سنشير إليه قريبا إن شاء الله تعالى.
و أما من حيث فهمهما للإسلام، فإن الرجلين لهما أخطاء كثيرة في فهم الإسلام، ذكرنا طرفا منها في الفصل لثاني، كان فيها أركون أكثر خطأ في فهمه للإسلام من الجابري."
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 08:32]ـ
ساوفي بوعدي -ان شاء الله عز وجل-في عرض المسألة الجابرية في مداخلة اخري ذلك ان الامر اخطر مما يتصور احد واغمض مما يتخيل احد من المسلمين بل وغير المسلمين ممن يظن الامر علي سذاجة-احيانا يستعمل بعض علماء الاسلام في الهند السذاجة بمعني الفطرة-
في حين ان امر الجابري لمن اطلع علي ادواته في تحليل تراثنا ونصوصنا لو صح التعبير يعلم ان الجابري لايتختلف عن اركون الا في ان الاخير مباشر يرمي سهامه مرة واحدة من جعبة واحدة يجوارها سهام حادة لاتنفذ الا باخر نفس عصبي لاركون يساعده علي ذلك مركز تواجده وشخصيته طبعا وامور اخري متداخلة قد يدخل فيها عامل الشهرة التي تربع عليها في الغرب واذكر ان الذي دعاني الي كشف افكاره في الاقطاب هو نشرة اخبار هولندية تقول بان المفكر محمد اركون سيحضر بلدنا وسيحاضر في كيت وكيت قلت في نفسي الرجل يخصص له خبر تلفازي للملايين اذن الامر غير عادي!
وكنت قد قرات له كتبه التي صدرت قبل الخبر فقلت في نفسي لم تقعد والافندية يجلسون ويتسامرون وتنظر والبقر يحرثون
فاركون ركن خطير في محاولة تخريب الدين الاسلامي
الجابري استعمل ادوات علمانية حديثة جدا كما استعمل اركون وان اختلفت الادوات المفاهيمية قليلا
(يُتْبَعُ)
(/)
الا ان الجابري دارس واسع الدراسة لكتب المسلمين ومع ذلك فهو كثير التحريف لها كثير التزييف للنتائج
وهو بنفسه قال بان تغيير عقولنا تحتاج الي بطيء في الهدم وان الامر يحتاج قرن او قرنين!
اركون يردها خربانة اليوم قبل غدا ويسعي لذلك بانفاسه العصابية
المشكلة هو في عملية التلبيس والتلبيس ناتج عن اعلان ترضيات في الكتب فابو زيد والجابري والعشماوي والقمني وحتي هاشم صالح واركون يقومون في سبيل التلبيس او تقديم ترضيات للجماهير ان يقولوا بانهم مسلمون كما تقدم من مقطع الكتاب الذي قطفه اخونا المعيار
ان سجال الجابري وحنفي سجال كبير استحق من كبراء العلمانيين الشرح والنقد لكليهما كما ان نقد جورج طرابيشي لمشروع الجابري وتخصيص خمسة عشر عاما فقط لكشف ادوات الجابري من طرف طرابيشي ونقده في مجموعة كتب غاية في الاهمية وتعليق المعليقين من الكتاب العلمانيين علي المشروعين لهو امر جدير بالتامل كما انه يفتحك علي عالم العلمانية العربية بادواتها التدميرية
الامر ليس كما وضح كاتب الكتاب وهو كتاب فعلا عظيم بذل فيه مجهود رائع بحق ويتعبر ثمرة الصحوة الاسلامية الكبيرة التي تتقدم للامام بفعل العلمية التي نراها في التفكير المتنامي والاصلاحات الكبيرة التي تجري علي قدم وساق في طريق الالتزام بمنهج سلفنا الكبار وامتنا الاولي المنصورة والتي اوصلت الينا مناهج الهناء وادوات الشفاء ومفاتيح التحرر الحقيقي ومفاهيم التنوير والتبصير والهداية الاصيلة النابعة من الاسلام الهادي والقرآن الحادي المنادي علي البشرية بانه المنقذ من الضلال لاسبل العقل المنفلت ولا الذوق الهائم
ياتي بالادلة ان شاء الله علي موضوع الجابري الذي قد يخدع اسلوبه وبحثه المقالاتي او الاخير شيوخ وباحثين
فدراسة الجهاز المفاهيمي لشخص ما ولنقل شخص علماني يؤدي الي معرفة مصادره مهما قدم من ترضيات واعلن من خدعات
الا ان الباحث الكريم كشف او رد علي افكار الجابري ردا اصوليا جيدا وان كان الامر يحتاج لكتاب اخر يتناول مصادر خروقات الجابري واخطاء حبر ومادة-المادة العلمانية والحبر الحداثي-مطبعته الذهنية والقلبية
طارق منينة
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 11:11]ـ
بارك الله في الأخ طارق ونحن في انتظار المزيد من التفاصيل ...
ـ[علي التمني]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 02:18]ـ
بسم الله
جزاك الله خيرا أخي الطيب العقبي
الرابط لم يعمل ولعل الخطأ من جهازي وسوف أحاول الوصول وتعميم الفائدة إن شاء المولى تبارك وتعالى.
24/ 4/1429
ـ[حمد الصالح]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 01:18]ـ
الرابط يعمل.
بارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 08:28]ـ
ساوفي بوعدي -ان شاء الله عز وجل-في عرض المسألة الجابرية في مداخلة اخري ذلك ان الامر اخطر مما يتصور احد واغمض مما يتخيل احد من المسلمين بل وغير المسلمين ممن يظن الامر علي سذاجة-احيانا يستعمل بعض علماء الاسلام في الهند السذاجة بمعني الفطرة-
في حين ان امر الجابري لمن اطلع علي ادواته في تحليل تراثنا ونصوصنا لو صح التعبير يعلم ان الجابري لايتختلف عن اركون الا في ان الاخير مباشر يرمي سهامه مرة واحدة من جعبة واحدة يجوارها سهام حادة لاتنفذ الا باخر نفس عصبي لاركون يساعده علي ذلك مركز تواجده وشخصيته طبعا وامور اخري متداخلة قد يدخل فيها عامل الشهرة التي تربع عليها في الغرب واذكر ان الذي دعاني الي كشف افكاره في الاقطاب هو نشرة اخبار هولندية تقول بان المفكر محمد اركون سيحضر بلدنا وسيحاضر في كيت وكيت قلت في نفسي الرجل يخصص له خبر تلفازي للملايين اذن الامر غير عادي!
وكنت قد قرات له كتبه التي صدرت قبل الخبر فقلت في نفسي لم تقعد والافندية يجلسون ويتسامرون وتنظر والبقر يحرثون
فاركون ركن خطير في محاولة تخريب الدين الاسلامي
الجابري استعمل ادوات علمانية حديثة جدا كما استعمل اركون وان اختلفت الادوات المفاهيمية قليلا
الا ان الجابري دارس واسع الدراسة لكتب المسلمين ومع ذلك فهو كثير التحريف لها كثير التزييف للنتائج
وهو بنفسه قال بان تغيير عقولنا تحتاج الي بطيء في الهدم وان الامر يحتاج قرن او قرنين!
اركون يردها خربانة اليوم قبل غدا ويسعي لذلك بانفاسه العصابية
(يُتْبَعُ)
(/)
المشكلة هو في عملية التلبيس والتلبيس ناتج عن اعلان ترضيات في الكتب فابو زيد والجابري والعشماوي والقمني وحتي هاشم صالح واركون يقومون في سبيل التلبيس او تقديم ترضيات للجماهير ان يقولوا بانهم مسلمون كما تقدم من مقطع الكتاب الذي قطفه اخونا المعيار
ان سجال الجابري وحنفي سجال كبير استحق من كبراء العلمانيين الشرح والنقد لكليهما كما ان نقد جورج طرابيشي لمشروع الجابري وتخصيص خمسة عشر عاما فقط لكشف ادوات الجابري من طرف طرابيشي ونقده في مجموعة كتب غاية في الاهمية وتعليق المعليقين من الكتاب العلمانيين علي المشروعين لهو امر جدير بالتامل كما انه يفتحك علي عالم العلمانية العربية بادواتها التدميرية
الامر ليس كما وضح كاتب الكتاب وهو كتاب فعلا عظيم بذل فيه مجهود رائع بحق ويتعبر ثمرة الصحوة الاسلامية الكبيرة التي تتقدم للامام بفعل العلمية التي نراها في التفكير المتنامي والاصلاحات الكبيرة التي تجري علي قدم وساق في طريق الالتزام بمنهج سلفنا الكبار وامتنا الاولي المنصورة والتي اوصلت الينا مناهج الهناء وادوات الشفاء ومفاتيح التحرر الحقيقي ومفاهيم التنوير والتبصير والهداية الاصيلة النابعة من الاسلام الهادي والقرآن الحادي المنادي علي البشرية بانه المنقذ من الضلال لاسبل العقل المنفلت ولا الذوق الهائم
ياتي بالادلة ان شاء الله علي موضوع الجابري الذي قد يخدع اسلوبه وبحثه المقالاتي او الاخير شيوخ وباحثين
فدراسة الجهاز المفاهيمي لشخص ما ولنقل شخص علماني يؤدي الي معرفة مصادره مهما قدم من ترضيات واعلن من خدعات
الا ان الباحث الكريم كشف او رد علي افكار الجابري ردا اصوليا جيدا وان كان الامر يحتاج لكتاب اخر يتناول مصادر خروقات الجابري واخطاء حبر ومادة-المادة العلمانية والحبر الحداثي-مطبعته الذهنية والقلبية
طارق منينة
رؤية واضحة و تتبع جيد أستاذي لو أحلتنا على محل ما ذكرته من كتاباتك
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 10:10]ـ
في الحقيقة اخي ابن الرومية لم اقم بعرض المسألة الجابرية في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الاول بصورة كاملة فقد كان الجابري علي هامش الكتاب استدعيه للاقرار -والادلاء بشهادته المطوية في كتاباته! -في المسألة العلمانية التي رصدت افكار بعض عبيدها
ولكني لم اعرض من اقواله الغامض او الملتبس وانما عرضت الواضح في السياق الذي كنت ارصد تحركاته في التاريخ الحديث وهو سياق الضرب المباشر والغير مباشر من قبل العلمانيين لاسلامنا بمعني النقد المباشر وكذلك النقد من الداخل اي الضرب الغير مباشر فبعضهم تسلل الي حصوننا لهدمها علينا وببطيء وبعضهم رفض هذا المبدأ -كما عرضت من كلام الدكتور فؤاد ذكريا وغيره-لانه يري ان التلاعب بالنصوص من الداخل عائق امام الاستعلاء العلماني الناقد بالفلسفة من اعلي كل شيء لانها فوق كل شيء!
لكن وبسبب هذا الكتاب القيم للدكتور خالد كبير علال فاني مضطر للاضافة في المسألة الجابرية لعلها تضيف للكتاب امرا اخر نافع ان شاء الله
وساقوم ان من الله ورزق باضافة احسبها ثمينة في الموضوع قد تكون اليوم او غدا او بعد غد فالوقت متسارع والانفاس متقطعة والنفس منشغلة والسباق كبير -بين الحق والباطل-والسياق خطير والمكر العلماني قائم علي أقدام الدهاء وأرجل المكر الحداثية وليس لنا لا الاستعانة بالله في كل حال فهو الغني صاحب الغني الكامل وغناه ذاتي فهو الغني القيوم ونحن فقراء -فقرنا ذاتي- نستمتع بغناه وآثار حلمه ورحمته وقيوميته وهيمنته علي الكون-ونحتاج لفضله الذي يروي النفس بالسكينة ويزرع في النفس رؤية جمال صفاته وعظمة افعاله وحكمة اقواله
وقديما عبر عن ذلك العلماء بكنز الصدور وهو مايتلذذ به القلب من الايمان ويستقر فيه من نعم الله الباطنة
والقول المشهور معبر لو يعلم الملوك--
(يُتْبَعُ)
(/)
والله انها لنعمة ان نري غلبة الاسلام -في ظل الاستعلاء الكبير للعلمانية المتصاغرة امام ضربات الحق-علي الافكار الباطلة والفلسفات الحائرة ومااشاراته سبحانه وتعالي الي النفاق واهله الا نعمة لايتلذذ بها كاملا الا من عرف طرق الالتواء الحديث ومخابي الالتفاف الحثيث مع رؤية التخابث في بعض الترضيات الملبسة علي من لايعرف توجهاتهم وكتاباتهم الكبري واقصد بذلك العلمانيين الخلص الذين اتخذوا حصوننا سترا وجنة لاحداث تغيير في سبيل التقابل مع العلمانية الغربية الي ان يحين التقابل في الروح -التي تقاتل الان وحدها في العالم وقد سقطت االروح اليابانية والاسيوية في اغلبها وغيرها من الروح الكافرة- وتضل الامة التي كتب الله لها البقاء وكتب لأغلبن أنا ورسلي فاللهم أجعلنا من اتباعهم ولاتدخلنا في روح الكفر والتلبيس ومسخ الشهرة والتدليس
كتبه
طارق منينة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 01:00]ـ
ان موقفنا من العلمانيين العرب كما اعلناه في كتابينا اقطاب العلمانية الاول والثاني هو موقف ناتج عن خبرة بالخطاب العربي العلماني بشقيه -الصريح -في المواجهة مع الاسلام- وغير الصريح- في تغيير مفاهيمنا الاسلامية
وموقفنا قائم علي ادلة واضحة لالبس فيها ونصوص لاغموض فيها او تحتمل اكثر من تاويل كما ان قيام الخطاب العلمانية بنقد نفسه يوضح للقاريء المسلم اننا فهمناهم كما فهموا انفسهم وقرأناهم كما يقرؤون انفسهم وعلمناهم كما علموا هم انفسهم
لن احاول الخروج عن منهجي -الذي استنشقت عبيره وتعرضت لصوره او اشعاعاته من كتاب المنطق لشيخ الاسلام ابن تيمية وان اختلفت الطريقة وتباين السياق-في الكشف والرصد -وهو منهج مراغمة شديد الوطئة علي العلمانيين-خصوصا في هذا التوقيت الذي نتهم فيه باننا نلفق التهم للعلمانيين ونزور مذاهبهم ومبادئهم ولذلك فان اقرب طريق لكشفهم هو بخطابهم ذاته وعرض نقدهم لبعض في مشاريع نقدهم الكبيرة والصغيرة لنصوصهم ذاتها
وفي سياق المسألة الجابرية هنا نجد ان طيب تيزيني-الذي وصف مواقف الجابري العلمية بالملفقة والمفتعلة وذلك في مقدمة كتابه من الاستشراق الغربي الي الاستغراب المغربي (لاحظ ان تيزيني يصفه بالاستغراب فيما يصفه الدكتور محمود اسماعيل بالاستشراق العربي الجديد! -وكذلك الدكتور العلماني محمود اسماعيل ومحمود امين العالم -مادي جدلي-–في كتاب التراث والحداثة للجابري قال انه يستمتع بنقد محمود امين العالم اكثر من مدحه! -وابو زيد وحنفي وعلي حرب وعزيز العظمة والسيد يسين-قال ان الجابري يجيد صياغة الانساق المغلقة! -وادونيس- الذي قال الجابري لم يقدم جديدا وانما استفاد من المناهج الغربية-انظر كلام ادونيس والسيد يسين في (من الاستشراق العربي الي الاستغراب المغربي لطيب تيزيني) ص21 - وحتي تركي الحمد ومن تلاميذ الجابري كمال عبد اللطيف نجد ان هؤلاء كلهم قاموا بنقد مشروع الجابري واظهار وقوعه اما في اسر العنصرية الغربية او مفاهيم استشراقية مزيفة متعالية وعنصرية النظرة او لاستعمال ادوات لم يفهمها الجابري كما قال طرابيشي ومحمود اسماعيل وغيرهما- او انتقي منها ماغير من معالمها الحقيقية
ان عدم قيام الجابري بنقد العقائد الاسلامية والشرائع الاسلامية بصورة مباشرة كما يفعل محمد اركون -وهو صديقه - هو ان الوقت كما يصرح الجابري لم يحن -وسياتي ذلك من كلامه-اوانه لذلك وكما بينت في كتابي الاقطاب 1 فالوضع لايسمح كما ان الامر يحتاج قرن او قرنين كما اشار في التراث والحداثة وسياتي في نصه المحكم
قال في كتابه التراث والحداثة:
(لااري ان الوطن العربي في وضعيته الراهنة يتحمل مايمكن ان نعبر عنه بنقد لاهوتي يمكن ان نمارس النقد الاهوتي من خلال القدماء يعني ان نستعيد-بشكل او باخر-الحوارالذي دار في تاريخنا الثقافي مابين المتكلمين بعضهم مع بعض ومابينهم وبين الفلاسفة ونوظف هذا الحوار في قضايا عصرنا--- اما ان نقوم بهتك حرماتنا فلايمكن لنا حرمات يجب ان نحترمها حتي تتطور الامور ونتطور معها حتي لانقفز علي التاريخ---لانه لا الوضعية الثقافية والبنية الفكريةالعامة المهيمنة ولادرجة النضوج الثقافي لدي المثقفين انفسهم يسمح بهذا النوع من الممارسة الفولتيرية ولا السياسة تسمح) ص259 - 260
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعلق المفكر العلماني-فرويدي النزعة مع نزعات اخري-جورج طرابيشي علي جملة من النص الفائت
وهي
(لااري ان الوطن العربي في وضعيته الراهنة يتحمل مايمكن ان نعبر عنه بنقد لاهوتي)
بقوله:
(ومن هنا مطالبته المدوية ب استبعاد شعار العلمانية من قاموس الفكر العربي –ص69 من كتاب طرابيشي (نقد نقد العقل العربي (اشكاليات العقل العربي)) وقال بوضوح (اعلانه عن عدم ازوف ساعة الثورة الاهوتية وبالتالي عن ضرورة ارجاءها الي اجل غير مسمي) -ص69 من المرجع نفسه
وفي كتاب التراث والحداثة لايتردد الجابري او يحجم عن عرض منهجه الذي يدرس به تراثنا وهو المنهج المعرفي الغربي وادواته الحديثة -سنذكر بعضها في نهاية البحث وبعضها الان -مع الالتزام بالروح الماركسية والفكر التاريخي المادي كما سياتي من كلامه
وقد صرح الجابري في حواره مع الدكتور فهمي جدعان في كتاب الجابري (التراث والحداثة وهوالمطبوع سنة1991) بانه يستعمل (البنيوية ثم التاريخية) (المعالجة البنيوية ثم التحليل التاريخي) ص332
(المزاوجة بين المعالجة البنيوية والتحليل التاريخي) نفس الصفحة (والمناهج بالنسبة لي كلها صالحة)!!
وفي نفس الكتاب يقول
(حقيقة الماركسية في نظري روح الماركسية هي كونها اداة للعمل مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة بالمنهج---يجب الا نياس والا نقنط لان المرحلة مرحلة قرن او قرنين وهو لاشيء بالنسبة لتحقيق تهضة علي المستوي الذي نطمح اليه ----لااريد هنا ان اقول ان جميع الاخطاء او المراحل التي مرت بها اوروبا يجب ان نمر بها حتي من حيث الزمان العصر الحاضر هو عصر حرق المراحل----مامن شك ان هناك هيمنة قوية للموروث القديم علي فكرنا ----ان مهمة الفكر مهمتنا جميعا-يقول الجابري للجمع النخبوي من العلمانيين في الندوة التي عرض صورتها في كتابه هذا-هي التحرر من هذه الهيمنة وهذا هو الذي يبرر ماقلناه من قبل من ضرورة الفلسفة من ضرورة العقلانية) ص252 - 253
ويقول -في التراث والحداثة-بعد ان يذكر ان من عوائق تقدم الفلسفة والعقلانية هو الرجعية!
(هناك من يري ان من الواجب مهاجمة العقلانية في عقر دارها وهذا خطأ في رأيي لان مهاجمة الفكر الاعقلاني في عقر داره في مسبقاته في فروضه يسفر في غالب الاحيان عن ايقاظ عن عملية تنبيه عن حفزه علي رد الفعل وبالتالي تعميم الحوار بين العقل والاعقل والسيادة ستكون في النهاية حتما للاعقل لان الارضية ارضيته والميدان ميدانه لذلك افضل ان يكون الحوار معه في الدائرة العقلانية تعميم العقلانية من خلال نقد العقلانية نفسها----الا ان المسألة مسألة تخطيط وليست خاضعة للصدفة ولالمجرد الرغبة وهي كذلك مسألة وعي وعي بالمخاطب بالخصم بميدانه و قوته ومدي قوة ردود افعاله) ص258 - 259
والنص واضح في طريقة معالجة منهجية الجابري المستخفية داخل الحقل الاسلامي للاسلام والعقائد والتراث الاسلامي والتاريخ الاسلامي وان كان لم يتعرض للعقائد بصورة مباشرة كما ذكرت
كما انه حرصا علي التخفي داخل المعسكر الاسلامي رفض استعمال مصطلح العلمانية كحد سيف قاطع للتراث ناف للحقيقة ولان مصطلح العقلانية غير صادم فانه يستخدمه ويضع تحته طرائق العلمانية المنتقاة من طرفه لتغيير معالم ديننا واعلام حصوننا
فالجابري رفض مصطلح العلمانية لانه فضح وقال في نفس الكتاب للجمع من العلمانيين في الندوة المذكورة في الكتاب وكانت ندوة حضرها كبار العلمانيين العرب -وهو كتاب التراث والحداثة ان الشباب الاسلامي يستعملون الان -يقصد في جامعته في المغرب كما اشار في التراث والحداثة-نفس المفاهيم التي يستعملها ويعارضونه لكننا في واد واحد قال!
(لافرق بيننا ان نختلف في الرؤي ونختلف في الايديولوجيا---اعتقد ان هذه وسيلة من وسائل الوصول الي الجماهير) التراث والحداثة ص360
لنتعرف الان علي طبيعة وحقيقة معرفة العلمانيين الكبار بمناهج الجابري التي يستعملها في كتاباته والتي يعالج بها امور اسلامية متشابكة ومختلفة المشارب والمناحي
في كتابه (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) للدكتور محمود اسماعيل كتب يقول عن الجابري:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ونلاحظ أن الجابري برغم رفضه التمذهب والأدلجة تشهد كتاباته الاولي عن بعد ماركسي واضح لكنه عدل عنه في كتاباته التالية متبنيا المناهج الغربية الحداثية) -ص 26 من طبعة رؤية للتوزريع والنشر الطبعة الاولي 2005
ولايقف عن حدود بيان خلفية الجابري بل ايضا بيان بعض قناعات الجابري العنصرية والتي تاثر بها من خلال الرؤي الغربية الشديدة العنصرية
(نجد مؤرخي بلاد المغرب في الاعم الاغلب يرددون مزاعم الاستشراق الغربي في تاكيد الاقليمية والشعبوية والخصوصية) –ص11 من كتابه (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية المطبوع سنة1988) وفي ص83 اشار صراحة الي الجابري كما اشار الي ان الجابري يستهل اسهاماته العلمية بالرؤية المادية والمنهج الجدلي للتاريخ –ص84
ثم يقول في ص 85 (وقد بهر الاستاذ الجابري وتلامذته علي نحو خاص بالمنهج البنيوي الذي جري تطبيقه في دراسات ادبية ونقدية وانتربولوجية)
ولايعني ذلك ان الدكتور محمود اسماعيل من خلفية اسلامية يدافع بها عن الاسلام وانما بين في نفس الكتاب ان له هو الاخر رؤية مادية-الرؤية المادية للتاريخ-ص14 - كطوق نجاة لدراسة التاريخ الاسلامي ص13
ولذلك يعتب اسماعيل علي الجابري انه لم ياخذ بالمنهج المادي للتاريخ للتحليل بدلا من المذاهب الحديثة الا ان الجابري يستعمل ايضا التاريخية هذه ولكن ليست خالصة ولذلك يستغرب اسماعيل من التارجح والاستعمال السييء من قبل الجابري!! كما في ص 93 من المرجع السابق
ويقول ص 95 (من المفيد ان اوضح ان الاستاذ الجابري كان في مستهل حياته العلمية ماديا جدليا تاريخيا وبرغم نكوصه فانه لم يستطع الانفكاك من رؤيته السابقة يستعين بها في الملمات لغطية عجز منهجه البنيوي وسواء اكان ذلك عجزا ام بوعي فالثابت تواجد اصداء التحليل الماركسي في كتاباته الاخيرة)
ويقول
(وننوه بان المادية التاريخية في صيغتها الماركسية ماهي الا استقراء امين للتاريخ البشري) ص20 نفس المرجع
ويقول الدكتور محمود اسماعيل ايضا في كتابه اخر له وهو كتاب (الاسلام السياسي بين الاصوليين والعلمانيين المطبوع سنة 1993) ص 49
(يبدي الاستاذ العالم-يقصد محمود امين العالم –اعجابا وانبهارا بانجازات المفكر المغربي محمد عابد الجابري الذي اعتمد البنيوية منهجا ورؤية لدراسة الفكر الفلسفي الاسلامي
لقد انجر الجابري عملين هامين بصرف النظر عن الاختلاف حول منطلقاته ومقوملاته- نحن والتراث وهو عبارة عن دراسات تتناول بعض الجوانب والسمات في انساق ومنظومات بعض فلاسفة الاسلام وفق تحليل ماركسي اما الكتاب الاخر تكوين العقل العربي فيتضمن رؤية الجابري للتراث من خلال التطبيق المنهجي للبنيوية)
وهو هنا يشير الي فكرة الجابري المركزية المشهورة من عقلانية المغرب العربي وعرفانية وصوفية المشرق العربي!
وهذه الفكرة عنصرية واستعلائية وتفتح مجال الاحقاد وتصنع مناخ التلبيس ومن ثم الخلخلة في البناء الاسلامي العلمي والتاريخي من اجل ازاحته فيما بعد
وقد حاول الجابري ان يحط من قيمة العقل العربي باستخدام آراء (رخيصة عفي عليها الزمن) بتعبير محمود اسماعيل في كتابه اخر وهو (قراءات نقدية في الفكر العربي المعاصر المطبوع سنة1997) ص13
وذلك بمقارنة العقل العربي باليوناني (الذي يعتبره الجابري عقلا برهانيا في مقابلة العقل العربي ذي البنية الميتافيزيقية---وبذلك يدعم نظرية المركزية الاوروبية باعتبارها تمثل المحتكر الوحيد للفكر العقلاني) يقول محمود اسماعيل في قراءات نقدية ص 13
(والانكي اعتباره العقل اليوناني-يقول محمود اسماعيل- معيارا وانموذجا يقاس عليه---كشف المؤلف-يقصد جورج طرابيشي—بعد ذلك عن خطأ ماذهب اليه الجابري عن اتسام العقلية اليونانية بالتعددية والديمقراطية وتبجيل المجتمع المدني وسمو الفكر السياسي والاجتماعي بوجه عام بينما اتصفت العقلية العربية-في نظره- بالبداوة والطغيان والفساد) ص20 من قراءة نقدية لمحمود اسماعيل
ايضا يقول محمود اسماعيل في (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) عن مصطلح العلمانية المطلوب عدم اعلانه جابريا في الوقت الحاضر لسبب حصاره
(يُتْبَعُ)
(/)
(إتفق الجابري مع محاوره -يقصد حسن حنفي-علي نفي العلمانية وأكد انها شعار ملتبس يجب محوه من قاموس الفكر العربي واستبداله بالديمقراطية والعقلانية باعتبارهما يعبران عن حاجة المجتمعات الاسلامية الماسة من اجل التطور كما اكد انهما لايتعارضان ألبتة مع قيم الاسلام الحضاري فضلا عن تاكيده عن الايمان بما اسماه الاسلام الروحي) -ص32
كذلك:
(برغم اتفاقه مع محاوره حول الاسلام دينا الا ان هذا الاتفاق كان ظاهريا ليس الا. فتصوره لمفهوم الدولة في الاسلام يخالف راي الاصوليين القائلين بالحاكمية وهو مايعتقد ان محاوره يأخذ به ثانيا ان جماع رايه عن مفهوم لدولة ماخوذ عن الليبراليين –خصوصا الشيخ علي عبد الرازق- بما يعني تاييده لليبرالية) -ص 32 (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري)
كما اكد قناعته بان الاسلام دين ودولة وان اي مشروع نهضوي مأمول يجب ان ينطلق من داخله لكنه تحفظ في القول بوجود نمط ثابت بل ادعي ضرورة الاجتهاد من اجلان يكون الاسلام صالحا لكل زمان ومكان- (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) ص59 - 60
ثم قال ص 61
(أما عن ادعاء الجابري مشاركة محاوره في كون الاسلام دينا ودولة فامر لاينهض علي صحته مقولاته المتداولة خلال حلقات الحوار التي يتاكد من خلالها قناعاته بالديمقراطية الليبرالية في صيغتها الغربية)
قلت اغفل الدكتور محمود اسماعيل ان يؤكد ان قول حنفي هنا يخالف ايضا كتاباته لا في نفي ان يكون الاسلام دين ودولة فقط وانما ان يكون الاسلام دين ودنيا وحضارة وعلم
وكتاب حنفي الذي استشهد به الباحث الاسلامي الكريم -خالد كبير علال -وهو من العقيدة الي الثورة اي الثورة علي العقيدة يدل علي ذلك
وفي ص65 من كتابه في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري يقول الدكتور محمود اسماعيل (يستهل الجابري عرضه بخطأ طرح سؤال حسن حنفي عن البدأ بماذا التثوير ام التنوير وعنده ان المجال يقتضي الاخذ بهما معا فهما متكاملان وغير متناقضين
كمايذكر الدكتور محمود اسماعيل ان الجابري ارجع سبب انتكاسة حركة التنوير في العالم العربي الي الحركة السلفية كان تاثيرها اوسع واعمق واعم-يقصد من الثورة الفرنسية
يقول
(واحتكم الي التاريخ لبرهنة اطروحته فعرض لتاثير الحركة الوهابية التي كانت اسبق زمانيا من الثورة الفرنسية)
والشيء اللطيف من تحليل الدكتور محمود اسماعيل لرؤية الجابري وحنفي من حوارهما هو محاولته كشف تحولاتهما من النقيض الي النقيض في الحوار ذاته بل وتبني كل منهما لراي الاخر ولو لهنيهة
(يدهش المرء من هذا التحول الشديد في موقفي المتحاورين اذ يتبني حسن حنفي موقف الجابري في الحلقات السابقة-بالالحاح علي الليبرالية بينما يتبني الجابري موقف محاوره في الالحاح علي التراث
حسن حنفي يشيد بليبرالية الثورة الفرنسية ويوسع من دوائر اثارها في افكار النخبة العربية بينما يري الجابري ان هذا التاثير كان محدودا وقاصرا علي الشام وفي مصر تبنته نخبة محدودة!!
أمام هذا المنطق الغريب يثار سؤال هل المقصود هو الاختلاف في حد ذاته يميل أحدهما الي اليمين فيميل الاخر الي اليسار والعكس بالعكس هل عاد الطرفان الي المراهقة بعد ان تجاوزاها في الحوارات السابقة
الامر في نظري ملتبس
حسن حنفي الذي صنفه محاوره يساريا اسلايا يعول علي التغيير من الخارج من الغرب الذي طالما ندد به خصوصا في كتابه مقدمة في علم الاستغراب والجابري –المتهم بانه مستشرق عربي- يلح علي ضرورة التغيير من الداخل وينحاز الي الحركة السلفية التي- رغم موقفها المشرف في مواجهة الاستعمار-تعد مسؤولة عن الانحطاط في العالم –مكتوبة العام- العربي المعاصر بدرجة او باخري!!!
ان مفارقة تبادل المواقف تحتاج الي من المفكرين الكبيرين الي تفسير) - (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) ص 66 - 67
وفي الحقيقة انا قدمت التفسير في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الاول وقلت ان حنفي يلعب علي التناقضات ويتبناها كلها-تقية وتمذهبا ولاجل الخلخلة وزرع الشك- ولم اقل ذلك انا فقط بل عرضت لاقوال كبار العلمانيين الذين لااقول شعروا بجنون تناقضات حنفي اثناء قراءتهم له وانما خبروا بذلك من فكر ه ومن هؤلاء الدكتور فؤاد ذكريا والدكتور علي حرب-الاول مصري والثاني لبناني
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك فقد عرض الدكتور طيب تيزيني تناقض الجابري في زعمه انه اشعري ثم قول له اخر ان العقل الاشعري ينتحر وينهي مهمته-انظر هامش كتاب من الاستشراق الغربي الي الاستغراب المغربي ص 34 ومن الاسباب التي ادت الي الجابري لذلك اربعة اسباب ذكرها طيب تيزيني هناك ومنه نزوع انتهازي وتوفيقي لدي الكاتب!
اما عن الحداثة والتقليد فيقول الدكتور محمود اسماعيل في (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) ص48
(بادر الدكتور الجابري –للمرة الثانية –بطرح موضوع الحوار وهو الحداثة والتقليد وفي هذا الصدد يحمل المحاور علي نفر من المثقفين العرب لتعصبهم الاعمي للتراث ضد الحضارة الغربية رغم تلقيهم العلم في معاهدها والتاثر بها حتي في السلوكيات والعادات اليومية وذلك –في نظره- لايمكن تبريره بالغيرة القومية او الحمية الوطنية
صحيح ان الجانب الروحي في التراث-وهو العقيدة والشريعة-لافكاك من التشبث به لكنه بهد تطويره وتجديده عن طريق الاجتهاد فالاجتهاد ربط للحاضر بالماضي وتجاوز له في آن
وفيما عدا ذلك اصبح التراث تاريخا يدرس ويدرس دونما حاجة للتشبث به لالشيء الا لان العصر تجاوزه كما هو حال العلوم الطبيعية والرياضية والاجتماعية
ثم وتكملة لكلام الدكتور محمود نقلا عن الجابري-اي ان الكلام للجابري- يقول
(بل ان التشبث بالتراث واجتراره يصبح عائقا امام الحداثة التي هي التقدم فالحداثة ثورة علي التراث باحتواءه ثم القطع معه كسبيل للتجاوز ولامانع من النهل من حداثات الغير فالحداثة لاوطن لها-ويشير في الهامش الي كتاب الحوار) ص 70 - انظر ص49 من كتاب -اشار محمود اسماعيل الي ص 69 من كتاب الحوار قال (اسعدني تقديم قراءة نقدية لكتاب اصدراه بعنوان حوار المشرق والمغرب) -ص7من (في نقد حوار المشرق والمغرب لاسماعيل)
فهذا تحليل قطب من اقطاب العلمانية للمشهد الحواري بين الجابري وحنفي يبين فيه وهو الماركسي المادي الجدلي موقف الجابري وانتماؤه القديم والحديث وموقفه من الحداثة والتراث ومااسماه الوهابية
ولم يعلق اسماعيل وحده علي الحوار وانما غيره قام في كتابات اخري بالتعليق عليه
ولابد ان يتسابق الي الذهن ان جورج طرابيشي لابد ان يكون علق علي الكتاب لانه ناقد متخندق لمدة عقدين من الزمان (الي الان او اقل قليلا) لمشروع الجابري
خصص جورج طرابيشي مجموعة من الكتب النقدية الضخمة لنقد الجابري لكن لنذهب الي كتاب يجمع فيه طرابيشي بين نقد الجابري ونقد اخرين ويعلق فيه علي حوار الجابري-حنفي الذي علق عليه ايضا الدكتور محمود اسماعيل في كتاب خاص بذلك وكتاب طرابيشي هو (هرطقات عن الديمقراطية والعلمانية والحداثة والممانعة العربية طبعة دار الساقي)
ان علينا ان نذهب اليه لنري التعليق الطرابيشي يبدا من هناك وعلي نص الحوار ومن ص 65
فنجد ان اول وصف للمناظرة بين حنفي والجابري من طرف طرابيشي هو
انها تمثل (إضراب عن التفكير)
(الواقع ان عنوان كل من المداخلتين بالذات ينطوي علي قدر لايستهان به من الاتفكير) ص65
(واحدهما يتبرأ من العلمانية بحجة ان الاسلام ليس كنيسة كي نفصله عن الدولة كما يقول عنوان مداخلة محمد عابد الجابري وثانيهما يغسل يديه منها بحجة ان الاسلام لايحتاج الي علمانية غربية كما يقول عنوان مداخلة حسن حنفي) ص65
كنت قد ذكرت من اقوال طرابيشي نفسه ونقولاته-في الاقطاب 1 - عن حنفي ان حنفي مرة ينادي بالعلمانية الغربية ومرة يطالب بنفيها ومرة يامر باتباع الحضارة الغربية ومرة يطالب بتحجيمها -وقد بين ذلك طرابيشي ايضا في كتابه الكبير (المثقفون العرب والتراث التحليل النفسي لعصاب جماعي) وهكذا هو حنفي يثبت وبنفي حتي في مقالاته التي تصدر في المجلات العلمية والصحف اليومية حتي الان
وعلي كل فالقاريء الجيد يعرف ماذا يعني ذلك كله وتحت اي معني يقيمون مشاريعهم ومن يواجهون وباي طريقة يخوضون ويلعبون -سماها طرابيشي كما سياتي من كلامه لعبة الاستغماية! -فالامر اصبح واضح للعيان وخصوصا للاصحاب والخلان من بني حداثية وعلمان!
طرابيش يقول عن تسمية الجابري في الحوار للعلمانية بانها فصل الدين عن الدولة يقول بانها (حيلة شكلة) -ص66
ثم يقول
(يُتْبَعُ)
(/)
(وبما ان الجابري يعرف النتيجة التي يريد ان يصل اليها وبما انه لم يقم اصلا استدلاله العقلي الا تبريرا مسبقا لها فانه لم يكن امامه من خيار اخر حتي يضبط الاستدلال سوي أن يتلاعب علي تعريف العلمانية ويزيحه بوصة او بوصتين عن منطوقه الاكثر شمولا ليجعله يعني فقط فصل الكنيسة عن الدولة لافصل الدين عن الدولة) -ص66
ويصف طرابيشي محاولة التنازل عن مصطلح العلمانية من قبل الجابري لمصطلح العقلانية او الديمقراطية بانه ضربا من لعبة الاستغماية-ص 71
لنذكر نص الجابري اولا-وقد ارودته في الاقطاب الجزء الاول- ثم تعليق طرابشي عليه
النص
(مسالة العلمانية في العالم العربي مسالة مزيفة بمعني انها تعبر عن حاجات بمضامين غير متطابقة مع تلك الحاجات – وانه من الواجب استبعاد شعار العلمانية من قاموس الفكر العربي وتعويضه بشعاري الديمقراطية والعقلانية فهما اللذان يعبران عن حاجات المجتمع العربي)
التعليق الطرابيشي:
(والحق انه يندر ان يجتمع في نص بمثل هذا الاقتضاب عدد كبير من الادلة والشواهد علي مااسميناه حالة الاضراب عن التفكير:
1 - فالنص بدلا من التفكير يمارس مع ادوات الفكر التي هي الالفاظ والمفاهيم ضربا من لعبة الاستغماية: فهو يقر بان ثمة حاجات في العالم العربي قد تستدعي تطبيق العلمانية ولكن من الافضل ان يستعمل بدل العلمانية شعار العقلانية والديمقراطية
2 - والنص بدل التفكير يمارس ضربا من تحريم التفكير:فمن الواجب بكل بساطة وبمنتهي الصراحة استبعاد شعار العلمانية من قاموس الفكر العربي والعجيب ان هذه الدعوة الي استبعاد اللفظة الرجيمة صادرة لا عن محقق في محكمة تفتيش ما بل عن مفكر مهمته كمفكر ان يوسع –ماامكنه- قاموس الفكر لا ان يضيقه فضلا عن انها صادرة عن مفكر ينسب نفسه الي المدرسة الابستمولوجية ----
3 - النص بدل التفكير يمارس ضربا من التناقض في التفكير-قلت وهنا طرابيشي يظهر التناقض كما فعل محمود اسماعيل وكما فعل فؤاد ذكريا وعلي حرب وكلهم علمانيون من المستوي الثقيل! - فهو لايجد ماينعت به مسالة العلمانية في العالم العربي الا بانها مسالة مزيفة والحال ان صاحب النص نفسه في كتابه عن الخطاب العربي المعاصر الصادر عام 1982 كان قد وجه النقد –وعن حق في راينا- الي برهان غليون لانه حكم في كتابه الطائفية ومشكلة الاقليات علي اشكالية فصل الدين عن الدولة في الفكر العربي الحديث والمعاصر بانها اشكالية مصطنعة ومنقولة عن الغرب ولانه طالب بالاستعاضة عنها باشكالية اكثر مطابقة منها هي اشكالية علاقة افراد المجتمع ككل بالدولة اي اشكالية الديمقراطية وقد عزز الجابري نقده لغليون في حينه بالتساؤل: (واشكالية الديمقراطية نفسها الا يمكن البرهنة علي انها هي الاخري –اذا انطلقنا من المنطق نفسه وسلكنا السبيل نفسه- اشكالية مصطنعة ومنقولة من الغرب)؟ ------فهل يكفي والحال هذه عندما نجد الجابري ينقلب عام1988 بزاوية 180 درجة عن موقفه عام1982فينبري بدوره لنعت مسالة العلمانية في الوطن العربي بانها مسالة مزيفة هل يكفي ان نقول انه يناقض نفسه مناقضة صريحة سافرة ام ينبغي ان نضيف ايضا ان تناقضه هذا مع نفسه بتبنيه لمقولة زيف اشكالية العلمانية انما مصدره انقطاع العلاقة المباشرة بين الفكر وموضوعه بين منطوقه ومضمونه-تعليقا علي كلام طرابيشي هنا اقول بان طرابيشي يعرف ان الجابري متلاعب بمقولاته لاجل انه يلعب في ادخل حصوننا الثقافية ولكن طرابيش لسبب العداوة مع الجابري لايصرح هنا الا بالفاظ التناقض والتلاعب والاستغماية وماالي ذلك من افكار غير كافية بل الفاظ حاجبة! الا انه ذكر الحقيقة من موقف الجابري في هامش كتابه
4 - ان النص بدل التفكير يمارس ضربا من العزل والتقطيع والبتر للمفاهيم فهو يريد الاستعاضة عن شعار العلمانية بشعاري العقلانية والديمقراطية وعلي هذا النحو تتحول الحداثة الي سوق للخردة نبتاع منها بابخس الثمان-مانشاء وندع منها مانشاء اذا ماتخوفنا من ارتفاع مافي ثمن التكلفة (قلت في الحقيقة يتفق طرابيشي هنا مع فؤاد ذكريا بان فريق الضرب الغير مباشر يرخصون العلمانية والحداثة في سوق النقد -بحسب طبعا كلام هؤلاء النقاد-والسبب انهم لايستطيعون اللعب بصورة فوقية من خارج الاسلام لسبب قوة الاسلام في عالمنا ولله الحمد) - والواقع-يضيف طرابيشي-ان استبعاد
(يُتْبَعُ)
(/)
الجابري للعلمانية أشبه بفعل من يريد ان يجلس علي كرسي الحداثة يقف علي قائمتين اثنتين بدلا من ثلاث او اربع-قلت هذا تعبير رائع لطرابيشي طبيعة حركة هذه الطائفة في المجتمع الاسلامي ومده التواءها خشية الانكشاف وهي تقوم بالتعلاعب -ومثل هذه العملية البهلوانية كان يمكن مع ذلك ان تكون ممكنة لولا ان المنشار لايستطيع ان ينشر قائمة العلمانية بدون ان ينشر بعضا من قائمتي العقلانية والديمقراطية بالذات-قلت هذا التعبير ايضا من طرابيشي غاية في الاهمية اذ انه يوضح الترابط العضوي بين العلمانية الغربية والعقلانية الغربية والديمقراطية الغربية التي يتبناها هؤلاء فكلها من مزود واحد خصوصا في المقومات والقواعد المخالفة للاسلام ورد الجابري قديما علي برهان غليون -كما اورده طرابيشي قبل قليل ورد طرابيشي علي الجابري في هذا النص يوضح مقصودنا هنا-وهذا ماتنبه له تلميذ وزميل للجابري حين قال في رد ضمني عليه:ان المبدأ العلمانية يعد في نظرنا من المباديء المؤسسة للاختيار الديمقراطي ونحن نعتقد –اذا جاز لنا الحديث عن ثوابت ومتغيرات في المعتقد الليبرالي وانماط الحكم الديمقراطي داخله –ان العلمانية ثابت من ثوابت العلم والممارسة الديمقراطية) -هرطقات ص71 - 73
وتلميد الجابري كما اشار طرابيشي هو كمال عبد اللطيف وقد اشرت اليه مرة في فصل اركون في الاقطاب الاول
ولذلك قلت في كتابي الاقطاب1 ان الجابري من فريق الضرب الغير مباشر من طائفة العلمانيين التي تتخذ الاسلام سترا لها وهي تحاول زعزعة اليقين الاسلامي وزحزحة الثوابت الاسلامية في اذهان العامة والخاصة لو صح التعبير
ان محمد عابد الجابري علماني التوجه ماركسي الروح مع خليط من مذاهب المعرفة الغربية الجديدة
وهو لم ينطلق من اصول الشريعة الاسلامية او اصول الفقه وانما انطلق من المذاهب الغربية كما يحكي هو ويؤكد غيره عنه ايضا
قال في كتابه الخطاب العربي المعاصر ص 92
ومن الموقع الابستمولوجي الذي ننظر منه الي الاشياء نقول---
ويقول علي حرب في كتابه الماهية والعلاقة نحو منطق تحويلي ص179 (اقل مايمكن قوله في هذا الخصوص انه حرث في ارض معرفية لم يجر الحرث فيها من قبل واستخدم عدة فكرية جديدة في الدرس والتحليل ---مدشنا بذلك الدرس المعرفي الابستمولوجي علي ساحة الفكر العربي) طبعة المركز الثقافي العربي اولي1998
ويقول طرابيشي في هرطقات ص 78
(ان الجابري في طرحه للتناول عن مصطلح العلمانية انما تراجع عن موقعه الابستمولوجي الي الموقع الايديولوجي)
ومن مناهج وادوات الجابري
-الإبستمية الفوكوية
يقول الدكتور طيب تيزيني بان منهجية فوكو هي احدي المرجعيات للجابري ص 26 من كتاب من الاستشراق الغربي الي الاستغراب المغربي
-المذهب البنيوي لباشلار وفوكو وبياجيه
يقول الدكتور محمود اسماعيل في كتابه) التاريخ بين الاسلام والماركسية) ص 88
(في الوقت الذي اشهرت فيه البنيوية افلاسها أمام البناء الشامخ للعلم الماركسي يسطو الاستاذ الجابري علي احدي مقولاتها ويجردها من موضعها ليعتسفها منهجا ورؤية لدراسة التراث الفكري العربي الاسلامي)
-البنية الاشعورية الليفيستراوسية
-كتابات لالاند وليفي شتراوش في موقف النظرية المعرفية من العقل!
-مفهوم المخيال الاجتماعي او الاشعور السياسي كما سماه ريجي دوبريه –انظر التراث والحداثة للجابري ص 356
وتطبيقه علي الاسلام ومجتمعاته كلها وعلاقة المفهوم بالاسطورة وحرية الباحث العلماني في اتهام الاسلام بحمل الاساطير كما فعل ابو زيد واركون والعالم وعلي حرب ومحمود اسماعيل والجابري وغيرهم
يعترف الجابري ان
(المفاهيم الاوروبية مشتقة فعلا من الواقع الاوروبي ومن التجربة الاوروبية لكني اخذتها كقوالب واحاول ان املئها من جديد) ص 358 من التراث والحداثة للجابري
-مفهوم الكتلة التاريخية اخذه من غرامشي-كما في كتابه نفسه هو التراث والحداثة ص344
-كتابات جاك اولمو خصوصا مقولته عن العقل الكوني (الذي قرأ من خلاها العقل العربي-انظر قراءات نقدية لمحمود اسماعيل ص18
-طبق الجابري الرؤية العنصرية لهيجل ورينان علي العقل الاسلامي-انظر قراءات نقدية لمحمود اسماعيل ص 19
-الاشعور المعرفي لعالم النفس السوسري جان بياجيه
(يُتْبَعُ)
(/)
-الفكر الالماني اللغوي ممثلا في هردر-يري طرابيشي انه كان ابنا عاقا للتنوير الالماني-ص 110 من نقد النقد- وهمبولت كما تري ذلك في كتابه تكوين العقل العربي ص 76 - 77 في مسألة ضبط العلاقة بين اللغة والفكر وان كان الجابري كما وضح طرابيشيفانه قد فهم هؤلاء الفلاسفة خطأ
فاللغة عند الجابري-يقول طرابيشي – تحدد القدرة علي الكلام كما القدرة علي التفكير-ص 110 وهو مذهب جبرية اللغة حتمية او بتعبير طرابيشي في نقد النقد ص 112 الجبرية اللغوية الجابرية التي تريد حبس العقل ورؤيته للعالم ككل وكاجزاء في سجن اللغة او يقاربه بخلاف هردر باللغة شرط للفكر بقدر ماالفكر شرط لها –
فالجابري يزعم ان اللغة تنقل تراثها وتتقيد به وتنغلق عليه واذا انتقل الانسان الي حضارة اخري او عالم لغة اخري فانه لايقبل منه الا ماكان منه اصلا وهذا يعني ان اللغة هي المحدد والعادات والتقاليد فاذا كان الجابري يريد ان نتحرر من الاهوت اي العقيدة في وقت التحرر المناسب فانه بذلك يقول لنا اخرجوا من اطار لغتكم المنغلقة علي مفاهيمها الخاصة الي عالم العلمانية التي يدعو اليها فكر لالفظا!
ومعلوم ان المذاهب الغربية تفسر الامر من خلال الرؤية المادية التي ترجع الامور الي ظواهر مادية او معنوية بشرية او اجتمعاية في عالم تجربة ضيق علي اسباب ضحلة او قاصرة او محدودة لايمكن ان تكون هي عقيدة الاسلام الشاملة للعالم البشري والكون المادي واللغة ليست هي المحدد ولاحتي البئية او الاجتماع او الاتقصاد ولا الصحراء او البداوة-يصور الجابري حياة اعراب الجاهلية بانها حياة حسية بدائية اي لاعقل لها اي انها خارج التاريخ! --هنا يقول الجابري: عالم هذه اللغة محدودا بحدود عالم اولئك الاعراب-ص144 التراث والتجديد- او المدنية ايا كانت فليست ايا من هذه قاهرة للعقل واما الزعم بان لغة العرب لم تلاحق التطورات الحضارية او المدنية وبقيت وابقت العرب في اطار منغلق من الثقافة والفكر فهذا اتهام علماني يضيق مجال اللغة والعقل وينفي الوحي والغيب والتغيير الذي احدثه في عالم العرب بل وفي العالم ومن ثم لغته ومصطلحاته الشاملة في كافة مجالات الحياة ومن هذه الرؤية الغربية الرؤية الماركسية مثل زعمها بتاثير الانعكاس الاجتماعي علي اللغة وتفكير البشر وتاويلهم للعالم وان كان الجابري لم ياخذ بهذا الاخير الا انه واقع في التحديد الغربي ولم يخرج منه وان تضاربت مذاهب هذه الرؤية وحطم بعضها بعضاويذهب الجابري الي ان اللغة هي التي تحدد القدرة علي التفكير فالعقل نسخة عن اللغة
ان كتابه تدوين العقل العربي يجعل الازمة في عصر التدوين الذي هو عنده (في ذات الوقت الاطار المرجعي الذي يتحدد به ماقبله فصورة العصر الجاهلي وصورة صدر الاسلام والقسم الاعظم من العصر الاموري انما نسجتها خيوط منبعثة من عصر التدوين-وليس العقل العربي في واقع الامر شيئا اخر غير هذه الخيوط بالذات –ص 60 - 61
وهو عند الجابري علي امتداد المائة سنة مابين منتصف القرن الثاني ومنتصف القرن الثالث الهجري
(فعصر التدوين هو الاطار المرجعي الحق للعقل العربي وليس العقل الجاهلي ولاالعصر الاسلامي الاول ولاماقبلهما)
يعلق الجابري علي نصوص اسلامية كما علي نص لتاريخ الخلفاء للسيوطيف يقول انه يمكن قراءة النص قراءة مزدوجة قراءة المجهور به وقراءة المسكوت عنه
ونراه يتهم الامام الذهبي صاحب النص المنقول عن السيوطي بانه سكت عن التدوين عند الشيعة والتدوين في السياسة وعلم الكلام كما اشار طرابيشي في اشكاليات العقل العربي ص 24
ان الجابري كما اشار هو نفسه يصنع تدوين جديد للتاريخ الاسلامي يقلب اصوله وحرف مفهومه وذلك بالادوات السابقة واخري شبيهة
ونتج عن هذا اقوال له خطيرة جدا منها نسبة العقل للحضارة اليونانية وسحبها من الحضارة الاسلامية التي بناها السلف الصالح ومنها تفرقة الامة بجعل المغرب عقلاني والمشرق عرفاني اي صوفي سينوي لاعقل له!
كما ان اخطر شيء سعي الي تثبيته هو الاحتكام للمناهج الغربية الحديثة في احداث قطيعة مع الفقه الاسلامي او عمل خلخلة بطيئة لكنها فعالة في الوعي الاسلامي
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ماكان يجب كشفه حتي يتعرف المسلم علي قادة العلمانية الكبار وتعريضهم لنور النقد الاسلامي بايضاح خلفياتهم المذهبية الحقيقية والفكرية المنقولة استعبادا للغرب العلماني
كتبه
طارق منينة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 01:53]ـ
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
(بيننا وبينكم «المُخْتَبَر»)
تاريخ النشر: 04/ 09/2009 - 01:12 ص
لن نخوض مع المستشرق العلماني الألماني تيودور نولدكه (1836 - 1930) في تخميناته حول التسلسل التاريخي لنزول سور القرآن، كما لن نخوض معه في تشكيكه في موقع “الآيات الاولى من سورة العلق" من ترتيب نزول القرآن في محاولة ماكرة لزحزحة موقعها الاصلي من التنزيل!!! "ما إذا كانت الآيات 1 - 5 من سورة العلق 96 بالفعل أول ما نزل من القرآن فمسألة لا يمكن حسمها حتى لو نسبت لهذه الآيات أهمية أساسية في قصة الوحي بسبب حثها الشديد على القراءة، فان النص لا يتضمن ما يدعم التقدير التاريخي الذي يأتي به التراث"! (تاريخ القرآن ص75).
لاحظ ان نولدكه هنا يعرف أهمية بدء الوحي القرآني بلفظ "اقرأ"! ولذلك يشكك في أن تكون الآيات 1 - 5 من سورة العلق هي أول ما نزل! وذلك حتى لا يكون الاسلام هو المحرك للقراءة في الحضارة التي انتجها بالسنن التي أخضعها!! ومع ذلك فهو من قال "سورة العلق أقدم ما في القرآن، وأنها تتضمن أول دعوة تلقاها محمد للنبوة"! (ص71) وأقول انه حتى لو كانت آيات "القراءة" و"القلم" و"العلق" الأولى من آخر ما نزل -والامر بالطبع ليس كذلك- فان آخر ما نزل كان ما يزال في القرن السابع الميلادي، ولم يكن أحد لا في هذا القرن ولا قبله ولا بعده لقرون عديدة -حتى عصرنا- قد توصل الى الحقائق العلمية التي جاء بها القرآن في المجالات المختلفة فمن هو المصدر؟!
ويكفي ان نحكي هنا على سبيل الترويح عن النفس قول ارسطو بان الجنين يتكون من دم الحيض، كما ان علماء التشريح من غير المسلمين اتبعوه في هذا كما يقول البروفيسور مارشال جونسون وظل هذا الاعتقاد رائجا حتى اختراع المجهر في القرن السابع عشر، بل حتى زمن الاكتشافات التالية للحيوان المنوي والبييضة كما قال البروفيسور جورنكي. وبينما سادت هذه الفكرة عند جميع الأطباء الى ما بعد اكتشاف المجهر، كان علماء المسلمين يرفضونها. وبعد اكتشاف الميكروسكوب كانوا في الغرب يعتقدون ان الانسان يكون مخلوقا خلقا تاما في الحوين المنوي في صورة "قزم"، اي انهم –يقول جورنكي- لم يعرفوا ان خلق الانسان في رحم الام يمر بأطوار مختلفة الخلق والصورة وهي الحقيقة التي قررت في القرآن والسنة قبل ذلك بقرون!
وأنا هنا أسأل أليست هذه معطيات عصرية ذات أهمية لمن يدعون التنوير!! أم أن عملية الحجب والعزل والإخفاء التي يتقن العلمانيون فنها لا تترك مكانا للصدق العلمي؟ وقد فوجئ العلماء بها تتكشف أمامهم رويدا رويدا في مختبراتهم وخلف مجاهيرهم وشاشاتهم! وفي ذلك يقول البروفيسور كيث مور: "ومعرفة هذه الحقائق الى ما قبل القرنين الأخيرين كانت مستحيلة فضلا عن استحالتها قبل 1400عام".
فأين نجد هنا ”المعهود المعرفي" الاسطوري لعصر الرسول الذي يزعمون انه شكّل الوحي وأفرزه وشكله (في نظرية الكون والتكوين العلمانية)!؟ ألا يستحي الجابري وهو يتكلم عن معهودهم "معهود العرب الاسطوري المعاصر لهم! " ومعهودنا "المعاصر لنا" فيُدْخِل الجابري –واخوانه الذين يمدهم في الغي- في معهودهم "الوحي" ويخرج من معهودنا! ماانتجه العلم! (انظر في قصة "المعهود" الجابرية "مدخل الي القرآن "للجابري ص211 - 213) و (القسم الاول للجابري من "فهم القرآن –"ص27)
ان السؤال العلمي الذي لم يسأله العلمانيون هو ما سأله موريس بوكاي: "إذا كان كاتب القرآن بشرا فكيف أمكنه في القرن السابع الميلادي كتابة ما يثبت أنه اليوم متفق مع المعارف العلمية الحديثة؟ ليس من سبب خاص للتفكير بأن ساكنا لشبه الجزيرة العربية أمكن له، في الوقت الذي كان يحكم فيه في فرنسا الملك داجوبير، ثقافة علمية سابقة على قرننا الحاضر في بعض الموضوعات بعشرات القرون (ص149) وهي امور -يقول - تجعل من المستحيل على رجل في عصر محمد صلى الله عليه وسلم ان يكتبه. وبالنظر الى حال المعارف في عصر محمد صلى الله عليه وسلم لا نستطيع أن نفهم بأن كثير من الأخبار القرآنية التي لها سمة علمية يمكن أن تكون عمل إنسان، ولذلك فإن المشروع ليس بأن يعتبر القرآن تعبيرا للوحي فقط، بل أن يعطى مركزا ممتازا لما يتمتع به من الأصالة الفريدة ولوجود أخبار علمية لديه ظهرت كتحد " (ص 290 - 294).
اما نولدكه فيقول إن محمد لم يتعد اسلوب الكهان في تقديم اقوالهم بواسطة اقسام احتفالية بالظواهر الطبيعية مثل الليل والنهار والشمس والقمر والنحوم (انظر ص69)، ونلاحظ هنا أيضا حوّل نولدكه أعظم الإشارات العلمية الدقيقة لظواهر الكون والتي على اساسها صنع المسلمون حضارة الى ألفاظ كهان والسبب الايقاع القصير! أوليس من الاعجاز أيها الفيلولوجيون –الفيلولوجيا:علم اللغة (الغربي) استعمله نولدكه! - أن يضع لكم في الالفاظ القصيرة ما تعجز عنه القرون الطويلة!؟
وكعادة المستشرقين والعلمانيين يقول نولدكه ايضا مشوشا على الوحي: "إن الدين الذي قدر له أن يهز العالم كله انصهر في وجدان محمد من مواد مختلفة!! (ص19). فهل يمكن لهذه المواد المزعومة أو لما سماه نولدكه "الصوت الداخلي" الصادر بزعمه (عن المخيلة المنفعلة وموحيات الشعور المباشرة" ان يصل الى معلومات غاية في الدقة والعلمية كما في مسالة أطوار الجنين، كما وصف القرآن اذا فلماذا تخلفت عن القرون لما قبل وبعد التنزيل!؟
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7WQPKDMe PCR%2bMKunkkpQnuPLuBaqmEowzSAC QVWv%2ffD0RQcp%2ba6L4vKpOC9Xiz KHVxiQvbxhNIFT4G2Me9TvCMvd5WoJ RuYUgOK5tbeDKsW0%3d
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Oct-2009, صباحاً 03:50]ـ
طارق منينة ( http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
(http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzWWQPHg5xhNdVT8UHbRlO2%2b ndALYWX31onRhHlrOL4iXzrdgc486c RfqKVZ60FdbbsxnR9UcXEzRqKPX783 o19yzCDQRzHUSp394pXQ3Ny7jw%3d% 3d) قراءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية (محاولات بائسة!)
تاريخ النشر: 02/ 10/2009 - 12:10 ص
لقد نزلت سورة القلم بعد نزول سورة العلق وسورة المدثر وسورة المزمل وهي السور الأولى من الفترة الأولى من زمن البعثة، وقد عدّها جابر بن زيد ثاني السور نزولا وذكر ذلك الزركشي في البرهان، وقد يكون ترتيب نزولها التاريخي لا يتجاوز الرابع او الخامس هذا لو ذهبنا مع القول بان فاتحة الكتاب وسورة المسد نزلتا قبلها.
والقارئ لكتب التفسير وعلوم القرآن يصل الى واحد من الأقوال السابقة لا يبعد عنها، فان الذين شاهدوا التنزيل ومكانه وزمانه وهم الصحابة هم من بلغونا بحقائق هذا الترتيب وان ظهرت اختلافات طفيفة في الروايات لسبب ظن التوهم او التناقض وليس كذلك او لضعف الرواية او لسبب الاجتهاد المقبول والمعتمد علي رواية صحيحة.
اما المعْنِيون المُعَينون باختراق التراث ومحاولة تفسير القرآن او بعض سوره تفسيرا ماديا (محمد أركون –نصر ابو زيد –الجابري كنماذج صارخة) فهؤلاء لم يعطوا اي اعتبار للتفاسير واعتبروها تفاسير ايديولوجية مغرضة! وعلى ذلك وجدوا البديل في المناهج الحديثة التي تتناول النصوص اللغوية او الدينية بالتفكيك والتحليل والتفسير والتأويل بمناهج الشذوذ المعرفي.
وقد ذكرتُ أن نولدكه اتخذ المذهب الوضعي للقرن التاسع عشر مع مذاهب أخرى في محاولته العلمانية لهدم القرآن، من خلال المرور على الألفاظ وتحميلها بمحامل ليست فيها أصلا ولا في التاريخ المعني ولافي حقيقة الوحي، كما انه اتخذ لنفسه ترتيبا خاصا مخترعا وملفقا صنعه هو لنزول القرآن غير ما ذكره علماء الامة، ليصل بالقارئ العصري الى نتيجة أن الصراع القديم والفكر القديم هو من شكّل النصوص وحرّك محمد لتطوير النص وتشكيل حروفه وكلماته!
وفيما نضبط نصر أبو زيد متسللا وسالكا مسلك القدح الخفي والصريح أحيانا في القرآن عن طريق تأويله تأويلا علمانيا -من غير ان يقوم بصنع ترتيب للتنزيل مصطنع ومكشوف كنولدكه ومَن قبله؛ نجد محمد عابد الجابري يسلك طريقا ملفوفا وبطيئا وطويلا ومتعرجا وشبيها بما كان قد ذهب اليه نولدكه سواء تعلق ذلك بوضع ترتيب خاص به لنزول السور ام باتخاذ المنهج المادي في تفسير الألفاظ والمصطلحات والإعلانات والآيات.
وفي سياقنا هنا وهو ليس في كل حال تفسيرا للسور المكية بقدر ما هو كشف التخرصات العلمانية واليأس الاستشراقي من خلال كشف تعليقاتهم البائسة على السور، وكذلك اكتشاف الرصد القرآني لو صح التعبير لمحاولاتهم وما يختلج في نفوسهم ويظهر على ألفاظهم وقسمات وجوههم، كما سيأتي في عرض هذه السورة العجيبة، وكذلك اظهار الوعود التي تحققت في اشباههم وبيان انهم لم يلتفتوا اليها وهي الوعود التي لا يستطيعون تجاهها حراكا ولا جدالا، وانما يحومون حولها في سكون محموم وإحجام مفهوم كالثعبان الذي يبدو على وشك اصطياد فريسته فيما هو يترنح في هدوء ظاهر من اثر سم مميت نفثته في فيه ضفدعة صغيرة كان علي ثقة من التقامها!! وقد شاهدت هذا المنظر العجيب في قناة ديسكفري!.
نقل الجابري ترتيب نزول سورة القلم الى الرقم 35، وجعل مرحلتها في غير زمنها الاول ليتسق ذلك مع محاولته التلاعب بالأسماء القرآنية وتلفيق صلة لها بالاسماء التي انتجها الصراع القبلي او الطبقي او ادت اليه وسائل الانتاج الاقتصادية والأوضاع المادية!
(يُتْبَعُ)
(/)
فعل ذلك مع قول الله تعالي في سورة القلم (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) (35 - 36) فبعد ان عزل التفسير الاسلامي والمعنى القرآني، وبعد أن أرجع الامر لمعطي معرفي قديم شكلته اساطير وأوضاع مادية وثقافية قال: "فاصطلاح "الإسلام" يعني الاستسلام والخضوع ويكتسي في الحقل الدلالي العربي الخضوع لسلطة في جماعة أو دولة، وهكذا لم يبدأ استعمال هذا الفظ في القرآن الا بعد ان صار من كانت تدعوهم قريش "اتباع محمد" جماعة تجمعها كونها أتباع رئيس معين هو النبي عليه السلام من جهة وانفصالها عن قريش من جهة أخرى" (1/ 181)
هنا حاول الجابري ابعاد حقيقة ان لفظ مسلم او الإسلام كان معروفا في بدء الدعوة! وذلك بزحزحة زمن نزول سورة القلم من فترة نزول سورة العلق والمدثر الى فترة متأخرة.
تذكرني محاولة الجابري هنا مع الالفاظ القرآنية بفعلة نصر أبو زيد وهو يحاول تفريغ النصوص من مضمونها وجعلها خاضعة للمعطي المعرفي الثقافي الاسطوري القديم (المعهود القديم بلفظ الجابري!) فألغى مفهوم العبودية الحقة لله والتي تعني كمال الحب والذل لله وجعله مفهوم ممتد ومطور لمفهوم الأعلى/ الادنى في القبيلة او علاقة القبيلة الضعيفة بالقبيلة القوية في ظل صراع طبقي او قبلي وقوي الانتاج القديمة (وهنا يقفز ماركس بفكرته الى ناصية نصر أبو زيد الخاطئة).
يقول: "لقد كان المجتمع الذي جاء الإسلام يخاطبه مجتمعا قبليا عبوديا تعتمد العلاقات فيه على البعدين: البعد الرأسي الذي جسد علاقة أعلي/ أدني داخل القبيلة الواحدة، ويجسد البعد الأفقي علاقات القبائل وهي علاقات قامت على موارد الثروة –أدوات الإنتاج- وهي الملأ والكلأ ومن الطبيعي في ظل علاقات الصراع أن تلجأ القبائل الضعيفة لالتماس الحماية من القبائل القوية التي تستأثر بالمواد، ومن هنا نشأت علاقات الولاء.
ومن هنا نشأت علاقات الولاء بين القبائل وهي علاقات علاقة أقوي/ أضعف. والنصوص أبنية لغوية، لذلك كان من الطبيعي أن تصوغ النصوص علاقة الله والإنسان من خلال الثنائيات اللغوية/ الاجتماعية، إن الألفاظ القديمة لا تزال حية مستعملة لكنها اكتسبت دلالات مجازية" (نقد الخطاب الديني ص 132 - 134)
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7N0aozwp eWjIV2A0JeBOlctZLmuafPe3p%2fs2 q9ulwiMAMkZZmOby%2bRLVdaznHGKN heBuErXANRntC57bcDMA7Ba%2fgy9x HGPkQ5tywv%2beYzvE%3d(/)
الشيخ الكُبيسي .. والمتحف
ـ[أبو حاتم النابلسي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 02:08]ـ
خرج لنا الشيخ الكبيسي على قناة " الحوار " مُنظّراً لمشروع يُسمّى " متحف الرسول محمد " عليه الصلاة والسّلام ومنافحاً عنه ..
وبالطبع لم يخلوا كلام الشيخ من التلويح بأولئك الذين " طمسوا " آثار الرسول عليه الصلاة والسّلام وشيءٌ من المديح بالـ " دولة العثمانيّة " التي قال فيها الشيخ: (بارك الله في هذه الدولة التي حفظت لنا سيف الرسول وعمامته .. )
ولم ينسى الشيخ أن يستدل بالقرآن على أهمّية الآثار النبويّة .. فاستدل بقصّة التابوت الذي كان مع اليهود .. وقال بأنّهم كانوا يضعون فيه نعلي موسى عليه السلام وعصاته ويأخذونه معهم في الحروب لينتصروا ببركته ..
وأنّ العماليق عندما سرقوا التابوت منهم أصبحوا ينتصرون عليهم!
ثم قال الشيخ بحرارة: أين ذهبت آثار الرسول عليه الصلاة والسّلام أين ذهبتم بها!؟
وهو لا يقصد الإسلام ولا حديث عليه الصلاة والسّلام .. ولا يقصد أخلاقه عليه الصلاة والسّلام ولا تعامله مع الناس ولا دعوته ولا سنّته ولا سيرته
بل يقصد ملابسه وآنيته والآثار التي يحتاجونها لأن توضع في ذاك " المتحف " الذي لو حوّلوا تكاليفه إلى مسلمي النيجر الذين يتنصّرون بكيس من الطحين أو للجياع في الصومال وأفغانستان والعراق وفلسطين لحققت أعظم الاهداف ولرسخت مفهوم الاخوة الاسلامية عند المسلمين ولكانت خير رسالة للعالمين للتعريف بالرسول الأمين عليه الصلاة والسّلام.(/)
في شأن جريمة الاختلاط ومحاولاة زرعها: إساءة إلى المسجد الحرام بهذا لإيراد
ـ[علي التمني]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 12:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يدندن العلمانيون والليبراليون الملاحدة ومن يعينهم على فسادهم أن الاختلاط موجود في المسجد الحرام - على سبيل المثال - وهذا والله من العدوان على دين الله بالعدوان على شعائر الله وعلى أقدس بقاع الله في أرضه،وهذا من فجور القوم وضلالهم وفجور و ضلال من يعينهم على فجورهم وجرائمهم، ويقولون ما المانع أن تعمل المرأة مع الرجل في مكتب واحد كما تصلي وتطوف المرأة مع الرجال في الحرم، والرد بسيط وواضح لمن حفظ الله له عقله ودينه ومروءته: حيث لايقول هذا الكلام ولا يعقد هذه المقارنة إلا واحد من اثنين إما مجنون جاهل سفيه أو مفتون فاجر يجعل من الأضداد أشباها و من المتناقضات متماثلات، فهل المرأة في الحرم هي المرأة التي تعمل مع الرجل ست أو ثمان ساعات يوميا في غرفة واحدة وتقوم بينهما زمالة عمل وتفاهم عمل ونظر محرم وتبسط وتقارب وكل ما يقتضيه العمل وطبيعته حتى لو كانت الفتاة من أعبد خلق الله والشاب من أطهر خلق الله، ذلك أن العمل ثمان ساعات يوميا في مكتب واحد وضمن "فريق عمل "واحد تفرض التلاقي والتقارب لا محالة ومن يقول غير هذا فمجنون أو شيطان من شياطين الفساد.
وهل يوجد في المسجد الحرام رئيس ومدير للمرأة المعتمرة والحاجة والمصلية يعطيها الراتب ويعدها ويمنيها بالترقيات والهبات على الانتاجية ويغريها بشتى المغريات التي تكون من الرئيس صاحب العمل والشركة أو المدير الرسمي الذي يرفع للجهات المختصة بمن يستحق الترقية ممن لا ستحقها؟ إن عمل المرأة مع الرجال يقتضي أن يكون يكون الرجل عليها رئيسا يجتمع بها و يخاطبها علنا وعلى انفراد ويناقشها في عملها ويحاسبها على أخطائها و يكرمها على إخلاصها وتفانيها في العمل، فبربكم ألن يدخل الشيطان عبر هذا كله؟ والواقع يثبت هذا، حيث المرأة فتنة للرجل والرجل فتنة للمرأة، فالشاب يبحث عن المرأة ويقوم بمغامرات تلو مغامرات ويشتري أفخم السيارات والجوالات والملابس والزينة كي يلفت انتباه الفتاة، بل ربما قضى الأشهر وهو يمر بالشارع والشوارع كي يلفت انتباه أية الفتاة! فهل نتوقع من شباب هذا حالهم أن يكونوا طاهرين تقاة والفتيات بين أيديهم ومعهم في المكتب الواحد ثماني ساعات يوميا أو أوأكثر أو أقل قليلا كل يوم؟ إنها والله الفتنة، فإذا كان العلماني الملحد متفاهما مع نفسه منسجما مع عقيدته حيث لا يحل حلالا ولا يحرم حراما فشريعته شهوته وفجوره وإلحاده فماذا نقول عمن بقي لديه بقية من إسلام ويدعي أنه مسلم وهو يعينهم على هذه الجريمة الشنعاء التي هي باب الزنا والفجور بأمن وسلام؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل في بيت الله الحرام شيء من هذا؟ هل هنالك علاقات بين النساء والرجال تقوم لوجودهم ووجودهن في المسجد الحرام لتأدية العبادة في أطهر بقعة في الدنيا يدخله المسلمون رجالا ونساء باكين من شدة الفرح بلقاء الله راجين عفوه ورحمته؟ هل تقوم علاقة عمل وتفاهم عمل بين امرأة جاءت لعمرتها مع أهلها او لصلاتها مع أهلها أو لوحده ثم تذهب؟ هل يقوم تفاهم بين المحرمين والمحرمات والعابدين والعابدات الراكعين والراكعات والساجدين والساجدات؟ هل يستطيع أي قارئ أن يقول نعم إن طبيعة الصلاة في الحرم والعمرة فيه قد أدت إلى قيام زمالة عمل بينه وبين وبين أية امرأة؟.
إن الذين يسعون إلى جريمة الاختلاط إنما يسعون إلى تسليم الفتيات المسلمات إلى الشباب بكل يسر وسهولة، وبكل أمان واطمئنان ليكمل الشباب من الجنسين المهمة في هدم دينهم هم أولا ثم هدم دين الأمة كلها، وهذا ما لا ينكره عاقل، أما المجانين فقد رفع عنهم القلم، وما أكثر السفهاء الذين تظهر عليهم سمات العقلاء في زماننا، وصدق الله (إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
إن هذا الجنون الذي يتفوه به الملاحدة العلمانيون ومن يعينهم بقصد أو بغير قصد لهتك الأعراض من خلال الدعوة إلى العمل المختلط في مقر واحد ومكتب وتحت رئاسة رجل واحد ثمان ساعات يوميا، إن هذا الجنون لا يمكن أن ينطلي على أبدا، فحتى البلدان الإسلامية التي ضربتها جريمة الاختلاط في العمل يقاوم اهلها هذه الجريمة التي جاء بها الكفار إلى بلاد الإسلام مع الاستعمار الغربي الكافر لها.
وإن الله يمهل ولا يهمل، ونسأل الله أن يقصم كل داع لجريمة الاختلاط مهونا من شأنها إنه سميع مجيب.
الدعاء الدعاء على كل من يريد أن يفتن الأمة بجريمة الاختلاط، فإن الله سميع مجيب.
فيا ربنا يا ربنا اقصم كل من يريد الفساد للمسلمين والمسلمات بأية صورة وتحت أية ذريعة.
علي التمني
أبها / الأحد 21/ 4/1429
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 01:49]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً فضيلة الشيخ على التمنى ... وأسأل الله أن يقي بلادكم شرور هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 04:20]ـ
وهذا مقتطف من كلام الشيخ حاتم العوني في شأن الإختلاط ورده لشبهة القائلين بالاختلاط بالطواف.
بل سترى كيف أن طواف النساء مع الرجال بعد بيان صورته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبأمره صلى الله عليه وسلم سيصبح دليلاً على تحريم ما أراد أن يبيحه ذلك الذي احتجّ به لتجويز الاختلاط، وأنه على النقيض مما أراد منه تماماً!!
فقد جاء في صحيح الإمام البخاري، في كتاب الحج منه، وفي باب طوَاف النساء مع الرجال، ما يلي:
((قال ابن جُريج: أخبرني عطاءٌ، إذ منع بن هشام النساء الطواف مع الرجال. قال: كيف يمنعهن، وقد طاف نساءُ النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال. قلت أبعدَ الحجابِ، أو قبلُ؟ قال إي لعمري، لقد أدركته بعدَ الحجابِ. قلت: كيفَ يخالطْنَ الرجالَ؟ قال: لم يكنّ يخالطن، كانت عائشةُ رضي الله عنها تطوف حجرةً من الرجال لا تخالطهم. فقالت امرأةٌ انطلقي نستلِمْ يا أم المؤمنين، قالت: عنكِ، وأبتْ. وكن يخرجنَ متنكِّراتٍ بالليل، فيطفن مع الرجال، ولكنهن كنّ إذا دخلن البيت قمنَ حتى يدخلنَ، وأُخرجَ الرجالُ.
ثم أورد أيضاً حديث أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: شكوتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي. فقال: طُوفي من وراء الناس، وأنتِ راكبةٌ. فطفتُ ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ ((والطور وكتاب مسطور)).
والحديثان واضحان:
أما الأول: فيدل على أن النساء كنّ يطفن مع الرجال في وقت واحد، لكن كنَّ يطفن غير مخالطات للرجال، في دائرة أبعد عن الكعبة.
ومعنى حجرة: أي معتزلة في ناحية.
وأما الثاني فقد دل على أمر النبي صلى الله عليه وسلم زوجه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها بذلك، حيث قال لها: ((طوفي من وراء الناس)).
وهذا ما فهمه شراحُ صحيح الإمام البخاري، كعلي بن خلف الشهير بابن بطال المالكي المذهب في شرح صحيح البخاري (4/ 298 - 300)، وابن حجر الشافعي المذهب في شرحه فتح الباري (3/ 480 – 482 رقم 1618 – 1619)، وبدر الدين العيني الحنفي المذهب في شرحه عمدة القاري (9/ 260 – 162).
وقد جاء في أخبار مكة للفاكهي (1/ 252) عن فقيه الكوفة الأكبر في زمن التابعين إبراهيم النخعي (ت 96هـ)، وهو شيخُ شيخِ الإمام أبي حنيفة، أنه قال: ((نهى عمر رضي الله عنه أن يطوف الرجال مع النساء)).
وهذا تطبيقٌ عملي للسنة النبوية في طواف النساء، كان إبراهيم النخعي ينسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وبذلك يتبين أن طواف النساء مع الرجال حول الكعبة المشرفة لم يكن كهيئته اليوم، ليحتجّ به ذلك المحتج على ما أراد. بل ننتهي بأنه حجةٌ على عدم جواز الاختلاط، حتى في ذلك المكان الطاهر المقدس، وحتى في ذلك الجيل الطاهر المفضّل، جيل الصحابة رضي الله عنهم، وفي حضرة أفضل الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم، وأثناء أداء عبادة من أشرف العبادات، تُغيِّبُ الشعورَ بالفتنة في استحضار جلال البيت وجلال ربّ البيت عز وجل.
المصدر: موقع الشيخ سليمان الماجد.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 05:43]ـ
جزاك الله خيرا وشكر غيرتك
===
والحقيقة أن (جزءً) من اللوم يقع على علمائنا فقد سكتوا أوقل اعترضوا لكن بصوت مهموس يكاد لا يُسمع عن تجاوزات المفسدين حتى أضحت الوظائف النسائية في بلاد الحرمين مختلطة. الآن لا تتوفر وظائف للنساء غير مختلطة سوى في سلك التعليم! كيف وصلنا إلى هذه الحال؟ فجأة ومن دون مقدمات ولا إرهاصات؟ لا يمكن غير أن الصمت من قبل علمائنا والمسئولين أوصلنا إلى هذي الحال المخزية.
أيضا اللوم يقع على أولياء الأمور عندما يسمحون لنسائهم الالتحاق بهذه الوظائف المشبوهة وكل هذا من أجل المال يعني (حطام دنيا). وتجاهلهم لمخاطر الاختلاط. وما من وظيفة مختلطة إلا وقد شهدتْ موت الحياء لدى المرأة إن لم يكن شرفها وعفتها!
لا بد من توعية وخاصة في القرى و. . . لاأريد أن أذكرها حتى لا أتهم بالعنصرية.
ولا ننس أيضا أن اللوم يقع أيضا على المسئول الأول في هذه البلاد فباستطاعته التمييز بين الناصح الأمين وبين من سواه من الخونة.
وفق الله الجميع.
ـ[علي التمني]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 02:15]ـ
بسم الله
وجزاك الله خيرا أخي أبا محمد المصري أو العمري.
ملحوظة: هنالك اختلاف بين اسم المعرف وبين الاسم في التوقيع بين العمري والمصري فأيهما هو الصواب؟
24/ 4/1429
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 02:23]ـ
بسم الله
وجزاك الله خيرا أخي أبا محمد المصري أو العمري.
ملحوظة: هنالك اختلاف بين اسم المعرف وبين الاسم في التوقيع بين العمري والمصري فأيهما هو الصواب؟
24/ 4/1429
وجزاكم خيراً شيخنا الكريم
كلا الإسمين صحيح ... المصرى نسبة إلى بلدى والعمرى لأن أحد أجدادى ينتسب إلى الفاروق عمر رضى الله عنه ... وأرجو ألا يكون هذا تفاخر بالأنساب ونحن أبعد ما يكون عمن ننتسب إليه نسأل الله العفو والعافية وحسن الخاتمة.
أخوك الصغير أبو محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 03:41]ـ
جُزيتم خيرا
الموضوع جيد وزاده جودة مداخلة اخينا معتدل وهذه الادلة والتى هى لنا عليهم لا لهم علينا بارك الله فيكم
ـ[علي التمني]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 11:11]ـ
أخي مصري سلفي وفقك الله وحفظك ووفقك لكل خير وجميع المسلمين،،
في 9/ 12/1429(/)
الجسد الواحد
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 02:23]ـ
بقلم/ محمد بن حسين الأنصاري
1/ 9/1428هـ
المقدمة:
اللهم أعنا وسددنا .. وألهمنا رشدنا .. واشرح صدورنا .. وثبت قلوبنا .. اللهم آمين. وبعد:
فإنه لا يمكن لأي أمة تعيش في هذا الزمن أن تبقى منعزلة عن الحياة السياسية أو الاجتماعية العامة؛ وإلا تعرضت للنقص في بعض مصالحها، لأن هناك من المصالح ما لا يمكن الوصول إليه إلا بالاستعانة من الغير، بل قد تتعرض هذه الأمة القاصية أحيانًا للتهديد من الجار القريب قبل البعيد "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" فالوحدة ضرورة واقعًا؛ لإبقاء الكيان الذاتي للأمة، ولارتباط كثير من مصالح الأمصار بعضها ببعض، والاجتماع مطلب شرعي؛ لدرء التنازع والفشل في الأمة.
كما أن الوحدة والاجتماع قوّة وانتصار؛ لأن الاتحاد مصدر للقوّة وإن كان على باطل، كيف وهذه الأمة أمة الشهادة وأمة النصر والتمكين.
يقول معن بن زائدة ():
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى ... خطب ولا تتفرقوا أجنادا
تأبى القداح إذا جمعن تكسرا ... وإذا افترقن تكسرت أفرادا
وهي كذلك انتصار؛ لأنه الثمرة الأكيدة للوحدة، فالاتحاد انتصار على الأعداء، وانتصار على البغاة الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
يقول عدي بن زيد العبادي ():
وفي كثرة الأيدي عن الظلم زاجر ... إذا حضرت أيدي الرجال بمشهد
ومن لم يكن ذا ناصر عند حقه ... يغلب عليه ذو النصير ويضهد
وقال تعالى في تأكيد هذا المعنى وبيان ثمرته: {إنَّ اللَّه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنهم بنيانٌ مرصوص} [الصف: 4].
وقال في بيان صفة اليهود في تشتت قلوبهم، وهو كناية عن تفرّقهم في الأهواء: {لا يقاتلونكم جميعاً إلاَّ في قرىً محصَّنة أو من وراء جُدُر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى ذلك بأنهم قومٌ لا يعقلون} [الحشر:14].
فإذا اتحدت الأمة قويت وانتصرت وهابها الأعداء، وإذا تفرقت ضعفت وتبعثرت جهودها، وذهبت ريحها وأصبحت غنيمة سهلة لكل مفترس أكول.
والأمة الإسلامية اليوم بأجمعها مطالبة بالوحدة أكثر من أي زمن مضى؛ لأن العدو مُكشِّر عن أنيابه لمهاجمة المسلمين واستباحة بلدانهم، وتصدير ثرواتهم، والعبث في ممتلكاتهم؛ فلا بد لها من الوحدة أمام هذه الهجمة الشرسة، كما أن لزاما على أبناء البلد الواحد (كأبناء العراق وفلسطين) الاجتماع والوحدة لمجابهة الغزو ورد عدوانه.
وفي ظني أننا في هذا الوقت بخاصة في حاجة ماسة إلى غرس الوحدة وبنائها والاجتماع فكرًا في العقلية الإسلامية قبل أي مشروع بَنَّاء للأمة، لنهيئ هذا العقل لضرورة الاجتماع وتجسيده في الواقع؛ لأن المسلمين وإن كان دينهم دين الوحدة والاجتماع إلا أنهم في الواقع ليسوا كذلك؛ نتيجةً للتوجه الفكري أحيانًا، أو اعتبار الجنس واللون، أو طبيعة التربية الأحادية التي لا تراعي شيئا سوى الذات وتُهمِّش ما لدى الآخرين وإن كان مع المصلحة العامة.
لا بد لنا (نحن المسلمين) أن نتخلى عن العقلية التي تبحث عن الأخطاء والفوارق قبل مواطن الاتفاق ومكامن الصواب؛ وإلا كان النداء بالوحدة هدرًا واجترارًا للكلام لا غير.
الوحدة الإسلامية ليست شعارًا فقط؛ "علينا أن نؤمن بها ونعمل جادين للسعي إليها، وندخلها في مناهجنا الدراسية، فينشأ عليها الصغير؛ فيشب ودمه يضخ وحدة واتحادا، ويجب أن تختفي من مناهجنا القومية والجنسية والمذهبية، فهذه نصال تقطع أوردة الوحدة أو قل حواجز تمنع التئام الصفوف المسلمة".
وفيما يلي نطرح ثلاثة عناصر للوحدة الإسلامية مع شيء من البيان:
الأول: أهمية الوحدة والاجتماع.
الثاني: أسس الوحدة ومنطلقاتها.
الثالث: معوقات الوحدة.
ثم الخاتمة، ومن الله الواحد الأحد أستمد العون والسداد في اليسر والعسر.
7
7
7
.... يتبع
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 02:33]ـ
أهمية الوحدة:
من المقاصد العظيمة التي دعا إليها الإسلام وحثّ عليها بمختلف الصور والأساليب قضية الاجتماع والوحدة، فقد جاءت النصوص الشرعية مفردة ومجتمعة بتأكيد هذا المبدأ حتى يستقر في الأذهان، بل وردت عبادات في ديننا لتفعيل هذا المبدأ وإخراجه من مجرد التنظير إلى حيز الممارسة والتطبيق، ومما يدل على أهمية الوحدة والاجتماع عدّة أمور منها:
أولاً: النصوص الصريحة التي تحث على مبدأ الاجتماع:
(يُتْبَعُ)
(/)
النصوص التي وردت في الوحدة والاجتماع متعددة؛ لذا نكتفي فيها بما يدل على المقصود دون الاستقصاء.
قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران:103].
قال أبو جعفر الطبري في معنى هذه الآية أي: (وتمسَّكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عَهده إليكم في كتابه إليكم، من الألفة والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله) ().
وقال ابن عاشور: (وقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} ثَنَّى أمرهم بما فيه صلاح أنفسهم لأخراهم، بأمرهم بما فيه صلاح حالهم في دنياهم، وذلك بالاجتماع على هذا الدّين وعدم التَّفرّق ليكتسبوا باتّحادهم قوّة ونماء) ().
فأمر الله بالوحدة ونبذ الفرقة بيّن في هذه الآية، بل ومؤكد؛ لأن الله أمر بالاعتصام والوحدة على شرعه، ونهى عن الفرقة والنزاع، وهذا عين الأمر بالوحدة والاجتماع، ثم يأمرهم – بعد ذلك - بالامتنان له وتذكر نعمته عليهم في جمع كلمتهم بعد أن كانوا أعداء متفرقين، فأي تأكيد أكثر من هذا؟!
ومما ورد في السنة مما يأمر بالوحدة والاجتماع ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجابية – فكان مما قال -: ((عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)) ().
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)) ().
ففي هذين الحديثين يتضح لك أهمية هذا الأمر وتأكيده من المعصوم عليه الصلاة والسلام؛ لأن فيه بقاء الأمة وعزها الذي يثمره الاجتماع.
ثانيًا: أثرها في تطبيق مراد الله من العبد:
مما يقطع بأهمية هذا الأمر ارتباط جملة من الأحكام الشرعية به، فإن من الأحكام التي أُمر بها العبد ما لا يمكن تطبيقه إلا بتوفر الجماعة مما يعزز بناء الوحدة في النفوس. من ذلك مثلا:
- الصلاة، ولا سيما صلاة الجمعة التي لا تقام إلا في جماعة المسلمين، وصلاة الاستسقاء، بل صلاة الجماعة ما فرضت وكررت في اليوم خمسة مرات إلا لبناء هذا المعنى، ومما يؤكد أهمية الوحدة ويبيّن مكانتها أن لصلاة القيام مع الجماعة أجر كأجر قيام ليلة بخلاف صلاة المنفرد فعن أبى ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة)) ()، وهناك أحكام أخرى يأتي بيانها في الأسس والمنطلقات.
- تنبه في هذا الموطن إلى أن ثمت إشارة عامة في النصوص الشرعية التي تدعو إلى تطبيق أمر الله، وهي أن مجمل النصوص – إن لم يكن جلها – أتى بصيغة الجمع مما يعطي أهمية للاجتماع ويدلل على أن الأمة الإسلامية أمة واحدة كما أخبر ربها جل وعلا: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون} [المؤمنون:52] فلو نظرت مثلا إلى أول نداء في القرآن الكريم تجد أنه بصيغة الجمع، وهو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [البقرة:21]، وتتوالى الأمثلة على هذا النحو، وهي في غاية الكثرة في الكتاب والسنة، من ذلك مثلا:
قوله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِين} [البقرة:43]
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [البقرة:183]
وقوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين} [آل عمران:97]
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [الحج:77]
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنت تلحظ أن جل هذه الأوامر أتى بصيغة الجمع مما يعطي زيادة معنى واهتمام بمبدأ الوحدة والاجتماع، والقرآن والسنة في ذلك سواء.
ثالثًا: دورها في المحافظة على الأمن:
الأمن من أهم المطالب في الحياة الإنسانية، وحياة ليس فيها أمن حياة بائسة شقية مهما بلغت من الرقي والازدهار، ولا أعز على المرء في دنياه ممن يوفر له الأمن على نفسه وماله وولده، ولا يوجد دين في هذا الكون الآن تكفّل بحفظ هذه الأمور كما تكفّل بها ديننا الحنيف، ومن أعظم ما يعزز هذا الحفظ في الوجود وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم؛ لأن ذلك إذا تحقق كان كالحصن للمجتمع من كل من أراد العبث فيه، بل قد ينعدم ذلك بالكلية؛ لأن المجتمع في الحقيقة أصبح كالجسد الواحد.
فالمجتمع إذا سادت فيه المحبة والأخوة تطبيقًا لما أخبر به المعصوم عليه الصلاة والسلام، في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) () = يصعب أن يتسلل إليه من يخل بأمنه.
رابعًا: أثرها في جمع الكلمة ووأد النزاع:
من ضرورات الوحدة وأد النزاع في مهده، لما فيه من إضعاف الأمة وتشتت أمرها، وهذا يقتضي بالضرورة الأمر بترسيخ الاجتماع الذي يثمر أمرين في غاية الأهمية لبناء أي مجتمع:
الأول: تأليف القلوب:
كما قال تعالى: {يأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} [الحجرات: 13]
فالتعارف نقطة البداية في إقامة مجتمع تسوده المحبة والتقدير، وهو مما يعمّق الأخوّة الإيمانية.
قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، [الحُجُرات:10] وتحقيقًا لهذا المبدأ العظيم قام الرسول عليه الصلاة والسلام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، لتكون أول لبنة من لبنات هذا المجتمع راسخة في تأسيس مبدأ الوحدة والاجتماع، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام حذّر من كل ما يخدش هذا الإخاء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال)) ().
الثاني: التعاون:
مما دعا إليه هذا الدين العظيم، بل وتميّز به بث روح التعاون بين أهله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) (). فأي اتحاد أعظم من هذا؟ دين هذه قيمه؛ حريٌّ به أن يهيمن على الحياة، أي أمة من أمم الأرض تحفل بمثل هذه المعاني "أمة كالبنيان المرصوص" كما أخبر المعصوم عليه الصلاة والسلام.
عن أبى موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا)). وشبك أصابعه ().
قال الشاعر ():
هموم رجال في أمور كثيرة ** وهمي من الدنيا صديق مساعد
نكون كروح بين جسمين قسمت ** فجسماهما جسمان والروح واحد
خامسًا: دورها في قوة الإسلام وهيمنته في الحياة:
ومن أصدق ما يؤكد هذا الدور: الخلافة الإسلامية؛ فهي بلا ريب من أكثر الوسائل التي أدت إلى النهوض بالإسلام، واتساع دائرته، وفرض وجوده وقيادته في الحياة، ولا أدل على ذلك من تكالب الأعداء عليها في كل زمن حتى آلت إلى السقوط؛ فضربت الوحدة الإسلامية في مقتل جراء ذلك السقوط، ولا شك أن التشرذم في الصف الإسلامي، وتقسيم الخلافة إلى دويلات مما أدى إلى هذا السقوط القاتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والاستقراء التاريخي يؤكد حقيقة في غاية الأهمية: وهي أن الإسلام لا يفقد ذاته ووجوده في موطن ما؛ إلا بسبب النزاع والطائفية بين أهله، وسقوط الدولة العثمانية، واغتصاب الأندلس خير شاهد على ذلك (نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من ظلم الأصدقاء وكيد الأعداء)، ومن أصدق من الله قيلا: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:46] فالاجتماع مصدر للقوة والعزة كما سبق.
ولا أضر على الإسلام والمسلمين من النزاع والفرقة؛ لذا كان التحذير منه بيّنًا وواضحا في ديننا الحنيف من ذلك ما ورد عن عرفجة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه)) () إلى درجة القتل! أي أمر هذا الأمر الذي يُقتل المرء به؟!
فإن الدم الذي حماه الشرع بكل سياج؛ يُخفر ولا كرامة، إذا كان في ذلك توحيد الصف وجمع الكلمة؛ لأن ذهاب الرأس أهون عند الله من ذهاب الدين الذي يقوى جانبه ويشتدُّ ساعده باجتماع أهله.
فالفرقة والنزاع داء عضال ينخر في جسد الأمة ويمزقه من الداخل حتى يبقى جسدًا بلا روح؛ كالأرضة التي تُفتت اللب وتدع الظاهر كأن فيه الحياة، وهو في الحقيقة بناءٌ هش؛ لا يقوم بلا سند، ولو أشير إليه بأدنى إشارة لتهاوى وسقط، فأي أساس يقوم على هذا البناء؟! وأي آفة يرجى دفعها من هذا البناء؟! أمة بلا وحدة هي حقًا أمة مسلوبة الحقوق والإرادة، ضائعة الثروات، لا تسترد حقًا ضائعًا، ولا توجد معدوما، عدوها مأمون، والشامت بها مسرور، ومع كل هذا ربان سفينتها في سبات عميق! فإلى الله المشتكى.
سادسًا: الوحدة والاجتماع مصدر قلق للأعداء:
يقول الأستاذ أنور الجندي: (ولا ريب أن اليهودية العالمية هي التي أثارت في العالم الإسلامي تمزيق وحدة العروبة والإسلام؛ للحيلولة دون الوحدة وعملا على تعميق التجزئة الإقليمية.
ولما كانت وحدة العرب والمسلمين لها جذورها الضخمة ذات المدى البعيد في الفكر الإسلامي وفي القرآن نفسه، فقد طرحت عشرات المذاهب والقضايا والدعوات والأنظمة والنماذج التي طرحت في أوروبا لإفساد المفهوم الإسلامي الجامع للعرب "والمسلمين") ().
قال أحد الغربيين (): (إن الخوف من العرب، واهتمامنا بالأمة العربية، ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام. يجب محاربة الإسلام، للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة العرب، لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره. إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الأفريقية).
ويقول (أرنولد توينبي) في كتابه "الإسلام والغرب والمستقبل": (إن الوحدة الإسلامية نائمة، ولكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ).
لم يكتف هؤلاء بالتحذير والتنظير فحسب بل عززوا ذلك بالعمل الدؤوب في كيفية تمزيق هذا الجسد، ونهب ممتلكاته، وتقسيم تركته، فنتج عن ذلك دراسات ومؤتمرات، فقد أقيم مؤتمر أوروبي في (سايس بيكو) برلين عام: (1878م) يقرر: تمزيق البلاد الإسلامية إلي دويلات، تقام فيها حدود مصطنعة، ودعم الأقليات النصرانية الموجودة في البلاد الإسلامية واستغلالها في إثارة القلاقل والفتن.
فهؤلاء القوم أدركوا معنى الوحدة، وأدركوا عظم هذا الدين؛ فسعوا جاهدين لإخماده وتشتيت أهله؛ لأن في ذلك تهديد لمصالحهم، وتقليص دورهم، وعدم اتساع دائرتهم.
7
7
7
... يتبع ......
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 12:48]ـ
أسس الوحدة ومنطلقاتها:
لا وحدة بلا إسلام:
مهما ارتبطت المصالح بين فئتين، وتوثقت العرى بينهما؛ فإنه ولابد يوما أن يوجد ما يكدّر صفو هذا الوداد، ومن ثَمّ يتحول إلى نزاع، أو إلى القطيعة التامة في أقل الأحوال. هذا ما يجري في غالب اجتماعات الناس إلا ما ندر، وهذا أمر لا يخص الأفراد فقط؛ بل يشمل جميع طبقات المجتمع بما في ذلك الدول.
وعليه فإن المصالح لا يكفي أن تكون بمفردها أساسًا للوحدة والاجتماع ما لم ترتبط بالدين الحنيف، فمبدأ الوحدة والاجتماع لابد أن ينطلق ويتأسس من الإسلام لا غير؛ بذلك يضمن النجاح والديمومة في مستقبل أمره، بل ويملك التأثير والانتشار فيمن حوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمة الإسلامية اليوم بحاجة إلى تضييق الخلاف حول الجزئيات المذهبية، وتفعيل دور المسلّمات والكليات التي تجمعها؛ كالأخوة الإسلامية التي أكّدها ديننا الحنيف في مثل قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات 10] ولا توجد أمة أو حضارة في هذه الأرض تمتلك ما نمتلكه (نحن المسلمين) من مقومات الوحدة والاجتماع، ومع هذه المقومات لا بد للأمة أن تتذكر الهدف العظيم الذي ينتظرها في حاضرها ومستقبلها، وهو نشر القيم السمحة لهذا الدين العظيم في الآفاق؛ ومتى اتحد هذا الهدف تبددت بعض النزاعات الجانبية كالعصبية المقيتة أمام هذا المقصد العظيم، ولا سيما أن مظاهر الوحدة في الشريعة الإسلامية كثيرة: فالرب واحد، والكتاب واحد، والنبي واحد، والدين واحد، والقبلة واحدة، والأمة واحدة، وتلك هي عوامل الوحدة للأمة الإسلامية نوجزها فيما يلي:
1 - وحدة في المصدر والتلقي:
فالأمة التي يجمعها دين واحد حريٌ بها أن تجتمع وتتحد في شؤونها العامة؛ وذلك لاتحاد مصدرها، ومن مظاهر الوحدة في المصدر والتلقي ما يلي:
أولاً: وحدة في الغاية والهدف:
فالأمة الإسلامية جمعاء غايتها واحدة {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران:185]، والاستقامة على شرعه قال الله عز وجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].
وهدفها هو هيمنة هذا الدين في الأرض وبلوغه ما بلغ الليل والنهار، ونشر قيمه التي تُسعد البشرية وتضمن الاستقرار لأمنها ومستقبلها "ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام" هذه رسالة المسلمين في الحياة التي يحسن بهم الاجتماع عليها.
ثانيًا: وحدة في المعتقد.
يفترض بالأمة الإسلامية التي يتفق دينها أن تكون عقيدتها بربها واحدة، لأن ربها واحد ودينها واحد كما قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون} [الأنبياء:92] فالأمة التي تؤمن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وتؤمن بأصول الإيمان الستة، وتفرد الله بالعبادة والملك، مع نبذ الخرافة والدجل، وتؤمن بأن الله موصوف بالكمال المطلق، ومنزه عن النقص = يجدر بها الاجتماع؛ لأنها متفقة في الكليات.
ثالثًا: وحدة في التشريع.
الأمة الإسلامية أصولها في التشريع واحدة، وهذا أساس متين يدعو لتعميق الوحدة والاجتماع؛ لأن ذلك يقلص من الخلاف ويضيّق دائرته، ويوسع نقاط الاتفاق؛ لأن المرجع في التشريع واحد، وهو كتاب الله تبارك وتعالى كما قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء 59].
وما صح من سنة رسوله عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر 7].
وما أجمع عليه سلف هذه الأمة أصحاب القرون المفضلة وانضبط اتفاقهم عليه كما قال عز وجل: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء 115].
مع اعتبار القياس ومراعاة الأشباه والأمثال كما قال تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَار} [الحشر:2]
وبناءً على هذا الاتفاق في أصول التشريع يحسن بأصحاب القرار وأهل الحل والعقد في الأمة الدعوة إلى "توحيد القضاء والنظم الدستورية والاقتصادية و الثقافية على أساس من الدين الذي يدينون به جميعًا، فإن عدم توحيد هذه الأمور وغيرها هو الذي باعد بين المسلمين وجعلهم نهبًا لغيرهم من الدول، وجعل رابطتهم مفككة".
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وحدة في كيفية أداء الشعائر التعبدية:
من أجلّ المظاهر التي تتجسد فيها الوحدة الإسلامية تطبيق شعائر هذا الدين، بل إن مما يؤكد أهمية هذا الأمر أن جميع أسس الإسلام ومبانيه العظام ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمبدأ الوحدة والاجتماع كما يتبيّن ذلك فيما يلي:
أولاً: الصلاة:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ((ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية)) ().
من المقاصد العظيمة للصلاة مع الجماعة تفعيل دور الوحدة بين المسلمين واجتماع كلمتهم، فمتابعتهم للإمام ساجدًا وراكعًا، واتفاقهم جميعا في الحركات والسكنات من أعظم مظاهر الوحدة والاجتماع.
ومما يؤكد هذا الأمر ارتباط عظم الأجر من الله عز وجل بالجماعة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)) () فأي قدر ومكانة جعله الله لجماعة المسلمين.
من الصلوات التي لا يمكن أداؤها إلا مع الجماعة صلاة الجمعة، فمن لم يدرك الركوع مع الإمام في الركعة الثانية فقد فاتته صلاة الجمعة وعليه أن يصلي صلاة الظهر، فصلاة الجمعة لها من اسمها نصيب!
وتقديرًا لهذا العيد الأسبوعي وهذا المحفل الاجتماعي العظيم يسن للقادم إلى الجمعة التزيّن والتطّيب بل والاغتسال؛ لأنه سيلقى هذا الجمع العظيم فلا بد له أن يكون طيب المظهر والرائحة؛ كما ثبت عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل)) ().
ثانيًا: الزكاة:
الزكاة من أكبر مقاصدها إيجاد التكافل الاجتماعي، وإشاعة روح الوحدة والتعاون بين كافة أفراد المجتمع، بل لم تشرع إلا لسد حاجة الفقير ومن في حكمه؛ لذا حدد الشارع أصناف من تدفع لهم من ذوي الحاجات تضامنًا معهم في محنتهم، ورفع الحرج عنهم في المسألة، وتعزيزًا لروح الوحدة والاجتماع.
وهي أفضل ما تكون حين تدفع للمحتاجين من الأقارب، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بَيْرحاء وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}؛ قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، وإن أحب أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين)). فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ().
ثالثًا: الصيام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون)) ().
قال أبو عيسى الترمذي: (وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال: إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة، وعظم الناس).
فليس لأحد من المسلمين أن يشذَّ عن جماعة المسلمين ويصوم بمفرده؛ وإلا كان خارجًا عن وحدة المسلمين، فالأمة الإسلامية قاطبة تصوم في شهر واحد، وتفطر في زمن واحد، وتمسك في زمن واحد، فأي وحدة كهذه؟! وإن اختلفت المطالع في رؤية الهلال إلا أن الزمان واحد، وإن كان يحسن بالأمة الواحدة أن يكون هلالها واحد ما أمكن.
ومن أجل مظاهر الوحدة في هذا الشهر صدقة الفطر التي تدفع للمحتاجين في هذا الشهر؛ لإسعادهم وإدخال السرور في قلوبهم، وناهيك عن ما يحدث في العيد من التلاحم بين المسلمين وتبادل الهدايا والزيارات فيما بينهم مما يجعل للعيد معنى وحقيقة.
رابعًا: الحج:
قال الله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق} [الحج:27]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير: (وهذه الآية كقوله تعالى إخبارا عن إبراهيم، حيث قال في دعائه: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم: 37] فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحن إلى رؤية الكعبة والطواف، فالناس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار) ().
مهما قيل في الحج ومقاصده العظام، فإن الإنسان سيظل عاجزًا عن الوصف الكامل الذي يحيط بكل معاني هذه الشعيرة العظيمة، فهو بحق مهرجان سنوي للعالم الإسلامي، فالأمة في الحج كالجسد الواحد بحق وحقيقة: فاللباس واحد، والشعار واحد، والمكان واحد، والزمان واحد، فأي أمة كهذه الأمة؟!
شعارات الدنيا قاطبة تتحطم على صخرة عرفات، فلا مصالح سياسية أو اقتصادية أو مناسبة اجتماعية تجمع ما يربو على مليوني حاج من كل الأعراق والأمكنة والبلدان = كالحج!
فالحج شعار الوحدة، فإنه جعل الناس سواسية في المقاصد والغايات بل والمظاهر، فلا فضل لأحد على أحد: الملك والمملوك، الغني والفقير في ميزان واحد. الكل في طبقة واحدة في الحقوق والواجبات، لا فرق بين الألوان والجنسيات، وليس لأحد أن يفرق بينهم.
3 - وحدة في القصد والتوجه لمكة وطيبة والقدس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تشد الرحال، إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى» ().
قال الطيبي رحمه الله: (لا ينبغي ولا يستقيم أن يقصد الزيارة بالرحلة، إلا هذه البقاع الشريفة؛ لاختصاصها بالمزايا والفضائل؛ لأن إحداها بيت الله، وحج الناس وقبلتهم، رفع قواعده الخليل – عليه السلام – والثانية: قبلة الأمم السالفة – عمرها سليمان – عليه السلام – أسست على التقوى، وأشادها خير البريّة، فكانت المسافرة وفادة إلى بانيها) ().
فالمسلمون جميعا يرتبطون دينيًّا وعاطفيًّا بهذه البقاع الثلاث، وهذا مظهر من مظاهر الوحدة والاجتماع، وإن كان أكثرها حظا بذلك بيته الحرام؛ لما خصه الله به من المزايا والهبات، فمكة قبلة العالم أجمع؛ لأن فيها الكعبة المشرفة التي جعل الله حبها في قلب كل مسلم، ومن مظاهر الوحدة في هذه البقعة المباركة أمور منها:
1. كونها قبلة المسلمين قاطبة: وعليه فإن القبلة رمز الوحدة والاجتماع بين الأمة الإسلامية.
2. كونها مقصد الناس للحج والعمرة سنويًا.
فمكة في الحقيقة متهيئة لتكون مصدر نواة للوحدة الإسلامية؛ لمكانتها الخاصة في قلوب المسلمين، وما أحسن أن تكون موقعًا دائما للقمم الإسلامية التي تبحث في قضايا العالم الإسلامي؛ لأن ذلك يعطيها نوع من الهيبة والتقدير؛ لكونها بجوار أشرف بقعة على وجه الأرض.
ومما يقترح في هذا المجال أن يكون لساسة الأمة وعلمائها في كافة الفنون الدينية والدنيوية من أهل الحل والعقد؛ اجتماع سنوي بمناسبة الحج - هذا المحفل العظيم - يبحث هذا اللقاء في قضايا الأمة الشائكة امتدادًا لفكرة الكواكبي في كتابه: "أم القرى".
7
7
7
\\\\\\\\\\ يتبع ....
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 01:15]ـ
معوقات الوحدة:
رغم كل ما للوحدة من محاسن وقيم، ورغم كل ما لها من مظاهر بيّنة في العالم الإسلامي؛ إلا أن ثمت عوائق وموانع دون تحقيقها وبلوغ أقصى درجاتها؛ شأنها في ذلك شأن كل مشروع يبني للأمة عزا وشموخا يحقق لها رسالتها وعمقها في التأثير، والملاحظ في الجملة أن الأمر كل ما كان نفعه أعم وأثره أقوى كان الوصول إليه أعسر وأشق.
ومعوقات الوحدة والاجتماع في الأمة يمكن تقسيمها في الجملة إلى ثلاثة أقسام نشير إليها بإيجاز:
الأول: يختص بالوحدة ذاتها.
وذلك كإمكان حصولها وعدم امتناعها، ولعل مما يحول بين الأمة والوحدة؛ ويجعل أمرها في غاية العسر هو ما يتعلق بالمصالح السياسية والاقتصادية؛ فقد أصبح هذان الأمران هما من يُسيِّر ويتحكم في مجريات الأمور يجمع ويفرق، وتطويعهما لشرع الله كفيل بردم هذه الهوة السحيقة.
والغريب في الأمر أن أمور السياسة والاقتصاد أكثر ما تفرق بين العرب والمسلمين؛ وذلك بسبب النزاعات الداخلية، أو اعتبار المصالح الذاتية وتهميش ما عداها، وأما غيرهم فقد اتخذها في الغالب وسيلة للوحدة والاجتماع رغم التناحر الذي بينهم؛ لأن المصالح عندهم هي العامل الوحيد الذي يجتمعون ويتفرقون بناء عليه.
الثاني: يعود للأمة المراد جمعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا أمثلته متعددة وهي في غاية الظهور في العالم الإسلامي كالتعصب، والمذهبية، والتصنيف؛ فقد أدت هذه الثلاث إلى تشريح المجتمع الإسلامي إلى فئات وأحزاب، بل تجد في أبناء العائلة الواحدة شقاقًا وتناحرًا؛ بسبب هذه التحزبات، وقلّ أن تجد من ينتمي إلى أحد هذه الأحزاب إلا ويشن حربًا لا هوادة فيها على من سواه.
التصنيف هو الأساس في هذه القائمة والأخطر فيها؛ لأنه الذي يؤدي إلى المذهبية المقيتة المنتجة للتعصب المذموم، وهو داء استشرى في الأمة، وامتدت ذيوله في كل مكان، وقد تفاقم سلبيا في الآونة الأخيرة إلى أن أصبح مهنة وهواية عند الكثيرين.
قال السعدي رحمه الله: (وقوله تعالى: {من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون}،وفي هذا تحذير للمسلمين من تشتتهم وتفرقهم فرقا كل فريق يتعصب لما معه من حق وباطل، فيكونون مشابهين بذلك للمشركين في التفرق، بل الدين واحد والرسول واحد والإله واحد، وأكثر الأمور الدينية وقع فيها الإجماع بين العلماء والأئمة، والأخوة الإيمانية قد عقدها الله وربطها أتم ربط، فما بال ذلك كله يلغى ويبنى التفرق والشقاق بين المسلمين على مسائل خفية، أو فروع خلافية يضلل بها بعضهم بعضا، ويتميز بها بعضهم على بعض، فهل هذا إلا من أكبر نزغات الشيطان وأعظم مقاصده التي كاد بها المسلمين؟! وهل السعي في جمع كلمتهم وإزالة ما بينهم من الشقاق المبني على ذلك الأصل الباطل؛ إلا من أفضل الجهاد في سبيل الله وأفضل الأعمال المقربة إلى الله؟) ().
الثالث: يتعلق بأعداء الأمة.
أعداء الأمة هم أعرف الناس بأثر الوحدة والاجتماع؛ لذا جلبوا كل قوتهم في تمزيقها، وهذا التفريق يكون مباشرا من أعداء الأمة أنفسهم، وقد يكون تارة من المندسين في داخلها، كما قد يكون من ضعاف النفوس في هذه الأمة لمآرب شخصية، وأعداء الداخل في الغالب أشد على الأمة من أعداء الخارج، والشواهد زاخرة في التاريخ الإسلامي لكل هذه الخروقات سواء من أعداء الداخل أو الخارج.
الخاتمة:
في حقيقة الأمر هذه الأمة أمة واحدة كما أخبر بذلك ربنا جل وعلا فقال: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون} [المؤمنون:52] لكن هذه الوحدة في الواقع غير فاعلة.
فيا أمة محمد عليه الصلاة والسلام اجتمع القاصي والداني على مصالحهم، واتحد اليهود والنصارى الذين أخبر الله عن اختلافهم بقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُون} [البقرة:113]، وأنتم أبناء الأمة الواحدة لم تتحدوا!
يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام "أطلقوا الإسلام في الهواء الطلق ليتنفس في دائرة الضوء، ولا تحبسوه في العلب الطائفية المظلمة، فإنَّكم بذلك تحررون أنفسكم وواقعكم وحاضركم ومستقبلكم من كلّ أغلال الآخرين. لنكن الفكر الذي يصرخ ويوحي ويحاور في ساحات الإنسان، لا الطبل الذي يرنّ ويدوّي في الفضاء، ولكنَّه لا يحمل لنا إلاَّ الدويَّ والرنين من دون معنى ولا حياة. ولنكن الواقع الذي لا يبتعد عن مواقع السمو، لا الخيال الذي يحلق بعيداً في الفضاء في متاهات الأوهام والأحلام".
أسأل الله لهذه الأمة النصر والتمكين، وأسأله أن يجنبها براثن الفرقة والشتات، وأن يحفظ عليها دينها وأمنها إنه على ذلك قدير.(/)
الى من يسأل عن وحدة الوجود عند الصوفية
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 11:20]ـ
إلى من يسأل عن معنى وحدة الوجود, يقول شيخنا العلامة محمد بو خبزة الحسني التطواني في صحيفة السوابق ج2/ من صفحة3 الى صفحة10:
"يرى القارئ أن فلسفة ابن العربي الحاتمي في كتابيه (الفتوحات المكية) و (فصوص الحِكم) مبنية على وحدة الوجود وأن هذه الكلمة مع كلمتي (الاتحاد) و (الحلول) تشيع في كتب هذا القبيل من متصوفة الفلاسفة, وقد كثر الخوض فيها, والسؤال عن معانيها, واختلفت أقوال شارحيها, حتى أفردت بالتأليف, من عبد الغني النابلسي إلى البهاء العاملي وغيرهما, وقد انتهى المطاف بجمهورهم تهويلا وتعمية, إلى أنها لا تفهم بالعبارة وإنما بالذوق, فأحالوا عباد الله على مجهول غير معين, كما ترى عند النابلسي في (بذل المجهود) والتيجاني في (جواهر المعاني) وأبي البيض -الغماري- في (جؤنة العطار 1/ 123) وأشار إليه أحمد ابن عجيبة في كتبه, وخصوصا (إيقاظ الهمم لشرح الحكم).وتفسيره (البحر المديد في تفسير القرآن المجيد).وأكده من المعاصرين أبو البيض أحمد بن الصديق كما أشرنا, والحق أن كلامهم تهويل, وينطوي على إرهاب فكري, يتمثل في تهديد من يحاول الرد عليهم, وتسفيه رأيهم الأجنبي عن الإسلام.
و لنبدأ بشرح هذه المصطلحات فنقول:
حصر ابن العربي في (الفتوحات- 1/ 118) المعلومات في أربعة لا خامس لها:
1ـ الوجود المطلق, يعني أن وجود الله عين ذاته وليس معلولا لشيء.
2ـ الحقيقة الكلية, التي بمعرفتها يعرف سائر المعلومات كلها, فإن وُصِفت بها الموجود فهي القِدم غير المسبوق بالعدم. كوجود الله, وإن وصفت بها الحادث وهو الموجود بعد العدم فهي ما سوى الله.
3ـ العالم الأكبر كله ما عدا الإنسان.
4ـ الإنسان هو العالم الأصغر.
وأصول فكرة وحدة الوجود قديمة, تلقفها ابن العربي ومن قبله عن فلاسفة الهند, كما تراها عند أبي الريحان البيروني في كتابه (تحقيق ما للهند من مقولة, مقبولة في العقل أو مرذولة .. ص 27. و في طبعة قديمة 43) , و مؤداه أن البراهمة الوثنيين في الهند, يعتقدون أن طريق التأمل و الاعتبار تجعلهم يقربون من الله, حتى أن الله بذاته يحضر في قلوبهم وضمائرهم, فتتوق النفس إلى الاتحاد به, فيحصل الاتحاد, وتذهب الإثنينية والبينية.
و يستحيل الذاكر والمذكور شيئا واحدا. وقد أكد لي هذا المعنى الأخوان الدكتور محمد تقي الدين الهلالي، وأخوه محمد العربي العارفان بعقائد الهند وحضارتها (و للثاني كتاب ضخم في تاريخ مدنية الهند، طبع ربعه بتطوان). إلا أن ابن العربي انفرد بأسماء خاصة تعمية وتلبيسا , فسمى أصل العالم هباء , أخذا من كلمة تنسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى في سورة الواقعة: (فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً) (الواقعة:6). بينما الفلاسفة القدامى يسمونها (الهَيُولَى) , ومنه تصدر جميع الصور والتعينات حسب استعدادها للتأثر بالنور الإلاهي, كالسراج في بيت تضيء زواياه حسب قربها من نوره, وكان أقرب الأشياء إلى نور الله في ذلك الهباء حقيقة محمد صلى الله عليه و آله و سلم المسماة بالحقيقة المحمدية، و العقل و النفس الكلية، فكان سيد العالم بأسره، و أول ظاهر في الوجود كما في (الفتوحات1/ 119)، و أكمل مظاهر الحق في الخلق , لأن الخلق أكثر كامل للقدرة الكاملة المنزهة عن النقص, فلا يكون أكمل منه, كما قال تعالى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه:50). و (خلق آدم على صورته) , والضمير عنده يعود على الله, اعتماداً على رواية ضعيفة, وليس في الإمكان أبدع مما كان ـ كما قال الغزالي ـ لأن العالم مظهر الحق على الكمال, وقد يتوهم الواقف على كلام ابن العربي أن فيه تناقضاً, وذلك ناشئ من سوء فهمه, وتعديد أساليبه في التعبير عن رأيه, لأنه يصرح أحيانا, ويجمجم أكثر لخطورة الحال, ولما رأى الأشاعرة يقولون أخذا من مذهب الإغريق: إن العالم واحد بعينه, مختلف بصُوَره ونِسَبه, وهم يرونه شيئا آخر غير الله تعالى, وهو يرى الوجود واحدا, قال بأن الجوهر العام المنبث في العالم، والذي جعل منه الوحدة هو الذات الإلهية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المهم التنبيه على تنوع أساليب ابن العربي في التعبير عن وحدته, وتسميتها بأسماء مختلفة, فكثرة الأسماء لا تدل على تعدد المسميات, لأن الحقيقة الكلية واحدة وهي الوجود الأول والأخير, والإنسان الكامل , وحقيقة الحقائق, والمادة الأولى ... إلى نحو عشرين اسما تطلق بعبارات مختلفة , والأصل واحد كما قال شاعرهم: [الطويل]
عباراتنا شتى وحسنك واحد ** وكل إلى ذاك الجمال يشير
وكما قال الشيخ محمد الحراق التطواني: [الخفيف]
حكمة الشرع أثبتتنيَّ لما ** سمَّتِ الكون كله بأسامي
ونفى جملتي انفرادُك بالذات ** والأسماء والنعوت العظام.
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنه لا فرق بين هذه الأفكار والنظريات الثلاث: وحدة الوجود, والاتحاد، والحلول , والحق أن بينهما فرقا واضحا؛ لأن ما عدا الوحدة يقتضي الإثنينية, فالاتحاد لا بد فيه من متحِد ومتحَد به, والحلول لا بد فيه من حالٍّ ومَحَلًّ, ولكنه رغم هذا, إذا تأمل الباحث أقوال أصحابها, وجدها تنتهي إلى الوحدة, وهي أن الحق هو الخلق والعكس.
وأصحاب الحلول قالوا: إن السالك إذا وصل إلى درجة خاصة في الصفاء, حل الله فيه, كالماء في العود الأخضر, دون تشابه أو تغاير, وصح أن يقول: [الرمل]
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ** نحن روحان حللنا بدنا
كما قال الحلاج , ويقول الحراق في التعبير عن هذا الاتحاد, وفيه معنى الحلول: [الوافر]
به صار التعدد ذا اتحاد ** بلا مزج وذا شيء أحارا
وهذا كما ترى شديد الصلة بعقيدة الحلول النصرانية, وقد أفصح عن هذا أبو منصور الحلاج من كبار فلاسفة الصوفية , المقتول بسبب فكرته هذه فقال: [السريع]
سبحان من أظهر ناسوته ** سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا ** في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه ** كلحظة الحاجب بالحاجب
والناسوت طبيعة الإنسان, واللاهوت معنى الإلهية, والفرق بين الاتحاد والحلول بعد الاعتراف بالإثنينية صغير, وهو أن يتنازل الله ـ تعالى عن إفك الحلوليين ـ فيحل في بعض المصطفين من عباده عند بلوغ درجة خاصة في الصفاء كما سبق, بينما الاتحاديون يزعمون أنهم يرتفعون بأنفسهم, وتسمو أرواحهم إلى لقاء الله تعالى, حتى تفنى فيه, أو تتحد به, ومن أجل هذا الخلط والالتباس مع وحدة الهوى في نهاية المطاف, وتنوع أساليب دعاة الوحدة والحلول والاتحاد في شرحه, والدعوة إليه, اعتبرها شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه شيئا واحدا, وألغى هذا الفرق النظري الطفيف في ردوده المتعددة على أهل الوحدة والاتحاد والحلول , ولا حق لمن اعترض على صنيعه, هذا مع أن الهدف ظاهر, وهو المقصود الأهم عند ابن تيمية بالرد, وبيان خطره على الدين والفطرة, وتعجبني عبارة البهاء العاملي الشيعي في رسالته (الوحدة الوجودية) , في بيانها حيث يقول: (خلاصة المذهب, أن لا وجود إلا الوجود الواحد, ومع ذلك يتعدد بتعدد التَّعَيُّنَات تعينا حقيقيا واقعا في نفس الأمر, ولكن ذلك التعدد لا يوجب تعددا في ذات الوجود, كما أن تعدد أفراد الإنسان لا يوجب تعددا في حقيقة الإنسان).
وقد كثرت أقوال هؤلاء جدا في بيان معتقدهم هذا, والدعوة إليه بشتى الأساليب شعرا ونثرا, وأشدهم إيغالا في هذا عمر ابن الفارض المصري, لا سيما في تائيته الكبرى المسماة "تائية السلوك". ومعظم شعره في هذا , ولرقته المتناهية، وجمال شعره، وصوره البلاغية، ومحسناته البديعية، انتشر شعره انتشار النار في الهشيم، وتغنى به المنشدون، ورقص على إيقاعه الراقصون في الزوايا الصوفية في الشرق والغرب, ويليه أبو الحسن الشُشتَري الأندلسي في أشعاره وأزجاله، ويحاكيه من بعيد محمد الحراق التطواني، مع وضوح الفكرة وتقريبها للأذهان, وأغلب شعره الموزون والملحون ينعق بها, مع أنه في الملحون والزجل أشعر وأمكن , فلنستمع إليه يقول: [مجزوء الرمل]
كنت ما بيني وبيني ** غائبا عني بأيني
والذي أهواه حقا ** لم يزل ذاتي وعيني
فانظروني تبصروه ** إنه والله أني
وقد سئل مرة وهو في درس التفسير بالجامع الكبير بتطوان عن الدليل على وجود الله, فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال ارتجالا: [الخفيف]
نحن في مذهب الغرام أذله ** إن أقمنا على الحبيب أَدِلَّهْ
كيف يظهر للعقول سواه ** وسناه كسا العوالم جملهْ
فتراه في كل شيء تراه ** فهو الكل دائما ما أجَلّهْ
(يُتْبَعُ)
(/)
فافن فيه صبابة وهياما ** إنما الصب من يعيش مُوَلَّهْ
فتراه في كلمته هذه يخلط وحدة الشهود بوحدة الوجود تلبيسا وتدليسا, وهدفه واحد , وهو قوله: (فهو الكل دائما ما أجله) , وقد زعم مريدوه أنه لما أنشأ هذه الأبيات وأملاها على السامعين , انشق الكرسي الخشبي الذي كان جالسا عليه , قالوا: وهو الكرسي الموجود إلى الآن بالجامع, والشق فيه ظاهر, ولكن هذه خرافة
ومن أزجاله المعبرة (انظر ديوان الحراق بتحقيق الدكتور جعفر ابن الحاج السلمي 43):
نِلْتُ ما نَوَيْتْ * لمّا رأيتُ حِبِّي
وذاتي رأيتْ
مُدَّهْ لي وَ نَا مَهْجُورْ * وأنا الحبيبْ
وَسِرِّي عَنِّي مَسْتُورْ *و هو قريبْ
لله يا صاحِ وَانْظُرْ * ذا الأمر العجيبْ
عنِّي قدْ خَفيتْ * وشمسي مني تطْلُعْ
وَنَا ما دَرَيْتْ
هذا المحبوبْ إذا رْضا * يْرضى كل شِيءْ
وْاللِّي يْهْوى وْصالُو *ذاتُو يْطْوِي طَيْ
وْعْلى جِهاتُو دَايِمْ * ما يْبْقى لُو رَايْ
أَنَا مَنْ هَوِيتْ * وَ خَمْري مِنِّي اشْرَبْتْ
وَعَنِّي رَوَيْتْ
يا طَالِبَ الْحَقِيقا * اِسْمَعْ ما أَقُولْ
مِنْكَ هِيَ الطَّرِيقَا * وَ لَكَ الْوُصُولْ
فَزُلْ تَرَاكَ حَقَّا * بَعْدَ مَا تَزُولْ
إِلَيْكَ انْتَهَيْتْ * وَ لَيْسَ ثَمَّ غَيْرُكْ
وَ بِكَ بَقَيْتْ
ويقول في زجل آخر (ديوان الحراق 47 - 48):
مَا يْلِي في غْرَامَكْ جِهَاتْ * كُلْ شِي هُوَ عَيْنْ الذَّاتْ
غَيْرْ سِرَّكْ يْظْهَرْ في قْوَالْبْ الْمْعانِي * مَعْرُوفْ بِعْلاَيْمْ الرّْضَا
وله من هذا الكثير , و في شعره العربي تائية مشهورة , وهي التي يتغنى بها القوالون فيما يسمى حلق الذكر, أو (العمارة) , أي: الرقص , و قد شرحها المكي ابن سودة , وشرحه مطبوع على الحجر , كما شرحها بعده ابن القاضي العباسي الفاسي في مجلدين , و هو مخطوط , و قد نحى فيها منحى ابن الفارض على قصور في المبنى و المعنى , و في مطلعها يقول (ديوان الحراق 7): [الطويل]
أتطلب ليلى و هْي فيك تجلّتِ * و تحسبها غيرا و غيركَ لَيْسَتِ
فَذَا بَلَهٌ في مِلَّةِ الحُبِّ ظَاهِرٌ * فَكُنْ فَطِناً فـ (الغير) عَيْنُ القَطِيعَةِ
ومن تأمل ديوانه وهو مطبوع، وجده يدور كله حول وحدة الوجود والاتحاد، و هو في شعره الموزون عالة على ابن الفارض والششتري , فتراه إذا قرأ قطعة لهما و أعجبته حاول موازنتها , يُعرف هذا بالمقارنة.
ومن أقران الحراق في هذا المجال , أحمد بن عجيبة التطواني , إلا أنه لم يستطع مجاراته في النظم , وأتى بأنظام كثيرة , إلا أنها ركيكة مختلة الوزن , ضعيفة النسج , وإنما له القدح المعلى في النثر، فقد ملأ كتبه كلها إلا القليل من هذا البلاء , وأبدأ وأعاد بأساليب متنوعة , يتخللها التكرار والألفاظ الاصطلاحية المملة، و لا سيما في تفسيره (البحر المديد) , الذي من قرأه ـ وهو مؤمن موحد ـ جزم بأنه تفسير باطني محض , وأنه من التفسير بالرأي حتما , وأنه عبث بالقرآن , نسأل الله العافية.
و له عبارة واحدة منظومة تطوي فكرته كلها حول هذا الموضوع , و هي قوله في كتابه (الفتوحات الإلهية , شرح المباحث الأصلية) ص 347:
إياك أن تقول أَناهْ * واحْذرْ أن تكون سِواهْ
وممن أدلى من المعاصرين بدلوه , الشيخ محمد بن الصديق الغماري , فنظم قصيدة رائية ليس له غيرها، و خمسها لنجله الأكبر أبو البيض أحمد , وهي غاية في الركاكة والاختلال والضعف , ومع هذا فمريدوه يتغنون بها ومنها: [الطويل]
شربنا مع ذكر الحبيب حلاوة * فهمنا بها عن كل ما يشغل
الفِكْرا
و نزّهنا أفكار العقول عن (السِوَى) *و تِهْنا دلالا عند سماعنا
الذِّكْرا
ومالت منا الأطراف شوقا إلى اللِقا * ففاضت دموع العين والقلب في البُشْرى
و َبَدا لنا سرّ جَمْعِ قلوبنا * فغبنا بها عن كل مَن يزعم
النُّكْرا
ذهبت عنا الأكدار فلم يبق لنا * مع الذكر شيء يؤلم سرّا
اَوْ جَهْرا
و بقيتها أحطُّ وأركّ , وأنزل منه درجة نظم أحمد بن عليوة المستغانمي , ففي ديوانه وهو مطبوع سخافات لا تتزن بعروض ولا ميزان , إلا النغم و الغناء عندهم.
و بالجملة فإن مفاهيم هذه العقائد الضالة بينة , تدرك بأدنى تأمل , و لاسيما من خالط القوم وقرأ كتبهم وأشعارهم , ومن تصفح كتابي: ابن العربي: الفتوحات المكية , و فصوص الحِكم ... انتهى بتصرف يسير من اويس المغربي
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 08:31]ـ
الله اكبر
فوائد و شرائد في نسق واحد
حفظ الله الشيخ ابا خبزة
فهو بالقوم عارف و لكلامهم ثاقف.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 06:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم أويس المغربي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أشرت في مقالك بأن ابن عجيبة أشار إلى وحدة الوجود في كتابه إيقاظ الهمم في شرح الحكم ...
هل يمكنك أن توثق لي ذلك بالصفحة؟ أو تنقل لنا كلامه كما هو بين علامتي تنصيص ...
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 03:44]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
وهنا رسالة مهمة عن وحدة الوجود:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15071(/)
حول دعاوى التنصير وخطورته ...... هنا أساليب المنصرين في الصد عن الإسلام وطرق مواجهتها
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 10:10]ـ
قراءة في كتاب:
أساليب المنصرين في الصد عن الإسلام في أفريقيا وطرق مواجهتها
كتب. خباب بن مروان الحمد
(إنَّ هذا الإسلام يؤلف حاجزاً أمام مدنيتنا المبنية كلها من مؤثرات مسيحية ومن مادية ديكارتية ... فإنَّ الإسلام يهدد ثقافتنا في أفريقيا السوداء ... وعلى الرغم من أن بعض النفوس المتسامحة تميل بطبيعتها وعن رضى منها إلى عدم تقدير هذا الخطر (الإسلام) حق قدره فإنه يبدو في الظروف الحالية للتطور الاجتماعي والسياسي لعالم البشر أنه من الضروري لفرنسا أن تقاوم الإسلام في هذا العالم، أو تحاول على الأقل حصر انتشاره، وأن يعامل وفق أضيق مبادئ الحياد الديني).
كانت هذه عبارات (فيليب فونداسي) ـ رئيس المكتب الخامس الفرنسي لمصلحة التجسس الفرنسية ـ في مقدمة كتابه: (الاستعمار الفرنسي في أفريقيا السوداء).
وإنَّ ممَّا لا ريب فيه أنَّ حركة التنصير حركة قديمة متجددة، تلبس لكلِّ عصر ثوباً؛ فهي كالحرباء تغير لونها حسب الظروف والمعطيات ويبقى السم كما هو. وأهداف المنصرين تبدو جلية واضحة من أقوال دهاقنتهم، ولك أن تتابع مؤتمراتهم السرية والعلنية، لتجد فيها منتهى الحقد على الإسلام وأهله، بغية سلب الوجود الإسلامي من هذه القارة الكبيرة.
وأصل هذه الأطروحة رسالة علمية مقدَّمة لنيل درجة الدكتوراه في (قسم الدعوة والاحتساب) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وموضوعها الرئيس: (بيان طرق المنصرين في التحذير من الإسلام وصرف الإنسان الأفريقي عنه، والسبل الناجعة لمواجة ذلك المد الصليبي الزاحف).
وعنوان الأطروحة: أساليب المنصرين في الصد عن الإسلام في أفريقيا، وطرق مواجهتها (دراسة ميدانية على دولة كينيا في الفترة من عام: 1411 ـ 1420هـ.
وهي من إعداد الباحث: نور الدين عوض الكريم إبراهيم بابكر.
وعدد صفحاتها: 485 صفحة، قطع كبير
وتتكون هذه الدراسة من مقدمة، وبابين، تحت كلِّ باب عدَّة فصول، وتحت كل فصل عدة مباحث، وكان ختامها بخاتمة اشتملت على خلاصة نتائج البحث، وجملة من الفهارس الفنية.
المقدمة:
ابتدأ الباحث أطروحته بمقدمة أبان فيها استراجية التنصير البعيدة، والمتمثلة بإخراج المسلمين عن دينهم، ونقل في ذلك مقولة الأمريكي هاريسون في كتابه: (الطبيب في بلاد العرب) والذي صرح فيه بذلك فقال: (لقد وُجِدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى)، ثم عرج على أهمية موضوع الدراسة وأوضح أنه يكتسب أهميته من كونه يتعرض لأحد أكبر عوائق انتشار الإسلام في العصر الحاضر، وهو النشاط التنصيري المصحوب بالاحتلال العسكري، واللذان يمثلان وجهين لعملة واحدة، وفي ذلك يقول المنصر سونو: (اتجه المستعمرون إلى استعباد جسد الأفريقي، أمَّا المنصرون فقد استهدفوا روحه)، وقد كتب أحد أدباء كينيا يصف الحالة تلك قائلاً: (جاؤوا إلينا يحملون الإنجيل، فأمطرونا بالرصاص، ثمَّ غمَّموا أعيننا، ووضعوا أيدينا على المحاريث نقلِّب لهم الأرض ونزرعها، وبعد عناء طويل فتحنا أعيننا لنجد بأيدينا الإنجيل وبأيديهم الأرض والثروة، وكنَّا قد نسينا استعمال السلاح، فنحن اليوم نقلِّب الإنجيل ونتقلب في المجاعة والتبعية).
وأضاف الباحث في مقدمته أسباب اختياره هذا الموضوع، والحديث عن مصطلحات الدراسة والتعريف بها، وعرف بالمنطقة محل الدراسة، والدراسات السابقة في الموضوع، وذكر المشكلات التي واجهته أثناء بحثه، والتساؤلات التي سيجيب عنها في دراسته، من خلال شقيها:، النظري والعملي.
ثم تحدث حول مجتمع الدراسة وعينتها، ونوع البحث ومنهجه، وقد كان الباحث في دراسته متَّبعاً (للمنهج المسحي) الذي يعتبر منهجاً أساسياً في البحوث الوصفية، وختم مقدمته بتوضيح مصادر بحثه الأساسية.
الباب الأول:
وهو عبارة عن دراسة نظرية مكونة من فصلين:
الفصل الأول: دخول الإسلام إلى أفريقيا، وواقع الدعوة الإسلامية هناك.
وهو مكون من أربعة مباحث:
المبحث الأول: شمل التعريف بقارة أفريقيا، وبدولة كينيا من ناجية جغرافية واقتصادية ونحوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي المبحث الثاني: تعرض الباحث إلى طرق انتشار الإسلام في أفريقيا، سواء أكان ذلك من خلال الفتح الإسلامي، أو عبر توغل التجَّار الدعاة في ربوع القارة، أو عن طريق الممالك والدول الإسلامية الأفريقية التي ظهرت في شرق القارة ووسطها وغربها.
وجاء الحديث في المبحث الثالث عن دخول الإسلام إلى كينيا والذي كان في غالبه عن طريق حملات الهجرة التي قصدت منطقة الساحل الشرقي للقارة من الجزيرة العربية. يقول (سبنسر ترمنجهام): (فانتشار الإسلام في كينيا وأفريقيا جاء نتيجة رحلات كانت التجارة أو الاستيطان هدفها الأساسي؛ إذ لم يكن للإسلام مبشِّرون به يسيرون في البلاد ـ إلاَّ ما ندر ـ ومع ذلك فقد تغلغل بالمخالطة إلى نفوس الأهالي والسكَّان، وأصبحنا نرى أمثلة من الورع والتقوى التي لا تقوم إلاَّ في نفوس شربت الدين في طفولتها، وروعته تكمن في أنَّه لم يتخذ وسيطاً إلى نفوس الأفارقة. ولم يجعل لنفسه داعية إلى أفئدتهم، بل خاطب الفطرة في نفوسهم ودخل قلوبهم، ولم يلجأ إلى التغيير العنيف حتَّى لا ينفر الأهالي منه) وذلك رغبة في دعوتهم حتى يتمكن في قلوبهم.
وفي المبحث الرابع عرَّف بواقع الدعوة الإسلامية في كينيا، وأحوال المسلمين هناك من ناحية اقتصادية واجتماعية وثقافية، وأشار الباحث إلى أن المجتمع الإسلامي الكيني يعاني من مشكلات عدة، كارتفاع معدلات الفقر والأمية والبطالة، وضعف البنية التحتية التعليمة والدعوية بينما البعثات التنصيرية تقدِّم الأدوية والأغذية والمصحَّات المتنقلة والمدارس.
وأشار الكاتب إلى أن المسلمين، وبخاصة في الساحل الكيني ـ نتيجة قلة ذات اليد ـ يضطرون إلى الدفع بأبنائهم إلى سوق العمل بدلاً من التوجه بهم إلى مقاعد الدراسة، على الرغم من مجانية التعليم الابتدائي في البلد.
وخلص الباحث من ناحية سياسية إلى أنَّ المسلمين في كينيا ليس لهم تنظيم واحد يستوعبهم، ولا قائد موحد يجمعهم، وهذا ممَّا حد من تأثيرهم السياسي.
وأمَّا من ناحية دعوية ـ فعلى الرغم من أن الإسلام يعد أول الديانات السماوية التي ولجت كينيا ـ فقد لاحظ الباحث أن حركة انتشار الإسلام والدعوة إليه في كينيا مرت بحالات ازدهار في فترات الحكم الإسلامي، وبحالات انكماش في فترات الاحتلال الأوروبي، وبخاصة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، والذي شهد دخول النصرانية إلى البلاد، وتدهور الحالة الإسلامية إلى أن تشكل الواقع الحالي لمسلمي كينيا، فأصبحت نسبتهم تتراوح ما بين: 35 - 40% من إجمالي السكان، وتضاءل الدور القيادي والحضاري الذي كانوا يقومون به في المناحي المختلفة.
وأشار الباحث إلى أن مسلمي كينيا سُنَّة بنسبة 99%، بينما توجد بعض الطوائف الزائغة كالإسماعيلية والقاديانية،، وبخاصة في أوساط السكان من أصول هندية وباكستانية.
كما أوضح ارتفاع منسوب الوعي لدى مسلمي كينيا بالمخططات التنصيرية واليهودية التي تهدف إلى الصد عن الإسلام وإيقاف المد الإسلامي في المنطقة.
وذكر الباحث بعض مظاهر الصحوة كانتشار الحجاب في صفوف النساء، وإقامة المدارس الإسلامية بجهود ذاتية.
كما أشار إلى الحرية الدينية المرتفعة في البلد. ومع تثمين الباحث لدور الجمعيات الإسلامية ـ المحلية والخارجية ـ والتجار المسلمين في إنشاء العديد من المدارس الإسلامية الأهلية في كافة أنحاء الدولة إلا أنه ذكر أن محدودية إمكانات المسلمين تحول بينهم وبين استثمار الفرص والتسهيلات المتاحة.
وعرج الباحث على الفئات الدعوية المستهدفة في كينيا سواء أكانت وثنية أم نصرانية أم مسلمة ممن غُيِّب عن دينه وأصبح يحتاج إلى تعليم وتوعية، وأبان أن كثيراً من النصارى يشعر بأنه أقرب إلى الإسلام منه إلى دينه النصراني، وأورد على سبيل المثال في هذا الجانب قصة أحد كبار ضبَّاط الجيش الكيني والذي قضى فترة تدريبية في باكستان، ورأى كيف يعيش المسلمون هناك شهر رمضان المبارك، وهو الأمر الذي أثَّر فيه تأثيراً قوياً حتى قال: إنَّ معظم النصارى الأفارقة أصبحوا نصارى بسبب التعليم والمدارس التي تشرف عليها الكنيسة، وأنَّ النصرانية ليست دين آبائه وأجداده، ورغم أنَّه يذهب للكنيسة كلَّ أحد ـ حيث أصبح ذلك عادة أكثر منه عبادة ـ إلاَّ أنَّه على يقين بأنَّ المسجد أحق بالدخول، والإسلام أحق بالاتباع.
(يُتْبَعُ)
(/)
واختتم الباحث مبحثه هذا بالأساليب الدعوية في كينيا، والتي أورد منها: حلقات المساجد، والمناظرة، والسماح بتدريس مواد التربية الإسلامية والعلوم العربية في المدارس الحكومية.
الفصل الثاني: دخول النصرانية إلى أفريقيا وعلاقتها بالاحتلال:
وهو مكون من خمسة مباحث مسبوقة بتمهيد أوضح فيه أنَّ المتتبع للنشاط التنصيري الذي مارسه المنصرون الغربيون في أفريقيا يجد أنه تم برعاية بعض قناصل ومبعوثي الدول الغربية، بل إن بعضهم شارك بفاعلية ظاهرة في عمليات التنصير بينما ما زال بعضهم يمارس ذلك من خلال التستر بوظيفته الرسمية.
وجاء المبحث الأول من هذا الفصل بعنوان: (دخول النصرانية إلى أفريقيا) استعرض فيه الباحث المرحلتين اللتين دخلت النصرانية من خلالهما إلى بعض المناطق الأفريقية.
فالمرحلة الأولى: كانت في قرون النصرانية الثلاثة الأولى إلى مصر وساحل الشمال الأفريقي والحبشة، ثم ظهرت عقب ذلك الممالك النوبية،، ولما كان النفوذ الكنسي لم يتغلغل في العمق الأفريقي فقد حل الإسلام محل النصرانية في الأقاليم الساحلية بسهولة، ولم تبق إلا الكنيسة القبطية محصورة في مصر، كما بقيت الكنيسة الحبشية معزولة عن العالم الخارجي.
والمرحلة الثانية: كانت مع بدايات الاحتلال الأوروبي للقارة والذي بلغ الذروة في النصف الثاني من القرن التاسع العشر والنصف الثاني من القرن العشرين، وقد ارتبطت هذه المرحلة بما سمي بـ (حركة الكشوف الجغرافية) وما تلاها من حملات استيطانية أوروبية، كان التنصير حينها أداة من أدوات الاحتلال التي استخدمها لإذلال الشعوب واسترقاقها، قدم فيها المنصرون معلومات قيمة عن البلاد التي يزورونها وجوانب القوة والضعف فيها، مما شجع المحتل وسهَّل مهمته بصورة كبيرة. يقول (د. والتر رودني): (كانت البعثات التبشيرية جزءاً من قوى الاستعمار إلى حد كبير، مثلها في ذلك مثل المكتشفين والتجار والجنود). وفي المقابل فقد كانت مطالب المنصرين واضحة بأن يكون الاحتلال قوة من قوى التنصير، وفي ذلك يقول المنصر الفرنسي (لافيجيري): (إن فرنسا حارسة المسيحية في أفريقيا، وإن عليها ليس فقط استغلال الثروات، وإقامة السلطة على العبودية، والقضاء على المنهزمين، بل تعمل على إنشاء شعب حر ومسيحي من المغرب الأقصى وحتى مصر، وإحياء بقايا أمة مسيحية قد انقرضت).
وفي ختام هذا المبحث أبان الباحث أنَّ فترة الاحتلال الأوروبي لأفريقيا اتسمت بظاهرتين:
أولاهما: فتح المجال للحركات التنصيرية بالتغلغل في المناطق التي لم ينتشر فيها الإسلام، والتركيز على التعليم المدني بغرض إضعاف التعليم الإسلامي، وفرض لغة المستعمر وحرفه اللاتيني في مقابل اللغات المحلية والحرف العربي الذي تُكتب به تلك اللغات.
والثانية: نجاح المحتل في شق معظم المجتمعات الأفريقية في معظم الأحوال بين جنوب نصراني، وشمال مسلم مع تفاوت النسبة العددية بين هؤلاء وأولئك، وإيجاد طبقة من النصارى والمسلمين تشرَّبت أفكار الغرب واغتربت عن أصول مجتمعها التقليدي مسلماً كان ذلك المجتمع أم غير مسلم، وعندما تم الاستقلال كانت تلك الطبقة هي الوارث له في الهيمنة، والحريصة على نظم المحتل وتنفيذ مخططاته أكثر من المحتل ذاته.
وفي المبحث الثاني: تعرض الباحث لدخول النصرانية إلى كينيا، وذكر أن الإسلام ظل هو المهيمن على أوجه الحياة فيها قبل ولوج النصرانية إليها بما يقارب سبعة قرون، ثم ذكر أن الاحتلال البرتغالي كان في طليعة قوى الاحتلال ولوجاً للأراضي الكينية، وذلك في حدود عام 1479م على يد القائد الشهير (فاسكو دي جاما)، الذي باشر عند وصوله أعمال قتل وحرق ونهب للمدن والقرى والمساجد، حتى إن مدينة (ممباسا) أحرقت ثلاث مرَّات، وقتلوا في كل مرَّة المئات إن لم يكن الآلاف من أهلها المسلمين، واستباحوا فيها الحرمات، وكذلك فعلوا الأمر نفسه في مدينة (مالندي) الساحلية التي لم يبق فيها من مجموع سبعة عشر مسجداً إلا ثلاثة مساجد بشهادة (القس فرانسيس خافيير).
وقد كثَّف البرتغاليون نشاطهم التنصيري في مناطق المسلمين في الشمال الكيني، وأنشأ أتباع القدِّيس (أوغسطين) ديراً في ممباسا، جعله المنصرون مركزاً لهم لمد نشاطهم التنصيري إلى مدن الساحل الأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونتيجة أعمال العنف البشعة تلك قامت ضد البرتغاليين حركات مقاومة عدة، وأخفقوا بصورة جلية في إرساء المفاهيم النصرانية في أوساط السكان خلال تلك الفترة، وظل تأثيرهم الديني على الشعب ظاهر المحدودية.
ولذا فقد ذهب الباحث إلى أنَّ البداية الفعلية للتنصير في كينيا كانت في أواخر النصف الأول من القرن التاسع عشر في كينيا على يد المنصِّر (د. لويس كرايف) الذي وصل ومعه خطاب توصية من وزير خارجية بريطانيا، ثم تبعه منصرون آخرون أخذوا يطوفون عرض البلاد وطولها، فاتسعت أعمالهم على الشواطئ منذ ذلك الوقت.
وقد كان التلاحم بين الجهد الاستعماري والمنصرين في استئصال الإسلام وحضارته في المنطقة في غاية الوضوح، حتى إن حاكم أفريقيا الشرقية الإنجليزية، قال في أحد المؤتمرات التنصيرية: (إنه يجب على الحكومة والمبشرين أن يشتركوا في العمل ضد الإسلام).
وأورد الباحث ملحوظة دائمة في الاحتلال البريطاني؛ حيث كانت بريطانيا تسعى قبل التدخل العسكري المباشر بإحكام السيطرة على البلاد من خلال الشركات التجارية والجمعيات التنصيرية، لتكون حمايتها مبرراً للتدخل المباشر.
وقد تعلل الاحتلال البريطاني لإحكام السيطرة على البلاد بمحاربة تجارة الرقيق في الوقت الذي كان الرقيق الذين تحت يده يعاملون معاملة تبلغ الغاية في عدم الإنسانية.
وفي المبحث الثالث: تعرض الكاتب لعلاقة الإرساليات التنصيرية بالاحتلال في كينيا، وأوضح بأن الإرساليات التنصيرية قبل 1888م وهو تاريخ الاحتلال الرسمي لكينيا كان بمثابة الطليعة له، وأن تلك الإرساليات ما كان لها أن تحقق مآربها لولا المساندة المنقطعة النظير التي وجدتها من قناصل الدول الكبرى في ذلك الوقت. ولكي تتجلى حقيقة تلك العلاقة أورد الباحث مقولة (اللورد بلفور) وزير الخارجية البريطاني ـ صاحب الوعد المشهور ـ رئيس الشرف في مؤتمر أدنبرة التنصيري سنة1910م، حيث قال: (إنَّ المبشِّرين ـ المنصرين ـ هم ساعد لكلِّ الحكومات في أمور هامَّة، ولولاهم لتعذَّر عليها أن تقاوم كثيراً من العقبات ... )، ومقولة حاكم مستعمرة شرق أفريقيا (إليوت): (إن فتح محطة جديدة للبعثة يظهر لي بصفة عامة أنه امتداد للنفوذ الأوروبي)، ومثل هذه التصريحات ليست مقصورة على أقوال عدد من السياسيين فحسب، بل إن المنصرين رددوا الأفكار نفسها.
يقول المنصر (أوليري): (إن النفوذ الغربي هو أيضاً مسؤول عن وجود المبشرين المسيحيين)، ويقول جيمس باركس: (إن مصالح المبشرين الدينية قبل الحرب العالمية الأولى كانت تجد عوناً كبيراً في وجود القناصل الأوروبيين الذين كانوا يؤمِّنون لها قدراً كبيراً من الهيبة السياسية)، وكتب أول مفوض بريطاني لمحمية شرق أفريقيا «آرثر هاردنج» ما ترجمته: (كان كثير من المسلمين يشعرون عند مرورهم بالسوق، وسماعهم لخطب المنصرين ومواعظهم، أن أولئك المنصرين ما كانوا ليجرؤوا على مهاجمة دينهم الإسلامي في تلك الأماكن العامة لولا السند الذي يجدونه من حكامهم الإنجليز).
ويصور تلك العلاقة تصويراً رائعاً الرئيس السابق لجمهورية زامبيا، في خطاب له بعث به لرئيس الإرسالية التنصيرية أثناء كفاحه قوى الاحتلال في بلاده، ونقل فيه مقولة برنارد شو: (عندما يريد الرجل الإنجليزي سوقاً جديدة لبضائعه الفاسدة التي ينتجها في مانشستر فإنه يرسل مبشراً لتعليم الأهالي بشارة السلام، ويقتل الأهالي المبشر، فيهب الإنجليزي إلى حمل السلاح دفاعاً عن المسيحية ويحارب من أجلها، ثم يستولي على السوق كمكافأة من السماء!) ثم أردف قائلاً: (إذا كنت تنوي خدمة الحكومة البريطانية بالطريقة التي وضعها شو؛ فقد أتيت في الوقت غير المناسب، لم يقتل أجدادنا أحد الأوروبيين في المحمية، وسوف تتأكد من أننا لن نقتل أي أوروبي «مبشراً» كان أو غير مبشر لأسباب سياسية).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشير الباحث إلى أن المتأمل في موقف الكنيسة من عملية الصراع بين قوى التحرر الأفريقية وقوى الاحتلال يجدها موالية للمحتمل معادية للشعور الوطني في عامة البلدان الأفريقية؛ ولذا فقد كان عداء قوى التحرر لها ظاهراً. يقول الرئيس الموزمبيقي السابق: (لقد قررنا وضع حد نهائي لكل المعتقدات الدينية، كما منعنا تلقين الأطفال، وكذلك الكبار مبادئ المسيحية في العطلات الرسمية)، وجاء في القرار النهائي الذي أصدره المؤتمر الخامس لتوحيد أفريقيا، والذي عقد عام 1945م ما نصه: (إن المسيحية التي انتظمت في أفريقيا الغربية تتمثل في استغلال سكان غربي أفريقيا سياسياً واقتصادياً لحساب الدول الكبرى الغربية)، ولذا فقد ظهرت محاولات أَفْرَقة الكنيسة، وحين حاول البابا الوقوف في وجه ذلك، أبى الداعون إلى ذلك، حتى إن رئيس أساقفة زامبيا عبر عن ذلك الرفض قائلاً: (إن محاولة إقناعي بأن سلامة عقيدتي المسيحية لا تتم إلا بتبني الحضارة والثقافة الأوروبية هي بمثابة إكراهي على تغيير شخصيتي بالقوة، وإذا جاز أن الله قد أخطأ بأن خلقني أفريقياً ـ تعالى الله عما يقولون ـ فإن ذلك لم يتضح لي).
وفي المبحث الرابع: تناول الباحث موقف الإرساليات النصرانية من الوجود الإسلامي في كينيا، وذكر بأنها سارت في اتجاهين متوازيين:
الأول: إقامة سياج نصراني كثيف يحول دون تقدم الدعوة الإسلامية، وذلك من خلال العمل التنصيري المباشر والمكثف في المناطق التي يغلب عليها الوثنيون وأشباههم.
الثاني: تشويه الإسلام والصد عنه، عبر إثارة الشبهات حوله، وإلصاق التهم به؛ لإثارة سخط السكان عليه، وبخاصة فيما يتعلق بتجارة الرقيق، والتي زُوِّر التاريخ في كثير من الجوانب المتعلقة بها، وتم تضمينها المناهج الدراسية، واستُخدمت المتاحف والمعارض والصور والأفلام بغرض حفر حفرة سوداء عن الإسلام وأتباعه في ذهن الإنسان الأفريقي.
ويذكر الباحث أنه وجد في إحصاء عام1970م في الولايات المتحدة الأمريكية 22 مليوناً من الزنوج، وفي البرازيل: 30 مليوناً، وفي جزر الهند الغربية ودول البحر الكاريبي 26 مليوناً، ثم يتساءل قائلاً: (فمن أين جاء هؤلاء إن لم يكونوا هم نتاج الرقيق الأفريقي الذي نقلته سفن أوروبا إلى تلك البلاد؟).
ومن أعظم سبل المنصرين للصد عن الإسلام حيلولتهم دون توغل التجار المسلمين في أوساط القبائل الوثنية خشية انتشار الإسلام من خلال التعامل الحسن بين التاجر المسلم والإنسان الأفريقي.
وفي المبحث الخامس: تحدث الباحث حول موقف المسلمين في كينيا تجاه المد التنصيري وجهودهم في مواجهة ذلك، وذكر بأن المسلمين لم يقفوا مكتوفي الأيدي بل سعوا للدفاع عن عقيدتهم وكيانهم بما استطاعوا، ففي الهجمة الصليبية الأولى في القرن الخامس عشر على أيدي البرتغاليين انتشرت حركات الجهاد ضدها مما أدى إلى إضعاف قوتها كثيرا إلى أن تم إخراجها نهائيا عام 1730م.
وفي الهجمة الصليبية الثانية في القرن التاسع عشر على أيدي القوى الأوروبية المهيمنة في ذلك الوقت وفي طليعتها بريطانيا لم يذعن المسلمون لما نزل بهم، و كانت لهم مواقف جهادية مشرفة إضافة إلى الجهود التعليمية والدعوية التي كان لها أثر بين في مقارعة النصرانية وتثبيت الإسلام في المنطقة.
وبختام هذا المبحث يكون الباحث قد أنهى بابه الأول ودراسته النظرية القيمة حول التنصير وأساليبه في الصد عن الإسلام في أفريقيا، وبخاصة في كينيا.
الباب الثاني:
وكان عبارة عن دراسة ميدانية مكونة من أربعة فصول، وأساليبها، جُمعت أغلب مادتها أثناء زيارة الباحث لدولة كينيا من خلال المقابلات الشخصية للدعاة والمفكرين والمنصرين الذين اهتدوا للإسلام، والعاملين في حقول التعليم والإغاثة، مع بعض المشاهدات والجولات في بعض مناطق البلاد، والتي تم الاطلاع فيها على بعض أنشطة النصارى، إضافة إلى مضمون استبانة صممها الباحث وحلل مضمونها حول النشاط التنصيري داخل كينيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان الفصل الأول بعنوان: الإرساليات والجمعيات الكنسية العاملة وأساليبها، واشتمل على ثلاثة مباحث، الأول: حول الإرساليات والجمعيات الكاثوليكية وأساليبها، وقد بدأ نشاط الإرساليات الكاثوليكية في كينيا عام 1890م من خلال مندوبية ممباسا، وتوالي نشاطها إلى أن كثرت إرسالياتها وتعددت مراكزها، وتنامى تأثيرها بصورة بينة.
وتعتمد تلك الإرساليات في نشاطها على جهد الكنائس والمراكز التنصيرية، وعلى الخدمات التي تقدمها في مجال الصحة والتعليم والإغاثة، إضافة إلى المناشط المختلفة.
ومن أساليب النشاط الكنسي الكاثوليكي في كينيا على اختلاف بين إرسالياته، وتميز كل إرسالية عن الأخرى بأساليب خاصة بها: التركيز على التعليم وبناء المدارس بمستوياتها المختلفة ابتداء من رياض الأطفال، وبناء المراكز التنصيرية متكاملة الخدمات، وبناء المراكز الصحية، وإنشاء مزارع الأبقار، وتوزيع المعونات الغذائية، وتوزيع الأغنام والأبقار للأسر الفقيرة، وإصدار بعض المجلات، وحفر الآبار، وكفالة الأبناء وإعاشتهم وفق شروط قاسية تؤدي إلى تنصر الأبناء وأسرهم في نهاية المطاف.
ومما أورده الباحث أنَّ قسِّيساً إيطالياً نزل منطقة مرتي عام 1967م أخذ ينصر أولياء أمور الطلاب من خلال الضغط عليهم عبر كفالة أولادهم في المدارس، فإمَّا أن يتنصر ولي أمر الطالب أو يحرم ابنه من الكفالة والإعاشة، فكان نتيجة ذلك أن تنصرت أسر بأكملها خوفاً على مصير أولادهم ومستقبلهم التعليمي والاقتصادي، بل كان يطلب منهم التوقيع على التخلي عن مسؤولياتهم تجاه أبنائهم عند إدخالهم مدارس الكنيسة.
أما المبحث الثاني فتناول الإرساليات والجمعيات البروتستانتية وأساليبها، والتي بدأت نشاطها في كينيا عام 1844م، ومن الإحصاءات التي أوردها الباحث عن النشاط البروتستانتي في كينيا حتى عام 1999م، (123) منظمة تنصيرية قادمة من أمريكا وغرب أوروبا، (1295) قسيساً غربياً، (5620) كنيسة تم بناؤها بأموال غربية، (40) مجموعة سكانية وقبلية تعمل المنظمات البروتستانتية في أوساطها.
ومن السياسات والأساليب التي تعتمدها الإرساليات البروتستانتية على تفاوت بينها في خدمة الجهد التنصيري: العمل بسرعة تجاه تحقيق الاعتماد الذاتي مالياً، وإقامة إدارة وطنية للكنائس، ونشر الكنائس والمراكز التنصيرية بصورة مكثفة تثير الدهشة، واعتماد الوسائل التعليمية الحديثة في تعليم السكان النصرانية، وطبع الكتاب المقدس بأعداد كبيرة لاستعمال الدولة الرسمي والمتنصرين الجدد، ودعم النشاط المسيحي المحلي، والقيام بأعمال التطبيب والعلاج، والتعليم، واستغلال وسائل الإعلام الجماهيرية من صحافة وإذاعة وتلفزة، وإقامة مطارات لاستقبال الطائرات الصغيرة، وبناء بيوت للنازحين والفقراء الذين هجروا مناطقهم نتيجة للنزاعات القبلية، أو لظروف المجاعة والجفاف، ودفع الرسوم الدراسية عن الطلبة العاجزين عن مواصلة تعليمهم، وبناء دور للأيتام والأطفال مزوَّدة بالفصول التعليمية، والخدمات الصحية والتي يتربى فيها الأطفال على حسب ما تريده لهم الكنيسة، وفي ذلك يقول الكاردينال لافيجيري: (لقد أدركنا أن الأفريقي يحتاج إلى المساعدة في ثلاث نواح، هي: التعليم، والزراعة، والعلاج الطبي، وهذه النواحي لا تقل أهمية عن الناحية الدينية، وإذا لم يبذل مجهود في هذه المجالات فلن يحدث أي تقدم للنصرانية على الإطلاق).
ثم يختم الباحث مبحثه هذا بالقول: (ولكن مع هذه الجهود التنصيرية الضخمة فإن الحقيقة المماثلة للعيان تدل على أن النتائج التي حققتها المنظمات والبعثات الصليبية أقل بكثير من مستوى عملهم مقارنة بما بذلوه من جهد ومال في سبيل تنصير المسلمين والوثنيين على حد سواء، ومحاربة الدين الإسلامي هناك، وعلى الرغم من هذا فإن جهود القوم ومحاولاتهم للنيل من هذا الدين لا تنتهي فما على المسلمين إلا التنبه لهذا الخطر والعمل على تحجيمه ورد كيده بما يستطيعون فإنهم مسؤولون عن ذلك).
وفي المبحث الثالث تناولت الدراسة نشاط المجلس الكنسي الوطني الكيني، وهو هيئة تنسيقية تجمع جميع الكنائس العاملة في كينيا، ويضم تحت مظلته أكثر من 2000 كنيسة ومؤسسة تنفيذية من مختلف الطوائف والمذاهب، ويتمتع بإمكانات ضخمة، ومزود بأموال طائلة من مصادر تمويل أجنبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أشار الباحث إلى مراحل تكوين هذا المجلس، وأشار إلى أن الكنائس البروتستانتية كانت صاحبة المبادرة في هذا الجانب، ثم عرج على أهداف إنشائه، وذكر من ذلك: مساعدة الكنائس على الوصول إلى كل مكان في كينيا، وتسهيل سبل العيش للنصارى عن طريق إنشاء مراكز للتدريب المهني، والعمل على جعل التعاليم النصرانية منسجمة مع التطورات السياسية والاجتماعية طبقاً لحياة البلاد اليوم، وربط العمل الإنمائي والاجتماعي بعملية التنصير في البلاد.
ومن إيراد الباحث لأهم أنشطة المجلس، يلحظ ـ إضافة إلى الجهد التنصيري المباشر الذي يقوم به ـ أن أبرز نشاطه مرتكز على التأهيل وتقديم الخدمات المساندة للكنائس العاملة في الساحة.
أما الفصل الثاني من هذه الدراسة فقد كان بعنوان: (أساليب المنصرين المباشرة)، واشتمل على أربعة مباحث:
الأول: (حول جهود القسس المباشرة في الأماكن العامة والكنائس) ويشير الباحث إلى أن المنصرين يمارسون دعوتهم المباشرة من خلال مجموعات صغيرة في الكنائس والمنازل ومواقع العمل إضافة إلى المحاضرات والمناظرات التي تعقدها الكنائس غير الكاثوليكية في الساحات والحدائق والمنتزهات والملاعب ونحوها من الأماكن العامة.
وأورد الباحث جملة من الأساليب والطرق التي يسلكونها لإثارة فضول المتلقين وإغرائهم.
وفي المبحث الثاني تعرض الباحث لجهود الحملات التنصيرية التي تستهدف تنصير الشعب الكيني وتغيير عقيدته، سواء أكانت هذه الحملات بقيادة مؤسَّسات تنصيرية تابعة للكنيسة، أم مؤسَّسات غير تابعة لها مثل المؤسَّسات التعليمية العامة والمنظَّمات والهيئات غير الكنسية، التي ترعى الجهد الكنسي في البلاد بصورة غير مباشرة، ومن ذلك الحملة المسماة: (مشاريع الإسلام في أفريقيا)، والذي ترعاه جامعة داي استار، ويهدف إلى دراسة الإسلام في كينيا وأفريقيا جنوب الصحراء؛ ليتمكن المنصرون من وضع البرامج المناسبة لتنصير المسلمين، وحملة إيفان إيركسون الموجهة إلى قبائل الماساي في الجنوب الكيني.
وفي المبحث الثالث تناولت الدراسة الرحلات والزيارات البابوية، وأشارت الدراسة إلى أن النشاط التنصيري تعرض ـ نتيجة ارتباطه في ذهن الإنسان الأفريقي بالاحتلال الغربي ـ لتهديد جدي من دعوة عدد من الزعماء الأفارقة إلى ضرورة التأكيد على الهوية الأفريقية التي دمرها الاحتلال، مما دفع البابا لأن يعجل بوضع برنامج لإنقاذ النصرانية في أفريقيا من خلال إقامة مسيحية أفريقية طابعها شعار «صنعت في أفريقيا»، وفي هذا الإطار يقول البابا في زيارته لأوغندا عام 1969م: (إن تكييف الحياة المسيحية في المجالات الدعوية، وفي مجالات الطقوس والنشاطات التعليمية والروحية ليس ممكناً فحسب، بل إن الكنيسة تشجعه، وتجديد القداس مثال حي على ذلك، وفي هذا الاتجاه يمكنكم ويجب عليكم أن تكون لكم مسيحية أفريقية). ومن هذا المنطلق فقد عَظُم اهتمام البابوية بأفريقية، وتوالت الزيارات حتى بلغت إجمالي زيارات البابا يوحنا بولس الثاني لأفريقيا بين عامي 1980 - 2000م اثنتي عشرة زيارة، في الوقت الذي لم يسجل لأفريقيا عبر التاريخ الكاثوليكي قبل ذلك إلا زيارة بابوية واحدة.
وقد أوضح الباحث أن من الأهداف الرئيسة لتلك الزيارات ـ إضافة إلى دعم الجهد التنصيري ومحاولة إنقاذ النصرانية مما لحق بها من تهمة العمالة لقوى الاحتلال ـ محاربة الإسلام، وفي هذا السياق جعلت مجلة (باري ماتش) عنوان تعليق لها على إحدى الزيارات البابوية (البابا في مجابهة الإسلام الأسود)، وجاء في تقرير لصحيفة هيرالد تربيون الأمريكية على زيارة بابوية أخرى أن البابا يأمل من زيارته (أن يرسي قواعد الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ضد النهضة الإسلامية المتزايدة في القارة)، وأن يقوم (بحثِّ رجال الدين المسيحي بأفريقيا وأتباعهم على زيادة نشاطهم الكهنوتي في القارة لمقاومة المد الإسلامي الجديد جنوباً)؛ مما يؤكد ما أورده الباحث من أن الصد عن الإسلام ومقاومة انتشاره كان أحد الأهداف الحاضرة بقوة في ثنايا زيارات البابا إلى أفريقيا.
وأمَّا المبحث الرابع فقد تناول الباحث فيه أساليب تنصيرية مباشرة أخرى، من مثل:
(يُتْبَعُ)
(/)
1) دخول المناطق المغلقة من خلال أصحاب الحرف (المنصرين السريين)، والذين يمارسون التنصير المباشر من خلال أعمالهم الاعتيادية في الشركات التجارية ونحوها.
2) استثمار الرقص والغناء في العمل التنصيري نظراً لحب الإنسان الأفريقي العميق للهو والغناء، ولذا فقد دأبت الكنائس على تنظيم حفلات مفتوحة في المنتزهات والكنائس يحضرها النصارى وغيرهم، كما أنهم يعقبون كل خطبة أو صلاة في الكنيسة بحفل غنائي وموسيقى راقص.
3) ما تقوم الكنائس البروتستانتية به من توزيع الإنجيل أو أجزاء منه في الشوارع والأسواق وأماكن تجمعات الناس باللغات واللهجات المحلية.
4) بناء الكنائس في كل مكان، وبخاصة بجوار المساجد. يقول الشيخ هارون أودندو: (إن أسلوب بناء الكنائس حول المساجد خطة أمريكية للتنصير المباشر بدأ تطبيقها عام 1986م؛ بحيث إذا بنى المسلمون مسجداً في أي مكان فإن النصارى يبنون حوله مجموعة من الكنائس قد تصل أحيانا إلى أكثر من سبع كنائس حول المسجد الواحد في الحي، ومثال ذلك حي كرمك داخل نيروبي؛ حيث بنى المسلمون مسجداً قبل ثلاث سنوات، فبنى النصارى حوله 27 كنيسة حتى الآن). وكأنموذج على إكثار النصارى من بناء الكنائس حتى في المناطق ذات الأقلية النصرانية ذكر الباحث أنه لم يكن في ولاية لامو الكينية ذات الأغلبية المسلمة حتى عام 1974م سوى كنيستين، بينما تجاوزت في 2002م ثلاث مئة كنيسة.
5) الزيارات المنزلية للأهالي مصحوبة بالهدايا والأطعمة. يقول الشيخ آدم دويو في مقابلة الباحث معه عام 2001م: (إنه قد تنصر الكثيرون في أيام الجفاف هذه بسبب لقمة العيش، وخرج الأبناء والشباب من بين يدي أهلهم وذويهم بسبب المجاعة ورسوم الدراسة التي تقدمها لهم الكنيسة).
6) الاستدلال بالقرآن الكريم خلال المحاضرات والمناظرات والأنشطة المتنوعة التي يمارسونها، إذ تلزم الكنيسة السبتية مثلاً من ينتمي إليها بحفظ شيء من القرآن الكريم يلبَّس به على عوام المسلمين ويستدل به على صحة مذهبه.
وبهذا المبحث يختم الباحث فصله هذا حول أساليب المنصرين المباشرة، وينتقل في فصله الثالث إلى (أساليب المنصرين غير المباشرة)، والذي ضمنه ستة مباحث، جعل عنوان الأول منها: (الخدمات الطبية العلاجية)، وفيه يشير الباحث إلا أن البداية الفعلية للتطبيب كأسلوب تنصيري لم تظهر إلا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي عندما تكونت الجمعيات الطبية في أوروبا وأمريكا، والتي جعلت من الطب مشروعاً تنصيرياً. يقول الطبيب هاريسون: (إن المبشر لا يرضى عن إنشاء مستشفى ولو بلغت منافع ذلك المستشفى كل الإقليم، لقد وُجِدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى)، ويلخص د. كوك دوافع الإرساليات الطبية التنصيرية بقوله: (إن أهداف هذا النوع من البعثات هو أولاً إضفاء الشفقة الدينية على البعثات التبشيرية الحديثة، ولتأكيد حقيقة القرابة بين أفراد الأسرة العالمية، ثم تمهيد الطريق للإنجيل على قلوب بني البشر، وأخيراً معالجة الناس من الأمراض).
وقد بدأت الإرساليات التنصيرية في كينيا الاهتمام بالعمل الطبي في عام 1908م، فأنشأت المستوصفات والمراكز الصحية، واتسع الأمر حتى بلغ حجم الخدمات الصحية التي تقدمها الكنيسة الكاثوليكية في عام 1990م ما نسبته 25% من مجموع الخدمات الصحية القومية من خلال 29 مستشفى، و62 مركزاً صحياً، و 196 مستوصفاً، والعديد من المعاهد الصحية لتخريج الممرضين والممرضات، ومراكز رعاية الطفولة والأمومة.
كما تشرف الكنيسة البروتستانتية على أكثر من 15 مستشفى، و 21 عيادة، وتملك جماعة الأدفنتشت 10 طائرات تستخدمها لنقل الأطباء والممرضات لعلاج المرضى في الأحراش. وفي هذا السياق تقول إحدى خبيرات الأمم المتحدة في تقرير لها عن الوضع الصحي في كينيا ما نصه: (إن هذه البلاد وإن كانت مفتقرة عموماً إلى معاونة كبيرة للارتقاء بالتعليم بأنواعه، والنواحي الصحية والاجتماعية، واستصلاح الأراضي وزيادة الدخل إلا أن البعثات التنصيرية تغلغلت في كافة أنحاء هذه البلاد حيث تبني المستشفيات والمستوصفات وتساندها الهيئات الدولية المختلفة، وكل هؤلاء يعملون على نشر المسيحية).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشير الباحث ـ بعد أن ذكر أن المستشفيات التنصيرية تعتبر من أرقى وأحدث المستشفيات في البلاد ـ إلى أنها مفتوحة على مصراعيها أمام النصارى ومن يطمح المنصرون في اصطياده من الوثنيين، بينما يساوم أربابها المسلمين على عقيدتهم مقابل الاستفادة من تلك الخدمات، وليس أمام المسلمين إلا أن يتغلغل في أوساطهم المرض في سبيل الحفاظ على دينهم أو مهادنة المنصرين وإظهار الميل تجاههم على الأقل، وغالباً ما يختارون الطريق الأول.
وكان المبحث الثاني بعنوان: نشر الانحلال والتفسخ والاختلاط، وقد أبان فيه الباحث ما تقوم به بعض الكنائس من تنصير الشباب الأفريقي عن طريق الجنس، ومن الجمعيات التنصيرية التي أفرطت في استخدام النساء الجميلات في التنصير (جمعية أبناء الرب وأسرة الحب)، وقد جاء في أقوالها: (إنَّ الخوف من الزنا لم يعد له مكان، وإنَّ عمليتي اللواط والسحاق مباحتان ما دامتا تتمان في جو من الحب) وقال ديفيد جاكس المتحدث باسم الجمعية: (إنَّ تقديم العون الجنسي واجب على كل فرد، وإن أفراد المجموعة من النساء مطالبات بتقديم كل ما يمكن أن يغري أعضاء جدداً، وإنَّه لا بد من تغطية نفقات المجموعة من بيع الجنس إذا اقتضى الأمر).
يقول الباحث: (والتنصير عن طريق المرأة أصبح أسلوباً رائجاً عند كثير من الكنائس، وبخاصة في أفريقيا. وفي كينيا يعتبر أمراً مشاهداً ومحسوساً؛ فكم من شاب تنصر بسبب إغراء الفتيات المنصرات له، إما بالصداقة والحب، أو طمعاً بالزواج من إحداهن، وخاصة أن معظم النساء اللاتي يعملن في الكنيسة من الجميلات المتعلمات ... ولا سيما منصرات الكنائس البروتستانتية).
وليس هذا فحسب؛ فقد فتحت بعض الكنائس نواديَ للشباب للهو والرقص والغناء، كما عمدت بعض الكنائس إلى استغلال وسائل الإعلام في هذا الجانب. جاء في تقرير صادر عن دائرة تنصير الشعوب في الفاتيكان ما نصه: (إن للإعلام في حياة الأفريقي قوة هائلة وتأثيراً عظيماً، وحبذا لو شوشنا به على الإذاعات الأفريقية والعربية التي تذيع القرآن الكريم، وصممنا برامج للمجون والجنس والموسيقى لتذاع في هذه القارة الفقيرة).
أما المبحث الثالث فكان عن محاربة المنصرين للغة العربية وسعيهم لمنع انتشارها على اعتبار أنها لغة القرآن الكريم، وفي المقابل تشجيعهم انتشار اللهجات المحلية لتحل محل اللغة العربية، وتدوين اللغات المحلية حتى المسموع منها فقط بالحرف اللاتيني، وقد شملت الحملة على اللغة العربية معاداة اللغات التي تكتب بالحروف العربية، كاللغة السواحيلية، والتي تشكل الألفاظ العربية 30% من مفرداتها.
وجاء المبحث الرابع من هذا الفصل بعنوان: (الإغاثة واستغلال الظروف والكوارث الطبيعية)، وأشار فيه الباحث إلى استغلال الكنائس لعوز الناس في التنصير، وبخاصة في أوقات الجفاف والحروب والأزمات، والتي إذا لم توجد قامت الكنيسة باختلاقها، وهذا ما نص عليه مؤتمر كلورادو؛ إذ جاء في إحدى فقراته: (لا بد من وجود أزمات معينة ومشكلات وعوامل إعداد وتهيئة تدفع الناس أفراداً وجماعات خارج حالة التوازن التي اعتادوها، وفي غياب مثل هذه الأوضاع فلن تكون هناك تحولات كبيرة للنصرانية).
والتنصير هو باعث المنصرين لإقامة برامج إغاثية، يقول المنصر رايد: (إننا نحاول أن ننقل المسلم من محمد إلى المسيح، ونحن لا نحب المسلم لذاته، ولا لأنه أخ لنا في الإنسانية، ولولا أنَّا نريد أن ننقله إلى صفوف النصارى لما ساعدناه)، وفي هذا السياق يقول الباحث:: (وكم حفر النصارى بئراً في مناطق المسلمين الجافة، ولما لم يتنصر أحد هدموها، كما حدث ذلك في شرق السودان).
أما المبحث الخامس فتناول الباحث فيه سيطرة المنصرين على وسائل الإعلام ومؤسسات التعليم، وقد ابتدأ حديثه عن توظيف الكنيسة لوسائل الإعلام ووسائل الاتصال المتنوعة في التنصير، فذكر بأنها افتتحت محطات للإذاعة وأخرى للتلفاز خاصة بها، وأنشأت مراكز للتدريب الإعلامي والإذاعي، إضافة إلى استئجارها ساعات بث في المحطات الحكومية، وأسست عدداً كبيراً من الصحف والمجلات الدورية والنشرات، كما أنشأت العديد من دور النشر والمكتبات والتسجيلات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم عرج الباحث على سيطرة المنصرين على مؤسسات التعليم، ونقل عن الكاردينال تامكو أحد زعماء حركة التنصير في أفريقيا قوله: (إذا أردتم لأفريقيا النصرانية ديناً لها فسيطروا على التعليم ودور الثقافة والنشر وإنشاء المدارس الخاصة والعامة، وافتحوا الباب أمام المسلم الفقير لتجعلوه يعرف فضل المسيحية عليه، وفي نهاية الأمر سيكون نصرانياً أو يفكر بتفكير النصارى ويتعامل مع دينه انطلاقاً من الحقائق المسيحية؛ فلا يصدق عليه كلمة أنه مسلم وإن لم يمر بالتعميد).
وفي كينيا تمكنت الإرساليات التنصيرية من السيطرة على مؤسسات التعليم بشكل كبير، وتشير الدراسات إلى أن 95% من مؤسسات التعليم تقع تحت إشراف الكنائس والبعثات التنصيرية، ولذا فقد كان التعليم أنجح أسلوب اتخذته الكنيسة للتنصير، سواء أكان ذلك من خلال مدارس التعليم العام في الأحراش والمدن، أم من خلال التعليم الجامعي؛ إذ ـ بالإضافة إلى الأقسام الدينية التابعة للجامعات الوطنية الثلاث ـ وصل عدد الجامعات التي تؤهل الطلاب في الدراسات اللاهوتية إلى أكثر من 12 جامعة ومعهداً من خلال مراكز التدريب المهني المنتشرة بكثرة في البلد.
وفي المبحث السادس تناول فيه الباحث أساليب تنصيرية أخرى غير مباشرة، من مثل:
1) الحوار، الذي يهدف المنصرون من رفع لوائه إلى تغيير الشكل القسري للتنصير إلى نمط جديد قائم على المعايشة ومستند على الحوار؛ لتتم عملية التنصير بأقل تكلفة وبأقل قدر من المقاومة، يقول كليمون واصفاً حوار المنصرين: (إن هذا الحوار عبارة عن عملية تغليف لحبة قديمة كانوا يفرضونها قهراً على الشعوب فيما مضى).
2) عرض النصرانية في ثياب إسلامية، أو على حد تعبير د. ستانلي: (البحث عن بعض التقاليد والصيغ الإسلامية التي يمكن استخدامها بمحتوى نصراني)، بحيث يكون الشكل إسلامياً والمحتوى نصرانياً، ومن ذلك إنشاء مساجد تسمى المساجد العيسوية، وتسمية المتنصرين بأسماء إسلامية ومحاكاة الأناشيد الإسلامية ومجالس الذكر الصوفي، ونحو ذلك.
3) تشويه الإسلام وإلصاق الافتراءات به، من مثل إلصاق تهمة الرق به بينما جاءت الكنيسة لتخلصهم. يقول الرئيس الكيني السابق مهاجماً الإسلام: (إن المسلمين يكرهون غيرهم، وإن الإسلام كان وراء تجارة العبيد)، متناسين مَنْ وراء المجيء بملايين السود إلى أمريكا وأوروبا، ومن وراء الاضطهاد والتمييز العنصري الذي ما زال يعاني من آثاره الإنسان الأسود في أوروبا وأمريكا إلى اليوم.
4) التخويف من انتشار الصحوة الإسلامية، وفي ذلك يؤكد رئيس الكنيسة الإنجلكانية في كينيا على أن الأصولية الإسلامية تشكل تهديداً لوجود الكنيسة ونموها في كينيا، وفي القارة كلها، وأن المسلمين ينفقون ملايين الدولارات البترولية لتحويل المسيحيين إلى الإسلام، ويقول سكرتير عام المؤتمر الأفريقي للكنائس: (إنه في حين تدرك الكنيسة الأفريقية تطور المسيحية في القارة؛ فإن عليها أن تعالج الأصولية الدينية)، ويقول الأرشيبيشوب نوتو: (الموضوع الحقيقي أن الأصولية الإسلامية كمسألة تحد).
5) إعداد الزعماء والقادة، وفي هذا الإطار يقول سارتر - أحد دهاقنة التنصير في مقدمته التي صدر بها كتاب المعذبون في الأرض للمفكر الأفريقي فرانس فانون، موضحاً أسلوب صناعة الغرب للزعماء ما نصه: (كنا نحضر رؤساء القبائل وأولاد الأشراف والأثرياء من أفريقيا وآسيا ونطوف بهم بضعة أيام في أمستردام ولندن والنرويج وبلجيكا وباريس، فتتغير ملابسهم، ويلتقطون بعض أنماط العلاقات الاجتماعية الجديدة، ويتعلمون منا طريقة جديدة في الرواح والغدو، ويتعلمون لغاتنا، وأساليب رقصاتنا وركوب سياراتنا ـ إلى أن يقول ـ: وكنا ندبر لبعضهم زيجات أوروبية ثم نلقنهم أسلوب الحياة الغربية، كنا نضع في أعماق قلوبهم الرغبة في أوروبا ثم نرسلهم إلى بلادهم، وأي بلاد! بلاد كانت أبوابها مغلقة في وجوهنا، ولن نجد منفذا إليها، كنا بالنسبة لهم رجساً ونجساً، لكن منذ أن أرسلنا المفكرين الذين صنعناهم إلى بلادهم كنا نصيح في أمستردام، أو برلين، أو باريس: (الإخاء البشري)، فيرتد رجع أصواتنا من أقاصي إفريقيا، أو الشرق الأوسط، أو شمالي إفريقيا، كنا نقول: ليحل المذهب الإنساني - أو دين الإنسانية - محل الأديان المختلفة، وكانوا يرددون أصواتنا هذه من أفواههم، وحين
(يُتْبَعُ)
(/)
نصمت يصمتون، إلا أننا كنا واثقين من أن هؤلاء المفكرين لا يملكون كلمة واحدة يقولونها غير ما وضعنا في أفواههم).
6) دراسة المجتمعات؛ بغرض تحديد أفضل المداخل والطرق لممارسة العمل التنصيري في تلك المجتمعات، من خلال استغلال نقاط الضعف فيها.
أما الفصل الرابع فقد جاء بعنوان: (كيفية مواجهة أساليب المنصرين والجهود المبذولة في ذلك). وقد اشتمل على أربعة مباحث:
أولها: تناول (جهود الهيئات والمنظمات الإسلامية الخارجية)، التي تمارس العديد من المناشط التعليمية والدعوية والإغاثية في كينيا، تمكنت من خلالها ـ رغم محدودية الإمكانات والجهود ـ من الإسهام بصورة ملحوظة في تحسين أوضاع المسلمين، كما شدت من أزر المؤسسات الإسلامية المحلية القائمة، وبرز عبرها نوع من المنافسة لجهود المنصرين، كما ساهمت في حماية المسلمين وتحصينهم من هجمات المنصرين.
ثم ختم الباحث مبحثه بالإشارة إلا أن بوابة نضج الجهود وقدرتها على المنافسة تتمثل بتنويع الجهود وتحقيق التكامل بينها، وبالتوسع في الاعتماد على أبناء القارة في حمل لواء العلم والدعوة، والعناية بتأهيل العاملين في حقول التعليم والدعوة والإغاثة، وتوفير متطلبات العمل المؤسسي، ونحو ذلك.
أما المبحث الثاني فقد تناول فيه الباحث (جهود المنظمات والهيئات والمؤسسات الإسلامية الداخلية)، وابتدأه بتوطئة أشار فيها إلى أنه على الرغم من أن المسلمين يمثلون أكبر تجمع ديني في كينيا 35% من السكان، إلا أن توزعهم في مناطق الدولة أفقدهم التأثير في مجريات الأمور وأحداثها في البلاد، واستشعاراً لهذا الخطر تمت المبادرة إلى تكوين روابط مختلفة تهدف إلى الرقي بواقع المسلمين داخل الدولة حتى أصبحت بكثرتها (52 جمعية ومؤسسة) واحدة من المشكلات التي تواجه المسلمين في كينيا، إذ بدلاً من أن توحد الجهود شتتتها وصار معظمها غير نشيط، وعامة مناشطها في حقول التعليم والدعوة، وبعض المناشط الاجتماعية كالمستوصفات ودور الأيتام ومساعدة المعوزين ونحو ذلك من البرامج والأنشطة التي أسهمت في الحفاظ على هوية المسلمين من الضياع.
وتحدث المبحث الثالث عن الجهود الفردية للعلماء والدعاة، الذين كان لهم أثر ظاهر في انتشار الدعوة الإسلامية في كينيا، ومقارعة المنصرين والتيارات المنحرفة كالقاديانية والرافضة وغلاة الصوفية ونحوها.
وقد كان من ثمار تلك الجهود المباركة ازدياد وعي المسلمين بما يجري من أحداث، ومطالبتهم بحقوقهم ولجوئهم إلى المحاكم حين وقوع ضيم حسي أو معنوي من النصارى عليهم، وهذا كما يقول الباحث مما يبشر بخير كثير.
وجاء المبحث الرابع بعنوان: (الجهود المقترحة في مواجهة الغزو النصراني الحقيقي الذي تعرضت له كينيا والمسلمون فيها)، وأشار الباحث في تمهيده لهذا المبحث إلى العوامل التي ساعدت على هيمنة هذا الغزو، فذكر منها: استثمار المنصرين للكوارث والأزمات، واعتماد ضَعَفَة المسلمين ـ بل وغيرهم ـ على الهيئات التنصيرية في مجال التعليم والصحة ودور الأيتام والعجزة، ووجود مئات المنصرين المدربين؛ يقابله ضعف في جهود المسلمين وإمكاناتهم مقارنة بإمكانات المنصرين.
ثم عرج على الجوانب التي يرى فيها حلاً لمواجهة خطر التنصير، فذكر من ذلك:
1) التحصين الذاتي، حتى لا تجد دعوات المنصرين فراغاً روحياً وضعفاً عقدياً لدى المسلمين يمكنها من التغلغل في أوساطهم، ويشير الباحث إلى أن نجاحات المنصرين الكبيرة كانت في أوساط الوثنيين، أما أعداد من تنصر من المسلمين فكان محدوداً، لكن أثر المنصرين الكبير عليهم تمثل في إغراقهم في بحور الشهوات، وإزالة عقيدة الولاء والبراء من نفوس كثير منهم تجاه النصارى، مما يحتم على المصلحين سرعة المبادرة برفع شعار: (التربية أولاً)، حتى لا ينخدع الشباب المسلم أو تنطلي عليهم أفكار القوم المسمومة.
2) إعادة التخطيط للدعوة الإسلامية، والعمل على تطوير وسائل الدعوة وأساليبها بما يتوافق مع تحديات المرحلة، وما نعيشه في عصرنا من تطورات؛ إذ لا بد من الاهتمام ـ إضافة إلى العناية بتعليم الإسلام ـ بالحاجات المرتبطة بالنهضة بالمجتمع الكيني الكبير حتى يتمكن المسلمون من تبوُّء مكانهم الطبيعي في البلاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
4) عدم الانسياق وراء ردود الفعل؛ إذ يقوم النصارى بأعمال استفزازية، تغضب المسلمين وتجرح مشاعرهم، فيقومون بردة فعل معاكسة نابعة من العاطفة، وغالباً ما تكون غير مدروسة؛ لأن تحكم المسلمين بأفعالهم يفقد المنصرين زمام المبادرة، والقدرة على توجيه المسلمين الوجهة التي يريدونها.
5) تعاون الدول والشعوب الإسلامية، حتى يتم إحباط المخطط الغربي في عزل مسلمي كينيا عن إخوانهم المسلمين في المناطق الأخرى من العالم، وحتى يتم الرفع من قدرات المسلمين هناك في ظل معركة غير متكافئة بين المسلمين والمنصرين من حيث الإمكانات.
6) نقد وإظهار بطلان عقائد النصارى، والتي شابها التبديل والتحريف في إطار موضوعي يعرِّي عقائد القوم وما هم عليه من زيغ، ويظهر محاسن الإسلام، وينقض الشبه التي يثيرها المنصرون حوله، مما سيمكن من نقل المعركة إلى داخل معسكر المنصرين وإشغالهم بأنفسهم، وأشار الباحث في هذا الجانب إلى إمكانية الاستفادة من الدراسات الموضوعية لشخصيات نصرانية في القديم والحديث توصلت من خلال البحث العلمي المتجرد إلى بطلان عقائد النصارى المحرفة، ووجود تحريف متعمد للكتاب المقدس، وتناقضات صارخة بين نُسَخِه.
7) الاهتمام بالدراسات التنصيرية، من خلال إنشاء مؤسسات ومراكز متخصصة ومستقلة تهتم بتلك الدراسات، لتمكِّن الدعاة والمصلحين من وضع خطط فعالة لمواجهة الغزو التنصيري. ثم يذكر الباحث أنه لا أقل ـ في حال ضعف الإمكانات ـ من أن تقوم المؤسسات العاملة في الساحة بإنشاء وحدة داخلها تهتم بهذا الجانب.
8) تنشيط مشروعات البر الخيرية، لأن مواسم الجفاف وأوقات الأزمات، ومراحل الضعف هي مدخل المنصرين للتأثير على المسلمين، مما يحتم على أهل اليسار من المسلمين في كينيا وخارجها سرعة المبادرة إلى دفع شبح التنصير عن إخوانهم.
واختتم الباحث دراسته القيمة بخاتمة موجزة تضمنت أهم نتائج البحث، والتي تمثلت بـ:
- ارتباط دخول النصرانية الأخير إلى أفريقيا بما يسمى بحركة الكشوف الجغرافية.
- تقوي وجود المنصرين في أفريقيا بدخول قوى الاحتلال الأوروبي فيها، والتي فتحت الأبواب أمام المنصرين على مصراعيها.
- التقاء جهود الاحتلال الأوروبي مع أهداف المنصرين في محاربة الإسلام وحضارته وثقافته العربية، والتي كانت سائدة في المنطقة لعدة قرون.
- استغلال مؤسسات التنصير لحالات الجفاف والفقر التي يعاني منها كثير من المسلمين لتقدم لهم خدماتها وسط إقامة طقوسها وبرامجها التنصيرية.
- أن الجهد التنصيري ما زال حاضراً بقوة في كينيا، وتدعمه مؤسسات قوية وإمكانات ضخمة.
- أنه لا يمكن درء خطر التنصير إلا بتكثيف الجهود الدعوية من قِبَل المسلمين، لا سيما والإسلام يحظى بنور الحق الذي يحمله بقبول سريع في أوساط الأفارقة متى وجد من يقدمه لهم بطريقة مناسبة مع بعض الاحتياجات الضرورية التي لا تجعلهم يلتفتون إلى المؤسسات الكنسية.
وبعد:
فقد كان ما سبق عرضاً لأهم ما جاء في هذه الأطروحة القيمة، والتي سطرها صاحبها بشعور بين بالمسؤولية الدعوية من خلال رؤية منهجية واضحة، مدعمة بنقولات قيمة عن أساطير التنصير وبدراسة ميدانية تعري الصورة الحسنة التي تريد أن تظهر الكنيسة بها نفسها أمام الإنسان الأفريقي فائق البساطة، وفي الظن أن الرسالة ستكون أكثر حسناً لو ركز فيها أكثر على الجانب التحليلي، واعتنى بصورة أفضل بجانبي الصياغة اللغوية وتبويب الرسالة.
نسأل الله ـ عز وجل ـ أن يوفق الباحث لإخراج أطروحته للنور قريباً لتكون إضافة جليلة للمكتبة الدعوية، وأن يتشجع عدد من أبناء القارة الأفريقية لتقديم العديد من الدراسات العميقة المجلية لحقيقة الجهد التنصيري والاحتلال الغربي ونهبه البشع لخيرات القارة وإمكاناتها غير المحدودة؛ إنه على كل شيء قدير.
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 07:09]ـ
أخانا خباب، هلا شاركت فى منتدى الجامع و هو الأول فى مقارنة الأديان على الشبكة.
www.aljame3.net/ib
و جزاكم الله خيرا على المقال الرائع.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:07]ـ
أخي الكريم أبو عبد الله البيلى
تشرفت بدعوتكم جزاكم الله خيرا
ـ[ياسين دسوقي]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 10:34]ـ
الاخ/ الفاضل خباب
السلام عليكم ورحمة الله
هذه رسالة قيمة اريد الرسالة كاملة اين اجدها على النت واذا لم تكن موجودة فهل تتكرم علينا بانزالها
ولك جزيل الشكر
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 12:33]ـ
المصيبة فينا نحن المسلمين لقد تركنا ديننا.
حتى قال أحدهم وهو منن دخلوا الإسلام الحمد لله أنني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين.(/)
أين الربيع في غزة؟! ..
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 12:53]ـ
أين الربيع في غزة؟! ..
سؤال أوجهه إلى نفسي وإخوتي الأعزة أهل غزة سواء وافقوني الرأي أم خالفوني، قبل أن أوجهه إلى الآخرين من أهل فلسطين أو من غيرهم، عرباً وعجماً، ومعادين أو موادِّين، أين الربيع في غزة؟!! .. أين الورود المتألقة؟! .. أين الأزهار المتفتحة؟! .. أين الحقول المخضرة؟!! .. أين الأشجار المورقة وأين الأغصان وأين الأثمار وأين الأطيار المشقشقة؟!! .. وأين الخراف الراتعة وأين جداول المياه المتدفقة؟!! .. وأين البراعمُ براعم الطفولة البريئة؟!! .. وأين الروائح العطرية الزكية؟!! .. أين الربيع في غزة؟؟؟!!! ...
لو قام أبو تمام من قبره لنسي قصيدته الرائعة:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً ... من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى ... أوائل ورد كن بالأمس نوما
وربما قال:
بكيت الربيع الطلق قد مات طاهراً ... من الحزن حتى قبل أن يتكلما
وقد أفزع الصاروخ في غسق الدجى ... براعم أطفالٍ كن بالأمس يُتَّمَا
وعلى كل حال العاقل لا يحتاج إلى الجواب على السؤال لأن الجواب معلوم، ولكن من باب التذكر والتذكير نقول:
إن الفصول أربعة في كل بلاد، إلا عندنا في غزة وفي هذا العام البئيس، الفصول الأربعة اختزلها لنا عدونا إلى فصلين: خريف وفيه الشتاء - وسماه شتاءً ساخناً - وصيف لا ربيع فيه، كيف ينبت الربيع وتورق الأشجار، وتزهو وتنضج الأثمار، والشتاء الساخن يهطل فيه المطر ساخناً ملتهباً، يقتل البذور في التراب، ويحرق النبات فوق الأرض، ويسقط الأوراق من على الأشجار،
بل ويذيب لسخونته الطين ووجه الأرض الخصب ليحل بدلاً منه المَحْل والجدب،
فتصبح الأرض جدباء بعد زهوتها و بركتها، وأما صاحب الزرع فهو يقلب كفيه، ويقطب حاجبيه، ويزم شفتيه، ويهز رأسه، ويبتلع ريقه إن وجد ريقاً يبتلعه، حزناً على أرضه وثمره وزرعه، لكنه حزنٌ لا يصاحبه يأس، وألمٌ معه أمل، فالله يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} الشرح: (5 ـ 6)، وفي موطأ مالك قال:
و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
يَذْكُرُ لَهُ جُمُوعًا مِنْ الرُّومِ وَمَا يَتَخَوَّفُ مِنْهُمْ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ مِنْ مُنْزَلِ شِدَّةٍ يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ فَرَجًا وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
فيا أيها القارئ العزيز: الله تعالى أمرنا بالصبر والمصابرة والمرابطة، وأمرنا بالتقوى أيضاً، وهذه الأوامر الربانية مرتبطة بعضها ببعض، إذ لا يتم الصبر إلا بمصابرة عدونا الأصلي وهو إبليس الذي أخرجنا من الجنة، فلا نطيعه في معصية الله عز وجل، وعدونا الفرعي الذي كفر بديننا واغتصب حقوقنا وأخرجنا من ديارنا، قال تعالى:
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الممتحنة (8،9).
ولا تتم مصابرة العدو الأصلي والفرعي ما دمنا نتشكى إلى كل من هب ودب، وبكل وسائل التشكى الإعلامية الدعائية مبتعدين عن القضية التي هي موضوع العداوة القديمة المتجددة، وننسى قول نبي الله تعالى يعقوب عليه السلام:
{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} يوسف86
فالشكوى إلى غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تقدح في حقيقة التوحيد عند من يزعم لنفسه الإيمان زعماً دون أن يقيم نفسه على الهدى، بل يتبع الهوى حيث مال به مال. وقد صدق من قال: (الشكوى إلى غير الله مذلة)، وهذه هي حقيقة المرابطة، وهي أن يتعلق القلب بالله سبحانه، وينتظر منه تفريج كربته بصدق عبادته، ورحمة خلقه، والمصابرة من الفعل (صابر) والمرابطة من الفعل (رابط) وهما على وزن (فاعل) الذي يدل على المفاعلة والمشاركة، ولا يتم الجميع إلا بالتقوى لننتصر على عدونا لأن النصر من عند الله تعالى لا من عند سواه، كما قال سبحانه: {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} آل عمران126، وقال جل وعلا: {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال10.
قارئي العزيز: أين الربيع في غزة؟! .. وهل غزة هي غير القدس أو جنين أو نابلس أو طولكرم أو .. أو .. أو .. ؟!
إن الوطن واحد، وإن الهم واحد، وإن المخرج من هذه الفتن واحد، وليس أي فرد ٍ أو جماعةٍ أو طائفةٍ أفضل من الآخرين، ربما يختلفون في الاستعدادات ولكن هم سواء في الواجبات .. فمتى يعيد كلٌ منا حساباته؟! .. ومتى يصحح كلٌ منا أخطاءه ليعود عن خطيآته؟ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 07:20]ـ
- خارج النص -
أين الربيع في غزة؟! ..
لو قام أبو تمام من قبره لنسي قصيدته الرائعة:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً ... من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى ... أوائل ورد كن بالأمس نوما
تقصد البحتري؟
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 08:09]ـ
شكراً للطف في التصويب! هو كما قلتِ أختنا الفاضلة.(/)
الشيخ صالح الحصين ينطق بالحق أمام خادم الحرمين الشريفين .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 03:38]ـ
في كلمة ضافية وقيمة ألقى معالي الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف رئيس اللقاء الوطني السابع للحوار الفكري الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين كلمة ارتجالية أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الديوان الملكي بقصر اليمامة عند استقبال الملك أعضاء الهيئة الرئاسية بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني برئاسة معاليه، حيث بين وفقه الله موضوع عمل المرأة والذي استأثر بجزء كبير من الحوار مشيراً إلى أنه يوجد اتجاهان في هذا الشأن الاتجاه الأول أن أسمى وأنبل عمل للمرأة هو عملها الأساسي في المنزل وأنها إذا عملت خارج المنزل فإن الدافع والمبرر لعملها هو الحاجة وعلى المجتمع أن يعتبر ذلك تضحية من المرأة وأن يعمل على أن يحرر المرأة من هذه الحاجة أو تقليل تأثير عملها خارج المنزل على عملها النبيل الأساسي راعية أسرة. والاتجاه الثاني يرى أن عمل المرأة ليس الدافع والمبرر له الحاجة إنما هو الاختيار بدافع محاولة تحقيق ذاتها بالعمل واستقلال إرادتها وتحررها من التبعية للرجل وتحقيقها المساواة معه.
وأفاد معالي الشيخ صالح الحصين أن العالم مر بتجربتين مهمتين تتحيزان للاتجاه الثاني الأولى منهما تجربة الثورة الشيوعية عندما أطلق لينين شعاره المشهور أن المجتمع لا يمكن أن يتقدم ونصف أفراده في المطبخ وحقق النظام مساواة المرأة بالرجل في العمل واستمرت هذه التجربة حوالي سبعين سنة عندما أنهار النظام الشيوعي وأعلن زعيم إعادة البناء أن المساواة بين الرجل والمرأة في العمل تحققت ولكن هناك عجز في مزاولة المرأة لدورها كأم وربة منزل ووظيفتها التربوية لا غنى عنها وأن كثيراً من المشاكل التي يواجهها الشباب في سلوكهم أو ثقافتهم أو في إنتاجهم يعود نتيجة لهذه السياسة في المساواة في العمل بين الرجل والمرأة.
والتجربة الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الستينات من القرن الثاني حيث الحركة النسوية التي اتخذت شعار المساواة التامة بين الرجل والمرأة ولكن بعد أربعة عقود وفي عام 2005م أجريت دراسة أظهرت أن نصف النساء من الأكثر امتيازات والأرقى تعليماً اخترن العودة إلى البيت والعمل كربات بيوت وعززت هذه الدراسة دراسات أخرى كثيرة. واستعرض معاليه عدداً من التجارب والإحصاءات وخلص إلى أن هذه التجربة أظهرت أن الإنسان عندما يحاول بطيشه وجهله أن يعارض أو يصادم قوانين الطبيعة فإنه في النهاية يهزم أمامها.
وتطرق معاليه إلى حكمة الإسلام في مسايرته لقوانين الطبيعة فهو لا يعتبر قوانين الطبيعة عدواً ويحاول أن يقهرها وإنما يعتبرها أشياء سخرها الله للاستفادة منها فمهمته أن يتناغم معها. فإذا كانت القوانين الطبيعية تحقق مساواة التكامل وليس مساواة التماثل بين الرجل والمرأة فتعترف بالفروق في الوظائف البيلوجية والفسيولوجية والسيكولوجية فكذلك الإسلام يحاول أن يتساوى مع هذه القوانين عندما رأى أن هذه التفرقة في الوظائف لها أثرها على التفرقة في الوظائف الاجتماعية عندما يقتض الأمر ذلك.
ولفت الشيخ الحصين النظر إلى أن الثقافة المعاصرة في الغالب لا تتجه هذا الاتجاه مشيراً إلى أنه في هذا الوقت أصبح العالم تحت قبضة أقوى قوة عرفها التاريخ وهي الإعلام فهو أقوى من الجيوش ومن السياسة ومن الاقتصاد فهو يغزو الفكر ويستولي على القلوب وللأسف فإن للذين يسعون في الأرض فساداً نفوذاً ظاهراً فيه.
وقال معاليه // نحن حقيقة نتمتع ونملك أسمى وأرقى نظام وهذا لا يجعلنا في حصانة من التأثر بهذا الإعلام والتأثر بثقافة العولمة التي يحملها. وعلى المربين ودعاة الإصلاح أن يوعوا الأمة إلى جوانب السمو والرقي والتقدم الحضاري في الثقافة المعاصرة وفي نفس الوقت يوعونهم بجوانب التخلف الحضاري والجاهلية المحرومة من الوحي //.
تحية للشيخ الجليل صالح الجليل على هذه الكلمة الضافية الوافية ونسأل الله أن يكثر من أمثاله.
ـ[فيصل الشهراني]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 12:36]ـ
فليحفظُ الله الشيخَ الصادقَ الصدوقَ صالح الحصين
هذا الورع الزاهد - ولا أزكيه على الله -؛ فقد قالَ كلاما مختصراً، لكنهُ - كعادته - ضمخهُ بالحكمةُ، وأشبعهُ بهاءً، وسناءً، فأرجو من الجميع قراءة الكلام بتعمن، وطول فكر، وتأمل ففيه من الخير الشئُ الكثير، وقد لخص فيه قضايا كبيرة في عبارات وجيزة خصوصاً عندما تكلم على موضوع " قهر الطبيعة ومصادمة قوانينها " فهذه مشكلةُ المشكلات عند الماديين المعاصرين شرقيهم وغربيهم، وقد فُتنَ بها - وأسفاهُ - فئامٌ من المنتسبينَ لملة الإسلام ...
جزى اللهُ الناقلَ والقائلَ كل خير.
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 01:16]ـ
أين نجد الكلمة كاملة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هبوب]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 05:56]ـ
وفقكم الله
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 01:57]ـ
في هذه العجالة أقول .. هذا العالم جبل من جبال العلم والخير في هذه البلد ومن أهل الزهد والورع نحسبه والله حسيبه ولانزكي على الله أحد .. وهو رجل ذو ثقافة واسعة جدا وعلم عظيم إلا انه يؤثر التخفي وعدم الظهور.
وهو متقن لأكثر من لغة. بل قد زاره أحد مشائخي مرة وهو في المستشفى وكان يقرأ كتابا باللغة الفرنسية .. ولعلي أذكر بعض القصص التي وقعت مع الشيخ حفظه الله فيما بعد ..
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 12:09]ـ
الأخ إبراهيم النجدي، جزأك الله خيراً وبارك الله فيك وفي الشيخ صالح الحصين، وبالمناسبة لدي قناعة مترسخة منذُ فترة طويلة وهي إن دراسة البنات بعد السنة السادسة مضيعة للوقت وغير لازمة، وأرى إن الدراسة إلى هذه السنة تكفي لتعلم القراءة والكتابة ومن اتخذ مثل القرار مبكراً خاصة في الدول التي يكون فيها التعليم مختلط يكون قد نجح بأذن لله في أغلق باب فتنة الدراسة المختلطة والعمل بعد التخرج، ولا أدري ما هو رأي المشايخ في هذا الأمر؟؟(/)
القول اليقين في الجفري عدو الدين
ـ[رافع الرايه]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال بخصوص المدعوالجفري فالذي أريده منكم يا أخواني طلبت العلم نقل فتوى واضحه في هذا الرجل مع بعض التفصيل
السؤال هو هل هذا الرجل كافر مشرك او مسلم موحد و ما حكم من يكفره بعينه؟
هل حكم بكفر الجفري احد من اهل العلم ارجو منكم ذكر العلماء الذين حكموا بكفره؟
هل يعذر ائمة الفرق المشركه (الصوفيه, الرافضه) بالجهل في الشرك خصوصا في هذا الزمان مع توفر العلم؟
إليكم بعض ما جاء على لسانه وصرح به في محاضراته ودروسه للعامة:
1 - زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه من يستغيث به، وأنه يمكن أن يغيث بجسده أيضاً.
2 - زعم أنه لا يستغرب خروج روح الولي الميت لكي تنفع من يستغيث بها.
3 - زعم أن الأساس أن الأولياء يغيثون بأرواحهم من يستغيث بهم، ولا يمنع أن يخرج جسد من قبره
4 - زعم أن من الأولياء من فوضهم الله في إدارة أمور الكون، وأن عندهم إذن مسبق في التصرف في الكون، وأنهم يقدرون على الرزق والإحياء والإماتة (بإذن الله)
5 - زعم أن كرامات الأولياء لا حد لها إلا في مسالتين: أن ينزل عليه كتاب من الله، وأن يخلق طفلاً من غير أب.
6 - زعم أن من الأولياء من يجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم يقظة.
بارك الله لكم في علمكم و نفع بكم الاسلام و المسلمين وجزاكم الله عنا كل خير
ـ[الهاشمي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 09:11]ـ
الأخ: رافع الراية
إليك فتوى فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في الضال المضل القبوري المدعو: علي زين العابدين الجفري:
............. وهاكم السؤال والإجابة ............... :
سئل فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى عن الجفري هذا السؤال:
خرج رجل في إحدى القنوات الفضائية يسمى الجفري ويدعي أنه صوفي معتدل!!!!!!!!!!!!!!!! ويلمز هيئة كبار العلماء وأنه ...
فأجاب الشيخ مقاطعاً وبسرعة:
صوفي منحرف ماهو معتدل؛ صوفي منحرف قبوري والعياذ بالله؛ صوفي منحرف ماهو معتدل؛ قبوري والعياذ بالله ......
ـ[البريك]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 11:25]ـ
هذه ردة فعل وليست فتوى .. !!
نريد تأصيلا علميا نزيها حتى نتخذ موقفا واضحا من الشخص ..
والله المستعان.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 11:29]ـ
هذه ردة فعل وليست فتوى .. !!
نريد تأصيلا علميا نزيها حتى نتخذ موقفا واضحا من الشخص ..
والله المستعان.
غريب أمرك!
ما هذا الكلام؟!
لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو السها]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 08:54]ـ
فتوى الشيخ محمد صالح المنجد في الجفري , من موقع الاسلام سؤال وجواب
من هو الجفري؟ وما هي عقيدته؟ وكيف نعرف أئمة الهدى؟
سؤال:
دائماً أستمع إلى الشيخ ” الجفري ”، ولكن قرأت في أحد المواقع أنه صوفي لا يجب الاستماع له، فهل هذا صحيح؟ أنيرونا، وكيف لنا أن نميز المشايخ من هم على طريق السلف الصالح أم لا؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
الجفري هو: علي بن عبد الرحمن بن علي بن محمد الجفري، وُلد في المملكة العربية السعودية، وفي ” جُدَّة ” تحديداً، في عام 1391هـ الموافق 1971م، وهو يحمل الجنسية اليمنية.
ومن أبرز مشايخه: عبد القادر أحمد السقاف، وأحمد بن طه الحداد، وأبو بكر العطاس بن عبد الله الحبشي، ومحمد علوي مالكي، وكل هؤلاء من الصوفية، وهم من أبناء ” حضرموت ” في أصلهم، والأخير منهم هو من أبرز دعاة التصوف البدعي في زمننا هذا، وله كتب في ذلك، وقد ردَّ عليه بعض أئمة أهل السنَّة كالشيخين عبد العزيز بن باز، وحمود التويجري رحمهما الله، وقد صدرت في حقه فتاوى متعددة في زندقته، وقبوريته، وقد توفي في رمضان عام 1425 هـ.
ويدرِّس في ” دار المصطفى ” في منطقة ” تريم ” في اليمن، وهذه المدرسة من الأربطة الصوفية التي تدرِّس التصوف، ويفد إليها كثير من المسلمين من داخل اليمن، ومن خارجه.
وهو متزوج، وله 2 من الأبناء و 3 من البنات.
ويعرِّف نفسه فيقول: ” سنِّي! وعلى المعتقد الأشعري! والمذهب الشافعي، محب للتصوف في مسلكي! ”.
(يُتْبَعُ)
(/)