} البقرة133
{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} البقرة132
و معلوم عند كل مسلم يعلم حقيقة الإسلام أن إبراهيم عليه السلام يوصي بأن يموتوا على الإستسلام لله تعالى لا الموت على مجرد الاسم فإن إبراهيم عليه السلام يتبرأ ممن وقع في الشرك {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} الممتحنة4
{وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} البقرة135
{قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آل عمران95
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} النساء125
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام161
{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} النحل123
فملة إبراهيم عليه السلام هي اجتناب الشرك فمن لم يجتنب الشرك لا يكون أبدا على ملة إبراهيم عليه السلام و إخوان المشركين يقولون من وقع في الشرك و عبادة غير الله و ظل منتسبا للإسلام لا زال على ملة إبراهيم و هذا من أعظم الجهل بملة إبراهيم عليه السلام و لو كانوا يعلمون بأن ملة إبراهيم عليه السلام لا تتحقق إلا باجتناب الشرك لحكموا على من وقع في الشرك بالخروج من الإسلام و لكنهم لجهلهم بهذه الملة جعلوا المشرك الذي خالف ملة إبراهيم عليه السلام مسلما مع عدم تحقيقه للملة.
و قال تعالى (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) سورة الأنعام.
و قال تعالى {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} الحجر2 و ليس المقصود هنا أنهم يريدون فقط الإنتساب المجرد للإسلام من غير حقيقة بل المقصود هو طلبهم أن يكونوا مستسلمين لله تعالى استسلاما تاما حتى يخرجوا من النار فإن المنافقين بإجماع المسلمين ظاهرا ينتسبون للإسلام و مع ذلك نص الله تعالى في كتابه أنهم من أهل الدرك الأسفل من النار فلم ينفعهم انتسابهم للإسلام {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} النساء145.
و قوله تعالى {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الأحزاب35
(يُتْبَعُ)
(/)
يلزم من يقول بأن من وقع في الشرك و هو ينتسب للإسلام أن الله تعالى يغفر له و الأمة مجمعة على أن من مات على الشرك و لم يتب منه أنه لا يغفر له {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} النساء48
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء116
و يلزم كذلك أن كل الصفات التي ذكرها الله تعالى كالمؤمنين و القانتين و الصادقين و غيرها من الصفات التي ذكرها الله تعالى في هذه الآية أنها تثبت بمجرد الإنتساب فمن لم يحقق الإيمان فوقع في الربا و الزنا و شرب الخمر و يقول أنه مؤمن كامل الإيمان أنه يدخل في هذه الآية و أنه بمجرد قوله تثبت له صفة الإيمان.
و كذلك من قال بأنه قانت و خاشع و متصدق و صائم و يحفظ فرجه و يذكر الله كثيرا أنه بمجرد قوله هذا يحكم عليه بمجرد قوله مع عدم تحقق هذه الصفات فإن قال لا يحكم له قيل لم فرقت بين الإسلام و بين غيره فكما أن من لم يحقق الإيمان و التصدق و الخشوع و غيرها من الصفات لا يجوز تسميته بما لم يحققه كذلك من لم يحقق الإستسلام لله تعالى لا يجوز تسميته مسلما لأنه لا توجد به حقيقة الإسلام.
و قال تعالى {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} الحج78
أي الزموا ملة أبيكم إبراهيم عليه السلام و ملة إبراهيم عليه السلام هي اجتناب الشرك و المشركين و ليس المقصود سماكم المسلمين مجرد الاسم فإن ملة إبراهيم لا تكون ملة إبراهيم عليه السلام إلا باجتناب الشرك فمن جهل من وقع في الشرك مسلما و أنه يدخل في هذه الآية و أن إبراهيم عليه السلام يقصد بهذا حتى من يقع في الشرك و عبادة غير الله كما يقوله إخوان المشركين فهذا لم يعرف حقيقة هذه الملة التي خلق الله الخلق لها.
و قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل عمران64
فالإسلام لا يتحقق إلا بالبراءة من عبادة غير الله و البراءة ممن نصب نفسه ربا و معبودا من دون الله كالحكام و علماء السوء فمن علم حالهم و لم يتبرأ من الطواغيت فإنه ليس بمسلم و أن الإسلام لا يتحقق إلا بالبراءة من كل طاغوت نعلم حاله فمن علمنا حاله و لم نتبرأ منه لا يتحقق لنا بهذ الإسلام.
أما كلام الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد فهو موافق لما قررناه من أن من لم يكفر من لم يكفر المشركين إذا كان مجتنبا للشرك متبرأ من المشركين أنه إذا كان مثله لا يعذر حكمنا بكفره و إن كان مثله يعذر لم نكفره فالشيخ رحمه الله كلامه في حكم الكفر على من لم يكفر ذكر مسائل لا يخالف عالم بأن الجهل بها عذر لمن كان ناشئ في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام كقول بأن الزنا حلال أو الجهل بنبي من الأنبياء مذكور في القرآن قال رحمه الله (أو أنكر نبوة أحد من الأنبياء الذين سماهم الله في كتابه، أو قال الزنى حلال، أو نحو ذلك، فلا أظن يتوقف في كفر هؤلاء وأمثالهم، إلا من يكابر و يعاند.).
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن قال بأن الخمر أو الزنا أو الربا حلال و كان حديث عهد بإسلام أو ناشئ في بادية بعيدة لا يكفر قال شيخ الإسلام رحمه الله (و الأصل الثاني: أن المقالة تكون كفرًا، كجحد وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، وتحليل الزنا والخمر والميسر ونكاح ذوات المحارم، ثم القائل بها قد يكون بحيث لم يبلغه الخطاب، وكذا لا يكفر به جاحده، كمن هو حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه شرائع الإسلام، فهذا لا يحكم بكفره بجحد شيء مما أنزل على الرسول إذا لم يعلم أنه أنزل على الرسول، ومقالات الجهمية هي من هذا النوع؛ فإنها جحد لما هو الرب تعالى عليه، ولما أنزل الله على رسوله.).
و مقصود الشيخ عبد الله أن من توقف في كفر من قال بأنه الزنا حلال و كانت الحجة مقامة عليه أما من توقف في تكفير من كان ناشئ في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام فهذا لا يقصده الشيخ عبد الله و هذا لا نخالف فيه الشيخ لذا نقل الشيخ رحمه الله الإجماع القطعي على كفر من لم يكفر مثل هذا (فإن كابر و عاند، و قال: لا يضر شيء من ذلك، و لا يكفر به من أتى بالشهادتين، فلا شك في كفره، و لا كفر من شك في كفره، لأنه بقوله هذا مكذب لله و لرسوله، و لإجماع المسلمين؛ و الأدلة على ذلك ظاهرة بالكتاب والسنة و الإجماع.).
و قال (و من شك في كفره فهو كافر، لأن قائل هذا القول مكذب لله و رسوله، و إجماع المسلمين كما قدمنا، و نصوص الكتاب و السنة في ذلك كثيرة، مع الإجماع القطعي، الذي لا يستريب فيه من له أدنى نظر في كلام العلماء).
فتكفيرنا للثالث لأنه رد الخبر بوجوب تكفير من لم يتبرأ من المشركين فهو مكذب لله تعالى بوجوب البراءة ممن لم يتبرأ من المشركين فلو جهل هذا الأصل و كان ناشئ في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام و كان مجتنب للشرك متبرأ من المشركين و جهل هذه المسألة لا نكفره حتى تقام عليه الحجة فكلام الشيخ عبد الله من جهة التأصيل صحيح و نقول به.
و هذه المسألة التي ذكرها الشيخ عبد الله غير مسألة البراءة من المشركين لأن البراءة من المشركين هي من حقيقة لا إله إلا الله فمن لم يتبرأ من المشركين لم يعرف لا إله إلا الله فلابد للمسلم أن يعرف أن أصل دين الإسلام هو عبادة الله و اجتناب عبادة الطاغوت فمن لم يعلم أن هذا أصل دين الإسلام و أن المرء لا يكون مسلما إلا بتحقيقه لم يعرف حقيقة لا إله إلا الله و هذا ما وقع فيه إخوان المشركين فإنهم جهلوا أن أصل دين الإسلام هو عبادة الله و اجتناب عبادة غير الله فحكموا على المشركين بالإسلام مع علمهم بأنهم يقعون في الشرك فدل حكمهم عليهم بالإسلام مع علمهم بأنهم يقعون في الشرك بأن إخلاص العبادة لله تعالى عندهم ليس من أصل دين الإسلام لأنهم يعذرون من لم يخلص العبادة و يحكمون بإسلامه فجمعوا بين النقيضين بين الشرك و الإسلام فهو مشرك مسلم عندهم مشرك بفعله مسلم بقوله.
و أما قوله أن كلام العلماء يستدل له لا يستدل به كلام صحيح و لكن الشيخ عبد الله رحمه الله ذكر الإجماع القطعي و ذكر أن هذا الدليل عليه من الكتاب و السنة و كلام الشيخ صحيح فإن من توقف في كفرمن عبد غير الله أو كفرمن حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه أو توقف في كفر من أنكر البعث أو شك فيه مع علمه بأنه يقوله أو يفعله و أن الحجة مقامة عليه من توقف في كفره فهو كافر و لا أعرف ما هو وجه الإنكار على الشيخ فهذه المسألة صغار طلبة العلم ممن له إطلاع على كلام أهل العلم يعرف هذه المسألة و لكن هو التعالم المقيت الذي يودي ببعضهم تقحم أمور لا يحسنها فيضحك عليه الناس.
فأنا لم أقل بأن تكفير الثالث من أصل دين الإسلام و أن من لم يكفر الثالث يكفر على كل حال حتى لو كان جاهلا إنما قلت أن أصل دين الإسلام هو البراءة من الشرك و المشركين و أن من لم يجتنب الشرك ليس بمسلم حتى لو كان جاهلا و لم تقم عليه الحجة و كذلك من اجتنب الشرك لكنه جعل المشركين إخوانه في الإسلام مع علمه بأنهم يقعون في الشرك فهذا كذلك لم يحقق أصل دين الإسلام حتى لو كان جاهلا و لم تقم عليه الحجة و قد ذكرت دلائل هذه الأصول من الكتاب و السنة و الإجماع في ردود سابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيلزم هذا الجاهل أن من من توقف في الثالث لا يكفر على كل حال حتى لو أقيمت عليه الحجة فإن قال أنه يكفر إذا أقيمت عليه قيل إذا ما وجه الإنكار على الشيخ و ذكر أن كلامه لا يحتج به إذا كان صحيحا عندك و هذا ما نعتقده و ندين الله به أن تكفير الثالث لا يكون إلا بعد إقامة الحجة إذا كان مثله يعذر أما إن كان مثله لا يعذر فإنه يكفر و لا يشترط إقامة الحجة عليه.
ثم يقال أن كلام الشيخ عبد الله لو عملنا به اليوم على أصل إخوان المشركين فإنه يلزمهم تكفير من يتوقف في البراءة من المشركين و تكفيرهم فإنه نصوص الكتاب و السنة متواترة ظاهرة بأن من وقع في الشرك أنه كافر و الأمة مجمعة على هذا و هؤلاء إخوان المشركين يعرفون هذا و يقرؤونه ليل نهار وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [سورة المؤمنون آية: 117]، فكفره بدعاء غيره تعالى.
وقال تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس آية: 106]، وقال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} [سورة الرعد آية: 14].
و غيرها كثير في كتابه و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أهل العلم يذكرون في كتب الفقه أحكام الردة و المرتد و يذكرون في أولها الشرك و عبادة غير الله و البراءة من المشركين و تكفيرهم أعظم وجوبا من الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم فإن وجوب البراءة من المشركين و تكفيرهم هو دين الأنبياء جميعا قال شيخ الإسلام (فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام، و كفروا من يفعل ذلك، و أن المؤمن لا يكون مؤمنا حتى يتبرأ من عبادة الأصنام، و كل معبود سوى الله، كما قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
وقال الخليل: {قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 75: 77]، وقال الخليل لأَبيِهِ وقومه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 26، 27]، وقال الخليل ـ وهو إمام الحنفاء الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب واتفق أهل الملل على تعظيمه لقوله -: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 78، 79].
وهذا أكثر وأظهر، عند أهل الملل من اليهود، والنصارى ـ فضلا عن المسلمين ـ من أن يحتاج أن يستشهد عليه بنص خاص،).
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في شرحه لرسالة الشيخ محمد أصل الدين و قاعدته أمران (ثم قال رحمه الله تعالى: والمخالف في ذلك أنواع، فأشدهم مخالفة، من خالف في الجميع، فقبل الشرك واعتقده دينا، وأنكر التوحيد، واعتقده باطلا، كما هو حال الأكثر، وسببه: الجهل بما دل عليه الكتاب والسنة، من معرفة التوحيد، وما ينافيه من الشرك، والتنديد، واتباع الأهواء، وماعليه الآباء، كحال من قبلهم من أمثالهم، من أعداء الرسل، فرموا أهل التوحيد، بالكذب، والزور، والبهتان، والفجور؛ وحجتهم (بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ([الشعراء: 74].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا النوع من الناس، والذي بعده، قد ناقضوا مادلت عليه كلمة الإخلاص، وما وضعت له، وما تضمنته من الدين، الذي لا يقبل الله دينا سواه، وهو دين الإسلام، الذي بعث الله به جميع أنبيائه، ورسله، واتفقت دعوتهم عليه، كما لا يخفى فيما قص الله عنهم في كتابه.).
و قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (و أما تكفير من أجاز دعاء غير الله، والتوكل على سواه، واتخاذ الوسائط بين العباد وبين الله في قضاء حاجاتهم، وتفريج كرباتهم، وإغاثة لهفاتهم، وغير ذلك من أنواع عباداتهم،
فكلامهم فيه، وفي تكفير من فعله أكثر من أن يحاط به ويختصر; وقد حكى الإجماع عليه غير واحد ممن يقتدى به، ويرجع إليه من مشايخ الإسلام وأئمته الكرام.
ونحن قد جرينا على سنتهم في ذلك، وسلكنا مناهجهم فيما هنالك، لم نكفر أحدا إلا من كفره الله ورسوله، وتواترت نصوص أهل العلم على تكفيره، ممن أشرك بالله وعدل به سواه ; أو عطل صفات كماله، ونعوت جلاله، أو زعم أن لأرواح المشايخ والصالحين تصرفا وتدبيرا مع الله؛ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.).
فهذا المسألة من أصول الإسلام العظام أي تكفير المشركين فالأمة مجمعة على تكفير من لم يكفر المشركين و أصول الإسلام العظام يكفي وجود القرآن في إقامة الحجة على من خالفها فمن بلغه وجوب تكفير المشركين فأصر و لم يكفرهم هذا ليس بمسلم و هذا هو حال أكثر المنتسبين للعلم اليوم فإنهم لا يحكمون على من وقع في الشرك الأكبر بأنه مشرك خارج من الإسلام و هم يقرؤون كتاب الله و كلام أهل العلم في وجوب تكفير المشركين و أن من نواقض الإسلام الحكم على المشرك بالإسلام فإن قيل أنهم متأولون قيل أن التأول ليس بعذر هنا و إلا للزم أننا لا نكفر إلا المعاند قال الشيخ حمد بن معمر رحمه الله (إن الله تعالى أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل،
فكل من بلغه القرآن ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قامت عليه الحجة قال الله تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [سورة الأنعام آية: 19]، وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء آية: 15].
وقد أجمع العلماء على أن من بلغته دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم أن حجة الله قائمة عليه. ومعلوم بالاضطرار من الدين: أن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب ليعبد وحده ولا يشرك معه غيره، فلا يدعى إلا هو، ولا يذبح إلا له، ولا ينذر إلا له، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يخاف خوف السر إلا منه.
والقرآن مملوء من هذا، قال الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن آية: 18]، وقال: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} [سورة الرعد آية: 14]، وقال: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} [سورة يونس آية: 106]، وقال: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر آية: 2]، وقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة المائدة آية: 23]، وقال: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [سورة هود آية: 123]، وقال: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [سورة البقرة آية: 40]، وقال: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران آية: 175]، وقال: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [سورة التوبة آية: 18]، والآيات الواردة في هذا المعنى كثيرة
والله تعالى: لا يعذب خلقه إلا بعد الإعذار إليهم، فأرسل رسله وأنزل كتبه، لئلا يقولوا: {لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة القصص آية: 47]، وقال: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [سورة طه آية: 134].
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل من بلغه القرآن فليس بمعذور؛ فإن الأصول الكبار، التي هي أصل دين الإسلام، قد بينها الله تعالى في كتابه، وأوضحها وأقام بها حجته على عباده. وليس المراد بقيام الحجة أن يفهمها الإنسان فهما جليا، كما يفهمها من هداه الله ووفقه، وانقاد لأمره; فإن الكفار قد قامت عليهم الحجة من الله تعالى، مع إخباره بأنه جعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوا كلامه، فقال: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً} [سورة الأنعام آية: 25].
وقال: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً} [سورة فصلت آية: 44]، وقال تعالى: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأعراف آية: 30]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاًالَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: 103 - 104].
والآيات في هذا المعنى كثيرة؛ يخبر سبحانه أنهم لم يفهموا القرآن ولم يفقهوه، وأنه عاقبهم بالأكنة على قلوبهم، والوقر في آذانهم، وأنه ختم على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم؛ فلم يعذرهم مع هذا كله؛ بل حكم بكفرهم وأمر بقتالهم، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكم بكفرهم ; فهذا يبين لك أن بلوغ الحجة نوع، وفهمها نوع آخر.
وقد سئل شيخنا رحمه الله تعالى، عن هذه المسألة، فأجاب السائل بقوله: من العجب العجاب، كيف تشكون في هذا، وقد وضحته لكم مرارا؟! فإن الذي لم تقم عليه الحجة، هو الذي حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون في مسألة خفية، مثل الصرف والعطف، فلا يُكَفَّر حتى يُعرَّف; وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هي القرآن؛ فمن بلغه فقد بلغته الحجة. ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وفهم الحجة; فإن أكثر الكفار والمنافقين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [سورة الفرقان آية: 44]. وقيام الحجة وبلوغها نوع، وفهمهم إياها نوع آخر; وكفّرهم الله
ببلوغها إياهم، مع كونهم لم يفهموها. وإن أشكل عليكم ذلك، فانظروا قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج "أينما لقيتموهم فاقتلوهم" مع كونهم في عصر الصحابة، ويحقر معهم الإنسان عمل الصحابة، ومع إجماع الناس أن الذي أخرجهم من الدين، هو التشديد والغلو والاجتهاد، وهم يظنون أنهم مطيعون لله، وقد بلغتهم الحجة، ولكن لم يفهموها.
وكذلك: قتل علي رضي الله عنه الذين اعتقدوا فيه، وتحريقهم بالنار، مع كونهم تلاميذ الصحابة، ومع عبادتهم وصلاحهم؛ وهم أيضا يظنون أنهم على حق، وكذلك إجماع السلف على تكفير أناس من غلاة القدرية، وغيرهم، مع كثرة علمهم، وشدة عبادتهم، وكونهم يظنون أنهم يحسنون صنعا; ولم يتوقف أحد من السلف في تكفيرهم; لأجل أنهم لم يفهموا، فإن هؤلاء كلهم لم يفهموا، انتهى كلامه.).
قال شيخ الإسلام بن تيمية (و هذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال: إنه فيها مخطئ ضال، لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها، لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة من المسلمين أنها من دين المسلمين، بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم بعث بها، وكفر مخالفها؛ مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل أمره بالصلوات الخمس، وإيجابه لها وتعظيم شأنها، ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس، ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تجد كثيرًا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور، فكانوا مرتدين، وإن كانوا قد يتوبون من ذلك ويعودون إلى الإسلام، فقد حكى عن الجهم بن صفوان: أنه ترك الصلاة أربعين يومًا لا يرى وجوبها، كرؤساء العشائر مثل الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن ونحوهم ممن ارتد عن الإسلام ودخل فيه، ففيهم من كان يتهم بالنفاق ومرض القلب، وفيهم من لم يكن كذلك.).
فوجوب تكفير المشركين و البراءة منهم دين الأنبياء جميعا و هو أعظم من وجوب الصلاة و الزكاة و أعظم من تحريم الربا و الزنا و الخمر و مع ذلك من اطلع على نصوص الكتاب و السنة فلم يعتقد ما أمر الله تعالى إيجابه و أو لم يحرم ما أمر الله تعالى بتحريمه كفر بإجماع المسلمين قال شيخ الإسلام (و الإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه؛ أو حرم الحلال المجمع عليه؛ أو بدل الشرع المجمع عليه؛ كان كافرا مرتدا باتفاق الفقهاء.).
فكيف من لم يعتقد البراءة من المشركين و لم يكفرهم بحجة أنهم جهال أو أن الحجة لم تقم عليهم مثل هذا إذا كان متأولا لا يعذر بتأويله هذا فإن نصوص الكتاب و السنة و الإجماع الموجبة تكفير المشركين أظهر من أدلة وجوب الصلاة و حرمة الزنا و مع ذلك و لو التزمنا بعدم تكفير من قال بأن المشرك لا يكفر و أنه يكون مسلما إذا كان جاهلا و لا يجوز البراءة منه و تكفيره لأنه متأول للزمنا أن لا نكفر إلا المعاند في أصل دين الإسلام فإن من أعظم نواقض الإسلام من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم قال الشيخ أبا بطين (واحتج بعض من يجادل عن المشركين بقصة الذي قد أوصى أهله أن يحرقوه بعد موته، على أن من ارتكب الكفر
جاهلا لا يكفر، ولا يكفر إلا المعاند.
والجواب عن ذلك كله: أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل؛ وأعظم ما أرسلوا به ودعوا إليه: عبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن الشرك الذي هو عبادة غيره؛ فإن كان مرتكب الشرك الأكبر معذورا لجهل، فمن الذي لا يعذر؟!
و لازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلا المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، و الشاك جاهل؛ و الفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، نطقا أو فعلا أو شكا أو اعتقادا، و سبب الشك الجهل.
و لازم هذا: أنا لا نكفر جهلة اليهود والنصارى، و الذين يسجدون للشمس والقمر و الأصنام لجهلهم، و لا الذين حرقهم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بالنار، لأنا نقطع أنهم جهال؛ و قد أجمع المسلمون على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى، أو شك في كفرهم، و نحن نتيقن أن أكثرهم جهال.
[قول الشيخ تقي الدين فيمن سب الصحابة]
وقال الشيخ تقي الدين، رحمه الله تعالى: من سب الصحابة رضوان الله عليهم، أو واحدا منهم، واقترن بسبه دعوى أن عليا إله أو نبي، أو أن جبرائيل غلط، فلا شك في كفر هذا،
بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره.
قال: ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر، أو أنهم فسقوا، فلا ريب في كفر قائل ذلك، بل من شك في كفره فهو كافر.
قال: ومن ظن أن قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ} [سورة الإسراء آية: 23] بمعنى قدر، وأن الله سبحانه ما قدر شيئا إلا وقع، وجعل عبدة الأصنام ما عبدوا إلا الله، فإن هذا من أعظم الناس كفرا بالكتب كلها، انتهى.
ولا ريب أن أصحاب هذه المقالة، أهل علم وزهد وعبادة، وأن سبب دعواهم هذه، الجهل.
وقد أخبر الله سبحانه عن الكفار: أنهم في شك مما تدعوهم إليه الرسل، وأنهم في شك من البعث، وقالوا لرسلهم: {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [سورة إبراهيم آية: 9] وقال تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [سورة هود آية:110]، وقال تعالى اخبارا عنهم: {إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} [سورة الجاثية آية: 32].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى عن الكفار: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأعراف آية: 30]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: 103 - 104].
و وصفهم الله سبحانه بغاية الجهل، كما في قوله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [سورة الأعراف آية: 179].
وقد ذم الله المقلدين، بقوله عنهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الزخرف آية: 22] الآيتين، ومع ذلك كفّرهم; واستدل العلماء بهذه الآية ونحوها، على أنه لا يجوز التقليد في معرفة الله والرسالة، وحجة الله سبحانه قائمة بإرساله الرسل، وإن لم يفهموا حجج الله وبيناته.
[قول ابن قدامة لما سئل هل كل مجتهد مصيب؟]
قال الشيخ موفق الدين أبو محمد بن قدامة، رحمه الله تعالى لما انجر كلامه: هل كل مجتهد مصيب؟ ورجح قول الجمهور، أنه ليس كل مجتهد مصيب، بل الحق في قول واحد من أقوال المجتهدين.
قال: وزعم الجاحظ أن من خالف ملة الإسلام، إذا نظر فعجز عن إدراك الحق، فهو معذور غير آثم، إلى أن قال: أما ما ذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا، وكفر بالله ورد عليه وعلى رسوله، فنعلم قطعا: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر اليهود والنصارى بالإسلام واتباعه، وذمهم على الإصرار، وقاتلهم جميعهم، يقتل البالغ منهم; ونعلم: أن المعاند العارف ممن يقل، وإنما الأكثر مقلدة اعتقدوا دين آبائهم تقليدا، ولم يعرفوا معجزة الرسول وصدقه.
والآيات الدالة في القرآن على هذا كثيرة، كقوله تعالى: {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة ص آية: 27] الآية، وقوله: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} [سورة فصلت آية: 23] الآية، وقوله: {وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [سورة البقرة آية: 78] وقوله: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ} [سورة المجادلة آية: 18] وقوله: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأعراف آية: 30] وقوله: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: 103 - 104] الآية. وفي الجملة: ذم المكذبين للرسول مما لا ينحصر في الكتاب والسنة، انتهى.
والعلماء يذكرون أن من أنكر وجوب عبادة من العبادات الخمس، أو قال في واحدة منها إنها سنة لا واجبة، أو جحد حل الخبز ونحوه، أو جحد تحريم الخمر ونحوه، أو شك في ذلك، ومثله لا يجهله، كفر؛ وإن كان مثله يجهله عرف، فإن أصر بعد التعريف كفر، وقتل; ولم يقولوا: فإذا تبين له الحق وعاند كفر.
وأيضا: فنحن لا نعرف أنه معاند، حتى يقول: أنا أعلم أن ذلك حق ولا ألتزمه، ولا أقوله، وهذا لا يكاد يوجد.
وقد ذكر العلماء من أهل كل مذهب، أشياء كثيرة لا يمكن حصرها، من الأقوال، والأفعال، والاعتقادات أنه يكفر صاحبها، ولم يقيدوا ذلك بالمعاند؛ فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولا، أو مجتهدا أو مخطئا، أو مقلدا أو جاهلا، معذور،
مخالف للكتاب والسنة، والإجماع بلا شك، مع أنه لا بد أن ينقض أصله، فلو طرد أصله كفر بلا ريب، كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك.
وأما الرجل الذي أوصى أهله أن يحرقوه، وأن الله غفر له مع شكه في صفة من صفات الرب تبارك وتعالى، فإنما غفر له لعدم بلوغ الرسالة له، كذلك قال غير واحد من العلماء; ولهذا قال الشيخ تقي الدين: من شك في صفة من صفات الرب تعالى، ومثله لا يجهله، كفر، وإن كان مثله يجهله لم يكفر; قال: ولهذا لم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الشاك في قدرة الله تعالى، لأنه لا يكفر إلا بعد بلوغ الرسالة؛ وكذلك قال ابن عقيل، وحمله على أنه لم تبلغه الدعوة.
واختيار الشيخ تقي الدين في الصفات أنه لا يكفر الجاهل، وأما في الشرك ونحوه فلا، كما ستقف على بعض كلامه إن شاء الله تعالى؛ وقد قدمنا بعض كلامه في الاتحادية وغيرهم، وتكفيره من شك في كفرهم.
قال صاحب اختياراته: والمرتد من أشرك بالله، أو كان مبغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لما جاء به، أو ترك إنكار كل منكر بقلبه، أو توهم أن من الصحابة من قاتل مع الكفار، أو أجاز ذلك، أو أنكر فرعا مجمعا عليه إجماعا قطعيا، أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم، كفر إجماعا.
ومن شك في صفة من صفات الله تعالى، ومثله لا يجهلها
فمرتد، وإن كان مثله يجهلها فليس بمرتد، ولهذا لم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الشاك في قدرة الله، فأطلق فيما تقدم من المكفرات، وفرق في الصفة بين الجاهل وغيره، مع أن رأي الشيخ أن التوقف في تكفير الجهمية ونحوهم، خلاف نصوص أحمد وغيره من أئمة الإسلام.
قال المجد رحمه الله تعالى: كل بدعة كفرنا فيها الداعية، فإنا نفسق المقلد فيها، كمن يقول: بخلق القرآن، أو أن علم الله مخلوق، أو أن أسماءه مخلوقة، أو أنه لا يرى في الآخرة، أو يسب الصحابة رضي الله عنهم تدينا، أو أن الإيمان مجرد الاعتقاد، وما أشبه ذلك، فمن كان عالما في شيء من هذه البدع يدعو إليه، ويناظر عليه، محكوم بكفره، نص أحمد على ذلك في مواضع، انتهى. فانظر كيف حكم بكفرهم مع جهلهم.).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:28]ـ
مع ذلك يجادلون عن المشركين و يقرؤون مثل هذه النصوص من الكتاب و السنة و الإجماع التي تحكم على من وقع في الشرك الأكبر بالخروج من الإسلام و الخلود في النار و عدم غفران الذنب و غيرها من أحكام المشركين و يطعنون فيمن كفر المشركين و تبرأ منه و يتأولون بأن الحجة لم تقم عليهم فلو أننا قلنا بصحة هذا الأصل و أن من لم يكفر المشركين لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة فإن الحجة اليوم مقامة على المنتسبين للعلم ممن يجادل عن المشركين لأن يقرؤون كتاب الله و سنة النبي صلى الله عليه و سلم و يعرفون معانيها لكنهم يتأولون ذلك بأن الحجة لم تقم عليهم.
فعلى كلا الأصلين:
الأول: أن الإسلام لا يتحقق إلا بالبراءة من المشركين من لم يتبرأ من المشركين و يعتقد إسلامهم مع علمه بأنهم يقعون في الشرك لا يكون مسلما فإن جميع الأنبياء لا يحكمون بإسلام أقوامهم الذين يرسلون إليهم بسبب وقوعهم في الشرك و عبادة غير الله و هذا مجمع عليه بين المسلمين يقول الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ (: و مسألتنا هذه؛ و هي عبادة الله وحده لا شريك له و البراءة من عبادة ما سواه، و أن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة، و هي أصل الأصول و بها أرسل الله الرسل و أنزل الكتب وقامت على الناس الحجة بالرسول و القرآن، و هكذا تجد الجواب من أئمة الدين في ذلك الأصل عند تكفير من أشرك بالله، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فلا يذكرون التعريف في مسائل الأصول إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض المسلمين، كمسائل نازع بها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة في مسألة خفية كالصرف والعطف، وكيف يعرفون عباد القبور وهم ليسوا بمسلمين ولا يدخلون في مسمى الإسلام، وهل يبقى مع الشرك عمل والله تعالى يقول: {لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}، {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} {إن الله لا يغفر أن يشرك به} ... إلى غير ذلك من الآيات، ولكن هذا المعتقد يلزم منه معتقد قبيح وهو أن الحجة لم تقم على هذه الأمة بالرسول والقرآن نعوذ بالله من سوء الفهم الذي أوجب لهم نسيان الكتاب والرسول، بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يسمون مسلمين بالإجماع، و لا يستغفر لهم، و إنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم في الآخرة) أهـ من "حكم تكفير المعيّن و الفرق بين قيام الحجة و فهم الحجة" للشيخ اسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ.
الأصل الثاني: و قد نقلت كلام الأئمة في بيان هذا الأصل و هو أن التوقف في كفر المشركين أو الشك في ذلك من نواقض الإسلام و أن دين الأنبياء جميعا هو تكفير المشركين فمن بلغه القرآن في وجوب تكفير المشركين و البراءة منهم و توقف في تكفيرهم متأولا فإنه لا يعذر بهذا فإن وجوب تكفير المشركين و البراءة منهم في كتاب الله أظهر من وجوب الصلاة و الزكاة و الحج قال شيخ الإسلام محمد (و القرآن، بل و الكتب السماوية، من أولها إلى آخرها: مصرحة ببطلان هذا الدين، و كفر أهله، و أنهم أعداء الله و رسوله، و أنهم أولياء الشيطان، و أنه سبحانه لا يغفر لهم، و لا يقبل عملاً منهم، كما قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء: 48] و قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً) [الفرقان: 23] وقال تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون) [البقرة: 22] قال ابن مسعود، وابن عباس: لا تجعلوا له أكفاء من الرجال، تطيعونهم).
فالصلاة لم تجب إلا في السنة العاشرة من البعثة فمن لم يصل قبل ذلك لا يكفر و من لم يعتقد وجوبها لا يكفر بينما وجوب تكفير المشركين و البراءة منهم منذ بعثة الأنبياء واجب فمن قال بأن من يقع في الشرك مسلم و لا يجوز تكفيره إلا بعد قيام الحجة ناقض دين الأنبياء جميعا فإذا بلغه القرآن أقيمت عليه الحجة حتى لو كان متأولا فكل قوم لهم تأويلات قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (و المقصود: أن الله تعالى بين هذا الدين وفرق بين الموحدين والمشركين، وجعل عداوة المشرك من لوازم هذا الدين، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [سورة الأنفال آية: 73].
ثم إن الجاهل المرتاب، قال في أوراقه قولا، قد تقدم الجواب عنه، ولا بد من ذكره، قال: فإذا قال المسلم: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ} [سورة الحشر آية: 10]، يقصد من سبقه من قرون الأمة بالإيمان، وإن كان قد أخطأ في تأويل تأوله، أو قال كفرا، أو فعله، وهو لا يعلم أنه يضاد الشهادتين، فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان.
فأقول: انظر إلى هذا التهافت والتخليط، والتناقض؛ ولا ريب أن الكفر ينافي الإيمان، ويبطله، ويحبط الأعمال، بالكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة المائدة آية: 5].
ويقال: وكل كافر قد أخطأ، والمشركون لا بد لهم من تأويلات، ويعتقدون أن شركهم بالصالحين، تعظيم لهم، ينفعهم، ويدفع عنهم، فلم يعذروا بذلك الخطأ، ولا بذلك التأويل؛ بل قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [سورة الزمر آية: 3].
وقال تعالى: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأعراف آية: 30]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاًالَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: 103 - 104] الآية. فأين ذهب عقل هذا عن هذه الآيات، وأمثالها من الآيات المحكمات؟! والعلماء رحمهم الله تعالى سلكوا منهج الاستقامة، وذكروا باب حكم المرتد، ولم يقل أحد منهم أنه إذا قال كفرا، أو فعل كفرا، وهو لا يعلم أنه يضاد الشهادتين، أنه لا يكفر لجهله.
وقد بين الله في كتابه أن بعض المشركين جهال مقلدون، فلم يدفع عنهم عقاب الله بجهلهم وتقليدهم، كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [سورة الحج آية: 3] إلى قوله: {إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [سورة الحج آية: 4].).
فلا يعذرون في تأولهم هذا لمناقضته لنصوص الكتاب و السنة و الإجماع على كفر من وقع في الشرك الأكبر فهم يعذرون من يقع في الشرك الأكبر مع أن الحجة موجودة و أكثر الناس معرضون عنها و يعذرون من حكم على المشرك بالإسلام مع وجود الحجة من الكتاب و السنة و الإجماع على كفر من وقع في الشرك الأكبر و لا يخلو كتاب من كتب الفقه من ذكر هذه المسألة و التدليل عليها من كتاب الله سواء المطولات أو المختصرات فضلا عن وجودها في كتاب الله و كثرتها و صراحتها لكل قارئ لكتاب الله.
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:30]ـ
قال صاحب الشهاب الحارق (ثم نقول يا أبا مريم هذه القاعدة أمامك عقبات كؤود حتي تفهمها و تستدل بها و كان الواجب عليك مراجعة أقوال أهل العلم وسؤالهم قبل أن تتجرأ و تفتي فتبيح دماء حرمها الله، و تحرم فروجا و أموالا أحلها الله، فالفتوي بكفر إنسان ما يترتب عليها أحكام شرعية عظيمة و ليست بالأمر الهين، فتكفير إنسان يعني إباحة دمه و تحريم زوجته عليه و سقوط ولايته علي إسرته و أهل بيته و من تحت و لايته إن كان سلطانا و الخروج عليه، و تحريم ماله عليه، و تحريم ذبيحته،
و أنت تعلم أن حكم المرتد أغلظ بكثير من حكم الكافر الاصلي.
ثم نقول أن عمل الفقهاء بهذه القاعدة إنما هو عمل بالقران الكريم لأن مقتضي هذه القاعدة الشرعية يرجع الي كفر التكذيب بما أنزل الله أو جحده، فالذي لا يكفر الكافر مكذب لله سبحانه، فالتكفير حينئذ يرجع الي رد كلام الله
أو كلام رسوله أو الاجماع الثابت، قال تعالي:
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} الزمر 32
(يُتْبَعُ)
(/)
و نقول أن هذه القاعدة ليست نصا من كتاب الله و لا من سنة رسوله و إنما هي من كلام العلماء فكيف تجعلونها أصل الدين و تكفرون بها الناس عالمهم و جاهلهم و لو كانت من أصل الدين كما تدعون لذكرها الله في كتابه و لعلمها النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه و لذكرها و لو في حديث واحد فما الذي جعل النبي صلي الله عليه وسلم يتكلم عن آداب دخول الخلاء و الخروج منه و أداب الطعام و النوم و يغفل أمرا ينبني عليه إسلام أو كفر الناس كما تزعمون أترون أن الرسول كتم علما ينبني عليه أصل الدين!!! أو تعتقدون أن الرسول علمها أصحابه و لكنهم لم يبلغوها لنا!! أو تعتقدون أن الامة اجتمعت علي ضلالة؟؟ أو تزعمون أن الرسول لم يكن يعلم أصل الدين علي زعمكم و أنتم علمتموه؟!! أم انكم تتقولون علي الله و شرعه؟! ولو كانت من أصل الدين كما تتشدقون لوجب تعلمها علي كل مسلم، فحدوا لنا حدا متي يجب علي المرء تعلمها؟ وبأي دليل أوجبتم ذلك؟ أم أنكم متهوكون تهرفون بما لا تعرفون؟!
فإن لم تجدوا دليلا علي وجوب تعلمها و لن تجدوا فاتقوا الله و ارجعوا عن باطلكم وضلالكم.
وانما نقول ان هذه القاعدة وردت في كلام العلماء قديما ضمن قيود معينة سنذكرها ان شاء الله فيما يأتي من الكلام.) انتهى كلامه.
من جهل هذا الرجل و بعده عن معرفة العلم و أصوله أنه يقرر مسألة و يصححها ثم يريد أن ينقضها فقوله (استدل ابو مريم و اتباعه بالقاعدة الشرعية المجمع عليها بين اهل العلم والتي جعلها الشيخ محمد بن عبد الوهاب الناقض الثالث من نواقض الاسلام، ونص القاعدة كالتالي:
(من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر اجماعا) انتهى كلامه.
و ينقل كلام الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد (فمن قال: إن التلفظ بالشهادتين لا يضر معهما شيء، أو قال: من أتى بالشهادتين وصلى وصام لا يجوز تكفيره، وإن عبد غير الله فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر، لأن قائل هذا القول مكذب لله ورسوله، وإجماع المسلمين كما قدمنا، ونصوص الكتاب والسنة في ذلك كثيرة، مع الإجماع القطعي، الذي لا يستريب فيه من له أدنى نظر في كلام العلماء،).
و يقول (ثم نقول إن عمل الفقهاء بهذه القاعدة إنما هو عمل بالقران الكريم لأن مقتضي هذه القاعدة الشرعية يرجع الي كفر التكذيب بما أنزل الله أو جحده، فالذي لا يكفر الكافر مكذب لله سبحانه، فالتكفير حينئذ يرجع الي رد كلام الله
أو كلام رسوله أو الاجماع الثابت).
فهو يقر بأن هذه القاعدة مجمع عليها و أنها مقتضى العمل بالقرآن و السنة و الإجماع لأنه ثبت بالكتاب و السنة و الإجماع كفر من وقع في الشرك الأكبر المخرج من الملة و هذا أمر معلوم ضرورة من دين الأنبياء جميعا كما ذكر الأئمة شيخ الإسلام بن تيمية و شيخ الإسلام محمد و غيرهم من أهل العلم و قد نقلت طرفا من كلام أهل العلم في الرد السابق و مع ذلك يرجع هذا الجهال يقول (و نقول أن هذه القاعدة ليست نصا من كتاب الله ولا من سنة رسوله وانما هي من كلام العلماء فكيف تجعلونها أصل الدين وتكفرون بها الناس عالمهم وجاهلهم ولو كانت من أصل الدين كما تدعون لذكرها الله في كتابه ولعلمها النبي صلي الله عليه وسلم اصحابه ولذكرها ولو في حديث واحد فما الذي جعل النبي صلي الله عليه وسلم يتكلم عن آداب دخول الخلاء و الخروج منه و أداب الطعام و النوم و يغفل أمرا ينبني عليه إسلام أو كفر الناس كما تزعمون أترون أن الرسول كتم علما ينبني عليه أصل الدين!!!).
من قال بأن هذه القاعدة موجودة في كتاب الله بهذا النص حتى تلزمه بهذا الكلام و لا يعني أنها غير موجودة في كتاب الله بهذا النص أنها غير مجمع عليها و أنه من أصل دين الإسلام و لكن معنى هذه القاعدة كما تقر موجود في كتاب الله و سنة النبي صلى الله عليه و سلم و الإجماع و هذا يكفي في اعتقاد وجوب تكفير من لم يكفر المشركين و البراءة منه بل هذا هو دين الإنبياء جميعا البراءة من المشركين و تكفيرهم فكل نبي يأتي قومه يحكم عليهم بالخروج من الإسلام و يتبرأ منهم و من دينهم و قال رحمه الله ((فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام، و كفروا من يفعل ذلك، و أن المؤمن لا يكون مؤمنا حتى يتبرأ من عبادة الأصنام، و كل معبود سوى الله، كما قال الله تعالى: {
(يُتْبَعُ)
(/)
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
وقال الخليل: {قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 75: 77]، وقال الخليل لأَبيِهِ وقومه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 26، 27]، وقال الخليل ـ وهو إمام الحنفاء الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب واتفق أهل الملل على تعظيمه لقوله -: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 78، 79].
وهذا أكثر وأظهر، عند أهل الملل من اليهود، والنصارى ـ فضلا عن المسلمين ـ من أن يحتاج أن يستشهد عليه بنص خاص،).
و قال رحمه الله (و ذلك أنه علم بالاضطرار: أن الرسل كانوا يجعلون ما عبده المشركون غير الله، و يجعلون عابده عابدًا لغير الله، مشركا بالله عادلا به، جاعلا له ندًا، فإنهم دعوا الخلق إلى عبادة الله وحده لا شريك له، و هذا هو دين الله، الذي أنزل به كتبه، و أرسل به رسله، و هو الإسلام العام، الذي لا يقبل الله من الأولين والأخرين غيره، و لا يغفر لمن تركه بعد بلاغ الرسالة، كما قال: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48].).
و نقول له هل من اعتقد تكفير من لم يكفر المشركين اعتقاده باطل أم لا؟
فإن قال باطل قيل أنت خالفت ما تقر به من أن هذه القاعدة ثابتة و أنها مقتضى نصوص الكتاب و السنة و الإجماع الثابت فما هو وجه الإنكار على من اعتقدها و عمل بها فمن رأى أحدهم يحكم على من وقع في الشرك الأكبر بالإسلام مع علمه بأنه يقع في الشرك الأكبر بحجة أن الحجة لم تقم عليه أو أنه يصلي و يصوم و ينطق بالشهادتين فكفره لأنه لم يكفر المشركين و احتج بهذه القاعدة هل هو مخطيء أم مصيب؟
فلا وجه للإنكار عليه لأنه عمل بما ثبت مقتضاه بالكتاب و السنة و الإجماع بإقرارك أنت.
فإن قلت أنه لا ينكر عليه لأنه ثبت بالكتاب و السنة و الإجماع صحة هذه القاعدة إذا ما وجه الإنكار علينا و اتهامنا بالجهل و الضلال و أننا نكفر من غير علم.
فإن قلت أننا جعلناه هذه المسألة من أصل دين الإسلام نقول لك من توقف في كفر اليهود و النصارى و المشركين هل هو مسلم أو كافر؟
فإن قلت كافر نقول لك هل يلزمنا إقامة عليه الحجة أم لا؟
قيل الحكم عليهم بالكفر أم يكفر بمجرد توقفه في كفرهم؟
فإن قلت لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة و أنه قبل إقامة الحجة يكون مسلم مع توقفه في كفر اليهود و النصارى و المشركين قيل ما الفرق إذا عندك في تكفير من وقع في الشرك ممن ينتسب للإسلام و بين من لم ينتسب للإسلام و ما وجه ذكرك لكلام أهل العلم في كفر من لم يكفر اليهود و النصارى و ما وجه قولك (قلنا إن القاضي عياض تكلم بكلام قريب جدا لنص هذه القاعدة فقال (و لهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو توقف منهم أو شك أو صحح مذهبهم، و إن أظهر الإسلام و اعتقده) والكلام واضح جدا لأنه في تكفير من دان بغير ملة المسلمين من الملل أي اليهود و النصاري و البوذيون و الشيوعيون و أمثالهم و ليس فيمن ارتكب شيئا من المكفرات إن كان أصله ينتمي الي ملة الاسلام و لذلك لم يتعد شراح الفقه الاسلامي هذا الكلام بل ينصون عليه نصا).
فالكل عندك سواء عند قولك بأن من لم يكفر اليهود و النصارى و المشركين لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة و أنه قبل قيام الحجة مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قلت أنه يكفر قبل قيام الحجة و أنه ليس بمسلم بمجرد توقفه في كفر اليهود و النصارى و المشركين قلنا أنت الآن جعلت هذه المسألة تكفير اليهود و النصارى و المشركين من أصل دين الإسلام و أنه من لم يكفر اليهود و النصارى و المشركين ليس بمسلم فأين النص في كتاب الله و سنة صلى الله عليه و سلم ما يدل على أن من لم يكفر اليهود و النصارى و المشركين ليس بمسلم فغاية ما تحتج به هو عينه ما نحتج به أن عدم تكفير اليهود و النصارى و المشركين تكذيب للقرآن و السنة و الإجماع و ليس هناك نص في كتاب الله و لا سنة النبي صلى الله عليه و سلم على أن من لم يكفر اليهود و النصارى و المشركين لم يحقق أصل الدين و هذا ما قرره صاحب كشاف القناع عن متن الإقناع – (ج 21 / ص 103)
(أَوْ لَمْ يُكَفِّرْ مَنْ دَانَ) أَيْ تَدَيَّنَ (بِغَيْرِ الْإِسْلَامِ كَالنَّصَارَى) وَالْيَهُودِ (أَوْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُمْ) فَهُوَ كَافِرٌ لِأَنَّهُ مُكَذِّبٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ}.) باب حكم المرتد.
فيلزم على هذا الأصل أن من لم يكفر اليهود و النصارى أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم أنه مسلم قبل قيام الحجة فمن كان في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام لم يبلغه القرآن و لم يكفر اليهود و النصارى أنه مسلم و أنه لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة فيكون التفريق باطل بين المنتسب للإسلام و غير المنتسب للإسلام و أن حكمهما واحد هو الإسلام قبل بلوغ القرآن و الكفر بعد بلوغه فتبين أن هؤلاء لا يعرفون حتى الإحتجاج لأنفسهم
و كل هذا على التنزل و إلا فإننا بفضل الله عندنا من الأدلة ما لا يفهمه هؤلاء الجهال من كتاب الله و سنة النبي صلى الله عليه و سلم على أنه من حكم بإسلام من وقع في الشرك الأكبر أنه ليس بمسلم و سأذكرها إن شاء الله في موضعها.
فلزمه أن الدليل الذي يحتج به هو عينه ما نحتج به في مسألة تكفير من لم يكفر المشركين و التفريق بين من انتسب للإسلام و بين من لم ينتسبه تفريق باطل مخالف للإجماع و هو فهمه لأن بعض أهل العلم ذكر أهل الملل كقول القاضي عياض ((و لهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو توقف منهم أو شك أو صحح مذهبهم، و إن أظهر الإسلام و اعتقده).
ثم من جهله يجعل تكفير من من لم يكفر من انتسب للإسلام و وقع في ناقض مجمع عليه أنه من القياس قال (قلت و يقاس علي ذلك من كان في حكمهم في ارتكاب الكفر الواضح القاطع الفاحش الصريح الغير قابل للتاويل).
و هذا من جهله بنصوص الكتاب و السنة و الإجماع فإن هذا ليس من القياس بل هو من أفراد القاعدة العامة التي قررها أهل العلم و أجمعوا عليها و هي تكفير من لم يكفر الكفار قال الملطي رحمه الله (و جميع أهل القبلة لا اختلاف بينهم أن من شك في كافر فهو كافر لأن الشاك في الكفر لا إيمان له لأنه لا يعرف كفرا من إيمان فليس بين الأمة كلها المعتزلة ومن دونهم خلاف أن الشاك في الكافر كافر).
و النواقض التي مجمع عليها بين الأمة من لم يكفر من وقع فيها مكذب للقرآن فالشرك و عبادة غير الله ذكر الله تعالى في كتابه كفر من وقع فيه {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً} الفرقان55
{وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} المؤمنون117
{قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ} الأنعام14
و قال تعالى {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} الأنعام121
(يُتْبَعُ)
(/)
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} المائدة17
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} المائدة72
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المائدة73
و غيرها كثير في كتاب الله فمن كذب كتاب الله و قال بأن من وقع في الشرك مسلم حتى لو وقع في الشرك هذا مكذب لكتاب الله و ليس في الآيات تخصيص من انتسب للإسلام من غيره و لا يعني أن بعض أهل العلم ذكر اليهود و النصارى أن غيرهم يكون إلحاقه من قبيل القياس لا من قبيل النص.
و من قال بأن محمد صلى الله عليه و سلم إله أو أنه ابن الله أو أنه ثالث ثلاثة هل يقال بأن تكفير من لم يكفره من القياس لا من النص لا يقول هذا من علم أصول الشرع و قواعده بل هذا هو نص كتاب الله أن من جعل لله ولد أو جعله إله أو جعله ثالث ثلاثة أنه هذا لا يخالف فيه عالم فإنه لم يقل أحد من أهل العلم أن نصوص الكتاب و السنة معلق فقط باسماء من ذكر في هذه الآيات فلا يقول عاقل أن هذا الحكم خاص بعيسى عليه السلام و أن من جعله إله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة أنه يكفر و أما غيره فإنما يكون من باب القياس لا من باب النص هذا لا يقوله صغار طلبة العلم فضلا عن أهل العلم.
فكل ما يريد أن يلزمنا به يلزمه فجعل مسألة تكفير اليهود و النصارى من أصل دين الإسلام و أن من لم يعتقد كفر من لم ينتسب للإسلام أنه كافر ليس بمنصوص كتاب الله و لا سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم حسب زعمه فهو يقول يريد بذلك إلزامنا و إذا بجهله يلزم نفسه يقول هذا الجاهل (و نقول أن هذه القاعدة ليست نصا من كتاب الله و لا من سنة رسوله و إنما هي من كلام العلماء فكيف تجعلونها أصل الدين و تكفرون بها الناس عالمهم و جاهلهم و لو كانت من أصل الدين كما تدعون لذكرها الله في كتابه و لعلمها النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه و لذكرها و لو في حديث واحد فما الذي جعل النبي صلي الله عليه وسلم يتكلم عن آداب دخول الخلاء و الخروج منه و أداب الطعام و النوم و يغفل أمرا ينبني عليه إسلام أو كفر الناس كما تزعمون أترون أن الرسول كتم علما ينبني عليه أصل الدين!!! أو تعتقدون أن الرسول علمها أصحابه و لكنهم لم يبلغوها لنا!! أو تعتقدون أن الامة اجتمعت علي ضلالة؟؟ أو تزعمون أن الرسول لم يكن يعلم أصل الدين علي زعمكم و أنتم علمتموه؟!! أم أنكم تتقولون علي الله و شرعه؟! و لو كانت من أصل الدين كما تتشدقون لوجب تعلمها علي كل مسلم، فحدوا لنا حدا متي يجب علي المرء تعلمها؟ و بأي دليل أوجبتم ذلك؟ أم أنكم متهوكون تهرفون بما لا تعرفون؟!
فإن لم تجدوا دليلا علي وجوب تعلمها و لن تجدوا فاتقوا الله و ارجعوا عن باطلكم وضلالكم).
و هو لم يذكر لنا دليلا واحدا من الكتاب و السنة على أن من لم يكفر اليهود و النصارى كافر و غاية ما ذكره كلام لبعض أهل العلم و كلام أهل العلم كما هو يقرر أكثر من مرة يستدل له و لا يستدل به و غاية ما ذكره ممن نقل عنهم من أهل العلم أن التوقف في كفر اليهود و النصارى تكذيب لله تعالى و لرسوله صلى الله عليه و سلم و هذه الحجة تلزمه كذلك في التوقف في تكفير ممن ينتسب للإسلام و يقع في الشرك بل هو يقرر أن من وقع في الكفر الصريح ممن ينتسب للإسلام أن المتوقف في تكفيره يكفر كذلك أين النص من الكتاب و السنة على جعل هذا من أصل دين الإسلام و أن من توقف في كفر هذا المنتسب للإسلام و قد ذكر هو بعد كلامه هذا عدة أمثلة منها تكفير من لم يكفر من قال
(يُتْبَعُ)
(/)
بخلق القرآن نقله عن عدة من أهل العلم و كلام شيخ الإسلام بتكفير من قال بأن علي إله أو أنه نبي أو أن جبريل غلط في الرسالة أو توقف في كفرمن قال بأن اكثر الصحابة ارتدوا إلا نفرا قليلا أو توقف في كفر الدرزية و من دعا علي كما نقل الشيخ محمد عن شيخ الإسلام و غيرها ككلام الشيخ محمد فيمن لم يكفر المختار مدعي النبوة و من لم يكفر البدو في عصره و كل هذا لا ننكره و نعمل به فهذا الجاهل يهرف بما لا يعرف ينكر علينا العمل بهذا الأصل ثم نفسه يعمل بهذا الأصل و سيأتي إن شاء الله بيان أنه من أكابر الجهال فهو يدعي التمسك بالكتاب و السنة و حقيقة هو من أكابر المقلدين في أصل دين الإسلام.
و من نقل عنه هذا الجاهل يقول (فالمسائل الظاهرة المعلومة من الدين، هذه يكفر قائلها أو فاعلها، يكفر بالله عز وجل إن أقيمت عليه حجة الله على العباد. والمراد بالكفر هنا أحكام الكفر و هي ما يترتب على الكفر من الوعيد، و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (و أن حكم الوعيد على الكفر لا يترتب على الشخص المعين حتى تقوم عليه حجة الله التي بعث بها رسله).
فعندما نقل هذا الكلام إما أنه لم يفهم كلامه أو أنه لا يعرف معنى هذا الكلام أصلا لجهله بحقيقة كلام أئمة اهل السنة و الجماعة فهذا الكلام ليس في الاسم و إنما في الحكم و لا يعني نفي الكفر أن من وقع في الكفر مسلم و هذا الأصل قرره شيخ الإسلام بن تيمية و علماء الدعوة النجدية كثيرا في كتبهم أن من وقع بما لا يتحقق الإسلام إلا به حتى لو كان جاهلا أنه لا يكون مسلم لكنه لا يعذب إلا بعد قيام الحجة قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (فصل
و قد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وأحكام وجمع بينهما في أسماء وأحكام وذلك حجة على الطائفتين: على من قال: إن الأفعال ليس فيها حسن وقبيح. ومن قال: إنهم يستحقون العذاب على القولين. أما الأول فإنه سماهم ظالمين وطاغين ومفسدين؛ لقوله: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [النازعات: 17] وقوله: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} [الشعراء: 10، 11] وقوله: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4] فأخبر أنه ظالم وطاغ ومفسد هو وقومه وهذه أسماء ذم الأفعال؛ والذم إنما. يكون في الأفعال السيئة القبيحة فدل ذلك على أن الأفعال تكون قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول إليهم لا يستحقون العذاب إلا بعد إتيان الرسول إليهم؛ لقوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15]. وكذلك أخبر عن هود أنه قال لقومه: {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ} [هود: 50] فجعلهم مفترين قبل أن يحكم بحكم يخالفونه؛ لكونهم جعلوا مع الله إلها آخر فاسم المشرك ثبت قبل الرسالة؛ فإنه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهة أخرى ويجعل له أندادا قبل الرسول ويثبت أن هذه الأسماء مقدم عليها وكذلك اسم الجهل والجاهلية يقال: جاهلية وجاهلا قبل مجيء الرسول وأما التعذيب فلا. والتولي عن الطاعة كقوله: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [القيامة: 31، 32] فهذا لا يكون إلا بعد الرسول مثل قوله عن فرعون. {فَكَذَّبَ وَعَصَى} [النازعات: 21] كان هذا بعد مجيء الرسول إليه كما قال تعالى: {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى فَكَذَّبَ وَعَصَى} [النازعات: 21، 22] وقال: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} [المزمل: 16].).
قال شيخ الإسلام (فصل
(يُتْبَعُ)
(/)
قد ذكرت فيما تقدم من القواعد: أن الإسلام الذي هو دين الله الذي أنزل به كتبه، وأرسل به رسله، وهو أن يسلم العبد لله رب العالمين، فيستسلم لله وحده لا شريك له، ويكون سالمًا له بحيث يكون متألها له غير متأله لما سواه، كما بينته أفضل الكلام، ورأس الإسلام وهو: شهادة أن لا إله إلا الله، وله ضدان: الكبر والشرك؛ ولهذا روي أن نوحًا ـ عليه السلام ـ أمر بنيه بـ لا إله إلا الله، وسبحان الله، ونهاهم عن الكبر والشرك، في حديث قد ذكرته في غير هذا الموضع، فإن المستكبر عن عبادة الله لا يعبده فلا يكون مستسلمًا له، والذي يعبده ويعبد غيره يكون مشركًا به فلا يكون سالمًا له، بل يكون له فيه شرك.
ولفظ [الإسلام] يتضمن الاستسلام والسلامة التي هي الإخلاص، وقد علم أن الرسل جميعهم بعثوا بالإسلام العام المتضمن لذلك، كما قال تعالى: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ} [المائدة: 44]،وقال موسى: {إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس: 84]، وقال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ} [البقرة: 112]، وقال الخليل ـ لما قال له ربه: {أَسْلَمَ} قال ـ: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ} ويعقوب أيضًا وصى بها بنيه: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة: 131، 132]،وقال يوسف: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} [يوسف: 101] ونظائره كثيرة.).
و الضدان لا يجتمعان أبدا فلو اجتمعا لما كانا ضدين و إخوان المشركين يخالفون العقل و الفطرة و يجعلون الرجل الذي يقع في الشرك مسلم فيجمعون بين الضدين قال شيخ الإسلام (و الضدان لا يجتمعان، والنقيضان لا يرتفعان و لا يجتمعان).
فإذا وجد أحد ضدي الإسلام إما الكبر أو الشرك انتفى الإسلام فمن كان مستكبرا عن عبادة الله ليس بمسلم و من كان يعبد غير الله ليس بمسلم و لا يصح الإسلام إلا بالبراءة من الشرك و الكبر و هذه حقيقة الإسلام التي بعث الله بها الأنبياء جميعا {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل36
فتحقيق عبادة الله تنفي الكبر و تحقيق اجتناب الطاغوت تنفي الشرك و لا يصح الإسلام إلا بنفي الكبر و الشرك فمن كان مستكبرا لم يكن ممن هدى الله و من عبد غير الله لم يكن مهتديا و من قال بأن المستكبر عن عبادة الله مهتدي أو من قال بأن المشرك مهتدي هذا ممن لم يعرف حقيقة الإسلام و هذا هو الذي لم يتبرأ من الكفار و لا يتحقق الإسلام إلا بالبراءة من الكفار فمن جعل المشرك أخوه المسلم و هو يعلم بأن يقع في الشرك فهو من المشركين و هذا ما يدل عليه قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} المائدة51
فمن يجعل المشرك الذي يعبد غير الله أخوه في الدين فقد تولاه ولاية دينية فإذا كان من تولى الكفار موالاة دنيوية يكفر بكيف بمن تولاهم موالاة دينية فإن حقيقة الإسلام هو حب المسلم و نصرته فهذه حقيقة الإيمان بالله هو موالاة أولياء الله و إخوان المشركين يصرفون هذه الحقائق للمشركين و يعدونهم إخوانهم في الدين فهو من المشركين حتى لو لم يعملوا الشرك فإن الإيمان ينتفي بحب المشركين و مودتهم {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} المجادلة22
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} التوبة23
{لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} آل عمران28
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً} النساء144
{الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً} النساء139
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} المائدة57
{وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} المائدة81
{وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} الأنفال34
{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} الأنفال73
(يا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45).
{إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} الجاثية19
فالذين يتولى من نقض أصل دين الإسلام و وقع في الشرك الأكبر يكفر بإجماع المسلمين قال ابن حزم في المحلى 12/ 33: (و صح أن قول الله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم {إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) اهـ. .
و أما كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في ابن عربي و طائفته فقد بينا حقيقة كلامه أكثر من مرة بل الشيخ رحمه الله صرح في كلامه أن يتوقف فيمن لم يعلم حقيقة قول طائفة بن عربي أما من علم حقيقة قولهم و أنه يحعلون كل من عبد غير الله عابد لغير الله ثم لم يتبرأ منهم فإنه منهم.
قال شيخ الإسلام (وهؤلاء يصل بهم الكفر إلى أنهم لا يشهدون أنهم عباد لا بمعنى أنهم معبدون، ولا بمعنى أنهم عابدون، إذ يشهدون أنفسهم هي الحق، كما صرح بذلك طواغيتهم كابن عربي صاحب] الفصوص [، وأمثاله من الملحدين المفترين، كابن سبعين وأمثاله، ويشهدون أنهم هم العابدون والمعبودون، وهذا ليس بشهود الحقيقة، لا كونية ولا دينية، بل هو ضلال وعمى عن شهود الحقيقة الكونية، حيث جعلوا وجود الخالق هو وجود المخلوق، وجعلوا كل وصف مذموم، وممدوح نعتًا للخالق والمخلوق، إذ وجود هذا، هو وجود هذا عندهم.).
فسمى شيخ الإسلام رحمه الله ابن عربي و ابن سبعين و غيرهم من رؤوسهم أهل الوحدة و الإتحاد طواغيت و مع ذلك قرر في موضع آخر أن من جهل حالهم أو أشكل عليه حالهم أنه لا يكفر إلا بعد أن يبين له حالهم فإن تبين له حالهم يلحق بهم قال شيخ الإسلام (هذا وهو أقرب إلى الإسلام من ابن سبعين، ومن القونوي، و التلمساني، وأمثاله من أتباعه، فإذا كان الأقرب بهذا الكفر ـ الذي هو أعظم من كفر اليهود والنصارى ـ فكيف بالذين هم أبعد عن الإسلام؟ ولم أصف عُشْر ما يذكرونه من الكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هؤلاء الْتَبَس أمرهم على من لم يعرف حالهم، كما الْتَبَسَ أمر القرامطة الباطنية لما ادعوا أنهم فاطميون، وانتسبوا إلى التشيع، فصار المتبعون مائلين إليهم، غير عالمين بباطن كفرهم
ولهذا كان من مال إليهم أحد رجلين: إما زنديقًا منافقًا، وإما جاهلا ضالا.
وهكذا هؤلاء الاتحادية: فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم، ولا تقبل توبة أحد منهم، إذا أخذ قبل التوبة، فإنه من أعظم الزنادقة، الذين يظهرون الإسلام، ويبطنون أعظم الكفر، وهم الذين يفهمون قولهم، ومخالفتهم لدين المسلمين، ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو، أو: من قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادًا، ويصدون عن سبيل الله.
فضررهم في الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم، ويترك دينهم كقطاع الطريق، وكالتتار الذين يأخذون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم، ولا يستهين بهم من لم يعرفهم، فضلالهم وإضلالهم أعظم من أن يوصف، وهم أشبه الناس بالقرامطة الباطنية.
ولهذا هم يريدون دولة التتار، ويختارون انتصارهم على المسلمين، إلا من كان عاميًا من شيعهم وأتباعهم، فإنه لا يكون عارفًا بحقيقة أمرهم.
ولهذا يقرون اليهود والنصارى على ما هم عليه، ويجعلونهم على حق، كما يجعلون عباد الأصنام على حق، وكل واحدة من هذه من أعظم الكفر، ومن كان محسنا للظن بهم ـ وادعى أنه لم يعرف حالهم ـ عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار، وإلا ألحق بهم وجعل منهم.
وأما من قال: لكلامهم تأويل يوافق الشريعة، فإنه من رؤوسهم وأئمتهم، فإنه إن كان ذكيا فإنه يعرف كذب نفسه فيما قاله، وإن كان معتقدا لهذا باطنا وظاهرًا فهو أكفر من النصارى، فمن لم يكفر هؤلاء، وجعل لكلامهم تأويلا كان عن تكفير النصارى بالتثليث، والاتحاد أبعد، والله أعلم.).
ذكر شيخ الإسلام رحمه الله هنا ثلاثة أصناف:
الأول: طواغيت و رؤوس الكفر و أئمته كابن عربي و التلمساني و غيرهم (كما صرح بذلك طواغيتهم كابن عربي صاحب] الفصوص [، وأمثاله من الملحدين المفترين، كابن سبعين وأمثاله،.
(وهكذا هؤلاء الاتحادية: فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم، ولا تقبل توبة أحد منهم،).
فهؤلاء لم يتوقف شيخ الإسلام في كفرهم بل هم عنده أكفر من اليهود و النصارى و المشركين.
الثاني: من يتوقف في كفرهم و هو غير عالم بحالهم فهذا لا يكفر حتى يعرف حالهم (ومن كان محسنا للظن بهم ـ وادعى أنه لم يعرف حالهم ـ عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار، وإلا ألحق بهم وجعل منهم.).
و هؤلاء شيخ الإسلام هم الذين يتوقف فيهم و سبب توقفه لا لأنهم لا يكفرون ابن عربي و طائفته و هم يعلمون حاله إنما سبب توقفه أنهم لا يعلمون حاله أو أنه بلغهم حاله و لكن تأولوا كلامه بأنه لا يريد ما يفهم من كلامه من الكفر و أنه لو ثبت عنده أن هذا قصده لكفره لأنه يعتقد أن من يقول مثلا هذا لا يكون مسلم و هذه المسألة هي مسألة جهل الحال و تسمى عند الأصوليين مسألة تحقيق المناط فيكون الحكم الشرعي متفق عليه كمسألة البراءة من الطواغيت و المشركين فإنه لا بد للمسلم من اعتقاد البراءة من الشرك و الطواغيت و المشركين لكنه قد يتوقف في بعض أعيان الطواغيت و المشركين إذا لم يثبت عنده وقوعهم في الشرك فهذا خطأه ليس في اعتقاده إنما في حكمه على الأعيان و أما اليوم فإن إخوان الطواغيت و المشركين يقولون من علمنا وقوعه في تنصيب نفسه ربا من دون الله في الحكم و التشريع كحماس أو علمنا عنه الوقوع في الشرك و عبادة غير الله و لم تقم عليه الحجة مسلم فهم يعلمون حاله و أنه يقع في الشرك لكن الخطأ عندهم ليس في جهل الحال إنما جهل الحكم هذا الجهل في أصل دين الإسلام و هو البراءة من الطواغيت و المشركين فيحكمون للطواغيت و المشركين الذين يعلمون أنهم يقعون في الشرك بالإسلام فالذي يتكلم عنهم شيخ الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ممن توقف في حكم ابن عربي و طائفته شئ و حال من يتوقف في كفر الطواغيت و المشركين مع علمه بأنهم يقعون في الشرك شئ آخر.
فشيخ الإسلام استعمل هذا الأصل و هو تكفير من لم يكفر الطواغيت و المشركين في التحذير من الكفر و من أهله بل وضعا أصلا في هذه المسألة و هو أن من جهل حالهم يبين له حالم فإن لم يتبرؤوا منه فحكمهم حكم هؤلاء الطواغيت.
فمن علم عن ابن عربي و طائفته أنهم يجعلون من يعبد الأصنام و الأوثان محقا في ذلك و يجعلون اليهود و النصارى و المجوس على حق في عبادتهم و لم يكفرهم هذا كافر بإجماع المسلمين فإن من لم يكفر اليهود و النصارى و المجوس و المشركين حتى لو قال بأن قولهم باطل و كفر أكبر يكفر بإجماع المسلمين فكيف بمن قال بأن قولهم حق و أنه عبادتهم صحيحة للأصنام و القبور و النيران فلو علم من ينتسب للعلم بعقيدة ابن عربي و طائفته بأنه يصححون دين اليهود و النصارى و المشركين و المجوس و لكن لا يكفرهم هل يكون هذا مسلما فضلا عن أن يكون من الراسخين في العلم فكل من توقف في كفر ابن عربي و طائفته ممن حقق الإسلام إنما كان توقفه بسبب جهله بحقيقة قول ابن عربي أما إذا علم قوله و ما يعتقده ثم جهل أن اعتقاد ابن عربي يخالف دين الإسلام فهذا لم يعرف حقيقة الإسلام و كفره أظهر من كفر من جهل بأن دين اليهود و النصارى و المشركين يخالف دين الإسلام و مثل هذا لا يخفى على عامة المسلمين فضلا عن علمائهم فإن الإسلام لا يصح باعتقاد بأن بطلان دين المشركين و اليهود و النصارى.
و هل يتوقف مسلم علم حقيقة الإسلام بتكفير طائفة بن عربي و أن تكفيرهم أعظم من تكفير اليهود و النصارى و المشركين و المجوس فإنه هذه الطوائف لا يصححون كل دين بل يعتقدون بطلان بعض الأديان فاليهود و النصارى يعتقدون بطلان عبادة الأصنام و المشركون يعتقدون بطلان القول بالحلول و الإتحاد كقول اليهود و النصارى في عيسى و العزير عليهما السلام بأنهما أبناء الله أو أن الله حل فيهم.
الثالث: من علم بحالهم و لكن يعتذر عنهم بأن قولهم و فعلهم لا يخالف الشرع فهذا الصنف لم يتوقف فيه الشيخ رحمه الله بل عده من رؤوسهم لأنه يجادل و يدافع عنهم و هو يعلم حالهم (و أما من قال: لكلامهم تأويل يوافق الشريعة، فإنه من رؤوسهم وأئمتهم، فإنه إن كان ذكيا فإنه يعرف كذب نفسه فيما قاله، وإن كان معتقدا لهذا باطنا وظاهرًا فهو أكفر من النصارى، فمن لم يكفر هؤلاء، وجعل لكلامهم تأويلا كان عن تكفير النصارى بالتثليث، والاتحاد أبعد).
و هذا فعل من يتأول للطواغيت اليوم الذي يحكمون بالقوانين و الدساتير فإنه يعلم بأنهم ينصبون أنفسهم أرباب من دون الله في التشريع و الحكم ثم يتأول لهم مرة بقوله أنه لا يكفرون بحجة أن فعلهم كفر أصغر أو أنهم لم تقم عليهم الحجة أو أنهم متأولون و أنه فعلهم يدخل في تحقيق مصلحة المسلمين فهؤلاء يعلمون حقيقة فعل الطواغيت و لا يخفى حالهم عليهم و لكن يتأولون لهم حتى يمنعون الناس من تكفيرهم فهؤلاء من رؤوسهم الذي يدافعون و يجادلون عنهم قال شيخ الإسلام محمد (الرابع: أنه ذكر أن من ادعى في علي بن أبي طالب ألوهية، أنه كافر، ومن شك في كفره فهو كافر، وهذه مسألتك التي جادلت بها في مجلس الشيوخ، وقد صرح في "الإقناع": أن من شك في كفرهم فهو كافر؛ فكيف بمن جادل عنهم، وادعى أنهم مسلمون؟ وجعلنا كفارا لما أنكرنا عليهم؟).
فالشيخ هنا يتكلم عن أناس يعلمون حال ابن عربي و اعتقاده و أنه يعتقد بأنه من عبد الأصنام ما عبد إلا الله لكن يجعل لهذا القول في الشرع دليل يدل عليه أو أنه يقول حتى لو كان هذا قوله أنا لا أكفره كما هو قول إخوان المشركين اليوم نحن نعلم بأنهم يقعون في الشرك و عبادة غير الله و لكن لا نكفرهم لأنهم جهال و هذا الصنف شيخ الإسلام لم يتوقف فيهم لذا قال إن جهلوا الحال بين لهم فإن أصروا ألحقوا بهم أي أنهم إذا ثبت أنهم لا يجهلون حالهم ثم لم يتبرؤوا منهم كانوا منهم و لا شك.
(يُتْبَعُ)
(/)
و هذا الأصل ينزل على حال حماس لا يخالف مسلم بأن حماس تؤمن بالديمقراطية و أنها تجيز الحكم بالطاغوت و التشريع من دون الله و عملت باعتقادها فحكمت بالطاغوت و دخلت في مجالس الشرك فمن علم حالها و لم يكفرها يكفر و لا شك أما من جهل حال حماس أو أشكل عليه حالها هذا لا يكفر حتى يبين له حقيقتها فإن أصر بعد ذلك كفر.
فلا بد لمن توقف في حال المعين صحة أصوله بأن يجتنب الشرك و يتبرأ من أهله و لا يعدهم مسلمين لعدم تحقيقهم أصل دين الإسلام فمثل هذا إذا أشكل عليه حال بعض الأعيان أو جهل حالهم لا يكفر أما من كان أصله أنه من وقع في نقض أصل الدين لا يكفر لأنه ينتسب إلى الإسلام أو أنه يصلي و يصوم و يحج أو أن الحجة لم تقم عليه و يعذره بالتأول أو الجهل و يسميه مسلم فهذا لم يعرف حقيقة الإسلام.
و أما إذا كان الكلام في عذر من وقع في الشرك الأكبر كعذر حماس مثلا مع وقوعها في الشرك و أن من لم يتبرأ منها مع علمه بأنها تقع في الشرك مسلم فهذا القول باطل و لا شك.
و هذا الأصل و هو اشتراط معرفة حال من ينزل عليه الحكم يسمى عند الأصوليين تحقيق المناط و هذا لا بد منه في كل شرع سواء حق أم باطل قال شيخ الإسلام (وهذه الأنواع الثلاثة [تحقيق المناط] و [تنقيح المناط] و [تخريج المناط] هي جماع الاجتهاد.
فالأول: أن يعمل بالنص والإجماع، فإن الحكم معلق بوصف يحتاج في الحكم على المعين إلى أن يعلم ثبوت ذلك الوصف فيه، كما يعلم أن الله أمرنا بإشهاد ذوي عدل منا، وممن نرضي من الشهداء، ولكن لا يمكن تعيين كل شاهد، فيحتاج أن يعلم في الشهود المعينين هل هم من ذوي العدل المرضيين أم لا؟ وكما أمر الله بعشرة الزوجين بالمعروف، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (للنساء رزقهن وكسوتهن بالمعروف) ولم يمكن تعيين كل زوج فيحتاج أن ينظر في الأعيان ثم من الفقهاء من يقول: إن نفقة الزوجة مقدرة بالشرع، والصواب ما عليه الجمهور أن ذلك مردود إلى العرف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف).
وكما قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: 34] ويبقى النظر في تسليمه إلى هذا التاجر، بجزء من الربح. هل هو من التي هي أحسن أم لا؟ وكذلك قوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60]، يبقى هذا الشخص المعين هل هو من الفقراء المساكين المذكورين في القرآن أم لا؟ وكما حرم الله الخمر والربا عمومًا يبقى الكلام في الشراب المعين: هل هو خمر أم لا؟ وهذا النوع مما اتفق عليه المسلمون، بل العقلاء بأنه لا يمكن أن ينص الشارع على حكم كل شخص، إنما يتكلم بكلام عام، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم).
و لكن يجب أن يعلم بأن مثل هذا الأصل لا يجعل عكازة يدرء به كفر من علم حاله و انتشر كما هو حال الطواغيت اليوم فبعض الناس من أجل التهرب من تكفير من أوجب الله تكفيره يدعي أنه لا يعلم حالهم أو أنه يشكل عليه حالهم فمثل هذا إذا تبين لنا كذبه حكمنا بكفره و لا كرامة قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ (وقد قرّر الفقهاء، وأهل العلم في باب الرّدة وغيرها أن الألفاظ الصريحة يجري حكمها وما تقتضيه وإن زعم المتكلم بها أنه قصد ما يخالف ظاهرها.
وهذا صريح في كلامهم يعرفه كل ممارس، ولكن الهوى أحال عقول عبّاد القبور وفهومهم عن مستقرها.).
و أما قول هذا الجاهل (و قال في ستة مواضع من السيرة:" و ما أحسن ما قال واحد من البوادي لما قدم علينا وسمع شيئا من الإسلام قال: أشهد أننا كفار يعني هو وجميع البوادي وأشهد أن المطوع الذي يسمينا أهل إسلام أنه كافر". (مجموعة التوحيد).
فالصحابة طبقوا القاعدة لان الامر هنا من ضروريات الدين فالمختار ابن ابي عبيد ادعي النبوة فيكف يشك في كفره مسلم
وبعض الجهلة المارقين يستدل بهذا الموضع في تكفير من لم يكفر من كفروه لأن الشيخ محمد يتعجب يقول (فكيف بمن لم يكفر البدو مع إقراره بحالهم فكيف بمن زعم أنهم هم أهل الإسلام ومن دعاهم إلى الإسلام هو الكافر؟) و لا مستند لهم في كلامه رحمه الله لأنه يتعلم ممن يقر بحال البدو و ما هم عليه من الكفر و الشرك ثم لم يكفرهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كان قصده أننا نكفر من يجهل الحال فهذا قول باطل و لا نقول به بل نتبرأ منه فإننا لا نكفر من صح اعتقاده و كان مجتبنا للشرك و المشركين بسبب توقفه في بعض الأعيان إذا لم يعلم حالهم أو أشكل عليه حالهم أو تأول لهم
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:33]ـ
أما من يقر بحالهم و يعرفه ثم لا يرى بأن فعلهم شرك أو أنه يقر بأنه شرك أكبر لكنه يحكم بإسلامهم و لا يكفرهم فهذا هو المقصود من الشيخ رحمه الله أي أن من يعلم حالهم ثم لا يكفرهم فإنه يكفر و هذا ما نقرره اليوم فيمن لا يكفر الطواغيت و المشركين فيحكم بإسلامهم بحجة أن الحجة لم تقم عليهم أو أن فعلهم لا يخرجهم من الإسلام كالحكم بالقوانين و الدساتير فإنهذا الفعل من أعظم المناقضة لحقيقة الإسلام و هو ليس من الشركة في الربوبية بل من الإستكبار عن الإستسلام لربوبية الله مع جعل الربوبية لهم من دون الله قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (و معلوم بالاضطرار من دين المسلمين و باتفاق جميع المسلمين: أن من سوغ اتباع دين غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو كافر. و هو ككفر من آمن ببعض الكتاب و كفر ببعض الكتاب، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء: 150، 151]).).
قال ابن كثير رحمه الله (و كما كان يحكم به التتار من السياسات الملكية، المأخوذة من ملكهم "سنكز خان" الذي وضع لهم "الياسق"، و هو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام اقتبسها من شرائع شتى، من اليهودية، و النصرانية، و الملة الإسلامية، و غيرها، و فيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره و هواه، فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونها على الحكم بكتاب الله و سنة رسوله، فلا يحكم سواه في قليل و لا كثير. ثم قال: فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، و تحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى "الياسا" وقدمها عليه؟! من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين).
و لا عبرة بخلاف علماء الطواغيت فإن نصوص الكتاب و السنة و الإجماع الضروري كلها تحكم على من حكم بالقوانين كما هو الحال بأنه كفر أصغر و أن الطواغيت مسلمون أولياء أمر أنه من أكابر أنصار الطواغيت و أولياؤه فمن أقر بأن الطواغيت يحكمون بالقوانين و أن الناس يتحاكمون للقوانين و لم يتبرأ ممن يحكم بالقوانين و نصب نفسه ربا من دون الله أو يتحاكم إليها لم يحقق الإسلام فإن الشرك في الربوبية أعظم من الشرك في العبادة بل أصل الشرك في العبادة هو الشرك في الربوبية لذا كان أصل كفر إبليس أنه نصب نفسه ربا من دون الله يجيز لهم الشرك و عبادة غير الله فيطاع كذلك الطواغيت اليوم نصبوا أنفسهم أربابا من دون الله يجيزون للناس الشرك و عبادة غير الله و يحرمون لهم الحلال فيحرمونه و يحلون لهم الحلال فيحرمونه فتلك هي الربوبية قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (و قد قال اللّه تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31]. و في حديث عدي بن حاتم ـ و هو حديث حسن طويل رواه أحمد والترمذي و غيرهما ـ و كان قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، و هو نصراني فسمعه يقرأ الآية، قال: فقلت له: إنا لسنا نعبدهم. قال: (أليس يحرمون ما أحل اللّه فتحرمونه، و يحلون ما حرم اللّه فتحلونه؟!) قال: فقلت: بلى. قال: (فتلك عبادتهم). وكذلك قال أبو البختري: أما إنهم لم يصلوا لهم، ولو أمروهم أن يعبدوهم من دون اللّه ما أطاعوهم، ولكن أمروهم، فجعلوا حلال اللّه حرامه، وحرامه حلاله، فأطاعوهم، فكانت تلك الربوبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الربيع بن أنس: قلت لأبي العالية: كيف كانت تلك الربوبية في بني إسرائيل؟ قال: كانت الربوبية أنهم وجدوا في كتاب اللّه ما أمروا به ونهوا عنه، فقالوا: لن نسبق أحبارنا بشيء، فما أمرونا به ائتمرنا، وما نهونا عنه انتهينا لقولهم. فاستنصحوا الرجال، ونبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن عبادتهم إياهم كانت في تحليل الحرام وتحريم الحلال؛ لا أنهم صلوا لهم، وصاموا لهم، ودعوهم من دون اللّه، فهذه عبادة للرجال، وتلك عبادة للأموال، وقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر اللّه أن ذلك شرك بقوله: {لاَّ إلّهّ إلاَّ هٍوّ سٍبًحّانّهٍ عّمَّا يٍشًرٌكٍونّ}، فهذا من الظلم الذي يدخل في قوله: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} [الصافات: 22، 23]. فإن هؤلاء والذين أمروهم بهذا هم جميعًا معذبون، وقال: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: 98]. وإنما يخرج من هذا من عُبد مع كراهته لأن يعبد ويطاع في معصية اللّه، فهم الذين سبقت لهم الحسنى، كالمسيح والعزير وغيرهما، فأولئك {مُبْعَدُون}.
وأما من رضي بأن يعبد ويطاع في معصية اللّه، فهو مستحق للوعيد، ولو لم يأمر بذلك، فكيف إذا أمر؟! وكذلك من أمر غيره بأن يعبد غير اللّه، وهذا من أزواجهم؛ فإن أزواجهم قد يكونون رؤساء لهم، وقد يكونون أتباعًا، وهم أزواج وأشباه لتشابههم في الدين، وسياق الآية يدل على ذلك؛ فإنه سبحانه قال: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ}. قال ابن عباس: دلوهم. وقال الضحاك مثله.).
{يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً} مريم44
{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} يس60
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} إبراهيم22
{إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} النحل100
فكانت عبادة الشيطان بطاعته في دعوته إلى الشرك و عبادة غير الله فيتبرأ الشيطان يوم القيامة من هذا الشرك فيقول إني كفرت بما جعلتموني شريكا لله في الربوبية.
فالحكم بالقوانين هو حكم بالطاغوت و معرفة بأنه شرك أكبر مخرج من الملة أمر معلوم ضرورة من دين المسلمين بل من دين الأنبياء جميعا فكل نبي إنما يحكم بما أنزل الله عليه من كتاب الله و لا يجوز له الحكم بغيره و لا التحاكم إلى غيره {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} آل عمران23
{وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} المائدة43
{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} المائدة44
{قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} الأنعام57
(يُتْبَعُ)
(/)
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} يوسف40
{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} يوسف67
{وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} المائدة47
{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} الأنعام62
{أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} الأنعام114
و أما مسألة التدين بغير الإسلام فيظن بعضهم أن المقصود فقط الإنتساب لغير دين الإسلام و أنه إذا لم يحقق الإستسلام لله تعالى كمن يعبد غير الله أو أنه يستكبر عن عبادة الله لا يكون بهذا مما علم ضرورة من دين الإسلام و أن الإجماع فقط متعلق بالانتساب اسما لغير الإسلام و هذا من الجهل بحقيقة الإسلام قال تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} آل عمران19
و قال تعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85
فمن ظن أن المقصود بالإسلام هنا فقط الإنتساب للإسلام حتى لو لم يحقق الإستسلام لله تعالى فهذا من أعظم الجهل بحقيقة الإسلام فالمطلوب بإجماع المسلمين وجود الاسم و الحقيقة فمن انتسب لدين غير دين الإسلام و لم يشرك بالله يكفر بانتسابه بإجماع المسلمين و من انتسب للإسلام و لم يحقق الإسلام فعبد غير الله أو استكبر عن عبادة الله كذلك يكفر بإجماع المسلمين.
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:34]ـ
قال صاحب الشهاب الحارق (متي يجب التوقف او التفصيل
يقول الشيخ ابن باز في فتاواه - (ج 7 / ص 415)
ومن لم يكفر الكافر فهو مثله إذا أقيمت عليه الحجة وأبين له الدليل فأصر على عدم التكفير , كمن لا يكفر اليهود أ والنصارى أو الشيوعيين أو نحوهم ممن كفره لا يلتبس على من له أدنى بصيرة وعلم.
ويقول الشيخ عبد المجيد الشاذلي
(قالوا: من لم يكفر الكافر، فهو: كافر، في سلسلة لا تنتهي من التكفيرونقول: هذا ليس بنص من كتاب، أو سنة، وإنما هو قول يقوله بعض العلماء في المناطات الواضحة جدًا التي ليس فيها شبهة، ولا التباس، والتي يكون ترك تكفير الكافر فيها إنما هو لإنكار معلوم من الدين بالضرورة، أو رَدِّهِ، فيكون الكفر للإنكار، والرد، لا لترك التكفير، وإنما ترك التكفير في هذه الحالة دلالة على الإنكار، والرد، فإذا تبيّن عدم الإنكار، أو الرد للنص الموجب لكفر الكافر بطلت دلالة ترك التكفير على الكفر في هذه الحالة. والمسألة واضحة جدًا في قوله تعالى:} فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ ... .
يقول القرطبي في تفسير هذه الآيات: «قال ابن عباس: هم قومٌ بمكة آمنوا وتركوا الهجرة. قال الضحَّاك: وقالوا: إن يظهر محمدٌ صلى الله عليه وسلم فقد عرفنا، وإن ظهر قومنا فهو أحبُّ إلينا. فصار المسلمون فيهم فئتين: قومٌ يتولونهم، وقومٌ يتبرءون منهم فقال اللهُ عز وجل:} فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ **».
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول ابن كثير**: قال العوفي عن ابن عباس: «نزلت في قوم كانوا بمكة قد تكلموا بالإسلام وكانوا يظاهرون المشركين فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم فقالوا: إن لقينا أصحاب محمد فليس علينا منهم بأس، وإنَّ المؤمنين لما أُخْبِروا أنهم قد خرجوا من مكة قالت فئة من المؤمنين: اركبوا إلى الجبناء فاقتلوهم فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم، وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله ـ أو كما قالوا ـ أتقتلون قومًا قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به من أجل أنهم لم يهاجروا ولم يتركوا ديارهم؟ نستحل دماءهم وأموالهم؟! فكانوا كذلك فئتين والرسول صلى الله عليه وسلم عندهم لا ينهى واحدًا من الفريقين عن شيء فنزلت
:** فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}، رواه ابن أبي حاتم. وقد رُوي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة ومجاهد والضحَّاك وغيرهم قريب من هذا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنها طيبة وإنها تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد».
ولقد جاء في تفسير الآية أنها تشمل طائفة أخرى وهم قوم هاجروا ثم تركوا الهجرة، وعادوا إلى أوطانهم.
يقول القرطبى: «و ذكر أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه أنها نزلت في قوم جاءوا المدينة و أظهروا الإسلام فأصابهم وباء المدينة وحماها فأركسوا فخرجوا من المدينة فاستقبلهم نفرٌ من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباء المدينة فاجتويناها. فقالوا: ما لكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة؟ فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهم: لم ينافقوا هم مسلمون، فأنزل الله عز وجل:} فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ {، حتى جاءوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذلك فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليأتوا ببضائع فيتجرون فيها
فاختلف فيهم المؤمنون فقائل يقول: هم منافقون، وقائل يقول: هم مؤمنون، فبيَّن اللهُ تعالى نفاقهم وأنزل هذه الآية وأمر بقتالهم».ويقول النسفي في تفسيرها: «} فَمَا لَكُمْ {: مبتدأ وخبر} فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ ** أي: ما لكم اختلفتم في شأن قوم نافقوا نفاقًا ظاهرًا وتفرقتم فيهم فريقين ولم تقطعوا القول بكفرهم، وذلك أن قومًا من المنافقين استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى البدو معتلِّين باجتواء المدينة فلما خرجوا لم يزالوا راحلين مرحلة مرحلة حتى لحقوا بالمشركين فاختلف المسلمون فيهم فقال بعضهم: هم كفار، وقال بعضهم: هم مسلمون،} وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ {: ردَّهم إلى حكم الكفَّار فردوهم أيضًا ولا تختلفوا في كفرهم،} أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ {: أتريدون أن تسموهم مؤمنين
وقد أظهر اللهُ ضلالهم، فيكون تعييرًا لمن سمَّاهم مهتدين،} وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً {أي: ودُّوا لو تكفرون كفرًا مثل كفرهم أي مستوين أنتم وهم في الكفر،} فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ {: فلا توالوهم حتى يؤمنوا لأن الهجرة في سبيل الله بالإسلام،} فَإِنْ تَوَلَّوْا {: عن الإيمان،} فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ {حيث وجدتموهم كما كان حكم سائر المشركين،} إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ {أي: ينتهون إليهم ويتصلون بهم، والاستثناء من قوله} فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ {دون الموالاة أي: إلا الذين يصلون إلى قوم معاهدين، أو قوم ممسكين عن القتال لا لكم ولا عليكم، أي: الذين يتصلون بالمعاهدين أو الذين لا يقاتلونكم».
يقول القرطبي عن الروايات الأولى: قلت: «وهذان القولان يعضدهما سياق آخر الآية في قوله:} حَتَّى يُهَاجِرُوا **».
أقول: عاب اللهُ عزَّ وجلّ على من لم يقطع القول بكفرهم، و لم يكفر من لم يكفرهم، و قال عنهم: إنهم مسلمون، و الصحابة و الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكفروا من لم يكفرهم من الصحابة، و الرسول عندهم لم يَنْهَ إحدى الطائفتين عن شيء، و لم يقطع بكفرهم، و يصوب من كفرهم و يخطئ، فضلاً عن أن يكفر من لم يكفرهم حتى نزلت الآية فقال عن المدينة: «إنها طيبة وإنها تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد»، وكفرهم ثابت بنصوص سابقة على هذا النص، إذ لو كان هذا النص أول نص يحكم في هذا المناط لقال اللهُ عز وجل عنهم كما قال عمن
(يُتْبَعُ)
(/)
استغفر للمشركين:} وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيَّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *****.
إذ لا تحريم ـ فضلاً عن التكفير ـ إلا بنص، ولا تجريم إلا بتحريم، ولا عقوبة إلا بتجريم، وغير المسبوق في هذا النص فقط هو بيان كيفية التعامل معهم لا حكمهم، وإذ لو كان حكمهم ما عاب على من لم يكفرهم، و لا ما وجب تكفيرهم أصلاً قبل نزول الحكم، و ما كانوا ليكفروا أصلاً حتى يُبيِّن اللهُ لهم عزَّ وجلّ ما يتقون، و مع ذلك لم يكفر الله عزَّ وجلّ من تولاهم، و قال عنهم إنهم مسلمون في هذا التماري الذي وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم في شأنهم؛ و ذلك لخفاء المناط في شأنهم، و كون ترك التكفير اجتهادًا في التعرف على المناط، و ليس لجحد النص، أو ردًّا لأمر الله عزَّ وجلّ عليه.
ثانيًا: قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخوارج بعد بيان مروقهم: «فيتمارى في الفوقة»، و هذا معناه: وقوع الاختلاف في كفرهم بين العلماء رغم وضوحه، و لا يكفر من لم يكفرهم.
ثالثا ً: اختلف الصحابة و الأئمة الأربعة في تكفير تارك الصلاة، و تارك الواحد من المباني الأربعة و لم يكفر بعضهم بعضًا، كما اختلفوا في تكفير الحَجَّاج و غيره، و لم يكفر بعضهم بعضًا.
رابعاً: يقول "صاحب الانتصار لحزب الله الموحدين" عن شيخ الإسلام ابن تيمية: «مع أن رأي الشيخ رحمه الله تعالى ـ في التوقف عن تكفير الجهمية و نحوهم ـ خلاف نصوص الإمام أحمد، و غيره من أئمة الإسلام قال المجد رحمه الله: كل بدعة كفرنا فيها الداعية فإنَّا نفسِّق المقلد فيها كمن قال: بخلق القرآن، أو أن علم الله مخلوق، أو أن أسماءه مخلوقة، أو أنه لا يرى في الآخرة، أو سبَّ الصحابة تدينًا، أو أن الإيمان مجرد الاعتقاد، و ما أشبه ذلك، فمن كان عالمًا في شيء من هذه البدع يدعو إليه و يناظر عليه فهو محكوم بكفره، نص أحمد على ذلك في مواضع.) انتهى كلامه.
و خالفه في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض ما ذهب إليه و الإمام هو الإمام، و شيخ الإسلام هو شيخ الإسلام، و لم يكفِّر من يقول بقول الإمام أحمد شيخَ الإسلام ابن تيمية لتركه تكفير من يكفرون، بل ابن تيمية من الأئمة عندهم.
انتهي كلام الشيخ عبد المجيد وقد نقلناه بتمامه لاهميته ويمكن للقارئ أن يرجع الي كتاب البلاغ المبين فانه نافع جدا في بابه.).
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
من الشبه التي يلقيها بعضهم إما جهلا أو قصدا للصد عن سبيل الله أنه يقول بأن الصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا في بعض الأعيان و حكموا بإسلامهم و أنتم تكفرون من لم يكفر الكافر فيلزم على أصلكم أن الصحابة رضوان الله عليهم الذين توقفوا في الحكم عليهم بالكفر يكفرون.
أقول و بالله التوفيق و السداد قد يحدث هذا لبعض أهل الإسلام المحققين له أي المجتنبين للشرك و المشركين إما أنهم يظنون عدم تحقق فعل الشرك و الكفر في هذا المعين كما حدث مع بعض الصحابة رضوان الله عليهم حينما رأوا بعض من يعرفون إسلامهم يقاتلون مع الكفار فقالوا (قتلننا إخواننا) قال الشيخ محمد رحمه الله (قصة الهجرة، و فيها من الفوائد و العبر ما لا يعرفه أكثر من قرأها، و لكن مرادنا الآن مسألة من مسائلها، و هي: أن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يهاجر
من غير شك في الدين، و في تزيين دين المشركين، و لكن محبة الأهل والمال والوطن، فلما خرجوا إلى بدر، خرجوا مع المشركين كارهين، فقتل بعضهم بالرمي، و الرامي لا يعرفه ; فلما سمع الصحابة من القتلى فلان و فلان شق عليهم، و قالوا: قتلنا إخواننا، فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} إلى قوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً} [سورة النساء آية:97 - 99]. فمن تأمل قصتهم، وتأمل قول الصحابة: قتلنا إخواننا، لأنه لم يبلغهم عنهم كلام في الدين، أو كلام في تزيين دين المشركين، ولو بلغهم شيء من ذلك لم يقولوا: قتلنا إخواننا; فإن الله قد بين لهم وهم بمكة قبل الهجرة، أن ذلك كفر بعد الإيمان، بقوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِالْأِيمَانِ} [سورة النحل آية: 106]).
فإن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم ظنوا أن من أقام في مكة مختارا مع قدرته على الهجرة و أكره على الخروج مع الكفار أنه معذور في هذا حتى بين الله أن هؤلاء كان سبب إخراجهم أنهم تركوا الهجرة مع قدرتهم على الخروج فلا عذر لهم في خروجهم مع الكفار حتى لو كانوا مكرهين {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً} النساء97.
و كذلك ما نقل في كتب التفسير قال العوفي، عن ابن عباس: نزلت في قوم كانوا بمكة، قد تكلموا بالإسلام، كانوا يظاهرون المشركين، فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم، فقالوا: إن لقينا أصحاب محمد فليس علينا منهم بأس، وأن المؤمنين لما أخبروا أنهم قد خرجوا من مكة، قالت فئة من المؤمنين: اركبوا إلى الجبناء فاقتلوهم، فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم. وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله! أو كما قالوا: أتقتلون قوما قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به؟ أمِنْ أجل أنهم لم يهاجروا ولم يتركوا ديارهم تستحل دماؤهم وأموالهم. فكانوا كذلك فئتين، والرسول عندهم لا ينهى واحدا من الفريقين عن شيء فأنزل الله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}.
فالصحابة رضوان الله عليهم الذين توقفوا بينوا أن مجرد ترك الهجرة و الديار لا يمكن به استحلال الدماء و الأموال و هذا الخطأ هو في توصيف حقيقة ما وقعت في هذه الطائفة (وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله! أو كما قالوا: أتقتلون قوما قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به؟ أمِنْ أجل أنهم لم يهاجروا ولم يتركوا ديارهم تستحل دماؤهم وأموالهم.).
فمن ظن أنهم يظاهرون الكفار على المسلمين حكم بكفرهم عليهم بما بلغه أنهم يظاهرون الكفار على المسلمين و مظاهرة الكفار على المسلمين لا يختلف المسلمون أنها كفر أكبر مخرج من الملة و لا يخفى هذا على الصحابة رضوان الله عليهم و من لم يعلم هذا قال بأننا لا نستحل دمائهم و أموالهم لمجرد ترك الهجرة حتى نزل قرآن يتلى يبين حقيقة هؤلاء و حكمهم {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} 88 {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً} النساء89.
و هذا الحكم في طائفة تظهر للكفار الشرك و عبادة غير الله فلا يجوز لنا أن نعدهم إخوان لنا إذا علمنا ذلك منهم و يجب البراءة منهم و بغضهم و عداوتهم و تكفيرهم و لا يقبل منهم الإسلام إلا إذا فارقوا المشركين و تبرؤوا منهم و إلا كان حكمهم حكم الكفار لذا من علم حالهم و لم يتبرأ منهم فإن حكمه حكمهم و أما الصحابة الذين حكموا لهم بالإسلام إنما كان حكمهم معلق بأنهم كانوا على الإسلام و لم يعلم منهم إلا ترك الهجرة و لم يعلموا منهم أنهم يوافقون المشركين على شركهم فلا تستباح الدماء الأموال بمجرد ترك الهجرة فهل يظن ظان أن الصحابة رضوان الله عليهم يعلمون أنهم يوافقون المشركين على دينهم و عبادة الأوثان و يتوقفون في الحكم عليهم بالشرك و الخروج من الإسلام و يعدونهم إخوان لهم فهذا من أعظم الطعن بالنبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة الكرام و يلزم هذا أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يبين لهم وجوب البراءة ممن عبد اللات و العزى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الصحابة أجمعوا كفر من رجع إلى عبادة الأوثان بعد النبي صلى الله عليه و سلم و على كفر من جعل للنبي صلى الله عليه و سلم شريك في النبوة و نقل أهل العلم تكفير من لم يكفرهم قال شيخ الإسلام محمد (و الذي يبين ذلك من قصة الردة، أن المرتدين افترقوا في ردتهم: فمنهم من كذب النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى عبادة الأوثان، وقالوا: لو كان نبياً ما مات; ومنهم من ثبت على الشهادتين، ولكن أقر بنبوة مسيلمة، ظناً أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه في النبوة، لأن مسيلمة أقام شهود زور شهدوا له بذلك، فصدقهم كثير من الناس; ومع هذا، أجمع العلماء أنهم مرتدون ولو جهلوا ذلك، ومن شك في ردتهم فهو كافر. فإذا عرفت أن العلماء أجمعوا: أن الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى عبادة الأوثان، وشتموا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من أقر بنبوة مسيلمة في حال واحد، ولو ثبت على الإسلام كله. ومنهم من أقر بالشهادتين، وصدق طليحة في دعواه النبوة. ومنهم من صدق العنسي صاحب صنعاء؛ وكل هؤلاء أجمع العلماء أنهم مرتدون.).
و كانت مظاهرة هؤلاء المشركين ليس في الخروج معهم في القتال و إنما كانوا يظهرون للمشركين الكفر عن مجاهد:"يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم"، قال: ناس كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون رياء، ثم يرجعون إلى قريش فيرتكسون في الأوثان، يبتغون بذلك أن يأمنوا ههنا و ههنا. فأمر بقتالهم إن لم يعتزلوا ويُصلحوا).
عن ابن عباس:"ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها"، يقول: كلما أرادوا أن يخرجوا من فتنة أركسوا فيها. وذلك أن الرجل كان يوجد قد تكلم بالإسلام، فيقرَّب إلى العُود والحجَر وإلى العقرب والخنفساء، فيقول المشركون لذلك المتكلِّم بالإسلام:"قل: هذا ربي"، للخنفساء والعقرب.).
قال أبو جعفر بن جرير الطبري (وهؤلاء فريق آخر من المنافقين، كانوا يظهرون الإسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليأمنوا به عندهم من القتل والسباء وأخذ الأموال وهم كفار، يعلم ذلك منهم قومهم، إذا لقوهم كانوا معهم وعبدوا ما يعبدونه من دون الله، ليأمنوهم على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وذراريهم).
فكل ما نقل في التفسير عن السلف في هذه الآية ليس فيه أن هؤلاء كانوا يظهرون للمسلمين أنهم يعبدون الأوثان كما يفعل المشركون إنما أظهروا للنبي صلى الله عليه و سلم الإسلام و كانوا يظهرو ن للمشركين أنهم منهم
ففي الصحيح عن زيد بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أُحُد، فرجع ناس خرجوا معه، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين: فرقة تقول: نقتلهم. وفرقة تقول: لا فأنزل الله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها طَيْبة، وإنها تنفي الخَبَث كما تنفي النار خبث الفضة".).
فليس في هذا الحديث أنهم يظهرون الشرك و عبادة الأوثان و غاية ما فيه هو الرجوع عن القتال مع المسلمين و هذا من النفاق لا من الكفر الظاهر.
قال ابن كثير رحمه الله (وقال العوفي، عن ابن عباس: نزلت في قوم كانوا بمكة، قد تكلموا بالإسلام، كانوا يظاهرون المشركين، فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم، فقالوا: إن لقينا أصحاب محمد فليس علينا منهم بأس، وأن المؤمنين لما أخبروا أنهم قد خرجوا من مكة، قالت فئة من المؤمنين: اركبوا إلى الجبناء فاقتلوهم، فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم. وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله! أو كما قالوا: أتقتلون قوما قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به؟ أمِنْ أجل أنهم لم يهاجروا ولم يتركوا ديارهم تستحل دماؤهم وأموالهم. فكانوا كذلك فئتين، والرسول عندهم لا ينهى واحدا من الفريقين عن شيء فأنزل الله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}.
رواه ابن أبي حاتم، وقد رُوي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة ومجاهد والضحاك وغيرهم قريب من هذا.).
(يُتْبَعُ)
(/)
عن قتادة قوله: "فما لكم في المنافقين فئتين" الآية،، ذكر لنا أنهما كانا رجلين من قريش كانا مع المشركين بمكة، وكانا قد تكلّما بالإسلام ولم يهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيهما ناس من أصحاب نبي الله وهما مقبلان إلى مكة، فقال بعضهم: إن دماءهما وأموالهما حلال! وقال بعضهم: لا يحلُّ لكم! فتشاجروا فيهما، فأنزل الله في ذلك:"فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا" حتى بلغ"ولو شاء الله لسلَّطهم عليكم فلقاتلوكم".
فامتنع من توقف في كفرهم و ذكروا سبب امتناعه امتناعهم من قتلهم أنهم لم يهاجروا و لم يتركوا ديارهم فكيف نستحل دمائهم و أموالهم بسبب ترك الهجرة فمجرد ترك الهجرة ليس بكفر عند أكثر العلماء بل حكم الله بإيمان من ترك الهجرة مع أمره بقطع الموالاة معه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الأنفال72
و مما يدل على أن من أظهر الإسلام و أقام في دار الكفر أنه يطالب فقط بالهجرة و إلا انقطعت الموالاة بيننا و بينه قوله تعالى (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89) النساء.
مع أن الله تعالى يذكر عنهم أنهم يودون أن تكفروا كما كفروا و لم يطالبهم إلا بالهجرة لأنهم أظهروا الإسلام و أبطنوا الكفر فإن كان إيمانهم صادق فإنهم لا بد أن يهاجروا إلى دار الإسلام فنهى الله تعالى عن اتخاذهم أولياء حتى يهاجروا و لم يطالبهم بترك الشرك لأنهم يظهرون للمسلمين ترك الشرك و لكنهم لم يهاجروا فمن علم المسلمون عنه عبادة الأوثان و الأصنام و كان ينتسب للإسلام لا يقبل منه الإسلام ظاهرا حتى يظهر البراءة من عبادة غير الله و لا يقال له هاجر إلى دار الإسلام مع علمنا بأنه يقع في الشرك بل يطالب بترك الشرك وعبادة غير الله فإن أظهر البراءة من الشرك و عبادة الله بعد ذلك يطالب بالهجرة أما من كان مشرك ظاهرا و يعلم المسلمون منه ذلك لا يقول مسلم أبدا أنك مسلم يجب عليك الهجرة فكل من علم دين الإسلام يعلم أنه يجب عليه الإيمان قلبل الهجرة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} البقرة218
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الأنفال72
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} الأنفال74
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} الأنفال75
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} التوبة20
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} التوبة11
فالهجرة عبادة من العبادات لا تجب إلا بعد تحقق الإسلام كالصلاة و الزكاة و الحج و الصوم فمن كان مشركا لا يلزم بأداء هذه العبادات بإجماع المسلمين إنما يأمر بتحقيق الإسلام ثم بعد ذلك يأمر بالشرائع ففي الصحيح عن ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ
لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ).
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ).
و في الصحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ).
فلا تتحقق إخوة الإسلام إلا باجتناب الشرك فمن لم يجتنب الشرك لا يجوز جعله أخا في الدين عن الربيع بن أنس قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فارق الدنيا على الإخلاص لله وعبادته، لا يشرك (1) به، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فارقها والله عنه راض، وهو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم، قبل هَرْج الأحاديث واختلاف الأهواء". وتصديق ذلك في كتاب الله: {فَإِنْ تَابُوا} يقول: فإن خلعوا الأوثان وعبادتها {وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} وقال في آية أخرى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}
عن قتادة، قوله: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين)، يقول: إن تركوا اللات والعزّى، وشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله (فإخوانكم في الدين و نفصل الآيات لقوم يعلمون).
فالمقصود هنا بيان أن هؤلاء المنافقين لو كانوا يظهرون الشرك لم يطالبهم الله بالهجرة و لم يأمر الله تعالى المؤمنين بقطع الموالاة بينهم حتى يهاجروا و لأمرهم بترك الشرك و لكنهم كانوا يظهرون الإسلام و البراءة من عبادة غير الله للمسلمين و يظهرون للمشركين الموافقة على دينهم فأمر الله تعالى بقطع الموالاة بينهم حتى يهاجروا إلى دار الإسلام.
قال ابن جرير رحمه الله (و قال آخرون: بل نزلت في اختلاف كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوم كانوا قدموا المدينة من مكة، فأظهروا للمسلمين أنهم مسلمون، ثم رجعوا إلى مكة وأظهروا لهم الشرك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"فما لكم في المنافقين فئتين"، قال: قوم خرجوا من مكة حتى أتوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون، ثم ارتدوا بعد ذلك، فاستأذنوا النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتّجرون فيها. فاختلف فيهم المؤمنون، فقائل يقول:"هم منافقون"، وقائل يقول:"هم مؤمنون". فبين الله نفاقهم فأمر بقتالهم، فجاؤوا ببضائعهم يريدون المدينة، فلقيهم علي بن عويمر، أو: هلال بن عويمر الأسلمي، وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم حلف وهو الذي حَصِر صدره أن يقاتل المؤمنين أو يُقاتل قومه، فدفع عنهم بأنهم يَؤُمُّون هلالا وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد.).
فكل من تكلم من السلف في هذه الآية إنما تكلم من جهة أن هؤلاء كانوا يظهرون الإسلام و يبطون الكفر فبعض المسلمين لم يعلموا عنهم الكفر و غاية ما علموا عنهم أنهم تركوا الهجرة فأنكروا على من أراد قتلهم بسبب تركهم الهجرة و هذا من الأدلة التي نحتج بها على أن من جهل حاله و علم أنه ينتسب للإسلام و لم يظهر منه كفر أنه يحكم بإسلامه و لا يكفر من لم يكفره لأن الصحابة جهلوا حال هؤلاء المنافقين و أنهم يظهرون للمشركين الموافقة على دينهم فلم يكفروهم و من علم عنهم هذا كفرهم و لم يكفر الصحابة بعضهم بعضا لعلمهم بأنهم يجهلون حالهم و ما نتكلم عنه في حكم من لم يكفر المشركين هو فيمن علم أنه يقع في الشرك الأكبر ثم لم يتبرأ منه و حكم بإسلامه او توقف فيه أو أن أصله العام الحكم على من وقع في الشرك الأكبر أنه مسلم لأنه ينطق الشهادتين أو أنه يصلي و يصوم و يحج أو أن الحجة لم تقم عليه و أنه مسلم قبل قيام الحجة مع علمه بأنه يقع في الشرك الأكبر.
و مما يقطع النزاع و يرد على المخالف أن الله تعالى ذكر هؤلاء الذين اختلف فيهم الصحابة ذكرهم في جنس المنافقين {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} النساء88 و المنافق بإجماع الأمة هو من أظهر الإسلام و أبطن الكفر و هذا هو الذي أوقع الصحابة في الخلاف فيهم و لو أنهم أظهروا عبادة الأوثان و الأصنام لم يختلف الصحابة فيهم أبدا فإن من أظهر الإيمان بنبوة مسليمة الكذاب أجمع الصحابة على كفره بل و كفر من لم يكفره و كذلك من عاد إلى عبادة الأصنام بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم فإنه لم يختلف عن أحد منهم في تكفيره و قتاله و كان الخلاف فقط فيمن منع الزكاة و مع ذلك اجتمع الصحابة بعد مناظرة أبو بكر لعمر رضي الله عنهما.
و المراد هنا بيان أن بعض الأحوال قد تخفى على بعض الناس و لا تخفى على بعضهم فلا يجوز تكفير من توقف في بعض من انتسب الإسلام إذا لم يعلم أنه وقع في الكفر الأكبر كما خفي عن بعض الصحابة حال هؤلاء المنافقين فلم يكفروهم و لم يكفرهم النبي صلى الله عليه و سلم و لا الصحابة الذين علموا حال المنافقين.
و كذلك قد يظهر من بعض الناس بعض الأفعال أو الأقوال و تشتبه على بعض الناس فيظنها من الكفر الأكبر و هي دون الكفر الأكبر كما فعل عمر رضي الله عنه مع حاطب رضي الله عنه فإنه ظن أنه وقع في الكفر الأكبر كما في الصحيح (فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِى بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِمَّنْ بِمَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «مَا هَذَا يَا حَاطِبُ». قَالَ لاَ تَعْجَلْ عَلَىَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى كُنْتُ امْرَأً مِنْ قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِى مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيْهِمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِى وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا وَلاَ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِى. فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ». فَقَالَ عُمَرُ دَعْنِى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ «إِنَّهُ شَهِدَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ».
فعمر رضي الله عنه ظن أن حاطب منافق و ظهر بهذا الفعل نفاقه فوجب قتله و أستأذن النبي صلى الله عليه و سلم في قتله و الذي أشكل على عمر رضي الله عنه أنه ظن أن هذا من جنس المظاهرة المخرجة من الملة و أنه يستحق بهذا القتل بهذا وهذا قد يحدث لبعض الناس فيشكل عليه بعض الأحوال فيظن أنها تكون كفرا مخرج من الملة و قد يسعى إلى قتل من يقع فيها كما فعل عمر رضي الله عنه و قد يشكل على بعض الناس كذلك فيتوقف في بعض من يجب تكفيره و البراءة منه فيظن أنه فعله لا يصل إلى الكفر الأكبر لعدم تحقق وصف الكفر الأكبر عنده مع صحة اعتقاده أنه لو ثبت أنه وقع في الكفر الأكبر لما توقف في كفره و نضرب مثال لو أن أحدهم تكلم بسب الله و أشكل على بعضهم هل هو سب الله أم لا؟
فإن فهم أنه لم يسب الله و أن كلامه محتمل فلم يكفره لا يكفر من توقف فيه إذا لم يظهر له أنه سب الله بخلاف ما لو علم أنه سب الله و توقف في كفره فإنه يكفر حينها في توقفه في كفر الساب و لا يقبل منه الاعتذار لمن سب الله أنه جاهل فإنه لا يعذر الساب بالجهل البتة و هذا مجمع عليه أن من من لم يكفر من سب الله أنه كافر قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول (كذلك قال محمد بن سحنون و هو أحد الأئمة من أصحاب مالك و زمنه قريب من هذه الطبقة: " أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المنتقص له كافر و الوعيد جار عليه بعذاب الله و حكمه عند الأمة القتل و من شك في كفره و عذابه كفر".).
و حال هؤلاء المنافقين غير حال من آمن و أقام في دار الكفر و لم يهاجر الذين ذكرهم الله في سورة الأنفال {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الأنفال72 فإن هذا الصنف في هذه الآية أثبت الله لهم الإيمان و نفى عنهم الهجرة بخلاف من اختلف فيهم الصحابة رضوان الله عليهم فإن حالهم مشتبه على الصحابة فكفرهم بعضهم بما علم منهم أنهم يظهرون الشرك من غير إكراه و لم يكفرهم بعضهم لأنهم لا يعلمون أنهم يقعون في الشرك و عبادة غير الله.
و لكن لو قال بأن من وقع في الشرك الأكبر لا يكفر و أنه معذور بحهله و يحكم بإسلام جميع المشركين لأن الحجة لم تقم عليهم فهذا يحكم بكفره لأنه لم يكفر المشركين أو أنه يقول بأن من وقع في الشرك و قال لا إله إلا الله أو أنه يصلي لا أكفره فهذا كذلك يكفر.
و هذا ما ندين الله به أن من وقع في الشرك الأكبر أو الكفر الأكبر المقطوع المعلوم ضرورة من دين الإسلام ندين الله بكفره و خروجه من الإسلام و نحكم على من لم يكفره بالكفر إذا علم حاله.
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:36]ـ
أما الاحتجاج بالخلاف في تكفير تارك الصلاة أو تكفير الخوارج أو تكفير من أنكر صفة من صفات الله تعالى فهذه المسائل من علم حقيقة أصل دين الإسلام يعلم بأنها لا تناقض أصل دين الإسلام فالصلاة نفسها لو جهلها المسلم كمن كان حديث عهد بإسلام أو ناشئ في بادية بعيدة لا يكفر فكيف بمن تركها بل لم تجب الصلاة إلا في السنة العاشرة للهجرة و لو كانت من حقيقة دين الإسلام لكان دين الأنبياء لا يصح إلا بها فلم يأمر الأنبياء أقوامهم بالصلاة بل لم يأمر النبي صلى الله عليه و سلم المسلمين بالصلاة إلا في السنة العاشرة و كانوا قبل أن يصلوا مسلمين أي محققين للإسلام بترك الشرك و عبادة الله بما بلغهم من شرعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و المقصود بأصل دين الإسلام الذي لا يسقط البتة عن المكلف قال شيخ الإسلام (فلا ينجو من عذاب اللّه إلا من أخلص للّه دينه و عبادته، و دعاه مخلصًا له الدين، ومن لم يشرك به و لم يعبده فهو معطل عن عبادته و عبادة غيره؛ كفرعون و أمثاله، فهو أسوأ حالا من المشرك، فلابد من عبادة الله وحده، و هذا واجب على كل أحد، فلا يسقط عن أحد البتة، و هو الإسلام العام الذي لا يقبل الله دينا غيره.
و لكن لا يعذب الله أحداً حتى يبعث إليه رسولا، و كما أنه لا يعذبه فلا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة مؤمنة، و لا يدخلها مشرك و لا مستكبر عن عبادة ربه، فمن لم تبلغه الدعوة في الدنيا امتحن في الآخرة، و لا يدخل النار إلا من اتبع الشيطان، فمن لا ذنب له لا يدخل النار، و لا يعذب اللّه بالنار أحداً إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه دعوة رسول إليه كالصغير والمجنون، و الميت في الفترة المحضة، فهذا يمتحن في الآخرة كما جاءت بذلك الآثار.).
حتى المكره فإنه لا يسقط عنه إخلاص العبادة لله تعالى ولكن يعذر إذا قال الكفر أو فعله و قلبه كاره لهذا القول و الفعل فهو في حكم غير المكلف في هذه الحال الناسي و النائم لأنه أكره على هذا و لم يرده و الإكراه دليل على عدم إرادته فلو قال الكفر و فعله من غير إكراه لكان كافرا {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} النحل106 فمن شرح بالكفر صدرا و هو مكره لا يعذر بالإكراه و من أظهر الكفر و هو غير مكره فقد شرح بالكفر صدرا فدل على أن إخلاص العبادة لله تعالى لا تسقط عن أحد و أن من عبد غير الله مشرك فمن قال بأن من لم يخلص العبادة لله تعالى و عبد غير الله أنه إذا كان جاهل مسلم فقد أسقط وجوب هذا في حال الجهل فمن لم يحقق الإسلام العام حتى لو كان جاهلا لا يكون مسلم لأنه لم يحقق ما يستحق به اسم الإسلام و لو كانت الشرائع كالصلاة و الزكاة و الحج و الصوم من الإسلام العام لم يتحقق الإسلام إلا باعتقاد الوجوب و مع ذلك أجمع أهل العلم على أن من كان ناشئ في بادية بعيدة و حديث عهد بإسلام و جهل هذه الشرائع أنه مسلم و لا يكفر حتى يبلغ بوجوبها ثم يصر على الإنكار بينما الإسلام العام من جهله لا يسمى مسلما لأن جهله يعني عدم وجود هذا الإسلام لأن الإيمان بهذا الإسلام العام لا يكون إلا بعد تصوره و من جهل الشئ بإجماع العقلاء لا يستطيع تصوره فإذا كان هذا الإسلام العام غير متحقق لا يجوز كذلك بإجماع العقلاء تسمية من لم يحققه لعدم وجود هذه الحقيقة و هذا الأمر جهله المشركون و إخوانهم لذا يحكمون على من يقع في الشرك بأنه مسلم لأنه جاهل و أسقطوا عنه هذا الوجوب لأنه جاهل.
و أما الخوارج فإن السلف اختلفوا في كفرهم و سبب اختلافهم ليس لأنهم يقعون في الشرك فإن الخوارج فروا من الشرك عن طارق ابن شهاب قال: كنت عند علي فسئل عن أهل النهر أهم مشركون؟ قال من الشرك فروا،قيل فمنافقون هم؟ قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، قيل له: فما هم؟ قال قوم بغوا علينا).
عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال: قال رجل: من دعا إلى البغلة الشهباء يوم قتل المشركين، فقال علي: من الشرك فروا،قال: المنافقون؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا،قال: فما هم؟ قال قوم بغوا علينا فقاتلناهم فنصرنا عليهم).
فالخوارج مجتنبون للشرك و المشركين يعبدون الله حتى أن الصحابة يحقرون صلاتهم إلى صلاة الخوارج ففي الصحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ تَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وَتَتَمَارَى فِي الْفُوقِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا لم يكونوا مشركين و لا مستكبرين عن عبادة الله لكنهم أخطأوا فظنوا أن من وقع في الكبيرة خارج من الإسلام تأولا من أجل هذا اختلف أهل العلم في كفرهم فإن أهل العلم لا يختلفون في أن من وقع في الشرك أنه مشرك خارج من الإسلام قال شيخ الإسلام (فإن المسلمين متفقون على ما علموه بالاضطرار من دين الإسلام أن العبد لا يجوز له أن يعبد، ولا يدعو ولا يستغيث، ولا يتوكل إلا على الله، وأن من عبد ملكا مقربا أو نبيا مرسلا أو دعاه أو استغاث به فهو مشرك).
و قال شيخ الإسلام (و كذلك مانعوا الزكاة فإن الصديق و الصحابة ابتدؤا قتالهم قال الصديق والله لو منعونى عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم عليه و هم يقاتلون إذا امتنعوا من أداء الواجبات و إن أقروا بالوجوب ثم تنازع الفقهاء فى كفر من منعها و قاتل الامام عليها مع إقراره بالوجوب على قولين هما روايتان عن أحمد كالروايتين عنه فى تكفير الخوارج و أما أهل البغى المجرد فلا يكفرون باتفاق أئمة الدين فإن القرآن قد نص على ايمانهم واخوتهم مع و جود الاقتتال و البغي).
و كذلك من أنكر صفة من الصفات و مثله يجهلها لا يكفر أما من كان مثله لا يجهلها يكفر و الأصل الذي نقرره في البراءة ممن لم يكفر المشركين إنما في أصل دين الإسلام الذي لا يسمى المرء مسلما إلا بتحققه و هو البراءة من الشرك و الكبر فإن الإسلام لا يتحقق إلا بالبراءة من الشرك و الكبر و الدليل على أن من أنكر صفة من صفات الله لا يكفر إلا بعد قيام الحجة حديث الرجل الذي ذرى نفسه ففي مسند الإمام أحمد قال رحمه الله حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لِأَهْلِهِ انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يُحْرِقُوهُ حَتَّى يَدَعُوهُ حُمَمًا ثُمَّ اطْحَنُوهُ ثُمَّ اذْرُوهُ فِي يَوْمِ رِيحٍ فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا ابْنَ آدَمَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ قَالَ أَيْ رَبِّ مِنْ مَخَافَتِكَ قَالَ فَغُفِرَ لَهُ بِهَا وَلَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِأَهْلِهِ إِذَا أَنَا مِتُّ فَخُذُونِي وَاحْرُقُونِي حَتَّى تَدَعُونِي حُمَمَةً ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ اذْرُونِي فِي الْبَحْرِ فِي يَوْمٍ رَاحٍ قَالَ فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ قَالَ فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ مَخَافَتُكَ قَالَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ
قَالَ يَحْيَى حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ).
و التوحيد بإجماع الأنبياء هو عبادة الله و إخلاص العبادة لله تعالى باجتناب عبادة الطاغوت {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل36
{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} الأحقاف21
(يُتْبَعُ)
(/)
و أما احتجاجه بكلام ابن باز (و من لم يكفر الكافر فهو مثله إذا أقيمت عليه الحجة و أبين له الدليل فأصر على عدم التكفير , كمن لا يكفر اليهود أو النصارى أو الشيوعيين أو نحوهم ممن كفره لا يلتبس على من له أدنى بصيرة و علم).
من لم يكفر اليهود و النصارى و المشركين و الشيوعيين قبل قيام الحجة إما أن يقول بأنهم قبل قيام الحجة مسلمين أو غير مسلمين فإن قال بأنهم مسلمون فهذا لا يعلم حقيقة الإسلام لأنه لو علم حقيقة الإسلام و هو يرى أن اليهود و النصارى و الشيوعيين غير محققيين للإسلام بل و لا اسما لا يحكم لهم بالإسلام و هذا لا يحتاج إلى قيام حجة أبدا فمن لم يعلم حقيقة الإسلام ليس بمسلم حتى لو انتسب للإسلام فإن البراءة من المشركين من أصل دين الإسلام فمن لم يتبرأ من المشركين و هو يعلم وقوعهم في الشرك لم يحقق الإسلام و إن قال بأنهم ليسوا بمسلمين فعدم تكفيرهم ليس المقصود به الحكم بإسلامهم و إنما المقصود به أنهم لا يستحقون العقوبة إلا بعد قيام الحجة فإن التكفير من الوعيد قال شيخ الإسلام (و التكفير هو من الوعيد، فإنه وإن كان القول تكذيبًا لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة. وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها و لم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها، و إن كان مخطئًا.).
و الوعيد لا يتحقق إلا بعد الرسالة {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} الإسراء15.
و هذا الرجل يريد أن يحتج علينا بكلام ابن باز فأعظم من ابن باز علما و عملا لا يقبل قوله من غير دليل فكيف بابن باز و هو من علماء الطواغيت و المجادلين عنهم و لم يذكر ابن باز دليل على صحة ما قرره أن من لم يكفر اليهود و النصارى و الشيوعين أنه يكفر بعد إقامة الحجة و مع ذلك ساق كلامه كأنه نص يجب الإلتزام به من غير دليل و لو ان ابن باز ذكر دليلا من الكتاب و السنة لقلنا بأنه أراد بنقله هذا الدليل الذي احتج به ابن باز و استأنس بكلام ابن باز.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:
(و ليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته، دقيق و لا جليل، فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول و على أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله و يترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم و لكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له من عذر في تركه.).
و قال رحمه الله:
(قد ثبت بالكتاب والسنة و الإجماع أن الله سبحانه و تعالى فرض على الخلق طاعته و طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يوجب على هذه الأمة طاعة أحد بعينه في كل ما يأمر به وينهى عنه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان صديق الأمة وأفضلها بعد نبيها يقول: أطيعوني ما أطعت الله فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم. واتفقوا كلهم على أنه ليس أحد معصوما في كل ما يأمر به وينهى عنه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال غير واحد من الأئمة: كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.).
و لم يذكر لنا هذا الجاهل من أين جاء ابن باز بأن من لم يكفر اليهود و النصارى و الشيوعيين لا يكفر إلا بعد قيام الحجة و أهل العلم نقلوا الإجماع في هذه المسألة و لم يذكر أحد منهم أن من لم يكفر اليهود و النصارى و المشركين يكون مسلم قبل قيام الحجحة و أنه بعدها يكون كافر خارج من الإسلام إلا أن يكون من باب جهل الحال أما من علم أنهم ينتسبون لليهودية و النصرانية و لم يكفرهم هذا ليس بمسلم بإجماع المسلمين و قد نقل هذا الجاهل طرفا من أقوال العلماء فيما سبق أما التعذيب و العقوبة لا تكون إلا بعد قيام الحجة فهو كافر قيل قيام الحجة و لا يعاقب إلا بعد قيام الحجة إذا كان مثله يجهل هذه الأحكام كناشئ في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ابن باز نفسه ناقض نفسه فجعل من لم يكفر اليهود و النصارى لا شبه في كفره و قد نقل هذا الرجل كلام ابن باز و لم يتنبه له أو أنه لم يفهم وجه التناقض بين الموضعين قال صاحب الرد (و قد جاء في فتوى اللجنة الدائمة قولهم:" ... لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقوم عليهم الحجة لأن توقفهم عن تكفيرهم له شبهة وهي اعتقاد أنه لابد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود والنصارى والشيوعيين وأشباههم فهؤلاء لا شبهة في كفرهم ولا في كفر من لم يكفرهم ".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب لرئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [2/ 371].
(الجزء رقم: 33، الصفحة رقم: 58)
من الفتوى رقم 6201).
فكلام هذه اللجنة يدل على أن من توقف في كفر اليهود و النصارى و الشيوعيين لا شبهة في كفرهم فمن لم يكفرهم يكفر بينما في فتوى ابن باز الأولى يقول بأن من لم يكفر اليهود و النصارى و الشيوعيين أنه يكفر بعد إقامة الحجة فتدبر كلامهم (لأن توقفهم عن تكفيرهم له شبهة وهي اعتقاد أنه لابد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود والنصارى والشيوعيين وأشباههم فهؤلاء لا شبهة في كفرهم ولا في كفر من لم يكفرهم "
و قارنه بكلام ابن باز (ومن لم يكفر الكافر فهو مثله إذا أقيمت عليه الحجة وأبين له الدليل فأصر على عدم التكفير، كمن لا يكفر اليهود أو النصارى أو الشيوعيين أو نحوهم ممن كفره لا يلتبس على من له أدنى بصيرة وعلم).
فبأي القولين يؤخذ صاحب الرد قول اللجنة أم قول ابن باز؟!!!.
أما مسألة القول بالسلسلة فنحن لا نقول بها و نتبرأ منها و لا نجعلها من دين الله فضلا عن جعلها من أصل دين الإسلام و ما نعتقده هو أن من لم يجتنب الشرك و يتبرأ من المشركين ليس بمسلم و المقصود بالشرك هو ما لا يتحقق الإسلام إلا بالبراءة منه كعبادة الطواغيت من المشرعين و الحكام و الذين يدعون الناس لعبادتهم من دون الله و قد بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رؤوسهم فقال (و الطاغوت: عام في كل ما عبد من دون الله، فكل ما عبد من دون الله، و رضي بالعبادة، من معبود، أو متبوع، أو مطاع في غير طاعة الله و رسوله، فهو طاغوت؛ و الطواغيت كثيرة، و رؤوسهم خمسة.
الأول: الشيطان، الداعي إلى عبادة غير الله، و الدليل قوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين) [يس 60].
الثاني: الحاكم الجائر، المغير لأحكام الله تعالى، و الدليل قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً) [النساء 60].
الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله، و الدليل قوله تعالى: (ومن لم يحكم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) [المائدة 44].
الرابع: الذي يدعي علم الغيب من دون الله، والدليل قوله تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً، إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) [الجن 26 - 27]، وقال تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا ّهو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقه إلا يعلمها ولا حية في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا ّ في كتاب مبين) [الأنعام 50].
الخامس: الذي يعبد من دون الله، و هو راض بالعبادة و الدليل قوله تعالى: (ومن يقل منهم إني إلهّ من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين) [الأنبياء 29].
واعلم: أن الإنسان ما يصير مؤمناً بالله، إلاّ بالكفر بالطاغوت، والدليل قوله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) [البقرة 256]).
فمن وقع في الشرك و عبد غير الله فهذا نتبرأ منه و لا نحكم بإسلامه و من علم عن هذا أنه وقع في الشرك و حكم بإسلامه فإننا نتبرأ منه و لا نحكم بإسلامه فلا يصح الإسلام إلا بالبراءة من الشرك و المشركين و هذه هي ملة إبراهيم عليه السلام التي من رغب عنها فقد سفه نفسه {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} الممتحنة4
{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} البقرة130
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:40]ـ
قال صاحب الرد (
أسباب فتنة أبي مريم وجماعته من المرتزقة
أولا: الجهل بالاحكام الشرعية ودخولهم في المعضلات دون عدة واستعداد
فاذا نظرت الي القوم فلن تجد فيهم طالب علم شهد له عالم من العلماء بأنه طالب علم، فأبو مريم كبيرهم و هو أجهلهم لم يدرس علي شيخ و غاية كلامه استدلال ببعض نقول سرقها من بعض كتب الشيخ علي الخضير و أحمد الخالدي و أبي محمد المقدسي فأبو مريم نفسه يقول إنه درس علي يد أحد الإخوة أي ليس شيخا و لا عالما و يقول إنه درس من كتب أحمد الخالدي إذا فهو لم يقرأ فضلا عن أن يدرس كتب الاصول و اتباعه مجموعة من الجهلة و الببغاوات يرددون كلام أبي مريم دون فهم فمن شككهم في معتقداتهم شكوا فجهلهم واضح و قبحهم فاضح.
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
دأب هؤلاء الجهال على الكذب من غير تثبت و لا تفكر و الله تعالى أمر بالقسط حتى مع الأعداء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} النساء135
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة8
{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} الأعراف29
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء36.
فما ندعو إليه هو دين الإسلام و إفراد الله بالعبادة و البراءة من عبادة غير الله و هذا الأصل بفضل الله مذ هداني الله تعالى و قرأت كتاب الله و سنة النبي صلى الله عليه و سلم علمته و عملت به.
و الأصل الثاني هو البراءة ممن عمل بالشرك و تكفيره فهذا فضل الله عرفته قبل أن يعرفه الخضير و تلميذه الخالدي و قبل أن يكتب الخالدي في هذه المسألة بل قبل أن يعرف الخالدي دين الإسلام و يلتزم به و ليس هذا تكبرا عليهم و إنما من باب بيان حقيقة هذه الإختلاق الذي ينسبه إلينا هذا المفتري.
فالخضير لم يعرف هذه المسألة إلا بعد لقاءه بالخالدي ة و لم يكتب إلا بعد هذا و الخضير يقر بهذا أما الناس في المجالس بأنه ما علم بأنه من وقع في الشرك الأكبر أنه مشرك خارج من الإسلام إلا من الخالدي و هذا ما ذكره لي الخالدي بلسانه و الخالدي ما أخذ هذه المسألة ألا بعد معرفته و لقاءه بي و ببعض الشباب ممن يعرفون هذه المسألة و يبينونها للناس فالخالدي حينها لم يكن يتدين بدين الإسلام أي أنه كان لا يعبد الله و إن كان ينتسب إليه من جهة الاسم فلم يكن ملتزما بالشرائع فضلا عن أن يكون طالب علم فلما تعرف علينا انخرط معنا يتعلم دين الله و شرعه فكيف أخذت هذه المسائل من الخضير و الخالدي؟!!!.
نعم جلست مع أحمد الخالدي و كانت عندنا حلقة لطلب العلم نتدارس العلوم الشرعية و لم يكن الخالدي حينها كتب شيئا من كتبه بل ما كتب إلا بعد الإفتراق بسنين بل الخالدي عرض علي بعض كتبه لمراجعتها منها الرد على الضوابط و لهذا الكتاب قصة ليس هنا مجال ذكرها أبينها إن شاء الله في حينها.
أما المقدسي نعم جلست معهم و استفدت منه و لكن بعد معرفتنا بأصل دين الإسلام وجوب البراءة من الشرك و المشركين فكنا نتبرأ من الطواغيت و المشركين قبل أن نعرف المقدسي و قبل أن نقرأ كتبه و مع ذلك كان المقدسي متخبطا في مسألة البراءة من المشركين و لم يكن ضابطا لها و لي رد عليه يسر الله إتمامه في بيان أن من لم يبرأ من الطواغيت و المشركين لم يحقق الإسلام و أبو محمد المقدسي تغير كثيرا في كتابه الثلاثينية عما كنا نعرفه و وقع في أخطاء كثيرة خالف أصول السابقة كثيرا بل و العجب أنه ينكر أنه كان يقول بهذه الأقوال
(يُتْبَعُ)
(/)
يوما ما مع علمنا و علم كل من كان يخالطه أنه كان يرى الكثير مما تبرأ منه في رسالته الثلاثينية.
و نقول كذلك إذا كنا استفدنا من كتب الخضير و المقدسي و الخالدي فما الإشكال في هذا فنحن بفضل الله نقبل الحق حتى لو كان من اليهود و النصارى ففي مسند الإمام أحمد و سنن النسائي عَنْ قُتَيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ الْجُهَيْنِيَّةِ قَالَتْ
أَتَى حَبْرٌ مِنْ الْأَحْبَارِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تُشْرِكُونَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا ذَاكَ قَالَ تَقُولُونَ إِذَا حَلَفْتُمْ وَالْكَعْبَةِ قَالَتْ فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ قَدْ قَالَ فَمَنْ حَلَفَ فَلْيَحْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ يَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَجْعَلُونَ لِلَّهِ نِدًّا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا ذَاكَ قَالَ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ قَالَ فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ قَدْ قَالَ فَمَنْ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَلْيَفْصِلْ بَيْنَهُمَا ثُمَّ شِئْتَ).
فالنبي صلى الله عليه و سلم لم يقل هذا يهودي لا نقبله منه أبدا فكيف نقبل من يهودي و هو كافر مع أن اليهودي يتهم المسلمين بالشرك فلم يقل النبي صلى الله عليه و سلم كيف نقع في الشرك بل سأله ما هذا الشرك الذي نقع به فلما أخبره و نظر النبي صلى الله عليه و سلم في قوله و تبين له أنه حق أقر بصحة قوله و نهى المسلمين عن هذا الشرك.
و قول هذا الجاهل (و غاية كلامه استدلال ببعض نقول سرقها من بعض كتب الشيخ علي الخضير و أحمد الخالدي و أبي محمد المقدسي).
بفضل الله منذ عرفنا الإلتزام بشرائع هذا الدين نطلب العلم من الكتاب و السنة و نقرأ كتب أئمة أهل السنة و الجماعة و ندرسها للإخوة و نطلعهم عليها و من كان يعرفنا كأبي محمد المقدسي و أحمد الخالدي يعرف هذا جيدا بل السبب الذي دعى المقدسي للإجتماع مع الإخوة أنه سمع عنا أننا نكفر الطواغيت و نتبرأ منهم و أننا ندعو الناس إلى البراءة من الطواغيت و الكفر بهم فأراد أن يجتمع بنا و يجلس معنا و كان يقول أنكم أقرب الناس للحق لذا أجلس معكم و هذا قبل أن نقرأ كتب المقدسي ثم بعد ذلك بدأ يطلعنا على كتبه للإطلاع عليها بل كان يعرض علينا بعض كتبه للمراجعة و التصحيح و من الكتب التي أذكر أنه عرضها علينا كتابه في كشف شبهات مرجئة العصر و كان الخالدي حينها في بداية التزامه بالشرائع و اجتماعه معنا.
و نقول كذلك و لنفترض أننا قرأنا كتب الخضير و الخالدي و المقدسي و استفدنا منها فهل يقال عنه أنه سرقة فهذا دأب أهل العلم ممن يطلع على كتب أهل العلم فإنه يستفيد منها فمن كان من حق قبلناه و ما كان من باطل رددناه و لو قرأنا بعض النصوص نقلوها من كتب أهل العلم ما المانع نقلها بعد الرجوع إلى كتب أهل العلم و التثبت من وجودها و عدم نقصها أو التغيير فيها بما يخل بالمعنى فإذا تثبتنا و نقلناها لا يعني هذا أنه سرقة إلا في فهم من لا يدرك معنى السرقة فلو نقلنا كلام الخضير و المقدسي و الخالدي ثم نسبناه لأنفسنا هذه هي السرقة أما كلام أهل العلم ليس نقله حكر على أحد و لا يشترط نسبته إلى من نقله عنه إذا كان رجع إلى كلام العلماء و وجده بنصه.
و أما قوله (و يقول إنه درس من كتب أحمد الخالدي إذا فهو لم يقرأ فضلا عن أن يدرس كتب الاصول).
لم أقل يوما بحياتي أنني درست على كتب الخالدي و لم أدرس يوما على كتبه بل غاية ما قلته أننا كنا ندرس في حلقة واحدة فكان يأخذ أحدنا من الآخر و هذا قبل أن يكتب أحمد الخالدي ما كتبه و هذا لا يعني أنني لا أعرف هذه المسائل و هذه النقول حتى قبل معرفتي بالخالدي و كما بينت فهذه المسائل و أكثر هذه النقول أعرفها بفضل الله قبل أن أعرف الخالدي بل الخالدي كان ممن يأخذ مني هذه المسائل و هذه النقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بنى هذه الجاهل نتيجة باطلة على مقدمة حتى لو صحت لا تدل على هذه النتيجة فلو فرض أنني درست على كتب الخالدي فهل هذا يدل على أنني لم أدرس و أقرأ غيرها من الكتب و العجب من هذه النتيجة التي تضحك الناس على صاحبها فضلا عن تصديقها (إذا فهو لم يقرأ فضلا عن أن يدرس كتب الاصول) لم يقرأ فضلا لا أعرف كيف وصل إلى هذه النتيجة و كيف عرفها أنني لم أقرأ أبدا هذا و الله من أعجب العجب و لو كان عنده ذرة من إنصاف لأنصفني في هذه فكثير من عامة الناس يقرؤون فضلا عمن يتصدر للدعوة أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ).
فهذه النتيجة إما أنها تدل على جهل مطبق و غباء محكم أو أنها تدل على أعظم الفجور في الخصومة حتى أنه من شدة الخصومة ينكر ما يعلمه ضرورة كل عاقل ممن سمع كلامي أو قرأ شيئا مما كتبته فأعمت الخصومة قلبه حتى أصبح يتكلم بكلام يضحك الناس عليه.
قال صاحب الشهاب الحارق (ثانيا: إنهم اعتقدوا اشياء هم انشأوها و تخيلوا أنها هي أصول الدين ثم رتبوا الحكم بالتكفير علي من لم يعتقدها و كأنها وحي منزل معصومة من الخطأ و الزلل و غايتها اجتهادات ضالة لأنها نشأت عن جهل و ضلال، كوصفهم لبعض الناس بأنه طاغوت ثم يرتبون على ذلك تكفير من لم يكفره لأنه لم يكفر بالطاغوت و لا شك أن إدخال إنسان في الإسلام كإخراجه منه سواءً بسواء لأن الحكم بالكفرأو الإسلام حد من حدود الله ليس لأحد ٍأن يحكم فيه بمجرد رأيه و هواه، و عليك أيها القارئ الكريم أن تقرأ هذه الرسالة بتمعن و أن تقارن بين ما فيها جيدا و بين أقول هؤلاء المتنطعين لتري كم هو حجم التشابه بين أهل الضلال و كأنهم تواصوا به أو توارثوه عن أسلافهم من أهل الضلال قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ الدرر السنية في الأجوبة النجدية - (ج 1 / ص 466)
رسالة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى عبد العزيز الخطيب، و إنكاره تكفير المسلمين)
و له أيضا، قدس الله روحه، و نور ضريحه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من: عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، إلى: عبد العزيز الخطيب. السلام على من اتبع الهدى، و على عباد الله الصالحين. و بعد: فقرأت رسالتك، و عرفت مضمونها، و ما قصدته من الإعتذار، و لكن أسأت في قولك: أن ما أنكره شيخنا الوالد، من تكفيركم أهل الحق، و اعتقاد إصابتكم، أنه لم يصدر منكم ; و تذكر أن إخوانك من أهل النقيع يجادلونك، و ينازعونك في شأننا، و أنهم ينسبوننا إلى السكوت عن بعض الأمور، و أنت تعرف أنهم يذكرون هذا غالبا، على سبيل القدح في العقيدة، و الطعن في الطريقة، و إن لم يصرحوا بالتكفير، فقد حاموا حول الحمى، فنعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، و من الغي عن سبيل الرشد، و العمى.
و قد رأيت سنة أربع وستين، رجلين من أشباهكم، المارقين، بالأحساء، قد اعتزلا الجمعة و الجماعة، و كفرا من في تلك البلاد من المسلمين، و حجتهم من جنس حجتكم، يقولون: أهل الأحساء يجالسون ابن فيروز، و يخالطونه، هو و أمثاله، ممن لم يكفر بالطاغوت، و لم يصرح بتكفير جده، الذي رد دعوة الشيخ محمد، و لم يقبلها، و عاداها.
قالا: و من لم يصرح بكفره، فهو كافر بالله، لم يكفر بالطاغوت ; و من جالسه، فهو مثله ; و رتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين، ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام، حتى تركوا رد السلام، فرفع إلي أمرهم، فأحضرتهم، و تهددتهم، و أغلظت لهم القول ; فزعموا أولا: أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، و أن رسائله عندهم، فكشفت شبهتهم، و أدحضت ضلالتهم، بما حضرني في المجلس.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد و المذهب، و أنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، و الكفر بآيات الله و رسله، أو بشيء منها، بعد قيام الحجة، و بلوغها المعتبر، كتكفير من عبد الصالحين، و دعاهم مع الله، و جعلهم أندادا له، فيما يستحقه على خلقه، من العبادات، والإلهية، و هذا مجمع عليه أهل العلم و الإيمان، و كل طائفة من أهل المذاهب المقلدة، يفردون هذه المسألة بباب عظيم، يذكرون فيه حكمها، و ما يوجب الردة و يقتضيها، و ينصون على الشرك ; و قد أفرد ابن حجر هذه المسألة، بكتاب سماه: الإعلام بقواطع الإسلام.
و قد أظهر الفارسيان المذكوران، التوبة و الندم، و زعما أن الحق ظهر لهما، ثم لحقا بالساحل، و عادا إلى تلك المقالة، و بلغنا عنهم تكفير أئمة المسلمين، بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، و الحور بعد الكور.
و قد بلغنا عنكم نحو من هذا، و خضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة و المعاداة، و المصالحة و المكاتبات، و بذل الأموال و الهدايا، و نحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله و الضلالات، و الحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي، و نحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، و من رزق الفهم عن الله، و أوتي الحكمة و فصل الخطاب.
و الكلام في هذا يتوقف على معرفة ما قدمناه، و معرفة أصول عامة كلية، لا يجوز الكلام في هذا الباب، و في غيره، لمن جهلها، و أعرض عنها و عن تفاصيلها، فإن الإجمال و الإطلاق، و عدم العلم، بمعرفة مواقع الخطاب، و تفاصيله، يحصل به من اللبس، و الخطأ، و عدم الفقه عن الله، ما يفسد الأديان، و يشتت الأذهان، و يحول بينها، و بين فهم السنة و القرآن، قال: ابن القيم، في كافيته، رحمه الله تعالى:
فعليك بالتفصيل والتبيين فال ... إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطاال ... أذهان والآراء كل زمان
و أما التكفير بهذه الأمور التي ظننتموها، من مكفرات أهل الإسلام فهذا مذهب الحرورية المارقين، الخارجين على علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين، و من معه من الصحابة، فإنهم أنكروا عليه تحكيم أبي موسى الأشعري، و عمرو بن العاص، في الفتنة التي وقعت بينه و بين معاوية و أهل الشام، فأنكرت الخوارج عليه ذلك، و هم في الأصل من أصحابه، من قراء الكوفة و البصرة، و قالوا: حكمت الرجال في دين الله، و واليت معاوية، و عمرا، و توليتهما، وقد قال الله تعالى: ** إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ} [سورة الأنعام آية: 57] و ضربت المدة بينك و بينهم، و قد قطع الله هذه الموادعة و المهادنة، منذ أنزلت براءة.
و طال بينهما النّزاع و الخصام، حتى أغاروا على سرح المسلمين، و قتلوا من ظفروا به من أصحاب علي، فحينئذ
شمر رضي الله عنه لقتالهم، و قتلهم دون النهروان، بعد الإعذار و الإنذار، و التمس: "المخدج" المنعوت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم و غيره من أهل السنن، فوجده علي، فسر بذلك، و سجد لله شكرا على توفيقه، و قال: " لو يعلم الذي يقاتلونهم، ماذا لهم على لسان محمد صلى الله عليه و سلم لنكلوا عن العمل"، هذا: و هم أكثر الناس عبادة، و صلاة، و صوما.) انتهي كلامه رحمه الله وليت من يستدلون ببعض كلامه في تكفير الشيخين ابن باز و ابن عثيمين يقرأون هذا الكلام عسي أن يمن الله عليهم بالرجوع الي الحق.) انتهى كلام صاحب الرد.
هذا الرجل يتشدق باتباعه للكتاب و السنة و أنه لا يؤخذ كلام أهل العلم من غير دليل و هذا الأصل صحيح و لا شك و لكنه لا يعمل بهذا الأصل فينقل كلام للشيخ عبد اللطيف و يطلب منا أن نستدل به فيقول (يقرأون هذا الكلام عسي أن يمن الله عليهم بالرجوع الي الحق) و هو نفسه يقول في موضع آخر (ونقول أيضا ان كلام اهل العلم إنما يستدل له لا يستدل به و إنما يستأنس به علي إصابة الصواب في الفتوي بحكم ما).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالكلام المجرد الذي يظن أنه يناقض ما نعتقده يحعله دليلا علينا أن نستدل به من أجل الحكم بمشايخ الطاغوت و الإجماع الذي ينقله أئمة أهل السنة و الجماعة لا يكون دليلا مع أنه ينقل بنفسه هذا الإجماع و ينقل كلام أهل العلم متواردا في إثبات الأصل أنه من لم يتبرأ من الكفار أنه كافر فإذا كان الإجماع على كفر من لم يكفر المشركين نقله أهل العلم قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله (و قال بعضهم: أصل الموالاة هو الحب و النصرة و الصداقة، و دون ذلك مراتب متعددة، و لكل ذنب من الوعيد و الذم ما هو معروف، و نواقض الإسلام تقارب أربعمائة ناقض، كما هو معروف في مصنفات العلماء.
و المجمع عليه منها عشرة، الثالث من العشرة: من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم و استحسنه، كفر، و الثامن: منها مظاهرة المشركين و معاونتهم على المسلمين، لقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة آية: 51].).
و جعله شيخ الإسلام محمد من أعظم نواقض الإسلام لا يستدل به فمن باب أولى ألا يستدل بكلام الشيخ عبد اللطيف المجرد و أنه ليس بحجة علينا و الآن هو يستدل بكلام مجرد للشيخ عبد اللطيف و يجعله حجة علينا.
و مع ذلك نقول كلام الشيخ عبد اللطيف هذا نقر به و نعتقد صحته لا لأن الشيخ عبد اللطيف ذكره و لكن لوجود الدليل من الكتاب و السنة على صحته فنحن بفضل الله لا نكفر من لم يظهر البراءة من الطواغيت و المشركين فهناك فرق بين من لم يظهر البراءة من الطواغيت و المشركين و بين من أظهر نصرتهم و موالاتهم و الوقوف معهم فهناك فرق بين كتم الحق و بين إظهار الباطل فكتم الحق و هو البراءة من الطواغيت و المشركين و لكنه لم يظهر لهم أنهم مسلمون و يقف معهم ضد المسلمين و يطعن فيهم فهذا لا نكفره و هذا ما أنكره الشيخ عبد اللطيف على الفارسيين فإنهم جعلوا من لم يصرح بكفر الطاغوت أنه كافر و هذا قول باطل و لا شك و الشيخ عبد اللطيف نفسه في موضع آخر فصل في هذه المسألة قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في جواب على سؤال (وسئل: عمن كان في سلطان المشركين، وعرف التوحيد وعمل به، ولكن ما عاداهم، ولا فارق أوطانهم؟
فأجاب: هذا السؤال صدر عن عدم التعقل لصورة الأمر، والمعنى المقصود من التوحيد والعمل به، لأنه لا يتصور أنه يعرف التوحيد ويعمل به، ولا يعادي المشركين؛ ومن لم يعادهم لا يقال له: عرف التوحيد وعمل به. والسؤال متناقض، وحسن السؤال مفتاح العلم.
وأظن مقصودك: من لم يظهر العداوة، ولم يفارق؛ ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة.
فالأول: يعذر به مع العجز والخوف، لقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [سورة آل عمران آية: 28].
والثاني: لا بد منه، لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حب الله ورسوله تلازم كلي، لا ينفك عنه المؤمن؛ فمن عصى الله بترك إظهار العداوة، فهو عاص لله. فإذا كان أصل العداوة في قلبه، فله حكم أمثاله من العصاة، فإذا انضاف إلى ذلك ترك الهجرة، فله نصيب من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} الآية [سورة النساء آية: 97]، لكنه لا يكفر، لأن الآية فيها الوعيد لا التكفير. وأما الثاني، الذي لا يوجد في قلبه شيء من العداوة، فيصدق عليه قول السائل: لم يعاد المشركين; فهذا هو الأمر العظيم، والذنب الجسيم، وأي خير يبقى مع عدم عداوة المشركين؟ والخوف على النخل والمساكن ليس بعذر يوجب ترك الهجرة، قال تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [سورة العنكبوت آية: 56].).
و قال الشيخ العلامة إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله:
" قال بعض المحققين: و يكفي العاقل قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ}. [آل عمران: 30]. قد حكى ابن كثير رحمه الله الإجماع على أن تارك الهجرة عاص مرتكب محرما على ترك الهجرة و لا يكفي بغضهم بالقلب بل لا بد من إظهار العداوة و البغضاء قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ…}. الآية: [الممتحنة: 4].
فانظر إلى هذا البيان الذي ليس بعده بيان حيث قال: {وَبَدَا بَيْنَنَا}: أي ظهر، هذا هو إظهار الدين فلابد من التصريح بالعداوة و تكفيرهم جهارا و المفارقة بالبدن و معنى العداوة أن تكون في عدوة و الضد في عدوة و أصل البراءة المقاطعة بالقلب و اللسان و البدن و قلب المؤمن لا يخلو من عداوة الكافر و إنمّا النزاع في إظهار العداوة فإنها قد تخفى لسبب شرعي و هو الإكراه مع الاطمئنان و قد تخفى العداوة من مستضعف معذور عذره القرآن و قد تخفى لغرض دنيوي و هو الغالب على أكثر الخلف و هذا و إن لم يظهر منه موافقة.
و دعوى من أعمى الله بصيرته و زعم أن إظهار الدين هو عدم منعهم من أن يتعبد أو يدرس دعوى باطلة، فزعمه مردود عقلا وشرعا، و ليَهنَ من كان في بلاد النصارى و المجوس و الهند ذلك الحكم الباطل، لأن الصلاة و الأذان و التدريس موجود في بلدانهم، و هذا إبطال للهجرة و الجهاد و صدّ النّاس عن سبيل الرشاد.).
و نحن لم نكفر ابن باز و ابن عثيمين و غيرهم لأنهم لم يصرحوا بالبراءة من الطواغيت و المشركين إنما كفرناهم لأنهم وقفوا في صف الطواغيت و المشركين و حكموا بإسلامهم و جادلوا عنهم و طعنوا في المسلمين و سموهم خوارج لأنهم يكفروا الحكام و يتبرؤون منهم و قد فرق شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بين إظهار الدين الباطل و بين كتم الحق فقال (و أما قوله: تعالى: {إلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [سورة آل عمران:28] قال مجاهد إلا مصانعة والتقاة ليست بأن أكذب وأقول بلساني ما ليس في قلبي فإن هذا نفاق ولكن أفعل ما أقدر عليه كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ولكن إن أمكنه بلسانه و إلا فبقلبه مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون و امرأة فرعون وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ولا كان يكذب ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل كان يكتم إيمانه و كتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره و الرافضة حالهم من جنس حال المنافقين لا من جنس حال المكره الذي أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فإن هذا الإكراه لا يكون عاما من جمهور بني آدم بل المسلم يكون أسيرا أو منفردا في بلاد الكفر ولا أحد يكرهه على كلمه الكفر و لا يقولها ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه وقد يحتاج إلى أن يلين لناس من الكفار ليظنوه منهم وهو مع هذا لا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل يكتم ما في قلبه و فرق بين الكذب وبين الكتمان فكتمان ما في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الله في الإظهار كمؤمن آل فرعون.
وأما الذي يتكلم بالكفر فلا يعذره إلا إذا أكره والمنافق الكذاب لا يعذر بحال ولكن في المعاريض مندوحة عن الكذب ثم ذلك المؤمن الذي يكتم إيمانه يكون بين الكفار الذين لا يعلمون دينه وهو مع هذا مؤمن عندهم يحبونه ويكرمونه لأن الإيمان الذي في قلبه يوجب أن يعاملهم بالصدق والأمانة والنصح وإرادة الخير بهم وإن لم يكن موافقا لهم على دينهم كما كان يوسف الصديق يسير في أهل مصر وكانوا كفارا وكما كان مؤمن آل فرعون يكتم إيمانه ومع هذا كان يعظم موسى ويقول: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}] سورة غافر:28].).
(يُتْبَعُ)
(/)
و إظهار إسلام الطواغيت و المشركين و لا شك من الدين الباطل فإن الله تعالى أمر ببغضهم و عدواتهم و البراءة منهم و تكفيرهم {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} الممتحنة4
فمن جادل عنهم و سماهم مسلمين و نصرهم على عدوهم من المسلمين بلسانه و حضر الطواغيت على عدوهم من المسلمين و هو يعلم أنهم يقعون في تنصيب انفسهم أرباب من دون الله هذا لم يحقق البراءة منهم و بغضهم و عداوتهم و تكفيرهم فمشايخ الطواغيت أظهروا للطواغيت أنهم معهم بألسنتهم و مقالهم و وقفوا معهم و هذا القدر زيادة على كتم البراءة منهم و بغضهم و عداوتهم فلو كتموا ذلك لقلنا أننا لا نستطيع تكفيرهم لكنهم أظهروا الموافقة للطواغيت و المشركين بل جوزوا للمشرعين من دون الله دخول مجالس الشرك التي وضعت لتضاد الله في حكمه و شرعه و جوزوا لهم القسم على احترام القوانين و الدساتير و جوزوا للناس توكيل عنهم من ينصب نفسه ربا من دون الله في مجالس الشرك.
فالأصل الذي رده الشيخ رحمه الله هو جعل من لم يصرح بتكفير الطواغيت أنه كافر و رد الشيخ صحيح فإن من لم يصرح بتكفير الطواغيت لا يعني أنه لا يعتقد كفرهم فقد يخفي المسلم تكفيرهم إذا لم يكن قادرا على ذلك فيعذر أما من علمنا منه أنه يكم بإسلامهم و ينصره بلسانه و يجادل عنهم فهذا نوع آخر غير نوع من يعتقد تكفيرهم و لا يظهر تكفيرهم و يصرح به و قد سئل أبناء شيخ الإسلام، رحمهم الله تعالى وعفا عنهم: عن السفر إلى بلاد المشركين للتجارة؟
فأجابوا بما حاصله: أنه يحرم السفر إلى بلاد المشركين، إلا إذا كان المسلم قوياً له منعة، يقدر على
إظهار دينه، وإظهار الدين تكفيرهم وعيب دينهم، والطعن عليهم، والبراءة منهم، والتحفظ من موادتهم، والركون إليهم، واعتزالهم؛ وليس فعل الصلوات فقط إظهاراً للدين.
وقول القائل: إنا نعتزلهم في الصلاة، ولا نأكل ذبيحتهم حسن، لكن لا يكفي في إظهار الدين وحده، بل لا بد مما ذكر.).
قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين، رحمه الله (: و ما ذكرت من حال من يكون بين ظهراني المشركين، فإن كان يقدر على إظهار التوحيد، بحيث يظهر لهم القول بأن هذه الأمور الشركية، التي تفعل عند القبور و غيرها، باطل و ضلالة، و أنا بريء منه و ممن يفعله، فمثل هذا لا تجب عليه الهجرة. و إن كان لا يقدر على إظهار ذلك، مع اعتقاد بطلانه، و أنه الشرك العظيم، فهذا ترك واجباً عليه، و لا يكفر بذلك.).
و الشيخ عبد اللطيف رحمه الله يجعل تكفير المشركين و المعطلة من أهم ما يجب من الكفر بالطاغوت (و من كفّر المشركين و مقتهم، و أخلص دينه لله، فلم يعبد سواه، فهو أفضل الأئمة و أحقهم بالإمامة، لأن التكفير بالشرك و التعطيل، هو أهم ما يجب من الكفر بالطاغوت.).
و قال رحمه الله (و أهل العلم و الإيمان، لا يختلفون في أن من صدر منه قول أو فعل يقتضي كفره، أو شركه، أو فسقه، أنه يحكم عليه بمقتضى ذلك، و إن كان ممن يقر بالشهادتين، و يأتي ببعض الأركان؛ و إنما يكف عن الكافر الأصلي إذا أتى بهما، و لم يتبين منه خلافهما و مناقضتهما، و هذا لا يخفى على صغار الطلبة.).
فمن وقع في الشرك الأكبر لا يسميه الشيخ عبد اللطيف مسلم بل هو مشرك عنده و لكنه لا يكفر إلا بعد قيام الحجة قال رحمه الله (قال (و من عجيب جهل العراقي: أنه يحتج على خصمه بنفس الدعوى، والدعوى لا تصلح دليلاً، فإن دعوى العراقي لإسلام عباد القبور تحتاج دليلاً قاطعاً على إسلامهم فإذا ثبت إسلامهم منع من تكفيرهم، و التفريع ليس مشكلاً. ومعلوم أن من كفر المسلمين لمخالفة رأيه وهواه كالخوارج والرافضة أو كفر من أخطأ في المسائل الاجتهادية أصولاً أو فروعاً، فهذا ونحوه مبتدع ضال، مخالف لما عليه أئمة الهدى ومشايخ الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لا يكفر أحداً بهذا الجنس ولا من هذا النوع. و إنما يكفر من نطق بتكفيره الكتاب العزيز، و جاءت به السنة الصحيحة و أجمعت على تكفيره الأمة، كمن بدل دينه، و فعل فعل الجاهلية الذين يعبدون الملائكة و الأنبياء و الصالحين، و يدعونهم مع الله، فإن الله كفرهم و أباح دماءهم وأموالهم و ذراريهم بعبادة غيره، نبياً أو ولياً أو صنماً لا فرق في الكفر بينهم، كما دل عليه الكتاب العزيز و السنة المستفيضة، و بسط هذا يأتيك مفصلاً، و قد مر بعضه.
و الشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفيره الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه و يبلغه الحجة التي يكفر تاركها، قال في بعض رسائله: وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبة الكواز حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً؟ وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال. فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور. وقد سبق من كلامه ما فيه الكفاية، مع أن العلامة ابن القيم رحمه الله جزم بكفر المقلدين لشيوخهم في المسائل المكفرة إذا تمكنوا من طلب الحق ومعرفته، وتأهلوا لذلك. فأعرضوا ولم يلتفتوا. ومن لم يتمكن ولم يتأهل لمعرفة ما جاءت به الرسل فهو عنده من جنس أهل الفترة ممن لم تبلغه دعوة رسول من الرسل. وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين، حتى عند من لم يكفر بعضهم وسيأتيك كلامه. وأما الشرك فهو يصدق عليهم، واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضة أصله؟ وقاعدته الكبرى: شهادة أن لا إله إلا الله، وبقاء الإسلام ومسماه.).
فكلام الشيخ المفصل هنا يبين معنى كلامه فيما أورده صاحب الرد من كلام الشيخ عبد اللطيف (و أخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد و المذهب، و أنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، و الكفر بآيات الله و رسله، أو بشيء منها، بعد قيام الحجة، و بلوغها المعتبر، كتكفير من عبد الصالحين، و دعاهم مع الله، و جعلهم أندادا له، فيما يستحقه على خلقه، من العبادات، و الإلهية، و هذا مجمع عليه أهل العلم و الإيمان، و كل طائفة من أهل المذاهب المقلدة، يفردون هذه المسألة بباب عظيم، يذكرون فيه حكمها، و ما يوجب الردة و يقتضيها، و ينصون على الشرك).
و قال رحمه الله (اعلم أن من تصور حقيقة أي شيء على ما هو عليه في الخارج وعرف ماهيته بأوصافها الخاصة عرف ضرورة ما يناقضه و يضاده. وإنما يقع الخفاء بلبس إحدى الحقيقتين، أو بجهل كلا الماهيتين. ومع انتفاء ذلك وحصول التصور التام لهما لا يخفى ولا يلتبس أحدهما بالآخر. وكم هلك بسبب قصور العلم وعدم معرفة الحدود والحقائق من أمة، وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمة. مثال ذلك: أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان. والجهل بالحقيقتين أو إحداهما أوقع كثيراً من الناس في الشرك وعبادة الصالحين، لعدم معرفة الحقائق وتصورها، وأن لساعد الجهل وقصور العلم عوائد مألوفة استحكمت بها البلية وتمكنت الرزية. وصار الانتقال عن العوائد والمشتهيات أعز شيء في الوجود وأصعب شيء على النفوس، ما لم يعارض ذلك معارض قوي في نفسه، عظيم الصولة والقوة).
و نصوص الكتاب و السنة و الإجماع أكثر من أن تذكر هنا في اعتقاد وجوب تكفير من وقع في الشرك الأكبر و البراءة منهم فإن هذه ملة إبراهيم عليه السلام و هي دين الأنبياء جميعا و قد ذكرت طرفا منها في أول الرد فلتراجع قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (و أجمع العلماء سلفا و خلفا، من الصحابة و التابعين، و الأئمة، و جميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، و البراءة منه و ممن فعله، و بغضهم و معاداتهم بحسب الطاقة، و القدرة، و إخلاص الأعمال كلها لله).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المقدمة الثانية التي اعتقدها الفارسيان و هي تكفير من جلس مع من لم يصرح بكفر الطواغيت فهذه المقدمة كذلك نتبرأ منها و لا نكفر بها بل عندنا من أدلة الكتاب و السنة في جواز مجالسة الكافر حتى لو علمنا كفره إذا كان هناك مصلحة في مجالسته و لا يكون هذا كفرا {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} النساء140
و مفهوم هذه الآية جواز مجالستهم إذا خاضوا في حديث غير حديث الإستهزاء و الكفر أي لا يجوز لكم مجالستهم في حالة الكفر و الإستهزاء و يجوز لكم مجالستهم في غيرها و هذا معنى قوله تعالى (فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ).
و مما يدل على هذا المعنى قوله تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} الأنعام68
و في صحيح البخاري عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ قَالَ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ وَالْمُسْلِمِينَ وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ..... ).
و في صحيح البخاري من حديث محمود بن الربيع (فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مَا فَعَلَ مَالِكٌ لَا أَرَاهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ذَاكَ مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُلْ ذَاكَ أَلَا تَرَاهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ أَمَّا نَحْنُ فَوَاللَّهِ لَا نَرَى وُدَّهُ وَلَا حَدِيثَهُ إِلَّا إِلَى الْمُنَافِقِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ).
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:42]ـ
قال صاحب الرد (إقامة الحجة علي الشاك في كفر المشركين
ثم إن هؤلاء الجهلة كفروا كل من لم يكفر من كفروه دون النظر في حال هذا الشخص مع أن أهل العلم بينوا أنه لابد من إقامة الحجة علي هذا الشاك الذي لم يكفر الكافر المرتكب للشرك كعباد القبور و هو شرك واضح صريح و رغم ذلك
فقد قال أئمة الدعوة النجدية أنه لابد من إقامة الحجة علي من لم يكفر من يفعل هذا الشرك الصريح فاذا كان هذا قولهم في هذا الأمر المعلوم من الدين بالضرورة و الذي يمس توحيد الألوهية مباشرة فما بالك بالمسائل التي كثرت فيها الشبه كدخول البرلمانات التشريعية و الحكم و التحاكم و الموالاة و المعاداة
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في إجابة سؤال عن فصوص الحكم لإبن عربي و غيره من المشركين
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله (وَأَقْوَالُ هَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ أَقْوَالِ النَّصَارَى وَفِيهَا مِنْ التَّنَاقُضِ مِنْ جِنْسِ مَا فِي أَقْوَالِ النَّصَارَى؛ وَلِهَذَا يَقُولُونَ بِالْحُلُولِ تَارَةً وَبِالِاتِّحَادِ أُخْرَى وَبِالْوَحْدَةِ تَارَةً فَإِنَّهُ مَذْهَبٌ مُتَنَاقِضٌ فِي نَفْسِهِ؛ وَلِهَذَا يَلْبِسُونَ عَلَى مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ. فَهَذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بَاطِنًا وَ ظَاهِرًا بِإِجْمَاعِ كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مَنْ شَكَّ فِي كُفْرِ هَؤُلَاءِ بَعْدَ مَعْرِفَةِ قَوْلِهِمْ وَ مَعْرِفَةِ دِينِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ كَافِرٌ كَمَنْ يَشُكُّ فِي كُفْرِ الْيَهُودِ وَ النَّصَارَى وَ الْمُشْرِكِينَ).
فأثبت رحمه الله الاسلام لمن حسن الظن بهم و لم يكفرهم لاعتقاده أن لهذا الكلام باطن و سر خفي، ثم اشترط رحمه الله لتكفير من لم يكفرهم معرفة حقيقة قولهم وانه كفر وان صاحبه كفر في حكم الاسلام، فمن لم يكفرهم بعد ذلك فهو كافر. إلي أن قال رحمه الله (وَمَنْ قَالَ: إنَّ لِقَوْلِ هَؤُلَاءِ سِرًّا خَفِيًّا وَبَاطِنَ حَقٍّ وَإِنَّهُ مِنْ الْحَقَائِقِ الَّتِي لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا إلَّا خَوَاصَّ خَوَاصِّ الْخَلْقِ: فَهُوَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ - إمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ كِبَارِ الزَّنَادِقَةِ أَهْلِ الْإِلْحَادِ وَالْمَحَالِّ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ الْجَهْلِ وَالضَّلَالِ. فَالزِّنْدِيقُ يَجِبُ قَتْلُهُ؛ وَالْجَاهِلُ يَعْرِفُ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى هَذَا الِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ وَجَبَ قَتْلُهُ.) انتهي
فتأمل أخي الحبيب عدم تكفيره للجاهل و اشتراطه تعريفه حقيقة الأمر بالادلة الشرعية فإن أصر علي هذا الإعتقاد وجب قتله.
قال الشرواني في حواشيه
حواشي الشرواني - (ج 9 / ص 82)
و جرى ابن المقري تبعا لغيره على كفر من شك في كفر طائفة ابن عربي الذين ظاهر كلامهم الاتحاد و هو بحسب ما فهموه من ظاهر كلامهم و لكن كلام هؤلاء
جار على اصطلاحهم و أما من اعتقد ظاهره من جهلة الصوفية فإنه يعرف فإن استمر على ذلك بعد معرفته صار كافرا) انتهي
وقال في تحفة المحتاج في شرح المنهاج (ج 38 / ص 223)
(قَوْلُهُ: أَنْ لَا يَقَعَ) أَيْ حِكَايَةُ الْكُفْرِ (قَوْلُهُ: وَشَطْحِ وَلِيًّ) عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ سَبْقِ لِسَانٍ (قَوْلُهُ: أَوْ تَأْوِيلِهِ) عَطْفٌ عَلَى غَيْبَتِهِ (قَوْلُهُ: وَمِنْ ثَمَّ) أَيْ لِأَجْلِ الْمُخَالَفَةِ لِاصْطِلَاحِ غَيْرِهِمْ (قَوْلُهُ: زَلَّ كَثِيرُونَ إلَخْ) وَجَرَى ابْنُ الْمُقْرِي تَبَعًا لِغَيْرِهِ عَلَى كُفْرِ مَنْ شَكَّ فِي كُفْرِ طَائِفَةِ ابْنِ عَرَبِيٍّ الَّذِينَ ظَاهِرُ كَلَامِهِمْ الِاتِّحَادُ، وَهُوَ بِحَسَبِ مَا فَهِمُوهُ مِنْ ظَاهِرِ كَلَامِهِمْ وَلَكِنَّ كَلَامَ هَؤُلَاءِ جَارٍ عَلَى اصْطِلَاحِهِمْ وَأَمَّا مَنْ اعْتَقَدَ ظَاهِرَهُ مِنْ جَهَلَةِ الصُّوفِيَّةِ فَإِنَّهُ يُعَرَّفُ فَإِنْ اسْتَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ صَارَ كَافِرًا) انتهي نقل صاحب الرد.
لازال هذا الرجل يحتج بكلام أهل العلم المجرد و يجعله دليلا شرعيا فشيخ الإسلام و من نقل عنه هذا الرجل ليس فيه أي نص من الكتاب و السنة و الإجماع المنقول هنا على أن من وقع في الشرك الأكبر يكون مسلما و بعد قيام الحجة يكون كافرا خارج من الإسلام خاصة و أنه نقل من بعض المتأخرين المقلدة و هو يتشدق بأنه لا يحتج بكلام العلماء و أن كلامهم يستدل له لا يستدل به و أنه يستأنس به على معرفة الصواب فلم يذكر لنا ما هو الدليل من الكتاب و السنة على أن من وقع في الشرك الأكبر من حكم بإسلامه و سماه مسلما و والاه لأنه يعتقد أنه مسلم أنه لا يكون بهذا خارجا من الإسلام حتى تقوم عليه الحجة.
و مع ذلك كله نقول بأن كلام شيخ الإسلام رحمه الله نعرفه جيدا و نعرف كلام كثير لشيخ الإسلام في هذه المسألة و كلام شيخ الإسلام في طائفة ابن عربي كثير جدا بعضه يفسر بعضه فكلام شيخ الإسلام الذي نقله صاحب الرد في مسألتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: من جهل حقيقة كلام الإتحادية و مرادهم من كلامهم و ظن أن كلامهم لا يخالف دين الإسلام (وَلِهَذَا يَقُولُونَ بِالْحُلُولِ تَارَةً وَبِالِاتِّحَادِ أُخْرَى وَبِالْوَحْدَةِ تَارَةً فَإِنَّهُ مَذْهَبٌ مُتَنَاقِضٌ فِي نَفْسِهِ؛ وَلِهَذَا يَلْبِسُونَ عَلَى مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ.).
لذا شيخ الإسلام رحمه الله يكفر من علم حقيقة قولهم (فَهَذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بَاطِنًا وَ ظَاهِرًا بِإِجْمَاعِ كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مَنْ شَكَّ فِي كُفْرِ هَؤُلَاءِ بَعْدَ مَعْرِفَةِ قَوْلِهِمْ وَ مَعْرِفَةِ دِينِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ كَافِرٌ كَمَنْ يَشُكُّ فِي كُفْرِ الْيَهُودِ وَ النَّصَارَى وَ الْمُشْرِكِينَ).
فالجهل هنا يقصد به شيخ الإسلام هو جهل الحال و المقال فإن من لم يعرف حقيقة قولهم لا يستطيع أن يعرف أن قولهم كفر لكنه إذا تصور قولهم و أنهم يجعلون عبادة غير الله هي عبادة لله تعالى و أن من عبد الأصنام و الأوثان و البقر ما عبد إلا الله و هو يعرف حقيقة الإسلام لا بد أن يقر بأن قولهم من أعظم الكفر أما من لم يعرف حقيقة الإسلام فهذا كفره معلوم من غير توقفه في كفر الإتحادية لكن من علم حقيقة الإسلام لله تعالى و أنه الإخلاص لله تعالى و عدم جعل له شريك في العبادة فإنه لا بد أن يعرف دين الإتحادية لا يجتمع أبدا مع دين الإسلام لذا قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (و قد ذكر أهل العلم: أن ابن عربي من أئمة أهل مذهب الاتحادية، وهم أغلظ كفرا من اليهود والنصارى، فكل من يدخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم و لم يتبرأ من دين الاتحادية، فهو كافر بريء من الإسلام، و لا تصح الصلاة خلفه، و لا تقبل شهادته).
و قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في تكفير من قال بدين ابن عربي بل و تكفير من لم يكفرهم (و كذلك قوله: إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها، هو من الكفر المعلوم بالاضطرار من جميع الملل، فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام، وكفروا من يفعل ذلك، وأن المؤمن لا يكون مؤمنا حتى يتبرأ من عبادة الأصنام، وكل معبود سوى الله، كما قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
وقال الخليل: {قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 75: 77]، وقال الخليل لأَبيِهِ وقومه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 26، 27]، وقال الخليل ـ وهو إمام الحنفاء الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب واتفق أهل الملل على تعظيمه لقوله -: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 78، 79].
وهذا أكثر وأظهر، عند أهل الملل من اليهود، والنصارى ـ فضلا عن المسلمين ـ من أن يحتاج أن يستشهد عليه بنص خاص، فمن قال: إن عباد الأصنام لو تركوهم لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا من هؤلاء، فهو أكفر من اليهود والنصارى، ومن لم يكفرهم فهو أكفر من اليهود والنصارى، فإن اليهود والنصارى يكفرون عباد الأصنام، فكيف من يجعل تارك عبادة الأصنام جاهلا من الحق بقدر ما ترك منها؟).
فشيخ الإسلام رحمه الله يقول بأن من قال بقول الإتحادية أنه أكفر من اليهود و النصارى بل يجعل من لم يكفرهم أكفر من اليهود و النصارى فيلزم هذا الجاهل أن شيخ الإسلام لا يكفر من لم يكفر اليهود و النصارى و المجوس إلا بعد إقامة الحجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و للشيخ كلام آخر كثير جمعته في ردي على عطية الله و علقت عليه بما يناسبه قلت (و أهل العلم يتوقفون في كفر من جهل حال بعض المشركين فشيخ الإسلام رحمه الله يذكر عمن توقف في كفر ابن عربي لجهله حاله أو لعدم فهمه لكلامه أنه يعرف حقيقة دين ابن عربي فإن أصر كفر.
قال شيخ الإسلام (و هؤلاء يصل بهم الكفر إلى أنهم لا يشهدون أنهم عباد لا بمعنى أنهم معبدون، ولا بمعنى أنهم عابدون، إذ يشهدون أنفسهم هي الحق، كما صرح بذلك طواغيتهم كابن عربي صاحب] الفصوص [، وأمثاله من الملحدين المفترين، كابن سبعين وأمثاله، ويشهدون أنهم هم العابدون والمعبودون، و هذا ليس بشهود الحقيقة، لا كونية ولا دينية، بل هو ضلال وعمى عن شهود الحقيقة الكونية، حيث جعلوا وجود الخالق هو وجود المخلوق، وجعلوا كل وصف مذموم، وممدوح نعتًا للخالق والمخلوق، إذ وجود هذا، هو وجود هذا عندهم.).
فسمى شيخ الإسلام رحمه الله ابن عربي و ابن سبعين و غيرهم من رؤوسهم أهل الوحدة و الإتحاد طواغيت و مع ذلك قرر في موضع آخر أن من جهل حالهم أو أشكل عليه حالهم أنه لا يكفر إلا بعد أن يبين له حالهم فإن تبين له حالهم يلحق بهم قال شيخ الإسلام (هذا وهو أقرب إلى الإسلام من ابن سبعين، ومن القونوي، و التلمساني، وأمثاله من أتباعه، فإذا كان الأقرب بهذا الكفر ـ الذي هو أعظم من كفر اليهود والنصارى ـ فكيف بالذين هم أبعد عن الإسلام؟ و لم أصف عُشْر ما يذكرونه من الكفر.
ولكن هؤلاء الْتَبَس أمرهم على من لم يعرف حالهم، كما الْتَبَسَ أمر القرامطة الباطنية لما ادعوا أنهم فاطميون، وانتسبوا إلى التشيع، فصار المتبعون مائلين إليهم، غير عالمين بباطن كفرهم
ولهذا كان من مال إليهم أحد رجلين: إما زنديقًا منافقًا، وإما جاهلا ضالا.
و هكذا هؤلاء الاتحادية: فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم، و لا تقبل توبة أحد منهم، إذا أخذ قبل التوبة، فإنه من أعظم الزنادقة، الذين يظهرون الإسلام، ويبطنون أعظم الكفر، وهم الذين يفهمون قولهم، ومخالفتهم لدين المسلمين، ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو، أو: من قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، و لم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادًا، و يصدون عن سبيل الله.
فضررهم في الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم، ويترك دينهم كقطاع الطريق، وكالتتار الذين يأخذون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم، ولا يستهين بهم من لم يعرفهم، فضلالهم وإضلالهم أعظم من أن يوصف، وهم أشبه الناس بالقرامطة الباطنية.
ولهذا هم يريدون دولة التتار، و يختارون انتصارهم على المسلمين، إلا من كان عاميًا من شيعهم وأتباعهم، فإنه لا يكون عارفًا بحقيقة أمرهم.
و لهذا يقرون اليهود والنصارى على ما هم عليه، ويجعلونهم على حق، كما يجعلون عباد الأصنام على حق، وكل واحدة من هذه من أعظم الكفر، ومن كان محسنا للظن بهم ـ وادعى أنه لم يعرف حالهم ـ عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار، وإلا ألحق بهم وجعل منهم.
وأما من قال: لكلامهم تأويل يوافق الشريعة، فإنه من رؤوسهم وأئمتهم، فإنه إن كان ذكيا فإنه يعرف كذب نفسه فيما قاله، وإن كان معتقدا لهذا باطنا وظاهرًا فهو أكفر من النصارى، فمن لم يكفر هؤلاء، وجعل لكلامهم تأويلا كان عن تكفير النصارى بالتثليث، والاتحاد أبعد، والله أعلم.)
ذكر شيخ الإسلام رحمه الله هنا ثلاثة أصناف:
الأول: طواغيت و رؤوس الكفر و أئمته كابن عربي و التلمساني و غيرهم (كما صرح بذلك طواغيتهم كابن عربي صاحب] الفصوص [، وأمثاله من الملحدين المفترين، كابن سبعين وأمثاله،.).
(و هكذا هؤلاء الاتحادية: فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم، ولا تقبل توبة أحد منهم).
فهؤلاء لم يتوقف شيخ الإسلام في كفرهم بل هم عنده أكفر من اليهود و النصارى و المشركين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: من يتوقف في كفرهم و هو غير عالم بحالهم فهذا لا يكفر حتى يعرف حالهم (و من كان محسنا للظن بهم ـ و ادعى أنه لم يعرف حالهم ـ عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار، وإلا ألحق بهم وجعل منهم.).
و قال رحمه الله (وَ أَقْوَالُ هَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ أَقْوَالِ النَّصَارَى وَ فِيهَا مِنْ التَّنَاقُضِ مِنْ جِنْسِ مَا فِي أَقْوَالِ النَّصَارَى؛ وَلِهَذَا يَقُولُونَ بِالْحُلُولِ تَارَةً وَبِالِاتِّحَادِ أُخْرَى وَبِالْوَحْدَةِ تَارَةً فَإِنَّهُ مَذْهَبٌ مُتَنَاقِضٌ فِي نَفْسِهِ؛ وَلِهَذَا يَلْبِسُونَ عَلَى مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ. فَهَذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا بِإِجْمَاعِ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِ هَؤُلَاءِ بَعْدَ مَعْرِفَةِ قَوْلِهِمْ وَمَعْرِفَةِ دِينِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ كَافِرٌ كَمَنْ يَشُكُّ فِي كُفْرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ.).
و هؤلاء شيخ الإسلام هم الذين يتوقف فيهم و سبب توقفه لا لأنهم لا يكفرون ابن عربي و طائفته و هم يعلمون حاله إنما سبب توقفه أنهم لا يعلمون حاله أو أنه بلغهم حاله و لكن تأولوا كلامه بأنه لا يريد ما يفهم من كلامه من الكفر و أنه لو ثبت عنده أن هذا قصده لكفره لأنه يعتقد أن من يقول مثلا هذا لا يكون مسلم و هذه المسألة هي مسألة جهل الحال و تسمى عند الأصوليين مسألة تحقيق المناط فيكون الحكم الشرعي متفق عليه كمسألة البراءة من الطواغيت و المشركين فإنه لا بد للمسلم من اعتقاد البراءة من الشرك و الطواغيت و المشركين لكنه قد يتوقف في بعض أعيان الطواغيت و المشركين إذا لم يثبت عنده وقوعهم في الشرك فهذا خطأه ليس في اعتقاده إنما في حكمه على الأعيان و أما اليوم فإن إخوان الطواغيت و المشركين يقولون من علمنا وقوعه في تنصيب نفسه ربا من دون الله في الحكم و التشريع كحماس أو علمنا عنه الوقوع في الشرك و عبادة غير الله و لم تقم عليه الحجة مسلم فهم يعلمون حاله و أنه يقع في الشرك لكن الخطأ عندهم ليس في جهل الحال إنما جهل الحكم هذا الجهل في أصل دين الإسلام و هو البراءة من الطواغيت و المشركين فيحكمون للطواغيت و المشركين الذين يعلمون أنهم يقعون في الشرك بالإسلام فالذي يتكلم عنهم شيخ الإسلام ممن توقف في حكم ابن عربي و طائفته شئ و حال من يتوقف في كفر الطواغيت و المشركين مع علمه بأنهم يقعون في الشرك شئ آخر.
فشيخ الإسلام استعمل هذا الأصل و هو تكفير من لم يكفر الطواغيت و المشركين في التحذير من الكفر و من أهله بل وضعا أصلا في هذه المسألة و هو أن من جهل حالهم يبين له حالهم فإن لم يتبرؤوا منه فحكمهم حكم هؤلاء الطواغيت.
فمن علم عن ابن عربي و طائفته أنهم يجعلون من يعبد الأصنام و الأوثان محقا في ذلك و يجعلون اليهود و النصارى و المجوس على حق في عبادتهم و لم يكفرهم هذا كافر بإجماع المسلمين فإن من لم يكفر اليهود و النصارى و المجوس و المشركين حتى لو قال بأن قولهم باطل و كفر أكبر يكفر بإجماع المسلمين فكيف بمن قال بأن قولهم حق و أنه عبادتهم صحيحة للأصنام و القبور و النيران فلو علم من ينتسب للعلم ممن يسميه عطية الله من الراسخين في العلم بعقيدة ابن عربي و طائفته بأنه يصححون دين اليهود و النصارى و المشركين و المجوس و لكن لا يكفرهم هل يكون هذا مسلما فضلا عن أن يكون من الراسخين في العلم فكل من توقف في كفر ابن عربي و طائفته ممن حقق الإسلام إنما كان توقفه بسبب جهله بحقيقة قول ابن عربي أما إذا علم قوله و ما يعتقده ثم جهل أن اعتقاد ابن عربي يخالف دين الإسلام فهذا لم يعرف حقيقة الإسلام و كفره أظهر من كفر من جهل بأن دين اليهود و النصارى و المشركين يخالف دين الإسلام و مثل هذا لا يخفى على عامة المسلمين فضلا عن علمائهم فإن الإسلام لا يصح إلا باعتقاد بأن بطلان دين المشركين و اليهود و النصارى.
(يُتْبَعُ)
(/)
و هل يتوقف مسلم علم حقيقة الإسلام بتكفير طائفة بن عربي و أن تكفيرهم أعظم من تكفير اليهود و النصارى و المشركين و المجوس فإنه هذه الطوائف لا يصححون كل دين بل يعتقدون بطلان بعض الأديان فاليهود و النصارى يعتقدون بطلان عبادة الأصنام و المشركون يعتقدون بطلان القول بالحلول و الإتحاد كقول اليهود و النصارى في عيسى و العزير عليهما السلام بأنهما أبناء الله أو أن الله حل فيهم.
الثالث: من علم بحالهم و لكن يعتذر عنهم بأن قولهم و فعلهم لا يخالف الشرع فهذا الصنف لم يتوقف فيه الشيخ رحمه الله بل عده من رؤوسهم لأنه يجادل و يدافع عنهم و هو يعلم حالهم (و أما من قال: لكلامهم تأويل يوافق الشريعة، فإنه من رؤوسهم وأئمتهم، فإنه إن كان ذكيا فإنه يعرف كذب نفسه فيما قاله، وإن كان معتقدا لهذا باطنا وظاهرًا فهو أكفر من النصارى، فمن لم يكفر هؤلاء، وجعل لكلامهم تأويلا كان عن تكفير النصارى بالتثليث، والاتحاد أبعد.).
و هذا فعل من يتأول للطواغيت اليوم الذي يحكمون بالقوانين و الدساتير فإنه يعلم بأنهم ينصبون أنفسهم أرباب من دون الله في التشريع و الحكم ثم يتأول لهم مرة بقوله أنه لا يكفرون بحجة أن فعلهم كفر أصغر أو أنهم لم تقم عليهم الحجة أو أنهم متأولون و أنه فعلهم يدخل في تحقيق مصلحة المسلمين فهؤلاء يعلمون حقيقة فعل الطواغيت و لا يخفى حالهم عليهم و لكن يتأولون لهم حتى يمنعون الناس من تكفيرهم فهؤلاء من رؤوسهم الذي يدافعون و يجادلون عنهم قال شيخ الإسلام محمد (الرابع: أنه ذكر أن من ادعى في علي بن أبي طالب ألوهية، أنه كافر، ومن شك في كفره فهو كافر، وهذه مسألتك التي جادلت بها في مجلس الشيوخ، وقد صرح في "الإقناع": أن من شك في كفرهم فهو كافر؛ فكيف بمن جادل عنهم، وادعى أنهم مسلمون؟ وجعلنا كفارا لما أنكرنا عليهم؟.).
فالشيخ هنا يتكلم عن أناس يعلمون حال ابن عربي و اعتقاده و أنه يعتقد بأنه من عبد الأصنام ما عبد إلا الله لكن يجعل لهذا القول في الشرع دليل يدل عليه أو أنه يقول حتى لو كان هذا قوله أنا لا أكفره كما هو قول إخوان المشركين اليوم نحن نعلم بأنهم يقعون في الشرك و عبادة غير الله و لكن لا نكفرهم لأنهم جهال و هذا الصنف شيخ الإسلام لم يتوقف فيهم لذا قال إن جهلوا الحال بين لهم فإن أصروا ألحقوا بهم أي أنهم إذا ثبت أنهم لا يجهلون حالهم ثم لم يتبرؤوا منهم كانوا منهم و لا شك.
و هذا الأصل ينزل على حال حماس لا يخالف مسلم بأن حماس تؤمن بالديمقراطية و أنها تجيز الحكم بالطاغوت و التشريع من دون الله و عملت باعتقادها فحكمت بالطاغوت و دخلت في مجالس الشرك فمن علم حالها و لم يكفرها يكفر و لا شك أما من جهل حال حماس أو أشكل عليه حالها هذا لا يكفر حتى يبين له حقيقتها فإن أصر بعد ذلك كفر.)
فلا بد لمن توقف في حال المعين صحة أصوله بأن يجتنب الشرك و يتبرأ من أهله و لا يعدهم مسلمين لعدم تحقيقهم أصل دين الإسلام فمثل هذا إذا أشكل عليه حال بعض الأعيان أو جهل حالهم لا يكفر أما من كان أصله أنه من وقع في نقض أصل الدين لا يكفر لأنه ينتسب إلى الإسلام أو أنه يصلي و يصوم و يحج أو أن الحجة لم تقم عليه و يعذره بالتأول أو الجهل و يسميه مسلم فهذا لم يعرف حقيقة الإسلام.
و أما إذا كان الكلام في عذر من وقع في الشرك الأكبر كعذر حماس مثلا مع وقوعها في الشرك و أن من لم يتبرأ منها مع علمه بأنها تقع في الشرك مسلم فهذا القول باطل و لا شك.).
و هذا الأصل و هو اشتراط معرفة حال من ينزل عليه الحكم يسمى عند الأصوليين تحقيق المناط و هذا لا بد منه في كل شرع سواء حق أم باطل قال شيخ الإسلام (وهذه الأنواع الثلاثة [تحقيق المناط] و [تنقيح المناط] و [تخريج المناط] هي جماع الاجتهاد.
فالأول: أن يعمل بالنص والإجماع، فإن الحكم معلق بوصف يحتاج في الحكم على المعين إلى أن يعلم ثبوت ذلك الوصف فيه، كما يعلم أن الله أمرنا بإشهاد ذوي عدل منا، وممن نرضي من الشهداء، ولكن لا يمكن تعيين كل شاهد، فيحتاج أن يعلم في الشهود المعينين هل هم من ذوي العدل المرضيين أم لا؟ وكما أمر الله بعشرة الزوجين بالمعروف، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (للنساء رزقهن وكسوتهن بالمعروف) ولم يمكن تعيين كل زوج فيحتاج أن ينظر في الأعيان ثم من الفقهاء من يقول: إن نفقة الزوجة مقدرة بالشرع، والصواب ما عليه الجمهور أن ذلك مردود إلى العرف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف).
وكما قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: 34] ويبقى النظر في تسليمه إلى هذا التاجر، بجزء من الربح. هل هو من التي هي أحسن أم لا؟ وكذلك قوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60]، يبقى هذا الشخص المعين هل هو من الفقراء المساكين المذكورين في القرآن أم لا؟ وكما حرم الله الخمر والربا عمومًا يبقى الكلام في الشراب المعين: هل هو خمر أم لا؟ وهذا النوع مما اتفق عليه المسلمون، بل العقلاء بأنه لا يمكن أن ينص الشارع على حكم كل شخص، إنما يتكلم بكلام عام، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم.).
و لكن يجب أن يعلم بأن مثل هذا الأصل لا يجعل عكازة يدرء به كفر من علم حاله و انتشر كما هو حال الطواغيت اليوم فبعض الناس من أجل التهرب من تكفير من أوجب الله تكفيره يدعي أنه لا يعلم حالهم أو أنه يشكل عليه حالهم فمثل هذا إذا تبين لنا كذبه حكمنا بكفره و لا كرامة قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ (وقد قرّر الفقهاء، وأهل العلم في باب الرّدة وغيرها أن الألفاظ الصريحة يجري حكمها وما تقتضيه وإن زعم المتكلم بها أنه قصد ما يخالف ظاهرها.
وهذا صريح في كلامهم يعرفه كل ممارس).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:46]ـ
المسألة الثانية: من لم يكفر الإتحادية و قال (إنَّ لِقَوْلِ هَؤُلَاءِ سِرًّا خَفِيًّا وَ بَاطِنَ حَقٍّ وَإِنَّهُ مِنْ الْحَقَائِقِ الَّتِي لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا إلَّا خَوَاصَّ خَوَاصِّ الْخَلْقِ).
فقسم الشيخ قائل هذا الكلام إلى قسمين:
الأول: الزنديق (فَهُوَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ - إمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ كِبَارِ الزَّنَادِقَةِ أَهْلِ الْإِلْحَادِ وَالْمَحَالِّ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ الْجَهْلِ وَالضَّلَالِ. فَالزِّنْدِيقُ يَجِبُ قَتْلُهُ)
و لم يشترط شيخ الإسلام إقامة الحجة عليه بل أوجب قتله حتى من غير استتابة كما هو مذهب أكثر أهل العلم في الزنديق أنه لا يشترط لقتله الإستتابة قال شيخ الإسلام رحمه الله (و الفقهاء متنازعون في قبول توبة الزنديق، فأكثرهم لا يقبلها، و هو مذهب مالك و أهل المدينة، و مذهب أحمد في أشهر الروايتين عنه، و هو أحد القولين في مذهب أبي حنيفة، ووجه في مذهب الشافعي، والقول الآخر تقبل توبته.).
و قال رحمه الله (و هكذا هؤلاء الاتحادية: فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم، و لا تقبل توبة أحد منهم، إذا أخذ قبل التوبة، فإنه من أعظم الزنادقة، الذين يظهرون الإسلام، و يبطنون أعظم الكفر، و هم الذين يفهمون قولهم، و مخالفتهم لدين المسلمين).
الثاني: الجاهل ممن يظن أن دين طائفة بن عربي لا يخالف دين الإسلام و له معنى صحيح باطن قال شيخ الإسلام (وَ الْجَاهِلُ يَعْرِفُ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى هَذَا الِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ وَجَبَ قَتْلُهُ.).
فبين الشيخ رحمه الله أن هذا اعتقاد باطل و اشتراطه قيام الحجة لا لأنه مسلم إنما من أجل قتله فإن العقوبة لا تجب إلا بعد بلوغ الحجة
قال شيخ الإسلام (الحمد للّه، من اعتقد ما يعتقده الحلاج من المقالات التي قتل الحلاج عليها فهو كافر مرتد باتفاق المسلمين، فإن المسلمين إنما قتلوه على الحلول والاتحاد، ونحو ذلك من مقالات أهل الزندقة والإلحاد، كقوله: أنا الله، وقوله: إله في السماء وإله في الأرض.
وقد علم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا إله إلا الله، وأن الله خالق كل شيء، وكل ما سواه مخلوق و {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 93]، وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ} [النساء: 171] الآيات، وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} الآيتين [المائدة: 72]. فالنصارى الذين كفرهم الله ورسوله، واتفق المسلمون على كفرهم بالله ورسوله، كان من أعظم دعواهم الحلول والاتحاد بالمسيح ابن مريم، فمن قال بالحلول والاتحاد في غير المسيح ـ كما تقوله الغالية في على، وكما تقوله الحلاجية في الحلاج، والحاكمية في الحاكم، وأمثال هؤلاء ـ فقولهم شر من قول النصارى؛ لأن المسيح ابن مريم أفضل من هؤلاء كلهم .....
وبالجملة، فلا خلاف بين الأمة أن من قال بحلول الله في البشر، واتحاده به، وأن البشر يكون إلها، وهذا من الآلهة، فهو كافر مباح الدم، وعلى هذا قتل الحلاج.).
فشيخ الإسلام رحمه الله يحكم على من وافق الإتحادية على دينهم أنه كافر مرتد باتفاق المسلمين و أنه لا خلاف بين الأمة في كفره و ردته فإذا كان هذا الجاهل يعتقد ما يعتقده الحلولية و الإتحادية يكون مرتدا و يكون المقصود من إقامة الحجة هو بيان أن هذا الدين باطل و أنه يجب عليه البراءة و مفارقته و إلا استحق العقوبة قال شيخ الإسلام رحمه الله في بيان هذا الأصل:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ومنهم من يطلب من الميت ما يطلب من الله فيقول: اغفر لي، وارزقني، وانصرني ونحو ذلك كما يقول المصلي في صلاته لله تعالى إلى أمثال هذه الأمور التي لا يشك من عرف دين الإسلام أنها مخالفة لدين المرسلين أجمعين، فإنها من الشرك الذي حرمه الله ورسوله بل من الشرك الذي قاتل عليه الرسول ? المشركين وأن أصحابها إن كانوا معذورين بالجهل، وأن الحجة لم تقم عليهم، كما يعذر من لم يبعث إليه رسول كما قال الله تعالى "و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" و إلا كانوا مستحقين من عقوبة الدنيا ما يستحقه أمثالهم من المشركين قال تعالى "فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون" وفي الحديث "إن الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل" و الذين يؤمنون بالرسول ?، إذا تبين لأحدهم حقيقة ما جاء به الرسول، وتبين أنه مشرك، فإنه يتوب إلى الله ويجدد إسلامه، فيسلم إسلاماً يتوب فيه من هذا الشرك" (قاعدة عظيمة 73 - 74 , 152 - 154).
فالشيخ رحمه الله يسمي من وقع في الشرك مشركا خارج من الإسلام (" و الذين يؤمنون بالرسول ?، إذا تبين لأحدهم حقيقة ما جاء به الرسول، وتبين أنه مشرك، فإنه يتوب إلى الله ويجدد إسلامه، فيسلم إسلاماً يتوب فيه من هذا الشرك) و لكن العقوبة في الدنيا معلقة بقيام الحجة (و أن أصحابها إن كانوا معذورين بالجهل، وأن الحجة لم تقم عليهم، كما يعذر من لم يبعث إليه رسول كما قال الله تعالى "و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" و إلا كانوا مستحقين من عقوبة الدنيا ما يستحقه أمثالهم من المشركين).
فلا يعني تعليق العقوبة على قيام الحجة أن من لم تقم عليه الحجة أنه مسلم و قال رحمه الله: (فإخلاص الدين له والعدل واجب مطلقاً في كل حال، وفى كل شرع، فعلى العبد أن يعبد اللّه مخلصاً له الدين، و يدعوه مخلصاً له، لا يسقط هذا عنه بحال، و لا يدخل الجنة إلا أهل التوحيد، و هم أهل (لا إله إلا الله).
فهذا حق الله على كل عبد من عباده، كما في الصحيحين من حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا معاذ، أتدرى ما حق الله على عباده؟) قلت: الله و رسوله أعلم. قال: (حقه عليهم أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا) الحديث.
فلا ينجو من عذاب اللّه إلا من أخلص للّه دينه و عبادته، و دعاه مخلصًا له الدين، ومن لم يشرك به و لم يعبده فهو معطل عن عبادته و عبادة غيره؛ كفرعون و أمثاله، فهو أسوأ حالا من المشرك، فلابد من عبادة الله وحده، و هذا واجب على كل أحد، فلا يسقط عن أحد البتة، و هو الإسلام العام الذي لا يقبل الله دينا غيره.
و لكن لا يعذب الله أحداً حتى يبعث إليه رسولا، و كما أنه لا يعذبه فلا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة مؤمنة، و لا يدخلها مشرك و لا مستكبر عن عبادة ربه، فمن لم تبلغه الدعوة في الدنيا امتحن في الآخرة، و لا يدخل النار إلا من اتبع الشيطان، فمن لا ذنب له لا يدخل النار، و لا يعذب اللّه بالنار أحداً إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه دعوة رسول إليه كالصغير والمجنون، و الميت في الفترة المحضة، فهذا يمتحن في الآخرة كما جاءت بذلك الآثار.).
و قال رحمه الله في موضع آخر و علق عقوبة الدنيا على قيام الحجة مع حكمه على من نقض الإسلام أنه منافق كافر قال رحمه الله (قسم منافقون:. و إن أظهروا الإسلام، وكان في بعضهم زهادة وعبادة، يظنون أن إلى اللّه طريقا غير الإيمان بالرسول ومتابعته، وإن من أولياء اللّه من يستغنى عن متابعة الرسول، كاستغناء الخضر عن متابعة موسى. وفي هؤلاء من يفضل شيخه أو عالمه أو ملكه على النبي صلى الله عليه وسلم: إما تفضيلاً مطلقًا، أو في بعض صفات الكمال. وهؤلاء منافقون كفار يجب قتلهم بعد قيام الحجة عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن اللّه تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين: إنسهم وجنهم وزهادهم وملوكهم. وموسى عليه السلام إنما بعث إلى قومه لم يكن مبعوثا إلى الخضر، ولا كان يجب على الخضر اتباعه؛ بل قال له: إني على علم من علم اللّه تعالى علمنيه اللّه لا تعلمه، وأنت على علم من علم اللّه علمكه اللّه لا أعلمه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة. وبعثت إلى الناس عامة) وقال اللّه تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 158] وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]).
فالشيخ رحمه الله يجعل كفر من اعتقد ما يعتقده الإتحادية باطنا و ظاهرا أنه أكفر من النصارى (و أما من قال: لكلامهم تأويل يوافق الشريعة، فإنه من رؤوسهم و أئمتهم، فإنه إن كان ذكيا فإنه يعرف كذب نفسه فيما قاله، و إن كان معتقدا لهذا باطنا و ظاهرًا فهو أكفر من النصارى، فمن لم يكفر هؤلاء، و جعل لكلامهم تأويلا كان عن تكفير النصارى بالتثليث، و الاتحاد أبعد).
و هؤلاء الجهال لعدم معرفتهم بأصل دين الإسلام يظنون أن أئمة الإسلام مثلهم لا يفهمون حقيقة دين الإسلام و أنهم يحكمون على من وقع في الشرك الأكبر أنه مسلم حتى تقوم الحجة و أنهم لا يكفرون من لم يكفر المشركين إلا بعد قيام الحجة و قيام الحجة عند أهل العلم ليس في الحكم على من وقع في الشرك بأنه مشرك خارج من الإسلام إنما محلها في عقوبة من وقع في الشرك و عقوبة من لم يتبرأ من المشركين و يحكم بإسلامهم فهذا الجاهل من أجل تسويغ مذهب إخوة المشركين يترك نصوص الكتاب و السنة و الإجماع التي تحكم بكفر من لم يتبرأ من المشركين و يحكم بإسلامهم و يتمسك بكلام متشابه لبعض الأعلام مع أن هؤلاء الأعلام بينوا كلامهم في مواضع أخرى و ما يريدونه بتعليق الكفر في بعض المواضع بإقامة الحجة.
أما ما نقله من كلام بعض الفقهاء المتأخرين إن كان قصدهم أنه إذا اعتقد ظاهرا اعتقاد الإتحادية بأن الله يتحد بخلقه و أن من عبد الأصنام ما عبد إلا الله و أنه يكون مسلم و لا يكون كافر إلا بعد قيام الحجة فهذا قول باطل خلاف دين الأنبياء جميعا قال شيخ الإسلام رحمه الله (و لهذا قالوا: إن آدم من الله بمنزلة إنسان العين من العين، وقد علم المسلمون، واليهود، والنصارى؛ بالاضطرار من دين المرسلين: أن من قال عن أحد من البشر: إنه جزء من الله فإنه كافر في جميع الملل؛ إذ النصارى لم تقل هذا - وإن كان قولها من أعظم الكفر ـ لم يقل أحد: إن عين المخلوقات هي جزء الخالق، ولا أن الخالق هو المخلوق، ولا الحق المنزه هو الخلق المشبه.
وكذلك قوله: إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها، هو من الكفر المعلوم بالاضطرار من جميع الملل، فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام، وكفروا من يفعل ذلك، وأن المؤمن لا يكون مؤمنا حتى يتبرأ من عبادة الأصنام، وكل معبود سوى الله، كما قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
وقال الخليل: {قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 75: 77]، وقال الخليل لأَبيِهِ وقومه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 26، 27]، وقال الخليل ـ وهو إمام الحنفاء الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب واتفق أهل الملل على تعظيمه لقوله -: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 78، 79].
وهذا أكثر وأظهر، عند أهل الملل من اليهود، والنصارى ـ فضلا عن المسلمين ـ من أن يحتاج أن يستشهد عليه بنص خاص، فمن قال: إن عباد الأصنام لو تركوهم لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا من هؤلاء، فهو أكفر من اليهود والنصارى، ومن لم يكفرهم فهو أكفر من اليهود والنصارى، فإن اليهود والنصارى يكفرون عباد الأصنام، فكيف من يجعل تارك عبادة الأصنام جاهلا من الحق بقدر ما ترك منها؟).
أما إن كان قصدهم أنه لا يكون كافر مستحق للعقوبة إلا بعد قيام الحجة و أنه قبل ذلك لا يكون مسلم فهذا كلام صحيح فإن الجاهل يبين له فإنه أصر بعد قيام الحجة عليه استحق القتل.
و مع ذلك هؤلاء المتأخرين ممن لا يعلم عنه لسان صدق في نصرة دين الإسلام مع انتشار الشرك و الكفر في العصور المتأخرة بل لهم شطحات خلاف نصوص الكتاب و السنة يقول الشرواني (ت: 1301هـ) في حواشيه على مغني المحتاج: 2 |108:
وفي ع ش بعد ذكر كلام الشيخ عز الدين ما نصه: فإن قلت: هذا قد يعارض ما في البهجة وشرحها لشيخ الإسلام، والأفضل استسقاؤهم بالأتقياء لأن دعاءهم أرجى للإجابة. الخ.
قلت: لا تعارض لجواز أن ما ذكره العز مفروض فيما لو سأل بذلك على صورة الأزلام، كما يؤخذ من قوله: اللهم إني أقسم عليك .. الخ.
وما في البهجة وشرحها محصور بما إذا ورد على صورة الإستشفاع و السؤال، مثل أسألك ببركة فلان، أو بحرمته أو نحو ذلك. انتهى.
,ويقول أيضا: "بجاه محمد سيد الأنام" حواشي الشرواني (6/ 381).
قال الشرواني في حواشيه (قوله: (احتراما له) يؤخذ منه كراهة ما عليه عامة زوار الاولياء من دقهم التوابيت وتعلقهم بها ونحو ذلك والسنة في حقهم التأدب في زيارتهم و عدم رفع الصوت عندهم والبعد عنهم قدر ما جرت به العادة في زيارتهم في الحياة تعظيما لهم وإكراما ع ش قوله: (وتقبيله) أي تقبيل القبر واستلامه وتقبيل الاعتاب عند الدخول لزيارة الاولياء نهاية ومغني قوله: (بدعة الخ) نعم إن قصد بتقبيل أضرحتهم التبرك لم يكره كما أفتى به الوالد رحمه الله فقد صرحوا بأنه إذا عجز عن استلام الحجر يسن أن يشير بعصا وأن يقبلها وقالوا أي أجزاء البيت قبل فحسن نهاية قال ع ش قوله م ر بتقبيل أضرحتهم ومثلها غيرها كالاعتاب وقوله فقد صرحوا الخ أي فيقاس عليه ما ذكر وقوله بأنه إذا عجز الخ يؤخذ من هذا أن محلات الاولياء ونحوها التي تقصد زيارتها كسيدي أحمد البدوي إذا حصل فيها زحام يمنع من الوصول إلى القبر أو يؤدي إلى اختلاط النساء بالرجال لا يقرب من القبر بل يقف في محل يتمكن من الوقوف فيه بلا مشقة ويقرأ ما تيسر ويشير بيده أو نحوها إلى الولي الذي قصد زيارته أي ثم قبل ذلك اه ع ش واعتمد شيخنا ذلك أي ما تقدم عن النهاية وع ش وقال البصري بعد ذكر كلام النهاية المتقدم وذكر السيوطي في التوشيح على الجامع الصغير أنه استنبط بعض العلماء العارفين من تقبيل الحجر الاسود تقبيل قبور الصالحين انتهى اه أقول في الاستنباط المذكور مع صحة النهي عما يشعر بتعظيم القبور توقف ظاهر ولو سلم فينبغي لمن يقتدى به أن لا يفعل نحو تقبيل قبور الاولياء في حضور الجهلاء الذين لا يميزون بين التعظيم و التبرك و الله أعلم.).
و قال صاحب تحفة المحتاج في شرح المنهاج ((قَوْلُهُ احْتِرَامًا لَهُ) يُؤْخَذُ مِنْهُ كَرَاهَةُ مَا عَلَيْهِ عَامَّةُ زُوَّارِ الْأَوْلِيَاءِ مِنْ دَقِّهِمْ التَّوَابِيتِ وَتَعَلُّقِهِمْ بِهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ وَالسُّنَّةُ فِي حَقِّهِمْ التَّأَدُّبُ فِي زِيَارَتِهِمْ وَعَدَمُ رَفْعِ الصَّوْتِ عِنْدَهُمْ وَالْبُعْدُ عَنْهُمْ قَدْرَ مَا جَرَتْ بِهِ الْعَادَةُ فِي زِيَارَتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ تَعْظِيمًا لَهُمْ وَإِكْرَامًا ع ش (قَوْلُهُ وَتَقْبِيلُهُ) أَيْ تَقْبِيلُ الْقَبْرِ وَاسْتِلَامُهُ وَتَقْبِيلُ الْأَعْتَابِ عِنْدَ الدُّخُولِ لِزِيَارَةِ الْأَوْلِيَاءِ نِهَايَةٌ وَمُغْنِي (قَوْلُهُ بِدْعَةٌ إلَخْ) نَعَمْ إنْ قَصَدَ بِتَقْبِيلِ أَضْرِحَتِهِمْ التَّبَرُّكَ لَمْ يُكْرَهْ كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَدْ صَرَّحُوا بِأَنَّهُ إذَا عَجَزَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ يُسَنُّ أَنْ يُشِيرَ بِعَصًا وَأَنْ يُقَبِّلَهَا وَقَالُوا أَيْ أَجْزَاءَ الْبَيْتِ قَبَّلَ فَحَسَنٌ نِهَايَةٌ قَالَ ع ش قَوْلُهُ م ر بِتَقْبِيلِ أَضْرِحَتِهِمْ وَمِثْلُهَا غَيْرُهَا كَالْأَعْتَابِ وَقَوْلُهُ فَقَدْ صَرَّحُوا إلَخْ أَيْ فَيُقَاسُ عَلَيْهِ مَا ذُكِرَ وَقَوْلُهُ بِأَنَّهُ إذَا عَجَزَ إلَخْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا أَنَّ مَحَلَّاتِ الْأَوْلِيَاءِ وَنَحْوَهَا الَّتِي تُقْصَدُ زِيَارَتُهَا كَسَيِّدِي أَحْمَدْ الْبَدْوِيِّ إذَا حَصَلَ فِيهَا زِحَامٌ يَمْنَعُ مِنْ الْوُصُولِ إلَى الْقَبْرِ أَوْ يُؤَدِّي إلَى اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ لَا يَقْرُبُ مِنْ الْقَبْرِ بَلْ يَقِفُ فِي مَحَلٍّ يَتَمَكَّنُ مِنْ الْوُقُوفِ فِيهِ بِلَا مَشَقَّةٍ وَيَقْرَأُ مَا تَيَسَّرَ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ أَوْ نَحْوِهَا إلَى الْوَلِيِّ الَّذِي قَصَدَ زِيَارَتَهُ أَيْ ثُمَّ قَبَّلَ ذَلِكَ ا هـ ع ش.
وَاعْتَمَدَ شَيْخُنَا ذَلِكَ أَيْ مَا تَقَدَّمَ عَنْ النِّهَايَةِ وَ ع ش وَقَالَ الْبَصْرِيُّ بَعْدَ ذِكْرِ كَلَامِ النِّهَايَةِ الْمُتَقَدِّمِ وَذَكَرَ السُّيُوطِيّ فِي التَّوْشِيحِ عَلَى الْجَامِعِ الصَّغِيرِ أَنَّهُ اسْتَنْبَطَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ الْعَارِفِينَ مِنْ تَقْبِيلِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ تَقْبِيلَ قُبُورِ الصَّالِحِينَ انْتَهَى ا هـ أَقُولُ فِي الِاسْتِنْبَاطِ الْمَذْكُورِ مَعَ صِحَّةِ النَّهْيِ عَمَّا يُشْعِرُ بِتَعْظِيمِ الْقُبُورِ تَوَقُّفٌ ظَاهِرٌ وَلَوْ سَلَّمَ فَيَنْبَغِي لِمَنْ يَقْتَدِي بِهِ أَنْ لَا يَفْعَلَ نَحْوَ تَقْبِيلِ قُبُورِ الْأَوْلِيَاءِ فِي حُضُورِ الْجُهَلَاءِ الَّذِينَ لَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ التَّعْظِيمِ وَالتَّبَرُّكِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ).
فانظر تعظيمهم للقبور و تشبيههم قبور الصالحين ببيت الله من جهة التقبيل و الإشارة و تبركهم بقبور الصالحين قال شيخ الإسلام بن تيمية (و أما مشاهد القبور و نحوها، فقد اتفق أئمة المسلمين على أنه ليس من دين الإسلام أن تخص بصلاة أو دعاء، أو غير ذلك. ومن ظن أن الصلاة والدعاء والذكر فيها أفضل منه في المساجد، فقد كفر. بل قد تواترت السنن في النهي عن اتخاذها لذلك. كما ثبت في الصحيحين أنه قال: (لعن اللّه إليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما فعلوا. قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجداً. وفي الصحيحين ـ أيضاً ـ أنه ذكر له كنيسة بأرض الحبشة وما فيها من الحسن والتصاوير، فقال: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند اللّه يوم القيامة). وثبت عنه في صحيح مسلم من حديث جُنْدُب أنه قال: قبل أن يموت بخمس: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك). وفي المسند عنه: أنه قال: (إن من شرار الخلق من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد). وفي موطأ مالك عنه أنه قال: (اللهم، لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب اللّه على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). وفي السنن عنه أنه قال: (لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا على حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني).
والمقصود هنا أن أئمة المسلمين متفقون على أن إقامة الصلوات الخمس في المساجد هي من أعظم العبادات، وأجل القربات، ومن فضل تركها عليها إيثاراً للخلوة والانفراد على الصلوات الخمس في الجماعات، أو جعل الدعاء والصلاة في المشاهد أفضل من ذلك في المساجد، فقد انخلع من ربقة الدين، واتبع غير سبيل المؤمنين. {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].).
و قال رحمه الله (وقال شيخ الإسلام ـ رحمه الله:
وأما الركن اليماني فلا يقبل على القول الصحيح، وأما سائر جوانب البيت، والركنان الشاميان، ومقام إبراهيم فلا يقبل، ولا يتمسح به باتفاق المسلمين المتبعين للسنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا لم يكن التمسح بذلك، وتقبيله مستحبًا، فأولي ألا يقبل ولا يتمسح بما هو دون ذلك.
واتفق العلماء على أنه لا يستحب لمن سلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أن يقبل الحجرة، ولا يتمسح بها لئلا يضاهي بيت المخلوق بيت الخالق، ولأنه قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد)، وقال: (لا تتخذوا قبري عيدًا)، وقال: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك). فإذا كان هذا دين المسلمين في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو سيد ولد آدم، فقبر غيره أولي ألا يقبل ولا يستلم.
وقد حكي بعض العلماء في هذا خلافًا مرجوحًا، وأما الأئمة المتبعون، والسلف الماضون، فما أعلم بينهم في ذلك خلافًا، والله سبحانه أعلم.).
و قال رحمه الله (و لهذا اتفق السلف على أنه لا يستلم قبرا من قبور الأنبياء وغيرهم، ولا يتمسح به، ولا يستحب الصلاة عنده، ولا قصده للدعاء عنده أو به؛ لأن هذه الأمور كانت من أسباب الشرك وعبادة الأوثان، كما قال تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23]. قال طائفة من السلف: هؤلاء كانوا قوما صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، فعبدوهم.
وهذه الأمور ونحوها هي من الزيارة البدعية، وهي من جنس دين النصارى والمشركين، وهو أن يكون قصد الزائر أن يستجاب دعاؤه عند القبر، أو أن يدعو الميت ويستغيث به ويطلب منه، أو يقسم به على الله في طلب حاجاته، وتفريج كرباته. فهذه كلها من البدع التي لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فعلها أصحابه. وقد نص الأئمة على النهى عن ذلك، كما قد بسط في غير هذا الموضع.
ولهذا لم يكن أحد من الصحابة يقصد زيارة [قبر الخليل]، بل كانوا يأتون إلى بيت المقدس فقط طاعة للحديث الذي ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه أنه قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدى هذا).
ولهذا اتفق أئمة الدين على أن العبد لو نذر السفر إلى زيارة [قبر الخليل]، و [الطور] الذي كلم الله عليه موسى ـ عليه السلام ـ أو جبل حراء ونحو ذلك، لم يجب عليه الوفاء بنذره، وهل عليه كفارة يمين؟ على قولين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه).
والسفر إلى هذه البقاع معصية في أظهر القولين، حتى صرح من يقول: إن الصلاة لا تقصر في سفر المعصية بأن صاحب هذا السفر لا يقصر الصلاة، ولو نذر إتيان المسجد الحرام لوجب عليه الوفاء بالاتفاق. ولو نذر إتيان مسجد المدينة، أو بيت المقدس ففيه قولان للعلماء. أظهرهما: وجوب الوفاء به، كقول مالك وأحمد والشافعي في أحد قوليه. والثانى: لا يجب عليه الوفاء به، كقول أبي حنيفة والشافعي في قوله الآخر، وهذا بناء على أنه لا يجب بالنذر إلا ما كان من جنسه واجب بالشرع، والصحيح وجوب الوفاء بكل نذر هو طاعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه)، ولم يستثن طاعة من طاعة.
والمقصود هنا أن الصحابة لم يكونوا يستحبون السفر لشيء من زيارات البقاع: لا آثار الأنبياء، ولا قبورهم، ولا مساجدهم؛ إلا المساجد الثلاثة، بل إذا فعل بعض الناس شيئاً من ذلك أنكر عليه غيره، كما أنكروا على من زار الطور الذي كلم الله عليه موسى، حتى إن (غار حراء) الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه قبل المبعث لم يزره هو بعد المبعث ولا أحد من أصحابه، وكذا الغار المأثور في القرآن.).
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:48]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و صاحب تحفة المحتاج في شرح المنهاج من المتأخرين بل له كلام منكر كثير أنكره عليه علماء الدعوة النجدية جاء في هدية العارفين (ابن حجر الهيتمي: أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي شهاب الدين المكي الشافعي ولد سنة 899 وتوفي سنة 974 أربع وسبعين وتسعمائة من تصانيفه إتحاف أهل الإسلام بخصومات الصيام. أربعين العدلية. إتمام النعمة الكبرى على العالم بمولد سيد ولد آدم. إرشاد أهل الغنى والأناقة فيما جاء في الصدقة والضيافة. إسعاف الأبرار شرح مشكاة الأنوار في الحديث أربع مجلدات. أسنى المطالب في صلة الأقارب. اشرف الوسائل إلى فهم الشمائل. الإعلام بقواطع الإسلام. الإمداد شرح الإرشاد كبير. تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات. تحرير الكلام في القيام عن ذكر مولد سيد الأنام. تحرير المقال في آداب وأحكام وفوائد يحتاج أليها مؤدبو الأطفال. تحفة الزوار إلى قبر النبي المختار صلعم. تحفة المحتاج في شرح المنهاج أربع مجلدات ...... ).
و حذر أبناء الشيخ محمد من الهيتمي كما في الدرر السنية (بسم الله الرحمن الرحيم
من حسين، وعبد الله ابني الشيخ: محمد بن عبد الوهاب؛ إلى جناب: الأخ في الله، محمد بن أحمد الحفظى، سلمه الله تعالى من الآفات، واستعمله بالباقيات
الصالحات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وكثير من المصنفين: يفسر الشرك , بالاشراك في توحيد الربوبية , الذي أقر به كفار العرب , وغيرهم من طوائف المشركين , كما قال تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله) [العنكبوت: 61] وقال: (قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون , سيقولون لله) [المؤمنون: 88 –89] إلي غير ذلك من الآيات التي تدل على أن المشركين: يقرون بتوحيد الربوبية , وإنما الخلاف بينهم , وبين الرسول صلى الله عليه وسلم هو في توحيد الإلهية , الذي هو توحيد العبادة؛ ولهذا لم يصيروا موحدين , بمجرد الإقرار بتوحيد الربوبية؛ فإياك أن تغتر بما أحدثه المتأخرون , و ابتدعوه , كابن حجر: الهيتمي؛ وأشباهه .... ).
و قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (و ليس عند هؤلاء الملاحدة: ما يصدون به العامة، عن أدلة الكتاب، والسنة، التي فيها النهي عن الشرك في العبادة، إلا قولهم: قال أحمد بن حجر الهيتمي، قال فلان، وقال فلان، يجوز التوسل بالصالحين، ونحو ذلك من العبارات الفاسدة فنقول: هذا وأمثاله، ليسوا بحجة تنفع عند الله، وتخلصكم من عذابه؛ بل الحجة ما في كتاب الله، وسنة رسول صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، وما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، وما أحسن ما قاله الإمام مالك رحمه الله: وكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، نترك ما نزل به جبرائيل، على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله؟!
إذا عرف ذلك: فالتوسل يطلق على شيئين؛ فإن كان ابن حجر، وأمثاله: أرادوا سؤال الله بالرجل الصالح، فهذا ليس في الشريعة ما يدل على جوازه، ولو جاز لما ترك
الصحابة السابقون الأولون، من المهاجرين، والأنصار، رضي الله عنهم: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، كما كانوا يتوسلون بدعائه في حياته، إذا قحطوا وثبت عن أمير المؤمنين: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه خرج بالعباس بن عبد المطلب، عام الرمادة، بمحضر من السابقين الأولين، يستسقون، فقال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، فأسقنا، ثم قال: ارفع يديك يا عباس، فرفع يديه يسأل الله تعالى؛ ولم يسأله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بغيره؛ ولو كان هذا التوسل حقاً، كانوا إليه أسبق، وعليه أحرص. فإن كانوا أرادوا بالتوسل: دعاء الميت، والاستشفاع به، فهذا هو شرك المشركين بعينه؛ والأدلة على بطلانه في القرآن كثيرة جداً، فمن ذلك قوله تعالى: (أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون، قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون) [الزمر: 43 - 44] فالذي له ملك السماوات والأرض، هو الذي يأذن في الشفاعة، كما قال تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) [البقرة: 255].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: (وكم من ملك في السموات لا تغنى شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) [النجم: 26] وهو لا يرضى إلا الإخلاص، في الأقوال،
والأعمال، الباطنة، والظاهرة؛ كما صرح به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة، وغيره؛ وأنكر تعالى على المشركين اتخاذ الشفعاء، فقال تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) [يونس: 18]. فبين تعالى في هذه الآية: أن هذا شرك المشركين، وأن الشفاعة ممتنعة في حقهم، لما سألوها من غير وجهها، وأن هذا شرك، نزه نفسه عنه، بقوله تعالى: (سبحانه وتعالى عما يشركون) فهل فوق هذا البيان بيان؟ وقال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) [الزمر: 3] فكفرهم بطلبهم من غيره: أن يقربوهم إليه. وقد تقدم: بعض الأدلة على النهي عن دعوة غير الله، والتغليظ في ذلك؛ وأنه في غاية الضلال، وأنه شرك بالله، وكفر به، كما قال تعالى: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) [المؤمنون: 117]. فمن أراد النجاة: فعليه التمسك بالوحيين، الذين هما حبل الله، وليدع عنه: بنيات الطريق، كما قال تعالى: (وأن
هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون) [الأنعام: 153] وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم: الصراط المستقيم، وخط خطوطاً عن يمينه، وعن شماله، وقال: " هذه هي السبل، وعلى كل سبيل شيطان يدعوا إليه " والحديث في الصحيح، وغيره، عن عبد الله بن مسعود؛ وكل من زاغ عن الهدى، و عارض أدلة الكتاب و السنة، بزخرف أهل الأهواء، فهو شيطان.)
و ابن حجر له طوام كثيرة منها الطعن في أئمة أهل السنة و الجماعة و اتهامهم بالتجسيم كشيخ الإسلام بن تيمية و ابن القيم و تعظيمه لأعداء الله كابن عربي و من أراد معرفة حقيقة اعتقاد الهيتمي فليراجع كتاب آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف
مؤلفه محمد بن عبد العزيز الشايع.
قال الشيخ حمد بن ناصر بن معمر (و المتعصبون لمذاهب الأئمة تجدهم في أكثر المسائل قد خالفوا نصوص أئمتهم، واتبعوا أقوال المتأخرين من أهل مذهبهم، فهم يحرصون على ما قاله الآخر، فالآخر; وكلما تأخر الرجل أخذوا بكلامه، وهجروا أو كادوا يهجرون كلام من فوقه; فأهل كل عصر إنما يقضون بقول الأدنى فالأدنى إليهم، وكلما بعد العهد، ازداد كلام المتقدمين هجراً ورغبة عنه، حتى إن كتب المتقدمين لا تكاد توجد عندهم، فإن وقعت في أيديهم، فهي مهجورة.
فالحنابلة قد اعتمدوا على ما في الإقناع، والمنتهى، ولا ينظرون فيما سواهما، ومن خالف مذهب المتأخرين، فهو عندهم مخالف لمذهب أحمد، رحمه الله، مع أن كثيراً من
المسائل التي جزم بها المتأخرون مخالفة لنصوص أحمد، يعرف ذلك من عرفه، وتجد كتب المتقدمين من أصحاب أحمد مهجورة عندهم؛ بل قد هجروا كتب المتوسطين، ولم يعتمدوا إلا على كتب المتأخرين.
ف "المغني" و "الشرح" و "الإنصاف" و "الفروع" ونحو هذه الكتب، التي يذكر فيها أهلها خلاف الأئمة، أو خلاف الأصحاب، لا ينظرون فيها؛ فهؤلاء في الحقيقة أتباع الحجاوي و ابن النجار، لا أتباع الإمام أحمد.
وكذلك متأخرو الشافعية، هم في الحقيقة أتباع ابن حجر الهيتمي صاحب "التحفة" وأضرابه من شراح المنهاج؛ فما خالف ذلك من نصوص الشافعي، لا يعبؤون به شيئاً.
وكذلك متأخرو المالكية، هم في الحقيقة: أتباع خليل، فلا يعبؤون بما خالف مختصر خليل شيئاً، ولو وجدوا حديثاً ثابتاً في الصحيحين، لم يعملوا به إذا خالف المذهب، وقالوا: الإمام الفلاني أعلم منا بهذا الحديث، {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [سورة المؤمنون آية: 53]؛ وكل أهل مذهب اعتمدوا على كتب متأخريهم، فلا يرجعون إلا إليها، ولا يعتمدون إلا عليها.
وأما كتب الحديث، كالأمهات الست، وغيرها من كتب
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث، وشروحها، وكتب الفقه الكبار، التي يذكر فيها خلاف الأئمة وأقوال الصحابة والتابعين، فهي عندهم مهجورة، بل هي في الخزانة مسطورة، للتبرك بها لا للعمل.
ويعتذرون بأنهم قاصرون عن معرفتها، فالأخذ بها وظيفة المجتهدين، والاجتهاد قد انطوى بساطه من أزمنة متطاولة، ولم يبق إلا التقليد، والمقلد يأخذ بقول إمامه، ولا ينظر إلى دليله وتعليله.).
و قال بعض علماء الدعوة النجدية (و كثير من أهل العلم: يكفرون نفاة الصفات، لتركهم ما دل عليه الكتاب، والسنة. وعدم إيمانهم بآيات الصفات؛ وأما من جحد توحيد الإِلهية، و دعا غير الله، فلا شك في كفره، و قد كفره القرآن؛ و السنوسي، وأمثاله من المتأخرين،ليسوا من السلف، ولا من الخلف المعروفين بالنظر والبحث، بل هو من جهلة المتأخرين، المقلدين لأهل البدع، وهؤلاء ليسوا من أهل العلم.
والخلف: فيهم من انحرف عن السنة إلى البدع،وفيهم من تمسك بالسنة، فلا يسب منهم إلا من ظهرت منه البدعة؛ وأما ابن حجر الهيتمي، فهو من متأخري الشافعية، وعقيدته: عقيدة الأشاعرة النفاة للصفات، ففي كلامه حق و باطل.).
فمن يقارن بين كلام الهيتمي في تحفة المحتاج و حواشي الشرواني يجد أن الشرواني قلد الهيتمي في كلامه في هذه المسألة و مثل الهيتمي لا يمتنع عنه الخطأ و الحكم على من وقع في الشرك الأكبر بالإسلام مع أنه لو أخطأ من هو أعلم من الهيتمي و خالف الكتاب و السنة و الإجماع لم نعتد بقوله فكيف بمثل الهيتمي و الشرواني.
و أما قوله (فإذا كان هذا قولهم في هذا الإمر المعلوم من الدين بالضرورة و الذي يمس توحيد الالوهية مباشرة فما بالك بالمسائل التي كثرت فيها الشبه كدخول البرلمانات التشريعية و الحكم و التحاكم و الموالاة و المعاداة).
و هذا من حهله بنصوص الكتاب و السنة و الإجماع فنصوص الكتاب و السنة و الإجماع كلها تدل على كفر من من نصب نفسه ربا من دون الله في التشريع كمن يدخل الإنتخابات في مجالس الشرك أو يحكم بالدساتير و القوانين و يوجبها و يفرضها على الناس و يعاقب من خالفها و يحلل و يحرم و يشرع كما يشرع الله أو من يتحاكم إلى القوانين و الدساتير أو يوالي المشركين و اليهود و النصارى أو لا يعاديهم و لا يبغضهم و لا يتبرأ منهم فهذه المسائل تكلم بها أهل العلم و فصلوها و ذكروا أدلتها من الكتاب و السنة و الإجماع أما شبه المتأخرين من مشايخ الطاغوت و أنصاره فيأخذون المتشابه من كلام الله و رسوله و كلام أهل العلم و إنما يوردونها من أجل دفع تكفير الطواغيت و البراءة منهم و هذه الشبه من جنس شبه علماء المشركين الذين يدافعون عنهم و يجادلون عنهم من أجل دفع تكفيرهم و الله تعالى ذكر في كتابه حقيقة أهل الزيغ و الضلال و أنهم يتمسكون بالمتشابه من أجل {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7
فإنهم يتبعون المتشابه من أجل الفتنة و من أجل تأويل نصوص الكتاب و السنة لتوافق أهوائهم و هذا الأمر ليس بجديد فكل قوم عندهم تأويلات قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ثم إن الجاهل المرتاب، قال في أوراقه قولا، قد تقدم الجواب عنه، ولا بد من ذكره، قال: فإذا قال المسلم: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ} [سورة الحشر آية: 10]، يقصد من سبقه من قرون الأمة بالإيمان، وإن كان قد أخطأ في تأويل تأوله، أو قال كفرا، أو فعله، وهو لا يعلم أنه يضاد الشهادتين، فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان.
فأقول: انظر إلى هذا التهافت والتخليط، والتناقض؛ ولا ريب أن الكفر ينافي الإيمان، ويبطله، ويحبط الأعمال، بالكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة المائدة آية: 5].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقال: وكل كافر قد أخطأ، والمشركون لا بد لهم من تأويلات، ويعتقدون أن شركهم بالصالحين، تعظيم لهم، ينفعهم، ويدفع عنهم، فلم يعذروا بذلك الخطأ، ولا بذلك التأويل؛ بل قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [سورة الزمر آية: 3].
وقال تعالى: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأعراف آية: 30]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاًالَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: 103 - 104] الآية. فأين ذهب عقل هذا عن هذه الآيات، وأمثالها من الآيات المحكمات؟! والعلماء رحمهم الله تعالى سلكوا منهج الاستقامة، وذكروا باب حكم المرتد، ولم يقل أحد منهم أنه إذا قال كفرا، أو فعل كفرا، وهو لا يعلم أنه يضاد الشهادتين، أنه لا يكفر لجهله.
وقد بين الله في كتابه أن بعض المشركين جهال مقلدون، فلم يدفع عنهم عقاب الله بجهلهم وتقليدهم، كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [سورة الحج آية: 3] إلى قوله: {إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [سورة الحج آية: 4].
ثم ذكر الصنف الثاني: وهم المبتدعون، بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [سورة الحج آية: 8]، فسلبهم العلم والهدى؛ ومع ذلك فقد اغتر بهم الأكثرون، لما عندهم من الشبهات، والخيالات، فضلوا وأضلوا، كما قال تعالى في آخر السورة {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [سورة الحج آية: 71]. وتقرير هذا المقام، قد سلف في كلام العلامة ابن القيم، وكلام شيخ الإسلام.
وقال العلامة ابن القيم، رحمه الله تعالى، أيضا في طبقات الناس- من هذه الأمة وغيرها-: الطبقة السابعة عشر:
طبقة المقلدين، وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين هم تبع، يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أمة ولنا أسوة بهم.
قال: وقد اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار، وكانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم، وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لا يحكم لهؤلاء بالنار وجعلهم بمنْزلة من لم تبلغه الدعوة؛ وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين، لا الصحابة ولا التابعين، ولا من بعدهم.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه" 1، فأخبر أن أبويه ينقلانه عن الفطرة، إلى اليهودية، أو النصرانية، أو المجوسية، ولم يعتبر في ذلك غير المربي، والمنشأ على ما عليه الأبوان. وصح عنه أنه قال: "إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة"؛ وهذا المقلد ليس بمسلم وهو عاقل مكلف، والعاقل المكلف لا يخرج عن الإسلام أو الكفر.
قال: والإسلام هو: توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان برسوله واتباعه فيما جاء به؛ فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن معاندا، فهو كافر جاهل. وغاية هذه الطبقة: أنهم كفار جهال، غير معاندين؛ وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفارا. فإن الكافر من جحد توحيد الله، وكذب رسوله إما عنادا وإما جهلا وتقليدا لأهل العناد.).
فهؤلاء من الذين يؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعض و إلا فالمشركين في كل عصر و مصر لهم شبه و علماء يذبون عنهم و يدفعون عنهم و مع ذلك أهل الإسلام لم يعتبروا شبه المشركين و علمائهم و تبرؤوا منهم و من مشايخهم قال شيخ الإسلام محم بن عبد الوهاب رحمه الله (وتمام الكلام في هذا، أن يقال: الكلام هنا في مسألتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: أن يقال: هذا الذي يفعله كثير من العوام عند قبور الصالحين، ومع كثير من الأحياء والأموات والجن، من التوجه إليهم، ودعائهم لكشف الضر، والنذر لهم لأجل ذلك، هل هو الشرك الأكبر، الذي فعله قوم نوح ومن بعدهم، إلى أن انتهى الأمر إلى قوم خاتم الرسل قريش وغيرهم، فبعث الله الرسل، وأنزل الكتب ينكر عليهم ذلك، ويكفرهم، ويأمر بقتالهم حتى يكون الدين كله لله؟ أم هذا شرك أصغر؟ وشرك المتقدمين نوع غير هذا؟ فاعلم: أن الكلام في هذه المسألة سهل على من يسره الله عليه، بسبب أن علماء المشركين اليوم، يقرون أنه الشرك الأكبر، ولا ينكرونه، إلا ما كان من مسيلمة الكذاب وأصحابه، كابن إسماعيل، وابن خالد، مع تناقضهم في ذلك، واضطرابهم، فأكثر أحوالهم يقرون أنه الشرك الأكبر، ولكن يعتذرون بأن أهله لم تبلغهم الدعوة.
وتارة يقولون: لا يكفر إلا من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وتارة يقولون: إنه شرك أصغر، وينسبونه لابن القيم في "المدارج"، كما تقدم، وتارة لا يذكرون شيئا من ذلك، بل يعظمون أهله وطريقتهم في الجملة، وأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأنهم العلماء الذين يجب رد الأمر عند
التنازع إليهم، وغير ذلك من الأقاويل المضطربة. وجواب هؤلاء كثير، في الكتاب والسنة، والإجماع; ومن أصرح ما يجابون به: إقرارهم في غالب الأوقات أن هذا هو الشرك الأكبر; وأيضا: إقرار غيرهم من علماء الأقطار، من أن أكثرهم قد دخل في الشرك، وجاهد أهل التوحيد، لكن لم يجدوا بدا من الإقرار به لوضوحه.).
و علماء الطواغيت أكثرهم اليوم يقر بأن الحكم بالقوانين شرك أكبر و بعضهم يقول بأنه كفر أصغر و يحتج بقول ابن عباس كما يقوله ابن باز مع أنه يوما ما كان يقول بأن الحكم بالقوانين كفر أكبر كما هو قول شيخه محمد بن إبراهيم آل الشيخ ثم تراجع من أجل نصرة الطواغيت و الدفع عنهم و التشريع من دون الله شرك أكبر و القسم على احترام الطاغوت كفر أكبر و تولي الكفار و نصرتهم على المسلمين كفر أكبر و أن من لم يكفر المشركين أنه كافر لكنهم عند العمل بهذه الأصول يتوقفون بل يجيزون للناس دخول مجالس الشرك و القسم على احترام الطاغوت و الجلوس مع الكفار و هم يكفرون بالله و يبدلون دينه و شرعه و يجيزون لهم التحاكم إلى القوانين من أجل الدنيا من غير إكراه بل يجيزون لهم الدخول جيوشهم و شرطتهم و نصرتهم و الوقوف معهم بحجة عدم ترك هذه الجيوش للرافضة و العلمانيين و يوجبون عليهم تولي هؤلاء الطواغيت و إعطائهم البيعة الشرعية و عدم الخروج عليهم و غيرها من الكفريات التي يقوم بها علماء الطواغيت من أجل الجدال عن الطواغيت و الدفع عنهم و حمايتهم و نصرتهم و ينكرون على من كفرهم و تبرأ منهم و أنه خارجي ضال كما يتوقف علماء المشركين الذين ذكرهم الشيخ محمد فإنهم يقرون بأن عمل المشركين في عصرهم كفر أكبر و بعضهم يقول أنه أصغر و لكنهم يحكمون بإسلام المشركين كما يحكم علماء الطواغيت بإسلام الطواغيت و أولياؤهم بحجة أن الحجة لم تقم عليهم و أنهم جهال أو أنهم يصلون و يصومون و يحجون و يقولون لا إله إلا الله.
و قال رحمه الله (فلا تغفلوا عن طلب التوحيد وتعلمه، واستعمال كتاب الله وإجالة الفكر فيه; وقد سمعتم من كتاب الله ما فيه عبرة، مثل قولهم: نحن موحدون، نعلم أن الله هو النافع الضار، وأن الأنبياء وغيرهم لا يملكون نفعا ولا ضرا، لكن نريد الشفاعة، وسمعتم ما بين الله في كتابه، في جواب هذا، وما ذكر أهل التفسير وأهل العلم، وسمعتم قول المشركين: الشرك عبادة الأصنام، وأما الصالحون فلا، وسمعتم قولهم: لا نريد إلا من الله، لكن نريد بجاههم; وسمعتم ما ذكر الله في جواب هذا كله.
وقد منّ الله عليكم بإقرار علماء المشركين بهذا كله، سمعتم إقرارهم أن هذا الذي يفعل في الحرمين، والبصرة، والعراق، واليمن، أن هذا شرك بالله، فأقروا لكم أن هذا الدين الذي ينصرون أهله، ويزعمون أنهم
السواد الأعظم، أقروا لكم أن دينهم هو الشرك.
وأقروا لكم أيضا أن التوحيد الذي يسعون في إطفائه، وفي قتل أهله وحبسهم، أنه دين الله ورسوله؛ وهذا الإقرار منهم على أنفسهم، من أعظم آيات الله، ومن أعظم نعم الله عليكم، ولا يبقى شبهة مع هذا إلا للقلب الميت، الذي طبع الله عليه، وذلك لا حيلة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنهم يجادلونكم اليوم بشبهة واحدة، فأصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون: كل هذا حق، نشهد أنه دين الله ورسوله، إلا التكفير، والقتال; والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا! إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله، كيف لا يكفر من أنكره، وقتل من أمر به وحبسهم، كيف لا يكفر من أمر بحبسهم؟! كيف لا يكفر من جاء إلى أهل الشرك، يحثهم على لزوم دينهم وتزيينه لهم؟! ويحثهم على قتل الموحدين، وأخذ مالهم، كيف لا يكفر، وهو يشهد أن هذا الذي يحث عليه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره ونهى عنه؟! وسماه الشرك بالله، ويشهد أن هذا الذي يبغضه، ويبغض أهله، ويأمر المشركين بقتلهم، هو دين الله ورسوله!.
واعلموا: أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله،
وكلام أهل العلم كلهم.
وأنا أذكر لكم آية من كتاب الله، أجمع أهل العلم على تفسيرها، وأنها في المسلمين، وأن من فعل ذلك فهو كافر في أي زمان كان، قال تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ} [سورة النحل آية: 106] إلى آخر الآية وفيها {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ} [سورة الأنفال آية: 23]؛ فإذا كان العلماء، ذكروا أنها نزلت في الصحابة لما فتنهم أهل مكة; وذكروا: أن الصحابي إذا تكلم بكلام الشرك بلسانه، مع بغضه لذلك وعداوة أهله، لكن خوفا منهم، أنه كافر بعد إيمانه; فكيف بالموحد في زماننا، إذا تكلم في البصرة، أو الإحساء، أو مكة، أو غير ذلك خوفا منهم، لكن قبل الإكراه; وإذا كان هذا يكفر، فكيف بمن صار معهم، وسكن معهم، وصار من جملتهم؟! فكيف بمن أعانهم على شركهم، وزينه لهم؟ فكيف بمن أمر بقتل الموحدين، وحثهم على لزوم دينهم؟).
تدبر كلام الشيخ و ذكره لعلماء المشركين و شبههم و أنهم يقرون أن ما يفعله الناس في عصرهم هو الشرك و مع ذلم يستنكرون على الشيخ رحمه الله التكفير و القتال و هذا ما يقر به علماء الطواغيت اليوم فإنهم يقرون بأن ما يفعله الطواغيت كفر أكبر و لكنهم لا يكفرون الطواغيت و لا أنصارهم و أولياؤهم بل هم من أوليائهم لأنهم يجادلون عنهم و عن البراءة منهم و تكفيرهم و هم يدخلون و لا شك في كلام الشيخ رحمه الله (و اعلموا: أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين و لو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، و كلام رسوله، و كلام أهل العلم كلهم.).
لذا سمى الشيخ رحمه الله هؤلاء المجادلين عن المشركين علماء المشركين قال رحمه الله (و إذا كان هذا يكفر، فكيف بمن صار معهم، وسكن معهم، وصار من جملتهم؟! فكيف بمن أعانهم على شركهم، وزينه لهم؟ فكيف بمن أمر بقتل الموحدين، وحثهم على لزوم دينهم؟).
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى: قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة الزمر آية: 64 - 65] إلى قوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الزمر آية: 67]: فيه مسائل:
الأولى: الجواب عن قول المشركين: هذا في الأصنام، وأما الصالحون فلا; قوله: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ} عام فيما سوى الله.
الثانية: أن المسلم إذا أطاع من أشار عليه في الظاهر،
كفر، ولو كان باطنه يعتقد الإيمان؛ فإنهم لم يريدوا من النبي صلى الله عليه وسلم تغيير عقيدته; ففيه بيان لما يكثر وقوعه ممن ينتسب إلى الإسلام، في إظهار الموافقة للمشركين خوفا منهم، ويظن أنه لا يكفر إذا كان قبله كارها له.
الثالثة: أن الجهل وسخافة العقل هو موافقتهم في الظاهر; وأن العقل والفهم والذكاء هو التصريح بمخالفتهم، ولو ذهب مالك، خلافا لما عليه أهل الجهل من اعتقاد أن بذل دينك لأجل مالك هو العقل، وذلك في آخر الآية {أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [سورة الزمر آية: 64].
أما الآية الثانية، ففيها مسائل أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: شدة الحاجة إلى تعلم التوحيد، فإذا كان الأنبياء يحتاجون إلى ذلك ويحرصون عليه، فكيف بغيرهم؟ ففيها رد على الجهال الذين يعتقدون أنهم عرفوه فلا يحتاجون إلى تعلمه.
الثانية: المسألة الكبرى، وهي: كشف شبهة علماء المشركين الذين يقولون: هذا شرك ولكن لا يكفر من فعله لكونه يؤدي الأركان الخمسة; فإذا كان الأنبياء لو يفعلونه كفروا، فكيف بغيرهم؟
الثالثة: أن الذي يكفر به المسلم، ليس هو عقيدة القلب خاصة، فإن هذا الذي ذكرهم الله لم يريدوا منه صلى الله عليه وسلم تغيير العقيدة كما تقدم، بل إذا أطاع المسلم من أشار عليه بموافقتهم لأجل ماله، أو بلده، أو أهله، مع كونه يعرف
كفرهم، ويبغضهم، فهذا كافر، إلا من أكره.).
فوجود الشبه و ظهور علماء الطواغيت و اهتمامهم بهذه الشبه و جمعها لا يعني أن هذه المسائل غير مجمع عليها بل أهل العلم ينقلون الإجماع و علماء الطواغيت يعلمون نصوص الكتاب و السنة و الإجماع و لكنهم يعلمون أن إقرارهم بهذا يلزمهم تكفير الطواغيت لذا يحرفون الكلم عن مواضعه و يلبسون الحق بالباطل فبعضهم يقول بأن فعلهم كفر أصغر كما يقول ابن باز فلما نقل له إجماع ابن كثير رحمه الله و هذا الإجماع منقول منذ عصر ابن كثير إلى يومنا هذا و لم يقل أحد من أهل العلم أنه أخطأ كما قال ابن باز مع أن هذا الإجماع دليله في الكتاب و السنة و ليس وحده ابن كثير رحمه الله الذي نقل الإجماع بل غيره كثير منهم شيخ الإسلام بن تيمية و غيرهم كثير و بعضهم يقول أن الحجة لم تقم عليهم مع إقرارهم بأنه شرك أكبر و معلوم بالإضطرار من دين المسلمين أن الحجة بالقرآن في أصل دين الإسلام و أن من كان بين المسلمين و يسمع وجوب الحكم بما أنزل الله و أن من لم يحكم بالقرآن أنه كافر و أنه من الشرك في حكم الله و مع ذلك أعرض و أبى أن ينقاد لحكم الله فيجب عليهم أن يكفروهم و لكنهم حتى مع إقامة الحجة على الطواغيت لم يكفروهم و يتبرؤوا منهم و وقفوا معهم قال شيخ الإسلام محمد (بسم الله الرحمن الر حيم
إلى الإخوان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: ما ذكرتم من قول الشيخ: كل من جحد كذا وكذا، وقامت عليه الحجة، وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم، هل قامت عليهم الحجة؟ فهذا من العجب، كيف تشكون في هذا وقد أوضحته لكم مرارا؟! فإن الذي لم تقم عليه الحجة، هو الذي حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسألة خفية، مثل الصرف والعطف، فلا يكفر حتى يعرف.
وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هو القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة؛ ولكن أصل الإشكال، أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وبين فهم الحجة، فإن أكثر الكفار والمنافقين من
المسلمين، لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} 1.
وقيام الحجة نوع، وبلوغها نوع، وقد قامت عليهم، وفهمهم إياها نوع آخر; وكفرهم ببلوغها إياهم، وإن لم يفهموها.).
قال الشيخ حمد بن معمر (و قد أجمع العلماء على أن من بلغته دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم أن حجة الله قائمة عليه. و معلوم بالاضطرار من الدين: أن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم و أنزل عليه الكتاب ليعبد وحده و لا يشرك معه غيره، فلا يدعى إلا هو، و لا يذبح إلا له، و لا ينذر إلا له، و لا يتوكل إلا عليه، و لا يخاف خوف السر إلا منه.
و القرآن مملوء من هذا، قال الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن آية: 18]، وقال: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} [سورة الرعد آية: 14]، وقال: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} [سورة يونس آية: 106]، وقال: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر آية: 2]، وقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة المائدة آية: 23]، وقال: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [سورة هود آية: 123]، وقال: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [سورة البقرة آية: 40]، وقال: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران آية: 175]، وقال: {وَلَمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [سورة التوبة آية: 18]، والآيات الواردة في هذا المعنى كثيرة
والله تعالى: لا يعذب خلقه إلا بعد الإعذار إليهم، فأرسل رسله وأنزل كتبه، لئلا يقولوا: {لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة القصص آية: 47]، وقال: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [سورة طه آية: 134].
و كل من بلغه القرآن فليس بمعذور؛ فإن الأصول الكبار، التي هي أصل دين الإسلام، قد بينها الله تعالى في كتابه، وأوضحها وأقام بها حجته على عباده. وليس المراد بقيام الحجة أن يفهمها الإنسان فهما جليا، كما يفهمها من هداه الله ووفقه، وانقاد لأمره; فإن الكفار قد قامت عليهم الحجة من الله تعالى، مع إخباره بأنه جعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوا كلامه، فقال: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً} [سورة الأنعام آية: 25].
وقال: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً} [سورة فصلت آية: 44]، وقال تعالى: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأعراف آية: 30]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاًالَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: 103 - 104].
والآيات في هذا المعنى كثيرة؛ يخبر سبحانه أنهم لم يفهموا القرآن ولم يفقهوه، وأنه عاقبهم بالأكنة على قلوبهم، والوقر في آذانهم، وأنه ختم على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم؛ فلم يعذرهم مع هذا كله؛ بل حكم بكفرهم وأمر بقتالهم، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكم بكفرهم ; فهذا يبين لك أن بلوغ الحجة نوع، وفهمها نوع آخر.).
و علماء الطواغيت يعلمون بأن الطواغيت يحكمون بالقوانين و الدساتير و أنه شرك أكبر و لا زال الناس يبينون حكم من يحكم بالقوانين و الدساتير و مع ذلك علماء الطاغوت لا زالوا على الدفاع عنهم و الوقوف معهم فأي كفر بعد هذا الكفر و أي احتجاج بخلاف مثل هؤلاء فلا يحتج بخلاف مثل هؤلاء إلا من هو أضل الناس و أجهلهم.
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:55]ـ
فى الحقيقة اخالف ابي مريم فيما يعتقده ولكن العدل واجب وهذا الرد بخطه والسلام عليكم
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 11:07]ـ
فى الحقيقة اخالف ابي مريم فيما يعتقده ولكن العدل واجب وهذا الرد بخطه والسلام عليكم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 11:48]ـ
أبو مريم المتخلف جاهل مغفل يكفر بالشبهة بل يكفر من غير دليل وقد ناقشته في غرفته في البالتوك وتهرب من الاجابة عن أسئلتي
في تكفيره للشيخ بن باز بناء على فتوى مكذوبة على الشيخ بن باز
وتكفيره للشيخ اسامة بن لادن وللاخوة في الطالبان بل قال أنه من لم يكفرهم فهو كافر والله المستعان
وينشر سمومه بين الاعاجم خاصة الاخوة من هولندا ومن فرنسا وبعض الدول الاوربية ويستغل البالتوك والماسنجر في نشره لباطله خاصة بين النساء وقد تعرفت على الكثير من الاخوات ممن وقعن في شباكه وتأثرن بمنهجه الضال والحمد لله بينت لهن حقيقته وزوره وبهتانه والله المستعان وقد طلبت منه المناظرة فرفض وعندي صور وتسجيل للحوار الذي جرى بيني وبينه في غرفته وكان في الغرفة بعض أتباعه وبعض الاخوة الفضلاء
والله المستعان
تخيلوا يااخوان يظل جالسا على الشبكة لمدة طويلة وينشر سمه عبر
ـ[أبو موسى]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 01:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ إمام الأندلس، هل من الممكن أن تضع الحوار بينك وبينه؟
وما الدليل عندكم أن الذي يرى العذر بالجهل في الشرك الأكبر لا يكفر فقد نقل الشيخ عبد الرحمن بن حسن الإجماع أن المرء لا يكون مسلما إذا لم يتبرأ ممن يفعل الشرك الأكبر حيث قال كما في الدرر: وأجمع العلماء سلفا وخلفا، من الصحابة والتابعين، والأئمة، وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله؟
ـ[المغيرة]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 09:00]ـ
أبو مريم المتخلف جاهل مغفل يكفر بالشبهة بل يكفر من غير دليل وقد ناقشته في غرفته في البالتوك وتهرب من الاجابة عن أسئلتي
في تكفيره للشيخ بن باز بناء على فتوى مكذوبة على الشيخ بن باز
وتكفيره للشيخ اسامة بن لادن وللاخوة في الطالبان بل قال أنه من لم يكفرهم فهو كافر والله المستعان
وينشر سمومه بين الاعاجم خاصة الاخوة من هولندا ومن فرنسا وبعض الدول الاوربية ويستغل البالتوك والماسنجر في نشره لباطله خاصة بين النساء وقد تعرفت على الكثير من الاخوات ممن وقعن في شباكه وتأثرن بمنهجه الضال والحمد لله بينت لهن حقيقته وزوره وبهتانه والله المستعان وقد طلبت منه المناظرة فرفض وعندي صور وتسجيل للحوار الذي جرى بيني وبينه في غرفته وكان في الغرفة بعض أتباعه وبعض الاخوة الفضلاء
والله المستعان
تخيلوا يااخوان يظل جالسا على الشبكة لمدة طويلة وينشر سمه عبر
الشيخ امام الاندلس الا يكفى أن تقول انه على باطل ليس من أدب الأنبياء ولا الدعاة اطلاق هذه الالفاظ التى لاتجني الا البغضاء والحقد الذي لايزيد الناس الا بعدا" عن دينه, الذي يقراء كلامك عنه يظن ان مابينك وبينه ليس خلافا" فى المعتقد بل خصومة فى امر دنيوي وروح التشفى والانتقام تبدو من خلال كتابتك عنه, والتعصب للأشخاص او الدعاء ليس من شيم الاتقياء والعالم يستدل له ولايستدل به كما قيل , وهل الشيخ اسامة وغيره معصومون من الكفر؟ ادب الخلاف لابد منه , والعدل حتى على انفسنا, ونساله تعالى ان يرينا الحق حقا" ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا" ويرزقنا اجتنابه وجزاكم الله خيرا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 02:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي اذا امكن ان تصور لنا الكتاب لتمام الفائدة
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 03:45]ـ
اخي اما اندلس حياك الله اخي وانا كنت معك انذاك على البالتوك وتبين لي جهل ذلك الغبي المغفل ابي مريم الكويتي الذي كفر العلماء وكفر الجمنعات الاسلامية ويدعو الى تكفيرهن والتبرا منهن كما كفر الشيخ ابن باز وبن لادن وطالبان وحماس وكفر من لم يكفر هؤلاء
والحمد لله تبين لي خبث الرجل وانه اجهل من حمار اهله فما ذكرته اخي امام اندلس هو حق وانا من الشاهدين حتى وقعت عندنا فتنة في المسجد بسبب هذا الدجال الذي خرج علينا فراينا شبابا كثر لا يعرفون حتى العربية يكفرون ائمة المساجد ودعاتها بل تجد من يصلى مع الامام ثم يعيد صلاته والعياذ بالله على منهج الشيعة
اما ما ذكرته اخي المغيرة كلام ليس بصحيح والرجل جاهل وعمره تقريبا 23 سنة اراد ان يظهر على ظهر شباب المسلمين وقيل زمانا خالف تعرف وهو كما قال امام فتن كثير من الاخوات التائهات في البالتوك
وانا لا استبعد ان ابا مريم من المخابرات وانه عميل الاعداء في بلاد المسليمن وخصوصا انه من الكويت والرجل خرج علينا يكفر المسلمين ويكفر الجماعات الجهادية،ويحذر شباب المسليمن من هذه الجماعات لا تنسوا اخواني انه ظهر في فتنة منع دخول بيع كتب الشيخ الالباني والشيخ ابن باز فتمعن اخي المسلمن فالله اعلم بحال الرجل
ابا موسى العذر بالجهل في الكفر الاكبر دل عليه الكتاب والسنة وانت نقلت كلاما لا يدل على ان الرجل لا يعذر بالجهل: في الدرر: وأجمع العلماء سلفا وخلفا، من الصحابة والتابعين، والأئمة، وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله؟ فالكلام اذلي ذكرته انما استنباط منك وليس فيه تصريح ان الرجل لا يعذر بالجهل في الكفر الاكبر
اعطيك مثالا على العذر بالجهل في الكفر الاكبر: قال احد الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت يا رسول الله) وهذا كفر اكبر انه ساوى بين مشيئة الله ومشيئة رسوله وهؤلاء عرب اقحاح يعنون ما يتلفظون به وليس ياتي رجل يقول لعله اخطا في العبارة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اجعلتني لله ندا قل ماشاء الله وحده) فهل كفره النبي وقال له لا يعذر الرجل بالجهل في الكفر الاكبر وكذلك قصة ذات انواط وكذلك قصة الرجل من بني اسرائيل وقصة الحواريين الذين شكوا في قدرة الله عز وجل والامثلة كثيرة جدا
وفي الاخير ان كان الرجل لا يعذر بالجهل في الكفر الاكبر فما فائدة كلام العلماء انه لا يكفر الا بعد اقامة الحجة عليه؟؟؟؟
ان كنت تقصد ان المراد في التاويل والخطا قلنا لك لماذا جعلت التاويل مانع من موانع ولم تجعل الجهل مانع موانع؟؟؟ مع العلم ان الادلة في العذر بالجهل اكثر من الادلة في العذر بالتاويل وكذلك ان قلت انما المقصود الشرك الاصغر او الكفر الاصغر قلنا لك ما الحاجة الى اقامة الحجة عليه فان الشرك الاصغر لا يخرج صاحبه من الملة وبالله التوفيق
وكذلك قول سفيان بن عيينة،أمير المؤمنين في الحديث (198هـ) قال رحمه الله تعالى: (القرآن كلام الله عز وجل من قال مخلوق فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر) أهـ. رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة رقم (25) بسند صحيح فهل امام احمد رحمه الله كفر المامون والمعتصم وغيرهم ممن سجنوه بسبب هذه الفتنة وحتى العلماء اذلين جاؤوا من بعدهم هل كفروا الاعيان القائلين بخلق القران؟؟؟؟
المقصود هنا الكفر العام لا المعين ان القول بخلق القران كفر لمن تبين له ذلك ثم بعد شك في كون ان القول بخلق القران ليس كفرا
فهل كفر العلماء المعتزلة والاشاعرة والماتردية والكلابية وغيرهم من الفرق علما ان هذه الفرق لا يرون ان القران كلام الله ولا يكفرون من قال بخلق القران
فاتقوا الله يا شباب المسلمين وعودوا الى العلماء والله اعلم والسلام عليكم ورحمه الله
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 04:03]ـ
السلام عليكم
لماذا لا تراسلونه على الخاص فهو مسجل معنا بالمنتدى و تناقشونه مباشرة
ـ[المغيرة]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 03:26]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اخي اما اندلس حياك الله اخي وانا كنت معك انذاك على البالتوك وتبين لي جهل ذلك الغبي المغفل ابي مريم الكويتي الذي كفر العلماء وكفر الجمنعات الاسلامية ويدعو الى تكفيرهن والتبرا منهن كما كفر الشيخ ابن باز وبن لادن وطالبان وحماس وكفر من لم يكفر هؤلاء
والحمد لله تبين لي خبث الرجل وانه اجهل من حمار اهله فما ذكرته اخي امام اندلس هو حق وانا من الشاهدين حتى وقعت عندنا فتنة في المسجد بسبب هذا الدجال الذي خرج علينا فراينا شبابا كثر لا يعرفون حتى العربية يكفرون ائمة المساجد ودعاتها بل تجد من يصلى مع الامام ثم يعيد صلاته والعياذ بالله على منهج الشيعة
اما ما ذكرته اخي المغيرة كلام ليس بصحيح والرجل جاهل وعمره تقريبا 23 سنة اراد ان يظهر على ظهر شباب المسلمين وقيل زمانا خالف تعرف وهو كما قال امام فتن كثير من الاخوات التائهات في البالتوك
وانا لا استبعد ان ابا مريم من المخابرات وانه عميل الاعداء في بلاد المسليمن وخصوصا انه من الكويت والرجل خرج علينا يكفر المسلمين ويكفر الجماعات الجهادية،ويحذر شباب المسليمن من هذه الجماعات لا تنسوا اخواني انه ظهر في فتنة منع دخول بيع كتب الشيخ الالباني والشيخ ابن باز فتمعن اخي المسلمن فالله اعلم بحال الرجل
ابا موسى العذر بالجهل في الكفر الاكبر دل عليه الكتاب والسنة وانت نقلت كلاما لا يدل على ان الرجل لا يعذر بالجهل: في الدرر: وأجمع العلماء سلفا وخلفا، من الصحابة والتابعين، والأئمة، وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله؟ فالكلام اذلي ذكرته انما استنباط منك وليس فيه تصريح ان الرجل لا يعذر بالجهل في الكفر الاكبر
اعطيك مثالا على العذر بالجهل في الكفر الاكبر: قال احد الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت يا رسول الله) وهذا كفر اكبر انه ساوى بين مشيئة الله ومشيئة رسوله وهؤلاء عرب اقحاح يعنون ما يتلفظون به وليس ياتي رجل يقول لعله اخطا في العبارة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اجعلتني لله ندا قل ماشاء الله وحده) فهل كفره النبي وقال له لا يعذر الرجل بالجهل في الكفر الاكبر وكذلك قصة ذات انواط وكذلك قصة الرجل من بني اسرائيل وقصة الحواريين الذين شكوا في قدرة الله عز وجل والامثلة كثيرة جدا
وفي الاخير ان كان الرجل لا يعذر بالجهل في الكفر الاكبر فما فائدة كلام العلماء انه لا يكفر الا بعد اقامة الحجة عليه؟؟؟؟
ان كنت تقصد ان المراد في التاويل والخطا قلنا لك لماذا جعلت التاويل مانع من موانع ولم تجعل الجهل مانع موانع؟؟؟ مع العلم ان الادلة في العذر بالجهل اكثر من الادلة في العذر بالتاويل وكذلك ان قلت انما المقصود الشرك الاصغر او الكفر الاصغر قلنا لك ما الحاجة الى اقامة الحجة عليه فان الشرك الاصغر لا يخرج صاحبه من الملة وبالله التوفيق
وكذلك قول سفيان بن عيينة،أمير المؤمنين في الحديث (198هـ) قال رحمه الله تعالى: (القرآن كلام الله عز وجل من قال مخلوق فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر) أهـ. رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة رقم (25) بسند صحيح فهل امام احمد رحمه الله كفر المامون والمعتصم وغيرهم ممن سجنوه بسبب هذه الفتنة وحتى العلماء اذلين جاؤوا من بعدهم هل كفروا الاعيان القائلين بخلق القران؟؟؟؟
المقصود هنا الكفر العام لا المعين ان القول بخلق القران كفر لمن تبين له ذلك ثم بعد شك في كون ان القول بخلق القران ليس كفرا
فهل كفر العلماء المعتزلة والاشاعرة والماتردية والكلابية وغيرهم من الفرق علما ان هذه الفرق لا يرون ان القران كلام الله ولا يكفرون من قال بخلق القران
فاتقوا الله يا شباب المسلمين وعودوا الى العلماء والله اعلم والسلام عليكم ورحمه الله
السلام عليكم: اما بعد اذا كان شتمك للرجل من اجل حقد دفين بينك وبينه فنحن لانحتاجه هنا وان كان دفاعا" عن دين الله فلابد من التأدب باآداب الشريعة التى تذب عنها فقدوتك النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كذلك وأنصحك بالرجوع لدراسة سيرته لتعرف كيف كان يتعامل مع الكافرين فضلا " عن المخالفين.وقد ذكرت ان ماقلته انا ليس صحيحا" ماهو الغير صحيح بينه بارك الله فيك.
ـ[المغيرة]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 10:08]ـ
واما بالنسبة لقولك بان الجهل والتاويل عذر في اصل الدين فراجع: http://majles.alukah.net/showthread.php?p=113580#post11 3580
ـ[ابو خويلد]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 01:20]ـ
هؤلاي لقومم يستهزؤن بالاخ ابو مريم لانه ابطل شبهاتهم في مسالة الشرك و التوحيد في اكثر من درس وابطل شبهات امامهم عطية لذلك هم يكرهونه
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 02:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجل كما قلت ولن اسحب كلامي هو رجل جاهل احمق مغفل اجهل من حمار اهله وتافه ايضا
ولن ارد عليه بكلمة واقول فيه ما قاله الشافعي اذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من اجابته السكوت
اما وضعك للرابط اخي المغيرة في مسالة التاويل والجهل فلست بحاجة اليه فيكفيني ما ذكرت من العذر بالتاويل فيما وقع في عهد عمر رضي الله عنه لما احل القوم الخمر بتاويل فاسد فلم يكفرهم عمر رضي الله عنه بل اقام عليهم الحجة اولا ثم بعد ذلك تاب القوم ورجعوا الى ربهم واما بالنسبة العذر بالجهل فيكفيني ما جاء في الاحاديث ان النبي اعذر بعض اصحابه لما وقع منهم بالجهل كقولهم اجعل لنا ذات انواط وقول الصحابي ما شاء الله وشئت يا رسول الله وغير ذلك من الادلة الواضحة الصريحة التي لا ينكرها الا جاهل او صاحب هوى فياول هذه الادلة على هواه كما فعل اهل البدع بايات الصفات والقدر والايمان والكفر وغير ذلك والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 03:14]ـ
هؤلاي لقومم يستهزؤن بالاخ ابو مريم لانه ابطل شبهاتهم في مسالة الشرك و التوحيد في اكثر من درس وابطل شبهات امامهم عطية لذلك هم يكرهونه
كلام سخيف ودعوى تافهة ....
ماجوابك عن تكفيره للشيخ ابن باز رحمه الله؟
وللشيخ القائد أسامة؟
ووللإخوة الطالبان؟
وقد سجلته بنفسي
والاخ أبوقتادة السلفي شاهد على ذلك وهناك أيضا الأخ أبوعبيد الله المسجل في المنتدى شاهد على ذلك
فارحم عقولنا الله يهديك
هؤلاء أفراخ الخوارج ويتدثرون بكلام أئمة الدعوة النجدية
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 09:39]ـ
من هو أبو مريم؟ أحيانا أيها الكرام نظهر بعض الناس بالمبالغة في الرد عليهم، وربما لو تركناهم لما كان لهم ذكر عند كثير من الناس، والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 10:59]ـ
أبو مريم هذا كان على عقيدة السلف ثم انحرف، وأظهر غلواً في الدين .. والله المستعان.
كانت له بحوث جميلة في العقيدة .. سبحان الهادي المضل ..
ـ[المغيرة]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:20]ـ
قال العضو ابو قتادة السلفي:اما وضعك للرابط اخي المغيرة في مسالة التاويل والجهل فلست بحاجة اليه فيكفيني ما ذكرت من العذر بالتاويل فيما وقع في عهد عمر رضي الله عنه لما احل القوم الخمر بتاويل فاسد فلم يكفرهم عمر رضي الله عنه بل اقام عليهم الحجة اولا ثم بعد ذلك تاب القوم ورجعوا الى ربهم واما بالنسبة العذر بالجهل فيكفيني ما جاء في الاحاديث ان النبي اعذر بعض اصحابه لما وقع منهم بالجهل كقولهم اجعل لنا ذات انواط وقول الصحابي ما شاء الله وشئت يا رسول الله وغير ذلك من الادلة الواضحة الصريحة. انتهى وقلت: سبحان الله هل اتطلعت على الرابط بارك الله فيك؟ سألتك بالله أن تبيين لي المعني الصحيح للأدلة التى ذكرتها في عدم العذر بالجهل من أقوال السلف المعتبرين او المفسرين المشهود لهم بالصلاح. وهل الجمع بين النصوص مستحيل؟ كلامك يدل على ردك للادلة المذكورة التى هي من كلام ربنا عزوجل .... الواجب علينا ان نؤمن بجميع ما انزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم محكمه ومتشابهه والقران انزل ليصدق بعضه بعضا" وليس ليكذب بعضه بعضا".
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 07:48]ـ
السلام عليكم
القضية و ما فيها أخي المغيرة أن هذا السب و الشتم و الافتراء [لأن أبا مريم تبرأ مما نسب له و كتاباته موجودة لمن أراد الانصاف] كان مباشرة بعد أن تبرأ أبو مريم من نهج بن لادن و الظواهري و إلا فالقوم كانوا ينشرون كلامه و يمدحونه.
و هناك عدة أسئلة تطرح في هذا المقام و أكتفي بسؤال بالتالي:
ما السر في عدم نقل كلام أبي مريم من كتاباته عند الرد عليه؟
هل يمكن لهذه الردود أن تكون ذات مصداقية حتى عند كتابها؟
ما السر في عدم اكتراث من يحنق على هذا الرجل عندما يرون تبرئه مما ينسب إليه؟
ثم أقول:
ألا يمكن أن يكون الحق مع أبي مريم في بعض ما يقوله و لو بنسبة ضعيفة؟ إذا كان الأمر كذلك فلما لا يحذر من يفتري عليه أن يحرمه الله من الهدايه فالله لا يهدي القوم الظالمين
المفارقة الكبيرة أن من يشنع على هذا الرجل- بعد أن نسبه للجهل - يعذر من عبد غير الله جاهلا!! أذنب أبي مريم أعظم من عبادة غير الله؟!
الكل يقول: الانصاف عزيز
لكن أين ذهب المنصفون؟
ملاحظة هامة: لست ممن يوافق أبا مريم في كل ما يذهب إليه و لقد ناقشته مرارا
وشهادة لله: الرجل قمة في الأدب
ـ[أبو موسى]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 08:22]ـ
السلام عليكم
القضية و ما فيها أخي المغيرة أن هذا السب و الشتم و الافتراء [لأن أبا مريم تبرأ مما نسب له و كتاباته موجودة لمن أراد الانصاف] كان مباشرة بعد أن تبرأ أبو مريم من نهج بن لادن و الظواهري و إلا فالقوم كانوا ينشرون كلامه و يمدحونه.
و هناك عدة أسئلة تطرح في هذا المقام و أكتفي بسؤال بالتالي:
ما السر في عدم نقل كلام أبي مريم من كتاباته عند الرد عليه؟
هل يمكن لهذه الردود أن تكون ذات مصداقية حتى عند كتابها؟
ما السر في عدم اكتراث من يحنق على هذا الرجل عندما يرون تبرئه مما ينسب إليه؟
ثم أقول:
ألا يمكن أن يكون الحق مع أبي مريم في بعض ما يقوله و لو بنسبة ضعيفة؟ إذا كان الأمر كذلك فلما لا يحذر من يفتري عليه أن يحرمه الله من الهدايه فالله لا يهدي القوم الظالمين
المفارقة الكبيرة أن من يشنع على هذا الرجل- بعد أن نسبه للجهل - يعذر من عبد غير الله جاهلا!! أذنب أبي مريم أعظم من عبادة غير الله؟!
الكل يقول: الانصاف عزيز
لكن أين ذهب المنصفون؟
ملاحظة هامة: لست ممن يوافق أبا مريم في كل ما يذهب إليه و لقد ناقشته مرارا
وشهادة لله: الرجل قمة في الأدب
وعليك السلام
هل من الممكن أن تضع مناقشاتك مع الشيخ أبي مريم؟
وهل عندك دليل أن الذين يعذرون المشركين بالجهل قد يعذورون بالتأويل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 12:11]ـ
لم أحتفظ بكلامي معه و لذلك آسف لعدم مقدرتي تلبية طلبك
أما سؤالك فلم أفهمه و أقترح أن تفتح موضوعا أخر -حتى لا يضيع أصل هذا الموضوع- و إذا ما كان عندي ما أقوله شاركت بإذن الله
أشكرك على اهتمامك بما كتبت
ـ[المغيرة]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 08:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجل كما قلت ولن اسحب كلامي هو رجل جاهل احمق مغفل اجهل من حمار اهله وتافه ايضا
ولن ارد عليه بكلمة واقول فيه ما قاله الشافعي اذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من اجابته السكوت
اما وضعك للرابط اخي المغيرة في مسالة التاويل والجهل فلست بحاجة اليه فيكفيني ما ذكرت من العذر بالتاويل فيما وقع في عهد عمر رضي الله عنه لما احل القوم الخمر بتاويل فاسد فلم يكفرهم عمر رضي الله عنه بل اقام عليهم الحجة اولا ثم بعد ذلك تاب القوم ورجعوا الى ربهم واما بالنسبة العذر بالجهل فيكفيني ما جاء في الاحاديث ان النبي اعذر بعض اصحابه لما وقع منهم بالجهل كقولهم اجعل لنا ذات انواط وقول الصحابي ما شاء الله وشئت يا رسول الله وغير ذلك من الادلة الواضحة الصريحة التي لا ينكرها الا جاهل او صاحب هوى فياول هذه الادلة على هواه كما فعل اهل البدع بايات الصفات والقدر والايمان والكفر وغير ذلك والسلام عليكم
على اي مرجعية أعتمدت أن الشيخ ابي مريم أجهل من حمار أهله؟ هذا اذا كان لأهله حمارا" في الأصل. وكيف نحكم على أنه مغفل نحن القراء؟ ايها الشيخ قدم كتابة موضوعية حتى يتم الحوار معك بعيدا" عن ممارسة الجهاد عبر الكيبورت.
ـ[ابو خويلد]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 05:21]ـ
هؤلاء القوم بل و ائمتهم كابي مرية القرشي كانو يمدحون الاخ ابا مريم عندما كان يمدح ' جهادهم' المزعوم و يشهدون له بالعلم و لما تبين للاخ ابا مريم و للكل حقيقة القاعدة و اتباعها فتبرء منهم انقلبوا عليه و بدؤ بالشتم و الافتراء، مثل اليهود وكل من تابع ذلك يفهم الامر. الاخ فب كل كلامه يستدل با لكتاب و السنة و اقوال اهل العلم فمن طعن في رسائله فهو يطعن في اقوال ائمة نجد كمسالة العذر بالجهل. و الشبهات التي اتى به ابو قتادة فهي قد ابطلت من قبل اعلام نجد قبل ان يبطلها الاخ ابا مريم و هذا الشخص 'امام' الاندلس لا يعرف الا الشتم و الاستهزاء ام الدليل كما يقول المغاربة 'الله اجيب'، و هذا ديدنهم في كل مكان
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 04:03]ـ
السلام عليكم ..
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكفّر أبا جهل ثم يقول لعامة قريش: من لم يكفّره فهو كافر، ويُعمل فيهم هذه القاعدة التي لا تطبق إلا على مسلم أصلا ثبت له أصل الإسلام ثم رفض تكفير الكافر الظاهر كفره، وهذا نادر جدا بين المسلمين.
لا يصح أن يقال لهذه الأمة التي لم تستقر لحد الآن على تعريف محدد للإسلام: كفّري الكافر، وهي تأتي نفس الكفر الذي أتى به هذا الكافر، فلا يكفر الناس والعلماء بسبب أنهم لم يكفّروا الحكام العلمانيين فقط، لكن لأنهم اتبعوهم في هذا النظام ولم يكفروا به فضلا عن أن يكفّروا أهله.
عندما تطبق هذه القاعدة في أمة كافرة أصلا -فضلا عن أن هذا التطبيق خاطىء- فإنك ستقع في إشكالات لا حصر لها ومنها وجود هذه السلسلة المزعومة، إذ أن الناس لم يتفقوا بعد على دين واحد صحيح، فهذا يقول: دعاء الأوثان شرك، والآخر لا يوافقه، وهذا يقول: اتباع شرع غير الله شرك، والآخر يخالفه وآخر لا يهتم بهذا ولا ذاك، والآخر يقول النصارى مؤمنون ... وهذا يدل على أن هذه القاعدة لم توضَع لهذه الأمة التي لم تتفق على عقيدة واحدة.
بينما عندما اتفقنا على كفر فرعون مثلا لا تجد مثل هذه السلسلة اللامتناهية، وعندما اتبع الصحابة والمسلمون جميعا عقيدة واحدة لم تقع هذه السلسلة، وغاية ما تصل إليه مرة في الدهر لا تتعدى الحلقة الأولى من صاحب هوى يتفق المسلمون على ردته.
المشكلة نتجت ولن تنتهي بسبب الإعتقاد في إسلام المشركين، بحجة أن جهلهم بالإسلام يثبت لهم الإسلام، وهي معادلة لو عرضناها على عبدة الطوطم لضحكوا علينا، فالإسلام بسيط يفهمه أي عامي بلا تكلف أو تعقيد لكن بعيدا عن هذه الفلسفة الغريبة (جاهل الإسلام مسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
أرى أن الغاية في النهاية هي حذف التكفير نهائيا، ولا إسلام بلا تكفير للكفار وفق قواعد الإسلام، لا وفق ما يشتهيه ذلك الكافر، وإن لم يكن حذف التكفير غاية في نفوس الكثير اليوم فإن الحال سيؤول إلى ذلك حتما، كيف وقد اجتمع على مناهضته السلطان والعلماء وبمدد قوي من القوى المتغلبة في العالم اليوم، قال ابن عثيمين: من أنت حتى تحكم على الناس بالكفر، بينما رأيناه يشرف على إشهار ما يسمى بإسلام جنود أمريكيين، لمجرد أن أقروا بربوبية الله عز وجل وبنبوة المسيح ومحمد عليهما الصلاة والسلام، أهذا الدين هو الإسلام الذي يتكلمون عنه؟
القول بوجود السلسلة حتما يؤدي إلى منع التكفير مطلقا حتى نتجنب هذه السلسلة، تارة نسمع أن هذه القاعدة أجمع عليها العلماء، وتارة يقال: لم ترد في الكتاب والسنة ولو كانت من الدين لذكرها الله في كتابه، وهذا اضطراب يترك الحليم حيران، فما بالك بعامة الناس الذين يهوون الوضوح والبساطة، وهم محقّون في ذلك.
من لا يكفّر الكافر فهو كافر لاعتقاده بغير حكم الله وإن كان لشهوة أو محاباة أو عصبية، على أساس أنه يعلم حكمه بمقتضى دخوله في الإسلام، لا بالتدرج بعد الإطلاع على النصوص، فإن لم يعرفه بمقتضى إسلامه فهذا بحاجة إلى أن يدعى إلى الإسلام والدخول فيه، ولا يصح أن نعلمه هذه القاعدة قبل ذلك.
المسلم حقا إن عُرض عليه أي فعل من أفعال الكفار يعرف أنه كفر وإن لم يَرد ذلك الفعل في القرآن والسنة أنه كفر، وإن رأى أي أمة تعبد شيئا لم يرد في القرآن والسنة لعلم أنهم كفار، وإن لم يرد ذكرهم على أنهم أمة كافرة تعيينا بالإسم، فإن كان ينتظر النص على أن القبوريين كفار فهذا ليس بمسلم لأنه لم يفرق بين التوحيد والشرك.
لم يصل الإسفاف والجهل بالصحابة -رضي الله عنهم- إلى درجة الإختلاف في كفر عبّاد الأصنام أو اليهود والنصارى حتى تنزل آيات تكفّر من لم يكفّر الكافر، وإنما كان الأمر بديهيا عندهم بحكم إسلامهم، فمن اتبع هذا الدين كان منهم ومن لم يتبعه فهو الكافر، وإن ذكرها التابعون في المسلم المتأول في خلق القرآن والساب للصحابة فكيف الحال لو رأوا من يعبد القبور ومن يتبع شريعة الطاغوت؟ لكن هذا الكفر ألفه الناس اليوم.
والمشكلة أكبر من ابن تيمية وابن عبد الوهاب، والإحتجاج بأقوالهم أو أفعالهم من كلا الفريقين هو احتجاج من لا حجة له، فأسمعونا شيئا من قال الله وقال رسوله، وعندها سنعرف حقيقتنا وحقيقة ما يحيط بنا وحقيقة ما هو مطلوب منا، وحقيقة ابن تيمية وابن عبد الوهاب وغيرهما، أما أن نبقى نتناطح بالأسماء، وعوض أن نقول: هاتوا برهانكم، نقول: سموا لنا رجالكم، أو: اخرجوا لنا رجالكم، فإنه لا يحق لأي طرف أن يتكلم عن الإسلام.
لا يكفي أن يقال: أهل السنة لا إمام لهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي واقع الحال تتخذ كل طائفة من أئمتها آلهة لا تخطىء فضلا عن أن تكفر، وعندها سينخر الشك قلوب الجميع، ورحم الله سلفنا الصالح، لم يمنع أصحاب أبي حنيفة حبهم لشيخهم وإجلالهم له ولفقهه من استتابته من الكفر كما ورد في أخبارهم، فقد علموا بمقتضى إسلامهم أنهم لن يكونوا مسلمين حتى يجعلوا حكم الله فوق الجميع، ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ...
--------------------------
موقع البيان الإسلامي
www.bayanislami.com(/)
تجميع صوتيات أقوال العلماء في جماعة التبليغ (الصوفية العصرية)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 01:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - تحذير العلامة اغديان من جماعة التبليغ
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/01.rm
2- جماعة التبليغ صوفية الراجحي
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/02.rm
3- لا يجوز الخروج مع جماعة التبليغ للعلامة الفوزان
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/03.rm
4- نقاش حول جماعة التبليغ للعلامة الالباني 1
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/04.ram
5- نقاش حول جماعة التبليغ للعلامة الالباني 2
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/05.rm
6- تحذير الفوزان من جماعة التبليغ
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/06.ram
7- فتوى ابن باز عن جماعة التبليغ
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/07.ram
8- فضايح فرقة التبليغ على لسان العلامه عبدالله بن الغديان عضوهي
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/08.ram
9- كلام العلامة الفوزان في التبلغيات الجدد -مغسلات الموتي
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/09.ram
10- العلامة الفوزان يحذر من السفر مع جماعة التبليغ
http://ia341011.us.archive.org/2/items/allaith_714/10.asf
11- أقوال العلماء في التبليغ1
http://ia341033.us.archive.org/3/items/allaith_465/11.wma
12- أقوال العلماء في التبليغ2
http://ia341033.us.archive.org/3/items/allaith_465/12.wma
13- أقوال العلماء في التبليغ3
http://ia341033.us.archive.org/3/items/allaith_465/13.wma
14- أقوال العلماء في التبليغ4
http://ia341033.us.archive.org/3/items/allaith_465/14.wma
15- الرد على جماعة التبليغ
http://ia341033.us.archive.org/3/items/allaith_465/15.wma
16- كلام الشيخ الألباني في التبليغ والإخوان 1
http://ia341033.us.archive.org/3/items/allaith_465/16.wma
17- كلام الشيخ الألباني في التبليغ2
http://ia341033.us.archive.org/3/items/allaith_465/17.wma
18- كلام الشيخ الألباني في التبليغ3
http://ia341033.us.archive.org/3/items/allaith_465/18.ram
19- بيان عوار جماعة التبليغ للعلامة الفوزان
http://ia341033.us.archive.org/3/items/allaith_465/19.wma
أرجو من المشاركين في عدة منتديات أن ينشروا هذا الموضوع لتعم الفائدة وقبل أن تنتهي مدة الروابط
ـ[منبع الخير]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 01:18]ـ
لاتشغل نفسك بعيوب الآخرين واشتغل بنفسك وانا اعلم ان التبليغ لديهم بدعة لكن شوي شوي في الاسلوب ..
واتق الله فالشيخ بن عثيمين له كلام رائع للجماعه وابن باز رحمهم الله
علىالرابط التالي ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17105
ـ[مبروك-س]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 12:16]ـ
اخي الغيور ابن سراج ايسرك ان يوجد في صحيفتك نصيحة لداعية عليه بعض الملاحظات ام تحذير منه ومن خيره كله فان كل من نشرت عنه شيئ فهو حجيجك عند الله
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 05:02]ـ
يا ثقل دمكم يا الـ الجامية، الله يشغلكم في أنفسكم ويرد كيدكم في نحوركم،، آمين.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 06:41]ـ
صراحة استفدت كثيرا منهم .. أسأل الله أن يجزيهم عن الاسلام خير الجزاء .. ويوفقهم لتصحيح اخطائهم ...
قريبا سأخرج معهم بإذن الله في سبيل الله. في اقرب فرصة بإذن الله تعالى .. فادعوا لي بالتوفيق ..
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 08:57]ـ
يا ثقل دمكم يا الـ الجامية، الله يشغلكم في أنفسكم ويرد كيدكم في نحوركم،، آمين.
لا حول ولا قوة إلا بالله
أخونا الفاضل قام بجمع أقوال العلماء في جماعة معروفة بأنه توجد عندها بعض البدع وقلة طلب العلم ثم أنتم تردونه فليكن إذا ردا جميلا أو ليصمت من لا يملك الرد الجميل
أخي الليث جزاك الله خيرا ووفقك للعمل الصالح
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 11:39]ـ
إخوتي و سادتي الكرام:
من أراد الاستبراء لدينه فليتثبت.! ..... و خاصة فيمن و فيما كثر اللغط حوله ..... ؟
لا للقطن يضعه أحدنا في أذنه ... !
لا للعصابة يشدها على عينيه .. !
عندما اقتربت من جماعة التبليغ ذات يوم اكتشفت العجب العجاب!!؟؟ ......... اكتشفت مدى حاجة علماء الأمة للتعلم منهم .... لا مدى ضرورة بعد الجاهل عنهم .. !!؟؟
و من هاله الوصف ... فليس له إلا التجربة!
ألا إن كل العمل باطل حتى نخلص لله ... !!
ألا إن أحدنا ليحسب نفسه مخلصا لأن بصيرته لم تفتح بعد .. !؟
متى نروي حديث النية فيصيبنا بعض ما أصاب سيدنا أبا هريرة رضي الله عنه؟!؟
إن أول مدارج السالكين اليقظة ...... و من خرج عرف مبلغ ما كان عنده من اليقظة؟!!
إخوتي الكرام ....... فلنتق الله أن نصبح كقوم عدي بن حاتم؟!
سامحوني فإنني أحبكم ... و أكره أن أرى الشيطان يغلبكم ... !!!
قالت التبليغ: لا تكتمل الدعوة إلا بجهدين:
- جهد النهار: تقول يا عبد: ربك ربك!
- جهد الليل: يا رب: عبدك عبدك!
علماء مشهورون يطالبون بطلب " العلم " قبل الدعوة ... تخرج فتسمع قول المحترقين على حال الأمة: و من أمثلة دعوة العوام في القرآن: " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى "
يا إخوتي اسألوا من كان معارضا ... ثم صار يجلس عند أقدامهم يمسح عنها التراب .. !!!!
ماذا وجد؟؟؟
......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 01:21]ـ
الفراغ و الحسد يسوي أكثر ...
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 05:04]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في كتاب العلم صـ102:
(وما أشد تأثير جماعة الدعوة الذين يسمون أنفسهم أهل الدعوة والتبليغ. ما أشد تأثيرهم على الناس، وكم من فاسق اهتدى فأطاع، وكم من كافر اهتدى فأسلم على أيديهم؛ لأنهم وسعوا الناس بحسن الأخلاق، فلذلك نحن نسأل الله أن يجعل إخواننا الذين أعطاهم العلم أن يطعمهم من اخلاق هؤلاء حتى ينفعوا الناس أكثر، وإن كان يؤخذ على جماعة الدعوة والتبليغ ما يؤخذ، لكنهم في حسن الخلق والتأثير بسبب أخلاقهم لا أحد ينكر فضلهم، وقد رأيت كتابا للشيخ عبد العزيز بن باز ـ حفظه الله ـ وجهه إلى شخص كتب إليه ينتقد هؤلاء الجماعة، فقال في جملة رده:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا).
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 05:06]ـ
لله درك
و من هاله الوصف ... فليس له إلا التجربة!
ألا إن كل العمل باطل حتى نخلص لله ... !!
ألا إن أحدنا ليحسب نفسه مخلصا لأن بصيرته لم تفتح بعد .. !؟
متى نروي حديث النية فيصيبنا بعض ما أصاب سيدنا أبا هريرة رضي الله عنه؟!؟
أسأل الله أن يرزقنا الصدق في القول والعمل وكم ابتليت أمتنا من بهاليل ادعوا المعرفة وهم عنها أبعد مايكون،وادعوا أنهم طلبة علم ولكنهم هيهات
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 05:59]ـ
جماعة التبليغ عندها بدع، وكل جماعة فيها وفيها!!
وفي الأزمات تطفو على السطح غرائب وعجائب لم تكن في الحسبان، فيظهر الدَّخن عند كل جماعة!!
جماعة التبليغ ميزتها انها تحرك العامة وتنتزعهم من براثن الدنيا والفساد بأسلوبهم وتأثيرهم البسيط المتميز ... وما أجمل لو قام بعض من ينتقدهم بعمليات احتواء اصلاحية بدلا من عمليات الإقصاء والتشهير ...
من عيوبهم وهم السواد الأعظم في باكستان أن جهودهم لتغيير الأوضاع هناك شبه معدوم لأن السياسة عند أكثرهم رجس من عمل الشيطان، فلو أخذوا بالإسلام كله منهجا وطبقوه حسب الأولويات لكانت باكستان من أفضل الدول الإسلامية ..
بالمناسبة:
حضرت قبل سنين درسا أسبوعيا في أصول الفقه للشيخ بن غديان، وكان يشرح قاعدة:
"المشقة تجلب التيسير"، ثم تطرق إلى جماعة التبليغ أثناء الشرح فقال:
"سبحان الله لا يتبع هؤلاء إلا السذج من الناس!! "
فقام كثير من طلبته بالإعتراض عليه وأخبروه أنهم تبليغيون!!
وبدأوا يشرحون له بعض المفاهيم الخطأ عنهم!!
فتفاجأ الشيخ وسكت مستغربا!!
أبعض طلابه من جماعة التبليغ ويحضرون دروس أصول الفقه الأسبوعية؟
فكيف يكونون ساذجين؟
ما أجمل العدل والإنصاف!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 08:20]ـ
بارك الله فيك سيدي ... فاجأتنا!
و لكن المفاجآت الحقيقة هي القلبية .. ؟!
.
.
.
.
.
.
. يوم يعاني الإنسان منا بنفسه ما يعانون ...
و يعاين ما يعاينون ..
في تلك الرحلة ...
بعيدا عن ضوضاء المباحات.؟!
و معجونا بعجين الانطراح بين يدي رب الأرض و السموات .. !.
.
.
مسقيا بماء الهم للدين
.
.
و الحرقة على العالمين
و عندها يتذوق معنى انشراح الصدر و علامة دخول النور القلب الذي في حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي أخرجه الحاكم و البيهقي في الزهد. " الإنابة إلى دار الخلود و التجافي عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل نزوله "
.
.
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 09:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الإخوة على مشاركاتهم في الموضوع وتفاعلهم, فالغرض من النقاش هو الوصول إلى الحق.
أما ما أورت من أقوال للعلماء فهي واضحة إن شاء الله, فعلى الراد الاستماع لها ثم المناقشة على ضوء ما سمع.
ثم هل جماعة التبليغ مبتدعة أم لا؟
يقول الأخ منبع الخير_ جزاه الله خيرا بأن جماعة التبليغ عندهم بدعة.
أقول لوكانت عندهم بدعة فيجب إذن التحذير من بدعنهم نصحا للناس ونصحا لهم.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: "الدين النصيحة ثلاثا, قلنا لمن يارسول الله, قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
ثم قال: لاتشغل نفسك بعيوب الآخرين واشتغل بنفسك
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: ومنذ متى أصبح النصح اشتغالا بالعيوب, لو كان كذلك فلنترك إذن النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا نشتغل بعيوب الآخرين.
وعليك إذن أن توجه نصيحتك للعلماء الذين أوردت فتاويهم في الموضوع, بأن يكفوا ألسنتهم بالإشتغال بعيوب الناس والجماعات, وعليهم الإشغال بأنفسهم!!
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم" صحيح الترمذي.
وقال عليه الصلاة والسلام: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم
ثم قال: واتق الله فالشيخ بن عثيمين له كلام رائع للجماعه وابن باز رحمهم الله
قال أحد المشائخ: "الواقع أن في كلام الشيخين ما يدينهم، فكلام الشيخ ابن باز مبني على تقرير من رجل تبليغي أو متعاطف معهم حكى للشيخ ابن باز خلاف ما هم عليه وصورهم له على غير صورتهم الحقيقية، يؤكد ذلك قول الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
" ولا شك أن الناس في حاجة شديدة إلى مثل هذه اللقاءات الطيبة المجموعة على التذكير بالله والدعوة إلى التمسك بالإسلام وتطبيق تعاليمه وتجريد التوحيد من البدع والخرافات ... "
[انظر فتواه ذات الرقم (1007) بتأريخ 17/ 8/1407هـ والتي يقوم بنشرها الآن جماعة التبليغ].
فهذا يوحي أن صاحب التقرير قد ذكر في تقريره أن هذه الجماعة تدعو إلى التمسك بالإسلام وتطبيق تعاليمه وتجريد التوحيد له من البدع والخرافات.
فبسبب ذلك مدحهم الشيخ.
ولو قال فيهم صاحب التقرير كلمة الحق وصورهم على حقيقتهم وبين حقيقة منهجهم الفاسد؛ لما رأينا من الإمام ابن باز السلفي الموحد إلا الطعن فيهم والتحذير منهم ومن بدعهم، كما فعل ذلك في آخر فتاواه فيهم".
فقد سُئل رحمه الله تعالى:
س/ أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم: قوله: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة)).فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع. وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة. هل هاتين الفرقتين تدخل في الفرق الهالكة؟
فأجاب - غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته -:
تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله (أمتي) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟
فأجاب: نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين.
[ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف وهي في شريط مسجّل وهي قبل وفاته -رحمه الله- بسنتين أو أقل].
و سُئل -رحمه الله -:
س/ خرجتُ مع جماعة التبليغ للهند وباكستان، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد فيه قبر باطلة، فما رأيكم في صلاتي، وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن؟
الجواب: بسم الله والحمد لله، أما بعد: فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علمٌ وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه، أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصح والواجب عليك إعادة ما صليت فيها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) متفق على صحته. وقوله - صلى الله عليه وسلم-: ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)) أخرجه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا الباب كثيرة وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[فتوى بتاريخ 2/ 11/1414هـ]
(يُتْبَعُ)
(/)
وسُئل - رحمه الله تعالى - أيضا:
س/ نسمع يا سماحة الشيخ عن جماعة التبليغ وما تقوم به من دعوة، فهل تنصحني بالانخراط في هذه الجماعة، أرجو توجيهي ونصحي، وأعظم الله مثوبتكم؟
فأجاب الشيخ بقوله: ((كل من دعا إلى الله فهو مبلغ ((بلغوا عني ولو آية))، لكن جماعة التبليغ المعروفة الهندية عندهم خرافات، عندهم بعض البدع والشركيات، فلا يجوز الخروج معهم، إلا إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم. أما إذا خرج يتابعهم، لا. لأن عندهم خرافات وعندهم غلط، عندهم نقص في العلم، لكن إذا كان جماعة تبليغ غيرهم أهل بصيرة وأهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله. أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير وتعليمهم حتى يتركوا المذهب الباطل، ويعتنقوا مذهب أهل السنة والجماعة)).أهـ
[فُرِّغت من شريط بعنوان (فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على جماعة التبليغ) وقد صدرت هذه الفتوى في الطائف قبل حوالي سنتين من وفاة الشيخ وفيها دحض لتلبيسات جماعة التبليغ بكلام قديم صدر من الشيخ قبل أن يظهر له حقيقة حالهم ومنهجهم].
وفي كلام العلامة ابن عثيمين ما يدينهم أيضا، انظر إلى قوله الآتي:
" ملاحظة: إذا كان الاختلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح وما كان على خلاف مذهب السلف فإنّه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب "
[انظر فتاوى ابن عثيمين (2/ 939 - 944)، كما في الأوراق التي ينشرها جماعة التبليغ الآن].
"ولا شك أن الاختلاف بين السلفيين أهل السنّة والتوحيد وبين جماعة التبليغ اختلاف شديد وعميق في العقيدة والمنهج.
فهم ماتريدية معطّلة لصفات الله، وصوفية في العبادة والسلوك يبايعون على أربع طرق صوفية مغرقة في الضلال ومن ذلك أن هذه الطرق تقوم على الحلول ووحدة الوجود والشرك بالقبور وغير ذلك من الضلالات.
وهذا قطعاً لا يعرفه عنهم العلامة ابن عثيمين ولو عرف ذلك عنهم لأدانهم بالضلال ولحذر منهم أشد التحذير، ولسلك معهم المسلك السلفي كما فعل شيخاه الإمام محمد بن إبراهيم والإمام ابن باز.
وكما فعل الشيخ الألباني والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ الفوزان والشيخ حمود التويجري والشيخ تقي الدين الهلالي والشيخ سعد الحصين والشيخ سيف الرحمن والشيخ محمد أسلم ولهؤلاء مؤلفات عظيمة تبين ضلال جماعة التبليغ وخطورة ما هم عليه من العقائد والمنهج الضال فليرجع طالب الحق".
وأورد فتوى للشيخ محمد بن إبراهيم للفائدة, قال رحمه الله:
"من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد تلقيت خطاب سموكم (رقم36/ 4/5 - د في 21/ 1/1382هـ) وما برفقه، وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبد الحامد القادري وشاه أحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود أحمد دهلوي حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم التي سموها ((كلية الدعوة والتبليغ الإسلاميّة))، وكذلك الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم وأعرض لسموكم أن هذه الجمعية لا خير فيها؛ فإنها جمعية بدعة وضلالة، وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم؛ وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك، الأمر الذي لا يسعُ السكوت عنه، ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها، ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته والسلام عليكم ورحمة الله))
[ص- م - 405 في 29/ 1/1382هـ].
[راجع كتاب القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري (ص:289)]
وقال الأخ مبروك-س -حفظه الله-: اخي الغيور ابن سراج ايسرك ان يوجد في صحيفتك نصيحة لداعية عليه بعض الملاحظات ام تحذير منه ومن خيره كله فان كل من نشرت عنه شيئ فهو حجيجك عند الله
أقول: والله لا يسرني أن ألقى الله عز وجل يوم القيامة وأنا قد تعلمت علما, أو علمت سنة فلم أنشر ما تعلمته من سنة أو أحذر مما يشوبها ولو بالمشاركة والنشر, فكل بقدر ما يستطيع.
قال أحد الجهال:
ولابن معين في الرجال مقالة ... سيسأل عنها والمليك شهيد
فإن تك حقا فهى في الأصل غيبة ... وإن تك زورا فالعقاب شديد
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال ابن معين -رحمه الله-: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلَيَّ من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لِمَ لم تذب عن سنتي؟! ".
وقال الأخ الأمل الراحل -وفقه الله وسدده- يا ثقل دمكم يا الـ الجامية، الله يشغلكم في أنفسكم ويرد كيدكم في نحوركم،، آمين.
أقول: أصبحت الجامية كالمشجب, كل من تكلم في البدع وأهلها علق عليه.
من هم الجامية؟
إن كانوا ممن يقولون بأن الله في كل مكان, ويؤولون الصفات, أو عندهم بدع قولية أو عملية, أو يبايعون على طريقة صوفية, أو أنهم ديوبندية, فأسأل الله أن يشغلهم في أنفسهم ويرد كيدهم في نحورهم وأكثر من ذلك.
وإن كانوا من أهل السنة وعلى طريقة السلف, ويحاربون البدع, فأسأل الله أن ينصرهم ويخزي أعدائهم.
وقال الأخ إمام الأندلس -حفظه الله-: صراحة استفدت كثيرا منهم .. أسأل الله أن يجزيهم عن الاسلام خير الجزاء .. ويوفقهم لتصحيح اخطائهم ...
قريبا سأخرج معهم بإذن الله في سبيل الله. في اقرب فرصة بإذن الله تعالى .. فادعوا لي بالتوفيق ..
أقول: الفائدة منهم ليست ميزانا لمعرفت الحق, فالفائدة مرجوة منهم ومن غيرهم, فكم استفدنا من كتب الفقه والحديث والأصول, وكم منهم من الأشاعرة ومن الصوفية, أليس الأشاعرة والصوفية من أهل البدع؟!!
فهل هذا يعني أننا نصحح مذهبهم ونماشيهم ونخرج معهم؟!!
ونحن نسأل الله لهم الهداية وأن يوفقهم لتصحيح أخطائهم.
ولكن هذا لا يعني أن لا يحذر منهم ما داموا على بدعهم.
قال الفضيل بن عياض: "أدركت خيار الناس, كلهم أصحاب سنة, وينهون عن أصحاب البدع".
أما خروجك معهم, فإن علمت ماهم عليه من بدعة, وعلمت أقوال العلماء فيهم وفي التحذير منهم, فهذا أمر راجع إليك ولا أحد يستطيع إجبارك على شيء.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الأرواح جنود مجندة, فما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف". متفق عليه
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إنما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله". الإبانة لابن بطة
ونصيحتي لك أخي الحبيب أن تبحث الموضوع.
وقال الأخ خلوصي -وفقه الله-: إخوتي و سادتي الكرام:
من أراد الاستبراء لدينه فليتثبت.! ..... و خاصة فيمن و فيما كثر اللغط حوله ..... ؟
لا للقطن يضعه أحدنا في أذنه ... !
لا للعصابة يشدها على عينيه .. !
أقول: والله صدقت في هذا التوجيه, لكن كيف نوجه هذا التوجيه؟؟
فقال بعد ذلك: عندما اقتربت من جماعة التبليغ ذات يوم اكتشفت العجب العجاب!!؟؟ ......... اكتشفت مدى حاجة علماء الأمة للتعلم منهم .... لا مدى ضرورة بعد الجاهل عنهم .. !!؟؟
أقول: سبحان الله!! من محتاج لمن؟؟!!
جماعة تُدرس كتاب تبليغي نصاب المليء بالخرافات والأحاديث الضعيفة!!
جماعة تعتقد أن التصوف هو أقرب الطرق لاسشعار حلاوة الإيمان في القلب!!
جماعة تبايع على أربع طرق صوفية, الجشتية والقادرية والنقشبندية والسهروردية!!
يقول خليل أحمد السهارنفوري - وهو من كبار التبليغيين- في كتابه (المهند على المفند) وهو كتاب ألفه رادا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب-طيب الله ثراه-:
"ليعلم أولا أنا بحمد الله ومشايخنا -رضوان الله عليهم- وجميع طائفتنا وجماعتنا مقلدون لقدوة الأنام, وذروة الإسلام الإمام الهمام أبي حنيفة النعمان -رضي الله عنه- في الفروع ومتبعون للإمام الهمام أبي منصور الماتريدي -رضي الله عنهما- في الإعتقاد والأصول, ومنتسبون إلى طرق الصوفية إلى الطريقة العلية المنسوبة إلى السادة النقشبندية, والطريقة الزكية المنسوبةإلى السادة الجشتية, وإلى الطريقة البهية المنسوبة إلى السادة القادرية, وإلى الطريقة المنسوبة إلى السادة السهروردية -رضي الله عنهم أجمعين-" انتهى كلامه.
فهل الجهال يحتاجون مثل هؤلاء القوم؟؟!! فضلا عن العقلاء, وفضلا عن العلماء!!
أسأل الله أن يوفقني وإياك للحق والصواب.
ومما قال الأخ خلوصي: يا إخوتي اسألوا من كان معارضا ... ثم صار يجلس عند أقدامهم يمسح عنها التراب .. !!!! ماذا وجد؟؟؟
أنا أقول لك: فإن عمي شقيق أبي خرج معهم قرابة السنة, وكنت أناصحه فلم ينتصح.
فسألته بعد مرور السنة: يا عمِّي أين الله؟؟ فوالله لقد ذهلت من جوابه, قال: الله في كل مكان.
فقلت له: الله في السماء, فقال في السماء وفي الأرض وفي كل مكان!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فناقشته, فأبى إلا أن يقول بمقولته محتجا بمشائخ التبليغ وأنهم علماء وأن علمائنا في السعودية يكرهونهم وووو .... إلخ. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأحد جيراني يذهب مع التبليغيين ليبلغ كما يقول, وهو لا يحفظ الأصول الثلاثة, وإن سئل لما أجاب, وزوجته والله تشتكي عند والدتي لفقرهم وعدم من يعولها وأطفالها, وانشغال زوجها بالتبليغ كما يقول.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول" رواه الحاكم في المستدرك.
يا أخي لا تجعل السنة أهون ما عندك, وتجعل الميزان هو ترقيق القلوب وحب الخير, فإن من أصول الصوفية العاطفة.
وكون جماعة ترقق القلوب وتدعوا للخير وتكثر من الذكر, هذه كلها ليست ميزانا للتفريق بين أهل السنة وأهل البدعة.
فالصوفية غير الغلاة مثلا من أشد الناس حرصا على الأذكار, وحب النبي صلى الله عليه وسلم-كما يزعمون- ويدعون إلى الخير وينهون عن الشر, فهل هم على حق؟ وهل نعرف الحق بذلك؟؟
أم نعرف الحق بالسنة؟؟
قال النبي عليه الصلاة والسلام: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة, وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة, وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة, كلها في النار إلا واحدة", قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "الجماعة" وفي رواية: "ما أنا عليه وأصحابي". صححه الألباني
فهذا هو ميزان الحق, فبين صلى الله عليه وسلم أن هذه الفرقة الواحدة تعرفها باتباعها لسنته عليه الصلاة والسلام, وأن كل من عداها وخالفها فهي من الثلاث والسبعين فرقة الهالكة.
وفي الحديث بيان أن الفرقة الناجية والتي هي على الحق والسنة واحدة فقط.
وقال الأخ عبدالرحمن النافع -هداه الله- الفراغ و الحسد يسوي أكثر ...
أقول: مما سبق يتبين لك إن شاء الله إن كان حسدا أو لا.
وأما فراغ ...
فهناك من هو أشد فراغا مني وممن يردون ويحذرون, كالسلف رحمهم الله!!
فإن كان هذا فراغا فحبذا, لاسيما على طريقة السلف!!
وفقني الله وإياك لكل ما يحبه ويرضاه.
وقال الأخ ضيف الله الشمراني -وفقه الله-:
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في كتاب العلم صـ102:
(وما أشد تأثير جماعة الدعوة الذين يسمون أنفسهم أهل الدعوة والتبليغ. ما أشد تأثيرهم على الناس، وكم من فاسق اهتدى فأطاع، وكم من كافر اهتدى فأسلم على أيديهم؛ لأنهم وسعوا الناس بحسن الأخلاق، فلذلك نحن نسأل الله أن يجعل إخواننا الذين أعطاهم العلم أن يطعمهم من اخلاق هؤلاء حتى ينفعوا الناس أكثر، وإن كان يؤخذ على جماعة الدعوة والتبليغ ما يؤخذ، لكنهم في حسن الخلق والتأثير بسبب أخلاقهم لا أحد ينكر فضلهم، وقد رأيت كتابا للشيخ عبد العزيز بن باز ـ حفظه الله ـ وجهه إلى شخص كتب إليه ينتقد هؤلاء الجماعة، فقال في جملة رده:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا).
أقول: قد تقدم الكلام على موقف الشيخ ابن باز -رحمه الله-, وكذلك الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- وقد قال:
" ملاحظة: إذا كان الاختلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح وما كان على خلاف مذهب السلف فإنّه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب "
[انظر فتاوى ابن عثيمين (2/ 939 - 944)، كما في الأوراق التي ينشرها جماعة التبليغ الآن].
والشيخ ابن عثيمين لم يكن يعلم عن هذه الجماعة كثيرا في بداية الأمر, فأنت إما أن تقول كان يعرف عقيدتهم وأثنى عليهم, فحينئذ أنت تتهم الشيخ بالغش وعدم النصح للناس, أو إنك تقول لم يكن يعرف وتسلم, ولأنه هو الواقع.
فانظر موقف الشيخ ابن باز منهم في بداية الأمر, وموقفه منهم بعد ما عرف عقيدتهم.
والشيخ ابن عثيمين موقفه معروف ولله الحمد من التبليغ في آخر حياته وبعد ماعرف, وقد أخبرني الشيخ عمر الحركان أحد تلامذة الشيخ بأن الشيخ كان يبدعهم ويحذر منهم, وكذلك قال الشيخ عبدالله بن زيد المسلم والشيخ عصام السناني وهم من تلامذته -رحمه الله-
وقال الأخ رمضان عوف -وفقه الله-:
.... وكم ابتليت أمتنا من بهاليل ادعوا المعرفة وهم عنها أبعد مايكون،وادعوا أنهم طلبة علم ولكنهم هيهات
أقول: بعد كل ما سبق, يتضح لنا بمن ابتليت الأمة؟!
أمن المحذِّر أم المحذَّر منه؟!
محذِّر يقول عليكم بالسنة واحذروا البدعة وأهلها!!
ومحذَّر منه يدعو إلى البدعة ويخالف السنة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
بمن ابتليت الأمة؟
ومن هم البهاليل الذين ادعوا المعرفة وهم عنها أبعد مايكون, وادعوا أنهم طلبة علم؟!! وهذا بسبب أنهم ردوا على جماعة التبليغ وحذروا منهم!!
كان عليك أن تنتبه لما يخرج من رأسك, وتتأدب حتى لا تؤآخذ, فموضوعي لم أكتب فيه شيء سوى عناوين المواد الصوتية, والحث على نشرها.
ولو علمتَ من أصبت بكلامك لما قلت ما قلت, وأنا أحسن الظن بك إن شاء الله.
فالعلماء الذين حذروا منهم هم الفوزان والراجحي والغديان والألباني -حفظ الله أحيائهم ورحم أمواتهم-, فانظر من أصبت.
وعلى فرض أنهم أخطئوا, فالصواب مناقشت الأقوال, لا الرد بهذه الأساليب, التي هي في الحقيقة عجز, والغضب على العجز, ثم الرمي بالتُهَم والتصغير من شأنهم بلا مناقشة ولا دليل ولا برهان.
قال الأخ التبريزي -وفقه الله للخير-:
جماعة التبليغ عندها بدع، وكل جماعة فيها وفيها!!
وفي الأزمات تطفو على السطح غرائب وعجائب لم تكن في الحسبان، فيظهر الدَّخن عند كل جماعة!!
أقول: الحمد لله أنك اعترفت بذلك في البداية, حتى أحتج بقولك في النهاية.
ثم قال: جماعة التبليغ ميزتها انها تحرك العامة وتنتزعهم من براثن الدنيا والفساد بأسلوبهم وتأثيرهم البسيط المتميز ...
أقول: وهل انعدمت هذه المميزات -كما تقول- من أهل السنة؟؟
فإن كانت موجودة عند أهل السنة فلا حاجة لأن نلبس على الناس والجهال بهذه العبارات!!
قال: وما أجمل لو قام بعض من ينتقدهم بعمليات احتواء اصلاحية بدلا من عمليات الإقصاء والتشهير ...
أقول: أما اهل السنة فهم أنصح الناس ولله الحمد للخلق, فهم يحذرون الناس من المعاصي ومن البدع.
أما قولك: بدلا من عمليات الإقصاء والتشهير.
أقول: قد ذكرت شيئا من مناقبهم دون أن تشعر.
فمن أمثلة الإقصاء والتشهير لأهل البدع, أو سمها كيفما شئت:
قال أبو إدريس الخولاني: "ألا إن أبا جميلة لا يؤمن بالقدر فلا تجالسوه".
وقال إسماعيل ابن علية:قال لي سعيد بن جبير غير سائله ولا ذاكرا ذا كله: لا تجالسوا طلقا, يعني: لأنه مرجئ". الإبانة
وقال عاصم الأحول: "جلست إلى قتادة, فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه, فقلت: لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض, فقال: يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع فينبغي أن يُذكر حتى يُحذر". ميزان الإعتدال.
قال الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-:
"وأهل السنة والحديث في كل مكان وزمان هم محنة أهل الأرض, يمتاز أهل السنة بمحبتهم والثناء عليهم , ويُعرف أهل البدع بعيبهم وشنايتهم" اهـ الدرر السنية الطبعة الجديدة.
وقال: بالمناسبة:
حضرت قبل سنين درسا أسبوعيا في أصول الفقه للشيخ بن غديان، وكان يشرح قاعدة:
"المشقة تجلب التيسير"، ثم تطرق إلى جماعة التبليغ أثناء الشرح فقال:
"سبحان الله لا يتبع هؤلاء إلا السذج من الناس!! "
فقام كثير من طلبته بالإعتراض عليه وأخبروه أنهم تبليغيون!!
وبدأوا يشرحون له بعض المفاهيم الخطأ عنهم!!
فتفاجأ الشيخ وسكت مستغربا!!
أبعض طلابه من جماعة التبليغ ويحضرون دروس أصول الفقه الأسبوعية؟
فكيف يكونون ساذجين؟
أقول: أبشرك إلى الآن الشيخ الغديان حفظه الله يبدعهم ويحذر منهم, والشيخ حفظه الله حي يرزق والحمد لله, فمن أراد التثبت فليذهب إليه ويسأله.
وموقف الشيخ منهم معروف ومشتهر ولله الحمد, وكونه سكت مستغربا, فليس فيه شيء يدل على التوقف فيهم.
أما التساؤل الذي أورتدته فلا شيء يثبت انه كان يتسائل بذلك, علما بأنه حديث نفس, والشيخ سكت مستغربا, فمن أين لك هذا التساؤل؟؟!!!
وفتوى الشيخ ابن باز الأولى كيف كانت؟ ألم يثني عليهم؟ ولكن هل صدقوا معه لما وصفوا الجماعة؟ فكانت النتيجة الثناء عليهم حسب ما سمع منهم.
فلما عرف منهجهم وأصولهم ودعوتهم ولما سئل عن كونهم من الثنتين والسبعين فرقة فبماذا أجاب؟
"نعم، من ضمن الثنتين والسبعين .... "
وهنا أذكرك بما بدأت به بقولك: جماعة التبليغ عندها بدع، وكل جماعة فيها وفيها!!
وفي الأزمات تطفو على السطح غرائب وعجائب لم تكن في الحسبان، فيظهر الدَّخن عند كل جماعة!!
فأنت تعترف بأنهم عندهم بدع, ثم تأي وتورد كلاما يناقض ما بدأت به وأقررت!!
وعند ذكرك ما فعله الطلاب من كونهم بدأوا يشرحون له بعض المفاهيم الخطأ عنهم!!
كان ينبغي عليك أن تذكر أنهم عندهم بدعة .. فبالتالي هم لبسوا على الشيخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنه يستحيل أن تقر بأنه عندهم بدعة, ثم تورد كلاما يقتضي بأنه ثمت مفاهيم خاطئة عنهم!!
هذا تناقض عجيب!!!
فما أجمل العدل والإنصاف!!!
ثم الأخ خلوصي -وفقه الله- في مشاركته الإخيرة أقول له:
إذا كانت هذه مفاجئة, فنعم هي كذلك, لكن علينا أن نحمد الله عز وجل بعد العلم والمعرفة.
والمعاناة التي ذكرتها, فليس هناك سني على وجه الإرض إلا وهو يعاني تلك المعاناة, وزيادة على ذلك معاناتهم في نشر السنة والتوحيد وقمع البدعة والشرك, بالله عليك كم يعانون؟؟
وهم يرون أهل البدع يصولون ويجولون, والقبور منتشرة في كل الأرجاء, والديَّان جل جلاله يشرك به, والكثير لا هم لهم بالتوحيد, هذه والله المعاناة.
المعاناة ليست مقتصرة على قمع المعاصي فقط, بل قبل ذلك والأهم وهو التوحيد والسنة.
هذه هي المعاناة الحقيقة يا أخي الكريم.
جميع طوائف الإسلام يعانون من المعاصي, ولكن من منهم يعاني من الشرك والبدع؟؟؟
أسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه.
وأختم بنبذة عن هذه الجماعة:
جماعة التبليغ والدعوة
المؤسس محمد إلياس الكاندهلوي, أتم تعليمه في مدرسة ديوبند, مذهبه في الإعتقاد أشعري ماتريدي صوفي.
والطرق التي عندهم أربع طرق وهي:
1 ـ الطريقة النقشبندية.
2 ـ الطريقة السهروردية.
3 ـ الطريقة القادرية.
4 ـ الطريقة الجشتية.
وقد أخذ الشيخ محمد إلياس المذكور البيعة الصوفية على يد الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، ثم جددها بعد موت الشيخ رشيد على يد الشيخ أحمد السهارنفوري الذي أجازه في المبايعة على النهج الصوفي المعروف، وكان يجلس في الخلوة عند قبر الشيخ نور محمد البدايوني، وفي المراقبة الجشتية كان يجلس عند قبر عبدالقدوس الكنكوهي (1) الذي كانت تسيطر عليه فكرة وحدة الوجود (2) أقام ودرس ودرَّس ومات في دلهي سنة 1363هـ. اهـ من كتاب حقيقة الدعوة إلى الله للشيخ سعد بن عبدالرحمن الحصين بتصرف.
منهج دعوة التبليغ
قال الشيخ سعد الحصين: لا يعرف عن الجماعة إصدار وثيقة واحدة عن منهجها فهي لا تستخدم نظم الإدارة الحديثة في تسيير شئونها، إنما يتم التخطيط والتنفيذ بالطريقة البسيطة الأولى دون حاجة إلى الثقافة العالمية المستوردة.
ولا يظهر من منهجها للمشارك العادي في نشاطها إلا قراءة السور العشر الأخيرة من القرآن مع فاتحة الكتاب والقراءة في كتاب ((رياض الصالحين)) للنووي وكتاب ((حياة الصحابة)) للكاندهلوي قصص عن الصحابة لا يثبت أكثرها وهما للعرب خاصة، وكتاب ((تبليغي نصاب)) لمحمد زكريا وهو لغير العرب وهو فضائل الأعمال ويقوم على القصة والحديث الضعيف والموضوع والخرافة والبدعة غالباً ولا يخلو من الشرك وسأعرض أمثلة قليلة إن شاء الله يضاف إلى ذلك أصول الجماعة الستة وتغلب عليها في الأعوام الأخيرة تسميتها بالصفات الست المختارة من صفات الصحابة، ويبدوا أن قيادة الجماعة لجأت إلى هذا التغيير للتخلص من اتهامها باستبدال أصولها الستة عن أركان الإسلام الخمسة.
والأصول الستة أو الصفات الست كما ترد في خروجهم هي:
1 ـ تحقيق الكلمة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
2 ـ الصلاة ذات الخشوع والخضوع.
3 ـ العلم بالفضائل لا المسائل مع الذكر.
4 ـ إكرام المسلم.
5 ـ تصحيح النية.
6 ـ الدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله ـ على منهج التبليغ.
ولكل من هذه الأصول أو الصفات مقصد وفضيلة وطريقة حصول محدد.
فمقصد لا إله إلا الله ـ على سبيل المثال ـ إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء، وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله، وأنه لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا مدبر إلا الله.
وفضيلتها قول رسول الله (ص) من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة، وطريقة الحصول عليها ترديدها. (3).
وملاحظاتي على هذا المقطع وعلى قوله: "فمقصد لا إله إلا الله إخراج اليقين الفاسد على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله. أنه كلام خطير يقرر فيه قائله وحدة الوجود، ولكن في قالب وعبارة لا تنكر عليه، فاليقين الفاسد عند أصحاب وحدة الوجود هو التوحيد الذي جاءت به الرسل واعتقاد أن كل مافي هذا الكون هو خلق لله، وأن الله مستَوٍ على عرشه بائن من خلقه وعلمه بكل مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا يقول بعضهم وهو عبدالسلام بن بشيش: "وزج بي في بحار الأحدية وانشلني من أوحال التوحيد، وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس إلا بها "
فهم يعتقدون أن التوحيد أوحالاً (4) ويعتبرون وحدة الوجود هي اليقين الصحيح وأن تتيقن أن كل ما تشاهده هو الله جل الله عما يقولون، ولكنهم يتسترون على ذلك ويأتون بعبارات محتملة حتى لا يحكم عليهم بالردة فيقتلون ويذهب القبول لهم عند العامة والتصريحات في كتبهم كثيرة، لكنهم لا يبوحون بها إلا على أمثالهم، فإذا مات القائل نشروا مقولاته، فإذا قال أحدهم: لا إله إلا الله فإنه يعتقد في هذه الكلمة أنه لا موجود إلا الله، بمعنى أن كل الموجودات هي الله، وإن كنت في شك مما قررته عنهم فإليك هذا الذكر وهو من أذكار النقشبندية. قال في ((الكشف عن الصوفية)): ((ومن أذكار النقشبندية ذكر النفي والإثبات لا إله إلا الله جاء في آدابه.
ضارباً بلفظ الجلالة إلى القلب منفذاً إلى قعره بقوة يتأثر بحرارتها جميع البدن، مع ملاحظة معنى هذه الجملة، وهو أنه لا مقصود إلا ذات الله تعالى وينفي بشق النفي (لا إله) جميع المحدثات الإلهية وينظرها بنظر الفناء، ويثبت بشق الإثبات (إلا الله) ذات الحق تعالى وينظره بنظر البقاء.
ومعنى نظر الفناء عندهم أن ينظر إلى المخلوقات مع تعددها وتعدد أسمائها وصفاتها أنها شئ واحد هو الله ـ جل الله عما يقولون وتعالى علواً كبيراًـ.
وقال في المرجع السابق: ((ومن أورادهم ـ أي الشاذلية ـ مناجاة ابن عطاء الله وتقرأ في السحر.
إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك، وكلما أيأستني أوصافي أطمعتني منتك، وترددي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك))
تأمل في العبارات الآتية: ((أيكون لغيرك من الظهور ماليس لك حتى يكون هوالمظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك، حققني بحقائق أهل القرب واسلك بي مسالك أهل الجذب، أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك، أنت الذي أزلت الأغيار من أسرار أحبائك)) اهـ.
أهم الماحظات
1 - أن مؤسس جماعة التبليغ نشأ على الصوفية وأخذ فيها بيعتين وعاش عليها إلى أن مات لذلك فهو صوفي عريق في الصوفية.
2 - أنه كان يرابط عند القبور ينتظر الكشف والفيوضات الروحية من أصحابها.
3 - أنه كان يرابط في المراقبة الجشتية عند قبر عبدالقدوس الكنكوهي الذي كان يؤمن بفكرة وحدة الوجود.
4 - المراقبة الجشتية أن يجلس عند القبر نصف ساعة من كل أسبوع بتغطية الرأس والذكر بهذه العبارة: الله حاضري، الله ناظري، وهذا العمل إن كان لله فهو بدعة وإن كان الخضوع لصاحب القبر فهو شرك بالله والأخير هو الظاهر لأنه لو كان هذا الخضوع لله لعمله في المسجد ولم يجلس عند القبر، فلما جلس عند القبر بهذا الخضوع كان ذلك دليلاً على أنه قصد بهذا الخضوع صاحب القبر.
5 - أن مؤسس هذه الجماعة وأتباعه في السلوك صوفية يعملون على أربع طرق هي الجشتية والنقشبندية والسهروردية والقادرية. كما ثبت من قول أحد شيوخهم في الرد على الأخ خلوصي.
6 - أن جلوس مؤسس هذه الجماعة عند قبر من يؤمن بوحدة الوجود يدل على أنه يؤمن بها ولو لم يكن يؤمن بها ماجلس عند قبر من يؤمن بها على تلك الهيئة وذلك الخضوع عفانا الله مما ابتلاهم.
7 - أن مؤسس هذه الجماعة صوفي قبوري خرافي.
8 - أن التبليغيين يتعبدون بالذكر المبتدع على طريقة الصوفية وهو تفريق كلمة التوحيد لا إله إلا الله.
9 - أنهم أو بعضهم يجعلون وردهم حرز الجوشن وفيه بدع وشركيات كثيرة.
10 - أن عباراتهم تدور حول توحيد الربوبية وهذا التوحيد لا يدخل أحداً في الإسلام كما لم يدخل مشركي العرب فيه.
11 - أنهم لا يصرحون بوجوب الكفر بالطاغوت ولا يرضون لأحد أن يتكلم عن الكفر بالطاغوت ويغضبون غضباَ شديداً إن تكلم أحد عن ذلك بل ويطردونه من بينهم.
12 - أن المؤسس لهذه الجماعة قد نصب نفسه مشرعاً، فشرع لأتباعه هذه الأركان الستة أو الصفات الست، وشرع لهم الخروج ثلاثة أيام أو عشرة أيام أو أربعين يوماً أو أربعة أشهر ... الخ. وهذا يعد تشريعاً لأتباعه وإذا وقف أتباعه على ما رسمه لهم ولم يتجاوزوه فقد جعلوه مشرعاً لهم حيث مشوا على الخطة التي رسمها لهم مما سبق ومن غيره كعدم التصريح بالكفر بالطاغوت وعدم التصريح بإنكار المنكر إلى غير ذلك.
انتهى ملخصا من كتاب المورد العذب الزلال.
وفي الختام أقول اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وانصح إخواني بقراءة الكتب التي تبين منهجهم وعقيدتهم.
ـــــــــــــــــــ
(1) جماعة التبليغ لميان محمد أسلم 0ص 12 ـ 13) بواسطة كتاب حقيقة الدعوة إلى الله للشيخ سعد الحصين.
(2) الإمام السرهندي حياته وأعماله: أبو الحسن الندوي (ص118) بواسطة المصدر السابق
(3) من كتاب ((حقيقة الدعوة إلى الله)) للحصين
(4) انظر كتاب ((الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ)) لمحمود عبدالرؤوف القاسم (ص 248).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف العوني]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 02:33]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في كتاب العلم صـ102:
(وما أشد تأثير جماعة الدعوة الذين يسمون أنفسهم أهل الدعوة والتبليغ. ما أشد تأثيرهم على الناس، وكم من فاسق اهتدى فأطاع، وكم من كافر اهتدى فأسلم على أيديهم؛ لأنهم وسعوا الناس بحسن الأخلاق، فلذلك نحن نسأل الله أن يجعل إخواننا الذين أعطاهم العلم أن يطعمهم من اخلاق هؤلاء حتى ينفعوا الناس أكثر، وإن كان يؤخذ على جماعة الدعوة والتبليغ ما يؤخذ، لكنهم في حسن الخلق والتأثير بسبب أخلاقهم لا أحد ينكر فضلهم، وقد رأيت كتابا للشيخ عبد العزيز بن باز ـ حفظه الله ـ وجهه إلى شخص كتب إليه ينتقد هؤلاء الجماعة، فقال في جملة رده:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا).
جزاكَ اللهُ خيراً، نقلٌ موفق
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 03:04]ـ
بارك الله فيك أخي الليث وجزاك خير الجزاء .....
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 03:49]ـ
بارك الله فيك أخي الليث وأسأل الله أن يجعل لك من سميك أوفر نصيب.
وأما الإخوة المدافعون عن جماعة التبليغ الصوفية فيكفيهم كتاب العلامة المجاهد الناقد البصير حمود التويجري (القول البليغ .........
ويكفي أن مؤسسها صوفي أشعري وهذا كافي لإسقاطها.
ثم يا أهل التوحيد أتستبدلون دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب بدعوة صوفية قبورية؟
إن كان فأحسن الله عزاءكم في التوحيد
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 07:32]ـ
وفيكم بارك الله إخواني أبو عبد الرحمن القطري وأبو الحسن الأزهري
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 10:46]ـ
جزاك الله خيرا ونسأل الله أن يهدي إخوننا ويردهم إليه ردا جميلا
منهج السلف في الدعوة إلى الله
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/Dawah/Dawah.html
منهج السلف في النقد والتحذير
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/naqd/manhajanqd.html
حكم الانتماء إلى الجماعات
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/hezbeh/hezbeh.html
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 10:58]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم / الليث.
وأقول - عن خبرةٍ بهذه الجماعة؛ لأنِّي خرجتُ معهم، وجلستُ معهم كثيرًا -:
إنَّ هذه الجماعة عندها من البِدَع ما لا يُحصَى، وما ذكره أخونا الليث عن مؤسِّسها وغير ذلك يكفي، ولكنِّي أزيدُ فأقول:
1 - هذه الجماعة لا تُفرِّق بين توحيد الأولهية والربوبية؛ بل إني رأيتُ أحدَ من يُلقي هذا البيان عندهم - وكان في صلاة الفجر -، ظلَّ يتكلَّم عن توحيد الربوبية: أن الله خلقنا، ورزقنا، وكذا. . من أفراد الربوبية، ثم قال: هذا هو أهم ما يجب علينا أن ندعوا الناس إليه!!
وهل هذا يحتاج إلى دعوة؟ وقد كان يعرفه أرباب الكفر قديمًا؛ مثل: أبي جهل، وغيره، كانوا يعرفون أنَّ الخالق الرازق المالك المُدبِّر. . هو الله جل وعلا.
2 - ليس عندهم علمٌ، ومن جرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي، فقد جالَستُهم، وجدتُّهم يأخذون بالأحاديث الضعيف والموضوعة لا يُبالون إن كانت في أحكام، أو فضائل أعمال، أو غير ذلك.
وكثيرٌ منهم لا يعرفون كيفية الوضوء، ولا الصلاة؛ بل التوحيد الذي هو أوجب واجب لا يعرفونه.
3 - عندهم تساهلٌ عجيبٌ؛ حيث يأتون بشاربي الدخان، والمُخدِّرات، ويُدخِلونهم المسجد. . وهذا طيب، أن نرى هؤلاء الشباب يهتدون، ويدخلون المسجد، ولكن أن نجعلهم يتحدَّثون بالدين وهم حديثو عهدٍ باستقامة، فلا!
مع تساهلهم مع هؤلاء في أن يخرجوا من المسجد بجانبه، يشربون دخانهم ومخدراتهم.
وإدخالهم الجرائد والمجلات في المسجد.
4 - اعتمادهم على كتابَي: رياض الصالحين، وحياة الصحابة، مع عدم تفريقهم بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة، وكتاب حياة الصحابة معلومٌ كثرة الأحاديث التي لا تثبُت.
5 - صلاتُهم في المساجد التي بها قبور، وعدم مُبالاتهم بمن ينصحهم في ذلك.
6 - كثرة استهزائهم واستخفافهم بالعلماء، واتهامهم لهم بعدم الدعوة إلى الله!
7 - عندهم: الولاء لمن هو في ماعتهم، والبراءة من كل من خرج من الجماعة؛ بل - والله - إن كثيرًا منهم - من كبارهم - يعتقدون أن من هو خارجٌ من الجماعة فليس مسلمًا!!
فأميرهم (!) الذي كان أميرًا لي في الجماعة التي كنتُ فيها، رأى أحد الإخوة - وهو السبب الرئيسي في بُعْدي عن تلك الجماعة، جزاه الله خيرًا -، فقال له: أخي! اتق الله؛ والله أخشى أن تموت على هذه الحال - يعني: تركه الخروج مع الجماعة -!!
وما شهدنا إلا بما علِمنا، وما كنا للغيب حافظين.
وهناك الكثير والكثير من بدعهم وخرافاتهم، ولكن لا يحضُرني إلا ما ذكرتُ، وفيما ذكر الأخ الكريم / الليث كفاية لمن كان له قلبٌ، أو ألقى السمع وهو شهيد!
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 12:11]ـ
جزاك الله خيرا أخي رمضان أبو مالك
وأنا أتحدى لو أن أحدا جلس في مجلس يجمع أمرائهم من شتى البلدان أن يتفوه بشيء من التوحيد أو يستطيع أن يقرأ عليهم كتاب التوحيد أو كشف الشبهات أو غيرها من كتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب.
لو أنهم يدعون أهل القبور للتوحيد ويحاربون الشرك والبدع, والله لخرجنا معهم أفواجا.
يا أخي عندنا في الحي الكثير منهم, ونعرفهم والله ونعرف عقيدتهم, ومن شتى الأجناس.
والعجيب أن بعض ممن يلتحق بهم من السعوديين تبدأ تسمع منه, الوهابية كذا والوهابية فعلوا .... الخ
فيا أهل التوحيد ....
أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟؟!!!!
أخشى والله أن تضرب عليكم الذلة والمسكنة!!!
فشتان بين الثرى والثريا
وشتان بين دعوة مؤسسها محمد بن عبدالله (ص) النبي الكريم.
ودعوة مؤسسها محمد إلياس القبوري اللأيم.
وشتان بين دعوة أفرادها السلف المهتدين.
ودعوة أفرداها الخلف الضالين.
ووالله إني لأخشى أن نكون كمن قال الله فيهم:
{أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}
وبالله التوفيق
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 01:22]ـ
اكتشفت مدى حاجة علماء الأمة للتعلم منهم .... لا مدى ضرورة بعد الجاهل عنهم .. !!؟؟
......
أي حاجتهم لتربية القلب على حقيقة التوحيد ... لا تعلم " علمه " الاصطلاحي .. و إتقان لفظه و رسمه ... مما لم يكن في الصحابة!؟ ..
أي تربيتهم أنه مثلا: لا يضر و لا ينفع إلا الله ... حقيقة قلبية راسخة .. !؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 01:24]ـ
و من هاله الوصف ... فليس له إلا التجربة!
......
إخوتي الكرام .. فلنجرب!!؟
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 02:19]ـ
وأنا أقول قد جربت فما علمت عن جماعة التبليغ المصرية إلا القبورية والأشعرية وانظر بيانات مشايخهم فلا تجد إلا القبورية والأشعرية.
هذا في مصر وأما في بلاد التوحيد فقد جمعني بالتبلغيين أكثر من مجلس وتكلمت مع أحد مشايخهم وهو كما قيل لي دكتور في الجامعة الإسلامية ودار بيننا حوارخلاصته:
أنهم رغبوا مني أن أخرج معهم فقلت لهم نعم جئت من بلدي للخروج ففرحوا لكن قلت خروج آخر فقالوا وما هو؟
قلت أخرج لطلب العلم فتغيرت وجوههم فقالوا لمن تحضر من المشايخ؟
قلت للشيخ المجاهد الصابر صالح الفوزان وما جئت من مصر إلا له فتغيرت وجوههم أكثر وذلك لأن الشيخ الفوزان حرب عليهم وعلى غيرهم
لاحظت فيهم عدة الأمور:
1 - عدم الاعتناء بالتوحيد وعدم التكلم فيه ولو بالتلميح
2 - ارتباطهم بالتبلغيين من العجم وحضور المؤتمر لجماعة التبليغ
3 - ذهابهم لمراكز التبليغ في دول الخليج مثل قطروالبحرين ................ والتي يديرها التبليغيون الأعاجم
4 - يكثر في حديثهم ترداد كلمة الأحباب.
5 - الذي يدير المجلس أقدمهم في الجماعة والخروج ولقد استعجبت من سكوت الدكتور الجامعي وهو دكتور في الشريعة بالجامعة الإسلامية فلم يتكلم بشئ.
6 - دار المجلس رجل لا يحسن قراءة القرآن وقرأ في كتاب صورمن حياة الصحابة فسمعت الفاعل منصوبا والمفعول فاعلا
7 - لا يحضرون دروس المشايخ ولا يتكلمون في العلم
8 - في المجلس اغتابوا عددا من علماء السنة الذين حذروا الناس من بدعهم
9 - لهم تنظيم وأمير ولا يتحركون إلا بأمر وكثر ترداد اسم (أبو شجاع) مما يدل على أن له شأنا عندهم.
10 - سألني بعضهم في المجلس عن التبلغيين في مصر وهل سبق لي أن خرجت معهم فقلت لهم إنهم صوفية قبورية لا خير فيهم فسكتوا ولم يذموا ما عليه التبليغيون المصريون
11 - أكثر الحضور من كبار السن ولا أكون مبالغا حينما أقول لا يعرفون في العلم شيئا فهم جهلة يحتاجون للتعليم قبل خروجهم للدعوة.
12 - سألت من اصطحبني لهم عن سبب سكوت الشيخ الجامعي وهو أولى بالتكلم فقال لي لأنه لا يرى في نفسه الأهلية فقلت له لماذا؟
فقال لأنه خرج مع الأحباب قليلا
هذه خلاصة ما كان في المجلس
فيا أهل التوحيد والسنة عيب ثم عيب عليكم أن تتركوا دعوة التوحيد والسنة وتذهبوا لدعوات قبورية فرقت المسلمين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 03:18]ـ
إخوتي و سادتي الكرام:
من أراد الاستبراء لدينه فليتثبت.! ..... و خاصة فيمن و فيما كثر اللغط حوله ..... ؟
لا للقطن يضعه أحدنا في أذنه ... !
لا للعصابة يشدها على عينيه .. !
عندما اقتربت من جماعة التبليغ ذات يوم اكتشفت العجب العجاب!!؟؟ ......... اكتشفت مدى حاجة علماء الأمة للتعلم منهم .... لا مدى ضرورة بعد الجاهل عنهم .. !!؟؟
و من هاله الوصف ... فليس له إلا التجربة!
ألا إن كل العمل باطل حتى نخلص لله ... !!
ألا إن أحدنا ليحسب نفسه مخلصا لأن بصيرته لم تفتح بعد .. !؟
متى نروي حديث النية فيصيبنا بعض ما أصاب سيدنا أبا هريرة رضي الله عنه؟!؟
إن أول مدارج السالكين اليقظة ...... و من خرج عرف مبلغ ما كان عنده من اليقظة؟!!
إخوتي الكرام ....... فلنتق الله أن نصبح كقوم عدي بن حاتم؟!
سامحوني فإنني أحبكم ... و أكره أن أرى الشيطان يغلبكم ... !!!
قالت التبليغ: لا تكتمل الدعوة إلا بجهدين:
- جهد النهار: تقول يا عبد: ربك ربك!
- جهد الليل: يا رب: عبدك عبدك!
علماء مشهورون يطالبون بطلب " العلم " قبل الدعوة ... تخرج فتسمع قول المحترقين على حال الأمة: و من أمثلة دعوة العوام في القرآن: " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى "
يا إخوتي اسألوا من كان معارضا ... ثم صار يجلس عند أقدامهم يمسح عنها التراب .. !!!!
ماذا وجد؟؟؟ ......
سلوهم .... يا إخوة الإيمان!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 04:35]ـ
أخي الكريم الخلوصي وفقك الله لك ما يحبه ويرضاه
لا تعد علينا نفس المشاركات مع بعض التعليقات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
بعض ما كررتَ قد عُلق عليها, فأرجو الإجابة عليها.
وأما قولك:
أي حاجتهم لتربية القلب على حقيقة التوحيد ... لا تعلم " علمه " الاصطلاحي .. و إتقان لفظه و رسمه ... مما لم يكن في الصحابة!؟ ..
أي تربيتهم أنه مثلا: لا يضر و لا ينفع إلا الله ... حقيقة قلبية راسخة .. !؟
إذا كان أهل التوحيد لا يعرفون حقيقة التوحيد فمن يعلم التوحيد إذن؟؟
إذا كان أهل التوحيد يحذرون من التبليغيين لأجل خللهم في الألوهية, إذن فمن منهم حقق التوحيد؟؟!!
أنا آتيك بشيء من توحيدكم ...
قال محمد زكريا الكاندهلوي في كتابه ((فضائل الصدقات)) (ص556): أريد أن أسجل هنا قصتين لأكابرنا كنموذج:
إحداها: رسالة سامية لشيخ المشايخ قطب الإرشاد حضرة الكنكوهي قدس سره، التي كتبها إلى شيخه شيخ العرب والعجم، الحاج إمداد الله أعلى الله مرتبته. . .يقول: ((إن إطالة الكلام إساءة أدب، اللهم اغفر، فإنما كتب بأمر الشيخ، أنا كذاب، أنا لا شئ، لا ظل إلا ظلك، ولا وجود إلا وجودك، من أنا؟، لا شئ، وما أنا هو أنت، وتفريق أنا وأنت هو شرح محض، أستغفر الله، أستغفر الله، استغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
ويقول أيضاً في كتابه ((تبليغي نصاب)) فضائل القرآن (ص 300): ((إن الحق سبحانه منبع في الواقع لكل حسن وجمال، والحق أنه لا يوجد في الكون جمال سواه)).
أقول: أهذا هو التوحيد؟؟!!
إذن هذا هو توحيدكم ... وحدة الوجود ...
إذن فلنقبل على كتب ابن عربي والحلاج حتى نعرف حق التوحيد!!!!
اتق الله أخي الكريم ... اتق الله ..
وقولك:
إخوتي الكرام .. فلنجرب!!؟
أقول: احذر أن تلقى الله وفي صحيفتك هذه العبارة.
لماذا نجرب؟؟!!
وهل ينقصنا شيء في ديننا؟؟
والله لقد جاء بها بيضاء نقية بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه
يقول حبيبي صلى الله عليه وسلم: "تركتكم على البيضاء, ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هلك, من يعش منكم فيسرى اختلافا كثيرا. فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين, عضوا عليها بالنواجذ ..... ".صحيح ابن ماجة
النبي (ص) يقول: "فعليكم بما عرفتم من سنتي" وأنت تقول فلنجرب؟؟!!!
إذا كان النبي (ص) قد تركنا على البيضاء وهي الحجة الواضحة والملة, فلماذا نجرب غيرها؟
ولما جاء الفاروق -1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - - بصحيفة فيها شئ من التوراة, ماذا حصل؟؟
غضب النبي (ص) غضبا شديدا وقال: "امتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية".
إذا كانت عقيدتنا بيضاء نقية, فلماذا نجرب غيراها, وهل تأمن على نفسك الفتنة أو الشبهة؟
إذا كان السلف من أفزع ما يفزعون منه, سماع شبهة أو صاحب بدعة, فكيف بعامة الناس وأنت تدعوهم للتجربة؟؟
جاء في الإبانة لابن بطة أن ابن طاوس كان جالسا فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم, فأدخل ابن طاوس إصبعيه في أذنيه, وقال لابنه: أي بني أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد, ولا تسمع من كلامه شيئا.
وعن ابن سيرين أنه كان إذا سمع كلمة من صاحب بدعة وضع إصبعيه في أذنيه ثم قال: لا يحل لي أن أكلمه حتى يقوم من مجلسه.
وقد أخبرتك بأن أحد أقاربي خرج معهم وأصبح يقول الله في كل مكان, وأنت تقول فلنجرب!!
وأنا أقول فلتتق الله ...
وسوف أورد لك حديثين عظيمين نصيحة لك, فتأملهما جيدا, فإن نفعتك فالحمد لله, وإن لم تنفعك فلن ينفعك بعد ذلك شيء من الكلام ..
عن خالد بن معدان قال حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه} فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين, فقال العرباض: صلى بنا رسول الله (ص) ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب, فقال قائل يارسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة, وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا, فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة". أبو داود وقال الألباني صحيح.
وعن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله (ص) عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني, فقلت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر, فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: "نعم" فقلت هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم وفيه دخن", قلت وما دخنه؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر" فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم, دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها" فقلت يا رسول الله: صفهم لنا قال: "نعم, قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا" قلت يا رسول الله: فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".
وفقني الله وإياك لكل ما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف العوني]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 04:41]ـ
مالفرق بينَ التبليغ والأحباب؟
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 05:00]ـ
الذي أعرفه أنهم يسمون أنفسهم بجماعة التبليغ, وسمعت أحدهم وهو تبليغي, يقول: نحن جماعة الأحباب.
وعلى كلٍ, فالجماعات توزن بميزان السنة, فمن كان كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه, فهم أهل السنة والحق, واعلم انها واحدة فقط, أي فرقة الحق, كما في حديث إفتراق الأمة المتقدم, وأن كل من عداها فهي من الفرق الهالكة.
ـ[عبد اللطيف ساجد]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 07:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي أثابكم الله، أنا أحكي لكم بعض ما لقيتُ وشعرتُ منهم / قبل عشر سنوات سافرت إلى الولايات الأمريكية ووجدتُ أن التبليغيين تسببوا في ترك القرآن مقفولا في الدواليب ما يقترب إليه أحد، وهم ليلا ونهارا مشتغلين في "تبليغي نصاب " كتابهم المعروف بأسمائه المختلفة ونصحتهم وبكيتُ فعلاًعلى بُعدِهم من كتاب الله الذي هو هدى ورحمة، ثم إنني قد بدأت في حلقة فهم القرآن يجتمع الناس نقرأ القرآن نترجم لفظا لفظا ثم نفهم في ضوء الأحاديث الآثار وكم مرة دعوتهم إلى هذه الحلقة ولا يأتيها أحد بل يحاولون أن نذهب عندهم، وقد ذهبنا وحاولنا نصيحتم وهم يكرهون ذلك غاية الكراهة.
ثم كان هناك أحد الإخوة المغرب قد خرج معهم في سبيل الله وأفنى كثيرا من عمره حتى وصل إلى درجة عندهم حينذاك قيل له اذكر الله كذا مرة مثلا سبح مائة ألف مرة ثم هلل ... الخ وفي الأخير طلبوا أن يذكر كلمة ما كان هذا الأخ يعرف معناها وقال كيف أردد هذا ولا اعرف معناها وهم ألحوا بذلك ... حسب ما يقول الأخ وهم خلوق في العموم لكنهم في هذه المرتبة أصبحوا ذئاب يكاد يقتلونني ... وخرجت خلسة ... وهذا الأخ يحمل معه كتبه مليئة بالشرك -أعاذنا الله منه -
تم دائما أقول يا إخوتي: أعداء الإسلام دائما يسدون عن الإسلام ويكرهون دعاته بل يقتلونه. أما أهل هذا التبليغ ولماذا يحبونهم اليهود والنصارى بل هم يساعدون على تحصيل تأشيرات إذا وجدوا مشاكل ... بل هناك أمر أشرّ وأسوأ مما تتصورون وهو أن اليهود والنصارى يجمعون المعلومات عن طريق هؤلاء على غفلتهم ... والكل يعرف بأن اليهود لا يمكن أن يساعدوا أحدا إلا إذا كان لهم مطلب ..... وأما عامة الناس ولا شك بأنهم على إخلاص ... ولكن لا بد من النصح لهم وتوضيح الخطورة ... وأن اليهود والنصارى ما استطاعوا أن يُبعدوا المسلمين عن كتاب الله إلا عن طريق هؤلاء التبليغيين (هداهم الله)
ـ[أبو عبد الله النجدي2]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 07:58]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
أخونا الفاضل قام بجمع أقوال العلماء في جماعة معروفة بأنه توجد عندها بعض البدع وقلة طلب العلم ثم أنتم تردونه فليكن إذا ردا جميلا أو ليصمت من لا يملك الرد الجميل
أخي الليث جزاك الله خيرا ووفقك للعمل الصالح
لم لم نر قول الشيخ ابن عثيمين؟
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 03:29]ـ
لم لم نر قول الشيخ ابن عثيمين؟
أخي الكريم ..
نفترض أن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أثنى عليهم وذم من عاداهم .... الخ
هل هذا يعني أنهم على حق؟؟!!
إذا تبين لك أن دعوتهم على بدعة وأنهم يدعون للبدعة وغير ذلك مما سبق بيانه, فهل نحكم عليهم بالبدعة على قواعد السلف وأصولهم, أم نتبع الهوى بتتبع قول فلان وفلان؟؟!!
والشيخ ابن عثيمين رحمه الله لم يكن يعرف القوم, ولكن لما عرفهم بدعهم كما ذكر ذلك لي بعض المشائخ من طلبة الشيخ رحمه الله.
وانظر إلى فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله الأولى في الثناء عليهم, فلما عرف منهجهم ماذا قال؟؟
قال بأنهم من ضمن الثنتين والسبعين فرقة المتوعد بهم في النار.
فتأمل .. واقرأ المشاركات السابقة ... ولا تلقي أسئلة مكررة ..
واتق الله .. ولا تكن ممن يتبعون أهوائهم ..
واقرأ النصيحة في المشاركة الخامسة والعشرين
وإن أردت النقاش, فناقشني عن كونهم مبتدعة او لا, وجنبنا الرجال.
لأنه كما قيل: عند الحِجاج جنبونا الرجال.
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 04:24]ـ
وإن أردت النقاش, فناقشني عن كونهم مبتدعة او لا, وجنبنا الرجال.
لأنه كما قيل: عند الحِجاج جنبونا الرجال.
يا أخي اللطيف الحبيب ... يا أيها السراج المنير
بالله عليك قل لي:
كيف تجعل عنوان موضوعك:
تجميع صوتيات أقوال العلماء في جماعة التبليغ (الصوفية العصرية)
ثم تقول:
و جنبنا الرجال
؟؟؟؟!!!!
أخي الكريم:
لقد تواترت القصص الخارقة فيهم و التي نقلها الأثبات بما لا يدع مجالا أبدا لطاعن .... إلا طاعنا لأعيان الأشخاص و الأحداث ... فهذا لا ينتهي .. !
أما النهج الخارق الذي يمثل أربعة أخماس الجهاد و أوائل تدريباته و مراحله .... فلا و ألف لا ..
احذر أن تصد عن سبيل الله!!
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 09:02]ـ
أخي الكريم خلوصي وفقك الله لكل خير
قولك:
بالله عليك قل لي:
كيف تجعل عنوان موضوعك:
تجميع صوتيات أقوال العلماء في جماعة التبليغ (الصوفية العصرية)
ثم تقول:
و جنبنا الرجال
؟؟؟؟!!!!
أقول: توقعت مثل هذا الإعتراض ..
بارك الله فيك أنا حينما وضعت هذه المشاركة لم أطلب النقاش ولم أناقش أحدا, إنما وضعت ذلك لأجل المعرفة, لأجل أن يعرف الإخوة ماذا قال العلماء في هذه الجماعة.
ثم بعد ذلك أتت الإعتراضات, وعليها كانت المناقشة.
ولو تأملت قليلا لوجدت أنني لم أعد قول أحدهم في مناقشاتي, ولكن تكلمت بما يخص الشيخين ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله- لما كان فيه من اللبس.
فتأمل ...
ثم قولك:
أخي الكريم:
لقد تواترت القصص الخارقة فيهم و التي نقلها الأثبات بما لا يدع مجالا أبدا لطاعن .... إلا طاعنا لأعيان الأشخاص و الأحداث ... فهذا لا ينتهي .. !
أما النهج الخارق الذي يمثل أربعة أخماس الجهاد و أوائل تدريباته و مراحله .... فلا و ألف لا ..
احذر أن تصد عن سبيل الله!!
وفقك الله
أقول: ومنذ متى أصبحت القصص يعول عليها في أمور الدين, وكم من قصص تواترت بين الناس وهي مكذوبة, ومن هم الأثبات عندك؟؟
الصوفية يقولون: القصص الخارقة .. والأثبات
الرافضة يقولون: القصص الخارقة .. والأثبات
أهل البدع عموما يقولون: القصص الخارقة .. والأثبات
نصدق من ونكذب من؟؟
كان من المفترض عليك أن تنفي ما قيل عنهم بالأدلة والبراهين, وتثبت أنهم غير مبتدعة ووو .. إلخ.
لا تحدثني عن بكائهم ولا عن جهادهم ولا عن خشوعهم ولا غير ذلك, ولكن حدثني عن عقيدهم في أسماء الله وصفاته وفي توحيد الألوهية ودعوتهم للتوحيد وموالتهم لهم.
أثبت لي يا أخي الحبيب عقيدتهم السنية إن كانوا على السنة من كتبهم.
أما الكلام عن جهدهم وو ... إلخ فهذا لا يغني.
فكل الطوائف الإسلامية لهم جهود في الدعوة ولهم أمور طيبة, وكلهم ينهون عن الزنا وشرب الخمر والمعاصي, لكن هذا كله لا يدخل من كان مبتدعا في السنة, فتأمل ...
ثم ماذا تريد؟؟
هل تريد من الناس أن يتركوا دعوة التوحيد من أجل دعوة التبليغ؟؟!!
أتريد من الناس ترك دعوة النبي صلى الله عليه وسلم من أجل دعوة محمد إلياس كندهلوي؟؟!!
أم تريدهم أن يجتمهوا مع أهل البدع والقبورية في الهند وباكستان كل سنة؟؟!!
يا أخي قل لي بصراحة ولا تخجل ما ذا تريد؟؟
ها نحن ذا نتكلم بصراحة عن عقيدتنا ودعوتنا ولا نخشى ولا نخجل, فهات ما عندك ..
ثم تقول احذر أن تصد عن سبيل الله!!!!
اتق الله .. واعلم أن هذا المنتدى كل من فيه إن شاء الله على التوحيد والسنة .. فاخجل من نفسك.
من الذي يصد عن سبيل الله؟؟
أين الصد وأنا أقول التوحيد التوحيد
أين الصد وأنا أقول السنة السنة
أين الصد يأخي الكريم, هل التحذير من البدع وأهلها يعتبر صدا عن سبيل الله عندك.
عجيب أمرك والله, يأخي
تمسك بحبل الله واتبع الهدى ... ولا تك بدعيا لعلك تفلح
ودن بكتاب الله والسنن التي .... أتت عن رسول الله تنجو وتفلح
يا أخي دع عنك هذه الترهات التي أورتها في مشاركاتك, والتي تريد من خلالها أن تثبت أنهم على حق.
فميزان الحق معلوم وهو سنة النبي (ص) وصحابته والتابعين, لا العاطفة مثل أهل التصوف والخرافيين ..
فانتبه ..
ونصيحتي لك محبتا والله لا غير, بأن تتقي الله في نفسك وفي من تنصح لهم وفي مشاركاتك أيضا بدفاعك عنهم.
قال تعالى: {هاأنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا}(/)
خرافة في حفل المولد النبوي هل عرفتها؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 12:40]ـ
خرافة في حفل المولد النبوي هل عرفتها
يزعم بعض من يقعلون احتفالات بالمولد النبوي ان النبي صلى الله عليه وسلم يحضر مولدهم ولاادري في ايها يحضر هل يحضر في مولد يقام في مكة اوجدة اوالقاهرة اودمشق اوالسودان اواليمن او باكستان او امريكا اواستراليا
وهذا يذكرني بموقف طريف ذكره لي اخ مسلم من بنغلاديش وهو ان رجلا دخل في مسجد عندهم في ينغلاديش واثناء الصلاة عمل حركة غريبة فلما فرغ من صلاته ساله عنها طالب من اهل السنة فقال ذلك المخرف الذي عمل تلك الحركة في الصلاة رايت كلبا اراد ان يدخل الكعبة فطردته
فقال هذا الشاب لهذا المخرف ادعوك ياشيخ لتناول الغداء ثم صنع له طعاما فلما حضر ذلك المخرف لم يجد امامه الا صحنا من الارز
فغضب ذلك المخرف وفال اهذا اكرام الضيف تقدم لي الارز بدون لحم اودجاج وقام مغضبا
فقال له ذلك الشاب ابها الشيخ الضال تزعم وانت هنافي بنغلاديش انك رايت كلبا عندالكعبة وانت لم تر الدجاج لقد كان في الصحن تحت الارز
وهكذا اهل الخرافة ياتون بكلام لاتصدقه العقول ولم يرد فيما صح من المنقول
نسال الله الهداية لناولاخواننا المسلمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 06:58]ـ
وهكذا اهل الخرافة ياتون بكلام لاتصدقه العقول ولم يرد فيما صح من المنقول
نسال الله الهداية لناولاخواننا المسلمين
ـ[محمد الحريري]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 11:06]ـ
نسأل الله العفو والعافية
بارك الله فيك يا أبا محمد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 02:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 07:56]ـ
يرفع للفائدة(/)
(جسارة الانتقاء) فساد منهج التمييع الفقهي - بحث طلبت من صاحبه طبعه فقال؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 07:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم هذا بحث مؤصل موجز، نشره صاحبه: الشيخ عبدالله البطاطي - وفقه الله - في مجلة " الجندي المسلم " على خمس حلقات؛ رأيتُ نقله هنا؛ لما فيه من وضوح ويُسر في توضيح هذا المنهج غير الشرعي الذي بدأ يتسلل للأسف إلى عقول بعض الدعاة؛ ممن أخذوا على عاتقهم: تأصيله وتجذيره في مجتمعنا خاصة، وماعلموا - هداهم الله -، أن مثل هذا المنهج " السائب " سيكون - كما قيل - يومًا لك، ويومًا عليك! وأن مايظنه هذا الداعية قيودًا يضبط بها تسيبه، ستذهب مع الريح؛ وسيقول له من سيستفيد من هذا المنهج الفاسد في النهاية، كما قيل في الحكاية الشهيرة: (لماذا باؤك تجر وبائي لا تجر)!
وقد سألت الشيخ عن سبب تأخر طبعه، فأفاد أنه أضاف عليه إضافات كثيرة، ومبحثًا جديدًا عن مجاملة بعض المفتين للفضائيات في فتاواهم! والغريب أن منهم من كان يلوم كبار العلماء على ما يظنه مجاملة للحكومة في فتاواهم! فتأمل (عدل الله) .. ثم أفاد أن البحث سيُطبع خلال أشهر - إن شاء الله -، والله الهادي:
جسارة الانتقاء وأكذوبة التقليد
فساد منهج التساهل في الفتوى بدعوى التيسير
عبد الله بن سالم البطاطي
(1/ 5)
لا يخفى على أحد من أهل الإسلام شأن الفتيا وأهميتها، وعلو منزلتها وخطورتها، إذ هي توقيع عن الله عز وجل ورسوله.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكفي الناس هذا الأمر؛ فما من نازلة تنزل دقيقة كانت أو جليلة، خاصة أو عامة إلا ويتوجه الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتغون الهدى والبيان؛ فيسألونه ويجيبهم، ويستفتونه فيفتيهم؛ فيصدرون عنه وقد شفى العليل، وأروى الغليل، ولم يترك لهم شاذة ولا فاذة إلا وقضى حاجتهم منها، وجاءهم الخبر آية من كتاب الله، أو حديثاً من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخذ مثلاً على ذلك ما جاء في قصة عقبة بن الحارث رضي الله عنه: " أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز؛ فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج، فقال عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني، ولا أخبرتني، فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال: كيف وقد قيل؟ ففارقها عقبة، ونكحت زوجاً غيره " [1].
وهكذا الحال على الدوام. . كلما جاؤوا بالمسائل جاءهم بالدلائل، فكان الأمر يقيناً كله.
الفتيا في عصر الصحابة:
ثم جاء عصر الصحابة رضي الله عنهم فكانوا أمنة حفاظاً، حماة للعقيدة، حراساً للشريعة، وهم رضي الله عنهم يتفاوتون في حمل العلم تفاوتاً بيناً، فمقل ومستكثر؛ ولهذا فقد تجد عند المفضول من العلم ما ليس عند الفاضل وكلهم أهل فضل.
قال مسروق رحمه الله: لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فوجدتهم كالإخاذ جمع إخاذة وهي الغدير أو مجتمع الماء فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المئة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ [2].
وكانوا رضي الله عنهم محط أنظار الناس يومئذ، يهتدون بهديهم، ويقتفون أثرهم، ويتأدبون بسمتهم، وكل المسلمين يقصدونهم لأجل الفتيا والسؤال والتلقي عنهم، وأخذ العلم منهم، ولم يكن في زمنهم من يقوم مقامهم أو يسد مسدهم، فالكل محتاج إلى ما عندهم من العلم.
زد على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد هيأهم لهذا الأمر، وأخبرهم أن الناس تبع لهم، وأمرهم أن يستوصوا بطالب العلم خيراً، وأن يرحبوا به ويقبلوا عليه.
فعن أبي هارون العبدي قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: " إن الناس لكم تبع وإنهم سيأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيراً " [3].
فلم يكن بد من التصدي للناس، والنظر في قضاياهم، فبذلوا النفس والنفيس لنشر دين الله، غير ضانين بالعلم على أهله، واجتهدوا في تفقيه الخلق، وتحديث الناس، وقاموا بالوصية خير قيام رضي الله عنهم.
تورع الصحابة في الفتيا:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع ما حباهم الله به من الفضل والعلم إلا أنهم كانوا يتهيبون الفتيا، ويتحرزون منها، للعجز عن الإحاطة بالسنن والآثار كلها، فإن هذا ليس في مقدور أحد، ثم حتى مع العلم بها قد يعتري الإنسان شيء من الذهول والنسيان، أو أي عارض من العوارض التي تحول دون الإدراك الصحيح، والفهم المليح، فلولا حاجة الأمة، وخشية التأثم؛ لامتنعوا بالمرة، لأن الاجتهاد وبذل الرأي مزلة قدم، ومظنة سوء الفهم.
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله (ت82 هـ): " لقد أدركت في هذا المسجد عشرين ومئة من الأنصار، وما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا يسأل عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا " [4].
الفتيا عقب عصر الصحابة:
ثم جاء من بعدهم من أهل القرون الأولى المباركة وقد ارتشفوا من فضائل الصدر الأول الميمون، وساروا على الأمر المستقيم، فكانوا على إدراك تام بأهمية مقام الفتيا ورفعته، فعظموه حق التعظيم، وقدروه قدره، فتحفظوا في الفتوى جهدهم، وصاروا يتدافعونها طلباً للسلامة، وقد تدور الفتوى دورتها بينهم حتى تعود إلى الأول، فإذا رأى أنه لابد من الإجابة فلربما أجاب السائل وأفتاه وفرائصه ترتعد؛ كل هذا حذراً من القيل على الله بغير علم، ولا والله حاشاهم أن يقولوا على الله بغير علم لكنه الورع التام، وهيبة المقام، وخشية الوقوف بين يدي رب الأنام.
قال سفيان الثوري رحمه الله: " أدركت الفقهاء وهم يكرهون أن يجيبوا في المسائل والفتيا، حتى لا يجدوا بداً من أن يفتوا " [5].
وقال عطاء بن السائب رحمه الله: " أدركت أقواماً إن كان أحدهم ليسأل عن الشيء، فيتكلم وإنه لَيَرعدُ [6].
وعن عمير بن سعيد رحمه الله أنه قال: " سألت علقمة عن مسألة، فقال: إئت عبيدة فسله فأتيت عبيدة فقال: إئت علقمة فقلت: علقمة أرسلني إليك، فقال: إئت مسروقاً فسله، فأتيت مسروقاً فسألته، فقال إئت علقمة فسله، فقلت: علقمة أرسلني إلى عبيدة، وعبيدة أرسلني إليك، قال: فأت عبد الرحمن بن أبي ليلى، فأتيت عبد الرحمن بن أبي ليلى فسألته فكرهه ثم رجعت إلى علقمة فأخبرته " [7].
وهذا الموقف النبيل من شرع الله الجليل انسحب على أمة الإسلام من عامتهم وخاصتهم تأثراً بعلمائهم، فإنهم بتعظيمهم للشرع قد أوجدوا سياجاً منيعاً في قلوب الخلق حول أحكام الملة؛ فاستقر في النفوس تعظيمها وتبجيلها وإكبارها، وأضفوا على النصوص هالة من الوقار والجلال، فلم يتجرأ أحد على العبث بالحرام والحلال، ولا تجاسر على الاستطالة عليها رقيق الحال، بل كل واحد منهم عرف مكانته ومكانه، حتى إذا انزلت بأحدهم نازلة يمم شطر هذا العالم أو ذاك؛ فسألوهم إذ لم يعلموا، إعمالاً لقوله تعالى: ? فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ? (النحل: 43).
الاستهانة بالفتيا في العصور المتأخرة:
ثم تطاولت الأيام، ومضت السنون، ووقعت السنن، وحلت الأقدار بما مضى به القلم، وأصاب هذه الأمة ما أصاب سائر الأمم، وأصبح الحال كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا " [8].
ولا يزال أمر الأمة في انحدار وسفال حتى ظهر الرويبضة التافه يتكلم في أمور العامة واندثر عصر المفتين وجاء عصر المفتونين، وذهب زمن العلماء وجاء زمن المثقفين؛ بل وأنصاف المثقفين! وصار يفتي من ليس بفتي، وأصبحت مسائل الشرع وأحكام الملة كالكلأ ترتع فيه كل سائمة، وحتى مصنفات الأئمة ودواوين الإسلام لم تسلم من عبث الأقزام؛ بل من ذا الذي لم يعد يفهم الدين أصولاً وفروعاً في هذا الزمان؟! أليست المدارس، قد انتشرت و الكتب الشرعية قد طبعت؟! إذن لماذا الكبت على حريات الناس، وتكميم الأفواه عن الكلام في الشريعة؟! لماذا التسلط على عقول الآخرين والحجر على أفكارهم؟! وهل هذه إلا رهبنة، ولا رهبانية في الإسلام!! " اللهم إنا نشكو إليك هذا الغثاء ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وما نراه اليوم في الفضائيات من فضائح على هيئة نصائح، ومواقف مخزية وفتاوى مردية، وأقوال مخجلة، وآراء مجلجلة، " مبنية على التجري لا التحري، تعنت الخلق، و تشجي الحلق "، من قبل مفتي الجمهور، و العالم الهامور، الذي " يفتي في وقت أضيق من بياض الميم، أو من صدر اللئيم، بما يتوقف فيه شيوخ الإسلام، وأئمته الأعلام " [9]؛ لهو أكبر دليل على تسيب الفتوى، وانحلال عقد الأمور، والتعدي على حرم الشريعة.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " لا يأتي عليكم عام إلا وهو شر من الذي كان قبله، أما إني لست أعني عاماً أخصب من عام، ولا أميراً خيراً من أمير ولكن علماؤكم وخياركم يذهبون، ثم لا تجدون منهم خلفاً، ويجيء قوم يقيسون الأمور بآرائهم، فيهدم الإسلام ويثلم [10].
ليس البلية في أيامنا عجب بل السلامة فيها أعجب العجب!
وصرنا في زمان قل فيه العلماء وظهر أشباههم، وارتفع الأدعياء وكثر اتباعهم، وبرز المتعالم بل والعالم الماجن!، وبَدَا إبليس في صورة قديس، وجاؤوا يركضون وراء " العصرنة " ويلهثون خلف " التنوير "، وركبوا الصعب والذلول لإحياء المهجور، وتعلقوا بالرأي الشاذ المغمور، فكانت النتيجة: إذابة الفوارق، وتمييع العقيدة، وتحريف النصوص، وتعطيل الأدلة، وتبديل الفضائل وتخريج الرذائل، والطعن في المسلمات، والتشبث بالغوامض والمبهمات،. . . في غيرها من أخواتها النحسات النكدات التي ملؤها التمويت والتمويه والتهوين، فاللهم غفراً.
ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من أناس يتشدقون بالعلم وليسوا أهله، يلوكون المسائل كما تلوك البقرة بلسانها، وأخبرنا أن من أشراط الساعة أن يطلب العلم المتين من هذا الصغير المهين كما جاء في حديث أبي أمية الجمحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر " [11].
وليس المراد بـ (الأصاغر) ههنا صغر السن. . كلا، بل المراد صغير القدر، ضحل العلم، ضائع التقوى، بائع الفتوى؛ لأن هذا الأمر مداره على الأهلية وليس على طول القامة، وكبر العمامة، فالعلم لا يقاس بالأشبار، ولا يعترف بالأحجام.
قال إبراهيم الحربي رحمه الله (ت 285 هـ): " الصغير إذا أخذ بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين فهو كبير والشيخ الكبير إن ترك السنن فهو صغير ". أهـ[12].
وذكر الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) هذا الحديث وأحاديث أخر، وبوب على ذلك بـ: بابٌ، حال العلم إذا كان عند الفساق والأرذال، ثم قال رحمه الله (ت463هـ): " وقال بعض أهل العلم: إن الصغير المذكور في الحديث إنما يراد به الذي يستفتى ولا علم عنده، وإن الكبير هو العالم في أي شيء كان، وقالوا: الجاهل صغير وإن كان شيخاً، والعالم كبير وإن كان حدثاً. . . واستشهد بعضهم بأن عبدالله بن عباس رضي الله عنه كان يستفتى وهو صغير، وأن معاذ بن جبل وعتاب بن أسيد كانا يفتيان وهما صغيرا السن، وولاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الولايات مع صغر أسنانهما، ومثل هذا في العلماء كثير.
إلى أن قال: ومما يدل على أن الأصاغر من لا علم عنده ما ذكره عبدالرزاق وغيره عن معمر، عن الزهري قال: " كان مجلس عمر مغتصاً من القراء شباباً وكهولاً، فربما استشارهم ويقول: لا يمنع أحدكم حداثة سنه أن يشير برأيه، فإن العلم ليس على حداثة السن وقدمه ولكن الله يضعه حيث يشاء. أهـ[13].
والآثار عن السلف مستفيضة في ذم الفتيا بغير علم، والنهي عن سؤال غير العلماء، والتنفير من الاستماع للجاهل الحقير، صيانة للإسلام وحماية لبيضته أن تستباح، ونصحاً لعباد الله المؤمنين، فكيف بمن جمع " حشفاً وسوء كيلة "! وصار ضره أقرب من نفعه! فالحذر الحذر أيها المسلمون، كما قال هَرِم بن حيان رحمه الله: " إياكم والعالم الفاسق. أهـ[14].
وهؤلاء المتسلطون على ذخيرة الأمة، والساطون على ذخائر التراث، يتقحمون دار الفتيا بدعوى الاجتهاد، ويتخذونه مطية للتجني على النصوص الشرعية لا للجني منها، وفتحوا باب " المصلحة " على مصراعيه، فلا ضابط لها عندهم ولا قيد، وأصبح واسعاً فضفاضاً يلج منه كل من أراد الانتهاك أو التهوك.
(يُتْبَعُ)
(/)
زد على ذلك أنهم إذا تناولوا مسائل الشرع بالبحث والنظر؛ تناولوها بروح المنهزم المتراجع تحت ضغط الواقع؛ فينبهرون من وصول الغرب إلى المريخ، وينسون ما سطره أسلافنا في التاريخ، ويبهتهم التطور والتحضر والعمران ويجعلونه جزءاً من أصول فقههم، ومراعاة التكنولوجيا والتمدن مقصد من مقاصد شرعهم!
فهذه ثلاث عورات لهم: " اجتهاد " لا محدود، و " مصلحة " بلا حدود، وانهزام أمام الواقع المنكود. . فماذ بقي يا عباد الله!!
ولعل احتمال ظهور أمثال هؤلاء هو الذي حمل بعض من سبق من أهل العلم على القول باقفال باب الاجتهاد؛ خوفاً من أن يخوض في هذا الأمر من ليس أهلاً له فيعبث بالديانة خاصة في آخر الزمان حين تقل الأمانة، فلله درهم ما أبعد نظرهم.
وإن كنا نقول: إن الاجتهاد أمر مطلوب لسد حاجات الأمة، ولا مفر من الإقرار والأخذ به؛ لكن لابد من ضبطه بالضوابط، وتقييده بالقيود، وإلا أصبح مطية ذلولاً لكل مارق ومعاند؛ فإن الاجتهاد " حركة عقلية في أحكام الدين المشروعة لمصالح الأمة، وليس الاجتهاد مجرد حركة عقلية تتجه مباشرة إلى المصالح " [15] والقول بغير ذلك يؤدي إلى تلاعب التافهين بكلام رب العالمين وسنة سيد المرسلين وحينئذ ليس ثمة اجتهاد وإنما هو اجتثاث واجهاض، ينتج عنه قزع من الفتاوى الممسوخة. . عياذاً بالله.
وأنا أذكر لك هنا مثالين اثنين لتستبين سبيل القوم:
المثال الأول: ما قاله الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي رحمه الله تعالى (ت1363هـ) في كتابه: (فتح المنعم) في بحثه عن تجويز حلق اللحية، قال: ولما عمت البلوى بحلقها في البلاد المشرقية حتى إن كثيراً من أهل الديانة قلد فيه غيره خوفاً من ضحك العامة منه، لاعتيادهم حلقها في عرفهم بحثت غاية البحث عن أصل أخرِّج عليه جواز حلقها حتى يكون لبعض الأفاضل مندوحة عن ارتكاب المحرم باتفاق، فأجريته على القاعدة الأصولية، وهي: أن صيغة (افعل) في قول الأكثرين للوجوب، وقيل: للندب، وقيل: للقدر المشترك بين الندب والوجوب، وقيل بالتفصيل: فإن كانت من الله تعالى في القرآن فهي للوجوب، وإن كانت من النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث هنا على الروايتين وهما رواية: (وفروا)، ورواية (اعفوا) فهي للندب. أهـ.
" فهذا القول حكايته تغني عن التدليل على بطلانه، فالشيخ قد أقر باتفاق العلماء على حرمة حلقها، ثم سعى إلى تخريج فاسد ترتب عليه نسف جميع الأوامر النبوية حيث جوز مخالفتها، لأنها تدل على الندب لا الوجوب كما يدعي، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " [16].
والمثال الثاني: ما قاله الدكتور وهبه الزحيلي هداه الله وغفر له حين تكلم عن قبول شهادة النصراني، فقال بعد كلام له حول جواز التلفيق بين المذاهب: فإن الحكم بشهادته ينقض؛ لأن الفاسق لا تقبل شهادته، والكافر أشد منه فسوقاً وأبعد عن المناصب الشرعية في مقتضى القياس فينقض الحكم لذلك ولقوله تعالى: (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ) (الطلاق: 2)، وهو رأي المذاهب الأربعة، إلا الحنابلة فقد أجازوا شهادة أهل الكتاب في الوصية في السفر إذا لم يكن غيرهم، عملا بقوله تعالى: (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) (المائدة: 106).
ثم يأتي بعد هذا التقرير الجيد والمشهور في كتب الفقهاء يستدرك على نفسه فيقول: لكني أرى أن الأسباب المعنوية والاجتماعية، والظروف الخاصة، والتعصب الذي كان موجوداً في التاريخ بين المسلمين وغيرهم هو الذي أدى إلى رفض قبول شهادة غير المسلمين، أما الآن وقد عاش المسلمون مع غيرهم في صعيد واحد، واتصلوا اتصالاً وثيقاً مع بعضهم، فلا مانع من قبول شهادتهم على المسلمين للضرورة، وقد جرى العمل على ذلك في البلاد الإسلامية!! [17].
هذا هو " الفقه الطائش "، الذي يتخطى النصوص، ويخطيء الأسلاف، ولا ينظر إلا إلى المصلحة (الضرورة). . والمصلحة فقط وبلا قيود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أريد الوقوف عند هذا القول الباطل للرد عليه، فإن من شم رائحة الفقه يعلم سقوطه بل وخطورته على الاعتقاد! ولو تأمل فضيلة الدكتور قليلاً لرأى أنه بكلامه هذا يهدم المسألة من أصلها؛ فإنه إن كان الكافر تقبل شهادته فالفاسق من المسلمين مهما كان فسقه وجرمه لأنه لن يبلغ درجة الكفر بارتكابه للمعاصي من باب أولى، وحينئذ لا ترد شهادة أحد أبداً! وهكذا يفعلون. . يبنون قصراً، ويهدمون مصراً.
ونحن في هذا الزمان قد ابتلينا بصنفين من المتفيقهة:
الأول: متعالم في الفقه لا يدريه، فهذا غايته الجهل؛ لا يعرف من العربية حرفاً ولا من الفقه فرعاً، ولا في الاصطلاح نوعاً.
الثاني: تلميذ من (مدرسة الفقه العصرانية) موئل الإفراز للزيغ بصلابة جبين، وهذا والله أمرُّ الأمرين؛ لأنه دخل هذه المدرسة أناس شهروا، فنفخ في بوقهم الكافرون؛ حتى نفذوا عن طريقهم، بإنزال الشرع المبدل، والشرع المؤوَّل محل الشرع المنزل، من عدة طرق رتبها القاسطون.
فترى فواقر الرخص، وبواقر الشذوذ يجتمع منها الكُثُر في الشخص الواحد، وأجواء العصر المادي على أهبة الاستعداد باحتضان عالم الشقاق، فتحمل له العلم الخفاق لنشر صيته في الآفاق، فيغتر بذلك أسير الحظ الزائل، وما زاد أن صار بوقاً ينفخ به العدو الصائل " [18].
________________________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب: الرحلة في المسألة النازلة رقم (88)، وتكرر الحديث في المواطن التالية الأرقام: (1947)، (2497)، (2516)، (2517)، (4816).
(2) أخرجه: أبو خيثمة في كتاب (العلم) رقم 59، والبيهقي في (المدخل) رقم (150).
وصححه الألباني في تعليقه على كتاب (العلم) لأبي خيثمة زهير بن حرب (17).
(3) أخرجه: الترمذي رقم (2650)، (2651)، وابن ماجة رقم (247)، (249)، وعبدالرزاق في (المصنف) رقم (20466)، والحاكم في (المستدرك) 1/ 88 وصححه وقال الذهبي: على شرط مسلم، ولا علة له - أهـ، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) 2/ 12، وأبو نعيم في (الحلية) 9/ 253، وابن عدي في (الكامل) 5/ 1733، وتمام الرازي في (الفوائد) رقم (23)، (142)، (151)، والرامهرمزي في (المحدث الفاصل) رقم (21)، (22)، (23)، والخطيب البغدادي في (الفقيه والمتفقه) رقم (126)، و (شرف أصحاب الحديث) رقم (28)، (29)، (30)، (31)، و (الجامع لآداب الراوي) رقم (810)، (816)، وحسنه الألباني (الصحيحة) رقم (280).
(4) أخرجه ابن المبارك في (الزهد) رقم (58)، وأبو خيثمة في كتاب (العلم)، رقم (21)، والدارمي في سننه رقم (137)، والبيهقي في (المدخل) رقم (800) وابن سعد في (الطبقات) 6/ 110، والخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم (641)، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 817، والآجري في أخلاق العلماء 1 - 2 وابن عبدالبر في جامع بيان العلم رقم (2199 - 2201) وإسناده صحيح.
(5) أخرجه: الآجري في (أخلاق العلماء) 117، وعنه الخطيب البغدادي في (الفقيه والمتفقه) رقم (649)، وإسناده صحيح، وانظر: (الآداب الشرعية) لابن مفلح 2/ 66.
(6) أخرجه الخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم 1085، والفسوي في (المعرفة والتاريخ) 2/ 718، وسنده صحيح.
(7) أخرجه: الخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم (642)، والآجري في (أخلاق العلماء) (103)، وسنده ضعيف، فيه: الحجاج بن أرطأة.
(8) أخرجه: البخاري في كتاب العلم رقم (100)، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة رقم (6877)، ومسلم في العلم رقم (2673)، باب: رفع العلم وقبضه.
(9) (التعالم) بكر أبو زيد (31).
(يُتْبَعُ)
(/)
(10) أخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها، (80)، والدارمي في سننه برقم (194)، والطبراني في (الكبير) 9/ 105 رقم (8551)، والبيهقي في (المدخل) رقم (205)، وابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) رقم (2007) (2010) والخطيب البغدادي في (الفقيه والمتفقه) رقم (483)، (484) وفي إسناده: مجالد بن سعيد، وهو ضعيف (مجمع الزوائد) 10/ 180 وفي لفظ بنحوه من قول ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً، أخرجه: ابن أبي شيبة في (المصنف) رقم (19003)، وابن وضاح في (البدع والنهي عنها) 89، ومختصراً في 34، والدارمي في سننه برقم (191)، (192)، والحاكم في (المستدرك) 4/ 514 - 515 وسكت عنه، وصححه الذهبي على شرط الشيخين.
(11) أخرجه: ابن المبارك في (الزهد) 1/ 20 - 21، والطبراني في (الكبير) 22/ 361 رقم (908)، وفي (الأوسط) كما في (مجمع البحرين) 1/ 145 رقم (276) واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) 1/ 95 رقم (2) وأبو عمرو الداني في الفتن 2 - 62 والهروي في ذم الكلام 2/ 137 وابن عبدالبر في جامع بيان العلم رقم (1051) (1052)، وعزاه ابن الأثير إلى ابن منده، وأبي نعيم (أسد الغابة) 5/ 20 رقم (5694) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف (مجمع الزوائد) 1/ 135، قلت: لكن راويه عنه هو: عبدالله بن المبارك، وهو ممن روى عنه قبل احتراق كتبه؛ ولهذا قال الحافظ عنه: صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، أهـ (التقريب) رقم (3563) - وصححه الألباني في (الصحيحة) رقم (695)، و (صحيح الجامع) رقم (2207).
(12) انظر: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) اللالكائي 1/ 95.
(13) (جامع بيان العلم) (617) (620) بتصرف، والأثر الذي ذكره عن عبدالرزاق موجود في (المصنف) 11/ 440 رقم (20946)، وفي صحيح البخاري من طريق الزهري أيضاً، قال: أخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، أن ابن عباس رضي الله عنهما قال ثم ذكر قصة جاء فيها، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولاً كانوا أو شباناً، كتاب التفسير، باب: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " رقم (4366).
(14) أخرجه الدارمي في سننه رقم (308)، وابن سعد في (الطبقات) 7/ 133، وسنده صحيح وانظر (السير) للذهبي 4/ 49.
(15) (ومضات فكر) محمد الفاضل ابن عاشور 40 - 41.
(16) (زجر السفهاء عن تتبع رخص العلماء) جاسم الفهيد الدوسري 1110، ومنه نقلت كلام الشيخ حبيب الله الشنقيطي، والكتاب على صغر حجمه مفيد جداً.
(17) (الفقه الإسلامي وأدلته) لوهبة الزحيلي 9/ 64، والجزء التاسع (المستدرك) صدره بمطلب وهو: الضوابط الشرعية للأخذ بأيسر المذاهب! 9/ 29 - 80، خرج فيه عن الجادة، وفاته حسن التقرير والاختيار، ورفض إجماع العلماء في النهي عن تتبع الرخص والسقطات، وأتى بغرائب من القول كاعتداده بمذاهب الشيعة الإمامية والزيدية والإباضية ضمن الثروات الفقهية للأمة 9/ 32، وكقوله: فالواجب أولاً طلب ما فيه الحق والصواب أو المصلحة من الأقوال الفقهية، أهـ 9/ 33، وكقوله: وأما المعاملات، وأداء الأموال، والعقوبات المقررة في الشرع والقصاص لصيانة الدماء ونحوها من التكاليف المراعى فيها مصالح البشرية والمرافق الحيوية، فيجب الأخذ فيها من كل مذهب ما هو الأقرب لمصلحة الناس وسعادتهم، ولو لزم منه التلفيق، لما فيه من السعي وراء تأييد المصلحة التي يقصدها الشرع!، ولأن مصالح الناس تتغير بتغير الزمان والعرف وتطور الحضارة والعمران!! أهـ 9/ 54، إلى غير ذلك من هنات القوم المعروفة، والله المستعان.
(18) (التعالم) بكر أبو زيد 44، 54، 92.
(يتبع) (أرجو عدم التعليق من الفضلاء حتى تتم الحلقات الخمس).
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 10:55]ـ
جسارة الانتقاء وأكذوبة التقليد
فساد منهج التساهل في الفتوى بدعوى التيسير
عبد الله بن سالم البطاطي
(2/ 5)
نظرة في طرائق العلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
من المتقرر عند أهل العلم - تنظيرًا وتسييراً - أن من أراد الوصول إلى معرفة الحكم الشرعي في مسألة ما فإنه يصوب نظره تجاه الأدلة الشرعية؛ يتأمل فيها، ويستنبط مناه، ويرجع إليها، ويصدر عنها، ولابد حينها أن يكون ضابطًا لأصول الاستنباط، ومتقنًا لقواعد الاستنتاج، ومدركًا لرسوم الاستخراج، التي قررها أهل العلم وأصلوها وجعلوها أسساً لبيان الصحيح من المجروح، ومعرفة الراجح من المرجوح.
ثم ايضًا ينبغي عليه أثناء سيره في طريق الاستنباط وطلب الحق أن ينظر في كلام العلماء الأعلام من محدثين ومفسرين وفقهاء وغيرهم، ويستعين به لفتح مغاليق الفهم، ومضايق النظر، وعويصات المسائل، ويستلهم منه تقريب المعاني وحل المعضلات، وبيان المشكلات، ثم تكون نهاية المطاف عند الخلاصة الخالصة لطالب الحق وهو الظفر - فيما يغلب على ظنه - بالحكم الشرعي الصحيح.
فاستنباط الحكم الشرعي من الدليل الشرعي بالطريقة الشرعية هو الجادة الأثرية، والطريقة السوية، التي تناقلها الآخرون عن الأولين، وسطروها في المصنفات، وتداولوها في محافل العلم والحلقات، وهي التي كانوا يربون عليها اليافع في العلم منذ نعومة أظفاره، ويلقنها المبتدئ في الطلب عند أول خطوة يضعها في مشواره؛ إذ لا ينال العلم من لا يسلك سبيل العلماء.
وبنظرة فاحصة لما سبق يتبين لك تناسق هذه المنظومة تناسقًا تراكبيًا يشد بعضه بعضًا، ويظهر لك جليًا أصالة صرح التفقه وعراقته، وأنه ليس وليد عبث أو حدث، بل هو جادة لمن كان جادًا، وأنه يرتكز على ثلاثة محاور رئيسة: أصل، وآلة، ووسيلة.
فأما الأصل فهو الأدلة الشرعية التي عليها أمر الديانة، وأما الآلة فهي أصول الاستنباط وقواعده، وأما الوسيلة فهي كلام الأئمة الأثبات، وأهل العلم الثقات، فكل من طرق باب التفقه بهذه الطريقة فهو من أهل الطريقة، والعالم حقيقة.
تغير المنهج السوي بعد القرون المفضلة:
هذا ما كان سائدًا في القرون الأولى المفضلة وما بعدها بيسير، ثم في منتصف القرن الرابع وأوائل الخامس فما بعده حصل تغير في طرائق العلم أدى إلى تغيرها، وخرج بها عن الجادة الأثرية، وذلك حين صار كلام الأئمة - بل أربعة منهم فقط -هو الأصل الذي يدور عليه التفقه، وتقوم حوله الدراسات والمؤلفات، وتعقد لأجله المدارس والحلقات: تدريسًا واستذكارًا، قراءة واستظهارًا، تزييفًا وانتصارًا، شرحًا واختصارًا، نظمًا ونثارًا.
واعتني بكلام الأئمة الأربعة - أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - عناية فائقة، بل نزل كلامهم منزلة النصوص، وأخذ الأتباع يطبقون عليه ما يطبقونه على نصوص الوحي.
وليس هذا من المبالغة في شيء؛ لأن الواقع المر يحكي لنا ما هو أشد من ذلك؛ إذ قد وجد من الأتباع من لا يقبل عن إمام مذهبه قولاً حتى ينقل بالسند الصحيح كالشمس وضوحًا، بينما هو يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ينقل بالسند الضعيف والواهي!! فالمذهب لا يكون مذهبًا حتى يثبت عن الإمام، والأحاديث يحتجون بها ولو لم تثبت عن سيد الأنام صلى الله عليه وسلم.
حتى آل الأمر إلى إحداث تركيبة مخترعة في طرائق الاستنباط ومسالك التعلم لا تمت إلى طريقة الأوائل بصلة؛ إذ بدل الأصل والآلة والوسيلة.
فبعد أن كان الأصل هو النظر في الأدلة الشرعية احتجاجًا وحجاجًا، أصبح الأصل هو النظر في كلام الأئمة الأربعة المتبوعين.
وبعد أن كانت الآلة هي أصول الفقه صارت آلة المتأخرين هي أصول المذهب.
وبعد أن كانت الوسيلة هي كلام الأئمة عامة أضحت الوسيلة قاصرة على كلام الأصحاب.
وهذه البدائل الثلاث أخذت مكانها من الحركة العلمية في الأزمنة اللاحقة، وتبلورت عن حدث غريب جديد يعرف ب " التمذهب "، الذي بلغ حمأته حين آل الأمر فيما بعد إلى " التعصب المذهبي "، وصارت نتائجه ما هو مسطر في كتب التاريخ، ومعروف في فروع الفقهاء!
وقبع المصنفون في تصانيفهم ينصرون هذا المذهب أو ذاك، ووظيفة العالم صارت لا تعدو أن تكون مجرد نقل لكلام الأئمة من الكتب المعتمدة حتى قال ابن الصلاح الشهرزوري (ت 643هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
منذ دهر طويل طوي بساط المفتي المستقل المطلق، والمجتهد المستقل المطلق، والمجتهد المستقل، وأفضى أمر الفتوى إلى الفقهاء المنتسبين إلى أئمة المذاهب المتبوعة .. إلى أن قال: فقد ذكر بعض الأصوليين منا - أي من الشافعية - أنه لم يوجد بعد عصر الشافعي مجتهد مستقل أ. هـ[1].
وأعلن ابن نجيم الحنفي (ت 790هـ) أن باب القياس مسدود منذ زمن، وأن ما يكون من فتوى المجتهدين ليس بفتوى، وإنما هو نقل كلام المفتي ليأخذ به المستفتي! [2].
وجاء من أوجب على الناس اتباع المذاهب الأربعة فقط، وحرم عليهم أن يأخذوا بمذهب أحد غيرهم، بل حكي الاجماع على هذه المقالة! ودونوها في كتب الأصول، كما قال الشيخ عبدالله بن الحاج إبراهيم الشنقيطي (ت 1233هـ) في منظومته الأصولية (مراقي السعود):
والمجمع اليوم عليه الأربعة أما عداها فالجميع متعه
حتى يجئ الفاطم المجدد دين الهدى لأنه مجتهد
أي أنه لا يوجد مجتهد مطلق كحال الأئمة الأربعة حتى يخرج الفاطمي وهو المهدي المنتظر آخر الزمان!!
وأبعد النجعة الشيخ إبراهيم اللقاني المالكي (ت1041هـ) حين أدرج هذه المقالة ضمن منظومته العقائدية وجعلها من أمور الاعتقاد، حيث قال في (جوهرة التوحيد):
ومالك وسائر والأئمة كذا أبو القاسم هداة الأمة
فواجب تقليد حبر منهم كذا حكى القوم بلفظ يفهم
فهو يقرر وجوب تقليد الأئمة الأربعة في المسائل الفقهية، ووجوب تقليد أبي القاسم الجنيد في الطريقة الصوفية!
قال البيجوري (ت 1277 هـ) شارحًا كلام صاحب الجوهرة:
(فواجب تقليد حبر منهم) فلا يجوز تقليد غيرهم، ولو كان من أكابر الصحابة لأن مذاهبهم لم تدون ولم تضبط أ. هـ[3].
وجاءت قاصمة الظهر، والفاجعة التي مازال المصلحون يحوقلون منها حين قال الصاوي (ت 1241هـ):
إن من خرج عن المذاهب الأربعة فهو ضال مضل، ولو وافق الصحابة والحديث الصحيح والآية، وربما أداه ذلك إلى الكفر؛ لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر!!! [4].
فانظر - أخي الموفق - كيف ضيقوا واسعًا، وأحدثوا ياسقًا، والأمر كما قال الإمام العلامة أبو شامة المقدسي رحمه الله (ت 665 هـ):
وحجروا على رب العالمين مثل اليهود أن لا يبعث بعد أئمتهم وليًا مجتهدًا، حتى آل بهم إلى أن أحدهم إذا ورد عليه شيء من الكتاب أو السنة الثابتة على خلافه يجتهد في دفعه بكل سبيل من التأويلات البعيدة، نصرة لمذهبه ولقوله ... ثم تفاقم الأمر حتى صار الكثير منهم لا يرون الاشتغال بعلوم القرآن والحديث، ويرون أن ما هم عليه هو الذي ينبغي المواظبة عليه، فبدلوا بالطيب خبيثًا، وبالحق باطلاً، واشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.
ثم نبغ قوم آخرون صارت عقيدتهم في الاشتغال بعلوم الأصليين، يرون أن الأولى منه الاقتصار على نكت خلافية وضعوها، وأشكال منطقية الفوها ... بل أفنوا زمانهم وعمرهم بالنظر في أقوال من سبقهم من المتأخرين، وتركوا النظر في نصوص نبيهم المعصوم من الخطأ، وآثار أصحابه الذين شهدوا الوحي، وعاينوا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفهموا مراد النبي صلى الله عليه وسلم فيما خاطبهم بقرائن الأحوال؛ إذ ليس الخبر كالمعاينة، فلا جرم لو حرم هؤلاء رتبة الاجتهاد وبقوا مقلدين [5].
رمي الشريعة بالجمود بسبب سد باب الاجتهاد:
وفي ذيل الأزمنة المتأخرة كان لهذا التضييق والتحجير والتسلط آثاره السلبية على مجموع الأمة؛ حيث اتخذه أهل الزيغ والفساد، وارباب الضلالة والإفساد ممن تولوا أزمة الأمور ومقاليد الحكم في ديار المسلمين: ذريعة إلى الطعن في الشريعة ورميها بالجمود والتخلف، وقصورها عن مواكبة المستجدات؛ لأن المدنية الحديثة أفرزت لنا قضايا معقدة تحتاج إلى حلول مناسبة، وهذه الحلول - قطعًا - غير موجودة في كتب الفقهاء غالبًا؛ لأنه من النادر - والنادر جدًا - أن ينص الفقهاء على حكم معين لواقعة لم يروها ولم يعاصروا أحداثها، مهما كان خيالهم خصبًا أو احتمالاتهم وافتراضاتهم بعيدة وواسعة، فمصنفات العلماء إنما ألفوها بما يناسب زمانهم، وهذا أمر لا يشك فيه أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا لا أقول ذلك استهانة بما خلفه لنا علماؤنا وأئمتنا - أبدًا والله - بل فيه الخير والخير كله؛ لكن الذي ينبغي أن يعلم لكل طالب حق أن القضية الفقهية يتجاذبها أصلان لا ثالث لهما:
- الأصل الأول: معرفة حكم المسألة.
- الأصل الثاني: تنزيل الحكم على الواقعة.
فأما الأصل الأول فقد وفاه العلماء حقه، وأتوا في مصنفاتهم بما لا مزيد عليه ولم يتركوا شاذة ولا فاذة في كافة شؤون الحياة إلا بينوا الحكم فيها وتكلموا عنها، جزاهم الله خيرًا.
وأما الأصل الثاني فهو الذي يحتاج إلى مجتهد بصير بالدين لينظر: هل الشروط اجتمعت، والموانع ارتفعت فينزل الحكم على الوقعة أولاً؟ ولأجل هذا الأصل كان السف يتدافعون الفتيا وهو المعروف عند الأصوليين " بتحقيق المناط "
فكلامنا هنا على هذا الأصل الثاني إذ أين المجتهد الذي يسد حاجة الأمة في هذا الباب وهم يوجبون التقليد ويحرمون الاجتهاد! وكيف يمكن لنفس أن تتوق لبلوغ رتبة الاجتهاد أو تتشوف لدرك تلك المعالي حيال هذا الزخم الهائل من التشديد والتضييق؟!
المهم أنه بسبب ذلك حصل اصطدام رهيب بين " المدنية الحديثة " والحلول الشرعية المناسبة، أدى إلى حدوث فجوة عميقة بين قضايا العصر وأحكام الشرع، تسلل من خلال هذه الفجوة أهل الزيغ والضلال إلى القدح في الشريعة الإسلامية، وأخذوا يناقشون مدى صلاحيتها وحيويتها، واستيعابها للمستجدات الحضارية، ثم عزموا - في ردة جريئة - على اقصاء الشريعة، واستعاروا - في سعار محموم - النتاج الغربي المشؤوم برمته، وقدموه مشروعًا حضاريًا للأمة المحمدية، ولا حول ولا قوة إلا الله.
خدمة مشائخ التنوير للمشروع التغريبي:
وفي ردة فعل متوقعة انبرى مشائخ التنوير ودعاة العصرنة لرفع راية التجديد - زعموا -، وتولوا كبر تمييع الدين لترقيع حال المسلمين، ودعوا إلى فتح باب الاجتهاد الذي أغلقه من سبقهم، لكن هذه المرة لم يفتحوه كما كان بضوابطه المعروفة عن السلف؛ بل فتحوه فتحًا عظيمًا لو أراد أهل الأرض أن يلجوا منه لوسعهم!!
ثم زادوا الطين بلة فأحدثوا أمرين خطيرين للغاية، أديا إلى ازهاق ما بقي من الروح في جسد " الجادة الأثرية "، وهما:
1 - التأثر بالتمدن والحضارة والعمران، وليس المراد أي حضارة أو أي تمدن وعمران؛ بل المراد النمط الغربي خاصة لما يتمتع به من الهيمنة العالمية.
2 - الانتقاء من المذاهب الفقهية ما يناسب الذوق، ويلائم العصر، ويكون الاختيار من الأقوال متمشيًا مع المعطيات الحضارية، ولو كان في ذلك استدبارًا للأدلة الشرعية بل لو استلزم الأمر اقصاء المذاهب الأربعة كلها لعدم وجود القول المرتضى فيها لم يكن ثم مانع من ذلك؛ وهذا ما حصل بالفعل حين تم الاعتراف بالمذهب الجعفري، والمذهب الزيدي، والمذهب الإباضي، وادرجت هذه المذاهب ضمن ثروات الأمة الفقهية - زورًا وبهتانًا - وصارت تجتر في البحوث المعاصرة تحت الكلمة النكراء " الفقه المقارن " - تلبيسًا وطغيانًا- فإلى الله المشتكى.
فانظر أخي الكريم - إلى الهوة السحيقة التي حدثت في طرائق العلم بين الأسلاف والأخلاف، وإلى التنافر الشديد بينهما في مناهج التعلم والطلب، الأمر الذي كان له أثر كبير في بروز نتاج من التناقضات بل والناقضات لما مضى، وإفراز أقوال غريبة بل شاذة بل ساقطة!
ولن أقف عند كل الملاحظات التي تدور حول تلك المناهج المنحرفة، فإن هذا باب واسع يصعب تتبعه، لكنني سأقف عند نقطة واحدة مهمة أرى أنها انقلاب في موازين الطلب، ونسف للمنهجية المقررة عند السلف الصالح في تحصيل العلم ومعرفة الصواب من الأقوال، هذه النقطة هي قولهم: للمرء أن يأخذ بأي قول يناسبه من أقوال العلماء، وأن ينتقي منها " أطايبها "!
تلك هي " جسارة الانتقاء "، ولها أخت في الرضاعة والوضاعة، ورديفتها في سوء البضاعة، ألا وهي أكذوبة التقليد ": (من قلد عالمًا، لقي الله سالمًا).
أدلتهم على هذا المنهج الفاسد:
استدل القوم في هذا المقام بما ظنوا أنه يسوع لهم سلوكهم هذه المنهجية المنحرفة، واستندوا إلى شيء من الأحاديث النبوية، وأقوال السلف، والتعليل العقلي. فأما الأحاديث النبوية فقد استدلوا بحديثين مشهورين على الألسنة وهما:
1 - حديث: (اختلاف أمتي رحمة) [6].
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - حديث (أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم) [7].
وأما أقوال السلف فمنها ما يلي:
1 - عن عون بن عبدالله بن عتبة قال: قال لي عمر بن عبدالعزيز: " ما يسرني باختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حمر النعم؛ لأنا إن أخذنا بقول هؤلاء أصبنا، وإن أخذنا بقول هؤلاء أصبنا " [8].
2 - وعن عمير قال: قلت لعمر بن عبدالعزيز رحمه الله: لو جمعت الناس على شيء؟ فقال: ما يسرني أنهم لم يختلفوا، قال حميد: ثم كتب إلى الآفاق وإلى الأمصار: ليقضي كل قوم بما اجتمع عليه فقهاؤهم [9].
3 - وقال سفيان الثوري رحمه الله: إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه، وأنت ترى غيره فلا تنهه [10].
4 - وقال أيضًا إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل أحد [11].
5 - وقال إياس بن معاوية رحمه الله: إنه لتأتيني القضية أعرف لها وجهين، فأيهما أخذت به عرفت أني قد قضيت بالحق [12].
6 - عن شريح القاضي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إليه: إذا أتاك أمر فاقض فيه بما في كتاب الله، فإن أتاك ما ليس في كتاب الله فاقض بما سن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أتاك ما ليس في كتاب الله. ولم يسن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بما اجتمع عليه الناس، وإن أتاك ما ليس في كتاب الله ولم يسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فيه أحد فأي الأمرين شئت فخذ به [13].
7 - وقال القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رحمه الله: لقد نفع الله تعالى باختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في أعمالهم، لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة، ورأى أن خيرًا منه قد عمله [14].
وأما التعليل العقلي فحاصله: أن ألفاظ النصوص محتملة لعدة معان، والشريعة واسعة، ومبناها على اليسر والسماحة، وقد أذن الشارع بالاجتهاد، وما من مسألة إلا والعلماء فيها طرفان: ما بين مشدد ومخفف، وهم منزهون عن الرأي المذموم في دين الله تعالى، وما دام الأمر كذلك فالكل دين الله وشرعه؛ لأنهم من إذن الشارع انطلقوا، وفي النصوص نظروا فصارت مذاهبهم على اختلافها كشرائع متعددة، وصارت هذه الشريعة المحمدية كأنها عدة شرائع بعث النبي صلى الله عليه وسلم بجميعها!
فلا تثريب على أحد حينئذ أن يأخذ بأي قول؛ لأن جميع الأئمة على هدى من ربهم، واختلافهم رحمة الله واسعة للخلق.
زد على ذلك أن توسعة المذاهب ورخصها أقرب سهولة إلى إسلام من يريد اعتناق الإسلام، وذلك بإرشاده إلى رخص العلماء ترغيبًا له في الدخول في الإسلام وابتعادًا به عن ثقل التكاليف مباشرة خشية نفوره [15].
ثم إن هذه الانتقائية من المذاهب قد عمل بها جماعة من الأئمة الأعلام، فقد نقل الشعراني عن جماعة من العلماء: كأبي محمد الجويني، وعز الدين بن جماعة الكناني، وعبدالعزيز الديريني، وشهاب الدين بن الأقيطع، وغيرهم أنهم كانوا يفتون الناس على المذاهب الأربعة بما يناسب حال المستفتي، لا سيما إذا كان من العوام الذين لم يلتزموا مذهبًا معينًا لعدم معرفتهم بنصوصه وقواعده [16].
والخلاصة " أن مبدأ الأخذ بالرخص أمر محبوب، ودين الله يسر، وما جعل عليكم في الدين من حرج، والمفروض أن المقلد لم يقصد تتبع الرخص في كل الوقائع وإنما في بعض المسائل، وكثيرًا ما قال العلماء: من قلد عالمًا فقد برئ مع الله، اختلاف العلماء رحمة، وربما قال بعضهم: حجرت واسعًا " [17].
وقبل الجواب عن هذه الآثار والأقوال لابد لنا من الوقوف عند أصول مهمة تضبط هذا الباب، وتقيم اعوجاج الفهم فيه، ثم نعود للجواب عما أوردوه من الشبهات، وذلك في مقالة قادمة إن شاء الله تعالى، والله الموفق.
________________________
(1) (أدب المفتي والمستفتي) لابن الصلاح 29 - 31.
(2) انظر (الرسائل الزينية) لابن نجيم 108, 168.
(3) شرح جوهرة التوحيد للبيجوري 150، وذكر العلامة ابن بدران الدومي أن الشيخ اللقاني هو أول من أدخل هذه المسألة في علم الاعتقاد (العقود الياقوتية) 99، ثم جاء من بعد اللقاني العلامة السفاريني الحنبلي (ت 1188هـ) وأدرجها في منظومته العقدية أيضًا (لوامع الأنوار البهية) 2/ 457.
(4) (حاشية الصاوي على الجلالين) 3/ 10، وانظر للرد عليه (أضواء البيان) للشنقيطي 7/ 438.
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) (المؤمل للرد إلى الأمر الأول) لأبي شامة، نقلته من كتاب الشيخ محمد سعيد الباني (عمدة التحقيق) 162 - 163 والغريب أن ابن المنير (ت 683هـ) يقول: إن الدليل يقتضي التزام مذهب معين بعد الأربعة لا قبلهم !! وقد تعقبه في كلامه هذا الشوكاني بكلام جميل يحسن مراجعته (السيل الجرار) 1/ 22 ويالله العجب، كيف سلك هذا الزقاق الضيق بعض الأئمة الأعلام كالحافظ ابن رجب الحنبلي، وألف كتابًا سماه (الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة)، وهو في سعة علمه، وجودة حفظه، وقوة عارضته وتمام معرفته وكمال آلته، فإذا لم يكن ابن رجب وأمثاله من المجتهدين فمن إذن؟!.
(6) هذا الحديث بهذا اللفظ لا أصل له في كتب السنة، قال تقي الدين السبكي، هذا الحديث ليس معروفًا عند المحدثين، ولم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع، ولا أظن أن له أصلاً (قضاء الأرب في أسئلة حلب) 264 وأقره على ذلك: الكازروفي في حاشيته على تفسير البيضاوي 2/ 35 - 36، والشيخ زكريا الأنصاري في حاشيته على تفسير البيضاوي أيضًا 1/ 100، وكذلك ابنه تاج الدين السبكي في (الإبهاج) 3/ 18، وقال الألباني: لا أصل له (الضعيفة) رقم 57 والذي ورد مرفوعًا إنما هو من حديث ابن عباس بلفظ: (اختلاف أصحابي لأمتي رحمة) أخرجه: البيهقي في (المدخل) رقم 152، والخطيب في (الكفاية 48، والديلمي في (مسند الفردوس) 4/ 447، وعزاه زين الدين العراقي إلى: آدم بن أبي إياس في كتاب (العلم والحلم) انظر (تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في منهاج البيضاوي) رقم 60 وإسناده ضعيف جدًا. فيه: سليمان بن أبي كريمة، وجويبر بن سعيد الأزدي ثم إنه منقطع لأن: الضحاك بن مزاحم لم يدرك ابن عباس رضي الله عنهما وأما ما نقله السخاوي عن شيخه الحافظ ابن حجر من قوله: زعم كثير من الأئمة أنه لا أصل له. لكن ذكره الخطابي في غريب الحديث مستطردًا، فأشعر أن له أصلاً عنده (المقاصد) 50 رقم 39 - وقد نقله عنه كل من جاء بعد - فهو كلام غريب جدًا؛ لأن التعويل في هذا الفن على الاسناد لا على مجرد إيراد الحديث في كتاب، وإلا فإن الكتب -وخاصة عند المتأخرين - مشحونة بمثل هذه الأحاديث التي لا خطام لها ولا زمام، فهل يقال في مثلها إن فلانًا من العلماء ذكرها في كتابه فأشعر أن لها أصلاً عنده؟! هذا ظاهر الفساد؛ لأنه يفتح باب المخرقة وأغرب منه قول السيوطي: ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا (فيض القدير) 1/ 210 قال الألباني تعقيبًا عليه: وهذا بعيد عندي إذ يلزم منه أنه ضاع على الأمة بعض أحاديثه (، وهذا مما لا يليق بمسلم اعتقاده (الضعيفة) 1/ 141
وانظر: (المعتبر) للزركشي رقم 227، و (الأسرار المرفوعة) للقاري 108 - 109 رقم 17، و (كشف الخفاء) للعجلوني 1/ 66 رقم 153، و (المغير على أحاديث الجامع الصغير) للغماري 16.
(7) أخرجه: عبد بن حميد في (المنتخب) 2/ 28 رقم 782، والدارقطني في (المؤتلف والمختلف) 4/ 1778، والبيهقي في (المدخل) رقم 152، 153، والخطيب في (الكفاية) 48، وابن عدي في (الكامل 2/ 785 - 786 الديلمي في (مسند الفردوس) 4/ 447، والقضاعي في (مسند الشهاب) رقم 1346، وابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) رقم 176، وابن حزم في (الإحكام) 6/ 82 مسألة رقم 1057 وقال: حديث ساقط وقال البيهقي: هذا حديث متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة، لم يثبت في هذا إسناد (المدخل) 1/ 149 وقال ابن عبدالبر إسناده لا تقوم به حجة (جامع بيان العلم) 2/ 925 وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف جدًا، (المطالب العالية) 4/ 146 في 4194 وقال الألباني: موضوع (الضعيفة) الأرقام: 58، 59، 60، 61، 62، 438 وانظر (تلخيص الحبير) 4/ 190 - 191، (المعتبر) للزركشي 80 - 85، و (العلل المتناهية) لابن الجوزي 1/ 282.
(8) اخرجه ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) رقم 1688، والخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم 745، وعزاه الحافظ ابن حجر إلى مسدد، وصححه كما في (المطالب العالية) 3/ 105 رقم 3005، ونقل محققه الأعظمي عن البوصيري تصحيحه ايضًا للأثر.
(9) أخرجه الدارمي في سننه برقم 652 والخطيب في (الفقيه والمتفقه (برقم 743، وإسناده صحيح.
(10) (حلية الأولياء) لأبي نعيم 6/ 368، و (التمهيد) لان عبدالبر 9/ 229.
(11) أخرجه ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) رقم 1467، بسند حسن ومثله عن معمر، أخرجه ابن عبدالبر برقم 1468 بسند صحيح.
(12) أخرجه: ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) رقم 1519 بسند صحيح، وأخرجه عمر بن شبة في (أخبار المدينة) ومن طريقه وكيع في (أخبار القضاة) 1/ 341 - 342، والمزي في (تهذيب الكمال) 3/ 434.
(13) أخرجه النسائي في سننه 8م231 رقم 5399، والدارمي في سننه رقم 169، والبيهقي في (السنن الكبرى) 10/ 115، وابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) رقم 1995، والخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم 444، وابن حزم في (الإحكام) 6/ 29 - 30، وإسناده صحيح.
(14) أخرجه ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) برقم 1686، بسند صحيح.
(15) انظر (عمدة التحقيق في التقليد والتلفيق) محمد سعيد الباني 72، 96، 101، 109، 175.
(16) (الميزان الكبرى) للشعراني 1/ 15و 26.
(17) (الفقه الإسلامي وأدلته) وهبة الزحيلي 9/ 43 وهو قد اقتبس هذا الكلام من سؤال ورد من طلبة فاس المغربية سنة 884هـ إلى العلامة أحمد بن يحيى الونشريسي (ت 914هـ) يسألونه عن الاجتهاد والتقليد والتلفيق وتتبع الرخص، فأجاب طويل متين قوي، منع فيه التلفيق وتتبع الرخص (المعيار المعرب) 12/ 9 - 42.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 11:01]ـ
جسارة الانتقاء وأكذوبة التقليد
فساد منهج التساهل في الفتوى بدعوى التيسير
عبد الله بن سالم البطاطي
(3/ 5)
الأصول الجامعة:
الأصل الأول:
إن الأصل في أمة الإسلام هو الاجتماع والاتفاق، أما الاختلاف فإنه حادث طارئ إذ الأصل عدمه.
فالأمة مطالبة باتحاد الكلمة، وتقارب الرأي، وتحري الحق، وطلب الصواب، ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، وفي نفس الوقت هي مطالبة بنبذ الخلاف وأسباب الفرقة، وطرح الشقاق، والبعد عن وسائل الفتنة.
ومع أن الأمة تسعى إلى تحقيق تلك المطالب الشرعية، إلا أن الله عز وجل قدر أن تختلف أنظار العلماء، ومدارك الفقهاء، لتباين فهومهم، وتفاوت علومهم، فاختلافهم في المسائل الشرعية حاصل ولا بد، ولله في ذلك حكمة، لكن وقوعه حينئذ ليس بحجة على أحد، لأنه خلاف الأصل، وكيف يكون الخلاف أصلا والأمة مأمورة بسد بابه، واقتلاع مضاره؟
قال تعالى: ? مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ? (الروم:31 - 32). وقال سبحانه: ? وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ? (آل عمران: 103). وقال أيضا: ? وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ? (الأنفال: 46). و قال: ? أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ? (الشورى: 13). وقال: ? وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ?. (آل عمران: 105).
والأحاديث والآثار في ذلك كثيرا جدا، وهي مستفيضة ومشهورة، وكلها تقرر مبدأ واحدا وهو وجوب الاجتماع والاتفاق والائتلاف، ونبذ الشقاق والافتراق والخلاف، وهي نصوص عامة تشمل أصول الشريعة وفروعها، ولا سبيل إلى التفريق بينهما في ذلك، إذ ليس في النصوص ما يشير إليه أو يدل عليه، فالكل دين الله وشرعه، فلا يقال: إن المخالف في الفروع لا يأثم، هكذا بإطلاق مهما كانت مخالفته، كلا وألف كلا، فإن من جاءته النصوص الصحيحة الصريحة في مسألة فرعية ما ثم هو يتركها لأجل قول فلان من الناس، فلا شك أنه ممن تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، زد على ذلك أن مسألة تقسيم الشريعة إلى أصول وفروع تحتاج إلى وقفة من حيث الأمور التي رتبت على هذا التقسيم، ومن حيث التمييز بين الأصول والفروع، فإن هذه المسألة على جلالة قدرها إلا أنك مهما بذلت من جهد لتقف على ضابط دقيق يكون فيصلا في التفريق بين ما يكون أصلا وما يكون فرعا لن تستطيع البتة، وهذا من المضايق الحرجة التي يكتنفيها شيء من الغموض أكثر من غموض التفريق بين الصغائر والكبائر، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: أما التفريق بين نوع تسميته مسائل الأصول، وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع، فهذا الفرق ليس له أصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا أئمة الإسلام، وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم، من أهل البدع، وعنهم تلقاه من ذكره من الفقهاء في كتبهم [1].
وأما من حيث الأمور التي رتبت على هذا التقسيم فلا ينبغي أبدا أن يستفاد منه الاستهانة بالفروع، أو حط منزلتها، وتقليل شأنها، فإن هذا محادة لدين الله الكامل الشامل، ومطارحة لطريقة السلف الصالح رحمهم الله، لأن هذا التقسيم اصطلاحي متأخر، لم يقصد منه تقسيم الدين نفسه، وإنما أريد منه تقسيم المسائل الفقهية، وهذا من باب الضبط للأبواب والفصول أثناء الوقوف عند فائدة الاصطلاح وما يراد منه ولا يتعداه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يؤكد ما ذكرناه أن أهل السنة والجماعة قد درجوا في مصنفاتهم على تدوين كل ما يميزهم عن أهل البدع والضلالة، ولو كان هذا المميز فرعا فقهيا، لأنه فارق بين الفرقتين، ويسطرونه في كتب الاعتقاد على أنه عقيدة مستقرة يجب عقدها لله رب العالمين.
وخذ مثلا على ذلك: مسح الخفين، فإن أئمة السنة يذكرون ثبوت ذلك في كتب الاعتقاد كعقيدة لأهل السنة والجماعة، مع أن مسألة المسح على الخفين من مسائل الفروع، بل هي من الرخص الشرعية وليست من العزائم عند جمهور العلماء، ولكن لما كان في إثباتها وتقريرها منابذة لأهل الضلالة من الشيعة والخوارج قيدوها في كتب الاعتقاد حتى قال أبو الحسن الكرخي من أئمة الحنفية: إني أخشى الكفر على من لا يرى المسح على الخفين [2].
أعود فأقول: إن النصوص الشرعية لم تأت حادثة على إنشاء الخلاف وإحداث الاختلاف، بل على العكس تماما، إذ لم يكن الاختلاف يوما من الأيام مطلبا شرعيا، ولا غاية أو هدفا حث الشارع العباد على تحقيقه، والسعي في إيجاده، إنما هو من باب الأمر القدري الكوني وليس من باب الأمر الشرعي، وفرق بين الأمرين عظيم.
والذي يزيد الأمر وضوحا، أن الشارع سبحانه أمر عن الاختلاف بالرجوع إلى الكتاب والسنة، حسما لمادته، وحدا من آثاره، وطلبه للوفاق، فلو كان الاختلاف مطلبا شرعيا لما أمر سبحانه بالرجوع إلى الكتاب والسنة ولأقرهم على حالهم وامتحدهم لذلك ولهذا قال الإمام المزني رحمه الله: قال تعالى: ? وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ?. (آل عمران: 105). وقال: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ? (النساء: 59) فذم الله الاختلاف، وأمر عنده بالرجوع إلى الكتاب والسنة، فلو كان الاختلاف من دينه ما ذمه، ولو كان التنازع من حكمه ما أمرهم بالرجوع عنده إلى الكتاب والسنة، وقد اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطأ بعضهم بعضا، ونظر بعضهم في أقاويل بعض وتعقبها، ولو كان قولهم كله صوابا عندهم لما فعلوا ذلك [3].
سبب الاختلاف:
من المهم أن ندرك أن حدوث الاختلاف سببه تنوع الاجتهاد لا تخالف الأدلة، والاجتهاد جهد بشري، والأدلة وحي منزل، وحينئذ لا يمكن أن يتصور وجود التعارض بينها، لأنها خرجت من مشكاة واحدة، وكلها تصب في معين واحد، فما يتوهم من وجود التعارض بينها أحيانا إنما هو تعارض صوري قام في ذهن الناظر لها، أما حقيقة الأمر فلا تعارض بينها البتة.
ولأجل ذلك كان الصحيح من أقوال أهل العلم أن الحق في قول واحد من أقوال المجتهدين وليست كلها صوابا، وهذا الواحد هو الذي يوفق لإصابة الحق الذي أراده الشارع، وإنما جعل للمخطئ أجر واحد لا مكافأة له على إحداث الخلاف بل لامتثاله أمر الشارع بالاجتهاد والنظر في الأدلة، فإذا بذل جهده لطلب الحق ولم يوفق إليه فإنه يعذر في ذلك، لأنه قد يعتريه شيء من عوارض النفس البشرية يحول دون إصابته الحق، والإنسان لا يحاسب على القصور، وإنما يحاسب على التقصير.
قال الإمام البيهقي رحمه الله: وقد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح عنه لمن اجتهد فأصاب أجرين، ولمن اجتهد فأخطأ أجرا واحدا، ولا يكن الأجر على الخطأ، وإما يكون على ما تكلف من الاجتهاد، ويرفع عنه إثم الخطأ بأنه إنما كلف الاجتهاد في الحكم على الظاهر دون الباطن، ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل [4].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قول عامة السلف والفقهاء، أن حكم الله واحد، وأن من خالفه باجتهاد سائغ مخطئ معذور ومأجور، لعفو الله عنه، فإنه لا يكلف نفسا إلا وسعها، وهذا ما لا نعلم بين الأمة فيه خلافا، إلا شيئا يحكى عن بعض معتزلة بغداد مثل بشر المريسي وأضرابه، أنهم زعموا أن المخطئ من المجتهدين يعاقب على خطئه [5].
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فالاختلاف نتيجة طبيعية للجهد البشري الحاصل من التفقه في نصوص الكتاب والسنة، وما دام الأمر كذلك فلا يمكن أن يصير هذا الناتج البشري، وهو الاختلاف، غاية يسعى العلماء لتحققها، وينبذون وراءهم الأدلة الشرعية القطعية الآمرة بالاتفاق والائتلاف، الناهية عن الشقاق والخلاف، ولهذا لو قدر أن أهل العلم يستطيعون الاتفاق على حكم الواقعة لم يجز لهم أن يحدثوا خلافا، ولم يجز لمن جاء بعدهم أن يخرق هذا الإجماع، لما فيه من شق عصا الأمة، وتشتيت كلمتها.
فالعالم والمجتهد لا يؤمر بالاتجاه مباشرة لنصب الخلاف، بل يطلب منه النظر في المسائل، فإن كانت مما أجمع عليها لم يكن له خرق الإجماع ومخالفته، وإنما دوره حينئذ يقتصر على حكايته، والتدليل عليه لا غير، وإن كانت المسألة مما لم يجمع عليها فيلزمه التأمل في الأدلة الشرعية، على ضوء القواعد المقررة، طلبا للحق والصواب، وبعد ذلك يجب عليه التزام ما ظهر له أنه الحق والصواب بغض النظر عمن قال به من الأئمة، ثم هو أحد اثنين: إما مخطئ فله أجر واحد، وإما مصيب فله أجران، وبهذا تنتهي منظومة الاجتهاد العملية المقررة عند أهل العلم، والتي يجب على طالب الحق سلوك جادتها.
وإنما كان لا بد للعالم وطالب العلم من معرفة الخلاف وأقوال العلماء لتحصيل فائدتين:
الفائدة الأولى: أن يسلم من الشذوذ فلا يتبنى قولا يشذ به عن إجماع الأمة، وأيضا لا يحكي إجماعا في المسألة مع أن الخلاف فيها قائم بين الأئمة.
والفائدة الثانية: الاستفادة من طرائق النظر والاستدلال التي سلكها الأئمة في تحصيل الفقه، والوقوف على ما يسوغ وقوعهم في مثل هذا الاختلاف.
فهاتان الفائدتان النفيستان لا تتحصلان إلا بالوقوف على اختلاف الأئمة رحمهم الله، وعلى هذا يحمل قول قتادة رحمه الله: من لم يعرف الاختلاف لم يشم رائحة الفقه بأنفه [6] وقول سعيد بن أبي عروبة رحمه الله: من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالما [7].
والخلاصة:
أن الخلاف ليس مطلبا شرعيا، ولا أمرا يقتضيه العقل، ولا شيئا محمودا ترتضيه النفوس السوية، بل هو أمر قدري كوني حدث من غير قصد من العلماء إلى إنشائه وإحيائه، فهو من الشر الذي لا بد منه، ولهذا أنكروا على من يتخذه قاعدة ينطلق منها، أو أصلا يستدل به، حتى قال ابن عبد البر رحمه الله: الاختلاف ليس بحجة عند أحد علمته من فقهاء الأمة، إلا من لا بصر له، ولا معرفة عنده، ولا حجة في قوله [8].
ويؤكده أن العلماء أسقطوا التعليل بالخلاف، فلا يقال في شيء بالكراهية مثلا لوجود الخلاف على المسألة، لأن التعليل بالخلاف عليل، وقد قال الونشريسي المالكي رحمه الله: القول بمراعاة الخلاف قد عابه جماعة من الأشياخ المحققين، والأئمة المتفننين منهم أبو عمران و أبو عمر بن عبد البر، و القاضي عياض [9].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: تعليل الأحكام بالخلاف علة باطلة في نفس الأمر، فإن الخلاف ليس من الصفات التي يعلق الشارع بها الأحكام في نفس الأمر، فإن ذلك وصف حادث بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يسلكه من لم يكن عالما بالأدلة الشرعية [10].
الأصل الثاني:
أن الخلاف نوعان:
النوع الأول: خلاف معتبر.
والنوع الثاني: خلاف غير معتبر.
فأما الخلاف المعتبر فهو الخلاف الذي تتجاذبه الأدلة وله حظ من النظر، فهذا هو الخلاف القوي، الذي يصل أحيانا ببعض العلماء إلى الوقف عن الترجيح فيه.
وأما الخلاف غير المعتبر فهو الخلاف الضعيف الذي ليس له وجاهة أو وجه من الدليل، بل قد يكون الدليل على خلافه.
وهذا النوع من الخلاف له صور كثيرة معروفة، كالخلاف المبني على قول شاذ، أو مذهب مهجور، أو خالف فيه صاحبه الإجماع الثابت، أو كان من القياس فاسد الاعتبار، وهو ما يكون في مقابلة النص، أو مصادما لنص صريح، أو نحو ذلك.
وهذا النوع من الخلاف الضعيف هو الذي عليه الأئمة واطرحوه، وردوا على صاحبه مشنعين عليه رأيه، وقد قال الإمام أبو الحسن بن الحصار المالكي، (ت 611 هـ).
فليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر [11]
وبهذا يتبين أن إطلاق من أطلق الاعتداد بالخلاف خطأ ظاهر، لأن من الخلاف ما لا يعتد به ولا يعول عليه، فوجوده وعدمه سواء حينئذ.
الأصل الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من عقيدة أهل السنة والجماعة عدم إثبات العصمة لأحد من البشر كائنا من كان، إلا الأنبياء والرسل فيما يبلغون عن الله تعالى، فإنهم معصومون من الخطأ والسهو، في تبليغ الدين، أما من عداهم من العلماء والأئمة، مهما كان فضلهم وعلمهم فإنهم غير معصومين من الخطأ والسهو والغفلة والنسيان ونحو ذلك من عوارض البشر.
وهذا هو معنى قول الإمام مالك - رحمه الله - في المشهور عنه: وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر، وأشار إلى الحجرة، يقصد النبي صلى الله عليه وسلم.
وما من إمام إلا وقد أخذت عليه أشياء من الغرائب أنكرها عليه غيره من العلماء، ولا يكاد يسلم من ذلك أحد بدءا من الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم رأس هذه الأمة فضلا وعلما وعبادة وجهادا وطاعة ثم من دونهم، فمن دونهم وهلم جرا.
فهذا أبو طلحة - رضي الله عنه - كان يرى أن البرد لا يفطر الصائم، لأنه بركة وليس طعاما أو شرابا [12].
و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان رضي الله عنهما - يمنعان الناس من التمتع في الحج، ويعترض على ذلك علي بن أبي طالب و عمران بن حصين - رضي الله عنهما [13] , و أبو هريرة - رضي الله عنه - يتوضأ حتى يصل بالماء إلى إبطيه [14] وقد قال الله عز وجل: ? وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ ? (المائدة: 6).
و عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - كان يرى التطبيق في الصلاة [15]: أي وضع اليدين بين الرجلين أثناء الركوع، مع أنه منسوخ.
و أبو ذر رضي الله عنه، كان يرى وجوب إخراج ما زاد على الحاجة من الذهب [16].
وغير ذلك من الأمثلة كثير، فإذا كان هذا الشأن في الصحابة رضي الله عنهم فكيف الحال بمن جاء بعدهم، وما من أحد إلا وقد فاته شيء من الآثار كما قاله الشافعي رحمه الله: لا نعلم رجلا جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء.
وهنا أمر مهم للغاية يجب التنبه له والوقوف عنده وهو أن كثيرا من أتباع المذاهب يبتكرون أقوالا من رؤوسهم ثم ينسبونها إلى مذاهب الأئمة؛ زعما منهم أنها مخرجة على أصولهم، ماضية على قواعدهم، والأئمة من ذلك براء، ولو قدر لهم أن يطلعوا على تلك الأقوال لأنكروها، لوضوح مخالفتها للكتاب والسنة وأضرب لذلك بمثالين.
المثال الأول:
ما ذكره الحطاب الرعيني ت 954 ه في شرحه على مختصر خليل عن الشيخ زروق من كراهة صوم يوم المولد النبوي، والعلة في ذلك أنه من أعياد المسلمين فينبغي ألا يصام فيه [17].
وقد سبقه إلى تقرير ذلك شيخه ابن عباد القوري فقد قال في رسائله الكبرى: وأما المولد فالذي يظهر لي أنه عيد من أعياد المسلمين، وموسم من مواسمهم، وكل ما يفعل فيه مما يقتضيه وجود الفرح والسرور بذلك المولد المبارك من إيقاد الشموع وإمتاع البصر والسمع والتزين بلبس فاخر الثياب، وركوب فاره الدواب، أمر مباح لا ينكر على أحد قياسا على غيره من أوقات الفرح، والحكم بكون هذه الأشياء بدعة في هذا الوقت الذي ظهر في سر الوجود، وارتفع فيه علم الشهود، وانقشع فيه ظلام الكفر والجحود، وادعاء أن هذا الزمان ليس من المواسم المشروعة لأهل الإيمان، ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان، أمر مستثقل تشمئز منه القلوب السلمية، وتدفعه الآراء المستقيمة، ثم حكى قصة له وقعت مع شيخه ابن عاشر، وأنه هو الذي دله على هذه الفائدة النفيسة [18].
فانظر كيف أدرجت هذه البدعة النكراء ضمن مذهب الإمام مالك رحمه الله وصار يتداولها علماء المالكية المتأخرون في مصنفاتهم، مع أن الإمام مالك رحمه الله لم يقل بها، لا تصريحا ولا تلميحا، ولا إيماء، ولا هي مخرجة على أصول مذهبه أو قواعد فقهه ولقد أجاد العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله حين قال: فهذا الكلام الذي يقتضي قبح صوم يوم المولد، وجعله كيوم العيد من غير استناد إلى كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا قول أحد من أصحابه، ولا من تابعيه، ولم يقل به أحد من الأئمة الأربعة، ولا من فقهاء الأمصار المعروفين، الذي أدخله بعض المتأخرين في مذهب مالك، ومالك بريء منه براءة الشمس من اللمس، ولم يجر على أصول مذهبه [19].
المثال الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما اشتهر من أن مذهب الإمام الشافعي وجوب التلفظ بالنية في الصلاة، مع أن الإمام الشافعي رحمه الله، لم يذكر ذلك في كتبه، ولا نقله عنه تلاميذه، حتى جاء أبو عبد الله الزبير بن أحمد الزبيري أحد فقهاء الشافعية بالبصرة (ت 317هـ) وخرج وجها من كلام الإمام الشافعي زاعما أنه يقول بوجوب التلفظ بالنية في الصلاة.
وهذا التخريج قد غلطه فيه كبار الأئمة من الشافعية وغيرهم، وسببه سوء فهم لعبارة الإمام الشافعي فإنه قال: إذا نوى حجا وعمرة أجزأ وإن لم يتلفظ، وليس كالصلاة لا تصح إلا بالنطق [20] فالإمام الشافعي رحمه الله يقرر هنا أن من نوى الحج أو العمرة أجزأ ذلك ولو لم يتلفظ بالتلبية، بينما لا تجزئه النية وحدها في الصلاة إذا لم ينطق بتكبيرة الإحرام، فظن الزبيري رحمه الله، أن مراد الشافعي وجوب النطق بالنية في الصلاة وهذا غلط بين ولهذا قال الإمام النووي رحمه الله: قال أصحابنا: غلط هذا القائل، وليس مراد الشافعي بالنطق في الصلاة هذا، بل مراده التكبير [21].
وهذا الذي ذكرناه ما هو إلا نماذج يسيرة توقظ المتبصر الطالب للنجاة أن يستوثق من علمه الذي يأخذه، هل هو أصيل أو دخيل؟ فإن من المدخول على مذاهب الأئمة أمور خاطئة في أصل الاعتقاد، فتدبيس بعض الأقوال في مذاهب الأئمة الأعلام لم يعد قاصرا على المسائل الفقهية بل تعداه أيضا إلى مسائل العقيدة، والله المستعان.
فما أرمي إليه هنا هو بيان أن الخطأ قد يصدر من الأئمة فعلا، وقد ينسب إليهم زورا وبهتانا وهم منه براء، فهذا الأخير نبهت عليه للتحذير منه والبعد عنه خشية أن يغرر بقارئ كتب المذاهب، فتستهويه تلك المدخولات على أقوال الأئمة فيظنها أقوالا لهم على الحقيقة، فيتخذها دينا وقربة، والأمر على خلاف ذلك تماما وأما الأول وهو الخطأ الصادر عن الأئمة فعلا فيما صح عنهم، فهذا هو الذي لأجله عقدت الأصل الثالث.
والسؤال: ما موقعنا من الأقوال التي تبين لنا خطأ الأئمة فيها؟ هذا جوابه سيكون في الحلقة القادمة إن شاء الله.
________________________ (1) مجموع الفتاوى (23/ 346) وقال أيضا: والفرق في ذلك بين مسائل الأصول والفروع كما أنه بدعة محدثة في الإسلام لم يدل عليها كتاب ولا سنة ولا إجماع، بل ولا قالها أحد من السلف والأئمة فهي باطلة عقلا، و منهاج السنة: (5/ 87)، وذكر مثل هذا الكلام: ابن القيم في مختصر الصواعق (2/ 613) و عبد الرحمن ابن سعدي في طريق الوصول 7 وغيرهم من العلماء.
(2) انظر: المبسوط للسرخسي: (1/ 97 - 98).
(3) نقله عنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله: (2/ 910 - 911).
(4) معرفة السنن والآثار (1/ 140) وانظر كلام الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/ 475).
(5) رفع الملام: (44، 45، 72) ومجموع الفتاوى، (19/ 122 - 123) وقد حكي الاتفاق على ذلك أيضا جماعة من الأصوليين ك: الآمدي، والغزالي، وغيرهما، انظر الأحكام (4/ 244) والمستصفى (2/ 361) وما بعدها.
(6) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم رقم 1520، 1522 بسند ضعيف.
(7) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم رقم (1521) (1536) بسند صحيح.
(8) جامع بيان العلم (2/ 922) وكذا قال الخطابي أيضا في أعلام الحديث: (3/ 2092).
(9) المعيار المعرب (12/ 36).
(10) مجموع الفتاوى (23/ 281) ومن أجود ما ألف في موضوع مراعاة الخلاف كتاب: مراعاة الخلاف، بحث أصولي الشيخ عبد الرحمن بن معمر السنوسي.
(11) نقله عنه السيوطي في الإتقان (1/ 34).
(12) أخرجه أحمد في المسند (3/ 279) من حديث أنس رضي الله عنه، وسنده صحيح.
(13) أخرجه البخاري رقم (1559) 1569، ومسلم رقم (1221، 1223) وانظر الفتح (3/ 433).
(14) أخرجه مسلم رقم (250).
(15) أخرجه مسلم رقم (534).
(16) أخرجه البخاري رقم: (1407) وانظر الفتح (3/ 273).
(17) مواهب الجليل (3/ 318).
(18) انظر مواهب الجليل للحطاب (3/ 318 - 319) وقد ذكر الونشريسي فتوى ابن عباد بنصها كاملة في المعيار المعرب (11/ 278) ومن الغرائب أن الحاج الرحال أبا عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق المالكي ألف كتابا بعنوان: جنا الجنتين في فضل الليلتين، ذكر فيه واحدا وعشرين وجها لتفضيل ليلة المولد على ليلة القدر، انظرها بتمامها في المعيار المعرب (11/ 280).
(19) أضواء البيان (7/ 578).
(20) المجموع شرح المهذب للنووي (3/ 243)، والذي انفرد به أبو عبد الله الزبيري الشافعي إنما هو القول بوجوب التلفظ بالنية، فإنه لم يقل بوجوب ذلك أحد من الأئمة قبله ولا بعده، أما الاستحباب فقد حكاه جماعة من أتباع الأئمة المتأخرين، ولا دليل لهم على ذلك وانظر كتاب مقاصد المكلفين للشيخ عمر الأشقر (125 - 133).
(20) المجموع شرح المهذب للنووي (3/ 243)، والذي انفرد به أبو عبد الله الزبيري الشافعي إنما هو القول بوجوب التلفظ بالنية، فإنه لم يقل بوجوب ذلك أحد من الأئمة قبله ولا بعده، أما الاستحباب فقد حكاه جماعة من أتباع الأئمة المتأخرين، ولا دليل لهم على ذلك وانظر كتاب مقاصد المكلفين للشيخ عمر الأشقر (125 - 133).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 11:07]ـ
جسارة الانتقاء وأكذوبة التقليد
فساد منهج التساهل في الفتوى بدعوى التيسير
(4/ 5)
الموقف الصحيح من أخطاء العلماء وزلاتهم:
ليس مرادنا في هذا المقام بأخطاء العلماء تلك المتعلقة بحق الله سبحانه من ذنوب ومعاص، فإن العلماء وغيرهم من البشر في ذلك سواء، وباب التوبة مفتوح للجميع، وإنما مرادنا ههنا بأخطائهم العلمية .. تلك الأقوال والأفعال التي صدرت منهم على جهة الديانة لله تعالى، وسبيل التعبد له جل وعلا، وتلقفها الناس عنهم، ونسبوها إلى دين الله وشريعته؛ لحسن ظنهم بالعلماء.
" ولهذا تستعظم شرعاً زلة العالم، وتصير صغيرته كبيرة، من حيث كانت أقواله وأفعاله جارية في العادة على مجرى الاقتداء، فإذا زل حملت زلته عنه قولاً كانت أو فعلاً؛ لأنه موضوع مناراً يهتدي به، فإن علم كون زلته زلة؛ صغرت في أعين الناس وجسر عليها الناس تأسياً به، وتوهموا فيها رخصة علم بها ولم يعلموها هم تحسيناً للظن به، وإن جهل كونها زلة؛ فأحرى أن تحمل محمل المشروع، وذلك كله راجع عليه " [1].
وبادئ ذي بدءٍ لا بد أن نعرف أن هذه الأخطاء العلمية على قسمين:
القسم الأول:
ما يسميه العلماء بـ (الأقوال الضعيفة)؛ وذلك لضعف دليلها، أو لقوة المعارض، أو غير ذلك. وليس المراد بها (الأقوال المرجوحة) التي تقابل (الراجحة)؛ لأن الراجح والمرجوح فرسا رهان في تجاذب المسألة، والدليل محتمل لكليهما؛ لكنه في جانب أحد القولين أقوى، فهذا النوع لا يدخل ضمن الأخطاء العلمية.
وإنما مرادنا بـ (الأقوال الضعيفة) تلك البين ضعفها، والتي لا ساق لها تقف عليه، ولا سوق ينهض بها؛ بل تقوم على أدلة واهية لا تثبت أمام الحجج، ولا تصمد في مواطن الحجاج، ويتضافر الأئمة على إنكارها، وتتعاقب جماعاتهم على استنكارها.
فهذا النوع من (الأخطاء العلمية) إذا تلبس به المستفتي بسبب فتوى أحد المفتين الموثوق بعلمهم ودينهم، فإنه لا يلزمه - متى تبين له خطؤها - أن ينقض ما مضى من عمله الذي بناه على أساس تلك الفتوى؛ لكنه فيما يستقبل من عمله يطرحها ولا يلتفت إليها.
ولا يسع الناس غير هذا القول، وإلا وقعوا في حرج عظيم؛ لأن المستفتي إذا سأل من هو أهل للفتيا ثم عمل بتلك الفتوى، فإن ما بناه من تصرفاته على أساس تلك الفتوى صحيح، ولا يلزمه نقضه، فإن الله - عز وجل - أمر الجاهل أن يسأل أهل العلم كما في قوله تعالى: ? فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ? (الأنبياء: 7) وهذا المستفتي قد امتثل أمر الشارع فسأل العلماء فيكون قد أتى بما عليه، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ومطالبة الناس بشيء لم يطلبه الشارع منهم أمر زائد عن الحد، وقد قال سبحانه: ? لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ? (البقرة: 286).
وخذ مثلاً على ذلك: مسألة إخراج زكاة الفطر نقداً، فإن المرء إذا أخرجها نقداً بناء على فتوى من يوثق بعلمه ودينه، وظل يخرجها كذلك سنين متطاولة، ثم تبين له عدم جواز إخراجها نقداً بالدليل والبرهان؛ فإنه لا يلزمه حينئذٍ أن يعتبر ما مضى من عمله فاسداً، ولا يؤمر بقضاء السنين الفائتة، وإنما يصحح عمله فيما يستقبل من السنين.
والقسم الثاني:
الأقوال المنكرة والآراء الباطلة التي تخالف صريح الكتاب والسنة، وتصادم إجماع الأئمة، وتنقض المسلّمات الشرعية، وتتعارض مع مقاصد الشريعة.
فهذا النوع من (الأخطاء العلمية) مردود على صاحبه [2]، ولا يشك أحد في بطلان العمل به، ولا يجوز للمستفتي ولا لغيره الإقدام عليه مطلقاً، وعليه نقض ما مضى من العمل المبني على تلك الفتوى؛ لأن ما بني على باطل فهو باطل، وكيف يقوم الفرع والأصل زائل!!
وبالجملة فإن العبد المسلم إذا تبين له خطأ العالم في مسألة ما فإنه يلزمه أن يتخذ إجراءين مهمين من هذه القضية:
الإجراء الأول: مع العالم نفسه.
والإجراء الثاني: مع خطئه وزلته.
الإجراء الأول:
فأما العالم نفسه فإننا نقف معه ثلاث وقفات شرعيات:
الوقفة الأولى: أن نلتمس له العذر فيما أخطأ فيه، وهو أحق من غيره بهذا الموقف؛ لأن العبد إذا كان مأموراً بالتماس الأعذار لإخوانه المؤمنين، فالعلماء من باب أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الذهبي - رحمه الله -: " فليعذر من تأول بعض الصفات، وأما السلف فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفوا، وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله، ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدعناه، لقل من يسلم من الأئمة معنا، رحم الله الجميع بمنه وكرمه " [3].
وقد صنف جماعة من الأئمة كتباً في أسباب اختلاف العلماء، وهي في الحقيقة أعذار لهم يتبين منها أنهم أرادوا الحق وسلكوا جادته، ورغبوا في إصابته؛ لكنهم أخطئوا.
ولم يذكر أحد قط أن مخالفة هذا العالم أو ذاك كان بدافع الهوى، أو تغليب مصلحته الشخصية، أو رغبته، الجانحة ... أبداً، وحاشاهم من ذلك؛ لأنهم كانوا أهل ورع وتقوى، ولا أدل على ذلك من أن بعضهم كان يجتنب التصريح بلفظ " الحلال " أو " الحرام " ما دامت أدلته ظنية، وهو غالب في عبارة المتقدمين؛ كراهة أن يتناولهم قوله تعالى: ? وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ ? (النحل: 116) [4].
الوقفة الثانية: توقيره وإكرامه، ومعرفة قدره، وحفظ وافر الحرمة له، وعدم التنقص منه لأجل خطئه؛ لما له من سابق الفضل، وجزيل البذل، وحسن البلاء في الإسلام، ومحبة النصح للأمة، وظهور إخلاصه لشرع الله ودينه، فهذا الرصيد من الحسنات يرجى له به مغفرة السيئات وأن تغمر زلاته في بحر إحسانه.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يجلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه " [5].
الوقفة الثالثة: نصيحته ودلالته على الصواب، والمكاتبة له في ذلك إن أمكن؛ فإنه من الأمانة التي حمّلها الله - عز وجل - أهل العلم، وأمرهم أن يتواصلوا فيه؛ فإن العلم رحم بين أهله.
وهذا هو الذي يفسر لك الكم الهائل من الردود التي دونها أهل العلم، قياماً بواجب النصيحة التي أمروا بها.
عن تميم الداري - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم " [6].
الإجراء الثاني:
وأما خطأ العالم وزلته، فإن " الخطأ " يرد مهما كان قائله أو فاعله، فكيف بمن خطؤه ينسب إلى الشرع! فهذا أعظم خطراً، وأشد ضرراً، وحينئذ لا بد أن يقوم أهل العلم ببيان الخطأ وتزييفه، وتحذير الناس من أخذه أو التلبس به؛ فإنه متى " عرف بأنها زلة لم يجز لأحد أن يتبعه فيها باتفاق المسلمين " [7].
قال الشاطبي (ت 790هـ) - رحمه الله -: " إن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة، ولا الأخذ بها تقليداً له؛ وذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع؛ ولذلك عدت زلة، وإلا فلو كانت معتداً بها لم يجعل لها هذه الرتبة، ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها " [8].
ولا شك أن زلة العالم ليست كزلة غيره؛ لأنها مدعاة لتتابع الناس على الخطأ والدينونة به، والديمومة عليه؛ اغتراراً بزلته، واجتراراً لحسن الظن به.
قال الغزالي - رحمه الله -: " فهذه ذنوب يتبع العالم عليها، فيموت العالم ويبقى شره مستطيراً في العالم آماد متطاولة فطوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه " [9].
" وشبه العلماء زلة العالم بانكسار السفينة؛ لأنها إذا غرقت غرق معها خلق كثير " [10]، وقد قيل قديماً: إذا زل العالِم، زل العالَم [11].
وقد وردت آثار كثيرة تحذر من زلة العالم وتبين خطورتها، فمن ذلك ما يلي:
1 - عن كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إني لأخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: أخاف عليهم من زلة العالم، ومن حكم جائر، ومن هوى متبع " [12]. وفي لفظ: " اتقوا زلة العالم، وانتظروا فيئته " [13].
2 - عن زياد بن حدير - ثقة عابد - قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " ثلاث يهدمن الدين: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون " [14].
3 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " ويل للأتباع من عثرات العالم، قيل: وكيف ذاك؟ قال: يقول العالم برأيه، فيبلغه الشيء عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه؛ فيرجع ويمضي الأتباع بما سمعوا " [15].
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الآثار وغيرها كثير تدل على خطورة زلة العالم، وتحذير الأتباع منها، فكيف بمن كان سبيل التفقه عنده التفتيش عنها، وحشد الشبه لتبريرها، واختلاق ما يسوغ العمل بها؛ فهذا - والله - لا يفلح أبداً، كما قال الإمام عبدالرحمن بن مهدي - رحمه الله -: " لا يكون إماماً في العلم من أخذ بالشاذ من العلم " [16].
وأعظم من ذلك من كان دأبه التنقيب عن زلات العلماء ونوادرهم؛ لأجل التقرب والتعبد والعمل بها، فهذا يقال فيه ما قاله الإمام الأوزاعي - رحمه الله -: " من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام " [17].
الجواب عما أوردوه من الاستدلال:
وأما عن الجواب عما استدلوا به على جواز الانتقائية فهو كما يلي:
أولاً: الجواب عن الأحاديث المرفوعة:
أما الأحاديث المرفوعة فيجاب عنها من جهتين:
من جهة السند، ومن جهة المتن.
فأما من جهة السند فقد مضى البيان بأنه لا يصح منها شيء البتة، بل صرح بعض الأئمة أنها موضوعة، فلا نطيل في ذلك.
وهذا الجواب وإن كان كافياً؛ لأن الكلام لا يكون إلا فيما ثبت، فأما ما لم يثبت فوجوده وعدمه سواء؛ إلا أنه يمكن إظهار الخلل فيها من جهة المتن أيضاً.
فالحديث الأول: (اختلاف أمتي رحمة) يدخله الفساد من جهتين:
أ - من جهة لفظه.
ب - ومن جهة معناه.
فالجهة الأولى: جهة لفظه:
فأما جهة اللفظ فيرد عليه ما يلي:
1 - أنه أطلق الاختلاف، فيشمل أي شيء مختلف فيه ولو كان في العقائد.
2 - أنه عام في المختلفين؛ فإنه لم يستثن غير العلماء من هذا الاختلاف؛ لأنه قال (أمتي)، فيكون اختلاف أي أحد من أفراد الأمة داخلاً في حكم هذا الحديث.
فمجرد تصور ما يدل عليه لفظ الحديث يكفي في رده إذ أنه يشمل كل الأمة: أعياناً وأعمالاً، فجميع أفراد الأمة الإسلامية باختلاف مشاربهم، وشتى اتجاهاتهم، وتنوع أفكارهم، وأيضاً بكل تصرفاتهم وأقوالهم واعتقاداتهم، كل ذلك الخليط الممزوج يكون (رحمة)!! وهذا لا يقوله عاقل.
ولأجل فساد هذا الفهم المتبادر من لفظ الحديث - إن ثبت - سعى بعض العلماء إلى تخريجه على وجه مناسب وملائم.
فزعم بعضهم - كما نقل عن الحليمي وغيره - أن المراد الاختلاف في الحرف والمهن والصنائع، وهذا بعيد؛ لأنه لو كان هذا هو المراد لكان الأولى أن يقال: (اختلاف الناس رحمة) إذ لا فرق في هذا بين الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم، فإن كل الأمم مختلفون في الحرف والصنائع.
وزعم آخرون - كما نقل عن الجويني والحليمي أيضاً وغيرهما - أن المراد به الاختلاف في المناصب والدرجات والمراتب، واستبعده السبكي تقي الدين (ت 756 هـ) [18]؛ لأن الذهن لا يسبق إليه هذا المعنى من لفظ الحديث.
ودفعاً لأي وارد قد يرد، أطبق شراح الحديث على أن عمومه غير مراد، بل الاختلاف المحمود مقصور على اختلاف الأئمة المجتهدين دون غيرهم، ثم هو محصور في مسائل الفروع دون الأصول - هذا على فرض صحة التقسيم إلى فروع وأصول -.
والجهة الثانية: جهة المعنى:
وأما معناه فلا يستقيم؛ لأمرين:
1 - أنه يصادم النصوص القطعية الثابتة والكثيرة التي تقضي بذم الاختلاف، وتنهى عنه.
وبالغ المناوي في دفع هذا الإيراد، وقال: هذه دسيسة ظهرت من بعض من في قلبه مرض [19].
وليس الأمر كما قال المناوي؛ بل هو إيراد في محله، والأمر كما قال تقي الدين السبكي: " فانظر القرآن العزيز كيف دل على أن الرحمة تقتضي عدم الاختلاف، وأن الاختلاف نشأ عنه كفر بعضهم واقتتالهم، وانظر كلام النبوة كيف اقتضى أن الاختلاف سبب لاختلاف القلوب، والذي نقطع به ولا شك فيه أن الاتفاق خير من الاختلاف " [20].
2 - ما ذكره ابن حزم وغيره أنه إن كان الاختلاف رحمة فإن الاتفاق عذاب وسخط وهذا المفهوم من لفظ الحديث لازم لهم، مع أنه لا يقول به مسلم [21].
وقد شنع الخطابي (388 هـ) على من جعل هذا المفهوم مستفاداً من الحديث وألزم به، بل نسبه إلى بعض أهل الزندقة والمجون!! [22].
ثم حاول دفع ذلك بما لا ينتهض، وتكلف الجواب عنه وقال: قال تعالى: ? وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ? (القصص: 73) فسمى الليل رحمة، فهل أوجب أن يكون النهار عذاباً؟ [23].
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحقيقة هذا ليس بجواب؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد أمتن على الخلق بأن جعل الليل والنهار كليهما من رحمته، ولم يفرد الليل بالرحمة دون النهار، فكيف يُفصل الليل عن النهار ويخص الليل بالرحمة دون النهار مع أن السياق واحد؟!
وزيادة على ما تقدم فإن متن الحديث منكر؛ لأنه نص على أن الاختلاف رحمة، وقد ثبت في حديث آخر أن الجماعة رحمة، فعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الجماعة رحمة، والفرقة عذاب " [24].
وعند الوقوف ملياً مع هذا الحديث يظهر والله أعلم أنه تحرف من لفظ آخر وهو: (اختلاف أصحابي لأمتي رحمة)، بدليل أن لفظ: (اختلاف أمتي رحمة) مختزل منه كما هو ظاهر؛ ولأن كثيراً من الأئمة قد أنكروا أن يكون لهذا اللفظ أصل في كتب السنة، كما قال تقي الدين السبكي (756 هـ): " هذا الحديث ليس معروفاً عند المحدثين، ولم أقف له على سند صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع، ولا أظن أن له أصلاً؛ إلا أن يكون من كلام الناس .. إلى أن قال: وما زلت اعتقد أن هذا الحديث لا أصل له " [25].
وقال ابن الملقن (804 هـ): " هذا الحديث لم أر من خرجه مرفوعاً بعد البحث الشديد عنه " [26].
وهناك فرق عظيم بين اللفظين؛ فإن اللفظ الوارد: (اختلاف أصحابي ... ) يقصر الاختلاف على الصحابة فقط دون غيرهم، فتكون الرحمة محصورة في اختلافهم.
وهذا له محمل وجيه وصحيح؛ لأن كون اختلافهم رحمة أي رخصة، والرخصة تخفيف، والتخفيف رحمة، والمعنى: أننا استدللنا باختلافهم على جواز الاجتهاد في هاتيك المسائل أو ما شابهها، وهذا توسعة لمن جاء بعدهم؛ إذ لو لم يجتهدوا لما تجرأ أحد على خوض عباب النصوص الشرعية، ولوقف العلماء من بعدهم حيث وقفوا، فهذه التوسعة هي الرحمة المرادة.
وعلى هذا المعنى يحمل كلام السلف - رحمهم الله -، كقول القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أحد الفقهاء السبعة: " وكان اختلاف أصحاب محمد رحمة للناس ".
وكقول عمر بن عبدالعزيز: " ما يسرني أنهم لم يختلفوا؛ لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة ".
وعن موسى بن عبدالله الجهني - ثقة عابد - أبو سلمة الكوفي قال: " كان إذا ذكر عند طلحة بن مصرف الاختلاف، قال: لا تقولوا الاختلاف؛ ولكن قولوا السعة " [27].
وصنف رجل كتاباً في " الاختلاف "، فقال له الإمام أحمد: " لا تسمه كتاب (الاختلاف) ولكن سمه كتاب السعة " [28].
ولا يعني كون ذلك سعة أن للمجتهد أو المفتي الانتقاء من أقوالهم أو مذاهبهم بدون نظر أو ترجيح، فإن هذا الانتقاء اللامنضبط ليس من لازم السعة ولا من ثمراتها، وعلى هذا يحمل كلام من نفى السعة في اختلاف الصحابة ومن بعدهم.
قال ابن القاسم: " سمعت مالكاً، و الليث بن سعد يقولان في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس كما قال ناس فيه سعة، ليس كذلك إنما هو خطأ وصواب " [29].
وسئل مالك عمن أخذ بحديث حدثه ثقة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتراه من ذلك في سعة؟ فقال: لا والله حتى يصيب الحق، وما الحق إلا واحد، قولان مختلفان يكونان صواباً جميعاً؟! وما الحق والصواب إلا واحد [30].
قال ابن الصلاح الشهرزوري (643 هـ) تعقيباً على قول الإمام مالك: " قلت: لا توسعة فيه؛ بمعنى أنه يتخير بين أقوالهم من غير توقف على ظهور الراجح. وفيه توسعة؛ بمعنى أن اختلافهم يدل على أن للاجتهاد مجالاً فيما بين أقوالهم، وأن ذلك ليس مما يقطع فيه بقول واحد متعين لا مجال للاجتهاد في خلافه والله أعلم " [31].
وقد سبقه إلى تقرير هذا الأصل: الإمام إسماعيل القاضي - رحمه الله - حيث قال: " إنما التوسعة في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم توسعة في اجتهاد الرأي، فأما أن يكون توسعة لأن يقول الناس بقول واحد منهم من غير أن يكون الحق عنده فيه فلا؛ ولكن اختلافهم يدل على أنهم اجتهدوا فاختلفوا " قال ابن عبدالبر عقبه: " كلام إسماعيل هذا حسن جداً " [32].
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود أنه يجب فهم كلام السلف على وجهه؛ فإنهم أرادوا أمراً حسناً، ومعنى جميلاً من الاختلاف وقالوا: هو رخصة وسعة، ومن جاء بعدهم قال: إنه رحمة، وأراد نفس المعنى أيضاً، كما قال ابن بطة العكبري (387 هـ): " فاختلاف الفقهاء في فروع الأحكام، وفضائل السنن؛ رحمة من الله بعباده " [33].
وقال موفق الدين ابن قدامة (620 هـ): " الاختلاف في الفروع رحمة، والمختلفون فيه محمودون في اختلافهم، مثابون في اجتهادهم، واختلافهم رحمة واسعة، واتفاقهم حجة قاطعة " [34].
ثم جاء من بعدهم من المتأخرين فضخموا أمر الاختلاف، وعظموه جداً حتى لكأنه مطلب رباني، أو مقصد شرعي؛ بل جعله السيوطي خصيصة من خصائص الأمة فقال: " اعلم أن اختلاف المذاهب في هذه الملة نعمة كبيرة، وفضيلة عظيمة وله سر لطيف أدركه العالمون، وعمي عنه الجاهلون .. إلى أن قال: فعرف بذلك أن اختلاف المذاهب في هذه الأمة خصيصة فاضلة لهذه الأمة، وتوسيع في هذه الشريعة السمحة السهلة " [35].
وذهب الحصكفي الحنفي (1088 هـ) إلى أبعد من ذلك فقال: " واعلم بأن الاختلاف من آثار الرحمة، فمهما كان الاختلاف أكثر كانت الرحمة أوفر " [36].
والأمر ليس كما قالا بل هو دون ذلك بكثير؛ فإن الاختلاف ليس محموداً في نفسه وإنما يعتبر بما آل إليه؛ فإن آل إلى هوى وعصبية وبغي وعدوان وتفرق الكلمة والصف فهو مذموم ولا شك، وإن آل إلى غير ذلك مما يحبه الله عز وجل فهو ممدوح. فالعبرة بالمآل لا بالحال، تماماً كما قيل في المعصية؛ فإن بعض أهل العلم قالوا: رب معصية خير من طاعة، فليس المراد ذات المعصية؛ لأنها مكروهة للشارع فلا تمدح لذاتها، وإنما المراد بما يؤول إليه حال التائب منها مما يورث الذل والانكسار بين يدي العزيز الجبار، وتحمل صاحبها على خشوع القلب والاجتهاد في الطاعات والعبادات.
وعندي نصان لاثنين من أعيان الصحابة وفقهائهم، هما: عبدالله بن عباس، و عبدالله بن مسعود - رضي الله عنهم - فأما ابن عباس - رضي الله عنهما - فندم وحزن على فوات ما كان يزمع كتابته رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور لا يختلفون بعدها، وأما ابن مسعود - رضي الله عنه - فقد وصف " الخلاف " بما هو أهله، وإليك كلامهما بتمامه:
1 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده "، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قوموا ".
قال عبيدالله بن عبدالله بن عتبة الراوي عن ابن عباس: فكان ابن عباس يقول: " إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم " [37].
2 - قال الأعمش: حدثني معاوية بن قرة، عن أشياخه، أن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - صلى أربعاً أي بمنى، فقيل له: عبت على عثمان ثم صليت أربعاً؟ فقال: " الخلاف شر " [38].
وفي ختام الجواب عن الحديث أنقل لك كلاماً نفيساً للغاية للعلامة المحقق أبي إسحاق الشاطبي (790 هـ) حيث قال: " وأيضاً؛ فإن قول من قال: " إن اختلافهم رحمة " يوافق ما تقدم - أي: من أن ذلك بسبب فتحهم باب الاجتهاد -؛ وذلك لأنه قد ثبت أن الشريعة لا اختلاف فيها، وإنما جاءت حاكمة بين المختلفين، وقد ذمت المختلفين فيها وفي غيرها من متعلقات الدين، فكان ذلك عندهم عاماً في الأصول والفروع، حسبما اقتضته الظواهر المتظافرة، والأدلة القاطعة. فلما جاءتهم مواضع الاشتباه وكلوا ما لم يتعلق به عمل إلى عالمه على مقتضى قوله: ? وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِه ? (آل عمران: 7)، ولم يكن لهم بد من النظر في متعلقات الأعمال؛ لأن الشريعة قد كملت، فلا يمكن خلو الوقائع عن أحكام الشريعة، فتحروا أقرب الوجوه عندهم إلى أنه
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود الشرعي، والفطر والأنظار تختلف؛ فوقع الاختلاف من هنا لا من جهة أنه من مقصود الشارع، فلو فرض أن الصحابة لم ينظروا في هذه المشتبهات الفرعية، ولم يتكلموا فيها - ولهم القدرة في فهم الشريعة والجري على مقاصدها -؛ لم يكن لمن بعدهم أن يفتح ذلك الباب للأدلة الدالة على ذم الاختلاف، وأن الشريعة لا اختلاف فيها، فكان المجال يضيق على من بعد الصحابة، فلما اجتهدوا ونشأ من اجتهادهم في تحري الصواب الاختلاف؛ سهل على من بعدهم سلوك الطريق؛ فلذلك - والله أعلم - قال عمر بن عبدالعزيز: " ما يسرني أن لي باختلافهم حمر النعم "، وقال: " ما أحب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا " [39].
________________________
(1) الموافقات للشاطبي (4 - 88 - 89).
(2) انظر: (الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام) القرافي في 135 فما بعدها، و (إعلام الموقعين) لابن القيم (3 - 288).
(3) (سير أعلام النبلاء) (14 - 376).
(4) انظر: (إعلام الموقعين) (1 - 72)، و (البحر المحيط) للزركشي، وهذا فيمن كان معذوراً في مخالفته للحق، أما " من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة، أو ما أجمع عليه سلف الأمة، خلافاً لا يعذر فيه، فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع " (مجموع الفتاوى) (24 - 172).
(5) أخرجه: أحمد في المسند (5 - 323) رقم (22755)، والحاكم في (المستدرك) (1 - 122) رقم (429)، والبزار في (البحر الزخار) (7 - 157) رقم (2718)، والشاشي في (مسنده) رقم (1273)، والطحاوي في (شرح شكل الآثار) (3 - 365) رقم (1328)، والطبراني (الكبير) (11) رقم (12276) وحسنه الهيثمي في (المجمع) (1 - 127) و (8 - 14)، والألباني في (صحيح الترغيب) رقم (101)، وانظر السلسلة الصحيحة رقم (2196).
(6) أخرجه مسلم في (صحيحه) (1 - 74) رقم (55)، كتاب الإيمان، باب: بيان الدين النصيحة.
(7) (إعلام الموقعين) (2 - 183).
(8) (الموافقات) (5 - 136).
(9) (إحياء علوم الدين) للغزالي (4 - 33).
(10) (جامع بيان العلم وفضله) لابن عبدالبر (2 - 982).
(11) عن عبيد الله بن أبي جعفر قال: " قيل لعيسى ابن مريم: يا روح الله وكلمته، من أشد الناس فتنة؟ قال: زلة العالم، إذا زل العالم زل بزلته عالم كثير " أخرجه: ابن المبارك في (الزهد) (2 - 855) رقم (1136)، ومن طريقه الخطيب البغدادي في (الفقيه والمتفقه) (2 - 26) رقم (645).
(12) أخرجه: البزار (كشف الأستار) رقم (182)، والطبراني (الكبير) (17 - 17) رقم (14)، والبيهقي في (المدخل) رقم (830)، وابن عبد البر في (جامع بيان العلم) رقم (1865)، وإسناده ضعيف جداً، فإن: كثير بن عبدالله المزني متروك، (مجمع الزوائد) (1 - 187) و (5 - 239)، لكن للحديث شواهد مرفوعة وموقوفة، فمن المرفوع:
1 - ما رواه: البيهقي في (المدخل) رقم (832)، و (شعب الإيمان) (2 - 3) رقم (347)، والخطيب في (الفقيه المتفقه) (2 - 26) رقم (644)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وسنده ضعيف،،
2 - ومنها ما رواه أبو داود في (المراسيل) رقم (533)، من حديث محمد بن كعب القرظي مرسلاً، ثم في إسناده: إبراهيم بن طريف الشامي، وهو مجهول،،
3 - ومنها ما رواه: الطبراني (الكبير) (20 - 138 - 139)، و (الأوسط) (7 - 297) رقم (6571)، و (الصغير) (2 - 186) رقم (1001)، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال الهيثمي: وفيه عبدالحكيم بن منصور الواسطي وهو متروك الحديث (المجمع) (1 - 186)، ثم فيه انقطاعاً؛ لأن عبدالرحمن بن أبي ليلى لم يدرك معاذاً، ولحديث معاذ طريق أخرى أخرجها: الطبراني (الأوسط) (9 - 326) رقم (8710)، واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) (1 - 131) رقم (183)، قال الهيثمي: وعمرو بن مرة لم يسمع من معاذ (المجمع) (1 - 187)، وأما الآثار الموقوفة فسوف يأتي ذكر بعضها إن شاء الله.
(13) أخرجه: ابن عدي في (الكامل) (6 - 2081)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (10 - 211) رقم (20917)، وفي (المدخل) رقم (831) وضعفه المناوي في (فيض القدير) (1 - 187)، وقال العجلوني: وهو كما قال إن لم يكن موضوعاً (كشف الخفاء) رقم (78).
(يُتْبَعُ)
(/)
(14) أخرجه: ابن المبارك في (الزهد) رقم (1137)، والدارمي (السنن) رقم (220)، والآجري في (تحريم النرد والشطرنج) رقم (48)، والفريابي في (صفة النفاق) رقم (31)، وابن بطة في (الإبانة) رقم (641و643)، والبيهقي في (المدخل) رقم (833)، والخطيب في (الفقيه والمتفقه) (1 - 234) رقم (607)، وابن عبدالبر (جامع بيان العلم) رقم (1867و1869و1870) وأبو نعيم في (الحلية) (4 - 196)، وعزاه المتقي الهندي في (كنز العمال) رقم (29405 - 29412) إلى: آدم بن أبي إياس في (العلم)، والعسكري في (المواعظ)، والبغوي والإسماعيلي، ونصر المقدسي في (الحجة)، وساق ابن كثير طرقه ثم قال: فهذه طرق يشد القوي منها الضعيف، فهي صحيحة من قول عمر رضي الله عنه، وفي رفع الحديث نظر، والله أعلم (مسند الفاروق) (2 - 662)، وصححه الألباني في (المشكاة) رقم (269)، وقد ورد عن جماعة من الصحابة آثار قريبة من لفظ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، منها:
1 - أثر معاذ بن جبل رضي الله عنه، بإسناد حسن، أخرجه: وكيع في (الزهد) (1 - 299) رقم (71)، واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) (1 - 137) رقم (198)، وابن عبدالبر (جامع بيان العلم) رقم (1872)، وأبو نعيم في (الحلية) (5 - 97) وقال: كذا رواه شعبة موقوفاً، وهو الصحيح، وقال الدارقطني: وقفه شعبة وغيره عن معاذ، والموقوف هو الصحيح (العلل) (6 - 81) رقم (992)،،.
2 - أثر أبي الدرداء رضي الله عنه، وإسناده منقطع، أخرجه أحمد في (الزهد) رقم (143)، وأبو نعيم في (الحلية) (1 - 219)، وابن عبدالبر (جامع بيان العلم) رقم (1868)،،.
3 - أثر سلمان الفارسي رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، أخرجه: ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) (2) رقم (1873)،،.
4 - أثر تميم الداري رضي الله عنه، أخرجه: البيهقي في (المدخل) رقم (837)، والخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي) (1 - 145)، فمجموع طرق الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة ترتقي بالمرفوع إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
(15) أخرجه: البيهقي في (المدخل) رقم (835و836)، والخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم (647)، وابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) رقم (1877)، وإسناده صحيح.
(16) أخرجه: ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) رقم (1539)، وسنده صحيح.
(17) أخرجه: البيهقي في (السنن الكبرى) (10 - 211) رقم (20918)، وانظر: (سير أعلام النبلاء) (7 - 125).
(18) (قضاء الأرب في أسئلة حلب) (269)، ونقله عنه المناوي في (فيض القدير) (1 - 209) وغيره.
(19) (فيض القدير) (1 - 210).
(20) (قضاء الأرب في أسئلة حلب) (266).
(21) (الإحكام في أصول الأحكام) (5 - 64)، وأيده الألباني (الضعيفة) (1 - 141).
(22) (أعلام الحديث) (1 - 219)، وأيده على ذلك من جاء بعده ممن نقل كلامه، وانظر على سبيل المثال: (شرح صحيح مسلم) للنووي (11 - 92).
(23) المرجع السابق (1 - 220).
(24) أخرجه: أحمد (المسند) (4 - 278و275)، وابن أبي الدنيا في كتاب (الشكر) (64)، وابن أبي عاصم في (السنة) رقم (93)، والقضاعي في (مسند الشهاب) رقم (15)، والبيهقي في (شعب الإيمان) (2 - 1 - 123)، وابن بطة في (الإبانة الكبرى) رقم (117)،وعزاه الهيثمي إلى: البزار، والطبراني، وقال: رجالهم ثقات (المجمع) (5 - 217) وحسنه الألباني (الصحيحة) رقم (167)، و (صحيح الجامع) رقم (3109).
(25) (قضاء الأرب في أسئلة حلب) (263 - 264)، وكلامه هذا تناقله عنه الأئمة مقرين له.
(26) (تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج) لابن الملقن (71) رقم (62)، ونقله عنه الزبيدي في شرحه على (إحياء علوم الدين) (1 - 205)، وعنه اللحجي في (منتهى السول على وسائل الوصول) (3 - 266).
(27) أخرجه: ابن بطة في (الإبانة الكبرى) رقم (707)، وأبو نعيم في (الحلية) (5 - 19).
(28) انظر: (مجموع الفتاوى) (30 - 79).
(29) انظر: (جامع بيان العلم) لابن عبدالبر رقم (1695و1699).
(30) نقله ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم) (2 - 907).
(31) (أدب المفتي) لابن الصلاح (64).
(32) (جامع بيان العلم) لابن عبدالبر (2 - 906 - 907)، وانظر: (الموافقات) (5 - 75) و (الاعتصام) (2 - 676).
(33) (الإبانة الكبرى) (2 - 566).
(34) (لمعة الاعتقاد) (35).
(35) (جزيل المواهب في اختلاف المذاهب) (21، 22).
(36) (شرح الدر المختار) (1 - 12).
(يُتْبَعُ)
(/)
(37) متفق عليه، البخاري - كتاب الجهاد والسير (3 - 1111)، ومسلم - كتاب الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه (شرح النووي) (11 - 95).
(38) أخرجه: ابن أبي شيبة في (المصنف) رقم (13982)، وأبو داود في (السنن) رقم (1960)، وأصل الحديث في الصحيحين وغيرهما.
(39) (الموافقات) (5 - 75 - 76)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 11:13]ـ
جسارة الانتقاء وأكذوبة التقليد
فساد منهج التساهل في الفتوى بدعوى التيسير
عبدالله بن سالم البطاطي
(5/ 5)
الحديث الثاني: " أصحابي كالنجوم ... ".
هذا الحديث ليس فيه إلا الثناء على الصحابة بما هم أهله، وأنهم منارات هدى يقتدى بهم كحال النجوم التي يهتدى بها في حوالك الظُلَمْ، وأن كل فرد من أفراد الأمة متى أراد قدوة صالحة في أمر من أمور البر، والخير، والإحسان، فسيجد في الصحابة رضي الله عنهم أسوة حسنة، وقدوة صالحة؛ فمن أراد قدوة في العبادة ففيهم العابدون، ومن أراد قدوة في الجهاد ففيهم المجاهدون، ومن أراد قدوة في العلم ففيهم العالمون، .... وهكذا.
وليس في الحديث أي إشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى الحث على الانتقاء من أقوالهم، أو الاختيار من آرائهم لمجرد كونهم صحابة فقط، وإلا فهل يجوز لأحد اليوم أن يقول بقول عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان رضي الله عنهما؛ فيمنع الناس من التمتع بالعمرة إلى الحج!! هذا ما لا يجوز البتة.
وهذا المقدار من تشبيه الصحابة بالنجوم ثابت من حديث آخر صحيح، وهو أعمق دلالة من حديث: " أصحابي كالنجوم " عند التأمل.
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " [1].
و ذكر البيهقي رحمه الله أن هذا الحديث، يؤدي بعض المعنى المراد من حديث: " أصحابي كالنجوم " [2]، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعقيباً عليه: صدق البيهقي، هو يؤدي صحة التشبيه للصحابة بالنجوم خاصة، أما في الاقتداء فلا يظهر في حديث أبي موسى الأشعري؛ نعم، يمكن أن تلمح ذلك من معنى الاهتداء بالنجوم، وظاهر الحديث إنما هو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة، من طمس السنن، وظهور البدع، وفشو الفجور في أقطار الأرض، والله المستعان [3].
وذهب جماعة من العلماء إلى أن المراد بالحديث إن صح نقل ما رواه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لا مطعن في أحد منهم، فكلهم ثقات عدول، فعن أيهم نقل الناقل فقد اهتدى الناقل.
قال الإمام المزني رحمه الله: إن صح هذا الخبر فمعناه فيما نقلوا عنه، وشهدوا به عليه، فكلهم ثقة مؤتمن على ما جاء به، لا يجوز عندي غير هذا، وأما ما قالوا فيه برأيهم فلو كانوا عند أنفسهم كذلك ما خطأ بعضهم بعضاً، ولا أنكر بعضهم على بعض، ولا رجع منهم أحد إلى قول صاحبه، فتدبر [4].
وثم جواب ثالث ذكره ابن حزم رحمه الله، حيث عدد أوجه الفساد في الاستدلال بهذا الحديث، ثم قال:
والثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول الباطل، بل قوله الحق، وتشبيه المشبه للمصيبين بالنجوم تشبيه فاسد، وكذب ظاهر؛ لأنه من أراد جهة مطلع " الجدي " فأم جهة مطلع " السرطان " لم يهتد، بل ضل ضلالاً بعيداً، وأخطأ خطأً فاحشاً، وخسر خسراناً مبيناً، وليس كل النجوم يهتدى بها في كل طريق [5].
ثانياً: الجواب عما استدلوا به من أقوال السلف:
وأما ما ذكروه من آثار السلف رحمهم الله، وأوردوه في هذا المقام، فعنه جوابان: جواب إجمالي، وآخر تفصيلي.
فأما الجواب الإجمالي فيقال فيه: إذا جمعت الآثار السلفية في صعيد واحد، وضممت النظير إلى نظيره، ثم قارنته بأفعالهم ومواقفهم المنقولة إلينا، ودققت التأمل في ذلك، تبين لك مرادهم على وجه التحقيق، وأنهم إنما قصدوا الأقوال التي يتجاذبها الأثر، ويسعفها النظر، والتي لا تخرج عن كونها إما راجحة أو مرجوحة، مما سبق بيانه ودخوله ضمن " الخلاف المعتبر ".
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يؤكد ذلك ويدل عليه هو تعقب بعضهم لبعض، وتخطئة بعضهم بعضاً وقيام المناظرات العلمية بينهم، وكتابة الردود، والأجوبة عنها، ثم يلي ذلك إعذارهم من خالفهم في الاجتهاد؛ لعلمهم بوجاهة ما تمسك به، واحتج له، ونافح عنه. ولو كان الذي صار إليه مما شذ فقهه، أو اندثر علمه، أو هُجر العمل به، أو صار إليه تشهياً، وانتقاء عشوائياً لا مبرر له؛ لما عذروه وتحملوه، بل زجروه وهجروه، وحذروا الناس منه، ولعدوه من أهل البدع؛ لأن تلك هي طريقتهم، وذلك هو منهجهم.
ولقد كان من المشتهر في عصرهم، والمنتشر في أوساطهم أنه لا يصار في مسألة من المسائل إلى قول لأجل القائل به ما لم تقم عليه بينة ظاهرة من الكتاب والسنة؛ لأن الحجة فيهما لا غير، ومن عارض نصوص الكتاب والسنة بأقوال الرجال مهما كان صاحب القول محترماً ينكرون عليه فعلته ويردون عليه شطحته؛ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: أما تخافون أن تعذبوا أو يخسف بكم أن تقولوا: قال رسول الله، وقال فلان! [6].
وأما الجواب التفصيلي فهو كالآتي:
1 - قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لشريح القاضي: " فأي الأمرين شئت فخذ به "، المراد منه الأخذ بالاجتهاد أو تركه، وليس المراد الانتقاء من الأحكام التي ظهرت له في الواقعة الواحدة فيتخير لها ما شاء من الأقوال.
ويدل على ذلك اللفظ الآخر للأثر، وفيه: " ... فإن شئت أن تجتهد رأيك فتقدم، وإن شئت أن تتأخر فتأخر، وما أرى التأخر إلا خيراً لك " [7].
2 - قول سفيان الثوري رحمه الله: إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه، وأنت ترى غيره فلا تنهه، أه. محمول على الاختلاف المعتبر، الذي يعذر فيه المخالف، لا أنه يسوغ أي خلاف؛ فإن سفيان الثوري رحمه الله معروف بشدته في الحق، وقيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثم فيه أيضاً بيان للموقف الصحيح من الخلاف المعتبر، وقد قال يحيى بن سعيد رحمه الله: ما برح المفتون يستفتون، فيحل هذا، ويحرم هذا، فلا يرى المحرم أن المحلل هلك لتحليله، ولا يرى المحلل أن المحرم هلك لتحريمه [8].
وكذا قال غير واحد من الأئمة: ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه [9]، وهو ما عرف فيما بعد ب " الإنكار في مسائل الخلاف ".
وهنا يجب أن نقف وقفة علمية مع هذا المصطلح؛ فإن مسائل الخلاف منها ما هو محل للاجتهاد، ومنها ما ليس كذلك، وحينئذ يجب التفريق بينهما.
فمسائل الاجتهاد هي المسائل التي لا تظهر فيها الأدلة ظهوراً بيناً يوجب العمل بها، وإنما أدلتها خفية أو متعارضة، فهذه محل للاجتهاد وإمعان النظر فيها.
بينما مسائل الخلاف هي كل مسألة اختلف فيها العلماء، سواء ظهر دليلها أو لا.
وعلى هذا فمسائل الخلاف أعم من مسائل الاجتهاد؛ إذ كل مسألة اجتهادية خلافية، لكن ليس كل مسائل الخلاف اجتهادية، وكل ما ذكره العلماء في عدم الإنكار في مسائل الخلاف إنما يعنون به " مسائل الاجتهاد "؛ ولهذا قالوا: ليس كل خلاف معتبر، كما سبق بيانه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قولهم: " ومسائل الخلاف لا إنكار فيها " ليس بصحيح؛ فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم أو العمل.
أما الأول: فإن كان القول يخالف سنة، أو إجماعاً قديماً، وجب إنكاره وفاقاً وإن لم يكن كذلك فإنه ينكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول: المصيب واحد، وهم عامة السلف والفقهاء.
وأما العمل إذا كان على خلاف سنة أو إجماع؛ وجب إنكاره أيضاً بحسب درجات الإنكار ... وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع، وللاجتهاد فيها مساغ فلا ينكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما يعتقد ذلك طوائف من الناس، والصواب الذي عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه، فيسوغ له الاجتهاد؛ لتعارض الأدلة المقاربة أو لخفاء الأدلة فيها. أهـ[10].
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وأما قول سفيان الثوري رحمه الله: إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة ... فليس مراده بالرخصة هاهنا ما يؤثر عن العلماء من زلات وهفوات، أو ما يوجد في المذاهب من تيسيرات مخالفة للدليل، ... أبداً، وإنما مراده بالرخصة ما يذكره الأئمة من تخريجات حسنة مبنية على أدلة الشرع ومراعاة أصوله كحال " الحيل " فإن منها حيلاً محرمة لما فيها من التلاعب بالشرع، ومنها حيل شرعية جاءت على وفق النصوص، وحينئذٍ يكون تسميته لها ب: " الرخصة " تجوز في العبارة كتسمية الحيل الشرعية ب: " الحيل " مع أنها مخارج شرعية قام الدليل على اعتبارها تيسيراً للمكلف، وإبعاداً له عن جنف الإثم.
وتأمل قوله: " من ثقة "، فإن وصف " الثقة " عزيز، وهو قيد لمن تقبل منه تلك الرخص، والمتتبع لزلات العلماء، المتشرب بالشاذ من العلم، المتفقه على المهجور منه، الصائر إلى الأقوال بالتشهي، المنتقي من الآراء بالتلهي؛ لا يعد عالماً بَلَه ثقة.
4 - وأما قول إياس بن معاوية رحمه الله: " إنه لتأتيني القضية أعرف لها وجهين، فأيهما أخذت به عرفت أني قد قضيت بالحق "،
فمقصوده أنه قد تبين له وجهان صحيحان من الحق، وكل وجه منهما يصلح حلاً للقضية.
ولا يجوز أن يحمل مراده على أنه يعرف للقضية حكمين، ثم هو لا يدري أيهما الحق، أو يدري أن الحق في أحدهما ثم لا يبالي أن يحكم بغيره، فكلا الاحتمالين باطل؛ لأن الأول قضاء بالجهل، والثاني قضاء بالزور والبهتان، وحينئذٍ يكون القاضي إياس ابن معاوية بقولته هذه متبجحاً بالباطل، مظهراً للمنكر شاهداً على نفسه بالإثم والعدوان، وهذا يخالف ما عرف من سيرته رحمه الله.
ومما يؤكد ذلك أن الوجه الخطأ المخالف للشرع لا عبرة به في حل القضية، فوجوده وعدمه سواء، وحينئذٍ يكون قوله: " أعرف لها وجهين " كذباً وافتراء؛ لسببين:
أ- أن الوجه الباطل غير معتبر شرعاً فلا يجوز عدُّه حلاً من حلول القضية.
ب- أنه لو أراد الاعتداد بالوجه الباطل فإن الوجوه الباطلة لا تنحصر في عدد معين، بل هي كثيرة بكثرة الأهواء والإيرادات، فضلاً عن حصرها في اثنين فقط فلو أراد القاضي إياس أن يحكم في القضية بالباطل، أو بالجهل، أو بالتشهي، أو بغير ذلك، لكانت موارد الشر عنده كثيرة جداً وليست محصورة في وجهين.
5 - وأما قول عمر بن عبدالعزيز، و القاسم بن محمد رحمهما الله، فقد سبق بيان المراد منه؛ ولكن نزيد الأمر بياناً، فنقول:
ما ورد عن بعض السلف من أن الله تعالى قد نفع باختلاف الصحابة، إنما مرادهم بذلك والله أعلم أنه لا يمكن أن تُعرف مسالك الخلاف، وآدابه، وطرق الخروج منه؛ إلا بوجود نماذج يحتذى بها من سلف هذه الأمة، ممن قد خلصوا من شوائب المذهبية، وتخلصوا من فساد الطوية، يرسمون للأمة طريقة التفقه، وطرق الاستنباط، ويبينون خطوط " المسيرة العلمية " من بدأة النظر في الأدلة إلى الموقف الرشيد من المخالف.
فكان الصحابة رضي الله عنهم أحق الناس بهذه الرتبة المنيفة؛ لأنهم خير الأمة، وأبرها، وأعمقها فقهاً، وعصرهم أبرك العصور، وقرنهم خير القرون، فحصل الخلاف العلمي بينهم لتتعلم الأمة بعدهم ما يتعلق به من قضايا، وتتبين حقيقته، وأبوابه، وطريقته؛ إذ لا يتصور وقوع الخلاف بين الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يكونوا ليخالفوه، لعلمهم أنه لا تجوز مخالفته بحال، فبقيت القسمة فيما بينهم، ليحتمل بعضهم خلاف بعض، ثم ينظر ما ثمره ونتاجه.
ومن المعلوم أن كل العبادات قد أخذت من النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلاً وكان هو القدوة في ذلك والاجتهاد عبادة من العبادات لكن وقوع الاختلاف لم يكن ليظهر بشكله اللاحق على عهده صلى الله عليه وسلم؛ إذ كلمة الفصل عنده فلما وقع الاختلاف في عصر الصحابة رضي الله عنهم كثمرة من ثمرات تلك العبادة (الاجتهاد)، عرفنا كيف نتعامل معه، وما موقفنا منه، بسبب ما قيضه الله عز وجل لنا من اختلاف الصحابة ولم يكن ليتأتى ذلك بغير هذا، فنفع الله به نفعاً عظيماً لمن جاء بعدهم، وكان رحمة للناس أنهم لم يوكلوا إلى أنفسهم بلا قدوات صالحة تكون لهم سلفاً يستضاء به.
ثالثاً: الجواب عما ذكروه من الدليل العقلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
عند النظر والتأمل في استدلالهم العقلي على ما ذهبوا إليه، نجد أنه يتركب من عدة قضايا، وكل قضية منها تحتاج إلى براهين ومقدمات لإثباتها، ثم نجده أيضاً عبارة عن مزيج من الأوهام خلطت خلطاً لا منطقياً، فأفرز لنا هذا النتاج المعقد من الاستدلال.
لكن خلاصة هذا الاستدلال وفحواه تدور حول نقطة واحدة، هي مرتكزهم في هذا الإشكال، ألا وهي:
تقديس أقوال الأئمة، وإنزالها منزلة النصوص، وإضفاء الشرعية عليها، واتخاذ آراء العلماء ديناً مسلماً، ونصب المذاهب مكان الكتاب والسنة، فإليها الورود، وعنها الصدور.
ثم بنوا على ذلك أنه لا يلزم المكلف حينئذ إلا الانتقاء منها، واختيار المناسب له؛ لأن جميعها في الميزان سواء، كحال السنن الواردة على هيئات متعددة، وصور متنوعة، بأيها أخذ المكلف أجزأه ذلك، فهذا هو زبدة استدلالهم.
وفي الحق، فإن هذه مغالطة مبطنة؛ لأن فيها تجاوزاً للحقيقة والواقع.
فأما الحقيقة؛ فلأن " الدين " محصور في الكتاب والسنة فقط، وأما أقوال العلماء فليست بدين، ولا شرطاً فيه، ولا جزءاً من ماهيته، وإنما هي مفاتيح لفهم النصوص الشرعية، ووسيلة لاستبيان المراد، وآلة لاستيضاح المقصود لا غير، فمن المجازفة البعيدة الرقي بهذه الأقوال إلى درجة الديانة، هي مهمة لكن أهمية وسائل لا أهمية مقاصد، والوسيلة إلى شيء ليست هي ذاته وكنهه.
قال عبد العزيز بن المبارك رحمه الله: ليكن الأمر الذي تعتمدون عليه هذا الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث [11].
وأما الواقع؛ فلأن الأئمة أنفسهم صرحوا في مواطن كثيرة، وخلال حقب متعاقبة، وأذاعوا ذلك للناس، ونشروه في مجامع العلم؛ حتى أصبح من الأمر البين الظاهر ظهور الشمس في رائعة النهار؛ أن أقوالهم ليست بدين يدان الله به، وليست بحجة على أحد من الخلق، وإنما هي آراء ظهرت لهم من خلال التفقه في النصوص الشرعية، فكلامهم من قبيل " الرأي " وفيه ما فيه.
قال الإمام أحمد رحمه الله: رأي الأوزاعي، ورأي مالك، ورأي سفيان؛ كله رأي، وهو عندي سواء، إنما الحجة في الآثار [12].
وقال الشاطبي رحمه الله: وفي تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعاً ضلال، وأن الحجة القاطعة والحاكم الأعلى هو الشرع لا غير [13].
ولأجل ذلك ذكروا أن الأصل عدم تدوين أقوال العلماء؛ لأننا غير متعبدين بها، وإنما الواجب تدوين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن الأئمة دونوا كلام من سبقهم لما رأوا فيه من الفائدة، فإن أقوالهم شارحة للنصوص، مبينة لمعانيها، فتفتح الذهن، وتفتق العقل، وتكون عند الطالب ملكة فقهية، ودربة على كيفية معالجة المسائل الاجتهادية في النوازل والوقائع.
قال شرف الدين التلمساني رحمه الله: وفائدة تدوين المذاهب، ونقل الأقوال معرفة طرق الإرشاد، وكيفية بناء الحوادث بعضها على بعض، ومعرفة المتفق عليه من المختلف فيه [14].
وما وقعوا فيه من سوء الفهم هذا أصله ناشئ من الغفلة عن الفرق بين نصوص الكتاب والسنة وبين كلام العلماء، فالنصوص أصل قائم بذاته لا يحتاج إلى غيره، ولا يفتقر إلى سواه، بل متى ثبت النص الشرعي، وبان وجه الدلالة منه؛ كان كافياً في العمل والتدين به، بينما كلام العلماء ليس أصلاً قائماً بذاته، بل هو مفتقر إلى نصوص الشرع لاعتباره واعتماده.
زد على ذلك أن نصوص الكتاب والسنة وحي منزل لها خاصية العصمة، بخلاف كلام العلماء الموصوم بكل ما يليق ببشريتهم.
فلا يجوز لأحد من الخلق أن يقرر حكماً شرعياً ثم يستدل له بكلام أحد من الأئمة، فيجعله حجة بينه وبين الله من جهة، وبينه وبين العباد من جهة أخرى؛ لأن كلام هذا الإمام، أو ذاك يفتقر إلى دليل يعضده، ويستند إليه، وإلا لم يكن شيئاً يذكر.
فأقوال الأئمة ما لم ترتكز على الدليل، وتنطلق منه لم يكن لها اعتبار في ميزان القبول والرد؛ ولهذا وجب على الجميع أن يتخذوا من النصوص الشرعية ملجأً وملاذاً؛ ليكون كلامهم مقبولاً، وقولهم مسموعاً، كما هو حال العلماء الربانيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين نؤكد على هذه المسألة فليس مرادنا من وجوب انطلاقهم من النصوص أن تكون أقوالهم حجة على النصوص، أو اتخاذها ديناً يلزم الناس به، أو أنه يمكن قبولها بمنأى عن عرضها على الكتاب والسنة كما ظن هؤلاء ... حاشا، كيف وآثارهم طافحة بالنهي عن تقليدهم، والكراهة لنقل أقوالهم وتدوين آرائهم!
قال ابن بطة العكبري رحمه الله (387هـ): وكذلك اختلف الفقهاء من التابعين، ومن بعدهم من أئمة المسلمين في فروع الأحكام، وأجمعوا على أصولها، فكل احتج بآية من الكتاب تأول باطنها، واحتج من خالفه بظاهرها، أو بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان صواب المصيب منهم رحمة ورضواناً، وخطؤه عفواً وغفراناً؛ لأن الذي اختاره كل واحد منهم ليس بشريعة شرعها، ولا سنة سنها، وإنما هو فرع اتفق هو ومن خالفه فيه على الأصل، كإجماعهم على وجوب غسل أعضاء الوضوء في الطهارة كما سماها الله في القرآن، واختلافهم في المضمضة والاستنشاق، فبعضهم ألحقها بالفرائض، وألحقها آخرون بالسنة [15].
ولأجل ذلك قرر أهل العلم قاعدة مهمة في هذا الباب، وهي قولهم: " أقوال أهل العلم يحتج لها بالأدلة الشرعية، ولا يحتج بها على الأدلة الشرعية ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع، وإنما الحجة: النص، والإجماع، ودليل مستنبط من ذلك، تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية لا بأقوال بعض العلماء، فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية، ولا يحتج بها على الأدلة الشرعية " [16].
" وأما قولكم: والأخذ بالرخص أمر محبوب، ودين الله يسر، وما جعل علينا في الدين من حرج، فجوابه: أن ذلك في الرخص المعهودة العامة، كالقصر في السفر الطويل، والفطر فيه، والجمع في السفر وليلة المطر، والمسح على الخفين، وأشباه ذلك.
وأما تتبع أخف المذاهب، وأوفقها لطبع الصائر إليها والذاهب، فمما لا يجوز فضلاً عن كونه محبوباً مطلوباً " [17].
وقفات أخيرة:
وفي نهاية المطاف، وبعد طول التطواف، أجد نفسي متوجهاً إلى أمة الإسلام لأهديها ثلاث نصائح غاليات، ومن الغش والغبن خالصات عسى أن ينفع الله بها.
النصيحة الأولى:
لا يجوز لنا بأي حال أن نتخذ " الاختلاف " ذريعة للتملص من أحكام الشريعة أو لضرب أقوال العلماء بعضها ببعض، أو نجعله فرصة لتتبع الشاذ من الفتاوى، والساقط من الآراء التي قد لا يخلو منها مذهب من المذاهب الفقهية المعتبرة؛ فإن ذلك دليل على خلو القلب من تعظيم الرب سبحانه وعلى الغفلة عن لقائه وجزائه.
النصيحة الثانية:
حذار يا أمتي ممن يتشدقون بالفقه وليسوا بفقهاء، ويتطاولون على العلم وليسوا بعلماء، همُّ أحدهم أن يزين الكلمات، ويشقشق العبارات، ثم ليس تحت ذلك من طائل.
نخافهم ونخوّف منهم، وحق لنا أن نخاف مما خافه النبي صلى الله عليه وسلم علينا، ففي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان، يجادل بالقرآن " [18].
يا أمتي، إياك أن ترفعي من لا قدر له، ولا علم عنده، ولا خشية لله فيه، واحذري من " المتفيقهين " أصحاب الدعاوى العريضة، ممن يشهرهم الإعلام على أنهم أعلام وليسوا إلا أهل كلام .. وأي كلام، والذين إذا تكلموا أتوا بالعجائب! فيذكرون الدليل بغير دلالة، ويجتهدون من دون آلة، بل ويجتهدون فيما لا اجتهاد فيه!! " فويل للمتفقهين، لغير العبادة، والمستحلين الحرمات بالشبهات " [19].
ورحم الله الإمام أبا حنيفة، فإنه جعل " المفتي الماجن " أحط منزلة من السفيه فقد قال بوجوب الحجر على " المفتي الماجن " مع أن مذهبه عدم الحجر على السفيه إن كان حراً عاقلاً بالغاً، وإنما استثنى " المفتي الماجن " من ذلك لعموم الضرر به في الأديان، فإنه يفسد دين المسلمين [20].
ووالله ثم والله، إن في زماننا هذا من هم أحق بالسجن من السراق؛ لإفسادهم العلم، وتخريبهم الفقه، آذوا الصالحين، وأتعبوا المصلحين، ومل من صنيعهم الجادون من أهل البصيرة، أما هديهم وسمتهم فإلى الله المشتكى، آه ... ليتهم أراحوا واستراحوا، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عباد بن عباد الخواص الشامي ثقة عابد من فضلاء الشام رحمه الله: " اتقوا الله، فإنكم في زمان رق فيه الورع، وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، فأحبوا أن يعرفوا بحمله، وكرهوا أن يعرفوا بإضاعته، فنطقوا فيه بالهوى لما أدخلوا فيه من الخطأ، وحرفوا الكلم عما تركوا من الحق إلى ما عملوا به من باطل كيف يهتدي المستدل المسترشد إذا كان الدليل حائراً؟! " [21].
النصيحة الثالثة:
الواجب على كل مسلم إذا نزلت به نازلة أن ييمِّم شطر أهل العلم فيسألهم عن حكم نازلته؛ عملاً بقوله تعالى: ? فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ?. (الأنبياء: 7).
ولا يجوز لأحد أن يخوض في النصوص الشرعية متقحماً باب الاستنباط ليستخرج لنفسه، أو لغيره حكماً من الأحكام وهو ليس أهلاً لذلك؛ لفقده آلة الاجتهاد، ومن فعل ذلك فهو آثم وإن أصاب الحق؛ لأنه أتى الأمر من غير بابه، ودين الله عزيز، وحرمه مصون.
وهذا ليس تحجيراً على الناس، ولا كبتاً لحرياتهم، بل هو صيانة لحرم الشريعة، وحماية لجنابها أن يطوله، المغرضون، أو يخوض فيه الخائضون.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن ذلك من مصلحة الجاني نفسه؛ لأننا إذا حجرنا على السفيه من العبث بماله حفاظاً على دنياه، فكذا إذا حجرنا على المتعالم الغمر فإنما هو حفاظاً على دينه وآخرته؛ خوفاً من وقوعه في إثم القول على الله بغير علم، وخشية تجنيه على نفسه، فإنه قد يهلكها بطيشه وخفة رأيه، بل الحجر على هذا وأمثاله أولى من الحجر على غيره؛ لأن السفيه الذي لا يحسن التصرف في ماله قصاراه أن تضيع دنياه، وأما المتعالم الغمر فمبتداه أن يخسر دينه عياذاً بالله.
ثم إن في ترك أمثال هؤلاء يسرحون ويمرحون، تجريء للغافل، واستعداء للجاهل على الخوض في دين الله بلا بصيرة، فلابد من قيام أهل الولاية بوضع سياط الحسبة فوق هامات المتلاعبين بدين الله عز وجل.
وأخيراً، من عز عليه دينه تورع، ومن هان عليه دينه تبرع، وإلى الله المشتكى وإليه المفزع.
" اللهم رب جبرائيل، و ميكائيل، و إسرافيل، فاطر السموات، والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى الصراط المستقيم ".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
________________________
(1) أخرجه مسلم، كتاب الفضائل، رقم: (2531)، وانظر (شرح النووي): 16 - 83.
(2) الاعتقاد للبيهقي: (439).
(3) تلخيص الحبير: (4 - 191).
(4) نقله عنه ابن عبدالبر في جامع بيان العلم 2 - 923، وبمثله قال ابن حزم في الإحكام: (5 - 65).
(5) الإحكام (5 - 65).
(6) أخرجه الدارمي، رقم: (445)، والخطيب في الفقيه والمتفقه، رقم: (379 و380)، و ابن عبدالبر في جامع بيان العلم، رقم: (2095 و 2097و 2099)، وإسناده صحيح.
(7) أخرجه النسائي، برقم: (5399، 8 - 231)، والدارمي، برقم: (169)، و الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه، رقم: (444)، وابن عبدالبر برقم: (1596)، وسنده صحيح.
(8) أخرجه ابن عبدالبر في جامع بيان العلم، رقم: (1691)، قال محققه أبو الأشبال الزهيري: إسناده حسن، وعلقه المصنف، ولعله في إحدى مصنفات الحسن بن علي الحلواني (2 - 903، 902).
(9) انظر: مجموع الفتاوى: (30 - 80)، وعزاه ابن مفلح في الآداب الشرعية (1 - 189، 188) إلى الإمام أحمد.
(10) إقامة الدليل على إبطال التحليل (181، 182)، وانظر: إعلام الموقعين (3 - 300).
(11) أخرجه: أبو نعيم في الحلية: (8 - 165)، والبيهقي في المدخل، رقم: (240)، وابن عبدالبر في جامع بيان العلم، رقم: (1457 و2023)، والخطيب في الفقيه والمتفقه، رقم: (1073)، وسنده صحيح.
(12) أخرجه: ابن عبدالبر في جامع بيان العلم، رقم: (2107) بسند صحيح.
(13) الاعتصام: (2 - 355).
(14) نقله عنه الونشريسي في المعيار المعرب: (12 - 19)، وانظر: حاشية الروض المربع لابن قاسم: (1 - 16).
(15) الإبانة الكبرى: (2 - 560).
(16) مجموع الفتاوى: (26 - 203، 202).
(17) المعيار المعرب الونشريسي: (12 - 29).
(18) أخرجه أحمد في المسند: (1/ 22 و44) برقم: (143و310)، و البزار في البحر الزخار رقم: (305)، وابن بطة في الإبانة رقم: (940و941)، وابن عبدالبر في جامع بيان: العلم رقم: (2360) مرسلاً، و الفريابي في صفة النفاق، رقم: (24 و25 و26)، و عبد بن حميد في المنتخب رقم: 11، و ابن عدي في الكامل: (3 - 970)، والبيهقي في شعب الإيمان رقم: (1641)، و ابن أبي الدنيا في الصمت، رقم: (1408)، قال الهيثمي: رواه البزار وأحمد و أبو يعلى، ورجاله موثقون المجمع: (1 - 187)، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند وأخرجه: البزار كما في كشف الأستار، رقم: (170)، و ابن حبان، برقم (80)، و الطبراني في الكبير (18 - 237)، رقم (593)، والبيهقي في شعب الإيمان، رقم: (1639)، كلهم من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال البزار: لا نحفظه إلا عن عمر، وإسناد عمر صالح، فأخرجناه عنه، وأعدناه عن عمران لحسن إسناد عمران وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح: المجمع: (1 - 187) وصححه الألباني صحيح الجامع، رقم: (239)، وصحيح الترغيب رقم: (132).
(19) أخرجه: الدارمي، رقم: (193)، والآجري في أخلاق العلماء: (141)، والبيهقي في (الشعب) رقم (1778)، وفي المدخل، رقم: (506)، والخطيب في اقتضاء العلم العمل، رقم: (119)، وفي الفقيه والمتفقه، رقم (812)، كلهم من قول الأوزاعي رحمه الله.
(20) انظر: بدائع الصنائع، للكاساني: (6 - 172)، وتبيين الحقائق للزيلعي: (5 - 193)، والاختيار لتعليل المختار لابن مودود الموصلي: (2 - 96).
(21) سنن الدارمي: (1 - 508)، وحلية الأولياء لأبي نعيم: (8 - 283)، وتهذيب الكمال للمزي: (14 - 135، 136).
(انتهى)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 12:14]ـ
جزى الله الشيخ عبد الله البطاطي على هذا البحث ـ و الذي جاء في وقته ـ ...
و جزاكم الله خيراً ـ شيخ سليمان ـ على نقله لنا، و هل من تعريف مختصر بالشيخ؟ ـ للفائدة ـ ...
وفقكم الله و سدد قلمكم ....
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 01:29]ـ
جزى الله الأخ الشيخ عبدالله البطاطي خيراً على هذا البحث المهم
والشكر الجزيل لأخي الخراشي على نقل هذا البحث هنا
وأؤكد على أهمية التمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر، وقد أشار إليه الشيخ وفقه الله
الأصل الثاني:
أن الخلاف نوعان:
النوع الأول: خلاف معتبر.
والنوع الثاني: خلاف غير معتبر.
فأما الخلاف المعتبر فهو الخلاف الذي تتجاذبه الأدلة وله حظ من النظر، فهذا هو الخلاف القوي، الذي يصل أحيانا ببعض العلماء إلى الوقف عن الترجيح فيه.
وأما الخلاف غير المعتبر فهو الخلاف الضعيف الذي ليس له وجاهة أو وجه من الدليل، بل قد يكون الدليل على خلافه.
وهذا النوع من الخلاف له صور كثيرة معروفة، كالخلاف المبني على قول شاذ، أو مذهب مهجور، أو خالف فيه صاحبه الإجماع الثابت، أو كان من القياس فاسد الاعتبار، وهو ما يكون في مقابلة النص، أو مصادما لنص صريح، أو نحو ذلك.
وبادئ ذي بدءٍ لا بد أن نعرف أن هذه الأخطاء العلمية على قسمين:
القسم الأول:
ما يسميه العلماء بـ (الأقوال الضعيفة)؛ وذلك لضعف دليلها، أو لقوة المعارض، أو غير ذلك. وليس المراد بها (الأقوال المرجوحة) التي تقابل (الراجحة)؛ لأن الراجح والمرجوح فرسا رهان في تجاذب المسألة، والدليل محتمل لكليهما؛ لكنه في جانب أحد القولين أقوى، فهذا النوع لا يدخل ضمن الأخطاء العلمية.
وإنما مرادنا بـ (الأقوال الضعيفة) تلك البين ضعفها، والتي لا ساق لها تقف عليه، ولا سوق ينهض بها؛ بل تقوم على أدلة واهية لا تثبت أمام الحجج، ولا تصمد في مواطن الحجاج، ويتضافر الأئمة على إنكارها، وتتعاقب جماعاتهم على استنكارها.
فهذا النوع من (الأخطاء العلمية) إذا تلبس به المستفتي بسبب فتوى أحد المفتين الموثوق بعلمهم ودينهم، فإنه لا يلزمه - متى تبين له خطؤها - أن ينقض ما مضى من عمله الذي بناه على أساس تلك الفتوى؛ لكنه فيما يستقبل من عمله يطرحها ولا يلتفت إليها.
ولا يسع الناس غير هذا القول، وإلا وقعوا في حرج عظيم؛ لأن المستفتي إذا سأل من هو أهل للفتيا ثم عمل بتلك الفتوى، فإن ما بناه من تصرفاته على أساس تلك الفتوى صحيح، ولا يلزمه نقضه
والقسم الثاني:
الأقوال المنكرة والآراء الباطلة التي تخالف صريح الكتاب والسنة، وتصادم إجماع الأئمة، وتنقض المسلّمات الشرعية، وتتعارض مع مقاصد الشريعة. فهذا النوع من (الأخطاء العلمية) مردود على صاحبه [2]، ولا يشك أحد في بطلان العمل به، ولا يجوز للمستفتي ولا لغيره الإقدام عليه مطلقاً، وعليه نقض ما مضى من العمل المبني على تلك الفتوى؛ لأن ما بني على باطل فهو باطل، وكيف يقوم الفرع والأصل زائل!!
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 02:03]ـ
جزاك الله خيرا مقالات رصينة وتأصيل جيد لو تطبع أظن أنها تكفي عن كتاب التيسير للطويل من وجهة نظري
ـ[سفير الحق]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 02:28]ـ
الشيخ سليمان الخراشي
أتمنى من فضيلتكم أن تختصروا هذا البحث، حتى يكون في متناول أيدي العامة.
فإن العامة قد لايفهمون هذا النقاش العلمي، وأنت - ماشاء الله - صاحب خبرة في الاختصارات.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 04:20]ـ
جزاكم الله خيرًا جميعًا ...
- الأخ الكريم: فريد: الشيخ عبدالله من أهل جُدة، متخصص في أصول الفقه، أظنه صاحب أكبر مكتبة خاصة (مفتحة الأبواب) للمستفيدين من طلبة العلم. له مشاركات " محدودة "، لكنها ذات قيمة، تجد بعضها في الملتقى.
- الأخ الكريم: عبدالله الحمادي. والشكر موصول لك. قلتم: (وأؤكد على أهمية التمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر، وقد أشار إليه الشيخ وفقه الله). ومسألة الإسبال من غير المعتبر عندي؛ لوضوح الأدلة الزاجرة فيها. (للإحاطة فقط لا الجدل).
- الأخ الكريم: معتدل: ستُطبع قريبًا - إن شاء الله -.
- الأخ الكريم: سفير الحق: بحث الشيخ مختصر! فلا يحتاج لاختصار. والاختصار أحد فنون العلم، مادام المُختصر يبين هذا في اختصاره. و طلب رضا الله خيرٌ من تطلب رضا المخلوقين. وماكان له تعالى سيبقى.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 05:45]ـ
- الأخ الكريم: عبدالله الحمادي. والشكر موصول لك. قلتم: (وأؤكد على أهمية التمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر، وقد أشار إليه الشيخ وفقه الله). ومسألة الإسبال من غير المعتبر عندي؛ لوضوح الأدلة الزاجرة فيها. (للإحاطة فقط لا الجدل).
العفو بارك الله فيك
سبق البحث في مسألة الإسبال (لغير خيلاء)
والخلاف فيها من الخلاف المعتبر عند أهل العلم؛ ليس عندي فحسب
وإنما نبهتُ على أهمية التمييز بين الخلاف السائغ وغيره لأنها ركيزةٌ يترتب عليها أحكام مهمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:06]ـ
(عند أهل العلم)!
هلاّ (بعض).
وهل عمر - رضي الله عنه - منهم؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:10]ـ
اتفقنا على (لا للجدل)
قارن كلامك بالمقال الذي نقلتَه، وآمل أن يتبيَّن لك الجواب
أستأذنك، فالغرض هو تنبيه القراء الأفاضل، ليس أكثر
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 09:36]ـ
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
الشيخان الفاضلان: الخراشي، و الحمادي ... حفظهما الله و جنّبهما نزغات الشيطان .. و أدام الأخوة و المودة بينهما ..
لكم منّا كل الاحترام و التقدير .. لِطِيب النية فيما دار بينكما من حوار .. هكذا أحسبكم، و الله حسيبكم، و لا أُزكي أحداً على الله ..
* و تلاميذكم .. يقرؤون لكم، فيسرهم ما يسر، و يسُؤهم ما يُسئ .. و منكم نتعلم الإعذار.
غفر الله لي و للجميع ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 09:48]ـ
السلام عليكم ..
جزى الله الشيخ البطاطي خيرا، واثابكم الله اجرا عظيما شيخنا الخراشي ...
كنت قد قرات بحث الشيخ الطويل عن التيسير، وعزمت على اختصاره حال فراغي، وبعد قراءة هذا البحث القيم الذي جمع بين الاختصار وبين سلاسة العبارة ووضوحها، أقول لا عطر بعد عروس ..
وفقكم الله وكتب لكم الأجر ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:20]ـ
بورك فيكم .. وفيكن.
للفائدة، ولكي لا تذهب الخواطر بعيدًا:
الأخ الفاضل: عبدالله الحمادي - وفقه الله -، ممن أحبهم في الله، وأفرح بجدهم ونشاطهم في الخير ونشره، وبيننا مودة وصحبة في الله، وأنا ممن يرتاح للقياه .. لا أقولها مجاملة، ولكن قطعًا للخواطر.
وهذا لا يمنع هذا أن نختلف في هذه المسألة أو تلك.
والله الهادي ..
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:25]ـ
الشيخ سليمان الخراشي
بما أن الخلاف عندك في مسألة الاسبال ليس معتبر ولا يعتد به مع أنه ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم إلى أن المحرم من الإسبال ما كان للخيلاء والبطر أما ما كان لغير ذلك فمنهم من قال بكراهته ومنهم من قال بإباحته
فما رأيك بالخلاف في مسألة الأخذ على مازاد على القبضة من اللحية
فهل هو خلاف معتبر أو لا
وكذلك الوضوء من أكل لحم الإبل والخلاف فيه
هل هو خلاف يعتد به أو لا
وفقكم الله
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 01:22]ـ
للفائدة، ولكي لا تذهب الخواطر بعيدًا:
الأخ الفاضل: عبدالله الحمادي - وفقه الله -، ممن أحبهم في الله، وأفرح بجدهم ونشاطهم في الخير ونشره، وبيننا مودة وصحبة في الله، وأنا ممن يرتاح للقياه .. لا أقولها مجاملة، ولكن قطعًا للخواطر.
وهذا لا يمنع أن نختلف في هذه المسألة أو تلك.
والله الهادي ..
جزاكم الله خيراً يُبلغكم الحسنى و زيادة .. و نفع بعلمكم و جهودكم ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 03:28]ـ
وهل عمر - رضي الله عنه - منهم؟
تحرير مذهب الصحابي و مرتبة حجيته من الأدلة التي تدخل في هذا الاختلاف المعتبر أو غير المعتبر بين اهل العلم
ـ[مغترب]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 07:29]ـ
الأخ الكريم سليمان الخراشي
جزاك الله خيرا على هذا البحث
أما بالنسبة لعدم اعتبار الخلاف في مسألة الإسبال بغير خيلاء، فيخالفك في هذا عدد من العلماء وأذكر منهم الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله كما سمعت منه. كما أني أنقل لك هذا من شريط لشيخنا الددو حفظه الله حول هذه المسألة:
بالنسبة للإسبال و هو أن يلبس الرجل قميصا يجره يتعدى كعبيه فهذه المسألة إن كانت فخرا وخيلاء فهي محرمة قطعا و توعد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار و هذا يقتضي أنها من الكبائر و لكنها ليست كفرا مخرجا من الملة بل هي كبيرة من الكبائر مثل الكذب و غيره و أما إن كانت غير خيلاء و إنما تحصل عادة مثل: هذه (الدراريع) التي يلبسها الناس عندنا كثير من الناس يلبسها لا خيلاء بل قد تكون أصلا ما تقتضي خيلاء و لكن عادة الناس الإسبال فيها فمن فعل هذا عادة فالراجح إن شاء الله تعالى أنه غير داخل في هذا الإثم لكن ينبغي أن يتخلص منه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أسفل من الكعبين في النار» و مع هذا فقد اختلف العلماء في الإسبال لغير الخيلاء هل هو محرم شرعا بدليل قوله: «ما أسفل من الكعبين في النار» و يقول: «من جر ثوبه خيلاء لم يرح رائحة الجنة» أو غير محرم و هو مكروه فقط للخلاف في القاعدة الفقهية المشهورة و هي هل يحمل المطلق على المقيد أم لا. لأنه جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم نص مطلق و هو قوله: «ما أسفل من الكعبين في النار» و جاء عنه نص مقيد و هو «من جر ثوبه خيلاء» قيده بخيلاء و قد اختلف الأصوليون في المطلق هل يحمل على المقيد أم لا و لا يمكن حسم هذا الخلاف فلذالك إذا كانت المسألة خلافية بين أهل العلم و لم يكن الخلاف فيها ممكن الحسم فينبغي أن يخرج الشخص من الخلاف و أن يأخذ لنفسه بالأحوط و لكن مع ذالك لا ينكر عليه إنكارا شديدا
إذا كنت ترى أن حمل المطلق على المقيد ليس مجال اجتهاد أصلا، فيمكن أن نفتح موضوعا منفصلا للحوار الهادئ حول أقوال الأصوليين في هذه المسألة بالذات. بورك فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سفير الحق]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 07:47]ـ
- الأخ الكريم: سفير الحق: بحث الشيخ مختصر! فلا يحتاج لاختصار. والاختصار أحد فنون العلم، مادام المُختصر يبين هذا في اختصاره. و طلب رضا الله خيرٌ من تطلب رضا المخلوقين. وماكان له تعالى سيبقى.
أظنك توافقني أن العامي لايستطيع فَهْمَ هذا البحث، فاختصاره في ثلاث صفحات مع إضافة (موقف المستفتي من تعدّد المفتين) يُسَهِّل لدى العامي المعرفة، وأقصد بالعامي: الذي لافِقه له بأحكام الشرع، وإنما يعرف الأشياء العامة
فالطبيب والمهندس من العوام إذا لم يكن لهم فقه في الشرع.
وقلتم ياشيخ سليمان - بارك الله فيكم - (مادام المُختصِر يبيّن هذا في اختصاره)
الحقيقة ما أدري لماذا تذكر ذلك!؟ وهل هناك مَن يختصر ولا يبيّن بأنه اختصر في عنوان البحث!!؟
فالشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله اختصر زاد المعاد لابن القيم، وغيره كثير، وسمى الكتاب (مختصر زاد المعاد) ..
وقلتم بارك الله فيك (و طلب رضا الله خيرٌ من تطلب رضا المخلوقين. وماكان له تعالى سيبقى)
الحقيقة ما أدري لماذا تَخُصّني بهذا العبارة دون المشاركين مع عِظَم هذه العبارة!!
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 08:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... الإخوة الأفاضل .... هلا جعلتم البحث برابط واحد حتى يسهل تنزيله، جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 09:34]ـ
في بحث منشور للعبد الفقير بعنوان: معالم في الاجتهاد الفقهي ذكر فيه شروط الاجتهاد الفقهي، ومنها:
الشرط التاسع: معرفة ما أجمع عليه العلماء وما اختلفوا فيه
أضيفه لهذا الموضوع تكميلا له ولقوة العلاقة به
مما يقل في طلاب الفقه معرفة خلاف الفقهاء وأدلتهم وهذا نقص ظاهر، خصوصا اختلاف الصدر الأول من الصحابة والتابعين قال الأوزاعي رحمه الله: العلم ما جاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما كان غير ذلك فليس بعلم. وكذلك قال الإمام أحمد رحمه الله، وقال في التابعين: أنت مخير، يعني مخير في كتابته وتركه. وقد كان الزهري رحمه الله (ت:124هـ) يكتب ذلك، وخالفه صالح بن كيسان رحمه الله (ت:140هـ) ثم ندم على تركه كلام التابعين. قال ابن رجب رحمه الله: وفي زماننا يتعين كتابة كلام السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد رحم الله الجميع.
واشترط الإمام أحمد في المفتي أن يعرف الخلاف، فقد قال في رواية: ينبغي لمن أفتى أن يكون عالما بقول من تقدم، وإلا فلا يفتي، وقال في رواية أخرى: أحب أن يتعلم الرجل كل ما تكلم فيه الناس.
وقد قال الشاطبي في الموافقات: ولذلك جعل الناس العلم معرفة الاختلاف، فعن قتادة: من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه. وعن هشام بن عبيدالله الرازي رحمه الله: من لم يعرف اختلاف القراءة فليس بقارئ ومن لم يعرف اختلاف الفقهاء فليس بفقيه. وعن عطاء رحمه الله قال: لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حتى يكون عالما باختلاف الناس، فإنه إن لم يكن كذلك رد من العلم ما هو أوثق من الذي في يديه. وعن أيوب السختياني وابن عيينة رحمهما الله: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما باختلاف العلماء، زاد أيوب: وأمسك الناس عن الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء، وقال مالك: لا تجوز الفتيا إلا لمن علم ما اختلف الناس فيه. قيل له: اختلاف أهل الرأي؟ قال: لا، اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ... إلى أن قال الشاطبي - وما أحسن ما قال-: وحاصله معرفة مواقع الخلاف لا حفظ مجرد الخلاف.
ونقل ابن مفلح عن أحمد قال: قال سعيد بن جبير: من علم اختلاف الناس فقد فقه. وعن قتادة قال: قال سعيد بن المسيب: ما رأيت أسأل عما يختلف فيه منك، قال: قلت: إنما يسأل من يعقل عما يختلف فيه، فأما ما لا يختلف فيه فلمَ نسأل عنه؟ وقال سعيد بن جبير: أعلم الناس أعلمهم بالاختلاف.
ومن فوائد معرفة الخلاف: حصر الأقوال في المسألة حتى لا يقع إحداث قول مبتدع، قال السمعاني في قواطع الأدلة:"لأن إجماعهم على قولين إجماع على تحريم ما عداهما ... ".
ومنها: معرفة ما ينكر باليد، قال شيخ الإسلام:" ولهذا قال العلماء المصنفون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب الشافعي وغيره: إن المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها ولكن يتكلم فيها بالحجج، فمن تبين له صحة أحد القولين تبعه ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه ".
ـ[تميم]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 09:04]ـ
بارك الله في الشيخ الكريم: سليمان الخراشي.
إختيار موفق.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 05:08]ـ
جزى الله الشيخ عبدالله البطاطي خيراً على هذا البحث المهم
وجزى الله الشيخ سليمان الخراشي على النقل
ـ[عبد فقير]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 04:01]ـ
شيخنا الشيخ سليمان أبلغ صاحب المقالات أنه صح عن الشافعى التلفظ بالنية كما عند ابن المقرىء بسند صحيح كما قال الشيخ الطريفى فى صفة الصلاة وأخبره أن يبحث عن مثال آخر.أما مسألة الإسبال فلم أجد أحدا من العلماء المتقدمين قال بحرمة الإسبال دون خيلاء فإن كان الأمر كذلك فإنه يجوز الإسبال دون مخيلة لأنه إجماعا سكوتيا وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 04:16]ـ
هذا النوع من الاتتقاء يسمَّى عند الفقهاء بالتلفيق.و للشيخ محمد السفاريني رحمه الله كتاب قيم في هذه المسألة تحت اسم:
"التحقيق في بطلان التلفيق ".
و انظر عن مصطلح التلفيق في الفقه هذا الرابط:
www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118858 - 59k -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 04:33]ـ
الإخوة الكرام جميعًا: شكرًا لمروركم. وإضافاتكم.
- بعيدًا عن المسائل الجزئية التي قد يكثر فيها الأخذ والرد، بحث الشيخ عبدالله يتحدث عن منهج (متكامل) ينتهجه البعض (دعاةً سموا أو علماء)، يقوم على الانتقاء غير المشروع؛ يوضحه أكثر هذا المقال:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/135.htm
حيث البحث عن أي متعلق يرقعون به أهواءهم، فإن لم يجدوا (كذبوا) على الأئمة.
ثم نجد من (المستقيمين) (أهل الديانة) .. من يهون من أمر من يسير سيرهم!
والله المستعان.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 04:53]ـ
يا شيخ سليمان هل العلايلي المذكور في البحث هو عبدالله العلايلي اللغوي
فالذي اعرفه ان ذلك الرجل رافضي و الله اعلم
ـ[القرعاني]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 07:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد فقير]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 01:55]ـ
هل قرأت شيخنا الخراشى ما قلته؟
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 11:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المتعلم]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 01:20]ـ
ومسألة الإسبال من غير المعتبر عندي؛ لوضوح الأدلة الزاجرة فيها. (للإحاطة فقط لا الجدل).
.
هذا التعليق من الشيخ سليمان يقود إلى مسألة مهمة وهي: هل هذا التقرير والتأصيل سيفهم حين التطبيق أو لا؟
بمعنى أن زيدا سيقول في ما يخالف فيه هذا عندي من غير المعتبر لوضوح الأدلة، وعمرا يقول عسكه تماما، وعاد الأمر كما كان!
فإذا لم يكن لتطبيق أهل العلم للخلاف المعتبر وعدمه أي معنى عند المخالف فالتأصيل المذكور لا قيمة له أبدا.
لأن أقوال الجمهور ستكون عند زيد تمييعا، وعند عمرو تشددا وشذوذا!
ـ[صالح العواد]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 10:28]ـ
شكر الله للشيخ سليمان على عرض مثل هذه البحوث اللتي هي فعلا منهج ينبغي الاقتداء به، و أسأل الله عزوجل أن يهدي بعض الإخوة اللذين تركوا أصل الموضوع اللذي هو في الأصل يتكلم عن قضية منهجية وبين أمور جزئية داخل البحث يكثر الكلام فيها على حساب فهم الموضوع ,فينبغي من الإخوة التفريق بين المقاصد الأصلية في الموضوع و الأمور التبعية اللتي سيقت للتمثيل ولو كان الكاتب يقررها .. و بالله التوفيق
أظن الشيخ عبدالله البطاطي له مشاركة في تحقيقات كتب دار عالم الفوائد اللتي هي بإشراف بكر أبوزيد رحمه الله، أليس كذلك؟
ـ[ابن الواحات]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 09:32]ـ
جزى الله خيرا الكاتب الناصح والناقل الدال على الخير.
ـ[عبدالله البدر]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 12:34]ـ
السلام عليكم.
أنا أخوكم المحب لكم عبدالله البدر وهذه أول مشاركة لي في هذا الموقع المبارك.
وأحب أن أسوق مداخلتي هذه لأوقظ إخوتي حول هذه القضية التي ذكرها أخونا الشيخ سليمان مستكملاً جانباً مهماً منها.
فأقول:
هل الشريعة تحمل أقوالاً متناقضة في حكمها أصلاً.
هذه مسألة تطرأ للحيلولة دون متاهات, ترسم للفرع أصلاً يضبط به.
إن جعل التحاكم للأقوال مرجعاً شرعياً يصير بالأمة إلى الاختلاف الذريع , والمسلك الواسع في الأحكام المتضاربة.
ليس الاختلاف أن بعض (الإخوة) يتلقفون الأقوال على أنها أقوال.
بل المعايش أنه يتلقف القول على أنه موافقة للرأي وللعقل الفردي المجرد و (للهوى) فالأقوال شماعة لما يفعلون ويعملون ويتركون, لا أن النص هو الحاكم فيما يرون من خلاف.
عندما تطرح الأقوال .. يأتي دور المطارحة العلمية لمستندات الأقوال من الأدلة.
- ومتى وجد النص الصريح الصحيح في القضية والحكم, كان خلافه محرماً صاحبه مستحق للعقوبة.
- إن إطراح أدلة الخصم من كل وجه يصرف المسألة للرجحان, ومع الرجحان يبقى العامي ملزماً بالقول الراجح لأن الحق تبين
والصحيح اتضح.
(يُتْبَعُ)
(/)
- إن من العجب العجاب من بعض من ينتسب للعلم الشرعي تجده يبقى يتوه في متاهات ومتاهات: لأجل سؤال يحيره وهو: (لماذا قال العالم الفلاني بهذا القول المرجوح إلا لأن لهذا الرأي مستنداً قوياً يبقي المسألة متأرجحة غير بينة).
عجباً والله .. إذا كان الاحتمال يطرأ على الأحكام الصحيحة الراجحة بمجرد الظنون ((ظنون الأقوال)) يجعل لكل من أراد حكماً على هواه أن يأخذ به لأنه: وافق هواه, ولأنه قول عالم.
حسناً:-
سنمضي ونقول نحن (كلا الطرفين) مرجعنا اتباع الحق, و المردُّ إليه لأنه المتبين بالاستقراء
حسناً أخرى:-
هل قال الرسول عليه السلام يوماً: (إذا سمعتم قولاً لعالم فليأخذ كلٌ بما شاء, والأمر ميسور, والخلاف يشمل الأقوال)؟؟
لا طبعاً. لأن للتشريع مصادر معلومة والعلماء الربانيون إنما هم يستقون الأحكام منها.
قد يقول قائلي: حسناً, ولماذا يختلفون إذا؟؟
أقول: يختلفون لاختلاف مداركهم وفهمهم للنصوص كما حصل في قصة توجه الصحابة {لبني قريظة, فإذا تبين الرأي السديد من الفهم لقربه من النص ومناطاته تعين أخذه, و لكان واجباً على الخصم (صاحب القول المرجوح) إثبات وجود قوله بالدليل, و إلا لم يُعذر أحدٌ بالأخذ به لأنه صار (مرجوحاً).
إنه يجب أن يُعلم أن العلماء هم بشر, والخطأ وارد على أفعالهم, لأنهم بشر, (والحاكم إذا اجتهد فأصاب فله أجران و إذا اجتهد فأخطأ فله أجر) والأجر للمخطئ لماذا؟ الجواب: لاجتهاده, لا لقوله؛ لأن قوله غير صواب (خاطئ) والعلماء من جملة الحاكم الذين يحكمون في قضايا المسلمين وما يحدث فيها, حكماً شرعيا. ً
ولو أراد الإنسان أن يتلمس رأياً و قولاً في أي مسألة لوجد, ولكن العبرة بالدليل (الصحيح الصريح) لا بالقول.
إن الخلاف المحتمل هو الخلاف في فهم النصوص (وأيضاً عندما تحتمل ذلك النصوص) , أما إذا لم تحتمله فإن القول لا خانة له في الشرع لأنه يخالف نصاً ومتى خالف نصاً وجب الضرب به عرض الحائط.
مثال ذلك:- الشرع أمر بإقامة الصلاة فمتى جاءنا رأيٌ يقولون بعدم وجوب الصلاة على المكلفين كان هذا الرأي مصادماً للنص, وهذا النص لا خانة لاختلاف الفهم فيه ليُعذر المخالف بل هو بيّن واضح, فلذلك وجب إطراح ما ناقض النص من قول ولو قال به (عالم) فليس القول من عالم هو الحق بل ما وافق الشرع هو الحق, وكذلك ما استمد منه.
والعلماء مستقون لا (مشرعون).
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 04:47]ـ
أظن الشيخ عبدالله البطاطي له مشاركة في تحقيقات كتب دار عالم الفوائد اللتي هي بإشراف بكر أبوزيد رحمه الله، أليس كذلك؟
بلى
فقد حقق كتاب صيغ الحمد
ـ[الرايه]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 06:04]ـ
الشيخ عبدالله البطاطي
هل هو الذي خرج -قبل مدة طويلة - في قناة المجد:برنامج ساعة حوار؟(/)
انتبه! نابليون يشجّع الاحتفال بمولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 08:29]ـ
انتبه! نابليون يشجّع الاحتفال بمولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
بقلم: أبي جابر عبد الحليم توميات
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فقد ذكر المؤرّخ المشهور الجبرتي المصريّ في "عجائب الآثار" (2/ 201، 249) وفي كتاب آخر له: " مظهر التّقديس بزوال دولة الفرنسيس" (ص47):
أنّ نابليون بونابرت عندما احتلّ مصر انكمش الصّوفية وأصحاب الموالد وضعف نشاطهم، ففي سنة 1798 م سأل قائدَ العسكر عن المولدِ النّبويّ! ولماذا لم يعملوه كعادتهم؟! فاعتذر الشّيخ البكري بتوقّف الأحوال وتعطّل الأمور وانعدام المصاريف، فقال له القائد: لا بدّ من ذلك، فأمر له بثلاثمائة ريال فرنسيّة يستعينون بها على إحياء المولد" قال:" فعلّقوا حبالا وقناديل واجتمع معهم الفرنسيّون ودقّوا طبولهم وأحرقوا الحرّاقات وأشياء أمثال الصّواريخ تصعد في الهواء ".
ولعلّنا نتساءل ما هدف نابليون وجنوده من وراء ذلك؟!!
نترك الجواب للمؤرّخ نفسه حيث يقول:
" ورخّص الفرانساويّة ذلك للنّاس لما رأوا فيه من الخروج عن الشّرائع واجتماع النّساء بالرّجال واتّباع الشّهوات والتّلاهي وفعل المحرّمات".
وبتعبير آخر: إنّ أعداء الدّين يعلمون علم اليقين أنّ باب البدع والمعاصي هو مخذّر الأمم والشّعوب، والبعدِ عن نصر علاّم الغيوب.
ونقول للإمام الجبرتي: إنّ الفرنسيّين كانوا يريدون هدم دين المسلمين فكانوا هم الّذين دفعوا لهم المال ليشتروا هذه المفرقعات، تعال اليوم لترى المسلمين يشترون المفرقعات بأموالهم ويملؤون جيوب أصحاب الملايير والقناطير المقنطرة ..
فنسأل الله تعالى أن يهدينا سبل الرّشاد، ويُجنّبنا سبل الغيّ والفساد، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.
المصدر
منار الجزائر ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=236&Itemid=1)(/)
السلفيون المبتدعة: استدراكات على نصيحة إبراهيم العسعس للسلفيين
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 08:39]ـ
السلفيون المبتدعة: استدراكات على نصيحة إبراهيم العسعس للسلفيين
بقلم. د. محمد بن إبراهيم السعيدي / رئيس قسم الدراسات الإسلامية ـ جامعة أم القرى
ليس صعبا على كل كاتب أن يصف من يرد عليه، بأن ما كتبه غير علمي، ولكن العسير إثبات عدم العلمية في كتابات الآخرين.
ولذلك، فإنني لن أصف مقال الأخ الكريم إبراهيم عسعس عن السلفية بالبعد عن المنهجية العلمية، ولكنني سأذكر قاعدة رئيسية من قواعد المنهجية، وأطبقها على مقال الأستاذ الكريم، وعلى القارئ الكريم أن يحكم ببصيرة.
فمن المسلمات في المنهج العلمي: البعد عن التعميم، وحين يقع أحد في التعميم، فيلزمه أمران: أحدهما، إثبات الحكم، والآخر إثبات عمومه، وفي مقال أخي الكريم عدد من الأحكام العامة في معرض النقد، كان ينبغي عليه إثباتها ثم إثبات عمومها، لكنه على العكس حاول التخلص من توجيه هذا النقد، باستباقه والرد عليه بفرضية افترضها هو، وله هو وحده أن يصدقها، لكن الفرضيات لا تصلح أبدا لإثبات الأحكام.
فمن الأحكام العامة التي أطلقها: قوله: فكيف يكون "السلفيون"، مبتدعة؟ والكل يعلم موقف "السلفيين" من البدع، وتشنيعهم على مرتكبيها. فجزمه بأن السلفيين مبتدعة، مستخدما صيغة الاستفهام وبناء مقاله كله على هذا الحكم الذي اعتبره مسلمة، يحتاج الأخ الكريم فيه إلى مناقشة من وجهين:
الأول: لا يوصف من وجدت عنده بدعة أو شيء من البدع، بكونه مبتدعا، سواء أكان سلفيا أم غير سلفي، إذ وصف المبتدع لا يصدق إلا على من كان منهجه الابتداع، فأما من وقع في شئ من البدع، فلا يوصف بكونه مبتدعا، كما لا يوصف من وقع في شئ من المكفرات بكونه كافرا، ما لم ينتحل الكفر، وكذلك لا يوصف بكونه مشركا من وقع في شئ من الشركيات ما لم ينتحل الشرك، وكذلك لا يوصف بكونه عاصيا من وقع في شئ من هذه المعاصي ما لم يكن مستمرئا لها، مديما عليها، ولذلك لا يصح وصفه للسلفيين بكونهم مبتدعة ولو على سبيل الاستفهام التقريري، بل كان حقه أن يقول: لديهم بعض البدع، ثم نحن نرحب بتنبيهنا إلى ما خالفنا السنة فيه.
الآخر: أن الكاتب ذكر موقف السلفيين من البدع منقوصا، فذكر أنهم ينكرون البدع ويشنعون على مرتكبيها، وهذا حق، وأعتقد أن أخي الكريم إبراهيم العسعس يوافق السلفيين في ذلك، فهو ينكر البدع ويشنع على مرتكبيها بدلالة غيرته على السنة وكتابته هذا المقال لينبهنا على بعض أخطائنا.
فهو وفقه الله معنا في هذا المنهج، ولكنه ترك بيان أمر مهم، وهو أن السلفيين لا يقولون بعصمة أنفسهم من البدع أو غيرها من أنواع المعاصي، كما أنهم يرون أن بعض البدع ككثير من أفعال العباد مما يسوغ الخلاف فيه، وهم يختلفون فيها فيما بينهم، ولا يعزب عنك دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح وخلاف العلماء في المملكة العربية السعودية فيه، فمنهم من يرى استحبابه ومنهم من يراه بدعة، وكذلك صلاة التراويح والقيام أكثر من ثلاث عشرة ركعة، يراه بعضهم بدعة، استنادا إلى خبر عائشة رضي الله عنها في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليل، وآخرون يرونه مستحبا استنادا إلى الأثر عن عمر ولا يشنع بعضهم على بعض، بل جميعهم يرون عدم الانصراف من الصلاة مع الإمام حتى مع مخالفتهم للرأي الذي يعمل به الإمام، وكذلك صلاة التسبيح وصلاة الحاجة وإهداء ثواب قراءة القرءان للميت، وغيرها.
ومن الأحكام العامة، ما ذكره أن من بدع السلفيين: اللقاء مع الناس أو مفارقتهم على أساس الفتاوى في الفروع الفقهية التي يسوغ فيها الخلاف، أو على أساس المباحات.
وقبل إبداء الملاحظة على المضمون أقدم لأخي الكريم ملاحظة على المصطلح، فما ذكره إنما هو عيب سلوكي وليس بدعة، ولا يخفى أن البدعة كما عرفها أهل العلم: طريقة محدثة في الدين يقصد بها مزيد التعبد لله عز وجل، وهذا التعريف لا ينطبق على الأمر الذي ذكره، فلا أستطيع إقراره على أن الأخلاق الوعرة والسيئة والأفق الضيق، يمكن أن يسمى بدعة، فذكر هذا العيب في سياق بدع السلفيين، خطأ منهجي، وكان بوسع الكاتب حفظه الله أن يضعه ضمن ما يتصوره من أخطاء السلفيين السلوكية، والفرق كبير بين أن تصف فلانا من الناس بالبدعة وبين أن تصفه بعيب
(يُتْبَعُ)
(/)
سلوكي.
ولا أختلف مع أخي الكريم حين ذكر عيوبا شنيعة، أيا كان فاعلها، فجزاه الله خيرا على تنبيهنا إليها، ونحن نقبل دعوته وفقه الله للبعد عن هذا العيب، الذي لا يليق أن يتلبس به طالب العلم، لكن يكفي السلفيون فخرا، أن من أعظم من نبه على هذا العيب السلوكي ونهى الناس عنه، هم شيوخ السلفية الأقدمين، كابن تيمية الذي نقل نصه الأخ الكريم، والمحدثين، كابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى.
ومع تكراري ترحيبي بهذه النصيحة من أخي إبراهيم، فإنني أبشره وأنا أجزم بأنه يفرح ببشارتي هذه بأن هذا العيب الذي عممه على السلفيين قليل الوجود (لا أنكر وجوده لكنني أزعم قلته) في علمائهم وأهل الفتوى فيهم، ويكاد يكون منحصرا إما في صغار طلبة العلم، الذين لم يستوعبوا بعد معنى الخلاف، أو عدد يسير أيضا ممن لم يرزقوا العقل السديد.
وكونه قليل الوجود في علمائهم وأهل الفتوى فيهم، دليله، ذلك الخلاف الكبير بين علماء السلفية أنفسهم في قضايا الفروع على أساس فقهي، ومع ذلك ليس بينهم افتراق على هذا الأساس، فمثلا يوصف الشيخ عبدالله بن منيع والشيخ عبدالله المطلق، بكونهما يميلان إلى التيسير في المسائل المصرفية المعاصرة، ويميل الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي المملكة إلى منهج، أكثر تشددا في هذه المسائل، ولا نعرف بينهما إلا كل خير، وكذلك كان الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله يريان عدم نفاذ الطلاق البدعي، وكان العلماء يخالفونهما في حياتهما، ومع ذلك ظل الشيخان محل التقدير والإجلال.
بل إنني، وأنا أحسب نفسي على شئ من الاطلاع في هذه الجزئية، لا أعرف بلدا عربيا بين علمائه خلاف في الفروع، كما أعرف عن علماء السعودية السلفيين، وسر اختلافهم عدم التزامهم بتقليد مذهب أحمد، ولو التزموه، فمذهبه متعدد الوجوه والروايات، مما يجعل مقلد أحمد من العلماء في حاجة أيضا للاجتهاد بين ما روي عنه، حتى إن اختلاف الفتوى أصبح معروفا لدى العوام، ولم يعودوا يستغربونه كما يستغربه العوام في البلاد الإسلامية الأخرى، ففي نازلة الأسهم التي ابتلي الناس بها أخيرا، تجد الناس يقولون هذه الشركة، يرى فلان من العلماء أنها نقية، ويرى فلان أنها مختلطة ويخالفه فلان، ولم يؤثر ذلك على المجتمع السعودي الذي تغلب عليه السلفية أسوة بعلمائهم الذين رغم اختلافهم فهم ولله الحمد أحبة وإن حصل بينهم ما يحصل بين الأقران في بعض المواقف.
وكان الشيخ الألباني رحمه الله يرى أن وجه المرأة ليس بعورة ويخالفه أكثر علماء السلفية بشدة، ومع هذه الشدة في الخلاف، إلا أن الألباني رحمه الله ظل محل الإجلال من جميع السلفيين، علماء وعامة، حتى وفاته رحمه الله وإلى اليوم.
وجاءت نازلة قيادة المرأة للسيارة في السعودية، فأفتى الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله بتحريم ذلك على المرأة في السعودية، مراعيان غلبة جانب المفسدة في هذا الأمر على المصلحة بالنسبة للظروف التي يعلمانها في بلدهما، وخالفهما الشيخ الألباني رحمه الله، مع أنهما أدرى منه بظروف المرأة في المملكة العربية السعودية، وبقي الثلاثة حتى توفاهم الله لم يجرح أحدهم صاحبه بما يسوؤه.
ولو كان السلفيون ـ هكذا على التعميم ـ يفارقون على الخلاف في الفروع، لكانوا فيما بينهم أجدر على الافتراق، وأنا لا أعمم في النفي كما عمم أخي إبراهيم في الإثبات، لأنني أعرف من الأشياخ السلفيين من هو كما وصف أخي الكريم، ولكنهم لا يعبرون عن منهج كلي، كما أوحى لنا كلام أخينا في نصيحته.
هذه حال السلفيين في الخلاف الفقهي إذا وقع فيما بينهم، أما إذا وقع بينهم وبين مخالفهم، فالوقائع تنبئ عنهم. فإن السلفيين يشرفون على مجمعين من أكبر مجامع الفقه الإسلامي في العالم، في مكة وجدة، ويضم المجمعين نخبا من المفتين من غير السلفيين من أنحاء العالم الإسلامي، ويقع بينهم الخلاف الكبير داخل أروقة المجمع، لكنهم لا يتفارقون على أساس من هذا الخلاف أبدا، والمجمعان يعملان منذ سنوات طويلة ويواكبان مستجدات العالم الإسلامي بجد، وأثبت المجمعان أن المسلمين يمكن أن يتوحدوا على أساس الخلاف في الفتوى، ولو اتصف السلفيون بالمفارقة على أساس الخلاف الفقهي، لكان المجمعان منبرا للافتراق لا للاجتماع، بل لانقضى أمرهما منذ زمن بعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إن أحد هذين المجمعين قد أسندت رئاسته منذ سنين إلى أحد علماء العالم الإسلامي ممن لم يوصف بسلفيته، وهو الشيخ الحبيب بلخوجة من علماء تونس المالكيين، ولم يقع من السلفيين استئثار بهذا المنصب، مع أنه في بلادهم وتحت رعايتهم. ولو نظرت في حال المجامع الأخرى التي لا تخضع لإشراف سلفي، لوجدت أنه يمارس فيها إقصاء متعمد للسلفيين واحتكار في المناصب، ولا يخفى على أحد الأمر في رابطة علماء المسلمين.
تلك بشارتي للأخ الكريم، أما الأمر الذي أعتقد أنه يحزنه كما يحزنني: أن كثيرا من غير السلفيين من العلماء مصابون بالداء الذي ذكره أخي الكريم، ولن أستطرد في الأمثلة وأكتفي بالاقتصار على مثال واحد يغني هنا.
هذا المثال هو أنت يا أخي الكريم المحب الناصح، فقد خالفت السلفيين في مسألة، واقتضى منك ذلك إلى أن تصفهم بأنهم مبتدعة ومروجون للجبرية ومقزمون لمفهوم الولاء والبراء ومجزئون لتوحيد الألوهية .. بأسلوب تعميمي ضعيف الاستناد إلى البراهين الواقعية، فما كل هذه المفارقة يا أخي الحبيب؟ فإذا كانت هذه حال أخي إبراهيم مع دعوته الصادقة إن شاء الله للتوحد والائتلاف، فكيف الحال مع سواه؟ إلى الله المشتكى.
وقبل أن أنتقل من هذه الملاحظة، أحب أن أوجه كلمتي للأستاذ الكريم وغيره ممن قد يقرأ هذه المقالة: لا تجعلوا أخطاء صغار طلاب العلم وحديثي الالتزام والمتحمسين من الشباب في ممارستهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سببا للنيل من المسلمين بالعموم، لأن هذا يغيض إخوانكم منكم، ولسنا في حاجة لأن يغيض بعضنا بعضا، واجروا في نصيحتكم لهم جري الحكيم الذي يضع الهناء مواضع النقب.
ومن تعميمات أخي الحبيب إبراهيم، التي لم يدعمها بمثال واحد أو أي نوع من الإثبات العلمي، قوله والعجيب أنهم في المقابل تركوا ذكر الأصول الحقيقية، مثل بعض أصول التوحيد ومقتضياته، كتوحيد الإلاهية، وما يتعلق بها من وجوب الحكم بما أنزل الله، فلماذا هذا التناقض؟!
وهنا أسأل ما هي الأصول الحقيقية التي تركها السلفيون؟
وعلى حد ما أعلم فإن الأصول في الإسلام لا تنقسم إلى حقيقية ووهمية كما هو مفهوم كلام أخي إبراهيم، بل جميع الأصول حقيقية لكن منها ما هو متفق عليه وهو الكتاب والسنة والقياس والإجماع، ومنها ما هي أصول مختلف فيها كالاستحسان والمصالح المرسلة والعرف وغيرها.
فإن أراد أخونا الكريم بالأصول الحقيقية: الكتاب والسنة، فسامحه الله، وأنا من جهتي أحله عن نفسي وأسأل الله أن يغفر له زلته في حق الجميع، وإن أراد بها الأصول المختلف، فهي أصول من الاستدلال قد تركها كثير من العلماء من السلف والخلف كما عمل بها كثير من العلماء من السلف والخلف.
أما قوله: بعض أصول التوحيد، فكنت أتمنى منه أن يكون أكثر دقة في عبارته، فيقول: بعض المسائل المتعلقة بالتوحيد، لأن أصل التوحيد هو لا إله إلا الله، ولا يخالف فيها السلفيون ومعاذ الله.
أما اتهامه السلفيين بترك توحيد الإلاهية، فلا أجد له في ذلك عذرا سوى الخطأ في التعبير، لأنه إن لم يكن أخطأ في التعبير فهو يكفر السلفيين، وهذا ما أجزم يقينا أنه لا يقول به، وهو أسمى وأرفع من ذلك، لكن عبارته شديدة الإيهام بهذا المعنى الشنيع، وأعيدها للقارئ الكريم ليتأملها ويرى لعلي قد أخطأت الفهم: تركوا ذكر الأصول الحقيقية، مثل بعض أصول التوحيد ومقتضياته، كتوحيد الإلاهية.
أما قوله إنهم تركوا وجوب الحكم بما أنزل الله، فلن أفهم هذه العبارة كما يجب أن تفهم، بل سأفهمها كما تملي علي محبتي للأخ إبراهيم، لأن معناها الشرعي تكفير السلفيين حيث لا يقولون بوجوب الحكم بما أنزل الله، ولا شك أن من ينكر معلوما من الدين بالضرورة فهو كافر، ولذلك آمل من أخي إبراهيم التأني في صياغة أفكاره حتى لا يقع في هذه العبارات المشكلة حقا. ولا بأس هنا أن أنقل فتوى شيخي السلفية المعاصرة في الحكم بغير ما أنزل الله:
سؤال وفتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
كثير من المسلمين يتساهلون في الحكم بغير شريعة الله، والبعض يعتقد أن ذلك التساهل لا يؤثر في تمسكه بالإسلام، والبعض الآخر يستحل الحكم بغير ما أنزل الله ولا يبالي بما يترتب على ذلك، فما هو الحق في ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا فيه تفصيل: وهو أن يقال من حكم بغير ما أنزل، وهو يعلم أنه يجب عليه الحكم بما أنزل الله، وأنه خالف الشرع ولكن استباح هذا الأمر ورأى أنه لا حرج عليه في ذلك، وأنه يجوز له أن يحكم بغير شريعة الله فهو كافر كفرا أكبر عند جميع العلماء، كالحكم بالقوانين الوضعية التي وضعها الرجال من النصارى أو اليهود أو غيرهم ممن زعم أنه يجوز الحكم بها، أو زعم أنها أفضل من حكم الله، أو زعم أنها تساوي حكم الله، وأن الإنسان مخير إن شاء حكم بالقرآن والسنة وإن شاء حكم بالقوانين الوضعية. من اعتقد هذا كفر بإجماع العلماء كما تقدم.
أما من حكم بغير ما أنزل الله لهوى أو لحظ عاجل وهو يعلم أنه عاص لله ولرسوله، وأنه فعل منكرا عظيما، وأن الواجب عليه الحكم بشرع الله فإنه لا يكفر بذلك الكفر الأكبر لكنه قد أتى منكرا عظيما ومعصية كبيرة وكفرا أصغر كما قال ذلك ابن عباس ومجاهد وغيرهما من أهل العلم، وقد ارتكب بذلك كفرا دون كفر وظلما دون ظلم، وفسقا دون فسق، وليس هو الكفر الأكبر، وهذا قول أهل السنة والجماعة، وقد قال الله سبحانه: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّه، وقال تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، وقال عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقال عز وجل: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ< فحكم الله هو أحسن الأحكام، وهو الواجب الإتباع وبه صلاح الأمة وسعادتها في العاجل والآجل وصلاح العالم كله ولكن أكثر الخلق في غفلة عن هذا. والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهذه فتوى الشيخ محمد بن عثيمين:
أما فيما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله، فهو كما في الكتاب العزيز ينقسم إلى ثلاثة أقسام: كفر وظلم وفسق على حسب الأسباب التي بني عليها هذا الحكم:
1 - فإذا كان الرجل يحكم بغير ما انزل الله تبعا لهواه، مع علمه بأن الحق فيما قضى الله به فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم.
2 - وأما إذا كان يشرع حكما عاما تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضا لأن كثيرا من الحكام عندهم جهل في علم الشريعة ويتصل بهم من لا يعرف الحكم الشرعي وهم يرونه عالما كبيرا فيحصل بذلك المخالف،
3 - وإذا كان يعلم الشرع، ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستورا يمشي الناس عليه، يعتقد أنه ظالما في ذلك، وأن الحق فيما جاء به الكتاب والسنة، فإننا لا نستطيع أن نكفر هذا.
وأعود إلى تعميمات أخي الأستاذ إبراهيم في حكمه على السلفية، إذ يقول: - تجزيء مفهوم توحيد الالاهية، بل تجزيء مفهوم التوحيد كله، وعرضهم له بما يُشعر بحصره في الأسماء والصفات، وتناول ما يتعلق منه بشرك القبور، وتحكيم المذاهب الفقهية. وتقزيم مفهوم الولاء والبراء، إلا في حدود البراءة من المتصوفة في "نيجيريا"، أو من شركيات ابن عربي (ت 636)، وجاهليات أبي جهل، أما غير ذلك فليس هنا وقته.
وهذا الحكم على السلفية لو صح لفسد به كلام الكاتب الذي سطره قبل ذلك بأسطر، وهو قوله: ولكن من الحق أن نقول: إنَ "السلفيين" ـ على ما فيهم من بدع ومخالفات ـ يتوخون المنهج السليم، في أصل دعوتهم، ويحاولون التقرب إلى منهج أهل السنة، وفقه السلف قدر استطاعتهم.
فهم ـ بذلك ـ فيما وافقوا فيه أهل السنة من أهل السنَة، وفيما ابتدعوا فيه وخالفوا ليسوا من أهل السنَة، وذلك أن السلفية لو صح كونهم جزئوا توحيد الألوهية وحصروه في الأسماء والصفات والقبور، وحصروا البراءة في البراءة من متصوفة نيجيريا، لو كانوا كذلك لم يكونوا من أهل السنة أصلا، لأن من هذه صفته فليس من أهل السنة سواء ولو وافق أهل السنة في بعض الأمور، فإذا كان أخونا إبراهيم سامحه الله مدركا لحقيقة تهمته هذه فهو ينفي انتساب السلفيين إلى أهل السنة أصلا، وليس هناك داع لأن يجاملهم ويقول إنهم يتوخون إتباع المنهج السليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يأت لنا الكاتب الكريم بمثال على هذه الدعاوى الخطيرة، وبما أنه ليست مدعومة بأمثلة فإنما هي انطباعات شخصية، ونحن نتقبل منه هذه الانطباعات، لأنها جاءت من قلب ناصح مريد لنا الخير، لكن من حقنا عليه أن يسمح لنا بالقول: إن نصيحته جاءت في غير محلها، ومن حقه علينا أن نخبره بموضع خطئه.
فالتوحيد لا يتجزأ مفهومه عند السلفية، إذ التوحيد في اصطلاحهمً: هو اعتقاد أن الله واحد في ذاته وواحد في ربوبيته، وواحد في أسمائه وصفاته واحد في ألوهيته وعبادته وحده لا شريك له.
ولهذا لا يمكن أن يقولوا بتجزئ مفهوم التوحيد، إذ مفهومه وحدانية الله تعالى، وهي لا تتجزأ أبدا، فمن قال إنه واحد في ذاته ليس واحدا في ربوبيته أو إلاهيته، فقد أشرك، وكذلك من قال إنه ليس واحدا في أسمائه وصفاته.
أما ما تواضع عليه السلفيون من عهد ابن تيمية رحمه الله حتى الآن من تقسيم التوحد إلى ثلاثة أقسام، فليس هذا في حقيقته تقسيما لذات التوحيد والعياذ بالله، بل تقسيم لعلم التوحيد، إذ إن العلماء وجدوا أنفسهم في حاجة لتقسيم هذا العلم إلى هذه الأقسام لأغراض منهجية، منها تمييز مسائله وضبطها، وتمييز المخالفين في كل مسألة من هذه المسائل، إلى غير ذلك من الفوائد التي يجنيها الباحث من حسن التقسيم والترتيب.
أما تغليب السلفيين للكلام في الأسماء والصفات عن سائر أنواع التوحيد، فهذا قد يكون صحيحا في وقت دون وقت، حيث إن الحديث عن أي قسم تبعا لحاجة إليه، فالباحث يجد أن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، كان أكثر بحثهم في توحيد الأسماء والصفات، لكونهم ابتلوا في عصرهم بطوائف تخالف في مسائل الأسماء والصفات، أكثر من مخالفتها في الإلاهية والربوبية، أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فكان أكثر كلامه في توحيد الألوهية، حيث كان في الجزيرة العربية ولا يعرف أهلها شيئا عن الجهمية والمعتزلة، ولكنهم ابتلوا بمخالفات تتعلق بتوحيد الألوهية، فكثر كلامه فيه وألف كتابه التوحيد ورسائله الأخرى فيه.
فإذا حصل وانشغل بعض علماء السلفية بقسم من مسائل التوحيد، فليس ذلك لكونهم لا يقولون بسواها بل لكون حاجتهم إلى الإنكار كانت إليها، ولن ترغم عالما وجد مجتمعا ضل في الأسماء والصفات أن يتكلم في الألوهية وحاجة المجتمع إليها أقل، والعكس أيضا صحيح.
ثم إننا نرى الكاتب وفقه الله يتناقض تناقضا عجيبا، فبينما نجده ينكر على السلفيين في صدر مقاله كونهم يفارقون الناس على المسائل الفقهية، نجده الآن ينكر على السلفيين انشغالهم بإنكار تحكيم المذاهب الفقهية، أي أن السلفيين هم من ينكر مفارقة الناس على الخلاف الفقهي، وهذا إن شاء الله هو الحق الذي نسأل الله أن يعيننا عليه، والحمد لله أن الله أنطق أخانا الكاتب به وهو جزاه الله خيرا حري بالحق وأهل له.
أما كثرة تناول السلفيين لما يتعلق بشرك القبور، فهذا حق ولله الحمد، لا ينكرونه ولا ينبغي أن ينكر عليهم، لأن شرك القبور من أعظم ما يعصى به الله في هذه الأرض، فهو من أبرز ذرائع الشرك الأكبر الذي جاءت الرسل بالتحذير منه وهي جريمة في حق التوحيد، لا نستغني في إنكارها والسعي لتخليص دين المسلمين منها عن كل جهد،،لكن الكاتب وفقه الله تناقض أيضا في إنكاره علينا حتى لم نعرف ماذا يريد، وذلك أنه قال في نفس السطر: إن السلفيين يشعرون بانحصار التوحيد في الأسماء والصفات ويجتزئون توحيد الألوهية، ثم يقول في نفس السطر إن السلفيين ينشغلون بإنكار شرك القبور، وشرك القبور هو من مسائل توحيد الألوهية وليس من مسائل توحيد الأسماء والصفات، وأكرر هنا: أي المعنيين يريد وأي الأمرين يرى الكاتب أنه شغل السلفيين؟ الواقع أن كلا الأمرين هو شغل السلفيين والحمد لله تعالى.
أما ما اتهمنا به من تقزيم الولاء والبراء، فلو كان ما ذكره صحيحا، فليس هو بتقزيم، بل هو مصادرة لهذا المفهوم ومعاندة له، وحيدة به عن معناه الحقيقي، وهذا كله ولله الحمد مما نبشر الكاتب وفقه الله أننا لا نقول به،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكيف نقزم مفهوم الولاء والبراء والله تعالى يقول: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} ويقول تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
فلا يمكن لهذا المفهوم أن يحاد عنه أو يقزم.
وكيف يكون السلفية قزموا هذا المفهوم، وهم الذين أخرجوا هذا المفهوم مستقلا، إذ لا يخفى على الكاتب أن أحدا من العلماء الأوائل لم يكتب في الولاء والبراء مستقلا، بل إن إفراد هذا المفهوم بمصطلح مستقل لم يكن معروفا، وأن أول من أبرز هذا المصطلح وأفرده بالبحث هم السلفيون، وللمعاصرين من السلفيين عدد من الكتب ترد على ما ذهب إليه الكاتب الكريم ومنها: الولاء والبراء للدكتور محمد سعيد القحطاني، ومناط التكفير بموالاة الكفار للدكتور عبد الله بن محمد القرني، والولاء والبراء بين الغلو والجفاء للدكتور حاتم بن عارف العوني، فليرجع لها الجميع ليعرفوا مفهوم المعاصرين من السلفية للولاء والبراء، ليظهر أن من فضائل السلفيين إبراز هذا المفهوم كبحث مستقل عن بطون كتب العقيدة.
أما البراءة من المتصوفة في نيجيريا ـ وقد قال الكاتب ذلك من باب السخرية ـ ففيه أمران:
الأول: أن عناية السلفيين بالمتصوفة بنيجيريا أو ما هو أبعد منها، ليس موضعا للسخرية، لأن أهل نيجيريا كأهل الأردن لا بد أن تكون عنايتنا بهم على حد سواء، والعناية بتصحيح عقائد النيجيريين ومن هم أبعد منهم، هو من محامد السلفية ولله الحمد وحده،
الآخر: أن السلفيين لا يبرؤون من أحد من المسلمين أبدا حتى لو كانوا من أشداء أهل البدع، وأولئك هم قاتلوا مع المتصوفة الأفغان والبوسنويين والشيشان، ضد أعداء الدين من الكافرين، ولكنهم يبرؤون من أفعالهم وبدعهم، وهذا من فضل الله عليهم وفرق بين البراءة من المسلم والبراءة من بدعته.
أما البراءة من شركيات ابن عربي وجاهلية أبي جهل، فهذه منقبة ولله الحمد، وذكرها يدل على تناقض الكاتب وفقه الله، وذلك أنه اتهمنا قبل ذلك بسطر بتقزيم مفهوم الولاء والبراء، ومن يبرأ من جاهلية أبي جهل يبرأ من كل ما سار على نهجها من جاهلية حديثة. لكن ما ذكره الكاتب متماش مع الخلل المنهجي الذي أشرت إليه في أول المقال، حيث لا يثبت الأحكام العامة ولا يمثل لها.
أما آخر ما دلنا عليه الأخ الكريم من عيوبنا، فهو ما أسماه الجبرية الاجتماعية.
وخلاصتها: النأي عن الإصلاح السياسي انتظارا للتغيير الإلاهي المحتوم، وقد استند في نسبة هذا الرأي إلى السلفية على كتاب محمد شفره: هي السلفية، وأنا لم أقرأ كتاب محمد شقره، ولا أعتقد أن كاتبا مثل محمد شقره يمكن أن يمثل تيارا إسلاميا كبيرا ممتدا من الهند حتى المغرب العربي، وكون السلفيين لم يردوا على كتابه ليس دليلا على تبنيهم لمنهجه، كما يتصور الأخ إبراهيم عسعس، لاسيما إذا كان ما أورده في كتابه مما يسوغ الخلاف فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليعلم الكاتب وفقه الله أن السلفيين في السياسة ليس لهم منهج متفق، وذلك لأن السلف رضي الله عنهم لم يكن لهم أيضا في السياسة منهج متفق، فقد اختلف السلف بين علي ومعاوية كما اختلفوا في الخروج على يزيد بن معاوية مع الحسين رضي الله عنه ومع عبد الله بن حنظلة من بعده، كما اختلفوا في صحة خروج ابن الأشعث على الحجاج، مما يؤكد أن الرؤية السياسية ليست أمرا محسوما لدى السلف، ولذلك اختلف السلفيون فيها.
والذي يستقر عليه أكثر السلفيين اليوم، هو ما استقر عليه التابعون من بعد فتنة عبدالرحمن بن الأشعث من التزام طاعة ولي الأمر، امتثالا لأمر الله تعالى في الطاعة لمطلق أولياء الأمر ما أقاموا الصلاة كما تصرح به الأحاديث الصحيحة في صحيح مسلم وغيره، أما إذا لم يقيموا الشرع، فيعود الحكم بالخروج عليهم إلى الموازنة بين المصالح والمفاسد.
هذا خلاصة ما أعرفه من منهج أكثرهم، وأنا أعلم أن هناك من المنتسبين إلى السلفية من بالغ في قضية طاعة ولي الأمر حتى صار يبرر مخالفات الحاكم الشرعية، بل و أصبح أداة في يد بعض الاستخبارات العربية علم أم لم يعلم، كما أن بعضهم بالغ في الخروج على الحكام حتى أصبح أداة في يد الاستخبارات العالمية علم أم لم يعلم.
أما العمل السياسي السلمي في البلاد التي تحكم بأنظمة برلمانية، فكثير من السلفيين يؤيدون مثل هذه الممارسة كوسيلة للإصلاح، ومن أمثلة ذلك تلك المشاركة الناجحة للسلفيين في مجلس الأمة الكويتي.
وتنوع الطرح السياسي لدى السلفيين دليل على ثراء منهجهم ورحابته بالاختلاف، ولا عبرة ببعض المنتسبين للمنهج السلفي الذين يرمون كل من خالفهم في أي جزئية من جزئيات العمل السياسي، بكونه ليس سلفيا، فهؤلاء مردود عليهم بضيق أفقهم وعدم معرفتهم بعمل السلف الذي ينتسبون إليه.
وفي الختام: أقول إنني أعلم أن مقال الكاتب منصب على توجه معين منتسب للسلفية، قليل الأتباع ولله الحمد، لكن لعل أصحاب هذا التوجه هم من خالطهم الكاتب في بلده، وهم يصورون أنفسهم على أنهم هم السلفيون وحدهم ويصفون حتى إخوانهم من السلفيين بالابتداع لمجرد مخالفتهم إياهم في بعض النوازل العصرية. لكن منهج التعميم وعدم ضرب الأمثلة، حرمنا كثيرا من الاستفادة من نصيحة أخينا الأستاذ الكريم وفقه الله.
المصدر
مجلة العصر ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******id=9884)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 02:08]ـ
جزى الله الشيخ خيراً.
هو توجه جديد بدأ (ينقر) في الساحة، يحاول أن (يُرشد) التيار السلفي، فيكتب مثلا (السلفيون في بلاد الحرمين)، ويكتب كتابات أخرى، يحاول ـ كما يدعي ـ تبصير السلفية، ورفع عينها من الأرض كي تنظر أمامها لا تحت قدمها، وأن تكون أكثر إدراكاً للواقع.
والعجيب أن فقه السلفيين أصح من فقه (العقلانيين) وحرب لبنان شاهد عيان.
تيار يولد، رأيت مخاضه على صفحات (العصر)، فدعوت الله أن تموت وهي تلده وأن لا يكتب لها ولا له حياة، ثم رأيته يحبو على صفحات (الألوكة) ويتكلم عن (إشكالية النموذج) ويسخر من حكاياتٍ عن السلف بدندنة هي صدى لكتابات كانت في (العصر)، يعترض على (النموذج) وهو بعد صغير يحبو ـ وليس كل كلامه باطل، يتسلل من بعض الجزئيات الخاطئة إلى الكليات الراسخة ليسحب عليها حكم الجزئيات، ويستجيب له العامة والرعاع الذين لم يعد لنا بهم يد من منعهم من القراءة والإدلاء ـ، ثم التقيته في (طريق الإسلام) يقدم النصح للسلفية في الجزيرة العربية وهي موصولة بمحمد صلى الله عليه وسلم نقلا وفهماً. فقلت شبَّ واشتد. والآن أمرَ أَمْرُه واستوجب الرد عليه.
.
مش عارفين نلاحقها منين ولا فين.(/)
نحن العرب جفاةٌ قساةٌ؟ َ!!
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 09:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نحن العرب جفاة قساة؟!
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmial.com
من قبل زار الشيخ الدكتور عائض القرني أمريكا، وعاد إلينا يسخر من لغتهم (الإنجليزية)، عاد إلينا مكروباً يقول مجتمعٌ لا أمن فيه، تخاف على نفسك ومالك إن مشيت وحيداً أو ركبت وحيداً مع أمريكي أو غير أمريكي، وتخاف عى أمتعتك في المطار إن بعدت عنها قليلاً، عاد يقول: مجتمعٌ لا تسمع فيه الآذان، عاد يسخر من أطفالهم وقد أصابهم الغباء، ومن رجالهم وقد فقدوا الذوق فيأكلون (البطيخ) بالسكر ويستطعمونه وبالملح ويستطعمونه .. .، ومن مجتمعهم وقد انعدمت فيه الروابط الأسرية، عاد يسخر منهم بالشعر والنسر .. بالجدِّ والهزل.
واليوم ذهب الشيخ الدكتور عائض القرني للعلاج في فرنسا، ويحكي التاريخ أن الفرنسيس أشد الصليبيين عداوة للمسلمين، ومن لا يعرف ينصت للتاريخ ـ بل والواقع ـ فعنده حكايات وحكايات عن ظلم القوم وجرأتهم على ديننا وقومنا.
عاد إلينا الدكتور عائض القرني يقول أن القوم مؤدبون .. مهذبون .. يؤثر كل واحدٍ منهم الآخر على نفسه في الدخول للفندق أو الصعود بالمصعد، وأن القوم متعاونون يرشدون من أسترشدهم.
و (صاحبي) يقول أن عقلية الشيخ تغيرت ... يقول أن هناك شيء اسمه (الانتقائية) فكل واحد يبصر ما يهتم به، فلو أن صيدلانياً ـ مثلاً ـ تجوَّل في مدينة فأول شيء يلفت نظره الصيدليات .. عددها وتجهيزاتها، ولو أن جائعا تجول في مدينة فعينه قد لا ترى غير المطاعم، وكذا من يهوى جميل الثياب، ومن تهوى الزينة يلفت نظرها أماكنها. والشيخ بالأمس لفت نظره أن لا أذان مع أنه كان ضيفاً على جالية مسلمة، ولفت نظره أن لا أمان مع أنه لم يتعرض لحادث سطو أو سرقة، وفي فرنسا لفت نظره أدبهم وحسن خلقهم، ولو تدبر، ولو تجوَّل، لتبدل قوله وتغير، فالشيخ ذهب للعلاج في مستشفيات تُقدم أعلى درجات الخدمة، ومثل هذه الأماكن وأقل منها يكونون في غاية الأدب، والشيخ سكن فنادق من ذوات النجوم، وتجول في المكتبات، يقول صاحبي: أما كان في الفندق خمرٌ ومَخمور، أما كان في الفندق رقص ومرقص، أما صعد معه المصعد متبرجة تأبطها علج، أكان التمريض والطبيب يلقي سلاما أو يشمت عاطساً، أما كان في الشوارع كاسيات عاريات مائلات مميلات، غادياتٌ رائحات وجالسات، أكان أهل الفندق يجتمعون للصلاة، ويدعو بعضهم لبعض بالمغفرة والرحمات؟؟!!
باريس تُذكر بالموريسكيين، وربع أحيائها حرقه الفقراء قهرا من ظلم الأغنياء الذين حللت عليهم تطلب منهم الشفاء يا شيخ، وفي باريس تزوج الرجال بالرجال، وباريس تكره الحجاب وتحرمه، وباريس .. وباريس .. وباريس.
هذا قول صاحبي.
وأقول رفقا بالشيخ، فقد لفت نظره ما رآه فيهم ولم يراه فينا.فكتب إلينا من هناك يرشدنا إلى ما هو خير، يريد الكمال لأمته، والشيخ ناصحٌ.
فيردُّ صاحبي: كم من مريد للخير لا يبلغه. جفى الطبعُ وقسى مما يجد، أعيشٌ في باريس كعيشٍ في غزة والعريش، تساوي بين القاهرة ودمشق وبغداد وتونس ومراكش ونواكشوط والخرطوم وطرابلس وباريس؟!
ثم ـ والقول لصاحبي! ـ لا تدفع عنه فالشيخ تبدوا عليه ملامح التغيير، من قبل غازل جائزة نوبل، وكتب أنه كل عام وهم يعلنون أسماء الفائزين يرقب علَّ الله أن يجعله من الفائزين بنوبل أو أخت نوبل أو أم نوبل. الشيخ يرنوا إليهم وهم يقبلون مراودته لهم ويردون بشيء من الدلال والجمال، فقد أحاطوا بعض كتبه بهالة من الإعلام ـ والكتاب يستحق والشيخ يستحق ـ ولم يتكلموا عن (حراسة الفضيلة) وقد صدر من الطبعة الأولى وحدها نصف مليون نسخة، فهما الآن يتغازلان فهل سيلتقيان؟! أحسب أنه اليوم دنا من الغرب خطوة.
ومن قبل كان رفاعة الطهطاوي في باريس وعاد يقول (الناصح الأمين للبنات والبنين) فهل كان ناصحاً أمينا، أم كان جسراً متيناً؟!
ألم تقل يوماً يا أبا جلال أن المشروع التغريبي لا بد له من قنطرة (شرعية) ذات أيدي بيضاء، صادقة الإحساس تريد الخير للناس، وتتمتع بماضٍ أصفى من الماس، وأرى شيخك قد بدء الردمَ في اليم ليعبر إلينا أبناء العمّ، كما عبروا من قبل على قنطرة محمد عبده ومَن حوله التم، وأمارةُ ذلك أن تنظر في المواقع التي تناولت مقال الشيخ إنهم المستغربون، فرحوا بمقال الشيخ، وما قالوا بقولك يا أبا جلال.
ورفاعة ما كان يريد الشرَّ للأمة، بل كان صادقاً يريد الخير. وآراهم قد تجملوا له، وأحاطوه بمن استطاع أن يوصل له الفكرة جيداً كما فعلوا مع قاسم أمين، ولكن الأخير (قاسم أمين) كان جهولاً فانزلق من فوره، وشيخك عالمٌ انكفأ ولم ينزلق فإن قام وإلا تدحرج.
لو عاد إلينا الشيخ يقول، أزاح الله عنكم من قسى بسببه طبعكم؟
لو عاد إلينا يقول: أزاح الله عنكم بني علمان صنيعة الفرنسيس والألمان فقد غرّبوكم وأبعدوكم عن سنة نبيكم سيد ولد عدنان عليه الصلاة وعليه السلام. بل يلقي بالآئمة علينا، وكأن الشعوب بعدت من نفسها عن شرع ربها.
اييييييييييه يا باريس، ماذا فيك يا باريس؟!، قرنين من الزمان .. شاب شعرك وأنت أنت في حقدك؟ ألا رحم الله عبد الرحمن الغافقي (اليماني).
نحن جفاة؟ ونحن قساة؟
نبرُّ الأباء، ونقري الضيفان، ونعود المريض، ونهنئ الحبيب، ونواسي المصاب، ونحن جفاة ونحن قساة؟!
تنهد صاحبي وقال: غفر الله لك يا شيخ عائض.
فرددتُ: غفر الله لك يا شيخ عائض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 11:06]ـ
سب الشيخ بكلمة مختصرة وأرحنا
إذا أردت أن تنصحه فراسله لا أن تحكي الفصص لنا
الشيخ العلامة عائض القرني يعرف أكثر مما تعرف
من قال أن الفوز بنوبل حرام ... أم أنها عقلياتنا الجامدة
من قال أن الثناء على خلق نبيل وإن كان من غير مشارك لنا في الملة سببه الفنادق الفاخرة!!! قل لنا إن الشيخ أخلد إلى الدنيا فصار إمعة يطير مع كل ريح
وأزيدك نحن قساة فعلا وما الشمائل التي ذكرتها بمطبقة عندنا ومن طبقها فهم غير فاهم لكنهها: نفشي السلام ونخدع بعضنا بعضا ... نقري الضيف ونأكل أموال الأجراء والعمال ... نشمت العاطس ونغتابه بشتى المسميات ...................... ..
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 11:34]ـ
ـ لم أسبَّ الشيخ، ولن أسبه. بل لا زلت أحبه، ولا أحسب، ولا يحسب عاقل، أن النصح وإبداء الرأي أمارة على الكره.
وعندي الجرأة الكافية للتحدث بما في نفسي لو أن فيها شيء. لست من يستتر أو يتلثم. أو يطوي الصدر على إحن، ويبتسم في وجه من يكره.
ـ وأما نوبل فلا تعطي لشريف، وهات لي شريفاً فاز بنوبل من قبل .. في الأدب أعني.
ـ وما دافعتُ عن الوضع القائم، بل ناديت أن يوجه اللوم على من تسبب فيه.
ـ وهالني أن يمدح بني الأصفر لشيء بدى منهم في فندق أو في طريق، ويغض الطرف عن عيوبهم.
أرجو أن لا تحمل كلامي ما ليس فيه.
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 11:40]ـ
بارك الله فيك أخي محمد جلال القصاص
نظرة ثاقبة كما هي عادتك
عبد الرحمن اهدى
.
ـ[لبيب صالح]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 02:13]ـ
أكرمك الله يا أخانا الكريم أبا جلال .. مقال موفق بإذن الله .. ونظرة تستحق الوقوف، قبل أن تضيع الأمة من حيث تحسب أنها تحسن صنعاً.
أما أخي عبدالرحمان، فإن داءنا اليوم هو قولك: "الشيخ العلامة عائض القرني يعرف أكثر مما تعرف" فمصيبتنا أننا أصبحنا إمعة وراء كثير من الدعاة والشيخ نقبل كل ما يقولون بحجّة أنهم يعرفون أكثر مما نعرف .. وهل ضل الجنّ إلا بسبب هذا غفر الله لي ولك؟
ألا فلتعلم أن مكانة الشيخ عائض لا تمنع التنبيه إلى أخطائه وهفواته إن حصلت .. وإن أقل ما يقال عن مقالة الشيخ الأخيرة إنها هفوة قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، قد أشار إليها الأخ أبو جلال على لسان محدثه.
ـ[أم عمر]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 02:41]ـ
بارك الله فيكم
بحكم عملي في القطاع الصحي
أجد من كلام المرضى ودعائهم ماهو كفيل بأن أرضى عن مااقدمهم
ودعائهم لنا بأن نزيد لكي يخرجوا الأجانب من البلاد لهو أكبر عز وقدر
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 02:55]ـ
شكر الله لك شيخنا محمد وبارك فيك أزحت الستار شيئا، وفتحت الأعين شيئا آخر .. بوركت وبورك يرعاك ..
الأخ عبدالرحمان المغربي هداه الله وفتح عليه ..
إن سب الشيخ محمد الشيخ عايض، فقد سب الشيخ عايض العرب قاطبة ..
الحق أحق أن يُتبع ..
شكر الله للجميع
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 01:56]ـ
أخي (لبيب صالح) جعلك الله لبيبا صالحا مصلحا، والأخ (ابن عقيل المصري) والاخت (شذى الجنوب) جزاكم الله كل خير
أم عمر كلام حضرتك يحتاج لتوضيح أكثر، ما علاقة إخراج الأجانب من القطاع الصحي بباريس؟؟
.. أقول:
أتعامل مع النصارى .. تنظير وحوار .. وأطلع على أكاذيبهم ودينهم .. سبب ضلال النصارى الرئيسي أنهم لا يردون على علمائهم، بهذا المنطق يتعاملون معهم (يعرفون أكثر مما نعرف)، نقول لهم يقرءون الكتاب خطأ .. يزيدون وينقصون فيه، يقولون الخلل عندكم اتهموا أنفسكم.
وأرى أن السبب الظاهر الذي حفظ الله به هذا الدين هو أن ليس عندنا من لا يرد عليه، أننا نتمحور حول الحق لا حول الأشخاص. مع حبنا للجميع.
ثم:
المقال منشور من فترة، ولم أرد، بل أنظر في جوانب (الشبكة العنكبوتية) علني أجد من يرد ويكفيني مؤنة القيل والقال والظهور بوجه المعترض دائما، وخاصة أنني خارج من (اشتباك) مع عمرو خالد اضطررت إليه أيضا، فلم أجد ولذا ردتتُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك أشياء أخرى ـ لا تتعلق بشخص الشيخ الدكتور عائض القرني ـ وإنما بالمسيرة ككل تحتاج للكتابة، وهنا أنذا انظر في جنباتها وأدعو الله أن يفطن إليها غيري طلباً للعافية. فإن كان وإلا تقدمت وكتبت. وإن ...
ـ[أم عمر]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 09:56]ـ
أم عمر كلام حضرتك يحتاج لتوضيح أكثر، ما علاقة إخراج الأجانب من القطاع الصحي بباريس؟؟
.. أقول:
أتعامل مع النصارى .. تنظير وحوار .. وأطلع على أكاذيبهم ودينهم .. سبب ضلال النصارى الرئيسي أنهم لا يردون على علمائهم، بهذا المنطق يتعاملون معهم (يعرفون أكثر مما نعرف)، نقول لهم يقرءون الكتاب خطأ .. يزيدون وينقصون فيه، يقولون الخلل عندكم اتهموا أنفسكم.
وأرى أن السبب الظاهر الذي حفظ الله به هذا الدين هو أن ليس عندنا من لا يرد عليه، أننا نتمحور حول الحق لا حول الأشخاص. مع حبنا للجميع.
ثم:
المقال منشور من فترة، ولم أرد، بل أنظر في جوانب (الشبكة العنكبوتية) علني أجد من يرد ويكفيني مؤنة القيل والقال والظهور بوجه المعترض دائما، وخاصة أنني خارج من (اشتباك) مع عمرو خالد اضطررت إليه أيضا، فلم أجد ولذا ردتتُ.
وهناك أشياء أخرى ـ لا تتعلق بشخص الشيخ الدكتور عائض القرني ـ وإنما بالمسيرة ككل تحتاج للكتابة، وهنا أنذا انظر في جنباتها وأدعو الله أن يفطن إليها غيري طلباً للعافية. فإن كان وإلا تقدمت وكتبت. وإن ...
أخي الكريم
في مقال شيخي الفاضل الدكتور: عائض القرني
ببدايته تحدث
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين
فقد ذهب وهو بحاجه للعلاج
وكون أن أختصاصي يكثر به الأجانب فالتعامل معم أمر معتاد
فأجد أن الكثير يتذمر من معاملتهم _ في الغالب _ تجد منهم الحرص على التبسم وحسن الحديث
لكن ماإن تراقب طريقتهم تجد الإهمال في الأعتناء بالمريض ولايهتموا بنظافة عملهم
فلا يبالوا إن سقطت الإبره أو حبة الدواء بالأرض فيكملوا عملهم ويعطوها للمريض!!
لا أحتاج إلى فن التعامل الظاهري إن كان اللب معدوم
الإحترام الذي أجده كون أني أشتغل وما انتهى شغلي فلا أبالي
التعامل وطلب المساعده فهذا موجود عندنا ولاينكره بشرا إلا إن كنت أعيش في منطقه لايراها الشيخ
وللمعلوميه هو شيخي وأستاذي المفضل لدي
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 10:29]ـ
ما قاله عائض القرني عن طبيعة الفرنسيين غير صحيح البتَّه , فكلام عائض في واد والشخصية الفرنسية في واد , من المعروف خصوصاً لدى الأوروبيين أن الفرنسيين أشد الشعوب الأوروبية عصبية وحِّده في المزاج , حتى إنهم مضْرَب للمثل في العصبية والإنفعال على العكس من الإنجليز المشهور عنهم ببرودة الأعصاب والجمود , فكيف يخرج علينا عائض القرني ليمدح هؤلاء ويزعم طيب أخلاقهم!!!!؟
عائض القرني عندما وجد الإبتسامات في المستشفى والفندق ظن أن ذلك من طبائع الفرنسيين والعكس صحيح , فرنسا شعبها معروف بحدّة الطبع والمزاج وفيهم عصبية واضحة , ولكن في الغرب المادي كل شيء بالمال ومن أجل المال يهون عندهم فهم عبدّة المال , إن تلك الإبتسامات ليست من أجل سواد عيون المرضى في المستشفيات ولا النزلاء في الفنادق , إنما هي خدمة تقدم وهي محسوبة من ضمن تكلفة العلاج والإقامة , إن من يُظهر شيء من شخصيته الحقيقية للزبائن سوف يطرد من العمل ويخسر وظيفته , ومن أجل ذلك يتصنعون الإبتسامات ويصدقهم السُذج , ظناً منهم أنها من أجلهم بينما هي من أجل أموالهم.
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 10:56]ـ
ثم ـ والقول لصاحبي! ـ لا تدفع عنه فالشيخ تبدوا عليه ملامح التغيير، من قبل غازل جائزة نوبل، وكتب أنه كل عام وهم يعلنون أسماء الفائزين يرقب علَّ الله أن يجعله من الفائزين بنوبل أو أخت نوبل أو أم نوبل. الشيخ يرنوا إليهم وهم يقبلون مراودته لهم ويردون بشيء من الدلال والجمال، فقد أحاطوا بعض كتبه بهالة من الإعلام ـ والكتاب يستحق والشيخ يستحق ـ ولم يتكلموا عن (حراسة الفضيلة) وقد صدر من الطبعة الأولى وحدها نصف مليون نسخة، فهما الآن يتغازلان فهل سيلتقيان؟! أحسب أنه اليوم دنا من الغرب خطوة.
هل أثنى أحد من الكُتّاب الفرنسيين على عائض القرني؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 10:27]ـ
(أم عمر)
وأنا في القطاع الطبي، واتعامل مع الأجانب في الحياة اليومية، وأرى عملهم فيه وفي غيره، ودائماً أقول أنهم (زبالة)، والذي أثار حفيظتي للكتابة أن معي أحد الجيران هنا دائماً يثني على الأجانب، عندهم حرية في تربية الأبناء، عندهم نظافة عامة، عندهم انضباط، عندهم أدب في التعامل مع الآخرين، عندهم .. عندهم ... ، وأنا ارد عليه بالعكس تماما واذكر له بعض مما اعرف من الواقع ومن التاريخ. ورأسي مليئة بسوالفهم. وبئست. وحين قرأ صاحبي هذا مقال الشيخ عائض، جائني بثياب البيت متهللا فرحاً، يقول: ايش رأيك في عائض القرني، فقلت: والنعم شيخي وعلى راسي، فقال اقرأ آخر مقال له في الشرق الأوسط، ومعتش (لا تعد) تكلمني عن الأجانب بسوء تاني، ومشى. فقرأت المقال.وقلتُ في نفسي: اييه يا شيخ عائض، قد فتنتهم، ومن ثم كتبت.وقد أمسكت عن كثير.
جزاك الله خير على هذه الملاحظات.
شرياس!
ردك الأول جميل جداً، قلتَ ما استحيتُ من قوله، حين سمعتُ مدح الشيخ للفرنسيين تذكرتُ شيئا واحداً سمعته منه هو ينقله عن الشيخ الغزالي عن أحد أهل البادية حين رأى المدينة أو سمع بها .. تشبيه قبيح استحييت أن أذكره ـ وأنا فلاح لا أبعد كثيرا عن البادية حتى لا يظن أحد أني أسخر ـ.
الفرنسيين لا. وأهل (نوبل) لا. لم أرَ شيئا من هذا وأنا أتابع جيداً. وإنما أزيالهم هنا. يداعبونه على صفحات الشرق الأوسط ومن يقرأ يعلم.
أقول: التغير الفكري يبدأ بالاتصال الإنساني. وقد اتصلوا به انسانيا ولذا بدت ملامح التغير في قلمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:27]ـ
الفرنسيين لا. وأهل (نوبل) لا. لم أرَ شيئا من هذا وأنا أتابع جيداً. وإنما أزيالهم هنا. يداعبونه على صفحات الشرق الأوسط ومن يقرأ يعلم.
أقول: التغير الفكري يبدأ بالاتصال الإنساني. وقد اتصلوا به انسانيا ولذا بدت ملامح التغير في قلمه.
تماماً كما توقعت , فالنصارى لا يتقبلوا من كان على هيئة القرني , أما عن أفراخ النصارى من العمانيين فإنه يبحثون عن المشايخ الذين لديهم شعبية ومصداقية لكي يميعون الدين و يحققون ما عجز عن تحقيقة الآخرين.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:36]ـ
(نحن العرب قساة جفاة)!!
فأقول للشيخ القرني: تحدث عن نفسك، ولا تقحمنا معك؛ فإن كنتَ ترى في مجتمعك المحيط بك قسوة؛ فنحن لا نرى، وإن رأينا؛ فليس من المصلحة إعلان ذلك أمام مَن يتتبع زلاتنا، ويفرح بها.
أين الحكمة يا شيخ؟ وأين الستر، بل وأين الإنصاف؟
الأستاذ جلال، مقالك في الصميم، فبوركت.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:46]ـ
والحق يقال: إن الأجانب (الغربيين) والله لا يعرفون الرحمة، ولا التعاون، بل في تعاملهم مع بعضهم (الأم مع ابنتها، الوالد مع ولده، الأخ مع أخيه، وابن عمه ... ) قسوة وفظاظة، يصاب الواحد منهم بضائقة مالية ولا يجد من يعينه، يبحث عن بيت يأويه، ولا يجد كلهم نفسي نفسي.
خسارة والله المدح لهؤلاء ومِن مَن؟
من ليلى الأحدب؟
أم من خالد الغنامي؟
الله المستعان وكفى.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:10]ـ
والحق يقال: إن الأجانب (الغربيين) والله لا يعرفون الرحمة، ولا التعاون، بل في تعاملهم مع بعضهم (الأم مع ابنتها، الوالد مع ولده، الأخ مع أخيه، وابن عمه ... ) قسوة وفظاظة، يصاب الواحد منهم بضائقة مالية ولا يجد من يعينه، يبحث عن بيت يأويه، ولا يجد كلهم نفسي نفسي.
خسارة والله المدح لهؤلاء ومِن مَن؟!!
.
.كفيت ووفيت.
الاتصال الإنساني يؤدي إلى التغيير الفكري. وقد بدت العوارض. وهذه ثمرات مخالطة القوم، فهل يرجع العلماء عن القول بالمشاركة في المحافل الآثمة (القنوات والصحف العلمانية) وخاصة بعد انتشار القنوات الإسلامية؟؟
يحتاج الأمر إلى تقي شجاع ينظر في الآلات، ويستند لعوارض التغيير التي بدت على الشيخ عائض والشيخ سلمان، ومن قبلهم الغزالي (المعاصر)؛ وعمرو خالد يمكن وضعه نموذج للدراسة أيضاً فقد كان مخلصاً حين بدأ. وإن طُلبَ مني مساندة فكرية ساندت.
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 08:19]ـ
أحسنت يا أبا جلال،
وكلام في غاية الدقة،
ولم نر فيه طعنا ولا سبا بل نصحا وحبا
فشكر الله لك غيرتك
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 09:45]ـ
فال الأخ لبيب:
أما أخي عبدالرحمان، فإن داءنا اليوم هو قولك: "الشيخ العلامة عائض القرني يعرف أكثر مما تعرف" فمصيبتنا أننا أصبحنا إمعة وراء كثير من الدعاة والشيخ نقبل كل ما يقولون بحجّة أنهم يعرفون أكثر مما نعرف .. وهل ضل الجنّ إلا بسبب هذا غفر الله لي ولك؟
ألا فلتعلم أن مكانة الشيخ عائض لا تمنع التنبيه إلى أخطائه وهفواته إن حصلت .. وإن أقل ما يقال عن مقالة الشيخ الأخيرة إنها هفوة قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، قد أشار إليها الأخ أبو جلال على لسان محدثه. [/ quote] .
أحسنت أخي لبيب في هذه الجزئية لكني مصر على موقفي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:16]ـ
إذا كان هذا بعد رحلة علاجية .. لا غير
فليس يُستغرب أن يستغرِب من درس في السوربون
كطاها حسين وأضرابه ..
والله المستعان
وجزى الله الشيخ الكريم القصّاص
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 12:31]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله حتى أنت يا أخي الكبير أبو القاسم!!!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 11:33]ـ
ياشيخ عايض قد ذكرت النتيجة وتركت السبب!!
د. محمد موسى الشريف
(يُتْبَعُ)
(/)
كتب الشيخ د. عايض القرني مقالاً في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ الخميس 7 صفر 1429هـ عن رحلته العلاجية إلى باريس، وذكر فيه أنه وجد في الناس في باريس في أماكن ذكرها “رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، وحسن التأدب مع الآخر” إلى آخر ما ذكره لكن “في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوهٍ عليها غبرة ترهقها قترة، من حزن وكبر وطفش (كذا) وزهق ونزق وقلق” إلى آخر ما قاله. ?ولي وقفات مع ما قاله بإيجاز وفقه الله تعالى، ونفع به:?1. قد زرت فرنسا عشرات المرات منذ ربع قرن إلى الآن واختلطت بفرنسيين كثر في فرنسا وخارجها، فلم أجد في أكثر من خالطت ما ذكره الشيخ من «رقة الحضارة وتهذيب الطباع، ولطف في المشاعر، وحفاوة اللقاء، وحسن التأدب مع الآخر» بل وجدت عكس ذلك في مواقف كثيرة سطرتها في ذكرياتي، ومن المعروف عنهم في أوروبا أنهم في الجملة من أسوأ شعوبها تعاملاً مع الأجانب، وما أمر فرنسا في الجزائر وسائر مستعمراتها عنا ببعيد، حيث أذاقوا المسلمين الويلات، وساموهم سوء العذاب، وعاملوهم معاملة العبيد بل البهائم، وهذا ليس منذ قرون بل هو في النصف الثاني من القرن الفائت أي منذ أقل من خمسين سنة، وقبل ذلك بمئات السنين إلى التاريخ المشار إليه ذاق المسلمون من فرنسا الويلات ورأوا من «حضارتها» صوراً من الهول والعذاب الذي لا يحتمل، وهم إلى اليوم تأبى عليهم حضارتهم ورقتهم وتهذيبهم أن يعتذروا للمسلمين في الجزائر عما صنعوا بهم. ?والعجيب الذي هو غير مفهوم أبداً من صنيع البرلمان الفرنسي الذي هو ممثل للشعب «الحضاري والمهذب والرقيق واللطيف» أنه أقر أن ما حدث للأرمن في تركيا أثناء الحرب العالمية الأولى إنما هو جرائم إبادة، ثم إنه لا يريد إلى الآن أن يعتذر ولا يعترف بجرائم الإبادة الهائلة التي صنعوها في الجزائر طوال قرن وثلث قرن!! نعم إن هناك من الفرنسيين من حاله كما ذكر الشيخ لكني أنكرت هذا التعميم، وأنكرت عدم ذكر الوجه الآخر القبيح، لأن في هذا تلبيساً على أجيال المسلمين الناشئة.?2. وقد فات الشيخ أن يذكر أن حضارة فرنسا ورقتها وتهذيبها إنما هي بارزة للزائر العجل، وللنازل ذي الحاجة السريعة والمار دون المقيم فيها، العارف بأحوال أهلها والمقيمين فيها، وما حال العرب المهاجرين الساكنين في ضواحي باريس منا ببعيد، وما حال أخواتنا في فرنسا التي أجبرتهم حضارة فرنسا ورقتها وتهذيبها على نزع حجابهن في المدارس، وصرن «متضايقات وقلقات وغير مبتسمات» بسبب القرار الفرنسي.?3. فرنسا مؤيدة لدولة المسخ اليهودية في المحافل الدولية، وهي التي لا يُسمع منها كلمة نكير واحدة لما يجري على إخواننا في غزة، ولو كان لها حضارة حقيقية ورقة في الطباع وتهذيب في الخلق لأنكرت ما يجري من مذابح على إخواننا في فلسطين وغير فلسطين، لكن أبت عليها حضارتها ورقتها وتهذيبها فعل ذلك، وساندت المحتل الغاصب منذ سرقته فلسطين إلى يوم الناس هذا، ولم تأبه بما لامس آذانها من صيحات إخواننا المنكوبين بالاغتصاب اليهودي، وهنالك أحد عشر ألف سجين فلسطيني لم تكترث فرنسا لهم، ولم تتحرك رقتها لأجلهم، وموقف فرنسا ورئيسها ميتران من البوسنة ومذابحها، وتآمرها على المسلمين هناك لا يخفى على المتابع.?ولئن قيل إن تلك هي مواقف الحكومة الفرنسية فأقول: وأين البرلمان الممثل للشعب؟ ولماذا لا نسمع منه أي صرخة نكير لما يجري على المسلمين على أيدي حكومة بلادهم وحكومات الغرب الأخرى. وأتمنى أن يرجع القارئ العربي والمسلم إلى مواقف مثقفي فرنسا من إرادة الجزائريين الاستقلال من الاستخراب الفرنسي البغيض، حيث ذهب كثير من كبار مثقفي فرنسا إلى وجوب عدم إعطاء الجزائريين حقوقهم، وهذا أمر معلوم، وإنما ذكرت الجزائر مثالاً وإلا فلفرنسا قبائح في بلاد إفريقية وآسيوية كثيرة ومواقف أكثر أفراد شعبها من تلك المآسي والقبائح هي مواقف سلبية.?4. قد ذكر الشيخ الفاضل أن غالب العرب يلقاك «بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة من حزن وكبر ... » وأقول له ليتك ذكرت الأسباب، وأنا أذكر بعضها لأهميتها في هذا الباب:?أ. أغلب العرب لا يكاد يجد قوت يومه إلا بشق الأنفس، وهو مخير بين أن يكون مرتشياً سارقاً مختلساً أو أن يعمل قرابة ست عشرة ساعة في اليوم والليلة ليجد لقمة عيشه، فأنى له الابتسام؟ وكيف
(يُتْبَعُ)
(/)
يُطلب منه ذلك؟ ولكن لأني والشيخ ومعنا بضعة ملايين قد أسبغ الله علينا من نعمه العظيمة في هذه البلاد فلربما لا ندري ماذا يحصل على إخواننا في أكثر البلاد العربية.?ب. كثير من العرب في الدول البوليسية التقدمية الثورية لا يستطيع أن يأمن على نفسه وأهله وأولاده، ولا يستطيع تطبيق كثير من جوانب الشرع المطهر في نفسه وأهله وأولاده، وينزع الحجاب في تونس من على رأس زوجه وبناته في الشارع، وتمنع بناته من الدراسة في المدارس والجامعات إلا بعد نزع الحجاب، ولو داوم على صلاة الجماعة هناك وفي بعض البلاد ينكب، فكيف نريد من مثل هذا الابتسام والرقة واللطف؟ ?جـ. كثير من العرب في فلسطين ولبنان وسورية مهددون باجتياح يهودي لئيم لبلادهم فكيف تريد منهم ألا يقلقوا أو يضيقوا بحياة الذل هذه؟ وإخواننا في العراق يعانون أشد المعاناة من أخت فرنسا في «الرقة والحضارة والتهذيب» أمريكا فكيف يفرحون؟!. ?د. كثير من العرب يعانون من حكام عسكريين أو أمثال العسكريين يسومونهم سوء العذاب، ويسرقون أقواتهم، ويضيقون على معايشهم وأرزاقهم، وينشرون فيهم الخوف والقلق، والسؤال الكبير: من فرض هؤلاء على رقاب كثير من العرب؟! لقد جاء على ظهر دبابة!! نعم، هذا صحيح، وأنا أعلم أن الشيخ عايضاً يعلم أن هؤلاء الحكام إنما وضعتهم في مناصبهم دول الغرب وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا «المهذبة الرقيقة الحضارية» وهذه الدول هي التي تمنع أكثر الشعوب العربية اليوم من نيل حقوقها الانتخابية، ومن ممارسة الديمقراطية الحقيقية التي تتغنى بها فرنسا وغير فرنسا كذباً وعدواناً وإيهاماً للشعوب وإذلالاً وإفقاراً، ومحاصرة للتيار الإسلامي في تلك البلاد المنكوبة بحكامها الظلمة، ولم نسمع من فرنسا حكومة وبرلماناً -وهو الممثل للشعب الحضاري- أي نكير في هذا الباب.?هـ. وهناك سؤال مهم بل مهم جداً: أليس فرنسا -وأمثال فرنسا- من الدول الاستخرابية الغربية التي تقف حجر عثرة ضد «سعادة» أكثر الشعوب العربية والإسلامية برفضها تطبيق الشريعة، ومعارضتها تولي الإسلاميين مقاليد الحكم في بلاد مثل مصر وتونس وفلسطين، وهل ننسى خطبة لساركوزي بعد أن تولى الحكم في بلاده عندما قال معلقاً على أحداث غزة وسيطرة أبطال حماس عليها ومعترضاً على تولي حماس مقاليد الحكم في غزة: هل تقبلون أن يحكم الإخوان مصر؟! وفي هذا القول من اللؤم والتحريض ما لا يخفى على أهل البصائر.?وخلاصة ما أردت قوله:?إن هناك أسبابا مهمة جداً جعلت أكثر العرب لا يعرفون الابتسامة أو ينسونها، وهناك أسباب مهمة جداً جعلت أكثر العرب يضيق ويقلق، وهناك أسباب مهمة جداً جعلت أكثر العرب تضجر وتمل، وعلى رأس تلك الأسباب مؤامرات الدول الاستخرابية الكبرى ضد شعوبنا العربية، ومن هذه الدول ذوات الكيد العظيم فرنسا، ولست ممن ينحاز دوماً لنظرية المؤامرة لكن وضح الصبح لكل ذي عينين، وظهر أن ديمقراطيتهم الزائفة، وحضارتهم المزعومة ورقتهم وتهذيبهم إنما كل ذلك سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وفي أحسن الأحوال إنما ينصرف كل تلك «الحضارة والرقة والتهذيب»، إلى مواطنيهم وإلى بعض من نزل عندهم نزولاً عابراً، لكن ذلك لا يغير من الحقائق شيئاً.?وأخيراً أرجو ألا يغضب أخي الشيخ عايض -فمودتنا قديمة ثابتة- فإني قد أردت إكمال ما جاء في مقاله لا نقضه من أساسه، والله الموفق.?• أكاديمي، وباحث شرعي
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=2712&pubid=5&CatID=48&sCatID=152&articleid=1065581
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 12:23]ـ
أخي الفاضل ابن الشاطيء جزيت خيرا على نقلك الطيب لمقالة المؤرخ المفسر محمد موسى الشريف
فهي رد بليغ مختصر
أخي الفاضل المغربي نحن وفقني الله وإياك لسنا رافضة ..
وليس حرمة العلماء تعني تقديسهم .. وإنما علقت بذلك لشناعة ما قاله الدكتور عائض .. غفر الله له
مع كونه لم يتفرد في الآونة الأخيرة بهذا المقال وحده .. بل هي تراكمات ولدت في النفس زفرات ..
والله المستعان
ـ[شرياس]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 12:24]ـ
وعمرو خالد ممكن وضعه نموذج للدراسة أيضاً فقد كان مخلصاً حين بدأ. وإن طُلبَ مني مساندة فكرية ساندت.
الإخلاص عمل قلبي لايمكن لنا معرفته , ولكن هناك أدلة وقرائن تظهر على الفرد نستطيع من خلالها أن نحكم عليه إن كان مرائي أم مخلص , على سبيل المِثال لو شاهدت إنسان يتصدق سِراً ويتحرّى السرية فهذا دليل إخلاصه , ولو رأيت إنسان يتحدث للناس أنه يتصدق على الفقراء ويكثر من ذلك الحديث فهذا دليل على ريائه.
والسؤال هو: ما هي الأدلة والقرائن التي من خلالها حكمت على عمرو خالد بالإخلاص في البداية , وبفقد الإخلاص في النهاية؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 12:56]ـ
الإخلاص لا يمكن الحكم به كما قال أخي شرياس فهو عمل قلبي محض
وما قد يظهر من أمارات .. فليس مما يجزم به في الدلالة ..
خصوصا حال النقد .. فهذا موكول إلى الله تعالى تعالى
بل يقال إن أخص ما يمتاز به عمرو خالد هو الإخلاص .. نحسبه والله حسيبه
حيث وضع له القبول عند الملايين .. ونفع الله بمحاضراته .. بل قال لي أحد الدعاة الذين كانوا شيعة ..
إن محاضراته عن الصحابة كانت سببا في هداية الكثير من أبناء منطقته
قال الذهبي عن الغزالي: ولولا إخلاصه لأتلف نفسه ..
فاستدل بقرينة ما مات عليه وغير ذلك على إخلاصه الذي نجاه بإذن الله تعالى مما كان يعتوره من زوابع الأفكار والشبهات الكلامية والفلسفية
لكن أن يخطيء شخص في أشياء له فيها مرجع ثم يستدل على هذا بانتفاء الإخلاص أو ضعفه .. فليس لأحد
وفي نظري أنه بدأ .. كما انتهى ..
وليس ثم ما يحكم بشأنه أنه تغير منهجيا ..
فهو ليس عالما .. بل داعية ينحو نحو المباسطة كما تربى ونشأ .. وله حس ديني قوي
وأعمال خيّرة كثيرة
ويرجع في أموره للشيوخ الذين يرتضيهم بصرف النظر عن حقائقهم وأغلاطهم .. ولا يفتي كالدكتور طارق سويدان مثلا
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 01:40]ـ
في ظني أن كلام الشيخ عن جائزة نوبل كان مزحة أراد بها إضحاك الآخرين، أما المقال فقد تكون المقارنة ليست في محلها لكن أعتقد أن الشيخ الحبيب أراد إيصال فكرة معينة فلا نحمل مقاله أكثر مما يحتمل .............. بوركتم
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 01:44]ـ
في ظني أن كلام الشيخ عن جائزة نوبل كان مزحة أراد بها إضحاك الحضور، أما المقال فأظن أن المقارنة ليست في محلها والشيخ الحبيب أراد إيصال فكرة معينة فلا نحمل المقال أكثر مما يحتمل .............................. .... بوركتم
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 01:54]ـ
بارك الله فيك أخي الجبل الشامخ والله إنك جبل:)
وبارك الله في الشيخ أبو القاسم وشرباس .... وانا أؤيد الشيخ فأخلاق الفرنسين أفضل حالا من أخلاق الإنجليز ... والدليل كرة القدم .... اما جائرة نوبل فما أدري سبب ردكم بها!!!! وأتمنى أن أبدع في مجال ما فأستحقها:) .... وأما العرب فنعم يلقونك بوجوه عابسة عليها علامات الغش والخداع وهذا أمر أعايشه كل يوم ولا أعمم ... وفي النهاية لن نختلف على هذه المسالة البسيطة إذ الكفر ملة واحدة وكلنا متفقون على هذه فالحمد لله أولا وآخرا ....
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 02:27]ـ
لعل من قرأ مقال أصول الدعوة الجديدة للشيخ على الخضير يدرك شيئا من مجريات هذا الواقع الأليم
ـ[بوبكر]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 12:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسزني أن أتواصل معكم لأول مرة أسأل الله الحليم العليم أن يلم شمل المسلمين ويوحد كلماتهم ويجعلهم أشداء على الكفار رحماء بينهم .... صدقني يا أخي أيه الحبيب لقد لا حظت في هذه الأيام وقبلها أن المسلمين أصبحوا أعداء أشداء ضد أنفسهم في القول والفعل ولك الدليل الساطع
في 10 محرم 1429 يقتل أمام يوم الجمعة بعد صلاة العصر وقد أد مناسك الحج زهو صائم وفي شهر محرم ويوم جمعة .. ولا نزكي على أحد وفي مدينة أخرى ليست بعيدة كثر قتل إمام من قبل من إرهابين ... وأثناء تجديد الجمعية في مسجد من مساجد الكبرى بمدينة أجتمع المصلون ليسمعوا لتقرير المالي والأدبي خلال فترة 5 سنوات .. سمعنا أخي الكريم ماسمعنا ممن الأفاظ قبيحة ورفع للأصوات وووووو حتى فكرت أن غير صلاتي من هذا المسجد الذي سيكون له مستقبلا كبيرا ... أاعلم خي الكريم أن أخلاق المسلمين تغيرت كثيرا كثير ا والله إني أقول ما أرى وأسمع وأقرأ ولكني لا أعمم الأمر فهناك ثلة قليلة مؤمنة تخاف الله ... أخي لقد تغيرت سلوكات المسلمين ربما هذا الذي دفع أستاذنا العائض القرني حفظه الله وغفر له وجعله في عليين يذكر بعض محاسن أهل الكفر ... أخي الكريم إن هؤلاء القوم رغم فجورهم وفسوقهم وبعدهم عن الله إلا أنهم أقاموا العدل بينهم وأقاموا جمعيات خيرية واهتما بمرضاهم ولايبخسون الناس حقوقهم في الأجر والأكل والتعليم والعلاج يحترمون أوقات العمل أحتراما كبير ... ورغم أنهم لا يحبوننا ولكن جل العرب وغيرهم يعملون في بلاد الكفر ويجدون من المعاملات والأستقبال مالا يجدونه عند العرب والمسلمين أقول هذا الكلام وأنا واثق ما أقول إ ننا أشداء على بعضنا البعض .... اللهم غفر لنا وأرحمنا وهداينا وأصلح أعمالنا.
أبوبكر شرق الجزائر والسلام عليكم
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 07:40]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو جلال .... و مع كامل احترامي للشيخ إلا أن الحديث عن هذه الأمور لا تكون بهذه الطريقة، و ذلك لأن بعض من يقرأ مثل هذا الكلام قد يفتن. كما أني لا أكذب الشيخ فيما رآه أو حصل له، و لكن الحديث عن شعبين لا يكون بهذه الطريقة و بهذا التعميم أو – و هو الأسوأ – من خلال مواقف حصلت في الشارع و المطار أو المشفى.
و كنت أتمنى لو أتى الشيخ ببعض الكتابات الغربية ممن حضي بكرم الضيافة عندنا، فهؤلاء قد كتبوا فينا معلقات لو قُرئت علينا لاستغربنا أن كنا نحن أهلها و خذ على سبيل المثال ما كتبه صاحب كتاب لا سكوت بعد اليوم لتعجب من الجزئيات التي تطرق لها و هو قد عاش في الشام والعراق و اليمن و مما ذكره الاجتماع على الأكل مثلا!! ... و أنا لا أقول هذا طالبا الثناء و إثبات الذات منهم و لكن لأؤكد أن ما يشاهده المرء من خلال زيارة عابرة لا يمكن أن يكون مقياسا لتقييم الشعب، و للأسف أن البعض يفتن كمحمد عبده – مثلا – الذي قال: رأيت هناك إسلاما بلا مسلمين و رأيت هنا مسلمين بلا إسلام!!
أما لما كتبه الشيخ فعند الغرب يؤكدون و يركزون على أخلاقيات معينة هي كل ما يملكونه، ألا و هي ما يسمى بالإتكيت أو البرستيج و نحوها، و لا شك أنهم قد يتفوقون علينا في بعض الجوانب و ذلك لتركيزهم عليها.
و لكن الذي يعطيك المظلة ليحميك من المطر يقذف بأمه في دار العجزة بلا رحمة أو شفقة.
و الذي توقف في وسط الشارع و أخرج الخريطة ليدلك على الطريق لا يزور أمه او أبيه اللذان قد يسكنون في نفس الشارع المرسوم في تلك الخريطة التي أخرجها، و الجيد منهم من يكتفي بإرسال ورده أو كرت تهنئة ببعض المناسبات يكلف المحل بإيصالها، و يعتبر أنه بالغ في إكرام امه.
أكبر معدلات ضرب النساء و الأطفال بل و قتل الأبناء!! هي عند الغرب، خصوصا الأبناء الغير الشرعيين!!
ناهيك عن أخلاقهم في الحروب من عهد التاريخ إلى الآن و التي لا حاجة للتذكير، و العجيب أن بطل الحرب هذا هو الذي قد يقدمك في المصعد او يقدم لك المظلة.
و لذلك لا بد أن نحدد المعايير التي بها يكون التقييم ... و لكن الأعجب في هذا الموضوع كله أن الغرب أنفسهم يقولون عنا أننا عاطفيون!!!
فهل أقول الحمد الله فقد شهدوا لنا؟!
لن أقول ذلك لأنه لا تهمني شهادتهم أصلا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 09:13]ـ
" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "
الفرنسيون معروفون ببغضهم الشديد للمسلمين وقد نال العرب حصة الأسد من البغض.
لكن أبناء الجالية الإسلامية قد مثلتنا هنالك أسوأ تمثيل في عمومها، أقول هذا وأنا كل أسى على هذا الوضع.
خذ بلدا مثل السويد، السويد من البلدان المتطورة جدا، وقد كانت بنات هذا البلد شغوفات بالرجال الأجانب في بداية الستينات والسبعينات، فكثر الزواج بيننا وبين بناتهم. لكن بسبب جهل أبنائنا في تلك الأيام وبعدهم عن الله لم يفلحوا إلا في تحبيل بناتهم، ثم الطلاق وضياع النشئ. أنا أراهم بأمي عيني.
مقارنة خفيفة بين أخلاقنا وأخلاقهم:
بسبب انتمائنا لهذا الدين العظيم حصلنا على مزايا يحسدنا عليها الحساد ليل نهار. نحن عندنا صلة الرحم وبر الوالدين وحسن المعاشرة (عموما) والسخاء.
وكثير من هذه المزايا تنقصهم، وهو بسبب بعدهم عن الله. فشعارهم نفسي نفسي. وإذا قلت له ساعد الضعيف، يقول لك: يكفي أني أدفع الضرائب، فلتتكفل به الدولة.
صندوق الضمان الإجتماعي ومكتب الخدمات الإجتماعية قوية جدا في السويد.
لكن كما ذكر أحد الاخوة في احدى الردود، الأمر عندهم لا يعدو عن كونهم قد أدركوا مصلحة الإبتسامة.
لكن لابد من التعليق على شيء، بالنسبة لخلق الجفاء والفرعنة في الإدارات عندنا فهو شيء ملموس ملحوظ، ولا أظن عاقلا ورعا ينكر هذا الشيء. أتذكر في الجزائر حينما كان يرسلني الوالد لبعض الإدارات فلا يعرفون ابن من أنا فقد كنت حينها أتعرض لمعاملات مازلت أتقزز منها إلى يومنا هذا. وإذا رؤوني في صحبته فأهلا وسهلا. قوم مثل هؤلاء لا يفلحون!
والظاهر أن الشيخ عائض القرني ـ حفظه الله ـ قد دلس عليه:)
وبارك الله في الشيخ محمد على اسداء النصيحة.
ـ[حزم الجلاميد]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 09:37]ـ
مقالتك هذه من فرض الكفايه ..... فلا حرمك الله اجرها
اعتقد ان الشيخ كان تحت تأثير الغيره والاحباط من السلوك العام العربي
وقد يكون في مقالته من المسكوت عنه الشيء الكثير
فلو تتبعنا رحلته العلاجيه ربما وجدناها مرت بمحطات محليه وعربيه صنعت هذه المقارنه المنفعله
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 01:19]ـ
بصراحة التعبير عن الواقع الغربي شديد التعقيد ومع ان الشيخ عائض وانا احبه في الله تعالي جدا صاحب لسان وبيان الا ان الامر المعقد يحتاج الي جوامع كلم يلم المسالة بحيث لاتنخرم من جهة او تنثلم من جهة اخري!
انا عن نفسي ومع اني اعبش في الغرب منذ عشرون عاما ولي كتب اربعة وفي طرقي لاخراج كتابين اخرين في موضوعات معقدة وشائكة الا اني اقول لكم ان الموضوع الذي تكلم فيه عائض موضوع شائك معقد ولاتلمه كلمة او مقالة خصوصا لو كتبت علي السريع
الاستاذ محمد قطب استطاع اظن ان يلم بالمسالة ويحفظ توازن قلمه وهو يكتب فيها فقال انهم في الداخل يعطون الحقوق وفي الخارج يسرقونها او شيء هذا معناه
اما انا فماذا اقول
الامر صعب تحريره لانه يحتاج لكتب وتفصيل كثير متشعب حتي يلم بالمسالة وباللغة المحدودة اقصد لغة الكاتب مثلي او مثل عائض او غيره
ساحاول ان اكتب انا ايضا في المسالة فاقول
فعلا هناك تعاملات من ارقي التعاملات في الداخل ولاينكرها الا جاهل او معاند او متعصب
لكن من وجه اخر هناك ايضا تعاملات من احط التعاملات وفي الداخل ايضا ولاينكرها الا جاهل او معاند او متعصب جاحد
فالمعاملات الراقية التي عندهم هي في الادارات-ومن الادارات المستشفيات والعيادات الطبية والحكومة والمكتبات العامة وهكذا- ومحلات البيع والشراء وهذه ياخذون فيها دورات تعلمية-حتي عمال النظافة- ليبتسموا وينظروا لكل زبون او ضيف الي عينه وهم يبتسمون ويقولون له حضرتك ولو كان من احط القوم او شكله لايعجبك!
انه هناك مراقبة ضمنية للامر وهناك لقاء كل ثلاثة اشهر مثلا مع كل موظف لمحاسبته علي ماقدمه او او وقد ينتهي الامر بعزله من منصبه وفقده مركزه فالامر في غاية الصرامة والانضباط في حين يراه الي من الخارج في غاية العفوية والانبساط!
اما التعاملات الي من احط التعاملات وعلي النقيض من الحضور الانساني في عالم الادارة ولو شيء ظاهري فقط فهي التعاملات الاسرية
(يُتْبَعُ)
(/)
انا اعمل في بيوت المسنين والمستشفيات واري من يبتسم لي في حين انه ترك امه سنتين تموت وماراها ولااراد ان يراها وفقط ابتسم لي في يوم موتها لانه كان يطلب مني طلب في وقت كان يستولي علي حاجياتها او ياخذها مع الارث طبعا وهناك صراع علني علي الارث وامام الشغيلة سميهم ولقد رايت امراة توفيت وماجاء احد الاخذها فذهب بها الشغيلة للمحرقة
اسف المحرقة هنا في هولندا هي الافضل من الدفن بالنسبة لهم طبعا والاغلبية يحرقون موتاهم في المحارق العامة
فالرحمة منزوعة مع الاسرة والام والاب والمصلحة والمادة هي الاصل في حين انها في الادارة ظاهريا هي الاصل اقصد علاماتها الظاهرة من المساعدة وقضاء الحاجة
قبل ان انسي اريدك تضع لي هذه في الاحجية الصعبة
الا وهي
في الجامعة تجد الاستاذ الذي تعلم انه ليس عنده وقت زائد انه له انشغالاته في عالم الفكر وخلافه عندما تطلب منه طلب ولو بسيط ياتتي معك حتي يقضه لك مع انه ليس ملزم بذلك فهل يدخل هذا في المعاملات الادراية وقد قلنا انها معاملات اجبارية وضرورية ومعرضة للرقابة
في الداخل ايضا اي الداخل الغربي يتم تدمير الانسان في سبيل الحفاظ علي المادة وكمثال فتحت في هولندا محلات لمنح جرعات الهيروين مجانا للمدمنين حتي لايسرقوا السيارات او غيرها فهنا السيارة او لا ثم الانسان او ليخدر الانسان من اجل حمايةالسيارة او ليغيب الانسان من اجل المادة اليس هذه معاملة للانسان في الغرب علي انه شيء كالاشياء المادية بل هو اقلها
الجيران لاجيرة ولاشيء من هذا انما فردية مقيته فالعلاقات الانسانية مصلحية جدا فالتعاقد والمصلحة هي الاساس اما الرحمة والانسانية فلم تعد اصل
فماراه عائض هو جانب الرحمة في الادارة او الابتسامة من اجل التنظيم ولو كانت ابتسامة ظاهرية والمشكل اننا لانتقها لاجل المصلحة فهناك استعلاء في كثير من اداراتنا وخلافه كما نعلم جميعا
اما في عالم الانسان خارج الادارة وعالم الاعمال فلارقة في العلاقات والا لراينا رقة الولاد في التعامل مع الاباء ولو قلنا بلامانعية بيوت العجزة فعلي الاقل نري الزيارات دائمة وهذا مالم اره بل اري عجائب مبكية
اما تعامل الغرب مع الخارج فايضا مكيال اخر
فالتناقض الداخلي سمة العلمانية في كل مناحيها المختلفة او اوجهها المختلفة -وعائض راي وجهها الباسم في ناحية من نواحي تنائية التناقض المتشابكة فيها ولم يري صورها الاخري النقيضة ولابد للناظر من الالمام بالعلمانية وتناقضاتها الداخلية في كل امورها وان كان نظريا يري العلمانية بكل صورها ولكن نسي ان يطبق النظري علي العملي منه ولبس عليه عندما راي وجه من اوجه العلمانية الايجابي الوجه الذي بيناه وهو وجه عملي وواقعي انتجه فكر التنظير للادارة وقبله ناحية انسانية في الفكر نفسه متناقضة مع نواحي اخري في العلمانية واخطر منه واعمق اثرا في هدم الانسان الغربي!
فالرحمة او الابتسامة موجودة في الادارات مفتقدة من الاجتماعيات اللهم الا في الصحبة التي لايستطيع الغربي الانفكاك عنها لانه ايضا يبحث عن الفة وود ولو للحظة بعد ان جعلته العلمانية منحصرا في المادة ومندرجا تحت جاجاته الجسدية الضيقة
انا غير راضي عن التوضيح الذي قدمته الا اني حاولت وكتبت فربما اكون نجحت في توصيل المعلومة التي اراني مقتنع بها
طارق عبد الباقي منينة
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 09:50]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
لا أعرف لماذا يتحامل الأخوة هنا على الشيخ عائض القرني حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه ,
لماذا تمسكتم بكلمة واحدة له _ إن ثبتت عنه على وجهها المنقول - وتركتم جهاده بالكلام الطيب في سبيل الله تعالى , لماذا هذا التربص والنقد الهدام , لماذا كلما علا نجمٌ في سماء الدعوة جئتم لتطفئوا نوره , وتشوهوا صورته.
أعلموا أن لكل جواد كبوة , ولكل عالم هفوة , وأنا أحيل الإخوة الأفاضل على كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) ليتعلموا آداب التعامل مع الدعاة والعلماء , وليكون نقدهم في صالح الدعوة لا ضدها.
أيها الأحباب هناك أيادي خفية تتلاعب بالرموز الدعوية وتريد إقحامها في الكثير من المشاكل مع من يتبعوهم فلنكن على فطنة من هذا كله .. والله تعالى الموفق للحق.
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 01:32]ـ
لا أعرف لماذا يتحامل الأخوة هنا على الشيخ عائض القرني حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه ,
لماذا تمسكتم بكلمة واحدة له _ إن ثبتت عنه على وجهها المنقول - وتركتم جهاده بالكلام الطيب في سبيل الله تعالى , لماذا هذا التربص والنقد الهدام , لماذا كلما علا نجمٌ في سماء الدعوة جئتم لتطفئوا نوره , وتشوهوا صورته.
أعلموا أن لكل جواد كبوة , ولكل عالم هفوة , وأنا أحيل الإخوة الأفاضل على كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) ليتعلموا آداب التعامل مع الدعاة والعلماء , وليكون نقدهم في صالح الدعوة لا ضدها.
هل تسمي النقد والتوجيه تحاملاً؟
كون أن الداعية لو أفعال طيبه لا يعني قطعاً السكوت عن أخطائه.
عائض القرني أخ مسلم وليس عدو كافر حتى نتربص به , وأين هو الهدم الذي تزعمه.
ما تكلم به عائض عن الغرب يعد ظلاماً لا نوراً.
حتى لا يقلد المسلمين العلماء في هفواتهم وجب التحذير منها.
لا تقارن بين إجتهادات الأئمة في الفقة وبين التلميع لأعداء الله فعائض القرني نقل صورة غير حقيقية عن مجتمع كافر ولم يجتهد في مسألة فقهية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 01:54]ـ
بارك الله في الأخ شرياس والأخ ياسر مختار ...
أظن أننا سنتفق على قاعدة: أننا نقدر ولا نقدس ... وأننا لسنا سوداويون في نظرتنا: إما قديس وإما إبليس ...
فإذا اتفقنا على ما سبق فلا أظن أن أحدا من الناقدين في المنتدى يحسد الشيخ ... أو يتهمه بالغباوة ... ولكنها اختلاف في الوجهات وهذا كله لا يضر ..
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 08:31]ـ
جزى الله الجميع خيرا على حسن ظنهم ببعضهم، وبالشيخ عائض الذي نكن له كل حب وتقدير واحترام، وللعلم فقد ثار نقاش طويل وحوار مثير حول نفس الموضوع على موقع أهل التفسير، ويمكن -لمن أراد- متابعته على هذا الرابط: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10932
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 11:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الموازين القسط التي قضى ربك أن تتبع, هي التي يجب أن تحكم في العقول حتى نأمَنَ على الفضيلة. ونحن أهل القرآن أحق الناس بالدعوة إلى ذلك ونشره في هذا العالم المضطرب الذي فقد الفضائل الإنسانية، مستبدلا اياها بالنفعية المحضة والمصلحة المجردة. ونحن أهل القرآن أولى الناس بأنْ نَزِنَ النهضات بحظوظها من الفضائل، وأن نبني بأيدينا أساس نهضتنا على صخرة الفضائل التي لاتنكسرأمام فساد التصور بأن الحركات المستوردة إلى المجتمعات الإسلامية "نهضة حديثة". فالحاجة ملحة إلى معرفة المنهج الرباني بتفاصيله في مجال التربية وتنظيم العلاقات الانسانية, والمراد بالمعرفة لهذا المنهج أن يعيش الانسان به وله ليجني ثماره ويذوق حلاوته في واقع الحياة. فهو المنهج الذي شمل جميع شئون الحياة, فرسم للإنسان طريق الإيمان وبين له أصول المعقتد ونظم صلته بربه وحكم علاقاته مع غيره وفق نظام متكامل.(/)
موقع متخصص يقوم بكشف بعض الجوانب الخطيرة لدار الساقي ونشرها للروايات السعودية الساقطة
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 11:56]ـ
.دار الساقي في لندن والمعونات الأمريكية
14 - 7 - 2006
.
.
دار الساقي بلندن هي أحد المكتبات المشهورة بنشر الفكر الليبرالي في العالم العربي وتعتبر الساقي قبلة الليبراليين والروائيين العرب يبحثون من خلالها عن نافذة توصلهم إلى القراء وذلك لما لها من الشهرة والمنزلة.
ورغبة من " شبكة القلم الفكرية " في الكشف عن بعض الجوانب الخطيرة في هذه الدار وعلاقتها المشبوهة بالتيارات اليمينية والمتطرفة في الولايات المتحدة الأمريكية فسوف نذكر شيئا من الحقائق المفيدة للقارئ ليكون على بصيرة من أمره وليعرف أثر هذه الدار ومن يقف وراءها.
مديرة دار الساقي هي الكاتبة اللبنانية العوراء مي غصوب، ماورنية تزوجت سبعة مرات وآخر زوج لها هو الكاتب اللبناني حازم صاغية، من الكتاب المعتمدين لدى جريدة الحياة، من الروم الأرثذوكس، وتشارك هي أحيانا في الكتابة في بعض الجرائد السعودية، كصحيفة الحياة.
وتوجهات دار الساقي توجهات ليبرالية إباحية وكتاباتها تغذي الفكر الليبرالي وتتضمن أيضا الروايات والكتابات الإباحية وترى أن نشر هذه المواد من صميم عمل الديمقراطية كما ذكرت ذلك في بعض حواراتها.
تتلقى دار الساقي دعما سنويا ثابتا من الحكومة الأمريكية عبر مؤسسة " تعزيز الديمقراطية " وهي مؤسسة أمريكية غير ربحية تهدف إلى دعم المجموعات الليبرالية والمتحررة في العالم العربي، وكان يرأس إدارتها العراقي ليث كبة، والذي أصبح الآن مستشارا لدى الجعفري رئيس الوزراء العراقي ومتحدثا باسم الحكومة العراقية، وبالإضافة إلى دار الساقي فهناك الجمعيات النسوية العربية ذات الطابع التحرري والتي تأخذ هي بدورها المعونة من المؤسسة ذاتها، وممن يتلقى معونات من هذه المؤسسة أيضاً الباحث المصري سعد الدين إبراهيم والكاتبة المصرية نوال السعداوي وآخرين.
وبروز اسم ليث كبة كشخصية قوية وفاعلة ضمن التركيبة الأساسية الحاكمة في العراق يؤكد واقعيا دور الليبراليين العرب الموجودين في الخارج وكيف تمكنت أمريكا من صهرهم ليصبحوا منفعلين مع المشروع الأمريكي بأدق تفاصيله ويكونوا ضمن التركيبة المستقبلية للمشروع الأمريكي التغيري للمنطقة بحذافيرها وهذا ينطبق على الليبراليين العرب بجنسياتهم المختلفة.
ويلاحظ أيضا أن القاسم المشترك بين المجموعات السابقة أو الأفراد أنها جميعا ضد المجتمعات المسلمة سواء في عقيدتها أو في قيمها وسلوكها وهذا ما يجعلهم أكثر قبولا لدى الإدارة الأمريكية من ناحية الدعم والتمكين وهو ما يؤكد أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في محاربة المجتمعات المسلمة من داخلها عبر زرع مجموعات متحررة وإمدادها بالمال والمساعدة المطلوبة وسنعرض - إن شاء الله - لاحقا إلى مجموعة من الأكاديميين والباحثين العرب كانوا يأخذون منحا ودعما مباشرا من الحكومة الأمريكية إما عبر جهاز المخابرات أو السفارات والقنصليات الأمريكية في الخارج.
وترتبط مي غصوب بعلاقات وثيقة جدا مع الليبراليين السعوديين وهذا ما يفسر إقبالهم على دار الساقي ونشرهم فيها كما أنها تقيم علاقات قوية مع العديد من المسئولين العرب ولها أنشطة مشبوهة يعرفها من يزور لندن أو يفد إلى الدار حتى أصبحت الدار ملجأ لليبراليين والروائيين يبحثون فيه عما يريدونه في لندن.
ومن المستغرب أن دار الساقي تنشر كثيرا من الكتب والدراسات المناوئة للمملكة العربية السعودية والمعادية لها وأغلب كتبها يمنع من النشر داخل المملكة ومع ذلك لا يمارس الليبراليون السعوديون عليها من الضغوطات ما يمنعها أو يكفها عن نشر مثل هذه المواد مع أن الليبراليين السعوديين توجهوا في الفترة الأخيرة إلى الحديث عن الوطنية والتأكيد عليها وعلى ثوابت الوطن في جميع المناسبات وهو ما لا أثر له في علاقاتهم الوطيدة مع دار الساقي حتى إنهم تجاوزوا العلاقة في النشر والتوزيع إلى إقامة علاقات أخرى في العديد من مجالات الحياة العامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أبدى الكثير من المتابعين استغرابا شديدا من ثنائية التعامل التي يظهرها الليبراليون السعوديين فهم في الداخل من دعاة الوطنية الكبار وأما في الخارج فلا يتورعون في التعامل مع أعداء البلاد أو المناوئين لها بل وحتى دعمهم بالمال إذا كانوا جميعا على خط واحد وهو الخط الليبرالي وننوه هنا إلى أن أغلب الليبراليين السعوديين كانوا في الماضي يحملون توجهات يسارية معادية للدولة.
وبلغ من جسارة هذه الدار وجرأتها أنها قامت بنشر العديد من الكتب والروايات الممنوعة في أغلب الدول العربية ومع ذلك لم تتردد عن المتابعة في نشرها وطباعتها كما حصل في رواية " الخبز الحافي " فقد تم منعه من التداول في أغلب الدول العربية بما فيها المغرب بلد المؤلف بسبب ما تحمله من الإباحية المفرطة وهذا ما يدعو للإعادة السؤال الملح: ما هي القيمة الفكرية أو الثقافية الموجودة في الروايات الإباحية؟ وما الذي يدعو الولايات المتحدة الأمريكية وبصورة رسمية أن تدعم هذه الدار باسم دعم الديمقراطية والحرية مع أن هذه الدار إنما تنشر في الكثير من الأوقات روايات متمردة ومتحررة؟، والجواب عن هذه الأسئلة سيكشف عن السبب الرئيس عن الدعم وكذلك الخط العام الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية من حلفاءه عن طريق نشر الإباحية والانحلال والتحرر.
بالإضافة إلى دار الساقي هناك أيضا دار المعالي وهي مملوكة للكاتب العراقي خالد المعالي وتتلقى دعما كاملا من الحكومة الألمانية ويدفع له مصاريف التنقل والسكن والشحن للمشاركة في المعارض العربية في شتى أنحاء العالم العربي ومن ضمن المعارض التي يشارك فيها تلك التي تقام في المملكة العربية السعودية ويغلب على مطبوعاته الجانب التحرري والإباحي وله رواية نشرها على أنها سيرة ذاتية له أشار فيها إلى انحرافه السلوكي وشذوذه الجنسي.
وتجدر الإشارة إلى أن خالد المعالي وعلى الرغم من تاريخه السيئ ومطبوعاته المليئة بالشذوذ والتحرر ومنع أغلبها من دخول المملكة إلا أنه يكتب في جريدة الرياض في عمود ثابت كما كانت تكتب مي غصوب في جريدة الحياة وغيرها.
المصدر: موقع القلم
. (هذه المقالة لها سنتين من نشرها)
.
نصيحة باقتناء كتاب جديد اسمه
" من عبث الرواية"
نظرات من واقع الرواية السعودية
المؤلف: عبد الله العجيري
.
.
.
.
.
ـ[الباز]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 12:32]ـ
إن أعظم خطر يمكن أن تقوم به هذه الدار المشبوهة -فضلاً عن كونها رأس الفتنة- أنها تدعم مساهمات الشباب الروائية التي تركز بصفة محددة على الجسد، وبصورة أكثر تحديداً على ذلك العقل الذي يدور في رؤوسهم ..
جزاك الله خيرا يا معتدل ..
ـ[مسلم محب]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 12:57]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
لا حول ولا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 04:40]ـ
قبل قليل وجدت في الالوكة من تكلم عن نفس الموضوع فاعتذر عن تكرار الموضوع.
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=1306
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 10:01]ـ
حاولت وضع
رابط الموضوع في شبكة القلم الفكرية
لكن الرابط يظهر بشكل خاطئ حينما أكتبه في هذا المنتدى .. !!
فهل من مشكلة؟
واقترح -دوما- أن ينقل الإخوة تعليقاتهم حول أي موضوع في مكان نشره الرئيسي
حتى تتم الفائدة، وحتى تجتمع الرؤى في مكان واحد
خاصة بعد اختمار الفكرة ونضوجها
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:31]ـ
جزاك الله خيرا عبدالعزيز بن حمد وأحسنت
ونرجو من الأخوة تفعيل موقع القلم وطلب من المشرفين عليه تجديد المقالات أولاً بأول ولو باستكتاب كبار المفكرين
,
هذا موقع القلم الصفحة الرئيسية فإذا أردت الكلام عن دار الساقي أكتب بأداة البحث بالموقع الساقي
http://www.alqlm.com/
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 10:29]ـ
معرض الرياض .. فسح جميع الكتب .. ونفاذ الكتب الحمراء
http://www.almoslim.net/node/85884
صحفي متجول في المعرض يخبرنا ماذا وجد؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 10:43]ـ
يرفع لمناسبة المعرض(/)
أيها السادة الذين رفعوا الشعارات: الآن يرضى عنكم الرسول؟!
ـ[لبيب صالح]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 12:46]ـ
الآن يرضى عنكم الرسول؟!
د. صفوت حاتم - الاسبوع المصرية
----------
أيها السادة والسيدات الذين أغضبكم كثيرا رسم 'كاريكاتيري' في صحيفة دنماركية لا يقرؤها أحد .. واقمتم الدنيا ولم تقعدوها .. ثورة وغضبا لكرامة رسولنا الكريم .. هل تغضبون لما يحدث للأبرياء والأطفال في لبنان وفلسطين .. أم أن الغضب هنا ممنوع؟
أيها السادة المتظاهرون 'بالملايين' في كل العالم الاسلامي من شرقه لغربه استنفارا لكرامة الاسلام والمسلمين التي أهدرت بالرسم الكاريكاتيري .. لماذا لا نسمع هدير مظاهراتكم ولا أصواتكم تعلو ولا حناجركم تتهدج من الغيظ والحماسة من قتل المسلمين وغير المسلمين علي يد العصابة الصهيونية الفاشية الحاكمة في تل أبيب؟!
أيها السادة 'الاشاوس' الذين أحرقوا سفارة الدنمارك الضعيفة في عدة عواصم عربية واسلامية .. لماذا نراكم هادئين ومستسلمين أمام العلم الإسرائيلي الذي يرفرف على أكثر من عاصمة عربية واسلامية في السر والعلن .. حتي مظاهرة سلمية لم تخرج ضد العصابة المجرمة في تل أبيب؟!
أيها السادة الفقهاء .. وحضرات المشايخ .. وجناب الدعاة الجدد .. أين جمعياتكم وجهودكم التي تجيشون فيها ملايين المؤيدين من الشباب .. وحشدتموهم خلفكم ضد الصحيفة الدنماركية في أزمة الكاريكاتير؟ سبحان الله!! لا مؤتمرات حاشدة لوقف الاعتداء .. ولا زيارات للعواصم الأوربية لاستكمال الأبهة الدعائية .. ولا موقف ايجابي منكم يقول للشباب المسلم إذا ما كان الرسول يرضى عن هذا الصمت العربي والاسلامي على إسرائيل والادارة الأمريكية التي تبارك خطواتها .. يا سبحان الله .. فقط الدنمارك تملك اعلاما وسفارات يمكن حرقها في العواصم العربية والاسلامية من اندونيسيا لإيران لدمشق .. مرورا بالعواصم العربية الأخري 'المشلولة'!!
يا حكامنا 'النشامى' .. هل حق التظاهر والاعراب عن الغضب مسموح به فقط حين تكون الدنمارك وصحيفتها البائسة .. وممنوع حين يكون الأمر متعلقا بإسرائيل وأمريكا؟!
يا أصدقاءنا وأحبابنا الذين تحمسوا وسارعوا بمقاطعة البضائع الدنماركية (وبالذات لبن الأطفال ومنتجات الألبان .. وهي من سلع الدمار الشامل طبعا!!) وجيشوا الانترنت لدعوة المقاطعة .. لماذا لا نسمع لكم صوتا؟!
ايها السادة الذين الصقوا علي سياراتهم ودكاكينهم شعارات: نحن فداك يا رسول الله .. الا انت يا رسول الله .. هل تعتقدون أن الله ورسوله يرضيان عن هذه المذابح؟!
ما أقبح نفاقكم وبؤسكم ..
OOOOOOOO(/)
مختصر صحيح مسلم بتعليق مفتي الإسلام اليوم!
ـ[مغترب]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 06:37]ـ
مختصر صحيح مسلم بتعليق الشيخ سلمان العودة!
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=1 77&catid=191&artid=11603
" هذه الحاشية قد لا تكون ذات فائدة، وإنما كُتبت تقييدًا يخص ممليه وكاتبه، فلو ضاعت لأحسّ بخسارة كبيرة من الجانب الشخصي، أما من حيث الفائدة العلمية فهي قليلة أو نادرة، لكن على المسلم أن يسعى في نفع المسلمين بقدر ما وهبه الله ومكّنه. {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا.} [الطلاق: 7] ".
هكذا عبّر الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة عن تعليقاته على مختصر صحيح مسلم الذي صدر حديثًا عن مكتبة الرشد، ولكن المشرف على الإدارة العلمية ونائب المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم) الدكتور عبد الوهاب بن ناصر الطريري ـ الذي أورد العبارة في تقديمه. . ـ خالف شيخه رأيه في فائدة تعليقاته على الكتاب، "فإنها وإن كانت قليلة نسبيًّا، إلاّ أنها طيبة مباركة نافعة، فقد كتبها الشيخ في حال من استجماع الفكر وصفائه، ربما لو أراده الآن لم يتيسر له".
لقد أولى علماء المسلمين أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عناية كبيرة؛ فكانوا يتلمسون كل حركاته وسكناته، وكل ما ينطق به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويدوّنونها .. ثم أخذ عن كل سلفٍ خلفه العلم فبلّغوه كما سمعوه، وكل يأخذ من العلم حظه من أفواه من سبقوه، حتى اتسعت خارطة الإسلام ودخل الوضع في الحديث، فقام رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وجمعوا الصحيح وطرحوا الضعيف.
ومن هؤلاء العلماء الأعلام: الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري بجمع كتاب اشترط فيه مواصفات معينة لما يورده من أحاديث، وذاع وانتشر بين المسلمين باسم (صحيح مسلم)، وتناقلت الأمة هذا الصحيح مع (صحيح البخاري)، وتلقّت جماهيرها أحاديثهما بالقبول، وتفرّغ الأكابر من العلماء لتدريسها والإفادة منها وشرحها، ونفرت طائفة أخرى لتقريبها واختصارها، ومنهم الإمام زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري ـ رحمه الله ـ الذي اختصر الصحيح في كتاب: مختصر صحيح مسلم، وقد لاقى من القبول ما يُحسب أنه علامة إخلاص نحسبه كذلك، ولا نزكي على الله أحدًا.
فقد حصل له ما حصل لأصله من تفرغ طائفة من أهل العلم، شراحًا ومفيدين ومستفيدين وحفاظًا وتحقيقًا وطباعة، وكان ممن عُني به فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم)؛ "فقد استظهره حفظًا، وقرأه عليه طلابه، وشرحه في دروسه، ثم كان للشيخ خلوة طويلة صحب فيها هذا الكتاب، وقابله مقابلة دقيقة على أصله «صحيح مسلم» طبعة محمد فؤاد عبد الباقي، وعلّق على أحاديثه، بذكر فوائد واستنباطات علمية وتربوية دقيقة، وهي من الفوائد الثمينة التي تُستجلب بعمق التأمل وترداد النظر، وليس بتوسيع البحث وكثرة المراجعة".
ولذا توجهت الإدارة العلمية في مؤسسة (الإسلام اليوم) إلى إخراج الكتاب موشّحًا بهذه التعليقات، مع تحقيق نصه، ومقابلته على أصوله، وخدمته بالتعليق على ما تمسّ الحاجة إلى التعليق عليه، وفق خطة علمية ذُكرت في مقدمة الكتاب، ومجملها:
1 - مقابلة الكتاب على مخطوطتين.
2 - الاستعانة بالنسخة التركية المطبوعة لصحيح مسلم في مواضع الإشكال، وإثبات الفروق المؤثرة منها، وإثبات زياداتها اللازمة-وهي قليلة-.
3 - انتهاج طريقة إثبات النص الراجح الذي يُظنّ أنه الأقرب إلى النص النبوي.
4 - تخريج حديث الأصل على الصحيحين.
5 - ذكر الفوائد الحديثية، والفقهية، واللغوية للشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة آخر كل حديث، أو في موضعه من الحديث، وتخريج الأحاديث الواردة ضمن الفوائد، وربط الكتاب ببعضه بالإحالة بالرقم على ما سيأتي وما سبق.
6 - ذكر شرح الألفاظ الغريبة، ومعاني بعض العبارات عند الحاجة، زيادة على ما ذكر الشيخ.
7 - الإشارة إلى علل أحاديث لم يذكر عللها الشيخ سلمان على سبيل الإشارة والإيجاز.
8 - عمل فهارس إلكترونية للآيات والأحاديث والموضوعات.
وقد تمَّ الاعتماد في تحقيق الكتاب على نسختين خطيتين، إحداهما محفوظة بدار الكتب المصرية، والثانية مصوّرة عن معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، عن بعثة أسبانيا.
وقد تُوّج الكتاب بمقدمة لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الوهاب بن ناصر الطريري تحدث فيها مُعرّفًا بمختصرات صحيح مسلم، وذاكرًا منهج الإمام المنذري في (مختصر صحيح مسلم)، ثم عرَّجَ على عناية أهل العلم بـ «مختصر صحيح مسلم» للمنذري، ومرَّ على تسمية الكتاب، ووصف النسخ المعتمدة، ثم ذكر منهج العمل في الكتاب، وختمَ بترجمة للإمام المنذري.
الكتاب جاء بهذه الحلة في مجلدين، وقرابة (1200) صفحة.
" سائلين الله -عز وجل- أن يعظم الأجر والمثوبة للإمام مسلم بن الحجاج على تأليفه صحيحه، وللإمام المنذري على حسن اختصاره وتقريبه، ولشيخنا الشيخ سلمان العودة -وفقه الله- على فوائده وتعليقه، وأن يمنّ علينا وعلى جميع إخواننا المسلمين بالمغفرة والتوفيق والقبول.
} رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}. [الحشر:10].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 08:59]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - Jun-2008, مساء 01:20]ـ
الصفحة لا تفتح!!!(/)
حكم المظاهرات
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 10:43]ـ
حلت المصائب بإخواننا المسلمين في غزة في فلسطين، في أيامنا هذه, وقد زادت معاناتهم هذه الأيام بلا مراعاة ولا رحمة لشعب مغلوب على أمره سياسياً وعسكرياً و تجارياً ... إلخ،
وقد تعاطف المسلمون ولله الحمد في جميع أنحاء العالم معهم، و هناك من كانت عاطفته توافق السنة بدعمهم مادياً والدعاء لهم, وآخرون خالفوا السنة في تعاطفهم، بتشجيعهم وحثهم بالاستنكار والشجب بالمظاهرات آخذين بحديث " فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ "
ديننا ليس دين فوضى بل هو دين انضباط،
والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين ولم يعرفونها
وقد جمعت بعض فتاوى علماء وأئمة الدعوة السلفية لا وعاظها في حكم المظاهرات.
قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز-رحمه الله- في لقاء مع مجلة الفرقان العدد (82) ص (12) مانصه: (الخروج في المظاهرات والمسيرات ليس طيباً، وليس من عادة أصحاب الرسول، ومن تبعه بإحسان، إنما النصيحة والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى، وهذه هي الطريقة المتبعة، قال عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (التوبة71)،
وقال عز وجل: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (آل عمران 104)،
وقال سبحانه: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (آل عمران110)، وقال رسول الله [: (من رأى منكم منكرا فيلغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسم
فالإنكار بالفعل يكون من الإمام أو الأمير أو من الهيئة التي لها تعليمات، وأما أفراد الناس إذا أنكروا باليد فتكون الفتنة والنزاع والفرقة وتضييع الفائدة
فيجب على كل شخص أن ينصح بالقول والتوجيه والترغيب والترهيب، أما صاحب البيت على أولاده، والهيئة في نظامها حسب طاقتها، وكذلك الأمير فله الإنكار بالفعل، أما أفراد الناس فعليهم الإنكار بالقول، لأنه لا يستطيع الإنكار بالفعل حتى لا تعظم المصيبة ويعظم الشر) اهـ،
ويقول في مجلة البحوث الإسلامية (38/ 210): (والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح، بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن) اهـ،
ويقول الشيخ ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ: (إن التظاهر ظاهرة فيها تقليد للكفار في أساليب استنكارهم لبعض القوانين التي تفرض عليهم من حكامهم أو إظهار منهم لتقبُّل بعض الأحكام أو القرارات، أضيف إلى ذلك شيئا آخر، وهو: هذه التظاهرات الأوربية ثم التقليدية من المسلمين، ليست وسيلة شرعية لإصلاح المجتمع، ومن هنا تخطئ كل الجماعات وكل الأحزاب الإسلامية الذين لا يسلكون مسلك النبي [في تغيير المجتمع، لا يكون تغيير المجتمع في النظام الإسلامي بالهتافات وبالصيحات وبالتظاهرات، وإنما يكون ذلك بالصمت وبث العلم بين المسلمين وتربيتهم على هذا الإسلام حتى تؤتي هذه التربية أكلها ولو بعد زمن بعيد ... لهذا أقول باختصار عن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية، أصلا هذا خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين ... ) أهـ، وانظر الفتوى في شريط (سلسلة الهدى والنور) رقم (210) ورقم الفتوى5.
ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتى العام للمملكة والرئيس العام لهيئة كبار العلماء عن المظاهرات كما في مجلة الدعوة العدد (1916) ص 16: (ما هي إلا فوضوية ومن أناس لديهم فساد تصور وقلة إدراك للمصالح من المفاسد)،
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن المطالبة بالأشياء تأتي بالطرق المناسبة أما الفوضويات وهذه المظاهرات فهي من أخلاق غير المسلمين،المسلم ليس فوضويا، المسلمون ليسوا فوضويين، المسلمون أهل أدب واحترام وسمع وطاعة لولاة الأمر ... إذا كان لأحدهم طلب شيء يرى أن فيه مصلحته فالحمد لله أن المسؤلين أماكنهم ومكاتبهم مفتوحة لا يستنكفون عن استقبال أي أحد، أما الفوضويات فهي غريبة عن مجتمعنا الصالح ولله الحمد، ومجتمعنا لا يعرف هذه الأشياء إنما هذه من فئة لا اعتبار لها، إن مفهوم الإصلاح هو الدعوة وحث الأمة على الخير والاستقامة على الخير والسعي في مصالحها وفي إصلاحها بالسبل والطرق الشرعية أما الإصلاح الذي يرجونه أولئك الناس من خلال الفوضى والغوغاء الغريبة على واقع مجتمعنا والغريبة على بلدنا فهي أشياء نستنكرها ونشجبها وننصح إخواننا المسلمين أن يتفهموا أن هذه القضايا لا تحقق هدفا وإنما تنشر الفوضى) اهـ،
ويقول: (فإن ما سمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له، لأن هذا من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم) اهـ.
وكذلك فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية برقم (19936) وفيها: (كما ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لا تحترم مالاً و لا نفساً ولا عرضاً، ولا تمت إلى الإسلام بصلة، ليسلم للمسلم دينه ودنياه، و يأمن على نفسه وعرضه وماله) اهـ،
وكذلك فتوى عدد من دور الإفتاء بالدول العربية والإسلامية والمجامع الفقهية
وقال العلامة الشيخ صالح السدلان عضو هيئة كبار العلماء ـ حفظه الله ـ في محاضرة له في جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت حينما سئل عن المظاهرات: (الواجب على من وفقهم الله إلى النهج السبيل وإلى الطريق المستقيم أن يذكروا الناس ويعلموهم، .... وعليهم أن يبينوا أن هذه الأمور لا تجوز في الإسلام، بل هي عند غير المسلمين، ونحن للأسف أخذناها منهم مثلما أخذنا غيرها من الأمور، لذلك علينا أن نتمسك بنهج الكتاب والسنة، ... ) اهـ.
ويقول الشيخ الحويني أيضاً لما سئل عن المظاهرات: (هي غير مشروعة، وعلى هذا سار علمائنا، وقد علمنا بالتجربة أن هذه المظاهرات لا قيمة لها ولا أرجعت حقاً مغصوباً، وإحراق العلم الإسرائيلي أو الأمريكي وصور الرؤساء لم يغير أي قرار سياسي، بل إن الاعتقالات والإصابات والحوادث هي نتاج تلك المظاهر فقط).
وسئل الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله: (هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات)؟، فأجاب: (ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين، وما كان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام، والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية، والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال، فلاتجوز هذه الأمور)،
ويقول أيضا في جريدة الجزيرة العدد (11358): (وأما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة) اهـ.
وسئل الشيخ عبدالعزيز الراجحي - حفظه الله- عن المظاهرات فقال: (المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين، هذه دخيلة، ما كانت معروفة) اهـ.
ويقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية -حفظه الله: (ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها، مثال ذلك المظاهرات، مثلا: إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي، بالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب والوسيلة تبرر الغاية، نقول: هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء) اهـ.
ويقول فضيلة الشيخ صالح اللحيدان ـ حفظه الله ـ في جريدة الرياض العدد (12918): إن المظاهرات والمسيرات ليست من الطرق المشروعة، وإن على السلطة أن تمنع مثل هذه الأمور) اهـ.
لعل كلام هذه الثلة من العلماء يشفي الغليل لمن كان له قلب سليم
ـ[البريك]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 12:30]ـ
جميع المفتين في الدول الإسلامية ضد المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية .. ولا أظن من يخالف في ذلك منهم والله أعلم ..
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 02:55]ـ
إذن لماذا لا تحكي الاجماع على ذلك؟؟؟
إن ذلك سيفيدنا في إقناع الناس بتركها!!!!
كما أنه سيمكننا من رد أدلة المخالفين من العلماء بادعاء أن كلامهم مخالف للاجماع فيسهل رده!!
ولكن أعجب وأغرب ما قيل في الفتاوى المنقولة قول بعض العلماء أن المظاهرات لم تغير شيئاً!!
وهو كلام مخالف للواقع لمن أنصف فنحن نرى كل يوم تأثير هذه المظاهرات في العالم الغربي وفي العالم العربي على السواء إلا أن تأثيرها في الغرب أعظم - حيث يحترمون رغبة الناس وآرائهم.
ومثله في العجب من قال " حتى لو فيها فائدة فإنها لا تجوز لأن الوسيلة في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم "
الله أكبر فالمظاهرات أمر محرم --- فبأي كتاب أم بأي سنة أو قول صاحب يحكم بتحريمها؟؟
قال تعالى " وقد فصل لكم ما حرم عليكم " فقد تكفل تعالى بتفصيل ما حرم فأين التفصيل في تحريم المظاهرات؟؟؟
ثم إن المحرم يباح عند الاضطرار، وقد أقر بعضهم بأنها محرمة حتى ولو كانت مفيدة، فلماذا لا نجعل نحكم بجوازها في حالات الاضطرار إذا كانت مفيدة ولا توجد وسيلة أخرى- هذا مع التسليم بأنها محرمة نصاً (وهو غير مسلم قطعاً)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 03:01]ـ
عندما قرأت العنوان أعتقد أن المقصود هم الأئمة القدامى
ولكن لاحظت أن غالبية الأسماء الموضوعة من دولة واحدة لا تسمح بها أم باقى الدول فهى تعتبرها حق من الحقوق مكفول للجميع للتعبير عن الرأى
ــــــــــ تم تعديل العنوان ـــــــــــــ
المشرف
ـ[البريك]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 05:34]ـ
أنا قلت جميع المفتين في الدول الإسلامية ... ولاأرى أحدا منا يستطيع أن ياتي بمفت واحد من مفتي الدول الإسلامية يقول بجواز التظاهر .. !!
أما حكمها الشرعي فللعلماء فيه آراء تختلف باختلاف مواقعهم في المجتمع ومنطلقاتهم في الدعوة والإصلاح والنصح ..
أما آثارها في الضغط فلا تنكر ..
ومن ثم أجازها من أجازها ..
والواقع أنها في زماننا صارت ضرورة ...
ولعل من منعها لم ينتبه إلى أنها لا تنطلق إلا إذا رخص لها القائمون على الأمر ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:34]ـ
المظاهرات من الوسائل والوسائل لها أحكام المقاصد ..
فإن كان مقصدها مشروعًا وخلت من كل محظور ولم يغلب على الظن تأديتها إلى محظور فهي من وسائل إنكار المنكر باللسان، وهذا ما أفتى به شيخنا فقيه مصر الشيخ محمد بن عبد المقصود عفيفي حفظه الله ..
وأيضًا هذا رأي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق والشيخ حامد العلي والشيخ الدكتور عمر الأشقر وغيرهم من أهل العلم ..
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 02:05]ـ
الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة
السؤال
نرجو من فضيلتكم بيان حكم المظاهرات التي تهدف إلى مناصرة إخواننا المستضعفين سواء في فلسطين أو غيرها؟
الجواب
لا نرى بأساً أن يجتمع المسلمون للإعراب عن احتجاجهم على معاناة إخوانهم في فلسطين، بحيث تكون مظاهرة سلمية، وبعيدة عن مضايقة السكان أو إزعاجهم، أو تعويقهم عن أعمالهم، ولا يكون فيها ارتكاب لما حرم الله من منكر بقدر ما تستطيعون. وهذا من نصرة إخوانكم، وله أثره البالغ على اليهود، وعلى من يناصرهم في كل مكان، ومن ثمراته أن يوصل الرأي الإسلامي إلى الشعوب الغربية، التي طالما هيمن اليهود على عقولها، وأوصلوا لها رسالة مضللة عن القضية. والأصل في مثل هذه الأمور الجواز، ولا تحتاج إلى دليل خاص، وقد ورد في السيرة أن المسلمين خرجوا في صفين لما أسلم حمزة وعمر، ولكنه ضعيف، إنما يغني عنه أنه لا دليل على منع مثل هذا أو تحريمه، وإنما يمنع إذا ترتب عليه ضرر أو إخلال أو فساد.
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 02:10]ـ
و مما يستدل به على هذا الباب ما فعله شيخ الإسلام ابن تيمية، و العوام في الشام من التظاهر ضد عساف النصراني عندما تطاول على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم، و ألف في ذلك الصارم المسلول، و كانت النتيجة سجنه كما هو معروف.
و ممن يجوز المظاهرات أيضا إذا خلت من المنكرات العلامة الشيخ محمد الحسن ددو الشنقيطي.
و أذكر أن هناك بحث فقهي للمسألة للدكتور عبدالرزاق الشايجي نشر في موقع الإسلام اليوم عن هذه المسألة توصل فيه إلى جوازه، و أن من حرمه إنما حرمه لأمور خارجة عن أصله.
والله الموفق
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 09:49]ـ
استدل أخونا بعدة فتاةى لأهل العلم ولم نر آية ولا حديث اللهم قوله تعالى:كنتم خير أمة أخرجت للناس) وقوله عليه السلام: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ... ) أما باقي الفتاوى فكلام في كلام وما هكذا نأخذ ديننا .... ثم على فرض -أقول على فرض- حرمتها ألا نحترم رأي المجيزين وهذه المسألة على كل حال نازلة لم تكن معروفة من قبل وليس فيها دليل قاطع ولا شبه قاطع للمجيزين أو النافين ... ثم منقال إن الإجماع متحقق ألا ترى إلى نائب مدير الإزهر (على ما أعتقد) ذهب إلى جواز الخروج على الحاكم ورأي القرضاوي - هداه الله ووهبة الزحيلي ... - واضح بين وكذلك الشيخ سلمان العودة وعبد الرحمان عبد الخالق ...
فلا داعي لهذا الإحتكار للحق
وعلى كل أشكرك أخي على هذا الجهد المبذول
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 06:05]ـ
الحمد لله
أرى ان بعض العلماء -وليس كلهم - لاينكرون اسباب المظاهرات من ظلم وتعطيل لأحكام الله في بعض البلدان وغيرها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فسبحان الله [هذا البعض] تجده دوما في الجهة التي ترضي الحاكم! بغض النظر عن حكم المظاهرات.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 11:43]ـ
"أما استعمال العلماء لوسيلة التظاهر أو التجمهر والاعتصام في إنكار المنكرات:
فمن ذلك ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم قال في حوادث سنة 464هـ، قال: (وفي جمادى الآخرة لقي أبو سعد بن أبي عمامة مغنية قد خرجت من عند تركي بنهر طابق فقبض على عودها وقطع أوتاره، فعادت إلى التركي فأخبرته، فبعث التركي إليه من كبس داره وأفلت، وعبر إلى الحريم إلى بن أبي موسى الهاشمي شاكياً ما لقي، واجتمع الحنابلة في جامع القصر من الغد فأقاموا فيه مستغيثين، وأدخلوا معهم الشيخ أبا إسحاق الشيرازي وأصحابه، وطلبوا قلع المواخير وتتبع المفسدات ومن يبيع النبيذ وضرب دراهم المعاملة بها عوض القراضة، فتقدم أمير المؤمنين بذلك، فهرب المفسدات، وكبست الدور، وارتفعت الأنبذة، ووعد بقلع المواخير ومكاتبة عضد الدولة برفعها، والتقدم بضرب دراهم يتعامل بها، فلم يقتنع أقوام منهم بالوعد، وأظهر أبو إسحاق الخروج من البلد فروسل برسالة سكتته) (16/ 139).
وأن الإمام أحمد رحمه الله كان يفتي بأن يجتمع الناس لإنكار المنكر للتهويل والتشهير بالمنكر وأهله، فقد روى الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن محمد بن أبي حرب قال: سألت أبا عبد الله عن الرجل يسمع المنكر في دار بعض جيرانه، قال: يأمره , قلت: فإن لم يقبل؟ قال: تجمع عليه الجيران وتهول عليه. ص50.
وروي عن جعفر بن محمد النسائي قال: سمعت أبا عبد الله سئل عن الرجل يمر بالقوم يغنون؟ قال: إذا ظهر له، هم داخل، قلت: لكن يسمع الصوت يسمع في الطريق، قال: هذا ظهر عليه أن ينهاهم، ورأى أن ينكر الطبل يعني إذا سمع حسه، قيل: مررنا بقوم وقد أشرفوا من علية لهم، وهم يغنون فجئنا إلى صاحب الخبر فأخبرناه، فقال: (لم تكلموا في الموضع الذي سمعتم؟ فقيل: لا، قال: كان يعجبني أن تكلموا، لعل الناس كانوا يجتمعون وكانوا يشهرون) ص 50/ 51.
ومما يدل على أن هذه الوسيلة كانت معروفة في عصور الإسلام ـ وليس كما يُظن أنها من اختراع غير المسلمين ـ ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم قال: (واجتمع في يوم الخميس رابع عشر المحرم خلق كثير من الحربية، والنصرية، وشارع دار الرقيق، وباب البصرة، والقلائين، ونهر طابق، بعد أن أغلقوا دكاكينهم، وقصدوا دار الخلافة وبين أيديهم الدعاة والقراء وهم يلعنون أهل الكرخ – أي منكرين لبدعة إظهار شتم الصحابة التي وقعت من أهل الكرخ – واجتمعوا وازدحموا على باب الغربة، وتكلموا من غير تحفظ في القول فراسلهم الخليفة ببعض الخدم أننا قد أنكرنا ما أنكرتم، وتقدمنا بأن لا يقع معاودة , فانصرفوا) 16/ 94.
وأما ما وقع من شيخ الإسلام ابن تيمية فكثير جداً، فمن ذلك:
ما ذكره خادم الشيخ إبراهيم الغياني قال: (فبلغ الشيخ أن جميع ما ذكر من البدع يتعمدها الناس عند العمود المخلق الذي داخل (الباب الصغير) الذي عند (درب النافدانيين) فشد عليه وقام واستخار الله في الخروج إلى كسره، فحدثني أخوه الشيخ الإمام القدوة شرف الدين عبد الله بن تيمية قال: فخرجنا لكسره , فسمع الناس أن الشيخ يخرج لكسر العمود المخلق، فاجتمع معنا خلق كثير) ص 10 رسالة بعنوان ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق محب الدين الخطيب." اهـ
من فتوى للشيخ حامد العلي في حكم المظاهرات
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 11:13]ـ
معظم المشائخ المذكورين كانوا يرون حرمة الإنتخابات
ولكن تغيرت الفتاوى بعد أن جاءت الإنتخابات البلدية!!!
الإنتخابات منها ما هو محرّم و منها ما ليس بكذلك: فمن الإنتخابات المحرّمة الإنتخابات الديموقراطية (بالطبع في في غير حالة المصلحة الراجحة) لأنّ فيها على الأقل معصية عدم هجر منكر طريقة النظام في قبول الأحكام يعني: الحكم المعمول به هو حكم الأغلبية البرلمانية حتى و إن خالفت نصوص الشرع بما الشرع واضح فيه لأهل الحلّ و العقد في البلاد.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 11:16]ـ
الظاهر (في غير حالة التشبه بالكفار): أنّ المظاهرات إن كان دافعها التمرّد على حاكم شرعي فالمنع أقرب، و إن كانت في إطار ما هو مسموح به من طرف الدّولة و لا يؤدي إلى عدم إحترام ولاة الأمر الشرعيين فالجواز أقرب.
بقي الأمر: هل المظاهرات تعدّ تشبها بالكفار أم لا؟ (فأرجو توضيح هذه المسألة)
و الله أعلم
ـ[البريك]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 04:58]ـ
أظن أن اعتبار "التشبه" لا يجدي في مسألتنها.
حتى جلوسي وجلوسك أمام (كومبيوتر!!!) فيه تشبه بالكفار .. هم الذين صنعوه وهم من صمم طريقة ووضعية استعماله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 05:25]ـ
"أما استعمال العلماء لوسيلة التظاهر أو التجمهر والاعتصام في إنكار المنكرات:
فمن ذلك ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم قال في حوادث سنة 464هـ، قال: (وفي جمادى الآخرة لقي أبو سعد بن أبي عمامة مغنية قد خرجت من عند تركي بنهر طابق فقبض على عودها وقطع أوتاره، فعادت إلى التركي فأخبرته، فبعث التركي إليه من كبس داره وأفلت، وعبر إلى الحريم إلى بن أبي موسى الهاشمي شاكياً ما لقي، واجتمع الحنابلة في جامع القصر من الغد فأقاموا فيه مستغيثين، وأدخلوا معهم الشيخ أبا إسحاق الشيرازي وأصحابه، وطلبوا قلع المواخير وتتبع المفسدات ومن يبيع النبيذ وضرب دراهم المعاملة بها عوض القراضة، فتقدم أمير المؤمنين بذلك، فهرب المفسدات، وكبست الدور، وارتفعت الأنبذة، ووعد بقلع المواخير ومكاتبة عضد الدولة برفعها، والتقدم بضرب دراهم يتعامل بها، فلم يقتنع أقوام منهم بالوعد، وأظهر أبو إسحاق الخروج من البلد فروسل برسالة سكتته) (16/ 139).
وأن الإمام أحمد رحمه الله كان يفتي بأن يجتمع الناس لإنكار المنكر للتهويل والتشهير بالمنكر وأهله، فقد روى الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن محمد بن أبي حرب قال: سألت أبا عبد الله عن الرجل يسمع المنكر في دار بعض جيرانه، قال: يأمره , قلت: فإن لم يقبل؟ قال: تجمع عليه الجيران وتهول عليه. ص50.
وروي عن جعفر بن محمد النسائي قال: سمعت أبا عبد الله سئل عن الرجل يمر بالقوم يغنون؟ قال: إذا ظهر له، هم داخل، قلت: لكن يسمع الصوت يسمع في الطريق، قال: هذا ظهر عليه أن ينهاهم، ورأى أن ينكر الطبل يعني إذا سمع حسه، قيل: مررنا بقوم وقد أشرفوا من علية لهم، وهم يغنون فجئنا إلى صاحب الخبر فأخبرناه، فقال: (لم تكلموا في الموضع الذي سمعتم؟ فقيل: لا، قال: كان يعجبني أن تكلموا، لعل الناس كانوا يجتمعون وكانوا يشهرون) ص 50/ 51.
ومما يدل على أن هذه الوسيلة كانت معروفة في عصور الإسلام ـ وليس كما يُظن أنها من اختراع غير المسلمين ـ ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم قال: (واجتمع في يوم الخميس رابع عشر المحرم خلق كثير من الحربية، والنصرية، وشارع دار الرقيق، وباب البصرة، والقلائين، ونهر طابق، بعد أن أغلقوا دكاكينهم، وقصدوا دار الخلافة وبين أيديهم الدعاة والقراء وهم يلعنون أهل الكرخ – أي منكرين لبدعة إظهار شتم الصحابة التي وقعت من أهل الكرخ – واجتمعوا وازدحموا على باب الغربة، وتكلموا من غير تحفظ في القول فراسلهم الخليفة ببعض الخدم أننا قد أنكرنا ما أنكرتم، وتقدمنا بأن لا يقع معاودة , فانصرفوا) 16/ 94.
وأما ما وقع من شيخ الإسلام ابن تيمية فكثير جداً، فمن ذلك:
ما ذكره خادم الشيخ إبراهيم الغياني قال: (فبلغ الشيخ أن جميع ما ذكر من البدع يتعمدها الناس عند العمود المخلق الذي داخل (الباب الصغير) الذي عند (درب النافدانيين) فشد عليه وقام واستخار الله في الخروج إلى كسره، فحدثني أخوه الشيخ الإمام القدوة شرف الدين عبد الله بن تيمية قال: فخرجنا لكسره , فسمع الناس أن الشيخ يخرج لكسر العمود المخلق، فاجتمع معنا خلق كثير) ص 10 رسالة بعنوان ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق محب الدين الخطيب." اهـ
من فتوى للشيخ حامد العلي في حكم المظاهرات
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ..
ومن أراد المزيد فليرجع لكتاب الشيخ الحبيب حامد العلي حفظه الله: (الحسبة على الحاكم) ..
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 07:52]ـ
أظن أن اعتبار "التشبه" لا يجدي في مسألتنها.
حتى جلوسي وجلوسك أمام (كومبيوتر!!!) فيه تشبه بالكفار .. هم الذين صنعوه وهم من صمم طريقة ووضعية استعماله ..
ربّما حتى الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر هو تشبّه بالكفار و استعمالنا له إنّما من باب الحاجة.
فمسألة التشبه بالكفار ليست بمسألة محرّرة عندي و لي فيها إضطراب! و لا أعرف ضوابطها؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 10:53]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يا اخوة أكرمكم الله، التشبه بالكفار هو فيما يعتبر علامة عليهم يتميزون بها عن غيرهم، كأن يقال لمن يلبس رداءا بعينه، هذا لباس اليهود، مثلا، أو هذا لباس النصارى أو نحو ذلك، فهو علامة عليهم يتميزون ويعرفون بها! فالذي يقلدهم في شيء من ذلك فهو متشبه بهم. ويلحق به حكما ما يتميزون به من شرائع باطلة أو عادات فاسدة أو نحو ذلك. أما ما صنعوا من مصنوعات وأنتجوا من منتوجات نافعة فليس نقلها عنهم والانتفاع بها من التشبه بهم في قليل أو كثير!
ومسألة الباب - أعني في هذا الموضوع - قد تلحق بحكم التشبه - هذا بخلاف ما في ضبط حكمها من موازنة للمصالح والمفاسد - من جهة أنها عادة تعود الكفار عليها وأقروها وجعلوها عرفا، بغض النظر عن مدى نفعها وعن كثرة ما يرد عليها من مفاسد! وأنا أقول للاخوة الذين ظنوا - افتتانا بهؤلاء الضالة - أن تلك "المسرحيات" تجدي أو تؤثر في عمل صانعي القرار في بلادهم" فليتفضل أحدكم معاشر الفضلاء بحصر عدد المظاهرات التي قام بها الأمريكان والأوروبيون في بلادهم الى يوم الناس هذا، اعتراضا على حرب أمريكا في العراق، وليقرروا لنا حينئذ بصفاء نفس وبلا تحيز ولا تعصب لقول دون قول أو لشيخ دون شيخ، هل تجدي تلك المظاهرات في الحقيقة وتؤثر كما توهم تلك الشعوب الغافلة أم لا! يا اخوة ما من شيء أهون على قادة تلك البلاد، رعاة قطعان الضالة هناك، أن يخترعوا سبلا لايهام الشعوب بجدوى ونجاح ذلك النظام الشيطاني الخبيث المسمى "بالديمقراطي"! فالاعلام يصور لهم - وما أسهل ذلك - كلما صعد رجل الى المقعد بعد الانتخابات أن 99% من الأصوات كان في صالحه، ويستضاف أقوام في التلفاز والاذاعة والصحف ليمتدحوه وليثنوا عليه الثناء الوافر، فيصطنع بذلك الرأي العام ويتحقق القبول بأثر الايحاء! ويقال للشعوب: هذه دونكم صحف المعارضة، مجال واسع فسيح، وطريق سهل مريح، لكل من أراد أن ينعق ويصيح، فليقل من يشاء ما يشاء! ألستم تريدون الحرية؟ هاكم الحرية! ولتخرجوا باللوافت ان شئتم من آن لآخر تصيحون يسقط كذا ويحيا كذا، ما دام ذلك من شأنه أن يمتص بعض ثورتكم، وينتهي الأمر عند ذلك!!
يا عباد الله لا يغرنكم تناقل وسائل الاعلام لصور تلك المظاهرات في كل مكان، فوسائل الاعلام ليست الا لعبة في يد من يملكها، وليست الا جزءا من "المسرحية" الكبيرة! تخصص جريدة لا لشيء الا للمعارضة! المعارضة المحضة على أي حال وفي كل حال! فبالله هل هذا كلام عقلاء؟ هذا عندهم رقي وحرية وحقوق انسان و ... الى آخر ما تسمعون من الهراء!
هل تظاهر السلف رحمهم الله؟ هل حملوا اللوافت والهتافات - وما أكثر ما رزخوا تحته من ظلم وجور للسلاطين! - وقالوا يحيا ويعيش ويسقط و .. ؟؟
كم من مظاهرة قيل أنها سلمية وأنها لن يكون فيها الا الهتاف الهادئ والسير المنتظم، واذا بالدماء تسيل فيها والمصادمات تقع والعنف يفشو؟
كم مظاهرة يمكنكم عدها، لم تنته ببضعة من المصابين والجرحى - على الأقل؟
كم مظاهرة يمكنكم حصرها، خلت من تحطيم نوافذ السيارات أو على الأقل ايذاء أعين المتظاهرين ومن كان معهم في الطريق بالغاز المسيل للدموع؟
كم مظاهرة لم يتعطل بسببها المسير في الطريق وتتوقف مصالح الناس، ولم يتعرض مرضى في سيارات الاسعاف للموت وأصحاب مصالح لفساد تلك المصالح وضياعها؟
لا يقولن أحدكم أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، فالأمر ليس يقصر على ذهاب مصالح خاصة وانما على وقوع مفاسد عامة وخاصة على حد سواء، والمفسدة لا تعدلها مصلحة، عامة كانت أو خاصة!!
كم من صاحب نفس خبيثة به ميل للعنف والافساد، وجد في تلك المظاهرات غطاءا يمارس فيه فساد نفسه؟
كل هذا من أجل ماذا؟؟ من أجل أن يظهر في التلفاز في كل مكان أن "الشعب" يرفض كذا ويشجب كذا ويعترض على كذا؟؟؟؟ بئس الفقه والله، فقه من يرى في ذلك الفساد مصلحة راجحة!!
والذين يستدلون باجتماع جماعات من المسلمين للنهي عن المنكر أو لشكيا المظلمة أو نحو ذلك، وبفتيا الامام أحمد - ان صحت عنه - استدلالهم غير صحيح وقياسهم مع الفارق، كما أنه ليس استدلال بأحوال الصحابة والتابعين وليس فيه أثر واحد موصول السند اليهم!
فتلك الوقائع التي استدلوا بها مما ذكر أهل العلم - والله أعلم بصحته من جهة السند - من خروج ابن تيمية واجتماع الناس عليه، ونحو ذلك، هذه لم تتحول الى عرف ولم يدع ابن تيمية الناس فيها لحمل اللوافت والهتاف والصياح والفوضى ولم تكن الأحوال كالاحوال! والحال في زماننا ليست كما كانت في زمان هؤلاء من حيث غلبة الظن على الاستجابة، ومن حيث الظروف والأحوال المحيطة بتلك الوقائع! فمناط الاستطاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - هذا ان سلمنا بأنه يوجد في الخارجين للتظاهر في زماننا من يلتزمون تلك النية، أو يلتزمون بضوابط النهي عن المنكر، وقد عم الجهل بالدين وطم - كما هو معلوم، هو وجود القدرة مع أمن الفتنة! فلو صح عن الذين نقل عنهم المبيح ما نقل، كان لزاما أن نجزم بأنه قد غلب على ظنهم اذ فعلوه أمن الفتنة في ذلك، والا فمعلوم حرص هؤلاء الأئمة على صيانة بلاد المسلمين من الفتنة والفساد!
فلتكن لكم أسوة حسنة أيها الاخوة الفضلاء في أسلافكم، ودعكم من ألعاب لا يراد لها الا أن تكون عندكم في مكان الحق والخير الذي ورثتموه، وأن توهمكم بأنكم اذ تبذلون فيها الجهد والعرق قد غيرتم منكرا أو حققتم خيرا!! فلا تكونوا لعبة في أيدي أعدائكم!
وفقنا الله واياكم لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 11:14]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
لعلّك تشارك في:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=96870
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 02:10]ـ
هل تظاهر السلف رحمهم الله؟ هل حملوا اللوافت والهتافات - وما أكثر ما رزخوا تحته من ظلم وجور للسلاطين! - وقالوا يحيا ويعيش ويسقط و .. ؟؟
.
لا فض الله فاك
جزيت خيرا ودمت مسددا يا محب.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 04:04]ـ
السلام عليكم لقد صدقت يا أخي البريك لما قلت:أظن أن اعتبار "التشبه" لا يجدي في مسألتنها
حتى جلوسي وجلوسك أمام (كومبيوتر!!!) فيه تشبه بالكفار .. هم الذين صنعوه وهم من صمم طريقة ووضعية استعماله ..
أخي سراج من قال لك أن علة تحريم بعض الإشياء هو التشبه!!! إذا اعتقدت هذا فاحلق لحيتك لأنك ترى اللحى الطويلة عند اليهود والبوذيين ... (ابتسامة)
أخي أبو الفدا قبل أن تتعب أصابعك حرر مصطلحاتك , هل رأيت أحدا في المنتدى يِؤمن بالديموقراطية الكافرة ... كل ما قاله الأخوة المجيزون للإنتخابات متعلق بهذه الآلية فقط وليس بجوهر الفكر الديموقراطي ... ثم: أنت قلت أنه لامصلحة فيها ولم تأت ثمارها فاسمح لي بأن أقول لك بأنك قد أوتيت من قلة درايتك بالسياسة الدولية وإلا من الذي أسقط جدار برلين ومن الذي أوقف الميز العنصري في جنوب افريقيا ومن الذي حرر فرنسا من الإقطاعيين ومن الذي أطاح بالشاه في ايران لاتقل لي أمريكا .. هل أرسلت أمريكا قوات كوماندوس لاعتقال الشاه .. !!!
ثم إنك تبدو لي متأثرا بنظرية المؤامرة أكثر من اللازم ...
ثم هل كل شيئ لم يفعله السلف فهو باطل؟!!! الحضارة والعادات تتطور يا أخي ولا تجعل من عقلك أضحوكة لغيرك .. هل كان السلف يفقهون في علم التواصل والذرة والتسير الإستراتيجي ...
ثم إن كنت محرما فالأجدر بك أن تورد الأدلة الشرعية أما مدى نفعها وضرها فمرتبط برؤيتك أنت للمسائل وكما رأيت أن فيها مضار فغيرك رأى فيها مصالح والرؤى تختلف ...
ثم لا داعي لكل هذه الحرقة والغضب وكأنك تحاور المعتزلة أو الكرامية ... فأنت لاتحاور إلا أهل السنة والجماعة في مسألة فقهية ... وكما أنك تنشد الحق فإنهم كذلك ينشدونه (مجرد تذكير)
واعذرني إن بدر مني ما يسوءك ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 11:22]ـ
الأخ الفاضل الكريم عبد الرحمن المغربي، سامحك الله وغفر لي ولك
تقول: "من قال لك أن علة تحريم بعض الإشياء هو التشبه!!! "
نعم أيها الفاضل، علة تحريم بعض الأشياء أنها التشبه، ومن ذلك - مثلا - لباس القسس النصارى البروتستنت (وهو لباس أسود مشهور بقطعة بلاستيك بيضاء عند الرقبة)، فهذا محرم بعلة التشبه، أم أن لك رأي آخر؟؟
"قبل أن تتعب أصابعك حرر مصطلحاتك"
- من الذي أوهمك بأني أتبعتب أعصابي؟ أبدا يا أخي الحبيب! ليس في مناصحتي اخواني ما يتعب أعصابي ولله الحمد!
"هل رأيت أحدا في المنتدى يِؤمن بالديموقراطية الكافرة"
- ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِين)) َ [الذاريات: 55]
"كل ما قاله الأخوة المجيزون للإنتخابات متعلق بهذه الآلية فقط وليس بجوهر الفكر الديموقراطي"
- وهل رأيتني تعرضت لمسألة الانتخابات من قريب أو بعيد؟؟ سبحان الله!
"أنت قلت أنه لامصلحة فيها ولم تأت ثمارها فاسمح لي بأن أقول لك بأنك قد أوتيت من قلة درايتك بالسياسة الدولية"
- السياسة الدولية؟ السياسة الدولية ليست الا لعبة مصالح يا أخي الحبيب، هي مصالح الرؤوس الكبرى الداخلة فيها! شركات كبرى لها أموال وأسواق هنا وهناك ورؤوس الحكم غارقة فيها، فلا تتحرك الا في ركابها! والمال والسلطان لا ينفصلان كما تعلم! ولولا أن وافقت مصلحة أناس بعينهم من طواغيت الأرض ارادة شعوبهم في أحيان من التاريخ، لما تحقق ذلك الذي تتصور أن سببه نجاح المظاهرات!! قليل من استقراء ما تسميه "بالسياسة الدولية" وترميني بقلة الدراية به - سامحك الله - يفهم اللبيب منه ذلك!
" ومن الذي أطاح بالشاه في ايران لاتقل لي أمريكا .. هل أرسلت أمريكا قوات كوماندوس لاعتقال الشاه"
- لا أدري سبب التحامل الشديد في كلامك على هذا النحو! سبحان الله! لا داعي للسخرية يا أخي الحبيب هداك الله!
"ثم إنك تبدو لي متأثرا بنظرية المؤامرة أكثر من اللازم"
(يُتْبَعُ)
(/)
- معذرة ولكن لا أظن أحدا من الاخوة سيخالفني ان قلت لك أن هذا ليس كلام طلبة علم!
"نظرية المؤامرة" هذه لعبة اعلامية سينمائية تافهة يسفه بها الاعلام أقوال وأفكار كل من يستفيق أو يوشك أن يستفيق من نعاج الكفار ويوشك أن يرى حقيقة الغفلة والاستغفال التي أغرق القوم تلك الشعوب فيها امتصاصا لأموالهم بالربا الفاحش، واستعبادا لهم بأهوائهم وشهواتهم وتحويلهم الى مستهلكين عميان لا هم لهم سوى اشباع شهواتهم وصب الأموال صبا في جيوب أصحاب المؤسسات والشركات! فهم يلبسون هؤلاء ذات الثوب الذي يلبسه الذين يدعون أن حكومة أمريكا تتآمر مع شعوب "اليوفو" لتطوير ترسانتها العسكرية!
أما هذا الذي أحدثك فيه فليس مؤامرة ولا هو نظرية! انه سنة كونية! لا يحتاج أي مجرم كافر من أصحاب الأموال والنفوذ - يهوديا كان أو غير ذلك وان كان أكثرهم اليهود لأسباب معروفة - لأن "يتآمر" في غرفة مظلمة في سبيل أن يستعمل نفوذه وماله في خدمة مصالحة وجلب المزيد من النفوذ والمال والسلطان لنفسه! ان في الأرض قوما من مصلحتهم - ولا يزالون - أن تظل الشعوب غارقة في وحل الشهوات والشبهات، حتى ان عبد الناس عجلا ذهبيا جعلوا له أسواق تنتجه وتبيعه بينهم لتمتص أموالهم من تلك الجهة ومن كل جهة! فهل هذا الكلام في نظرك من "نظرية المؤامرة"؟؟؟ كأنك ما قرأت القرءان!!
- "ثم هل كل شيئ (الصواب: شيء) لم يفعله السلف فهو باطل؟!!! الحضارة والعادات تتطور يا أخي ولا تجعل من عقلك أضحوكة لغيرك"
أما قولك "هل كل شيء لم يفعله السلف فو باطل"، فهذا لا أدري على أي شيء يدل الا أن يكون دليلا على شحاحة علمك بمعنى الاتباع وحقيقة التشريع!
ليس هكذا توزن النوازل والمستجدات في أمر خطير كهذا! فهذا العمل يدخل في علاقة الرعية بولي الأمر يا أخي، وهذا - كما أسأل الله ألا يكون خافيا عليك - له أبوابه في فقه السياسة الشرعية! ولهذا فينظر فيه ماذا كان يفعل السلف والصحابة رضوان الله عليهم، ويبحث الباحث الصادق عن الأدلة، فان لم يجد، أحال على القواعد الكبرى في الشريعة المطهرة والأصول الفقهية الكبرى في بابه، كالمصلحة المرسلة وموازنة المصالح بالمفاسد، وتقدير الفتنة، واستقراء الواقع والأحداث والنتائج المحتملة والمتحققة، وما الى ذلك مما تراه في كتب أهل الحل والعقد من العلماء الذين أمرت أنا وأنت بسؤالهم فيما نجهل، لا أن نقول"الحضارة والعادات تتطور يا أخي" كأنما نكتب مقالا في صحيفة!!
وأما قولك "ولا تجعل عقلك أضحوكة لغيرك" فلا أقول لك الا سامحك الله .. تنازلت عن حقي منك، ولكني أذكرك من باب النصيحة الخالصة بقول الملك عز وجل: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) [الحجرات: 11]
"ثم إن كنت محرما فالأجدر بك أن تورد الأدلة الشرعية أما مدى نفعها وضرها فمرتبط برؤيتك أنت للمسائل"
- لست محلا ولا محرما، وقد قلت لك أن هذا من فقه النوازل، وليس في تحريمه نص صريح وانما يعمل القياس والاستنباط من القواعد العامة والكلية، ويوصل بذلك الى مظنة الحكم اجتهادا فهو بالجملة ظن لا قطع! وقد سقت لك المفاسد التي في (رؤيتي)، فهل يقول منصف أن منافع المظاهرات وجدواها تعدل ذلك؟؟
"ثم لا داعي لكل هذه الحرقة والغضب وكأنك تحاور المعتزلة أو الكرامية"
- سبحان الله! رمتني بدائها وانسلت! أنا الذي أتكلم بغضب و"حرقة"؟؟ وعلى أي حال أعتذر اليك يا سيدي ان كانت حدة كلامي قد سائتك. وسؤالي للمنصفين من قراء تعقيبي، هل ترون فيما كتبت ما يوحي بأني أخاطب المعتزلة أو غيرهم من أهل البدع؟؟ الله المستعان!
"وكما أنك تنشد الحق فإنهم كذلك ينشدونه"
- ووالله لولا أن هذا هو ظني باخوتي ما نصحتهم ولا خاطبتهم على نحو ما تكلمت، فان كنت أنا أحسن الظن بكم فلا يكونن منكم أنتم سوء ظن بي، بارك الله فيكم ووفقني واياكم الى كل خير.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 01:37]ـ
أخي الكريم لن أزيد على ما قلت
وأنا أعتذر منك مجددا يا سيدي إن بدر مني ما يحزنك وعلى كل حال لن نفترق على مسألة اجتهادية ...
أما السياسة الدولية فليست بالبساطة التي تصورتها
و أما نظرية المؤامرة فقد قتلت بحثا
وأما المصالح والمفاسد فأمور نسبية وتحتاج لدراسة من أهل الإختصاص في علم الإحصاء والتخطيط والسياسة وليس المشايخ
وأما شحاحة علمي فهذا أمر لا أخفيه ولكني لست ساذجا
وأما القياس والإستحسلن فباطل عندي
وأما الحرقة ف ... (ابتسامة)
ولقد أثرت في عبارتك الأخيرة: فان كنت أنا أحسن الظن بكم فلا يكونن منكم أنتم سوء ظن بي، بارك الله فيكم ووفقني واياكم الى كل خير.
فلا تعذبني بها يا أخي
وإني لمعتذر بشدة أقول: بشدة والإختلاف لا يفسد للود قضية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 08:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعذروني في التأخر في الرد بسبب انشغالي في الاختبارات الجامعية
انا استغرب كل هذه المخالفات والمعارضات التي ان بنيت لم تبنى الا على نقد عقلي مع ان كلام العلماء فيه ما فيه لرد اي شبهة ان كان القارئ متأملا لكلامهم
ولكي نستفيد اليكم هذه الرسالة لاحد طلبة العلم
""المظاهرات بين الاتباع والابتداع"" بسم الله الرحمن الرحيم
المظاهرات بين الاتباع والابتداع
قد قرأت ما كتبه الأخ الكريم والشيخ الفاضل: عمر بن عبدالرحمن العمر – حفظه الله – عبر جريدة الجزيرة – وفقها الله لما يحبه و يرضاه، و جنبها ما يسخطه ويأباه، عدد 10809 وتاريخ 20/ 2/1423هـ – حول حكم المظاهرات و الاعتصامات، فرأيته قد كتب فأجاد، وحرر المسألة وأفاد، وكان من ضمن ما كتبه في سبب إنكار هذه الوسيلة للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أن هذه الوسيلة بدعة منكرة، وقد استغرب الكثير من القراء كيف دخلت المظاهرات في البدع، لا سيما و البعض قد عدها من جملة الأشياء التي أصلها الحل ما لم يرد دليل على التحريم!
فأردت أن أبين بشيء من التفصيل سبب عد مثل هذه الوسائل من البدع،وذلك من باب التعاون على البر والتقوى، وأداء حق النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وحتى يعلم من لم يعلم لماذا مُنعت مثل هذه الأمور في بلاد الحرمين – حرسها الله وأعز بها الإسلام والمسلمين –.
والله أسأل أن يوفق المسلمين لاتباع سنة سيد المرسلين، والأخذ بالأسباب الشرعية – لا البدعية – في تحقيق عز الإسلام و تمكينه في الأرض.
مدخل:
ينبغي أن يعلم أن من ذهب إلى جواز مثل هذه الأمور، إنما دخل عليه الخلل من جهة أنه نظر إليها على أنها وسيلة من الوسائل أو مصلحة من المصالح المرسلة التي الأصل فيها الحل، غافلاً أو متغافلاً، أن الأخذ بالوسائل الشرعية أو المصالح الدينية، ليس على إطلاقه، بل إنه مضبوط بضوابط بينها أهل العلم الراسخون في العلم، للتمييز بين الوسائل والمصالح المشروعة الجائزة، وبين الوسائل والمصالح المبتدعة المحرمة، وما ذاك إلا حفظاً لجناب الملة و الدين من أن يدخل فيه ما ليس منه.
ولقد تعمدتُ أن لا يكون هذا البحث مقتصراً على هذه المسألة – أعني المظاهرات والاعتصامات – فقط (1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn1)، بل تعدى ذلك إلى بحث الوسائل والمصالح المرسلة، حتى يكون أعم وأنفع – إن شاء المولى – وحتى لا نحتاج في كل جزئية من هذا النوع إلى بحث مستقل.
لهذا فإن الكلام سيكون منصباً على بيان الوسائل والمصالح المشروع منها والممنوع، وبيان الضابط في التفريق بين هذا النوع أو ذاك، متوخياً في ذلك – إن شاء الله – طريق الكتاب والسنة، وكلام علمائنا من سلف هذه الأمة، ثم ضارباً المثل لكل نوع منها، مبيناً ومعرجاً ضمن ذلك على مسألة المظاهرات والاعتصامات، وما شاكلها من الوسائل والمصالح.
فاللهم عوناً منك وتوفيقاً، وإلهاماً منك وتسديداً.
فصل: في المصالح المرسلة و علاقتها بالبدعة.
هناك خلط كبير بين البدعة والمثبت من المصالح المرسلة أدى إلى اعتقاد حسن بعض المحدثات في الدين، وجعل الكثير من محسني البدع يستسيغون ذلك ويقولون به، محتجين بالأعمال والفتاوى التي انبنت على المصالح المرسلة في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم كالأئمة الأربعة وغيرهم، وكان من نتاج هذا الخلط بين البدع وما ثبت من المصالح المرسلة ما ذهب إليه بعض العلماء من تقسيم البدع إلى خمسة أقسام بحسب الأقسام الشرعية الخمسة، وقد ضربوا أمثلة لهذه الأقسام الخمسة، وعند تأمل قسمي الواجب والمندوب منها يلاحظ أنها مما ثبت بالمصالح المرسلة، وليست من الابتداع في شيء، اللهم إلا في التسمية اللفظية والاعتبار اللغوي. (1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn2)
فلذلك لابد من إيضاح لمعنى المصلحة، وما يثبت منها وما ينفي، وما يدخل في حيز البدع مما لا يدخل فيها. بما يزيل الالتباس ويرفع الخلط والغموض – إن شاء الله – وسيكون ذلك عن طريق عدة مباحث أسأل الله فيها الإعانة والتسديد إنه جواد كريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الأول: معنى المصلحة وأقسامها (2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn3). المصلحة لغة: كالمنفعة وزناً ومعنى، والمصلحة اصطلاحاً: جلب منفعة، أو دفع مضرة وتنقسم المصالح من حيث قيام الدليل على اعتبارها وعدمه إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: المصالح المعتبرة، وهي: المصالح التي اعتبرها الشارع وشهد بذلك وقام الدليل الخاص منه على رعايتها، فهذه المصالح حجة، لا إشكال فيها ولا خلاف في إعمالها، ويدخل في ذلك جميع ما طلبه الشارع إما طلب ندب أو إيجاب، إذ لا يأمر الشارع إلا بما هو مصلحة محضة أو راجحة، كالصلاة والزكاة والصوم والحج، أو نص على إباحته كالبيع وغيره.
القسم الثاني: المصالح الملغاة وهي: المصالح التي ليس لها شاهد اعتبار خاص من الشرع بل شهد الشرع بردها وقام الدليل الخاص منه على إلغائها، وجعلها ملغاة لا تعتبر.
وهذا القسم من المصالح مردود، ولا خلاف في عدم اعتباره، وإهماله بين المسلمين.
فإذا نص الشارع على حكم في واقعة لمصلحة استأثر بعلمها، وبدا لبعض الناس حكم فيها مغاير لحكم الشارع لمصلحة توهمها هذا البعض، فتخيل أن ربط الحكم بها يحقق نفعاً أو يدفع ضرراً، فإن هذا الحكم مردود على من توهمه، لأن هذه المصلحة التي توهمها قد ألغاها الشارع، ولم يلتفت إليها، فلا يصح التشريع بناء عليها لأنها معارضة لمقاصد الشارع.
مثال ذلك: من تصور المصلحة في الربا، أو بيع الخمر، أو إيجاب الصيام على من واقع زوجته في نهار رمضان إن كان مِن مَن يسهل عليه الإعتاق أو توهم المصلحة في مساواة الذكر بالأنثى في الميراث، أو تصور المصلحة في قصد قتل النساء والأطفال ومن لا ذنب له من المسلمين أو غيرهم؛ بزعم الدفاع عن من يقاتلون في بعض البلدان ضد حكوماتهم، وبحجة أنها وسيلة للدفاع عنهم.
فإن هذه المصالح المتوهمة وأمثالها ملغاة وغير معتبرة لأمرين:
الأمر الأول: أنها مخالفة للنص الشرعي مخالفة صريحة.
الأمر الثاني: أنه لو فتح الباب وقبل ما يتوهمه البعض أنه مصلحة لأدى وأفضى ذلك إلى تبديل وتغيير الحدود الشرعية بسب تغير الأحوال، واختلاف مدارك العقول، وهذا من الباطل، وما يؤدي إليه فمثله.
القسم الثالث: المصالح المرسلة وهي: المصالح التي لم يقم دليل خاص من الشارع على اعتبارها، ولا على إلغائها.
ووجه تسميتها بالمرسلة:أن الشارع سكت عنها ولم يقيدها باعتبار ولا إلغاء.
المبحث الثاني: حكم الاحتجاج بالمصلحة المرسلة. قال الشيخ الشنقيطي: فالحاصل أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتعلقون بالمصالح المرسلة التي لم يدل دليل على إلغائها، ولم تعارضها مفسدة راجحة أو مساويه.
وأن جميع المذاهب يتعلق أهلها بالمصالح المرسلة، وإن زعموا التباعد منها، ومن تتبع وقائع الصحابة وفروع المذاهب علم صحة ذلك.
ولكن التحقيق أن العمل بالمصلحة المرسلة أمر يجب فيه التحفظ وغاية الحذر حتى يتحقق صحة المصلحة، وعدم معارضتها لمصلحة أرجح منها أو مفسدة أرجح منها أو مساوية لها، وعدم تأديتها إلى مفسدة في ثاني حال (1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn4)
ومن أمثلة المصالح المرسلة التي عمل بها الصحابة:
1 - جمع القرآن على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولم ينكره أحد من الصحابة.
2 - والمداومة على الاجتماع لصلاة التراويح في رمضان.
المبحث الثالث: ضوابط الأخذ بالمصالح المرسلة. وهنا يتبادر للذهن سؤال وهو هل جميع المصالح المرسلة والتي لم تقيد بإثبات أو إلغاء يجوز الأخذ بها؟
والجواب: أن الأمر على خلاف ذلك، بل لا يجوز الأخذ بالمصالح المرسلة إلا وفق شروط وضوابط هذا محل بيانها:
الضابط الأول: تقدم معنا أن المصلحة المرسلة هي التي لم تقيد بإثبات أو إلغاء وعليه فلا يصح الأخذ بمصلحة تصادم النص.
(يُتْبَعُ)
(/)
الضابط الثاني: أن عامة النظر في المصلحة المرسلة إنما هو فيما عقل معناه، فلا تقع المصالح المرسلة في العبادات التي لا يعقل معناها، ذلك لأن مبناها على التوقف وعدم الالتفات إلى المعاني وإن ظهرت لبادي الرأي وقوفاً مع ما فهم من مقصود الشارع فيها من التسليم على ما هي عليه، بخلاف العبادات التي يعقل معناها، وكذا العادات والمعاملات فإنها جارية على المعنى المناسب الظاهر للعقول، يضاف إلى ذلك أن العبادات التي لا يعقل معناها حق خاص للشارع، ولا يمكن معرفة حقه كماً ولا كيفاً وزماناً ومكاناً وهيئة إلا من جهته، فيأتي به العبد على ما رسم له، ولهذا لم يوكل هذا النوع من العبادات إلى آراء العباد، فلم يبق إلا الوقوف عند ما حده، بينما تهدى العقول البشرية في الجملة إلى معرفة حكم وعلل ومعاني ما سوى ذلك، ولذلك جاز دخول المصالح في هذا دون ذاك.ا. هـ (1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn5)
وعليه فإن المصالح المرسلة لا تدخل في العبادات التي لا يعقل معناها إلا من جهة الوسائل، وفرق بين الوسائل والعبادات فالوسائل مطلوبة لغيرها، أما العبادات فمطلوبة لذاتها. ومن ذلك جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
الضابط الثالث: النظر في السبب المحوج لهذه المصلحة من حيث وجوده في السلف أو عدم وجوده.
وقد نص على ذلك ابن تيمية رحمه الله فقال: والضابط في هذا – والله أعلم – أن يقال إن الناس لا يحدثون شيئاً إلا لأنهم يرونه مصلحة، إذ لو اعتقدوه مفسدة لم يحدثوه، فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين فما رآه الناس مصلحة نظر في السبب المحوج إليه، فإن كان السبب المحوج إليه أمراً حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منا فهنا قد يجوز إحداث ما تدعوا لحاجة إليه، وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائماً على عهد رسول اللهصلى الله عليه وسلم، لكن تركه النبيصلى الله عليه وسلم لمعارض زال بموته.
وأما ما لم يحدث سبب يحوج إليه، أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد، فهنا لا يجوز الإحداث، فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول اللهصلى الله عليه وسلم موجوداً لو كان مصلحة ولم يفعل، يعلم أنه ليس بمصلحة. وأما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخلق فقد يكون مصلحة …
فما كان المقتضي لفعله موجوداً لو كان مصلحة. وهو مع هذا لم يشرعه، فوضعه تغيير لدين الله، وإنما دخل فيه من نسب إلى تغيير الدين. من الملوك والعلماء والعباد، أو من زل منهم باجتهاد ". (2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn6)
وقال الشاطبي رحمه الله: (3) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn7)
سكوت الشارع عن الحكم على ضربين:
أحدهما: أن يسكت عنه لأنه لا داعية له تقتضيه، ولا موجب يقدر لأجله، كالنوازل التي حدثت بعد ذلك، فاحتاج أهل الشريعة إلى النظر فيها وإجرائها على ما تقرر في كلياتها، وما أحدثه بعد السلف الصالح راجع إلى هذا القسم، كجمع المصاحف وتدوين العلم وتضمين الصناع، وما أشبه ذلك مما لم يجر له ذكر في زمن رسول اللهصلى الله عليه وسلم، ولم تكن من نوازل زمانه ولا عرض للعمل بها موجب يقتضيها، فهذا القسم جارية فروعه على أصوله المقررة شرعاً بلا إشكال، فالقصد الشرعي فيها معروف …
والثاني: أن يسكت عنه وموجبه المقتضي له قائم، فلم يقرر فيه حكم عند نزول النازلة زائد على ما كان في ذلك الزمان، فهذا الضرب السكوت فيه كالنص على أن قصد الشارع أن لا يزاد فيه ولا ينقص، لأنه لما كان هذا المعنى الموجب لشرع الحكم العملي موجوداً ثم لم يشرع الحكم دلالة عليه، كان ذلك صريحاً في أن الزائد على ما كان هنالك بدعة زائدة، ومخالفة لما قصده الشارع، إذ فهم من قصده الوقوف عندما هنالك، لا زيادة عليه ولا نقصان منه.
وحاصل كلام ابن تيمية والشاطبي رحمهما الله: أن المصالح المرسلة تنقسم باعتبار السبب المحوج إليها إلى أقسام:
القسم الأول: أن يكون السبب أو المقتضي لفعلها موجوداً على عهد النبيصلى الله عليه وسلم ولم يفعلوها لكن تركهم لها كان لمانع زال بعد موت النبيصلى الله عليه وسلم فهذا يجوز إحداثه، الأمثلة على هذا القسم:-
(يُتْبَعُ)
(/)
أ – المداومة على صلاة التراويح والاجتماع لها، فإن المانع من المداومة عليها كان خوف النبي صلى الله عليه وسلم من أن تفرض، ولا شك أن هذا المانع زال بموت النبي صلى الله عليه وسلم.
ب - إقامة الكعبة على قواعد إبراهيم. فإن المانع من ذلك كان خوف النبي صلى الله عليه وسلم على حدثاء الإسلام أن يتسبب ذلك في ردتهم، لما للكعبة من القداسة في نفوسهم.
ج - استخدام الأشرطة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
د - استخدام مكبرات الصوت للأذان، فقد كان الصحابة يعلنون الأذان فوق الجدران، ولم يكن عندهم ما يقوم مقام الارتفاع، فلما سخر الله هذه الأجهزة جاز لنا استخدامها.
هـ – استخدام الإذاعة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه الثلاث الأخيرة المانع من اتخاذها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، عدم وجودها.
إلى غير ذلك من الأمثلة التي تجري نفس هذا المجرى.
القسم الثاني: أن يكون المقتضي لفعله موجوداً على عهد النبيصلى الله عليه وسلمولم يفعلوه وليس ثمة مانع، فهذا ليس بمصلحة، والقول به تغيير لدين الله كما قال ابن تيمية. إذ لو كان مصلحة أو خيراً لسبقونا إليه.
ويقال لمن استحسن مثل هذه المصالح: إن ترك السلف الصالح للأخذ بهذه المصالح المزعومة، وأخذك بها، راجع لأحد أمور أربعة:
الأول: أن يجهل جميعهم هذه المصالح، وتعلمها أنت!
الثاني: أن يجتمعوا على الغفلة عن هذه المصالح ونسيانها، وتستدركها أنت!
الثالث: زهدهم في العمل بالمصالح الشرعية، والرغبة عنها، وتحرص عليها أنت! (1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn8)
الرابع: علمهم وفهمهم أن هذا العمل ليس بمصلحة شرعية، وإن بدا للخلوف أنه مصلحة.
أما الثلاثة الأولى، فلا يسعه أن يقول بواحد منها لأنه لو فعل ذلك فقد فتح باب الفضيحة على نفسه وخرق الإجماع المنعقد على أن النبي صلى الله عليه وسلم، الصحابة من بعده هم خير هذه الأمة علماً وعملاً، كيف لا؟ والله يقول عنهم: " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ". وقال صلى الله عليه وسلم: " خير الناس قرني ". (2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn9)
فلو كان الخير في شيء لسبقونا إليه.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: " من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة. أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ". (1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn10)
وقال عمر بن عبد العزيز: عليك بلزوم السنة، فإن السنة إنما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق.
فارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ قد كفوا، وإنهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أحرى، فلئن قلتم: أمر حدث بعدهم؛ ما أحدثه بعدهم إلا من اتبع غير سنتهم، ورغب بنفسه عنهم.
إنهم لهم السابقون، فقد تكلموا منه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم مقصر، وما فوقوهم محسر، لقد قصر عنهم آخرون فجفوا، وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم ". (2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn11)
فلم يبق إلا الأمر الرابع وهو علمهم وفهمهم أن هذا العمل ليس بمصلحة شرعية، وإن بدا للخلوف أنه مصلحة.
ومن الأمثلة على هذا القسم: أ - التسبيح بالسبحة أو الحصى فإن الداعي لها كان موجوداً في عهد النبيصلى الله عليه وسلم وصحابته وليس ثمة مانع ومع ذلك لم يفعلوه، فلا يجوز إحداثه والعمل به لأنه بدعة.
بل فيه ترك لسنة الرسولصلى الله عليه وسلمفقد كان يعقد التسبيح بيمينه ويقول: " إنهن مستنطقات " (3) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn12).
ويدل على ذلك أيضاً ما رواه الدارمي وغيره عن عمرو بن سلمة قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا: لا فجلس معنا حتى خرج، فلما خرج قمنا إليه جميعاً، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته، ولم أرى والحمد لله إلا خيراً. قال: فما هو؟
فقال: إن عشت فستراه، رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً، ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصاً، فيقول: كبروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة، فيهللون مائة، ويقول سبحوا مائة، فيسبحون مائة.
قال: فماذا قلت لهم؟
قال: ما قلت لهم شيئاً أنتظر رأيك أو أنتظر أمرك.
قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء!.
ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم وقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الحمن، حصاً نعد به التكبير والتهليل والتسبيح. قال: فعدوا سيئاتكم، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد، أو مفتحوا باب ضلالة.
قالوا: والله يا أبا عبد الحمن ما أردنا إلا الخير.
فقال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلمحدثنا: إن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
وأيم الله ما أدري، لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم.
قال عمرو بن سلمة: فرأينا عامة أولئك الخلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.أ. هـ. (1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn13)
ب – ومن ذلك أيضاً اتخاذ المزاح والضحك إلى درجة الإسفاف وسيلة من وسائل الدعوة لجذب القلوب وخصوصاً الشباب منهم، نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الناس خلقاً حتى قال بعض أصحابه ما رأيته إلا متبسماً، ولكن متى كانت النكت ومتى كان التهريج من أساليب دعوته صلى الله عليه وسلم، هل وقف صلى الله عليه وسلم يوماً بين أصحابه يذكر النكت والقصص المنسوجة والأغاني الجديدة لدعوة الشباب منهم، حاشاه صلى الله عليه وسلم.
ج - إخراج الجهلة والطواف بهم في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية للدعوة إلى الله، وهم من يسمون بجماعة الدعوة أو التبليغ، ولو كان هذا خيراً لفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسيما مع حاجته إلى تكثير سواد المسلمين، وقد أنكر فعلهم وخروجهم الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ ابن باز، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ المحدث ناصر الدين الألباني، والشيخ حمود التويجري، والشيخ عبد الرزاق عفيفي وغيرهم.
د – الاحتفالات الدينية المبتدعة، التي لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاحتفال بها كالاحتفال هذه الأيام بالمولد النبوي، أو الاحتفال بالهجرة النبوية، أو الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، فإن الذين يحتفلون بهذه الأمور يجعلونها من الوسائل لتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، أو من الوسائل لوعظ الناس وتذكيرهم بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
هـ- ومن هذا القسم – مسألتنا – وهي ما أحدث في هذه الأزمان المتأخرة من اتخاذ المظاهرات والاعتصامات والإضرابات، وسيلة من وسائل الدعوة، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!! (2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn14)
أوَلمْ يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قادرين على ذلك؟!
فهل كانوا زاهدين في الأجر والثواب؟!
أم كانوا مقصرين في ما أمرهم الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!
أم منعهم من ذلك الخور والجبن عن مجابهة الظالمين؟!
كلا والله، إنهم ما تركوا ذلك إلا رغبة عنه إلى ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، من الوسائل المعلومة المعروفة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
و- ومن ذلك ما ابتدعته جماعة الإخوان المسلمين – بل المفلسين كما يصفهم العلامة مقبل الوادعي – ومَنْ تأثر بدعوتهم مِن اتخاذ التمثيل، والأناشيد وسيلة من وسائل الدعوةزعموا، فهل سيكون هؤلاء أحرص من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هداية الناس، فلو علم فيها رسول الله خيراً لسبقنا إليها. ولا يصح أن يحتج بما وقع من الصحابة من الإنشاد والرجز فإن ذلك حصل منهم على سبيل الترويح، وهؤلاء جعلوه وسيلة للدعوة. فلا إله إلا الله كم بين هؤلاء وأولئك من البون والفرق. (1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn15)
القسم الثالث من المصالح المرسلة: أن لا يوجد الداعي أو المقتضي لها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوجد عندنا لكن بسبب تفريطنا في الأحكام الشرعية فهذا لا يجوز إحداثه. ومن الأمثلة على هذا القسم، ما مثل به ابن تيمية:
وهو وضع المكوس على المسلمين، بحجة حاجة بيت المال إلى ذلك، وهذا – أي حاجة بيت المال – إنما حدثت بسبب تفريط الناس في الزكاة والجهاد في سبيل الله فلا يصح أن يبنى خطأ على خطأ آخر.
صحيح أن الداعي لم يوجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ووجد عندنا لكن ذلك بسبب تفريطنا بأمر الله، فلا يصح إحداث شيء هنا، بل يجب علينا تدارك الخطأ بالقيام بما أوجبه الله فيزول بذلك الداعي.
القسم الرابع من المصالح: أن لا يوجد الداعي أو المقتضي لها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوجد عندنا من غير تفريط منا. فهنا قد يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه وفق الضوابط المتقدمة والمقاصد الشرعية، ومن الأمثلة على ذلك: جمع المصحف في عهد أبي بكر الصديق.
تنبيهات:
وهاهنا تنبيهات يحسن أن أختم بها كلامي لعل الله أن ينفع بها:
التنبيه الأول: درج كثير من الناس على تسمية ما عليه العموم من البدع "بخلاف السنة".
ولكن ومنذ أن نشأنا ونحن نسمع أن العمل لا يقبل إلا بالإخلاص والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، فإما أن يكون ما قالوا هو الصواب – وأن عمل أولئك وإن خالفوا السنة مقبول – وهذه القاعدة خطأ، أو العكس، و والله إن العكس هو الصواب قال سبحانه " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ". وقال صلى الله عليه وسلم:" كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد ".
فما وافق السنة فمقبول إن استكمل الشرط الآخر، وما خالف السنة فهو المردود قال سبحانه: " فليحذر اللذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ".
وهذا الاصطلاح – أعني " خلاف السنة " – يصح أن يؤتى به لمن ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات أو فرط فيها دون قصد التقرب بالترك، كمن ترك سنة الفجر فيقال إن فعله خلاف السنة، أو ترك الوتر، أما من غير سنته صلى الله عليه وسلم فقد ابتدع.
وكذا من ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم أو فرط فيها أو فعل غيرها في المستحب من العادات – العبادات غير المحضة – دون أن يقصد بالترك أو التغيير التقرب إلى الله، كمن شرب قائماً، فهنا يصح أن يقال له إن فعلك هذا خلاف السنة.
التنبيه الثاني: أقول أخيراً لمن نظر في هذا المقال، أن ينظر بعين الإنصاف مع تحر لإتباع الدليل، وإياك إياكأن ترد الكلام لمجرد أن صاحبه لا يعرف، أو كون العامة على خلاف ذلك، فإن الله لم يتعبدنا بأقوال الرجال، ولا بقول الأكثرية، وإن من المقرر عند العلماء، " أن شيوع الفعل وانتشاره لا يدل على جوازه كما أن كتمه وقلة العمل به لا يدل على منعه ".
(قال محمد بن أسلم الطوسي:- " ومن له خبرة بما بعث الله تعالى به رسوله، وبما عليه أهل الشرك والبدع اليوم في هذا الباب وغيره، علم أن بين السلف وبين هؤلاء الخلوف من البعد أبعد ما بين المشرق والمغرب، وأنهم على شيء والسلف على شيء.
كما قيل:-
سارت مشرقة وسرت مغرباً ... شتان بين مشرق ومغرب.
والأمر – والله – أعظم مما ذكرنا. وقد ذكر البخاري في الصحيح عن أم الدرداء رضي الله عنها، قالت: دخل عليّ أبو الدرداء مغضباً، فقلت له: ما لك؟ فقال: والله ما أعرف فيهم شيئاً من أمر محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلون جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي. فقلت له: ما يبكيك؟ فقال ما أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة. وهذه الصلاة قد ضيعت، رواه البخاري.
وهذه هي الفتنة العظمى التي قال فيها ابن مسعود رضي الله عنه: كيف انتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، وينشأ فيها الصغير، تجري على الناس، يتخذونها سنة، إذا غيرت، قيل غيرت السنة، أو هذا منكر.
وهذا مما يدل على أن العمل إذا جرى على خلاف السنة، فلا عبرة به، ولا التفات إليه، فإن العمل قد جرى على خلاف السنة منذ زمن أبي الدرداء وأنس. (1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn16)
" وذكر أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدثني محمد بن عبيد بن ميمون: حدثني عبد الله بن إسحاق الجعفري قال: كان عبد الله بن الحسن يكثر الجلوس إلى ربيعة. قال: فتذاكروا يوماً السنن فقال رجل كان في المجلس: ليس العمل على هذا. فقال عبد الله: أرأيت إن كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام، أفهم الحجة على السنة؟ فقال ربيعة: أشهد أن هذا كلام أبناء الأنبياء ". (2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn17)
فالمسلم الحق هو الذي " لا يغلبه شيوع البدع عن تفهم السنن، فإن العوائد كما أنها تبني أصولاً وتهدم أصولاً، فإنها ملاكة، والإنفكاك منها يحتاج إلى ترويض النفس، وإلزامها بالسنن (3) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn18) ".
وما أجمل ما رواه الإمام الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث بالسند الصحيح عن الأوزاعي قال:- عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول). (4) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn19)
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. والله الهادي إلى سواء السبيل.
تم الفراغ منه ليلة الأحد
7/ 3/1423هـ
بقلم: حمد بن عبد العزيز بن حمد ابن عتيق
(1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref1) هذا على التنزل بأن المظاهرات من الوسائل غير المحرمة – أي الملغاة – وإلا فقد بين الشيخ عمر العمر بوجوه لا مزيد عليها في مقاله ذاك، وقبله شيخنا ابن باز - رحمه الله، في رده على عبدالرحمن عبد الخالق – بينا الأدلة الدالة على أن المظاهرات من الوسائل المحرمة والملغاة، فمن أرادها فليراجعها هناك.
(1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref2) انظر الاعتصام للشاطبي 2/ 607.
(2) انظر المستصفى 1/ 414، وروضة الناظر 2/ 537، وشرح الكوكب المنير 4/ 433،
(1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref4) المصالح المرسلة للشنقيطي (21).
(1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref5) انظر الاعتصام (2/ 627) بتصرف.
(2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref6) انظر الاقتضاء (2/ 598).
(3) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref7) الموافقات (3/ 156).
(1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref8) وهذا هو الذي خطر ببال الثلاثة الذين جاءوا إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لما سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا بها، تقالوها، وقالوا: ذاك رسول الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأقوم ولا أنام، وقال الثاني: أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال الثالث: أما أنا فلا أتزوج النساء، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، قالوا: نعم، فقال: أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له، أما إني أقوم وأنام، ,أصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني. أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس.
(2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref9) أخرجه البخاري في الشهادات باب لا يشهد على شهادة جور (2509) وسلم في فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم (2533).
(1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref10) أخرجه ابن عبد البر في جامع البيان، وأبو نعيم في الحلية.
(2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref11) أخرجه ابن وضاح في كتابه البدع والنهي عنها (77) بسند حسن وأخرجه أبو داود في السنة باب لزوم السنة (4612).
(3) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref12) أخرجه أحمد (6/ 371) وأبوداود والترمذي. مع التنبيه إلى أن كل ما يروى في عد التسبيح بالحصى أو غيره هو من الأحاديث الضعيفة، كم بين الألباني - رحمه الله في السلسلة الضعيفة – وغيره من أهل العلم.
(1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref13) أخرجه الدارمي في سننه في المقدمة باب في كراهية أخذ الرأي (208) وعبدالرزاق في المصنف في كتابة الجمعة باب ذكر القصاص (5409) وصححه الألباني والهيثمي. وأنظر تخريجاً بديعاً للأثر في كتاب البدعة لسليم بن عيد الهلالي (26) ذكر فيه طرقه وشواهده.
(2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref14) هذا على التنزل بأن المظاهرات من الوسائل غير المحرمة – أي الملغاة – وإلا فقد بين الشيخ عمر العمر بوجوه لا مزيد عليها في مقاله ذاك، وقبله شيخنا ابن باز - رحمه الله، في رده على عبدالرحمن عبد الخالق – بينا الأدلة الدالة على أن المظاهرات من الوسائل المحرمة والملغاة.
(1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref15) الفتاوى (22/ 522)، (36/ 200).
(1) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref16) حلية الأولياء (9/ 271/273).
(2) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref17) الباعث على إنكار الحوادث لأبي شامة (51).
(3) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref18) مرويات دعاء ختم القرآن للشيخ بكر أبو زيد (75).
(4) ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref19) ما بين (القوسين) كله من كتاب علم أصول البدع (275).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 09:43]ـ
/// المظاهرات في الإصطلاح المعاصر: إعلان رفض فكرة ما عن طريق تَجمُّع و قد يكون مصحوبا بتوزيع مناشير و إشهار إعلانات.
/// إعلان رفض فكرة خاطئة جائز سواء كان بالكتابة أو بالصوت، الأصل في التجمّع في مكان ما الإباحة.
/// يعني ما الشيء الموجود في المظاهرات و الذي أدخلها في إطار ما الأصل فيه التوقف؟
///
انا استغرب كل هذه المخالفات والمعارضات التي ان بنيت لم تبنى الا على نقد عقلي مع ان كلام العلماء فيه ما فيه لرد اي شبهة ان كان القارئ متأملا لكلامهم
أخي الكريم المسألة اختلف فيها العلماء و في كلامك إيهام أنّ الأمر مجمع عليه بين العلماء
/// ثم ينبغي أن لا يُخلَط بين العبادات المحضة و التي الأصل فيها و في طريقتها الوقف و بين المباحات التي تأخذ حكمها بحسب مآلاتها.
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:20]ـ
الحمد لله
أرى ان بعض العلماء -وليس كلهم - لاينكرون اسباب المظاهرات من ظلم وتعطيل لأحكام الله في بعض البلدان وغيرها ...
فسبحان الله [هذا البعض] تجده دوما في الجهة التي ترضي الحاكم! بغض النظر عن حكم المظاهرات.
أخي الشنقيطي كلامك فيه تجن واضح وظلم بين للعلماء المذكورين فهؤلاء بارك الله فيك نجدهم دائماً في الجهة التي ترضي الله وتوافق الحق سواء كانت في مصلحة الحاكم أو في غير مصلحته فهم يدورون مع السنة حيث دارت.
فهم حين يسؤلون عما يقع منظلم ومنكرات ومعاصي ومخالفة للشرع نجدهم يفتون فيها بما يوافق الحق وهذا يعرفه العامي البسيط فضلاً عن طالب العلم
ولكن المصيبة أننا نغفل عن دعاة وعلماء نعم خالفوا السلاطين وعارضوهم وناهضوهم ولكنهم خضعوا للضغط الجماهيري ومايطلبه العامة حتى قال أحد أشهرهم بعد خروجه من السجن:أنه كان يقول كلاماً غير مقتنع به ولك ضغط الشباب والعامة يجبره على قوله.
وللأسف صار كثير من طلاب العلم والدعاة يخشى قول كلمة الحق خوفاً من غضب العامة بل منهم من يسترضي العوام ويقول نحن نسير مع نبض الشارع (وليس المراد الشارع الحكيم!)
بل والله صار الخوف من سلطان العامة أشد من الخوف من سلطان الحاكم والعالم الحق هو الذي يخشى الله وحده دون سواه
وأما مسألة المظاهرات وحكمها:
فهي من البدع المحدثة وليست من طرق أهل الإسلام والمتأمل فيها يرى مخالفتها للشرع فهي إنكار للمنكر بطريقة غير مشروعة والمتفق عليه عند أهل العلم أن العبادة لابد فيها من المتابعة والإقتداء وهي غير حاصلة هنا, ثم هي تفتح باب شر خاصة في البلدان الإسلامية السالمة منها فإذا تظاهر جماعة من المتدينيين اليوم سيتظاهر غداً جماعة أخرى للمطالبة بأمر منكر وهكذا,,,
وزفق الله الجميع,,,,
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:59]ـ
وأما مسألة المظاهرات وحكمها:
فهي من البدع المحدثة وليست من طرق أهل الإسلام والمتأمل فيها يرى مخالفتها للشرع فهي إنكار للمنكر بطريقة غير مشروعة والمتفق عليه عند أهل العلم أن العبادة لابد فيها من المتابعة والإقتداء وهي غير حاصلة هنا, ثم هي تفتح باب شر خاصة في البلدان الإسلامية السالمة منها فإذا تظاهر جماعة من المتدينيين اليوم سيتظاهر غداً جماعة أخرى للمطالبة بأمر منكر وهكذا,,,
/// نستبدل كلمة المظاهرات:
- بالإنترنيت فسيكون الناتج ما يلي: و الإنترنيت هل هو من البدع المحدثة؟! و المتأمّل فيه ألا يرى مخالفته للشرع؟! ألا يعتبر إنكار المنكر فيه إنكار بطريقة غير شرعية؟ و المتفق عند أهل العلم أن العبادة لابد فيها من المتابعة و الإقتداء؟! ثم الإنترنيت تفتح باب شر خاصة في البيوت الإسلامية السالمة منها فإذا شارك جماعة من المتدينين فيها فيشترك غدا جماعة أخرى للمطالة بأمر منكر و هكذا؟!
- و نستبدلها أيضا بالشريط العلمي و و و و و و و و و و و ................
/// يعني على هذا المذهب نحن غارقين في البدع؟! هذا ما أفهمه!
/// يعني على رأيكم أي شيء لم يعمله السلف في الدعوة عمله اليوم من البدع لأنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر عبادة؟! و الأصل فيها التوقيف؟!
/// يعني السلف لم يستخدموا الشريط في الدعوة إلى الله و الشريط أوجده الغرب؟! يعني إن اتبعنا هذا المذهب يلزمنا القول ببدعية إستعمال الشريط العلمي في الدعوة إلى الله!
/// السلف لم يستعملو الإنترنيت عند الدعوة إلى الله و الإنترنيت اخترعها الغرب فما بالنا نراكم تستعملونها في الدعوة إلى الله و لا تلحقونها بالبدع؟! في حين لازم مذهبكم يلزم منه إعتبار هذا بدعة!
فأرجو أن يوضّح لي الأمر و جزاكم الله خيرا إخواني الكرام
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 01:12]ـ
محاولة تحريم المظاهرات كوسيلة للتعبير عن الرأي .. فيها تكلّف ظاهر
فكما قال أخونا محمد العبادي وغيره .. ليست غير وسيلة .. وحيث كانت خلوا من الإثم .. فكيف يقال بتحريمها
والتحريم والتحليل توقيع عن الرب الجليل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 01:16]ـ
نعم أيها الفاضل، علة تحريم بعض الأشياء أنها التشبه، ومن ذلك - مثلا - لباس القسس النصارى البروتستنت (وهو لباس أسود مشهور بقطعة بلاستيك بيضاء عند الرقبة)، فهذا محرم بعلة التشبه، أم أن لك رأي آخر؟؟
/// أخي الكريم و ما الضابط الذي جعلك تعتبر المظاهرات في دائرة لباس القُسُس النصارى البروتستنت من ناحية التشبه بالكفار،
/// بالنسبة للباس القُسس فأصبح عرف خاص بهم لا أحد يلبسه ممن ليس منهم مثل لباس الأطباء و لباس الرياضين فلا يلبسه غيرهم، أما المظاهرات فليس بعرف خاص بغير المسلمين فهو شائع بين المسلمين أيضا.
/// فإذا شاهد أي إنسان مظاهرة فلا يسبق إلى ذهته أنّ هؤولاء ليسوا بمسملين هذا بخلاف ما إذا شاهد أحدنا شخص يرتدي لباس القسيسين فهذا مبدئيا سيعتبره غير مسلم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 01:23]ـ
أكرمك الله أخي الفاضل سراج ويبدو أن المحرمين لهم خلط في مسألة التشبه ولقد قال أخونا الكبير (كلما قلت له شيخ حذفها فالله المستعان) أبو مالك العوضي أن المسألة خلافية بين أهل العلم ...
ـ[الفاروق]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 01:24]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات النافعة
وأنا أقول بكل حياد: لم أظفر بدليل قوي يعتمد عليه المانعون من المظاهرات، الا ما يقترن بالمظاهرات من المفاسد.
وأنا أرى أن الحكم الشرعي يبقى على الأصل.
أما قول بعض الاساتذة الأفاضل ببدعية المظاهرات والمسيرات والاعتصامات، فهذا قول ضعيف، ولو فتحنا هذا الباب بالمنطق نفسه، لحكمنا على كثير من الوسائل المعاصرة بأنها بدع.
وأنا أسأل وأقول لوخلت المظاهرات من هذه المفاسد، وكانت الدول التي تقوم فيها المظاهرات قانونها يسمح بخروج المظاهرات، هل نقول بالمنع أيضا؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 09:42]ـ
للربط(/)
الأديبة فوزية أبو خالد غدا في حائل
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 01:59]ـ
سيقام غدا في نادي حائل الأدبي أمسية للأديبة فوزية أبو خالد
وفي خطبة اليوم للشيخ عيسى المبلع تكلم الشيخ عن الحداثة وعن النوادي الأدبية وخاصة نادي حائل الأدبي وذكر أن القائمين على النادي يحملون أفكار علمانية وليبرالية والدليل على ذلك البرامج التي قاموا بها في رالي حائل من عرض أفلام ألمانية وفرنسية وعرض أفلام تعرض عقائد الشيعة وكذلك الأمسية التي ستقام غدا وذكر الشيخ نبذه عن هذه المرأة وأن لديها قصائد أستهزاء بالله
وختم الشيخ الخطبة بوصايا
منها وصية لولاة الأمر في هذه البلاد بمنع هذه الأمسية
النظر وأزالة القائمين على النادي
مقاطعة عوام الناس النادي الأدبي
دعوة للمثقفين والأدباءالإسلاميين بالرد على هؤلاء
وذكر الشيخ أن المسلمين تألموا عندما حصل الإستهزاء برسول الله فهذه تستهزأ بالله سبحانه وتعالى
دعوة للإنكار بالطرق المشروعة مع الحكمة
وفق الله الشيخ لما يحب ويرضى
الشيخ عيسى من مشايخ حائل المعروفين بالعلم والعبادة وتقوى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
جوال الشيخ لمن أراده وأقل شيء أرسال رسالة شكر للشيخ ج 0504873563
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 06:37]ـ
فوزية أبو خالد المفروض يقام عليها الحد (القتل) لأنها حداثية ملحدة مفسدة.(/)
غزة .. وبداية مرحلة جديدة [نبيل العوضي]
ـ[لبيب صالح]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 03:39]ـ
غزة .. وبداية مرحلة جديدة
الشيخ: نبيل العوضي
لو كان ما نراه اليوم يحصل في غزة يحصل في ولاية أمريكية أو مدينة أوروبية فهل كان العالم سيصمت؟ وهل ستظل الأمم المتحدة متفرجة ومجلس الأمن عاجزا؟! .. بالتأكيد لا!! ولكن بما إنها دماء للمسلمين فهي لا تعني لهم شيئا.
نحن لا نريد من العالم أن يتحرك لإنقاذنا وحمايتنا ولكننا نستغرب ونتعجب صمت المسلمين، ويحيرنا إجماع حكوماتهم على عدم التحرك بجدية لإنقاذ هذا الشعب المضطهد!!
ألا يرى حكام المسلمين اليوم أشلاء الأطفال تتناثر ودماؤهم تسيل؟! ألا يشعرون بهم كما نشعر؟! أليست لديهم قلوب تتألم لهذا المصاب الجلل؟! أطفال رضع جاؤوا إلى الدنيا وهم لا يعلمون بأي عالم سيعيشون، لا يعلمون بأي زمن سيكونون .. زمن رخصت فيه دماء المسلمين، وهانوا فيه رغم كثرتهم، انه زمن الغثائية ولا ريب.
إنها سنوات قليلة تفصلنا عن مقتل «محمد الدرة» تلك الحادثة التي حركت مئات الملايين من الأمة الإسلامية، وأشعلت جذوة الإيمان في قلوبهم، وأظهرت المعنى الحقيقي للإخوة الإسلامية .. أما اليوم فمئات من «محمد الدرة» يتساقطون قتلى وجرحى ولكن .. أين الشعور يا أمة الإسلام؟!! .. أين الإيمان الحقيقي أيها المسلمون؟!
أكاد اجزم انه لولا إعطاء بعض الحكومات الضوء الأخضر لإسرائيل في ارتكاب هذه المجازر لما أقدمت إسرائيل على ما فعلت!! .. وربما تم الاتفاق على أن تكون ردة الفعل هي استنكارات «سامجة» .. أو علاج المرضى والمصابين!!
إن الأمة الإسلامية اليوم تبحث عن قائد صادق ناصح أمين قوي يخرجها من التيه الذي دخلت إليه، وينشلها من قاع الذل والهوان، قائد يجمع كلمتها ويؤلف بين صفوفها، قائد قوي بربه جل وعلا لا يفكر بمصالحه الخاصة إنما همه عزة الأمة وكرامتها، والأمة تبحث عن هذا القائد لتعطيه الشرعية الكاملة، وتبايعه على السمع والطاعة، وهذه الأمة إذا فقدت الأمل في قياداتها السياسية فإنها تبحث عن أي عالم كامل صادق لا يخاف في الله لومة لائم، فقيه في أمر واقعه، يعرف كيف يزن الأمور وينزلها منازلها، فإذا وجدته فهو الذي سيجدد لهذه الأمة عزها وكرامتها، ويعيد لها قيادتها، فان لم يكن عالما واحدا يقدر على هذه المهمة فإنها مجموعة من العلماء تظلهم مظلة واحدة يصدعون بالحق ويقودون امة الإسلام .. فأين العلماء العاملون؟
إذا كان بكاء الأطفال ونوح الثكالى وصياح الايامى لا يحرك فينا أي شعور، ولا يجعلنا بعد البكاء نفعل شيئا، فأين الإيمان إذا؟! .. وما فائدته في القلوب؟! .. الإيمان بالله يستلزم نصرة المؤمنين بالدعاء والمال والكلمة والمقال، ومن كان يستطيع أن يمد المجاهدين في أرض الإسراء بما يستطيع فليفعل «ومن جهز غازيا فقد غزا» أين منظمات حقوق الإنسان فيما يجري اليوم في غزة، أين المنظمات النسائية وخصوصا العربية منها مما يجري لنساء فلسطين، لماذا لا نسمع صوتهن اليوم؟! أين اللواتي يصرخن ملء أفواههن في الجمعيات النسائية يطالبن بحق المرأة في الانتخاب والترشيح وحقها بالاختلاط بالرجال!! وحقها في تولي الولايات العامة!! أين أصواتهن اليوم للمطالبة بحق المرأة «بالحياة» في فلسطين؟! بل حقها بدفن أطفالها دفنا كريما؟!! بل بحقها بتكفينها ودفنها دفنا كريما بعد موتها؟!! .. أم أن الأمر لا يعنيهن!!
إن الشعوب الإسلامية اليوم معنية بالتحرك لتغيير حال هذه الأمة وإيقاف العبث في مقدراتها من أجل مصالح بعض عملاء العدو الصهيوني، وهي معنية بالبدء بمشروع إغاثة كبير لهذه الأمة على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي، ويجب ألا تنسى هذه الشعوب أن الإصلاح الديني والأخلاقي هو العمود الفقري لكل تغيير ونهضة، ولتبدأ المؤسسات والمنظمات والجمعيات الأهلية بحملات تغيير شاملة ودعوات للملمة الشتات وجمع الكلمة على القضايا الكلية لهذه الأمة، وليكن التنسيق بين هذه المؤسسات والمنظمات بداية مرحلة جديدة في تاريخ هذه الأمة.
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس يا رب المستضعفين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان، اللهم آمين.
أخوكم: نبيل العوضي
alawadhi@alwatan. com.kw(/)
جديد شخصيات (الكاشف): أبوغدة - طاهر الجزائري - الكواكبي - تابع السنهوري
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - أبوغدة:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6539
2- الشيخ طاهر الجزائري:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6540
3- عبدالرحمن الكواكبي:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6542
4- تابع: السنهوري:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6541
ـ[خالد]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 08:22]ـ
ــــــــــ حررت ـــــــــــــ
المشرف
ـ[خالد]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 08:29]ـ
ــــــــــــــ حررت ـــــــــــــ
المشرف
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 09:21]ـ
السنهوري، بدأ حياته قانونياًّ صرفاً، ثم أصدر عددا من الكتب لنصرة الشريعة وبيان محاسنها مقارنة بالقانون الفرنسي
وله أخطاء، ولكن ينبغي ألا تغفل محاسنه
ومن كتبه المفيدة لطلاب الفقه: مصادر الحق
والخلافة
وغيرهما
وقد فتن في وقت رئيس مصر جمال عبدالناصر،
وقد سمعت شيوخنا الثقات ممن قرأ له، يثني على توجهه الأخير، مع كونه غير معصوم
والإنصاف دأب المنصفين من أهل السنة - وانظر كلام الإمام ابن تيمية - رحمه الله - عن الرازي والجويني وقبلهما الأشعري وغيرهم في الحموية ومجموع الفتاوى - الجزء الخامس والسادس.
ـ[خالد]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 09:34]ـ
ياأخانا أصبح الميزان موجود كأننا في الحراج (ابتسامة)
ورحم الله أهل الانصاف في زمن ندر فيه الانصاف وصار عزيزا بين أهله
وجزى الله الشيخ الفاضل صاحب المعالي الشيخ صالح الحصين حينما سمعت أذناي منه في كلامة على السنهوري
ولكن كثر النياح وقلت الدموع وصارت مقادير الخلق بيد العبيد
وسبحان من في سمائه وعليائه واستوائه على عرشه من جعل مفاتيح الجنة والنار بيده وليست بيد البشر
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 01:47]ـ
الأخ الكريم: خالد: 4 تعليقات، ولم تُفهمنا سبب تذمرك!
إذا كان لديك ملاحظة (علمية)؛ فأبدها بوضوح ولا تتردد .. فأنت في مجلس علمي.
-------------
الأخ الكريم: عبدالعزيز: لعلك لم تقرأ أصل البحث عن (السنهوري)، وهو على الرابط التالي:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/n.htm
والرجل من (المشرعين) للحكم بغير ما أنزل الله، كما يعلمه من طالع سيرته وأعماله، ولايخفى أمثالك من المؤمنين شناعة هذا الجرم. فرحم الله الشيخ الدوسري الذي كان يسميه (الطاغوت)! كما قال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به).
- وقولك: (ثم أصدر عددا من الكتب لنصرة الشريعة)! ليتك تبينها.
- وقولك: (وقد فتن في وقت رئيس مصر جمال عبدالناصر)! أي فتنة يارجل؟ هي مجرد (علقة) تأديبية؛ لأنه عارض بعض قراراتهم. (تفصيل هذا في مذكرات محمد نجيب).
- وقولك: (وقد سمعت شيوخنا الثقات ممن قرأ له، يثني على توجهه الأخير). ليتك أبرزت أسماءهم.
- وقولك: (والإنصاف دأب المنصفين من أهل السنة .. ) الخ. وهل من الإنصاف أن لا نكشف انحرافاته وآثاره السيئة على الأمة!
وفقك الباري ..
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 03:29]ـ
الأخ سليمان الخراشي
كذلك الله خيراً
وأقول لباقي إخواني الكرام كل يؤخذ من قوله ويرد ولكن أين الولاء والبراء
وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 04:19]ـ
من الكتب التي اطلعت عليها للسنهوري مصادر الحق في الشريعة الإسلامية، وهو كتاب نافع وجيد.
وكتاب الخلافة، أثنى عليه شيوخنا في المعهد العالي للقضاء، ولما أره بعد، وأنا أبحث عنه
والرجل كتب القانون المدني المصري على الطريقة الفرنسية، ثم اطلع على بعض الكتب الشرعية، فكتب القانون المدني العرقي، وهو أقرب من المصري، على نحو قوله تعالى:" ولتجدن أقربهم ... " وكلاهما غير مقبول.
وحسب ترجمته التي كتبها محمد عمارة في مجلدين، فإنه في آخر حياته اتجه إلى تعظيم الشريعة ونبذ القانون الطاغوتي
والحمد لله الذي أنجاه وهداه ...
وقد عاش عزلة في آخر حياته، إلى أن توفي - نسأل أن يكون مات على التوحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالإمكان التواصل مع فضيلة الدكتور عبدالله بن إبراهيم الطريقي والدكتور سعد العتيبي، فعندهما زيادة بيان عن حال الرجل.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 04:34]ـ
بوركت ..
واقرأ البحث الأصلي فهو موثق .. وفيه رد على " عمارة ".
ـ[مغترب]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:01]ـ
الأخ الكريم سليمان الخراشي
جزاك الله خيرا، لكن بالنسبة لأبي غدة رحمه الله تعالى، فهناك أيضا من أثنى عليه ونقل بعضا من إيجابياته والتزم منهج المنصفين. وينقل دائما عن الشيخ عبدالكريم الخضير شيئا من الثناء أيضا. وأنقل لك كلام الشيخ سلمان العودة في الرجل، والشيخ سلمان ليس مجرد داعية لا علم له كما يروج البعض اليوم. ففي مقدمة كتابه العزلة وصفه العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله بالعلامة في:
"اطّلعت على الكتاب الموسوم بـ"العزلة والخلطة، أحكام وأحوال" من مؤلفات أخينا في الله العلاّمة الشيخ سلمان بن فهد العودة، فألفيته كتاباً قيّماً كثير الفائدة في موضوعه، وقد حقّق المؤلف فيه أحكام العزلة والخلطة، وبيّن فيه متى تكون العزلةُ مستحبةً أو واجبة، ومتى تكون الخلطة أنفعَ للمسلم وللأمة، وذكر الأدلة في ذلك، وخرَّج الأحاديث في الحاشية تخريجاً جيداً، فجزاه الله خيراً وضاعف مثوبته، ونفع المسلمين بهذا الكتاب، وجعله عوناً لهم على كل خير، وإني أنصح طلبة العلم بقراءته، والاستفادة منه، ولطلب المؤلف -وفقه الله- بيان رأيي في الكتاب جرى تحريره, والله وليّ التوفيق".
ومثل ذلك كتب ابن جبرين وابن منيع وابن بية، ولا أعتقد أنهم جميعا يلقون الألقاب جزافا. وهذا هو كلام الشيخ سلمان عن الشيخ أبي غدة رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به معكم جوار رسولنا الكريم.
شيوخ 1
د. سلمان بن فهد العودة 3/ 8/1428
16/ 08/2007
ثلة من فضلاء الشيوخ يتولون التدريس في المرحلة العليا التي تسبق الأطروحة للماجستير، كانت سمعتهم تسبقهم، وأسماؤهم المنقوشة بخط فارسي جميل على أغلفة الكتب؛ تأليفاً أو تحقيقاً تمنحهم الكثير من التقدير.
عبد الفتاح أبو غدة, ذو اللحية البيضاء الكثّة، والابتسامة الصافية، وهدوء الصوت، واطّراد النبرة في الحديث، مع الوقوف على نهايات الكلمات بالحركة دون تسكين؛ كان هو أستاذ علوم الحديث أو ما يُسمى بالمصطلح.
مقدمة ابن الصلاح تُقرأ, والأستاذ يعلّق أو يشرح، بياناً لكلمة أو فكاً لغامض، أو تصويباً لنطق، أو نكتة لغوية، أو لطيفة أدبية، أو حكمة سائرة، أو قصة عابرة، أو طُرفة حاضرة.
الطالب يقرأ: فلان صدوق يَهم, بكسر الهاء، فيصحح الشيخ الفعل بأنه بفتح الهاء، وأصلها: يَوْهم.
منه سمعوا لأول مرة " يُوجَدُ فيِ الأَنْهَارِ مَا لَا يُوجدُ فيِ البِحَارِ"؛ إشارة إلى أن الحكمة قد توجد عند الأصاغر.
يسوق الشيخ الكلمة السائرة: اثنان أبرد من يخ؛ شيخ يتصابى وصبي يتمشيخ؛ فيقول الشيخ إنه وقف بعد البحث على أن اليخ هو: الثلج بالفارسية.
أحياناً يقول مُلمِّحاً "لا تهمزوا المشايخ".
المشايخ كلمة تُكتب بالياء ولا تُهمز، فلا يحسن أن تقول "المشائخ" ولكن الشيخ يشير إلى معنى في بطن الشاعر.
يسوق موعظة في صورة قصة للحسن بن صالح وأمه وأخيه، الذين كانوا يقومون الليل أثلاثاً، فماتت الأم، فتناصف الأخوان قيام الليل، فمات الأخ فقام الحسن الليل كله.
الحديث عن الكتب النوادر والمخطوطات شأن لصيق بالشيخ، وعن طريقه عرف الدارسون كتاب "التمييز" للإمام مسلم, في الرجال والعلل، أو تعرفوا على القطعة المطبوعة منه.
يتوسع الشيخ في ترجمة الإمام أحمد من المطولات، ويقرأ ما كتبه الذهبي, ويعلق ويثني.
الشيخ يمنح الطلاب شيئاً من بحوثه أو تحقيقاته: "صفحات من صبر العلماء على شدائد التحصيل والطلب"، "العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج".
العلاقة يشوبها شيء من التوجّس، بيد أن لطف الشيخ وأدبه وذوقه يتجاوزها، وقد تندّ عبارات هنا وهناك؛ تنمّ عما في الصدور.
كتب تنشر وتوزع في "تفنيد أباطيل تلميذ الكوثري" والشيخ يصدر رسائل علمية سلفية، ويقرر فيها عقيدة السلف في الإيمان والأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات بغير تأويل.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن تفاقم الخصومة واحتدامها لم يُجْدِ معه دواء، ولا بد عند بعض الموغلين فيها أن يتبرأ من شيخه، ومن كتبه، وأن يردّ عليه، وأن يعلن ذلك على الملأ، ولو حدث هذا؛ فالظن أنه سيقال بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الأمر لا يعدو أن يكون ذراً للرماد في العيون!
الدائرة المفرغة تضيع بدايتها، بين طلاب يتأثرون بأقوال شيوخهم، أو شيوخ يستحوذ عليهم الأقوياء من طلابهم.
بُعدٌ آخر, لعله كان حاضراً بطريقة أو أخرى، الانشقاق الحركي الذي ضرب تيار الحركة الإسلامية في الشام، وامتدت آثاره إلى حيث يوجدون في السعودية, والعراق, والأردن, وغيرها.
الذين كانوا يحفظون قصيدة الأستاذ عصام العطار الوجدانية, والتي حوت شوقاً لبلده وزملاء طريقه، لاحظوا أن الرواة نسخوا بعض أبياتها لأسباب لم تكن محل الإفصاح!
إيهٍ أبا زاهد يا قمة شمخت
بالعلم والفضل يا كنزاً لمكتسب
ماذا عن الصحب والإخوان في حلب
يا طول سهدي على الإخوان في حلب
ما قر جنبي وقد أقوت مضاجعكم
كأن جنبي مطويّ على قضبِ
ماذا تعانون من عسر ومن رهقٍ
ماذا تقاسون من سجن ومن حرب
يا أوفياء وما أحلى الوفاء على
تقلب الدهر من معطٍ ومستلب
أفديكم عصبة لله قد خلصت
فما تغير في خصبٍ ولا جدب
تداخل في الانشقاق الحركي التنظيمي، والتمايز العقدي والمذهبي أديا إلى أن يتلقّن بعض الشبيبة قالة السوء في الرجل، فتضطغن قلوبهم، حتى لا نرى للرجل فضلاً أو علماً أو حقاً.
يصلي صاحبنا في مسجد كلية الشريعة صلاة المغرب، وإذا يدٌ تربت عليه من ورائه، ويلتفت ليرى الشيخ أبا غدة يصافحه, ويحييه ويدعوه لمصاحبته إلى منزله، حيث أهداه مجموعة من كتبه، وحين يقلب صفحاتها؛ يجد أنه لم يعد طالباً في الدراسات العليا، بل أصبح "فضيلة الشيخ".
كان الشيخ أبو غدة في حاجة لمن ينصفه, وكما قال أبو الطيب:
وَلَم تَزَل قِلَّةُ الإِنصافِ قاطِعَةً
بَينَ الرِجالِ وَلَو كانوا ذَوي رَحِمِ
ِ
وكما قَالَ عَمَّارٌ: ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ؛ الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ.
من دروس الخصومة؛ تَعَلّم أن من شر ما يحدث إقحام العوام والصغار والبسطاء في دهاليزها، وهم غير مستبصرين, وأدواتهم في الانتصار والغلبة، ليست هي الحجة والبرهان والمعرفة والحوار والجدل والنصيحة؛ إنها الوقيعة والثلب والتعيير والتحذير والاستفزاز والتسرع والتصنيف والاتهام والغيبة والتجرؤ والإهدار.
وهم يواصلون الحرب إلى النهاية، فلا صلح ولا سلم ولا هدنة ولا متاركة، ولا يكفي تراجع أو تصحيح حتى يقع الإذلال والمصادرة وتدمير آخر الحصون!
ينظر المرء إلى ميدان المعركة بعد انطفائها؛ فيجد أشلاء ودماءً وطعنات، ووسائل شريفة، وأخرى ليست كذلك، ويدري أن العراك يستخرج أسوأ ما في النفس الإنسانية من معاني الأنانية والعدوانية والظلم والجهالة، يقول الله سبحانه: "إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً", ويقول سبحانه: " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ".
وكم يجمل أن يُحْكِم الكبار سيطرتهم على من تحت أيديهم، وأن يضبطوا أصول التعامل الرشيد اليقظ مع الاختلاف، ومع الخطأ، وفي مقام النصيحة ومقام الرد، ويتفطنوا لإفرازات الخصومة وتبعاتها، وينأوا بأنفسهم عن التعزز بالأعوان أو بالسلطان، بل يمحضونها لله، لا حظ فيها للنفس، رحمة بالعباد، وإشفاقاً عليهم، وحماية للمدرسة الشرعية من التصدعات.
الدهماء تميل إلى الخصام، وتجد نفسها فيه، فهي تتقحم المعارك والمهالك دون تردد، والروح عالية، والحماسة مشتعلة، واللسان حديد، والعصبية والثقة بالمتبوع لا تحتاج إلى برهان، والعربي اليوم كهو بالأمس
!
لا يسألونَ أخاهُم حين يندبهم
في النائباتِ على مَا قَال بُرهَانَا
وهم يخرجون من معركة ليستعدوا لأخرى، فما قيمة الحياة إن لم تكن طرفاً في عراك، وهو يظن نفسه في مقام الذي كلما سمع هيعة طار إليها!
ثمت اختلاف، وثمت خطأ وصواب، وراجح ومرجوح، بل وحق وباطل، بيد أن الحق يحتاج إلى نفوس كريمة تحمله، وأدوات شريفة تدافع عنه، وعقول نيرة تفهمه، وإلا فيرحم الله من قال خيراً فغنم، أو سكت فسلم، والله أعلم.
سلمان بن فهد العودة
18/جمادى الآخرة/1428هـ
الرياض
الساعة 01:00 ليلاً
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:15]ـ
الشَّيخ الكرِيم / سُليمان بن صالِح الخرَاشِيّ:
سلام عليكم ورحمة اللَّهِ وبركاته:
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا،وباركَ فيكُم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:15]ـ
وَلَم تَزَل قِلَّةُ الإِنصافِ قاطِعَةً
بَينَ الرِجالِ وَلَو كانوا ذَوي رَحِمِ
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:17]ـ
ثمت اختلاف، وثمت خطأ وصواب، وراجح ومرجوح، بل وحق وباطل، بيد أن الحق يحتاج إلى نفوس كريمة تحمله، وأدوات شريفة تدافع عنه، وعقول نيرة تفهمه، وإلا فيرحم الله من قال خيراً فغنم، أو سكت فسلم، والله أعلم.
سلمان بن فهد العودة
رائع جدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:31]ـ
للفائدة:
تعقيب على الشَّيخِ سلمانَ في مقاله عن أبي غدة
( http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/132.htm)
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:38]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل , البحاثة , سليمان الخراشي. و جعل ما تكتبه في ميزان حسناتك.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 09:43]ـ
بارك الله فيكم جمع جيد و لم أر فيه غير الانصاف الا ما كان من مقالة الشيخ أبي غدة ففيها بعض التحامل كمساواته بشيخه مع أن المتتبع لأواخر كتاباته يرى منه التحرر بعد التحرر من أصول شيخه و خاصة الأصل الكبير الذي نذر له الكوثري حياته: تكفير شيخ الاسلام و الحط عليه ... و كالتحامل عليه لنشره الرعاية و نقل كلام الامام ابن الجوزي فيه مع أنه ليس أحسن حالا من الامام المحاسبي في الاعتقاد فهل نمتنع عن طبع كتبه كلها أيضا؟؟ و دليل هذا التحامل انكار كل شيء صدر من الكوثري او أبي غدة و لو كان حقا كالعلاقة بين الرعاية و الاحياء و أثره الطيب فيه مع أن شيخ الاسلام نص على ذلك و ربط كل ذلك بالمادة الفلسفية الموجودة في الاحياء مع أنه لا دليل على ذلك بل شيخ الاسلام و غيره من المحققين ذكر كتاب المحاسبي و أبي طالب و غيرهما للدلالة على مواد الاحياء الجيدة من كلام أئمة الطريق المستقيمين و المجانبين لطريقة فلاسفة المتصوفة و جهميتها .. و كحطهم على مجرد حكايته ما رآه بقبر الامام اللكنوي و كم من مؤرخ سني حكى أمثال ذلك و فوق ذلك دون تعليق .... و كالتشنيع عليه و على الامام اللكنوي في مسألة التوسل .. مع ان باقي الانتقادات مصيبة و المتأمل يرى ان عامتها من تعليقاته القديمة فالتحذير منها متوجه و مطلوب لانتشارها في المجتمع العلمي دون أن يعني هذا أن يبخس حقه و محاسنه و جهوده في بث الروح الاسلامية في الأمة ما عهد عنه في أواخر مؤلفاته ... فلا جهلنا بخاتمة ابن عربي و لا ظننا الراجح في توبة الامام الرازي و الجويني و الغزالي و لا يقيننا برجوع الأشعري يمنع من بيان فساد مناهجهم القديمة و التحذير من أقوالهم المبثوثة و التنفير عنها
و الله أعلم
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 10:25]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ سليمان وبارك في جهودكم
والسنهوري توصل في آخر عمره إلى ان الشريعة توافق كثيرا من القوانين الوضعية-في دعوى المعجبين - وليس العكس فرأى إمكان تقريب الشريعة منها، ومال إلى إمكان تطبيقها، ولم يعلم عنه توبة من سن القوانين الوضعية وتشريعها وهي مضاهاة للربوبية وشرك في الألوهية.
وقد سمعت بعض الفضلاء المتخصصين في السياسة الشرعية يثنون على السنهوري ثناء كبيرا، وماذلك إلا لظنهم أن التزام بعض القوانين الوضعية لايؤثر في التوحيد مادام موافقا للشريعة الاسلامية، وهذا يفيدهم في تسهيل المواقف التي يتصلب فيها بعض المخالفين، وهو يهدم أحكام الظاهر من حيث لايشعرون.
وأسأل الله تعالى أن يوفقنا للهدى والسداد، و تزكية السنهوري على هذا الحال نوع خيانة لله، ونرجو أن يكون قد راجع الحق في آخر عمره، وأما ظاهره فمعلوم، ولاتكون الأسماء والأحكام إلا على الظاهر، والله الموفق.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 01:16]ـ
سبحان الله ما أجمل مقال الشيخ العودة
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 02:13]ـ
المنهج التجميعي غش للأمة وشأنه التدثر خلف شعارات الانصاف ولكن لا انصاف حين الكلام عن أهل السنة السلفيين وأئمتهم.
جزى الله خيراً الشيخ سليمان الذي والله أحببناه ولم نره.
ـ[الفهد]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 05:36]ـ
والله حريٌ بالإنسان أن يشتغل بنفسه ويحاسبها ويجعلها في (الميزان) .. !!!!
أخي خالد جزاكم الله خيراً
وما أجمل هذه الأبيات:
--------------------------------------------------------------------------------
أَمَا وَاَللَّهِ إنَّ الظُّلْمَ شُؤْمٌ * وَمَا زَالَ الْمُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي * وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الْخُصُومُ
سَتَعْلَمُ فِي الْمَعَادِ إنْ الْتَقَيْنَا * غَدًا عِنْدَ الْمَلِيكِ مَنْ الظَّلُومُ
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 05:43]ـ
بارك الله فيك شيخ سليمان ونفع بك
(يُتْبَعُ)
(/)
,.,.,.,.,.,.,.,.
وأما من يضرب كفا بكف هنا؛ فياليت يرد ردا علميا، أو يكف عن النياحة ويريحنا.
ـ[خالد]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 10:16]ـ
ينبغي للمسلم إذا وصف غيره ألا يغفل المحاسن لوجود بعض المساوئ، كما لا ينبغي أن يدفن المحاسن ويذكر المساوئ لوجود عداوة أو بغضاء بينه وبين من يصفه، فالله عز وجل قد أدبنا بأحسن أدب وأكمله، فقال سبحانه: ((وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ)) (هود:85). وإنك لتجد كثيراً ممن يذم غيره بذكر مساوئه، ويغض الطرف عن محاسنه، بسبب الحسد والبغضاء، أو لتنافس مذموم بينهما.
ولكن المنصفون هم الذين يذكرون المرء بما فيه من خير أو شر ولا يبخسونه حقه، ولو كان الموصوف مخالفاً لهم في الدين والاعتقاد، أو في المذهب والانتماء.
ومن العلماء الذين برز إنصافهم لغيرهم: الحافظ الذهبي -رحمه الله- فمن خلال كتابه القيم: "سير أعلام النبلاء"، والذي ترجم فيه لعدد من العلماء الأجلاء، وكذلك لعدد ممن اشتهر بين الناس وكان من أهل البدع أو الفسق أو الإلحاد، تجده لم يبخسهم ما لهم من صفات جيدة، بل أنصفهم بذكر ما لهم وما عليهم.
وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، منها:
1 - قال عن عبد الوارث بن سعيد: (وكان عالماً مجوداً، ومن أهل الدين والورع، إلا أنه قدري مبتدع) السير (8/ 301)
2 - وقال عن الحكم بن هشام (وكان من جبابرة الملوك وفساقهم، ومتمرديهم، وكان فارساً، شجاعاً، وكان ذا دهاء وعتوٍّ وظلم، تملك سبعاً وعشرين سنة) السير (8/ 254)
3 - وقال عن الواقدي: (والواقدي وإن كان لا نزاع في ضعفه فهو صادق اللسان، كبير القدر)، السير (7/ 142)
4 - وقال عن المأمون الذي تبنى فتنة القول بخلق القرآن وامتحن علماء أهل السنة بذلك: (وكان من رجال بني العباس حزماً، وعزماً، ورأياً، وعقلاً، وهيبة، وحلماً، ومحاسنه كثيرة في الجملة) السير (10/ 273)
5 - وقال في ترجمة الجاحظ الأديب المعتزلي: (العلامة، المتبحر، ذو الفنون .. وكان أحد الأذكياء .. وكان ماجناً، قليل الدين، له نوادر) السير (11/ 256)
6 - وقال عن قرة بن ثابت: (الصابئ، الشقي، الحراني، فيلسوف عصره .. وكان يتوقد ذكاء) السير (13/ 285)
7 - وقال في ترجمة الخياط المعتزلي: (شيخ المعتزلة البغداديين، له ذكاء مفرط، والتصانيف المهذبة .. وكان من بحور العلم، له جلالة عجيبة عند المعتزلة) السير (14/ 220)
وهناك أمثلة كثيرة غير هذه، ومن أراد الاستزادة فعليه بمراجعة سير أعلام النبلاء، يجد بغيته -إن شاء الله-.
ومنهج الذهبي في العدل في وصف الآخرين، منهج علمي دقيق، وهو منهج أهل السنة والجماعة في أحكامهم على غيرهم، وهو نابع من قوله تعالى: ((وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ)) (هود:85) والآيات المشابهة لها.
ولذلك ينبغي لكل من رام الإنصاف أن لا يحيد عن هذا المنهج السوي، وأن يتقي الله-عز وجل- في وصف غيره، ويتكلم بعدل وإنصاف.
العبرة بكثرة الفضائل:
فإن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، فمن غلبت فضائله هفواته، اغتفر له ذلك.
يقول ابن رجب الحنبلي: "والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه"
وكلمة ابن رجب بمثابة منهج صحيح في الحكم على الشخص الواحد، لأن كل إنسان لا يسلم من الخطأ، ومن قل خطأه وكثر صوابه، فهو على خير كثير.
ومنهج السلف هو: اعتبار الغالب على المرء من الصواب أو الخطأ، والنظر إليه بعين الإنصاف.
يقول الحافظ الذهبي: (ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن) (انظر سير أعلام النبلاء 20/ 46)
وقال الذهبي في ترجمة ابن حزم: (وصنف في ذلك - نفْي القياس -كتباً كثيرة، وناظر عليه، وبسط لسانه وقلمه، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب، بل فجج العبارة، وسب وجدع، فكان جزاؤه من جنس فعله، بحيث إنه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها ونفروا منها، وأحرقت في وقت، واعتنى بها آخرون من العلماء، وفتشوها انتقاداً واستفادة، وأخذاً ومؤاخذة، ورأوا فيها الدر الثمين ممزوجاً في الرصف بالخرز المهين، فتارة يطربون، ومرة يعجبون، ومن تفرده يهزؤون، وفي الجملة فالكمال عزيز، وكل يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ينهض بعلوم جمة،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجيد النقل، ويحسن النظم والنثر، وفيه دين وخير، ومقاصد جميلة، ومصنفاته مفيدة وقد زهد في الرئاسة، ولزم منزله مكباً على العلم، فلا نغلو فيه، ولا نجفو عنه، وقد أثنى عليه قبلنا الكبار) (نفس المرجع 18/ 186 - 187)
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلمة لطيفة: (ولكن كثير من الناس من يرى المثالب، ويعمى عن المناقب، وفي ذلك يقول الشعبي -رحمه الله-: "والله لو أصبت تسعاً وتسعين مرة، وأخطأت مرة، لأعدوا على تلك الواحدة" (نفس المصدر 4/ 308)
وقد قيل: كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.
يمكن أن تعتبر قاعدة مهمة في هذا الباب، يقول فيها: العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية) (انظر منهاج السنة النبوية 8/ 412)
ومن نفيس كلامه في هذا الباب قوله: "وإنه كثيراً ما يجتمع في الفعل الواحد، أو في الشخص الواحد الأمران: فالذم والنهي والعقاب قد يتوجه إلى ما تضمنه أحدهما، فلا يغفل عما فيه من النوع الآخر، كما يتوجه المدح والأمر والثواب إلى ما تضمنه أحدهما، فلا يغفل عما فيه من النوع الآخر، وقد يمدح الرجل بترك بعض السيئات البدعية الفجورية، لكن قد يسلب مع ذلك ما حمد به غيره على فعل بعض الحسنات السنية البرية، فهذه طريق الموازنة والمعادلة، ومن سلكه كان قائماً بالقسط الذي أنزل الله له الكتاب والميزان" (الفتاوى 10/ 366)
"ولا منافاة بين أن يكون الشخص الواحد يرحم من وجه، ويعذب ويبغض من وجه آخر" (الفتاوى 15/ 294)
"من سلك طريق الاعتدال، عظم من يستحق التعظيم، وأحبه وولاه، وأعطى الحق حقه، فيعظم الحق، ويرحم الخلق، ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات، فيحمد ويذم، ويثاب ويعاقب، ويحب من وجه ويبغض من وجه، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، خلافاً للخوارج، والمعتزلة، ومن وافقهم" (منهاج السنة النبوية 4/ 543)
لو أن كل إنسان راقب نفسه وحافظ على حسناته وكف لسانه فرب كلمة يهوى بها الإنسان في جهنم وهو لايدري
وكما قيل
كناطح صخرة يوما ليقلعها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
أو كما قال الحسن بن حميد
يا ناطح الجبل العالى ليكلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
لقد أحسن أبوالعتاهية حيث يقول
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما وللناس قال بالظنون وقيل
وقيل لابن المبارك فلان يتكلم في أبي حنيفة فأنشد
حسدوك أن رأوك فضلك الله بما فضلت به النجباء
وقيل لأبى عاصم النبيل فلان يتكلم فى أبى حنيفة فقال هو كما قال نصيب
سلمت وهل حى على الناس يسلم
وقال أبو الأسود الدؤلى
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم
وأكرر دائما
لما حبس الرشيد أبا العتاهية جعل عليه عيناً يأتيه بما يقول: فرآه يوماً قد كتب على الحائط:
أما والله إن الظلم لؤم ... وما زال المسيء هوالظلوم
إلى ديان يوم الدين بمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم
فأخبر بذلك الرشيد، فبكى، وأحضره، واستحله، وأعطاه ألف دينار.
ـ[خالد]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 12:18]ـ
لطفا غير مأمور انظر
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6660
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 01:53]ـ
أتفق معك يا شيخ أن السنهوري جنى على الشريعة بتحرير القانون المدني المصري الذي كلف به
فقد أعان الطاغوت على نبذ الشريعة الإسلامية، واستبدالها بالقانون الفرنسي في غالبه
وأقول: إن الرجل صدر منه ما يدل على ندمه على الطريقة التي كتب بها القانون المدني المصري وما بعده من القوانين.
وأتمنى - كما أظن أنك توفقني المنى - أن يكون مات على التوحيد وتعظيم الشريعة والتوبة من كل ما يخالفها
وأما كتاب مصادر الحق، فقد قرأت فيه كثيرا، وهو جيد، ومفيد لطالب الفقه، وهو ليس بمختص في الفقه الإسلامي، ولكن يستفاد منه في العرض والجمع والترتيب.
وأسأل عن كتاب الخلافة الذي يثني عليه المتخصصون من شيوخنا، هل يوجد عليه ملحوظات جوهرية؟
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 03:09]ـ
الذي يكتب باسم خالد = السكري = رمضان عوف
أما تتراجع عن اتباعك وتعصبك لأبي غدة وطعنك في السلفيين
على فكرة هذا المسمى بخالد هو رمضان عوف هو السكري معروف لدى كثير من الناس بتعصبه لأبي غدة وغيره ممن يسير على نهجه وطعنه في العلماء
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 04:14]ـ
بارك الله في الإخوة جميعًا ..
وهدى الله المتعصبة (لأبي غدة)، أو غيره. وللأسف أن بعضهم يتظاهر بالسلفية! والإنصاف! ويخلط (باب الغيبة) بـ (باب الجرح والتعديل).
وأرجو أن لا يتمادى بعضهم ممن يتستر خلف المعرفات المجهولة، فتُهتك أستاره.
وليشتغل بالعلم، ونشر الخير، أو حتى " أكل العيش "، فهو خيرٌ له من المحاماة عن أهل البدع والمنحرفين عن طريق أهل السنة.
والله الهادي ..
ـ[خالد]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 04:33]ـ
تنبيه:قيل إن الذي يشارك باسم خالد هو الأخ رمضان عوف , وهذا رجم بالغيب وإنني لست هو مع أنني أعرف الأخ رمضان عوف جيدا وأن هذه الكلمات - أقسم بالله- كتبتها بخط يدي ولا دخل للأخ فيها , وحينما حدثته بما كتب عنه قال: ((يكفيني فخرا أنني من تلاميذ الشيخ عبد الفتاح أبي غدة , وليس كوني من تلاميذ أبي غدة صرت منبوذا , ويعلم القاصي والداني ذلك , ومداخلاتي في ملتقى أهل الحديث تثبت ذلك ولإن أحياني الله لأنافح عنه في كل حق , وليس ذلك تعصبا له بل "ليس الخبر كالمعايتة")).
ولهذا أقول ينبغي ألا ترمى التهم جزافا بلا بينة.
مع أنني لم أحدد في مداخلاتي أي شخص بل أتكلم على المنهج العمومي في قضية الجرح والتعديل وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون , ومن عنده رد علمي فليرد عسى أن ينتفع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 05:06]ـ
مع اختلافي مع الشيخ القدير / سليمان الخراشي - وفقه الله - في بعض الجزئيَّات .. إلاَّ أن كلام الأخ خالد لا محل له من الإعراب!
بل وقع في نقيض ما أصَّلَه!
وكلامه لمزٌ وهمزٌ، والله يقول: {ويل لكل همزة لمزة} ..
تنبيه على التنبيه:
تنبيه:قيل إن الذي يشارك باسم خالد هو الأخ رمضان عوف , وهذا رجم بالغيب وإنني لست هو مع أنني أعرف الأخ رمضان عوف جيدا
وماذا عن (السكري)؟
أسكوتُك عن البيان إقرارٌ منك أنك هو؟
- مجرَّد سؤال -
ـ[أبو عبد الله المنصوري]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 06:22]ـ
رسالة وصلتني من الأخ أشرف
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 06:32]ـ
أنا أقول للمعارضين لردود الشيخ الخراشي على أبي غدة وغيره: إن كنتم ترون فعلا أن الشيخ الخراشي ظالم بردوده ومتعديا؛ فأرجو منكم الرد بردود علمية عليه وفي موضوع خاص حتى نرى أي الفريقين أقرب للصواب والحق.
ترى ما ينفع البكاء و ترديد أبيات عن الظلم وعاقبته. أنتم يا إخوان في مجلس علمي، ونقاش علمي ولستم في مأتم أو في مجلس تأبين.
(وبعض الناس كفشناهم يكتبون بكم معرف لكن لحقوا يعدلون الرد). الله يستر على الجميع.(/)
الصورة النمطية لرجال الدين- دوافع و غايات
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 07:20]ـ
الصورة النمطية لعلماء الدين .. الدوافع والغايات
2008 - 03 - 14
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=6663&issueNo=73&secId=23
أحمد خيري العمري *
يقدم الإعلام صوراً نمطية لفئات مختلفة، فيها تعميم واختزال، بعضها يكون تنميطا سلبيا والبعض الآخر يكون تنميطا إيجابيا، يسهم هذا التنميط في تلقين المتلقي صورة ذهنية عن هذه الفئة أو تلك، ويجد هذا المتلقي نفسه محكوماً (إلى حد كبير) بهذه الصورة لاحقاً في تعامله «الواقعي» مع هذه الفئة، أي أن هذه الصورة تتحول إلى حكم مسبق (سلبي أو إيجابي) يطال هذه الفئة بشكل مباشر.
وعلماء الدين هم مثل أي فئة أخرى معرضون لهذا التنميط السلبي والإيجابي، فالإعلام الديني يقدم صورة نمطية مبالِغة في إيجابيتها لهذه الفئة، ولكن هذا الإعلام يظل محصوراً بفئة تظل أقل حجما من فئة المتابعين للإعلام الرئيسي العام، الذي دأب على تقديم نمط سلبي جدا للفقهاء، وإن كان بطريقة غير مباشرة أحيانا.
مثال على هذا التنميط هو «الشيخ متلوف» الشخصية الكاريكاتيرية في الصحف المصرية، التي كان يقدمها «عبد السميع» في «أخبار اليوم» وسواها، والمستوحاة أصلاً من تعريب لمسرحية موليير الشهيرة «تارتوف» والتي عبرت بصورة كوميدية عن رجل دين منافق، يدعي القيم والمثل العليا ويطبق نقيضها .. كذلك كان الشيخ متلوف، بعمامته البيضاء وطقمه الأزهري، بالصورة التي ألفناه فيها في السينما المصرية.
وإذا كان موليير قد قدم مسرحيته الأشهر، في أواسط القرن السابع عشر، كتعبير أدبي عن تلك المرحلة بالغة التوتر التي شهدت عصر التنوير فإن الشيخ «متلوف» - على الأقل بنسخته الكاريكاتيرية - لم يكن أكثر من مجرد سخرية مسطحة هدفها الإضحاك، وظفتها الحكومة المصرية - التي كانت (آنذاك؟!) في حالة مواجهة مفتوحة مع الإخوان المسلمين ووجدت في شخصية رجل الدين وسيلة للهجوم على كل من يتحدث عن الدين- لإلصاق صفة النفاق والرياء به.
لا مشكلة حقاً في الإقرار بوجود نماذج مقاربة للشيخ متلوف، أو ترتوف، أو حتى راسبوتين، على أرض الواقع، لكن ضمن سياق الطبيعة البشرية، المعرضة للخطأ والصواب، والميالة للخير كما للشر، وخريجو المدارس الشرعية، مثلهم مثل خريجي الطب والهندسة والقانون وإدارة الأعمال، هم مجرد بشر عاديين، وبعضهم وضعته علاماته الدراسية في سلك الدراسة هذا، دون أن يكون له اهتمام مسبق، لذلك فمن الظلم أن نطالب أيّاً منهم بأن يكون مثالاً للنزاهة والاستقامة بأكثر مما نطالب الطبيب أو المهندس والمحامي .. إنهم في النهاية بشر، وهناك هامش يمد ويجزر، يتقلص ويتوسع، للهوة الموجودة بين الفكر والسلوك، وهي هوة ملازمة لأي إنسان، ما دام إنساناً.
ليس هذا دفاعاً عن الفقهاء، فهذا آخر ما يحتاجون إليه، كما أنه آخر همومي شخصياً، لكني أود توضيح أن سياق الهجوم الإعلامي عليهم كان مرتبطاً بما هو أكثر من مجرد الهجوم «عليهم»، أي أن الوسائل الإعلامية - المملوكة للحكومة تماماً كما في مثال الشيخ متلوف- كانت تتخذ من الشيخ «متلوف» رمزاً لتيار أكبر منه، تيار إسلامي سياسي كان في حالة صراع مع السلطة، وقد استخدمت السلطة كل أسلحتها في الهجوم عليه، ومن ضمن أسلحتها كان «الشيخ متلوف» – الذي نجح، عبر تكراره الشكلي، وإن ليس بالاسم، في السينما والتلفزيون، في تكريس صورة نمطية «سلبية» لرجل دين لا أحد ينكر وجوده – لكن لا يجب أن ينكر أيضاً وجود صور أخرى بعضها بسلبيات أقل، وبعضها بإيجابيات أكثر.
من منكم لا يذكر صورته النمطية التي كرست عبر وسائل الإعلام، والتي ساهم في تكريسها البعض من الفقهاء أنفسهم للأسف عبر تقمصهم لشخصية الشيخ متلوف.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا التناول السيئ لصورة الفقهاء والانطباع السلبي الذي يكرسه، هو أفضل بكثير من التناول (الحالي) لبعض وسائل الإعلام، خاصة مواقع النت، التي دأبت مؤخراً على إثارة قضايا معينة، متعلقة ببعض الفتاوى الشاذة الغريبة، وترويج الموضوع بشكل فضائحي وتهريجي، مفسحة المجال لتفاعل (مفترض) مع الجمهور الذي يتمكن كل واحد منه أن يدلي بدلوه عبر كبسة زر (ويستطيع واحدٌ منهم فقط أن يكبس الزر مائة مرة ليبدو كما لو أنه مئة شخص يتفاعل مع الخبر، لأن هذه المواقع لا تمنع تكرار مشاركات من نفس الحاسوب).
لم يكن هناك حين من الدهر ليس فيه فتاوى كهذه، فقهاء لا يملكون علماً حقيقياً بالمعنى الشمولي وإنما يمتلكون مظهر الفقيه فحسب، وربما «شهادة» تثبت أنهم أتموا متطلبات التخرج، وكانوا يفتون بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، لا تملك صلة بالواقع، وقلما يلتفت إليهم وإلى فتاواهم أحد، حتى من المحيطين بهم، لأنهم على الأغلب لا يمتلكون المصداقية الشخصية التي ميزت كبار المفتين والعلماء في العالم الإسلامي.
لكن مع التطور الأخطبوطي في وسائل الإعلام، صار بإمكان فتاوى من هذا النوع أن تتصدر الصفحات والعناوين الرئيسية، وأن تصطنع اهتماماً جماهيرياً مستدعية ردود أفعال من هيئات دينية وفقهاء، سيضطرون إلى أخذ موقف (دفاعي غالباً) .. النتيجة النهائية لهذا كله، أسوأ بكثير حتى من الصورة النمطية «للشيخ متلوف» .. فتلك الصورة، على سوئها، هي صورة شخصية، ويمكن ببساطة القول إن هذا الشيخ أو ذاك لا يمثلان أكثر من نفسيهما .. وإنهما لا يعبران عن الدين أو عن القيم الدينية، ما دام الأمر مرتبطاً في النهاية بالسلوك الشخصي.
أما مع ما يروج حالياً، عن فتاوى فضائحية، بأسلوب بعيد عن الموضوعية، يضخم أحياناً، ويقوّل أحياناً، ويخرج الفتوى عن سياقها الكامل في أحيان أخرى، ويسوق الأمر كله في إطار تهريجي، فإن النتيجة النهائية لا تمس شخصَ «من تجرأ على الفتيا» بل تمس الدين نفسه في النهاية .. ذلك أن تكرار الموضوعات وتقاربها – وبعضها مستلٌّ من فتاوى أقدم عهداً – والتركيز على الموضوع الذي تناولته الفتوى وليسَ الشخص خلفها هذا كله يحولنا من الضحك على «الشيخ متلوف» الذي هو في النهاية مجرد شخص، إلى التجرؤ على النص الديني المقدس وعلى الدين نفسه .. أي أن الصورة النمطية المقدمة حاليا لم تعد صورة نمطية للفقيه، بل إنها تكاد تكون للدين نفسه بكل ما يمثل من قيم وإمكانات كامنة للنهوض والبناء. والملاحظ أن معظم الفقهاء المتورطين في هذه الفتاوى هم غير مهمين أصلاً، حتى وإن تقلدوا مناصب في هذه المؤسسة أو تلك، فهذه مجرد وظائف، وتتم بالتعيين المباشر عبر الحكومة، أو بالتدرج الروتيني الذي لا يتطلب كبير ألمعية أو جهد.
وملاحظة تعليقات زوار المواقع، ستكشف عن مدى سوء هذه التغطية التي استفزت تعليقات كهذه: هناك أولاً تعليقات مذهبية (موجهة من مذهب إلى المذهب الذي ينتمي إليه من أفتى، كما لو أن كنوز المذهب الأول التراثية والمعاصرة لا تحوي فضائح مماثلة وأكثر) أو تعليقات إقليمية (من مواطنين من جهة معينة، تهاجم الدولة والشعب الذي انتهى إليه الشيخ المفتي، كما لو أن شاذ الفتاوى وغريبها لا يصدر إلا من هنا) أو تعليقات ضد الدين عموماً (من أشخاص علمانيين - أو يدعون ذلك- أو من أديان أخرى، أو من أشخاص متهتكين يجدون في الهجوم على الدين مبرراً لتفلتهم).
وهكذا فإن النتيجة تتجاوز بكثير الضحك السابق على شخصية وهمية هي الشيخ متلوف، تفعل غير ما تقول، وتنتقدها النصوص الدينية أصلاً، إلى السخرية من الدين نفسه ومن أصوله ومصادره.
لا ريب أن لدينا مشاكل في الفكر الديني وفي تطبيقاته الفقهية، ولدينا حاجة ملحة إلى تجديد حقيقي وعميق، لكن افتعال مشاكل سطحية، وعرضها بطريقة تهريجية، هو أبعد الطرق عن التجديد الحقيقي، وهو بالتأكيد أقصر الطرق إلى تأزيم ما هو متأزم أصلاً من مشاكل مذهبية وقطرية ومشاكل متعلقة بالأقليات.
وبالمناسبة: قد لا نؤمن بنظرية المؤامرة لكن هذا لن يلغي وجود «مؤامرة»!(/)
من للأسارى
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 09:16]ـ
الحمد لله رب العالمين
أتذكرون أخاكم
أم قد نسيتموه
نعم هو في السجن منذ عشرين سنة
عشرون سنة
ما أسهل النطق بها لكن .........
هل تدرك معناها أ م هل تتحسس أبعادها
دقيقة من فضلك
لا تفكر فيما مضى ما عمرك إلا ساعة
ولكن قل بعد عشرين سنة
تخيل نفسك تدخل غرفتك ولن تخرج منها إلا بعد عشرين سنة
تفارق الأهل وتهجر النسيم والسماء والغروب والأحباب وآخر ما تحلم به أن تسمع القرآن.
لا تظنن سجنك خلوة فأيامك ستصبح جحيما يملؤه الصخب والسب والعتب.
دون أن تنسى السجان الملعون فهو لا يحبك أن تسعد يوما سيحاول أن يجعلك تندم
أنك أحببت الإسلام ودفعت له ما تملك من أغلى الأيام.
شعور رهيب قد من الله عليك بالأمن منه وابتلى إخوانا لك به فهل دعوت لهم في دلجة الليل بالصبر والفرج
اللهم انصر إخواننا المجاهدين وفك أسر المأسورين.
قصتان عجيبتان
الأولى أسير في سجون الأمريكان لم يخرج من زنزانته أربع عشرة سنة
والسبب أن السجانين يفتشون من يخرجون فينزعون ثيابهم.
لله دره من زاهد محتسب لأجره مصابر
الثانية جندي أمريكي أسلم فأحب أن ينصر إخوانه فاستدرج وكشف أمره
وهو الآن بين أربعة جدران قد لا يعلم الكثير من الأحكام لكنه باع دنياه للعلام.
تذكروا إخوانكم ولا تظنوهم مئات ولا آلاف ولا عشرات الآلاف بل هم أكثر من ذلك
كل فرد منهم نفس منفوسة لها ماضيها ومبادؤها وأحلامها, لها أحباب وأصحاب و أهلون.
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 12:22]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الكلمات المؤثرة.
نسأل الله عز وجل أن يفك أسر إخواننا في كل مكان , وأن ينزل عليهم من اليقين والسكينة والصبر ما ينسيهم هذا البلاء إنه سميع مجيب.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 12:42]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[ابوبصير اليمني]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:14]ـ
جزاك الله خير ووفقك
إن لنا إخوة في سجون بني صهيون ولنا إخوة في سجون إخوة القردة والخنازير لانذكرهم ولا نهتم بما يجري لهم وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بفكاك الأسرى ولكن لاحياة لمن تنادي خذلهم من بعض من مَن ينتسب لاأهل العلم قبل عامة الناس ولا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 01:37]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الكلمات المؤثرة.
نسأل الله عز وجل أن يفك أسر إخواننا في كل مكان , وأن ينزل عليهم من اليقين والسكينة والصبر ما ينسيهم هذا البلاء إنه سميع مجيب.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 09:48]ـ
جزاكم الله خيرا.
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بفكاك الأسرى ولكن لاحياة لمن تنادي خذلهم من بعض من مَن ينتسب لاأهل العلم قبل عامة الناس ولا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ليس لهم إلا الله فالدعاء الدعاء.
ـ[أم عمر]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 10:12]ـ
جزاكم الله خيرا
والله إنهم مازلوا في القلوب والأدعيه مازلت تلهج لهم
فهم والله رمز على الصمود والعزه في زمن لايبالي
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:17]ـ
وإياكم نفع الله بكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:38]ـ
أحسنت .. أكرمك الله ورفعك على هذه التذكرة البليغة
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وأذكر بهذا الخصوص
أن أخانا خباب الحمد وهو أحد كتاب الألوكة
مسجون عند الخونة:زمرة عباس(/)
اهانة القرآن في افلام أخر الزمان-ارهابي غربي في برلمان ديمقراطي! (2)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 02:49]ـ
اهانة القرآن في افلام أخر الزمان-ارهابي غربي في برلمان ديمقراطي! (2)
قال شيرا عميد كلية الحقوق جامعة فيينا
في مؤتمر الحقوقيين عام 1927
ان البشرية لتفخر بانتساب رجل كمحمد اذ انه رغم اميته
استطاع قبل بضعة عشر قرنا أن يأتي بتشريع سنكون نحن الاوربيين أسعد
مانكون لو وصلنا الي قمته بعد الي سنة
بقلم طارق عبد الباقي منينة
ان خيرت فيلدر البرلماني العنصري الهولندي الذي ينتظر العالم كله فيلم الاهانة الذي اطلق عليه إسم (الفتنة!) انما هو صناعة العلمانية أحادية النظرة التي سخرت من كل شيء وحقرت كل شيء ونزعت القداسة عن كل شيء الا نزوات الانسان وحريته المطلقة التي لايقف امامها حد بل وتحطم اي شيء في طريقها ولو كان الانسان نفسه ككيان فريد ومااعلان موت الانسان من قبل فيلسوف غربي حديث الا دلالة علي مااقول
وفي الحقيقة فالعلمانية هي من ضيقت واسعا وخربت منافذ حرية الانسان داخل الانسان بغلق روحه وتضييق تطلعاته الروحية الاصيلة في النفس البشرية بل نسف مقوماتها وقتل خلاياها ومسخ خطوطها الاصيلة وقد اغلقت العلمانية ابواب الكون امام الانسان وجعلته منحصرا في جسده مسجونا داخل فرديته المغتربة في عالم العلمانية الحادة ومهرولا وراء كل شهوة لاتليق بانسانيته المكرمة حتي راينا الانسان العلماني يمارس الجنس مع الحيوانات بل ويمارس جميع انواع الشذوذ الجنسي والنفسي والفكري والمادي فالعلمانية هي من ضيقت حرية الانسان واستعبدته لبرامجها المخربة لفطرته وتميزه ككائن انساني فريد بين المخلوقات كلها
ان خيرت فيلدرز لايختلف كثيرا عن بقية النسخ العلمانية المنتشرة في الارض الا انه اكثر تعصبا واعمق جهلا بالحقائق التاريخية والتعاملات الحضارية والتناول الواقعي في عالم السياسة للمسائل الحيوية
انه يري بأم عينيه كغيره من العلمانيين الغربيين مدي الهوة التي سقط فيها الانسان الغربي ومدي الوحشة التي يعيشها في ظل المبادي العلمانية والواقعية المادية التي تخلق عالم الفردية المحاط بنزوات قاتلة وفراغ ساحق وانتحارات ومخدرات وانهيارات نفسية وعصبية واهتمامات سخيفة بل ان فيلدرز نفسه هو ومن معه من يصنعون تلك القوانين التي تجعل الانسان اكثر اغترابا في العالم واقرب الي عالم الحيوان الغير عاقل منه للانسان العاقل البصير بعواقب اموره ثم نراه مع ذلك وبغير حياء يخرج علينا بصيحته الفاشية المستهترة معلنا ان القرآن يدعو للفاشية والانتقاص من الانسان ولو كان القرآن كما زعم لما امنت به الشعوب التي وصل اليها الاسلام بل ان الاسلام هو من صنع حضارة ارتقت بالانسان والشعوب الي ان وصل الي السماء بالعلم فسمي النجوم باسماء عربية كما قالت المستشرقة الالمانية زيغرد هونكه في كتابها شمس العرب تسطع علي الغرب فالاسلام هو من صعد بالانسان الي السماء ونزع منه المهابة-التعبدية- تجاه الكون فلم يعد الانسان في حضارته يتعبد للكواكب وانما يفحص مجاراتها ومساراتها وطرق جريانها وتاثيراتها وصلة ذلك بالارض والانسان كما انه لم يعد بعد الاسلام يهاب طبقة او فرد او سلطة باطشة او ملك متجبر انما الكل سواسية امام الله وفي سورة الاسراء الاية 70 اعلن الله تكريمه للانسان فقال ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا
هذا الانسان الذي قال الله عنه انه سخر له مافي السموات والارض جميعا منه ليستفيد من التسخير وينتفع من التدبير انه هو الانسان نفسه الذي جعلته العلمانية الغربية حيوانيا منتسبا الي عالم الحيوان مستغرقا في ضروراته المنحصرة في اسوأ صور الاستغراق الحيواني بكل الوان شذوذه وخروجت به عن اطاره الحيوي الذي خلق له فضلا عن خروجه عن مسؤولية الانسان تجاه ارضه والكون المحيط به وبيئته المادية والانسانية حتي ظهر الخراب في البر والبحر بماكسبت ايدي الناس وايدي المادية المستهترة بالارض والانسان والكون
(يُتْبَعُ)
(/)
ان من عمل علي اختطاف الانسان هو العلمانية الشرسة ومن ارهب ضمير الانسان فانما هو هذه الوقحة المتكبرة التي هي سليطة اللسان علي الاديان ولكنها تنسي نفسها وسقوطها المريع في وحل الحيوان وتلويث الكون كله بملوثاتها المادية المنحرفة وافكارها المستهترة ولا اتكلم هنا عن ايجابيات التطورات المادية التي كان اصلها الاسلام وجذرها تعاليم القرآن الذي تحرك به المسلمون لاكتشاف الكون والارض ثم استفاد الغرب من علومه ومناهجه
و فيما نري خيرت فيلدرز يتهم القرآن بالفاشية نري البرلمان الذي هو جزء منه يحاول ان يصدر قانونا لمنع ممارسة الجنس مع الحيوان-ويبدو انه بتاثير الحزب المسيحي الجديد! - بعد ان غرق الغرب في ممارساتها وتلوثت الانترنت بأوبائها وتخريباتها وامتلاء الواقع منه ومن انواع اخري من الشذوذ ومازالت هذه النشاطات مستمرة فعالة
انها الممارسة التي تجري علنا علي قدم وساق واتاحت العلمانية لها الفرصة كما اتاحت لغيرها من انواع الشذوذ المختلفة وقننتها وشرعتها بل والان تجري المطالبة بحق ممارسة الجنس العلني في الحديقة والشارع العام -مع انها تجري في حدائق عامة بدون معارضة بل ويعرف الجميع ذلك! -ومن قبل كان هناك حزب يطالب بممارسة الجنس مع الاطفال وتشريع كل مايتعلق بذلك من صناعة افلام جنسية وان كانت هذه الافلام منتشرة بالملايين في طول الغرب وعرضه من امريكا الي اصغر دولة اوروبية مع محاولة بئيسة للسيطرة عليها وقد جاءنا الخبر-في الجرائد الهولندية- منذ ايام بموافقة سبعون في المئة من سكان امستردام علي السماح بممارسة الجنس في حدائق امستردام بدل ان كان الامر ينحصر في حديقة واحدة فقط
علي فيلدرز ان ينظر الي عالمه ويحاول اصلاحه وهو البرلماني فعليه ان ينظر في حاجات الانسان الاصيلة من توفير حياة كريمة توفير عمل لكل عاطل وتوفير قسط من الكفاية المادية والنفسية لكل اسرة وتوفير امان في الداخل والخارج بدل زراعة الارهاب في كل مكان بل ان عليه ايضا ان ينظر بحياد الي آيات القرآن التي تقرر كرامة الانسان وتجعل له قيمة وتمد نظره الي السموات والارض باعتباره مسخرة له فهو الخليفة والانسان المكرم وهو الذي اعلن القرآن ان الله سخر له السموات ومافي الارض جميعا وسمح له بارتياد الافاق العلوية والارضية
سنريهم آياتنا في الافاق قال الله في القرآن المجيد وسخر لكم السموات والارض جميعا منه قال الله تعالي في هذا القرآن العظيم المبين
ان علمانية فيلدرز المتطرفة تتجرأ في سبيل تحقيق فكرتها المتعصبة علي انتهاك الانسان في سبيل نزوات قليلة وشاذة وفي سبيل اشاعة الفوضي في المجتمعات والقلاقل بين الفئات والكراهية بين الجماعات وفقط تتبجح بان له حق حرية التعبير في انتقاص الانبياء والنيل من الاسلام ورميه بما هو بريء منه بل ومعاملة القرآن بانه متأخر بالنسبة للحريات الجنسية التي منحتها العلمانية بعد قضائها علي الكنيسة في الغرب للانسان العبثي الوحشي-انسان مابعد الحداثة! - الذي خرج عن اطار القيم الانسانية العليا وكأن المطلوب من القرآن ان يشرع لسقوط الانسان في حمأة الشهوة الشاذة وكأنه مطلوب منه ان يقرر موت الانسان او زجه في حمأة الشهوة الشاذة او السعار الجنسي الجنوني كما فعلت العلمانية وبين بعض فلاسفتها اخيرا انها بالفعل قتلت الانسان وان الانسان قد مات!
لقد مات الانسان في ظل الحرية العلمانية ودمرت القيم الانسانية وبقيت قيم المادة والنزوة العابرة والانانية القاتلة الذابحة لكل صور العلاقات الانسانية الرشيدة التي يريد فيلدرز وامثاله نفيها من عالم الانسان ولذلك يتحرش بالقيم الايمانية والشرائع السماوية ويتهم الاسلام بماهو لصيق بعلمانية فيلدرز وافرازاتها التاريخية التي خربت الانسان وانهت فرادته في الكون ودمرت صورته المكرمة التي منحها الله للانسان تفضيلا له علي المخلوقات التي جعلها الله مسخرة له
فتنة فيلدرز
اعلن خيرت فيلدرز انتهاؤه من فيلم الاهانة للاسلام ولنبي الاسلام
واعلن انه سيتم عرض في نهاية شهر مارس
(يُتْبَعُ)
(/)
حالة الترقب الشديدة ضاربة المشهد الهولندي بالسواد والامة الهولندية تعاني من ازمات اقتصادية شديدة وازمات اجتماعية ضاغطة وازمات سياسية كبيرة فالحكومة تتكون من مجموعة احزاب متنافرة عناصرها والمجتمع يعاني من ازمة ضياع الشباب في عالم الكحول والاقراص المخدرة الغير قانونيةوتلف خلايا مخية نتيجة شرب الكحول في سن المراهقة بل تلف سمعه نتيجة موسيقي الديسكو العالية والمخربة للاذن كما بين اهل الاختصاص هذا غير المخدرات القانونية والدعارة بانواعها القانونية والانتحار المتزايد والامراض النفسية المتزايدة ايضا في مجتمعات الرفاهية والحرية!! كما ان الاقتصاد يعاني من التحولات الكبيرة نتيجة الرأسمالية المتقدمة المتغيرة وينتج عن تحولاته وتفاعلاته وانماطه اغلاق شركات وانهاء عقود عمل كثيرة داخل المؤسسة الواحدة فعدم الاستقراروالتغيرات المفاجئة وسرعة تحول رأس المال هو من يجعل الانسان في حالة اضطراب وقلق علي حياته والتزاماته
لم يلتفت خيرت فيلدرز الحاصل حزبه-وهو الرئيس- علي تسعة مقاعد- الي هذه المشاكل التي تحتاج لحل ايجابي ينتفع منه المواطن الهولندي الذي يعاني من فرض العلمانية عليه-حتي انه تقبلها وهو لايعرف هويتها الخفية ونتائجها المتسارعة والمفاجئة له وافرازاتها المفاجئة له –خصوصا الاجيال القديمة التي تعاني من القيم الجديدة- بل ان فجاءتها تصيب كثير من فلاسفتها ومعتتقيها بالذهول حتي اعلن بعضهم موت الانسان وقهره وجبريته في عالم الهيمنة العلمانية في صور لها خطيرة علي الانسان وحريته الحقيقية
يستغل خيرت فيلدرز مساحة الحرية الكبيرة التي تتيحها العلمانية الشاملة الحاكمة في جميع مؤسسات الغرب كما انه يستغل مساحة الحركة التي يتيحها القانون فلايجد اقرب الي نفسيته العصابية من مهاجمة القرآن ورميه بالوحشية والفاشية
يساعده علي القاء اتهاماته وشتائمه بعض المستشرقيين الذين لايختلفون في الموقف من الاسلام عنه الا انهم يقتصرون في مهاجمتهم للقرآن علي محاضرات في الجامعات يصورون التاريخ الاسلامي والقيم الاسلامية علي غير حقيقتها وبمكر كبير وحيل عظيمة وتلفيق عظيم كما يفعل المستشرق الهولندي ينسن في محاضراته التي يلقيها يوميا علي طلبة الدراسات الاسلامية وهم غالبا من العرب والمسلمين وقلة منهم من الهولنديين وغيرهم محاولا ان يغرس فيهم النظرة الاحادية المتطرفة لنقد الاسلام وبصورة حاقدة عنيفة عاني منها كثير من طلابه علي امتداد سنوات الدراسة التي اضطروا فيها الي الدراسة علي خطابه الهمجي ضد الاسلام ووقاحته الساخرة من الرسول والكتاب الكريم والتاريخ الاسلامي العظيم
ان هؤلاء المستشرقين تقوم يتقريبهم بعض دوائر التهييج والاعلام والفكر والمجتمع من الناشطين في مهاجمة الاسلام
وقد رأينا ذلك في حالة ايشي علي الصومالية التي قالت بانها كانت مسلمة وتركت الاسلام –وهذا تبسيط للقضية لانها علمانية اصلا حتي قبل مجيئها لهولندا! فهي لم ترتد نتيجة مفاجئة بمفاهيم وهي تعيش في الغرب انما كانت علمانية رافضة للاسلام كبقية العلمانيين العرب المتطرفين الذي لايملون من مشاغبة الاسلام والنيل منه حتي في بلاد الاسلام -والناظر في خطابها العلماني يري ان هذه المراة دربت بكفاءة علي الفكرة العلمانية المادية التي تنكر الدين عموما والاسلام خصوصا اضافة الي شخصيتها الطائشة في مهاجمة الاسلام في كل مكان بدءا بالبرلمان الذي وصلت اليه بانضمامها الي احزاب مختلفة ومن خلال هذا البرلمان صنعت قلاقل علي المراة المسلمة ومن علي منبره رمت الاسلام بالتخلف والغباء والاعصرية وانتهاءا باللقاءات الصحفية والاعلامية المختلفة التي كانت تجيد فيها الردح العلماني الحاقد في صورة مسعورة وهائجة من صور التطرف العلماني
فمن اوصلها بهذه السرعة الي البرلمان الهولندي؟؟!!
وهل يمكن للاجئة بسيطة تدعي انها هربت من زوجها لانها اجبرت علي الزواج منه-هكذا!!!! - اي انها لم يكن لها قرار في زواجها ان تكون بهذه الثقافة العلمانية الكبيرة وهل يمكن لعلمانية بهذه الثقافة والتحدي ان تقع تحت ضغط زواج ممن لاترضي؟ بل وترفع الي مكانة في البرلمان الهولندي وتكون علي معرفة بقوانينه واحزابه وقيم الحداثة والعلمانية بصورة دقيقة!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد راينا ايضا نموذج اخر علماني متطرف يقدم في الاعلام الهولندي ساعيا الي تنقص الاسلام بصورة تشمئز منها النفوس الكريمة
ان هذا النموذج العلماني الحاقد المغير للحقائق هو ناهد سليم علمانية مصرية تربت علي كتابات الغلو و الحقد العلماني
وقد حضرت لها محاضرة كانت تلقيها في مكتبة للقراءة العامة في حي الاجانب في مدينة لاهاي واعترضت علي افكارها المنبثقة من فكر نصر حامد ابو زيد ومحمد سعيد العشماوي وصادق جلال العظم وغيرهم من العلمانيين الذي ينطلقون من الفكر المادي الاحادي القاصر عن التحليل الشامل لكثير من مناحي الحياة
ان ناهد سليم من مواليد احدي قري الدلتا المصرية 1952 هاجرت الي هولندا في العام 1979 عملت في النظافةثم درست في Filmacademie ثم درست الترجمة واشتغلت مترجمة لها عدة كتب مثيرة منها قصص من مصر
وزوجات النبي
واخيراالكتاب الصادر عن دار نشر عنصرية بلجيكية كتاب الله يكره النساء!
تفتح لها بعض الصحف والمجلات الهولندية ابوابها فتكتب مقالات في جريدة ان ار سي وموقع اوب ساي حصلت علي جائزة هولندية لسنة2006 وهي نفس الجائزة التي حصلت عليها الصومالية ايشي علي لسنة 2004
Nahed Selim kreeg onlangs de Harriët Freezerring 2006. Het feministische maandblad Opzij reikt sinds 1978 jaarlijks de Harriët Freezerring uit. Deze prijs is bestemd voor een vrouw wier werk belangrijk is voor de emancipatie en is vernoemd naar de schrijfster Harriët Freezer, die tot haar dood in 1977 deel uitmaakte van de Opzij-redactie. De prijs werd onder andere toegekend aan Ayaan Hirsi Ali, en wel in 2004.
تقوم ناهد سليم في كتاباتها بنقد القرآن كما انها تدعي ان مفسري القرآن فسروا القرآن تفسير ذكوري! وانها يجب عليها ان تقوم بتفسير انثوي علماني ولما سؤلت عن ان كانت تؤمن بإله اجابت قالت ان الهها هو ضميرها لاشيء خارج هذا الضمير العلماني
تقول بانها كتبت ماكتبت لتسمع من المسلمين مااذا كان نقدها للقرآن صائب ام لا!
وكتابها الاخير الله لايحب النساء صدر عن دار نشر بلجيكيةوهي دار نشر تنشر غالبا للعلمانيين العرب الذين يعيشون في الغرب وقد اخبرت ناهد سليم بنفسها ان دار النشر البلجيكية طلبت منها كتابة كتاب يمكنها نشره عن طريقها لقلة الكتابات العربية في الغرب! قالت علي هذا الاساس كتبت اخر كتبي وهو بعنوان الله لايحب النساء
Waarom verschijnt dit boek bij een Belgische uitgeverij?
Nahed Selim: Het is de uitgever van Naema Tahirs eerste boek, dat ik toen in ontvangst heb genomen. De uitgever zei toen dat men in België nog erg politiek correct is en dat er nog weinig islamkritische boeken verschijnen, dus vroegen ze mij of ik er niet één wilde schrijven.
تقول ان القرآن كتاب لايتعدي حدوده التاريخية ولذا يجب وضعه في عالمه الخاص به لانه لايستطيع ان يحكم حيانتا العصرية ولامشكلاته واشكالاته
وعن الحجاب فتدعي انها تشك ان المسلمات يلبسنه عن قناعة هذا وهي المصرية التي خالطت مسلمات محجبات في الجامعة! وعاشت في المجتمع المصري الي حين خروجها منه الي حيث الاضواء العلمانية الذاهبة للبصائر الضعيفة والابصار المخطوفة
Ik betwijfel sterk of dit hun eigen keuze is. Ik weet dat in heel wat families de hoofddoek wordt opgedrongen aan de dochters vanaf acht of negen jaar.
في تعقيبها علي فيلم فيلدرز في برنامج حواري هولندي علي القناة الثانية الهولندية يوم13 - 03 - 2008 قالت بانه لاينبغي ان تخضع هولندا للتهديدات الاسلامية الراديكالية ولاينبغي ان تخضع هولندا لاي ضغوط خارجية
وقالت ان سبب الازمة هي المسلمون وليس الغرب وفيلدرز وان القرآن يجب ان يخضع للنقد والتحليل ويجب علي المسلمين تقبل هذا لان تطورهم مرتبط به وحريتهم من التفسير الاسلامي ضرورية
وهذا هو رابط البرنامج للمشاهدة تراها تجلس بجوار شاب مغربي ملتحي كان يرد علي افكارها تجاه موضوع فيلدرز وغيره مما تفوهت به زورا!
ورابط الحوار المشار اليه من هنا
http://player.omroep.nl/?aflid=6663586
ورابط الحوار المشار اليه من هنا
http://www.liberales.be/cgi-bin/show...mletters&print
http://www.liberales.be/cgi-bin/show...seliminterview
وهذا مقال لها من جريدة تراو
http://www.trouw.nl/deverdieping/let...en_niet_verder
ان العلمانية تشوه الاسلام بلاادني حياء والمقلدون العرب عبيد الفكر العلماني لايستحون من اطلاق الاكاذيب تبعا للمستشرقين واصحاب الفكر المادي علي جميع مستوياته المتضاربة والمتناقضة
ان القرآن العظيم محفوظ بحفظ الله اما المحرفون فهم الي زوال مهما طالت بهم الاعمال او استطالت بهم الالسنة الحداد
والله متم نوره ولو كره الكافرون
http://tarek1963.maktoobblog.com/882326/%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A9 _%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A 2%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9 %81%D9%84%D8%A7%D9%85_%D8%A3%D 8%AE%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B2% D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8 %D9%8A_%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8 A_%D9%81%D9%8A_%D8%A8%D8%B1%D9 %84%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%AF%D 9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D 8%B7%D9%8A%21%282%29/?postView=1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 05:11]ـ
نسال الله أن يجعل كيدهم في نحورهم وان ينتقم منهم عاجلاً غير آجل.
ـ[عربي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 04:33]ـ
و الله إن عنوان الموضوع يؤلمني هل من سبيل لتغييره يرحمكم الله؟
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 07:21]ـ
نعم يمكن تغييره ويمكنك مطالبة الادارة بتغييره وليكن العنوان كمثال
خيرت فيلدر البرلماني الهولندي يحارب القرآن او اي عنوان يكون قريبا من ذلك تقترحه او يقترحه احد الاخوة وساحاول اغيره في مدونتي -وان كان المقال انتشر في مواقع-وفقط احتاج وقت لوضع عنوان جديد وان كان العنوان يوصل الفكرة كما في بعض الاحاديث شتمني ابن ادم وهكذا وعموما نسمع لكم
جزاكم الله خيرا علي الغيره
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 09:28]ـ
اخواني المقال مرة اخري بعد اصلاحات وتعديلات
معذرة
http://tarek1963.maktoobblog.com/882326/%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A9 _%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A 2%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9 %81%D9%84%D8%A7%D9%85_%D8%A3%D 8%AE%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B2% D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8 %D9%8A_%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8 A_%D9%81%D9%8A_%D8%A8%D8%B1%D9 %84%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%AF%D 9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D 8%B7%D9%8A%21%282%29/(/)
ماذا تعرف عن الدولة العثمانية
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 04:09]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تُعتبر الدولة العثمانية هي الدولة الشرعية للخلافة الإسلامية السُنّية , وهي التي كانت تحمي الإسلام والمسلمين على مدار ستة قرون , ولهذه الدولة من المجد وحماية الإسلام وأهله مالها , ومن ثَمَّ كَثُرَ عداء الغرب والحاقدون على الإسلام و أهله لها. فكيف نشأت هذه الدولة؟
نشأة الدولة العثمانية:
مؤسس هذه الدولة هو عثمان بن أرطغرل بن سليمان, وأصل جده من بلاد الأناضول التي كان يُغِيرُ عليها التتار في ظل حكم آل سلجوق , وعثمان هذا كان أعجوبة زمانه , يقول عنه العصامي – الذي كان معاصرا له – في كتابه " سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ": (وكان للسيف والضيف كثير الإطعام فاتك الحسام، كثير البذل واسع العطاء، شجاعاً مقداماً على الأعداء، ما خلف نقداً ولا متاعاً إلا درعاً وسيفاً يقاتل بهما الأعداء الكفار، وبعض خيل وقطيعاً من الغنم اتخذها للضيفان، وأنسالها باقيةٌ إلى الآن ترعى حول بلاد بروسا أبقوها تيمناً وتبركاً، وهو أول من أظهر عظمة هذا الملك، وسلك سبيل العدل فيه حتى قيل فيه: ثالث العمرين , وكان جميل الصورة حتى قيل: ثالث القمرين. وكان يحب الفقراء والمساكين وأبناء السبيل والأيتام فيجمع أنواع الطعام وأصناف الحلوى، فيطبخ لهم بعد كل ثلاثة أيام سماطاً عظيماً يأكل منه الخاص والعام ممن ذكر وغيرهم.)
فهذا هو عثمان بن أرطغرل الذي أخذ على عاتقيه توسيع رقعة ديار الإسلام في بلاد الأناضول و التصدي لهجمات التتار المعتدين الذين لم تستطع الدولة السلجوقية التصدي لهم وهذا الذي دعا السلطان السلجوقي علاء الدين إلى جعل أرطغرل والد عثمان حاكمًا على الأناضول فلما مات أرسل السلطان لولده عثمان خلعةً وسيفاً ونقارةً وخصَّه بالغزو على الكفار , وهذا إعلان رسمي بحكم عثمان لهذه الأقاليم , والذي حدث أبعد من هذا إذ أنه (لما توفي السلطان علاء الدين سنة تسع وتسعين وستمائة، اجتمع أكثر الغزاة عند عثمان بن أرطغرل، فتسلطن عثمان الغازي وجلس على تخت السلطنة في السنة المذكورة.) وبهذا استقرت أمور الحكم في البلاد للسلطان عثمان الغازي كما - لقبته كتب التاريخ- , وكان هذا إذانًا بقيام دولة بني عثمان.
فضائل الدولة العثمانية وعيوبها:
ونحن نجد مدح العلماء والمؤرخين للدولة العثمانية , فهذا المُؤرخ العصامي يقول في كتابه (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي): " في ذكر ملوك آل عثمان خلد الله سلطتهم القائمة إلى آخر الزمان، أصلحُ الدول بعد الصحابة والتابعين دولتُهم وذلك لانقيادهم للشرع، وتمكنهم من رتبة العبادة كالصلاة والصوم والحج، والجهاد وملازمة الجماعة، واتباع السنة وحسن العقيدة، والشفقة على الأمة، وكشف كل كربة وغمة، وقل أن يوجد جميع ذلك في دولة من الدول السابقة." أ. هـ
وهذا المحبي في كتابه (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر) يقول: " وبالجملة فإن محاسن هذه الدولة العثمانية كثيرة وخيراتهم غزيرة ... " وأخذ يعدد الفضائل. أ. هـ
وحقًا لو تتبعنا فضائل الدولة العثمانية لأخذ هذا منا وقتًا وجهدًا كبيرًا لكثرة حسنات هذه الدولة المباركة ولكن نجمل هذه الحسنات في الآتي:
• إذلال الدولة البيزنطية باستيلائها على القسطنطينية عام 1453 هـ , ووسعت فتوحاتها إلى أوروبا لنشر الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجًا في البوسنة والهرسك وألبانيا وبلغاريا وغيرها.
• محاربة الشِّيعة يقول ابن عابدين في (تنقيح الفتاوى الحامدية): " وقد أكثر مشايخ الإسلام من علماء الدولة العثمانية لا زالت مؤيدةً بالنصرة العليَّةِ في الإفتاء في شأن الشيعة المذكورين وقد أشبع الكلام في ذلك كثيرٌ منهم وألَّفوا فيه الرسائل وممن أفتى بنحو ذلك فيهم المحقق المفسِّر أبو السعود أفندي العمادي ونقل عبارته العلامة الكواكبي الحلبي في شرحه على منظومته الفقهية المسمَّاة الفرائد السنية ومن جملة ما نقله عن أبي السعود بعد ذكر قبائحهم على نحو ما مر فلذا أجمع علماء الأعصار على إباحة قتلهم وأن من شك في كفرهم كان كافرًا فعند الإمام الأعظم وسفيان الثوري والأوزاعي أنهم إذا تابوا ورجعوا عن كفرهم إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام نجوا من القتل ويرجى لهم العفو كسائر الكفار ... ألخ".
• تصدت للعداء الغربي الحاقد الذي كان يستهدف المد الإسلامي , يقول الشيخ الدكتور عائض القرني: كانت الخلافة العثمانية تبسط سلطانها على العالم الإسلامي وهي آخر خلافة حكمت العالم الإسلامي , وكان المسلمون – على رغم ما في هذه الخلافة من ملاحظات ونقص – كانوا مجتمعين في الجملة في بلد واحد ولم تكن هناك حدود ولا جوازات و لا أنظمة تحول بين المسلم و بين أخيه المسلم في إقليميات ضيقة وقطع من الأراضي ممزقة بل كان العالم الإسلامي واحدًا فسعى العالم الغربي و الاستعمار لضرب هذه الخلافة.أ. هـ
ومما لا يخفى على الباحث الحصيف أن من أهداف الحرب العالمية الأولى هو القضاء على الدولة العثمانية , ويقول الشيخ الدكتور سفر الحوالي: بعدما سقطت الخلافة الإسلامية – الخلافة العثمانية – أصبحت البلاد الإسلامية لقمة سائغة في أيدي الأعداء.أ. هـ
• خدمة العلم والعلماء بخلع ألقاب وأوقاف ومنح عليهم , فكان المفتي فيها يُسَّمى بشيخ الإسلام وكانت له سلطة في الدولة قويةً جدًا , كذلك أُحترم القضاء مما كان له أثره الحميد على إقامة العدل , ولمعرفة المزيد في هذا يمكنك الرجوع إلى كتاب (الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية) لأحمد بن مصطفى بن خليل المشهور بطاشكبري زاده.
• منع قيام دولة يهودية على أرض الإسلام , فرغم كل الإغراءات التي عُرضت على السلطان عبد الحميد آن ذاك والتي كانت ستجعل منه أغنى رجل في العالم لم يوافق لليهود على إقامة دولة لهم داخل حدود إمبراطوريته – رحمه الله تعالى -.
ولكن الحق يقال أنه لم تخل هذه الدولة – كغيرها – من مجموعة عيوب ومخالفات نجملها في الآتي:
• النزعة المُتَصَّوِفة وإباحة بناء القبور في المساجد , ففي اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية يوجد (481) جامعًا لايكاد يخلو جامع فيها من ضريح , ومن غير شك أن هذه الأبنية والأضرحة مخالفة تمامًا لما جرت عليه الدول الإسلامية السُنْيَّة في بنائها للمساجد أو اعتقادها في الأضّرِحَةِ والنُصُبِ.
• انتهاج سياسة التتريك وإهمال اللغة العربية نوعًا ما , فكثيرًا ما يَحِنُّ السلاطين العثمانيون للغتهم الأصلية ويطغى هذا الاتجاه عليهم وعلى مناحي الحياة بعامة داخل الإمبراطورية العثمانية.
• عدم وقوف الدولة بكل حزم للأقليات العرقية والدينية التي كانت بطول الإمبراطورية وعرضها و التي كانت ضرب بكل قوة في كيانها الداخلي وخاصة اليهود الذين كانوا ينخرون كالسوس فيها.
شرعية الدولة العثمانية:
وفيما يتعلق بشرعية الدولة , فلها الشرعية من عدة وجوه , ذلك أن سلاطينها لم يتسمَّوْا بالخلفاء وإنما تسمَّوْا بالسلاطين وذلك ردًا على من أخذ بظاهر حديث " الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ " , نعم يشترط في الإمام أن يكون قرشيًّا في حال اختيار الإمام من أهل الحل والعقد، أما الإمام المُتَغَلَّبِ على الحكم بالقوة – وهذا حال سلاطين بني عثمان - فلا يشترط فيه القرشيَّة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "اسْمَعُوا وأَطِيعوا ولَو اسْتُعمِل عَلَيكُم عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ". أخرجه البخاري (7142)
وقال الحافظ في الفتح: (وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المُتَغَلَّبِ، والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقنِ الدماء، وتسكين الدهماء) ج 13، ص9
، فالإمام المسلم المُتَغَلَّبِ تجب طاعته، ولو لم يكن عربيًّا، فضلاً عن القرشيِّ - كما هو ظاهر هذا الحديث المتقدم والأحاديث الأخرى. والله تعالى أعلم.
فنعلم بذلك شرعية الخلافة العثمانية ولم يُفْتِ أيُّ عَاِلِمٍ سواء في عصرها – وقد أمتدت ستة قرون – أو بعد سقوطها بعدم شرعيتها وأنها الممثلة للمذهب السني في الأمة الإسلامية على رحابته آن ذاك.
علاقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالدولة العثمانية:
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى -صاحب دعوة سياسية حتى بعد تحالفه مع آل سعود وتكوين الدولة السعودية , ولكن كانت دعوة الشيخ دينية بحته , إذ ساءه ما آلَ إليه حالُ الناس في جزيرة العرب من التوسل البدعي بالقبور والأضرحة , فقام ينشر دعوته الإصلاحية , و يُحيى مذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد , وكان ينظر إلى الدولة العثمانية كدولة خلافة لا يجوز الخروج عليها بأي حال من الأحوال , وهذا مذهبه الذي كان يراه , ومن كلامه في ذلك: (وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه) أ. هـ.
فهذا كلام واضح منه رحمه الله , ولم نعثر فيما كتب على أي فتوى تكفر الدولة العثمانية أو تشكك في شرعيتها , ولو صدرت فتوى لوصلتنا بدون أدنى شك , فليس من المعقول أن تنقل لنا كل أحداث ووقائع الدعوة ولا تأتينا فتوى في هذا الصدد.
ويرى كثير من الباحثين أن (نَجْدَ) لم تكن تحت الحكم العثماني و لا غيره وأنها كانت متروكة لحكم مشايخ القبائل ..
فيقول أمين سعيد في هذا الشأن:
(ولقد حاولنا كثيراً في خلال دراستنا لتاريخ الدولتين الأموية والعباسية، وتاريخ الأيوبيين، والمماليك في مصر، ثم تاريخ العثمانيين الذين جاءوا بعدهم وورثوهم، أن نعثر على اسم وال، أو حاكم أرسله هؤلاء، أو أولئك أو أحدهم إلى نجد أو إحدى مقاطعتها الوسطى، أو الشمالية أو الغربية أو الجنوبية، فلم نقع على شيء، مما يدل على مزيد من الإهمال تحمل تبعته هذه الدول .. على أن الذي استنتجناه في النهاية هو أنهم تركوا أمر مقاطعات نجد الوسطى والغربية إلى الأشراف الهاشميين حكام الحجاز الذين جروا على أن يشرفوا على قبائلها إشرافاً جزئياً).أ. هـ
وفي هذا الصدد يقول الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى -:
(لم يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة العثمانية - فيما أعلم وأعتقد -، فلم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة، وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل … وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة، وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده، فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى …)
هذا والله تعالى أعلى وأعلم بالصواب والحق ..
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 10:55]ـ
تَخَصُّصُكَ مَاذَا أَقُولُ؟؟؟ لا أقُولُ إِلاَّ بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَجَعَلَكَ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ .... آمين
ـ[ابن رشد]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 11:17]ـ
ولكن أم يقاتل ولاة الدول السعودية ولاة الدولة العثمانية؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 11:57]ـ
/// كل دولةٍ تمرُّ بمراحل ضعف وقوَّة، وقد آل أمر الدولة العثمانية أوالإمبرطوريَّة إلى حال لا تحسد عليها في آخر عهدها.
/// وأيضًا ... فكلُّ دولةٍ وحكَّامها فيهم جوانب إيجابيَّة، قد تطغى وتخفي بعض الجوانب السلبيَّة، التي قد تنغمر في بحار حسناتها أحيانًا، وقد تظهر إلى السَّطح أحيانًا أخرى لشِدَّة أثرها ..
/// عداء الدَّولة العثمانيَّة مع الرَّوافض الصَّفوييِّن وتأديبهم لهم أكبر من أن يحصر في مقال، ومن الطرف الآخر فإشغال هؤلاء الحُمُر المجوس، القادمون من إيران للأتراك أخَّر وأنهى جهودها في استمرار بسطها للمد التركي الإسلامي الذي لو تمَّ لكان اجتاح غرب أوروبا كما اجتاح شرقها، ولكن .. الله غالب على أمره.
/// والرفضة قبَّحهم الله من مجوس صفويين يعلمون أنَّ هناك عداءً مستحكمًا بينهم وبين الحنفيَّة وجنس الترك منهم خاصَّة على مدى التاريخ، وقد يظهر حتى في هذا العصر على استحياء.
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 10:44]ـ
ولكن أم يقاتل ولاة الدول السعودية ولاة الدولة العثمانية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يا أخي الحبيب , الدولة العثمانية لم تحارب الدولة السعودية , ولكن الذي حاربها هو محمد على باشا , وذلك بدافع طموح شخصي عنده , فهو رجل كان يحب الاستحواذ على المنطقة العربية , ويبعث جيوشه إلى أراضي يظن أنه يسهل له وضعها تحت حكمه .. والله الموفق.
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير أخي على هكذا طرح رائع.
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 07:34]ـ
أثابك الله
أما عن أنه لم يكن لها مولّى بنجد فلا
كانوا الأشراف ثم آل عريعر أمراء بني خالد
ثم خالد بن سعود آل سعود بعد حبس فيصل بن تركي
ثم ابن رشيد حكام الجبل بأن اعترفوا لهم بالسيادة مقابل الدعم
وأما غزو آل سعود للأتراك فلم يكن إلا في الدولة الثالثة لهم في عهد لملك عبدالعزيز
وهنا قصيدة فيها مايتعلق بالمراد للشاعر زويلان الهواري:
أعد كلامك ياهذا على مهل = أعده واحذر وجانب سقطة الزلل
كأن قلبي مضروب بقنبلة = كأن روحي قد طارت إلى زحل
قلي أتعقل ما أبديت من كلم = أم كنت قلدت شخصا كان غير ملي
تذم جهلا رؤوس الدين في زمن = نصرا ونشرا له ينفون للزغل
لا لا تقل كفروا جهلا وماكفروا = قلي لما كفروا أبن دليلك لي
لأنهم تبعوا الأتراك ماخرجوا = لأنهم لم يروا كفرا على من ولي
أين البواح الذي من أجله خرجوا = آل السعود ومن غرو له وبلي
خليفة الله سلطان البلاد غدا = في الترك لافي بني العباس أو بعلي
وقلد ابن الرشيد الحكم في بلد = وقد أقام كتاب الله فيم ولي
(طلال) بعد (أبيه) ثم (متعبهم) = وبعد (بندر) (مهاد البلاد) ولي
ثم (الجنازة) ثم الابن (متعبهم) = (خالاه) ثم (سعود) السعد والكلل
(سميُّ) أولهم ثم (محمدهم) = وذاك خاتمهم ثم السقوط يلي
حين أتى خارجي عارف لسن = بحب سلطنة فؤاده ممتلي
أراد ماقد بنى آبائه زمنا = فاحتال حتى غدا نزاعه قبلي
فألب ابن الصباح الناس يسنده = أتت قبائل نجد والشمال تلي
ربت على العشر لكن كان مصرعهم = على ((الصريف)) فكان الحادث الجلل
فلم يفد فأتى بالدين مستترا = فجاءه الناس من سهل ومن جبل
رمى (الجنازة) بهتانا وفسقه = من ثم كفره وساكني الجبل
حتى تسموا بإخوان بدينهم = وما أتوه يناقض جملة الملل
قل في ((الشعيبة)) كم من تالي قتلوا = في مسجد كم مصل بالسيوف علي
كم من رضيع بلا رأس بلا قدم = يبغون أجرا وجناتا بذا العمل
فرعون أرحم من أولا ومافعلوا = غبا يقتل لا دوما كذا الرجل
في قتل مرتضع وغزو متبع = وترك مشركة خوارج الملل
لا بل تعاقد مع قسيس لندنهم = ضد الخلافة فأبصر واترك الحول
يقول أن بني عثمان قد كفروا = حتى غدا الكافر الأصلي إليه ولي
يقول ماكان في حكمي ومملكتي = فمسلم ماعداه الكفر فيه جلي
فآل حكم بلاد العرب في بلدي = إلى (الأعيور) سفاك الدما ذللي
من بعد ذاك (أبا الشرين) يعقبه = فـ (الفيصل) الدين الضرغام ذو النول
فـ (خالد) الخير ثم (الفهد) بعدهما = (خيران) بالجود والإحسان صار ملي
أرى علي وجوبا أن أطيع له = في غير معصية من دون مامللي
لو يجلد الظهر أو ماحزت يأخذه = أأنتسي الفضل والإحسان وا خجلي
إلا بواح خلا من مانع وأتى = فيه الشروط بلا لبس ولاخلل
رباه رباه فاجمع شمل أمتنا = أعزها رب وانصرها على الدول
أثرت يوسف شيئا كنت أكتمه = وزدت أيضا بني العم للعلل
القلب في عليل مغرم كمد = طال الفراق إلى أن بت في الطلل
عينان عمشاوتان فيهما رمد = من وابل مستهل يملأ القلل
في كل منظومة عاهدت أذكرها = لو كان مضمونها لايعرف الغزل
فعاهدتني أن بالصوت تندبني = في كل رابعة من دون ماملل
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 01:12]ـ
لا يا أخي الحبيب , الدولة العثمانية لم تحارب الدولة السعودية , ولكن الذي حاربها هو محمد على باشا , وذلك بدافع طموح شخصي عنده , فهو رجل كان يحب الاستحواذ على المنطقة العربية , ويبعث جيوشه إلى أراضي يظن أنه يسهل له وضعها تحت حكمه .. والله الموفق.
بل حاربها بوكالة وطلب من الدولة العثمانية محمد على الباطنى وأرسل ابنه إبراهيم بك الجبان الذي استخدم أساليب قذرة من رشوة مشايخ القبائل ليطعنوا دعوة التوحيد في ظهرها وغيرها من الأساليب القذرة ولما قبض على الشهيد بإذن الله ابن سعود أرسله إلى الآستانة حيث قتله الأتراك بتحريض من الصوفية والأحناف.
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 02:32]ـ
وما ابراهيم باشا إلا جندي من جنود الأتراك
لمّا أنكر الملك سعود الأول على حجاج الأتراك ومنعهم من الحج لما يفعلونه من شرك أرسلوا ابراهيم باشا فهدم الدرعية وقتل كثيرا من أهلها وممن قتل صاحب (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد) حفيد الإمام المجدد رحمهم الله
وأما غزوة ابنه محمد في الدولة السعودية الثانية فلا يحضرني سببها، لكن كان مع الغزاة خالد بن سعود آل سعود الذي ولوه بعد اعتقالهم الإمام فيصل في سجونهم
وهي من الفتن كفانا الله شرها
لو كنا في زمنهم لأحتار البعض هل يكون مع الإمام الشرعي مع ماأقر من بدع -كبناء القبور في المساجد- أم مع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية ومن انتظم في سلكها
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 04:26]ـ
وكان هنااك مناوشات بين القبائل التابعه لحاكم البصرة والزبير وابن سعود
وكان العثمانيون يحرصون عل ان يبقى الحرمين تحت تبعيتها
وخشوا عليهما عندما أخذهما السعوديون في الاولى بقيادة سعود ابن سعود
ـ[نايف العساكر]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 02:42]ـ
المعروف أن أخر الدولة العثمانية انتشرت فيها القبور والمشاهد عليها
حتى لو خرج عليها أحد لكن خروجهم سائغا شرعاً.
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 06:09]ـ
أخ نايف
هل وجود مظاهر شركية في الدولة تدل على كفر حاكمها؟
هل الشرط (إلا ان تروا كفرا بواحا عليه من الله برهان) نراه من مظاهر دولته كبناء القبور، أو نراه منه؟
إذا كان الثاني سقطنا في مسألة تكفير المعين وشروطها
بانظار مشايخنا
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 06:31]ـ
قال الشيخ ناصر الفهد فك الله أسره _الدولة العثمانية و موقف أئمة الدعوة منها_
إن من يتأمل حال الدولة العثمانية - منذ نشأتها وحتى سقوطها - لايشك في مساهمتها مساهمة فعلية في إفساد عقائد المسلمين، ويتضح ذلك من خلال أمرين:
الأول: من خلال نشرها للشرك.
الثاني: من خلال حربها للتوحيد [1].
وقد نشرت الدولة العثمانية الشرك بنشرها للتصوف الشركي القائم على عبادة القبور والأولياء، وهذا ثابت لا يجادل فيه أحد حتى من الذين يدافعون عنها، وسوف أنقل فيما يلي بعض النصوص التي تثبت ذلك من المتعاطفين مع الدولة العثمانية:
فقد قال (عبد العزيز الشناوي) في كتابه (الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها!! 1/ 59) - على سبيل المدح -: "وقد كان من مظاهر الاتجاه الديني في سياسة الدولة تشجيع التصوف بين العثمانيين وقد تركت الدولة مشايخ الطرق الصوفية يمارسون سلطات واسعة على المريدين والأتباع، وانتشرت هذه الطرق أولاً انتشاراً واسعاً في (آسيا الوسطى) ثم انتقلت إلى معظم أقاليم الدولة .. وقد مدت الدولة يد العون المالي إلى بعض الطرق الصوفية .. وكان من أهم الطرق الصوفية (النقشبندية) و (المولوية) و (البكتاشية) و (الرفاعية) .... " أ. هـ[2].
وقال (محمد قطب) في كتابه (واقعنا المعاصر) ص 155: "لقد كانت الصوفية قد أخذت تنتشر في المجتمع العباسي، ولكنها كانت ركناً منعزلاً عن المجتمع، أما في ظل الدولة العثمانية، وفي تركيا بالذات فقد صارت هي المجتمع، وصارت هي الدين" ا. هـ.
وفي (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة) ص348: "البكداشية: كان الأتراك العثمانيون ينتمون إلى هذه الطريقة وهي ما تزال منتشرة في ألبانيا كما أنها أقرب التصوف الشيعي منها إلى التصوف السني [3] ... وكان لها سلطان عظيم على الحكام العثمانيون ذاتهم" أ. هـ.
وفي كتاب (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) ص411: "وتنافس السلاطين العثمانيون في بناء التكايا والزوايا والقبور البكتاشية .. فبينما ناصرها بعض السلاطين، عارضها البعض الآخر مفضلين طريقة أخرى غيرها" أ. هـ.
لذلك فلا عجب من انتشار الشرك والكفر واندراس التوحيد في البلاد التي يحكمونها.
وقد قال الشيخ حسين بن غنام رحمه الله تعالى في وصف حال بلادهم: "كان غالب الناس في زمانه - أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب - متضمخين بالأرجاس متلطخين بوضر الأنجاس حتى قد انهمكوا في الشرك بعد حلول السنة بالأرماس ... فعدلوا إلى عبادة الأولياء والصالحين وخلعوا ربقة التوحيد والدين، فجدوا في الاستغاثة بهم في النوازل والحوادث والخطوب المعضلة الكوارث، وأقبلوا عليهم في طلب الحاجات وتفريج الشدائد والكربات من الأحياء منهم والأموات، وكثير يعتقد النفع والضر في الجمادات ... - ثم ذكر صور الشرك في نجد والحجاز والعراق والشام ومصر وغيرها - " أ. هـ[4].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله تعالى (ت 1229 هـ) في رسالة له إلى والي العراق العثماني واصفاً حال دولتهم: "فشعائر الكفر بالله والشرك هي الظاهرة عندكم مثل بناء القباب على القبور وإيقاد السرج عليها وتعليق الستور عليها وزيارتها بما لم يشرعه الله ورسوله واتخاذها عيداً وسؤال أصحابها قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات، هذا مع تضييع فرائض الدين التي أمر الله بإقامتها من الصلوات الخمس وغيرها فمن أراد الصلاة صلى حده ومن تركها لم ينكر عليه وكذلك الزكاة وهذا أمر قد شاع وذاع وملأ الأسماع في كثير من بلاد: الشام والعراق ومصر وغير ذلك من البلدان" أ. هـ[5].
هذا حال الدولة العثمانية باختصار شديد، ومن لم تكفه النقول السابقة في بيان حالها فلا حيلة فيه.
وأما حال سلاطينها - وإن كنت أشرت إليه إجمالاً - فهو من هذا الجنس أيضاً، وسوف أذكر نماذج متفرقة من هؤلاء السلاطين لبيان حالتهم:
السلطان أورخان الأول (ت 761 هـ):
وهو السلطان الثاني لهذه الدولة بعد أبيه عثمان (عثمان الأول ت 726 هـ)، واستمر في الحكم 35 سنة، وقد كان هذا السلطان صوفياً على الطريقة البكتاشية [6].
والطريقة البكتاشية؛ وقد مرت في أكثر من موضع - وهي طريقة صوفية شيعية باطنية أسسها (خنكار محمد بكتاش الخرساني) ونشرها في تركيا عام 761 هـ، وهي مزيج من عقيدة وحدة الوجود وعبادة المشايخ وتأليههم وعقيدة الرافضة في الأئمة، ولهم غلو في النبي صلى الله عليه وسلم - مخرج عن الإسلام - ومن ذلك قول الطالب والمريد إذا أراد الدخول في هذه الطريقة: "جئت بباب الحق بالشوق سائلاً، مقراً به محمداً وحيدراً، وطالب بالسر والفيض منهما، ومن الزهراء وشبير شبراً" ثم يقول: "وبالحب أسلمت الحشا خادماً لآل العباس، وملاذي هو الحاج بكتاش قطب الأولياء "ويقول لشيخه:"وجهك مشكاة وللهدى منارة، وجهك لصورة الحق إشارة، وجهك الحج والعمرة والزيارة، وجهك للطائعين قبلة الإمارة، وجهك للقرآن موجز العبارة"، وأوراد البكتاشيين هي على عقيدة الرافضة الأثني عشرية، ولهم في عقيدتهم من الأوراد الباطنية وطريقة زياراتهم للقبول الشركية ما يجل عن الوصف [7].
السلطان محمد الثاني (الفاتح) (ت 886 هـ):
وهو من أشهر سلاطين هذه الدولة، ومدة حكمه 31 سنة:
1) فإنه بعد فتحه للقسطنطينية سنة 857 هـ، كشف موقع قبر (أبي أيوب الأنصاري) رضي الله عنه وبنى عليه ضريحاً، وبنى بجانبه مسجداً وزين المسجد بالرخام الأبيض وبنى على ضريح أبي أيوب قبة، فكانت عادة العثمانيين في تقليدهم للسلاطين أنهم كانوا يأتون في موكب حافل إلى هذا المسجد ثم يدخل السلطان الجديد إلى هذا الضريح ثم يتسلم سيف السلطان (عثمان الأول) من شيخ (الطريقة المولوية) [8].
2) وهذا السلطان هو أول من وضع مبادئ (القانون المدني) (وقانون العقوبات) فأبدل العقوبات البدنية الشرعية الواردة في الكتاب والسنة - أي السن بالسن والعين بالعين بالعين - وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني [9].
3) كما أصدر قانوناً - عُمِل به بعده - وهو أن كل سلطان يلي السلطة يقتل كل إخوته!! حتى يسلم له العرش [10].
السلطان سليمان القانوني (ت 974 هـ):
وهو أيضاً من أشهر سلاطين الدولة العثمانية، وحكم 46 سنة تقريباً.
1) فإنه لما دخل (بغداد) بنى ضريح أبي حنيفة وبنى عليه قبة، وزار مقدسات الرافضة في (النجف) و (كربلاء) وبنى منها ما تهدم [11].
2) كما أنه إنما لقب بالقانوني لأنه أول من أدخل القوانين الأوربية على المسلمين وجعلها معمولاً بها في المحاكم، وقد أغراه بذلك اليهود والنصارى [12].
السلطان سليم خان الثالث (ت 1223 هـ):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله تعالى في رسالته لوالي بغداد - والتي سبق الإشارة إليها -: " وحالكم وحال ائمتكم وسلاطينكم تشهد بكذبكم وافترائكم في ذلك - أي في ادعائهم الإسلام - وقد رأينا لما فتحنا الحجرة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عام (اثنين وعشرين) رسالة لسلطانكم (سليم) أرسلها ابن عمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغيث به ويدعوه ويسأله النصر على الأعداء، وفيها من الذل والخضوع والخشوع ما يشهد بكذبكم، وأولها: (من عُبَيْدك السلطان سليم، وبعد: يا رسول الله قد نالنا الضر ونزل بنا المكروه ما لا نقدر على دفعه، واستولى عبّاد الصلبان على عبّاد الرحمن!! نسألك النصر عليهم والعون عليهم) وذكر كلاماً كثيراً هذا حاصله ومعناه، فانظر إلى هذا الشرك العظيم، والكفر بالله الواحد العليم، فما سأله المشركون من آلهتهم العزى واللات، فإنهم إذا نزلت بهم الشدائد أخلصوا لخالق البريات ". اهـ[13].
السلطان عبد الحميد الثاني (1327 هـ):
وقد كان هذا السلطان صوفياً متعصباً على الطريقة (الشاذلية)، وإليك رسالة له إلى شيخ الطريقة الشاذلية في وقته يقول فيها: " الحمد لله .... أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، وإلى مفيض الروح والحياة!!، شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات وأقبل يديه المباركتين، راجياً دعواته الصالحات، سيدي: إنني بتوفيق الله تعالى أدوام على قراءة الأوراد الشاذلية ليلاً ونهاراً، وأعرض أنني لا زالت محتاجاً لدعواتكم القلبية بصورة دائمة" [14].
والطريقة الشاذلية طريقة صوفية قبورية شركية عليها من العظائم والطوام ما يكفي بعضه لإلحاقها بالكفار الوثنيين [15] [16].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] وقد جعل المدافعون عن حرب العثمانيين للدعوة السلفية تلك الحرب حرباً سياسية، وليست كذلك وإنما كانت أساساً حرب عقدية بدأوها بفتوى من علمائهم القبوريين. انظر (حاشية ابن عابدين) 4/ 262.
[2] وهذه الطرق كلها قائمة على عبادة القبور والأولياء، بل وعلى الشرك في الربوبية الذي أقر به مشركو العرب وذلك من خلال معتقدات الصوفية بالغوث والأقطاب والأبدال وغيرهم من الذين يتصرفون بالعالم بزعمهم، وراجع ما كتبه شيخ الإسلام في الصوفية ومناظرته أتباع للرفاعية (الفتاوى مجلد11) وراجع ما كتبه إحسان إلهي ظهير عن الصوفية وعن هذه الطرق وشركياتها في كتابه (دراسات في التصوف) وما كتبه السندي في كتابه (التصوف في ميزان العلم والتحقيق) وما كتبه الوكيل في كتابه (هذه هي الصوفية) وسيأتي تفصيل لبعض هذه الطرق إن شاء الله.
[3] التصوف كل محدث مبتدع وليس هناك تصوف سني، وسوف يأتي تفصيل لهذه الطريقة.
[4] (روضة الأفكار) ص5 وما بعدها.
[5] (الدرر السنية) 1/ 382.
[6] انظر (تاريخ الدولة العلية العثمانية) ص 123، و (الفكر الصوفي) ص 411، والبكتاشية قد تسمى البكداشية والبكطاشية، وهذا السلطان قد ذكر المؤرخون عنه أنه قد أعان ملك الروم ضد ملك الصرب لوعد ملك الروم إياه بتزويجه ابنته، أنظر (تاريخ الدولة) ص 125.
[7] أنظرها بالتفصيل في (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) ص 409 - 424.
[8] أنظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها) 1/ 64.
[9] أنظر (تاريخ الدولة العلية) ص 177، و (فتح القسطنطينية ومحمد الفاتح) ص 177.
[10] أنظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية) 1/ 64، وقد افتتح حكمه بقتل أخيه الرضيع أحمد! (تاريخ الدولة العلية) ص 161.
[11] انظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية) 1/ 25، (تاريخ الدولة العلية) ص 223.
[12] انظر (واقعنا المعاصر) ص 160، (تاريخ الدولة العلية) ص 177وص 198ومابعدها.
[13] (الدرر السنية) ص 160، (تاريخ الدولة العلية) ص 177وص 198 ومابعدها.
[14] انظر (إمام التوحيد) لأحمد القطان ومحمد الزين ص 148، و (الطريق إلى الجماعة الأم) ص 56، و (مجلة العربي) الكويتية الخبيثة عدد 169 - 157.
[15] انظر صوراً من شركهم وزيغهم وبدعهم في (درسات في التصوف) ص 235، و (التصوف في ميزان البحث والتحقيق) ص 327.
[16] أما أخبار هذه الدولة مع اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار في توليهم لهم ومساعدتهم بل وتسويتهم بالمسلمين فكثيرة جداً طالعها إن شئت في (تاريخ الدولة العلية) و (الدولة العثمانية دولة إسلامية) و لا تكاد تخلو سيرة سلطان عثماني عن شيء من ذلك، وانظر على سبيل المثال سيرة (عبدالمجيد بن محمود) حيث أصدر (فرمان الكلخانة) عام 1255 هـ قرر فيها الحرية الشخصية والفكرية وساوى غير المسلمين بالمسلمين، انظر (تاريخ الدولة العلية) ص 455، (الإسلام والحضارة الغربية) ص 15.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 08:49]ـ
بارك الله فيكم أخي (أبو البراء الأندلسي)
ويا ليت قومى يعلمون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 10:46]ـ
بارك الله فيك أخي أبو البراء
لكن هل يبيح هذا الخروج عليهم
أعلم أن هذا كفر صراح
لكن هل الشرط للخروج ان نرى كفرا صراحا في دولته او في شخصه بحيث نحكم بكفره؟
يعلم الله اني طالب للفائده
بالانتظار. .
ـ[ابن عسكر]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 09:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
* لم تكن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوة خارجية، بل دعوة إصلاحية .. هذا ما أعتقده ..
* ولكن أظن أن قول الإمام محمد لمحمد بن سعود في مسألة الأموال التي كان يأخذها ممن هم تحت رعيته " لعل الله يعوضك من الغنائم "!! يشعر أنه كان يرى كفر من قاتلهم، وهو مما اخذ عليه رحمه الله تعالى ..
* ابن سعود لم يكن يريد نصرة الامام، ولولا مشورة زوجته الجوهرة وحثها له ما أقدم على ذلك ..
وأنا لا أطعن بنية ابن سعود فهذا أمر لا أملكه، فلعله انشرح صدره لذلك، ولكني أعتقد بأن أحفاد ابن سعود سعوا بعدها لمُلك دنيوي باستغلال دعوة الإمام، وهذا ليس على الغالب حتى لا أكون متخرصاً ..
* القول بأن نجد ليست من ضمن ولايات الدولة العثمانية قول هزيل؛ فوجود إهمال أو عدم وجود ممثل عن الدولة العثمانية لا يعني أنها مستقلة، فلو قامت جماعة من الناس مثلاً بإقامة دولة في صحراء الربع الخالي بحجة عدم وجود ممثل عن الدولة السعودية فهل يُسلّم لها ذلك؟
* لم يُنقَل إلينا - في حسب بحثي - أن الإمام رحمه الله تعالى راسل السلطان العثماني وشرح له دعوته وبينها له أنها دعوة لإصلاح عقائد الناس وتوحيد الله تعالى حقا قولا وفعلا ونبذ الشرك ومداخله، وذلك من باب الإعذار والتبيين، لما كان رحمه الله تعالى يملكهمن حسن بيان.
* نعم، لم يكن سلاطين آل عثمان غفر الله لهم على النهج العقدي السليم، وهذا بسبب كثرة علماء الأحناف ممن لم يكن على المنهج القويم حولهم، مما جعلهم يعتقدون أن الدين الحق هو ما قرره هؤلاء العلماء الذين ربوهم منذ الصغر.
* أن التذرع بمشروعية قتال الدولة العثمانية بسبب توليهم لليهود والنصارى كذب عليهم، فالدولة العثمانية كانت تقاتل النصارى وتنكل باليهود، وإلا لما قام النصارى واليهود بتأليب بعض المناطق العربية والآسيوية على الدولة العثمانية بحجة القومية والظلم والاستعمار الأجنبي، مثل المغرب وتونس وآل سعود وعمان والكويت وقطر ..
ولو طبقنا هذا التذرع على أحولنا اليوم لكانت ذريعة على مشروعية قتال آ سعود بسبب تواطئهم مع النصارى وخذلانهم للمسلمين ..
* أن العرب لم يقوموا بواجبهم تجاه الدولة العثمانية، بل كانوا عبئاً عليها، ولم يكن لهم كبير مشاركة بالجهاد ضد الروس والبلغار والاوربيون، بل منعوا العثمانيين من نصرة الاندلسيين لما استنصروهم كما حصل من أهل المغرب، وحالف آل سعود البريطانيين ولم يضعوا أيديهم بيد العثمانيين لما طلبوا منهم ذلك ..
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 09:35]ـ
* في كتاب (البيان والإشهار) للسابق.
ذكر أن الإمام ابن سعود الكبير رحمه الله عندما سيطر على الحجاز أرسل إليهم رسالة بخبرهم بذلك، وأنه أبقى على القاضي من العثمانيين وخلاه مع منصبه.
وسأنقله.
* ذكر د. محمد عمارة أنه لدى الخلفاء العثمانيين بجانب مجلسهم غرفة فيها مكان مجهز لتغسيله يوم وفاته، ليذكر لقاءالله عندما يخرج من مجلسه.
سمعته من الدكتور في إحدى ندواته.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 09:48]ـ
قال الشيخ فوزان السابق - رضي الله عنه -:
( ... وأرسل زمام بهذا الفتحالجدير بالثناء إلى "القسطنطينية" في مكتوب كتبه، وهذا نصه: بسم الله الرحمن الرحيم. من "سعود" إلى "سليم"، إني دخلت مكة في يوم 4 محرم سنة 1218هـ وأبقيت على حياة الأهل والسكان، وهدمت القبور والقباب المشبهة بعبادة الأوثان، وأبطلت الضرائب والعوائد الزائدة عن اثنين ونصف بالمائة، وقررت القاضي المعين من طرفكم لفصل الأحكام في هذه الناحية بالموافقة والمطابقة لأوامر نبينا (ص) وشريعته، وأرغب منك: أنك في السنة القابلة تصدر الأوامر إلى باشوات الشام ومصر بأن لا يرسلوا مع المحامل طبولا ولا زمورًا إلى مكة والمدينة؛ لأن الدين لا نفع له بهذه الأشياء المحرمة، والسلام بيننا).
وسلام الله عليك.
تحريرًا في 10 محرم سنة 1218.
وانظر رسالة في الطريق إلى ثقافتنا لمحمود شاكر في الحديث عن الشيطان علي باشا واسمه الحقيقي وكيف سيطر على حكم مصر
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 02:26]ـ
المعروف أن أخر الدولة العثمانية انتشرت فيها القبور والمشاهد عليها
حتى لو خرج عليها أحد لكن خروجهم سائغا شرعاً.
/// صدقت أخي - رعاك الله -.
/// حتى وإن لم نكفرهم - ربما لجهلهم وغرقهم في التصوف - لكن لا يمكن السكوت على هذه المنكرات: من من المساواة بين الكفار والمسلمين ونشر الشرك وغيرها من الطوام، فكان الحل المناسب ما قام به شيخ الإسلام محمد رحمه الله وجزاه عنا كل خير وجمعنا به في الفردوس مع النبيين آمين.
/// أما القول:
* لم يُنقَل إلينا - في حسب بحثي - أن الإمام رحمه الله تعالى راسل السلطان العثماني وشرح له دعوته وبينها له أنها دعوة لإصلاح عقائد الناس وتوحيد الله تعالى حقا قولا وفعلا ونبذ الشرك ومداخله، وذلك من باب الإعذار والتبيين، لما كان رحمه الله تعالى يملكهمن حسن بيان.
---
فقد نقلت رسالة الإمام سعود رحمه الله.
/// توضيح:
لم يقاتل ابن عبد الوهاب العثمانيين، إلا إن كان قاتل جنودهم أثناء سيطرة دولة الإمام سعود.
أرجو أن يسعفنا الإخوة بنقل نصوص المأرخين.
/// وأنا أتصفح كتاب (البيان والإشهار) للشيخ فوزان رحمه الله ولم أتمه، فسأنقل ما أراه يفيدنا، ولعل أحد الإخوة يكفينا المصادر الأخرى(/)
من قراءاتي (3): مسائل في الجدل والمناظرة .. من كتاب الشيخ حمد العثمان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 04:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب الشيخ الفاضل: حمد العثمان: (أصول الجدل والمناظرة في الكتاب والسنة) - والعناوين مني -:
-الحجة الصحيحة كالسلاح:
قال أبو محمد ابن حزم: " ولا غيظ على الكافرين والمبطلين من هتك أقوالهم بالحجة الصادعة، وقد تهزم العساكر الكبار، والحجة الصحيحة لا تغلب أبداً، فهي أدعى إلى الحق وأنصر للدين من السلاح الشاكي". ص 47.
- لا تُعاشر متلونًا:
قال ابن عقيل الحنبلي: " احذر ممن إذا غلبت عليه حال من الأحوال، استحال حتى لم يظهر فيه تقييد العقل عن الشطح، وإن غضب تأسد، فلم يبق فيه ما يكفه عن الصول، وإن اعتراه الهم، خرج بصورة رخم ساقطاً على ما وجد من المطاعم، لا يلوي عن تناول المستقذارات في الطبع والمكروهات في الشرع، وإن عرض بها طالب الحق ومقتضى الشرع راغ روغان الثعلب، لا يمزج روغانه ثبات، ولا إصغاء على إذعان،ولا استجابة لهذا الشأن، فهذا لا يدخر عنده الإحسان، لأنه كالوعاء المخترق، ولا يرجى منه الخير.
فاحذر معاشرة أمثاله، فإنه من أعظم الأخطار، ومجموع هذا في كلمة: لا تعاشر متلوناً).ص 255.
- دع الجدل هنا:
قال ابن القيم: " فإن المحاجة والمجادلة بعد وضوح الشيء وظهوره نوع من العبث، بمنزلة المحاجة في طلوع الشمس). ص 331.
- زلات " الأئمة ":
(الأئمة تقع منهم فلتات زولات مما هو من ولازم بشريتهم وانتفاء العصمة عنهم، وآحاد هذه المسائل ليست أصولاً يلتزمها أولئك الأعلام.
فلا ينبغي لأحد أن يشنع على إمام بسبب زلة أو نادرة وقعت منه، فإن هذا عنوان الضغينة لأولياء الله، قال ابن القيم: " وليس تتبع المسائل المستشنعة من عادة أهل العلم فيقتدى بهم في ذكرها وعدها". اهـ.
وإنما يجمع مثل هذه المسائل المستشنعة من يريد التنفير من مذهب أهل السنة بحكاية هذه النوادر كما هو حال الرافضة، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية لما حكى مسألة عتق ولد الزنا بالملك، قال: " ومثل هذه المسألة الضعيفة ليس لأحد أن يحكيها عن إمام من أئمة المسلمين، لا على وجره القدح فيه، ولا على وجه المتابعة له فيها، فإن ذلك ضرباً من الطعن في الأئمة، واتباع الأقوال الضعيفة، وبمثل ذلك صار وزير التتر يلقي الفتنة بين مذاهب أهل السنة حتى يدعوهم إلى الخروج عن السنة والجماعة، ويوقعهم في مذاهب الرافضة وأهل الإلحاد". اهـ.
وهذه المسائل المستشنعة لا تحكي رعاية لحق الأئمة، لأنها إذا حكيت رما أو حشت القلوب، وربما استضر بها ضعيف الإيمان وتتبع فيها الرخصة). ص 337.
- سهولة الهدم:
(المستدل لمذهبه يبذل وسعه في إقامة الأدلة على صحة دعواه، ولابد أن يحشد كل ما يدل لمذهبه على بناء صحيح.
أما معارضة هذه الأدلة وردها ونقضها فهو أسهل من إقامة بنيان وتشييد أركان مذهب، فحال الهدم أسهل وأيسر من التأسيس والبناء، ولأنه قد يظهر للمعارض فساد قول حال سماعه دون سابق نظر، وربما لا يستطيع تصحيح مذهب وإقامة الأدلة عليه دون سابق بحث ونظر.
قال الراغب الأصفهاني:" واعلم أن سبيل إنكار الحجة والسعي في إفسادها أسهل من سبيل المعارضة بمثلها والمقابلة لها، ولهذا يتحرى الجدل الخصيم أبداً بالدفاع لا المعارضة بمثلها، وذلك أن الإفساد هدم وهو سهل، والاتيان يمثله بناء وهو صعب، فإن الإنسان كما يمكنه قتل النفس الزكية وذبح الحيوانات وإحراق النبات ولا يقدر على إيجاد شيء منها، يمكنه إفساد حجة قوية بضرب من الشبه المزخرفة ولا يمكنه الاتيان بمثلها، ولأجل ما قلنا دعا الله سبحانه وتعالى الناس في الحجج إلى الإتيان بمثلها لا إلى السعي في إفسادها فقال تعالى: (فأتوا بسورة من مثله) [البقرة:23]، وقال (قل فأتوا بعشرة سور مثله مفتريات) [هو:13] فرضي أن يأتوا بمال فيه مشابهة له وإن كان ذلك مفترى ". ص 493.
- اهدم الباطل ثم ابنِ الحق:
(المناظر الذي اختار البدء بالمناظرة وشرع في الاستدلال لمذهبه أولاً، فإنه يقوم بالبناء وذكر الأدلة والمقدمات لمذهبه.
والمعترض المخالف له لا يمكنه أن يبدأ بالاستدلال لمذهبه هو بعد أن يفرغ المستدل من ذكر أدلته، فهذا يؤدي إلى تعارض الأدلة، وسقوطها، وتعطل المناظرة، والإخلال بوظائف وحقوق المستدل والمعترض.
وهذا أيضاً لا يحصل به مقصود المناظرة من النصح وتمييز الصحيح من الفاسد، ورد المخطئ إلى الحق، لأن المعترض لم يبين للمستدل فساد قوله وبطلان أدلته على ما ساقه له.
فإذا واجب المعترض أولاً النقض والرد والهدم، ثم البناء وتصحيح قوله بذكر أدلته.
قال شيخ الإسلام بان تيمية: " فإن الدليل إن لم تقرر مقدماته ويجاب عما يعارضها لم يتم".
وقال أيضاً: " فإن المبتدع الذي بنى مذهبه على أصل فاسد متى ذكرت له الحق الذي عندك ابتداءاً أخذ يعارضك فيه، لما قام في نفسه من الشبهة.
فينبغي إذا كان المناظر مدعياً أن الحق معه أن يبدأ بهدم ما عنده، فإذا انكسر وطلب الحق فأعطه إياه، وإلا فما دام معتقداً نقيض الحق لم يدخل الحق إلى قلبه، كاللوح الذي كتب فيه كلام باطل، أمحه أولاً، ثم اكتب فيه الحق). ص 497 - 498.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 04:58]ـ
شَكَرَ اللَّه لكُم،ونَفَعَ بكُم ـ يا شَيخ سُلَيمان ـ.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 10:14]ـ
بارك الله فيك شيخنا الحبيب، ونفع بك الإسلام والمسلمين.
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 12:12]ـ
جزاك الله خيرا
والله فوائد قيمة, ونافعة.
هل يمكن لنا الحصول على هذا الكتاب على هذه الشبكة؟
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 10:32]ـ
إخوتاه ........... من لي بهمة عالية .........
نريد كتاب الشيخ (حَمَدْ) على الشبكة .... ضاماُ صوتي لصوت الأخ أبو البراء .........
الشيخ _ سُلَيْمَان _ طبت وطاب ممشاك وبالخير العميم الله يجزاك .........
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 11:35]ـ
ينبغي على طالب العلم الحذر في الكم الكبير المودع في كتاب فضيلة الدكتور حمد العثمان
فان الطالب المبتديء .. قد لا يستطيع وضع كل معلومة في محلها الصحيح لكثرة النقول والايرادات والتفاريع والمسائل.
أخطر ما فيه
عدم التفريق الواضح في سياق مباحث الكتاب، بين الجدل وبين علم الجدل.
وبينهما فرق كبير
ولي ملاحظات وتقييدات على الكتاب كلها من هذا القبيل
في التدقيق على عبارات الشيخ
فهناك فرق بين الجدل العقدي والجدل الفقهي والجدل اللغوي .. وفي كلٍّ كتب ومصنفات
والشيخ لم يتعرض لمفهوم البحث والجدل من ناحيته الكلية .. مجردا عن عوالقه الموضوعية.(/)
سرقة علنية, والسارق بريء!
ـ[صاعد]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:49]ـ
بسم الله
منذ نصف قرن خلا كانت بلدة من بلاد العرب يحكمها ملك من قصره (القصر الملكي) , والحكم الذي يحمل هذه الصفة يسمى حكماً ملكياً, وكان شعبه الذي يعيش في مملكته ما فتئ ينفض غبار قنبلتي (هيروشيما) و (ناجازاكي) ,اللتين لم يصمت صدى صوتهما حتى هذه اللحظة.
في تلك الأيام كان العالم قد أصيب بتغيرات كبيرة, وتحولات متوقعة وغير متوقعة, كانت الحرب العالمية الثانية للتو وضعت أوزارها, قتلت بسببها ألمانيا النازية, وإيطاليا الفاشية, وأُسرت اليابان, والعرب قد أصخوا بأسماعهم إلى أجهزة المذياع, يتابعون رحى تلك الأحداث, وقد أقبل بعضهم على بعض يتلاومون على هزيمتهم في الحرب مع اليهود, ولم يصدق بعضهم أن القدس صارت أسيرة عند أشد الناس عداوة للذين آمنوا.
وكما هو معلوم, فإن نتائج الحروب لا تنحصر في النتائج السياسية والعسكرية, بل إن النتيجة الثقافية هي نتيجة أساسية لها, وهي ما سماها المؤرخ ابن خلدون (العصبية) , وهي ما حدث فعلاً في ذلك الوقت, فقد وجدت الدعوات الفكرية المختلفة أرضاً خصبة حينها, وأرض الحروب هي الدلتا التي تعيش فيها بذور الأفكار الثقافية, ومن أوسع تلك الدعوات انتشاراً الفكر الماركسي الشيوعي الذي يقوم على الإلحاد عقيدةً, ومنع ملكية الفرد اقتصاداً, ويقابله الفكر العلماني عقيدة, الرأسمالي اقتصاداً, أما الصهيونية فزبائنها مثل زبائن الدرجة الأولى في الطائرات.
نعود إلى البلدة العربية التي استفتحت هذا المقال بذكرها, فقد كانت تلك البلدة ترزح تحت وطأة الاستعمار الانجليزي, إضافة إلى كونها تعيش حالة من الفوضى والفساد الإداري والمالي, وهذا مما يؤذن بزوالها كما فصّل القول في ذلك العلامة ابن خلدون _رحمه الله_, وكانت الأحزاب السياسية فيها متعددة, ومن أقوى تلك الأحزب تأثيراً وقوة (الإخوان المسلمون) , وكان هدفهم الأسمى هو طرد المستعمر الغربي من بلادهم, أما الأحزاب الأخرى فقد خلطوا أهدافاً صالحة وأخرى سيئة.
كان الإخوان المسلمون يبنون جهوداً ويصنعون مستقبلاً إسلامياً يعود فيه البلد إلى طبيعته الإسلامية وقوته التاريخية, وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهدافهم, وكان تغيير النظام الفاسد أمراً لا بد منه _في نظرهم_, ولذلك فقد عملوا على تحقيق ذلك, وأعدوا له عدة, ولم يبق إلا المنعطف الأخير.
وفي تلك الأثناء انضم رجل جديد إلى جماعة الإخوان, وآمن بهم, وأيدهم في تغيير النظام الملكي, فأُعدّت العدة لتنفيذ الانقلاب العسكري, وكان ذلك الرجل الجديد هو لولب الحركة الانقلابية, ونجح الانقلاب الذي أزاح الحكم الملكي في البلاد.
وفي زحمة الأحداث التي صاحبت الانقلاب استطاع هذا الرجل أن يتبو من تلك البلدة مبوّاً الرئاسة, فأصبح هو الرئيس لتلك الدولة, ولم تمض بضع سنوات حتى قضى الرئيس الجديد على من رفعه لكرسي الرئاسة, كما قال نائبه الذي صار رئيساً بعده, قال لأحد قادة الإخوان في بداية حكم هذا الرجل: (لا تعادوا فلاناً؛ فإنه سيأكل الجميع, لن يبقى إلا من يلبّد بين أسنانه) , والواقع _كما قال د. محمد العبدة_ أنه لم يبق إلا الذي لبّد, وهو هذا النائب نفسه.
هذا مثال واحد لسرقة الأعمال واستلاب الجهود, ولست هنا أدافع عن حركة الإخوان أو أبيّن رأيي في أهدافهم أو سلوكهم, وهل أصابوا أم أخطؤوا, وإنما أردت أن أوضح قضية كبيرة, أكثر من يقع فيها الخيّرون والصالحون, يدفعهم لذلك الخطأ حسن الظن بكل أحد, وطهارة القلب الزائدة؛ فإن طهارة قلوبهم تجعلهم لا يتخيلون أن هناك من يبيع الدين والوطن لأجل دنيا وكرسي أو حفنة فلوس.
إن ما حدث للإخوان في ذلك البلد العربي يؤكد لنا أن السياسة لعبة خطرة, وهي سلاح ذو حدين, وأحياناً يروغ منك فلا تدري كم حداً له! ويؤكد لنا كذلك أن هناك الكثير من المتربصين الذين يتقنون قنص الفرص في وقتها, فيأخذون ثمرة جهود المصلحين المخلصين ليجيّروها لصالحهم, ولا يهمهم ما يحدث لمن بنى هذه الجهود من الأساس, حتى ولو أدى ذلك إلى أن يخر السقف على من بناه, مادام أن الثمرة قد قطفت.
ومع أني ألحظ وعياً سياسيًا حاضراً أكثر من الوقت الماضي, ونباهة وفطنة تمنع من تكرار مثل هذا الأمر, إلا أن استلاب الجهود وسرقة الأعمال تتكرر بنفس الصورة, أو باختلاف يسير في مجالات أخرى غير المجال السياسي, وهذا يدفعنا للتفكير العميق في قول عمر _رضي الله عنه_: (لست بالخّبّ, ولا الخبّ يخدعني).(/)
حجة من حكم بإسلام والدى النبى صلى الله عليه وسلم وتفنيدها
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 02:25]ـ
قال صاحب كشف الخفا:
أحيا أبوي النبي صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به
أورده العسكري عن عائشة وقال في التمييز تبعا للمقاصد أورده الخطيب في السابق واللاحق وكذا السهيلي عن عائشة وقال في إسناده مجاهيل وقال ابن كثير إنه منكر جدا وإن كان ممكنا بالنظر إلى قدرة الله تعالى ولكن ثبت في الصحيح ما يعارضه انتهى وأقول الترجمة المذكورة ليست بلفظ الحديث وإنما لفظه ما سيأتي وقوله ثبت في الصحيح ما يعارضه هو ما رواه مسلم عن أنس بلفظ إن رجلا قال يا رسول الله أين أبي؟ قال في النار فلما قفى دعاه فقال إن أبي وأباك في النار
وكذا ما رواه مسلم أيضا وأبو داود عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم استأذن بالاستغفار لأمه فلم يؤذن له وقد وقع في كلام بعض المفسرين عند تفسير قوله تعالى {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} ما لا يليق أخذا بظاهر ما في الصحيح المار ويمكن الجواب بأن ما في الصحيح كان أولا ثم أحياهما الله تعالى حتى آمنا به صلى الله عليه وسلم معجزة له وخصوصية لهما في نفع إيمانهما به بعد الموت على أن الصحيح عند الشافعية من الأقوال أن أهل الفترة ناجون وقد ألف كثير من العلماء في إسلامهما شكر الله سعيهم منهم الحافظ السخاوي فإنه قال في المقاصد وقد كتبت فيه جزءا والذي أراه الكف عن هذا إثباتا ونفيا وقال في الدرر أخرجه بعضهم بإسناد ضعيف وما أحسن قول حافظ الشام ابن ناصر الدين:
حبا الله النبي مزيد الفضل ... على فضل وكان به رؤوفا
فأحيا أمه وكذا أباه ... لإيمان به فضلا لطيفا
فسلم فالقديم بذا قدير ... وإن كان الحديث به ضعيفا
ومنهم الحافظ السيوطي فإنه ألف في ذلك مؤلفات عديدة منها مسالك الحنفا في إسلام والدي المصطفى وحاصل ما ذكره في ذلك ثلاثة مسالك:
المسلك الأول أنهما ماتا قبل البعثة ولا تعذيب قبلها لقوله تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} وقد أطبقت الأشاعرة من أهل الكلام والأصول والشافعية من الفقهاء على أن من مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيا وإنه لا يقاتل حتى يدعى إلى الإسلام وأنه إذا قتل يضمن بالدية والكفارة كما نص عليه الشافعي وسائر الأصحاب بل قال بعضهم إنه يجب في قتله القصاص لكن الصحيح خلافه لأنه ليس بمسلم حقيقي وشرط القصاص المكافأة
المسلك الثاني: إنهما لم يثبت عنهما شرك بل كانا على الحنيفية دين جدهما إبراهيم عليه السلام كما كان على ذلك طائفة من العرب كزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل وذهب إلى هذا المسلك طائفة منهم الإمام الرازي بل قالوا إن سائر آبائه صلى الله عليه وسلم لهم هذا الحكم فليس فيهم كافر وأما آذر فليس بوالد إبراهيم بل عمه على الصحيح
المسلك الثالث: أن الله أحيا له أبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به وهذا المسلك مال إليه طائفة كثيرة من حفاظ المحدثين وغيرهم منهم ابن شاهين والحافظ أبو بكر البغدادي والسهيلي والقرطبي والمحب الطبري وغيرهم واستدلوا لذلك بما أخرجه ابن شاهين والخطيب البغدادي والدارقطني وابن عساكر بسند ضعيف عن عائشة قالت حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فمر بي على عقبة الحجون وهو باك حزين مغتم فنزل فمكث عني طويلا ثم عاد إلي وهو فرح متبسم قلت له فقال ذهبت لقبر أمي فسألت الله أن يحيها فأحياها فآمنت بي وردها الله وهذا الحديث ضعيف باتفاق الحفاظ بل قيل إنه موضوع لكن الصواب ضعفه وأورده السهيلي في روضته بسند فيه مجهولون عن عائشة بلفظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه فأحياهما له ثم آمنا به ثم أماتهما
قال السهيلي بعد إيراده: والله قادر على كل شيء وليس تعجز رحمته وقدرته عن شيء ونبيه صلى الله عليه وسلم أهل أن يختص بما شاء من فضله وينعم عليه بما شاء من كرامته
وقال القرطبي لا تعارض بين حديث الإحياء وحديث النهي عن الاستغفار فإن إحياءهما متأخر عن الاستغفار لهما بدليل حديث عائشة أن ذلك كان في حجة الوداع ولذلك جعله ابن شاهين ناسخا لما ذكر من الأخبار
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلامة ابن المنير المالكي في المقتفى في شرف المصطفى قد وقع لنبينا صلى الله عليه وسلم إحياء الموتى نظير ما وقع لعيسى بن مريم إلى أن قال وجاء في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما منع من الاستغفار للكفار دعا الله أن يحيي له أبويه فأحياهما له فآمنا به وصدقاه وماتا مؤمنين
وقال القرطبي فضائل النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل تتوالى وليس إحياؤهما وإيمانهما به ممتنع عقلا ولا شرعا فقد ورد في القرآن إحياء قتيل بني إسرائيل وإخباره بقاتله وكان عيسى عليه السلام يحي الموتى وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم أحيا الله على يديه جماعة من الموتى وإذا ثبت هذا فما يمنع من إيمانهما بعد إحيائهما زيادة في كرامته وفضيلته صلى الله عليه وسلم
وقال ابن سيد الناس بعد ذكر قصة الإحياء: والأحاديث الواردة في التعذيب ذكر بعض أهل العلم في الجمع بين هذه الروايات ما حاصله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل راقيا في المقامات السنية صاعدا في الدرجات العلية إلى أن قبض الله روحه الطاهرة إليه وأزلفه إلى ما خصه لديه من الكرامة حين القدوم فمن الجائز أن تكون هذه درجة حصلت له صلى الله عليه وسلم بعد أن لم تكن وأن يكون الإحياء والإيمان متأخرين عن تلك الأحاديث فلا تعارض انتهى
ثم قال السيوطي وقد سئلت أن أنظم هذه المسألة أبياتا أختم بها هذا التأليف فقلت
إن الذي بعث النبي محمد ... نجى به الثقلين مما يجحف
ولأمه وأبيه حكم شائع ... أبداه أهل العلم فيما صنفوا:
فجماعة أجروهما مجرى الذي ... لم يأته خبر الدعاة المسعف
والحكم فيمن لم تجئه دعوة ... أن لا عذاب عليه حكم يؤلف
فبذاك قال الشافعية كلهم ... والأشعرية ما بهم متوقف
وبسورة الإسراء فيها حجة ... وبنحو ذا في الذكر آي تعرف
ولبعض أهل الفقه في تعليله ... معنى أرق من النسيم وألطف
إذ هم على الفطر الذي ولدوا ولم ... يظهر عناد منهم وتخلف
ونحا الإمام الفخر رازي الورى ... معنى به للسامعين تشنف
قال: الأولى ولدوا النبي المصطفى ... كل على التوحيد إذ يتحفف
من آدم لأبيه عبد الله ما ... فيهم أخو شرك ولا مستنكف
فالمشركون كما بسورة توبة ... نجس وكلهم بطهر يوصف
وبسورة الشعراء فيه تقلب ... في الساجدين فكلهم متحنف
هذا كلام الشيخ فخر الدين في ... أسراره هطلت عليه الذرف
فجزاه رب العرش خير جزائه ... وحباه جنات النعيم تزخرف
فلقد تدين في زمان الجاهلية فرقة دين الهدى وتحنفوا
زيد بن عمر وابن نوفل هكذا الصديق ما شرك عليه يعنف
قد قرر السبكي بذاك مقالة ... للأشعري وما سواه مزيف
إذ لم تزل عين الرضا منه على الصديق وهو بطول عمر أحنف
عادت عليه صحبة الهادي فما ... في الجاهلية للضلالة يعرف
فلأمه وأبوه أحرى سيما ... وارت من الآيات ما لا يوصف
وجماعة ذهبوا إلى إحياءه ... أبويه حتى آمنا لا خوف
وروى ابن شاهين حديثا مسندا ... في ذاك لكن الحديث مضعف
هذي مسالك لو تفرد بعضها ... لكفى فكيف بها إذ تتألف
وبحسب من لا يرتضيها صمته ... أدبا ولكن أين من هو منصف
صلى الإله على النبي محمد ... ما جدد الدين الحنيف محنف
انتهى
وقال الشهاب الخفاجي في آخر كتابه " المجالس ": لما قرأت ما قاله علماء الحديث في الخصائص النبوية
أنه لا تلج النار جوفا فيه قطرة من فضلاته عليه الصلاة والسلام فقال: من كان عندنا إذا كان هذا فكيف تعذب أرحام حملته؟ فأعجبني كلامه ونظمته بقولي:
لوالدي طه مقام علي ... في جنة الخلد ودار الثواب
فقطرة من فضلات له ... في الجوف تنجي من أليم العقاب
فكيف أرحام له قد غدت ... حاملة تصلى بنار العذاب؟
انتهى
" إن أبي و أباك في النار ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 177:
أخرجه الطبراني في " الكبير " (3552): حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا
أبو كريب حدثنا أبو خالد الأحمر عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن عن
عمران بن الحصين قال: جاء حصين إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: أرأيت
رجلا كان يصل الرحم، و يقري الضيف مات قبلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: فذكره: فما مضت عشرون ليلة حتى مات مشركا. قلت: و هذا إسناد رجاله
كلهم ثقات غير العباس بن عبد الرحمن، و هو مولى بني هاشم، لا يعرف إلا برواية
(يُتْبَعُ)
(/)
داود عنه كما في " تاريخ البخاري " (4/ 1 / 5) و " الجرح و التعديل " (3 /
211) و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا، فهو مجهول، و قول الحافظ في "
التقريب ": " مستور " سهو منه لأنه بمعنى: " مجهول الحال "، و ذلك لأنه نص
في المقدمة أن هذه المرتبة إنما هي في " من روى عنه أكثر من واحد و لم يوثق ".
قلت: و ذهل عنه الهيثمي، فقال في " المجمع " (1/ 117): " رواه الطبراني
في " الكبير "، و رجاله رجال (الصحيح) "! و ذلك لأن العباس هذا لم يخرج له
الشيخان، و لا بقية الستة، و إنما أخرج له أبو داود في " المراسيل " و "
القدر "، و حديثه في " المراسيل " يشبه هذا في المعنى، فقد أخرجه فيه (برقم
508) من طريق داود أيضا عنه قال: جاء رجل إلى العباس فقال: أرأيت الغيطلة -
كاهنة بني سهم - في النار مع عبد المطلب؟ فسكت: ثم قال: أرأيت الغيطلة .. ،
فوجأ العباس أنفه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " ما بال أحدكم يؤذي أخاه في الأمر و إن كان حقا؟! " و كذا
رواه ابن سعد في " الطبقات " (4/ 24 - 25) بأتم منه. و الحديث أخرجه
الجورقاني <1> في " الأباطيل و المناكير " (1/ 235) من طريق أخرى عن داود بن
أبي هند في جملة أحاديث أخرى تدل كلها - كهذا - على أن من مات في الجاهلية
مشركا فهو في النار، و ليس من أهل الفترة كما يظن كثير من الناس، و بخاصة
الشيعة منهم، و من تأثر بهم من السنة! و من تلك الأحاديث، ما رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار.
فلما قفى دعاه، فقال: فذكر حديث الترجمة حرفا بحرف. أخرجه مسلم (1/ 132 -
133) و أبو عوانة (1/ 99) و أبو داود (4718) و الجورقاني (1/ 233) و
صححه، و أحمد (3/ 268) و أبو يعلى (6/ 229 / 3516) و ابن حبان (578 -
الإحسان) و البيهقي (7/ 190) من طرق عن حماد بن سلمة به. و منها سعد بن أبي وقاص المتقدم في المجلد الأول برقم (18) بلفظ: " حيثما مررت بقبر كافر
فبشره بالنار ". فراجع سببه هناك، فإنه بمعنى حديث الترجمة لمن تأمله.
و إن مما يتصل بهذا الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم لما زار قبر أمه: " استأذنت
ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، و استأذنته في أن أزور قبرها، فأذن لي ..
" الحديث. رواه مسلم و غيره، و هو مخرج في " أحكام الجنائز " (ص 187 - 188)
من حديث أبي هريرة و بريدة، فليراجعهما من شاء. و الأحاديث في هذا الباب
كثيرة، و فيما ذكرنا خير كبير و بركة.
و اعلم أيها الأخ المسلم أن بعض الناس اليوم و قبل اليوم لا استعداد عندهم لقبول هذه الأحاديث الصحيحة، و تبني ما فيها من الحكم بالكفر على والدي الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إن فيهم من يظن
أنه من الدعاة إلى الإسلام ليستنكر أشد الاستنكار التعرض لذكر هذه الأحاديث و
دلالتها الصريحة! و في اعتقادي أن هذا الاستنكار إنما ينصب منهم على النبي صلى الله عليه وسلم الذي قالها إن صدقوا بها. و هذا - كما هو ظاهر - كفر بواح، أوعلى الأقل: على الأئمة الذين رووها و صححوها، و هذا فسق أو كفر صراح، لأنه
يلزم منه تشكيك المسلمين بدينهم، لأنه لا طريق لهم إلى معرفته و الإيمان به،إلا من طريق نبيهم صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه،فإذا لم يصدقوا بها لعدم موافقتها لعواطفهم و أذواقهم و أهوائهم - و الناس فيذلك مختلفون أشد الاختلاف - كان في ذلك فتح باب عظيم جدا لرد الأحاديث الصحيحة
و هذا أمر مشاهد اليوم من كثير من الكتاب الذين ابتلي المسلمون بكتاباتهم كالغزالي و الهويدي و بليق و ابن عبد المنان و أمثالهم ممن لا ميزان عندهم لتصحيح الأحاديث و تضعيفها إلا أهواؤهم!
و اعلم أيها المسلم - المشفق على دينهأن يهدم بأقلام بعض المنتسبين إليه - أن هذه الأحاديث و نحوها مما فيه الإخبار بكفر أشخاص أو إيمانهم، إنما هو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها و
تلقيها بالقبول، لقوله تعالى: * (ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين.
الذين يؤمنون بالغيب) * (البقرة: 1 - 3) و قوله: * (و ما كان لمؤمن و لا
(يُتْبَعُ)
(/)
مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .. ) * (الأحزاب
: 36)، فالإعراض عنها و عدم الإيمان بها يلزم منه أحد أمرين لا ثالث لهما - وأحلاهما مر -: إما تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم، و إما تكذيب رواتها الثقات كما تقدم. و أنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض الذين ينكرون هذه الأحاديث أو يتأولونها تأويلا باطلا كما فعل السيوطي - عفا الله عنا و عنه - في بعض رسائله، إنما يحملهم على ذلك غلوهم في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، وحبهم إياه، فينكرون أن يكون أبواه صلى الله عليه وسلم كما أخبر هو نفسه عنهما
، فكأنهم أشفق عليهما منه صلى الله عليه وسلم!! و قد لا يتورع بعضهم أن يركن
في ذلك إلى الحديث المشهور على ألسنة بعض الناس الذي فيه أن النبي صلى الله
عليه وسلم أحيا الله له أمه، و في رواية: أبويه، و هو حديث موضوع باطل عند
أهل العلم كالدارقطني و الجورقاني، و ابن عساكر و الذهبي و العسقلاني، و
غيرهم كما هو مبين في موضعه، و راجع له إن شئت كتاب " الأباطيل و المناكير "
للجورقاني بتعليق الدكتور عبد الرحمن الفريوائي (1/ 222 - 229) و قال ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 284): " هذا حديث موضوع بلا شك، و الذي وضعه قليل الفهم، عديم العلم، إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة، لا بل لو آمن عند المعاينة، و يكفي في رد هذا الحديث قوله
تعالى: * (فيمت و هو كافر) *، و قوله صلى الله عليه وسلم في (الصحيح): " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ". و لقد أحسن القول في هؤلاء بعبارة ناصعة وجيزة الشيخ عبد الرحمن اليماني رحمه الله في تعليقه على " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " للإمام الشوكاني، فقال (ص 322): " كثيرا
ما تجمح المحبة ببعض الناس، فيتخطى الحجة و يحاربها، و من وفق علم أن ذلك مناف للمحبة الشرعية. و الله المستعان ".
قلت: و ممن جمحت به المحبة السيوطي عفا الله عنه، فإنه مال إلى تصحيح حديث الإحياء الباطل عند كبار العلماء كما
تقدم، و حاول في كتابه " اللآلىء " (1/ 265 - 268) التوفيق بينه و بين حديث الاستئذان و ما في معناه، بأنه منسوخ، و هو يعلم من علم الأصول أن النسخ لا يقع في الأخبار و إنما في الأحكام! و ذلك أنه لا يعقل أن يخبر الصادق المصدوق
عن شخص أنه في النار ثم ينسخ ذلك بقوله: إنه في الجنة! كما هو ظاهر معروف لدى العلماء.
و من جموحه في ذلك أنه أعرض عن ذكر حديث مسلم عن أنس المطابق لحديث الترجمة إعراضا مطلقا، و لم يشر إليه أدنى إشارة، بل إنه قد اشتط به القلم و غلا، فحكم عليه بالضعف متعلقا بكلام بعضهم في رواية حماد بن سلمة! و هو يعلم أنه من أئمة المسلمين و ثقاتهم، و أن روايته عن ثابت صحيحة، بل قال ابن المديني و أحمد و غيرهما: أثبت أصحاب ثابت حماد، ثم سليمان، ثم حماد بن زيد، و هي صحاح.
و تضعيفه المذكور كنت قرأته قديما جدا في رسالة له في حديث
الإحياء - طبع الهند - و لا تطولها يدي الآن لأنقل كلامه، و أتتبع عواره، فليراجعها من شاء التثبت.
و لقد كان من آثار تضعيفه إياه أنني لاحظت أنه أعرض
عن ذكره أيضا في شيء من كتبه الجامعة لكل ما هب و دب، مثل " الجامع الصغير " و" زيادته " و " الجامع الكبير "! و لذلك خلا منه " كنز العمال " و الله المستعان، و لا حول و لا قوة إلا بالله. و تأمل الفرق بينه و بين الحافظ البيهقي الذي قدم الإيمان و التصديق على العاطفة و الهوى، فإنه لما ذكر حديث:
" خرجت من نكاح غير سفاح "، قال عقبه: " و أبواه كانا مشركين، بدليل ما
أخبرنا .. "، ثم ساق حديث أنس هذا و حديث أبي هريرة المتقدم في زيارة قبر أمه
صلى الله عليه وسلم.
والحمدلله رب العالمين
أبوزكريا المهاجر
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 02:10]ـ
أخي العزيز، أنا على استعداد تام لقبول قولك وترجيحك إذا استطعت أن تفيدني بإجابة على:
قول الله عز وجل " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"
وقول الله عز وجل " رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل "
وقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا احد أحب اليه العذر من الله من اجل ذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب " متفق عليه
وكلها أثبت وأقوى وأصح وأوضح وأبين في حكم المسألة التي تتحدث فيها من حديث مسلم - والله أعلم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 07:15]ـ
أخى العزيز بارك الله فيك
أجيبك الأن باجابة مختصرة لضيق الوقت ولعلى أتفرغ لأزيل لك هذا الأشكال بالتفصيل قريبا
أما أية النساء وأية الإسراء وكذلك الحديث ففيهم اشتراط إرسال الرسل لمنع العذاب فى الدنيا كما عند الجمهور وفى الأخرة كما هو الراجح إن شاء الله حتى يمتحنوا ثم إلى جنة أوإالى النار
وعلى ذلك فليس لك فى الأيتين حجة على إسلامهما بل هما كافرين فى الدنيا حكما وتتوقف فى حكمهما فى الأخرة حتى يمتحنوا
إذا أضفت الى هذا أنه لايشترط أن يصل الرسول بشخصه الى كل من أرسل اليهم لإقامة الحجة عليهم بل يكفى أيصلهم دينه أوكتابه أويكون فى استطاعتهم أن يصلوا اليه أوإلى من يعلمهم دينه وبذلك تكون قد قامت عليهم الحجة
إذا علمت هذا وعلمت أن العرب قد وصلهم بقايا دين إبراهيم وبلغتهم اليهودية والنصرانية ولم يؤمنوا بها علمت أنهم قد قامت عليهم الحجة ولم يؤمنوا بل عاشوا كفارا وماتو كفارا
لأجل هذا حكم النبى على والديه بأنهما فى النار وبالك يزول الإشكال عندك إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 09:36]ـ
بارك الله في الجميع
لعل في هذا الرابط إثراء للموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 11:51]ـ
أما أية النساء وأية الإسراء وكذلك الحديث ففيهم اشتراط إرسال الرسل لمنع العذاب فى الدنيا .............
فليس لك فى الأيتين حجة على إسلامهما بل هما كافرين فى الدنيا حكما وتتوقف فى حكمهما فى الأخرة حتى يمتحنوا ......
إذا علمت هذا وعلمت أن العرب قد وصلهم بقايا دين إبراهيم وبلغتهم اليهودية والنصرانية ولم يؤمنوا بها علمت أنهم قد قامت عليهم الحجة ولم يؤمنوا بل عاشوا كفارا وماتو كفاراً .......
- بأي شيء خصصت منع الهلاك وجعلته في الدنيا دون الآخرة؟ فسياق الآية لا يفيدك في ذلك، فالله عز وجل نفى عن نفسه الوصف بأن يكون معذباً إلا بعد إرسال الرسل وهذا يشمل الدنيا والآخرة، ويؤيده أن الجملة السابقة في آية الاسراء " ولا تزر وازرة وزر أخرى " فهل توافق أن يقال عنها انها في الدنيا دون الآخرة؟؟!!!
-هل ادعيت لك في كلامي أنهما مسلمان - ولكن الموضوع في ثبوت النار بحقهما، وهو الذي لم تقبله جماهير علماء المسلمين - كما ذكرتَ في بداية الموضوع.
- إذا كانت الحجة قد قامت على العرب قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلم أرسل الله رسوله؟
وكيف تسوي بين عبد الله والد النبي الذي ربما سمع عن أطلال دين ولم تأته بينة، كيف تسويه بأبي طالب الذي طالما دعاه النبي وعايش الدعوة الاسلامية وقرئ عليه القرآن - ثم بعد ذلك أبى إلا الكفر واتباع دين الأولين؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 01:47]ـ
أخى العزيز بارك الله فيك
قولك: بأي شيء خصصت منع الهلاك وجعلته في الدنيا دون الآخرة؟ فسياق الآية لا يفيدك في ذلك، فالله عز وجل نفى عن نفسه الوصف بأن يكون معذباً إلا بعد إرسال الرسل وهذا يشمل الدنيا والآخرة، ويؤيده أن الجملة السابقة في آية الاسراء " ولا تزر وازرة وزر أخرى " فهل توافق أن يقال عنها انها في الدنيا دون الآخرة؟؟!
أنا لم أخصص وأنما حكيت ما نقله الشوكانى عن الجمهور عند اية الإسراء من تخصيص العذاب الوارد فيها بالدنيا ورغم ذلك رجحتُ أن الصواب خلافه فقلت عقب هذا النقل: كذلك الحديث ففيهم اشتراط إرسال الرسل لمنع العذاب فى الدنيا كما عند الجمهور وفى الأخرة كما هو الراجح إن شاء الله
لكنك لم تنتبه لذلك
وأما قولك: هل ادعيت لك في كلامي أنهما مسلمان - ولكن الموضوع في ثبوت النار بحقهما
أقول:إذاً مذهبك التوقف فى حقهما؟؟؟؟؟؟؟!!!! وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة المذكورة أعلاه!! بدعوى مخالفتها للأيات التى ذكرتها وقد بينت لك عدم التعارض وعلى فرض التعارض كان الواجب عليك أن تجمع بين الأدلة لا أن تلغى بعضها
وهذه الأحاديث كما ترى فى مسلم وغيره وليس لها عله ولم يأت من ضعفها بحجة فكيف تتوقف فى الحكم عليهم بعد ذلك
وهى تثبت أنهما من أهل النار
ثم ما جوابك انت على هذه الأحاديث؟؟؟؟؟
وأين حكايتى القول بأن والدى النبى ليسوا من أهل النار عن جماهيرعلماء المسلمين؟؟؟؟
ان هذا قول بعض أهل العلم وخالفهم فيه غيرهم كأبى حنيفة والنووى والبيهقى والملا على القارى وغيرهم وانت ترى أن المسئلة فيها أقوال ثلاثة الأول أنهما من أهل النار والثانى التوقف والثالث أنهما من أهل الجنة
وأما قولك: إذا كانت الحجة قد قامت على العرب قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلم أرسل الله رسوله؟
فالجواب ببساطه أن العرب ليسو كل الناس وإنما بُعث النبى صلى الله عليه وسلم منهم لكل الناس لا لهم وحدهم أليس كذلك؟؟؟
وأما قولك: وكيف تسوي بين عبد الله والد النبي الذي ربما سمع عن أطلال دين ولم تأته بينة، كيف تسويه بأبي طالب الذي طالما دعاه النبي وعايش الدعوة الاسلامية وقرئ عليه القرآن - ثم بعد ذلك أبى إلا الكفر واتباع دين الأولين؟
أقول إنما سويت بينهما متبعا فى ذلك الدليل الصحيح الذى لا مدفع له متبعا للأئمة فى ذلك ولا أرى فى ذلك بأسا
أرى أن اعتراضاتك بذلك تزول أخى الحبيب و الله أعلم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 01:57]ـ
وأنصحك أخى العزيز ان تقرأ كتاب أدلة معتقد أبى حنيفة فى والدى النبى للملا عل القارى وهو فالمكتبة الشاملة الإصدار الأخير
فإنه نفيس فى بابه
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 02:13]ـ
ثم أستدرك على نفسى فى قولى: أن المسئلة فيها أقوال ثلاثة الأول أنهما من أهل النار والثانى التوقف والثالث أنهما من أهل الجنة
فأقول إن الملا على القارى قدحكى الأجماع على أنهما من أهل انار وأن المخالف متأخر عن الإجماع فقال: وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك (أى على ان والدى النبى من أهل النار) من غير إظهار خلاف لما هنالك والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق. أه
فما تعليقك أخى الحبيب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 11:04]ـ
أخي: أبا زكريا .. وفقه الله .. أرجو أن تصبر علي
كيف تتحدث عن إجماع بعد كل ما ذكرته من أقوال للمخالفين؟ العجلوني، السخاوي، السيوطي، البغدادي، السهيلي، القرطبي، المحب الطبري، ابن سيد الناس، الشهاب الخفاجي (مع عدم تسليمي بما استدلوا به)
ومن الذي حكى الاجماع غير الملا علي القاري؟
وإن كان المخالف متأخراً فهل علم بأن هناك إجماع قبله فاجترأ على مخالفته أم لم يعلم أصلاً به؟
وهل صنف أبو حنيفة رحمه الله في هذه المسألة بعينها؟!! هل ترك الفقه وأصوله ومسائلهما وصنف في هذه المسألة .. ومبلغ علمي ان السلف لم يكونوا يهتمون بمثل هذه المسائل كاهتمامنا ولا يلقون لها بالاً كما نفعل نحن، ولا يكثرون التنازع حولها كحالنا - حتى يصنفون فيها التصانيف بل حتى ما اشتهر عند الناس من نسبة كتاب الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة - قد قدح كثير من العلماء في نسبته اليه؟
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 07:13]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المخلوقين و على آله
و بعد, فإن الكلام في هذا الموضوع ليس فيه كبير فائدة فإن الصحابة و التابعين لم يتكلموا في هذه الأمور و لم يؤلفوا فيها المؤلفات ... و الكلام في هذا الموضوع في نوع إذاية للنبي صلى الله عليه و سلم و آله , قال الحافظ السيوطي ـ رحمه الله ـ:"سئل أبو بكر بن العربي أحد أئمة المالكية عن رجل قال:"إن آباء النبي صلى الله عليه و سلم في النار ,فأجاب بأنه ملعون".
و هنا ملاحظة مهمة: بعض الأحاديث في صحيح مسلم قد ضعفها الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني ـ قدس الله روحه ـ بما ظهر له من اجتهاده في ذلك, و لا تجد أحدا يستنكر عليه ـ رحمه الله ـ بينما إن فعل ذلك عالم آخر لعله يخالف بعض الناس في مسائل الاعتقاد لم يقبل منه, هذا مجانب للإنصاف, قلت هذا لأن بعض العلماء من الشافعية طعنوا في صحة حديث مسلم و هو العلامة الإمام بدر الدين البرزنجي الحسني ـ رحمه الله ـ في كتابه:" سِداد الدِين و سدَاد الدَين بذكر المنازل و الدرجات للوالدين الشريفين" و هو مطبوع في المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة و التسليم.
و الأفضل الاشتغال بالمسائل التي وراءها نفع أخروي و هذا هو منهج السلف الصالح ـ رضي الله عنهم.
و أعتذر عن هذه المداخلة التي كانت على عجالة.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:32]ـ
أخى ابا الفيصل وفقه الله:
أنا لمم أحكى الإجماع وإنما نقلت حكاية الملا له
ثم هب أن هذا الإجماع منخرم فكان ماذا؟
لم يتغير شىء
الأدلة صحيحة ولا معارض لها
وأما كتاب الفقه الأكبر نعم فى نسبته الى أبى حنيفة نظر وأما نسبة ما فيه اليه فلا يشك فى ذلك أحد
ثم انك لم تأتى بجواب على ماأوردته
وأما أنت أخى أبا العباس حفظك الله:
أما قولك: فإن الكلام في هذا الموضوع ليس فيه كبير فائدة فإن الصحابة و التابعين لم يتكلموا في هذه الأمور و لم يؤلفوا فيها المؤلفات ...
فهذا خطأ ناشىء عن عدم اطلاع
فإذا راجعت أقوال المفسرين عند قوله تعالى إنا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم
وجدت الصحابة والتابعين ومن بعدهم قد تكلموا فى هذه المسئلة بل ان هذا القول ان لم يكن إجماعا فهو قول الائمة الأربع وجمهور أهل العلم فكيف لم يتكلموا فى هذه المسئله
وعليه لو كان فى ذلك إذاء للنبى كما ادعيت فهل تجمع الأمة على قول يؤذى النبى او على الأقل هل يقول الأئمة الأربعه وجمهور أهل العلم قولا يؤذى النبى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأما قولك:
و هنا ملاحظة مهمة: بعض الأحاديث في صحيح مسلم قد ضعفها الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني ـ قدس الله روحه ـ بما ظهر له من اجتهاده في ذلك, و لا تجد أحدا يستنكر عليه ـ رحمه الله ـ بينما إن فعل ذلك عالم آخر لعله يخالف بعض الناس في مسائل الاعتقاد لم يقبل منه, هذا مجانب للإنصاف, قلت هذا لأن بعض العلماء من الشافعية طعنوا في صحة حديث مسلم و هو العلامة الإمام بدر الدين البرزنجي الحسني ـ رحمه الله ـ في كتابه:" سِداد الدِين و سدَاد الدَين بذكر المنازل و الدرجات للوالدين الشريفين" و هو مطبوع في المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة و التسليم.
كلامك هذا غير صحيح
فالشيخ الألبانى إن ضعف حديثا انما يضعفه من خلا ل اسناده ويأتى بالأدلة على قوله وليس كل كلامه مقبول على إطلاقه
أما من ضعفوا الأحاديث الوارده فى مسلم فى هذا الباب لم يأتوا ببرهان بل يعارضونها بأحاديث واهيه كما رأيت
بارك الله فى الجميع
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 03:04]ـ
أخي بارك الله فيك ... أذكر إسنادا يصح إلى صحابي تكلم عن هذه المسألة
و الموضوع بحثه القرطبي و السيوطي و غيرهم من أهل العلم, و لا حاجة لنا به فليس وراءه عمل ربما تقول و لمذا تكلم فيه العلماء أقول ذلك كان منهم من أجل البحث العلمي ورد الحجة بالأخرى فإن كان عندك شيء جديد وصلت إليه بعد طول نظر و إلا فالعلماء قد كفونا هذا.
و عندي أن أكون مخطئا في نجاتهما أولى من الخطإ في الأمر الآخر وذلك طبعا بعد النظر و التحري و إعمال الأصول و القواعد الشرعية ليسلم الترجيح من التناقض.
و الله ولي التوفيق(/)
هل كل الأحاديث التي وردت في الغناء فيها مقال؟!
ـ[مغترب]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 07:29]ـ
هل صحيح أن كل الأحاديث الواردة في تحريم الغناء فيها مقال؟
يقول العلامة محمد الحسن الددو:
ليس هذا صحيحا، ولكن هذا إنما هو رأي لأبي محمد علي بن حزم ولأبي بكر محمد بن العربي ولغيرهما وذلك بحسب علمهم، وقد طعن ابن حزم في واحد وعشرين حديثا ذكرها في المحلى تحرم الغناء، وابتدأها بالحديث الذي أخرجه البخاري في الصحيح وهو حديث أنه سيكون في آخر الزمان أقوام يمسخون قردة وخنازير لأنهم يستحلون الخمر والحر والمعازف، فهذا الحديث لم يستطع ابن حزم الطعن في دلالته، وإن كان هو أصوليا بارعا لم يستطع الطعن في دلالته، ولم يستطع كذلك الطعن في إسناده فالحديث لا يمكن أن يضعف من ناحية الإسناد لكنه طعن فيه فقط من جهة واحدة هي من جهة كونه زعم أنه معلق، والمعلق عند المحدثين معناه ما حذف بعض إسناده من أوله، معناه مما يلي المحدث منه، والبخاري قال في هذا الحديث: قال هشام ابن عمار حدثنا صدقة، هشام بن عمار شيخ البخاري، وهو ثقة من أئمة أهل العلم ومن الأثبات، وهو حدث بهذا الحديث عن صدقة وصرح فيه بالتحديث، فإذن البخاري قطعا لم يكن ليجزم بأن هشام بن عمار قال هذا إلا إذا كان سمعه منه، فإذن الحديث إسناده متصل ولا إشكال فيه وليس فيه سقط، وما زعم ابن حزم من أن البخاري حذف فيه شخصا بينه وبين هشام بن عمار ليس واردا، وإن كان احتمالا فهو احتمال ضعيف جدا، فلذلك فإن أهل التوسط من أهل الحديث ذهبوا إلى أن القول الذي يقول فيه البخاري قال فلان وينسب ذلك إلى شيخه فإنه يكون بمثابة المعنعن، والمعنعن في الحديث هو ما ذكره المحدث بصيغة (عن فلان)، وهذا إن كان المحدث مدلسا لا يقبل إلا إذا صرح بالسماع، وإن كان غير مدلس فليست العنعنة علة للحديث، ولذلك فإن كثيرا من الأحاديث التي في الصحيحين تأتي بلفظ العنعنة ولا يأتي فيها التصريح بالسماع لأن رواتها غير مدلسين، إذن رد العراقي في الألفية على ابن حزم في زعمه أن هذا الحديث معلق فقال في المعلق في الألفية:
.
وإن يكن أول الاسناد حذف** مع صيغة الجزم فتعليقا عرف
ولو إلى آخره أما الذي** لشيخه عزا بقال فكذي
عنعنة كخبر المعازف** لا تصغ لابن حزم المخالف
.
إذن نصيحة الحافظ العراقي لطلاب العلم أن لا يصغوا لابن حزم المخالف في هذه المسألة، ونصيحة العراقي ليست نصيحة له وحده، بل قد سبقه إليها النووي وكذلك ابن الصلاح وأيضا أخذ بها من بعده أئمة المسلمين كالحافظ بن حجر وغيره، فالراجح إذن أن الحديث الذي في البخاري ليس فيه إشكال، ولو كان فيه إشكال فقد ورد أيضا عند أبي داود نفس الحديث بإسناد ليس فيه قال هشام بن عمار فبذلك انتفت الريبة فالحديث صحيح، وأيضا ثمة أحاديث أخرى صحيحة لا يتطرق إليها احتمال ولا شك وفيها ما يدل على تحريم الغناء، سواء منها ما كان في حكم الرفع وكان موقوفا كالأثر الثابت عن عبد الله بن مسعود أنه أقسم بالله الذي لا إله إلا هو الذي يحلف به ابن مسعود أن قول الله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} أنها المعازف فهذا لا يمكن أن يعرف إلا بالتوقيف، ولا يمكن أن يقسم ابن مسعود بالله الذي لا إله إلا هو الذي يحلف به ابن مسعود على أمر لم يسمعه من الرسول r في تفسير القرآن وهو الذي كان يخاف كثيرا من تفسير القرآن.
أما الأحاديث التي طعن فيها ابن حزم وأورد مجموعة منها، فكثير منها يمكن أن نوافقه في طعنه وبعضها لا نوافقه، فمثلا ابن حزم طعن في ثلاثة أحاديث من أحاديث تحريم الغناء بأن في إسنادها عبد الملك بن حبيب، وعبد الملك بن حبيب من أئمة المالكية وهو مؤلف كتاب الواضحة الذي هو من أهم كتب المالكية، وقد ذكر الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب ترجمة لطيفة لعبد الملك بن حبيب وعبد الملك ليس من رجال الكتب الستة، ولكنه يذكر في رجال الكتب الستة تمييزا، والتمييز معناه أن يشترك الشخص في اسمه واسم أبيه مع رجل من رجال الكتب الستة، فيذكر لينبه إلى أنه ليس من رجالها، ولذلك تجدون كتب الرجال يذكرون فلانا ويقولون تمييز، تمييز لم يرمز له بحرف من الحروف المعروفة، مثلا الشخص إذا رمز له بالعين معناه أنه روى له الجماعة كلهم، إذا رمز له بالخاء والميم معناه أخرج له البخاري ومسلم في الصحيحين، إذا رمز له بالميم فقط معناه مسلم فقط، إذا رمز له بالميم ورقم 4، معناه مسلم والسنن الأربعة، إذا رمز له بالدال معناه أبو داود، بجه معناه ابن ماجه، بالنون معناه النسائي، وهكذا بالتاء معناها الترمذي، إذن هؤلاء الرموز إذا وجدتم شخصا من الرجال رمز له بأحد هذه الرموز تعرفون من أخرج له، أما إذا لم يذكر له رمز من هذه الرموز وكتب عنده تمييز، فمعناه أنه ليس من رجال الكتب الستة ولكن ذكر لاشتراكه في اسمه واسم أبيه مع رجل من رجال الكتب الستة، لما ترجم الحافظ في تهذيب التهذيب لعبد الملك بن حبيب قال: وقد رماه ابن حزم بالكذب ولم يكن أحد يتجرأ عليه به غير ابن حزم فلا يسلم له، فابن حزم وحده هو أول من تجرأ على ابن حبيب بأن رماه بالكذب، وإلا فابن حبيب من أئمة المالكية الأعلام وكان موازيا وموازنا لسحنون بن سعيد، وسحنون تعرفون أنه من أئمة الدين المتفق على إمامتهم لدى الجميع، وهو الذي روى المدونة عن ابن القاسم وهو الذي ولي قضاء القيروان سبعين سنة لم يأخذ عليها درهما واحدا ولا دينارا، ولي القضاء سبعين سنة لم يأخذ دينارا واحدا ولا درهما من بيت المال، ولما كان يولي القضاة كان يأخذ لهم الأرزاق لكن يشترط أن يأخذ الجزية من اليهود مباشرة يأخذها هو بيده ليعلم أنها خالصة وأنه لم يظلمهم ولم يأخذ منهم إلا الحق الواجب عليهم، فلذلك فإن ابن حبيب كان موازيا لسحنون سحنون في القيروان وابن حبيب في الأندلس، فلا يمكن الجراءة عليه بما تجرأ عليه به ابن حزم، ولذلك يقول الشيخ محمد سالم بن عدود في نظم له لرجال الكتب الستة يقول فيه:
ابن حبيب قد رمى بالكذب** أبو محمد بن حزم وأبي
إذ لم يكن من قبله من يجتري** به عليه قاله ابن حجر
فابن حجر ذكر أنه لم يتجرأ عليه أحد بهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 07:41]ـ
جزاكم الله خيرا
وجزى الله الشيخ عنا خير الجزاء
ـ[محمد الحريري]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 11:35]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مغترب]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 06:18]ـ
جزاكم الله خيرا
وجزى الله الشيخ عنا خير الجزاء
وجزاكم الله خيرا
نشكر لك حضورك مشرفنا الكريم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 12:00]ـ
أخى مغترب هل تقصد الغناء فحسب أم تقصد معه المعازف أظن أن الأمر مختلف بين هذا وذاك
فإن قصدت الغناء
فلا حاجة لنا لذكر حديث البخارى فيه لأنه يتحدث عن المعازف وليس عن الغناء
ثملا تنسى أن هناك أحاديث أخرى صحيحه ورد فيها ذكر الغناء
كحديث المرأة التى كانت قد نذرت أن تضرب وتتغنى إن رجع النبى منتصرا من غزوة الخندق
وقال لها الرسول إن كنت نذرت فوفى وإلا فلا
واله الموفق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 03:18]ـ
الدكتور محمد عمارة له مقال فى مجلة الازهر أظنه قبل عدد او ا الشهر(/)
الددو: التصحيح والتضعيف
ـ[مغترب]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 09:34]ـ
سؤال: نريد الكلام على التصحيح والتضعيف للحديث؟
يقول العلامة محمد الحسن الددو في شريط مسموع:
.
بالنسبة لقضية التصحيح والتضعيف من الأمور الشديدة الصعبة، والتضعيف أشد وأصعب من التصحيح، ولذلك الذين يستطيعون الحكم بالتصحيح والتضعيف في الصدر الأول قلائل، الذين يصلون إلى مستوى الحكم في الصدر الأول قلائل، واليوم في زماننا هذا في ثورة التخريج تجرأ الناس على التصحيح لأنه أصبح صنعة لديهم، فيجعلونه بمثابة مكيال يكيلون به الأمور، يقولون هذا صحيح وهذا ضعيف وهذا حسن، ويصدرون هذه الأحكام العشوائية، وكثيرا ما تتناقض وتختلف، وكثيرا ما تتناقض كذلك مع أحكام العلماء الكبار مع أن كثيرا من قواعد السابقين في التصحيح والتضعيف ليست راجعة إلى هذه المكاييل والمقاييس المعينة، بل لو طبقتها ستجد كثيرا من الأئمة تواتروا على تصحيح حديث حتى لا يبقى شك لمسلم فيه، وإذا طبقت أنت عليه هذه القواعد تجد فيه إشكالا، فبعض الأحاديث المخرجة في الصحيحين لكنها من رواية بعض المدلسين ومن لم يصرح بالسماع، أو من رواية مضعف، أو من متكلم فيه، وهكذا ... لكن ألائك الأئمة كانوا يختارون وينتقون، والبخاري لم يكتب في صحيحه كتابا إلا بعد أن صلى ركعتين ودعا بدعاء الاستخارة، فاستخار الله أيكتب هذا الحديث في الصحيح أم لا؟ فقد اعتنوا عناية فائقة بالدقة والاختيار، ولهذا فإذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فقد تجاوز القنطرة، لا يبحث في إسناده ولا في صحته، والمشكلات التي تقع في بعض الأحيان في البحث في الأسانيد في الصحيحين كلها قد تجاوزت القنطرة، الذين تكلم فيهم من رجال البخاري ثمانية وستون رجلا، والذين تكلم فيهم ـ كذلك ـ من صحيح مسلم مائة وثلاثة عشر، وهؤلاء منهم عدد مشترك، وكذلك الأحاديث التي تعقبت، مثل الأحاديث التي تعقبها الدارقطني ـ وهي ثمانية أحاديث ـ في كتابه الزامات التتبع، وغير هذا هذه كلها قد تجاوزت القنطرة ولم تعد محلا للبحث لأن هؤلاء يختارون، وإذا جزموا بالصحة فالأمة قد رضيت بذلك وقلدتهم فيه، والحافظ بن الصلاح على تمرسه ومهارته بالحديث لم يصحح طيلة عمره إلا حديثا واحدا، مع كل هذه المهارة وتسليم الناس له في مشارق الأرض ومغاربها بأنه محدث الدنيا ما صحح إلا حديثا واحدا، والإمام النووي كذلك، ما صحح إلا حديثا واحدا، بل قال ابن الصلاح \" التضعيف في زماننا متعذر \" وذكر النووي \" أنه يمكن \"، ابن الصلاح يقول \" التضعيف ليس ممكنا في زماننا \" وقال النووي \" ممكن \"
.
*وعنده التضعيف ليس يمكن ** في عصرنا وقال يحيى ممكن *
.
يحى النووي قال يمكن، لكن الحكم بالصحة والضعف كلاهما إنما يقصد به في الظاهر فقط، لا جلية الأمر وواقعه عند الله، لهذا قال العراقي:
.
*وبالصحيح والضعيف قصدوا في ظاهر لا القطع *
.
فلا يقصد القطع بالتضعيف لو ضعفوا ولا بالتصحيح إذا صححوا، ولهذا فالجراءة التي تراها اليوم بادية في الناس جراءة غير طبيعية، وغير موافقة لما كان عليه سلف الأئمة، بل الأئمة الكبار الذين رووا هذه الكتب ما فيهم أحد كان يقول نخرج من سنن أبي داود ـ مثلا، ما ليس صحيحا، ونخرج من سنن الترمذي ما ليس صحيحا وهكذا، ما فعلوا هذا قط، هذا متعذر جدا من الناحية العلمية، والذين يقعون فيه من المتأخرين ما منهم أحد إلا بالإمكان أن يستدرك عليه، لأن الموازين التي سلكوها غير منضبطة، ولأن الذي وصلته أيديهم ـ أيضا ـ من كتب الحديث محصور إذا ما قورن بالكتب غير الموجودة لديهم، وأيضا الغفلة ممكنة في هذا كذلك كثيرا، وأكثر الذين يشتغلون بالتخريج ـ أيضا ـ ليسوا حفاظا ولا من أهل الرواية، ولذلك إذا حصل خطأ في الكتابة المخطوطة أو خطأ في المطبوعة حكموا على أساسه بالتضعيف والتصحيح، كما حصل للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في حديث عبيد الله عن عبد الله بن عباس في سنن البيهقي ضعفه لأنه كتب في المطبوعة عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس، قال لا يعرف عبيد الله بن عبد الله بن عباس فالحديث ضعيف لأن فيه مجهولا، وهذا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد فقهاء المدينة السبعة وهو أثبت الناس في ابن عباس هو الذي جاءت منه العلة
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا، القضية فقط قضية طباعة \" ابن \" بدل \" عن \"، فالذي يجعل هذا ميزانا ويزن فيه دون التدقيق في الجزئيات هذه مشكلته، فمثال الأولين من يأكل التمر تمرة تمرة، كل واحدة يقلبها ويعرف كل ما فيها، ومثال الآخرين من يأخذه بالمكيال ويزنه بالميزان ويصبه دون أن ينظر إلى أفراده، فهذا الفرق، وما صححه الحاكم في مستدركه لم يدققه ـ رحمه الله ـ وبالأخص في الجزئين الثالث والرابع، الجزئين الأول والثاني لا بأس بتدقيقه لأنه يبدو أنه راجعهما أما في الجزئين الآخرين منه ففي كثير من الأحيان تنقصه الدقة، قد يكون ذلك إيجابيا وقد يكون سلبيا، فقد أخرج بعض الأحاديث التي غفل عن أنها في الصحيحين، وهو يستدرك عليهما، فكيف يخرج شيئا فيهما، هذا من باب الإيجابي، لأنها صحيحة على كل حال، وقد يكون من الباب السلبي بأن يخرج حديثا فيزعم أنه على شرطهما وليس على شرط أحد منهما ويكون ضعيفا في ذاته، وقد حاول الذهبي ـ رحمه الله ـ تلخيص كتابه في كتاب التلخيص، ولكنه أيضا صرح بأنه لم يستطع إتقان ذلك، وأنه يرجو أن يقيض الله له من طلبة العلم الجادين من يستطيع أن يتقنه، ولكن ما تحققت هذه الأمنية إلى الآن، ولا أظنها تتحقق بالقدر الذي يوصل إلى أن يكون خلاصة الكتاب ملحقة بالصحيحين في الدرجة، وعموما إذا اتفق الحاكم والذهبي على تصحيح حديث فذلك يصل إلى درجة الظن بالصحة، لأنه شهد عدلان من أئمة الحديث الحفاظ الكبار بصحته وكل إليهما الأمر، لا يقال الجزم بذلك ويصل إلى درجة القطع لأن المقصود بالتصحيح أصلا الظن لا القطع، هذا في أغلب الأحيان، وإذا تتبع الحديث فوجدت فيه ضعفا في أحد الرجال أو جهالة فمعناه أنهم قد شعروا بتلك العلة وجبروها بوجه آخر، وبالأخص دقة الإمام الذهبي وطول يده في الرجال فلا يعرف في الدنيا أحد أدرى من الذهبي بالرجال، وانظر إلى كتبه التي ألفها وكلها محفوظة لديه يحفظها في ذهنه ـ في الرجال ـ كم كتاب؟! تاريخ الإسلام الكبير أكبر كتاب في التاريخ الإسلامي، سير أعلام النبلاء أربعة وعشرون مجلدا، ميزان الاعتدال أربع مجلدات ضخام أو سبعة بالطبعة الأخرى، العبر أربع مجلدات ضخام، ذيل تاريخ بغداد مجلدان، المعجم المختص مجلدان، معجم الشيوخ مجلد، المجرد في رجال ابن ماجه، المعين، تبصير المنتبه في تلخيص المشتبه، الضعفاء، الكاشف، تهذيب التهذيب، كتابه في الذين تكلم فيهم بما لا يقدح، كتاب تذكرة الحفاظ، كتاب ذيل الكاشف، كتاب ذيل تاريخ دمشق لابن عساكر، كتب لا نهاية لها في علم الرجال فقط وهو يحفظها حفظا فلذلك هل تظن أنك تجد في الدنيا اليوم من يصل إلى عشر ما عند الذهبي في علم الرجال، لا يمكن أن تصل إليه اليوم، بل إن الحافظ بن حجر على جلالته شرب ماء زمزم عدة مرات ليكون في حفظ الذهبي للحديث، ومع ذلك تجد من يتطاول عليه، فهذا عجيب جدا.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 05:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مغترب]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 06:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيك بارك
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 01:34]ـ
لله دره والله المستعان.(/)
ماذا قال الشيخ العلامة صالح الفوزان عن مقال الزنديق عبدالله بن بجاد .. @
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 10:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي الكريم لا يشك من عنده أدنى علم أن مقال ابن بجاد العتيبي ردة عن الإسلام ويكفر به إذا أقيمت عليه الحجة وانتفت الشبهة لأن هؤلاء سكارى لحب الظهور لا يعون ما يقولون نسأل الله أن يكفينا شر أقلامهم وزبالة أفكارهم، والداعي للكتابة أن أنقل لكم أني سألت شيخنا صالح الفوزن حفظه الله عن هذا المقال الذي كتبه العتيبي ورد عليه الشيخ صالح في الجريدة بعنوان "كفوا عدوانكم على الإسلام" فقال حفظه الله: (هذه ردة، هذا يريد أن يعبد كل إنسان ما يشاء، ويريد أن يجّوز الشرك بالله)، فقلت له: لماذا لم تصرح بذلك في المقال؟ فقال: (لو قلت ذلك لم ينشروا الرد) وفقكم الله لما يحب ويرضى،،
أخوك د. عصام بن عبد الله السناني
أستاذ الحديث في كلية الشريعة بجامعة القصيم
وعضو لجنة المناصحات
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 12:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سدد الله خطا الشيخ العلامة صالح الفوزان
العلماء هم الجهاز المناع ضد اماني هؤلاء الفجرة الذين بريدون ان يشيع الفاحشة و الزندقة في الذين امنوا.
اعيد و اكرر:
سدد الله و وفق الشيخ العلامة صالح الفوزان
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 01:50]ـ
جزى الله الشيخ خيرا عن ذبه عن حياض العقيدة، وجعل ما يقوم به من جهاد بالكلمة في موازين حسناته،
وجزى الله أخانا الشيخ أبا هيثم خيرا على نقله لفتوى العلامة الفوزان.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 05:06]ـ
جزى الله الشيخ العلامة صالح الفوزان خير الجزاء وجعل ما يقوم به من تصدي لمثل هؤلاء القوم في ميزان حسناته.(/)
كرامات الأولياء <<< الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 04:35]ـ
كرامات الأولياء
الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
المصدر ( http://www.alahmad.com/node/692)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن العقيدة التي أمرنا الله بها، هي التي جاءت في كتابه، والعقيدة التي جاء بها رسولنا -صلى الله عليه وسلم- والتي أمرنا بإتباعه وإلا هلكنا، هي التي نطقت بها أحاديثه الصحيحة الثابتة عنه -صلى الله عليه وسلم-، سواء كانت متواترة أو آحاداً، فنحن أهل السنة والجماعة نأخذ بها كلها، خلافاً لبعض المبتدعة الذين لا يأخذون مسائل الاعتقاد من أحاديث الآحاد.
ومن جمله ما أمرنا باعتباره وأخذه، مسألة الكرامات التي هي محل بحثنا هذا. كرامات الصالحين وأولياء الله -عز وجل-. وقد عد علماء السلف هذه المسألة، من جمله ما يعتقده أهل السنة والجماعة، قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله- تعالى في العقيدة الواسطية، ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجرى الله على أيديهم من خوارق العادات" (1).
وقال الإمام الطحاوي -رحمه الله- تعالى في عقيدته المشهورة بالطحاوية "ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم" (2).
وقال السفاريني -رحمه الله- تعالى في منظومته:
وكل خارق أتى عند صالح ... من تابع لشرعنا وناصح
فإنها من الكرامات التي ... بها نقول فاقف للأدلة
ومن نفاها من ذوى الضلال ... فقد أتى في ذاك بالمحال
فإنها شهيرة ولم تزل ... في كل عصر يا شقا أهل الزلل (3)
إلى غير ذلك من أقوال السلف في هذا الباب، وقد خصص الإمام اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة جزءاً خاصاً بكرامات الأولياء نقل فيها من الأحاديث والآثار أمراً عجباً، وقبله وبعده فمن كتب في عقيدة السلف أو في الرد على من خالفهم.
فأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الكرامات والخوارق قد تحصل بأمر الله -جل وتعالى- لبعض أولياءه ولبعض عباده الصالحين لحكم جليلة سنبينها بالتفصيل إن شاء الله تعالى في هذا البحث المتواضع.
وبعد هذا الإجمال فقد آن الشروع في التفصيل.
كرامات الأولياء:
وقبل الشروع في ذكر تفاصيل هذه المسألة، كان لزاماً أن نبدأ بتعريف كلٍ من الكرامة ثم الولاية لتتضح الصورة تماماً.
أولاً: الكرامة:
قال ابن منظور: الكريم من صفات الله وأسمائه وهو الكثير الخير الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه (4).
أما الكرامة فتعريفها أنها: أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم المتابعة لنبي كلف بشريعته مصحوباً بصحة الاعتقاد والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم ولا تدل على غيره لجواز سلبها وأن تكون استدراجاً. (5).
وقال السفارينى " الكرامة وهى أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح علم بها ذلك العبد الصالح أم لم يعلم " (6).
ثانياً: الولاية:
إنه لا تعريف للأولياء أحسن من قول الله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [(62 - 64) سورة يونس] " فالولاية مرتبة في الدين عظيمة لا يبلغها إلا من قام بالدين ظاهراً وباطناً" فالولاية لها جانبان:
- جانب يتعلق بالعبد: وهو القيام بالأوامر واجتناب النواهي ثم التدرج في مراقي العبودية بالنوافل.
- وجانب يتعلق بالرب -سبحانه وتعالى-: وهو محبة هذا العبد ونصرته وتثبيته على الاستقامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالولي هو ذلك العبد الذي آمن بالله -عز وجل-: أي صدق به وبما جاء عنه سبحانه في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- والتزم بشرعه ظاهراً وباطناً ثم داوم على ذلك بمراقبة الله سبحانه وملازمة التقوى والحذر من الوقوع فيما يسخطه عليه من تقصير في واجب أو ارتكاب لمحرم هذا العبد هو ولي الله -سبحانه وتعالى- يحبه وينصره ويبشره برضوانه وجنته. وعند فراقه للدنيا يرتفع عنه الخوف والحزن لما يكشف له من رحمة الله وبشارته.
وهذا المعنى يؤكده الحديث القدسي الذي أورده البخاري في صحيحه: ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)).
فهذا الحديث تضمن المعاني التي في الآية الكريمة:
جانب العبد: وهو أداء الفرائض ثم التقرب بالنوافل، وجانب الرب -عز وجل-: وهو محبته لذلك العبد ونصرته وتأييده ورعايته له في كل موقف وحفظه لجوارحه فيصبح عبداً محفوظاً في جميع جوارحه، وهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-، ((يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك .. )) (7).
إن كرامات الأولياء:
- قد تكون تأييداً وتثبيتاً للشخص.
- وقد تكون تأييداً للحق.
ولهذا كانت الكرامات في التابعيين ومن جاء بعدهم أكثر من الصحابة، لأن الصحابة عندهم من التثبيت ما يستغنون به عن الكرامات.
فالعاقل الذي يطلب الاستقامة لا الكرامة.
قال أبو علي الجوزجانى: "كن طالباً للاستقامة لا طالباً للكرامة، فإن نفسك منجبلة على طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة".
قال الشيخ السهروردي فى عوارفه: "وهذا الذي ذكره أصل عظيم كبير في الباب، وسر غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلاب، وذلك أن المجتهدين والمتعبدين سمعوا عن سلف الصالحين المتقدمين وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات فأبداً نفوسهم لا تزال تتطلع إلى شيء من ذلك، ويحبون أن يرزقوا شيئاً من ذلك، ولعل أحدهم يبقى منكسر القلب متهماً لنفسه في صحة عمله حيث لم يكاشف بشيء من ذلك ولو علموا سر ذلك لهان عليهم الأمر، فيعلم أن الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك باباً، والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة تفننا، فيقوى عزمه على هذا الزهد في الدنيا والخروج من دواعي الهوى وقد يكون بعض عباده يكاشف بصدق اليقين ويرفع عن قلبه الحجاب ومن كوشف بصدق اليقين أغنى بذلك عن رؤية خرق العادات، لأن المراد منها كان حصول اليقين، وقد حصل اليقين فلو كوشف هذا المرزوق صدق اليقين بشيء من ذلك لازداد يقيناً، فلا تقتضي الحكمة كشف القدرة بخوارق العادات لهذا الموضوع استغناء به وتقتضي الحكمة كشف ذلك الآخر لموضع حاجته، وكان هذا الثاني يكون أتم استعداداً وأهلية من الأول، فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة، فهي كل الكرامة ثم إذا وقع في طريقه شيء خارق كان كأن لم يقع فما يبالي ولا ينقص بذلك.
وإنما ينقص بالإخلال بواجب حق الاستقامة" (8).
الكرامة قسمان:-"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى في العقيدة الواسطية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات ... "
أثبت شيخ الإسلام -رحمه الله- في هذا المقطع من عقيدته أن الكرامة قسمان:
1 - قسم يتعلق بالعلوم والمكاشفات.
2 - قسم يتعلق بالقدرة والتأثيرات.
أما القسم الأول فهو أن يحصل للإنسان من العلوم ما لا يحصل لغيره، والمكاشفات أن يكشف له من الأمور مالا يحصل لغيره.
مثال الأول: وهو أن يحصل للإنسان من العلوم ما لا يحصل لغيره: ما ورد عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن الله أطلعه على ما في بطن زوجته من الحمل، أعلمه الله بأنه أنثى.
ومثال الثاني: وهو أن يحصل للإنسان من الكشف ما لا يحصل لغيره: ما حصل للفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصته المشهورة: "يا سارية الجبل".
(يُتْبَعُ)
(/)
وما حصل للرسول -صلى الله عليه وسلم- من المكاشفات في غزوة مؤتة عندما أخبر وهو في المدينة بمقتل القواد الثلاثة، وأنه تسلم الراية بعد جعفر خالد بن الوليد.
أما القسم الثاني من أقسام الكرامات، وهو ما يتعلق بالقدرة والتأثيرات، فهو كما قال العلماء عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى رحمة واسعة، وما أعطي من قوة في المناظرة والتأثير على الخصم من العلوم العقلية والنقلية، حتى قالوا أنه لم ينقطع -رحمه الله- يوماً من الدهر وهو يناظر خصمه. حتى أنه كان يخصم الذي أمامه من أقواله ومذهبه، ولاشك أن هذا مما فتح الله به على شيخ الإسلام من الكرامات.
وهذا القسم من الكرامات، ينال شيئاً منه الواحد منا والله المستعان في بعض المناسبات ونحن الضعاف المهازيل فأحياناً تقوم وتتكلم في مناسبةٍ ما، دون ما إعداد فتتكلم بكلام رصين متين قوي، وتأتي بالأدلة والشواهد حتى أنك أنت تستغرب من نفسك كيف خرج منك مثل هذا الكلام، الذي لو أعددت له ما كان بهذه القوة والرصانة والمتانة. لاشك بأن هذا مما يفتح الله به على العبد، وليس هو بحول العبد ولا بقوته. وإن حصل شيء من هذا لأحدنا في بعض الأحايين فأيضاً ينبغي له ألا يغتر بنفسه فربما يكون استدراجاً له، وربما يكون هذا من تأييد الله -جل وتعالى- للحق لا للشخص.
فوائد الكرامات:
إن الكرامات لا تحصل عبثاً دون حكم وفوائد، وقد لخص العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي فوائد الكرامات في ثلاث قضايا، ذكرها -رحمه الله- في تعليقه على العقيدة الواسطية فقال -رحمه الله-: " أعظمها الدلالة على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته وكما أن لله سنناً وأسباباً تقتضى مسبباتها الموضوعة لها شرعاً وقدراً فإن لله أيضاً سنناً أخرى لا يقع عليها علم البشر ولا تدركها أعمالهم وأسبابهم. فمعجزات الأنبياء وكرامات الأوليات بل وأيام الله وعقوباته في أعدائه الخارقة للعادة كلها تدل دلالة واضحة أن الأمر كله لله والتقدير والتدبير كله لله، وأن لله سنناً لا يعلمها بشر ولا ملك. فمن ذلك قصة أصحاب الكهف والنوم الذي أوقعه الله بهم تلك المدة العظيمة وقيض أسباباً متنوعة لحفظ دينهم وأبدانهم كما ذكر الله في قصتهم. ومنها ما أكرم الله به مريم بنت عمران وأنه {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} [(37) سورة آل عمران]،. وكذلك حملها وولادتها بعيسى على ذلك الوصف الذي ذكر الله، وكلامه في المهد هذا فيه كرامة لمريم ومعجزة لعيسى -عليه السلام-. وكذلك هبته تعالى الولد لإبراهيم من سارة وهى عجوز عقيم على كبره، كما وهب لزكريا يحيى على كبره وعقم زوجته، وهذه معجزة للنبي وكرامة لزوجته. وقد أطال شيخ الإسلام -رحمه الله- النفس وبسط الكلام في هذا الموضوع في كتابه - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وذكر قصصاً كثيرة متوافرة تدل على هذه القضية الثانية: أن وقوع الكرامات للأولياء في الحقيقة معجزات للأنبياء لأن تلك الكرامات لم تحصل لهم إلا ببركة متابعة نبيهم الذي نالوا به خيراً كثيراً من جملتها الكرامات.
الثالثة: أن كرامات الأولياء هي من البشرى المعجلة في الحياة الدنيا كما قال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} [(64) سورة يونس] وهى على قول بعض المفسرين: كل أمر يدل على ولايتهم وحسن عاقبتهم، ومن ذلك الكرامات، ولم تزل الكرامات موجودة لم تنقطع في أي وقت وفي أي زمن وقد رأى الناس منها العجائب والأمور الكثيرة" (9).
وهناك تعليق نفيس للشيخ/ ابن عثيمين على الواسطية ذكرها في أشرطته تتعلق بالنقطة الثانية وهو أن الكرامة للولي معجزة للنبي، قال حفظه الله: "كل كرامة لولي فهي آية للنبي الذي اتبعه، ولهذا قال بعض العلماء إن ما جرى من كرامات للأولياء من هذه الأمة فهي آيات للرسول -صلى الله عليه وسلم-" وقال بعض العلماء أنه ما من آية لنبي من الأنبياء السابقين إلا ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثلها، فالرسول مثلاً لم يلق في النار فيخرج حياً كما حصل لإبراهيم -عليه السلام- فقالوا جرى ذلك لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كذلك فلق البحر لموسى -عليه السلام-
(يُتْبَعُ)
(/)
حصل لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمور في البحر أعظم مما حصل لموسى -عليه السلام- وهو المشي على الماء، كذلك إحياء الموتى لعيسى -عليه السلام- حصل لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثلها، كذلك الرجل الذي أحيا الله له فرسه حتى بلغ أهله، كذلك إبراء الأكمه وإعادة البصر حصل للرسول -صلى الله عليه وسلم- نفسه.
ضوابط الكرامة:
ليس كل ما يظهر على أيدي الصالحين أو غيرهم يكون كرامة، بل قد تكون غواية من الشيطان أو إضلالاً من بعض الجن، ولذا فقد وضع الدكتور أحمد بن سعد حمدان محقق كتاب اللالكائي - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة- مقدمة في الجزء التاسع منه خاصة بموضوع الكرامات فوضع حفظه الله أربعة ضوابط مهمة:
1 - أن يكون صاحبها مؤمناً متقياً:
وهو الوصف الذي ذكره الله -عز وجل- في كتابه بقوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [(62 - 63) سورة يونس].
فيؤدى ما افترضه الله -عز وجل- عليه من الفروض والواجبات ويجتنب ما نهاه الله -عز وجل- عنه من المحرمات ثم يترقي في سلم العبودية بعمل المستحبات وترك المكروهات حتى يحقق معنى الولاية.
قال شيخ الإسلام: وليس لله ولي إلا من اتبعه باطناً وظاهراً فصدقه فيما أخبر به من الغيوب والتزم طاعته فيما فرض على الخلق من أداء الواجبات وترك المحرمات.
2 - أن لا يدعي صاحبها الولاية:
الولاية هي درجة تتعلق بفعل الرب -عز وجل- وفعل العبد، والعبد كما ذكرنا يترقي في سلم العبودية بنقل الطاعات وترك المخالفات، وهو لا يعلم عن الله -عز وجل- وهل قبل الله من العبد عمله فرفعه به أم لم يقبله منه.
فدعوى الولاية هي دعوى علم الغيب أولاً، ثم إنها تزكية للنفس ثانياً، وقد قال الله -عز وجل-: {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [(32) سورة النجم].
3 - أن لا تكون سبباً في ترك شيء من الواجبات:
الكرامة يحصل عليها الولي بسبب طاعته لله -عز وجل- بإيمانه وتقواه، ويلزم من ذلك أن لا تخالف ما كان سبباً في حصولها.
4 - أن لا تخالف أمراً من أمور الدين:
فلو رأى في المنام أو في اليقظة أن شخصاً في صورة نبي أو ملك أو صالح يقول له: قد أبحت لك الحرام، أو حرمت عليك الحلال، أو أسقطت عنك التكاليف، أو نحو ذلك لم يصدقه. فإن ذلك من الشيطان إذ أن شريعة الله -عز وجل- باقية إلى يوم القيامة من غير نسخ فما رأى الإنسان يقظةً أو مناماً يخالف ذلك فينبغي أن يعرف أنه من الشيطان (10).
الأشخاص الذين تظهر على أيديهم الخوارق: (11).
ليس كل من ظهر على يديه أمر خارق للعادة كان ولياً، ولذا فيمكن تصنيف أصحاب الخوارق إلى عدة أقسام على النحو التالي:
1 - أناس صالحون ملتزمون بالشريعة الإسلامية ظاهراً وباطناً قد آمنوا بالله -عز وجل- وبما أمرهم أن يؤمنوا به وعملوا بما أمروا أن يعملوه ويعبدون الله -عز وجل- على وجل وخشية أن لا يتقبل منهم.
قد اتخذوا من حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة يسيرون على منهاجها، ولا يدعون لأنفسهم مكانة زائدة على أفراد الأمة ولا يزكون أنفسهم، فهؤلاء هم أهل كرامة الله -عز وجل- وأهل توفيقه وليس فوق هداية العبد لطاعة الله -عز وجل- منزلة يتطلع إليها الإنسان المسلم.
2 - قسم فاسق استخدموا الشياطين واستخدمتهم الشياطين إما عن طريق السحر أو ما شابه ذلك من الوسائل المحرمة. فهؤلاء قد اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله -عز وجل- وباعوا دينهم بما تقدمه لهم الشياطين مخاريق وبما تعينهم عليه من أعمال.
وهذا الصنف قد يظهر على حقيقته أمام الناس ويهمل الواجبات الشرعية ويرتكب المحذورات المحرمة وهذا كاف في بيان حاله وأنه ليس أهلاً للكرامة ولا للولاية لمخالفة سلوكه لسلوك أولياء الله -عز وجل-.
3 - قسم كفار، استعملوا وسائل متعددة كالقسم السابق إلا أن هؤلاء يعملون ما يعملون لإفساد عقائد المسلمين فيظهرون لهم في مظهر الزهاد الصالحين ويظهرون لهم من السحر والشعوذة، ما يخدعونهم به ثم يبثون فيهم عقائد الشرك والضلال تحت ستار "الولاية" والناس ينخدعون بما يرونه يظهر على يديه من الأعمال الغريبة والمخاريق العجيبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وقسم عباد جهلة، أغواهم الشيطان، وهؤلاء ليس لديهم من العلم الشيء الذي يجعلهم يميزون فهؤلاء لا يفرقون بين ما هو كرامة، وما هو من خداع الشيطان.
فإذا رأوا أمراً غريباً أو سمعوا صوتاً ظنوا أن هذا ملك يخاطبهم، وما علموا بأن الشيطان قد يتمثل في صورة دابة، وكل هذا من مكر الشيطان بعباد الكرامات والذين ليس لديهم من العلم الشرعي ما يفرقون به بين الحق والباطل.
بين المعجزة والكرامة:
اسم المعجزة يعم كل خارق للعادة في اللغة وأيضاً في عرف الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد وغيره، ويسمونها الآيات لكن كثيراً من المتأخرين يفرق في اللفظ بينهما، فيجعل المعجزة للنبي والكرامة للولي. وجماعهما الأمر الخارق للعادة.
فالمعجزة، أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة والمعجزة تكون حسية وتكون معنوية.
فالحسية هي المشاهدة بالبصر، كخروج الناقة، وانقلاب عصى موسى حية.
أما المعنوية، كمعجزة القرآن.
وقد أوتي نبينا -صلى الله عليه وسلم- من كل ذلك، فمن المحسوسات: انشقاق القمر، وحنين الجذع، ونبع الماء من بين أصابعه، وتسبيح الطعام، وغيرها.
ومن المعنويات. المعجزة الباقية الخالدة وهو القرآن.
أما الكرامات، فهي للأنبياء وللأولياء، وثبوتها للأولياء حق، وهو ظهور الأمر الخارق للعادة على أيديهم، وإن لم يعلموا كقصة أصحاب الكهف وأصحاب الصخرة، وكلها معجزات لأنبيائهم وكنداء عمر لسارية وككتابته إلى نيل مصر، وكخيل العلاء بن الحضرمي، وسيأتي تفصيل هذه بعد قليل بزيادة إيضاح وأمثله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- "فما كان من الخوارق من باب العلم، فتارة بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة ومناماً، وتارة بأن يعلم ما لا يعلم غيره وحياً وإلهاماً أو إنزال علم ضروري أو فراسة صادقه، ويسمى كشفاً ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات، فالسماع مخاطبات والرؤية مشاهدات والعلم مكاشفة، وما كان من باب القدرة فهو التأثير، وقد يكون همة وصدقاً ودعوة مجابة، وقد يكون من فعل الله الذي لا تأثير له فيه بحال، مثل هلاك عدوه بغير أثر فيه كقوله: ((من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)) (12). ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه ونحو ذلك. وكذلك ما كان من باب العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض أمور، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في المبشرات: ((هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له)) (13). وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أنتم شهداء الله في الأرض)) (14).
وقد جمع لنبينا -صلى الله عليه وسلم- جميع أنواع المعجزات والخوارق أما العلم والأخبار الغيبية والسماع والرؤية فمثل إخبار نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن الأنبياء المتقدمين وأممهم ومخاطباته لهم وأحواله معهم، وكذلك إخباره عن أمور الربوبية والملائكة والجنة والنار بما يوافق الأنبياء قبله من غير تعلم منهم، فإخباره عن الأمور الغائبة ماضيها وحاضرها هو من باب العلم الخارق، وكذلك إخباره عن الأمور المستقبلة مثل: مملكة أمته وزوال مملكة فارس والروم، وقتال الترك وألوف مؤلفة من الأخبار التي أخبر بها مذكور بعضها في كتب دلائل النبوة لأبي نعيم والبيهقي" انتهى (15).
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى وأطال في عمره: " الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية الخارقة للعادة على يد السحرة والمشعوذين: أن المعجزة هي ما يجري الله على أيدي الرسل والأنبياء من خوارق العادات التي يتحدَّون بها العباد ويختبرون بها ويخبرون بها عن الله لتصديق ما بعثهم به ويؤيدهم بها سبحانه كانشقاق القمر ونزول القرآن فإن القرآن هو أعظم معجزة لرسولٍ على الإطلاق ولحنين الجذع ونبوع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من المعجزات الكثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الكرامة فهي ما يجري الله على أيدي أوليائه المؤمنين من خوارق العادات كالعلم والقدرة وغير ذلك كالظلة التي وقعت على أسيد بن الحضير حين قراءته القرآن وكإضاءة النور لعباد بن بشر وأسيد بن حضير حين انصرفا من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما افترقا أضاء لكل واحد منهما طرف سوطه، وشرط كونها كرامة أن يكون من جرت على يده هذه الكرامة مستقيماً على الإيمان ومتابعة الشريعة فإن كان خلاف ذلك فالجاري على يده من الخوارق يكون من الأحوال الشيطانية ثم ليعلم أن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين لا يدل على نقص إيمانهم لأن الكرامة إنما تقع لأسباب:
منها: تقوية إيمان العبد وتثبيته ولهذا لم ير كثير من الصحابة شيئاً من الكرامات لقوة إيمانهم وكمال يقينهم. ومنها: إقامة الحجة على العدو كما حصل لخالد لما أكل السم وكان قد حاصر حصناً فامتنعوا عليه حتى يأكله، فأكله وفتح الحصن، ومثل ذلك ما جرى لأبي مسلم الخراسانى لما ألقاه الأسود العنسي في النار فأنجاه الله من ذلك لحاجته إلى تلك الكرامة، وكقصة أم أيمن لما خرجت مهاجرة واشتد بها العطش سمعت حساً من فوقها فرفعت رأسها فإذا هي بدلو من ماء فشربت منها ثم رفعت.
وقد تكون الكرامة ابتلاء فيسعد بها قوم ويشقى بها آخرون، وقد يسعد بها صاحبها إن شكر، وقد يهلك إن أعجب ولم يستقم" (16). انتهى كلامه حفظه الله.
وقال الشيخ/ عبد العزيز السلمان: "ويفرق بينها وبين المعجزة بأن المعجزة تكون مقرونة بدعوى النبوة بخلاف الكرامة". (17).
صور من المعجزات والكرامات:
فأولاً هذه بعض معجزات رسولنا -صلى الله عليه وسلم-:
- روى مسلم في صحيحه من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: سرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم ير شيئاً يستتر فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى إحداهما، فأخذ بغصنين من أغصانها فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله)) فانقادت معه كالبعير المخشوم الذى يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بعض أغصانها، فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله)) فانقادت كذلك حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لأَم بينهما حتى جمع بينهما، فقال: ((التئما عليَّ بإذن الله)) فالتأمتا عليه فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقربى فتباعدت فجلست أحدث نفس فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق".
- ولما انكسرت رجل عبد الله بن عتيك -رضي الله عنه- بعد ما قتل أبا رافع الذي يؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فانتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدثته فقال لي: ((أبسط رجلك)) فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط.
- وفى الترمذى عن علي -رضي الله عنه- قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله.
- وجاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: بم أعرف أنك نبي؟ قال: ((إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟)) قال نعم، فدعاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: ((ارجع)) فعاد، فأسلم الأعرابي.
- وقصة ارتجاف أحد: وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان)).
- وقصة ماء الركوة: وهى ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه فقال: ((ما لكم؟)) قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، قال جابر: فوضع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قال سالم: قلت لجابر: كم كنتم قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقصة عكاشة بن محصن بن حرشان الأسدي حينما اندفع يقاتل المشركين يوم بدر ويحصد فيهم حصدا حتى انكسر سيفه فلم يثنه ذلك عن خوض المعركة ولم يتخذ من كسر سيفه فلم يثنه ذلك عن خوض المعركة ولم يتخذ من كسر سيفه معذرة عند القتال فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يخبره بكسر سيفه وإرادة غيره فدفع -صلى الله عليه وسلم- جذلاً من حطب فقال له: ((قاتل بهذا يا عكاشة)) فلما أخذه عكاشة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هزه فعاد في يده سيفاً صارماً طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به -رضي الله عنه- حتى فتح الله تعالى على المسلمين ولم يزل عنده ذلك السيف يشهد به المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى استشهد في قتال الردة في خلافة أبى بكر الصديق -رضي الله عنه-.
- وقصة حنين الجذع: ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه فإن لي غلاماً نجاراً قال: ((إن شئت)) قال فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر الذي صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت.
- وقصة قتادة بن النعمان: فعن أبى سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج ذاك ليلة لصلاة العشاء وهاجت الظلماء من السماء وبرقت برقة فرأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتادة بن النعمان فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قتادة؟)) قال: نعم يا رسول الله، علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا انصرفت فأتني)) فلما انصرف أعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرجوناً وقال: ((خذه فسيضيء أمامك عشراً وخلفك عشراً)).
- وقصة أبى جابر: وهى ما ورد عند جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: توفى أبي شهيداً في أحد وعليه دين فاستعنت النبي -صلى الله عليه وسلم- على غرمائه أن يضعوا من دينه فطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يفعلوا فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اذهب فصنف تمرك أصنافاً، العجوة على حدة وعذق زيد على حدة -أنواع التمر- ثم أرسل إلي)) قال جابر: ففعلت ثم أرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس على أعلاه أو في وسطه ثم قال: ((كِلْ للقوم)) قال جابر: فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأن لم ينقص منه شيء.
- ومن ذلك مجيء المطر في مسيره -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى بدر وكان للمسلمين نعمة وقوة وعلى الكفار بلاء ونقمه.
- ورميه -صلى الله عليه وسلم- المشركين بالحصى والتراب حتى عمت رميته الجمع وتقليل المشركين في أعين المؤمنين، وإشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مصارع المشركين بقوله: ((هذا مصرع فلان هذا مصرع فلان)) فرأى المسلمون ذلك على ما أشار إليه وذكره.
- وقصه لبن أهل الصفة، وذلك أن أبا هريرة قعد يوماً على الطريق فمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتبسم حين رآه وعرف ما في نفسه وما في وجهه ثم قال: ((يا أبا هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله قال: ((الحقْ)) ومضى فتبعته فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبناً في قدح، فقال: ((من أين هذا اللبن؟)) قالوا: من فلان أو فلانة قال: ((أبا هر)) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي)) قال أبو هريرة: فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاؤوا أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن قال فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت فقال: ((يا أبا هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله قال: ((خذ فأعطهم)) قال فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد على القدح، حتى انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال: ((يا أبا هر)) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((بقيت أنا وأنت)) قلت: صدقت يا رسول الله، قال: ((أقعد فاشرب)) فقعدت فشربت، فقال: ((اشرب)) فشربت. فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((فأرني)) فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة -صلى الله عليه وسلم-.
- ومن ذلك رد عين قتادة بن النعمان فقد أصيبت عينه في غزوة أحد حتى وقعت على وجنته فردها النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت أحسن عينيه وأحدَّهما نظراً وفى ذلك يقول ابنه:
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه ... فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأول أمرها ... فيا حسن ما عين ويا حسن ما خد
- وقال رفاعة بن رافع رميت بسهم يوم بدر ففقئت عيني فبصق فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا لي فما آذاني منها شيء بعد.
- ومن ذلك استسقاؤه واستصحاؤه -صلى الله عليه وسلم-ففي الصحيحين عن أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه ثم قال: ((اللهم أغثنا اللهم أغثنا)) قال أنس: والله ما نرى في السماء من سحاب ولا من قزعة وإن السماء مثل الزجاجة وما بيننا وبين سلع من دار، فو الذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحدر عن لحيته.
- ومن ذلك ما في غزوة خيبر من أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى علي وهو أرمد فبصق في عينيه فبرئ كأن لم يكن به وجع.
- وقصة طعام جابر -رضي الله عنه- معروفه مشهورة.
ولقد صدق من قال:
محمد المبعوث للناس رحمة ... يشيد ما أوهى الضلال ويصلحُ
لئن سبَّحت صمُّ الجبال مجيبة ... لداود أو لان الحديد المصفحُ
فإن الصخور الصمَّ لانت لكفه ... وإن الحصا في كفه ليسبحُ
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا ... فمن كفه قد أصبح الماء يطفحُ
وإن كانت الريح الرخاء مطيعة ... سليمان لا تألو تروح وتسرحُ
فإن الصبا كانت لنصر نبينا ... برعبٍ على شهرٍ به الخصم يكدحُ
وإن أوتي الملك العظيم وسخرت ... له الجن تشفي مارضيه وتلدحُ
وإن كان إبراهيم أعطي خلة ... وموسى بتكليم على الطور يمنحُ
فهذا حبيب بل خليل مكلم ... وخصص بالرؤيا وبالحق أشرحُ
وخصص بالحوض العظيم وباللوا ... ويشفع للعاصين والنار تلفحُ
وبالمقعد الأعلى المقرب عنده ... عطاء ببشراه أقر وأفرحُ
وبالرتبة العليا الأسيلة دونها ... مراتب أرباب المواهب تلمحُ
وفى جنة الفردوس أول داخل ... له سائر الأبواب بالخار تفتحُ
ثانياً: نماذج من كرامات الأولياء:
- قصة سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ركبنا البحر في سفينة فانكسرت السفينة فركبت لوحاً من ألواحها فطرحني في أجمة فيها أسد، فلم يرعني إلا به فقلت: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطأطأ رأسه وغمز بمنكبه شقي، فما زال يغمزني ويهديني الطريق حتى وضعني على الطريق وهمهم فظننت أنه يودعني.
- ومنها قصة أبي مسلم الخولاني فإنه لما قال له الأسود العنسي المتنبي: أتشهد أني رسول الله، قال: "ما أسمع"، قال أتشهد أن محمداً رسول الله، قال: "نعم"، فأمر بنار فأوقدت له، وألقي فيها فجاؤوا إليه فوجدوه يصلي فيها، وقد صارت عليه برداً وسلاماً، فقدم المدينة بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر، وقال: "الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم".
- والعلاء بن الحضرمي كان عامل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على البحرين، وكان يقول في دعائه "يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم فيستجاب له، ودعا الله بأن يسقوا ويتوضئوا لما عدموا الماء والسقاء فأجيب، ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا كلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم، ودعا الله أن لا يروا جسمه إذا مات فلم يجدوه في اللحد.
- ولما مات أويس القرني وجدوا في ثيابه أكفاناً لم تكن معه من قبل ووجدوا له قبراً محفوراً في لحد من صخر فدفنوه فيه وكفنوه في تلك الأثواب.
- وأسيد بن حضير كان يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت لقراءته.
- وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين.
- وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما. رواه البخاري وغيره.
- وقصه الصديق في الصحيحين لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة إلا ربى من أسفلها أكثر منها فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وخبيب بن عدى كان أسيراً عند المشركين بمكة، وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة.
- وعامر بن فهيرة قتل شهيداً فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه، وكان لما قتل رفع فرآه عامر بن الطفيل وقد رفع. وقال عروة فيرون الملائكة رفعته.
- وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت عطشاً فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حساً على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها.
- والبراء بن مالك كان إذا أقسم على الله أبر قسمه، وكانت الحرب إذا اشتد على المسلمين في الجهاد يقولون يا براء اقسم على ربك فيقول: يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم ينهزم العدو، فلما كان يوم القادسية قال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد، فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيداً.
- وخالد بن الوليد حاصر حصناً منيعاً فقالوا: لا نسلم حتى تشرب السم فشربه فلم يضره.
- وسعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعوة ما دعا قط إلا استجيب له وهو الذي هزم كسرى وفتح العراق وذلك أنه لما وقف أمام المدائن ولم يجد شيئاً من السفن وتعذر عليه تحصيل شيء منها بالكلية، وقد ازدادت دجلة زيادة عظيمة واسود ماؤها ورمت بالزبد من كثرة مائها فخطب سعد الناس على الشاطئ وقال "ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم" فقالوا جميعاً: "عزم الله لنا ولك على الرشد، فافعل" ثم اقتحم بفرسه دجلة واقتحم الناس لم يتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤوا ما بين الجانبين فلا يرى وجه الماء من الفرسان والرجال وجعل الناس يتحدثون على وجه الماء كما يتحدثون على وجه الأرض.
- ولما عذبت الزنيرة على الإسلام في الله فأبت إلا الإسلام وذهب بصرها، قال المشركون: أصاب بصرها اللات والعزى قالت: "كلا والله" فرد الله بصرها.
- ودعا سعيد بن زيد على أروى بنت الحكم فأعمى الله بصرها لما كذبت عليه فقال: "اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واقتلها في أرضها" فعميت ووقعت فى حفرة من أرضها فماتت.
- وتغيب الحسن البصري عن الحجاج الظالم المشهور فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله -عز وجل- فلم يروه، ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتاً.
- وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو فقال: "اللهم لا تجعل لمخلوق عليَّ منة"، ودعا الله -عز وجل- فأحيا فرسه، فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرجه فإنه عارية فأخذ سرجه فمات الفرس.
إلى غير ذلك كثير من الكرامات التي حصلت لصالحي هذه الأمة، وقد ذكر أضعاف هذا بكثير الإمام أبو القاسم اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، الجزء التاسع منه، فقد خصه بكرامات الأولياء، فمن أراد المزيد رجع إلى ذلك السفر العظيم.
آراء الفرق المخالفة لأهل السنة والرد عليها:
تبين لنا مما سبق أن قول أهل السنة والجماعة في باب الكرامات هو جواز وقوعها على أيدي الصالحين وأنها أمر خارق للعادة غير مقرونة بدعوى النبوة، وأنها لا تصل إلى الخوارق التي أظهرها الله -عز وجل- على أيدي أنبيائه ورسله.
فظهر هناك بعض الفرق المخالفة لمعتقد أهل السنة في هذا الباب، من هذه الفرق الأشاعرة والمعتزلة، وكل فرقه من هاتين الفرقتين غلت في جانب كما سيظهر بعد قليل من عرض آرائهم ثم الرد عليها.
مذهب الأشاعرة:
تعتقد الأشاعرة جواز الكرامات بدون حد، وما جاز وقوعه لنبي جاز وقوعه لولي، بل الخارق للعادة يقع من النبي والولي والساحر، ولا فرق إلا دعوى النبوة من النبي والصلاح من الولي.
يقول الجويني في كتاب الإرشاد صـ 269: "فإن قيل فما الفرق بين الكرامة والمعجزة قلنا: لا يفترقان في جواز العقل إلا بوقوع المعجزة على حسب دعوى النبوة ".
وكما نلاحظ من هذا المذهب أنه لا يخص الأنبياء بمعجزات زائدة على ما يحدث على أيدي الأولياء.
فيرد عليهم:
بأن الخوارق التي تقع على أيدي الأنبياء أظهرها الله -عز وجل- لتأييد دعوى النبوة لإقناع جماعات كافرة جاحدة، أما ما يظهر على أيدي الأولياء فإنه خاص بالولي نفسه جزاء له على عبادته أو لتقوية إيمانه أو نحو ذلك. ولا يستوي ما كان الغرض منه الإقناع لجماعات متعددة متنوعة الثقافة ومختلفة العقول تعاند الحق وتحاربه وما كان الغرض منه فردياً لشخص مؤمن في الأصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله-: "ثم هؤلاء جوزوا كرامات الصالحين ولم يذكروا بين جنسها وجنس كرامات الأنبياء فرقاً، بل صرح أئمتهم أن كل ما خرق لنبي يجوز أن يخرق للأولياء حتى معراج محمد -صلى الله عليه وسلم- وفرق البحر لموسى -عليه السلام- وناقة صالح -عليه السلام- وغير ذلك، ولم يذكروا بين المعجزة والسحر فرقاً معقولاً بل قد يجوزون أن يأتي الساحر بمثل ذلك لكن بينهما فرق دعوى النبوة وبين الصالح والساحر والبر والفجور ... إلى أن قال -رحمه الله-: ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين فلا تبلغ كرامات أحد قط إلى مثل معجزات المرسلين كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم ولكن قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم" (18).
مذهب المعتزلة:
يرى المعتزلة أن خوارق العادات لا يمكن أن تقع لغير الأنبياء، ولذا فقد ذهبوا إلى منع وقوع الكرامات للأولياء والصالحين، وقد قال بهذا القول أيضاً الإمام محمد بن حزم -رحمه الله- تعالى. قال شيخ الإسلام: "فقالت طائفة لا تخرق العادة إلا لنبي وكذبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان وبكرامات الصالحين وهذه طريقة أكثر المعتزلة وغيرهم كأبي محمد بن حزم وغيره" (19).
وحجة المعتزلة فيما ذهبوا إليه أنه بالقول بالكرامات يشتبه النبي بالولي والنبي بالسحر وغيره.
ولا شك بأن هذه الحجة كما هي واضحة حجة عقليه فالمعتزلة كعادتهم يردون مسائل الاعتقاد إلى عقولهم فما وافقهم آخذوا به، وما خالف ردوه.
الرد عليهم:
يكفي في نقض كلام المعتزلة هذه النصوص الصحيحة الواردة في الكتاب والسنة والتي سقنا طرفاً منها في ثنايا هذا البحث والتي تثبت الكرامة لأولياء الله -جل وتعالى-. ولا شك أن نتاج العقل يجب أن يضرب به عرض الحائط إذا خالف نصاً من كتاب أو سنه.
وقد أورد شيخ الإسلام -رحمه الله- تعالى قول المعتزلة ثم رد عليهم بأن هذه الخوارق قد تواترت وشاهدها الناس وهذا كاف في الرد عليهم فقال: "والمنازع لهم -أي للمعتزلة- يقول هي أي الخوارق موجودة مشهودة لمن شهدها متواترة عند كثير من الناس أعظم مما تواترت عندهم بعض معجزات الأنبياء وقد شهدها خلق كثير لم يشهدوا معجزات الأنبياء فكيف يكذبون بما شهدوه ويصدقون بما غاب عنهم ويكذبون بما تواتر عندهم أعظم مما تواتر غيره" (20).
وقال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "وقد أنكرها أيضاً طائفة من أهل الكلام ظناً منهم أن في إثباتها إبطالاً لمعجزات الأنبياء وهذا وهم باطل أبطله المؤلف -يعنى شيخ الإسلام - في كتابه النبوات وغيره من كتبه" (21).
__________________________
(1) - شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام - لمحمد خليل هراس صـ 176 - طبعة دار الإفتاء 1402هـ.
(2) - شرح العقيدة الطحاوية - طبعة المكتب الإسلامي صـ 558.
(3) - لوامع الأنوار البهية - للعلامة السفاريني جـ 2 صـ392.
(4) - لسان العرب: 12/ 510
(5) - الكواشف الجلية عن معاني الواسطية - عبد العزيز السلمان صـ 717.
(6) - لوامع الأنوار البهية 2/ 392.
(7) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - كرامات أولياء الله عز وجل للالكائي 9/ 7.
(8) - المعجزات والكرامات - ابن تيمية صـ17.
(9) - التنبيهات اللطيفة - للشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي صـ 99.
(10) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - اللالكائي 9/ 34.
(11) - من بحث الدكتور أحمد حمدان في مقدمة كتاب اللالكائي صـ23.
(12) - أصله في البخاري بلفظ: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) كتاب الرقاق - باب التواضع.
(13) - رواه الإمام أحمد من حديث عبادة بن الصامت، ورواه أبو داود.
(14) - رواه ابن ماجه والإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر.
(15) - بتصرف من رسالة شيخ الإسلام - المعجزات والكرامات وأنواع خوارق العادات صـ11.
(16) - التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة تأليف العلامة الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي. علق عليها العلامة الشيخ/ عبد العزيز بن باز صـ97.
(17) - الكواشف الجلية عن معاني الواسطية صـ 717.
(18) - النبوات - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صـ3.
(19) - النبوات صـ 2.
(20) - النبوات صـ2.
(21) - التنبيهات اللطيفة - للسعدى صـ 100.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 04:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[العوضي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 08:38]ـ
وفيك بارك ...(/)
هل يجوز التسمي بالسلفية؟
ـ[نبراس]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 08:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة حساسة ويكثر السؤال عنها، حول مدى صحة التسمي بالسلفية وفلان سلفي وجماعة سلفية؟! وهل للمسميات الإسلامية مستندٌ شرعي؟! في هذا المقطع النادر يبين الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الكلام حول هذه القضية.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=37381
من لديه إظافة في هذا الموظوع فليتفظل
... بارك الله فيكم ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 09:00]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10652(/)
عودة الحجاب - المحظور - د/ المقدم
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 12:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا _ أظن _ و الله أعلم الكتاب او الجزء الذي تم مصادرته و منعه من البيع في مصر
لو أحد عنده معلومة يدلي بها مشكوراً
الكتاب رائع حقا و يجسد مرحلة من تاريخ مصر اما مشوشة المعالم او مزورة الوقائع و اشخاص زُيف تاريخهم علي الغالبية العظمي من الناس و يعتبرونهم رواد و ابطال
حقا بعد ان تقرا لابد ان تدعو للشيخ فهو و الله اعلم فرد في بابه لا يوجد مثله في تخصصاته الكثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 01:05]ـ
بارك الله فيك أخى ونفع بك
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 07:16]ـ
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء
لقد بحثت عنه و لم أجده حتى يئست
بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:40]ـ
بارك الله فيك أخى ونفع بك
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أم عمر]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 03:02]ـ
بارك الله فيكم
لابد من قرائته
وبالنسبة لسؤالك تفضل:
http://www.arabicdream.com/forums/ss-ss--t17171.html
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:19]ـ
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء
لقد بحثت عنه و لم أجده حتى يئست
بارك الله فيك أخي الحبيب
شكرا لك ... بارك الله فيك ... (ابتسامة)
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 11:10]ـ
بارك الله فيكم
لابد من قرائته
وبالنسبة لسؤالك تفضل:
http://www.arabicdream.com/forums/ss-ss--t17171.html
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
جزاك الله خيرا
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 12:22]ـ
اسال الله ان يجزيك خير الجزاء فهو بالفعل محظور عندنا في مصر.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 11:56]ـ
غريب!
الكتاب رائع ومفيد وهو موجود عندنا في المملكة ولم يحظر بيعه.
غير أن بدايات نزع الحجاب في مصر ومشاركة المرأة في الانتخابات - كما صورها مؤلف الكتاب - تشبه ما يحصل الآن في بلادنا من قبل دعاة السفور والفجور، كفانا الله شرهم.
بوركت وبورك شيخنا المقدم.
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 12:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 01:33]ـ
جزاك الله تعالى خيـ الجزآء ـــر
أبـ البرآء السلفى ــــو
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 07:04]ـ
الكتاب كان موجودا في معرض الكتاب الماضي بالقاهرة
رأيته في دار الآثار بجوار سور الأزبكية
والكتاب في ثلاثة مجلدات طبع دار طيبة
وكان سعره 70 جنيها مصريا
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 07:41]ـ
اسال الله ان يجزيك خير الجزاء فهو بالفعل محظور عندنا في مصر.
و اياك اخي الكريم
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 07:48]ـ
غريب!
الكتاب رائع ومفيد وهو موجود عندنا في المملكة ولم يحظر بيعه.
غير أن بدايات نزع الحجاب في مصر ومشاركة المرأة في الانتخابات - كما صورها مؤلف الكتاب - تشبه ما يحصل الآن في بلادنا من قبل دعاة السفور والفجور، كفانا الله شرهم.
بوركت وبورك شيخنا المقدم.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
و الله اني لاخشي علي المملكة
مصر الان اصبحت الاتجاهات شبه و اضحة _ علمانية و سلفية و .... - و الانحدار و صل لمدي بعيد فنحن الان للعودة اقرب
اما المملكة فالتيارات العلمانية جديدة مم يعني بداية الانحدار و هذا هو الخطير في الامر فلابد من ان تمضي فترة بعد الانزلاق حتي يفيق الناس مرة اخري
الله نسأل ان يحفظ بلاد المسلمين
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 05:58]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 08:06]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[11 - May-2008, صباحاً 02:15]ـ
جزاك الله تعالى خيـ الجزآء ـــر
أبـ البرآء السلفى ــــو
وخيرا جزاك
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 10:07]ـ
جزاك الله خيرًا
جزاك الله خيرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 09:11]ـ
الكتاب كان موجودا في معرض الكتاب الماضي بالقاهرة
رأيته في دار الآثار بجوار سور الأزبكية
والكتاب في ثلاثة مجلدات طبع دار طيبة
وكان سعره 70 جنيها مصريا
انت محق لكن طيبة هذه دار سعودية فهو محظور في مصر
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 12:05]ـ
محمد أبوعبيدة السلفى
في ملتقى أهل الحديث.
900 قافلة لوزارة الاوقاف تجوب المحافظات لمحاربة النقاب
خبر عاااااااااااجل
وزارة الاوقاف رصدت 10 ملايين جنيه لمواجهة ظاهرة انتشار النقاب
أعلنت وزارة الاوقاف انها رصدت 10 ملايين جنيه تحت تصرف قطاع الدعوة بالوزارة وذلك لتسيير 900 قافلة دعوية بالمحافظات لمواجهة ظاهرة انتشار النقاب ومحاربة الزيادة السكانية التي تلتهم كل عمليات التنمية التي تقوم بها الدولة.
وقال مصدر بالوزارة ان القوافل ستجوب القري والنجوع والمدن والاحياء المختلفة والنوادي للتأكيد علي ان تنظيم النسل لا يتعارض مع صحيح الدين "وبتصحيح المعلومات المغلوطة التي يروجها بعض الدعاة المتشددين منالتيارات الدينية المختلفة" علي حد وصفه.
واضاف المصدر ان الوزارة قامت بعقد عدد من الدورات التدريبية للدعاة المعينين وعددهم 45 ألف امام علي مستوي الجمهورية للتأكيد علي ان النقاب عادة وليس عبادة دينية ولا تمت بصلة للزي الشرعي.
وقامت الوزارة باصدار كتاب عن النقاب جمعت فيه اراء عدد من العلماء من بينهم شيخ الازهر والمفتي ووزير الاوقاف والشيخ الغزالي وتوزيعه علي كل دعاة مصر للتأكيد علي ان النقاب عادة وليس عبادة مؤكدا ان هماك حملة منظمة للقضاء على التشدد والغلو فى الدين والتى بدات المحافطات تشهدها مؤخرا بعد انتشار بعض التيارات السلفية.
حسبنا الله ونعم الوكيل
وكان من بين التعليقات على الخير المشئوم ...
انا واحده مش منقبه ولا محجبه وعمري ما فكرت اني اتحجب ولكن بع ما قرات الخبر ده اصبح عندي احساس اني نفسي اتحجب او اتنقب لاني متاكده ان الحطومه لما تحارب حاجه يبقي الحاجه دي فيها خير كتير للناس وهي عايزه تمنع الخير وشكرا سيادة الوزير لان هذا الخبر هزني جدا وان شاء الله سيكون سبب هدايتي.
سبحان الله – ?ويمكرون ويمكر الله?
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 11:37]ـ
محمد أبوعبيدة السلفى
في ملتقى أهل الحديث.
900 قافلة لوزارة الاوقاف تجوب المحافظات لمحاربة النقاب
خبر عاااااااااااجل
وزارة الاوقاف رصدت 10 ملايين جنيه لمواجهة ظاهرة انتشار النقاب
أعلنت وزارة الاوقاف انها رصدت 10 ملايين جنيه تحت تصرف قطاع الدعوة بالوزارة وذلك لتسيير 900 قافلة دعوية بالمحافظات لمواجهة ظاهرة انتشار النقاب ومحاربة الزيادة السكانية التي تلتهم كل عمليات التنمية التي تقوم بها الدولة.
وقال مصدر بالوزارة ان القوافل ستجوب القري والنجوع والمدن والاحياء المختلفة والنوادي للتأكيد علي ان تنظيم النسل لا يتعارض مع صحيح الدين "وبتصحيح المعلومات المغلوطة التي يروجها بعض الدعاة المتشددين منالتيارات الدينية المختلفة" علي حد وصفه.
واضاف المصدر ان الوزارة قامت بعقد عدد من الدورات التدريبية للدعاة المعينين وعددهم 45 ألف امام علي مستوي الجمهورية للتأكيد علي ان النقاب عادة وليس عبادة دينية ولا تمت بصلة للزي الشرعي.
وقامت الوزارة باصدار كتاب عن النقاب جمعت فيه اراء عدد من العلماء من بينهم شيخ الازهر والمفتي ووزير الاوقاف والشيخ الغزالي وتوزيعه علي كل دعاة مصر للتأكيد علي ان النقاب عادة وليس عبادة مؤكدا ان هماك حملة منظمة للقضاء على التشدد والغلو فى الدين والتى بدات المحافطات تشهدها مؤخرا بعد انتشار بعض التيارات السلفية.
حسبنا الله ونعم الوكيل
وكان من بين التعليقات على الخير المشئوم ...
انا واحده مش منقبه ولا محجبه وعمري ما فكرت اني اتحجب ولكن بع ما قرات الخبر ده اصبح عندي احساس اني نفسي اتحجب او اتنقب لاني متاكده ان الحطومه لما تحارب حاجه يبقي الحاجه دي فيها خير كتير للناس وهي عايزه تمنع الخير وشكرا سيادة الوزير لان هذا الخبر هزني جدا وان شاء الله سيكون سبب هدايتي.
سبحان الله – ?ويمكرون ويمكر الله?
نسال الله ان يمكن لدينه
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 07:07]ـ
محمد أبوعبيدة السلفى
في ملتقى أهل الحديث.
900 قافلة لوزارة الاوقاف تجوب المحافظات لمحاربة النقاب
خبر عاااااااااااجل
وزارة الاوقاف رصدت 10 ملايين جنيه لمواجهة ظاهرة انتشار النقاب
أعلنت وزارة الاوقاف انها رصدت 10 ملايين جنيه تحت تصرف قطاع الدعوة بالوزارة وذلك لتسيير 900 قافلة دعوية بالمحافظات لمواجهة ظاهرة انتشار النقاب ومحاربة الزيادة السكانية التي تلتهم كل عمليات التنمية التي تقوم بها الدولة.
وقال مصدر بالوزارة ان القوافل ستجوب القري والنجوع والمدن والاحياء المختلفة والنوادي للتأكيد علي ان تنظيم النسل لا يتعارض مع صحيح الدين "وبتصحيح المعلومات المغلوطة التي يروجها بعض الدعاة المتشددين منالتيارات الدينية المختلفة" علي حد وصفه.
واضاف المصدر ان الوزارة قامت بعقد عدد من الدورات التدريبية للدعاة المعينين وعددهم 45 ألف امام علي مستوي الجمهورية للتأكيد علي ان النقاب عادة وليس عبادة دينية ولا تمت بصلة للزي الشرعي.
وقامت الوزارة باصدار كتاب عن النقاب جمعت فيه اراء عدد من العلماء من بينهم شيخ الازهر والمفتي ووزير الاوقاف والشيخ الغزالي وتوزيعه علي كل دعاة مصر للتأكيد علي ان النقاب عادة وليس عبادة مؤكدا ان هماك حملة منظمة للقضاء على التشدد والغلو فى الدين والتى بدات المحافطات تشهدها مؤخرا بعد انتشار بعض التيارات السلفية.
لقد وقفت علي ملحق للوزارة المشئومة من مجلتها فقط لمحاربة النقاب ويا ليتهم أتقنوا حربهم بل هو الكذب الصريح من العمائم الحمراء تود أن تتقيأ بعد أن تقرأ العناوين فقط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 01:34]ـ
ماهي الطبعة المعتمدة للكتاب؟
ـ[جامع الخير]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 03:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد الكتاب وجزاكم الله خيرا
ـ[الليث بن سعد]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 09:32]ـ
ماهي الطبعة المعتمدة للكتاب؟
دار طيبه(/)
من يساعدنا في رد هذه الشبهة حول المولد
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 12:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي في الله من يساعدنا في درء هاده الشبه التي يطرحها فرق الضلال لافساد عقائد المسلمين ارجوا من مشايخابن تيمية يجيز الاحتفال بالمولد النبوي
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول فما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟
والجواب:
أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة.
وممن نص جواز الاحتفال بالمولد (أذكره من أجل تبيان الأمر لأتباعه ليس إلا):
ابن تيمية - مجمع فتاوى ابن تيمية الجزء 23 ص / 1634 حيث يقول ما نصه:
"فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون لهم فيه أجر عظيم لحسن قصدهم وتعظيمهم لرسول الله ".
فتبينوا هداكم الله تعالى الى هذا الأمر/ وتبينوا الى أمر الافتاء بغير علم.
والله الهادي الى سواء السبيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
حول الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف
للسيد العلامة الدكتور محمد بن علوي بن عباس المالكي الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أ
ما بعد:
فقد كثر الكلام عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وما كنت أود أن أكتب شيئاً في هذا الموضوع وذلك لأن ما شغل ذهني وذهن العقلاء من المسلمين اليوم هو أكبر من هذه القضية الجانبية التي صار الكلام عنها أشبه ما يكون بالحولية التي تُقرأ في كل موسم وتُنشر في كل عام حتى ملّ الناس سماع مثل هذا الكلام، لكن لما أحب كثير من الإخوان أن يعرفوا رأيي بالخصوص في هذا المجال، وخوفاً من أن يكون ذلك من كتم العلم أقدمت على المشاركة في الكتابة عن هذا الموضوع سائلين من المولى عزوجل أن يلهم الجميع الصواب آمين.
وقبل أن أسرد الأدلة على جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والاجتماع عليه أحب أن أبين المسائل الآتية:
الأولى: أننا نقول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والاجتماع لسماع سيرته والصلاة والسلام عليه وسماع المدائح التي تُقال في حقه، وإطعام الطعام وإدخال السرور على قلوب الأمة.
الثانية: أننا لا نقول بسنية الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع في الدين، لأن ذكره صلى الله عليه وسلّم والتعلق به يجب أن يكون في كل حين، ويجب أن تمتلئ به النفوس.
نعم: إن في شهر ولادته يكون الداعي أقوي لإقبال الناس واجتماعهم وشعورهم الفياض بارتباط الزمان بعضه ببعض، فيتذكرون بالحاضر الماضي وينتقلون من الشاهد إلى الغائب.
الثالثة: أن هذه الاجتماعات هي وسيلة كبرى للدعوة إلى الله، وهي فرصة ذهبية لا تفوت، بل يجب على الدعاة والعلماء أن يذّكروا الأمة بالنبي صلى الله عليه وسلّم بأخلاقه وآدابه وأحواله وسيرته ومعاملته وعبادته، وأن ينصحوهم ويرشدوهم إلى الخير والفلاح ويحذّروهم من البلاء والبدع والشر والفتن، وإننا دائما ندعو إلى ذلك ونشارك في ذلك ونقول للناس: ليس المقصود من هذه الاجتماعات مجرد الاجتماعات والمظاهر، بل هذه وسيلة شريفة إلى غاية شريفة وهي كذا وكذا، ومن لم يستفد شيئا لدينه فهو محروم من خيرات المولد الشريف.
أدلة جواز الاحتفال بمولد النبي صلّىالله عليه وسلّم
الأول: أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلّم، وقد انتفع به الكافر.
وسيأتي في الدليل التاسع مزيد بيان لهذه المسألة، لأن أصل البرهان واحد وإن اختلفت كيفية الاستدلال وقد جرينا على هذا المنهج في هذا البحث وعليه فلا تكرار
فقد جاء في البخاري أنه يخفف عن أبي لهب كل يوم الاثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشّرته بولادة المصطفى صلى الله عليه وسلّم.
ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كان هذا كافراً جاء ذمه ... بتبّت يداه في الجحيم مخلّدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما ... يُخفّف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره ... بأحمد مسرورا ومات موحّدا
وهذه القصة رواها البخاري في الصحيح في كتاب النكاح مرسلة ونقلها الحافظ ابن حجر في الفتح ورواها الإمام عبدالرزاق الصنعاني في المصنف والحافظ البيهقي في الدلائل وابن كثير في السيرة النبوية من البداية ومحمد ابن عمر بحرق في حدائق الأنوار والحافظ البغوي في شرح السنة وابن هشام والسهيلي في الروض الأُنُف والعامري في بهجة المحافل، وهي وإنْ كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام، وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام، وأما انتفاع الكفار بأعمالهم ففيه كلام بين العلماء ليس هذا محل بسطه، والأصل فيه ما جاء في الصحيح من التخفيف عن أبي طالب بطلب من الرسول صلى الله عليه وسلّم.
الثاني: أنه صلى الله عليه وسلّم كان يعظّم يوم مولده، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه، وتفضّله عليه بالجود لهذا الوجود، إذ سعد به كل موجود، وكان يعبّر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم سُئل عن صيام يوم الاثنين؟ فقال (فيه وُلدتُ وفيه أُنزل عليَّ) رواه الإمام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام.
وهذا في معنى الاحتفال به، إلاّ أن الصورة مختلفة ولكن المعنى موجود سواء كان ذلك بصيام أو إطعام طعام أو اجتماع على ذكر أو صلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم أو سماع شمائله الشريفة.
الثالث: أن الفرح به صلّى الله عليه وسلّم مطلوب بأمر القرآن من قوله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة، والنبي صلّى الله عليه وسلّم أعظم الرحمة، قال الله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
الرابع: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت، فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكّرها وتعظيم يومها لأجلها ولأنه ظرف لها.
وقد أصّل صلّى الله عليه وسلّم هذه القاعدة بنفسه كما صرح في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلّم: لما وصل المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء سأل عن ذلك فقيل له: إنهم يصومون لأن الله نجّى نبيهم وأغرق عدوهم فهم يصومونه شكرا لله على هذه النعمة، فقال صلّى الله عليه وسلّم: نحن أولى بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه.
الخامس: أن المولد الشريف يبعث على الصلاة والسلام المطلوبين بقوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما).
وما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً، فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية، وإمدادات محمدية، يسجد القلم في محراب البيان عاجزاً عن تعداد آثارها ومظاهر أنوارها.
السادس: أن المولد الشريف يشتمل على ذكر مولده الشريف ومعجزاته وسيرته والتعريف به، أولسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء به والتأسّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته؟ وكتب المولد تؤدي هذا المعنى تماما.
السابع: التعرّض لمكافأته بأداء بعض ما يجب له علينا ببيان أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة، وقد كان الشعراء يفدون إليه صلى الله عليه وسلّم بالقصائد ويرضى عملهم، ويجزيهم على ذلك بالطيبات والصلات، فإذا كان يرضى عمن مدحه فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله الشريفة، ففي ذلك التقرب له عليه السلام باستجلاب محبته ورضاه.
الثامن: أن معرفة شمائله ومعجزاته وإرهاصاته تستدعي كمال الإيمان به عليه الصلاة والسلام، وزيادة المحبة، إذ الإنسان مطبوع على حب الجميل، ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل من أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلّم، وزيادة المحبة وكمال الإيمان مطلوبان شرعاً، فما كان يستدعيهما فهو مطلوب كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
التاسع: أن تعظيمه صلى الله عليه وسلّم مشروع، والفرح بيوم ميلاده الشريف بإظهار السرور وصنع الولائم والاجتماع للذكر وإكرام الفقراء من أظهر مظاهر التعظيم والابتهاج والفرح والشكر لله بما هدانا لدينه القويم وما منّ به علينا من بعثه عليه أفضل الصلاة والتسليم.
العاشر: يؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلّم في فضل يوم الجمعة وعدِّ مزاياه: (وفيه خُلق آدم) تشريف الزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبيٍّ كان من الأنبياء عليهم السلام، فكيف باليوم الذي وُلد فيه أفضل النبيين وأشرف المرسلين.
ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه بل يكون له خصوصاً، ولنوعه عموماً مهما تكرر كما هو الحال في يوم الجمعة شُكراً للنعمة وإظهاراً لمزية النبوة وإحياءً للحوادث التاريخية الخطيرة ذات الإصلاح المهم في تاريخ الإنسانية وجبهة الدهر وصحيفة الخلود، كما يؤخذ تعظيم المكان الذي وُلد فيه نبيٌّ من أمر جبريل عليه السلام النبيَّ صلى الله عليه وسلّم بصلاة ركعتين ببيت لحم، ثم قال له: (أتدري أين صلّيت؟ قال: لا، قال: صلّيتَ ببيت لحم حيث وُلد عيسى) كما جاء ذلك في حديث شداد بن أوس الذي رواه البزّار وأبو يعلى والطبراني. قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ورجاله رجال الصحيح، وقد نقل هذه الرواية الحافظ ابن حجر في الفتح وسكت عنها.
الحادي عشر: أن المولد أمرٌ استحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد، وجرى به العمل في كل صقع فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من حديث ابن مسعود رضي الله عنه الموقوف (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح) أخرجه أحمد.
الثاني عشر: أن المولد اشتمل على اجتماع وذكر وصدقة ومدح وتعظيم للجناب النبوي فهو سنة، وهذه أمور مطلوبة شرعاً وممدوحة وجاءت الآثار الصحيحة بها وبالحثّ عليها.
الثالث عشر: أن الله تعالى قال: (وكلاًّ نقصُّ عليك من أنباء الرسل ما نثبّت به فؤادك) فهذا يظهر منه أن الحكمة في قصّ أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاده الشريف بذلك ولا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه وأخباره أشد من احتياجه هو صلى الله عليه وسلّم.
الرابع عشر: ليس كل ما لم يفعله السلف ولم يكن في الصدر الأول فهو بدعة منكرة سيئة يحرم فعلها ويجب الإنكار عليها بل يجب أن يعرض ما أحدث على أدلة الشرع فما اشتمل على مصلحة فهو واجب، أو على محرّم فهو محرّم، أو على مكروه فهو مكروه، أو على مباح فهو مباح، أو على مندوب فهو مندوب، وللوسائل حكم المقاصد، ثم قسّم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام:
واجبة: كالرد على أهل الزيغ وتعلّم النحو.
ومندوبة: كإحداث الربط والمدارس، والأذان على المنائر وصنع إحسان لم يعهد في الصدر الأول.
ومكروه: كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف.
ومباحة: كاستعمال المنخل، والتوسع في المأكل والمشرب.
ومحرمة: وهي ما أحدث لمخالفة السنة ولم تشمله أدلة الشرع العامة ولم يحتو على مصلحة شرعية.
الخامس عشر: فليست كل بدعة محرّمة، ولو كان كذلك لحرُم جمع أبي بكر وعمر وزيد رضي الله عنهم القرآن وكتبه في المصاحف خوفاً على ضياعه بموت الصحابة القراء رضي الله عنهم، ولحرم جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمام واحد في صلاة القيام مع قوله (نعمت البدعة هذه) وحرم التصنيف في جميع العلوم النافعة ولوجب علينا حرب الكفار بالسهام والأقواس مع حربهم لنا بالرصاص والمدافع والدبابات والطيارات والغواصات والأساطيل، وحرم الأذان على المنائر واتخاذ الربط والمدارس والمستشفيات والإسعاف ودار اليتامى والسجون، فمن ثَم قيّد العلماء رضي الله عنهم حديث (كل بدعة ضلالة) بالبدعة السيئة، ويصرّح بهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلّم، ونحن اليوم قد أحدثنا مسائل كثيرة لم يفعلها السلف وذلك كجمع الناس على إمام واحد في آخر الليل لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح، وكختم المصحف فيها وكقراءة دعاء ختم القرآن وكخطبة الإمام ليلة سبع وعشرين في صلاة التهجد وكنداء المنادي بقوله (صلاة القيام أثابكم الله) فكل هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلّم ولا أحد من السلف فهل يكون فعلنا له بدعة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
السادس عشر: فالاحتفال بالمولد وإن لم يكن في عهده صلّى الله عليه وسلّم فهو بدعة، ولكنها حسنة لاندراجها تحت الأدلة الشرعية، والقواعد الكلية، فهي بدعة باعتبار هيئتها الاجتماعية لا باعتبار أفرادها لوجود أفرادها في العهد النبوي عُلم ذلك في الدليل الثاني عشر.
السابع عشر: وكل ما لم يكن في الصدر الأول بهيئته الاجتماعية لكن أفراده موجودة يكون مطلوباً شرعاً، لأن ما تركّب من المشروع فهو مشروع كما لا يخفى.
الثامن عشر: قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: ما أحدث وخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً فهو البدعة الضالة، وما أحدث من الخير ولم يخالف شيئاً من ذلك فهو المحمود.ا. هـ.
وجرى الإمام العز بن عبد السلام والنووي كذلك وابن الأثير على تقسيم البدعة إلى ما أشرنا إليه سابقاً.
التاسع عشر: فكل خير تشمله الأدلة الشرعية ولم يقصد بإحداثه مخالفة الشريعة ولم يشتمل على منكر فهو من الدين.
وقول المتعصب إن هذا لم يفعله السلف ليس هو دليلاً له بل هو عدم دليل كما لا يخفى على مَن مارس علم الأصول، فقد سمى الشارع بدعة الهدى سنة ووعد فاعلها أجراً فقال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ سنّ في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كُتب له مثل أجر مَن عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء).
العشرون: أن الاحتفال بالمولد النبوي إحياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلّم وذلك مشروع عندنا في الإسلام، فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة فالسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والذبح بمنى كلها حوادث ماضية سابقة، يحيي المسلمون ذكراها بتجديد صُوَرِها في الواقع والدليل على ذلك قوله تعالى: (وأذِّن في الناس بالحج) وقوله تعالى حكاية عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (وأرنا مناسكنا).
الحادي والعشرون: كل ما ذكرناه سابقا من الوجوه في مشروعية المولد إنما هو في المولد الذي خلا من المنكرات المذمومة التي يجب الإنكار عليها، أما إذا اشتمل المولد على شئ مما يجب الإنكار عليه كاختلاط الرجال بالنساء وارتكاب المحرمات وكثرة الإسراف مما لا يرضى به صاحب المولد صلى الله عليه وسلّم فهذا لاشك في تحريمه ومنعه لما اشتمل عليه من المحرمات لكن تحريمه حينئذ يكون عارضاً لا ذاتياً كما لا يخفى على مَن تأمّل ذلك.
رأي الشيخ ابن تيمية في المولد
يقول: قد يُثاب بعض الناس على فعل المولد، وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلّم وتعظيما له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع.
ثم قال: واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه أيضاً شر من بدعة وغيرها فيكون ذلك العمل شراً بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكلية كحال المنافقين والفاسقين.
وهذا قد ابتلي به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة، فعليك هنا بأدبين:
أحدهما: أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطناً وظاهراً في خاصتك وخاصة من يطيعك واعرف المعروف وأنكر المنكر.
الثاني: أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان، فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه فلا تَدْعُ إلى ترك المنكر بفعل ما هو أنكر منه أو بترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه، ولكن إذا كان في البدعة نوع من الخير فعوّض عنه من الخير المشروع بحسب المكان، إذ النفوس لا تترك شيئاً إلا بشئ ولا ينبغي لأحد أن يترك خيراً إلا إلى مثله أو إلى خير منه.
ثم قال: فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلّم كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء إنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال: دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال، مع أن مذهبه: أن زخرفة المصاحف مكروهة، وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط، وليس مقصود الإمام أحمد هذا وإنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة وفيه أيضاً مفسدة كُره لأجلها.
نا ان يتكرموا علينا بجواب لهذا الكلام خاصة وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 01:18]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اخي الكريم اليك رد سماحة الوالد العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
السؤال: الأخ أ. م. م من الكويت يقول في سؤاله: ذكر أحد العلماء أن الإمام ابن تيمية - رحمه الله - يستحسن الاحتفال بذكرى المولد النبوي فهل هذا صحيح يا سماحة الشيخ؟
الجواب: الاحتفال بالمولد النبوي - على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم - بدعة لا تجوز في أصح قولي العلماء لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعله، وهكذا خلفاؤه الراشدون، وصحابته جميعًا - رضي الله عنهم -، وهكذا العلماء وولاة الأمور في القرون الثلاثة المفضلة، وإنما حدث بعد ذلك بسبب الشيعة ومن قلدهم، فلا يجوز فعله ولا تقليد من فعله، والشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية - رحمه الله - ممن ينكر ذلك ويرى أنه بدعة.
ولكنه في كتابه: " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " ذكر في حق من فعله جاهلاً، ولا ينبغي لأحد أن يغتر بمن فعله من الناس أو حبذ فعله أو دعا إليه كمحمد علوي مالكي وغيره لأن الحجة ليست في أقوال الرجال وإنما الحجة فيما قال الله سبحانه أو قاله رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو أجمع عليه سلف الأمة، لقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً. سورة النساء، (الآية: 59).
وقوله سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ. الآية. سورة الشورى، (الآية: 10).
وقوله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا. سورة الأحزاب، (الآية: 21).
وهو - عليه الصلاة والسلام - لم يفعل ذلك، وقد بلغ البلاغ المبين بأقواله وأفعاله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه - رضي الله عنهم - لم يفعلوا ذلك، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه.
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). متفق على صحته.
وقال - عليه الصلاة والسلام -: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). أخرجه مسلم في " صحيحه ".
وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبه: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة). أخرجه مسلم في صحيحه.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد كتبت في ذلك كتابة مطولة بعض الطول، وفي بدع أخرى كبدع الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وقد طبعت كلها في كتيب بعنوان: " التحذير من البدع "، وهو يوزع من دار الإفتاء ومن وزارة الشؤون الإسلامية، وهو موجود في كتابي بعنوان: " مجموع فتاوى ومقالات " في المجلد الأول: (ص 227)، فمن أحب أن يراجع ذلك فليفعل.
ونسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لمعرفة الحق واتباعه، وأن يعيذنا جميعًا من البدع والمنكرات ما ظهر منها وما بطن.
إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
سماحة الوالد الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز
" مجموعة فتاوى ومقالات ": (9/ 211)
وإليك قول الشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية - رحمه الله - الصريح الواضح حيث يتبين انه ممن ينكر ذلك ويرى أنه بدعة.
-قال رحمه الله تعالى - في بدعية (المولد): (وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية: كبعض ليالي شهر ربيع الأول - التي يقال: أنها ليلة المولد -، أو بعض ليالي رجب، أو ثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعة من رجب، أو ثامن شوال - الذي يسميه الجهال: عيد الابرار -، فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها، واللّه سبحانه وتعالى أعلم). " مجموع الفتاوى ": (25/ 298).
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 01:20]ـ
هاده واحدة وبقي فيما يخص الاستدالا باالحديث في صحيح البخاري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 01:27]ـ
هذا الأثر يروى عن عروة مرسلاً
(يُتْبَعُ)
(/)
كما في صحيح البخاري: قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهب، كان أبو لهبٍ أعتقها فأرضعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب أُرِيه بعض أهله بشرِّ حِيبةٍ، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة" ([1]).
والمرسل ضعيف لا تقوم به حجة.
وقد استدل بهذا الخبر فيمن استدل به ابن الجزري إمام القرَّاء المشهور في كتابه (عرف التعريف بالمولد الشريف)، نقل السيوطي كلامه عقب ذكره لهذا الخبر حيث قال: "فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جُوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يسر بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم؟! لعمري إنّما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنّات النعيم" ولم يعقّب عليه السيوطي بشيء.
وقال صاحب رسالة (حول الاحتفال): "فقد جاء في البخاري أنه يخفف عن أبي لهبٍ كلَّ يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لماّ بشرته بولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم" فأوهم بكلامه هذا أنّ الخبر صحيح لوروده في أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، وأوهم كذلك أنّ في الخبر الذي ساقه البخاري أنّه يخفف عن أبي لهب كلّ يوم اثنين، والذي يرجع إلى الصحيح لا يجد هذا الكلام.
وبعد بيان سقوط هذا الخبر من حيث عدم ثبوته؛ لا يبقى بعد ذلك أيُّ داعٍ إلى مناقشة المستدلين به، إلاّ أنّه على فرض كونه متصلاً لا يصح الاحتجاج به لأمور عدة:
أولها: أنّ هذا منام، والمنامات لا حجّة فيها، فكيف تشرع العبادات عن طريقها، قال ابن حجر: "النائم لو رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يأمره بشيء، هل يجب عليه امتثاله ولا بد أو لا بد أن يعرضه على الشرع الظاهر؟ فالثاني هو المعتمد" هذا في رؤيا مسلم للنبي صلى الله عليه وسلم فكيف في رؤيا كافر لكافر ([2]).
الثاني: أنّ فيه على فرض اتصاله أنّ الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة؛ لكنه لا يقوى على مخالفة ظاهر قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى? مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} [الفرقان:23]، ولا على تخصيصه، والعمل لا يثاب عليه إلا إن كان بقصد القربة، وهي لا تحصل من الكافر، قال القاضي عياض: "انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب، وإن كان بعضهم أشد عذاباً من بعض" ([3]).
الثالث: أنّ ما فيه من إعتاق أبي لهب لثويبة قبل إرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم مخالف لما عند أهل السير من أنّ إعتاق أبي لهب إيّاها كان بعد ذلك الإرضاع بدهر طويل، أشار إلى ذلك ابن حجر في فتح الباري ([4])، وأوضحه في الإصابة ([5]).
وقد أورد ابن سعد في طبقاته مرسل عروة هذا وعقَّب عليه قائلاً: "وأخبرنا محمد بن عمر عن غير واحد من أهل العلم قالوا: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلها وهو بمكة، وكانت خديجة تكرمها وهي يؤمئذ مملوكة، وطلبت إلى أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبى أبو لهب، فلمّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أعتقها أبو لهب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها بصلة وكسوة، حتى جاءه خبرها أنّها توفيت سنة سبع مرجعه من خيبر، فقال: ((ما فعل ابنها مسروح؟)) فقيل: مات قبلها" ([6]).
قال ابن عبد البر في السيرة النبوية بعد أن ذكر إرضاع ثويبة للرسول صلى الله عليه وسلم: "وأعتقها أبو لهب بعدما هاجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة" ([7]).
وقال ابن الجوزي: "وكانت ثويبة تدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما تزوج خديجة، فيكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكرمها خديجة، وهي يومئذ أمة، ثم أعتقها أبو لهب".
وممّا سبق يتبين أنّه لم يثبت من طريق صحيح أنّ أبا لهب فرح بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أن ثويبة بشرته بولادته، ولا أنّه أعتق ثويبة من أجل بشارتها إياه بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أنه يخفف عنه كل يوم اثنين بسبب ذلك، كلّ ذلك لم يثبت، ومن ادَّعى شيئًا من ذلك فعليه إقامة الدليل على ما ادَّعاه، ولن يجد إلى الدليل الصحيح سبيلاً.
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 01:51]ـ
جزاكم الله خيرا على ماقدمتم اسال الله جلا وعلا ان يجعله في ميزان حسناتكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 02:31]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[تميم]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 06:43]ـ
بارك الله فيك اخي أبو محمد الغامدي ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 02:03]ـ
اخي تميم شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[طالب النصح2]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 07:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فإن أول من ابتدع بدعة المولد النبوي هم العبيديون "بنو عبيد القداح" المسمَّون بالفاطميين، وذلك في بداية القرن الرابع الهجري. نص على ذلك المقريزي في الخطط (1/ 490)، وأبو العباس القلقشندي في صبح الأعشى في صناعة الإنشاء (3/ 498 - 499) ومن المتأخرين مفتي الديار المصرية في عصره، العلامة محمد بخيت المطيعي، والشيخ علي محفوظ، والسيد علي فكري وغيرهم من العلماء.
وكانت هذه الموالد التي ابتدعوها ستة موالد، مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومولدي سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين رضي الله عنهما. ومولد الخليفة الحاضر، وظاهر من هذه الموالد أثر التشيع في ابتداع هذه البدعة.
وبقيت هذه الموالد إلى أن أبطلها الأفضل بن أمير الجيوش، ثم أعيدت في خلافة الحاكم بأمر الله سنة (524هـ) بعد ما كاد الناس ينسونها، وأول من أظهرها في أربيل بالموصل بالعراق المظفر أبو سعيد في القرن السابع، ثم استمرت إلى يومنا هذا في كثير من الأمصار. نسأل المولى عز وجل أن يجعلنا من أهل السنة، ويقينا شر البدعة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. (منقول من موقع الاسلام اليوم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:20]ـ
اخي طالب النصح
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 04:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم فهذه رسالة لطيفة جامعة يحسن الاطلاع عليها(/)
موضوع انتشر في كثير من المنتديات بخصوص جحا
ـ[همام]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 09:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خير الجزا
اريد مساعدتكم بخصوص هذا الموضوع
ومدا صحته
وكيفيه الاستفاده منه بكل الحالتين بخصوص الغيبه للحي والميت
انسخ لكم الموضوع
ــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم:
" من ردّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " رواه أحمد والترمذي، وحفاظاً على مكانة من عُرف بالإسلام والصلاح، وإدراك القرون المفضلة أن أعرّف الناس به، ليحفظوا عرضه ويكفّوا عن ذكره بما لا يليق بمكانته.
أقول: إن (جحا) ليس أسطورة، بل هو حقيقة، واسمه (دُجين بن ثابت الفزاري – رحمه الله -)، أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه، وروى عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، وآخرون.
قال الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة سنه. وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب "عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي (ص 373 وما بعدها).
وفي ميزان الاعتدال للذهبي (المجلد الأول، ص 326) ما نصه: جُحا هو تابعي، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة، وصفاء السريرة، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته. وقال الجلال السيوطي: وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له.
ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له: قال عباد بن صهيب: حدثنا أبو الغصن جُحا – وما رأيت ً أعقل منه -.
وقال عنه أيضاً: لعله كان يمزح أيام الشبيبة، فلما شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المُحدثون.
وقال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله -:" ... و منهم (جُحا) و يُكنى أبا الغصن، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل، و قد قيل: إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم.
ــــــــــــــــــــــ
بارك الله فيكم اريد معرفة اذا ماكن هو جحا التابعي او شخص غيره
وكذالك كيفية استغلال انتشار هذا الموضوع بخصوص الغيبة والرواية المكذوبه التي تطلق على شخص معين باسمه
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 10:36]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك ..
حقيقة لأول مرة أسمع بما قلته، وأقول جزاك الله خيراً على تنبيهك، ولكن أخي الكريم بشأن الحكايات التي تروى عن ما يسمى (جحا) والذي أعرفه أنه شخص من بلاد الترك وأسمه (نصر الدين خوجه) .. وقد زرت قريته وهي تقع شمال مدينة أنقرة ولا أعلم هل هناك التباس بين أسم من ذكرته وأسم صاحب النوادر (نصر الدين خوجه) .. ! لعل أحد الأخوان أن يفيدنا ..(/)
الألباني والإخوان .. نموذج فريد يحتذى ـ عصام تليمة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 01:33]ـ
الألباني والإخوان .. نموذج فريد يحتذى
عصام تليمة
عصام تليمة: بتاريخ 16 - 3 - 2008
لم أكن متعجبا من حقائق عثرت عليها بين أضابير المجلات والصحف الإخوانية القديمة، في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، كانت من أهم هذه الحقائق المذهلة بحق، هذا التواصل الحميم بين العلامة المحدث المرحوم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وجماعة الإخوان المسلمين، إذ هذا التواصل يؤكد أن الجماعات الإسلامية العاملة في حقل الدعوة من الممكن أن تتآخى وتتآزر، مع ما بينهما من خلاف بين وكبير في الفكر، ولكن يجمعها جميعا أمران: العمل للإسلام، والتخلق والتحلي بآدابه عند الخلاف والاتفاق.
أقول هذا الكلام لأعلن هذه الحقائق التي عثرت عليها للقارئ، وللجماعتين معا: السلفيين والإخوان المسلمين. كنت أقلب في صفحات مجلة (المسلمون) التي كان يصدها الأستاذ سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا الكبرى، وكان قد أصدر من مجلته ثلاث سنوات في مصر، وثلاث سنوات في سوريا، وثلاث سنوات في سويسرا، في السنوات الثلاث التي صدرت في سوريا عندما أسقط عبد الناصر عنه الجنسية المصرية في عام 1954م، فوجئت بكم من المقالات للشيخ الألباني، وكان المشرف على المجلة مع سعيد رمضان: الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، وكان من هدي المجلة أن أي سؤال في علم الحديث يحال مباشرة للشيخ الألباني، كما كان الشيخ الألباني رحمه الله يكتب من نفسه تعقيبات وتعليقات على ما يعن له من موضوعات، أو ما يختلف معه من مواقف وأفكار في المجلة لبعض الكتاب، من ذلك: سلسلة من أربع مقالات بعنوان: (عودة إلى السنة) يرد فيها على الأديب القاضي الأستاذ علي الطنطاوي، وقد كتب مقالا بعنوان: (مشكلة) يتحدث فيه عن مشكلة الدعاة إلى الله، والخلل والقصور في تناولهم للقضايا.
كما كتب الشيخ الألباني مقالا يعلق فيه على سلسلة مقالات للدكتور مصطفى السباعي، وهو ما جمع فيما بعد في كتاب تحت عنوان: (السنة ومكانتها في التشريع)، والتي ختم مقاله بهذه العبارة التي تدل على أدب الخلاف بين الرجلين: (وختاما: أقدم إلى الأستاذ الفاضل (السباعي) شكري على مقالاته التي يخدم بها السنة، مشفوعا بتحيتي الإسلامية).
وكتب مقالا آخر يعقب على ما كتبه الشيخ محمد الحامد العالم الحموي المعروف، حول مقاله عن أحاديث وردت في فضل العمامة، وقام بالرد عليه تخريجا وتعقيبا الشيخ الألباني. كل هذه المقالات التي لم يكن الشيخ الألباني وقتها معروفا للقراء نشرتها له مجلة (المسلمون) التي يصدرها ويشرف عليها رمزين كبيرين من جماعة الإخوان المسلمين: سعيد رمضان، ود. مصطفى السباعي.
وقفت عند هذه الفترة من المجلة، وظننت أن علاقة الشيخ الألباني بدأت من هذه الفترة، ولكني فوجئت بثلاث مقالات سابقة مهمة لها أثر كبير في علاقة الألباني بالإخوان آنذاك، وفي أثر ما كتب وقتئذ في الحركة العلمية سواء عند الإخوان أو عند السلفيين، المقال الأول له، كان عبارة عن رسالة ينقد فيها تخريج بعض الأحاديث للشيخ سيد سابق، وكانت سنة 1947م في مجلة (الإخوان المسلمين) النصف شهرية، وكان الشيخ سيد سابق يكتب مقالات في الفقه جمعت فيما بعد في كتابه الأشهر (فقه السنة) فكتب الشيخ الألباني يعقب عليه في تخريج بعض الأحاديث، وأحال الأستاذ حسن البنا الرد على الشيخ سيد سابق، فكتب ردا على الرد بين فيها وجهة نظره في سند هذه الأحاديث، وفي فقه هذه الأحاديث، وكانت هذه المقالة هي النواة الأولى لكتابه (تمام المنة في التعليق على فقه السنة).
ثم كان مقاله الثاني في مجلة (الإخوان المسلمين) التي أصدر منها أعدادا الأستاذ سيد قطب رحمه الله في بدايات سنة 1954م قبل الصدام مع الثورة، وكانت تعقيبا على مقالة كتبها الدكتور عبد العزيز كامل رحمه الله مسؤول قسم الأسر، عن (نظام الأسر) أي الإخوانية، وورد فيها عدة أحاديث لم يخرجها الأستاذ عبد العزيز وقتها لعدم تخصصه في ذلك، فكتب الشيخ الألباني رسالة يعقب فيها على المقالة ويثني عليها، ويبين أنه ليت الكاتب يزيد في قيمتها بتخريج أحاديثها، وهذا ما تم بالفعل فيما بعد عندما أصدر الإخوان المسلمون رسالة (من آداب الأسرة
(يُتْبَعُ)
(/)
والكتيبة) فقد رأيت تخريجات في الرسالة لا يمكن أن يكتبها الإخوان من أنفسهم، ورأيت أهم تعليقات الشيخ الألباني في هامش الرسالة، وأهم تخريجاته والتي كانت من كتابه فيما بعد (صحيح الترغيب والترهيب) ويبدو أنه كان قد بدأ في العمل فيه آنذاك.
هناك مقال ثالث كتبه الشيخ الألباني في هذه الفترة ولكن لم ينشر لأن المجلة كانت قد أغلقت، وكان تعقيبا على فتوى كتبها العلامة الفقيه الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله، حول الغناء والموسيقى، ثم طالت مقالة الشيخ الألباني فيما بعد حتى صارت كتابا في الأسواق الآن، بعنوان: (حكم آلات اللهو والطرب).
هذه المواقف توجها موقف أهم ـ في وجهة نظري ـ من كل ما مضى، ويبدو أنه كان علامة بارزة في نفس الشيخ الألباني، وهو للأسف إلى الآن حاولت الوصول إليه دون فائدة من البحث، وهي رسالة خاصة أرسلها الإمام الشهيد حسن البنا إلى الشيخ الألباني في عام 1947م، بعد قراءته تعليقه على تخريج الشيخ سيد سابق للأحاديث، وقد كتب له البنا يشكره على هذا النقد المهذب الرقيق، والبحث العلمي الدقيق الذي كتبه، ويشد على يده أن يسد هذه الثغرة في علوم الإسلام (علم الحديث) وقد كان البنا يعلم قيمة هذا العلم فهو ابن محقق كبير لمسند أحمد (الشيخ أحمد عبد الرحمن الشهير بالساعاتي)، ويحثه على المسير قدما في هذا التوجه العلمي المهم. حاولت جاهدا بالاتصال بكل من أعرف من المقربين من الشيخ الألباني للعثور على هذه الرسالة ولكن دون جدوى، وقد حكى الشيخ الألباني مضمون الرسالة لأحد تلامذته وعنه نقلت.
وهذا ما دعا الشيخ الألباني إلى جمع مقالين للشيخ حسن البنا كتبهما في مجلة (المنار) التي رأس تحريرها خلفا للعلامة المجدد الشيخ محمد رشيد رضا، بعنوان: (المرأة المسلمة)، جمع الألباني المقالين في رسالة، وحققها، وعلق عليها بعض التعليقات، ويعتبر بذلك أول من قام بجمع مقالات لحسن البنا بعد وفاته، سواء من داخل الإخوان أو من خارجهم.
لم أرد من مقالي هذا السرد التاريخي بقدر الوقوف على الدروس المهمة، وكيف أن هؤلاء الناس كانوا كبارا في علمهم، وأدبهم، وخلقهم، وحسن التعاون، وفهم مخططات الأعداء في تفريقهم، والنيل من وحدتهم، ولذلك تعالوا على خلافاتهم العلمية والشخصية، ولا أدري متى انتهى الوفاق وبدأ الشقاق بين الجماعتين الكبيرتين، وبين الجماعات بوجه عام، تقرأ الآن في مجلات كل جماعة لا ترى فيها فكرا يخالف فكرها، ولا ترى كاتبا من فكر مخالف، رحم الله حسن البنا الذي جاءه الشيخ محمد عبد السلام الشقيري مؤلف (السنن والمبتدعات) وهو من علماء جماعة أنصار السنة، والرجل الثالث فيها، بعد العالمين الكبيرين: العلامة الشيخ أحمد شاكر، والشيخ حامد الفقي، فوجئت يوما بمقال له في مجلة (النذير) الإخوانية سنة 1940م، ممهورا باسمه، وتحت الاسم كان هذا التعريف المفاجأة: محمد عبد السلام الشقيري مسؤول شعبة الحوامدية بجماعة الإخوان المسلمين بالجيزة!! أي أن حسن البنا قبل الرجل وهو سلفي قح، ومن كوادر جماعة أنصار السنة، وقبل أن يكون مسؤولا كبيرا في جماعته.
متى نرى مثل هذا التوافق والتعاون على أوجه الخير والعلم وما أكثرها، ونضيق على شيطان التفرقة الخناق، ونفوت الفرصة على أعداء يتربصون بنا؟!
Essamt74@hotmail.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=46048&Page=7&Part=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 01:36]ـ
والسؤال: هل يمكن الحصول على جميع هذه المقالات والمواد المذكورة في المقال أعلاه؟
أرجو ممن كان يملك شيئًا من هذه المقالات أو يعرف موضعه أن يتفضل به مشكورا
وجزاكم الله خيرا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 01:41]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم ولعله لايخفى عليكم العلاقة الحميمة بين المفكر عصام العطار والشيخ الألباني
قد تكلم عن شيء منها الشيخ العطار في برنامج مراجعات مع الدكتور عزام التميمي في احدى القنوات الفضائية
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 03:25]ـ
مقالة قيمة بحق ... الألباني و السباعي و شاكر و سابق و الطنطاوي و كل ذلك الجيل مما كانوا لسان القوم من الطرفين رحمهم الله جميعا .... ما أشبه قضية الاخوان و السلفيين الا بقضية الصوفية و اهل الحديث كما وصفها الامام الذهبي "قال الحافظ أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي:
"شهدتُ أبا زرعة -وقد سُئل عن الحارث المحاسبي وكتبه- فقال للسائل:
إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنك عن هذه الكتب. قيل لهُ: في هذه الكتب عبرة.
فقال: من لم يكن لهُ في كتاب الله عبرة فليس لهُ في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟! هؤلاء خالفوا أهل العلم .. ثم قال: ما أسرع الناسِ إلى البدع قلت: وأين مثل الحارث؟ فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأين مثل القوت! كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبُّه.
كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!!
كيف لو رأى الغنية للشيخ عبدالقادر! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!
بلى لما كان الحارث لسان القوم في ذلك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميس، وابن حانه كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان. نسأل الله العفو والمسامحة آمين"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هنا الحقيقه]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 05:40]ـ
والسؤال: هل يمكن الحصول على جميع هذه المقالات والمواد المذكورة في المقال أعلاه؟
أرجو ممن كان يملك شيئًا من هذه المقالات أو يعرف موضعه أن يتفضل به مشكورا
وجزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا اخي شتا العربي على نقل نشر هذا المقال الرائع
واود ان انوه ان المقالات التي ذكرتها واخص بالذكر ردود ومقالات الشيخ المحدث الالباني رحمه الله تعالى موجودة وسوف اقوم بنشر هذه المقالات واضع الروابط هنا ان شاء الله تعالى
وهذا اول موضع قمت بنشره فتفضل بارك الله بك
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=14619
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 12:23]ـ
رحم الله أهل العلم فهم حريصون على الدين ولا يتأخروا عن دعم كل ما ينصر الدين , ومن هذا الباب كانت علاقة علماء المسلمين مع الأحزاب الإسلامية ومنها حزب الإخوان المسلمين.
ولكن عندما ظهر حقيقة فكر هذه الفرقة الإخوانية وإنها توالي وتعادي على أصولها الحزبية الضيقة التي تصادم الشرع الحنيف في جلها.
تكلم الناصحون وبنوا حال هذه الفرقة الإخوانية وما هي عليه من مفارقة للسنة وأهلها وطريق السلف الصالح.
واعلموا أن الألباني رحمه الله كان حريصا عليهم في أول الأمر وكان يظن فيهم الظن الحسن وأنهم أمل هذه الأمة وسط الإنحطاط الذي شاع في تلك الأزمان خلا دولة التوحيد أعزها الله بالتوحيد والسنة.
فلما بيّن الألباني رحمه الله حال سيد قطب وشناعة تفسيره لسورة (الإخلاص) أصدر الحزب الإخواني في الإردن مقاطعة دروس الشيخ الألباني بحجة أنه كفّر سيد قطب!!
وكذلك الإمام عبد العزيز بن باز ومحمد صالح بن عثيمين وإخوانهم من علماء السنة رجعوا للتحذير من طرائق هذه الأحزاب وأنها تهدم ولا تبني والله المستعان.
بل قد صنف الإمام ابن باز فرقتي الإخوان والتبليغ من الأثنتين والسبعين فرقة المتوعده بدخول النار , فلله دره من إمام صدّاع بالحق.
وحقيقة الإخوان هي أنهم يوالون ويعادون على طريقتهم المخالفة للشريعة المحمدية ,
يقول حسن البنا رحمه الله (مجموعة رسائله ص17):
وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر , ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا , فما وافقها فمرحباً به , وما خالفها فنحن براء منه.اهـ
قلت: وبالعكس من هذه البراءة العامة من كل دعوة اسلمية تخالف دعوتهم الحزبية , تجده يتولى اليهود والنصارى ويتعاون معهم فيما اتفقوا فيه ويعذرهم في خلافهم معه إلا الخلاف على الإرض!!!
قال حسن البنا عفا الله عنه (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1/ 409):
وخصومتنا لليهود ليست دينية!! , لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم .... اهـ المقصود
والله المستعان
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 02:06]ـ
يا أبا عمر، اتق الله!
فإنك مسؤول أمام الله عن كل كلمة تكتبها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 03:04]ـ
بل قد صنف الإمام ابن باز فرقتي الإخوان والتبليغ من الأثنتين والسبعين فرقة المتوعده بدخول النار.
/// هات برهانك على هذا، وأتمنَّى أن تأتي بنصِّ كلامهم، لا مفهومك له.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 05:02]ـ
قمة التخلف ياأباعمر
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 02:24]ـ
الأخ أسامة جزيت خيرا على الذكرى.
الأخ عدنان هذا طلبك.
http://fatwa1.com/anti-erhab/hezbeh/baz_InsideFirq.html
الأخ الأندلسي سامحك الله.
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 05:37]ـ
يا أبا عمر اتق الله ..... ولا تكن داعيا إلى التفرقة والخصومة .....
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 01:25]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
صدق والله أبا عمر السلفي ولقد عشت مرارة العداوة مع الاخوان في الكويت لنصيحة قلتهامنذ 13عشر سنة فوالله ماترى إلا الحقد و إن جماعة التبليغ والإخوان يوالون للحزب والأشخاص وفضائحهم مشهورة وعوام المسلمين يضحكون ويستهزئون على طريقتهم مع أننا (هم) أي جماعة الإخوان لم تصل إلى التردي الذي وصلت إليه التي في مصر وبلاد الشام، الفرقة سمة جعلت في البشر والميزان الكتاب والسنة فما لكم عنها لا تصدعون هذا من جانب، أما من جانب التعامل الحسن فهذا مع الجميع وكل بحسب حاله فالألباني في بدايته أنى له أن يسبق العداوة قبل أن يستميل قلوبهم بالكلمات الطيبة فلما أبدى الحق لم هجروه لم لم يتواصلوا معه إنها الحزبية المقيتة وعندي من المواقف الكثير الكثير لهؤلاء القوم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Apr-2008, صباحاً 01:17]ـ
/// للتوضيح وكشف الفهم الخاطيء:
لستُ بحاجةٍ إلى ديباجةٍ مكرورةٍ في بيان أنَّنا نخالف الإخوانيين والتبليغيين فيما خالفوا فيه أهل السُّنَّة والجماعة وابتدعوه، لكن الحقُّ يدعو للإنصاف مع كلِّ الناس، ((ولا يجرمنَّكم شنئان قومٍ على ألَّا تعدلوا اعدلُوا هو أقرب للتقوى)).
/// وقد تعجَّبتُ ابتداءً من نِسبة كلامٍ غريبٍ للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله من الأخ "السَّلفي" فأردُّت الاستيضاح وعدم العجلة بالتَّوهيم، وإليكم ما توصَّلتُ إليه.
/// في التعقيب السَّابق وقع بيني وبين الأخ "السَّلفي" ما يلي: بل قد صنف الإمام ابن باز فرقتي الإخوان والتبليغ من الأثنتين والسبعين فرقة المتوعده بدخول النار.
فقلت له: "هات برهانك على هذا، وأتمنَّى أن تأتي بنصِّ كلامهم، لا مفهومك له".
فأحالني الأخ إلى كلام الشيخ رحمه الله في رابط صوتي مفرَّغ عنه ما هو مكتوبٌ فيه: وإذا فيه ما يلي:
السؤال: سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -: أحسن الله إليك، حديث النبي (ص) في افتراق الأمم: قوله: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة)).
فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع. وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة. هل هاتين الفرقتين تدخل ... ؟
فأجاب -غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته-: تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله (أمتي) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامة على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر، وفيهم العاصي، وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟
فأجاب: نعم، من ضمن الثنتين والسبعين، والمرجئة وغيرهم، المرجئة، والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين". انتهى نقله.
.
/// قال عدنان: ههنا انتهت فتوى الشيخ رحمه الله المحال إليها من طرف الأخ السَّلفي.
/// وانتبهوا لما فهمه الأخ "السَّلفي" من كلامه وأوهمنا بسوء فهمه بإجمال فتواه.
/// الشيخ رحمه الله سُئِل عن نوعٍ معيَّنٍ من الإخوانيين والتَّبليغيين؛ فكان جوابه مطابقًا لما سُئِلَ عنه.
/// أمَّا النَّوع المسؤول عنه من التَّبليغيين فهم أهل الشِّركيَّات والبِدع، لا جِنس التبليغيين عمومًا، كما يلاحظ فيما حمَّرتُ به في سؤال السَّائل، وليس كل التَّبليغيين هكذا، فلْيُنْتبَه.
/// وأمَّا النَّوع المسؤول عنه من الإخوانيين فهم الذين يشقُّون عصا الطَّاعة ويعصون ولاة الأمر و ... الخ، كما يلاحظ فيما حمَّرتُ به في سؤال السَّائل، لا جِنس الإخوانيين مطلقًا، فلْيُنْتبَه لهذا أيضًا.
/// ووجه التَّدليس أوالوهم أنَّ الشيخ أفتى بفتوى خاصَّة في صورةٍ خاصَّة، والأخ نسب إليه كلامًا وفتوى مطلقة، وهذا غلطٌ شنيعٌ ينبغي لطالب العلم أن يتَّقي الله فيه إن تعمَّده أويتروَّى في الفهم إن أخطأه.
/// ولو انتبهت إلى ما عقَّب به الشيخ في مسألة الخوارج لتبيَّن لك تخصيصه الفتوى لهذا النوَّع من الإخوان.
.
/// ههنا يحصل التَّعليق على الفتوى المنقولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ولكن .. لو انغلق فهم هذا المعنى عند بعض الناس فمن المعلوم لمن عاشر هؤلاء القوم وخَبَر هذه الأحزاب والطُّرُق عَلِم أنَّهم ليست لهم عقيدة معيَّنة.
/// فكثيرٌ من تبليغيي السعودية -وعامَّة دول الخليج غالبًا- وإخوانيِّهم على عقيدة سلفيَّةٍ في توحيد العبادة والصفات، وأعرف منهم طوائف على هذا النحو، لا على النَّحو الذي سُئل عنه الشَّيخ.
/// من خبَر هاتين الجماعتين عرف أنَّهم يجمِّعون ويرقِّعون من هنا وهناك، فتجد بينهم السَّلفي -عقيدةً- والجهمي والأشعري والقبوري والصوفي والمرجيء والشيعي ... الخ.
/// نعم تجِد عندهم الحزبيَّة والتعصُّب والمخالفة في الدَّعوة إلى غير طريقة الكتاب والسُّنَّة، وهذا موجود عند كثيرٍ من الطوائف، كالمتفقِّه، من الحنفيَّة والمالكيَّة والشَّافعيَّة والحنابلة، وغيرهم، من الأشعريَّة والشيعة و .. -وبعض مدَّعي السَّلفيَّة-.
/// وكذا التعصُّب والتحزُّب على الأشخاص والجماعات والمباديء قاسمٌ مشتركٌ بين كثيرٍ من الطوائف.
/// ولكن منهم طوائف لا يوافقونهم إلَّا في الانتماء، لا في تحقيق مباديء الحزب وأصوله.
/// وليس من العدل ولا الإنصاف إصدار حكم عامٍّ على جماعة مجمِّعةٍ كما سبق بيان ذلك وعرضه، وهذا ما لم يفعله الشيخ رحمه الله.
/// وأمَّا زعم الزَّاعم أنَّ الشيخ كان يجهل حالهم و ... الخ ثم تبيَّن له ذلك في آخر العهد =فهذا منقوضٌ من جهتين:
الأولى: أنَّه تجهيلٌ للشيخ رحمه الله، وفيه نوع حطٍّ له، وطعنٌ فيه بعدم فقهه للواقع، ولا أظنُّ أحدًا من جماعة "تاركي الإنصاف" يرضي بالجهر به.
والثَّانية: أنَّه لا دليل، ثم هي دعوى عريضة، فهل مكث الشيخ رحمه الله كل هذه السنوات الطويلة يجهل حالهم ثمَّ تبيَّن له ذلك بأَخَره؟! هذا يعيد قولة جهل الشيخ بالواقع والجماعات؟!
.
/// ثمَّ انظُرُوا إلى كلام الشَّيخ رحمه الله وإجاباته الموثَّقةً من موقعه حين سُئل عامَّةً عن هذه الفِرَق:
1 - الفتوى الأولى: بماذا تنصحون الدعاة حيال موقفهم من المبتدعة؟ كما نرجو من حمل سماحتكم توجيه نصيحة خاصة إلى الشباب الذين يتأثرون بالانتماءات الحزبية المسماة بالدينية؟
ج: نوصي إخواننا جميعا بالدعوة إلى الله سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن كما أمر الله سبحانه بذلك مع جميع الناس ومع المبتدعة إذا أظهروا بدعتهم، وأن ينكروا عليهم سواء كانوا من الشيعة أو غيرهم- فأي بدعة رآها المؤمن وجب عليه إنكارها حسب الطاقة بالطرق الشرعية.
والبدعة هي ما أحدثه الناس في الدين ونسبوه إليه وليس منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) ومن أمثلة ذلك بدعة الرفض، وبدعة الاعتزال، وبدعة الإرجاء، وبدعة الخوارج، وبدعه الاحتفال بالموالد، وبدعة البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها إلى غير ذلك من البدع، فيجب نصحهم وتوجيههم إلى الخير، وإنكار ما أحدثوا من البدع بالأدلة الشرعية وتعليمهم ما جهلوا من الحق بالرفق والأسلوب الحسن والأدلة الواضحة لعلهم يقبلون الحق.
أما الانتماءات إلى الأحزاب المحدثة فالواجب تركها، وأن ينتمي الجميع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يتعاونوا في ذلك بصدق وإخلاص، وبذلك يكونون من حزب الله الذي قال الله فيه سبحانه في آخر سورة المجادلة: أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [1] بعدما ذكر صفاتهم العظيمة في قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [2] الآية.
ومن صفاتهم العظيمة ما ذكره الله عز وجل في سورة الذاريات في قول الله عز وجل: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [3] فهذه صفات حزب الله لا يتحيزون إلى غير كتاب الله، والسنة والدعوة إليها والسير على منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهم ينصحون جميع الأحزاب وجميع الجمعيات ويدعونهم إلى التمسك بالكتاب والسنة، وعرض ما اختلفوا فيه عليهما فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول وهو الحق، وما خالفهما وجب تركه.
ولا فرق في ذلك بين جماعة الإخوان المسلمين، أو أنصار السنة والجمعية الشرعية، أو جماعة التبليغ أو غيرهم من الجمعيات والأحزاب المنتسبة للإسلام. وبذلك تجتمع الكلمة ويتحد الهدف ويكون الجميع حزبا واحدا يترسم خطى أهل السنة والجماعة الذين هم حزب الله وأنصار دينه والدعاة إليه. ولا يجوز التعصب لأي جمعية أو أي حزب فيما يخالف الشرع المطهر.
http://www.binbaz.org.sa/mat/179
2- الفتوى الثانية: يتساءل كثير من شباب الإسلام عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية، والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها؟
ج: الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق، قال الله عز وجل وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يلتزم بمنهج أي جماعة، لا إخوان مسلمين، ولا أنصار سنة، ولا غيرهم، ولكن يلتزم بالحق، وإذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق، أو إلى الإخوان المسلمين ووافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط فلا بأس، أما أن يلزم قولهم ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز، وعليه أن يدور مع الحق حيث دار، إن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به، وإن كان مع أنصار السنة أخذ به، وإن كان مع غيرهم أخذ به، يدور مع الحق، يعين الجماعات الأخرى في الحق، ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولو كان باطلاً، ولو كان غلطاً، فهذا منكر، وهذا لا يجوز، ولكن مع الجماعة في كل حق، وليس معهم فيما أخطأوا فيه.
http://www.binbaz.org.sa/mat/1953
http://www.binbaz.org.sa/mat/21344
3- الفتوى الثالثة: أخ يسأل عن بعض الجماعات الإسلامية، مثل جماعة التبليغ وجماعة الإخوان المسلمين، ويقول: هل هؤلاء من أهل السنة والجماعة؟
ج: كلهم عندهم نقص، جماعة التبليغ وجماعة الإخوان المسلمين، يجب أن يحاسبوا أنفسهم وأن يستقيموا على الحق، وأن ينفذوا ما دل عليه الكتاب والسنة، في توحيد الله والإخلاص له، والإيمان به واتباع شريعته، وعلى الإخوان المسلمين وفقهم الله أن يحاسبوا أنفسهم وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم، وأن يستقيموا على دين الله: قولاً وعملاً وعقيدة، وأن يحذروا مخالفة أمره أينما كانوا، وعلى جماعة التبليغ أيضاً أن يحذروا ما كان يفعله أسلافهم من تعظيم القبور، والبناء عليها أو جعلها في المساجد أو دعائها والاستغاثة بها، كل هذا من المنكرات، والاستغاثة بها من الشرك الأكبر، فعليهم أن يحذروا ذلك، لهم نشاط في الدعوة إلى الله، وكثير منهم ينفع الله به الناس، لكن عند أسلافهم عقيدة غير صالحة، فيجب على الخلف أن يتطهروا منها، وأن يحذروا العقيدة الرديئة وأن يستقيموا على توحيد الله حتى ينفع الله بهم وبجهادهم.
http://www.binbaz.org.sa/mat/4094
4- الفتوى الرابعة: أريد منكم أن تفيدوني علماً عن دعوة الإخوان المسلمين، وهل هناك اختلاف بين دعوتهم ودعوة جماعة أنصار السنة؟
ج: الإخوان المسلمون وأنصار السنة كلاهما من الدعاة إلى الله, وكلاهما نرجو لهما الخير, ولكن أنصار السنة فيما نعلم أنشط منهم في إيضاح التوحيد, وبيان حقيقة الشرك, وأكثر منهم عناية بهذا الأمر, فكانوا معروفين في مصر, وفي السودان بالعناية ببيان بالتوحيد, وتحذير من الشرك, والتعلق بالأموات, والاستغاثة بأهل القبور، وأما الإخوان المسلمون فليس لهم نشاط واضح في بيان التوحيد وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة, وإنما دعوتهم عامة إلى الإسلام, وهذا لا يكفي بل يجب على الإخوان المسلمون, وعلى غيرهم من الدعاة أن يكون نشاطهم تفصيلياً وعلمهم بالعقيدة الصحيحة, وأن يوضحوها للناس حتى يخرج مدعي الإسلام من عقيدة الكفر إلى العقيدة الصحيحة؛ لأنه قد يدعي الإسلام, وقد يتكلم به, ويصلي مع الناس وهو مع ذلك يعبد الأموات, ويستغيث بالبدوي, أو بالحسين, أو بالشيخ عبدالقادر, أو بفلان وفلان، ويسألهم المدد والغوث إذا مر بقبورهم, وهذا كفر أكبر نعوذ بالله من ذلك, وقد يكون عندهم طريقة من طرق الصوفية خبيثة, فالواجب البيان والإيضاح, فأنصار السنة في هذا الباب أنشط وأكمل في الدعوة وأقوى في هذا الأمر, والإخوان المسلمون يمدحون على نشاطهم في الدعوة الإسلامية العامة, ويرجى لهم المزيد من التوفيق،
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن يؤخذ عليهم فيما بلغني, وفيما أعلم عدم العناية بالتفصيل فيما يتعلق بالعقيدة, وفيما يتعلق بالبدع التي يتعاطاها بعض الناس, فالواجب عليهم أن يغيروا من سيرتهم, وأن يجتهدوا في إيضاح العقيدة الصحيحة, وأن يقبلوا إلى توحيد الله والإخلاص له, وينبهوا على دعوة الأموات, والاستغاثة بهم أنها شرك وكفر, وأن يوضحوا أيضاً الطرق الصوفية الخبيثة المنكرة التي في بلادهم، وأن الواجب على الناس جميعاً أن يتبعوا طرق النبي - صلى الله عليه وسلم - و يسيروا على سيرته, وأن يحذروا الطرق الموجهة والخارجة عن سيرته -عليه الصلاة والسلام-, وإن فعلها من فعلها من الأكبائر فإن العبرة بالحق لا بالناس، العبرة بالحق وبهدي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ودرج عليه صحابته المرضيون وإن كانوا ضعفاء, وإن كانوا فقراء، ولا عبرة بمن خالف الحق وإن كانوا من الأكابر والرؤساء والعظماء والأغنياء، لا, لا ينبغي النظر إلى هذا بل ينبغي النظر إلى العمل والحقيقة والعقيدة، فيشجع أهل العقائد الصحيحة, ويدعى لهم بالتوفيق, وينشطون على الثبات على ما هم عليه ويدعى أهل العقائد المنحرفة, وإن كانوا كباراً لا يستحيى منهم ولا يداهنون يدعون إلى الحق, ويوضح لهم ما هم فيه من الخطأ في العقيدة, والأخلاق, أو في البدع التي يؤيدونها هذا هو الواجب على أنصار السنة, وعلى الإخوان المسلمين, وعلى جميع الدعاة إلى الله -جل وعلا- الواجب عليهم أن ينصحوا لله ولعبادة , وأن يوضحوا العقيدة الصحيحة, ويبينوا حقيقة التوحيد التي دعت إليها الرسل-عليهم الصلاة والسلام-, وينبهوا على الشرك الذي أنكرته الرسل وحذروا منه, وأن لا يداهنوا الناس في هذا الأمر, وأن لا يكون همهم كثرة الناس لا، همهم وجود الحقيقة ولوا كانوا قليلين، المهم أن تكون الدعوة صافية نقية، وأن يكونوا أهلها مستقيمين على الحق ثابتين عليه ولو كانوا قليلين، فالقليل مع الصدق والإخلاص أنفع بكثير من الكثيرين مع الضعف والجهل وقلة البصيرة, أو قلة الصدق والإخلاص ولا حول ولا قوة إلا بالله.
http://www.binbaz.org.sa/mat/10249
5- الفتوى الخامسة: إذاً يا شيخنا الكريم، الذي يقول: بأن هذه الجماعات الإسلامية من الفرق التي تدعو إلى جهنم والتي أمر النبي باعتزالها فهمه على كلامكم غير صحيح؟
ج: الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة، بل هو من الفرق الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: ومن هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)) وفي لفظ: ((هي الجماعة)). والمعنى: أن الفرقة الناجية هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، من توحيد الله، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، والاستقامة على ذلك قولاً وعملاً وعقيدة، هم أهل الحق، وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد، يكون منهم في الجزيرة العربية، ويكون منهم في الشام، ويكون منهم في أمريكا، ويكون منهم في مصر، ويكون منهم في دول أفريقيا، ويكون منهم في آسيا، فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم، فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله، والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة، وإن كانوا في جهات كثيرة، ولكن في آخر الزمان يقلون جداً. فالحاصل: أن الضابط هو استقامتهم على الحق، فإذا وجد إنسان أو جماعة تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتدعو إلى توحيد الله واتباع شريعته فهؤلاء هم الجماعة، وهم من الفرقة الناجية، وأما من دعا إلى غير كتاب الله، أو إلى غير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ليس من الجماعة، بل من الفرق الضالة الهالكة، وإنما الفرقة الناجية: دعاة الكتاب والسنة، وإن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة، فلا يضر كون هذه تسمى: أنصار السنة، وهذه تسمى الإخوان المسلمين، وهذه تسمى كذا، المهم عقيدتهم وعملهم، فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله، والإخلاص له، واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً
(يُتْبَعُ)
(/)
وعقيدة، فالأسماء لا تضرهم، لكن عليهم أن يتقوا الله، وأن يصدقوا في ذلك، وإذا تسمى بعضهم بأنصار السنة، وتسمى بعضهم بالسلفيين، أو بالإخوان المسلمين، أو تسمى بعضهم بجماعة كذا، لا يضر إذا جاء الصدق، واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة، وتحكيمهما، والاستقامة عليهما عقيدة وقولاً وعملاً، وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله. والمقصود: أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة، أو بما أوجب الله، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن، حتى ينصاعوا إلى الحق، وحتى يقبلوه، وحتى لا ينفروا منه، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا فيما بينهم، وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو.
http://www.binbaz.org.sa/mat/1931
6- الفتوى السادسة: فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نحن سكان في البادية منا من هو مستقر في هجرة، ومنا من هو يتبع حلاله، ويأتينا جماعة الدعوة للتبليغ منهم من نعرفه شخصياً ونثق بصدق نيته إلا أنهم ليسوا علماء، ومنهم علماء ويدعوننا للخروج للهجر التي حولنا ويحددون لذلك أيام وأسابيع وأشهر مع ملاحظتنا أن حلق الذكر التي تعمل عندنا ليس عليها أي اشتباه هل يجوز الاستماع لهم؟ أو الخروج معهم للهجر المجاورة أو خارج المملكة؟ نرجو من فضيلتكم التوضيح عن ذلك والكتابة لي لكوني مرسول من جماعتي ولا يقتنعون إلا بخطاب من فضيلتكم جزاكم الله عنا وعن كافة المسلمين خير الجزاء. مقدمه/ (ف. ص.د).
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعده: إذا كان المذكورون معروفين بالعقيدة الطيبة والعلم والفضل وحسن السيرة فلا بأس بالتعاون معهم في الدعوة إلى الله سبحانه، والتعليم والنصيحة؛ لقول الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [1]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) [2] وفق الله الجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.binbaz.org.sa/mat/2124
7- الفتوى السابعة: من أراد أن يتعرف على السنن وأراد أن يتعرف على المستحبات يسير مع هؤلاء فتجده قد التزم كثيراً، ما توجيهكم للشباب: هل يمشون مع هؤلاء أم يجتنبونهم؟
ج: مثلما ما تقدم لهم أثر في إصلاح من يكون معهم؛ لأنهم عندهم تحمس للإسلام، ونشاط في الدعوة للإسلام والالتزام به، فلهذا نجد كثيراً ممن يصحبهم يتأثر بذلك، ويلتزم بالصلاة وغيرها، وصحبة الأخيار، لكن مثل ما تقدم عندهم نقص فيما يتعلق بالعقيدة، وبيان التوحيد وبيان الشرك وبيان البدع، فإذا تيسر من يصحبهم من أهل العلم ويكمل النقص فيأخذ ما عندهم من النشاط ويضم إلى ذلك ما يتعلق ببيان العقيدة، أو يرشدهم إلى ذلك ويشجعهم حتى يكون دعاة للعقيدة مع الأخلاق وحتى يكونوا منكرين للبدع بصيرين بها، فيجتمع الخير كله، هذا وهذا.
س: المقدم: إذن تنصحون طلبة العلم بمرافقتهم؟
ج الشيخ: أهل العلم الذين عندهم البصيرة، حتى يستفيد هؤلاء وهؤلاء، يستفيد أهل البصيرة من نشاطهم وصبرهم ويستفيد إخواننا أهل جماعة التبليغ فيما يتعلق بالعقيدة الصحيحة وما يضادها.
المقدم: أطمع من سماحة الشيخ أن يتفضل بنصيحة لهذه الجماعة التي تفضلتم وقلتم إن لها تأثيراً كبيراً في عالمنا الإسلامي؟
الشيخ: نعم، أنا أنصحهم وهم جماعة التبليغ أنصحهم كثيراً بأن يعنوا بالعقيدة، ببيان العقيدة الصحيحة، توحيد الله الذي هو إخلاص العبادة لله -جل وعلا-، وترك عبادة ما سواه من التعلق على الأنبياء أو الأولياء والصالحين أو غيرهم؛ لأن هذا هو الشرك الأكبر، فينبغي بل الواجب عليهم وعلى غيرهم أن يهتموا بهذا، فإن العقيدة هي الأساس وهي الأصل والباقي تبع، فالواجب عليهم أن يهتموا بالعقيدة وأن يجتهدوا في بيانها وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر، من دعوة الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم والذبح لهم ونحو ذلك، وقد وقع الناس في شرك كبير، هذا يتعلق بالحسين، وهذا يتعلق بفاطمة وهذا يتعلق بعلي -رضي الله عنه-، وهذا يتعلق بالبدوي، هذا يتعلق بفلان، وفلان، لا، هذا منكر عظيم وشرك أكبر، فدعاء الأموات سواء من الأنبياء أو غيرهم هذا شرك أكبر، كونه يدعو الحسين أو النبي -صلى الله عليه وسلم- أو فاطمة أو علي-رضي الله عنه- أو الصديق أو عمر أو البدوي أو ابن عربي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو .. كونه يدعونه من دون الله ينذرون له، يستغيثون به، هذا من الشرك الأكبر. فالواجب الحذر من ذلك، يجب على الدعاة أن يحذروا من الشرك؛ لأنه هو أساس البلاء، الشرك هو أساس البلاء، هو أعظم الذنوب، كما أن التوحيد هو أساس الخير، وهو أعظم واجب، فهذا يفوت جماعة التبليغ العناية به، فالواجب عليهم أن يعتنوا به وعلى من شاركهم أن ينبههم، وأن يساعدهم على هذا الأمر حتى تكون الدعوة كاملة ومستوفية لما يجب من الدعوة إلى توحيد الله، والتحذير من الشرك بالله مع الدعوة إلى الصلاة والصيام والزكاة والأخلاق الفاضلة، والتحذير من المعاصي، هذا مع هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 01:45]ـ
سبحان الله
يا رجل الحكم على الجماعتين أي على مناهجهما وأما الأفراد يا رعاك الله حسابهم على الله.
وهذا الاسلوب قد مللنا من دفعه وللأسف:
تدندن على أن فيهم وفيهم!!
ويكفي لنقض دعواك بأن الواجب على من كان منهم وهو على عقيدة صحيحة في الصفات وفي العقيدة بشكل عام أن يستكمل صفاء عقيدته بالولاء لأهل السنة الخلص والبراء من كل مخالف للفرقة الناجية كلاٌ بحسب بدعته ولا يجوز له أن يواليهم على ما هم عليه من بلايا من شركيات وبدع مغلظة بل ونصب لعداء أهل السنة اتباع السلف.
فإن بقى ذاك الشخص النصف إخوانجي أو النصف تبليغي على حاله المخالف في ركن من اركان العقيدة وهو الولاء والبراء لحق ولا كرامة بمن يواليهم على مخالفاتهم الواضحة لمنهج السلف والله المستعان.
واعلم يا أخي أن الشيخ ابن باز رحمه الله لم يحكم هذا الحكم بسذاجة كما يصوره البعض وللأسف , بل أن الشيخ من أورع الناس وأتقاهم لله كما نحسبه والله حسيبه ولا ينازع في هذا من يخاف الله.
فالشيخ حكم على الجماعتين لا على الأوصاف التي جاءت في السؤال كما توهم وتتوهم هداك الله , لأن السائل سمى الجماعتين ثم ذكر بعض الأوصاف التي يتصفون بها , فأقره الشيخ رحمه الله وحكم بدخولهما في الفرق المتوعده ولم يُنكر تلك الأوصاف المنسوبة لهما.
فإن كان تحريفك صحيح لمنطوق الشيخ فالواجب أن نحكم على الشيخ ابن باز رحمه الله - بالاستغفال - أو بالتقصير بعدم ذكره لهذا التفصيل المدعى الذي اوجبته عليه رحمه الله لئلا يُتهم بعض المنتسبين لهاتين الجماعتين بأنهما خارج الفرقة الناجية بزعمك
برئ الله الشيخ ابن باز من هذا الأفك والتجنى بعلم أو بدون علم من قائله.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[ابو بكر الاردني]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الرسول الكريم ( .... لكل امرء ما نوى ..... ) والامام الالباني معروف ولا يخفى عن جاهل فضلا عن عالم رايئه في الجماعات التي تدعي الاسلام كا لاخوان وغيرها التي لا تاصل للعلم الشرعي ومهمتها ان تحقق مكاسب سياسيه دنيويه كما الواقع والشيخ بخلاف ذلك البته وان تقول رحمك الله واياي الجماعتين السلفيه والاخوان فلا وجه للمقارنه رحمك الله فلم اعي يوما اهل الاثر والسلف جماعات حزبيه بغيضه فلا دين الا الاسلام ولا اخوه الا با الاسلام لا بلحزب ولا غيره فاعلم رحمك الله واياي ان الاصل عباده الله وعدم اتخاذ الشياطين اولاياء من دون الله
اخوكم المحب ابو بكر
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 09:32]ـ
أخي البخاري اسمح لي أن اعلق على ما تفضلت به بارك الله بك
الشيخ رحمه الله سُئِل عن نوعٍ معيَّنٍ من الإخوانيين والتَّبليغيين؛ فكان جوابه مطابقًا لما سُئِلَ عنه.
أمَّا النَّوع المسؤول عنه من التَّبليغيين فهم أهل الشِّركيَّات والبِدع، لا جِنس التبليغيين عمومًا، كما يلاحظ فيما حمَّرتُ به في سؤال السَّائل، وليس كل التَّبليغيين هكذا، فلْيُنْتبَه.
وأمَّا النَّوع المسؤول عنه من الإخوانيين فهم الذين يشقُّون عصا الطَّاعة ويعصون ولاة الأمر و ... الخ، كما يلاحظ فيما حمَّرتُ به في سؤال السَّائل، لا جِنس الإخوانيين مطلقًا، فلْيُنْتبَه لهذا أيضًا
قلت لا يا سيدي لم يقصد نوع معين ولو تتبعت السؤال لتبين لك ان السؤال كان عن الاخوان كمنهج ليس عن نوع وهل الاخوان ينقسمون الى طوائف وفرق؟ فإن قلت نعم
كان واضح للجميع ان راية الإخوان ليست راية الحق لانها تضم المبتدع والضال وغيرها من الفرق وان قلت لا
فاذن كلهم على نفس المنهج وكلهم فيهم او عندهم هذه الفكرة التي قال عنها ابن باز طيب الله ثراه انها من الفرق الضالة
ولا يخفى عليك ان الاخوان يوجود عندهم ما وصفهم به السائل كمنهج وهذا واضح في ادبياتهم
فابن باز لم يضلل بعض الاخوان لان بكل بساطة كان السؤال عام وكان السؤال عن منهج الاخوان وليس افراد من الاخوان
فليس كل من في الاخوان يليق به الوصف الذي وصف فيه منهج الاخوان كما هو معلوم وكما نعلم ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه وليس كل من وقع في الشرك وقع الشرك عليه
وختاما
نصيحتي ان نبتعد عن التحزب وان ننظر لما هو خير للمسلمين والاسلام
ولن ينفعنا غدا لا اخوان ولا تبليغ الا عملنا الحسن الطيب فلننظر اين نحن وتحت اي راية نجاهد وأي راية نرفع
والله اعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 02:17]ـ
/// يا أخي الناصري .. جزاك الله خيرًا
/// كلامي واضحٌ وفتاوى الشيخ المتعدِّدة بيِّنة، ولا داعي للكلام الكثير في أخطاء وانحرافات الإخوان والتَّبليغيين فهذا أمرٌ مفروغ منه، ولم أنصح بالتحزُّب ولا بالدِّفاع عنهم وعن باطلهم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 02:51]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عدنان البخاري على ماأفدتنا به من نقول تبين إنصاف سماحة الوالد ابن باز قدس الله روحه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 05:21]ـ
///
/// كلامي واضحٌ وفتاوى الشيخ المتعدِّدة بيِّنة، ولا داعي للكلام الكثير في أخطاء وانحرافات الإخوان والتَّبليغيين فهذا أمرٌ مفروغ منه، ولم أنصح بالتحزُّب ولا بالدِّفاع عنهم وعن باطلهم.
نعم يا شيخ عدنان
لقد أفدت و أجدت
بارك الله فيك
و نفع بعلمك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 02:20]ـ
/// الأخوان الكريم الأندلسي ومحمد المبارك، وإياكما وجزاكما خيرًا ونفع بينا.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 11:19]ـ
أخي البخاري اسمح لي أن اعلق على ما تفضلت به بارك الله بك
قلت لا يا سيدي لم يقصد نوع معين ولو تتبعت السؤال لتبين لك ان السؤال كان عن الاخوان كمنهج ليس عن نوع وهل الاخوان ينقسمون الى طوائف وفرق؟ فإن قلت نعم
كان واضح للجميع ان راية الإخوان ليست راية الحق لانها تضم المبتدع والضال وغيرها من الفرق وان قلت لا
فاذن كلهم على نفس المنهج وكلهم فيهم او عندهم هذه الفكرة التي قال عنها ابن باز طيب الله ثراه انها من الفرق الضالة
ولا يخفى عليك ان الاخوان يوجود عندهم ما وصفهم به السائل كمنهج وهذا واضح في ادبياتهم
فابن باز لم يضلل بعض الاخوان لان بكل بساطة كان السؤال عام وكان السؤال عن منهج الاخوان وليس افراد من الاخوان
فليس كل من في الاخوان يليق به الوصف الذي وصف فيه منهج الاخوان كما هو معلوم وكما نعلم ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه وليس كل من وقع في الشرك وقع الشرك عليه
وختاما
نصيحتي ان نبتعد عن التحزب وان ننظر لما هو خير للمسلمين والاسلام
ولن ينفعنا غدا لا اخوان ولا تبليغ الا عملنا الحسن الطيب فلننظر اين نحن وتحت اي راية نجاهد وأي راية نرفع
والله اعلم
جزيت خيرا
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 10:55]ـ
أبو عمر السلفي بارك الله فيك مسدد وموفق بكل كلمة جزيت خيرا .. وفي الجميع
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:24]ـ
من فتاوى اللجنة الدائمة (السؤال الأول من الفتوى رقم 6250)
في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق الصوفية مثلاً هناك جماعة التبليغ والإخوان المسلمين، السنيين فما هي الجماعة التي تطبق كتاب وسنة رسوله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ... وبعد
أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه أهل السنة وهم أهل الحديث وجماعة أنصار السنة ثم الإخوان المسلمين، وبالجملة فكل فرقة من هؤلاء فيها خطأ وصواب فعليك بالتعاون معها فيما عندها من الصواب واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء من التناصح والتعاون على البر والتقوى.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو / عبدالله بن قعود
عضو / عبدالله بن غديان
عضو / عبد الرزاق عفيفي
الرئيس العام / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:25]ـ
من فتاوى اللجنة الدائمة (السؤال الرابع من الفتوى رقم 6280)
الجماعات الفرق الموجودة الآن أقصد بها جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ وجماعة أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية والسلفيين ومن يسمونهم التكفير والهجرة وهذه كلها وغيرها قائمة بمصر أسأل ما موقف المسلم منها وهل ينطبق عليها حديث حذيفة رضي الله عنه (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموق وأنت على ذلك) رواه الإمام مسلم في صحيحة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .... وبعد:
كل هذه الفرق فيها حق وباطل وخطأ وصواب وبعضها أقرب إلى الحق والصواب وأكثر خيراً وأعم نفعاً من بعض فعليك أن تتعاون مع كل منها على ما معها من الحق وتنصح لها فيما تراه خطأ ودع ما يربيك إلى ما لا يريبك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو / عبدالله بن قعود
عضو / عبدالله بن غديان
عضو / عبد الرزاق عفيفي
الرئيس العام / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:27]ـ
من فتاوى اللجنة الدائمة (السؤال الأول من الفتوى رقم 7122)
في هذا الزمان عديد من الجماعات والتفريعات وكل منها يدعي الانضواء تحت الفرقة الناجية ولا ندري أيهما على حق فنتبعه ونرجو من سيادتكم ان تدلونا على أفضل هذه الجماعات وأخيرها فنتبع الحق فيها مع إبراز الادلة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .... وبعد:
كل هذه الجماعات تدخل في الفرقة الناجية إلا من أتى منهم بمكفر يخرج عن أصل الإيمان، لكنهم تتفاوت درجاتهم قوة وضعفاً بقدر إصابتهم للحق وعملهم به وخطئهم في فهم الأدلة والعمل، فأهداهم أسعدهم بالدليل فهما للحق وعملا، فأعرف وجهات نظرهم، وكن مع أتبعهم للحق وألزمهم له، ولا تبخس الآخرين اخوتهم في الإسلام فترد عليهم ما أصابوا فيه من الحق بل اتبع الحق حيثما كان ولو ظهر على لسان من يخالفك في بعض المسائل، فالحق رائد المؤمن وقوة الدليل من الكتاب والسنة هي الفيصل بين الحق والباطل.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو / عبدالله بن قعود
عضو / عبدالله بن غديان
عضو / عبد الرزاق عفيفي
الرئيس العام / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:29]ـ
حكم الانتماء للجماعات الإسلامية والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها .. ابن باز
المصدر / الكاتب: الموقع الرسمي للشيخ ابن باز http://www.ibnbaz.org.sa
س 6: يتساءل كثير من شباب الإسلام عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية، والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها؟
ج 6: الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق، قال الله عز وجل، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم، ولكن يلتزم بالحق، وإذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق، أو إلى الإخوان المسلمين ووافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط فلا بأس، أما أن يلزم قولهم ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز، وعليه أن يدور مع الحق حيث دار، إن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به، وإن كان مع أنصار السنة أخذ به، وإن كان مع غيرهم أخذ به، يدور مع الحق، يعين الجماعات الأخرى في الحق، ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولو كان باطلا، ولو كان غلطا، فهذا منكر، وهذا لا يجوز، ولكن مع الجماعة في كل حق، وليس معهم فيما أخطئوا فيه.
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:35]ـ
مدى صحة من يقول: بأن الجماعات الإسلامية من الفرق التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باعتزالها .. ابن باز 2004 - 01 - 21
المصدر / الكاتب: الموقع الرسمي للشيخ ابن باز http://www.ibnbaz.org.sa
الذي يقول: بأن الجماعات الإسلامية من الفرق التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باعتزالها هل فهمه غير صحيح؟
س 7: إذا يا شيخنا الكريم، الذي يقول: بأن هذه الجماعات الإسلامية من الفرق التي تدعو إلى جهنم والتي أمر النبي باعتزالها فهمه على كلامكم غير صحيح؟
ج 7: الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة، بل هو من الفرق الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل ومن هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي وفي لفظ: " هي الجماعة ".
والمعنى: أن الفرقة الناجية: هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. من توحيد الله، وطاعة أوامره وترك نواهيه، والاستقامة على ذلك قولا وعملا وعقيدة، هم أهل الحق وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد، يكون منهم في الجزيرة العربية، ويكون منهم في الشام، ويكون منهم في أمريكا، ويكون منهم في مصر، ويكون منهم في دول أفريقيا، ويكون منهم في آسيا، فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم، فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله، والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة وإن كانوا في جهات كثيرة، ولكن في آخر الزمان يقلون جدا.
فالحاصل: أن الضابط هو استقامتهم على الحق، فإذا وجد إنسان أو جماعة تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتدعو إلى توحيد الله واتباع شريعته فهؤلاء هم الجماعة، وهم من الفرقة الناجية، وأما من دعا إلى غير كتاب الله، أو إلى غير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ليس من الجماعة، بل من الفرق الضالة الهالكة، وإنما الفرقة الناجية: دعاة الكتاب والسنة، وإن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة، فلا يضر كون هذه تسمى: أنصار السنة، وهذه تسمى: الإخوان المسلمين، وهده تسمى: كذا، المهم عقيدتهم وعملهم، فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله والإخلاص له واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وعقيدة فالأسماء لا تضرهم، لكن عليهم أن يتقوا الله، وأن يصدقوا في ذلك، وإذا تسمى بعضهم بـ: أنصار السنة، وتسمى بعضهم بـ: السلفيين، أو بالإخوان المسلمين، أو تسمى بعضهم بـ: جماعة كذا، لا يضر إذا جاء الصدق، واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة وتحكيمهما والاستقامة عليهما عقيدة وقولا وعملا، وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله.
والمقصود: أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة، أو بما أوجب الله، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن، حتى ينصاعوا إلى الحق، وحتى يقبلوه، وحتى لا ينفروا منه، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا فيما بينهم، وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو.
http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2094
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:36]ـ
الانتماء للجماعات الإسلامية
س6: يتساءل كثير من شباب الإسلام عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية، والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها؟
ج6: الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق، قال الله عز وجل، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم، ولكن يلتزم بالحق، وإذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق، أو إلى الإخوان المسلمين ووافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط فلا بأس، أما أن يلزم قولهم ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز، وعليه أن يدور مع الحق حيث دار، إن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به، وإن كان مع أنصار السنة أخذ به، وإن كان مع غيرهم أخذ به، يدور مع الحق، يعين الجماعات الأخرى في الحق، ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولو كان باطلا، ولو كان غلطا، فهذا منكر، وهذا لا يجوز، ولكن مع الجماعة في كل حق، وليس معهم فيما أخطئوا فيه.
http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2123
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:37]ـ
وعندما سئل سماحته عن كيفية التعامل مع أمثال هؤلاء المستحلين للقوانين المخالفة للشريعة من الحكام
قال سماحته: نطيعهم في المعروف وليس في المعصية حتى يأتي الله بالبديل-
وعندما سئل سماحته عن الجماعات الإسلامية المختلفة الموجودة في الساحة الإسلامية وعن أيها أولى بالاتباع
أكد سماحته أن الجماعة التي يجب اتباعها هي الجماعة التي تسير على منهج الكتاب والسنة وهو ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
وأوضح سماحته أن كل جماعة من هذه الجماعات الموجودة لديها حق وباطل وهؤلاء يطاعون في الحق وهو ما قام عليه الدليل من الكتاب والسنة وما خالف الدليل يرد عليهم ويقال لهم أخطأتم في هذا، ويرى سماحته أن على أهل العلم واجبا عظيما ودورا كبيرا في هذا المجال وهو بيان الحق والرد على هذه الجماعات فيما أخطأت فيه ممن يعرفون تفاصيل هذه الجماعات.
وأوضح سماحته أيضا أن هذه الجماعات ليست معصومة وليس لأحد منهم أن يدعي العصمة فالواجب البحث عن الحق وهو ما وافق الدليل من الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة وما خالف الدليل وجب أن يطرح سواء كان من هذه الجماعات أو من غيرهم من أصحاب المذاهب المشهورة: الحنابلة والشافعية والمالكية والظاهرية والحنفية أو غيرهم. إذ أن الأصل وجوب اتباع الدليل من الكتاب والسنة فما وافقهما فهو الحق وما خالفهما فهو الباطل وحذر سماحته من الذين يدعون إلى غير كتاب الله عز وجل وإلى غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم فهؤلاء لا يتبعون ولا يقلدون بل يعادون في الله ويحذر منهم. وفيما يلي نص الحوار:
http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1864
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:38]ـ
س 7: بم تنصح الشباب داخل هذه الجماعات؟
جـ 7: أن يترسموا طريق الحق ويطلبوه، وأن يسألوا أهل العلم فيما أشكل عليهم، وأن يتعاونوا مع الجماعات فيما ينفع المسلمين بالأدلة الشرعية، لا بالعنف ولا بالسخرية، ولكن بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن وأن يكون السلف الصالح قدوتهم، والحق دليلهم، وأن يهتموا بالعقيدة الصحيحة التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.
http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1457
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:38]ـ
س6: هل تعتبر قيام جماعات إسلامية في البلدان الإسلامية لاحتضان الشباب وتربيتهم على الإسلام من إيجابيات هذا العصر؟
جـ 6: وجود هذه الجماعات الإسلامية فيه خير للمسلمين، ولكن عليها أن تجتهد في إيضاح الحق مع دليله وأن لا تتنافر مع بعضها، وأن تجتهد بالتعاون فيما بينها، وأن تحب إحداهما الأخرى، وتنصح لها وتنشر محاسنها، وتحرص على ترك ما يشوش بينها وبين غيرها، ولا مانع أن تكون هناك جماعات إذا كانت تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1456
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:42]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فتوى سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله عن سيد قطب وحسن البنا رحمهما الله
المصدر / الكاتب: موقع الشيخ
بعض الشباب يبدعون الشيخ سيد قطب وينهون عن قراءة كتبه ويقولون أيضا نفس القول عن حسن البنا ويقولون عن بعض العلماء أنهم خوارج وحجتهم تبيين الأخطاء للناس، وهم طلبة حتى الآن , أرجو الإجابة حتى إزالة الريب لنا ولغيرنا حتى لا يعم هذا الشيء.
الجواب:
الحمد لله وحده ... وبعد
لا يجوز التبديع والتفسيق للمسلمين لقول النبي (صلي الله عليه وسلم): (من قال لأخيه يا عدو الله وليس كذلك حار عليه)، وفي الحديث: (أن من كفر مسلما فقد باء بها أحدهما)، وفي الحديث: (أن رجلا مر برجل وهو يعمل ذنبا فقال والله لا يغفر الله لك. فقال من ذا الذي يتألي علي أني لا أغفر لفلان، إني غفرت له وأحبطت عملك).
ثم أقول إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة وقد نصر الله بهما وهدي بدعوتهما خلقا كثيرا ولهما جهود لا تنكر ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال ـ عليه من الله ما يستحق ـ ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما، وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار ثم تلقى العلماء كتبهما، ونفع الله بهما ولم يطعن أحد فيهما منذ أكثر من عشرين عاما وإذا وقع لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي، وابن الجوزي وابن عطية، والخطابي والقسطلاني، وأمثالهم كثير، وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ وكذلك محامل على الشيخ عبد الرحمن وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير ..
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..... ولكن عين السخط تبدي المساويا
قاله وأملاه: عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:43]ـ
هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات، مثل: سيد قطب، وحسن البنا.
الواجب أنهم يُلخّصون أخطاءهم ويُحذِّرون منها، وأما حسناتهم فلا يدفنوها، ولا يَقدح فيهم لأجل تلك الأخطاء أو تلك الزلات، لأن لهم حسنات .. إذا كانوا يذكرون السيئات، وينسون الحسنات؛ صدق عليهم قول الشاعر:
ينسى من المعروف طوداً شامخاً .... وليس ينسى ذرة ممن أساء
فيجب أ ن تُلخَّص الأخطاء، وأن يُحذَّر منها، وبقية علومهم يُستفاد منهم.
سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:59]ـ
بيان مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ عن استشهاد الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس
المصدر / الكاتب: مفكرة الإسلام islammemo.cc
فيما يلي كلمة سماحة مفتي المملكة بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين (رحمه الله):
' الحمد لله رب العالمين ولي الصابرين وناصر عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وقدوة العاملين المخلصين وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين أما بعد ...
فإناً قد تلقينا ببالغ الحزن نبأ اغتيال الشيخ الشهيد 'أحمد ياسين' غفر الله له ورحمه ورفع درجته في المهديين وخلفه في عقبه في الغابرين على يد طغمة فاسدة ظالمة عليها من الله ما تستحق، ولما كان معروفاً عن الشيخ رحمه الله صبره وجهاده ووقوفه في وجه الظلم سني حياته؛ فإني أرجو أن تكون خاتمته هذه خاتمة السعادة وأن يكون من الشهداء الأبرار الذين قال الله عنهم: 'ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل'.
وإنا إذ نعزي أنفسنا وسائر إخواننا المسلمين والشعب الفلسطيني الشقيق وأهل الفقيد راجين من الله أن يكون شهيداً لنستنكر هذا الفعل الإجرامي الظالم، وندعو كافة المنصفين في العالم قادة وشعوباً إلى الوقوف في وجه الظلم والظالمين؛ وإلا فإن الله سوف يعمهم بعذاب من عنده وهذه سنة الله في كونه.
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن يتقبل أخانا الشيخ 'أحمد ياسين' شهيداً وأن يرفع درجته في عليين ويخلفه في عقبه في الغابرين وأن يدحر الظالمين وينصر عباده الموحدين إنه سبحانه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 10:02]ـ
العلامة اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء: انتقاص الشيخ أحمد ياسين يدل على جهل بالحقائق أو على الهوى ..
ثم دعا فضيلة الشيخ لحركة الحماس الإخوانية بالثبات على الحق
المصدر / الكاتب: أبوالمصايب بالساحات .. http://www.liveislam.com/archiv2/safar/daawah26.rm
في اللقاء مع المفتوح مع الشيخ صالح اللحيدان في جامع الأمير فيصل بن فهد
التفريغ: السموأل .. شبكة أنا مسلم
-------------
السؤال: سماحة الشيخ .. كثر الكلام عن منظمة حماس ... و الشيخ أحمد ياسين (رحمه الله) .. ما رأيكم فيمن ينتقص من جهود الشيخ .. ويقول إنه كان على ضلال؟؟
الجوا ب:
نعوذ بالله من الضلال .. يقول الشاعر العربي ..
أقِلّوا عليهم لا أباً لأبيكمُ مِنَ اللومِ .. أو سُدوا المكان الذي سَدّوا
من لم يفعل فعل أولئك .. لا يحل لهم أن يتنقصهم ..
الرجل أشتهر عنه الخير .. والثبات ..
وإغاضة اليهود .. ومن ورائهم من حماتهم .. المدافعين عنهم .. ثم الرجل قُتِل قتلةً،، بشعةً،، شنيعة ..
نسأل الله أن يجعله بعدها في أعلى عليين ..
تَنَقُصُهم، هو ومن يقاتل اليهود، .. لايدل على خير من المُنَتَقِص .. وإنما إما يدل على إما جهل بالحقائق .. أو عن هوى .. والمسلم ينبغي أن يتجنب هذا وهذا ..
اليهود لا يصلح أن نقول عنهم معتدون .. فاليهود أشد من الإعتداء وضعهم .. وظلمهم وظلم حماتهم .. وإيذاء المسلمين ..
و لاينتظر من اليهود أن يكونوا أهل عدلٍ ..
وقد قال الله عنهم: ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا .. ))
فاليهود في عداوتهم قبل المشركين الذين يعبدون الأصنام من حجر وشجر .. وبيهمة .. وهم .. دائماً يوقدون نيران الحروب .. كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ..
لكنهم أيضاً لا .. ؟؟ .. على أن يقفوا إلا أن يكونوا متمسكين بحبل من الناس .. وإنما نسأل الله جل وعلا ..
أن يثبت القائمين على حماس على الحق .. وأن يصلحهم .. ويعظم في نفوسهم شعائر الدين ..
وأن يرزقهم القدرة على إقلاق اليهود .. وإزعاجهم .. وزرع الخوف في بيوتهم .. عاجلاً غير آجل ..
وأما الشيخ أحمد ياسين ..
فنسأل الله جل وعلى .. أن يتغمده برحمته .. ويحسن جزاءه .. ويعامله بعفوه .. ويصلح ذريته .. أعوانه ..
ويشد أزرهم .. ويمكن لهم من رقاب اليهود .. عاجلاً .. غيرآجل ..
إن اليهود لا يمكن أن يُنتَصَر عليهم إلا بالإسلام .. لا يمكن للأمة العربية أن تنتصر على اليهود ..
بالعروبة .. أو القومية .. أو جامعة الدول ..
لا يمكن للمسلمين أن ينتصروا على الكفار .. إلا بالدين الإسلامي .. وتعظيمة .. والأخذ بما يدعو إليه هذا الدين ..
فنسأل الله أن يحقق لنا ذلك عاجلاً غير آجل ..
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 10:07]ـ
ابن باز: كتب سيد قطب والمودودي والندوي مفيدة فيها خير كثير ولا تخلو من بعض الأغلاط، قد اجتهدوا في الخير ودعوا إلى الخير وصبروا على المشقة 2006 - 11 - 21
المصدر / الكاتب: الموقع
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله هذا السؤال ببرنامج فتاوى نور على الدرب
---------
أرجو من سماحتكم أن تتفضلوا بابداء رأيكم حول مؤلفات أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي وسيد قطب؟
كلها كتب مفيدة، كتب هؤلاء الثلاث (غير واضح) كلها كتب مفيدة فيها خير كثير ولا تخلو من بعض الأغلاط كل يؤخذ (غير واضح) من قوله ويترك، ليسوا معصومين، وطالب العلم إذا تأملها عرف مافيها من الأخطاء ومافيها من الحق (غير واضح) وهم رحمهم الله قد اجتهدوا في الخير ودعوا إلى الخير وصبروا على المشقة في ذلك وهم يحرصون (غير واضح) كتبهم خير كثير ولكن ليس معصومون ولاغيرهم من العلماء، بالنسبة للرسل عليهم الصلاة والسلام يبلغون عن الله والرسل عصمهم الله (غير واضح)، أما العلماء، كل عالم (غير واضح)، لكن بحمدالله صوابهم أكثر (غير واضح) نفعوا الناس، يقول مالك -رحمه الله- ابن أنس (غير واضح) مامنا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر وهو الرسول عليه الصلاة والسلام، والمؤمن يطلب العلم هكذا المؤمنة تطلب العلم، وكل واحد يتفقه في الدين ويتبصر (غير واضح) يقرأ القرآن يقرأ السنة يعتني حتى يعرف
(يُتْبَعُ)
(/)
الحق بأدلته وحتى يعرف الغلط إن غلط العالم، ولا يجوز أن يقال هذا فلان العالم الجليل يؤخذ قوله كله دون نظر، بل لابد من النظر (غيرواضح) يتم عرضها على الأدلة الشرعية (غير واضح ... )
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 10:20]ـ
الخطاب الذهبي .. عن سيد قطب رحمه الله .. للشيخ العلامة بكر عبدالله أبو زيد رحمه الله
المصدر / الكاتب: الموقع
فضيلة الأخ الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي .. الموقر
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" .. هل من ملاحظات عليه ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد الطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا، لهذا أبدي ما يلي ..
1 - نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله، أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفر المجتمعات .. إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين .. وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات .. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.
2 - نظرت فوجدت هذا الكتاب يفتقد:
أصول البحث العلمي، الحيدة العلمية، منهج النقد، أمانة النقل والعلم، عدم هضم الحق.
أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس .. وإليك الدليل…
أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها، أن لها طبعات معدلة لاحقة، والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا؟؟، وغير خاف لما لهذا من نظائر لدى أهل اعلم، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب العدالة الاجتماعية هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.
ثانيًا: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع)، فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك، إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.
ثالثًا: ومن العناوين الاستفزازية قولكم (قول سيد قطب بوحدة الوجود).
إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: ((ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود)) وأزيدكم أن في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة .. والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.
رابعًا: وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد).
أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عاهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ).
خامسًا: ومن عناوين الفهرس (قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة) .. لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات، إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) .. وهي عبارة لا شك في خطأها ولكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك .. لقد ذكرني هذا بقول نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه دراسات في أسلوب القرآن الكريم والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن اللهم لا، واكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.
ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:
1 - مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم. لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم.
2 - مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يجري على وتيرة واحدة وهي: أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال…وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية.
3 - من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب "إعدادي" لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية، لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.
4 - لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.
5 - في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟
6 - هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال .. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية.
هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غير ممتع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها ... أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه .. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوا م لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك.
وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية" وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم ..
واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم بكر عبدالله أبوزيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 10:29]ـ
فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية عن سيد قطب رحمه الله وكتابه في ظلال القرآن .. تاريخ الفتوى 2 - 8 - 2005
المصدر / الكاتب: Min Falasteen شبكة أنا مسلم
السائل: أحسن الله إليكم يقول سماحة الشيخ مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة؟
المفتي: كيف؟ كيف؟ مالفرق بين؟
السائل: مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة؟
المفتي: يا إخواني تفسير سيد قطب في ظلال القرآن هو كتاب ليس تفسير لكنه قال تحت ظلال القرآن يعني كأنه يقول للمسلمين هذا القرآن نظام الأمة تعيش في ظلاله و استقوا من آدابه و انهلوا من معينه الصافي وأقبلوا بقلوبكم على القرآن لتجدوا فيه علاج لمشاكلكم و حل قضاياكم وتفريج همومكم إلى آخره.
والكتاب له أسلوب عال في السياق أسلوب عال، هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركا أو أن فيها قدحا في الأنبياء أو أن وأن .. ، ولو أعاد النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس في قراءة كتابه، والكتاب [كلمة غير واضحة] لايخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من ملاحظات و لا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وماحصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا كثير [الجملةالسابقة غير واضحة] فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى [غير واضحة] عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب ثقافة عامة وعباراته أحيانا يفهم منها البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه، فلو أعاد النظر مرارا لم يجد هذه الاحتمالات الموجود وإنما هو أسلوب من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن، والمسلم لا ينبغي [كلمة غير واضحة] على وجود المعايب، فليأخذ الحق ممن جاء به، ويعلم أن البشر جميعا محل التقصير والخطأ، [كلمة غير واضحة] والعصمة لكتاب الله و لقول محمد صلى الله عليه وسلم، ماسوى الكتاب والسنة فالخطأ محتمل فيه لاسيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره، لكن كفانا منه ماوجد في هذا السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها خيرا كثير.
السائل: أحسن الله إليكم هذا يعقب على كلامكم قبل قليل عن تفسير سيد قطب وهل معناه الدعوة إلى قراءته من قبل المبتدئين في طلب العلم؟
المفتي: والله أنا أقول طالب العلم إن قرأ به يستفيد، الطالب بيميز [غير واضح]، طالب العلم إذا قرأ في بعض المواضع حقيقة بعض المواضع فيها كتابا جيدا، [غير واضح] الأخطاء ماأقول مايسلم من الخطأ، لكن ينبغي الإنصاف والاعتدال وأن لا نحمل ألفاظه فوق مايحتمله، مانحمل الألفاظ فوق ماتحتمله، ولانسيئ الظن.
والرجل له جهاد تعلمون أنه استشهد أو قتل شهيدا رحمه الله، وله كتب كان فيها أخطاء فتراجع عنها، لأن القرآن ربما كتابة تفسير القرآن عدلت منهجه السابق، والقرآن لاشك أن من اعتنى به وأكثر من قراءته ينقله من حال إلى حال
السائل: نعم
المحاضرة كاملة من موقع الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس
http://www.al-daawah.net/suond/saif1426/almufti/tawheed/6th.rm
تاريخ المحاضرة
24 - 6 - 1426 هـ
2 - 8 - 2005 م
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 10:31]ـ
يتبع ان شاء الله مع فوائد وتعليقات
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 01:59]ـ
جماعة الاخوان والتبليغ عثرة منذ نشأتا في طريق دعوة التوحيد ويكفيهيما هذا مع إهمال أصحابها لأصل البراء من مخالفي السنة والتوحيد و تكريس للولاء الأعمى لكل من وافقهم ولو كان قبوريا أو رافضيا، بل عندنا صحيفة الاخوان الاسبوعية يكتب فيها رجل نصراني مؤيد لأجندتهم السياسية.
ولا فائدة في نقل كلام المشايخ في بعض من قتله أعداء الله من المسلمين وإن انتسب اليهم لأن المقام حينئذ ليس مقام بيان أخطائهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وطمع هؤلاء بالكراسي لم ينفك عنهم إلى يومنا بل يزداد. ورحم الله من قال: لا خير في دين أنا أكبر منه سناً.
ودعائي لمن أراد من الأخوة كشف الحقيقة في زمان ضيعت فيه وقدمت عليها بعض المصالح الموهومة كاجتماع المسلمين -فيما يقولون- ولكن يكون اجتماعا لا شرعيا ولا نافعا لأنه قام على ساق تنازل الموحد السني لحساب غير أهل السنة والتوحيد.
والسلام.
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 09:03]ـ
فتاوى لعلها تنفعكم
فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز
في الفرق والجماعات والجمعيات
((س 2: ماواجب علماء المسلمين حيال كثرة الجمعيات والجماعات في كثير من الدول الإسلامية وغيرها، واختلافها فيما بينها حتى إن كل جماعة تضلل الأخرى. ألا ترون من المناسب التدخل في مثل هذه المسألة بإيضاح وجه الحق في هذه الخلافات، خشية تفاقمها وعواقبها الوخيمة على المسلمين هناك؟
ج 2: إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه وهو صراط الله المستقيم ومنهج دينه القويم، يقول الله تعالى: {وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون}
كما نهى رب العزة والجلال أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن التفرق واختلاف الكلمة؛ لأن ذلك من أعظم أسباب الفشل وتسلط العدو كما في قوله جل وعلا: {وَاعتَصِمُوا بحبل اللَّه جَميعاً وَلا تَّفرَّقُوا} وقوله تعالى: {شَرَعَ لَكم من الدينِ مَا وَصَّى به نُوحَاً وَالذِي أوحَيْنَا إليكَ وَمَا وَصَّيْنا بِه إبرَاهيْمَ وَمُوسَى وَعيسَى أنْ أقيمُوا الدينَ وَلا تتفرَّقوا فيه كَبُرَ على المشركين َ مَا تَدْعُوهُم إليْه}
فهذه دعوة إلهية إلى اتحاد الكلمة وتآلف القلوب. والجمعيات إذا كثرت في أي بلد إسلامي من أجل الخير والمساعدات والتعاون على البر والتقوى بين المسلمين دون أن تختلف أهواء أصحابها فهي خير وبركة وفوائدها عظيمة.
أما إن كانت كل واحدة تضلل الأخرى وتنقد أعمالها فإن الضرر بها حينئذ عظيم والعواقب وخيمة. فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله ـ فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه في قوله جل وعلا: {وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون}
ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولا وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة، إنه ولي ذلك والقادر عليه))
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/ 202ـ204)
فتوى الشيخ المحدث العلامة
محمد ناصر الدين الألباني في حكم تعدد الجماعات والأحزاب المعاصرة
سؤال: ماهو حكم الشرع في تعدد هده الجماعات والأحزاب والتنظيمات الإسلامية مع أنها مختلفة فيما بينها في مناهجها وأساليبها ودعواتها وعقائدها، والأسس التي قامت عليها وخاصة أن جماعة الحق واحدة كما دل الحديث على ذلك؟
الجواب: لنا كلمات كثيرة وعديدة حول الجواب عن هذا السؤال؛ ولذلك فنوجز الكلام فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول: لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم، أن التحزب والتكتل في جماعات مختلفة الأفكار أولاً والمناهج والأساليب ثانياً، فليس من الإسلام في شئ،بل ذلك مما نهى عنه ربنا عزوجل في أكثر من آية في القرآن الكريم منها قوله تعالى {ولا تَكونُوا مِن المشركِين من الذِيْنَ فَرَّقُوا دِينَهُم وكَانُوا شِيَعَاً كل حِزب بِما لَدَيهم فَرحُون}. فربنا عزوجل يقول {وَلَو شَاءَ رَبُكَ لجَعلَ النَّاسَ أمةً وَاحِدة وَلا يَزَالُونَ مختَلِفِين إلا مَن رَحِمَ رَبُك} فالله تبارك وتعالى استثنى من هذا الخلاف الذي لا بد منه كونياً وليس شرعياً، استثنى من هذا الاختلاف الطائفة المرحومة حين قال {إلا مَن رَحِم رَبُك}
ولا شك ولا ريب أن أي جماعة يريدون بحرص بالغ وإخلاص لله عزوجل في أن يكونوا من الأمة المرحومة المستثناة من هذا الخلاف الكوني، إن ذلك لا سبيل للوصول إليه ولتحقيقه عملياً في المجتمع الإسلامي إلا بالرجوع إلى الكتاب وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وإلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم.
ولقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم المنهج والطريق السليم في غير ما حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خط ذات يوم على الأرض خطاً مستقيماً وخط حوله خطوطاً قصيرة عن جانبي الخط المستقيم ثم قرأ قوله تبارك وتعالى {وأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقيمَاً فَاتبَّعُوهُ وَلا تَّتبعوا السُبُلَ فَتَفَرَقَ بكم عَن سَبِيله} ومر بأصبعه على الخط المستقيم، وقال هذا صراط الله، وهذه طرق عن جوانب الخط المستقيم، قال عليه السلام: (وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه).
لا شك أن هذه الطرق القصيرة هي التي تمثل الأحزاب والجماعات العديدة. ولذلك فالواجب على كل مسلم حريض على أن يكون حقاً من الفرقة الناجية أن ينطلق سالكاً الطريق المستقيم، وأن لا يأخذ يميناً ويساراً، وليس هناك حزب ناجح إلا حزب الله تبارك وتعالى الذي حدثنا عنه القرآن الكريم {ألا إنَّ حِزْبَ الله هُم المفلِحُون}.
فإذاً، كل حزب ليس هو حزب الله فإنما هو من حزب الشيطان وليس من حزب الرحمن، ولا شك ولا ريب أن السلوك على الصراط المستقيم يتطلب معرفة هذا الصراط المستقيم معرفة صحيحة، ولا يكون ذلك بمجرد التكتل والتحزب الأعمى على كلمة هي كلمة الإٍسلام الحق لكنهم لا يفقهون من هذا الإسلام كما أنزل الله تبارك وتعالى على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.
لهذا كان من علامة الفرقة الناجية التي صرح النبي صلى الله عليه وسلم بها حينما سئل عنها فقال: هي ما أنا عليه وأصحابي.
فإذاً هذا الحديث يشعر الباحث الحريص على معرفة صراط الله المستقيم أنه يجب أن يكون على علم بأمرين اثنين هامين جداً.
الأول: ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم
والآخر: ما كان عليه أصحابه عليه الصلاة والسلام. ذلك لأن الصحابة الكرام هم الذين نقلوا إلينا أولا هديه صلى الله عليه وسلم وسنته، وثانياً: هم الذين أحسنوا تطبيق هذه السنة تطبيقاً عملياً، فلا يمكننا والحالة هذه ان نعرف معرفة صحيحة سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلا بطريق أصحابه. . . . فالشاهد من هذا وذاك أن فهم الإسلام فهماً صحيحاً لا سبيل إلا بمعرفة سير الصحابة وتطبيقهم لهذا الإسلام العظيم الذي تلقوه عنه صلى الله عليه وسلم إما بقوله وإما بفعله وإما بتقريره.
لذلك نعتقد جازمين أن كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الإساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة واسعة جداً محيطة بكل أحكام الإسلام كبيرها وصغيرها أصولها وفروعها، فليست هذه الجماعة من الفرقة الناجية من التي تسير على الصراط المستقيم الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.
وإذا فرضنا أن هناك جماعات متفرقة في البلاد الإسلامية على هذا المنهج، فهذه ليست أحزاباً، وإنما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها واحد، فتفرقهم في البلاد ليس تفرقاً فكرياً عقديا منهجياً، وإنما هو تفرق بتفرقهم في البلاد بخلاف الجماعات والأحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حزب بما لديهم فرحون.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأحزاب لا نعتقد أنها على الصراط المستقيم بل نجزم بأنها على تلك الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه.
ولعل في هذا جواباً لما سبق))
انظر ص (106ـ114) من كتاب (فتاوى الشيخ الألباني) لعكاشة عبدالمنان الطيبي. الطبعة الأولى. مكتبة التراث الإٍسلامي
فتوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
عضو هيئة كبار العلماء في حكم تعدد الجماعات
س/ هل هناك نصوصٌ في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيهما إباحة تعدد الجماعات أو الإخوان؟
ج / ((نعم. . أقول ليس في الكتاب ولا في السنة ما يبيح تعدد الأحزاب والجماعات، بل إن في الكتاب والسنة ما يذم ذلك، قال الله تعالى {إنَّ الذينَ فَرَّقُوا دينهم وَكانُوا شِيَعَاً لستَ مِنْهُم في شَئ إنَما أمْرُهُم إلى الله ثُمَّ ينبئهم بِمَا كانوا يَفعَلُون} وقال تعالى: {كلُ حِزبٍ بمَا لَدَيْهم فَرِحُون} ولا شك أن هذه الأحزاب تتنافى ما أمر الله به بل ما حث الله عليه في وقوله {وأنَّ هَذه أمَّتُكم أمَّةً وَاحدَة وَأنا رَبُكم فَاتَّقون}.
وقول بعضهم: إنه لا يمكن للدعوة أن تقوى إلا إذا كانت تحت حزب؟
نقول: هذا ليس بصحيح، بل إن الدعوة تقوى كل ما كان الإنسان منطوياً تحت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متبعاً لآثار النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين))
من شريط مجموع كلام العلماء في عبدالرحمن عبدالخالق. الوجه الثاني.
فتوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء في حكم تعدد الجماعات والفرق
س / فضيلة الشيخ؛ إضافة لحالة التردي، تعيش الأمة الإسلامية حالة اضطراب فكري خصوصاً في ما يتعلق بالدين، فقد كثرت الجماعات والفرق الإسلامية التي تدعي أن نهجها هو النهج الإسلامي الصحيح الواجب الاتباع حتى أصبح المسلم في حيرة من أمره أيها يتبع وأيها على الحق؟
ج / ((التفرق ليس من الدين، لأن الدين أمرنا بالاجتماع وأن نكون جماعة واحدة وأمة واحدة على عقيدة التوحيد وعلى متابعة الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى {إنَّ هَذه أمَّتُكم أمَّةً وَاحدَة وَأنا رَبُكم فَاعبُدُون} [الأنبياء:92]. يقول تعالى {وَاعتَصِمُوا بحبل اللَّه جَميعاً وَلا تَّفرَّقُوا} [آل عمران: 103] وقال سبحانه وتعالى {إنَّ الذينَ فَرَّقُوا دينهم وَكانُوا شِيَعَاً لستَ مِنْهُم في شَئ إنَما أمْرُهُم إلى الله ثُمَّ ينبئهم بِمَا كانوا يَفعَلُون} [الأنعام: 159] فديننا دين الجماعة ودين الألفة والاجتماع، والتفرق ليس من الدين، فتعدد الجماعات هذه ليس من الدين، لأن الدين يأمرنا أن نكون جماعة واحدة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ويقول: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد) فمعلوم أن البنيان وأن
الجسد شئ واحد متماسك ليس فيه تفرق، لأن البنيان إذا تفرق سقط، كذلك الجسم إذا تفرق فقد الحياة، فلا بد من الاجتماع وأن نكون جماعة واحدة أساسها التوحيد ومنهجها دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ومسارها على دين الإسلام، قال تعالى: {وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون} [الأنعام:153] فهذه الجماعات وهذا التفرق الحاصل على الساحةاليوم لا يقره دين الإسلام بل ينهى عنه أشد النهي ويأمر بالاجتماع على عقيدة التوحيد وعلى منهج الإسلام جماعة واحدة وأمة واحدة كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك. والتفرق وتعدد الجماعات إنما هو من كيد شياطين الجن والإنس لهذه الأمة، فما زال الكفار والمنافقون من قديم الزمان يدسون الدسائس لتفريق الأمة، قال اليهود من قبل: {آمِنوا بالذي أنزلَ عَلى الذِيْنَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ واكفرُوا آخِرَهُ لَعَلهُمْ يَرْجعُون} أي يرجع المسلمون عن دينهم إذا رأوكم رجعتم عنه، وقال المنافقون: {لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُول الله حَتى يَنْفضُوا} {والذينَ اتخَذوا مَسْجدَاً ضِرَارَاً وَكفْرَاً وَتَفْريقاً بينَ المؤمنين}
انظر ص (44ـ45) من كتاب مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري للدكتور عبدالله بن محمد الرفاعي.(/)
الا رسول الله
ـ[رحمة الحسناوى]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 01:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام علىاشرف الكائناتسيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الله تعالى.الاتنصروه فقد نصره الله.اود ان اطرح موضوع طرحه الكثيرون لكنه اهم القضايا فى وقتنا الحاضر وهو نصرة رسول الله (ص) لكل من يحب رسول الله يجب علينا نحن احبة رسول الله ان نتمسك بالسنة النبوية الشريفة وان نتحل بخلقه صلى الله عليه وسلم وان نعلن المقاطعة النهائية مع اعداء الاسلام كما يجب علينا نحن المسلمين التحاور مع الغرب لكى نضهر الصورة الحقيقية للرسول ونمحو الافكار الخاطئة المزروعة فى مخيلة الغرب عن الرسول والاسلام ويجب عليناان نبدا بانفسنا وان نزرع حب الرسول فى نفوس ابنائنا بصورة صحيحة باتباع السنة النبوية والتحلى بخلقه العظيم فى جميع امور الحياة ونشهد الله باننا نحبه فما وصلنا الى ما وصلنا اليه من استهزاء الغرب بنا الابتخلينا عن سنته ومنهج القران الكريم والسلام عليكم ارجو مشاركتكم فيما طرحته
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 05:01]ـ
جزاك الله خيرا
لكن اين مَن يعي؟
والمقاطعة لاشك هي سلاح فعال.
وأعجب ممن جعل المقاطعة لا تجوز إلا بإذن ولي الأمر (الحاكم)!!!
ماتت الغيرة في قلوبهم وأصبح لا هم لهم سوى السلطان ورضاه!
فالله المستعان.
بوركت(/)
الطريق لتعم الفائدة ...
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 03:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - نرى بعضهم يطيل ويفصل حتى تملّ.
2 - نرى بعضهم يوجز ويخل.
3 - نرى بعضهم يقول ويبين ولا يزيد؛ وهو البليغ في سياق الحاسب.
إذا علمت أن القراءة من شاشة الحاسب مباشرة مضرةٌ أي ضرر؛ باتفاق أهل الميدان وهم الخبيرون به. فما نصحك؛ الذي سيكون عليه عملك، لتعم الفائدة والصحة ... ؟
(لا تنسوا أنا بلغنا من الكبر ... فلا نطيق ما تطيقون أبناء العصر)(/)
هل العلمانية هي الكهنوت الجديد؟
ـ[عربي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 04:31]ـ
هل وقع العالم في شراك كهنوت جديد اسمه العلمانية؟
ما هي العلمانية؟
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 07:54]ـ
ساحاول ان ان اوضح المعني
العلمانية هي فكرة قائمة علي استقلال الانسان عن الله كما زعموا في كل مجالات حياة الانسان
كيف يستقل الانسان عن الله وهو في سلطان الله وفي قضاؤه وقدره لكن علي العموم اللفظ لفظهم!
وهي المهيمنة بزعمهم طبعا علي كل شيء
وكل شيء يخضع لنقدها -بحسب اقوالهم لان هذه الكلمة مردودة عليهم-او بالاحري يحاولون اخضاع كل شيء للعلمانية اخضاع نقد وطرد من الحكم والسلطان في كل مجالات الحياة
فالدين والوحي والرسل والشريعة والانبياء تخضع كلها عندهم للنقد
هذا في مجال هيمنة النقد
جعلت العلمانية في واقع الغرب كله الدولة والدنيا كلها بما فيها الانسان نفسه خاضعة للفكرة المادية فالاقتصاد والاجتماع ووعي الانسان وكل شيء يخضع للادين اي للقوي المادية العلمانية التي تحكم الان في الغرب
فالتشريعات يصنعها العلماني ولايتقيد بالدين الاسرة مثلا تغيرت صورتها في العلمانية
هناك اسر جديدة علمانية طبعا اي ترفض الدين وتقيم صور اسرية من المثليين مثلا رجل مع رجل وامراة مع امراة كما الصداقة هي الغالبة كبديل للزواج وياتي منها اولاد كما ياتي من الزواج ثم اذا اراد الصديق ان يتزوج -اه هنا الفطرة احيانا تفعل فعلها! -بصديقته فيمكن يحضر اولادهما الحفل ولااستغراب او اندهاش لان هذه هي الحرية المطلقة في العلمانية مهما ظهر منها مفاسد في مناحي كثيرة في الحياة
والدعارة دعامة اجتماعية واقتصادية ونفسية وعلاجية في الحياة العلمانية
فاستعاضة عن تعدد الزوجات هناك تعدد العشيقات والداعرت وصور الجنس الجماعي وماشابه
من يحكم في الامر
انها العلمانية التي نفضت يدها من الدين وجعلن الانسان هو الذي يقرر في كل شيء حتي ان هذا الانسان الان هو ملحد اذا سالته من خلقك يجيب امي!
والمدارس والجامعات والمؤسسات علمانية القوانين والقرارات والمبادي والتشريعات والقيم والمقاصد علمانية لادينية
ففي هولندا مثلا في المدرس الابتدائية ومافوق تجد صور رجل مع رجل علي الحائط ويعلموا الاولادالجنس بصوره المختلفة في حصة الدرس
لد هيمنت العلمانية في الغرب علي الحياة
اي هيمن الادين الا شريعة ربانية ولاحتي شريعة كتابية محرفة
العلمانية موجودة في عالم العرب لكنها في القوانين في بلاد كثيرة اي انها علمانية جزئية لاشاملة كما في الغرب لكن لم تتعدي حدود معينة لثقل الحصار الاسلامي علي العلمانية وعدم وجود مناخ ملائم لانتشارها والحركات الاسلامية كلها ضيقت الخناق علي العلمانيين العرب بصورة كبيرة في عصرنا
العلمانيون العرب يسعون جهدهم لفعل شي مهم في طريق التغيير الي العلمانية الشاملة وقد نجحوا في تركيا وتونس بدرجات خطيرة
العلمانية نجحت في الامساك بعصب العقل العربي عن طريق الرواية والفيلم والمسلسل وامور في الاعلام
ايضا يحتلون دور الثقافة في بلاد اسلامية اقصد مؤسسات الدولة ويلعبون بحسب المتاح
العلمانية دنيا بلادين وعلم بلادين وحياة بلادين وواقع بلادين وتعليم بلادين
انها الحياة بلادين مهيمن انما الهيمنة للانسان بحسب تغيره مع المتغيرات اي انه ينغمس في علمانية اشد ظلمة كلما غاب في الادينية والااخلاقية والاقيم دينية
هذا مايمكنني قوله في الامر وقد اتيت للتو من العمل
ـ[عربي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 01:44]ـ
ما زادني نقلكم جزاكم الله خيرا غير أن العلمانية هي كهنوت معاصر لا أول له و لا آخر و لا تزيد عن أن تكون طلاسم لا معنا لها سوى كلمات رنانة يجرى خلفها الأشقياء و كم بحثت في الكتب عن تعريف وافي للعلمانية فلم أجد و لا أدري هل السبب هو قصور بحثي أم هي حقيقة العلمانية!
جزاك الله خيرا على مشاركتك الطيبة و للحديث بإذن الله بقية.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 09:08]ـ
الكهنوت اخي كما تعلم كان جائم علي صدر الانسان الغربي بصورة محسوسة من قتل وارهاب وتشريد وتهديد واستغلال وتجهيل واخضاع الشعوب لملوك ورهبان واوضاع وحياة مغالية وحقيرة
فالعلمانية ليست فكرة علي الورق او كتاب مقروء او فلسفة لاواقع لها انما العلمانية عالم حي-او ان شئت قل ميت! -جاثم علي صدور البشرية كلها الا من رحم الله
فلقد شكلت العلمانية قوانين العالم اغلبه وغيرت من تفكير اغلب الناس علي الارض خصوصا في الغرب
الملاحدة في هولندا مثلا تسعين في المية
فهي كهنوت ابشع من كهنوت الكنيسة يغير العقول ويسكر النفوس ويغير توجهات الانسان وميوله وافكاره وخواطره واحواله وواقعه ومواقفه وارادته حتي انه لم يبق للانسان في الغرب والمؤمن بالعلمانية والخاضع لتصوراتها وواقعها نذر يسير من الحق يمكن ان يضيء له الطريق ولو شبرا واحدا امامه اللهم الا ان يتفكر الانسان في ايات الله فيؤمن فيعم النور في ساحته اينما حل
!
انها علمانية استعانت بكل وسائل واسباب الارض للمكر بالانسان وان مكرهم لتزول منه الجبال كما اخبرنا الله عز وجل وهو العالم بالمكر وطبيعته وقوته وحقيقته واهل المكر والبهتان والكفر والزيغان
لقد خدمت العلمانية الحق والباطل والخير والشر والكفر والشرك في سبيل تحقيق اغراضها
ولذلك تقف من الاسلام موقفا عنيفا اكثر عنفه في الخفاء مع ان الظاهر منه كثير واقله في الظاهر مع انه كثير كثير
ومع ذلك فسينفقون ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون كما هو موعود الله الحي القيوم الحكيم الرحيم العظيم اللطيف الخبير
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عربي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 12:30]ـ
هل الهوى يلعب دور في تحديد مفاهيم العلمانية و واقعها؟
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:51]ـ
انه الهوي ياصديقي!
نعم انه هوي النفس الشقية التي زعمت انها هي القادرة علي كل شيء وليس الله وان الانسان استرد كماله المفقود
طبعا اهواء ضخمة متراكبة متراكمة شديدة الكثافة والتداخل
نعم ان الامر باختصار هوي الذي صارع قرونا ليثبت نفسه في دول وحضارة ونظام ومنهج جمعي
ولكن كلمة الهوي مع انها جامعة الا انها تحتاج لشرح كيف ومتي ولم ومالنتيجة والضريبة!(/)
عمرو خالد وأحمد ديدات .. هذا هو الفرق .. عرض لنموذجين من الدعاة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ذهب عمرو خالد للدانمارك، وذهب أحمد ديدات للدانمارك، ومدَّ عمرو خالد يده للكنيسة ومدَّ أحمد ديدات يده للكنيسة، وأحمد ديدات من الدعاة وليس من العلماء ـ ولا يخفضه بل يرفعه ـ وعمرو خالد من الدعاة وليس العلماء، وعمرو خالد نموذج جديد من الدعاة يتكاثر بشكل سرطاني على الساحة الإسلامية، وأحمد ديدات نموذج فريد مرَّ بالأمة ويتكاثر على الساحة الدعوي
لنموذجان ذهبا للدانمارك وللكنيسة فكيف كان حالهما؟
ذهب أحمد ديدات للدانمارك يقول لها ولمن جاورها من دول أوروبا جميعا: إنّ الدين عند الله الإسلام، آمنوا خيرا لكم، جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير، القرآن الكريم كلام الله العلي العظيم، والعهد القديم والعهد الجديد ليس بتنزيل رب العالمين بل كتبته أيدُ الآثمين.
لم تكن الدانمارك يوم ذهب إليها أحمد ديدات سبّت النبي صلى الله عليه وسلم أو فعلت شيئا مما فعلت بعد؛ تحرَّكَ إليها يبلغها رسالة ربّه، ويدعوها إلى صراط الله المستقيم. ويحار العاقل حين يفكر في أمر هذا الرجل، كيف سمع وهو أعجمي؟!، وهو بعيد في أقصى المعمورة؟! وكيف أجاب ولم ينادَ عليه؟! أي همّة هذه التي حركته من شدّة الحر ... من بين الزنوج إلى الثلوج والعلوج؟! هبَّ إليهم وقد سكت الكل عنهم، فدَيْتُهُ وهو يقظ والكل نيام، وهو يصفعهم وغيره يصافحهم (حوار الأديان)، وهو يدعوهم إلى النجاة وغيره يُدعى إلى النّار (حوار الأديان). وهو ذكي فطين، فديْتُه وهو رثُّ الهيئة خفيف الملبس تعرف في وجهه نضرة النعيم، وقسمات وجهه تصرخ بأنّ الرجل قد قضى نحبه، واحترق قلبه، فديته وقد تجمعوا عليه يدفعونه بكلتا يديهم وهو طود شامخ، فديته ومن صار على دربه.
ثم دار في الدانمارك حديث بذيء عن سيد الأولين والأخيرين، وعن الإسلام والمسلمين، يخدش الحياء، ويقتل الغيور، ولا يسكت عنه جَلِدٌ صبور، سبّوا واستهزؤوا، وعاندوا واستكبروا، وتكلم كل ذي عقل بأنّ المطلوب هو تأديبهم وليّ ذراعهم حتى يسمع عبّاد المسيح للجواب الصحيح من أتباع الحبيب صلى الله عليه وسلم، وشقَّ عمرو خالد كل هذا الإجماع وراح للدانمارك، عصى أولي الأمر من العلماء والعقلاء وركب رأسه وذهب إليهم. ولم يتكلم عن فساد العهد القديم والجديد، ولا أن النصرانية ليست بدين، ولا أنّ الحبيب جاء بشيرا ونذيرا للعالمين ... لم يُرْضِ قريبا ولا بعيدا ولذا عاد حسيرا كليلا.
وسبَّت الأقباط رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلمت في حقه بما لا يتكلم به أفحشُ النّاس، فبكى مَن سمع ومَنْ حُكي له، وأجمع العقلاء وذوي العلم والغيرة على تأديب سفيههم والبيان للغافل منهم، وشق عمرو خالد إجماع الأمة وذهب منفردا للأقباط رأس ماله أنّه (داعية إسلامي) يبارك دينهم، ويقول: "كلنا مؤمنون"، "كلنا مواطنون" نريد التعايش، جئت أبحث لكم عن أمان في هذه الأوطان!!
ويِّ .. ومن أخافهم يا عمرو؟!! ومن تطاول عليهم يا عمرو؟؟!! ومن بدأهم يا عمرو؟؟!!
يا عمرو يسبون نبيك صلى الله عليه وسلم، ونساء نبيك، وصحابة نبيك، ولا يريدون مسلما في هذا الوطن .. يجاهرون بهذا ليل نهار في غرف البالتوك والفضائيات، وقد أسمعوا الأصم وحركوا البليد، فأولى لك أن تنادي عليهم بالسكوت، أو أن تدعوهم كما كان ديدات.
وهل يفعل عمرو فعل ديدات؟؟
أين عمرو من ديدات؟!!
في الكنيسة وقف أحمد ديدات داعية إلى الله، ووقف عمرو خالد داعية للوطن.
أحمد ديدات أرّقه كفر النّاس بربّهم، أرّقه ضلال الضالين وفتنة المفتونين، فراح يدعوا النّاس إلى صراط الله المستقيم، وعمرو خالد يخاف على الوطن، فراح يجمع المفترقين على حب الوطن ويذكرهم بأخوة الوطن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلنا مثل عمرو نخاف على الوطن، ونرجو له السلامة في الدنيا والآخرة، نخاف عليه من عذاب الله غدا لذا ندعوه إلى الله، ونخاف عليه من فعال السفهاء ـ أعني النصارى ـ فهم الذين يشعلون الفتنة بين النّاس، ولذا قمنا إليهم نرد على شبهاتهم ونبين لهم ليعودوا كما كانوا، وتعود الأوطان إلى أمنها وسلامتها، فليس شيء أحبَّ إلينا من السلامة في الأوطان، يركعون ويسجدون ويسبحون ويحمدون في أمن وأمان.
أحمد ديدات صار للأمام في الطريق الصحيح، وهو أنّ الحوار بين الأديان حوار دعوة، نعرض عليهم ما عندنا ويعرضون ما عندهم، فإمّا إيمان بالرحمن وإمّا إتباع للشيطان.
وعمرو خالد صار للوراء .. يدعوا للتعايش، وهو غافل أو متغافل .. عن أنّ القوم جادون في الدعوة لدينهم، وأنّهم لا يريدون مسلمين على وجه الأرض في مصر، وأنّ القوم يدعوننا للكفر وليس للتعايش.
أقول: وماذا جنى عمرو من زيارته؟!
هل سكت القوم عن سفاهتهم .. تُراهم صدقوه؟!
لا بل استغلوه .. استفادوا من زيارته في دعم حركتهم الدءوبة للقضاء على الإسلام في أرض مصر، فزيارة عمرو تعني بداهة أنّهم على صواب، فها هو أحد (الدعاة) (المشهورين) (ذوي الجماهير العريضة) يأتي إلينا يبارك فعالنا ويثني على سلوكنا؟ فثبت على الكفر الكافرين، وانشغلنا نحن بالرد على عمرو، وترقيع الخرق الذي أوجده في جدار السفينة، وستقف بين يدي ربّك ويسألك، فأعدَّ جوابا يا عمرو.
وإلى كل من يحب عمرو خالد عليه أن ينكر عليه فعله فالدين النصحية، وعمرو خالد ليس أعز علينا ولا عليكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فِعْلُ عمرو خالد بغيضٌ، وفعل أحمد ديدات وأحمد ديدات حبيب.
ولمن يعتب علي في التعقيب على عمرو خالد أقول: ارجع عني، فلست ممّن يقعد بطريق المصلحين وإنّما المفسدين، ولست ممّن يحمل عصى لإخوانه بل لأعدائه، ورأيت عَمْراً يحول بيني وبين المجرمين الذين سبوا الحبيب صلى الله عليه وسلم فرحت أدفعه ليخلي بيني وبينهم، وما تتبعته من قبل، بل ولا علم لي به إلاّ سماعا، وما دافعته، ولا حاجة لي فيه، وإن كنت أكره طريقته لا شخصه.
ومن أرّقه أن نتناول بعض بأقلامنا علانية: هوّن عليك، فالنصيحة واجبة، والأخذ على يد المخالف أمر شرعي يحمد ويطلب، ومن جاهر بفعله جاهرنا بنصحه حتى يسمع كل من رآه وسمعه قولنا كما سمع ورأى فعله، وعمرو أولى بقولك، كلمه بأن لا يتعدى على العلماء والعقلاء، وأن يستشير ذوي العلم والفقه وإلاّ فليخرج عنّا ويتكلم بغير لساننا.
ولمن يعتب علي: هلّم إلي، وانظر ماذا يقول النصارى على نبيك صلى الله عليه وسلم وأحسب أنّك لن تجلس عنهم حتى ترجعهم بيدك أو بلسانك أو بقلمك، فهيا انظر قبل أن تتكلم.
محمد جلال القصاص
مساء الأربعاء 28/ 1 / 1429
http://http://tbn0.google.com/images?q=tbn:hBL0O60NHGDARM:ht tp://www.islamtoday.net/media/1.jpg245.bmp
http://http://tbn0.google.com/images?q=tbn:5oPUdEsBbX8ViM:ht tp://www.alwatanvoice.com/images/topics/0085035329.jpg
8 /2 / 2008
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 07:04]ـ
أحسنت أخي وبارك الله فيك!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 03:08]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الأستاذ .... أحسنتم في ملاحظة الجمع كما أحسنتم في ملاحظة الفرق
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:09]ـ
أحسن أسلوباً وموضوعا. أخي محمد جلال، جزاك الله كل خير.
ـ[أم عمر]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:53]ـ
بارك الله فيكم
لابد للداعي أن يكون أكثر مصداقيه في النقل والتثبت والحكمه
وأعلم بواقع أمته ليس مفتيا حتى يقرر مايشاء دون رؤيه الواقع
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:18]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
أهلا وسهلا.
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 01:48]ـ
بوركت فضيلة الشيخ محمد
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 01:58]ـ
بارك الله فيكم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 03:37]ـ
من خلال قرائتي لموضوعك
تسلسل في طرح الموضوع بإسلوب تشويقي مرتب مقترن بالوصف من خلال قراءتك لرحلة من رحلات العلم في حياة الشيخ أحمد ديدات وكأننا نتابع معه رحلته رحمه الله وأعلى منزلته
وكذلك عرضت لنا ما فعله عمرو خالد في رحلته وهذا والله طعن في الأمة وزيادة في تنازلات أمام أعدئها والحمد لله أنه عمل فردي لم يبارك ولم يتوج بالرغم من ضعف المسلمين
وشتان ما بين الرحلتين
ومن أرّقه أن نتناول بعض بأقلامنا علانية: هوّن عليك، فالنصيحة واجبة، والأخذ على يد المخالف أمر شرعي يحمد ويطلب، ومن جاهر بفعله جاهرنا بنصحه حتى يسمع كل من رآه وسمعه قولنا كما سمع ورأى فعله، وعمرو أولى بقولك، كلمه بأن لا يتعدى على العلماء والعقلاء، وأن يستشير ذوي العلم والفقه وإلاّ فليخرج عنّا ويتكلم بغير لساننا.
سر على بركة الله .... سدد الله أمرك ... وقوى حجتك في الحق
ولمن يعتب علي: هلّم إلي، وانظر ماذا يقول النصارى على نبيك صلى الله عليه وسلم وأحسب أنّك لن تجلس عنهم حتى ترجعهم بيدك أو بلسانك أو بقلمك، فهيا انظر قبل أن تتكلم.
لا فض فوك ... ولله درك
ومن يستمع لغرف البالتوك يجد عجبا وجرأة منهم في الباطل والتعدي على ديننا ورسولنا صلى الله عليه وسلم والمسلمين وقاطبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 03:51]ـ
ومن يستمع لغرف البالتوك يجد عجبا وجرأة منهم في الباطل والتعدي على ديننا ورسولنا صلى الله عليه وسلم والمسلمين وقاطبة
ما المقصود بـ (غرف البالتوك)؟ هل هي إذاعة؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 05:11]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله.
البالتوك برنامج، يجلس به على مدار الساعة ألوف مؤلفة، يتحاورون ويتناقشون، بالصوة والصورة والكتابة، أو بالصوت والكتابة.
في البالتوك .. أهل القرآن، وعباد الصلبان، وأهل الخنا والفجور، وأهل الأموال (الأسهم)، والمتردية والنطيحة ومن لا همَّ له إلا قتل الوقت ..
اتخذه عباد الصليب وسيلة للقيام بأشرس حملة عرفها التاريخ على شخص الحبيب صلى الله عليه وسلم.
اكتبي (البالتوك) ثم نزلي البرنامج. وسجلي فيه. وادخلي قسم الشرق الأوسط من القائمة الرئيسية ثم اختاري غرف النصارى، وهناك لن ترجعي مسرورة، ربما ساعة في إحدى الغرف تنسيك ما أنت فيه.
هيا.
فهنا مصيبة ترقق كل مصيبة.
هناك يقال ما حيكته في (المجلس الشرعي) وعلّقتي عليه قائلة (لا حول ولا قوة إلا بالله .. الله يهديك يا أبا جلال).
.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 12:05]ـ
لاانصحك أختي الكريمة بدخول البالتوك
فهو في نظري (مقبرة الإلتزام)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 07:09]ـ
لاانصحك أختي الكريمة بدخول البالتوك
فهو في نظري (مقبرة الإلتزام)
جزاك الله خيرا ولله الحمد لستُ من هواة المشاهدة والاستماع وإن كان مباحا فضلا عن المحظور أو المحفوف بالمخاطر.
أنا أردتُ فقط أن أعرف معنى البالتوك.
بارك الله فيك وشكرا لنصيحتك جعلها الله في موازين حسناتك.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 08:08]ـ
لستُ من هواة المشاهدة والاستماع وإن كان مباحا فضلا عن المحظور أو المحفوف بالمخاطر.
.
أعرف كثيرين هكذا، ليسوا من هوارة المشاهدة والاستماع، والبالتوك ليس للمشاهدة ولا للاستماع، البالتوك، تفاعل .. حوار بالصوة والصورة والكتابة .. حوار ... البالتوك ساحة صدام بين النصرانية والإسلام، وهي التي تصنع الحدث فيما نحن بصدده اليوم.
وأنا في البالتوك من ثلاث سنوات ولم أر فيه شراً .. لم يقابلني .. مع أن بي فضول بعض الشيء.
يجمل لمن هو قوي الشخصية أن يكون في البالتوك، وخاصة إذا كان يحسن الحوار.
.
ـ[عبد الجليل الأدراري]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 09:26]ـ
أعرف كثيرين هكذا، ليسوا من هواة المشاهدة والاستماع، والبالتوك ليس للمشاهدة ولا للاستماع، البالتوك، تفاعل .. حوار بالصوة والصورة والكتابة .. حوار ... البالتوك ساحة صدام بين النصرانية والإسلام، وهي التي تصنع الحدث فيما نحن بصدده اليوم.
وأنا في البالتوك من ثلاث سنوات ولم أر فيه شراً .. لم يقابلني .. مع أن بي فضول بعض الشيء.
يجمل لمن هو قوي الشخصية أن يكون في البالتوك، وخاصة إذا كان يحسن الحوار.
.
السلامة السلامة السلامة، فليس كل من يدخل غرف البالتوك يصمد امام الشبه،فعلاً نحن بحاجة إلى من يفند شبهاتهم ولكن من لم يأنس في نفسه قوة فالسلامة آثر
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 09:28]ـ
ياليت الأمر مقتصرا على الشبهات(/)
مجلس الشورى يسقط توصية تحرم الإساءة للأديان ورموزها
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 07:43]ـ
الشورى يسقط توصية تحرم الإساءة للأديان ورموزها
الرياض: عبدالله بن فلاح
بـ 77 صوتا مقابل 33 أسقط مجلس الشورى أمس توصية بتبني اتفاقية دولية تحرم الإساءة للأديان والأنبياء والشخصيات الدينية.
واستند المعارضون الـ 77 إلى أن تبني مثل هذه الاتفاقيات يستوجب الاعتراف بديانات وثنية.
وكان العضو المهندس محمد القويحص قد قدم توصية إضافية لتوصيات أخرى قدمتها لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس التي استندت على التقرير السنوي لوزارة الخارجية.
ويقول نص التوصية المرفوضة "تنسق وزارة الخارجية مع المجموعة العربية الإسلامية وغيرها في الأمم المتحدة لتبني اتفاقية دولية تحرم الإساءة للأديان والشخصيات والرموز الدينية بأي شكل من الأشكال".
بدوره اعتبر العضو الدكتور خليل الخليل هذه التوصية بمثابة "فخ كبير" لافتاً إلى أن مفهوم الأديان والرموز الدينية يختلف من دولة لأخرى ومن حضارة لأخرى، فالبوذية والقاديانية والبهائية ديانات عند البعض فهل يلزم المسلمين احترام تلك النحل وعدم نقدها؟
ـ[الراجية رحمة ربها الغفور]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 10:08]ـ
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله
اذا كان اليهودي لا يحترم نبيه ويصوره ببشاعة وقبح في افلام كرتونية تباع في كل انحاء العالم ويشاهدها الكبير قبل الصغير فهل ننتظر منهم ان يحترموا انبياء غيرهم؟
جزى الله خيرا ال77عضوا على اعتراضهم على تبني مثل هذه الاتفاقيات التي تشل المسلمين المحترمين لعهودهم وانها لاشارة لبيبة منه الاخ الدكتور خليل الخليل حين تساءل عن اديان ارضية من وضع البشر
واسمحوا لي ان اقول اننا نحن المسلمين لسنا في حاجة لمثل هذه الاتفاقيات فاحترام الاديان السماوية ورموزها جزء من عقيدتنا ونحمد الله على ان شرّعها لنا ليكشف للعالم تسامح ديننا وسمو اخلاق الملتزمين به
وليت الذين نصبوا الفخ يقعوا فيه .. امل ضعيف ولكن طرحه تفاءل عظيم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 11:46]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
أوصاف الفرقة الناجية والطائفة المنصورة
ـ[ابو البراء]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 09:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"أوصاف الفرقة الناجية والطائفة المنصورة"
الحمد لله عظيم الشأن، قوي البرهان، قديم السلطان، أحاط علمه في كل زمن ومكان، وصلى الله وسلم على النبي محمد خير البشرية والأنام، ثم أما بعد: لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم أهل الباطل و الضلال أنهم يخوضون فيما ليس لهم به علم، فقال صلى الله عليه وسلم: [ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} أخرجه أحمد (2/ 252) والترمذي (رقم: 3253) وابن ماجه (رقم:48) و ابن أبي عاصم في السنة (رقم:101) و الطبراني في الكبير (8/ 333 وإسناده حسن)، ووصف أهل الحق أنهم يتبعون الكتاب والسنة اللذين هما المصدرين الشرعيين الأصيلين لهذه الزمرة المباركة، واللذان لا التباس فيهما على أحد إلا من اعوجت فطرته، وفسد منطقه، واختلط عليه أمره، ومن امتزج علمه بالجهل، واستشكل عليه الهدى من الضلال، والحق من الباطل والسنة من البدعة، والفضيلة من الرذيلة، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر أمته من البدع المضلة كما جاء في مستدرك الحاكم وأصل الحديث في الصحيحين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يا أيها الناس أني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، فلن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله و سنة نبيه]، وفي رواية عند الحاكم: [إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله و سنتي]، وروى ابن ماجه في سننه (1/ 4 رقم:5): عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك].
وإن القيام بأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم علما وعملا من أعظم أوصاف الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وهو شرط من شروط النصر والتمكين في الأرض بالاستخلاف والغلبة على الأعداء، وإن النصر المستحق لا ينال إلا بنصر الدين والعمل بأحكامه والنصرة له ولأهله، وهذه الفرقة الناجية والطائفة المنصورة كما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس]، إن من صفات الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أنهم أهل العلم النافع فكل فرقة إلى علمها فقيرة، وكل طائفة إلى فهمها محتاجة، وما من أمة إلا وهي تعترف بفضل الله على هذه الأمة المباركة، فلو جمعت كل علوم الأمم ما عدلت علم هذه الأمة كما قال ابن تيمية: في اقتضاء الصراط المستقيم ص 75: " فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به من البينات والهدى، هداية جلت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارفين، حتى حصل لأمته المؤمنين عموما، ولأولي العلم منهم خصوصا، من العلم النافع، والعمل الصالح، والأخلاق العظيمة والسنن المستقيمة، ما لو جمعت حكمة سائر الأمم علما وعملا، الخالصة من كل شوب، إلى الحكمة التي بعث بها لتفاوتا يمنع معرفة قدر النسبة بينهما، فلله الحمد كما يحب ربنا و يرضى "، وفي صحيح البخاري (7312مع الفتح 13/ 363): وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول صلى الله عليه وسلم: [من يرد الله به خيرا يفقه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله]، وفي رواية عند البخاري (رقم:6882): [من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، و إنما أنا قاسم ويعطي الله، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله]، ومن أهم ملامح هذه الزمرة الطيبة بعد الكتاب والسنة والمنهج الصحيح الاجتماع على السنة والعمل على نصرها وإظهارها و نشرها بين المسلمين حتى يعملوا بها، كما قال العلامة الرباني عبد الرحمن بن ناصر السعدي: (كتاب تيسير الكريم الرحمن ج 3 ص 122): قال الله تعالى: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} أي: و من جملة من خلقنا أمة فاضلة كاملة في نفسها، مكملة لغيرها يهدون أنفسهم و غيرهم بالحق، فيعملون الحق، ويعملون به ويعلمونه ويدعون إليه، وإلى العمل به: {وبه يعدلون}: بين الناس في أحكامهم إذا حكموا في الأموال
(يُتْبَعُ)
(/)
و الدماء والحقوق والمقالات وغير ذلك وهؤلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجا، وهم الذين أنعم الله عليهم بالإيمان والعمل الصالح و التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وهم الصديقون الذين مرتبتهم تلى مرتبة الرسالة، وهم في أنفسهم مراتب متفاوتة، كل بحسب حاله وعلو منزلته، فسبحان من يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم"، وهذا الغرس الصالح يتمثل في العلماء وأهل الثغور المدافعين عن ثغور بلاد الإسلام، والقائمين على أمر الدين والدعوة إليه سبحانه وتعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود على المعتدين على شريعة رب العالمين، وهؤلاء في الحقيقة هم القوم الصالحون من أمة النبي صلى الله عليه وسلم المتمسكون بحبله المتين وشرعه القويم كما قال ابن تيمية: (في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ص58): " فعلم بخبره الصدق أنه في أمته قوم مستمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام محضا"، وقد ثبت عند أحمد (4/ 200) وابن ماجه (1/ 5رقم:8): عن أبي عنبة الخولاني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ولا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته]، وهذا الغرس الطيب فيه رجال مدرسة السنة وأهل منهج النبوة علما وعملا ... وهذا الغرس الطيب والبذرة الصالحة والزرع الطاهر يؤتي ثماره كل حين بإذن ربه، فتارة تظهر هذه الثمرة في العلم وأهله، وتارة في العبادة وأهلها، وتارة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهله، وتارة في الرباط وأهله، وتارة في الجهاد وأهله، وتارة في السلطان وحاشيته، وتارة في الأمة جمعاء بسبب جهود الجميع في نصر الدين والتمكين له، فأهل الصلاح موجودون في كل أمة، ولاسيما أهل الاستقامة منهم على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيهم: [على مثل ما أنا عليه وأصحابي]، فالأمة المتكاتفة المتعاونة تثمر جهودها وتنمو أعمالها ويترعرع أنصارهم وفق هذا العمل الخيري على ما جرت عليه سنن الله الربانية، فكل واحد منهم على ثغر، فهذا في الدعوة إلى الله تعالى، وذاك في العبادة والطاعة، والآخر في الأمر والنهي، وذاك السلطنة والقضاء والآخر في النصرة في سبيل الله، والكل متعاون مع الكل، والكل يكمل الكل، والكل يرشد ويقوم ويوجه الكل، والكل ينصر الكل، كل واحد في موضعه، ومركز عمله علما وعبادة وإصلاحه ...
و كتبه
الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1578(/)
الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك والشلة الداشرة!!
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 11:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم من الكافر وما الكفر عند من لا يريد سماع هذه الكلمة فتراه يميل يمنة ويسرة ويتأول مالا تأويل له , بل يأتي بما لم يأت به أحد من العالمين.
حيث يقول قائلهم: إنّ مِن التشويه و التحريف لِكلمة (لا إله إلاّ الله) القولُ باقتضائها الكُفر بالطّاغوت , و نفي سائر الدِّيانات و التأويلات , أو أنّ معناها: لا مَعبود بِحقٍّ إلاّ الله.
في أي كتاب وأي مرجع فسّر كلمة التوحيد بهذا المعنى!!
حتى الديانات الأخرى تكفر مخالفيهم ولا أعلم ديانة من الديانات لا تكفر.
والحمد لله الذي يقيض للأمة علمائها ورجالها لتبيين الحق والرد على الباطل.
ولقد انبرى لهذا القائل ولغيره الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله
وهذا نصُّ السؤال وجوابه:
فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن ناصر البراك سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد شاع في كثيرٍ من الكتابات الصحفية جملةٌ من المخالفات الشرعية المصادمة لأحكام الشرع المطهَّر. وفي الفترة الأخيرة تجاوزت تلك الكتابات إلى المساس بقاعدة الدين ومفاهيمه الكبرى. فقد نشر بجريدة الرياض عدد (14441) مقالةٌ بعنوان: (إسلام النص، وإسلام الصراع)، قرَّر كاتبها أن من التشويه والتحريف لكلمة (لاإله إلا الله) القول باقتضائها الكفر بالطاغوت ونفي سائر الديانات والتأويلات، أو أن معناها: (لامعبود بحقٍ إلا الله). ونشر بالجريدة نفسها في العدد (14419) مقالةٌ بعنوان: (الآخر في ميزان الإسلام) قرَّر كاتبها أن الإسلام لا يكفِّر من لا يدين به إلا إذا حال بين الناس وبين ممارسة حرية العقيدة التي يدينون بها. وزعم أن دين الإسلام ـ خلافاً لرأي المتشددين ـ لا يكفر من لم يحارب الإسلام من الكتابيين أو من أتباع العقائد الأخرى، بل عدَّهم من الناجين.
وبرفق السؤال صورة من المقالتين المذكورتين. فما قولكم في ذلك حفظكم الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الحمدلله. فإن من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامةٌ للبشرية كلها، بل للثقلين الجنِّ والإنسِ. فمن لم يقرَّ بعموم رسالته فما شهد أن محمداً رسول الله، مثل من يقول: إنه رسولٌ إلى العرب، أو إلى غير اليهود والنصارى. ومقتضى عموم رسالته أنه يجب على جميعِ البشر الإيمان به واتباعه. سواءٌ في ذلك الكتابيون اليهود والنصارى، أو الأميون وهم سائر الأمم. قال ـ تعالى ـ: (فإن حاجُّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعنْ. وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم. فإن أسلموا فقد اهتدوا. وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد). وقال ـ تعالى ـ: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً). وفي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصةً، وبعثت إلى الناس عامةً). وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عليه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفس محمدٍ بيده، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة؛ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ. ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلتُ به إلا كان من أصحاب النار).
ومن هذا الأصل أخذ العلماء أن من نواقض الإسلام اعتقادَ أن أحداً يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فمن زعم أن اليهود والنصارى أو غيرهم أو طائفةً منهم لا يجب عليهم الإيمان بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولا يجب عليهم اتباعه، فهو كافرٌ وإن شهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وبهذا يتبين أن (من زعمَ أنه لا يكفرُ من الخارجين عن الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم، إلا من حاربه)، أو زعم (أن شهادة ألا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بما يعبد من دون الله، والبراءة منه ومن عابديه، ولا تقتضي نفيَ كلِّ دينٍ غير دين الإسلام مما يتضمن عدم تكفير اليهود والنصارى وسائر المشركين) فإنه يكون قد وقع في ناقضٍ من نواقض الإسلام. فيجب أن يحاكم ليرجع عن ذلك. فإن تابَ ورجع، وإلا وجب قتله مرتداً عن دين الإسلام، فلا يغسَّل ولا يكفَّن، ولا يصلى عليه، ولا يرثه المسلمون. فنعوذُ بالله من الخذلان وعمى القلوب، فإنها لا تعمى الأبصار
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وإن من المؤسف المخزي نشر مقالاتٍ تتضمن هذا النوع من الكفر في بعض صحف هذه البلاد المملكة العربية السعودية؛ بلاد الحرمين. فيجب على ولاة الأمور محاسبة هذه الصحف على نشر مثل هذا الباطل الذي يشوِّهُ سمعة هذه البلاد وصورتها الغالية. وليعلم الجميع أنه يشترك في إثم هذه المقالات الكفرية كل من له أثرٌ في نشرها وترويجها من خلال الصحف وغيرها، كرؤساء التحرير فمن دونهم كلٌ بحسبه. فليتقوا الله وليقدروا مسؤوليتهم و مقامهم بين يدي الله. نسأل الله أن يهديَ الجميع إلى صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه عبدالرحمن بن ناصر البراك.
غرة ربيع الأول 1429هـ.
وبعد هذه الفتوى يظن صاحب المقالة أن الشيخ عبدالرحمن هو الوحيد الذي يرى هذا الرأي وأنه من المكفرة فقام العلماء بالرد عليه أيضا
بيان في مناصرة فتوى العلامة عبدالرحمن البراك
بسم الله الرحمن الرحيم
((بَيان))
الحَمدُ لله و الصّلاة و السّلام على رسول الله و آلِه و صَحبه و مَن والاه ,,
أمّا بعد,, فقد اطّلعنا على فتوى فضيلة شَيخنا العلاّّمة (عبد الرحمن بن ناصر البرّاك) حفِظه الله وسدّده وأيّده , تجاه من قال ما يلي:
1. إنّ مِن التشويه و التحريف لِكلمة (لا إله إلاّ الله) القولُ باقتضائها الكُفر بالطّاغوت , و نفي سائر الدِّيانات و التأويلات , أو أنّ معناها: لا مَعبود بِحقٍّ إلاّ الله.
2. إنّ الإسلام لا يُكفِّر مَن لم يُحارِب الإسلام مِن الكِتابيّين أو مِن العقائد الأخرى , بل عَدّهم مِن النّاجين.
3. إنّ الإسلام لا يُكفِّر مَن لا يَدِين به إلاّ إذا حال بين الناس و بين مُمارسة حُرّيّة العقيدة التي يَدينون بها. حيث أفتى- حفظه الله - بكفر قائل هذا القول وردته ووقوعه في ناقض من نواقض الإسلام فيجب أن يحاكم ليرجع عن ذلك فإن تاب ورجع وإلا وجب قتله مرتداً عن دين الإسلام.
و اطَّلعنا أيضاً على مَا حصَل مِن هجومٍ خبيث على شيخنا العلاّمة مِمّن تلوّثت عقائدهم و انحرفِت مناهجهم و شَرقت نفوسهم بهذه الفتوى الّتي كَشفَت ضَلالهم , و هَتَكَت أستارهم.
و مع عِلمنا بإمامة شَيخنا في الدِّين , و مكانته في الأُمّة , و ثِقة المُسلمين بعِلمه و فتاواه , و وُضوح ما أفتى به و ما استدلّ به مِن أدلّة , إلاّ أنّنا نُصحاً للأُمّة , و نُصرَةً للحقّ و أهله , و وفاءً لهذا العالِم الربّاني , نقول:
إنّ هذه الفتوى قد دلّ عليها كتاب الله و سُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ; و قرّرها أهل السُّنّة والجماعة , و هي أمرٌ مجمعٌ عليه بين علماء المسلمين ومعلومٌ من الدين بالضرورة وليس لأحدٍ من الناس أن يشكك فيه.
وكلام شيخنا واضح بإيكال الأمر وإسناده إلى ولي الأمر استناداً إلى عبارته بوجوب محاكمته، ولما عرف وشاع واستفاض من منهجه وما ربّى عليه تلامذته.
ونؤكد على ما طالب به – حفظه الله- من محاكمة قائل هذا القول وأولئك الذين تعمدوا تحريف كلامه وتشويه سمعته واتهامه بما هو بريء منه.
و خِتاماً .. نسأل الله تعالى أن يَجزي شيخنا خير الجزاء , و يُبارك في عِلمه و عَمله و عُمره و جهاده و احتسابه و يَنصر به الحقَّ و أهله , و يَخذل به الباطل و أهله.
و صلّى الله على نبيّنا مُحمّد و آلِه و صَحبه أجمعين ,,
الموقعون
فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
الدكتور محمد بن سليمان البراك
الدكتور رياض بن محمد المسيميري
الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله المبدل
الدكتور إبراهيم بن عثمان الفارس
الدكتور عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
الدكتور يوسف بن عبدالله الأحمد
الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند
الدكتور محمد بن عبدالله الخضير
الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي
الشيخ / فهد بن سليمان القاضي
الشيخ / عبدالعزيز بن سالم العمر
الشيخ / محمد بن أحمد الفراج
المحدث / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
الشيخ / محمد بن عبدالمحسن المطلق
المحدث / عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
الشيخ / منصور بن عبدالرحمن القاضي
الشيخ / عبدالعزيز بن محمد السلطان
الشيخ / وليد بن علي المديفر
رابط البيان من شبكة نور الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.islamlight.net/index.php?...8699&Itemid=33
كتب عضو لجنة المناصحة الدكتور / عصام عبدالله السناني , أستاذ الحديث في كلية الشريعة بجامعة القصيم , الأتي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي الكريم لا يشك من عنده أدنى علم أن مقال ابن بجاد العتيبي ردة عن الإسلام ويكفر به إذا أقيمت عليه الحجة وانتفت الشبهة لأن هؤلاء سكارى لحب الظهور لا يعون ما يقولون نسأل الله أن يكفينا شر أقلامهم وزبالة أفكارهم، والداعي للكتابة أن أنقل لكم أني سألت شيخنا صالح الفوزن حفظه الله عن هذا المقال الذي كتبه العتيبي ورد عليه الشيخ صالح في الجريدة بعنوان "كفوا عدوانكم على الإسلام" فقال حفظه الله: (هذه ردة، هذا يريد أن يعبد كل إنسان ما يشاء، ويريد أن يجّوز الشرك بالله)، فقلت له: لماذا لم تصرح بذلك في المقال؟ فقال: (لو قلت ذلك لم ينشروا الرد) وفقكم الله لما يحب ويرضى
أخوك د. عصام بن عبد الله السناني
أستاذ الحديث في كلية الشريعة بجامعة القصيم
وعضو لجنة المناصحات
ثم يأتي هذا القائل ويرد في صحيفة أمام الملأ على من وثق من له أدنى علم برسوخهم في العلم
عبدالله بن بجاد العتيبي
- Email Address Removed for Security -
لا للتطرف، ولا للإرهاب، ولا للخضوع للتخويف والتهديد والتحريض، لا لمن يسعون لنشر الظلام، ويهتفون باسم السواد القاتم والدم القاني، المرتلين ألحان الكراهية البغيضة على أسماعنا، الناثرين لصديد أفكارهم المتطرّفة على مرأى من أعيننا.
لو قلّبوا صفحات التاريخ قليلاً، لعلموا أنّ الباحثين المقتنعين بأفكارهم لا يتراجعون بسبب عويل متطرفٍ هنا، وصراخ متشددٍ هناك، بل يثبتون ويؤكدون على أفكارهم وقناعاتهم، ويعلمون أنّ صرخات المتشددين دليلٌ على إصابة موضع العطب، وعويل المتطرفين برهانٌ على وضع اليد على الجرح، ويوقنون أنّه من هناك يبدأ الحلّ، ومن هناك نضع أقدامنا على طريق الألف ميل نحو تحرير الإسلام من أيدي خاطفيه المتطرفين، وطريق الألف ميل في بناء حضارةٍ ورقيٍ تجعلنا نتواصل مع العالم من حولنا بلا عقد كراهية ولا إكراهات بغضاء، طريق الألف ميل في سبيل استعادة كينونتنا الإنسانية وفرديتنا التي يسعون لوأدها ليحولونا لقطيعٍ يسوقونهم بعصيّ تطرفهم ذات اليمين وذات الشمال.
كم نحن اليوم بحاجةٍ إلى أن ننتصر للإسلام ممن يزعمون أنهم حماته وهم خاطفوه وألقوا على أكتافه ما تنوء بحمله قداسته من تأويلاتهم المتطرفة.
ثار الثائرون على الشافعي حين جاء بالرسالة وكانت في زمانها تطويراً حقيقياً للعقل المسلم، حتى وصفها بعضهم بالأمر المحدث، ولكنّه لم يرضخ لهم وقال: "لا"، ونشر الرسالة قدر ما استطاع، فكانت نقلة في تاريخ العقل المسلم نحو التغيير والتطوير والبناء.
أجلب المتشبثون بأهداب السائد، المنافحون عن المألوف، على ابن رشدٍ حين أبدع في التوفيق بين العقل والنقل، بين الشريعة والفلسفة، ولم ينحن ابن رشدٍ لعاصفتهم الهوجاء، بل استمرّ وازداد إبداعاً وتألقاً أضاء به ما بعده من قرونٍ لا في تاريخ المسلمين فحسب، بل في تاريخ البشرية كلها.
نعق الناعقون على الشاطبي حين افترع علم مقاصد الشريعة، واتهموه بما شاءت لهم أفكارهم السوداء وعقولهم المغلقة وأذهانهم البليدة، فلم يرع لهم سمعاً وبقي إبداعه حدثاً طوّر العقل المسلم خطواتٍ عمّا كان عليه من قبل.
إنّ سلسلة الباحثين الأحرار والمبدعين المميّزين طويلة الذيل في تراثنا الإسلامي، الطبري وابن الجوزي وابن سينا والرازي وأبو الوليد الباجي وغيرهم كثير، وما يجمع بين هؤلاء كثيرٌ من أهمّه أنّهم كانوا عندما يحاول الجمود قبر أفكارهم وإبداعاتهم ينادون بصوتٍ عالٍ واثقٍ قائلين: "لا"، بل حتى المنتسبين إلى المدرسة السُنيّة التقليدية تعرضوا للتكفير في مسائل دقيقة، ابن حبان كفّره المتشدّدون في مسألة "اكتساب النبوّة"، وأبو الوليد الباجي كفروه في مسألة "أمية الرسول"، وابن تيمية كفّروه في مسألة "تسلسل الحوادث" وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أحاديث التاريخ لا تكاد تخطئ فضلاً عن أن تكذب، وقد حدثتنا أنّ الظلام لا يقف للنور، وأنّ التزوير لا يواجه الحقيقة، وأن الجهل لا يهزم العلم، إن التنوير لا يفتي بالقتل لأنه خصيمه، ولا ينصب المشانق لأنه يحاربها، ولا يكفّر المخالف لأنه مع حرية الرأي والتعبير، لكنّه يملك الحجّة التي بها يناضل، والرؤية التي عنها يدافع، والهدف الذي إليه يسعى وينصب.
في عام 1235م أسّس البابا غريغوريوس التاسع محكمة تفتيشٍ في الفاتيكان، كانت الخطوة الأولى التي انتشرت بعدها محاكم التفتيش في كامل أوروبا، تلاحق المفكرين والعلماء والباحثين، تقتل هذا وتعذّب ذاك، تشنق هذا وتمزق ذاك، باسم الله والدين، وتصدر فتاوى التكفير والاتهام بالهرطقة والزندقة، لاحقت هذه المحاكم غاليلو لأنه قال بأن الأرض تدور، وطاردت نيوتن لأنه قال بأن ظواهر الطبيعة يمكن تفسيرها بربط بعضها ببعض دون تدخل قوىً خارجية، وآذت ديكارت وسبينوزا وداروين وبرونو وغيرهم كثير ممّن لم يخضعوا ولم يتراجعوا ونادوا بصوتٍ عاقلٍ متزنٍ قائلين: "لا"، وانتصرت أفكارهم في النهاية وبقوا في ذاكرة البشرية مشاعل نورٍ وأعمدة علم، وأخمل التاريخ ذكر جلاّديهم حتى لا نكاد نعرف منهم إلاّ أقلّ القليل.
ما أشبه الليلة بالبارحة!، هكذا جرى على ضفاف السين في فرنسا، وعلى ضفاف التايمز في إنجلترا، وعلى ضفاف الراين في ألمانيا، وهكذا حدث ويحدث على ضفاف وادي حنيفة في السعودية، وعلى ضفاف النيل في مصر، وعلى ضفاف الأنهار المتحدرة من جبال أطلس في المغرب، وستظل شعلة التنوير والتغيير والتطوير سيفاً مصلتاً على رؤوس الظلاميين والمتحجرين والمتخندقين في كهوف الظلام.
نتذكر أسماء كبيرةً طالتها ملاسنات المتشددين بفتاوى تكفيرٍ ودعاوى تشويهٍ وتحريضٍ على القتل وحرمانٍ من الرزق وغير ذلك من أساليب الحرب الشرسة التي يشنّها التشدّد كلّما شعر بالاختناق من جرّاء طرح هذه الأسماء وأمثالها، فنذكر هنا الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وطه حسين وقاسم أمين وفرج فوده ونصر حامد أبو زيد كما نتذكر غازي القصيبي وتركي الحمد وحمزة المزيني وعبدالله الغذّامي ومنصور النقيدان ونستحضر الجابري وحسن حنفي وغيرهم كثير.
كم نحن اليوم بحاجةٍ إلى أن ننتصر للإسلام، أن ننتصر له من خصومه الألدّاء، خصومه الأكثر جنايةً عليه، خصومه الذين يزعمون أنهم حماته وهم خاطفوه، لقد ألقوا على أكتافه ما تنوء بحمله قداسته من تأويلاتهم المتطرفة وبشريتهم المدنّسة، ورموا عليه من نجاسات فكرهم وبشريتهم المشوّهة ما أضنى طهوريّته.
لم يكن في وضوح مبادئ الإسلام وسهولة ثوابته ما يمنعهم من إغراقها في مبادئهم هم وثوابتهم هم، وذلك إمّا عبر تضخيمها وتكبيرها وتوسيعها حتى تشمل كلّ ما هبّ في أذهانهم ودبّ في قلوبهم من قطعيّة وإقصائية وتضييق وتجبر وظلم، وإما بتفريغها من معناها الأصلي لتوافق ماله يسعون وينصبون.
ليست ثوابت الإسلام -فحسب- هي ما شوّهه واختطفه هؤلاء الزاعمون أنهم حماة الدين ورعاته، بل حتى محرّماته لم يكادوا يتركوا منها محرماً إلا انتهكوه، فالدم الحرام –على سبيل المثال- لم يصبح كلأً مباحاً فحسب، بل أصبح سفكه قربةً لله وليست قربةً مستحبةً فحسب بل قربةً واجبةً ومفروضةً!
وأنا أطالع كتب المتشددين في التراث الإسلامي قديماً وحديثاً وأتأمل خطاباتهم، لا ينقضي عجبي من قدرتهم على تخريب كلّ مبدأ نبيل، وتشويه كلّ فضيلة ساميةٍ، وإفراغ كل قيمةٍ من قيمتها، وكل خلقٍ من أخلاقيته، وتضييق كل متسع، وتوسيع كل ضيق، باختصار لقد نظّروا لنقيض ما أراد الإسلام، وبنوا ما أراد أن يهدم، وهدموا ما أراد أن يبنى.
مشكلة بعض هؤلاء مع الإسلام أنهم تلقّوه مشوّهاً واقتنعوا به حتى تغلغل في دواخلهم، وخالط ضمائرهم وأستحوذ على ألبابهم، وهم عاجزون بحكم قدرتهم الذهنية وبيئتهم المحيطة عن الانعتاق من هذا التشويه والتخلص منه عبر مساءلته عقلياً ومحاججته بالبرهان والدليل، لذا تجدهم يدافعون عن السائد لأنه سائد، وعن المألوف لأنه مألوف، ويحيلون مسائل العلم إلى إيمان، بل ويحيلون العادات الاجتماعية إلى عباداتٍ شرعيةٍ، والمسائل الفرعية في الدين إلى أصولٍ إيمانيةٍ، لتستمر جنايتهم وتتواصل سلسلة الجناية على الإسلام ممن يحسبون أنهم رعاته ودعاته وهم لا يعدون أن يكونوا كهنة التشويه وأحبار الحراسة.
إن دعاة التنوير والتغيير والتطوير يجب ألا يستكينوا لمثل هذه الحملات المغرضة والتأليب المدروس والتحريض الدموي، فتلك شنشنة نعرفها من أخزم، ويجب أن تصل الرسالة واضحة للمتطرفين بأنّ التنوير قادمٌ والتغيير مقبلٌ والتطوير سيظلّ على الدوام هدفاً ورسالةً، وأنّ الإسلام الذي جاء رحمةً للعالمين هو الذي سينتصر ويبقى، وسيكون لتشويهاتهم وتخريفاتهم مكانٌ رحبٌ في مزبلة التاريخ.
جريدة الإتحاد
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=35284
أبعد هذا كله وإقامة الحجة عليهما يعلن الحرب ويصفهم بأبشع أوصاف
ماذا بعد الحق إلا الظلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مكاوي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:42]ـ
بارك الله فيك يا ضياء وحفظ الشيخ لابراك ونفع بعلمه ..
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:09]ـ
وإياك بارك أخي مكاوي(/)
نسف عقيدة الصلب والفداء عند النصارى
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 03:00]ـ
اخوانى الكرام
السلام عليكم
اترككم مع هذا الرابط وفيه بيان تهافت عقيدة الصلب والفداء التى قام عليها دين النصارى وبدحضها يتهاوى دين النصارى كبنيان قام على اساس هش
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130330(/)
انشر الرد على كتاب قراءة نقدية للإسلام
ـ[محمد راشد]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 09:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا رد على أحد الملحدين لشيخنا: ماطر بن عبدالله الأحمري حفظه الله تعالى
أسأل الله ان يتقبل منه وأن يثقل به ميزان حسناته وأن ينفع به جميع الأمة.
أرجو نشر هذا البحث في جميع المنتديات وبالأخص التي تهتم بالرد على الملحدين الكفرة.والدال على الخير كفاعله شكرا الله لكم، وبارك فيكم.
.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
منقول
مثل هذه الرسائل حقيقة بالنشر
ـ[صريح وفقير]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 01:49]ـ
مثل هذه الرسائل حقيقة بالنشر
فعلا وأنا أؤيدك في ذلك ونحن بحاجة إلى من يبين الحقائق ويظهر الحق ويزهق الباطل.
شكرا لصاحب الكتاب ولك تقديري
تحياتي لك: صريح وفقير(/)
انتبهوا يا خير أمة اخرجت للناس لا تحيدوا عن الصواب
ـ[صريح وفقير]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 01:38]ـ
بسم الله والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ثم أما بعد
فإنه لا شك أنه ما من مسلم لا يغضب بسبب الإساءات المتكررة لنبينا الكريم نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام , أرى أنه ليس هناك من لا يغضب ولا تختلج مشاعر بأدنى شيء من الاستياء وهذا قد يكون اضعف الإيمان ... وهذا الذي يتعرض له نبينا وقدوتنا ليس بالشيء الهين لدى المسلم الصادق, بل إنه في الحقيقة يهدد كيان الأمة الإسلامية في أعظم معتقداتها بعد التوحيد.
ردود أفعال المسلمين متباينة في الوطن الإسلامي ومختلفة اختلاف كبير .. ومن لا يحسن التصرف فقد يقع في المحذور ولا يجد من يلقي له بال ولا يزداد إلا ذلا على ذل.
معظم المسلمين اليوم يطغى عليهم تغليب الجانب العاطفي والارتجالية في الأعمال ... والعشوائية في مواجهة الأحداث وليتها أعمال تثخن في العدو حسب ضوابطها الشرعية.
إنما هي هتافات وشعارات وحرق أعلام وتظاهرات غلبت على عقول المسلمين وتفكيرهم بالظن بثمارها ونتائجها المجدية.
بعد ذلك يعقبها السكون والجمود والخمول غافلين عن أسباب تلك المصيبة التي عصفت بنا ... متناسين الحلول العملية التي نقاوم بها ذلك الخطر ... بناءا على الأوامر الشرعية والاهتداء بسنة من ندافع عنه وعدم الخروج عن توصياته عليه الصلاة والسلام.
إن مثل هذا السلوك المنافي للموضوعية قد شخصه الراحل المصطفى السباعي حيث ذكر أن المسلمين ينتفضون انتفاضة وقتيه لمصيبة حلت بهم ثم يخمدون وكان شيء لم يكن حيث كتب ((لو هدمت الكعبة لما ضج المسلمون أكثر من ثلاثة أيام))
فما أشبه الليلة بالبارحة.
لنتوقف قليلا ونفكر أحسن من أن نندفع فالغضب المفاجئ يتدخل في قدرة العقل على إدراك الأشياء ... لنطرح سؤال مهما على أنفسنا.
لماذا يسيئون للرسول عليه الصلاة والسلام ويرسمونه بهذه الصورة؟
هل لأنهم لا يتفقون مع أفكارنا وديننا ... الأمر الذي أدى إلى عدم قدرتهم على التفكير السليم.؟؟؟؟؟؟
أم لأننا مقصرين في إظهار الصورة اللائقة بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا الدين؟؟؟
أم لأنهم يسيئون الفهم أو يتعمدون إساءة الفهم؟؟؟
أم أنهم يريدون تحويل تركيز المسلمين من نقطة إلى أخرى؟؟؟
أم أنهم يريدون التلاعب بمشاعر المسلمين؟؟؟؟
أم لأنهم يريدوننا أن نكون مثل ما هم عليه؟؟؟
أم لأنهم يريدون التحكم في المسلمين؟؟؟؟
أم أننا غير محترمين حتى يحترموننا؟؟؟
أم أن هذه الإجابات هي كلها الإجابة على السؤال المطروح؟؟
أم أنه هناك شيء غير هذا يحدث ونحن لا نعرفه؟؟؟
دعوة للتفكير!!!
تساؤلات أجيبوا عليها ... هناك من سيجيب ويتسرع في الجواب ويكون الجواب عشوائي كردود الأفعال العشوائية.
المتعمق في الواقع الإسلامي من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والعهد الأموي وما يليه يلاحظ انحسار إسلامي وتراجع من عهد معاوية رضي الله عنه إلى عهدنا هذا وهو من انحسار في انحسار حتى أصبح الدين لا يشكل سياسة ولا منهج أي دولة.
عندما رأيت الشاجبين والمتظاهرين والمحللين والمدافعين عنه عامة والمتسائلين ويقولون لماذ يحدث مثل هذا؟؟؟؟ وهذه مصيبة وواو الخ.
نقَرت مسامعي آية كريمة نزلت في موقف أصعب من هذا وأقسى من هذا وهو موقف غزوة أحد ... وكأنه هذه الآية تجدد قيمتها المنسية معلنة ((أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم؟؟))
قد تستبين الإجابة فيما نقول في السطور القادمة.
إن الشاذين من بني جلدتنا في شتى بقاع العالم والذين ينسبون أنفسهم للدين وللرسول عليه الصلاة والسلام ... يستخدمون هذا الدين استخدام خاطئ وهم في الأخير لا يسيئون إلى أنفسهم فقط بل يسيئون لمصادرهم المعتمدة وهي الكتاب والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيضا خواء دولنا الإسلامية من منهج الرسول الواضح والصريح ... وكأن الدولة غير إسلامية بحيث لا تحرك هذه الإساءة لنبينا في قوادنا لا ساكنا ولا يمتعض منهم أحد وكأن الأمر لا يعنيهم فلا حول ولا قوة إلا بالله ... فلا عزة للدين وللرسول إلا بقوادنا إذا كانوا على نهج محمد عليه الصلاة والسلام .... وصراحة نحن لو نظرنا ودققنا بدون أن نجعل أحد أعظم من الله وبدون أي مجاملات فليس هناك دولة سياستها مكتسبة من الدين إنما الدولة لها سياسات خارجة عن الدين في مصير الشعب والأمة .... ويثبت هذا أنه لم يقم أي قائد عربي بتصرف سياسي حيال هذا الأمر ... فالله ناصرك يا رسول الله.
ثم إن ما يفعله الغرب اليوم من صحف دنمركية ومؤلفين هولنديين واستهتار واستهانة بأعظم مبادئنا الدينية وبكل جرأة ووقاحة لهو مؤشر يخبرنا بأن العدو لا يضمر لنا أي هيبة أو احترام وهم بالفعل لا يضربون لنا أي حساب وهذا ما يحصل واقعا كما يشاهد الكل.
الحروب تقام على أمتنا دولة دولة ... وكأنه لا يستحق الحرب إلا المسلمين ... ومع هذا ليس لنا دخل في الحرب الأمريكية ... بعد ذلك ليس غريبا أن تتجرأ علينا الصحف بعد أن تجرأت علينا الدبابات والمدافع ... ليس غريبا أن يتجرؤون على سمعتنا وقد تجرؤا على دماءنا وأعراض أمتنا في فلسطين والعراق وغيرها ... هكذا ونظل ليس لنا القوة في أن نوقف الحرب وكأننا الكل يستحق ما يحدث له ... بصراحة نحن لا نستحق الاحترام ما دامت أوضاعنا هكذا ..
ومن يهن يسهل الهوان عليه ..... مالجرح بميت إيلام
اسألوا أنفسكم كيف نستحق الهيبة والاحترام ونحن نعيش هذا الواقع السيئ (أنا لا أحب التشاؤم ولكن لا بد من تشخيص القضية)
إن مما جعل الدنمركيين والهولنديين وغيرهم يتجرؤون علينا هو أنهم وجدوا الباب مفتوحا أمامهم من غيرهم.
أيضا أن أقول صراحة إن شخصية الأمة بها خلل كبير ... وهي تغالي في بعض ردود الأفعال وتتوجه توجها خطيرا في نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام.
إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان في بداية دعوته سرا بمكة ... لم يكن هناك دولة إسلامية إنما الرسول وجماعة قليلة معه يدعون سرا بتخطيط مرسوم ... كان يتعرض لأنواع الأذى والسب والشتم حتى أنهم في بعض الحالات قد يضعون سلا الجزور على ظهره ... حتى في بعض الروايات أنهم ضربوه وعذبوا المسلمين كلهم ... لم يكن يضيع الوقت على نفسه لأن أوضاعهم لا تسمح بأن يضيعوا وقتهم بانفعالات عاطفية مؤقتة لا تفيد ولا تسمن ولا تغني من جوع.
واليوم أمتنا تشجب وتندب وتغضب من أجل نبيها ولا تغضب من أجل التخلي عن منهجه وسنته وهديه بل إنها تعصيه جهارا نهارا ولا تندم ولا يؤنبها ضميرها ... تغضب لذاته ولا تغضب من أجل تضييع المنهج الذي جاء به.
إنني أخاطبكم أنتم أيها المسلمين فالدنمرك وغيرهم لا يهمونني بقدر ما يهمني شأن المسلمين.
إنها فرصة أن نعيد مراجعتنا أنفسنا من جديد ... إلى أي درجة أنا متمسك بهديه عليه الصلاة والسلام ... إنها فرصة أن نبدأ من عند أنفسنا لنعيد للأمة مكانتها كما كانت ... ليس بأن نندد ونتظاهر ونحرق الأعلام ... بل أن نعود إلى سنة من ندافع عنه ونتظاهر ونغضب من أجله نعود على هديه ... نعود على الكتاب المنزل عليه.
بصراحة إننا نكثر الكلام ونتحدث في كل وقت وحين عما لا نريد ... كلامنا كثير في سب الدنمرك ولعنهم وسب أمريكا وشتم اليهود وحلفائهم من المنافقين ... والقليل منا ونادرين جدّا من يتحدث عن واجبنا تجاه هذه الإساءة وهو أمر للأسف لا يكون له حيز في عقولنا.
ولو طلبنا من هؤلاء الذين يغلّبون الكلام على العمل لو طلبنا منهم القليل لنصرة هذا الدين ورسول رب العالمين بالطريقة الصحيحة والمنضبطة شرعا ... لوجدنا التلكؤ والتقهقر والتراجع والتقهقر ... والتفنن في التهرب من مسؤولية العمل.
إننا نشبه الإعرابي الذي كان معه بعض الإبل فجاء اللصوص وسرقوا منه إبله فلم يقاومهم بشيء فلمّا ذهبوا وساروا بإبله ... شتم اللصوص ... ولعنهم فسأله أهله عندما رجع إليهم بدون الإبل ... ماذا فعلت؟؟؟ قال أوسعتهم ضربا وساروا بالإبل
وإذا كان أكثر المسلمين أهل كلام وشجب واستنكار وقوم ينفعلون ولا يفعلون ويشجبون ولا يخططون أو يعملون فلا غرابة أن يأتي من يسيء للرسول عليه الصلاة والسلام.
ولسان حال الأعداء يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
قد ملأنا البر من أشلاءهم ...... فدعوهم يملئوا الدنيا كلاما
وهذه المأساة التي تعيشها الأمة الإسلامية ليست وليدة الرسوم المسيئة بل هي من قديم وهي تتوالى علينا حتى تدثرنا وتغطينا.
ينبغي أن نستدعي أهل العزائم والقادة المسلمين لإحياء القرآن وهدي النبي عليه الصلاة والسلام سلوكا وعملا وتطبيقا حتى نتخطى تلك الأعمال والانفعالات العشوائية التي لا ترعب كافرا ولا تنصر دينا ... ولا توقف مسيئا عند حدّه.
إننا بحاجة إلى أن تصنعوا من أنفسكم دعاة أخلاص وأن تكونوا علماء وقادة ربانيين ...
إننا بحاجة لمن يشخص لنا الأدواء التي تجثم علينا وأن يصف لنا الدواء بعد التشخيص ... إننا بحاجة إلى ذلك الطبيب الجراح الأمين الذي يبحث في جذور المرض وتشعباته ... ويرفع إرهاق الخطر عن جسد هذه الأمة الجريحة بكل ثقة وتفان ... وقد قال نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام ((ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء))
ولهذه يتوجب على من يريد الدفاع عن هذه الأمة ونبيها الكريم عليه الصلاة والسلام أن يتمسك بهديه وسمته وأن لا يعصيه ولا يخالفه وأن يجعل القرآن الكريم منهجه ومن يفعل غير ذلك فهو كمن يبحث عن الحقيقة في السراب ... بعد ذلك نحن بحاجة لمن يضع بين أيدينا الحلول المثمرة ... بحاجة لمن يفكر تفكير جاد لتوظيف مشاكل الأمة بما يخدم مصلحتها وقد قيل رحلة العظيم تبدأ بفكرة ولكل عصر رجاله.
وعلينا يا أمة الإسلام أن نتنبه لأمور ونحن ندافع عن الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
إن ردود أفعال المسلمين على الرسوم المسيئة كانت بها من الخلل ما الله به عليم ... فهؤلا يحرقون سفارات وهؤلاء يحرقون أعلاما وهؤلاء يثورون ويسبون ويشتمون وهذا ليس من سلوكيات الإسلام بشيء ... وهي ليست دفاعا عن النبي الكريم بقدر ما تكون إساءة إلى صورة الإسلام والمسلمين ... إننا ندافع عن الرسول من منطلق القومية وليس من منطلق الدينية.
إن المنهج الصحيح هو بيان الحقائق الجلية عن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ومن كان؟ وكيف كان؟ وماذا دعا إليه؟ وهذا من ناحية البحث العلمي ... أما من ناحية العمل فنحن مقصرين في إتباعنا لمنهجه عليه الصلاة والسلام دعونا نعود لهديه لإغاظة الدنمارك وغيرها وهذا مما تحرقون به قلوبهم ويثخن فيهم ويعيد كيدهم في نحورهم وليس حرق السفارات والسلوكيات الهمجية التي لا تمت للإسلام بصلة بقدر ما تسيء إليه.
وقع الكثير منا في مسألة الدفاع في أغلاط وما أبرئ نفسي في وقت كانت آثار الهزيمة الداخلية ما تزال عالقة بالنفوس إزاء كل ما يثيره المستشرقون وغيرهم من أعداء الإسلام من هجمات عنيفة ومستمرة على الإسلام ... والخطأ أن نجعل الأولوية للدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام بل طاعته واتباع منهجه هي الأولوية الأولى علينا والأهم.
أهل الطائف وهم من وقفوا في طريقه وسلطوا صبيانهم وسفهائهم للإساءة للرسول وطرده ورميه بالحجارة حتى دميت قدميه وهذا أسوء ما واجه الرسول عليه الصلاة والسلام في حياته بشهادة منه عندما سألته عائشة عن أصعب موقف مر في حياته بعد موقف غزوة أحد فأجاب بأنه يوم رفضوه أهل الطائف وآذوه ورموه بالحجارة وانظروا ماذا فعل بعدما أساؤوا إليه هذه الإساءة الكبيرة لمشاعره النبيلة تأمل في ما ردّ عليهم به ((اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون)).
محذور آخر: هو قيام بعض المؤسسات بقضية ((حماية)) النبي وحماية الإسلام .. وضع أكثر من خط تحت لفظة حماية ... واعتقد أننا في حاجة لحماية النبي لنا يوم القيامة بشفاعته .. وحماية الإسلام لنا من التيه والضياع ... الإسلام لا يحتاج لحماية وإنما يحتاج لكشف حقائقه على الملأ والعالمين وحماية الإسلام تشبه الاحتكار الصريح.
حين نفعل مثل هذا وأمثاله وفيما نرى الكتّاب بحسن نية طبعا .. إننا في الحقيقة بفعلنا هذا لا نخدم الإسلام ونبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ب (حمايته) فضلا عن كون الدفاع نفسه ليس تكليفا وليس واردا في نصوص قرآنية… وجعلناه من أولويات الدين وتناسينا التكاليف الشرعية الأخرى والواجبة علينا.
فنحن بفعلنا هذا نلقي الغبش على حقيقة النبي وما يدعو إليه وندخل في الإسلام بوعي وبغير وعي ما ليس فيه وما هو بريء منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
محذور آخر: نحذر أن يستدرجنا أعداءنا لمتابعتهم فيما يثيرونه من قضية لا يقصدون بها في الحقيقة إلا التلاعب بمشاعر المسلمين وبوعيهم وتيئيسهم عن أهدافهم التي يسعون لتحقيقها ... وسبب إعادتهم لنشر الرسوم المسيئة هو ما رأوه من استجابة في أول ما رسموا الصور المسيئة له لأول مرة ... إذا نسينا رسالتنا في الحياة وهو البيان بالقول وبالفعل للإسلام وللقيم والمبادئ التي دعا لها نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ... وتتبعنا القضايا التي يثيرونها باستمرار ولا يكفون عن إثارتها ولن يكفون عن إثارتها غدا وبعد غدا ... المحذور هو أن يتشتت جهدنا بغير طائل ... ونفقد الهدف الأصلي الذي من أجله خلقنا والذي من أجله بدأنا التفكير والبحث والكتابة إلى الناس وإفادتهم بما يجود على عقولنا من فكر.
وهذا هو الذي يقصده أعداءنا ويصرّون عليه ويضحكون منّا كلما استثارونا للعدو في متاهات الطريق ... والدخول في جدل عقيم معهم والذين يستميتون من أجل حرية التعبير ... فهم ما ابتغوا الحق ولا بحثوا عنه ولن تنطفئ أحقادهم ... فهم أولا وآخرا يكرهون الإسلام ونبينا عليه الصلاة والسلام وهم بعد ذلك مستعبدين لأهوائهم ((فذرهم وما يفترون))
المحذور الأخير: أن تستدرجنا قضية البحث العلمي فتنسينا جهد التربية المطلوب لإقامة المجتمع الإسلامي الذي نطمح له ... ونحن نظن طالما نحن مشغولون بالتفكير أننا نؤدي كل الواجب المطلوب منّا ... إنه لا بأس أن يتهيأ لذلك الأمر فريق من الباحثين المهيئين بطبيعتهم للبحث العقلي أكثر مما هم مهيئون للحركة والاتصال بالناس والقيام بعملية التربية ... أما أن تنصرف إلى ذلك جماعة بأكملها فهذا هو المحذور ... لأنه يقتل الحركة الإسلامية في النهاية ويضيق القاعدة بمقدار ما يضيفه من البحوث العليمة الكثيرة ... فالعمل طريق النجاح.
سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما برحمتك يا أرحم الراحمين.
تحياتي لكم: صريح وفقير(/)
اعترافات دكتور كتب عن الكوثري (بحث منشور في غير مظانه)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 04:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم متابعةً للاعترافات المهمة التي أنشرها على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
هذا اعتراف من باحث كتب عن ما يسميه " جهود الكوثري في الفكر الإسلامي "، إلا أنه لإنصافه، اعترف بتجاوزات الكوثري على الأئمة، ومخالفته لهم في المعتقد والأسلوب الوضيع.
عنوان البحث: (الشيخ زاهد الكوثري وجهوده في مجال الفكر الإسلامي) للدكتور محمد أحمد عبدالقادر، منشور ضمن الكتاب التذكاري المهدى للدكتور محمد عبدالهادي أبوريدة، 1993م. (ص 299 - 325).
- أنتقي منه مايلي:
- (خصومته الفكرية لأهل السلف:
يتأكد الذي يطالع كتابات الشيخ زاهد الكوثري لأول وهلة أن بينه وبين السلفيين خصومة فكرية شديدة، يفصح عنها في مواضع كثيرة ومتفرقة من مؤلفاته وشروحه وتعليقاته، ولا ندري سبباً منطقياً يبرر تلك الخصومة الفكرية لأهل السلف، إلى حد تصل معه إلى درجة العداوة! وليست هذه الخصومة الفكرية من جانب الكوثري فقط، بل يبادله السلفيون تلك الخصومة، وإن كانت هي من قبل الكوثري أشمل وأعنف).
- (كان هجومهم الأكبر ضد شخص أحد كبار الحنابلة في القرن الثامن الهجري، وهو شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ)، فلقد كانت لابن تيمية فتاوى عدها الكوثري وأتباعه شططاً وبعداً عن جوهر الإسلام، كما اعتبروها تزيداً في الفتوى لم يقل به أحياناً الإمام أحمد بن حنبل نفسه، والحقيقة أن موقف الكوثري وتلاميذه من ابن تيمية خصوصاً قد جاء حاداً وصارماً، ومتضمناً الكثير من العبارات الخارجة، التي لا يمكن أن تصدر عن مسلم، فضلاً من كونها تصدر عن مفكر أو عالم).
- (والمستعرض لكتابات الكوثري يلاحظ أن هناك تعريضاً ولمزاً بأهم أعلام الاتجاه السلفي، واصفاً إياهم بالجهل تارة، وبضيق الأفق تارة ثانية، وبالطعن في دين بعضهم تارة ثالثة، وهكذا، ولعل ذلك هو الذي دفع بعض السلفيين المعاصرين لأن يتصدوا لهجوم الكوثري، وهجوم تلاميذه، على شخصيات سلفية جليلة، ولها مكانتها).
- (ويتأدى الكوثري من خلافه الفكري مع السلف بوصفهم بأقذع الأوصاف،كما يصف كلامهم وآراءهم بالسخف والتخريف، وأنه مما يضحك منه الأطفال وما إلى ذلك، ولقد جاوز الكوثري الحق فيما ذهب إليه من وصف السلفيين بالتشبيه والتجسيم، حيث إنهم ليسوا كذلك بحال من الأحوال، والمسألة في تصوري هي محاولة رمي السلف بما ليس فيهم، واتخاذ ذريعة من ذلك في التمادي في الخصومة، أو جعل هذه القاعدة المغلوطة مقدمة يتأدى منها الكوثري إلى مبرر يراه مقنعاً في تفسير الخلاف والخصومة الفكرية. فشتان ما بين موقف المشبهة والمجسمة، وموقف السلف، بصدد فهم صفات الله تعالى، ولا يمكن أن يكون موقف هؤلاء كأولئك. إن موقف السلف منزه إلى أبعد حدود التنزيه، في إطار مقولة التنزيه عندهم، وهي إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات، دون تكييف ولا تمثيل. فكيف يكون موقف من التزم النهج الإسلامي التوحيدي الصحيح المتمثل في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف يكون هذا الموقف المنزه حقيقة مجسماً أو مشبهاً؟!! إن تأويل الصفات أو بعضها عند السلف يتساوى مع النفي التام لها، فكيف ننفي صفات جاء ذكرها في كتاب الله ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم ربه تعالى. إن مجاوزة الحق هنا في تصوري في موقف من ينفي أو يعطل أو يؤول، وليس في موقف من يثبت الصفات على نحو تنزيهي. يقول تعالى: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيُجزون ما كانوا يعملون ").
- (يؤخذ على الكوثري في إطار حماسه الزائد: اندفاعه إلى تخطئة غيره ممن لا يتفق معه إلى حد رميه بالكفر، أو يصف خصمه بأوصاف لا يليق أن تصدر عن عالم أو مفكر مثله، وهذه تمثل أبرز مثالب شخصية الكوثري). انتهى كلام الدكتور.
براءة من الكوثري
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه البراءة نشرها الأستاذ حسام القدسي، الذي تورط بنشر شيئ من كتب الكوثري وتعليقاته، قبل أن يتبين له إسفافه مع السلف، وتعصبه، فلما تبين له ذلك أوقفه عند حده، وكتب براءة منه، نشرها في مقدمة طبعته لكتاب " الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء " للحافظ ابن عبدالبر – رحمه الله -، (ص 2 - 4) وهذا نصها:
(هذا وقد كان الشيخ محمد زاهد الكوثري يصحح الكتاب ويعلق عليه، ثم أوقفت ذلك في الصفحة 88؛ لما اطلعتُ عليه من دَخلةٍ في علمه وعمله دفعتني إلى النظر في تعليقاته على النزر من مطبوعاتي بغير العين التي كانت لا تأخذ منه إلا عالماً مخلصاً، فرأيته في بعضها باحثاً بمادة واسعة وتوجيه لم يُسبق إليه، وهو شطر السبب في إعجابي به بما تأتى إليه من عدم النفاذ إلى أغراضه، وفي بعضها يحاول الارتجال في التاريخ تعصباً واجتراءً، والباقي تعليق ككل تعليق، وكلام ككل كلام.
وخيفة أن أشاركه في الإثم إذا أنا سكتُ عن جهله بعد علمه؛ سقتُ هذه الكلمة الموجزة معلناً براءتي مما كان من هذا القبيل.
وأنا ضارب له مثلاً ليقاس عليه؛ فإنه قال في "ذيول الطبقات ص 300" عن الكلوتاتي: "شهدوا له بأنه أكثر معاصريه سماعاً، ملأ البلاد المصرية رواية"، ويقول الأستاذ المحقق السيد أحمد رافع الطهطاوي "وهذه الشهادة إنما نقلت عن الأمير تغري برمش، وفيها مجازفة، فكم من كتاب وجزء ومعجم ومشيخة قرأه أو سمعه الحافظ ابن حجر لعل الكلوتاتي ما رآه".
وقال الكوثري - أيضاً - في الذيول ص 137 وهو يدافع عن مُغلطاي في أمور إن لم يكن ثابتاً أكثرها فبعضها لا تتماسك في دفعه حجة: "ولبس هذا الكلام مما يحط من مقدار من تكون إمامته وعلو شأنه كما أشرنا إليه، كما لم يحط من مقدار ابن الجزري كلام من تكلم فيه" مع أنه قال في ترجمة ابن الجزري ص 377: "لما طلب منه الأمير الكبير ايتمش رفع حساب أوقافه التي كان جعلها تحت نظره أيام قضائه بالشام هرب إلى الروم، ولم يكن في قضائه محمود السيرة كما ذكره السخاوي وغيره"، وسكت! فلعله كان مبطلاً في النفاح عن مُغلطاي والوقيعة في الإمام ابن الجزري؛ فتناقض.
وهو يشد من عصبيته في الأكثر لكل من يحسب أن يتصل بدم جركسي، سواء أكان حنفياً أم غير حنفي، فيخلق لهم من المحاسن والدفاع ما لا يكون على تصديقه التاريخ، ويُعلن بمساوئ غيرهم، ولو قيلت للنيل منهم والوقيعة فيهم.
ولو أن ابن تيمية أو السيوطي أو غيرهما كان في محل مُغلطاي فيما قيل عنه لاستجمع ضروب القول ليثبت انتقاصه، ولو قالوا عن أحدهم ما قاله عن الكلوتاتي: "شهدوا له"؛ لسعى لنقده!
ولابد لي هنا من التصريح بما هوله مما لم يُعز إليه في موطنه، وإن كانت القرائن تنادي بأنه من قلمه ليس غير: مقدمة الاختلاف في اللفظ، ومقدمة وتعليقات بيان زغل العلم، وترجمة السبكي في الدرة المضيئة، وما يؤخذ به الخطيب البغدادي في ترجمته من التطفيل، ولا أعرض له الآن كما عرض لهم، و " وإنما يتذكر أولو الألباب "، وهو زاهد بن حسن بن علي بن خضوع بن باي بن قانبت بن قنصو الجركسي الكوثري، نسبة لقرية الكواثرة بضفة نهر شبز ببلاد القوقاز، المولود عام 1296 على ما يقول). انتهى كلام القدسي.
تنبيه:
حاول الأستاذ محمد الرشيد (المعجب بالكوثري) - هداه الله - في تعقبه على الأستاذ الفاضل أحمد العلاونة الذي ذكر البراءة في " ذيل الأعلام " للزركلي (ص 65): التشكيك في هذه البراءة السابقة! مدعيًا أن القدسي تراجع عنها، والدليل أن شيخه حدثه بهذا!!
فتأمل.
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 10:52]ـ
بورك فيك شيخنا الفاضل
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 12:56]ـ
رحمه الله شيخ الاسلام ابن تيمية عندما قال (وفيمن يحب صاحب " بدعة " لكونه له داعية الى تلك البدعة , يحوجه الى ان ينصر الباطل الذي يعلم انه باطل. والا عاداه ولهذا صار علماء الكفار واهل البدع مع علمهم بأنهم على الباطل ينصرون ذلك الباطل لأجل الاتباع والمحبين ويعادون اهل الحق ويهجنون طريقهم). مجموع الفتاوى جـ 10 صـ 605
بارك الله فيك اخي سليمان ,
اشكل علي امر حفظك الله تعالى عندما نظرت في كتاب الخطوط العريضة للشيخ محب الدين الخطيب يصف فيه الكوثري بأنه عالم جليل ويحيل على احد مصنفاته , هل هذا من باب التزكية ام هناك تفسير آخر؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 04:45]ـ
وبارك ربي فيك ..
لعله لأجل موقفه الجيد من فكرة التقريب بين السنة والشيعة. وقبل أن تتبين حقيقته بالكامل للخطيب. كما مع الملاح هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29201
وحبذا تُرسل لي كلامه موثقًا.
وفقك الله ..
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:58]ـ
جزاك الله خيرا ,
تقصد كلام الكوثري او محب الدين.
ان كانت تقصد كلام محب الدين فهو كما ذكرت لك في كتاب الخطوط العريضة وصفه بالعالم الجليل , وان كنت تقصد الكوثري فإن الشيخ محب الدين ذكر بالصفحة والجزء المرجع في كتاب الخطوط , واعذرني لعدم ذكر اسم كتاب الكوثري.*
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 03:09]ـ
وقد قرأت كتابك المطبوع عن الكوثري ورأيت كلام الشيخ محب الدين الخطيب. قبل هذا , وقد وجدت الكتاب ماتعا. ولعلي اذكر لك في هذا المقام انه ذكر كتابك في جلسة علمية مع احد تلاميذ الشيخ عبدالله السعد وهو دكتور في جامعة الملك سعود فذكرك بخير ووصفك بإنك تتثبت من ابحاثك , ثم انه وصفك احد طلبة العلم بانك باحث متمكن.
ولعله من عاجل بشرى المؤمن.(/)
قمة افرست هذا العصر فى التنمية الشرية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:58]ـ
يقول شيخنا محمد اسماعيل المقدم فى شريط قراءة القراة الوجه الول الدقيقة 20 فى سياق ذكر كتاب القراءة المثمرة للدكتور عبد الكريم بكار فوصفه بما عنونت به وبالأتى انه متضلع من هذه الكتب فهو كالنحلة أخذ مافيها ثم يسكب لنا العسل صافيا سائغا للشاربين حتى ان اسمه بكار من الابتكار فهو مبتكر وهو مؤتمن اذ هو رجل متشرع أ. ه بالمعنى ولشيخنا محمد يعقوب لقاء مرئى معه فى قناة الناس موجود على الشبكة ولعل هذا سبب استفادتى مما قرأته له بعكس ما قرأت قبل ذلك فى التنمية اذ هذا النوع من العلوم دقيق وحساس جدا ولا يسوغ استسقاؤه من غير الوحى والشريعة اذ أن فى المنهج الألهى ما يكفى وما لايستطيع كائن حى بادراك كل ما فيه من هدى فضلا عن أن يؤخذ هذا العلم من أناس كفار (1 ()) الى الأن لايعرفون الله تعالى ثم وحيه فأنى لهم وصحة تقريراتهم عن الانسان الذى لايعلم ما يصلحه الا الله تعالى ثم عباد الله عن طريق الوحى وعليه فتتوقف نسبة صحة وموثوقية علم هذا المتخصص بمدى اتباعه للنبى صلى الله عليه وسلم
رجائى من الاخوة المشاركة والمداخلة باضافة ونقد وسؤال مع مراعاة الضوابط التالية التى لاتقبل بحال مخالفة شئ منها
1 - الاخلاص لله تعالى ووضوح الهذف وهو الوصول للحق
2 - الأدب فى المداخلة فان السلف الصالح كانوا يرجحون أهمية الادب على العلم (وعدم اهانة أحد بالاشارة أو اللفظ)
3 - بعد نهاية المشاركة بكل أنواعها يذكر المشارك هل كلامه اجتهاد أم نقل ويذكر المنقول عنه وبعد صحة النقل يذكر هل وجه الاستدلال منه فيما يقصده من فمه أم هو فهم للمنقول عنه الا أنه (يسمح له ان لايذكره ابتداءا الا ان يسأل اما النقل فالأفضل الذكر ابتداءا)
4 - ان كانت المشاركة نقل فلا يقبل نقدها بحال الا بنقل هو الأخر مستصحبا كل شروط النقل السابقة
5 - ان كانت المشاركة من اجتهاد المشارك فينظر ما عند الاخوة بخصوصها وان لم يعلم الاخوة شئ فالمرجو ممن سيعلم شئ بخصوصها فى اى وقت كان يبادر باثباته هنا وعلى صاحب المشاركة الأصلية الانتظار ولا يعتمد ما قاله ولا يعتقده صحيحا ولا واردا على قول اهل العلم تحريا لصحة الاعتقاد وعدم الوقوع فى الضلالا
6 - لا يستحى أحد من كتابة ما فى ذهنه من سؤال طالما يقصد الوصول للحق وان كان غير ذلك فحق له أن يستحى وأطلب منه ان يعتزلنا ويحق لنا الغضب من سؤاله
7 - عدم الاستطراد الا على قدر الحاجة فقط وعدم الخروج عن الموضوع الا للحاجة وغض النظر عن صحة الأمثلة المضروبة لتوصيل المعنى من حيث راجحها ومرجوحها
أرجو من طلبة العلم الكبار التوجيه ----------------------------
1 - المنبغى معلومية أنهم ما تميزوا فى ذا العلم الا بعد ما تعلموا أصله من المسلمين الاوائل فى العصور الوسطى ثم اجتهدوا فى شئ وأخطأوا فى أشياء فانتجوا خليط ممتزج من خطأ وصواب فى التنظير اما فى التطبيق فقطعا فشلوا فشل ذريع فى حين أنه نجح البدوى المسلم الأمى فى التطبيق على حد استطاعته(/)
الجهاد الأفغاني ونظرة المنصفين!
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 06:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز دينه ومظهره، وناصر أوليائه وحزيه، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة ونبي الملحمة، القائد المحنك والرسول الملهم محمد بن عبد الله
وعلى آله وصحبه أجمعين / ثم أما بعد:
حين أتحدث عن الجهاد فإن النفس تشتاق للدخول في عتباته فذروة سنام ديننا وبه عزتنا وقوتنا، وفيه خوض تجربة سلف الأمة الذين نقل لنا عنهم القصص البطولية والروايات الحقيقية التي من خلالها لايسع المرء إلا أن يبكي قهراً لواقعنا القامع لمثل هذه البطولات ويبكي قهراً لظلم الجناة، باسم حرب الإرهاب وحرب التطرف وماهي إلا أسماء ظاهرة يبطنون من خلالها العداء لفريضة الجهاد واعتبارها مخالفة للقوانين الدولية ومنتهكة لحقوق الإنسان وياليتهم صدقوا فهم قد فعلوا مالم يفعله تنظيم القاعدة، بل ولا نصفه، فهاهم يمشطون بين الحين والآخر الديار الإسلامية فيقتلون كل من يلاقون ويشردون وينتهكون ويبيدون، فضيعوا جميع الحقوق، وإذا عجزوا عن فرد في جماعه أبادوا الجماعة كلهم ويغطون ذلك بخبر
يقولون فيه ((سقط الصاروخ بالخطأ)!!!
ولارتباط مواطن الجهاد بالفريضة فقد أصبح لها صيتاً لكل محب للجهاد، وأصبح الشباب يتغنون بأناشيد تلك البلاد ويحبون أهلها ويسألون عن أحوالهم، ومن تلك المواطن التي طالما قاست من ظلم الشيوعية ولا زالت تتجرع ذلك الآن من الصليبية، تلك الأرض التي ارتوت أرضها من دماء الشهداء، وأزال غبار كتائب الحق نتن الحرب وعواقبه الأليمة، فخرج من رحم تلك الأرض الأشاوس من الرجال، ورجعت إلى ذاكرتنا بطولات الصحابة ومن تبعهم فأصبحنا نعيش حياة الأمس بواقع اليوم، إنه الجهاد الأفغاني وكفى!
ومع مرور الأيام على ذلك الجهاد بدت أمور شوهت ذاك الجهاد وأزالت عنه القدسية ولا أحد يستطيع نكرانها ولكن ظهر لنا في المقابل من كسروا قاعدة ذلك الجهاد فأزلوا عنه مسماه الحقيقي وأبدلوه بمسميات أخرى ظناً منهم أنه هو السبب الحقيقي فيما يحصل اليوم من فرق القتل والتخريب في العالم.
إني لا أنكر أبداً أن لتلك الأيام عواقب وخيمة جناها المسلمون اليوم، وذلك بسبب انتشار الأفكار الضالة بين صفوف الشباب الغيور على دينه، و بسبب اختلاط مجموعات منهم مع قادة الفكر التكفيري في بلاد الأفغان فتأثروا به وانظموا إلى تنظيمات ساقتهم إلى تكفير المجتمعات وتخريب الممتلكات.
ويجب كما اعترفنا بما سبق أن نعترف بثمرات ذاك الجهاد وأنه قد أعاد للأمة الإسلامية روح التضحية والفداء، فقد كان الشباب يعيش بطولات حية على أرض الواقع وأصبحت تروى في المجالس وتعطر بها الآذان، فكانت بمثابة الروح الإيجابية لأمة عاشت الذل دهراً، وأصبح الواقع يقول أنه من الممكن أن تعودي يا أمة الإسلام إلى ماكنت عليه ولكن لابد من دماء تراق ومن أشلاء تمزق فالإسلام كما انتشر بالدعوة السلمية فقد انتشر كذلك بالسيف ولكن ليس ابتداءاً أبداً ويجب التفريق.
وأنقل لكم كلام لأحد القادة الكبار أيام الجهاد الأفغاني والذي اطلعت عليه من خلال كتاب للإعلامي أحمد منصور يقول فيه هذا القائد بعد ما ساق أمثلة لواقع الجهاد: [لقد ذكرت لك هذه الأمثلة وهذه النوعيات لأن كثيراً من الناس ظلموا الجهاد والمجاهدين الأفغان، وأصبح تصرف أي أفغاني يحسب على الجهاد، وشاعت أخبار الفساق والمنافقين الذين ينضوون تحت راية الجهاد سواء عن طريق الصحفيين الغربيين أو غيرهم وكانت كلها تلصق بالمجاهدين والجهاد، فيما كان آخرون ينقلون صورة وردية ربما تصور المجاهدين على أنهم يفوقون المجاهدين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد التابعين، لكن الحقيقة التي نريدها أن ترسخ في أذهان الناس هي أن راية الجهاد منذ صدر الإسلام وعهده الأول تضم تحتها كثيراً من الناس الذين يقاتلون بنيات مختلفة ويبقى الفائز منهم من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا]. (تحت وابل النيران ص120).
وبعد هذا الكلام النفيس من رجل كان يخوض غمار تلك الحرب ونظرته المنصفة التي يفقدها كثير من الناس اليوم وخاصة الذين يتصدرون للحديث عن مثل هذه الأمور.
أختم مقالتي والتي أرجو أن تكون قد أوصلت ولو جزءاً يسيراً مما أريد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
:: المكتبة الصوتية:: فكر، منهج، دعوة. [ننصح بها!].
ـ[عمر رحال]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 06:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة خطر الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=236)
سلسلة بدعة تقسيم الدين لقشر و لب ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=245)
سلسلة العلمانية طاغوت العصر ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=465)
سلسلة المرأة بين تكريم الاسلام و إهانة الجاهلية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=553)
سلسلة قضايا الإيمان والكفر ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=754)
سلسلة رجل لكل العصور ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1425)
دراسة نفسية للشخصية اليهودية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1682)
سلسلة الهروب إلى هرمجدون وظاهرة العبث بأشراط الساعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1685)
سلسلة طه حسين وقاسم أمين ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1997)
سلسلة قراءات في كتب الغزالي ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2367)
سلسلة السلفية شبهات وردود ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2558)
سلسلة حول دخول البرلمان ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2738)
سلسلة طبائع الفتن ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3283)
يُتبع
ـ[عمر رحال]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:11]ـ
تحرير المرأة من البذر إلى الحصاد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=368)
ضوابط التبديع ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=370)
الهوية الإسلامية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=381)
السلفية منهج ملزم لكل مسلم ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=385)
غزة .. أريحا .. أين القدس؟ ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=1348)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:18]ـ
محطات شطحات ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3650)
الإسلام عدو الأصنام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3759)
السيادة للقرآن لا للبرلمان ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3760)
مؤامرة تطوير التعليم ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=5043)
كلمة حول الأحداث الأخيرة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6112)
يا أفغاني همّك همّي روحك روحي ودمّك دمّي ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6565)
كشف مؤامرة تحريم النقاب ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6771)
المستقبل للإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6848)
منكرات التمثيل ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6773)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:22]ـ
الرد على إبراهيم سعده ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=7883)
منهاج أهل السنة في تقييم الرجال ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=9616)
الإجهاز على الفيديو والتلفاز ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=9617)
محنة فلسطين ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=9621)
مشروعية العمل الجماعي ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=10107)
التجديد في الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=10211)(/)
رد الشيخ الحويني علي فتوي شيخ الأزهر
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:35]ـ
رأي الشيخ فى فتوي شيخ الأزهر عن الحجاب في فرنسا
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 01:50]ـ
جزيت خيراً أخى الغالى
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 07:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 07:16]ـ
جزيت خيراً أخى الغالى
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 07:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
شكرا لك ... بارك الله فيك ... (ابتسامة)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 05:59]ـ
جزاك الله تعالى خيرًا
ولكن!؛ في أي شريط يوجد هذا الكلام؟!
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 08:02]ـ
جزاك الله تعالى خيرًا
ولكن!؛ في أي شريط يوجد هذا الكلام؟!
و اياك خير الجزاء
لا اعرف لكن اظن في خطبة للشيخ عن القدر ربما تجد هناك قريبا من هذا الكلام
يمكنك زيارة موقع الشيخ فهو مصدر نقلي
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 06:11]ـ
هل علمت اين كلام الشيخ؟(/)
محمود شاكر شيخ العربية اسباب عزلته و غضبه وتحطيمه لصنم لويس عوض و ..
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمود شاكر شيخ العربية اسباب عزلته و غضبه وتحطيمه لصنم لويس عوض و ..
عرفت العلامة الكبير الأستاذ محمود شاكر- رحمه الله ـ منذ أكثر من ثلاثين سنة، في مستهل دراستي في كلية آداب القاهرة لنيل درجة "الماجستير" وامتدت هذه الصلة إلى مرحلة "الدكتوراه" حين أقمت في القاهرة متفرغاً سنة كاملة، كنت أتردد خلالها على منزله العامر في معظم أيام الأسبوع، أمكث فيه من العصر إلى جنح من الليل، أفيد من مكتبته العامرة وعلمه الغزير، وربما قصدته في الضحى والمساء .. حتى كأني أصبحت فرداً في أسرته، دون أن أجد منه تثاقلاً أو إعراضا بل كان- رحمه الله- لا يتردد في مناولتي أي كتاب أطلبه، إذا لم يكن في غرفة مكتبه، فهو يأتي به من إحدى الغرف الداخلية التي امتلأت برفوف الكتب.
واستمرت صلتي بشيخي الجليل إلى ما بعد مرحلة الدكتوراه، إذ قلما زرت القاهرة دون أن أقصد شيخ العربية براً به، ووفاء له، واستزادة من علمه وفضله، وهو الذي أفتخر بتخرجي عليه في منهج التحقيق الذي تفرد به، وقد أشرت إلى ذلك في مقدمة رسالتي للدكتوراه عن تحقيق"شرح ديوان ذي الرمة" لأبي نصر الباهلي صاحب الأصمعي.
كان الشيخ أقرب إلى الطول، شديد السمرة، في شعره الذي خالطه الشيب جعودة يسيرة، تغطي عينيه اللتين أضنتهما الكتب المطبوعة والمخطوطة نظارة مضاعفة العدسة.
وكانت أسارير وجهه توحي بالجد والرصانة، ومع ذلك فقد أوتي روحا مرحة، تطرب للنادرة. حتى تحس أنه يضحك لها من قلبه وجوارحه كلها، وكأنه طفل غرير، لا يحمل هماً، ولا يعرف غماً، وهو كثيراً ما يداعب تلاميذه، ويمازح خواص جلسائه، حتى إذا جد الجد فهو الليث عادياً، كما يقول ابن المقفع، وويل كل الويل لمن يتعرض إلى عاصفة من غضبه العاصف المدمر، أو لسانه العضب الذي لا يعرف المهادنة، ولا يبالي بصغير أو كبير، حتى قيل إن زلة لسانه في ثورة غضبه على عبد الناصر هي التي أودت به إلى السجن دون أن تقبل فيه شفاعة الشافعين.
وكان من بواعث غضبه الذي لا يكاد يهدأ حتى يثور، ومن عوامل حساسيته الشديدة التي كانت تؤرقه وتتلف أعصابه، ما نره لدى عدد كبير من كبار العلماء الذي يتبحرون في العلم، وينقطعون إليه، حتى لا يكاد الواحد منهم يغادر بيته ليختلط بالناس، ويعرف أحوال المجتمع عن كثب، وهذا ما يوقعهم في حالة من عدم التلاؤم مع غيرهم، ومن عدم الرضا عن الظروف المحيطة بهم وبأمتهم، وبخاصة أنهم قد يصابون بالإحباط واليأس، إذ يطمحون أن يغيروا من حولهم، وأن يرفعوهم إلى مستوى مطامحهم وأمانيهم في نهوض الأمة من كبوتها، وفي عودتها خير أمة أخرجت للناس، وهم يريدون لمن حولهم أن يكونوا على ماهم عليه من الجد والمثابرة والإخلاص والاستقامة، والوعي بطريق الخلاص وأسس النهضة .. ولكن هيهات هيهات! ..
كان البرنامج اليومي للشيخ فيما رأيته خلال سنة ونيف، يبدأ بالكتابة في فترة الصباح إلى الغداء، ثم تأتي فترة القراءة حيث يستلقي الشيخ على أريكة طويلة بعد أن يختار أحد الكتب من منضدة طويلة تتوسط قاعة الجلوس، وقد اختلطت فيها أنواع الكتب ما بين تراثي قديم ومعاصر جديد، وما بين كتب لغوية وفكرية، وما بين دراسات أدبية أو دواوين شعرية.
فإذا أدى الشيخ صلاة المغرب جاء وقت الراحة، يستقبل فيه الخلص من أصحابه، أو يسامر ولديه الصغيرين آنذاك،: فهراً وزلفى، أو يجلس أمام شاشة "التلفزيون" غير متحرج من ذلك.
أما مساء يوم الجمعة فإن بيت الشيخ ينقلب من بعد صلاة المغرب إلى ندوة أدبية وفكرية وسياسية، يلتقي فيها أصحابه من الأدباء والشعراء والمفكرين وطلاب الدارسات العليا، وتدور الأحاديث في هذه الندوة في شتى الموضوعات، التي يثيرها خبر من الأخبار، أو حدث من الأحداث المهمة المحلية أو العالمية، أو سؤال يطرحه أحد الحضور.
وما يكاد الشيخ يخرج من بيته إلا لضرورة ماسة: من زيارة لطبيب، أو مرور على خياط، أو مناسبة ملحة لا يستطيع دفعها، وما أندر مثل هذه المناسبات في حياته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تعرفت في منزل الشيخ على عدد من كبار الشخصيات، منهم الدكتور "عبدالحليم محمود" شيخ الأزهر، والشيخ "عبد الخالق عضيمة" إمام النحو، والأديب الكبير الأستاذ "يحيى حقي"، والشاعر الكبير الأستاذ "محمود حسن إسماعيل"، والدكتور "حسين نصار" الأستاذ بكلية آداب القاهرة والدكتور "ناصر الدين الأسد" الذي كان آنئذ في جامعة الدول العربية، والدكتور "محمود الطناحي" الذي كان من أصحاب الشيخ الخلص وأقربهم إلى قلبه.
وكان ممن صحبتهم إلى منزل الشيخ وعرفتهم إليه معالي الدكتور "عبد الله التركي" عندما كان عميداً لكلية اللغة العربية بجامعة الإمام، وقد امتدت علاقته به حتى دعاه إلى إلقاء عدد من المحاضرات العامة، عندما أصبح من الملازمين للشيخ ومن المهتمين برعايته إلى آخر عمره.
على أن ما أشرت إليه من البرنامج اليومي للشيخ لا بد أنه كان في الشطر الأخير من كهولته .. وإلا فكيف أتيح له أن يحيط بالتراث إحاطة لا يدانيه فيها أحد من المعاصرين؟
ومن المعروف أن الشيخ محمود شاكر أخذ يثقف نفسه وفق برنامج شامل، اختطه لنفسه بعد صدامه مع الدكتور طه حسين، وتركه الجامعة. وهو في السنة الثانية من سني الدراسة، ومضى يأخذ نفسه بالجد والمثابرة على تحصيل العلم، والتضلع بالتراث، قراءة للكتب، وحفظاً لدواوين الشعر، وهو ما يزال في ريعان الشباب، يرى إلى أترابه يهزلون ويجدون، ويلهون ويرتعون، وهو ماض إلى غايته كما يمضي أولو العزم من الرجال، واستطاع بذلك أن يجمع بين الثقافة العربية والإسلامية، وبين الثقافة الغربية، إذ كان يجيد الإنجليزية إجادة تامة.
وقد أعانه على تلك الثقافة الواسعة الشاملة أمور عدة، منها نشأته في بيت علم متوارث، إذ كان والده - رحمه الله- شيخ علماء الإسكندرية، ثم صار وكيلاً للجامع الأزهر، ومنها ذلك التحدي الذي كان من جراء صدامه مع الدكتور طه حسين وتركه للجامعة، ومنها تعهد أخيه الشيخ أحمد ـ رحمه الله- له، ومنها وهو أعظمها، تلك الذاكرة العجيبة التي شهدت عجائبها بنفسي، والتي أسوق طرفا مما أذكره منها خلال ملازمتي له في منزله سنة بل أكثر من سنة.
فمن ذلك أني كنت أنظر في لسان العرب في مكتبته، فرأيت في بعض الصفحات إشارات تشبه إشارة الضرب في الحساب ( x) وليس بجانبها أي تعليق كان، وقد دفعني الفضول إلى أن أسأله عن هذه الإشارات المبهمة، فقال لي: غفر الله لأخي الشيخ أحمد فقد كان يطلب إلى أن أحفظ ما بين كل إشارة وتاليتها في زمن يحدده لي. وكان الشيخ أحمد يكبر أخاه بنحو من سبعة عشر عاماً.
ومن شواهد حفظه للشعر القديم ما رأيته من محاورة تمت أمامي بين الصديق الدكتور "محمد علي الهاشمي" وبين الأستاذ الدكتور "حسين نصار"، وكان الدكتور الهاشمي يحقق جمهرة أشعار العرب، فسأل الدكتور حسين نصار عن بعض الأبيات في الشعر الجاهلي لم يهتد إلى قائلها، وما كان من الدكتور نصار إلا أن قال له دون تردد: اسأل شيخك محمود شاكر فهو يحفظ الشعر الجاهلي.
وكنت في أثناء تحقيقي لشرح ديوان ذي الرمة وقفت حائراً أمام نحو أربعين شاهداً من شواهد الشرح، لم أستطع الاهتداء إليها في مظانها على ما بذلك من جهد، ولما سألت الشيخ محمود شاكر عنها، إذا به يرشدني فوراً إلى نحو نصفها، ذاكراً اسم القائل واسم المصدر الذي يحتوي الشاهد، أما النصف الآخر فقد أراد أن يسهل علي متابعة البحث عنها، فقال لي عن كل شاهد منها: ليس هذا البيت معروف القائل، ولا هو من شعر فلان وفلان وفلان.
وقد وقفت عاجزاً عن تخريج عبارة وردت في أثناء شرح ديوان ذي الرمة، وهي قولهم: "إن ابن آدم ومتاعه على قَلْت إلا ما وقى الله، أي: على هلاك". ولما سألت عنها الشيخ محمود لم يتلبث في الإجابة بأكثر مما يتلبث المشتغل على الحاسوب "الكمبيوتر" في الضغط على أزرار الجهاز، ثم قال لي: "أظن أني قرأت هذه العبارة في الطبعة القديمة لكتاب "البيان والتبيين" للجاحظ، ومادامت الطبعة التي حققها الأستاذ عبدالسلام هارون تحتوي على فهرس لغوي فانظر فيها لعلك تجد هذه العبارة".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقمت من فوري لأنظر في البيان والتبيين، حيث وجدت العبارة بنصها، وأخذ مني العجب مأخذه حين قرأت في مقدمة التحقيق التي كتبها الأستاذ عبدالسلام هارون أن الطبعة القديمة التي قرأها الشيخ محمود شاكر، ورأى فيها تلك العبارة، مضى على صدورها نحو من ستين عاما!
على أن أطرف ما حدث بيني وبين الشيخ محمود شاكر أني سألته عن معنى بيت عويص من شواهد شرح ديوان الرمة، ولما أخذ ينظر في البيت رآني قد عزوته إلى كتاب "معاني الشعر" للاشنانداني، فأنكر على ذلك، ومضى على عادته يسلقني بلسانه الحاد قائلاً:
-لا أدري كيف تدرس في الجامعة وأنت تخطئ في عزو بيت من الشعر إلى مصدر لم يرد فيه.
وأجبت قائلاً:
-إنني تلميذك يا أستاذ محمود، وقد درست في الجامعة نحواً من ثماني سنوات، ومن المحال أن أقع في مثل هذا الخطأ الذي لا يقع فيه طالب مبتدئ.
وهنا ثارت ثائرة الشيخ وقال بالحرف الواحد:
-أنتظر، وسأريك مدى جهلك ومكابرتك.
وأسرع الشيخ إلى إحدى الغرف الداخلية- وغرف البيت كلها مملوءة بأرفف الكتب كما قدمنا- وجاء بكتاب "معاني الشعر" للأشنانداني، وفتح الكتاب على الصفحة التي عزوت إليها الشاهد العويص، فإذا بالشاهد مثبت في الكتاب كما عزوته بالضبط، وهنا احمر وجه الشيخ خجلاً، وظهرت عليه أمارات الضيق والتبرم، وكان يتلفت يمنة ويسرة، ويعيد النظر في الكتاب، وكأنه لا يصدق ما يرى بأم عينه، ولا يصدق أن ذاكرته العجيبة قد خانته هذه المرة.
وقلت للشيخ مهدئاً روعه، بعد أن أخذت الكتاب من يديه، ونظرت في غلافه وعرفت اسم المحقق.:
- هون عليك يا أستاذ محمود، فأنت قرأت كتاب معاني الشعر في طبعته التي حققها الأستاذ "عز الدين التنوخي"، وأنا رجعت في عزو هذا البيت إلى الطبعة التي حققها الدكتور "صلاح الدين المنجد" الذي عثر على مخطوطة للكتاب لم تصل إلى الأستاذ التنوخي، وفي هذه المخطوطات زيادات منها هذا البيت دون شك.
وسارع الشيخ محمود شاكر مرة أخرى ليأتي من إحدى الغرف بطبعة الأستاذ عز الدين التنوخي، وتأكد أن الشاهد لم يرد فيها، وعندئذ تنفس الصعداء قائلا:
الله يرضى عليك .. لقد خفت أشد الخوف وقلت: محمود شاكر قد خرف.
وكم وقفت أمام ما كان يفعله الشيخ في شرح الغريب، فيما حقق من كتب التراث، إذ لم يكن يكتفي بما في المعجمات من إيجاز مبهم أو ملبس، حتى يأتي بالشرح الوافي من عنده، ومن ذلك تفسير كلمة "القَلْت" إذ ذهبت معظم المعجمات إلى أن من معانيها "النقرة في الجبل" ولكن الشيخ محمود شرح القلت بقوله على ما أذكر: "القلت" نقرة في الصخر، يجتمع فيها ماء المطر فتضربه الريح، فيكون أعذب ماء يشرب".
ويبدو أني أدركت الشيخ محمود شاكر بعد أن دخل في مرحلة غلب عليه فيها الصمت والاكتئاب، وداخله شيء غير قليل من اليأس، وقد ترك الكتابة في الصحف والمجلات، واكتفى بالتعبير عن آرائه مع الخاصة من زائريه أو في ندوة الجمعة المسائية في بيته، وكنت أستمع إليه عندما يرى العرب يختلفون ويقتتلون، ويهزلون ويعبثون، فيردد في حرقة بالغة.
"إيه يا بني إسماعيل .. أنتم في تيه دونه تيه بني إسرائيل".
وقد بلغ رغبته في السكوت والعزلة عن الحياة العامة، أني في اليوم الذي قصدته مع معالي الدكتور عبد الله التركي، ليتعرف إليه، رأينا كلاً من الأستاذ مالك بن نبي- رحمه الله ـ والدكتور ناصر الدين الأسد وقد سبقانا إلى زيارته، وقد تساءل الدكتور ناصر الدين الأسد عما يجب على الإنسان المثقف أن يقوم به أمام الاضطراب الفكري والسياسي والصراع العقائدي الذي يكاد يشمل العالم العربي كله؟ وسارع الشيخ محمود شاكر يقول: "يكفي أن يعبر الإنسان عن آرائه وموقفه أمام الذين يجيئونه في منزله".
وعندما قلت له "يا أستاذنا إن ما تقوله، هو عين ما يريده الشيوعيون والملاحدة والعلمانيون، من أن يجلس المصلحون في بيوتهم، ويتركوا لهم الشارع ووسائل الإعلام، يعيثون فيها فساداً دون أن يتصدى لهم أحد".
وهنا انفجر الشيخ غاضباً على عادته قائلاً: "أنت تريد إذن أن تقيم أحزابا وجمعيات" ثم مضى في هجومه المعتاد عليها جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما أقيمت ندوة عالمية عن الأدب الإسلامي في جامعة عين شمس بالتعاون بينها وبين رابطة الجامعات الإسلامية، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية، قصدت منزل الشيخ محمود شاكر في يوم الجمعة، حيث يلتقي في بيته عدد كبير من الأدباء والمفكرين، مع نفر غير قليل من مريديه ومحبيه، وظننت أني أحمل لشيخنا ما يفرحه عن قيام رابطة الأدب الإسلامي، بمكاتبها المنتشرة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، ومجلاتها التي تصدر بأكثر من لغة، ومضيت أحدث الحضور عن الأدب الإسلامي وأهمية الدعوة إليه، ليقف أمام المذاهب الأدبية المستغربة من الواقعية الاشتراكية إلى الأدب الوجودي إلى البنيوية وغيرها من المذاهب الشكلانية، إلى الحداثة، التي كانت دعوة إلى التحديث في ظاهرها وإلى التدمير في حقيقتها ومقاصدها.
وكان الحاضرون يستزيدونني الحديث، ويطرحون الأسئلة عن الأدب الإسلامي ورابطته، وكنت أجيب فرحاً بهذا التجاوب مع الأدب الإسلامي من نخبة مثقفة واعية .. وكان الشيخ صامتاً على عادته، ولم يكن يبدو عليه الضيق مما كنت أقول .. حتى إذا فرغت من الكلام قال:
لقد تركتك تتكلم "من الصبح" فاسمع الآن ما أقول لك، ولشيخك أبي الحسن الندوي .. ومضى الشيخ يصب جام غضه على هذه الدعوة وعلى من دعا ويدعو إليها، ويؤكد أنه لا شيء إلا الأدب العربي فقط .. وأطال الشيخ في هجومه العنيف، وكان كلما أمعن في الكلام ازداد غضبه وانفعاله، حتى خشيت والله أن تصيبه نوبة قلبية، وكان بجانبي الصديق العالم المحقق الدكتور محمود الطناحي، فناشدته الله هامساً أن يجد طريقة لإسكات الشيخ، خشية أن يصيبه سوء، ولكن من الذي يستطيع أن يقف أمام الشيخ في ثورته العارمة وغضبه المشبوب، إلا من سولت له نفسه أن يجرفه تياره الذي ربما يجتاحه في طريقه.
ومع ذلك كله، وعندما أردت الانصراف نهض الشيخ إلى الباب ليودعني، والتزمني معانقاً بحرارة ومودة، وكأنه يودع ولده فهراً! ..
ولم أعجب لموقف شيخي من الأدب الإسلامي، ومن تعصبه للأدب العربي بخيره وشره، فقد سأله مرة أحد السائلين عن أبي نواس: أهو شاعر إسلامي؟ .. فقال للسائل: "نعم هو شاعر إسلامي رغم أنفك".
ذلك أن شيخنا وغيره ممن يقاربونه في نشأته وعمره، كانوا يخافون أن تكون دعوة الأدب الإسلامي دعوة شعوبية تنمو على حساب الأدب العربي، وتعمل على تجزئة الأدب إلى أدب عربي وإسلامي .. ولم يكونوا يقبلون من دعاة الأدب الإسلامي قولهم: إن الأدب العربي أدب منسوب إلى اللغة العربية، كما ينسب الأدب الإنجليزي إلى اللغة الإنجليزية، والأدب الياباني إلى اللغة اليابانية، وهذه النسبة اللغوية للأدب لا تعني ما في مضمونه من مذاهب أدبية متصارعة، وأن هذه المذاهب انتقلت من الآداب الغربية والشرقية إلى أدبنا العربي فجزأته، وجعلته أدباً مقلداً ومزوراً، وقسمت أدباءه إلى أتباع للواقعية الاشتراكية، أو للوجودية، أو للشكلانية، أو مذهب الفن للفن وأخيراً للحداثة التي وصفها الدكتور محمد مصطفى هدارة- رحمه الله- في محاضرة ألقاها في مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية بالرياض قائلاً: "إنها في الحقيقة أشد خطورة من الليبرالية والعلمانية والماركسية، وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدامة، ذلك أنها تتضمن كل المذاهب والاتجاهات، وهي لا تخص مجالات الإبداع الفني أو النقد الأدبي، ولكنها تعم الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المادية والفكرية على السواء".
وما كان للأدب الإسلامي أن يضاد الأدب العربي، وهو الذي نشأ ونما وترعرع في محضن الأدب العربي، وما كان للأدب الإسلامي أن يزيد في تجزئة الأدب العربي، فهو مجزأ في الساحة الأدبية من قبل أن تقوم الدعوة إلى الأدب الإسلامي، ولكنه سوف يعمل على إلغاء تلك التجزئة، حين يكون ـ إن شاء الله ـ وريثاً لتلك المذاهب الدخيلة، التي بدأت موجتها تنحسر، وبدأ عوارها يظهر منذ سقوط الشيوعية، ومنذ انحسار تيار التغريب أمام الصحوة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد بلغ من كرم الشيخ ومروءته وإنسانيته، ورغبته في إحياء مآثر السلف الصالح، أنه فتح بيته لطلاب العلم على مختلف أجناسهم وأديانهم، وكان يعينهم على ما يعترضهم في إعداد رسائلهم الجامعية. ومعظمهم من طلاب العلم وتحقيق التراث، ولا يضن عليهم بجهد أو وقت، بل لا يتردد في تقديم الكتب إليهم بنفسه، والإتيان بها من غرف المنزل الداخلية.
ولقد أحب الشيخ محمود شاكر كل من عرفه عن قرب حق المعرفة، وكل من أدرك أن وراء بعض السلبيات لديه ظروفا قاهرة، ومنها ماهو شخصي خاص من ضيق ذات اليد، ومن غمط الحكام والمتسلطين على مقاليد الأمور لمكانته، وحرمانه من حقه في الحياة الكريمة، والمناصب اللائقة سواء في التدريس الجامعي حيث يتخرج على يديه أساتذتها، ويحرم عليه أن يدرس فيها، أو في مجمع اللغة العربية، الذي لا يدانيه أحد من أعضائه في جدارته بالعضوية فيه، أو في جوائز الدولية، التي كانت تغدق على الفنانين والفنانات وعلى من يستحق ومن لا يستحق من غيرهم، ويحرم منها الشيخ محمود شاكر، وإذا كانت عضوية المجمع وجوائز الدولة قد جاءته، فإنها جاءت بعد فوات الأوان، ولعلها لم تغسل المرارة التي أحسها طوال حياته فكانت من أسباب اكتئابه وعزلته في بيته.
أضف إلى ذلك حرقة قلبه ومدى يأسه، حين يرى إلى العالم العربي والإسلامي تكتنفه فتن كقطع الليل، وتتداعى عليه أمم الأرض تداعي الأكلة إلى قصعة الطعام، ويتسلط عليه المستعمرون ينهبون خيراته، ويذله اليهود إذلالاً دونه إذلال الصليبيين بالأمس، ليجعلوهم مطية لتحقيق مطامعهم وغلبة دولتهم.
وتزداد كآبة الشيخ مع الأيام، ويزداد يأسه حين لا يرى بارقة أمل، ولا بارقة فجر، وحين يرى إلى العرب الذين يفترض فيهم أن يقودوا العالم الإسلامي وقد فقدوا هويتهم، بعد أن تنكروا للغة القرآن، وبعد أن جعلوا الأدب أدباً فاسداً بمقدار فساد الحياة الأدبية، وبعد أن غربوا حياتهم، بدءا من مناهج التعليم، وانتهاءً بفصل الدين عن الدولة، والنظر إلى الدين الذي هو سر بقائهم وشريان حياتهم على أنه سبب التأخر والجمود!
ومع ذلك كله فقد غالب الشيخ كآبته ويأسه، وظروفه الشخصية، وليكون بحق فارس التراث، وشيخ العربية، وأديبها الكبير. وعلى الرغم من قلة ما ترك الشيخ لأمته من المؤلفات، فإنه كان في مواقفه ومقالاته وكتبه يمثل صورة الفارس الأخير، الذي حمل راية القرآن من الرافعي، كاتب الإسلام الأكبر، واستطاع أن يقف أمام طه حسين الذي فجر تيار التغريب في هذه الأمة، حين مضى يدعو إلى انسلاخ مصر، قلب العالم العربي، عن هذا العالم، بل عن الشرق كله، ويدعو في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" إلى أن يأخذ المصريون حضارة الغرب بخيرها وشرها، وحلوها ومرها، وما يحب منها وما يستكره ..
وكذلك استطاع أن يتصدى في "أباطيل وأسمار" إلى "لويس عوض"، الذي يمثل الجيل الذي خلف طه حسين، وزاد عليه في التنكر للتراث، وفي دفع الأمة إلى مهاوي العلمانية واليسار والاشتراكية.
وقد أنكر بعض الناس أن يتصدى الشيخ محمود شاكر، وهو العملاق الكبير، لقزم لا يطاوله، ولكني أقول: لقد أراد الشيخ أن يجعل لويس عوض مثالاً لتحطيم الأصنام، التي أخذت أجيال من هذه الأمة المسكينة يعدونهم دعاة التنوير، ودعاة التقدم بعد أن تسنم الكثيرون منهم مقاليد الأمور وسيطروا على وسائل الإعلام المختلفة، وعلى دور النشر الرسمية.
وإذا كانت الأمة قد بدأت صحوتها الإسلامية لتعود إلى الإسلام من جديد، فلقد كان محمود شاكر ممن مهدوا لقيام هذه الصحوة، على أساس مكين من التمسك بالقرآن ولغته الفصحى، والاعتماد على تراث الأمة، والوقوف أمام تيار التغريب، سعياً وراء منهج يعيد الأمة، كما أرادها الله، خير أمة أخرجت للناس.
اللهم ارحم شيخنا كفاء ما قدم في سبيل نصرة دينك وكتابك، وتجاوز عن سيئاته كفاء صدقه، وجهاده في الذود عن لغة القرآن وتراث العربية وعن أصالة هذه الأمة وهويتها الإسلامية.
د/ عبد القدوس صالح
المصدر لها اون لاين
منقول من منتدى فرسان الحق:: فرسان السُنة:: خير الناس أنفعهم للناس ( http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=65240)
ـ[يسري سويدان]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 03:24]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 10:19]ـ
رحم الله أبافهر
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 07:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 05:30]ـ
ما شاء الله ... مقال رائع ... جزاك الله خيرا ..
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 08:11]ـ
رحم الله أبافهر
امين
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 06:53]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 05:17]ـ
بوركت أخي ومن قرأ، ورحم الله أستاذنا الشيخ المحمود الشاكر وأخاه وسائر العلماء العلماء وهدى المسلمين ليكونوا بالحق عاملين، وله داعين، اللهم آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 06:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله لقد تمنيت ان اكبر قليل فى سنى حتى ارى ذلك العملاق فكم احبة ولة فى قلبى معزة خاصة واقسم انه عندما كان يأتينى ضيق كنت اسارع الى كتابة (اباطيل واسمار) وكتاب (رسالى فى ثقافتنا) فأجد فى قلبى راحة
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 06:43]ـ
رسالة فى ثقافتنا
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 12:08]ـ
ما شاء الله ... مقال رائع ... جزاك الله خيرا ..
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 12:13]ـ
جزاكم الله خيرا.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(ابتسامة):)
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[21 - May-2008, صباحاً 01:42]ـ
بوركت أخي ومن قرأ، ورحم الله أستاذنا الشيخ المحمود الشاكر وأخاه وسائر العلماء العلماء وهدى المسلمين ليكونوا بالحق عاملين، وله داعين، اللهم آمين.
بوركت أخي ومن قرأ، ورحم الله أستاذنا الشيخ المحمود الشاكر وأخاه وسائر العلماء العلماء وهدى المسلمين ليكونوا بالحق عاملين، وله داعين، اللهم آمين
ـ[أبو فراس]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 04:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أبو فهر عملاق قل أن يجود الزمان بمثله!
ـ[د عبد الستار مطلك درويش]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 11:10]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على هذا المقال الرائع حول الشيخ الجليل واتمنى ان يقف شبابنا على سيره العالم الجليل ويحتذو بها لان الامة باشد الحاجه الى جهدهم ومثابرتهم لمواكبة التطورالحاصل مع التقدير
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 10:08]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أبو فهر عملاق قل أن يجود الزمان بمثله!
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 12:28]ـ
من روائع العلامة الاديب محمود محمد شاكر -ابو فهر- رحمه الله
...... "لا تعودي". .......
لا تعودي أحرقَ الشكُّ وجودي .. لا تعودي
اذهبي ماشئِت أنّى شئت في دنيا الخلود
واتركي النار التي أوقدتِها تقِضمُ عُودي
هي بردٌ وسلامٌ يتلظّى في برودي!! ..
فاسعدي في شِقوة الروح ... ولكن لا تعودي
* * *
أنت والأقدار! ..
كم قاسيتُ منهنَّ ومنك!
هي تأتي بيقين خائن في إثرِ شَكِّ
ثم أنت الشك في إثر يقين لم يخنكِ
وأنا سائلُك الحيرانُ عنهن وعنكِ
فأجيبي واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعَْودي
* * *
اللّظَى زادي!! فهل ينفعني زادٌ مميتُ؟
اللّظَي روحُك؟ أم روحي سعيرٌ مستميتُ؟
كلَّما مّرت به النسمة من وجدي حَييتُ
أهي تحييني إذا مرت بناري أم تميتُ؟
خبرًّيني، واذهبي إن شئتِ،، لكن لا تعودي
* * *
أنا كالنار تغشاها من الموت رمادُ!
أحديثٌ منكِ يُحْييني أم الصمتُ المُعادُ؟
أم نسيمُ الحبّ؟ أم هجرُكِ؟ أم هذا الِبعادُ؟
أأنا حيٌّ ولا أدري أم الحيُّ الجمادُ؟
خبًّريني واذهبي إن شئت .. لكن لاتعودي
* * *
هذه الّريبةُ في روحيَ من سرّ حياتي
بَعثتْ وجَْدي فدبَّ الشوقُ منها في رُفاتي
فَجَّرَتْ أَغْمَض ما أخفيتُ في جَوْفِ صِفاتي
فإذا وَرْدُكِ نجوايَ وأشواكي شكاتي
اسمعيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أنت!! ما أنت سوى شكَّيَ في طول حنيني
كلُّ ما فيك من الأوهام حقٌّ في يقيني
المنى والوجدُ والصَّبوةُ نبعٌ من ظنُوني
أنتِ إيمانيَ، بل كُفريَ بل أنتِ جُنوني
أنتِ لا أنتِ، اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تُعودي
* * *
ماسمائي؟ هي إظلامٌ ورعدٌ وبُروقُُ
لا أرى نجمي ولا فيها غروبٌ أو شروقُ
صَخَبٌ يهدِمُ بُنْياني، ورعبٌ، وخُفوقُ
ووميضٌ هو في روحي حريقٌ وفتوقُ
اشهدي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
ثم ما أَرْضيَ؟ زلزالٌ، وجدبٌ وصُدوعُ
ظمأٌ يغتالُ آمالي، وأشواقٌ تَلوعُ
هذه الأوهام من حوليَ أطيافٌ تَروعُ
أينَ؟ لا أينَ .. ضلالٌ بل خِداعٌ بل هُلوعُ
أقبلي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
حَيرْتي فيكِ وفي نفسيَ من طولِ انتظاري
حَيرْة الذرّةِ في الرّيح بمجهولِ القفارِ
تشتكي للَّيل ما تلقاهُ من شمس النهارِ
لا كؤوسُ الغَيْث ِتسقيها ولا الموتُ يُواري
اذهبي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أنا في العزلة لا آنِسُ إلا بارتيابي
الأفاعي الصُّمُّ والوحشُ الضواري من صِحابي
(يُتْبَعُ)
(/)
في دمي تشتفُّ أو تنهش روحي وإهابي
فتعالَيْ، واسألي كيف رأتني .. ؟ لاتَهابي
اسمعيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
كيف لا تأنسُ في الرّيبة بنتُ الُظلُماتِ؟
مُهْجتي .. أُمُّ الخصام المُرِّ مهدُ النَّزواتِ
خُلقَتْ لليأْس والبأس وطَيِّ الحسَراتِ
وارتكابِ الفرَحَ النَّشوان فوقَ العبراتِ
لا أبالي .. فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
ما دمائي .. ؟ هي أشواقيَ من جرحي تفيضُ!
شُعَلٌ ذابتْ من اللذات أو وَجْدُُ غوَيضُ
ليتها تبقى كما تبقى الأماني لا تغيضُ
حَبّبَ الشكَّ إلى قلبيَ إيمانٌ بغَيضُ
أنتِ جرحي .. فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
قد صحبتُ اللَّيلَ، والليلُ اكتئابٌ وارتياعُ
ظُلُمات الصمتِ لا ينفذُ فيهنَّ شُعاعُ
حسرةٌ تطوى على أخرى وَهَمٌّ وضَياعُ
وأحاديث لها في النفس هَدٌ ونِزاعُ
أَنْصتي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
قلتُ: يا نجميَ! هذا الليلُ فاسطَعْ وأَعِنّي
اِهْدِني .. هذي فلاةٌ ودليلٌ ضلّ عنيّ
كلُّ ما أَخشاه أو أرجوه قد أفلت منيّ
اهدني .. أولا ..
لقد ضعتُ، فغِبْ يا نجمُ! إنّي لا أبالي ..
فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أنت يا نجميَ! كالذكرى عذابٌ وارتياحُ
ظَفَرٌ يخبو وقد ضّرم آمالي الطماحُ
لكما في النفس أضواءٌ تُدَمّيها الجراحُ
هكذا السعدُ إذا مالامَهُ نَحْسٌ مُتاحُ
أنتِ نجمي ..
فاذهبي إن شئت .. لكن لا تعودي
* * *
ساعةٌ فرَّتْ إلى الذكرى .. إلى غيرِ مآبِ
تتجلّى كالخلود الغضّ في بَرْقِ الشَّبابِ
سعَّرَتْ للّراحلِ المُنْبتِّ هَمّي وطِلابي
فَهْي تختالُ لتُضْريني من خلفِ ِحجابِ
مزًّقيه، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
هَلَكَ الماضي .. ! أما تهِلكُ ذكراه فتفنى!!
أَهْوَ مالُ الحيّ في دنياه يحويهِ لِيغْنى؟!
أم ثمارُ العمر قد أنضجها الشوقُ لِتُجْنى؟!
أم هو الشُّح الذي لَوَّعَ أرواحاً وأضَْنى؟ َ
لستُ أدري ... فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
هذه الساعاتُ تنسابُ كأَنْ لم تَكُنِ
هي كالحيات غابَتْ في كهوف الزمن
رُقيَةُ الذكرى أطارت حيَّةً من وسَنَِ
فأَرتْني القَلْبَ نَشْوانَ بِسُمِّ الفِتَنِ
فتنةَ الماضي! اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أَهِي الجنُّ تجلَّتْ لي أرَاها وتَراني؟
وسوستْ لي الشكَّ في صمتك عني كي أعاني؟
أسمعُ النَّبْأةَ تأتيني بغيب كالبيَان؟!
فَهْيَ حَّقٌّ ملء أسماعي، وحقٌّ في عياني؟!
أصْدِقيني، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أَمِنَ الإنسِ تغارُ الجّن؟ أم كيف أَقولُ؟
أَهْيَ منهنَّ التي تَخِْتلُ عقلي وتَغولُ؟
هذه الأشباحُ في شَكّيَ تبدو وتَزولُ؟!
كُلّما آمنتُ .. لاريبَ .. أتى الريبُ يجولُ
فإلى الجّنِ .. اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
ذَكّري تلكَ التي تُخْفي عذابي واحتراقي.
هيَ أدرى منكِ لا شكَّ .. ولكني أُلاقي
اسأليها السِّلْم فالسِّلمُ نجاةٌ من فُواقِ
واذكرا أنيّ على حربكِما لستُ بباقِ
ذَكِّريها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
لا تعودي أحرقَ الشكُّ وجودي ..
لا تعودي اذهبي ما شئتِ أنّى شئتِ في دنيا الخلودِ
واتركي النارَ التي أوقدِتها تقِضمُ عُودي
هي بردٌ وسلامٌ يتلظَّى في بُرودي ...
فاسعَدي في شِقْوةِ الروحِ ولكنْ .. لا تعودي
* * *
أنا .. لاكنتِ ولا كان قصيدي أو نشيدي
لوعةٌ تملي على الأكوان آلامَ العَبيدِ
أنا في الرقِّ أُعَاني ثَورة الحُرِّ العنيدِ
أَتحدَّاكِ ولكنيّ ذليلٌ في قُيودي
لا تَرِقِّي، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
نَفَثاتُ السِّحرِ تَنَسابُ الأفاعي في رُقاها
هي بنتُ اللَّيلِ والأوهام لكني أَراها
كُلَّما نازعتُها السيْر رَمتْني في خُطاها
نفثاتُ السحر! ما يفعلُ في روحي صَداها؟
أنْفثيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
هذه الزهرةُ من نُضْرتِها نفحُ الجَمالِ
الشَّذى والحسنُ حُرّاسٌ على سرّ الجَمالِ
أذْبَلتْها زفزةٌ مني .. ولكنْ لا أبالي
فأنا النّارُ، وكالنارِ ارتْيابي واشتعالي
لا أبالي فاذهبي إن شئت .. لكن لا تعودي.
نشر في مجلة (الأدب الإسلامي) عدد (16) بتاريخ (1418هـ)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 12:42]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
من اقواله رحمه الله: تكاد "الثقافة" تكون سرا من الاسرار الملثمة في كل امة من الامم وفي كل جيل من البشر وهي في اصلها الراسخ البعيد الغور معارف كثيرة لا تحصى متنوعة ابلغ التنوع لا يكاد يحاط بها مطلوبة في كل مجتمع للايمان بها اولا عن طريق العقل والقلب ثم للعمل بها حتى تذوب في بنيان الانسان وتجري منه مجرى الدم لا يكاد يحس به ثم للانتماء اليها بعقله وقلبه وخياله انتماءا يحفظها ويحفظه من التفكك والانهيار وتحوطه ويحوطها حتى لا يفضي الى مفاوز الضياع و الهلاك وبين تمام الادراك الواضح لاسرار "الثقافة" وقصور هذا الادراك منازل تلتبس فيها الامور وتختلط ومسالك تضل فيها العقول والاوهام حتى ترتكس في حماة الحيرة بقدر بعدها عن لباب هذه "الثقافة" وحقائقها البعيدة المتشعبة .... OO
ويقول:العاصم ياتي من قبل "الثقافة" التي تذوب في بنيان الانسان وتجري منه مجرى الدم لا يكاد يحس به لا من حيث هي معارف متنوعة تدرك بالعقل وحسب بل من حيث هي معارف يؤمن بصحتها من طريق العقل والقلب ومن حيث هي معارف مطلوبة للعمل بها والعمل بما يوجبه ذلك "الايمان" ثم من حيث هي بعد ذلك "الانتماء" الى هذه الثقافة انتماءا ينبغي ان يدرك معه تمام الادراك انه لو فرط فيه لاداه تفريطه الى الضياع والهلاك ضياعه هو وضياع ما ينتمي اليه .... OO
ويقول:OOانما حملت امانة هذاالقلم لاصدع بالحق جهارا في غير جمجمة ولا ادهان
ولو عرفت اني اعجز عن حمل هذه الامانة بحقها لقذفت به الى حيث يذل العزيز ويمتهن الكريم .. وانا جندي من جنود هذه العربية لو عرفت اني سوف احمل سيفا او سلاحا امضى من هذاالقلم لكان مكاني اليوم في ساحة الوغى في فلسطين ولكني نذرت على هذا القلم ان لا يكف عن القتال في سبيل العرب ما استطعت ان احمله بين اناملي ومااتيح لي ان اجد مكانا اقول فيه الحق وادعوا اليه لا ينهاني عن الصراحة فيه شئ مما ينهى الناس او يخدعهم او يغرر بهم او يغريهم بباطل من باطل هذه الحياة OO ...... المقالات 1/ 490
ويقول رحمه الله .. OO ولهذه الفصول غرض واحد .. هو الدفاع عن امة برمتها .. هي امتي العربية الاسلامية فصار حقا علي واجبا ان لا اتلجلج او احجم او اجمجم او اداري ما دمت قد نصبت نفسي للدفاع عن امتي ما استطعت الى ذلك سبيلا .. وصار حقا علي ان استخلص تجارب خمسين سنة من عمري
قضيتها قلقا حائرا اصارع في نفسي اثار عدو خفي شديد النكاية لم يلفتني عن هول صراعه شئ منذ استحكمت قوتي واستنارت بصيرتي ............ OO ..... اباطيل واسمار ص 10 - 11
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 06:48]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على هذا المقال الرائع حول الشيخ الجليل واتمنى ان يقف شبابنا على سيره العالم الجليل ويحتذو بها لان الامة باشد الحاجه الى جهدهم ومثابرتهم لمواكبة التطورالحاصل مع التقدير
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
واتمنى ان يقف شبابنا على سيره العالم الجليل ويحتذو بها لان الامة باشد الحاجه الى جهدهم ومثابرتهم لمواكبة التطورالحاصل مع التقدير
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 09:15]ـ
من روائع العلامة الاديب محمود محمد شاكر -ابو فهر- رحمه الله
...... "لا تعودي". .......
لا تعودي أحرقَ الشكُّ وجودي .. لا تعودي
اذهبي ماشئِت أنّى شئت في دنيا الخلود
واتركي النار التي أوقدتِها تقِضمُ عُودي
هي بردٌ وسلامٌ يتلظّى في برودي!! ..
فاسعدي في شِقوة الروح ... ولكن لا تعودي
* * *
أنت والأقدار! ..
كم قاسيتُ منهنَّ ومنك!
هي تأتي بيقين خائن في إثرِ شَكِّ
ثم أنت الشك في إثر يقين لم يخنكِ
وأنا سائلُك الحيرانُ عنهن وعنكِ
فأجيبي واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعَْودي
* * *
اللّظَى زادي!! فهل ينفعني زادٌ مميتُ؟
اللّظَي روحُك؟ أم روحي سعيرٌ مستميتُ؟
كلَّما مّرت به النسمة من وجدي حَييتُ
أهي تحييني إذا مرت بناري أم تميتُ؟
خبرًّيني، واذهبي إن شئتِ،، لكن لا تعودي
* * *
أنا كالنار تغشاها من الموت رمادُ!
أحديثٌ منكِ يُحْييني أم الصمتُ المُعادُ؟
أم نسيمُ الحبّ؟ أم هجرُكِ؟ أم هذا الِبعادُ؟
أأنا حيٌّ ولا أدري أم الحيُّ الجمادُ؟
خبًّريني واذهبي إن شئت .. لكن لاتعودي
* * *
هذه الّريبةُ في روحيَ من سرّ حياتي
بَعثتْ وجَْدي فدبَّ الشوقُ منها في رُفاتي
(يُتْبَعُ)
(/)
فَجَّرَتْ أَغْمَض ما أخفيتُ في جَوْفِ صِفاتي
فإذا وَرْدُكِ نجوايَ وأشواكي شكاتي
اسمعيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أنت!! ما أنت سوى شكَّيَ في طول حنيني
كلُّ ما فيك من الأوهام حقٌّ في يقيني
المنى والوجدُ والصَّبوةُ نبعٌ من ظنُوني
أنتِ إيمانيَ، بل كُفريَ بل أنتِ جُنوني
أنتِ لا أنتِ، اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تُعودي
* * *
ماسمائي؟ هي إظلامٌ ورعدٌ وبُروقُُ
لا أرى نجمي ولا فيها غروبٌ أو شروقُ
صَخَبٌ يهدِمُ بُنْياني، ورعبٌ، وخُفوقُ
ووميضٌ هو في روحي حريقٌ وفتوقُ
اشهدي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
ثم ما أَرْضيَ؟ زلزالٌ، وجدبٌ وصُدوعُ
ظمأٌ يغتالُ آمالي، وأشواقٌ تَلوعُ
هذه الأوهام من حوليَ أطيافٌ تَروعُ
أينَ؟ لا أينَ .. ضلالٌ بل خِداعٌ بل هُلوعُ
أقبلي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
حَيرْتي فيكِ وفي نفسيَ من طولِ انتظاري
حَيرْة الذرّةِ في الرّيح بمجهولِ القفارِ
تشتكي للَّيل ما تلقاهُ من شمس النهارِ
لا كؤوسُ الغَيْث ِتسقيها ولا الموتُ يُواري
اذهبي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أنا في العزلة لا آنِسُ إلا بارتيابي
الأفاعي الصُّمُّ والوحشُ الضواري من صِحابي
في دمي تشتفُّ أو تنهش روحي وإهابي
فتعالَيْ، واسألي كيف رأتني .. ؟ لاتَهابي
اسمعيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
كيف لا تأنسُ في الرّيبة بنتُ الُظلُماتِ؟
مُهْجتي .. أُمُّ الخصام المُرِّ مهدُ النَّزواتِ
خُلقَتْ لليأْس والبأس وطَيِّ الحسَراتِ
وارتكابِ الفرَحَ النَّشوان فوقَ العبراتِ
لا أبالي .. فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
ما دمائي .. ؟ هي أشواقيَ من جرحي تفيضُ!
شُعَلٌ ذابتْ من اللذات أو وَجْدُُ غوَيضُ
ليتها تبقى كما تبقى الأماني لا تغيضُ
حَبّبَ الشكَّ إلى قلبيَ إيمانٌ بغَيضُ
أنتِ جرحي .. فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
قد صحبتُ اللَّيلَ، والليلُ اكتئابٌ وارتياعُ
ظُلُمات الصمتِ لا ينفذُ فيهنَّ شُعاعُ
حسرةٌ تطوى على أخرى وَهَمٌّ وضَياعُ
وأحاديث لها في النفس هَدٌ ونِزاعُ
أَنْصتي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
قلتُ: يا نجميَ! هذا الليلُ فاسطَعْ وأَعِنّي
اِهْدِني .. هذي فلاةٌ ودليلٌ ضلّ عنيّ
كلُّ ما أَخشاه أو أرجوه قد أفلت منيّ
اهدني .. أولا ..
لقد ضعتُ، فغِبْ يا نجمُ! إنّي لا أبالي ..
فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أنت يا نجميَ! كالذكرى عذابٌ وارتياحُ
ظَفَرٌ يخبو وقد ضّرم آمالي الطماحُ
لكما في النفس أضواءٌ تُدَمّيها الجراحُ
هكذا السعدُ إذا مالامَهُ نَحْسٌ مُتاحُ
أنتِ نجمي ..
فاذهبي إن شئت .. لكن لا تعودي
* * *
ساعةٌ فرَّتْ إلى الذكرى .. إلى غيرِ مآبِ
تتجلّى كالخلود الغضّ في بَرْقِ الشَّبابِ
سعَّرَتْ للّراحلِ المُنْبتِّ هَمّي وطِلابي
فَهْي تختالُ لتُضْريني من خلفِ ِحجابِ
مزًّقيه، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
هَلَكَ الماضي .. ! أما تهِلكُ ذكراه فتفنى!!
أَهْوَ مالُ الحيّ في دنياه يحويهِ لِيغْنى؟!
أم ثمارُ العمر قد أنضجها الشوقُ لِتُجْنى؟!
أم هو الشُّح الذي لَوَّعَ أرواحاً وأضَْنى؟ َ
لستُ أدري ... فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
هذه الساعاتُ تنسابُ كأَنْ لم تَكُنِ
هي كالحيات غابَتْ في كهوف الزمن
رُقيَةُ الذكرى أطارت حيَّةً من وسَنَِ
فأَرتْني القَلْبَ نَشْوانَ بِسُمِّ الفِتَنِ
فتنةَ الماضي! اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أَهِي الجنُّ تجلَّتْ لي أرَاها وتَراني؟
وسوستْ لي الشكَّ في صمتك عني كي أعاني؟
أسمعُ النَّبْأةَ تأتيني بغيب كالبيَان؟!
فَهْيَ حَّقٌّ ملء أسماعي، وحقٌّ في عياني؟!
أصْدِقيني، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أَمِنَ الإنسِ تغارُ الجّن؟ أم كيف أَقولُ؟
أَهْيَ منهنَّ التي تَخِْتلُ عقلي وتَغولُ؟
هذه الأشباحُ في شَكّيَ تبدو وتَزولُ؟!
كُلّما آمنتُ .. لاريبَ .. أتى الريبُ يجولُ
فإلى الجّنِ .. اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
ذَكّري تلكَ التي تُخْفي عذابي واحتراقي.
هيَ أدرى منكِ لا شكَّ .. ولكني أُلاقي
اسأليها السِّلْم فالسِّلمُ نجاةٌ من فُواقِ
واذكرا أنيّ على حربكِما لستُ بباقِ
ذَكِّريها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
لا تعودي أحرقَ الشكُّ وجودي ..
لا تعودي اذهبي ما شئتِ أنّى شئتِ في دنيا الخلودِ
واتركي النارَ التي أوقدِتها تقِضمُ عُودي
هي بردٌ وسلامٌ يتلظَّى في بُرودي ...
فاسعَدي في شِقْوةِ الروحِ ولكنْ .. لا تعودي
* * *
أنا .. لاكنتِ ولا كان قصيدي أو نشيدي
لوعةٌ تملي على الأكوان آلامَ العَبيدِ
أنا في الرقِّ أُعَاني ثَورة الحُرِّ العنيدِ
أَتحدَّاكِ ولكنيّ ذليلٌ في قُيودي
لا تَرِقِّي، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
نَفَثاتُ السِّحرِ تَنَسابُ الأفاعي في رُقاها
هي بنتُ اللَّيلِ والأوهام لكني أَراها
كُلَّما نازعتُها السيْر رَمتْني في خُطاها
نفثاتُ السحر! ما يفعلُ في روحي صَداها؟
أنْفثيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
هذه الزهرةُ من نُضْرتِها نفحُ الجَمالِ
الشَّذى والحسنُ حُرّاسٌ على سرّ الجَمالِ
أذْبَلتْها زفزةٌ مني .. ولكنْ لا أبالي
فأنا النّارُ، وكالنارِ ارتْيابي واشتعالي
لا أبالي فاذهبي إن شئت .. لكن لا تعودي.
نشر في مجلة (الأدب الإسلامي) عدد (16) بتاريخ (1418هـ)
جزاك الله خيرا علي الاضافة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:43]ـ
رحم الله أبافهر شيخ العربية محمود شاكر
وجزاك الله خيرا على المقال الطيب
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:30]ـ
ذقت الشهد فلم أستطع وصفه بأكثر من: حلو
محمود شاكر -رحمه الله- ..
أستطيع أن أقول: لم أرَ عبقريا يفري فريه في زماننا ...
لم أقرأ له سوى كتاب المتنبي ومقدمته التي فيها: رسالة في الطريق إلى ثفافتنا ..
صراحة,, قرأت الكتاب مرات عديدة فلم أشبع منه ...
ولا زلت أقرأه هذه الأيام مع انشغالي بالاختبارات ..
وهما شيئان أحب أن أكرر قراءتهما كلما أحسست بالملل:
كتاب المتنبي ومقدمته لمحمود شاكر
ورسالة أفراح الروح لسيد قطب
رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته
فجزيت خيرا أخي على هذا الموضوع الذي يجلعني أحب الشيخ أكثر وأكثر ,, ويزيد من إيماني وثباتنا على الحق حتى نلق الله وهو راض عنا ..
اللهم تقبل دعاءنا ..
أشكرك أخي ..
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 12:29]ـ
رحم الله أبافهر شيخ العربية محمود شاكر
وجزاك الله خيرا على المقال الطيب
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 06:06]ـ
ما أجملها من عبارات فواحة، كأني بين أولئك الماضين
رحمك الله، يا أبا فهر
ـ[أ بو محمد الصعيدي]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 03:19]ـ
رحم الله أبافهر وطيب ثراه وجزاه عنا وعن الاسلام خيراً
وبارك الله فيك اخي وأحسن إليك(/)
قصيدة لأحمد مطر في الذب عن عرض المصطفى
ـ[ثائر بن ثائر]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:59]ـ
قصيدة لأحمد مطر في الذب عن عرض المصطفى
يا رسول الله عذرا ,,, قالت الدنمارك كفرا
قد أساءو حين زادوا ,,, في رصيد الكفر فجرا
حاكها الأوباش ليلا ,,, و استحلوا السب جهرا
حاولوا النيل و لكن ,,, قد جنو ذلا و خسرا
كيف للنملة ترجو ,,, أن تطال النجم قدرا
هل يعيب الطهر قذف ,,, ممن استرضع خمرا
دولة نصفها شاذ ,,, ولقيط جاء عهرا
آه لو عرفوك حقا ,,, لاستهامو فيك دهرا
سيرة المختار نور ,,, كيف لو يدرون سطرا
لو دروا من أنت يوما ,,, لاستزادوا منك عطرا
قطرة منك فيوض ,,, تستحق (العمر) شكرا
يا رسول الله نحري ,,, دون نحرك أنت أحرى
أنت في الأضلاع حي ,,, لم تمت و الناس تترا
حبك الوردي يسري ,,, في حنايا النفس نهرا
أنت لم تحتج دفاعي ,,, أنت فوق الناس ذكرا
سيد للمرسلين ,,, رحمة جاءت و بشرى
قدوة للعالمين ,,, لو خبت لم نجن خيرا
يا رسول الله عذرا ,, قومنا للصمت أسرى
ندد المغوار منهم ,,, يا سواد القوم سكرا
أي شيء قد دهاهم ,,, ما لهم يثنون صدرا؟
لم يعد للصمت معنا ,,, قد رأيت الصمت وزرا
ملت الأسياف غمدا ,,, ترتجي الآساد ثأرا
إن حيينا بهوان ,,, كان جوف الأرض خيرا
يألم الأحرار سب ,,, لرسول الله ظهرا
و يزيد الجرح أنا ,,, نسكب الآلام شعرا
فمتى نقذف نارا ,,, تدحر الأوغاد دحرا
:
يا جموع الكفر مهلا ,,, إن بعد العسر يسرا
.. أحمد مطر
__________________
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 12:30]ـ
بارك الله فيك ... وصلى الله على حبيبنا محمد بن عبد الله ...(/)
شاهد لأول مرة فضيلة الشيخ رفاعي سرور
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شاهد لأول مرة مقاطع من برنامج الكاشف لفضيلة الشيخ رفاعي سرور
من حلقة بعنوان "الحد بين الرأي والحرب " يفضح فيها الشيخ اكاذيب زكريابطرس
واليكم الرابط
http://www.archive.org/details/httpwww.aljame3.net(/)
ماذا تعلمت من الصلاة؟؟؟
ـ[صريح وفقير]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:48]ـ
بسم الله والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... أما بعد
سؤال سهل جدا ويمكن أن يجيب عليه كل من يدخل هذا الموضوع ... وهو طبعا ماذ تعلمت من الصلاة؟؟؟
بالنسبة لي تعلمت طاعة ولي الأمر من خلال اتباع الإمام في كل أركان الصلاة ..
وتعلمت الإرادة ونبذ الهوى.
بانتظار إجاباتكم وتحمسكم للموضوع لأنه مهم وفريد من نوعه يمكن ما قد تطرق له أحد.
أخوكم: صريح وفقير
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 11:10]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على إيثارة هذا الموضوع
لقد تعلمت من الصلاة كيفية الانخلاع من الفتور إلى الالتزام بالطَهور.
تعلمت كيف يصغى القلب إلى كلام الرب.
تعلمت أن راحتي مع إجابتي لنداء ربي.
تعلمت الصبر على الطاعة.
تعلمت صدق اللجأ , وصدق التوجه , وصدق الوفاء.
تعلمت الالتزام .. وصدق الله إذ يقول " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "
هذا ما هاج في نفسي حالما قرأت سؤالك.
ـ[صريح وفقير]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:32]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على إيثارة هذا الموضوع
لقد تعلمت من الصلاة كيفية الانخلاع من الفتور إلى الالتزام بالطَهور.
تعلمت كيف يصغى القلب إلى كلام الرب.
تعلمت أن راحتي مع إجابتي لنداء ربي.
تعلمت الصبر على الطاعة.
تعلمت صدق اللجأ , وصدق التوجه , وصدق الوفاء.
تعلمت الالتزام .. وصدق الله إذ يقول " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "
هذا ما هاج في نفسي حالما قرأت سؤالك.
اشكرك على تفاعلك معنا يا أخي الكريم ياسر مختار ... وانا أقصد من هذا السؤال طبعا التعرف أكثر على جوانب من تعاليم الصلاة وأسرارها وهذا إثراء معرفي لعقولنا وقلوبنا وانتظر التفاعل الكبير من الآخرين لأن الموضوع ممتاز ويفتح عقولنا على أسرار الصلاة.
ولكم تحياتي وانتظر التفاعل من الجميع وانا في شوق لرؤية إجاباتكم
صريح وفقير(/)
علماء في وسط صوفي تأثروا بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 12:34]ـ
أغلب هذه المشاركة من كتاب (تحقيق الفرق يبن العامل بعلمه وغيره، ومايتصل بذلك من حد الولاية وحكم الإلهام) للعلامة ابن عبيد السقاف،تحقيق الشيخ علوي السقاف حفظه الله تعالى (وقد سبق الكلام عنه في مشاركة سابقة. وانظر هذا الرابط:
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=622 (http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=622)
1) علوي بن سقاف الجفري: ت - 1273هـ قال ابن عبيد السقاف عنه في بضائع التابوت (ج2 ق 114) - إن سيدنا علوي بن سقاف الجفري كان من أكابر العلماء المختصين بسيدنا الإمام الحبيب حسن بن صالح البحر، وكان كثيراً ما ينزع إلى مشارب الوهابية، وكان أكثر العلويين إعظاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وأوفرهم نظراً في كتبهم يترسم بذلك طريقة شيخه السيد أبو بكر بن عبد الله الهندوان والإمام محمد بن علي الشوكاني.
وقال في " إدام القوت " ص 351:
وكان الحق عنده فوق كل عاطفة، من ذلك أن بعض الوهابية أنكر على آل حضرموت جعلهم ختم المجالس بالفاتحة، على الكيفية المعلومة سنة مطردة، مع أن لادليل على ذلك.
فرد عليه سيدنا طاهر بن حسين برد خرج مخرج الخطابة والوعظ، فنقضه الحبيب علوي بن سقاف الجفري هذا، برسالة سماها " الدلائل الواضحة في الرد على رسالة الفاتحة" ترجم فيها: لابن تيمية ولتلميذه ابن القيم، وللشيخ محمد بن عبد الوهاب صحب الدعوة المشهورة وأطنب في الثناء عليهم، ولما اطلع عليها الحبيب عبد الله بن حسين كتب عليها بخطه:
علوي بن سقاف يقول الحق ولو كان مراً .... ) (وهذا الرسالة غُيِّبت من قبلهم وليس لها حسُّ ولاخبر)
يقول الشيخ علوي السقاف (ولا يُشكل - على هذا - ما في (بغية المسترشدين) - عن فتاوى الحبيب علوي بن سقاف الجفري هذا - من جواز التوسل لأنه يبيح منه ما لايوهم القدح في التوحيد.
ويشرح الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف ذلك بقولهوذلك لقوله كما في (بغية المسترشدين) " ينبغي تنبيه العوام على ألفاظ تصدر منهم تدل على القدح في توحيدهم، فيجب إرشادهم وإعلامهم بأن لا نافع ولا ضار إلا الله تعالى، ولا يملك غيره لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا بإرادة الله تعالى، قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: {قل إني لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً}.
قلت (أبوعائشة الحضرمي) وعندي مخطوطة لهذا الإمام البحر وهي شرح لعمدة السالك في مذهب الشافعية وقد جمعت بين دفتيها الفقه والحديث بغزارة ـ وهذا مايفتقده الصوفية عموماـ وقد خرجت بنقاط من هذه المخطوطة تثبت سلفيته.
وله في هذه المخطوطة إشادة بشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم والشوكاني، ونقل عنهم في عدة مواضع، إضافة إلى تعقباته وردوده على ابن حجر الهيتمي في بعض مسائل العقيدة.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 11:29]ـ
) السيدأبو بكر بن عبد الله الهندوان- توفي سنة 1248 هـ - مدحه ابن عبيد الله في إدام القوت ص 539 – حيث قال عنه:
"وحيد عصره، وفريد دهره، مقدم الجماعة وشيخ الصناعة الذي انتهتإليه رئاسة العلم بتريم العلامة الجليل السيد أبي بكر بن عبد اللهالهندوان"
ويقول عنه في إدام القوت أيضاً ص 351:أخذ الجماعة كلهم عن السيد أبي بكر بن عبدالله الهندوان، وهو " وهابي قُحّ "، تبينتُ أن عند مولانا شيخ الوادي الحسن بنصالح مسحة من تلك الآراء بغاية الاعتدال لموافقتها لما هو فيه من الاستغراق فيتجريد التوحيد وعدم التفاته إلى غير الحميد المجيد.
وقال عنه ص 539: " وقد اتهمه العلويونبأنه هو الذي يعلم عبد الله غرامة آراء الوهابية ويحثه على الالتزام بها ومؤاخذةالناس بمقتضاها،فتآمروا على قتله"
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 12:21]ـ
3) ويقول عن: السيد شيخ الوادي الحسن بن صالح البحر الجفري، ت: 1273 هـ.
وقد ذكر في أكثر من مرة تأثرهبدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهابمن ذلك قوله: " تبينتُ أن عند مولانا شيخ الوادي الحسن بن صالح مسحة من تلك الآراء بغاية الاعتدال، لموافقتها لما هو فيه من الاستغراق في تجريد التوحيد "
[انظر إدام القوت ص 351]
ومن ذلك قوله: " ولو كان ذلك في عهد سيد الوادي الإمام البحر لوصل إليه لينصره - يعني السيد أحمد بن جعفر السقاف – "
4) السيد أحمد بن جعفر السقاف، ت: 1320 هـ.
قال عنه في إدام قوت القلوب ص 306: " وكان السيد أحمد بن جعفر يقوم من مجالس أصحابه ومدارسهم إذا سمع بما لا يوافق مشارب الوهابية، ثم صار ينكر عليهم أحياناً بلسانه، ولكنه لم يصبر حينأنشدوا الأذكار في المسجد على نغمات الدفوف، ولم يتمالك أن نهض لتكسيرها فلبجوه لبجاً شديداً، ذهب منه مغاضباً إلى (خشامر) عند آل الشيخ علي جابر الوهابيين، وما أدري أبقي بخشامر إلى أن مات أم راجعه قومه، ولو كان ذلك في عهد سيد الوادي الإمام البحر لوصل إليه لينصره ".(/)
فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي (مع فوائد أخرى)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
«فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي مع فوائد أخرى»
الحمد لله، وبعد:
فمن الاحتفالات التي اعتاد الناس إقامتها في هذا الشهر الاحتفال بالمولد النبوي، وهو لا شك من البدع؛ لإنَّه اجتماع على أعمال يُقصد بها التقرب إلى الله، والله لا يُتقرب إليه إلا بما شرع، ولا يُعبد إلا بما شرع، فكلُّ محدثة في الدين بدعة، والبدع منهي عنها.
قال الله ـ تعالى ـ: ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله))، وقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، أخرجاه عن عائشة، وفي لفظ لمسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))، رواه مسلم.
وفي حديث العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((عليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهدييِّن من بعدي تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة)).
إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على النهي عن الابتداع في دين الله، وعن تشريع الناس لأنفسهم عبادات وأعمالا يتقربون بها إلى الله، وهي لم يشرعها الله ولا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ[1].
وقد تتابع أهل العلم منذ ظهور هذه البدعة الشنيعة على إنكارها، وإنكار ما يلتزمه الناس فيها دون سائر الأيام، ومن هؤلاء الأعلام؛ الإمام العلاّمة أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي المالكي ـ رحمه الله ـ (ت 790هـ)؛ صاحب «الموافقات» و «الاعتصام»؛ التي لم يُؤلَّف في بابها مثلها، فكيف بأحسن منها؟ فقد ورد له كلام نفيس ضمن جوابه على جملة مسائل في كثير من البدع التي اعتادها الناس [2]، وكانت المسألة الأولى عن حكم الوصية من الميراث لإقامة المولد النبوي، ="فقال ـ رحمه الله ـ: ( ... فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة، فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز والوصيَّة به غير نافذة، بل يجب على القاضي فسخُه وردُّ الثلث إلى الورثة يقتسمونه فيما بينهم، وأبعد الله الفقراء [3] الذين يطلبون إنفاذ مثل هذه الوصيّة ... ) انتهى المراد من كلامه. و سُئل [4]: هل كل بدعة حُسِّنت أو قُبِّحت ضلالة لعموم الحديث، أم تنقسم إلى أقسام الشريعة كما قال بعض الناس [5]؟ والسلام.
فأجاب ـ رحمه الله ـ بقوله: ( .. قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((كلُّ بدعة ضلالة)) محمول عند العلماء على عمومه، لا يُستثنى منه شيء ألبتة، وليس فيها ما هو حَسَنٌ أصلا، إذ لا حَسَن إلاّ ما حّسَّنه الشرع، ولا قبيح إلا ما قبَّحه الشرع، فالعقل لا يُحسِّن ولا يُقبِّح، وإنمَّا يقول بتحسين العقل وتقبيحه أهل الضلال [6].
وما ذكره بعض الناس في تقسيم البدع لا يصح ظاهره، بل له غَور لا أقدر الآن على تقريره، فمن حمله على ظاهره زلَّ، وبالله التوفيق.
وأمَّا قولكم أولا: هل نحن مأجورون على فعلها أو داخلون تحت وعيد ما ذكرتم؟؛ فإنَّ يحيى بن يحيى [7] قال: (ليس في خلاف السنَّة رجاءُ ثوابٍ).
والسلام على من يقف على هذا من كاتبه الشاطبي ورحمة الله وبركاته) اهـ.
و قال ـ أيضاً ـ في «الاعتصام» (1/ 46 ـ ط مشهور): (ومنها [أي البدع]: التزام الكيفيات والهيئات المعينة؛ كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عيداً، وما أشبه ذلك) للشيخ أبي عبد الله الحفَّار الغرناطي ـ رحمه الله ـ (ت811هـ) فتوى في نفس الموضوع [8] ذهب فيها إلى ما ذهب إليه الشاطبي، وأفاض في الجواب لمَّا سُئل عن رجل حبَّس أصل توت على إقامة المولد، ثمَّ مات فأراد ولده أن يتملَّك أصل التوت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في فتواه أنَّ السلف الصالح لم يفعلوا في ليلة المولد شيئاً زائداً على ما يفعلون في سائر الليالي، لأنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنمَّا يُعظَّم بالوجه الذي شُرع في تعظيمه، وهم قد اختلفوا في تعيين ليلة ولادته، ولو شُرعت فيها عبادة لعيَّنها الصحابة وحقَّقوا.
وقال الحفَّار ـ رحمه الله ـ: (الخير كلُّه في اتِّباع السلف الصالح الذين اختارهم الله، فما فعلوه فعلناه، وما تركوه تركناه، فإذا تقرَّر هذا ظهر أنَّ الاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوبٍ شرعاً بل يُؤمر بتركه، وقوع التَّحبيس عليه مما يَحمل على بقائه، واستمرار ما ليس له أصلٌ في الدين، فمحوه وإزالته مطلوبة شرعا.
ثم ها هنا أمر زائد في السؤال: أنَّ تلك الليلة تقام على طريقة الفقراء، وطريقة الفقراء في هذه الأوقات شنعة من شنع الدين، لأنَّ عُمدتهم في الاجتماع إنَّما هو الغناء والشطح، ويقرِّرون لعوامِّ المسلمين أنَّ ذلك من أعظم القُربات، وأنَّها طريقة أولياء الله، وهم قوم جهلة لا يُحسن أحدهم أحكام ما يجب عليه في يومه وليلته، بل هم ممَّن استخلفهم الشيطان على إضلال عوامِّ المسلمين؛ إذ يُزيِّنون لهم الباطل، ويضيفون إلى دين الله ما ليس منه، لأنّ الغناء والشطح من باب اللَّهو و اللَّعب، وهم يُضيفونه إلى أولياء الله، وهم يكذبون في ذلك عليهم ليتوصَّلوا بذلك إلى أكل أموال الناس بالباطل، فصار التَّحبيس عليهم ليُقيموا بذلك طريقتهم تحبيساً على ما لا يجوز تعاطيه؛ فيبطل ما حُبس في هذا الباب على هذه الطريقة. ويُستحب لابن هذا المحبِّس أن يصرف هذا الأصل من التوت على باب آخر من أبواب الخير الشرعيَّة، وإن لم يقدر على ذلك فينقله لنفسه) اهـ
وقبل أن أضع القلم أنقل لك ـ أيُّها القارئ الكريم "] كلمات نيِّرات لعلاّمة الجزائر في زمانه الشيخ السلفي عبد الحميد بن باديس الصنهاجي المالكي ـ رحمه الله ـ (ت1359هـ) [/ في الحثِّ على الاتِّباع و التَّحذير من الابتداع، وحُقَّ لها أن تُكتب بماء الذهب و العيون لنفاستها.
[قال ـ رحمه الله ـ أثناء ردِّه على شيخه العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور في مسألة القراءة على الأموات (3/ 273 ـ آثاره): ( ... ولا يكون الإقدام على إحداث شيء للتقرُّب به مع ترك النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ له مع وجود سببه، إلاَّ افتياتاً عليه، وتشريعاً من بعده، وادعاءً ضِمنياًّ للتفوُّق عليه في معرفة ما يُتقرَّب به، والحرص عليه، والهداية إليه، فلن يكون فعل ما تركه ـ والحالة ما ذُكر ـ من المباحات أبداً، بل لا يكون إلاَّ من البدع المنكرات .. ).
وقال في نفس السياق (3/ 298): (إنَّ هذا الأصل وهو ما تركه النبيُّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مع قيام مُقتضيه فالدِّين تركُه، والزيادة عليه بدعة مذمومة مخالفة لمقصد الشارع، هو حجة المصلحين في ردِّ البدع على الغالين والمتزيِّدين .. و قال ـ رحمه الله ـ في رسالته الموسومة بـ «جواب سؤال عن سوء مقال» (3/ 222 ـ آثاره): (اعلموا ـ جعلكم الله من وُعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع، وجنَّبكم ذلّة الابتداع ـ أنَّ الواجب على كلّ مسلمٍ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ؛ أن يَعتقد عَقْداً يتشرَّبه قبله، وتسكن له نفسه، وينشرِح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله؛ أنَّ دين الله ـ تعالى ـ من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان، إنَّما هو في القرآن والسنَّة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وأنَّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول، ولم يحظ لديها بالقَبول ـ قولاً كان أو عملاً أو عقداً أو احتمالاً ـ؛ فإنَّه باطلٌ من أصله، مردودٌ على صاحبه ـ كائناً من كان، في كلِّ زمان مكان.
فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله ـ تعالى ـ، فقد تظافرت عليها الأدلَّة من الكتاب والسنة وأقوال أساطين الملَّة، من علماء الأمصار أئمَّة الأقطار وشيوخ الزهد الأخيار، و هي لَعَمر الحقِّ لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان، ولا يردُّها إلاّ أهل الزَّيْغ والبُهتان، والله أسأل التوفيق لي لكم ولجميع المسلمين، والخاتمةَ الحسنة والمنزلةَ الكريمة في يوم الدين، آمين والحمد لله ربِّ العالمين) اهـ
وبهذه النَّصيحة النَّافعة والوصيَّة الجامعة أختم المقال، وصلّى الله على رسولنا الكريم وعلى جميع الصَّحب الآل.
فريد المرادي (9 / ربيع الأول / 1426هـ).
(ثم راجعتُ المقال و صححته: ليلة 12 / ربيع الأول / 1429هـ).
=========
[الهوامش: [/
[1] «المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة» لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (ص17ـ18).
[2] «فتاوى الإمام الشاطبي» (ص 203ـ204 / جمعها و حقَّقها و قدَّم لها: محمد أبو الأجفان)، وبنحوها في «المعيار المعرب» (7/ 102) و (9/ 252).
[3] المراد بهم الصوفية؛ فتنبه.
[4] كما في «فتاويه» (ص180ـ181).
[5] وعلى رأسهم العلاّمة العز بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ في كتابه «قواعد الأحكام» (2/ 172 - 173).
[6] لا يخفى عليك أن الشاطبي ـ غفر الله له ـ أشعري العقيدة في الجملة؛ راجع ـ فضلا ـ كتاب «الإمام الشاطبي: عقيدته وموقفه من البدع وأهلها» لعبد الرحمن آدم علي ـ رحمه الله ـ، وكتاب «الإعلام بمخالفات (الموافقات) و (الاعتصام)» للشيخ ناصر بن حمد الفهد ـ وفقه الله ـ.
[7] هو الليثي (ت203هـ) راوي موطأ الإمام مالك، ومفتي الأندلس في زمانه.
[8] أفادها المحقِّق في الحاشية، وبنحوها في «المعيار المعرب» (7/ 99 ـ101)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 05:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك. لكن الخط غير واضح ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 10:38]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم: أبا محمد الغامدي ...
وبالنسبة للخط؛ فأرجو من أحد المشرفين تغييره للأحسن، مع كل االاعتذار و المسامحة ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 11:51]ـ
التعديل الأخير تم بواسطة: ابو محمد الغامدي بناء على طلبك
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 09:34]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 05:45]ـ
جزاك الله خير ..
لكن كلمات الشيخ ابن باديس- رحمه الله تعالى - التأصيلية خالفها عمليا في مسألة الإحتفال بالمولد، ولا بأس من نقل فصل من كتاب: (الرد الوافي .. ) للأخت أم أيوب- وفقها الله -لتوضيح المقصود:
إصرار ابن باديس رحمه اللّه على بدعة المولد النّبوي
و من الأخطاء الّتي لفتت انتباهي عند الشّيخ "ابن باديس" رحمه اللّه، إصراره على إحياء بدعة المولد النّبوي، وهذا ينافي تماما سلفيّة علمائنا الكبار قديما وحديثا، والّذين عملوا بلا هوادة على إطفاء هذه البدعة والقضاء عليها، ولقد استغربت تماما هذا الموقف من "ابن باديس" والّذي خالف فيه بدون أدنى شكّ منهج السّلف الصّالح، ولقد وجدته مصرّا على حضور هذه الاحتفالات بنفسه، والزّيادة على ذلك بإلقاء كلمة عن هذه المناسبة (العظيمة) في زعمه، والّتي هي بدعة ضلالة في حقيقة أمرها .. تابعوا معي أيّها القرّاء الكرام مدى تمسك "ابن باديس" ببدعة المولد حيث ألقى خطابا ارتجاليّا في نادي التّرقي قال فيه ما يأتي:
» بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها. لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور (1) كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين «(2)، ثمّ واصل كلامه قائلا:
» ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى؟ المحبّة في صاحبها .. إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما «(3)، ثمّ ازداد تمسّكا بهذه البدعة والاستدلال لها فقال:» فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين"، وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام .. ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى؟ استثمار هذه المحبّة ... «(1)
لا يا أيّها الشّيخ، كلامك هذا فيه مؤاخذات كثيرة منها:
1 ـ التّرويج للبدعة وتشجيع النّاس على التّمسك بها ..
2 ـ غياب روح التّصوّر السّلفي عند الشّيخ "ابن باديس" في هذه النّقطة، لأنّ الخير كلّ الخير في اتّباع من سلف والشّر كلّ الشّر في ابتداع من خلف، فكيف يخفى هذا عن رجل جعله طلاّب العلم من السّلفيّين عندنا مؤخّرا سلفيا محضا؟! ..
3 ـ القطع بأنّ الدّوافع لإحياء ذكرى المولد حبّ صاحبها وهو نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم، والمحبّة الحقيقية لا تكون إلاّ بالابتعاد عن البدع الّتي كان عليه الصّلاة والسّلام ينهي عنها، ويعلو صوته عند ذكرها كأنّه منذر جيش يقول: صبّحكم اللّه ومسّاكم، فكيف تجتمع المحبّة مع عدم الانقياد والتّسليم لأوامر اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، وفي التّحذير من البدع وشرّها؟ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّ هذا الكلام قرّة عين المبتدعة في هذا الموضوع .. أين هذا من تحذيرات علمائنا السّلفيّين من شرّ هذه البدعة "الفاطميّة" الأصل، والّتي تسمّى أصحابها بابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (فاطمة) رضي اللّه عنها زورا وكذبا وتمويها وخداعا للنّاس، وهم أبعد النّاس عن سنّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لأنّهم غلاة الرّوافض؟ أين كلام الشّيخ "ابن باديس" من كلام علمائنا في ذمّ بدعة المولد؟ لقد قضى شيوخنا الكبار دهرا طويلا في محاربة هذه الضّلالة حتّى آخر أعمارهم، فها هو الشّيخ العلاّمة "ابن باز" رحمه اللّه يحذّر من بدعة المولد في عشرات الرّسائل، إيمانا منه بأنّ التّحذير من هذه البدعة فيه تعظيم لسنّة المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم حقّ التّعظيم وفيه حبّ له ومتابعة لهديه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولقد ظلّ إلى آخر رمق من حياته يدعو إلى محاربة هذه البدعة، لما يعرفه من شدّة حبّ النّاس لها وتمسّكهم بها حيث قال رحمه اللّه في إحدى رسائله عن حكم الاحتفال بالمولد ما نصّه:» لا يجوز الاحتفال بمولد الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم ولا غيره لأنّ ذلك من البدع المحدثة في الدّين، لأنّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لم يفعله ولا خلفاؤه الرّاشدون، ولا غيرهم من الصّحابة رضوان اللّه على الجميع .. ولا التّابعون لهم بإحسان في القرون المفضّلة، وهم أعلم النّاس بالسنّة وأكمل حبّا لرسول صلّى اللّه عليه وسلّم (1)، ومتابعة لشرعه ممّن بعدهم وقد ثبت عن النّبيّ صّلى اللّه عليه وسلّم أنّه قال:» من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ «أي مردود عليه، وقال في حديث آخر:» عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديين من بعدي تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنّواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة «. ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها، وقد قال اللّه سبحانه في كتابه المبين ?وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتّهوا?، وقال عزّوجلّ: ? فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم?، وقال سبحانه: ?لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر وذكر اللّه كثيرا?، وقال تعالى: ?والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم?، وقال تعالى:?اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا?. والآيات في هذا المعنى كثيرة، وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن اللّه سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرّسول صلى اللّه عليه وسلّم لم يبلّغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع اللّه ما لم يأذن به زاعمين أن ذلك ممّا يقربهم إلى اللّه وهذا بلا شك فيه خطر عظيم واعتراض على اللّه سبحانه وعلى رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، واللّه سبحانه قد أكمل لعباده الدين وأتمّ عليهم النّعمة «. (2)
ففي هذا الكلام الماتع ردّ قاطع على بدعية المولد النّبوي وعلى الخطأ الجسيم الّذي ارتكبه الشّيخ "ابن باديس" رحمه اللّه لمّا شارك في الاحتفال بالمولد مشاركة فعّالة فضلا عن الدّعوة إلى تجديد تلك الذّكرى في كلّ سنة، وهذا مستغرب غاية الاستغراب حيث أنّه لو صدر من شخص عاديّ لكان الخطب أهون ولكن أن يصدر من شخص أعطيت له راية العلم في بلادنا فهذا شيء عجاب، وليس فيه من دليل سوى غياب روح السّلفية الحقيقيّة في الكثير من الجوانب عند الإمام "ابن باديس" رحمه اللّه .. ويُمكن إجمال مؤاخذات أخرى في هذا الموضوع منها:
1) أنّ دعوتنا السّلفية علّمتنا بأن لا نحابي أحدا في دين اللّه، ولاشكّ أنّ السّكوت عن هذا الخطأ الجسيم، والّذي هو في حدّ ذاته بدعة ضلالة مجاملة لشخصية "ابن باديس" رحمه اللّه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
2) أنّنا لو تساهلْنا مع "ابن باديس" رحمه اللّه في مثل هذه البدعة الشّنيعة، نكون قد وقعنا في ظلم شخصيات أخرى آخذناها مؤاخذة شديدة على دعوتها للاحتفال بالمولد، مثل شخصية "حسن البنّا" زعيم الإخوان المسلمين، ومن كان على شاكلته، وبلا شكّ سيكون معيارنا آنذاك مختلاّ، إذ سيقال حينها: أتكون بدعة المولد شنيعة لمّا يرتكبها "البنّا" وتكون طيّبة لما يرتكبها "ابن باديس"؟ والجواب الصّحيح أن يُنكر على هذا وذاك بدون تفريق لأنّهما يشتركان في العمل نفسه وهو إحياء بدعة المولد النّبوي.
3) أنّ البدعة تظلّ بدعة مهما رآها النّاس حسنة.
4) أنّ الإنكار يشتدّ أكثر على الشّخصيات القياديّة والشّخصيات المعروفة في دنيا العلم والدّعوة، لأنّ تأثيرهم على الجماهير كبير وسريع المفعول كما يقال.
5) أنّ العامّة ستظلّ راكنة إلى هذه البدعة دون أن تنفر منها على أساس أنّ فلانا وهو من هو في دنيا النّاس يفعلها ويشارك عمليّا في احتفالاتها.
6) أنّ "ابن باديس" رحمه اللّه حصل له شرف الرّحيل إلى الحجاز بلد التّوحيد وعلماء التّوحيد، وبلا شكّ وجد كتبا في هذا المجال ووجد كتبا في قمع البدع، وخاصّة بدعة المولد .. فما هو عذره يا ترى في إحياء مثل هذه المنكرات والدّعوة إلى تجديد الذّكرى في كلّ سنة بحجّة حبّ المصطفى صلّى اللّه عليه و سلّم؟!.
7) أنّ هذا الكلام تكرّر في كتب "ابن باديس" وتكرّر احتفاله بالمولد النّبوي وفي هذا دليل على إصْرار عجيب منه على هذه البدعة لأنّ ما تكرّر تقرّر كما يقال.
8) أنّ المسألة لو كانت مسألة اجتهاديّة لقلنا بأنّ الرّجل أهل لذلك، ولكنّ الأمر ليس كذلك إذ أنّ مدار الموضوع حول بدعة ضلالة ولا اجتهاد مع بدعة.
9) أنّه لو قال قائل بأنّ "ابن باديس" يُدخل ذلك ضمن البدع الحسنة لكان الرّد الفوري بأنّ علماء السّلفية الكبار قديما وحديثا لا يقرّون بأنّ هناك (بدعة حسنة) بل غايتهم واحدة في أنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار.
وحول هذه النّقطة قال الشّيخ العلاّمة "عبد العزيز بن باز" رحمه اللّه ما يلي:» والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد صرّح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتّحذير منها عملا بالأدلّة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخّرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات كالغلو في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلمّ، وكاختلاط النّساء والرّجال واستعمال آلات الملاهي وغير ذلك ممّا ينكره الشّرع المطهّر، وظنّوا أنّها من البدع الحسنة، والقاعدة الشّرعية ردّ ما تنازع فيه النّاس إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله محمّد صلىّ اللّه عليه وسلمّ، كما قال اللّه عزّوجلّ:? يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا?، وقال تعالى:? وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى اللّه?، وقد رددنا هذه المسألة .. وهي الاحتفال بالمولد، إلى كتاب اللّه سبحانه فوجدناه يأمرنا باتّباع الرّسول صلّى اللّه عليه وسلمّ فيما جاء به ويحذّرنا عمّا نهى عنه ويخبرنا بأنّ اللّه سبحانه قد أكمل لهذه الأمّة دينها، وليس هذا الاحتفال ممّا جاء به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلمّ فلم نجد فيها أنّه فعله ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضيّ اللّه عنهم فعلمنا بذلك أنّه ليس من الدّين بل هو من البدع المحدثة، ومن التّشبه بأهل الكتاب من اليهود والنّصارى في أعيادهم، وبذلك يتّضح لكلّ من له أدنى بصيرة ورغبة في الحقّ، وإنصاف في طلبه أنّ الاحتفال بالمولد ليس من دين الإسلام بل هو من البدع المحدثات، الّتي أمر اللّه سبحانه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلمّ بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغتّر بكثرة من يفعله من النّاس في سائر الأقطار فإنّ الحقّ لا يُعرف بكثرة الفاعلين، وإنّما يُعرف بالأدلّة الشّرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنّصارى: ?وقالوا لن يدْخل الجنّة إلاّ من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين?، وقال تعالى: ?وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه? الآية، ثمّ إنّ غالب هذه الاحتفالات بالمولد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى ... «. (1)
10) أنّ الشيّخ "ابن باديس" عُرف بحربه العظيمة على الطّرقية الضّلال، ولكن في إحيائه لأمر المولد النّبوي وتشجيعه على ذلك قمّة الإرضاء لهؤلاء المنحرفين الّذين اشتهروا بالتّرويج لهذه البدعة المنكرة.
11) أنّ "ابن باديس" رحمه اللّه يؤكّد في الكثير من قواعده أنّه لا فَهْم للقرآن الكريم والسنّة النّبوية إلاّ على ضوء فهم السّلف الصّالح فلماذا لم يُعمل هذه القاعدة العظيمة في مسألة المولد هذه؟
وأخيرا أقول: إنّ بدعة المولد النّبوي بدعة ضلالة، ولا تساهل فيها أبدا وهي ليست بالأمر الهيّن الّذي يمكننا غضّ النّظر عنه كسلفييّن، وتبقى هذه النّقطة نقطة سوداء تعكّر على الشيّخ "ابن باديس" سلامة منهجه، فلا مجال لأن يقول قائل: هذا أمر هيّن لا يحتاج إلى وقفة لأنّ البدعة بدعة مهما رآها النّاس حسنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(1) هكذا وردت في الكتاب ولعلّ الصّواب: المعمورة ..
(2) (مجالس التذكير من حديث البشير النذير)، [ص 287].
(3) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [ص289].
(1) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [من 289 إلى 295].
(1) إذن حجّة الاحتفال بهذه البدعة بادّعاء حبّه صلّى اللّه عليه وسلّم حجّة أوْهَن من بيوت العنكبوت!
(2) التّحذير من البدع [للشيّخ العلاّمة فقيد الأمّة "ابن باز" رحمة اللّه عليه].
(1) التّحذير من البدع [للشيّخ العالم العلاّمة "عبد العزيز بن باز" رحمه اللّه].
هذا الفصل منقول للفائدة من كتاب: (الرد الوافي .. ) للأخت أم أيوب وفقها الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 07:27]ـ
الأخ الكريم عبد الحق - وفقه الله إلى الحق -: ليتك لم تنقل من تسويد تلك (الأخت الفاضلة!!!)، لأنه على يساوي شيئاً - وأنا أعني ما أقول - ...
نعم، لا شك في خطأ الشيخ ابن باديس - رحمه الله - في هذه المسألة، لكن أن يقرن فيها بالصوفية والقبورية فلا يستقيم ...
وفقك الله ونفع بك ...
ـ[أسماء]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبومنصور]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 04:58]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 08:48]ـ
الأخ الكريم عبد الحق - وفقه الله إلى الحق -: ليتك لم تنقل من تسويد تلك (الأخت الفاضلة!!!)، لأنه على يساوي شيئاً - وأنا أعني ما أقول - ...
نعم، لا شك في خطأ الشيخ ابن باديس - رحمه الله - في هذه المسألة، لكن أن يقرن فيها بالصوفية والقبورية فلا يستقيم ...
وفقك الله ونفع بك ...
الأخ الكريم: "فريد المرادي" - سددك الله -:
1 - أما تعجبك من وصفي لصاحبة رسالة (الرد الوافي .. ) بأنها أخت فاضلة فقد وصفها به الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في تقديمه لكتابها (أضواء سلفية على الجماعة الإخوانية) ن وأزيدك فائدة أن الشيخ صالح السحيمي وصفها بالباحثة، فلا تتعجب أخي الكريم.
2 - أما قولك: (ليتك لم تنقل من تسويد تلك .. لأنه على يساوي شيئاً - وأنا أعني ما أقول -) ممكن زيادة توضيح وبارك الله فيك.
3 - من قرن خطأ الشيخ ابن باديس بالصوفية و القبورية، وهل إذا وافقهم في بعض قولهم يأخذ حكمهم .. الخ ..
ولعلك أخي الكريم تطالع أعداد مجلة رسالة المسجد - أظن - التابعة لوزارة الشؤون الدينية وبعض جرائد البصائر التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين المعاصرة و نقلهم مقال للشيخ ابن باديس -رحمه الله تعالى - حول بدعة الإحتفال بالمولد النبوي لترويجها، والله المستعان.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 03:56]ـ
الأخ الكريم عبد الحق آل أحمد - وفقك المولى -:
1 - من يطلع على كتابات (الأخت الفاضلة!!!) يدرك مستواها على الحقيقة، ولا يحتاج إلى معرفة رأي فلان أو علان،،،
2 - بدعة المولد مردودة من أي أحد؛ ابن باديس أو غيره، ومن يحتفل بالمولد النبوي ليس بحاجة إلى رأي الشيخ ابن باديس في المسألة، والله أعلم،،،
3 - (الباحثة الفاضلة!!!) ذكرت احتفال ابن باديس - رحمه الله - في سياق حملتها الظالمة لإخراجه من المنهج السلفي، ولو أنها اكتفت برد الخطأ فقط لما خالفها أحد، فتنبه،،،
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 05:44]ـ
الأخ الكريم عبد الحق آل أحمد - وفقك المولى -:
1 - من يطلع على كتابات (الأخت الفاضلة!!!) يدرك مستواها على الحقيقة، ولا يحتاج إلى معرفة رأي فلان أو علان،،،
2 - بدعة المولد مردودة من أي أحد؛ ابن باديس أو غيره، ومن يحتفل بالمولد النبوي ليس بحاجة إلى رأي الشيخ ابن باديس في المسألة، والله أعلم،،،
3 - (الباحثة الفاضلة!!!) ذكرت احتفال ابن باديس - رحمه الله - في سياق حملتها الظالمة لإخراجه من المنهج السلفي، ولو أنها اكتفت برد الخطأ فقط لما خالفها أحد، فتنبه،،،
الأخ الكريم: "فريد المرادي" - حفظكم الله وبراك فيكم وسدد على طريق الحق خطاكم -، أعرني سمعك و اصبر عليَّ قليلا:
1 - قولك: (من يطلع على كتابات (الأخت الفاضلة!!!) يدرك مستواها على الحقيقة، ولا يحتاج إلى معرفة رأي فلان أو علان،،،): غير منضبط لأن بعض أهل العلم كالشيخ صالح السحيمي - مثلا - قرظ لها كتابها في الرد على دعوة عمرو خالد ووصفها بالباحثة و أوصاف أخرى، و قد اطلع هو وغيره على كتاباتها ولم يدركوا حقيقة ما أدركته، فإما أنك علمت أشياء بالدليل قد خفيت عليهم فتبينها مشكور، وإما أنك تتحامل على الباحثة لأسباب شخصية لا نعلمها، فذلك شيء آخر إلا إذا كان له تعلق بالدين فينبغي بيانه لنحذر .. و أظن الأخت متزوجة و لها أكثر من طفلين؟، وقد وصفها بعض طلاب العلم في الجزائر العاصمة بالتعالم و ما إلى ذلك ولا أدري ما صحة ذلك و لا حقيقته، فهل لك علم به؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قولك: (بدعة المولد مردودة من أي أحد؛ ابن باديس أو غيره، ومن يحتفل بالمولد النبوي ليس بحاجة إلى رأي الشيخ ابن باديس في المسألة، والله أعلم،،،) نعم كلامك حق بارك الله فيكم، لكن قولك: (ومن يحتفل بالمولد النبوي ليس بحاجة إلى رأي الشيخ ابن باديس في المسألة) هذا من وجهة نظرك و إلاَّ فهم يحتاجون لأيّ قول يدعم بدعتهم و يروجها، وهذا غير خاف على طلاب العلم ممن علموا أحوال المبتدعة و مناهجهم الخسيسة، وعاصروهم وعاشوا معهم خاصة السباب الجامعي في الأحياء الطلابية الجامعية، والله المستعان، ولا أظنه يخفى على أمثالك، فقولك إذن من باب زلة القلم، والله أعلم.
3 - قولك: (الباحثة الفاضلة!!!) ذكرت احتفال ابن باديس - رحمه الله - في سياق حملتها الظالمة لإخراجه من المنهج السلفي، ولو أنها اكتفت برد الخطأ فقط لما خالفها أحد، فتنبه): لا داعي للتعجب ولي سلف، ثم أخي الكريم: لم يظهر لي أنها أخرجته من العقيدة السلفية بدليل أنه كلامهما المحكم في رسالتها (الرد الوافي .. ) و الذي طلبت فيها الحكم عليه من العلماء و عينت على رأسهم الشيخ ربيع بن هادب المدخلي بصفته حامل راية الجرح و التعديل، وإن كان يفهم من بعض العبارات ما قلته خاصة العنوان، لكن إحسانا بالظن أقول لعلها تقصد المنهج السلفي المحض أو العقيدة السلفية المحضة، ومع ذلك فقد ردت الأخطاء و ينبغي قبول الحق الذي فيه، والله أعلم.
ختاما أخي الكريم: لا يدفعنّك حب الشخص أن ترد ما قيل فيه من حق، فكلامها في المولد حق و ينبغي قبوله لا رفضه، وغير ذلك مما جانبت فيه الصواب يرد ولا يقبل، وإذا قبل النبي - صلى الله عليه و سلم - الحق من الكفار، وأهل السنة من أهل البدع، فكيف بامرأة - والأصل فيهن الضعف و النقص في الدين العقل - بذلت جهد لا يستهان به في الرد على من خالف عقيدة و منهج أهل السنة، ولعل ردها على كتاب الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله تعالى - (سر تأخر العرب و المسلمين) في حين كان الكثير ممن يتهمونها بالتعالم من طلاب العلم بالجزائر يقرظ لهم الغزالي الكتب، و ردها على الشيعة في بحث لم ييسر الله طبعه، و دفاعها عن الشيخ الالباني، ورسالتها إلى المرأة الجزائرية، .. الخ، دليل على تحريها الحق و غيرتها، فلا نهون من جهودها وقد فعلت ما لم يفعله الذكور في بلادها ..
والله أعلم.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 10:23]ـ
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=2085
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:29]ـ
يوجد فتوى في حكم بدعة المولد للإمام الشوكاني رحمه الله
وهذه الفتوى مطبوعة ضمن كتاب (فتح الرباني في فتاوي الإمام الشوكاني).
أنصح الاخوة بقرأتها والإستفادة منها.
والله أعلم.(/)
ذكاء عالم ... (موقف الشيخ أحمد شاكر من دعاة إفساد المرأة بمصر)
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 01:21]ـ
ذكاء عالم ... (موقف الشيخ أحمد شاكر من دعاة إفساد المرأة بمصر)
يُعد الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - من أبرز علماء هذا العصر الثقات؛ ممن وفقهم الله تعالى للجمع بين العلم الشرعي ونشره (لاسيما علم الحديث)، مع المشاركة النافعة النابهة في قضايا المسلمين الحادثة. ومثل هذا الجمع لانكاد نجده إلا في قليل، وهو ما تحتاجه أمة الإسلام في كل زمان؛ لكي لاينحرف مسيرها بين عالم أو طالب علم منزوٍ عن هموم الأمة، أومتصدرٍ جهول بشرع الله.
ومما تميز به الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - كذلك: ذكاؤه المشهود في مواجهة أهل الفساد والانحراف، ومعرفته بطرقهم وأساليبهم الملتوية، ومن طالع مؤلفاته أو تعليقاته على الكتب (لاسيما تعليقاته على مسند الإمام أحمد) عرف هذا؛ فهو جدير بكلمة عمر - رضي الله عنه ": " لستُ بالخب ولا الخب يخدعني ". وقد اخترت من " جمهرة مقالاته " التي طُبعت في مجلدين هذا العام: موقفًا مفيدًا يشهد لهذا الأمر؛ واجه به دعاة إفساد المرأة المسلمة؛ ممن كانت تعج بهم بلاد مصر ذاك الحين.يقول الشيخ - رحمه الله -:
(لا يزال كثير من الناس يذكرون ذلك الجدال الغريب الذي ثار في الصحف بشأن الخلاف في جواز ولاية المرأة القضاء!
والذي أثار هذا الجدال هو وزارة العدل؛ إذ تقدم إليها بعض (البنات) اللائي أعطين شهادة الحقوق، ورأين أنهن بذلك صرن أهلاً لأن يكنَّ في مناصب النيابة، تمهيداً لوصولهن إلى ولاية القضاء! فرأت الوزارة إن لا تستبد بالفصل في هذه الطلبات وحدها، دون أن تستفتي العلماء الرسميين.
وذهب العلماء الرسميون يتبارَوْن في الإفتاء!! ويحكون في ذلك أقوال الفقهاء؛ فمن ذاكرٍ مذاهب أبي حنيفة في إجازة ولايتها في الأموال فقط، ومن ذاكرٍ المذهب المنسوب لابن جرير الطبري في إجازة ولايتها القضاء بإطلاق، ومن ذاكرٍ المذهب الحق الذي لا يُجوز ولايتها القضاء قط، وأن قضاءها باطلٌ مطلقاً، في الأموال وغير الأموال.
ومن أعجب المضحكات في هذا الجدال الغريب: أن تقوم امرأة فتكتب رداً على من استدل من العلماء بالحديث الصحيح الثابت: "لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة". فتكون طريفة كل الطرافة، وتدل على أنها تكتب بعقل المرأة حقاً، فتستدل على بطلان هذا الحديث؛ بأنه لا يُعقل أن يقوله رسوله الله الذي يقول: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحُميراء"!! وهي لا تعرف هذا الحديث ولا ذاك الحديث، ولا تعرف أين يوجدان أو يوجد أحدهما، من كتب السنة أو كتب الشريعة أو غيرها؛ لأن كتابتها تدل على أنها مثقفة ثقافة إفرنجية خالصة! ليس لها من الثقافة العربية أو الإسلامية نصيب!
ووجه العجب المضحك في استدلالها هذا الطريف: أن الحديث الذي استدلت به حديث لا أصل له أبداً، أي هو حديث مكذوب لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم! ولستُ أزعم أنها هي التي اخترعته، فإني لا أظنها تصل إلى هذه الدرجة. ولكنه حديث ذُكر في بعض المصنفات القديمة، ونصَّ حفّاظ الحديث ونقدتُه العارفون العالمون على أنه حديث منكر، لم يجد له العلماء الحفاظ إسناداً قط، بل قال ابن القيم الإمام: (كل حديث فيه يا حميراء، أو ذكر الحميراء، فهو كذب مختلق).
فاعجبوا –في بلد العجائب- أن تقوم امرأة لا تعرف عن الشريعة شيئاً، إلا أن يكون ما يعرفه العوام، على شك في هذا أيضاً، فتردّ على العلماء الرسميين، وتجزم بتكذيب حديث صحيح ثابت، استناداً إلى حديث مختلق مكذوب)!!
إلى أن يقول:
(سألت وزارة العدل العلماء فأجابوا. ولستُ أدري لِمَ أجابوا؟ وكيف رضوا أن يجيبوا في مسألة فرعية، مبنية على أصلين خطيرين من أصول الإسلام، هدمهما أهل هذا العصر أو كادوا؟!
ولو كنتُ ممن يُسأل في مثل هذا، لأوضحت الأصول، ثم بنيتُ عليها الجواب عن الفرع أو الفروع.
فإن ولاية المرأة القضاء في بلدنا هذا، في عصرنا هذا –يجب أن يسبقها بيان حكم الله في أمرين بُنيتْ عليهما بداهةً:
أولاً: أيجوز في شرع الله أن يُحكم المسلمون في بلادهم بتشريع مقتبس عن تشريعات أوربة الوثنية الملحدة، بل بتشريع لا يبالي واضعه أوافق شرعة الإسلام أم خالفها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المسلمين لم يبلوا بهذا قط، فيما نعلم من تاريخهم، إلا في عهد من أسوأ عهود الظلم والظلام، في عهد التتار، ومع هذا فإنهم لم يخضعوا له، بل غلب الإسلام التتار، ثم مزجهم فأدخلهم في شرعته، وزال أثر ما صنعوا من سوء، بثبات المسلمين على دينهم وشريعتهم، وبأن هذا الحكم السيئ الجائر كان مصدره الفريق الحاكم إذ ذاك، لم يندمج فيه أحد من أفراد الأمم الإسلامية المحكومة، ولم يتعلموه، ولم يعلموه أبناءهم، فما أسرع ما زال أثره؛ ولذلك لا نجد له في التاريخ الإسلامي –فيما أعلم أنا- أثراً مفصلاً واضحاً إلا إشارةً عالية محكمةً دقيقة، من العلامة الحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774).
ثم ذكر تعليق ابن كثير على حكم التتار بقانونهم الوضعي الذي سموه " الياسق "، ثم قال:
(أرأيتم هذا الوصف القوي من ابن كثير في القرن الثامن؟ ألستم ترونه يصف حال المسلمين في هذا العصر في القرن الرابع عشر؟ إلا في فرق واحد، أشرنا إليه آنفاً: أن ذلك كان في طبقة خاصة من الحكام، أتى عليها الزمن سريعاً، فاندمجت في الأمة الإسلامية، وزال أثر ما صنعت؟ ثم كان المسلمون الآن أسوأ حالاً منهم؛ لأن الأمة كلها الآن تكاد تندمج في هذه القوانين المخالفة للشريعة، والتي هي أشبه شيء بالياسق الذي اصطنعه جنكيز خان، يتعلمها أبناؤها، ويفخرون بذلك آباءً وأبناءً، ثم يجعلون مردَّ أمرهم إلى معتنقي هذا (الياسق العصري) ويشجبون من عارضهم في ذلك، حتى لقد أدخلوا أيديهم في التشريع الإسلامي، يريدون تحويله إلى (ياسقهم الجديد) بالهوينا واللين تارة، وبالمكر والخُدَع تارة، وبما ملكت أيديهم من السلطان في الدولة تارات.
ويصرحون –ولا يستحيون- أنهم يعملون على فصل الدولة عن الدين!! وأنتم ترون ذلك وتعلمون.
أفيجوز مع هذا لمسلم أن يعتنق هذا الدين الجديد؟ أعني التشريع الجديد! أو يجوز لأب أن يرسل أبناءه لتعلم هذا واعتناقه واعتقاده والعمل به، ذكراً كان الابن أو أنثى، عالما كان الأب أو جاهلاً؟!
هذه أسئلة في صميم الموضوع وأصله، يجب الجواب عنه إثباتاً ونفياً أولاً، حتى إذا ما تحقق الجواب بالأدلة الشرعية الصحيحة، التي لا يستطيع مسلم أن يخالفها أو ينفيها أو يخرج عليها، استتبع ذلك –بالضرورة- سؤالاً محدداً واضحاً: أيجوز حينئذ لرجل مسلم أن يلي القضاء في ظل هذا (الياسق العصري) وأن يعمل به ويعرض عن شريعته البينة؟!
ما أظن أن رجلاً مسلماً يعرف دينه ويؤمن به جملةً وتفصيلاً، ويؤمن بأن هذا القرآن أنزله الله على رسوله كتاباً محكماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبأن طاعته وطاعة الرسول الذي جاء به واجبة قطعية الوجوب في كل حال، ما أظنه يستطيع إلا أن يفتي فتوى صريحة بأن ولاية الرجال القضاء في هذا الحال باطلةٌ بطلاناً أصلياً لا يلحقه التصحيح ولا الإجازة!!
ثم يسقط السؤال عن ولاية المرأة هذه القضاء من تلقاء نفسه.
وثانياً: أيجوز في شرع الله أن تذهب الفتيات في فورة الشباب إلى المدارس والجامعات، لتدرس القانون أو غيره، سواء مما يجوز تعلمه ومما لا يجوز؟ وأن يختلط الفتيان والفتيان هذا الاختلاط المعيب، الذي نراه ونسمع أخباره ونعرف أحواله.
أيجوز في شرع الله هذا السفور الفاجر الداعر، الذي تأباه الفطرة السليمة والخلق القويم، والذي ترفضه الأديان كافة على الرغم مما يظن الأغرار وعبَّاد الشهوات؟!
يجب أن نجيب عن هذا أولاً، ثم نبحث بعدُ فيما وراءه.
ثم يسقط السؤال عن ولاية المرأة القضاء من تلقاء نفسه.
ألا فليجب العلماء وليقولوا ما يعرفون، وليبلّغوا ما أُمروا بتبليغه، غير متوانين ولا مقصرين.
سيقول عني عبيد (النسوان) الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا: أني جامد، وأني رجعي، وما إلى ذلك من الأقاويل، ألا فليقولوا ما شاؤوا، فما عبأت يوماً ما بما يقال عنّي، ولكني قلت ما يجب أن أقول). انتهى كلامه - رحمه الله - (جمهرة مقالات الشيخ أحمد شاكر، جمع الأستاذ عبدالرحمن العقل، 598 - 591/ 2).
تعليق
رحم الله الشيخ أحمد شاكر الذي تنبه إلى مكر أهل النفاق وتلبيسهم؛ عندما يتظاهرون بتعظيم الشرع ومرجعيته في بعض الفروع، وهم ينقضون أصوله؛ ثم يأتي بعض السُذج - مهما بلغ علمه - فيُصدقهم ويتجاوب معهم؛ ولم يدرِ المسكين أنه يعينهم على هدم الشريعة والأخلاق. وخذ مثلا لهذا: خوض هؤلاء المنافقين في قضية كشف الوجه، وأن فيها قولين، وأنهم كأهل الإيمان يبحثون عن القول الراجح!! فيصدقهم بعض المتصدرين للفتوى، ويذكرون الخلاف والأدلة .. الخ؛ وما علم هذا المتصدر وأمثاله أن القوم لا يعبأون بأقواله ولا بشرعه! وأنهم إنما يجعلونه سُلمًا وخطوة أولى لإفسادهم.
وأذكر أن امرأة تعمل في إخراج الأفلام! لاتظهر في الصحف والقنوات إلا متبرجة قد أبدت شعرها ونحرها وذراعيها وساقيها، صرحت لإحدى الصحف بأن كشف الوجه فيه قولان! وأنها قد سألت الشيخ الفلاني عن هذا!!
اللهم هيئ لأمة الإسلام علماء أفذاذ من أمثال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -، ممن جمعت لهم بين العلم والذكاء، وجنبهم كل مغفل ساذج. والله الموفق ..
سليمان بن صالح الخراشي
المصدر
مكتبة صيد الفوائد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 07:06]ـ
رحم الله الإمام أحمد محمد شاكر وغفر له فقد كانت نسيج وحده مدافعاً عن دينه وقضايا أمته.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 02:42]ـ
رحم الله الشيخ العلامة المحقق الفذ أحمد شاكر بل ورحم الله آل شاكر جميعا فهم أهل علم وتقوى وصدع بالحق
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 07:34]ـ
رحم الله الإمام أحمد محمد شاكر وغفر له فقد كانت نسيج وحده مدافعاً عن دينه وقضايا أمته.
نعم
رحمه الله
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 08:16]ـ
رحم الله الشيخ العلامة المحقق الفذ أحمد شاكر بل ورحم الله آل شاكر جميعا فهم أهل علم وتقوى وصدع بالحق
رحم الله الشيخ ورحم الله آل شاكر جميعا
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 12:36]ـ
رحم الله الإمام أحمد شاكر , وبارك الله في الأخ الخراشي وابن العثماني
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 12:26]ـ
رحم الله الإمام أحمد شاكر , وبارك الله في الأخ الخراشي وابن العثماني
شكرا لك ... بارك الله فيك ... :)(/)
استمطار السحب في منطقة الرياض؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 11:45]ـ
قال مدير عام المركز الوطني للأرصاد وحماية البيئة في السعودية:
إن مشروع استمطار السحب دخل المرحلة الرابعة في منطقة الرياض بـ 11 طائرة، حيث بدأ بهذا المشروع فعليا منذ خمسة أشهر بهدف إيجاد موارد جديدة لتأمين مصادر مائية أخرى.
وأوضح صالح الشهري أن الطائرات تقوم حالياً بمهام فيزياء السحب هي (11) طائرة منها 8 "كنج إير" و2 "شايان" و بالإضافة إلى شبكة رادارات طقس متطورة خاصة بالأبحاث المتعلقة بفيزياء السحب، مشيرا كذلك إلى استخدام أجهزة رادار مُتنقلة يتم تركيبها وتجهيزها لاستخدامها حسب الحاجة وأيضاً شبكة الاتصالات والأقمار الصناعية وتقنية المعلومات والإنترنت وكافة الاحتياجات الأرضية اللازمة للبرنامج بالإضافة للقدرات البشرية لجميع التخصصات.
كما استعان البرنامج، بحسب الشهري، بعدد من الكفاءات العلمية والخبراء من الجامعات والجهات الحكومية المختصة بالمملكة ضمن اللجنة العلمية للبرنامج، وقال إن المشروع يأتي في ظل الرغبة في إيجاد الحل لمعالجة مشكلات النقص في المياه، حيث بدأت المملكة باتخاذ بعض الإجراءات الكفيلة للحد من الآثار السلبية لهذه المُشكلة، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية الخميس 20 - 3 - 2008.
ولفت الشهري إلى أن هذا البرنامج يُشكل تجربة مثيرة للاهتمام نتيجة لتميّز منطقة الرياض بظواهر جوية فريدة تؤدي إلى غيوم تختلف عن غيرها في الأنحاء الأخرى من العالم التي تمت دراستها في السابق ضمن برنامج تحوير الطقس، وهذا ما يجلب معه تحديات من نوع خاص لتقييم تأثيرات البذر في الهاطل المطري.
وقال الشهري: "بالإضافة إلى الطرق المُتبعة للحصول على المياه النقية عن طريق تحلية مياه البحر وتكرير وإعادة استخدام المياه المعدومة مع الأخذ في الحسبان محدودية استخدام المياه الجوفية بسبب الاستخدام الجائر لهذا المورد المهم، بدأت المملكة في البحث عن طُرق بديلة لتأمين مصادر مائية جديدة، ورأت في تقنية زيادة الهاطل المطري عن طريق استمطار السُحب صناعياً إحدى الطُرق الإضافية الواعدة لتأمين مصادر مائية جديدة تُسهم في معالجة هذه المُشكلة وبتكاليف قليلة".
ارجوتعليق الاخوة الكرام
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 06:27]ـ
أظنه من العبث اعتقاد نزول الأمطار بفعل الاستمطار والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 07:00]ـ
لا تعارض إن كان بأسباب كونية أودعها الله في الكون، ولو شاء ربك ما فعلوه. وقد طُبقت في أوروبا وأمريكا، فيُبحث: هل نجحت؟ ومن وجهة نظري اعتقد أن الاستمطار الصناعي تعبير عن الجفاف الروحي الذي يعاني منه الإنسان المعاصر، وكناية عن الجدب النفسي، والقحط الاعتقادي، وهو مثال على احتقار الناس اليوم للأسباب الشرعية ودورها المباشر في جلب الرزق، كما أنه مؤشر على استعداد الانسان المعاصر للمضي في ذنوبه و جرائمه مع استمطار الرحمة من غير الطريق الذي يستلزم افتقار الخلق إلى خالقهم. وبقي أن نسأل: ماذا يغني الاستمطار إذا هطلت أمطار لا بركة فيها؟ هل يستطيعون استمطار البركة؟ وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أن قال ((ليست السنة بأن لا تمطروا. ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئا)). رواه مسلم.
قال النووي: (والمراد بالسنة هنا القحط , ومنه قوله تعالى: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين}).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 09:23]ـ
شكرا لكماوبارك الله فيكما
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 10:43]ـ
من البحوث في الاستمطار
بحث الشايع
http://www.saaid.net/Doat/shaya/index.htm
.
.
بحث السحيباني
http://www.salmajed.com/artman2/publish/_154/_2745.shtml
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 11:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الكناني]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 04:17]ـ
سؤال
هل تحتاج هذه القضية ال اجتماع علماء المسلمين لابداء الرأي أم نقول أن الاصل هو الحل؟
وهذا الأخير هو ما اراه وكفا من ابدا الأراء في كل شئ وتذكروا ان اعظم ان جرما .....
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 11:00]ـ
اخي الكريم نعم تحتاج القضية الى قول علماء المسلمين(/)
أصول الصحوة الجديدة
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 08:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال مهم يبين فيه الشيخ علي بن خضير الخضير - فك الله أسره - أصول الصحوة الجديدة, وما أحدث فيها رموزها المميعون من مخالفات شرعية ..
أصول الصحوة الجديدة
بقلم الشيخ؛ علي بن خضير الخضير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
إن الصحوة الأم في الآونة الأخيرة بدأت تعيش أزمات متلاحقة، ولا بد أن نعي أن هذه الأحداث التي تعصف بالصحوة الأم وتهدد بتفككها ليست أحداثاً فردية وليست أيضاً من باب الزلات أو كبوة فارس، بل هي توجه يحمل في طياته أصولاً وركائز تَخرج لنا بين الفينة والأخرى، فبعد أن كانت الصحوة الأم تعيش متماسكة قوية، انشق منها الآن توجهان - ولا حول ولا قوة إلا بالله -
1) عصرانيون: وهؤلاء أول فرقة انشقت، وهم علمانيون بثياب إسلامية، وسبق أن كتبت فيهم رسالة تُبين أصولهم ومراحلهم.
2) تيار انهزامي: وما زال هذا التيار المنشق عن الصحوة الأم يعيش فترة نمو، وما بين الفينة والفينة يستحدث من الأصول ما يناسب العصر والواقع، ثم يلبسه لباس أهل السنة والجماعة، ولباس الاجتهادات المسموح فيها، وعمر هذا التيار لا يتجاوز السنتين تقريبا لا تحديدا.
ونبدأ بالفرقة الثانية التي انشقت عن الصحوة الأم، وهي ما يُسمى؛ بالصحوةالجديدة، أو الصحوة الثانية، أو الصحوة الواقعية، أو تصحيح الصحوة، أو الصحوةالمعتدلة، أو تيار تجديد الخطاب الإسلامي، أو ما سموا به أنفسهم أخيراً؛ التيارالوسطي المعتدل ... كل هذه أسماء مترادفة لهذا التيار، ولهم أطروحات جديدةمنها:
الأصل الأول في باب الأيمان والكفر: ففي باب الإيمان يتجهون إلى الإرجاء وفي باب التكفير إلى التجهم، ولذا لا يكفرون الساب حتى يعتقد، ولا الحاكم بالقوانين حتى يعتقد، ولا من تولى الكفار حتى يعتقد، ولا من يتحالف مع الكفار حتى يعتقد، وهذه المفردات انقلبت إلى أصل هو الإرجاء.
ومن أصولهم في باب التكفير:
أ) التحذير المطلق من التكفير عموما دون تفصيل.
ب) إطلاق التفريق بين القول والقائل والفعل والفاعل دائماً وفي كل مسألة سواء أكانت في باب الشرك الأكبر أم في المسائل الظاهرة لمن قامت عليه الحجة، مع أنه اجتمعت الأسباب وانتفت الموانع، ولذا فليس عندهم أعيان يكفرونهم إلا من جاء ذكرهم في الكتاب والسنة.
ج) هجر علم وفقه باب التكفير والتحذير من تعلمه والتفقه فيه وعدم تدريسه وترك كتبه، والتحذير من كتب أئمة الدعوة النجدية، واعتبار تعلم أصول التوحيد وتكرار كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب لا داعي له، وهجر دراسة نواقض الإسلام واعتبار دراستها فتنة وجرأة على التكفير.
د) عدم الاهتمام بمسائل الولاء والبراء والبغض والمعاداة وعدم الاهتمام بمسألة الكفر بالطاغوت، ويرددون أننا غير متعبدين بذلك ولن يسألنا الله عنها، وليس في علم ذلك فائدة.
هـ) الإطلاق في مسائل العذر بالجهل والتوسع فيه حتى في الجهال المعاندين والمفرطين، وحتى وصل الأمر عند بعضهم إلى إعذار جهال اليهود والنصارى.
و) الدعوة إلى التسامح والسلام العالمي وترديد ذلك.
ز) التحذير من تكفير الطغاة المبدلين ونبذ من كفّرهم وعاداهم على هذا الأصل.
ح) جعل أشخاص معينين من السياسيين هم المعيار والميزان، فمن كفّرهم - مع أنهم أتوا بأسباب الكفر الصراح وانتفت الموانع - فهو حروري وتكفيري وصاحب فتنة وليس من أهل السنة.
2) وفي باب الجهاد معطلة للجهاد المسلح؛ ومخذّّّلة ومرجفة: ويجعلون مراحل تعجيزية للجهاد المسلح حقيقتها تنتهي إلى تعطيل الجهاد، ويستبدلونه بجهاد الكلمة أو الشبكة - الانترنت - أو جهاد التربية، أو جهاد الفضائيات التي أفسدوا بها الناس وأفسدوا بها شباب الصحوة، وبعضهم يرون أنه لا جهاد طلب، ويهاجمون المجاهدين ويلمزونهم ويتهمونهم بالاستعجال والغلو وعدم فهم الواقع، وأنهم تكفيريون وخوارج وأهل ردود أفعال فقط، وأنهم افتاتوا على الأمة ولم يُشاوروا العلماء، ولا يُراعون المصالح والمفاسد، وأضاعوا مكاسب الدعوة، وجرّوا الأمة إلى صراع غير متكافئ ... إلى غير ذلك من الجور والظلم العظيم الذي ظلموا به إخوانهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن شبهاتهم في هذا الباب؛ أن الأمة غير مهيأة للجهاد، ولا يجوز جرّ الأمة إلى معركة غير متكافئة، ويشترطون التكافؤ في الجهاد وأن يسبقه التربية، ويتهمون الجهاديين بأنهم أضاعوا مكاسب الصحوة مثل إغلاق جمعيات الإغاثة في الغرب والمراكز الإسلامية فيها، وكذا قلّة الدروس العلمية والتأليف وتسلط الغرب على الانترنت وهكذا، وقد يفصلون أو يطردون الجهاديين من حلقاتهم وتجمعاتهم ومنازلهم ويؤثمونهم، وينفون عنهم الأجر والمثوبة والقبول من الله ويجعلون قتلاهم ليسوا شهداء.
3) وفي باب الفقه فتحوا باب الترخص: واستحدثوا ما يُسمى - زورا وبهتانا - بفقه التيسير، وهو اختيار ما يوافق العصر وفيه يسر على الناس - زعموا - مما اختلف فيه أهل العلم، علما بأن الأصل في مثل هذا؛ أن ما اختلف فيه أهل العلم يرجح الراجح بناءا على ما دلت النصوص عليه، وهؤلاء عكسوا، فكانوا يرجحون على أساس يسره على الناس، وبهذا الأصل الباطل أفتوا بأشياء في الحج والبيوع واللباس والفضائيات وما يتعلق بالمرأة والحجاب واللحية والسفر بدون محرم، والتساهل في سماع الغناء والموسيقى بحجة أن هناك فرقاً بين السماع والاستماع، والسفر من أجل الاستمتاع بالنساء بعقد ظاهره الجواز، وحقيقته حيلة من أجل الاستمتاع فقط؛ فحقيقته نكاح متعة من غير نية الاستقرار معها أو الإنجاب ... الخ، فأصبحوا أهل أهواء وترخصات في باب الفقه.
4) وفي باب الموقف من أهل البدع والأهواء استخدام سياسة الاحتواء والموازنات بين الحسنات
والسيئات.
5) وفي باب الموقف من العلمانيين والسياسيين استخدام أسلوب الحوار ومد الجسور، وترك مجاهدتهم والاحتساب عليهم وهجر أصول السلف فيهم.
6) التركيز من الناحية السياسية على قضايا معينة لا يختلف فيها أحد لكسب رضا الجميع، مع إهمال قضايا مهمة: كالتوحيد وأصول الولاء والبراء ومسائل الكفر بالطاغوت ومسائل تبني الجهاد والمجاهدين والأمر والنهي والاحتساب في ذلك.
7) استخدام أسلوب البرلمانات أو التحالف مع العلمانيين أو السياسيين أو التربية والتثقيف والوعي واتخاذ ذلك طريقا لإقامة الدولة الإسلامية.
8) تعظيم جانب المصلحة والسياسة الشرعية في ظنهم ولو خالفت الشرع: فإن أكثر استدلالهم في مواقفهم بالمصلحة، ولذا انتقدوا تكسير أصنام بوذا من قبل حكومة الإمارة الإسلامية في أفغانستان بحجة أن المصلحة تقتضي التمهل وعدم الاستعجال في تكسيرها، ثم يخترعون المفاسد الظنية - مع العلم بأن أعظم المصالح؛ إقامة التوحيد وكسر الشرك - ويعارضون أعمال المجاهدين باسم المصلحة، ويتنازلون عن أشياء في العقيدة والأصول باسم المصلحة، ويستخدمون المناورات السياسية باسم المصلحة والسياسة الشرعية، ويكون لهم كلام خاص يُخالف الكلام المعلن باسم المصلحة والسياسة الشرعية، وتركوا بيان الحق ورد الخطأ باسم مصلحة الاجتماع - زعموا - وتركوا التراجع عن الخطأ الذي يعترفون سرا أنهم اخطأوا فيه من باب المصلحة ووحدة الصف، مع أن التلبيس به باق ولا زال نشره ساري المفعول، واستغلال أهل الباطل له باق.
9) ثم أحدثوا مسألة التعايش مع الأمريكان: عن طريق الأرض المشتركة والأصول المتفق عليها مع نبذ العنف والإرهاب والتعاون على ذلك، وأحدثوا هذا الأصل في الوقت الذي كثرت فيه الدعوات إلى الحوار والتعايش مع الغرب وخصوصا مع الأمريكان، مسايرة لهذا الواقع، وأيضا رسالة إلى بعض السياسيين من باب الاسترضاء، وهذا الأصل وعدوا بنشره وإشاعته، والى كتابة هذه الأسطر وهو منشور.
10) ولما ظهرت الردود على مسألة التعايش انتهجوا وروّجوا لإلغاء باب الردود: واعتباره مفرقا للجماعة ومبعثرا للصف، وأنه من أسباب الفرقة والضياع، ناسفين بذلك طريقة السلف في الردود المبينة للحق المزيلة للخطأ، مع أنهم في القديم ردوا على فتاوى مشهورة وعلى علماء مشهورين ولم يلتفتوا إلى مسألة أن الردود مفرقة للجماعة مبعثرة للصف!
وبهذه المناسبة سوف أذكر لك أيها القارئ الحبيب نماذج من ردود السلف بقصد بيان الحق ورد الخطأ:
- كتاب "السير" للأوزاعي، وهو رد على سير أبي حنيفة.
- وكتاب "الرد على سير الأوزاعي" لأبي يوسف.
- كتاب "الرد على محمد بن الحسن" للشافعي.
- الكتب المسماة بـ "الرد على الجهمية"، للإمام أحمد والدارمي وأبي داود في سننه وابن ماجة في سننه.
(يُتْبَعُ)
(/)
- و "الرد على بشر المريسي" للدارمي.
- "المصنف" لابن أبي شيبة في فصل الرد على أبي حنيفة رحمه الله.
- وفصل في "السنة" لعبد الله بن أحمد فصل بعنوان "الرد على أبي حنيفة".
- "رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت".
- رسالة ابن قدامة المقدسي في الرد على ابن عقيل الحنبلي.
- ردود البيهقي على من رد على الشافعي، مثل كتاب "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"، و "كتاب الانتقاد على الشافعي".
- ردود أبي يعلى، مثل كتاب "الرد على ابن اللبان الشافعي"، وكتاب "الرد على الكرامية "، وكتاب "الرد على السالمية".
- ردود ابن تيمية، مثل "الرد على الأخنائي"، وكتاب "الرد على البكري"، "قاعدة في الرد على
الغزالي في التوكل".
- كتاب "الصارم المنكي في الرد على السبكي"، لمحمد بن أحمد بن عبد الهادي.
- وكتب ابن القيم في الردود.
- وكتاب "الرد الوافر على من زعم بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر"، لابن ناصر الدين الدمشقي.
- ردود الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مثل؛ كتاب "مفيد المستفيد" ردا على أخيه سليمان، "رسالة في الرد على الرافضة".
- ردود عبد اللطيف بن عبد الرحمن، مثل؛ "منهاج التأسيس في كشف شبهات داود بن جرجيس"، وكتاب "الإتحاف في الرد على الصحاف"، وكتاب "دلائل الرسوخ في الرد على المنفوخ"، وكتاب "البراهين الإسلامية في رد الشبه الفارسية".
- كتاب "الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين"، لعبد الله أبا بطين.
- كتاب" تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدراسي والسندي والحلبي:، لأحمد بن عيسى.
- ردود ابن سحمان، مثل؛ "الأسنة الحداد في الرد على علوي حداد"، و "الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية"، و "تأييد مذهب السلف وكشف شبهات من حاد وانحرف ودعي باليماني شرف"، و "البيان المبدي لشناعة القول المجدي".
- كتاب "غاية الأماني في الرد على النبهاني"، لمحمود الآلوسي.
- كتاب "نقض المباني في فتوى اليماني وتحقيق المرام فيما يتعلق بالمقام"، للشيخ سليمان بن حمدان.
- وعبد الرحمن المعلمي في كتابه "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل".
- الشيخ عبد الله بن حميد في كتابه "الرد على ابن محمود".
- كتب الشيخ حمود التويجري، ومنها؛ "الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي"، "السراج الوهاج في الرد على شلبي في الإسراء والمعراج "، كتابه في الرد على أهل الفلك المسمى "الصواعق الشديدة على اتباع الهيئة الجديدة".
* * *
القسم الثاني الذي انشق من الصحوة الأم؛ وهؤلاء هم الغلاة، وهم ما يسمى بالعصرانيين:
وهؤلاء أطروحتهم مثل أطروحات العلمانيين في المرأة والاقتصاد والسياسة والمال والغناء والفن والتمثيل، وهم مرجئة في باب الإيمان، جهمية في باب التكفير مع رقة في الدين، وعلمانيين في باب السياسة والحكم.
* * *
تنبيه:
هناك من أهل الصحوة من يوافق التيار الانهزامي بأصل أو أصلين، فهذا لا يكون منهم، ولا يحسب عليهم، لكنه يُخشى عليه الانخراط في سلكهم إن لم يتدارك أمره، وهذا يُقال فيه؛ أخطأ في هذا فقط، ويبقى على ما كان عليه، والله أعلم.
* * *
وما عدا القسمين السابقين، بقيت الصحوة الأم - ولله الحمد - على أصول أهل السنة في الإيمان والتوحيد والتكفير والفقه والجهاد والسياسة والموقف من الكفار والعلمانيين والضالين والمبتدعين ورفض التعايش ورفض والأطروحات العلمانية وغير ذلك، وهم جمهور الصحوة اليوم - ولله الحمد - ولم يشذ عنها إلا أولئك النفر القليل الذين أحدثوا الفرقة والشقاق.
نسأل الله أن يهدينا وإياهم وأن يردهم إلى الحق وأن يجنب المسلمين الفرقة والخلاف والعداوة والبغضاء المخالفة للشريعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 09:33]ـ
السلام عليكم
صحوة الأم
وصحوة انهزامية
وصحوة عصرانية
وربما سيتفرع من هذه الصحوات صحوات!
ولو سألت صاحب المقال غفر الله له عن بعض العلماء كابن باز وابن عثيمين والالباني رحمهم الله
في أي دوئرة من دوائر الصحوة يقع هؤلاء العلماء
فهم لايكفرون حكام المسلمين
ولا يجوزون التفجيرات في بلاد المسلمين
ولا ولا ...........
فهؤلاء يخالفون الشيخ علي بالكثير من المسائل التي طرحها!!
وأقول أن قضية التصنيف قضية خطيرة جدا
ونظرة ان لم تكن معي فأنت ضدي قضية أخطر
ونظرة الميل الى قول "من الأقوال في المسائل الاجتهادية " بالعصمة لهو أشد خطرا
وكما قال أحدهم بمسألة اخلاقيات الخلاف:
فلستَ بأصدق إيمانًا بالضرورة، ولا أوسعَ علماً ولا أرجحَ عقلاً، والتزام الإنصاف وهو أن تُنزِّل الآخرين منزلة نفسك في الموقف، واستعمال الصبر والرفق والمداراة، واحتمال الأذى ومقابلة السيئة بالحسنة، وعدم التعصّب
وفقكم الله
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 10:14]ـ
1) عصرانيون: وهؤلاء أول فرقة انشقت، وهم علمانيون بثياب إسلامية، وسبق أن كتبت فيهم رسالة تُبين أصولهم ومراحلهم.
ممكن أحد يحضر لنا هذا البحث ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 10:51]ـ
الكلام في عمومه جميل، ولكن أخاف أن يساء فهمه.
بمعنى أن كلامه العام قد يدخل فيه علماء.
مثال بسيط: هناك من يرى الزواج بنية الطلاق، مسألة اختلف فيه. ولو أن الأصل في الزواج الصدق، والدخول في النكاح بنية الطلاق ليس من الصدق والله أعلم. لا أظن أن امرة ذات كرامة ترضى بهذا.
على كل حال، كأني فهمت من كلام الشيخ أنه يلمز القائلين بهذا القول.
على كل، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه،،
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 02:06]ـ
أخى الكريم أبا الفيصل
إن كلام الشيخ صحيح وواقع يراه كل بصير ولا يخالفه إلا من زل من العلماء أو من تتبع الزلات من طلاب العلم ظنا منهم أنها الحق أو زيغا وضلالا وليس هذا الكلام بنظرة ان لم تكن معي فأنت ضدي كما ادعيت
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 01:42]ـ
أخي الحبيب أبا زكريا المهاجر
الكلام في العموم يتقنه كل الناس
وليس هناك داعي برمي المخالف للشيخ علي بالزيغ والضلال
فالذي يعرفه البصيرأن الشيخ علي غفر الله له يخالف الكثير من علمائنا الربانيين كأمثال ابن باز وابن عثيمين والالباني والفوزان وغيرهم بالكثير فيما يختص بالحاكم والجهاد والحكم بغير ماأنزل الله وغير ذلك
فهل يوصف هؤلاء العلماء بالزيغ والضلال؟!!
الظن بأني بينت المراد والمقصد في تلك المشاركتين
والله ولي التوفيق
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 03:54]ـ
أخى العزيز أبا الفيصل
أما قولك:
فالذي يعرفه البصيرأن الشيخ علي غفر الله له يخالف الكثير من علمائنا الربانيين كأمثال ابن باز وابن عثيمين والالباني والفوزان وغيرهم بالكثير فيما يختص بالحاكم والجهاد والحكم بغير ماأنزل الله وغير ذلك
نعم هذا حق ولا أحسب الحق إلا مع الشيخ على ومن وافقه كالعلامة الشيخ حمود العقلاء يرحمه الله وغيرهم
وأما قولك:
فهل يوصف هؤلاء العلماء بالزيغ والضلال؟!!
من قال هذا؟ ومن قال هذا ليس بمنصف قطعا إن شاء الله
وليس معنى أننى أخطىء عالما فى مسئلة أنى أضلله أو غير ذلك
وهذا لايفهم من كلام الشيخ الخضير لأنه عالم ويعلم هذه الضوابط فى التعامل مع أخطاء العلماء
وإنما يتنزل كلام الشيخ على من تتبع الزلات
أرى هذا واضحا أخى بارك الله فيك
ـ[عبد فقير]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 02:58]ـ
ياإخوانى ألم تتدبروا القيد الذي ذكره الشيخ (على هذا الأصل) فهو يتحدث على المخالفين المنطلقين من أصل فاسد ألا وهو لا كفر إلا بالاعتقاد
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 11:52]ـ
بعد حوالي ست سنوات من غياب الشيخ علي تطور الأمر كثيراً و اقتنع الكثير بهذا التقسيم فالانهزاميين الذين ذكرهم الشيخ اقتنع حتى غير المستقيمين بذلك فقال لي بعضهم العودة مميع للدين
لكن الشيخ يظنهم تياراً، و الظاهر أنهم ليسوا تياراً بل تنظيماً، و لو كانوا تياراً لم يستمروا هذه المدة
و قد كانوا يستغلون بعض العلماء و منهم الشيخ علي و شيخه حمود العقلا لتأييدهم، فأيدوهم ثم ندموا لما تبين لهم خاتمتهم، و لكن الشيخ حموداً و الشيخ علياً كانوا يحترمون العلماء الكبار
و للنظر إذا خرج الشيخ علي هل سيضل على عقيدة أهل السنة و نسأل الله ذلك و ألا يكون كغيره ممن خرج، و خاصة أنه تبين له أن كبار العلماء كانوا على حق لما عارضوا هؤلاء من أول ما خرجوا(/)
الشويقي: كتابات «المحمود» ارتجالية تخلو من النضج والموضوعية
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 09:34]ـ
عكاظ
اتهمه بإدمان المديح الخطابي للمدنية الغربية
الشويقي: كتابات «المحمود» ارتجالية تخلو من النضج والموضوعية
محمد بن علي المحمود لديه ولعٌ شديدٌ وشغفٌ لا حدَّ له بكيل المدائح الإنشائية للمفاهيم الليبرالية الغربية وما يتفرَّع عنها، كما أن لديه حساسيةً شديدةً تجاه أيِّ نقدٍ يُوجَّه لها، حتى يخيل لقارئ بعض مقالاته أنه أحد مؤسِّسي النهضة الأوروبية المنظِّرين لها، وأحد أعلامها الكبار الذين بذلوا عرقهم لإشادة بنيانها، فهو ـ بالتالي ـ يغار عليها من نسمة الهواء العابرة أن تنال من وجهها المشرق الأبيض النقيِّ. وقد كان من الممكن قبول بعض دفاعاته لو أنه انتهج الموضوعية والعلمية في كتاباته، غير أنه في سرده لمقالات المديح يصوِّر الغرب وكأنه مجتمع أفلاطوني، يتمثل تعاليم فولتير في جميع حركاته وسكناته.
بندر بن عبدالله الشويقي*
هذا التصور الساذج لتركيبة المجتمع الغربي لا يختلف عن التصور القديم الذي حكاه المحمود عن نفسه حين كان يظنُّ في يومٍ من الأيام أن علوم الفلك والطب والجغرافيا والعلاقات الدولية موجودة في شعر المتنبي والمعرِّي!
هذا الخلل لدى المحمود ونظرائه لم يفُتْ البارع إبراهيم السكران وهو يبحث (مآلات الخطاب المدني)، حين ذكر أن أصحاب ذاك الخطاب لا يملكون (“تصوراً علمياً” معنياً بقراءة وتفسير الحالة الغربية كنسيجٍ اجتماعيٍّ أو شبكةٍ معقدةٍ تمتزج فيها السياسة والمصالح والأفكار والأخلاق والتيارات. بل يقدِّمون صورة الفكر الغربي بلغة مناقبية وعبارات وجدانية هي أقرب إلى الهيام منها إلى القراءة المعرفية, فخطاب غلاة المدنية عن الغرب هو خطاب تبشيري وليس كما يزعمون من أنه خطاب تحليلي) اهـ. فلنرجع لكتابات المحمود وسنجد اللغة الخطابية المناقبية الوجدانية في وصف الفكر الغربي حاضرةً في الصدارة. فمن ذلك ـ على سبيل التمثيل لا الحصر ـ قوله في مقالة عنوانها: (ويبقى الإنسان): (لقد كانت الفلسفة بأفقها الأرحب، وتسامحها اللامحدود، وقدرتها الفائقة على الاستقبال والإرسال، وبراءتها من اليقينيات المطلقة، هي صاحبة الفضل في قيادة الفكر الأوروبي إلى الإنسان. ذلك أنها ربطت الوجود بالفكر، فارتبط الفكر بالإنسان، وبهذا أصبح الهم الإنساني لا يغيب عن الذات المفكرة). وفي مقالته (متطرفون في الزمن الليبرالي) يقول المحمود: (القيم الليبرالية - بتقدميتها التي تعانق إنسانية الإنسان - هي مستقبل الإنسان المعاصر ... الزمن المعاصر زمن ليبرالي، ولا يستطيع أي أحد أن يزورَّ عن الليبرالية - فضلاً عن أن يحاربها) اهـ.
لغة المديح الخطابية هذه التي أدمنها المحمود لن تفسح أيَّ مجالٍ لعقله كي يفكر ويميِّز الحسن من القبيح في مظاهر وحقائق المدنية الغربية. وهذا هو الفارق الأميز بين كتاباته الحادة، وبين بحث السكران المتوازن. فالأخير يكتب لينبه للأشواك المحيطة بوردة الحضارة الغربية، في حين لا يرى المحمود في المنتج الغربي سوى باقة زهور منزوعة الأشواك.
حتميات ماركس
أما حديثه عن كون الليبرالية (هي مستقبل الإنسان المعاصر)، وأنه ما من (أحدٍ يستطيع أن يزوَرَّ عنها فضلاً أن يحاربها)، فهذا الخطاب يذكرنا بحتميات ماركس التي طواها النسيان بعدما صفَّق لها طويلاً شعراء البلاط الماركسي. واليوم جاء دور شعراء البلاط الليبرالي لينظموا القصائد في الحتمية الليبرالية. لا أريد أن أقف طويلاً ههنا، لكني فقط أريد أن أرجع مع المحمود للوراء قليلاً، إلى مقالةٍ كتبها بعنوان: (الإرادة الإنسانية ... المستقبل يصنعه الإنسان). في تلك المقالة شنَّعَ المحمود على من يلغي إرادة الإنسان، ويجعلها رهينةً بالحتميات! وذكر أن من ميزات الإنسان الغربي أنه لا يستسلم للحتميات! وأعلن أنه لا يمكن أن يحصل انبعاثٌ مادام الوعي أسيراً للحتميات! بل أعلن أن الاستسلام للحتميات نفي حادٌّ للإنسان! بل هو انتقال من عالم الإنسان إلى عالم الأشياء!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان الأمر هكذا .. فكيف استباح المحمود نفي إنسانيتنا، وكيفَ أسلمنا للحتميات، ونقلنا ـ ونقل نفسه معنا ـ إلى عالم الأشياء، حين حكم وقضى بأن الليبرالية قدرنا المحتوم الذي لا يستطيع أحدٌ منا أن يزورَّ عنه، فضلاً عن أن يحاربه؟!
هذه الخطابيات المتناقضة تؤكد قناعةً لديَّ ولدى كثيرين غيري، خلاصتها أن المحمود لا علاقة له بالليبرالية من قريبٍ ولا من بعيدٍ، إلا علاقة المديح الإنشائي. ومن نسبه إلى الليبرالية فقد حمَّله ما لا يطيق. فالمسألة كلها لا تتعدى رغبةً محمومةً في المشاكسة والمعاكسة لا أكثر. ومثل هذه الرغبة لا يمكن بحالٍ أن ينتج عنها فكرةٌ متزنةٌ أو رؤيةٌ ناضجةٌ. لذا فإن التوازن والنضج آخر ما يمكن أن تجده في مقالة يكتبها محمد المحمود.
بين المحمود و برتراند رِسْل
كان برتراند رِسْل يقول: “إن الفيلسوف الليبرالي لا يقول: (هذا حق) .. بل يقول: (يبدو لي أن هذا الرأي أصحُّ من غيره) ”. ولربما لو مُدَّ في عمر رِسْل، لأعاد النظر في مقولته تلك. فما من أحدٍ يتنفس الهواء هذه الأيام يمكن أن ينافس المحمود في عبارات الجزم والحسم واليقين والتحقير والتجهيل لمخالف رأيه. فلابدَّ أن يكون أحد الاثنين قاصراً في فهمه للفلسفة الليبرالية: إما (برتراند رِسْل)، أو (محمد المحمود)!. ومع قناعتي بأن الرؤية الليبرالية تصبح قيمةً أرضيةً منحطةً إذا ما قورنت بالمفاهيم الاجتماعية والقيم السامية لشريعة الإسلام، إلا أن جميع ما يكتبه المحمود لا يرتقي لمستواها بأيِّ حالٍ، حتى وإن أجهد قلمه وأهلك نفسه في سبيل الالتصاق بها، وتنصيب نفسه محامياً عنها. فمن الواضح أنه كلما أمعن في الدفاع عنها قدَّم المزيد من البراهين على براءتها منه.
أقول هذا وأنا أعلم أن قلم المحمود يطيش حين يسمع من يتحدث ـ مجرَّد حديث ـ عن وجود تعارض بين شريعة الإسلام، وبين الرؤية الليبرالية. فقد رأيته يقول في مقالة له بعنوان (متطرفون في الزمن الليبرالي): إن (مسألة التضاد بين الليبرالية والإسلام، لم يعُد يتحدث عنها إلا الأغبياء، من سدنة خطاب الجهل). حين قرأتُ هذا الكلام تخيَّلت المحمود جالساً بين يدي فولتير يحاول إقناعه بأنه (ليبرالي أصيل) يؤمن أن الدين يجب أن يكون حاكماً لأنظمة الدولة وقوانينها، فضلاً عن العلاقات الاجتماعية داخلها! فلو سمع فولتير هذا الكلام ربما يكون أكثر تهذيباً، فلا يتحدث عن (الغباء وسدانة الجهل)، لكنه بالتأكيد سوف يضرب كفاً بكفٍّ، وسيدرك أن (التنوير) الذي جاهد من أجله لم تصل صورته إلى الآن إلى رأس شاعر الليبرالية محمد المحمود. فمن الواضح أن صاحبنا يدافع عن مبدأ لا يملك الإدراك الكافي لأبعاده الحقيقية، ثم يزيد في تعقيد الأمر حين يمارس التجهيل والتسفيه لمن يحاول شرح هذه الأبعاد الخافية عنه أوتقريبها إليه.
فمما أذكره هنا أن المحمود كتب يوماً مقالةً عنوانها: (المتطرفون وصناعة خطاب الجهل) شنَّ فيها هجوماً (خطابياً) على برنامج عُرض في قناة فضائية عن الفلسفة (الليبرالية). فكان مما أغضب المحمود قول ضيف البرنامج: إن الفلسفة الليبرالية تتسم بالغموض وعدم الوضوح لدرجة أن أصحابها عاجزون عن تحديد مفهومها بصورة جليةٍ. ومع أن غموض الفكرة الليبرالية مما يقرُّ به منظروها قبل خصومها، إلا أن المحمود فزع ثانيةً لعبارات التجهيل والتسفيه، فكتب مقالةً كرَّر فيها مفردة (الجهل) 45 مرةً! فضلاً عن عبارات التطرف وما يتفرع عنها. ولمزيد من التفخيم والتضخيم، ذكر المحمود أنه لا يمكن لأحدٍ أن يلمس الليبرالية حتى يقرأ المجلدات العشرة من كتاب (قصة الحضارة) كاملةً!
وحين يتابع القارئ هجوم المحمود ليرى أين تنتهي فكرته يجده في النهاية يعلن بوضوحٍ بأن الفكرة الليبرالية لا يمكن أن تُحَدَّ، لأنها تتعدَّد بتعدُّد أفرادها!
إذن كان كلام ضيف القناة الفضائية صحيحاً، فلأيِّ معنى كانت غضبة المحمود؟! فهاهو في النهاية يعود ويقرُّ أن الليبرالية فكرة عائمة تتعدد مدلولاتها بهذه الصورة الفوضوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن الذي يطول منه العجب أن المحمود مع تقريره لهذا التعدُّد والاتساع لمفهوم الليبرالية، ومع تقريره أنها رؤية تتعدَّد معانيها بتعدُّد أفرادها، فإنه ـ في الوقت نفسه ـ يرى من الغباء والجهل أن يتصوَّر أحدٌ وجودَ تعارض بين الإسلام وبين أيِّ واحدةٍ من هذه (الليبراليات) غير المحدودة!
لأجل هذا الموقف وأمثاله أقول: إن من الصعب أن تجد للنضج والاتزان أدنى أثر في كتابات المحمود الارتجالية. والبحث في إثبات أو نفي التعارض بين شريعة الإسلام وبين القيم الليبرالية يحتاج لأمرين اثنين: رؤية واضحة لأبعاد الفكرة الليبرالية، مع دراية وفهم لأصول وقواعد وآداب شريعة الإسلام. والمحمود يعاني فقراً مدقعاً في الجانبين، علاوةً على الحدة والنزق الظاهرين في تناوله للمسائل. فإذا انضمَّ لذلك كله قطيعةٌ كاملةٌ مع النَّص الشرعي، فحينئذٍ يستحكم البلاء، وتضعف أمام المحمود فرص الخروج من الدائرة التي حاصر نفسه داخلها دون أن يشعر. والمتصفِّح لمقالات المحمود من الممكن أن يمرَّ على إنتاجه على مدى السَّنة والسنتين من غير أن يجد أثراً لنصٍّ قرآنيٍّ أو سنةٍ نبويةٍ. مع أن جلَّ ما يكتبه يتعلق بأحكامٍ شرعيةٍ كبرى من المفترض أن تستند على النصِّ الشرعيِّ قبل غيره. بل إني رأيت المحمود في مقالةٍ له عنوانها: (ما بعد الأيديولوجيا .. العقد الاجتماعي)، رأيته يقول: (ماهية الحوار ـ من حيث هو حوار (!) ـ يفترض فيه أن تغيب النصوص التي ينطلق من خلالها المحاور)!!. فمثل هذا الكلام من المحمود يوضِّح أن مشكلته ليست مع سلفية، ولا مع صحوة، أو تراث فقهي، بل معضلته الكبرى مع (النصِّ الشرعيِّ) نفسه. لذا تراه مرةً يتحدث عن (آليات حديثه) لإعادة قراءة النَّص من أجل عصرنة الفكر الديني، ومرةً ثانيةً تراه يعلن أن النَّص من المفترض ألا يكون له مكان في الحوار، (من حيث هو حوار!). فالمشكلة التي يعانيها المحمود مع النص الشرعي واضحةٌ مهما حاول سترها.
وبالعودة لبحث (المآلات) الذي تهجم عليه المحمود، نجد كاتبه يرصد هذه الظاهرة ويبرزها حين يقول: (تأمل في نُفرة كثيرٍ من غلاة المدنية من النصوص الدينية وابتهاجهم بذكر الأعلام الغربية وقارنها بقوله تعالى في سورة الزمر: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة. وإذا ذُكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون). وقوله في سورة الحج: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بيناتٍ تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر)). اهـ.
العقلانية والعقل
نرجع ـ ثانيةً ـ لتلك الحلقة الفضائية عن الليبرالية، فنجد ضيفها يذكر من عيوب الليبرالية كونها (فلسفةً عقلانيةً). وعند هذه النقطة انتصب المحمود مغضباً وكتب يقول: (هذه التهمة من عجائب التيار المتطرف الذي لا يعرف حتى كيف يدين خصومه. فكون الليبرالية عقلانية، يعني أنها مع العقل. وتيار التطرف تيار معادٍ للعقل). حين قرأتُ هذا الكلام شككتُ كثيراً إن كان المحمود قرأ بالفعل كتاب (قصة الحضارة) الذي نصحنا به آنفاً. فلو أنه مرَّ عليه مروراً عابراً لما قال مثل هذا الكلام، ولما فهم كلام ضيف الحلقة هذا الفهم الحرفي العجيب.
حين تعاب نظرية ما بأنها (عقلانية)، فليس معنى ذلك أنها (مع العقل) كما توهم شاعر (الليبرالية). بل المقصود بذلك تصنيفها ضمن أحد مناهج التفكير الفلسفي الغربي الذي لا يؤمن بغير العقل مصدراً للمعرفة. فالدين بالتالي لا يصلح طريقاً أو مصدراً للمعارف، ومن هنا دخل العيب على المناهج العقلانية. ولو تصفَّح المحمود كتابه المفضَّل (قصة الحضارة) فسيجد حديثاً كثيراً مكرَّراً عن كتاب شهيرٍ عنوانه: (نقد العقل الخالص) للألماني عمانوئيل كانت، وهو الكتاب الذي احتفل الألمان قريباً بمرور (220) سنة على تأليفه. وسيجد المحمود ـ أيضاً ـ في (قصة الحضارة) عرضاً واضحاً لموقف (روسو) الناقد لعقلانية حركة التنوير، بعدما توصل إلى أن العقل عاجزٌ عن تعليم الناس الفضائل. فليرتجل المحمود ـ إذن ـ قصيدة يهجو بها (كانت) و (روسو)، وليعطهما نصيبهما من الخمسة وأربعين تجهيلاً، حتى يفهموا مناهج الفلسفة الغربية على أصولها في المرات القادمة.
مقارنة مع ليبرالية فولتير
حين أورد مثل هذه الشواهد، فلست أسعى من خلالها للتشكيك في ليبرالية المحمود، لأن هذه الليبرالية لا وجود لها من الأساس، فلا أجدني بحاجة للتشكيك فيها. غير أني أريد أن أقول: إن المنتسبين لليبرالية نوعان: فهناك ليبرالي (حقيقي)، يقابله ليبرالي (مجازي). فالأول قانع برأيه، مدركٌ لأبعاده، وملتزمٌ لوازمه. أما الثاني فهو في الغالب شخصية تعيش على مشاكسة الآخرين، وتجد لذةً في الخصومة وافتعال المعارك الكلامية العابثة. ومتى ألصقت تلك الشخصية نفسها بالليبرالية، فإن وظيفتها غالباً ما تكون محصورة في القيام بدور شاعر البلاط الليبرالي، الذي يمتهن نظم القصائد في مدح (الليبرالية)، وهجاء معارضيها فقط لا غير. ولو وجد الليبرالي (المجازي) فكرةً غير الليبرالية تساعده على المشاكسة والمعاكسة بصورة أفضل لبادر بالانتساب لها، والالتصاق بها، ونظم القصائد الزائفة في ذكر مناقبها.
* باحث وأكاديمي بجامعة الامام محمد بن سعود(/)
وزارة الداخلية تقر بحق النساء بهويات بالبصمات بدون صور .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 11:47]ـ
بسم الله والحمد لله
وزارة الداخلية تقر بحق النساء بهويات بالبصمات بدون صور
كشفت صحيفة الاوبزرفر البريطانية في عددها الصادر يوم الاحد النقاب عن اعتزام وزارة الداخلية البريطانية اعفاء الاف من السيدات المسلمات من ضرورة ان تكون هناك صور فوتوغرافية تظهر وجوههن على بطاقات الهوية مشيرة الى ان ذلك يأتي في اطار الجهود التي تبذلها الحكومة البريطانية لتبديد مخاوف المسلمين البريطانيين من ان البطاقات الجديدة التي ستصدر في البلاد ستستخدم لاستهدافهم في اطار الحرب ضد الارهاب.
واوضحت الصحيفة انه في الوقت الذي يتعرض فيه ديفيد بلانكيت وزير الداخلية البريطاني للهجوم بسبب عدم سماحه باجراء مناقشات كافية حول هذه البطاقات الجديدة التي تعد اول بطاقات هوية تصدرها بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية اكد مسئولون انه اذا لم ترغب السيدات المسلمات في كشف وجوههن علانية فانه سيتم احترام ذلك.
واشارت الصحيفة البريطانية الى انه بدلا من الاعتماد على الصور الفوتوغرافية فانه سيكون هناك استثناء لبعض الاشخاص الذين سيطلب منهم فقط اخذ بصمات اصابعهم او ما يعرف باسم بصمة العين.
وقال مصدر مقرب من بلانكيت لقد اجرينا مناقشات بناءة مع الجالية المسلمة حيث اننا نرغب في طمأنتهم على اننا نقدر موقفهم ووجهات نظرهم تجدر الاشارة الى ان وزير الداخلية البريطاني سيعلن اليوم الاثنين عن مشروع لاصدار بطاقات الهوية الجديدة في بريطانيا والذي تبلغ تكلفته ثلاثة مليارات جنيه استرليني.
http://www.alriyadh.com/*******s/26-04-2004/Mainpage/MIS_6186.php
= صورة مع التحية لوزارة الداخلية لدينا .. !
= صورة مع التحية لإدراة الأحوال المدنية .. !
= صورة مع التحية لعلمائنا ودعاتنا .. !
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:46]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
لماذا لايطبق عندنا في بلاد المسلمين بدلا عن الصور الفوتوغرافية التي تظهر وجوههن
على بطاقات الهويةا ...
ـ[مكاوي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 11:41]ـ
أخي أبا هيثم
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع، رغم أنك أفرحتنا بالعنوان
والعجيب أن البعض لا يقلدون الغرب إلا في ما يغضب الله!!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 11:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
لماذا لايطبق عندنا في بلاد المسلمين بدلا عن الصور الفوتوغرافية التي تظهر وجوههن
على بطاقات الهويةا ...
ولماذا لا يعمل الإسلاميون على اصدار مثل هذه البطاقات ...
للأسف عملنا ضعيف ومشتت , وعندما يعمل غير نذهب ونلوم الحكومة!!!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 11:46]ـ
ولماذا لا يعمل الإسلاميون على اصدار مثل هذه البطاقات ...
للأسف عملنا ضعيف ومشتت , وعندما يعمل غير نذهب ونلوم الحكومة!!!
إني لأعجب منكم!!
يعني هل تظن أن بإمكاننا عمل ذلك من دون موافقة الحكومة وتسهيلاتها؟
يعني لهذي الدرجة تستميت في الدفاع عن الحكومة وكأنها صورية ما لها كلمة!
بالله عليكم هل تريدونا أن نصدر هوية من مؤسسة من تلقاء أنفسنا ثم تريد من الدوائر الحكومية أن تقبل بها وتعتمدها؟
عجبي لا ينقضي منكم استغفر الله يا رب.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 07:53]ـ
صدقت اختي الامل الراحل في قولك هل تظن أن بإمكاننا عمل ذلك من دون موافقة الحكومة وتسهيلاتها؟
اما قولك يااخي ولماذا لا يعمل الإسلاميون على اصدار مثل هذه البطاقات؟؟
اقول اذا كان السلطة بيدهم فسيفعلون واما بيد غيرهم فلا يستطيعون الامناصحة المسؤلين لعلهم يفعلون ذلك
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 08:40]ـ
دائماً ما يلقى اللوم على المواطن المسكين وخصوصاً " الإسلاميون " .. ! والحكومة لا يمكن مساسها بمعنى لو أمعنت الحكومة في إفساد الناس ولو فتحت مراقص أو خمارات أو سمحت بالإختلاط وغيره ... فاللوم عليك أيها " الإسلامي " أنت السبب؟؟!!
أصبحت الحكومة تعبد من دون الله .. أي بمعنى أن نضرب بما قاله الله تعالى في كتابه وقاله رسوله على الصلاة والسلام في سنته عرض الحائط ونأخذ ما تقول به " الحكومة " .. !! منطق أعوج .. !
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 12:04]ـ
اقول اذا كان السلطة بيدهم فسيفعلون واما بيد غيرهم فلا يستطيعون الامناصحة المسؤلين لعلهم يفعلون ذلك
لا يا أخي لماذا نحاول أ ن نقنع أنفسنا أننا ضعفاء ,بالعكس في أيدينا الكثير والكثير ولكن لا نعرف كيف نستفيد منها ...
انظر مثلا ظاهرة (عباءة الرأس) التي انتشرت بين النساء حتى أصبحت حتى أصبحن حتى الاتي لسن ملتزمات تراهن يلبسونها ..
-------------------------------------
ويبدو أن كلامي قد فهم خطأ ...
أنا لم أقل أننا نستطيع أن نستصدر ما نريد من دون إذن أو معاونة الحكومة , وللأسف هذا ما فهم ..
فلنبدأ من البداية كيف استطاع بني علمان أن يستصدروا بعض ما أرادوه من الحكومة في بلد مسلم وقوي مثل السعودية وهم شرذمة قليلة , أليس ذلك بالعمل المنظم والمرتب فهناك لديهم من ينظر وفي نفس الوقت لديهم من يقرر ولديهم من ينفذ وتجد حتى بعض الوزارات مثلا - الصحة , الإعلام , تتآزر على تطبيق تلك الأفكار التغريبية ليظهروا وكان البلد بكليته يسعى لتطبيق هذا القرار ...
فأين نحن عن العمل المنظم والقوي والمرتب , فيجب أن يكون لدينا رؤية كاملة لمشروع معين ونعرف كيف نجعله يمثل وجة نظر أغلب المثقفين وقبلها يجب أن نعرف كيف ننشره على نطاق واسع ويجب أن نعرف كيف نستطيع أن نقنع أو نجبر الوزارة المعينة على تنفيذه , وهكذا ...
وكما قال بعضهم واصفا عملنا: أننا مجرد ردة فعل لاتطول ...(/)