ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 05:30]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله
"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله"
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 11:00]ـ
المتأمل في مراحل فرض الجهاد يجد أنه:
1 - في حال كان ضرره على الإسلام (نتيجة عكسية) فهو محرم، كما نُهي المسلمون في مكة عن قتال المشركين لئلا يقضوا عليهم.
2 - في حال وجود منفعة منه رغم عدم توفر القوة يباح كما هو الحال في مرحلة الأذن للمسلمين بالقتال.
3 - في حال توفر الدولة و وجود قوة للمسلمين على النصف من قوة الكفار (كحد أدنى) يجب طلباً ودفعاً.
مع التنبه إلى أن أصل الجهاد مقرون بالمشقة ولا جهاد بلا تضحية وألم ومصاب.
والله أعلم.
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 03:39]ـ
هل ما تقوم به حماس وغيرها ممن يدعي المقاومة والجهاد تسمونه جهاداً!!! والله مصيبة ...
الصواريخ التي يطلقونها هي عبارة عن مواسير محشوة بالمتفجرات لا تسمن ولا تغني من جوع ...
بل تأتي بالدمار لأهل غزة دون فائدة مرجوة ... يا ليتنا نجني من وراءها مصلحة ولو صغيرة ... والله إنها المفسدة المحققة ...
أطلق صاروخ من منطقتنا على اليهود ... فدخل اليهود منطقتنا فخرج الذين يدعون إلى الجهاد المزعوم من المنطقة بعد أن استدعو اليهود بصواريخهم العبثية وأصبحت المنطقة فارغة ... فدمر اليهود المنطقة عى أصحابها ... كم من أرض جرفة ... وكم من بيت سوي بالأرض ... وكم هم الذين قتلوا .... وكم هم الذين بترت أرجلهم وأيدهم .... وكم هو الخراب الذي أصاب منطقتنا ...
وكل هذا بسبب صاروخ أطلق لم يقتل ولو يهودي واحد ... ولكن أصاب بعض اليهود بالهلع ....
بأي عقل ودين يكون هذا جهادا يا مسلمين ....
وقس على ذلك سائر المناطق ....
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 03:50]ـ
طوال الأيام والذين يدَّعون المقاومة وهم يغردون ويجعرون الجهاد ... الجهاد .... الجهاد ... (المزعوم)
أطلق المجاهدون (زعموا) صاروخ فسقط في الأراضي الفارغة ...
بدأ اليهود يحشدون قواتهم على مشارف منطقة إسمها المغازي فبدأ الذين يدعون الجهاد بالخروج من منطقة المغازي إلى أطرافها ... فيدخل اليهود منطقة المغازي فيقتلون أهلها ... ويجرفون أراضيها ... ويهدمون بيوت أهل المغازي ...
إذهب إلى المستشفى تجد 20 شخص بترت أيديهم وأرجلهم هذا غير 100 جريح ...
إذهب إلى تلاجة الموتى تجد 30 قتيل نحسبهم من الشهداء ولا نزكي على الله أحد ...
أين أهل المقاومة ... أين الذين يدعون الجهاد ... أين وعودههم بصد اليهود ... كله كذب وإفتراء
وبعد ما يخرج اليهود من المغازي التي دمرت فوق ساكنيها ... يخرج علينا ناطقين بإسم كتائبهم ويقول إنتصرنا على اليهود؟؟؟!!!!!!!!!
أين هذا الإنتصار .... الله أعلم .....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 10:59]ـ
ياغزاوي وأين السلفيون من الجهاد عندكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اذكر لي فصيلا سلفيا بارك الله فيك يحمل السلاح ضد اليهود
سؤالي استفهامي وليس استنكاري؟
هل قام السلفيون في فلسطين بنفس الدور الذي تقوم به مثلا كتائب عز الدين القسام؟
أجبني بارك الله فيك يأاثري
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[25 - Feb-2008, صباحاً 02:10]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
أقول أعوذ بالله العظيم من أن نقوم بدورهم أو بأقل منه ...
والله ما يقومون به لا أسميه إلا الجهاد المزعوم ...
أي جهاد هذا ... جهاد المصالح الحزبية ... أم هو جهاد الكرسي ... أم هو جهاد شهوة الرياسة والحكم ... أم هي شهوة سفك الدماء وإستعراض القوة ...
هاهم قاتلوا أهل غزة وسفكوا دمائهم ومثلوا بهم وسرقوا أموالهم .... والآن الغلبة لهم ...
فأين تحكيم الشريعة التي كانوا ينادون بها ويجعرون ليل نهار بإقامتها ... وأين هو الحكم بما أنزل الله ... أين إقامة الحدود ...
أقل شيء يستطيعون أن يحكموا فيه شرع الله قناتهم الفضائية ... إفتح القناة وسوف تسمع الموسيقى تطنطن في اليل والنهار ...
المصيبة أنهم يحسنون النفاق والتلون والكذب والتلبيس والخداع ... فلبسوا على الناس بقناتهم الأقصى الفضائية ولا أقول عنها إلا الأفعى ... ظن الناس في العالم أنهم سوف يقيمون دولة الإسلام والخلافة ... وأنا الحرب حرب إسلام وكفر ...
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل دخولهم في المجلس التشريعي كانوا يقولون كل من تحت القبة كافر وهم يقصدون بذلك المجلس التشريعي ونوابه وبعد دخولهم المجلس التشريعي يخرج علينا الزهار ويقول 80 % من القانون الأساسي مستمد من القرءان الكريم .... سبحان الله ...
----------------------
وأتركك مع مقال للشيخ حمد العثمان تجد الجواب
وهو بعنوان: الحد الفاصل بين الجهاد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فان المسلم ليحزن اذا رأى قيادات غير حكيمة تسوق المسلمين الى ما فيه ضررهم وتلفهم، وأمر الجهاد ليس بالأمر اليسير حتى يناور فيه الانسان على سبيل تخمين ردة فعل العدو، لأن الجهاد فيه تعريض النفوس والأموال للتلف، وتمكين العدو من اراضي المسلمين وانتهاك حرماتهم ومقدساتهم ولذلك جعل الله أمر الجهاد وما يتعلق بأمن المسلمين ومصالحهم العامة لولي الأمر مع مشورة اهل الحكمة والخبرة والاختصاص، قال تعالى (واذا جاءهم امر من الأمن أو الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (النساء: 83)، قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: «هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وانه ينبغي لهم اذا جاءهم امر من الامور المهمة، والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن، وسرور المؤمنين، او بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم، ان يتثبتوا ولا يستعجلوا باشاعة ذلك الخبر، بل يردونه الى الرسول، والى اولي الامر منهم، اهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الامور ويعرفون المصالح وضدها» تيسير الكريم الرحمن ص.190
فلهذا ليس من الرأي السديد ولا من الجهاد في شيء ان نأسر رجلا واحدا من العدو ونقتل مثله ونحن ضعفاء، فيقوم العدو باحتلال مزيد من الاراضي ويقتل اضعافا كثيرة من المسلمين، ويبث الخوف والرعب ويشفي غله بأضعاف ما حصل له، ويحاصر المسلمين في مكان محدود ويقطع عنهم الماء والكهرباء، ونحن عاجزون عن دفع الضر عن أنفسنا، فضلا عن الحاق الاذى بالعدو، لذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: «الواجب ان يعتبر في امور الجهاد برأي اهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا، دون أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين» طريق الوصول ص.138
وكذلك من الظلم ان تقوم ميليشيا حزبية خارجة عن طاعة الحاكم بمبادرة العدو للقتال فتجلب للبلاد حربا لم يخترها حاكمها ولا شعبها، فهذا من اسباب الفوضى وتضييع بلاد المسلمين، وبهذا تظهر حكمة الله في جعل سياسة الجهاد والحرب لولي الامر، قال الحسن البصري رحمه الله: «اربع من امر الاسلام الى السلطان: الحكم، والفيء، والجهاد، والجمعة» مسائل الامام احمد رواية الكرماني ص.392
وقال شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله: «لو جاز للناس ان يغزوا بدون اذن الامام لاصبحت المسألة فوضى، كل من شاء ركب فرسه وغزا، ولأنه لو مكن الناس من ذلك لحصلت مفاسد عظيمة، فقد تتجهز طائفة من الناس على انهم يريدون العدو، وهم يريدون الخروج على الامام، او يريدون البغي على طائفة من الناس» كما قال الله تعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) (الحجرات: 9)، فلهذه الامور الثلاثة ولغيرها ايضا لا يجوز الغزو الا باذن الامام، الشرح الممتنع (26ـ25/ 8).
الجهاد تابع للمصلحة وشرطه القدرة
لا شك ان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد واضحة، فتارة يقاتل مع القدرة، وتارة يهادن مع عدم القدرة، لذلك من القواعد الكبيرة في مسائل الجهاد هو ان الجهاد تابع للمصلحة، قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: «والحهاد باليد والسلاح يتبع المصلحة، فعلى المسلمين ان يسلكوا هديه ويتشاوروا في امرهم، ويعملوا في كل وقت ما يناسبه ويصلح له»، فتح الرحيم ص.131
وقد نص العلماء على انه لا اثم في عدم الجهاد مع عدم الاستطاعة، قال تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم). قال العلامة محمد بن علي الكرجي «فمن لم يطق الجهاد بالنفس والمال، وآمن به ورآه حقا فهو من اهله، وليس عليه غيره، نكت القرآن (187/ 4).
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل قوله «ليس عليه غيره» فهذا والله دين الاسلام الذي يعرفه الخاص والعام كما قال تعالى (لا يكلف الله نفسا الا وسعها).وكذلك قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: «ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل»، الحكم الجديرة بالاذاعة ص4 فتأمل القيد والشرط الذي يذكره كل العلماء «مع قدرته عليه» وكرر ذلك ابن رجب ايضا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم زيادة في التوضيح والتوكيد فقال: «فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته عليه واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة حصل له الذل» الحكم الجديرة ص 41 فتأمل قوله «من الجهاد مع قدرته عليه»، فهذا مما لا يختلف فيه المسلمون.
مقصود الجهاد إقامة الدين وحفظ النفوس لا إفنائها.
مقصود الجهاد هو ان تكون كلمة الله هي العليا وان يحفظ دين المسلمين وان تحفظ ارواحهم فهذا الذي تبذل فيه المهج، اما ان نقتل عددا محدودا جدا من العدو يوجب غضبهم وتشفيهم وظهورهم علينا وسفك دمائنا وإتلاف اموالنا ومقدراتنا فهذا انتحار، ولا تأتي به شريعة قط، قال العز بن عبدالسلام رحمه الله: «ان اي قتال للكفار لا تتحقق به نكاية للعدو فانه يجب تركه، لان المخاطرة بالنفوس إنما جازت لما فيها من مصلحة إعزاز الدين، والنكاية بالمشركين، فاذا لم يحصل ذلك وجب ترك القتال لما فيه من موات النفوس، وشفاء صدور الكفار وارغام اهل الاسلام، وبذا مفسدة محضة وليس في طيها مصلحة»، قواعد الاحكام ص.95
النجاة من العدو فتح
مع الضعف وعدم القدرة لا يعيب المسلم ان يتحرى السلامة من عدوه، فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه لما رأى ما نزل بجيش المسلمين من القتل في غزوة مؤتة رجع بالجيش طلبا لحفظ دماء المسلمين والسلامة من العدو، قال والدنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله «والتخلص من العدو يسمى نصرا وفتحا وغلبة»، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة حين كانت الراية مع زيد بن حارثة ثم كانت مع جعفر بن ابي طالب، ثم كانت مع عبدالله بن رواحة، وكلهم قتلوا رضي الله عنهم، قال: «ثم أخذها خالد ففتح الله على يديه».
وخالد رضي الله عنه لم ينتصر على الروم ولم يغلبهم، ولكن نجا منهم، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه النجاة فتحا» تفسير سورة الصافات ص 267 - .268
الحل وكيف ننتصر على عدونا؟
لا بد مع ذكر احوالنا، ونقدنا للتصرفات غير الحكيمة، ان نذكر الحل لاوضاعنا الحالية حتى لا نكون مجرد منظرين، فظهور العدو خصوصا ارذل الاعداء اليهود انما هو بسبب ذنوبنا، والله ذكر شرط النصر في قوله تعالى «ان تنصروا الله ينصركم»، وذكر الله ان معية النصر للمتقين والمحسنين، قال تعالى «ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»، وقال تعالى «أليس الله بكاف عبده»، قال ابن القيم: «الكفاية على قدر العبودية»، فلذلك ينبغي علينا ان نحقق العبودية التي تجلب النصر، وهذه تكون مع صحة الاعتقاد، وملازمة السنة ومجانبة البدعة، وتحقيق الطاعة فإذا صدقت قلوبنا وارتفعت ايدينا بالدعاء كفانا الله اعداءنا، قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: «القلوب الصادقة والادعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب».
وقال العلامة محمد الامين الشنقيطي رحمه الله: «المشكلة الاولى: هي ضعف المسلمين في اقطار الدنيا في العدد والعُدد عن مقاومة الكفار، وقد هدى القرآن العظيم الى حل هذه المشكلة بأقوم الطرق واعدلها: فبين ان علاج الضعف عن مقاومة الكفار انما هو بصدق التوجه الى الله تعالى، وقوة الايمان والتوكل عليه، لأن الله قوي عزيز، قاهر لكل شيء، فمن كان من حزبه على الحقيقة لا يمكن ان يغلبه الكفار، ولو بلغوا من القوة ما بلغوا. فمن الادلة المبينة لذلك ان الكفار «ضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الاحزاب المذكورة في قوله تعالى «اذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا» .. الى ان قال «الايمان والاخلاص كان من نتائج ذلك ما ذكره الله جل وعلا في قوله «واخرى لم تقدروا عليها قد احاط الله بها، وكان الله على كل شيء قديرا» فصرح جل وعلا في هذه الآية بأنهم لم يقدروا عليها، وان الله جل وعلا احاط بها فأقدرهم عليها، وذلك من نتائج قوة ايمانهم وشدة اخلاصهم.
فدلت الآية الكريمة على ان الاخلاص لله وقوة الايمان به، هو السبب لقدرة الضعيف على القوي وغلبته له، «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين»، وقوله في هذه الآية «لم تقدروا عليها» فعل في سياق النفي، والفعل في سياق النفي من صيغ العموم على التحقيق.
فقوله «لم تقدروا عليها» في معنى لا قدرة لكم عليها، وهذا يعم سلب جميع انواع القدرة، لأن النكرة في سياق النفي تدل على عموم السلب وشموله لجميع الافراد الداخلة تحت العنوان، كما هو معروف في محله. وبهذا تعلم ان جميع انواع القدرة عليها مسلوب عنهم، ولكن الله جل وعلا احاط بها فأقدرهم عليها، لما علم من الايمان والاخلاص في قلوبهم «وان جندنا لهم الغالبون». اضواء البيان (412/ 3 - 414). وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ورزق الله قادة المسلمين الحكمة والرأي السديد، وكفى الله المؤمنين شرور اليهود واعوانهم.
الغزي الأثري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 03:59]ـ
(نهر غزه الساخن)
للشيخ حسين بن محمود
لا يحتاج الأمر إلى خبير سياسي ولا محلل استراتيجي ولا حتى نصف صحفي ليخبرنا:
أمريكا وأوربا واليهود وبعض حكام العرب اعترفوا بحكومة الطوارئ بعد دقائق من إعلان عباس، تماما كما اعترف العالم بدولة يهود بعد إعلانها في فلسطين بدقائق ..
المساعدات وصلت إلى حكومة البهائي - الذي يحرسه جنود يهود وبأسلحة ومعدات يهودية – قبل أن يصل إلى الظفة الغربية ..
لقد أعلنوها: الآن تتدفق الأموال على "الشعب الفلسطيني" من جميع دول العالم لرفع معاناتهم المستمرة منذ خمسين سنة، وربما تتدفق معها أسلحة ومعدات عسكرية متطورة لزيادة رفاهية الفلسطينيين، على غرار ما يحصل في "نهر البارد" ..
هل يجدينا الآن أن نقول لحماس: لقد قلنا وحذرنا من دخول معاطن السياسة وترك الجهاد الذي كنتم عليه!! هل هذا وقت قولنا بأن أسامة وأيمن وأبو يحيى وغيرهم من قادة الجهاد ومن محبيكم والمشفقين عليكم نصحوكم بعدم خوض غمار الإنتخابات، والبعد عن كراسي السلطة في هذا الوقت!! هل هذا وقت عتاب!! وهل هذا هو وقت تشفي (كما يفعل البعض، هداهم الله)!!
إن الذي نخشاه الآن هو ما كنا نتوقعه بالأمس:
- حرب بين حماس وفتح،
- إخلاء غزة من موالي اليهود،
- حصار حماس في بقعة صغيرة،
- تجويع قطاع غزة
- وضربه بالطائرات والدبابات وقتل الفلسطينيين فيه بإسم محاربة حماس وإرساء الديمقراطية والحرية والعدالة التي لا تحترمها حماس،
والجديد الذي ما كنا نتوقعه: إظهار يهود بمظهر المخلص للشعب الفلسطيني المسكين الذي جثت حماس الدكتاتورية على صدره، تماما كما هي أمريكا في أفغانستان والعراق، وكما هي روسيا في الشيشان!! ثم يأتي عباس البهائي "المحرر" على ظهر الدبابات الصهيونية ليحكم فلسطين بالعدل والإنصاف والشفافية التي يحكم بها كرزاي المرتد أفغانستان، والمالكي الرافضي العراق!!
لقد عبّر عن هذا كله "حسني مبارك" بقوله "إنها فرصة حقيقية للسلام ولن نضيعها"، وقالها –ربما قبله أو بعده – أولمرت: "إن هناك فرصة جديدة لتحقيق تقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط وإنه لن يضيعها. وأكد استعداد تل أبيب للتعاون مع الرئيس الفلسطيني وحكومة الطوارئ التي شكلها، وقال أن "التصدي لحركة حماس ومعاقبتها لا يعنيان معاقبة الفلسطينيين في قطاع غزة". وأضاف "من المهم أن يفهم كل فلسطيني أننا نمد اليد لمن هم على استعداد لإقامة علاقات سلام ومصالحة معنا". وقال إنه "لا حل آخر سوى إقامة دولتين تعيشان بسلام وأمن جنبا إلى جنب".
، وقال عباس "أنا على قناعة تامة بأنه بإمكاننا التوصل إلى حل تاريخي من شأنه التأسيس لعهد جديد" وأكد "التزامه بالشرعية الدولية وعملية السلام وبالاتفاقات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي ونبد العنف والإرهاب". ومرتد الأردن يقول "إن مساندة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والإفراج عن الأموال الفلسطينية وإزالة الحواجز خطوات ضرورية" (كلامهم نقلا عن موقع الجزيرة) ..
ثم تأتي الأموال الخليجية التي تشتري المواد الخام من اليهود لتبني بيوت الفلسطينيين بإسم المساعدات فيهدمها اليهود من جديد في حلقة لا تنتهي، فالعملية مجزية من الناحية الإقتصادية، وهي تعويض عما خسرته من ذخيرة ومعدات في حربها ضد الإرهاب الحماساوي ..
معرفة هذا الكيد وهذا المكر ليس بالحدس السياسي وليست عبقرية ولا فضل تجربة وخبرة عالمية، وإنما هو مصداق قول نبينا صلى الله عليه وسلم "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب" (رواه الطبراني في الأوسط، وحسنه ابن النحاس الدمياطي في "مشارع الأشواق") وقوله صلى الله عليه وسلم "إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أدخل الله تعالى عليهم ذلا لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم" (رواه أحمد والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 675) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن لا نخشى على حماس القنابل والصواريخ بقدر ما نخشى وقوعهم تحت قول الله تعالى {إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التوبة: 39)، ونحن على يقين بأن هذه النتيجة حاصلة إذا توفرت المعطيات لأنه قول لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والعذاب هنا إما أن يكون بفعل الله مباشرة أو أن يسلط الله على تاركي الجهاد من يسومهم سوء العذاب، فهل يتدارك الإخوة الأمر ويرجعوا إلى سابق عهدهم من جهاد ونفير وحب للشهادة، ويمشوا على درب الشيخ ياسين والشيخ الرنتيسي، أم ينتظرون وعد الله ليستبدلهم بغيرهم، ثم لا يكونوا أمثالهم!!
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة: 54)، قال ابن كثير رحمه الله "يقول تعالى مخبراً عن قدرته العظيمة: أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته , فإن الله يستبدل به من هو خير لها منه , وأشدّ منعة , وأقْوم سبيلاً" (انتهى)، والله لا يحابي أحدا، وسنته ماضية باقية، وهو غني عن العالمين ..
هذا المكر اليهودي البهائي الصليبي كان الأولى أن يواجَه بالصلابة الإسلامية المتمثلة بالجهاد في سبيل الله، فالجهاد أنجح وأمثل وسيلة لصد كل مكر وإفشال كل مخطط لإفساد الأرض، فهو حل إلهي وقضاء رباني {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الأنفال: 39)، فالفتنة لا تنتهي إلا بالجهاد في سبيل الله، ولم تنتهي فتنة في تاريخ الأمة بغير جهاد، وهذا قدر الله وسنته سبحانه وتعالى {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج: 40)، فهذه الآية فيها: حل لقضية اللاجئين، وحل لقضية فلسطين، وحل لجميع قضايا المسلمين، الحل هو: الدفع، الذي هو الجهاد، فبه تحل أكثر مشاكل الأمة، وبسببه ينصر الله الأمة ويعزها ..
إن مكر العدو الذي تزول منه الجبال، والذي أخبرنا الله عنه في كتابه، يتمثل اليوم في فلسطين في محاولة تشويه صورة حماس وإبراز عباس وإخوانه الكفار على أنهم الخيار الأفضل للشعب الفلسطيني، فحماس اليوم أصبحت: خارجة على القانون، قاطعة للصف الفلسطيني، عميلة لإيران، متمسكة بالمناصب على حساب دماء الفلسطينيين ومستقبلهم، مضيعة لتضحياتهم، بعيدة عن الإخلاص لقضيتهم، هذا فضلا عن كونها: بعيدة عن ربها، مخالفة لشريعتها، منافقة في أعمالها، تاركة توجيهات قرآنها، مخطئة في جميع أعمالها {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} (إبراهيم: 46) ..
لا نشك بأن حماس ارتكبت بعض الأخطاء التي من أهمها: دخولها السلطة وانشغالها بالسياسة على حساب الجهاد، وهناك أخطاء أخرى ليس هذا مجال ذكرها، ولكن لنا أن نتسائل: هل كنا نعتقد بأن حماس معصومة ثم اتضح لنا غير هذا!! إن كان كذلك فالخلل فينا نحن وليس في حماس .. حماس كغيرها من البشر تُخطئ وتُصيب، وليس الخطأ منقصة للإنسان، وإنما المنقصة: التمادي في الخطأ ..
هل نطالب حماس بالتنازل عن السلطة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول: السلطة الحقيقية كانت لحماس قبل دخولها السلطة، وإنما خسرت هذه السلطة بعد دخولها معترك السياسة، فنحن نقول للإخوة في حماس: خذوا السلطة الحقيقية واتركوا السلطة الشكلية الزائفة .. السلطة الحقيقية هي قلوب الناس ودعاءهم ونصرتهم وحبهم، وقبل كل هذا: رضى الله ونصرته، أما لعبة الكراسي وشد الحبل (السياسة الحالية) فهذه ليست سلطة حقيقية، ولا قريبة منه ..
هل إذا تركت حماس السلطة تكون خسرت وجاهتها أو احترام الناس لها!!
نقول: قد يكون هذا في البداية، ولكن على حماس أن توضح الأسباب، فقد قطع الناس عنها الأسباب، وضاق عليها الحصار، وتركها القريب قبل البعيد، واتهمها من تحب بما تكره، وأسباب أخرى كثيرة جعلتها توقن بأن الوقت ليس وقت مناصب، بل وقت جهاد ..
وهل يحكم عباس ودحلان غزة إذا تركتها حماس!!
الجواب: لا ينبغي لعباس ودحلان ومن على شاكلتهم أن يبقوا أحياء، فضلاً عن أن يدخلوا غزة، فيجب استئصال هؤلاء ومن على شاكلتهم وتطهير الأرض منهم، وقد دعونا لهذا سابقا، وندعوا له الآن: يجب أن ينتدب لهؤلاء من يستأصلهم، فهم الآن أشد خطرا على المسلمين في فلسطين من يهود، وفي قتلهم مصلحة للمسلمين، وقضية حكم غزة ليست بالصعبة، وهناك خيارات كثيرة، والأمر متروك للإخوة، ولكن يجب استبعاد خيار هؤلاء الكفار والمرتدين ..
هذه الأحداث بينت لنا مدى رخص الدم المسلم، وخاصة الفلسطيني الذي تاجر الحكام والمرتدين والمرتزقة بدمه على مدى عقود، فهذه الأحداث في نهر البارد وغزة كشفت زيف وكذب هؤلاء، ولو كان الذي يُقصف في نهر البارد "أصنام لبوذا" أو "صحفي بريطاني نصراني كافر" لرأينا التحركات الدبلوماسية الجادة، والفتاوى الصاروخية الثاقبة، والمؤتمرات العملية الفاعلة لاستنقاذ ما هو مهم، أما دماء الفلسطينيين فهي لا زالت تُسكب منذ عقود كالنهر، وقد اعتاد الناس على ذلك كما اعتادوا على دماء أهل العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من دماء المسلمين، هذه الدماء التي ليس لها قيمة اصنام بوذا أو دم خواجا أشقر تُستنفر إمكانيات دولة كاملة لاستنقاذه من أيدي القتلة المجرمين الذي اعتدوا على البشرية وخرجوا على الشرائع السماوية بدفاعهم عن أنفسهم!!
حماس هي المجرمة، وعباس هو الضحية، هذا هو سيناريوا المسلسل الفلسطيني الذي نشاهده في القنوات الإخبارية اليوم، وقد لبّى الأشراف الطيبون في أوروبا وأمريكا ودولة يهود وبعض حكام العرب نداء عباس المسكين فأمدوه بالمال والسلاح والخبرات في مواجهة حماس الطاغية الظالمة الجبارة، فهل بقي عقل أو نصفه أو ربع عُشره في رؤوس أفراد سرايا القدس وأمثالهم من الذين في الساحة يقارعون يهود ويسفكون دمائهم في سبيل عباس ودحلان وإخوانهم: أصدقاء شارون وبيريز وأولمرت!!
اجتهدت حماس فأخطأت، وكان من أكبر أخطائها عدم أخذها بنصيحة إخوانها من أصحاب الخبرة والتجربة، وها هي الأحداث تبين صدق ما نصح به إخوانها ومحبيها المخلصون من أبناء الأمة الذين لم تكن لهم مصلحة سوى نصرة المسلمين وإبقاء راية الجهاد مرفوعة في أرض الإسراء .. لقد أحزنهم – كما أحزن جميع المسلمين – إغماد سيف إسلامي كان يفتك بيهود ويقطع أوصال الخيانة المحلية والعالمية ويكذّب جميع الدعاوى التي تتاجر بدماء المسلمين في فلسطين ..
عشرات الملايين من مساعدات الحكومة الأمريكية تُنفق – لا على غذاء أو دواء للشعب الفلسطيني- بل لتدريب جيش دحلان الخاص الذي أنيط به اغتيال قيادات المجاهدين .. معدات وخبرات وتدريبات يهودية لحرس عباس الخاص من قبل يهود وأمريكا وأوربا والدول العربية .. مساعدات أوروبية وأمريكية ويهودية لفتحٍ فور تبرئها من الحكومة الفلسطينية المنتخبة (نصرة للديمقراطية) .. حكومات عربية تعترف بحكومة فتحٍ فور إعلانها وتدعمها مادياً وسياسيا نصرة للقضية الفلسطينية .. اليهود يُعلنون حصار غزة ويسمحون للأجانب (فقط) بالخروج من القطاع، ويجمعون جيشهم لحرب مرتقبة مع المسلمين في غزة .. عباس يجمع قواه في الضفة بمساعدات يهودية أوروبية أمريكية عربية .. الدول العربية تعمل على تدريب أفراد فتح، لا على جهاد يهود، ولكن على التصدي للمجاهدين في حماس والجهاد وغيرهما ..
(يُتْبَعُ)
(/)
غزة محاصرة من قبل يهود، ومن قبل عباس، ومن قبل أوروبا وأمريكا والدول العربية، والذين في غزة: إرهابييون خارجون على القانون ينبغي تطهير الأرض منهم!! أليست هذه هي قصة نهر البارد اللبناني، إذا استبدلنا عباس بالموارنة النصارى!!
نريد من الفلسطينيين أن يعوا الأمر وأن لا يقعوا في كل حفرة تُحفر لهم، وهذا لا يكون إلا بالرجوع إلى أصل ثابت وحقيقة مطلقة لا تقبل الجدل، وهي قول الله تعالى {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 217) .. ليعلم الإخوة في حماس بأنهم إن أسلموا الأمر إلى هؤلاء الكفار فإن الله قال {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} (التوبة: 8)، قد ذاقوا بعض الآية، وهم أعلم الناس بها وبصدقها ..
وليعلم المسلمون في فلسطين بأن هذه البيانات والمؤتمرات والندوات والشعارات الزائفة الخداعة ما هي إلا لترويضهم كالحمير فيتركوا الجهاد ويعودوا إلى موقف الذل والصغار والعبودية ليهود وأذنابهم فيركبوهم، فلا تسمعوا لهؤلاء الكذابين ولا تُطيعوهم {فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} ولا تُلقوا سلاحكم {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} ولو أقسموا لكم الأيمان المغلظة {وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} واتركوا عنكم ما يقال في بياناتهم وتصريحاتهم وإعلامهم الكاذب {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} فهل رأيتم من هؤلاء - الذين سرقوا أموال المسلمين وأنفقوها في شهواتهم - خير {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا بدينه {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} (القلم: 8 - 15) .. ولتكن تسليتكم في دنياكم قول ربكم {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (القلم 34) فاطلبوا الجنان برضى الرحمن والجهاد في سبيله، لا برضى من لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، وعليكم بإخوانكم المجاهدين واتركوا عنكم الحكام المرتدين والخونة المجرمين {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (القلم: 35 - 36) ..
إن المسلمين في غزة اليوم بين خيارات عدة، منها:
1 - أن يستسلموا ليهود ويدخلوا جنة الدجال التي هي في الحقيقة نار.
2 - أو يسلّموا الأمر للمرتدين ويدخلوا تحت رحمتهم التي هي في الحقيقة عذاب.
3 - أو يجمعوا بين الأمرين بضبابية، فيما يسمى بأنصاف الحلول.
4 - أو يتوكلوا على الله ويصبروا ويصابروا ويقاتلوا فينالوا نصراً أو شهادة.
إن الخيار الطبيعي لأي مسلم هو الخيار الرابع، وهو خيار صعب جدا، ويحتاج – كما قال ربنا سبحانه – إلى صبر ومصابرة، ويحتاج إلى جَلَد وحيطة وحذر وتضحيات كبيرة، وذلك لأن العالم كله ضد وجود حماس (وليس بقائها في السلطة كما يقول البعض)، وهناك العملاء والخونة داخل غزة، وهناك حصار (اقتصادي-سياسي-عسكري) في بقعة صغيرة منبسطة يسهل تدميرها، كما أن دخول المساعدات إلى غزة يحتاج إلى حرب حقيقية ضد حكومة مصر، ودخول المجاهدين من الخارج إلى داخل غزة ليس بالمجدي عسكريا نظراً لطبيعة المعركة وأرضها، فإذا بدأت المعركة فإن المسلمين في غزة سيُقصفون براً وبحراً وجوا، وهم محاصرون لا تأويهم جبال ولا تقوم لقنابل الأعداء الخنادق، فهم مكشوفون، والعدو ليس في قلبه ذرة رحمة: سواء العدو اليهودي والصليبي والبهائي والمرتد العربي (الفلسطيني وغيره) .. ليس لحماس في هذه المحنة إلا الله {وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا} (النساء: 45) ..
هناك بعض الأمور والحلول التي قد تكون مجدية للتخفيف عن المسلمين في غزة، وهي:
- إندماج حماس وكل مسلم مخلص في فلسطين في تنظيم واحد يعتصم بحبل الله ويغيظ الكفار ويفوت عليهم فرصة عزل حماس عن بقية فلسطين.
(يُتْبَعُ)
(/)
- يضرب المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها مصالح يهود الإقتصادية وسفاراتها ومقراتها السياسية في حال تحركهم اتجاه غزة.
- قتل أي رجل يهودي على وجه الأرض، أينما وُجد، وتصويره حال ذبحه (إن أمكن)، فإذا حاصر يهود المسلمين في غزة فليحاصرهم المسلمون في كل الأرض.
- بدئ عمليات عسكرية نوعية في أفغانستان والعراق تضامنا مع "غزة"، وإشغالاً للعدو الأمريكي – بعض الشيء – عن فلسطين.
- قصف اليهود من جنوب لبنان بالصواريخ وتدمير ما يستطيع المسلمون تدميره، وهذا من شأنه أن يخفف على الإخوة في نهر البارد، فالجيش اللبناني سينشغل بحماية يهود عنهم، وهذا أجدى من ضرب بيروت.
- استغلال اعتداء اليهود على غزة (لا قدر الله) إعلاميا في حشد الجهود والطاقات الإسلامية، فلا ينبغي أن تذهب دماء المسلمين هدرا دون استغلالها في صالح الأمة، وهذا باب كبير يشترك فيه العلماء وطلبة العلم وقيادات المجاهدين وعامتهم وكل من يحمل في صدره هم الإسلام والمسلمين. نسأل الله أن يحفظ المسلمين في فلسطين.
- استغلال حالة الفوضى في تصفية بعض القيادات المرتدة، كقيادات "فتح" السياسية، وكل من وضع يده في يد يهود.
- رص الصفوف وتوحيد الجهود قد يكون سببا في توحيد المسلمين (المجاهدين منهم خاصة) في أكثر أقطار الأرض، وهذا يحتاج إلى جهود حثيثة صادقة من قيادات المجاهدين وإعلامهم.
- بيان حال حقيقة الحرب العقدية الدينية بين اليهود والمرتدين من جهة وبين المسلمين، ونشر عقيدة الولاء والبراء في صفوف المسلمين، ونشر عقيدة التوكل على الله، وإسقاط جميع الشعارات الوطنية والقومية والقطرية وغيرها من الشعارات المتهالكة الزائفة التي يرى الناس حقيقتها من خلال نافذة غزة وفلسطين. وهذا مهم جدا، بل لعله أهم أمر اليوم.
هذه بعض الأمور التي ينبغي التحرك في اتجاهها والإعداد لها، فالوقت يداهمنا، ولو رأت حماس هذه التحركات من قبل المسلمين فسيقوى جانبها وسيعينها هذا على الثبات في وجه يهود والمرتدين، وهذه فرصة تاريخية انتظرها كل مسلم موحد يحب دينه ويحب مسرى نبيه ويتمنى أن يموت في سبيل تحرير الأقصى، فها هي الفرصنة سانحة ليقاتل المسلمون في كل الأرض من أجل فلسطين، فهل يقف الشباب وقفة المتفرج أم ينفرون خفافا وثقالاً لنصرة إخوانهم في الدين!!
من لا يستطيع دخول فلسطين فإنه يستطيع القتال في الخارج، وهذا ما نادى به الأمير الظواهري حفظه الله، ومن لم يستطع القتال فعليه النصرة بالكلمة والمال والرأي والدعاء، وعليه بالعمل مع إخوانه ردئا وظهرا لكل مجاهد ..
قد يقول قائل: أنا أخالف حماس في الرأي والمنهج وغيره!! وهذا نقول له: ليس هذا وقت خلاف، فإن أصر!! قلنا له: لا تعمل من أجل حماس واعمل من أجل أطفال المسلمين وشيوخهم ونسائهم في فلسطين، فإن تغابى وقال: هم يرضون بحماس (وهذا قد يقوله من لا عقل له)!! فنقول: اجلس في بيتك واكفِ المسلمين شرّك ودع الرجال يعملون ..
القرار في مسألة غزة قد يكون سهلا نوعا ما على من بخارجها، أما من داخل غزة فالقرار صعب جدا، فليس الذي يترقب قذيفة تقطّع ابنته الصغيرة، أو صاروخا يسيّر ابنه الرضيع أشلاء، أو رصاصا يخترق بطن أمه واخته وزوجته وأبيه بمثل الذي هو خارج غزة وفي بيته يملأ بطنه شراباً وطعاماً وينام قرير العين ثم يقول للمجاهدين في غزة: إختاروا هذا ولا تختاروا ذاك!! إن اختار المجاهدون أن يُعطوا بعض الأحزاب المجتمعة عليهم من سائر أرجاء الأرض "نصف تمر المدينة" ليشتتوا الجمع فقد يكونوا معذورين، وإن اختاروا الجهاد والصبر والشهادة: فهم – إن شاء الله – مؤيَّدون مَنصورون ..
اللهم انصر إخواننا المسلمين في فلسطين .. اللهم اشدد وطأتك على يهود .. اللهم أرنا في يهود ومن والاهم عجائب قدرتك .. اللهم خذ المرتدين أخذ عزيز مقتدر، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا .. اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ..
اللهم يا مجيب دعاء المضطرين: أجب دعوة الأيامى والثكالى في أرض أنبياءك .. اللهم إنهم ضعفاء فقوّهم، وعرايا فاكسهم، وجَوعى فأطعمهم .. ربنا إنه قد انقطع عنهم مدد الأرض، وأنت مالك الملك، وليس لهم إلا أنت .. اللهم كن لهم ولا تكن عليهم .. اللهم لا تكلهم إلى أنفسهم طرفة عين .. اللهم أرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه .. اللهم قوهم بالمسلمين وقو المسلمين بهم .. اللهم احفظ قادتهم ومجاهديهم وسائر رجالهم ونسائهم وأطفالهم وشيوخهم .. اللهم احفظ إخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا في فلسطين وسائر الأرض يا أرحم الراحمين ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
11 جمادى الآخر 1428هـ
منقول بتصرف لا يخل بالمعنى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 04:03]ـ
يقول الشيخ حامد العلى:التنظيمات الإسلامية وعلى رأسها حركة حماس، قد تربعت بجلاء على عرش الإنتفاضة، وقادت القضية الفلسطينية عبر جهاد باسل أثبتت فيه أنها قادرة على التعبئة، والتنظيم، والصمود،
،
ثم إنها وجدت نفسها بين شعب يقدّر تضحياتها، ويعجب ببرنامجها، في وقت قد بلغ بهذا الشعب اليأس مبلغه بين خداع الصهاينة، وخيانة النظام العربي وعجزه، وفساد السلطة، وفشل التنظيمات الأخرى.
،
فأسلم إليها هذا الشعب الباسل السلطة
ولسنا في ريب أن الحركة الإسلامية في فلسطين، إنما تخوض اليوم هذه المعركة، كما يخوضها الإسلام مع أعداءه في كلّ بقاع الأرض، وأنها ابتُليت بخونة الداخل الذين يجنّدهم الأعداء، ويحرّكهم ويسلّحهم خونة الخارج، وأنها قد تكون اضطُرّت إلى ما اضطُرّت إليه من الصدام الأخير الذي ربما سيتفاجؤون بثماره.
،
ومع درايتنا أيضا أن في أبناء الشعب الفلسطيني الشامخ من المنتمين إلى التنظيمات الأخرى من غَررت بهم قياداتهم، وتحت وطأت الحاجة بل الضرورة، آلت بهم الأحوال البائسة، إلى وجودهم منضوين تحت تلك القيادات الفاسدة، وأن الحركة الإسلامية تعي هذا الوضع المعقّد وتضعه في حسبانها
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:31]ـ
الله المستعان على كل حال
يا أخي الكريم ... يبدو أنك لا تعرف حال غزة ... ولا تعرف حقيقة حماس وحقيقة هذه التنظيمات ... التي بكت فلسطين من أفعالها ...
والحكم على الشيء فرع عن تصوره ...
التنظيمات لا تبني لكي نقف معها ونشد من يدها ... هذه التنظيمات تهدم مصالح أهل فلسطين العقدية والدنيوية ...
حماس ... توالي الرافضة الاثنا عشرية في إيران ...
حماس ... تفتح بيتاً لعزاء عماد المغنية في غزة ... وتعلق له الصور في كل مكان ...
حماس ... توالي العلوية النصيرية في سوريا ...
حماس ... توالي النصارى وتهنؤهم بأعيادهم!! وتعزيهم بموتاهم (البابا)!!! ... وتعين منهم نائباً!!! في المجلس التشريعي ...
كلنا سمعنا خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس!!
ومن أعجب!! ما قال هذا الرجل أنه لن يقوم بأسلمة!!! القوانين ...
فوا عجباً .. لطريق الخوارج يخرجون بحجة التحكيم!! ثم هم أول من يفر من التحكيم!!
خالد مشعل: " حماس " الإبن الروحي للخميني.
اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية: " حماس " الإبن الروحي للإمام الخميني (رض) وذلك لدي لقائه السيد حسن الخميني حفيد الإمام الراحل.
وأفادت (وكالة مهر للأنباء) أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركه المقاومة الإسلامية الفلسطينية " حماس " أكد في هذا اللقاء الذي تم اليوم الأربعاء: 23 محرم 1427 هـ الموافق: 22/ 2/2006 م، بعد وضعه إكليلاً من الزهور على المرقد الطاهر للإمام الخميني (قدس سره الشريف) على الدور الذي أداه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يقظة وصحوة الشعوب الإسلامية.
ومن لم يكن فيه خير لأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعرض عائشة وحفصة رضي الله عنهم
فأي خير يرجى منهم للبلاد والعباد!!؟؟
حماس تحارب أهل السنة في فلسطين بالقتل والضرب والتشريد ...
وكل هذا يعرفه الكبير والصغير ....
بأي عقل ودين نساندهم ونقف معهم؟؟؟
والله هذا غيض من فيض
الغزي الأثري
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:49]ـ
عذرا اخي لكن لِم لم تدخل حماس والعراق ضمن توجيه الشيخ عدنان وقد ترك الرسول -صلى الله عليه وسلم- قتال كفار قريش في مكة وهم وثنيين، مع ما كانوا ينزلونه بهم -المؤمنين- من التعذيب والتنكيل، بل قد امر الله رسوله بالصبر الجميل في غير ما موضع في القرآن .. ؟؟!!
/// الأخت الكريمة شذى الجنوب، ما كان فيه الرسول الكريم (ص) له حالٌ، وما فعله في صلح الحديبية، وترك قتال يهود و .... الخ كل هذا له حالٌ.
/// وما فعله من غزو أهل مكة والروم ويهود خيبر و ... الخ له حال.
/// تبقى القضيَّة في النَّظَر إلى المصلحة، وهو ما أشرتُ إليه في ردِّ ذلك لأهل العلم.
/// وأيضًا .. فثَمَّ قضيَّةٌ أخرى لابد من الانتباه لها وهي ما لو كان القتال لدفع العدو الصَّائل، فهذا أيضًا له حال بالنَّظَر إلى أصلح الأمور في التَّعامل معه، كما أفتى الشيخ ابن باز بجواز الهدنة مع يهود، وما نسمعه من تصريحات حماس من استعدادهم الصلح معهم.
/// الإخوة الذين تشعَّبُوا بالموضوع واحتدُّوا فيه وأوشكوا على التسبُّب في إغلاقه: لو أرجعت مثل ذي الأمور لأهل العلم الرَّاسخين =لقلَّ المراء.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 09:29]ـ
شكر خاص لكاتب الموضوع
هذا من المواضيع القليلة التى رأيتها ذو أهمية راجحة وأغلب المسلمين خاصة طلبة العلم منهم فى حاجة لضبط الاعتقاد فى مثل هذه المواضيع وسأقرأ الموضوع ثم أشارك ان شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 03:49]ـ
الله المستعان على كل حال
يا أخي الكريم ... يبدو أنك لا تعرف حال غزة ... ولا تعرف حقيقة حماس وحقيقة هذه التنظيمات ... التي بكت فلسطين من أفعالها ...
والحكم على الشيء فرع عن تصوره ...
التنظيمات لا تبني لكي نقف معها ونشد من يدها ... هذه التنظيمات تهدم مصالح أهل فلسطين العقدية والدنيوية ...
حماس ... توالي الرافضة الاثنا عشرية في إيران ...
حماس ... تفتح بيتاً لعزاء عماد المغنية في غزة ... وتعلق له الصور في كل مكان ...
حماس ... توالي العلوية النصيرية في سوريا ...
حماس ... توالي النصارى وتهنؤهم بأعيادهم!! وتعزيهم بموتاهم (البابا)!!! ... وتعين منهم نائباً!!! في المجلس التشريعي ...
كلنا سمعنا خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس!!
ومن أعجب!! ما قال هذا الرجل أنه لن يقوم بأسلمة!!! القوانين ...
فوا عجباً .. لطريق الخوارج يخرجون بحجة التحكيم!! ثم هم أول من يفر من التحكيم!!
خالد مشعل: " حماس " الإبن الروحي للخميني.
اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية: " حماس " الإبن الروحي للإمام الخميني (رض) وذلك لدي لقائه السيد حسن الخميني حفيد الإمام الراحل.
وأفادت (وكالة مهر للأنباء) أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركه المقاومة الإسلامية الفلسطينية " حماس " أكد في هذا اللقاء الذي تم اليوم الأربعاء: 23 محرم 1427 هـ الموافق: 22/ 2/2006 م، بعد وضعه إكليلاً من الزهور على المرقد الطاهر للإمام الخميني (قدس سره الشريف) على الدور الذي أداه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يقظة وصحوة الشعوب الإسلامية.
ومن لم يكن فيه خير لأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعرض عائشة وحفصة رضي الله عنهم
فأي خير يرجى منهم للبلاد والعباد!!؟؟
حماس تحارب أهل السنة في فلسطين بالقتل والضرب والتشريد ...
وكل هذا يعرفه الكبير والصغير ....
بأي عقل ودين نساندهم ونقف معهم؟؟؟
والله هذا غيض من فيض
الغزي الأثري
أخي الغزي الأثري
لقد اسمعت لو ناديت حيا ** ولكن لا حياة لمن تنادي
أعانكم الله أخي الحبيب وأعان أهلنا في فلسطين وولى عليهم خيارهم من الموحدين حقا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 04:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد .... ،
فبكل اختصار
نصف واقعا
وبكلمات معدودة
نبين السبب
وفي أسطر محددة
نقترح العلاج
_بإذن الله تعالى _
أما الواقع
فهو حركة حماس التي هي من أهم رموز
الجهاد الإسلامي في فلسطين
والتي يعود انتماؤها بالدرجة الأولى
إلى جماعة الإخوان المسلمين
غير أفراد منها ينطلقون من رؤية سلفية
ونظرة شرعية على طريقة أهل الحديث
منهم عز الدين القسام نفسه رحمه الله تعالى
وقد رأينا جميعنا عندما حدث الإجرام الفتحاوي
كيف ظهرت تلك الأصوات السنية لتبين الأحكام
التي يعتقدها الإخوة بعيدا عن الخدع السياسية
كما سمعنا من نزار ريان وبعض إخوانه حفظهم الله تعالى
هل هذا الصوت مقهور داخل الحركة
أم هو على وفاق واتفاق مع جملة القائمين عليها
أم اتفقوا على توزيع الأدوار
أم أنهم يعملون تحت إمرتها لمصلحة أرجح من استقلالهم عنها
كل هذه محض تخرصات لا يعلمها إلا الله
وهؤلاء الإخوة أنفسهم
والظن بهم حسن على أي حال
هذه الحركة في جملتها تعاني جهلا شديدا بأحكام الشرع
ربما لأن الأرض والواقع وما هم فيه من الرباط
وما هم محاطون به من البلايا لا يؤهلهم لتعلم العلوم الشرعية
والقيام بأدوار التربية التي تأخذ وقتا وزمنا
في حين أن أبناء حماس دائما مستهدفون عسكريا وسياسيا
فالذي يجمعهم في الحقيقة هو جملة من الخطب التي
دغدغت مشاعرهم نحو طلب الشهادة في سبيل الله
والثبات والصمود ورفع
أمام اليهود الذين أخذوا الأرض واغتصبوا العرض
مع ما يعانونه من الذلة التي ضربها عليهم اليهود
ومن وراءهم والحصار الذي يخنقهم ليل نهار
======
المشكلة أن هؤلاء الإخوة بهذه الأوصاف يحتاجون إلى دعم
مادي ودعم شرعي ودعم معنوي حتى تتوفر لهم مقومات
العمل السليم الذي يسير على الجادة
وبهذا نعلم أن حماس محض جماعة من عامة المسلمين
لا من علمائهم ولا من طلبة العلم فيهم
وإن كانوا أفضل منا حالا لفضل رباطهم في سبيل الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ومجاورتهم للأرض التي بارك الله حولها
وذودهم عن مسجد كان قبلة لرسول الله صلى الله
عليه وسلم وأصحابه حينا من الدهر
======
الدعم الذي حصلت عليه حماس يتلخص في
دعم جماعة الإخوان المسلمين
وهو دعم مادي محدود مصادره فردية من عموم
المسلمين المتعاطفين إن صح التعبير
وهذا الدعم مهما يبلغ فإنه لن يكون إلا دعما ضعيفا
وضئيلا لا يفي بالمتطلبات المادية
======
يبدأ الورم الخبيث الذي يسمى زورا بالنقد ليطعن
في حماس ويتوجس منها خيفة بدعوى انتمائهم
للإخوان المسلمين ويحاكمون هذه الفئة المرابطة
لهذ الأصل وتبدأ بوادر التبري منهم على أساس
من الحزبية وهذا كلام سابق وقديم
ومن أيام عبد الله عزام .....
هذا الورم الذي جعلنا لا ننصح بأدب النصح الشرعي
بل ننفر الناس منا أشد التنفير
فعند البخاري
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ غَضِبَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُهُ
غَضِبَ فِي مَوْضِعٍ كَانَ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ
ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَمَنْ
أَمَّ النَّاسَ فَلْيَتَجَوَّزْ فَإِنَّ خَلْفَهُ الضَّعِيفَ
وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ
وقد يقول قائل وما علاقة هذا الحديث الذي
يتحدث عن التنفير من إطالة الصلاة بمن لا يقدر عليها
نقول يفهم ذلك العقلاء فقط
إذ أن التنفير إذا كان في صلاة لا
تزيد مهما طالت الوقت بين صلاتين
فهو في من يطلبون إمامة الدين وإمامة الدنيا
وبسط السلطان على العباد
أشد تنفيرا إذا أثقل على العباد ولم يراع
أحوالهم من الجهل والتأويل والاضطرار
إن هذا الورم الخبيث نشأ ابتداء ممن يدعون
الانتساب لمذهب السلف
وهذا ظنا منهم بأنهم بذلك يحمون جناب الشريعة
ونسوا أن أهل السنة أعرف الناس بالحق وأرحمهم للخلق
والكلام هنا يطول
======
والسبب
=======
يتدخل الأخطبوط الرافضي ليستغل هذا الموقف
المتأزم فأهل السنة يتخلون عن حماس
أو يختارون سلامة أنفسهم بعد تضيقق الخناق
على أهل فلسطين ومحاصرة أهلها
هذا الأخطبوط الرافضي بأذرعه الثلاثة
=1= حزب الله في لبنان
=2= النصيرية في دمشق
=3=وروافض إيران
ثلاثتهم يلعبون الدور ليمتد نفوذهم إلى كافة أرجاء
الأراضي المسلمة
يحتضن هذا الأخطبوط حركة حماس بل وحركة الجهاد ويظهر نفسه
عن طريق حزب الله ودعواه الحرب على اليهود
ونصرة الفلسطينيين
وهي الدعوى التي لم يقم فيها من يسمون سلفيون بأي دور فعلي
حقيقي اللهم إلا التنابز والتناوش والغمز واللمز
وأمتدت أذرع الأخطبوط بأنواع من المساعدة المادية
والدعم السياسي والعسكري في بعض الأحيان
ومن خلال ذلك الدعم صار هنالك انفتاح بين
حماس بين هؤلاء وهو الأمر الطبيعي
بعد احتضان الروافض لها وتبري أهل السنة منها
فالحرب عليهم من أهل السنة أخذت صورا
منها التشهير بهم لانتمائهم للإخوان
وجعلوهم في صف الخوارج
ومنها التشهير بهم لانفتاحهم على الرافضة
ولو سياسيا
ثم أعقب ذلك التشهير بهم بسبب دخولهم البرلمان
بعد التضييق عليهم
وقد قام بهذه الأمور جماعات الدعوة التي
لا شوكة لها من جهة وأهم أقطابها المدخلي
وزمرته الفاسدة
وكذلك ما نشر عن الحلبي أنه أفتى الناس بقتال حماس
لأنهم خوارج على محمود عباس -إن صح ذلك_
وكذلك فعلت جماعات الجهاد الطريد منها والمحاصر
والمنشغل بجبهات أخرى
وأهم أقطاب هذا التوجه بالتأكيد الظواهري
والبغدادي أمثالهما
================
وبنظرة إجمالية عامة
تخلى أهل السنة عن حماس منذ ولادتها
واحتضنها الروافض وأمدوها وكانت
لهم مآربهم من وراء ذلك
=======
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح
من المسئول عن كل هذا؟؟
هؤلاء الذين لم يجدوا من يمدهم بالعلم ويدعمهم بالمال والسلاح
إلا أولئك القوم الذين اقتنصوا الفرصة
وكانت لهم يد ضاربة في هذا الموضوع
وما الواجب تجاههم
بعض المنتسبين لأهل السنة اليوم
يعلنون البراءة من حماس وبعضهم يصرح بكفرها
وشركها ويخرجها من الملة ويجعلون رايتهم جاهلية
وقتلاهم من جثى جهنم
والروافض والنصيرية يعتبرونهم مقاومين أبطال
وأصحاب مقاومة مشروعة
ولك أن تتصور كيف يتصرف
هؤلاء في ظل المقدمات السابقة
من قلة العلم الشرعي
بل لقد كانوا أكثر حلما من الكثير من هؤلاء الذين
ينسبون أنفسهم للمنهج السلفي
ولا أنسى يوم خرج الظواهري
ناسفا حماس ورجالها
(يُتْبَعُ)
(/)
وخرج خالد مشعل يستجدي منه البعض كلمة
يطعن بها في الظواهري
قال أعتقد أنه ليس من المروءة أن
أتحدث في رجل تطارد أمريكا
لقد كان بارعا وحكيما جدا وضبط نفسه بصورة يحسد عليها
فمن المسئول عن هذه المهزلة وهل نقف مكتوفي الأيدي
أمام هذا الانحراف لا نملك إلا البراءة من إخواننا
كما في تكبيرات الظواهري
وتخوينات البغدادي
أم نلتمس أيها الأئمة الفضلاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم
ونعفو عن المخطئين فيما نملكه ونساند المستضعفين في بلائهم
ونكف عن التنفير إذا كنا نريد الإمامة في الدين
========
ولذلك حق علينا أن نتساءل من المسئول
إن حماس التي يكيل لها الإخوة كل أنواع الأذية
لعلاقتها بإيران محض جماعة لا يمكنها أن تفعل أقل من ذلك
فمن المعروف أن المؤيد لحماس على المستوى الرسمي
والدعم السياسي والمادي والعسكري أحيانا
هم إيران وحزب الله
_أقول على المستوى الرسمي _
فهم في حكم الحليف والطبيعي جدا أن يكون هنالك تواصل
بصورة أو بأخري خاصة على الصعيد الرسمي
وذلك يشمل تهنئتهم وتعزيتهم رسميا في ما يلائم
ذلك من مناسبات
والعيب في ذلك ليس عليهم
إنما العيب على من تخلى عنهم من جهة ولم يعلمهم من جهة
أخرى
========
واقتراح العلاج
==========
ليس يسيرا أمام هذا الوضع المعقد الذي
تتحكم فيه دول متشابكة المصالح
ولكننا نعتمد على الله في توصيف ما نعتقده حلا
لعله يكون نواة للحل الحقيقي
إن الدروس والعبر التي ينبغي علينا أن نتعلمها
هي دروس في احتواء المخطئين
وتعليم الجاهلين وإعانة المحتاجين والبقاء على قدر المسئولية
لابد أن نحتضن حماس في موقفها هذا
وأن نفتح معهم جسور التواصل الفكري والدعوي الشرعي
والسياسي والإعلامي وغير ذلك مما يمكننا أن نقوم به
لابد أن نتقيد بالحكمة والموعظة الحسنة
بل لابد على الحكومات العربية أن تعلم أن
تخليها عن حماس يقوي جانب إيران في
المنطقة ويزيد من نفوذها بعد استيلائها على العراق
وشمول دعوتها للبنان وتواجدها الذي صار ظاهرا
في السعودية والكويت والخليج
إن وجودهم ليس وجودا لأقليات في مجتمعاتنا
وإنما وجودهم وجود لكيانات أشبه بكيانات اليهود
ولاؤها الدائم دينيا وسياسيا لإيران عدوة الله ورسوله
ولإيران مصالحها في إحداث القلاقل
في بلاد المسلمين
فعلى الأفراد والجماعات والحكومات أن تحتضن حركة حماس
وعلى أهل العلم والدعوة أن يوصلوا نصائحهم لها
بأصول النصح المعتبرة
وبسنن النبي عليه الصلاة والسلام المهدية
وهذا لا يعني عدم إنكار المنكرات
وتبيين أحكام الله الظاهرة
وكذلك ينبغي أن نعلم الأشياء التي اختلف فيها أهل السنة
وألا نحاكم الناس على قولنا ما دام هنالك قول آخر يعملون به
وله مستنده من كلام أهل العلم
مثل قضية البرلمانات والتي أجازها جمع من أهل العلم
وكذلك قضية تكفير الرافضة والمشهور فيها
أنهم ليسوا كفارا وإنما معذورون بالجهل
وإن كنا نتبنى خلاف هذه الأقوال
لكن يبقي للاجتهاد أثرا في القضاء على العباد
وكل هذا له أثره في السلوك مع إخواننا
وفي النهاية أحب أن أقول
إن حماس ليس المثال الذي ينبغي أن نحتذي به
ولا هي صورة مثالية يقتدى بها
ولكنهم في الوقت ذاته إخواننا وظننا بهم
أن يريدون رفع الظلم عن أنفسهم ودينهم ومقدساتهم
ومن كان هذا شأنهم ينبغي ألا نتخلى عنهم
فهم على الأقل من عامة المسلمين وليسوا من علمائهم
وليس عندهم من العلم ما يكفيهم ويسد حاجتهم
ويكفيهم أنهم وقفوا على أفضل الثغور
ولا نحتاج أن نذكركم والحالة هذه
بالرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم قتال
فقال أقاتل ثم أسلم فقال له
بل أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل ولم يسجد لله سجدة
فقتل فقال عليه الصلاة والسلام
((عمل قليلا وأجر كثيرا))
نسأل الله أن يفرج كرب إخواننا المسلمين
في كل مكان
والحمد لله رب العالمين
أخوكم
أبو ضياء الدين المصري
...................
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 01:07]ـ
والله مصيبة
في آخر إجتياح قام به اليهود عليهم لعائن الله المتتالية إلى يوم الدين بسبب إستدراج حماس لهم بصواريخهم العبثية
قتل 130 من غزة - نحسبهم شهداء - المئات من الجرحى والموت السريري ومبتورين الأيدي والأرجل والبيوت المهدومة والمصانع المدمرة والأراضي المجرفة ومؤسسات الدولة والخسائر المادية الطائل
مقابل 2 من اليهود وهذا خلال أربعة أيام فقط
وكل هذا عده الحماسيين انتصاراً!!!!
لا أدري كم نحتاج إلى القتلى الأبرياء من أجل أن نعترف بالهزيمة؟!!!
سمعت مذيع صوت الأفعى التابعة لحماس!! يقول حتى لو قتل كل أهل غزة!!! سيبقى القسام منتصر؟؟؟؟
الله المستعان على حالنا
الغزي الأثري
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 01:31]ـ
الرزية كل الرزية إن كانت هذه الدماء البريئة من أجل قمة الخزي والعار التي تريد سوريا النصيرية عقدها
فتقوم حماس برمي الصواريخ لإرغام الدول المتوقفة عن المشاركة بالمشاركة وكل هذا بتخطيط رافضي نصيري خبيث والبركة في خالد مشعل المقيم في سوريا.
وإلا ما مصلحة حماس من وراء هذه الصواريخ وفي هذا الوقت بالذات؟!!
اف لكم وسحقا سحقا للمتلاعبين بقضايا الأمة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 01:45]ـ
بكت فلسطين من أفعال الحزبيين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 02:17]ـ
الرزية كل الرزية إن كانت هذه الدماء البريئة من أجل قمة الخزي والعار التي تريد سوريا النصيرية عقدها
فتقوم حماس برمي الصواريخ لإرغام الدول المتوقفة عن المشاركة بالمشاركة وكل هذا بتخطيط رافضي نصيري خبيث والبركة في خالد مشعل المقيم في سوريا.
وإلا ما مصلحة حماس من وراء هذه الصواريخ وفي هذا الوقت بالذات؟!!
اف لكم وسحقا سحقا للمتلاعبين بقضايا الأمة؟!
والله مصيبة
في آخر إجتياح قام به اليهود عليهم لعائن الله المتتالية إلى يوم الدين بسبب إستدراج حماس لهم بصواريخهم العبثية
قتل 130 من غزة - نحسبهم شهداء - المئات من الجرحى والموت السريري ومبتورين الأيدي والأرجل والبيوت المهدومة والمصانع المدمرة والأراضي المجرفة ومؤسسات الدولة والخسائر المادية الطائل
مقابل 2 من اليهود وهذا خلال أربعة أيام فقط
وكل هذا عده الحماسيين انتصاراً!!!!
لا أدري كم نحتاج إلى القتلى الأبرياء من أجل أن نعترف بالهزيمة؟!!!
سمعت مذيع صوت الأفعى التابعة لحماس!! يقول حتى لو قتل كل أهل غزة!!! سيبقى القسام منتصر؟؟؟؟
الله المستعان على حالنا
الغزي الأثري
بكت فلسطين من أفعال الحزبيين
/// سيتمُّ إغلاق الموضوع لخروجه عن أصله.
/// هنا ملاحظات ينبغي لطالب العلم أن ينبه لها:
1 - لا ينبغي حشر القضايا والأهداف الحزبية في كل مشكلة في الدنيا، ولو كانت سياسيَّة فيها جوانب من الخفاء والغموض، وشرُّ الناس أجرأهم خوضًا في الفتن، وخوضهم فيما لا يحسنون من التحليل السياسي.
وكأنَّ مشكلة حماس وفتح مع اليهود مشكلة حزبيَّة؟! تسطيح واستهانة بعقول القرَّاء العاقلين لما يجري ولو بطرف.
2 - قتال حماس أوتركهم أورميهم بالصواريخ لليهود ومشكلتهم مع فتح قد سكت عنه كثير من القادة السياسيين المدركين لأطراف المشكلة فما حشرنا نحن في أمر يحتاج لفقه ونظر وتحليل دقيق.
3 - قتال اليهود ومقاومتهم من حماس أوفتح أوغيرهم قضيَّة اجتهاديَّة بحتة، لا ينبغي حجر العقول فيها على أراء أقرب ما تكون إلى السَّطحيَّة منها إلى العلميَّة.
4 - قد أغلقت الموضوع لأنه حُرِّف إلأى غير هدفه، والمجلس لم يعقد لمناقشة القضايا السياسية أوعلى الأقل بهذه الطريقة الغريبة!
2 -(/)
كيف يقول ابن تيمية هذا الكلام؟؟
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 03:13]ـ
كيف يقول ابن تيمية هذا الكلام؟؟!!
عندما قرأت هذه الكلمات للإمام الجهبذ أحمد بن تيمية أعجبتني فأحببت نقلها والتعليق البسيط عليها
فقد قال رحمه الله: (ولهذا كان الكفار رحمة في حق المؤمنين، الذين جاهدوهم فنالوا بجهادهم أعلى الدرجات).
فتأملت كيف أن كل شيء عندما ننظر إليه بنظرة ايجابية فإنه يصبح كذلك، حتى لو تبين لنا في بادئ الأمر أن الايجابية فيه معدومة، وهذا الكلام أجزم به ولكن في حق المؤمن فقط، نعم .. ولك أن تتمعن في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم فقد قال: (والذي نفسي بيده لايقضي الله للمؤمن بقضاء إلا كان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له). وأتذكر هنا كلمة لشيخنا الشيخ ناصر العمر – وفقه الله- فإنه يؤكد دائماً أن الآلام محاضن الآمال.
ولهذا فإن أشد الخلق ثباتاً عند الملمات هم المؤمنون لأنهم
علموا حقيقة الأمور، وأن مآلاتها إلى خير حتى لو بدت عوراء.
فمقاييس الأمور لدى المؤمن مقاييس ربانية، تقلب الشر إلى خير، ومن ضمن القصص التي ذكرها القرآن، حادثة الافك وكيف صورها الله بالخير مع أنها كانت حادثة أليمة لكل غيور في ذلك الزمن الطاهر وينزل القرآن يتلى بقوله تعالى: (لاتحسبوه شراّ لكم، بل هو خير لكم)، عندها يطمئن من ابتلي بالشر لأن نظرته مرتبطة بهذه المقاييس التي جعلت الدنيا معبر والآخرة مستقر، والتي جعلت التفكير منصب على العمل للآخرة فيحق لحامل تلك المقاييس أن يعيش بأمان واستقرار والضد بالضد
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا).
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 05:10]ـ
-
بارك الله فيكم
،
ـ[أبويوسف فارس]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 05:34]ـ
وفقكم الله
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 06:00]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة ...
وهناك كتاب لفضيلة الشيخ عبدالعزيز الجليل _ حفظه الله_ بعنوان: لا تحسبوه شراً لكم أجاد فيه وأفاد حول هذه القضية.(/)
شذرات من السيرة الشخصية وَ العلمية للدكتور. محمد محمد حسين -رحمه الله-
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 04:47]ـ
**ترجمته بقلمه: ...
يقول: "ولدت في سوهاج، من مدن الصعيد في مصر سنة 1912م،
وتلقيت تعليمي الابتدائي والثانوي فيها، باستثناء السنة الأولى الثانوية التي التحقت فيها بمدرسة أسيوط الثانوية؛ لأنها كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في صعيد مصر وقت ذاك، وحصلت على الليسانس سنة 1937م من قسم اللغة العربية في (الجامعة المصرية)، وكذلك كان اسمها؛ لأنها كانت الجامعة الوحيدة في مصر وفي البلاد العربية وقتذاك.
وعُيِّنت معيدًا في الكلية في السنة نفسها، وكُلِّفت بتدريس اثني عشر درسًا أسبوعيًّا في السنة الأولى. وكانت هذه هي السابقة الأولى التي يُعيَّن فيها معيد في سنة تخرجه ويكلف بالتدريس.
ثم حصلت على (الماجستير والدكتوراه)، وانتدبت للتدريس في كلية الآداب بالإسكندرية سنة 1940م، وكانت وقت ذاك فرعًا من الجامعة المصرية في القاهرة، ثم نقلت إليها بعد استقلالها سنة 1942م، وتدرجت في وظائف التدريس بها إلى أن شغلت كرسي الأستاذية سنة 1954م، وأُعرت أثناء عملي إلى الجامعة الليبية وجامعة بيروت العربية، ثم تعاقدت مع جامعة بيروت العربية بعد بلوغي سن التقاعد سنة 1972م، وظللت بها إلى أن تعاقدت مع جامعة محمد بن سعود الإسلامية سنة 1976م، حيث أعمل الآن في 2 رجب 1401هـ - 6/ 5/1981م.
هذا هو "محمد محمد حسين"، المفكر الأديب الناقد في تعريفه لنفسه، ولكن ماذا يقول عنه التاريخ والمؤرخون؟
لقد عاش أديبنا في زمن مبكر من النهضة الأدبية الحديثة - كما تُدعى - وكان في الساحة الأدبية والفكرية اتجاهان اثنان:
اتجاه محافظ أصيل،
واتجاه آخر متأثر بالغرب معجب بالغربيين وبكل ما عندهم، داعٍ إلى أن تكون أمم الشرق - وبخاصة البلاد العربية - مثل أوروبا في كل شيء.
وهذا الاتجاه الأخير كان من أعلامه بعض قادة الأدب وأعلامه في مصر زمن دراسة محمد محمد حسين، وأبرز أولئك (طه حسين) الذي كان أستاذًا لأديبنا.
وفي ظل تلك الظروف انخرط محمد حسين في هذا الاتجاه عَلِمَ أو لم يَعْلَم ويكتب متأثرًا به، وظهر ذلك جليًّا في رسالته (للدكتوراه) التي كانت بعنوان: (الهجاء والهجَّاؤون).
ولكن الله تعالى بمنه وكرمه فتح بصيرة الرجل وأنار فكره وقلبه فتبيَّن له زيف ذلك الاتجاه وانحرافه واعوجاجه، فتركه ونحا منحى آخر، وسلك طريقًا معاكسًا له، سلك مسلك الطبيب الناصح والمجاهد المخلص الذي يدعو للفضيلة بفعله قبل قوله، ويوضح معالم الخير النقي الصحيح، ويفضح خطط الباطل ودعاة الشر، ويرد على مكائدهم وأباطيلهم.
يقول رحمه الله في سياق حديثه في مقدمة كتابه: (حصوننا مهددة من داخلها):
"كتبت هذه الصفحات حين كتبتها لكي أفضح هذا النفر من المفسدين، وأنبِّه إلى ما انكشف لي من أهدافهم وأساليبهم التي خُدِعْتُ بها أنا نفسي حينًا من الزمان مع المخدوعين، أسأل الله أن يغفر لي فيه ما سبق به اللسان والقلم.
وإن مَدَّ الله في عمري رجوت أن أصلح بعض ما أفسدت مما أصبح الآن في أيدي القراء.
وأكثره في بحث حصلت به على درجة (دكتور في الآداب) من جامعة القاهرة، ثم نشرته تحت اسم (الهجاء والهجَّاؤون).
وقد كان مُصابي هذا في نفسي وفي تفكيري مما جعلني أقوى الناس إحساسًا بالكارثة التي يتردَّى فيها ضحايا هؤلاء المفسدين، وأشدهم رغبة في إنقاذهم منها بالكشف عما خفي من أساليب الهدَّامين وشِرَاكهم".
هذه إشارة سريعة إلى منهج الرجل واتجاهه؛ عرفنا منها صدق قوله واستقامة منهجه، وقوة عزيمته، وقد استطاع - بتوفيق الله - أن يصلح أخطاء كتابه بقدر ما وسعته الطاقة في الطبعات التي ظهرت في بيروت منذ 1969م.
**من شهادات معاصريه: ...
يقول الدكتور الشيخ محمد بن سعد بن حسين - وهو رفيقه في كلية اللغة العربية بالرياض لمدة سبعة أعوام تقريبًا -:
"والناظر إلى كتبه بلا استثناء يجد أنها جميعًا من الموضوعات التي تَهَيَّبَ ميدانها كثيرون أو أنها موضوعات ذات حساسية في الميادين الفكرية؛ فهل تستطيع تحسس علة هذا الاتجاه والأسباب الدافعة إليه.
نستطيع تلخيص ذلك في رواية ثلاثة أبيات من الشعر أحدها قول بعضهم:
وما المرء إلاَّ حيث يجعل نفسه .. ... .. فكن طالبًا في الناس أعلى المراتب
والآخر قول أبي الطَّيِّب:
(يُتْبَعُ)
(/)
على قدر أهل العزم تأتي العزائم .. ... .. وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها .. ... .. وتصغر في عين العظيم العظائم
فكأنه تمثل النصيحة في البيت الأول فتحقق في أعماله معنى البيتين الآخرين، لقد كان: مؤمنًا صادقًا، وتقيًّا نقيًّا، ومتعففًا مترفعًا.
إذا تعارض حقه المالي مع الاحتفاظ بالكرامة قدم الاحتفاظ بالكرامة على المال.
ولم أعرف أن الرجل انتصف لنفسه من المسيئين إليه، وما جدَّ في طلب أو جاه، وتلك قواصم ظهور العلماء، يشتد حين تكون الخصومة فكرية، فإذا وصلت الأمور إلى إطار الشخصيات انطوى كأنما حُدِّث في أمر مخجل".
ويبين الدكتور إبراهيم عوضين طريقة طرح محمد محمد حسين ونقده، ودراساته وبحوثه، فيقول:
"والمبدع في نقد الدكتور محمد محمد حسين أنه يأتي بالدليل الحاسم في قوة؛ فليست بحوثه ذبذبات عاطفية تعتمد على الضجيج الخطابي، ولكنها ثمرة فكر عاقل، يؤمن بالحجة، ويعتصم بالدليل، فإذا ملأ كفه من الإقناع جاء بوهج العاطفة ليحدث من التأثير البالغ ما يترك هداه في قلوب من يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأحيل الدارس المتتبع إلى المجلد الثامن والعشرين من مجلة الأزهر الصادر في سنة 1376هـ، ليرى بحوث الدكتور محمد محمد حسين في هذا المضمار ناضجة الثمار شهية القطوف.
والحق أن بحوثه في محاربة الحركات الهدامة في هذا العصر كانت ضرورة حتمية يوجبها الواقع المعاصر؛ حيث كان الاحتلال الإنجليزي لمصر مصدرًا خطرًا لشبهات ظالمة تلحق بالإسلام".
**عالِم يدرب طلابه، ثم لا ينسى جهدهم: ...
لقد قاد محمد محمد حسين - رحمه الله - الصدق والأمانة وكَرَم النفس وأصالة الطبع ولطيف المعشر، لتسجيل عبرات الوفاء لمن ساهم معه في إخراج كتاب وتحقيقه ونشره، سجَّل تلك العبارات لنفر ربما كان هو صاحب الفضل عليهم وله السابقة في خدمتهم ونفعهم، بل ربما كانت جهودهم (المحدودة) معه رد جميل وبر وصلة لمعلم فاضل وأستاذ كريم لم يبخل عليهم بشيء، وقد طوَّق أعناقهم بفضائله ومكارمه.
يقول في مقدمة ديوان "الأعشى الكبير" وهو الديوان الذي حققه:
"وقد كان ساعدني في إخراج هذا الكتاب في طبعته الأولى جماعة من الأصدقاء؛ فتفضل الأستاذ شوقي أمين بمعاونتي في مراجعة مسودات الطبع، وأسدى إليَّ كثيرًا من الآراء النافعة التي اقتنعت بكثير منها وأخذت به. وتفضل الزميل محمد أبو الفرج المعيد بقسم اللغة العربية في جامعة الإسكندرية بوضع الفهارس اللغوية للديوان -
ويعلق في هامش الكتاب: توفي الدكتور محمد أبو الفرج في خلال العام الدراسي الماضي.
أسأل الله الكريم أن يرحمه ويحسن إليه - كما تفضل مصطفى عبد اللطيف الشويمي الطالب بليسانس الآداب بوضع فهارس الأعلام والأماكن والقبائل والأيام، وتفضلت الآنسة عزة كرارة المتخرجة في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الإسكندرية، بترجمة المقدمة الألمانية للمستشرق (جاير) في الطبعة الأوروبية، فإلى هؤلاء جميعًا أقدم شكري الخالص".
إن في هذا لدلالة كبيرة على أن الرجل مربٍّ فاضل وليس عالمًا فقط؛ فهو يدعو بفعله قبل قوله إلى أن يُعْرَف الفضلُ لأهله؛ وهو بذلك يحفز همَّة كل قادر على العمل والبحث أن يقدم ما يستطيع؛ وليس بالضرورة أن يخرج عملاً مستقلاً بنفسه، ولكنه بإمكانه أن يشارك مع إخوانه وزملائه في إنجاز أعمال علمية؛ وله فيها - بإذن الله - أجران:
فحقه أن يُشكر من قبل إخوانه، ثم إنَّ له ما هو أغلى وأسمى من ذلك وهو الأجر من الله تعالى إن خلُصت نيته وصدَق توجهه.
إن سطورًا متواضعة كهذه التي نكتب هنا لن تفي بحق عَلَم كمَن نتحدث عنه؛ ولكنها إشارات، وحَسْبنا أن نثبت فيها أسماء المصادر والمراجع لمن أراد المزيد.
**وفاته: ...
توفي محمد محمد حسين سنة 1402هـ = 1982م، حيث بلغ من العمر سبعين سنة.
وقد رثاه بعض الشعراء والأدباء، ومنهم الدكتور محمد بن سعد بن حسين بقصيدة منها:
صَمَتَ الصريرُ وجَفَّتِ الأقلامُ .. ... .. وطَوَتْ صَحَائِفَ عُمْرِكَ الأَيْامُ
هدأَ الزَّئِيرُ فَلا مَعَاركَ نَقْعُها .. ... .. وَهَجُ العُقُولِ يمدُّه الإِلْهَامُ
وَأُبِيحَ غَابٌ كُنْتَ فيهِ مُسَوَّدًا .. ... .. رَفَضَ ابنُ آوى إِذ هوى الضرغامُ
أَنَا إِنْ بَكَيْتُكَ سَاعَةً فلطالما .. ... .. ذَرِفَتْ علَيْكَ دُمُوعَها الأعْلامُ
**مؤلفاته: ...
(يُتْبَعُ)
(/)
بلغت كتب الدكتور محمد محمد حسين المطبوعة أحَدَ عشر كتابًا، وهي:
1 - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر (في جزأين).
2 - الإسلام والحضارة الغربية.
3 - أزمة العصر، وأصله ثلاثون حديثًا كتبت لتبث من إذاعة الرياض عام 1397هـ.
4 - حصوننا مهددة من داخلها، وأصله مجوعة مقالات شهرية نشرت في مجلة الأزهر المصرية في عامي 1377هـ، 1378هـ.
5 - الهجاء والهجَّاؤون في صدر الإسلام، وهذا الكتاب جزء من بحثه في (الدكتوراه).
6 - أساليب الصناعة في شعر الخمر والأسفار، وهذا الكتاب (كما يذكر المؤلف في مقدمته) فصلان من بحث مرحلة (الماجستير).
7 - شرح وتعليق على ديوان الأعشى الكبير (ميمون بن قيس).
8 - المتنبي والقرامطة، وهذا الكتاب (كما يذكر المؤلف في مقدمته) في الأصل محاضرة ألقاها في كلية الآداب بالجامعة الليبية ببنغازي عام 1383هـ.
9 - الهجاء والهجَّاؤون في الجاهلية.
10 - مقالات في الأدب واللغة، وهذا الكتاب يحوي ستة بحوث هي:
أ - تطوير قواعد اللغة العربية.
ب - بين سينية البحترية وسينية شوقي.
ج- فقه اللغة بين الأصالة والتغريب.
د- دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بين التأييد والمعارضة.
هـ- أثر الأدب الغربي في الأدب العربي المعاصر.
و- اقتراحات للنهوض بمستوى اللغة العربية.
وقد طبعت تلك البحوث مجتمعة في كتاب واحد بعد وفاة المؤلف - رحمه الله - ونشرتها مؤسسة الرسالة في بيروت عام 1409هـ - 1989م بإشراف ورثة المؤلف.
11 - الروحية الحديثة دعوة هدامة، وهذا الكتاب في الأصل محاضرة ألقيت في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية عام 1379هـ، وكانت بعنوان: الروحية الحديثة حقيقتها وأهدافها.
/// كما أن للأستاذ محمد محمد حسين مؤلفات أخرى وكتبًا بعضها لا يزال مخطوطًا، وبعضها طبع مرة واحدة فقط ثم نفد ولم يعد يوجد، ومنها:
أ- رواية الدموع.
ب- الأعشى صناجة العرب، بحثه في (الماجستير)، وهو لا يزال مخطوطًا فيما نعلم.
ج- فتح مكة.
د- اتجاهات هدامة في الفكر العربي المعاصر، وهو في الأصل محاضرة ألقيت في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية.
وقد لقيت كتب ورسائل هذا الأديب من طلابه وغيرهم عناية واهتمامًا،
ومن أفضل من اعتنى بها كتاب نفيس بعنوان (موقف الدكتور محمد محمد حسين من الحركات الهدامة) ألفه الدكتور إبراهيم محمد عوضين،
وفيه تناول المؤلف بالدراسة بعضًا من كتب محمد حسين وأبرز من خلال تلك الدراسة شجاعة أديبنا وجرأته وغيرته على الدين والعقيدة والمثل الإسلامية،
وقد نشرت الكتاب مؤسسة الرسالة في بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ - 1985م،
رحم الله محمد محمد حسين وغفر له.
وبعد وفاة هذا الأديب - رحمه الله - أُعِدَّتْ رسالتا (ماجستير) عن حياته وأدبه؛ فقد أعد الباحث:
عليان بن دخيل الله الحازمي رسالة (ماجستير) في كلية اللغة العربية بالرياض في جامعة الإمام عام 1407هـ بعنوان: (محمد محمد حسين حياته وآثاره الفكرية والأدبية)، وبلغت صفحاتها حوالي ثمانمائة صفحة.
وفي عام 1414هـ أعد الباحث محمد عبد الحميد محمد خليفة رسالة (ماجستير) في قسم اللغة العربية بجامعة الإسكندرية بعنوان: (دراسة النص الأدبي عند محمد محمد حسين)، وبلغت صفحاتها حوالي 330 صفحة.
ولكنَّ الرسالتين المذكورتين لم تنشرا - فيما نعلم - أسأل الله أن يوفق الأخوين الباحثين لطباعة كتابيهما ليكونا إضافة نفيسة إلى المكتبة العربية، كما نتمنى أن تجد كتب أستاذنا (محمد محمد حسين) العناية والاهتمام من القراء والباحثين وأصحاب دور النشر في البلاد العربية؛ لأن تلك الكتب تُحَدِّد معالم الأدب الأصيل، وتكشف زيف خصومه. والله الموفق والمعين.
ـــــــــــــــــــــ
بقلم: عبد العزيز بن صالح العسكر
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 08:00]ـ
محمد محمد حسين من افضل من كتب عن الهدامين والتغريبين
وافضل كتاب له
1 - حصوننا مهدده من داخلها.
2 - الاسلام والحضارة الغربيية.
3 - الاتجاهات الوطنية في الادب المعاصر.
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 10:25]ـ
لم أجد في المكتبات إلا:
1 - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر. (مصورة من طبعة قديمة و رديئة جداً)
2 - الإسلام والحضارة الغربية. (مؤسسة الرسالة)
فهل وجد أحد غيرها؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 05:27]ـ
الاتجاهات الوطنية ....... مجلدين صغيرين لكن كل مجلد 400 صفحة من طبعة المكتب الاسلامي، وقد وجدته بمكتبه بمكة الغبار غلب عليها ........................
أما حصوننا مهددة من داخلها فوجدته في مكتبة صغيرة بالدمام والله أعلم أن عنده عدة نسخ.
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 05:37]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الطيب
رحم الله الدكتور محمد محمد حسين وأسكنه فسيح جناته
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 04:51]ـ
للأسف كتبه غير موجوده و قد بحثت عنها في معرض الكتاب و لم أجدها
و لعلها توجد في المعرض القادم
و أريد أن اسأل الإخوة هل الكتب موجوده خارج المملكة ام لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخلود]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 06:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يرجى من الأخوة الأفاضل الصبورين أن يضعوا لنا (ديوان الأعشى الكبير) على السيرفر، تحقيق الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله
ولكم الشكر كل الشكر
ـ[الرايه]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 11:54]ـ
يسر الله من يعيد طباعة تراث الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله
ـ[صالح فهد]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 11:39]ـ
أنا مدين كثيراً للراحل الدكتور محمد محمد حسين رحمة الله عليه , فقد كشف عن الكثير مما أسدل الستار عليه من القرن الماضي , وأنا أوصي تبعاً لكثير من مشايخنا بقراءة كتبه والتي ترجع أساساً لكتابه: الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر.
أما بالنسبة لوجود كتبه من عدمها , فأقول: توجد على صيغة pdf على الشبكة و توجد نسخ من كتبه في المكتبات المستعملة وكذلك صورة مكتبة ابن تيمية كتبه فلن تجد في مكتبات الجديد إلا مصورات من كتبه وهي تفي بالغرض.
رحم الله الراحل الأستاذ الكبير الدكتور محمد محمد حسين
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 01:50]ـ
هذه الكتب الثلاثة:
1 - حصوننا مهدده من داخلها.
2 - الاسلام والحضارة الغربية.
3 - الاتجاهات الوطنية في الادب المعاصر.
طبعتها دار ابن تيمية مؤخرًا.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 03:04]ـ
رحمه الله رحمة واسعة ..
وجزاكم الله خيراً على التعريف ..(/)
هل هناك دليل على أن الوحي خاص بجبريل و الأمور القدرية ليست خاصة به - عليه السلام -
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 08:10]ـ
الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في القول المفيد
* اعتراض وجوابه: كيف يسمع المسترقون الكملة وعندما يسأل الملائكة جبريل يجابون بقال الحق فقط؟
والجواب: إن الوحي لا يعلمه أهل السماء , بل هو من الله إلى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم , أما الأمور القدرية التي يتكلم الله بها , فليست خاصة بجبريل , بل ربما يعلمها أهل السماء مفصلة , ثم يسمعها مسترقو السمع.
القول المفيد على كتاب التوحيد 1/ 325 طبعة ابن الجوزي
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - Feb-2008, صباحاً 06:22]ـ
للرفع ...
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 01:25]ـ
أحسن الله إليك.
الدليل على أن الوحي خاصٌ بجبريل -عليه السلام- هو عدم الدليل؛ ومثل هذه الأمرو الغيبية -كما لا يخفاكم- يتوقف فيها على ما جاء في النصوص الشرعية.
ولا نص شرعي يفيد أن غير جبريل -عليه السلام- قد سمع كلام الله الذي هو الوحي.
قال تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102]
وقال: {وإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ}. [الشعراء: 192 - 194]
وقال: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} الآية [البقرة:97]
وأما كلام الرب القدري فعندنا أدلة كثير جداً ومستفيضة بأن الله يكلم به الملائكة مباشرة، منها قوله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة:30]
ومن مثل هذا في السنة كثير.
وقد ترجم البخاري في كتاب التوحيد في صحيحه:
باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة وقال معمر: {وإنك لتلقى القرآن}: أي يلقى عليك وتلقاه أنت أي تأخذه عنهم ومثله: {فتلقى آدم من ربه كلمات}
ثم ساق تحت هذه الترجمة ثلاثة أحاديث منها:
حدثني إسحاق حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض ".
حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ".
والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 02:40]ـ
في صحيح البخاري حديث بدء الوحي وقول ورقة ((هَذَا النَّامُوس الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى).
قال في فتح الباري
ولِلْكُشْمِيهَنِيّ " أَنْزَلَ اللَّه "، وَفِي التَّفْسِير " أُنْزِلَ " عَلَى الْبِنَاء لِلْمَفْعُولِ وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ " هَذَا " إِلَى الْمَلَك الَّذِي ذَكَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَره، وَنَزَّلَهُ مَنْزِلَة الْقَرِيب لِقُرْبِ ذِكْره. وَالنَّامُوس: صَاحِب السِّرّ كَمَا جَزَمَ بِهِ الْمُؤَلِّف فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء. وَالْمُرَاد بِالنَّامُوسِ هُنَا جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام. وَقَوْله " عَلَى مُوسَى " وَلَمْ يَقُلْ عَلَى عِيسَى مَعَ كَوْنه نَصْرَانِيًّا؛ لِأَنَّ كِتَاب مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام مُشْتَمِل عَلَى أَكْثَر الْأَحْكَام، بِخِلَافِ عِيسَى. وَكَذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَوْ لِأَنَّ مُوسَى بُعِثَ بِالنِّقْمَةِ عَلَى فِرْعَوْن وَمَنْ مَعَهُ، بِخِلَافِ عِيسَى. كَذَلِكَ وَقَعَتْ النِّقْمَة عَلَى يَد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِرْعَوْن هَذِهِ الْأُمَّة وَهُوَ أَبُو جَهْل بْن هِشَام وَمَنْ مَعَهُ بِبَدْرٍ. أَوْ قَالَهُ تَحْقِيقًا لِلرِّسَالَةِ؛ لِأَنَّ نُزُول جِبْرِيل عَلَى مُوسَى مُتَّفَق عَلَيْهِ بَيْن أَهْل الْكِتَاب، بِخِلَافِ عِيسَى فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْيَهُود يُنْكِرُونَ نُبُوَّته، وَأَمَّا مَا تَمَحَّلَ لَهُ السُّهَيْلِيّ مِنْ أَنَّ وَرَقَة كَانَ عَلَى اِعْتِقَاد النَّصَارَى فِي عَدَم نُبُوَّة عِيسَى وَدَعْوَاهُمْ أَنَّهُ أَحَد الْأَقَانِيم فَهُوَ مُحَال لَا يُعَرَّج عَلَيْهِ فِي حَقّ وَرَقَة وَأَشْبَاهه مِمَّنْ لَمْ يَدْخُل فِي التَّبْدِيل وَلَمْ يَأْخُذ عَمَّنْ بَدَّلَ عَلَى أَنَّهُ قَدْ وَرَدَ عِنْد الزُّبَيْر بْن بَكَّار مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن مُعَاذ عَنْ الزُّهْرِيّ فِي هَذِهِ الْقِصَّة أَنَّ وَرَقَة قَالَ: نَامُوس عِيسَى.
وَالْأَصَحّ مَا تَقَدَّمَ،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 08:17]ـ
أحسن الله إليك.
الدليل على أن الوحي خاصٌ بجبريل -عليه السلام- هو عدم الدليل (1)؛ ومثل هذه الأمرو الغيبية -كما لا يخفاكم- يتوقف فيها على ما جاء في النصوص الشرعية.
ولا نص شرعي يفيد أن غير جبريل -عليه السلام- قد سمع كلام الله الذي هو الوحي.
ـــــــــــــــــــ
(1) نبهني أحد الأفاضل -جزاه الله خيراً- إلى أن الجملة الأولى موهمة، وإن كان في الجملة الاحقة بيان ما قد يوهم.
والتوضيح: أنني قصدت أن لا دليل على أن أحداً من الملائكة غير جبريل قد سمع الوحي من الله تعالى.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 12:27]ـ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ) رواه مسلم في صحيحه رقم 806
وما تقولون في هذا الحديث؟(/)
(هل المدخن قليل الذوق والأدب)؟ شارك برأيك
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 09:03]ـ
-
-هل المدخن شخص محترم -
ابدأ بذكر قصة حدثت لرجل اعرفه يعمل في مكان عام دخل عليه مدخن ومع أن لوحات (ممنوع التدخين) موجودة وواضحة!! لكن المدخن لا يزال يدخن واستمر من سيجارة إلى أخرى إلى ما يقرب الساعة والرجل الذي اعرفه لديه حساسية في الصدر، وهو رجل خجول لم يستطع أن ينهى المدخن الغير محترم عن تدخينه، هل تعلمون ماذا حصل؟؟ لقد تنوم صاحبنا في المستشفى ثلاثة أيام كاملة؟!
لقد كاد أن يهلك بحسب رأي الطبيب
(و القصة حقيقية، فلا تظن أنها أسلوب تعبير وقصة روائية)
اذاً أليس هذا المدخن قليل الذوق والأدب؟؟
* أليس المدخن قليل أدب عندما يدخن في مكان عام.
* أليس المدخن قليل أدب عندما يتجاهل لوحات (ممنوع التدخين).
* أليس المدخن قليل أدب عندما يؤذي الناس برائحة فمه.
* عندما يزفر الدخان الملوث بجراثيم صدره وينقله لغيره بدلاً من أن تتلاشى زفراته في الهواء، فجرم الدخان يبطئ من تلاشي هواء الزفيرالمحمل بالميكروبات الخارجة من الصدر.
* عندما يطلب منه عدم التدخين ثم يستمر فيه.
* عندما يدخن في المرافق الحكومية في وجوه المراجعين فيسقط بذلك هيبة الدولة واحترامها.
* عندما يدخن في وجوه أولاده فيؤذيهم أو ينقل لهم هذه العادة القبيحة.
* عندما يدخن ثم يؤذي زوجته بهذا الدخان.
* عندما يدخن فيضيع ماله في محرم بدلا من أن يتصدق بثمنه في فقير ومسكين أو في بيته واولاده.
* عندما لا يتأدب في حق نفسه فيلقي بها إلى التهلكة من السرطانات والأمراض وتلوث الفم واللثة والأسنان.
* عندما يعصى الله ورسوله فيما يلي:
- قال الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وهي عامة في غير الجهاد.
- قال الله تعالى: ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " وبالاتفاق أن الدخان ليس من الطيبات وهو من جملة الخبائث "
- قال الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً).
- قال الله تعالى: (ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين)
- قال الله تعالى: (ولا تبذر إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين) ودرهم في غير مكانه هو من الإسراف والتبذير.
- قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) وهي قاعدة شرعية.
- قال صلى الله عليه وسلم: (كل مسكر ومفتر حرام) ونص التحريم في قوله (مفتر)
والمفترات على ضربين:
ضرب يجلب التفتير مباشرة بعد تناول المفتر، وضرب يجلب التفتير بعد تنشيط كالقات والدخان، وعلامة هذا النوع أن الذي يتناوله يجد نفسه مدفوعاً إليه بعد تركه، ويجد الراحة بعد تناوله، والمفتر غير المسكر فواو العطف هنا تقتضي المغايرة سواء في الجنس أو درجة التحريم وهذا النص قاطع الدلالة في تحريم الدخان.
* صحيح هناك شخص مدخن ((محترم جداً))
لكن وقت تدخينه يفقد هذا الاحترام بقدر ما يحيط تدخينه من النقاط أعلاه، كالأماكن العامة، التدخين أمام الأطفال، عند الزوجة وغير ذلك،
(فكن أخي شخصاً محترماً مع نفسك وغيرك)
.
.
تحذير رسمي: التدخين مضر بالصحة!
-
ـ[لامية العرب]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 10:20]ـ
كلام سليم حفظك الله
والمدخن المجاهر سيء الأدب لأنه ضار صحيا وتربويا وماليا
اللهم اشف كل مبتلي من المسلمين
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 11:49]ـ
اذا كان لا يراعي من حوله من الجلوس
أو من هم في رعايته
فلا شك في ذلك
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 04:43]ـ
تصويب الآية من سورة الإسراء، قال تعالى: (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 06:01]ـ
أخانا أبا عمر، جزاك الله خيرًا.
التدخين قلة أدب مع الله قبل كل شيء، فهو محرم شرعًا،
والذي يرتكب المحرم ويجاهر به، قليل الأدب مع الله،
فكيف يمكن أن يكون مؤدبًا مع خلق الله.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:37]ـ
كلام سليم حفظك الله
والمدخن المجاهر سيء الأدب لأنه ضار صحيا وتربويا وماليا
اللهم اشف كل مبتلي من المسلمين
ومن سوء الأدب ايذاء الناس والملائكة
ولذلك جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو قال فليعتزل مسجدنا)
بارك الله فيكم
،،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:40]ـ
اذا كان لا يراعي من حوله من الجلوس
أو من هم في رعايته
فلا شك في ذلك
بارك الله فيكم اخي الكريم محمد المبارك
وإن شاء الله وصل صوتك ورأيك الى بعض اخواننا المدخنين الذين خفي عليهم هذا الأمر
نسأل الله للجميع الهداية
وكتب الله اجرك
،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:43]ـ
تصويب الآية من سورة الإسراء، قال تعالى: (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)
سقطت (تبذيراً) سهواً
جزاك الله خيراً اخي الكريم على التنبيه
،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:56]ـ
أخانا أبا عمر، جزاك الله خيرًا.
التدخين قلة أدب مع الله قبل كل شيء، فهو محرم شرعًا،
والذي يرتكب المحرم ويجاهر به، قليل الأدب مع الله،
فكيف يمكن أن يكون مؤدبًا مع خلق الله.
مشرفنا الفاضل:
بلا شك أن كل معصية هي سوء ادب مع الله
ولسنا بمعصومين وعلى قول أن يوسف عليه السلام قال:
(إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)
والناس تصف الإنسان بسوء الأدب اذا تعدى على حقوق الآخرين واساء ادبه معهم
وهناك من الإخوة المدخنين من فيه خير كثير ولكنه يجهل أن ذلك من سوء الأدب
بارك الله فيكم
،
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 01:05]ـ
مشرفنا الفاضل:
بلا شك أن كل معصية هي سوء ادب مع الله
ولسنا بمعصومين وعلى قول أن يوسف عليه السلام قال:
(إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)
والناس تصف الإنسان بسوء الأدب اذا تعدى على حقوق الآخرين واساء ادبه معهم
وهناك من الإخوة المدخنين من فيه خير كثير ولكنه يجهل أن ذلك من سوء الأدب
بارك الله فيكم
،
بارك الله فيك أخي الكريم.
أسأل الله ان يرزقني وإياك وجميع المسلمين حسن الخلق والأدب معه جل وعلا.
وأن يجعل عاقبتنا إلى خير، وأن يتجاوز عنا وعن جميع المسلمين.
وأن يصلحنا ظاهرًا وباطنًا.
إنَّه على كلِّ شيء قدير.
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 02:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منهم سيؤوا الأدب ومنهم خيرون. وذلك إخواني يتوقف على تربيته.
نعلم بالأدلة القاطعة التي لا مرية فيها شرعا وعلما أن التدخين محرم، واقتراف المحرمات يفسد الأذواق. نسأل الله أن يهديهم إلى سواء السبيل فيقلعوا عن العادة الضارة.
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 02:07]ـ
المدخنون ضحايا:
- ضحايا تربية.
- ضحايا إعلام.
- ضحايا توجهات.
-ضحايا أنفسهم وأهوائهم.
- ضحايا المناخ العام الفاسد ...
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 02:12]ـ
اشتغلت قديما ولا زلت؛ على موضوع أسباب التدخين؛ فوصلت إلى النتائج التالية؛ وهي غير ما يدعى ويقال؛ أذكره لإخواني موجزاً:
سلطة التجربة
دراسة نموذج: لماذا تدخن؟ لماذا لا تدخن؟
السبب الرئيس للتدخين هو كونه تجربة من التجارب، لا أقل ولا أكثر من ذلك. أما ما يسرد في إطار تعليل التجربة فبعيد كل البعد عن الحقيقة والموضوعية ...
فالتجربة تفرض وجودها على كل موجود في الوجود.
أنا على يقين أن عددا كبيرا من الذين لا يدخنون الآن، قد سبق لهم أن فعلوا سرا أو علانية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة / حقيقة أو مجازا؛ والعدد الناجي من قبضة التجربة - الحديدية - قليل وقليل جداً. وأتحدى من قال: لا، وأرميه بالكذاب.
تحدي التجربة ليس من المسائل السهلة. استدع الآن كل التجارب التي تعرف تجدك مارستها، إلا التي لم تتح لك الفرصة لتجربها، أو كان اللقاح التربوي الذي حقنته فعالا للغاية- وقليل قليل جدا من يصنعه- أو كانت التجربة صعبة كالانتحار.
اللقاح التربوي أنواع فمنه الفعَّال القوي وغير القوي ومنه غير المؤثر. لكن قوة المؤثر منه تتوقف على قوة التأثير المجتمعي؛ فالجراثيم التي ينفث بها المجتمع تكون أقوى في كثير الأحيان فتبتلع المضادات التربوية.
أما التجارب التي تنزع إليها الفطرة فحدث عنها ولا تحرج.
تجربة التدخين فريدة من نوعها يتدخل فيها عامل الإدمان؛ فليس من السهل لمرتاد التجربة أن يخلص نفسه من قبضتها بسهولة؛ دع عنك إن تقادمت ورسخ قدمه فيها.
ومن الأخطار التصورية في تجربة التدخين تخيل بعضهم أنه يستحيل التخلي عنه بسبب الإدمان؛ يوهم نفسه بالاستحالة المطلقة، فتضعف قواه الداخلية وتفتر فلا يجرأ على عقد إيمان قوي يدفعه للترك. إن هذا التردد يوهن ويضعف، بل يميت ...
(يُتْبَعُ)
(/)
الإشكال إذن إشكال الوجود؛ وجود المثير/ وجود التجربة.
لهذا نجد أن الشريعة الإسلامية حريصة كل الحرص:
? على استئصال الشر من جذوره الأولى؛
? على تحريم كل ما يؤدي إلى الفساد؛ وتوسيع الدائرة التحريمية لتشمل ما يمكن أن يكون سببا للوقوع في المحذور. من أمثلة ذلك: تحريم الخمر، فإن التحريم شمل شرذمة كثيرة من شارب وعاصر وبائع ومتوسط وناظر وعامل ... بلغت الدائرة التحريمية عشرة.
وبالمقابل وسعت الدائرة المصلحية فاستقبلت ورحبت بالسلوكات والأفعال والأقوال والمشاعر والوسائل ... التي تؤدي إلى المصلحة إما مباشرة أو بالواسطة. إنها، على سبيل المثال، وسعت دائرة الجوار لتشمل الجار القريب والبعيد والصاحب بالجنب، ووسعتها كذلك لتشمل الذين يبعدون عنك بسبعين دار أو خمسينا دارا، كما ورد ذلك في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. كما أعطت الأولوية للأخوة العقدية، لتشمل كل من يشهد بالله ربا وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا للعالمين، ويلتزم الإسلام شريعة وعقيدة.
وجود التجربة / وجود شيء ا سمه السجائر مثلا/ بمثابة سلطة قوية مرهبة مهددة. ويزداد التأثير ويتضاعف المفعول إذا سيقت التجربة في سياقات إشهارية احتفالية. فيزداد الإقبال ويشتد التهافت نحوها، وكلما كثر المقبلون عليها تضخمت السلطة وكانت قوتها الضاغطة كبيرة.
لا يتخلص من هذه السلطة إلاَّ القلة القليلة من الذين طُعِّموا بمضادَّات حيوية فعالةٍ أو طَعَّموا ذواتهم من الخطر بالإيمان والوعي.
إن لي من اليقين ما يكفي للقول: إن سلطة المجتمع أعظم السُّلط، فهو يصنع ويبني ويهدم من خلال أقطاب معينين تجمعهم فلسفة واحدة- وإن كانوا يختلفون في جزئيات كثيرة، ومع ذلك فأبوهم واحد- يقودون القطيع إلى المراعي التي يرغبون ليحققوا المرامي التي يريدون.
لا يجب أن يفهم من كلامي ذا أن الإقلاع عن التدخين مستحيل أو بعيد المنال. يمكن أن يتحقق ذلك بالإيمان القوي والرغبة الكلية النابعة من أحبار المجتمع ومن صانعي العقول؛ أن يصدر ذلك منهم لا على سبيل الهزل والتملص الذي يضمر في طياته الأبعاد المصلحية المادية قريبة المدى؛ بل على سبيل الحقيقة التي ألفناها كبيرة الوقع على القلوب.
إن خير الكلام الفعل ولو قلَّ؛ الفعل أولا والقول ثانيا. ومثقال فعل خير من القناطير المقنطرة من الأقوال. كيف يمكن أن نقنع بمخاطر التدخين ونحن نروج له ونربح منه ونعقد عليه آمالنا واقتصادنا ونسمح بالترويج له في أشكال كلها إثارة واستقطاب؟؟؟
خضت في بحور التربية باحثا عن ذُرَرِها فوجدتها أخيرا أمرين:
أ) تكْرار وإيلاف: بعودك إلى نفسك تجد أن وضعك الحالي نتاج تكرار، إذ يترسب ما كررته في كيانك فيصبح إيلافاً. فتفعل/ تقول/ تشعر على نحو ما ترسب/ تقرر.
ب) قدوة: كلنا يتصرف انطلاقا من نموذج مرسوم في كيانه. والاختلافات آيلة إلى اختلاف النماذج.
فصل
ليس من السهل التغلب على سلطة التجربة، وأقصد بها سلطة وجود شيء معين أو فكرة أو تصور أو نوع من الشعور ... إن وجوده يقتضي تطبيقه وفعله، إن آجلا أو عاجلا. وأميل إلى أنه في غالب الأحيان يكون عاجلا، بصرف النظر عن نوعية المثير أو الإثارة. فقد يخطر ببال أحدهم، يعاني من مشاكل عائلية، أو أزمات نفسية لها علاقة بالقروض ... أن ينتحر انحارا جديدا، لم يك متداولا من قبل، بل استقاه من تجارب الانتحاريين الجدد ... ولا يهم هنا الوضع المادي، فسلطة التجربة تهزم العنصر المادي. فكما ينتحر الفقراء ينتحر كذلك الأغنياء.
أما الأسباب الكامنة وراء الفعل أي فعل؛ الانتحار، اللعب، ركوب الخيل، السباحة، التسلق، فآيلة بالأساس إلى سلطة التجربة. هي بؤرة التوتر. وهي العلة الأولى للفعل. فسبب اللعب وجوده، وسبب الزواج وجوده، وسبب الانتحار، بصورة معينة، وجودها، وسبب الإرهاب وجوده، فالتجربة تحدد مسارات الأفعال وتوجهها. هناك مثيرات أخرى تدعو إلى الفعل، لكنها تقع في الدرجة الثانية بعد سلطة التجربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
تكون التجربة في حياتها الأولى خاصة بفئة معينة أو نوع معين أو وضعيات معينة ... لكنها تتسع لتشمل مجموعات كبيرة، لم تصنع لها التجربة. وتمارسها لأنها وجدت فيها بلاغة وقوة ورموزا لم تجدها في غيرها من التجارب. فمن الصعب تفتيت تجربة ظهرت في الوجود بين عشية وضحاها. إننا نستطيع أن نقلل من قوتها أن نضبطها في حدود معينة، أما استئصالها فلست أراه ممكنا؛ فهناك تجارب قديمة قدم الإنسان، ورثت كابرا عن كابرا.
يجب أن نفرق بين التجارب المرحب بها في المجتمع والمرفوضة، فالمرحب بها أكثر قوة وأكثر فاعلية، أما المرفوضة فتستمد قوتها من رفضها، فيكون الإقبال عليها تحد وجراءة وقوة ... يمكن القضاء على التجارب المرفوضة إذا لم يك لها ارتباط بالذات الفاعلة، أي إذا كانت تتطلب أمورا / وسائل لا تتوافر في الذات. بالإمكان منع الناس من التدخين، ودفعهم إلى الإقلاع عنه إذا تضافرت الجهود من هنا وهناك لحظر زراعة مواده وبيعها والاتجار فيها، ومعاقبة المخالفين العقاب الشديد. وهذا لا يضمن لنا تفكير بعضهم في تدخين أمور معينة، بعيدا عن الأنظار ... ورغم ذلك فإن سلطة التجربة ستقل وتضعف إلى حد كبير. فحدود التحكم في التجارب يكون على مستوى الوسائل والمعينات والمؤيدات المادية والمعنوية القريبة والبعيدة، فضلا عن اتفاق مجتمعي؛ لا خلاف فيه. أما إذا تعلق الأمر بتجارب لا تستمد قوتها من عناصر جارجية، بل تتوقف على آليات ذاتية وقناعات داخلية مستقلة عن الخارج، أو لها ارتباط وسيلي/ غير ضروري/ تكميلي بعناصر من المحيط.
إن عقيدة احترام إنسانية الإنسان، بغض النظر عن توجهاته، هي الكفيلة بالقضاء النهائي على مشاكل العالم بما في ذلك مسألة الإرهابيين والمنتحرين. هذه العقيدة التي يحب أن نعمل جميعا على ترسيخا وبتها في كل أرجاء العالم. وليس من المعقول تثبيت هذه العقيدة ووسائل الإعلام تروج للعنف من خلال مشاهد كثيرة.
إنه هذا البرنامج شمولي يجب أن يفرض فرضا على الدول والحكومات، وأن يعاقب منتهكوه العقاب الشديد. ومن السبل التي لها الأهلية لتفعيل البرنامج وزرعه المدارس والأسر والجمعيات ووسائل الإعلام.
يتجلى فشل المناهج المدرسية، والمدرسة عموما واضحا، في انسياق المتمدرسين والحاصلين على الدرجات العالية مع تجارب ثبت بالمنقول والمعقول فشلها وقبحها وضررها، لهذا فإننا نقول: إن الشواهد المدرسية لا تحدد الوعي، ولا يجوز اعتبارها مقياسا له. إنها شواهد معملية، وليست شواهد أخلاقية، والأجدر أن تكون أخلاقية، لأن جودة المعمل والعمل لا تتحقق إلا في ضوء الأخلاق والتربية السديدة.
لا ينماز خريجو المدارس والمعاهد ... عن غيرهم، يقصدون المشعوذين، يكذبون، ويزورون، ويحرفون، يأكلون السحت، يقوِّمُون الناس من خلال ما يملكون ... تأمل تدرك أن لا فرق بينهما.
نَعِي الوعي الكامل بالأخطار التي تهدد المدرسة والأسرة، فالإعلام اليوم مفتوح على مصراعيه طول اليوم للهدم والبناء، وليس إعلاما واحدا، بل إعلامات، تختلف توجهاتها وضروبها وأفكارها ...
أمام ضعف المدرسة والأسرة طغا وحش الإعلام مستغلا الطبيعة الجغرافية البشرية الميالة للمنحدرات ومستغلا، كذلك، المجاعةَ الثقافيةَ ليكتسحَ الساحة ونسق المدرسة والأسرة، فاضطرتا إلى التخلي عن موقعهما.
?
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 11:15]ـ
ذكر ابن القيم رحمه الله ان من عقوبات المعاصي نزع الحياء
وشرب الدخان معصية ولذا فان بعضهم نزع منه الحياء
لذانجده يدخن بحضور اهل العلم وكذايدخن عند باب المسجد
وهذامن قلة الادب
وذكربعض المشايخ ان رجلا راى ولده يدخن فزحره فلما ساله الابن قال الاب بلا قلة ادب
فقال الابن اذن انت ياوالدي قلبل الادب لانك تدخن فسكت الاب
بارك الله فيكم
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
أسأل الله ان يرزقني وإياك وجميع المسلمين حسن الخلق والأدب معه جل وعلا.
وأن يجعل عاقبتنا إلى خير، وأن يتجاوز عنا وعن جميع المسلمين.
وأن يصلحنا ظاهرًا وباطنًا.
إنَّه على كلِّ شيء قدير.
اللهم آمين
بارك الله فيكم
،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 06:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منهم سيؤوا الأدب ومنهم خيرون. وذلك إخواني يتوقف على تربيته.
نعلم بالأدلة القاطعة التي لا مرية فيها شرعا وعلما أن التدخين محرم، واقتراف المحرمات يفسد الأذواق. نسأل الله أن يهديهم إلى سواء السبيل فيقلعوا عن العادة الضارة.
نسأل الله لنا ولهم الهداية
بارك الله فيكم
،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 06:10]ـ
المدخنون ضحايا:
- ضحايا تربية.
- ضحايا إعلام.
- ضحايا توجهات.
-ضحايا أنفسهم وأهوائهم.
- ضحايا المناخ العام الفاسد ...
هم وقبل كل شيء ضحايا انفسهم وبقية الأمور عوامل ساهمت في ذلك
ولي عودة على مداخلتك المثرية عن التجربة للنقاش
تحياتي لك
،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 08:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أخي (أبو عمر القرشي)
(هم وقبل كل شيء ضحايا انفسهم وبقية الأمور عوامل ساهمت في ذلك
ولي عودة على مداخلتك المثرية عن التجربة للنقاش تحياتي لك)
التربية الفاسدة تفعل في الناس الأفاعيل؛ فتدنس الفطر وتمرض العقول القلوب، بل ترديها قتيلة في الميدان طريحة.
والأمر هنا متوقف على التربية؛ هي عملية مشتركة، تتدخل فيها الأسر والإعلام والمحيط الخاص والعام شئنا أم أبينا؛ لذا شرعت الهجرة من أرض الفساد إلى أرض الخير والصلاح والمعروف ...
أليس الطفل الذي نشأ في بيئة فاسدة ضحية لبيئته ومحيطه؟
فإن:
- قلت أخي: عند كبره يعي ويعقل فيَُسأل.
- أقول: من السهل نقل الجبال من مواضعها، أما ما اعتاده الناس فعسير؛ وإن كان غير محال. والتجارب العملية مثبتة لكلامي إن شاء الله.
- إن قلتَ أخي: إن النبي صلى الله عليه وسلم غَّير الناس؛ أخرجهم من الظلمات إلى النور؟
- قلتُ: نعم؛ فعل. لكن أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه الفريد في الدعوة؛ أيده به ربنا سبحانه وتعالى وتبارك جل وعلا. قلنا وأكثرنا ولا كلمة طبقنا، طبلنا وزمرنا ولا كلمة امتثلنا؛ اهدنا ربنا إلى سواء السبيل سراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
- إن قلت: أستطيع نقل الناس من الإدمان إلى الترك والابتعاد.
- قلت: إنك بطل مغوار.
معادلة التربية (بصفة إجمالية)
التربية= تَكرار+ إيلاف+ قدوة.
تقبل مني كلامي هذا قبولا حسنا، بارك الله فيك أخي
ـ[مراد]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا لا لا
التدخين في بادئ الأمر لا علاقة له بالأخلاق مطلقاً فيما يبدو لي! لماذا
لأن المدخن غالباً لا يكون قد بدأ التدخين بعد مضي 22 سنة من عمره فأغلب المدخنين قد تعاطوا الدخان وهم دون هذا العمر
ومن دون هذا العمر لا تستطيع أن تجزم بسكون أخلاقياته التي سيعيش بها وإن بدرت بوادرها
فمنهم من دخن تقليداً للغير
ومنهم من رأى الدخان ودفعه حب التجربة إليه ثم لعدم إدراكه بما يفضي إليه التدخين استمر في تعاطيه
ومنهم من شملته حلقات السوء فشاركهم فيه ثم تركهم لطيشهم ولم يترك التدخين لتمكنه من دمه
وغير هذه من الأسباب التي عاملها المشترك صغر السن أو ضعف البصيرة أما أما أما من اختار التدخين على علم وتقدم في العمر فهم قلة قلة
ولكن المدخن بعد مرور الأيام وتأثر أعصابه بالتدخين
وما يسمعه من الناصحين وما يراه في أعين الآخرين من لوم له وإن لم ينطقوا بشيء
وغير ذلك كلها ذات أثر على نفسيته مع تكرارها وتأمله لها فتكككككككون سبب في كونه سريع الغضب وهذه مدعاة لكل خلق سيء ولهذا أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم من استوصاه قائلاً له لا تغضب ثلاثاً فالغضب أمٌ للإخلاق السيئة
ولكن ليس ما يجعل المدخن يدخن هو سوء الأخلاق فقط بل الجهل غالباً وكلاهما قبيح ولكن الجهل أهون
فلا تظن السوء بمن يدخن ولكن ثق بأنه جاهل فإن لم يكن فجاهل وسيء الخلق
ـ[محمد عبد]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 11:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاغلب في المدخنبن قليلين ئدب يؤذون الناس واعني ما اقول الناس
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 08:20]ـ
اشتغلت قديما ولا زلت؛ على موضوع أسباب التدخين؛ فوصلت إلى النتائج التالية؛ وهي غير ما يدعى ويقال؛ أذكره لإخواني موجزاً:
سلطة التجربة
دراسة نموذج: لماذا تدخن؟ لماذا لا تدخن؟
السبب الرئيس للتدخين هو كونه تجربة من التجارب، لا أقل ولا أكثر من ذلك. أما ما يسرد في إطار تعليل التجربة فبعيد كل البعد عن الحقيقة والموضوعية ...
فالتجربة تفرض وجودها على كل موجود في الوجود.
اتفق أن التجربة سبب من اسباب الوقوع في أي أمر
ولكنه ليس من الأسباب الرئيسة للإستمرار في كل أمر،،
أنا على يقين أن عددا كبيرا من الذين لا يدخنون الآن، قد سبق لهم أن فعلوا سرا أو علانية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة / حقيقة أو مجازا؛ والعدد الناجي من قبضة التجربة - الحديدية - قليل وقليل جداً. وأتحدى من قال: لا، وأرميه بالكذاب.
غير صحيح أخي الكريم،
ووسأمثل عن نفسي:)
الدخان
(يُتْبَعُ)
(/)
لحداثة سني دخنت تبعية للناس و الكبار وبعض الأقران من الأقارب عندما اراهم يلتقطون اعقاب السجائر خلسة، وكنت اسألهم عن سر ذلك فلا اظفر بجواب مما حداني الى التجربة التي دافعها بسبب نقص في المعرفة ومجاراة للمجتمع وضعف في التمييز لحداثة السن، ولكن كان يكفي من عقب تلك السيجارة مصة واحدة فقط لأعرف مدى خبثه ولم اعد اليه بعدها،،
ولكن هناك تجارب كثيرة اخي الكريم لم اقع فيها مع انها كانت بين يدي يوماً من الأيام ولو شئت لحصلت عليها لآن، واعرف غيري كذلك ممن لم تقدهم التجربة الى التجربة، والعوامل قد تتداخل فهناك الجهل وهناك التقليد والتبعية وهناك حب الإستطلاع وغير ذلك
كما أن التجربة قد تكون علة للوقوع لا الإستمرار والمداومة،،
تحدي التجربة ليس من المسائل السهلة. استدع الآن كل التجارب التي تعرف تجدك مارستها، إلا التي لم تتح لك الفرصة لتجربها،
كثر من لم يشرب الخمر، من لم يزني ويمارس الفواحش، من لم يرتشي، من لم يعذب بدافع تجربة السلطة، من لم يتعمد أن يظلم غيره، من لم يتعالى على غيره، من لم يختلس، من لم يقتل، من لم يعتنق ديناً آخراً بدافع التجربة أو يترك عقيدته لأجل التجربة، من لم يفحط بالسيارة، من لم يسافر للمحرمات أو يدخل المراقص، وغير ذلك كثير مما يتاح للناس ولا يفعلونه بدافع التجربة،،
أو كان اللقاح التربوي الذي حقنته فعالا للغاية- وقليل قليل جدا من يصنعه- أو كانت التجربة صعبة كالانتحار.
اللقاح التربوي أنواع فمنه الفعَّال القوي وغير القوي ومنه غير المؤثر. لكن قوة المؤثر منه تتوقف على قوة التأثير المجتمعي؛ فالجراثيم التي ينفث بها المجتمع تكون أقوى في كثير الأحيان فتبتلع المضادات التربوية.
أما التجارب التي تنزع إليها الفطرة فحدث عنها ولا تحرج.
تجربة التدخين فريدة من نوعها يتدخل فيها عامل الإدمان؛ فليس من السهل لمرتاد التجربة أن يخلص نفسه من قبضتها بسهولة؛ دع عنك إن تقادمت ورسخ قدمه فيها.
لا يتمكن الإدمان في التدخين من غير العادة، و الناس يختلفون ويتفاوتون في مدة التعود و الإدمان سواء على التدخين أو غيره مما يسبب الإدمان،
ومن الأخطار التصورية في تجربة التدخين تخيل بعضهم أنه يستحيل التخلي عنه بسبب الإدمان؛ يوهم نفسه بالاستحالة المطلقة، فتضعف قواه الداخلية وتفتر فلا يجرأ على عقد إيمان قوي يدفعه للترك. إن هذا التردد يوهن ويضعف، بل يميت ...
صدقت هذه احد مشكلات بعض الإخوة المدخنين،،
الإشكال إذن إشكال الوجود؛ وجود المثير/ وجود التجربة.
لهذا نجد أن الشريعة الإسلامية حريصة كل الحرص:
? على استئصال الشر من جذوره الأولى؛
? على تحريم كل ما يؤدي إلى الفساد؛ وتوسيع الدائرة التحريمية لتشمل ما يمكن أن يكون سببا للوقوع في المحذور. من أمثلة ذلك: تحريم الخمر، فإن التحريم شمل شرذمة كثيرة من شارب وعاصر وبائع ومتوسط وناظر وعامل ... بلغت الدائرة التحريمية عشرة.
وبالمقابل وسعت الدائرة المصلحية فاستقبلت ورحبت بالسلوكات والأفعال والأقوال والمشاعر والوسائل ... التي تؤدي إلى المصلحة إما مباشرة أو بالواسطة. إنها، على سبيل المثال، وسعت دائرة الجوار لتشمل الجار القريب والبعيد والصاحب بالجنب، ووسعتها كذلك لتشمل الذين يبعدون عنك بسبعين دار أو خمسينا دارا، كما ورد ذلك في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. كما أعطت الأولوية للأخوة العقدية، لتشمل كل من يشهد بالله ربا وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا للعالمين، ويلتزم الإسلام شريعة وعقيدة.
وجود التجربة / وجود شيء ا سمه السجائر مثلا/ بمثابة سلطة قوية مرهبة مهددة. ويزداد التأثير ويتضاعف المفعول إذا سيقت التجربة في سياقات إشهارية احتفالية. فيزداد الإقبال ويشتد التهافت نحوها، وكلما كثر المقبلون عليها تضخمت السلطة وكانت قوتها الضاغطة كبيرة.
هنا يتدخل عامل المجاراة والتقليد كما ذركتم
وجذور تعليم الإنسان التقليد،،
لا يتخلص من هذه السلطة إلاَّ القلة القليلة من الذين طُعِّموا بمضادَّات حيوية فعالةٍ أو طَعَّموا ذواتهم من الخطر بالإيمان والوعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن لي من اليقين ما يكفي للقول: إن سلطة المجتمع أعظم السُّلط، فهو يصنع ويبني ويهدم من خلال أقطاب معينين تجمعهم فلسفة واحدة- وإن كانوا يختلفون في جزئيات كثيرة، ومع ذلك فأبوهم واحد- يقودون القطيع إلى المراعي التي يرغبون ليحققوا المرامي التي يريدون.
المجتمع يتأثر بعوامل كثيرة سياسية واقتصاديه والعلة الأولى في الفرد نفسه الذي هو اللبنة للمجتمع،
لا يجب أن يفهم من كلامي ذا أن الإقلاع عن التدخين مستحيل أو بعيد المنال. يمكن أن يتحقق ذلك بالإيمان القوي والرغبة الكلية النابعة من أحبار المجتمع ومن صانعي العقول؛ أن يصدر ذلك منهم لا على سبيل الهزل والتملص الذي يضمر في طياته الأبعاد المصلحية المادية قريبة المدى؛ بل على سبيل الحقيقة التي ألفناها كبيرة الوقع على القلوب.
إن خير الكلام الفعل ولو قلَّ؛ الفعل أولا والقول ثانيا. ومثقال فعل خير من القناطير المقنطرة من الأقوال. كيف يمكن أن نقنع بمخاطر التدخين ونحن نروج له ونربح منه ونعقد عليه آمالنا واقتصادنا ونسمح بالترويج له في أشكال كلها إثارة واستقطاب؟؟؟
خضت في بحور التربية باحثا عن ذُرَرِها فوجدتها أخيرا أمرين:
أ) تكْرار وإيلاف: بعودك إلى نفسك تجد أن وضعك الحالي نتاج تكرار، إذ يترسب ما كررته في كيانك فيصبح إيلافاً. فتفعل/ تقول/ تشعر على نحو ما ترسب/ تقرر.
ب) قدوة: كلنا يتصرف انطلاقا من نموذج مرسوم في كيانه. والاختلافات آيلة إلى اختلاف النماذج.
فصل
ليس من السهل التغلب على سلطة التجربة، وأقصد بها سلطة وجود شيء معين أو فكرة أو تصور أو نوع من الشعور ... إن وجوده يقتضي تطبيقه وفعله، إن آجلا أو عاجلا. وأميل إلى أنه في غالب الأحيان يكون عاجلا، بصرف النظر عن نوعية المثير أو الإثارة. فقد يخطر ببال أحدهم، يعاني من مشاكل عائلية، أو أزمات نفسية لها علاقة بالقروض ... أن ينتحر انحارا جديدا، لم يك متداولا من قبل، بل استقاه من تجارب الانتحاريين الجدد ... ولا يهم هنا الوضع المادي، فسلطة التجربة تهزم العنصر المادي. فكما ينتحر الفقراء ينتحر كذلك الأغنياء.
أما الأسباب الكامنة وراء الفعل أي فعل؛ الانتحار، اللعب، ركوب الخيل، السباحة، التسلق، فآيلة بالأساس إلى سلطة التجربة. هي بؤرة التوتر. وهي العلة الأولى للفعل. فسبب اللعب وجوده، وسبب الزواج وجوده، وسبب الانتحار، بصورة معينة، وجودها، وسبب الإرهاب وجوده، فالتجربة تحدد مسارات الأفعال وتوجهها. هناك مثيرات أخرى تدعو إلى الفعل، لكنها تقع في الدرجة الثانية بعد سلطة التجربة.
تكون التجربة في حياتها الأولى خاصة بفئة معينة أو نوع معين أو وضعيات معينة ... لكنها تتسع لتشمل مجموعات كبيرة، لم تصنع لها التجربة. وتمارسها لأنها وجدت فيها بلاغة وقوة ورموزا لم تجدها في غيرها من التجارب. فمن الصعب تفتيت تجربة ظهرت في الوجود بين عشية وضحاها. إننا نستطيع أن نقلل من قوتها أن نضبطها في حدود معينة، أما استئصالها فلست أراه ممكنا؛ فهناك تجارب قديمة قدم الإنسان، ورثت كابرا عن كابرا.
التجربة اذا ترسخت اصبحت عقيدة أو عادة ولم تعد مجرد تجربة،
أما التجارب السلوكية فهي باقية لبقاء الغرائز واختلافها
فالقضية دافعها الغريزة وبقاء التجربة بسبب وجود الغريزة
يجب أن نفرق بين التجارب المرحب بها في المجتمع والمرفوضة، فالمرحب بها أكثر قوة وأكثر فاعلية، أما المرفوضة فتستمد قوتها من رفضها،
بل في كثير من الأحيان تستمد قوتها من قوة الغريزة في الإنسان وليس مجرد الرفض فهناك تجارب مرفوضة وقلة من يقدم عليها لأن الغريزة لا تتقبلها من الأساس
فيكون الإقبال عليها تحد وجراءة وقوة ... يمكن القضاء على التجارب المرفوضة إذا لم يك لها ارتباط بالذات الفاعلة، أي إذا كانت تتطلب أمورا / وسائل لا تتوافر في الذات. بالإمكان منع الناس من التدخين، ودفعهم إلى الإقلاع عنه إذا تضافرت الجهود من هنا وهناك لحظر زراعة مواده وبيعها والاتجار فيها، ومعاقبة المخالفين العقاب الشديد. وهذا لا يضمن لنا تفكير بعضهم في تدخين أمور معينة، بعيدا عن الأنظار ... ورغم ذلك فإن سلطة التجربة ستقل وتضعف إلى حد كبير. فحدود التحكم في التجارب يكون على مستوى الوسائل والمعينات والمؤيدات المادية والمعنوية القريبة والبعيدة، فضلا عن اتفاق مجتمعي؛ لا خلاف فيه. أما إذا تعلق الأمر بتجارب
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تستمد قوتها من عناصر جارجية، بل تتوقف على آليات ذاتية وقناعات داخلية مستقلة عن الخارج، أو لها ارتباط وسيلي/ غير ضروري/ تكميلي بعناصر من المحيط.
إن عقيدة احترام إنسانية الإنسان، بغض النظر عن توجهاته، هي الكفيلة بالقضاء النهائي على مشاكل العالم بما في ذلك مسألة الإرهابيين والمنتحرين. هذه العقيدة التي يحب أن نعمل جميعا على ترسيخا وبتها في كل أرجاء العالم. وليس من المعقول تثبيت هذه العقيدة ووسائل الإعلام تروج للعنف من خلال مشاهد كثيرة.
إنه هذا البرنامج شمولي يجب أن يفرض فرضا على الدول والحكومات، وأن يعاقب منتهكوه العقاب الشديد. ومن السبل التي لها الأهلية لتفعيل البرنامج وزرعه المدارس والأسر والجمعيات ووسائل الإعلام.
يتجلى فشل المناهج المدرسية، والمدرسة عموما واضحا، في انسياق المتمدرسين والحاصلين على الدرجات العالية مع تجارب ثبت بالمنقول والمعقول فشلها وقبحها وضررها، لهذا فإننا نقول: إن الشواهد المدرسية لا تحدد الوعي، ولا يجوز اعتبارها مقياسا له. إنها شواهد معملية، وليست شواهد أخلاقية، والأجدر أن تكون أخلاقية، لأن جودة المعمل والعمل لا تتحقق إلا في ضوء الأخلاق والتربية السديدة.
لا ينماز خريجو المدارس والمعاهد ... عن غيرهم، يقصدون المشعوذين، يكذبون، ويزورون، ويحرفون، يأكلون السحت، يقوِّمُون الناس من خلال ما يملكون ... تأمل تدرك أن لا فرق بينهما.
الأمر يختلف باختلاف المدارس
في السعودية وبعض البلدان العربية يكون الفرق واضحاً في التعامل مع شخصية درست واخرى لم تدرس، وهناك من لم يستفد من علمه ودراسته،
نَعِي الوعي الكامل بالأخطار التي تهدد المدرسة والأسرة، فالإعلام اليوم مفتوح على مصراعيه طول اليوم للهدم والبناء، وليس إعلاما واحدا، بل إعلامات، تختلف توجهاتها وضروبها وأفكارها ...
أمام ضعف المدرسة والأسرة طغا وحش الإعلام مستغلا الطبيعة الجغرافية البشرية الميالة للمنحدرات ومستغلا، كذلك، المجاعةَ الثقافيةَ ليكتسحَ الساحة ونسق المدرسة والأسرة، فاضطرتا إلى التخلي عن موقعهما.
?
اعجني قدرتك التحليلية للمواضيع والمسائل
واتفق معك في جملة كلامك وخلافي معك اشبه بالخلاف الشكلي
ولعل مخالفتي لك من باب تجربة المخالفة:)
تحياتي لك
،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 08:30]ـ
ذكر ابن القيم رحمه الله ان من عقوبات المعاصي نزع الحياء
وشرب الدخان معصية ولذا فان بعضهم نزع منه الحياء
لذانجده يدخن بحضور اهل العلم وكذايدخن عند باب المسجد
وهذامن قلة الادب
وذكربعض المشايخ ان رجلا راى ولده يدخن فزحره فلما ساله الابن قال الاب بلا قلة ادب
فقال الابن اذن انت ياوالدي قلبل الادب لانك تدخن فسكت الاب
بارك الله فيكم
يا اخوان انا ما قلت شي:)
،،
الله يرزقنا واياهم الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان
تسلم يا الطيب بارك الله فيكم
،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 01:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أخي (أبو عمر القرشي)
(هم وقبل كل شيء ضحايا انفسهم وبقية الأمور عوامل ساهمت في ذلك
ولي عودة على مداخلتك المثرية عن التجربة للنقاش تحياتي لك)
التربية الفاسدة تفعل في الناس الأفاعيل؛ فتدنس الفطر وتمرض العقول القلوب، بل ترديها قتيلة في الميدان طريحة.
والأمر هنا متوقف على التربية؛ هي عملية مشتركة، تتدخل فيها الأسر والإعلام والمحيط الخاص والعام شئنا أم أبينا؛ لذا شرعت الهجرة من أرض الفساد إلى أرض الخير والصلاح والمعروف ...
يقول سبحانه: وهديناه النجدين
التربية عامل من العوامل لكن الإنسان في نهاية امره مختار غير مجبور، ولديه من العقل ما يستطيع به التمييز بين الخير والشر و لديه من العزيمة ما يكفي لتجنب الوقوع فيه وقد تغلبه غريزته احياناً فلذلك كان باب التوبة مفتوح و المغفرة والرحمة،
ولا سبيل للإنسان الإعتذار بأي عذر كان لإقترافه آثامه ولا يصح الإعتذار عنه اعتذار تبرير،،
ولو ساغ ذلك لكان في الحدود والتعزيرات ظلماً له
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما التربية عامل من العوامل ولذلك حتى من ورد فيه الحديث بالتهويد والتنصير نجده لا يركن الى عقيدته لأن تلك العقائد خلاف الفطرة، ومن فطرة الإنسان غريزة تشعره في غالب الأحيان بحقيقة ما هو عليه من خير أو شر ولا تجد الهدأة الا بعد بلوغها الصواب ومعرفته على وجهه الصحيح، ومن ذلك: استفت قلبك وإن افتاك الناس، وقد كان كثير من المشركين و فئام من اهل الكتاب يعرفون أموراً بالفطرة أو بالتحسين والتقبيح العقلي،،
أليس الطفل الذي نشأ في بيئة فاسدة ضحية لبيئته ومحيطه؟
فإن:
- قلت أخي: عند كبره يعي ويعقل فيَُسأل.
- أقول: من السهل نقل الجبال من مواضعها، أما ما اعتاده الناس فعسير؛ وإن كان غير محال. والتجارب العملية مثبتة لكلامي إن شاء الله.
ما اعتاده الإنسان اذا غلب عليه حب الله ورسوله كانت عادة حب الله ورسوله اقوى من تلك العادات، واذا ضعف حب الله ورسوله في قلبه كانت العادات أو المعاصي او الهوى اقرب الى نفسه أو تتسرب الى قلبه حال غلبة الغريزة على عقله،
ولو قلنا أن تجربة ما قد تؤدي بالإنسان بالهلاك كشرب بعض السموم فإن الناس تحجم عن شربه مع أنهم يرون من يشربه ولا يصيبه شيء، إن تلك العادات التي تتكلم عنها هي حب الشهوات
والشهوات مختلفة و قوة غرائز الناس تجاهها تختلف، أما أن العادة المجردة هي شهوة بذاتها فلا اعتقد ذلك،،
- إن قلتَ أخي: إن النبي صلى الله عليه وسلم غَّير الناس؛ أخرجهم من الظلمات إلى النور؟
- قلتُ: نعم؛ فعل. لكن أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه الفريد في الدعوة؛ أيده به ربنا سبحانه وتعالى وتبارك جل وعلا. قلنا وأكثرنا ولا كلمة طبقنا، طبلنا وزمرنا ولا كلمة امتثلنا؛ اهدنا ربنا إلى سواء السبيل سراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
وكم من انسان رفض دعوته صلى الله عليه وسلم بل من احب الناس اليه كعمه وكم من انسان اسلم على بعض الصحابة و كم من امة اسلمت على ايدي التابعين
وكم غير اناس بيننا حياة اناس كثر بالدعوة الى الله سبحانه فلا حجة في كلامك بالنبي في التبرير بالتجربة والعادة اللشبه قهرية، (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره)
- إن قلت: أستطيع نقل الناس من الإدمان إلى الترك والابتعاد.
بل الإنسان هو الذي يستطيع أن ينقل نفسه بنفسه والا يقحم نفسه فيما حرم الله بتوفيق من الله وادمان الدخان ليس من الإدمان القهري كالمخدرات مع أن موضوعي يتحدث عن المدخن الذي يؤذي غيره بالأخص، فلست أنا من ينقله ولكن الإنسان هو من ينقل نفسه ويغيرها (وما على الرسول الا البلاغ)، وانا ممتثل في البلاغ لا اكثر، و غاية موضوعي هذا هو التقليل من الظاهرة القبيحة في اذية الآخرين وليس تركه!، مع أنه مطلب شرعي اطالب به ولكن من باب تقديم الأهم على المهم و ترتيب الأولويات و تخفيف الضرر،
- قلت: إنك بطل مغوار.
معادلة التربية (بصفة إجمالية)
التربية= تَكرار+ إيلاف+ قدوة.
تقبل مني كلامي هذا قبولا حسنا، بارك الله فيك أخي
التربية لا تقف عند حد معين
وليست التربية محصورة على المدرسة والمعلم و الأب والأم
فنحن بحاجة الى أن نفقه أن اعظم ما يباشر تربية أنفسنا هي انفسنا بذاتها
،
بارك الله فيكم
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 01:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا لا لا
التدخين في بادئ الأمر لا علاقة له بالأخلاق مطلقاً فيما يبدو لي! لماذا
لأن المدخن غالباً لا يكون قد بدأ التدخين بعد مضي 22 سنة من عمره فأغلب المدخنين قد تعاطوا الدخان وهم دون هذا العمر
ومن دون هذا العمر لا تستطيع أن تجزم بسكون أخلاقياته التي سيعيش بها وإن بدرت بوادرها
فمنهم من دخن تقليداً للغير
ومنهم من رأى الدخان ودفعه حب التجربة إليه ثم لعدم إدراكه بما يفضي إليه التدخين استمر في تعاطيه
ومنهم من شملته حلقات السوء فشاركهم فيه ثم تركهم لطيشهم ولم يترك التدخين لتمكنه من دمه
وغير هذه من الأسباب التي عاملها المشترك صغر السن أو ضعف البصيرة أما أما أما من اختار التدخين على علم وتقدم في العمر فهم قلة قلة
ولكن المدخن بعد مرور الأيام وتأثر أعصابه بالتدخين
وما يسمعه من الناصحين وما يراه في أعين الآخرين من لوم له وإن لم ينطقوا بشيء
وغير ذلك كلها ذات أثر على نفسيته مع تكرارها وتأمله لها فتكككككككون سبب في كونه سريع الغضب وهذه مدعاة لكل خلق سيء ولهذا أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم من استوصاه قائلاً له لا تغضب ثلاثاً فالغضب أمٌ للإخلاق السيئة
ولكن ليس ما يجعل المدخن يدخن هو سوء الأخلاق فقط بل الجهل غالباً وكلاهما قبيح ولكن الجهل أهون
فلا تظن السوء بمن يدخن ولكن ثق بأنه جاهل فإن لم يكن فجاهل وسيء الخلق
نعم هو الجهل وحديثي كذلك لرفع هذا الجهل بالتنبيه عليه
بارك الله فيك اخي مراد
/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[01 - Mar-2008, صباحاً 12:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاغلب في المدخنبن قليلين ئدب يؤذون الناس واعني ما اقول الناس
نعم كثير منهم اصلح الله حالهم يؤذون الناس
جزاك الله خيراً اخي محمد عبد
/
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[01 - Mar-2008, صباحاً 12:49]ـ
قليل الذوق والأدب إذا كان تدخينه في مكان عام يؤذي به مَن حوله، وكذلك أمام زوجته وأولاده.
ومثله في قلة الذوق والأدب آكل الثوم والبصل.
والمدخن مبتلى، ولا يدل وقوعه في هذا البلاء، أنه عديم التربية، فكم من مدخن سلم المسلمون منه ومن بذاءة لسانه، بل أعرف مدخنا لم يترك جمعية خيرية، ولا دار لتحفيظ القرآن إلا دعمها بما آتاه الله من نعمة المال، هذا غير دعمه لأقاربه.
يعني المدخن المجاهر بمعصيته هذه لدرجة إيذاء خلق الله بها؛ فهو لا شك بأنه قليل الذوق والأدب.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[01 - Mar-2008, صباحاً 01:13]ـ
قليل الذوق والأدب إذا كان تدخينه في مكان عام يؤذي به مَن حوله، وكذلك أمام زوجته وأولاده.
ومثله في قلة الذوق والأدب آكل الثوم والبصل.
والمدخن مبتلى، ولا يدل وقوعه في هذا البلاء، أنه عديم التربية، فكم من مدخن سلم المسلمون منه ومن بذاءة لسانه، بل أعرف مدخنا لم يترك جمعية خيرية، ولا دار لتحفيظ القرآن إلا دعمها بما آتاه الله من نعمة المال، هذا غير دعمه لأقاربه.
يعني المدخن المجاهر بمعصيته هذه لدرجة إيذاء خلق الله بها؛ فهو لا شك بأنه قليل الذوق والأدب.
موافق غير مخالف
بارك الله فيك اختي الكريمة
،
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[23 - Jan-2010, صباحاً 12:24]ـ
منهم من يترك الدخان او يرميه اذا رأى مطوع (ملتزم) ولا يتركه لله الذي خلقه
اللهم اهدهم وعافينا
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Jan-2010, صباحاً 01:38]ـ
- نظرة في هذا الموضوع ... وتعليقات.
هل المدخن شخص محترم؟ الإحترام ليس له شأن بالتدخين من الأصل.
ولكن لإيراد القصة ... (والتي تذكرني بالمقدمات الكلامية في البدء) ليخرج بانفعال يجعل الواحد منا يقول أقوال ... إن توقف ونظر ... لقال أقوالاً غيرها.
/// بداية ... الرجل الذي تعرفه، قد يكون مكث في المستشفى للعلاج لهذه الأيام كما ذكرت، ولكن هل لأنه لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ أم فقط أخذًا بالأسباب التي نعتقد فيها؟
فكما هو واضح أنه هناك خطأ من المدخن، ولكن عدم إنكار المنكر خطأ أسوء بكثير من خطأ المدخن.
ثم نتهم المدخن أنه غير محترم.
قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} وفي الآية دليل على أن الظلم قد يتعدى من شخص لآخر، ولكن بماذا أمرت؟ أن تتقيها ... وكيف؟
يمكنك هذا بالأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر ... ولكن الواضح أنه فقط اكتفى بالنظر إليه من بعيد على مضض منه وإنكار قلبي، رغم وجود القدرة على إيقافه لوجود قوانين للمكان والتي تقضي بدورها منعه التدخين.
وهذا الذي سميته بالخجل المانع قد تتعرض له النساء والأطفال، فهم أولى بهذه الحجة من ذاك الرجل.
فإن كانت القصة حقيقية كما قلتَ ... فوآسفاه على ما وصلنا إليه من السكوت على المنكرات.
/// الحكم على المعين لا يكون بالاتهام بقلة الذوق والأدب ... فهذه ليست بأحكام شرعية للقول بها، وإن كانت عرفية تصلح للمسامرة ونحوها.
/// انتشار التدخين أمر لا يمكن إنكار انتشاره، ولكن هل الصحيح أن نفتح الطريق لهذا الأسلوب ... فإن هذا الشخص إن قلتَ له: أنت قليل الأدب والذوق وغير محترم ... ما هي النتيجة؟ لا تحاول فلربما سب أباك وأمك .... وهذا ليس من الدعوة ولا النصيحة ولا الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر بشىء.
ولكنك قد قمتَ بسرد آيات قرآنية وأحاديث نبوية .. ومن واجب الإجلال لهما، فلابد من مجرد بيان وإيضاح ما فيهما، والدعاء للمبتلين بمثل هذه الأشياء بأن يقلعوا عنها.
وبيان ما في هذا من الأضرار التي تقع على الغير ... والترهيب ... الترهيب ... الترهيب.
والله المستعان.
ـ[أبو عبد الرحمن الطويل]ــــــــ[23 - Jan-2010, صباحاً 02:17]ـ
نسأل الله الهداية لكل المدخنين و لكل من ابتلاه الله بذلك
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[23 - Jan-2010, مساء 01:39]ـ
مشرفنا الفاضل:
وعلى قول أن يوسف عليه السلام قال:
(إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)
،
ليس هذا كلام يوسف عليه السلام وانما كلام امرءة عزيز
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[23 - Jan-2010, مساء 01:41]ـ
على الرجل المبتلى بمعصية الحرص على ألا يشاهده أهله عليها
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" ينبغي للرجل إذا كان مبتلى بمعصية من المعاصي: أن يحرص على ألا يشاهده أهله عليها ..
وأضرب لذلك مثلا بشرب الدخان؛ فإن بعض الناس يكون مبتلى بهذه المعصية، ثم يشربها أمام أبنائه فيألفون هذا، وربما يشربونها كما يشربها أبوهم، فيكون بذلك دالا على سيئة عليه وزرها، و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة. "
(أحكام من القرآن الكريم / ج1 / ص 481)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[24 - Jan-2010, صباحاً 10:56]ـ
التدخين حرام , أما الأدب و ..... و هذه بدون فائدة.
مسألة الذوق في الحلال فمرحبا أما في الحرام فلا.
ربما هذا هو التطور (التدخين).بمنظورهم؟
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[24 - Jan-2010, مساء 12:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرني العنوان بقول شاعر:
وأقلّ من ذوقِ المدخِّنِ لم أجِدْ **** يَرضى للذّتِهِ بضرّ الناسِ
أحياناً يكون ما سُئلَ عنه واقعاً ...
حين يشرع مدخنٌ ما بالتدخين والتنفيخ في مَنافس الناس في مكان ضيقٍ محصور؛ تتحقق فيه أذيتهم ... ولا يبالي!!
اللهم عافِ جميع المبتلين بالتدخين يا رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو الخلود]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 04:57]ـ
عزيزي أبو عمر
المدخن قدوة سيئة .. وأسوأ منه طبيب مدخن.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 11:10]ـ
ركب أحد الأشخاص من ذوي السن والهيئة، وعليه بدلة وكرافتة .... بجوار سائق الميكروباص.
طبعًا يبدو سائق الميكروباص بجواره شخصًا "مشحططًا" "مبهْدلا" "ممرْمطًا" من شدة الحر وكثرة الذهاب والإياب وعناء الطريق.
وانطلق الميكروباص.
فجأة أخرج الرجل المهندم سيجارة وأشعلها.
انتفض الشاب السائق - الذي يبدو على الرغم من كده وتعبه أنه رجل صالح عاقل - وأمره بإطفاء السيجارة.
نازع الرجلُ المهنْدم قليلا ظنًّا منه أنه سيَثني الشاب عن عزمه.
وظننت أنا أن الشاب سيضعف أمام هيئة الرجل.
لكنه استأسد عليه.
وتعامل معه كما يتعامل مع السفيه .. أو ضعيف العقل الذي يحتاج إلى من يضرب على يده.
وجدت الرجل المهندم منكسرًا .... يترجَّى الشاب في أن يسمح له باستكمال السيجارة.
والشاب - بعزة نفس - لا يسمح.
قد أهانت السيجارة ذلك الرجُلَ المهندم.
شيئان حقيران يمكن أن يُهينا أيَّ رجل ذي هيئة إذا ضعف أمامهما:
1 - السيجارة.
2 - مباريات الكرة .... تجده يجالس شابا أصغر منه وأقل شأنا لكنه يغيظه ويسخر منه لأن الفريق الذي يشجعه المهندم ذو الهيئة قد خسر المباراة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 11:34]ـ
فكرة طيبة ..
لو لاحظ المدخون أنهم أذلاء ولابد لأضرب كثير منهم عنه وأقلعوا من فورهم
فإنك ترى المدخن إذا أعوزته سيجارة استساغ أن يتسول من أخيه في التدخين
في حين لا يفعل هذا إذا احتاج شربة ماء وإن كان في غاية العطش
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 01:12]ـ
إن كان المقصود بقلة الأدب: هو ما ذكرته , وهو إيذاء الناس وغيره .. فهذا صحيح وهذا هو الحاصل عند بعض المدخنين وليس كلهم (في حد علمي)
لكن إن كان المقصود بقلة الأدب: هو ذات التدخين , بحيث أنه بتدخينه فهو قليل أدب , فأخالفك الرأي لأني أعرف الكثير من المدخنين أصحاب خلق وأدب ولا أصفهم بقلة الأدب
ومن ناحية الشرع: فكلام الأخوة يوحي أن الدخان مما أجمع المسلمين على حرمته وكأنه لا يوجد رأي آخر ..
والحقيقة أن المسألة مختلف فيها على أقوال , حتى إن كثير من العلماء ألفوا في شأنه الرسائل كما ذكر الإمام مرعي الكرمي , ومن الذين أنتصروا لإباحته وألفوا في إثبات ذلك الرسائل:
عبدالغني النابلسي ألف "الصلح بين الإخوان .. في حكم إباحة الدخان " , وسلامة الراضي الشاذلي ألف "الإعلان بعدم تحريم الدخان" وابنه محمود ألف "تأييد الإعلان بعدم تحريم الدخان"
وألف الأمير الصنعاني رحمة الله عليه "الإدراك لضعف الأدلة في تحريم التنباك" وكما هو معلوم أن التنباك هو ما يسمى اليوم بالدخان
وانتصر كذلك الشوكاني لهذا القول كما في كتابه إرشاد السائل وذكر أن الأصل في الأشياء الإباحة , وهذا القول هو ما أميل إليه
ومسألة الضرر فهي مسألة نسبية فلو كانت العلة في الضرر للزم أن نحرم كل ما فيه ضرر: كالمشرويات الغازية , والوجبات السريعة ولا يخفى شدة ضرر هذه الوجبات ومع ذلك لا نحرمها
وفرق بين الحكم وبين الفعل , إذ أن الواجب على المفتي أن لا يحرم ما أحل الله -هذا ليس انتقاص في أصحاب القول بالتحريم- لكن لا يجوز للذي تبين له الإباحة أن يحرمه من باب الأدب والخلق
فكوني أنا مثلا أقلد القائلين بالإباحة لا يلزم منه أن أستخدمه , فلا يلزم من إباحة الشي العمل به فكثير من الأمور المباحة تجد كثير من الناس لا يعملونها .. والله أعلم
ـ[أسامة]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 01:35]ـ
بارك الله فيكما .. وأرجو أن تسمحوا لي بتعليق بسيط.
الأخ الكريم تهامي قد شارك بمشاركة أوضح فيها ما يذهب إليه وهو خير، وما قاله بعض أهل العلم، والخلاف في النوازل أمر معلوم لدى الجميع.
ولكن هناك قدر مشترك بين من يرى الإباحة والتحريم .. وهو بلوغ الضرر .. وأبو القاسم قد أعطى مثالا واقعيا عندما يتمكن الضرر من أحد الأشخاص.
وهذا ما يخشاه المانعون .. وكذلك في عين الاعتبار عند من أباحه.
وبالجمع بين القولين والمنع خشية الضرر نهاية طيبة لدى كلا من الفريقين .. واتقاء الشبهة أقرب للصواب سدا للذريعة وما قد ينتج عن الدخول في هذا الطريق.
وقد كنت أبديت بعض الاعتراض على عنوان الموضوع واستخدام هذا الأسلوب مع المدخنين بالشتم والقذف.
فلا يصح علاج مشكلة بهذا الأسلوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 01:53]ـ
وفيك بارك الرحمن
لا أرى أنه يصح وصف الدخان بالنازلة
ولكن ليس هنا الأمر
أتحدى من يجلب لي عالما معتبرا معاصرا
يزعم أن الدخان حلال
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 02:05]ـ
التدخين يسبب أمراض عضوية لها تأثير على صفات الإنسان ..
فالمدخن يتعامل مع الآخرين ببلادة في الإحساس والشعور، وقلة الحياء والخجل من الناس بسبب هذه الأمراض العضوية التي تؤثر على صفاته وسلوكه مع الناس.
فهو مريض عضوي والمرض العضوي حوله لمريض نفسي، تجد تأثيره في تعامل المدخن مع الناس، وربنا يشفي كل مريض مسلم اللهم آمين.
ـ[أسامة]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 11:01]ـ
أتحدى من يجلب لي عالما معتبرا معاصرا
فضيلة الشيخ/ عطاء بن عبداللطيف بن أحمد
وقد رفع أحد الإخوة الفضلاء المادة الصوتية على ملتقى أهل الحديث، فلعلك تجدها وتسمع مناقشته للأدلة.
حفظك الله.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 01:39]ـ
إن كان هذا عالماً معتبراً -وذلك يعلم بثناء العلماء الفضلاء عليه وتزكيتهم له-
فهي زلة غريبة وشذوذ عجيب في هذا الزمان الذي اتضحت فيه سمية الدخان وخبثه واقعا ملموسا وبالتجارب العلملية
والإحصاءات عن عدة المتوفين بسببه موفورة معلومة وهي أعداد فلكية
نسأل الله أن يهديه فيتراجع عنها ,لأن خبث الدخان وفساده
مما اتفق عليه أهل الشأن مؤمنهم وكافرهم, وضرره قد يكون بالغا ولو بسيجارة واحدة
عند بعض الناس, وهو محرم قطعا من غير وجه
والله المستعان
ـ[أسامة]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 02:20]ـ
للشيخ مناقشات حول هذه المسألة من الناحية الشرعية بأسلوبه الأصولي، أظن بعضها قد رفع على الشبكة وقد رأيت مادة صوتية على الملتقى، فلعلك تطلع على مناقشته وأدلته.
وأظن أن في مناقشته أوجه قلّ أن نجد من الأصولين من يتطرق إليها بمثل هذا النقاش.
وأما من مسألة الضرر وبلوغه وتبعاته .. فقد أطال النفس فيها تفصيلا وتدقيقا. وبيان كل حكم.
ولا أرى أن هذه زلة للشيخ .. فله سلف فيها من الذين سبقوه بالتأليف والتصنيف في هذه النازلة، وهناك غيره من المعاصرين يقولون بنحو من قوله.
والعبرة بالقدر المشترك بين كل من الطرفين -وهو القدر الأكبر- لمن تمعن أقوالهما.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 02:44]ـ
بل هي زلة كبيرة , فإما أنه لا يعرف الدخان
وإما أنه شذ كما قد يشذ من هو أجل منه
وقد سبق أن بينت أن وضوح الأمر بلغ
مبلغا حرمه معها الشيوخ الذين يبيحون كل شيء
بل في مناظراتنا مع الشيعة نعيب عليهم أن شيوخهم
يبيحون التدخين
والله المستعان
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 04:29]ـ
أتمنى أخوي أسامة أن تعطيني مقطع المناقشة لأني ما لقيته والله
وبالنسبة لشيخنا ابو القاسم وفقه الله , يا شيخ أبو القاسم مسألة الضرر لا نخالفك عليها , إذ أن علماء الطب أجمعوا على ضرره كما أجمعوا على ضرر (البيبسي) فلم لا تحرم (البيبسي)؟!
وبالنسبة للذين توفوا بسسبه , ألم تسمع أن هناك أناس ماتوا بسبب الدهون وبسسب أشياء مباحة وذلك لأنهم أكثروا منه
لا يلزم من التدخين الإكثار منه ومعنى الإكثار أن يدخن الرجل في اليوم بكتين (40 سيجارة) فإن أكثر الرجل من التدخين كان حكمه كمن شرب 20 علبة من المشروبات الغازية يوميا فمن شرب هذا القدر فلاشك أنه معرض للموت والهلاك
الأصل في الأشياء الإباحة فلم حرمت الدخان؟ ما هو الدليل على التحريم؟ لأن تحريم ما أحل الله مثل تحليل ما حرم الله , فالتحريم المبني على الأحوط أو على الزهد مثل تحليل ما حرم الله , تراها مسألة خطيييرة!
على الأقل قل ما قاله الإمام مرعي الكرمي "أن الدخان على قواعد المذاهب الأربعة وأصول الدين حكمه الكراهة" أما التحريم بغير دليل فهذا لا يجوز ..
ومسألة كون البعض يعيب على الشيعة فلا يلزم منه التحريم , فالتحريم يكون بالنص لا بالرجال فهذا ليس دليل على التحريم .. وبارك الله فيك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 04:51]ـ
كلامي ليس في معرض سياق الأدلة يا أخي المكرم حتى ترد بمثل هذا أصلحني الله وإياك
والمريض الذي تؤذيه الدهون بضرر محقق لايجوز له تعاطيها ,والدخان ضرره جسيم وليس يسيرا وهو محقق مثبت لا مجال للجدال فيه
وأربأ بك أن تدافع عن إباحة التدخين بإحياء أقوال غابرة حيث لم يكن للطب يومئذ رأي, والمرجع في هذه الأمور للأطباء الثقات
وقد سبق بيان اتفاق جميع الأطباء الثقات والمجروحين! على ضرره البالغ المخرّب للرئتين والفم والمريء والملوث للدم لثبوت ذلك قطعيا
ولو أن رجلا تناول من ماله خمس ريالات فألقاها في الزبالة لكان أهون إثماً ممن شرى به دخاناً ,هذا مع كون ضرره متعدياً لكل من جاوره
من أهل وعيال وأصحاب ,واتمنى أن نكف عن الجدال في مثل هذا الأمر الذي غدا كالمسلّمة عند المسلمين كافة حتى فساقهم ,على الأقل احتراما لمقام الشهر الفضيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 05:04]ـ
ابشر يالغالي ما راح أكمل
وانا والله ما أدافع عن إباحة الدخان لذاته , وإنما أدافع عنه حتى لا نتجرأ على الله فنحرم ما أحل الله ..
عالعموم هذه آخر مداخلة بناء على طلبك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 05:07]ـ
جزاك الله خيرا ورفع قدرك وبارك فيك ورزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح
اللهم ربنا آمين(/)
(علماء الشيعة يمدون يد الود لأهل السنة) لماذا نرفضها؟
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 09:32]ـ
-
قال المفيد: " اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة، فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار" ونقله المجلسي بحار الأنوار 23/ 390،
وقال ابن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق: " اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين على بن أبى طالب والأئمة من بعده أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء. واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (الاعتقادات ص 103)،
روى الكليني عن فعن أبي عبد الله قال: (إن الله افترض على أمة محمد خمس فرائض الصلاة والزكاة والصيام والحج وولايتنا فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربعة، ولم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا)،
عقد المجلسي في " البحار " عدة أبواب في هذا المعنى منها: (باب أنه لاتقبل الأعمال إلا بالولاية) وذكر فيه واحدا وسبعين حديثا لهم!!،
في (الأنوار النعمانية 2/ 306 - 307) قال نعمة الله: وأما الناصب وأحواله وأحكامه فهو مما يتم ببيان أمرين: الأول في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنّه نجس وأنّه شر من اليهود والنصارى والمجوسي، وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم، الأنوار النعمانية 2/ 307 ما نصه: "ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له انقطاع إليهم وكان يظهر لهم التودد") و قد عرف عن الرافضة تدنيسهم لقبره رحمه الله بالنجاسات،
المجلسي في كتابه بحار الأنوار بسنده عن ابن فرقد قال قلت لأبي عبدالله عليه السلام .. ما تقول في قتل الناصبي قال " حلال الدم أتقي عليك " أي أخاف عليك " فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك ففعل " قلت فما ترى في ماله قال " توه ما قدرت عليه "،
الكركي في رسائله: [وأي عاقل يعتقد تقديم ابن أبي قحافة وابن الخطاب وابن عفان الأدنياء في النسب، والصعاب، الذين لا يعرف لهم تقدم ولا سبق في علم ولا جهاد ... والبسوا أشياء أقلها يوجب الكفر، فعليهم وعلى محبيهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،
تحرير الوسيلة للخميني: (وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توقف ذلك الى جحودهما الراجع الى انكار الرسالة) ج1، ص118، والناصبي اشد كفراً من اليهود والنصارى عنده حتى انه يرى ان الذمي يستحق الصدقة والناصبي لا تجوز له فيقول: (يعتبر في المتصدق عليه في الصدقة المندوبة الفقر لا الإيمان والإسلام فتجوز على الغني وعلى الذمي والمخالف وإن كانا أجنبيين، نعم لا تجوز على الناصب ولا على الحربي وإن كانا قريبين)،
في كتاب علل الشرائع بإسناد معتبر عن الصادق (ع) قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلاً يقول: أنا أُبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا،
وكلامهم في ذلك كثيييييير جداً!!
واخيراً قال أبو عبدالله: " يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله، من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة وجعل ظلمة تقوده إلى النار، إن التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له، إن المذيع لأمرنا كالجاحد له " (الكافي 2/ 177)،
اذاً لماذا ترمون غيركم بالتكفير!!
أم انكم تظنون الناس امثالكم يبطنون ما لا يعلنون؟
بقي ما يطول تفصيله: لماذا يجيز الرافضي الصلاة خلف السني،
ولماذا يظهر له الود والموالاة ويتعبد بذلك؟
، ولماذا يجيزون الزواج منه؟
ولماذا يحاولون ان يظهروا كونهم مذهباً خامساً؟
لماذا يطلقون لفظ مسلم على غيرهم مع انهم يقولون أن ما عداهم مخلدون في النار يوم القيامة،
وغير ذلك كثير مما اقل حاله يدخل في باب التقية عندهم،
لكن ما يهمني ان ابين ان التكفير صفة ملازمة لمذهب الإمامية لا يستثنى منه احد سواهم،
وان مفهوم الناصبي عند الشيعة بخلاف مفهومه عند اهل السنة،
وما عظم قرن الرافضة الا بعد دخول القوات الأجنبية وهذا حالهم في كل عصر كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة النبوية: (وهذا حال الرافضة وكذلك اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إلى قوله لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الأية سورة المجادلة وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم وكذلك إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم) منهاج السنة المجلد الثالث،
واليوم نرى دولة اليهود قائمة والرافضة اعوان لهم وإن كانت الآلة العسكرية نصرانية لكن الحقيقة الحاكمة يهودية والرافضة اعوان لهم في العراق كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله قبل سبعمائة عام!!
،،،،،، تحياتي،،،،،،،،
،(/)
ما تقولون فيمن يقول إن مسألة فناء النار من المسائل التي اختلف فيها العلماء؟
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 10:59]ـ
سمعت أحد العلماء الأفاضل في برنامج فضائي يقول إن مسألة فناء النار من المسائل التي اختلف فيها العلماء، وبالتالي فهي من المسائل القابلة للاجتهاد، فما تقولون سدد الله أقلامكم؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجع الى هذا الرابط http://www.saaid.net/monawein/taimiah/20.htm
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 11:05]ـ
شكر الله لك وزادك الله علما(/)
نصب الشَّرك لبقر الدنمرك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 11:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نصب الشَّرك
لبقر الدنمرك
بسم الذي أنزلت من عنده السُّورُ
الحمد لله أمَّا بعد يا بشر
*******
فلا تزال من الافرنج تطرُقنا
دهياء باقعة أعيت بها الفِكَر
*******
لمَّا أتانا عن الدنمرك ذمُّهم
لأشرف الرسل فاجتالت بنا الغِيرُ
*******
وكان في صمتهم سترٌ لحقدهم
هيهات ذلك و الأحقاد تستعِر
*******
فما بهم مسكة من حكمةٍ سترَت
ولا عقالٌ لما تأتي وما تذرُ
*******
هذا و إن علِموا في عيشهم طرفا
من العلوم التي يحتاجها البشر
*******
فالثورُ ثورٌ وإن ألبستَهُ ذهبا
و إن تدلَّت على أكتافه الدرر
*******
و هل يظنون أنْ في شتمهم سفهاً
لأشرف الخلق نصراً هم به ظفروا.
*******
فالبدرُ مذ كان تنبحْهُ الكلابُ ولمْ
تزل كلاباً و لمَّا يختفي القمر
*******
لو لم يكن قد سما في المكرمات الى
أن كان خير جميع الخلقِ مُذ فُطِروا
*******
لزاده بغضكم في ذا الورى شرفاً
إذ كل من يبغض "الأنذال" معتَبَر
*******
و تلكم سنَّةٌ في العالمين مضت
أن يبغض "السِّفلة الأنجاس " من طهُرُوا
*******
هذا رسول إله العالمين الى
ذا الخلق قاطبةً يا قومُ فاعتبروا
*******
عليه بذل الهدى للناسِ قاطبةً
وما عليه إذا لم تفهم البقرُ
*******(/)
العلامة:سفر الحوالي .. والفنّ التشكيلي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 02:46]ـ
حقيقة الفن التشكيلي وحكمه
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة
السؤال: ما المقصود بالفن التشكيلي وإلى أي شيء يهدف؟
الجواب: الكلام في هذا يطول، ونحن كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه} والفن إذا كان المقصود به ما يراد أو ما نظنه الآن نحن من الفن وهو: إظهار صور معينة من خلق الله، أو مما يعتلج في نفس الفنان أو الشاعر كأن يقول قصيدة جميلة، أو يرسم منظراً جميلاً لا حرج في كل ذلك، وهذا إن لم يكن فيه تأثير على جوانب الدين وصميم التوحيد فهي مما تباح.
والحمد لله أن في ديننا فسحة وهو الحنيفية السمحة، لكن إذا ارتبط أدبنا وفننا وشعرنا ونثرنا بمناهج مستوردة لا ندري ما حقيقتها، فأنا أنظر إلى لوحة وأقول هذه تشكيلة، لكن إذا سألت الفنان عنها قال: أنا سريالي، والآخر يقول: أنا واقعي، والآخر رومانتيكي. والآخر يقول: تكعيبي، والخامس يقول: أنا مستقبلي، فما هي هذه التكعيبية والمستقبلية والرومانتيكية، سبحان الله!!
هذه ليست مناظر بل هذه عقائد وأديان، فهي تعبير عن أديان واعتقادات معينة نشأت في بيئة لا تؤمن بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والغرب يربطون نهضتهم في القرن الثالث عشر والرابع عشر بنشأة الأدب والفن، فأول ما بدأت وانطلقت النهضة الأوروبية والحضارة الغربية، من إحياء الآداب الإغريقية، وهذا شيء معروف لا ينكره أي إنسان مُطلِّع على الفكر الغربي والحضارة الغربية.
فبدأت الحضارة الغربية تشق طريقها بعيداً عن الدين، وعن عصر الظلمات المرتبط عندهم بالدين بشعر دانتي وبمايكل أنجلو وبيكاسوا وأمثالهم من الرسامين ومن الشعراء والأدباء.
ثم بعد ذلك ظهرت العلوم التجريبية، وأول ما ظهرت في القرن السابع عشر تقريباً، وأول ما بدأت بالآداب، وهذه آداب جاهلية وثنية ثم تطورت على شكل مدارس واتجاهات لا داعي لذكرها، وقد لا تفهم إذا أطلنا في ذكرها، حتى وصلنا إلى ما يُسمى في هذا الزمان بهذه الفنون، أو المدارس في الفن، وهي في الحقيقة عقائد.
مثلاً: إذا نظرنا إلى المدرسة الرومانسية أو الرومانتيكية نجد أنها تقوم على الطبيعة في الأساس وعلى المناظر الطبيعية ومناجاة الطبيعة إلى غير ذلك.
والسريالية تقوم على الأحلام، لأن سريالي معناها: فوق الواقع، وما فوق الواقع لا يرسم لك شجرة أو نهر، فهذا يعتبر فن كلاسيكي وتقليدي لا يرضى به، لكن يرسم لك منظراً، عبارة عن ألوان متداخلة متشابكة لا تستطيع أن تفهم منها ما يريد الفنان، وإذا سألته يقول: يمكن أي شخص منا أن يرى اللوحة ويفهم منها أي شيء.
وأنا أنقل لكم قصتين واقعيتين، والقصص تروح على النفوس أحياناً.
القصة الأولى: كان معرض الفن التشكيلي في باريس قبل سنوات، فجاء الزوار من جميع أنحاء العالم، وعرضت اللوحات، وقبل الافتتاح عملوا مسحاً عاماً وقاموا بتنظيف المعرض، فأحد عمال النظافة -عمال أُميين ونحن أيضاً أميين بالنسبة للفن لا ندري كيف شكل اللوحة ولا نعلم ما فيها- نظف إحدى اللوحات ثم قلبها ونكسها -وهذا الكلام موجود في المجلات، وربما منكم من قرأه- وجاء الناس وتزاحموا عند هذه اللوحة، وأخذوا يتعجبون منها، كيف هذا المنظر؟ وماذا يريد الشاعر؟ وكيف هذه الألوان؟ وكيف وكيف؟ فبلغ الأمر إلى صاحب المعرض أن هناك أناس متجمعين، وصاحب المعرض ليس فناناً، إنما هو أمي لا يدري، وقال: لا تؤاخذونا، فإن اللوحة منكوسة، ثم أعاد اللوحة كما هي، ولم يعلم أن الإعجاب إنما أتى من كونها منكوسة.
والقصة الثانية: وهي واقعية: إذا قرأتم عن حياة الرسام الرومانسي المشهور بيكاسوا يقولون في حياته: إنه أراد أن يأتي بلوحة لم يسبقه إليها أحد، فماذا فعل؟
أخذ إناءً كبيراً وجعل فيه ألواناً وخلطها مع بعضها، ووضع لوحةً عند ذيل حمار، وأخذ الحمار يصبغ الألوان بذيله، فأصبحت بزعمهم لوحة، ثم بيعت بآلاف الدولارات، وحدَّث بهذا تلاميذه ونشروا ذلك عند الحديث عن حياته.
قد يتعجب أحد ويقول: هؤلاء ضد الفن، فنقول: نحن لسنا ضد الفن، ولا ضد الأصالة، ولا ضد أي شيء جميل أبداً، فديننا دين الجمال، ودين الفسحة، وديننا دين النظافة، وديننا دين التفكر، لكن نحن ضد التبعية العمياء، أناس مرضى، لا يدري أحدهم لماذا جاء لهذه الحياة؟ وهو يعاني من الألم النفسي ومن التمزق الداخلي، وأكثرهم ينتحر لأنه لا يعرف لهذه الحياة قيمة ولا معنى، لكن وجد الناس يشهرون به ويمدحونه لأنه سريالي، أو فرويدي، وهو إنما يأتي بهذه الأحلام من الفراغ.
فنقول: إن كان هذا الفن عن الأصالة، وتعبير عن أمور حقيقية أو جيدة أو يخدم هدفاً أدبياً فنياً سامياً فمرحباً به، وأنا ما رأيته، ولكن أقول: إن كان كذلك فالحمد لله، وإن كان كما نقرأ عادةً، فيقولون: فنان سعودي سريالي، وفنان سعودي رومانسي وهكذا ... إلى آخره فلا يا أخي.
الفنان المسلم يجب أن يكون مسلماً حقاً لا ينتمي إلى أي مدرسة من هذه المدارس، وعليه أن يتقيد في رسمه بالأصالة، وبما جاء عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويرسم الشيء الذي فيه العظة، وما أكثر وما أوسع المجال في ذلك والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمداني]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 06:06]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظ الله الشيخ ونفع به
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:20]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظ الله الشيخ ونفع به
آمين ..
ـ[مكاوي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 10:20]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا القاسم .. ونفع بشيخنا وحفظه
ـ[ابن رشد]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 04:11]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[باعث الخير]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 11:43]ـ
بارك الله في الشيخ الحبيب سفر الحوالي
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 12:17]ـ
اللهم اشف الشيخ وعافه و مكن له في الدعوة ونشر العلم وفرج عنه لينتفع به العباد.
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 06:20]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا القاسم .. ونفع بشيخنا وحفظه
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 09:17]ـ
الشيخ سفر الحوالي حفظه الله من عجائب هذا الزمان
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 11:09]ـ
مسألة: المذاهب المتعددة في الفن: الواقعي والتكعيبي وغيره ... هي مسألة فطرية فمن الناس من يحب الواقعية لدرجة الإسراف ومنهم من يسافر في عالم الأحلام ومنهم من يحب عالم المأسي والملاحم ... وكل هذا نظير ما في الشعر ...
فكيف يستهجن أمر كهذا!!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 01:49]ـ
القياس على الشعر قياس فاسد، وإن كانت تلك الحركات "الفنية" كلما ظهرت إحداها كحلقة تاريخية في بلاد الغرب، ظهر لها أثرها في سائر مجالات "الفن" عندهم، بما في ذلك الأدب والشعر .. وهي مدارس يتم تصنيفها في كتبها إلى مراحل، كمرحلة النهضة وما بعد النهضة ومرحة الحداثة ومرحلة الحداثة الجديدة وما بعد الحداثة .. وكل مرحلة من هذه المراحل تنبع - بسائر ألوان ومدارس "الفن" المنتمية إليها - بالأساس من فكرة أو جملة من الأفكار الفلسفية السائدة على أهل زمانها في تلك البلاد! وهي أشبه ما يكون "بالمودة" عند مصممي الأزياء .. بالأمس كانوا يتفقون على فكرة، واليوم يتفقون على غيرها، ومن ذلك نظرتهم إلى ماهية الجمال أصلا! فهذه الفلسفات إنما هي عقائد كما تفضل الشيخ حفظه الله ولا شك! فعندما يقف الواحد من هؤلاء أمام كتلة من الحطام القبيح، القبيح حقا، ويتأمل فيها ويغرق في أوهامه ويلبس كل شيء فيها من المعاني والأوهام ما يجعله ينتهي إلى وصفها بالجمال الباطني أو الجمال المعنوي على حد قولهم، فبالله عليكم ما قيمة مثل هذا العمل وما الشيء الذي يحمد لأجله؟ والله لو لم يكن فيه إلا إفساد الذوق والعقل والنفس لكفى به مذمة له ولأهله!! هؤلاء قوم قلوبهم مستباحة، من شدة فراغها وتعفنها في غياب نور الحق والفهم الصحيح للغاية من الوجود في هذه الحياة، قلوب كلما اشتغل واحد من أصحابها بصنعة ما، حرص على أن يأتي فيها بجديد أيا كان ذلك الجديد، ليروي غليل قلبه ويثبت لنفسه أنه متميز وأن لوجوده ولعمله هذا قيمة أكبر وأعمق بكثير مما قد يظهر للناس بادي الرأي!! ولذا تسمع كل مسكين مريض من هؤلاء يتكلم عن نفسه وعن أعماله وكأنه قد قدم للبشرية ما لا يطيقه غيره من إنجازات كبرى، وأعمال ترقى بالنفس والروح وتفتح آفاق الفكر والخيال و ... فيغرق هو ويغرقه سفهاء قومه من حوله في هذا الوهم، على وفق النظرية الفلسفية السائدة بينهم في زمانهم - أو على وفق نظريته هو، ولم لا؟ - في عبادة الهوى وتقديسها وفي صنوف وألوان من الكبر والعجب تفوق الوصف والخيال حقيقة، وكل ذلك بأي شيء؟؟ بقطع من الزبالة - أعزكم الله - والله لو قلبت على قفاها لم ير الناظر إليها فرقا!! ومن ذلك في مرحلة ما بعد الحداثة، فلسفات الفوضى والعبثية والتفكيكية والتي خرج بها أقوام من أمثال دريدا الفرنسي وجان بودريلار وغيرهما، ليقولوا - من فرط خواء وضلال عقولهم البائسة - أنه لا حقيقة ولا واقع، ولا خالق ولا قيمة، وإنما كل شيء هو وهم وسراب، يراه كل إنسان كما يحلو له .. فما كان متفقا بين الناس على أنه بناء لمعاني اللغة لا تفهم إلا به، فإنه لا يلزم أحدا ولا شيء يمنع من اللعب بتفكيك الكلمات من معانيها واللعب بها، والنظر فيما ينشأ عن ذلك من أفكار وتصورات، وإن لم ينشأ شيء إلا العبث فلماذا نذم العبث والعابثين، هذه قوالب يجب تفكيكها؟!! فكانت التفكيكية هذه حركة في فلسفة اللغة ومنها خرج الأثر إلى الأدب والشعر ومنه إلى الفنون الأخرى .. وقد خصصتها بالذكر لأنها اليوم في بلاد المسلمين من أكبر الفتن سيما في مدارس تدريس فنون العمارة والبناء المعماري! فكأنه ليس بكاف أن يكون الإسراف في الطين والتراب على نحو ما كان من قبل، بل لا يكون فنا ولا إبداعا حتى تكون البنايات لا يفهم الناظر إليها شيئا، ولا يملك إلا أن يُسبح بحمد مصممها ويَسبح بذهنه في تلك الأوهام التي تنشأ من ذلك الشكل العجيب!!! لا يهم أن تثبت الدراسات أن مثل هذا العبث مما يؤذي نفس الإنسان حقا إذا طالت معاشرته له! هو فن وفن راق عند هؤلاء مهما قيل!! ترى الواحد منهم يقف ليشرح (الفكرة الفلسفية) الباعثة له على جعل عمله الفني - أيا كان مجال الفن - على هذا الشكل العجيب، فيأخذك في أوهام وكلام متضارب ملؤه الخراب العقلي والسفه، وإذا بالسامعين بدلا من أن يدعوا له بالهداية ويطلبوا له العلاج من هذا، يصفقون في قاعات العرض وينبهرون وهم - والله - ما فهموا مما قاله ذلك المسكين كلمة واحدة!!! ولكنه سلوك القطيع، والخوف من نظرة الاستهجان للمخالف، حتى لو أنهم في زمان رأوا أن الإبداع والفن والرقي في أن يمشي الناس على أربع كما البهائم، فلن يجرؤ الواحد منهم على أن يمشي منتصبا!! كيف وهو يعلم أنهم سيتهمونه في عقله وفي ثقافته وفي فهمه للأمور؟؟
إنها والله أمراض فوق أمراض، وفلسفات وأوهام مغرقة في الضلال، ومفاسد للذوق والحس والقلب لا يعلمها إلا الله ..
نسأل الله أن يعافي منها المسلمين وأن يعينهم على إخراج سائر أهل الأرض من زبالتها .. آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 02:14]ـ
أخي الكريم أنا لم اقس ولا شئ ولا قياس يدور في راسي ....
أنا قلت القضايا الفطرية لا سبيل إلى إنكارها والواقعية والسريالية وغيرها مذاهب لا سبيل إلى نزعها من فطر البشر ... وهي ليست خاصة بالغرب ...
وأرجو أن لاننظر للمسائل بالرغبات الشخصية ثم ننشأ حكما: إذا لم تكن تعجبك كل هذه القصص فامتنع عنها ولكن لا تحرم ولا تحلل ...
ثم إنني أوافقك تماما في ما ذهبت إليه من الإنكار على متابعتهم في كل مدارسهم ... هذا هو الواجب: ولكن لا علاقة لنزعة فرد من الأفراد النفسية بما سيذهبون إليه ...
ثم: انظر مثلا إلى مذهب الواقعية والسريالية: مذهبان كادا أن ينقرضان فقد عفى عليهما الزمن في الغرب أو انحصر في مناطق محددة كالواقعية الإيطالية ... لكن لو كان هذا التيار مزدهرا عندنا في العالم العربي أفنقول هذه تبعية؟ لأنك إن قلت ذلك وقعت في محذورين ...
أما فلسفة الجمال فهي فلسفة فعلا وما الذي أزعجك فيها (مع تحفظي على بعض المذاهب في تفسيرها)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:00]ـ
"والواقعية والسريالية وغيرها مذاهب لا سبيل إلى نزعها من فطر البشر"
أي فطر يا أخي الحبيب؟ فرق بارك الله فيك بين ما هو من فطرة الناس، وبين ما أصله فلسفة شاعت بين القوم في زمان من الأزمنة حتى صارت عرفا تتشكل به رؤاهم وأذواقهم في مختلف الفنون والحرف، وتقررت على أساسه نظرتهم للحياة بمجملها!
"وأرجو أن لاننظر للمسائل بالرغبات الشخصية ثم ننشأ حكما: إذا لم تكن تعجبك كل هذه القصص فامتنع عنها ولكن لا تحرم ولا تحلل ... "
رغبات شخصية؟ أين لمست هذا يا أخي؟
أنا لم أحلل ولم وأحرم، وما زدت على ما قرره الشيخ الحوالي حفظه الله شيئا، إنما هو مزيد بيان واحتجاج لما قرره، ليس أكثر!
"ولكن لا علاقة لنزعة فرد من الأفراد النفسية بما سيذهبون إليه ... "
لم أفهم هذه .. ماذا تقصد؟
"انظر مثلا إلى مذهب الواقعية والسريالية: مذهبان كادا أن ينقرضان فقد عفى عليهما الزمن في الغرب أو انحصر في مناطق محددة كالواقعية الإيطالية ... لكن لو كان هذا التيار مزدهرا عندنا في العالم العربي أفنقول هذه تبعية؟ لأنك إن قلت ذلك وقعت في محذورين ... "
القصد بالتبعية أعمق من هذا يا أخي الكريم، هي تبعية على المنطلقات الفكرية الكلية وعلى الفلسفات التي تشكل معالم الفكر ذاته بداية من النظرة إلى الحياة والغاية من الوجود فيها، ووصولا إلى النظرة إلى تلك الفنون نفسها وما يصنعه بها أهلها والغاية عندهم من ذلك الذي يصنعونه عند التحقيق والتأمل فيها .. فالعبرة بالأساس الذي يقوم عليه هذا الأمر، فتأمل بارك الله فيك.
"أما فلسفة الجمال فهي فلسفة فعلا وما الذي أزعجك فيها (مع تحفظي على بعض المذاهب في تفسيرها) "
لو سألتك سؤالا بسيطا: ما هو الجمال عندك، فبم ستجيب؟ الجواب بسيط وينبغي ان يكون كذلك، فلا حاجة تدعو إلى تعقيده أصلا، فالفطرة تدل عليه! الجواب أن يقال: الجمال هو كل أمر ترتاح له الحواس وتحب النظر إليه .. فان قالوا هناك جمال مادي وجمال معنوي، قلنا لا بأس، يصح أن يكون هذا (الأمر) ماديا أو معنويا .. فالمادي يدرك بالحواس، والمعنوي بالفهم والتأمل. والفطرة تشهد بأن كل ما خلقه الله في الطبعية فهو جمال مطلق لا يمكن لإنسان أن يضاهيه، وأما ما هو من صنع الناس فأمره نسبي متفاوت، قد يعجب هذا ما لا يعجب ذاك! والأمر هين .. ولكن لولا أن أصحاب تلك الصنعة في بلادهم قلوبهم خاوية مريضة، لا تجد ما تجعله معنً وهدفا لوجودها في الحياة الدنيا، لولا هذا، ما احتاج القوم إلى تأليف نظريات ونظريات وتحويل هذه المسألة اليسيرة إلى "علم" في حد ذاته، لا لشيء إلا ليتمكن أصحاب الأوهام والشطحات من إمرار شطحاتهم وجمع الناس على توقيرهم من أجلها، وهي في حقيقتها لا قيمة لها ولا جمال في شيء منها أصلا!!
إنه الخواء القلي والله يا أخي الفاضل .. الخواء، عافانا الله والمسلمين منه ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 02:08]ـ
الجواب أن يقال: الجمال هو كل أمر ترتاح له الحواس وتحب النظر إليه
هذه نفسها منك -عندهم- هي فلسفة، غاية الأمر أنها فلسفة الجمال عند أبي الفداء ..
والأمر سهل يا مولانا انت وهو عدوها ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 07:47]ـ
هذه نفسها منك -عندهم- هي فلسفة، غاية الأمر أنها فلسفة الجمال عند أبي الفداء ..
والأمر سهل يا مولانا انت وهو عدوها ...
بارك الله فيك .. فهل يحتاج الأمر إلى تصنيف كتب ومؤلفات تملأ المكتبات ووضع نظريات ونظريات لفهم هذا المعنى؟؟؟
الأمر سهل فقط على من عافاهم الله من الغلو فيما يصنعون ومن الغوص فيه أيا كان نفعه وفائدته .. غلو من لا يعلمون ولا يهتدون سبيلا!
ـ[عبد الفتاح سماحي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 03:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله أخي الكريم، وحفظ الله شيخنا الفاظل ونفعنا بعلمه ,أمين(/)
غرفة لسب نبينا .. دافعوا
ـ[ابن خالد]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 09:02]ـ
غرفة لسب نبينا عليه الصلاة والسلام ....
دافعوا يا مسلمين ....
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=1722248#post1 722248
ـ[ابن عمر]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 10:42]ـ
لقد كتبت رسالة إلي البالتوك اسئلهم
عن صحة الخبر
وكتبوا لي ما تحته
لذلك الخبر لا يصح
بالتوك لا يبالون ما يحصل في الغرف
ولن يسئلوا ذلك العدد الهائل من التوقيع ..
واستغرب من اختلق تلك القصة سبحان الله!!
وهناك كثير من الغرف يسبون فيها الإسلام والنبي صلي الله عليه وسلم وهل يسئلون مليونين لكل غرفة!!
=============
Thank you for contacting us.
We have generated a support ticket to help us track your inquiry. Your ticket code is LTK11807540703X. Please use this code in any further communication.
The rooms you choose to go in are at your discretion.
Many differing opinions are held by many people.
PalTalk expresses no views as to the ******* of any room and is not responsible for any activities taking place therein. To the extent that you participate in any activity on PalTalk, you do so at your own risk.
According to the PalTalk terms of service - You understand and agree that all information, data, ****, software, music, sound, photographs, graphics, video, messages or other material ******* is provided by, and the responsibility of the person that provided that ******* and that PalTalk is not responsible for such *******. PalTalk does not administer Commercial Rooms or other rooms and is not responsible for the ******* of Commercial or other rooms, unless specifically denoted. Paltalk expresses no views as to the ******* of any room and is not responsible for any activities taking place therein. To the extent that you participate in any activity on Paltalk, you do so at your own risk.
Thank you
ـ[ابن عمر]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 10:52]ـ
بسم الله اخواني هناك من يريد ان يلعب علي المسلمين
يختلق لهم قصة احمد خادم النبي صلي الله عليه وسلم
وغيرها من القصص
وهذه القصة
فقط بمجرد قرائتها تعرف انها مختلقة لا يقتنع بها العقل ...
واستغرب الجهود التي تنشر في نشر هذا القصص وهناك امور اخري ممكن ان تستغل فيها
وذلك الشخص الان يضحك علي المسلمين
فقط
(العدد الهائل) لإغلاق غرفة!!
مليونين هذه دولة كاملة وهل تسئل شركة لإغلاق غرفة واحد من الغرف الكثيره التي يسب فيها الدين
مليونين!! وثم ماذا عن الغرفة الثانية
كيف تصدقون هذه الإمور
ما اردت ان اسئل البالتوك ولكن الذي دفعني انتشار القصة
========
تنبيه
رسالة بالتوك في بعض المواضع تظهر
*******
السبب هو المنتدي
الكلمة هي c o n t e n t
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 12:44]ـ
البالتوك يسب النبي صلى الله عليه وسلم من سبع سينين ـ تقريبا ـ
غرف وليس غرفة واحدة.
وتمت المقاطعة من قبل، ولا حياة لمن تنادي.
البالتوك ثغرة تحتاج لمن يقف عليها. أو يعين من يقف عليها بمال أو بطلبة علم.
.(/)
تم إطلاق موقع (رسول الله) .. أفد برأيك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 11:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.rasoulallah.net/
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 02:00]ـ
جهد مميز، بارك الله في القائمين على الموقع
ونتمى أن نرى الموقع بعدة لغات أجنبية، وكذا لو جمعت كتب السيرة التي ترجمت إلى لغات أخرى وصورت، وهي بحمد الله كثيرة
والله الموفق
ـ[الإكليل]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 05:33]ـ
بارك الله فيك
فعلاً موقع متميز
أسأل الله تعالى أن يجزيَ القائمين عليه خيرا.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 09:31]ـ
موقع جميل نسأل الله أن ينفع به المسلمين
وأهم شيء الدقة في وضع كل ما ورد عن
لكن ليته يخلو من الترانيم التي في الصفحة الأولى
فكم من مسلم في بقاع الأرض متعطش لإتباع هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ويظن ان مثل هذه تشريع
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 10:24]ـ
جزاكم الله خيراً
موقع متميز ,,,,
اسأل الله أن ينصر المسلمين على الكفرة الفجرة
ـ[أسماء]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 05:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير
و بارك الل فيكم و نفع بكم و لا حرمكم الأجر و الثواب على هذا العمل القيم
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 11:48]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا المبارك
كما عهدناكم طيب ناقل للطيبات ...
طيب الله أعمالك، وبارك في حياتك
وكما قال أخي الحبيب لامية العرب ليته يخلو ....
ـ[مراد]ــــــــ[26 - Feb-2008, صباحاً 11:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممتاز جداً ونرجوا أن يكون في ميزان حسناتهم
ولكني ألاحظ فيه بعض الأخطاء البسيطة والتي يمكن تداركها بسهولة
ولكني لم أستطع الإتصال بإدارة الموقع أو إني لم أجيد ذلك .... المهم من استطاع أن يوصل التالي فليفعل:
1ـ سمعت من كذا عالم أنه لا ينبغي كتابة (ص) أو (صلعم) بعد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم.
2ـ لاحظوا صفحة المنصفين وهي الأكثر تشويقاً للمطالعين عندما تفتحها تجد موضوعات متصلة وهي
الشبه التي أثيرت حول الرسالة و غيرها ... ! لماذا
وهذه الشبه لا ينبغي إلا لطلبة العلم ونحوهم مشاهدتها والخوض فيها
أما والموقع في صدد زيارات العوام و الأوربيون والغربيون بشكل عام
وكلاهما يعتبر حديثاً على معلومات كهذه وهذا سيوقع الكثير في الخطر وسيمنع الكفار المطالعين من الإسلام خصوصاً أن بعضهم يلتمس الأعذار للإساءة للإسلام
فلا ينبغي أن يفسدون للعوام دينهم
أو
يبطلوا الدعوة ببدايتهم عرض الشبه على حديثي الإطلاع على سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم(/)
بعد حرية الحجاب في تركيا، صفعة جديدة (أكبر من كبرى) لأعداء الشريعة الإسلامية
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 11:07]ـ
كبير القسيسين في الكنيسة البريطانية، الدكتور روان ويليامز، يدعو إلى تطبيق جوانب من الشريعة الإسلامية في الحكم البريطاني.
=====================
المصدر: صحيفة التيليغراف البريطانية، 8/ 2/2008م:
http://www.telegraph.co.uk/news/main.jhtml?xml=/news/2008/02/07/nwilliams207.xml ، ولكن أظن واقعة إقرار الحجاب أحدث، ونقلي لهذا متأخر.(/)
صدق أبو جلال حين اعترض
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 01:42]ـ
من عامين كتبت هذا المقال ... بعد مؤتمر البحرين، ورماني كثيرون. وها هي الدينمارك عادت. فأين المؤتمرون؟
المقال بعنوان (مؤتمر البحرين في مصلحة من؟)
تجميع عدد من العلماء في مؤتمر عالمي، والخروج بتوصيات خطوة رائدة تُحسب لمن قام بها.
فمن شأنها أن تنزع قيادة الأمة من المنظمات الحكومية الرسمية، ومن شأنها أن تعطي صفة رسمية لشيوخ الصحوة الإسلامية، الذين لا تعترف بهم الأنظمة العلمانية إلى اليوم مع أن كثيرا منهم يحمل شهادات رسمية.
ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن، لماذا سُمح لمؤتمر مثل هذا أن ينعقد بهذه الوجوه التي لا نشك في إخلاصها لدينها وأمتها؟
ولم لم تعارض الحكومات، وتطلب انعقاد المؤتمر من الجهات الرسمية الممثل (الشرعي) للشعوب؟
إن هناك قراءة أخرى لما يحدث يجب أن ننتبه إليها؟
الشعوب غاضبة من سلسلة الإهانات المستمرة التي تتعرض لها الأمة على يد (الآخر) بدءا بأحداث الانتفاضة ووقوف الأمريكان في صف اليهود وسكوت الحكومات على ما يحدث، ومرورا بما حدث في (أبو غريب) وجوانتنامو وما حدث للمصحف الشريف وانتهاء بما حدث لشخص نبينا صلى الله عليه وسلم.
ولم تعد الجماهير تثق في كل ما هو (رسمي) في معظم البلاد الإسلامية، وهي اليوم في أشد حالات غضبها ونفرتها من حكّامها، ولابد من تصدير قيادات (معتدلة) ولو نسبيا، كهؤلاء المؤتمرين في البحرين للخروج بتوصيات (مدنية) في إطار (الشرعية) الحالية، وكبح جماح الأزمة قبل أن تتطور.
الجماهير حاليا لن تستجيب لعلماء الدولة الرسميين الساقطين في نظر الجماهير، وبقاء الأزمة على ما هي عليه من إصرار من الطرف الدينماركي على عدم الاعتزاز وضغط (الآخر) من أجل إنهاء الأزمة من شأنه أن يحرج الأنظمة، ومن شأنه أن يمنح قبولا لخطاب (القاعدة) وأمثالها بين الشعوب، وتكون دَفعة معنوية جديدة لحَمَلِة السلاح الخارجين على الأنظمة.
لذا، فإن مؤتمر البحرين يأتي في إطار كبح جماح الجماهير والوقوف بالأزمة عند حد معين يحول دون تطورها. ثم بعد ذلك تتعامل الأنظمة مع توصيات المؤتمر بطريقتها، أو تفتعل خصومات مع الشخصيات المتنفذة في المؤتمر وتساومها، وهي قضية قديمة تتكرر ولا تخفى على أحد. وبهذا تكون مكتسبات الجماهير من الأزمة قد صودرت بيد علماء الأمة ودعاتها.
والمؤتمرون يرونها فرصة لأخذ قيادة الأمة ولو مرحليا، ويرون في هذا الأمر تحقيق مكاسب ولو قليلة ما كان لهم أن يحققوها لو لم يأتمروا. وأن الصدام مع الأنظمة أو مع الغرب ليس في مصلحة أحد اليوم على الأقل.
فمن أقرب لتحقيق هدفه؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد من فهم محورين أساسيين مرتبطين بالأزمة؛
أولهما: سبّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبعد مما حدث في الدينمارك والنرويج وما تناولته وسائل الإعلام، وإنما هو منهج يتبعه المنصِّرون الآن في صدِّ الناس عن دين الله، وما حدث في الدينمارك، ما هو إلا نوع من الانعكاس لهذا النوع من الثقافة (التبشيرية) المنتشرة الآن بين القوم.
ومن أراد أن يتأكد فعليه أن يزور غرف البالتوك التي (تبشر) بالنصرانية ويستمع لما يقال فيها بكل اللغات، لتعلم أن القوم قد استقاموا على هذا الطريق.
وعامة الناس في الغرب لا يسمعون كلامنا ـ نحن أبناء الشرق ـ وإنما لهم مصادرهم الخاصة التي تكذب عليهم، وهي تتكلم عن الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلا، وصورة المسلم ـ وخاصة العربي ابن الجزيرة ـ والإسلام أقبح ما يكون في ذهن هؤلاء، وهي من قبل أحداث سبتمبر، ولعل استخفاف الدينمارك ـ وهم من أضعف الشعوب الغربية ـ يعكس لك هذا.
فنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وتحسين صورته في الغرب لا تأتي من هنا، ولن تصلوا لعامة النصارى من الأوروبيين وغيرهم بسهولة، فمؤسسات التنصير قوية لديها وفرة في العدد ووفرة في العتاد، وتستطيع أن تشوش تماما على أي عمل دعوي يقوم به المسلمون، فكان الأحرى أن تظل المقاطعة، وأن تشتد حتى تلفح نارها عامة الناس من الغربيين، ويتساءلون عما يحدث فنحدثهم عن نبينا وقرآننا وشريعة ربنا.
أما توقف المقاطعة اليوم، فلن يضار منها أحد ولن يستفيد بها أحد. فاليوم ظهرت الثمار ولكنها بعد لم يحن وقت جنيها، وقد تعجل قومنا إن هم فعلوا ونادوا بوقف المقاطعة.
لِمَ لَمْ نقف للشركات الجزوع التي لم تتجلد وتصبر للمقاطعة، ونطالبها هي بتنفيذ مطالبنا نحن من المقاطعة في أرضها أو في أي بلد أوربي ليس شرطا الدينمارك ـ كلهم سواء ـ، والمقصود هو أن يعرف الناس النبي صلى الله عليه وسلم؟
بمعنى تقيم هي بما تنفقه على الإعلانات بإنشاء مركز إسلامي للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتوجه هي بيان لعامة الناس من الدينماركيين والأوربيين تتكلم فيه عن شخص نبينا صلى الله عليه وسلم، ونحن نتكفل لها بقوقف المقاطعة؟!
أما اعتذار هنا وكلام آخر معاكس قد يتسرب هناك، فهذا أمر لا أدري بما أصفه ولكنه يخلف حسرة في القلب.
ثانيهما: وهو أمر مهم جدا وفي غاية الخطورة لمن يفهمه ويستغله، وهو أن الخطاب الصحوي ـ إن صح التعبير ـ أوجد جيلا من أنصاف طلبة العلم ـ وأرجو المعذرة في استعمال هذا التعبير ـ وهم الآن منتشرون بين الناس وهم المفعَل الحقيقي للأزمة بين الجماهير، ولا بد من مد يد العون لهؤلاء، وترشيدهم.
أو قل لا بد من الاهتمام بالخطاب العلمي الرزين الذي يتحدث عن فقه الواقع، ولا بد من تكثير هؤلاء فهم كالقنوات الفرعية بين الشعوب، ينصتون جيدا لشيوخ الصحوة ثم ينقلون الخطاب على ما هو عليه للجماهير من خلال المنتديات أو العمل، وهؤلاء أذكى من الالتفاف عليهم، فلينتبه كل لما يقول.
ويرتبط بهذا، أن تَجَمع هذا الجمع الغفير من علماء الأمة لا بد من تفعيله في إذابة الحواجز الفكرية والحركية، أو قل إنشاء آليات عمل مشترك في كافة الميادين بين علماء الأمة، أي أنه يمكن الاستفادة من المؤتمر بما يعرف بـ (على هامش المؤتمر) هذه هي أرجى الثمار.
فمن يسبق من لتحقيق هدفه: الأنظمة أم شيوخ الصحوة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 06:39]ـ
بارك الله فيك أخانا الغالي محمد جلال القصاص، فهم عالي بارك الله فيك.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 07:04]ـ
صدقت والله
قراءة متميزة لواقع المسألة
الله المستعان
ولكن المبشرات قادمة
(إن شانئك هو الأبتر)
(فسيكفيكهم الله)
(فصبر جميل)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 10:43]ـ
نعم صدقت ..
ونحن مواصلون في المقاطعة ..
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:43]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني جميعا.
وهذا تقرير أعددته من واقع تجربتي العملية بين من يتطاولون على الحبيب ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أرجو قراءته وتفعيله.أو تصويبه إن لم يعجبكم.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12376
.(/)
سؤال لطلبة العلم حول حماس
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 10:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خير ما استعين به بعد الله سبحانه وتعالى اخوة هذا المنتدى المبارك بإذن الله
يدور حوار مهم مع أحد الاخوة ممن نحسبهم على خير
1_حول هل حماس ضالة يجوز التشهير بها قربة إلى الله
2_هل قتال حماس اليوم قتال دفع أم يطلق عليه قتال لأجل المنصب والكرسي أم هل له مسمى آخر
بانتظار الإجابة بارك الله فيكم وأرضاكم في الدنيا والآخرة
أخوكم / أبو عمر
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:01]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي الكريم .. سؤالك بصراحة غريب وهو وإن كان سؤالا فلا يخلو من إساءة .. فماذا لو أجابك المجيبون بأنها ضالة! .. أكنت تأخذ كلامهم وحيا مصدقا؟
فأمثال هذه الأحكام الجاهزة .. لا ينبغي للعاقل أن يعتمد عليها قط فضلا عمن ينتسب للعلم بسبب
ومع هذا أقول مستعينا بالله وحده ..
1 - أما الحكم عليها بالضلال فلا أعلم قائلا به من أهل العلم .. سوى بعض الانهزاميين أصحاب مبدأ الجرح والتجريح .. الذين لم يقتصر طعنهم على حماس .. بل على مشايخ كبار ثقات
وكيف يوصم بالضلال من يرفع علم الجهاد .. ويذب عن الدين بالنيابة عن الأمة في الثغرة التي يسدها
حتى ما يؤخذ عليهم أو غيرهم في سائر الأزمان .. ليس عن محض هوى .. بل لهم في ذلك مستند من كلام علماء .. بغض النظر اتفقنا مع هؤلاء العلماء أم لا .. فلنتق الله عز وجل ..
وإن من يستعظم الطعن على عالم بسبب هفواته .. فعليه أن يستعظم الطعن على مجاهد أرخص روحه في سبيل الله لأن قوام الدين كتاب يهدي وسيف ناصر .. والذين لم يتذوقوا طعم الجهاد والمعاناة والمقاساة والتنكيل الحاصل لهم وأهليهم .. لا غرو أن يأتي أحدهم وهو شبعان على أريكته .. وبدل أن ينصرهم بماله ولسانه وبما أمكنه .. يسلط عليهم ألسنة حدادا .. ليعين العدو عليهم .. وما أبشعه من خذلان .. والله المستعان
2 - أما كونه قتالا لأجل الكرسي فهذه دعاوى فريق السلطة المتأمرك حتى النخاع .. والمتصهين حتى الأذقان
فلطالما كانوا مجاهدين .. ومازال قادتهم مستهدفين .. بخلاف الفريق الآخر ..
قال تعالى"وكذلك نفصل الآيات ولتسبين سبيل المجرمين"
وإني أنصحك بنصيحة الإمام ابن تيمية لتلميذه الهمام ابن القيم حيث قال له:-
لا تجعل قلبك للإيردات والشبهات مثل السفنجة يتشربها فلا ينضح إلا بها ..
ولكن اجعله كالزجاجة تمر الشبهات بظاهرها فيعرفها وينكرها .. ولا تؤثر فيه ..
والله الموفق(/)
هل ما عند الصوفية كله باطل؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 06:56]ـ
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
قال سبحانه: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} (فأخبر أن كل واحدة من الأمتين تجحد كل ما الأخرى عليه.
وأنت تجد كثيرا من المتفقهة، إذا رأى المتصوفة والمتعبدة لا يراهم شيئا ولا يعدهم إلا جهالا ضلالا، ولا يعتقد في طريقهم من العلم والهدى شيئا، وترى كثيرا من المتصوفة، والمتفقرة لا يرى الشريعة والعلم شيئا، بل يرى أن المتمسك بها منقطعا عن الله وأنه ليس عند أهلها مما ينفع عند الله شيئا
وإنما الصواب): أن ما جاء به الكتاب والسنة من هذا وهذا حق، وما خالف الكتاب والسنة من هذا وهذا: باطل.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 08:02]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبا محمد، ونفع بك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 02:42]ـ
بارك الله فيكم شيخنا علي، ونفع بنا وبكم
ـ[عبد الحميد الكردي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 12:00]ـ
إخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طوبى لمن شغله عيوبه عن عيب الناس,
هل تستطيعون أن تحكموا بالجهل على حجة الإسلام الإمام الغزالي والإمام النووي والأمام السبكي (الوالد والابن) والإمام السيوطي و ........ ؟ وكتبهم المتداولة بيننا ينادي بأنهم من أئمة التصوف
والشيخ ابن تيمية حينما يذكر الشيخ عبد القادر يقول (قدس الله روحه)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 12:11]ـ
اخي الكريم تقول
هل تستطيعون أن تحكموا بالجهل على حجة الإسلام الإمام الغزالي والإمام النووي والأمام السبكي (الوالد والابن) والإمام السيوطي و ........ ؟ وكتبهم المتداولة بيننا ينادي بأنهم من أئمة التصوف
اقول هداك الله هل ذكرتهم كلهم اوبعضهم في مقالي بالجهل اوالعلم او المدح اوالذم؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 12:49]ـ
وإنما الصواب: أن ما جاء به الكتاب والسنة من هذا وهذا حق، وما خالف الكتاب والسنة من هذا وهذا: باطل.
أخي الفاضل ما كان عند هؤلاء العلماء مما جاء في الكتاب والسنة فحق، وما خالف الكتاب والسنة من كلامهم ونبه عليه غيرهم من العلماء المعتبرين في فهم الكتاب والسنة فهو باطل، وهذه قاعدة عامة بل عقيدة ينبغي أن يعتقدها المسلم فالحق عند أهل الإسلام يقبل من قائله يكن من يكون، والباطل يرد على صاحبه يكن من يكون.
والعنوان الذي اختاره الشيخ أبو محمد مع العبارة المقتبسة تبين مراده من الموضوع، وأن التصوف وأهله فيهم حق وفيهم باطل.
بارك الله فيك ونفع بك.
ورحم الله علماء المسلمين الأجلاء: حجة الإسلام الإمام الغزالي والإمام النووي والإمام السبكي (الوالد والابن) والإمام السيوطي و ........ ؟ وغيرهم.
ونسأله تعالى أن يتجاوز عن سقطاتهم وهفواتهم التي هي من خصائص البشر.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 02:29]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا علي، ونفع بنا وبكم
ـ[عبد الحميد الكردي]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 11:47]ـ
أخوتي الكرام أنا لم أقصد بما كتبته سابقا إثارة فتنة بل مقصودي هو ماكتبته أولا (طوبى لمن شغله عيوبه عن عيب الناس) وأنا أتفق معكم تماما بأن هؤلاء العلماء لم يكونوا معصومين بل كل منا يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما بالنسبة لمسألة التصوف فما أحسن ماقاله الشنقيطي في أضواء البيان: (قد قدمنا في سورة «مريم» ما يدل على أن بعض الصوفية على الحق.ولا شك أن منهم ما هو على الطريق المستقيم من العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبذلك عالجوا أمراض قلوبهم وحرسوها، وراقبوها وعرفوا أحوالها، وتكلموا على أحوال القلوب كلاماً مفصلاً كما هو معلوم، كعبد الرحمن بن عطية، أو ابن أحمد بن عطية، أو ابن عسكر أعني أبا سليمان الداراني، وكعون بن عبدالله الذي كان يقال له حكيم الأمة، وأضرابهما، وكسهل بن عبدالله التستري، أبي طالب المكي، وأبي عثمان النيسابوري، ويحيى بن معاذ الرازي، والجنيد بن محمد، ومن سار على منوالهم، لأنهم عالجوا أمراض أنفسهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يحيدون عن العمل بالكتاب والسنة ظاهراً وباطناً، ولم تظهر منهم أشياء تخالف الشرع. فالحكم بالضلال على جميع الصوفية لا ينبغي ولا يصح على إطلاقه، والميزان الفارق بين الحق والباطل في ذلك هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فمن كان منهم متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، وهديه وسمته، كمن ذكرنا وأمثالهم، فإنهم من جملة العلماء العاملين، ولا يجوز الحكم عليهم بالضلال. وأما من كان على خلاف ذلك فهو الضال.) ج4 ص 158 و159
أخوكم في الله (عبد الحميد ابن الشيخ الأستاذ الملا محمد أمين الكردي) رحمهما الله وغفر لهما
( hajihamid21@yahoo.com)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 01:54]ـ
اخي الكريم وضح لي الفرق بين قول ابن تيمية هنا
وأنت تجد كثيرا من المتفقهة، إذا رأى المتصوفة والمتعبدة لا يراهم شيئا ولا يعدهم إلا جهالا ضلالا، ولا يعتقد في طريقهم من العلم والهدى شيئا، وترى كثيرا من المتصوفة، والمتفقرة (8) لا يرى الشريعة والعلم شيئا، بل يرى أن المتمسك بها منقطعا عن الله وأنه ليس عند أهلها مما ينفع عند الله شيئا وإنما الصواب): أن ما جاء به الكتاب والسنة من هذا وهذا حق، وما خالف الكتاب والسنة من هذا وهذا: باطل
وبين قول الشنقيطي هنا
فالحكم بالضلال على جميع الصوفية لا ينبغي ولا يصح على إطلاقه، والميزان الفارق بين الحق والباطل في ذلك هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فمن كان منهم متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، وهديه وسمته، كمن ذكرنا وأمثالهم، فإنهم من جملة العلماء العاملين، ولا يجوز الحكم عليهم بالضلال. وأما من كان على خلاف ذلك فهو الضال
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 10:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الأفاضل أحب أن أشارككم موضوعكم
وأحب أن أذكر إخواني أن الحكم على المخالف بأنه جاهل، ولا يعلم شيء، إنما يلقي في القلب تهوينا من الآخر، وتقزيما لحجمه، حتى إذا رحنا نناقشهم في مسألة من مسائلهم وجدنا أنفسنا ضعافا أمامهم لأننا كنا نعتقد أنهم جهالا فلا نعد لهم العدة.
هذا ما أحسبه يكون فائدة لي ولإخواني.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[التبريزي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 11:25]ـ
المسألة مع المتصوفة ينطبق على المسألة مع غيرهم كالسلفيين في عصرنا الحاضر مثلا .... !!
فهناك من يدعي السلفية وهو إلى الخروج أقرب، وهناك من ينكر على الخوارج وهو جامع بين النقيضين لا من السلف ولا من الخلف، وكلٌ يدعي وصلاً بليلى!!
لذا فإن الفيصل في هذا عند الحكم على الصوفية وغيرهم هو مدى الإلتزام والإتباع للقرآن والسنة وفهم السلف الصالح، وكل ابن آدم خطّاء .. وفي رأيي أن الحكم يجب أن يُقيد حسب التعريف والحال، فالمتصوفة الأوائل قد لا ينطبق تعريفهم على المتصوفة المتأخرين، إذ أن في المتأخرين من يقع في الشرك الأكبر المخرج من الملة، فكيف نقول عن الأول المتبع للكتاب والسنة والسابق بالخيرات أنه صوفيٌ، ثم ننعت المتأخر الخارج من الملة بأنه صوفيٌ أيضا، ثم نسأل عن حال الصوفي بشكل عام؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 12:04]ـ
إذا كان الشيء موافقاً للكتاب والسنة فينبغي أن ينسب إلى الكتاب والسنة
لا إلى السلفية ولا إلى الصوفية ولا إلى غيرهما
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 09:20]ـ
جزاكما الله خيرا على الاضافات القيمة ونفع بنا وبكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 09:53]ـ
إذا كان الشيء موافقاً للكتاب والسنة فينبغي أن ينسب إلى الكتاب والسنة
لا إلى السلفية ولا إلى الصوفية ولا إلى غيرهما
هذا خطأ!
ونسبة الشيء للسلفية كنسبته للصحابة ونسبته للنبوة ونسبته للقرون المفضلة ونسبته لأهل الحق ونسبته لأهل السنة ونسبته لمن كان على صواب = كل ذلك لا ينفي نسبته للكتاب والسنة وليس فيها ما يَقتضي الإحداث فكل ذلك قديم .. وكله مرادف ليس فيه ما ينافي الحق ..
بعكس التصوف فهو نسبة الحق لاسم محدث له حد زورسم،ثم هذا الاسم تحته حق وباطل،فإطلاق هذا الاسم وإرادة الحق = فيه عدول عن الأسماء القديممة التي هي بمنزلة المرادفات للحق، وفيه إجمال واشتباه ..
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 10:05]ـ
هذا خطأ!
ونسبة الشيء للسلفية كنسبته للصحابة ونسبته للنبوة ونسبته للقرون المفضلة ونسبته لأهل الحق ونسبته لأهل السنة ونسبته لمن كان على صواب = كل ذلك لا ينفي نسبته للكتاب والسنة وليس فيها ما يَقتضي الإحداث فكل ذلك قديم .. وكله مرادف ليس فيه ما ينافي الحق ..
بعكس التصوف فهو نسبة الحق لاسم محدث له حد زورسم،ثم هذا الاسم تحته حق وباطل،فإطلاق هذا الاسم وإرادة الحق = فيه عدول عن الأسماء القديممة التي هي بمنزلة المرادفات للحق، وفيه إجمال واشتباه ..
صدقت.
وأيضا لم ينفرد الصوفية ولا غيرهم بحق ليس عند السلف , بل كل ما كان من الحق سواء في باب الدلائل أو المسائل فلا بد أن يكون موجودا عند السلف.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 06:51]ـ
هذا خطأ!
ونسبة الشيء للسلفية كنسبته للصحابة ونسبته للنبوة ونسبته للقرون المفضلة ونسبته لأهل الحق ونسبته لأهل السنة ونسبته لمن كان على صواب = كل ذلك لا ينفي نسبته للكتاب والسنة وليس فيها ما يَقتضي الإحداث فكل ذلك قديم .. وكله مرادف ليس فيه ما ينافي الحق ..
بعكس التصوف فهو نسبة الحق لاسم محدث له حد زورسم،ثم هذا الاسم تحته حق وباطل،فإطلاق هذا الاسم وإرادة الحق = فيه عدول عن الأسماء القديممة التي هي بمنزلة المرادفات للحق، وفيه إجمال واشتباه ..
أظن أن هذا مجرد شعار أخي ...
وميدان التطبيق حاكم.
لو تسأل متصوفا اليوم عن هذا الكلام، لقال مثل ماتقول ... فقط يستبدل ما وصفت أنت بالإحداث في الدين إلى غيره.
نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 01:59]ـ
لم أفهم. لو كتبت كلاماً علمياً واضحاً = لكان أحسن.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 06:10]ـ
اخي ابو فهر السلفي بارك الله فيك
قلت:هذا خطأ!
ونسبة الشيء للسلفية كنسبته للصحابة ونسبته للنبوة ونسبته للقرون المفضلة ونسبته لأهل الحق ونسبته لأهل السنة ونسبته لمن كان على صواب = كل ذلك لا ينفي نسبته للكتاب والسنة بعكس التصوف فهو نسبة الحق لاسم محدث
اقول:: حدد مرادك
هل تقصد نسبة الاشخاص كأن يقول شخص انا سلفي ويقول الاخر هو صوفي؟؟
اوالمراد نسبة الاقوال الصحيحة الموافقة للكتاب والسنة بان تنسب الى السلف حتى لوقالها من هو منتسب الى التصوف؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 12:53]ـ
كل ذلك ليس مرادي ..
مشاركتي كانت رداً على مشاركة الفاضل خزانة الأدب ومراده فيها: وجوب رد المعنى الثابت بالكتاب والسنة للكتاب والسنة فلا يُنسب لسلفية ولا صوفية ..
ومشاركتي في تخطئة ذلك وبيان صحة نسبة المعنى الثابت بالكتاب والسنة للسلفية وخطأ نسبة المعنى الذي تستعمله الصوفية وهو ثابت بالكتاب والسنة للصوفية ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 01:46]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 02:28]ـ
وفيك بارك الله ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 02:58]ـ
- لا .. بلْ كلامك هوَ الخطأ.
- فالسلفية و الصوفية وصفان لمنهجين مختلفين، و هُما كذلك حادثين.
-و لا تترداف السلفية مع المنهج العام للكتاب و السنة فهيَ أكثرُ تفصيلاً.
- و المعيارُ هوَ الكتاب و السنة، ألا ترى أنّ اللهَ - جل و علا - يقول: (هوَ سماكم المسلمين)، هذا المصطلح (= المسلمين) ينطوي تحته (منهج الكتاب و السنة) فهوَ المترادف، ليسَ الترادف شيئاً نصطلحُ عليه ثُم نُجبر الناسَ عليهِ، على أنهُ مُرادف ٌ للكتاب و السنة فهوَ هما.
- وفقكَ الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 08:05]ـ
خطأ ..
السلفية هي ما كان عليه السلف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولا يكون ما عليه النبي وأصحابه مخالفاً للكتاب والسنة وليست تلك السلفية أكثر تفصيلاً ولا تعرف السلفية مضموناً غير الكتاب والسنة ..
والله سمانا المسلمين لكنه لم يمنعنا أن نتسمى بالمهاجرين أو الأنصار أو المجاهدين أو الفقهاء أو السلفيين وكلها شعب من اسم المسلمين ليس التسمي بها رافعاً لاسم الإسلام وليس فيها ما هو زائد عن اسم الإسلام والسلف لفظ عربي قديم وليس محدث والمحدث هو تعيين هذا السلف بأنهم سلفنا صحابة النبي وليس هذا احداثاً في الاسم بل هو تعيين لمعناه الخارجي ..
أما الصوفية فلفظ مولد محدث وتحته أشياء تنافي اسم الإسلام وتخالف ما أتى بها كتاب المسلمين وسنة نبي المسلمين ..
وفقك الله.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 09:09]ـ
- لا .. بلْ كلامك هوَ الخطأ.
- فالسلفية و الصوفية وصفان لمنهجين مختلفين، و هُما كذلك حادثين.
-و لا تترداف السلفية مع المنهج العام للكتاب و السنة فهيَ أكثرُ تفصيلاً.
- و المعيارُ هوَ الكتاب و السنة، ألا ترى أنّ اللهَ - جل و علا - يقول: (هوَ سماكم المسلمين)، هذا المصطلح (= المسلمين) ينطوي تحته (منهج الكتاب و السنة) فهوَ المترادف، ليسَ الترادف شيئاً نصطلحُ عليه ثُم نُجبر الناسَ عليهِ، على أنهُ مُرادف ٌ للكتاب و السنة فهوَ هما.
- وفقكَ الله.
بارك الله فيك أخي؛
لو بينت لنا كيف أن السلفية لا تترادف مع المنهج العام للكتاب والسنة؟!! مع أمثلة لو سمحت!
أليس من المتعارف عليه أن أصحاب أي منهج، هم أولى الناس بتعريفه؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 10:06]ـ
- بلْ تعرف السلفية مضموناً أكثر من الكتاب و السنة، فهيَ تزيدُ عليهما، بتصحيحِ (بل بوجوب) اتباع آراء الصحابة برتجيح آرائهم على غيرهم، و معلومٌ ن أقوالهم ليست من الكتابِ و السنة ..
طبعاً على خلافٍ بين ترجيح أقوال بعضهم على بعض، و هل آحاد أقوالهم هيَ واجبة الاتباع (عند السلفيين) أم اجماعاتهم؟!
- السلفيةُ لغوياً، نعم قديم، لكنها اصطلاحياً عندما تنطبق على من هؤلاء وصفهم فهذا هوَ.
- و و هوَ يترادف مع (أهلِ الحديث) و مع (أهل السنة)، فكلها حوادث، و كلها تترداف، و كل وصفٍ يزيد عن الآخر في معنىً من المعاني.
- أُكرر و أقول، أنّ: مصطلح (مسلمين) و (أنصار) و (مهاجرين)، مصطلحات قرآنية، أمّا مصطلح (سلفية) (أهل الحديث) هيَ ناشئة اصطلحَ عليها أُناس أرادو تمييز أهل الحق عن غيرهم، ففي ترجيحها و إيجاب انطباقها على (أهل الكتاب و السنة) ترجيحٌ بلا مرجح، فلا أقبلهُ.
- ثُمّ، و لنعد للأصل: لنحرر، من هُم المسلمين؟، فهوَ أولى بالتوصيف لأهل الحق، و نُخرج من لا ينطبق عليه ذلك (المُسلمين = أهل الكتاب و السنة)، فالرافضة و غيرهم لا ينطبق عليهم وصف المسلمين تمامَ الانطباق.
- وفقكَ الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 10:11]ـ
معلومٌ ن أقوالهم ليست من الكتابِ و السنة ..
إذا لم تكن أقوال الصحابة والتابعين من الكتاب والسنة، فمما تكون؟ من الإنجيل!!
سبحان الله ... !!!
هذه صريحة في إسقاط كل ما ذَكرتَه، فمن أين عرفت أنت الكتاب والسنة وأنت في القرن الخامس عشر!!!
ثم إن تعريفك للفظ المسلمين فيه تخليط ...
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 10:21]ـ
- ولِمَ الغضبُ يا شيخنا؟! فنحنُ في حوار لسنا في خُوار (
- يختلف اجتهاد الصحابة المحض عن نقلهم للقرآن و الأحاديث، فأنا قلتُ: آراء!!.
- أنا لم أُعرف المسلمين بعد، إنما أردتُ ترجيح لفظ القرآن على مصطلحٍ اصطلحوا عليهِ.
- وفقكَ اللهُ.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 10:29]ـ
الحمد لله وكفى:-
فهم الأخ طالب للإيمان للسلفية لا يصح وواضح عنده الخلط
فاتباع الصحابة مما أمر الله به رسوله وعلق عليه الهداية كما في قوله"فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا"
وكقوله "والذين اتبعوهم بإحسان" وغير ذلك وأما السنة فكثير وهذا معنى السلفية.
والعقل الصحيح ناطق بأن الله اقتضت حكمته
أن ينصب خير الناس وهم القرن الذين بعث فيهم رسول الله منارات هدى لأنهم تلقوا من المعصوم وشهدوا تنزل الآيات مع فصاحة اللسان وبلاغته دون أي شائبة ,فهم ومن تعبهم بإحسان يمثلون الإسلام الحقيقي كما أنزله الله تبارك وتعالى فإسلامهم بمثابة الدينار الحقيقي
ومن تنكب طريقهم فنسخ شوهاء أو مزورة من الإسلام بمنزلة الدينار المزيّف قل التزييف أو كثر فإما منقود أو بهرج
وعليه =تسويته لمصطلح السلفية مع الصوفية في حدوث كل منهما غلط واضح
والحق ما قاله الأخ الفاضل أبو فهر وما كنت أظن أن هذه البدهيات تخفى على طالب علم
وأما جواب سؤال الأخ المشرف الذي تفضل بالجواب عليه فأزيد:
مامن ملة باطلة إلا وفيها شيء من الحق
والله الهادي إلى سبيله
ـ[تعارف]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 10:37]ـ
والصوفيه والاشاعره يزعمون انهم الاتباع الحقيقيون للسلف الصالح ويرمون المتسمين بالسلفيه بكذا وكذا وكذا وكما قال الأول وكل يدعى وصلا لليلى
رباه متى نخرج من هذه الدائرة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 10:37]ـ
بلْ تعرف السلفية مضموناً أكثر من الكتاب و السنة، فهيَ تزيدُ عليهما، بتصحيحِ (بل بوجوب) اتباع آراء الصحابة برتجيح آرائهم على غيرهم، و معلومٌ ن أقوالهم ليست من الكتابِ و السنة ..
هذا خطأ!
بل هذه (مجرد اتباع آراء الصحابة) مسألة فقهية استدلالية .. لا علاقة لها بنفس السلفية التي هي من شرائع الكتاب والسنة ..
والسلفية هي الكتاب والسنة الدالين على عدم جواز الخروج عن الإجماع .. وأوله وأصله إجماع السلف ..
فالمهاجرون والأنصار مصطلحات قرآنية والسلف مصطلح عربي تكلمت به العرب ونزل عليه القرآن فليس مصطلحاً محدثاً أما مدلوله فهو عدم الخروج عما أجمعت الصحابة عليه وهذا دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ..
فإذا دلت على لفظة المهاجرين والأنصار نصوص الوحي= فقد دلت على إجماع الصحابة نصوص الوحي ولافرق.
أما جعل السلفية هي مجرد اجتهادات الصحابة = فهو خطأ محض لا يوافق عليه قائله؛ لأن مقتضاه جعل اجتهاداتهم سلفية وجعل مخالفتها خروجاً عن السلفية وعن الكتاب والسنة ..
يبقى الخلاف في إجماع الصحابة المفسرة به السلفية هل هو القطعي أم الظني وهذه مسألة فقهية استدلالية وليست مسألة إيمانية ..
فالسلفية المراد بها: الإيمان بما أجمعت عليه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم اعتبار خلاف خرج عما أجمعوا عليه،ودل على ذلك نصوص الوحي،وليس ذلك خارجاً عن الإسلام بل هو منه بمنزلة الشرائع كالصلاة والصيام والزكاة وحكم تارك السلفية يتنوع كتنوع حكم تارك شرائع الدين فيبلغ أن يكون كفراً ويكون معصية محضة ويكون بدعة تؤثم فاعلها ويكون بدعة لا يؤثم صاحبها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 10:41]ـ
والصوفيه والاشاعره يزعمون انهم الاتباع الحقيقيون للسلف الصالح ويرمون المتسمين بالسلفيه بكذا وكذا وكذا وكما قال الأول وكل يدعى وصلا لليلى
رباه متى نخرج من هذه الدائرة
تحقيق مناط ما كانت عليه السلف مسألة أخرى ..
الذي نحن فيه هو إثبات حجية إجماع السلف قولاً وفهماً ومشروعية الاعتزاء لهم كمشروعية الاعتزاء لأي شرعة من شرائع الإسلام ..
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 10:46]ـ
والصوفيه والاشاعره يزعمون انهم الاتباع الحقيقيون للسلف الصالح ويرمون المتسمين بالسلفيه بكذا وكذا وكذا وكما قال الأول وكل يدعى وصلا لليلى
رباه متى نخرج من هذه الدائرة
كبار المتكلمين من الأشاعرة المتصوفة كأبي حامد الغزالي وغيره يقرون صراحة
أن سبيلهم يخالف سبيل السلف وأن طريقتهم أحكم وأقعد وأضبط
على أن اتباع السلف ليس مقصورا على الإجماع في صورته النطقية
بل يدخل فيه إجماع الترك وله قواعد معروفة في مظانها
كما يدخل فيه منهجهم العام في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة .. إلخ
فهذا بالتتبع والاستقراء له ضوابط عندهم وليس كما اتفق
وبه يُعصم المرء من الزيغ والبدع والضلالات التي افترقت الأمة فيما بعد من جرائها
فمن تمسك بسبيلهم فهو ممسّك بالكتاب والسنة ومن جنح به هواه إلى اتباع الآراء وإعمال العقل
في غير حدوده فقد ضل ضلالا مبيا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:00]ـ
- إذاً يا أبا فهر، أنتَ تعترف أنّ مُصطلح السلفية أكثر مضموناً من الكتابِ و السنة، ففيها إجماعاتُ الصحابة - هذا أولاً -، فإجماعُ السلفِ منفكٌ عن السنة، فهوَ دليلٌ آخر، إذاً هوَ وصفٌ زائد .. أليسَ كذلك؟!
- نحنُ - كما تعلم - لا نتناقش عن تحرير من هُم أهل الحق؟!، بل نتناقش حولَ اصطلاح السلفية، و أظنّ أن الخلافَ في النهايةِ لفظي في هذا الموضوع، و لكن لا إشكال.
- عليهِ فمُنكرُ (حجية الإجماع) عندكَ ليسَ من السلفية، و حينها هو ليس من أهل الحق، أليسَ كذلك؟!
- وفقكَ الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:17]ـ
إذاً يا أبا فهر، أنتَ تعترف أنّ مُصطلح السلفية أكثر مضموناً من الكتابِ و السنة، ففيها إجماعاتُ الصحابة - هذا أولاً -، فإجماعُ السلفِ منفكٌ عن السنة، فهوَ دليلٌ آخر، إذاً هوَ وصفٌ زائد .. أليسَ كذلك؟!
نعم. ليس كذلك. فإن أريد انفكاكه انفكاك ذات فنعم.أما انفكاك الدلالة فلا. كما أن الصلاة ليست هي الكتاب والسنة لكن مشروعيتها ووجوبها وتفاصيلها هي من الكتاب والسنة. وفي الكتاب والسنة.
- عليهِ فمُنكرُ (حجية الإجماع) عندكَ ليسَ من السلفية، و حينها هو ليس من أهل الحق، أليسَ كذلك؟!
بالطبع منكر مطلق حجية الإجماع ليس سلفياً؛ لأنه ترك ما عليه السلف .. وهو مخالف للكتاب والسنة .. أما تفاصيل البحث في هذا الإجماع وتحقيق صوره وموارده فهو من مسائل الفقه لا من مسائل الإيمان.والقدر الذي لا يُختلف فيه هو حجية ما ثبت بإحاطة من إجماعات السلف (الصحابة) وكونها حجة في فهم نصوص الكتاب والسنة. وأن التمسك بما كان عليه السلف من ذلك يسمى سلفية وهو اعتزاء لما حث على التمسك به الكتاب والسنة.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:23]ـ
- كيفَ يكون (الإجماع) و حجيته من مسائل الفقه، و يؤثر على الإيمان؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:29]ـ
كيفَ يكون (الإجماع) و حجيته من مسائل الفقه، و يؤثر على الإيمان؟!
أخطأت ..
الذي من مسائل الفقه هو تفاصيل حجية صور الإجماع وموارده .. أما أصل حجية صور منه ولزومها فهي من مسائل الإيمان ..
والصلاة أكثر صورها ومواردها هي من مسائل الفقه رغم وجود قدر ثابت منها هو من مسائل الإيمان ..
كما أن حجية السنة من الإيمان رغم كون بعض تفاصيل حجية صورها ومواردها هو من الفقه ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:38]ـ
إذاً هُنا التنازع، و مُنكر أصل الإجماع (المُعترف بالكتاب و السنة) من أهل الحق و لا شك، و ماذا نفعل بالشوكاني مثلاً أو بوهبة الزُحيلي؟!
أما مُصطلح السلفية، فلا يؤثر حُكماً على شيء.
وفقكَ الله
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:44]ـ
ولا أدري لماذا ضيّق الفاضل أبو فهر واسعا فحصر مبدأ السلفية في الإجماع بما يهضم هذا المفهوم على الأقل عند من لا يستوعب المسألة
بل هو أشمل من ذلك وتقدم الإشارة إلى شيء من هذا
-فعلى سبيل المثال:المصادر الأجنبية في فهم الكتاب والسنة تعد انحرافاً منهجيا عن الإسلام والسلفية تقتصر في الأصل على الكتاب والسنة
-وهذه المصادر المقحمة أدت لقواعد كثيرة غريبة كل الغربة عن حقيقة الإسلام فمنها ما أدى لنفي ما هو من الإسلام قطعا وهو نسيان حظ مما أوحى الله به
ومنها ما أدى إلى العكس وهو حقيقة الابتداع
قد يقول قائل:هذا يدخل ضمن الإجماع
أقول:لابد من إبراز الفروق ولو أمكن دمج بعضها في بعض
حتى يتبين الحق من الباطل
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:48]ـ
إذاً هُنا التنازع، و مُنكر أصل الإجماع (المُعترف بالكتاب و السنة) من أهل الحق و لا شك، و ماذا نفعل بالشوكاني مثلاً أو بوهبة الزُحيلي؟!
أما مُصطلح السلفية، فلا يؤثر حُكماً على شيء.
وفقكَ الله
أولا-مجرد الاعتراف لا يفيد حتى نرى عمله وحاصل كلامك التسوية بين المختلفات
فالشيعي مثلا يقر بأنه يتبع الكتاب والسنة, وكذلك الصوفية القبورية وغيرهم
ومن هنا تجلت نعمة الله في تمييز الأدعياء بالإحالة لما كان عليه السلف
قولاً وعملاً
ثانيا-الشوكاني لما استبان له الحق اتبعه وكان متجردا للدليل وكتب في نصرة مذهب السلف مبينا بطلان غيره في رسالته المعروفة فهذا يصنف بأنه سلفي ولو صدر منه أخطاء
أما وهبة الزحيلي وفقه الله فليس كذلك كما يلوح من تفسيره
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:49]ـ
يرجى عدم الخروج عن الموضوع والتزام ادب الحوار وقد حذفنا المشاركات الخارجة وفقكم الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:50]ـ
إذاً هُنا التنازع، و مُنكر أصل الإجماع (المُعترف بالكتاب و السنة) من أهل الحق و لا شك، و ماذا نفعل بالشوكاني مثلاً أو بوهبة الزُحيلي؟!
أما مُصطلح السلفية، فلا يؤثر حُكماً على شيء.
وفقكَ الله
بوركتَ ..
لا أدري ماذا تريد بأهل الحق؟
إن كنت تريد به المسلم فلاشك أن منكر مطلق حجية الإجماع مسلم؛ إلا أنه مبتدع وهذا هو محل النزاع. لأن علة بدعته هي تركه السلفية التي هي شعبة مما دل على حجيته الكتاب والسنة وتزيد بدعه بكل شعبة يتركها مما كان عليه إجماع السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:53]ـ
فالشيعي مثلا يقر بأنه يتبع الكتاب والسنة، بل الرافضي لا يعترف بالسنة جملةً و تفصيلاً؟!
وكذلك الصوفية القبورية و الصوفية تُخالف أصل الاعتقاد، فلا علاقة بهذا في موضوع مصطلح السلفية و ما ينطوي تحتها؟!
أما الإجماع فهوَ الوصف الزائد إن كان منفكاً عن أصل الكتاب و السنة أو لم يكن، فهوَ وصف زائد دلالةً أوذاتاً؟!
و لهذا لوزام كثيرة - كما لا يخفى -
و اللهُ أعلم.
وفقكَ الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:56]ـ
أما الإجماع فهوَ الوصف الزائد إن كان منفكاً عن أصل الكتاب و السنة أو لم يكن، فهوَ وصف زائد دلالةً أوذاتاً؟!
هذا غير مؤثر .. كما أن الكتاب غير السنة ذاتاً وهذا لم يؤثر في حجيتهما وكون العلاقة بينهما تلازمية ..
ونحن لا ننكر أن هناك فرق بين حجية الإجماع وبين حجية الوحيين .. لكن كلامنا هنا عن لزوم حجيته وكون التمسك بإجماع السلف دلت عليه النصوص وليس هو مبايناً للكتاب والسنة ..
فالتمسك بالكتاب تمسك بالسنة والعكس والتمسك بهما هو عين التمسك بإجماع الصحابة والتمسك بإجماع الصحابة هو تمسك بالكتاب والسنة ليس في إجماع الصحابة ما هو زائد على الكتاب والسنة والمتمسك بإجماع الصحابة هو السلفي ..
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 12:04]ـ
أود الإشارة لبعض الأمور توضيحاً لمن قد يشكل عليه الأمر
أولا-أصول الفرق التي ظهرت وهي الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية والجهمية
يجمع عامة السلف على كونها فرقاً ضالة خرجت عن الجادة ومن هنا نشأت الحاجة لتمييز أهل السنة والجماعة بوصف
وهو ما نعنيه بقول السلفية
ثانيا-الفرق الأخرى التي ظهرت لو تأمل فيها الناظر وجدها تأخذ من هذه الأصول كل بحسبه
فينبني على ما سبق تميز أهل السلف وطريقتهم عن كل فرقة انتظمت لنفسها منهجا مستقى من إحدى هذه الفرق
قل ذلك أو كثر فبحسب الحيدة عن جادة السلف يكون ضلال هذه وهذا أمر بدهي متقرر عند أئمة الإسلام الكبار كلهم
ثالثا-من أكبر الأسباب التي أدت لتوطيد دعائم البدع ظهور حركة الترجمة زمان المأمون وما نشأ عنها والسلف بريئون من هذا كله ومازال أتباعهم إلى أن يشاء الله وهم ينقون المصادر مما علق بها من شوب
رابعا-أطبق أئمة الإسلام كلهم على ذم علم الكلام وما يدخل في معناه وهو ما نعنيه حين نمايز بين السلفية وغيرهم
إذ كلهم يدعي وصلا بالكتاب والسنة
ولا أظنني بحاجة لسرد أقوالهم في هذا ولكن ألق نظرة إن شئت على ما طبع من كتاب الهروي:ذم الكلام
خامسا-ثم إن لأهل البدع الذين على غير طريق السلف خصائص واضحة منها:-
1 - التناقض فلو أخذنا الأشاعرة مثالا:-
فمن تناقضهم أن جعلوا العقل قاضيا على الشرع وهو مصدر التلقي الحقيقي في إثبات العقائد عندهم ثم قالوا إن هذا العقل الجبار لا يدرك الحسن والتقبيح
ومنه إثباتهم الرؤية ونفسهم الجهة
وغير ذلك مما لا يحصى
2 - الغلو في العقل لحد تقديسه (والصوفية غلو في القلب والوجدان)
3 - الجدل والخصومة والتشعب الذي يصرف عن الهدى واليقين
4 - التفرق وكثرة الاختلاف في الأصول نفسها
5 - عدم توقير نصوص الشرع بما يناسب مقامها السامي
هذه مجرد لمحات لعلها تضيف شيئا في فهم الفارق بين عقيدة السلف وعقائد الخلف
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 12:06]ـ
طبعاً يا شيخنا، هذا واضح تماماً، لكنْ نحنُ لسنا هُنا.
فأنت تقول: المسلمين = أهل الحق = السلفية = الكتاب + السنة + مطلق الإجماع، و الُمخالف لهُما خارج عن أهل الحق (أي: اللامبتدعون).
و أنا أقول - تحريراً للمسألة فقط و ليسَ اعتقاداً -: المسلمين = أهل الحق = الكتاب + السنة و فقط.، باعتبار أنّ الإجماعَ مختلفٌ فيه كدليل، و ما دام هُناك خلاف فلا نصمُ المخالف لرأينا بالابتداع!
وفقكَ اللهُ في الدارين
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 12:06]ـ
، بل الرافضي لا يعترف بالسنة جملةً و تفصيلاً؟!
و الصوفية تُخالف أصل الاعتقاد، فلا علاقة بهذا في موضوع مصطلح السلفية و ما ينطوي تحتها؟!
أما الإجماع فهوَ الوصف الزائد إن كان منفكاً عن أصل الكتاب و السنة أو لم يكن، فهوَ وصف زائد دلالةً أوذاتاً؟!
و لهذا لوزام كثيرة - كما لا يخفى -
و اللهُ أعلم.
وفقكَ الله
الرافضي يعترف بالسنة لكنه يدعي له سنة خاصة
وكذلك الصوفي فبعض غلاتهم من حفاظ الحديث كالغماري أحمد مثلا
والمقصود بضرب المثالين:أن الاعتراف لا يكفي حتى نعرض سلوكه ومنهجه وتفاصيل عقيدته على الكتاب والسنة كما فهمها السلف كلهم
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 12:12]ـ
سنتُهُ ليست هيَ السنة التي نتحدث عنها، بل و لا ينطبق عليها اسم السنة أصلاً - كما تعلم -
وفقكَ الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 12:20]ـ
ما دام هُناك خلاف فلا نصمُ المخالف لرأينا بالابتداع!
هذا ليس صحيحاً بل هو من الأخطاء الكبيرة في تصور المسائل ..
فالبدعة ضد السنة .. وما أراه أنا من السنة لا فكاك عن أن أرى ضده من البدعة .. والخلاف لا يؤثر في الذات وكونها سنة أم بدعة .. فالخلاف في الشيء لا يُثبت حكماً له ..
مثال: القول بعدم حجية السنة في الزائد عن القرآن = بدعة رغم وجود المخالف.
القول بأن الزبير بن العوام فاسق = بدعة رغم وجود المخالف.
ثم العودة لمحل النزاع: كون الإجماع مختلف فيه وبدعية المخالف فيه ليس هو صلب محل النزاع وإن كانت له به صلة ..
كلامنا كان عن السلفية وضبطناها بإجماع الصحابة هل هي من الكتاب والسنة وملازمة لها ومنها والمتمسك بالكتاب متمسك بالسنة متمسك بإجماع الصحابة والعكس .. وإذا كان ليس في إجماع الصحابة زائد على الكتاب والسنة فالعلاقة بينهما تلازم ويوضع الواحد منهم مكان الآخر في الإخبار بالإيمان وفي الانتساب وأن هذا إذا ضبطت به السلفية فليس فيها معنى زائد عن الكتاب والسنة.
السؤال: قائل هذا المتمسك به هل ترى قوله منضبطاً من جهة الضبط العلمي بقطع النظر عن الحكم عليه بصواب أم خطأ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 12:21]ـ
أخي الكريم
هذا خارج عن محل النزاع لأنك قلت:يعترف بالسنة
وأردت القول إن الاعتراف والإقرار لا يكفي في ثبوت وصف السنية عليه أو الحق
فكذلك نعرض كل أحد (مثلا البوطي) لو تأملت في عامة كتبه فهو يستدل من القرآن والسنة
فكيف عرفنا ضلاله وبدعته؟
راجع ما سبق تر الجواب
وأقول إن هذه نعمة جليلة أن ينصب الله الصحابة وتابعيهم منارات هدى وأعلام استقامة على المنهج الذي أنزله الله على نبيه
وقد تقدم أن الله أحال إلى إيمانهم وعقد شرط الهداية عليه
ولست أدري لماذا نصطنع الخلاف والأمر واضح
فإن كنت تخشى على الإسلام من كلمة "بفهم السلف"
فأقل أحوالها (وهي في الواقع أكبر من ذلك إذ اتباع السلف ليس سنة بل هو عاصم من الضلال) أن تكون سبيلا للخيرية بأخصر الطرق وأرجاها
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:خير الناس قرني
وغير ذلك ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 01:42]ـ
لا .. فالإجماع الموافق لما في السُنة، وصفُ السنيّة عليه أولى من وصف الإجماع، إذ الأدلة تتدرج، الكتابُ ثم السنة ُثم - عند البعض - الإجماع ..
أما الإجماعُ الزائد عن السنة فهوَ دليلٌ منفصل دلّ على مُطلق الإستدلال به الكتاب و السنة - كما تعتقد -، فهوَ لا شكّ منفصل عنهما، و هُنا محل النزاع، و عليه فالإجماع (الزائد عن السنة طبعاً) ليس ضدّ البدعة، فلا تصحُ معادلتُك حينها، و أنتَ تفعل كما فعلَ البوطي في كتابهِ (اللا مذهبية أكبر بدعة .. ) فمن قال لهُ أن المذهبية سُنة حتى يكون ضدها بدعة .. ؟!
أما موضوع الإجماع فلهُ علاقة كبيرة بالسلفية، فهوَ الوصف الزائد عن الكتاب و السنُة التي يتصف بها السلفية و ترى أنهُ الحق الذي لا محيص عنهُ، و غيرهُ هوَ الابتداع؟!
أليس كذلكَ يا شيخنا؟!
وفقكَ الله، و أثابكَ على تحملنا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 02:29]ـ
لا يوجد إجماع زائد على السنة ..
وإنما يكون الإجماع في محلين:
الأول: موافق لنص الكتاب والسنة. ولا مانع من تسميته إجماع وعد الإيمان به واجب مثله مثل السنة الموافقة للقرآن تسمى سنة ويلصق بها وصف السنة ويؤمن بها وينتسب إليها ولا فرق.
الثاني: موافق لما ليس نصاً من أدلة الوحي قاطع للاحتمال في دليل الكتاب والسنة .. فهو موافق لدليل الكتاب والسنة وراجع لهما ولكنه مُعَين لدلالة الوحي قاطع للاحتمال الوارد عليهما.
ومرة أخرى نريد ضبط محل النزاع:
كلامنا عن أن السلفية راجعة لمعنى الكتاب والسنة ولا فرق بينها وبين الكتاب والسنة لأن مضمون السلفية هو إجماع الصحابة ولا يكون زائداً على الكتاب والسنة .. فالآن من تمسك بالسلفية التي هي إجماع الصحابة ولم يكن إجماع الصحابة عنده زائداً على الكتاب والسنة.هذا الضبط ينفي عن السلفية الحدوث وينفي عنها زيادتها عن الكتاب والسنة وعن اسم المسلمين.
هذا هو محل النزاع ..
أما الكلام عن حجية إجماع الصحابة وعن حجية فهمهم للنصوص إذا أجمعوا عليه فهو نزاع آخر محصله: هل السلفية طريق لازمة في الدين ومخالفها مبتدع؟
فالأول في ضبط السلفية ما هي في نفسهل وهل تصورها الذاتي زائد عن الكتاب والسنة زائد على اسم المسلمين زيادة مباينة ومنافاة،أم إن اسم السلفيين كاسم المصلين؟
والثانية: بعد تسليمك بأن اسم السلفية ليس زائداً من حيث تصوره الذاتي عن الكتاب والسنة لرجوعه لما دل عليه الكتاب والسنة الذي هو إجماع الصحابة = تبدأ في المنازعة في صحة استدلالنا على دلالة الوحي على إجماع الصحابة ..
لكن مجرد بنائنا تصور السلفية على إجماع الصحابة ودللنا عليه بالوحي دفع عنا تهمة الزيادة على الكتاب والسنة وعن اسم المسلمين ....
والفرق بين المسألتين أوضحه لك بمثال:
إذا رجحت أنا قولاً فأتيت أنت لترد علي قولي فقلت: هذا قول لا حجة له ولم يورد صاحبه عليه دليلاً ..
فرددت عليك: باستدلالي على قولي هذا بحديث
فنازعت أنت في صحة الحديث ..
الآن عندنا قضيتان:
الأولى: زعمك أن قولي مرجوح.
الثانية: زعمك أني لم أستدل عليه.
بمجرد استدلالي بالحديث بطلت دعواك الثانية وبقي البحث في الأولى ..
فأصل كلامنا أنك زعمت:
و لا تترداف السلفية مع المنهج العام للكتاب و السنة فهيَ أكثرُ تفصيلاً
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبطلنا ذلك بكون السلفية هي إجماع الصحابة وأن هذا الإجماع دل على التمسك به الكتاب والسنة فيكون منهما ولازم لهما ولا يكون زائداً عليهما ..
ثم زعمت:
بلْ تعرف السلفية مضموناً أكثر من الكتاب و السنة، فهيَ تزيدُ عليهما، بتصحيحِ (بل بوجوب) اتباع آراء الصحابة برتجيح آرائهم على غيرهم، و معلومٌ ن أقوالهم ليست من الكتابِ و السنة ..
وأبطلنا ذلك وقلنا ليس التمسك بآراء واجتهادات الصحابة هي السلفية .. بل السلفية التمسك بإجماعهم على أدلة الكتاب والسنة نصاً واستنباطاً وقد دل الشرع على مشروعية هذا التمسك ووجوبه فلايكون المتمسك بهما زائداً على الكتاب والسنة زيادة مباينة ومنافاة ..
إلى هنا وقد أبطلنا تصورك عن السلفية وبينا التصور الصحيح المتسق مع الكتاب والسنة غير الزائد عليهما ..
إلى هنا -ومالم تدفع هذا- لزمك الإقرار بأن السلفية-عندنا- ليست زائدة على الكتاب والسنة؛ لأن حقيقتها التمسك بما دل -عندنا-على وجوب التمسك به الكتاب والسنة ..
الآن:
منازعتك في أن الكتاب والسنة دلا على وجوب التمسك بإجماع السلف،وأنه حجة في محل النزاع تفرق الناس لسنة وبدعة وأن مخالف السلف = مبتدع. هذه مسألة أخرى ..
ونقول فيها: نحن نقول الإجماع سنة ومخالفه بدعة ولذلك حججه التي تُوافق وتُخالف .. وتلك مسألة أخرى ..
فحقيقة الأمر:
أن من سلم بحجية الإجماع = لم يجد في السلفية ولا التسمي بها ولا الاعتزاء إليها غضاضة (إذا فقهها) ..
ومن لم يُسلم بالإجماع فلن يرضى بالسلفية كضابط ومحك للسنة والبدعة؛لأنه يُجوز أن يَستقل بفهمه للوحي من غير أن يُقيد بإجماع السلف ..
والذي أراه: أن جل من يُنازع في الاعتزاء للسلفية إنما نازع من تصورات خاطئة لمعناها ومفهوما؛فجلهم مقر بحجية الإجماع ووجوب لزومه والتزامه ..
وإذا ثبت ضبط السلفية بالإجماع= بطل زعمها زائدة على الوحي والكتاب والسنة واسم المسلمين؛ ولذا لم تجد أنت حيلة حين ضبطت بالإجماع إلا الدخول في المنازعة في حجية الإجماع نفسه ..
ومنازعتك في الإجماع لا تنفعك في محل النزاع الذي أثرتَه أولاً؛لأن خطأ التسمي بالسلفية لن يكون لكونها مباينة للكتاب والسنة أولاسم المسلمين،وإنما سيكون خطأها عندك لابتنائها على الاحتجاج بماليس بحجة وهو محل نزاع آخر غير محل النزاع الذي أثرته أولاً،وإلا فمجرد المخالفة لاسم المسلمين ليس فيها حرج إن رجعت لاسم دل عليه الوحي، والسلفية عندنا راجعة لإجماع الصحابة ودل عليها الوحي = فلم يعد لك سوى البحث في الأصل وأن يُجعل إشكالك: ما الدليل على حجية الإجماع؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 12:33]ـ
طيب / لا إشكال، نقول أنّ السلفية هيَ = الكتاب + السنة (و ينطوي تحتها إجماعات الصحابة)، فلدينا هُنا:
(1) حُجية الكتاب، و هذا تمّ جمعُهُ و نقلهُ عن طريق الإجماع (فهوَ طريقٌ منفصل).
(2) حُجية السنّة، و هذا تمّ أغلبه عن طريق الإجماع (بل الإجماع السكوتي فهوَ سبيلٌ منفصل آخر).
(3) حُجيّة الإجماع (أي مُطلق الدليل لا المجال الذي انسحب عليه أي مجال إجماعات الصحابة)، فأنا أعلم أنّ إجماع الصحابة هوَ السنّة، بل أتحدث عن مُطلق الحُجية، مُطلق الدليل، مُطلق السبيل ..
ثُم في كلامك تناقضٌ داخلي، ففي السُنة الكثير من المُتنازع عليه (كاستدراكات عائشة مثلاً)، فهل هذا دليلُ إجماع؟! إذا يبطل هنا التساوي بينه وبين السنّة، فهذا هوَ التفصيل الزائد و هوَ المميّز.
و أنا لا أدري لِمَ تُريد إخراج قضية الإجماع عن (محلّ النزاع)، ففي إثبات زيادتها أثبات للتفصيل الزائد، و أكرر أنا لا أتحدث عن إجماع الصحابة، فإجماعهم في (نقلهم) لا اجتهادهم وصفُ السنةِ عليه أكرم و أشرف من وصف الإجماع.
فأنا أتحدث عن آرائهم المحضة التي تمّ الإجماعُ عليها - و هيَ قليل إنْ وجدت - هيَ التي تنفك عن وصف السنة، حينها هيَ الوصف الزائد المميز للسلفية عن غيرها!
أليسَ كذلك؟!
ثُم إن اعترفت بهذا التفصيل الزائد، سأُثبت لك بالنقول حينها أنّ السلفية أو أتباعها في تطورها التاريخي لم تثبُت على الكتاب و السنة (و إجماع الصحابة، بل زادت عليه الإجماع (إجماع ما بعد الصحابة)، و جعلُ رأي الصحابي مرجح عند التعارض / و هذا مُخلف لما قررته أنت!
وفقكَ اللهُ
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 02:11]ـ
تحقيق مناط ما كانت عليه السلف مسألة أخرى ..
الذي نحن فيه هو إثبات حجية إجماع السلف قولاً وفهماً ومشروعية الاعتزاء لهم كمشروعية الاعتزاء لأي شرعة من شرائع الإسلام ..
قال العلامة المعلمي رحمه الله في التنكيل (1/ 181 - ط المكتب):
" وحسبك أنَّ المقرر عند أهل العلم أنه إذا نقل عن جماعة من الصحابة القول بتحريم شيء ولم ينقل عن أحد منهم أو ممن عاصرهم من علماء التابعين قول بالحل، عد ذاك الشيء مجمعا على حرمته، لا يسوغ لمجتهد أن يذهب إلى حله غافلاً عن الإجماع كان قوله مردوداً، أو عالماً بالإجماع فمن أهل العلم من يضلله، ومنهم من قد يكفره. لكنه لو ثبت عن رجل واحد من الصحابة قول بحل ذلك الشيء كانت المسألة خلافية لا يحظر على المجتهد أن يقول فيها بقول ذلك الصحابي، أو بقول مفصل يوافق هذا في شيء، وذاك في شيء، ولا يحرم على المقلد الذي مذهب إمامه الحرم أن يأخذ بالحل إما على سبيل الترجيح والاختيار إن كان أهلاً، وإما على سبيل التقليد المحض إن احتاج إليه. "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 02:16]ـ
اراء العلماء في السلفية والانتساب اليها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
((لا عيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه؛ بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا …)) (كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية، طبعة الدار الأثرية ص 20).
2 - الإمام الذهبي رحمه الله.
قال: ". . . فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي ـ بفتحتين ـ وهو من كان على مذهب السلف " السير (21/ 6) (عند ترجمته لأبي طاهر السِّلفي من كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص22 طبعة الدار الأثرية).
3 - سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله-
سئل– رحمه الله -: ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته: (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة). (التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 35) وهي من محاضرة مسجلة بعنوان: "حق المسلم"، في 16/ 1/1413 بالطائف.)
وسئل أيضا عن الفرقة الناجية فقال: (هم السلفيون وكل من مشى على طريقة السلف الصالح) (التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 25).
4 - العلامة المحدث الشيخ محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله.
سئل الشيخ الألباني عن هذا الموضوع ونص السؤال "لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب. قال: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك ".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: (لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي) وكأنه يقول: (لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك).
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 05:54]ـ
بلْ هُناك أمر آخر / أظنُّه وصفاً زائداً و هوَ: أنّ الكتابَ و السنةَ هيَ محلّ البحث و الاستيثاق، فلا أثرَ لها على ما نحنُ فيه من انطباق السلفية عليه، بل السلفية هيَ منهجٌ في الفهم و ليستْ نصوصاً، فنقول نصوص السلف و فهم السلف للنصوص و كيفية التعامل معها و الاستنباط منها
و عليه: منهج الفهم هوَ الوصف الزائد كذلك.
و هُنا نفهم كلام الأخ خزانة الأدب - وفقهُ الله - / فما كانَ من نصوص الكتاب و السنة فيُوصف بأنّهُ دليلٌ من الكتاب و السنُة، و ما كانَ من فهم السلف لهذه النصوص فنقول هوَ فهمُ السلف / هذا أضبط إن شاءَ الله.، و هذا لا يُعارض أو يُسقط منهج السلفية و الذي هوَ المنهج الحق، بل هوَ نوعٌ من الإنصاف لِمَا في المناهج الأخُرى من حق عند رجوعهم إلى الكتاب و السنة، و لا يُخالف إجماعاً للصحابةِ أو سنة صحابة.
و إن كنتَ لا تقبل بهذا فحرر لي معنى فهم السلف للنصوص؟!
فقد أكون مخطئً / وفقكَ الله
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 06:07]ـ
زيادتها = أي انفكاكها.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 08:24]ـ
كلام المعلمي الذي نقلته يا شيخ أسامة، ليسَ بصحيح و فيه بين العُلماء نزاع، و فيه قسوة زائدة - رحمةُ الله على روحِهِ -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 09:38]ـ
كلام المعلمي الذي نقلته يا شيخ أسامة، ليسَ بصحيح و فيه بين العُلماء نزاع، و فيه قسوة زائدة - رحمةُ الله على روحِهِ -.
بين لنا وجه الخطأ في كلام العلامة المعلمي؟
وفقك الله
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 12:21]ـ
نعم يا شيخ أُسامة - و باختصار باركَ اللهُ فيكَ - كي لا نخرج عن الموضوع الأساس:
- يقولُ الشيخ:
إذا نقل عن جماعة من الصحابة القول بتحريم شيء ولم ينقل عن أحد منهم أو ممن عاصرهم من علماء التابعين قول بالحل، عد ذاك الشيء مجمعا على حرمته
إنْ كانَ قول الجماعة إجماعاً بين الصحابة فنعم / أما - و هوَ ظاهرُ كلامه - إن كانَ قول البعض (و الباقين لم يُعبروا بشيء) أصبحَ إجماعاً سكوتياً، و في الإجماع السكوتي خلافٌ بيّن، و في القول بهِ تعسّف واضح، و هذا ينقُض مُجمل كلامهِ - رحمهُ الله -.
- و على هذا هوَ قال:
لا يسوغ لمجتهد أن يذهب إلى حله غافلاً عن الإجماع كان قوله مردوداً، أو عالماً بالإجماع فمن أهل العلم من يضلله، ومنهم من قد يكفره
و هوَ منقوض بما سبقَ، و هوَ الكلام الذي فيهِ قسوة واضحة، بل و في الإعتقاد بهِ إشكالٌ، يجعلُنا نُضلل أو نُكفر جُلّ القوم كالغزالي و الجويني .. و غيرهم / و مع هذا فأنتَ نقلت كلاماً و قد يكون في غير المنقول من الكتاب ما يوضح كلام الشيخ أكثر / و اللهُ المُعين و هوَ المستعان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 09:44]ـ
ليس هناك تفصيل زائد ..
ولا يُجمع الصحابة على اجتهادهم من غير وجود أصل من الكتاب أو السنة ومدعي وجود مثل هذا عليه أن يُدلل عليه ..
فبقي أن المنازع صنفان:
من ينازع في حجية الإجماع وهذا لا شأن له بالسلفية؛لأن المسألة أكبر من ذلك.
من يقر حجية الإجماع وأوله وأصله إجماع الصحابة فهذا لا وجه لمنازعته؛لأن السلفية اصطلاح على شريعة من شرائع الإسلام التي حث على التمسك بها وسلوكها كاسم المصلين وكاسم السنة ..
وما ثبت أنه فهم السلف للنص بطريق الإجماع فالتمسك به واجب بدليل حجية الإجماع وأننا تبع لهم في تنزيله وتبع لهم في تأويله (إن اتفقوا) ..
والمخالف لإجماعهم في الفهم فقد اتبع غير سبيل المؤمنين ولم يكن على ما عليه النبي وأصحابه ..
وكل هذا لا يلزم من نازع في حجية الإجماع وفي لزوم اتفاق الصحابة على الفهم ..
فهذا هو محك المسألة والخروج عنه تيه محض ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 10:16]ـ
ليس هناك تفصيل زائد ..
بلى هُناكَ، و في ما سبقَ غُنية!
ثُمّ:
- أنتَ يا شيخ تعيشُ في مثالية / فالسلفيةُ في تطورها التاريخي لم تلتزم بهذا الذي قعدتهُ أنتَ الآن، و إنْ التزمت لم تعش حتى الآن /
- و الأولى و الأحق و الأكمل هوَ وصف الأدلة بالقرآنية أو النبوية / أما اشتقاق الأسماء من هُنا و هُناك فترجيحُ المسميات القرآنية أقوى من ترجيح المصطلحات الحادثة، و اللهُ أعلم.
وفقكَ الله
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 11:12]ـ
والمخالف لإجماعهم في الفهم فقد اتبع غير سبيل المؤمنين ولم يكن على ما عليه النبي وأصحابه ..
وكل هذا لا يلزم من نازع في حجية الإجماع وفي لزوم اتفاق الصحابة على الفهم ..
فهذا هو محك المسألة والخروج عنه تيه محض ..
هو ذا يا أبا فهر.
وأما حصر السلفية في الإجماع بحسب المصطلح الاصولي فغلط , ولو كنت تعني إجماع الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم , كما نبهك عليه ابن عبد الهادي.
ومثال ليتضح المقال:
إجماع الصحابة ومن تبعهم بإحسان على علو الله جل وعز , فوجب طرد باب الصفات حذو القذة بالقذة , لمسألة العلو , كما فهم الصحابة هذه المسألة , فمن خالف طريقتهم فقد فارق السلفية والتي هي إتباع سبيل المؤمنين.
وعلى ذلك فقس في:
- باب الأسماء والأحكام كما فعلت الخوارج والمرجئة والمعتزلة.
- باب السمع والطاعة كما فعلت الخوارج والمعتزلة.
- باب القدر كما فعلت القدرية بأنواعها.
فالمحك كما قال أبو فهر في إتباع السلف في أصول الاستدلال وعمدتهم تعظيم النصوص.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 11:35]ـ
وأما حصر السلفية في الإجماع بحسب المصطلح الاصولي فغلط , ولو كنت تعني إجماع الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم
و كيفَ تعرف أنّ الإجماع دليل حقّ .. إلا من التقعيد الأصولي؟!
إجماع الصحابة ومن تبعهم بإحسان على علو الله جل وعز , فوجب طرد باب الصفات حذو القذة بالقذة , لمسألة العلو , كما فهم الصحابة هذه المسألة , فمن خالف طريقتهم فقد فارق السلفية والتي هي إتباع سبيل المؤمنين.
ثبوت لزوم إتباع الإجماع فيه إشكال .. فكيفَ تُلزم غيركَ بهِ و تجعلهُ من أصول الإيمان و هوَ أمرٌ خلافي؟!
فالمحك كما قال أبو فهر في إتباع السلف في أصول الاستدلال
ما هيَ (أًصول الاستدلال) هذه إلا الكتابُ و السنة / أما الفهم كما قُلنا فهوَ: فهم السلف .. و هكذا.
اللهُ الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 12:02]ـ
و في النهاية - عندي على الأقل -:
إذا قيلَ: هذا دليل من الكتاب أو دليل من السنة فيُرجع به إليهما، أما إذا قيل: هذا فهم السلف لنصوص الكتاب و السنّة، فهو (السلفية) / و الله ُ أعلم.
و عليهِ - عندي على الأقل -:
فالسلفية لا تنطبق تمامَ الإنطباق على الكتاب و السنة، بل تزيدُ التفصيل المذكور و هوَ (فهمُ السلف) لهذه النصوص.
و في ظنّي: الخلافُ لفظي / إلا في بعض التفاصيل ..
حتى لا نخرُج كثيراً عن محلّ الإشكال.
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 12:04]ـ
أما اشتقاق الأسماء من هُنا و هُناك فترجيحُ المسميات القرآنية أقوى من ترجيح المصطلحات الحادثة، و اللهُ أعلم.
وفقكَ الله
أرضى بما رضي القوم من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين أتبعوهم بإحسان وهم من رضي الله عنهم.
فلازم ذلك مشروعية ما فعلوا بقصد التمييز بين الإسلام الصافي وبين ما دخله من نحل وملل منحرفة أُنتسبت إلى الإسلام.
فعندما احتمع شمل الصحابة الكرام بعد الفتنة وذلك عام 40 من الهجرة تسموا بأهل السنة والجماعة , وفارقوا الخوارج والشيعة آنذاك.
وعندما دخلت بدعة أهل الرأي في الاستدلال ثم في العقائد , تسمى أهل الحق بأهل الحديث , وفارقوا أهل الأهواء والبدع المحدثة.
وعندما عمت بدعة التعصب المذهبي , وتقديم اجتهادات الأئمة على النصوص من الكتاب والسنة بزعم انقطاع الاجتهاد , وكان من المذهبيين من ينتمي لأهل السنة والجماعة , لذلك تسمى أهل الحق بالسلفيين وأصبحت الطريقة المثلى تسمى بالسلفية وهي فهم النصوص على فهم السلف وتجريد الإتباع لطريقتهم في الاستدلال على الأحكام والعقائد , وفاز من لحق بهم.
وأما عقد الولاء والبراء على الاسماء دون معانيها , فلا يجوز , ولو كان ذلك على اسم ((المؤمنون)) كما فعلت الخوارج , أو على باقي الاسماء الشرعية كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام عن ذلك , والله الموفق.
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 12:12]ـ
و في النهاية - عندي على الأقل -:
إذا قيلَ: هذا دليل من الكتاب أو دليل من السنة فيُرجع به إليهما، أما إذا قيل: هذا فهم السلف لنصوص الكتاب و السنّة، فهو (السلفية) / و الله ُ أعلم.
و عليهِ - عندي على الأقل -:
فالسلفية لا تنطبق تمامَ الإنطباق على الكتاب و السنة، بل تزيدُ التفصيل المذكور و هوَ (فهمُ السلف) لهذه النصوص.
و في ظنّي: الخلافُ لفظي / إلا في بعض التفاصيل ..
حتى لا نخرُج كثيراً عن محلّ الإشكال.
نعم يا أخي فهم السلف إنما هو فهم بشري للكتاب والسنة , ولكنه معصوم عن الخطأ كطريقة استدلال , وهذه الطريقة واجبة الإتباع ممن جاء بعدهم.
يقول ابن تيمية رحمه الله (مجموع الفتاوى 7/ 38): " وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}. فَإِنَّهُمَا مُتَلَازِمَانِ؛ فَكُلُّ مَنْ شَاقَّ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى فَقَدْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ وَكُلُّ مَنْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ شَاقَّ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى. فَإِنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُتَّبِعٌ سَبِيلَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مُخْطِئٌ؛ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ مُتَّبِعٌ لِلرَّسُولِ وَهُوَ مُخْطِئٌ ".انتهى
فلازم متابعة الكتاب والسنة , إتباع الطريقة السلفية في فهمهما , والتلازم غير منفك بصريح الأية , وفقك الله.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 12:27]ـ
نعم ..
فهم السلف إنما هو فهم بشري للكتاب والسنة , ولكنه معصوم عن الخطأ كطريقة استدلال
لا يوجدُ فهمٌ بشري معصوم.
و هذا ينبني على فهم:
سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
هل هوَ (الإجماع) أم (اتباع الكتاب و السنّة)؟!
أما كلام ابن تيمية، فلا دليلَ فيهِ على ما نحنُ فيه.
و الله الميسّر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 01:10]ـ
وصف الأدلة بالقرآنية أو النبوية
ومن الأدلة القرآنية النبوية ما دل القرآن والنبوة على اعتبارة وحجيته وهو اتفاق السلف على الفهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسلفية لا تنطبق تمامَ الإنطباق على الكتاب و السنة، بل تزيدُ التفصيل المذكور و هوَ (فهمُ السلف) لهذه النصوص.
وفهم السلف إذا أجمعوا عليه فهو مما دل على لزومه الكتاب والسنة فهو منهما بهذا الاعتبار كما أن السنة من القرآن باعتبار دلالته على حجيتها ...
وإذا دل الكتاب والسنة على وجوب لزوم اتفاق السلف على الفهم = فالحق أن مراد الوحي أن فهم السلف إذا اتفقوا عليه هو معين لمرادي من اللفظ فلا تختلفوا عليه ..
ففهم السلف شرعت حجيته كي لا يختلف الناس بمطلق عقولهم واجتهاداتهم في فقه النصوص ..
فالكتاب والسنة = نص ..
والنص منه ما لا يُختلف في فهمه ولا يحتمل سوى معنى واحد ..
ومنه ما يحتمل إما من جهة العربية وإما من جهة مطلق النظر العقلي = فقرر الوحي طريقاً لتقليل دائرة الاحتمال وهي الاحتجاج باتفاق السلف على معنى معين فلم يكن هذا الاتفاق زائداً عن النص زيادة مغايرة ومباينة بل هو زائد عنه زيادة ذات كزيادة السنة على القرآن .. ولم تكن هذه الزيادة موجبة لحكم مغاير ..
أما اشتقاق الأسماء من هُنا و هُناك فترجيحُ المسميات القرآنية أقوى من ترجيح المصطلحات الحادثة، و اللهُ أعلم
هذا خارج عن محل النزاع؛لأننا لم نحاكم الناس لمجرد اسم السلفية بل السلفية تلقيب لمعنى شرعي ثابت بالكتاب والسنة فمن أقر بالمعنى = كان هذا هو المراد منه وإن لم يرض بالاسم = لم نلمه ..
وتلقيب المعاني الشرعية الثابتة مالم يكن استبدالاً للتلقيب الشرعي ومالم يكن باسم مولد ومالم يكن باسم فيه جهة فساد = لا نمنعه.
ثبوت لزوم إتباع الإجماع فيه إشكال .. فكيفَ تُلزم غيركَ بهِ و تجعلهُ من أصول الإيمان و هوَ أمرٌ خلافي؟!
كما أنك تثبت حجية السنة الزائدة عن القرآن وتجعلها من الإيمان .. وهي أمر خلافي ..
لا يوجدُ فهمٌ بشري معصوم.
هذا هو محل النزاع في المسألة الثانية؛لأنا نزعم دلالة الوحي على عصمة الفهم المجمع عليه .. ولا ينفعك إدخال النزاع في الإجماع هاهنا ..
ما هيَ (أًصول الاستدلال) هذه إلا الكتابُ و السنة / أما الفهم كما قُلنا فهوَ: فهم السلف .. و هكذا
مصادرة على المطلوب؛لأنا نقول بل الاتفاق على الفهم من أصول الاستدلال بدلالة الكتاب والسنة فكان منهما بطريق اللزوم والدلالة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 01:13]ـ
أخي الكريم ..
لا تُطل الطريق على نفسك وعلينا ..
إذا كنت تقر بحجية إجماع الصحابة = لم يعد لإنكارك على السلفية ودعواك زيادتها على الكتاب والسنة سبيل إلا من جهة المماحكة اللفظية.
وإن كنت تمنع تلك الحجية = فليست مشكلتك مع السلفية بل هي أكبر والسلفية مجرد فرع من فروع إنكارك للإجماع والاشتغال بالفرع من غير تحرير الأصل = معيب ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 01:15]ـ
نعم ..
لا يوجدُ فهمٌ بشري معصوم.
و هذا ينبني على فهم:
هل هوَ (الإجماع) أم (اتباع الكتاب و السنّة)؟!
أما كلام ابن تيمية، فلا دليلَ فيهِ على ما نحنُ فيه.
و الله الميسّر.
العصمة هي في طريقة السلف في فهم الكتاب والسنة , والوعيد بالنار وسوء السبيل لمن خالف هذه الطريقة من بعد ما علم الهدى , دليل على ذلك.
وكلام ابن تيمية في عين المسألة ولكنه لا يروق لك , لأنه قاطع لا مجال فيه للمجادلة. هداك الله للطريقة المثلى.
فعلق ربنا جل في علاه مشاقة الرسول على ترك طريقة السلف , وجعل ترك طريقتهم مشاقة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 01:45]ـ
سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
سبيل المؤمنين: هو طريقتهم في فهم الكتاب والسنة , ومن الغلط اعتقاد أن سبيلهم يعني إجماعهم.
فإجماعهم من سبيلهم وليس محصور فيه , فلينتبه السلفي لهذا فإنه مهم.
واستدلال الإمام الشافعي على الإجماع بهذه الأية , لا يلزم الحصر , كما فهم البعض , أو جنح إلى ذلك , ليتسع له هذا السبيل , وهذا ضعف أو سوء فهم.
فسبيل المؤمنين طريقتهم في فهم الكتاب والسنة , وليس هو عين الفهم , لأن آحادهم قد أختلفوا في الفهم , ولم يختلفوا في الطريق إلى الفهم , وإنما وقع الخطأ عند بعضهم , لغياب بعض النصوص , أو يكون فهم أرجح من فهم كما تجده في تفسيرهم لبعض الآيات والأحاديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
فسبيل المؤمنين يعني طريقتهم , ويدخل في ذلك إجماعهم , واتفاقهم , والفهم الراجح لآحادهم أو بعضهم , فمن زعم أن سبيلهم محصور في الإجماع فهو ملزوم ببدع ومحدثات قد تنسب إلى سبيل المؤمنين , وهي خارجة عن سبيلهم , كالخروج على الحكام , أو مسائل التفضيل والله أعلم.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 03:03]ـ
يا أخي الكريم، أنا لم أُطل و لم أزد ..
فأنت تقول:
وإن لم يرض بالاسم = لم نلمه ..
فمن البداية و أنت تُقرر أن الاسم هوَ الأصل و واجبٌ التسمّي بهِ لأنه قديم و ليسَ بحادث و في كلام القضاعي ما يُفيد أنّه حادث، و بدليل تطابق الإسم للمسمّى - عندكَ -
ثُم:
كما أنك تثبت حجية السنة الزائدة عن القرآن وتجعلها من الإيمان .. وهي أمر خلافي ..
السُنّة شيء / و الإجماع شيءٌ آخر، و القول بعدم حُجيّة السنة قدحٌ في الإيمان، أما عدم القول بالإجماع فلا، إذ الخلاف في الإجماع مقبول (كما هوَ قول الشوكاني مثلاً)، أما عدم القول بحجيّة السنة شذوذ تامّ.
ثم .. كيف؟:
مصادرة على المطلوب
الدليل؟!،
فالفهم شيء / و النص شيء آخر (حتى عقلاً و لغةً لا تُسعَف)!
والسلفية مجرد فرع من فروع إنكارك للإجماع والاشتغال بالفرع من غير تحرير الأصل = معيب ..
أنتَ من الصُبح تقول لي: حُجية الإجماع لا علاقةَ لها بمحلّ النزاع؟! / و هيَ الأصلُ في المسألة!
و إنْ قلتُ لكَ أنني أُنكر الإجماع / و أقول: أنّ إجماع الصحابة سُنة، لأنّهُ لم يكُن هناك إجماع إلا على ما نقلوه (أما نقاشي فيها فكانَ لفظياً فقط) / فهل أنا حينها مبتدع؟!
ثُم أنتَ لم تُجب على سؤالي، فالكثيرْ من العقائد التي تجعلها السلفية أساساً و من أصول الإيمان، إنما هيَ آحاد أقوال للصحابة، و ليستْ إجماعات لهم؟!
هذه هيَ المثاليّة - يا شيخ -
وفقكَ الله
............... ..............
أمّا ..
وكلام ابن تيمية في عين المسألة ولكنه لا يروق لك , لأنه قاطع لا مجال فيه للمجادلة
ابن تيمية يتحدث عن التلازم بين سلوك غير سبيل المؤمنين و بين المُشاقة، و لكنّهُ لم يبيّن ما هوَ سبيل المؤمنين؟!
و عندي: سبيلُ المؤمنين هوَ: مُطلق اتباع الكتاب و السنّة لا الفهم؟!
هداك الله للطريقة المثلى.
آمين، و إياك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 05:00]ـ
يا أخي الكريم، أنا لم أُطل و لم أزد ..
فأنت تقول:
فمن البداية و أنت تُقرر أن الاسم هوَ الأصل و واجبٌ التسمّي بهِ
أمامك الموضوع طولاً وعرضاً فدلني على إيجابي للتسمي بالسلفية
لأنه قديم و ليسَ بحادث
وهل إذا أردتُ إيجاب التسمي بالسلفية = تكون حجتي قدم الاسم
ده كلام يا راجل؟؟!!
السُنّة شيء / و الإجماع شيءٌ آخر، و القول بعدم حُجيّة السنة قدحٌ في الإيمان، أما عدم القول بالإجماع فلا، إذ الخلاف في الإجماع مقبول (كما هوَ قول الشوكاني مثلاً)، أما عدم القول بحجيّة السنة شذوذ تامّ.
مصادرة على المطلوب بل عدم القول بالإجماع -عندنا-خلاف شاذ غير مقبول
فالفهم شيء / و النص شيء آخر (حتى عقلاً و لغةً لا تُسعَف)!
الله تعبدنا بالنص وأراد منه مراداً وشرع لنا طريقاً لفهمه منعنا من الخروج عنه إن وجد وبالتالي لا يكون تمسكنا بهذا الطريق المشروع زيادة على النص إلا كما تكون السنة زيادة على القرآن وهذه زيادة غير مؤثرة والتمسك بها مماحكة لفظية كتمحك الذي تقول له حكم رسول الله فيقول لك بل الحاكم هو الله لا حاكم غيره!!
أنتَ من الصُبح تقول لي: حُجية الإجماع لا علاقةَ لها بمحلّ النزاع؟! / و هيَ الأصلُ في المسألة!
لا علاقة لها بمحل النزاع الذي أثرته وهو أن السلفية -عندنا- بزعمك زائدة على الكتاب والسنة وقد أبطلنا هذا بردها لإجماع الذي هو من الكتاب والسنة فالمناقشة في الإجماع = خروج عن محل النزاع إلى محل نزاع أعم وأشمل .. ولو بينت لي أنك تقصد البحث في الإجماع = لما ناقشتك في النزاع الأخص ولكني أعلم أنك لم تستحضر مسألة الإجماع وإنما اضطررت إليها اضطراراً ولم تكن تظن أن بناء القضية يكون هكذا ..
و إنْ قلتُ لكَ أنني أُنكر الإجماع / و أقول: أنّ إجماع الصحابة سُنة، لأنّهُ لم يكُن هناك إجماع إلا على ما نقلوه (أما نقاشي فيها فكانَ لفظياً فقط) / فهل أنا حينها مبتدع؟!
إنكار حجية مطلق الإجماع عندي بدعة ومرتكبه مبتدع
ثُم أنتَ لم تُجب على سؤالي، فالكثيرْ من العقائد التي تجعلها السلفية أساساً و من أصول الإيمان، إنما هيَ آحاد أقوال للصحابة، و ليستْ إجماعات لهم؟!
أنت هنا تتحدث عن تصرفات أفراد وكلامنا عن الأصل الثابت،وإلا يكون شرحك للمسلم فاعل الطاعات مجتنب المعاصي = مثالية!!!
والمحكم في هذا: تقرير الأصل العقدي بمجرد فهم أو قول الصحابي الذي ليس إجماعاً = خطأ.
تقريره بالأدلة من الكتاب والسنة بفهم الصحابة المتفق عليه = صواب.
ثم يكون البحث في تحقيق المناطات عند التطبيق.
وفقكَ الله
وإياك وفق ..
............... ..............
الحمد لله وحده ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 05:19]ـ
قلتَ:
وهل إذا أردتُ إيجاب التسمي بالسلفية = تكون حجتي قدم الاسم
ده كلام يا راجل؟؟!!
قلتُ قبلها:
و بدليل تطابق الإسم للمسمّى - عندكَ -
كذلك َ.
ثم:
أظنّ أنّ النقاش انتهى بعندي و عندك / و اللهُ الموفق و صلى اللهُ على نبينا محمد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 06:25]ـ
ما علاقة تطابق الاسم والمسمى بإيجاب الاسم؟؟!!!!
كل اسم يضعه إنسان لمسمى فهو يريده مطابقاً للمسمى ولا يعني هذا أن يكون للاسم المجرد أحكام المسمى كما أن الإيمان بالسنة وحجييتها واجب وليس واجباً أن تؤمن بذلك و بتسميتها: حديثاً أو أثراً أو خبراً ..
بل لو أمنت بحجيتها ولزومها = لكفاك ذلك وتلك الأسماء هي اصطلاح محض .. ولا يلزمك اسم إلا الاسم الذي سماه الله أو سماه النبي صلى الله عليه وسلم، والكلام في مشروعية التسمية غير الكلام في إيجابها ..
جزاك الله خيراً ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 06:32]ـ
جميل / و هذا عين ما نُريد .. ، و الاصطلاحُ المحض اجتهادٌ محض و ترجيح بعضها على بعض فُسحة لمن أراد.
أما موضوع (الإجماع) و حجيته، فلهُ وقتهُ، و أنا مبتدعٌ عندكَ لحينها، و متّبع - و الله الحمد - عندَ نفسي - و هذا ما أُريد -
معَ حفظ المودّة .. أليسَ كذلك؟ / يسرَ الله ُ أمركَ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 06:51]ـ
المودة لا يزيلها الخلاف إلا عند من غبن نفسه ولم يفقه دينه ..
وكونك مبتدع عندي فيها لا يلزم منه الذم ولا الإثم ...
ولستُ ممن يُناقش مخالفه في الإجماع والسلفية ونحوها فيخوض معه حرباً كأنما مخالفه قد اعتزل وتجهم بل تلك كلها بمجردها مما يشتبه على الناس وتقع المخالفة فيه لمريد الحق من جهة الله والرسول فمخالفي فيها مجتهد ليس يغضب عليه ربه = أفأضل وأغضب أنا عليه؟
بوركت ونفع الله بك ..
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 08:49]ـ
أخي طالب الإيمان .. وفقه الله ونور قلبه وسددني وإياه على الحق
مع احترامي لك أنت تجادل بغير حق وتسوي بين المتباينات فأرجو ألا تطلب النصرة لرأيك إذ الأمر في غاية الوضوح, هذا ما بدا لي من قراءة ردودك بعين التأمل
وحسب كلامك غلطاً أنه يقتضي ألا يكون للحق معيار ولا علامات
وقد اتفق "السلفيون" والخلفيون أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
نعم لو قلت:الأصل أن الحق مبناه على اتباع الكتاب والسنة فنعم
لكن قوماً فسروهما بهواهم تارة, وتارة نسوا منهما حظاً, وتارة زادوا عليهما ما هو غريب عنهما
فاقتضى الأمر الشرعي تمييز الإسلام الذي أنزله الله تعالى عن "الإسلام" المشوب بالحوادث والبدع
قال تعالى "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب"
وقال"وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين"
ومن هنا نشأ مصطلح أهل السنة والجماعة المرادف على الحقيقة مصطلح السلفية الذي يعني=الإسلام النقي
قال ابن تيمية:أهل السنة نقاوة الإسلام. انتهى
وإلا فما معنى أن يقول الذهبي في وصف الدراقطني (وغيره أيضا):كان سلفيّا على سبيل المدح والتبرئة من وصمة "علم" الكلام؟
فحين تدعي أن السلفية أمر محدث وزائد فهو باطل بطلاناً ظاهراً
ولا أرى دعواك هذه إلا محل حبور من طوائف الضلال والزندقة
ذلك أن اتباع الكتاب والسنة الذي لا يماري فيه مسلم كلٌ يدعيه
فكيف ينماز الصادق والمصيب من الكاذب والمخطيء؟
ولتقريب الصورة الواضحة أصلاً:-
هب أن جامعة فيها كلية هندسة وقد وضع منشئوها كما هو معلوم معايير لمن يستحق أن يسمى مهندسا فيتخرج وهو يحمل الشهادة التي تخوله للعمل وغير ذلك
فإذا حقق الحد الأدنى المطلوب فهو مهندس وإلا كان دعيّاً
فإذا فرضنا أن أقل درجة تخوله لذلك هي المقبول
ومادونها:فاشل أو مهندس فاشل
فيصح عندئذ أن نصطلح على أن الذي يستحق الشهادة يسمى مثلا: (معتَمد)
والذي لا يستحقها: (مُبعد)
فإذا قلنا: هؤلاء معتمدون .. كانت دلالة المعنى:أنهم مهندسون على الطريقة الموافقة للمنهج
وإن قلنا:هؤلاء مبعدون .. أفاد خروجهم عن الطريقة بشيء من النقص المستوجب لذلك سواء كان كثيراً جدا أو معتبراً
فإن اخترع قوم أموراً ليست من المنهج الدراسي المقرر وأرادوا إضافتها أو حذف أشياء منه
لم يقبل ذلك منهم ولو كانوا يعترفون إجمالاً بصحة مافي المنهج المقرر وكانوا أحق بالطرد من الفاشلين
لاستدراكهم على المؤسسين الخبراء العلماء
فإذا تصورت هذا ووعبته في أمور الدنيا فخليق أن تدركه في أمور الدين التي تعبدنا الله بها
وما الأحاديث الدالة على تفرق الأمة إلا شرحاً لصحة مدلول:السلفية وأن معناها
الإسلام بنسخته الأصلية .. لا المدخول فيها بالتصحيف والتحريف والنقص والزيادة
وبهذا يعلم الفرق بين مصطلح السلفية والصوفية والأشاعرة ونحوها
مع إجماع الجميع على أن أقل الأحوال كون الخير في اتباع السلف وعند التطبيق يظهر لكل ذي عين: المتبع من المبطل
ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 03:28]ـ
ابن تيمية يتحدث عن التلازم بين سلوك غير سبيل المؤمنين و بين المُشاقة، و لكنّهُ لم يبيّن ما هوَ سبيل المؤمنين؟!
قال شيخ الإسلام (8/ 449): "
أَصْلُ " هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ": أَنْ يَعْلَمَ الْإِنْسَانُ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي هَذَا الْبَابِ وَغَيْرِهِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَكَانَ عَلَيْهِ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ ". انتهى
وقال رحمه الله (4/ 1 - 2): " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}. وَقَدْ شَهِدَ اللَّهُ لِأَصْحَابِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانِ بِالْإِيمَانِ. فَعُلِمَ قَطْعًا أَنَّهُمْ الْمُرَادُ بِالْآيَةِ الْكَرِيمَةِ فَقَالَ تَعَالَى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وَقَالَ تَعَالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}. فَحَيْثُ تَقَرَّرَ أَنَّ مَنْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ وَلَّاهُ اللَّهُ مَا تَوَلَّى وَأَصْلَاهُ جَهَنَّمَ. فَمَنْ سَبِيلُهُمْ فِي الِاعْتِقَادِ .... وعلى هَذَا مَضَى السَّلَفُ كُلُّهُمْ، وَلَوْ ذَهَبْنَا نَذْكُرُ مَا اطَّلَعْنَا عَلَيْهِ مِنْ كَلَامِ السَّلَفِ فِي ذَلِكَ لَخَرَجْنَا عَنْ الْمَقْصُودِ فِي هَذَا الْجَوَابِ. فَمَنْ كَانَ قَصْدُهُ الْحَقَّ وَإِظْهَارَ الصَّوَابِ اكْتَفَى بِمَا قَدَّمْنَاهُ وَمَنْ كَانَ قَصْدُهُ الْجِدَالَ وَالْقِيلَ وَالْقَالَ وَالْمُكَابَرَةَ لَمْ يَزِدْهُ التَّطْوِيلُ إلَّا خُرُوجًا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ.
". انتهى
فارجع لتعرف سبيل المؤمنين بالإجمال والتفصيل
و عندي: سبيلُ المؤمنين هوَ: مُطلق اتباع الكتاب و السنّة لا الفهم؟!
ومن هو المبتدع الذي لا يزعم بأنه متبع للكتاب والسنة؟؟
على العموم هذه الشنشة لم تعد تخفى على كثير من طلبة العلم , وليتك تصرح بحقيقة اعتقادك حتى ندينك بما تعتقد. رزقك الله إرادة معرفة الحق ثم أعانك في الوصول إليه واعتقاده.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 10:39]ـ
على العموم هذه الشنشة لم تعد تخفى على كثير من طلبة العلم
اللهُ المستعان
قلتَ:
ومن هو المبتدع الذي لا يزعم بأنه متبع للكتاب والسنة؟؟
فقد قال أبو فهر - كتبَ اللهُ له الأجر و الرضوان - قبلها:
أنت هنا تتحدث عن تصرفات أفراد وكلامنا عن الأصل الثابت
معَ أنني لا أظنّ أنّ المبتدع يتبع الكتاب و السنة، فتفسيرُ النصوص يبينُ المتبعَ من المبتدع، فالدعاوى يلزمها بينات / أما كلامُ ابن تيمية، فإلى الآن لم يُفد في محل النزاع شيئاً، فإن كانَ يقصد بسبيل المؤمنين آحاد أقوالهم فهوَ مرفوض و لا أظنّهُ يقول بها - رحمةُ الله على روحِهِ -، و إنْ كانَ يقصد بإجماعاتهم فهيَ من السنة لأنها نقلهم ليست اجتهادات محضة، أما من تبعهم بإحسان، أي تبعهم على هذه الجادة: و هيَ مطلق الإتباع للكتابِ و السنة التي صُدّر بها هذه الآية، و هذا هوَ الإحسان / و اللهُ الموفق.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 11:13]ـ
الشيخُ السيد / ابن عبد الهادي سليل العترة - وفقه الله -
قلتَ:
ألا يكون للحق معيار ولا علامات
و كيف يا شيخ؟
فقد قلتُ: الأصل هوَ اتباع الكتاب و السنّة، أليستْ هذه أكبرُ معيار للحق؟!
و لأضرب لكَ مثالاً:
الأصلُ في تقرير العقائد هوَ ما بينَهُ الكتابُ و السُنة / أما ما هوَ مبتدعٌ أو ما جاءَ من أدلة أو مناهج بعدها فنعرضُها على الكتاب و السنة، فإن وافقتهما فنعم، و إن خالفت فساقطةٌ و لا كرامة!
أليسَ هذا معيارٌ جيّد.
فحين تدعي أن السلفية أمر محدث وزائد فهو باطل بطلاناً ظاهراً
لا يا شيخْ ليسَ هذا ما قلتُ، كان النقاشُ حول المصطلح فقط، و أنا قلتُ قبلها:
أمّا مصطلح (سلفية) (أهل الحديث) هيَ ناشئة اصطلحَ عليها أُناس أرادو تمييز أهلالحق عن غيرهم
ثُم:
وعند التطبيق يظهر لكل ذي عين: المتبع من المبطل
و هذا عينُ الصواب، و الله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 01:37]ـ
لا خلاف أيها الفاضل المبجل في أن الحق يعرف باتباع الكتاب والسنة وقد ذكرت في كلامي أن هذا في الأصل:يكفي في بيان أهل الحق
لكن لمّا نشأ الاختلاف والتفرق والبدع اقتضى الشرع حصول الانمياز بوصف كاشف
وهذا معنى قولي: ألا يكون للحق معيار ,أي بعد التفرق واختلاط الحق بالباطل وادعاء كل مدع أن الحق معه وأنه متبع للكتاب والسنة
وهو يشبه عند القانونيين شرح مواد القانون التي قد يفسرها كل على هواه فيضيع "العدل" (في نظرهم طبعا وإلا فهذه القوانين جاهلية ولا كرامة)
ومن هنا إذا قلنا لهم:اتبعوا السلف على ما أحال الله تعالى فقال "فإن آمنوا بمثل ما آمنتم"
والأمر باتباعهم في جملة خبرية تعني الإنشاء "والذين اتبعوهم بإحسان"
والحديث المخرج في الصحيح "أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"
وغير ذلك من الآثار ,فإنا بذلك إنما نضع لهم الضوابط المنهجية في اتباع الوحي الذي يدعي الاعتزاء إليه كل أحد كما لا يخفى.
ومن هنا تظهر المباينة التامة بين وصف السلفية الشريف ووصف الصوفية المحدث
لاسيما مع النظر لواقع الحال في الخارج فقارن بين المنتسب لهذا والمنتسب لذاك
تعلم أنه لا يستوي من يقول بالإحالة للسلف ومن يدعو للتصوف والطرقية
مع كون كل واحد منهما يدعي اتباع الكتاب والسنة
فحيث كان مدلول المصطلح يحمل هذه المباينة بين أدعيائه فلا سواء ووجب التفريق حينئذ
والله يرحمنا
ـ[القضاعي]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 10:33]ـ
و هيَ مطلق الإتباع للكتابِ و السنة
أخي أنا لا أريد منك إلا ان تكون صريحًا في نقاشك , وتدع العمومات التي تفسد ولا تصلح.
فأنا أُكلمك عن الأصل لا عن تصرفات أفراد كما تزعم.
فأنت تعني بتفسيرك ((سبيل المؤمنين)) بمطلق الإتباع للكتاب والسنة , أن المقرين بالوحيين في الجملة هم على هذا السبيل؟!!
فيدخل في ذلك السلفي والخلفي بلا فرق!!
وأنا أضرب لك ولأخي أبي فهر مثال وفيه سؤال ليتضح لكما فساد فهمكما لـ ((سبيل المؤمنين)):
قال تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم:42]
أخرج البخاري في الصحيح: حدثنا آدم، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يَسَار، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يَكشِفُ رَبّنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طَبَقًا واحدًا "
وفي تفسير ابن كثير: قال عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: هو يوم كَرْب وشدة. رواه ابن جرير ثم قال: حدثنا ابن حميد، حدثنا مِهْران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن ابن مسعود -أو: ابن عباس، الشك من ابن جرير-: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: عن أمر عظيم، كقول الشاعر: وقامت الحرب بنا عن ساق. انتهى
فما هو سبيل المؤمنين في تفسير الساق يا طالب الإيمان؟
وأين إجماع السلف يا أبا فهر؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 11:33]ـ
يا أخي لا تدخل فيما لا تُحسن فتجر البلية للحق ...
ويُمكن لأحد الإخوة أن يشرح لك الفرق بين الإجماع على المدلول والخلاف في بعض الأدلة .. ويمكنك مراجعة كلام شيخ الإسلام ..
أما أن تسطر هذا الكلام = فالأولى أن تُقوي به حجة الأشاعرة في باب: تأويلات السلف .. لا أن تُلقيه هنا ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 03:34]ـ
يا أخي لا تدخل فيما لا تُحسن فتجر البلية للحق ...
ويُمكن لأحدى الإخوة أن يشرح لك الفرق بين الإجماع على المدلول والخلاف في بعض الأدلة .. ويمكنك مراجعة كلام شيخ الإسلام ..
..
من يقول أن السلفية هي الإجماع: هو من يجر البلية للحق.
فالسلفية ليست هي الإجماع , لا على المدلول ولا على الأدلة.
بل هي طريقة سنية لا يحيد عنها السلفي - ولو أُحدث ما أُحدث - من لدن أبي بكر رضي الله عنه إلى أصغر سلفي اليوم في أخر بقاع الأرض.
قال أبو بكر رضي الله عنه: " لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ ".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما " تكاد تُنزل عليكم حجارة من السماء , أقول: قال رسول الله , وتقولون: قال أبو بكر وعمر ".
فالسلفية إتباع لما اتفق عليه السالفون كأصول الاعتقاد , وجل فروعها , وما اختلف فيه آحادهم , يُنظر إلى ترجيح من بعدهم , وفي الغالب هم يتفقون على الحق أعني من بعدهم , وأما ما أُحدث بعد ذلك فيُجرى مجرى طريقتهم السنية بتقديم الأثر , وإعمال النظر كما أعملوه.
ـ[القضاعي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 03:38]ـ
أما أن تسطر هذا الكلام = فالأولى أن تُقوي به حجة الأشاعرة في باب: تأويلات السلف .. لا أن تُلقيه هنا ..
انتظر بيان أخينا طالب الإيمان لـ ((سبيل المؤمنين)) في تفسير الساق في الأية , وأما الأشاعرة فحجتهم داحضة , وصاحب البدعة يتعلق بأدنى من هذا , وليس له مستمسك أمام الحق الدامغ لكل باطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 07:38]ـ
صبراً / و سآتيك بقولي في (الساق)!!
و لكن ..
قال أبو بكر رضي الله عنه: " لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ ".
ليسَ بدليل على ما نحنُ فيهِ. .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما " تكاد تُنزل عليكم حجارة من السماء , أقول: قال رسول الله , وتقولون: قال أبو بكر وعمر ".
و ليسَ بهِ دليلٌ على شيءٍ في نقاشي معَ (أبي فهر - باركَ اللهُ فيهِ -) / بل هوَ أكبرُ دليل على أنّ أقوال الصحابة (آحاد أقوالهم) ليست بحجة ..
ثُم:
فالسلفية إتباع لما اتفق عليه السالفون
يُناقض، ما قبلهُ:
فالسلفية ليست هي الإجماع
و إلى الآن أنتَ لا تدري ما هوَ النزاع الذي دار:
- 1 / عن التفصيل الزائد في السلفية عن الكتاب و السنة، و كانَ رأي أبي فهر بالعدم.
- 2 / و هذا انبنى على السابق: و هوَ الإجماع الذي عندي منفك و عندَ أبي فهر ذات أو لازم، و حجيتهُ، و أثر هذا على اصطلاح (السلفية).
ثُم: أجبني، هل تعرف معنى (مطلق الكتاب و الُسنة)؟!
وفقكَ الله
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 08:08]ـ
لقد سارع أبو فهر حفظه الله إلى المخالفة وافتعال المعارك الجانبية فقال:
هذا خطأ!
ونسبة الشيء للسلفية كنسبته للصحابة ونسبته للنبوة ونسبته للقرون المفضلة ونسبته لأهل الحق ونسبته لأهل السنة ونسبته لمن كان على صواب = كل ذلك لا ينفي نسبته للكتاب والسنة وليس فيها ما يَقتضي الإحداث فكل ذلك قديم .. وكله مرادف ليس فيه ما ينافي الحق ..
لقد اخترع أبو فهر معنى لكلامي، وهو أن نسبة شيء إلى السلفية يعني أنه قد يتنافى مع الكتاب والسنة!
والذي قلته:
إذا كان الشيء موافقاً للكتاب والسنة فينبغي أن ينسب إلى الكتاب والسنة
لا إلى السلفية ولا إلى الصوفية ولا إلى غيرهما
أي ينبغي أن ينسب إلى الكتاب والسنة، لا إلى الجماعة الفلانية التي هي موافقة للكتاب والسنة
والخطاب للصوفية على سبيل التنزُّل، جواباً للسؤال المطروح (هل ما عند الصوفية كله باطل؟؟؟؟)
ولا يخفى أن نسبة الحق للبشر والجماعات يفتح الباب للجدل الذي لا ينتهي، وقد قطع القرآن ذلك بقوله (فردّوه إلى الله والرسول)، وقوله (هو سمّاكم المسلمين)
والذي عرفناه ونشأنا عليه: ردّ الأمور إلى سنة أو بدعة، ويأتي الاستشهاد بعمل السلف الصالح ضمن هذا الإطار
فنقول للصوفية مثلاً: المولد بدعة، لم يشرع في الكتاب ولا السنة، ولم يعمل به السلف الصالح
بدلاً من أن نقول لهم: المولد مخالف للسلفية
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 08:14]ـ
أي ينبغي أن ينسب إلى الكتاب والسنة، لا إلى الجماعة الفلانية التي هي موافقة للكتاب والسنة
هذا هو عين ما عقلته من كلامك وهو ما رددت عليه فهو خطأ ..
و (ينبغي) التي رأيتَها لا أراها ..
وأنا لم أفهم أنك قلت يتنافي .. أنت فهمت أني فهمت هكذا .. وليس صحيحاً ..
عبارتي ظاهرة: الذي ينسب للسلفية لا ينتفي عنه أنه نسب للكتاب والسنة كي يقال له انسب للكتاب والسنة .. بل من نسب للسلفية فقد نسب للكتاب والسنة فالسلفية ليست قسيماً للكتاب والسنة كي يقال ينبغي أن ننسب للكتاب والسنة ..
والمولد مخالف للسلفية وإذا ثبت أنه مخالف للسلفية فهو مخالف للكتاب والسنة سواء إذ لا يتفق السلف على خلاف الكتاب والسنة ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 10:52]ـ
والمولد مخالف للسلفية وإذا ثبت أنه مخالف للسلفية فهو مخالف للكتاب والسنة سواء إذ لا يتفق السلف على خلاف الكتاب والسنة ..
يعني: إذا أردنا أن نعرف حكم شيء ننظر إلى طريقة (السلفية)، فإن ثبت أنه مخالف لطريقتهم فهو مخالف للكتاب والسنة، وإلا فلا!
هذا هو الخطأ!
وهي نفس المذهبية التي تعارض السلفية وتعارضها السلفية
نعرض الكتاب والسنة على مذهبنا!!
الواقع أن المولد مخالف للكتاب والسنة قبل كل شيء، والسلفية تأتي لاحقاً!
وأنت تضع الحصان قبل العربة!
وأما عدم فهمك لكلامي ففي قولك:
كل ذلك لا ينفي نسبته للكتاب والسنة وليس فيها ما يَقتضي الإحداث فكل ذلك قديم .. وكله مرادف ليس فيه ما ينافي الحق
والمطلوب منك استخراج معنى النفي من كلامي!
ـ[القضاعي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 11:26]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ليسَ بدليل على ما نحنُ فيهِ. .
و ليسَ بهِ دليلٌ على شيءٍ في نقاشي معَ (أبي فهر - باركَ اللهُ فيهِ -) / بل هوَ أكبرُ دليل على أنّ أقوال الصحابة (آحاد أقوالهم) ليست بحجة ..
أنت إما أنك لم تفهم عني أو فهمت وحيدت عن الجواب!
فشاهدي مما نقلت لك من قول أبي بكر وابن عباس رضي الله عنهم , ليس آحاد أقوالهم , وإنما ما تدل عليه من طريقتهم المسلوكة عند كل سلفي.
وهي: تجريد الأتباع لأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم , واعتقاد ما فيها , وعدم تأخيرها بحجج عقلية أو واقعية كما قال أبو بكر رضي الله عنه ((لو جرت الكلاب بأمهات المؤمنين في سكك المدينة , لا أحل عقدة عقدها رسول الله)).
فلو كنت لم تفهم , فالواجب أن تستفهم , وأما هذا الأسلوب في تجهيل محاورك بالباطل فلا يليق بطالب الإيمان والله المستعان.
وأُكرر والمكرر أحلى:
السلفية: ليست هي الإجماع , فلا تتعلق بخطأ أبي فهر , وتبني عليه صروح وقصور هداك الله.
وأعجب من ذلك , جهلك بالفرق بين الإجماع والاتفاق!
فأنا عندما أقول: أن إجماع الصحابة واتفاقهم من السلفية وليست السلفية محصورة في ذلك , فأنا أعني التفريق بين الإجماع والاتفاق , ولا يلحقني التناقض لجهلك بالفرق بينهما هداك المولى.
و إلى الآن أنتَ لا تدري ما هوَ النزاع الذي دار:
- 1 / عن التفصيل الزائد في السلفية عن الكتاب و السنة، و كانَ رأي أبي فهر بالعدم.
- 2 / و هذا انبنى على السابق: و هوَ الإجماع الذي عندي منفك و عندَ أبي فهر ذات أو لازم، و حجيتهُ، و أثر هذا على اصطلاح (السلفية).
ثُم: أجبني، هل تعرف معنى (مطلق الكتاب و الُسنة)؟!
وأما محل النزاع بينك وبين أبي فهر: فمعلوم عندي وهو: هل السلفية من الكتاب والسنة أم زائدة عنهما.
ولعلمي بمحل النزاع , وباضطراب أبي فهر في نقاشه شاركت , ولو كان أبو فهر قائمًا بالفرض الكفائي لما شاركت.
والحق أن السلفية هي الطريقة الصحيحة لفهم الكتاب والسنة , ومتعمد مخالفتها من بعد ما تبين له الهدى , متوعد بالنار , والسلفية ((سبيل)) عُينت في القرآن وعُين أهلها , فهي سبيل الصحابة ومن تبعهم بإحسان , فهي بطريق اللزوم داخلة في الكتاب والسنة بمعناها لا بمسماها.
فإن سألت عن حدها؟
فأقول: يدخل فيها إجماع الصحابة ومن تبعهم بإحسان , واتفاقهم , والراجح من خلافهم الذي استقر عند من بعدهم , وعملهم المتوارث جيل بعد جيل بلا نكير معتبر.
وعمدتهم: النصوص ولا عبرة بمخالفها وإن جل قدره عندهم.
وأما مطلق الكتاب والسنة الذي تدندن حوله فظاهر قصدك هو: مطلق التقيد بالاستدلال من الكتاب والسنة ولو بأصول الحنفية المخالفة للحق , أو أصول الظاهرية المخالفة للحق , فضلًا عن غيرهم من متكلمي الأشاعرة والماتريدية الضلال.
فإذا كان عندك مطلق إتباع الكتاب والسنة بكون الرجل ذي أهلية علمية ويستطيع الاستنباط من الكتاب والسنة , بأي أصل كان , فيكون بذلك على السبيل , فهذا باطل ورأي عاطل.
وإن كان قصدك غير ذلك فأفصح , ويأتيك الجواب , ومن الله الإعانة وعليه التكلان وهو المقصود بالبيان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 11:40]ـ
يعني: إذا أردنا أن نعرف حكم شيء ننظر إلى طريقة (السلفية)، فإن ثبت أنه مخالف لطريقتهم فهو مخالف للكتاب والسنة، وإلا فلا!
هذا هو الخطأ!
وهي نفس المذهبية التي تعارض السلفية وتعارضها السلفية
نعرض الكتاب والسنة على مذهبنا!!
هذا يدل على شيئين:
الأول: أنك لم تقرأ شيئاً من مشاركاتي أو قرأتها فلم تفقهها ..
الثاني: أن تصورك الخاطيء للسلفية هو الذي جعلك تطلب النسبة للكتاب والسنة بدلاً من النسبة للسلفية ..
ولم أفهم عنك النفي .. فهمت عنك أنك لم تجعل الناسب للسلفية ناسباً للكتاب والسنة وهذا باطل رددته ..
وكلامي تفصيل في الشرح وليس مجرد رد عليك ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 11:44]ـ
والراجح من خلافهم الذي استقر عند من بعدهم
هذا تقرير جهالة ..
وما اختلف فيه صحابة رسول الله فقال به بعضهم لا ينقلب قولهم فيكون منافياً للسلفية ..
بل ما ثبت اختلافهم فيه = لم يعد فيه محل إجماع ولا اتفاق ..
ولم يختلف صحابة رسول الله في شيء من أصول الدين أصلاً ..
ومن تكلم فيما لا يُحسن = أتى بالعجائب الغرائب ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 12:05]ـ
أن إجماع الصحابة واتفاقهم من السلفية وليست السلفية محصورة في ذلك , فأنا أعني التفريق بين الإجماع والاتفاق
هل فرّقتَ الآن بينَ الإجماع و الاتفاق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اللهُ الهادي.
ولو بأصول الحنفية المخالفة للحق , أو أصول الظاهرية المخالفة للحق , فضلًا عن غيرهم من متكلمي الأشاعرة والماتريدية الضلال.
أنتَ تخلِط بين أصول عقائد ودين و أصول فقهِ، و تُخرج حنفية من أهل السنة من دائرة الحق، و تخرج أئمة من أهل الظاهر من أهل الحق و الإيمان و توحيد الله .. فعُد إلى البيت - باركَ اللهُ فيكَ -، و إقرأ (الواسطية) و (الحموية) و (التدمرية) و (الطحاوية)، ثُم تعالَ - باركَ اللهُ بأمٍّ أنجبتكَ -.
و الله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 12:10]ـ
ولم يختلف صحابة رسول الله في شيء من أصول الدين أصلاً ..
.
أنت تحصر السلفية في أصول الدين , وهذا من سوء فهمك للسلفية يا أبا فهر.
فالسلفية طريقة سنية لفهم الدين بقسميه عقيدة وشريعة.
ومن خلافهم في قسم الشريعة , ما أختلف فيه عمر وعمار رضي الله عنهما في التيمم للجنب , ومات عمر رضي الله عنه , وهو لا يرى التيمم للجنب كما قاله ابن مسعود رضي الله عنه وتابعه عليه كما في صحيح البخاري.
وأما أصول الدين فلم يختلف فيها الأنبياء فضلًا عن الصحب الكرام.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 12:17]ـ
وما علاقة التيمم بما نحن فيه ..
ارحمنا يارب!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 12:19]ـ
دعهُ يا أبا فهر ..
أتمنى التوقف عن المُشاركة، ففي قطع السبيل إراحةٌ للذهن، و إنصافٌ للحق!
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 12:19]ـ
أنتَ تخلِط بين أصول عقائد ودين و أصول فقهِ، و تُخرج حنفية من أهل السنة من دائرة الحق، و تخرج أئمة من أهل الظاهر من أهل الحق و الإيمان و توحيد الله .. فعُد إلى البيت - باركَ اللهُ فيكَ -، و إقرأ (الواسطية) و (الحموية) و (التدمرية) و (الطحاوية)، ثُم تعالَ - باركَ اللهُ بأمٍّ أنجبتكَ -.
و الله الموفق.
يا طالب الإيمان
تهويلك وروغانك , أو سوء فهمك , لا حيلة فيه.
ولكن لا أتركك إلا أن تأتي بسبيل المؤمنين - بحسب فهمك - في ذكر الساق في الكتاب والسنة , فأوفي بوعدك.
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 12:27]ـ
وما علاقة التيمم بما نحن فيه ..
ارحمنا يارب!
وأظنك ستقول: ما دخل المسح على الخفين في كتب العقيدة؟؟
صدق الفاروق رضي الله عنه حين قال: تفقهوا قبل أن تسوّدوا.(/)
اللقاء الرابع /لقاءات المجلس العلمي/فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد بن عبد الرحمن القاضي.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحباب الكرام أعضاء المجلس العلمي وروَّاده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فيسرُّ إدارة المجلس ومشرفيه أن يعلنوا عن لقاء جديد في سلسلة لقاءات المجلس العلمي التي سبقت الإشارةُ إليها.
وهذا هو اللقاء الرابع في هذه السلسلة يجريه المجلس مع فضيلة الشيخ الدكتور / أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي حفظه الله.
أحد تلامذة الشيخ العلامة / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الذين لازموه لأكثر من عشرين سنة.
ونأمل أن تكون الأسئلة العلمية المطروحة متعلقة بمسائل العقيدة، والقضايا المعاصرة وما يتصل بمسألة التقريب بين الأديان وما يتعلق بحياة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
ويسرنا أن نستقبل أسئلتكم في هذا الموضوع، ثم تُعرَض على فضيلته للإجابة عليها، إن شاء الله تعالى.
نسأل الله أن يبارك في الشيخ، وأن ينفع بعلمه.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:27]ـ
يرجع الفضل في إجراء هذا اللقاء - بعد الله عز وجل - لأخينا الفاضل (أبي ريان مهند المعتبي) جزاه الله خيرًا ونفع به.
وهنا ترجمة لفضيلة الشيخ الدكتور / أحمد بن عبد الرحمن القاضي.
في موقعه ((العقيدة والحياة)).
رابط ترجمة الشيخ
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=oq7bihl0
الصفحة الرئيسية في موقع الشيخ حفظه الله.
http://www.al-aqidah.com/?aid=default
ـ[محمد بن عيد]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 06:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاءكم الباري خير الجزاء
سوالي/ ما رأي الشيخ ابن عثيمين فيمن يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول يارسول الله اشفع لي يوم القيامة؟
واين اجد الجواب في كتبه؟ وان لم يكن للشيخ رأي فما هو رأيكم احسن الله اليكم؟
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 02:27]ـ
شيخنا الفاضل الدكتور أحمد
شكر الله لكم ما تبذلون في مجالات الدعوة إلى الله والعلم الشرعي
أود سؤال فضيلتكم عن كيقية بناء المنهجية لطالب العلم في التناول والفهم السليم للقضايا الفكرية التي تعج بها الساحة اليوم كاللبرالية ونحوها.
نفع الله بكم
ـ[احمد موسى]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 03:14]ـ
فضيلة الشيخ
ظهر لنا رجل من الناس وهو المفكر العراقي الدكتور طه جابر العلوان ويسمونه الفقيه الأصولي وقد رفعت قناة الجزيره رفعته فوق مقامه بعد اشتراكه في موضوع امامة المرأة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/90BC8CEB-8454-4913-908A-8177D36C63A8.htm
ومن ما قال في لقائه مع الفضائية:
[
طه جابر العلواني – رئيس جامعة العلوم الإسلامية الاجتماعية بفيرجينيا: بسم الله الرحمن الرحيم، بداية أود أن أشير إلى أن قضية كل من الأختين قضية مختلفة فالدكتورة آمنه أعرفها متخصصة على مستوى عال في قضايا علوم القرآن والتفسير واحترم ما تكتب وأقرأ لها وكتابها القرآن والمرأة من الكتب الجيدة التي أوصي بالإطلاع عليها وقراءتها، الأخت السيدة نعماني انطلقت من ( Paradigm) رد الاعتبار للمرأة المسلمة بطريق الوقوف المشترك في صفوف الصلاة والمعاملة المتساوية في غرفة النوم ولا أظن قد أختلف معها في أن رد الاعتبار للمرأة نتيجة ضغوط الثقافة الإسلامية ولا أقول الإسلام والموروثات الإسلامية لن يردها أو يرد هذا الاعتبار ما ذكرته هذان الأمران، الدكتورة ودود انطلقت من ( Spiritual leadership)) أو القيادة الروحية وتعتقد أن المرأة تستطيع وأنا اتفق معها بأن المرأة تستطيع بل ينبغي أن تلعب هذا الدور وأذكر منذ عشرين عالم ونحن ننادي إخواننا أئمة المساجد في هذه البلاد بأن يشركوا أخواتنا في إدارة المساجد ويستمعوا إليهن ويفرقوا بين الفقه والتشريع وبين الثقافة فقضايا المرأة من أخطر القضايا التي اختلطت فيها المواريث الثقافية والتقاليد القبلية وغيرها مع الفقه الإسلامي فمزجت الأمور وخلطت بينها خلطا لا نرضاه ونعاني منه وكما يقال كل تصرف له رد فعل مساو في القوة مغاير في الاتجاه، أنا زرت بعض المساجد وكنت أسأل عن أخواتنا فلا أجدهن وحينما أركز في السؤال أين هن يقولون في الـ ( Basement)..
(يُتْبَعُ)
(/)
حافظ المرازي [مقاطعاً]: في الطابق الأرضي.
طه جابر العلواني [متابعاً]: في الطابق الأرضي وأصر على الذهاب إليهن فأجدهن قد انشغلن عن الاستماع للمحاضرة للعلم للخطبة بالحديث فيما بينهن لأن ذلك يعطيهن الإهمال، أنا اعتقد أن التقاليد التي انتقلت إلينا في هذه البلاد من تخصيص أبواب خلفية للمرأة منعها من الجلوس في صحن المسجد منعها من الحضور إلا في وضع ستارة ولم يكتف بعض الأئمة الجهلة وأصر على أنهم جهلة لم يكتفوا بهذا بل بدؤوا يصرون على ضرورة بناء جدر بين النساء والرجال.
حافظ المرازي: طيب لننتقل إلى الجزء الرئيسي لا يوجد مشكلة في ذلك، ماذا عن الدكتورة ودود غدا آمنه ودود أن تقود صلاة الجمعة وتؤم المسلمين؟
طه جابر العلواني: الدكتورة آمنه ودود أستاذة فاضلة تستطيع أن تلعب دورا في حياة هذا المجتمع المسلم مهم أكثر من دور إمامة الصلاة ..
حافظ المرازي [مقاطعاً]: ما المشكلة في إمامة الصلاة؟
طه جابر العلواني [متابعاً]: ليس لدي حينما نرجع إلى فقهنا الموروث نجد أقوال خمسة في هذا الأمر ألخصها بما يلي؛ جمهور الفقهاء وغالبيتهم العظمي قالوا بعدم جواز إمامة المرأة للرجال لا في الفريضة ولا في النافلة، فريق جوزوا إمامتها للرجال إذا كانوا من أهل بيتها ومن محارمها دون الأجانب في الفريضة وفي النافلة، فريق آخر جوز إمامتها للرجال مطلقا في صلاة التراويح وفي صلاة النافلة دون الفريضة إذا كانت أقرأهم لكتاب الله، فريق رابع قال بكراهة إمامتها للرجال فريق خامس وجوز إمامتها للرجال وللنساء في مطلق الصلوات إذا كانت تؤم قوما غير قارئين للقرآن يعني مستواها العلمي والثقافي أكبر فالمسألة خلافية ليس فيها إجماع ..
حافظ المرازي: خلافية وممكن أقول إنه فيه ..
طه جابر العلواني: وكل الوثائق التي صدرت يمينا ويسارا بأن القضية إجماعية أرجو من إخواني الذين أصدروها أن يراجعوا أقوال الطبري، المزني، البويطي، زفر أبو ثور، الإمام أحمد كل هؤلاء الأئمة لهم مواقف أخرى ينبغي أن تؤخذ بنظر الاعتبار.
] انتهى كلامه
وقد لاقى كتابه (لا اكراه في الدين اشكالية الردة والمرتدين) ردعا عاليا من علماء بعض الاقطار
وهذا الكتاب كان ردا من هذا الدكتور على ما يحدث في العراق من استباحة بعض الجهلة لدماء المسلمسن برعم انهم كفار
وهذا الدكتور لم اعلم احدا زكاه ألا الشيخ عبدالله بن بيه وفي تزكيته له فيها نظر
http://www.binbayyah.net/Pages/comment%20on%20abook%20of%20dr %20alalwani.htm
ولهذا الدكتور مواقف شاذه منها ما قاله في إمامة المراة في الصلاة
وقد سماه بعض الدعاة بشيخ المعتزلة في أمريكا لإنكاره السنة المتواترة ومن نفيه ظهور المهدى ونزول عيسى بن مريم وقالوا عنه بأنه متذبذب بين اهل السنه والعلمانيه
كما ان له اراء باطلة في نفي وجود «حد الردة» في القرآن
وله خلط في مفهوم الحاكمية , وهو ينفي التكفير , وقد رد هذا احاديث كثيره تلفتها الامه بالقبول حتى انه خالف اهل السنة والشيعة باقواله
http://www.attajdid.ma/def.asp?codelangue=6&infoun=38108
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1201957740462&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout
وقد رد عليه بعض العلماء ولم يصلنا من ذلك ألا القليل
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070110/Con2007011077725.htm
وللعلم فإن المراءة التي خرجت تطالب بالامامه في ولاية فرجينيا هي من نتاج تدريسه وحصاد يديه
وللأسف فقد خرج علينا هذه الايام اناس لديهم دكتوراه بالدراسات الاسلاميه ولبسو على الناس وضنتهم الناس بأنهم مفتين وصدقوهم في كل فتواهم وهولاء لا يدرون من الدين الا الشيئ اليسير
مع العلم ان الدراسات الاسلاميه في هذه الجامعات انما انشئت لهدم الاسلام لا لتعليم الاسلام كما يتوهم العامه
فهل هناك رد لكم عليه وما نتصحوننا به تجاهه
وجزاكم الله خيرا
ـ[احمد موسى]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 03:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ:
هل هناك تعليقا لفضيلتكم على كتاب القضاء والقدر لابو الوفاء محمد درويش
وهل تنصحون الناس بقرائته خاصة انه منشور لدى كثير من الناس وخاصة في مصر
وجزاكم الله خيرا
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 11:55]ـ
فضيلة الشيخ: غفر الله لكم ولوالديكم
1) هل للشيخ ابن عثيمين رحمه الله حاشية على الروض المربع؟ وهل هي التي ألحقها الشيخ عبد القدوس نذير بتحقيقه للروض؟
2) ماهي المتون التي كان يحفظها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
3) ذكر الشيخ ابن عثمين رحمه الله في القواعد المثلى تردده في اعتبار (الحفي) من أسماء الله تعالى، فهل استقر رأيه على شيء معين
4) هل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يلتزم بأحكام الحافظ ابن حجر رحمه الله على الأحاديث
5) من هو أبرز طلاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفقه
6) ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح لمعة الاعتقاد أن رؤية الله في الدنيا مستحيلة، وقال بعض العلماء إنها ممكنة ولكنها غير واقعة، فهل هناك فرق بين القولين، أرجو التوضيح.
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 05:28]ـ
شيخنا نشهدكم أننا نحبكم في الله
شيخنا هل تنصحون من ضبط شرح العلامة ابن عثيمين للواسطية أن يرتقي الى (الحموية)
وهل لكم رؤية معينة لخطة منهجية في دراسة العقيدة, تخرج طالب علم متين , مؤصل في هذا الباب.
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 05:44]ـ
فضيلة الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي - حفظكم الله و نفع بكم -:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هذان سؤالان يتعلقان بفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - باعتباركم من ملازميه:
السؤال الأول: ما هي الطريقة التي يرى الشيخ أن يسلكها طالب العلم في تلقي العقيدة؟ أعني كيفية التدرج في دراسة كتب العقيدة عند الشيخ، و ماذا يرى الشيخ بالنسبة لقواعده المثلى؛ أن تقرأ قبل " الواسطية " أم بعدها؟ و ما رأيكم أنتم في ذلك؟
السؤال الثاني: من هم العلماء الذين كان الشيخ يوصي بالرجوع إليهم و سؤالهم: في العقيدة؟ و في الفقه؟ و في الحديث؟
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 06:12]ـ
ماشاء الله .. بارك الله فيكم.
الشيخ الفاضل أحمد القاضي:
1 / هل النور من أسماء الله أو من صفاته أو من مخلوقاته؟
2 / ما حكم التسمي بـ عبدالمحسن وعبدالناصر وهل الحنان من أسماء الله؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 09:22]ـ
فضيلة الشيخ أحسن الله إليك
بارك الله فيك على ما نشرته من الأجوبة التي دونتها عن الشيخ العثيمين رحمه الله.
أود أن أسأل عن مسألة نزع الخف الفوقاني إذا مسح عليه فقد رأيت للشيخ رحمه الله قولا ثانيا في الممتع وفي الفتاوى يخالف ما نقلتموه عنه فأيهما رأيه المتأخر؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[رافع الرايه]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 01:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال الاول بخصوص المدعو الجفري فالذي نريده منك يا شيخ فتوى واضحه في هذا الرجل مع بعض التفصيل
السؤال هو هل هذا الرجل كافر مشرك او مسلم موحد و ما حكم من يكفره بعينه؟
هل حكم بكفر الجفري احد من اهل العلم ارجو منكم ذكر العلماء الذين حكموا بكفره؟
هل يعذر ائمة الفرق المشركه (الصوفيه, الرافضه) بالجهل في الشرك خصوصا في هذا الزمان مع توفر العلم؟
إليكم بعض ما جاء على لسانه وصرح به في محاضراته ودروسه للعامة:
1 - زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه من يستغيث به، وأنه يمكن أن يغيث بجسده أيضاً.
2 - زعم أنه لا يستغرب خروج روح الولي الميت لكي تنفع من يستغيث بها.
3 - زعم أن الأساس أن الأولياء يغيثون بأرواحهم من يستغيث بهم، ولا يمنع أن يخرج جسد من قبره
4 - زعم أن من الأولياء من فوضهم الله في إدارة أمور الكون، وأن عندهم إذن مسبق في التصرف في الكون، وأنهم يقدرون على الرزق والإحياء والإماتة (بإذن الله)
5 - زعم أن كرامات الأولياء لا حد لها إلا في مسالتين: أن ينزل عليه كتاب من الله، وأن يخلق طفلاً من غير أب.
6 - زعم أن من الأولياء من يجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم يقظة.
السؤال الثاني ماحكم الأموات الذين ماتوا على دعاء الأموات، إذا كانوا يعتقدون في هؤلاء الأموات أنهم ينفعون ويضرون ولكنهم لا يعرفون حقيقة التوحيد، ولكنهم عرفوا هذا من علمائهم المنحرفين؟
و بارك الله لكم في علمكم و نفع بكم الاسلام و المسلمين وجزاكم الله عنا كل خير.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 09:31]ـ
أحسن الله اليكم
قرأت فى أيسر التفاسير فى قوله تعالى (أم تنبئونه بما لا يعلم فى الأرض) 33 الرعد بعد أن شرحها شيخنا رحمه الله تعالى فى التفسير قال فى حاشية نهر الخير الأتى ((وقوله (بما لايعلم فى الأرض) وما لايعلمه الله فليس بموجود اذ الله خالق كل شئ انتهى فالاشكال هو أن هذه الحاشية موضوعة لطلبة العلم وهذا الكلام السابق يظهر لى أنه تقرير لعقيدة لا مجرد شرح وبيان للأية اذ هو رحمه الله تعالى شرحها فى التفسير والمعلوم لدى أن الله قد أحاط بكل شئ علما حتى المستحيل (لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا) وعليه فكل الطرق مسدودة على أى أحد يريد اطلاق لفظ (ما لايعلمه الله) اللهم الا عند الشرح والبيان والمناظرة أما عند تقرير العقيدة فلا يجوز غير الفاظ الكتاب والسنة؟ أفيدونا أحسن الله اليكم
2 - أحسن الله اليكم لو انسان يعمل فى مكتبة دينية فهل له قراءة الكتب المعروضة للبيع فى المكتبى أثناء العمل بدون اذن صاحب المكتبة وان كان لا يجوز الا باذنه فلماذا اذ العلم مشاع كالماء والهواء ولا يملك؟
3 - فى المنتديات يحدث حروب طاحنة بين طلبة العلم فى مواضيع معينة منها على سبيل المثال لا الحصر اذا نشر طالب علم كلام احد من علماء السنة المنصفين المشهورين بالعلم والعمل عن استاذ سيد قطب رحمه الله تعالى ومع ذلك لو غير واضح فى الكلام المنقول الاشارة لأخطائه رحمه الله تعالى (يشير هذا الطالب من باب تعليم من لا يعلم) نجد بعض الأخوة يبتدروا بكلام عالم أخر يجرح أستاذ سيد جرحا شديدا ويجحف به بشدة فينشره ويعترض به ويحارب عليه كأنها مسألة فقهية وقوله صواب وأقوال العلماء الآخرين باطلة أو يحاول تأويل كلامهم لينضبط مع كلام شيخه فيترك كلام أغلب علماء العصر لبعض العلماء (أشير لمدرسة معينة معروفة) فنرجو نصيحة أحسن الله اليكم
4 - سمعت أنه لا يعتمد على تقدمة أهل العلم للكتب على صحة كل ما فى ذلك الكتاب فمثلا مقدمة شيخنا بن باز رحمه الله تعالى على كتاب عقيدة الموحدين وهو كتاب لايعذر بالجهل والعلة أنه من الممكن ان العالم يعطى الكتاب لطالب من طلبة العلم فيقرأه ويخبر الشيخ بتقرير وعليه يقدم الشيخ للكتاب فهل هذا الكلام من أوله صحيح وأحسن الله اليكم
5 - الخلاف فى مسألة (هل العمل شرط صحة أو شرط كمال) سائغ أم غير سائغ وما درجة هذا الخلاف من حيث القوة والضعف ------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 02:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الكريم بارك الله في جهودكم
هل يجوز الحلف بأفعال الله كقولنا (وإتيان الله) (ونزول الله) (وتخليق الله) و (مجيء الله) (وضحك الله) ونحو هذا كثير
نعم جاز نحو (ومقلب القلوب) لكن هذا حلف باسم الفاعل والمسؤول عنه الفعل نفسه
وهل يجوز الإستعاذة بهذه الأفعال كقولنا (أستعيذ بنزول الله إلى السماء الدنيا) والاستغاثة نحو (أسغيث بنزول الله)
نعم لم يجز دعاؤها نحو (يا نزول الله أغثني)
وهل يجوز الحلف بالإخبار عن أفعال الله كقولنا (وتنجية الله يونس حين ناداه لأفعلن كذا)
نعم جاز دعاؤه بها نحو (يا من نجى يونس حين ناداه نجني)
السؤال الثاني:
هل يحتمل الخلاف في مسألة إقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش؟؟ إذ كلام الخلال في السنة ونقولاته عن علماء السلف يدل على أن المسألة إجماعية متلقاة بالقبول لم يخالف فيها إلا الجهمية
بارك الله فيكم
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 10:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم أخي الشَّيخ / علي أحمد عبد الباقي .. وفي جميع المشرفين على هذا الموقع المبارك؛ لاستضافتهم لشيخنا الفاضل / أبي عبد الرَّحمن أحمد بن عبد الرَّحمن القاضي - حفظه الله ونفع به -.
وسؤالاتي لشيخنا الفاضل:
[1] ما الردُّ على ما يثيرهُ مُفَوِّضَةُ العصر من أنَّ منهج السَّلف هو التفويض، وأن الحنابلة أكثرهم مُفوِّضة كابن قُدامة، وابن رجب وغيرهم من المحققين؟
[2] هل يسوغُ إطلاق (الأخوَّة) من غير تقييد لها على النصارى؟
وإذا كان غيرَ سائغٍ؛ فهل يسوغ من باب تأليف قلوبهم - كما يقرّره بعض المعاصرين -؟
وهل يدخل في ذلك قول (إخواننا الشيعة)، والمقصود - بلا شكٍّ - الرَّافضة؟
[3] هل من تفصيل - بارك الله في علمكم - لمسألة الأشدِّيَّة بين الكبائر والبدع؟
وهل يسوغ إطلاق: (البدع أشد من الكبائر)؟
أحسن اللهُ إليكم .. ونفع بعلمكم .. وجزاكم خيرَ الجزاء على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[01 - Mar-2008, صباحاً 10:35]ـ
بارك الله فيكم:
_ هل نقول: مَن ظن أن مذهب السلف هو التفويض -وعرف من حاله أنه أراد طريقهم ليقصد الحق- بأنه مجتهد مخطئ كأبي الحسن الأشعري والجويني وغيرهما؟
_ نقل إلي أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ذكر أنه إذا قرن بين (القدرية والجبرية) فإن الباء تحرك فهل سمعتم هذا منه أو تعلمون مرجع هذا النقل؟
- متى يعرف المتخصص في العقيدة ضابط أهليته في شرح الكتب أو إقامة الدروس العقدية؟
رزقكم الله تعالى سداد القول وصلاح العمل.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 12:07]ـ
1 - هل إسماعيلية نجران كفار؟
2 - وإذا كانوا كفاراً؛ فهل يكفرون بأعيانهم؟ وهل قامت عليهم الحجة؟ ...
مع بيان كيفية التعامل معهم ... من حيث الأكل والشرب، والسلام ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 09:15]ـ
-سمعت أن الشيطان تمثل للمشركين فى غزوة بدر فى صورة سراقة بن مالك لأنه لم يلحق ان يوسوس لسراقة وسؤالى هل الشيطان يأخذ وقت يذكر فى الوسوسة أم ان المقصود أن سراقة لم يكن ليلحق التواجد فى نفس المكان وفى نفس التوقيت الذى يريده الشيطان وبذلك يفوت وقت ابداء الرأى أفيدونا أحسن الله اليكم
-حيث ان من مراحل اغواء الشيطان لبن أدم هو ان يجعله يترك الفعل الفاضل ويفعل المفضول وسؤالى هل يصح التعبير بأن الشيطان قد يأمر يوسوس للانسان بفعل شئ مفضول حسن صدا له عن فعل الفاضل الأحسن؟ أم نقول أنه يغفل الانسان فقط فبالتالى يقوم الانسان باختيار وفعل الشئ المفضول؟
3 - مالفرق بين الانكار والنصيحة؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 12:32]ـ
أسأل الله أن يبارك في فضيلة الشيخ / أحمد بن عبد الرحمن القاضي وأن ينفع به.
وجزا الله الإخوة المشاركين في الموضوع خيرًا. ونكتفي بهذا القدر من الأسئلة لعرضها على فضيلته،
وسوف يتم رفع الإجابات في موضوع مستقل، إن شاء الله تعالى.(/)
فقه الاقتناع (نحو فهم نظرية الاقتناع)
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 04:31]ـ
فقه الاقتناع
تعريف وتمهيد:
" قنعت" الإبل والغنم قنعا مالت لمأواها، وأقبلت نحو أصحابها، وقنعت الشاة ارتفع ضرعما، وفلان قنوع: رضي بالقسم واليسير، فهو قانع وقنيع "ج" قنع، وهو قنيع "ج" قنعاء، وهو قنع وقنوع أيضا، وهي قنيع وقنيعة. وقنيعة "ج" قنائع، وقنعه رضاه. واقتنع بالفكرة أو الرأي قبله واطمأن إليه، أنظر المعجم الوسيط مادة (ق. ن. ع).
وفقه الاقتناع: فهم حقيقته وتدبرها التدبر، ليس بآلة العقل فقط، بل بالكيان والوجدان، إذ مصطلح الفقه كما لا يخفاك ليس يساوي العلم، الذي مصدرهُ العقل، بل هو أعم وأشمل، فالفقه يساوي العلم العقلي وزيادة، أي العلم القلبي؛ والقلب بضعة من العقل؛ ومعادلة ذلك كما يلي:
فقه = علم عقلي + علم قلبي.
فلنحفظها فإنها مفيدة، إن شاء الله.
الفقه بمسائل الاقتناع، حقيقته، أسبابه، نتائجه، مصادره ... من الأمور التي يجب على الداعية إلى الله أن يكون عالما بها فقها، كما يحتاجه كل متواصل، مدركا إياها الإدراك الأكمل الأتم، لينزلها التنزيل المطلوب، وهذه هي غاية الأمور، وملاكها. إذ حقيقة الشيء- كل شيء- عند تطبيقه تتضح.
والجهل بهذا الفقه سبب في دخول الداعية / المعلم / الخطيب/ الأب / المربي/ المتواصل ... متاهات كان في غنى عنها لو أنه كان على وعي به، كان سيمكنه من اختصار الطرق، وبلوغ الهدف في أقرب وقت، وبأقل جهد وتكلفة.
نحو نظرية في الاقتناع
نكون مخطئين – أفحش الخطأ – عندما نربط الاقتناع بقوة الحجة البرهان، فقوة الحجة والبرهان، والدليل، نقليا كان أو عقليا، لا تؤدي بالضرورة إلى الاقتناع، الاقتناع بالفكرة، بالموقف، بالرأي، بالسلوك، هو شيء خارج عن ذلك كله، ولا يتأثر به. أو بكلمة أخرى مكان الاقتناع ليس هو العقل، بل النفس، إن أعطت الإشارة للعقل اقتنع ورضي واستجاب، وإن لم تعطه امتنع، سواء أكانت الحجة دامغة أم قاتلة، فلا مكان للحجة في هذا السياق، ولا فعل لها في هذا السباق.
المانع من قبول الرأي والموقف والسلوك ... شيء كامن قابع في النفس، أو هو الهوى. يتصدى رافضا مضعفا لقويِّ الحجج والبراهين، بأشياء واهية وتصورات خاطئة، بل إنك تلفي قائلها غير مقتنع بها، إنما قالها ولفظها لشيء في نفسه صونا لماء وجه هواه – فيقول الهوى للعقل؛ باعتباره ممحصاً للحجج والبراهين: لا تقتنع ولا تستسلم لها، وكن صلبا ...
إنها والله ورطة ما بعدها ورطة: عقلٌ مسلم للحجج والرأي ونفس / هوى ممتنع، غير راض.
تجد هذا المتورط متلعثماً في كلامه، كثير الاستدراك، غامض الفكرة عازفا على وتر العموميات من المسائل، حريصا على ترك الجزم، كثير اللف، والدوران، خارجاً عن الموضوع ومولدا للكلام ... ذلك حفاظا على أنانيته، فيكون الحوار تبعا لذلك مملا ًعقيما تركه أفضل وأفيد من الخوض فيه.
هنا نرتطم بسؤال نعتقده مهما كل الأهمية:
أين هو العقل الذي قلنا فيه وعنه الكثير؟ أين هو ذلك العقل الذي عقدنا عليه الآمال، وربطنا به الأحلام؟ أين هو؟
هذه الأسئلة تشككنا في سلطة العقل، التي عادة ما نسمع بها، ونقرأ عنها؛ فنندهش للأمر ونستغرب ويخامرنا الشك في سلطانه.
صحيح: العقل هو ما يميز الإنسان عن غيره، فلا أحد ينفي هذا، ولكن نحن هنا بصدد مقاربة قيمية توازن بين العقل، مصدر التخطيط والبناء والتنظيم، والاستنباط، والموازنة، وتستطير المشاريع، والنفس أو ما عبرنا عنه بالهوى، من حيث طغيان سلطانها على سلطة العقل في حالات خاصة.
ظُنَّ أن الحجةَ إن كانت قوية، والبرهان إن كان دامغا فرضا وجودهما على العقل وألزماه الامتثال لأمره، لكن ذا غير كائن، فالبرهان والحجة ليسا ملزمين للشخص، لقوة الدليل، ألم تر أن الأنبياء والرسل، بفضل ربهم، بسطوا الحجج والبراهين بسطا، ووضحوه إيضاحا، وألقوها بين أيدي أقواهم نجوما ساطعات، فما آمنوا ولا أسلموا، بل النفر المسلم منهم قليل والنزر يسير- كما تسجل ذلك في بدايات الدعوة- دع المعجزات الواضحات وما مَكَّنَهُم ربنا منه ليكون بين أيديهم، وبأيمانهم حججا وبراهين ودلائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يكُ ذا والله مجد أمام تعنتهم، وهواهم. أهواؤهم طغت على عقولهم، فأبت عليها الخضوع، وليس هذا طاعنا على الحجج، بل لشيء في النفس جعلهم لا يقتنعون ودفعهم إلى الإعراض والنكران، والعتو في الأرض مفسدين.
بناء على ما سبق: إن العقل تابع لا متبع، خاضع لشيء اسمه الهوى كما عرفت، وحب الذات، منتظر إشارته، فإن أشارت أثبت، وقال: نعمْ، وامتثل، وإن لم تُشِرْ عليه، نفى وقال: لا، وحجم.
فجهاز التحكم نفسٌ لا عقل، والنفس في هذه الحالة طاغية على العقل تديره كما شاءت. قال تعالى في سورة الشمس: " ونفس وما سواها، فألهما فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " (الآيات: 7 – 8 – 9 – 10).
صدقت يا رب العزة والجلال فقد أفلح وفاز وظفر من زكاها وطهرها، وأخلصها لربها، ونقاها، وأدبها، وخلصها من أنانيتها، وحسدها، وطغيانها، وخمولها ودعتها، والخيبة للذي دساها وأخملها، وجعلها حيث لا ترى نعمة التقوى، والإيمان والهدى والنور.
فما أدقَّ لفظ أفلح، ولفظ خاب، فهو فلاح شامل، إذ إنه نابع من جهاز قوي، قطب رحى كل العمليات، فالفكرة لا تكون خصبة إلا والنفس صافية هادئة ساكنة، وكذلك هي خيبة شاملة ..
وإذا لم يدافع العقل عن صاحبته النفس فعمن يدافع، ومن ينصره؟
ظنَّ بعض الحمقى أن العقل منتصر للحق الحجة والبرهان، وهذا غلط، إنه ذائد عن النفس، فهي مقوده كما عرفت، مدافع عنها مرض إياها، فإن لم يفعل فمن سيحقق توازنه؟ فكان أولى به أن يدافع عمن يأويه ويحميه.
لا يكون الإقناع إلا عندَ وجود شيء اسمه القابلية- أي الاستعداد الداخلي لتقبل رأي الآخر، وموقفه وسلوكه- أو الرغبة في القبول: فهذه الرغبة وذلك الاستعداد يرسلان سيالة أو إشارة؛ كيمياوية وكهربائية؛ تبيح للعقل الاقتناع، أو بكلمة أكثر دقة تبيح له التعامل مع المعروض (الموقف، السلوك، الرأي ... ) فيفتح العقل بابه آنذاك ويبدأ العمل، أما والنفس غير راضية فالعقل لا يعمل.
العبرة ليست في قوة الحجة وصلابتها، بل العبرة بمحتفات لها آثار كبيرة في حمل الكلام الموقف / السلوك محملَ الصدق واليقين، والتأشير عليه بالقبول، وبذلك تصبح أوهى الحجج أقواها، وجميل الكلام فعالا نفاذا. واستغلال المقام مهم أي أهمية، فكما تعرف فلكل مقام مقال، ولكل قوم لسان، وروعة الإلقاء سبيل الإقناع، كما أن دقة الإشارة، وروعة العبارة هزازة للنفوس، مقتحمة حصن العقول.
العقل كائن طيع، ليس صارما، كما نتصور، أو كما صور لنا، فهو عضو جميل، يحب الجمال، يصغي لأنين النفس، فيتأثر بها أيَّ التأثر، فقد يرى في بعض الأحايين الحق أبلج واضحا ناصعا، لكن النفس وهواها يمنعانه من الخضوع ويردعانه، فهو بين مطرقة الحق الكامن في مبادئِه وقوانينه الحكمية والتقييمية (وهي بإذن الله وتوفيقه مكتسبة) و سَنْدَان الهوى الآمر بكل مريح، ممتع، سهل، يسير، فبطبعه ميال إلى ما لا مشقة فيه، ولا نصب.
نقطة الانطلاق في التربية والتأديب يجب أن تكون من النفس، والتركيز كل التركيز يجب أن يكون عليها. فهي كما سبق، قطب رحى الجسم، هي المتحكمة فيه، المسيرة له، الدافعة الناهية، الزاجرة الرافضة المحبة الكارهة ... والقبول الحقيقي قبول قلبي، وتهييؤه للقبول حتم لازم لمن أراد الإقناع الحقيقي. وقمة الاقتناع الانطلاق رأسا إلى الفعل.
تزكية النفس والحرص على أدبها وصقلها قبل نعومة الأظافر، وبعدها، أصوب للسير في طريق الرشاد، فإن لم تهذبها التهمها واقعها، ينتزعها منك انتزاعا.
اعلم أن النفس تولد صفحة بيضاء، إن لم تكتب عليها أيها الأب، وأيتها الأم، وأيها المربون ... فإنها سترتمي في أحضان المجتمع لملء الفراغ وتعبئته، فهي لا تحب البَطَالة، فإذا لم تكن أنت أهلا للحفاظ عليها وصيانتها ورعايتها، في الوقت المناسب انتقلت إلى أيدي غيرك -ارتماؤها في أحضان المجتمع بعَجَره وبجره - لتملأ الفراغ.
لما أهمل الناس، معظمهم، تهذيب نفوسهم وأبنائهم أصبحت المدارس تعاني من مشاكل عويصة، تتمثل بالأساس في غياب الرغبة النفسية، لدى أطفالهم. فتجدهم في حجرات الدرس وكأنهم على الجمر قعود، تنتظرون متى يرن الجرس ليتدفقوا ويتحرروا، فذلك كله آيل إلى التربية التي لقنوها، فطغت على نفوسهم وتحكمت في عقولهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يتبين من هذا أن الاقتناع ليس متعلقا بقوة الحجة، وقوة البرهان، وكثرة النصوص القرآنية والسنية، أو من تراث السلف الصالح، وإنما معلق بشيء اسمه القابلية، أي الرغبة في الاقتناع والامتثال والتصديق، ومصدر هذه القابلية، ونبعها
النفس أو القلب فهو الذي يؤشر على السلوك والكلام / الفكرة ... معطيا إياها القابلية، وفاتحا المجال واسعا للعقل ليتعامل معها، ويتدارسها، وخير دليل على ذلك:
- الرسل والأنبياء: فرغم قوة الحجج التي جاؤوا الناس بها، أبوا إلا العناد والرفض والكفران، وهم عن آياتها معرضون، فرغم قوتها لم تك هناك قابلية قلبية تأذن للعقل بتمحيصها والتعامل معها.
- المناظرات العلمية / الأدبية: خذ مثلا برنامج الرأي والرأي الآخر الذي تعرضه قناة الجزيرة، فما علمنا لحد الآن أن أحد المتناظرين أقتنع بفكرة غيره لقوتها أو حجيتها ذلك أن القابلية غير متوافرة.
وبناء على هذا الذي سبق، فإن الاقتناع الحقيقي لا يتحقق بالعنف سواء أكان عنفا ماديا كالضرب أو الحبس، أم كان معنويا / رمزيا، كعرض الرأي على الآخر بالقوة. فالإقناع لا يكون بالإكراه والإلزام.
قال تعالى في كتابه العزيز: " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " (البقرة/256)، بل يكون بوفير الجو النفسي الملائم، وخلق العلاقات الطيبة، والانسجام مع الطرف الآخر، قال عز وجل: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " (النحل / 25)
وكل هذه الخطوات التربوية تؤثث/ تهيؤ للقبول، وتهيئ النفس للاستجابة والرضا، وقال جل جلاله: " فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ". (آل عمران / 159).
فذلكة القول:
الاقتناع بالفكرة، بالموقف، بالسلوك، بأي أمر، غير مرتبط بالحجة والبرهان، بل مرتبط بالقابلية النفسية للاقتناع، أي قابلة الشخص ليقتنع.
فالقلب هو الذي يأذن بذلك، لا العقل. لذا فمخاطبة القلوب أولى وأجدى من مخاطبة العقول.
العقل كائن طيع، يطيع النفس، ويمتثل أوامرها، إذا قالت: لا، يحجم وإذا قالت: نعم يقبل.
فنقول لطالب الإقناع عليك بالمسالك القلبية والنفسية، ألِنْها أولا واعرض عرضك ثانيا. حقق الاتصال معها وأمْرِرْ ما تود إمراره.
لو كان خطاب الحجة مجديا لامتثل الكفار الدين لأول وهلة، لأول حجة. وليست تخفانا قوة حجج الأنبياء والرسل، التي أيدهم بها رب العزة والجلال، وكانت مما اشتهر بها القوم في ذلك الزمان والمكان. لكن هيهات أن يقتنع قلب عنيد، مريض. خذ كذلك برنامج الاتجاه المعاكس الذي تعرضه قناة الجزيرة، فهل حدث أن اقتنع أحد المتحاورين؟
?(/)
سؤال سارة
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 05:56]ـ
سألت سارة أستاذها مندهشة: قالت: إذا كان العلم يا أستاذي يهدي للإيمان فلم لم يسلم كل علماء الدنيا؛ فمنهم مؤمن وكافر؟
أجب سارة عن إشكالها.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 06:23]ـ
المقدمة أصلا غير صحيحة فكيف نلزم بالنتيجة؟
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 07:18]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم أع قولك أخي، ما حَجُّك؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 07:40]ـ
دعوى أن العلم مطلقا يهدي إلى الإيمان غير مسلمة، إنما هذا خاص بالعلم الرباني
وإلا فلو أخذنا بهذا الإطلاق لكان السحر يهدي إلى الإيمان لأنه علم قال الله تعالى: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}
فجعله علما يُعلّم
وهذا لا يقوله أحد
وكذلك العلم بغير عمل لا يكون هداية بل قد يكون بغيا وظلما قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}
وقال عز وجل: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}
وقال جل وعلا: {وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُم}
وقد يكون بعض الخاسرين عندهم بعض العلم قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون}
فإذا جاء العلم سببا للخشية والهداية كان من العام الذي أريد به الخاص كقوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
وقوله سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات}
والله الموفق
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 07:51]ـ
كلامنا ليس على إطلاقه، فمن العلوم علوم أوصلت الناس في مختبراتهم إلى الحق فعادوا أدراجهم إلى الوراء سائلين عن الحق عن الخالق رب الكون ... قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
والكون من الأدلة العظيمة والبراهين الدامغة على حاجة الناس، كل الناس إلى رب الناس إلههم، فكثير همُ العلماء المسلمون بسبب العلم وحقائقه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Feb-2008, صباحاً 09:38]ـ
حتى لو افترضنا أن العلم - على إطلاقه - يهدي إلى الإيمان، فهذا لا يكون إلا عند استكمال الشروط وانتفاء الموانع.
فمن الموانع حب الرياسة والمنصب، وحب المال والجاه، والاستكبار عن قبول الحق، ولذلك قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقتنها أنفسهم}.
ومن الموانع وجود الدعاة على أبواب جهنم، ووجود المنافق عليم اللسان، ووجود علماء الضلالة الذين يضلون بعلمهم.
ولذلك تجد كثيرًا من علماء الغرب يهتدي إلى الإيمان بسبب علمه (الدنيوي كالفيزياء والأحياء والفلك) إذا انتفت عنده هذه الموانع.(/)
ابن جبرين: التعامل مع الدنمارك بمنزلة التولّي
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 06:08]ـ
الحمد لله وحده
سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين:
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ عبدالله يقول السائل:
مما قامت به الشعوب المسلمة نصرةً للنبي _صلى الله عليه وسلم _ مقاطعة المنتجات الدنماركية، ثمّ خرج لنا ممن ينتسبون إلى العلم من يصرح بأنّ هذه المقاطعة لا تجوز،وأنّها ليست من الدين في شيء. فما رأي سماحتكم في المقاطعة الاقتصادية؟
الجواب:
هذا الذي يقول لا تجوز فقد أخطأ وذلك لأنّا إذا تعاملنا معهم وانتفعنا بمنتجاتهم كان ذلك بمنزلة التولّي الذي نهى الله عنه لعموم الكفار في قوله تعالى "لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء "
أي لا تتولوهم. وفي آيةٍ أخرى " ومن يتولهم منكم فإنّه منهم "
من التولّي أنّا نشجع منتجاتهم وأننا نعطيهم ثمنها أموالا طائلة،ننتفع بمنتجاتهم أيا كانت ولو كانت حقيرة،يعني كالألبان مثلا أو ما يشتق منها أو الأكسية أو المصنوعات، لأنّ المسلمين إذا اتفقوا على ذلك ضعُفَ اقتصادُهم،ضعُفَ إنتاجهم.الغالب أنّهم يُسَوِقون منتجاتهم للبلاد الإسلامية حتى للمملكة ولدول الخليج وللشام واليمن ومصر وغيرها،فإذا قاطعناهم كان ذلك تنكيلا لهم حتى يعترفوا،إما أن يتوبوا ويجعلوا بدل الذمّ مدحا، وإما أن يُسْلموا وإما أن يكفوا عن هذا الأذى وهذا الاستهزاء؛لأنّهم أصحاب مصالح فيقولون مصلحتنا تتوقف على تسويق منتجاتنا فإذا بارت وكسدت فسدت قوتنا وضعُفت إمكانياتنا،من أين نسوق هذه المنتجات التي ننتفع بها وتكون هي أموالنا وهي اقتصاداتنا.
فإذا اتفق المسلمون إلى مقاطعة هذه المنتجات كان ذلك تنكيلا لهم وتنكيلا أيضا لغيرهم من الدول الأخرى.
استمع للمقطع من هنا:
http://www.muslm.00op.com/download.php?id=LSGPA1H0AT (http://www.muslm.00op.com/download.php?id=LSGPA1H0AT)
المصدر: شبكة أنا المسلم ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 08:57]ـ
جزاك الله خيرا
.. ’’ .. ’’ ..
المقاطعة الإسلامية كابوس حقيقي في واقع الشركات الدانماركية
[الجزيرة نت]: أكدت صحيفة جالاندس بوستن الدانماركية التي نشرت الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، تعرض الاقتصاد الدانماركي لضغوط شديدة نتيجة لحملة المقاطعة الإسلامية لمنتجات الدولة.
وقالت إن المقاطعة تحولت إلى كابوس حقيقي يهدد مستقبل شركات من القطاع الخاص، ما لم تتوصل كوبنهاغن لحل سريع يخرجها من الأزمة المتصاعدة.
ورغم ادعاء الحكومة الدانماركية أن اقتصادها غير مهدد، فإنها أكدت أن شركات كثيرة تخضع للقطاع الخاص بدأت تتأثر بحملة المقاطعة الإسلامية الطوعية، حيث بلغت خسائر شركة منتجات مشتقات الحليب "آرلا فودز" أكبر مصدر للشرق الأوسط 1.6 مليون دولار يوميا، بعدما سحبت دول عدة منتجات هذه الشركة من السوق قبل أسبوعين.
وأكدت الصحيفة الدانماركية التي مازالت ترفض تقديم اعتذار عن نشر الرسوم المسيئة بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، أن حملة المقاطعة في الدول العربية والإسلامية بدأت تتحول إلى كابوس يؤرق أصحاب الشركات الدانماركية، خاصة في القطاع الخاص والشركات الفردية المحدودة.
وبدأ رجال الأعمال الدانماركيون وأصحاب رؤوس الأموال الذين تأثروا بحملة المقاطعة يمارسون ضغطا شديدا على الحكومة، التي لم تتصرف بحكمة إزاء قضية الرسوم حسب بعض المصادر الدانماركية.
تعليقي: سواء تصرفت حكومة الدانمارك أو لم تتصرف؛ فموقفنا من منتجاتها ثابت. ولن يثنينا عن المقاطعة اجتماع دعاة التميع لتبرئة الدنمارك وشركاتها.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 09:15]ـ
سدد الله شيخنا و امامنا عبدالله ابن جبرين.
فعلا. بقية السلف
نحسبه كذلك من الذين لا يكتمون ما أنزل الله.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 08:57]ـ
هل معاملة الكفار من التولي لهم؟
ـ[دُرة الرسالة]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 10:11]ـ
http://fin3go.com/newFin/banar/gazahfasel.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين ... أما بعد:
فلكل من له قلب ينكر ما يحدث في غزة العزة والجهاد .. !
ولكل مسلم ومسلمة يحملون في أنفسهم عزة الإسلام .. والشعور بنبض الجسد الواحد .. !!
لكل من آمن بالله ربا وبمحمد نبيا ورسولا وبالإسلام دينا .. !
ولكل من شهد بأن الجنة حق وأن النار حق وأن الله جامع الناس ليوم لاريب فيه .. !
ولكل من نصر الله وتبرأ ممن حاد الله ورسوله وحارب المسلمين .. !
ولكل من جاهد في الله حق جهاده .. !
لكل من جاهد ولو بقلبه وأتعب نفسه جهادا في سبيل الله ونصرة للإسلام والمسلمين .. !
نجدد الدعوة للمقاطعة بكامل صورها وأشكالها لأمريكا رأس الكفر ولإسرائيل ولكل دول الكفر بما في ذلك
المقاطعة الاقتصادية ومقاطعة كافة الشركات الأمريكية واليهودية فإنه جهاد عظيم نرجو من الله أن يؤتي ثماره ..
فكيف يقتلون إخواننا ويحاصرونهم!!!
وترضى أنفسنا إن بقي فيها ذرة من الإيمان أن تشتري وتبتاع منهم وترفع اقتصادهم وتمنحهم المال الذي يعينهم على حرب إخوتنا ... !!!!
قال العلامة ابن رشد: "كل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله"
والمقاطعة الاقتصادية::
تدخل في مفهوم الجهاد بمعناه العام، نظراً لما تتضمنه من إتعاب النفس بحرمانها من بعض المكاسب والملذات، وذلك من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين من المسلمين ...
تسعى / تسعين لنصرة إخواننا في غزة وجهاد الأعداء لديكم باب جهاد عظيم قاطعوا الآن .. !!
منقول عن الأخت: محمدية
الشبكة النسائية العالمية
http://fin3go.com/newFin/banar/gazahfasel.gif[/B][/font
أختكم / درة الرسالة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 10:20]ـ
تعليقي: سواء تصرفت حكومة الدانمارك أو لم تتصرف؛ فموقفنا من منتجاتها ثابت. ولن يثنينا عن المقاطعة اجتماع دعاة التميع لتبرئة الدنمارك وشركاتها.
أخي الحبيب: ما أجمل أن ننصر قضايانا دون أن ينهش بعضنا بعضا، فَوَدَّ العدو - والله - لو ظفر بهذا منا. شكر الله لك غيرتك والله يسدد على درب الخير خطاك(/)
من أجل الطمأنينة العالمية (معضلة التكنولوجيا)
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 09:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل طمأنينة عالمية
لا بد أن توضع حدود للتكنولوجيا والابتكارات؛ فالوضع الحالي لا يبشر بخير. لقد أبانت التكنولوجيا عن أخطار كبيرة لم تك معروفة في السابق ولم يشهد لها التاريخ مثيلا. ما نسمعه اليوم عن أخطارها قليل وقليل جدا؛ والمجهول فوق العد والحصر؛ هذا بغض النظر عن الأهداف التجارية التي تمنع من التصريح بأخطارها، أو تدفع إلى الترويج لمعلومات مكذوبة؛ وذلك ما يتنافى مع أخلاقيات العلم.
لست بالناكر لفوائد التكنولوجيا، ولست داع إلى التخلي عنها كليا؛ بل أدعو إلى التنبه واليقظة لمخاطرها وكوارثها؛ وأدعو كذلك أهل الميدان للموازنة بين فوائدها ومصائبها على مستويات عدة؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أولوية الصحة بشقيها النفسي والبدني.
لا يخامرني الشك أن الدراسة والمقارنة ستفضي إلى النتيجة التالية: "التكنولوجيا خطرة على الإنسانية"، هذا إذا كانت الدراسة نزيهة واعية بالأولويات الضرورية، فاقهة للمصالح الآجلة والعاجلة.
السعادة والرفاهية ليس مصدرها التكنولوجية؛ بل نبعها حسن الاستفادة من الطاقات الذاتية، وخلق الأجواء المناسبة لكينونة الكائن البشري. الرفاهية والسعادة التي يمكن توهمها في ظل التكنولوجية ... آنية ولحظية سرعان ما تتبدد، مثالها السعادة التي تحصل للطفل عند احتكاكه لأول وهلة باللعبة.
لا ذنب للمستهلكين للتكنولوجيا، لأنهم مجرد مستهلكين؛ والذنب العظيم ذنب الذين يعرفون مخاطرها وأضرارها فتدفعهم الشراهة والجشع إلى دفعها للأسواق، وقبل ذلك إشهارها في وجه المستهلكين بطرائق مغرية وجذابة سالبة للألباب.
ليس المستهلك ببالغ من العلم والمعرفة ما يؤهله لإدراك مخاطرها، إن الذي يمكنه أن يبحث في هذا الأمر هو الصانع أو المخترع؛ شريطة أن لا يعمي ضوء الاختراع مقلتيه فينصرف إلى الربح ويعرض عن العيوب والمفاسد؛ إن كانت قد خطرت على باله.
(من نظري وتصوري) أن العالم يتطور وهدفه ربح الوقت والتحكم في الزمن؛ ولكن ذلك يتحقق على حساب تقليص عمر الإنسان وإشقائه؛ فكلما تعسفنا في التحكم بالزمن إلاَّ وانعكس ذلك سلبا على الزمن النفسي، وهو زمن ثمين له ارتباطات بالصحة العضوية وبفلسفة الوجود.
منهج التوسط والاعتدال أسلم المناهج وأنجعها، والحرص الشديد على المال/ الماديات عموما من أشر ما رأيته على في الكون. وصلاح الكون واستقامته كائن في إعطاء كل ذي حق حقَّه (أنسانا وحيوانا ونباتا وماء ... ).
?(/)
الحرية الدينية لغير المسلمين في البلاد الإسلامية
ـ[أبوالبنات]ــــــــ[18 - Feb-2008, صباحاً 02:35]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام رسول الله.
وبعد: أرجو من إخواني المسلمين - خاصة العلماء وطلبة العلم - المساعدة على حلّ إشكال اعترضني وأنا بصدد دراسة طبيعة العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين (يهود، نصارى).
فوجدت أنّ الإسلام يكفل لهم جميع الحقوق التي تصون كرامتهم وحرياتهم. . . وفي مقدمة هذه الحريات حرية المعتقد والتدين.
ولكن من جهة أخرى يَحْضُر عليهم الدعوة إلى عقيدتهم وشريعتهم المحرفة ويعتبر ذلك مخالفة يستحق صاحبها العقوبة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يشرع للمسلمين الدعوة إلى دينهم في المجتمعات غير الإسلامية و الدّفاع عنها.
السؤال:
1) – هل هذه المقدمات صحيحة؟
2) – ألا يتنافى هذا مع العدل والإنصاف الذي جاء به الإسلام؟
3) – ألا يجوز لأهل الكتاب الدعوة إلى دينهم بشكل علني تحترم فيه أبجديات وآداب الحوار، بعيدا عن الإكراه والإجبار؟ قال الله تعالى: وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقال أيضا: لا إكراه في الدين.
أرجو المساهمة بما يزيل اللّبس في هذه القضية، مع الإشارة إلى الكتب والمؤلفات التي عالجت هذا الموضوع، بعيدا عن التّعصّب والتسليم للمورثات الخاطئة، والله ما طرحت هذه المشكلة إثارة للشبهات، ولكن المقصود معرفة الموقف الإسلام الصحيح المبني على الأصول والقواعد والمقاصد الشرعية.
والله من وراء القصد.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 11:54]ـ
أخي الفاضل أبا البنات .. وفقني الله وإياك لكل خير
هل من العدل أن نتركهم يدعوا الناس إلى نار جهنم؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 06:46]ـ
) – ألا يجوز لأهل الكتاب الدعوة إلى دينهم بشكل علني تحترم فيه أبجديات وآداب الحوار، بعيدا عن الإكراه والإجبار؟ قال الله تعالى: وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقال أيضا: لا إكراه في الدين.
إذا كان الإسلام يحرم ويجرم الدعوة إلى الفسق أو المعاصي كبيرها وصغيرها فما بالك بالدعوة إلى الشرك والكفر؟!!
واستدلالك بالآية: (لا إكراه في الدين) ليس في محله.
وماذا تقصد بقولك: بعيدا عن الإكراه والإجبار؟
بعيدا عن التّعصّب والتسليم للمورثات الخاطئة
هداك الله.
ولو حولت سؤالك على هذا الرابط فهو أفضل.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12425
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 09:19]ـ
مرحبا بك أخي الكريم .....
يظهر لي أن الجواب عن هذا الإيراد يكون من وجهين:
الأول: جانب شرعي: وهو عدم جواز أن يدعو الكافر لعقيدته الباطلة , فإذا كان الإسلام يعاقب المرتد عن دينه بالقتل فكيف يبيح إقامة مؤسسات وهيئات تدعو للكفر, وأما حقوق الأقليات غير المسلمة فهي تحفظ لهم حرية العبادة , والعمل , والتجارة , وعدم إكراههم على دخول الإسلام , وأما الدعوة لباطلهم , لأن مهمة الإسلام ترتكز على إخراج الناس من الضلال إلى النور ومن الشرك إلى التوحيد وهذه قضية إيمانية قطعية في الإسلام يكفر من شكك فيها فضلا أن يقول بها أحد , والسماح للكفار بالدعوة لأديانهم يعد هدماً للمهمة الأولى التي من أجلها أنزل الله دين الإسلام والذي جاء ناسخاً لكافة الأديان السابقة.
الثاني: جانب واقعي تطبيقي: مع أن غالب الدول الغربية ترتكز على النظام العلماني الذي يسمح لكافة أصحاب الديانات بالدعوة لأديانهم إلا أن هذا الأمر لا يُنظر إليه من هذه الزاوية , فكل الدول الغربية التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير لا تجعل هذه الحقوق مفتوحة مطلقة بل ثمة خطوط حمراء تحجم هذه الحريات وكل دولة بحسب ثقافتها وساستها , فعلى سبيل المثال: سن الاتحاد الأوربي قانوناً منذ عام يتم فيه تجريم وعقوبة كل من يشكك في "الهولوكست" أي إحراق هتلر ل6مليون يهودي , بمعنى أن من يكتب مقالاً أو كتاباً يشكك في حقيقة المحرقة فيسجن ويعاقب ... فأين حرية الرأي والتعبير؟؟ ...... ومن هذه النقطة ومثيلاتها يمكن أن يقال لهؤلاء الغربيين ومن تأثر بهم: إن لكل أمة ولكل دولة دستور .... ودستور الدولة الإسلامية يمنع مثل هذه الممارسات "دعوة الكفار لدينهم" لأنه المقصود الشرعي الذي من أجله قامت هذه الدولة الإسلامية وعليه اجتمع الناس يتنافى مع هذا المطلب ....
هذا ما تيسر ..... والله أعلم
ـ[أبوالبنات]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 02:55]ـ
هداك الله.
آمين. . .
أتمنى أن يكون حقّا دعاء.
بارك الله فيك أختاه(/)
كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في مسألة سماع الأموات كلام الأحياء
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[18 - Feb-2008, صباحاً 10:56]ـ
______________________________ __________
كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مسألة سماع الأموات،
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: " عند قوله تعالى: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا) أي كافرًا فأحييناه أي بالإيمان والهدى وهذا لا نزاع فيه وفيه إطلاق الموت وإرادة الكفر بلا خلاف وكقوله لّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ وكقوله تعالى وَمَا يستوي الأحياء وَلاَ الأموات أي لا يستوي المؤمنون والكافرون ومن أوضح الأدلّة على هذا المعنى أن قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى الآية وما في معناها من الآيات كلّها تسلية له صلى الله عليه وسلم لأنه يحزنه عدم إيمانهم كما بيّنه تعالى في آيات كثيرة كقوله تعالى قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ وقوله تعالى وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ وقوله وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وقوله تعالى فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وكقوله تعالى فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ وقوله تعالى فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى ءاثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بهذا الْحَدِيثِ أَسَفاً وقوله تعالى لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ إلى غير ذلك من الآيات كما تقدّم إيضاحه ولما كان يحزنه كفرهم وعدم إيمانهم أنزل اللَّه آيات كثيرة تسلية له صلى الله عليه وسلم بيّن له فيها أنه لا قدرة له صلى الله عليه وسلم على هدي من أضلّه اللَّه فإن الهدى والإضلال بيده جلَّ وعلا وحده وأوضح له أنه نذير وقد أتى بما عليه فأنذرهم على أَكمل الوجوه وأبلغها وأن هداهم وإضلالهم بيد من خلقهم ومن الآيات النازلة تسلية له صلى الله عليه وسلم قوله هنا إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى أي لا تسمع من أضلّه اللَّه إسماع هدى وقبول وَمَا أَنتَ بهادي الْعُمْىِ عَن ضَلَالَتِهِمْ يعني ما تسمع إسماع هدى وقبول إلاّ من هديناهم للإيمان بآياتنا فَهُم مُّسْلِمُونَ، والآيات الدالَّة على هذا المعنى كثيرة كقوله تعالى إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ وقوله تعالى وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ وقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاء وقوله تعالى أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ إلى غير ذلك من الآيات ولو كان معنى الآية وما شابهها إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى أي الذين فارقت أرواحهم أبدانهم لما كان في ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم كما ترى واعلم أن آية النمل هذه جاءت آيتان أُخريان بمعناها الأولى منهما قوله تعالى في سورة الروم فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ وَمَا أَنتَ بهادي الْعُمْىِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِئَايَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ولفظ آية الروم هذه كلفظ آية النمل التي نحن بصددها فيكفي في بيان آية الروم ما ذكرنا في آية النمل والثانية منهما قوله تعالى في سورة فاطر إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ وآية فاطر هذه كآية النمل والروم المتقدمتين لأن المراد بقوله فيها مَن فِى الْقُبُورِ الموتى فلا فرق بي قوله إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وبين قوله وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ لأن المراد بالموتى ومن في القبور واحد كقوله تعالى وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِى الْقُبُورِ أي يبعث جميع الموتى من قُبِر منهم ومن لم يقبر وقد دلَّت قرائن قرءانيّة أيضًا على أن معنى آية فاطر هذه كمعنى آية الروم منها قوله تعالى قبلها وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ لأن معناها لا ينفع إنذارك إلا من هداه اللَّه ووفّقه فصار ممن يخشى ربّه بالغيب ويقيم الصلاة وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ أي الموتى أي الكفار الذين سبق لهم الشقاء كما تقدّم ومنها قوله تعالى أيضًا وَمَا يستوي الأعمى وَالْبَصِيرُ أي المؤمن والكافر وقوله تعالى بعدها وَمَا يستوي الأحياء وَلاَ الأموات أي المؤمنون والكفار ومنها قوله تعالى بعده إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ أي ليس الإضلال والهدى بيدك ما أنت إلا نذير أي وقد بلّغت التفسير الثاني هو أن المراد بالموتى الذين ماتوا بالفعل ولكن المراد بالسماع المنفي في قوله إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى خصوص السماع المعتاد الذي ينتفع صاحبه به وأن هذا مثل ضرب للكفار والكفار يسمعون الصوت لكن لا يسمعون سماع قبول بفقه واتّباع كما قال تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع كما لم ينف ذلك عن الكفار بل قد انتفى عنهم السماع المعتاد الذين ينتفعون به وأمّا سماع آخر فلا وهذا التفسير الثاني جزم به واقتصر عليه أبو العباس ابن تيمية كما سيأتي إيضاحه إن شاء اللَّه في هذا المبحث وهذا التفسير الأخير دلَّت عليه أيضًا آيات من كتاب اللَّه جاء فيها التصريح بالبكم والصمم والعمى مسندًا إلى قوم يتكلّمون ويسمعون ويبصرون والمراد بصممهم صممهم عن سماع ما ينفعهم دون غيره فهم يسمعون غيره وكذلك في البصر والكلام وذلك كقوله تعالى في المنافقين صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ فقد قال فيهم صُمٌّ بُكْمٌ مع شدّة فصاحتهم وحلاوة ألسنتهم كما صرّح به في قوله تعالى فيهم وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ أي لفصاحتهم وقوله تعالى فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ فهؤلاء الذين إن يقولوا تسمع لقولهم وإذا ذهب الخوف سلقوا المسلمين بألسنة حداد هم الذين قال اللَّه فيهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ وما ذلك إلاَّ أن صممهم وبكمهم وعماهم بالنسبة إلى شيء خاص وهو ما ينتفع به من الحقّ فهذا وحده هو الذي صمّوا عنه فلم يسمعوه وبكموا عنه فلم ينطقوا به وعموا عنه فلم يروه مع أنهم يسمعون غيره ويبصرونه وينطقون به كما قال تعالى وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مّن شيء وهذا واضح كما ترى، وقد أوضحنا هذا غاية الإيضاح مع شواهده العربية في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب في سورة البقرة في الكلام على وجه الجمع بين قوله في المنافقين صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ مع قوله فيهم وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وقوله فيهم سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ وقوله فيهم أيضًا وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ وقد أوضحنا هناك أن العرب تطلق الصمم وعدم السماع على السماع الذي لا فائدة فيه وذكرنا بعض الشواهد العربية على ذلك مسألة تتعلق بهذه الآية الكريمة اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلّمهم وأن قول عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها إنهم لا يسمعون استدلالاً بقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وما جاء بمعناها من الآيات غلط منها رضي اللَّه عنها وممن تبعها وإيضاح كون الدليل يقتضي رجحان ذلك مبني على مقدّمتين الأولى منهما أن سماع الموتى ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث متعدّدة ثبوتًا لا مطعن فيه ولم يذكر صلى الله عليه وسلم أن ذلك خاص بإنسان ولا بوقت والمقدمة الثانية هي أن النصوص الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم في سماع الموتى لم يثبت في الكتاب ولا في السنة شيء يخالفها وتأويل عائشة رضي اللَّه عنها بعض الآيات على معنى يخالف الأحاديث المذكورة لا يجب الرجوع إليه لأن غيره في معنى الآيات أولى بالصواب منه فلا ترد النصوص الصحيحة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بتأوّل بعض الصحابة بعض الآيات وسنوضح هنا إن شاء اللَّه صحة المقدمتين المذكورتين وإذا ثبت بذلك أن سماع الموتى ثابت عنه صلى الله عليه وسلم من غير معارض صريح علم بذلك رجحان ما
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرنا أن الدليل يقتضي رجحانه أمّا المقدمة الأولى وهي ثبوت سماع الموتى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فقد قال البخاري في صحيحه حدّثني عبد اللَّه بن محمد سمع روح بن عبادة حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال فلمّا كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها رحلها ثم مشى واتّبعه أصحابه وقالوا ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا قال فقال عمر يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما تكلم من أجساد لا أرواح لها فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم اللَّه له حتى أسمعهم توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وندمًا فهذا الحديث الصحيح أقسم فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع لما يقول صلى الله عليه وسلم من أولئك الموتى بعد ثلاث وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ولم يذكر صلى الله عليه وسلم في ذلك تخصيصًا وكلام قتادة الذي ذكره عنه البخاري اجتهاد منه فيما يظهر وقال البخاري في صحيحه أيضًا حدثني عثمان حدّثني عبدة عن هشام عن أبيه عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال وقف النبيّ صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ثم قال إنهم الآن يسمعون ما أقول فذكر لعائشة فقالت إنما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى حتى قرأت الآية انتهى من صحيح البخاري وقد رأيته أخرج عن صحابيين جليلين هما ابن عمر وأبو طلحة تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن أُولئك الموتى يسمعون ما يقول لهم وردّ عائشة لرواية ابن عمر بما فهمت من القرءان مردود كم سترى إيضاحه إن شاء اللَّه تعالى وقد أوضحنا في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى أن ردّها على ابن عمر أيضًا روايته عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الميّت يعذّب ببكاء أهله بما فهمت من الآية مردود أيضًا وأوضحنا أن الحقّ مع ابن عمر في روايته لا معها فيما فهمت من القرءان وقال البخاري في صحيحه أيضًا حدّثنا عياش حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد قال وقال لي خليفة حدثنا ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي اللَّه عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذ وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمّد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد اللَّه ورسوله فيقال أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك اللَّه به مقعدًا في الجنّة الحديث وقد رأيت في هذا الحديث الصحيح تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الميّت في قبره يسمع قرع نعال من دفنوه إذا رجعوا وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ولم يذكر صلى الله عليه وسلم فيه تخصيصًا وقال مسلم بن الحجاج رحمه اللَّه في صحيحه حدّثني إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: قال أنس كنت مع عمر ح وحدثنا شيبان بن فروخ واللفظ له حدّثنا سليمان بن المغيرة بن ثابت عن أنس بن مالك قال كنّا مع عمر بين مكّة والمدينة فتراءينا الهلال الحديث وفيه فقال إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدًا إن شاء اللَّه قال فقال عمر فوالذي بعثه بالحقّ ما أخطأوا الحدود التي حدّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم اللَّه ورسوله حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني اللَّه حقًّا قال عمر يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كيف تكلّم أجسادًا لا أرواح فيها قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليّ
(يُتْبَعُ)
(/)
شيئًا حدّثنا هداب بن خالد حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ترك قلتى بدر ثلاثًا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أُميّة بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعدكم اللَّه حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا فسمع عمر قول النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّها كيف يسمعوا وأنّى يجيبوا وقد جيفوا قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر ثم ذكر مسلم بعد هذا رواية أنس عن أبي طلحة التي ذكرناها عن البخاري فترى هذه الأحاديث الثابتة في الصحيح عن عمر وابنه وأنس وأبي طلحة رضي اللَّه عنهم فيها التصريح من النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع من أولئك الموتى لما يقوله صلى الله عليه وسلم وقد أقسم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم يذكر تخصيصًا وقال مسلم رحمه اللَّه في صحيحه أيضًا حدّثنا عبد بن حميد حدّثنا يونس بن محمد حدّثنا شيبان بن عبد الرحمان عن قتادة حدّثنا أنس بن مالك قال قال نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وُضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيعقدانه الحديث وفيه تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بسماع الميّت في قبره قرع النعال وهو نصّ صحيح صريح في سماع الموتى وظاهره العموم في كل من دفن وتولّى عنه قومه كما ترى ومن الأحاديث الدالَّة على عموم سماع الموتى ما رواه مسلم في صحيحه حدّثنا يحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخران حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك وهو ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلّما كان ليلتها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون اللَّهمّ اغفر لأهل بقيع الفرقد ولم يقم قتيبة قوله وأتاكم ما توعدون وفي رواية في صحيح مسلم عنها قالت كيف أقول لهم يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم اللَّه المستقدمين منّا والمستأخرين وإنّا إن شاء اللَّه بكم للاحقون ثم قال مسلم رحمه اللَّه حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأسدي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول في رواية أبي بكر السلام على أهل الديار وفي رواية زهير السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء اللَّه بكم للاحقون نسأل اللَّه لنا ولكم العافية انتهى من صحيح مسلم وخطابه صلى الله عليه وسلم لأهل القبور بقوله السلام عليكم وقوله وإنا إن شاء اللَّه بكم ونحو ذلك يدلّ دلالة واضحة على أنهم يسمعون سلامه لأنهم لو كانوا لا يسمعون سلامه وكلامه لكان خطابه لهم من جنس خطاب المعدوم ولا شكّ أن ذلك ليس من شأن العقلاء فمن البعيد جدًّا صدوره منه صلى الله عليه وسلم وسيأتي إن شاء اللَّه ذكر حديث عمرو بن العاص الدالّ على أن الميّت في قبره يستأنس بوجود الحيّ عنده، وإذا رأيت هذه الأدلّة الصحيحة الدالَّة على سماع الموتى فاعلم أن الآيات القرءانية كقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وقوله وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ لا تخالفها وقد أوضحنا الصحيح من أوجه تفسيرها وذكرنا دلالة القرائن القرءانية عليه وأن استقراء القرءان يدلّ عليه، وممّن جزم بأن الآيات المذكورة لا تنافي الأحاديث الصحيحة التي ذكرنا أبو العباس ابن تيمية فقد قال في الجزء الرابع من مجموع الفتاوي من صحيفة خمس وتسعين ومائتين إلى صحيفة تسع وتسعين ومائتين ما نصّه وقد تعاد الروح إلى البدن في غير وقت المسألة كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البرّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال ما من رجل يمرّ بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
السّلام وفي سنن أبي داود وغيره عن أوس بن أبي أوس الثقفي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال إن خير أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا يا رسول اللَّها كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال إن اللَّه حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وهذا الباب فيه من الأحاديث والآثار ما يضيق هذا الوقت عن استقصائه مما يبيّن أن الأبدان التي في القبور تنعم وتعذّب إذا شاء اللَّه ذلك كما يشاء وأن الأرواح باقية بعد مفارقة البدن ومنعمة أو معذّبة ولذا أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّلام على الموتى كما ثبت في الصحيح والسنن أنه كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا السّلام عليكم أهل الديار من المؤمنين وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين نسأل اللَّه لنا ولكم العافية اللَّهمّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذّبين في قبورهم ورأوهم بعيونهم يعذّبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة ولكن لا يجب أن يكون دائمًا على البدن في كل وقت بل يجوز أن يكون في حال وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثًا ثمّ أتاهم فقام عليهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أُميّة بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة ا أليس قد وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا فسمع عمر رضي اللَّه عنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّها كيف يسمعون وقد جيفوا فقال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر وقد أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن النبيّ صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا وقال إنهم ليسمعون الآن ما أقول فذكر ذلك لعائشة فقالت وَهِم ابن عمر إنما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن الذي قلت لهم هو الحق ثم قرأت قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى حتى قرأت الآية، وأهل العلم بالحديث اتّفقوا على صحة ما رواه أنس وابن عمر وإن كانا لم يشهدا بدرًا فإن أنسًا روى ذلك عن أبي طلحة وأبو طلحة شهد بدرًا كما روى أبو حاتم في صحيحه عن أنس عن أبي طلحة رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر وكان إذا ظهر على قوم أحبّ أن يقيم في عرصتهم ثلاث ليال فلمّا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها فحركها ثم مشى وتبعه أصحابه وقالوا ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفاء الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًّا فهل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا قال عمر بن الخطاب يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما تكلم من أجساد ولا أرواح فيها فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم اللَّه حتى أسمعهم توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وتنديمًا وعائشة قالت فيما ذكرته كما تأوّلت، والنص الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مقدّم على تأويل من تأوّل من أصحابه وغيره وليس في القرءان ما ينفى ذلك فإن قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى إنما أراد به السماع المعتاد الذي ينفع صاحبه فإن هذا مثل ضربه اللَّه للكفار والكفار تسمع الصوت لكن لا تسمع سماع قبول بفقه واتّباع كما قال تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع بل السماع المعتاد كما لم ينف ذلك عن الكفّار بل انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به وأمّا سماع آخر فلا ينفى عنهم وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الميّت يسمع خفق نعالهم إذا ولّوا مدبرين فهذا موافق لهذا فكيف يرفع ذلك انتهى محل الغرض من كلام أبي العباس ابن تيمية وقد تراه صرّح فيه بأن تأوّل عائشة لا يردّ به النصّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم وأنه ليس في القرءان ما ينفي السماع الثابت للموتى في الأحاديث الصحيحة، وإذا علمت به أن القرءان ليس فيه ما ينفي السماع المذكور علمت أنه ثابت بالنصّ الصحيح من غير معارض، والحاصل أن تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها بعض آيات القرءان لا تردّ به روايات الصحابة العدول الصحيحة الصريحة عنه صلى الله عليه وسلم ويتأكّد ذلك بثلاثة أمور، الأول هو ما ذكرناه الآن من أن رواية العدل لا تردّ بالتأويل الثاني أن عائشة رضي اللَّه عنها لما أنكرت رواية ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إنهم ليسمعون الآن ما أقول قالت إن الذي قاله صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم هو الحق فأنكرت السماع ونفته عنهم وأثبتت لهم العلم ومعلوم أن من ثبت له العلم صحّ منه السماع كما نبّه عليه بعضهم الثالث هو ما جاء عنها مما يقتضي رجوعها عن تأويلها إلى الروايات الصحيحة قال ابن حجر في فتح الباري ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيّد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه ما أنتم بأسمع لما أقول منهم وأخرجه أحمد بإسناد حسن فإن كان محفوظًا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصّة انتهى منه واحتمال رجوعها لما ذكر قوي لأن ما يقتضي رجوعها ثبت بإسنادين، قال ابن حجر إن أحدهما جيّد والآخر حسن ثم قال ابن حجر قال الإسماعيلي: كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم ما لا مزيد عليه لكن لا سبيل إلى ردّ رواية الثقة إلا بنصّ مثله يدلّ على نسخه أو تخصيصه أو استحالته انتهى محل الغرض من كلام ابن حجر، وقال ابن القيّم في أوّل كتاب الروح المسألة الأولى وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا قال ابن عبد البرّ ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال ما من مسلم يمرّ على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام فهذا نصّ في أنه يعرفه بعينه ويردّ عليه السلام، وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه متعدّدة أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا فإني وجدت ما وعدني ربّي حقًّا فقال له عمر يا رسول اللَّه أتخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنّهم لا يستطيعون جوابًا وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الميّت يسمع قرع نعال المشيّعين له إذا انصرفوا عنه وقد شرّع النبيّ صلى الله عليه وسلم لأُمّته إذا سلّموا على أهل القبور أن يسلّموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم أن الميّت يعرف زيارة الحي له ويستبشر له قال أبو بكر عبد اللَّه بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور باب في معرفة الموتى بزيارة الأحياء حدّثنا محمّد بن عون حدّثنا يحيى بن يمان عن عبد اللَّه بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلاّ استأنس به وردّ عليه حتى يقوم حدّثنا محمّد بن قدامة الجوهري حدّثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد حدّثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال إذا مرّ الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام وعرفه وإذا مرّ بقبر لا يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام، وذكر ابن القيّم في كلام أبي الدنيا وغيره آثارًا تقتضي سماع الموتى ومعرفتهم لمن يزورهم وذكر في ذلك مرائي كثيرًا جدًا ثم قال وهذه المرائي وإن لم تصلح بمجرّدها لإثبات مثل ذلك فهي على كثرتها وأنها لا يحصيها إلا اللَّه قد تواطأت على هذا المعنى وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطئ روايتهم له ومما قاله ابن القيّم في كلامه الطويل المذكور وقد ثبت في الصحيح أن الميّت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
دفنه فروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمان بن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياق الموت فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار الحديث وفيه فإذا أنا متّ فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فسنّوا عليّ التراب سنًّا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر الجزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي فدلَّ على أن الميّت يستأنس بالحاضرين عند قبره ويسرّ بهم. ومعلوم أن هذا الحديث له حكم الرفع لأن استئناس المقبور بوجود الأحياء عند قبره لا مجال للرأي فيه ومما قاله ابن القيم في كلامه الطويل المذكور ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائرًا ولولا أنهم يشعرون به لما صحّ تسميته زائرًا فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره وهذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأُمم وكذلك السلام عليهم أيضًا فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال وقد علّم النبيّ صلى الله عليه وسلم أُمته إذا زاروا القبور أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين نسأل اللَّه لنا ولكم العافية وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردّ وإن لم يسمع المسلم الردّ ومما قاله ابن القيم في كلامه الطويل قوله وقد ترجم الحافظ أبو محمد عبد الحقّ الأشبيلي على هذا فقال ذكر ما جاء أن الموتى يسألون عن الأحياء ويعرفون أقوالهم وأعمالهم ثم قال ذكر أبو عمر بن عبد البرّ من حديث ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ما من رجل يمرّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فيسلم عليه إلاّ عرفه وردّ عليه السّلام، ويروى من حديث أبي هريرة مرفوعًا قال فإن لم يعرفه وسلّم عليه ردّ عليه السلام قال ويروى من حديث عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه فيجلس عنده إلاّ استأنس به حتى يقوم واحتجّ الحافظ أبو محمد في هذا الباب بما رواه أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ اللَّه عليّ روحي حتى أردّ عليه السّلام ثم ذكر ابن القيّم عن عبد الحق وغيره مرائي وآثارًا في الموضوع ثم قال في كلامه الطويل ويدلّ على هذا أيضًا ما جرى عليه عمل الناس قديمًا وإلى الآن من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة وكان عبثًا وقد سئل عنه الإمام أحمد رحمه اللَّه فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل، ويروى فيه حديث ضعيف ذكر الطبراني في معجمه من حديث أبي أُمامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا مات أحدكم فسوّيتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره فيقول يا فلان ابن فلانة الحديث وفيه اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدًا رسول اللَّه وأنك رضيت باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد نبيًّا وبالقرءان إمامًا الحديث، ثم قال ابن القيّم فهذا الحديث وإن لم يثبت فاتّصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار كاف في العمل به وما أجرى اللَّه سبحانه العادة قطّ بأن أُمة طبقت مشارق الأرض ومغاربها وهي أكمل الأُمم عقولاً وأوفرها معارف تطبق على مخاطبة من لا يسمع وتستحسن ذلك لا ينكره منها منكر بل سنه الأول للآخر ويقتدي فيه الآخر بالأوّل فلولا أن الخطاب يسمع لكان ذلك بمنزلة الخطاب للتراب والخشب والحجر والمعدوم وهذا وإن استحسنه واحد فالعلماء قاطبة على استقباحه واستهجانه، وقد روى أبو داود في سننه بإسناد لا بأس به أن النبيّ صلى الله عليه وسلم حضر جنازة رجل فلمّا دفن قال سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل فأخبر أنه يسأل حينئذ وإذا كان يسأل فإنه يسمع التلقين وقد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الميّت يسمع قرع نعالهم إذا ولّوا مدبرين ثم ذكر ابن القيّم قصة الصعب بن جثامة وعوف بن مالك وتنفيذ عوف لوصية الصعب له في المنام بعد موته وأثنى على عوف بن مالك بالفقه في تنفيذه وصية الصعب بعد موته لما علم صحة ذلك بالقرائن وكان في الوصية التي نفذها عوف إعطاء عشرة دنانير ليهودي من تركة الصعب كانت دينًا له عليه ومات قبل قضائها، قال ابن القيّم وهذا من فقه عوف بن
(يُتْبَعُ)
(/)
مالك رضي اللَّه عنه وكان من الصحابة حيث نفذ وصية الصعب بن جثامة بعد موته وعلم صحة قوله بالقرائن التي أخبره بها من أن الدنانير عشرة وهي في القرن ثم سأل اليهودي فطابق قوله ما في الرؤيا فجزم عوف بصحة الأمر فأعطى اليهودي الدنانير وهذا فقه إنما يليق بأفقه الناس وأعلمهم وهم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولعلّ أكثر المتأخرين ينكر ذلك ويقول كيف جاز لعوف أن ينقل الدنانير من تركة صعبة وهي لأيتامه وورثته إلى يهودي بمنام ثم ذكر ابن القيم تنفيذ خالد وأبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما وصية ثابت بن قيس بن شماس رضي اللَّه عنه بعد موته وفي وصيّته المذكورة قضاء دين عينه لرجل في المنام وعتق بعض رقيقه وقد وصف للرجل الذي رآه في منامه الموضع الذي جعل فيه درعه الرجل الذي سرقها فوجدوا الأمر كما قال وقصّته مشهورة، وإذا كانت وصية الميّت بعد موته قد نفذها في بعض الصور أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يدلّ على أنه يدرك ويعقل ويسمع ثم قال ابن القيم في خاتمه كلامه الطويل والمقصود جواب السائل وأن الميّت إذا عرف مثل هذه الجزئيات وتفاصيلها فمعرفته بزيارة الحي له وسلامه عليه ودعائه له أولى وأحرى. فكلام ابن القيم هذا الطويل الذي ذكرنا بعضه جملة وبعضه تفصيلاً فيه من الأدلّة المقنعة ما يكفي في الدلالة على سماع الأموات وكذلك الكلام الذي نقلنا عن شيخه أبي العباس بن تيمية وفي كلامهما الذي نقلنا عنهما أحاديث صحيحة وآثار كثيرة ومرائي متواترة وغير ذلك ومعلوم أن ما ذكرنا في كلام ابن القيّم من تلقين الميّت بعد الدفن أنكره بعض أهل العلم وقال إنه بدعة وأنه لا دليل عليه ونقل ذلك عن الإمام أحمد وأنه لم يعمل به إلاّ أهل الشام وقد رأيت ابن القيم استدلّ له بأدلّة منها أن الإمام أحمد رحمه اللَّه سئل عنه فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل ومنها أن عمل المسلمين اتّصل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار ومنها أن الميّت يسمع قرع نعال الدافنين إذا ولّوا مدبرين واستدلاله بهذا الحديث الصحيح استدلال قوي جدًّا لأنه إذا كان في ذلك الوقت يسمع قرع النعال فلأن يسمع الكلام الواضح بالتلقين من أصحاب النعال أولى وأحرى واستدلاله لذلك بحديث أبي داود سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل له وجه من النظر لأنه إذا كان يسمع سؤال السائل فإنه يسمع تلقين الملقن واللَّه أعلم، والفرق بين سماعه سؤال الملك وسماعه التلقين من الدافنين محتمل احتمالاً قويًّا وما ذكره بعضهم من أن التلقين بعد الموت لم يفعله إلا أهل الشام يقال فيه إنهم هم أول من فعله ولكن الناس تبعوهم في ذلك كما هو معلوم عند المالكية والشافعية قال الشيخ الحطاب في كلامه على قول خليل بن إسحاق المالكي في مختصره وتلقينه الشهادة وجزم النووي باستحباب التلقين بعد الدفن وقال الشيخ زروق في شرح الرسالة والإرشاد وقد سئل عنه أبو بكر بن الطلاع من المالكية فقال هو الذي نختاره ونعمل به وقد روينا فيه حديثًا عن أبي أُمامة ليس بالقوي ولكنه اعتضد بالشواهد وعمل أهل الشام قديمًا إلى أن قال وقال في المدخل ينبغي أن يتفقده بعد انصراف الناس عنه من كان من أهل الفضل والدين ويقف عند قبره تلقاء وجهه ويلقنه لأن الملكين عليهما السلام إذ ذاك يسألانه وهو يسمع قرع نعال المنصرفين، وقد روى أبو داود في سننه عن عثمان رضي اللَّه عنه قال كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل إلى أن قال وقد كان سيّدي أبو حامد بن البقال وكان من كبار العلماء والصلحاء إذا حضر جنازة عزى وليّها بعد الدفن وانصرف مع من ينصرف فيتوارى هنيهة حتى ينصرف الناس ثم يأتي إلى القبر فيذكرّ الميّت بما يجاوب به الملكين عليهما السلام انتهى محل الغرض من كلام الحطاب وما ذكره من كلام أبي بكر بن الطلاع المالكي له وجه قوي من النظر كما سترى إيضاحه إن شاء اللَّه تعالى ثم قال الحطاب واستحب التلقين بعد الدفن أيضًا القرطبي والثعالبي وغيرهما ويظهر من كلام الأبي في أوّل كتاب الجنائز يعني من صحيح مسلم وفي حديث عمرو بن العاص في كتاب الإيمان ميل إليه انتهى من الحطاب وحديث عمرو بن العاص المشار إليه هو الذي ذكرنا محل الغرض منه في كلام ابن القيم الطويل
(يُتْبَعُ)
(/)
المتقدّم، قال مسلم في صحيحه حدّثنا محمّد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق بن منصور كلّهم عن أبي عاصم واللفظ لابن المثنى حدّثنا الضحاك يعني أبا عاصم قال أخبرنا حيوة بن شريح قال حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلاً وحوّل وجهه إلى الجدار الحديث وقد قدّمنا محل الغرض منه بلفظه في كلام ابن القيّم المذكور وقدّمنا أن حديث عمرو هذا له حكم الرفع وأنه دليل صحيح على استئناس الميّت بوجود الأحياء عند قبره، وقال النووي في روضة الطالبين ما نصّه ويستحبّ أن يلقن الميّت بعد الدفن فيقال يا عبد اللَّه ابن أمة اللَّه اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة ألا إلاه إلاّ اللَّه وأنّ محمّدًا رسول اللَّه وأنَّ الجنّة حقّ وأن النار حقّ وأن البعث حقّ وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللَّه يبعث من في القبور وأنت رضيت باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا وبالقرءان إمامًا وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانًا وردّ به الخبر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قلت هذا التلقين استحبّه جماعات من أصحابنا منهم القاضي حسين وصاحب التتمة والشيخ نصر المقدسي في كتابه التهذيب وغيرهم ونقله القاضي حسين عن أصحابنا مطلقًا والحديث الوارد فيه ضعيف لكن أحاديث الفضائل يتسامح فيها عند أهل العلم من المحدثين وغيرهم وقد اعتضد هذا الحديث بشواهد من الأحاديث الصحيحة كحديث اسألوا له التثبيت ووصية عمرو بن العاص أقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأعلم ماذا أراجع به رسل ربّي رواه مسلم في صحيحه ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا التلقين من العصر الأول وفي زمن من يقتدى به انتهى محل الغرض من كلام النووي، وبما ذكر ابن القيّم وابن الطلاع وصاحب المدخل من المالكية والنووي من الشافعية كما أوضحنا كلامهم تعلم أن التلقين بعد الدفن له وجه قوي من النظر لأنه جاء فيه حديث ضعيف واعتضد بشواهد صحيحة وبعمل أهل الشام قديمًا ومتابعة غيرهم لهم وبما علم في علم الحديث من التساهل في العمل بالضعيف في أحاديث الفضائل ولا سيّما المعتضد منها بصحيح وإيضاح شهادة الشواهد له أن حقيقة التلقين بعد الدفن مركبة من شيئين: أحدهما سماع الميّت كلام ملقنه بعد دفنه والثاني انتفاعه بذلك التلقين وكلاهما ثابت في الجملة أما سماعه لكلام الملقن فيشهد له سماعه لقرع نعل الملقن الثابت في الصحيحين وليس سماع كلامه بأبعد من سماع قرع نعله كما ترى وأمّا انتفاعه بكلام الملقن فيشهد له انتفاعه بدعاء الحي وقت السؤال في حديث سلوا لأخيكم التثبيت فإنه يسأل الآن واحتمال الفرق بين الدعاء والتلقين قوى جدًا كما ترى فإذا كان وقت السؤال ينتفع بكلام الحي الذي هو دعاؤه له فإن ذلك يشهد لانتفاعه بكلام الحي الذي هو تلقينه إياه وإرشاده إلى جواب الملكين فالجميع في الأول سماع من الميت لكلام الحي وفي الثاني انتفاع من الميت بكلام الحي وقت السؤال وقد علمت قوة احتمال الفرق بين الدعاء والتلقين وفي ذلك كله دليل على سماع الميّت كلام الحي ومن أوضح الشواهد للتلقين بعد الدفن السّلام عليه وخطابه خطاب من يسمع ويعلم عند زيارته كما تقدّم إيضاحه لأن كلاًّ منهما خطاب له في قبره وقد انتصر ابن كثير رحمه اللَّه في تفسير سورة الروم في كلامه على قوله تعالى فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إلى قوله فَهُم مُّسْلِمُونَ لسماع الموتى وأورد في ذلك كثيرًا من الأدلّة التي قدمنا في كلام ابن القيّم وابن أبي الدنيا وغيرهما وكثيرًا من المرائي الدالَّة على ذلك وقد قدّمنا الحديث الدالّ على أن المرائي إذا تواترت أفادت الحجّة ومما قال في كلامه المذكور وقد استدلّت أُمّ المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها بهذه الآية فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى على توهيم عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما في روايته مخاطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم القتلى الذين ألقوا في قليب بدر بعد ثلاثة أيام إلى أن قال والصحيح عند العلماء رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما لما لها من الشواهد على صحتها من أشهر ذلك ما رواه ابن عبد البرّ مصحّحًا له عن ابن عباس مرفوعًا ما من أحد يمرّ بقبر أخيه المسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
كان يعرفه الحديث، وقد قدّمناه في هذا المبحث مرارًا وبجميع ما ذكرنا في هذا المبحث في الكلام على آية النمل هذه تعلم أن الذي يرجّحه الدليل أن الموتى يسمعون سلام الأحياء وخطابهم سواء قلنا إن اللَّه يردّ عليهم أرواحهم حتى يسمعوا الخطاب ويردّوا الجواب أو قلنا إن الأرواح أيضًا تسمع وتردّ بعد فناء الأجسام لأنا قد قدّمنا أن هذا ينبني على مقدّمتين ثبوت سماع الموتى بالسنة الصحيحة وأن القرءان لا يعارضها على التفسير الصحيح الذي تشهد له القرائن القرءانيّة واستقراء القرءان وإذا ثبت ذلك بالسنة الصحيحة من غير معارض من كتاب ولا سنّة ظهر بذلك رجحانه على تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها بعض آيات القرءان كما تقدّم إيضاحه وفي الأدلّة التي ذكرها ابن القيّم في كتاب الروح على ذلك مقنع للمنصف وقد زدنا عليها ما رأيت والعلم عند اللَّه تعالى.
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 6/ 126 - 142. قلت: ومما يدل على أن الميت يسمع السلام من الحي ومخاطبته ما ثبت في غير ما حديث في السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، منها: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه قال: " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ".أخرجه أبو داوود في كتاب المناسك، باب زيارة القبور رقم (2041) 2/ 534، وأحمد 2/ 527، والطبراني في الأوسط رقم (3092) 3/ 262، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 245، وشعب الإيمان رقم (1581) 2/ 217، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم (2041) 1/ 570، وفي مشكاة المصابيح رقم (925) 1/ 291، ومنها: عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله وكل بقبري ملكاً أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلى عليك " أخرجه البزار في مسنده رقم (1425) 4/ 254 – 255، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 162، وقال: نعيم بن ضمضم ضعفه بعضهم وبقية رجاله رجال الصحيح، وذكره الألباني شاهداً في السلسلة الصحيحة 4/ 44 – 45، ومنها: عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا الصلاة علي فإن الله وكل بي ملكاً عند قبري فإذا صلى علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة ". أخرجه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (1530) 4/ 43 – 45 وصححه.
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 11:05]ـ
جزاك الله خيرا ..
ياليتك تنقل لنا الخلاصة ولك منا الدعاء.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 03:58]ـ
بارك الله فيك بحث طيب وجهد مشكور.
الاحاديث التي ذكرتها يا اخي بعد قولك "قلت" خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا حجة فيها لرأيك.
ولعلك تزيد من البحث لترى اقوال العلماء الآخرين مثل الالباني وابن باز وغيرهم.
لقد استفدت من بحثك جزاك الله عني خيرا.
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 04:03]ـ
بارك الله فيك أخي على النقل القيم لكلام الشيخ والطرح المبارك ان شاء الله
والأفضل أن تقوم ببحث تبرز فيه أقوال الطائفتبن ـ لو تسنى لك ذلك ـ بغية بيان وجه الرجحان ولك الأجر ان شاء الله(/)
التصالح مع الكتابة (نقد الكتابات الحداثية)
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 03:06]ـ
التصالح مع الكتابة
يجب أن تكون الكتابة قادرة على الإبلاغ، وتوصيل الأفكار والتصورات والمعلومات؛ ولم لا المشاعر؟
نعم الكتابة قادرة واللغة مسعفة وأساليب التعبير متعددة والمترادفات كثيرة واللغة غنية ... وما إلى ذلك، لكن رغم هذا الغنى فإن التواصل بالكتابة، وأقصد هنا الكتابة بالعربية؛ لا تؤدي الغرض، ولا تستوفي القصد؛ لا لذات اللغة؛ وإنما لغيرها، فتجد نفسك بحاجة إلى الكاتب؛ صاحب الكتاب؛ ليفك ألغازه ويكشف أسراره؛ أو على الأقل تجد نفسك لم تصل إلى فكرة أو موقف صاحب النص، على افتراض أن النص يحمل حقا فكرة وصاحبه موقفا!!
ليس يعني ذلك أنك ساذج أو قليل الفهم أو غير متخصص فيما تقرأ؛ بل يعني؛ بكل صدق أن الكاتب المؤلف الباحث لا يتقن التواصل كتابة.
نسجل هذا الأمر كذلك في الكتب المقررة للدراسة، في المدارس والكليات، وكأن المؤلفين والإدارة التربوية تقول للتلميذ أو الطالب:
" إنك بحاجة ماسة إلى الساحرِ المدرسِ الأستاذِ ليفك السحر ويقرأ الطلاسم".
تقول له بصيغة غير مباشرة؛ وفي أحيان أخرى؛ مباشرة:
" إنكَ بحاجة إلينا ولست مستقلا عنا؛ إن سجن المدرسة لن يخلي سبيلك". (رفض بيع براءة الاختراع؟؟)
السبب والعلة هو أننا لا نكتب لغيرنا / للمتلقي، بل نكتب لأنفسنا، بل أخشى القول إننا نكتب- حقا- في بعض الأحيان ما لا نستوعبه، أو ما نفهم اليسير منه فقط، أو يخامرنا غبش في فهمه وفقهه.
إن بعض (الكتاب) لا يكتبون إلا من أجل الكتابة؛ يكتبون وذهنهم خال من الأهداف الإجرائية للكتابة، هذه الأهداف تعطي القيمة للكاتب والمكتوب، وتسطر الطريق لمسار الكتابة فتكون صوى هادية إلى المهيع موجهة إلى البغية المقصودة.
ومن الأسباب المهمة في فهم الظاهرة: الجهل بقانون التموقع: ويعني أننا لا نضع أنفسنا في محل الآخرين وفقا لزمانهم ومكانهم وعقلهم وسقفهم المعرفي وحالاتهم الشعورية ووضعيتهم التاريخية و الجغرافية، وبنية لغتهم وأساليبهم في الخطاب ... هذا إذا كان الكاتب يكتب ما يفهمه -الفهم الدقيق، أما إذا كان يكتب ما لا يفهمه أو يفهمه فهما ناقصا مشوشا فتحدث ولا تحرج، فهذا من قمة الجهل؛ بل هو الجهل المركب عينه وأنفه وأذنه ومنخاره.
إن هذا الأمر الذي أتحدث عنه ليس ضربا من الخيال، أو شطحات فكر، بل هو واقع قائم بذاته؛ واقع وقوعا لا شك فيه، وبكثرة. ولعل الجهل الضارب بأطنابه في الكثرة الكاثرة الكارثية من المجتمع راجع إليه، وسبب فيه كذلك.
- نسجل هذه الظاهرة كذلك في اللغة الشفهية؛ فهي لا تخلو كذلك من الغموض.
قال عبد العزيز حمودة في كتابه المرايا المقعرة - نحو نظرية نقدية عربية:
«غموض الكتابات الحداثية العربية نوعان: غموض غير مقصود وغموض مقصود متعمد. والغموض غير المقصود من النوع الذي لا يغتفر، فمن ناحية النتيجة فإنه يؤدي إلى تشويه الأفكار والمفاهيم الأصلية. وأما أسبابه فهي الأخرى لا تغتفر لأنها تنشأ إما عن سوء فهم النص الحداثي، وإما عن سوء نقله إلى العربية، وفي معظم الأحيان عن الاثنين معا ...
أما الغموض المقصود في الكتابات الحداثية العربية فهو مجاراة واعية مدركة لغموض النص الحداثي في لغته الأصلية تأسيسا على مبدأ لفت لغة النقد النظر إلى نفسها».
(انظر سلسلة عالم المعرفة العدد 272 ص:106 - 107)
لا يحسن أن يفهم من مقالتي هذه أن الناس في التأليف سواء؛ بل منهم النجباء الأذكياء الذين يكتبون ما يستوعبون وما يُستوعب؛ ولكنهم نزر يسير مقارنة مع أصحاب درجة الصفر من الكتابة. (الذين يكتبون ويكثرون ليقال عنهم ويتحدث بهم ... أو لأغراض أخرى لا نعرفها)
ولا أحب أن يفهم من كلامي أن اللغة العربية قاصرة عن التعبير كما يتخيل وهماً بعض الذي ارتضعوا لبان ثقافة لغات أجنبية إما هنا أو هناك. فهي كما قلت غنية كل الغنى، والقصور قصور مستعمليها.
لا يختلف جل المحاضرين والكتاب والمؤلفين عن غيرهم من سوقة الناس – عوامهم- إلا باللغة (الفصحى) التي يستعملون. فهناك أفكار معلومات معلومة لدى كلهم إلا أن الفرق كامن في الخطاب الذي يحملها:
- فالعوام سوقةُ القومِ يجعلونها في خطاب دارج عاميّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
- و (المثقفون) يجعلونها في قوالب (الفصحى)، ويزخرفونها بأنواع الزخارف فتغدو كـ (العروس جمالا)، لهذا يعجبون بها ويظنونها بُنَيَّات فكر جديدة.
ومن الزخرف المَضْفِي عليها إحصائيات وأرقام ووثائق ودراسات ميدانية تُطَن بها آذان السامعين أو القارئين، فلا يكاد الذكي، بل حتى العامي قليل الذكاء، يجد فرقا بين الاثنين، بل هما واحد في صورتين متباينتين في الفصل لا في الأصل.
وقد كنت يوما أقرأ على أحدهم فقرات من كتاب فأوقفني قائلا: إن هذا الذي يتحدث عنه المؤلف معروف ومعلوم عند كل الناس ...
ومن الزخرف كذلك أسلوب جديد استشرى في المجتمعات المتخلف بين مثقفين في حقول متعددة أخص بالذكر منها حقل السياسة وعلم النفس والاجتماع والأدب والتاريخ؛ وهو أسلوب اللَّف والدوران.
– فهو الكلام الذي لا ينطبق عليه حدُّ الكلام: وحده: اللفظ المركب المفيد بالوضع؛ ولا إفادة إلا بالتركيب السليم المُفهم. فالكلام إذا لم يك إجرائيا عمليا دقيقا لا يتحقق منه مقصود، وتتحقق منه الصرفة والإبعاد والعجز.
قصد هؤلاء الذين وصفت لك الغموضُ وإقصاءُ الإبانةِ حجباً للحقيقة، وذا من أعظم الأسباب. أما أعظم النتائج فإني مكتفها في العبارة التالية: «اِستغلال واستخفاف بالعقول».
أما الحل فلا أراه خافٍ على طالبه ولا صعب الطلاب، موجزه: «العودة إلى الذات لمساءلتها ومحاسبة المذنبين».
ومما جرت عليه عادة أهل اللف والدوران تقسيم المسائل إلى ثلاثة أقسام: البداية والوسط والنهاية/ التكوين- العمل – التقاعد ...
أو ما يقارب هذه المصطلحات الثلاثة.
وقد انسيق في هذا المجرى عدد لا يستهان به من الباحثين، فتلفيهم ينْظُرون إلى الأحداث والوقائع والمسائل والمشاكل من خلال المنظار السابق.
وليس ذلك كذلك في الحالات كلها، بل حتى في أغلبها؛ فقد تكون النهاية بداية ونهاية (كالموت مثلا) وقد لا تتوافر مرحلة الوسط، وقد تتوقف الأمور في البداية أو تؤول من البداية إلى أصل من الأصول أو أصول متعددة لتناغم حاصل في المسألة. فالمنطق الذي يحكم الظواهر متشعب ومتشاجر، وإن ظهر من موقع معين وحدته واتحاده. فالعقلية الجامدة المجمدة لا تصلح منهجا علميا.
?(/)
الأدب أولاً ...
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 03:16]ـ
الأدب أولا ...
كتب العلامة الألباني ـ وربما غيره أيضا ـ كتيبا عنوانه (التوحيد أولا) وأنا اسمي مقالي هذا [الأدب أولا] إذ رغم انتشار العلم في زماننا وتعددت منافذه ووسائله من سمعي وبصري ومكتوب وصار شباب كثيرون من أبناء الصحوة ملمين بعلوم العقيدة والآيات والأحاديث وفروع الفقه إلا أن العلم الغزيراليوم لم يثمر ما ُأثمره بالأمس وسبب ذلك أن شبابنا تعلموا العلم ولم يتأدبوا ولم تزكّى نفوسهم وتزكية النفس هي الأساس قال تعالى [إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم] ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم المزكى من طرف ربه [وإنّك لعلى خلق عظيم] [اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها] وقد توعد المعصوم صلى الله عليه وسلم بالنار من تعلم العلم لغير وجه الله
فقال (لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك، فالنار النار!!) ابن ماجه. وهذا الذي حذّر منه الحبيب وقع بشكل رهيب. وأخرج الدارمي عن عبد الله بن مسعود قوله: (كيف بكم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربوا فيها الصغير ويتخذها الناس سنة، فإذا غيرت قالوا: غيرت السنة! قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟! قال: إذا كثر قراؤكم وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة) صدقت يا ابن مسعود يا ثمرة تربية الحبيب صلى الله عليه وسلم فكأنك ترى من وراء الحجب ما سيصيب أمة الإسلام في آخر الزمان.
وقد جاء في مقدمة التمهيد للحافظ الفقيه المالكي ابن عبد البر: قيل للإمام مالك رحمه الله بعد أن كتب كتابه الموطأ: [شغلت نفسك بهذا الكتاب، وقد شركك فيه الناس وعملوا أمثاله؟! فقال: (لتعلمن إنه لا يرتفع من هذا إلا ما أريد به وجه الله) قال الراوي: فكأنما ألقيت تلك الكتب في الآبار، وما سمع لشيء منها بعد ذلك بذكر].
ياشباب الاسلام لا تغتر بكثرة محفوظاتك وسماعك فالنفس أخطر عدو للمسلم إن غفل عنها ولم يؤدبها على الإخلاص والتجرد أصابها من الآفات ما يعجز غزارة العلم إزالته
، يقول الفقيه الأصولي المالكي القرافي رحمه الله تعالى في الفروق: (واعلم أن قليل الأدب خير من كثير من العلم، ولذلك قال رويم لابنه: يابني: اجعل عملك ملحا، وأدبك دقيقا، - أي استكثر من الأدب حتى تكون نسبته إلى عملك كنسبة الدقيق إلى الملح في العجين - وكثير من الأدب مع قليل من العمل الصالح خير من العمل مع قلة الأدب) وقال الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده: (علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن، واحملهم على الأخلاق الجميلة، وروهم الشعر يشجعوا وينجدوا، وجالس بهم أشراف الناس وأهل العلم منهم، فإنهم أحسن الناس رعة، وأحسنهم أدبا، وجنبهم السفلة والخدم، فإنهم أسوأ الناس رعة وأسوأهم أدبا، ومرهم فليستاكوا عرضا، وليمصوا الماء مصا، ولا يعبوه عبا، ووقرهم في العلانية، وذللهم في السر، واضربهم على الكذب، إذ الكذب يدعو إلى الفجور، والفجور يدعو إلى النار، وجنبهم شتم أعراض الرجال، فإن الحر لا يجد من عرضه عوضا، وإذا ولوا أمرا فامنعهم من ضرب الأبشار، فإنه عار باق، ووتر مطلوب! واحملهم على صلة الأرحام، واعلم أن الأدب أولى بالغلام من النسب.) ويقول الإمام مالك رحمه الله: كانت أمي تعممني وتقول لي (اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه)، ويقول عبد الله بن المبارك: (كانوا يطلبون الأدب ثم العلم) ويقول أيضا: (كاد الأدب يكون ثلثي العلم) قال سفيان بن سعيد الثوري: (ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم وكان الرجل لا يطلب العلم حتى يتأدب ويتعبد قبل ذلك عشرين سنة!) لكن في زمن التردي صار المراهق مفتيا وقاضيا يحكم على من سبقه للإيمان ونصرة الإسلام بعقود من الزمن بالفسق والضلال ولا حول ولا قوة إلا بالله ويقول أبو زكريا العنبري: (علم بلا أدب كنار بلا حطب، وأدب بلا علم كجسد بلا روح) ولا شك أن الصحوة الإسلامية التي كنا ننتظر قطف ثمارها مع بداية القرن الجديد قد
(يُتْبَعُ)
(/)
أصابها الصقيع وجلها صار كالصريم. حيث تصدر للفتوى والدعوة الكثير من حملة العلم الشرعي لكنهم فقراء للأدب، نفوسهم خاوية تفتقد للتزكية. روي عن عبد الله بن المبارك أنه قال: «نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا الى كثير من العلم»، وروي الزاهد الرباني سهل بن عبد الله أنه قال: «من قهر نفسه بالأدب، فهو يعبد الله تعالى بالإخلاص»، وما أجمل ما قاله المحدث والمقرىء السلفي الجلاجلي البصري (التوحيد موجب يوهب الإيمان، فمن لا إيمان له فلا توحيد له، والإيمان موجب يوجب الشريعة، فمن لا شريعة له فلا إيمان له ولا توحيد، والشريعة موجب يوجب الأدب، فمن لا أدب له فلا شريعة له ولا إيمان ولا توحيد). وقال الإمام الزاهد الفضيل بن عياض في هذا الشأن عندما قال: [لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحبّ إليّ من أن يصحبني عابد سيئ الخلق] ويروى أن الفقيه المالكي المصري الكبير الليث بن سعد وقد أشرف على بعض أصحاب الحديث فرأى منهم شيئا كرهه فقال: (ما هذا؟! أنتم إلى يسير من الأدب، أحوج منكم إلى كثير من العلم!) فماذا سيقول اليوم لو رأى ما يحد ث؟ ورحم الله العلامة الخطيب البغدادي الذي آلمه ما يقع من بعض طلاب الحديث في زمانه فقال: (وقد رأيت خلقا من أهل هذا الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويعدون أنفسهم من أهله، المختصين بسماعه ونقله، وهم أبعد الناس مما يدعون، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون، يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر، أنه صاحب حديث على الإطلاق، ولما يجهد نفسه ويتعبها في طلابه، ولا لحقته مشقة الحفظ لصنوفه وأبوابه ...... إلى أن قال: (وهم مع قلة كتبهم لهم وعدم معرفتهم به أعظم الناس كبرا، وأشد الخلق تيها وعجبا، لا يراعون لشيخ حرمة، ولا يوجبون لطالب ذمة، يخرقون بالراوين، ويعنفون على المتعلمين، خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه، وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه!) جزاك الله خيرا يا إمام فلو تعلم ما يحدث الآن من بعض مدّعي أتباع أهل الحديث لتمنيت لو كنت نسيًا منسيًا. أسأل الله أن يوفقنا لتزكية نفوسنا ومجاهدتها كما أخبرنا الصادق الأمين
[أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز وجل].
قال الإمام المحقق ابن القيم: وسمعت شيخنا يعني شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: (جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين , فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولا حتى يخرج إليهم , فمن قهر هواه عز وساد , ومن قهره هواه ذل وهان وهلك وباد). كما قال الداعية المربي حسن البنا رحمه الله [نفوسكم هي الميدان الأول إن استطعتم عليها كنتم على غيرها أقدر]
بلقاسمي الجزائري
ـ[محمد أمين الجزائري]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 01:10]ـ
بارك الله فيك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 02:14]ـ
جزاك الله خيرا
يضاف لما كتبته فصل
ترجيح السلف اهمية الادب على العلم
من كتاب حرمة اهل العلم
لشيخنا محمد اسماعيل المقدم
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 09:40]ـ
ويضاف إليه قول عمر بن الخطاب
تأدبوا ثم تعلموا
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 01:47]ـ
سمّوها عندنا وزارة التربية والتعليم أى التربية قبل التعليم (بالطبع مجرد اسم فلاتوجد تربية أو تعليم)
ـ[خالد]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 05:04]ـ
قال الإمام محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي
في غذاء الألباب شرح منظومة الآداب
(واعلم أن تعلم الآداب وحسن السمت والقصد والحياء والسيرة مطلوب شرعا وعرفا.
قال النخعي: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته وصلاته وإلى حاله، ثم يأخذون عنه.
وقال عمر رضي الله عنه: تأدبوا ثم تعلموا.
وقال ابن عباس: اطلب الأدب فإنه زيادة في العقل، ودليل على المروءة مؤنس في الوحدة، وصاحب في الغربة، ومال عند القلة.
وقال أبو عبد الله البلخي: أدب العلم أكثر من العلم.
وقال الإمام عبد الله بن المبارك: لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يزين علمه بالأدب.
ويروى عنه أيضا أنه قال: طلبت العلم فأصبت منه شيئا، وطلبت الأدب فإذا أهله قد بادوا.
وقال بعض الحكماء: لا أدب إلا بعقل، ولا عقل إلا بأدب.
وكان يقال: العون لمن لا عون له الأدب.
وقال الأحنف بن قيس: الأدب نور العقل كما أن النار نور البصر)(/)
العلاّمة بكر أبو زيد هل تعرفه؟
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 03:21]ـ
العلاَمة بكر أبو زيد تعرفه؟
أمرنا ربنا عزّوجلّ أن نردد عند حدوث مصيبة الموت (إنّا لله وإنّا إليه راجعون) فها هي أمة الإسلام تفقد علما من أعلامها الشامخين علما وورعا إنه الفقيه المحقق والداعية الربانية بكر أبو زيد الذي وفته المنية عصر يوم الثلاثاء 5/ 2/2008 ودفن بعد العشاء حيث صلى عليه حوالي 20 ألفا من المصليين يتقدمهم وجهاء القوم من أمراء وعلماء وعلى رأسهم مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ. الذي شهد له بالعلم والدقة في التحقيق.
ولد الشيخ سنة 1365 هـ بنجد وترعرع ودرس بالرياض وكان دائما متفوقا في دراسته حتى صار نابغة من كبار علماء المملكة، بعد تخرجه تولى عدة مناصب منها مدرسا وخطيبا بالمسجد النبوي ثم قاضيا بإحدى محاكم المدينة ومحاضرا في الجامعة فعضوا في هيئة كبار العلماء و اللجنة الدائمة للافتاء فرئيسا لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع للمؤتمر الإسلامي. الشيخ متحصل على درجة الدكتوراة بالإضافية إلى أكثر من 20إجازة علمية من مختلف علماء العالم الإسلامي وعلى رأسهم مفتي المملكة السابق ابن باز والمفسر الأصولي الشنقيطي صاحب أضواء البيان وللعلامة بكر عشرات الكتب والبحوث منها
* فقه النوازل /3 مجلدات
* تصنيف الناس بين الظن واليقين
*حراسة الفضيلة
*معجم المناهي اللفظية
* حلية طالب العلم
*تحريف النصوص
العلاّمة بكر من العلماء القلائل الذي يجمعون بين غزارة العلم وتنوعه وبين الورع فهو رغم مكانته البارة بين العلماء إلاّ أنه غير مشهور بين الناس لابتعاده عن الأضواء وعالم الشهرة فلا يحرص على الظهور على شاشات التلفاز وصفحات الجرائد ولو فعل ـ وليته فعل ـ لكان جبلا شامخا ونجما ساطعا هاديا، لكن شدة ورعه وإخلاصه آثر الابتعاد عن عالم الشهرة
عرف عن الرجل صلابته في الحق وجهره بما يعتقد أنه صواب من غير أن يداهن أميرا أو ينافق زعيما أو يحابي شيخا عالما. فلما اشتدت موجة التجريح والتبديع بشكل فضيع التي يتزعمها بعض مشايخ العلم بالمملكة باسم السلفية وعلى رأسهم ربيع المدخلي الذي أخرج أغلبية الأمة من الفرقة الناجية وحصر الطائفة المنصورة في جماعته التي أثارت فتنا في الأمة قد ظهرت نتائجها الآن واندلعت نارها في نفس البيت الواحد فكان لكتاب الشيخ بكر [تصنيف الناس بين الظن واليقين] الأثر الطيب على طلبة العلم والمتمسكين صدقا بنهج السلف الصالح، وقد رد الشيخ الربيع وطائفته بأسلوبهم المعهود على الشيخ، وقد اشتد غيضهم أكثر لما دافع الشيخ عن رجل مسلم ظُلم من الحبيب قبل الغريب إنه المفكر سيد قطب الذي قتل لم تنصفه هيئات حقوق الإنسان أقلام الكثير من العلمانيين وبعض السلفيين.
أنا لست تلميذا للشيخ ولم يحصل لي الشرف أن قرأت كتبه ـ إلاّ القليل ـ لكنني أحببته من غير أن أراه ولو في الصورة ولم أسمع صوته، حينما أتممت رسالتي المتواضعة [نصيحتي إلى تلميذي السلفي] وقع بين يدي كتابه القيم [تصنيف الناس بين الظن واليقين] فعرفته وأحببته. وأرجو من تلامذته الأوفياء أن يجمعوا تراثه وينشرونه ويفتحوا موقعا الكتونيا خاصا به وباسمه يحتوي على إنتاجه الغزير المسموع والمكتوب والمرئي إن وجد. حتى يوفوا الشيخ حقه عليهم ويكون العمل صدقة جارية تنتفع به الأمة عموما وطلبة العلم خصوصا.
اللهم ارحم الشيخ برحمتك التي وسعت كل شيء
بلقاسمي الجزائري(/)
لقاء منتدى الجامع مع الشيخ رفاعى سرور
ـ[الجندى]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 07:34]ـ
لقاء منتدى الجامع مع الشيخ رفاعى سرور حول النصارى
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5406
نبذة عن فضيلة الشيخ رفاعي سرور:
هو نزيل المطرية من مواليد الأسكندرية 1947م، وله كتب عديدة نافعة منها:
أصحاب الأخدود
حكمة الدعوة
بيت الدعوة
قدر الدعوة
في النفس والدعوة
عندما ترعى الذئاب الغنم
علامات الساعة (دراسة تحليلية)
التصور السياسي للحركة الإسلامية
المسيح عليه السلام (دراسة سلفية)
وتجد هذه الكتب عند دار هادف للنشر والتوزيع ..
23 ش عبدالعظيم البكري - ترعة الهوارى - المطرية
وللشيخ جهود ملموسة في مكافحة التنصير، وأسلم على يديه عديدون من أهل الكتاب.
عنوان صفحته في موقع طريق الإسلام:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&...scholar_id=1151
عنوان صفحته في موقع صيد الفوائد:
http://saaid.net/Doat/riffa3i/index.htm
عنوان المدونة الخاصة به:
http://refai.maktoobblog.com/?all=1
والشيخ له أسلوب مميز في الكتابة يحتاج لقراءة عميقة واعية وتركيز، وهو غني بالاستنباطات الإيمانية الهادفة المتصلة بالواقع.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 10:02]ـ
عنوان مدونة أخري للشيخ رفاعي حفظه الله تعالى
من هنا ( http://aljwab.com/)
ـ[الجندى]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 02:59]ـ
بارك الله فيك
ـ[الجندى]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 12:35]ـ
كلمة بين يدي الإجابات للشيخ رفاعى سرور
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5436
ـ[الجندى]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 10:41]ـ
اللقاء الثاني: لقاء منتدى الجامع مع الأستاذ الفاضل
على الريس حفظه الله
تتشرف " شبكة الحقيقة الإسلامية " و " منتديات الجامع الإسلامية " لدعوة أهل الكتاب والرد على المنصرين والمستشرقين , بإستضافة الأستاذ الفاضل / علي أحمد الريس , الباحث في " علم الأديان المقارن " , على أن يكون الحوار مع سيادته من خلال فتح باب الأسئلة إعتبارًا من اليوم إن شاء الله ولمدة أسبوعين , على أنه سيتم غلق باب الأسئلة بعد هذه المدة أو قبلها إذا زادت الأسئلة عن القدر السموح به , وستكون الأسئلة حول النصرانيات بوجه عام , وحول مؤلفات الأستاذ / علي الريس.
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5852&st=0#entry28405
ـ[الجندى]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 10:50]ـ
إجابة الأستاذ الفاضل / علي الريس على أسئلة الأعضاء
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5912(/)
أين غيرتك يا مسلم مما تفعله الدانمارك
ـ[ابو البراء]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 09:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أين غيرتك يا مسلم مما تفعله الدانمارك
الحمد لله العظيم الحليم، والصلاة والسلام على الرسول الكريم، ثم أما بعد: إن قواعد الولاء والبراء في ديننا الحنيف من صميم عقيدة التوحيد عند المسلمين، وقد علم كل مسلم أن الولاء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، والبراءة من الكفر والكافرين من أوثق عرى الإيمان، ولما كان هذه السهم الركين من الإسلام بهذه المنزلة كان الواجب على كل مسلم أن يحققه في نفسه حتى يستقيم دينه ويتم توحيده، وإن مما تشنه الدانمارك اللعينة هذه الأيام من حرب مسعورة شرسة ضد رسولنا صلى الله عليه وسلم بعد أن هدأت في الظاهر أحقادهم لمدة سنتين يجب أن ينكر بكل حسم وحزم وبلا تأخر ولا تواني إن كان في القلب من الغيرة عن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وهذه الوقفة الربانية التي يطلبها الإسلام من المسلمين نصرة لنبيهم صلى الله عليه وسلم لمن علامة صدق العبد، حسن إسلامه وإيمانه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " وَدَخَلَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَرَضَ عَلَيْهِ حِسَابَ الْعِرَاقِ فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: " اُدْعُ كَاتِبَك يَقْرَؤُهُ عَلَيَّ " فَقَالَ: " إنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ " قَالَ: " وَلِمَ؟ " قَالَ: "لِأَنَّهُ نَصْرَانِيٌّ " فَضَرَبَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالدِّرَّةِ فَلَوْ أَصَابَتْهُ لَأَوْجَعَتْهُ، ثُمَّ قَالَ: [لَا تُعِزُّوهُمْ بَعْدَ أَنْ أَذَلَّهُمْ اللَّهُ وَلَا تَأْمَنُوهُمْ بَعْدَ أَنْ خَوَّنَهُمْ اللَّهُ وَلَا تُصَدِّقُوهُمْ بَعْدَ أَنْ أَكْذَبَهُمْ اللَّهُ>، وَالْمُسْلِمُونَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا قُلُوبُهُمْ وَاحِدَةٌ مُوَالِيَةٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، مُعَادِيَةٌ لِأَعْدَاءِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَعْدَاءِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَقُلُوبُهُمْ الصَّادِقَةُ وَأَدْعِيَتُهُمْ الصَّالِحَةُ هِيَ الْعَسْكَرُ الَّذِي لَا يُغْلَبُ وَالْجُنْدُ الَّذِي لَا يُخْذَلُ، فَإِنَّهُمْ هُمْ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَمَا أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}، {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}، {إنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا، وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}، وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}، {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، وَهَذِهِ الْآيَاتُ الْعَزِيزَةُ فِيهَا عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَهَا بِسَبَبِ أَنَّهُ كَانَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ مَنْ كَانَ لَهُ عِزٌّ وَمَنَعَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَقْوَامٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عِنْدَهُمْ ضَعْفُ يَقِينٍ وَإِيمَانٍ وَفِيهِمْ مُنَافِقُونَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ وَيُبْطِنُونَ الْكُفْرَ: مِثْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي رَأْسِ الْمُنَافِقِينَ وَأَمْثَالِهِ وَكَانُوا يَخَافُونَ أَنْ تَكُونَ لِلْكُفَّارِ دَوْلَةٌ فَكَانُوا يُوَالُونَهُمْ ويباطنونهم، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أَيْ: نِفَاقٌ وَضَعْفُ إيمَانٍ {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} أَيْ: فِي مُعَاوَنَتِهِمْ {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا} أَيْ: هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ يُوَالُونَ أَهْلَ الذِّمَّةِ {عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}، {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}، َقَدْ عَرَفَ أَهْلُ الْخِبْرَةِ أَنَّ أَهْلَ الذِّمَّةِ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُنَافِقِينَ يُكَاتِبُونَ أَهْلَ دِينِهِمْ بِأَخْبَارِ الْمُسْلِمِينَ وَبِمَا يَطَّلِعُونَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَسْرَارِهِمْ حَتَّى أُخِذَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي بِلَادِ التَّتَارِ وَسَبْي وَغَيْرُ ذَلِكَ، بِمُطَالَعَةِ أَهْلِ الذِّمَّةِ لِأَهْلِ دِينِهِمْ. وَمِنْ الْأَبْيَاتِ الْمَشْهُورَةِ قَوْلُ بَعْضِهِمْ: كُلُّ الْعَدَاوَاتِ [قَدْ تُرْجَى مَوَدَّتُهَا إلَّا عَدَاوَةَ مَنْ عَادَاك فِي الدِّينِ وَلِهَذَا وَغَيْرِهِ مُنِعُوا أَنْ يَكُونُوا عَلَى وِلَايَةِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ عَلَى مَصْلَحَةِ مَنْ يُقَوِّيهِمْ أَوْ يَفْضُلُ عَلَيْهِمْ فِي الْخِبْرَةِ وَالْأَمَانَةِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، بَلْ اسْتِعْمَالُ مَنْ هُوَ دُونَهُمْ فِي الْكِفَايَةِ أَنْفَعُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ وَالْقَلِيلُ مِنْ الْحَلَالِ يُبَارَكُ فِيهِ وَالْحَرَامُ الْكَثِيرُ يَذْهَبُ وَيَمْحَقُهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ"، فبعد سرد هذا المقطع النفيس من كلام الجهبذ الفذ ابن تيمية ننصح كل مسلم أن يكون في مستوى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بنصره أولا في نفوسنا وأهالينا وحياتنا، وأن لا تكون مواقفنا مجرد عواطف حماسية جياشة، يوشك أن تخمد بعد لحظات من صدورها ...
و كتبه
عبد الفتاح زراوي
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1508
ـ[لامية العرب]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 08:37]ـ
اللهم عليك بمن حارب نبيك صلى الله عليه وسلم وطعن في عرضه
اللهم اشغلهم بالأمراض الموجعة والآفات المدمرة
اللهم زلزل أرضهم واقطع آثارهم،
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك
أمين
ـ[يعقوب الحبان]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 01:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي المسلم افعل و دعك من الكلام شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 01:35]ـ
اللهم زلزل أرضهم واقطع آثارهم
ـ[ابو البراء]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 04:56]ـ
آمين(/)
((فتوى)) إسبانيه تشرح معنى كلمة الله
ـ[أبو إسلام ألفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 01:36]ـ
إسبانيه تشرح معنى كلمة الله ((((فتوى))))
-----------------------------
أسبانية تشرح معني كلمة (الله)
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الجليل .. أحسن الله اليكم.
ما قولكم في هذا الموضوع الذي بات منتشرا في أكثر المنتديات:
((أسبانية تشرح معني كلمة (الله) بعد أن عجز عنها العرب))
هذه الفتاة الإسبانية تدرس الآن ماجستير لغة عربية
في جامعة اليرموك الأردنية.
وذات يوم وأثناء إحدى المحاضرات في السنة الثانية
طرح الدكتور/ فخري كتانة سؤالا على طلابه:
من منكم يحدثني عن
لفظ الجلالة
(الله)
من الناحية الإعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟
لم يرفع أحد يده
ما عدا فتاة إسبانية تدعى "هيلين" والتي تجيد التحدث باللغة العربية الفصحى على الرغم من كونها إسبان يه مسيحية
فقالت
إن أجمل ما قرأت بالعربية هو اسم (الله).
فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة. فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها
يأتي ذكرها من خالص الجوف , لا من الشفتين.
فلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط ..
اذكروا اسم ... (الله).الآن
وراقبوا كيف نطقتموها
هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف
أم أنكم لفظتموها ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم
ومن حكم ذلك انه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم الله
فإن أي جليس لن يشعر بذلك.
ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو. وكما هو معروف أن لفظ الجلالة يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير "اللهُ"
وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه لله كما تقول الآية
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت
" له"
ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى
(له ما في السموات والأرض) وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة
" هُ "
ورغم كذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه
(هو الذي لا اله إلا هو)
وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت
" إله"
كما قال تعالي في الآية
(الله لا إله إلا هو)
هيلين اسمها الآن "عابدة"))
انتهى الموضوع، وجزاك الله خيرا
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإليك أحسن.
هذا القول فيه تكلّف واضح.
وهو مُتعقّب من عِدّة وُجوه:
الوجه الأول: لفظ الجَلاَلَة (الله) ليس الكلمة الوحيدة التي لا تنطبِق فيها الشِّفَاه، بل كلمة التوحيد بأكملها (لا إله إلا الله) لا تنطبِق فيها الشِّفَاه، فإنك لو قلت: (لا إله إلا الله) لم تنطبِق الشِّفَتَين فيها.
وكذلك كلمة (عز وجلّ)، وكلمة (الله أجَلّ) لا تنطبِق فيها الشِّفَاه .. مع كلمات أخرى كثيرة لها نفس الصِّفَة.
الوجه الثاني: أن حروف لفظ الجلالة (الله) ليست جوفية، فمنها (الهمزة والهاء) مَخرجها من أقصى الْحَلْق.
بينما (اللام) مَخرجها الحافّة الأمامية من اللسان.
فليس نُطق لفظ الجلالة (الله) من باطن الجوف.
الوجه الثالث: ما يتعلق بِنقص حرف من حروفه، وهو ظاهر التكلّف، بل تحجير واسع!
فإن الضمير (له) لا يقتصر على الله، بل هو عائد على مذكور حسب سياق الكلام.
فإنك لو تحدّثت عن شخص ثم قلت: له بيت، أو: له هيبة .. إلى غير ذلك لكان تحديد المقصود بِعَودِ الضمير سياق الكلام.
ومثل ذلك لو قلت (إله)، لأن الإله يُطلَق على الإله الحق سبحانه وتعالى، ويُطلَق على الآلهة الباطلة.
قال تعالى: (أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ)، وقال عز وجلّ: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً) وقوله تبارك وتعالى عن قوم موسى: (قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ) وقال جلّ جلاله: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا) وغيرها من الآيات.
وأوضح ما يكون التكلّف القول بأن بقاء (الهاء) المضمومة يَدلّ على الله (هُ)!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنه لم يَقُل أحد بذلك إلا دراويش الصوفية! الذين يَزعمون أنهم يَذكرون الله بما يُشبِه النِّبَاح! (هو .. هو .. )!
الوجه الرابع: انفراد أعجمية بهذا القول الذي لم تُسبَق إليه!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يَسْبِقه إليه أحد منهم، فانه يكون خطأ. اهـ.
إلى غير ذلك مما يُضعف هذا القول أو يُبطِله.
والتكلّف مذموم.
فقد قال الله تبارك وتعالى لِنبيِّه صلى الله عليه وسلم: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ).
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=38594
الذكر باللفظ المفرد بدعة في الشرع وخطأ في اللغة والقول
السؤال:
جاءني بريد ينشره الناس و يحوي النص التالي .. هل يجوز الأخذ بما في النص التالي و نشره؟
النص هو: من منكم يحدثني عن لفظ الجلالة؟ (الله) من الناحية الإعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟. فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة. فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف , لا من الشفتين. فلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط. اذكروا اسم ... (الله).الآن وراقبوا كيف نطقتموها هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف أم أنكم لفظتموها ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم ... ومن حكم ذلك أنه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم الله فإن أي جليس لن يشعر بذلك ... ومن إعجاز اسمه أنه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو. وكما هو معروف أن لفظ الجلالة يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير "اللهُ" وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه " لله " كما تقول الآية: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها (وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت "له" ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى: (له ما في السموات والأرض) وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة " هُ " ورغم كذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه: (هو الذي لا اله إلا هو)
وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت "إله" كما قال تعالي في الآية: الله لا إله إلا هو.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 08:32]ـ
بارك الله في علماءنا الذين يردون كل قصص مبنية على الكذب وتضليل الناس عن دينهم بصور شتى
والحمدلله انه لاينطلي على علمائنا وطلبة العلم مثل هذه القصص والروايات التي حتى لو كانت صادقة لا تؤثر في زيادة تمسكنا او فتورنا او تبني عليها احكاما وتشريعات
ارجو ان يكون كلامي مفهوما
بوركت يمينك ابو اسلام على توضيحك وحياك الله(/)
لا جديد في قيادة المرأة للسيارة .....
ـ[ابن رشد]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 03:29]ـ
محمد الهبدان
لا جديد في قيادة المرأة للسيارة
من خلال متابعة المقالات التي تكتب في موضوع قيادة المرأة للسيارة ألحظ أن أصحابها يحاولون تحوير القضية من قضية شرعية إلى قضية اجتماعية!!
وهذه خطوة ذكية منهم؛ لأن الأمر إذا تعلق بالمجتمع والعادات فما المانع من تغييره وتبديله!!
ونسي هؤلاء أو تناسوا أن أهل الحل والعقد من العلماء قد بينوا الموضوع بياناً شافياً وأن قيادة المرأة للسيارة لا تخضع لآراء المجتمع بل تخضع للشرع وقد صدرت فيه فتاوى من أعلى سلطة تشريعية في البلد قد تم تعيينهم من قبل ولي االأمر وذكروا الأدلة والبراهين على حرمة قيادة المرأة للسيارة والآثار الخطيرة االمترتبة عليها خاصة في ظل كثرة الجرائم والحوادث الخطيرة.
ومن الغريب عندما كنا نتحدث في أحد المجالس العامة والحديث كما يقال ذو شجون قال أحدهم وهو يعمل في المرور ـ على حد تعبيره ـ اشغلونا بقيادة المرأة للسيارة لمراعاة حال الفقيرات والمطلقات .. والعجيب أن الذي نراهم ونلقي القبض عليهم أحياناً هن نساء من الطبقة المترفة في المجتمع وبسيارات فاخرة!!
فقلت في نفسي: إنها حاجة في نفس يعقوب قضاها .. وهل تتصور أن حماس بني علمان على القيادة من غير مقاصد سيئة!! إنه لا أدل على ذلك من موافقة مطالبهم للغرب فعلى ماذا يدل ذلك؟
وأيضاً لماذا غابت أصواتهم عن المطالب السامية للمرأة؟!!
فأين مطالباتهم في إيجاد مستشفيات خاصة بهن؟!!
وأين مطالباتهم بإيقاف استغلال الإعلام للمرأة للمتعة واللذة؟!! ومخالفته لأحكام االشريعة في كثير من أطروحاته؟!!
وأين احترامهم لقضايا الشرعي الذي يتدثرون به ويتمسحون بأحكامه؟!!
يقولون الخلوة بالسائق لتبرير قيادة المرأة للسيارة!! فلماذا لم يتحدث أحدهم عن الخلوة بالخادمة؟!
لماذا لم نر منهم استنكاراً لخلوة الطبيب بالطبيبة أو المريضة أو الممرضة؟!!
يقولون أموالنا تخرج إلى الخارج من خلال السائقين!! وأموال الخادمات أين تذهب؟!! وكم نسبة السائقين عند الخادمات وعند العمالة الأخرى؟!!
يقولون نخشى على أعرض نساء المسلمات من السائقين .. ما شاء الله .. ما هذه الغيرة الباردة .. فأين غيرتهم على الخادمات اللاتي يعملن في البيوت والأجواء متوفرة لممارسة الخطيئة أكثر من توفرها للسائق؟!! لماذا لم يغاروا على الطبيبات؟! ولماذا لم يغاروا على العاملات اللاتي يسعون لأن تكون زميلة عمل في شركة أو مؤسسة؟!!
إن علينا أن ندرك للمرة الألف: ليس خلافنا مع هؤلاء في أن تقود المرأة أو لا تقود!!
إنما خلافنا معهم في مسلسل التغريب للمرأة في بلادنا والله سبحانه هو الذي سيفصل بيننا بإذن الله تعالى ولن يصح إلا الصحيح.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=8311&Itemid=25
ـ[مراد]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 05:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله لقد أتيت بنظرات ثاقبة لم تخطر لي ببالٍ , ومن خلال عباراتك خطر لي سؤال وذلك بعد قراءتي للسطر التالي:
من خلال متابعة المقالات التي تكتب في موضوع قيادة المرأة للسيارة ألحظ أن أصحابها يحاولون تحوير القضية من قضية شرعية إلى قضية اجتماعية!!
ومن السطر التالي أيضاً:
إن علينا أن ندرك للمرة الألف: ليس خلافنا مع هؤلاء في أن تقود المرأة أو لا تقود!!
إنما خلافنا معهم في مسلسل التغريب للمرأة في بلادنا والله سبحانه هو الذي سيفصل بيننا بإذن الله تعالى ولن يصح إلا الصحيح.
السؤال: لماذا لا يكون خلافنا مع من يتيح لهم فرص ترويج الإفساد في المجتمع .. الصحف والإذاعات (المحلية) أليست تصب في مصالح المجتمع.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 06:14]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ محمد الهبدان
تنبيه مهم
وهنا مزيد
http://saaid.net/female/mfased.htm
( الرابط الذي في مقالك أخي الكريم يقود إلى صفحة فارغة)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 02:58]ـ
سؤالك أخي مراد لم يتضح ,لو توضحه أكثر أكون لك شاكر
وشكرأخي الشيخ سليمان الخراشي على الفائدة والتنبيه
http://islamlight.net/alhabdan/index.php?option=com_frontpage&Itemid=9
ـ[مراد]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 08:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقصد أن الصحف التي تنشر المقالات والمصطلحات التي لا تتوافق مع مسيرة الدعوة التي قامت على أثرها هذه الدولة لماذا لا نحاسبها على مقالاتها الهدامة للإصلاح والبناءة للإفساد ... ولا تفهم من عباراتي أني لا أرى خيراً من وراء هذه الصحف لا بالتأكيد ولكني أقصد فقط أخطائهم الشنيعة؟ لماذا لا يحاسبون عليها
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 10:13]ـ
كفانا الله شرهم. .
فلقد وجدوا مَن يسمع لهم.
لكِ الله يا بلادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 11:49]ـ
أخي مراد سؤالك جميل ولكن: أنت كمثل من يريد أن يسقط عمارة برمية حصى - وهذا ليس تضخيما لبني علمان - واقصد أنه يجب علينا أن نواجه أطروحات بني علمان بنفس القوة التي يطرحون بها أطروحاتهم التغربية من توحيد الجهود لقضية معينة والتركيز على موضوع معين وعمل دراسات حول بعض القضايا , فمثلا قضية قيادة الرمرأة لا يكفي - في الوقت الحالي - أن نخرج لهم العالم أو الشيخ الفلان لكي يفتي في قضية تكون في ظاهرها مصلحة للمجتمع وهي في الحقيقة هدم له و أقول ليس أن يظهر لهم عالم فيقول هذا حرام , بل لابد أن يشترك في هذا الأمر المثقف التربوي ولإجتماعي والعقلاء من رجال المرور - وكلهم عقلاء بإذن الله - لكي لا تظهر القضية وكأنها حرب بين تيارين لكل تيار له حق إبداء رأيه , لا سيما في ظل سيطرة اللبرالين على أجهزة الإعلام.
ـ[مراد]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 02:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لا حول ولا قوة إلا بالله
لابد لنا من أن نرفع من مستوانا الإعلامي فلست أرى شيئاً أوجب منه اليوم
لا يوجه رب الأسرة أسرته كما ينبغي والإعلام بينه وبينهم
لا يوجه ولي الأمر رعيته كما ينبغي والإعلام بينهما
لا ولا ولا ... إلخ
ركز في هذا الكلام وكن لبيباً
وعلى الرغم من أن المناهج التعليمية في مدارسنا في السعودية أدامها الله تحث على اتباع المنهج القويم منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة
والإعلام بين (المدارس والمعاهد والجامعات والمساجد) و (المجتمع)
فإنك ترى تقهقر المنهج القويم أحياناً أمام سلوكيات لا يُرى لها حسنه لا في نظر العقلاء ولا في نظر العوام الذين يسلكونها
والسبب أن (الإعلام) بينهما أي بين (المجتمع) و بين (ما تنيط إليه الدولة نشر المنهج القويم في أغلب وأظهر منشآتها التربوية)
فيال ضرورة كسب الأنظار ولفتها نحو إعلام منهجي متفوق على الإعلام الذي لا يتماشى مع المنهج وكسب تقبل المجتمع له
وهذا مثال واضح على فشل وزارة التربية في القضاء على الظاهرة التي لا يختلف فيها اثنان بل ولا يتناطح فيها عنزان أيضاً
منذ كم عام ظهرت ظاهرة الاجتماع على الرقصات الغربية في المناطق الشرقية و الغربية من المملكة وما يصاحبها من تغريب .. !
هل كافحوها وهل استطاعوا على الرغم من قيامهم بما يلزم
لكن الإعلام غدا سلاحاً في حده الحد بين الجد واللعب
يااااأخي الإصلاح بغية كل إنسان خلق وحب الخير فيه شديد وهو سهل إذا ما تضارب مع إصلاح آخر والإصلاحات متوازية ومتضادة بحسب المفاهيم
فمنهم من يفهم الإصلاح على أنه الوصول إلى تلك الغاية وهذه غاية محمودة نبيلة
ومنهم من يفهم الإصلاح على أنه الوصول إلى تلك الغاية وهذه غاية محمودة نبيلة
وتنوع المفاهيم و الغايات والنظرات
هو تنوع الناس في الإعلاميات وما يغذي عقولهم ويربيهم
لهذا نحن نعاني
فالتربية في الصباح في المدارس ونحوها ثلث اليوم ونصف العام
والتربية عن بعد في المنازل والنوادي أي (المقاهي) ثلثي اليوم ونصف العام
ناهيك عن الصحف والمجلات وأجهزة الهواتف النقالة و ... قس على ذلك كل مصدر
فما الحل ... الحل إعلام ذو منهج قويم , وذو تقبل كبير بين المسلمين , ومنافس لغيره , و ... يارب سهله لنا
والحديث يطول
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 09:20]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب وفي الشيخ الهبدان
إنهم يريدون تحقيق أهداف الغرب والتي تسعى لتفكيك البلد والقضاء على التدين والالتزام فيه
لابد لناجميعا أن ندافع عن ديننا وثوابتنا بأكثر مما تفعله هذه الشرذمة الفاسدة ولا نستسلم كونهم يسيطرون بأقلامهم المريضة والمسمومة على منابرنا الاعلام ......
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 11:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما تعليق الإخوة الكرام على هذه الفتوى المضحكة المبكية
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضيلة الشيخ، نعلم أن سياقة المرأة للسيارة غير جائزة، ذلك من خلال فتاوى كثير من المشايخ في المملكة العربية السعودية، ولكن في نظري والله أعلم أن سياقة المرأة أهون من ركوبها مع السائق الخاص أو الطاكسي وهما في خلوة، ما رأي فضيلتكم في هذا الكلام بارك الله فيكم وفي علمكم.
الجواب
السياقة في ذاتها ليست هي المحرمة لا بالنسبة للرجل ولا بالنسبة للمرأة، ولكن ما يترتب على سياقة المرأة من محاذير هو الذي يدفع إلى القول بتحريم سياقة المرأة، فالسيارة قد تتعرض لآفات كثيرة تقتضي من المرأة بذل مجهود كبير في إصلاحها، مما يضطر المرأة إلى الوقوع في حرج كبير، فالرجل على قوته وشجاعته أحيانا قد يرتبك ويَثْقُلُ عليه الأمر فيحتاج إلى من يساعده، وهذا الأمر يقتضي التشمير على الساعد وعلى الأرجل وإظهار العضلات، وهذا لا يليق بحشمة المرأة ولا بحيائها وعفتها وطهارتها. وقد يقع حادث فتُصْدَمُ سيارتها أو تَصْدِمُ سيارةً أُخْرَى، والسيارة المصدومة فيها رجال أوباش يتحرشون بالنساء، وهي في بعد عن الناس، ولا تستطيع أن تستغيث بأحد، ومهما استغاثت فإن الاستغاثة قد تأتي متأخرة، فَيُفْعَلُ بها ما لا يحمد عقباه، هذا وقد يكون الحدث كبيرا، فقد تنقلب سيارتها وتتعرض للعري في أخص عوراتها، وأخص زينتها. والسيارة تسهل للمرأة كل محظور تريده، ويوقفها رجل الأمن أحيانا فيغازلها لاسيما إذا كانت شابة وسيمة، والرجال في هذا الوقت لا دين لهم ولا علم ولا أدب إلا من رحم الله، فهم كلاب مسعورة، ولا سيما إذا كانت لهم السلطة، وهي الضعيفة المسكينة، التي تبحث عن الخروج من مأزقها بأي وسيلة كانت. ومخازي سياقة المرأة كثيرة تحتاج إلى تعريف خاص، يجمع طاماتِ سياقة المرأة ومخازيها. أما ركوبها مع السائق داخل المدينة على مرأى ومسمع من الناس؛ فإن كانت تقية تلزم حدودها فلا حرج في ذلك، وكذلك الشأن في ركوبها سيارَةَ الأجرة فإنها مكشوفة والغَدْرُ فيها قليل، والسلامة هي الغالبة، ومن استطاع الاستغناء عن كل هذه المظان للإشكالات والمخالفات فهذا هو الواجب، وما أشرت إليه يكون على سبيل الاضطرار والحاجة الماسة التي لا وسيلة لها إلا بذلك. هذا والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 05:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما تعليق الإخوة الكرام على هذه الفتوى المضحكة المبكية
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضيلة الشيخ، نعلم أن سياقة المرأة للسيارة غير جائزة، ذلك من خلال فتاوى كثير من المشايخ في المملكة العربية السعودية، ولكن في نظري والله أعلم أن سياقة المرأة أهون من ركوبها مع السائق الخاص أو الطاكسي وهما في خلوة، ما رأي فضيلتكم في هذا الكلام بارك الله فيكم وفي علمكم.
الجواب
السياقة في ذاتها ليست هي المحرمة لا بالنسبة للرجل ولا بالنسبة للمرأة، ولكن ما يترتب على سياقة المرأة من محاذير هو الذي يدفع إلى القول بتحريم سياقة المرأة، فالسيارة قد تتعرض لآفات كثيرة تقتضي من المرأة بذل مجهود كبير في إصلاحها، مما يضطر المرأة إلى الوقوع في حرج كبير، فالرجل على قوته وشجاعته أحيانا قد يرتبك ويَثْقُلُ عليه الأمر فيحتاج إلى من يساعده، وهذا الأمر يقتضي التشمير على الساعد وعلى الأرجل وإظهار العضلات، وهذا لا يليق بحشمة المرأة ولا بحيائها وعفتها وطهارتها. وقد يقع حادث فتُصْدَمُ سيارتها أو تَصْدِمُ سيارةً أُخْرَى، والسيارة المصدومة فيها رجال أوباش يتحرشون بالنساء، وهي في بعد عن الناس، ولا تستطيع أن تستغيث بأحد، ومهما استغاثت فإن الاستغاثة قد تأتي متأخرة، فَيُفْعَلُ بها ما لا يحمد عقباه، هذا وقد يكون الحدث كبيرا، فقد تنقلب سيارتها وتتعرض للعري في أخص عوراتها، وأخص زينتها. والسيارة تسهل للمرأة كل محظور تريده، ويوقفها رجل الأمن أحيانا فيغازلها لاسيما إذا كانت شابة وسيمة، والرجال في هذا الوقت لا دين لهم ولا علم ولا أدب إلا من رحم الله، فهم كلاب مسعورة، ولا سيما إذا كانت لهم السلطة، وهي الضعيفة المسكينة، التي تبحث عن الخروج من مأزقها بأي وسيلة كانت. ومخازي سياقة المرأة كثيرة تحتاج إلى تعريف خاص، يجمع طاماتِ سياقة المرأة ومخازيها. أما ركوبها مع السائق داخل المدينة على مرأى ومسمع من الناس؛ فإن كانت تقية تلزم حدودها فلا حرج في ذلك، وكذلك الشأن في ركوبها سيارَةَ الأجرة فإنها مكشوفة والغَدْرُ فيها قليل، والسلامة هي الغالبة، ومن استطاع الاستغناء عن كل هذه المظان للإشكالات والمخالفات فهذا هو الواجب، وما أشرت إليه يكون على سبيل الاضطرار والحاجة الماسة التي لا وسيلة لها إلا بذلك. هذا والله أعلم.
لماذا هي مضحكة مبكية؟!
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 11:18]ـ
كنت أتمنى أن أستفيد من تعاليق الإخوة الكرام،أما وقد رغب السائل في معرفة لماذا هذه الفتوى مبكية مضحكة؟ فإليه بعض ذلك:
أولا:مبكية لأنها لاتستند إلى دليل نقلي وقد ركبت وقادت النساء الدواب عبر العصور والسقطة من فوق ناقة أو فرس تعرض المرأة لمثل ما جاء في الفتوى أو أكثر ومبكية كذلك لأن فيها قذفا في حق بعض الناس بل و تكفيرا في حق آخرين في قوله:"الرجال في هذا الوقت لا دين لهم " وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من قلوب العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا". وهذا شيء يبكي العيون ويدمي القلوب
ثانيا: مضحكة حين احتكم صاحبها إلى عقله فرأى أن ركوب المرأة في سيارة الأجرة مع سائق السيارة مع ما في ذلك من خلوة أهون من سياقتها لسيارتها وكأن هذا الأخير مستثنى من أولئك الرجال الذي لا دين لهم - حسب قوله - ولا يستطيع أن يعقد موعدا مع الراكبة ألم يقل الشاعر"
نظرة فابتسامة فسلام * * *فكلام فموعد فلقاء
وهل من فرصة للعاشقين أفضل من هذه عند من يسيء الظن بالناس؟
والباقي ياتي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 12:36]ـ
الأخ الكريم: المعيار: لا أرى في الفتوى ما رأيته - هداك الله - حيث رحت تضحك من صاحبها!
بل ذكر المفتي - بارك الله فيه - مفاسد القيادة، كما هي عند العقلاء، ووازن بينها وبين مفاسد الركوب مع سائق، فرجح ارتكاب المفسدة الأدنى التي لا تتعلق إلا بحالات فردية، وغلبها على مفسدة عظمى يراد (تعميمها) على الجميع. وهذا هو الفقه. علمًا أن الأمرين فيهما مفسدة، وهما محرمان عند من يفتي بهذه الفتوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ترديدك لشبهة ركوب الدابة ... الخ.
فتجد نقاشه، مع ذكر الحلول الشرعية هنا:
http://saaid.net/female/02.htm
وهنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/73.htm
وفقك الله، ونفع بمشاركاتك مجتمعك، وجعلك مفتاح خير ..
ـ[مراد]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 01:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياسليمان والأمل الراحل
العلم قال الله قال رسوله ـــــ قال الصحابة هم أولوا العرفان
ماالعلم نصبك للخلاف سفاهةً ــــــ بين الرسول وبين رأي فلان
وقال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت ... )
فالدين كامل والدلائل على كل شيء موجودة في الإسلام بمقتضى هذه الآية
فأين الإستشهادات المستندة على الكتاب والسنة في الفتوى التي تبدون آرائكم فيها
أما إذا كانت الفتاوى مبنية على قياسات عقلية , فإنها تخرج من دائرة أهل السنة والجماعة
لأن المبدأ عندهم (العلم قبل القول والعمل) ولا يقبلون شيئاً إلا بالدليل فلله درهم
وأذكر بأن هناك أصل في علم الأصول أسمه (التحريم للغير) وفيه تفصيل
فالفتوى مردودة لأنها تخالف المبدأ بغض النظر عن صحتها أو بطلانها
ومع هذا فلا أرى من الصحيح أن نقذفها بالمضحكة أو غير ذلك ولكن نكتفي بالإعراض عنها وعدم الإلتفات إليها
ولا مانع بعد إدراج الأدلة الشرعية من إدراج ما يوافقها من دلائل عقلية
فهي تقنع الذين يرونها خيراً ولا تصل بهم الكفاءة الإيمانية إلى
أن الخير اليقيني العظيم في القرآن الكريم.
مثال
لنفرض أن كل حالة اجتماع سائق سيارة مع أجنبية حالة زنا والعياذ بالله
هل مجموع هذه الحالات أكثر من الحالات التي ستحدث بعد ارغامهن على قيادة السيارة!
نعم ارغامهن
فليس صحيحاً أن نساء المملكة العربية السعودية يريدون أن يقودون السيارات إنما هذا الإعلام يعكس في نفوسهم أن هناك الكثير منهن يريدون القيادة بينما الواقع أنهم يفضلون الأوامر المحمدية
على صاحبها الصلاة والسلام والتي أتى بها من ربه عزوجل والدليل: (إن هو إلا وحي يوحى).
وأنا بنفسي قمت بتجربة أفضت إلى أن جعلتني أضحك ضحك الطمأنينة
لقد قمت بنشر أوراق استبانه في إحدى الثانويات لأن الفتيات فيها يكن غالباً مراهقات
وكتبت فيها اتباع أوامر الإسلام أم قيادة المرأة للسيارة ووضعت خانة اختيار
فأتتني الأوراق ملطخة بالإحتجاجات الإسلام الإسلام ومنهن من قذفني بأني أسعى لأهداف هدامة للدين
ومنهن من قالت والله لأن أقتل أحب إلي من القيادة
ومنهن من تفننت في الشتم واللعن
والمحايده منهن من أشارت إلى الإسلام وتركت خانة القيادة
المهم لا تضحكوا علي أنتم أيضاً فليس هدفي من هذه الأوراق أخذ الإجابات بقدر أن أرسل لهن بعض التنبيهات وأجعلهن يستيقضن لمن يريد أن ينزل مقدارهن من الأعداء .. وفوائد أخرى
ـ[ابن رشد]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 02:45]ـ
أخي مراد:
تصرف الفتيات الذي ذكرت ممايثلج الصدر
والله أعلم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 03:56]ـ
قد نختلف في مواقفنا من هذه الفتوى من حيث النظر لكن لا يجوز أن نختلف في ضرورة اعتمادها على السند الشرعي مما عبر عنه الأخ مراد مشكورا بقوله:
"العلم قال الله قال رسوله ـــــ قال الصحابة هم أولوا العرفان
ماالعلم نصبك للخلاف سفاهةً ــــــ بين الرسول وبين رأي فلان
وقال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت ... )
فالدين كامل والدلائل على كل شيء موجودة في الإسلام بمقتضى هذه الآية
فأين الإستشهادات المستندة على الكتاب والسنة في الفتوى التي تبدون آراءكم فيها
أما إذا كانت الفتاوى مبنية على قياسات عقلية , فإنها تخرج من دائرة أهل السنة والجماعة
لأن المبدأ عندهم (العلم قبل القول والعمل) ولا يقبلون شيئاً إلا بالدليل فلله درهم"
وتجدر الإشارة في الأخير أني لست مع سياقة المرأة أو ضده وإنما أنا في موقف مناقشة الفتوى المذكورة
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 04:35]ـ
أظن أن الشيخ سُليمان قد وضع رابطًا يتضمن الشبهات والرد عليها المتعلقة بقيادة المرأة للسيارة.
وهذا هو اقرؤه جيدا. .
http://saaid.net/female/02.htm
ولا شك في أن قيادة المرأة للسيارة أعظم وأشد ضررا من ركوبها مع سائق أجنبي.
وليست كل عائلة لديها سائق، وإن كان لديها فإنها لا تسمح لبناتها الركوب لوحدهن مع السائق.
الدنيا لا زالت بخير.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 11:28]ـ
الأخ الكريم: مراد: تقول: (فأين الإستشهادات المستندة على الكتاب والسنة في الفتوى التي تبدون آرائكم فيها)!
لو قرأتَ كلام العلماء لما قلتَ هذا.
فقاعدة " درء المفسدة "، وقاعدة: " الموازنة بين المفاسد " .. مشهورة معلومة، عليها عشرات الأدلة.
قال تعالى: (وإثمهما أكبر من نفعهما .. ) ..
وسؤالي لك وللأخ محمد:
- ماردكم على من لم يقتنع بتحريم المخدرات، وضحك من الفتوى، والتشدد في الحكم على مروجها، وقال ما قلتم:
العلم قال الله قال رسوله ... الخ!
وفقكما الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 12:02]ـ
يبدو أن مناقشة هذا الموضوع بهذا الأسلوب قائمة على موقف مسبق وليس على مبدإ علمي نزيه وأنا أسأل إذا كانت الغاية هي الوصول إلى نتائج مقنعة فهل يقبل بعض الإخوة الذين يحيلون على أنفسهم أن نضع المنافع والمضار في الميزان فأي الكفتين رجحت أخذنا بها في الحكم؟
أتمنى أن يتم ذلك وفي إطار أدب الاختلاف
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 01:45]ـ
أخي محمد: تقول: (وليس على مبدإ علمي نزيه)!
ما رأيك لو يُقال لك هذا؟ ماالفرق؟
-------
والمصالح والمفاسد يقررها أهل العلم، والمطلعون على أحوال البلد ومشاكلها. لا غيرهم.
فمثلا: قد يكون كشف الوجه عندك غير مفسدة.
وأما غيرك ممن يُرجح القول الصحيح، يعد هذا مفسدة، بل معصية.
وهكذا ..
وفقك الله .. وجعلني الله وإياك مبارَكين، ننشر الخير، وندحر الشر ومنافذه.
والله الهادي ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 05:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 05:57]ـ
أخي الفاضل سليمان وفقك الله وسدد خطاك: لقد فهمت مرادك - وأهل كل بلد أعلم بأحواله - وأحيي فيك علمك و نبلك وواقعيتك ...
نسأل الله أن يجعل أعمالنا جميعا خالصة لوجهه الكريم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 09:13]ـ
بارك الله فيك ..
وأنا أحيي فيك أدبك، ورقي عباراتك.
أسأل الله أن يجعل أعمالنا جميعا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا لما يُحب ويرضى ..
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 11:15]ـ
الملاحظ أيها الأفاضل أنَّ أهل الخير الذين يرون في قيادة المرأة مفاسد، سيظلون يقولون هي محرمة! ومنكر! وإثم! ولا يريدها إلا بني علمان! ومن يريد إفساد المرأة ... الخ (وهذا حق!)
فإذا قاد النساء السيارات قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وقاتل الله فلان و علان!
ولكن حينما يتعلق الأمر بمواجهة خطر يهدد المجتمع، ويحمل في طياته مفاسد، ونحن في حالة شبه يقينية بقدومه لا محالة فيجدر بنا انتهاج أسلوب علاجي للمشكلة يهدف لأمرين:
أ- محاولة إلغائها والقضاء عليها.
ب - محاولة تخفيف مفاسدها في حال العجز عن الأولى.
هل هناك عناية بالأمر الثاني؟ أشك في ذلك!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 11:23]ـ
أعتقد _والعلم عند الله_أن الرأي العام (الشعب) هم الذين بيدهم الامر بعد الله تعالى,
ويؤيد هذا النظر للواقع ,والاحداث المتتالية
ولذا يأتي هنا سؤال مهم: من الذي يقود الرأي العام؟
ـ[مراد]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 05:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرأي العام فيما يبدوا لي (الإعلام)
ـــــ وأما يا أبا عبيدة من ناحية العمل في (محاولة تخفيف المفاسد)
أخشى أن يعكس في نفوس العوام تقبل الأمر فتضخيم المخاطر وتنبيه الناس لها أجدى والله أعلم
ـــــ وأما (فقاعدة " درء المفسدة "، وقاعدة: " الموازنة بين المفاسد " .. مشهورة معلومة، عليها عشرات الأدلة.)
هذا ما أقصده وذكرت التحريم للغير كمثال فقيادة المرأة ليست محرمة لذاتها بل محرمة لما تفضي إليه من محرمات وهذا معلوم بالنسبة لكم فيما يبدوا لي والمعذرة على كل حال إذا أسأنا التصرف أو أخطأنا
ولكن أريد أن أسأل سؤال:
ماالذي أستطيع أن أفعله حيال هذه المسألة في مجتمعي الصغير (أقاربي وجيراني و و) ماذا أفعل للإسلام
أقصد ما هي أفضل الأساليب التوعوية المثلى في المسألة فلربما يفيدني أحدٌ بما لم أعهده من قبل
وشكراً
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 11:45]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
- (الرأي العام فيما يبدوا لي (الإعلام)).
الصحيح أنه في عالمنا المعاصر: جزء من الرأي العام. لمزاحمته من قنوات أخرى (أهمها الأنترنت التي تعبر بصراحة ودون كذب عن الآراء)، لهذا فصانع القرار لا يأبه كثيرًا بالإعلام. نعم قد يُجس بها النبض.
- المواجهة: تكون بإبراز المفاسد، ورد الشبهات، ووضع الحلول، وأن القيادة وإن حلت مشكلة هذه أو تلك إلا أنها ستفسد أضعاف أضعاف ما تُصلح، مع ذكر المفاسد التي تحدث الآن من الشباب الطائش وجرأتهم، فكيف لو قادت المرأة؟
أسأل الله أن يوفق الجميع لما يُحب ويرضى ..(/)
شرح رسالة «العبودية» لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: لشيخنا محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 03:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح رسالة «العبودية» لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -
جديد => (9 محاضرات بالصوت والصورة) <= جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=129 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=129)
http://www.rslan.com/images/index/al3obodiyah.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=129)
نبذة عن السلسلة: فقد سُئلَ شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: عن قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ} [البقرة: 21]، فما العبادةُ؟ وما فروعُها؟ وهل مجموعُ الدِّينِ داخلٌ في العبادةِ أم لا؟ وما حقيقةُ العبوديةِ؟ وهل هي أعلى المقامات أم فوقها شيء من المقامات؟ وليبسط لنا القول في ذلك. فأجاب رحمه الله تعالى بهذه الرسالة «العبودية».
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 بداية من نَص السؤال الذي أجاب عنه شيخ الإسلام بـ «الرسالة» إلى «الحقيقة الدينية والحقيقة الكونية»
2 بداية من «احتجاج آدم وموسى عليهما السلام» إلى «الذوق والوَجْد»
3 بداية من «بيان ما هو العمل الصالح» إلى «مسألة المخلوق محرَّمةٌ في الأصل»
4 تتمة «مسألة المخلوق محرَّمةٌ في الأصل» إلى «علامات محبة العِبَاد لربهم»
5 تتمة «علامات محبة العِبَاد لربهم» إلى «العظمة والكبرياء من خصائص الربوبية»
6 بداية من «أعظم الظلم الشرك» إلى «ضعف تحقيق العبودية التي بيَّنها الرسل ونتائجه»
7 «عودٌ إلى الإرادة الدينية والإرادة الكونية» إلى «بيان الشهوة الخفية وخطرها»
8 تتمة «بيان الشهوة الخفية وخطرها» إلى «بيان حكم الذكر بالاسم المضمر المفرد»
9 بداية من «ما شرعه الله من الذكر إنما هو كلامٌ تامٌّ» إلى «الخاتمة»
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=129[/ ... ](/)
كلام للإمام ابن القيم رحمه الله في مسألة القدر والتَّعليل، هل له تأويلٌ؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 03:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه «شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل» (ص 264):
«أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة وإن دخل تحت القدرة، فدخوله تحت الحكمة والرحمة ليس بالبين. فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء»
والسؤال:
كلام ابن القيم هنا عام في جميع النفوس
أليس إبليس نفسا من جملة النفوس؟
فهل يدخل في عموم كلام ابن القيم؟
وهل هناك أي مسلك لتأويل كلام ابن القيم هذا؟
(تنبيه: ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الكلام أثناء مناقشته لمسألة فناء النار، وقد كثر الكلام فيها من العلماء وطلاب العلم بل وغيرهم، ولا علاقة لها بهذا الموضوع، فأتمنى من إخواني المشاركين عدم الخوض فيها هنا، وجزاكم الله خيرا)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 09:21]ـ
رأيي القاصر أنه لا يمكن توجيه كلام ابن القيم هذا مع الالتزام بما نبهتَ عليه.
كما أنه يجب ابتداءا التنبّه لأمرٍ مهم -لا أظنه يخفى عليك-: هل ذكر الشيخ هذه المسألة من باب التقرير أم للتعليل؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 10:48]ـ
لا يمكن حملها إلا على تقريره لها لربطه إياها بصفتي الحكمة والرحمة وهما مجمع على إثباتهما لله عند أهل السنة فما يتعارض معهما لزم نفيه أو تأويله
وهذا هو مورد سؤالي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 12:12]ـ
كلام ابن القيم هنا عام في جميع النفوس
أليس إبليس نفسا من جملة النفوس؟
فهل يدخل في عموم كلام ابن القيم؟
وإنما خلقت للشر المحض
بارك الله فيكم
فقوله (المحض) أخرج إبليس لأنه سبب لكثير من الخيرات كالتوبة والابتلاءات والصبر عليها وغير ذلك مما لا يخفى
فالمراد بالمحض هنا ما لا يترتب عليه خير إذ كما هو معلوم أن الله لم يخلق الشر لذاته بل لما يترتب عليه من خير وهذا معلوم
يبقى الكلام عن الشر المحض بهذا المعنى هل هو متصور الوجود؟؟!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 02:50]ـ
سبقتني أخي أمجد لهذا التأويل الراجح
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الغُندر]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 06:42]ـ
بارك الله فيكم
فقوله (المحض) أخرج إبليس لأنه سبب لكثير من الخيرات كالتوبة والابتلاءات والصبر عليها وغير ذلك مما لا يخفى
فالمراد بالمحض هنا ما لا يترتب عليه خير إذ كما هو معلوم أن الله لم يخلق الشر لذاته بل لما يترتب عليه من خير وهذا معلوم
يبقى الكلام عن الشر المحض بهذا المعنى هل هو متصور الوجود؟؟!
عفوا هلا اكملت الاجابة وذكرت مثالا على الشر المحض؟
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 07:45]ـ
سبقتني أخي أمجد لهذا التأويل الراجح
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ما ذكره الأخ أمجد الفلسطيني ليس بتأويل وإنما حقيقة متقررة.
والخطأ إنما هو في استدراك الأخ عيد
وابن القيم رحمه الله ينفي عن الله أن يخلق شرا محضا لمنافاة ذلك للحكمة لا لعدم القدرة
فسبحانه وتعالى القدير الحكيم.
============
قال ابن القيم رحمه الله:
أما الشرّ المحض الذي لا خير فيه فذاك ليس له حقيقة بل هو العدم المحض.
فإن قيل: فإبليس شرّ محض، والكفر والشرك كذلك، وقد دخلوا في الوجود، فأيّ خير في إبليس وفي وجود الكفر؟
قيل: في خلق إبليس من الحِكم والمصالح والخيرات التي ترتّبت على وجوده ما لا يعلمه إلاَّ الله، كما سننبّه على بعضه. فالله سبحانه لم يخلقه عبثاً ولا قصد بخلْقه إضرار عباده وهلاكهم. فكم لله في خلقه من حكمة باهرة وحجّة قاهرة وآية ظاهرة ونعمة سابغة. وهو إن كان للأديان والإيمان كالسموم للأبدان، ففي إيجاد السموم من المصالح والحِكَم ما هو خير من تفويتها. أهـ
وفقكم الله
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 10:59]ـ
وفقكم الله
ليس السؤال عن وجود الشر المحض في خلق الله، فهذا خلاف عقيدة أهل السنة.
وإنما السؤال عن كلمة الإمام ابن القيم
«أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة
ركّزوا فيما تحته خط
فهذا يقتضي أن كل نفس شريرة لا بد أن يزول شرها، وخلاف ذلك ينافي الحكمة والرحمة
فهل هذا الكلام ينطبق على إبليس، فهو من جملة النفوس الشريرة؟
فأنتم -رعاكم الله- تتكلمون عن خلق نفس شريرة لا خير من وراء خلقها ألبتة.
وهذا لا خلاف في نفيه
وكلام ابن القيم -الذي أسأل عنه- عن خلق نفس شريرة لا يزول شرها ألبتة.
وهذا هو مورد سؤالي
أرجو أن تكون الإجابة مركّزة على السؤال دون الخوض في موضوعات أخرى من العقيدة تكلم فيها أهل العلم من قبل بما يغني عن إعادته
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 12:25]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال البخاري رحمه الله تعالى:
(كنتاب التفسير - ق- باب 1)
4850 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ مَا لِى لاَ يَدْخُلُنِى إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ. قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِى أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِى. وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابٌ أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِى. وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطٍ قَطٍ قَطٍ. فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلاَ يَظْلِمُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ خَلْقِهِ أَحَداً، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقاً». طرفاه 4849، 7449 - تحفة 14704
وقال في كتاب التوحيد باب 25:
7449 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا فَقَالَتِ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ مَا لَهَا لاَ يَدْخُلُهَا إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ. وَقَالَتِ النَّارُ - يَعْنِى - أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ. فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِى. وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِى أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا - قَالَ - فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَداً، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ. ثَلاَثاً، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ قَطْ». طرفاه 4849، 4850 - تحفة 13651
والحديث متفق عليه:
والله تعالى أعلم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 02:05]ـ
كلام ابن القيم المعترض عليه منكم يا أخ عيد قوله رحمه الله (أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة).
واعتراضك عليه من كلامك وهو قولك:
[ CENTER]
والسؤال:
كلام ابن القيم هنا عام في جميع النفوس
أليس إبليس نفسا من جملة النفوس؟
فهل يدخل في عموم كلام ابن القيم؟
وهل هناك أي مسلك لتأويل كلام ابن القيم هذا؟
إذن مقتضى اعتراضك أن إبليس من (النفوس الشريرة التي لا يزول شرها البتة).
وبهذا يحتاج كلام شيخ الإسلام ابن القيم إلى تأويل!
وقد غفلت وفقك الله عن مقصود ابن القيم بقوله (لا يزول شرها البتة) الذي قد بينه ابن القيم نفسه بقوله (وإنما خلقت للشر المحض والعذاب السرمد).
ومقصود ابن القيم أنه ليس من حكمة الله أن يخلق سبحانه (شرا محضا) لا ينتج إلا الشر الدائم الذي لا يزول ولا يكون سببا لوجود الخير في نفس الوقت.
وهذا معنى لا يزول شرها البتة.
فحال كونها سببا لوجود الخير في غيرها يكون شرها زائل في هذا الحال , والله اعلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 02:23]ـ
وقد غفلت وفقك الله عن مقصود ابن القيم بقوله (لا يزول شرها البتة) الذي قد بينه ابن القيم نفسه بقوله (وإنما خلقت للشر المحض والعذاب السرمد).
ومقصود ابن القيم أنه ليس من حكمة الله أن يخلق سبحانه (شرا محضا) لا ينتج إلا الشر الدائم الذي لا يزول ولا يكون سببا لوجود الخير في نفس الوقت.
وهذا معنى لا يزول شرها البتة.
فحال كونها سببا لوجود الخير في غيرها يكون شرها زائل في هذا الحال , والله اعلم
بل لعلك قد غفلت عن مقصود ابن القيم
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر لما تحته خط من كلام ابن القيم الذي نقلته أنت تعلم أن مقصوده زوال الشر من ذات النفس وليس بمجرد كونها سببا للخير
وإلا فما المانع من كون إبليس سببا للخير مع استحقاقه للعذاب السرمد؟
فتأمل.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 05:14]ـ
بل لعلك قد غفلت عن مقصود ابن القيم
انظر لما تحته خط من كلام ابن القيم الذي نقلته أنت تعلم أن مقصوده زوال الشر من ذات النفس وليس بمجرد كونها سببا للخير
وإلا فما المانع من كون إبليس سببا للخير مع استحقاقه للعذاب السرمد؟
فتأمل.
تذكر تنبيهك عفا الله عنك:
[ CENTER]
( تنبيه: ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الكلام أثناء مناقشته لمسألة فناء النار، وقد كثر الكلام فيها من العلماء وطلاب العلم بل وغيرهم، ولا علاقة لها بهذا الموضوع، فأتمنى من إخواني المشاركين عدم الخوض فيها هنا، وجزاكم الله خيرا)
وأنت الأن تريد إدخالنا في ما نهيتنا عنه هداك الله!
قولك: (زوال الشر من ذات النفس) يعادل قول ابن القيم رحمه الله (ولم يخلقها للعذاب السرمد) وبهذا نحتاج البحث في بقاء النار وفنائها!
وأما ما اعترضت عليه من قول ابن القيم رحمه الله (شرها لا يزول) يرادف قوله وقولنا (شرا محض).
وأنت حفظك الله سألت عن المعنى الثاني ونهيت عن الخوض في المعنى الأول!
ثم رجعت تسأل عن المعنى الذي نهيتنا عنه؟
وعلى العموم لا بأس من الخوض بعلم لكي نفهم المسألة:
مقدمة ابن القيم رحمه الله صحيحة ومتفق عليها وأنه ليس من الحكمة خلق الشر الذي لا يزول ولكن ابن القيم رحمه الله بنى عليها مقتضاها في ظنه الذي حاصله: بما أن هذه النفوس ليست من الشر المحض الذي لا يزول كما أقتضت حكمة الله كذلك حكمة الله سبحانه تأبى استمرار العذاب السرمد على هذه النفوس الشريرة؟!.
وهذا المقتضى مردود بأتفاق اهل السنة ببقاء الجنة والنار كما تنظره في رد إمام أهل السنة أحمد بن حنبل على القائلين بفناء النار وكذلك في رفع الأستار للأمير الصنعاني.
علما أن ابن القيم رحمه الله لم يجزم بشيء لا بالفناء ولا بالبقاء بالنسبة للنار ولكنه توقف عند أقوال بعض الصحابة الموهمة لعدم وضوح مآل النار ثم صرح بضعّف دلالة الأدلة المثبتة للبقاء , والله اعلم
قال رحمه الله في شفاء العليل (عقب المنقول عن عيد فهمي):
وأنا في هذه المسألة على قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فإنه ذكر دخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ووصف ذلك أحسن صفة. ثم قال: «ويفعل الله بعد ذلك في خلقه ما يشاء». وعلى مذهب عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حيث يقول: «لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا ناراً» وذكر ذلك في تفسير قوله: {قالَ النارُ مثْواكم خَالِدينَ فيها إلاَّ ما شاءَ ?للَّهُ}.
وعلى مذهب أبي سعيد الخدري حيث يقول: «انتهَى القرآن كلّه إلى هذه الآية: {إنَّ ربَّك فَعَّالٌ لما يُرِيدُ}.
وعلى مذهب قتادة حيث يقول في قوله: {إلاَّ ما شاءَ ربُّك}. الله أعلم بتبيينه على ما وقعت.
وعلى مذهب ابن زيد حيث يقول: «أخبرنا الله الذي يشاء لأهل الجنة، فقال: {عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}. ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار».
والقول بأن النار وعذابها دائم بدوام الله خبر عن الله بما يفعله، فإن لم يكن مطابقاً لخبره عن نفسه بذلك وإلاَّ كان قولاً عليه بغير علم، والنصوص لا تُفْهِم ذلك. والله أعلم. أهـ كلامه رحمه الله وإيانا وعفا عنا وعنه
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 06:34]ـ
ليس في ذلك دخول فيما نهيت عنه
ولكن مقصودي التركيز على إجابة السؤال فقط
وأما عن التزام مَن يقول بفناء النار بهذا القول (زوال شر إبليس) فأمر لا بد منه كما أشرتم رعاكم الله
ولكن هناك مَن تبنى القول بفناء النار من المعاصرين وعندما ألزمته بهذا اللازم لم يلتزمه مما يدل على أنه تبناه تقليدا بغير بحث
وهذه دعوة لكم ولكل الأعضاء مَن يعلم منكم مَن يتبنى القول بفناء النار من أهل العلم المعاصرين يعرض عليه هذا اللازم لنرى هل سيلتزمه أم لا؟
وأغلب ظني أنه لن يلتزمه والله أعلم.
أما إن التزمه أحدهم كان لزاما عليه أن يأتينا من أقوال السلف ما يدل عليه -وليس بفاعل- أو الرجوع عن القول بفناء النار.
فلعل بذلك يتضح سبب تركيزي على هذا السؤال
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 12:27]ـ
تنبيه أرجو من الله أن أصيب فيه
أما من قال أن" مقدمة ابن القيم رحمه الله صحيحة ومتفق عليها " فكلامه غير دقيق الا ان عنى اتفاق أهل مذهب معين ... بل هذه المقدمة هي من أكثر ما عرف فيها الاختلاف و كثرت فيها الحيرة بين المتكلمين و النظار و الفلاسفة و العباد من كافة الطوائف .. و القول أنها لا علاقة لها بموضوع فناء النار أو أنها لازم من لوازمه غير دقيق أيضا اذ شأنها أكبر من ذلك ... فهذه المقدمة هي الأصل العقلي الكبير الذي تبنى عليه مسألة فناء النار أي أن هذه الأخيرة هي لازم من لوازم المقدمة المذكورة لا العكس فحين قال من قال بتعلبل الأفعال ألزموه بترجيح صحة هذه المقدمة فلما التزمها عادوا و ألزموه بفروعها النقلية من جواز فناء النار فبقي متوقفا مدة لغياب النقل عمن سلف مع البحث و التنقيب حتى ذكره أحد تلاميذه بمواطن بعض الآثار فمال اليها ميلا ظاهرا في أواخر أيامه .... فالهوينى أثناء الكلام عن هذه المقدمة التي كما قال الامام ابن القيم طاشت فيها عقول الأذكياء و قلوب الأصفياء فالمسارعة الى هدمها دون روية لمجرد الزام القائلين بفناء النار الرجوع عن قولهم سيلزم منه - عقلا-الرجوع على القائلين بالتعليل أيضا لأن المقدمة من لوازم قولهم فيجب النظر الى ما قبل هذه المقدمة و ليس فقط الى ما بعدها
و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 03:14]ـ
أما من قال أن" مقدمة ابن القيم رحمه الله صحيحة ومتفق عليها " فكلامه غير دقيق
إن كنت تقصد قولي:
قولي:
مقدمة ابن القيم رحمه الله صحيحة ومتفق عليها وأنه ليس من الحكمة خلق الشر الذي لا يزول
فأنا ملتزم به وأما اللازم الذي التزمه ابن القيم رحمه الله فلم أدخله في ما أسميته ((مقدمة صحيحة ومتفق عليها))
بل عقبت عليه بأنه مردود كما ترأه في تعليقي السابق.
فإن كنت تعني أخي ابن الرومية وصفك (غير دقيق) بأن هذه العبارة ((ليس من الحكمة خلق الشر الذي لا يزول)) غير متفق عليها عند أهل الحق فلتكمل البيان وتتم الفائدة التي أفدتنا بها
وفقك الله
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 04:10]ـ
إن كنت تقصد قولي:
.
فإن كنت تعني أخي ابن الرومية وصفك (غير دقيق) بأن هذه العبارة ((ليس من الحكمة خلق الشر الذي لا يزول)) غير متفق عليها عند أهل الحق فلتكمل البيان وتتم الفائدة التي أفدتنا بها
وفقك الله
كان ينقص ما علم بالأحمر ليجعل عبارتكم الأولى أكثر دقة ... فتصبح العبارة معبرة عن مجموع من تعتقدون أنهم أهل الحق و غيركم قد يرى أنهم ليسوا كل أهل الحق و لا أن كل من هم من اهل الحق عندكم كلامهم صريح الدلالة على تلك المقدمة ... بارك الله فيكم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 05:18]ـ
يا رعاك الله إنما المعول عليه هو الحق
ولا عبرة بخلافه
ومن أجتمع عليه فهم أهل الحق
والحق المحض هو علم الكتاب والسنة وما أخذ منهما وبني عليهما مع اعتبار فهم السلف الصالح.
وأما من خالف هذه الأصول وأخترع وابتكر وتفلسف فهو أبعد الناس عن الحق ولا عبرة بمخالفته بل لا يدخل في مسمى أهل العلم كما قال الشافعي أو غيره.
والآن هل خالف أحدا تعلمه من أن حكمة الله تأبى خلق الشر المحض الذي لا يزول شره؟؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 09:28]ـ
الحمد لله
الاخوة والشايخ الكرام، أحسن الله اليكم
ورحم الله شيخنا وامامنا ابن القيم، فلا يسلم انسان من الخطأ والزلل مهما ثقل في ميزان العلم، وكل يؤخذ منه ويرد الا المعصوم صلى الله عليه وسلم. وكما أن التقليد فتنة للجهلاء، فالكلام والفلسفة هي فتنة للعلماء ولا ريب. ان مسألة فناء النار هذه لا يقوم عليها اجماع ولا اتفاق، وظاهر القرءان على خلافها، وما تعلق من الآيات في خلود بعض المحكوم لهم بالنار على مشيئة الرب جل وعلا، هو من المتشابه الذي يجب رده للمحكم في القرءان، ويصح تأويله جمعا للنصوص على أن البتر من الخلود فيها - تعلقا بالمشيئة - هو فيمن يدخلونها من الموحدين ثم يخرجون منها برحمة الله، فهؤلاء دخلوها ولكن لم يخلدوا فيها، فكانوا هم الاستثناء! أما من مات على غير التوحيد ولم يكن من أهل الفترة وقامت عليه الحجة فكيف لمثل هذا أن يدخل الجنة وهي مفتاحها (لا اله الا الله) كما هو معلوم؟ وان لم يكن له أن يدخل الجنة فان أخرج من النار فالى أين يذهب؟؟ ان العقل يحتمل احتمالين لا أرى ثالثا لهما، اما أن يذهب الى مكان آخر غير النار وغير الجنة وهذا لا دليل عليه البتة ولم يقل به أحد من السلف قط، واما أن يفنيه الله فيصير عدما بعد قدر من العذاب قد استحقه، فلا يبقى له أثر ولا وجود، وانما يصير الى العدم وهذا أيضا لا يقال الا بدليل ولم يقل به أحد من السلف أيضا، ويهدمه قوله تعالى عن الكافرين أنهم يتمنون من العذاب أن يكونوا ترابا كما يكون في الوحوش والبهائم التي يحكم في أمرها وتحاسب ثم تفنى وتنعدم وتصير ترابا! فلماذا نخوض فيما ليس فيه دليل ولا نص، وعندنا النصوص الظاهرة الواضحة على حكم من يدخل الجنة ويخلد فيها، ومن يدخل النار ويخلد فيها، ومن يدخل النار ثم يخرج منها الى الجنة يخلد فيها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ان قول ((ليس من الحكمة خلق الشر الذي لا يزول)) هذا قول فيه نظر ضروري! فلعل قائله أن ينتصر به لمذهب فناء النار، لأن النار في ذاتها شر، وخلودها يعني أنها لا تزول! وزوال الشر قد يكون بزوال الشيء الموصوف به أو بزوال الشر عن ذلك الشيء، أما أن يؤول هذا اللفظ على أن المراد بالشر الذي لا يزول أي لا يزيل أثره خير خارج عنه، كما يزيل الايمان شر الكفر ويزيل البر شر الفجور وما الى ذلك مما ينفي صفة الاستغراق في الشر لكل ما خلقه الله مما ظاهره الشر، فمحتمل ولكن الأقرب الى الذهن أن اللفظ يتعلق ببقاء وزوال ذات الشر او ذات الشيء الموصوف به نفسه، وليس زوال شره من خارجه بما هو خير ..
وفي جميع الأحوال فقوله ليس من الحكمة خلق شر لا يزول قول مقبول ان كان يقصد بذلك الشر المحض، الذي لا يراد من ورائه خير قط، والشر الذي لا يزول - في نفسه - يكون خيرا ان كان عقوبة لمن أجرم وقدم شرا يستحق به أن يعاقب بشر لا يزول! والمكر بالماكرين صفة كمال، وتعذيب المجرمين صفة عدل وحكمة، ومن ذلك بقاء الكفار - الذين نوى الواحد منهم ألا يبقى في الأرض ما بقي من العمر الا كافرا - في النار أبدا خالدين .. فلو ترك الفلاسفة وأهل الكلام كلامهم وسلموا أفهامهم للكتاب والسنة وفهم السلف رضي الله عنهم لسلم لهم دينهم ولعلموا أن الحكمة هي في كل ما أخبر الله به عن نفسه وصح عنه، وبقاء النار خالدة أبدا ليس فيه ما يعارض الحكمة بل هو محض الحكمة والعدل. واذا ارتفعت تلك الشبهة، سقطت العلة العقلية التي توهمها الفلاسفة فمالوا بها الى ما مالوا اليه!
ان قوله رحمه الله: "أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة وإن دخل تحت القدرة، فدخوله تحت الحكمة والرحمة ليس بالبين. فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء" ظاهر أنه ينتصر به لمذهبه في فناء النار، وان كان أطلق لفظة (نفوس)، والنار ليست - من جهة اللفظ - نفسا! ولكن دل على عموم المعنى الذي يريده من هذا اللفظ ما أردف به اذ قال (وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها) فأي نفوس تكون تلك التي تنطبق عليها تلك الصفة، الا أن يكون مقصوده النفوس التي تعذب (بفتح الذاي) في النار خالدة فيها، وكذا التي تعذب (بكسر الذاي) خالدة أيضا (أعني ملائكة العذاب في النار)؟! وسواء دخل ابليس أو لم يدخل في هذا اللفظ فهذا تفريع عليه ليس هو ما يعنينا، فالمراد تمحيص هذا القول العام الذي لا يسع من تأمله الا أن يجنح به الى حيث جنح ابن القيم رحمه الله في كلامه في فناء النار! والامام رحمه الله لم يقل بأن النار في مطلق خلقها شر محض أو ليست من الرحمة، فهذا كلام لا يقول به مسلم فضلا عن امام من أئمة العلم والدين، ولكن لعله توهم أن في خلودها بمن فيها خلودا سرمديا ما قد يكون كذلك، فجاءت الشبهة من هذا الباب، والله أعلم ..
رحم الله الامام رحمة واسعة، وثبتنا واياكم على الحق وعلى اكلتاب والسنة بفهم سلف الأمة رضي الله عنهم وألحقنا واياكم بهم في الصالحين ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 03:35]ـ
ينبغي أن نتعرف على حال إبليس في مرحلتين: مرحلة ما قبل الشر الذي حصل بسبب الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ومرحلة ما بعد الشر الحاصل بلعنة الله له وإخراجه من الملكوت الأعلى. ولا أرى أن ينحصر النقاش في حال إبليس الثانية مع إهمال الأولى، فإذا ضممنا حاله الأولى للثانية - وهما بلا شك متغايرتان - لم يكن هناك مجال لوصم إبليس بالشر المحض، هذا مع العلم بأن إبليس تسبب في جلب الشر على نفسه باختياره حينما انقاد لداعي الكبر والحسد، وليس لأن الله خلقه - بغير تسبب منه - شراً محضاً. كل ماسبق اعتبارات لا تخلو من أهمية.
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 03:41]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي أن نتعرف على حال إبليس في مرحلتين: مرحلة ما قبل الشر الذي حصل بسبب الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ومرحلة ما بعد الشر الحاصل بلعنة الله له وإخراجه من الملكوت الأعلى. ولا أرى أن ينحصر النقاش في حال إبليس الثانية مع إهمال الأولى، فإذا ضممنا حاله الأولى للثانية - وهما بلا شك متغايرتان - لم يكن هناك مجال لوصم إبليس بالشر المحض، هذا مع العلم بأن إبليس تسبب في جلب الشر على نفسه باختياره حينما انقاد لداعي الكبر والحسد، وليس لأن الله خلقه - بغير تسبب منه - شراً محضاً. كل ماسبق اعتبارات لا تخلو من أهمية.
إذا لم يكن إبليس بالشر المحض، كان فيه جانب من الخير، فما هو؟؟
وما هي آثار جانب الخير التي كانت فيه؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 04:06]ـ
ألم أقل لكم اخوتاه أن الجدل الفلسفي لا يجلب خيرا أبدا ..
ها قد انتقل الكلام عن ابليس، مع أني لا أحسب أن الأخ الكريم الذي فتح هذا الموضوع كان يعنى بابليس بالذات، وليراجعني في هذا ان كنت مخطئا. وعلى أي حال فالمراد بكلمة المحض، على ما يبلغه فهمي المتواضع، هو الخالص المطلق، وعليه فالشر المحض يكون الشر الذي لا يرجى من ورائه خير البتة! وهذا هو ما ننزه الله عنه، وهذا أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة كما هو معلوم، فالله لا يوجد الشر الا لخير عميم يراد من ورائه، وهو تبارك وتعالى الحكيم العليم، وأدلة ذلك تملأ ما بين دفتي القرءان، فهو عز وجل القائل:
((ولَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين)) َ [البقرة: 251]
فجعل سنة الدفع، والتي ظاهرها الألم والقتال والشر والنكال، هي سبيل صيانة الأرض من الفساد، بل انها لفضل من الله على العالمين كما تدل هذه الآية وما في نحو معناها، والمرض شر من وجه وخير من وجوه، والفقر شر من وجه وخير من وجوه، والقتال شر من وجه وخير من وجوه ووجوه، (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وادلة هذا المعنى في الكتاب والسنة تفوق الحصر كما بينا
فالمراد بالشر المحض، والممتنع في حق الله تعالى، هو الشر الذي لا يؤدي الى خير قط، والذي هو شر من جميع الوجوه، فيرجى التنبه الى هذا المعنى. فان تناولنا ابليس وسبب خلقه وسبب ابتلائه وتقدير الله لما صار اليه من الحال، لوجدنا أنه هو الحكمة المحضة والرحمة من رب العالمين، فلولا ابليس - وما جعل الله له من وسائل في نفوس البشر ومداخل يدخل منها - لما كان ذنب وما كانت توبة، وما كان جهاد ورفعة في المنازل والدرجات، وما كان صدق واخلاص، ولهدمت مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، وهذا ظاهر واضح. فمن هذا يقال أن خلق ابليس وتصييره الى ما صار اليه، هو شر من وجه ولكنه خير من وجوه شتى لا يعلم حصرها الا الله، ولا علاقة لذلك بما كان عليه ابليس قبل أن يكفر ويستكبر ويلعن ويبتلي الرب به آدم وسائر ذريته الى قيام الساعة.
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 04:42]ـ
حاصل كلامك أن شر إبليس زائل لا محالة، وذلك بدخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، وهو مناقض لقول ابن القيم: أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة.
ولاحظ أن الكلام ليس على حكم أفعال الله تعالى، لكن على وجود مخلوقات لا يزول شرها ألبتة أو يزول.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 06:42]ـ
إذا لم يكن إبليس بالشر المحض، كان فيه جانب من الخير، فما هو؟؟
وما هي آثار جانب الخير التي كانت فيه؟
هل حال إبليس قبل اللعن والطرد مثل حاله بعد ذلك؟ وإلا لما كان لكل ما حصل من اللعن والطرد والمقت فائدة.
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 08:20]ـ
فضيلة الشيخ/عيد
هل نفهم التالي مما ذكرت؟
أن هناك خلاف بين كون شر إبليس ليس محضا، وبين أن شره لا يزول.
نرجوا الإفادة.
ـ[علاء عبدالفتاح]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 01:06]ـ
شيخنا العزيز / عيد فهمى بارك الله فيك نرجوا التوجيه إن كان ما سنذكره صحيح أو لا؟
قول الإمام ابن القيم رحمه الله مقسم إلى قسمين
الأول: خلق نفوس لا يزول شرها البته
وهذا من حيث النظر نجد أنه موجود فإبليس لا يزول شره فى الدنيا فهو دائم الشر لعباد الله حتى فى الآخرة فشره لا يزول حيث يقف خطيبا فى أهل النار يتبرأ منهم وكفى برؤيته فى النار شرا لأهل النار فمن هنا لا يزول شره.
الثانى: خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد
فهذا لا يوجد فى خلق الله حتى إبليس لا يدخل فى الشر المحض وقد سبقت أقوالكم بالاتفاق على ذلك.
وبهذا فإن كلام ابن القيم رحمه الله يضاد بعضه بعضا فليس من اللازم أن تكون النفوس التى لا يزول شرها البته هى فى نفسها شرا محضا
فإبليس لا يزول شره وهو فى ذاته ليس شرا محضا ولكنه مستحق للعذاب الأبدى لما كان منه فى الدنيا من كفر بالله تعالى وطلبه للخلد فى الدنيا ليواصل كفره ليس هذا فحسب وانما ليكون سببا فى إغواء بنى آدم إغواءا لا يفنى إلا بإنتهاء الحياة ولو مدت الحياة جدلا أكثر من عمره الذى لا يعلمه إلا الله لظل يجدد كفره بالله فليس من لوازم الرحمة أن ينتهى عذاب إبليس فى الآخرة بفناء النار ولو رُدًّ لعاد للكفر فيكون الجزاء من جنس العمل استمرار عذابه أبدا بسبب استمرار شره أبدا.
ثم إننا لا نسلم أن خلود النار بمن فيها شر محض على ما ذكره أخونا أبو الفداء من أن ابن القيم رحمه الله قد وهم فيه، ولكن النار خلقها كخلق الجنة كل منهما تعبد الله ويكفى هذا من خير ولو كان هذا فى العذاب لأنه للكافرين.
مصطفى عبد القادر (السويس)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 08:44]ـ
جزيت خيرا يا أبا الفداء وبارك لك في علمك
وأنا على ما قال أخي ابو الفداء وفقه الله
ولا شك من غلط ابن القيم رحمه الله في هذه المسألة
والفائدة لا تخلو حتى من أغلاط هذا العالم النحرير وأمثاله من العلماء الربانيين.
فقد عرض ما عنده ولم يجزم بشيء بل توقف بناء على آثار سلفية ولم يسفهه الأتفاق المعقود بل نقده معلقا نقده بقوله (والقول بأن النار وعذابها دائم بدوام الله خبر عن الله بما يفعله، فإن لم يكن مطابقاً لخبره عن نفسه بذلك وإلاَّ كان قولاً عليه بغير علم)
وهذا حق فهو رحمه الله يطلب أن تطابق الدلالة قول المخبر جل في علاه.
ومطابقة الخبر للقول ببقاء النار كما هو قول أهل السنة ظاهر إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا.
ومخالفة ابن القيم رحمه الله في هذه المسألة وغيره في مسائل أخرى من الشذوذات التي لا يلتفت إليها من أراد الحق والخير لنفسه
فهذه الأخطاء من هولاء الجبال العلمية ما هي إلا فتنة لمن في قلبه زيغ وهوى فيتبع المتشابه من آيات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال أهل العلم فيضل ويشقى وهم براء مما أختاره لنفسه لأستفراغهم الوسع وعدم الخروج عن النص وإن أختلفوا في فهمه
وعلى ذلك فقس جميع أهل الحق من علماء الكتاب والسنة المتمسكين بفهم سلف الأمة.
فالله يرعاهم ويحفظهم ويرحم امواتهم ويلحقنا بهم غير مفتونين والله اعلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 12:45]ـ
فضيلة الشيخ/عيد
هل نفهم التالي مما ذكرت؟
أن هناك خلاف بين كون شر إبليس ليس محضا، وبين أن شره لا يزول.
نرجوا الإفادة.
أحسن الله إليك يا أبا مريم
نعم هناك خلاف واضح
فالشر الذي لا يزول أشبه النجاسة العينية التي لا يطهرها شيء
اما الشر المحض فهو الذي لا خير من وجوده بالمرة ولا نفع من خلقه أصلا
فالأول يمكن وجوده في المخلوقات كما أمكن وجود نجاسات عينية لا تطهر مطلقا
والثاني لا وجود له في خلق الله لأنه خلاف الحكمة، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقّ}
والله الموفق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 12:55]ـ
ها قد انتقل الكلام عن ابليس، مع أني لا أحسب أن الأخ الكريم الذي فتح هذا الموضوع كان يعنى بابليس بالذات، وليراجعني في هذا ان كنت مخطئا. لا لم تخطئ أحسن الله إليك
فأنا ذكرت إبليس لوضوح الأمر فيه وإلا فجميع أئمة الكفر ينطبق عليهم نفس الكلام
وأنا أنتظر ما سينتهي إليه كلام الإخوة الفضلاء لمناقشة المسألة مناقشة علمية سلفية وطرح ما سوى ذلك من التشغيب الذي لا نفع فيه
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 01:03]ـ
شيخنا العزيز / عيد فهمى بارك الله فيك نرجوا التوجيه إن كان ما سنذكره صحيح أو لا؟
قول الإمام ابن القيم رحمه الله مقسم إلى قسمين
الأول: خلق نفوس لا يزول شرها البته
وهذا من حيث النظر نجد أنه موجود فإبليس لا يزول شره فى الدنيا فهو دائم الشر لعباد الله حتى فى الآخرة فشره لا يزول حيث يقف خطيبا فى أهل النار يتبرأ منهم وكفى برؤيته فى النار شرا لأهل النار فمن هنا لا يزول شره.
الثانى: خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد
فهذا لا يوجد فى خلق الله حتى إبليس لا يدخل فى الشر المحض وقد سبقت أقوالكم بالاتفاق على ذلك.
وبهذا فإن كلام ابن القيم رحمه الله يضاد بعضه بعضا فليس من اللازم أن تكون النفوس التى لا يزول شرها البته هى فى نفسها شرا محضا
فإبليس لا يزول شره وهو فى ذاته ليس شرا محضا ولكنه مستحق للعذاب الأبدى لما كان منه فى الدنيا من كفر بالله تعالى وطلبه للخلد فى الدنيا ليواصل كفره ليس هذا فحسب وانما ليكون سببا فى إغواء بنى آدم إغواءا لا يفنى إلا بإنتهاء الحياة ولو مدت الحياة جدلا أكثر من عمره الذى لا يعلمه إلا الله لظل يجدد كفره بالله فليس من لوازم الرحمة أن ينتهى عذاب إبليس فى الآخرة بفناء النار ولو رُدًّ لعاد للكفر فيكون الجزاء من جنس العمل استمرار عذابه أبدا بسبب استمرار شره أبدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إننا لا نسلم أن خلود النار بمن فيها شر محض على ما ذكره أخونا أبو الفداء من أن ابن القيم رحمه الله قد وهم فيه، ولكن النار خلقها كخلق الجنة كل منهما تعبد الله ويكفى هذا من خير ولو كان هذا فى العذاب لأنه للكافرين.
مصطفى عبد القادر (السويس)
وفقك الله يابن عبد القادر
طرح جيد سوى ما لونته باللون الأحمر فهو محك الخلاف وأنا منتظر ما سينتهي إليه إخواننا الكرام للبدء في مناقشته.
ولي سؤال
لماذا تكتب بغير اسمك؟
فإن كان هذا معرفا لبعض إخوانك وكتبت من خلاله
فأتمنى أن تسجل في المجلس بمعرف خاص بك باسمك أو لقبك أو كنيتك كما تشاء
ومرحبا بك عضوا جديدا في هذا المجلس المبارك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 01:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه «شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل» (ص 264):
«أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة وإن دخل تحت القدرة، فدخوله تحت الحكمة والرحمة ليس بالبين. فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء»
والسؤال:
كلام ابن القيم هنا عام في جميع النفوس
أليس إبليس نفسا من جملة النفوس؟
فهل يدخل في عموم كلام ابن القيم؟
وهل هناك أي مسلك لتأويل كلام ابن القيم هذا؟
(تنبيه: ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الكلام أثناء مناقشته لمسألة فناء النار، وقد كثر الكلام فيها من العلماء وطلاب العلم بل وغيرهم، ولا علاقة لها بهذا الموضوع، فأتمنى من إخواني المشاركين عدم الخوض فيها هنا، وجزاكم الله خيرا)
وفقكم الله شيخنا الحبيب. . .
كلام ابن القيم هذا واضح جدا لا يحتاج إلى تأويل ولا شيء.
وهو كلام من صدق في عقله ودينه - فيما نحسب - ولا نزكي أحدا على الله.
قال:
«أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه: فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة. وإن دخل تحت القدرة، فدخوله تحت الحكمة والرحمة ليس بالبين. فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء»
هذا كلام جميل صحيح لا غبار عليه.
وهو رحمه الله إنما قال: (فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة)،
لم يقل: (فهذا مناقض للحكمة والرحمة).
وقال: (وإن دخل تحت القدرة، فدخوله تحت الحكمة والرحمة ليس بالبين)،
لم يقل: (وإن دخل تحت القدرة، فدخوله تحت الحكمة والرحمة بين البطلان).
إخوتاه. . . . اتقوا الله من العبث بكلام الأئمة الأجلاء!
ابن القيم هذا إنما قال: (فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء).
ولم يجزم ببطلان ما يناقض هذا النظر العقلي الرصين الرباني!
وعلى من وجد من الله تعالى فهما جديدا يفوق هذا الاجتهاد العظيم من هذا الإمام الكبير، فليتحفنا به لعل فيه زيادة علم!!
وإلا. . . فالسكوت خير له.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 02:44]ـ
مع أن لنا على كلام ابن القيم هذا شيء من الاستدراك (أو قل: زيادة)، لا أبديه الآن لأنظر في أمره.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 03:52]ـ
وفقكم الله شيخنا الحبيب. . .
وإياكم
كنت أنتظر مشاركتك أخي الحبيب منذ زمن
وقد أصبت كبد الحقيقة -مرة أخرى- عندما قلت:
وعلى من وجد من الله تعالى فهما جديدا يفوق هذا الاجتهاد العظيم من هذا الإمام الكبير، فليتحفنا به لعل فيه زيادة علم!!
وإلا. . . فالسكوت خير له.فهذا هو سبب طرحي للموضوع
أما كونه يفوق فهذا ما سأعرفه إن شاء الله من مداخلاتكم النافعة
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 01:40]ـ
فالشر الذي لا يزول أشبه النجاسة العينية التي لا يطهرها شيء
اما الشر المحض فهو الذي لا خير من وجوده بالمرة ولا نفع من خلقه أصلا
فالأول يمكن وجوده في المخلوقات كما أمكن وجود نجاسات عينية لا تطهر مطلقا
الأخ عيد سدده الله
لم أفهم الفرق بين الشر الذي لا يزول والشر المحض؟
وما هي النجاسة التي لا يطهرها شيء؟!
وبضرب الأمثلة تتبين الأمور
وفقت للصواب
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 05:17]ـ
الشر الذي لا يزول هو الشر الدائم كحال إبليس وهو مورد السؤال
وهو أشبه بالنجاسة العينية مثل العذرة فهي لا تطهر مطلقا مهما تكلفنا غسلها وتطهيره
ويقابل الأول الشر الذي يزول كحال الموحدين الذين يدخلون النار فهؤلاء فيهم شر فيدخلون النار لتطهيرهم منه فإذا طهروا أخرجوا منها وأدخلوا الجنة
ويقابل الثاني النجاسة الطارئة مثل الماء المتنجس فهذا يمكن تطهيره بالنزح أو المكاثرة أو غير ذلك من طرق التطهير المذكورة في كتب الفقه
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 05:37]ـ
أما الشر المحض الذي لا خير ولا نفع فيه بوجه من الوجوه فهذا لا مثال له؛ لأن أهل السنة يعتقدون أنه لا وجود له في خلق الله
فحتى إبليس في خلقه خير من تمييز الطائعين من العاصين ومقاومة أهل الطاعة له ولوسوسته وقيام فريضة الجهاد له ولأوليائه والتوبة من الذنوب التي يدعو إليها وغير ذلك من أمور الخير المحبوبة لله سبحانه وتعالى
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 02:43]ـ
قلت وفقك الله: (العذرة فهي لا تطهر مطلقا).
والله منزها عن خلق الشر المحض
أين وجه الخير من هذه العذرة التي لا تطهر؟!
فعلى وصفك - ولا أدري أمتحققا هو - أليس هذا من الشر المحض الذي لا خير فيه بوجه ولا يكون سببا للخير؟
فإن صح هذا رجع الشر الذي لا يزول إلى الشر المحض!
مع أن العذرة في ظني ينتج منها خير فهي سبب للنجاسة والتي هي سببا لرفع الحدث الذي هو سبب للطهارة والتي هي موجبه للأجر.
فالرجاء حل الإشكال
ـ[ابو محمد الطالبي]ــــــــ[28 - Feb-2008, صباحاً 12:23]ـ
لابد أن نستحضر هنا أمرين: 1/ أن عدم تصور العذاب السرمدي لايلزم منه أن أصحابه سيدخلون الجنة حين تفنى نارهم لأن الله حرم الجنة على الكافرين 2/ أن رحمة الله سبقت غضبه كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 02:05]ـ
قلت وفقك الله: (العذرة فهي لا تطهر مطلقا).
والله منزها عن خلق الشر المحض
أين وجه الخير من هذه العذرة التي لا تطهر؟!
فعلى وصفك - ولا أدري أمتحققا هو - أليس هذا من الشر المحض الذي لا خير فيه بوجه ولا يكون سببا للخير؟
فإن صح هذا رجع الشر الذي لا يزول إلى الشر المحض!
.........
فالرجاء حل الإشكال
أحسن الله إليكم
حل الإشكال في قولك:
مع أن العذرة في ظني ينتج منها خير
فالشر المحض لا ينتج منه خير مطلقا ولو احتمالا
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 03:37]ـ
ولكن العذرة تكون سببا للخير فتنتج خيرا ولا تكون بذلك شرا محضا.
أليس كذلك؟!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 01:36]ـ
ولكن العذرة تكون سببا للخير فتنتج خيرا ولا تكون بذلك شرا محضا.نعم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 08:21]ـ
الأخ الكريم نضال بارك الله فيك، لا داعي لترهيب الاخوة والمشايخ الأعضاء حفظهم الله من تناول قول الامام ابن القيم رحمه الله في هذه العبارة بالنقد العلمي، فلا أرى أحدا من الذين قاموا بالرد والتعقيب الى هذه اللحظة خرج على حدود الأدب في الكلام على الامام رحمه الله، أو تطاول عليه أو غمطه منزلته وقدره، ولا أرى منهم من قال مقالة منكرة لا تكون في نقاش طلبة العلم المنضبطين، فلماذا أخي الحبيب مسلك الترهيب والغلو في كلام الشيخ رحمه الله وكأنه وحي منزل؟ معلوم أن الامام رحمة الله عليه، على عظم قدره ومنزلته التي طاولت الجوزاء، أخطأ الجادة في مسألة فناء النار، ومذهبه فيها مردود عليه .. فما الضرر اذا ما طرحنا نحن عبارة من عباراته للنقاش العلمي والأخذ والرد، سيما وهي ظاهرة التعلق بهذه المسألة كما لا يخفى؟
لو أننا انتهى بنا النقاش ها هنا الى القول بتخطئة الامام رحمه الله في اطلاقه هذه العبارة، وكان ذلك بحجة وبرهان لا بأهواء وتهاويل وتوهيمات، أيكون في ذلك عدوان على منزلة الرجل رحمه الله؟
أنا أتفق معك فيما أفهم أنه موقفك، من أن الجدل في القضايا الكلامية أمر لا يأمن أكثر الخائضين فيه من الزلل، ولهذا تخوفت من تشعب الكلام في هذا المقام. ولكن أخي الحبيب حين يتعلق الأمر بتنقية ساحة العقيدة من الشوائب والهفوات والزلات - وما من حبر الا وله زلات وزلات مهما علت منزلته وقدره - فالتنبيه للخطأ والتحذير من الموهمات والتوجيه الصحيح لمفاهيم مشتبهات الكلام عنده وعند غيره أمر واجب على من تأهل لذلك!
لذا فلا أوافقك - بارك الله فيك - على قولك "كلام ابن القيم هذا واضح جدا لا يحتاج إلى تأويل ولا شيء." فلو كان هكذا حقا، لم يسغ لشيخنا الفاضل صاحب الموضوع أن يطرحه للنقاش ابتداءا، ولما وصفه بالكلام الخطير، ولما تتابع الكلام من الاخوة والمشايخ تعقيبا على ذلك بموافقة أكثرهم له على ذلك، وسعيهم في تأوله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو تأملت في العبارة لوجدتها ناقصة في الحقيقة .. فالاقتصار على لفظة (محض) فيها دون بيان واف مربع، مانع لوقوع الشبهة والالتباس انما هو نقص في اكمال مفهوم العبارة! وسبب هذا النقص ما وقع في مذهب الامام رحمه الله من تذبذب في شأن النار - والتي هي وما فيها ومن فيها، التأويل الوحيد لما ينطبق عليه هذا الكلام العام في تلك العبارة كما هو ظاهر. فهو رحمه الله يبدأ فيها بالكلام عن الشر الذي لا يزول وهو دائم بدوام الخالق جل وعلا، ثم يذكر أنه الشر المحض، فيوهم بأن هذا هو مقصوده من وصفه بالمحض، ولم يزد آخر العبارة الأمر الا ايهاما واشتباها، فهو يذيلها رحمه الله بقوله أن هذا هو منتهاه في تلك المسألة التي حارت فيها أذهان العقلاء. فلا أظنه يقصد بما حار فيه الذهن عقيدة أن الشر الذي لا وجه للخير فيه مطلقا هو أمر ممتنع الوقوع في خلق الله، فهذه وان حار فيها الفلاسفة فذلك من فلسهم، أما المسلمون فمجمعون على هذا المعنى ولا يخالف فيه الا زنديق! فلا يبقى الا أن يكون كلامه متجها الى نوع الشر الذي هو دائم أبدا بلا زوال، كما قدم في صدر العبارة! والاشكال يأتي من ادخاله لفطة (محض) في وصفه لجنس الشر الذي يقصده.
وجواب الاشكال بعون الله أن نقول أن هذه العبارة ان كان يقصد رحمه الله باطلاقها، نوع الشر الذي لا يزول بل هو دائم سرمد أبدي، فلا يفنيه شيء ولا ينهيه شيء، وان كان هذا هو مقصده بالشر المحض، كانت العبارة فاسدة ووجب ردها، لأن وجود الشر الدائم الأبدي في خلق الله ليس فيه منافاة لحكمة المولى جل وعلا، ولا يقال أن دخوله في الحكمة والرحمة ليس بالبين كما قال رحمه الله، لأنه فيه ومن ورائه خير من وجوه شتى كما تفضل المشايخ الكرام بالبيان.
وأما ان كان رحمه الله يقصد الشر المحض أي الذي لا خير فيه بوجه من الوجوه، فالعبارة صحيحة، ولكن لا يكون اذا ثمة فائدة من تخصيص ذلك النوع من الشر في وصفه بأنه الدائم السرمدي الذي لا يزول! بل كان ذلك التخصيص نقصا يحتاج الى مزيد بيان، فالشر المحض - بهذا المعنى - ممتنع امتناعا تاما في خلق الله، سواءا كان فانيا أو سرمديا أبديا لا يفنى! هو ممتنع على أي حال!
ثم لو كان هذا هو مراده من تلك العبارة، فما وجه قوله رحمه الله "فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء"؟ أي مسألة يعني بالضبط؟ لا نظن بالامام رحمه الله أنه على جلالة شأنه وعلمه قد أوكع عقله النظر في هذا الأمر الجلي الواضح والذي هو من الأصول المتقررة التي لا تحتاج الى نظر! فلا أظنه كان ينظر في مسألة هل خلق الشر المحض الذي لا خير فيه البتة ولا يراد من ورائه خير قط، هو موافق لحكمة الرب ورحمته أم غير موافق، حتى انتهى به النظر الى ما يقول! فالذي يصف الرب بخلقه شرا لا خير فيه بحال، انما ينسب الشر الى الرب وينسف صفة الحكمة والرحمة والعدل وغيرها، وذلك لا يذهب اليه مسلم، فضلا عن امام هداية كابن القيم رحمه الله! لذا فيبقى أن يقال أنه رحمه الله كان يقصد بلفظة (المحض) ما بينه بسياق الكلام في العبارة من أنه الدائم السرمدي الذي لا يزول، وليس الشر الذي لا يتطرق اليه مظنة الخير بوجه من الوجوه، كما هو المفهوم الأصوب للفظة محض!
هذا ما نتهى اليه نظري الحقير في تلك المسألة، وحاصله أن العبارة يتعين عند نقلها ألا تورد بلا بيان وتوضيح وتفصيل دفعا للالتباس والايهام، ومنعا لاستخدامها على أيدي الزائغين في الانتصار للباطل .. فرحم الله كاتبها وألحقنا معه في الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، والله تعالى أعلى وأعلم ..
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 10:02]ـ
الأخ الكريم نضال بارك الله فيك، لا داعي لترهيب الاخوة والمشايخ الأعضاء حفظهم الله من تناول قول الامام ابن القيم رحمه الله في هذه العبارة بالنقد العلمي، فلا أرى أحدا من الذين قاموا بالرد والتعقيب الى هذه اللحظة خرج على حدود الأدب في الكلام على الامام رحمه الله، أو تطاول عليه أو غمطه منزلته وقدره، ولا أرى منهم من قال مقالة منكرة لا تكون في نقاش طلبة العلم المنضبطين، فلماذا أخي الحبيب مسلك الترهيب والغلو في كلام الشيخ رحمه الله وكأنه وحي منزل؟ معلوم أن الامام رحمة الله عليه، على عظم قدره ومنزلته التي طاولت الجوزاء، أخطأ الجادة في مسألة فناء النار،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومذهبه فيها مردود عليه .. فما الضرر اذا ما طرحنا نحن عبارة من عباراته للنقاش العلمي والأخذ والرد، سيما وهي ظاهرة التعلق بهذه المسألة كما لا يخفى؟
لو أننا انتهى بنا النقاش ها هنا الى القول بتخطئة الامام رحمه الله في اطلاقه هذه العبارة، وكان ذلك بحجة وبرهان لا بأهواء وتهاويل وتوهيمات، أيكون في ذلك عدوان على منزلة الرجل رحمه الله؟
أنا أتفق معك فيما أفهم أنه موقفك، من أن الجدل في القضايا الكلامية أمر لا يأمن أكثر الخائضين فيه من الزلل، ولهذا تخوفت من تشعب الكلام في هذا المقام. ولكن أخي الحبيب حين يتعلق الأمر بتنقية ساحة العقيدة من الشوائب والهفوات والزلات - وما من حبر الا وله زلات وزلات مهما علت منزلته وقدره - فالتنبيه للخطأ والتحذير من الموهمات والتوجيه الصحيح لمفاهيم مشتبهات الكلام عنده وعند غيره أمر واجب على من تأهل لذلك!
لذا فلا أوافقك - بارك الله فيك - على قولك "كلام ابن القيم هذا واضح جدا لا يحتاج إلى تأويل ولا شيء." فلو كان هكذا حقا، لم يسغ لشيخنا الفاضل صاحب الموضوع أن يطرحه للنقاش ابتداءا، ولما وصفه بالكلام الخطير، ولما تتابع الكلام من الاخوة والمشايخ تعقيبا على ذلك بموافقة أكثرهم له على ذلك، وسعيهم في تأوله!
ولو تأملت في العبارة لوجدتها ناقصة في الحقيقة .. فالاقتصار على لفظة (محض) فيها دون بيان واف مربع، مانع لوقوع الشبهة والالتباس انما هو نقص في اكمال مفهوم العبارة! وسبب هذا النقص ما وقع في مذهب الامام رحمه الله من تذبذب في شأن النار - والتي هي وما فيها ومن فيها، التأويل الوحيد لما ينطبق عليه هذا الكلام العام في تلك العبارة كما هو ظاهر. فهو رحمه الله يبدأ فيها بالكلام عن الشر الذي لا يزول وهو دائم بدوام الخالق جل وعلا، ثم يذكر أنه الشر المحض، فيوهم بأن هذا هو مقصوده من وصفه بالمحض، ولم يزد آخر العبارة الأمر الا ايهاما واشتباها، فهو يذيلها رحمه الله بقوله أن هذا هو منتهاه في تلك المسألة التي حارت فيها أذهان العقلاء. فلا أظنه يقصد بما حار فيه الذهن عقيدة أن الشر الذي لا وجه للخير فيه مطلقا هو أمر ممتنع الوقوع في خلق الله، فهذه وان حار فيها الفلاسفة فذلك من فلسهم، أما المسلمون فمجمعون على هذا المعنى ولا يخالف فيه الا زنديق! فلا يبقى الا أن يكون كلامه متجها الى نوع الشر الذي هو دائم أبدا بلا زوال، كما قدم في صدر العبارة! والاشكال يأتي من ادخاله لفطة (محض) في وصفه لجنس الشر الذي يقصده.
وجواب الاشكال بعون الله أن نقول أن هذه العبارة ان كان يقصد رحمه الله باطلاقها، نوع الشر الذي لا يزول بل هو دائم سرمد أبدي، فلا يفنيه شيء ولا ينهيه شيء، وان كان هذا هو مقصده بالشر المحض، كانت العبارة فاسدة ووجب ردها، لأن وجود الشر الدائم الأبدي في خلق الله ليس فيه منافاة لحكمة المولى جل وعلا، ولا يقال أن دخوله في الحكمة والرحمة ليس بالبين كما قال رحمه الله، لأنه فيه ومن ورائه خير من وجوه شتى كما تفضل المشايخ الكرام بالبيان.
وأما ان كان رحمه الله يقصد الشر المحض أي الذي لا خير فيه بوجه من الوجوه، فالعبارة صحيحة، ولكن لا يكون اذا ثمة فائدة من تخصيص ذلك النوع من الشر في وصفه بأنه الدائم السرمدي الذي لا يزول! بل كان ذلك التخصيص نقصا يحتاج الى مزيد بيان، فالشر المحض - بهذا المعنى - ممتنع امتناعا تاما في خلق الله، سواءا كان فانيا أو سرمديا أبديا لا يفنى! هو ممتنع على أي حال!
ثم لو كان هذا هو مراده من تلك العبارة، فما وجه قوله رحمه الله "فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء"؟ أي مسألة يعني بالضبط؟ لا نظن بالامام رحمه الله أنه على جلالة شأنه وعلمه قد أوكع عقله النظر في هذا الأمر الجلي الواضح والذي هو من الأصول المتقررة التي لا تحتاج الى نظر! فلا أظنه كان ينظر في مسألة هل خلق الشر المحض الذي لا خير فيه البتة ولا يراد من ورائه خير قط، هو موافق لحكمة الرب ورحمته أم غير موافق، حتى انتهى به النظر الى ما يقول! فالذي يصف الرب بخلقه شرا لا خير فيه بحال، انما ينسب الشر الى الرب وينسف صفة الحكمة والرحمة والعدل وغيرها، وذلك لا يذهب اليه مسلم، فضلا عن امام هداية كابن القيم رحمه الله! لذا فيبقى أن يقال أنه رحمه الله كان يقصد بلفظة (المحض) ما بينه بسياق الكلام في العبارة من أنه الدائم السرمدي الذي لا يزول، وليس الشر الذي لا يتطرق اليه مظنة الخير بوجه من الوجوه، كما هو المفهوم الأصوب للفظة محض!
هذا ما نتهى اليه نظري الحقير في تلك المسألة، وحاصله أن العبارة يتعين عند نقلها ألا تورد بلا بيان وتوضيح وتفصيل دفعا للالتباس والايهام، ومنعا لاستخدامها على أيدي الزائغين في الانتصار للباطل .. فرحم الله كاتبها وألحقنا معه في الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، والله تعالى أعلى وأعلم .. وفقك الله وأحسن إليك يا أبا الفداء
طرح جيد
وفي انتظار المزيد من مشاركات الفضلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 09:43]ـ
لا. . . ما هو بجيد!
نتدبر مرة أخرى:
" فإن فهمت سر هذا الوجه، وإلا فجاوزه إلى ما قبله، ولا تعجل بإنكاره!! هذا سر المسألة، أنه سبحانه حكيم رحيم، إنما يخلق بحكمة ورحمة ............. فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء. وكنت سألت عنها شيخ الإسلام قدس الله روحه فقال لي: هذه المسألة عظيمة كبيرة ولم يجب فيها بشيء .............. فمن كان عنده فضل علم، فليحدثه. فان فوق كل ذي علم عليم "
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 09:58]ـ
فسر المسألة - إخوتي الأحباب - هو هذا السؤال:
هل تعذيب الله تعالى تلك النفوس تعذيبا دائما أبديا سرمديا موافق للحكمة؟ وهل فيه رحمةٌ؟
إن كان الجواب بالإثبات، فليبين وجه الموافقة بينهما! وإلا، فالسكوت في هذا مذهب الراشدين.
ابن القيم تفكر طويييييييييييلا في هذا الأمر، فلم يظفر بشيء يطمئن إليه. فقال منصفا غير متكلف:
" فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة ................... فدخوله تحت الحكمة والرحمة ليس بالبين ".
ولم يقل - رحمه الله رحمة واسعة بأبي هو وأمي -:
" فهذا مخالف للحكمة والرحمة! ................... فدخوله تحت الحكمة والرحمة غير جائز! ".
فمن منكم يأتي بالجواب بدلا من ذلك العبث؟
وفوق كل ذي علم عليم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 10:10]ـ
وأما قضية (المحض) أو (غير المحض)، فكم أستغرب من اعتراضاتكم الكثيرة - وفقكم الله!
لم يخلق إبليس والكفار للشر المحض الذي لا خير فيه بوجه من الوجوه. . هذا صحيح.
لكن صحته إنما تظهر لمرحلة (قبل دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار).
وأما بعد ذلك بحقب زمنية طويييلة، فأي خير في تعذيب هؤلاء تعذيبا أبديا سرمديا دائما بدوام الخالق الحكيم الذي هو أرحم الراحمين؟؟؟
ولقائل أن يقول:
" الخير فيه: دوام تأكيد إظهار النعم لأهل الجنة، حيث أنهم لا يزالون يرون عاقبة من لم يسلك مسلكهم في الدنيا، فيزيدون بذلك الحمد والشكر والثناء، ولم يزل عدل الله تعالى ظاهرا بينا واضحا ".
لكن هذا الجواب في النفس منه شيء، فلم أزل أتوقف.
وهناك احتمالات أخري. . زاد بذلك التوقف بعد التوقف،
كما قال تعالى: "إن ربك فعال لما يريد". . . . . ومعلوم أنه تعالى لا يريد إلا ما وافق حكمته وإن خفيت علينا وجهها.
فاللهم رب جبرائيل، وميكايل، وإسرافيل. . فاطر السموات والأرض. . عالم الغيب والشهادة. . أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون؛ اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صرط مستقيم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 10:23]ـ
ولعل قائلا يقول: " الخير فيه دوام تأكيد إظهار النعم لأهل الجنة، حيث أنهم لا يزالون يرون عاقبة من لم يسلك مسلكهم في الدنيا "اقتربت قليلا جدا من وجه واحد فقط من عدة وجوه عندي للرد على ادعاء التعارض بين دوام العذاب من جهة والحكمة والرحمة من جهة أخرى
وما زلت في انتظار باقي المشاركات الأخرى قبل سرد كلامي في المسألة أسأل الله السداد والهداية والتوفيق
وطرح الأخ أبي الفداء جيد إجمالا فلا تجحفه حقه فما اعتدت ذلك منكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 10:49]ـ
تمام قولي مذكور الآن في مكانه. . . وقد كانت المشاركة ناقصة - بتقدم الزر على الانتهاء من الكتابة.
وأما حكمي على كلام الأخ الفاضل أبي الفداء، فالظلم ليس ببعيد صدوره عني (وإن كنت لا أشعر به)؛
كما أنه ليس بعيدا وقوعه في حكمه - وفقه الله وبارك فيه - على كلام ابن القيم القيم (بل وفي حكمه على كلام العبد الفقير أيضا).
فأعتذر الأخ الكريم عما قد يكون في كلامي من الإساءة. . . فالتحقق من الحقيقة لا تفسد للأخوة قضية.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 11:08]ـ
اقتربت قليلا جدا من وجه واحد فقط من عدة وجوه عندي للرد على ..................
وما زلت في انتظار باقي المشاركات الأخرى قبل سرد كلامي في المسألة أسأل الله السداد والهداية والتوفيق
يبدو أن للشيخ الفاضل - أخلصه الله للخير والبركة - في هذا من العلم الشيءَ الكثير،
ولا أرى هناك داع إلى تأخير البيان - ولا حكمة فيه ولا رحمة - ما دام قد رفعت فضيلته راية التفوق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Mar-2008, صباحاً 08:48]ـ
لا زلنا في انتظار تلك (الوجوه) العديدة من الشيخ عيد. . .
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, صباحاً 10:08]ـ
لا زلنا في انتظار تلك (الوجوه) العديدة من الشيخ عيد. . .المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه
فلا تتعجل الخير
فما من مشاركة شارك بها أحد الإخوان إلا وانتفعت بما فيها حتى من خالف أو سأل أو شارك لمجرد المشاركة
واعلم أن الكلام في مثل هذه الأمور الشائكات مبناه على السلامة فمن سلم نجا
والسلامة مبناها على التأني ففي التأني السلامة
وهذا ليس بأول موضوع أفتحه وأتأنى في إكماله
بل لا أعلم موضوعا فتحتُه وأتممتُ الكلام فيه بما لا مزيد له عندي إلا أن يغلق فلا أتمكن من إتمامه
فكل الموضوعات التي هنا أو في ملتقى أهل الحديث ما زالت مفتوحة مع تقادم زمن كتابتها
فلمَ العجلة في هذا الموضوع خصوصا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 04:03]ـ
وكيف يوصف بالتأني والسلامة من وصف كلام إمام جهبذ بالخطورة، ثم كتم بيان وجه الخطورة هذه المدة الطويلة؟؟ بل ادعى بعد ذلك الظفر بالوجوه العديدة للرد على ما ذكره؟؟
أليس من اللائق أن يبدي المرء ما في نفسه من الظنون ليناقشه الإخوة هل بحق هو شيء يعتد به أم لا؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 05:29]ـ
ثم كتم بيان وجه الخطورة هذه المدة الطويلة؟؟ أحسن الله إليك
لم أكتم وجه الخطورة بل وضحته من أول مشاركة وهو ما يترتب على الكلام وليس نصه
وقد تأكد ذلك بكثرة الموافقين من المشاركين
وأما الوجوه فهي عندي بالفعل وما أيسر أن أضعها الآن
لكن آثرت التأخير لعلي أظفر بجديد يقوي عزمي ويسدد رميي
وعلى كلٍّ فهذه الوجوه لن أضعها أصلا إلا بعد وضع مقدمات حتى أرى من يتفق معي على هذه المقدمات ومن يختلف
فإذا وصلت مع الموافقين في المسألة وكذلك المخالفين إلى مقدمات نتفق عليها جميعا بدأت في سرد الوجوه وجعلت تلك المقدمات مرجعا عند الخلاف حتى لا يتشعب الكلام ويكثر الجدال وتضيع القضية كحال أكثر الموضوعات التي تطرح على المنتديات بغير ضابط ولا مرجعية
والله الموفق
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 05:47]ـ
بارك الله فيكم شيخنا؛
قصدي بعدم البيان: عدم بيان وجه المحذورية من دخول إبليس في عموم كلام ابن القيم.
وما دام الأمر كما أشرتم، فلنبدأ إذن بالمقدمات. . .
وفاح مسك السلام.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 07:25]ـ
المقدمة الأولى: الله سبحانه وتعالى ما زال حكيما رحيما متصفا بالحكمة والرحمة قبل خلق الإنسان وبعد خلقه وبعد قيام الساعة وأثناء لبث الكافرين في النار أحقابا لم ينفك عنه هذان الوصفان أزلا ولن ينفكا عنه أبدا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 07:32]ـ
المقدمة الثانية: حكمة الله ورحمته وسعتا كل شيء من خلقه ولم تختصا بالإنسان وحده بل كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى من العرش والكرسي والسموات والأرض والجنة والنار وغيرها داخل في الحكمة ووسعته الرحمة وإن لم يتبين لنا وجهه
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 07:40]ـ
المقدمة الثالثة: القول إذا كان أوفق لظواهر النصوص وأقرب لأذهان المكلفين كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ظاهر النصوص إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا ترد على أذهان المخاطبين بالنص إلا بتفسير متكلف
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 07:54]ـ
المقدمة الرابعة: ليس من الحكمة ولا من الرحمة أن تتضافر الأدلة من الآيات والأحاديث في مسألة ما على معنى واحد لا يفهم غيره بمقتضى لسان المخاطبين -اللسان العربي المبين- ويطلب من هؤلاء المخاطبين أن يعتقدوا فيها معنى آخر غير هذا المعنى الظاهر لا يدرك إلا بقياسات منطقية لا يحسنها كل أحد وبراهين فلسلفية لا يتفق عليها أحد؛ لأن لازم هذه المقالة أن يكون ترك الناس بلا رسالة خيرا لهم في أصل دينهم كما قال ابن تيمية
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 08:02]ـ
المقدمة الخامسة: أننا نتفق على أنه ليس في خلق الله شر محض لا خير فيه بوجه من الوجوه، أما وجود شر نسبي فلا مانع من وجوده في خلق الله حتى ولو كان دائما كخلق إبليس وأوليائه فهو شر لهم لكن يترتب على خلقهم من إقامة الجهاد واتخاذ الشهداء واصطفاء عباد الله المخلصين ما هو أعظم من ذلك الشر، وكالذنوب والمعاصي فهي شر في نفسها لكن يترتب عليها من التوبة والإنابة والاستغفار ما هو أعظم من كثير من الطاعات
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 08:11]ـ
المقدمة السادسة: عدم العلم بالشيء لا يعني العلم بعدمه، والأصل بقاء ما كان على ما كان، والنفي لعدم الفهم جهل، والجهل بالمسألة لا يعتبر قولا فيها
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 08:15]ـ
وأنا في انتظار مناقشة المقدمات قبل الشروع في سرد الوجوه
وما وضعت هذه المقدمات لكي يسلم بها الجميع بل لكي نناقشها حتى نصل إلى مقدمات يسلم بها الجميع
وأكرر دائما:
المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه
والاتفاق قبل الانطلاق يؤمن من الانزلاق
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 01:14]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
المقدمة الأولى: الله سبحانه وتعالى ما زال حكيما رحيما متصفا بالحكمة والرحمة قبل خلق الإنسان وبعد خلقه وبعد قيام الساعة وأثناء لبث الكافرين في النار أحقابا لم ينفك عنه هذان الوصفان أزلا ولن ينفكا عنه أبدا
مسلَّم. وهو الموصوف أيضا بأنه عليم قدير لا ينفك عن العلم والقدرة أزلا وأبدا.
المقدمة الثانية: حكمة الله ورحمته وسعتا كل شيء من خلقه ولم تختصا بالإنسان وحده بل كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى من العرش والكرسي والسموات والأرض والجنة والنار وغيرها داخل في الحكمة ووسعته الرحمة وإن لم يتبين لنا وجهه
مسلّم. وفي خلق إبليس والشياطين والكفار والمنافقين حكمة ظاهرة ورحمة بالغة، وأن رحمة الله العامة تشمل أعيانهم أيضا.
المقدمة الثالثة: القول إذا كان أوفق لظواهر النصوص وأقرب لأذهان المكلفين كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ظاهر النصوص إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا ترد على أذهان المخاطبين بالنص إلا بتفسير متكلف
هنا يجب الاستفسار:
1 - ما المراد بظواهر النصوص؟
2 - من هم المخاطبين بالنص؟ وما الطريقة المستعملة لتفتيش ما بأذهانهم؟
المقدمة الرابعة: ليس من الحكمة ولا من الرحمة أن تتضافر الأدلة من الآيات والأحاديث في مسألة ما على معنى واحد لا يفهم غيره بمقتضى لسان المخاطبين -اللسان العربي المبين- ويطلب من هؤلاء المخاطبين أن يعتقدوا فيها معنى آخر غير هذا المعنى الظاهر لا يدرك إلا بقياسات منطقية لا يحسنها كل أحد وبراهين فلسلفية لا يتفق عليها أحد؛ لأن لازم هذه المقالة أن يكون ترك الناس بلا رسالة خيرا لهم في أصل دينهم كما قال ابن تيمية
فلنسلِّم.
ويضاف إليها: أنه ليس من الحكمة والرحمة أن ترد نصوص كثيرة بذكر شيئين معينين يكون حكم أحدهما مبيَّن مفسَّر ويكون حكم الآخر فيها معلَّق مبْهَم، إلا إذا كان حكم الأول ومسيره ليس كحكم الثاني ومسيره ولو بأوجه معدودة. لأن لازم هذه المقالة: التفريق بين المتماثلين أو ترجيح أحد المتناظرين بلا مرجح.
المقدمة الخامسة: أننا نتفق على أنه ليس في خلق الله شر محض لا خير فيه بوجه من الوجوه، أما وجود شر نسبي فلا مانع من وجوده في خلق الله حتى ولو كان دائما كخلق إبليس وأوليائه فهو شر لهم لكن يترتب على خلقهم من إقامة الجهاد واتخاذ الشهداء واصطفاء عباد الله المخلصين ما هو أعظم من ذلك الشر، وكالذنوب والمعاصي فهي شر في نفسها لكن يترتب عليها من التوبة والإنابة والاستغفار ما هو أعظم من كثير من الطاعات
استحالة وجود شر محض لا خير فيه بوجه - مؤقتا أو دائما - في خلق الله متفق عليها؛
وأما وجود شر نسبي، فلا بد من التقييد بأنه مما وسعته الرحمة الإلهية العامة فلا يكون دوامه أبد الآباد.
ولا بد أيضا من التقييد بأن ذلك الشر النسبي (الذي هو شر لذاته خير لغيره) إنما خلقه الخالق الحكيم وسيلةً إلى الغاية الحسنة التى يحمد جل وعلا من أجلها - لا يخلقه عبثا أو معدوم الفائدة. فإذا ما حصلت الغاية، بطل بقاء تلك الوسيلة الشريرة - لأنه عندئذ لا تبقى لها فائدة.
المقدمة السادسة: عدم العلم بالشيء لا يعني العلم بعدمه، والأصل بقاء ما كان على ما كان، والنفي لعدم الفهم جهل، والجهل بالمسألة لا يعتبر قولا فيها
مسلَّم.
ومن لوازم الاستصحاب أيضا: أن الجزم بشيء وجودي مفتقر إلى دليل وجودي. وإلا، بقي التوقف وهو الأصل. ونقيض هذا: قول بلا علم.
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 07:13]ـ
عفوا لتطفلى على موائد الكرام، و لكنى أريد أن أفهم.
قول ابن القيم " أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة "، لم لا يكون المقصد منه " خلق الله عز وجل نفوس جبلها على الشر المحض"؟
أليس معنى هذا أن الله عز وجل هو الذى أودع فيها الشر و جبلها عليه كليةً، و بالتالى فعذابها ظلم حاشا لله؟
لم لا يكون كلام ابن القيم فى هذا المضمار؟ أعنى أن يكون معناه أن الله عز وجل لا يخلق نفسا يجبرها على الشر جبرا ليعذبها به.
أعرف أن أحدا من الإخوة لم يذكر هذا الكلام فهو عندى إشكال أرجو بيانه.
أفيدوا أخاكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 08:02]ـ
الحمد لله
الاخوة والشايخ الاجلاء سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا أقول لأخي الحبيب نضال ليس في نفسي من كلامك شيء أخي الكريم ولا أحمل قول من خالفني من اخوتي وقال لي (كلامك ليس بجيد) محمل سوء أبدا، الا ان وقع ذلك في كلام لا يسوغ الخلاف والنزاع فيه، وليس تأولنا لكلام ابن القيم الذي بين أيدينا - من حيث كونه تأولا - مما لا يسوغ النزاع فيه، بارك الله فيكم وسددكم الى الحق وهدانا لما اختلف فيه من الأمر باذنه، انه عليم حكيم.
والآن قد انتقل الكلام الى مربط الفرس ومناط القضية، والتي زلت فيها أقدام، ألا وهي (هل خلق نفوس تخلد في العذاب أبدا، هو مما يدخل تحت صفتي الحكمة والرحمة؟)
وأود التعقيب على مقدمات الشيخ تعليقا أسأل الله ألا يضرب فيه الاستطراد في غيرما محل ..
وأبدأ بعد الصلاة والتسليم على خاتم النبيين ببيان تسليمي بالمقدمة الأولى والثانية، وبما عقب به عليهما الأخ الفاضل نضال. وأزيد أن هذا من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة. وتفريعا عليها - وقد يكون سابقا لأوانه - أقول أنه سواءا انتهى بنا الكلام ها هنا الى معرفة الحكمة من خلق عذاب سرمدي أبدي لا يزول أبدا، أو عدم ذلك، فانه يجب أن نقر بأن لله في ذلك حكمة سابغة وان لم نهتد نحن اليها، والله جل وعلا ليس مطالبا ببيان الحكمة عنده وفي علمه وراء خلق كل شيء على نحو ما خلق، فهو لا يزال خالقا لما يشاء على نحو ما يشاء، كل يدخل في عموم الحكمة والرحمة ولا يخرج من ذلك شيء.
وهذا ينقلني الى مقدمة أود أن أضيفها الى كلام الشيخ حفظه الله - ان لم يكن يمانع في ذلك.
فأقول والله الموفق أن
(صفات الله عز وجل كلها متلازمة، وهذا التلازم تلازم وجهي)،
بمعني أن الله جل وعلا يتصف بأنه الجبار القهار - مثلا - ولكنه في ذات الوقت ومع جبروته وقهره هو الرحمن الرحيم. فكل عمل يعمله سبحانه أو يقضيه في خلقه وكونه أو في تشريعه وارادته الشرعية اذا ما تفحصناه بروابطه ولوازمه وأسبابه ونتائجه لوجدناه ان دخل وجهه المباشر المجرد في صفة القهر والانتقام - مثلا - فانه من وجوه أخرى وبجملة لوازمه يدخل تحت جميل الصفات الأخرى، وذلك على أحسن معاني الكمال التي هي أصل في معرفة أسمائه وصفاته تبارك وتعالى. فهو ان أهلك قرية من قرى الظالمين، كان ظاهر ذلك ووجهه المباشر هو دخوله في صفة الانتقام والقهر والمكر وما الى ذلك، ولكنه لا يكون نقصا أبدا ولا يقال أنه ينافي غير تلك الصفات أو لا يدخل تحتها، والا لم يجز أن يكون صفة لله اذ ذاك وهو المنزه عن كل نقص، والمكر والقهر والانتقام بلا استحقاق وبلا جريمة هو نقص لا يكون في حق الملك تبارك وتعالى.
فلو أنا نظرنا الى اهلاك الظالمين متجردا من اعتبار ما كان منهم قبل ذلك من الظلم، أو ونحن نجهل ما صنعوا حتى أوقع الله بهم ما أوقع، كان ظاهر الأمر متجها تحت المكر والانتقام والجبروت وكان محتملا - عند الجاهل بصفات الرب وبصفات وأعمال هؤلاء - أن يكون هؤلاء مستحقين لذلك أو غير مستحقين، ولكن تمتنع عندنا الثانية لعلمنا بأن الله رحيم وأن الله عادل حكيم وأنه سبحانه رحمته سبقت غضبه، وغير ذلك من صفاته تبارك وتعالى. فعلمنا بمجموع الصفات جعلنا نجزم - وان كنا لا نعلم ما صنع هؤلاء حتى استحقوا دخولهم تحت لازم صفة المكر والانتقام - بأن ما أوقعه الله بهم لا ينفك الرب معه وبه عن أي من صفاته الأخرى الكاملة، فهو مع انتقامه وبانتقامه حكيم عليم رحيم كريم ولا ينفك عن شيء من ذلك، حتى في حال انزاله لما ظاهره الشر.
ومنه نصل الى مقدمة أخرى فأقول بأن دخول عمل من أعمال الرب تبارك وتعالى تحت صفة من صفاته لا يعني عدم دخوله تحت سائر الصفات الأخرى .. فان لم يكن داخلا في الرحمة - مثلا - بذاته وظاهره، فبما يخفى منه أو بلوازمه
فانتقام الله من الكافرين واهلاكه لهم مثلا، هو رحمة من الله تبارك وتعالى بالمؤمنين الذين أزال الرب عنهم شر هؤلاء وخلصهم منهم وهو كرم من الله اذ أورث المؤمنين أرضهم ومكن لهم من دينهم فيها، بل فيه رحمة متفاوتة المقدار حتى بالكافرين الذين أهلكهم فهم وان كانوا استحقوا الهلكة الا أنهم يتفاوتون فيما استحقوا في الآخرة من العذاب، والنار دركات كما أن الجنة درجات، وقد وفاهم الرب ما أرادوا في الدنيا ولم يبخسهم ما طلبوا وعملوا من أجله، ولكنهم استحقوا العذاب فوقع العذاب، ولو أنه تعالى أخر أخذهم والبطش بهم واخراجهم من
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الدار لزال طغيان الطاغية منهم وظلم الظالم، ولزاد بذلك قدر العذاب الذي سيخلد فيه بما كسبت يداه، فامهال الظالم استدراج له، وبقدر ما يكون في تعمير المحسنين خير لهم ان ثبتهم الله على الاحسان، يكون في تعمير المعمر من الظلمة والبغاة شر وبيل عليهم اذ لا يزيدون الا استحقاقا لمزيد من العذاب!
وتطبيقا لهذا المعنى على حالتنا - وان كان هذا قد أيضا يسبق أوانه، ولكنه داء الاستطراد عندي سلوا الله لي العافية - فان الخلد في النار لا يخالف صفة الرحمة والحكمة بل هو داخل فيهما .. وبيان ذلك يبدأ من تقرير أن العدالة هي من حكمة الرب عز وجل وهي داخلة فيها ومن لوازمها، فهؤلاء قوم حرصوا على الخلد في الدنيا وكانت قلوبهم مبنية - وكذا أعمالهم بالتبعية - على الحرص على الاستكبار على الرب وعلى الحق أبدا ما كان لهم في الأرض حياة، بعدما قامت حجته عليهم بارسال الرسل - ومناط الأمر هو قيام الحجة الرسالية - فيود أحدهم أن يعمر ألف سنة ولا يتصور أنه مفارق للدنيا، بل كل أعماله مبناها الطمع في الخلد فيها على ما هو عليه من الكفر والاباء! ولكن لما كانت الدنيا دار فناء لا بقاء، وكان لابد من الموت والحساب، وكان جزاء الحرص على الخلد في الكفر والاستكبار على الحق والعمل من أجله، الخلد في العذاب أبدا، كان من حكمة الله أن جعل عذاب النار لهؤلاء سرمدا أبدا لا يزول! وتماما للرحمة والحكمة علق الرب ذلك المصير الرهيب على بلوغ الحجة الرسالية، فقد أعذر اذ أنذر وبلغ بل وأمهل طويلا وأقام الحجج البينات في كل شيء خلقه من الخلق فلم يترك ذريعة واحدة لأحد ممن قضى عليهم هذا المصير، حتى انهم يأتون يوم القيامة مقرين باستحقاقهم معترفين به كما نص القرءان في غير موضع!
ولا ينفك النظر الى خلود النار بمن فيها عن النظر الى النذارة بها، والتي بعث بها المرسلون تترا! فعلمهم بأنهم ان ماتوا على ما هم فيه فسيكون لهم خلود في ذلك العذاب، هو من حيث ابلاغ الرسالة اليهم رحمة بهم، لأن الله ما أرسل المرسلين الا رحمة بقومهم لاخراجهم من الظلمات الى النور! يقال لهم آمنوا ولكم الخلد في النعيم وان استكبرتم فلكم الخلد في الجحيم، فيرغبهم المرسلون أشد الترغيب ويرهبونهم أشد الترهيب، وليس فوق الخلد والمصير الأبدي - ذلك الشيء المرتجى المأمول من كل أحد - من مرغب ومرهب للقلوب! فهنا تظهر الرحمة، لا في خلود النار في ذاتها وانما في النذارة بها وترهيب الناس منها، فان قامت عليهم الحجة واستكبروا وأصروا لحق بهم ذلك المصير عن استحقاق تام، وما ربك بظلام للعبيد ..
استطردت كثيرا وربما أكون قد عجلت على الانتقال من المقدمات الى النتائج بذلك ولكن أردت رصد ما راودني من الفكرة في الأمر اعدادا لمزيد من الكلام فيه بعون الله تبارك وتعالى، ولعل شيخنا صاحب الموضوع حفظه الله يتعقب عليه فيما بعد عند تقديمه لما وعد باتحافنا به حفظه الله في تلك المسألة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 09:00]ـ
أما القاعدة الثالثة في قولكم حفظكم الله
" القول إذا كان أوفق لظواهر النصوص وأقرب لأذهان المكلفين كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ظاهر النصوص إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا ترد على أذهان المخاطبين بالنص إلا بتفسير متكلف"
فأسجل تسليمي بها، ولكن أنضم الى أخي الشيخ نضال في سؤال أخينا الشيخ بن فهمي عن المراد بظواهر النصوص. فكما هو معلوم أن الأصل حمل الكلام على ظاهره واعماله دون اهماله، ومعلوم أيضا أن النصوص الشرعية الصحيحة لا تتعارض، حتى وان كان يظهر التعارض أحيانا، وكل تأول متعسف أو تفسير متكلف سيكون ولابد غير مأخوذ من أثر سلفي أو مرجعية أثرية منضبطة، وهذا النوع هو ما يشكل على الناس فهمه والتعامل معه ويجد العلماء أنفسهم مطالبين بتوقيع النصوص الواضحة الدلالة عليه ومحاكمته اليها أيا كان! فهل هذا هو مرادكم أعزكم الله بالتأول المتعسف والمتكلف؟
ولكي يتضح مقصدكم من هذه المقدمة أرجو منكم ضرب مثال عليها، بارك الله فيكم
وأما المقدمة التالية في قولكم
"ليس من الحكمة ولا من الرحمة أن تتضافر الأدلة من الآيات والأحاديث في مسألة ما على معنى واحد لا يفهم غيره بمقتضى لسان المخاطبين -اللسان العربي المبين- ويطلب من هؤلاء المخاطبين أن يعتقدوا فيها معنى آخر غير هذا المعنى الظاهر لا يدرك إلا بقياسات منطقية لا يحسنها كل أحد وبراهين فلسلفية لا يتفق عليها أحد"
فهنا سؤال ضروري: هل فهم المخاطبين لتلك المسألة أمر متعين أم لا؟ فان كان متعينا، ولا يصلح لهم دينهم الا به، استحال في حق الله تعالى أن يكتم بيانه على مرسليه للمكلفين! فمثلا هل يلزمنا أن نفهم لماذا قضى الله كل شيء قضاه ولماذا خلق كل شيء خلقه؟ نعلم بالجملة أن شيئا من ذلك لا يخلو من الحكمة السابغة، ولكن من الذي قال أن الله يلزمه أن يفصل لنا في كتابه الحكمة من خلق كل شيء وقضاء كل شيء تفصيلا موسعا لا يستثنى فيه شيء؟؟ اننا بما علمنا ربنا من صفاته الكاملة ولوازمها الحسنة يستطيع أهل الاستنباط منا بما يفتح الله عليهم أن يستنبطوا الحكمة من خلق شيء ما على نحو ما خلق أو تشريع شيء ما على نحو ما شرع، يستخرجون ذلك المعنى لا من نص صريح في ذلك الشيء بالذات وانما من نصوص عامة وأصول يفرعون عليها وصولا اليه، وهذا نراه في كام أئمة السلف كثيرا. فهلا أتحفتمونا شيخنا الكريم بمثال هنا؟ ولعل هذه المقدمة وسابقتها هما في الحقيقة مقدمة واحدة ولا تزال تحتاج منكم - حفظكم الله - الى التمثيل عليها.
ولي عود باذن الله لمناقشة بقية المقدمات، بارك الله فيكم وسدد خطاكم الى الخير والحق وجعلنا واياكم من الهداة المهديين، آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 05:15]ـ
عفوا لتطفلى على موائد الكرام، و لكنى أريد أن أفهم.
قول ابن القيم " أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة "، لم لا يكون المقصد منه " خلق الله عز وجل نفوس جبلها على الشر المحض"؟
أليس معنى هذا أن الله عز وجل هو الذى أودع فيها الشر و جبلها عليه كليةً، و بالتالى فعذابها ظلم حاشا لله؟
لم لا يكون كلام ابن القيم فى هذا المضمار؟ أعنى أن يكون معناه أن الله عز وجل لا يخلق نفسا يجبرها على الشر جبرا ليعذبها به.
أعرف أن أحدا من الإخوة لم يذكر هذا الكلام فهو عندى إشكال أرجو بيانه.
أفيدوا أخاكم.
بارك الله فيكم أخانا الكريم؛
قد يحتمل الكلام ذلك المعنى، لكن لا أحسب أنه هو المقصود به.
وإلا، لما كان له بمسألة فناء النار صلة قوية مباشرة.
فالذي استبعد ابن القيم موافقته لحكمة أحكم الحاكمين، أن يخلق الرحمن الرحيم جل جلاله نفوسا هي مفطورة في أول أمرها على الإسلام والتوحيد، ثم قدّر سبحانه أن طرأ علها طارئ - من عندها بإعراضها عن العبادة والطاعة - يجعلها كفرة فجرة، استحق بها العذاب الأليم والخلود في نار الجحيم، ثم عذبها تعالى عذابا سرمدا دائما بدوامه سبحانه من غير أن تسبق رحمته ذلك العذاب المهين بالإنجاء أو الإفناء. وهذا سر المسألة، والله الموفق للهدى.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 05:25]ـ
الحمد لله
الاخوة والشايخ الاجلاء سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أولا أقول لأخي الحبيب نضال ليس في نفسي من كلامك شيء أخي الكريم ولا أحمل قول من خالفني من اخوتي وقال لي (كلامك ليس بجيد) محمل سوء أبدا، الا ان وقع ذلك في كلام لا يسوغ الخلاف والنزاع فيه، وليس تأولنا لكلام ابن القيم الذي بين أيدينا - من حيث كونه تأولا - مما لا يسوغ النزاع فيه، بارك الله فيكم وسددكم الى الحق وهدانا لما اختلف فيه من الأمر باذنه، انه عليم حكيم.
وفتح الله لكم أخي العزيز وإيانا فتوح العارفين الصادقين.
وأمل أن تحول استطراداتك إلى التركيز لتحليل محل النزاع،
فإن المطلوب من القائلين بدوام النار هو دليل واحد صحيح صريح يدل على ذلك من غير احتمال. هذا فقط هو المطلوب، وقد أعجزهم ابن القيم رحمه الله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 12:42]ـ
بارك الله فيك أخانا نضال وسدد رميك
ولكني كنت أحسب أن محل النزاع هو استنباط أوجه الحكمة والرحمة في وجود شر أبدي سرمدي، ومنه الحكمة في خلود النار، وذلك في اطار تأول كلام ابن القيم رحمه الله فيما هو منقول عنه، وكل ذلك على اعتبار أننا نتفق على أن القول بفناء النار الذي ذهب اليه هو قول ليس بصحيح .. مع اتفاقك معنا على أن معرفة الحكمة الربانية وراء خلق شيء ما أو الأمر بتكليف ما من عدمها لا ارتباط لها بالتسليم به ان ثبت نصا .. ولكن الآن أفهم من كلامك أنك لا تدافع عن هذه العبارة من كلام ابن القيم من جهة نفي وقوع هذا الخطأ فيها، وانما من جهة الانتصار الى مذهبه في فناء النار بصفة عامة، رحمه الله ..
فهل تقصد رعاك الله أن نحرر محل النزاع بين القائلين بفنائها والقائلين ببقائها؟
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 07:15]ـ
المقدمة الرابعة: ليس من الحكمة ولا من الرحمة أن تتضافر الأدلة من الآيات والأحاديث في مسألة ما على معنى واحد لا يفهم غيره بمقتضى لسان المخاطبين -اللسان العربي المبين- ويطلب من هؤلاء المخاطبين أن يعتقدوا فيها معنى آخر غير هذا المعنى الظاهر لا يدرك إلا بقياسات منطقية لا يحسنها كل أحد وبراهين فلسلفية لا يتفق عليها أحد؛ لأن لازم هذه المقالة أن يكون ترك الناس بلا رسالة خيرا لهم في أصل دينهم
نود من فضيلة الشيخ عيد فهمي أن يوضح لنا هذه القاعدة وما علاقتها بأصل الموضوع فالأمر مشكل عندي أسأل الله أن يبارك له في علمه وعقله
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 07:20]ـ
فإن المطلوب من القائلين بدوام النار هو دليل واحد صحيح صريح يدل على ذلك من غير احتمال. هذا فقط هو المطلوب، وقد أعجزهم ابن القيم رحمه الله.الأخ نضال بارك الله لك
القول بدوام النار هو المعروف المتواتر في كتب أهل السنة
وأظن أن الصواب أن يقال
فإن المطلوب من القائلين بفناء النار هو دليل واحد صحيح صريح يدل على ذلك من غير احتمال. هذا فقط هو المطلوب، وقد عجز ابن القيم رحمه الله عن ذلك.
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 07:25]ـ
المقدمة الخامسة: أننا نتفق على أنه ليس في خلق الله شر محض لا خير فيه بوجه من الوجوه، أما وجود شر نسبي فلا مانع من وجوده في خلق الله حتى ولو كان دائما كخلق إبليس وأوليائه فهو شر لهم لكن يترتب على خلقهم من إقامة الجهاد واتخاذ الشهداء واصطفاء عباد الله المخلصين ما هو أعظم من ذلك الشر، وكالذنوب والمعاصي فهي شر في نفسها لكن يترتب عليها من التوبة والإنابة والاستغفار ما هو أعظم من كثير من الطاعات
هل المقصود دوام الشر مع دوام الخير الناتج عنه؟
نرجو من فضيلة الشيخ توضيح الأمر واجابة السؤال
ونحن في انتظار الوجوه الموعود بها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 07:40]ـ
بارك الله فيك أخانا نضال وسدد رميك
ولكني كنت أحسب أن محل النزاع هو استنباط أوجه الحكمة والرحمة في وجود شر أبدي سرمدي، ومنه الحكمة في خلود النار، وذلك في اطار تأول كلام ابن القيم رحمه الله فيما هو منقول عنه، وكل ذلك على اعتبار أننا نتفق على أن القول بفناء النار الذي ذهب اليه هو قول ليس بصحيح .. مع اتفاقك معنا على أن معرفة الحكمة الربانية وراء خلق شيء ما أو الأمر بتكليف ما من عدمها لا ارتباط لها بالتسليم به ان ثبت نصا .. ولكن الآن أفهم من كلامك أنك لا تدافع عن هذه العبارة من كلام ابن القيم من جهة نفي وقوع هذا الخطأ فيها، وانما من جهة الانتصار الى مذهبه في فناء النار بصفة عامة، رحمه الله ..
فهل تقصد رعاك الله أن نحرر محل النزاع بين القائلين بفنائها والقائلين ببقائها؟
وفيك أخي الكريم. . . ابن القيم لا يقول بفناء النار، بل إنما لا يجد دليلا واحدا على دوامها، فتنبه.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 09:09]ـ
يا أخي الحبيب ان كنت تريد الكلام على ابن القيم وما قاله ابن القيم وما وفق اليه أو لم يوفق وتفصيل موقفه في تلك المسألة مما في كتبه رحمه الله، كان هذا موضوعا، وان شئت أن يكون الكلام على هذه العبارة بالذات من كلامه - والتي انطلق منها الكلام هنا ابتداءا - ومدلولها وتأولها، كان هذا موضوعا آخر، وان كنت تريد مناقشة قضية مصير النار واقامة مناظرة علمية بين القائلين ببقائها والقائلين بفنائها فهذا موضوع ثالث، فأيها تريد؟
أرى أن نترك ساحة هذا الموضوع خالصة لما وعد الشيخ عيد حفظه الله باتحافنا به - وأرجو أن يعجل - من مباحثة مواطن الحكمة الربانية التي استنبطها في خلود النار بمن فيها .. وان شئت فتحنا موضوعا مستقلا لتحرير النزاع في مصير النار ومدارسة أدلة المسألة ومذهب ابن القيم وغيره والنظر والتناظر فيها، حتى لا يتشتت مسار الموضوع ها هنا، ونترك المجال لمناقشة الشيخ حفظه الله في كلامه، فما قولك؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 10:01]ـ
أحسن الله إليك أخى الكريم. . . . . مرادي واضح، وهو إيجاد دليل واحد (سمعيا أو عقليا) صحيح صريح على دوام النار أبد الآباد.
فبدون هذا، كانت استشكالات ابن القيم لا تندفع.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 10:03]ـ
الأخ نضال بارك الله لك
القول بدوام النار هو المعروف المتواتر في كتب أهل السنة
وأظن أن الصواب أن يقال
فإن المطلوب من القائلين بفناء النار هو دليل واحد صحيح صريح يدل على ذلك من غير احتمال. هذا فقط هو المطلوب، وقد عجز ابن القيم رحمه الله عن ذلك.
ما أسهل الدعوى، وما أعز البرهنة؟!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 10:10]ـ
استحالة وجود شر محض لا خير فيه بوجه - مؤقتا أو دائما - في خلق الله متفق عليها؛
وأما وجود شر نسبي، فلا بد من التقييد بأنه مما وسعته الرحمة الإلهية العامة فلا يكون دوامه أبد الآباد.
ولا بد أيضا من التقييد بأن ذلك الشر النسبي (الذي هو شر لذاته خير لغيره) إنما خلقه الخالق الحكيم وسيلةً إلى الغاية الحسنة التى يحمد جل وعلا من أجلها - لا يخلقه عبثا أو معدوم الفائدة. فإذا ما حصلت الغاية، بطل بقاء تلك الوسيلة الشريرة - لأنه عندئذ لا تبقى لها فائدة.هذا في حصول الغاية.
فكيف إذا كان دوام الغاية مستلزما لبقاء تلك الوسيلة؟
فهل الحكمة في بقائها ودوامها أم في زوالها وفنائها؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 10:19]ـ
أقول أنه سواءا انتهى بنا الكلام ها هنا الى معرفة الحكمة من خلق عذاب سرمدي أبدي لا يزول أبدا، أو عدم ذلك، فانه يجب أن نقر بأن لله في ذلك حكمة سابغة وان لم نهتد نحن اليها. ولكن الخصم لا يقر أصلا بخلق عذاب سرمدي أبدي لا يزول أبدا، فكيف تجعل مناط الخلاف مقدمة مسلمة؟
ولو أقرّ الخصم بهذه المقدمة لم يكن ثَمَّ خلاف معه؛ لأنه لا يوجد واحد من أهل السنة يعلق إيمانه بالنصوص الصحيحة الصريحة بمعرفة الحكمة منها.
والخلاف مفترض مع بعض أهل السنة وليس مع طائفة من أهل البدع.
فتنبه لذلك.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 10:40]ـ
هنا يجب الاستفسار:
1 - ما المراد بظواهر النصوص؟
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - من هم المخاطبين (الصواب: المخاطبون) بالنص؟ وما الطريقة المستعملة لتفتيش ما بأذهانهم؟
أما القاعدة الثالثة في قولكم حفظكم الله
" القول إذا كان أوفق لظواهر النصوص وأقرب لأذهان المكلفين كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ظاهر النصوص إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا ترد على أذهان المخاطبين بالنص إلا بتفسير متكلف"
فأسجل تسليمي بها، ولكن أنضم الى أخي الشيخ نضال في سؤال أخينا الشيخ بن فهمي عن المراد بظواهر النصوص. فكما هو معلوم أن الأصل حمل الكلام على ظاهره واعماله دون اهماله، ومعلوم أيضا أن النصوص الشرعية الصحيحة لا تتعارض، حتى وان كان يظهر التعارض أحيانا، وكل تأول متعسف أو تفسير متكلف سيكون ولابد غير مأخوذ من أثر سلفي أو مرجعية أثرية منضبطة، وهذا النوع هو ما يشكل على الناس فهمه والتعامل معه ويجد العلماء أنفسهم مطالبين بتوقيع النصوص الواضحة الدلالة عليه ومحاكمته اليها أيا كان! فهل هذا هو مرادكم أعزكم الله بالتأول المتعسف والمتكلف؟
ولكي يتضح مقصدكم من هذه المقدمة أرجو منكم ضرب مثال عليها، بارك الله فيكم
وأما المقدمة التالية في قولكم
"ليس من الحكمة ولا من الرحمة أن تتضافر الأدلة من الآيات والأحاديث في مسألة ما على معنى واحد لا يفهم غيره بمقتضى لسان المخاطبين -اللسان العربي المبين- ويطلب من هؤلاء المخاطبين أن يعتقدوا فيها معنى آخر غير هذا المعنى الظاهر لا يدرك إلا بقياسات منطقية لا يحسنها كل أحد وبراهين فلسلفية لا يتفق عليها أحد"
فهنا سؤال ضروري: هل فهم المخاطبين لتلك المسألة أمر متعين أم لا؟ فان كان متعينا، ولا يصلح لهم دينهم الا به، استحال في حق الله تعالى أن يكتم بيانه على مرسليه للمكلفين! فمثلا هل يلزمنا أن نفهم لماذا قضى الله كل شيء قضاه ولماذا خلق كل شيء خلقه؟ نعلم بالجملة أن شيئا من ذلك لا يخلو من الحكمة السابغة، ولكن من الذي قال أن الله يلزمه أن يفصل لنا في كتابه الحكمة من خلق كل شيء وقضاء كل شيء تفصيلا موسعا لا يستثنى فيه شيء؟؟ اننا بما علمنا ربنا من صفاته الكاملة ولوازمها الحسنة يستطيع أهل الاستنباط منا بما يفتح الله عليهم أن يستنبطوا الحكمة من خلق شيء ما على نحو ما خلق أو تشريع شيء ما على نحو ما شرع، يستخرجون ذلك المعنى لا من نص صريح في ذلك الشيء بالذات وانما من نصوص عامة وأصول يفرعون عليها وصولا اليه، وهذا نراه في كام أئمة السلف كثيرا. فهلا أتحفتمونا شيخنا الكريم بمثال هنا؟ ولعل هذه المقدمة وسابقتها هما في الحقيقة مقدمة واحدة ولا تزال تحتاج منكم - حفظكم الله - الى التمثيل عليها. خير مثال على ذلك نصوص إثبات الصفات لله سبحانه وتعالى.
وسأترك تفصيل الرد فيها وبيان معنى ظاهر النصوص وغير ذلك مما اتفقتما على طلبه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -وأرجو عدم التعقيب عليه لأنه خارج عن قضيتنا وإنما هو مجرد مثال وسوف أناقش قضيتنا بكلامي الخاص بعد ذلك لكن قد أستعير طريقة الشيخ وألفاظه في الرد- حيث قال:
((لئن كان الحق ما يقوله هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة فى الكتاب والسنة من هذه العبارات ونحوها دون ما يفهم من الكتاب والسنة إما نصا وإما ظاهرا فكيف يجوز على الله تعالى ثم على رسوله ثم على خير الأمة أنهم يتكلمون دائما بما هو اما نص واما ظاهر فى خلاف الحق ثم الحق الذى يجب اعتقاده لا يبوحون به قط ولا يدلون عليه لا نصا ولا ظاهرا حتى يجيء انباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة التى يجب على كل مكلف أو كل فاضل أن يعتقدها
لئن كان ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلفون هو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك أحيلوا فى معرفته على مجرد عقولهم وان يدفعوا بما اقتضى قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصا أو ظاهرا لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أهدى لهم وأنفع على هذا التقدير بل كان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا فى أصل
الدين فإن حقيقة الأمر على ما يقوله هؤلاء أنكم يا معشر العباد لا تطلبوا معرفة الله عز و جل وما يستحقه من الصفات نفيا واثباتا لا من الكتاب ولا من السنة ولا من طريق سلف الأمة
ولكن انظروا أنتم فما وجدتموه مستحقا له من الصفات فصفوه به سواء كان موجودا فى الكتاب والسنة أو لم يكن وما لم تجدوه مستحقا له فى عقولكم فلا تصفوه به))
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 10:49]ـ
يا أخي الحبيب ان كنت تريد الكلام على ابن القيم وما قاله ابن القيم وما وفق اليه أو لم يوفق وتفصيل موقفه في تلك المسألة مما في كتبه رحمه الله، كان هذا موضوعا، وان شئت أن يكون الكلام على هذه العبارة بالذات من كلامه - والتي انطلق منها الكلام هنا ابتداءا - ومدلولها وتأولها، كان هذا موضوعا آخر، وان كنت تريد مناقشة قضية مصير النار واقامة مناظرة علمية بين القائلين ببقائها والقائلين بفنائها فهذا موضوع ثالث، فأيها تريد؟
أرى أن نترك ساحة هذا الموضوع خالصة لما وعد الشيخ عيد حفظه الله باتحافنا به - وأرجو أن يعجل - من مباحثة مواطن الحكمة الربانية التي استنبطها في خلود النار بمن فيها .. وان شئت فتحنا موضوعا مستقلا لتحرير النزاع في مصير النار ومدارسة أدلة المسألة ومذهب ابن القيم وغيره والنظر والتناظر فيها، حتى لا يتشتت مسار الموضوع ها هنا، ونترك المجال لمناقشة الشيخ حفظه الله في كلامه، فما قولك؟ فصبر جميل ولا تتعجل
ونصحك لإخوانك في محله
لكن أظن مما لا تعلمه أني -إن شاء الله تعالى- سوف أناقش جميع هذه القضايا والمسائل التي ذكرتَها هنا وغيرها أيضا مما لم تذكره لارتباطها ببعضها وانتظامها في سلك واحد كخرزات العقد، فإذا فتح النقاش في واحدة منها تتابعت الأخريات وراءها تترى
أسأل الله العون والهداية والسداد والتوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 12:30]ـ
"ولكن الخصم لا يقر أصلا بخلق عذاب سرمدي أبدي لا يزول أبدا، فكيف تجعل مناط الخلاف مقدمة مسلمة؟ "
ولكن يا شيخ أحسن الله اليكم ونفع بكم، ان كان مناط الخلاف هنا - ولم يكن كذلك في بداية الموضوع - هو اثبات خلق العذاب السرمدي - خلود النار تحقيقا - ألا يكون من الأولى أن نبدأ بايراد الأدلة النصية واثبات القول الصواب فيها أولا، ومناقشة الخصم فيما عنده من الأدلة، الزاما له بقبول الحق اذا تبين، ثم يكون من نفل القول بعد ذلك أن نستخرج أوجه الحكمة الربانية في ذلك الأمر من باب موافقة دلالة العقل لدلالة النقل بعدما ثبت قيامها؟
ان كلامكم بارك الله فيكم قد يوحي الى المخالف - وهو ما يميل الى اعتناقه - بأن الأدلة لا تفيد اثبات أي من القولين، فلم يبق أمام مخالفيه الا الترجيح العقلي المبني على النصوص العامة ولوازم الصفات وما الى ذلك جوابا على استشكالاته! لهذا قلت أنه ان كان المراد تحرير محل النزاع في مسألة فناء النار، فاننا يحسن بنا أن نخصص موضوعا مخصوصا من أجل هذا الأمر لتكون فيه المقارعة بالأدلة النصية اقامة لحجة النقل أولا، ثم يضاف الى ذلك ما تكتبونه ها هنا بارك الله فيكم، تدعيما له من باب دلالة العقل. والا فنحن اذا نزيده ظنا بأن الأمر يفتقر الى دلالة النص!
أرجو من فضيلتكم المعذرة على ما كان مني من العجلة، وظني الآن أنكم ستبدأون طرحكم المبارك بايراد الأدلة وبيانها وتحرير النزاع فيها، وهذا ما لم أكن أظن هذا الموضوع محلا له في بدايته لقصوره على تناول عبارة بعينها من كلام ابن القيم.
قد طرحت العجلة وبقي عندي الشوق للافادة مما عندكم، زادكم الله علما.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 01:30]ـ
"ولكن الخصم لا يقر أصلا بخلق عذاب سرمدي أبدي لا يزول أبدا، فكيف تجعل مناط الخلاف مقدمة مسلمة؟ "
ولكن يا شيخ أحسن الله اليكم ونفع بكم، ان كان مناط الخلاف هنا - ولم يكن كذلك في بداية الموضوع - هو اثبات خلق العذاب السرمدي - خلود النار تحقيقا - ألا يكون من الأولى أن نبدأ بايراد الأدلة النصية واثبات القول الصواب فيها أولا، ومناقشة الخصم فيما عنده من الأدلة، الزاما له بقبول الحق اذا تبين، ثم يكون من نفل القول بعد ذلك أن نستخرج أوجه الحكمة الربانية في ذلك الأمر من باب موافقة دلالة العقل لدلالة النقل بعدما ثبت قيامها؟
ان كلامكم بارك الله فيكم قد يوحي الى المخالف - وهو ما يميل الى اعتناقه - بأن الأدلة لا تفيد اثبات أي من القولين، فلم يبق أمام مخالفيه الا الترجيح العقلي المبني على النصوص العامة ولوازم الصفات وما الى ذلك جوابا على استشكالاته! لهذا قلت أنه ان كان المراد تحرير محل النزاع في مسألة فناء النار، فاننا يحسن بنا أن نخصص موضوعا مخصوصا من أجل هذا الأمر لتكون فيه المقارعة بالأدلة النصية اقامة لحجة النقل أولا، ثم يضاف الى ذلك ما تكتبونه ها هنا بارك الله فيكم، تدعيما له من باب دلالة العقل. والا فنحن اذا نزيده ظنا بأن الأمر يفتقر الى دلالة النص!
أرجو من فضيلتكم المعذرة على ما كان مني من العجلة، وظني الآن أنكم ستبدأون طرحكم المبارك بايراد الأدلة وبيانها وتحرير النزاع فيها، وهذا ما لم أكن أظن هذا الموضوع محلا له في بدايته لقصوره على تناول عبارة بعينها من كلام ابن القيم.
قد طرحت العجلة وبقي عندي الشوق للافادة مما عندكم، زادكم الله علما. اختيار العنوان فن له قواعد وأصول يعتمد أساسا على التشويق والإثارة ويهدف إلى حفز الهمم لقراءة الموضوع ولا يستلزم أن يكون مستوعبا لكل ما سيكتب تحته بل يكفي أن يتصل به
فسورة البقرة لم تختص للحديث عن قصة بقرة بني إسرائيل فقط
وكتاب العين لم يختص بالكلام عن حرف العين فقط
وليس معنى اعترافي بعدم إقرار الخصم بالمسألة أنه لا دليل نصي قطعي عندي لها بل هذا يندرج تحت قاعدة: عدم العلم ليس معناه العلم بالعدم
والتنزل في المحاجة ليس معناه الإقرار بالاعتراض
والمجادلة فن له أصول وقواعد لا يحسنها كثير من الناس
ولا أزعم أني عليم بها ولكني أرجو السداد من الله
واللبيب من لا يقف عند مسألة في المحاجة لا يريد الخصم أن يعترف بها اشتباها أو جهلا أو حماقة أو كبرا أو إعراضا
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان لنا في إبراهيم أسوة حسنة في جداله مع الذي حاجّه في ربه إذ زعم أنه يحيي ويميت
وللحديث بقية تفهم ولا تكتب
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 05:50]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم، زدتمونا شوقا ولهفة لقراءة ما أعددتم، زادكم الله علما ورفع قدركم في الدنيا والآخرة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 07:58]ـ
خير مثال على ذلك نصوص إثبات الصفات لله سبحانه وتعالى.
وسأترك تفصيل الرد فيها وبيان معنى ظاهر النصوص وغير ذلك مما اتفقتما على طلبه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -وأرجو عدم التعقيب عليه لأنه خارج عن قضيتنا وإنما هو مجرد مثال وسوف أناقش قضيتنا بكلامي الخاص بعد ذلك لكن قد أستعير طريقة الشيخ وألفاظه في الرد- حيث قال:
((لئن كان الحق ما يقوله هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة فى الكتاب والسنة من هذه العبارات ونحوها دون ما يفهم من الكتاب والسنة إما نصا وإما ظاهرا فكيف يجوز على الله تعالى ثم على رسوله ثم على خير الأمة أنهم يتكلمون دائما بما هو اما نص واما ظاهر فى خلاف الحق ثم الحق الذى يجب اعتقاده لا يبوحون به قط ولا يدلون عليه لا نصا ولا ظاهرا حتى يجيء انباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة التى يجب على كل مكلف أو كل فاضل أن يعتقدها
لئن كان ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلفون هو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك أحيلوا فى معرفته على مجرد عقولهم وان يدفعوا بما اقتضى قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصا أو ظاهرا لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أهدى لهم وأنفع على هذا التقدير بل كان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا فى أصل
الدين فإن حقيقة الأمر على ما يقوله هؤلاء أنكم يا معشر العباد لا تطلبوا معرفة الله عز و جل وما يستحقه من الصفات نفيا واثباتا لا من الكتاب ولا من السنة ولا من طريق سلف الأمة
ولكن انظروا أنتم فما وجدتموه مستحقا له من الصفات فصفوه به سواء كان موجودا فى الكتاب والسنة أو لم يكن وما لم تجدوه مستحقا له فى عقولكم فلا تصفوه به))
بارك لله فيكم شيخنا الحبيب. .
ليس في هذا النقل عن شيخ الإسلام جواب سؤالى أصلا.
فهل تقصدون بقولكم (ظواهر النصوص) ما عناه شيخ الإسلام بهذه العبارة في كلامه الخاص ومبدأ فتاويه؟ والذي هو: "ما دل عليه النص بسياقه"؟
لم أكن أتوقع ذلك. . . فإن استعمالاتكم للفظ (التأويل) يخالف استعمالات شيخ لإسلام.
فبالدرجة الأولى أن تختلفا في استعمال لفظ (الظاهر).
وسؤالي الثاني:
- من هم المخاطبين (الصواب: المخاطبون) بالنص؟ وما الطريقة المستعملة لتفتيش ما بأذهانهم؟
لم يلق بعد جوابا ولا إشارة إليها. فأرجوا التزكيز في الإجابة حتى نسلم لكم هذه المقدمة الخطيرة أو نرفضها.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 08:05]ـ
هذا في حصول الغاية.
فكيف إذا كان دوام الغاية مستلزما لبقاء تلك الوسيلة؟
فهل الحكمة في بقائها ودوامها أم في زوالها وفنائها؟
إذا كان الأمر كذلك، فبالطبيعي أن تبقى تلك الوسيلة لبقاء المقتضى.
لكن: بشرط الاستلزام. وهذا كشرط الحياة للإنسان التى هي وسيلة لنزول النعم عليه.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 08:38]ـ
لم أكن أتوقع ذلك. . . فإن استعمالاتكم للفظ (التأويل) يخالف استعمالات شيخ لإسلام.
فبالدرجة الأولى أن تختلفا في استعمال لفظ (الظاهر).ليس هناك مخالفة في استعمال اللفظ
ولكن يستعمل في كل موطن بحسبه ويفهم من السياق ما هو المقصود منه
وعندما أعبر عن معنى عند شخص - أو جماعة - أعبر عنه باللفظ الذي يستخدمه هو لذلك المعنى لا باللفظ الذي أستخدمه أنا
والإلزام بمواضع الاحتجاج والاعتماد لا بمواطن النقل والاعتضاد
والخروج عن المقصود يشتت الأذهان
والتحدث باللفظ المعهود عند المخاطب - وإن لم أوافقه على إطلاقه - إذا لم يُقصَد إليه - أولى من التحدث باللفظ غير المعهود - وإن كان أصح - لما يستلزم ذلك من الاستطراد في البيان بما تكلّ منه الآذان وتضطرب فيه الأفهام وتكثر فيه النقاشات والأخذ والرد، فيُغمَر هيكل الموضوع الرئيس في لجج الخصام الفرعي ويضيع بريق الحجة الرئيسة وسط وميض شرارات الانقسامات الجانبية
والله الموفق
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 08:03]ـ
ليس هناك مخالفة في استعمال اللفظ
ولكن يستعمل في كل موطن بحسبه ويفهم من السياق ما هو المقصود منه
وعندما أعبر عن معنى عند شخص - أو جماعة - أعبر عنه باللفظ الذي يستخدمه هو لذلك المعنى لا باللفظ الذي أستخدمه أنا
والإلزام بمواضع الاحتجاج والاعتماد لا بمواطن النقل والاعتضاد
والخروج عن المقصود يشتت الأذهان
والتحدث باللفظ المعهود عند المخاطب - وإن لم أوافقه على إطلاقه - إذا لم يُقصَد إليه - أولى من التحدث باللفظ غير المعهود - وإن كان أصح - لما يستلزم ذلك من الاستطراد في البيان بما تكلّ منه الآذان وتضطرب فيه الأفهام وتكثر فيه النقاشات والأخذ والرد، فيُغمَر هيكل الموضوع الرئيس في لجج الخصام الفرعي ويضيع بريق الحجة الرئيسة وسط وميض شرارات الانقسامات الجانبية
والله الموفق
هذا لعمري: خروج عن المقصود، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 11:39]ـ
اسمح لي يا شيخ أن أضيف الى قولك: "والتحدث باللفظ المعهود عند المخاطب - وإن لم أوافقه على إطلاقه - إذا لم يُقصَد إليه - أولى من التحدث باللفظ غير المعهود - وإن كان أصح - لما يستلزم ذلك من الاستطراد في البيان بما تكلّ منه الآذان وتضطرب فيه الأفهام وتكثر فيه النقاشات والأخذ والرد، فيُغمَر هيكل الموضوع الرئيس في لجج الخصام الفرعي ويضيع بريق الحجة الرئيسة وسط وميض شرارات الانقسامات الجانب"
وأقول لا مشاحة في الاصطلاح ما دمنا نتفق على ما نرمي اليه بكل لفظ .. وسواء كان اصطلاحنا على كل من لفظة (الظاهر) ولفظة (التأويل) موافقا لما استعمله وقصده شيخ الاسلام أو غير ذلك، فيبقى علينا أن نتفق على اصطلاحاتنا اتفاقا واضحا حتى لا يقع اللبس والايهام ولا يتشعب بنا الكلام. فأرجو أن تتفضلا بتقرير ماذا يقصد كل منكما بكلا الاصطلاحين، ان كان الشيخ عيد يرى ذلك مما يخدم مأربه في ايصال ما عنده، والا فلنطرح ذلك جانبا منعا لتشعب الجدال واطالة الطريق، بارك الله فيكم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 02:20]ـ
فأرجوا التركيز على الإجابة (المباشرة) حتى نسلم لكم هذه المقدمة الخطيرة أو نرفضها.
للرفع
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 03:41]ـ
وسؤالي الثاني:
- من هم المخاطبين (الصواب: المخاطبون) بالنص؟ وما الطريقة المستعملة لتفتيش ما بأذهانهم؟
لم يلق بعد جوابا ولا إشارة إليها. فأرجوا التزكيز في الإجابة حتى نسلم لكم هذه المقدمة الخطيرة أو نرفضها.المخاطبون بالنص هم من شهدوا نزول القرآن من أصحاب رسول الله (ص) من أهل اللسان العربي ومن تبعهم على فهمهم من أئمة أهل السنة العالمين بأسباب النزول والناطقين باللسان العربي المبين دون من تلوثت عقيدته بشبهات أهل الكلام وتلوث لسانه بعجمة البيان
وطريقة معرفة قولهم باستقراء أحوالهم وسياقات كلامهم وتتبع مواضع ائتلافهم ومواطن اتفاقهم
وكنت أظن أن هذه المقدمة واضحة الأركان لا تفتقر إلى مزيد بيان لأنها الفيصل بيننا وبين غيرنا ممن اتخذ من الفلسفة منهجا وعلم الكلام دستورا وضلالات العقول إلها معبودا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 07:20]ـ
كلام جميل كما يرام. . . مسلّم لقائله.
فنص القاعدة إذن:
" القول إذا كان أوفق لفهم الصحابة ومن تبعهم من الأئمة الأعلام وأقرب لأذهانهم، كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ما ظهر لهؤلاء النبلاء إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا تأتي ولا تروى عن المخاطبين بالنص من الصحابة والتابعين وسائر أئمة الدين "
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:27]ـ
كلام جميل كما يرام. . . مسلّم لقائله.
فنص القاعدة إذن:
" القول إذا كان أوفق لفهم الصحابة ومن تبعهم من الأئمة الأعلام وأقرب لأذهانهم، كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ما ظهر لهؤلاء النبلاء إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا تأتي ولا تروى (بأسانيد مقبولة) عن المخاطبين بالنص من الصحابة والتابعين وسائر أئمة الدين "لا مانع عندي من ذلك التعديل بالقيد المذكور وهو وإن كان بدهيًّا وأعلم أنكم لن تعترضوا عليه لكن التنصيص عليه له مغزاه ومدلوله الواضح جدًّا لأولي الألباب من أمثالكم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:09]ـ
سدد الله رميتكم شيخنا الكريم. هذا القيد ضروري ولا ريب. وصدقتم، هو له مغزاه والمتعلق بالقضية محل النزاع هنا، وهذه اشارة منكم تدل على سعة تبصركم بأدلة المتنازعين فيها، وفقكم الله.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:14]ـ
سدد الله رميتكم شيخنا الكريم. هذا القيد ضروري ولا ريب. وصدقتم، هو له مغزاه والمتعلق بالقضية محل النزاع هنا، وهذه اشارة منكم تدل على سعة تبصركم بأدلة المتنازعين فيها، وفقكم الله.
بارك الله لك
وأسألكم الإكثار من الدعاء لي بالتوفيق.
فالطريق طويل، والزاد قليل، والمسلك وعر، والمزلق خطر
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:21]ـ
في تعليق الأخ نضال حفظه الله على المقدمة الخامسة من مقدمات الشيخ، يقول:
"استحالة وجود شر محض لا خير فيه بوجه - مؤقتا أو دائما - في خلق الله متفق عليها؛
وأما وجود شر نسبي، فلا بد من التقييد بأنه مما وسعته الرحمة الإلهية العامة فلا يكون دوامه أبد الآباد.
ولا بد أيضا من التقييد بأن ذلك الشر النسبي (الذي هو شر لذاته خير لغيره) إنما خلقه الخالق الحكيم وسيلةً إلى الغاية الحسنة التى يحمد جل وعلا من أجلها - لا يخلقه عبثا أو معدوم الفائدة. فإذا ما حصلت الغاية، بطل بقاء تلك الوسيلة الشريرة - لأنه عندئذ لا تبقى لها فائدة"
وأقول يا أخي رعاك الله اتفقنا معك على جميع تعقيبك عدا الجملة الثانية حيث تقول "وأما وجود شر نسبي، فلا بد من التقييد بأنه مما وسعته الرحمة الإلهية العامة فلا يكون دوامه أبد الآباد" هذه لا نسلمها لك! فأنت تحتاج الى أن تبرهن على صحة هذا الزعم، وهو قولك بأن دوام الشر النسبي أبد الآباد هو خارج عن الرحمة الالهية! ولو اتفقنا على أن ذلك الشر هو نسبي في حقيقته وليس محضا، لم يكن هناك مانع من قبول دوامه وبقائه ما دام الداعي الى وجوده باقيا، ولو كان ذلك الى أبد الآباد! وهذا هو ظاهر منطوق تلك المقدمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:28]ـ
ليأذن لي شيخنا الكريم أن أقترح اضافة للمقدمة السادسة حتى يقبلها أخونا نضال
تقولون حفظكم الله: "عدم العلم بالشيء لا يعني العلم بعدمه، والأصل بقاء ما كان على ما كان، والنفي لعدم الفهم جهل، والجهل بالمسألة لا يعتبر قولا فيها"
وأضيف،
"وكذا التوقف لا يعتبر قولا، فالقول لا يصار اليه الا بظهور الدليل واستقرار المجتهد على وجه الدلالة."
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 07:35]ـ
============================== =================
"القول إذا كان أوفق لفهم الصحابة ومن تبعهم من الأئمة الأعلام وأقرب لأذهانهم، كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ما ظهر لهؤلاء النبلاء إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا تأتي ولا تروى (بأسانيد مقبولة) عن المخاطبين بالنص من الصحابة والتابعين وسائر أئمة الدين "
============================== =================
لا مانع عندي من ذلك التعديل بالقيد المذكور وهو وإن كان بدهيًّا وأعلم أنكم لن تعترضوا عليه لكن التنصيص عليه له مغزاه ومدلوله الواضح جدًّا لأولي الألباب من أمثالكم
(ابتسامة) ليس للقيد معنى إلا حشوا، فإن الكلام في مقام النفي لا الإثبات. ولا أظنه يخفى عليكم. بل الأسد أن يقال:
"القول إذا كان أوفق لفهم الصحابة ومن تبعهم من الأئمة الأعلام وأقرب لأذهانهم، كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ما ظهر لهؤلاء النبلاء إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا أصل له عن المخاطبين بالنص من الصحابة والتابعين وسائر أئمة الدين لا بأسانيد جيدة ولا ضعيفة "
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 07:45]ـ
المفهوم من القيد - والذي هو كما ذكرت في محل النفي لا الاثبات - أنه لا يقدم من القول ما لا يثبت بسند صحيح، وهذا قيد ضروري كما تفضل الشيخ. وعلى أي حال لعل العبارة تكون أقرب لقبولك لو وضعت هكذا:
القول إذا كان (أثبت من جهة السند) وأوفق لفهم الصحابة ومن تبعهم من الأئمة الأعلام وأقرب لأذهانهم، كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ما ظهر لهؤلاء النبلاء إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا تأتي ولا تروى بأسانيد مقبولة عن المخاطبين بالنص من الصحابة والتابعين وسائر أئمة الدين"
فهكذا صار القيد في كل من النفي والاثبات جميعا .. فما قولكم؟ (ابتسامة)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 07:50]ـ
في النفس شيء من زيادتك عبارة "ولا ضعيفة" في ذيل المقدمة. فمعلوم أن الضعيف ليس ينهض للاحتجاج أصلا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 08:55]ـ
في النفس شيء من زيادتك عبارة "ولا ضعيفة" في ذيل المقدمة. فمعلوم أن الضعيف ليس ينهض للاحتجاج أصلا.
(ابتسامة) الضعيف أولى من عديم السند
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 10:29]ـ
(ابتسامة) الضعيف أولى من عديم السندبعيدا عن قيل وقالوا
هل نتفق قبل بدء الكلام أنه لن نقبل أحاديث أو آثار سواء في النفي أو الإثبات إلا بأسانيد يقبل مثلها أئمة هذا الشأن العالمون بأحوال الرواة والأسانيد أم هناك من يعترض على ذلك؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 10:32]ـ
بعيدا عن قيل وقالوا
هل نتفق قبل بدء الكلام أنه لن نقبل أحاديث أو آثار سواء في النفي أو الإثبات إلا بأسانيد يقبل مثلها أئمة هذا الشأن العالمون بأحوال الرواة والأسانيد أم هناك من يعترض على ذلك؟
أحاديث ضعيفة لا تقبل في الاستشهاد، وإنما تستعمل للاستئناس. فلا يثبت بها علم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 12:33]ـ
أحاديث ضعيفة لا تقبل في الاستشهاد، وإنما تستعمل للاستئناس. فلا يثبت بها علمآه من اللجاج بغير ما يفيد.
أريد إجابة صريحة:
نعم أوافق
لا أوافق
أوافق بزيادة قيد كذا فنناقش هذا القيد
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 12:42]ـ
لا أرى أصرح وأنصف من هذا:
" أحاديث ضعيفة لا تقبل في الاستشهاد، وإنما تستعمل للاستئناس. فلا يثبت بها علم "
فإن سمي ذلك لجاجا فليسم لجاجا ولا ضير!
قلتم:
"هل نتفق قبل بدء الكلام أنه لن نقبل أحاديث أو آثار سواء في النفي أو الإثبات إلا بأسانيد يقبل مثلها أئمة هذا الشأن العالمون بأحوال الرواة والأسانيد أم هناك من يعترض على ذلك؟ "
قلت: "نتفق معكم في عدم قبول الأسانيد الضعيفة في باب الاستشهاد وإنشاء علم جديد، وأما في باب الاستئناس والتقوية للأدلة الأخرى، فله كلام آخر ".
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 12:46]ـ
آه من اللجاج بغير ما يفيد.
أريد إجابة صريحة:
نعم أوافق
لا أوافق
أوافق بزيادة قيد كذا فنناقش هذا القيد
قولى: (في الاستشهاد) قيد زائد بعد الموفقة الضمنية. وهذا واضح.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 01:11]ـ
قلت: "نتفق معكم في عدم قبول الأسانيد الضعيفة في باب الاستشهاد وإنشاء علم جديد، وأما في باب الاستئناس والتقوية للأدلة الأخرى، فله كلام آخر ".ماذا تقصد بالأدلة الأخرى؟
أدلة نصية أم عقلية؟
الثانية لا تصلح؛ لاختلاف العقول في أصل القضية، فإلى عقل مَن في الفريقين سنتحاكم؟
وإذا كانت الأولى:
فهل هي صريحة أم غير صريحة؟
الثانية لا تُسلّم؛ لأن الخصم لا يسلّم بمفهومها ابتداء.
وإذا كانت الأولى:
فهل هي صحيحة أم غير صحيحة؟
الثانية لا تقبل للاتفاق على عدم قبول الضعيف في الاستشهاد والإنشاء.
وإذا كانت الأولى:
فهي حجة قاطعة لأحد الفريقين ملزمة للآخر حاسمة للنزاع فاصلة في القضية؛ فلا تحتاج لضم الضعيف إليها لانتهاء الخلاف عندها إن وجدت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 02:02]ـ
ماذا تقصد بالأدلة الأخرى؟
أدلة نصية أم عقلية؟
الثانية لا تصلح؛ لاختلاف العقول في أصل القضية، فإلى عقل مَن في الفريقين سنتحاكم؟
وإذا كانت الأولى:
فهل هي صريحة أم غير صريحة؟
الثانية لا تُسلّم؛ لأن الخصم لا يسلّم بمفهومها ابتداء.
وإذا كانت الأولى:
فهل هي صحيحة أم غير صحيحة؟
الثانية لا تقبل للاتفاق على عدم قبول الضعيف في الاستشهاد والإنشاء.
وإذا كانت الأولى:
فهي حجة قاطعة لأحد الفريقين ملزمة للآخر حاسمة للنزاع فاصلة في القضية؛ فلا تحتاج لضم الضعيف إليها لانتهاء الخلاف عندها إن وجدت.
الأدلة أدلة، والدليل - عقليا أو سمعيا - ما يستلزم مدلوله.
وعند الاختلاف، يرجع إلى المقدمات المسلمة - عقليا أو سمعيا أو إجماعا.
وأما كونها حجة بمفردها، فهذا لا يمنع من تزويدها بأشياء ضعيفة مضمومة إليها للاستئناس.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 04:28]ـ
الأدلة أدلة، والدليل - عقليا أو سمعيا - ما يستلزم مدلوله. فكيف إذا كان الفريقان يختلفان ابتداء في ذلك اللزوم؟
وعند الاختلاف، يرجع إلى المقدمات المسلمة - عقليا أو سمعيا أو إجماعا.ونحن هنا نضع المقدمات التي سنرجع إليها، فجعلك للدليل المختلف فيه جزءا منها يؤدي إلى الدَّوْر
وأما كونها حجة بمفردها، فهذا لا يمنع من تزويدها بأشياء ضعيفة مضمومة إليها للاستئناس. المسألة مفترضة في عدم وجود دليل حجة بمفرده لأحد الفريقين، فلو وُجد لكفى ولحسم النزاع، ويكون تزويده بأشياء ضعيفة استطراد لا يتناسب في المحاجّة التنظيرية وإن كان يتناسب في المدارسة العلمية
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 07:05]ـ
حتى لا يطول بنا الجدال، أقول مختصرا:
"أحاديث ضعيفة لا تقبل في الاستشهاد، ولا يثبت بها علم"
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 07:15]ـ
حتى لا يطول بنا الجدال، أقول مختصرا:
"أحاديث ضعيفة لا تقبل في الاستشهاد، ولا يثبت بها علم"ما زلت تضع القيود كأنك تعلم مسبقا أنك لن تستدل بأدلة سالمة من المقال، فلا تريد الالتزام بالرجوع لأهل الذكر في هذا العلم -وهم أهل الحديث- لعلمك بإجماعهم على ردّ مثل هذه الأدلة ورفض مثل هذه الأسانيد وعدم قبولها لا في العقائد ولا في الأحكام.
وهذا لعمر الله هو المراء الذي نهينا عنه، وانتصار المرء لرأيه وإن علم بطلانه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 09:20]ـ
إلا أن الظنون الضعيفة - فضلا عما لا أصل لها - غير مقبولة في الاستشهاد. ولا يثبت بها علم، وإن كان الناس قد يسنأنسون بها.
وكم كنت - يا شيخنا الحبيب - أرجوا الله تعالى أن يكون الحق معكم، حتى سهل المسير إليه. . . ولكن السداد مطلوب، فالله يغفر لنا ولكم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 10:10]ـ
إلا أن الظنون الضعيفة - فضلا عما لا أصل لها - غير مقبولة في الاستشهاد. ولا يثبت بها علم، وإن كان الناس قد يسنأنسون بها.
وكم كنت - يا شيخنا الحبيب - أرجوا الله تعالى أن يكون الحق معكم، حتى سهل المسير إليه. . . ولكن السداد مطلوب، فالله يغفر لنا ولكم.
يا نضال الخير
هناك فرق بين التوجيه والاتهام
وبين الظنون والتحذير
والحمد لله كنت وما زلت أحسن الظن بكم فما علمتك إلا باحثا عن الحق مريدا للخير متبعا للدليل
فلا تحزن إن كان في ظاهر عبارتي ما يوحي بالقسوة فهي غير مرادة إن شاء الله
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 08:13]ـ
ولحسم مادة الخلاف في هذه الجزئية بالتحديد، سنضيف خاتمة المقدمات
المقدمة السابعة: عند الاختلاف في مسألة تتعلق بفن من فنون العلم يُرجع فيها إلى أهل الاختصاص في ذلك العلم فإن اتفقوا فيها على قول يكون اتفاقهم حجة ملزمة للجميع ولا يجوز الخروج عن قولهم باستطرادات جدلية وحجج كلامية واهية وتعليلات عليلات.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:11]ـ
هل ثَمّ اعتراضات أُخر على هذه المقدّمات قبل إعادة صياغتها للبدء في ذكر الوجوه؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:30]ـ
حسنا، لندخل الآن في ذكر الوجوه. .
وقبل ذلك أضيف مقدمة أخرى للتتمة:
((الحكمة والعدل والرحمة تعلم بالعقل، ويستدل بذلك على العلم والخبر والقضاء؛ كما أن العلم والخبر والقضاء يعلم بإخبار الأنبياء في نصوصهم الصحيحة، ويستدل بذلك على العدل والحكمة والرحمة)).
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 08:12]ـ
حسنا، لندخل الآن في ذكر الوجوه. .
وقبل ذلك أضيف مقدمة أخرى للتتمة:
((الحكمة والعدل والرحمة تعلم بالعقل، ويستدل بذلك على العلم والخبر والقضاء؛ كما أن العلم والخبر والقضاء يعلم بإخبار الأنبياء في نصوصهم الصحيحة، ويستدل بذلك على العدل والحكمة والرحمة)).لا مانع عندي من الزيادة
وإن كنت أرى أنها تحصيل حاصل
ولعل لها مدلولا لم أدركه، فقد كبرت سني وقلّ تركيزي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 09:57]ـ
واصلوا بارك الله فيكم. .
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 07:00]ـ
واصلوا بارك الله فيكم. . عذرا على توقّف المواصلة حتى حين
و ....
لو كنت تعلم ما بي كنتَ تعذرني
فادعُ لي بتفريج الكرب وزوال الهمّ وذهاب الغمّ
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 12:00]ـ
فتح الله لكم شيخنا الحبيب. . ونسأل الحي القيوم الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو رب السموات والأرض ورب العرش الكريم: أن يفرج كربكم ويذهب عنكم الهم والغم ويجعلكم من الصادقين الصالحين. . إنه ولي ذلك والقادر عليه، آمين.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 07:08]ـ
نسأل الله لنا ولكم ذهاب الهم والكرب والحزن وأن يعينكم على كل خير هممتم به. آمين
نحن في انتظار اتحافكم لنا ها هنا بما وعدتمونا، بارك الله فيكم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 12:27]ـ
نسأل الله لنا ولكم ذهاب الهم والكرب والحزن وأن يعينكم على كل خير هممتم به. آمين
نحن في انتظار اتحافكم لنا ها هنا بما وعدتمونا، بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا
اللهم أعني على ما فيه رضاك والجنة، واصرف عني ما منه سخطك والنار
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 01:06]ـ
. . . لا زلنا في انتظار الوجوه. . .
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 01:42]ـ
. . . لا زلنا في انتظار الوجوه. . .
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 11:34]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الحوار الرائع حقا وحقيقة!!
منذ ساعتين ـ تقريبا ـ و أنا أقرأه ... متمنيا أن أدرك الوجوه ... فتوقفت دونما وجوه ... فأين الوجوه .. ؟! .. شيخَنا عيد ـ شفاك الله ـ.
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 02:12]ـ
نهاية غير متوقعة لحديثٍ راقي ومباحثة علمية نافعة
فرج الله كرب الشيخ صاحب الموضوع ويسر له إكماله
نحن في شوق
ـ[أم حكيم]ــــــــ[17 - Aug-2010, صباحاً 12:55]ـ
نقلت الأخت همة عن الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله):
((" فإذا قال قائل: لماذا قدر الله الشر؟
فالجواب: أولاً: ليُعرف به الخير.
ثانياً: من أجل أن يلجأ الناس إلى الله عز وجل
ثالثاً: من أجل أن يتوبوا إلى الله.
فكم من إنسان لا يحمله على الورد ليلا أونهارا إلا مخافة شرور الخلق ... أ هـ))
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=295634&postcount=26
فاكتمال النعمة على المؤمن يكون عندما يعلم أن هناك من لا ينجو من العذاب أبدا وهذا يؤخذ من قوله: (ليعرف الخير).
فإذا عرفت الخير لجأت إلى الله في طلبه.وهذا أفهمه من قوله: (من أجل أن يلجأ الناس إلى الله عز وجل)
وإذا علم أن هناك من لا ينجو من العذاب كان حافزا على التوبة في حين أن هناك من قد يلبس عليهم بأن العذاب سيكون مدة ثم يخرجون ويرتاحون منه؛ فيستمرون على معاصيهم.و هذا ما أفهمه من قوله: (من أجل أن يتوبوا إلى الله.).
ـ[أم حكيم]ــــــــ[17 - Aug-2010, صباحاً 01:51]ـ
جزاكم الله خيرا
اللهم أعني على ما فيه رضاك والجنة، واصرف عني ما منه سخطك والنار
آمييين، و مثله لجميع من شارك في هذا المجلس.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 09:04]ـ
الحمد لله وحده ...
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وهدى الجميع إلى السنة المحضة والحق المحض.
آمين.
وألبس الجميع لباس التواضع ومعرفة قدر النفس وحق غيرها ..
وهدى الجميع إلى الصدق التام في القول والعمل ..
آمين ..
وكم أرجو - ولا أقول أتمنى - أن يأتي اليوم الذي نرى فيه هذه الوجوه .. وما ذلك على الله بعزيز.(/)
الجمال وفساد الرؤية
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 05:05]ـ
الجمال وفساد الرؤية
الملكة الجمالية كونية من ناحية وجهوية من ناحية أخرى؛ طبيعية من ناحية وثقافية من ناحية أخرى.
لكن الجميل يبقى جميلا دائما، والقبيح قبيحا دائما، وإن كان لكل ساقطة لاقطة. فالمرغوب عنه في أمكنة معينة وأزمنة معينة يرى في سياقات أخرى حسنا جميلا مفيدا. لأن الحاجة وشدتها يقلبان الموازين.
وأضف إلى ذلك أن الجمال إضافي، والقبح إضافي كذلك. فالجميل وسط الجمال غير الجميل وسط القِبَاح، وغير الأقبح وسط القِبَاح فقط. إن الأمر هنا يتعلق بمنطق المقارنة. فيتبين من هذا أن الجمال ينمو ويكبر وفقا لأصله الأول.
بث الله في البشر قدرات لتذوق الجمال وفهمه. فأصل الأحكام الجمالية مستقر في الباحة الجمالية. وأصل الأحكام القبحية مستقر كذلك في الباحة القبحية. فهما باحتان متجاورتان تستند كل منهما على الأخرى في إصدار الأحكام. إنها لجنة ثنائية تستند في أحكامها على الزاد الطبيعي التليد المركوز في البشر، وعلى الزاد الثقافي التربوي المحيط بالزاد الأصلي.
ومن أسباب اختلاف الأحكام الجمالية نوعية التربية التي تلقاها المرء. من الممكن أن تظلل التربية الفاسدة الباحة الجمالية الأصلية بظلال يعطلها عن الحكم والنظر السديدين. لكن ذلك لا يمنع من انفلات جزئي أو كلي في وقت ما، فينطق بالحق.
يختلط الجميل بغيره في أحايين كثيرة، منها حالة الغرابة: فالمشاهد الغريبة الجديدة تحمل ما يشبه الجمال، كما أن النافع المفيد، بصرف النظر عن نوعية الفائدة، يحمل ما يشبه الجمال، كما أن السياق يخدع فيحمل ما يشبه مدلولات الجمال، والمظاهر الخارجية، بصرف النظر عن المحتويات الداخلية، تحمل ما يشبه الجمال، فيزعم المتسرع / المتسرعون في الأحكام أن ذلك يحمل الجمال، وذلك ليس كذلك، فهي بنات خيال؛ ليست لها حقيقة.
وأشير في هذا السياق إلى أن الإعلام قد يصلح الأذواق وقد يفسدها، من خلال قانون: الإيلاف والعادة.
الجميل في الحقيقة لا يحمل في طياته فسادا. والفساد أو ما يكون سببا له، صريحا وغير صريح، لا يعد حقيقة ومجازا جميلاً. فالجميل ما ثبت عوده بالنفع آجلا وعاجلا. وقد يكون هذا الجميل لوحة فنية أو أنشودة أو منظرا طبيعيا أو مسلسلا أو حديقة أو نصا شعريا أو نثريا ...
يمكن تقسيم الجمال إلى نوعين: جمال معنوي يدرك بعقل القلب، من خلال حسن التعامل. وجمال مادي ملموس مرئي حقيقة، وله تأثيراته الباطنية. والفرق بينهما أن الجمال المعنوي يدرك منه الجمال تلقائيا.
أما المادي فندرك منه الجمال بالواسطة والانعكاس، والأول أكثر كونية من الثاني.
ويمكن تقسيم الجمال المادي إلى: جمال طبيعي، وجمال صناعي، ويتفرع عنهما نوع ثالث، وهو الجامع بين الطبيعة والصناعة، وأصل كل صناعة؛ كما لا يخفى عليك؛ طبيعة.
حُمِّل معنى الجمال بأمور لا تنتمي إلى الجمال، إذا نظر إليها نظرة شمولية موضوعية شرعية. فالمظاهر والصور تخدع، وليس باستطاعة كل الناس النفاذ إلى الأعماق لاستكناهها. ولئن نفذوا فلن يدركوا معرفةً موازين القسط والعدل، التي هي الأصل في التصنيف والتمييز، فالميزان الرائج اليوم ميزان الصحة- الصدق والكذب؛ ورزاياها لا تخفي على ذوي عقول القلوب.
في ظل عالم أفسدته المادة تغيرت معايير الجمال الحقيقية وحلت محلها أخرى مكذوبة خادمة للاقتصاد. فالمادة جملت القبيح وقبحت الجميل. أصبح الجمال صناعة من الصناعات التي تخضع لقوانين السوق العرض والطلب.
من موصلات الجمال:
العين – الأذن – الأنف- اللمس- الحدس ...
توصل الإحساس بالجمال إلى مركز المعالجة، فتصنع بعد ذلك إجابة (سرور ظاهر أو مضمر)
الجمال والرغبة الجنسية:
- يثير جسد المرأة غريزة الرجل، وهناك أعضاء من جسدها أكثر إثارة. كالوجه مثلا. لهذا أوجب الشرع تغطيته؛ والأمر نفسه بالنسبة للمرأة فإنها تثار بالرجل.
- اللذة الجنسية متعة وجمال، إذا كانت تحت غطاء شرعي.
تذوق الناس للجمال:
- لا يتذوق الجمال ويستلذه إلا من تلقى تربية جمالية، فيدرك قيمة ما يرى ويسمع بعقل قلبه. أما الجمال الجنسي (النكاح الشرعي) فلا أظن أحدا لا يستلذه إلا أن يكون شاذا، فلا قياس عليه وقتئذ. والميلانُ إلى هذا الجمال وما يرتبط به فطري أصلي في التركيبة البشرية والحيوانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أعود والعود أحمد إلى تأصيل المسألة فيما يلي:
- قدر مهم من أمهات الجمال مبثوث في عقل قلب الإنسان.
- الملكة الجمالية تنمو وتكبر وتتقهقر وفقا لنوعية التربية التي تلقاها الفرد.
- الجمال الكامن في الإنسان يظهر في أوقات معينة ثم يختفي.
- ساهم الإعلام في إفساد الأذواق.
- الجمال نوعان معنوي ومادي، والمادي طبيعي وصناعي، ومنه نوع بينهما؛ يضم الطبيعة والصناعة.
- المظاهر تخدع والتفكير الظاهراتي يطغى ويفسد.
- أصل كل المعايير المصلحة في العاجل والآجل وما أفسد العالم إلا منهج الصدق والكذب.
فصل في آثار جمال العمارة وموقف الإسلام من الزينة
لجمالية العمارة وحسنها تأثير قوي في سلوك الأفراد في بيئات العمل، فتزيدهم قوة لقوة وتحسن من المردود، لأن الصدور إذا انشرحت وأثلجت أثمرت الثمار الطيبة وغذت الرغبة في العمل.
ويؤثر تصميم الحجرات وترتيب الأثاث على التفاعلات الاجتماعية والاستجابات الانفعالية للأفراد والجماعات في هذه البيئات، فالطفل الناشئ في البيت الواسع المنظم الجميل غيرُ الطفل الناشئ في كوخ أو بيت يفتقر إلى الأساسيات، فنفسية الأول غير نفسية الثاني.
إن الطريقة التي توثر بها البيئة المحيطة بمكان العمل على مستويات الاستثارة عند العمال لها تأثير قوي على أدائهم للعمل وجودته. ويمكن أن يؤدي التصميم الرديء البيئة الفيزيقية إلى عدم الرضا عن العمل وانخفاض الدافعية إليه وتقهقر المردود.
وللخصوصية وبيئة العمل المناسبة لمكانة أو مركز الفرد في المؤسسة أو المنظمة أهمية كبيرة لمعظم الموظفين، وخاصة موظفي المكاتب؛ وقد جرت الأعراف بذلك جريانا وسار الناس هذا المهيع زمنا.
ويعكس التصميم المعياري فلسفة المصمم ومن صمم له، إذا كان ذلك وفقا لذوقه وطلبه لا فرض عليه فرضا أو اختاره تقليدا؛ وهذا هو الأعم الأغلب. يمكن أن نتحدث في هذا السياق عن هيبة المكان، فالمكتب الجميل المصمم تصميما معماريا جيدا يفرض على الناظر الهيبة ويكسي الموظف/ الرئيس الحال به بالاحترام.
خلافا للمكان الرديء والتصميم القبيح فإنه مدعاة إلى السخرية والاقتحام ...
اهتم الإسلام بالجمال وحث على تحسين الهيئة ونهى عن الإسراف والتبذير والانسياق مع الأشكال والأعراف الفاسدة.
فتوزيع المال في الإسلام خاضع لضوابط صارمة، إنه يوزع حسب الأولويات والضروريات، فلا يعقل في الإسلام أن يصرف المال في الزخرفة والأشكال الكمالية وأنواع الزينة ومن الأمة كثيرون يتدور جوعا أو لم يجدوا مأوى يأوون إليه.
المعايير في الإسلام تختلف عن معايير الناس، عن أعرافهم وعاداتهم. إن الأصل في الإسلام النظر إلى الجواهر لا الانسياق مع الأشكال والألوان والزينة. فالمؤمن التقي النقي يحترم الإنسان لأن الله أمره باحترامه، لا للمظاهر والأشكال التي تحيط به. قيمة الإنسان لا تكمن في مكتبه ولا في الأشكال والزخارف التي تحيط به ... وإنما في عدله والتزامه وخوفه من ربه خالقه.
صحيح إن معايير الناس اختلفت وموازينهم اختلت فأصبحت الأشكال مسيطرة على الألباب، لذا فالاهتمام بالأشكال ليس مذموما ولا قبيحا إذا كان بالمعروف والعدل.
?(/)
نظرية في العلاقات الاجتماعية (ذمّ الأحكام المسبقة)
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 05:13]ـ
نظرية في العلاقات الاجتماعية
العلاقة ُ بين الناس تقطع ثلاثة أشاط رئيسة:
المرحلة الأولى: مرحلة التمثيلِ، يُظهر فيها الطَّرفان الجميلَ والحسنَ ممَّا يملكان أو يدعيان امتلاكه؛ فتعمُّ الطيبوبة والكلام الجميل المعسول والانسجام والاعجاب ...
المرحلة الثانية: مرحلة التوسط / البَلْقَنَة ُ /الظهور والخفاء؛ وفي هذه المرحلة تظهر بعض الثقوب السَّوْدَاءِ، في الطرف الأول والثاني، مختلفة الأحجام؛ وهي مرحلة الدهشة النوعية؛ إذ يتجلى ما لم يكن متوقعاً من الطرفين / المجموعتين؛ فتنطرح الأسئلة/ المشاكل ...
المرحلة الثالثة: مرحلة الحقيقة، وتنتهي إما ب:
? النزاع، (أو) ? كالطلاق مثلا؛
? الحياد، (أو) ? كالقطيعة غير المُعللة؛
? التواصل/ الاستمرار؛ وهو نوعان:
أ) تواصل النفاق الاجتماعي/ الكذب الاجتماعي؛ وهو السائد والمنتشر بكثرة في المجتمعات المتخلفة؛ قانونه:" المداهنة حتى يتحقق المَأْرب".
ب) تواصلُ العقلاء الألباء؛ وقانونه:" يعذر بعضنا بعضا ويتجاوز بعضنا عن بعض؛ فكلانا خطاء / المرونة الذكية. وذا قليل أي قلة!
المسافة ُبين مرحلة التمثيل ومرحلة الحقيقة تتباين حسب نوعية المتعاملين ونوعية ثقافتهم؛ لكنها عموماً مسافة طويلة تحتاج إلى الصبر والتأني ...
- يمكنُ التعجيل بمرحلة الحقيقة من خلال ما يلي:
o التعاملات المالية؛
o التعاملات الاجتماعية؛
o كثرة الاحتكاك؛
الكمال المطلق مفقود في الناسِ متوافر في رب الناس إله الناس مالك الناس؛ لهذا فالمطلوب التماسُ الأعذار الكثيرة، والحوار الصريح والقلب / العقل الشاسع المتجرد عن الأنانية والذاتية والنظرة الوثوقية. فالناس يحملون برامج؛ منها القديمة المترسخة في الكيان الموزعة في سائر أعضاء الجسد التي يصعبُ اقتلاعها بين صباح وعشية؛ ومنها الجديدة التي يمكن التخلصُ منها بذكاءٍ وحيلةٍ. إذا كانوا في زمن النبوة؛ والنور؛ يلتمسون سبعين عذرا فاليوم لا أظن أن سبعمائة تكفي ... وليقس ما لم يقل.
ثمرات النظرية:
? التواصل الاجتماعي - الفعال المثمر- ليس سهلا كما قد يتخيل الكثيرون.
? التسرع في الحكم على الناس من أول لقاء قمةُ الغباء والسذاجة.
? الاحتكاكات المالية والاجتماعية ... تكشف عن جواهر الناس.
? المرحلة التمثيلية ليست مقصودة دائما؛ فهي سلوك باطني- خارج عن الإرادة.
? إظهار الجميل النضِرِ الحسن وإخفاء القبيح المشين سلوك فطري (برنامج أصلي).
? التماس الأعذار للمتفاعَلِ معهم ركنٌ تواصلي ركين.
? الحقائق في مجال التفاعلات الاجتماعية ذات سمات متميزة؛ هي غير الحقائق الرياضية ...
? استشراء النفاق الاجتماعي في المجتمعات المتخلفة منظرٌ مألوف.
? دهشة الحقيقة - قد- تؤدي إلى مآلات قبيحة.
? الحكم على الناس لا يكون دائما سليما؛ خصوصا إذا جُعِلَتْ الذات وبرامجها حكماً ومعياراَ.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم أحبتي في الله.(/)
التطاول على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ رؤية أعمق وأشمل
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 02:02]ـ
التطاول على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ رؤية أعمق وأشمل
محمد جلال القصاص
* جذور المشكلة:
التعدي على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينبع من عبّاد الصليب، هم المستنقع الآسن الذي يغرف منه من يتطاولون، وعندهم النفق المظلم الذي يتآمر فيه الحاقدون على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ما حدث هو أن النصارى أعادوا قراءة (التراث الإسلامي) ـ كما يسمونه ـ من جديد، وأعادوا صياغة المفاهيم الإسلامية، وكانوا جادين في هذا الأمر، فأخرجوا (دائرة المعارف الإسلامية) وهي عمل ضخم يعطي تصوراً مغلوطاً عن كثير من مفاهيم الإسلام بل كل مفاهيم الإسلام، وشخصياته، وأحداثه التاريخية، وخاصة في القرن الأول الهجري. أو الأحداث التي ترتبط بالعقيدة الإسلامية (الفرق والمذاهب). كان عملا جادا دؤوبا بدأ في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، ولا زال مستمراً إلى اليوم.
وتم تسريب هذه المفاهيم، أو بالأحرى تم تسريب فكرة إعادة قراءة السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وأحكام الإسلام إلى نفر من (المسلمين) ذوي الخلفيات الفكرية الغربية، وبالفعل نشط قوم ـ جاهلون أو حاقدون أو باحثون عن ذواتهم ـ يقرءون التاريخ الإسلامي بمفاهيم ما ننكره فيها أكثر مما نعرفه، والشر إن خُلط بالخير وتعذر فصله هو شر جديد وقد يكون أشد كونه يلتبس على عامة المسلمين، فظهرت كتابات كثيرة تقرأ السيرة بمنظور جديد، أخفها يفسر النور الذي أضاء الدنيا على يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الكرام ـ رضوان الله عليهم ـ بأنه كان بعبقرية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعبقرية عمر وأبي بكر وعلي وخالد وغيرهم ـ رضي الله عن الجميع ـ، يسند النصر للأشخاص لا للمنهج، ولولا أن أضاء المنهج هذه الصدور ما فعلت شيئا. وهو فكر يعطي جملة مفادها، أن النصر كان بهؤلاء العباقرة، فابحثوا عن مثلهم. أو فامدحوهم هم.
وظهرت كتابات أخرى تعيد قراءة (التراث الإسلامي)، كانت أكثر جرأة على دين الله، من أمثال (نحو أفاق إسلامية أوسع) لأبكار السقاف، ثم كانت موجة من المنهزمين، الذين قرءوا الشريعة بعين الغرب. وهو أمر بيّن يعلمه الجميع.
ثم ظهرت موجة أشد وهي التي تضربنا الآن، كَتَبَ النصارى بأيديهم عن الوحي، وعن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولون علمته خديجة، ويقولون ملكا يطلب ملك أبيه، ويقولون حكايات يهود شربها جدّه عبد المطلب ثم سقاه إياها فنبت نبيا [1]. ويقولون كان تطوراً طبعيا للبيئة وقتها.
وهذا قول النصارى المارونيين، مشى بيننا على ظهر (خليل عبد الكريم) ـ هلك من سنوات قليلة ـ و (سيد القمني) ـ لا زال حيا ـ يتكلم. ثم عاد هذا الكلام ثانية على يد زكريا بطرس، يتلوه على الناس على أنه قول المسلمين.!!
فكان آثار هذه الحملة التي اشتد سعيرها بدخول النصارى مع المنحرفين، مستخدمين كل الوسائل المتاحة من حوار تلفزيوني ومقال كتابي، وعرض سينمائي الخ أن: ـ
1 ـ ثارت الجماهير، وتبلبل فكرها، وارتد نفر منهم. وهو أمر يسمع به الداني والقاصي.
2 ـ نشط (القرآنيون) بدعوى الدفاع عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينكرون السنة، ويتطاولون على البخاري ومسلم. ويقدمون أنفسهم على أنهم مدافعون عن الإسلام.!!
3 ـ تجرأ الملحدون على جناب النبي الكريم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حتى كتبت هذه المجرمة كتابها ونشرته بيننا، وهي آمنة مطمئنة من أن يراجعها أحد بلسانه أو بقلمه أو بيده.
4ـ ثارت بعض القضايا الفكرية على الساحة الدعوية، مثل (رضاع الكبير)، (مدة الحمل)، (حد الردة)، (الجهاد)، (أهل الذمة). فهذه كلها مصدرها النصارى الذين يتطاولون على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى الدين.
5ـ تم النبش على المنحرفين من تحت ركام الأيام، وإخراجهم للناس، فمن كان سيعرف (خليل عبد الكريم) أو (أبكار السقاف) أو غيرهم. و (دائرة المعارف الإسلامية) ... الخ
6 ـ دخل أهل الفن والرقص، ومن لا نعرف له سندا إلى أهل العلم، ولم نسمع منه متنا صحيحا ـ الدعاة الجدد ـ يتكلمون، ويجدون من يسمعهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهم الآن يجلوسون على ضفة نهرنا الصافية، ويعكرون صفو مائنا بأحجارٍ يلقونها من الحين للحين، فصرنا وراء الحدث، ندفعه أو نحكيه ونحلله، وليت شعري متى نكون أمامه نقوده ونوجهه.
* فرصة سانحة
ـ يمسك الزمام الآن المتطرفون من النصارى والملحدين، من أمثال زكريا بطرس، وسيد القمني وهذه المرأة الوضيعة التي تجرأت على جناب الحبيب ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ. وقد ساقوا قومهم إلى حتفهم، إذ أصبحت المواجهة الآن صريحة بين النصرانية وبين الإسلام، هم يدعون الناس للكفر لأن الإسلام لا يصلح أن يكون هو الدين، ويدعون الناس لرفض سنة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأنه لم يكن على خلق عظيم ـ بزعمهم وهم كاذبون ـ ويدعون الناس إلى الكفر ـ أو الفسوق ـ كونه الصراط المستقيم، ومواجهة من هذا الشأن يمكن حسمها في أيام، لو أن من يدافع عن ديننا ممن يسمع له، وممن يعرفه الناس ويثقون فيه ... أشير إلي من منَّ الله عليهم بالتحدث للناس في القنوات الفضائية، والكاسيت من شيوخنا حفظهم الله. فشمروا واشتدوا فقد ألقت إليكم النصرانية بزمامها، وجاءت بكل عزيز عليها، ووالله ما هو إلا أن تدور رحاها ساعة حتى تكون العزة لله ورسوله وعباده المؤمنين. وهو عز الدنيا والآخرة.
أيها الكرام!
التاريخ أصم أو يكاد .. يرى الفعال، ولا يسمع الكلمات.
والتاريخ يختزل عُمْرَ أحدنا في مواقفه وأفعاله، خيراً أو شراً، ومن لا مواقف له لا تاريخ له.
والرُتَبْ في الإسلام بالأفعال لا بالأقوال: (ربح البيع أبا يحى) (ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم) (نصرت الله ورسوله يا عمير) ... .
والمقصود:
ـ المشكلة (التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم) ـ عميقة، وما يحدث ثمرة لشجرة خبيثة زرعت من قرن أو يزيد من الزمن، ويجب قلعها من جذورها.
ـ القضية ليست شخصية تتعلق بشخص امرأة أو رجل، وإنما هو توجه عام، أو فكر عام تم بثه بين الناس ويظهر آثاره بين حين وحين علي يد هذا أو هذه.
ـ القضية شرعية بالدرجة الأولى، ويمكن معالجتها بعيدا عن الاحتكاك بالساسة، ومن يرهبون الناس حفاظاً على أمن دولتهم ـ زعموا ـ.
ـ الجماهير الآن فقدت الثقة في ساستها، , وأفلس منظروا القومية والوطنية وغيرها، وزمامها خَلِيّ، شربت كل الكؤوس حتى ملّت، وأصبح الخطاب الديني هو المقبول عندها، فهي الآن تحت أرجلكم قد ضفرت شعرها، ولبست ما عندها، ومدت يدها، وبرقت عينها لهفا على ودّكم، فأنتم أنتم.!!
ـ ويتبع هذا القولُ بأن (الدعاة الجدد) خطر، بشكل أو بآخر، فهم يدُ المنهزمين الآن لقطع الطريق على الجادين، أو لإدخال الأمة في طريق ملتوي، أو لفتح دوامات فكرية أقل نتائجها استقطاب الجهد وتفريق الصف. والحمد لله أن كان عندنا (الجرح) و (التعديل).
ولا يخفى على حضراتكم أن الانحرافات العقدية ثبتت واستقرت في الأمة بأهل (الوسطية) وخاصة إذا كان معهم السلطان. كان الإرجاء وكان أهل السنة في وجوههم، ثم جاء أهل الكلام كحل وسط بين هؤلاء وهؤلاء ـ هكذا قالوا ـ فقبلتهم الجماهير بعد أن كلَّت وملّت، أو قبلتهم باعتبار أن (الوسطية) مقبولة عند عامة المثقفين. وأدخلوا الأمة في تيه طويل حتى جاء شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من المجددين.والدعاة المودرن الآن يشكلون الوسطية بين السلفية الثائرة على عادات المجتمع الغربية الغريبة، وبين العلمانيين.
* وأخرى:
النصارى ـ وهم سبب كل ما يحدث ـ لا يتحملون حديثاً يتكلم عن ما في كتابهم من خرافات، وبذاءات، وأحكام كأن مشرعها صبي أو سفيه، وأراه دون ذلك.
أعرف أن حديثا عن النصرانية لا نستطيع التحدث به في قنوات فضائية، خشية أن يقال (نثير الفتنة) ولكن يكفي أن يشار إلى طلبة العلم بأن تعلموا شيئا عن النصرانية.أو أن يتحدث عن النصرانية في المواسم، أو شرائط الكاسيت من باب المقارنه، ولن يكونوا أجرأ منا، وقد رأينا من حالهم ونحن ننازلهم أن لا شيء يألمهم أكثر من التحدث عن الكتاب (المقدس)، وماذا قال عن أنبياء الله، وعن الله، وعن المرأة، وغير ذلك من أحاديث.
* مقترحات عملية:
1 ـ تقوم القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت بعرض برامج فلاشية أو دروس صوتية أو حوارية أو غير ذلك عن المصادر الفاسدة التي يتكلم هؤلاء منها، كدائرة المعارف الإسلامية، وكتب خليل عبد الكريم، وسيد القمني. وأبكار السقاف، والعقاد. وغيرهم.
2 ـ نقوم بعمل إضاءة على كتب التراث الإسلامي، وبث ثقافة عامة في علم الحديث وعلم التاريخ، كي يعرف الناس ما يأخذون وما يتركون. وتبرز الشخصيات الإسلامية كنموذج يحتذى به.
3 ـ نقوم بعرض برنامج للرد على الشبهات المثارة حول الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، وتتناول شبهات النصارى صراحة، دون تسمية أشخاص، أو بتسميتهم إن كانت تطيق.
4 ـ لي كتاب بعنوان (الكذاب اللئيم زكريا بطرس ـ دراسة بحثية تحليلية نقدية مختصرة لمصادره وأكاذيبه وبعض ما يخفيه من دينه)، وقد عرضته على نفر غير قليل من أهل العلم، ووافقوا عليه وزكوه، ومن ثم تمت طباعته ونفدت الطبعة الأولى في شهر أو أقل.
ولي بحث آخر أرد فيه على الكذاب اللئيم زكريا بطرس ـ مصدر كل شر الآن ـ كدت أنتهي منه، فمن يرى تزكيته أو طباعته، ولا أبحث عن ربح، فالحمد لله ميسور الحال.
5 ـ رسم إستراتيجية عامة للدعوة، يكون محورها الأساسي الدفاع عن الدين ككل، والتصدي للأفكار والأشخاص الهدامة، يعلوها ـ الاستراتيجية ـ الانتصار للحبيب صلى الله عليه وسلم ـ.
كتبت لأقول إن للمشكلة جذوراً عميقة، وشجرتها لا زالت تجد من يسقيها، ولا زالت تثمر، وأنها فرصة سانحة لتقديم مشروع دعوي تاريخي يتصدى لكل أعداء الأمة، وهي فرصة لتجميع الأمة تحت شعار نصرة الحبيب ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ. فأن نجتمع على نصرة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، خير من أن نجتمع على الجاهل فريق يعذره وفريق لا يعذره، أو على المبدل والمنحي للشريعة نلحقة بالمرتدين أم بالفاسقين؟
محمد جلال القصاص
مساء الثلاثاء 06/ 02 /1429
الموافق 12/ 2 / 2008
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:28]ـ
ولا رد؟؟!!(/)
احتفال يهودي في القصر الجمهوري لصدام حسين ببغداد .. ! - صور عجيبة
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 04:43]ـ
[### حرره المشرف: لا داعي للصور أخي الكريم]
إلى نوري المالكي وأركان حكومته ... !
إلى عبد العزيز الحكيم وكافة العمائم التي تقف وراءه ... !
إلى المجلس الإسلامي الأعلى، وحزب الدعوة، وجميع من يعتقد من مؤيديهما أنهما يعملان للعراق ... !
إلى جلال الطالباني، ونائبيه طارق الهاشمي عن الحزب الإسلامي، وعادل عبد المهدي عن المجلس الإسلامي .. !
إلى النواب العراقيين وقد عادوا بعد رحلة التقرب الى الله وحج البيت ... !
إلى كافة المسؤولين العراقيين ممن ملأ أسماعنا نغماً نشازاً في الحديث عن الوطنية والدين ... !
وقبل كل اؤلئك .. إلى الشعب العراقي المظلوم والمغلوب على أمره .. !
أقدم هذه الترجمة لمقال نشر باللغة الإنكليزية على موقع إسرائيلي، وبالصور .. !
الكاتبة: يهودية أمريكية برتبة رائد في الجيش الأمريكي المحتل للعراق .. تقول عن نفسها أنها ساهمت في تحرير العراق، وأنها تنحدر من ولاية كاليفورنيا، وتسكن ولاية فرجينيا. تخرجت في الأكاديمية العسكرية الأمريكية (ويست بوينت) في ولاية نيويورك .. وآخر خدمتها العسكرية خارج الولايات المتحدة قبل قدومها الى العراق، كانت في كوسوفو من يوغسلافيا (الإتحادية)، قبل أن يتم تمزيقها الى دويلات من قبل أميركا وحلف الناتو ... !
عنوان المقال: (شمعدان أركنساس في قصر بغداد) .. !
فيما يلي ترجمة ماكتبته (اليزابيث روبنس) المذكورة:ـ
تم الإحتفال هذه السنة، بعيدنا اليهودي في القصر الجمهوري لصدام حسين في بغداد ... !
مَن كان يصدق ذلك ... ؟
نعم هذه الليلة تم الإحتفال في إحدى قاعات القصر المغلفة بالمرمر .. حيث قمنا بإيقاد الشموع في الشمعدان الضخم (الرمز اليهودي) والذي بطول ستة أقدام. لقد صلينا بالعبرية، ورددنا الأناشيد والتراتيل، وأكلنا طعامنا اليهودي التقليدي لمثل هذه الليلة ... !
ولكن ماهو أهم من كل ذلك .. أننا نحتفل هذه السنة هنا على أرض العراق .. (أرض أجدادنا الأقدمين) .... !!!
إن عدد الجالية اليهودية في السفارة الأمريكية في بغداد آخذ بالإزدياد والإزدهار الى المدى الذي يجعلنا نطلق على أنفسنا " بني بغداد "، حيث يوجد الجيش الأمريكي بملابسه الرسمية، وكذلك عدد كبير من المدنيين الأمريكان فيما يسمى " المنطقة العالمية " والتي تعارف العراقيون على تسميتها شعبياً بالمنطقة الخضراء .. !، حيث توجد المقار الحكومية، وبيوت المسؤوليين، وبعض السفارات، ومقرات قيادة الجيش والشرطة العراقية، والبرلمان، وحتى بعض مقرات لجان إغاثة دولية.
إن القصر الجمهوري، هو الآن المقر المؤقت للسفارة الأمريكية في بغداد! وهو يقع على منحنى لنهر دجلة، ولكن، ومع الأسف، لايمكن رؤية منظر النهر من الداخل، بسبب الجدران العالية التي شيدت والحواجز التي أقيمت!
أكبر القصور في المنطقة العالمية، وقد كان سابقاً مقراً لصدام حسين.
أما هذه السنة فقد أصبح مقراً " لشمعداننا اليهودي "، ومكاناً لإحتفالاتنا .. !
بعد عودتي الى بغداد وذلك في شهر مارس / يونيو الماضي لإستلام عملي .. حصلت على مركز مهم يتعلق بقيادة اليهود المتواجدين هناك، وإدارة شؤونهم، وتلبية إحتياجاتهم وأعمالهم في العراق .. ! وبسبب رتبتي العسكرية، وبمساعدة أصدقاء في اللجنة اليهودية .. بدأت بتنظيم الخدمات وبالتنسيق مع قيادة الجيش الأمريكي في العراق! وعلى سبيل المثال، طلب التجهيزات اللازمة لنا كيهود، وإدارة شؤوننا، والإشراف على المخازن المخصصة لنا والتي تضم كتب الصلوات، والشمعدانات، وبعض الأغذية أيضاً!
هذه الواجبات قد يعتقد البعض أنها كثيرة، ولكنني حقيقةً أعتبرها نوع من البركات لأنها تأخذ كل وقتي، وتشمل كل كياني الشخصي. نجتمع عادةً في محل تم تحويله وبشكل مؤقت الى مكان للعبادة .. إنه عبارة عن شاحنة كبيرة تقف بالقرب من السفارة الأمريكية المحاطة بسياج كونكريتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
في مساء كل يوم جمعة، أصل الى المكان ومعي أحد الجنود اليهود لمساعدتي، حيث نضع الستائر المزركشة على جداري الشاحنة من الداخل، ونقوم بعدها بإشعال القناديل التي يرسلها لنا أحباؤنا وأهلنا في أميركا وإسرائيل للتبرك، ثم نقوم بفتح قناني الخمر المعتق، وعصير العنب .. ونضع القوس الخشبي المزخرف يدوياً في مقدمة المكان كرمز لإقامة الصلوات .. !
إن لحظاتي المفضلة، هي تلك التي أفعل فيها كل ذلك .. فقد كنت دائماً في أميركا أهيئ لليلة السبت بنفسي .. وينتابني شعور رائع، أنني أفعل نفس الشيء هنا في بغداد ضمن قصر صدام، نيابة عن عائلتي الكبيرة من اليهود المتواجدين في بغداد .. وأتصور، أن زوجي سيفعل نفس الشييء بعد سبع ساعات من الآن، وكذلك والدتي في كاليفورنيا، بعد عشر ساعات، وبحسب توقيتنا المحلي هنا في بغداد .. !
إنه نوع من التحدي والفخر أيضاً، أن تًمارس اليهودية في الجيش الأمريكي وفي الخدمة الخارجية الرسمية خارج الولايات المتحدة وبتناغم رائع .. ! لقد كنت أقوم بمفردي بهذه الإحتفالات والطقوس خلال خدمتي في كوسوفو، حيث كنت اليهودية الوحيدة هناك في ذلك الوقت.!
لكن .. مثل هذا التحدي، يبدو شاحباً بالقياس الى إخواننا اليهود العراقيين. هذه السنة، إنضمت الينا للإحتفال في موقع السفارة، إمرأة من يهود العراق. وقد تم تأمين دخولها وخروجها بجهودنا وبمساعدة أمنية عراقية رسمية ... !!!
لقد أخبرتنا، أنها واحدة من ثماني يهود بقوا في العراق، وأنها قبلت المخاطرة بالقدوم الى المنطقة العالمية والمشاركة في إحتفالات ليلة السبت، لشعورها بالأمان ومرافقتها ذهاباً وإياباً .. !! فرحنا، وشعرنا بالإمتنان لمساعدتها، وقمنا بإهدائها بعض الكتب الدينية، والشمعدانات. لقد حكت لنا عن كنائس يهود العراق وكيف أنها حزينة وفارغة، وشعرت بالأسى .. ولكنني أيضاً شعرت، ومن خلال خططنا وما نقوم به، أن هذه الكنائس سوف تمتلأ يوماً مرة أخرى .. !!!
بعد الطقوس والصلاة، نتناول عشاؤنا على منضدة طويلة. لقد كان عددنا في رأس السنة اليهودية 26 شخصاً، ولكن الآن، ومما تجدر الإشارة اليه، أنه ومنذ ستة أشهر فقط، أي منذ وصولي الى بغداد تقريباً، فقد إزداد عدد اليهود العاملين في الجيش الأمريكي في العراق من ثلاثة أفراد ليصل الى 40 عسكرياً، من ضباط وجنود وموظفين وبعض المقاولين اليهود العاملين في العراق ... !!!
وبالعودة الى قصة شمعداننا " شمعدان أركنساس "، فإن الفضل في ذلك يعود الى المقدم " داك هاوس " الذي ينحدر من عائلة ثرية في أركنساس، وفي حقيقة الأمر، فإن بعض روابط الدم تربط عائلته باليهودية .. لقد سألنا يوماً عن إحتياجاتنا وطلباتنا، عندها أجبت على الفور وبالعبرية (مينورا)، يعني الشمعدان .. وقلت له نريده كبيراً هذه المرة .. وأجابني: إعتبريه قد وصل اليكم .. وفعلا قام بالإتصال بوالده في أركنساس ليبلغه بطلبنا، حيث لبى ذلك بصنع شمعدان كبير بطول ستة أقدام ومن الألمنيوم المطلي، وقام بشحنه الينا، ووصلنا في الشهر الماضي .. ! حين وصل الشمعدان، قررنا أن نضعه في قصر صدام الجمهوري .. وبكل فخر ... !!
إننا حين نجتمع حوله محتفلين، نشكر أصدقاؤنا من العراقيين، وأهلنا من الأمريكان لما تم تحقيقه لنا .. كما أننا نشكر الرب على وجودنا في بغداد، وعلى أرض العراق .... !!!
-------
تعليق الرابطة العراقية: ليفخر ساسة العراق الجدد بانجازاتهم العظيمة ومن وراءهم مرجعية ملالي الشيطان القابعة بجحور جبنها وتآمر أتباعها, هذا هو العراق العظيم العصي أضحت قصوره بين أيدي الصهاينة ومرتعاً لألدّ أعداءه الذين يمارسون هدم صروحه حجراً حجراً .. بل إنهم يفتخرون أن العراق أرض أجدادهم .. ويقيمون احتفالاتهم ببغداد .. ؟!
فأي عار سيحمل من يطلقون على أنفسهم حكام العراق (المحرر .. !) , وقد أضحى الجرم صورة وصوت وشواهد وبماذا سيذكرهم الأجيال .. !
فليتمتع أتباع حكومة العمالة ومن يحارب في الدفاع عنها ومن يستميت في التبرير لها بمشاهد انجازاتهم العظيمة, وليطلقوا شعارات انتصارهم على أبناء وطنهم وشعبهم ودينهم وعروبتهم وحرق الأخضر واليابس ..
وهنيئاً لهم هذا النصر وهنيئاً لدولة المسخ الصهيوني التي حققت أقصى أحلامها بسواعدهم وسواعد معمميهم ورجالاتهم الذين أسقطوا فريضة الجهاد وكلّ من أتى على ظهور الدبابات الأمريكية, بل هنيئاً لملالي ايران (الاسلامية جداً .. !) دعمها واستماتتها في الدفاع عن انجازات حكومة العار الطائفية ومنصورة يا ............. !
اين من يرون حرمة الجهاد في العراق؟؟ وأين من يرددون ليل نهار بأن القتال في العراق فتنة.!!!
المخطط واضح وجلي ولا ينكره إلا مجادل قبيح.!! وهذا بعض من البعض من ذلكم المخطط الرهيب.
حسبنا الله ونعم الوكيل [/ CENTER]
ـ[لامية العرب]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 08:21]ـ
امر مؤسف تدمع له العيون ويقطع القلوب العاجزة
من للفرات يئن يا قومي ومن ... لنحيب ثكلى بالعراق شجاني
من ذا يجيب صياحهم وعويلهم ... اوليس معتصماً لذي حيران
أوليس بين المسلمين مهنداً ... يسمو بمجد شامخ عدنان
أو ما لنا في الرافدين سماوة ... وتراثنا يزدان للعينان
صغنا البديع بألسن رقراقة ... وكتبنا من طيب البنان بيان
قد شيدت تلك المآثر أذرعاً ... كانت ببابل زينة الأركان
قد أسدل الليل البهيم ستاره ... بينا بني الإسلام عذب لسان
وأصاخ سمعهم صياح أحبة ... آهاتهم وهج من النيران
وقفوا على طلل وليت مآذنا ... بقيت لتحكي سيرة الأزمان
ولسان حالهم يقول مردداً ... لابد من حرب على العدوان
لن تجلو حسر تهم مقالة كاتب ... خطت ولا قلم لذي ديوان
أو لوحة رسمت لتشكي حالهم ... قد أبدعتها ريشة الفنان
لله نشكو أنة بعد أنة ... والقلب من فرط الأنين يعاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 03:06]ـ
[ CENTER] وأُقيمت هذه الاحتفالية على شرف هذا العلج الـ .. !!!
[### حرره المشرف: لا داعي للصور أخي الكريم]
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 10:39]ـ
ما جاءت امريكا إلا لسواد عيون اليهود
فلتهنأ هذه اليهودية مادامت امريكا موجودة
فإن زوالها قريب إن شاء الله
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 11:59]ـ
نعم أخي المشرف الكريم ... هذه شخصيات عالمية لها وزنها وكيانها واحترامها ... لاداعي للصوَر ...
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 04:48]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:34]ـ
/// الأخ الكريم المتسمِّي بـ (جولدن توربان)!، سبحان الله .. ما أشبه اللَّيلة بالبارحة، وأعرفك لبيبًا بالإشارة تفهمُ.
ليست المشكلة في صورة (بوش بن بوش)، ولا القضيَّة عنترية مهلهليَّة .. فترفَّق معنا.
/// وحتى تزول عنك الوساوس فلو وضعت لي -فرضًا- صورة أبي بكر الصِّدِّيق والعشرة المبشَّرين بالجنَّة وأصحاب الشَّجرة والرسول الكريم (ص) لمحوتهم لك أيضًا. (ابتسامة)
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 09:44]ـ
الأخ الكريم المتسمى بعدنان البخاري ..
تقول:
"وحتى تزول عنك الوساوس فلو وضعت لي -فرضًا- صورة أبي بكر الصِّدِّيق والعشرة المبشَّرين بالجنَّة وأصحاب الشَّجرة والرسول الكريم لمحوتهم لك أيضًا"
اسمحلي أخي أن أقول هذا ما يسميه أهل الاختصاص بالـ "تدليس بامتياز" .. .. فأنت تعرف جيدا أن تمثيل الرسول الأعظم وصحابته بالصور أمر مُحرَّم بالإجماع, بخلاف رفع صورة لعِلجِ العلوج ومَلِك الرِّعاع ... فسبحان الذي جعلك تضع شيطان تكساس في مصاف الرسول سيّد الناس, فانتبه لذلك واستعذ بالله من الوسواس الخنَّاس.
فإذا كانت القضية ليست في صورة هذا الشمبانزي (ويقيني أنها هي القضية) ... فأنت مدعو الآن أمام الجميع لكي تثبت للناس صدق أقوالك بأفعالك وذلك بأن تضع صورة العلج التي أزلتها لكي يراها الناس ... الأمر بسيط وساعتها سأشهد لك بأنك عنترة الآلوكة.
أما قولك: "ما أشبه اللَّيلة بالبارحة، وأعرفك لبيبًا بالإشارة تفهمُ"
للأسف لم يسعفني فهمي القاصر جدا على إدراك إشارتك هذه فليتك توضّح لنا على الملأ ما ترمي إليه وتشرح ما جرى بالبارحة لنسقط عليه حديث اليوم ....... "ويقيني أنك لن تفعل" ... (ابتسامة أكبر)(/)
هاهم علوووج الدنمرك مره أخرى ... شارك لنصرة الحبيب المصطفى ولو بكلمة!!
ـ[حيدره]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 08:44]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ...... أما بعد:
هاهم علووووج الدنمرك الأنجاس مره أخرى يسخرون ويستهزؤن بشخص خير الناس وأفضل من وطئ أثرى ومما لا شك ولا ريب فيه أن من أعظم نعم الله علينا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (إنا أرسلناك رحمة للعالمين) وقوله تعالى: (ولقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) ولا شك أحبتي أننا نتفيأ ظلال دعوة الحبيب المصطفى وأننا حسنه من حسناته وأن نصرته صلى الله عليه وسلم واجبه على كل مسلم ومسلمه والذب عنه بأبي هو وأمي من أعظم الفروض وأكد الجهاد, وقد أمر الله بنصرته وتوقيره بقوله تعالى (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعززوه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً) قال قتادة: أي تنصروه وتمنعوا منه.
وقال شيخ الإسلام: تطهير الأرض من إظهار سب رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب بحسب الإمكان لأنه من تمام ظهور دين الله وعلو كلمة الله وكون الدين كله لله , فحيث من ظهر سبه ولم ينتقم ممن فعل ذلك لم يكن الدين ظاهراً ولا كلمة الله عالية " أ. هـ
فما أحوجنا في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن والجرأة على حدود الله وتسلط الأعداء ووالله إن الألم ليزداد وإن الجرح ليتسع حين يبلغ ببعضهم التالي على رسول رب العالمين بسب ولاستهزاء علانية عبر وسائل العلام والصحف وغيرها بكل وقاحة على شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم منقذ البشرية من الظلمات إلى النور, وهذا يثبت ما أخبر الله به في كتابه العزيز (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون) الآية (118آل عمران) وهذه الأحداث لا شك أنها كشفت مدى الحقد الصليبي الدفين على الإسلام والمسلمين كما أنها أظهرت للعالم كله قذارة الأساليب وانحطاط الطرق المستخدمة لديهم ضد الإسلام وقد عبروا عنها بتلك الرسومات المشينة لشخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والتي تولت كبرها الصحف الدنمركية الآثمة.\
#وهذه أبيات قلتها بعد أحداث الدنمرك السابقة والله المستعان
صلى عليكَ اللهُ يا هادِ الورى=من ظلمةِ الطُغيانِ و الأَنْدادِ
نَفدِيكَ يا عَلَم الهُدَى بِنُفُوسِنا=يا شَمعةً لا تَنطَفِي بِمِدَادي
أفديكَ يا نجماً علا بسمائنا=أفديكَ يا خيَر الوَرى بِفؤادِي
أفديكَ يا نوراً غَدا بِجَناني=وبكَامِلِ الأنفاس و الأوْرادِي
أفديكَ يا بدَر الدُّجَى وأُنادِي=لَهَفِِي إليك دِيانةً وجِهادِي
والقلبُ جَلْجَلَ غاضِباً ومُزمجراً=بَانَ العِدَاةُ بِوَافِرِ الأنكادِي
وتَطاولت عَبَثاً بِرَسمِكَ ثُلَّةُ=شُلَّتْ أَيادي ثُلَّةَ الحُسادِ
يا أِخوَةَ الأبقارِ هدُّوا حِقْدَكُم=تَباً لكُم يا زُمرَةَ الأَوغَادِ
والله لو عرفُوا صِفَاتِك ما مَشَتْ=في رسمِ ذَاتكَ رِيْشةُ الحُقَّادِ
قَدْ أُضْرِمَتْ تِيْكَ الصَّحَائِفَ نَارُهَا=والنارُ تُحْرقُ سَاعِدَ الوُّقَّادِ
هُبُّوا جميعاً يا فِدَاةَ محمدٍ=ذُودُوا فإنَّ الذَّوْدَ للأسادِ
فالله خيرُُ حافظاً لرسولهِ=فهو الخليلُ وخاتَمُ اللأسيادِ
لخليله في آيةً تفسيرُها=إنا كفينَاكَ الردي والعادِي
فعُلُوجُ كُفْرٍ قد رَمَوا بِسِهامِهِم=يَبْغُونَ هُزْءاً بِالنَبيِّ الهَادِي
قالوا وقولُ الزُور ِ في أَفواهِهِمْ=حُرِّيةُ الرَّأْي السبيلُ الغادِي
قالوا سَفَاهَاً ذَاك حَقُ مُحْصنُُ=حُرِّيةُ الرأيِ اقْتَضَتْ إِرشادِي
لَكأنَّ رائِحَةُ الحقارةِ منهم=زَكَمَتْ أنُوفُ الناس بالإفسادِ
يا أُمَةَ الإسلامِ هذا نبيكُمِ=يَرْمِيهِ أعداءُ الهُدَى بتمادِي
هُبُّوا وذُودُوا عن كَرامةِ أحمدٍ=فهو اللوَاءُ لحفْظِناَ بِمَعَادِ
لا تَشْتَرُوا أَشْيَاءَ هُمْ صُنَّاعُهَا=إ قْطَع ودِادَاً زائفاً بِوِدَادِ
يا دولةَ الأجبانِ والأبقارِ=بانتْ عَدَاوتكِ وزَادَ عِنَادِي
أخي المبارك:
ساهم معنا في نصرة نبينا عليه الصلاة والسلام وسجل هذا في رصيدك وأنت المستفيد من ذلك ,ولن يضر الحبيب عدم نصرتك له لأن الله قد تكفل بنصرته عز وجل , قال تعالى (إنا كفيناك المستهزئين) قال العلامة السعدي:"وعداً من الله لرسوله أن لا يضره المستهزئون وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة وقد فعل تعالى فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسوله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتله "
ولا شك أخواني أن من علامات محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرته بكل ما نستطيع, فماذا أنتم فاعلون!!
ملاحظة:
أرجو من الأخوة في الله في ملتقى الالوكة وغيره المشاركة بما يستطيعون من توجيه ونصح إلى الوسائل المفيدة سواءاًَ عن طريق الكتب أو الأشرطة أو البرامج العملية التطبيقية أو الاقتراحات التي ترون أنها مفيدة للذود عن شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , سواءً في هذه الأحداث وغيرها في المستقبل للأجيال القادمة ..
ولكم جزيل الشكر والدعاء لكل من شارك معنا لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ولو بكلمة واحدة.
واخيراً:
اتمنى من مشرفنا الفاضل تثبيت الموضوع للاهمية وللعموم الفائدة ولنصرة رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم قبل كل شيء
بقلم محبكم في الله
حيدره(/)
هل الطبيب من أسماء الله؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 08:52]ـ
هل الطبيب من أسماء الله؟
عن أبي رمثة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... الله الطبيب)
من من العلماء قال إنه من أسماء الله؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 09:24]ـ
الأخ الفاضل أبو طيب، طيَّب الله عيشك.
ممن ذكر ((الطبيب)) ضمن أسماء الله الحسنى الحليمي، والبيهقي، وأبو بكر ابن العربي المالكي، والقرطبي.
راجع: أسماء الله الحسنى للدكتور عبد الله الغصن (ص353)، و ((معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى)) للدكتور محمد بن خليفة التميمي (ص233 - 234).
ـ[ابوطيب]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 09:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 12:44]ـ
كتبت مفالا بهذ العنوان ولم يتفاعل معه
ماصحة هذه الاحاديث ومافقهها؟؟
قال الامام احمد
حَدَّثَنَا سُفْيَانُُ بْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ فَإِنِّي طَبِيبٌ قَالَ أَنْتَ رَفِيقٌ وَاللَّهُ الطَّبِيبُ قَالَ مَنْ هَذَا مَعَكَ قُلْتُ ابْنِي قَالَ اشْهَدْ بِهِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ
قال الامام أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف
كتاب الطب (1) من رخص في الدواء والطب (1)
حدثنا أبو عبد الرحمن قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا عمرو بن دينار عن هلال بن يساف قال: جرح رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أدعوا له الطبيب " فقال: يا رسول الله! هل يغني عنه الطبيب؟ قال: " نعم! إن الله تبارك وتعالى لم ينزل داء إلا أنزل معه شفاء
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 03:48]ـ
إليكم هذا الرابط فإنكم ستجدون فيه ما يشفي الغليل في هذه المسألة:
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 03:49]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=72669&highlight=%C7%E1%D8%C8%ED%C8+% C3%D3%E3%C7%C1+%C7%E1%E1%E5
ـ[ابوطيب]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 07:28]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أم الفضل]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 11:15]ـ
ذكر الإمام أحمد عن أبي السفر قال: مرض أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فعادوه، فقالوا: ألا ندعو لك الطبيب؟ فقال قد رآني الطبيب. قالوا: فأي شيء قال لك؟ قال (إني فعال لما أريد). سئل الشيخ عبدالرزاق البدر عن الطبيب هنا هل هو من أسماء الله تعالى؟ فقال هذا من باب الإخبار بمعنى من بيده الشفاء.(/)
اين الولاء والبراء؟؟؟؟؟
ـ[محمد عبد]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 09:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ماحكم فتح بيت للعزاء للمدعو عماد مغنيه مع ان المعلوم انه شيعي وهل يجوز الاستغفار له والترحم عليه كما فعلت حماس في غزة هاشم(/)
((قل لا يعلم من في السّماوات والأرض الغيب إلا اللهُ)) .. العلاَّمة صَالِح الفَوْزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 10:39]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ظهرت ظاهرة سيئة في هذا الوقت وهي الإرجاف والإخبار عن الحوادث المستقبلة من المطر والبرد استناداً إلى ظن وتخمين: ? إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ? ? فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ ? والإخبار عن المستقبل لا يخلو من أحوال إما أن يكون صادراً عن نبي من أنبياء الله أطلعه الله على شيء من الغيب معجزة له ولأجل مصلحة البشر كما قال تعالى: ? عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ? فالنبي لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه. قال سبحانه عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ? وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ? وإما أن يكون الإخبار عن المستقبل صادراً عن كاهن يعتمد على إخبار الشياطين له فيما يطلعون عليه مما لا يطلع عليه البشر من الأشياء الغائبة عن الناس أو يعتمد على استراق السمع من السماء ويكذب معه كذباً كثيراً كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهان وتصديقهم قال صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم».
وإما أن يكون الإخبار عن المستقبل صادر عن التنجيم الذي هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهذا من عمل أهل الجاهلية وقد جاء الإسلام بإبطاله والنهي عنه ومن ذلك ما ينشر في بعض المجلات من معرفة الحظ والنحس استدلالاً بما يقع في الأبراج من ولادة أو سفر أو نحو ذلك من الأكاذيب والشعوذات.
وعلم الفلك إنما يباح منه ما يتعلق بالحساب ومعرفة المواقيت فقط وهو ما يسمى بعلم التسيير والنوع الأول يسمى علم التأثير وهو محرم لأنه من إدعاء علم الغيب ومن ادعى علم الغيب فقد ارتد عن الإسلام كما ذكر ذلك أهل العلم الذين ألفوا في بيان نواقض الإسلام، وأما توقع حصول المطر أو حصول البرد بناء على علامات تظهر في الجو وتدرك بآلات الرصد المعروفة لا بالحساب وعلم الفلك فهذا إذا كان يخبر به على سبيل الجزم فهو لا يجوز وأما إذا كان يخبر به على سبيل التوقع من غير جزم فلا بأس به وتركه أحسن وأسلم لئلا يوهم العوام أنه من علم الغيب وقد حصل أن أناساً يدعون معرفة علم الفلك والحساب أرهبوا الناس بقولهم إنه سيحصل مطر وغرق أو سيحصل برد شديد وصقيع على سبيل الجزم فلم يحصل شيء من ذلك وتكرر هذا مراراً وأكذب الله ظنهم فالواجب الحذر من هذه الظاهرة الخطيرة حماية لعقائد المسلمين من الخلل والاهتزاز.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
12/ 2/1429 هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 10:40]ـ
المصدر
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=86)(/)
ما حكم سب الصحابة رضي الله عنهم؟
ـ[معتوق]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 10:40]ـ
أيها الأخوة: إن من المعلوم أنه لا خلاف بين العلماء في أنه يحرم سب الصحابة رضوان الله عليهم لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
لكن السؤال المشكل علي هل يعتبر سب الصحابة معصية وبذلك يكون الساب فاسقا. أو يعتبر سب الصحابة كفر مخرج من الملة.
أرجوا إفادتنا بالأدلة ولكم جزيل الشكر
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 10:44]ـ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته:
تفصيل شَيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّة فِي الحُكمِ عَلَى مَن سَبَّ الصَّحَابة رضي اللَّه عنهم
لفضيلةِ شيخِنا الدُّكتور سعد بن عبد اللَّه الحُمَيّد ـ حفظه اللَّهُ تعالى ـ.
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=912
ـ[معتوق]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 10:56]ـ
الأخ/سلمان أبو زيد شكرا لك على نقل هذا الرابط المفيد(/)
حوار بين رافضي وإبنه ((لا يفوتكم الحوار الشيق والجميل))
ـ[أبو إسلام ألفلسطيني]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 04:41]ـ
حوار بين رافضي وإبنه ((لا يفوتكم الحوار الشيق والجميل)
حوار بين شيعي وابنه يكشف حال عقيدة هذه الفئة الضاله نقلته لكم من احد المنتديات
دعونا نقرأ هذا النقاش الذي بدأه الأب الشيعي بقوله:
أي بني ...
- لن تجد أنصح لك مني فالابن بضعة من أبيه وفلذة كبده التي يطرب لطربها ويسعد بسعادتها ...
- فاسمع نصحي تسلك طريق النجاة .......
-يا بني .. أني محدثك عن حقيقة مذهبك ومصدقك الخبر ........
- أعلم يابني .. ان دينك ليس كبقية الأديان ... بل هو مزيج منها جميعا فلليهودية نصيب منه وللنصرانية حظ منه وللمجوسية أوفر الحض والنصيب .......
فأخذ من اليهودية الحقد والكراهية ........
وأخذ من النصرانية الشرك والحلول والسذاجة ومخالفة المعقول .........
وأخذ من المجوسية عبادة الذات وتقديس البشر .......
وإن كان يختلف عنهم جميعاً في كونه لا يعظم نبيه ولا يؤمن بكتابه ويلعن أصحاب نبيه وحواريه الذين نصروه وعزروه وآووه .......
وقبل ذلك يكذب كلام ربه وخالقه ......
فاليهود يرون أن أفضل أمتهم أصحاب موسى عليه السلام .....
والنصارى يرون أفضل أمتهم أصحاب عيسى عليه السلام .....
أما نحن - الرافضة - .. يا بني ... فنرى شر أمتنا هم أصحاب محمد ... وأشر هؤلاء أقرب الناس إليه في حياته ..... ومماته ..... كأبي بكر وعمر وبعدهم أزواجه فهم عندنا معاشر الروافض أشر من أبي جهل وأمية بن خلف وغيرهم من مشركي العرب .......
ألم تسمع قول الإمام أن الناس كانوا أهل ردة إلا ثلاثة ........
فحكم على صدر الإسلام الأول بالكفر والردة وخالف نص القرآن في الثناء عليهم ....
أي بني ...
- يجب أن تعلم أن العقل والتشيع لا يجتمعان كالماء والنار .....
فإذا دخلت حسينية ..... فضع عقلك مع حذائك عند الباب، .... فلن تحتاج إليه فقد كفيت همه ....
وإياك إياك أن تفكر بعقلك .........
- يابني إذا جال بخاطرك أو حدثتك نفسك: كيف أسب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقد أثنى عليهم الله في كتابه؟
فأعلم أن هذا السؤال لا جواب له عند قومك ........
يابني ... احذرك ... إن صدقت كلام ربك عز وجل في الثناء عليهم و الترضي عنهم فقد خرجت من مذهبك وكنت من أهل النصب .....
- يابني ... إن فكرت يوماً وقلت: ..
... كيف أكفر وألعن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله فيهن (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) فهن أمهات المؤمنين فإن كن لسن أمهات لنا فنحن لسنا مؤمنين .........
فقل: ها ... ها ... لا أدري ........
- يابني إن سئلت يوما: هل القرآن الذي بين أيدينا محرف؟ فقل نعم لا .....
فتكون قد أصبت كبد الحقيقة ......
فعلماء مذهبك يكاد يجمعون على أنه محرف ومن قال غير ذلك فهي تقية لا محالة أو أنه خارج على المذهب الحق .............
ألم تسمع قول الشيخ المفيد:
" (إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان " اوائل المقالات: ص 91)
أي بني ...
- أعلم أن الله بعث محمداً رحمة للعالمين وبعث علي بن أبي طالب نقمة.
فمن آمن بمحمد ولم يؤمن بإمامة علي فهو كافر مخلد في النار ........
ومن آمن بإمامة علي ولم يؤمن بكل ما جاء به محمد فهو مؤمن مخلد في الجنة ....
وأعلم يابني ... أن محبة أصحاب محمد لا تجتمع مع إيمان بإمامة علي فلا بد أن تخرج إحداهما من قلبك ..........
يا بني ... تكون مؤمناً إذا قدمت إمامة علي وتكون كافرا إذا كانت الأخرى ....
أي بني ...
-إياك ... ثم اياك ... أن تناقش أحداً من أهل السنة فهم أصحاب عقل ونقل ...
وأنت قد حرمتهما معاً ........
يابني ... وهل التقية إلا فرار من الحوار وإخفاء لمعتقدك الضعيف الذي لا يصمد أمام الحجة والبرهان .............
فإذا سألك سني: ....
لماذا لم يرد ذكر لإمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في القرآن وقد ذكر أشياء أقل قدراً منها كالغسل وأحكام الحيض والصيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ....
فقل: ها ها لا أدري .........
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن سئلت .. يابني ... ما الحكمة من وجود وصي لخاتم الأنبياء والمرسلين وقد كمل الدين وانتفت الحاجة من وجود النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ولذلك قبضه الله إليه ودينه عزيز؟
فقل ايضا: ها ... ها ... لا أدري ........
وإن سئلت .. يابني ...
- لماذا سمى الإمام المرتضى أبناءه بأسماء المنافقين مثل عمر وعثمان وأبي بكر؟؟؟؟؟؟؟
-ولماذا زوج بنته من عمر بن الخطاب؟ ولماذا تزوج من زوجة أبي بكر أسماء بنت عميس؟ -ولماذا كان ينصح للخلفاء قبله وكان لهم ناصحا ووزيرا وقاضيا؟ و ... و ... فقل لا أدري وحسبك به جواباً فإن نصف ا لعلم قولك لا أعلم ..........
أي بني ....
إياك إياك ثم إياك إياك أن تقرأ القرآن الكريم أو أن تنظر فيه. فإن خالفت قولي فلا تلومن إلا نفسك ............
فهو موصلك لا محالة إلى الكفر بمذهبك .... والشك فيه والندم على زمن كنت تدين به بمذهب الشيعة الإمامية ..............
وكن .. يابني ... كبقية علماء مذهبك وكبارئهم الذين أصبحوا مراجع وآيات وليس لهم باع ولا ذراع ولا دراية ولا رواية في القرآن وعلومه ..........
وكن كما قال من سبقك: (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) ...
فالله يذكر في القرآن أن له أسماء وصفات حسنى ........
ومذهبك - الرافضي - .. يابني ... يعطل هذه الأسماء والصفات ويشبه بالجمادات ...
فالله يثني على نفسه في القرآن بالصفات العلا .....
ومذهبك - الرافضي - .. يابني ... يذكره بالنقص ويصفه بالجهل ويتهمه بالبدء ........
والله ... يابني ... يثني على صحابه نبيه ثناء عاطرا ....
ومذهبك - الرافضي - .. يابني ...
يشتمهم ويسبهم ويجعل كرههم علامة إيمان ومحبتهم علامة كفر ونفاق .........
والله يبشر أصحاب محمد بالرضوان والجنة .........
ومذهبك ... يابني ... يبشر أصحاب محمد بالنيران والحرمان من الجنة ........
والله يقول واصفاً أصحاب محمد (ليغيظ بهم الكفار) ........
ومذهبك ... يابني ... يغتاظ منهم فهو قد شابه الكفار في الغيظ من أصحاب محمد .....
والله ... يابني ... يقول في القرآن أنه قد أكمل الدين .........
ومذهبك ... يابني ... يقول لا لم يكمل الدين إلا بخروج المهدي المنتظر الذي يرجع الحق إلى نصابه .......
يحمل في يمينه سيفاً مسلطا على رقاب أهل القبلة ....
وفي شماله مصحف فاطمة طرياً كما أنزل ليس فيه من مصحف العامة شيء .....
فهل أنت ... يابني ... بعد هذا واجد في نفسك الرغبة لقراءة هذا القران .. الذي يبطل مذهبك وينسفه من أساسه ..........
ثم قلي بربك .. يابني ... كيف تؤمن بكتاب جمعه أعداء دينك؟؟!!!
أي بني ....
قد نبشت تاريخك وفتشت فيه ورقة ورقة علي أجد قبسات من إيمان أو ومضات من نور أحدثك بها فما وجدت إلا شعلا من نيران تلظى ...............
فلا تسألني .. يابني ... عن بطولات الصديق في حروب الردة ........
ولا سيرة الفذ عمر بن الخطاب وعدله ونبله التي سارت بها الركبان ....
حتى كان أهلا أن يزوجه الإمام علي بنته بنت فاطمة الزهراء .........
ولا تسألني ... يابني رجاءا ... عن بطولات أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في القادسية واليرموك وكيف اسقطوا دولة فارس والروم في سنوات معدودات .....
فليس هذا ... يابني ... من تاريخك ولا تاريخ قومك ...
وحسبك .. يابني .. جرماً لهم أنهم أصحاب محمد سيد الخلق اجمعين ...
وإياك ... يابني ... أن تتحدث ... ابدا ... عن الفتوحات الإسلامية في الهند والسند ومصر والشام وبلاد ما وراء النهر ................
فهذه ليست فتوحات بل هي نشر لمذهب العامة فلا تطرب لها ولا تفرح بها .......
أما إن سألتني ... يابني ... عن الفردوس المفقود بلاد الأندلس .......
فإياك ... أن تجزع لفقدها ...
أو تدمع عينك لجراحات أهلها ....
فما كانت تدين بدين الحق يوما ما بل خرجت من حكم الإسلام إلى دين النصارى وهما سيان عند قومك .......
وإذا حدثتك نفسك .. يابني ... أن تقرأ سيرة البطل صلاح الدين الأيوبي وكيف طهر القدس من أدران عباد الصليب ........
فعض ... يابني ... أناملك من الغيض ...... وقل لها يا ليت لنا مثل صلاح الدين ........
فما دخل النصارى إلى بلاد الشام إلا بدعوة من أتباع دينك في بلاد الشام حتى يخلصوهم من حكم العامة ...........
إما إذا ذكرت هجوم المغول على بلاد الإسلام وتدمير حاضرة الخلافة العباسية بغداد ...
فهنا مربط الفرس وهناك بدأ مجد قومك وسدنة مذهبك ... يابني ...
فاطرب لهذا الحدث الذي لن يتكرر .......
وفاخر الأمم .. يابني ... بالبطل المقدام ... الوزير نصير الدين الطوسي .......
الذي خان ولي نعمته الخليفة العباسي وغدر به وكان سبباً في هلاك مئات الآلاف من العامة ....
أي بني ...
إن أهل السنة إن شئت الحقيقة أصدق محبة لأهل البيت منا معاشر الروافض .....
فهم يعتبرون علياً من أئمة الهدى ومن أهل الجنة ولكن لا يغلون فيه كما نفعل ....
ويحبون سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ...........
وكذلك بقية أهل البيت ..... بلا استثناء .....
ولكن نحن - أهل الرفض - ... يابني ... لا نحب إلا من نزعم أنهم أئمة فقط ....
فهل محمد بن الحنفية ...
وزيد بن علي ...
وجعفر الكاذب ...
وبني جعفر ....
وبني العباس ....
إلا من أهل البيت ... يابني .. ولكن ليس لهم مثقال حبة من محبة عندنا خلاف أهل السنة الذين يوالون هؤلاء كلهم ..............
يا بني ... من الذي يحب أهل البيت حقيقة نحن أم هم .......
أي بني ....
وفي الختام لا تسألني هل أنا مقتنع بهذا المذهب أم لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا أخالك إلا عارف جواب سؤالك ... يابني ... وإنما أقول لك كما قال الله في كتابه: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) ........
... يابني ... يابني .... من ذاق طعم المتعة في شبابه ....
وطعم الخمس في شيخوخته هيهات أن يرجع إلى الحق ...........
أما أنت يا بني ... فتدارك نفسك قبل رحيلها وحكم عقلك لا غير وأقرأ كتاب ربك تعرف مع من الحق ومن هم أهل الحق ........
فالزمهم وتمسك بالحق الذي معهم تكن من أهل الجنة ولا يغرك ما كان عليه أهل بيتك
وأجدادك من باطل .......
فهل يبقى للكلمة من معنى بعد ما ثبت انكم ودينكم في ضلالة وفساد؟؟؟؟
كيف انتم الان وما اخبار النصيحة؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 06:39]ـ
جزيت خيراً.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 07:01]ـ
الأخ / أبا إسلام
غفر الله لنا ولكم
هذا (الحوار) منقول أيضًا بمنتدى "بوابة الإسلام" عن طريق أخت فاضلة، وقد انتقد بعض إخوانك هناك الكلمة المذكورة بثنايا الموضوع والتي تقدح في بعض أفاضل أهل البيت، ألا وهو (جعفر الصادق) فتم وصفه بالموضوع أنه ". . . الكاذب)!!!
أترضى هذا، أم أنك نقلتَه و لم تفطن له؟
بمنتدى "بوابة الإسلام" قامت الأخت الفاضلة - مشكورة - بتصويب الكلمة.
فهلاَّ قمنا نحن هنا بذلك؟
أرجو أن يتدخل إخواننا المشرفون الأفاضل لهذا الغرض.
جزاكم الله خيرًا(/)
الخونة يحيكون خطة محكمة عبر صحف أجنبية لفرض قيادة المرأة
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 09:28]ـ
الخونة يحيكون خطة محكمة عبر صحف أجنبية لفرض قيادة المرأة
الخونة في بلادي من ليبراليون يعرفون المواطن التي يأكلون فيها الكتف، فهم عرفوا المفتاح السري لكثير من القضايا التي من خلالها يصلون إلى أهدافهم، فهم يعرفون ضعف الحكومات العربية بصورة عامة أمام الضغط الدولي الغربي، ولذلك هم أمام قضية فتاة القطيف كانوا أمام تجربة رائدة من منظورهم فاستنجدوا بالصحف الأجنبية والقنوات الغربية كالسي إن إن وغيرها، وكثفوا خروجهم فيها سعيا ً لتدويل القضية، وتلقف الغرب كله القضية ليصنع منها محرابا ً يوجهه للحكومة السعودية فسأل الإعلام الغربي الأمير سعود الفيصل في أنابوليس عن فتاة القطيف الذي أعطاهم حينها مؤشرا ً أن هناك مخرج ما لإنهاء القضية، وتلقفت المتبرجة الكافرة هيلاري كلينتون القضية ووظفتها في صالحها في معركة الرئاسة الأمريكية وتبجحت مدعية الدفاع عن فتاة القطيف، ثم تلقف جورج بوش قائد الحملة الصليبية القضية وبدأ يعزف عليها ألحان الإنسانية، وتلقف البرلمان الألماني كذلك القضية وأرسل رسالة للحكومة السعودية، وتلقفت عدد من المنظمات الغربية القضية واستخدمتها كخنجر في فترة اشتد فيها الصراخ حتى تم تدويل القضية بحرفة عالية.
وحين صدور قرار العفو من الملك تنفس الليبراليون وأذنابهم الصعداء وصفقوا ورقصوا على خطتهم التي نجحت بامتياز واستطاعوا من خلالها الحصول على مطالبهم.
ويجب أن نشير هنا إلى الجمعية التي أسستها فوزية العيوني ورفيقات دربها، تلك الجمعية التي تناست كل هموم المرأة السعودية وتناست هموم المطلقات والأرامل والنفقة عليهن، تناست كل شي وبدأت مشروعها في إخراج المرأة السعودية من بيتها فكتبت عريضة للملك تطالب فيها بقيادة المراة للسيارة، كيف لا وفوزية العيوني هي القائلة أصبحنا نحن النساء نخاف ان نخرج إلى الشارع، قالت هذا في قناة السي ان ان إبان عملية الردح الإعلامي في قضية فتاة القطيف.
تم جمع عدد من التواقيع التي حملت اسم مارغريت ونانسي وأرسلت العريضة إلى الملك، لكن القضية لقيت تجاهلها من كثير من قيادات المجتمع الثقافية وبقيت فوزية العيوني ووجيهه الحويدر امام الإعلام يحاولون إبراز القضية بكل قوة، وهنا برز دور قناة العربية التي تلقفت القضية بحرفة عالية كذلك، فاستضافت وجهية الحويدر في برنامج اضاءات لترسم هي والدخيل ظلام الفكر والمعرفة وتدشن حملتها بامتياز في إخراج المرأه من بيتها إلى السيارة إلى الكدح إلى الى العمل إلى القوامة على البيت إلى مواجهة عادات وتقاليد المجمتع ... .
ولا مانع من أن نرجع إلى الوراء قليلا ً، أيام التسعينات فقد استخدمت عزيزة المانع الأداة نفسها فجمعت القنوات الأجنبية في ساحة عامة واستعرضت امامهم مع رفيقاتها القيادة في شوارع الرياض وتلقفت القنوات الاجنبية الحادثة ووظفتها بكل قوة ولكنها فشلت لان حرب الخليج وتداعياتها السياسية كانت ملتهبة فتناسى الإعلام الغربي مسألة عزيزة المانع ورفيقاتها.
وما نشرته قناة العربية حاملة اللواء الإعلامي الليبرالي من نقل عن صحيفة أجنبية متوقعة قيادة المرأة نهاية العام ونقلت عن مسؤول مجهول الهوية اتخاذ قرار في هذا إنما هي الخطة ذاتها، فاستخدام الأدوات الأجنبية ذاتها للضغط على الحكومة وبذلك يتسمر الجميع على تاريخ نهاية العام ضاغطين برأيهم على الحكومة هل ستنفذين ما أملته الصحيفة الأجنبية أم لا؟ وتجتهد العيوني ورفيقاتها في لجنة قيادة المرأة في إبراز القضية وتدويلها ومزيدا ً من المقابلات الصحيفة مع الصحف الاجنبية والقنوات الغربية حتى يحدون السيوف جيدا ً إنتظارا ً للمعركة ووقت اللقاء، ويعلفون خيولهم ويقوونها ويطعمونها السكر، حتى يحكم الضغط جيدا ً على الحكومة عبر البروبغندا الإعلامية التي أحسن الليبراليون صنعا ً حينما اكتشفوا أنها طريقهم المفقود من فترة طويلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل نحن أمام أزمة استقلال؟ قد صرخ العالم الغربي عبر إعلامه في فتاة القطيف فخرج لنا قرار العفو، فهل بعد صرخة قناة العربية وصرخة الصحيفة الأجنبية نجد قرار القيادة واقعا ً أمام العيان!!؟ قد يقول قائل نعم هذا ما سيحدث إذ لا طاقة لنا بالتدويل الإعلامي القوي لكن ما الفرق بين فتاة القطيف وقيادة المراة؟
فتاة القطيف قضية شخصية فردية وكان محض اعتراضنا هو على أزمة استقلال القرار، وسحب بساط القضية من القضاء المحايد، ولكن قيادة المراه ليست قضية شخصية ولكنها قضية مجتمع، وكلنا يعرف نتيجة الاستفتاء الذي أجراه مركز الحرس الوطني الذي أخرج الأغلبيه الساحقة ضد السماح للمراه بالقيادة وهذا يعكس أن المجتمع رافض لهذا الأمر، فتخيلوا معي أن جميع التكتلات المجتمعية المحافظة متمثلة في الجهات الرسمية من هيئة كبار علماء وهيئة الأمر بالمعروف وغيرها تقف معارضة لهذا، وكذلك بقية أفراد المجتمع المحافظ وتكتلاته من شباب وشيوخ غير رسميين وغيرهم يقفون أمام هذا الامر تخيلوا منظر الشارع السعودي، باب فتنة واسع يفتحه القوم وهم يشعرون.
إن السياسي لا يجهل القضية أبدا ً وقد يكون ضحية للضغوطات الخارجية، وقد يستثمر بعض الأفراد هنا هذا الضغط الخارجي فلا يكونون عونا ُ للمجتمع ولكن يكونون مسعري فتنة ونار قد لا حمد عقباها.
قد قلت قولي مبلغا ً غيورا ً على مجتمعي من التفكك واللغط.))
فهل صدق قولي؟
الإجابة نعم، فبعد أن نشرت الصحيفة الاجنبيه خبر قيادة المرأة للسيارة وبعد التدويل الإعلامي في قضية فتاة القطيف المدانة شرعا ً خرجت لنا الأمم المتحدة متلقفة الخبر بكل احترافية وبتصفيق من قناة العربية وبقية الجوقة المطبلة تندد بوضع المرأه في السعودية وتطلب فتح المجال لها سياسيا ً والسماح لها بقيادة السيارة.
وإنني لأستغرب كيف يملك هؤلاء القوم ذلك الوجه الصفيق الذي من خلاله يتعاونون وأمام الملأ مع هذه الجهات الخارجية سعيا ً منهم في فرض أمور دخيلة على المجتع السعودي المحافظ، بل كيف يعارضون القرارات السياسية والشرعية التي تمسكت بها المملكة ويسعون لتغييرها عبر قوى خارجية.
هؤلاء الأقلية يريدون فرض رؤيتهم الفاسدة على الأغلبية، فقد قامت صحيفة سبق الإلكترونية بإجراء استفتاء عكس رؤية المجتمع فقد صوت أكثر من تسعون بالمئة على رفضهم لتقرير الأمم المتحدة.
فهل لازالت أقلام الصحف وصية على الشعب السعودي المحافظ؟
هل لازال حفنة من مخلفات الحداثة والليبرالية يقودون الحراك الثقافي وكأنهم الوحيدون في الساحة؟
إن تسلسل الأحداث يوضح تعاونا ً واضحا ً، فتدويل قضية فتاة القطيف إعلاميا ً ثم خبر الصحيفة الاجنبيه التي نقلته قناة العربية، ثم تقرير الأمم المتحدة يوضح هذا الأمر بشكل جلي وقد قلتها سابقا ً القوم وجدوا ضالتهم في اللجوء إلى المؤسسات الإعلامية والحقوقية الغربية لغرض الضغط القوي على صانع القرار.
يجب على المجتمع أن يتكاتف في هذه الظروف الصعبة وأن يقف سدا ً منيعا ً في سبيل استقلال قراره وقبل ذلك في سبيل المحافظة على دينه وقيمه، فلا مقارنه بين الشعوب الغربية التي تخلت عن قيمها وبيننا كشعب يعتز بقيمه المحافظة التي نرى من يحاول وعبر الغرب هدم أسوارها بطرق دنيئة لا يفعلها أي مخلص لوطنه.
كتبه:
تركي بن عبدالله العبدالحي
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 12:39]ـ
والله لن يحققوا شيئا من أمنياتهم هؤلاء الخونة. . لكن لا بد من التكاتف ضدهم.
نحن مع الأسف لا نملك وسائل إعلامية قوية يعني تستطيع أن تقول: إننا نغرد خارج السرب.
وسائل الإعلام الرسمية بيد المفسدين.
وحسبنا الله وكفى.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 01:08]ـ
لم اقرأ المقال بالكامل , ولكن ...
لماذا نصف النجاح اللبرالي بأن أصحابه يعرفون من أين تأكل الكتف وأن لهم مفتاح سري؟؟!! ونح اليس لنا عقول , ولماذا نقول أننا نغرد خارج السرب ..
لماذا تتناسون أننا في بلاد اسلامية تعد من أقوى الدولة البلد في الإلتزام بالشريعة ونشر الدين , إذا لماذا مع هذه القوة لماذا لا يكون لدينا عمل مكثف هجومي تطوير يحل بعض المشاكل في آن واحد لماذا كل أفعالنا مجرد (ردة فعل) لما يقال ويعمل؟
لماذا ليس لدينا إلى الآن جريدة تخرج في بلادنا تنصر الحق - ومع ذلك ترى بعض إخواننا من أهل الصلاح يخرجون في المقبالات ويشتكون من عدم إنصاف اللبراليين لهم بنشر مقالاتهم - لماذا لا تكون هناك دراسات موحدة للتصدي لهجمة هؤلاء العلمانيين ...
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 02:51]ـ
لابد من إقامة مشروع
(مقاومة الليبرالية السعودية)
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 06:42]ـ
في رأيي المتواضع أنه بعد أن استجابت المملكة للضغوط الخارخية فيما يعرف بقضية بفتاة القطيف فقد انفتح الباب على مصراعيه للمزيد من التنازلات والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مراد]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 02:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين المبادئ القرآنية يا إخوة
أتعهد أنا الكاتب بأننا:
لا نزال بخير ما دام التوحيد قائم وإن بلغت الأمور ما بلغت
وما دام هناك قوم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا أقصد (الحسبة) فما نزال بخير
ولكن إذا توقفت الدعوة إلى الله داخلياً وخارجياً فهنا يقع الخطر
ولولا أني متيقن من أن أهل الخير والتوحيد هنا في المنتدى وأهل الشر أيضاً معنا في المنتدى لكتبت أفكاراً جيدة
تؤدي إلى اشتغالهم بالقضاء عليها بدلاً من اشتغالنا بالقضاء على مخططاتهم
وأحذر أهل الخير من كتابة مثل هذه المقالات التي تشجع هؤلاء الخونة وتنبه غافلهم فهذه المقالات في حقيقتها صادره عن تفكير عميق فلماذا تكشف للكل ... والله أعلم
هذا مجرد رأي!(/)
اسم الإله هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال؟
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 10:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1) الإله
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
((والإله هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال فقد دخل في هذا الاسم جميع الأسماءالحسنى
ولهذا كان القول الصحيح إن الله أصله الإله وأن اسم الله هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات
العلى والله أعلم)) الحق الواضح المبين (ص104).
2) الله
قال رحمه الله تعالى
((الله هو المألوه المعبود، ذو الألوهية، والعبودية على خلقه أجمعين، لما اتصف به من صفات الألوهية التي هى صفات الكمال.)) التفسير (5/ 620).
(وأخبر أنه الله الذي له جميع معاني الألوهية وأنه هو المألوه المستحق لمعاني الألوهية كلها، التي توجب أن يكون المعبود وحده المحمود وحده المشكور وحده المعظم المقدس ذو الجلال والإكرام) بهجة قلوب الأبرار (ص165).
واسم الله هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى، والصفات العلى، والله أعلم.
فإذا تدبر اسم الله عرف أن الله تعالى له جميع معاني الألوهية، وهي كمال الصفات والإنفراد بها، وعدم الشريك في الأفعال لأن المألوه إنما يؤله لماقام به من صفات الكمال فيحب ويخضع له لأجلها،
والباري جل جلاله لا يفوته من صفات الكمال شيء بوجه من الوجوه، أو يؤله أو بعبد لأجل نفعه وتوليه ونصره فيجلب النفع لمن عبده فيدفع عنه الضرر،
ومن المعلوم أنَّ الله تعالى هو المالك لذلك كله، وأنَّ أحداً من الخلق لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا
فإذا تقرر عنده أنَّ الله وحده المألوه أوجب له أن يعلق بربه حبه وخوفه ورجاءه، وأناب إليه في كل أموره، وقطع الإلتفات إلى غيره من المخلوقين ممن ليس له من نفسه كمال ولا له فعال
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.))
المواهب الربانية من الآيات القرآنية (ص62)(/)
هل من مجيب على هاذا الامر
ـ[محمد عبد]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 05:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله
ماحكم فتح بيت للعزاء للمدعو عماد مغنيه مع ان المعلوم انه شيعي وهل يجوز الاستغفار له والترحم عليه كما فعلت حماس في غزة هاشم(/)
ما رأيكم فيما فعله (أبوجُبيلة) و (مالك بن العجلان) .. باليهود؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 05:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لما ظهرت الروم على بني إسرائيل بالشام، وقتلوهم، ونكحوا نساءهم، خرج بنو النَّضير وبنو قُريظة وبنو هدل، هاربين منهم إلى مَن بالحجاز من بني إسرائيل، فلما فصلوا عنها بأهليهم، بعث ملك الروم في طلبهم؛ ليردهم، فأعجزوه، وكان ما بين الشام والحجاز مفاوز، فلما قدم بنو النضير وبنو قريظة وهدل المدينة نزلوا الغابة، فوجدوها وبيَّة فكرهوها، وبعثوا رائداً أمروه أن يلتمس منزلاً سواها، فخرج حتى أتى العالية، وهي بُطحانُ ومَهْزُورٌ، واديان من حَرَّةٍ على تلاعِ أرض عذبة، بها مياه عذبة، تُنبت حُرَّ الشجر، فرجع إليهم، فقال: قد وجدتُ لكم بلداً طيباً نزهاً، على حُرة يصب فيها واديان، على تلاع عذبة، ومَدَرة طيبة،
فتحول القوم إليها، فكان ممن يسكن المدينة - حين نزلها الأوس والخزرج - من قبائل بني إسرائيل: بنو عكرمة، وبنو ثعلبة، وبنو محمر، وبنو زعورا، وبنو قَينُقاع، وبنو زيد، وبنو النضير، وبنو قريظة، وبنو بهدل، وبنو عوف، وبنو الفصيص، وكان يسكن يثرب جُمَّاع من أمناء اليهود، وكان بنو مرانة فيهم الشرف والثروة والعز على سائر اليهود.
فلما توجه الأوس والخزرج من اليمن إلى المدينة، نزلوا في صِرار، موضع قريب منها،، فأقاموا في منازلهم التي نزولها بالمدينة في جهد وضيق في المعاش، ليسوا بأصحاب إبل ولا شاء؛ لأن المدينة ليست بلاد نَعَم، وليسوا بأصحاب نخل ولا زرع، وليس للرجل منهم إلا الأعذاق اليسيرة، والمزرعة يستخرجها من أرضٍ موات، والأموال لليهود، فلبثت الأوس والخزرج بذلك حينًا.
ثم إن مالك بن العجلان وفد إلى أبي جُبيلة الغساني، وهو يومئذ ملك غسان، فسأله عن قومه وعن منزلهم، فأخبره بحالهم؛ وضيق معاشهم، فقال له أبو جبيلة: والله ما نزل قوم منا بلداً قط إلا غلبوا أهله عليه، فما بالكم؟ ثم أمره بالمضيّ إلى قومه، وقال له: أعلمهم أني سائر إليهم، فرجع مالك بن العجلان، فأخبرهم بأمر أبي جُبيلة؛ ثم قال لليهود: إن الملك يريد زيارتكم فأعِِدوا نُزلاً؛ فأعدوه، وأقبل أبو جُبيلة سائراً من الشام في جمع كثيف، حتى قدم المدينة، فنزل بذي حُرُض، ثم أرسل إلى الأوس والخزرج، فذكر لهم الذي قدم له، وأجمع أن يمكر باليهود حتى يقتل رؤوسهم وأشرافهم، وخشي إن لم يمكر بهم أن يتحصنوا في آطامهم، فيمتنعوا منه، حتى يطول حصاره إياهم، فأمر ببناء حائرٍ واسع – مكان فسيح مغلق -، فبني، ثم أرسل إلى اليهود: أن أبا جُبيلة الملك قد أحب أن تأتوه، فلم يبق وجه من وجوه القوم إلا أتاه، وجعل الرجل يأتي معه بخاصته وحشمه رجاء أن يحْبُوَهم، فلما اجتمعوا ببابه، أمر رجالاً من جنده أن يَدخلوا الحائر، الذي بُني، ثم يقتلوا كلَّ من يدخل عليهم من اليهود، ثم أمر حُجابه أن يأذنوا لهم في الحائر، ويُدخلوهم رجلاً رجلا، ً فلم يزل الحجَّاب يأذنون لهم كذلك، ويقتلهم الجند الذين في الحائر، حتى أتوا على آخرهم.
****************************فق الت سارة القُرَظية ترثي مَن قُتل:
بنفسي أمَّة لم تُغْن شيئاً
بذي حُرُضٍ تُعَفيها الرياحُ
كُهُولٌ من قريظة أتلفتها
سيوفُ الخزرجيَّة والرماحُ
رُزئنا والرزية ذات ثِقلٍ
يَمَرُ لأهلها الماءُ القَرَاحُ
ولو أرِبو بأمرهمُ لجالتْ
هنالك دونهم جَأْوَا رَدَاحُ
وقال الرمق، وهو عبيد بن سالم بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج يمدح أبا جُبيلة الغساني:
لم يُقْض دينك في الحسا
نِ وقد غَنيت وقد غَنينا
الراشقاتِ المرشقا
تِ الجازياتِ بما جُزينا
أمثالُ غزلان الصرا
ئمِ يأتزرن ويرتدينا
الرَّيطَ والدِّيباج
والزَّردَ المضاعف والبُرِينا
وأبو جُبيلة خيرُ من
يمشي وأوفاهم يمينا
وأبرّه بِراً وأعلـ
مه بعلمِ الصالحينا
أبقت لنا الأيامُ
والحرب المهمةُ تعترينا
كَبْشاً لنا ذَكَراً يفلُّ
حسامُه الذَّكَر السَّنينا
ومعاقلا شُمًّا وأسيـ
افاً يَقُمن وينحنينا
ومحلَّة زوراء تُر
جف بالرجال المصلتِينا
فلما أنشدوا أبا جُبيلة ما قال الرمق، أرسل إليه، فجيء به، وكان رجلاً ضئيلاً غير وضيئ، فلما رآه قال: عسلٌ طيب، ووعاء سوء، فذهبت مثلاً، وقال للأوس والخزرج: إن لم تغلبوا على هذه البلاد بعد مَن قتلتُ من أشراف أهلها فلا خير فيكم، ثم رحل إلى الشام.
****************************
[ COLOR="Red"] ثم أقاموا زمنا بعدما صنع أبو جُبيلة، ويهود تعترض عليهم، وتناوئهم، فقال مالك بن العجلان لقومه: والله ما أثخنا يهودَ غلبةً كما نريد، فهل لكم أن أصنع لكم طعاما، ثم أرسل في مائة من أشراف من بقي من اليهود، فإذا جاءوني فاقتلوهم جميعاً، فقالوا: نفعل، فلما جاءهم رسول مالك قالوا: والله لا نأتيهم أبداً، وقد قتل أبو جُبيلة منا من قتل!
فقال لهم مالك: إن ذلك كان على غير هوىً منا، وإنما أردنا أن نمحوه، وتعلموا حالكم عندنا، فأجابوه، فجعل كلما دخل عليه رجلٌ منهم أمر به مالك، فقُتل، حتى قتل منهم بضعة وثمانين رجلاً، ثم إن رجلاً منهم أقبل حتى قام على باب مالك، فتسمع فلم يسمع صوتاً فقال: أرى أسرع وِردٍ، وأبعد صَدَرٍ، فرجع وحذَّر أصحابه الذين بقوا، فلم يأت منهم أحد، فقال رجل من اليهود لمالك بن العجلان:
فَسَفَّهْتَ قَيْلَة أحلامها
ففيمن بقيتَ وفيمن تسودْ؟
فقال مالك:
فإني امرؤ من بني سالم عـ
ـوف وأنت امروءٌ من يهودْ؟
وصوَّرت اليهودُ مالكاً في بِيَعهم وكنائسهم، فكانوا يلعنونه كلما دخلوها، فقال مالك بن العجلان في ذلك:
تحامى اليهودُ بتلعانها
تحامي الحمير بأبوالها!
فلما قتل مالكٌ من يهودَ من قتل، ذلوا؛ وقل امتناعهم؛ وخافوا خوفاً شديدا؛ وجعلوا كلما هاجهم أحدٌ من الأوس والخزرج بشيء يكرهونه لم يمشِ بعضهم إلى بعض، كما كانوا يفعلون قبل ذلك، ولكن يذهب اليهودي إلى جيرانه الذين هو بين أظهرهم فيقول: إنما نحن جيرانكم ومواليكم!، فكان كلُ قوم من يهود قد لجأوا إلى بطن من الأوس والخزرج، يتعززون بهم. (مختصر من الأغاني: 22/ 115ومابعدها).
فما رأيكم بفعلهما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 12:53]ـ
أشك في صحة هذه القصة ...
فهذه الأفعال ليست من شيب العرب!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 08:15]ـ
جزاكم الله خيراً شيخ سليمان ...
في رأيي أن ما فعله (أبا جيبلة) و (مالك بن عجلان) باليهود؛ هو أحسن طريقة لتحجيم دورهم، و كسر قرونهم، خاصة حين يساكنون العرب ...
فكلنا نعلم أن اليهود من أجبن الناس عند لقاء الموت، و العرب بصفاء ذهنهم و اتقاد فراستهم، قد لمحوا هذا الخلق الذميم في اليهود؛ فاتخذوه سبيلا للحد من تسلط اليهود عليهم ...
و نعلم أيضا ان اليهود قد عاشوا قرونا من الزمن في ذل و انكسار في جميع البلاد التي سكنوها، حتى كتب أحدهم كتابا سماهم (الحجة و الدليل في نصرة الدين الذليل) ...
و لم يرفعوا رؤسهم إلا في العصر الحديث حين ملكوا المال و العقل، غير أن فيهم جبناً ظاهراً، و لم يتسلطوا على المسلمين في هذا الزمان إلا لما أصابهم الوهن؛ هو حب الدنيا و كراهية الموت ...
و تذكرني هذه القصة العربية بما فعله الشيخ عبد الكريم المغيلي التلمساني حين قدم إلى تمنطيط (عاصمة إقليم توات بصحراء الجزائر) و وجد اليهود قد أحكموا سيطرتهم على الموارد المالية (و هذا بتكثير أموالهم بالربا)، و من ثم كبر تأثيرهم على قادة البلاد و رجالها، بل و أصبحت لهم بيع كثيرة في تلك الواحات ...
فقام المغيلي بتأليب العامة على اليهود لقتالهم و إجلائهم من بلادهم، و مع معارضة بعض فقهاء المغرب العربي له إلا أنه استطاع بمعية العامة طرد اليهود من توات و قتلهم شر قتلة، و كانت هذه الواقعة في حدود القرن التاسع الهجري ...
و للمغيلي المذكور دور في نشر الإسلام في بلاد الهوسة و التكرور من السودن الغربي، رحمه الله تعالى ...
و الله أعلى و أعلم ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 09:17]ـ
تنبيه مهم:
كلامي السابق خاص باليهود المحاربين ...
أما غيرهم من المعاهدين و الذميين فيبقى في حقهم الإذلال و التخويف ...
و كل هذا بما يتوافق مع شريعة الإسلام، و الله أعلم ...
ـ[معتوق]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 09:45]ـ
أنا رأيي أن قتلهم بهذه الطريقة ليست من شيم وأخلاق العرب فهذه طريقة غدر ولا تقرها الشريعة الاسلامية
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 03:05]ـ
أولا: العرب المذكورون في هذه القصة وثنيون , في حين أن اليهود أهل كتاب. و لقد تعلمنا من سورة الروم تشجيع الكتابيين على الوثنيين لا العكس.
ثانيا: يبدو في هذه القصة أن اليهود كانوا أحق بالأرض من العرب , فقد كانوا أسبق في سكناها من الأوس و الخزرج , و ما أخذها العرب منهم - في هذه القصة - إلا بالغدر و الظلم و الخديعة الوحشية. فالله أعلم بصحة هذه القصة.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 05:06]ـ
عصر الجاهلية هو عصر الظلام و شريعة الغاب و حين تغيب شرائع الأنبياء بالضرورة التاريخية الحتمية يسيطر قانون "الحق هو القوة" .... و الا فلم تظنون ان الله جل في علاه مقتهم عربهم و عجمهم بعد ان اطلع عليهم؟؟؟؟(/)
المرء مخبوء تحت لسانه!
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 06:24]ـ
هل المرء مخبوء تحت لسانه؟! [/
لقد قيل منذ القدم؛ تكلم حتى أعرف من أنت، وبمعناه المرء مخبوء تحت لسانه، وصاغ ذلك الشاعر زهير بن أبي سلمى فقال:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
وفي الحكمة العربية (إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه)، وهذا في قديم الزمان حينما كانت الكلمة مقدسة تعبر عن مكنونات القلوب، ودخائل النفوس، فلقد كانوا يأنفون من الكذب قبل الإسلام، فكيف في الإسلام؟! فهذا أبو سفيان وهو على شركه حينما جاءوا إلى هرقل ملك الروم وهو في بلاد الشام فسأله عن النبي صلي الله عليه وسلم هل يغدر؟ فقال أبو سفيان: (لا، إلا أنّا في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها، قال ولم يمكنني أن أدخل كلمة إلا هذه ولولا أن يأثروا عليّ كذباً لكذبت). اهـ
وقد كانوا يذهبون إلى التعريض والتورية حتى لا يقعوا في الكذب كما جاء في الحديث (إن في المعاريض مندوحة عن الكذب) فهل بقيت الكلمة في هذا الزمان على طهرها القديم، ونقائها الصافي؟! ..
الجواب معلوم لديك أيها القارئ العزيز؛ فالكلمة في هذا الزمان لها بريقها، ولها صلصلتها وجلجلتها، ولكن كما قيل: ((أسمع جعجعة ولا أرى طحناً)) (*) كلمة عريت عن معناها، وشغلنا عن مدلولها مبناها، كَلِمَة هي في الحقيقة كلْمَة أو بالأحرى لَكْمَة، تكلِمُ وتلكُم الفؤاد، وإن كثر الكلام وتنوع ما بين مسموع ومقروء، وإن تعدد المتكلمون عبر الأثير أو على صفحات الأوراق أو فوق أعواد المنابر إلا ما ومن رحم ربي، واليوم تطالعنا الأيام والليالي بالأسماء الطنانة والألقاب الرنانة والعبارات الجزلة والصحف والمجلات والنشرات والروايات والأدبيات والدواوين .. الخ على اختلاف مشاربها، وتنوع أساليبها، وقامت سوق للصحافة والصحافيين والمعاهد وكليات ووزارات للإعلام والثقافة و الصحافة .. الخ، وتعددت وسائل وأدوات الإعلام من إذاعة مسموعة ومرئية وإلكترونية " الإنترنت " وصحافة، حتى إن الصحافة لتعد في بعض البلاد السلطة الرابعة كما يقال، وتنادي القوم بحرية الكلمة وحرية الرأي، وحرية الصحافة ... الخ.
وإننا حري بنا أن نستذكر قول النبي صلي الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) رواه البخاري، وقوله: (الكلمة الطيبة صدقة)، وصدق من قال: ((رحم الله من قال خيراً فغنم أو سكت فسلم)).
ولكن أين الكلمة التي تعبر عن الآلام والآمال؟، أين الكلمة التي تنطلق من القلب إلى القلب، أين الكلمة التي يبعث على كتابتها أو إلقائها الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وابتغاء الأجر والمثوبة منه، والوفاء لهذا الدين، ولهذه العقيدة، ولهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، بل ولهذا التاريخ الذي هو في الحقيقة صفحات الحياة للأجيال كلها، أين الكلمة المنبعثة من قلب ووجدان وشعور صادق صدوق؟، صادق في انتمائه، صدوق في تعبيره، الكلمة التي ليست صدىً لقلب ولا لوجدان ولا لشعور غريب عن هذه الأمة، وغريب عن هذا الدين، وغريب عن هذه البلاد، وغريب عن هذه اللغة، وغريب عن هذا التاريخ، إننا نريدها كلمة صادقة معبرة، باعثها الإخلاص، ورائدها الانتماء، يحدوها الوفاء ويسوقها الإخاء، كلمة تجمع ولا تفرق، كلمة تنصح ولا تفضح، كلمة طيبة بكل معاني الخير وكما قال الله تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).
إننا الآن في مرحلة خطيرة من مراحل حياتنا مرحلة نبني فيها ونؤسس لمجتمع فاضل، ونشيد لحياة كريمة، ولن نفلح مطلقاً إن كنا صدىً للآخرين في أنماط تفكيرهم، وثقافاتهم، وأقوالهم، وأعمالهم فلكل أمة طابعها الخاص، وصبغتها الذاتية، ونحن أمة من الأمم لنا طابعنا، ولنا صبغتنا، ولنا لوننا، إن نحن حافظنا على خصوصياتنا وصلنا إلى ما نريد، وإن نحن ضيعناها ضعنا وسط الموج المتلاطم، فأيما أمة انسلخت من وجدانها وتاريخها وأصالتها لا تستحق الحياة، ولا تستحق الوجود، وإنما توجد في ظلال الأمة الأخرى التي تزيت بزيها واستظلت بظلالها، وحينئذٍ تكون أمة عبيد أذلاء للآخرين تستجدي لقمتها، وتستجدي شربتها، وتستجدي زيها بل وتستجدي هواءها الذي تتنفسه. [/ SIZE][/FONT](/)
كرة القدم، وعقيدة الولاء والبراء!
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 07:13]ـ
من أصول العقيدة عند أهل الإسلام، الأصل الأصيل، والأساس المتين، الذي لا يكتمل الإيمان بدونه، ولا غنىً للمؤمن عنه، ألا وهو الولاء لأهل الإيمان والبراءة من أهل الكفران.
والولاء للمؤمنين، يستلزم محبتهم، ونصرتهم.
والبراء من المشركين، يستلزم بغضهم وشركهم، والتحذير منهم.
ما قصة (كرة القدم) مع هذه العقيدة؟
هذه اللعبة الشهيرة، والفتنة الكبيرة، التي يطيب للبعض أن يسميها (بيضة إبليس) لها صولة وجولة، في قلوب محبيها، ومن وقع أسيراً في شراكها، حتى أصبحت مقياساً لـ (الولاء والبراء)، بدل المقياس القرآني: (الإيمان).
ويتضح ذلك جلياً في مظهرين:
المظهر الأول:
الإنتماءات الفِرَقِية، والتعصبات الندوية، أصبحت حاكمة في ساحة أهل الكرة، وفرقاناً بين ما يجدر محبته، وما يجدر بغضه، فبدلاً من محبة المسلم لإجل إسلامه، نحبه لأنه من جمهور فريقنا، ونبغض (الآخر) الذي يتولى الفريق المنافس.
إنّنا كما علمنا ديننا نتولى المؤمنين، ونتبرأ من الكافرين، لا كما يفعل هؤلاء الغافلون.
المظهر الثاني:
نعلم أنّ الأندية الرياضية، المهتمة بتلك اللعبة الفاتنة، تستعين في أغلب الأحيان، بمحترفين أجانب، عدد منهم - لا بأس به - أجنبي العقيدة والهوى.
وحينما يبدع هذا (الكافر) مع فريقه الجديد، تجد له قاعدة عريضة من المحبة والولاء في قلوب الجمهور الرياضي، والتي قد تصل في بعض الأحيان، إلى البحث عن لباس ذلك الكافر، وتقليده في قصة شعره، وطريقة لعبه، بل ويصل الأمر إلى الفرح حينما يقوم (بكسر) أو إعاقة لاعب من الفريق المنافس، ولو كان هذا اللاعب -المكسور - مسلماً مواطناً، والعكس .. فالغضب والويل على هذا (المسلم) إن قام بكسر (النجم الكافر).
(لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)
ـ[أبو علي المغربي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 04:07]ـ
أحسنت أخي أبو عبيدة ..
لقد قدمت وجها صارخا و عورة مبتذلة و نقيصة فارقة في المجتمع الإسلامي من أقصى شرقه إلى أقصى غربه .. كرة القدم! أجل ... إن أهمية هذا الطرح و خطورته تكمن في كونه ملازما لأهم أصول العقيدة الإسلامية التي يدين بها المسلم و كما قلت فلا يكتمل الإيمان الذي يدين به المسلم ما لم يخلص هذا الأصل العقدي من كافة الشوائب التي قد تعلق به ... الولاء و البراء، هذا الأصل العقدي الفارق في حياة المسلمين و الذي صار يتاكل عند الكثيرين شيئا فشيئا حتى أضحى أو بات منعدما عند أكثرهم ... و لا ريب أن كرة القدم (و هي فقط وج من وجوه الأمور التي باتت تقتل عقيدة الولاء و البراء في الكثيرين)، و هي الفتاة الغنجة الهيفاء التي الف النظر إليها الشباب المسلم حتى ساء بصره و فسدت بصيرته، صارت تشكل قاعدة لا غنى عنها من قواعد البناء المجتمعي بالنسبة للشباب و هنا تكمن الخطورة بحيث صار من المستحيل بالنسبة للشباب الإستعاضة عن هذا الأمر (الممارسة الرياضية و المتابعة لكرة القدم) بشيء اخر لا تموت بفعله عقيدة الولاء و بالبراء في الشباب المسلم. و الغريب في الأمر أنه يوجد عندنا رياضات حث عليها الإسلام و هي لا عد لها و لا حصر إذ قد تفرع عن أهمها رياضيات أخرى هي تشكل في الألعاب الأولمبية الدخيلة علينا رياضات أساسية أيضا مما يستدعي العقل للتفكر في سؤال واحد و هو: لماذا نستغني بما حث عليه الإسلام و أيده و نبدله بما أدخلته لنا المجتمعات الغربية الكافرة؟ ..
في حقيقة الأمر، الموضوع أخطر بكثير مما قد يظن البعض و بالفعل فإن كرة القدم هي أهم الأمور التي صار الكثيرون بمتابعتها أو بممارستها يقتلون فيهم أصلا متجذرا في الدين لا يمكن الإستهانة به و هو أصل الولاء و البراء. كنت أود الخوض طويلا في هذا الموضوع لكن نظرا لمعرفتي بأنه قد يجر علينا الحديث في أمور قدلا يحبها البعض فإني ارتايت الإكتفاء بالتأكيد فقط على كلام الأخ أبو عبيدة .. و كان حقيقة و الله بودي لو أني أتكلم عن أولئك المتمشيخين الأساتذة المسمون دعاة إسلامين و ما هم أولئك قط و أفضح بعض تجاوزاتهم فيما يخص عقيدة الولاء و البراء التي جعلوها تعاني من كافة الأمراض المزمنة و الداءات العضال حتى باتت أشبه بجثة هامدة متسربلة في خرق بالية عجوز غائرة العينين شاحبة الوجه تكاد الأبصار من هول رؤيتها لها تفتق! و لكم في الأستاذ ع. خ عبرة! ..... أحد أكبر قاتلي هذه العقيدة في الأمة الإسلامية!
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:27]ـ
-
الحقيقة أنا لا ادري لماذا يعشق بعض الناس هذه اللعبة الغبية
الغرب يشجعون ويتقاتلون اذا حصل هناك غش او شكوا في ذلك لأنهم يقامرون بهذه اللعبة
لكن (هنا) لماذا يحصل مثل ذلك؟
إن هذا التصلب والتشنجع إما نابع من غباء أو تبعية (إمعة) ولا غير
بارك الله فيك
،(/)
العلامة اللحيدان:يجب على المسلمين وحكوماتها مقاطعةالدويلة الفاسدة الخبيثة الدانمارك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 03:20]ـ
السؤال:
شيخنا الكريم: قد أساءت إحدى دول الكفر - وهي الدانمارك -، في عام مضى إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، وعادت كرة أخرى بحملة أشد من الأولى، وليس هذا بمستغرب من أعداء الإسلام، فما بعد الكفر ذنب، لكننا نتمنى موقفا رسميا يُظهر بذلك عزة الإسلام وأهل الإسلام من أهل هذه البلاد المباركة، التي بين لنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أنها هي مَأْرِز الإسلام في آخر الزمان؛
فما توجيه فضيلتكم جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
قال الشيخ العلامة اللحيدان:
[لا شك أن هذا الشيء المنسوب إلى تلك الدولة، هو بالنسبة للعداء عداء الكفار للمسلمين أمر غير مستغرب، فقد قال الله تعالى لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}، ويحبون ما يسيئ إلى المسلمين، لكن على المسلمين أن يتعاونوا، إذا لم يكن لديهم قوة تردع، فإن عندهم أموالا لها أثرها، لو قاطعت الدول الإسلامية كل دولة تسيء إلي الإسلام وتعتدي على مشاعر المسلمين، وقاطعوها في التجارة، لكان لذلك أثر كبير، وادعائهم بأنهم يعطون الناس حريتهم ولا يتدخلون هم كاذبون فيما يقولون، ولو انتهكت سياستهم ما سكتوا عمن يسئ إليها!.
فالواجب على حكومات العالم الإسلامي، والواجب على عامة المسلمين من تجار وغيرهم، أن تكون مواقفهم مواقف أهل الغيرة على دينهم، ونبيهم صلى الله عليه وسلم، ومشاعر إخواننا المسلمين في كل مكان، الولاة والحكام عليهم واجب على قدر سلطتهم، والتجار والموردون عليهم واجب أيضا على قدر إمكاناتهم، ولو تعاون الناس في مثل هذا المجال، وقاطعوا كل دولة يصيبهم منها سوء، لحسبت الدول الصناعية الكبيرة حسابا للأمة الإسلامية، فإن الأمة الإسلامية لها وزنها في هذا الوجود، وتعدادها الكبير له أثره أيضا في المقاطعات، إذا قاطعوا أي دولة سوف تُمنى تلك الدولة بالخسارة.
فليت أن جميع الناس من تجار وغيرهم، يتصرفون، وإذا كانت الدول لا تتصرف، تحكمها سياستها، فالمستهلكون لا أحد يحكمهم، ولا يُرغم على أن يستهلك بضاعة بلد دون بلد، فنسأل الله أن يهيئ أسباب كبت تلك الدويلة الفاسدة الخبيثة، وكبت كل من يقف معها، وقد وقف معها في إساءتها الأولى بعض كبار الدول، التي نسأل الله جل وعلا أن يضعضع منها ويذلها، وهو القادر على كل شيء].
انتهى كلامه – حفظه الله تعالى -.
من لقاء مفتوح في جامع الراجحي في الرياض.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 11:09]ـ
يرفع لأهميته.(/)
منتدى جدة الاقتصادي .. ورفض الإصلاح د. عبدالرحيم السلمي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 07:49]ـ
منتدى جدة الاقتصادي .. ورفض الإصلاح
د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي
14/ 2/1429
ينعقد منتدى جدة الاقتصادي هذا العام 2008م بعد سلسلة من اللقاءات المتتابعة التي تسعى إلى ترسيخ الليبرالية الاقتصادية (الرأسمالية) من خلال أوراق يقدمها خبراء غربيين وعرب. وقد سبق لي أن كتبتُ مقالاً بعنوان "الأبعاد الفكرية لمنتدى جدة الاقتصادي" في 2007م وجاءت اللقاءات بعده تؤكد النتائج التي توصلت إليها، حيث صرح المسؤولون عن المنتدى أنه منتدى فكري يهدف إلى إدخال مفاهيم فكرية جديدة للمنطقة. ولهذا فإن الأحوال الاقتصادية المحلية لا تعني المنتدى في شيء، وتأكيداً لذلك فإن المنتدى لم يتحدث عن مشكلة الفقر أو الانهيار الاقتصادي الهائل في كارثة الأسهم، وفي هذا العام تَمّ الإهمال الكامل لمشكلة التضخم مع كونها أبرز مشكلات المنطقة.
وفي العام المنصرم (2007م) استدعى المنتدى أحد الإرهابيين (الجنرال ويسلي كلارك: القائد السابق لقوات حلف الناتو) الذين تلطخت أيديهم بدماء النساء والأطفال والشيوخ في أفغانستان، وافتخر بذلك أمام الجميع في كلمة ألقاها عن (الأمن المرن).
وهذا العام (2008م) دعى المنتدى اليهودي المعروف "جورج سوروس" وهو أحد اليهود المرابين الكبار الذين دمروا الاقتصاد العالمي بحِيلة وغدر، فهو المسؤول عن الانهيار الاقتصادي الكبير في دول النمور الآسيوية، وحادثة النمو الآسيوية تدل دلالة بينة على البعد الاستعماري في مضاربات (سوروس)،وهي ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المنتدى على دعوة اليهود للمشاركة فقد دعى في وقت سابق وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (مادلين أولبرايت).
والحقيقة أن المنتدى لا تعنيه آليات الاقتصاد، ومهنية تطويره بقدر ما يعنيه الرؤية الفكرية التي يسعى لغرسها في العقل التجاري السعودي، وهي رؤية ذات مقومات تغريبية تؤكد مفاهيم الرأسمالية العالمية المبنية على أساس علماني. فالعجب لا ينقضي من الإهمال الكامل التام لدعوة علماء شرعيين من المتخصصين في الاقتصاد والمعاملات المالية المعاصرة للمشاركة في المنتدى مع أنه يقام في بلد بحجم السعودية.
إن غياب علماء الشريعة الإسلامية ورفض دعوتهم للمنتدى وحضور اليهود والنصارى في بلدٍ إسلامي بهذه الطريقة المبتذلة تدل على توجهات من يقف وراء هذا المنتدى وأهدافه الأجنبيّة عن هوية البلد ونظامه الأساسي للحكم، وفضلاً عن استعمال اللغة الانجليزية مع أن 95% من الحضور من العرب، واللغة ليست مجرد وسيلة للتخاطب بل هي ثقافة وهوية.
إن العمل على إصلاح أوضاع المنتدى المتردية ضروري للغاية، وتبدأ عملية الإصلاح من إصلاح أهداف المنتدى وبرنامجه وثماره المحلية مروراً بأخلاقيات التنظيم، وانتهاء بالمسؤولية الأدبية في مداخلات المشاركين وإبراز النماذج المضيئة في المجتمع، وإيقاف اللهث وراء الغرب دون تمحيص نقدي مستقل. ويجب على كبار المسئولين والعلماء من يعنينه شأن الأمة أن يتواصل مع الجهة المنظمة للمنتدى ويواجههم بهذه الحقائق ويطالب بضرورة إصلاحه وتعديل رؤيته وأهدافه بما يوافق دين هذه البلاد وهويتها، وترتيب برنامجه وآليات تنظيمه وفق الأخلاقيات الإسلامية المرعية في مجتمعنا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 11:24]ـ
سبحان الله!!
أين الملك عبد الله عن هذا الامر؟
ـ[رائد]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 08:04]ـ
أين أجد هذا المقال؟
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 11:57]ـ
-
بارك الله في جهود الشيخ عبدالرحيم ونفع الله به
وشاكر لكم نقل المقال
بارك الله فيكم
،
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Mar-2008, صباحاً 12:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 11:48]ـ
تجده في موقع المسلم
http://www.almoslim.net/articles/show_article_main.cfm?id=2618
ولا تنسى أن تستمتع بقراءة تعليقات الزوار -فهي مهمة غالبا في المواضيع المهمة-
http://www.almoslim.net/art_comments2/art_comments_*******.cfm?artid =2618&returnpath=/articles/show_article_main.cfm?id=2618
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 11:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سفير الحق]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 08:47]ـ
سبحان الله
كيف لهذه الأقلية والشرذمة والأقل من الأقلية أن يكون لها رواجا إعلاميا، وقد ينخدع بهم بعض العامة في النظر إلى أنهم أكثرية.
عموما المقال رائع، وصداه وانتشاره واضح وملموس، ولله الحمد.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 04:42]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
في الهوى
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 08:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في الهوى
يخضع الإنسان لسلط متعددة ظاهرة وباطنة، والخفي منها أعظم من الظاهر. ومن الخفية
" الهوى " وما أدراك ما الهوى. أمره صعب والداخل أغواره لا أظنه يفلح في الاستقصاء الكامل. فأول سؤال يتبادر إلى ذهن الداخل أغوار الهوى: ما الهوى؟ أين يتموقع الهوى، هل في عقل الإنسان أم في القلب؟ ويترتب عن هذا السؤال سؤال آخر هو: هل القلب من السلط؟ إذا كان ذلك كذلك فهل يمكن أن تجتمع سلطتين في جسم واحد؟
نعم إن المتأمل يكتشف أن الهوى من السلط، بل من السلط القوية التي يعجز عن صدها الصاد الخارجي والداخلي. يحاول الجهاز العقلي التدخل- لا تدخل الحاكم الزاجر صاحب السلطة، بل تدخل الضعيف الخائف الذي يلتمس من الهوى أن لا يفعل ولا يبالغ ولا يغامر ... لكن سرعان ما يرعوي ليصبح يد عون للهوى يفكر له ويخطط ليظفر بما يريد.
ما هي حقيقة الهوى؟
إنه سؤال صعب ذو مسالك وذيول.
ومن أسباب الصعوبة تعدد الأشكال التي يظهر فيها الهوى. فتراه تارة في شكل انسياق مع الفساد، وتارة في حب المال والحرص على جمعه، من خلال وسائل يقتنع الشخص الفاعل أنها غير مستحسنة، بل تستقبحها العقول، وتارة في تبديد الوقت سدى، بلا فائد؛ وتارة في استلذاذ مجالس اللهو واللعب ...
ومن أسباب الصعوبة كذلك دقة حركة الهوى وسرعة إجابته لمؤثرات الداخل والخارج ...
ومن أسباب الصعوبة كذلك استجابة الجسم كله من فرع الرأس إلى أخمص القدم لشراسة الهوى؛ بل في بعض حالات الاستجابة يرتفع الضغط الشرياني ...
الهوى: هو ما تهواه النفس فتميل إليه منحدرة؛ والهوى من صلب الإنسان يظهر أحيانا في صورة بعض الغرائز، أو يمكن القول: إن الهوى هو النزوع إلى " الأنا " في انفصال تام عن الآخرين والأشياء والقوانين. والنفس/ القلب/ أعم من العقل وإن كانت من بناته المتمردة. تمردت لأن أنصارها من خلايا الجسد تساندها بالاستجابة.
وأراني أرى الهوى غلافا للمقولات القوالب العقلية. أو بحرا تسبح فيه الأفكار؛ فسرعان ما تغرق القوارب من الأفكار التي لم تجهز التجهيز اللازم. لذا فإن الاقتناع لا يكمل بالفعل إلا إذا تصدى الإنسان لفعل ما يقتنع به؛ لا على سبيل الإجبار والإلزام، بل على سبيل القوة الذاتية الداخلية النابعة من الإيمان.
أو بصيغة دقيقة عندما يتقوى القارب بالعتاد الإيماني ليتصدى لأسباب أمواج الهوى العاتية. أما إذا هاجت بحار الأمواج هيجانا فإنها تغرق كل ما علاها من قوارب والفلك حتى "التيتانيكية" منها. فاليقظة اليقظة حتى لا يحصل الهيجان ويغرق كل شيء.
قال الشاطبي في موافقاته متحدثا عن الهوى: «مخالفة ما تهواه الأنفس شاق عليها، وصعب خروجها عنه، ولذلك بلغ أهل الهوى في مساعدته مبالغ لا يبلغها غيرهم، وكفى شاهدا على ذلك حال المحبين، وحال من بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين وأهل الكتاب وغيرهم ممن صمم على ما هو عليه، حتى رضوا بإهلاك النفوس والأموال، ولم يرضوا بمخالفة الهوى. قال عز وجل: ?أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم? (سورة الجاثية/23)» الجزء الثاني. ص130 - 131
ومن أسباب اليقظة قطع التواصل مع ما يكون سبباً؛ مباشرا وغير مباشر؛ في الهيجان. ويدرك البصير، هذا الذي وصفنا إدراكا، عند استحكام الهوى. وما النجاة إلا رياضة وتداريب ودأب وتكرار وتربية. لهذا فإنا نرى الإسلام يوسع دائرة التحريم لتشمل الأسباب القريبة والبعيدة؛ فيسد الذرائع المفضية إلى إنعاش الهوى أو تهييجه ... وقانونه في ذلك "الاجتناب".
هل الإنسان شرير بطبعه؟
الهوى إذا لم يُتَحكم فيه قاد النفس إلى الشر. إن الفساد الذي نسجله في العالم اليوم وقبل اليوم راجع جملةً إلى طغيان الأهواء. ليس التحكم في الهوى سهلاً في متناول كل من هبَّ ودبَّ من البشر؛ بل هو رياضة وتداريب. ومما يؤسف له أن المدارس والمعاهد والجامعات لم تولِ العناية لمسألة الهوى. والناس في علاقتهم بالأهواء ثلاثة:
1 - من غلبوا الحق على أهوائهم. وهؤلاء زمرة قليلة جدا.
2 - من غلبهم الهوى وطغى عليهم. وهؤلاء الكثرة الكاثرة الكارثية.
3 - من يصارعونه فتارة يغلبون، وأخرى يغلبون. وهؤلاء ثلة قليلة.
الثقافة السائدة في المحيط تكون مثيرة للهوى أو كابحة، فمن الثقافة عناصر تهيج الهوى وتنعشه وتقويه، ومنها أخرى تكبحه وتردعه أو تقلل من شراراته. وثقافات اليوم من النوع الأول؛ ولهذا تجد الشر ينتصر على الخير. أما تفسير غلبة الشر على الخير فإني أجد له فهما في الطبيعة الجغرافية الإنسانية:
- يمكن تنويع تضاريس البشر إلى نوعين: مرتفعات ومنخفضات، والانسياق في المنخفضات مسألة لا تحتاج لبرهان، ذلك أنها لا تستدعي جهدا- بل جهدها من نوع خاص.
والمرتفعات كما نعرف معا تتطلب الجهد؛ والناس ليسوا ميالين بالطبع إلى ما فيه جهد ونصب. إن ذلك مزروع في البشر كلهم أجمعين أكتعين.
وخليق بنا أن نسجل ملاحظة نراها مهمة في هذا المقام، وهي: أن البشر ليسوا على وزان واحد في إدراك أنفسهم وما يروج فيها، بل إن منهم من لا يعرف عن نفسه شيئا، إلا ما يسمعه من غيره صادقا أو كاذبا. وهؤلاء ينتمون إلى البشر مجازا لا حقيقة. فالوقوف على حقيقة النفس سبيل قويم لإصلاحها وسبيل لفهم العالم.
إذا تخيلنا أن عوامل الفساد غير متوافرة وأسبابه منقطعة، فإن الفساد سيدب إلى العالم من خلال طبيعة الانحدار في جغرافية القلب والعقل. لذا كان البشر في حاجة قوية إلى شريعة وقوانين زاجرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:37]ـ
-
منبع الهوى قوة في الغريزة
لذلك لم تكن الملائكة ذات هوى الا على ما فطرها الله سبحانه
فاذا غلب العقل وصف بالإستقامة واذا غلب الغريزة وصف بالزيغ والضلال الذي سببه اتباع الهوى
بارك الله فيكم
،
،(/)
علم التنمية البشرية. حقيقة أم وهم؟
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 09:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أي علم؟
ظهرت بعض الكتابات تحت ظل ما يسمى بعلم التنمية البشرية، تقوم على مغالطات رئيسة، إنها تخيلت الإنسان مستقلا عن المنظومات الداخلية والخارجية.
كيف ذلك؟
إنها تخيلت الإنسان آلة من الآلات التي يمكن برمجتها والتحكم فيها كما يحلو للمتحكم ويطيب. وذلك ليس كذلك لسبب يسير هو تعدد المؤثرات والمثيرات التي يخضع لها صباحا مساء. ثم إنها تتجاهل الثقافة الأصلية الأولى (البرامج الأولى) التي يترعرع فيها الطفل، قبل أن يصل إلى أيدي المبرمجين الجدد.
زد على ذلك مسألة خطيرة، القلة القليلة من يردك تأثيرها، وهي تعمل في استقلال عن كل العوامل، وهي الطبيعة الجغرافية البشرية الميالة نحو المنحدرات. البشر كل البشر يخضعون لمؤسسات، لهذا فالجد والاجتهاد والمثابرة والتقدم والنفس الطويل والتحدي والإيجابية وتفجير القوى ... لا يتحقق إلا إذا صلحت المؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية ... فهذه بمثابة المقام المحدد للقسمة، أما الجد والاجتهاد ... فهو بسط. ومراعاتهما معا ضرورة ...
هل الإنسان عاقل مائة بالمائة؟؟؟؟ سنجيب.
هذا بإيجاز شديد.
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 06:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- التنمية البشرية الحقيقية هي التي جاءت بها الشريعة الإسلامية.
- لا تزعم أن الذين ينادون بها يحيون حياة طيبة.
- المعرضون عن ذكر الله يحيون حياة ضنكة.
- نعم لنا واجبات؛ لكن أين هي الحقوق؟ ومن المسؤول عن ضياعها؟
- مشاريع التنمية والبرمجة ... تجارية بامتياز. يظهر لك ذلك كالشمس من خلال أثمان الدورات التكوينية والكتب المؤلفة فيها ...
- الوهم لن يحقق السعادة البتة ... فحذايك.
نقد كلام
- يذهب بعض (الباحثين) إلى القول: «تنافس مع نفسك وقدراتك ولا تتنافس وغيرك؛ فبالإمكان استخراج قوى من نوع آخر؛ فأعظم منافس هو نفسك وذاتك وقدراتك. ويذهب بعض آخر إلى الحديث عن الآثار السلبية للتنافس؛ فلا ينصحون به».
قال ديفيد فيسكوت في كتابه:" فجر طاقتك في الأوقات الصعبة- كتاب في التأملات": «إن من لديهم نزعة تنافسية قد يفوزون، ولكن لا ينضجون أبداً حق النضج حتى يعملوا لصالح أنفسهم».
أما عن الموقف الأول:
فهو موغل في التجريد للغاية، بل يمكن القول إن به شيئا من الطوباوية. نقول لهؤلاء إننا عندما ننافس أنفسنا وقدراتنا إنما ننافس في حقيقة الأمر الثقافة التي ارتضعنا لبانها؛ ننافس- أنفسنا وقدراتنا- وفقا لتصورنا وتخيلنا للنموذج المتنافس معه، ونحن نعلم جميعا أن تصور الإنسان لنفسه ينبعث من البرامج التي تحملها عند نعومة أظافره؛ وينبعث كذلك من المناخ الثقافي المحلي والعالمي الذي يعيشه، الذي يخضع لتأطير السياسات المحلية؛ وينبعث من عوامل أخرى يصعب التفصيل فيها علميا أو إخضاعها لقانون العقل والنظام.
(وبهذا تتميز الظاهرة البشرية عن غيرها من الظواهر الفيزيائية والطبيعية؛ بل يمكن القول: إن العلم في أيامنا هذه في طور تجاوز العقل الجامد المتناول للظواهر في انفرادها واستقلالها عن بعضها؛ نحو نظرية تعرف في الأوساط العلمية بنظرية الشواش) ....
- أما عن الموقف الثاني:
فهو بإيجاز؛ راجع إلى اختلاط مفهوم التنافس بالتقليد؛ أو حمل التنافس محمل التبعية والتعلق بالغير؛ أو راجع إلى اقتراب مصطلح التنافس من مصطلح الحسد ...
(وهذا ما صرح به ديفيد فيسكوت في كتابه السابق، قال: «فإن أفعالك تنبع من الحسد وعدم الإحساس بالأمان لا الاختبار الحر» فبسبب الاختلاط هذا اعتبر بعضهم التنافس منهجا غير تربوي.
لا يسطيع للإنسان أن يستغني عن موروثه الثقافي وعن تجارب سابقيه، بل ليس من المعقول أن يفعل ذلك. وقصدي بالموروث هنا كل ما يشهد الشرع والعقل بصلاحه.
فالحضارات تأسس بعضها على تجارب بعض، ومجهودات الناس لا تخرج عن السياق العام، وإن ظهر خلاف ذلك في بعض الأحيان.
البحث في الموروث العقلي مسألة بالغة الأهمية للنقد والتطوير وبناء الطرائق الجديدة. إن مناقشة المسلمات والبدهيات ضرورة منطقية، إذا لم تتجاوز حدود المعقولات المرئيات المسموعات. فكثيرة هي الأفعال التي يتنافس فيها الناس اليوم تنافسا حادا وعند عرضها تحت مجهر العقل يظهر عوارها وخواؤها ...(/)
التقسيم العقدي في العراق والجناية على أهل السُّنة
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 01:23]ـ
التقسيم العقدي في العراق ...
والجناية على أهل السُّنة
د. عبد العزيز كامل
تبدو في الأفق البعيد ـ أو المنظور ـ معالم (مشروع سلام) عراقي ـ أمريكي، على غرار (مشاريع السلام) بين العرب والصهاينة، أو بين الصرب والبوسنة، أو بين السودان الشمالي والسودان الجنوبي، بحيث يكون هذا المشروع في النهاية على حساب المسلمين بعامة وأهل السُّنة بخاصة.
وفي مقالي الأخير عن (تقسيم العراق: الضرر والضرورة) [1] انتهيت إلى أن شأن التقسيم بوصفه خطة نظرية قديمة عمرها لا يقل عن أربعة عقود؛ وَجَدَت من يسير بها في طريق شبه خالية، تحولت فيها من تفكير نظري إلى تدبير عملي، ينتقل من مرحلة إلى مرحلة، حتى وصل إلى اللحظة التي لا يستطيع فيها أحد يعقل ما يقول أن يزعم إنها مجرد «مؤامرة» وهمية!
وقد ظهر جلياً أن ذلك التقسيم ليس عرقياً تاريخياً فقط، ولا طائفياً شكلياً فحسب، بل هو تقسيم عقدي، يهدف إلى ضرب العقائد المختلفة ببعضها، ولو كانت تنتسب لقبلة واحدة، حتى يشتعل العراق، ولا يبقى حل إلا التقسيم بين الفرقاء، ثم عَقْد اتفاقيات (سلام) مع الأعداء! ... إنه شيء شبيه جداً بما يحدث الآن في فلسطين.
وبعد أن قدَّم شيوخ أمريكا (بأغلبية الثلثين) مقترح التقسيم إلى حكومة بوش كان فحوى الرد: أن الوقت لم يحن بعد، تاركة ذلك للظرف المناسب!
إذا كان صحيحاً أن المسألة أصبحت (مسألة وقت) فهل نحن على أبواب مرحلة تقوم فيها دولة شيعية عراقية مجاورة للدولة الإيرانية، متعاضدة عقدياً مع الكيان الفارسي ومتعارضة مع جوارها العربي؟! هل أصبحنا على مقربة من مرحلة وضع حجر الأساس لدولة (الرفض العربي) لكل ما هو إسلامي وعربي، خاصة إذا كان منطلقاً من عقائد ومصالح أهل السُّنة في العراق وما حوله؟!
وهل آنَ أوان تمكين زعامات الأكراد العَلْمانيين المعادين للدين في أرض الفرات، ليكونوا جسراً يعبر من فوقه أولياؤهم من اليهود محققين حلمهم القديم (من النيل إلى الفرات)، بدءاً من السفارات وتطبيع العلاقات، ريثما تأتي مرحلة الامتدادات والتوسعات؟!
كابوس رهيب، يزيده رهبة تنامي الحديث عن فكرة إنشاء (دولة الأحواز) الشيعية أو (عربستان الإيرانية) لتكون خنجراً آخر في خاصرة أهل السُّنة، إذا ما قدِّر لها أن تقوم [2].
التقسيم القائم فعلاً من الناحية الواقعية إذا فُعِّل بالصورة الرسمية؛ فإنه سيكون نموذجاً مشجعاً على التطبيق في أماكن أخرى من العالمين العربي والإسلامي، يمكن أن تتكرر بشأنها أوضاع مشابهة لما حدث في العراق، مثل: السودان ولبنان وسورية ومصر وباكستان وأفغانستان وتركيا وإيران وأكثر بلدان الخليج العربي، وهذا ما تحكيه (خريطة الدم) [3] التي نشرت أخبارها في الآونة الأخيرة!
أما البداية فكانت في بلاد البلقان التي كانت تابعة للخلافة العثمانية وذلك قُبيل الحرب العالمية الأولى، ثم فلسطين بُعَيد الحرب العالمية الثانية، حيث تزامن تقسيمها مع تقسيم الهند ليبدأ صراع مرير بين المسلمين والهندوس لم ينته إلى اليوم. واليوم وفي أجواء تشبه حرباً عالمية ثالثة، يجيء تقسيم بلاد الرافدين، حيث المستهدف الأول في مخطط التقسيم ذلك هم أهل السُّنة في العراق وما حوله؛ لأن زلزال التقسيم إذا أصاب أرض الرافدين فشقَّقها إلى أخاديد عميقة؛ فإن توابعه لن تتوقف هناك، بل ستمتد على أرضٍ بركانية، محملة بالحمم الطائفية والعرقية التي لم تُسكِّنها على مدى القرون إلا حبال العقيدة الإسلامية وعُرى الأخوة الإيمانية.
• الحلول السياسية وخُفَّا حنين:
إن أهل السُّنة المستهدفين في العراق هم الذين شاء الله أن يُذِلَّ بهم أعداءَه، فهم الذين قاموا وحدهم في وجه الاحتلال الصليبي وهم الذين شاهوا وجهه وكسروا أنفه ووضعوا كبرياءه، في الوقت الذي تسابق فيه المنافقون والرافضة والعَلْمانيون لتقديم الخدمات المجانية ومدفوعة الأجر لقوات الغدر القادمة من وراء الحدود، ومع هذا تفوح روائح التآمر عليهم من جميع الأطراف!
(يُتْبَعُ)
(/)
أيكون هذا جزاء من دافعوا عن العراق وعن جواره العربي، بل عن بقية العالم الإسلامي المستهدف بالتغيير والتدمير؟! إن أهل السُّنة يُراد لهم ـ في حال التقسيم ـ أن يرجعوا من كل ذلك بخفَّي حُنين، أو بدونهما، في أرض مقفرة من الخيرات الزراعية والمعدنية التي تغمر ما حولهم، حيث إن منطقة الجنوب ـ المخصصة للشيعة (منذ وضعت مخططات التقسيم) ـ تحوي ما نسبته 80? من احتياط البترول في العراق، وذلك في محافظات البصرة وميسان وذي قار. أما في الشمال العراقي، حيث باقي ثروة العراق النفطية، فإن هناك اتفاقاً قديماً يجرى إحياؤه، هو اتفاق (حيفا ـ كركوك) لتوصيل نفط العراق إلى الكيان الصهيوني.
وتبقَّى لأهل السنة أرض قفراء صفراء ينازعهم الشيعة عليها لاشتمالها على مدنهم (المقدسة) في النجف وكربلاء والحلة! حيث الجماهير المليونية التي تأتي إلى المزارات والأضرحة والقبور. قال عالم الشيعة (محمد بحر العلوم) في كلمة ألقاها في 7/ 4/2005م، في مؤتمر جامعي تحت شعار (إقليم الوسط مطلب جماهيري) ـ: «إنه حق طبيعي نقف إلى جانبه، ونحيي خطوة الفيدرالية؛ فهي مشروع وحدة، لا مشروع تقسيم»!
وقد دعا عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي مؤخراً إلى البدء في فعاليات الفيدرالية وتشمل نصف محافظات العراق البالغة 19 محافظة.
مع كل هذا؛ فإن أرض أهل السُّنة المتنازع عليها لا يُراد لهم أن يقيموا فيها سُنَّتهم وشريعتهم، كما يقيم الشيعة في الجنوب بدعهم وخرافاتهم، وكما يقيم الأكراد القوميون العَلْمانيون في الشمال قوميتهم وعَلْمانيتهم، بل يُراد لأهل السُّنة أن يكونوا كياناً عَلْمانياً مسخاً تابعاً ذليلاً ضعيفاً فقيراً، يستجدي المعونة الاقتصادية من جيران الجور في الشمال والجنوب، ويستمد المعونة السياسية من دول الشرق أو الغرب! فالمرتَّب لأهل السُّنة ـ كما قال الخبيثان اللَّذان صاغا مشروع قرار (تقسيم العراق) في الكونجرس الأمريكي ـ هو أن يُورَّطوا في حلول سياسية بأجندة أمريكية للتخلِّي نهائياً عن نهج المقاومة أو المشروع الجهادي الفاعل، باستبداله بمشروع سياسي فاشل.
لقد كتب هذان الرجلان (جوزيف بايدن) و (ليزلي جيلب) مقالاً مشتركاً في صحيفة (النيويورك تايمز) (1/ 5/2006م) جاء فيه: «إن فكرة التقسيم تستند إلى ما تحقق في البوسنة، حيث يدير الأكراد والسُّنة والشيعة شؤونهم، بينما تهمش الحكومة المركزية، ونحن قادرون على تحقيق ذلك مع «إغراءات» تمنح للسُّنة، كي يشاركوا في الحكم من خلال خطة مسبقة للانسحاب وإعادة نشر القوات الأمريكية، وعَقْد حِلف عدم اعتداء»! يعني: معاهدة سلام على نمط (كامب دي?يد) أو (أنابوليس). واستطرد المقال: «إن سُنة العراق ـ وهم القوة المحركة وراء (التمرد) ـ سيرحبون بخطة التقسيم بوصفها بديلاً لحكومة مركزية تهيمن عليها حكومة يسيطر عليها الشيعة، إن تقسيم العراق سيكون على نمط ما حصل في البلقان، عندما قُسمت البوسنة قبل عقد من الزمن، وحين تم تقسيم البلاد التي مزقتها الحرب إلى فيدرالية عرقية، بموجب اتفاقية (دايتون) [4] التي توسطت فيها الأمم المتحدة».
إن معنى هذا الكلام أن هناك تربُّصاً عقدياً بطائفة أهل السُّنة، وعلى رأسها الفصائل الجهادية، كما كان التربص بمسلمي البوسنة؛ كي يقبل أهل السُّنة الدخول في عملية (أنابوليس عراقية)، مقابل الاشتراك في الحكومة المركزية، التي ستكون مجرد هيكل شكلي، يديره الأقوياء، ويُدار من خلاله الضعفاء، وعندما تدخل بعض تلك الفصائل في حكومة من هذا القبيل فإن عليها أن تردَّ الجميل، بأن تتمرد على ما سماه الأمريكيون (التمرد)، لا بل تنوب عنهم في مواجهته، بعد أن تمعن في تشويهه تمهيداً لحصاره وضربه ـ كما يحصل لحماس حالياً ـ وعندما تُطهى هذه الطبخة، فليس على الأمريكيين جناح أن يقرروا الانسحاب فراراً من الهزيمة، لكن تحت عنوان (إعادة الانتشار) والاستجابة لمطلب العراقيين بالتمركز فقط خارج المدن! وسيكون هذا انسحاباً (مشرِّفاً) ليحفظ لبوش ماء وجهه، ودماء جيشه!
(يُتْبَعُ)
(/)
هل هناك حقاً من سيقبل بهذا من أهل السُّنة في العراق؟! هل سيظهر مَنْ يبيع انتصارات المجاهدين بثمن بخس مقاعد معدودة في مجالس النخاسة ومقاهي الساسة؟! هل سيبرز من سيبني له كرسياً هشاً للسلطة من عظام الشهداء مطلياً بدماء الضعفاء والأبرياء الذين قتلهم الأمريكيون بعشرات الآلاف؟!
هل نحن أمام نسخة جديدة من «أبطال» الاستقلال، «خلفاء» الاستعمار، الذين سرقوا انتصارات شعوبهم ووهبوها للمستعمرين المستكبرين، مدَّعين أنهم أنقذوا أمتهم من الاحتلال وأوصلوهم إلى أحسن حال؟!
إن الصادقين يربؤون بأنفسهم عن ذلك ويبرؤون إلى الله من ذلك.
• مستقبل العراق بين مشروعين:
شهدت الآونة الأخيرة معالم تمايز بين المشروعين الفاعلين لمواجهة تداعيات العدوان على العراق: المشروع الجهادي والمشروع السياسي. ومن حيث المبدأ ما كان لهذا التمايز أن يوجد؛ لأن الأصل ألا يكون هناك تناقض بين المشروعين في ظل المشروعية الإسلامية العليا؛ لأن الطريقين مكملان لبعضهما، حيث لا جدوى من جهاد بلا خطة ولا ثمرة، ولا فائدة من سياسة مجردة من الحق الذي تحميه القوة. إلا أن الواقع على الأرض في العراق يكرِّس مع الوقت هذا التمايز والتفريق، حتى صار يُشار إلى أناس بأنهم أصحاب مشروع سياسي، وإلى آخرين بأنهم أصحاب مشروع جهادي! بل الأدهى من ذلك أنه وُجد اختلاف في المعايير، بين ما هو شرعي وبين ما هو سياسي، مع أن المفترض أن تكون المعايير كلها عند المسلم مستمدة من ضوابط الشريعة وثوابتها، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع أو غير ذلك.
إننا نفهم أن الشيء بالمعايير السياسية ـ غير الإسلامية ـ قد يكون قمةً في الذكاء والحيلة، وإبداعاً في ابتكار الوسيلة، لكن ذلك الشيء نفسه قد يكون في المعايير الشرعية غاية في الانحطاط، وذروة في الظلم، ونهاية في الغباء وقلة الدهاء وقصر النظر ... !
خذ مثلاً معاهدة (كامب دي?يد) بين مصر والكيان الصهيوني في سبعينيات القرن الميلادي الماضي، أو معاهدة (أوسلو) بين منظمة التحرير الفلسطينية والمحتل الغاصب؛ فإنهما في نظر بعض الناس ـ بالمعايير السياسية ـ عبقرية دبلوماسية، وإلهام سبق عصره، واختراق قلَّ نظيره! بينما هما في المعايير الشرعية افتراء على الحقيقة وازدراء لثوابت الأمة، وافتئات على أهل الحل والعقد فيها، ومغامرة ومقامرة غير محسوبة العواقب.
ولو أخذنا مثالاً مقابلاً كمواقف (طالبان) المتعددة في تاريخها السياسي القصير؛ فإنها بالمعايير السياسية اللادينية البحتة تهوُّر في غير محله، وقصر نظر سياسي، وتخلُّف دبلوماسي، وجهل بالمآلات والحسابات والمعادلات الدولية والإقليمية، بينما هي ـ في أغلبها ـ بالنظر الشرعي إعزاز للمبدأ، وإحياء لروح العقيدة، وإعلاء لقيم الشريعة، وإضافة معالم واضحة في طريق الوصول إلى تمكينها.
• «التقسيم العقدي» .. لصالح من؟
إذا كانت مشروعات تقسيم العالم الإسلامي في السابق ركزت على الجانب العرقي والجغرافي وغيرهما؛ فإنها في المرحلة المقبلة تريد التأكيد على الجانب العقدي، الذي يتكتل فيه المبتدعة مع المنافقين المظاهرين للكافرين ضد العرب والمسلمين المنتمين لعقيدة السُّنة. والعقيدة الإسلامية الصحيحة على وجه التحديد إذا دخل أهلها فخَّ القسمة؛ فإن ذلك من أجل عزلها وحصارها؛ لتمكين أعدائها منها.
هذه ظاهرة تحتاج إلى رصد، فأهل السُّنة في العالم ـ وليس في العراق فقط ـ يجري استهدافهم بانتظام واضطراد. وكلما كان أخذهم من الحق والسُّنة أكثر كان التربُّص بهم أكبر. ومن تأمَّل في خطط التقسيم العقدي يمكن أن يكتشف أن دوائر الحصار تضيَّق عليهم في كل مكان، وعلى جميع المستويات، بدءاً بالمستويات العالمية، وانتهاءً بالمستويات المحلية، مروراً بالمستويات الإقليمية، وانظر ما يحدث في فلسطين. والعجيب أن اليد الباطشة المستعملة في كل حالات ذلك الاستهداف؛ هي يد العملاء المنافقين، الذين يتجرؤون في غالب الأحيان على ما يعجز عنه الأعداء الظاهرون. وأي قسمة في بلاد المسلمين تجعل من أولئك المعادين أصحاب اليد الطولى والكلمة العليا!
(يُتْبَعُ)
(/)
أمر لافت حقاً أنه لا على المستويات العالمية أو الإقليمية أو المحلية يُسمح ـ في تلك القسمة الضيزى ـ أن يكون لأهل السُّنة الصادقين وجود له كفاية ونكاية، ولو للدفاع عن النفس، وذلك عن سابق إصرار وتعمُّد، والأمر ليس مصادفة، بل هو بالفعل عمل متعمَّد مقصود، فكيف يمكن أن نفسر سماح «الشرعية» الدولية بكيانات هندوسية وبوذية وشيوعية وإلحادية ونصرانية ويهودية تكون قوية وغنية ونووية، في حين لا تسمح تحت أي ظرف بقيام دول أو كيانات تقوم قابلة للبقاء على الشرعية الإسلامية، ولو كان هذا عن رغبة شعوبها وإجماع أهلها؟!
إن الاستثناء الحاصل في حدود ضيقة جداً في هذا الصدد يُعد من الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، وإلا فإن العالم كله مستعدٌّ أن يُجيَّش ضد أي مشروع إسلامي سياسي أو جهادي يطمح في التحول إلى دولة إسلامية.
إن الدولة (الإسلامية) منزوعة العقيدة، أو منزوعة القوة والسيادة؛ هي الصيغة الوحيدة المعتمدة في التقسيم العقدي القادم؛ إذا تُرك الأمر لأهواء الأعداء. وما يحدث في فلسطين اليوم مثال صارخ على هذا، فالعالم المطالَب بالاعتراف بالدولة الصهيونية بوصفها دولة «يهودية» كما ألحَّ (أولمرت) قبل مؤتمر (أنابوليس) وبعده؛ لا يمكن أن يعترف بدولة فلسطينية إلا أن تكون عَلْمانية، وكذلك لا يمكن أن يعترف بدولة في البوسنة أو في تركيا أو الشيشان أو الصومال أو السودان أو غيرها إلا بهذا الشرط المجحف والمخيف، حيث لا يكتفي في هذه الحالة بعَلْمانية الدولة بوصفها شرطاً للاعتراف بها والتعامل معها، ولكن لا بد أن تكون حامية لهذه العَلْمانية بقوة الجيش والشرطة والقانون! فهل ستظل المشروعات الإسلامية تربط نفسها بذلك الاعتراف وبتلك المشروعية المفتراة؟!
إن «الشرعية الدولية» القائمة على المصالح الصليبية، في المقام الأول لن تسمح ـ لو طلب منها السماح ـ بدولة يقيمها السُّنة في العراق أو غيره، تقيم شريعة الله على الوجه الصحيح، مع أنها ـ ويا للعجب! ـ سمحت بدولة ـ بل أكثر ـ للشيعة الإثني عشرية والشيعة النصيرية وغيرها، وهي على استعداد للسماح بدولة درزية أو قبطية أو مارونية أو إسماعيلية؛ لو وُجدت مقوماتها.
في العراق الآن من الناحية الواقعية دولة شيعية، ليس في الجنوب فقط، بل إن الحكومة المركزية نفسها هي حكومة شيعية، وهناك أكثر من كيان شيعي شبه ممكن يستعد للانقضاض معلناً عن نفسه؛ كعصابة مقتدى الصدر، وثلّة عبد العزيز الحكيم، وكلا الكيانين له قوته العسكرية وإمكاناته المعيشية، وأرضه التي يسيطر عليها. ولا اعتراض عندهم على إنشاء أو بقاء تلك الكيانات أو الدويلات ما دامت لها وظائف تخدم المنظومة العامة لقوى الاستكبار الدولي في ضرب المسلمين بعضهم ببعض.
والأكراد فرغوا من أمرهم منذ زمن، فلهم حكومتهم المستقلة، ولهم برلمانهم وقواتهم، بل لهم عَلَمهم الرسمي ونشيدهم الوطني، ويبقى فقط أن يتبادلوا السفارات ويمنحوا التأشيرات ويزاولوا العلاقات مع بقية دول العالم، ولولا أن عَلْمانية زعماء الأكراد ـ المنسوبين للسُّنة ـ قد وصلت إلى القاع والنخاع لما مُكنوا وما تُركوا.
أهل السُّنة العرب في ورطة حقيقية في ظل خيارات خطة (بايدن)، والظاهر أنه لن يُسمح لهم في ظل الحلول السلمية السياسية التي تستجدي (الشرعية الدولية) إلا أن يكونوا في مثل حال مسلمي البوسنة؛ ففي ظل خطة (دايتون)! لن يستطيعوا مقاومة الشيعة من تحتهم أو الأكراد من فوقهم إذا أرادوا انتقاص الأرض من تحت أرجلهم، على طريقة المستوطنات اليهودية في فلسطين. وأيضاً لن يُسمح لهم في حال إقامة (حكومة سلطة وطنية) في الجزء المرسوم لهم أن تكون لهم قوات إلا كقوات عرفات سابقاً أو محمود عباس لاحقاً، حيث سيكون المسموح فقط لتلك الحكومة (السُّنية) أن تقاوم المقاومين، وتطارد المطاردين من المسلمين المستضعفين والمجاهدين الصامدين، حتى لو اضطرهم ذلك إلى التحالف مع (تحالف الشمال) الكردي، أو (تحالف الجنوب) الشيعي!
إن هذا السيناريو المزعج لا يمكن استبعاده في ظل عدد من التنازلات الخطرة التي قاد بعضها إلى بعض، والتي ستفتح شهيَّة العدو العنيد إلى المزيد والمزيد، حيث كان من هذه التنازلات والمخالفات:
ـ المشاركة في حكومة يترأسها حاكم عسكري تابع لدولة معادية معتدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الموافقة على الاستفتاء على الدستور الباطل الموضوع من قِبَل المحتلِّين والمشرِّع للتقسيم (قبل إقراره)!
ـ الدعوة إلى الاستفتاء على هذا الدستور، وإعطاء المشروعية له بالموافقة عليه (بعد صدوره) مع مخالفته الصريحة لمبادئ الإسلام، ولمصالح العراقيين.
ـ دخول المجلس التشريعي (البرلمان) تحت سلطة الاحتلال، وإضفاء المشروعية عليه بهذا الالتحاق، رغم بطلان ذلك البرلمان، حتى بالموازين التي تعارفت عليها الدول.
ـ الدخول في الانتخابات التي أضفت شرعية قانونية على النظام العميل.
ـ اتخاذ مواقف مناوئة للقوى المقاوِمة للاحتلال، سواء على المستوى السياسي أو المستوى العسكري، مع أن من ناوؤوا الاحتلال وقاوموه وجاهدوه؛ هم أصحاب الفضل ـ بعد الله تعالى ـ على كل العراقيين، بمن فيهم أولئك المتورطون في التنازلات والمخالفات، حيث إن مشروعاتهم السياسية، لم تُبنَ إلا على ما أقامه المقاومون المجاهدون من وقائع جديدة على الأرض.
إننا أصبحنا أمام مواقف تقول: إن من بذلوا في العراق كل شيء لا ينبغي أن ينالوا أي شيء، ومن لم يبذلوا على أرضه أي شيء ينبغي أن يأخذوا كل شيء!
وعندما يقال الآن: إن الأنسب للعراق أن يُسلَّم لحكومة (تكنوقراط) [5] انتقالية؛ فينبغي أن يكون حاضراً في الذهن أن تلك الحكومة ستمرر أو تبرر كل التنازلات والمخالفات التي وقعت، وستضيف إليها ما هو أكثر منها، وستكون أقرب إلى مصالح الأمريكان منها إلى مصالح العراقيين والعرب والمسلمين؛ فالتكنوقراطية هي البوابة الخلفية للعَلْمانية.
هل قاتل المجاهدون في العراق وقدموا آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء، لأجل أن يتحول ذلك البلد العظيم من عَلْمانية بعثية إلى عَلْمانية أمريكية تحت زعم حكم (التكنوقراطية)؟!
في الآونة الأخيرة طُرحت تصورات ومبادرات لمشروعات سياسية يُخشى أن تكون في المستقبل جزءاً من آليات التقسيم الذي سيكون على حساب أهل السُّنة. ومع أن ذلك الأمر قد لا يكون مقصوداً أو معروف العواقب إلا أن تجارب العمليات السياسية التي تحاول استباق نتائج الجهود الجهادية دائماً ما توصل إلى تلك النتائج.
لن أخوض في تفاصيل تلك المشروعات السياسية المطروحة على الساحة العراقية، ولا في رموزها وأطرافها، ولا في سلبياتها أو إيجابياتها، ولكن يكفي إثبات أن هناك ثوابت سياسية معيارية مستقاة من الأصول الشرعية للتعامل مع هذه الأزمة التي لا تخص نازلتها العراقيين وحدهم، بل تعم الأمة كلها، علماً أن هذه المعايير والأسس كافية ـ بإذن الله ـ للخروج من كل أزمات العراق، ومن ضمنها بل وفي مقدمتها مؤامرة التقسيم.
ومن هذه الثوابت والمبادئ التي لا ينبغي تجاوزها وَفْق ما هو معلوم من مقررات الدين ومن أقوال ومواقف علماء المسلمين:
* أن إخراج العدو المعتدي على ديار المسلمين والمتآمر على شعوبهم حق وواجب، واستخدام كل الوسائل المشروعة في ذلك على المسلمين كافة يتقلب بين فرضَيْ العين والكفاية؛ لقوله ـ تعالى ـ: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 091]. وإن القائمين بذلك في حالة الكفاية يرفعون الإثم عن القاعدين. وأما في حالة التعيين فليس على مضيعيها أي حق في الإنكار على من قاموا بالواجب؛ إلا فيما فيه تجاوز محقق خارج عن إطار الاجتهاد.
* أن كل من ظاهر الأعداء وانحاز إليهم في حال عدوانهم على المسلمين له حكمهم في وجوب التصدي بحسب القدرة، وأن موالاة هؤلاء على المسلمين لا تقل جُرماً عن موالاة الأعداء الظاهرين: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} [النساء: 88].
* أن إزالة آثار العدوان على الأمة يدخل فيه إزالة آثار عملائه الذين ظاهروا على المسلمين والذين يمكن للمعتدين أن يستخلفوهم في كل ما يريدونه لو خرجوا من بلاد المسلمين: {إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 9].
(يُتْبَعُ)
(/)
* اعتبار أن التصدي للمعتدي على بلد من بلاد المسلمين فرع عن التصدي الواجب ضد الطغيان في كل مكان بحسب الإمكان، وفي ضوء المصالح والمفاسد، وبحسب ما يناسب المقاصد؛ فقضايا الولاء والبراء لا تقاس بالمعايير القومية أو الوطنية، بل تُقاس فقط بالمعايير الشرعية العقدية؛ لقوله ـ تعالى ـ: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 63].
* أن رصَّ الصفوف بين طوائف المسلمين لردِّ المعتدين هو أولى ما يبذل فيه السياسيون جهود التقارب، وأسبق ما يستَفِرغون فيه الوسع في عمليات التفاوض، حيث إن تقريب وجهات النظر بين فصائل المسلمين، وفتح الجسور معهم وردم الهوَّات بينهم؛ أولى آلاف المرات من تقريبها مع المعتدين وأعداء الدين: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 01].
* مراعاة أن الحدث العراقي ضخم، والنازلة فيه عظيمة جاءت في ظرف ضعف عام في الأمة، حيث لا ريادة ولا قيادة ولا مرجعية عامة تُلزم الجميع، فالنازلة هنا كالحريق الكبير، الذي تداعى الناس على إطفائه لا يلوون على شيء، من دون فرصة للتنسيق أو الترتيب أو التأنِّي، وفي مثل تلك الحال لا يعاب على المبادرين لإطفاء النار بقدر ما يعاب على من ساهموا في شبِّها أو سكتوا عن ذلك بغفلة أو سوء قصد.
* الاعتبار بتعدد الاجتهاد فيما لا نص فيه، والتعاذر والتغافر وَفْقاً لذلك، وهذا أولى من التنافر والتناحر الذي قد يفضي إلى انشغال المسلمين ببعضهم بدلاً من الاشتغال بعدوهم، وقد قال النبي #: «لا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً» [6]، وقال #: «المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم» [7].
* الاستناد إلى القيمة الإسلامية العظيمة، التي تَعدُّ الرابطة العقدية أوْلى من كل الروابط القومية أو العنصرية أو الوطنية أو المذهبية: {إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 31]. فالأصل أن أهل السُّنة يد واحدة على من عاداهم، وأنهم مع بقية أهل القبلة على من سواهم، ذلك كان هؤلاء على أصل الولاء لله وللرسول وللمؤمنين.
* الانطلاق من مبدأ العمل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، وأن يكون ذلك العمل (في سبيل الله) بمعنى أن يكون لله وعلى الطريق الموصلة إلى الله، وذلك في كل الأعمال المشروعة، وفي أعلاها وفي ذروه سنامها: الجهاد في سبيله جل وعلا.
* اعتماد اليقين في الحكم على الآخرين، قبل التقاذف بالتهم، والتهجم بالظن، واستحلال الكلام في النوايا والخوض في الأعراض الذي يقود إلى إحلال الدماء وإهدار الحرمات.
* المزاوجة بين المشروعين الجهادي والسياسي هو الخيار الأمثل، بعد ترشيدها وضبطها بمحكمات الشرع وثوابت الدين، وإذا كان لا بد من اكتفاء فصيل بأحد المشروعين فلا ينبغي أن يكون على حساب المشروع الآخر، وليأخذ كل منهما مداه ـ مع استمرار الترشيد ـ حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
نرى أنه إذا خلا أي خطاب أو خطة أو مشروع (إسلامي) من هذه المعاني، في مثل نازلة كاحتلال العراق، التي لا تقل عن نازلة اجتياح التتار أو هجوم الصليبيين؛ فإنه لا يستحق وصف (إسلامي) ولا كرامة.
والله نسأل أن يحفظ العراق وأهله من مكر الماكرين وكيد الكائدين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر: العدد (243) من مجلة البيان.
[2] دولة الأحواز أو (الأهواز) دعا إلى إنشائها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي اليهودي المخضرم منذ ثلاثة عقود، وتمتد المنطقة بطول ساحل الخليج الشرقي، ومحاذية للحدود الغربية الجنوبية للعراق، وهي منطقة غالبية سكانها من الشيعة العرب الذين يبلغ عددهم 8 ملايين نسمة، وتحوي أرض الأحواز نحو 90? من نفط إيران، وكان لبريطانيا وجود استعماري فيها وفي جنوب العراق في القرن التاسع عشر، وكان الشيخ (خزعل الكعبي) ـ آخر أمراء العرب في الأحواز ـ من أهم حلفاء بريطانيا في بداية القرن الماضي. ولما سقطت الخلافة العثمانية قررت بريطانيا تسليم إقليم الأحواز إلى إيران، ليتقوى بها نظام الشاه الذي كان
(يُتْبَعُ)
(/)
موالياً لها، وعقدت مع إيران عقداً مدته مئة عام، من 1925م إلى عام 2025م. يلاحظ أن بريطانيا ركزت قواتها في الغزو الأخير للعراق في المنطقة المحاذية للأهواز، وهي تَعدُّ تلك المنطقة خاصة بنفوذها، وأن الأمريكيين الذين استدرجوا نظام الشاه للتحالف معهم لا بد أن يرفعوا أيديهم عنها، ولذلك دبرت هي وفرنسا لإنجاح ثورة الخميني نكاية في أمريكا .. !!
[3] ?نشرت تلك الخريطة مع مقال بعنوان (حدود الدم) للجنرال الأمريكي المتقاعد (بيتر رالف) وذلك في مجلة (القوة الأمريكية) التابعة للقوات المسلحة، عدد يونيو 2006م، وخلاصة المقال الذي يشرح الخريطة: أن التقسيم الحاصل اليوم في العالم الإسلامي غير عادل؛ لأن الدول الاستعمارية القديمة (إنجلترا وفرنسا) شكلت حدود بلدان المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية على أسس وظيفية عشوائية تخدم مصالحهما الاستعمارية، وهو ما تسبب في انحصار بعض الطوائف ذات القوميات والمذاهب المتفقة فيما بينها والمختلفة مع غيرها في صراع دائم داخل البلد الواحد، والحل هو إعادة تقسيم العالم الإسلامي على أسس عقدية وعرقية حتى يحل السلام!!
[4] ?جرى التفاوض بشأن تلك الاتفاقية في مدينة (دايتون) الأمريكية، في إحدى قواعدها الجوية، وبإشراف الأمريكيين استمرت المفاوضات بدءاً من أول نوفمبر عام 1995م، حتى العشرين منه؛ بهدف وضع حد للاقتتال الذي استمر إلى ثلاث سنوات، بين المسلمين البوسنيين من جهة، وبين الصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك من جهة ثانية، وقد راح ضحية هذا الاقتتال الديني نحو مئة ألف مسلم بوسني، وقادت المفاوضات إلى قرار التقسيم الذي عرف بـ (اتفاقية دايتون للسلام)، وقسمت (يوغسلافيا) السابقة بموجبه إلى كيانين، الأول: كيان فيدرالي بين المسلمين والكروات، والثاني: جمهورية للصرب، في ظل حكومة مركزية هشة، أصبحت تلك الكيانات في ظلها أشبه بدول مستقلة لكل منها جيش وشرطة، لكن الحلقة الأضعف فيها هي حلقة المسلمين البوسنة الذين لم تستقر أحوالهم حتى الآن!
[5] ?حكومة الـ (تكنوقراط) هي حكومة مختارة من النخب المتخصصة المثقفة غير المنتمية إلى أفكار أو عقائد أو أحزاب أو (أيديولوجيات) معينة، وهي مشتقة من كلمتين (تكنولوجيا) وتعني: المعرفة والعلم، و (قراط) وتعني: الحكم، فيقصد بها على ذلك: الحكم بموجب آخر ما انتهت إليه خيارات العصر، وخيارات العصر (عندما يأخذ بها التكنو قراط) في السياسة: هي الديمقراطية الغربية وبالذات الأمريكية، والخيار المختار في الاقتصاد المعاصر هو الرأسمالية، وخيار التكنوقراط في مجال التشريع والتقنين والقضاء لا يمكن أن يكون إسلامياً، مهما ادعت حكومة التكنوقراط أنها إسلامية.
[6] أخرجه البخاري في صحيحه، برقم (6064).
[7] رواه الضياء المقدسي في المختارة (5/ 349)، وابن الملقن في البدر المنير (9/ 159)، وقال: صحيح، ورواه ابن حزم في المحلى (10/ 353)، وقال: إنه من رواية الثقات.(/)
التقسيم العقدي في العراق والجناية على أهل السُّنة
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 01:25]ـ
التقسيم العقدي في العراق ...
والجناية على أهل السُّنة
د. عبد العزيز كامل
تبدو في الأفق البعيد ـ أو المنظور ـ معالم (مشروع سلام) عراقي ـ أمريكي، على غرار (مشاريع السلام) بين العرب والصهاينة، أو بين الصرب والبوسنة، أو بين السودان الشمالي والسودان الجنوبي، بحيث يكون هذا المشروع في النهاية على حساب المسلمين بعامة وأهل السُّنة بخاصة.
وفي مقالي الأخير عن (تقسيم العراق: الضرر والضرورة) [1] انتهيت إلى أن شأن التقسيم بوصفه خطة نظرية قديمة عمرها لا يقل عن أربعة عقود؛ وَجَدَت من يسير بها في طريق شبه خالية، تحولت فيها من تفكير نظري إلى تدبير عملي، ينتقل من مرحلة إلى مرحلة، حتى وصل إلى اللحظة التي لا يستطيع فيها أحد يعقل ما يقول أن يزعم إنها مجرد «مؤامرة» وهمية!
وقد ظهر جلياً أن ذلك التقسيم ليس عرقياً تاريخياً فقط، ولا طائفياً شكلياً فحسب، بل هو تقسيم عقدي، يهدف إلى ضرب العقائد المختلفة ببعضها، ولو كانت تنتسب لقبلة واحدة، حتى يشتعل العراق، ولا يبقى حل إلا التقسيم بين الفرقاء، ثم عَقْد اتفاقيات (سلام) مع الأعداء! ... إنه شيء شبيه جداً بما يحدث الآن في فلسطين.
وبعد أن قدَّم شيوخ أمريكا (بأغلبية الثلثين) مقترح التقسيم إلى حكومة بوش كان فحوى الرد: أن الوقت لم يحن بعد، تاركة ذلك للظرف المناسب!
إذا كان صحيحاً أن المسألة أصبحت (مسألة وقت) فهل نحن على أبواب مرحلة تقوم فيها دولة شيعية عراقية مجاورة للدولة الإيرانية، متعاضدة عقدياً مع الكيان الفارسي ومتعارضة مع جوارها العربي؟! هل أصبحنا على مقربة من مرحلة وضع حجر الأساس لدولة (الرفض العربي) لكل ما هو إسلامي وعربي، خاصة إذا كان منطلقاً من عقائد ومصالح أهل السُّنة في العراق وما حوله؟!
وهل آنَ أوان تمكين زعامات الأكراد العَلْمانيين المعادين للدين في أرض الفرات، ليكونوا جسراً يعبر من فوقه أولياؤهم من اليهود محققين حلمهم القديم (من النيل إلى الفرات)، بدءاً من السفارات وتطبيع العلاقات، ريثما تأتي مرحلة الامتدادات والتوسعات؟!
كابوس رهيب، يزيده رهبة تنامي الحديث عن فكرة إنشاء (دولة الأحواز) الشيعية أو (عربستان الإيرانية) لتكون خنجراً آخر في خاصرة أهل السُّنة، إذا ما قدِّر لها أن تقوم [2].
التقسيم القائم فعلاً من الناحية الواقعية إذا فُعِّل بالصورة الرسمية؛ فإنه سيكون نموذجاً مشجعاً على التطبيق في أماكن أخرى من العالمين العربي والإسلامي، يمكن أن تتكرر بشأنها أوضاع مشابهة لما حدث في العراق، مثل: السودان ولبنان وسورية ومصر وباكستان وأفغانستان وتركيا وإيران وأكثر بلدان الخليج العربي، وهذا ما تحكيه (خريطة الدم) [3] التي نشرت أخبارها في الآونة الأخيرة!
أما البداية فكانت في بلاد البلقان التي كانت تابعة للخلافة العثمانية وذلك قُبيل الحرب العالمية الأولى، ثم فلسطين بُعَيد الحرب العالمية الثانية، حيث تزامن تقسيمها مع تقسيم الهند ليبدأ صراع مرير بين المسلمين والهندوس لم ينته إلى اليوم. واليوم وفي أجواء تشبه حرباً عالمية ثالثة، يجيء تقسيم بلاد الرافدين، حيث المستهدف الأول في مخطط التقسيم ذلك هم أهل السُّنة في العراق وما حوله؛ لأن زلزال التقسيم إذا أصاب أرض الرافدين فشقَّقها إلى أخاديد عميقة؛ فإن توابعه لن تتوقف هناك، بل ستمتد على أرضٍ بركانية، محملة بالحمم الطائفية والعرقية التي لم تُسكِّنها على مدى القرون إلا حبال العقيدة الإسلامية وعُرى الأخوة الإيمانية.
• الحلول السياسية وخُفَّا حنين:
إن أهل السُّنة المستهدفين في العراق هم الذين شاء الله أن يُذِلَّ بهم أعداءَه، فهم الذين قاموا وحدهم في وجه الاحتلال الصليبي وهم الذين شاهوا وجهه وكسروا أنفه ووضعوا كبرياءه، في الوقت الذي تسابق فيه المنافقون والرافضة والعَلْمانيون لتقديم الخدمات المجانية ومدفوعة الأجر لقوات الغدر القادمة من وراء الحدود، ومع هذا تفوح روائح التآمر عليهم من جميع الأطراف!
(يُتْبَعُ)
(/)
أيكون هذا جزاء من دافعوا عن العراق وعن جواره العربي، بل عن بقية العالم الإسلامي المستهدف بالتغيير والتدمير؟! إن أهل السُّنة يُراد لهم ـ في حال التقسيم ـ أن يرجعوا من كل ذلك بخفَّي حُنين، أو بدونهما، في أرض مقفرة من الخيرات الزراعية والمعدنية التي تغمر ما حولهم، حيث إن منطقة الجنوب ـ المخصصة للشيعة (منذ وضعت مخططات التقسيم) ـ تحوي ما نسبته 80? من احتياط البترول في العراق، وذلك في محافظات البصرة وميسان وذي قار. أما في الشمال العراقي، حيث باقي ثروة العراق النفطية، فإن هناك اتفاقاً قديماً يجرى إحياؤه، هو اتفاق (حيفا ـ كركوك) لتوصيل نفط العراق إلى الكيان الصهيوني.
وتبقَّى لأهل السنة أرض قفراء صفراء ينازعهم الشيعة عليها لاشتمالها على مدنهم (المقدسة) في النجف وكربلاء والحلة! حيث الجماهير المليونية التي تأتي إلى المزارات والأضرحة والقبور. قال عالم الشيعة (محمد بحر العلوم) في كلمة ألقاها في 7/ 4/2005م، في مؤتمر جامعي تحت شعار (إقليم الوسط مطلب جماهيري) ـ: «إنه حق طبيعي نقف إلى جانبه، ونحيي خطوة الفيدرالية؛ فهي مشروع وحدة، لا مشروع تقسيم»!
وقد دعا عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي مؤخراً إلى البدء في فعاليات الفيدرالية وتشمل نصف محافظات العراق البالغة 19 محافظة.
مع كل هذا؛ فإن أرض أهل السُّنة المتنازع عليها لا يُراد لهم أن يقيموا فيها سُنَّتهم وشريعتهم، كما يقيم الشيعة في الجنوب بدعهم وخرافاتهم، وكما يقيم الأكراد القوميون العَلْمانيون في الشمال قوميتهم وعَلْمانيتهم، بل يُراد لأهل السُّنة أن يكونوا كياناً عَلْمانياً مسخاً تابعاً ذليلاً ضعيفاً فقيراً، يستجدي المعونة الاقتصادية من جيران الجور في الشمال والجنوب، ويستمد المعونة السياسية من دول الشرق أو الغرب! فالمرتَّب لأهل السُّنة ـ كما قال الخبيثان اللَّذان صاغا مشروع قرار (تقسيم العراق) في الكونجرس الأمريكي ـ هو أن يُورَّطوا في حلول سياسية بأجندة أمريكية للتخلِّي نهائياً عن نهج المقاومة أو المشروع الجهادي الفاعل، باستبداله بمشروع سياسي فاشل.
لقد كتب هذان الرجلان (جوزيف بايدن) و (ليزلي جيلب) مقالاً مشتركاً في صحيفة (النيويورك تايمز) (1/ 5/2006م) جاء فيه: «إن فكرة التقسيم تستند إلى ما تحقق في البوسنة، حيث يدير الأكراد والسُّنة والشيعة شؤونهم، بينما تهمش الحكومة المركزية، ونحن قادرون على تحقيق ذلك مع «إغراءات» تمنح للسُّنة، كي يشاركوا في الحكم من خلال خطة مسبقة للانسحاب وإعادة نشر القوات الأمريكية، وعَقْد حِلف عدم اعتداء»! يعني: معاهدة سلام على نمط (كامب دي?يد) أو (أنابوليس). واستطرد المقال: «إن سُنة العراق ـ وهم القوة المحركة وراء (التمرد) ـ سيرحبون بخطة التقسيم بوصفها بديلاً لحكومة مركزية تهيمن عليها حكومة يسيطر عليها الشيعة، إن تقسيم العراق سيكون على نمط ما حصل في البلقان، عندما قُسمت البوسنة قبل عقد من الزمن، وحين تم تقسيم البلاد التي مزقتها الحرب إلى فيدرالية عرقية، بموجب اتفاقية (دايتون) [4] التي توسطت فيها الأمم المتحدة».
إن معنى هذا الكلام أن هناك تربُّصاً عقدياً بطائفة أهل السُّنة، وعلى رأسها الفصائل الجهادية، كما كان التربص بمسلمي البوسنة؛ كي يقبل أهل السُّنة الدخول في عملية (أنابوليس عراقية)، مقابل الاشتراك في الحكومة المركزية، التي ستكون مجرد هيكل شكلي، يديره الأقوياء، ويُدار من خلاله الضعفاء، وعندما تدخل بعض تلك الفصائل في حكومة من هذا القبيل فإن عليها أن تردَّ الجميل، بأن تتمرد على ما سماه الأمريكيون (التمرد)، لا بل تنوب عنهم في مواجهته، بعد أن تمعن في تشويهه تمهيداً لحصاره وضربه ـ كما يحصل لحماس حالياً ـ وعندما تُطهى هذه الطبخة، فليس على الأمريكيين جناح أن يقرروا الانسحاب فراراً من الهزيمة، لكن تحت عنوان (إعادة الانتشار) والاستجابة لمطلب العراقيين بالتمركز فقط خارج المدن! وسيكون هذا انسحاباً (مشرِّفاً) ليحفظ لبوش ماء وجهه، ودماء جيشه!
(يُتْبَعُ)
(/)
هل هناك حقاً من سيقبل بهذا من أهل السُّنة في العراق؟! هل سيظهر مَنْ يبيع انتصارات المجاهدين بثمن بخس مقاعد معدودة في مجالس النخاسة ومقاهي الساسة؟! هل سيبرز من سيبني له كرسياً هشاً للسلطة من عظام الشهداء مطلياً بدماء الضعفاء والأبرياء الذين قتلهم الأمريكيون بعشرات الآلاف؟!
هل نحن أمام نسخة جديدة من «أبطال» الاستقلال، «خلفاء» الاستعمار، الذين سرقوا انتصارات شعوبهم ووهبوها للمستعمرين المستكبرين، مدَّعين أنهم أنقذوا أمتهم من الاحتلال وأوصلوهم إلى أحسن حال؟!
إن الصادقين يربؤون بأنفسهم عن ذلك ويبرؤون إلى الله من ذلك.
• مستقبل العراق بين مشروعين:
شهدت الآونة الأخيرة معالم تمايز بين المشروعين الفاعلين لمواجهة تداعيات العدوان على العراق: المشروع الجهادي والمشروع السياسي. ومن حيث المبدأ ما كان لهذا التمايز أن يوجد؛ لأن الأصل ألا يكون هناك تناقض بين المشروعين في ظل المشروعية الإسلامية العليا؛ لأن الطريقين مكملان لبعضهما، حيث لا جدوى من جهاد بلا خطة ولا ثمرة، ولا فائدة من سياسة مجردة من الحق الذي تحميه القوة. إلا أن الواقع على الأرض في العراق يكرِّس مع الوقت هذا التمايز والتفريق، حتى صار يُشار إلى أناس بأنهم أصحاب مشروع سياسي، وإلى آخرين بأنهم أصحاب مشروع جهادي! بل الأدهى من ذلك أنه وُجد اختلاف في المعايير، بين ما هو شرعي وبين ما هو سياسي، مع أن المفترض أن تكون المعايير كلها عند المسلم مستمدة من ضوابط الشريعة وثوابتها، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع أو غير ذلك.
إننا نفهم أن الشيء بالمعايير السياسية ـ غير الإسلامية ـ قد يكون قمةً في الذكاء والحيلة، وإبداعاً في ابتكار الوسيلة، لكن ذلك الشيء نفسه قد يكون في المعايير الشرعية غاية في الانحطاط، وذروة في الظلم، ونهاية في الغباء وقلة الدهاء وقصر النظر ... !
خذ مثلاً معاهدة (كامب دي?يد) بين مصر والكيان الصهيوني في سبعينيات القرن الميلادي الماضي، أو معاهدة (أوسلو) بين منظمة التحرير الفلسطينية والمحتل الغاصب؛ فإنهما في نظر بعض الناس ـ بالمعايير السياسية ـ عبقرية دبلوماسية، وإلهام سبق عصره، واختراق قلَّ نظيره! بينما هما في المعايير الشرعية افتراء على الحقيقة وازدراء لثوابت الأمة، وافتئات على أهل الحل والعقد فيها، ومغامرة ومقامرة غير محسوبة العواقب.
ولو أخذنا مثالاً مقابلاً كمواقف (طالبان) المتعددة في تاريخها السياسي القصير؛ فإنها بالمعايير السياسية اللادينية البحتة تهوُّر في غير محله، وقصر نظر سياسي، وتخلُّف دبلوماسي، وجهل بالمآلات والحسابات والمعادلات الدولية والإقليمية، بينما هي ـ في أغلبها ـ بالنظر الشرعي إعزاز للمبدأ، وإحياء لروح العقيدة، وإعلاء لقيم الشريعة، وإضافة معالم واضحة في طريق الوصول إلى تمكينها.
• «التقسيم العقدي» .. لصالح من؟
إذا كانت مشروعات تقسيم العالم الإسلامي في السابق ركزت على الجانب العرقي والجغرافي وغيرهما؛ فإنها في المرحلة المقبلة تريد التأكيد على الجانب العقدي، الذي يتكتل فيه المبتدعة مع المنافقين المظاهرين للكافرين ضد العرب والمسلمين المنتمين لعقيدة السُّنة. والعقيدة الإسلامية الصحيحة على وجه التحديد إذا دخل أهلها فخَّ القسمة؛ فإن ذلك من أجل عزلها وحصارها؛ لتمكين أعدائها منها.
هذه ظاهرة تحتاج إلى رصد، فأهل السُّنة في العالم ـ وليس في العراق فقط ـ يجري استهدافهم بانتظام واضطراد. وكلما كان أخذهم من الحق والسُّنة أكثر كان التربُّص بهم أكبر. ومن تأمَّل في خطط التقسيم العقدي يمكن أن يكتشف أن دوائر الحصار تضيَّق عليهم في كل مكان، وعلى جميع المستويات، بدءاً بالمستويات العالمية، وانتهاءً بالمستويات المحلية، مروراً بالمستويات الإقليمية، وانظر ما يحدث في فلسطين. والعجيب أن اليد الباطشة المستعملة في كل حالات ذلك الاستهداف؛ هي يد العملاء المنافقين، الذين يتجرؤون في غالب الأحيان على ما يعجز عنه الأعداء الظاهرون. وأي قسمة في بلاد المسلمين تجعل من أولئك المعادين أصحاب اليد الطولى والكلمة العليا!
(يُتْبَعُ)
(/)
أمر لافت حقاً أنه لا على المستويات العالمية أو الإقليمية أو المحلية يُسمح ـ في تلك القسمة الضيزى ـ أن يكون لأهل السُّنة الصادقين وجود له كفاية ونكاية، ولو للدفاع عن النفس، وذلك عن سابق إصرار وتعمُّد، والأمر ليس مصادفة، بل هو بالفعل عمل متعمَّد مقصود، فكيف يمكن أن نفسر سماح «الشرعية» الدولية بكيانات هندوسية وبوذية وشيوعية وإلحادية ونصرانية ويهودية تكون قوية وغنية ونووية، في حين لا تسمح تحت أي ظرف بقيام دول أو كيانات تقوم قابلة للبقاء على الشرعية الإسلامية، ولو كان هذا عن رغبة شعوبها وإجماع أهلها؟!
إن الاستثناء الحاصل في حدود ضيقة جداً في هذا الصدد يُعد من الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، وإلا فإن العالم كله مستعدٌّ أن يُجيَّش ضد أي مشروع إسلامي سياسي أو جهادي يطمح في التحول إلى دولة إسلامية.
إن الدولة (الإسلامية) منزوعة العقيدة، أو منزوعة القوة والسيادة؛ هي الصيغة الوحيدة المعتمدة في التقسيم العقدي القادم؛ إذا تُرك الأمر لأهواء الأعداء. وما يحدث في فلسطين اليوم مثال صارخ على هذا، فالعالم المطالَب بالاعتراف بالدولة الصهيونية بوصفها دولة «يهودية» كما ألحَّ (أولمرت) قبل مؤتمر (أنابوليس) وبعده؛ لا يمكن أن يعترف بدولة فلسطينية إلا أن تكون عَلْمانية، وكذلك لا يمكن أن يعترف بدولة في البوسنة أو في تركيا أو الشيشان أو الصومال أو السودان أو غيرها إلا بهذا الشرط المجحف والمخيف، حيث لا يكتفي في هذه الحالة بعَلْمانية الدولة بوصفها شرطاً للاعتراف بها والتعامل معها، ولكن لا بد أن تكون حامية لهذه العَلْمانية بقوة الجيش والشرطة والقانون! فهل ستظل المشروعات الإسلامية تربط نفسها بذلك الاعتراف وبتلك المشروعية المفتراة؟!
إن «الشرعية الدولية» القائمة على المصالح الصليبية، في المقام الأول لن تسمح ـ لو طلب منها السماح ـ بدولة يقيمها السُّنة في العراق أو غيره، تقيم شريعة الله على الوجه الصحيح، مع أنها ـ ويا للعجب! ـ سمحت بدولة ـ بل أكثر ـ للشيعة الإثني عشرية والشيعة النصيرية وغيرها، وهي على استعداد للسماح بدولة درزية أو قبطية أو مارونية أو إسماعيلية؛ لو وُجدت مقوماتها.
في العراق الآن من الناحية الواقعية دولة شيعية، ليس في الجنوب فقط، بل إن الحكومة المركزية نفسها هي حكومة شيعية، وهناك أكثر من كيان شيعي شبه ممكن يستعد للانقضاض معلناً عن نفسه؛ كعصابة مقتدى الصدر، وثلّة عبد العزيز الحكيم، وكلا الكيانين له قوته العسكرية وإمكاناته المعيشية، وأرضه التي يسيطر عليها. ولا اعتراض عندهم على إنشاء أو بقاء تلك الكيانات أو الدويلات ما دامت لها وظائف تخدم المنظومة العامة لقوى الاستكبار الدولي في ضرب المسلمين بعضهم ببعض.
والأكراد فرغوا من أمرهم منذ زمن، فلهم حكومتهم المستقلة، ولهم برلمانهم وقواتهم، بل لهم عَلَمهم الرسمي ونشيدهم الوطني، ويبقى فقط أن يتبادلوا السفارات ويمنحوا التأشيرات ويزاولوا العلاقات مع بقية دول العالم، ولولا أن عَلْمانية زعماء الأكراد ـ المنسوبين للسُّنة ـ قد وصلت إلى القاع والنخاع لما مُكنوا وما تُركوا.
أهل السُّنة العرب في ورطة حقيقية في ظل خيارات خطة (بايدن)، والظاهر أنه لن يُسمح لهم في ظل الحلول السلمية السياسية التي تستجدي (الشرعية الدولية) إلا أن يكونوا في مثل حال مسلمي البوسنة؛ ففي ظل خطة (دايتون)! لن يستطيعوا مقاومة الشيعة من تحتهم أو الأكراد من فوقهم إذا أرادوا انتقاص الأرض من تحت أرجلهم، على طريقة المستوطنات اليهودية في فلسطين. وأيضاً لن يُسمح لهم في حال إقامة (حكومة سلطة وطنية) في الجزء المرسوم لهم أن تكون لهم قوات إلا كقوات عرفات سابقاً أو محمود عباس لاحقاً، حيث سيكون المسموح فقط لتلك الحكومة (السُّنية) أن تقاوم المقاومين، وتطارد المطاردين من المسلمين المستضعفين والمجاهدين الصامدين، حتى لو اضطرهم ذلك إلى التحالف مع (تحالف الشمال) الكردي، أو (تحالف الجنوب) الشيعي!
إن هذا السيناريو المزعج لا يمكن استبعاده في ظل عدد من التنازلات الخطرة التي قاد بعضها إلى بعض، والتي ستفتح شهيَّة العدو العنيد إلى المزيد والمزيد، حيث كان من هذه التنازلات والمخالفات:
ـ المشاركة في حكومة يترأسها حاكم عسكري تابع لدولة معادية معتدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الموافقة على الاستفتاء على الدستور الباطل الموضوع من قِبَل المحتلِّين والمشرِّع للتقسيم (قبل إقراره)!
ـ الدعوة إلى الاستفتاء على هذا الدستور، وإعطاء المشروعية له بالموافقة عليه (بعد صدوره) مع مخالفته الصريحة لمبادئ الإسلام، ولمصالح العراقيين.
ـ دخول المجلس التشريعي (البرلمان) تحت سلطة الاحتلال، وإضفاء المشروعية عليه بهذا الالتحاق، رغم بطلان ذلك البرلمان، حتى بالموازين التي تعارفت عليها الدول.
ـ الدخول في الانتخابات التي أضفت شرعية قانونية على النظام العميل.
ـ اتخاذ مواقف مناوئة للقوى المقاوِمة للاحتلال، سواء على المستوى السياسي أو المستوى العسكري، مع أن من ناوؤوا الاحتلال وقاوموه وجاهدوه؛ هم أصحاب الفضل ـ بعد الله تعالى ـ على كل العراقيين، بمن فيهم أولئك المتورطون في التنازلات والمخالفات، حيث إن مشروعاتهم السياسية، لم تُبنَ إلا على ما أقامه المقاومون المجاهدون من وقائع جديدة على الأرض.
إننا أصبحنا أمام مواقف تقول: إن من بذلوا في العراق كل شيء لا ينبغي أن ينالوا أي شيء، ومن لم يبذلوا على أرضه أي شيء ينبغي أن يأخذوا كل شيء!
وعندما يقال الآن: إن الأنسب للعراق أن يُسلَّم لحكومة (تكنوقراط) [5] انتقالية؛ فينبغي أن يكون حاضراً في الذهن أن تلك الحكومة ستمرر أو تبرر كل التنازلات والمخالفات التي وقعت، وستضيف إليها ما هو أكثر منها، وستكون أقرب إلى مصالح الأمريكان منها إلى مصالح العراقيين والعرب والمسلمين؛ فالتكنوقراطية هي البوابة الخلفية للعَلْمانية.
هل قاتل المجاهدون في العراق وقدموا آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء، لأجل أن يتحول ذلك البلد العظيم من عَلْمانية بعثية إلى عَلْمانية أمريكية تحت زعم حكم (التكنوقراطية)؟!
في الآونة الأخيرة طُرحت تصورات ومبادرات لمشروعات سياسية يُخشى أن تكون في المستقبل جزءاً من آليات التقسيم الذي سيكون على حساب أهل السُّنة. ومع أن ذلك الأمر قد لا يكون مقصوداً أو معروف العواقب إلا أن تجارب العمليات السياسية التي تحاول استباق نتائج الجهود الجهادية دائماً ما توصل إلى تلك النتائج.
لن أخوض في تفاصيل تلك المشروعات السياسية المطروحة على الساحة العراقية، ولا في رموزها وأطرافها، ولا في سلبياتها أو إيجابياتها، ولكن يكفي إثبات أن هناك ثوابت سياسية معيارية مستقاة من الأصول الشرعية للتعامل مع هذه الأزمة التي لا تخص نازلتها العراقيين وحدهم، بل تعم الأمة كلها، علماً أن هذه المعايير والأسس كافية ـ بإذن الله ـ للخروج من كل أزمات العراق، ومن ضمنها بل وفي مقدمتها مؤامرة التقسيم.
ومن هذه الثوابت والمبادئ التي لا ينبغي تجاوزها وَفْق ما هو معلوم من مقررات الدين ومن أقوال ومواقف علماء المسلمين:
* أن إخراج العدو المعتدي على ديار المسلمين والمتآمر على شعوبهم حق وواجب، واستخدام كل الوسائل المشروعة في ذلك على المسلمين كافة يتقلب بين فرضَيْ العين والكفاية؛ لقوله ـ تعالى ـ: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 091]. وإن القائمين بذلك في حالة الكفاية يرفعون الإثم عن القاعدين. وأما في حالة التعيين فليس على مضيعيها أي حق في الإنكار على من قاموا بالواجب؛ إلا فيما فيه تجاوز محقق خارج عن إطار الاجتهاد.
* أن كل من ظاهر الأعداء وانحاز إليهم في حال عدوانهم على المسلمين له حكمهم في وجوب التصدي بحسب القدرة، وأن موالاة هؤلاء على المسلمين لا تقل جُرماً عن موالاة الأعداء الظاهرين: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} [النساء: 88].
* أن إزالة آثار العدوان على الأمة يدخل فيه إزالة آثار عملائه الذين ظاهروا على المسلمين والذين يمكن للمعتدين أن يستخلفوهم في كل ما يريدونه لو خرجوا من بلاد المسلمين: {إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 9].
(يُتْبَعُ)
(/)
* اعتبار أن التصدي للمعتدي على بلد من بلاد المسلمين فرع عن التصدي الواجب ضد الطغيان في كل مكان بحسب الإمكان، وفي ضوء المصالح والمفاسد، وبحسب ما يناسب المقاصد؛ فقضايا الولاء والبراء لا تقاس بالمعايير القومية أو الوطنية، بل تُقاس فقط بالمعايير الشرعية العقدية؛ لقوله ـ تعالى ـ: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 63].
* أن رصَّ الصفوف بين طوائف المسلمين لردِّ المعتدين هو أولى ما يبذل فيه السياسيون جهود التقارب، وأسبق ما يستَفِرغون فيه الوسع في عمليات التفاوض، حيث إن تقريب وجهات النظر بين فصائل المسلمين، وفتح الجسور معهم وردم الهوَّات بينهم؛ أولى آلاف المرات من تقريبها مع المعتدين وأعداء الدين: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 01].
* مراعاة أن الحدث العراقي ضخم، والنازلة فيه عظيمة جاءت في ظرف ضعف عام في الأمة، حيث لا ريادة ولا قيادة ولا مرجعية عامة تُلزم الجميع، فالنازلة هنا كالحريق الكبير، الذي تداعى الناس على إطفائه لا يلوون على شيء، من دون فرصة للتنسيق أو الترتيب أو التأنِّي، وفي مثل تلك الحال لا يعاب على المبادرين لإطفاء النار بقدر ما يعاب على من ساهموا في شبِّها أو سكتوا عن ذلك بغفلة أو سوء قصد.
* الاعتبار بتعدد الاجتهاد فيما لا نص فيه، والتعاذر والتغافر وَفْقاً لذلك، وهذا أولى من التنافر والتناحر الذي قد يفضي إلى انشغال المسلمين ببعضهم بدلاً من الاشتغال بعدوهم، وقد قال النبي #: «لا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً» [6]، وقال #: «المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم» [7].
* الاستناد إلى القيمة الإسلامية العظيمة، التي تَعدُّ الرابطة العقدية أوْلى من كل الروابط القومية أو العنصرية أو الوطنية أو المذهبية: {إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 31]. فالأصل أن أهل السُّنة يد واحدة على من عاداهم، وأنهم مع بقية أهل القبلة على من سواهم، ذلك كان هؤلاء على أصل الولاء لله وللرسول وللمؤمنين.
* الانطلاق من مبدأ العمل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، وأن يكون ذلك العمل (في سبيل الله) بمعنى أن يكون لله وعلى الطريق الموصلة إلى الله، وذلك في كل الأعمال المشروعة، وفي أعلاها وفي ذروه سنامها: الجهاد في سبيله جل وعلا.
* اعتماد اليقين في الحكم على الآخرين، قبل التقاذف بالتهم، والتهجم بالظن، واستحلال الكلام في النوايا والخوض في الأعراض الذي يقود إلى إحلال الدماء وإهدار الحرمات.
* المزاوجة بين المشروعين الجهادي والسياسي هو الخيار الأمثل، بعد ترشيدها وضبطها بمحكمات الشرع وثوابت الدين، وإذا كان لا بد من اكتفاء فصيل بأحد المشروعين فلا ينبغي أن يكون على حساب المشروع الآخر، وليأخذ كل منهما مداه ـ مع استمرار الترشيد ـ حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
نرى أنه إذا خلا أي خطاب أو خطة أو مشروع (إسلامي) من هذه المعاني، في مثل نازلة كاحتلال العراق، التي لا تقل عن نازلة اجتياح التتار أو هجوم الصليبيين؛ فإنه لا يستحق وصف (إسلامي) ولا كرامة.
والله نسأل أن يحفظ العراق وأهله من مكر الماكرين وكيد الكائدين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر: العدد (243) من مجلة البيان.
[2] دولة الأحواز أو (الأهواز) دعا إلى إنشائها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي اليهودي المخضرم منذ ثلاثة عقود، وتمتد المنطقة بطول ساحل الخليج الشرقي، ومحاذية للحدود الغربية الجنوبية للعراق، وهي منطقة غالبية سكانها من الشيعة العرب الذين يبلغ عددهم 8 ملايين نسمة، وتحوي أرض الأحواز نحو 90? من نفط إيران، وكان لبريطانيا وجود استعماري فيها وفي جنوب العراق في القرن التاسع عشر، وكان الشيخ (خزعل الكعبي) ـ آخر أمراء العرب في الأحواز ـ من أهم حلفاء بريطانيا في بداية القرن الماضي. ولما سقطت الخلافة العثمانية قررت بريطانيا تسليم إقليم الأحواز إلى إيران، ليتقوى بها نظام الشاه الذي كان
(يُتْبَعُ)
(/)
موالياً لها، وعقدت مع إيران عقداً مدته مئة عام، من 1925م إلى عام 2025م. يلاحظ أن بريطانيا ركزت قواتها في الغزو الأخير للعراق في المنطقة المحاذية للأهواز، وهي تَعدُّ تلك المنطقة خاصة بنفوذها، وأن الأمريكيين الذين استدرجوا نظام الشاه للتحالف معهم لا بد أن يرفعوا أيديهم عنها، ولذلك دبرت هي وفرنسا لإنجاح ثورة الخميني نكاية في أمريكا .. !!
[3] ?نشرت تلك الخريطة مع مقال بعنوان (حدود الدم) للجنرال الأمريكي المتقاعد (بيتر رالف) وذلك في مجلة (القوة الأمريكية) التابعة للقوات المسلحة، عدد يونيو 2006م، وخلاصة المقال الذي يشرح الخريطة: أن التقسيم الحاصل اليوم في العالم الإسلامي غير عادل؛ لأن الدول الاستعمارية القديمة (إنجلترا وفرنسا) شكلت حدود بلدان المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية على أسس وظيفية عشوائية تخدم مصالحهما الاستعمارية، وهو ما تسبب في انحصار بعض الطوائف ذات القوميات والمذاهب المتفقة فيما بينها والمختلفة مع غيرها في صراع دائم داخل البلد الواحد، والحل هو إعادة تقسيم العالم الإسلامي على أسس عقدية وعرقية حتى يحل السلام!!
[4] ?جرى التفاوض بشأن تلك الاتفاقية في مدينة (دايتون) الأمريكية، في إحدى قواعدها الجوية، وبإشراف الأمريكيين استمرت المفاوضات بدءاً من أول نوفمبر عام 1995م، حتى العشرين منه؛ بهدف وضع حد للاقتتال الذي استمر إلى ثلاث سنوات، بين المسلمين البوسنيين من جهة، وبين الصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك من جهة ثانية، وقد راح ضحية هذا الاقتتال الديني نحو مئة ألف مسلم بوسني، وقادت المفاوضات إلى قرار التقسيم الذي عرف بـ (اتفاقية دايتون للسلام)، وقسمت (يوغسلافيا) السابقة بموجبه إلى كيانين، الأول: كيان فيدرالي بين المسلمين والكروات، والثاني: جمهورية للصرب، في ظل حكومة مركزية هشة، أصبحت تلك الكيانات في ظلها أشبه بدول مستقلة لكل منها جيش وشرطة، لكن الحلقة الأضعف فيها هي حلقة المسلمين البوسنة الذين لم تستقر أحوالهم حتى الآن!
[5] ?حكومة الـ (تكنوقراط) هي حكومة مختارة من النخب المتخصصة المثقفة غير المنتمية إلى أفكار أو عقائد أو أحزاب أو (أيديولوجيات) معينة، وهي مشتقة من كلمتين (تكنولوجيا) وتعني: المعرفة والعلم، و (قراط) وتعني: الحكم، فيقصد بها على ذلك: الحكم بموجب آخر ما انتهت إليه خيارات العصر، وخيارات العصر (عندما يأخذ بها التكنو قراط) في السياسة: هي الديمقراطية الغربية وبالذات الأمريكية، والخيار المختار في الاقتصاد المعاصر هو الرأسمالية، وخيار التكنوقراط في مجال التشريع والتقنين والقضاء لا يمكن أن يكون إسلامياً، مهما ادعت حكومة التكنوقراط أنها إسلامية.
[6] أخرجه البخاري في صحيحه، برقم (6064).
[7] رواه الضياء المقدسي في المختارة (5/ 349)، وابن الملقن في البدر المنير (9/ 159)، وقال: صحيح، ورواه ابن حزم في المحلى (10/ 353)، وقال: إنه من رواية الثقات.(/)
د. أحمد يوسف الدعيج: أبا الزهراء قد جاوزت قدري!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 06:36]ـ
أبا الزهراء قد جاوزت قدري
كتب: د. أحمد يوسف الدعيج:
[من أجمل ما قيل في مدح الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ما قاله شاعر الرسول الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه عندما قال:
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد
وكذلك ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته الرائعة التي بدأها بقوله:
سلو قلبي غداة سلا وثابا
لعل على الجمال له عتابا
والتي يقول فيها:
فلم أر غير حكم الله حكما
ولم أر دون باب الله بابا
تفرق بعد عيسى الناس فيه
فلما جاء كان لهم متابا
أبا الزهراء قد جاوزت قدري
بمدحك بيد أن لي انتسابا
في السنوات الأخيرة وبعد أن قادت الولايات المتحدة الأمريكية حربها الفاشلة المسماة بالحرب على الإرهاب، والتي زادت من مستويات وأشكال الإرهاب في العالم، أخذ الكثير من حثالات الغرب بالتطاول على الإسلام، كيف لا وهم يرون بريطانيا العظمى التابع الوفي للأمريكان وهي تكرم الكافر الملحد سلمان رشدي وتمنحه لقب سير، ويشاهدون كذلك مدى ما يلاقيه أعداء الإسلام من تكريم في بلدان مثل هولندا، التي قامت بما لم تقم به دولة قبلها عندما منحت الكافرة الملحدة الصومالية المرتدة الهاربة من زوجها في الصومال، أعيان حرسي، الجنسية الهولندية ولم تكتف بذلك بل ساهمت بنجاحها في الانتخابات التشريعية وصارت نائبة في البرلمان الهولندي.
قبل فترة قام الدنماركيون الأغبياء بتأييد صحيفة يولاند بوستن، التي مكنت رسام الكاريكاتير الحقير التافه من الاستهزاء برسولنا الأعظم عليه الصلاة و السلام، ولم يستنكر الغرب النصراني ذلك فهم يعتبرون هذا الأمر من حرية التعبير، ولكن لو كان الأمر يتعلق بالهولوكست أو خرافة المحرقة اليهودية ومناقشتها والحديث عن أرقام ضحاياها المبالغ فيها لدرجة الإفك، فإن حرية التعبير تعتبر في هذه الحالة جريمة كبرى، إنهم لم يراعوا مشاعر مليار وثلاثمائة مليون مسلم، أتدرون لماذا؟ لأنهم ببساطة لا يقيمون لنا مقاما ولا يعتبرون لنا وزنا، كما أنهم في ديانتهم لا يعتبرون الدين الإسلامي دينا سماويا!!.
في هذا الشهر قامت السلطات الدنماركية بالقبض على ثلاثة أشخاص بتهمة التخطيط لاغتيال الرسام الدنماركي الحقير صاحب الرسوم المسيئة، ولما انتشر الخبر قامت سبع عشرة جريدة دنماركية بإعادة نشر الرسوم المسيئة تضامنا مع هذا الحقير والصحيفة التي نشرت الرسوم.
.إنهم يتحدون مشاعرنا، ومن بين هؤلاء الذين يشكلون مليارا وثلاثمائة مليون لا بد من أن هناك من يغضب نصرة لدينه وربما يتطور غضبه الى درجة لا تحمد عقباها، خاصة والمسلمون اليوم ليسوا كالمسلمين في عهد قوتهم.
بعد غزوة بدر الكبرى وانتصار المسلمين على مشركي قريش قام الزعيم اليهودي كعب بن الأشرف بتحريض مشركي قريش على الأخذ بالثأر، وذلك عبر قصائده التحريضية، ثم لما رجع الى المدينة أخذ يشبب (يتغزل غزلا فاحشا) عبر قصائده بالمسلمات الغافلات حتى آذاهن، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم من لي بكعب بن الأشرف، فقام الصحابي الجليل محمد بن مسلمة الأوسي الأنصاري ومعه جماعة من الأوس باغتيال الكلب اليهودي في حصنه وكفوا الاسلام والمسلمين شره وأذاه، وكذلك صنع الخزرج مع اليهودي سلام بن أبي الحقيق، وكان ممن أسس الأحزاب في حرب الخندق وجهزهم بالمال والعتاد، فلما انقضت الخندق استأذن الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل اليهودي الخبيث الذي حزب الأحزاب وأعانهم على قتال المسلمين، فأذن لهم، فتوجه له جماعة من الخزرج من ضمنهم الصحابي الجليل فارس الرسول صلى الله عليه وسلم، أبو قتادة الأنصاري، الذي يقول عنه الرسول المصطفى في الحديث الشريف الذي رواه الامام أحمد " خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالنا سلمة بن الأكوع "، وتوجهوا الى خيبر حيث حصن اليهودي الخبيث وتمكنوا من قتله وأراحوا الإسلام والمسلمين من شره وأذاه.
يقول شاعر الرسول الكبير الصحابي الجليل حسان بن ثابت في قتل اليهوديين الخبيثين:
لله در عصابة لاقيتهم
يا بن الحقيق وأنت يا بن الأشرف
يسرون بالبيض الخفاف إليكم
مرحا كأسد في عرين مغرف
حتى أتوكم في محل بلادكم
فسقوكم حتفا ببيض ذفف
مستبصرين لنصر دين نبيهم
مستصغرين لكل أمر مجحف
اليوم يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسب صحابته رضوان الله عليهم وأمهات المؤمنين ولا يحرك أحد ساكنا، فاليوم ليس كأيام محمد بن مسلمة وأبي قتادة رضي الله عنهما].
نشرت في الوطن الكويتية اليوم: 23ـ2ـ2008
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 03:19]ـ
يرفع.
وحق الموضوع أن يثبت، ولكن!!!!!!!!!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 12:53]ـ
يرفع.
وحق الموضوع أن يثبت، ولكن!!!!!!!!!!
ولكن!!!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 05:08]ـ
مزيدا من الرفع، وحق الموضوع أن يثبت، ولكن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 09:13]ـ
بارك الله فيكم على هذا النقل الموفق ...
و في نظري؛ أحسن للموضوع (أي موضوع و لا أقصد هذا المقال) أن لا يثبت حتى يختبر تمارين الصعود و النزول!!! (إبتسامة) ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 09:40]ـ
أضحك الله سنك أخي فريدا، والظاهر أنه من كثرة ما يصعد وينزل ستخرج له عضلات (ابتسامة).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 11:23]ـ
يرفع.
وحق الموضوع أن يثبت، ولكن!!!!!!!!!!
يرفع ............
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 01:08]ـ
مزيدا من الرفع، وحق الموضوع أن يثبت، ولكن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يرفع .........
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 06:12]ـ
يرفع لأهمية الموضوع.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 11:43]ـ
يرفع رغم نزول همم اكثر المسلمين لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 05:51]ـ
يرفع رغم نزول همم اكثر المسلمين لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
رفع الله قدرك أخي ابن رشد.
واعلم أخي: أن السلفيين ليسوا حزبيين!
الكلام لك واسمعي يا جارة!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 05:06]ـ
يرفع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 11:05]ـ
يرفع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
يرفع أيضا ..................... >>>>>>>>>>>
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 05:15]ـ
يرفع للأهمية
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 05:47]ـ
حتى لو لم يثبت الموضوع .... فهو ثابت، و كل شيء صحيح لنصرة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو ثابت،،، ثبتني الله و لإيّاكم على الحق.
ـ[أبو تميم العُمري]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 03:49]ـ
السلام عليكم
الانترنت ميدان خصب للدعوة و التعريف بخاتم النبيين
ولو تعاون بعض الاخوة مع بعض المؤسسات الدعوية لسد العديد من الثغرات
(التعريف بالاسلام - الشباب الاسلامي - الرابطة - مكاتب الدعوة)
س/د. أحمد الدعيج هو صاحب ألبومات الاشرطة في الاندلس و بعض الغزوات؟!
س/الشيخ كويتي؟!
وفق الله الجميع لما يحب و يرضى
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 04:21]ـ
نعم .. هو.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=154 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=154)
ـ[أبو إسحاق السبيعي]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 09:42]ـ
مقال رائع بارك الله في الكاتب والناقل
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 06:29]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب ..... واصبر إن العاقبة للمتقين
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 10:05]ـ
يرفع حتى الثريا000000000000000000000000 00
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 05:29]ـ
رااااااااااااااااااااااائع
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 12:05]ـ
و رائع أيضا ..........
إنه رسول الله!!
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 03:58]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الإسلام البراجماتى .. وأخطاء فى التسويق!
ـ[الجندى]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 08:11]ـ
الإسلام البراجماتى .. وأخطاء فى التسويق!
الفارس مفروس
المصدر
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=11919
حين نتحدث عن "الإسلام" كـ "دين" يسعى فى كل جوانبه لتهيئة المجتمع نحو قبول ملزم لأحكامه، فإننا نفترض فى المتلقى مطلباً عقدياً يؤمن بحتمية تفعيل مثل هذه الأحكام وضرورة تصدرها كمنهج شامل لحياته وصلاح مجتمعه، حتى وإن تعارضت بعض تلك الأحكام مع حجم المعلومات المتاحة لتفسيرها، أو لخفاء الحكمة الظاهرة لتشريعها، فإننا مطالبون بتحويلها لمنهج شامل للحياة، لأن المحور الأساسى للديانة هو تحقيق العبودية التامة للشارع الحكيم والإنقياد الخالص لأحكام الدين، دون مصادرة لحتمية التجديد والمواكبة لمستجدات الأمور من منظور واقعى، لكننا مكلفون فى النهاية بتحقيق الهدف من تطبيق أحكام الإسلام الدينية فى كافة المناحى، على أساس الإرتباط الوثيق بين العمل الدنيوى والجزاء الآخروى، والإسلام بهذا المفهوم قد يتوافق مع بعض القوانين الإنسانية للحكم فى مفهوم "الإلزام" و "تحقيق المصلحة"، لكنه بكل تأكيد لا يتقاطع مع تلك المناهج الوضعية الحاكمة فى جزئية هامة، وهى قابلية التمحيص العقلى أو النقد الفكرى، ولا يمكننا أن نمرر عليه مقصلة العقل البشرى لتقييم كلياته وأصوله، كما لا يمكننا كذلك أن نخضعه لمبدأ: القبول السلمى للأحكام التى يجيزها العقل والرفض العملى لما خرج عن حيز الإستيعاب!
الإشكالية تبدو واضحة حين تتحول مبادئ الحكم فى الإسلام إلى منهج براجماتى نفعى قائم على مفهوم شاذ على تعاليمه وهو مفهوم: تحقيق المصلحة بمفهومها الشامل دون تقييد، وذلك حين أفرط الكثيرون فى مفهوم "المصلحة" فقيدوا بها أحكام الدين، وحولوا تلك المصلحة إلى أصل من أصول التشريع يدور مع تفاصيل أحكامه حيثما دارت، تابعاً لها لا متبوعاً، حتى روج البعض لمقولة مغلوطة تقول: أنه حيثما وُجدت المصلحة فثم حكم الله! والحقيقة أن المصلحة تكمن فى تطبيق الحكم حتى وإن بدا ذلك معارضاً لمصلحة الناس وأهوائهم وما تهواه أنفسهم، وكم من أحكام التشريع تدخل تحت طائلة القاعدة العامة: وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم!
والمتدبر لهذا المفهوم الغريب يجد أنه سياق جديد مستحدث، أراد القائلون به أن يقدموا المصلحة كشرط على وجود الأحكام وحكمة تشريعها، والتأكيد على تبعيتها المطلقة لشرط حصول المنفعة المحسوسة، وربما بالغوا فى التقييد فجعلوا التعلق بالمنفعة العاجلة تحديداً وغض الطرف عن الآجل منها واعتباره خارج الحسابات، والأخطر من ذلك فى حملة التصعيد المنهجى التى ارتقت منابر الوعظ وتصدرت عناوين الإعلام الإسلامى هو تبديل الأحكام فى مجموعها لتصبح -اصطلاحياً- مجرد سلة من المصالح، وتحويل العلاقة بين الشارع الخالق والعبد المخلوق إلى علاقة نفعية بحتة، قائمة على مصلحة العبد الدنيوية وما تتطلبه من معايير متغيرة ترتبط بحاجة العبد وأحواله، فلا يمكن تطبيقها ابتداءً إلا من بعد أن تحدد فيها عين المصلحة وحجمها، فإن تبدلت المنافع وتغيرت المصالح فإن من توابع ذلك -من خلال المفهوم البراجماتى- أن يتبدل التشريع ويتغير، أو يصل فى أحسن حالاته إلى تأويل باهت لا يبقى على أصل التشريع ولا يجعل له أثراً فى المجتمع.
ولذلك نرى ونسمع عن مناهج جديدة للدعاة والمتصدرين لواجهة العمل الإسلامى يقررونها فى رؤوس الناس بكثرة التكرار، ويتنطعون فى تلقينها لعامة المسلمين باختراع جملة من المنافع والمصالح التى ستترتب على إلتزام العبد بها، فيرتبط الذهن بالنفع والمصلحة وينفصل عن حقيقة أن محض تحقيق الحكم هو عين الهدف المراد! وكثيراً ما نرى أن "الإختراع" بات وسيلة مناسبة لتسويق بعض التعاليم والأحكام الشرعية، إذ تُخترع للأحكام بعض المنافع، وكأن كل فصل من فصول التشريع صار معطلاً إلا إن صاحَبه تأويل براجماتى يعود بالنفع الدنيوى قبل الآخروى على العبد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأن المنهج البراجماتى يقوم على صنعة التسويق، فقد وقع الكثيرون من الدعاة والمتصدرون لدعوة الإسلام فى هذه الفخاخ المنهجية، وبات كل منهم يسوق للحكم الإسلامى من خلال هذا السياق النفعى ولكن من منطلقات متعددة، فمنهم الغافل الذى قد يخفى عليه مثل هذا الخلل الأصولى، إما بسذاجة مفرطة أو بسبب الحرص الزائد على دعوة المسلمين لأحكام الشريعة، وقد يصدر هذا الأمر من بعض المنظرين الإسلاميين بمنهجية منظمة تهدف إلى تغيير الصورة النمطية للإسلام كمصدر للحكم والتشريع فى المجتمع، واخراجه من التابو التقليدى المترسخ فى أذهان الكثيرين من الرافضين لمرجعية الدين فى المجتمعات الإسلامية، من أنه سلطة إلهية دينية اقصائية لا مجال فيها لتعدد الآراء وتلزم الناس بما لا يفهموه، حرصاً من نفسه على "تلميع" الإسلام وتحويله لسلعة تلقى القبول، فيقوم بربطه بالمنافع والمصالح التى هى لغة العصر ولا يفهم العالم سواها، وهى الأساس الوحيد الذى تقوم عليه صناعات العالم الحر فى مجالات الحكم المدنى والإقتصاد والسياسة.
وقد يروج بعضهم للإسلام البراجماتى النفعى من منظور مؤامراتى بهدف تفريغه من محتواه وتحويله لنظام حاكم غير ملزم لا يحظى بالشمولية فى تناوله لكل قضايا المجتمع، وبعد تفريغه من صبغته الدينية لا تعترف السلطة المجتمعية بالجزاء الآخروى كوسيلة من وسائل الإلزام وتقييد الناس بأحكامه، فيصبح المنهج الإسلامى مجرد "إيديولوجية" من جملة الإيديولوجيات التى تعج بها أسواق العالم ومعارضه المفتوحة أرضاً وسماءً، لانتقاء الأمثل والأجدر بتطبيقه كنظام حاكم للمجتمعات.
بكل أسف نحن لازلنا نقف عند عتبة متأخرة فى طريق العودة إلى الحكم الإسلامى الصحيح، فالدعوة إلى تطبيق الشريعة قد تم ربطها من خلال حرفية إعلامية مزورة بمجموعة من السلبيات والتجارب الفاشلة فى القديم والحديث، ارتبطت نفسياً وذهنياً بصورة نمطية عن الحكم الإسلامى، لا تدعو إلا للقمع والترويع والمصادرة، قد تقلصت فيها السلطات المدنية لحساب الإستبداد. ويعمد المنتقدون للحكم الدينى الإسلامى إلى سلة التاريخ فيستعيدون بانتقائية متطرفة بعض المواقف والأحداث الخاطئة يدلون بها على "فشل" الإسلام كنظام حاكم، متناسين بجهل أو تزوير متعمد أن تلك الحوادث طرأت على نظام شامل متقن ولم تكن أصلاً، وأنها تحسب فى عمومها وتفاصيلها على أهواء الأفراد وتقصير الشخوص، ولا يمكن ربطها تحت أى منهجية علمية محايدة إلى أصل لاتشريع ولا إلى آلية تطبيقه النزيهة!
الحقيقة تشهد أننا لازلنا ندعو للإسلام بين أظهر المسلمين! وهى حالة لم يشهد لها التاريخ الإسلامى مثيلاً، إذ أن تاريخ المسلمين قد تلازمت حوادثه وأحواله مع شوكة قوية للإسلام وأهله، لم ير الناسُ فيه الإسلام على مقصلة الأعداء والمنافقين ينحرونه ويبترون أطرافه بحسب الأهواء، وإنما كان الإسلام عزيزاً فعزت سلطاته، وسما فوق الأهواء فاتسعت رقعة حكمه. نحن بحاجة للترويج للحكم الإسلامى فى ديار المسلمين على أساسه الدينى المحكم، والذى يعطيه التميز والتفرد فى استخلاص الأحكام وارتباطها بالجزاء الآخروى وآلية تطبيقها على أرض الواقع بحيادية و داعٍ أعلى لشيوع العدل بين الخلائق، ويلازم ذلك ضرورة التخلص من التأثير السلبى -الذى صار منهجياً- لمفاهيم المنفعة والتسويق والتلميع لأحكام الإسلام، لأن من شأن ذلك الأسلوب أن يمسخ الصورة العامة للحكم الدينى ويحولها لمجرد مجموعة من المنافع والمصالح تحكمها العادة والقبول وقد يرفضها الهوى والذائقة الشخصية.
مفروس
ـ[الجندى]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 09:12]ـ
الفلسفة / الفكر البراجماتى له أوجه عديدة من الناحية الفكرية الفلسفيه كنشأة، وتعددت المعانى فى تطبيقاته على الأمور العلمية والعقدية، وليس من الصواب ربط الفكر البراجماتى بمعنى المصلحة فحسب، لأن هناك أوجه أخرى تضيف معان فكرية جديدة للممارسة، خاصة فى مجال المعرفة والتعامل مع مفهوم "الحقائق" وعلاقتها بالـ "واقع"!
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك: الخلل الذى أردت التنويه لوجوده بين أدبيات ومواعظ بعض الدعاة ليس معنياً فقط بمفهوم المصلحة .. أو استصحاب المنافع عند تطبيق الأحكام الشرعية، فالاستصحاب للمصلحة يعبر عنه معناه الإصطلاحى من كونه مصلحة هامشية وليست اصلاً، ولا خلاف حول هذا القدر من توصيف المصلحة، بل حديثى عن تأصيل منهجى شاذ يربط الأحكام الشرعية لا بأصولها الثابتة ولكن بقابلية التطبيق، استناداً لحجم المنفعة والمصلحة التى تترتب على ذلك، ومن خلال التعامل مع الواقع كمحدد رئيسى، وبموجب هذا الخلل تبدلت الأهداف، فبعد أن كان الهدف الأول والأصلى هو تطبيق الحكم فى حد ذاته بصرف النظر عن الواقع ولا قياس الأثر بحجم القبول، وهى الآفة التى تكاد تكون قد ترسخت فى مواعظ الكثيرين وأفكارهم العملية عن نصرة الإسلام و المسلمين! صار الهدف الأصلى متعدداً متشعباً يدور حول محور واحد متعدد الأسماء: مجرد "البقاء كإيديولوجية عقدية" .. أو "التواجد المقبول على الساحة الدولية" أو .. "التلميع"!!
تغير المفاهيم أدى بالبعض إلى رؤية غريبة لعرض الإسلام ووسائل تفعيل أحكامه، تأثرت كثيراً بحجم المصادرة والقمع والدناءة التى تعيشها الأمم الإسلامية الآن، مما أدى لتولد نمط دعوى جديد يتبنى -ربما دون أن يشعر- قيم ومبادئ البراجماتيزم الذى شاع وصار من أصول السياسة / الإقتصاد/ العلم التجريبى فى كل مسارات الدنيا، وأود التركيز على نقطتين فى هذا الفكر الشاذ ومدى تاثيرهما على الإسلام كدين:
1 - تعريف الحقائق: وأنها تلك المعارف التى تتشكل حسب واقع كل انسان / ايديولوجية / مجتمع بالأدوات التى تنفعه وتساعده على تحقيق وجوده وعوامل بقاءه، فالحقيقة متغيرة غير ثابتة ليس لها مرجعية يمكن سحبها على الجميع، وليس من اللازم أن تكون الحقيقة المعرفية صالحة لجلب المنافع والمصالح، وإنما الأهم هو مجموعة العوامل التى تؤثر فى بقاء المجتمع أو الفرد، تتبدل وتتغير بحسب المصلحة والمنفعة المرجوة، وهى الفكرة الفلسفية الأصلية لقصة التطور وأصل الأنواع لدارون.
وحين يرتبط هذا التسطيح والتخصيص المخل بأصول المعرفة والتى تحدد فيما بعد مصادر التشريع والحكم المجتمعى، فإننا بصدد نظام متكامل يقوم على تأصيل العوامل الخاصة بكل فرد أو مجتمع وتحويلها لمرجعية خاصة به إن كانت تحقق له المنفعة المحسوسة التى تعينه على البقاء. أما التمسك بالمراجع المعرفية الثابتة -كالدين الإلهى- فهذا يتعارض مع الفكر البراجماتى الذى يغير الحقائق حسب النفعية الحالية.
وهذا هو عين الخلل الموجود فى أفكار بعض الدعاة المعاصرين، الذين يضخمون الفروقات بين الواقع والحقائق، ثم يعطلون الأحكام أو يأولونها لثقتهم باتحالة الجمع بين الحكم الشرعى والواقع، فيرفضون هدف التطبيق كهدف وحيد!
فلا شك أن الأصل ثابت عند الجميع فى مرجعية القرءان والسنة وما أجمع عليه سلف العلماء!
ولكن التعامل مع المتغيرات الحادثة قد انفصل عن الثابت فى أمرين:
فى توصيفه الصحيح وفى قابليته واستحقاقه للحكم!
فالشق الأول -وهو ثبات المرجعية- صار من قبيل الدعوى المكررة والتى تصلح كمقدمة أو ديباجة لا أثر لها فى ما يأتى بعدها، إلا لتهيئة المستمع لحالة من القبول التلقائى لتفصيل الحكم لأن مصدره من المرجعية المقبولة، فحين يقول الواعظ "قال الله وروسوله" فهذه تهيئة تذكره بمرجعية الدين الثابتة، ثم بعد هذه النقطة يحدث الإنفصال، وتبدأ ترجمة الواقع فى ضوء جديد، فالمرحلة اللاحقة فى التوصيف: تخضع لمفهوم الواقع والموائمة وما ترفضه المسميات الحاضرة والشرائع الدولية والتقاليد الأممية!
وهو حق أريد به باطل (هذا فى أحسن حالات احسان الظن بقائله) .. لأن التبرير المنطقى الذى يسوقونه لهذه الشروط تجده مكرراً فى مصطلحات لها سلف عند المتقدمين مثل "فقه الواقع" .. "وأحكام الممكن والمتاح" .. "الموائمة"، وهى كما ذكرت توصيفات لها أصول فى الثابت الدينى، لكن حال اسقاطها على الحوادث والمستجدات تنفصل تماماً من رباطها الاصلى، وتستخدم مظلة قفز من فكر فلسفى غريب، يصف الحوادث بأنها لا تخضع للحقائق فى تطبيقها ولكن لما تمليه المصلحة المعينة على البقاء والاستمرار!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى المفهوم الإسلامى الجديد: تتعدد المصالح والمنافع بحسب التيار والإتجاه الذى يعبر عنها، فمن "مصلحة دولية" إلى "جهل العامة" إلى "عدم القدرة" و "عدم توافر الأدوات" إلى الدعوة للـ "تركيز على النهضة الشاملة للأمة" .. واخيراً "توسيع دائرة المعوقات المانعة من التحضر والتقدم" .. لتشمل قائمة حظر الأحكام الشرعية -لعدم الموائمة- أموراً كثيرة بدءً بالمظاهر العامة للإسلام وانتهاءً بذروة سنامه!!
2 - القيمة الحقيقية لأى مرجعية لا ترتبط بقيمتها المعرفية أو الفكرية، حتى وإن كنا نؤمن أنها الصواب، ولكن قيمتها بقدرتها على إحداث الأثر المطلوب بشكل جيد وإضافة مكسب أو منفعة جديدة. وهذا مفهوم معاكس تماماً لمقاصد الشريعة والغاية من أحكامها، والمتفحص لهذا الفارق يعلم أن هذا الإنفصال بين الهدف كفكرة والهدف كآلة، قد تؤدى لمنفعة فى رفض تطبيقه، انفصال لم يطبقه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى بادئ الدعوة، بل كان تحقيق الفكرة هو الهدف والغاية، والقياس المنفصل لحجم المصلحة لم يعقد له الرسول الكريم أى قيمة، بل كان أول ما يدعو الناس إليه هو الأصعب على نفوسهم والأكثر مغايرة لأعرافهم والأشق على طبائعهم، أن يقولوا لا إله إلا الله، وهى المفهوم المعرفى الأسمى وهى الهدف والغاية، والغاية هنا فى تفعيلها وليست الغاية فى تقدير حجم المصالح المترتبة على هذا التفعيل، ولو كان الأمر كذلك لكانت الدعوة إلى التوحيد هى آخر ما يدعو إليه الناس!
وهذا هو عين الخلل فى واقع اليوم .. فالدعوى تقول:
نحن نؤمن بالمعرفة الأصلية المتمثلة فى مصادر الشرع وحقيقتها التى لا يتطرق إليها الشك
ولكن القيمة الحقيقية تكمن فى عواقب التطبيق وآلياته وحجم النفع العائد على أصل "الإسلام"
وبريقه وصورته كميادين جديدة للجهاد .. أو أحد توابعه كالـ "الدعوة" .. "التعايش" .. ألخ!
الأهداف التى يتحدث عنها الكثيرون فى هذه الأيام ويسعون لتحقيقها على مستوى التطبيق تعددت واختلفت، وهى فى الاصل لم تكن إلا وسائل وآلات، وتم تعظيم بعض المصطلحات واعطاءها دور الوسيط الشرطى، كأن يقول قائل أن الإسلام لن ينتشر فى الأرض ولن يؤمن الناس به إلا (وهنا الشرط) بسلة من الظروف / الموائمات / المتغيرات، وفى حقيقة الأمر هذه التصورات التى تأتى فى السياق فى شبه اتفاق وتوافق بين القائل والمتلقى ليست بشروط، وإنما تقييد واقعى ومنفعى ربطه القائل دون دليل، وتصور قائم على الحس والذائقة الشخصية وآفة الإستحسان التى هى سبب خراب العقول، ومن هذه الشروط الموضوعة لتسبق تطبيق الأحكام: تلطيف صورة الإسلام .. التودد إلى غير المسلمين .. التدرج مع العصاة والمفرطين .. التعايش المجتمعى مع الآخرين .. ألخ!
ثم امعاناً فى تأصيل الأوهام تم استحداث بدائل لثوابت الدين التى أمر الشارع بحصولها على هيئتها، والتى أثبتت حقيقتها وجدارتها على مدار الزمن، وكانت نتائجها شاهدة على ثبوتها عن طريق الوحى وعن طريق الحس والتجربة التاريخية، كأمر الجهاد، والذى جعل الله فيه -بسنة التدافع الكونية وسنة القتال الشرعية- كل أسباب العزة، وجعل ما سواه من أسباب الهلاك وضياع الهيبة وذهاب الريح والشوكة!!
ـ[الجندى]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 04:41]ـ
نأتى للأمثلة:
تعطيل الأحكام بات حرفة .. وصناعة تزداد متانتها كلما زاد عدد الكتب التى قرأها المتصدر للفتيا!
وذلك ليتمكن من تعطيل الحكم بسند من مصادر الدين الأصلية، وليعلن التزوير باسم الشارع الحكيم!
خذ مثالاً لذلك عن الجهاد / المقاومة / الإرهاب!
فالجهاد هو عين صلاح الأمة والفرد والمجتمع، وهو الدعامة الرئيسية لخلق أمة متكاملة يؤثر ويتاثر كل عضو فيها بالآخرين، ووسيلة فعالة لانتزاع الهيبة والإحترام من صدور الآخرين، وسنة كونية لتدافع الأمم، وشرعية لتكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
ولم يكن الجهاد يوماً بأنواعه المختلفة محل بحث أو شك أو مراجعة، بل كان من مكونات الشخصية المسلمة التى تربت على حب الآخرة وكراهية الخزى فى الدنيا، وخلاف العلماء المحترمين فى مسائل الجهاد كانت حول تقنينه / تنظيمه / ولم تكن يوماً حول مشروعيته وحكمة تفعيله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الإستبدال الذى حدث لمفهوم الجهاد كان بفعل فاعل، وبسند من "قال الله وقال الرسول"، لأنها حرفة ومهنة صناعية -وأحياناً تجارية- أن تستخرج من كتب العلم الشرعى دليلاً على كذبك وحجة على تزويرك! وليس لكل عامى جاهل أن يفعل ذلك لأنه لا يفهم الألف من كوز الذرة فى أبواب الفقه وأصوله.
والذى يحصل الآن هو تزوير وتعطيل من مفهوم براجماتى لا يتفق مع الشرع ومقاصده
فهم يثبتون الجهاد كأصل ثابت من مصادر الدين .. وهذا هو الشق المعرفى المثبت الذى لا يختلف عليه أحد، ثم يتبعون ذلك بقيد المصلحة والمتعلق بشقين كما بينت آنفاً: التوصيف وقابليته واستحقاقه للتطبيق، فلا يبقى التطبيق كهدف أصلى واجب النفاذ، وإنما يتحول لمواطن على معبر ايريز ينتظر السماح له بالعبور، وهذا العبور قد يتحقق إن نجح فى اختبار التوصيف والإستحقاق.
وفى هذين الشقين تكمن المفاجأة ومنبع التزوير، فيصبح التلاعب بالتوصيف هو بداية التعطيل للحكم!
فتوصف على سبيل المثال المقاومات المشروعة والمعروفة بجهاد الدفع:
بأنها عبث .. ودون إذن .. ومفاسدها أعظم من مصالحها .. وتخالف الأعراف الدولية .. وتعرض المصالح القومية للخطر .. وتجلب الصداع الإقليمى .. وتغير الإنتماءات .. وتهدد الإقتصاد بالإنهيار .. ألخ، وبناء على ماسبق من التوصيف: فالحالة التى نحن بصددها الآن ليست جهاداً .. انتهت الفتوى!!
ثم يتبع ذلك التوصيف قابلية الإستحقاق، فتبنى القابلية على أساس واحد وحيد وهو المقاييس النفعية والمتعلقة بالأدوات (أصلاً) لا مصدر المعرفة (الذى أصبح فرعاً)، بمعنى أن استحقاقه لا يقوم على العلم بأنه واجب التنفيذ كهدف فى حد ذاته وإنما على حساب المصالح والمفاسد التى تترتب على تفعيله، ولذلك فقد جاد الزمان علينا بأقوال من قبيل: القتال هلكة محققة ولا ينبغى أن يهلك الإنسان نفسه!!
وهذا خطأ فاحش وتزوير لا أصل له، فمطلب الدفع واجب فى حد ذاته حتى وإن كانت المصلحة النفعية معدومة، وقد يفقد معها الإنسان حياته وماله وأهله، إلا أنها مطلب لا يتعلق بتوابع أو بقيود المنافع المتحصلة من حدوثه، والشاهد على ذلك: أنه لم يحدث على مر تاريخ المسلمين أن دخلوا قتالاً وكانوا أكثر من عدوهم عدداً وعتاداً وتجهيزاً أبداً، إلا فى مرة واحدة وهى يوم حنين .. وقد ذم الله كثرتهم!! .. وكل الآيات التى تحث على القتال تدخل تحت الآية الأم وهى: أنه كتب علينا وهو كره لنا!!! فالهدف تغير .. وتبدل بفعل البراجماتية الشاذة التى عقدت على تفعيل الأحكام الشرعية وصاية لا أصل لها.
ما السبب فى تبنى هذه المفاهيم؟
السبب واحد وله روافد كثيرة .. وهو حب الدنيا وكراهية الموت!
أما روافده فتجدها معلقة فى المصالح الخاصة، والديكتاتوريات، والنظر إلى الدين على أنه من بقايا حقبة الصحراء، وتقديس الحكام والأهواء، وكل هذه الروافد تصب بنا فى النهاية إلى هاوية واحدة وهى تعطيل الحكم .. إما بتزوير الواقع أو بالتلاعب فى قابلية الإستحقاق!
ـ[الجندى]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 08:37]ـ
نأتى للأمثلة:
تعطيل الأحكام بات حرفة .. وصناعة تزداد متانتها كلما زاد عدد الكتب التى قرأها المتصدر للفتيا!
وذلك ليتمكن من تعطيل الحكم بسند من مصادر الدين الأصلية، وليعلن التزوير باسم الشارع الحكيم!
خذ مثالاً لذلك عن الجهاد / المقاومة / الإرهاب!
فالجهاد هو عين صلاح الأمة والفرد والمجتمع، وهو الدعامة الرئيسية لخلق أمة متكاملة يؤثر ويتاثر كل عضو فيها بالآخرين، ووسيلة فعالة لانتزاع الهيبة والإحترام من صدور الآخرين، وسنة كونية لتدافع الأمم، وشرعية لتكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
ولم يكن الجهاد يوماً بأنواعه المختلفة محل بحث أو شك أو مراجعة، بل كان من مكونات الشخصية المسلمة التى تربت على حب الآخرة وكراهية الخزى فى الدنيا، وخلاف العلماء المحترمين فى مسائل الجهاد كانت حول تقنينه / تنظيمه / ولم تكن يوماً حول مشروعيته وحكمة تفعيله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الإستبدال الذى حدث لمفهوم الجهاد كان بفعل فاعل، وبسند من "قال الله وقال الرسول"، لأنها حرفة ومهنة صناعية -وأحياناً تجارية- أن تستخرج من كتب العلم الشرعى دليلاً على كذبك وحجة على تزويرك! وليس لكل عامى جاهل أن يفعل ذلك لأنه لا يفهم الألف من كوز الذرة فى أبواب الفقه وأصوله.
والذى يحصل الآن هو تزوير وتعطيل من مفهوم براجماتى لا يتفق مع الشرع ومقاصده
فهم يثبتون الجهاد كأصل ثابت من مصادر الدين .. وهذا هو الشق المعرفى المثبت الذى لا يختلف عليه أحد، ثم يتبعون ذلك بقيد المصلحة والمتعلق بشقين كما بينت آنفاً: التوصيف وقابليته واستحقاقه للتطبيق، فلا يبقى التطبيق كهدف أصلى واجب النفاذ، وإنما يتحول لمواطن على معبر ايريز ينتظر السماح له بالعبور، وهذا العبور قد يتحقق إن نجح فى اختبار التوصيف والإستحقاق.
وفى هذين الشقين تكمن المفاجأة ومنبع التزوير، فيصبح التلاعب بالتوصيف هو بداية التعطيل للحكم!
فتوصف على سبيل المثال المقاومات المشروعة والمعروفة بجهاد الدفع:
بأنها عبث .. ودون إذن .. ومفاسدها أعظم من مصالحها .. وتخالف الأعراف الدولية .. وتعرض المصالح القومية للخطر .. وتجلب الصداع الإقليمى .. وتغير الإنتماءات .. وتهدد الإقتصاد بالإنهيار .. ألخ، وبناء على ماسبق من التوصيف: فالحالة التى نحن بصددها الآن ليست جهاداً .. انتهت الفتوى!!
ثم يتبع ذلك التوصيف قابلية الإستحقاق، فتبنى القابلية على أساس واحد وحيد وهو المقاييس النفعية والمتعلقة بالأدوات (أصلاً) لا مصدر المعرفة (الذى أصبح فرعاً)، بمعنى أن استحقاقه لا يقوم على العلم بأنه واجب التنفيذ كهدف فى حد ذاته وإنما على حساب المصالح والمفاسد التى تترتب على تفعيله، ولذلك فقد جاد الزمان علينا بأقوال من قبيل: القتال هلكة محققة ولا ينبغى أن يهلك الإنسان نفسه!!
وهذا خطأ فاحش وتزوير لا أصل له، فمطلب الدفع واجب فى حد ذاته حتى وإن كانت المصلحة النفعية معدومة، وقد يفقد معها الإنسان حياته وماله وأهله، إلا أنها مطلب لا يتعلق بتوابع أو بقيود المنافع المتحصلة من حدوثه، والشاهد على ذلك: أنه لم يحدث على مر تاريخ المسلمين أن دخلوا قتالاً وكانوا أكثر من عدوهم عدداً وعتاداً وتجهيزاً أبداً، إلا فى مرة واحدة وهى يوم حنين .. وقد ذم الله كثرتهم!! .. وكل الآيات التى تحث على القتال تدخل تحت الآية الأم وهى: أنه كتب علينا وهو كره لنا!!! فالهدف تغير .. وتبدل بفعل البراجماتية الشاذة التى عقدت على تفعيل الأحكام الشرعية وصاية لا أصل لها.
ما السبب فى تبنى هذه المفاهيم؟
السبب واحد وله روافد كثيرة .. وهو حب الدنيا وكراهية الموت!
أما روافده فتجدها معلقة فى المصالح الخاصة، والديكتاتوريات، والنظر إلى الدين على أنه من بقايا حقبة الصحراء، وتقديس الحكام والأهواء، وكل هذه الروافد تصب بنا فى النهاية إلى هاوية واحدة وهى تعطيل الحكم .. إما بتزوير الواقع أو بالتلاعب فى قابلية الإستحقاق!(/)
كلام جديد للشيخ اللحيدان حول قضية الدنمارك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 02:35]ـ
السؤال: شيخنا الكريم قد أساءت أحد دول الكفر وهي الدنمارك في عام مضى إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وعادت كرة أخرى بحملة أشد من الأولى وليس هذا بمستغرب من أعداء الإسلام،فما بعد الكفر من ذنب، لكننا نتمنى موقفا رسميا يظهر بذلك عزة الإسلام وأهل الإسلام من أهل هذه البلاد المباركة التي بين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أنها هي مأرز الإسلام في أخر الزمان فما توجيه فضيلتكم جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
لا شك ان هذا الشيء المنسوب إلى تلك الدولة هو بالنسبة للعداء عداء الكفار للمسلمين أمر غير
مستغرب فقد قال الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
ويحبون ما يسيء للمسلمين لكن على المسلمين أن يتعاونوا إذا لم يكن عندهم قوة تردع فإن عندهم أموالاً لها أثرها.
لو قاطعت الدول الإسلامية كل دولة تسيء إلى الإسلام وتعتدي على مشاعر المسلمين وقاطعوها في التجارة لكان في ذلك أثر كبير، وادعاؤهم بأنهم يعطون الناس حريتهم ولا يتدخلون هم كاذبون فيما يقولون ولو أنتهكت سياستهم ماسكتوا عمن يسيء إليها.
فالواجب على حكومات العالم الإسلامي والواجب على عامة المسلمين من تجار وغيرهم أن تكون مواقفهم مواقف أهل الغيرة على دينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم ومشاعر إخواننا المسلمين في كل مكان.
الولاة والحكام عليهم واجب على قدر سلطتهم، والتجار والموردون عليهم واجب أيضاً على قدر إمكاناتهم
ولو تعاون الناس في مثل هذا المجال وقاطعوا كل دولة يصيبهم منها سوء لحسبت الدول الصناعية الكبيرة حساباً للأمة الإسلامية.
إن الامة الإسلامية لها وزنها في هذا الوجود وتعدادها الكبير له أثره أيضاً في المقاطعات إذا قاطعوا أي دولة سوف تمنى تلك الدولة بالخسارة.
وليت أن جميع الناس من تجار وغيرهم يتصرفون وإذا كانت الدول لا تتصرف تحكمها سياستها فالمستهلكون لا أحد يحكمهم ولا يرغم على أن يستهلك بضاعة بلد دون بلد.
فنسأل الله أن يهيأ أسباب كبت تلك الدويلة الفاسدة الخبيثة وكبت كل من يقف معها وقد وقف معها في إساءتها الأولى بعض كبار الدول التي نسأل الله جل وعلا أن يضعضع منها ويذلها وهو القادر على كل شيء.
المصدر: منقول
http://www.fozy1.com/upload/up/luhaydan%20danmark.mp3
ـ[مراد]ــــــــ[25 - Feb-2008, صباحاً 01:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً هذا ما كنت أبحث عنه لأنشره بواسطة البلوتوث(/)
ثالث الأسباب المؤدية للموت بعد أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان .. إحصائية للصحة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 09:07]ـ
ثالث الأسباب المؤدية للموت بعد أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان .. إحصائية للصحة العالمية: إصابة 10 ملايين مصري بالسدة الرئوية
كتب حسين البربري (المصريون):: بتاريخ 23 - 2 - 2008
أظهر تقرير صدر حديثا عن منظمة الصحة العالمية، أن مرض الضيق الشعبي المزمن هو خامس الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة على مستوى العالم، وأن هناك حوالي 2.86 مليون شخص توفوا في عام 2007، بينما كان ترتيبه السادس عام 1999 في قائمة الأمراض المؤدية للوفاة.
وحذر التقرير من أنه في ضوء الارتفاعات المتتالية، سيصل ترتيب الضيق الشعبي أو "السدة الرئوية"، ليصبح ثالث الأسباب المؤدية للوفاة بعد أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.
والانسداد الرئوي الشعبي الهوائي المزمن هو مرض يصيب الرئتين فيحدث ضيقا في مسار الهواء في الشعب الهوائية، وهو مرض غير قابل للارتجاع الكامل ومتزايد، ويصحب هذا الضيق الشعبي رد فعل التهابي غير طبيعي للرئة نتيجة لتعرضه للجزئيات المهيجة.
ويعتبر التدخين لفترات طويلة السبب الرئيس للإصابة بهذا المرض، إضافة إلى استنشاق الملوثات وتكرار النزلات الشعبية المتكررة مع عدم علاجها بصورة صحية. فيما قدر التقرير عدد المصابين في مصر بمرض السدة الرئوية بـ 10 ملايين مصاب.
وأكد الدكتور عبد القادر طلب أستاذ الأمراض الصدرية، أنه لا يزال تقرير عبء الانسداد الرئوي المزمن أقل من الحقيقة، لأن التشخيص لا يكون مبكرا، فهو يُشخص بعد ظهور الأعراض، وبالتالي يترتب عليه عبء اقتصادي ومادي لزيادة عدد المدخنين، وانتشار المرض.
وأشار إلى انتشار عدد المدخنات بين النساء للشيشة مما أدى إلى الزيادة في حالات الوفاة بينهم أكثر من غيرهن من المدخنات.
فيما اعتبر الدكتور ميرفت شداد أن السدة الرئوية أو الـ " co.p.d" هو مرض من أمراض القاتل الصامت، لأنه بحلول 2020 سيصبح ثالث الأسباب المؤدية للوفاة، وهو من الأمراض القليلة التي تقارن بأمراض السرطان والشريان التاجي، التي تتحسن نسبتها كل عام نتيجة للتقدم الطبي. وتؤكد الدكتورة ميرفت أن 90 % من المصابين بالسدة الرئوية من المدخنين وفي مصر من 10 إلى 15 % من السكان، لكن المكتشف هو أنهم لا يعانون من أعراضها وهي الكحة والبلغم والنهجان مع المجهود ويزداد تدريجيا مع الوقت.
وحذرت من أن تدخين الشيشة يتسبب في السدة الرئوية وهي ليست آمنة أو خفيفة عن السجائر كما يعتقد البعض؛ فالإصابة بالسرطان بسبب الشيشة أقل حدوثا، بينما تكون أكبر حدوثا في حالة الإصابة بالانسداد الرئوي، وأكثر الناس عرضة للإصابة هم المرضى الذين يدخنون الشيشة والسجائر معا.
من ناحيته، أكد الدكتور فرغل أحمد العابد، أن معدلات التدخين ارتفعت في الشرق الأوسط إلى 24 % من عام 1990 وحتى 1997، بينما يعد الشرق الأوسط وآسيا هما الإقليمان الوحيدان في العالم اللذان زاد فيهما معجل مبيعات السجائر خلا هذه الفترة.
وأشار إلى أن مصر بها أعلى نسبة استهلاك للسجائر في العالم العربي، حيث ارتفعت من 12 مليون سيجارة في السبعينات إلى 52 مليون سيجارة عام 1997، وعلى مدى الثلاثين عاما الماضية تضاعفت أعداد المدخنين بسرعة الزيادة السكانية نفسها وهي مستمر في الزيادة بمعدل 8 % سنويا.
وأفاد أن التكلفة السنوية المباشرة لمعالجة الأمراض الناتجة عن استخدام التدخين بحوالي 545.5 مليون دولار، وقد ارتفعت السنة المئوية لوفيات السرطان الناجم عن التدخين بين الرجال من 8.9 % في عام 1974 إلى 14.85 % في عام 1987.
وقال إن التدخين في 90 % من حالات السرطان الرئة في مصر والضيق الشعبي المزمن الذي يصيب الرئتين
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=45126&Page=1(/)
رسالة ثانية إلى شيخ الأزهر (حول مناصب المرأة وعملها) للشيخ ربيع المدخلي
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 01:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة ثانية إلى شيخ الأزهر (حول مناصب المرأة وعملها)
للشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله و نفع به ـ.
اطلعت على فتوى لشيخ الأزهر د/ محمد طنطاوي نشرتها جريدة عكاظ في عددها (15139) الصادر في يوم الخميس الموافق (29 محرم 1429هـ) في (ص39) تحت عنوان " مناصب الولايات العامة و القضاء ... هل تحق للمرأة؟ " و عنوان آخر " تولي المرأة رئاسة الدولة لا يخالف الشريعة ".
ثم ذكرت الجريدة في طليعة الفتوى:
1 - أن طنطاوي صرح لـ (الدين والحياة) بأن عمل المرأة في الإسلام يتوقف على مدى ملاءمة و مواءمة هذا العمل لطبيعتها و مدى اتفاقه مع تكوينها و تركيبها الفسيولوجي و العضوي فلم تحدد الشريعة الإسلامية عملاً خاصاً بالمرأة و الرجل.
أقول: إن قول الدكتور طنطاوي إن عمل المرأة في الإسلام يتوقف على مدى ملاءمة و مواءمة هذا العمل لطبيعتها .... الخ كلام جيد لكنه لا ينسجم مع قوله فلم تحدد الشريعة الإسلامية عملاً خاصاً بالمرأة و الرجل.
فقد ميز الإسلام بين مجالات الأعمال للرجل و المرأة، قال تعالى آمراً للنساء (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) [الأحزاب: 33]، فأشرف مكان للمرأة وأعزه أن تقر في بيتها و أن تتنزه عن التبرج تبرج الجاهلية الأولى.
و من أوجب أعمالها و أحقها أن تكون راعية لبيت زوجها، طائعة له، قائمة بحقوقه، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته و الرجل راع في بيته و مسئول عن رعيته و المرأة راعية في بيت زوجها و مسئولة عن رعيتها "، هذا أهم أعمالها و مسئولياتها.
و مما خص الله به الرجال النبوة و الإمامة، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاطب أصحابه الذين لا يفهمون من كلمة الإمام راع إلا إمامة الرجال، و الرجل راع لبيته، و زوجته تحت رعايته و قوامته.
ثم بين مجالها أنها راعية في بيت زوجها، فهي ترعى أبناءها وأبناءه، و هذا عملها الأساسي، و عملها في رئاسة الدولة أو الوزارة أو القضاء يصادم هذه الوظيفة الأساسية التي حددها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيت زوجها.
كما أن مثل هذه الأعمال غالباً ما تتصادم مع قوله تعالى للنساء: (و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، و قوله تعالى: (و إذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) [الأحزاب: 53]، هذا قاله الله في شأن أمهات المؤمنين زوجات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الطاهرات، و فيه تربية و تأديب للأمة رجالها و نسائها.
و يترتب على تولي المرأة رئاسة الدولة مفاسد:
منها: مخالطتها للوزراء و الأمراء و الجنود، فإذا شكلت وزراء و أمراء و مستشارين من الجنسين زاد الفساد و البلاء بهذا الاختلاط، لا شك في ذلك، فالمرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " ما تركت بعدي فتنة أَضر على الرجال من النساء "، و قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ محذراً هذه الأمة: " أول فتنة بني إسرائيل النساء ".
فإذا وصل الحال بالأمة إلى هذه الدرجة صار حالها أخطر من فتنة بني إسرائيل بالنساء.
ومنها: أن النساء ناقصات عقل ودين، فالمرأة تعجز غالباً عن رعاية بيت زوجها وتربية وتأديب أطفالها، و هذا أمر واقع و ملموس.
فإذا كان هذا هو حالها فكيف تسند إليها قيادة الأمة و إمامتها و تدبير شئونها الدينية و السياسية و الاجتماعية و العسكرية، هذا مما يأباه الشرع و العقل.
2 - قال الدكتور: " إن الشريعة الإسلامية ساوت بين المرأة و الرجل في عدة أمور هي أصل الخلقة و التكاليف الشرعية و العمل و طلب العلم فلم تفرق أحكام الشريعة الإسلامية بين الرجل و المرأة في العمل، و إنما يحق لكل منهما أن يعمل في أي وظيفة أو منصب طالما اتفق ذلك مع طبيعته الخاصة ".
أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- إن في هذا الكلام غموضاً و إجمالاً و خللاً، فالله لم يسوِ بين الرجل و المرأة في أصل الخلقة (و ليس الذكر كالأنثى)، و لا يجوز لها أن تلبس مثل لباس الرجل، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، و المتشبهين من الرجال بالنساء ".
فالمرأة و إن شاركت الرجل في الإنسانية فهما مفترقان في أصل الخلقة و التركيب العضوي، و هو يعترف بهذا، فقد قال: " إن عمل المرأة في الإسلام يتوقف على مدى ملاءمة و مواءمة هذا العمل لطبيعتها ومدى اتفاقه مع تكوينها و تركيبها الفسيولوجي و العضوي ".
فهذا تفريق بينها و بين الرجل في هذه الأمور و بيان للاختلاف بينهما، و لا ينكر هذه الفروق عاقل.
ب- و لم تسوِ الشريعة بين الرجل و المرأة في التكاليف الشرعية، فقد فرض الله الجهاد و الإنفاق في سبيل الله على الرجال دون النساء.
و فرض الجمعة و الجماعة على الرجال دون النساء.
و فضل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للنساء الصلاة في بيوتهن و مخادعهن مما يحقق قول الله (وقرن في بيوتكن).
و كلف الرجال بالمهور دون النساء.
و كلف الرجال بالإنفاق على الزوجات و الأولاد دون النساء.
و كلف الرجال بتأمين السكن للزوجات و الأولاد.
و جعل القوامة للرجال على النساء.
و لم تسوِ الشريعة الإسلامية بين الرجال والنساء.
بل فرقت بينهما في أمور كثيرة:
منها: الميراث للذكر مثل حظ الانثيين سواء كانت أختاً أو زوجة أو أماً.
ومنها: أن دية المرأة على النصف من دية الرجل بالإجماع.
ومنها: العقيقة، فيعق عن الغلام بشاتين و عن الجارية بشاة.
ج- و لم تساوِ الشريعة الإسلامية بين الرجال و النساء في العمل، و كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسند قيادة الجيوش و السرايا إلى الرجال دون النساء.
و كان يولي في الإمارات والقضاء الرجال دون النساء، و كان يسند جباية الزكاة من المواشي و الثمار إلى الرجال دون النساء.
و السنة هي قول النبي و فعله و تقريره، و سار على هذه السنن الرشيدة خلفاؤه الراشدون، بل و غيرهم من الخلفاء و العلماء.
د- أما طلب العلم فلها أن تطلب العلم، لكن شد الرحال في طلب العلم من خصائص الرجال، قال تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) [التوبة: 122].
فكان الرجال دون النساء في عهد رسول الله و في عهود الخلفاء و من بعدهم يشدون الرحال لطلب العلم من بلد إلى بلد و إلى بلدان.
ذلك لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تسافر فوق ثلاث إلا مع ذي محرم "، و في رواية: " أن تسافر يوماً و ليلة إلا مع ذي محرم "، و حتى الحج الذي هو ركن من أركان الإسلام لا يجب عليها أداؤه إلا إذا توفر لها المحرم.
هذا و لا يجوز اختلاط الرجال بالنساء في طلب العلم لما في ذلك من المفاسد الراجحة و الملموسة في بلدان الاختلاط.
و قول الدكتور: " و إنما يحق لكل منهما أن يعمل في أي وظيفة أو منصب طالما اتفق ذلك مع طبيعته الخاصة " يتناقض مع ما سبق من كلامه، و فصلت القول فيه على مقتضى الشريعة الإسلامية، و يتناقض مع ما سيأتي من كلامه.
3 - قالت الصحيفة: " و أوضح طنطاوي أن تولي المرأة رئاسة الدولة لا يخالف الشريعة الإسلامية؛ لأن القرآن الكريم أشاد بتولي المرأة لهذا المنصب في الآيات التي ذكرها المولى عز وجل عن ملكة سبأ، و أنه إذا كان ذلك يخالف الشريعة الإسلامية لبين القرآن الكريم ذلك في هذه القصة، و حول نص حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لن يفلح قوم و لوا أمرهم امرأة "، قال طنطاوي: إن هذا الحديث خاص بواقعة معينة و هي دولة الفرس و لم يذكره الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ على سبيل التعميم ".
أقول: إن تولي المرأة لرئاسة الدولة يخالف الشريعة الإسلامية و يخالف سنته العملية بل و القولية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كان من الشريعة الإسلامية لوجدت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد بينه بياناً شافياً، قال تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته) [المائدة: 67]، و قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ".
و قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدلهم على خير ما يعلمه لهم و أن ينذرهم شر ما يعلمه لهم ".
و لو كان تولي المرأة رئاسة الدولة والوزارة والقضاء و قيادة الجيوش من حقوق النساء لبين ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بياناً شافياً بأقواله و أفعاله، و قد تحدث عن حقوق النساء و ما يجب لهن و ما يجب عليهن، و تحدث عما يتعلق بها من الأحكام في الحيض و النفاس و الاستحاضة و ما شاكلها، فكيف لا يتحدث عن استحقاقها لرئاسة الدولة و قيادة الأمة، و هي من كبار المسائل و من الأمور العظيمة ذات الشأن التي لا يغفل عنها المسلم العادي فضلاً عن أفضل الرسل ـ عليه الصلاة و السلام ـ.
هذا و قد قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور ".
و الخلفاء الراشدون قد أسندوا أمر الخلافة و هي رئاسة الدولة إلى الرجال دون النساء.
و قد أوصى أبو بكر بالخلافة لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ، و جعل عمر الشورى بين ستة من الرجال ليختاروا واحداً منهم، و لم يجعل من بين الستة امرأة لا عائشة و لا حفصة و لا أم سلمة و لا غيرهن من الصحابيات الفاضلات، و لو كان للنساء حق لعين من النساء امرأتين أو امرأة على الأقل.
فاختار الستة واحداً منهم، و أيدهم الصحابة و التابعون، و كان عثمان قد عزم على العهد بالخلافة إلى رجل من الصحابة ألا و هو الزبير، لا إلى عائشة و لا إلى غيرها.
و بعد عثمان اختار الصحابة الموجودون في المدينة علياً.
هذا و لم يعين أحد من الخلفاء الراشدين أي امرأة للوزارة و لا للقضاء و لا لقيادة الجيوش في حروب الردة و لا في الفتوحات الإسلامية.
تالله إنه لو كان للنساء حق في هذه الأمور العظيمة أو عندهن أهلية لها لقام به الصحابة خير قيام و لا سيما الخلفاء الراشدون.
و رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمرنا باتباع سنته و سنة الخلفاء الراشدين، و من سنتهم تخصيص الرجال بهذه المناصب دون النساء، فمن قال: إن للنساء حقاً في هذه المناصب، أو قال: إن تولي المرأة لهذه المناصب لا يخالف الشريعة الإسلامية فقد قال قولاً عظيماً يجب عليه الرجوع عنه.
فقصر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الأعمال على الرجال من الشريعة الإسلامية و من سننه العملية.
و قصر الخلفاء الراشدين هذه الوظائف على الرجال من الشريعة الإسلامية و من سبيل المؤمنين.
و الله يقول: (و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيراً) [النساء: 115]، و سبيل المؤمنين هنا هو تولية هذه المناصب رئاسة الدولة و القضاء و قيادات الجيوش و سائر الأعمال التي قصرت في الشريعة على الرجال دون النساء.
فمن نادى بما يخالف سبيلهم النير و سنة نبيهم فقد عرض نفسه للوعيد و للوصف بالمشاقة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
هذا و قد قال الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
و في رواية: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".
و لا يشك عاقل أن تقرير أن رئاسة الدولة أو غيرها من المناصب التي قصرها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ و خلفاؤه الراشدون على الرجال دون النساء لا يشك عاقل أنه حدث مخالف ما عليه أمر الرسول وخلفائه الراشدين، و ذلك مردود عند الله و عند من يعلم منهج الرسول و خلفائه الراشدين.
4 - و قوله: " لأن القرآن الكريم أشاد بتولي المرأة لهذا المنصب في الآيات التي ذكرها المولى عز وجل عن ملكة سبأ و أنه إذا كان ذلك يخالف الشريعة الإسلامية لبين القرآن الكريم ذلك في هذه القصة ".
أقول: إن القرآن الكريم ليس فيه أي إشادة بتولي المرأة لهذا المنصب (رئاسة الدولة).
(يُتْبَعُ)
(/)
و إنما جاءت قصة ملكة سبأ و قومها خلال عرض القرآن لقصة نبي الله سليمان و ما منحه الله من الملك العظيم، و بيان أن جنده يتشكل من الجن و الإنس و الطير، الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده، و منها معرفته بمنطق الطير، و منها إحضار عرش ملكة سبأ من بلدها سبأ إلى القدس في طرفة عين.
لهذا العرض السامي حول ملك هذا الرسول و معجزاته سيقت القصة، و بهذا الملك العظيم و ما فيه من معجزات كانت الإشادة.
و على كل لم تسق هذه الآيات لبيان حكم تولي المرأة لرئاسة الدولة من قريب و لا من بعيد، و لم يفهم هذا الفهم الغريب أحد من الصحابة و التابعين و أئمة الهدى و لا من أئمة التفسير و لا من غيرهم، و لو كان هذا هو مدلول الآيات الكريمات لوجدت بيان ذلك عند أئمة التفسير و غيرهم، و لنفذه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ و الصحابة و السلف.
و لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، و شر الأمور محدثاتها.
وكل خير في اتباع من سلف ** وكل شر في ابتداع من خلف
أما تخصيص الدكتور لحديث: " لن يفلح قوم و لوا أمرهم امرأة " بواقعة معينة هي دولة الفرس فمن العجائب لأنه يخالف ما فهمه الصحابي الراوي للحديث.
و من القواعد تقديم تفسير الصحابي للحديث على غيره لأنه أعلم بمراد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غيره، و لأنه يخالف القاعدة العظيمة عند العلماء و هي أن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، و قد فسرت كثير من الآيات والأحاديث بناء على هذه القاعدة المأخوذة من الكتاب و السنة.
و من هنا حمل جمهور أهل العلم الحديث على عمومه و أن المرأة لا تلي الإمارة و لا القضاء فضلاً عن رئاسة الدولة.
و عن أبي حنيفة أن المرأة تلي الحكم فيما تجوز فيه شهادة النساء، و حكى العيني في " عمدة القارىء " (4/ 204) في شرح هذا الحديث قول الجمهور بعموم الحديث، و حكى عن الطبري أنه خالف فقال: " يجوز أن تقضي المرأة فيما تقبل فيه شهادتها، قال و أطلق بعض المالكية "، كأنه يقصد في عموم الشهادات.
5 - و قالت الصحيفة: " و أضاف طنطاوي: للمرأة أن تتولى رئاسة الدولة و القاضية و الوزيرة و السفيرة و أن تصبح عضواً في المجالس التشريعية إلا أنه لا يجوز لها مطلقاً أن تتولى منصب شيخ الأزهر لأن هذا المنصب خاص بالرجال فقط لأنه يحتم على صاحبه إمامة المسلمين للصلاة و هذا لا يجوز شرعاً للمرأة ".
أقول:
أما كون المرأة تتولى رئاسة الدولة و القضاء و السفارة، فقد بينت بطلان ذلك فيما سلف من هذه المناقشة.
و أضيف هل إذا تولت المرأة رئاسة الدولة أو القضاء أو الوزارة أو السفارة هل تبقى تحت قوامة زوجها فلا تخرج من بيته و لا تسافر إلا بإذنه وو ... الخ أو تسقط هذه القوامة و يصبح زوجها تحت قوامتها؟
و هل لها إذا كانت رئيسة أن تخلو بمن تشاء الخلوة به من وزرائها و موظفيها و تسقط عنها حرمة الخلوة بالرجال؟
و إذا كانت سفيرة في بلد أجنبي بعيد فهل يسافر زوجها تبعاً لها؟ و هل لها أن تخلو بمن تشاء الخلوة به من السفراء؟
و أما كونها يصح لها أن تكون عضواً في المجالس التشريعية فمن الغرائب المحزنة، إذ عندنا في الإسلام أن التشريع من حق الله فقط و الرسول مبين ومنفذ، وقال ـ صلى الله عليه وسلمـ: " فإني لا أحل حراماً و لا أحرم حلالاً "، و الله يقول: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) [الشورى: 21].
و لا شك أن المجالس النيابية في كثير من البلدان الإسلامية تقوم في الأغلب على القوانين الأجنبية المخالفة للشريعة الإسلامية، فيجب على شيخ و مشيخة الأزهر و علماء المسلمين أن يدعوا بجد إلى إصلاح هذه المجالس، و أن يطلبوا من أهلها بجد الالتزام الكامل بالشريعة الإسلامية في كل المجالات و تطبيقها في هذه المجالات.
و أنا و غيري نريد أن نفهم هل يجوز أن تسمى هذه المجالس بالمجالس التشريعية؟ و هل لها حق في التشريع للأمة الإسلامية؟
و هل للمرأة أن تشاركهم في سن التشريعات؟ و هل لها أن تجالس رجال هذه المجالس كما تجالس زوجها و محارمها؟
لقد أخذ الله على أهل العلم ألا يقولوا على الله إلا الحق.
أما قول شيخ الأزهر: " إلا أنه لا يجوز لها مطلقاً أن تتولى منصب شيخ الأزهر ... الخ، فمن غرائب هذه الفتوى.
كيف يجيز للمرأة أن تتولى رئاسة الدولة والقضاء ... الخ و لا يحرم عليها إلا تولي منصب شيخ الأزهر.
أليس من حق رئيس الدولة أو إمامها أن يؤم الناس في صلاتهم، و كذلك القاضي من حقه أن يؤم الناس في صلاتهم، و قد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤم الناس و خلفاؤه هم الذين يؤمون الناس في صلاتهم.
و القضاة و أئمة المساجد إنما هم نواب عن ولاة الأمور.
و شيخ الأزهر إنما هو تابع لرئيس الدولة، فلرئيس الدولة أن يقر شيخ الأزهر على منصبه و إمامته في الصلاة، و له أن ينيب شخصاً آخر يصلي بالناس بدل شيخ الأزهر.
فإذا كنت ترى أن للمرأة أن تتولى رئاسة الدولة فيلزمك الاعتراف بسلطاتها الكاملة على الأزهر و منها الإمامة في الصلاة.
فإن قلت: لا، قيل لك: فإذا كانت لا تصلح لمنصب شيخ الأزهر وللصلاة بالناس فعدم صلاحيتها لرئاسة الدولة وللوزارة ... الخ من باب أولى.
فإذا رجعت عن فتواك فيما أعطيت المرأة من الصلاحيات وافقت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ و الخلفاء الراشدين و علماء الإسلام، و أخرجت نفسك من هذه الإشكالات، و أسأل الله أن يوفقك لذلك و لكل خير، إن ربي لسميع الدعاء.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
11/ 2/1429هـ.
====
في نهاية نقل هذا المقال أسأل الله أن يحفظ الشيخ ربيع بن هادي و أن يطيل في عمره و أن ينفع بعلمه الإسلام و المسلمين، آمين.
فريد المرادي (17 / صفر / 1429هـ).(/)
ما بين (لحية التيس) و (لبدة الأسد)!
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 03:29]ـ
-
((ما بين لحية التيس ولبدة الأسد))
لي صديق حليق نصحته يوماً في لحيته وذكرت له جملة من احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فدنى مني وقال لي: لو كان في الشعر خير، لما نبت اسفل، يقصد العانة، فقلت له: ممازحاً لانه تساوى عندك المكانان فقست هذا القياس!!! فقد ساويت بما شرفه الله وهو وجهك وبما امرك بستره، وفي شعر الأول امرك بتركه وفي شعر الثاني امرك بحلقه.
وقد اشتدت فترات الجهوم على اللحية من قبل كتاب واعلاميين إما انهم على النفاق اصلاً او جهلة متبعين لمنافقين ومعجبين بالغرب، فسموها مكانس و سموها لحى التيس علماً ان قياسهم بالتيس صحيح من وجه كونهم اعترفوا برجولة اصحاب اللحى وفحولتهم وبقياسهم على التيس نسوا انهم بذلك سيمثلون الطرف الآخر؟؟
ولست اتكلم عن الذين يقرون بانهم على ذنب ولكني اتكلم على من عادى سنن الأنبياء فمن قائل لحية التيس ومن قائل مكنسة ومن مصور لكاركيتور رجل يلبس اطار سيارة (كفر) قاصداً الإستهزاء والسخرية.
واللحية من صفات الرجولة، والله زين صفات الرجولة في عين المرأة وزين صفات الأنوثة في عين الرجل، و هؤلاء يقيسون الجمال بعين الرجل ففي ميزانهم ان الرجل اذا حلق اصبح اجمل، وهو فعلاً يصبح جميلاً لكن في اعين الرجال!!
وهنا سؤال طرح كثيراً وتعجب من اجوبة الناس في المنديات وفي المجالس وفي التلفاز وبين المثقفين وهو من اجمل الرجل ام المرأة؟ فمن قائل الرجل ويسرد الأدلة في ذلك، ومن قائل المرأة، والصواب ان كلا منهما اجمل في نظر الآخر قال الله: لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم، وهنا يتبين ان الجمال شيء نسبي يختلف من جنس الى جنس ومن شخص إلى شخص حسب الغريزة والفطرة والأمزجة.
(وما من نبي حلق لحيته) فادم ونوح وعيسى وموسى وهارون وغيرهم من الأنبياء ورد ذكر لحاهم وصفاتها في نصوص من السنة.
ومن استهزئ بشيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومن سنن المرسلين فقد كفر لقوله تعالى في سورة التوبة (قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزؤن) فهذه الآية حوت كفر المستزئ بكل الشريعة أو بعضها فمن استهزئ بآية او سنة عالماً انها من الشريعة يكفر ويؤيد ذلك سبب نزول الآية.
واللحية من سنن الفطرة رواه مسلم وروى البخاري: قال خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوراب وعند مسلم عن ابي هريرة: خالفوا المجوس، وعند الترميذي و ابي داوود امر باعفاء اللحية وقد وردت الفاظ كثيرة تدل على وجوب اعفاء اللحية مثل: فروا اللحى، اعفوا اللحى، ارخوا اللحى، ارجئوا اللحى وفي ضبظ ارخئوا اللحى، وعن ابي داوود عن جابر كنا نعفي السبال الا في حج او عمرة، وعن الحسن البصري يؤخذ من طولها وعرضها ما لم يفحش وحديث ان النبي كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها (ضعفه) غير واحد من ائمة الحديث منهم البخاري رحمه الله، وسئل مالك عن اللحية اذا طالت الى حد الشهرة فقال: لابأس ان يأخذ منها، وقيل يجوز الأخذ مما تتاطير منها والله جميل يحب الجمال وقيل يحرم الأخذ منها مطلقا،ً
إذاَ محصل خلاف العلماء مسألة ما زاد عن القبضة، ما تطاير منها، سبال اللحية، اذا عظمت الى حد الشهرة، الأخذ في المناسك دون غيرها، شعر الوجه من غير ما نبت على الصفح وغير ذلك،
والإتفاق بين المذاهب الأربعة على انه لا يؤخذ منها فوق القبضة واختفوا فيما دون ذلك ولم يروا فسق من اخذ مما زاد عن القبضة ذلك انهم لا ينكرون فيما ساغ فيه الخلاف وكان محل نظر واجتهاد الا بالنصيحة.
ولست في هذا المقال لأقرر الراجح من اقوال العلماء بل لأبين مسألة اللحية وقدرها في الشريعة وان من استهزئ بها يكون على شفير هاوية الكفر.
وفي نهاية المطاف اليس من الأولى والأليق القياس على لبدة الأسد، كيف لا!! والأنبياء اسد الله كذلك ومحمد صلى الله عليه وسلم كذلك وصحابة رسول رب العالمين ابطال الإسلام وناصريه بنحورهم كذلك، ومن تبعهم من اسود الله من المجاهدين في سبيل الله المسطرين في التاريخ لأعظم وابهى بطولات التضحية لهذا الدين.
* تنبيه: -
ليس معنى المقال ان الذي حلق لحيته انه ليس فيه خير ولكن لو كان النبي رآه لغضب منه وقد غضب من اثنين غير المسلمين حليقين، وقال لهما من امركما بهذا قالوا: ربنا أي: الملك، فقال: اما انا فامرني ربي ان اعفي لحيتي واحف شاربي
فحباً لله ورسوله دعها طليقة.
،
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[28 - Feb-2008, صباحاً 12:25]ـ
لا يبغض سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويستهزئ بها إلا منافق ..
جزاك الله خير اخينا الفاضل ابو عمر القرشي، وجعله في موازينك الصالحة ..
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 11:56]ـ
لا يبغض سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويستهزئ بها إلا منافق ..
جزاك الله خير اخينا الفاضل ابو عمر القرشي، وجعله في موازينك الصالحة ..
من علامات اهل الكفر والنفاق الإستهزاء بالشريعة أو شيء منها
ومن امثلة ذلك ما يحدث في اعلامنا المرئي أو المقروء من بعض المقالات و الروايات،،
وجزاك الله خيراً اختي الفاضلة شذى الجنوب وبارك فيك
،،(/)
حملة مثنى وثلاث ورباع للزواج من زوجات الشهداء
ـ[ابن غرناطه]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 04:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شبكة شموخ الإسلام
مجلس شورى الشبكة
حملة مثنى وثلاث ورباع للزواج من زوجات الشهداء
بعد الاستشارة مع الادارة الكريمة إدارة شموخ الإسلام , وبعد ان منَّ الله علينا وصلينا ركعتيين استخارة , وبعد التوكل على الله , سوف نبدأ بحملة للزواج من اخواتنا زوجات الشهداء اكراما لهم وللروحهم الطاهرة الزكية التي ضحوا بها من اجل اعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ولنصرة هذا الدين الحنيف.
اهداف الحملة:
* احياء سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
* صون وحفظ اعراض اخواتنا زوجات الشهداء
* كفالة اليتم (انا وكافل اليتيم كهاتين)
* تكثير النسل (اني مباهي بكم الامم يوم القيامه)
لذا نهيب باتباع سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم, وأتمنى من الأخوة والأخوات الإهتمام بهذا الموضوع , نشره بالمنتديات , ورفعه دائما , تشجيع وحث الاخوة في العالم العربي والاسلامي , حثهم للزواج من زوجات الشهداء ,, احموا بناتنا , احفظوا أعراض أخواتكم واليتامى ,, هل هذا صعب يا أخوه الإسلام؟
ولا ننسى رسولنا عليه الصلاة والسلام فقد تزوج # من السيدة حفصة، فقد كانت متزوجة قبله من خنيس بن حذافة السهمي الذي أسلم معها وهاجر بها إلى المدينة فمات عنها (عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة أحد) متأثرا بإصابته في الغزوة (6)، وعندما انقضت عدتها عرض عمر على أبى بكر الصديق أن يزوجه ابنته حفصة، فسكت أبو بكر، مما أغضب عمر – رضي الله عنهم أجمعين – وكان عمر قد عرضها قبل ذلك على عثمان بن عفان فلم يوافق كذلك، مما أسخط الفاروق عليه كما سخط على صاحبه، فجاء عمر يشكوهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
وطيب صلى الله عليه وسلم خاطره وتزوجها تكريما لعمر، كما كرم أبا بكر من قبل وتزوج بابنته عائشة .. وكان الباعث لأبى بكر على عدم قبول الزواج من حفصة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها لنفسه، وما كان الصديق ليفشى سر رسول الله، أو يتزوج بمن عزم صلى الله عليه وسلم على الزواج منها ..
ومن المعروف أن السيدة حفصة – رضي الله عنها – لم تكن جميلة مثل عائشة أو صفية، لكنها كانت صوامة قوامة (7) تحب الله ورسوله (8)
فهل يكون الزواج في حالة السيدة عائشة والسيدة حفصة استكثارا من النساء، أو جريا وراء الشهوات؟!! أم هي ضرورات الدعوة، وجبر الخاطر، وتوكيد الروابط بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وكبار رجال الدعوة الوليدة والرأفة بزوجة شهيد – مثل حفصة – لم يكن لها من الجمال أو المال ما يغرى غيره عليه السلام بالزواج منها؟!!
إنه الرحمة المهداة، والنعمة المسداة – عليه الصلاة والسلام ..
هناك أيضا ظروف زواج الرسول الأمين من السيدة زينب بنت خزيمة الملقبة بأم المساكين – رضي الله عنها – فقد كانت زوجة لابن عمه عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف – رضي الله عنه – الذي استشهد في يوم بدر وتركها وحيدة لا عائل لها ..
فهل يكون جزاء الصحابي وابن العم الشهيد أن تترك أرملته وحدها؟!! ومن يصل الرحم، ويجازى الشهيد، ويخلفه في أهله بكل البر والخير والرحمة سوى الصادق الأمين خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم؟!!
وهل مثل هذه الزيجة يكمن خلفها أي مطمع حسي أو غيره؟! أو أنها واجب وعبء إضافي على عاتق المصطفى صلى الله عليه وسلم؟!! وقد ماتت – رضي الله عنها – بعد زواجها من الرسول بعدة أشهر.
وكذلك جاء زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة أم سلمة – رضي الله عنها – واسمها ((هند بنت سهيل بن المغيرة المخزومى .. وقد أصيب – رضي الله عنه – يوم أحد، ثم برئ الجرح بعدها بشهر .. وخرج – رضي الله عنه – في ((سرية قطن)) ثم رجع منها بعد شهر آخر، وانتقض الجرح عليه فتسبب في استشهاده – رضي الله عنه – وخلف وراءه السيدة أم سلمة وكثرة من الأطفال ..
فلما انقضت عدتها أرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها، فاعتذرت بأنها تقدمت في السن، وأنها ذات أطفال، وأنها شديدة الغيرة، فرد عليه البشير النذير: ((أما ما ذكرت من غيرتك فيذهبها الله .. وأما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك سنا ... وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله)). (9) [أي أن عيالها سوف يرعاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم]، وهذا أهم أهداف هذه الزيجة المباركة، أي كفالة هؤلاء الأيتام، فضلا عن رعاية الصحابية الجليلة بعد أن أصبحت أرملة ..
وأخيرا جاءت هذه الزيجة تكريما للزوج أبى سلمة نفسه بعه استشهاده، برعاية أرملته وأطفاله، وصلة لرحمه، فهو ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم .. فأين اتباع الشهوة في مثل هذا الارتباط بأرملة تجاوزت الخمسين وذات أطفال؟!! #
إخوتي الأحبة وأخواتي الفاضلات نظراً لظروفي قد لا أستطيع متابعة موضوع الحملة في كل المنتديات، ومن كان لديه أية إستفسارات أو إقترحات طرحها في موضوع الحملة في الشموخ فالاخوه متواجدون هناك دائماً وسيجيبون عليكم بإذن الله تعالى .. وموضوع الحملة من هنا
(حملة مثنى وثلاث ورباع للزواج من زوجات الشهداء ( http://www.shamikh.com/vb/showthread.php?t=14116))
--------------------------
# الكلام الذي بين هذه العلامة .. هو من صفحة المقالات في موقع طريق الإسلام بعنوان (زوجات النبي صل الله عليه وسلم
(6) أسد الغابة – الجزء الثاني ص 147.
(7) صوامة: كثيرة الصوم، قوامة: كثيرة القيام والعبادة ليلا.
(8) لمزيد من التفاصيل راجع سيرة ابن هاشم – السيرة النبوية للإمام الذهبي – طبقات ابن سعد – أسد الغابة.
(9) طبقات ابن سعد – الجزء الثامن ص 102 – وانظر سنن النسائي في كتاب النكاح – الجزء السادس ص 81.(/)
(الرجل والثوب الضيّق) علاج التغريبيين لعمل المرأة (الإمارات أنموذجا)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 05:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقول الحكاية الرمزية
اشترى رجلٌ ثوبًا جديدًا، فلما لبسه وجده ضيقًا عليه، ففكر في حلٍ لهذه (المشكلة)، فهداه (عقله) إلى أن يقوم برياضة شاقة يُخفف بها وزنه حتى يستطيع لبس الثوب بحرية!، فرآه (أحد الحكماء)، وقد أجهد نفسه، وأربك من حوله، فاستعلم منه، فأخبره بالمشكلة، فسخر الحكيم من حله المتكلف والغريب لهذه المشكلة، ودله على خيرٍ منه، وأيسر، وهو أن يعيد الثوب، ويشتري أو يُفصل ثوبًا مناسبًا لجسمه!
تعليق
مافعله الرجل في الحكاية الرمزية السابقة، هو نفس ماتفعله الحكومات في عالمنا الإسلامي، إلا من رحم الله، وهو نفس مايفعله التغريبيون من دعاة (الإصلاح) الكاذب. فهم بدلاً من جعل حلولهم تتوافق مع شريعة الإسلام، عكسوا الأمر، فأرادوا تطويع أحكام الشرع لتُناسب حلولهم التغريبية التي قلدوا فيها أسيادهم، دون تفكيرٍ أو روية. ولهذا أدخلوا - بحماقاتهم وتقليدهم للغرب - الأمة في منازعات، صرفتهم عن اللحاق بالأمم الأخرى، واستنفذت الجهود في صراعات مكرورة لا ثمرة منها، لو كانوا يعقلون.
مثال ذلك
ما فعله مؤلفا دراسة " الأدوار المتغيرة للمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة - دراسة تحليلية نقدية " - هداهما الله -.
- حيث قالا معترفَين (ص 155): (إن تفضيل المرأة الإماراتية للتخصص في المجال التربوي، يرجع على الأرجح إلى رغبتها في الالتحاق بعد التخرج بمجالات تتفق مع طبيعة المرأة، والنظرة المجتمعية السائدة حول عمل المرأة).
- ثم للأسف - قالا (ص 156): (ورغم هذه التحولات، إلا أننا ما نزال نجد أن القيم الثقافية والعادات، وأنماط التنشئة الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في مدى إقبالها على العمل، وتوجهاتها نحو مهن معينة دون غيرها، كما نلمس تأثير الأسرة والعادات والتقاليد في تركز نسبة الإناث المواطنات في قطاع الخدمات الحكومية، التي يرى المجتمع بأنها أعمال مناسبة للمرأة، ولا تُعرضها للاختلاط بالرجال، ولذا يمكن القول بأن المرأة الإماراتية ما تزال تواجه بعض العقبات عند اقتحامها للعمل في مهن مختلفة، خلاف المهن المعهودة، حيث تواجه بقيم ومفاهيم ثابتة سائدة تحدد للمرأة مساهمتها، وأنواع المهن التي يحق لها أن تعمل بها. ولذا، فإن بعض النساء يعشن في صراع متعدد الجوانب، صراع قيمي بين المفاهيم الموروثة التقليدية، والمفاهيم الحديثة، التي تعلي من قدر المرأة باعتبارها مؤهلة للعمل كالرجل .. )!!
تعليق
فهما - هداهما الله - جعلا من الالتزام بأحكام الشريعة (عقبات)!! أمام عمل المرأة، لهذا فلا بُد أن تُزال هذه العقبات، ويُرغم المسلمون والمسلمات على التنازل عنها! والقبول بما يخالف دينهم، وسيتبع هذا - لا شك - نزاعات وصراعات وخلافات. وكل هذا لا يهم!
وكان الأولى بهؤلاء (شرعًا) و (عقلا) و (حكمة) .. أن يُلتزم شرعُ الله في الأعمال التي تُناسب المرأة؛ بدلا من قلب القضية، ولو فعلوا، لأرضوا ربهم، ورفقوا بالمسلمين، وعلموا أن المعارضة والممانعة ليست (للعمل) نفسه، - كما يحاولون إيهامنا -، وإنما (لطبيعته) المخالفة للشرع، التي لو حُلت، لاختفت معها الممانعة.
فهل تعي هذا الحكومات، ومن معها من التغريبيين والتغريبيات؟! وأذكرهم - جميعًا - بدعوته صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا، فرفق بهم، فارفق به، ومن ولي من أمتي شيئًا، فشق عليهم، فاشقق عليه) رواه مسلم. والله الهادي ..
* المثال السابق للتوضيح، وإلا فإنك واجدٌ مثله في كل بلاد المسلمين.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 07:18]ـ
و الأمر نفسه ـ للأسف ـ يقع فيه دعاة التيسير الفقهي المعاصر!!، فكانوا ـ من حيث شعروا أم لم يشعروا ـ قنطرة إلى دعاة التغريب و الليبرالية ثم إلى أساطين العلمانية في مرحلة أخرى، هداهم الله و ألهمهم رشدهم ...
جزاكم الله خيراً ـ شيخ سليمان ـ و نفع بما كتبتم ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 08:50]ـ
فهل تعي هذا الحكومات، ومن معها من التغريبيين والتغريبيات؟! وأذكرهم - جميعًا - بدعوته صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا، فرفق بهم، فارفق به، ومن ولي من أمتي شيئًا، فشق عليهم، فاشقق عليه) رواه مسلم. والله الهادي ..
إذا كانوا تغريبيين أصلا؛ فلن يلتفتوا إلا على ما يوافق أهدافهم التغريبية.
مع الأسف، التغريبيون يخططون على المكشوف، وصوت الحق مخنوق، وسي السيد نائم في العسل!
والحمدلله أملنا في الله كبير، وما دامت الإمارات - وهي مستعمرة من قبل - لم يحقق التغريبيون جميعَ أهدافهم فيها، فبإذن الله بلادي محروسة، على الأقل حتى نموت غير مفتونين ومن بعدنا.
ولكن لا بد من التحرك ومواجهة دعوات التغريب ووأدها في مهدها قبل استفحال الأمر.
وتفقيه النساء، وتبصيرهن بأخطار تلك الدعوات على عفة المرأة ودينها، وبخاصة في (قرى) المملكة، لكن أين المشمر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 10:30]ـ
الله المستعان، أحدى كاتبات هذه (الدراسة التحليلية النقدية) قد أصبحت في الأمس القريب وزيرة دولة!!
ونظرة فاحصة لنص الكاتبين هذا (فإن بعض النساء يعشن في صراع متعدد الجوانب، صراع قيمي بين المفاهيم الموروثة التقليدية، والمفاهيم الحديثة، التي تعلي من قدر المرأة باعتبارها مؤهلة للعمل كالرجل) يعرفك بأنهم في محاولة لنصر (المفاهيم الحديثة التي تعلي من قدر المرأة)، وهذه المحاولة بالطبع تتطلب هزيمة (المفاهيم الموروثة التقليدية)!!
ـ[علي التمني]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 03:38]ـ
بسم الله
إن من حارب احكام الله ومنها حكمه في تحريم الاختلاط لحري بأن تنزل به عقوبة الله وأن يأخذه أخذ عزيز مقتدر هو ودنياه التي جعلها أحب إليه من أخراه، مع أنه يعم أنه غير مخلد في دنياه التي هي متاع الغرور.
جزاك الله خيرا أخي الشيخ سليمان.
20/ 2/1429
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 11:52]ـ
-
العقبة في رؤوسهم
وفي اخواننا من اهل الإمارات خير كثير والحمدلله رب العالمين
بارك الله فيكم
،،
ـ[المغترب]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 11:38]ـ
أحسب أن أخطر أسلوب اتخذ في الغزو الفكري التمييع الأسري كان في اختراع ما يسمى بالمجلس القومي /الأعلي/ الوطني ... إلخ المسميات للمرأة، وأن تعين حرم الحاكم الأعلى رئيسا، وتختار لها بطانة سوء تعرف كيف تمرر عن طريقها كل ما تريد، أكثر الاختراقات تمر الآن عبر بوابة هذه المجالس بجهود ومباركة السيدات الأول، لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[خالدعبدالله]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 12:51]ـ
من أمثلة التيسيرالفقهي المعاصركتاب (إفعل ولاحرج) لمؤلفه /سلمان العوده
ـ[خالدعبدالله]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 01:05]ـ
من أمثلة التيسيرالفقهي المعاصركتاب (إفعل ولاحرج) لمؤلفه /سلمان العوده(/)
.. لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا ...
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 07:40]ـ
... لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا ...
عَنْ عَائِشَةَ-رضي الله عنها- "أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ «مَنْ هَذِهِ». قَالَتْ فُلاَنَةُ. تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا. قَالَ «مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا». وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ" رواه البخاري ومسلم في الصحيح واللفظ للبخاري
وعنها- أيضا قَالَتْ: " لَمْ يَكُنِ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ «خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّتْ» وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً دَاوَمَ عَلَيْهَا" رواه البخاري ومسلم في الصحيح واللفظ للبخاري
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة لأصحابه، فضلا عمن تبعهم ومن جاء بعدهم، فكان الاعتدال والوسطية في خلقه وخلفه، مثلما كان في الدين الذي جاء به، ومثلما كان في سلوكه وعبادته؛ فقد كان يصوم ويفطر وينام ويقوم، ويأتي أهله ويجلس مع أصحابه، ويعطي كل ذي حق حقه؛ فلا يطغى شيء على شيء، بل كل شيء بمقدار واعتدال , وكان عليه السلام يحض أصحابه على الاعتدال، والوسطية وعدم تعمد المشقة في العبادة، وتكليف النفس ما لا تطيق، وأن يتقي المسلم ربه ما استطاع، فقليل مستمر خير من كثير منقطع؛ فقد نهى عن الوصال في الصيام، وزجر من اشتط وعزم على صيام الدهر، وكذا من رغب عن سنة الزواج، و من عزم على قيام الليل كله؛ فقد روى أنس - رضى الله عنه -:
(أن ثَلاَثَةَ رَهْطٍ جَاءَوا إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّى أُصَلِّى اللَّيْلَ أَبَدًا. وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ. وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّى لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّى أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّى وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِى فَلَيْسَ مِنِّى» رواه البخاري
توجيه عبارة "لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا ":
لا يترك إثابكم حتى تتركوا العمل، والإفراط في العمل ربما أدى إلى تركه.
أو لا يقطع عنكم الثواب والفضل حتى تنقطعوا عن العمل الصالح.
قال الحافظ في الفتح:
(قوله لا يمل الله حتى تملوا:
هو بفتح الميم في الموضعين والملال استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته وهو محال على الله تعالى باتفاق قال الإسماعيلي وجماعة من المحققين إنما أطلق هذا على جهة المقابلة اللفظية مجازا كما قال تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها وانظاره قال القرطبي وجه مجازه أنه تعالى لما كان يقطع ثوابه عمن يقطع العمل ملالا عبر عن ذلك بالملال من باب تسمية الشيء باسم سببه وقال الهروي معناه لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله فتزهدوا في الرغبة إليه وقال غيره معناه لا يتناهى حقه عليكم في الطاعة حتى يتناهى جهدكم وهذا كله بناء على أن حتى على بابها في انتهاء الغاية وما يترتب عليها من المفهوم وجنح بعضهم إلى تأويلها فقيل معناه لا يمل الله إذا مللتم وهو مستعمل في كلام العرب يقولون لا أفعل كذا حتى يبيض القار أو حتى يشيب الغراب ومنه قولهم في البليغ لاينقطع حتى ينقطع خصومه لأنه لو انقطع حين ينقطعون لم يكن له عليهم مزية وهذا المثال أشبه من الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
قبله لأن شيب الغراب ليس ممكنا عادة بخلاف الملل من العابد وقال المازري قيل إن حتى هنا بمعنى الواو فيكون التقدير لا يمل وتملون فنفى عنه الملل وأثبته لهم قال وقيل حتى بمعنى حين والأول أليق وأجرى على القواعد وأنه من باب المقابلة اللفظية ويؤيده ما وقع في بعض طرق حديث عائشة بلفظ اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل لكن في سنده موسى بن عبيدة وهو ضعيف وقال بن حبان في صحيحه هذا من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ للمخاطب أن يعرف القصد مما يخاطب به الا بها وهذا رأيه في جميع المتشابه.)
وقال الحافظ في الفتح أيضا:
( ... لِأَنَّ حَال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ أَكْمَلَ الْأَحْوَال، فَكَانَ لَا يَمَلّ مِنْ عِبَادَة رَبّه وَإِنْ أَضَرَّ ذَلِكَ بِبَدَنِهِ، بَلْ صَحَّ أَنَّهُ قَالَ " وَجُعِلَتْ قُرَّة عَيْنِي فِي الصَّلَاة " كَمَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث أَنَس، فَأَمَّا غَيْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا خَشِيَ الْمَلَل لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكْرِه نَفْسه، وَعَلَيْهِ يُحْمَل قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خُذُوا مِنْ الْأَعْمَال مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّه لَا يَمَلّ حَتَّى تَمَلُّوا ".)
ومما ورد في القصد والاعتدال في العبادة ما رواه عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما حيث قال:
(ذُكِرَ لَرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رِجَالٌ يَنْصِبُونَ فِى الْعِبَادَةِ مِنْ أَصْحَابِهِ نَصَباً شَدِيداً. قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «تِلْكَ ضَرَاوَةُ الإِسْلاَمِ وَشِرَتُهُ وَلِكُلِّ ضَرَاوَةٍ شِرَةٌ وَلِكُلِّ شِرَةٌ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَلأُمٍّ مَا هُوَ وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى مَعَاصِى اللَّهِ فَذَلِكَ الْهَالِكُ») حسنه الإمام الألباني في الصحيحة في تخريج حديث رقم 2850
فَلِأَمٍّ:أي قصد الطريق المستقيم. انظر " النهاية ". اهـ.
وفي معناه حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- قال:
(إن للإسلام شرة،وإن لكل شرة فترة، فإن [كان] صاحبها سدد وقارب فارجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا ترجوه) (الصحيحة برقم 2850)
وفي رواية الترمذي: (إن لكل شىء شرة)
وقال الترمذي عقب الحديث السابق: وقد [روي] عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال) بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ) أورده الألباني وسكت عنه في صحيح سنن الترمذي: 2453
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجَالٌ يَجْتَهِدُونَ فِي الْعِبَادَةِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا فَقَالَ تِلْكَ ضَرَاوَةُ الْإِسْلَامِ وَشِرَّتُهُ وَلِكُلِّ ضَرَاوَةٍ شِرَّةٌ وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى اقْتِصَادٍ وَسُنَّةٍ فَلِأَمٍّ مَا هُوَ وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْمَعَاصِي فَذَلِكَ الْهَالِكُ" (رواه أحمد في المسند 6539) قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح لغيره , وهذا إسناد حسن.
ندم عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- على ما كلف نفسه من زيادة في العبادة شقت عليه عندما تقدم في السن:
روى البخاري في صحيحه قال:
(حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَنْكَحَنِى أَبِى امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا فَتَقُولُ نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُذْ أَتَيْنَاهُ فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ذَكَرَ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «الْقَنِى بِهِ». فَلَقِيتُهُ بَعْدُ فَقَالَ «كَيْفَ تَصُومُ». قَالَ كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ «وَكَيْفَ تَخْتِمُ». قَالَ كُلَّ لَيْلَةً. قَالَ «صُمْ فِى كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةً وَاقْرَإِ الْقُرْآنَ فِى كُلِّ شَهْرٍ». قَالَ قُلْتُ أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ «صُمْ ثَلاَثَةَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيَّامٍ فِى الْجُمُعَةِ». قُلْتُ أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ «أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ وَصُمْ يَوْمًا». قَالَ قُلْتُ أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ «صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمِ دَاوُدَ صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ وَاقْرَأْ فِى كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً».
فَلَيْتَنِى قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَذَاكَ أَنِّى كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ مِنَ الْقُرْآنِ بِالنَّهَارِ وَالَّذِى يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ مِنَ النَّهَارِ لِيَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى أَفْطَرَ أَيَّامًا وَأَحْصَى وَصَامَ مِثْلَهُنَّ كَرَاهِيةَ أَنْ يَتْرُكَ شَيْئًا فَارَقَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِى ثَلاَثٍ وَفِى خَمْسٍ وَأَكْثَرُهُمْ عَلَى سَبْعٍ.)
قال الحافظ في الفتح:
"قَوْله: (لَمْ يَطَأ لَنَا فِرَاشًا)
أَيْ لَمْ يُضَاجِعنَا حَتَّى يَطَأ فِرَاشنَا.
قَوْله: (وَلَمْ يُفَتِّش لَنَا كَنَفًا)
هُوَ السِّتْر وَالْجَانِب، وَأَرَادَتْ بِذَلِكَ الْكِنَايَة عَنْ عَدَم جِمَاعه لَهَا.
قَوْله: (فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ)
أَيْ عَلَى عَمْرو
(ذَكَرَ ذَلِكَ للنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
وَكَأَنَّهُ تَأَنَّى فِي شَكْوَاهُ رَجَاء أَنْ يَتَدَارَك، فَلَمَّا تَمَادَى عَلَى حَاله خَشِيَ أَنْ يَلْحَقهُ إِثْم بِتَضْيِيعِ حَقّ الزَّوْجَة فَشَكَاهُ.
وعند أحمد في المسند:
عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ زَوَّجَنِي أَبِي امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيَّ جَعَلْتُ لَا أَنْحَاشُ لَهَا مِمَّا بِي مِنْ الْقُوَّةِ عَلَى الْعِبَادَةِ مِنْ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى كَنَّتِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهَا كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ قَالَتْ خَيْرَ الرِّجَالِ أَوْ كَخَيْرِ الْبُعُولَةِ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا وَلَمْ يَعْرِفْ لَنَا فِرَاشًا فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَعَذَمَنِي وَعَضَّنِي بِلِسَانِهِ فَقَالَ أَنْكَحْتُكَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ذَاتَ حَسَبٍ فَعَضَلْتَهَا وَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَانِي فَأَرْسَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي أَتَصُومُ النَّهَارَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَمَسُّ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي قَالَ اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ قُلْتُ إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ قَالَ فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ قُلْتُ إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِمَّا حُصَيْنٌ وَإِمَّا مُغِيرَةُ قَالَ فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ قَالَ ثُمَّ قَالَ صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قُلْتُ إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ قَالَ فَلَمْ يَزَلْ يَرْفَعُنِي حَتَّى قَالَ صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الصِّيَامِ وَهُوَ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ قَالَ حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةً وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً فَإِمَّا إِلَى سُنَّةٍ وَإِمَّا إِلَى بِدْعَةٍ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَقَدْ اهْتَدَى وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ قَالَ مُجَاهِدٌ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حَيْثُ ضَعُفَ وَكَبِرَ يَصُومُ الْأَيَّامَ كَذَلِكَ يَصِلُ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ لِيَتَقَوَّى بِذَلِكَ ثُمَّ يُفْطِرُ بِعَدِّ تِلْكَ الْأَيَّامِ قَالَ وَكَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ حِزْبِهِ كَذَلِكَ يَزِيدُ أَحْيَانًا وَيَنْقُصُ أَحْيَانًا غَيْرَ أَنَّهُ يُوفِي الْعَدَدَ إِمَّا فِي سَبْعٍ وَإِمَّا فِي ثَلَاثٍ قَالَ ثُمَّ كَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ لَأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ أَوْ عَدَلَ لَكِنِّي فَارَقْتُهُ عَلَى أَمْرٍ أَكْرَهُ أَنْ أُخَالِفَهُ إِلَى غَيْرِهِ (رواه أحمد في 6477) قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين
(*) الشرة: النشاط والرغبة
(*) الفترة: الكسل والضعف
قال أبو جعفر [الطبري]: (فطلبنا معنى هذه الشرة المذكورة في هذه الآثار ما هو فوجدنا بكار بن قتيبة قد حدثنا قال ثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس قال ذكر الاجتهاد فقيل تلك حدة الإسلام وشرته ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنة فقد هدي ومن كانت فترته إلى بدعة أو ضلالة فقد ضل قال أبو جعفر فوقفنا بذلك على أنها هي الحدة في الأمور التي يريدها المسلمون من أنفسهم في أعمالهم التي يتقربون بها إلى ربهم عز وجل وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب منهم فيها ما دون الحدة التي لا بد لهم من التقصير عنها والخروج منها إلى غيرها وأمرهم بالتمسك من الأعمال الصالحة بما قد يجوز دوامهم عليه ولزومهم إياه حتى يلقوا ربهم عز وجل عليه وروي عنه صلى الله عليه وسلم في كشف ذلك المعنى أنه أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل وقد ذكرنا ذلك وما قد روي في غير هذا الموضع مما قد تقدم منا في كتابنا هذا فغنينا بذلك عن إعادته والله نسأله التوفيق)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعداد:
أبي معاذ زياد محمد الجابري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 03:56]ـ
بناء على لفتة موفقة من أخ فاضل أشار فيها إلى ضرورة بيان أقوال العلماء المشهود لهم بسلامة العقيدة السلفية فيما يخص توجيه " ... لا يمل الله حتى تملوا .. " (تلميحا إلى عدم الاقتصار على كلام أمثال الحافظ المعروف بأشعريته في الصفات -مع جلالة قدرة وسعة علمه-)، فإني بادرت بتلبية رغبته – شاكرا له- ووفقني الله لهذه النقولات، راجيا أن يكتب الله الأجر لي ولكل من يساهم في هذا الأمر، وإليكم التتمة:
وفي البداية ينبغي أن يُعلم أن العلماء قد اختلفت أقوالهم بخصوص هذا الحديث، وليس الخلاف مقصورا على المؤولين، بل إن العلماء المشهود لهم بسلامة المعتقد قد اختلفت أقوالهم في تلك العبارة، إلا أن جميع الأطراف اتفقوا على تنزيه الله عن كل عيب أو نقيصة وأنه لا يجوز أن ننسب لله إلا ما يليق بجلاله وعظمته-مما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم- امتثالا لقوله تعالى: (ليس كمثله شيء)، فالكل ينفي الملل المعيب الذي يتصف به البشر عن الله جل في علاه.
فهذا ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- يقول في فتح الباري:
(وقوله " إن الله لا يمل حتى تملوا ". وفي رواية: " لا يسأم حتى تسأموا ". الملل والسآمة للعمل يوجب قطعه وتركه، فإذا سأم العبد من العمل ومله قطعه وتركه فقطع الله عنه ثواب ذلك العمل؛ فإن العبد إنما يجازى بعمله، فمن ترك عمله انقطع عنه ثوابه وأجره إذا كان قطعه لغير عذر من مرض أو سفر أو هرم.
كما قال الحسن: إن دور الجنة تبنيها الملائكة بالذكر فإذا فتر العبد انقطع الملك عن البناء فتقول له الملائكة: ما شأنك يا فلان؟ فيقول: إن صاحبي فتر، قال الحسن: أمدوهم - رحمكم الله - بالنفقة.
وأيضا - فإن دوام العمل وإيصاله ربما حصل للعبد به في عمله الماضي ما لا يحصل له فيه عند قطعه؛ فإن الله يحب مواصلة العمل ومداومته، ويجزي على دوامه ما لا يجزي على المنقطع منه.
وقد صح هذا المعنى في الدعاء وأن العبد يستجاب له ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي، فيدع الدعاء، فدل هذا على أن العبد إذا أدام الدعاء وألح فيه أجيب وإن قطعه واستحسر منع إجابته، وسمي هذا المنع من الله مللا وسآمة مقابلة للعبد على ملله وسآمته، كما قال تعالى {نسوا الله فنسيهم} [التوبة: 67] فسمى إهمالهم وتركهم نسيانا مقابلة لنسيانهم له. هذا أظهر ماقيل في هذا. ويشهد له: أنه قد روي من حديث عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اكلفوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل ".
خرجه بقي بن مخلد؛ وفي إسناده: موسى بن عبيدة.
وقد قيل: إن " حتى " هاهنا بمعنى واو العطف؛ ولكن لا يصح دعوى كون " حتى " عاطفة؛ لأنها إنما تعطف المفردات لا الجمل، هذا هو المعروف عند النحويين، وخالف فيه بعضهم. وقيل: إن " حتى " فيه بمعنى " حين "، وهذا غير معروف. وزعم ابن قتيبة أن المعنى: " لا يمل إذا مللتم "، وزعم أن هذا الاستعمال معروف في كلام العرب، وقد يقال: إن " حتى " بمعنى لام التعليل، وأن المراد أن الله لا يمل لكي تملوا أنتم من العمل. وفيه بعد - أيضا.
ولو كان كذلك لقال: حتى لا تملوا، ويكون التعليل - حينئذ - بإعلامهم بأن الله لا يمل من العطاء، فيكون إخبارهم بذلك مقتضيا لمدوامتهم على العمل وعدم مللهم وسآمتهم.
و قد يقال: إنما يدل هذا الكلام عل نسبة الملل والسآمة إلى الله بطريق مفهوم الغاية. و من يقول: إنه لا مفهوم لها فإنه يمنع من دلالة الكلام على ذلك بالكلية. ومن يقول ذلك بالمفهوم فإنه يقول: متى دل الدليل على انتفائه لم يكن مرادا من الكلام. وقد دلت الأدلة عل انتفاء النقائص والعيوب عن الله تعالى، ومن جملة ذلك: لحوق السآمة والملل له.
ولكن بعض أصحابنا ذكر أن دلالة مفهوم الغاية كالمنطوق؛ بمعنى أنه لا يجوز أن يكون ما يعد الغاية موافقا لما قبلها بمفهوم الموافقة أو غيره. فعلى قوله يتعين في هذا الحديث أحد الأجوبة المتقدمة، والله سبحانه وتعالى أعلم.)
ويقول ابن عبد البر-رحمه الله- في التمهيد (1/ 192):
(يُتْبَعُ)
(/)
( ... وأما لفظه في قوله ان الله لا يمل حتى تملوا فلفظ مخرج على مثال لفظ ومعلوم أن الله عز و جل لا يمل سواء مل الناس أو لم يملوا ولا يدخله ملال في شيء من الاشياء جل وتعالى علوا كبيرا وانما جاء لفظ هذا الحديث على المعروف من لغة العرب بانهم كانوا اذا وضعوا لفظا بازاء لفظ وقبالته جوابا له وجزاء ذكروه بمثل لفظه وان كان مخالفا له في معناه الا ترى الى قوله عز و جل (وجزاء سيئة بسيئة مثلها) وقوله فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم والجزاء لا يكون سيئة والقصاص لا يكون اعتداء لأنه حق وجب ومثل ذلك قول الله تبارك وتعالى (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) وقوله (انما نحن مستهزؤن الله يستهزىء بهم) وقوله (انهم يكيدون كيدا واكيدا كيدا) وليس من الله عز و جل هزؤ ولا مكر ولا كيد انما هو جزاء لمكرهم واستهزائهم وجزاء كيدهم فذكر الجزاء بمثل لفظ الابتداء لما وضع بحذائه وكذلك قوله صلى الله عليه و سلم ان الله لا يمل حتى تملوا أي ان من مل من عمل يعمله قطع عنه جزاؤه فاخرج لفظ قطع الجزاء بلفظ الملال اذ كان بحذائه وجوابا له.)
وقال الإمام الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 104):
(باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام من قوله فإن الله لا يمل حتى تملوا:
... فقال قائل وكيف يجوز لكم أن تقبلوا هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه إضافة الملل إلى الله تعالى في حال ما وذلك منتف عن الله وليس من صفاته فكان جوابنا له في ذلك أن الملل منتف عن الله تعالى كما ذكر وليس مما توهمه مما حمل عليه تأويل هذا الحديث كما توهم وإنما هو عند أهل العلم في اللغة على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمل الله إذا مللتم إذ كان الملل موهوما منكم وغير موهوم منه عز وجل وكان مثل ذلك الكلام الجاري على ألسن الناس عند وصفهم من يصفونه بالقوة على الكلام والبلاغة منه والبراعة به لا ينقطع فلان عن خصومة خصمه حتى ينقطع خصمه ليس يريدون بذلك أنه ينقطع بعد انقطاع خصمه لأنهم لو كانوا يريدون ذلك لم يثبتوا للذي وصفوه فضيلة إذ كان ينقطع بعقب انقطاع خصمه كما انقطع خصمه ولكنهم يريدون أنه لا ينقطع بعد انقطاع خصمه كما انقطع خصمه عنه وأنه يكون من القوة والاضطلاع بخصومته بعد انقطاع خصمه عنها كمثل ما كان عليه منها قبل انقطاع خصمه عنها فمثل ذلك والله أعلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمل الله حتى تملوا وإن الله لا يمل حتى تملوا أي إنكم قد تملون فتنقطعون والله بعد مللكم وانقطاعكم على الحال التي كان عليها قبل ذلك من انتفاء الملل والانقطاع عنه وبالله التوفيق.)
نقل البيهقي في "الأسماء والصفات- باب ما جاء في الملال "ومعلوم ما على الإمام البيهقي من كلام على موقفه من الصفات إلا أن ما يهمنا هنا هو نقله عن الإمام الخطابي حيث قال:
(قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: الْمَلالُ لا يَجُوزُ عَلَى اللهِ سُبْحَانَهُ بِحَالٍ، وَلا يَدْخُلُ فِي صِفَاتِهِ بِوَجْهٍ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لا يَتْرُكُ الثَّوَابَ وَالْجَزَاءَ عَلَى الْعَمَلِ مَا لَمْ تَتْرُكُوهُ، وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ مَلَّ شَيْئًا تَرَكَهُ، فَكُنِّيَ عَنِ التَّرْكِ بِالْمَلالِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ التَّرْكِ وَقَدْ قِيلَ: مَعْنَاهُ إِنَّهُ لا يَمَلُّ إِذَا مَلَلْتُمْ، كَقَوْلِ الشَّنْفَرَى: صَلِيَتْ مِنِّي هُذَيْلٌ بِخْرَقٍ لا يَمَلُّ الشَّرَّ حَتَّى يَمَلُّوا أَيْ: لا يَمَلُّهُ إِذَا مَلُّوهُ، وَلَوْ كَانَ الْمَعْنَى إِذَا مَلُّوا مَلَّ، لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ مَزِيَّةٌ وَفَضْلٌ، وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَتَنَاهَى حَقُّهُ عَلَيْكُمْ فِي الطَّاعَةِ، حَتَّى يَتَنَاهَى جُهْدُكُمْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَلا تَكَلَّفُوا مَا لا تُطِيقُونَهُ مِنَ الْعَمَلِ، كُنِّيَ بِالْمَلالِ عَنْهُ، لأَنَّ مِنْ تَنَاهَتْ قُوَّتُهُ فِي أَمَرٍ وَعَجَزَ عَنْ فِعْلِهِ مَلَّهُ وَتَرَكَهُ، وَأَرَادَتْ بِالدَّيْنِ الطَّاعَةَ)
وقال ابن مفلح الحنبلي (رحمه الله) في "الفروع" -باب أفضل صلاة الليل-:
(يُتْبَعُ)
(/)
( ... قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ لَا يُعَامِلُكُمْ اللَّهُ مُعَامَلَةَ الْمَالِ فَيَقْطَعُ ثَوَابَهُ وَرَحْمَتَهُ عَنْكُمْ حَتَّى تَقْطَعُوا عَمَلَكُمْ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَا يَمَلُّ إذَا مَلِلْتُمْ، كَقَوْلِهِمْ فِي الْبَلِيغِ فُلَانٌ لَا يَنْقَطِعُ حَتَّى يَنْقَطِعَ خُصُومُهُ، مَعْنَاهُ لَا يَنْقَطِعُ إذَا انْقَطَعَ خُصُومُهُ، وَإِلَّا فَلَا فَضْلَ لَهُ عَلَى غَيْرِهِ.)
الإمام إبن عثيمين يثبت صفة الملل على حسب قاعدة أهل السنة –إن كان الحديث يدل عليها-
وقال الإمام ابن عثيمين (رحمه الله) في شرح رياض الصالحين-باب الاقتصاد في الطاعة-1/ 463 - (دار الكتب العلمية-ط1):
( ... يعني أن الله عز وجل يعطيكم من الثواب بقدر عملكم، مهما داومتم، فإن الله تعالى يثيبكم عليه.
وهذا الملل الذي يفهم من ظاهر الحديث أن الله يتصف به، ليس كمللنا نحن، لأن مللنا نحن ملل تعب وكسل، وأما ملل الله عز وجل فإنه صفة يختص به جل وعلا، والله سبحانه وتعالى لا يلحقه تعب ولا يلحقه كسل، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (قّ:38) هذه السماوات العظيمة والأرض وما بينهما خلقها الله تعالى في ستة أيام: الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، قال: (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) يعني ما تعبنا بخلقها في هذه المدة الوجيزة مع عظمها.)
وفي موقع (بدعي) وجدت هذه الفتوى لابن عثيمين رحمه الله:
وقد وردت في منتدى آخر –جيد- عزاها إلى (كتاب"فتاوى العقيدة" للشيخ طبع دار الجيل بيروت، ط2 سنة 1414هـ، ص51 - 52):
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى -:
هل نفهم من حديث: "إن الله لا يمل حتى تملوا" - متفق عليه - أن الله يوصف بالملل؟ فأجاب - رحمه الله تعالى -:
(من المعلوم أن القاعدة عند أهل السنة والجماعة أننا نصف الله تبارك وتعالى بما وصف به نفسه من غير تمثيل ولا تكييف. فإذا كان هذا الحديث يدل على أن لله مللاً فإن ملل الله ليس كمثل مللنا نحن بل هو ملل ليس فيه شيء من النقص أما ملل الإنسان فإن فيه أشياء من النقص لأنه يتعب نفسياً وجسمياً مما نزل به لعدم قوة تحمله، وأما ملل الله إن كان هذا الحديث يدل عليه فإنه ملل يليق به عزّ وجل ولا يتضمن نقصاً بوجه من الوجوه. "
وفي أحد المنتديات الجيدة نقل عن الإمام ابن عثيمين:
وقد سئل: هل نثبت صفة الملل لله عز وجل؟
فأجاب بقوله: ((جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (فإن الله لا يمل حتى تملوا) فمن العلماء من قال إن هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن ملل الله ليس كملل المخلوق، إذ إن ملل المخلوق نقص، لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً.
ومن العلماء من يقول إن قوله: (لا يمل حتى تملوا) يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل فإن الله يجازيك عليه فاعمل ما بدا لك فإن الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذا فيكون المراد بالملل لازم الملل.
ومنهم من قال: إن هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقاً لأن قول القائل: لا أقوم حتى تقوم لا يستلزم قيام الثاني وهذا أيضاً (لا يمل حتى تملوا) لا يستلزم ثبوت الملل لله عز وجل. "
وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أن الله تعالى منزه عن كل صفة نقص من الملل وغيره وإذا ثبت أن هذا الحديث دليل على الملل فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق. (مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - المجلد الأول)
ووجدت في ذات المنتدى نقلا آخر عن فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله قوله:
( ... وأما الملل المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم:" اكلفوا من العلم ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا".
فالعلماء مختلفون في دلالة الحديث على إثبات الملل صفة لله تعالى، فقال بعضهم: إنه لا يدل على إثبات الملل، وأنه من جنس قول القائل: فلان لا تنقطع حجته حتى ينقطع خصمه. لا يدل على إثبات الانقطاع.
ومنهم من قال: إنه يدل على إثبات الملل، وتأوله بقطع الثواب، فمعناه أن الله لا يقطع الثواب حتى تقطعوا العمل ففسروا اللفظ بلازمه.
ويمكن أن يقال: إنه يدل على إثبات الملل صفة لله تعالى في مقابل ملل العبد من العمل بسبب تكلفه، وإشقاقه على نفسه، والملل من الشيء يتضمن كراهته، ومعلوم أن الله تعالى يحب من عباده العمل بطاعته ما لم يشقوا على أنفسهم، ويكلفوها ما لا تطيق فإنه الله يكره منهم العمل في هذه الحال، والله أعلم بالصواب)
ونقلا آخر أيضا عن سماحة الإمام محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله في " الفتاوى والرسائل " (1/ 209):
( ... فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا: من نصوص الصفات، وهذا على وجه يليق بالباري، لا نقص فيه؛ كنصوص الاستهزاء والخداع فيما يتبادر)
والله أسأل أن يجزي من نقلنا عنهم خير الجزاء، وإن كان لدى أحد من الأخوة ما يضيفه هاهنا فليتفضل وليدلي بدلوه مشكورا مأجورا إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم:
أبو معاذ زياد الجابري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 09:17]ـ
للرفع(/)
أمة الوعد الحق. (منقول)
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 09:57]ـ
أمة الوعد الحق
د. علي بن عمر بادحدح
ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجر من مكة، لكنه يحمل الأمل الذي يكسر القيود، ويتجاوز الحدود، ويخرج من ضيق ما هو فيه إلى سعة وعد الله سبحانه وتعالى، فيبشر – وهو مهاجر طريد- سراقة بن مالك بسواري كسرى وتاجه.
إنه درس عظيم حري بنا أمة الإسلام اليوم أن نقف عنده، وأن نستقي منه ونتعلم الأمل والثقة بنصر الله تعالى، لا سيما وأن في أحوال أمتنا اليوم ما أورث بعض المسلمين وهناً في النفوس، ويأساً في القلوب، وأخطر من ذلك ما وقع في الأذهان والعقول من شك في وعد الله الحق، ومن اضطراب في مسلمات وثوابت هذا الدين القطعية التي تنزلت بها الآيات القرآنية، وثبتت بها الأحاديث النبوية. فلننظر إلى هذا الوعد الحق نظر البصر والبصيرة، ولنعتقده في قلوبنا إيماناً ويقيناً، ولنلتزمه في حياتنا أقوالاً وأفعالاً وأحوالاً، ولننظر إلى ذلك في كتاب الله عز وجل، {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60]، قال القرطبي: " والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته" وجاءت هذه الآية خاتمة لسورة الروم، وأولها {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ .. } [الروم: 1 - 5]، كان الفرس أهل شرك وكفر، وكانت الروم أهل كتاب وديانة، فلما انتصر الفرس عليهم كان ذلك من أسباب فرح كفار مكة، فاستعلوا بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه، بل قال بعضهم كما انتصر أصحابنا سننتصر عليكم، فتنزل وعد الله الحق، بأن الجولة ستكون للروم على الفرس {فِي بِضْعِ سِنِينَ} غير محددة على وجه الدقة، فهل كان المؤمنون في شك من وعد الله.
كلا فقد راهن أبو بكر المشركين وضرب معهم أجلاً: فمضى الأجل، لكن أبا بكر ظل على يقينه بأن الله منجز وعده، وأمره رسول الله أن يزيد في المدة ويزيد في الرهن ففعل فانتصر الروم على الفرس (1)، وجاء ختام السورة خطاباً للرسول والمراد أمته {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60]
الأمر واضح بين، فإن الصبر معه النصر، وإن الذين يصبرون لا يعينهم على صبرهم إلا الوعد الحق.
أما الذين لا يوقنون، سواء كانوا من الكافرين والمشركين الذين يؤمنون بالأمور المادية المحسوسة، أو من أولئك الذين يهولهم تسلط الأعداء على أهل الإيمان، فيتشككون ويثبطون، ويقولون: لا أمل في النصر، ولا مخرج من هذه الأزمات.
لماذا يقولون ذلك؟
لأنهم نسوا رب الأرض والسماء، ونسوا نصر الله للرسل والأنبياء، نسوا آيات القرآن التي يتلونها، و سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء الذين نصرهم الله، رغم أن كل الأسباب كانت على غير ما يمكن أن يحقق النصر، فهل نحن في شك في دين الله {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60].
وآية أخرى جاءت في سياق مجموعة من الآيات وهي قوله تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر: 55] وحتى نرى الصورة واضحة جلية فلا بد من قراءة الآيات في السياق القرآني، قال تعالى {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (55)} [غافر: 51 - 55]، وقد يتساءل البعض أين هذا النصر في واقع أمتنا اليوم؟
والجواب: أن الأمر هنا كما قال أهل التفسير إما هو على سبيل العموم لا يتناول آحاد الأفراد. والقول الثاني وهو الأولى والأقوى والأظهر أن المقصود بالنصر هو الانتصار لهم، سواء كان ذلك في مشهدهم أو في مغيبهم أو حال حياتهم أو حتى بعد موتهم، ووعد الله لا يتخلف، ولن تجد لسنته تبديلا؟ {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [صـ: 88]، {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].
يقين لا بد أن نشيعه بين أبناء أمتنا ونواجه به أعداءنا، فنحن على الحق لا نغير ولا نبدل، ونحن في طريق النصر الذي لا يتأخر ولا يتخلف إن أدينا حقه وقمنا بواجبه.
جاءت هذه الآيات تتحدث عن مشهد القيامة {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر: 52]، في سياق الآيات التي تتحدث عن موسى عليه السلام، وكيف أهلك الله فرعون وقومه، قال أهل التفسير وفي هذا إشارة إلى بقاء القرآن وتوريثه إلى قيام الساعة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مولاه بعد أن أدى ما عليه، قال ابن كثير: "وهكذا نصر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على من خالفه وناوئه وكذبه وعاداه فجعل كلمته هي العليا، ودينه هو الظاهر على سائر الأديان، وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة النبوية وجعل له فيها أنصاراً وأعواناً" ثم ذكر نصر بدر وما مر بعد ذلك حتى قال: "ودانت له جزيرة العرب بكمالها ودخل الناس في دين الله أفواجاً" ثم قال بعد ذلك:"وقام من بعده أصحابه فبلغوا دين الله، ودعوا عباد الله إلى الله، وفتحوا البلاد والرساتيق والأقاليم والمدائن والقرى والقلوب حتى انتشرت الدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها، ثم لا يزال هذا الدين قائماً منصوراً ظاهراً إلى قيام الساعة" ولئن قيل أين هذه الصورة، مالنا لا نراها اليوم؟ فأقول: كلا، هي اليوم مرئية على أبلغ وأظهر وأوضح ما يمكن أن تكون.
أين فلسفات الشرق والغرب؟ أين الديانات التي دخل عليها التحريف؟ ما الذي ينصرها؟ قوى عسكرية؟ تسلط سياسي؟ حصار اقتصادي؟ تريد أن تدمر الإسلام في القلوب وأن تزعزع اليقين في النفوس {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]، يوم تتبعون ملة اليهود والنصارى حينئذ تكون الهزيمة، وأما يوم يقتل منا من يقتل ويحتل من أرضنا ما يحتل، ويدمر من بيوتنا ما يدمر فإن ذلك ليس هزيمة إن بقي الإيمان واليقين بالوعد الحق، والارتباط بالمنهج الحق، فإن جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة
هكذا كان الموقنون المؤمنون عبر التاريخ، فها هو ابن تيمية يجمع العلماء والأخيار لقتال التتار ويقول: "والله إنكم لمنصورون فيقولون: "قل إن شاء الله" فيقول: "إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً".
واليوم نرى صور النصر كذلك في أرض الإسراء، فها نحن نرى صوراً من بداية خريف المحتل الغاشم، فرئيس يحاكم على سقوط أخلاقي وكلهم ساقطون، وآخر يرتحل لأنه لم يحسن قتالاً ولم يحقق نصراً، وثالث يوشك أن يتردى، واضطراب وخوف وهلع.
انتصار الحق اليوم بذاتيته، وانتصار الإسلام بأحقيته، نحن ننتصر اليوم بقيمنا وأخلاقنا التي تهاوت أمامها كل القيم والأخلاق يقول الألوسي في تفسيره: "في الآيات إشارة إلى أهل الوراثة المحمدية، أهل الإرشاد بأن يصبروا على مكاره المنكرين المحجوبين الذين لا يوقنون بصدق أحوالهم ولذا يستخفون بهم، وينظرون إليهم نظرة الحقارة، ويعيرونهم وينكرون عليهم فيما يقولون ويفعلون"
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس هذا الذي نسمعه عن المرابطين في أرض الإسراء؟ يقوله فئة يصدق فيها قول الله تعالى عن المنافقين {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4]، هؤلاء المنافقون قالوا يوم الأحزاب {ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً} أما المؤمنون بالوعد الحق فماذا قالوا {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [الأحزاب: 22]، ذلك قولهم، وأما فعلهم فهو {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23]،
يوم نجدد هذه السيرة سيكون النصر أقرب مما نتصور {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]
وليس النصر مقصوراً على النصر في المعارك، فمن صور النصر الثبات على الحق والتمسك به.
أعداؤنا يريدون صرفنا عن ديننا؟ واليوم نرى إقبالا أعظم وأكثر من أبناء أمتنا نحو دينهم.
يريدون أن ينالوا من نبينا وأمتنا؟ واليوم نرى الأمة كلها تعلن النصرة لنبيها وكتاب ربها.
فالنصر آت لا محالة كما وعد الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر: 77]، وقوله {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]، وفي ذلك يقول الرازي: "غلبة الكافر على المسلم ليست بنصر، فإن النصر ما يكون عاقبته سليمة، بدليل أنه لو كانت جولة هزم فيها قوم ثم رجعوا وكروا وانتصروا فإن العاقبة لهم، وهكذا تكون العاقبة للمتقين" ونحن في مطلع هذا العام، ونحن نرى صورا من تسلط اليهود وعدوان النصارى وبغي من لا يقيم قدراً ولا شرفاً لدين الله ولا لحرماته، نحن نرى ذلك فلا يزيدنا إلا يقينا بأن وعد الله حق، ونقول كما قال الصحابة {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: 22]، ونقول للمرجفين كما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
فنحن الأمة المميزة، نحن أمة الكتاب المحفوظ الأخير، نحن أمة النبي الخاتم العظيم، نحن أمة الرسالة الخالدة إلى قيام القيامة، (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة) (2) قاله سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
----------
الهوامش:
(1) الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده. رقم الحديث: [2633] والترمذي. رقم الحديث: [3117.
(2) رواه البخاري. رقم الحديث: [827].
المصدر: موقع اسلاميات.(/)
عاااجل@ما حصل في منتدى جدة .. ؟؟ +!! +@=التغريب ((صور+ تقرير ماحصل بالداخل))
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 03:19]ـ
[لم أستطع تنزيل بعض الأمور فممكن الرجوع لمصدرها
فكرة فيلم منتدى جدة ولدت في تاكسي باريس عامان لإنتاج العمل والفكرة عمرها 13سنة
عبدالخالق الزهراني - جدة
تباينت الآراء والانطباعات حول العرض الفني الذي صاحب حفل افتتاح منتدى جدة الاقتصادي والذي كان بعنوان (ترقب الفرق) وتم عرضه في نهاية الحفل الخطابي واستمر لمدة 45دقيقة .. حيث اشار عدد من الحضور الى ان العمل كان يمثل لوحة فنية جميلة تشكلت من خلال فيلم يحتوي على مقاطع سينمائية ولوحات تحكي واقع جدة كيف كان وكيف اصبح .. وكان عرض الفيلم على إيقاعات حية لفرقة موسيقية عالمية كان يقودها المايسترو الفرنسي باتريك سويو ... وبمشاركة عارضين لألوان فلكلورية شعبية من الشباب السعوديين .. فيما كانت آراء اخرى ترى ان العمل كان طويلا اكثر مما يجب وان اللوحات والمشاهد لم تكن تعرض واقع الحياة الحقيقية في جدة لاسيما في الحقبة التاريخية الاولى حيث ظهرت المشاهد لوجوه عمالة غير سعودية غاب خلالها المواطن على شاطئ البحر وداخل الاسواق الشعبية .. وان العرض شهد حشوا فنيا غيب المضمون والهدف من العمل ...
http://www.alriyadh.com/2008/02/25/article320751.html
.
.
جريدة الوطن
عرض تجربة جمعية أصدقاء حدائق جدة أمام منتدى جدة الاقتصادي أشاد المسؤول بجمعية أصدقاء الحدائق التابعة لأمانة جدة المهندس محمد فايز بدور السيدات السعوديات اللاتي اضطلعن بدورهن كعضوات في المجتمع وتحمسن للاهتمام بالحدائق العامة وتفعيل دور القطاع الخاص بالمشاركة مع القطاع العام وخاصة البلديات المحلية لخلق مساحات خضراء لإثراء المجتمع .........
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2705&id=43634
.
سعوديات يشاركن في تنظيم معرض للمنسوجات التراثية على هامش المنتدى جدة: سامية العيسي
شاركت 7 سيدات سعوديات في تنظيم معرض للمنسوجات التراثية القديمة على هامش منتدى جدة الاقتصادي أمس, للتعريف بالتراث النسائي السعودي القديم.
وأوضحت منظمة العرض ديما السليمان لـ"الوطن" أن الفكرة بدأت منذ عشر سنوات بارتدائهن الأزياء التراثية والجلباب السعودي في أحد الملتقيات السابقة ثم بدأن في تجميع 100 قطعة ملابس نسائية قديمة من عدة مدن سعودية شملت القرى والمدن حكت في صورة جميلة عادات وتقاليد قرى ومدن وهجر المملكة.
وأضافت السليمان أن الهدف من العرض التعريف بالزي النسائي السعودي بمختلف ألوانه وأشكاله بالإضافة إلى إكسسوارات تقليدية قديمة.
واعتبرت السليمان منتدى جدة فرصة هامة لاستعراض أزياء المرأة السعودية التقليدية أمام جمهور المشاركات الحاضرات من مختلف دول العالم.
وقالت "أثرنا دهشة وإعجاب الحاضرات بتشكيلات الملبوسات التاريخية الأصلية وأنماطها المبتكرة ومهارات التطريز المتجسدة فيها مما حدا بإحدى الحاضرات وصفها بـ"أناقة القبائل".
وأسست مؤسسة (منسوجات) المسجلة بالمملكة المتحدة مجموعة من السيدات السعوديات اللاتي يجمعهن شغف المنسوجات والأزياء التراثية العربية وتسعى المؤسسة لإحياء الأزياء التي تميزت بها كل منطقة مستعينة بالأبحاث والدراسات الأكاديمية لفهم تاريخ وثقافة المنطقة ونشر الوعي بهذا التراث الفريد.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2705&id=43635
.
600 وجه نسائي يتقاسمن قصصاً صحافية وصفقات تجارية
من بينهن متطوعات وممرضات للحالات الطارئة ومسوقات
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=6&issueno=10681&article=460048&feature=
وللاستزادة في ج. الشرق الأوسط
http://www.asharqalawsat.com/sections.asp?section=6&epage=economy&apage= الاقتصاد& issueno=10681
......
.
س: هل تتوقعون أن يحدث الأيام القادمة شيء آخر؟
..
((بعد قراءتك للموضوع فقد أرفقت ملفاً بالوورد يتكلم عن منتدى جدة العام الماضي1428هـ مدعماً بالصور والمقالات والحقائق)))
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 03:50]ـ
ارحمونا الله يرحم والديكم.
أتعبتنا مثل هذه الأخبار , ولا أحد ينكر؛ إذن اتركونا نكمل نومنا في العسل.
اللهم اقبضنا إليك غير مفتونين.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 05:41]ـ
التقرير الذي عن منتدى جدة والله أعلم أنه ليس فقط لعام 1428هـ بل حتى العام الذي قبله(/)
موقع صوفي جديد فيه تلبيس شديد
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 03:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل،
كثيرة هي المواقع التي ينشرها أصحاب التخاريف و الشعوذات و الشركيات من المتصوفة وقد رأينا منها العجب العجاب.
لكنهم لا يكلون و لا يملون من طرح دجلهم بشتى الوسائل. و من وسائلهم المواقع الإلكترونية كما لا يخفى عليكم لكن من أعجب ما رأيت منهم موقعاً اسمه: ## و هذا هو رابطه: #حرره المشرف#
مليء بالشبه و الإضلال، و انظروا حفظكم الله إلى العدد المخيف من المشاركين، و الذابون عن العقيدة الصحيحة يحسبون على أصابع اليد.
فوالله إن علينا واجباً كبيراً و قد قصرنا. فعلى من عنده المقدرة على التصدي لأمثال هؤلاء الأقزام أن لا يتوانى، و أن لا نجعل تركيزنا فقط على منتدياتنا. بل علينا الحركة و التصدي للباطل.
و لا يقولن أحدكم ليس لي من العلم ما أرد به أمثال هؤلاء، فإن لم تكن من القادرين على هذا الأمر فأوص من يقدر على ذلك و لا تكن قاعداً مكتفاً يديك.
الله الله يا طلبة العلم الشرعي في الذب عن هذا الحياض. و إذا نظرتم إلى مواضيعهم المثبتة في المناظرات تمتلئون غضباً من ضعف حجة و ركاكة أسلوب و منطق.
ثم يغلقون الموضوع مباشرة بعد كذبهم حتى يُقنعوا القراء أن هذا (الوهَّابي) لم يقدر على المناظرة و المواجهة.
و أعانكم الله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 04:37]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
أرجو إرسال الرابط على الخاص.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 10:11]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
أرجو إرسال الرابط على الخاص.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 10:30]ـ
الرجاء ارسال الرابط لكي نأخذ الحذر منه
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 10:34]ـ
الشيخ سليمان شكراً لك على المرور.
وشكراً لأخوي رشيد و لامية العرب، و إن شاء الله سوف أرسله لكما الآن.(/)
(جاذبية الحب والغرائز) الشهوة، المؤثرات، الشذوذ، المرأة ...
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:47]ـ
-
1 - جاذبية الحب
2 - علاقة المؤثر بالحب
3 - العقل والغرائز
4 - الطبائع واختلافها
5 - الحكمة من وجود الشهوة في المخلوقات
6 - الشهوة بين الإنسان والحيوان
7 - العوامل الأولية للإثارة الجنسية
8 - التخمة في الشهوة
9 - جاذبية الشهوة المحرمة
10 - جاذبية الشذوذ والمثلية
11 - وسائل في مقاومة الشهوة المحرمة
12 - المذاهب والديانات بين المحرم والمباح
13 - الأمراض الوراثية في الزواج
14 - الشريعة الإسلامية وعقود انكحة المخالفين
15 - بعض المزايا في عقود انكحة الشريعة الإسلامية
16 - ملحق: الجينات الوراثية وزواج الأقارب
17 - ملحق: المرأة عند بعض الأمم والحضارات
18 - ملحق: علة تحريم الزواج من غير الكتابية وتحريم زواج المسلمة من الكتابي،،
19 - ملحق: الحكمة في تشريع التعدد
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:49]ـ
-
* جاذبية الحب
جاء في الحديث: الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
فالحب غريزة تظهر منذ الولادة والحيوانات تعرف الحب فتجدها تحب الإنسان او فصيلة اخرى من الحيوان، وبعض تلك العلاقات قائم على المصلحة مثل مصلحة الإطعام والرعاية، أما بين بني جنسها فيظهر ذلك بشكل جلي وخصوصاً في عالم الثديات، و اكثر المخلوقات يبدي شعور الحب ويعبر عنه هو الإنسان،
ومن غريزة الحب، حب المال وحب اشباع الشهوات كالطعام الشراب و النكاح وهناك حب الذات وحب السيطرة و التملك وحب الرحمة وحب العرق، وحب الإعجاب، وحب التشابه والتوافق الفكري او العقدي،،
* علاقة المؤثر بالحب
الحب إما له علاقة بمؤثر قوي او مؤثر ضعيف
- حب بمؤثر قوي
كحب المال والطعام والشهوة ويكون دافعه في العادة غريزة في الذات، وهذا النوع قائم في العادة بسبب المؤثر فمتى ضعف المؤثر يضعف الحب معه، فحب من شبع من الطعام لا يقاس على حب الجائع له، وحب الفقير للمال لا يقاس على الغني فاذا سرق الغني كان في حقه اقبح، و لا يقاس الشاب على الشيخ الكبير في اتيانه الزنى ولذلك جاء (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم اشيمط زان) وذلك لإختلاف قوة الغريزة بين المسن والشاب،،
الحب الثاني:
حب قائم بمؤثر ضعيف فالحب هو المقصود بذاته ولا يلزم من ضعف المؤثر أن يكون الحب ضعيفاً، وذلك مثل أن يحب المعلم تلميذه لنجابته، او كحب انسان لسلوكه وحسن سيرته، فهذا اخلص من الحب الأول واكمل، لأنه حب مجرد من الحاجة والمؤثر فيه ضعيف، فنجابة التلميذ لا تفيد المعلم فائدة مادية، و حسن سيرة انسان لا تفيد من احبه، فهذا ما عنيته بالمؤثر الضعيف،
وفي الزواج ما كان مقصوده مؤثر الغريزة وهو مؤثر قوي قد يفشل زواجهما لأن المؤثر يضعف بعد انقضائه، وما كان حباً لذات المحبوب كدينه او خلقه كان احرى ان يؤدم بينهما، فاذا انقضى المؤثر القوي وزال تأثيره يبقى الحب الأسمى والأوثق وإن كان مؤثره ضعيفاً،،
و الفرق بين حب الشهوة والحب الحقيقي هو ان حب الشهوة مؤقت بالشهوة وفي اوقات تظهر حقيقة ذلك الحب وهشاشته وانه قائم على اشباع الغريزة وهو حب تملكه البهائم فضلاً عن الإنسان، وجاذبية الشهوة تشعر الإنسان بالحرقة عند الفراق و تشعره بالسعادة عند التمكن من المراد وتفتر بعد ذلك، وربما يتغير الحب الى بغض لعلل مختلفة بعد قضاء الشهوة او الملل او غير ذلك،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:50]ـ
-
* العقل والغرائز:
جميع الغرائز ومنها الحب، لها تأثير على تفكير الإنسان وكلما قلت المؤثرات او ضعفت كلما كان العقل اكثر قدرة على الإدراك واتخاذ القرار، بل إن ذلك قد يؤثرعلى النظر في المسائل الفقهية او قضايا الحكم بين متخاصمين او حتى في مسائل سياسية او مؤتمرات دولية مثل تقرير الإباحية ومؤسسات الأسرة وحرية اقامة العلاقات،،
والنبي في موقف عظيم قال إني لا اصافح النساء ومن هنا يعلم امتثال النبي لشرع الله مع كونه معصوماً، وأن اولئك النساء لم يباعين الا للإسلام،،
فالعقل غريزة تؤثر عليه الغرائز الإخرى،،
(يُتْبَعُ)
(/)
و غريزة الحب كحب المال قد تؤثر على الإنسان فيظن ان المال له وهو ليس كذلك، ويظن بالآخرين السوء احياناً فيرفع امرهم للقضاء وهو المخطئ وقد حدث مثل ذلك، وربما وجدت طرفين يتنازعان ويتهم كل واحد منهما الآخر وكلاهما له وجه حق في المال، وقد تجد انساناً اميناً في المال دون العرض فيتكلم بالسوء اذا رأى من يسرق ولا يلوم نفسه!!، وقد تجد انساناً اميناً في العرض دون المال فيتكلم بالسوء اذا سمع او رأى من يأتي عرضاً ولا يلوم نفسه، وكان اختلاف ذلك لإختلاف قوة الغريزة بينهما،
والعقل غريزة تحكم تلك الغرائز فمن غلبت غرائز شهواته على عقله كان فيه شبه من البهائم ومن استسلم لغرائزه كان اضل منها سبيلاً،،
ومما يؤثر على غريزة العقل غريزة الغيرة والتي ينتج عنها الحسد والبغض في بعض الأحيان مما يدفع الشخص الى درجة اذية او قتل الطرف الذي يعتقد انه طرف منافس او قد يخطط لقتله او يساهم فيه وهذا يظهر اكثر جلاء في المجتمعات المختلطة وبين الأصدقاء، ومن هنا وغيره يتبين أن الغرائز لها قوة قد تؤثرعلى تفكير الإنسان ومنطقيته، لذلك نهي القاضي عن الحكم بين متخاصمين في حال غضبه لأنه قد يجور في حكمه، و لا يعمل بطلاق من اغلق عقله بسبب الغضب لحديث (لا طلاق في اغلاق)
،،
ومن ذلك الحب الغريزي ما يعمي بعض الآباء والأمهات عن سلبيات ابنائهم، فيرى الناس غرابة سلوك الأبناء وتساهل بعض الآباء و الأمهات خصوصاً، مع ان بعضهم ممن يوصف بأنه مثقف او متعلم او يوصف بالعقل والحكمة!، لذلك على الناصح ان يعرف نفسية الأب والأم قبل تقديم النصيحة لهم في ابنائهم، فقد تصدمهم الحقيقة المعروضة لدرجة عدم تصديقها وتقبلها ومعاداة الناصح!
والسبب هو أن غريزة حب الأبناء حجبت العقل المنطقي لهما أو اثرت على احدهما، وبعض الخلافات الأسرية بين الإخوة تنشأ من هذا الباب،،
ومن ذلك الحب الغريزي بسبب الشهوة والذي يجعل العشاق في هيام وحب يحجب عقولهم عن حقيقة كون غريزة الشهوة مؤثر قوي وأن الحب واقع بسبب هذا المؤثر،،
وغير ذلك كثير من الأمثلة التي تدل على تغالب الغرائز بعضها على بعض وتأثيرها على طريقة التفكير،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:55]ـ
-
* الطبائع واختلافها
الطبائع إما انها جبلية او تطبعية او مترددة بين الإثنين
ومنها اردي و لا ارادي فميل القلب مما لا يملكه الإنسان وكذلك الإعجاب الذي طريقه البصر، فذات وقوع البصر (لا ارادي) وصرف البصر (ارادي) وتعلق القلب وهو ما ينفذ اليه (لا ارادي)، لذلك امرنا بصرف نظر الفجأة حتى لا تستحكم الغريزة اللارادية على العقل فيقع الإنسان في المحرمات،
وتختلف الطبائع في عالم الحيوان فالأسد لا تثيره رائحة التفاح او الفواكه وإنما تثيره رائحة الطريده، والضباع تجتمع على الجيف كمائدة شهية مع نتن الرائحة!!، ولهذا وغيره فإن الأمزجة والطبائع لا تقاس على بعضها من كل وجه،،
ومن اختلاف الطبائع أن غريزة الرجل اكثر قابلية للتعدد بخلاف المرأة التي تميل في علاقتها للتوحد، ولذلك يعتقد بعض النسوة ان الخيانة أو التعدد عند الرجل ناتج عن عدم الحب لهن لأنهن يقسن على طبائعهن، مع ان ذلك قد يكون احد الأسباب، و لذلك كانت خيانة الرجل اكثر من المرأة، سواء خيانة بالنظر او تعدد العلاقة، ولطبيعة التوحد عند المرأة فإن بعضهن خيانة الزنى اهون من أن يتزوج عليها الرجل بالحلال!، وهناك عوامل غذت هذه العقيدة منها الإقتداء بالغرب الذي يمارس هذا النوع من التعدد الإباحي والذي اثر على اغلب شعوب الأرض كونهم يمتلكون الآلة الإعلامية والقوة التي جذبت بعض الناس اليهم،،
ومن اختلاف الطبائع ان الأنثى اكثر استمتاعاً من الذكر بحاسة السماع ولهذه الطبيعة تزيد معدلات خيانة الأنثى بالتحادث مع اطراف اخرى، وتكون هي السبيل الى علاقات غير شرعية، ولأن الزوج يقيس على نفسه فإنه يغفل عن هذا الجانب الذي هو حاجة عند المرأة، ولأن المرأة تقيس على نفسها فتظن ان الرجل لا يحبها لأنه لا يحادثها ويبوح بما في نفسه لها من ثناء وحب ونحوه، وما ذاك الا لإختلاف الغريزتين وقياس كل طرف على نفسه،،
وقد جعل في كل من الذكر والأنثى من الصفات ما يستميل به الآخر ويجعله جميلاً في نظره، وقد يطرح بعض الناس تساؤلاً من هو اجمل في البشر الذكر أم الأنثى ويختلفون حول ذلك والصواب أن الذكر اجمل في نظر الأنثى والأنثى اجمل في نظر الذكر،،
- الطبائع التطبيعية
تكون هذه الطبائع اظهر في الإنسان من بقية عالم الحيوان وهي الطبائع التي يتخلق الإنسان بها وفي حديث الحلم والأناة: (هل هما جبلة جبلت عليها ام خلق تخلقته) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بل هما جبلتان جبلت عليها)، و من اعتاد اطلاق النظر تطبع على الطبيعة البهيمية ومن عود نفسه على غض البصر فقد غلب عقله على طبع الجبلة الغريزية،،
والطبيعة النفسية تؤثر على الطبيعة العضوية والعكس، وما تتغذى عليه الطبيعتان يؤثر عليهما، فاذا تغذت الطبيعة البدنية على غذاء فاسد اعتل البدن وربما لحق الروح من ذلك الإعتلال، وكذلك الروح اذا غذيت بفاسد الطبائع تعتل طبيعتها وربما لحق البدن شيء من ذلك،،
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:55]ـ
-
* الحكمة من وجود الشهوة
من الحكم لوجود الشهوة في المخلوقات: النسل و المحافظة على الجنس والنوع، وحتى لا يستقل كل جنس عن الآخر ويتعامل معه على انه جنس مغاير لا حاجة له فيه،،
وعند الإنسان تكون دافعة له على اقامة علاقة مع الجنس الآخر وتدفعه للتواصل معه، وحتى تتجدد العلاقة بين الزوجين و تكون مانعاً للفرقة والطلاق الذي يهدم الأسرة لذلك جعل في الإسلام مهلة العدة،
والشهوة تؤثر على تفكير الزوجين اذا وقع الخلاف و تعيد الشوق بينهما، لذلك احتيج الى ان تكون شهوة الإنسان قوية بقدر الحاجة الى ذلك، وحتى لا يستقل كل جنس عن الآخر مما يفسد حياة البشر فيما بينهم، فمع وجود الغريزة وجد من يحمل العداء للجنس الآخر ويشن عليه الهجوم إما ابتداء او كردة فعل، فكيف اذا عدمت الغريزة بين الطرفين، ربما تتبنى بعض الجماعات مفهوم الإبادة الجماعية للجنس الآخر!!
ومن حكم وجود الشهوة زيادة النسل فقد يصاب الجنس (النوع) بفقر في العدد بسبب الكوارث او الحروب او الإستغلال مما يهدده بالإنقراض فتكون الشهوة هي الرابط بين جنسي نوع من الحيوان تدفعهما الى العلاقة للتكاثر والتناسل،،
ومما يلحظ في عالم الحيوان أنه كلما زادت خطورة الحيوان على ما حوله من الخلق بسبب ضخامته او شراسته او شراهته كلما قلت شهوته او قل اخصابه، فالأول كالفيلة والثاني كالأسود قوية الشهوة ضعيفة الإخصاب، او زيد في مدة الحمل أو يقل عدد الأجنة فالأنثى في عالم الحشرات قد تضع المئات من البيض ويقل ذلك في عالم الثديات، وهذا وغيره مما يدل على ان الله سبحانه قد خلق كل شيء بقدر حتى في شهوة الجنس كل بقدر احتياجه وفق ما تقتضيه حكمته في خلقه،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:56]ـ
-
* الشهوة بين الإنسان والحيوان
في عالم البهائم الأقوى او بلفظ ادق (المسيطر) هو الذي يظفر بالأنثى وذلك محافظة على النوع، فعادة ما تتقاتل الذكور او تكون هناك مسابقة لها قواعد تختلف من عالم الى آخر، كعالم النحل الذي تجر الملكة فيه الذكور الى خارج الخلية حتى يهلك بعضها ولا يظفر بها الا ذكر قوي فهاتان حكمتان اودعهما الله في الملكة وهي: التخلص من نهم الذكور للطعام (العسل) الذي يفنى بسبب شره الذكورمما يسبب فناء الخلية، والحكمة الثانية الظفر بالأقوى لمصلحة الحفاظ على النوع، فالمنتصر في عالم الحيوان والبهائم دلالة على خلو المخلوق من العاهات والأمراض الجينية التي قد تورث للأجيال القادمة، فالسيطرة لازمها القوة والذكاء وهذا يعني أن المسيطر هو الأصلح من غيره للحفاظ على النسل،،
أما في عالم الإنسان فهناك اعتبارات اخرى تجعل هذه القاعدة غير مناسبة من كل وجه لإختلاف طبيعته وتكوينه وحاجاته، فهناك حد مقبول من متطلبات القوة والسيطرة اذا زاد او نقص اصبح دافعاً للنفور، لكن اقوى دافع غريزي بين الذكر والأنثى هو الجمال وهو امر يختلف باختلاف الأمزجة سواء من الهيئة كالطول والقصر او اللون فهناك ابيض لكنه يكره البياض ويحب السواد أو السمرة، وهناك الأسود الذي يحب البياض لدرجة البهق، فالجمال يختلف باختلاف الأمزجة ومما جاء في ذلك: (انظر اليها فإنه آدم لكما)، وهذا سنة في النظر، فالوصف لا يكفي في اعطاء صورة للجمال المقبول عند الموصوف له، لإختلاف مزاج الواصف، وقد يكون هناك من هو موصوف بالجمال لكن هناك جزئية ينفر منها الطرف الآخر لحد عدم القدرة على تقبله مع ان الآخر جميل في الميزان العام للناس، ولذلك شرعت النظرة حتى لو ظن انه يشتهيها لأنه هو المقصود، وبعضهم منع ذلك، والصواب خلافه، والممنوع اتفاقاً قصد التلذذ،
وقمة جمال الأنثى انوثتها وعفتها، فالرجل تجذبه العفة لأنه يمقت المشاركة كطبيعة وغريزة، ومن الدوافع العقل وكذلك الدين، ومن الدوافع الحسب وهذا لا يكون في عالم الحيوان الا في بعضها بقدرتمييز السلالات، فهناك من الحيوان ما يميز السلالة وإن كانا من جنس واحد وفصيلة واحدة حتى وان تشابهت الهيئة في نظر الإنسان،
وقد رأيت بقرة هولندية رفضت ثيراناً عربية!، ورفضت الهجينة، فاقترحت أن يأتوا لها من بني جنسها فحين أتي بثور هولندي ظهر على البقرة الارتياح فقامت بوضع شفتها على شفته برهة وكأنهما يقبلان بعضهما ثم بعد ذلك تم التلقيح!!
حينها ايقنت ان هناك مؤامرة غربية على ثيراننا العربية!!،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:56]ـ
-
* العوامل الأولية للإثارة الجنسية:
الشهوة الجنسية تفاعل كيمائي يثار بطرق مختلفة باختلاف الكائن الحي
1 - النظر ومتعلقه الهيئة،
2 - الرائحة، فهناك حيوانات تكون الرائحة دلالة على فحولة عند الذكور او دلالة على استعداد وقبول عند الإناث والإنسان يتأثر بالروائح الطيبة لذلك وصفت المرأة المتطيبة خارج منزلها بالزنا لأنها وضعت ما يثير غريزة الذكور،،
3 - الملامسة والإحتكاك ولذلك حرمت المصافحة، وقد تثار الغريزة حتى بين المحارم بهذا السبب فكيف بمن دونهم؟
4 - الصوت فبعض الحيوانات تستثار بالصوت والإنسان يتأثر بالصوت من تغنج و دلال او كلمات وعبارات ومما يميز الإنسان عن عالم الحيوان هو التعبير بالحديث والكلمات،
5 - من العوامل طبيعة الرجل الخشونة والأنثى النعومة وكل يثيره ما عند الآخر ومتطلبات قدر ذلك لكل طرف تختلف باختلاف الأمزجة البشرية، وتقدير ذلك مهم لحياة سعيدة وفي العادة تكون الوسطية افضل الطبائع لكسب الطرف الآخر سواء عند الرجال او النساء، ومن المشكلات قياس متطلبات احد الجنسين على الآخر مع اختلاف الطبيعتين ففهم طبيعة الطرف الآخر جزء من حل مشكلة العلاقة بينهما،،
6 - من العوامل: الحركة، ففي بعض عالم الحيوان تدل الحركة على استعداد او نوع من المغازلة ويظهر ذلك بصورة اوضح عند الحيوانات التي تمارس التكاثر الموسمي مثل بعض الطيور، و عند البشر للحركة مدلولاتها حتى طرفة العين!
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:57]ـ
-
* التخمة في الشهوة!!
الغريزة تجوع كما تجوع المعدة، وتشبع حتى تصاب بالتخمة!!
وتمل وتتجدد، وتنشط (ينشطها الإنسان ويجددها) واستمرار اشباعها يصيبها بالتخمة، سواء اشباع النظر او الخلطة او الممارسة، لذلك يلحظ ان المجتمعات التي تنتشر فيها الإباحية تعاني من البرود وضعف الإستثارة بخلاف المجتمعات المحافظة التي يظهر فيها سرعة الإستثارة والتجاوب الغريزي،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:58]ـ
-
* جاذبية الشهوة المحرمة (خارج الزواج)
من اسبابها:
1 - اختلاف مفاهيم البشر حول التحريم وحدوده فالقناعة الشخصية كالدين والفكر والتربية والعادات تشكل هذا المفهوم فقد يرتكب المحرمات عن قناعة اباحة وقد لا تعني له المحرمات شيئاً وهي الإباحية المطلقة،
2 - عدم اهتمام الطرف الآخر واشباع رغباته،
3 - عدم توفر الطريق الصحيح بسبب زيادة كلفة الزواج او متطلبات الحياة التي فرضها الإنسان على نفسه او غير ذلك،
4 - اطلاق العنان في التفكير،
5 - الإستهانة بالمحرمات،
6 - الفراغ،
7 - عدم وجود الروادع التشريعية المناسبة،
8 - انتشار المحفزات مثل التبرج والسفور والخلطة المطلقة والإعلام المتجر بالإجساد والمراقص وغير ذلك،
9 - ضعف الوعي بخطورة المحرمات على الفرد والجماعة،
وهذه الأسباب ليست اسباب مبررة لإنتهاك المحرمات، فهي اسباب استحثاث لا اسباب تبرير، وقطع هذه الأسباب يقلل من دوافع ارتكاب المحرمات،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:59]ـ
-
* جاذبية الشذوذ والمثلية
الجاذبية المثلية خلاف الفطرة التي جبل عليها الإنسان بل حتى غالب عالم الحيوان كذلك، وللوقوع في هذه الجاذبية اسباب:
- اكتساب صفات الجنس الثاني مثل الترجل عن الإناث او التأنث عن الرجال وهذا احد اسباب لعن المتشبهات من النساء بالرجال والرجال بالنساء،
- عدم وجود المكان الصحيح لتفريغ هذه الشهوة وهذا قد يسبب انجذاب طرف لأحد مثليه لمجرد التفريغ،
- الوهم والإستسلام له، بأن طبيعته انثوية اوذكورية وهو ما يسمى بالخنوثة النفسية، التي تحاول بعض اجهزة الإعلام تقريرها ودعمها علماً ان بعض تلك الوسائل مدعومة من قبل بعض التجار الذين يتكسبون باسم الطب للقيام بعمليات تغيير الجنس!!، وقد غير كثير من الناس جنسهم في الدول التي تسمح بذلك فاكتشفوا انهم وقعوا تحت تخدير اعلامي تجاري وأن ما يعانونه من ضيق نفسي لا زال مستمراً حتى بعد تغيير الجنس وذهاب الرجولة، او ازالة الملامح الأنثوية، و ما كان مخنثاً بخلقته فهذا منه مشكل ومنه غير المشكل وهو ما تبين جنسه ولهذا حق تغيير الجنس، أما من يظهر عليه مظهر خلاف جنسه فلا يعد مبرراً لتغيير النوع مالم تتغير الآلة، واذا كانت الأنثى تسطيع ان تتطبع بطبائع الرجال وهي انثى كاملة الأنوثة وكذلك الذكر يستطيع ان يتطبع بطبائع الإناث فمن باب اولى ان يتطبع بطبع جنسه لأنه اقدر على أن يتطبع على غير جنسه، ولكن ما يحدث عند هؤلاء هو بسبب مرض فكري يمارس دور الإقناع، او نفسي يشعره بالإنتشاء بالميل لبني جنسه،،
- التأثر السلبي بأول الممارسات المثلية فبعض الناس تعلق ذاكرته بالممارسات الجنسية الأولى، وهنا يتبين اهمية اختيار الرفيق الصالح و المتابعة للإبناء عن بعد، و عدم عزل الأطفال عن الكبار عزلاً تاماً لأن ذلك قد ينقل اليهم السلوكيات السلبية، و الإنصات للطفل حتى يمكن من البوح والتعبير عن محيطه وهذا يقي من وقوعهم في ذلك اذا كان هناك بداية تحرش و تصرفات مريبة،،
- الشذوذ مع الحيوانات:
- ومن الشذوذ الميل لبعض البهائم وسبب هذا النوع من الإستثارة بين جنسين مختلفين هو تشابه الهيئة او تشابه الآلة، وقد يكون هذا احد العلل في تحريم تربية الكلاب المنزلية سواء الذكور منها والإناث، لأن ذلك انقلاب في الفطرة و يمثل خطورة نقل امراض جنسية قد لا يعرفها البشر فتنتشر بينهم، والنص على حرمة تربية الكلاب تحديداً كون الإنسان يستأنس بها فيتخذها في بيته لطباعها الإجتماعية وهي نجسة وتحمل الكثير من الطفيليات والأمراض، ونكاح البهائم محرم في ديانات الرسل منصوص على تحريمه في الديانات الثلاث، ومع ذلك فإنه منتشر في العالم الغربي بل يروج له اعلامياً!!
والشذوذ و المثلية الجنسية اذا انتشرت بقوم استغنى بعضهم عن بعض مما ينقص النسل و قد يهدم الأسر بسبب ميل العاشق للمعشوق وقد يضيع الأبناء وحتى السلوك قبل الزواج قد يؤثر عليه بعده، وتزيد نسبة الأمراض الجنسية كالإيدز والزهري وتضخم البروستاتا، وهو في حق الذكور اشد واقبح مع قبحه في حق النساء ولذلك فرق بين الذكر والأنثى في الحد والتعزير وقيل بالتفريق بين قبل الإحصان وبعده، ولهذه الأسباب وغيرها حرم ذلك في الشريعة ومنع ذلك في اغلب مذاهب البشرودياناتهم، وأول خطوة في علاج هذه المشكلة الإقتناع بأن افضل ما يكون عليه الإنسان هو ما خلقه الله عليه،،
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 06:59]ـ
* كيف يقاوم الإنسان الشهوات المحرمة؟
1 - عدم التفكير فيها فإن التفكير يستحثها، ودفع التفكير في المعشوق وتذكر مثالبه الخلقية وصرف البصر عنه وعن مخالطته، بخلاف ما كان حلالاً فلينظر ويتمتع باجمل ما فيه ويتغافل عن اقبح ما فيه،،
2 - اشغال الفراغ بما يفيد، فطول وقت الفراغ تتقلب فيه الغرائز فيتسلط على عقل الإنسان اكثرها جوعاً، فاشغال وقت الفراغ يشغل الغرائز من التأثير على الإنسان بخلاف الغرائز العضوية فإنها تجوع من حاجة البدن الذي يحتاج الى الغذاء العضوي المادي وفقد هذه الغريزة (شهوة الطعام) حالة مرضية تؤدي بالإنسان الى الوفاة، أما غريزة الجنس فلا يموت الإنسان بتركها بل هي تدفع نفسها بنفسها كما في الإحتلام،،
3 - الصوم فإن الصوم يشغل الغريزة ويدفعها، فالجوع يحرك غريزة الطعام وغريزة الطعام تؤثر على العقل فيصرف الإنتباه عن غريزة الشهوة او يقلل منها،،
4 - معرفة أن الشهوة ليست لمجرد العبث وانها خلقت لحكم عظيمة
5 - معرفة العواقب من الأمراض النفسية والجنسية والتوعية بخطورة ذلك، وهذه الأمراض مصداق حديث المصطفى ما انتشر الزنى في قوم الا سلط عليهم من الطواعين ما لم يكن في اسلافهم،،
6 - استشعار الرقابة والخشية الإلهية وهي اهم ما يعين العبد على ذلك،،
7 - تذكر انه مهما تحرز الإنسان فقد ينجب طفلاً من الحرام فليتخيل نفسه أنه ذلك الطفل المحروم من طعم الأبوة والذي يشعر باحتقار الناس له، ولتتخيل المرأة انها تلك اللقيطة التي تشعر بالاضطهاد والحنق والنقص، والذين اكثر ما يشغلهم هذا السؤال:
من هما والداي؟ او من هو أبي؟
8 - تذكر العواقب التي تنشأ بسبب الغيرة والتي قد تصل الى قتل احد الأطراف او اذيته،،
9 - ضع نفسك في مكان من تغدر به، سواء غدر النظر او الملامسة او التجسس او اتيان الفاحشة، فهل يرضى أحد ان يغدر به احد في عرضه؟، وليعلم الإنسان انه كما يمكر باعراض الناس ويتذاكى في ذلك فإن هناك من هم في دناءته ويعتقدون انهم اذكى الناس وسيتربصون بعرضه من حيث لا يعلم في اول فرصة تحين لهم، وسيصلون الى ابنائه او بناته او اخواته او محارمه كما وصل الى محارم الناس، فليس من يمكر باعراض الناس باذكى من بقية الناس، فكم من سارق سرق منه، وكم من قاتل قتل، وكم من مجرم خطط لجريمته بحرفة بالغة قبض عليه، واغلب هؤلاء لم يخطر ببالهم أن تجر الأمور على غير ظنهم وتخطيطهم، والمجتمع ما هو الا افراد فاذا صلح الأفراد صلحت المجتمعات واذا فسدوا فسد المجتمع ولحقهم من ذلك الفساد،،
10 - من اعظم الأسباب المعينة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذلك أن الإنسان الذي عود نفسه على أن يغار على محارم الله و اعراض الناس فإن ذلك مما يعينه على أن يكف نفسه عن اعراضهم، مثل أن يسمع بحفلة تقام فيها المحرمات أو يرى سلوكاً مريباً لأبناء جاره، ومن لم يكن له معرفة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستشير اهل المعرفة فيما رآه من منكر وسيعينونه في ذلك بحول الله،،
11 - اجتناب الخطوة الأولى فإن الخطوة تستجر الأخرى، والصغيرة تجر التي اكبر منها،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:00]ـ
-
* المذاهب بين المباح والمحرم في الأنكحة:
1 - مفهوم الإباحية
وعليه المجوسية المزدكية، و بعض فلاسفة اليونان ومن تبعهم من المذاهب المنتسبة للإسلام كالقرامطة الإسماعلية ومن تبعهم ممن تأثر بهم او انبثق عنهم والتي اباحت وطئ الإبنة بحجة أن من زرع زرعاً فهو احق به!!، واباحت اللواط استمداداً من بعض فلاسفة اليونان، ومن ذلك الشيوعية الإلحادية والوجودية المادية، واليهود عندهم تساهل في هذا الباب حتى اتهموا انبياء الله بالزنى فابنتا لوط اتينه بعد ان سقينه خمراً وكان له منهن ابناء! ً، وداوود زنى بزوجة احد جنوده ودبر له مكيدة حتى يتزوجها، ويهوذا ابن يعقوب زنى بزوجة ابنه المتوفى بعد ان تحجبت وظن انها زانية وحملت له توأم احدهما فارص الذي ينسب اليه المسيح في الإنجيل؟ عن طريق يوسف النجار زوج مريم قبل ان يدخل بها، وفي آخر حياة يعقوب امتدح يهوذا بأنه كالأسد و له يسجد بنو ابيه!!، وامنون ابن داوود زنى باخته!، وهكذا يصورون الأنبياء
(يُتْبَعُ)
(/)
وبيت النبوة، ولا يمنع اليهود من الزنى بغير اليهودية فالناس عندهم بمثابة البهائم و الحمير مع انهم يحرمون وطئ البهيمة!، لذلك تزدهر تجارة البغاء وافلام الخلاعة أو ما يسمونه (الأدب الإباحي) بين تجار اليهود، وفي الجاهلية كان للبغايا رايات يعرفن بها وقد تلحق القافة الإبن بالشبه، وأما نكاح الإستبضاح فاباحته اليهودية و بعض النصارى و كان في الجاهلية وله صور منها طلب الولد للعقيم وبعضهم خصه بأن يفعل ذلك من يليه من الأقارب، وكان بعض اهل الجاهلية يفعله طلباً للنجابة في الولد،،
2 - مذهب بعض الفلاسفة الشرقيين البوذيين وهؤلاء حرموا على انفسهم النساء ووافقتهم بعض الكنائس النصرانية الكاثوليكية والأرثذوكسية وشرعت الرهبانية، فعدم التسليم بالزواج اكمل للإنسان لأنه يسيطر على غرائزه و اطهر له عندهم، وتشددت في الأنكحة،،
3 - مفهوم الخليلات والأخدان
اختلفت الأمم فيه وكثير من شعوب الأرض عليه، وقد كان ذلك في الجاهلية، وعند النصارى يرتبط بخليلة واحدة قبل الزواج ولا يثرب عليهم في ذلك، إنما يثرب عندهم على معددي العلاقات في آن واحد، فهم يرون ان اباحة التعدد الذي في الإسلام من المحرمات، أما التنقل بين العشيقات من المباحات، وبعد الزواج لا يحق لهم الطلاق أما قبل الزواج فيحق لهم الإفتراق، لكن مع ذلك فإن كثير منهم يتخذ خليلات في السر بعد الزواج وذلك لوجود الملاهي الليلية و الإعلام الغربي الإباحي المحفز لتلك العلاقات، واليوم نرى بعض الكتاب العرب جراء للغرب في هذا الباب وذلك تحت نظر القانون ووزارات الإعلام العربية في كتاباتهم ورواياتهم مثل رواية بنات الرياض التي قدم لها الوزير!
4 - مفهوم التعدد،
كان التعدد في اليهودية وقبلها جائزاً ثم حرمته النصارنية وعدته من الزنى بنص انجيلي و كانت اغلب ملل الأرض تبيح التعدد وبعد ظهور الحضارة الغربية الحديثة بدأ يسوق لهذا المفهوم فسنت كثير من البلدان قوانين تحريم التعدد ولا زالت دول كثيرة واديان تبيحه وبعضها بغير حد ولا عدد، وقبل الإسلام لم يكن له حد ولا شرط، فجاء الإسلام بتحديد الزواج باربعة نسوة لا يزيد عليهن شريطة العدل بينهن، قال الفيلسوف الانجليزي سبنسر: (ان التعدد ضرورة للأمة التي يفنى رجالها في الحروب، ولم يكن لكل رجل من الباقين الا زوجة واحدة. فاذا طرأت على الأمة حال اجتاحت رجالها الحروب وبقي نساء عديدات بلا ازواج فانه ينتج عن ذلك نقص في المواليد لا محالة.
فاذا تقاتلت امتان احداهما لا تستفيد من جميع نسائها بالاستيلاء فانها لا تستطيع أن تقاوم خصيمتها التي يستولد رجالها جميع نساءها بمقتضى التعدد للزوجات.
5 - مفهوم زواج الأقارب عند الأمم والحضارات وبعض الشرائع
- اتفقت اغلب الشرائع على تحريم نكاح الأصل والفرع ..
وقد كان نكاح الأخت في عهد آدم جائزاً ثم حرم بعد انعدام الضرورة اليه، وكان هو الأصلح لضرورة حالهم، وقد ذكر ان حواء ولدت لآدم اربعين ولداً من عشرين بطناً، ولم يكن يؤثر ذلك عليهم لصحة ابدانهم من العلل الوراثية في ذلك الوقت،،
- الفراعنة كانوا يبيحون زواج الأخ من اخته وذكر ان بعض ملكات مصر تزوجن اخوانهن كالملكة المشهورة نفرتيتي،،
- عند اليهود ورد ان ابراهيم تزوج سارة وهي اخته لأبيه دون امه مع انه ورد في سفر التثنية تحريم ذلك وسبق ذكر بعض مثل هذه الصور عند اليهود،
- المزدكية متوسعون في هذا الباب كما سبق،
- الهندوس اختلفت شرائعهم في ذلك، ما بين تشدد وتراخي، وهم للتراخي في الأنكحة اقرب، كزواج الأخ من ابنة اخيه (العم والخال)، أما معاملتهم للأنثى فتتسم بالمهانة و وتقديمها قرابين للآلهة و عندهم هي من يقوم بتقديم المهر جبراً وقسراً وتجرم اذا خالفت ذلك وينزل بها عقوبات تصل الى القتل، و عجزت القوانين الهندية الحديثة من انتزاع عادة التجريم لها،،
- البوذيون يمنعون زواج الأقارب من الأخوات و ابناء العم و الخال
- عند النصارى الكاثوليك والأرثوذكس يمنعون من زواج الأقارب حتى ابناء وبنات الأعمام والأخوال بخلاف البروتستانت، وابرز ملامح الزواج تحريم التعدد بالنص الإنجيلي و تحريم الطلاق وتكلف بعضهم في الإستنباط من نص انجيلي باباحته عند الحاجة، وقال بعضهم الزواج يكون ابدياً حتى بعد موت احدهما، وعند بعضهم تحريم الزواج من الديانات الأخرى بل يشدد البعض بتحريمه من الزواج من المذاهب النصارنية الأخرى، وعند بعضهم لا بد ان يكون في كنيسة او يتم العقد قس المذهب، ويعتبرون الخطبة نصف الزواج وهذا مما يعطيهم الحق في الخروج والخلوة ببعضهم وقد قلدهم بعض المسلمين في ذلك!
- عند المسلمين المحرمات تكون بالنسب او بالسبب وهي معروفة كما جاءت في كتاب الله وسنة نبيه، وقد جاءت البحوث والدراسات من ناحية الأمراض الجينية بموافقة الشريعة الإسلامية فنكاح الدرجة الأولى يسبب الأمراض والتشوهات وتقل النسبة في درجة الأعمام و الأخوال و تكون ضئيلة في درجة ابنائهم، وتحريم الزواج من ابناء الأعمام و الأخوال فيه مشقة على اهل المدن الصغيرة و القرى، فجاءت الشريعة وسطاً بين الأمم في هذا الباب بما يتناسب مع حال البشرية، فالزواج من المحارم التي حددها الإسلام ينقل الأمراض امراض الدم الوراثية والتشوهات الخلقية، ونكاح المحارم يسبب اضطراباً في السلوك ويهدم القيم الأصلية ويحفز على العلاقات المحرمة، وفيه ظلم للأنثى لأن تشريع اباحة هذا النوع من الزيجات قد تجبر عليه من قبل العائلة،،
* الأمراض الجينية وزواج الأقارب:
تشير دراسات بعض المعاهد والجامعات الأمريكية الى ان زواج الأقارب من الدرجة الأولى تشكل خطورة بالغة كزواج الأصول من الفروع والإخوة من الأخوات وتقل النسبة في الأعمام والأخوال ويكون الخطر ضئيلاً في درجة ابناء العم والخال،
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:00]ـ
-
* الشريعة الإسلامية وعقود انكحة الآخرين المخالفة:
في الجملة اجرت الشريعة صحة عقود المخالفين اذا كانت على دياناتهم، شريطة الا يحتكموا الينا في ذلك، فتجرى انكحتهم على دينهم ويعمل بانسابهم،،
بخلاف الأمم النصرانية اليوم الذين يمنعون المسلمين من التعدد ويعدونه جريمة يحاسب عليها القانون استمداداً من الإنجيل (العهد الجديد) المحرم لذلك بخلاف ما كان عليه (العهد القديم) التوراة، ويجرمون الزواج ممن يعدوها صغيرة، ففي امريكا توجد ولاية واحدة تسمح بالزواج لمن بلغوا السادسة عشر وبقية الولايات تجرم ذلك وتسمح لمن بلغ الثامنة عشر وبعضها الى الواحدة والعشرين، فامريكا في نفسها مختلفة في تحديد سن الزواج، فكيف ببقية العالم الغربي بينما نجد من الأمم النصرانية في الشرق من يسمح لمن هم اقل من ذلك ككوريا التي تسمح بحرية العلاقة لمن يبلغ الثالثة عشر،،
فالشريعة الإسلامية من اوسع الشرائع في اجراء صحة عقود المخالفين فيما بينهم اذا كان على دينهم، بخلاف النظم الغربية الحديثه التي تجرم ذلك بل تحكم باقضية يمتد بعضها الى المؤبد!، بل الشريعة هي اوسع شريعة تتعامل بصدق ووضوح مع المخالفين بتوازن يقوم على اصل لا ضرر ولا ضرار،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:01]ـ
-
- بعض الملامح في مزايا الشريعة الإسلامية في عقود الأنكحة:
يجهل الكثير حقيقة عقد النكاح في الشريعة الإسلامية وهو اعتباره عقد كسائر العقود بين طرفين الا ان القرآن وصفه بالميثاق الغليظ، واعتبر له اركان وشروط وواجبات منها:
الإيجاب والقبول القائمة على حرية الإختيار وموافقة الطرفين، وشرط الولي وذلك لمصلحة الفتاة والخلاف مع ابي حنيفة في ذلك هو اقرب للخلاف الشكلي حيث انه رأى ان لوليها فسخ العقد عند تزوجها من غير كفء او في المخاصمة اذا نقصت عن مهر مثلها، والصحيح قول الجمهور لصحة الدليل وصراحته، ومن حق المرأة في الشريعة ان تترافع للقاضي اذا شعرت ان الولي يعضلها او يمنعها من حق مشروع، وشرط الشهود حتى لا ينكر احدهما حقوق الآخر عليه او ينكر الزوج نسبه ويتبرأ من الزواج بعد وقوعه، ومن ذلك ان يمهرها بما يتراضيا عليه، وهناك شروط تجري بالعرف والعادة، وهذه الشروط تجري في عقود الأنكحة وغيرها، كشرط الخدمة في المنزل فاذا كان من عادة مثلها ان تخدم فهو شرط في العقد لا يحتاج ان ينص عليه الزوج لأن العادة جرت به و تكسر الزوجة هذا الشرط بالنص عليه بأنها لا تخدم فاذا وافق كان ذلك لها، وقد يكون العكس بأن عادة مثلها لا تخدم فيجري الشرط على العادة ولا تنص عليه في العقد لأنه شرط جرت به العادة وللزوج ان يكسر ذلك بالنص على ان تخدم ولها ان ترفض، ويدخل في هذا الباب استقلالها بالسكن و توفير الخادمة، كل ذلك إما ان تجري به العادة او ينص في العقد اذا لم تجر به العادة من قبل الطرف الآخر، والأولى أن ينص على ما جرت به العادات المختلفة باختلاف الأماكن (عادات البلدان) و الزمان (عادات الأجيال) واختلاف احوال الناس حتى لو اتفقوا في الزمان والمكان فعادات اغنياء البلد ليست كعادة عامتهم او فقرائهم، وذلك حتى لا يقع الخلاف والتنازع كالسكنى والخدمة، فاذا اختلفوا قضي بما تجري به العادة، أما العادة التي داوم الناس عليها قديماً وحديثاً مع اختلاف بلدانهم فقد جرت مجرى الرضى بين الناس وبذلك تجري مجرى الشروط، وكذلك النفقة فهو شرط جرت به العادة وللزوجة اسقاطه عن زوجها، وكثير من قضايا العقود ومشاكلها من هذا الباب، والقاعدة تقول (العادة محكمة)، (وتجرى الشروط مجرى العقود)، وهذا باب تتغير فيه الفتوى باختلاف العادة التي جرى عليها العقد و لم تجر العادة بين الناس الا لتراضيهم عليها، والعادة انواع منها ما يعارض الشريعة كالإحتكام للقوانين العرفية وهذا لا خلاف في حرمته وهناك العادة الموافقة للشريعة وهي عادة محمودة اذا اخلصت فيها النية، وهناك العادة التي سكتت عنها الشريعة فهي من المباحات، وحرم الإسلام نكاح الشغار صيانة للحقوق النساء، وهو ما يسمى نكاح البدل وقيل بصحته اذا امهرت كل واحدة منهن مهر المثل، والصواب أن نكاح الشغار عقد بين طرفين شرطه البدل (زوجني ازوجك)، فاذا لم يكن العقد على هذه الشرط صح الزواج و لا يكفي فيه الصداق، وقد ورد في صفته (أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته وليس بينهما صداق) فالعلة الأولى شرط المبادلة، والعلة الثانية منع الصداق، وله صور مختلفة ذكرها الفقهاء، باختلاف الموليات واختلاف صور الصداق كأن يصدق احدهما مقابل بضع الآخرى او غير ذلك من الصور، ومن العلل التي حرم لأجلها الشغار انه اذا طلق احدهما مولية الآخر فربما طالب بأن يرد موليته، او طلق احدهما يقوم الآخر بتطليق الأخرى انتقاماً لموليته، وهذا من انكحة الجاهلية،
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:02]ـ
-
- حول الأمراض الوراثية وزواج الأقارب
يذكر د. محمد علي البار
يعتبر أي زواج بين الأقارب من الدرجة الأولي، أي الأب مع البنت أو الأم مع الابن (وإن علا أو نزل بالنسبة لجهة الأب أو جهة الأم)، وزواج الأخ الشقيق مع الأخت الشقيقة، زواج أقارب من الدرجة الأولي، حيث يشترك هؤلاء في نصف الموروث الجينومي. واحتمال وراثة أي جين تبلغ 50% ............ ويدخل في زواج الأقارب المحرم نكاح العم لابنة أخيه أو الخال لابنة أخته أو العكس. وهو نكاح تبيحه اليهودية والمجوسية وفرق من الهنادكة. ويشترك هؤلاء في ربع الموروث الجينومي. ونسبة الإصابة تصل إلي 5 - 10بالمئة.
كما يدخل في تعريف زواج الأقارب بنت العم وابن العم وابنة العمة والخالة والعكس. وهؤلاء يشتركون في ثمن (1/ 8) الموروث الجينومي. وتبلغ أحتمال نسبة الإصابة بالمرض الوراثي (إن وجد) 3إلي 5بالمئة. وهو ما يعرف بدرجة ابن العم الأولي.
أما إذا كان الآباء أو الأمهات هم أبناء عمومه ويحصل الزواج بين ذراريهم أي أن الشخص يتزوج من ابنة ابن عم أبيه أو أمه فإن هذه الدرجة تدخل في تعريف زواج الأقارب وهؤلاء يشتركون في 1/ 46 من الموروث الجينومي، ونسبة الإصابة بالمرض الوراثي ضئيلة، وهو ما يعرف بالدرجة الثانية من أبناء العمومة أو الخؤوله.
أما القرابة الأبعد من ذلك فلا تدخل فيما اتفق عليه باسم زواج الأقارب لأن اشتراكهم في الموروث الجينومي لا يفترق كثيراً عن بقية الأمة، وبالتالي فإن خطر الإصابة بالأمراض الوراثية يكون ضئيلاً جداً ولا يزيد عن بقية المجتمع.
وقال:
إن الأمراض الوراثية التي تورث بصفة متنحية هي التي تزداد في حالة زواج بنت العم او العمة أو الخال أو الخالة (أولاد العمومة من الدرجة الأولي) حيث أنهم يشتركون في ثُمن المخزون الوراثي (الجينومي). وبالتالي قد تزداد نسبة المواليد بأمراض وراثية من 2 أو 3 بالمئة في المجتمعات التي ليس فيها زواج أقارب إلي ما يقرب من 4 بالمئة ومع ذلك فإن هناك عوامل أخرى غير العوامل الوراثية تلعب دوراً في الإصابة بالتشوهات الخلقية وقد يكون دورها اكبر من العوامل الوراثية.
وفي بحث للدكتور سالم نجم بعنوان زواج الأقارب ايجابياته وسلبياته منشور في مجلة المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي.
وفيه دراسة عن عائلة كبيرة من مكة المكرمة على مدي أربعة اجيال بلغ عدد أفرادها 1025 شخصاً والذين استوفوا شروط الدراسة 984 فردا. وكان زواج الأقارب في الطبقتين الأولي والثانية (أبناء عمومه أو خؤوله) بنسبة 79بالمئة، والطبقتين الثالثة والرابعة بنسبة 56بالمئة.
ورغم ذلك فإن زواج الأقارب أنجب نسلا تفوق على المستوي العادي في المجتمع. ولم يكن هناك أمي في جميع أفراد هذه العائلة الكبيرة ذكوراُ وإناثا، كما كان بينهم عدد من الأدباء والعلماء والدبلوماسيين والأطباء. ولم توجد في العائلة تشوهات خلقية أو تخلف عقلي أو حالات إدمان مخدرات. ووجدت أربع حالات طلاق فقط في الدراسة كلها، وتم زواجهن ثانية من داخل الأسرة الأصلية.
وتدل بعض الدراسات الامبريقية ( Empirical studies) على أن نسبة المراضة تزداد بنسبة واحد إلي أربعة بالمئة في المجتمعات التي فيها زواج الأقارب عن تلك التي لا يتم فيها زواج أقارب.
وعند دراسة العوامل المؤثرة على وفيات الأطفال في باكستان 1990/ 1991 وجد أن العوامل الهامة المؤثرة في ذلك هي أمية الأم، عمر الأم عند الولادة أقل من 20سنة، المدة بين الحملين أقل من 18 شهراً، مستوي المعيشة. ورغم ذلك فإن زواج الأقارب كان له دور في الزيادة بالنسبة لوفيات المواليد من الشهر الأول إلي السنة الأولى.
ولابد من دراسات أوسع في هذا الميدان لمعرفة تأثير زواج الأقارب على المراضة في مختلف الأعمار.
وتوضح الدراسات انتشار زواج الأقارب في العالم الإسلامي وجنوب الهند لتصل مابين 20 و50 بالمئة من جميع عقود الزواج بينما تنخفض إلي مابين واحد وعشرة بالمئة في أمريكا الجنوبية وأسبانيا والهند والصين والتركستان (اوزبكستان وتركمانستان وقيرغيزيا وكازاخستان).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتنخفض إلي أقل من واحد بالمئة في أوربا وروسيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا. ولكن المجتمعات المهاجرة في هذه البلدان (أوربا والولايات المتحدة وأستراليا)، وخاصة من البلاد الإسلامية تشهد نسبة عالية من زواج الأقارب. وفي هذه المجتمعات تتجمع الأسر المتصلة بالنسب، ويكثر بينها زواج الأقارب، بينما يصعب على الشاب أن يتزوج خارج نطاق الأسرة الكبيرة وللمحافظة على الدين، والتقاليد، واقتصاديات الأسرة، وللتماسك والتضامن الأسري، ولإنجاح الزواج، فإن زواج الأقارب يشكل أفضل وسيلة للزواج الناجح اجتماعيا في هذه المجتمعات. ا.هـ
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:04]ـ
-
* (المرأة عند الأمم):
الحضارات القديمة تختلف عهودها وباختلاف العهود تختلف التشريعات في الحضارات التي تأتي بعدها، فبعضها قد يكون ردة فعل للحضارة السابقة، فمن افراط الى تفريط ومن تفريط الى افراط ومن استرقاق لها وجعلها رمزاً للغواية الى اتخاذها رمزاً مقدساً وآلهه كافردويت وعشتار وفينوس، ومن تشديد في امتحان العفة الى اباحية فجه، بل في العهد الواحد تتغير الشرائع من شريعة الى اخرى،،
* يذكر انه في الحضارة السومرية كان للمرأة حق التملك و وترث اذا عدم الذكور وفي بعض عهود تلك الحضارة كان للأنثى حق تعدد الأزواج،
* و في الحضارة البابلية عمل بنظام عاهرات المعابد خدمة للزوار وارضاء للآلهة، وللرجل السلطة المطلقة على المرأة،
* كان اليونان يعاملون المرأة كمتاع و جواري ولا حق لها، ولا يعتد بعقلها و لا يرون تعليمها، ومن ذلك مقولة أرسطو طاليس: (إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به)!، وللأب تزويجها من يشاء وله السلطة المطلقة عليها التي تنتقل الى الزوج بعد الزواج و في بعض عهود الإغريق الأثنية كان هناك تيار متشدد متعسف ضد المرأة في الحقوق، مع احساس مفرط بالغيرة والصاق للمرأة بالعار، ولكن كان في المقابل تيار اغريقي آخر للأنثى اليونانية الأسبرطية مناقض لتلك الفلسفة قائم على الإباحية ومتنازلاً ببعض الحقوق للأنثى،
* ومن جملة التشريع الروماني أنه لم يكن للمرأة حق التملك وهي عندهم اقل رتبة من الرجل، وتحمل اسم عائلة الزوج كما هو اليوم عند الغرب، ثم تغيرت الشرائع الرومانية وتدرجت الى الإباحية
* في عهد الفراعنة اعطيت المرأة بعض الحقوق و مع ذلك كانت تختن الأنثى بما يسمى اليوم بالختان الفرعوني باستئصال كامل البظر والشفرين محافظة على العفة، ويختار فتاة قرباناً للنيل حتى لا يفيض!
* عند اهل الصين كانت محتقرة ويجب عليها الخنوع كالأمة بحضرة السيد بل لزوجها بيعها كالجواري و لا حق لها الزواج بعد موته،
* عند فلاسفة الهندوس كانت المرأة شراً ورمزاً للغواية وتحرق بعد موت زوجها، ويتقرب بها الى بعض الأوثان والأشجار إما لدفع ضر او قرابين موسمية و كانت تعمل الأنثى كمومس في المعابد و في بعض الأحيان يتزوج العدد من الإخوة زوجة واحدة!
* عند المجوسية الزرادشتيه تمتعت ببعض الحقوق من التصرف و التملك وغير ذلك والمجوسية المزدكية قائمة على الشيوعية، وقد اختلفت الشرائع في بلاد فارس في الأنثى لقدم الحضارات فيها واختلاف العهود،،
* المرأة في اليهودية لا ترث اذا كان لأبيها بنين، وتلقى عليها تبعة الخطيئة الأولى كما عند النصارى، ويحق لليهودي الزنى بغير اليهودية لأنهم بمثابة البهائم والحمير، وليس للزوجة حق في الطلاق او الخلع و ذمتها المالية لا تعد مستقلة عن الزوج، فله ان يتصرف في مالها دون الرجوع لها،
* كانت المرأة في النصارنية احسن حالاً منها عند اليهودية ومع ذلك لم تخرج من السلطة المهيمنة للرجل فهي اصل الخطيئة ولا يحق لها ان تتحدث في الكنيسة وهي اقل منزلة من الرجل حتى انها تتبع الزوج في اسم العائلة، وقد نوقش في القرن الخامس بمؤتمر ماكون مسألة هل للمرأة روح وبحثت انسانيتها؟، وقرروا أنها خلقت لخدمة الرجل بخلاف مفهومنا انها خلقت لنسكن اليها ومفهوم المودة والرحمة، بخلاف مفهوم السيادة المطلقة عند اليهودية والنصرانية التي هي حكم الهي للرجل وعقوبة على حواء وجنسها بسبب الغواية، ولم يكن للمرأة في اوروبا أي نوع من السلطة والتصرف حتى القرن الثامن عشر في بعض بلدان اوربا، وقد تأثرت
(يُتْبَعُ)
(/)
اوروبا بالحضارة الأندلسية في هذا الجانب وغيره، فقد كانت المرأة محرومة من التعليم فيها بخلاف جيرانهم في الأندلس، ولم يكن لهن حق الترافع للقضاء ضد ازواجهن حتى القرن التاسع عشر، وامريكا قانون المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق عام 1932 م والذي اهمل حتى عام 1972 م وفي نفس العام اعطيت رسمياً حق التعليم الجامعي والتخصصي، فلم يكن قبل ذلك لها الحق رسمياً ففي عام 1890 كان نسبة الطبيبات 5 % فقط، فكانت محرومة من التعليم خصوصاً تعلم المهن الرفيعة، وعند دخول المدارس الحديثة عندنا لم تجد الأنثى ما لاقته المرأة الغربية، وسبب الثورة النسوية في الغرب كان بسبب ما تعانيه من اضطهاد بسبب تراكم حضاري وديني الا ان الرجال في ظنهم احسنوا استغلال تلك الثورة مع النظام الرأسمالي المتوافق مع الإنجيل والطفرة المالية بسبب البترول والصناعات فسخروا النساء الغربيات خدماً خارج بيوتهن وعاهرات ولليهود دور كبير في هذا المجال،،
* المرأة في الجاهلية ليس لها حق في الإرث والذكر يفضل عليها، وكانت عادة الوأد منتشرة بينهم خوفاً من العار او الفقر ويفاخرون بالذكور و يشعرون بالعار من البشارة بالأنثى وكانت تدفن من حين الولادة على شفير حفرة فاذا كانت ذكراً ابقيت واذا كانت انثى القي بها، و بعضهم يجعلها حتى تبلغ السابعة ثم يطلب من امها تزيينها حتى لا يشك بنيته وقد جهز قبرها حتى اذا جاءه قال انظري فيه فتنظر ثم يدفعها ويهيل عليها التراب، و كان بعضهم يجعل الإماء يمارسن البغاء تكسباً، وقد كان هنا للأنثى عند العرب بعض الحضور في المنتديات والمحافل، والأشعار، والقصص،،
* ثم جاء الإسلام فأوجب لها النفقة واعطاها نصف ما للذكر في الميراث ذلك لأنها لا تجب عليها النفقة بخلاف الذكر ومن العجيب الطعن في الإسلام بهذه المسألة بحجة المساواة مع ان اولئك الناقدين ومن تبعهم من جراء الغرب تكتب عندهم الوصية للكلاب ويترك الأبناء فلا تثيرهم حجة المساواة،
و هل المساواة في كل شيء عدل؟، المساواة الحقيقية هي التي تقوم على العدل لا على الصورة الشكلية للمساواة، ولقائل ان يقول لا يحق للمرأة في المال شيء لأنه مال العائلة ولأنها ينفق عليها ولا تنفق هي على غيرها، مثل اليهود فلم لا تصرف اقلام اولئك ومن تبعهم من الجراء عن ظلم المرأة عند اليهود؟، والإسلام رفع من شأن المرأة وجعل معيار الكرامة التقوى واوضح الكثير من المسائل في العلاقة بينها وبين الرجل بعد ان كانت البشرية تعيش في تخبط واختلاف حول الحقوق،،
* المرأة في القرن العشرين
اصبح اليوم مقياس السعادة للمرأة هو النمط الغربي حسبما تسوق له وسائل الإعلام التجارية، وذلك نابع عن عقدة الإعجاب بالمسيطر و الإتجار بالأجساد والا فالحقيقة هو ما تحكيه المرأة الغربية نفسها، وما تحكيه الأرقام والإحصائيات الصادرة عن مكاتب الدراسات او دوائر الشرطة وما تعانيه في دهاليز المحاكم و العنف الأسري و تكليفها ما لا تطيق والتكسب بها لكون الأنثى اكثر خضوعاً في العمل، و استغلالها جسدياً وكأنها في اسواق النخاسة، والتجارة بأعراضهن ينقلن بين احضان الرجال ويفرغون فيها شهواتهم كاحقر سلعة تتداول بينهم، حتى يجتمع عليها علناً تحت نظر القانون والنظام ونظر الشعب العشرات فيبولون عليها وتفرك ابوالهم على جسدها حسب طلب المخرج ليكون ذلك ادعى لإثارة البهائم البشرية، ويقذفون في وجهها ما يفرغونه منهم وربما تعاد اللقطات تلو اللقطات حين تقيء (تستفرغ) من قذرهم، لأنها لا بد ان تستقبل نطفهم القذرة وهي مبتهجة مبتسمة!!
(إنها الحرية)!
فتشريعات الغرب وسلوكهم مع المرأة اليوم تستمد من ارث متراكم من حضارات مختلفة اغريقية و رومانية و يهودية ونصرانية واسلامية وتمتاز دولهم عن دولنا اليوم بالتنظيم الإداري ولكن هناك الكثير من الجوانب تعاني من خلل تشريعي، و يمتاز المسلمون بالنظام التشريعي المتوافق مع الطبيعة البشرية ولكن تعاني دولهم من تخلف اداري وتنظيمي، فتعاني المرأة من صعوبة الوصول الى القضاء فقد كانت في السابق تصل الى القاضي بكل يسر وسهولة لقرب الأماكن وقلة الناس فكانت تأتي بشكواها الى النبي صلى الله عليه وسلم وتأخذ حقها إن كان لها حقاً، او يبين لها إن كانت مخطئة، وأما اليوم فمع التطور التكنولوجي واتساع الرقعة السكنية و كثرة الناس بسبب التطور الصحي و الغذائي وايجاد وسائل المواصلات السريعة لم نواكب هذا التطور بإيجاد الوسائل المناسبة التي تعين في الوصول للحقوق فيعاني الذكور والإناث على وجه الخصوصً من ضعف تعاون الأجهزة الحكومية المختلفة وتخلف نظمها الإدارية، و نعاني من ضعف اجهزة الإعلام في زرع ثقافة سليمة تجاه المرأة خصوصاً في فترة الإعجاب بالغرب و تأثر رموز السياسة والإقتصاد بالمفاهيم الغربية وإن كان هناك في هذه الفترة بوادر تصحيح و تغيير للأفضل المتوافق مع الشريعة الإسلامية، وقد يشكل البعض أن الإسلام تقصد المرأة وفرض قيوداً عليها، ولكن نجد أن الرجل كذلك عليه قيود اخرى تختلف عن المرأة او تتفق معها، فمن ذلك في باب العبادات وجوب صلاة الجماعة في غير سفر ولا مرض بخلاف الأنثى التي صلاتها في بيتها افضل من صلاتها في المسجد، وفي باب المعاملات اوجب عليه المهر للمرأة و اوجب عليه النفقة دون الأنثى، وغير ذلك من المسائل التي وضعت مراعاة لظرف كل منهما وحاله وما يصلح لمجتمعهما، وبذلك تنقض حجة من يقول أن الإسلام مايز وفرق بين الذكر والأنثى من باب المفاضلة وإنما التفريق قائم على الأصلح لحال كل منهما
ولا زالت المرأة تعاني في كثير من بقاع الأرض الإضطهاد والتمايز و الإحتقار في الشرق والغرب وحتى في بلدان العرب التي ابتعدت عن شريعة الله وجهلت كيفية تطبيق الأنظمة وضعفت عن حسن التنظيم و الإدراة،،
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:05]ـ
-
* تحريم الزواج من غير الكتابية و الكتابي من المسلمة
من حكم تحريم الزواج من غير الكتابية أن تلك الأديان الأخرى لا يؤمن عليها الإباحية و لا يؤمن على اصل دينها من التغير والتبدل حسب ما يقتضيه حكم كاهن الملة، ولا تؤمن غير الكتابية بحساب ويوم آخر، فلا يؤمن بعدها على صحة نسب ولا على حسن تربية، ولإختلاف طبيعة انكحة تلك الملل فالزوجة الغير كتابية قد يتزوج اخوها زوجة ابيه أو قد يكون لها اخٌ من اخيها وذلك بالزواج من امها، فما يتولد من ذلك النكاح يكون عماً او عمة و ابن عم لأبناء المسلم!!، ولا يصح للمسلم أن يتزوج ابنة عمه التي هي عمته، كما انها لا تتفق مع المسلم لا في شريعة ولا كتاب ولا عقيدة بخلاف الكتابية التي تتفق مع المسلم في امور كثيرة، وبعض تلك الملل تبيح السحر واباحة الزواج منهم ينشره بين المسلمين بخلاف الأديان الثلاثة التي تحرمه، وقد يتعلم الأبناء من امهم حب الأصنام والأوثان التي تعكف عليها الأم، وتغرس في انفسهم خرافات التعلق بالمواد والأشياء و الأساطير الخيالية التي تقل كثيراً عند الكتابيات،
والكتابية اكثر صيانة وامانة واقرب للإسلام شريعة فاستعدادها للحياة مع مسلم اكثر من استعداد غير الكتابية،
وأما تحريم زواج الكتابي من المسلمة فلعلل كثيرة منها زيادة نسلهم وتكثيره، و اختلاف الأحكام بيننا وبينهم كالخلطة المطلقة والتبرج او اقامة شعائر كفرية، وتساهلهم في النجاسات مما يؤثر على الصلاة وما يحتاج الى الطهارة، والمأكولات والمشروبات كطبخ لحم الخنزير له، وتحضير الخمور والمسكرات وتقديمها امام الأبناء، وعدم قدرة الزوجة من حماية اولادها من الوقوع في عشق الخليلات والأخدان، فقد تأتيها يوماً ابنتها وهي حامل من صديق لها قد هجرها!، او يكون لها ابن ادمن معاقرة الخمر والخروج مع الصديقات، مما يعرضه للأمراض الجنسية التي قد ينقلها الى داخل المنزل، وغير ذلك،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:06]ـ
-
الحكمة في تشريع التعدد
1 - الإسلام حدّ من التعدد كما في قصة غيلان حين أمره أن يبقي على أربع من عشرة نسوة كن لديه، فقبل
الإسلام لم يكن هناك حد له.
2 - ليس الإسلام وحده الذي سمح بالتعدد فبعض الديانات اليوم تسمح بالتعدد ولا يهاجم سوى الإسلام.
3 - أن حاجيات بعض الرجال النفسية والبدنية تختلف عن النساء، مما يدفع بعض الرجال حتى عند المذاهب المحرمة للتعدد إلى الوقوع في الزنا، وبينما يعتبر تعدد الزوجات جريمة يعاقب عليها في النظام المدني الغربي عملاً بالنص الإنجيلي المحرم للتعدد،،
4 - أن بعض النساء لا تستطيع الإنجاب أو تصبح غير قادرة على الإنجاب لسبب ما، فبدلاً من تطليقها أو الحاق الضرر بها كقتلها أو تهجيرها، يمكن للزوج أن يتزوج بأخرى خلافاً للديانات المحرمة لذلك والمشهور من النصرانية تحريم التعدد وتحريم الطلاق، وقد سمحت بعض الدول الغربية بالطلاق عندما رأت أنه تحصيل حاصل لحال المجتمع وأمر واقع لا بد منه بعد وقوع حوادث كثيرة من القتل والتهجير خروجاً من هذه الأزمة، ثم ما هو ذنب التي عرض عليها عارض كعدم الإنجاب أن تطلق أليس في بقائها صيانة لها إما من الفقر أو الانحراف، و حفظاً للعشرة التي بينها وبين زوجها إذا رغبا في البقاء معاً.
5 - أن النساء يطرأ عليهن طوارئ كالنفاس والحيض وبعض حالات الحمل المرضية المانعة للجماع، أو برود الاتصال وفقد الرغبة كما في بعض حالات اليأس كحالة سودة بنت زمعة رضي الله عنها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين ظن عدم رغبتها فيه فوهبت يومها لعائشة كي لا يطلقها رضي الله عن الجميع.
6 - أن ذلك يكون حلاً لبعض المجتمعات التي تكثر فيها العنوسة والجميع يعرف هذه المشكلة وأبعادها فللعانس نزعة للأمومة ورغبات بشرية كباقي البشر، مما قد يسبب الانحراف لبعضهن، والنظرة السلبية
والإيجابية لهن في أنفسهن وهي الحالة النفسية، ونظرة غيرهن فيهن تختلف باختلاف المجتمعات والثقافات والعوامل المؤثرة.
7 - يكون حلاً عند فقد عدد كبير من الرجال كنشوب حرب، فيكون من باب التكافل فيعف أرملة ويكفل يتيماً، وهذا مما يدعم الدولة في التوازن الاقتصادي في ظل تلك الظروف.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 – يكون حلاً للمجتمعات التي تصاب (بمرض فقر العدد البشري) فتكون تلك المجتمعات عرضة للفناء والإبادة عند وقوع كارثة ما، أو نشوب حرب من الحروب فتعوض تلك المجتمعات أعدادها لتصنع نوعاً
من التوازن مرة أخرى،
وللفقر مع احتمال الفناء حالتان 1 - قبل وقوع السبب 2 - بعد وقوع السبب كوقوع الكوارث. والتعدد واحد من الحلول الفعالة في علاج هذه المشكلة.
9 - أن نسبة معدلات الإناث اكثر من الذكور بمعدل 30 %،،
10 - أن التعدد ادعى لهدوء مزاجية الرجل مع المرأة وتقليص نسبة الطلاق بسبب عدم تلبية متطلبات الرجل،،
11 - أن التعدد ارحم وارفق بحال المرأة من الواجبات المختلفة التي تلزمها لزوجها فالتعدد يقلل من الإلتزامات ويخفف منها،،
فالمسألة خاضعة للمصلحة الخاصة والعامة وليست تمايزاً وتفضيلاً،،
ومما يشكل به البعض عدم مساواة الرجل بالمرأة في الزواج فأضف إلى ما سبق ما يلي:
1 - أن ذلك يؤدي إلى تسلسل الأزواج والزوجات (إشاعة النكاح) ومن الصور الحسابية لذلك: أربعة من النساء يكون لهم ستة عشر رجلاً، ورجالهن يكون لهم أربعة وستون امرأة وهكذا .. وهذا أشبه بالمذهب
الوجودي المعاصر والذي يدعوا إليه البعض لإشاعة الإباحية بين الناس.
2 - ضياع الأنساب فكيف يعرف الولد أباه من بين اربعة آباء.
3 - تهرب الآباء من مسؤولية الأبناء.
4 - ضياع التربية لدى الأبناء.
5 - الجرأة على الزنا فلن يكون احد موضع تهمة أو شك.
6 - زيادة معدل أمراض العلاقات الجنسية.
7 - وأعظم علة وسبب من كل ما سبق قوله تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ". فمن أعلم بمصالح العباد البشر المخلوقين أم الرب الخالق.
أما الغيرة وكراهية زواج الزوج من أخرى فهذا أمر فطري لم تعنيه الآية لكن الاعتراض على أمر الله هو الذي يُخشى على صاحبه، ففرق بين كراهة وقوع الشيء وكراهة الحكم نفسه، ولله الحكمة البالغة فهو أعلم بمصالح العباد من العباد فالإسلام في هذه المسألة راعى المصلحة العامة فشرع التعدد كما سبق وراعى المصلحة الخاصة بوضع حد مناسب له شريطة العدل، أما من خالف ذلك كالنصارى مثلاً فلم ينظروا إلا إلى المصلحة الخاصة ومن بعض الجوانب فقط كالمسألة العاطفية بين الزوجين والتي لا تتعارض مع التعدد كما في سيرة المصطفى عليه السلام ومن قواعد الشريعة الإسلامية في التشريع أو القضاء تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة و في مسألة التعدد يتبين مما سبق أن الإسلام راعى النظر في المصلحة العامة والخاصة للرجل والمرأة والمجتمع كله.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
-(/)
تقسيم الدين إلى أصل وفرع
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:12]ـ
بحث في غاية الأهمية للشيخ أبي عبدالرحمن باشا يكشف اللبس في هذه المسألة العظيمة
تقسيم الدين إلى أصل وفرع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:.
فهذا التقسيم قد جنيّ عليه من كثير من الناس على اختلاف مشاربهم ومآخذهم.
- فمنهم من أثبته على وجه باطل وباصطلاح عصري فيقول الدين ينقسم إلى قشر و لباب وهو لم يذهب إلى هذا التقسيم إلا ليلوذ به عند مطالبته الالتزام بأحكام الشرع وبمقتضى قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة .. " الآية وتلقف هذا التقسيم بعض المثقفين والعلمانيين والمنافقين فتجده حليق اللحية مسبل ثيابه لا يلتزم الهدي الظاهر زوجته سافرة والدش يعلوا بيته والصور والتماثيل تملأ أركان حجرته فإذا أمرته بالتزام الشرع قال يا أخي دعك من القشور وعليك بلباب الدين واصله فإذا سألته عن أصله ما هو؟ تجده من أجهل الناس به وإن أجابك بشيء تجده أبعد الناس عن التزامه فضلاً عن الدعوة إليه (إلا من رحم الله وقليل ما هم) فالقشور هو ما لا يلتزمه من الدين واللب هو ما ينشغل به لا ما يقرره الكتاب والسنة فيأخذ من الدين ما يخدم أفكاره ومنهجه المعوج وإنا لله وإنا إليه راجعون.
- على الطرف المقابل قوم جعلوا الدين كله اصل لا فرع فيه بناءاً على أن الإيمان هو جملة الفرائض وأن الأيمان شيء واحد لا يتجزأ ولا يتفاضل وأنه إما أن يذهب كله أو يبقى كله وقرروا أن أي مخالفة هي ناقض لأصل الدين فكفروا بالمعاصي أو الإصرار على المعصية وهؤلاء هم الخوارج قديما وحديثا.
-وطائفة أخرى ترددت وتناقضت في نفيه وإثباته – أي التقسيم - فهي تنفيه ردة فعل أو سوء فهم،ردة فعل لمن قال الدين فيه "قشر ولباب "أو وردة فعل لمن قال " انه لا عذر بالجهل في اصل الدين والتوحيد وقد يعذر المرء في فروعه وشرائعه حيث أن الشرائع لا تثبت في حق المكلف إلا بعد العلم بخلاف التوحيد فقد قامت عليه غير الحجة الرسالية حججٌ أخرى" (بغض النظر عن صحة هذا القول أو خطأه) فأرادوا أن يقطعوا على هؤلاء وهؤلاء حجتهم فلاذوا لكلام لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في بعض مواضع من كتبه وخلاصته أن تقسيم الدين إلى مسائل أصول ومسائل فروع تقسيم محدث لم يعرف عن الصحابة ولا السلف رضوان الله عليهم وإنما هو من إحداث المعتزلة وأهل الكلام ونقله من تأثر بهم من أهل الفقه وتجاهلوا تواتر هذا التقسيم عنه رحمه الله وكثرة استعماله له هو وغيره من أهل العلم ولم يكلفوا أنفسهم في توجيه كلامه رحمه الله في هذه المواضع فوقعوا في هذا التناقض.
-وهذا الفهم المغلوط لكلام شيخ الإسلام رحمه الله كان له نتائج سيئة في تناول كثير من مسائل وقضايا العمل الإسلامي فميعت كثير من المفاهيم وغابت كثير من الحقائق ودخلت مسائل التوحيد فيما يزعمونه " الثوابت والمتغيرات" وفقد الرباط بين قضايا ومسائل الدين وأصله وصار القليل من الناس من يعرف كيف الربط بين أركان التوحيد وبين أصل الدين فلا يعرفون (مثلاً) علاقة الحكم بأصل الدين والتوحيد بل يظن الكثير من الناس أنه سياسة ولا علاقة لها بالدين فضلاً عن اصله وكذا الولاء وصلته بأصل الدين فرفعت الرايات الجاهلية من قومية ووطنية وفشت مظاهر الشرك بكل صورة من عبادة القبور وعبادة الطواغيت وغير ذلك مما لا يخفى على ذي لب وهذا كله من الجهل الذي هو ثمرة التباس المفاهيم.
-هذا و كثير من المسائل والأحكام الشرعية يكون لها اعتبارات مختلفة فتختلف العبارات فيها لاختلاف الاعتبارات في النظر إليها، فمثلا النظر إلى الدين من جهة القبول والانقياد والتصديق والاعتقاد فلا فرق من هذه الجهة بين أصل الدين وفرعه فالواجب على الخلق كلهم تصديق الرسول فيما أخبر وطاعته في ما أمر فإن كذّب الرسول في أمر علم أن الرسول قد اخبر به فهو كافر لا فرق بين أصول وفروع خلافا للمعتزلة وأهل البدع وكذا في القبول والانقياد.
-أما بالنظر إلى الدين من جهة الإتيان والترك والموافقة والمخالفة فهنا يفرق بين الأصل والفرع
والأصل في تقسيم الدين إلى أصل وفرع هو قوله تعالى " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا مبينا "
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي هذه الآية انقسم الدين إلى قسمين (من جهة الضد)
1 - قسم هو الشرك وضده هو التوحيد أو الإسلام العام
2 - وقسم هو ما دون الشرك وضده هو الإيمان الواجب والكامل
وهذا التوحيد الذي ضده الشرك هو أصل الدين وهو ما ندندن حوله نريد إثباته ونضع حدوده وخصائصه وهو أصل الدين الذي لا يقبل الله غيره من الأولين والآخرين.
-قال صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " فليس الإتيان بلا إله إلا الله كالإتيان بإماطة الأذى عن الطريق هذا أمر معروف ولابد من تمييز أصل الدين عن فرعه حتى لا تلتبس المفاهيم وتغيب الحقائق كما هو الآن واقع.
-لهذا ولغيره أكتب هذه الورقات التي أوضح فيها أن هذا التقسيم معروف ومقرر لدى أهل العلم بل ما من أحد استعمله وتواتر عنه مثل شيخ الإسلام رحمه الله في كل مؤلفاته فأقول والله الموفق:
إن كلام شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله الذي ذكره في بعض مواضع من كتبه والذي يحتج به من يذهب إلى نفي هذا التقسيم ليس في نفي ذات التقسيم وإنما نفاه رحمه الله بحسب ما تعلق به من أحكام باطلة عند أهل البدع.
وهذا أمر مقرر عند شيخ الإسلام رحمه الله في نفي الأسماء والأحكام يقول رحمه الله في:
مجموع الفتاوى ص جـ7 صـ420:
"… وجماع الأمر أن الاسم الواحد ينفي ويثبت بحسب الأحكام المتعلقة به فلا يجب إذا اثبت أو نفي في حكم أن يكون كذلك في سائر الأحكام وهذا في كلام العرب وسائر الأمم لأن المعنى مفهوم مثال ذلك المنافقون قد يجعلون من المؤمنين في موضع وفى موضع آخر يقال ما هم منهم قال الله تعالي قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا فهنالك جعل هؤلاء المنافقين الخائفين من العدو الناكلين عن الجهاد الناهين لغيرهم الذامين للمؤمنين منهم وقال فى آية أخرى ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون وهؤلاء ذنبهم أخف فإنهم لم يؤذوا المؤمنين لا بنهى ولا سلق بألسنة حداد ولكن حلفوا بالله أنهم من المؤمنين فى الباطن بقلوبهم وإلا فقد علم المؤمنون انهم منهم فى الظاهر فكذبهم الله وقال وما هم منكم وهناك قال قد يعلم الله المعوقين منكم فالخطاب لمن كان فى الظاهر مسلما مؤمنا وليس مؤمنا بأن منكم من هو بهذه الصفة وليس مؤمنا بل أحبط الله عمله فهو منكم فى الظاهر لا الباطن .. "
-وهذه القاعدة التي ذكرها شيخ الإسلام هي حقاً قاعدة ذهبية ومن يتأملها يجدها حلاً لكثير من الإشكالات سواء في توجيه كلام شيخ الإسلام رحمه الله في هذه المسألة وغيرها من المسائل خاصة مسائل الإيمان والكفر أو في كلام الشارع كما بين رحمه الله بالأمثلة السابقة وغيرها موجود في موضعه.
-ذلك وكل من يقرأ لشيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله لا يكاد يمر على كتاب من كتبه إلا ويجده مستعملاً لهذا المصطلح وهذا التقسيم وسوف أنقل عنه رحمه الله من ا لنقو لا ت ما يبين ذلك وأنه قد نفى هذا التقسيم باعتبارات معينة أذكرها إن شاء الله وقبل أن أذكرها أنقل ما يحتج به من يذهب إلى نفي هذا التقسيم حيث يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ص جـ23 صـ346:
"……فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع فهذا الفرق ليس له اصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم بإحسان ولا أئمة الإسلام وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم من أهل البدع وعنهم تلقاه من ذكره من الفقهاء فى كتبهم وهو تفريق متناقض فانه يقال لمن فرق بين النوعين ما حد مسائل الأصول التي يكفر المخطئ فيها وما الفاصل بينها وبين مسائل الفروع فان قال مسائل الأصول هي مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع هى مسائل العمل قيل له فتنازع الناس فى محمد هل رأى ربه أم لا وفى أن عثمان افضل من على أم على افضل وفى كثير من معانى القرآن وتصحيح بعض الأحاديث هى من المسائل الاعتقادية العلمية ولا كفر فيها بالاتفاق……"
وقال رحمه الله مجموع الفتاوى ص جـ13 صـ125:
(يُتْبَعُ)
(/)
"…….بل جعل الدين قسمين أصولا وفروعا لم يكن معروفا فى الصحابة والتابعين ولم يقل أحد من السلف والصحابة والتابعين أن المجتهد الذي استفرغ وسعه فى طلب الحق يأثم لا فى الأصول ولا فى الفروع ولكن هذا التفريق ظهر من جهة المعتزلة وأدخله فى أصول الفقه من نقل ذلك عنهم وحكوا عن عبيد الله بن الحسن العنبرى انه قال كل مجتهد مصيب ومراده انه لا يأثم وهذا قول عامة الأئمة كأبي حنيفة والشافعي وغيرهما…."
وقال أيضاً منهاج السنة النبوية ج: 5 ص: 88
"… .. وقالوا هذا هو القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين إنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثمون أحدا من المجتهدين المخطئين لا في مسألة عملية ولا علمية قالوا والفرق بين مسائل الأصول والفروع إنما هو من أقوال أهل البدع من أهل الكلام من المعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم وانتقل هذا القول إلى أقوام تكلموا بذلك في أصول الفقه ولم يعرفوا حقيقة هذا القول ولا غوره قالوا والفرق في ذلك بين مسائل الأصول والفروع كما أنه بدعة محدثة في الإسلام لم يدل عليها كتاب ولا سنة ولا إجماع بل ولا قالها أحد من السلف والأئمة فهي باطلة عقلا فإن المفرقين بين ما جعلوه مسائل أصول ومسائل فروع لم يفرقوا بينهما بفرق صحيح يميز بين النوعين بل ذكروا ثلاثة فروق أو أربعة كلها باطلة…."
إلى غير ذلك من المواضع التي أشار فيها شيخ الإسلام إلى نفي هذا التقسيم
فأقول إن شيخ الإسلام رحمه الله في هذه ا لنقو لا ت إنما نفي تقسيم الدين لمسائل أصول ومسائل فروع باعتبارات معينة لا أنه ينفي أصل التقسيم والمتأمل في سياق ما سبق من نقولات عنه رحمه الله يتأكد لديه هذا والله أعلم.
-الاعتبار الأول: نفي تقسيم الدين إلى أصول وفروع باعتبار الأصول الباطلة التي أبتدعها أهل البدع من المعتزلة وأهل الكلام وغيرهم وهذا يتضح من كلام شيخ الإسلام رحمه الله حيث يقول في:
1 - درء التعارض ج: 1 ص: 275:
" وهؤلاء الذين يعارضون الكتاب والسنة بأقوالهم بنوا أمرهم على أصل فاسد وهو أنهم جعلوا أقوالهم التي ابتدعوها هي الأقوال المحكمة التي جعلوها أصول وجعلوا قول الله ورسوله من المجمل الذي لا يستفاد منه علم ولا هدى فجعلوا المتشابه من كلامهم هو المحكم والمحكم من كلام الله ورسوله هو المتشابه كما يجعل الجهمية من المتفلسفة والمعتزلة ونحوهم ما أحدثوه من الأقوال التي نفوا بها صفات الله ونفوا بها رؤيته في الآخرة وعلوه على خلقه وكون القرآن كلامه ونحو ذلك جعلوا تلك الأقوال المحكمة وجعلوا قول الله ورسوله مؤولا عليها أو مردودا أو غير ملتفت إليه ولا متلقي للهدى منه ……… ثم هؤلاء يجعلون ما ابتدعوه من الأقوال المجملة دينا يوالون عليه ويعادون بل يكفرون من خالفهم فيما ابتدعوه ويقول مسائل أصول الدين المخطئ فيها يكفر وتكون تلك المسائل مما ابتدعوه……فهؤلاء ارتكبوا أربع عظائم أحدها ردهم لنصوص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والثاني ردهم ما يوافق ذلك من معقول العقلاء والثالث جعل ما خالف ذلك من أقوالهم المجملة أو الباطلة هي أصول الدين والرابع تكفيرهم أو تفسيقهم أو تخطئتهم لمن خالف هذه الأقوال المبتدعة المخالفة لصحيح المنقول وصريح المعقول .. "
2 - ويقول رحمه الله مجموع الفتاوى ج: 3 ص: 305:
"….والتزم طوائف من أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم لأجلها نفى صفات الرب مطلقا أو نفى بعضها لأن الدال عندهم على حدوث هذه الأشياء هو قيام الصفات بها والدليل يجب طرده والتزموا حدوث كل موصوف بصفة قائمة به وهو أيضا في غاية الفساد والضلال ولهذا التزموا القول بخلق القرآن وإنكار رؤية الله في الآخرة وعلوه على عرشه إلى أمثال ذلك من اللوازم التي ألتزمها من طرد مقدمات هذه الحجة التي جعلها المعتزلة ومن اتبعهم أصل دينهم فهذه داخلة فيما سماه هؤلاء أصول الدين ولكن ليست في الحقيقة من أصول الدين الذي شرعه الله لعباده وأما الدين الذي قال الله فيه أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله فذاك له أصول وفروع بحسبه وإذا عرف أن مسمى أصول الدين في عرف الناطقين بهذا الاسم فيه إجمال وإبهام لما فيه من الاشتراك بحسب الأوضاع والاصطلاحات تبين أن الذي هو عند الله ورسوله وعباده المؤمنين أصول الدين فهو موروث عن الرسول وأما من شرع دينا لم يأذن به الله فمعلوم أن
(يُتْبَعُ)
(/)
أصوله المستلزمة له لا يجوز أن تكون منقولة عن النبي إذ هو باطل وملزوم الباطل باطل كما أن لازم الحق حق…."
3 - ويقول رحمه الله: مجموع الفتاوى ج: 4 ص: 55
"…ومن العجب أن أهل الكلام يزعمون أن أهل الحديث والسنة أهل تقليد ليسوا أهل نظر واستدلال وأنهم ينكرون حجة العقل وربما حكى إنكار النظر عن بعض أئمة السنة وهذا مما ينكرونه عليهم
فيقال لهم ليس هذا بحق فإن أهل السنة والحديث لا ينكرون ما جاء به القرآن هذا أصل متفق عليه بينهم والله قد أمر بالنظر والاعتبار والتفكر والتدبر في غير آية ولا يعرف عن أحد من سلف الأمة ولا أئمة السنة وعلمائها أنه أنكر ذلك بل كلهم متفقون على الأمر بما جاءت به الشريعة من النظر والتفكر والاعتبار والتدبر وغير ذلك ولكن وقع اشتراك في لفظ النظر والاستدلال ولفظ الكلام فإنهم أنكروا ما ابتدعه المتكلمون من باطل نظرهم وكلامهم واستدلالهم فاعتقدوا أن إنكار هذا مستلزم لإنكار جنس النظر والاستدلال وهذا كما أن طائفة من أهل الكلام يسمى ما وضعه أصول الدين وهذا اسم عظيم والمسمى به فيه من فساد الدين ما الله به عليم فإذا أنكر أهل الحق والسنة ذلك قال المبطل قد أنكروا أصول الدين وهم لم ينكروا ما يستحق أن يسمى أصول الدين وإنما أنكروا ما سماه هذا أصول الدين وهي أسماء سموها هم وآباؤهم بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان فالدين ما شرعه الله ورسوله وقد بين أصوله وفروعه ومن المحال أن يكون الرسول قد بين فروع الدين دون أصوله كما قد بينا هذا في غير هذا الموضع فهكذا لفظ النظر والاعتبار والاستدلال……"
4 - ويقول رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية ج: 1 ص: 101
"… فلا معنى لإنكار ما هو الحق الثابت بالشرع والعقل لاستلزام ذلك بطلان حجة مبتدعة أنكرها السلف والأئمة لأجل دعوى من ادعى من أهلها أنها أصل الدين الذي لا يعلم الدين إلا به فإنما هو أصل الدين الذي ابتدعوه كما قال تعالى أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله 4142 ليست أصلا لدين الله ورسوله بل أصل هذا الدين هو ما بينه الله ورسوله من الأدلة كما هو مبين في موضعه إذ من الممتنع أن يبعث الله رسولا يدعو الخلق إليه ولا يبين لهم الرسول أصل الدين الذي أمرهم به وهذا مبسوط في غير هذا الموضع .. "
هذا ومن يتأمل سياق الكلام الذي ينفى فيه شيخ الإسلام رحمه الله هذا التقسيم يجد فيه هذا المعنى بل يجد فيه إثباته للتقسيم ولكن من جهة أخرى ولعل الأمر يتضح من الاعتبار الثاني الذي ينفي شيخ الإسلام رحمه هذا التقسيم لأجله.
الاعتبار الثاني:
-اعتبار التخطئة والتأثيم بل التكفير عند بعض أهل البدع لمن خالف في مسائل الأصول المبتدعة التي لديهم وهذا يتضح من قول شيخ الإسلام رحمه الله فيما سبق عنه [… .. وما قسموا المسائل الى مسائل أصول يكفر بإنكارها ومسائل فروع لا يكفر بإنكارها …….] فقوله مسائل أصول يكفر بإنكارها يدل هذا التقييد على أن النفي ليس نفياً مطلقاً لذات التقسيم
فإن أصل كلام شيخ الإسلام رحمه الله عن الاجتهاد وكيف أنه قد دخل العلم في كل أحواله ورفع الحرج عن العلماء والمجتهدين من الذين أخطئوا وأنهم لم يفرقوا في رجوعهم إلى العلم في اجتهادهم لا في الأصول ولا في الفروع ثم بين رحمه الله أن المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين إنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثمون أحدا من المجتهدين المخطئين لا في مسألة عملية ولا علمية وأن هذا التفريق ظهر من جهة المعتزلة وغيرهم من أهل الكلام
وأن فصل الخطاب فى هذا الباب أن المجتهد المستدل من إمام وحاكم وعلام وناظر ومفت وغير ذلك إذا اجتهد واستدل فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذى كلفه الله إياه وهو مطيع لله مستحق للثواب إذا اتقاه ما استطاع وأنه لا يأثم في هذا الخطأ سواء في مسائل الأصول أو الفروع.
1 - يقول شيخ الإسلام رحمه الله: مجموع الفتاوى ج: 13 ص: 125
(يُتْبَعُ)
(/)
" ........ وقد تبين أن جميع المجتهدين إنما قالوا بعلم واتبعوا العلم وان الفقه من أجل العلوم وانهم ليسوا من الذين لا يتبعون إلا الظن لكن بعضهم قد يكون عنده علم ليس عند الآخر إما بان سمع ما لم يسمع الآخر وإما بأن فهم ما لم يفهم الآخر …… .. وهذه حال أهل الاجتهاد والنظر والاستدلال في الأصول والفروع ولم يفرق أحد من السلف والأئمة بين أصول وفروع بل جعل الدين قسمين أصولا وفروعا لم يكن معروفا فى الصحابة والتابعين ولم يقل أحد من السلف والصحابة والتابعين أن المجتهد الذي استفرغ وسعه فى طلب الحق يأثم لا فى الأصول ولا فى الفروع ولكن هذا التفريق ظهر من جهة المعتزلة وأدخله فى أصول الفقه…. والذين فرقوا بين الأصول والفروع لم يذكروا ضابطا يميز بين النوعين بل تارة يقولون هذا قطعي وهذا ظني وكثير من مسائل الأحكام قطعي وكثير من مسائل الأصول ظني عند بعض الناس فان كون الشيء قطعيا وظنيا أمر إضافي وتارة يقولون الأصول هى العلميات الخبريات والفروع العمليات وكثير من العمليات من جحدها كفر كوجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتارة يقولون هذه عقليات وهذه سمعيات وإذا كانت عقليات لم يلزم تكفير المخطئ فان الكفر حكم شرعي يتعلق بالشرع وقد بسط هذا فى غير هذا الموضع."
ولننظر في سياق آخر حيث يقول رحمه الله:
2 - منهاج السنة النبوية ج: 5 ص: 81
فصل: قال الرافضي "وأما المطاعن في الجماعة فقد نقل الجمهور منها أشياء كثيرة حتى صنف الكلبي كتابا في مثالب الصحابة ولم يذكر فيه منقصة واحدة لأهل البيت والجواب أن يقال قبل الأجوبة المفصلة عما يذكر من المطاعن أن ما ينقل عن الصحابة من المثالب فهو نوعان:
أحدهما: ما هو كذب إما كذب كله وإما محرف قد دخله من الزيادة والنقصان ما يخرجه إلى الذم والطعن وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب يرويها الكذابون المعروفون بالكذب مثل أبي مخنف لوط بن يحيى ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي وأمثالهما من الكذابين ولهذا استشهد هذا الرافضي بما صنفه هشام الكلبي في ذلك ….
النوع الثاني ما هو صدق وأكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير تخرجها عن أن تكون ذنوبا وتجعلها من موارد الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران وإن أخطأ فله أجر وعامة المنقول الثابت عن الخلفاء الراشدين من هذا الباب وما قدر من هذه الأمور ذنبا محققا فإن ذلك لا يقدح فيما علم من فضائلهم وسوابقهم وكونهم من أهل الجنة لأن الذنب المحقق يرتفع عقابه في الآخرة بأسباب متعددة منها التوبة الماحية وقد ثبت عن أئمة الإمامية أنهم تابوا من الذنوب المعروفة عنهم ومنها الحسنات الماحية….
-ونحن نذكر قاعدة جامعة في هذا الباب لهم ولسائر الأمة فنقول لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزيئات كيف وقعت وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم
فنقول الناس قد تكلموا في تصويب المجتهدين وتخطئتهم وتأثيمهم وعدم تأثيمهم في مسائل الفروع والأصول ونحن نذكر أصولا جامعة نافعة.
الأصل الأول: أنه هل يمكن كل أحد أن يعرف باجتهاده الحق في كل مسألة فيها نزاع وإذا لم يمكنه فاجتهد واستفرغ وسعه فلم يصل إلى الحق بل قال ما اعتقد أنه هو الحق في نفس الأمر ولم يكن هو الحق في نفس الأمر هل يستحق أن يعاقب أم لا هذا أصل هذه المسائل وللناس في هذا الأصل ثلاثة أقوال كل قول عليه طائفة من النظار
الأول قول من يقول إن الله قد نصب على الحق في كل مسألة دليلا يعرف به يمكن كل من اجتهد واستفرغ وسعه أن يعرف الحق وكل من لم يعرف الحق في مسألة أصولية أو فروعية فإنما هو لتفريطه فيما يجب عليه لا لعجزه وهذا القول هو المشهور عن القدرية والمعتزلة و هو قول طائفة من أهل الكلام غير هؤلاء …… ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الذين يقولون المصيب واحد في كل مسألة أصلية وفرعية وكل من سوى المصيب فهو آثم لأنه مخطئ والخطأ والإثم عندهم متلازمان وهذا قول بشر المريسي وكثير من المعتزلة البغداديين الثاني أن المسائل العملية إن كان عليها دليل قطعي فإن من خالفه آثم مخطئ كالعلمية وإن لم يكن عليها دليل قطعي فليس لله فيها حكم في الباطن وحكم الله في حق كل مجتهد ما أداه اجتهاده إليه وهؤلاء وافقوا الأولين في أن الخطأ والإثم متلازمان وأن كل مخطئ آثم لكن خالفوهم في المسائل الاجتهادية فقالوا ليس فيها قاطع والظن ليس عليه دليل عند هؤلاء وإنما هو من جنس ميل النفوس إلى شيء دون شيء فجعلوا الاعتقادات الظنية من جنس الإرادات وادعوا أنه ليس في نفس الأمر حكم مطلوب بالاجتهاد ولاثم في نفس الأمر أمارة أرجح من أمارة وهذا القول قول أبي الهذيل العلاف ومن اتبعه كالجبائي وابنه وهو أحد قولي الأشعري وأشهرهما وهو اختيار القاضي أبي بكر الباقلاني وأبي حامد الغزالي وأبي بكر بن العربي ومن اتبعهم وقد بسطنا القول في ذلك بسطا كثيرا في غير هذا الموضع
والمخالفون لهم كأبي إسحاق الإسفراييني وغيره من الأشعرية وغيرهم يقولون هذا القول أوله سفسطة وآخره زندقة وهذا قول من يقول إن كل مجتهد في المسائل الشرعية الاجتهادية العملية فهو مصيب باطنا وظاهرا ولا يتصور عندهم أن يكون مجتهدا مخطئا إلا بمعنى أنه خفي عليه بعض الأمور وذلك الذي خفي عليه ليس هو حكم الله لا في حقه ولا في حق أمثاله وأما من كان مخطئا وهو المخطئ في المسائل القطعية فهو آثم عندهم.
والقول الثاني في أصل المسألة إن المجتهد المستدل قد يمكنه أن يعرف الحق وقد يعجز عن ذلك لكن إذا عجز عن ذلك فقد يعاقبه الله تعالى وقد لا يعاقبه فإن له أن يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء بلا سبب أصلا بل لمحض المشيئة وهذا قول الجهمية والأشعرية وكثير من الفقهاء أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم ثم قال هؤلاء قد علم بالسمع أن كل كافر فهو في النار فنحن نعلم أن كل كافر فإن الله يعذبه سواء كان قد اجتهد وعجز عن معرفة صحة دين الإسلام أو لم يجتهد وأما المسلمون المختلفون فإن كان اختلافهم في الفروعيات فأكثرهم يقول لا عذاب فيها وبعضهم يقول لأن الشارع عفا عن الخطأ فيها وعلم ذلك بإجماع السلف على أنه لا إثم على المخطئ فيها وبعضهم يقول لأن الخطأ في الظنيات ممتنع كما تقدم ذكره عن بعض الجهمية والأشعرية وأما القطعيات فأكثرهم يؤثم المخطئ فيها ويقول إن السمع قد دل على ذلك ومنهم من لا يؤثمه والقول المحكي عن عبيد الله بن الحسن العنبري هذا معناه أنه كان لا يؤثم المخطئ من المجتهدين من هذه الأمة لا في الأصول ولا في الفروع وأنكر جمهور الطائفتين من أهل الكلام والرأي على عبيد الله هذا القول وأما غير هؤلاء فيقول هذا قول السلف وأئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن علي وغيرهم لا يؤثمون مجتهدا مخطئا لا في المسائل الأصولية ولا في الفروعية كما ذكر ذلك عنهم ابن حزم وغيره ولهذا كان أبو حنيفة والشافعي وغيرهما يقبلون شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية ويصححون الصلاة خلفهم والكافر لا تقبل شهادته على المسلمين ولا يصلى خلفه وقالوا هذا هو القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين إنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثمون أحدا من المجتهدين المخطئين لا في مسألة عملية ولا علمية قالوا والفرق بين مسائل الأصول والفروع إنما هو من أقوال أهل البدع من أهل الكلام من المعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم وانتقل هذا القول إلى أقوام تكلموا بذلك في أصول الفقه ولم يعرفوا حقيقة هذا القول ولا غوره قالوا والفرق في ذلك بين مسائل الأصول والفروع كما أنه بدعة محدثة في الإسلام لم يدل عليها كتاب ولا سنة ولا إجماع بل ولا قالها أحد من السلف والأئمة فهي باطلة عقلا فإن المفرقين بين ما جعلوه مسائل أصول ومسائل فروع لم يفرقوا بينهما بفرق صحيح يميز بين النوعين بل ذكروا ثلاثة فروق أو أربعة كلها باطلة فمنهم من قال مسائل الأصول هي العلمية الإعتقادية التي يطلب فيها العلم والاعتقاد فقط ومسائل الفروع هي العملية التي يطلب فيها العمل قالوا وهذا فرق باطل فإن المسائل العملية فيها ما يكفر جاحده مثل وجوب الصلوات الخمس والزكاة وصوم شهر رمضان وتحريم الزنا والربا والظلم
(يُتْبَعُ)
(/)
والفواحش وفي المسائل العلمية مالا يأثم المتنازعون فيه كتنازع الصحابة هل رأى محمد ربه وكتنازعهم في بعض النصوص هل قاله النبي صلى الله عليه وسلم أم لا وما أراد بمعناه وكتنازعهم في بعض الكلمات هل هي من القرآن أم لا وكتنازعهم في بعض معاني القرآن والسنة هل أراد الله ورسوله كذا وكذا وكتنازع الناس في دقيق الكلام كمسألة الجوهر الفرد وتماثل الأجسام وبقاء الأعراض ونحو ذلك فليس في هذا تكفير ولا تفسيق قالوا والمسائل العملية فيها علم وعمل فإذا كان الخطأ مغفورا فيها فالتي فيها علم بلا عمل أولى أن يكون الخطأ فيها مغفورا ومنهم من قال المسائل الأصولية هي ما كان عليها دليل قطعي والفرعية ما ليس عليها دليل قطعي قال أولئك وهذا الفرق خطأ أيضا فإن كثيرا من المسائل العملية عليها أدلة قطعية عند من عرفها وغيرهم لم يعرفها وفيها ما هو قطعي بالإجماع كتحريم المحرمات الظاهرة ووجوب الواجبات الظاهرة ثم لو أنكرها الرجل بجهل وتأويل لم يكفر حتى تقام عليه الحجة كما أن جماعة استحلوا شرب الخمر على عهد عمر منهم قدامة ورأوا أنها حلال لهم ولم يكفرهم الصحابة حتى بينوا لهم خطأهم فتابوا ورجعوا وقد كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم طائفة أكلوا بعد طلوع الفجر حتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولم يؤثمهم النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن تكفيرهم وخطؤهم قطعي وكذلك أسامة بن زيد وقد قتل الرجل المسلم وكان خطؤه قطعيا…… .. "
-فمما سبق يتضح أن شيخ الإسلام رحمه الله إنما ينفي تقسيم الدين لأصول وفروع لهذين الاعتبارين ومن يتأمل السياق السابق بطوله يتأكد له ذلك وإلا فقد تواتر عنه رحمه الله هذا التقسيم ولنأتي على جملة من كلامه في هذا التقسيم وقبل ذلك أنبه:
-أن مصطلح الأصول من الألفاظ المشتركة التي تحمل عدة معاني يقول شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 3 ص: 305 " .. وإذا عرف أن مسمى أصول الدين في عرف الناطقين بهذا الاسم فيه إجمال وإبهام لما فيه من الاشتراك بحسب الأوضاع والاصطلاحات …"
ومن هذه المعاني:
1 - أصل الدين بمعنى التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له وهو المقصود عند الإطلاق وهذا هو ما يهمنا إثباته وتميزه ووضع خصائصه وحدوده لكي لا يلتبس بفرعه وتشكل مسائله ويشمل توحيد الربوبية والأسماء والصفات وهو التوحيد العلمي الخبري الإعتقادي وتوحيد الألوهية التوحيد العملي الإرادي الطلبي:
ومن خصائص هذا الأصل
ا- أنه دعوة كل الرسل فكل رسول كان أصل دعوته للتوحيد قال تعالى " وما أرسلتا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون" وقال تعالى " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " وقال تعالى "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
"…وأما الإسلام العام المتناول لكل شريعة بعث الله بها نبيا فإنه يتناول إسلام كل أمة متبعة لنبي من الأنبياء ورأس الإسلام مطلقا شهادة أن لا إله إلا الله وبها بعث جميع الرسل كما قال تعالى ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت …"
ب- أنه سابق على باقي الشرائع فهو أو ما يبدأ به الرسول دعوة قومه لحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " يا معاذ إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله " وفي رواية "أن يوحدوا الله "
ج- أنه شرط في قبول الأعمال لقوله تعالى " لئن أشركت ليحبطن عملك .. " الآية،
وقوله سبحانه " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون "
يقول سيخ الإسلام في درء التعارض ج: 1 ص: 233
" .. فنحن نعلم أن كل حق يحتاج الناس إليه في أصول دينهم لا بد أن يكون مما بينه الرسول إذ كانت فروع الدين لا تقوم إلا بأصوله فكيف يجوز أن يترك الرسول أصول الدين التي لا يتم الإيمان إلا بها لا يبينها للناس .. "
د- التوحيد هو الإسلام العام وهو الدين المشترك بين الأنبياء لقوله عليه الصلاة والسلام " نحن معاشر الأنبياء أخوة لعلات " وقال شيخ الإسلام في التحفة العراقية ج: 1 ص: 41
(يُتْبَعُ)
(/)
" .. ولهذا كان الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وهي متضمنة عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه وهو الإسلام العام الذي لا يقبل الله من أحد من الأولين والآخرين دينا سواه كما قال تعالى آل عمران ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .. "
2 - المعنى الثاني:
أصول الدين بمعنى أصول الإيمان والإسلام والمعلوم من الدين بالضرورة
المعنى الثالث:
أصول الدين بمعنى الأصول الاعتقادية التي لم تبلغ حد التواتر التي تختص غالبا بأمور غيبية مثل عذاب القبر ورؤية الله يوم القيامة وغيرها وتكون عند أهل السنة من أصول الدين. " أصول الدين للبغدادي"
المعنى الرابع:
أصول الدين بمعنى الأدلة الشرعية وأصول الفقه أو أصول الشريعة ومصادر التشريع والأدلة القطعية التي تثبت بالنص والاستقراء. يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى الكبرى ج: 5 ص: 181
" ... كما يخالفون صرائح المعقول بما يدعونه من المعقول وكما يخالفون الكتاب والسنة اللذين هما أصل الدين بما يضعونه من أصول الدين."
-ولنبدأ في تقرير هذه المعاني من كلامه رحمه الله:
1 - يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 3 ص: 341
" فصل: وإذا كانت الشهادتان هي أصل الدين وفرعه وسائر دعائمه وشعبه داخلة فيهما فالعبادة متعلقة بطاعة الله ورسوله كما قال تعالى ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وقال في الآية المشروعة في خطبة الحاجة يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .. "
2 - ويقول في درء التعارض ج: 1 ص: 233
" .. ولو كان الناس محتاجين في أصول دينهم إلى ما لم يبينه الله ورسوله لم يكن الله قد أكمل للأمة دينهم ولا أتم عليهم نعمته فنحن نعلم أن كل حق يحتاج الناس إليه في أصول دينهم لا بد أن يكون مما بينه الرسول إذ كانت فروع الدين لا تقوم إلا بأصوله فكيف يجوز أن يترك الرسول أصول الدين التي لا يتم الإيمان إلا بها لا يبينها للناس ومن هنا يعرف ضلال من ابتدع طريقا أو اعتقادا زعم أن الإيمان لا يتم إلا به مع العلم بأن الرسول لم يذكره .. "
3 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 1 ص: 18
" .. وحقوق العباد قسمان خاص وعام أما الخاص فمثل بر كل إنسان والديه وحق زوجته وجاره فهذه من فروع الدين لأن المكلف قد يخلو عن وجوبها عليه ولأن مصلحتها خاصة فردية ... "
4 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 11 ص: 399
" ... ففضائل الأعمال ودرجاتها لا تتلقى من مثل هذا وإنما تتلقى من دلالة الكتاب والسنة ولهذا كان كثير من الأعمال يحصل لصاحبه فى الدنيا رئاسة ومال فأكرم الخلق عند الله أتقاهم ومن عبد الله بغير علم فقد أفسد أكثر مما يصلح وان حصل له كشف وتصرف وان اقتدى به خلق كثير من العامة وقد بسطنا الكلام فى هذا الباب فى مواضعه فهذا أصل ثان و أصل ثالث أن تفضيل العمل على العمل قد يكون مطلقا مثل تفضيل أصل الدين على فرعه وقد يكون مقيدا فقد يكون أحد العملين فى حق زيد أفضل من الآخر والآخر فى حق عمرو أفضل وقد يكونان متماثلين فى حق الشخص وقد يكون المفضول فى وقت أفضل من الفاضل وقد يكون المفضول في حق من يقدر عليه وينتفع به أفضل من الفاضل فى حق من ليس كذلك ... "
5 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 17 ص: 58
"…فتفاضل الكلام من جهة المتكلم فيه سواء كن خبرا أو إنشاء أمر معلوم بالفطرة و الشرعة فليس الخبر المتضمن للحمد لله و الثناء عليه بأسمائه الحسنى كالخبر المتضمن لذكر أبي لهب و فرعون و إبليس و إن كان هذا كلاما عظيما معظما تكلم الله به و كذلك ليس الأمر بالتوحيد و الإيمان بالله و رسوله و غير ذلك من أصول الدين الذي أمرت به الشرائع كلها و غير ذلك مما يتضمن الأمر بالمأمورات العظيمة و النهي عن الشرك و قتل النفس و الزنا و نحو ذلك مما حرمته الشرائع كلها و ما يحصل معه فساد عظيم كالأمر بلعق الأصابع و إماطة الأذى عن اللقمة الساقطة و النهي عن القران فى التمر و لو كان الأمران و اجبين فليس الأمر بالإيمان بالله و رسوله كالأمر بأخذ الزينة عند كل مسجد و الأمر بالإنفاق على الحامل و إيتائها أجرها إذا أرضعت .. "
6 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 3 ص: 399
(يُتْبَعُ)
(/)
" .. وذلك أن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان التعظيم للقبور بالعبادة ونحوها قال الله تعالى في كتابه وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا قال طائفة من السلف كانت هذه أسماء قوم صالحين فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم وعبدوها ولهذا اتفق العلماء على أن من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أنه لا يتمسح بحجرته ولا يقبلها لأن التقبيل والاستلام إنما يكون لأركان بيت الله الحرام فلا يشبه بيت المخلوق ببيت الخالق وكذلك الطواف والصلاة والاجتماع للعبادات إنما تقصد في بيوت الله وهي المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه فلا تقصد بيوت المخلوقين فتتخذ عيدا كما قال لا تتخذوا بيتي عيدا كل هذا لتحقيق التوحيد الذي هو أصل الدين ورأسه الذي لا يقبل الله عملا إلا به ويغفر لصاحبه ولا يغفر لمن تركه وكما قال تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ولهذا كانت كلمة التوحيد أفضل الكلام وأعظمه فأعظم آية في القرآن آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم وقال من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة والإله الذي يألهه القلب عبادة له واستعانة ورجاء له وخشية وإجلالا وإكرام .. "ا
7 - ويقول رحمه الله في اقتضاء الصراط ج: 1 ص: 455
"::ولما كان أصل الدين الذي هو دين الإسلام واحدا وإن تنوعت شرائعه قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد والأنبياء أخوة لعلات و إن أولى الناس بابن مريم لأنا فليس بيني وبينه نبي فدينهم واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له وهو يعبد في كل وقت بما أمر به في ذلك الوقت وذلك هو دين الإسلام في ذلك الوقت ... "
8 - ويقول رحمه الله في اقتضاء الصراط ج: 1 ص: 459
" .. وإنما نبهنا فيه على رؤس المسائل وحبس الدلائل والتنبيه على مقاصد الشريعة وما فيها من إخلاص الدين لله وعبادته وحده لا شريك له وما سدته من الذريعة إلى الشرك دقه وجله فإن هذا هو أصل الدين وحقيقة دين المرسلين وتوحيد رب العالمين وقد غلط في مسمى التوحيد طوائف من أهل النظر والكلام ومن أهل الإرادة والعبادة حتى قلبوا حقيقته في نفوسهم ... "
9 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 1 ص: 75
" ... وكذلك الحج لا يحج إلا إلى بيت الله فلا يطاف إلا به ولا يحلق الرأس إلا به ولا يوقف إلا بفنائه لا يفعل ذلك بنبي ولا صالح ولا بقبر نبي ولا صالح ولا بوثن وكذلك الصيام لا يصام عبادة إلا الله فلا يصام لأجل الكواكب والشمس والقمر ولا لقبور الأنبياء والصالحين ونحو ذلك وهذا كله تفصيل الشهادتين اللتين هما أصل الدين شهادة أن لا اله إلا الله وشهادة أن محمدا عبده ورسوله والإله من يستحق أن يألهه العباد ويدخل فيه حبه وخوفه فما كان من توابع الألوهية فهو حق محض لله وما كان من أمور الرسالة فهو حق الرسول ولما كان أصل الدين الشهادتين كانت هذه الأمة الشهداء ولها وصف الشهادة ... "
10 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 1 ص: 154
" ... ولهذا لما كان أبو طالب وغيره يحبونه ولم يقروا بالتوحيد الذي جاء به لم يمكن أن يخرجوا من النار بشفاعته ولا بغيرها وفى صحيح البخاري عن أبى هريرة أنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أسعد بشفاعتك يو م القيامة فقال أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه وعنه فى صحيح مسلم قال قال رسول الله لكل نبى دعوة مستجابة فتعجل كل نبى دعوته وإنى اختبأت دعوتى شفاعة يوم القيامة فهى نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتى لا يشرك بالله شيئا وفى السنن عن عوف بن مالك قال قال رسول الله أتانى آت من عند ربى فخيرنى بين أن يدخل نصف أمتى الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة وهى لمن مات لا يشرك بالله شيئا وفى لفظ قال ومن لقى الله لا يشرك به شيئا فهو فى شفاعتى وهذا الأصل وهو التوحيد هو أصل الدين الذى لا يقبل الله من الأولين والآخرين دينا غيره وبه أرسل الله الرسل وأنزل الكتب كما قال تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى اليه أنه لا إله الا أنا فاعبدون وقال تعالى ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن
(يُتْبَعُ)
(/)
اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة وقد ذكر الله عز وجل عن كل من الرسل أنه افتتح دعوته بأن قال لقومه اعبدوا الله مالكم من إله غيره .. "
11 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 3 ص: 397
"… وعبادة الله وحده هي أصل الدين وهو التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب فقال تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون وقال تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلمه أمته حتى قال له رجل ما شاء الله وشئت فقال أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده وقال لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن ما شاء الله ثم شاء محمد ونهى عن الحلف بغير الله فقال من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ... "
12 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 7 ص: 289
" .... فيقال لهم اسم الإيمان قد تكرر ذكره فى القرآن والحديث أكثر من ذكر سائر الألفاظ وهو أصل الدين وبه يخرج الناس من الظلمات الى النور ويفرق بين السعداء والأشقياء ومن يوالى ومن يعادى والدين كله تابع لهذا وكل مسلم محتاج الى معرفة ذلك أفيجوز أن يكون الرسول قد أهمل بيان هذا كله ووكله إلى هاتين المقدمتين ومعلوم أن الشاهد الذي استشهدوا به على أن الايمان هو التصديق أنه من القرآن ونقل معنى الإيمان متواتر عن النبي أعظم من تواتر لفظ الكلمة فان الايمان يحتاج الى معرفة جميع الأمة فينقلونه بخلاف كلمة من سورة فأكثر المؤمنين لم يكونوا يحفظون هذه السورة فلا يجوز أن يجعل بيان أصل الدين مبنيا على مثل هذه المقدمات .. ""
13 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 18 ص: 159
" ... وقوله أمر بى بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين أمر مع القسط بالتوحيد الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له وهذا أصل الدين وضده هو الذنب الذي لا يغفر قال تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهو الدين الذي أمر الله به جميع الرسل وأرسلهم به إلى جميع الأمم قال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ... "
14 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 28 ص: 608
" ... ولما كان أصل الدين هو الإيمان بالله ورسوله كما قال خاتم النبيين والمرسلين أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وقال لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله كان أمر الدين توحيد الله والإقرار برسله ولهذا كان الصابئون والمشركون كالبراهمة ونحوهم من منكري النبوات مشركين بالله فى إقرارهم وعبادتهم وفاسدي الاعتقاد فى رسله ... "
-ولعل ما سبق من نقل عن شيخ الإسلام رحمه الله يدل على المعنى الأول لأصل الدين وهو التوحيد الذي ضده الشرك وما سيأتي إن ساء الله يشمل المعاني الباقية إن شاء الله
15 - يقول رحمه الله: مجموع الفتاوى ج: 3 ص: 294
"…. فأجاب الحمد لله رب العالمين أما المسألة الأولى فقول السائل هل يجوز الخوض فيما تكلم الناس فيه من مسائل في أصول الدين لم ينقل عن سيدنا محمد فيها كلام أم لا سؤال ورد بحسب ما عهد من الأوضاع المبتدعة الباطلة فإن المسائل التي هي من أصول الدين التي تستحق أن تسمى أصول الدين أعني الدين الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه لا يجوز أن يقال لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها كلام بل هذا كلام متناقض في نفسه إذ كونها من أصول الدين يوجب أن تكون من أهم أمور الدين وأنها مما يحتاج إليه الدين ثم نفى نقل الكلام فيها عن الرسول يوجب أحد أمرين إما أن الرسول أهمل الأمور المهمة التي يحتاج الدين إليها فلم يبينها أو أنه بينها فلم تنقلها الأمة وكلا هذين باطل قطعا وهو من أعظم مطاعن المنافقين في الدين وإنما يظن هذا وأمثاله من هو جاهل بحقائق ما جاء به الرسول أو جاهل بما يعقله الناس بقلوبهم أو جاهل بهما جميعا فإن جهله بالأول يوجب عدم علمه بما اشتمل عليه ذلك من أصول الدين وفروعه وجهله بالثاني يوجب أن يدخل في الحقائق المعقولة ما يسميه هو
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشكاله عقليات وإنما هي جهليات وجهله بالأمرين يوجب أن يظن من أصول الدين ما ليس منها من المسائل والوسائل الباطلة وأن يظن عدم بيان الرسول لما ينبغي أن يعتقد في ذلك كما هو الواقع لطوائف من أصناف الناس حذا قهم فضلا عن عامتهم وذلك أن أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب اعتقادها قولا أو قولا وعملا كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد أو دلائل هذه المسائل أما القسم الأول فكل ما يحتاج الناس إلى معرفته واعتقاده والتصديق به من هذه المسائل فقد بينه الله ورسوله بيانا شافيا قاطعا للعذر إذ هذا من أعظم ما بلغه الرسول البلاغ المبين وبينه للناس وهو من اعظم ما أقام الله به الحجة على عباده فيه بالرسل الذين بينوه وبلغوه وكتاب الله الذي نقل الصحابة ثم التابعون عن الرسول لفظه ومعانيه والحكمة التي هي سنة رسول الله التي نقلوها أيضا عن الرسول مشتملة من ذلك على غاية المراد وتمام الواجب والمستحب…."
-فمن الواضح من هذا النقل تقريره رحمه الله لمصطلح أصول الدين وكذلك التقسيم إلى أصول وفروع بل وتحديد الأصول كما في قوله (وذلك أن أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب اعتقادها قولا أو قولا وعملا كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد .. ) فكيف يقال أنه ينفي هذا التقسيم بإطلاق؟
16 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 22 ص: 254
"…وكل هذا من التفرق والاختلاف الذي نهى الله ورسوله عنه وكل هؤلاء المتعصبين بالباطل المتبعين الظن وما تهوى الأنفس المتبعين لأهوائهم بغير هدى من الله مستحقون للذم والعقاب وهذا باب واسع لا تحتمل هذه الفتيا لبسطه فإن الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين والفرع المتنازع فيه من الفروع الخفية فكيف بقدح فى الأصل بحفظ الفرع .. "
17 - ويقول في مجموع الفتاوى ج: 27 ص: 276
" .. ثم أنه بعد تقسيم الخلق قرر أصول الدين فقرر التوحيد أولا ثم النبوة ثانيا بقوله يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعملون ثم قرر النبوة بقوله وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فأخبر انهم لا يفعلون ذلك كما قال قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ثم ذكر الجنة فقرر التوحيد والنبوة والمعاد وهذه أصول الإيمان."
18 - يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 1 ص: 18
فصل:
" قال فى الحديث المشهور فى السنن من رواية فقيهي الصحابة عبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم وفى حديث أبى هريرة المحفوظ إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم فقد جمع فى هذه الأحاديث بين الخصال الثلاث إخلاص العمل لله ومناصحة أولى الأمر ولزوم جماعة المسلمين وهذه الثلاث تجمع أصول الدين وقواعده وتجمع الحقوق التى لله ولعباده وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة وبيان ذلك أن الحقوق قسمان حق لله وحق لعباده فحق الله أن نعبده ولا نشرك به شيئا كما جاء لفظه فى أحد الحديثن وهذا معنى إخلاص العمل لله كما جاء فى الحديث الآخر وحقوق العباد قسمان خاص وعام أما الخاص فمثل بر كل إنسان والديه وحق زوجته وجاره فهذه من فروع الدين لأن المكلف قد يخلو عن وجوبها عليه ولأن مصلحتها خاصة فردية…"
19 - ويقول رحمه الله: مجموع الفتاوى ج: 3 ص: 303
"… وإنما الغرض التنبيه على أن في القرآن والحكمة النبوية عامة أصول الدين من المسائل والدلائل التي تستحق أن تكون أصول الدين وأما ما يدخله بعض الناس في هذا المسمى من الباطل فليس ذلك من أصول الدين وإن أدخله فيه مثل المسائل والدلائل الفاسدة مثل نفي الصفات والقدر ونحو ذلك من المسائل…"
20 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 4 ص: 154
(يُتْبَعُ)
(/)
"… ثم مثل أبي محمد وأمثاله لم يكن يستحل أن يتكلم في كثير من فروع الفقه بالتقليد فكيف يجوز له التكلم في أصول الدين بالتقليد والنكتة أن الذام به إما مجتهد وإما مقلد أما المجتهد فلا بد له من نص أو إجماع أو دليل يستنبط من ذلك فإن الذم والحمد من الأحكام الشرعية وقد قدمنا بيان ذلك وذكرنا أن الحمد والذم والحب والبغض والوعد والوعيد والموالاة والمعادات ونحو ذلك من أحكام الدين لا يصلح إلا بالأسماء التي أنزل الله بها سلطانه…"
21 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 12 ص: 87
"…وقد ذكرنا فى المسائل الطبرستانية و الكيلانية بسط مذاهب الناس وكيف تشعبت وتفرعت فى هذا الأصل والمقصود هنا ان كثيرا من الناس المتأخرين لم يعرفوا حقيقة كلام السلف والأئمة فمنهم من يعظمهم ويقول انه متبع لهم مع انه مخالف لهم من حيث لا يشعر ومنهم من يظن أنهم كانوا لا يعرفون أصول الدين ولا تقريرها بالدلائل البرهانية وذلك لجهله بعلمهم بل لجهله بما جاء به الرسول من الحق الذى تدل عليه الدلائل العقلية مع السمعية…"
22 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 16 ص: 251
"فصل فى بيان أن الرسول صلى الله عليه و سلم أول ما أنزل عليه بيان أصول الدين و هي الأدلة العقلية الدالة على ثبوت الصانع و توحيده و صدق رسوله صلى الله عليه و سلم و على المعاد إمكانا و وقوعا و قد ذكرنا فيما تقدم هذا الأصل غير مرة و أن الرسول صلى الله عليه و سلم بين الأدلة العقلية و السمعية التي يهتدي بها الناس إلى دينهم و ما فيه نجاتهم و سعادتهم فى الدنيا و الآخرة و أن الذين ابتدعوا أصولا تخالف بعض ما جاء به هي أصول دينهم لا أصول دينه و هي باطلة عقلا و سمعا كما قد بسط في غير موضع…"
23 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 16 ص: 371
"…قال تعالى قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا فابتغوا معه آلهة أخرى و لم يثبتوا معه خالقا آخر فقال فى أعظم الآيات الله لا إله إلا هو الحي القيوم ذكره فى ثلاثة مواضع من القرآن كل موضع فيه أحد أصول الدين الثلاثة و هى التوحيد و الرسل و الآخرة هذه التى بعث بها جميع المرسلين و أخبر عن المشركين أنهم يكفرون بها في مثل قوله "و لا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا و الذين لا يؤمنون بالآخرة و هم بربهم يعدلون"…"
24 - ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 19 ص: 230
"…واعلم أن عامة مسائل أصول الدين الكبار مثل الإقرار بوجود الخالق وبوحدانيته وعلمه وقدرته ومشيئته وعظمته والإقرار بالثواب وبرسالة محمد وغير ذلك مما يعلم بالعقل قد دل الشارع على أدلته العقلية وهذه الأصول التى يسميها أهل الكلام العقليات وهى ما تعلم بالعقل فإنها تعلم بالشرع لا أعنى بمجرد أخباره فان ذلك لا يفيد العلم إلا بعد العلم بصدق المخبر فالعلم بها من هذا الوجه موقوف على ما يعلم بالعقل من الإقرار بالربوبية وبالرسالة وإنما أعنى بدلالته وهدايته .. "
ولعل بعد هذه النقولات عن شيخ الإسلام رحمه الله لا أظن أنه هناك مجال للشك في صحة هذا التقسيم إن شاء الله.
ولي بعد ذلك تنبيه:
هذا التقسيم مسالة اصطلاحية المقصود منها التميز والتعريف ووضع الحدود والخصائص كتقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وأسماء وصفات لما ظن بعض الناس أن التوحيد هو مجرد الإقرار بالربوبية لزم التمييز وتحديد المعنى وإن لم يكن ذات التقسيم معروف لدى السلف ولكن كما يقال لا مشاحة في الاصطلاح إذا كان المعنى صحيح،وفي مسألتنا هذه التبست كثير من المفاهيم على بعض الناس حتى صار لا يفرق بين مسائل الدين الكبار مما يختص بالتوحيد وحق الله سبحانه وتعالى على عباده وبين بعض الواجبات الأخرى التي تدخل في الفروع فمثلا تجد الرجل مصلي عابد محافظ على بعض شعائر الإسلام يذهب لانتخاب العلمانيين في مجالس التشريع الوضعية أو ينادي بالديمقراطية أو غير ذلك لجهله بحقائق التوحيد وغياب المفاهيم فيأتي التقسيم ليبين أصل الدين وخصائصه وحدوده،والخطأ في المسألة ليس هو في ذات التقسيم كما سبق لكن الخطأ يأتي من بناء الأحكام الباطلة على هذا التقسيم دون الرجوع إلى أدلة خاصة كما فعلت المعتزلة وغيرهم من أهل البدع.
-ولقد اقتصرت في النقل على كلام شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله دون غيره من أهل العلم وذلك لأنه لم يرد نفي هذا التقسيم فيما أعلم إلا عنه رحمه الله واقتصرت على بعض النقولات دون حصر لأن النقل عنه في هذه المسألة لا يسعه مجلد كبير لكني اقتصرت على ما يوضح ما ذهبت إليه وأرجو أن أكون وفيت إن شاء الله
وأخيراً:
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 19 ص: 134
25 - "…إذا عرف هذان النوعان فمن الناس من يسمى العلم والاعتقاد والحكم والقول الخبرى التابع علم الأصول وأصول الدين أو علم الكلام أو الفقه الأكبر ونحو ذلك من الأسماء المتقاربه وإن اختلفت فيها المقاصد والاصطلاحات ويسمى النوع الآخر علم الفروع وفروع الدين وعلم الفقه والشريعة ونحو ذلك من الأسماء وهذا اصطلاح كثير من المتفقهة والمتكلمة المتأخرين ومن الناس من يجعل أصول الدين اسما لكل ما اتفقت فيه الشرائع مما لا ينسح ولا يغير سواء كان علميا أو عمليا سواء كان من القسم الأول أو الآخر حتى يجعل عبادة الله وحده ومحبته وخشيته ونحو ذلك من أصول الدين وقد يجعل بعض الأمور الاعتقادية الخبرية من فروعه ويجعل اسم الشريعة ينتظم العقائد والأعمال ونحو ذلك وهذا اصطلاح غلب على أهل الحديث والتصوف وعليه أئمة الفقهاء وطائفة من أهل الكلام…"
فكيف يقال بعد هذا أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع بدعة ويطلق القول بهذا.
وأختم بقوله رحمه الله في مجموع الفتاوى ج: 10 ص: 236:
" .. وذلك هو دين الإسلام الذي بعث الله به الأولين والآخرين من الرسل وهو الدين الذي لا يقبل الله من أحد دينا إلا إياه وهو حقيقة العبادة لرب العالمين فنسأل الله العظيم أن يثبتنا عليه ويكمله لنا ويميتنا عليه وسائر إخواننا المسلمين.
هذا والله أعلم ‘ والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو موسى]ــــــــ[26 - Feb-2008, صباحاً 01:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الصلاة من أصل الدين؟(/)
نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم / صور المنتجات الدنماركية -للنشر-
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 02:07]ـ
قاطعوا المنتجات الدنماركية -صور للنشر-
صور المنتجات الدنماركية -للنشر-ملف مرفق تفضل
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 02:11]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 05:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 02:01]ـ
ترفع للتاكيد والاستمرار
ـ[سحابة مطر]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 03:32]ـ
ماشاء الله تبارك الرحمن ابيات جدا رائعة وفقك الله واكتب المزيد مما اعطاك الله اكتب في عقوق المنتشر- ترك الصلاة - الدخان -الحجاب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الجامعات التركية تتمسك باستمرار منع الحجاب رغم إباحته رسمياً ... !!!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 02:32]ـ
اسطنبول- رويترز
رغم مرور أيام على إجازة الرئيس التركي عبد الله غول بارتداء الحجاب في الجامعات، إلا أن الطالبات المحجبات فوجئن بطلب إدارة الجامعة منهن خلع الحجاب قبل دخول الحرم الجامعي، في أول يوم دراسي الاثنين 25 - 2 - 2008.
وكان غول وافق الجمعة الماضية على اصلاح دستوري تاريخي, يسمح للطالبات بارتداء الحجاب في الجامعة رغم اعتراضات قوية من النخبة العلمانية في البلاد.
وقال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وحزبه الحاكم وهو حزب العدالة والتنمية إن إلغاء الحظر على ارتداء الحجاب ضروري للحريات الدينية في تركيا المرشحة للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي.
ولكن رؤوساء الجامعات رفضوا رفع الحظر عن الحجاب، وقالوا انه رغم التعديل الدستوري الاخير الا أن القانون الاصلي الذي اصدرته المحكمة الدستورية بهذا الشأن مازال قائما بدون تغيير.
وابدت بعض الطالبات سخطهن عندما طلب منهن خلع الحجاب في حين امتثلت أخريات للطلب من أجل السماح لهن بالدخول. وقالت واحدة من الطالبات لدى دخولها جامعة أنقرة "سوف أتبع ما يقوله رئيس الجامعة. أفكر في خلع لحجاب حتى يسمح لي بالدخول".
وشرح رئيس جامعة الشرق الاوسط في أنقرة أورال اكبولوت قرار الجامعة بضرورة التزام الفتيات بخلع الحجاب بالقول "التغيير الذي أدخل على الدستور لا يسمح بدخول الفتيات الى الجامعة بالحجاب طبقا للقانون. الحكم السابق للمحكمة العليا يقول اذا حاولت فتاة دخول الحرم الجامعي مرتدية رموزا دينية فلا يجب السماح لها بالدخول. ومن ثم فإن هذا الحكم يتسق مع القانون ولذلك فإننا لن نسمح لأي فتاة ترتدي الحجاب بدخول الجامعة لانه رمز ديني".
وتخشى الصفوة العلمانية في تركيا، بمن فيها جنرالات الجيش، ان يقوض الاصلاح الفصل بين الدين والدولة في البلد. وقال حزب "الشعب الجمهوري"، وهو حزب المعارضة الرئيسي بتركيا، إنه سيطلب من المحكمة الدستورية الغاء التعديل.
وقال مكتب غول في بيان "التعديلات لا تتعارض مع المبادئ الرئيسية للجمهورية". وبرر البيان التعديلات كمحاولة لمنح جميع المواطنين حرية وصول متساوية للتعليم العالي.
وزوجات وبنات غول واردوغان وجميع كبار المسؤولين في حزب العدالة والتنمية محجبات.
وكان البرلمان التركي قد أقر التعديل في 9 فبراير الماضي، بعد أن ضمن حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية تأييد حزب قومي رئيسي. ولكن قضية الحجاب أثبتت عمق الانقسامات في تركيا وهي دولة مسلمة لكنها علمانية، وأثارت مظاهرات احتجاج كبيرة. ولا يزال يتعين على الحكومة تعديل قانون يحكم اللجنة المشرفة على التعليم العالي في تركيا حتى يمكن للتغييرات أن تسري.
ويقول حزب الشعب الذي يدافع عن العلمانية بشدة، ان التعديلات تتعارض بوضوح مع بنود مؤكدة في الدستور تعرف تركيا بأنها دولة علمانية. وتأكيدا لنبرته التصالحية، شدد غول في بيانه على أن مشرعين يمثلون 80% من مواطني تركيا صوتوا في البرلمان لصالح التعديلات الدستورية.
وتبين استطلاعات الرأي أن غالبية الانراك يؤيدون الاصلاح في بلد يرتدي فيه ثلثا النساء الحجاب. ولكن بالنسبة للعلمانيين فإن السماح بالحجاب يمثل مجرد خطوة أولى في ما يرون أنه حملة منذ فترة طويلة للمحافظين الدينيين لتقويض المؤسسات العلمانية وحبس المرأة في البيت واعادة توجيه تركيا نحو العالم الاسلامي.
وينفي حزب العدالة والتنمية أن يكون لديه أي برنامج اسلامي، ودافع عن الاصلاحات اللازمة لانضمام تركيا للاتحاد الاوروبي منذ وصوله للسلطة بأغلبية كاسحة عام 2002، ولكن السعي لهذه الاصلاحات تباطأ بدرجة كبيرة في العامين الماضيين.
============================== =
من المعلوم أن رئيس التعليم العالى في تركيا وما يسمى (اليوك) هو علماني أتاتوركي قح محارب للدين وللحجاب.
ـ[مراد]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 05:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل للبقية عبرة في تركيا
تركيا الدولة التي تمت مصادرتها بلا دماء
صادروها عن طريق مناصبها حيث زرعوا الخبائث في كراسيها ثم أخرجوها من آسيا إلى أوربا
والحقيقة أن أغلب شعبها مسلم ولكن ماذا ينفع هذا إذا كانت المناصب ليست لهم في الحقيقة الحقيقة
والإعلام أيضاً مفتوح يهدم القيم ثم يغير المبادئ ثم تقاد به الشعوب رغم أنوف أولياء أمورهم
المسلمون في جهل عارم ودعاتهم بين السبات و ضعف الأساليب
(إن في ذلك عبرة لمن يخشى) ......(/)
وصية شيخ الإسلام لابن القيم في رد الشبهات
ـ[أبو السها]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 03:19]ـ
قد نقل لنا ابن القيم رحمه الله هذه الوصية في كتابه القيم: (مفتاح دار السعادة، وهي وصية عظيمة رغم قضرها لو تصدى لها أحدهم بالشرح لألف فيها كتابا،قال عنها محقق الكتاب الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-:كلمات تكتب-لعظمتها-بماء العيون فاحفظها.
يقول ابن القيم رحمه الله: (وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه-وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد-[لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات] أو كما قال، فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك).
رحم الله شيخ الإسلام وتلميذه البار شيخ الإسلام الثاني ابن القيم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 11:51]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[01 - Mar-2008, صباحاً 11:44]ـ
جزاك الله خيرا
و نفع الله بك ..
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 03:59]ـ
وصية قيمة جدا
بارك الله فيك
ـ[أيوب التمسماني]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 05:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إذا كان العلماء من الممكن تؤثر فيهم الشبهات و ينصحوا بعضهم بعضا بمثل هذه النصائح العظيمة .. فما بالنا نحن؟؟: (
اللهم ارحمنا و ثبت قلوبنا على الايمان الصحيح
شكرا لك ... بارك الله فيك ... (ابتسامة)(/)
فلنحشد طاقاتنا، ولنركز تفكيرنا، على كيفية الاستخدام والتطبيق الأمثل لقيادة السيارة.
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 09:10]ـ
فلنحشد طاقاتنا، ولنركز تفكيرنا، على كيفية الاستخدام والتطبيق الأمثل لقيادة المرأة السعودية للسيارة!
استوقفتني كثير من المناقشات على صفحات الجرائد ومنتديات ومواقع الإنترنت، والمركزة على قيادة المرأة السعودية للسيارة. وبإحصائية ذات لمحة سريعة لهذه المناقشات، وجدت أنها تتركز على التأييد أو المنع، وكل فريق يحشد من الحجج والبراهين مايؤيد وجهة نظرة؛ بالرغم من أن هؤلاء المتناقشون لا يملكون الحل والعقد في التنفيذ من عدمه.
فبنظرة موضوعية، بعيداً عن التأييد من عدمه؛ اكتشفت أن أولئك القوم يهدرون أوقاتهم فيما لاطائل من ورائة. وماحادثة أطباق استقبال البث الفضائي – كأنموذج للتمثيل وليس الحصر- عنا ببعيد، ففي ذلك الزمن، كان الناس منقسمين إلى فريقين بين مؤيد ومعارض، كحالهم اليوم مع هذا الموضوع، ولم يتطرق منهم إلا القليل لكيفية استغلال واستخدام تلك الوسيلة استخداماً سليماً، وتوظيفها توظيفاً جيداً. فبعد الجدال والأخذ والرد؛ دخل ذلك الطبق أغلب البيوت السعودية، عندها توقف الناس عن الجدال في القبول أو الرفض، وأصبح جملة من الناس يفكرون في كيفية استخدام واستغلال تلك الوسيلة لاستخدام الخير، فظهرت لنا قنوات إسلامية وتربوية وعلمية لتقف أمام قنوات الفساد والإفساد.
هل لنا أن نأخذ من ذلك المثال وغيره من الأمثلة ذات العلاقة نفسها، درساً للتفكير في كيفية إيجاد وسائل وطرق وأساليب مثلى للتطبيق والاستخدام الأمثل لتلك التقنية، طمعاً في تهيئة وتدريب أجيالنا القادمة؛ وخصوصاً أن ذلك الأمر كائن لا محالة؛ وذلك لارتباط بلدنا بالعالم من حوله، إضافة إلى الارتباط الدولي بالعديد من المنظمات، فهو جزء لا يتجزأ من هذا العالم، الذي أصبح كقرية صغيرة.
فهلاّ اختصرنا الطريق، وحشدنا طاقاتنا للتفكير في التطبيق والاستخدام الأمثل، خدمة لأجيالنا القادمة التي لن تفكر في قبول أو رفض؟!
ووفقنا الله وإياكم لكل خير وهدى وصواب
أبورينا الغامدي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 11:41]ـ
(فهلاّ اختصرنا الطريق، وحشدنا طاقاتنا للتفكير في التطبيق والاستخدام الأمثل، خدمة لأجيالنا القادمة التي لن تفكر في قبول أو رفض؟!).
هلا اختصرتَ لنا الطريق .. وأفدتنا بالمطلوب؟
وأرجو أن لا تذكر " ضوابط " خيالية لهذا الأمر .. لأنها ستذهب مع الريح؛ كما ذهبت في بلاد قريبة.
والمؤمن لا يستعجل " الشر " قبل وقوعه، لكنه يُدافعه ما استطاع.ويضع البدائل الشرعية لصانع القرار.
وفقكم الله ..
http://saaid.net/female/mfased.htm(/)
مصيبة جديدة: تركيا تعيد النظر في معاني الأحاديث .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 10:09]ـ
مراسل الشؤون الدينية - بي بي سي
تغيير جذري: تركيا تعيد النظر في معاني الاحاديث
تستعد تركيا لنشر وثيقة تمثل تغييرا جذريا في الطريقة التي تفسر بها تعاليم الاسلام، وتشمل تجديدا وتحديثا في تفسير تعاليم الاسلام من شأنه احداث ضجة كبيرة.
وقد كلفت وزارة الشؤون الدينة ذات النفوذ الواسع في البلاد مجموعة من علماء الدين في جامعة انقرة للقيام بمراجعة شاملة للاحاديث النبوية.
وترى الحكومة التركية ان الاحاديث غالبا ما تكون لها مضامين تؤثر سلبا على المجتمع بصفة عامة، وتغيير القيم الاصلية للدين الاسلامي، خاصة وانها اهم مصدر لتفسير القرآن وقواعد الشريعة.
وتقول السلطات التركية ان ان عددا لا يستهان به من الاحاديث منسوبة الى النبي محمد زورا، وحتى بعض التي صدرته عنه فعلا بحاجة الى اعادة تفسير، حسب رأيها.
ويقول المراقبون ان اسس الدين الاسلامي تتم الآن مراجعتها من اجل احداث تجديد جذري فيه. ويقول انصار هذه المراجعة ان الاصول العقلانية للاسلام يتم اكتشافها من جديد الآن.
اصطناع
وقد بدأ التمحيص الدقيق في الاحاديث في كلية الشريعة بجامعة انقرة، ويقول احد مستشاري المشروع، فيلكس كرونر، ان العديد من الاحاديث تم اصطناعه بعد وفاة النبي محمد بقرون لخدمة مصالح معينة.
ويقول كرونر: "للاسف، يمكنك تبرير أي شيء باستخدام حديث نبوي ملفق، بما في ذلك بتر اعضاء النساء التناسلية (باعتبار ذلك ختانا) ".
وتسمع الكثيرين يقولون اشياء ثم يدافعون عنها بالقول ان ذلك ما امرنا النبي بفعله، لكن من الممكن تاريخيا تفسير الظروف والحيثيات التي اصطنعت فيه احاديث واقحمت في الدين افتراء."
والحقيقة، يقول كرونر، هو ان الدين الاسلامي استغلته ثقافات متتالية، محافظة في اغلبها، لدعم عدة اشكال من السيطرة داخل المجتمع.
وتنوي تركيا الغاء ذلك الزخم "الثقافي" والعودة الى الاصل في التعاليم الاسلامية وما يتناسب مع هدفه الاصلي منها.
وهنا يظهر الجانب الثوري لهذا المشروع، فحتى بعض الاحاديث الصحيحة تم تعديلها او اعادة تفسيرها.
فقيهات
ويعطي محمد جرميز، وهو مسؤول بارز بوزارة الشؤون الدينية، مثالا واضحا على ذلك، فيقول ان هناك احاديث تمنع النساء من السفر اكثر من ثلاثة ايام من غير اذن من ازواجهن، وهي تعتبر احاديث صحيحة.
"لكنها ليست منعا دينيا، حسب قول جرميز، بل تعليمات جاءت لأن السفر في زمن الرسول كان اخطر مما هو اليوم، لكن الامور تغيرت، والناس ابقوا على تعليمات لم يكن مقصودا منها الا حماية النساء مؤقتا."
ويبرر المشرفون على المشروع اقدامهم على مثل هذه الخطوة بنتائج ابحاث اكاديمية جدية اظهرت غاية النبي محمد من ذلك المنع، فينقلون عنه انه اعرب عن امله في "ان يأتي اليوم الذي يمكن لامرأة فيه السفر وحدها."
لكن المنع باق في النصوص الدينية لحد الآن ويستخدم للحد من حرية المرأة.
يذكر ان تركيا وفرت دراسات دينية لـ450 امرأة في اطار الاصلاح الديني الذي تدأب عليه، وكونهن ليصرن فقيهات في الدين، وكلفتهن بشرح روح الاسلام الاصلية لسكان الارياف في البلاد المترامية الاطراف.
وتشرح احداهن واسمها حلية كوج لحشد من النساء المحجبات في بلدة وسط تركيا كيف أن تفسيرا صحيحا للقرآن يضمن المساواة والعدل وحقوق الانسان. وتضيف ان الاسلام حاليا يستغل لاخضاع المرأة.
ويقول الخبير البريطاني فادي حكورة من مؤسسة تشاتام هاوس بلندن ان ما تقوم به تركيا الآن هو تحويل الاسلام من دين يجب طاعة تعاليمه الى دين مصمم لتلبية حاجيات الناس في ديموقراطية علمانية.
النسخ
ويقارن الخبير المشروع التركي باصلاح الكنيسة. "ليس نفس الشيء بالطبع، لكن ان دققت في ما تفعله تركيا، فهو ايضا عبارة عن تغيير في جذور الدين".
ويضيف حروكة: "تركيا كانت دائما تحاول تصميم حياة سياسية تتماشى مع الاسلام، لكنها الآن تريد تصميم اسلام جديد."
ويجدر بالذكر ان كلية الشريعة في انقرة تقوم بهذا التجديد مستخدمة تقنيات النقد والفلسفة الغربية في التعامل مع الحديث.
بل ان العاملين في المشروع تجاوزا قاعدة النسخ التي يعمل بها الفقهاء، وهي التي يلغي بموجبها حديث ما قبله (أو ينسخه)، حيث تكون النصوص الأحدث غالبا محافظة اكثر مما قبلها.
ويقول فادي حروكة، ينبغي النظر الى كل تلك النصوص ككيان واحد، فلا يمكنك مثلا القول ان الاحاديث الداعية الى القتال ينبغي ان تنسخ تلك التي تدعو الى السلام، وذلك بالضبط ما يفعله بعض الناس في الشرق الاوسط".
ويختم الخبير بالقول: "لا استطيع التعبير عن مدى انبهاري بجذرية هذا التغيير."
المصدر
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/worl...00/7266135.stm
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 12:58]ـ
قاتلهم الله أنى يؤفكون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 03:39]ـ
وزارة الشؤون الدينية بيد من؟؟؟(/)
فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز حول عمل النساء و الرجال في الدوائر نفسها: الاختلاط.
ـ[علي التمني]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 03:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حول توظيف النساء في الدوائر الحكومية
الحمد لله رب العالمين والسلام على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم واقتفى آثارهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد اطلعت على ما نشر في الصحف المحلية في الأول من شهر رمضان عام 1400هـ من اعتزام فرع ديوان الخدمة المدنية بالمنطقة الشرقية على توظيف النساء في الدوائر الحكومية للقيام بأعمال النسخ والترجمة والأعمال الكتابية الأخرى، ثم قرأت ما كتبه الأخ الناصح محمد أحمد حساني في صحيفة الندوة في عددها الصادر في 8/ 9 / 1400 هـ تعقيبا على ذلك الخبر، وكان صادقا وناصحا للأمة في تعقيبه، فشكر الله له وأثابه. ذلك أن من المعلوم أن نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال يؤدي إلى الاختلاط، وذلك أمر خطير جدا، له تبعاته الخطيرة وثمراته المرة وعواقبه الوخيمة، وهو مصادم للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه، مما تكون فيه بعيدة عن مخالطة الرجال. والأدلة الصريحة الصحيحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية وتحريم النظر إليها وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيما حرم الله- أدلة كثيرة محكمة قاضية بتحريم الاختلاط المؤدي إلى مالا تحمد عقباه.
منها قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا [1] وقال تعالى وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [2] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [3] وقال الله جل وعلا: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ إلى أن قال سبحانه: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [4] وقال: ((إياكم والدخول على النساء)) يعني الأجنبيات قال رجال من الأنصار أفرأيت الحمو؟ قال ((الحمو الموت)) ونهى الإسلام عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق إلا مع ذي محرم وعن السفر إلا مع ذي محرم، سدا لذريعة الفساد وإغلاقا لباب الإثم وحسما لأسباب الشر وحماية للنوعين من مكايد الشيطان، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) وصح عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم:
((اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)) وهذه الآيات والأحاديث صريحة الدلالة في وجوب القرار في البيت والابتعاد عن الاختلاط المؤدي إلى الفساد وتقويض الأسر وخراب المجتمعات فما الذي يلجئنا إلى مخالفتها والوقوع فيما يغضب الله ويحل بالأمة بأسه وعقابه، ألا نعتبر فيما وقع في المجتمعات التي سبقت إلى هذا الأمر الخطير وصارت تتحسر على ما فعلت وتتمنى أن تعود إلى حالنا التي نحن عليها الآن. لماذا لا ننظر إلى وضع المرأة في بعض البلدان الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
المجاورة كيف أصبحت مهانة مبتذلة بسبب إخراجها من بيتها وجعلها تعمل في غير وظيفتها، لقد نادى العقلاء هناك وفي البلدان الغربية بوجوب إعادة المرأة إلى وضعها الطبيعي الذي هيأها الله له وركبها عليه جسميا ونفسيا وعقليا، ولكن بعد ما فات الأوان.
ألا فليتق الله المسئولون في ديوان الخدمة المدنية والرئاسة العامة لتعليم البنات وليراقبوه سبحانه فلا يفتحوا على الأمة بابا عظيما من أبواب الشر، إذا فتح كان من الصعب إغلاقه. وليعلموا أن النصح لهذا البلد حكومة وشعبا هو العمل على ما يبقيه مجتمعا متماسكا قويا سائرا على نهج الكتاب والسنة، وسد أبواب الضعف والوهن ومنافذ الشرور والفتن، ولا سيما ونحن في عصر تكالب الأعداء فيه على المسلمين وأصبحنا أشد ما نكون حاجة إلى عون الله ودفعه عنا شرور أعدائنا ومكائدهم، فلا يجوز لنا أن نفتح أبوابا من الشر مغلقة.
ولعل في كلمتي هذه ما يذكر المسئولين في ديوان الخدمة المدنية والرئاسة العامة لتعليم البنات بما يجب عليهم من مراعاة أمر الله ورسوله والنظر فيما تمليه المصلحة العامة لهذه الأمة، والاستفادة مما قاله الأخ محمد أحمد حساني من أن عملية نقص الموظفين لا تعالج بالدعوة إلى إشراك النساء في وظائف الرجال سدا للذريعة وقفلا لباب المحاذير، بل إن العلاج الصحيح يكون بإيجاد الحوافز لآلاف الشباب الذين لا يجدون في العمل الحكومي ما يشجع للالتحاق به فيتجهون إلى العمل الحر أو إلى المؤسسات والشركات، ومن هنا منطلق العلاج الصحيح وهو تبسيط إجراءات تعيين الموظفين وعدم التعقيد في الطلبات، وإعطاء الموظف ما يستحق مقابل جهده، وعندها سوف يكون لدى كل إدارة فائض من الموظفين. هذا وإنني مطمئن إن شاء الله إلى أن المسئولين بعد قراءتهم لهذه الكلمة سيرجعون عما فكروا فيه من تشغيل المرأة بأعمال الرجال إذا علموا أن ذلك محرم بالكتاب والسنة ومصادم للفطرة السليمة، ومن أقوى الأسباب في تخلخل المجتمع وتداعي بنيانه، وهو مع ذلك أمنية غالية لأعداء المسلمين يعملون لها منذ عشرات السنين وينفقون لتحقيقها الأموال الطائلة ويبذلون لذلك الجهود المضنية، ونرجو أن لا يكون أبناؤنا وإخواننا معينين لهم أو محققين لأغراضهم.
أسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من مكايد الأعداء ومخططاتهم المدمرة وأن يوفق المسئولين فيها إلى حمل الناس على ما يصلح شئونهم في الدنيا والآخرة، تنفيذا لأمر ربهم وخالقهم والعالم بمصالحهم، وأن يوفق المسئولين في ديوان الخدمة المدنية والرئاسة العامة لتعليم البنات لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد في أمر المعاش والمعاد، وأن يعيذنا وإياهم وسائر المسلمين من مضلات الفتن وأسباب النقم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعهم بإحسان
http://www.binbaz.org.sa/mat/8298
--------------------------------------------------
فهل يتنبه ولاة الأمر وفقهم الله في بلادنا إلى منافاة الاختلاط للشريعة الإسلامية ولمصلحة الشعب ولسلامة الأخلاق، هذا الاختلاط الذي لا يريد زرعه في بلاد الحرمين إلا من يريد بها الشرور والفتن، ومن يريد بنعم الله عليها الزوال والتحول، وفق الله الجميع لرضوانه وللأخذ بالأسباب الواقية من سخطه تعالى ومقته.
اللهم احفظ البلاد السعودية من كل شر وأدم عليها نعمك الكثيرة التي لاتدوم إلا بالوقوف عند شرعك تطبيقا له ودعوة إليه.
علي التمني
أبها / الأربعاء 20/ 2/1429
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 06:55]ـ
شكرا لك أخي التمني ..
ومفاسد الاختلاط يعرفها من له أدنى عقل ,وحتى الكفار بدأ بعضهم يعرف مفاسده بعقله ,فكيف بنا نحن وعندنا الوحي المنزل
اللهم كم أراد إعلامنا بشر اللهم أشغله في نفسه, واجعل كيده في نحره
ـ[سامي الجلعود]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 12:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك يا أخ علي التمني على هذا الموضوع الرائع ليس من الحل ان يكون في نفس العمل اختلاط وذلك لما نسمع من قصص مؤلمة والسبب الا وهو الاختلاط لكن ان شاء الله لن ياتي اليوم الذي ويكون فيه اختلاط في هذه البلاد الطاهره
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 12:10]ـ
-
الآن بدأ اللبراليون يحتجون بالسنة على السنة
علينا أن نتنبه لهذا المسلك
بارك الله فيكم
،
ـ[علي التمني]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 02:12]ـ
بسم الله
الأخ الفاضل ابن رشد
جزاك الله خيرا ونسأل الله تعالى أن يرد كيد من يريد إفساد المجتمع السعودي إلى نحره.
13/ 5/1429
ـ[علي التمني]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:14]ـ
بسم الله
أيها الأحبة الأمر والله أخطر مما نتصور،، وعلينا أن ندرك ونفهم لماذا يصر المفسدون في الأرض على هذه الجريمة: جريمة الاختلاط،، فهل ندرك الأمر ونتداركه ونفعل مواجهة هذه الجريمة على كل صعيد ونبين للعلماء وطلبة العلم الشرعي وكل مثقف بل وكل مسلم،،
في 15/ 12/1429
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:25]ـ
ألا فليتق الله المسئولون في ديوان الخدمة المدنية والرئاسة العامة لتعليم البنات وليراقبوه سبحانه فلا يفتحوا على الأمة بابا عظيما من أبواب الشر، إذا فتح كان من الصعب إغلاقه. وليعلموا أن النصح لهذا البلد حكومة وشعبا هو العمل على ما يبقيه مجتمعا متماسكا قويا سائرا على نهج الكتاب والسنة، وسد أبواب الضعف والوهن ومنافذ الشرور والفتن، ولا سيما ونحن في عصر تكالب الأعداء فيه على المسلمين وأصبحنا أشد ما نكون حاجة إلى عون الله ودفعه عنا شرور أعدائنا ومكائدهم، فلا يجوز لنا أن نفتح أبوابا من الشر مغلقة.
ما أعظم بصيرته رحمه الله، فعلاً فما فتح باب للشر و إلا و فتح معه أبواب لا يدري المسلم أيها يدرأ أعان الله القائمين على الأمر في هذه البلاد ...
تحية لك على هذه النقل ...
ـ[علي التمني]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 03:26]ـ
جزاك الله خيرا أخي غربال(/)
في التاريخ عبرة- حقبة مهمة من تاريخ مصر- الله يعيد التاريخ - الشيخ خالد السبت
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 06:47]ـ
ما أشبه الليلة بالبارحة - الله يعيد التاريخ
http://o9o9.net/up/get-2-2008-g8g6vfor.gif
هذه المجموعة المكونة من اربعة أشرطة للشيخ د. خالد السبت
تلقي الضوء على حقبة مهمة من تاريخ مصر الحديث، باسلوب متميز جذاب
فيه الكثير من العبر والفوائد وهذه غاية مهمة من غايات قراءة التاريخ
يكرر الشيخ كثيرا عبارة الله يعيد التاريخ وما أشبه الليلة بالبارحة وذلك دلالة لتكرر السنن الربانية في هذا الزمان ليحذر الشيخ من خطورة المألات والعواقب مجموعة قيمة جدا ومن ابرز ماورد فيها
http://www.qimam.net/media/fee2.gif
لاستماع للمقدمة
http://qimam.net/item_view.asp?item_id=81
رابط حفظ المقدمة
http://www.qimam.net/media/ebrah.rm
ومن ابرز الاسماء التي ستمر عليك في الالبوم
نابليون
ابراهيم باشا
محمد علي باشا
سعيد باشا مستعد ان يبيع مصر بكاملها من اجل المكرونة الايطالية
جمال الدين الافغاني - دور خطير-
للاستماع للمجموعة كاملة قبل الاخراج والمونتاج
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=2861
منقول من الساحة المفتوحة ...
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 06:05]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في الشيخ الكريم
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 06:06]ـ
للعلم رابط طريق الاسلام غير صحيح وتظهر فيه هذه الرسالة.
لا يمكن العثور على الصفحة الرجاء التأكد من العنوان!
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 05:59]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2861
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 07:43]ـ
شريط سمعته، رائع جداً
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 06:11]ـ
يعنى السلسة هذه مفرغة ومطبوعة
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 03:12]ـ
سمعتها كلها والله انها رائعة
جزيت خيرا وبارك الله فيك
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 07:58]ـ
جزاك الله خيرا وجزى الشيخ السبت خير الجزاء، فالتأريخ حقا يعيد نفسه ..(/)
فعلها عمر البشير .. فهل يفعلها بقية الحكام
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[28 - Feb-2008, صباحاً 12:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في صحيفة آخر لحظة السودانية في يوم الثلاثاء 26\ 2\2008 الموافق 19\ 2\1429 الخبر التالي:
التجارة تنفذ قرار رئيس الجمهورية بإيقاف استيراد السلع الدنماركية
نفذت وزارة التجارة الخارجية قرار رئيس الجمهورية القاضي بإيقاف اسيراد السلع و البضائع الدينماركية و عدم السماح بدخولها البلاد. و قال المهندس السميح الصديق وزير الدولة بوزارة التجارة الخارجية لسونا (وكالة الأنباء السودانية): أن قرار رئيس الجمهورية جاء عقب سماح السلطات الدينماركية للصحف و أجهزة الإعلام بإعادة نشر الصور و الرسومات المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه و سلم.
من جانبه قال اللواء صلاح أحمد الشيخ مدير الإدارة العامة لشرطة الجمارك لسونا: بأن سلطات الجمارك طبقت قرار حظر استيراد السلع الدنماركية بكل حزم لافتاً نظر الموردين إلى الالتزام بالقرار دون الالتفاف عليه.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[28 - Feb-2008, صباحاً 02:44]ـ
هذي البداية
وان شاء الله نسمع عن باقي الدول أخبار ساره
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[28 - Feb-2008, صباحاً 07:55]ـ
نسأل الله ذلك
بورك فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 12:13]ـ
البشير يمنع دخول الدانمركيين إلى السودان احتجاجا على الرسوم المسيئة
عواصم/ تواصلت الاحتجاجات الإسلامية والعربية ضد إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، فقد قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمام تجمع حاشد في الخرطوم، إنه لن يسمح للدنمركيين بأن تطأ إقدامهم أرض بلاده بعد إعادة نشر الرسوم، كما طالب البرلمان اليمني بمقاطعة البضائع الدنمركية ودعا إلى طرد الدنمركيين من البلاد، وفي الأردن نظمت هيئة للدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام حملة إعلامية واسعة ضد الرسوم ودعت أيضا للمقاطعة، فيما اتخذت التطورات منحا جديدا بدخول ألمانيا في جدل أثارته تصريحات لوزير داخليتها دعا فيها لإعادة نشر الرسوم في الصحف الأوروبية.
وقال البشير إن بلاده قادرة على توصيل رد حاسم بمقاطعة شخصيات وشركات، وأضاف أمام آلاف السودانيين في اجتماع حاشد نظمه الحزب الحاكم إنه يعدهم بعدم السماح لأي دنمر?ي أن "تدنس قدمه" أرض السودان مرة أخرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية علي الصادق إن الوزارة ستنفذ قرار الرئيس وستمنع جميع الدنمركيين من دخول البلاد، ولم يقل ما إذا كان القرار سيشمل الدبلوماسيين، فيما قالت القائمة بالأعمال الدانمركية في الخرطوم كارن سورينسين إن بعثتها لم تبلغ بأي قرار بالمغادرة، ولن تعلق على وجود خطة لإجلاء المواطنين الدانمركيين، كما أكد المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة في دارفور التي تضم بعض الدانمركيين عدم تلقي أي تبليغ رسمي بهذا الخصوص، وكانت كوبنهاغن قللت من شأن إعلان الخرطوم مقاطعة منتجاتها، واعتبرت غضب السودانيين تحريضا سياسيا.
هذا، وقد تصاعد الغضب العربي والإسلامي على إعادة نشر الرسوم، وسط دعوات متزايدة وخطوات اتخذت لمقاطعة المنتجات الدانمركية وطرد الدانمركيين، ففي صنعاء دعا البرلمان اليمني إلى مقاطعة البضائع الدانمركية، وأمر بوقف أنشطة جمعية الصداقة اليمنية الدانمركية، وهي منظمة غير حكومية أنشئت مؤخرا.
أما في العاصمة الأردنية عمان فقد نظمت لجنة التنسيق والمتابعة لحملة "رسول الله يوحدنا" حملة إعلامية في صحف يومية وأسبوعية وفضائيات ضد الرسوم المسيئة، كما نشرت بيانا موحدا في جميع وسائل الإعلام المحلية دعت فيه إلى مقاطعة منتجات الدانمرك وطرد سفيرها من المملكة.
واتخذت أزمة إعادة نشر الرسوم المسيئة منحا جديدا بدخول ألمانيا إثر جدل كبير أثارته تصريحات لوزير الداخلية فولفغانغ شويبل دعا فيها إلى إعادة نشر الرسوم المسيئة في الصحف الأوروبية.
وسارعت وزارة الداخلية الألمانية إلى نفي هذا باعتباره لم يكن دقيقا، فيما أشارت تقارير صحفية إلى أن تصريحات الوزير لا تعكس موقفا عاما للحكومة الألمانية.
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 01:02]ـ
مشكور على الإضافة يا أبا محمد
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 01:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مراد]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 05:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[مراد]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 05:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 06:16]ـ
وفيك بارك يا ابن رجب
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 06:19]ـ
أخي مراد
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
نسأل الله أن تكون سنة حسنة للبقية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 12:17]ـ
خبر طيب و في إنتظار المزيد بعون الله
بارك الله فيكم
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 04:43]ـ
موقف طيب يشكر عليه
لكن أليست مظاهر الشرك والصوفية الغالية الضاربة أطنابها في السودان أشد خطراً وأعظم ضرراً من جبنة دنماركية او زبدة مستوردة وأحق بالمحاربة والمقاطعة لو كانوا يعلمون,,,,
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 10:29]ـ
الأخوان جمال الجزائري، و السلفي النجدي شكراً على المرور
و بالنسبة لأخي النجدي أقول:
كلامك صحيح مائة بالمائة، و لكن البطانة الفاسدة من القبوريين المحيطين به و أتباعهم هم من يهونون هذا الأمر في عينه
و هل تجرأ خنازير الدنمارك على حبيبنا -صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم- إلا عندماأصبحت:
مظاهر الشرك والصوفية الغالية ضاربة أطنابها في السودان و غير السودان من بلاد المسلمين حاشا دولة التوحيد حماها الله من كيد المتربصين و من شر النصارى الذين يريدون نشر ضلالهم فيها.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 06:19]ـ
البشير مطلوب القبض عليه الآن بتهمة قيامه بجرائم حرب ..
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 06:58]ـ
البشير مطلوب القبض عليه الآن بتهمة قيامه بجرائم حرب ..
أخي الكريم ليس الرئيس عمر حسن أحمد البشير هو المقصود الأول، إنما السودان هو المقصود الأول حتى يأتي رئيس جديد عميل للغرب ولأمريكا ينفذ كل ما يطلب منه، وكذلك غرض مقصود إقامة دولة صليبية في الجنوب تستولي على منابع النيل ومناجم الذهب الوفير هناك وآبار البترول، وكذلك فصل دارفور، وإقامة دولة للنوبة. فالله المستعان أن يحفظ بلاد المسلمين.
ـ[البتيري]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 11:55]ـ
على الرغم من ان البشير ساير الغرب كثيرا،
وفاوض نصارى الجنوب ووافق على تعيين نائبه منهم .... الخ من التنازلات وخصوصا في مسألة دارفور،
وعلى الرغم من ذلك، فلم يرضوا عنه، ولن يرضواحتى يقيموا كيان نصرانيا في جنوب السودان ينتقل الى شماله مستقبلا، والسيطرة على منابع النيل والاراضي الزراعية ...
نسال الله ان يجعل كيدهم في نحورهم.(/)
الله أكبر و لله الحمد: قس ووزير فرنسي سابق يعلنان إسلامهما في عنابة بالجزائر
ـ[ابو البراء]ــــــــ[28 - Feb-2008, صباحاً 03:13]ـ
في سابقة هي الأولى في تاريخ الجزائر
قس ووزير فرنسي سابق يعلنان إسلامهما في عنابة
انقلب نهار أمس، السحر على الساحر عندما تمّ قبل صلاة العصر بمسجد الزبير بن العوام بحي الصفصاف بعنابة إعلان قس فرنسي من مدينة ليل يدعى "هنري بيرود" إسلامه أمام الملأ، وكان مرفوقا بوزير فرنسي سابق مكلف بالبيئة في عهد الرئيس الفرنسي فاليري جيسكارديستان يدعى "جون هيرولد" ويبلغ من العمر 83 سنة، وهي سابقة فريدة من نوعها ليس في الجزائر فقط، وإنما في العالم بأسره، خاصة أن هذا القس البالغ من العمر 64 سنة، كان مكلفا منذ سنوات بحملات تبشير في المغرب الأقصى ودول الساحل الإفريقي الغربي "السنغال بالخصوص".
الإعلان كان مؤثرا جدا وحضره جمع غفير من المصلين والأئمة الذين قدموا من مختلف المدن الجزائرية، حيث علمنا أن الوزير الفرنسي السابق السيد جون هيرولد، متزوج من إمرأة من أصل جزائري من منطقة الجلفة وهذا منذ نصف قرن، إضافة إلى نطقهما بالشهادة بلسان عربي سليم، فإن القس والوزير "السابقين" قالا إنهما اختارا الجزائر لإعلان إسلامهما لإدراكهما بأنها موطن الإسلام الحقيقي، كما تمنيا أن يكونا ضمن أفواج حجاج بيت الله الحرام في رحلة الحج القادمة. وأحاط جموع المصلين بالوافدين الجديدين على الإسلام بمسجد الزبير بن العوام إلى غاية فندق السيبوس الدولي الذي نزلا به، وقد أجرينا حوارا مع المعنيين سننشره كاملا في عدد يوم السبت.
ن. بوعصيدة/أحمد زقاري
جريدة الشروق اليومي
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1536
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[28 - Feb-2008, صباحاً 04:47]ـ
الحمد لله والله أكبر، تقبل الله أخوينا الكريمين في المسلمين، وعلينا أن نبرحِّح لهذا الخبر، حتى يعلم الكفار لعائن الله عليهم أن جند الله هم الغالبون، وأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ...
ـ[ابو البراء]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 10:18]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الحبيب
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 12:28]ـ
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .....
بشرك الله بالجنة أخي الحبيب " أبو البراء " , و نسأل الله العلي القدير أن يثبت أخوينا الجدد على طاعته , و أن يستخدمهما لنصرة دينه .. إنه ولي ذلك و القادر عليه.
ـ[ابو البراء]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 07:50]ـ
الحمد لله
ديننا يدخله العقلاء ودينهم يدخله البلهاء
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[01 - Mar-2008, صباحاً 12:09]ـ
-
الحمدلله رب العالمين
بارك الله فيكم
/(/)
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم .... فأي دين هو؟؟؟؟
ـ[المهاجرللحق]ــــــــ[28 - Feb-2008, صباحاً 08:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كثيرا ما أتأمل قول ربي (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم)
فأقول:إذا خصص الله عزوجل دينا بعينه .. إذا التزمه أهل الملة مكنهم وأيدهم وأعزهم ........ إذا لابد من دين آخر ارتضوه هم لأنفسهم .. لكن الله لم يرتضيه .. وبالتالي فلا تمكين ولاعزة إلا بدين ارتضاه الله لهم .. وليس هم قد ارتضوه لأنفسهم ..
والمتأمل للساحة الإسلامية اليوم .. يجد طرحا من بعض الدعاة ينقض الوضوء؟؟؟
يريدون إسلاما متأمركا أو متصهينا أو علمانيا أو ديمقراطيا .. باختصار .. يرضي كل ملل الكفر عنا!!!
يرضي جورج وميشيل؟؟؟
حتى صارت محكمات الدين موضوعات للنقاش بل وللتصويت في بعض القنوات ... وإلى الله المشتكى .. فمن قوامة المرأة إلى السنة النبوية إلى حكم الردة ..
سبحان ربي!! لم يطرح الإسلام بهذه الصورة الهزيلة؟؟؟
ورب الكعبة لو قدمنا لهم كل قربان وسجدنا في بيتهم الأبيض وركعنا لتمثال حريتهم .. وتذللنا للكريميلن ... فلن يرضوا عنا .. حتى نذر ديننا .. خابوا وخسروا ..
يقول باريء النسم جل جلاله (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
(ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)
أفنعرف ونعلم مكنونات النفوس أكثر ممن خلقها وبرأها .. لا وربي
يؤلمني وبشدة أن يطرح الإسلام .. قوم منهزمون .. منخدعون .. ماعرفوا سنن الله .. ولا طبيعة هذا الدين العظيم ..
وكل عملهم وجهدهم بحجة التيسير .. أيكون دين الله الذي ارتضاه للبشرية عسرا .. والتمييع الذي ارتضاه بعض من لبس مسوح العلم يسرا .. !!!
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم ..
لابد أن نقدم الإسلام كما هو بلا تحريف ولا تحوير بالحكمة والموعظة الحسنة وبالحدود التي وضعتها الشريعة الغراء .. لا أن نفرغ الإسلام من قيمه حتى نخضعها لقيم الشرق والغرب ..
لابد للمؤمن أن يستعلي بإيمانه ويشمخ بدينه وقرآنه .. ويقدم هذا الدين كما هو .. كما ارتضاه الله .. لا كما ارتضاه بعضنا لنفسه أو كما ارتضاه أهل الكفر لنا, ..
أما أن نلوي عنق النصوص لتوافق هوانا .. فهذا محادة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
وربي يقول في محكم البيان. (إن الذين يحادون الله ورسول أولائك في الأذلين)
فلن ينزع الذلة .. تمييع الدين وأحكامه وشرائعه ...
ولا يزيل الغربة والذلة إلا شعار إبراهيم عليه السلام (لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومماتعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة و البغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده)
هذا هو السبيل ولا شيء سواه ..
أسأل الله ان يهديني ويهدي كل داع إلى الحق إلى الهدى والرشاد والسداد ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
سنّة الدعوات
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 01:58]ـ
سنّةُ الدعوات
(ولقد كذبت رسل من قبلك، فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا، ولا مبدل لكلمات الله، ولقد جاءك من نبأ المرسلين) إن موكب الدعوة إلى الله موغل في القدم، ضارب في شعاب الزمن، ماض في الطريق اللاحب، ماض في الخط الواصب. . مستقيم الخطى، ثابت الأقدام. يعترض طريقه المجرمون من كل قبيل، ويقاومه التابعون من الضالين والمتبوعون، ويصيب الأذى من يصيب من الدعاة، وتسيل الدماء وتتمزق الأشلاء. . والموكب في طريقه لا ينحني ولا ينثني ولا ينكص ولا يحيد. . والعاقبة هي العاقبة، مهما طال الزمن ومهما طال الطريق. . إن نصر الله دائماً في نهاية الطريق:
(ولقد كذبت رسل من قبلك، فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا، ولا مبدل لكلمات الله، ولقد جاءك من نبأ المرسلين ... ) كلمات يقولها الله - سبحانه - لرسوله - صلى الله عليه وسلم -. . كلمات للذكرى، وللتسرية وللمواساة، والتأسية. . وهي ترسم للدعاة إلى الله من بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طريقهم واضحاً، ودورهم محدداً، كما ترسم لهم متاعب الطريق وعقباته، ثم ما ينتظرهم بعد ذلك كله في نهاية الطريق. . .
إنها تعلمهم أن سنة الله في الدعوات واحدة. كما أنها كذلك وحدة. وحدة لا تتجزأ. . دعوة تتلقاها الكثرة بالتكذيب، وتتلقى أصحابها بالأذى. . وصبر من الدعاة على التكذيب وصبر كذلك على الأذى. . وسنة تجري بالنصر في النهاية. . ولكنها تجيء في موعدها. لا يعجلها عن هذا الموعد أن الدعاة الأبرياء الطيبين المخلصين يتلقون الأذى والتكذيب، ولا أن المجرمين الضالين والمضلين يقدرون على أذى المخلصين الأبرياء الطيبين! ولا يعجلها كذلك عن موعدها أن صاحب الدعوة المخلص المتجرد من ذاته ومن شهواته إنما يرغب في هداية قومه حباً في هدايتهم، ويأسى على ما هم فيه من ضلال وشقوة، وعلى ما ينتظرهم من دمار وعذاب في الدنيا والأخرة
والعاقبة هي العاقبة، مهما طال الزمن ومهما طال الطريق. . إن نصر الله دائماً في نهاية الطريق:
(ولقد كذبت رسل من قبلك، فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا، ولا مبدل لكلمات الله، ولقد جاءك من نبأ المرسلين)
عبد المقسط(/)
مع آفة الردة والتنصير: أنصيحة للأقارب أم مناصرة للأباعد؟!
ـ[ابو البراء]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 10:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع آفة الردة والتنصير: أنصيحة للأقارب أم مناصرة للأباعد؟!
كلُّ غيور على الجزائر – مواطنًا كان أم مواطنة – يسُوءه ويؤلمُه أن يَرَى جزائريا أو جزائرية يرتدان عن الإسلام خيرِ الأديان وأكملها وخاتمها، لأي سبب من الأسباب، وخاصة إذا كان ذلك بتآمرٍ وحركةٍ من أجانب عن الجزائر موطنا، وجنسا، ولغة، ودينا، وتاريخا، كما يشاهد ذلك في مناطق متعددة من بلدنا الغالي على أيدي شرذمة من الإنغليكانيين البروتستانتيين المتصهينين الذين يلوثون الجو الجزائري الطاهر النقي، بسموم التفريق والتمزيق لأواصر الوحدة الوطنية الجزائرية الشاملة، بشتى أساليب الخداع، والإغراءات المادية والأدبية، معلنين تنصلَهم من أي ضغط مادي أو أدبي يمارسونَه مع المرتدين المتنصرين، بل إنهم يتجاوزون هذه الحالة البريئة في زعمهم، إلى التظلم من أية جهة شعبية أو رسمية تبدي استنكارها لحركتهم العدوانية الأثيمة.
على أن الأغرب والأنكى
من كل هذه التصرفات العدوانية الخطيرة، الظاهرة والباطنة التي يقوم بها أولئك المصطادون في المياه العكرة، هو ردود أفعال تصدر من بعض الإعلاميين، في جريدتي " الحرية " ( LIBERTE) و"يومية وهران" ( QUOTIDIEN D ORAN) الناطقتين باللغة الفرنسية، اللتين تناصران الحركة الارتدادية التنصيرية، بأسلوب يرتدي ثوب النصيحة، بحيث يصوبون ما يقولُه المنصرون والمتنصرون، ويؤيدون ما يقوله رئيسا الكنيستين: الكاثوليكية والبروتستانتية بالجزائر، من جهة، ويشدِّدون النكير في استخفاف وقلة احترام، على فتاوى علماء الجزائر الشعبيين والرسميين، وينددون بقرارات الحكومة الجزائرية في مجال ممارسات الأجانب لشعائرهم الدينية، من جهة أخرى، زاعمين أنهم في اتخاذهم هذا الموقف المنحاز للطابور العامل على زعزعة وحدة الشعب واستقراره، وأمنه النفسي والاجتماعي – إنما يقدمون النصيحة للمسؤولين في الجزائر على ترك المنصرين الأنغليكانيين يمكرون ما يمكرون، ويعيثون في الأرض فسادا ما يعيثون، دون أية رقابة ولا تحذير، وذلك خشية أن تُصنف الجزائر في زمرة الدول التي تُضطهدُ فيها الأقليات الدينية، فتتعرض - لا قدّر الله – لتدخلات دولية لا تحمد عقباها، إلى غير ذلك من التعليلات التي تصم الجزائر بأنها دولة عنصرية منغلقة متخلفة عن ركب الحضارة الحرة الرحبة الرحيمة.
فن بلاغي جديد
إن هذا الأسلوب الرامي إلى مناصرة الخصوم الأباعد في ثوب مناصحة الأولياء الأقارب أسلوب خطير، يلتجئ إليه المنافقون لتحقيق أغراضهم الخبيثة الدفينة، بوسائل شيطانية ملتوية، وهو ما حذّر الله تعالى منه رسوله الخاتم محمد – صلوات الله عليه وسلامه – في الآية القرآنية الحادية عشرة من سورة الفتح في وصف المنافقين:"يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ... ".
حفظ الله الجزائر من كل بلاء آتٍ من عدوٍّ سافر أو مقنَّع، خادع أو مخدوع، مؤمن أو منافق، وطنيٍّ أو عميل.
"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" الرعد: 17.
عبد الرحمن شيبان
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1535
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 10:34]ـ
المعلق هنا جزائري الأصل، والنسب، بل واللهجة:)
لكن: أمثال هذه العبارات
الذين يلوثون الجو الجزائري الطاهر النقي، بسموم التفريق والتمزيق لأواصر الوحدة الوطنية الجزائرية الشاملة
أشم منها رائحة القومية النتنة، وما كان لرئيس جمعية العلماء المسلمين أن يستخدم مثل هذا الأسلوب
على كل حال = هو أسلوب مستخدم الآن في أغلب الدول الإسلامية، والله المستعان
وأما عن الجرائد المنحرفة، فعلى رأس القائمة: جريدة الشروق، التي تعتبر بوقا لحزب اللات الرافضي، وقد سبق وأن خصصت الصفحة الأولى لنقل كلام أحد غلاة الصوفية المدعو شمس الدين، وعندما راسلتهم وعلقت على خرافات ذاك الجاهل، حذف تعليقي بحجة: حرية الرأي!
ولذلك لا ينبغي قراءة الصحف اليومية عندنا، لأنها في الغالب لا تبحث عن الحقيقة، إنما عن سبق النشر
والله المستعان
ـ[ابو البراء]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 07:43]ـ
السلام عليكم ور حمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا اخي الحبيب، و كما قلت فقد ابتلي الكثير بمثل هذه المقولات مع علمنا ان الشيخ حفظه الله على منهج العلامة ابن باديس و العلامة الابراهيمي رحمهم الله في الإعتقاد و لذلك تراه مهمشا كما همش الذين من قبله فجزاه الله خيرا على ما يقوم به نصرة للإٍسلام و المسلمين.(/)
د العرفج: ترجمات القرآن عددها الآن إلى 45 لغة والانجيل 2000لغة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 12:34]ـ
دعا الدكتور ناجي بن إبراهيم العرفج عضو الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام إلى مزيد من الاهتمام بترجمة وطباعة معاني القرآن الكريم باللغات المختلفة, وقال في دورة نظمتها الهيئة الإسلامية العالمية للتعريف بالإسلام في الرياض بعنوان (الإبداع في التعريف بالإسلام) , إن ترجمات القرآن وصل عددها حتى الآن إلى 45 لغة عالمية بينما نجد أن النصارى ترجموا إنجيلهم المحرف إلى ما يصل إلى ألفي لغة في العالم أجمع وطبعوا منها في الفترة الأخيرة ما يزيد على 300 مليون نسخة. وعلى النقيض من ذلك تجد مجموع ما طبع في العالم من الترجمات في العام الماضي لا يزيد على مليون نسخة,
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 05:08]ـ
بارك الله فيكم .. خبر مهم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 11:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 11:59]ـ
-
لا حول ولا قوة الا بالله
أمر يبعث على الأسى على حال الأمة وتخاذلها
الله المستعان
حفظكم الله
،
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Mar-2008, صباحاً 12:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الرد على قضية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة .. للشيخ المقدم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 01:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66380
وهو يرد على كتاب مفتي مصر.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 01:53]ـ
ووضعت من قبل رد الشيخ محمد حسن عبد الغفار
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7685
ـ[عمر رحال]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 05:24]ـ
حفطهم الله، وحفظ بقية مشايخ الثغر.
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 03:39]ـ
جزاك الله خير جاري التحميل
حفظ الله الشيخ محمد وثبته على الحق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 06:51]ـ
رؤيةالنبي صلى الله عليه وسلم و مشكلة دارفور
من خرافات بعض الصوفية في زماننا دعواهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لامناما فقط
ويذكر لي بعض الاخوة انه في احدى الحوارات مع احدالمشايخ من اهل السنة اتصل بذلك الشيخ السني رجل صوفي من السودان وادعى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فقال له الشيخ السني وهل سالته عن مشكلة دارفور؟؟ ولاادري بماذ اجاب ذلك الصوفي فقد نسيت ماقال لي الاخ ولعله افحم فلم يستطع جوابا
قد يعجب بعض الاخوة من ايراد هذاالكلام ولكنها الحقيقة وهكذا اهل الخرافة ياتون بكلام لاتصدقه العقول ولم يرد فيما صح من المنقول
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 12:13]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
حفظ الله الشيخ و بارك فيه وكل مشايخ اهل السنة و نسأل الله ان يهدينا للحق و يرفع عن المسلمين الابتلاء بالصوفية(/)
تحذير البرية من غثاء "التنمية البشرية" ومما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 10:24]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد
فهذه رسالة "طويلة نوعا ما" كنت قد كتبتها حول فتنة شاعت وانتشرت بين شباب المسلمين في أيامنا هذه أشد الانتشار، ألا وهي فتنة ما يسمى بالتنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، وبقيت الرسالة عندي فترة قد انشغلت عنها. ولما اشتركت على هذا الموقع المبارك رأيت أن أنشرها عليه نصيحة لله تعالى سائلا اياه أن يرزقني الاخلاص وأن يجعل فيها النفع وأن يعفو عما وقع فيها من الخطأ والزلل، وموجها بها دعوة الى اخوتنا طلبة العلم حفظهم الله في هذا الموقع الكريم الى أن ينتبهوا الى هذا الخطر الداهم وألا يتهاونوا فيه، وفقني الله واياكم الى كل ما يحب ويرضى، والله ولي التوفيق، والحمد لله رب العالمين.
ملحوظة: الرسالة على أكثر من جزء، اضطررت الى تقسيمها اليها لعدم كفاية الحيز المخصص لنشر الموضوعات لنشرها بطولها كاملة.
تحذير البرية من غثاء التنمية البشرية
ومما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ..
أما بعد
اخوتي الكرام أحبتي في الله هذه رسالة أكتبها اليكم بشأن فتنة ظلماء جديدة بدأت تفشو في أمة المسلمين بسرعة مذهلة تحت شعار "العلم" واغتر بها الكثيرون غير متنبهين لأصولها وحقيقتها ومنابعها ومراميها حتى صرت أسمع كلاما عنها وعن دوراتها بين اخوة ملتزمين يقبلون عليها بلا بصيرة ولا حول ولا قوة الا بالله! انها فتنة ما يسمى بدورات التنمية البشرية على وجه العموم، وما يسمى منها بالبرمجة العصبية وما يتشعب عنها على وجه الخصوص.
الرسالة أعتزم بعون الملك المعبود جل وعلا أن أجعلها قصيرة ما أمكنني، ولكن لعل الضرورة الى بسط البيان ايصالا للفائدة تكون مقدمة على الحاجة الى الاختصار في موضوع خطير كهذا، وتفصيل يورث املالا خير من تقليل يورث اخلالا .. فأرجو المعذرة منكم اخوتاه ان وقع في رسالتي هذه بعض طول واستطراد في بعض المواضع، وأسأل الله لي ولكم الاخلاص والقبول، وأن ينفعني بها قبل أن ينفعكم أنتم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
أما بعد فتلك الظاهرة المسماة بمباحث التنمية الذاتية هذه قد بدأت في الظهور على الساحة الفكرية بانتشار واسع تحت هذا المسمى (التنمية الذاتية أو البشرية) منذ عهد قريب من الزمان! ولكنها في أصلها وحقيقتها ليست جديدة على الاطلاق! انما هي عنوان جديد فضفاض يدخل تحته محيط واسع من النظريات والأفكار والمعتقدات القديمة والأساطير وتتداخل فيه مجالات بحثية كثيرة بداية من علم النفس وعلم الاجتماع والطب ووصولا الى التنجيم والسحر والوثنية والشعوذة ووحدة الوجود! ولعل هذا التشابك المعقد بين رايات العلوم والنحل المختلفة التي تتحرك تحتها تلك الممارسات وتصطبغ بها عند أصحابها هو السبب في وقوع اللبس الكبير على كثير من فضلاء المسلمين واغترارهم بها، حتى رأينا بعض المشتغلين بالدعوة يتدربون عليها ويمارسونها ويتمسكون بموقف التفصيل وليس الاجمال عند الحكم على تلك الممارسات بصفة عامة، ويزعمون امكان تنقيتها وأسلمتها والانتفاع بها!
ولكن الذي ننتصر له ها هنا انما هو القول المجمل الذي ذهب اليه عدد غير قليل من أكابر العلماء الذين تناولوا القضية وحققوا فيها تصورا يكفي لاطلاق حكم شرعي، فموقفهم يؤيده التأمل الشامل لأصل المسألة وجذورها وما تروجه تلك الممارسات بين المسلمين، وهو ما يقدم درءه على جلب منافع أخرى واقعة أو متوهمة في المقابل قد تظهر عند التفصيل في بعض تلك الممارسات، والله أعلم.
وجريا على سنة العلماء في البدء بشرح المصطلح، دعونا نبدأ أولا بسؤال خبراء الغرب – الذين باعوا تلك السلعة الخبيثة بيننا وروجوا لها والذين تتلمذ عليهم اخوتنا المفتونون بهذا الأمر هداهم الله - عما يقصدونه بالضبط من قولهم (التنمية البشرية أو الذاتية) ..
التنمية البشرية هي كما يعرفها أصحابها: تنمية قدرات الانسان وتحسين أدائه على كافة الأصعدة، الشخصية، والمادية، والروحية، والمهارية، .. الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
انك ان سمعت هذا الكلام قلت ما أحسن هذا! كل انسان يريد أن يكون فائزا في الدنيا موفقا في كل ما يعمل .. ولكن ظاهر الأمر الرحمة، وباطنه من قبله العذاب!
فهي وباختصار، البديل "العصري" New Age الذي اكتشف السفهة بظنونهم النجسة أنه لابد من وضعه لاصلاح ما يمكن اصلاحه من فساد نفوسهم وتصوراتهم، فيكون لهم (نمط حياة) يضبط لهم كل شيء، لعلهم يجدون فيه الغنية عما ينقصهم اذ رموا الدين الحق وشرعة السماء وراء ظهورهم! فهو نمط حياة بالفعل، نمط مبرمج مرتب يتحتم على من يدخل فيه أن يسلم له نفسه وأن يخضع له خضوعا كاملا حتى يؤتي معه ثماره المزعومة! يأمرونه بأن يفعل كذا وكذا وأن يمارس كذا وكذا وأن يواظب على كذا وكذا، فيدعون أنه اذا ما فعل، تحقق له النجاح والفاعلية في حياته كما يزعمون. وهو يأتيهم طائعا راغبا مؤمنا مصدقا واضعا كافة عقائده وأفكاره بين أيديهم ليعيدوا صياغة حياته من جديد! يسلم لهم كما نسلم نحن لله!
فان قلنا لهم أن يا سفهاء، لماذا تنكرون علينا وتلوموننا اذ نسلم عقولنا وقلوبنا للذي خلقنا ليصلح لنا حياتنا بما شرع وأمر وأنتم تسلمون أنفسكم للمشعوذين والدجاجلة والفلاسفة والأفاكين، قالوا بل أنتم السفهاء ولا عقل لكم!! ان البشر جميعا لا غنى لهم عن نظام دقيق يرتب وينظم حياتهم ويأمرهم بالحكمة ويوجههم الى ما فيه صلاحهم تفصيلا في كل شيء، وهؤلاء يقرون بذلك ان لم يكن بالمقال فبلسان الحال! فان قلت لهم خذوه اذا من وحي السماء قالوا هذه أساطير الأولين! فهذا أمر نعهده ونفهمه فيهم لأنهم قوم سفهاء ضالة لا سبيل لهم ولا هداية ولا نور، وقد نبأنا القرءان بأحوالهم! ولكن الذي لا يمكن السكوت عليه، هو أن يصبح أصحاب الحق وحملة وحي السماء وشرعة رب العالمين التي لا تستقيم حياة انسان الا بها، وبها وحدها، منقادين لما خرج من زبالة عقول هؤلاء المرضى بهذه الصورة المخزية!! فان كلمتهم قالوا لك هذا علم! هذا نفع للمسلمين فلم لا نأخذ به؟؟! فانا لله وانا اليه راجعون!
ان (التنمية البشرية) هذه هي أشبه ما يكون بمظلة كبيرة متشابكة من المعتقدات والنظريات والفلسفات الفاسدة المبنثقة من أصول الحادية ووثنية، في مقتطفات انتقائية من كل ملة وكتاب في الأرض، تستوعب تحتها كما كبيرا من المهارات والممارسات والأفكار المتناثرة قليلة النفع – أو كثيرته أحيانا - والتي قد يمكن فصل وادخال كل فكرة مقبولة منها في سياق دورات تدريبية لمهارات مخصوصة في مجالات معينة واختصاصات معينة في العمل، بعيدا عن الأصول العقدية والمنابع التي تأتي مقرونة بها عند عرضها في اطار التنمية البشرية! بمعنى أنه ان تم تحليل المحتوى الذي يقدمه هؤلاء، لوجد أن أكثره يعرض التوحيد لخطر أكبر – مهما صغر - من أي نفع قد يرجى منه عند عرضه بهذه الصورة، وان كان ثم نفع فانه يمكن لأي مدرب محنك في أي مجال من المجالات العملية أن يدرب المحتاجين الى تلك المهارات في اطار عملهم، لا كقواعد حياتية عامة لكل انسان يوهم الناس أنهم لن ينجحوا مطلقا الا بها، ولا في سياق (دورات التنمية) هذه التي يفتتن الناس بها فيسلمون لها أنفسهم، وانما في صورة مهارات عامة مكتسبة في كل مجال عملي بحسبه، قياما على معتقد صحيح وبناءً على منهج اسلامي قويم.
ان هذا التنوع الكبير في موضوعات التنمية البشرية ومجالاتها هو سبب وقوع تلك الفتنة بهذا الكلام عند كثير من فضلائنا، هداهم الله. فالذين صنفوا فيها وأعدوا لها الدورات والندوات، جمعوا تحت عباءتها كما كبيرا من المهارات العملية التي قد يكون كثيرا منها ذا نفع اذا ما صح المعتقد الذي من ورائه، وقام على بنيان شرعي صحيح. ولن يكون ذلك الا اذا انتزعت تلك المهارات من سياقها الفاسد الذي لا تأتينا ان أتتنا من عند هؤلاء الضالة الا ملوثة به ومقرونة معه! بمعنى أن تؤخذ كل مهارة نافعة لتوضع في سياق المجالب العملي الذي تخدمه تحديدا والا فلا حاجة اليها لأن الله أغنانا عنها بما شرع من شرائع اصلاح عام لكل صغيرة وكبيرة في حياة الانسان! لا نريد زيادة على شرع الله الا ما يرتبط ارتباطا مباشرا بمهارة عملية في مجال عملي بعينه، طالما كان المجال وكانت المهارة تلك من المباحات! أما هذا التلبيس على خلق الله فيجب منعه! يجب أن يمنع بث دورات تحت ذلك الشعار المجمل المبهم (التنمية
(يُتْبَعُ)
(/)
البشرية) والذي يعتدي بمجرد منظوقه هذا على حق من حقوق الله تعالى وهو حقه في اصلاح البشر اصلاحا شاملا بما شرع ونزل من هدي الأنبياء ومن وحي السماء!
انظروا عباد الله الى ما ترمي اليه وتناقشه – في المقام الأول - تنميتهم تلك ...
"كيف تصبح أكثر سعادة واطمئنانا في حياتك؟
كيف تصبح أكثر ثقة في نفسك وفي قدراتك؟
كيف تحسن التعامل مع الآخرين من حولك؟
كيف تحقق الرضا التام بعملك وبشخصيتك؟
هل تفتقر الى معنى أو غاية أو هدف للعمل؟
هل تريد رفع مستوى معيشتك وتحصيل المزيد من المال؟
لا تدري كيف تنظم وقتك وحياتك؟
لا تدري كيف تحسن علاقتك بأولادك؟
لا تحسن التعامل مع رئيسك في العمل ومرؤوسيك؟
الجواب عندنا .. بادر ولا تتأخر .. اقرأ سلسلة كتب دكتور فلان واحضر ندواته ودوراته، وستتغير حياتك على نحو لم تكن تتصوره! "
هذه العبارات (والتي جمعتها من اعلانات ومواقع متفرقة لدورات التنمية البشرية بمختلف فروعها) تلخص لنا الغاية التي يوهم أصحاب التنمية الناس بأنهم يوصلونهم اليها. هذه هي الأسئلة التي يقدمون فيما يزعمون الجواب عليها!
ان تلك الأسئلة جميعا لو وزناها بميزان الحق والدين، لوجدنا أن جوابها – أو ما صح منها – لا يكون الا في الدين وشريعة السماء، ولفهمنا حينئذ حقيقة ما يرمي اليه هؤلاء السفهاء وما يروجون له من قولهم (التنمية البشرية)!
تعالوا نجيب لهم عن أسئلتهم تلك!
- كيف تصبح أكثر سعادة واطمئنانا في حياتك؟
نقول بدخولك في الاسلام لرب العالمين وبربط قلبك وجوارحك بذكره وطاعته والانقياد له وحده لا شريك له. هذه ليست "وصفة مجربة" وانما هو حق اليقين!
- كيف تصبح أكثر ثقة في نفسك وفي قدراتك؟
قلنا هذا سؤال لا يصح طرحه لأنه لا يجوز للمسلم أن يعلق أمله ورجاءه باعتقاد في قدرته الذاتية وثقة فيها، وانما يثق في ربه الذي خلقه وفطره عز وجل، وفي أن الله لن يخذله ولن يقدر له الا الخير ان كان أهلا لذلك! كن عليما بقدر نفسك وحدود قدراتك وما تجيده وما لا تجيده، فهذا واجب حتى لا تظلم نفسك والمسلمين بتبوؤ مكان ليس لك! أما الثقة والتوكل والاعتماد على القدرة فلا يكون متجها الا الى الله عز وجل وحده لا شريك له! فكيف يجيب هؤلاء عن هذا السؤال؟؟
- كيف تحسن التعامل مع الآخرين من حولك؟
قلت بالخضوع التام لسنة وهدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولا سبيل لك الى هذا المطلب الا سبيله صلى الله عليه وسلم! فهل أنت مسلم لله أم لغيره؟
- كيف تحقق الرضا التام بعملك وبشخصيتك؟
الرضا بما كتبه الله للعبد من الرزق وتحقيق القناعة به لا يكون من سبيل الا سبيل محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الرضا "بشخصيتك" فالذي يرضى بنفسه ويفرح بها هذا على شفا هلكة!!
- هل تفتقر الى معنى أو غاية أو هدف للعمل؟
قلت ان لم تكن مسلما فقطعا أنت تتفتقر الى معنى أو غاية أو هدف للعمل، أي عمل، بل لحياتك كلها، فكن مسلما أو كن ضالا كما الأنعام يسوقك كل ناعق حيثما يريد!!
- هل تريد رفع مستوى معيشتك وتحصيل المزيد من المال؟
قلت هل تريد أن تجلس أنت في مكان رب العالمين توزع أرزاق الناس كما يحلو لك؟؟! يا هذا ان كنت متخصصا في مجال من المجالات العملية (كمجال التجارة مثلا) وكانت عندك نصائح للتجار للدعاية أو لدراسة الجدوى أو نحو ذلك ليرفعوا بها أداءهم فاعقد لهم دورات في التجارة ولا بأس، علمهم فيها ما عندك من الخبرة مما لم يكن فيه محظور، هذا خير. أما أن تجمع عموم البشر من حولك وتقول لهم تعالوا أعلمكم قواعد ان طبقتموها على حياتكم في أي مجال كنتم تعملون أيا كان، حققت لكم مزيد نجاح وكانت سببا في جلب مزيد من الرزق اليكم، فاخسأ وارجع الى الأوثان التي كنت تعبدها، لعلها توحي اليك بكلام جديد!
- لا تدري كيف تنظم وقتك وحياتك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت النظام والترتيب يمن الله به على من فقه دينه فقها صحيحا، وسبيل ذلك مبثوثة في نصوص الاسلام، ولا يزال المسلمون – المحسنون العالمون منهم – يبدعون ويحسنون تنظيم أوقاتهم ويرتبون أولويات العمل على بصيرة من ربهم وبركة منه في أوقاتهم قد حرمها هؤلاء النعاج بكفرهم! فلا يغرنكم حرصهم على الالتزام بما يضع بعضهم لبعض من النظم في بلادهم، فالانسان لا يعمل الا راغبا أو راهبا أو كليهما ... فهم يرغبون الدنيا ويرهبون زوالها، ويجدون في الأرض ما يوعدون! اما نحن فقلة منا اليوم الذين فقهوا دينهم ورغبوا فيما عند الله خالصا ورهبوا عذابه خالصا فأحسنوا العمل في كل شيء، فانا لله وانا اليه راجعون. ان نجاح أي نظام عملي دنيوي له أسباب دنيوية يجب الأخذ بها في سياق شروط انجاح ذلك النظام، منها حسن التخطيط والترتيب والتنسيق! وتنظيم الوقت لا يحتاج الى (تنمية بشرية) وانما الى عقل مرتب منظم، قائم قياما كاملا على حكمة وهدي الاسلام!! فأفيقوا عباد الله وارجعوا الى صوابكم قبل فوات الأوان!
- لا تدري كيف تحسن علاقتك بأولادك؟
- لا تحسن التعامل مع رئيسك في العمل ومرؤوسيك؟
قلت فاسمع الى قال الله وقال الرسول وتزود من زاد الوحي اذا! فنور الحق والوحي يكفيك!
اعلم يا عبد الله أنه من لم يكفه هدي الاسلام لصلاح نفسه وحياته فوالله ما عرف الاسلام ووالله لا يصلحه شيء سواه!!
فدع عنك هذا الغثاء وارجع الى هدي الله المستقيم الذي لا صلاح ولا فلاح الا به.
ان من المسلمين – بل أكثر المسلمين اليوم ولا حول ولا قوة الا بالله – من اذا سمع قال الله وقال رسول الله، مر على الكلام مر الكرام! واذا ما قلت له قال الدكتور روبنسون من جامعة ويست فيرجينيا أو البروفيسور ميكلسون من نورث كارولاينا، أنصت وانتبه وانشرح قلبه ونزل الكلام عليه وكأنه وحي السماء!!!
قال تعالى ((وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)) [الزمر: 45]
نسأل الله العافية!
دعوني أصدمكم بنقل من موقع لواحد من باحثي ما يسمى بتطوير الذات Personal development ( ولن أقول علماء حفظا لمهابة ومنزلة الكلمة) يدعى ستيفن أيتكيسون (وهو ممن يلقبون أنفسهم بمدربي الحياة Life Coach ولعله ما يناظر الحكيم أو الجورو أو الداعية أو المنصر عند أصحاب الملل الأخرى)
( http://www.stevenaitchison.co.uk/blog/2007/05/07/10-beliefs-that-could-hold-you-back-in-life/)
يقول الرجل في مقال له بعنوان "عشر معتقدات تعوقك في حياتك وتعطلك! " في المعتقد الخامس:
"5 – الايمان بأن الاله god هو كيان خارج عن حكمك!
أنت تتحكم في الهك، وليس العكس! انني عندما أقول ( god) فأنا أعني بذلك قوة روحية، لا أعني الانجيل وما الى ذلك، فكل ذلك لا ينبغي الايمان به بصورة حرفية! ان الهك ليس الا قوة في داخلك أنت، فعندما تصلي، فانك تصلي لنفسك، وعندما تسأل المغفرة فأنت تسألها من نفسك! لا أحد في هذا الكون يتحكم فيك! أنت تتحكم في القوة التي بداخلك، فاياك أن تتنازل عن هذه العقيدة! أنت لست في حاجة الا أي أحد أو أي شيء يسمح لك أن تعيش حياتك، عشها لنفسك وأعن الآخرين على أن يعيشوا حياتهم كذلك! "
قلت هذه هي نهاية المسألة .. انه بيت القصيد!
ان سؤالا من جنس: (كيف تصبح مديرا ناجحا) مثلا هذا للجواب عليه شقان، شق علمي عقدي تشريعي، وشق عملي وضعي تطبيقي. فأما الشق العلمي فهو ما يتعلمه الانسان من عقائد ليضع فيها طمعه ورجاءه وخوفه وخشيته من أثر عمله وعاقبته الآجلة والعاجلة. وأما الشق العملي الوضعي فهو ما يتدرب فيه على مهارات مخصوصة وأسباب دنيوية تكتسب وتؤخذ من أهلها بالنظر والممارسة والمران. وهذا الأخير يرتبط بكل مهنة واختصاص بحسبها! فانتبه أيها اللبيب الى حدود هذا وحدود ذاك، ولا يغرنك بديع القول من قوم سفهاء!
يقول المدعو ابراهيم الفقي – أحد أئمة النعيق بهذا الوهم في أمتنا - في أحد أشرطته بتلخيص وتصرف ناقله كما تجده على هذا الرابط، هدى الله القائمين عليه:
http://forum.amrkhaled.net/showthread.php?t=43842
(يُتْبَعُ)
(/)
"الأحاسيس ستقودك إلى طريق من اثنين:الألم أو السعادة .. الألم والسعادة هي محركات الأفعال لماذا لا يقوم بعض الناس لصلاة الفجر؟
لماذا لا نقرأ؟
لماذا لا ... ؟
ببساطة لأننا نربط هذه الأفعال بالألم ... يجب أن نربط أي شيء نريد آداءه بالسعادة .. أو بشيء يسعدنا (مثل أن نقوم الفجر لننال الثواب الجزيل وحب الله عز وجل ... و. و.و.)
يجب أن نربط الجزء الروحاني من أفعالنا بالسعادة ".
قلت الله أكبر! ما رأيكم في تزكية النفس وما صارت اليه؟! الرجل يعلمكم لماذا لا تقومون لصلاة الفجر فسامعوا! لابد من الأمل والسعادة! ارغب واطمع وانطلق وتخيل أي شيء تقنع نفسك بأنه سيتحقق لك في دين أو دنيا أو غير ذلك، فلن "تنجح" في صلاة الفجر أو في غيرها الا هكذا!! اربط الصلاة صلاة الفجر بشيء يسعدك كالثواب وحب الله و و و الخ!! "يجب أن نربط الجزء الروحاني من أفعالنا بالسعادة"!! الرجل يوجب ويفرض ويأمركم بما يصلح لكم دينكم ونفوسكم: "الجزء الروحاني" من أعمالكم!! فالله المستعان!
الجزء الروحاني عندنا نحن معاشر المسلمين اسمه الايمان يا هذا! وما هكذا يتكلم المسلمون ورثة الكتاب عن الايمان وعن الترغيب والترهيب وتزكية القلوب واصلاحها!! هذه أمور لها فقه عند المسلمين من وحي منزل أفاض العلماء في بيانه والتصنيف فيه، فلا تبلغه أحلام النعاج الضالة الذين تنقل الينا كلامهم!! هذا كلام من لا ايمان لهم بالغيب يريدون أن يطبقوه على من لهم ايمان!! منذ متى ونحن معاشر المسلمين نتخذ الضوابط والمناهج التربوية و"الروحية" من غثاء السفهاء الذين ينعقون علينا من كل حفرة من حفر الأرض ونخضع لها أرواحنا ونفوسنا هكذا صما بكما عميانا؟؟!
يقول الرجل (من المصدر السابق): " خرج شاب عصبي سافر للدراسة بالخارج وسكن في "موتيل" صغير ملك زوجان عجوزان .... كان يعامل الناس بخشونة .. ولا يحس بالأمان تجاه أي شخص .. وبعد فترة يصاب بحادث ويدخل المستشفى ويجد الزوجين حوله وجيرانه يزورونه .. ويودونه .. فتوقف لحظة وعلم أن هناك اعتقاد خاطئ وهو ربط معاملة الناس بالألم .. وبعد ذلك تغير ... وبدأ يبادلهم الحب والود .. وحين جاء موعد السفر حزم جميع أمتعته .. وحزن الكل لأنه سيتركهم .. قالت له العجوز أأخذت جميع حقائبك؟ قال: نعم، قالت: ولكن بقي حقيبتين لن تستطيع أخذهما معك:حبك لنا وتأثيرك فينا .. وحبنا لك وتأثيرنا فيك .. "
قلت ما شاء الله! لعل بعض الذي يسمع هذا الكلام لا يملك الا أن يبكي تأثرا!! أرأيتم كيف يكون اصلاح نفوس الناس وتحسين أخلاقهم ومعاملاتهم؟! دعكم من هدي النبوة والسيرة وأعمال القلوب وفقه المعاملات وعقائد الاسلام في الغيب، دعكم من هذا كله! ها قد جاء علاجكم الذي طالما انتظرتموه يا مساكين!!
ويقول في شريط له بعنوان "قوة الاعتقاد" كما أورده مفرغه بتصرف واختصار (من المصدر السابق أيضا):
" في أسبوع عدم التدخين في إحدى البلاد:جاء للدكتور ابراهيم ... مدخن (82عاما)
يقول أنا جربت كل شيء حتى أمتنع عن التدخين ... ولكن لا شيء يفيد ..
فسأله الدكتور ابراهيم: ماذا تفعل طوال يومك؟
.. فقال:لا شيء سوى التدخين، والجلوس أمام الكومبيوتر والتدخين ..
فقال له الدكتور ابراهيم لن أمنعك عن التدخين ... أقول لك دخن، نعم دخن ولكن تنفس كل يوم خمس دقائق وتمشى خمس دقائق ... ثم بدأ الدكتور يضيف إلى نشاطاته شيئا جديدا في كل مرة يتصل به فيها ..
ثم سأله مره: هل تعلم أن هذا الدخان قد يقتل زوجتك لأنها تدخن معك؟ فانزعج الرجل ..
فطلب الدكتور منه أن يحدد أماكن التدخين .. ففعل وبعد فترة أتى إلى الدكتور وقد ترك التدخين نهائيا.
لجأ الدكتور ابراهيم إلى زيادة نشاطاته وابعاد تركيزة عن التدخين ... و تحطيم الروابط القديمة المرتبطة بالتدخين ... لتحل محلها روابط أخرى ... فغير اعتقاده عن التدخين.
*الناس حين يريدون اقتلاع عادة سيئة غالبا ما يتعاملون مع مستوى السلوك (والسلوك هو ثمرة الاعتقاد) فلو تعاملوا مع الاعتقاد مباشرة لكان ذلك أنجع .. " أ. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت أبشروا يا اخوة فقد اكتشف الرجل هو وسادته الذين تتلمذ على أيديهم، أن التعامل مع الاعتقاد عند النصيحة والاصلاح - ولن أقول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه في الغالب ما سمع شيئا بهذا المعنى من قبل في حياته!! – يكون أمضى أثرا وأنجع من التعامل على مستوى السلوك! (ولا تسل ما معنى محاولة اقتلاع عادة على مستوى السلوك .. المعنى في بطن الكاتب!)
اكتشف أن تغيير اعتقاد الانسان بشأن الأمر الفاسد هو سبيل حمله على الاقلاع عنه!! رحماك يا رب الأرض والسماء!! كأن الله ما أنزل شيئا قط من السماء! هذا مبدأ من البداهة أصلا بحيث لا يحتاج الى تقرير! وهو أصل منهج الاسلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح القلوب والدعوة، أنه لا يطهر قصد الانسان ولا يعمل باخلاص وارادة صحيحة الا اذا ما رسخت الرغبة والرهبة والمحبة وأركان الايمان جميعا في قلبه! ولكن ما أدراهم هؤلاء بهذا الكلام!! لقد كان أساتذته الذين تلقوا عنهم يبحثون في حيرة حتى اكتشفوا هذا المعنى، ففرحوا به وبدأوا تطبيقه على الناس!!
وانظروا اليه اذ علم هذه الحقيقة، فما المعتقد الذي يريد غرسه في قلب المدخن حتى يعينه على الاقلاع عن التدخين! دع عنك حقيقة أنه لم يدعه الى التوحيد، فهذا أمر لا علاقة له به ولا يعنيه كما هو واضح! الرجل معني "بالسلوك الانساني" يا اخوة! فما علاقة التوحيد بالسلوك الانساني؟؟! بل ما علاقة الدين بأي شيء أصلا؟؟! الله المستعان!
فبعيدا عن التوحيد، وعن الايمان باليوم الآخر، والوعظ والترهيب من أثر المعصية ومن فجأة لقاء الله وعدم أمن مكره سبحانه وتعالى، والتحذير من تسويف التوبة، والاتيان بالأدلة والآيات الباهرات في الوعد والوعيد، وغير ذلك مما تعلمنا في هدي نبينا صلى الله عليه وسلم، بدأ بأن قال له: دخن! نعم دخن، ولكن خذ خمس دقائق بلا تدخين في كل يوم!! ثم بعد ذلك اجعلها عشرة دقائق! ثم ... !!
تماما كما يأتيك رجل يزني ويدمن التردد على بيوت البغاء، فتقول له أول ما تقول، خفف من الزنا قليلا! لا أقول لك لا تزن! بل ازن، ولكن اذهب الى بيت البغاء ثلاث مرات في الأسبوع فقط، بدلا من أن تذهب كل ليلة! وربما تنصحه في المرة التالية وتقول له حاول بالتدريج أن تقلل عدد النسوة اللاتي تجامعهن في المرة الواحدة من خمس الى ثلاث نسوة! ثم تقول له حاول المرة القادمة أن تختار احدى المومسات الدميمات، فلعلها تقطع طمعك في ذلك المكان! .. ثم حاول كذا وكذا ...
أو كمدمن خمر يأتيك فتقول له، لا أقول لك لا تشرب، بل اشرب، ولكن بدلا من ثلاث زجاجات في اليوم، اجعلها زجاجة واحدة يا أخي! ثم بالتدريج، "غير الصنف"!! الله المستعان!
هذا هو ما يراد للمسلمين أن يتبعوه بدلا من هدي محمد صلى الله عليه وسلم، أو على الأقل جنبا الى جنب معه كما يدعو المفتونون هداهم الله! وكشأن كل مسلم جاهل مقيم على بدعة أو ضلالة يروج لها، فهو لا يعلم أن في دين الله ما شرع لحل تلك المشكلة أو غيرها، فيزين له الشيطان جهالته وما أتى به من غير مصادر الاسلام، يدعو الناس اليها على أنها السبيل والملاذ، فينابذ بذلك دين الله وشرعته ويحاربها من حيث لا يدري!!
أي اعتقاد هذا الذي علمه الدكتور لذلك المدمن واضعا اياه بدلا من معتقد فاسد كان في قلبه من قبل؟؟ حتى تلك القاعدة التي زعم أنه طبقها لم يطبقها على وجهها الصحيح! ألم يكن من الأنجع والأوفر والأقصر طريقا أن يخوفه من ايذائه لزوجه في بيته من البداية، بدلا من التطويل على الرجل بلعبة الخمس دقائق والمشي وغير ذلك؟؟ بلى! ولكن أين تكون "المتعة" اذا؟؟! أين تكون الاثارة والتشويق؟؟ أين يؤلف تلك القصص والابداعات والحوارات التي توهم المترددين عليه بأن هناك خطوات متدرجة مدروسة بعناية فائقة لو لم تتبع على نحو ما يقول سيادته فلن يزول ادمان ذلك المدمن؟؟! أين يظهر وهم العلم اذا؟؟! رحماك يا الله!
ويقول الرجل في نفس المحاضرة (نفس المصدر)
"تمرين للتخلص من الاعتقاد السلبي:
-1اكتب بعض معتقداتك السلبية
-2 اكتب الخسائر التي تجنيها من هذا الاعتقاد السلبي في حياتك، و تخيل نفسك بعد فترات مستقبلية متفاوتة،وكيف تسوء حالتك .. وعش هذه الحالة.
- 3 - اكتب الاعتقاد الايجابي المراد
(يُتْبَعُ)
(/)
- 4 - اكتب الفوائد التي تعود عليك منه .. وتخيل نفسك بهذا الاعتقاد على فترات مستقبلية متفاوتة .. واشعر كيف تكون سعيدا بهذا الاعتقاد.
- انظر للفرق مابين الحالتين
*عند التفكير لا تستعمل الطريقة السلبيه: انا لست ( ...... )
-السبب في عدم قدرة الناس على التغيير
1 - الصورة الذاتية التي ترسمها لنفسك وتحد من قدراتك
2 - منطقة الأمان:"أنا كده كويس ليه أتغير" والتعود والركون إلى الحالة الحالية.
3 - الخوف من المجهول"
قلت ترى كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يغيرون "المعتقد السلبي" في أنفسهم وهم لا يحسنون الكتابة؟؟ لعلهم كانوا يذهبون الى كاتب منهم يعد لهم مثل تلك الورقة؟؟ أم تراهم كانوا يستعملون التنويم المغناطيسي؟! أو الريكي ربما؟ ما شاء الله!
أفيقوا يا هؤلاء ودعوا عنكم هذا الوهم والغثاء من قبل أن يأتي على البقية الباقية من دينكم!!
وبالطلبع لا يفوته أن يصبغ صبغة اسلامية على الكلام في وسط المحاضرة فيقول: " والآن هيا ... فنحن أفضل مخلوقات الله .. ولدينا قدرات لا محدودة"
فأين هذا من قوله تعالى: ((يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً)) [النساء: 28]
ويقول: " تذكر: كل سعادتك في قلبك ... عش كأنها آخر لحظة .. عش بالإيمان بالله سبحانه وتعالى .. عش بالحب والتفاؤل .. وقدر قيمة الوقت"
قلت نسأل الله العافية من تلبيس الشيطان! المسكين يحسب هو وأتباعه أن دخول هذه العبارات وسط كلامه يكسبها المشروعية! ان عبارة "عش كأنها آخر لحظة" هذه من كلام كفار الغرب لاغراق الناس في الدنيا وحب الدنيا والاستزادة من التلذذ بالشهوات حتى الثمالة! فهذا هو فهمهم هم لمعنى "السعادة" التي يتوهمون! أما قوله "عش بالايمان بالله وسبحانه وتعالى" فوددت والله لو أسأله، ما معنى الايمان عندك وما لوازمه يا رجل؟؟ وكيف يجتمع هذا مع ما قبله مع ما بعده مع ما تدعو الناس اليه؟؟! سبحان الملك!
ويقول الدكتور في مقدمة شريط آخر من سلسلته "نجاح بلا حدود"، كتقدمة لما يبثه من غثاء:
"كل انسان بيبحث عن شيء يغير بيه حياته للأحسن، بالضبط زي قصة الراجل العجوز اللي كان بيمشي ماسك شمعة، ولما الناس سألته انت بتعمل ايه، قال بابحث، قالوا له بتبحث عن ايه، بعد فترة صمت رد وقال بابحث عن نفسي! والآن عندي ليك سؤال، هل لازم نعيش العمر كله عشان نكتشف معنى حياتنا ونكون فعلا سعداء؟
كان دايما عندي حب استطلاع لمعرفة لماذا هناك ناس ناجيح وسعداء وأغنياء، والبعض الآخر بيكونوا فاشلين وتعساء وفقراء، فدرست حياة الأشخاص الناجحين لأكثر من خمسة وعشرين سنة، واكتشفت انهم بيقوموا بأداء حاجات معينة على نفس النمط هي السبب وراء نجاحهم! والأشخاص الفاشلين أيضا بيقوموا بأداء حاجات معينة على نفس النمط بتكون هي السبب في انهم يعيشوا في مستوى أقل من اللي ممكن يوصلوا له! أنا فكرت بيني وبين نفسي، اذا قدرت اني أطبق خطط الأشخاص الناجحين وأتبع خطواتهم، واذا قدرت اني أكتشف أخطاء الأشخاص الفاشلين وأتفاداها، فممكن أصبح ناجح أنا كمان!
وده بالضبط اللي أنا عملته .. في أقل من ثمان سنوات اترقيت من غاسل أطباق في مطعم صغير الى مدير عام في فندق خمس نجوم! والآن أصبحت محاضر عالمي وكتبت أكتر من عشر كتب، ترجمت لعدة لغات وحققت نسبة مبيعات ممتازة، والآن، باستعمالك لهذه الخطط، أنت أيضا ممكن تعمل أي شيء تحب انك تعمله أو تكون أي شيء تحلم انك تكونه أو يكون عندك أي شيء تتمناه في حياتك!! " انتهى بتصرف يسير.
قلت انظروا كيف يروج أصحاب الخرافة والباطل لباطلهم ويغرقون من أتاهم فيه! صدق والله امام الحكماء صلى الله عليه وسلم اذ قال هم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم اليها قذفوه فيها! معنى الحياة وأسباب السعادة اكتشفها هذا "الدكتور" غاسل صحون الكفار الذي ذهب يتسول على موائد الأمريكان ذليلا حتى فتح الله أبواب الدنيا عليه واستدرجه بما آتاه وفتنه وفتن به! وها هو الآن ينصحكم ويعلمكم معنى الحياة وأسباب النجاح!! لقد نطق الرويبضة والله! لقد نطق الرويبضة!
(يُتْبَعُ)
(/)
الشريط هذا تقدمه فيه امرأة – بعد فراغه من هذه المقدمة الجذابة مباشرة - تقول "دكتور ابراهيم الفقي له خلفية متنوعة في الفروع والمجالات، هو محاضر وخبير عالمي، دكتور في علم الميتافيزيقا، حصل على أكثر من 23 شهادة عليا، مدرب معتمد للبرمجة العصبية، معلم معتمد للذاكرة، ومعلم معتمد لتكنولوجيا السيادة على الذات وهو يشغل حاليا منصب رئيس الهيئة الأمريكية الدولية لتدريب البرمجة اللغوية العصبية! من خلال هذا البرنامج ستكتشف الأسس الحقيقية للسعادة والبرنامج الذي يساعدك على تحقيق حياتك حتى تكون كاملة ومليئة بالأحاسيس الايجابية الفياضة بلا حدود! المعلومات التي يحتوي عليها هذا البرنامج هي نتيجة خمسة وعشرين سنة من الدراسة والخبرة الشخصية والبحث والسفريات وتعتمد على أقوى الطرق الفنية التي ابتكرت في مجال التطوير الشخصي، والسلوك الانساني! كل هذه الطرق الفنية الخارقة، ساعدت آلاف الأشخاص كي يكونوا أحسن مما كانوا عليه ... هذا الرنامج هو الوحيد الذي يخاطب سلوكك اليومي كانسان عربي بأحدث الطرق العلمية بغض النظر عن وظيفتك أو مهنتك، فهو يخاطبك كأب، كأم، كزوج، كزوجة، كابن، كابنة، كمدير، كعامل، أو كصديق! هذا البرنامج صمم خصيصا للارتقاء بسلوكك اليومي حتى تصل الى النجاح والساعدة والقوة اللا محدودة .... "
قلت انظروا الى حجم الدعاية حتى في داخل الشريط نفسه! سبحان الملك!
((أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) [فاطر: 8]
ترى الذي يأتيهم مفتونا بهم يسمع هذا الكلام فيذهل وينخلب لبه! "ما كل هذا؟؟ يا له من حبر! يا له من عالم كبير!! " وهو كالشاة الضالة لا يفهم نصف ما سمع ويحسبه علما حقا! "الميتافيزيقا" هذه التي أعد فيها الرجل تلك الدكتوراة التي يلحق لقبها باسمه، يحسبها الظمآن ماءً ويظنها الجاهل علما! انها أشبه ما يكون في اسمها بالفيزيقا التي هي علم الطبيعة، ولكنها محض ضلال الفلاسفة، فهي معنية بما وراء "الفيزيقا"! الميتافيزيقا هي فلسفة (الماورائيات)! مباحث ما وراء الطبيعة حيث يخوض كل فيلسوف ضال بعقله المجرد في أمر الغيب الذي لا يأتينا علمه الا بوحي من الله يجب التوقف عنده، فيخرج بما يحلو له ويعجب أتباعه من الضالة من حوله!! هذا هو "علم" الميتافيزيقا ببساطة شديدة وباختصار! وهو منبع لكثير من العقائد الفاسدة والخرافات التي غرق فيها الكفار في بلاد الغرب بحثا وتنظيرا، يلبسونها لباس العلم والبحث العلمي ويمنحون فيها الشهادات العليا والدرجات العلمية الكبرى!
أما الثلاث وعشرون شهادة عليا في علم النفس والتسويق وادارة الأعمال وما الى ذلك، فيكفيك أن تعلم أنها (عليا) ولا تسل في أي موضوع بالضبط حصل على كل منها ولا على يد من!!
ثم ان الرجل مدرب معتمد "للبرمجة العصبية"! وهذه تبدو هي الأخرى لمن لا يعلم وكأنها علم عظيم من جملة علوم النفس والطب الحديث!! هي برمجة ولغوية وعصبية في نفس الوقت!! وتأتينا من أوروبا والدول المتقدمة! "كلام كبير" أليس كذلك؟!! ثم يكفيك أنه "معتمد"!! ألم تسمع؟ الرجل معتمد في (الذاكرة)!! ومعتمد في "تكنولوجيا السيادة على الذات"! نعم تكنولوجيا! تلك التي حفيت أقدامكم جريا معاشر "العرب" وراء الحصول عليها واللحاق بركاب العصر فيها! فماذا تريدون أحسن من هذا؟ الرجل معتمد من بلاد الحضارة والرقي وكذا وكذا!! جاءكم بكل تلك الشهادات الثقيلة فوق ظهره، فهل تطمعون في أعظم من هذا العلامة يعلمكم كيف تعيشون حياتكم وتكونون "سعداء"؟؟! هذه علوم وطرق خارقة لا يبلغها أمثالكم، فاسمع وكن من الشاكرين!!
الله المستعان!
ان المصيبة والفتنة تأتي من أن كثيرا من المسلمين يتوهم أن (التنمية) هذه فيها علوم امبريقية كالطب ونحوه! فهذا مثلا منتدى اسمه "أمل الأمة"، يضع مجال (التنمية البشرية) هذا في قسم (ساحة العلوم والتكنولوجيا والطب)!! فرحماك يا رب العالمين!
http://vote.amlalommah.net/vb3/forumdisplay.php?f=5
يقول شاب يدعى (عمر يسري) معلنا عن احدى محاضراته والتي هي بعنوان (رمضان والتغيير):
(يُتْبَعُ)
(/)
"الكلام اللى هتسمعه فى المحاضرة دى مسمعتوش قبل كده ومش ممكن تسمعه فى مكان تانى"
http://forum.amrkhaled.net/showthread.php?t=141767
قلت وهذه والله هي عين المصيبة يا هذا!! أن نتكلم عن رمضان، شهر عبادة المسلمين، بكلام لم يقل به أحد من أئمة وعلماء المسلمين من قبل!! اتقوا الله يا هؤلاء فديننا ليس لعبة!!
الذي زاد الطينة بلة أنه تبين لي أن هذا المحاضر صبي مراهق عمره تسعة عشر عاما!! خارج لتوه من الثانوية العامة ولا يزال يأخذ المصروف من أبيه!!! وهم يزعمون أنه يؤصل للتنمية البشرية تأصيلا شرعيا!! فالله المستعان!!
وانظروا الى الجرأة على الدين والاستهانة بالقرءان والحديث في اعلان آخر لذلك الزائغ لنفس المحاضرة على موقع آخر (وهو مدونته الخاصة):
"ان شاء الله المحاضرة هيكون فيها كلام جديد جدا جدا عمرك ما سمعته
يعنى مش كلام مكرر وتقليدى عن رمضان وحبة احاديث على ايات
لا ده مش درس فى جامع ولا خطبة جمعة
دى محاضرة تنمية بشرية
ان شاء الله هيكون كلام جديد ومفيد ومؤثر وممتع كمان
كلام لا عمرك سمعته ولا هتسمعه فى مكان تانى
المحاضرة هدية مجانية من فريق سدرة العلم للتنمية البشرية (معا نصنع الحياة) .. "
http://omar-masry.blogspot.com/2007/09/blog-post.html
قلت قاتل الله الجهل وأهله! انظروا الى نظرة التهوين والانتقاص للجامع والخطبة في مقابل ما جاءوا هم به! (مش كلام مكرر وتقليدي عن رمضان وحبة أحاديث على آيات)! الله المستعان!! هذا الصبي المسكين نموذج من نماذج آخذة في الانتشار!! فها أنا ذا أنادي فيكم قبل فوات الأوان، انتبهوا فان دينا جديدا يدعى اليه بين أظهركم يجتذب أبناءكم اليه وأنتم لا تشعرون!
هذا هو الأساس العقدي والفكري الذي انفتح له الباب ليقوم عليه دين شباب "صناع الحياة" الذين صار أكثرهم عبادا للدنيا!! فيعلم الله ماذا سيعبدون غدا!! لستم صناع حياة والله بل أنتم صناع موت! قاتل الله كل جاهل ذا هوى يسحب الجهال وراءه بلا علم ولا بصيرة ولا كتاب منير!! أفيقوا عباد الله وانقذوا أولادكم وشبابكم قبل فوات الأوان!
وانتبهوا معاشر العلماء وطلبة العلم فالخطب خطير والفتنة كبيرة والله! هذا الرجل (مصطفى الفقي) وأمثاله يبثون كلامهم في كثير من شباب المسلمين ويصرفون وجوه الناس اليهم، ويجدون اقبالا منقطع النظير! هذه ثغرة خطيرة يغفل الأكثرون عنها! المسألة ليست مجرد أشرطة وكتب تافهة تنهال علينا من هنا وهناك (كيف تكون ناجحا في حياتك) (كيف تنظم وقتك) (كيف ترتب عقلك) (كيف كذا وكذا)!! لقد توهم الكثيرون من طلبة العلم والدعاة أن الأمر أهون وأتفه من أن يتصدى أحد للتحذير منه، ولكن ليس كذلك والله! بل الخطب أكبر من هذا بكثير! انه سحب تدريجي للبساط من تحت عقيدة الاسلام وتعاليم المرسلين في قلوب المسلمين!! سيما اذا ما تلون في لون يدخل به على فئام من شباب الصحوة الذين يحسبون عليها، ولا حول ولا قوة الا بالله! انه دين جديد بعقائد ومعاملات بل وطقوس وعبادات، يبث في الناس تحت شعار (التنمية البشرية وتطوير الذات) وأنتم عنه غالفون!!
البرمجة العصبية
عباد الله، ان الخطاب يظهر من عنوانه كما يقولون، انظروا الى الاسم الذي اختاره القوم لهذه الممارسة (البرمجة العصبية) أي أنهم "يبرمجون" الانسان ويغسلون عقله، فهل هذا أمر يقبله مسلم يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم امام الحكمة وسيد الأولين والآخرين؟ يذهب الى "معالج" معتمد من كذا وكذا، ويقول له أنا فاشل فبرمجني حتى أكون انسانا ناجحا؟؟ برمجني؟؟ سبحان الله! ما هذا الكلام؟! ألا يستحيون؟؟
ان مجرد الذهاب الى واحد من هؤلاء الدجالين، مع تحقق العقيدة في أن ما سيعلمه الرجل لك أو سيمليه عليك أو سيحدثك به أو سيجربه معك سيكون سببا في نجاحك الخارق كما يروجون ويزعمون! هو خارق بالفعل، ولكنه خارق للتوحيد، بل وهو من الشرك!
(يُتْبَعُ)
(/)
أتدري لماذا أيها الأخ الحبيب؟ لأنهم لا يزعمون أنهم يعلمونك كيف تنجح في صنعة ما ينقلون اليك خبرتهم فيها – مثلا – أو يدربونك على ممارستها بالأسباب المعتادة، وانما يزعمون أن عندهم ما ان تلقيته منهم ومارسته، وأخضعت عقلك لهم من أجله، نجحت في اخراج طاقة غيبية كامنة في نفسك كنت تجهلها، تسبب لك النجاح في حياتك كلها وتحررك مما كان من قبل سببا في تعطلك وفشلك! فالذي يزعمونه ليس العلاج للمريض بحق أو بباطل وانما هو دعوة الخلق جميعا الى تحقيق نتائج مذهلة من النجاح والنبوغ في كل شيء لكل من يأتيهم ويتلقى منهم، بسبب غيبي يلبسه الشيطان عليهم!!
ولهذا يسميها القائمون عليها بالتنمية البشرية أو "تنمية الانسان"!! فهو في نظرهم قاصر عاجز مهما عمل ما دام لم يتوصل الى تنمية ذاته باخراج كوامن النفس والطاقات والقدرات الجبارة التي يغفل عنها في نفسه!!
فهل – بالعقل المجرد – يتحقق هذا الكلام الا بغرس معتقدات غيبية مخصوصة في الناس، واشراب قلوبهم بها، واستدراجهم اليها وتعليق حياتهم بها؟؟ وهل يدخل الشيطان ويأتي الشرك الا من هذا الباب؟ ما هذه المعتقدات ومن أين جاءت، وان كانت عقائد عامة ليس فيها جانب غيبي كما يدعون وانما تتعلق بسلوك البشر وتصنع منهم عمالقة وتوقظ فيهم (العملاق النائم) وما الى ذلك – على حد زعم القائمين عليها – فأين هي من عقيدة المسلمين، وهل جاء هؤلاء بما قصرت عنه عقيدة الاسلام في تحقيق علو الهمة للناس في الحق وبالحق؟ هل أتاهم وحي جديد بما تصلح به نفوس البشر، قصر عنه وحي نبينا أم ماذا؟؟!
كيف نجح الصحابة الأولون رضي الله عنهم وأرضاهم وكيف صاروا من قبلكم عمالقة أفذاذا، عمادا لأمة الاسلام أعلاما ضربت على جبين التاريخ بأختام من نور؟؟ هل احتاجوا الى "التنمية البشرية" وما شاكلها من الوهم والخرافة والدجل الوثني، أو "برمجهم" مختص في البرمجة العصبية المزعومة، أو نومهم المنومون ومارسوا عليهم التنويم (الايحائي)، أم أنهم اتبعوا هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم خير ما يكون الاتباع، فكانوا بذلك على خير ما يكون عليه الرجل العاقل الحكيم من بني آدم على هذه الأرض؟
يا اخوة لو كان هذا خيرا لسبقونا اليه، ولما كان سبقهم اليه من ذوات أنفسهم وانما من نور ما فاض بين أيديهم من علم الوحي مما علمهم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وتلقوه عنه! فأين سلفيتكم معاشر الملتزمين، يا من افتتنتم بمن حفظوا القرءان في ستة أسابيع على حد قولهم بسبب تلك البرمجة؟؟ ان التنويم المغناطيسي (والذي يسميه هؤلاء الأفاكون بالايحائي تعمية لحقيقته) معروف ممارس في الأرض منذ أكثر من أربعين قرنا من الزمان، وما يتطلب أي أدوات أو آلات من أي نوع! فلو أن اصلاح انسان بالايحاء و (البرمجة) وبالتنويم الشيطاني هذا كان خيرا، أما كان أولى وأهم أن يأتي الوحي بتزكيته من الحجامة وبول الابل مثلا وغيرها من أنواع العلاج والتداوي التي كانت معلومة أيضا قبل أن يزكيها الوحي؟ ولو كان ثم طريق مختصر للحفظ في وقت قياسي، أو لتحسين ضبط الحافظ لما يحفظ، وغير ذلك، ألم تكن هذه الأمة التي ما كان نقلها للدين في أصله الا بما تحمله الصدور حفظا ووعيا، أحوج الى أن تتعلم هذا الأمر حتى يصبح المسلمون جميعا حفظة ضابطين متقنين؟
بلى! ولكن ما سمعنا بذلك في العالمين، بل ان أهل النظر وعلماء التوحيد ذموا ممارسات التنويم هذه لارتباطها بالشياطين واستحضارها، كما هو متبع في ملل الوثنيين اذ يتوهم المنومون (بفتح الواو المعجمة) خلال شعائرهم في معابدهم أنهم قد حل في أجسادهم آلهتهم المعبودة تتواصل معهم وتنقلهم الى وعي آخر، وما هي الا شياطين تتلبسهم وتعبث بهم!!
ما الذي يحمل مسلما موحدا على ترك أسباب علو الهمة وشحذ التوكل والتوحيد في قلوب المسلمين، والتي هي هدي سيد المرسلين، الى مخلفات وثنية وعقائد الحادية تعبد المرء لقوة باطنة خفية في داخله يتوهمها ويتوكل عليها من دون الله؟؟! ألأن الأولى تحصيلها يحتاج الى طول معالجة للنفس وتعاهد لها طويل وجهاد لا ينقطع ما دامت في الصدر أنفاس، وأما الثانية فتظهر آثارها (المذهلة) في أحيان كثيرة في وقت قليل ومع مجهود قليل أو منعدم أحيانا؟؟ ما هذا التلبيس العجيب؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
انني أقول لكل من فتنتهم دورات التحفيظ بالبرمجة هذه من اخوتي الملتزمين ان اتقوا الله ولا تدعوا الشيطان يلبس عليكم فيأتيكم من باب القرءان! ولا (تستسهلوا) وتتواكلوا ويوهمكم الشيطان بأنه قد جاءكم أخيرا ما حرم من مثله الأولون من "اختراع" يحفظهم كتاب ربهم في أيام معدودة!! فلا يزال القرءان يحتاج الى الجهد والمثابرة في حفظه، ولا يزال الى قيام الساعة يحتاج الى التعاهد الدائم والمواظبة على المراجعة المستمرة ليثبت الحفظ، وهذه سنة كونية لله تعالى ماضية في الناس، وعليها ترتب أجر وفضل حملة القرءان، فلو أنه كان يكفي لحفظه ابتلاع كبسولة صغيرة لما كان لحملته ذلك الفضل العظيم الذي دلت عليه نصوص السنة، فعلى قدر المشقة يكون الأجر! ولا يزال القرءان يتفلت من صدور حملته ليبتليهم الله بتعاهده الدائم خوفا من نسيانه، جاء في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها" ..
فلا تغتروا بمن قال أن هذه الدورات كانت سببا في أن حفظ القرءان كله في شهر واحد!! لو أردت أنت أن تحفظ القرءان كله في مثل هذه المدة، فستفعل بعون الله وبلا دورات ولا أوهام ولا شيء من ذلك، ولكن اعلم أنك ستنساه كله أو جله في أقل مما حفظته فيه! لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحفظون القرءان خمسا خمسا، خمس آيات في اليوم، فهل كانوا يعجزون عن حفظ خمس صفحات – مثلا – أو أكثر في اليوم؟ كلا! وانما العبرة في التأني وسهولة المراجعة والتدرج الذي يناسب أحوال قلوب البشر .. انه الهدي الأحكم والأحسن ونحن ندين الله بأن هؤلاء سبيلهم هو سبيل الرشاد، رضي الله عنهم وأرضاهم! فهل تريدون ذلك السبيل أم تريدون غيره؟ أم أن الذي يعنينا اليوم هو السرعة والعجلة حتى نكون في يوم وليلة من حفظة القرءان؟؟! أولو كانت عاقبة ذلك فساد عقيدتكم وانخرام توحيدكم، ورسوخ الاعتقاد عندكم بأمور أقل ما فيها أنها تدمر توحيد التوكل والانابة وتضع في مكانه ما الله به عليم؟؟
سئل الشيخ أيمن سويد عن هذه الدورات فقال "مثل هذه الدورات تعد تجربة رائدة إلا أنها غريبة بالنسبة لي ولا أحبذها لأن ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة والذي أفضله هو حفظ صفحة أو صفحتين في اليوم مع الاستمرار بحيث يحفظ الطالب القرآن الكريم كاملا في سنة أو سنتين بيسر وسهولة ويبقى حفظه أرسخ في الذاكرة."
(مجلة الدعوة - العدد 1911 - لقاء مع وهيب الوهيبي)
انني أحسب هذا الرجل من الصادقين الذين لا يتبعون الهوى، فما أسهل أن يخرج هو الآخر على الناس ببرنامج من تلك البرامج يدعوهم اليه، وهو من هو في علوم القراءات وفي التحفيظ، ليزداد شهرة وانتشارا بذلك، ولكنه لم يفعل، وانما استغربها وتخوف منها وعبر عن ذلك بوضوح، فأسأل الله أن يتجاوز عنه قوله أنها تجربة "رائدة".
في بحث قيم للدكتورة فوز بنت عبد اللطيف كردي أستاذة العقيدة والأديان بكلية التربية للبنات بجدة قالت: " إن البرمجة اللغوية العصبية جزء لا يتجزأ من منظومة تضم عشرات الطرق والتقنيات لنشر فكر حركة «النيو اييج» ( New age Movement) فهي طريقة عملية مبطنة لنشر «فكرهم العقدي وفلسفتهم الملحدة» في قالب جذاب وبطابع التدريب والتطبيق والممارسة الحيوية لا طابع التنظير والفلسفة والدين، لذا فالخطر في «البرمجة اللغوية العصبية» لا يكمن في كونها وافدة من أفراد مشبوهين فقط، بل لأنها تحمل فلسفاتهم وعقائدهم المنحرفة وتدرب عليها، كما أن فرضياتها التي تعامل كحقائق ومسلمات ما هي إلا مجرد ظنون وتخرصات مزجها المدربون بنصوص وقصص تاريخية اشتبهت في ظاهرها بظاهر تلك الفرضيات التي ليس لها مصداقيات إحصائية، وليست نتائج لأبحاث علمية أو دراسات نفسية معتمدة مما يجعل تطبيقها على الناس وتدريبهم عليها يشكل مخاطرة ومجازفة غير محمودة العواقب، ومن وجه آخر فقد مزجت في تقنياتها بين التدريبات الإدارية والمهنية وبين الطقوس السحرية والطرق المشتبهة في برنامج متكامل متدرج المستويات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعتمد فلسفة البرمجة اللغوية العصبية الأصيلة على فلسفة (الإنسانية) أو الأنسنة التي تسعى تطبيقاتها إلى تنمية ما يعتقدونه من القدرات البشرية للوصول إلى ما يسمونه (الإنسان الكامل) صاحب القدرات الخارقة في التأثير، وقد مثلت هذه الفلسفة في العصر الحديث توجهًا قويًا في الغرب، تبناه فلاسفة ومفكرون بصور شتى، وظهرت لنشره بين الناس عدة جمعيات أبرزها ما كان في القرن التاسع عشر الميلادي متمثلاً في حركة «النيو ثوت» ( New Thought) التي أتى بها «فيناس كويمبي» ثم تلتها جمعية «الثيوصوفي» ( Theosophy) في نيويورك التي أسستها «مدام بلافاتسكي»، وأخيرًا حركة «النيو اييج»، وحركة «الوعي» التي خرجت من معهد (إيسلان) بكاليفورنيا محضن فكر الثيوصوفي الباطني، و «حركة القدرة البشرية الكامنة» ( Human Potential Movement) بريادة «كارلوس كاستنيدا» ومؤسسي معهد إيسلان «مايكل ميرفي» و «ريتشارد برايس»، وقد تبنى رواد ذلك المعهد البحث في قوى الإنسان الكامنة وخوارق الأفعال والتأثير، واعتنوا بتتبع العقائد والطقوس والفلسفات التي تحرر هذه القوى من إسار المعتقدات الدينية (غير العقلانية بتعبيرهم ويقصدون السماوية القائمة على التسليم للوحي)، كما اهتموا بابتكار طرق لنشر فكر روحاني ( spirtituality) يكون بديلاً عن الدين ( Religion) بين العامة والخاصة بحيث يلبي حاجاتهم إلى الدين دون أن يشتمل على عقائد الدين وتعاليمه، وبمنهج جديد لا يصادم الدين السماوي ويواجهه وإنما يداهنه ويزاحمه، ويوجه نصوصه وتراثه المعرفي بطرق باطنية لكي يتوافق مع ما تدعو إليه الحركة من التدريبات الجماهيرية والتطبيقية مباشرة المشتملة على الفكر والمعتقدات الباطنية"
وهذا هو الرابط المنشور عليه البحث لمن أراد مواصلة قراءته – وهو بحث نافع ماتع جزى الله كاتبته خير الجزاء
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9155
سئلت الدكتورة حفظها الله عن بعض دورات تحفيظ القرءان في شهر واحد هذه:
السؤال:
"أستاذتنا الفاضلة د. فوز كردي
الرجاء إفادتنا حول الدورات الإبداعية لحفظ القرآن الكريم؛ خاصة بأن الدكتور (****) محاضر في معهد (****) وسيرته الذاتية مرفقة في الإعلان عن هذه الدورة. مع التوضيح إن أمكن ذلك.
وجزاكم الله خير الجزاء"
الجواب:
"دورات أفكار إبداعية لحفظ القرآن هي من دورات البرمجة اللغوية العصبية وتأخذ حكمها المبين في الموقع من أقوال أهل العلم، بل هي أشد منها باطلا لما فيها من صرف الناس عن هدي الرسول والسلف الصالح في حفظ القرآن المبني على التدبر والفهم إلى ما يدعى من الحفظ السريع بمهارة التنفس واللاواعي وقد اختبرت شخصياً أعداد ممن ظنوا أنهم استفادوا وتبين لهم أنهم إنما صرفوا عن السنة إلى البدعة وعن الافتقار لله والدعاء إلى الثقة بالنفس والقدرات وغير ذلك، والمدرب كان من المحاضرين في معهد **** وقت ما كان يدرس القراءات التي لم يعد لها وقتاُ في جدول دورات البرمجة على ما يبدو ... والله المستعان ".
قلت والله انها لفتنة أن يدخل هذا الكلام الى قلوب الملتزمين من باب شدة حرصهم على حفظ كتاب الله! اللهم اعصم كتابك وحملته والملتزمين من أبواب الشر جميعا يا رب العالمين. والمشكلة أن كثيرا من أوراق تلك الدورات والتي تنشر على الناس تكتب بصورة موهمة يملأها ما ظاهره التوكل على الله وسلامة المعتقد وما الى ذلك، فان قرأها عالم بدون الاطلاع على تفاصيل ما يقال في تلك الدورات نفسها وما يتدرب المتدربون عليه حقيقة، فانه قد ينخدع ويفتي بجوازها بل وربما باستبابها لغلبة الخير المرتجى منها في نظره على أي شر أو ضرر، فالذي يظهر له غالبا أنه لا ضرر أصلا! وهذا هو عين الخطر والتلبيس الذي يقع فيه الملتزمون!
وأحيانا يكون الأمر خاليا بالفعل من مناهج البرمجة وخرافاتها، وانما يكون منهجا مكثفا للحفظ في اجازة الصيف يجتمع عليه بعض الاخوة في مسجدهم فيما بينهم، كهذا المنهج الذي نشرته احدى الأخوات في أحد المنتديات
(( http://www.3roos.com/forums/133/t88482.html تقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
" هنا ساضع لكم برنامجا للحفظ ... كما قلت مسبقاً خلال شهرين فقط في اجازة الصيف) والطرق يا اخوة كثيرة في الحفظ وكما قلت مسبقا انّ هذه الطريقة مجربة وقد جربتها وابشركم قد اتممت الحفظ ولله الحمد. وحتى تنجح هذه الطريقة نطبق الشروط التالية:
1 - الله .. الله بالاخلاص
2 - العزيمة القوية الصادقة
3 - ان لايكون الحافظ لوحده بل يكون معه اصدقاء يساندونه ويساعدونه على ذللك (واقترح من خلال هذا المنتدى نترابط فنقسم مجموعات وكل مجموعة تتسال اخر اليوم عن الحفظ ......... وهكذا
4 - أن يكون المسِمع يضبط تلاوة القرءان
والبرنامج هناك (تعني في المقرأة) مراتب المرتبة الاولى حفظ القرءان كاملا والثانية عشرون جزء والثالثة10 اجزاء والرابعة5 اجزاء
المرتبة الاولى (حفظ القرءان كاملا ... ً
والخطة كالتالي
الحفظ: يومياً عشر أوجه ويستخدم مع الحفظ طريقة الربط وهي في اليوم الاول
(1) ستحفظ 10 اوجه فتربطها مع العشر الثانية في اليوم الثاني ثم الثالثة والرابعة فاذا جاء اليوم الخامس تحذف العشر الاولى فتبقى العشر–الثانية –الثالثة-الرابعة-الخامسة وهكذا كل يوم تحذف 10 وتزود 10 وهذا برنامج الربط) وهكذا في المراتب الباقية فقط بدل 10أوجه تضع في الثانية 5والثالثة4 والرابعة 2
المراجعة: فتخصص لك برنامج سرد يومي لمراجعة الماضي حتى لا يتفلت" أ، هـ.
وأقول جزى الله خيرا هذه الأخت ونفع بكلامها، ولو قصر البرنامج على هذا الكلام لما كان فيه بأس ان شاء الله وما كان لنا عليه من تحفظ سوى مثل ما ذكره الدكتور السويد والدكتورة فوز من أن الاسراع الشديد فيه انما هو خلاف هدي السلف رضي الله عنهم وأنه يسهل نسيانه وضياعه بهذه الصورة، والله أعلم. ولعل المسلم الفطن ان أراد أن يحتاط لدينه، فليسأل هل الموضوع عبارة عن مقرأة في مسجد أم أنه دورة تدريبية في مركز مخصوص برسم اشتراك ونحو ذلك، فلو كانت الثانية، فهذه هي الدورة المنبثقة عن البرمجة العصبية والتي نحذر منها ها هنا، أو شبيهتها التي لا تقل خطرا، والا فالمقرأة في المسجد ان كانت حفظا وتلاوة وتسميعا على ما هو معلوم بين المسلمين من أمر المقارئ من دون دخن أو دغل أو فكر دخيل، فهذا كلام آخر.
فأما الدورات شبيهة البرمجة في التحفيظ فقد راجت مؤخرا على أثر اشتهار وانتشار دورات البرمجة، وهي تدرب الحافظ على مد وتطويل ساعات الحفظ في اليوم الواحد حتى تصل الى خمس ساعات متصلة، يحفظ في كل جلسة منها شطرا ضخما من القرءان! وهذه أيضا لا تخلو من تعزيز جانب القدرات الذاتية والثقة فيها وهو الأساس، وهو سبب كونها دورات باشتراك وتسجيل وليس حلق ومقارئ في المساجد مفتوحة لكل أحد! وهذه الأخيرة هي التي لم ير بعض أهل العلم بأسا في اباحتها.
ان الذي ينطبع عند كل سامع عنها أن تلك الدورات ستكون بمثابة علاج نفساني لما في نفسه من عوائق تحول دون تمكنه من انجاز ما يريد (وهو في حالتنا هذه حفظ القرءان)، وهي كذلك حقا، ولذلك يتناول القائمون عليها مبادئ الثقة بالنفس واكتشاف القدرات العقلية وما الى ذلك على أنها وسيلة علاج، وهنا مكمن التلبيس، وهو الوجه المشترك بين هذه الدورات ودورات التحفيظ بالبرمجة، وهو أصل علة المنع كما أسلفنا!
يتبع ... .............. نسألكم الصبر والدعاء
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 10:31]ـ
تابع ...........
ولأضرب مثالا آخر لبرنامج لحفظ القرءان في مدة محددة (وليس دورة وليس رقما قياسيا مذهلا ولا شيء من ذلك!!) أورد اليكم بتصرف يسير هذا البرنامج الذي وجدته تتناقله بعض المنتديات تحت عنوان (احفظ القرءان في ألف يوم):
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أخواتي القراء
تقوم الفكرة على أساس حفظ القرآن كاملا خلال الفترة المحددة مع حرية اختيار
1. المكان
2. الوقت
3. الجزء
ملاحظات أولية
يفضل أن يكون الحفظ من مصحف الحفاظ (طبعة المدينة) "كل صفحة بها خمسة عشر سطرا "
للأسباب الآتية
- لأنه يبدأ بأول الآية وينتهي بآخر الآية في نفس الصفحة
مما يساعد على التركيز في الحفظ.
- لأن كل20 صفحة تساوي جزءا كاملا (عدا جزء عم) وهذا موافق لطريقة الحفظ ويقصد بالصفحة وجه واحد فقط
طريقة الحفظ:
1 - أن يحفظ الشخص في كل يوم صفحة واحدة فقط.
2 - بعد حفظ خمس صفحات يكون اليوم السادس للمراجعة،وهكذا حتى نهاية الجزء
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - بعد حفظ جزء كامل تخصص أربعة أيام لمراجعة الجزء المحفوظ
4 - بعد حفظ خمس أجزاء (حسب الطريقة السابقة) تخصص عشر أيام لمراجعة الأجزاء الخمسة المحفوظة
5 - عند إتمام حفظ عشر أجزاء تخصص خمسة عشر يوما لمراجعة الأجزاء العشر.
6 - عند إتمام حفظ خمسة عشر جزء تخصص خمسة وعشرين لمراجعة الأجزاء المحفوظة.
7 - عند حفظ عشرين جزء تخصص ثلاثين يوما للمراجعة الشاملة لمراجعة الأجزاء المحفوظة.
8 - عند حفظ خمسة وعشرين جزء
تخصص خمسة ثلاثين يوما للمراجعة الشاملة لمراجعة الأجزاء المحفوظة
9 - عند إتمام حفظ القرآن كاملا تخصص خمسة و أربعين يوما للمراجعة الشاملة.
10 - بهذه الطريقة تكون قد حفظت القرآن في 1000 يوم.
مقترحات للحفظ:
1 - لك حرية اختيار الجزء الذي تريد حفظة، وحرية اختيار الوقت والمكان
2 - استغل أوقات الفراغ في الحفظ والمراجعة ولا تضيعها،ومن الأوقات التي تستغل أثناء انتظارك لإنجاز معاملة ما،وبعد صلاة الفجر، بين الأذان والإقامة، بعد صلاة الظهر…الخ.
3 - استخدم الورقة والقلم في كتابة الآيات التي ستحفظها.
4 - قم بتصوير الصفحة التي تريد حفظها واجعلها معك طوال اليوم لتحفظ منها مع مراعاة عدم دخولك الحمام بها.
5 - استخدم الشريط للآيات التي ستحفظها واستمع لها أثناء القيادة
أو أثناء استراحتك قبل المنام
6 - اجعل لك شيخا تقرا عليه القران لتحسن القراءة والتلاوة والتجويد.
7 - اشترك مع عائلتك أو أصدقائك في حفظ الآيات ويفضل وضع مكافأة مادية.
8 - احرص على قراءة ما تحفظه في صلواتك (الفرائض، السنن، التطوع)
9 - اقرأ تفسير الآيات التي ستحفظها ليسهل عليك الحفظ.
10 - اجعل نيتك خالصة لله تعالى،ثواب الله عز وجل.
11 - أن تضع بين يديك الفضل العظيم في حفظ القرآن
12 - ابتعد عن التسويف و ابدأ بعزيمة قويه وهمة عالية في حفظ القرآن.
13 - و أخيرا ابتعد عن الذنوب والمعاصي فإنها سبب رئيس في عدم الحفظ وكثرة النسيان.
و في الختام أسال الله العلي القدير أن ينفعكم بها وان يعينكم على حفظ كتابه كاملا
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. " أ. هـ
قلت هذا كلام طيب نفع الله به كاتبه وقارئه وجزى ناقله خير الجزاء. والكلام كما هو واضح لا علاقة له بالبرمجة العصبية من قريب أو بعيد! فليس كل تنظيم للوقت على هيئة (برنامج زمني) يدخل في البرمجة العصبية، وان كان يوصف من حيث الاصطلاح العام بأنه "برنامج"! انه لا يزال البشر جميعا يضعون الجداول والبرامج والخطط لتنظيم أعمالهم وأوقاتهم ويصيبهم ما كتبه الله لهم من توفيق يتفاوتون فيه، بدون حاجة الى شيء من ذلك الغثاء الذي جاءت به دورات البرمجة العصبية الوثنية تلك! فهذا الذي عرضناه آنفا هو برنامج من هذا الوجه، من باب كونه خطة منظمة مرتبة تماما كما يعد بعض الاخوة برامج للدعوة أو للنشاط العلمي الصيفي في أحد المساجد أو ما الى ذلك. أما "البرمجة العصبية" هذه فشأن آخر!
ان الذي هبطت همته انما يحتاج الى من يخوفه من سوء العاقبة أو يرغبه في حسن المآل وفي فضل العمل، ويكون شديدا معه اذا لزم ذلك، كما هو حال كل معلم مرب يشرف على تلاميذه اشرافا مباشرا ويتابعهم متابعة دقيقة، ولقد كان هذا هو نهج السلف عند تتلمذ الواحد منهم على شيخ له يلازمه كظله حيثما ذهب! أما أن نعلق طالب الحفظ بقوة باطنة فيه ونوهمه أن تكاسله وهبوط همته هو بسبب عدم ثقته في قدراته الذاتية، فنفتح أمامه بذلك بابا يقض من بنيان توحيده قضا فهذا أمر مرفوض قطعا أيا كان مسماه وأيا كانت درجته، وحتى وان لم يكن يقوم على شيء من مناهج البرمجة العصبية!
ان أصحاب البرمجة هذه يقرأون كتبا فيها ما سماه واضعوه بقانون الجذب Attraction law وانظروا اذ سموه بالقانون ايهاما للناس بأنه حقيقة ثابتة ثبوت الجاذبية الأرضية (مثلا)!! هذا "القانون" الشركي اللعين خلاصته أن الانسان اذا ما ركز تركيزا شديدا في شيء يطمع فيه ووضع كل طاقته في ذلك، فان أحداث الكون كلها تتحرك من أجل أن توصله اليه!! أي أن عقل الانسان يصبح ربا للكون يتحكم في مجرياته ويسير الأقدار على هواه، "ليجذب" اليه ما يريد! فالأمر عندهم ليس واقفا عند حد ملئ الانسان بالثقة في نفسه وفي قدراته حتى يذهب عنه اليأس ويتحسن أداؤه كما يتوهم كثير من الناس!! انهم يؤمنون بأن "العقل الباطن" اذا ما شحذ وملئ بصورة النجاح
(يُتْبَعُ)
(/)
والحصول على المراد فان ذلك المراد يتحقق حتما ويمضي الكون كله في سبيل تحقيقه خضوعا لأثر الطاقة المزعومة! هذا أيها الاخوة هو بعض ما في قاع ذلك البئر العفن الذي يقف اخوتنا المفتونون بالبرمجة على حافته يغترفون منه ويرسلون بدلائهم الى بطنه ولا حول ولا قوة الا بالله!
عباد الله ان خطرا يتهدد صفاء التوحيد ونقائه في قلب المسلم انما هو خطر لا يعدله ولا تقوم له منفعة دنيوية مهما عظمت! بل ولا تعدله مصلحة شرعية وان كانت هي حفظ وختم كتاب الله! فانتبهوا يا أولي الألباب!
ومثال "دورات" التحفيظ القائمة على بعض مبادئ البرمجة العصبية هو ما اشتهر به الدكتور يحيى الغوثاني، وهو هداه الله من علماء القراءات أصحاب الاجازات وله باع فيها، ولكن يجب التحذير من منهجه البرمجي لافتتان الكثيرين من شباب الملتزمين به بغير علم ولا بصيرة!
في احدى دوراته والتي نشر تفريغ لها على موقع صيد الفوائد في كتاب بعنوان (طرق ابداعية في حفظ القرءان الكريم)، وفي معرض كلامه عما أسماه بالعامل الخارجي (والذي في نظره لا يمكن أن يكون غيره سببا في حمل شيخ كبير في الستين أو السبعين مثلا على أن يختم القرءان حفظا!!) يقول الغوثاني: "إذا وقفت على رجلك ثلاث ساعات مثلا .. تتعب صح؟ .. طيب إذا وقفت 4 أو 5 ساعات .. لا تستطيع صح .. ؟؟ بس إذا قلت لك إن تقف 8 ساعات .. مستحيل صح؟؟؟ لكن مالذي يدفع مغنيا أن يقف على خشبة المسرح 14 ساعة متتالية وهو يغني، وذلك ليدخل اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية: .. (عامل خارجي)
مسابقة حصلت حول أكل طبق من الصراصير مقابل إعطاء مال بشرط أن تقرمشه تحت أسنانك!! وتقرظه فلم يقم احد .. إلاّ بعد أن رفعت المكافئة إلى مبلغ خيالي أكثر من 500ألف دولار قام رجل .. قال أنا آكله. واعتبر نفسي أنني آكل فستق .. (عامل خارجي) "
أ، هـ.
قلت انه يضرب هذه الأمثلة بعد مقدمة جميلة أجاد فيها وأحسن الكلام عن الاخلاص ضاربا أمثلة رائعة من السلف رضي الله عنهم!! فهل يا ترى يريد بذلك أن يقول – مثلا – أن كل قوم لهم مشربهم وما يطمعون فيه ويتيقنون تحققه لهم فيعملون من أجله راغبين، فان كانوا هم يريدون الدنيا فنحن نريد الآخرة، فيكون العامل الخراجي عندنا هو رضى الله تعالى ورفعة قدر صاحب القرءان يوم القيامة؟ أبدا! انظروا ماذا قال كخطوات مختصرة لحفظ القرءان، في مقال منشور له على ساحة فضاء الفضائيات في موقع الشيخ سلمان العودة
(( http://muntada.islamtoday.net/showthread.php?t=15077:
"1 - حدد ما تريد حفظه
2 ـ - اجعل أهدافاً لحفظك للقرآن الكريم على الأقل ثلاثة
3 ـ - ضع تصورا داخليا لأهدافك، وتخيلها كما لو أنها تتحقق
4 ـ - احلم بأحلام جديدة (كحفظ المزيد من الأجزاء) واجعلها حقيقية عن طريق تكرار ورؤية وسماع هذه الأحلام والشعور بها وكأنها تحققت
5 ـ ثق بعقلك المبدع وقدرته على تحقيقها كما يثق الطفل في وعد والده
6 ـ ركز ذهنك على ما تريد (وهو حفظ سورة البقرة مثلاً) وليس على تفاصيل عمل ما تريد .... كالوسائل، ونحو ذلك .... فإنها تأتي لوحدها
7 - فكر في عدد من نتائج وثمار حفظك لكتاب الله
8 ـ زد أو قلل عدد النتائج بما يجعلها دائما قوة دفع
9 ـ فكر في أسلوب وطريقة لضغط الجدول الزمني لإنجاز المهمة
10 ـ عش المشاعر والأحاسيس التي يعيشها حافظ القرآن الكريم
تخيل نفسك وأنت تنعم بنعمة حفظ كامل القرآن الكريم
أو وأنت تتلوه في المحراب إماما في صلاة التراويح في الناس
أو وأنت تنال شهادة الحفظ من أساتذتك" أ. هـ.
قلت فأين هو الاخلاص لله تعالى وتحقيقه ومراقبة النفس فيه في هذا الكلام؟ كيف يتحقق وأنت تشجع الناس على الحفظ باستحضار أسباب – أو حوافز - ثلاثة على الأقل (يتركها الرجل للناس في البداية ليتصورها كما يحلو لهم، ثم يعطيهم اقتراحاته لبعض تلك الأسباب فيما بعد)! العامل الخارجي هنا اذا ليس هو توحيد القصد والارادة والذي هو الحافز الغيبي الذي لا يقبل الله العمل الا باتخاذه نية خالصة تتحقق بالايمان واليقين، وانما هو أن تستحضر مشهد اعجاب الناس بك وأنت تتلو القرءان أمامهم في المحراب اماما!! أو ربما وأنت تنال الشهادة والناس تصفق، أو ربما وأنت تنشر صورتك في صحيفة من الصحف على أنك أول من حفظ القرءان في ثلاثة أسابيع مثلا، أو أقل!! تستحضر تلك الصور
(يُتْبَعُ)
(/)
وما يصاحبها من شعور بالسعادة المتوهمة، وترسخ العقيدة في سعة قدراتك على جعله حقا وفي أنها طاقة لا حد لها، وتوهم نفسك بأن العقل الباطن قادر على كل شيء بمجرد أن تأمره بما تريد، ثم تشرع في الحفظ فاذا بك تنجز ما لم تكن تتصور أنك تقدر على انجازه!! انه محض الرياء وشرك الأعمال والقصد (جعلها لغير الله) وشرك التوكل!!
نعم، هذا هو الحافز الحقيقي أو العامل الخارجي الفعلي الذي يحرك أصحاب البرمجة الناس به! انه كما وصفه الرجل: التحدي! والتحدي هو شعور مكثف قصير الأجل ينبثق لا من الاصطبار على الأمور وطول العزيمة عليها لبعد المرمى والمراد المأمول منها وتعلقه بما بعد الموت مع معالجة ذلك من نفس الانسان، وانما ينبثق من الحماسة العاجلة السريعة طلبا لأمر عاجل سريع، تحقيقا لتحد يتحدى الانسان به نفسه أو يتحداه به غيره! يقول في نفسه مثلا (نعم أنا قادر على انجاز كذا في وقت كذا وسأثبت لنفسي ذلك)! فيكون الباعث على العمل بذلك ليس هو الاخلاص لله تعالى أبدا، وانما هو الرغبة في استخراج قدرة باطنة خفية يعتقد كمونها في داخله!
ان بعضهم قد يقول ان استحضار هذه الصور في الذهن تحفيزا وتشجيعا ليس فيه بأس لأنه يمكن قياسه على عقد المسابقات وتوزيع الجوائز تشجيعا للشباب والأطفال على حفظ القرءان، وهذا لم يقل أحد بحرمته أو بكونه بابا الى الشرك! ونقول صحيح أن أحدا لم يقل بأن ذلك من الشرك، ولكن هناك فرق واضح بين أن تقول لطفل تشجيعا له "لو حفظت القرءان في أجازة الصيف سأعطيك هدية كبيرة" وبين أن تدعو الناس لأن يخرجوا قوة باطنة مزعومة فيهم يعتقدون قدرتها على انجاز ما يريدون يقينا، مع استحضار غرض دنيوي في النفس استحضارا دائما لاستخراج تلك القوة!! والذي يدخل مسابقة لحفظ القرءان من غير أن يصحح قصده واخلاصه فيحفظ القرءان من أجل اصابة الجائزة هذا وقع في شرك القصد وحبط عنه أجر حفظه الذي حفظه فيجب الحذر من ذلك اذا كانت المسابقة للبالغين المكلفين الذين يميزون، أن يراقبوا القصد والنية ويحققوا الاخلاص، وأما الأطفال الصغار فالحرج مرفوع عنهم لأنهم دون التكليف، وهذا هو السبيل الأجدى والأقوى لجذبهم وتحفيزهم!!
فان كنت رافعا همتك لتجاوز بها السحاب فتوكل على الله رب الأرباب كما كان دأب السلف والأصحاب، أما أن تعتقد في ذاتك وفي نفسك وفي قدراتك ما يجب ألا يكون الا لله وحده فهذا شرك! ان العلماء يفرقون بين الأخذ بالأسباب مع التوكل، وبين شرك الأسباب! فهذا نوع من الشرك موجود ومنتشر عند المشركين من كافة الملل، وهو اعتقادهم النفع والضرر في ذات الأسباب المادية التي بين أيديهم لا في مسببها الواحد الأحد سبحانه وتعالى! وكل خلل في جانب التوكل ونقص فيه في قلب المكلف انما يدخل في مكانه درجة من درجات ذلك الشرك. فأما هذا الذي أمامنا ها هنا انما هو شرك من نوع أخطر! فهو اعتقاد ليس قوامه أسباب مادية وانما يقوم على أمر غيبي باطني مزعوم في داخل الانسان يجعله – ان هو أحسن اخراجه واستدعائه والاعتماد عليه – قادرا على فعل أي شيء يريده! فهذا، بالاضافة الى الطاقة الاسطورية التي يتكلم أهل البرمجة عنها، وما يقولونه من كونها مبثوثة في أصل كل شيء في العالم، الى جانب ما يلبسون به على الخلق في مسألة الاتصال بالكون والطبيعة وما الى ذلك، كل هذا مؤداه – وهو أخطر من شرك التوكل - الى وحدة الوجود والى اعتقاد الحلول وغيره من عقائد وفلسفات الوثنيين!
ثم ان هناك فرقا – حتى لا يقع اللبس – بين اكتشاف موهبة أو قدرة فذة من عند الله تعالى في انسان ما، وتنميتها فيه، وبين اغراقه في التوكل على قدرة موجودة فيه أو متوهمة واستبطانها في نفسه على نحو ما يصنعه البرمجيون! فأنا ان وجدت في ولدي القدرة الفذة على سرعة الحفظ – مثلا – فاني أدربه على استخدامها استخداما جيدا وأنميها فيه من غير أن أقول له "ثق في قدرتك أو في عقلك الباطن"!! والذي تظهر عليه الموهبة لا يحتاج لمن "يخرجها له"! أما الذي يصنعه المبرمجون فعلى العكس من ذلك! انه ليس تنمية لموهبة موجودة ظاهرة بالفعل، وانما هو ايهام بقدرة باطنة يحاولون اخراجها من كل من يأتيهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن وان كان الانصاف يحملنا على الاقرار بأن الكتاب المذكور فيه جملة نصائح نافعة لحفظ القرءان الا أن فيه من دخن البرمجة وأبوابها ما ترجح به كفة المفسدة!
وبيانا للحق ونصحا له نعود ونؤكد على مسألة مهمة للغاية وهي أنه ليس كل من يضع برنامجا مفصلا للحفظ يكون قائما في برنامجه على البرمجة العصبية أو على أفكارها! وقد أوردنا مثالين فيما تقدم لبرنامج لا يحتاج الى دورات أو مراكز أو نحو ذلك ولا علاقة له بشيء من ذلك الفكر الوافد الخبيث. فليحذر الدعاة وطلبة العلم من التحمس بلا روية ودراية وبصيرة فيكونون بذلك سببا في سد أبواب للخير أمام المسلمين من حيث يحسبون أنهم بذلك يصونون جناب التوحيد ويقفون على ثغر من ثغوره، وليكن منهجنا هو منهج أهل العلم والفقه في حسن تصور الشيء قبل الحكم عليه، من خلال قراءته ومراجعته والتحري عنه.
ولأضرب مثالا آخر على برامج طيبة لا علاقة لها بالبرمجة العصبية وغثائها، أورد اليكم برنامجا أعده الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح ونشره على موقعه (اسلاميات). والبرنامج طيب جدا وفيه ملاحظات وافرة من محفظ خبير بأخطاء الحفظ وعليم بالأمور التي يقع فيها الطلاب في المقارئ فتعرقل حفظهم وتضعفه أو تبطئ من سيرهم فيه، وهي معروضة في صورة برنامج مفصل أيضا (وأعني بالبرنامج جدولا زمنيا مفصلا لانجاز الحفظ بصورة نظامية في أوراد ثابتة في مدة محددة كما يأتي بعد). يقول الشيخ ممهدا له:
"وقبل البداية نحتاج إلى ثلاثة أمور
أ - إخلاص النية.
ب - وإصلاح العمل.
ج - وإذكاء الأمل.
إخلاص النية
فكل عمل بلا إخلاص هباء، وكل عمل لا يراد به وجه الله - عز وجل - لا يكتب له التوفيق، ولا ينتهي إلى الغاية المحمودة، ولا يصيب الأمل المنشود ونحن نعلم ذلك وتدل عليه نصوص كثيرة.
وأما إصلاح العمل
فإن الله - جلا وعلا - قد قال: {واتقوا الله ويعلمكم الله}، ونحن نعلم أن العمل الصالح هو الذي يورث نور القلب، وانشراح الصدر، وسكينة النفس، وحدة الذهن، وقوة الحافظة، وسلامة الجوارح؛ فإن الله - جلا وعلا - يمنُّ على من استخدم جوارحه في طاعته ومرضاته، وسخر بدنه وملكاته فيما يحب الله ويرضى .. يمنُّ الله - جلا وعلا - عليه بحفظ حواسه وسلامتها له ويزيده فيها ما يميزه عن غيره بإذن الله - عز وجل - وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: " إن العبد ليحرم العلم بالذنب يصيبه "، وكما قال الله جلا وعلا: {واتقوا الله ويعلمكم الله}؛ فإن من أراد أن يتهيأ لحفظ القرآن، وطلب العلم، ومعرفة الحق والاستزادة من الفقه في الدين فإن طريقه أن يتطهر قلبه ويزكي نفسه بإصلاح العمل وإصلاح القصد لله سبحانه وتعالى.
وأما إذكاء الأمل
فنعني به الثقة بالله - سبحانه وتعالى - والأمل في عطائه ومنته وجوده، فلا يتسرب اليأس إلى نفسك في هذا الأمر - أي حفظ القرآن - ولا في غيره من الأمور؛ فإن بعض الناس يغلق على بعضه أبواب الأمل وما يزال يسرب على نفسه ويجلب إليها المثبطات والمحبطات ويكثر ويعظم لها العوائق فحينئذً لا يكون عنده اندفاع ولا حماس ولا تهيؤ نفسي ولا قوة عملية لحفظ ولا لغيره من الأعمال، ولقد كان من تربية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه ولأمته أن يبعث الأمل دائماً حتى يكون ذلك موقد لشعلة العمل ومذكي لنار الحماسة ومعلياً لمعالي الهمم بإذن الله - سبحانه وتعالى - فلا بد لنا من إخلاص وصلاح وأمل حتى نتهيأ لهذا العمل الصالح ولغير" أ. هـ
( http://www.islameiat.com/main/?c=247&a=1699)
ثم يقول الشيخ مواصلا:
"وأما عند البداية فنحتاج أيضاً إلى ثلاثة أمور
1 - ملائمة الابتداء.
2 - ومواصلة الارتقاء.
3 - وكفاءة الأداء.
أما ملائمة الابتداء
(يُتْبَعُ)
(/)
فنعني بها ألا تأخذنا الحماسة، فنبدأ بدية مندفعة لا تتناسب مع مقدرتنا وطاقاتنا أو إمكاناتنا ولا تتوافق مع ظروفنا ومشاغلنا وبيئتنا وهذا يحصل كثيراً عندما يستمع المرء إلى تفضيل لأمر من الأمور، أو ثواب في عمل من الأعمال، فتتحمس نفسه ويشتاق إلى ذلك الأجر والثواب، فيبدأ بدايةً قوية شديدة أخذاًً فيها بأقصى طاقته بالغاً فيها غاية جهده فلا لبث بعد قليل أن تقعده العوائق، وتصرفه الصوارف؛ لأن واقع الحال يختلف مع ما أخذ به نفسه من الشدة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)، والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع ولا نريد أن نطلق مع العواطف دون أن نقدر الأقدار ونحسب الحساب ألازم لكل عمل وما يحتاجه من وقت وما ينبغي تهيئته له من ظرف وما يحتاج إليه أيضاً من طاقة وبذل وعمل.
وأما مواصلة الارتقاء
فنعني بها الاستمرارية التي تتحقق به النتائج والتي تعظم بها الحصيلة والتي تجنى بها الثمار؛ فإن المرء قد يحسن الأمر ويتقنه ويبدأ فيه ويحصله، ثم لا يلبث أن ينقطع فيضيع ما قد حصله، ويتبدد ما قد جمعه فيعود مرةً أخرى كأنما يبدأ من الصفر من جديد، فيجمع ويكسب ويحصّل، ثم لا يستمر ولا يبني على ما سبق، فلا يزال في مكانه يسير دون أن يتقدم، ودون أن يرتقي، ودون أن يضيف إلى رصيده مكتسبات حقيقية لها صفة الدوام والاستمرار، ولها صفة الحفظ والاستقرار؛ فإن كثيرا من الناس في هذا الشأن كمن يحرث في ماء البحر - كما يقال - والذي يحرث ماء البحر لا يخرج بنتيجة ولا يحصل على ثمرة مطلقة.
وأما كفاءة الأداء
فإننا لا نريد أن نستمر بعمل ناقص وبإتقان مختل؛ فإن هذا يشبه الذي يمشي بالعرج؛ فإنه ما يزال يتعثر ويتأخر وإن كان مستمراً ثم إنه كذلك يجد أنه يحتاج في كل مرةً أن يرمم عمله الذي أنجزه وأن يصلح ويكمل ثمرته الذي زرعها على أكمل وأتم وجه؛ فإن الكمال والتمام يريح الإنسان ويوفر وقته ويوفر جهده، وأما الذي يعمل العمل فيتمه من غير إحكام؛ فإنه كأنه في بعض الأحوال لم يصنع شيء فيكون كحال الذي توقف وانقطع مثله مثل الذي يستمر على خلل ونقص دون أن يراعي الكفاءة والكمال المنشود." أ. هـ
هذا كلام قيم جدا ممتون باتقان العلماء، ويكشف عن خبرة محفظ مكين يسدي نصائحه لطلبته بصورة عملية تعينهم باذن الله على اجتناب الأخطاء والعثرات وعلى حسن الحفظ وضبطه، وعلى اعداد جدول عملي للحفظ، فما أحسن هذا!
يفيض الشيخ بعد ذلك في مراحل البرنامج، ويبين أهمية السماع والتلقين والقراءة على متقن، وتصحيح أحكام التجود واتقانها قبل الشروع في الحفظ،
ويقول مبينا ما يقصده بلفظة (برنامج):
"نأتي إلى البرنامج، وماذا نعني بالبرنامج؟
قلنا في الدرس الذي مضى أننا نريد أن نوزع الأوقات وأن نحسبها، ونتذكر ما قلناه بأن الجمع إضافة، وأن الضرب مضاعفة، وأن القسمة تجزئة .. نريد أن نجعل برنامجاً مجدولاً يمكن أن نوزعه على الأيام وعلى الأشهر والأعوام، وبالتالي نلتزمه ونأخذ به، فنصل إلى نتيجة.
هنا - على سبيل الإجمال - مرحلة التلقين الأولى التي فيها هذه القاعدة النورانية أو غيرها، إن كان سيعطي لنفسه ساعةً في كل يوم؛ فإنه يحتاج إلى نحو شهرين ونصف ليتقن هذه الحروف وطريقة أدائها بشكل جيد جداً، وإذا أخذ بساعة كل يومين - يعني ثلاثة أيام في الأسبوع - فإنه يحتاج إلى نحو أربعة أشهر، وليس لمضاعفة شهران ونصف خمسة أشهر، لماذا؟ لأنه وإن كان المدة أقل لكنه مع السير سوف يختصر كثيراً مما يحتاج إليه في البداية.
وإن اختار أن يكون درسه أو وقته لا يتيح له إلا ساعة في الأسبوع؛ فإنه يحتاج إلى ثمانية أشهر حتى يتقن ذلك بإذن الله، وقد يقول قائل: إن هذه مدة طويلة! فنقول: خذ بها ستنتهي، وكم من الناس عنده هذه المشكلة، وهو إلى الآن قد مضى عليه خمس أو عشر سنوات، وهو لم ينتقل من مرحلة إلى أخرى! خذ نفسك ببرنامج وإن طال؛ فإن ثمرته في أخر الأمر ملموسة محسوسة."
أ، هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت ولعل القارئ الكريم اذا ما فرغ من قراءة هذا البرنامج القيم بكامله من على موقع الشيخ (في الصفحة التي سبق تخريج رابطها في محله) فانه سيجد أنه ليس هناك "ضوضاء" و"فرقعة" دعائية حول البرنامج من جنس (اختم القرءان في شهر واحد!! .. اثبت لنفسك أنك تستطيع! .. تعرف على قدراتك الهائلة في الحفظ والتذكر! .. ) الى آخر ذلك الهراء! بل ليس غايته أن يجعلك تختم القرءان في مدة زمنية بعينها تضرب بها رقما قياسيا كما يغري الآخرون الشباب بذلك!! وليس البرنامج معتمدا من جامعة كذا في بريطانيا، ولا يلقى في مركز أو معهد باشتراك مالي للحضور وشهادة مختومة من كذا وكذا، وليس له مقدمات تسبقه فيها كلام (الحكيم الهندي) و (مثال الفيل والنملة) وغيره من أمثال عن العقل الباطن والواعي تصرف عن التوحيد والقصد السديد، وليس فيه أثر لإفك البرمجيين عن "العملاق النائم" و"القدرة الكامنة" والطاقة وتسخيرها وما الى ذلك ولا علاقة له بالبرمجة من قريب أو بعيد!! فمثل هذا – ويوجد مثله كثير – وان كان الشيخ بادحدح نفسه قد تلقى بالفعل دبلوما في البرمجة العصبية في عام 1998 الميلادي كما وجدت في ترجمته، وأحسبه كان متأولا في ذلك عفا الله عنا وعنه، الا أن كلامه هنا ليس في قراءته والعمل به بأس على الاطلاق بل ان فيه نفع وفائدة عظيمة لمن يسر الله له الثبات عليه والمواظبة وكتب له فضله، فجزاه الله خيرا.
فيجب التمييز الدقيق والحذر من الخلط والتسوية بين الصالح والطالح، وبين ما هو من البرمجة وما ليس له علاقة بها! وأهم من ذلك الحذر من ادخال مثل هذه الفوائد (التي نجدها في أمثال هذا المقال للشيخ بادحدح) تحت عباءة البرمجة، فهذا هو ما أغرى كثيرا من اخواننا وحملهم على القول بأن علوم البرمجة هذه أمر لا بأس به وأنها ان تعاهدها العلماء بالتنقية والتنقيح فانها ستجلب للمسلمين نفعا كثيرا! وهذا ليس صحيحا بالمرة كما أفضنا فيما تقدم، فالخير الذي نراه أحيانا في مصنفات بعض المسلمين (سيما طلبة العلم والمحفظين) الذين درسوا البرمجة ومارسوها ليس منبعه هو ذلك "العلم" الوافد (ان صحت تسميته بالعلم وما أراها تصح) وانما هو في الحقيقة سببه ما جمعه هؤلاء الفضلاء من نصوص شرعية وجدوها تحقق غاية اذكاء الهمة ورفعها وتطوير القدرات والمهارات وغير ذلك مما ترمي اليه البرمجة والتنمية البشرية بعمومها! فأتي النفع من جمعهم وعرضهم لما جمعوا من مصادرنا نحن معاشر المسلمين ومن تراثنا الزاخر الوافر، وليس من زبالة القوم وما قذفوا به علينا!!
انه لا يزعم منصف عاقل أبدا أن أي كتاب من كتب الفلسفة لأي حضارة من الحضارات قديما أو حديثا لن يجد متناوله فيه من أوله الى آخره كلمة واحدة يمكن أن توصف بأنها صائبة أو حكيمة أو ذات نفع! هذا لا يقول بمثله عاقل أبدا! وانما نحن نحمل ميزانا حساسا نضع على رأسه سلامة (لا إله إلا الله) التي لا يعدلها نفع للناس مهما عظم! وقد أغنانا ربنا بما أوحى الى رسولنا صلى الله عليه وسلم عن تخرصاتهم وتخبطات فلاسفتهم، بل وأمرنا أن نخرج عليهم لننقذهم هم من غثاء ما أغرقتهم فيه ظنونهم وأوهامهم وجاهليتهم! فما بالنا اليوم نعاود كرة غزوتهم الأولى لنا تحت شعار (التنوير) في القرن قبل الماضي، ولكن بلباس جديد (التنمية البشرية)؟؟!
إن الناظر المحقق يجد أن اعداد برنامج تحفيظي كهذا من قبل عالم من علماء القرءان، لا يحتاج بحال من الأحوال الى دبلومة في "البرمجة" NLP فهو جماع خبرة وافرة في التحفيظ والتلقين وليس قائما على غثاء القوم ولله الحمد والمنة، والناظر في كتب السلف يجد من الكنوز ما يفوق تصورات هؤلاء الضالة المساكين! فلنميز بين الأصول الصحيحة والفاسدة ونحقق المصادر أيها الاخوة ولا يلتبس علينا الأمر فنفتح الباب بذلك لشر لا يعلم مداه الا الله! وتذكروا قول الله تعالى ((ولَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ))
(يُتْبَعُ)
(/)
ان حفظ كتاب الله هو من العرى القليلة الباقية في ديننا يتمسك بها الملتزمون ليسرها الذي قال الله فيه ((وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)) [القمر: 17] وهي لا يختلف اثنان ولا يتناطح عنزان في كيفية تحصيلها باذن الله تعالى بطرق ميسورة – لمن يسرها الله عليه - معلومة متبعة من زمن القرون الأولى، تلقينا وتحفيظا وسماعا وتسميعا وتلاوة وضبطا، وهي من رواسخ هذه الأمة المجمع عليها والتي ارتبطت بحفظ الذكر والقرءان نفسه الى قيام الساعة! فلو أن هذا الباب المحكم المتين أتانا الملحدون والوثنيون من قبله وطرقوا عليه حتى ثقبوه ثم هتكوه علينا، وأوقعوا طالبي حفظ القرءان في شراكهم منه، فان ذلك يكون هتكا لركن من أشد أركان الأمة خطورة!! انه ركن حفظ كتاب الله في الصدور، واتباع السلف في ذلك واخلاص التوكل فيه! أنا لا أبالغ ولا أضخم الأمور، وانما أقول أن انتبهوا عباد الله فأول الغيث قطرة، ونحن قد تخطينا مرحلة القطرة بمراحل ومراحل بالفعل ولا حول ولا قوة الا بالله!
هل ترون يا عباد الله من تزكية لهذه الفلسفات والعقائد الوافدة الخبيثة وتشجيع للناس على تناولها أكبر وأعلى من جعلها – كلها أو بعضها أو بعض فروعها - من أسباب تسهيل حفظ كتاب الله للطالبين؟؟؟! هذا خطر محدق والله، قد زلت فيه أقدام كثير من الملتزمين بل ومن طلبة العلم ولا حول ولا قوة الا بالله! ما حاجة عالم كبير كالشيخ الدكتور بادحدح أو غيره الى دراسة هذه البرمجة العصبية والى ممراستها وقد وجد في نصوصنا ما يغنينا عنها وعما هو خير منها؟! ألم يكن بوسعنا أن نقوم نحن باخراج الكنوز التي في كتبنا ودعوة الناس اليها، مع وضع برامج تنظم لهم أوقاتهم مع تحفيزهم وتشجيعهم عليها بما أثر عن السلف رضي الله عنهم؟؟! أكنا في حاجة الى دورات ال NLP هذه ذات الأصول الفلسفية الوثنية الهندوكية الخبيثة لتفتح أعيننا على ما عندنا من الخيرات والكنوز؟؟! أبدا والله! فما الخطب اذا؟؟!
انظروا الى ما كتبه بعض المسلمين الزائغين القائمين على أحد مواقع البرمجة النفسية العصبية هذه ( http://nlpnote.com/)، (http://nlpnote.com/%29%D8%8C) في استقبال زائري موقعهم:
"تهانينا لقد وصلت إلى الشاطئ وانتهت رحلة البحث الطويلة وستبدأ رحلة النجاح الجميلة الممتعة, فهذا الموقع هو موقعك ودليلك لاكتشاف الكنز الذي بداخلك وهو بوصلة النجاح الداخلي و الخارجي.
سوف تحقق ما تحلم به بإذن الله تعالى وتطور وتحسن ما تمتلك وتتخلص من كل ما يعيقك وكل مالا تحب , فإن كنت حلمت يوما بحياة أفضل فسوف تجد الطريق لها هنا إن شاء الله
كيف تحقق الحياة التي ترغبها وتستحقها؟ وكيف تتقن فن الحياة الشخصية والعملية؟ وكيف تسخر سلطان العقل الذي سوف يمكنك من القيام بأي شيء والحصول على أي شيء أو تحقيق أو ابتكار أي شيء تريده بالنسبة لحياتك؟.
هل تعلم أنك تغيرت بدخولك هذا الموقع وقراءة هذه السطور؟؟!!
أنت تعلم أنك لا تستطيع أن تسبح في نفس النهر مرتين
ماء النهر في تغير مستمر , وعلى ذلك لقد تغيرت - إن شاء الله إلى الأفضل - بدخولك هذا الموقع وقراءتك هذه السطور, الحد الأدنى لقد اكتسبت معلومة وعرفت موقع يسعى لتحقيق النجاح لأعضائه.
النهر يعرف الجهة التي يريد , هل تعرف أنت الجهة التي تريد؟
وهل هي حقا ما تريد؟
هل تعرف كيف تصل إليها؟
حسنا هل تعرف كيف ستزيل العقبات التي في طريقك؟
مهما تكن إجاباتك (حتى التي قلتها داخل نفسك) لنتساعد ونأخذ بأيدي بعض مصداقا لقول سيد الخلق حبيبنا رسول الله عن نعمان بن بشير يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
هذا موقعكم لكم ومنكم
تذكرونا بصالح دعائكم"
(يُتْبَعُ)
(/)
الله المستعان! ما هذا الكلام؟؟! "وصلت الي الشاطئ وانتهت رحلة البحث الطويلة"؟؟ سبحان الله! ما أشبه هذا الخطاب بخطاب المسلمين للضالة من أهل الملل عندما يهديهم الله الى نور الحق!! أي شاطئ وأي بحث طويل؟؟ وأي كنز هذا الذي في دواخلنا يؤدي بنا الى النجاح؟؟! هل هذا كلام مسلمين موحدين؟ ان في دواخل نفوسنا وبين جوانب صدورنا نفوس ناقصة مذمومة توجب على كل مسلم أن يتعاهدها بالتربية والتزكية والاصلاح ولا يغفل عنها طرفة عين والا أوبقته!! هذا هو الذي في داخلنا! في داخلنا شر وابتلاء عظيم يحتاج منا الى دوام الاستعاذة منه والا أهلكنا! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في شأن النفس ويقول (اللهم اني أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه)! ويقول (ولا تكلني الى نفسي طرفة عين)!! وأنتم تدعون الناس لاخراج "الكنز" من نفوسهم الذي اذا ما أخرجوه واعتمدوا عليه نجحوا وفلحوا وكذا وكذا؟؟؟! انا لله وانا اليه راجعون! أي عقيدة هذه يا عباد الله ومن أين جاءت؟؟
المسلم لا يثق في نفسه ولا يتوكل على علمه ولا قدرته – مهما عظمت – والا أشرك من حيث لا يدري! هذه دعوى الذين لا يؤمنون بالغيب فلا يحسنون الظن ان أحسنوا الا بأنفسهم ولا يثقون ان وثقوا ويتوكلون ان توكلوا الا في أنفسهم وعليها!! أما المسلم الموحد فيثق في خالقه جل وعلا، ويتوكل عليه وحده لا شريك له! أحسن الظن بربك وثق في ارادة الله الخير لمن اتقاه، وكن من المتقين، وتوكل عليه حق توكله وادعه واستخره، وأحسن التمكن من صنعتك آخذا بالأسباب المباحة لذلك، واحتسب النوايا الصالحة التي تقربك الى الله، ينقضي الأمر ويتحقق لك النجاح والفلاح المبين في الدارين!! أما هذا التعليق بأهواء وشهوات الدنيا، وتعبيد الناس لذوات نفوسهم وغرس الغلو فيها والتوكل عليها من دون الله فما هذا من ديننا ولا يرضاه الله بحال من الأحوال!! ماذا يملك لنفسه أقوى الناس وأكثرهم نبوغا وعبقرية وقدرة وعزيمة واصرارا، ان لم يرد الله له البسط في الرزق والعلو بين الناس في الأرض؟؟ وان منعه الله ذلك وقدر عليه حظه من الدنيا وضيقه، أفيذهب يطلبه بالاعتماد على "الكنز الذي في داخله" واخراج "الطاقات الكامنة" وما الى ذلك من هراء المشركين؟؟! أيغنيه ذلك عن الانابة الى الملك الذي بيده مقاليد كل شيء وحده لا شريك له؟؟!
يقولون: " سوف تحقق ما تحلم به بإذن الله تعالى وتطور وتحسن ما تمتلك وتتخلص من كل ما يعيقك وكل مالا تحب , فإن كنت حلمت يوما بحياة أفضل فسوف تجد الطريق لها هنا إن شاء الله
كيف تحقق الحياة التي ترغبها وتستحقها؟ وكيف تتقن فن الحياة الشخصية والعملية؟ وكيف تسخر سلطان العقل الذي سوف يمكنك من القيام بأي شيء والحصول على أي شيء أو تحقيق أو ابتكار أي شيء تريده بالنسبة لحياتك؟.
ها هو قد بدأ الايحاء والتنويم والاغراق في الوهم وايراث الغلو في قلوب الناس من أول كلمة!: اذا ما تلقيت عنا ما عندنا فثق أنك سوف تحقق كل ما تحلم به وتنجز بعقلك الجبار كل شيء وأي شيء وتحصل على أي شيء تريد لحياتك وتحقق الحياة التي تستحقها و .. !!
ما هذا؟؟! هل هذا كلام موحدين يا أولي الألباب؟؟ ثم هل من التوحيد أن نقول (الحياة التي تستحقها)؟ هذا من الافتئات على الله ومن التسخط على قدره! هل يعلم الواحد منا عاقبة أمره ومآل حاله وقدره ومنزلته عند الله، ليعلم أيستحق الخير أم لا يستحق؟ والله لو حاسبنا الله بعدله لأهلكنا! فلو سجدنا الدهر كله لله ما وفينا حق نعمة البصر وحدها!! فأي جهالة عمياء هذه؟؟ أنا ما أحسب هذا الا نقلا مترجما ترجمة حرفية من كلام قوم مشركين كمثل عبارة ( Live the life you deserve)، التي تكثر على ألسنة الغربيين، فلم يزد هؤلاء الا أن زينوه بقولهم (باذن الله) و (ان شاء الله) وأدخلوا اليه حديثا لا صلة له بالموضوع، حتى يأخذ الطابع الذي تطمئن له قلوب العامة الجهال من المسلمين! فالله المستعان!
مثل هذه المقدمات تجدونها في مواقع أئمتهم من ضالة الغرب، فهم يقلدونها حذو القذة بالقذة!
هذه على سبيل المثال ترجمة لمقدمة موقع المدعو ستيفن أيتكيسون الذي سبق الكلام عليه ( http://www.stevenaitchison.co.uk/)، (http://www.stevenaitchison.co.uk/%29%D8%8C) واسمه "غير أفكارك تغير حياتك"، يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
""أشكرك على زيارة هذا الموقع. والآن، اشكر نفسك على اتخاذك خطوة صوب أهدافك. ان اتخاذ الخطوة الأولى ليس أمرا هينا، وقد يتطلب تغييرا جوهريا في أحوالك قبل أن تتمكن من تحطيم العوائق التي في داخلك.
فأيا كانت أهدافك في الحياة، فأنت الوحيد القادر على تحقيقها! وما يقوم مدرب الحياة Life coach الا بمعاونتك على معرفة واكتشاف قدراتك. أي انسان في الحياة لديه القدرة على انجاز أي شيء يريده ... نعم أنا أعني ما أقول ... أي شيء!!
ان حياتك يحكمها أفكارك (عقائدك) ونظرتك وادراكك للعالم. فلو تمكنت من تغيير هذين الأمرين، فانك تكون قادرا على تغيير العالم حقيقة لا وهما!
خذ من وقتك لحظة وفكر الآن في هدفك الأكبر، غايتك الكبرى، سواء كان ذلك أن تلتقي بنصفك الآخر، أو أن تفقد وزنا، أو أن تكون غنيا ميسور الحال، فكر في غايتك ومرادك الأكبر، حلمك الأشد الحاحا عليك. والآن استمع الى أفكارك. أتجدها تقول لك: "لن أصل لشيء كهذا أبدا"؟ أم أنها تقول لك: "نعم هذا ممكن! "؟؟
حسنا ... ان هدفي أنا ها هنا انما هو أن أجعلك تقول لنفسك (نعم هذا ممكن) على كل هدف من أهداف حياتك، الواحد تلو الآخر! "أ. هـ.
قلت ما أشبه هذا بما يقولون في الموقع العربي! هو نفس الكلام!
فلو أنك أتيت بهذا الكلام وأضفت الى العبارة "نعم هذا ممكن باذن الله"، أيجعله ذلك العمل منك كلاما "اسلاميا"؟؟ أيجعله منضبطا؟!! المشكلة يا اخوة مشكلة منبع وأصل فكري قدري شديد الفساد، ليس علاجه أن ندخل (باذن الله) و (ان شاء الله تعالى) هنا وهناك، أو نزينه ونرقعه بحديث صحيح أو آية من القرءان من آن لآخر!!!
ان الشجرة التي نبتت في أرض نكدة عفنة وسقيت بماء مسموم، لا يصلح ثمرها أن يطلى بالسكر والعسل قبل أكله!! ان البعرة تظل بعرة ولو سكبت عليه قارورة عطر!
انني أضع هذا الكلام في أعين أولئك الذين يقولون أن شغل الناس بدارسة علوم العقيدة والفرق الضالة (كالقدرية والمعتزلة وغيرهما) هو أمر لا يرجى منه نفع لهم! الذين غرقوا في علم الكلام والفلسفة حتى صارت بين أيديهم متون لا يكادون يفهمون منها شيئا ولا نفع يرجى لانسان عاقل منها، هؤلاء هم الذين لا حاجة للمسلمين فيما معهم، بل ونسأل الله أن يعجل بخلاص المسلمين مما يقصدون عندما يتكلمون عن العقيدة وعلم الكلام، ومما يرجعون اليه من كتب الفلاسفة! أما دراسة الفرق المنحرفة والملل المحترقة فهذا أمر يجب تعلمه وبيان الفساد والانحراف بالدليل عليه من الكتاب والسنة والاجماع حتى يتقي المسلم شرهم ويمنعهم من افساد دينه ودين أولاده في بيته!! شتان بين علوم تحيا بها القلوب وتحصن العقيدة فيها تحصينا، وبين كلام يذهب العقل ويفسد الدين!!
((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) [الأنعام: 55]
ان في هذا الموقع العربي وفي وسط طوامه الموبقة، رابط عنوانه (الاسلام والبرمجة اللغوية العصبية)! فتحت الرابط لعلي أقرأ كلام بعض العلماء الذين زكوا تلك الدورات مثلا أو جوزوها وناقشوا مخالفيهم فيما هذبوا اليه، فلم أجد الا بعض مقالات عامة كلها تصب في الدعوة الى الله ووسائلها، كالكلام عن استقامة الداعية وعن سبل الدعوة على الانترنت ووسائلها، ونحو ذلك من موضوعات دعوية لا تكاد تجد في أي منها تعلقا بموضوع البرمجة هذا من قريب أو بعيد!! فأي تلبيس على الناس هذا؟؟
يتبع ........................... أسألكم الصبر والدعاء
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 10:32]ـ
تابع أخير ....................
ثم أي شيء هو "فن الحياة الشخصية"؟؟ هل للحياة الشخصية – أيا كان مرادهم بها - فن أتقنه الكفار السفهاء وعجز المسلمون عن مثله؟؟ هل هناك ما هو خير من هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم نحتاج الى تعلمه واتقانه واتخاذه فنا حتى ننجح في "حياتنا الشخصية"؟؟!
هذا تلبيس على الخلق بالألفاظ الموهمة الرنانة، كدأب أهل الدعاية والاعلان جميعا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ان العقيدة التي يبني عليها هؤلاء القوم كلامهم في الطاقة الكامنة المزعومة داخل الانسان، ليست كلاما مجازيا مجردا كما يدعي المخالفون، وانما هي قائمة قياما كاملا على تلك الطاقة (المسماة بطاقة قوة الحياة) والتي يعتقد في وجودها الهندوس، وتتدفق في اعتقادهم فيما بين مراكز سبعة في جسم الانسان أسموها "شاكرا"!! هذه المراكز يعتقد الهندوس أنها مفاتيح للروح – التي لا يعلم شيء عن أمرها الا بوحي - تفتحها ممارسات اليوجا وتنشطها وتغير بذلك في نشاط الانسان وسلوكه على حد زعمهم، اذ تربطه بطاقة الكون المزعومة تلك وتفتح روحه للاتصال الحلولي المباشر مع ذات الرب (تعالى الله على افكهم علوا كبيرا) فيعتقدون أن الانسان تقوم حالته النفسية والمزاجية بل وكل قدراته وعلاقاته بالناس وعلاقته بمعبوده الغيبي، على حالة تلك الشاكرا وتدفق تلك الطاقة المزعومة خلالها!!
ونحن نقول أن هذه الطاقة المزعومة انما هي عقيدة غيبية مكذوبة وليست علما كما يدعون، ولا تقوم على أدلة حسية مادية تثبت وجودها تلك الطاقة أو تلك المراكز السبعة التي زعمها الهندوس منذ آلاف السنين، وبدعوا من اجلها ممارسة اليوجا التي هي من صلواتهم وقرباتهم الى آلهتهم وشياطينهم! هذه أساطير وثنيين لا يثبتها نقل صريح ولا عقل صحيح! ومع ذلك فمن المسلمين من هم مقتنعون بأن هذا "علم" قيم نافع وأنه لا ضير في أن ننشره بين المسلمين! فانا لله وانا اليه راجعون
انظروا الى هذا الرابط من الموقع سالف الذكر حيث يشرح بعضهم كيف يمكن للانسان تقوية (الشاكرات) الضعيفة لديه!!
http://nlpnote.com/forum/showthread.php?t=11071
وانظروا الى نماذج من التعليقات التي كتبها بعض المفتونين بهذا الكلام في المنتدى على الموقع المذكور (هداهم الله وصرفهم عن فتن الشياطين):
" موقع رائع وسلس لك الشكر يا انجل ومن الله المثوبة لفت إنتباهي أن بعض التمارين المقترحة لتنشيط الشكرات يشبه وضع التسبيح بالأصابع الذي كان يحرص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم على القيام بها بعد الصلوات الخمس بيده اليمنى"
قلت انا لله وانا اليه راجعون! لعله أصبح يرى الآن اعجازا في تشريع الاسلام اذ وجد مثله في علوم الهندوس وطقوسهم (عفوا، في علم الطاقة الحديث!!) التي ينشطون بها تلك (الشاكرا) المزعومة!! او لعل الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يحرص على هذا الا مما تعلمه من شاكرات الهندوس!!! أستغفر الله العظيم! اللهم الغوث من عندك يا رحمن!
هذا نموذج من أسئلة اختبار (الشاكرا) الوثني هذا، أنقله – من نفس الموقع - ليشهد عليه كل موحد لبيب:
"- هل تحب الآخرين لدرجة أنك تنسى نفسك؟
- هل تحب معظم الناس؟ "
قلت من هم "الآخرين"؟؟ وما ضابط هذا الحب؟ هذا يا من لا يعلمون هو معتقد الهندوس في محبة كل المخلوقات على السواء – وليس جميع الناس فحسب – لأنها كلها صور للرب هو متمثل فيها متحد معها كما يعتقدون، تعالى الله عن ذلك النجس الوثني علوا كبيرا.
"- هل تظن الصدف لها هدف مقصود وليست عشوائية على الإطلاق؟ "
قلت: هذا يا اخوة هو سؤال يوجه الى رجل مسلم يؤمن بالله واليوم والآخر والقدر خيره وشره، ليتحدد على الجواب عنه بالنفي أو الايجاب ان كانت احدى (شاكراته) المزعومة هذه مفتوحة أم مغلقة!! فان كان الجواب بالنفي يدل على انغلاق الشاكرا عنده فليغير اذا معتقده من أجل فتح الشاكرا!! وان كان العكس فالعكس!! فما قولكم معاشر الموحدين؟؟!
"- هل أنت قلق على وضعك المادي أو أمن منزلك؟ "
قلت انه جهلك بالشاكرا هو السبب ولا شك! ثق في الشاكرا آمن بها ورسخ المعتقد فيها واعمل على "تسلكيها" من آن لآخر اذا ما تعرضت للانسداد حتى يزول عنك القلق وتتدفق حياتك بسلاسة!!! الله المستعان!
"- هل أنت - بشكل عام - حر لتفعل ماتريد؟ "
قلت هل هذا سؤال يوجه بصورة مطلقة هكذا للمسلمين؟؟
" - هل تحذر للشخص الذي تعبر له عن حبك حتى لاتتأذى؟؟ "
"- إذا كان هناك نزاع بينك وبين شخص ما، فهل تراعي ألم ذلك الشخص؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت يا مسكين، هل تتعرض لهذا حقا ولا تعلم ماذا تصنع؟؟ خذ عنهم العلم اذا بما يشرعه أرباب الهندوس من أجل التعامل مع هذه الحالة وغيرها، ولا تقلق فهو علم مجرب منذ آلاف السنين وهو اليوم معتمد من مركز كذا في أمريكا، في بلاد العلم والتكنولوجيا!! ماذا نريد أكثر من ختم أمريكا وأوروبا على الشيء حتى نبتلعه كما البهائم العمياء وكأنه الوحي المنزل من السماء؟؟ انه طريق النجاح ولا ريب فعليكم به!
" - هل تحس أنك تسكن في جسدك؟ "
قلت عما قريب ستشعر بذلك بمجرد أن تتلبس الشياطين بجسدك، فلا تعجل!!
" - هل تشعر بأنك متصل بالكون وبكل شيء محيط بك؟ "
قلت ستشعر بذلك أيضا ولا شك بمجرد أن تحقق "النيرفانا" الهندوسية، فاعمل واجتهد، المهم تحقيق اليقين في أنك "ستتصل بالكون وبكل شيء من حولك"!! فأنت والكون شيء واحد أصلا، وكل شيء هو شيء واحد، ولكن بكل أسف جثمت على قلبك معتقدات قديمة (كالاسلام والتوحيد وغيرها) عزلتك عن هذا التواصل الحسي الكوني العظيم!! ألم تقرأ الفيدا والباجفاد جيتا يا أخي الحبيب، أم آتيك بنقل النصوص منها حتى تؤمن وتصدق؟؟! عقيدة وحدة الوجود ركن من أركان الملة الهندوسية، فعليك بها ان كنت تريد للشاكرا أن تنفتح وتريد النجاح والفلاح!!
" - هل أنت صديق الطبيعة؟ "
الله المستعان!
" - هل تتقبل كل شيء يحصل لك بتسليم (للحياة)؟ "
قلت كيف تسلم بالقدر؟؟ أما زلت مسلما تؤمن بهذه الأشياء؟؟ دعك يا أخي من هذا واعلم أن شيئا في الأرض لن يحول دونك ودون مرادك أيا كان ان حققت ما ندعوك اليه!!
" - هل تؤمن أن وجودك دليل على وجود شيء أكبر منك؟ "
قلت لا تعليق!!
" - هل تستطيع التعبير عن مشاعرك الجنسية؟ "
قلت، لا تعليق أيضا حفظا لمشاعر القراء!
" - هل يهمك أن تخجل من نزواتك؟ "
" - هل تجد الراحة في كل من الجماع والشهوة؟ "
" - هل تحس أنك ثابت وحاضر وغير قابل للاهتزاز؟ "
" هل تعبر عما في نفسك بواسطة المهارات كالموسيقى - الفن - الغناء .. إلخ. أو بوسيلة إبداعية أخرى؟ "
انا لله وانا اليه راجعون! والله ان قلبي يدمى من بشاعة هذه الأسئلة التي نقلتها! ان تعقيبي عليها ليس تضخيما لها ولشناعتها وانما هو بيان لمؤداها ولازمها الذي يغفل القوم عنه!!
وأنا ما أملك الا أن أتساءل، ألا يزال مخالفونا يخالفوننا بعد ما تقدم؟؟!
الله المستعان!
ومما يحزنني ويؤلمني ايلاما قول احدى العضوات في المنتدى المذكور: " هناك كلمات تقال عند الشروع في فتح أحد الشكرات!!، و هذا ما منعني من الإقدام على هذه التجربة، مثل RAM ما معناها؟!!!
لا شك أن هذا العلم جاء من طقوس بعض الأديان، وتلك الكلمات ربما تجر المسلم في أن يقع في الشرك بالله والعياذ بالله دون أن يعلم. "
قلت انا لله وانا اليه راجعون، يا هذه ما دمت علمت بهذه الحقيقة وتبين لك فما بالك تخوضين معهم في مجمل الأمر؟؟ هذه مسلمة – أسأل الله أن يعافيها من مواصلة التواجد في ذلك المكان الوثني - تخوفت من بعض ما يمارسه هؤلاء، لما وجدت كلمات لا تفهمها، والذي تجهله هذه المسكينة أن Ram هذ هو بطل أسطوري وهو اله هندوسي معبود مبسوطة له ملاحم طويلة في كتاب Ramayana الملحمي المشهور عندهم!! فلابد من الاستغاثة بإله من آلهة المشركين حتى تدخل الشياطين – حقيقة - وتبدأ في العبث بهم بما يجدونه في أطرافهم وفي مواقع تلك الشاكرات المزعومة من أجسادهم من تنميل فوري ووخز عند ممارستهم لتلك الطقوس، وهو ما يلبس عليهم أن الأمر قد أجدى نفعا بالفعل!! فما رأيكم معاشر الموحدين في قوم قد خرجوا من ملة الاسلام بالكلية من أجل (البرمجة وتحقيق النجاح في الحياة تحت عباءة التنمية البشرية)؟؟؟! أما زلتم ترون ذلك بابا يسوغ فتحه أمام المسلمين؟ انا لله وانا اليه راجعون!
ويسأل أحدهم في تخبطهم هو الآخر عن تلك الألفاظ التي يتوجب عليهم استعمالها (لتنشيط الشاكرا النائمة كما يأفكون!!) ويقول: " أعوذ بالله شو "أوم" بعد؟!! .... أوم هذا صنم من أصنام الهندوس!! "
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول بل هي أخطر من هذا! أوم هذه هي مقطع لفظي سانسكريتي تقول نصوصهم المقدسة عندهم أنه الرمز الذي يعبر عن جوهر الهندوسية! (كما في كتابهم كاثا أوبانيشاد) وهي في زعمهم صوت كلمة التكوين التي بدأ بها الخلق!! فهي عندهم رمز للرب وللخلق ولوحدة الوجود واستمراره! وعليه فهي اليوم عندهم اسم للرب ينادونه به! ولأنهم يعتقدون أن الرب كامن في كل مخلوق من المخلوقات، فهم يعتقدون في فلسفاتهم الظلماء أن نداء هذا الاسم يستدعي قوى الخلق الأولى التي هي حالة في جميع المخلوقات، وبالتالي فهو يحرك طاقة الروح ويصلح ما فسد من (الشاكرات)!!
وانظروا اذ يقدمون ما عندهم من برامج لحفظ القرءان في 45 يوم، ويضربون مثالا لامرأة في السبعين يزعمون أنها نجحت في ذلك بسبب ما علموها، يقول أحد الكاتبين على منتداهم في ذكر الخطوات التي اتبعتها المرأة:
"3 - برمجة العقل الباطن نحو تحقيق الهدف: إعتمدت على حقيقة كون العقل الباطن لا يفرق بين الواقع والخيال في برمجة عقلها الباطن نحو تحقيق هدفها بأن بدأت في تخيّل نفسها وهي تطبق الخطة بنجاح وعاشت بخيالها تفاصيل تنفيذ الخطة بنجاح .. ثم تخيلت نفسها وقد حفظت القرآن الكريم كاملاً وعاشت ذلك الموقف بكل تفاصيله الوقت والمكان والمشاعر والأصوات وعندما وصلت إلى قمة تلك المشاعر الرائعه عملت لها رابط أو مرساة.
من الممكن عمل المرساة بالضغط باصبع السبابه مع الإبهام على شكل حلقة لمدة 10 ثواني ثم تتركهما وتستطيع استجلاب هذه المشاعر لاحقاً عن طريق الضغط باصبع الإبهام مع السبابه بنفس الكيفيه السابقة
ثم بدأت تتصرف في كل يوم كأنها نجحت في حفظ كتاب الله كاملاً لتعمق هذه المشاعر وتزيد ثقتها بنفسها وتسمو بعزمها وهمتها .. كما اعتمدت على الرسائل الإيجابية لجذب الهدف الذي تود تحقيقه وذلك عن طريق ترديد عبارة) انا الآن حافظة للقرآن الكريم كاملا (
ووضعها على شكل ملصقات في أي مكان قريب من نظرها لتحقيق نفس الهدف .. وترديد هذه العبارة ورؤيتها مهم نفسياً لأن علماء النفس يقولون ان الإنسان حتى يتبرمج على مسألة معينة أو سلوك مختار ينبغي عليه ترديده أو تكراره من 6 الى 21 مرة
4 - البدء في التنفيذ: ثم بدأت في تنفيذ المخطط الذي رسمته حتى حققت بفضل الله هدفها. هذا و نسأل الله العلي القدير لأختنا الحافظة التوفيق والسداد وأن يجعل القرءان الكريم حجة لها لاعليها يوم تلقاه" أ. هـ.
http://www.nlpnote.com/forum/showthread.php?t=19794&highlight=%C7%E1%DE%D1%C1%C7%E 4
قلت صدق الملك الذي قال في كتابه: ((وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ))
والذي قال: ((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) [الأنعام: 55]
سبحان الملك! كيف ساغ لهؤلاء الزائغون المنحرفون قبول معتقدات الهندوس وبدعهم وخرافاتهم وجعلها سبيلا لحفظ كتاب الله للمسلمين؟؟! ماذا ألم بنا وما الذي أصابنا؟؟! كيف لم يستشعر أي واحد من زوار تلك المواقع أي غرابة في هذا الكلام؟؟! برمجت العقل الباطن المزعوم عندها على قبول الوهم بأنها قد حفظت القرءان فعلا، وحققت الثقة التامة في "قدراتها وعقلها المبدع" ثم راحت في حركات للأصابع منبعها وثني محض، وهي تصدق انها للطاقة ولحفظ الطاقة وغير ذلك من الغثاء، وراحت تتصور أوهاما تبالغ في تصورها وربطها بما رتبه عليها فلاسفة الوثنية من منافع وما قام عليها من ممارسات، ثم اذا هي تستدرج الى الاعتقاد في أن قدرتها وعقلها الباطن وهذه الطقوس والممارسات هي التي كانت سببا في نجاحها في الحفظ!!! فساء به حفظا وبئس ذلك العمل والمعتقد! نسأل الله العافية!
وانظروا الى هذه الكاتبة (على نفس الموقع) تنقل كلاما منسوبا الى الشيخ الغوثاني هداه الله، تقول فيما أسموه بالتاءات العشرة لحفظ كتاب الله، تحت التاء الثانية (التخيل):
"تمرين الإسترخاء مع التخيل
1 - الجلوس في مكان هادئ ومريح.
2 - ارتداء ملابس مريحة خالية من الأربطة والأحزمة والمشدات.
3 - التوكل على الله والبدء بجملة (بسم الله الرحمن الرحيم).
4 - إغماض العينين وترديد اسم الجلالة (الله) حسب ما ترغب من العدد.
5 - التركيز على الصدر عند التنفس.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - أخذ شهيق عميق بحيث تمتلئ الرئتان بالهواء الغني بالأوكسجين والاحتفاظ به لفترة وجيزة، ثم إخراجه من الفم كمن ينفخ البالونة مع تكرار هذه العملية حسب الحاجة
7ـ تخيل نفسك وأنت تنعم بنعمة حفظ القرءان وأنت تتلوه ................... "
أ، هـ.
( http://www.nlpnote.com/forum/showthread.php?t=19812&highlight=%C7%E1%DE%D1%C1%C7%E 4
قلت انظروا الى وهم العلم، وما يفتحه الباطل من أباطيل ومبتدعات! أي تخيل هذا؟؟ من الذي قال من الأولين أو الآخيرن أن "التخيل" يسهل الحفظ؟؟! هل هذا "اكتشاف علمي" كما يزعمون أم أنه تلبيس من أصول عقائد الهندوس حسبه الجاهلون علما؟؟! ان شيئا من هذا لا يمكن اثبات كونه هو سبب سهولة حفظ القرءان بأي وسيلة تجريبية حتى وان أراد الباحثون دراسته دراسة علمية تجريبية للتأكد من كونه علما! فمن أين أتت؟؟ جربها قوم فأفلحت؟؟ لقد جرب قوم آخرون من أتباع المنامات والكشوفات علاج الالتهاب الكبدي أو حصوة المرارة – لا أذكر أيهما بالضبط - بقراءة آية ((أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً)) [الفرقان: 45] سبيعن مرة كل صباح على ملعقة من العسل فوجدوه ينفع!! فهل هذا علم، وهل يؤخذ الدين ويتعامل مع كتاب الله بالتجربة والاكتشاف؟؟! ان الشيطان يستدرج أتباعه الى أدنى دركات الظلمة وهم يجربون ويفرحون!!
ها هي قد وضعت من حيث لا تشعر – أو من حيث تشعر! - بدعة في الدين اذ تقول أن في كل جلسة لحفظ القرءان علينا أن نجلس مغمضي العينين نردد كلمة لفظ الجلالة (الله) حسب ما نرغب من العدد في سرنا قبل البدء!! انه نفس المدخل الذي دخلت الحلولية منه وغيرها من الطامات الكبرى الى معتقد غلاة التصوف وغيرهم من أصحاب البدع! هو نفس الباب ينفتح الآن في حفظ وتحفيظ القرءان!! التجريب وتلبيس الشيطان! ردد الذكر الفلاني وأنت مستلق على جنبك وضع اصابعك في وضع كذا وكذا واثبت عليه، تجد كذا وكذا وتشعر بكذا وكذا، ويتحقق لك ما تريد!! والباحث في دروب ذلك الموقع يجد من بدع الصوفية – أيضا – الكثير!
ثم ما علاقة الصدر والتنفس بالموضوع أصلا؟؟ اثبتوا لنا ببرهان طبي معملي أن ذلك يؤثر على الحفظ وصحته ونحن نسلم لكم، ولكن ليس لكم ذلك!!
هناك فرق بين تجريب شيء يقوم على معتقد غيبي محض، وبين تجريب شيء معلومة أسبابه بما يمكن تتبعه وملاحظته اعتيادا. نحن لا نجرب آيات القرءان في أمور نعتقد أنها تنفع فيها مما لم يرد به نص، فاذا ما وجدنا النفع تحقق جعلناه دليلا على صحة هذا الاعتقاد! ففي الغيب قوم كافرون ما من شيء أحب اليهم من تلبيس دين المسلمين عليهم! والله يستدرج المبتدعة المتكلمين عن الغيب بغير علم بأسباب كونية لا يدركونها ولا يستطيعون تتبعها وقياسها، وما ذلك الا بما كسبت أيديهم اذ تطاولت عقولهم على ما لا علم لهم به ولا قدرة!
((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) [الإسراء: 36]
فلا نتكلم عن الغيب الا بدليل، ولا نجرب عملا سعيا في اثبات أو تكذيب سبب غيبي لنجعل ذلك التجريب دليلا على صحة عقيدتنا في ذلك السبب! هذه عقيدة أهل السنة التي يجب أن يتعلمها جميع المسلمين! اذا جاءك أحد يقول لك لقد أثبتت التجربة أن ترديد اسم الله ألف مرة وأنت مغمض العينين يخفض من ضغط الدم وينظم الدورة الدموية (مثلا) أفتصدقه؟ هذا قول على الله بغير علم! ان الذكر والتسبيح له بخلاف الفضل الأخروي أثر مادي دنيوي لا يعلم كيفه وأسبابه الا الله، ولا يأتينا الا بخبر الوحي! كخبر أن قراءة آية الكرسي قبل النوم كل يوم مثلا تحفظ النائم من الشيطان، فهل رأينا نحن الشيطان؟ وهل نستطيع اثبات ذلك الأمر بالبحث والتجريب الامبيرقي (الملاحظة الادراكية المباشرة) كما نثبت الأمور المادية المعلومة بالمشاهدة؟؟ أبدا! وانما هو خبر غيبي ثابت عندنا بطرق ثبوت أخبار الوحي، فيجب تصديقه والايمان به والوقوف عنده وتحرم المزايدة عليه! هذا الحفظ من الشيطان انما هو أمر غيبي، مؤداه قد نراه أمامنا في عالم الشهادة وقد لا نراه، وهو ألا يتعرض النائم الى أذى خلال نومه بسبب الشيطان .. فلو تركنا آية الكرسي وقرأنا آية أخرى بدلا منها
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتبعنا النائم فوجدناه لا يتعرض لأذى فيما نستطيع تتبعه وملاحظته أفيكون ذلك دليلا لنا على أن هذه الآية لها نفس أثر آية الكرسي في حفظ النائم؟؟! هذا قول على الله بغير علم!
اننا لا نأخذ أمر الغيب وفضائل الأعمال كالأذكار والتلاوات وأثرها على النفوس والأجساد الا بنص، ولا مجال للتجربة في ذلك أبدا!
وهذا هو منهجنا في كل أمر مشاهد محسوس يزعم الزاعمون له سببا غيبيا لم يأت به النص ولا يمكن قياسه وتتبعه بالادراك والملاحظة! وهذا هو الحال في أمر ذلك العقل الباطن المزعوم وأثره في الحفظ أو في غير ذلك مما ينسب اليه! هل رأيتم ذلك العقل الباطن أو تتبعتموه بأجهزتكم؟ فما يدريكم اذا أن ما تشعرون به ويقع عليكم من آثار سببه هو ذلك العقل الباطن حقيقة وليس سبب غيبي آخر مما لا ترون؟؟ هذا عبث خطير يجب منعه ويجب منع انتسابه الى العلم الامبريقي!! سموا الأمور بأسمائها، هذه عقيدة باطنية في الغيب وليست علما!
وكذا موضوع الشهيق وتنظيم التنفس بالتركيز هذا، فأثره المزعوم على جودة الحفظ لا يمكن اثباته معمليا، وهو من ممارسات اليوجا الراسخة عندهم والتي يزعمون أن بها يتحقق صفاء الذهن وكذا وكذا! هذه مسائل عقدية المنشأ عندهم تتعلق بطاقة غيبية يعتقدون فيها، وليس مبررها ما يلبس به على الناس بأنه فتح الرئتين فتحا طبيعيا لمزيد من الأكسجين اللازم لنشاط الدماغ!! والا فمن أين أتت مسألة (تركيز التفكير على الصدر عند التنفس) ان لم يكن من معتقد الهندوس في اليوجا وقدرة الانسان على تنظيم الطاقة داخله عند تركيزه العقلي في هدوء على أي عضو من أعضائه؟؟! وما علاقة الملابس الفضفاضة الواسعة بهذا الكلام كله؟؟؟ انها اليوجا يضعون المسلم الجاهل ويغرقونه فيها اغراقا من حيث لا يدري!!!
والا فالذي يتنفس تنفسا طبيعيا ويجلس في مكان جيد التهوية فان الأكسجين اللازم لنشاط دماغه سيأتيه باذن الله، دون الحاجة الى استجماع التركيز العقلي في صدره أو اتباع شعائر اليوجا الوثنية هذه والغوص معها في الوهم والخيال ... والضلال!!!
فالله المستعان!
وانظروا اذ تقول تحت عنوان التركيز:
"ركز على الرسم
الكلمات
الأسطر
الصفحات
الأرباع والأجزاء
ركز على أحاسيسك ومشاعرك وضع المصحف على الجهة اليسري العليا من العين"أ. هـ
قلت حسنا، التركيز مطلوب ولا شك، ولا ينازع في أهميته عاقل، ولكن من أين أتت مسألة وضع المصحف على الجهة اليسرى العليا من العين هذه؟؟؟! لعله كان اكتشافا شيطانيا كبيرا لأحد البراهمة الهندوس منذ أربعة آلاف سنة!! يا عباد الله هذا ليس علما وأتحدى أكبر كبرائهم أن يأتينا بدليل على وجود علاقة حسية يمكن اثباتها بين هذا الوضع وبين سهولة الحفظ!! ليس هناك نقل ولا تجريب ولا عقل ولا شيء!! فمن أين يتكلمون؟؟! انها عقائد الوثنيين!
تقول الكاتبة فيما تقول: "التجويد يثبت الحفظ بطريقة أقوى وأوسع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم" قلت ولا بأس في وضع أحاديث على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا، ألم نطرق دروب الوثنية جميعا؟؟! أين قرأت كلاما (عن) الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى؟؟؟
الله المستعان!
ان الحفظ المكثف هذا حتى ولو كان بمنأى عن طرق ومسالك البرمجة النحرفة هذه، فانه لا يخلو من مآخذ ومخاطر على القلوب ليست بالهينة ..
فالذي يأتي سريعا يذهب سريعا كما قدمنا! والاخوة قد يطلبون هذا الطريق "استسهالا" – وهو غالب ما استشعرته فيمن وجدت منهم تحمسا لهذا الأمر – فكأنما يقول أحدهم لنفسه (لماذا أنتظر وأمكث سنة كاملة أو سنتين في عناء حتى أختم القرءان ان كان بمقدوري ختمه في شهر واحد فقط؟؟)! ان مثل هذا ليس ذا همة عالية أبدا بل ولا أراه ذا اخلاص وصدق في طلبه أن يكون من أهل القرءان! فأحب الأعمال الى الله أدومها وان قل، وليس هذا من فراغ، وانما لكون المداومة – ولو على القدر القليل – دليلا على استقرار ودوام حضور المحبة والاخلاص في القلب، والحرص على الثبات على الطريق مهما طال ومهما بعدت المسافة! ولا يكون ذلك الا لمن اصطفاهم الله وأحبهم، جعلني الله واياكم منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فما المشكلة في أن يحفظ صاحبنا في عام أو في عامين؟ المشكلة أنه يكون فاقدا للمحبة والرغبة الخالصة لله عز وجل في اتمام هذا العمل، فلا يستطيع أن يثبت على العام او العامين! هو منشغل عنه، قلبه ليس فيه مكان له، فلا يستطيع اخراج ورد ثابت يثبت عليه – ولو قل! فبدلا من أن نأتي أخانا هذا بما يرفع همته ويصحح الاخلاص عنده ونصرفه عن الشواغل الأخرى التي ملأت قلبه فأخذت حظ القرءان منه، اذا بنا نقدم له طريقا مختصرا مكثفا في شهر واحد فقط، يخرج من بعده من الحفاظ الخاتمين لكتاب الله – أو هكذا يوهمونه!! فما أسعده بمثل هذا، وما أضر مثل هذا الأمر عليه وعلى المسلمين!
عباد الله اننا لسنا في سباق لانتاج حفاظ لكتاب الله في أسرع وقت كما تنتج السيارات في المصانع!! هذا ليس انتاجا كميا! ما فائدة قلب نسخت فيه صورة من كتاب الله كاملا وليس فيه فقه ولا عمل بأكثر من عشرة آيات منه؟؟! ان أكثر الصحابة لم يكونوا خاتمين! فهل الخاتم منا اليوم يكون أحسن وأعلى فضلا من هؤلاء؟؟ انها فتنة والله! أن يتحول المسلمون الى مزامير يتغنى الواحد منهم بالقرءان وكأنه مسجل، يخرج لك الأحكام والأوجه ويضبط الأحرف جميعا ولا يلحن، وتسمع منه قراءة تبكيك ويخشع لها قلبك، فاذا ما سألته عن التفسير أو الفقه أو المعتقد الذي يستفاد من آية واحدة مما يحفظ لا تجد عنده شيئا!! فما هذا؟؟! انها بضاعة مزجاة! انه سيرى في نفسه القدرة ويعجب بمهارته، ويغتر – ان كان ممن هداهم الله الى طلب العلم – بأسلوب "التيك اواي" هذا ويطمع في درس مثله في الفقه، ومثله في العقيده، وفي الأصول وغير ذلك، لعله يصبح كالامام أحمد أو الشافعي في خمس سنوات مثلا!! فالله المستعان!
وما أكثر ما سمعنا بأناس كانوا في يوم من الأيام خاتمين لكتاب الله – حفظوه وختموه فعلا في سنة او سنتين واصطبروا عليه - ولكنهم نسوه وصاورا كأنهم ما حفظوه في حياتهم قط! فما فائدة أن أغري الناس الى انجاز مهمة الحفظ في شهر واحد؟؟!
الذي يريد بلوغ المعالي بقفزة واحدة هذا يسقط من حيث وصل في حركة واحدة أيضا! ان وجود هذه المقارئ المكثفة انما من شأنه أن يعزز في قلوب ضعاف الهمة – من أمثالي – الاستسهال في طلب العلم والحفظ، فيصغر عندهم حجم ذلك العمل الجليل في مقابل تعاظم نفوسهم في أعينهم، فيكون لهم فتنة كبيرة، حتى وان لم يكن الأمر قائما على مبادئ البرمجة وغرس الاعتقاد في العقل الباطن وقدراته المزعومة وما الى ذلك!
انظروا الى الأثر البعيد أيها الاخوة وليس الى النفع العاجل القريب، وان كان هذا الأخير عظيما!
ثم ان البعض قد يذهب من باب الاستكشاف، يذهب اليهم فلعله يجد القوم يصدقون حقا فيخرج حافظا لكتاب الله ... (ولم لا؟؟ .. لن أخسر شيئا!!)!!
فالذي نراه والله أعلم، أن يدع اخوتنا أصحاب المقارئ هذه الفتنة ولا يجعلوا حرصهم ودأبهم أن يعدوا جداول لختم القرءان في شهر أو شهرين أو نحو ذلك، وانما ليضعوا همهم في اذكاء الهمة والدعوة الى الاستقامة على الأوراد وان صغرت، مع المتابعة الدائمة مع شيخ محفظ، مع الدراسة لمعاني القرءان وتفسيره – على الأقل – جنبا الى جنب مع الحفظ، عسى الله أن ينفعنا بالنور الذي أنزل في كتابه، فلا نكون شموعا تنير الطريق للناس وهي في ذاتها تحترق!
ان الخير كل الخير في اتباع سبيل من سلف يا عباد الله .. الخير كل الخير. وتذكروا أنه لو كان خيرا لسبقونا اليه. هذا الكتاب هم الذين نقلوه الينا ونحن عيال عليهم فيه، فخذوا عنهم كيف حفظوه ووعوه ولا تغتروا بمغامرات وتهوكات المفتونين، نسأل الله أن يجمعنا بسادتنا، سلفنا الطاهر في دار المقامة وأن يرفعنا بكتابه ولا يخزنا يوم القيامة انه ولي ذلك والقادر عليه.
جهاز رسم الأورا!!
يستعمل البرمجيون جهازا خرافيا اسمه (جهاز قياس طاقة الشاكرات)، هو عندي أشبه ما يكون بالجهاز الذي ابتدعه المدعو رون هابرد مبتدع ملة الساينتولوجي الجديدة لقياس حالة العقل وصفائه!!
انهم يصفونه في الموقع السابق بقولهم أنه يساعد على:
" معرفة كيفية توزيع الطاقة بين الجسد والعقل والروح وذلك برسومات بيانية"
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت والله ان لم يكن في هذه العبارة وحدها دليل واضح دامغ على افك هؤلاء وقيام خرافاتهم هذه بالكامل على عقائد باطنية وثنية فاسدة، فما أدري ماذا يريد المخالفون دليلا! أي روح هذه التي يقيسون تدفق الطاقة بينها وبين العقل والجسد؟ وأي طاقة تلك وأين رأوها ومن أنبأهم بأمرها؟؟!
تقول الدكتورة فوز:
" إن الطاقة المرادة هي "الطاقة الكونية" حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي، ولا شكل له، وليس له بداية، وليس له نهاية) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام،وهذه هي عقيدة وحدة الوجود بتلوناتها المختلفة " العقل الكلي، الوعي الكامل، الين واليانج ". أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا، ومنهجنا في الحياة!!
وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة، وإنما يُدّعى قياسها بواسطة أجهزة خاصة مثل "البندول"، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية، وبعضهم يستخدم "كاميرا كيرليان" التي تصور التفريغ الكهربائي أو التصوير "الثيرموني"، أو تصوير شرارة "الكورونا"، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات "الطاقة الكونية" في الجسد!! في محاولة منهم لجعل "الطاقة الكونية" شيئاً يقاس كالطاقة الفيزيائية؛ لتلبس لبوس العلم، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس"
( http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=26201)
(http://www.ksayes.com/forums/showthread.php?t=10005)
وهذه الأجهزة التي يقيسون بها الطاقة ليست الا أجهزة لقياس الطيف الكهربائي ( Discharge) وهو موجود بتفاوت حول كل انسان منا ولا علاقة له فيزيائيا بالأورا أو الهالة التي يزعم الهندوس أنها ناتجة من حركة طاقتهم المزعومة في أجسام البشر!!
والدكتورة فوز حفظها الله لها جهود قيمة في الحقيقة لكشف كذب وافك هؤلاء الدجالين، تجد بعضها منثورا على هذا الموقع:
http://clickclick.maktoobblog.com/cat/12775/%CF%E6%D1%C9_%CA%DF%E6%ED%E4%E D%C9_%DD%ED_%C7%E1%CA%DA%C7%E3 %E1_%E3%DA_%C7%E1%C8%D1%E3%CC% C9_%C7%E1%E1%
DB%E6%ED%C9_%E6_%C7%E1%D8%C7%D E%C9
وهذا هو موقعها الذي تقوم بالاشراف عليه، نفع الله بها المسلمين:
http://gibson.myserverhosts.com/~alfowz/index.php (http://gibson.myserverhosts.com/%7Ealfowz/index.php)
لقد أصبحت الفيزياء الكمية Quantum physics ملاذا لكل أفاك وصاحب عقيدة فاسدة يريد ابطانها في أصل الخلق والمادة وترويجها تحت شعار العلم، لما في طرحها العلمي من غموض يحتمل تفسيرات وأوجه شتى! فكثيرا ما تسمع الحلولية يقولون أن العلم يؤيد موقفهم لما يحدث على مستوى الجزيئات الذرية وانظروا الى نظرية الكم! أو تسمع عبدة الأوثان يزعمون أن العمل يؤيد مزاعمهم في حلول الآلهة الغيبية في أصنامهم! وأصحاب عقيدة الأكوان والعوالم المتوازية التي يفتحون بها الباب أمام خرافة السفر عبر الزمن ويفسرون بها "اليوفو" وما الى ذلك، كل هذا يجدون له ساحة خصبة تحت راية فيزياء الكم! والنظرية لا تعلن الا عجز العقل البشري والرياضيات عن تخطي حد معين في تصور ووصف البنية التحتية لمكونات المادة! فتفتح بذلك الباب لما الله به عليم من تأويلات لأسباب ذلك! والله المستعان على ما يأفك المشركون جميعا.
سئل د. محمد بن ابراهيم دودح الباحث في هيئة الاعجاز العلمي سؤالا على موقع الشيخ سلمان العودة (الاسلام اليوم):
(يُتْبَعُ)
(/)
" ما رأيكم بما يدور حول الفيزياء الكمية وهي تناقش قدرات الإنسان الموجودة في عقله وأنه يرى ما يصدق، ولو كان يصدق أنه يستطيع وضع يده على لهب شمعة دون أن تحرقه لمدة 10 دقائق فلن تحرقه؛ لأنه متيقن من هذا الشيء وغيره كثير ... فما رأي الشرع في ما يتعلق بإمكانية حدوث أي شي ولو كان في نظر الكل مستحيلا فقط لأن العقل يؤمن به. وشكراً"
فأجاب قائلا ما جاء فيه:
" مجال الفيزياء الكمية هو البنية الذرية بينما مجال الظواهر النفسية هو علم النفس Psychiatry, وقد نال المنهج العلمي الثقة؛ لأنه يكشف لك الحقيقة كما هي في الواقع. ولذا يحاول البعض التخفي تحت ستار العلوم التجريبية للترويج لممارسات وافدة، لم يثبت فيها دليل علمي قاطع بعد، أو تتصل بعقائد قديمة تضفي القدسية على المجسدات.
ودورات: البرمجة اللغوية العصبية والتنفس العميق والاسترخاء والطاقة والتشي كونغ والريكي والماكروبيوتيك؛ رغبة في التطوير الذاتي، وبحثاً عن الصحة والنشاط ووهم اكتساب القدرات الزائفة، أصبحت اليوم بديلا رائجا للخشوع في الصلاة, والدعاء والأذكار والاستغراق في التفكر, والصيام تطهرا وتقوية للإرادة وقمعا لنزوات النفس وتدريبا على التزهد. جملة خدع غزت بلاد المسلمين تحت أسماء براقة تبديها وكأنها من علوم العصر؛ تظاهرت باكتساب المهارات. وليست في الحقيقة سوى ممارسات عقائد وافدة قد جُمعت فوائدها النفسية والجسمانية في العبادات الإسلامية إذا مورست بخشوع, والنظر بتشوف إلى الآخرين واستلهام نهجهم بلا تمحيص ليس له من ثمرة إلا زعزعة الثقة بالمنهج الإيماني.
فالتغذية تصبح على الطريقة الماكروبيوتيكية، والتأمل والتفكر على الطريقة البوذية، والصحة واللياقة على الطريقة الطاوية، وفلسفة الشنتوية في اليابان، والتفاؤل والإيجابية على طريقة أهل البرمجة اللغوية. والنتيجة الفعلية ضياع الهوية الإسلامية"أ. هـ.
وقال كذلك:
" وفكرة الطاقة الكونية تقوم على فلسفة بديلة لعقيدة الألوهية .. فيعتقد الطاويون أن الوجود كل واحد، وكل مافي الوجود هو الطاو Tao، فهو أصل كل الأشياء وإليه مردها .. ثم انبثق منه نقيضان: الين واليانغ. أحدهما الأصل الذي انبثقت منه الأشياء المتجسدة ذات الهيئة والشكل والصفات، أما الآخر نقيض المتجسدات فقد بقي على صفات الكلي الواحد، وملأ الفراغ الذي في الكون وأسموه الطاقة الكونية .. " أ. هـ.
ثم يختتم جوابه قائلا:
" ومن هنا فإن خطر هذه الوافدات مدلهم، وفتنتها عظيمة، والشر الذي تجمعه وتدل عليه كثير متشعب. وعلى الرغم من محاولات كثيرين من الحريصين استخلاص ما فيها من خير، بعيداً عن لوثاتها العقدية إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل, فمصادمة هذه الفلسفات وتطبيقاتها للعقيدة إنما هي في الأصول التي تقوم عليها لا في بعض التطبيقات الهامشية التي قد يدعي البعض إمكانية التحرز منها.
ثم إن المنهج النبوي يحتم علينا اتباعه بالإقبال على الكتاب والسنة، فما تركا من خير إلا وفيهما دلالة عليه، ولا شر إلا وفيهما تحذير منه. واليقين بهذا من مقتضيات فهم كمال الدين، وتمام بلاغ خاتم المرسلين", والحمد لله الذي قال في محكم التنزيل جازمًا: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [آل عمران:85]. وقال في ثلاثة مواضع بنفس الألفاظ مؤكدًا: "هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ" [التوبة:33] و [الفتح:28] و [الصف:9] , هذا والله تعالى أعلم. " أ، هـ.
( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 11953)
ان الاخوة المفتونين بهذه الأمور هداهم الله يقولون أنه من الممكن تنقيتها وتصفيتها واستخراج نفع منها وأقول لهم أبدا والله، فكيف نأتي بخنزير النجاسة العينية هي في أصل خلقته، ثم نحاول غسله وتطهيره حتى تزول تلك النجاسة عنه؟؟ هذا مستحيل! وما حاجتنا أصلا لهذا الوهم والوثنية وقد أغنانا الله بما فيه صلاحنا وصلاح البشرية كلها جمعاء؟؟! أم أنه السعي الى التربح بكل جديد يذيع صيته ويبطن خبثه وفساده طالما أن الأكثرين من أهل العلم لا يزالون لم يتفطنوا الى حقيقته بعد ولم تنشر لهم مصنفات موسعة فيه؟؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
يا اخوة لو لم يكن في منع هذه الأمور الا العمل بقاعدة سد الذرائع لكفى به علة والله! ولكن الأمر ليس مجرد شبهة أو ذريعة كما أسفلت بيانه! فوازنوا عباد الله بين المنافع والمفاسد! هذه المنافع المزعومة ما حقيقتها، وهل تستحق ان تحققت بالفعل أن نعرض عقيدة التوحيد في قلوب المسلمين للخطر من أجلها؟ وهل نزعم أنه ليس في تراث سلفنا الصالح فضلا عن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ما يغنينا عنها لرفع الهمة وتنمية القدرة على تنظيم الوقت وترتيب الأولويات وغير ذلك من سبل لاصلاح سائر جوانب حياة المسلمين؟؟!
انه مهما حاول العاملون في تلك الأمور تنقيتها من وثنيتها فهي قوامها أصلا وهي عصبها النابض، والدعوة فيها كما أسلفت في مقدمة رسالتي هذه انما هي دعوة – على أقل تقدير - الى الاعتقاد في النفس وفي قدرة داخلية والتوكل عليها من دون الله، فان لم يكن فيها غير هذا لكفى به خرقا للتوحيد!
لقد جاء أحد الخليجيين المشتغلين بهذه الأشياء الى مصر قبل عدة شهور، وأعد محاضرة أسماها (ايقاظ العملاق النائم)! هذه المحاضرة كان سعر التذكرة فيها 200 جنيه مصري على ما أذكر، ومع ذلك فقد افتتن بها من الملتزمين كثير ولا حول ولا قوة الا بالله! المحاضرة تعمل على تعليق الانسان بقدرة باطنة مزعومة تجعله قادرا – بزعم صاحب المحاضرة – على صنع أي شيء حتى المشي على الجمر دون أن يحترق! وفي نهاية المحاضرة يدعو الرجل الحاضرين الى خلع نعالهم والمشي على جمر متوقد بأنفسهم ليثبت لهم أنهم ان حققوا في أنفسهم ما علمهم صار المشي على الجمر بالنسبة اليهم أمرا سهلا هينا، فاذا ما أتموا ذلك كتب لهم شهادة به!! فهل هذا من ممارسات المسلمين الموحدين؟! هل نحقق بالثقة في النفس وفي القدرات الشخصية قدرة على المشي على الجمر؟! هل هذه دعوانا؟
ان المشي على الجمر هذا من ألعاب المشركين والوثنيين منذ القدم، وخبراء البرمجة هؤلاء يروجون لبضاعتهم في الغرب بمثل هذا الدجل كثيرا، ونحن نقلدهم كالعميان ولا حول ولا قوة الا بالله!
والواقع أن المشي على الجمر المتوقد بخطوات سريعة ليس أمرا مستحيلا ولا فيه أي خطر كما يتوهم الأكثرون، ولا يحتاج الى ايقاظ عملاق نائم ولا شيء من هذا الهراء! ولقد شاهدت بعيني ذلك الأمريكي المدعو (مايكل شيرمر) Michael Shermer في برنامج له وهو باحث أمريكي ملحد رئيس تحرير مجلة أمريكية مشهورة بعنوان (الشكاك الأمريكي: Skeptic American) وله برنامج تلفزيوني مختص في اثبات بطلان كافة العقائد الغيبية والخوارق والمعجزات المزعومة والماورائيات جميعا وما الى ذلك، شاهدته يتحدى واحدا من هؤلاء الدجاجلة بأنه سيدخل في وسط مجموعته هذه ويمشي على الجمر معهم من دون أن يعرض نفسه لسماع شيء مما قاله الرجل لهم وأقنعهم به قبل ذلك، ليثبت لهم جميعا أن الأمر لا علاقة له بما ألقاه عليهم وأقنعهم به أيا كان!! وبالفعل دخل الرجل ومشى وسطهم وخرج باسما، واستضاف بعض الأكاديميين الفيزيائيين وسألهم فقالوا له أن الجمرة الكربونية العادية وان كانت حرارتها الداخلية مئات الدرجات الا أنها تحتاج الى طول ملامسة حتى توصل تلك الحرارة الى أي سطح آخر، فالمشي فوقها بخفة وبسرعة لا يسمح للجلد بأن يصل الى فترة ملامسة كافية لأن تنتقل معها الحرارة من الجمرة الى الجلد المتعرض لها! وفرح الرجل بابطال الأمر كعادته واثبات أن الظاهرة وراءها سبب فيزيائي معتاد ومعلوم وليس الطاقة النفسية التي تؤثر في تدفق الدم الى جلد أسفل القدم فتعطل الشعور بالألم، كما يزعم دجال الطاقة هذا!
ان لعبة المشي على الجمر هذه انما يأتي أصلها من ملل الهند الوثنية وتنتشر أيضا عند قبائل أفريقيا الوثنية، وهي بالجملة من شعائر أكثر ملل المشركين الأقرب الى الأصل الأرضي والأبعد عن الأصل السماوي، وقد رأيت الرافضة - قاتلهم الله من ضالة مشركين - يتخذون منها شعيرة في حسينياتهم في البحرين لاحياء ذكرى أحداث تقلب آل البيت رضي الله عنهم هربا في وسط الحرائق التي أشعلت في خيامهم في كربلاء كما يدعون!! ففي وسط شعائر اللطم والنياحة وضرب الظهر بالسلاسل والرأس بالسيوف، وغيرها من أوساخ الجاهلية، عندهم أيضا مشي على الجمر على صيحات (يا حسين يا حسين)، وهو من الشعائر التي يعدها السيستاني وغيره قربة الى الله عز وجل، قاتلهم الله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
http://yahosein.com/vb/showthread.php?t=33292
وفيما يلي، أيها الاخوة الفضلاء، وهو ما أختم به هذه الرسالة المتواضعة، جمع لما قاله أهل العلم فيما يسمى بالبرمجة العصبية بصفة عامة (نقلا عن موقع طريق الاسلام):
(( http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1411
" قال فضيلة الشيخ د. سفر الحوالي، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى -سابقاً- والداعية المعروف:
"يجب علينا جميعا أن نعلم أن الأمر إذا تعلق بجناب التوحيد وبقضية لا إله إلا الله وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى فإننا لابد أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام وهذه البرمجة العصبية وما يسمى بعلوم الطاقة تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية باطنية مثل الطاقة الكونية والشَكَرات والطاقة الأنثوية والذكرية، والإيمان بالأثير وقضايا كثيرة جداً، وقد روّج لها مع الأسف كثير من الناس مع أنه لا ينبغي بحال عمل دعاية لها ". وقال: " أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها أنها تافهة، فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة؟! أنتم على ثغرة وأرجو أن أجد وقتاً للمساهمة ببيان خطرها للناس فليس وراء عدم كتابتي في هذا الموضوع إلا الانشغال الشديد".
* فضيلة الشيخ عبدالرحمن المحمود
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود
"أمرها بدأ يتكشّف .... نعم انقلوا عني يجب إيقاف هذه الدورات، وأنا أحيي القائمين على تحذير الناس منها وفقهم الله"
· فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
يقول: "أي راحة هذه التي يريد بعض أتباع الـ NLP وغيرها أن يدخلوا المسلمين في متاهاتها؟؟؟!!! استرخي .. احلم .. وتخيل .. ! ثم إذا أوقظت للعمل ثاني يوم، وإذا واجهت الواقع راحت الأحلام والخيالات!! أتضحك على نفسك؟!! ما هذا الهراء الذي يقولونه .... فعلاً إنها مأساة عقل
* د. يوسف القرضاوي
"البرمجة اللغوية العصبية تغسل دماغ المسلم وتلقنه أفكارًا في اللاواعي ثم في عقله الواعي من بعد ذلك، مفاد هذه الأفكار أن هذا الوجود وجود واحد، ليس هناك رب ومربوب، وخالق ومخلوق، هناك وحدة وجود. إنها الأفكار القديمة التي قال بها دعاة وحدة الوجود، يقول بها هؤلاء عن طريق هذه البرمجة التي تقوم علي الإيحاء والتكرار، وغرس الأفكار في النفوس. إن برامجهم التي يعلمون بها الناس تقف وراءها أهداف خبيثة، ومقاصد بعيدة، وكل هذه ألوان من الغزو ويقصدون بها غزو العقل المسلم، وهو ما ينبغي أن نحرص على أن يظل بعيدا عن هذا الغزو ".
* د. وهبة الزحيلي
هل علوم الميتافيزيقيا حرام؟ هل علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو حرام؟ وهل التلبثة (التواصل عن بعد)، قراءة الأفكار telepathic، الخروج الأثيري عن الجسد out of body experience، تحريك الأشياء بالنظر، النظر المغناطيسي، اليوجا، والتنويم الإيحائي، التاي شي، الريكي، التشي كونغ، الماكروبيوتك، الشكرات، الطاقة الكونية، مسارات الطاقة، الين واليانغ .. لأني وجدت موقع يحرمها: موقع (الأستاذة فوز كردي-السعودية)؟
فأجاب د. وهبة " هذه وسائل وهمية وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها سواء بالخيال أو الفعل، فإن مصدر العلم الغيبي هو الله وحده، ومن اعتمد على هذه الشعوذات كفر بالله وبالوحي، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف والكاهن ونحوهما".
* فضيلة الشيخ عبد العزيز مصطفى
أستاذ التفسير وعلومه والكاتب المعروف
"أمر هذه الوافدات العقدية جميعها واضح الخطر، ولابد من تحذير الناس منها وطباعة هذا التحذير ليسهل تناوله ونشره"
* سعادة الدكتور عبد العزيز النغيمشي
الأستاذ المشارك بقسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود:
"أكثر المتخصصين في علم النفس والطب النفسي وعلماء الشرع لم يدخلوا فيها ولم ينساقوا إليها برغم كثرة ما قيل عن منافعها، فانسياق النخبة أمر مهم جدًا، ونلاحظ أن معظم من انساق وراء البرمجة هم العوام
* فضيلة الشيخ خالد الشايع
يقول: "هذا الذي يسمى (علم البرمجة اللغوية العصبية) مما يجب تحذير أهل الإسلام من الاغترار بما فيه من الإيجابيات المغمورة بكثير من السلبيات
(يُتْبَعُ)
(/)
* كما أكد معالي الشيخ صالح الحصين وفضيلة الشيخ محمد العريفي، وفضيلة الشيخ صالح الفوزان وفضيلة الشيخ أحمد القاضي وفضيلة الشيخ عبد الله الدميجي وفضيلة الشيخ أحمد الحمدان وكوكبة من المتخصصين والمتخصصات في العقيدة والمذاهب المعاصرة على خطورتها وضرورة تحذير الناس من مخاطر الأفكار الوافدة كالبرمجة وأخواتها
· لفيف من الأستاذات من طالبات العلم الشرعي يؤيدن ويعاضدن:
أبدى لفيف من الداعيات تأييدهن لضرورة التصدي للغزو الفكري المتمثل في هذا السيل الجارف من الدورات المشبوهة ومنهن:
* المتخصصات في الفقه وأصوله:
- الدكتورة فاطمة نصيف - الدكتورة الجوهرة المقاطي - الدكتورة بدرية البهكلي - الدكتورة وفاء الحمدان
* المتخصصات في التفسير وعلومه
- الدكتورة نور قارووت - الدكتورة سناء عابد- الدكتورة آمال نصير
* وأستاذات العقيدة:
- الدكتورة زينب الحربي
- الدكتورة عفاف مختار
- الدكتورة غربية الغربي
- الدكتورة شريفة السنيدي
- الدكتورة لطيفة الصقير
- الدكتورة حياة با أخضر
*وأستاذات الحديث وعلومه:
- الدكتورة حصة الصغير
- الدكتورة لطيفة القرشي
- الدكتورة أميرة الصاعدي
* والداعية الأستاذة أسماء الرويشد، والدكتورة خديجة بابيضان، والداعية الأستاذة أناهيد السميري بعد اطلاعهن على حقائق هذا الفكر ومفردات دورة الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، وانطلقت مساهماتهن في تحذير المجتمع من خطر هذه الوافدات عن طريق التوعية بين الطالبات والمجتمع النسائي بشرائحه المختلفة في المحاضرات العامة.
*أيّد عدد من المختصين في العلوم النفسية والطب النفسي التحذير من البرمجة اللغوية العصبية لما سببته من فوضى في البلاد ومنهم الاستشاريون النفسيون:
- د. طارق الحبيب
- د. يوسف عبدالغني
- د. عبد الرحمن ذاكر
- د. خالد بازيد
* وأستاذات الصحة النفسية:
- د. انتصار الصبان
- د. عزة حجازي
- الأستاذة هدى سيف الدين
- الأستاذة وفاء طيبة
- الأستاذة سحر كردي
* كما أيدت التحذير بشدة ورتبت لقاء خاصًًا لتوعية طالبات قسم علم النفس بجامعة الملك سعود الأستاذة موضي الدغيثر المتخصصة بعلم النفس والمهتمة بالتأصيل الإسلامي"
انتهى
أما بعد، فلا شيء يقال بعد كلام سادتنا وعلمائنا! ولا أجد بعد الاطالة ثم هذا البيان الا أن أختم الكلام بحمد الملك المنان، وسؤاله جل وعلا أن يصحف ويتجاوز عما وقع من الخطأ والزلل وأن يغفر للمسلمين والمسلمات جميعا وأن يرفع عنا تلك الفتنة قبل فوات الأوان
انه الحي القيوم الأحد الصمد، هو المولى وبه المستعان.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه العبد الفقير وأتمه في السادس من ذي القعدة 1424 من هجرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصبحه أجمعين.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 07:32]ـ
هل لي أن أطمع في نقد وتعقيب المشايخ الكرام على هذا البحث الحقير؟
(وأرجو المعذرة على طوله الزائد، كما أنبه الى أنه مع مطالعتي له - ولم أجد فرصة للمراجعة المتأنية بعد منذ كتبته وحتى الآن - ظهرت لي بعض لحون اعرابية وهفوات لغوية سببها العجلة في الكتابة)
بارك الله فيكم ونفع بكم وجعلني واياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والذين لا يتعاونون الا على البر والتقوى وعلى كل خير وطاعة ..
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 08:21]ـ
أحسنت وأصبت - لا فضّ فوك -
وأنا عبر هذا المجلس العلمي المبارك أعلن برائتي منها حيث لبّس عليّ سابقا بهذه التي تسمّى بالبرمجة اللغوية العصبية مما دعاني أن أحصل على عدة شهادات فيها آخرها شهادة مدرب، ولكنني بعد أن درستها عن قرب تبيّن لي خبثها ونتنها، وحبّذا - أخي الكريم -
لو تستمر في استكمال بحثك هذا بالإطلاع على موقع الدكتورة الفاضلة فوز كردي حيث ضمّنته فتاوى وأبحاثًا ودراساتٍ متنوعة تكشف عوار هذه الدورات المزعومة، شاكرًا لك نقولاتك السابقة عن الدكتورة فوز، وعن غيرها ..
وأنقل فتوى واحدة من ضمن فتاوى لجمع كبير من أهل العلم وغيرهم في التحذير من هذه الدورات، وهذه الفتوى للشيخ الدكتور عبدالرحمن المحمود
وهذا نصّ كلامه:
(أمرها بدأ يتكشّف .... نعم انقلوا عني يجب إيقاف هذه الدورات، وأنا أحيي القائمين على تحذير الناس منها وفقهم الله) ا. هـ.
وأقول عن بحثك هذا بأنه بحث شافٍ كافٍ - بارك الله فيك -
وإليك هذا الموقع المعنون بالفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه
http://www.alfowz.com/
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 08:52]ـ
سئلت الدكتورة حفظها الله عن بعض دورات تحفيظ القرءان في شهر واحد هذه:
السؤال:
"أستاذتنا الفاضلة د. فوز كردي
الرجاء إفادتنا حول الدورات الإبداعية لحفظ القرآن الكريم؛ خاصة بأن الدكتور (****) محاضر في معهد (****) وسيرته الذاتية مرفقة في الإعلان عن هذه الدورة. مع التوضيح إن أمكن ذلك.
وجزاكم الله خير الجزاء"
الجواب:
"دورات أفكار إبداعية لحفظ القرآن هي من دورات البرمجة اللغوية العصبية وتأخذ حكمها المبين في الموقع من أقوال أهل العلم، بل هي أشد منها باطلا لما فيها من صرف الناس عن هدي الرسول والسلف الصالح في حفظ القرآن المبني على التدبر والفهم إلى ما يدعى من الحفظ السريع بمهارة التنفس واللاواعي وقد اختبرت شخصياً أعداد ممن ظنوا أنهم استفادوا وتبين لهم أنهم إنما صرفوا عن السنة إلى البدعة وعن الافتقار لله والدعاء إلى الثقة بالنفس والقدرات وغير ذلك، والمدرب كان من المحاضرين في معهد **** وقت ما كان يدرس القراءات التي لم يعد لها وقتاُ في جدول دورات البرمجة على ما يبدو ... والله المستعان ".
نقل مسدد من ضمن النقولات الكثيرة - سددك الله -
وهذا رابط للسؤال من موقع الدكتورة:
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=97&Itemid=1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 07:19]ـ
زد على ما قال أبو الفداء هذا الذي تجده هنا في الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=95164#post951 64
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 05:40]ـ
بارك الله فيك أخي أبا الفداء
ـ[مغترب]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 06:29]ـ
أخي الكريم
بالنسبة لمثل دورات تحفيظ القرآن، فهذه نتائجها مؤقتة جدا كما حكى غير واحد، ويتفلت القرآن والعلم بعدها بسرعة شديدة. ومن يريد أن يحفظ القرآن ويتمكن منه، فعليه بعلم يسمونه البرمجة الموريتانية. فالأم توقظ ابنها قبل الفجر بساعتين ونصف، وتبدأ بترديد الآيات معه حتى طلوع الشمس تقريبا، وتستمر على هذا الحال مدة سنتين دون انقطاع أبدا، وبعدها لا يمكن أن يخطئ في آية.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 10:36]ـ
بارك الله فيك، معلوم ما لمسلمة شنقيط من عناية فائقة بالحفظ واجادته، وما أحسن أن نتعلم ذلك منهم، بعيدا عن غثاء الدجاجلة والأفاكين الذين تاجروا بالدين .. جزاك الله خيرا.
ـ[مغترب]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:12]ـ
بارك الله فيك، معلوم ما لمسلمة شنقيط من عناية فائقة بالحفظ واجادته، وما أحسن أن نتعلم ذلك منهم، بعيدا عن غثاء الدجاجلة والأفاكين الذين تاجروا بالدين .. جزاك الله خيرا.
وبارك فيك.
إذا جاء اليوم الذي يصبح فيه طلبة العلم والعلماء حريصين على تفقيه أهاليهم أمور دينهم، عندها من الممكن أن نكرر التجربة الموريتانية ونتجاوزها أيضا، لأن ظروفنا أحسن من ظروفهم بكثير. فهل نحن نقوم بدورنا فعلا تجاه تفقيه أهالينا؟ اطلب من أي طالب علم أن يعرض عليك أثره العلمي على أهله، وسترى أننا مقصرون جدا للأسف الشديد. بل ستجد أن بعضهم لا يتقن قراءة القرآن بالشكل المطلوب!
وقد يقول قائل: "إنك لا تهدي من أحببت"، وكأن صاحبنا قد بذل وسعه وأجهد نفسه بالهداية كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد صعبت على الشيخ الددو مسألة من المسائل وعمره حين ذاك لا يتجاوز التاسعة، فجاءت "جدته" فنظمت له المسألة ومازال يرددها حتى يومنا الحالي. لذلك نحن نريد أن نوجد مثل هذه البيئات في بلادنا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 08:01]ـ
الحمد لله
مازلت أطمع في مزيد من مداخلات المشايخ الكرام والاخوة الفضلاء، فالموضوع خطير، بارك الله فيكم.
ـ[الخلافة]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 01:52]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 01:26]ـ
عندي سؤال مهم جدا أخي أبا الفداء
كتبه العبد الفقير وأتمه في السادس من ذي القعدة 1824 من هجرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصبحه أجمعين
هل هذا بالتقويم السرياني؟ (ابتسامة)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 03:47]ـ
أضحك الله سنك ..
يبدو ذلك (ابتسامة)
شكر الله لك التنبيه .. سأصلحه الآن.
ـ[تيم الله]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 05:12]ـ
السلام عليكم
أسأل الله تعالى أن يثيبك بنيتك أخي الكريم خيراً.
إطالتك أخي الكريم وخلط التقنيات والمبادئ المطروحة بعضها ببعض يصعّب عملية الرد.
الأمور ليست بالشكل الذي الذي تفضلت به، ونحن بحاجة إلى دراسة وبحث منضبط بشكل حقيقي وموضوعي، يضع الفوائد ويذكر بمقابله السيئات، فهذا هو منهج ديننا الذي نعرف.
وبفعلنا هذا فإننا نكون أنصفنا وعدلنا وبالتالي فإخوتنا سينصتون لنا بإذن الله تعالى أكثر.
بالمناسبة، البرمجة اللغوية العصبية ليس المقصود بها (بالأصل) أن يبرمجك المعالج، ولكن أن يبرمج الشخص نفسه بالعبارات التي يُسمعها لنفسه ويكررها. وطبعاً كما تفضلت فيها الكثير من الخلل.
أتفق معك في الكثير الكثير مما ذكرت، ولكني أختلف معك في أسلوب الطرح الذي يري القارئ -أثناء تفصيلك- بأن هذا كله شيطاني جملة وتفصيلاً، وهذا غير صحيح. مع أنك ذكرت في البداية أن هناك فوائد قليلة، ولكن عموم الطرح برأيي يحتاج إلى إعادة ضبط وتنظيم وتبويب، ولكنه جهد مشكور حقيقةً، لا سيما أنك تطرقت لموضوع ما زال خوضنا فيه ضعيف جداً، فبارك الله بك.
أخي الكريم، لعلي من أكثر الناس الذين يرون خطر تلك الدعوات المعاصرة، ولكني أرفض الأسلوب الذي يتم اتباعه من قبل إخوتنا المسلمين، فهو حقيقة يفتن الناس أكثر من أن ينفعهم .. لماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك أخي الكريم -على سبيل المثال- من أخذ من إخوتنا دورات تنمية بشرية تتعلق بالبرمجة اللغوية العصبية وبتقنيات نفسية عامةً، واستفادوا وأفادوا واستطاعوا أن بفضل الله تعالى أن يبتعدوا تماماً عن كل ما يمس التوحيد أو يتناقض معه، وتعاملوا مع الوضع بما يتعلق فقط بناحية التدبير والتخطيط المشروع، وليس برفع قدرات البشر الذاتية بشكل منفصل عن الاستعانة بالله تعالى بل من منطلق (استعن بالله ولا تعجز)، وضمن المفهوم الشرعي.
بالتالي من كانت له خبرة مع استشاريين نفسيين واجتماعيين في هذا المجال من الحريصين على سلامة التوحيد سيجدون أنك ما أنصفت من هذه الناحية، بالتالي تفوتهم الفائدة الحقيقية بين سطورك، لذا لا بد أن نضيف لبحث من هذا النوع نص يتحدث عن الحالات المعتدلة.
وأنا شخصياً خبرت من استفاد أيما استفادة في حل مشكلات اجتماعية كانت تؤرقه، بفضل الله تعالى.
البرمجة اللغوية العصبية ترجع إلى أن يبرمج الشخص نفسه (لا يبرمجه المعالج وإلا فذاك التنويم المغناطيسي، وهما متقاربان) وذلك بأن يكرر العبارات الإيجابية، ويتوقف عن تكرار العبارات السلبية، وفي ديننا لا شيء يعدل تكرار ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تسبيحات وأذكار عموماً (وطبعاً نسميها باسمها كما هي في ديننا الحنيف). وهذا لا أجد فيه ما يتناقض مع ديننا الحنيف من حيث الأخذ بالأسباب، ومن حيث الالتزام بالتفاؤل، وحسن الظن بالله تعالى، وتمجيده وتوقيره وتكبيرة بكرة وعشياً.
أما بالنسبة للطاقة الكونية، وهذه أخطرها على الإطلاق .. فهي كما تفضلت به المراد والغاية .. حيث المطلوب هو أن يعي الإنسان قدراته وطاقته الداخلية وارتباطها بالطاقة الكونية الواعية، أو ما يسمونه الوعي الكوني، وهذا الوعي الكوني هو الإله (سبحان الله وتعالى عما يصفون)، و"لا إله إلا الله" عندهم تعني بالضبط "لا وجود إلا الوجود"، وبالنسبة لهم إذا وعي الإنسان لهذه الطاقة أدرك بأنه هو وهذه الطاقة الكونية سواء، أي .. هو وهذا "الإله" سواء!
هم حقيقة لا يؤمنون بالله تعالى، ولكن يقولون لك هذا الذي تسميه إله هو الوعي الكوني، وهو أنت وأنت هو، وهم يرون أن الأديان والشرائع تحد من قدرتك لاكتشاف هذه الطاقة الكونية في داخلك، ولهذا حراكهم في مجتمعاتنا يتسم بالخبث والمداهنة وعدم التصريح، وأتحدث عن خبرة معهم .. بقيت ضمن مجموعتهم -عبر النت-بشكل كامن فقط لأدرس وضعهم، ولما بدأت أصرح بما عندي وأناقش مؤخراً، كان الجواب الصريح .. "الإله كذبة ووهم" "أنت الإله"، سبحانه وتعالى عما يصفون، وهذا لا يصرحون به عبر الإعلام العربي، بل هو يمجدون سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولكن حقيقة يعتبرونه كشأن "بوذا" أو "أوشو" .. استطاع أن يتصل ويتواصل مع الوعي الكوني في الوجود وفي داخله، فخرجت منه هذه المعرفة المقدسة!
الآن .. فيما يتعلق بمسألة الطاقة الكونية تحديداً .. أريد أن أنبهك أخي والقراء إلى مسألة، وأتمنى أن تعوها، وأزعم أني أتحدث عن خبرة، أخي الكريم، وجود خلل وانحراف في مبدأ ما -كائن ما كان- لا يعني بأنه كله منحرف وكل ما فيه وهم.
مثال:
تصور في زمن ماضٍ وجود جماعة من البشر عبدت الشمس وربطت معتقدات منحرفة بشأنها، واكتشفت كذلك طاقة الشمس وبدأت ترى نفعها وتستخدمها مع إضافة قدسية ومعتقدات باطلة وهمية بشأنها، ثم جاءت جماعة موحِّدة وبدأت تنكر هذا الشرك والكفر وتدعو إلى التوحيد الصافي وبدأت تدعو الناس الذين استفادوا فعلاً من طاقة الشمس إلى نبذ استخدام هذه الطاقة الشمسية لأنها رجز من عمل الشيطان، وكفر و .. !
فما رأيك بموقف هذه الجماعة الموحدة من الطاقة الشمسية التي كلنا يعرف اليوم منافعها بعد أن لم يتبقى من يعبد مصدرها (الشمس)؟!
أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت.
صدق أو لا تصدق .. وإن لم يثبت بعد بأدوات القياس العلمي التجريبي المعاصرة، الطاقة الكونية حق، وهي ليست سوى خلق من خلق الله تعالى، وليست حتى الروح .. وما أوتينا من العلم إلا قليلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالمناسبة، طاقة الين واليانج كذلك حقيقة، وهي حقيقة مذكورة في القرآن الكريم، والعلم الطبيعي التجريبي يؤكدها، وهي طاقة الذكر والأنثى، فأنت كرجل دماغك ينقسم إلى شقين شق ذكري وشق أنثوي مع غلبة الشق الذكري، وهكذا النباتات والحيوانات .. وكل شيء، كل شيء ذكر وأنثى! وهذا علم كأي علم، لا حرج إن سبقتنا إليه وإلى تفصيلاته أمة من الأمم وإن كانت كافرة .. فإن تم إلصاق معتقدات باطلة فيه نفضناها .. ما لنا ومالها، ولكن أن نرفضه جملة وتفصيلاً، فهذا ليس من دين الله في شيء:
(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (سورة الذاريات: 49)
لذا أنا أرفض أن نضع كل معتقداتهم جملة وتفصيلا في سلة واحدة ونكفر بها من حيث المبدأ والأصل! بل نكفر بها من حيث الخلل والانحراف والشرك، وننظر ونتأمل، هل من خير فيها، هل من علم ممكن أن ننتفع به! هل من حكمة نحن أولى بها، وهكذا.
برأيي أننا بحاجة لأسلوب علمي وموضوعي أكثر في مواجهة هؤلاء الذين أتفق معك بوجوب التحذير منهم، ففتنتهم شديدة، وما زلتُ أتابعهم وأدرس معتقداتهم الباطلة .. والخطر فيها يا أخي الكريم أنّها مبنية فعلاً على حقائق، على أشياء يتم اختبارها فعلاً. وإني أربأ بك أن تنكر بدون علم، ولكن أدعوك أن تتريث.
إن شئت عرفتك على مصادرهم الخطرة الحقيقية .. وسترى وتسمع عجباً! ولكن تحتاج أن تتريث، وتستمع لفترة من الزمن، ولا تتعجل .. وتستعين بالله كي لا تُفتَن.
فلولا أنّ فيها فتنة حقيقية لوضعت الروابط ههنا، والله المستعان.
ليست المشكلة في الشاكرات بحد ذاتها، وما نقلت من أسئلة ليست أصل فيها، لا!
وأعلم من لا يوجِب هذه الأشياء كلها التي نقلتها لفتح الشاكرات .. بل بالعكس، يكفي أن تكون إنساناً يبتعد عن الحرام كلياً، ويأكل الحلال الطيب، ويحرك بدنه بشكل سليم (تمارس الرياضة من سباحة أو مشي أو أي رياضة مفيدة)، وتتنفس بشكل سليم منتظم (ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك)، وراضٍ عن الله تعالى وعن قضائه وقدره، ومتوكل عليه عز وجل وحسَن الظن به تبارك وتعالى، وتدفع بالتي هي أحسن السيئة مع من أوجب الله تعالى عليك أن تفعل معهم .. ومستجيب لشرع الله تعالى لتكون هذه الشاكرات مفتوحة، وبالتالي تكون بصحة جيدة، وعندها إن شاء الله تعالى وأراد هو يصلك بأي "عالم" يريد أن يوصلك به أو يحدث كرامات، أو تكون صافي النفس فترى الرؤى، أو تكون ممن رقاهم بإذن الله تعالى نافعة .. بمعنى أوضح وحتى لا يفهم كلامي بشكل خاطئ تكون ولياً صالحاً ربانياً يقدم شرع الله تعالى وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام بدون زيادة أو نقصان، ولا تطلب كرامة سوى الاستقامة (الاستقامة هي الكرامة الحقيقية التي يطلبها أولياء الله الصالحين) ولا تلتفت لأي كرامة مادية لأنها ليست مبتغاك، ولكن وجه الله تعالى ورضوانك هو مقصودك.
ولا ليس بالضرورة أن تحب الكفار وتواليهم حتى تفتح الشاكرات، لأن بغضك لهم في الله لا يخلق حالة من الصراع في داخلك (الصراع الداخلي هو ما يسد هذه الشاكرات)، لأنك إن كنت مؤمنا صحيح التوحيد فهذا لن يكون وإن كانا أبويك، بل ستسلم كما أسلم أبوك ابراهيم عليه السلام .. وستتجاوز بإذن الله تعالى الموضوع، ولكن الذي يؤثر على طاقتك وصحتك وقلبك وإيمانك هو إساءتك لمن طلب الله تعالى منك أن تحسن إليهم .. كالوالدين، الإخوة في الله .. وهكذا، وإساءتك لهؤلاء تنشئ نوع من الصراع الداخلي في نفسك يصيبك بالنتيجة بخلل في هذه الطاقة .. وبالمرض البدني.
والنيرفانا بحقيقتها -البعيدة عن المعتقدات- لا تعدو عن كونها حالة ذوقية تأملية (التأمل التجاوزي) يصبح الإنسان فيها في حالة فناء عما حوله عن كل ما حوله، فإن كان مسلما موحداً وكان يردد اسم (الله) فهو في فنائه عما حوله لن يشعر إلا بالله عز وجل لا شيء إلا الله (وهذا ما سبب الفتنة لكثير من الصوفيين وجعلهم يرون الله في كل شيء فهم حقيقةً لا يرون من خلال تلك الحالة التجاوزية إلا ما كان في وعيهم قبل الوصول إليها -الله-، ولا يرون بوعيهم أنفسهم .. لا شيء إلا الله عز وجل، والأمر أعقد من أن يُشرَح، وهو فتنة حقيقةً)!
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان الشخص ملحداً ويردد "أوم" فقط باعتبارها أحرف كونية .. وباعتبار أن هذه الأحرف لها أسرارها (وحقيقة للأحرف أسرار فعلاً) فهو سيفني في اللاشيء وفيما يسميه الوعي الكوني! بالتالي فـ"لا وجود إلا الوجود" ولهذا هؤلاء يحبون كثيراً ذكر "لا إله إلا الله" ولكن ضمن معنى لا وجود إلا الوجود فهذا مبلغهم من العلم الذي فرحوا به!! فهم لا يعبدون الله الذي نعبد، سبحانه وتعالى عما يصفون.
طبعاً، أنا لا أبرر ولا أدعو لهذه الأشياء (التأمل التجاوزي) أو (الخلوة) أو كائن ما كان، ولكني أدعو إلى أن نفهم ونعي ما يجري بشكل دقيق، مستعينين بالله تعالى ونتريث قبل أن نطلق أحكامنا مفصّلة.
فالذي اختبر علاجاً طبياً عن طريق فتح الشاكرات عن طريق طبيب مسلم أو طبيبة مسلمة باعتباره أخذ بالأسباب (الطاقة الكونية كمخلوق تماماً كما الطاقة الشمسية)، فهو لن يهتم بقراءة هذا المقال عندما يرى هذه النبرة الهجومية التي ننكر كل نفع! وبالتالي سيفوته التنبيه الحقيقي والخطر الحقيقي، وبالتالي سنكون سبب في فتنته أكثر من توعيته.
إن عبد الناس الشمس وطاقتها وقدسوها .. فلا ننكر على غيرهم استخدام الطاقة الشمسية باعتبارها خلق من خلق الله تعالى يسخرونها بما يرضي الله تعالى.
يا إخوتي لن ينفع هذا الأسلوب، الفتنة ستكون شديدة، ويجب أن نكون مؤهلين حقاً. ولا أنصح كل أخ أو كل أخت بالبحث فيما عند أؤلئك القوم لأن كتاباتهم معتقداتهم فتنة حقيقية أنصح بالابتعاد عنها. والبرمجة اللغوية العصبية -كما يتم ترويجها- وقانون الجذب هي أبواب، من بدأ ثم تابع .. تاه وقد لا يرجع، وأقل ما قد يحدث لك إن تابعت مع هؤلاء القوم .. هو أن تستثقل العبادات والصلوات والفرائض .. هذا إن لم تستطع التخلي عنها.
لأن الصلوات والعبادات مجرد مدخل ابتدائي للبشر (كما يقولون)، و"إنسان العصر الجديد" لا يحتاجها، تماماً كما يقول منحرفو الصوفية الذين يرون بأنهم "وصلوا"، وأن تلك الصلوات إنما كانت مجرد وسيلة، وما أن تصل فأنت لست بحاجة إليها!
الأمر بحاجة إلى مشروع وحملة للتوعية، ولكن قبل التوعية نحتاج للدراسة العلمية العقلانية والموضوعية المتأنية. وأنصح من يجد في نفسه رسوخ في العلم والإيمان والتوحيد، ملة وشريعة أن يدرس ويبحث، وعداه لا يفعل.
والله المستعان، وهو أعلى وأعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 06:53]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا.
وأرجو أن تعذرني إن لمست شدة مني في الجواب ...
قولك وفقك الله:
صدق أو لا تصدق .. وإن لم يثبت بعد بأدوات القياس العلمي التجريبي المعاصرة، الطاقة الكونية حق، وهي ليست سوى خلق من خلق الله تعالى، وليست حتى الروح .. وما أوتينا من العلم إلا قليلاً. لا والله لا أصدق حتى يأتيني برهان على وجودها يرقى للاستدلال! ثم ما معنى الطاقة أصلا؟؟؟ الطاقة بلغة الفيزياء (كالحرارة والضوء والصوت والكهرباء) كيانات فزيقية ملموسة محسوسة لا يخالف في وجودها وتأثيرها المادي أحد!! فهل هذا طريق إثباتهم لوجود تلك (الطاقات) المزعومة؟؟؟
هذه "الطاقة" وعلاقتها بما أسموه بالشاكرات ونحو ذلك = اعتقاد غيبي عند الهندوس له أصوله العميقة في فلسفاتهم، وما أسهل أن يعبث الشيطان بمن عنده هذا المعتقد، يستدرجه - بحيله وألاعيبه - إلى الوثنية استدراجا!!!
الأدلة عند المسلمين ثلاثة أصناف يا أخي الفاضل: أدلة حسية وأدلة عقلية، وأدلة نصية من الوحي المعصوم. فإن كان الشيء لم يثبت بالطريق الأولى ولا بالطريق الثانية ولا بالثالثة، فمن أين يأتي القول به وإثباته؟؟؟؟؟
وبالمناسبة، طاقة الين واليانج كذلك حقيقة، وهي حقيقة مذكورة في القرآن الكريم، والعلم الطبيعي التجريبي يؤكدها، وهي طاقة الذكر والأنثى، فأنت كرجل دماغك ينقسم إلى شقين شق ذكري وشق أنثوي مع غلبة الشق الذكري، وهكذا النباتات والحيوانات .. وكل شيء، كل شيء ذكر وأنثى! وهذا علم كأي علم، لا حرج إن سبقتنا إليه وإلى تفصيلاته أمة من الأمم وإن كانت كافرة .. فإن تم إلصاق معتقدات باطلة فيه نفضناها .. ما لنا ومالها، ولكن أن نرفضه جملة وتفصيلاً، فهذا ليس من دين الله في شيء
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الفاضل، الين واليانج ليس "طاقة" أصلا، وإنما هو فلسفة صينية تنص على أن كل شيء في الوجود قوامه القطبية، وأنها أصل نشأة الكون .. أي أن الوجود كله كائن على شقين مستويين، سالب وموجب، هما في اتزان دائم .. ومن صورهما: الذكر والأنثى في كثير من الكائنات، وكذا الضوء والظلام، والعلو والدنو، والحر والبرد ... إلخ!
وهذا المبدأ - إن أخرجنا منه ما ليس داخلا فيه كذات الله تعالى التي هي عندهم حقيقة الوجود نفسه، وقولهم بأن أصل نشأة الكون تقوم على ذلك المبدأ ونحو ذلك مما يأفكون - ليس مردودا بالجملة، إذ توازن الأضداد والقطبية أمر مشاهد في كثير مما خلق الله في الكون ولا ننكره! ولكن قولك إنها طاقة ليس بصحيح، وقولك (كل شيء كل شيء ذكر وأنثى) ليس بصحيح على هذا الإطلاق!
أما قولك هذا علم كأي علم، فيا سيدي الفاضل، التنجيم Astrology والكهانة والسحر علوم أيضا، فهل تقبل نشرها وتعاطيها والنظر فيها لمجرد أنها "علم كأي علم"؟؟
أربأ بك أخي الفاضل عن المنافحة عن هذه الأشياء.
والخطر فيها يا أخي الكريم أنّها مبنية فعلاً على حقائق، على أشياء يتم اختبارها فعلاً هذا الذي تصفه بأنه حقائق أعرفه يا أخي الفاضل وقد وقفتُ عليه .. وليس فيه دلالة على ما يعتقدون، إذ من السهولة بمكان أن يكون كثيرا من هذا الذي يرون من تلاعب الشياطين .. وإلا فما أسهل أن يقول قائل إن الاستغاثة بالحسين أو بالعذراء - مثلا - وطلب الشفاء منها = أمر مجرب مشاهد قد برأ بسببه آلاف من الناس (وقد رأوا ما يزعمونه حقيقة: أن برأ رجل مشلول أو مريض بمجرد أن استغاث بمعبوده ووثنه!)! فهل عند هؤلاء طريق حسي إمبريقي على طريقة العلم الطبيعي ليثبتوا صحة ما يزعمون من أسباب كذا وأسباب كذا؟؟ كلا ليس لديهم إلا قولهم: جربناه فرأيناه ينفع!! ما أكثر ما جربه الناس من خرافات في طول تاريخ البشرية وعرضه ووجدوه ينفع!! وما أوسع ما دخل على أمم الأرض من ضلالات وخرافات بسبب هذا المبدأ في الاستدلال على صحة الغيبيات (التي تقوم عليها مللهم)! ولا تزال تلك الأشياء ضربا من الغيبيات المحضة حتى يثبت وجودها بالمشاهدة والحس!! فإما النص وإما الحس، وإلا فلا!
وهذه هي المشكلة في الحقيقة، ليس تحت هؤلاء في أكثر هذه المزاعم قاعدة صحيحة من الاستدلال الحسي المعتبر، الذي به يثبت علماء الطبيعيات وجود نوع ما من أنواع الطاقة .. ولا حتى يقفون على مفهوم صحيح - فزيقيا - لمعنى الطاقة نفسه الذي يدندنون حوله، حتى يمكننا أن نقبل ما عندهم ونجتهد لتنقيته من أصوله الوثنية عند أصحابه في بلاد المشرق الأقصى! طريقة القوم في الاستدلال فاسدة فلسفيا من الأساس ..
ولا يعني هذا بطلان سائر ما يزعمون، ولا حتى فساد سائر فلسفاتهم بالضرورة! ولكنني أتكلم ههنا على مزاعم بعينها، صارت أصلا من أصول ما يسمى بالبرمجة اللغوية، وأصبح الناس يعدونها - من فتنتهم بها - علما ينتفع الناس به وليست من ذلك في شيء، وإنما هي فلسفة غيبية ماورائية قديمة ذات منبت وثني، وهي باب يفضي بالمسلمين إلى الهلكة في دينهم - بشهادتك أنت نفسك!
لتكون هذه الشاكرات مفتوحة، وبالتالي تكون بصحة جيدة، سبحان الله! ألا ترى أنك الآن تبني تقريرك على أساس اعتقاد مسبق في صحة هذه الشاكرات! فما دليلك الحسي - ولا أقول النصي إذ ما في هذا الشأن من نص! - على وجود هذه الأشياء وعلى أنها مختصة بما يزعمون فضلا عن دليل وجودها حيث يزعمون؟؟؟؟ يا أخي الشاكرا هذه بزعم الهنود = منابع ونقاط إرسال واستقبال لتلك "الطاقة" المزعومة واقعة في مواضع محددة من سطح جسد أثيري Etheric يزعمون أن لكل إنسان جسدا من هذا الصنف كما لو كان في عالم موازي لعالمنا أو نحو ذلك!! ولعلهم يقصدون به الروح بالأساس، التي هي حقيقة الحياة في أجساد البشر! وهي عند الهندوس وسائل الاتصال والامتزاج بالآلهة! فبأي شيء تثبت صحة مزاعمهم في عمل هذه الشاكرات (بخلاف قولهم كما قال غيرهم جربناها فنفعت)؟ هل رأيت من قبل شاكرات "مفتوحة" أو "مقفولة"؟؟؟
انظر على أي شيء تضع قدمك يا أخي الكريم!!
أما قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندها إن شاء الله تعالى وأراد هو يصلك بأي "عالم" يريد أن يوصلك به أو يحدث كرامات، أو تكون صافي النفس فترى الرؤى، أو تكون ممن رقاهم بإذن الله تعالى نافعةفهل هذا من العلم يا أخي الفاضل؟ هل المطلوب الآن أن نفسر الكرامات والرؤى الصالحة (ولا أدري ما تقصد بالاتصال بأي عالم آخر!!) في ضوء الشاكرات وفلسفات الطاقة الهندية؟؟؟؟ أهذا هو النفع الذي تريدنا أن نأخذه من عندهم؟؟؟
ولا ليس بالضرورة أن تحب الكفار وتواليهم حتى تفتح الشاكرات، لأن بغضك لهم في الله لا يخلق حالة من الصراع في داخلك (الصراع الداخلي هو ما يسد هذه الشاكرات)، أي علم هذا يا أخي؟؟؟ سبحان الله! أنت تقرر اعتقادا بأن الشاكرات لا تنفتح من حب كذا أو بغض كذا ولكن الصراع الداخلي هو الذي يسدها!! بالله عليك إن لم يكن هذا اعتقادا فلسفيا مأخوذا بحروفه من كتب الأوبانيشاد ونصوص التانترا السانسكريتية القديمة عند الهندوس، فمن أين جئتَ به وما دليلك على صحته؟؟؟؟؟
والنيرفانا بحقيقتها -البعيدة عن المعتقدات- لا تعدو عن كونها حالة ذوقية تأملية (التأمل التجاوزي) يصبح الإنسان فيها في حالة فناء عما حوله عن كل ما حوله، فإن كان مسلما موحداً وكان يردد اسم (الله) فهو في فنائه عما حوله لن يشعر إلا بالله عز وجل لا شيء إلا الله!!! سبحان الملك! والآن تثبت للنيرفانا - التي هي عبث شيطاني بالأساس - حقيقة بعيدة عن المعتقدات!! ما هذا يا أخي؟؟ هذا الذي تصفه هو في الحقيقة إلى مس الشيطان أقرب، والذي غرق في البدع، كبدعة اليوجا التي بدعها الهندوس (وأصفها ههنا بالبدعة على اعتبار إرادتهم التقرب إلى الله بها، وما أنزل الله بها من سلطان)، والذكر باسم الله المجرد مما بدعته الصوفية = واعتقد أن هذا العمل يرقى بنفسه وروحه إلى عالم روحي آخر، وتشوف إلى تحصيل أثره في نفسه من غيرما دليل إلا ما قرأ عند هؤلاء وهؤلاء - وهو معنى هذه النيرفانا التي تثبتها أنت الآن - هذا خليق بأن تتخبطه الشياطين، تدخله في "عالم آخر" يحس به ويراه بالفعل، نسأل الله العافية!!
ليس للنيرفانا هذه حقيقة إلا في عقائد القوم، وهذا الأثر الذي يكون من أعمالهم تلك = واقع محسوس ومشاهد وبالتجربة (على طريقة القوم في الاستدلال)، فإن قبلت بمثل هذه الأدلة مزاعمهم في هذا، فتأمل فيما يلزمك قبوله بنفس هذا الصنف من الأدلة!!
وإن كان الشخص ملحداً ويردد "أوم" فقط باعتبارها أحرف كونية .. وباعتبار أن هذه الأحرف لها أسرارها (وحقيقة للأحرف أسرار فعلاً) فهو سيفني في اللاشيء وفيما يسميه الوعي الكوني! بالتالي فـ"لا وجود إلا الوجود" ولهذا هؤلاء يحبون كثيراً ذكر "لا إله إلا الله" ولكن ضمن معنى لا وجود إلا الوجود فهذا مبلغهم من العلم الذي فرحوا به!! فهم لا يعبدون الله الذي نعبد، سبحانه وتعالى عما يصفون. ثم تثبت نفعا للذكر بكلمة (أوم) التي هي عند الهندوس إسم معبودهم!! سبحان الملك! ماذا بقي بعد هذا؟؟؟
تريدني الآن أن أقبل منك أنه إن كان الشخص ملحدا وردد (أوم) فسيفنى فناءً باطلا، بينما المسلم إن رددها معتقدا في وجود الله فسيفنى فناء صحيحا؟
نعم للحروف أسرار ولا شك .. وللطلاسمات التي يرددها السحرة أثرها على الشياطين - وليست إلا أنساقا من الحروف والأرقام - وهي علم واسع يعد الاشتغال به عندنا من السبع الموبقات!! فانظر في أي دائرة من دوائر العلم يتحرك هؤلاء!
فالذي اختبر علاجاً طبياً عن طريق فتح الشاكرات عن طريق طبيب مسلم أو طبيبة مسلمة باعتباره أخذ بالأسباب (الطاقة الكونية كمخلوق تماماً كما الطاقة الشمسية)، فهو لن يهتم بقراءة هذا المقال عندما يرى هذه النبرة الهجومية التي ننكر كل نفع! وبالتالي سيفوته التنبيه الحقيقي والخطر الحقيقي، وبالتالي سنكون سبب في فتنته أكثر من توعيتهقياسك تلك الطاقات على طاقة الشمس قياس فاسد أصلا. أثبت لي وجود تلك الطاقة الكونية كما ثبت - بالحس والمشاهدة من قديم الزمان - وجود الطاقة الشمسية = وستجدني معك من المؤمنين!! أما التعامل مع هذه الغيبيات - ولا تزال من يوم أن بدعها الهندوس من ثلاثة آلاف سنة وإلى اليوم غيبيات ولو كرهتَ - بتلك الصورة العمياء، بدعوى أن نأخذ ما ينعنا = فلا!!
يا إخوتي لن ينفع هذا الأسلوب، الفتنة ستكون شديدة، ويجب أن نكون مؤهلين حقاً. ولا أنصح كل أخ أو كل أخت بالبحث فيما عند أؤلئك القوم لأن كتاباتهم معتقداتهم فتنة حقيقية أنصح بالابتعاد عنها. والبرمجة اللغوية العصبية -كما يتم ترويجها- وقانون الجذب هي أبواب، من بدأ ثم تابع .. تاه وقد لا يرجع، وأقل ما قد يحدث لك إن تابعت مع هؤلاء القوم .. هو أن تستثقل العبادات والصلوات والفرائض .. هذا إن لم تستطع التخلي عنها بارك الله فيك وشكر لك نصيحتك هذه، التي لم أخرج - حقيقة - من مشاركتك إلا بها ..
وأرى يا أخي الكريم - واعذرني على شدتي في ردي عليك فإنما أنا لك أخ ناصح - أنك تحتاج إلى الوقوف على هذه النصيحة مرارا قبل أن تفتنك هذه الأشياء عن دينك، فإني والله أخاف عليك ...
أسأل الله لي ولك الثبات وحسن الخاتمة. ويكفيني شهادتك بأنها أبواب يجذب بعضها بعضا، فهذا - وربي - خير دليل على صحة ما نقول به من منعها مطلقا سدا للذريعة وصيانة لدين المسلمين، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيم الله]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 03:39]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا.
وأرجو أن تعذرني إن لمست شدة مني في الجواب ...
لك سبعون عذراً يا أخي إن شاء الله تعالى -عن طيب خاطر-، ولك الصلاحيات -غصباً عن رأسي-، فاشتد كما تشاء.
وبارك الله فيك وهدانا وإياك إلى الحق وإلى اتباع أحسن القول، ورزقنا الحلم وسعة الصدر.
أما بعد،
كان من الإنصاف والعدل أن تأخذ مشاركتي ككل، فهذا الذي قبلته من كلامي في الآخر هو حقيقةً يلخص مضمون مقصدي! ولكنك لم تفعل .. بل تجاهلت تماماً كل تحذيراتي المتكررة بين الفقرات واعتبرت شرحي لبعض معتقداتهم إضفاء للشرعية عليها جملةً!
بترت تماماً الأجزاء التي أحذر فيها وأبين الانحراف (لم تعطها أي قيمة!)، واجتزأت فقط ما يمكن أن تبني عليه تشنيعاً عليّ بشكل مبتور عن سياقه العام بل وعن ذات سياقه الذي ذكر فيه، ثم قلت في النهاية .. لم أجد من مفيد إلا الفقرة الأخيرة، وكأن الفقرة الأخيرة سقطت سهواً مني! وبصراحة .. أسلوبك هذا غير مشجع على إكمال الحوار!
لا يا أخي أنا لا أدعو لما يدعو له هؤلاء ولا أقبله! ولكني أرى أن هناك حقيقة ما فيها نفع وأخرى فيها ضرر، ولا يجوز بحال الخلط عند تقديم بحث أو دراسة.
ومن ناحية أخرى شرحي لمعتقد باطل لا يعني أني أجد فيه نفعاً أو أني أعطيه شرعية، لا! ولكن يعني أني أشرح وأبين ماذا يحصل لنكون على هدى، وشتان.
فأنا أخالفك في أسلوب عرض الموضوع (خلط المعتقدات بعضها ببعض) وفي أسلوب التحذير، وفي حكمك المطلق على بعض الأمور (رغم أنك تتحفظ أحياناً كنوع من حفظ خط الرجعة كما بدا لي لا أكثر -كما سأبين إن شاء الله)، فعلى سبيل المثال ليس كل مجهول هو متعلق بالجن والشياطين .. والعفاريت.!
وإني أرى بوجوب أن نتريث، لنعالج الموضوع بشكل سليم، بإذن الله تعالى.
لا والله لا أصدق حتى يأتيني برهان على وجودها يرقى للاستدلال! ثم ما معنى الطاقة أصلا؟؟؟ الطاقة بلغة الفيزياء (كالحرارة والضوء والصوت والكهرباء) كيانات فزيقية ملموسة محسوسة لا يخالف في وجودها وتأثيرها المادي أحد!! فهل هذا طريق إثباتهم لوجود تلك (الطاقات) المزعومة؟؟؟
أخي، الطاقة بالمفهوم العلمي التجريبي (المقبول في الأوساط العلمية) لا يوجد لها تعريف دقيق ومنضبط لها أصلاً، ولعلك تعلم هذا أو لا تعلم، وأغلب العلماء يرون أنها عموماً القدرة على القيام بشغل ما، وهي أشكال، وكما أنهم يرون بأنك تستطيع أن تعرفها من خلال آثارها.
ومن تعريفاتها (نقلت لك):
- هي قدرة المادة على إعطاء قوى قادرة على إنجاز عمل معين.
- وهي مقدرة نظام ما على إنتاج فاعلية أو نشاط خارجي.
- وهي كيان مجرد لا يعرف إلا من خلال تحولاته.
- وهي عبارة عن كمية فيزيائية تظهر على شكل حرارة أو شكل حركة ميكانيكية أو كطاقة ربط في أنوية الذرة بين البروتون والنيترون.
وهي أنواع: الطاقة الكيميائية، الطاقة الميكانيكية، الطاقة الشمسية، الطاقة الحرارية، الطاقة الكهربائية، الطاقة النووية، والطاقة الضوئية. وكل هذه أشكال وأنواع للطاقة.
ثم يا أخي ومنذ متى كنا نحن المسلمين ننتظر موافقة علمية وأدلة علمية تجريبية من معامل الغرب تحديداً! وهل يؤمنون هم بوجود عالم الجن على سبيل المثال أو تستطيع معاملهم وأدواتهم المخبرية إثباته؟! هل يؤمنون بالعين وما يصدر عنها من "قوى" أو "طاقة" شريرة (أو سمها ما شئت) ناتجة عن الحسد؟!
قطعاً لا .. إذن عدم وجود أدلة معتبرة (بحسب قولك) في الأوساط العلمية التجريبية الطبيعية لا يعني بطلان أو صحة شيء.
وعلى أية حال هناك من يعرف الطاقة التي نتحدث عنها نحن (وتنكر وجودها تماماً أنت) بأنها (أنقل لك):
يعرف الدكتور ريتشارد جوردن الطاقة Energy بأنها المادة اللطيفة الدقيقة الكهرومغناطسية التي هي مبعث التيار الحياتي الفيزيائي الحقيقي في الجسم.
بالنتيجة ما أريد قوله، بأن تعريف الطاقة في العلم التجريبي ليس منضبطاً أصلاً، بل هناك من يقول ليس هناك شيء اسمه طاقة ولكن هناك أشكال للطاقة.
بالتالي قطعا سيكون الوضع متشابك أكثر حين يتم الحديث عن نوع آخر "للطاقة" في الكون وفي أجسادنا. وبالمناسبة كثير ممن يقولون بهذا أطباء وفيزيائيون وأصحاب تخصصات علمية متنوعة، وليسوا من عبدة البقر كما قد تظن!.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجدل ما يزال قائماً في الغرب بهذا الشأن.
وأقول حتى لا يتم تقويلي .. إثبات "الطاقة الكونية" هذه لا يعني بحال إثبات الفلسفة الكفرية والمنحرفة المرتبطة بها عند أؤلئك القوم.
هذه "الطاقة" وعلاقتها بما أسموه بالشاكرات ونحو ذلك = اعتقاد غيبي عند الهندوس له أصوله العميقة في فلسفاتهم، وما أسهل أن يعبث الشيطان بمن عنده هذا المعتقد، يستدرجه - بحيله وألاعيبه - إلى الوثنية استدراجا!!!
الأدلة عند المسلمين ثلاثة أصناف يا أخي الفاضل: أدلة حسية وأدلة عقلية، وأدلة نصية من الوحي المعصوم. فإن كان الشيء لم يثبت بالطريق الأولى ولا بالطريق الثانية ولا بالثالثة، فمن أين يأتي القول به وإثباته؟؟؟؟؟
لا، هذه "الطاقة" بشكلها المجرد ليست اعتقادا غيبيا مطلقاً (شريراً كافراً)، ولكنها بالفعل مرتبطة عند هؤلاء القوم باعتقادات غيبية كفرية (ومهم أن نفرق)، وقيام قوم كفار بربط هذه "الطاقة" بمعتقدات كفرية لا يجعلها طاقة شيطانية أو عفريتية أو .. غير موجودة أصلاً!
لا .. ! وهذا ما حاولت أن أنبهك إليه، فاتههمتني بشكل مباشر وغير مباشر، وشنّعت علي!
فكما في العلم التجريبي الحديث يقول العلماء بأننا نستدل على الطاقة من آثارها، وكذلك الأمر هنا، فإن لم نرد أن نعترف بالأدوات التي يستخدمونها لقياس "الهالة" المنبعثة مثلاً، فلا بأس .. لا إشكال، ولكن الأثر موجود وهو حالياً الدليل، ويختبره الناس ويختبرون آثاره.
فهناك الكثير ممن استفادوا في أغراض علاجية بدنية بحتة، وبدون تمتمات ولا كلمات ولا "تانترا" ولا أحرف ولا شياطين ولاعفاريت ولا شيء من هذا!
ومن طرق "العلاج بالطاقة" مثلاً الإبر الصينية حيث اكتشف الصينيون أن هذه الإبر (بغرزها في مواضع معينة -مسارات للطاقة-) تعمل على إعادة التوازن في الجسم، وان الطاقة تسير في مسارات متعددة مختلفة في جسم الانسان، وقد تصاب بعض المسارات بخلل ما فيتأثر سريان الطاقة، ويمكن بإذن الله تعالى إعادة التوازن بغرز الإبر في مواضع معينة من هذه المسارات. وهناك كثير من الناس في العالم استفادوا بإذن الله تعالى، وهناك من لم ينتفعوا لأنّ هذا مجرد علاج (كشأن أي علاج آخر) التأثير الحقيقي ليس فيه، فالله تعالى هو الفعال لما يريد.
كذلك هناك الريفلوكسولوجي (المعالجة الانعكاسية) مثلاً، حيث لكل عضو من أعضاء جسم الانسان ابتداء من الرأس وانتهاء بأسفل الجسم نقطة في القدمين والكفين يتم تحديدها ومن خلالها يتم ارسال حزمات من الطاقة بالضغط على هذه النقاط. بهذه الطريقة يتم التخلص من الكثير من الأمراض أو تسكين الأوجاع، وكذلك تنشيط جميع الأجهزة الحيوية بالضغط على نقاط معينة في القدمين.
حسب مفاهيم الريفلوكسولوجي فإن هذه "الطاقة الحيوية" توجد داخل الجسم البشري الحي في مدارات محددة غير مرئية فتشحن كل خلية تمر بها وتمر عبرها خلال حركتها المستديمة.
وهذه الطريقة العلاجية جربتها بنفسي، واستفدت بشكل ممتاز، والحمد لله رب العالمين.
بالتالي مهما قلت أو صرخت لن ينفع كلامك ولا صراخك لأني جربت وعاينت، وانتهى.
ولا يوجد فيها أي معتقدات، ولا كلمات، ولا أحرف ولا عفاريت ولا شياطين ولا شيء من هذا مطلقاً .. لا من قريب ولا من بعيد!
وأقول مع وجود المعالجين المسلمين أصحاب الدين والعلم من الأطباء، فبإذن الله تعالى يكون هناك نفع.
هذا كله، هو جزء مما يسمى اليوم بالطب البديل. وهو حقيقةً محارب من مافيات الدواء في العالم، لذا لا تستغرب وجود علماء يبيعون ضميرهم ويخفون حقائق وذلك لإبقاء عصب تلك الصناعة الدوائية النخبوية (العفنة) على قيد الحياة!
هذا وقد عُرِف الصينيون واليابانيون وغيرهم في الشرق بمهارتهم في الطب، وكونهم كفار لا يوجب بأن يكونوا لا يفقهون شيئاً في نواحي الحياة الدنيا! وكونهم أضافوا معتقدات كفرية منحرفة كذلك لا يجعلنا ننكر الحقيقة التي اختبرها ويختبرها الملايين والملايين في العالم من المرضى، ويسافرون لغاية العلاج والتداوي الجسدي المحض بعلاجات متنوعة تتعلق "بالطاقة".
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الفاضل، الين واليانج ليس "طاقة" أصلا، وإنما هو فلسفة صينية تنص على أن كل شيء في الوجود قوامه القطبية، وأنها أصل نشأة الكون .. أي أن الوجود كله كائن على شقين مستويين، سالب وموجب، هما في اتزان دائم .. ومن صورهما: الذكر والأنثى في كثير من الكائنات، وكذا الضوء والظلام، والعلو والدنو، والحر والبرد ... إلخ!
وهذا المبدأ - إن أخرجنا منه ما ليس داخلا فيه كذات الله تعالى التي هي عندهم حقيقة الوجود نفسه، وقولهم بأن أصل نشأة الكون تقوم على ذلك المبدأ ونحو ذلك مما يأفكون - ليس مردودا بالجملة، إذ توازن الأضداد والقطبية أمر مشاهد في كثير مما خلق الله في الكون ولا ننكره! ولكن قولك إنها طاقة ليس بصحيح، وقولك (كل شيء كل شيء ذكر وأنثى) ليس بصحيح على هذا الإطلاق!
أما قولك هذا علم كأي علم، فيا سيدي الفاضل، التنجيم Astrology والكهانة والسحر علوم أيضا، فهل تقبل نشرها وتعاطيها والنظر فيها لمجرد أنها "علم كأي علم"؟؟
أربأ بك أخي الفاضل عن المنافحة عن هذه الأشياء.
أي أشياء هذه التي تربأ بي المنافحة عنها؟! التنجيم والكهانة والسحر التي أضفتَها للنص حتى تعطيه قوة في الإنكار عليّ -بدون أدنى داعٍ-؟! أو خلط الأمور ببعضها؟!
وعندما تقول بأن الين واليانج مجرد فلسفة كما في بداية حديثك، فأنت عندئذ أنكرت لها أي وجود أو أثر خارج "عالم المعنى الذهني"، وعندئذ فإني لا أفهم معنى التحفظ الذي ألحقته بعد هذا الإطلاق في نفس الفقرة، لتقول "هذا ليس مردود بالجملة"، وتترك مجالا فتقول "ليس صحيح بإطلاقه"، طبعاً دون أن تفهمنا كيف!!
هذا تناقض، فأنت حقيقةً اعتبرتها في بداية حديثك في هذه الفقرة مجرد فلسفة، مجرد فكرة في الأذهان -وهذا غير صحيح-، ولو اكتفيت بالتحفظ، لتقبلتُ تحفظك قطعاً.
لأني أتفق معك أصلاً بوجود انحراف فلسفي خطير يتعلق بالمفهوم (الين واليانغ)، ولكني أختلف معك في اعتبار المفهوم مجرد فلسفة لا حقيقة مادية لها في الكون (ولكنك تتناقض في ذات الفقرة!) أو مرتبطة بعالم الشياطين والعفاريت مطلقاً.
وكان الأولى بك أن تقول بأنها مرتبطة بفلسفة كفرية كذا وكذا، وتقول أنا لا أريد تسميتها "طاقة" ولكنها "شيء آخر" له وجود حقيقي ولكن ليس في كل شيء في الكون (هذا مقبول).
فبرجاء أن يكون كلامك واضحاً فإما أن تكون مجرد فلسفة معنوية في الأذهان كما بينت فلا تكون شيئاً آخر عندئذ، أو تكون شيئاً آخر له وجود حقيقي ملموس بآثاره وخصائصه ولكن تتحفظ على تسميته ب"طاقة"، وعندئذ لن أختلف معك أبداً، فهذه التسمية البشر من أطلقوها وليست من عند رب العالمين، كما أنني عندي تحفظاتي واعتراضاتي الشخصية.
وعلى أية حال أقول بالنسبة إلى أنَّ كل شيء ذكر وأنثى:
أخي الكريم الله سبحانه وتعالى جعل من كل شيء زوجين، الكلام صريح وواضح، وبالتالي أجد أن نظرية "القطبية" هذه (بشكلها السليم من الكفر) أو أياً ما يسمونها إنما أعلمنا بها رب العالمين في آية الذاريات التي نقلتها لك (ومن كل شيء خلقنا زوجين)، فالزوجية ليست فقط محصورة في عالم الإنسان والحيوان والنبات (وقد بين هذا الله تعالى في آياته)، بل تتسع لتشمل كل شيء (كما بين عز وجل أيضاً) .. بالتالي أجد إنكارك عليّ وتشنيعك لا محل له، فإن كان لك فهم آخر لمعنى زوجين أو "من كل شيء" فهاته، وإلا فأخذي بظاهر الآية لا غبار عليه.
فإن تتبعنا آيات ربنا الحكيم والأحاديث الصحيحة علمنا أن المقصود بالزوجين الذكر والأنثى.
فإن رُمِز لهما برموز (وتسميات) أخرى (في عرف الناس) لتعبر عن أشكال كونية مختلفة كالسالب والموجب، والليل والنهار، والبارد والحار، والمنقبض والانفلاشي .. إلخ من الخصائص الزوجية، فهذا لا يغير من حقيقة كونهما زوجين، شقين .. لكل منهما خصائص، وهناك علاقة تكاملية بينهما متزنة، قد تتعرض للخلل .. تماماً كشقي دماغ كل إنسان، شق أيمن وأيسر، أحدهما له خصائص ذكورية والآخر له خصائص أنثوية تفسر لنا طبيعة الفروقات بين زوجي الإنسان، وتنسف كل نظريات الغرب حول مساواة المرأة بالرجل هذه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يريد معرفة المزيد فهذا مما أثبته العلم التجريبي بشأن الدماغ ووظائفه وتقسيماته. نعم كل منا عبارة عن زوج مكون من شقين ذكري وأنثوي (بحسب خصائصه) في الدماغ، يربط بينهما قناة تسمى "كاربوس كالوسوم"، بحيث تتيح للإنسان الانتقال بين الشقين، ويميل الذكر البقاء في الشق الأيسر أكثر بالشكل الطبيعي بينما تميل الأنثى للبقاء في الشق الأيمن، والتنشئة والتربية لها تأثيرها أيضاً، وأي خلل يؤثر على الإنسان ككل، على مشاعره وانفعالاته وأحاسيسه وأفكاره وسلوكياته.
إذن .. الفلسفة الكفرية المبنية على الزوجية (القطبية أو كائن ما كانت) لا تعنيني ولم أدعو لها كي تربأ بي المنافحة عنها أصلاً! فبرجاء عدم الخلط. وعدا عن هذا فكل شيء قابل للنظر عندي.
وأؤكد بأنه من كل شيء مخلوق زوجين ذكر وأنثى (كما قال الله تعالى)، وإن كان هناك في الطبيعة حالات شاذة فربما لها أسبابها، أو يوجد هناك ما لا نحيط بعلمه بعد، ولكني أصدق كلمات ربي فأقول من كل شيء زوجين، كل شيء.
ولا أجد في النظرية إشكال من حيث المبدأ، ولكني أحذر طبعاً من تلك الفلسفة التي تجعل الطاقة الكونية ككل هي الإله أو البديل عن الإله، وهي متحدة مع الإنسان! لأنهم يريدون (أصحاب دين إنسان العصر الجديد) يريدون أن يقولوا باختصار أنت يا إنسان هو الإله (أنت المسيح -كن مسيحاً آخر-)، تعالى الله علوا كبيراً. وهذا من جهلهم .. فقد غرّهم الكون والوجود والطاقة الكونية، غرّهم وهو ليس بشيء عند رب العالمين، هذا كله مجرد خلق.
بينما أرى أنا أن "الطاقة الكونية" مخلوق من خلق الله تعالى، شكل من أشكال الطاقة التي يتم اكتشاف شيء بشأنها مع التقدم العلمي. فلو طاروا في الهواء ثم أثبتوا هذا بإثباتات علمية "مقبولة ومعتبرة"، لن يزيدني هذا الشيء إلا إسلاماً لرب العالمين، ولن أقول شياطين وعفاريت لمجرد جهلي بماهيتها (وقد تكون)، ولن أقول إلا .. وما أوتينا من العلم إلا قليلاً .. وسأنظر في الأمر .. ولن أقول أنّ هذه هي الروح، وإن قالوا .. لأن الروح من أمر ربي، ونقطة.
والأضداد التي نراها في هذا الكون البديع تؤكد حقيقة نظرية الزوجين أو القطبية أو الذكر والأنثى أو "الين واليانغ" (بدون الفلسفة الكفرية)! ولو تعمقت أكثر أخي، لعلمت بأنّ هناك حالات شفاء في العالم كثيرة (وهي أحد مداخل استقطاب الناس حول العالم لهذا الدين) بسبب تنظيم الغذاء وفق نظرية الذكر والأنثى هذه حيث أن بعض الأغذية متطرفة بذكورتها والبعض الآخر متطرفة بأنوثتها، ولكل منهما خصائص محددة تعتمد على نوعيتها وعلى البيئة التي نمت فيها والطقس وعوامل كثيرة تزيد في ذكورتها أو أنوثتها، علماً أنني أجد أنّ هذا النظام الغذائي (الماكروبيوتيك) بالشكل الذي يفرضه أصحابه مُتطرِّف -وفيه نفع-، ورغم أنه بإذن الله تعالى عالج أمراضاً كثيرة لا سيما السرطان، إلا أنه مع الوقت بدأ يثبت له آثار سلبية نتيجة تطرف هذا النظام بمنع أشياء معينة مطلقاً بدون داع (والأفضل التقليل إلا في حالات خاصة).
ونعم أعلم بأن الماكروبيوتيك ليس مجرد نظام غذائي ولكنه عبارة عن معتقد متكامل ومتشابك ونظام حياة يشكل (دين)! والنظام الغذائي هو أحد المداخل لهذا الدين الذي يجعل الوعي الكوني هو الإله، تماماً كما أن العلاج النفسي والقضاء على القلق والتوتر والوصول إلى "الروحانية" أو النجاح .. كذلك إحدى المداخل الخطيرة جداً.
أدرك هذا أكثر مما تتصور يا أخي، لكني أدرك أيضاً بأن أؤلئك القوم في الشرق اكتشفوا أنظمة غذائية وصحية وعلاجية، وكان لهم دورهم في الطب والصحة والغذاء، وكلنا يعرف صحتهم الجيدة، ولا ليست من الشياطين والعفاريت!! ولكن من اتباعهم أنظمة غذائية صحية صارمة، وممارستهم الرياضة ونمط حياة بسيط ولعلهم في أمور أقرب لتطبيق السنة النبوية منا دون أن يعلموا.
ولكنهم ربطوها أنظمتهم بمعتقدات كفرية!
بالتالي وبشكل شخصي، أقف موقف المتريث المتدبر الباحث!
الذي يحذر الآخرين من ولوج هذا الباب، ولكن في نفس الوقت يطلب من الراسخين في دينهم أن يدرسوا ويبحثوا!
وعليك أن تتوقع أن ترى عجباً يا أخي في العقود القادمة (أقصد من الفتن)، ولولا أني أريد أن أنهي الحوار لكتبت أشياء، ولكني أفضل أن أعمل عليها بهدوء وروية بدل الدخول في جدال في الوقت الحالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحالياً لأني أعلم أن هناك أناسا كثر جربوا علاجات صحية وانتفعوا بالتالي سيكون كلامي ينم عن جهل إن بدأت بالصراخ والقول أن هذا كله من الشياطين والعفاريت أو .. أقول هذا وهم وغير موجود ولا يحصل أي نفع، والحقيقة تخالف تماماً ما أقول! ولكني أحذر من حولي، فأقول هذه متاهة إن دخلتموها لعلكم لا تخرجوا بالسلامة منها أبداً، فلا تقربوها وأشرح لهم.
أما المتخصص والراسخ فهذا أشجعه أن يدرس ويبحث.
وما أعجب تشبيهك لتلك الممارسات العلاجية التي فيها أخذ بالأسباب من تغيير نظام غذائي (الطعام الحلال الطيب بنمط صحي) أو ضغط على مواضع من الجسد (الجسد) أو تغيير نمط تفكير ومعتقدات (العقل والفكر والمشاعر)، وبين من يستغيث بالحسن والحسين لينفعوه أو يدفعوا عنه الضر! عجيب فعلاً!
لا هذه ليست كتلك، لا من قريب ولا من بعيد.
فهل كل هذا لأنك لا تريد أن تقنع بوجود شيء اسمه "طاقة" وبوجود مسارات للطاقة تسري في جسد الإنسان تؤثر على حالته الصحية عموماً؟! وبأن الخلل في مشاعر وأفكار الإنسان، أو في طعامه، أو في نمط حياته أو ارتباطه الروحي بخالقه يؤثر على جسده؟! عجباً أليس هذا ما نؤمن به؟
ومجدداً لا أقول أنهم ينفعون الناس، ليس هذا مقصدي، ولكني أوضح لك الأمر عندما يجري بشكل سليم بعيد عنهم وعن معتقداتهم، أتحدث عندما نتعامل نحن المسلمين مع هذه الطاقة بشكل مجرد من الفلسفات المنحرفة، ولكن بشكل علاجي طبي صرف، وهذا حقيقة موجود وإن لم يكن له تواجد إعلامي.
ولا يعني هذا بطلان سائر ما يزعمون، ولا حتى فساد سائر فلسفاتهم بالضرورة! ولكنني أتكلم ههنا على مزاعم بعينها، صارت أصلا من أصول ما يسمى بالبرمجة اللغوية، وأصبح الناس يعدونها - من فتنتهم بها - علما ينتفع الناس به وليست من ذلك في شيء، وإنما هي فلسفة غيبية ماورائية قديمة ذات منبت وثني، وهي باب يفضي بالمسلمين إلى الهلكة في دينهم - بشهادتك أنت نفسك!
جيد يا أخي، ولكني أخالفك في التأصيل لهذه البرمجة اللغوية العصبية، فأنت تنفي تماماً وجود نفع فيها وتقصر ارتباطه فقط بالناحية الماورائية (المتعلقة بقانون الجذب تحديداً)، بينما أؤكد بأنّ فيها نفع ولكن ليس بالشكل الذي يزعمون قطعاً، وأن لها ارتباط في علم النفس لا الماورائيات فقط! بمعنى أنه تم تقنين مبادئ نفسية ووضعها في حزمة، وهي أصلاً موجودة في علم النفس (وهذا ما يقوله الكثير من الأطباء النفسيين المعارضون لها) ثم زعموا أنها علم قائم بذاته، وهي مجرد تقنيات موجودة أصلاً في علم النفس لا ترقى لتكون علماً قائماً بذاته.
ومن ناحية أخرى أنهم يعظمون من قدرات الفرد الذاتية المستقلة، ويثبتون له القيومية حقيقةً (تعالى الله) .. وهذا هو الخطر الحقيقي! والذي نتفق بشأنه لذا لن أكتب عنه شيئاً.
ولكن فيها يا أخي النافع (لا كعلم ولكن بما استقته من علم النفس).
بالنتيجة يا أخي لا أخالفك كثيراً بشأن البرمجة اللغوية العصبية بشكلها المتعارف عليه، ولكني وجدت من "يأسلمها" وكان الوضع مفيد حقيقةً، خبرت من استفادوا فعلاً بشكلها الإسلامي، بالتالي أجد أنه من غير الإنصاف ولا التجرد للحق أن أتابعك في إنكارك وجود أي فائدة فيها.
وحتى لا أترك لك مجالاً لتأويل كلامي أعود لأقول وأؤكد (كما في رسالتي السابقة) بأني أجد أنه من الأولى لبني الإسلام أن يلتزموا بالتوحيد السليم والإيمان الحقيقي، وبوصايا رسول الله عليه الصلاة والسلام وسنته، وفي ديننا الكفاية لمن تربى عليه، وفيه الفوز والفلاح بإذن الله تعالى.
إنما في علم النفس ما يساعد حقيقة، فعندما يقول لك رسول الله عليه الصلاة والسلام "لا تغضب" فهذه وصية عامة، ومبدأ عام، ولكن تحتاج إلى أن تعرف كيف لا تغضب .. كيف تضبط غضبك، وهذا يحتاج علم، لتحليل أسباب غضبك الدائم إن كنت انفعالياً حاداً بشكل عام، ولمحاولة مساعدتك في فهم نفسك أكثر.
وهذا كله لا ينجح حقيقة ما لم يكن مرتبطاً بالهدي النبوي، لذا فأنا لا أؤمن بنتائج العلاج النفسي عامة ما لم يكن المعالج مسلم موحّد وصاحب علم شرعي، بالتالي العلاج النفسي الغربي علاج مبتور، قليل الفائدة حقيقة، بل نفسية الناس هناك في تدهور مستمر، رغم ارتيادهم العيادات النفسية.
أخاف على المسلمين من الهلكة أخي بأخذهم كل ما يلقى إليهم، مثلك تماماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحان الله! ألا ترى أنك الآن تبني تقريرك على أساس اعتقاد مسبق في صحة هذه الشاكرات! فما دليلك الحسي - ولا أقول النصي إذ ما في هذا الشأن من نص! - على وجود هذه الأشياء وعلى أنها مختصة بما يزعمون فضلا عن دليل وجودها حيث يزعمون؟؟؟؟ يا أخي الشاكرا هذه بزعم الهنود = منابع ونقاط إرسال واستقبال لتلك "الطاقة" المزعومة واقعة في مواضع محددة من سطح جسد أثيري Etheric يزعمون أن لكل إنسان جسدا من هذا الصنف كما لو كان في عالم موازي لعالمنا أو نحو ذلك!! ولعلهم يقصدون به الروح بالأساس، التي هي حقيقة الحياة في أجساد البشر! وهي عند الهندوس وسائل الاتصال والامتزاج بالآلهة! فبأي شيء تثبت صحة مزاعمهم في عمل هذه الشاكرات (بخلاف قولهم كما قال غيرهم جربناها فنفعت)؟ هل رأيت من قبل شاكرات "مفتوحة" أو "مقفولة"؟؟؟
انظر على أي شيء تضع قدمك يا أخي الكريم!!
هممم!! في الحقيقة قدماي مرفوعتان حالياً على كرسي مريح له مساند لحملهما!! وأسند ظهري للوراء وأحاول أن أبقي رقبتي بوضع مستقيم مع رأسي!!
أخي الكريم مجدداً أقول .. أنا لا أدعم ولا أوافق ولا أقر ما يزعمون! هلّا استوعبت هذه الفكرة من فضلك! أم تريدني أن أقسم لك! وغاية ما في الأمر أني أؤمن بوجود هذه "الطاقة" عموماً بما رأيت من آثارها. انتهى. ولكن مزاعمهم وكيف يربطونها، هذا شيء آخر لا أوافقهم عليه لأنه قائم على فلسفة منحرفة.
إن هم ربطوها بأبعاد ومعتقدات وفلسفات وأوهام فهذا شأنهم، ولكن هذا لا يعني بأن أنسف النظرية ككل، ولكن .. أتريث وأنظر! هذا الفرق بيني وبينك، أنت تحب النسف السريع والشامل (أسهل) وأنا .. أحب التريث، وفصل الخيوط المتشابكة، لأحدد بعدها ماذا أريد أن أنسف (لا أحب أسلحة الدمار الشامل هذه!!).
وهذه الطاقة ليست فقط مقصورة على إرسال واستقبال الطاقة، ولكنها تسري في الجسد وتؤثر عليه.
يعني فكِّر بالعين والحسد يا أخي على سبيل المثال، لتقريب الفكرة فقط ..
ألا تظن بأنّ العلم قد يكشف يوماً عن كيفية انتقال تلك "القوى" أو "الطاقة" أو (كائن ما كانت) الشريرة من الحاسد إلى المحسود فتؤذيه؟! نحن لا نراها حقيقةً، ولكن نرى الأثر الذي تحُدثه (المرض).
طيب ..
كيف حصل الإرسال؟ لا نعلم.
كيف حصل الاستقبال؟ لا نعلم.
كيف حصل التأثير على جسد المحسود فأصيب عضوياً من قبل قوى غير مرئية وغير محسوسة! لا نعلم.
فهل سنقول جن وشياطين؟!
هل كل شيء ينتقل عبر الشياطين إن لم نعرف له سبب!
لا يا أخي هذه (عين) ولها قوى معينة شريرة (شر حاسد إذا حسد)، ما زلنا نجهل كنهها، ولكنا نؤمن بها، ونؤمن بأنها تنشأ عند إنسان حاسد (لديه مشاعر سلبية مركزة) ثم تنتقل منه -بطريقة ما- لتستقر في جسد إنسان آخر، إذن بشكل أو بآخر يوجد -بإذن الله تعالى- مرسل ومستقبل ويوجد شيء ما ينشأ وينتقل ويؤثر.
ولماذا إن عرف الحاسد يطلب منه الوضوء ويقوم المحسود بالاغتسال به؟! نحن بكل الأحوال نؤمن بما ثبت، ولكن التفكر والبحث شيء محمود، إن تفكرنا وسألنا الله تعالى أن يعلمنا.
يتبع إن شاء الله تعالى ..
ـ[تيم الله]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 05:08]ـ
فهل هذا من العلم يا أخي الفاضل؟ هل المطلوب الآن أن نفسر الكرامات والرؤى الصالحة (ولا أدري ما تقصد بالاتصال بأي عالم آخر!!) في ضوء الشاكرات وفلسفات الطاقة الهندية؟؟؟؟ أهذا هو النفع الذي تريدنا أن نأخذه من عندهم؟؟؟
أسلوبك فريد في تشويه مراد محاورك!
لا ليس في ضوء الشاكرات يصبح الإنسان ولياً صالحاً ومكرماً عند الله تعالى! ما هذا؟!
ولكن سبق قولي المبتور من قبلك حديث حول الاستقامة على الشرع الصحيح والتوحيد الصافي الذي بالنتيجة سيجعل مسارات الطاقة نشيطة وتعمل بشكل حيوي، فلا يكون الإنسان بحاجة لتقنياتهم أصلاً، وكل شيء سيعمل باتزان بإذن الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا كنت أحاول أن أفسر لك بأن ما يزعمونه ليس بشيء فريد ومهما وصلوا وفعلوا واكتشفوا فلن يكون هناك شيء اسمه "ألوهية الإنسان"، وإن أثبت العلم التجريبي بعد عام أو عشرة أعجب العجائب فلن يؤثر هذا على ديننا بشيء، ولن ننظر لأنفسنا باعتبارنا مقدسين .. بل عباد الله خلق فينا ما شاء من القدرات التي هو عز وجل يفعّلها تبارك وتعالى لا نحن .. والتزامنا الدقيق بديننا يحقق لنا النتيجة التي يريدون الوصول إليها -من السلام والسعادة والسكينة والنجاح .. - بوسائل وتقنيات منها السليم ومنها السقيم وعبر عقائد فاسدة باطلة. هذا جل ما أريد.
وحقيقةً الآن باتت نسبة كبيرة منهم في الغرب يدرسون القرآن الكريم والسنة النبوية تحديداً فيما يتعلق بالمأكل والمشرب والعادات الصحية والشعائر التعبدية وأمور كثيرة كثيرة، لأنهم يرون أنها متوافقة مع علومهم تلك!
وهنا الخطورة التي تعنيني، هم بدؤوا الآن بإضفاء تفسيراتهم على نصوص ديننا، وتغيير مفاهيم عندنا تتعلق بتوحيدنا وشريعتنا.
تماماً مثلما يفسرون "لا إله إلا الله" بـ " لا وجود إلا الوجود"!!
فهناك –على سبيل المثال- مجموعة ضخمة وكبيرة عبر العالم مسماة بالـ "سينايسن" هؤلاء يقومون بحلقات ذكر جماعية ويرقصون على "لا إله إلا الله"، ويكررون أسماء الله الحسنى، ولها تفسيرات عندهم .. والأمر أكبر من شرحه في هذا المقام الضيق.
فأرجو أن يكون مقصودي توضح، فتتوقف عن اتهامي بالترويج لهم لمجرد شرحي بعض الأمور، غفر الله لي ولك.
أي علم هذا يا أخي؟؟؟ سبحان الله! أنت تقرر اعتقادا بأن الشاكرات لا تنفتح من حب كذا أو بغض كذا ولكن الصراع الداخلي هو الذي يسدها!! بالله عليك إن لم يكن هذا اعتقادا فلسفيا مأخوذا بحروفه من كتب الأوبانيشاد ونصوص التانترا السانسكريتية القديمة عند الهندوس، فمن أين جئتَ به وما دليلك على صحته؟؟؟؟؟
ما دخل التانترا الآن؟! أنا أتحدث عن شيء آخر!
هل تعلم أنّ مجموعات منهم تدعو أصلاً إلى ترك "التانترا" لأنها من وجهة نظرهم ما عادت تجدي نفعاً مع إنسان هذا العصر المادي، ويدعون إلى أنواع معينة من التأمل حيث يرونها أكثر فعالية في الوصول إلى "حال الوعي الكوني"، الذي يكتشف من خلاله الإنسان حقيقة ذاته وحقيقة توحده مع الوجود الذي هو "الإله"، تعالى الله.
على أية حال ..
أخي الأمر أبسط مما تظن، فيما يتعلق بالمشاعر وعلاقتها بفتح إو إغلاق مسارات تلك النقاط!
ألم تسمع بأن العلم التجريبي الحديث -الذي تؤمن به- أكد بأنّ مشاعر وانفعالات البشر تؤثر على صحتهم العضوية؟
أكيد سمعت عن علاقة التوتر مثلاً والتفكير الدائم السلبي بقرحة المعدة! إذن المشاعر والأفكار ليست مجرد معنى لا وجود حقيقي له، بل له، ونلمسه من خلال آثاره.
لذا دائماً الإنسان الذي في داخله مشاعر (شخصية) من الكراهية والبغض والحقد والحسد والرغبة المندفعة و .. و .. و يتأثر جريان الطاقة الحيوية في جسده، ولكن ما أن تهدأ مشاعره وتتغير مفاهيمه ويبدأ بضبط نفسه -بحسب الشرع- .. فهذا (مع اتباع نظام غذائي صحيح وأمور أخرى صحية) يساعد على فتح مسارات الطاقة من جديد في جسده، فيشعر بإذن الله تعالى بالصحة والسكينة، وتتغير سلوكياته، بينما إن أصرّ على اتباع مشاعره وانفعالاته وهواه وشهواته فإنّ جسده وعقله وقلبه وروحه .. جميعاً سيتأثروا!
هذه هي كل النظرية بالعموم وببساطة إذا ما أزلت عنها تلك المعتقدات الفاسدة المنحرفة. وأنا في كلامي السابق كنت احاول أن أقول لك بأنّ شعور المؤمن ببغض الكافر في الله لا يؤثر كما قد يحاول بعضهم أن يوهمنا، لماذا؟
لأنك لا تغضب لنفسك وشخصك، والغضب الشخصي هو الذي يؤثر سلباً، بينما الغضب لله تعالى مختلف .. فمثلاً علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما كان يقاتل ذلك المشرك الذي مكّنه الله تعالى منه فبصق في وجهه، كيف وهو في ذلك الوضع القتالي الانفعالي استطاع أن يضبط نفسه فلا يقتله حتى لا يكون القتل مدفوع بدافع غضب شخصي ونفسي؟!
عليّ رجل مؤمن سليم القلب والفكر في أعلى درجات الاتزان، لأنه متبع لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام التي توازن كل شيء في الإنسان! بالتالي الغضب لله تعالى دوماً -أو لأقل غالباً- منضبط، لا يوجد فيه عوالق شخصية!
(يُتْبَعُ)
(/)
والعوالق الشخصية (مشاعر وانفعالات من هوى وشهوات) هي دوماً التي تؤثر على مسار الطاقة في جسد الإنسان (فيحدث الغلق -الخلل- أو الفتح -الإنسياب-) فتؤثر على صحته البدنية والذهنية والعاطفية والروحية .. لماذا الروحية؟
لأنه لم يتبع ما أمر الله تعالى به من دفع السيئة بالتي هي أحسن لمن أمرنا الله تعالى بان نفعل هذا معهم!
هذا ما حاولت شرحه .. ولم أكن أشرح الشاكرات والطاقة كما هي عند القوم بشكلها المختل! ولكن بحقيقتها المختلفة عما يروجونه من وجوب التسامح المطلق والكلي مع جميع الناس وما إلى ذلك مما يهدم مفهوم الولاء والبراء مثلاً، فأقول لا .. بل البغض في الله المنضبط بضوابط الشرع يؤثر بشكل إيجابي على صحة الإنسان البدنية والعقلية والعاطفية والروحية.
أخي للمشاعر والانفعالات "طاقة عظيمة حقيقة تولد قدرة ما وتقوم بشغل ما"، وهذا أؤمن به من زمن.
وتستطيع أن ترى آثارها في صحة الجسد! وكذلك في السلوك الإنساني عموماً.
ولتقريب الفكرة أكثر وأكثر ..
ألم ترَ كيف أن الإنسان عندما يغضب فإن هناك "طاقة" ما تسري في جسده تمكنه من حمل أشياء أو فعل أشياء هو أضعف من أن يحملها أو يفعلها في الوضع الطبيعي! طبعاً هذا التغير المفاجئ وغير الطبيعي والسريان المفاجئ للطاقة غير صحي ولكنه ناتج عن الشعور بالغضب (فتسمى طاقة الغضب أو سمها ما شئت، لا أمانع!!)، وطاقة الغضب هذه ليست مجرد معنى لا وجود له فإن كنا لا نلمسها بأدوات العلم التجريبي، ولكنا نلمس آثارها.
طيب ..
ألم يحصل معك أو أمامك، حادث مفاجئ لقريب لك ثقيل الوزن في الأحوال العادية لا تستطيع رفعه ولو قليلا، وفجأة وجدت من نفسك قوة فحملته بسهولة لإنقاذه، وفي الوضع الطبيعي ما كنت لتستطيع أبداً! هذه كلها أشكال للطاقة متنوعة.
وأنا لا آخذ منهم كل ما يقولونهة بشأن الشاكرات هذه لا سيما في كيفية فتح مساراتها، أبداً .. ولكني بالعموم أرى بأن الأمر معقول وحقيقي، وبأنه بإذن الله تعالى تكون مسارات الطاقة في أجسادنا سليمة إن التزمنا بالهدي النبوي من حيث قضاء الحاجات الجسدية والعاطفية والعقلية والروحية باتزان، في الأكل والشرب والنّفَس، والزواج، والصيام، والصلاة والوضوء والاغتسال .. والإيمان وحسن الظن بالله والتوكل، والدعاء، والتزكية، وغض البصر .. والحجاب للنساء .. والالتزام بكل ما أمرنا الله تعالى به من حيث التعامل مع بعضنا البعض!
باختصار .. من التزم بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام عاش حياة متزنة متكاملة من جميع النواحي الجسدية والعاطفية والفكرية والروحية.
!!! سبحان الملك! والآن تثبت للنيرفانا - التي هي عبث شيطاني بالأساس - حقيقة بعيدة عن المعتقدات!! ما هذا يا أخي؟؟ هذا الذي تصفه هو في الحقيقة إلى مس الشيطان أقرب، والذي غرق في البدع، كبدعة اليوجا التي بدعها الهندوس (وأصفها ههنا بالبدعة على اعتبار إرادتهم التقرب إلى الله بها، وما أنزل الله بها من سلطان)، والذكر باسم الله المجرد مما بدعته الصوفية = واعتقد أن هذا العمل يرقى بنفسه وروحه إلى عالم روحي آخر، وتشوف إلى تحصيل أثره في نفسه من غيرما دليل إلا ما قرأ عند هؤلاء وهؤلاء - وهو معنى هذه النيرفانا التي تثبتها أنت الآن - هذا خليق بأن تتخبطه الشياطين، تدخله في "عالم آخر" يحس به ويراه بالفعل، نسأل الله العافية!!
ليس للنيرفانا هذه حقيقة إلا في عقائد القوم، وهذا الأثر الذي يكون من أعمالهم تلك = واقع محسوس ومشاهد وبالتجربة (على طريقة القوم في الاستدلال)، فإن قبلت بمثل هذه الأدلة مزاعمهم في هذا، فتأمل فيما يلزمك قبوله بنفس هذا الصنف من الأدلة!!
أنا قمت بشرح "حال النيرفانا" هذا وبينته، وبأنه ليس بشيء، أكرر .. ليس بشيء!
بمعنى ليس بأكثر من حال من حالات الوعي يصله الإنسان بعدة طرق من بينها التأمل، ومن بينها كذلك التانترا (تكرار كلمة بأحرف معينة لآلاف المرات)، وهناك طرق وطرق .. وشرحي له لا يعطيه شرعية! فما بك؟!
ويا أخي فليأتِ من حيث ما يكون أنا لا أدافع عنه! بل أدينه، وطالما ستبقى تنكر وجود ما تجهل بدون معرفة حقيقية فلن تستطيع أن تدعو أحداً للحق!
(يُتْبَعُ)
(/)
والصوفي كذلك الذي يكرر في خلوته اسم (الله) لآلاف المرات .. يدخل في هذا الحال، ولكن رؤيته ستكون مختلفة لأن إيمانه مختلف! وهكذا كل من يدخل هذا الحال سيرى الشيء الذي كان يؤمن به قبل ذلك "التأمل التجاوزي"، وهو درجة من درجات الوعي الخطرة جداً التي تتجاوز الوجود المادي الذي نعرف، وهي فتنة يا أخي، أقول فتنة، أكرر فتنة .. هل أزيد؟! عافانا الله تعالى منها! ونعم هنا دخول شياطين الجن وتلاعبهم وارد جداً جداً.
لأن الإنسان في هذا الحال يدخل في "عالم" آخر حيث تنكشف له أمور، ولكن قد يتلاعب به الجن ويوهمه بأنه مَلك أو أنه روح صالح وهكذا .. لا ضمانة!
الحديث معك أخي غير مشجع، لأنك لا تريد أن تعلم، علماً أني لما قرأت ما كتبه ابن تيمية رحمه الله تعالى تفاجأت من مقدار العلم عنده ما شاء الله، وقلت إما أن الله تعالى كشف له شيئاً فعلّمه أو أنه عرف عن قرب صوفية فعلم أحوالهم.
أما أنتم في عصرنا هذا، فلا تريدون أن تعلموا!
وتجابهوا من يحاول ان يُعْلِمكم بالصراخ والاتهامات والإرهاب النفسي (يعني لم يبقى إلا أن تبدعني أو تكفرني وأنا لم أقترف شيئاً ولم أدع لشيء .. )!
عندما نفهم تجربة الصوفي الذوقية في الخلوة سننكر عليه بشكل أفضل، ونفهمه بأنّ ما جرى معه قريب مما جرى مع ذلك الهندوسي أو ذلك الصيني، ولكن كلٌّ رأي بوعيه الشيء الذي يؤمن به، وأنّ هذه فتنة .. فتنة، ولولا أسلوبك غير المشجع في الحوار لفصّلت يا أخي ولكني أحجم تماماً، وأود أن أنتهي! أنا يا أخي أشرح ما يجري، فليتك تفهم الفرق.
ثم تثبت نفعا للذكر بكلمة (أوم) التي هي عند الهندوس إسم معبودهم!! سبحان الملك! ماذا بقي بعد هذا؟؟؟
تريدني الآن أن أقبل منك أنه إن كان الشخص ملحدا وردد (أوم) فسيفنى فناءا باطلا، بينما المسلم إن رددها معتقدا في وجود الله فسيفنى فناءا صحيحا؟
حقيقةً يا أخي النقاش معك قليل الفائدة ومتعب، لا لشدتك فهذه كما قلت في بداية حديثي مقبولة منك وفيها تدريب نفسي لي، ولكن لأنك تشوه كلام محاورك، ولا تحسن الظن به ولا تحاول حتى أن تستفسر! ولا تريد أن تتعلم أي شيء ولا تفترض أنه فاتك شيء!.
أنا أثبت نفعاً لأوم؟!!
لم أثبت نفعاً لأوم، أين هذا؟ متى تغزّلت بأوم هذه ودعوت لها؟!
أنا ذكرت ما يحصل نتيجة "أوم" هذه، وهي عند كثيرين ليست اسما لمعبود ولكن أحرف كونية، لا أكثر، وعند البعض إله.
وسواء قال رجل (أوم) وقال آخر (الله) في خلوته (كتانترا)، فهذا كله مما لم يرد في ديننا ومما لا يصح، فليس مطلوب منا أن نفنى عن الوجود في الله مشاهدةً أساساً، وهذه فتنة كبيرة جداً جداً، وما لم نفهمها فلن نعي كيف سيقوم هؤلاء القوم ومن سيأتي بعدهم بإقناع الناس بالدين الجديد. لأنهم سيختبرون ما تنكره أنت! فسيرى الناس أن ما يختبرونه أصدق من صراخ رجل يقول لهم لا لا يوجد شيء!
وبحسب تقريراتك فالممسوس الذي يرى الشيطان -ويراه حقاً- أثناء "صرعة المس" بحسب نظريتك هذه لا يرى شيئا والشيطان الذي يكون يخوفه ويأمره بالكفر أثناء "الصرعة" ليس حقيقة ولا موجود، ستقول بالنقل ثبت هذا، فأقول لك حسناً، ولكن المقصود بأن وعي الإنسان أكبر بكثير من هذا الذي نعرف ونختبر بالشكل اليومي المعتاد.
وليتك تعلم بأن كون هذا الأمر يحصل في وعي الإنسان ضمن ظروف معينة ويختبره أناس كثر ويشهدون به (مع اختلاف تأويلهم له)، لا يعني بأنه نافع!! ولكن يعني بأنه حقيقي عند كل من اتبع طرقهم.
وبالنسبة للمسلم الذي يكرر (الله) بطريقة معينة لآلاف المرات حتى يدخل في حال من الوعي (المشاهدة) بحيث يفني عن كل ما حوله في (الله)، أجد أنّ هذا الأمر فتنة وخطر، وقد يدفع الإنسان للنطق بالكفر يا أخي .. كما حصل مع الحلاج، فكيف إذن تراني أثبت نفعاً لهذه النوعية من الفناء؟!! بل أحذر من هذه النوعية من الفناء التي لم ترد في ديننا مطلقاً، وأزعم أني أعرف تماماً عما أتحدث عنه.
وكل ما أريد أن أقول للناس بأنّ هذا الشيء الذي ترونه ضمن مستوى من مستويات الوعي ليس بشيء، بل هو فتنة كبيرة، وأن لا يقربوا هذا الطريق.
أما أنت فتريد أن تقول لهم لا هذا ليس حقيقي، لا يوجد .. ! فكلانا يرى خطورة الأمر، ولكن أسلوبي قطعاً يختلف عن أسلوبك.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم للحروف أسرار ولا شك .. وللطلاسمات التي يرددها السحرة أثرها على الشياطين - وليست إلا أنساقا من الحروف والأرقام - وهي علم واسع يعد الاشتغال به عندنا من السبع الموبقات!! فانظر في أي دائرة من دوائر العلم يتحرك هؤلاء!
أمر الطلاسم والأرقام أمر آخر، وليس مدار حديثي حوله، فلا تخلط مجدداً رجاء. وأنا أخي عموماً لست من أهل هذه الأشياء مُـ طْ لَـ قـ اً.
قياسك تلك الطاقات على طاقة الشمس قياس فاسد أصلا. أثبت لي وجود تلك الطاقة الكونية كما ثبت - بالحس والمشاهدة من قديم الزمان - وجود الطاقة الشمسية = وستجدني معك من المؤمنين!! أما التعامل مع هذه الغيبيات - ولا تزال من يوم أن بدعها الهندوس من ثلاثة آلاف سنة وإلى اليوم غيبيات ولو كرهتَ - بتلك الصورة العمياء، بدعوى أن نأخذ ما ينعنا = فلا!!
مجدداً تحاول أن توهم بأني بأدعو للأخذ بما عند الهندوس من خزعبلات ومعتقدات منحرفة، وهذا ما قمت به من بداية ردك! وفي الحقيقة لم أفعل هذا ولا أدعو إليه.
بل أدعو إلى النظر من أجل ضبط النقد والبحث، وأن لا نخلط الحابل بالنابل، وألا يكون تفسيرنا لكل ما نجهل كنهه شياطين وعفاريت!.
والموضوع ليس محصورا بما عند الهندوس، ولكن عند الصينيين واليابانيين .. فهؤلاء اجتهدوا كذلك في التعرف إلى جسد الإنسان وفي علوم الطب عموماً كما أسلفتُ، وهذا ما أدعو التريث بشأنه تحديداً.
ولا يا أخي الطاقة الشمسية لم يتم استغلالها تقنياً إلا حديثاً عبر الخلايا الشمسية، وكانت من قبل مبعثرة!! بل لم يتم بعد استغلالها بالشكل الأمثل بعد. نعم هي موجودة منذ وجدت الشمس ولكن التعرف إليها بشكل محدد واستغلالها تقنياً لم يتم إلا حديثاً، بالتالي مثالي سليم من حيث افتراض حصوله في زمن سابق (قبل اكتشاف ماهيتها علمياً وطريقة استقطابها)، بحيث ينكر بعض المؤمنين على الناس استغلال الطاقة الشمسية للانتفاع بها بدعوى أنّها مرتبطة بمعتقدات فاسدة منحرفة كفرية شيطانية!
أو وإن رأوا آثار وجودها فيأبون إلا ان ينكروا وجودها!! حتى يلمسوها بأيديهم حزماً حزماً! أو قد يقولوا بأن الحركة التي تسببها في الآلات مثلاً أو النفع مصدره الشياطين والعفاريت .. أو .. القرود الزرق (باعتبارهم كانوا يؤمنون بأشياء عجيبة زمان!!!)!
هذا مقصدي من المثال، فلا تسقطه على واقعنا المعاصر، وعلى أية حال يكفي أن تعيه.
بارك الله فيك وشكر لك نصيحتك هذه، التي لم أخرج - حقيقة - من مشاركتك إلا بها ..
وأرى يا أخي الكريم - واعذرني على شدتي في ردي عليك فإنما أنا لك أخ ناصح - أنك تحتاج إلى الوقوف على هذه النصيحة مرارا قبل أن تفتنك هذه الأشياء عن دينك، فإني والله أخاف عليك ...
وجزاك الله تعالى خيراً على نواياك الطيبة، وأسأل الله تعالى أن ينفعني بنصيحتك، ويحفظنا جميعاً من الفتن ما ظهر منها وما بطن ونعوذ به تعالى من فتنة المسيح الدجال، ونعيذ أهلنا والمؤمنين جميعاً،،، هذا وأتمنى أن تكون برسالتي هذه توضحت لك مقاصدي أكثر.
مجدداً أقول، مجهود حقيقةً يا أخي تشكر عليه بلا شك لا سيما نسبةً إلى ضعف ما كتب بهذا الشأن، ولكن تحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة المتأنية المتجردة للحق، لا سيما والوضع يتطور عند القوم وليس كما ينقل عن الهندوس وما شابههم، ولهم الآن تنظيم عالمي كبير .. لا علاقة له بالهندوسية، ولكن نمط جديد ومختلف.
وكذلك لا بد من التصنيف والفصل بين الموضوعات، لأن الخلط لا ينفع بل يضر، ومن الجيد دوماً للباحث المتجرد للحق أن يبدي أي نفع أو إيجابيات في أي موضوع يريد التحذير منه -إن وجدت طبعاً، وقد أقررت أنت بوجودها في بداية حديثك-، فهذا يضفي مصداقية أكثر للطرح.
أسأل الله لي ولك الثبات وحسن الخاتمة. ويكفيني شهادتك بأنها أبواب يجذب بعضها بعضا، فهذا - وربي - خير دليل على صحة ما نقول به من منعها مطلقا سدا للذريعة وصيانة لدين المسلمين، والحمد لله رب العالمين.
آمين.
منع بعض هذه الطرق مطلقاً سداً للذريعة أمر أجده سائغا والله أعلم، وإن بشكل مؤقت، ممكن يعني، بعد القياس.
فحتى يجتمع بيننا قوم يدرسون الموضوع ويبحثون فيه، ويوضحون التشابك ويبينون النافع من الضار، فقولك بالنسبة لي أجده -الآن- معقولا، لأن المفسدة في دخول هذه المتاهة حقيقةً أكبر من أي مصلحة، عدا ما يتعلق بالعلاجات البدنية الصرفة التي لا تنطوي على أي كلمات أو طقوس، وإن كانت تعتمد أساساً على الطاقة التي تنكر وجودها أنت (مثلاً كالإبر الصينية).
هدانا الله جميعاً إلى ما فيه رضواته عز وجل.
ـ[تيم الله]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 05:56]ـ
عفوا، لاحظت وأنا أقر ما كتبت الآن، بأني أخطأت في استخدام الكلمات، وسهوت .. فأنا قصدت الحديث بشأن الكلمات وتكرارها مثل (أوم) عن المانترا .. لا التانترا. عذراً.
فالتانترا تشكل عموم الطقوس والممارسات التي يستخدمونها للوصول لحالة الوعي الكوني المطلوبة لمعرفة الذات والوصول للنيرفانا، وفيها تدخل عملية زرع المفاهيم والمعتقدات، والتي تؤهل الشخص للقيام بطقوس معينة تساعد على فتح الشاكرات من بينها على سبيل المثال لا الحصر ممارسات جنسية جماعية عشوائية .. وهذه التانترا هي لم تكن أصلاً جزء من حوارنا هنا، ولا مما تحدثتُ فيه بكل الأحوال.
على كل، أينما وجدتم كلمة تانترا فأنا أعني مانترا.
وفي الفقرة التي أقول فيها للأخ أبي الفداء وما دخل التانترا، فأنا أؤكد وأقول ما دخل التانترا لأني أتحدث عن شيء آخر لا علاقة له بمفاهيمهم الفاسدة والكفرية.
شكراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 07:22]ـ
موضوع رائع أخي الكريم أبا الفداء وحوار رائع بينك وبين الأخ الكريم تيم الله كما أرجوا أن تستمرا بالأمر إلى منتهاه فهو -حقا- موضوع مهمّ أوّلا لارتباطه بمسائل العقيدة والتصور العام للعلاقة بين الله -الإنسان- الكون وثانيا لارتباطه الكبير بالواقع إذ أصبح لجماعات التنمية وجود محسوس يصعب تجاهله في الواقع المعاش خصوصا وقد تصدر الموضوع بعض المبرزين المنتسبين إلى الجماعات الدعوية وشكرا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 07:55]ـ
سامحك الله يا أخي، أنا أطلب من كل قارئ فطن أن يقارن بين ما كتبتَه في مشاركتك الأولى التي عقبتُ أنا عليها، وما أوردته ونافحت عنه في مشاركتك الثانية التي ترد بها على ردي!
هل يفهم من قرأ ردي عليك بتجرد - وما رددت إلا على ما كتبته أنت من تقريرات وإطلاقات، وليس لي أن أشق عن صدرك!! - أنني أنسب كل (ثابت) من الآثار التي يجدها الناس "لنظام غذائي أو نحوه" ولا يجدون لها تفسيرا في وقتنا الحالي في الطب الإكلينيكي = إلى الجن والعفاريت؟؟؟؟
وهل يفهم كل منصف أني أقول إن كل ما ثبت أنه ينفع الناس - هكذا بإطلاق - ولكنه لم يثبت بالدليل الحسي الإمبريقي، فإنه محض أساطير و (كفر وشر)؟؟؟؟
ما هذه الإلزامات؟؟؟
وهل يستقيم أن يجتمع هذان المفهومان - الذان نسبتهما إلي جميعا بصيغ محتلفة في أثناء مشاركتك - في رأسٍ واحدٍ أصلا يا أستاذنا؟؟؟
سبحان الله!
فعلى سبيل المثال ليس كل مجهول هو متعلق بالجن والشياطين .. والعفاريت.! أين فهمتَ هذا من كلامي؟؟؟؟
إنما كان مرادي أن أبين لك أن طريقة الاستدلال على نفع كثير من العلاجات التي جعلها الوثنيون جزءا من دينهم، فيها إشكال خطير يجعلنا ننظر ونقلب النظر مرارا قبل أن ندعو المسلمين لدراستها لمجرد أنها قد جُربت ونفعت!! وإلا فما أكثر ما لم يكن سبب جدواه ونفعه إلا من عبث الشياطين للتلبيس على الوثنيين والمشركين واستدراجهم .. وما أسهل أن يستدرج المسلمون إلى الوثنية - بشهادتك أنت - عند نظرهم في هذه الأشياء ..
فإن قلنا إن فيها نفعا دنيويا، فإن الضرر الديني الراجح والخطر الشديد القادح في التوحيد نفسه = يجعل أي عاقل يحكم - كما رأيتك أنت نفسك تقول - بسد هذا الباب وصد المسلمين عنه!!!
هل في الأرض من منفعة - علاجية أو غيره - ترقى (مهما عظمت) لأن نهدد توحيد المسلمين بهذه الأخطار، ونجعلهم عرضة لاستدراج الشياطين؟؟؟؟؟ ألا يكفينا ما سوى ذلك مما ينفع الناس ولا يكون فتنة لهم في أصل دينهم؟؟؟
هذا غاية مرادي من إدخال الشياطين في الموضوع، فهل اتضح لك الآن يا أخي؟
ليس معنى كلامي أننا نرد كل نافع عند (الكفار) لأنهم (أهل كفر وشر) ولا غير ذلك مما تهكمت به علي سامحك الله!!
وأنا أسألك بالله، وأسأل كل قارئ منصف متابع للنقاش ...
هل ما تقرره الآن هنا:
ومن ناحية أخرى شرحي لمعتقد باطل لا يعني أني أجد فيه نفعاً أو أني أعطيه شرعية، لا! ولكن يعني أني أشرح وأبين ماذا يحصل لنكون على هدى، وشتان. هو ما يفهمه القارئ من مثل قولك في مشاركتك الأولى:
والنيرفانا بحقيقتها -البعيدة عن المعتقدات (؟؟؟؟) - لا تعدو عن كونها حالة ذوقية تأملية (التأمل التجاوزي) يصبح الإنسان فيها في حالة فناء عما حوله عن كل ما حوله، فإن كان مسلما موحداً وكان يردد اسم (الله) فهو في فنائه عما حوله لن يشعر إلا بالله عز وجل لا شيء إلا الله؟
أم أنه يفهم منه إقرارك لهذا المعتقد الباطل، ومحاولة تفسيره بالطاقة (وإن لم يكن هذا مرادك)؟؟؟
ماذا يفهم المسلمون العقلاء من كلامك هذا - على هذا اللفظ، ومثله كثير فيما عقبتُ عليه من كلامك - إلا أنك "تعطيه الشرعية"؟
إما أن المشكلة في اعتقادك أنت - ولا أظن ذلك إن شاء الله، وقد نفيتَه عن نفسك بوضوح - أو أنها في طريقتك في تحرير ما تريد، لكن قطعا هناك مشكلة واضحة في أمثال هذه التحريرات، ما كان يستقيم أن يجاب عنها إلا بما رقمتُه في محله، والله المستعان!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما سقته من أقوال في تعريف الطاقة عند الفيزيائيين، فليست هذه الأقوال أقوال الفيزيائيين في الطاقة وإنما هي أقوال الفلاسفة (وإن قال بها بعض الفيزيائيين)، إذ الطاقة - على مفهوم أهل العلم الطبيعي - هي كم فيزيائي يمكن قياسه وتتبعه تجريبيا وهو مرتبط بأحوال مخصوصة للمادة، ويمكن تحويله إلى أنواع أخرى من الطاقة. أما ما سماه البعض بالطاقة الخضراء وطاقة الأشكال وطاقة الأثير وطاقة كذا وكذا، فلا يدخل شيء منها في المفهوم الفزيقي للطاقة، وإنما في المفهوم الفلسفي، على اعتبار أنهم يريدون تسفير بعض الظواهر بوجود "قدرة" ما غير منظورة كانت هي السبب فيها، كما لو كانت نوعا من أنواع الطاقة.
ولك أن تقول ههنا: أليس قد كانت من قبل كثير من أنواع الطاقة المعروفة لنا الآن كمقادير فزيقية = من قبيل المفاهيم الفلسفية المجردة كذلك، حتى تمكن العلماء من قياسها وتتبعها بوسائل العلم الإمبيريقي ومن ثم إثبات وجودها كطاقة على المصطلح الفزيقي؟ فأقول لك بلى، وأنا لم أمنع من إمكان وجود تلك الطاقات عقلا، ولكن قلت: أثبت لي وجودها ككيان فزيقي يمكن قياسه وربطه بأنواع الطاقة الأخرى وأنا أقر لك بكونها نوعا من (أنواع الطاقة) كالكهرباء والحرارة وغيرهما! وإلا فليس لك أن تعارضني حتى لو جئتك أقول لك إن (هذا شغل عفاريت)!!!
فقولك هذا:
فقولك:
هذا تناقض، فأنت حقيقةً اعتبرتها في بداية حديثك في هذه الفقرة مجرد فلسفة، مجرد فكرة في الأذهان -وهذا غير صحيح. يدل أولا على أنك تملك بالدليل ما تثبت به أن هذه الظاهرة سببها طاقة كالصوت والضوء والحرارة وغيرها، وليس لك هذا .. ويدل ثانيا على أنك لم تفهم مرادي بوصفي إياها بالفلسفة بالأساس، إذ ليس لازما عند أحد من العقلاء أن تكون الفكرة الفلسفية مجردة من وجود ظاهرة في الواقع تروم تفسيرها، ولم أقل - ولا يلزم من مجرد وصفي إياها بالفلسفة - أن هذه الظاهرة التي وصفوا تأثيرها بهذا الوصف = لا وجود لها في الواقع!!
والعجيب أنك انتهيت إلى هذه النتيجة:
بالنتيجة ما أريد قوله، بأن تعريف الطاقة في العلم التجريبي ليس منضبطاً أصلاً، بل هناك من يقول ليس هناك شيء اسمه طاقة ولكن هناك أشكال للطاقة. فعلى كلامك هذا يا أخي المبارك: كل مصطلح اختلف في تعيين المراد به أهل فن من فنون العلم على أقوال عدة = فإن هذا المصطلح لا ينضبط .. (بغض النظر هل هذا الخلاف سائغ أصلا عند أهل تلك الصنعة أو لا) وإذا كان لا ينضبط، فلنا إذن أن نُدخل تحته ما نريد، ثم نخرج نوهم الغرر والجهلاء أن هذه (طاقة) أثبت وجودَها (العلم الحديث) ونتاجر بها هنا وهناك!!
أنا ما أدخلت الكلام في مفهوم الطاقة في العلم الطبيعي إلا لأن هذا ما يتاجر به هؤلاء - الذين أراك تشاركني في الإنكار عليهم!! - يوهمون الناس بأن هذا من العلم الطبيعي، وليس هو في الحقيقة على قواعده ولا أصوله، ولا أعرف عالما طبيعيا من أي ملة في العالم - خلا الهندوسية وبعض سفهاء النصارى - إلا ويرفض اعتبار نظرية البرمجة اللغوية هذه من العلم الطبيعي! إن شئت اعتبارها نظرية من نظريات علم النفس الفلسفية (ولا يعني وصفها بأنها فلسفية بالمناسبة تجريد دعاوى تلك النظريات عن ظاهرة واقعية معينة تروم تفسيرها، وقد رأيتك تدندن على هذا المعنى العجيب!!) فلك هذا، ولكن لكل علم أدواته ومنطقه الاستدلالي ومصطلحاته!
أما قولك هذا:
ثم يا أخي ومنذ متى كنا نحن المسلمين ننتظر موافقة علمية وأدلة علمية تجريبية من معامل الغرب تحديداً! وهل يؤمنون هم بوجود عالم الجن على سبيل المثال أو تستطيع معاملهم وأدواتهم المخبرية إثباته؟! هل يؤمنون بالعين وما يصدر عنها من "قوى" أو "طاقة" شريرة (أو سمها ما شئت) ناتجة عن الحسد؟!
فخلط جديد! لا إشكال عند المسلمين في قبول الأدلة العلمية الصحيحة ولو جاءتنا من الشطيان نفسه! ولكل علم أدلته المعتبرة فيه، التي بها تطلق مصطلحاته ومفاهيمه النظرية على الظواهر الموجودة في الواقع. فكون (الغرب) لا يؤمنون بالجن لا يعنينا في شيء، ولا يلزم منه أن نرد ما في معاملهم!! ولا أدري كيف تكتب هذا الكلام وأنت تطالبني - أصلا - بقبول ما جاء به الكفار من نفع!!! سبحان الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
لو تأملتَ في كلامك هذا لوجدته حجة لي والله! فنحن إذ آمنا بالعين والجن والشيطان، لم نؤمن بها لأنها ثبتت من طرق الحس والمشاهدة والتجريب المعملي، وإنما لأننا جاءنا بها نص من الوحي المعصوم، فصارت عندنا عقيدة لا تقبل التشكيك ولا يعنينا ما يقول أصحاب تلك المعامل فيها! فهل تريدنا أن نعامل ما جاءنا به القوم من ين ويانج وشاكرا معاملة اعتقادنا في الجن والعين؟؟؟ قطعا ليس هذا ما تدعونا إليه، فما هذا التخبط في التحرير يا أخي رعاك الله؟؟
الذي تريد أن تقوله - كما يبدو لي - أنه ليس كل ما يكفر به أصحاب المعامل الغربية فهو باطل ولابد، بدليل كفرهم بالجن والعين عندنا .. وهذا المعنى لا أخالفك فيه، ولا يخالفك فيه أحد، ولكن ما هكذا يكون تحريره!!
سنتفق على أن العلم الطبيعي The scientific Method لم يثبت من طريقه وجود الجن وكذلك لم يثبت به وجود الشاكرا، وهنا مربط الفرس، إذ سيرجع بنا الحديث في النهاية إلى أصل فلسفة الاستدلال على وجود هذا وذاك (من جانب) (وهو محل النزاع بيني وبينك)، والنظر الترجيحي في فقه المصالح والمفاسد في القبول والرد لما ثبت من نفع دنيوي ظاهر (من الجانب الآخر: وهو محل الاتفاق فيما يبدو).
فلو قلَّبت نظرك في هذا الكلام الملون بالأحمر بروية وتجرد لاكتشفت أنك توافقني في الحقيقة وتقول بسد هذا الباب لذات العلة التي أثبتها أنا، فتأمل بارك الله فيك.
لا، هذه "الطاقة" بشكلها المجرد ليست اعتقادا غيبيا مطلقاً (شريراً كافراً)،فقط أحببت تنبيهك إلى نبرة التهكم فيما هو ملون بالأحمر .. سامحك الله.
وسامحك الله على مثلها ههنا:
وكلنا يعرف صحتهم الجيدة، ولا ليست من الشياطين والعفاريت!! تقول
فكما في العلم التجريبي الحديث يقول العلماء بأننا نستدل على الطاقة من آثارها، وكذلك الأمر هنا، هذا قياس مع الفارق الواضح، وقد تقدم بيانه. ومحاولة القوم (حشر) معتقداتهم - أو نظرياتهم النفسانية إن شئت - تحت مصطلحات العلم التجريبي بهذه الطريقة - حتى من اسمها نفسه الذي لا علاقة له بطريقة علماء الطب باستعمال مصطلح Neuro ( أصلا) فلا أقبلها!! (وليس لهذا الخلاف الاصطلاحي تأثير على قضية ما إذا كان وجود الظاهرة نفسها الموصوفة بهذا المصطلح = حقا أو باطلا، أو على حكم الانتفاع بها في الإسلام)
فهناك الكثير ممن استفادوا في أغراض علاجية بدنية بحتة، وبدون تمتمات ولا كلمات ولا "تانترا" ولا أحرف ولا شياطين ولاعفاريت ولا شيء من هذا!
أحسنت .. لا أنكر هذا، ونحن نتفق في أصل مشروعية التداوي بالطب البديل من حيث المبدإ ولا شك .. ولكن إذا كان الأمر على النحو الذي وصفته أنت بنفسك بأنه فتنة وأنه يجذب الإنسان إلى الشرك والوثنية خطوة بعد خطوة، فبالله لماذا تجادل عنه؟ ما كان من نفع في فتح الشاكرات وإغلاقها أو في ممارسة اليوجا ومحاولة الوصول إلى (النيرفانا) فلا يلزمنا أصلا، وعندنا فيما يخلو من الفتن والشبهات ما يغنينا عنه، ولله الحمد! وانت توافقني على هذا فيما يبدو، فما وجه النزاع بيننا؟؟
وإن كنت ترى أنه من المهم أن يستوي عالم راسخ القدم في التوحيد لدراسة تلك الأشياء لجلب النافع المفيد منها، وتنقيته من الكفر والوثنية، فأنا لا أرى ذلك ولا أستسيغه، لا لأنه فتنة لذلك العالم نفسه فحسب، ولكن لأنه فتنة للمسلمين كذلك، لا سيما وقد كثر بالفعل من طلبة العلم والمنسوبين إليه من غاصوا في هذه الأشياء وحاولوا إخراج النفع منها ولم يرجعوا إلا بالمهالك وهم لا يشعرون!! وقد بينت في أصل المقال ما معناه أن كثيرا مما خلطه دعاة البرمجة هذه والتنمية البشرية بنظريات الوثنيين، إنما مصدره علوم أخرى كعلم النفس (تنشيط القدرات العقلية) وعلم الاقتصاد (تنظيم الوقت ونحوه) والاجتماع وغيره، فمن أراد إخراج الفوائد من تلك العلوم ونفع المسلمين بها فما حاجته لأن يقرنها بتلك النظريات التي أقل ما يقال فيها إنها شبهة، وما حاجته لأن يدخل فيها الطاقة والشاكرا والنيرفانا؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا يريد الشيخ فلان أن يحصل على شهادة "مدرب معتمد" من مركز كذا وكذا في أمريكا ثم يأتينا يقول لقد درستها وصفيتها وأخرجت منها ما ينفع المسلمين، ثم يعقد لها الدورات بمئة دولار للعضو الواحد ويطالب الناس بألا ينشروا ما فيها، فإذا ما نظرت فيما يجري بين تلامذته من كلام وجدتهم يسبحون في معتقدات الوثنيين سباحة ولا حول ولا قوة إلا بالله؟؟؟
يا أخي نسأل الله أن يحفظ على المسلمين دينهم وأن يدفع عنهم تلك الفتن جميعا، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ومن طرق "العلاج بالطاقة" مثلاً الإبر الصينية حيث اكتشف الصينيون أن هذه الإبر (بغرزها في مواضع معينة -مسارات للطاقة-) تعمل على إعادة التوازن في الجسم، وان الطاقة تسير في مسارات متعددة مختلفة في جسم الانسان، وقد تصاب بعض المسارات بخلل ما فيتأثر سريان الطاقة، ويمكن بإذن الله تعالى إعادة التوازن بغرز الإبر في مواضع معينة من هذه المسارات. وهناك كثير من الناس في العالم استفادوا بإذن الله تعالى، وهناك من لم ينتفعوا لأنّ هذا مجرد علاج (كشأن أي علاج آخر) التأثير الحقيقي ليس فيه، فالله تعالى هو الفعال لما يريد.
لا أريد أن يتشعب الموضوع، ولكن أكتفي بتنبيهك على أن أكثر علماء الغرب يعدون الإبر الصينية هذه من العلم الكاذب Pseudoscience.. أو أنها - على الأقل - في ثبوت فائدتها نزاع إحصائي. والإنسان الذي يذهب ليعالج هناك لا يبرأ غالبا (بإذن الله تعالى) من تأثير تلك الإبر - الذي لم ثيبت من خلال الظواهر الفزيقية المعروفة بعد - وإنما بتأثير ما يسميه علماء النفس Placebo effect أي العلاج بالإيحاء (وهو طريقة مجدية بالمناسبة يتباحثها فلاسفة الغرب للنظر في إقرارها كطريقة طبية معتبرة، وقد ثبت بالفعل أن أقواما برأوا من بعض الأمراض الجسدية وكانوا لا يتعاطون من العلاج إلا قرصا يحسبونه دواءً جديدا خارقا وهو في الحقيقة ليس إلا سكر مضغوط!!!)
وفي الحقيقة فإن نسبة من لا يجدي معهم هذا العلاج بالإبر بالفعل إلى من يجدي معهم نسبة متذبذبة إحصائيا، تصل أحيانا إلى أكثر من نصف العينة، وأحيانا إلى دون ذلك، بصورة قد تجعل العلاج بقرص السكر المضغوط يبدو أكثر جدوى وفاعلية أحيانا!! فإن كنت تستدل على جدوى الإبر الصينية من خلال دليل التجريب (أنها جُربت ونفعت) أو أنك أنت نفسك جربتها فنفعت معك، فابحث عن هذه الإحصائيات وانظر جدال العقلاء في الغرب حول جدوى هذه الطريقة، (ونزاعهم الفلسفي في منطق الاستدلال الإحصائي نفسه على جدواها) بارك الله فيك (ولا داعي لأن تدخلنا ههنا في هذا الخلاف، فقد طال الكلام وتشعب بما فيه الكفاية)!!
أما ما سقته بعد ذلك من كلام حول قوله تعالى ((وخلقنا من كل شيء زوجين)) فلا أخالفك فيه يا أخي، ولكن أين هي (الطاقة) التي نفهمها من هذه الآية؟؟ قلت لك إن مفهوم الين واليانج في حقيقته ليس طاقة وإنما هو أصل في معتقد الكونفوشيين مفاده الاتزان التام بين كل (زوجين) من الأشياء في الطبيعة (وهو معنى لا نختلف فيه إجمالا والقرءان يوافقه) .. فلا أدري ما الذي حوَّل هذا الاتزان إلى طاقة (!!) نروم الاستدلال على وجودها بالقرءان، وندعي العلاج بها!! يا أخي الحبيب حرر وجه النفع الذي تقصده تحديدا في (الين واليانج) وأهم من هذا: لا تدخل في القرءان ما ليس فيه!
وما أعجب تشبيهك لتلك الممارسات العلاجية التي فيها أخذ بالأسباب من تغيير نظام غذائي (الطعام الحلال الطيب بنمط صحي) أو ضغط على مواضع من الجسد (الجسد) أو تغيير نمط تفكير ومعتقدات (العقل والفكر والمشاعر)، وبين من يستغيث بالحسن والحسين لينفعوه أو يدفعوا عنه الضر! عجيب فعلاً! يا أخي اتق الله! أين شبهتُ أنا "الأخذ بالأسباب من تغير نظام غذائي" بالمستغيث بالحسن والحسين؟؟؟؟؟؟؟
وهل يستوي - أصلا - تغيير النظام الغذائي، (بالضغط على مواضع من الجسد) بما تسميه أنت (تغيير المعتقدات)، هكذا بمثل هذا الإطلاق؟؟؟ سبحان الله.
فهل كل هذا لأنك لا تريد أن تقنع بوجود شيء اسمه "طاقة" وبوجود مسارات للطاقة تسري في جسد الإنسان تؤثر على حالته الصحية عموماً؟! وبأن الخلل في مشاعر وأفكار الإنسان، أو في طعامه، أو في نمط حياته أو ارتباطه الروحي بخالقه يؤثر على جسده؟! عجباً أليس هذا ما نؤمن به؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه ليست طريقة باحثين ولا طلبة علم في الاحتجاج يا أخي الكريم! لم أقل أصلا بأني أرفض الفكرة (فكرة وجود هذه الطاقة) من أساسها، فلا داعي لتلك الاستفهامات العاطفية في النقاش، بارك الله فيك. أما قولك بأن الخلل في ارتباط الإنسان الروحي بخالقه يؤثر في حالته الصحية، فما دخل هذا بالطاقة؟؟ إن قلت هو بسبب الطاقة فقد حملتنا على اعتقاد ما يقوله الهندوس، ودخلت بنا في بدعة شديدة الخطورة، هي عين ما نبهتك عليه في مشاركتي الآنفة، فرميتني بالتشنيع عليك، فانبته! الذي يقول هناك طاقة عرفها الهنود هي السبب في فساد جسم الإنسان عندما تختل علاقته الروحية بربه، هذا يقرر معتقد الهنود الغيبي في تأثير تلك الطاقة بحذافيره، وإن ادعى أنه بعلاجه للخلل في سريان هذه الطاقة المزعومة - متجردا من عقيدتهم في أنها هي ذات الله نفسها - يزيل أثر الفساد الروحي للإنسان على جسده، ويفتح السبيل أمام اتصاله بربه بصورة أفضل (وهو مفهوم النيرفانا) فقد أتى ببدعة في دين الله تعالى هي باب من أبواب الوثنية لا يخفى، حيث إن تعريف البدعة أنها كل عمل يراد به التقرب إلى الله تعالى لم يأت فيه نص شرعي!!
بمعنى أنه تم تقنين مبادئ نفسية ووضعها في حزمة، وهي أصلاً موجودة في علم النفس (وهذا ما يقوله الكثير من الأطباء النفسيين المعارضون لها) ثم زعموا أنها علم قائم بذاته، وهي مجرد تقنيات موجودة أصلاً في علم النفس لا ترقى لتكون علماً قائماً بذاته. عظيم، ألا يسنعا إذن بارك الله فيك، أن نتفق على موافقة هؤلاء النفسانيين المعارضين لها؟ فلنكتف بما نحله هؤلاء من علم النفس وغيره من الفوائد، ناخذها من حيث أخذوها، دون الدخول أصلا فيما يسمى بالبرمجة اللغوية الوثنية هذه وما يفتح علينا من مصائب!!
أما كلامك بعدُ عما في علم النفس من فوائد فلا أدري ما وجه إيراده ههنا! هل خالفتك فيما في علم النفس من فوائد؟؟؟
هممم!! في الحقيقة قدماي مرفوعتان حالياً على كرسي مريح له مساند لحملهما!! وأسند ظهري للوراء وأحاول أن أبقي رقبتي بوضع مستقيم مع رأسي!! لم أفهم هذا الكلام في الحقيقة يا أخي، فماذا تقصد؟؟؟
هذا الفرق بيني وبينك، أنت تحب النسف السريع والشامل (أسهل) وأنا .. أحب التريث، وفصل الخيوط المتشابكة، لأحدد بعدها ماذا أريد أن أنسف (لا أحب أسلحة الدمار الشامل هذه!!). سامحك الله يا أخي فقد - والله - آذيتني بهذا الكلام، والله المستعان.
يعني فكِّر بالعين والحسد يا أخي على سبيل المثال، لتقريب الفكرة فقط ..
ألا تظن بأنّ العلم قد يكشف يوماً عن كيفية انتقال تلك "القوى" أو "الطاقة" أو (كائن ما كانت) الشريرة من الحاسد إلى المحسود فتؤذيه؟! نحن لا نراها حقيقةً، ولكن نرى الأثر الذي تحُدثه (المرض).
طيب ..
كيف حصل الإرسال؟ لا نعلم.
كيف حصل الاستقبال؟ لا نعلم.
كيف حصل التأثير على جسد المحسود فأصيب عضوياً من قبل قوى غير مرئية وغير محسوسة! لا نعلم.
فهل سنقول جن وشياطين؟! لا لن نقول جن وشياطين وإنما سنقف على ما جاءنا به الخبر.
وإلا فإن لم يكن عندنا حكمة جامعة من هدي الإسلام والسنة نقرر بها - قبل كل شيء - مشروعية وجدوى الخوض البحثي في ظاهرة من الظواهر، فبأي شيء ميزنا إسلامنا عن الكفار والسفهاء؟؟!!!
ليس لنا أن نخوض في حقيقة الحسد أصلا، لأن خبره لم يأتنا إلا بالوحي وعلاجه منصوص عليه عندنا بالوحي كذلك، فطلب هذا الذي ذكرته أقل ما يقال فيه إنه من فضول العلم، والله أعلم.
أسأل الله أن يهديني وإياك للعلم النافع.
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 07:59]ـ
الأخ الكريم أبو الفداء
جزاك الله خيراً على هذا المجهود الطيب
الاخ الكريم تيم الله
جزاك الله خيراً على هذا الحوار الهاديء وأنا أتفق معك في العموم في محاولة عرض الموضوع بطريقة أكثر هدوءاً وإن كان المرء يختلف من حالٍ إلى حال فالأخ أبو الفداء يحاول التحذير مما جعله يلتزم جانب الشدة في الامر لكن أعتقد أن هذا يختلف عن الحوار داخل مجلس علمي قد لا يناسبه تماماً نفس اسلوب الموضوع الأصلي من ناحية الشدة و الأطلاقات التي يراد بها التحذير
نقاش مثري ومفيد بارك الله فيكم
ـ[تيم الله]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 04:12]ـ
الأخ الفاضل (أبو الفداء)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقط حاولت أن أرطب خشونة أسلوبك وأكسر شيئاً من حدة كلماتك واتهاماتك .. ببعض المشاكسة من طرفي (حديثي عن النسف، وأين أضع قدماي .. والقرود الزرق!!) دون أن أخلّ بمضمون الحوار طبعاً، وذلك لتلطيف الجو .. بالنسبة لي على الأقل! كي لا أرد عليك بشدة مماثلة .. أو أشد (يعني اجتهدت فلا تلمني)! ولا عليك، انظر للجانب المشرق، فها قد أثمر أسلوبي، فأصبحت نبرتك هادئة وأسلوبك أكثر مرونة، فبارك الله فيك أخي الفاضل.
ولا، لا أريد الأذى لك أبداً .. أو لأي أحد من المؤمنين، فأعتذر عن إيذائي لك بغير قصد.
أما ما نقلته من حديثي بشأن الشياطين والعفاريت فكنت أقصده تماماً وأعنيه فعلاً ولم يكن تهكماً، ولكن رداً مني على ما ورد منك في طرحك الأصلي (كما فهمتُه)، وردك لاحقاً (كما فهمتُه)، ولا أدري لمَ فهمت تلك الجمل تحديداً بأنها تهكم، ولو قلت ذلك عن "القرود الزرق" لربما قلت معك حق، ولو أني كنت أبتسم حقيقةً وأنا أكتب، وفي حالة هدوء تام.
وسع الله صدرك لعباده عز وجل، وغفر لي ولك ولإخوتنا جميعاً.
..
طيب يا أخي، أعتقد أنّ سوء التعبير والفهم وارد من طرفي (راجعت مداخلاتي ولاحظت هذا في مواضع، منها فهمي لمقصدك بشأن "الفلسفة" مثلاً)، ولكن أيضا يا أخي هناك ما ليس لديك به علم بكل بساطة (كما تبين لي)، بالتالي بدا لك الإشكال في بعض كلامي (تحريري).
فقد خلطتَ في رسالتك الأخيرة مجدداً معي بعض الأمور فيما أقره وفيما لا أقرّه، ومن ناحية أخرى لاحظت أنك تكون تتحدث عن "الطاقة" مثلاً ثم فجأة يتحول الكلام ليصبح عن البرمجة اللغوية العصبية بتداخل مشوِّش، وحقيقةً هناك فرق حتى مع وجود الصلة.
فليس دائماً مرتبطة دورات واستشارات البرمجة اللغوية العصبية بالطاقة والحديث عن الطاقة! لذا قد يعجب أغلب من يقرأ ما كتبتَ ممن لم يخبروا ما تتحدث عنه، ويظنونك تخلط أو متحامل، لأنهم ما سمعوا هذا من مدربيهم أو محاضريهم (في الجامعات) أو استشارييهم! والسبب هو أنّ هناك نسبة لا بأس بها من "المدربين" يقومون بأسلمة هذه التقنيات، كما ويقومون ببترها عن "تقنيات الطاقة" ومتعلقاتها تماماً باعتبارها علاجية وليست من تخصصهم، ليكون ما يقدمونه ويطرحونه مجرد تقنيات نفسية واجتماعية تساعد الشخص في حياته وفي تنمية مهاراته.
لذا عند الحديث عن البرمجة فلا بد لنا من أن نميز ونفصل، ونوضح الأشكال المختلفة التي يتبناها "المدربين"، مع تبيان درجة خطورة كل منها، وهذا واجب علينا يفرضه الإنصاف علينا.
لذا مهم جداً أن يأخذ كل مفهوم حقه، فيتم الحديث عنه بشكل جزئي منفصل، ثم يتم ربطه بالمنظومة ككل وتبيان التداخل، ولكن في طرحك كانت المفاهيم متداخلة بشكل مربك.
وقد لاحظت أن هذا حصل من جانبي كذلك وأنا أرد عليك، ولهذا أنا كرهت من البداية ذلك الخلط في الموضوعات ابتداء من طرحك ومن ثم ما انبنى عليه من رد من طرفي.
ولهذا وجدت أني أريد أن أنتهي من كل مسألة على حدا، وأبدأ فيما يتعلق بالنيرفانا، وقولك في رسالتك الأخيرة تعقيباً على كلام اجتزأتَه لي حول هذه "النيرفانا"، حيث تقول عن كلامي ذاك وتسألني بالله:
وأنا أسألك بالله، وأسأل كل قارئ منصف متابع للنقاش ...
هل ما تقرره الآن هنا:
ومن ناحية أخرى شرحي لمعتقد باطل لا يعني أني أجد فيه نفعاً أو أني أعطيه شرعية، لا! ولكن يعني أني أشرح وأبين ماذا يحصل لنكون على هدى، وشتان.
هو ما يفهمه القارئ من مثل قولك في مشاركتك الأولى:
والنيرفانا بحقيقتها -البعيدة عن المعتقدات (؟؟؟؟) - لا تعدو عن كونها حالة ذوقية تأملية (التأمل التجاوزي) يصبح الإنسان فيها في حالة فناء عما حوله عن كل ماحوله، فإن كان مسلما موحداً وكان يردداسم (الله) فهو في فنائه عما حوله لن يشعر إلا بالله عز وجل لا شيء إلا الله.
أم أنه يفهم منه إقرارك لهذا المعتقد الباطل، ومحاولة تفسيره بالطاقة (وإن لم يكن هذا مرادك)؟؟؟
ماذا يفهم المسلمون العقلاء من كلامك هذا - على هذا اللفظ، ومثله كثير فيما عقبتُ عليه من كلامك - إلا أنك "تعطيه الشرعية"؟
طبعاً اقتبستَ لي ما تظن أنه يؤكد اتهامك لي ذاك، أو على الأقل ما يبرره!
(يُتْبَعُ)
(/)