واعلم أن الصفات على ثلاثة أقسام. "حقيقية عارية عن الإضافات" كالسواد والبياض. "وثانيها" الصفات الحقيقية التي تلزمها الإضافات كالعلم والقدرة. وثالثها الإضافات المحضة والنسب المحضة مثل كون الشيء قبل غيره وبعد غيره، ومثل كون الشيء يمينا لغيره أو يسارا له؛ فإنك إذا جلست على يمين إنسان ثم قام ذلك الإنسان وجلس في الجانب الآخر منك: فقد كنت يمينا له؛ ثم صرت الآن يسارا له فهنا لم يقع التغير في ذاتك ولا في صفة حقيقية من صفاتك؛ بل في محض الإضافات. إذا عرفت هذا، فنقول: أما وقوع التغير في الإضافات فلا خلاص عنه وأما وقوع التغير في الصفات الحقيقية: فالكرامية يثبتونه وسائر الطوائف ينكرونه فبهذا يظهر الفرق في هذا الباب بين مذهب الكرامية ومذهب غيرهم.
والذي يدل على فساد قول الكرامية وجوه:
الأول: أن كل ما كان من صفات الله فلا بد أن يكون من صفات الكمال ونعوت الجلال فلو كانت صفة من صفاته محدثة، لكانت ذاته قبل حدوث تلك الصفة خالية عن صفة الكمال والجلال. والخالي عن صفة الكمال ناقص؛ فيلزم أن ذاته كانت ناقصة قبل حدوث تلك الصفة فيها وذلك محال. فثبت أن حدوث الصفة في ذات الله محال.) ([1])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(ولقائل أن يقول: ما ذكرته لا يدل على محل النزاع وبيان ذلك من وجوه:
أحدها: أن الدليل مبني على مقدمات لم يقرروا واحدة منها لا بحجة عقلية ولا سمعية؛ وهو أن كل ما كان من صفات الله لا بد أن يكون من صفات الكمال، وأن الذات قبل تلك الصفة تكون ناقصة، وأن ذلك النقص محال.
وحقيقة الأمر لو قام به حادث لامتنع خلوه منه قبل ذلك. ولم يقم على ذلك حجة.
الثاني: أن وجوب اتصافه بهذا الكمال وتنزيهه عن النقص لم تذكر في كتبك عليه حجة عقلية؛ بل أنت وشيوخك كأبي المعالي وغيره تقولون: إن هذا لم يعلم بالعقل؛ بل بالسمع.
وإذا كنتم معترفين بأن هذه المقدمة لم تعرفوها بالعقل. فالسمع إما نص وإما إجماع.
وأنتم لم تحتجوا بنص؛ بل في القرآن أكثر من مائة نص حجة عليكم والأحاديث المتواترة حجة عليكم.
ودعوى الإجماع ....... ([2])
ــــــــــــــــــــــــــ
[1]- الأربعين في أصول الدين (ص: 117 - 119).
[2]- سقط باقي الكلام من مجموع الفتاوى، ووصل بما بعده من كلام الفخر الرازي في كتاب الأربعين في أصول الدين» ولم ينبه على ذلك فأوهم أنه من كلام شيخ الإسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون. انظر مجموع الفتاوى (6/ 275).
وقد وضعتُ في المجلس موضوعا خاصا بهذا الأمر على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10513
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 09:17]ـ
قال الإمام الفخر الرازي:
(المقدمة الثانية: إن القابلية إذا كانت أزلية وجب أن يكون المقبول صحيح الوجود في الأزل. والدليل عليه أن كون الشيء قابلا لغيره، نسبة بين القابل والمقبول. والنسبة بين المنتسبين متوقفة على تحقق كل واحد من المنتسبين، فصحة النسبة تعتمد صحة وجود المنتسبين. ولما كانت صحة اتصاف الباري بالحوادث حاصلة في الأزل؛ لزم أن تكون صحة وجود الحوادث حاصلة في الأزل.) ([1])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(فيقال لك: هذا الدليل بعينه موجود في كونه قادرا فإن كون الشيء قادرا على غيره نسبة بين القادر والمقدور والنسبة بين المنتسبين متوقفة على تحقيق كل واحد من المنتسبين وصحة النسبة تعتمد وجود المنتسبين. فلماكانت صحة اتصاف الباري بالقدرة على الغير حاصلة في الأزل: لزم أن يكون صحة وجود المقدور حاصلة في الأزل فهذا وزان ما قلته سواء بسواء. وحينئذ فإن جوزت وجود أحد المنتسبين وهو كونه قادرا في الأزل، مع امتناع وجود المقدور في الأزل، فجوز أحد المنتسبين وهو كونه قابلا في الأزل، مع امتناع وجود المقبول في الأزل. وإن لم تجوز ذلك بل لا تتحقق النسب إلا مع تحقيق المنتسبين جميعا؛ لزم إما تحقق إمكان المقدور في الأزل، وإما امتناع كونه قادرا في الأزل، وأيًّا ما كان بطلت حجتك سواء جوزت وجود أحد المنتسبين مع تأخر الآخر، أو جوزت وجود المقدور في الأزل، أو قلت: إنه ليس بقادر في الأزل. فإن هذا وإن كان لا يقوله لكن لو قدر أن أحدًا التزمه وقال: إنه يصير قادرًا بعد أن لم يكن قادرًا؛ كما يقولون إنه يصير قابلا بعد أن لم يكن قابلا. قيل له: كونه قادرًا إن كان من لوازم ذاته وجب كونه لم يزل
(يُتْبَعُ)
(/)
قادرًا وامتنع وجود الملزوم وهو الذات بدون اللازم وهو القدرة، وإن لم تكن من لوازم الذات كانت من عوارضها فتكون الذات قابلة لكونه قادرًا وكانت الذات قابلة لتلك القابلية. فقبول كونه قادرًا إن كان من اللوازم عاد المقصود، وإن كان من العوارض افتقر إلى قابلية أخرى ولزم إما التسلسل وإما الانتهاء إلى قادرية تكون من لوازم الذات.
الجواب الثامن: ([2]) أن يقال: فرقك بأن وجود القادر يجب أن يكون متقدما على وجود المقدور ووجود القابل لا يجب أن يكون متقدما على وجود المقبول؛ فرق بمجرد الدعوى ولم تذكر دليلا لا على هذا ولا على هذا والنزاع ثابت في كلا الأمرين. فمن الناس من يقول: لا يجب أن يكون القادر متقدما على إمكان وجود المقدور بل ولا يجوز؛ بل يمكن أن يكون وجود المقدور مع قدرة القادر. وهذا كما يكون المقدور مع القدرة عند جماهير الناس من المسلمين وغيرهم؛ وإن كان وجود المقدور مع القادر يفسر بشيئين:
أحدهما: أن يكون المقدور أزليا مع القادر في الزمان. فهذا لا يقوله أهل الملل وجماهير العقلاء الذين يقولون: إن الله خالق كل شيء. وهو القديم وما سواه مخلوق حادث بعد أن لم يكن. وإنما يقوله شرذمة من الفلاسفة الذين يقولون: إن الفلك معه بالزمان لم يتأخر عنه ويجعلونه مع ذلك مفعولا مقدورا. وأما كون المقدور متصلا بالقادر بحيث لا يكون بينهما انفصال ولكنه عقبه؛ فهذا مما يقوله أكثر العقلاء من المسلمين وغيرهم. ويقولون: المؤثر التام يوجد أثره عقب تأثره. ويقولون: الموجب التام يستلزم وجود موجبه عقبه لا معه. فإن الناس في المؤثر التام على ثلاثة أقوال:
منهم من يقول: يجوز أو يجب أن يكون أثره منفصلا عنه؛ فلا يكون المقدور إلا متراخيا عن القادر والأثر متراخيا عن المؤثر كما يقول ذلك كثير من أهل الكلام وغيرهم.
ومنهم من يقول: بل يجوز أو يجب أن يقارنه في الزمان كما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة ووافقهم عليه بعض أهل الكلام في العلة الفاعلية. فقالوا: إن معلولها يقارنها في الزمان.
والقول الثالث: أن الأثر يتصل بالمؤثر التام لا ينفصل عنه ولا يقارنه في الزمان فالقادر يجب أن يكون متقدما على وجود المقدور لا ينفصل عنه. وإذا قال القائل: وجود القادر يجب أن يكون متقدما على وجود المقدور قالوا: إن عنيت بالتقدم الانفصال فممنوع؛ وإن عنيت عدم المقارنة فمسلم ولكن لا نسلم المقارنة. وذلك يتضح:
بالجواب التاسع: وهو أن يقال: قولك أما وجوب وجود القابل فلا يجب أن يكون متقدما على وجود المقبول: فلم تذكر عليه دليلا. وهي قضية كلية سالبة؛ وهي ممنوعة. بل المقبول قد يكون من الصفات اللازمة؛ كالحياة والعلم والقدرة؛ فيجب أن يقارن المقبول للقابل؛ فلا يتقدم القابل على المقبول وقد يكون من الأمور الاختيارية التي تحدث بقدرة الرب ومشيئته. فهذه المقبولات هي مقدورة للرب وهي مع كونها مقبولة نوع منالمقدورات. وأنت قد قلت: إن المقدور يجب أن يكون متأخرا عن وجود القادر وهذا النوع من المقبولات مقدور؛ فيجب على قولك أن يكون القابل لهذه: متقدما على وجود المقبول. ثم التقدم: إن عنيت به مع الانفصال والبينونة الزمانية: ففيه نزاع وإن عنيت به المتقدم - وإن كان المقدور المقبول متصلا بالقادر القابل من غير برزخ بينهما - فهذا لا ينازعك فيه أحد من أهل الملل وجماهير العقلاء؛ بل لا ينازعك فيه عاقل يتصور ما يقول فإن المقدور الذي يفعله القادر الأزلي بمشيئته: يمتنع أن يكون قديما معه لم يتقدم القادر عليه؛ ولهذا كان العقلاء قاطبة: على أن كل ما كان مقدورا مفعولا بالاختيار بل مفعولا مطلقا: لم يكن إلا حادثا كائنا بعد أن لم يكن.
الجواب العاشر: أن وجود الحوادث شيئا بعد شيء إن كان ممكنا كانت الذات قابلة لذلك وإن كان ممتنعا امتنع أن تكون قابلة له؛ بل وإن قيل إن القبول من لوازمها فهو مشروط بإمكان المقبول فلم تزل قابلة لما يمكن وجوده دون ما يمتنع. وهذا هو:
الجواب الحادي عشر: وهو أن يقال: الذات لم تزل قابلة لكن وجود المقبول مشروط بإمكانه؛ فلم تزل قابلة لما يمكن وجوده لا لما لا يمكن وجوده.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني عشر: أن يقال: عمدة النفاة أنه لو كان قابلا لها في الأزل: للزم وجودها أو إمكان وجودها في الأزل وقرروا ذلك في "الطريقة المشهورة" بأن القابل للشيء لا يخلو عنه وعن ضده. وقد نازعهم الجمهور في هذه " المقدمة " ونازعهم فيها الرازي والآمدي وغيرهما. وهم يقولون: كل جسم من الأجسام فإنه لا يخلو من كل جنس من الأعراض عن واحد من ذلك الجنس؛ لأن القابل للشيء لا يخلو منه ومن ضده؛ فلذلك عدل من عدل إلى أن يقولوا: لو كان قابلا لها لكان قبوله لها من لوازم ذاته وهذا يقتضي أن يفسر: لو كان قابلا للحوادث لم يخل من الحادث أو من ضده. فقولهم: القابل للشيء: لا يخلو عن ضده فقد يقال على هذه الطريقة: إن هذا يختص به لا بما سواه. وقد يقال: هو عام أيضا. فيقول لهم أصحابهم: ما ذكرتموه في حقه منقوض بقبول سائر الموصوفات بما تقبله فإن قبولها لما تقبله إن كان من لوازم ذاتها لزم أن لا تزال قابلة له وإن كان من عوارض الذات فهي قابلة لذلك القبول. وحينئذ يلزم إما التسلسل وإما الانتهاء إلى قابلية تكون من لوازم الذات؛ فيلزم أن يكون كل ما يقبل شيئا قبوله له من لوازم ذاته وليس الأمر كذلك فإن الإنسان وغيره من الموجودات يقبل صفات في حال دون حال. وجواب هذا: أن المخلوق الذي يقبل بعض الصفات في بعض الأحوال لا بد أن يكون قد تغير تغيرا أوجب له قبول ما لم يكن قابلا له كالإنسان إذا كبر حصل له من قبول العلم والفهم: ما لم يكن قابلا له قبل ذلك؛ بخلاف من لم تزل ذاته على حال واحدة ثم قبل ما لم يكن قابلا فإن هذا ممتنع. فالذين يقولون: القابل للشيء يجب أن يكون قبوله له من لوازم ذاته؛ إن ادعوا أن كل جسم فإنه يقبل جميع أنواع الأعراض فإنهم يقولون: هذا القبول من لوازم ذاته. ويقولون: لا يخلو الجسم من كل نوع من أنواع الأعراض عن واحد من ذلك النوع ويكون ما ذكروه - من أن القبول من لوازم ذات القابل - دليلا لهم في المسألتين؛ وإن لم يدعوا ذلك فإنهم يقولون: الأجسام تتغير فتقبل في حال ما لم تكن قابلة له في حالة أخرى ولا يحتاجون أن يقولوا القابل للشيء لا يخلو عنه وعن ضده. والذين قالوا: إن القابل للشيء لا يخلو عنه وعن ضده. فيقال لهم: غاية هذا أن يكون لم تزل الحوادث قائمة به ونحن نلتزم ذلك وتحقيق ذلك:
بالوجه الثالث عشر: وهو أن يقال: هذا بعينه موجود في القادر؛ فإن القادر على الشيء لا يخلو عنه وعن ضده؛ ولهذا كان الأمر بالشيء نهيا عن ضده والنهي عن الشيء أمرا بأحد أضداده. وقال الأكثرون: المطلوب بالنهي فعل ضد المنهي عنه. وقال: إن الترك أمر وجودي؛ هو مطلوب الناهي القادر على الأضداد؛ لو أمكن خلوه عن جميع الأضداد لكان إذا نهى عن بعض الأضداد لم يجب أن يكون مأمورا بشيء منها؛ لإمكان أن لا يفعل ذلك الضد ولا غيره من الأضداد. فلما جعلوه مأمورا ببعضها: علم أن القادر على أحد الضدين لا يخلو منه ومن ضده وحينئذ فإذا كان الرب لم يزل قادرا: لزم أنه لم يزل فاعلا لشيء أو لضده؛ فيلزم من ذلك أنه لم يزل فاعلا وإذا أمكن أنه لم يزل فاعلا للحوادث أمكن أنه لم يزل قابلا لها. ويمكن أن يذكر هذا الجواب على وجه لا يقبل النزاع.
الوجه الرابع عشر: فيقال: إن كان القابل للشيء لا يخلو عنه وعن ضده فالقادر على الشيء لا يخلو عنه وعن ضده؛ لأن القادر قابل لفعل المقدور وإن كان قبول القابل للحوادث يستلزم إمكان وجودها في الأزل فقدرة القادر أزلية على فعل الحوادث يستلزم إمكان وجودها في الأزل؛ وإن أمكن أن يكون قادرا مع امتناع المقدور: أمكن أن يكون قابلا مع امتناع المقبول. وإن قيل: قبوله لها من لوازم ذاته: قيل قدرته عليها من لوازم ذاته. وحينئذ: فإن كان دوام الحوادث ممكنا: أمكن أنه لم يزل قادرا عليها قابلا لها؛ وإن كان دوامها ليس بممكن: فقد صار قبوله لها وقدرته عليها ممكنا بعد أن لم يكن. فإن كان هذا جائزا جاز هذا وإن كان هذا ممتنعا كان هذا ممتنعا وعاد الأمر في هذه المسألة إلى نفس القدرة على دوام الحوادث وهو الأصل المشهور فمن قال به من أئمة السنة والحديث وأنه لم يزل قادرا على أن يتكلم بمشيئته وقدرته ويفعل بمشيئته: جوز ذلك والتزم إمكان حوادث لا أول لها. فكان ما احتج به أئمة الفلاسفة على قدم العالم: لا يدل على قدم شيء من العالم؛ بل إنما يدل على أصول أئمة السنة والحديث المعتنين بما جاء به الرسول وكان غاية تحقيق معقولات المتكلمين والمتفلسفة يوافق ويعين ويخدم ما جاءت به الرسل ومن لم يقل بذلك من المتكلمين - بل قال بامتناع دوام الحوادث - لم يكن عنده فرق بين قبوله لها وقدرته عليها. وكان قول الذين قالوا - من هؤلاء - بأنه يتكلم بمشيئته وقدرته: كلاما يقوم بذاته أقرب إلى المعقول والمنقول ممن يقول إن كلامه مخلوق أو إنه يقوم به كلام قديم؛ من غير أن يمكنه أن يتكلم بقدرته أو مشيئته. وكل قول يكون أقرب إلى المعقول والمنقول: فإنه أولى بالترجيح مما هو أبعد عن ذلك من الأقوال. والله تعالى أعلم.) ([3])
ــــــــــــــــــــ
[1]- الأربعين في أصول الدين (ص: 119).
[2]- كذا في مجموع الفتاوى، وهو يدل على أن الساقط من كلام شيخ الإسلام سبعة أجوبة، وهو شيء كثير.
[3]- مجموع الفتاوى (6/ 273 - 283).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 09:18]ـ
قال الإمام فخر الدين الرازي:
(الحجة الثالثة: قول الخليل عليه السلام: ?لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? ([1]) والأفول عبارة عن التغير. وهذا يدل على أن المتغير لا يكون إلها أصلا.) ([2])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(والجواب من وجوه:
أحدها: أنا لا نسلم أن الأفول هو التغير ولم يذكر على ذلك حجة؛ بل لم يذكر إلا مجرد الدعوى.
الثاني: أن هذا خلاف إجماع أهل اللغة والتفسير؛ بل هو خلاف ما علم بالاضطرار من الدين؛ والنقل المتواتر للغة والتفسير. فإن الأفول هو المغيب. يقال: أفلت الشمس تأفل وتأفل أفولا إذا غابت، ولم يقل أحد قط إنه هو التغير، ولا إن الشمس إذا تغير لونها يقال: إنها أفلت، ولا إذا كانت متحركة في السماء يقال: إنها أفلت، ولا إن الريح إذا هبت يقال: إنها أفلت، ولا إن الماء إذا جرى يقال: إنه أفل، ولا إن الشجر إذا تحرك يقال: إنه أفل، ولا إن الآدميين إذا تكلموا أو مشوا وعملوا أعمالهم يقال: إنهم أفلوا؛ بل ولا قال أحد قط: إن من مرض أو اصفرّ وجهه أو احمرّ يقال: إنه أفل. فهذا القول من أعظم الأقوال افتراء على الله، وعلى خليل الله، وعلى كلام الله عز وجل، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله، وعلى أمة محمد جميعا، وعلى جميع أهل اللغة، وعلى جميع من يعرف معاني القرآن.
الثالث: أن قصة الخليل عليه السلام حجة عليكم فإنه لما رأى كوكبا وتحرك إلى الغروب فقد تحرك؛ ولم يجعله آفلا ولما رأى القمر بازغا رآه متحركا؛ ولم يجعله آفلا؛ فلما رأى الشمس بازغة علم أنها متحركة؛ ولم يجعلها آفلة ولما تحركت إلى أن غابت والقمر إلى أن غاب لم يجعله آفلا.
الرابع: قوله: إن الأفول عبارة عن التغير؛ إن أراد بالتغير الاستحالة: فالشمس والقمر والكواكب لم تستحل بالمغيب؛ وإن أراد به التحرك: فهو لا يزال متحركا. وقوله: ?فَلَمَّا أَفَلَ? ([3]) دل على أنه يأفل تارة ولا يأفل أخرى. فإن (لما ظرف يقيد هذا الفعل بزمان هذا الفعل والمعنى أنه حين أفل ?قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? ([4]) فإنما قال ذلك حين أفوله. وقوله: ?فَلَمَّا أَفَلَ? ([5]) دل على حدوث الأفول وتجدده؛ والحركة لازمة له؛ فليس الأفول هو الحركة ولفظ التغير والتحرك مجمل. إن أريد به التحرك أو حلول الحوادث: فليس هو معنى التغير في اللغة وليس الأفول هو التحرك ولا التحرك هو التغير؛ بل الأفول أخص من التحرك والتغير أخص من التحرك. وبين التغير والأفول عموم وخصوص. فقد يكون الشيء متغيرا غير آفل وقد يكون آفلا غير متغير وقد يكون متحركا غير متغير ومتحركا غير آفل. وإن كان التغير أخص من التحرك على أحد الاصطلاحين: فإن لفظ الحركة قد يراد بها الحركة المكانية وهذه لا تستلزم التغير. وقد يراد به أعم من ذلك كالحركة في الكيف والكم؛ مثل حركة النبات بالنمو وحركة نفس الإنسان بالمحبة والرضا والغضب والذكر. فهذه الحركة قد يعبر عنها بالتغير وقد يراد بالتغير في بعض المواضع الاستحالة. ففي الجملة: الاحتجاج بلفظ التغير إن كان سمعيا فالأفول ليس هو التغير؛ وإن كان عقليا. فإن أريد بالتغير - الذي يمتنع على الرب - محل النزاع: لم يحتج به وإن أريد به مواقع الإجماع فلا منازعة فيه. وأفسد من هذا: قول من يقول: الأفول هو الإمكان كما قاله ابن سينا إن الهوي في حضيرة الإمكان أفول بوجه ما؛ فإنه يلزم على هذا أن يكون كل ما سوى الله آفلا ولا يزال آفلا فإن كل ما سواه ممكن ولا يزال ممكنا. ويكون الأفول وصفا لازما لكل ما سوى الله؛ كما أن كونه ممكنا وفقيرا إلى الله وصف لازم له. وحينئذ: فتكون الشمس والقمر والكواكب: لم تزل ولا تزال آفلة وجميع ما في السموات والأرض لا يزال آفلا. فكيف يصح قوله مع ذلك: ?فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? ([6]) وعلى كلام هؤلاء المحرفين لكلام الله تعالى وكلام خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم عن مواضعه: هو آفل قبل أن يبزغ ومن حين بزغ وإلى أن غاب. وكذلك جميع ما يرى وما لا يرى في العالم آفل، والقرآن بين أنه لما رآها بازغة قال: هذا ربي فلما أفلت بعد ذلك ([7]). قال: ?لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? ([8]) والله أعلم.) ([9])
ـــــــــــــــــ
[1]- الأنعام: 76
[2]- الأربعين في أصول الدين (ص: 120).
[3]- الأنعام: 76
[4]- الأنعام: 76
(يُتْبَعُ)
(/)
[5]- الأنعام: 76
[6]- الأنعام: 76
[7]- هذا ذهول من شيخ الإسلام رحمه الله؛ لأن الحديث عن الكوكب وليس عن الشمس، والخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال: ?لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? [الأنعام: 76] بعد أفول الكوكب، وأما بعد أفول الشمس فإنه قال: ?يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ? [الأنعام: 78]
[8]- الأنعام: 76
[9]- مجموع الفتاوى (6/ 284 - 287).
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 09:19]ـ
المسألة الأربعون
في ضبط المقدمات التي يمكن الرجوع إليها في إثبات
المطالب العقلية
قال الإمام الفخر الرازي في آخر هذه المسألة:
(واعلم أن ههنا مقدمتين يفرع المتكلمون والفلاسفة أكثر مباحثهم عليهما:
المقدمة الأولى: مقدمة الكمال والنقصان. كقولهم: هذه الصفة من صفات الكمال فيجب إثباتها لله، وهذه الصفة من صفات النقصان فيجب نفيها عن الله، وأكثر مذاهب المتكلمين مفرعة على هذه المقدمة ...
وأما المقدمة الثانية: وهي مقدمة الوجوب؛ والإمكان وهذهلمقدمة في غاية الشرف والعلو وهي غاية عقول العقلاء. قالوا: الوجود إما واجب وإما ممكن والممكن لا بد له من واجب وكذلك الواجب لا بد أن يكون واجبا في ذاته وصفاته: إذ لو كان ممكنا لافتقر إلى مؤثر آخر.
أما المقدمة الأولى وهي أنه واجب لذاته: فهذا له لازمان:
الأول أن يكون منزها عن الكثرة في حقيقته ثم يلزم في ذاته أمور:
أحدهما أن لا يكون متحيزا؛ لأن كل متحيز منقسم والمنقسم لا يكون فردا وإذا لم يكن متحيزا لم يكن في جهة.
وثانيهما: أن لا يكون واجب الوجود أكثر من واحد ولو كان أكثر من واحد لاشتركا في الوجوب وتباينا في التعيين وما به الاشتراك غير ما به الامتياز؛ فيلزم كون كل واحد منهما مركبا في نفسه وقد فرضناه فردا هذا خلف.
اللازم الثاني: كون واجب الوجود لذاته لا يكون حالا ولا محلا وإلا لعاد الافتقار.) ([1])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(قلت: ولقائل أن يقول: هذا هو أصل الفلاسفة في التوحيد الذي نفوا به صفاته تعالى وهو ضعيف جدا. والأصل الذي بنوا عليه ذلك ضعيف جدا وإن كان اشتبه على كثير من المتأخرين: وقولهم: إن الواجب لا يكون إلا واحدا. قصدوا به أنه ليس له علم ولا قدرة ولا حياة ولا كلام يقوم به ولا شيء من الصفات القائمة به؛ لأنه لو كان كذلك لكان الواجب أكثر من واحد كما يقوله المعتزلة إنه ليس له صفات قديمة قائمة بذاته؛ لأنه لو كان كذلك لكان القديم أكثر من واحد. ولفظ " الواجب والقديم " يراد به الإله الخالق سبحانه الواجب الوجود القديم فهذا ليس إلا واحدا ويراد به صفاته الأزلية وهي قديمة واجبة بتقدم الموصوف ووجوبه لم يجب أن تكون مماثلة له ولا تكون إلها كما أن صفة النبي ليست بنبي وصفة الإنسان والحيوان ليست بإنسان ولا حيوان وكما أن صفة المحدث إن كانت محدثة فموافقتها له في الحدوث لا يقتضي مماثلتها له وما ذكروا من الحجة على ذلك ضعيفة. فإذا قالوا: لو كان له علم واجب بوجوب العالم لكان الواجب أكثر من واحد. قيل له: ولم قلتم بامتناع كون الواجب أكثر من واحد؛ إذ كانت الذات الواجبة إلها واحدا موصوفا بصفات الكمال.
قولهم: لو كان أكثر من واحد لاشتركا في الوجوب وتباينا في التعيين وما به الاشتراك غير ما به الامتياز؛ فيلزم أن يكون كل منهما مركبا في نفسه؛ وقد فرضناه؛ فرد هذا خلق. يقال له في جوابه قول القائل اشتركا في الوجوب وتباينا في التعيين تريد به أن الوجوب الذي يختص كلا منهما شاركه الآخر فيه أم تريد أنهما اشتركا في الوجوب المطلق الكلي. والأول باطل لا يريده عاقل. وأما الثاني فيقال: اشتراكهما في المطلق الكلي كاشتراكهما في التعيين المطلق الكلي. فإن هذا له تعيين يخصه والتعيينان يشتركان في مطلق التعيين. وكذلك هذا له حقيقة تخصه وهذا له حقيقة تخصه وهما يشتركان في مطلق الحقيقة وكذلك لهذا ذات تخصه ولهذا ذات تخصه وهما يشتركان في مطلق الذات. وكذلك سائر الأسماء التي تعم بالإطلاق وتخص بالتقييد كاسم الموجود والنفس والماهية وغير ذلك. وإذا كان كذلك فمعلوم أنهما اشتركا في الوجوب المطلق وامتاز كل منهما بوجوبه بتعيين يخصه. وحينئذ: فلا فرق بين الوجوب والتعيين. فقول القائل: اشتركا في الوجوب المطلق وتباينا بالتعيين الخاص.
كقول القائل اشتركا في التعيين المطلق وتباينا بالوجوب الخاص. ومعلوم أن مثل هذا لا مندوحة عنه سواء سمي تركيبا أو لم يسم فلا يمكن موجود يخلو عن مثل هذه المشاركة والمباينة لا واجب ولا غيره وما كان من لوازم الوجود كان نفيه عن الوجود الواجب ممتنعا. وأيضا فالمشترك المطلق الكلي لا يكون كليا مشتركا إلا في الأذهان لا في الأعيان وإذا كان كذلك فليس في أحدهما شيء يشاركه الآخر فيه في الخارج؛ بل كل ما اتصف به أحدهما لم يتصف الآخر بعينه ولم يشاركه فيه؛ بل لا يشابهه فيه أو يماثله فيه. وإذا كان الاشتراك ليس إلا في ما في الأذهان لم يكن أحدهما مركبا في مشترك ومميز؛ بل يكون كل منهما موصوفا بصفة تخصه لا يشابهه الآخر فيها وبصفة يشابهه الآخر فيها وهذا لا محذور فيه. وأيضا فيقال: هذا منقوض بالوجود فإن الوجود الواجب والممكن يشتركان في مسمى الوجود ويباين أحدهما الآخر بخصوصه؛ فيلزم تركيب الوجود الواجب مما به الاشتراك ومما به الامتياز؛ فما كان الجواب عن هذا كان الجواب عن ذلك. و " أيضا " فيقال: هب أنكم سميتم هذا تركيبا. فلم قلتم إن هذا ممتنع على موجود من الموجودات واجبا كان أو ممكنا؟ مع أن المنازع يقول هذا المعنى الذي نفيتموه وسميتموه تركيبا هو لازم لكل موجود. قولهم: وقد فرضناه فردا. قيل: هب أنكم فرضتموه كذلك؛ لكن مجرد فرضكم لا يقتضي أن يكون فردا بالمعنى الذي ادعيتموه إن لم يقم على ذلك دليل.) ([2])
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- الأربعين في أصول الدين (ص: 465 - 467).
[2]- مجموع الفتاوى (12/ 229).
وكتبه
راجي رحمة ربه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 09:56]ـ
5 - كثيرا من الأحيان يستطرد في ذكر الأقوال، ويفرع منها وجوها، ويأتي لكل وجه بالحجج الطوال، ويرد كل حجة بوجوه أخرى، وهكذا ولا يرجح في النهاية قولا على قول، فيثير الشبهة ولا يردها، ويشعل نار الفتنة ولا يطفئها، فيجعل من يقرأ كلامه يقف متحيرا لا يهتدي إلى شيء، فلا هو قادر على دفع الشبهة التي اعتملت في نفسه، ولا هو قادر على الرد عليها.
وبسبب ذلك الذي ذكرتُه أساء بعض الناس الظن في الفخر الرازي ورموه بإرادة فتنة الناس والسعي إلى إضلالهم، فانبرى للدفاع عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال:
(صار طائفة أخرى قد عرفت كلام هؤلاء وكلام هؤلاء -كالرازي والآمدي وغيرهما- يصنفون الكتب الكلامية فينصرون فيها ما ذكره المتكلمون المبتدعون عن أهل الملة من حدوث العالم بطريقة المتكلمين المبتدعة هذه؛ وهو امتناع حوادث لا أول لها ثم يصنفون الكتب الفلسفية كتصنيف الرازي «المباحث الشرقية» ونحوها؛ ويذكر فيها ما احتج به المتكلمون على امتناع حوادث لا أول لها، وأن الزمان والحركة والجسم لها بداية، ثم ينقض ذلك كله ويجيب عنه ويقرر حجة من قال: إن ذلك لا بداية له. وليس هذا تعمدا منه لنصر الباطل؛ بل يقول بحسب ما توافقه الأدلة العقلية في نظره وبحثه.
فإذا وجد في المعقول بحسب نظره ما يقدح به في كلام الفلاسفة قدح به فإن من شأنه البحث المطلق بحسب ما يظهر له، فهو يقدح في كلام هؤلاء بما يظهر له أنه قادح فيه من كلام هؤلاء، وكذلك يصنع بالآخرين.
ومن الناس من يسيء به الظن وهو أنه يتعمد الكلام الباطل؛ وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث في كل مقام بما يظهر له، وهو متناقض في عامة ما يقوله؛ يقرر هنا شيئا ثم ينقضه في موضع آخر؛ لأن المواد العقلية التي كان ينظر فيها من كلام أهل الكلام المبتدَع المذموم عند السلف، ومن كلام الفلاسفة الخارجين عن الملة يشتمل على كلام باطل -كلام هؤلاء وكلام هؤلاء- فيقرر كلام طائفة بما يقرر به ثم ينقضه في موضع آخر بما ينقض به. ولهذا اعترف في آخر عمره فقال: «لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الإثبات: ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? ?إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ? واقرأ في النفي ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? ?وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا? ?هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا? ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي».) [1]
وهذا غاية الإنصاف من شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، والعدل الذي أمرنا الله به في قوله تعالى:
?وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ?
وهذا الذي قاله شيخ الإسلام في الإمام الرازي هو الحق الذي لا محيص عنه خلافا لطائفتين:
الأولى: غالت فيه مغالاةً شديدةً، فتمحّلت الردود الواهية للدفاع عنه، حتى كذّبت بالحقِّ، ونصرت الباطل.
والأخرى: رمته بالردّة والزندقة، ولم تلتمس له عذرًا أو تقبل منه توبة.
والإنصاف عزيز، نسأل الله السلامة والهداية.
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 04:55]ـ
والإنصاف عزيز، نسأل الله السلامة والهداية. صدقت شيخنا الكريم
جزاكم الله خيرا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 03:29]ـ
صدقت شيخنا الكريم
جزاكم الله خيرا
وإياكم(/)
غزّة .. والمجتمع الدولي الأعور
ـ[أبو حاتم النابلسي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 11:19]ـ
جمعيّات حقوق الحيوان حققت تقدماً كبيراً في الدفاع عن الحيوانات في السنوات الماضية حتى أصبح اسمها مرعباً عند المسؤولين على المستوى الدولي .. وكذلك جمعيّات حقوق الإنسان وحقوق المرأة .. فقد حقّقت الأخيرة إنجازاً باهراً على صعيد تحرير المرأة وجعلت ناصري المرأة من الحداثيين والتنويرين والعلمانيين والنصارى يتنفّسون الصعداء في حربهم لتجرير أقصد تحرير المرأة ضد الظلم والقهر والتّعسّف الموجّه ضدّها.
ولكن الغريب في الأمر أنّ هذه الجمعيّات قد اختفت عندما تعلّق الأمر بحقوق الحيوان أقصد الإنسان في غزّة .. وهُم واقعون تحت الظلم والإستعباد وصواريخ الإستئصال والتطهير العرقي في حالة فريدة من نوعها على مستوى العالم وعلى مستوى التاريخ .. حيث يُواجه جحافل الأطفال والنساء العُزّل الحصار الشامل من دولة تحظى بدعم عالمي وتفعل على مرأى ومسمع ما يُسمّى بالمجتمع الدولي .. !!
نحن لا نريد حقوق الإنسان للتدخّل .. ولا نريد ازعاج جمعيّات حقوق الأطفال أو حقوق المرأة لعلمنا بانشغالهم نحو تحرير المرأة من العفّة والطهارة الإرهابيّة التي تُمارس عليها في المجتمعات الإسلامية .. نحن نناشد فقط جمعيّات حقوق الحيوان للدفاع عن أهلنا في غزّة وتحديداً البند الأوّل حقّ الحيوان في الحياة .. فهذا ما تبقّى لنا من المجتمع الدولي الأعور
[/ FONT][/B]
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 08:00]ـ
-
الله المستعان
ما هان المسلمون الا لأن الدين قد هان على قلوبهم
نسأل الله أن يفرج على اخواننا في مشارق الأرض ومغاربها
بارك الله فيكم اخي الكريم
،/(/)
ما رأيكم في هذا الاقتراح
ـ[أبو عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 08:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقط أود من إخواني إبداء الرأي في الفكرة المطروحة على هذه الصفحة وجزاكم الله تعالى خيرا.
http://sunnahstudies.blogspot.com
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 07:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إقتراح مشروع "الهيئة العالمية لخدمة السنة النبوية"
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اقتفى آثارهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
فلا يخفى على كل مسلم أهمية السنة النبوية على صاحبها أزكى السلام، ومنزلتها في دين الإسلام، ومكانتها بالنسبة للقرآن الكريم، وإن الناظر في عالم اليوم، والمتتبع لما ينشر هنا وهناك، سواء في المطبوع أو على الشبكة العنكبوتية، وسواء ممن انتمى إلى الإسلام، أو من غير المسلمين، يلحظ ذلك الاهتمام الكبير بالسنة النبوية، مع اختلاف الطروحات، والوسائل، والأهداف.
وتتنوع هذه الطروحات بين جانب تحقيق التراث الحديثي وإخراجه للناس في طبعات محققة معتمدة تزيل كل إشكال، إضافة إلى الجانب المنهجي المتمثل في دراسة مناهج المحدثين في علوم الحديث والسنة المختلفة، ووصولا إلى ظاهرة الاستشراق التي أحييت من جديد بعد أن كانت على وشك النفوق، وأخيرا الفرق الضالة المنشقة عن الإسلام والداعية إلى إلغاء السنة والاكتفاء بالقرآن الكريم، أو تأويلها تأويلا فاسدا يفرغها من كل معنى، ويجرأ كل جاهل عابث، أو منافق عليم اللسان، أو خاو القلب من الإيمان للتسلط عليها.
كل هذا يجعل من الضرورة الملحة إنشاء هيئة عالمية لخدمة السنة النبوية، تعتمد من دولة إسلامية وتشرف عليها، وتكون خالصة لدراسة السنة والاعتناء بها تحقيقاً، وتأليفاً، وشرحاً، وتنزيلاً على الواقع، ورد كل ما يوجه لها من سهام مسمومة، وأفكار مشئومة، ودراسة كل ما يستجد من قضايا تمس هذا الجانب والبث فيه، وإصدار حكم ملائم له بما يقتضيه الحال.
وفي نظر الباحث فإن هيكل هذه الهيئة يكون كما يلي:
"الهيئة العالمية لخدمة السنة النبوية"
وتتكون من أربعة أقسام أساسية يمكن أن يضاف إليها أي قسم آخر تقرره لجنة مختصة:
القسم الأول: التراث
ويضم بدوره محورين:
1 - تحقيق التراث
أ- تحقيق كتب الحديث وخاصة الكتب الستة، وإخراجها للناس في طبعة معتمدة بعد جمع النسخ المتواجدة في العالم، وأنا أعلم جيداً أن مثل هذا العمل قد تم بعضه ولكن حتى الآن لم نرى أيا من هذه الجهود رغم مضي عقدين من الزمن على بدايتها. ويقترح إعطاء هذا العمل لمجموعات من الباحثين المرموقين عالميا والمشهورين بالتحقيق العلمي، أو جعله على شكل رسائل علمية بالجامعات الإسلامية لمرحلة الدكتوراه فقط. ومن الغريب أنه رغم أهمية هذه المصادر إلا أننا لا زلنا نسمع أن كتب الحديث لم تحقق حتى الآن تحقيقا علميا محكما رغم توفر المخطوطات، ووجود الباحثين المؤهلين.
ب- تحقيق الكتب المتعلقة بالسنة النبوية، ككتب الرجال، والمصطلح، والشروحات الحديثية، وغيرها والتي لا تزال حبيسة الرفوف، وتشجيع الباحثين المقتدرين على ذلك ونشرها على نفقة الهيئة.
2 - إخراج الموسوعات
وتنقسم بدورها إلى محورين رئيسين:
أ - إخراج موسوعات مطبوعة
ب - إخراج موسوعات إلكترونية
وتغطي هذه الموسوعات المجالات التالية:
1 - موسوعة الأحاديث الصحيحة والحسنة.
2 - موسوعة الأحاديث الضعيفة.
3 - موسوعة الأحاديث الموضوعة.
4 - موسوعة الأحاديث المشتهرة.
5 - موسوعة المصطلحات الحديثية.
6 - موسوعة الرجال والراوة.
والمرحلة الأولى من هذا العمل هو تحقيق الكتب وإعدادها إعداداً كاملاً، ثم يليها ثانيا إدخالها إلى الكمبيوتر عن طريق القارئ الآلي أو أي تكنولوجيا متاحة أو طارئة، ثم تزويد هذه البرامج الإلكترونية بخدمات بحثية وتحليلية، مع ضرورة تطويرها باستمرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يمكن إجراء مسابقة عالمية لتطوير البرامج الالكترونية التي تعتني وتخدم السنة النبوية، وذلك لتحفيز الباحثين على خدمة هذا الجانب من العلوم الشرعية وضمان الحصول على برامج نوعية، ووفرة كمية، مع التركيز على جمع جهود الباحثين الشرعيين، والمبرمجين لمثل هذه البرامج لمعرفة الهدف منها، وحدودها، والإمكانات المتاحة، والتكنولوجيا المتوفرة التي يمكنها استغلالها لتطوير مثل هذه الموسوعات، وإمدادها بأكبر عدد من الخدمات.
القسم الثاني: مواجهة الاستشراق والمذاهب والفرق الضالة
يسند لهذا القسم الاعتناء يما يلي:
1 - مواجهة الفكر الاستشراقي وتطويقه، وذلك من خلال إجراء الدراسات المتعلقة به، والرد على كل ما يثيره من شبه وفتن فكرية، ومتابعة نشاطه في العالم.
2 - مواجهة منكري السنة والرد على باطلهم والتعريف بحجية السنة ومكانتها في الإسلام.
3 - مواجهة التأويلات الفاسدة للسنة النبوية، والفهوم السقيمة لها.
4 - العناية بأحاديث الفتن وآخر الزمان وتنزيلها تنزيلاً صحيحاً على الواقع والابتعاد عن التفسيرات الخاطئة خاصة من بعض الطوائف الغالية أو المنحرفة.
5 - العناية بالاجتهاد الجماعي في كل ما يخص السنة النبوية، وذلك للتقريب بين آراء العلماء والباحثين حتى يكونوا صفاً واحداً لمواجهة أي خطر أو فكر منحرف يهدد السنة النبوية.
القسم الثالث: عقد المؤتمرات واللقاءات
ويسند لهذا القسم:
1 - عقد مؤتمرات سنوية لمناقشة القضايا المتعلقة بالسنة النبوية وعرض ما يطرأ منها على أعضاء الهيئة من العلماء والباحثين للبث فيها.
2 - تكليف الباحثين بكتابة بحوث متخصصة وراقية متعلقة بالسنة النبوية، وعرضها على الهيئة لاعتمادها والموافقة على نشرها.
القسم الرابع: المجلة المحكمة
ويسند لهذا القسم ما يلي:
- إنشاء مجلة محكمة عالمية متخصصة في السنة متعددة اللغات أو على الأقل باللغتين العربية والإنجليزية، ودعوة العلماء والباحثين المرموقين للكتابة فيها، بحيث يراعى مستوى البحث من ناحية الجودة والإبداع، والابتعاد عن التكرار والنمطية.
هذه خلاصة الفكرة التي يود الباحث عرضها لعل ينظر فيها المتخصصون من المشتغلين بالسنة النبوية، ويحكموا عليها بما يرونه من ناحية جدوى الفكرة وأهميتها، وإمكانية تطبيقها، والإضافة إليها، والله تعالى الموفق لكل خير، والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: أعمر فطان
طالب دكتوراه بقسم القرآن والسنة
الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا
البريد الإلكتروني: amar_fettane@yahoo.com(/)
الدرة العمرية على الطريقة اليابانية
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 12:32]ـ
الدرة العمرية على الطريقة اليابانية
جميل فارسي
اليابان بلاد الشمس المشرقة أكبر منتج للسيارات والالكترونيات في العالم، بها خمسمائة ألف روبوت يعملون في المصانع اليابانية وذلك نصف مافي مصانع العالم كله. لديهم سبعة الآف عالم متفرغون للبحث العلمي الذي خصصوا له ميزانية سنوية قدرها خمسمائة ألف مليون ريال. لديهم بنك ميتسوبيشي أكبر بنوك الكون. هم أكثر شعوب العالم ادخاراً. وهم من أغنى شعوب الأرض.
اليابان ثاني أقوى اقتصاد في العالم. رقم الناتج القومي تصعب قراءته، إنه أكثر من ثمانية عشر ألف ألف مليون ريال. ولكن لديهم عيباً أساسياً وهو عدم الترتيب، وهذا الأمر مقلقني جداً, وهو سبب هذا المقال. فهل تعلم أن السيد كينو هاتوياما وزير العدالة الياباني أغنى كثيرا من رئيسه. فهو أغنى من رئيس الوزراء ياسيو فوكودا. أنى له هذا؟ أين الترتيب والموالاة؟ أين المقامات المحفوظة؟.
واليكم ثروتهما بالتفصيل:-
إن الوزير كينوهاتوياما يملك هو وزوجته وأولاده ثروة تقدر بـ خمسه وعشرين مليون وخمسمائة واثنان وستون ألفا وستمائة وعشره ريالات وهو أغنى الوزراء جميعاً بينما ياسيو فوكودا رئيس الوزراء نفسه لا يملك إلا مليونين وخمسمائة وثلاث وعشرون ألفا وثمانية وأربعون ريالا. أي يملك عشر ما يملكه الوزير. أمعقول هذا الترتيب؟.
ولمزيد من التفصيل فان هذا الوزير وهو أغنى وزراء اليابان يملك هو وزوجته وأولاده مجتمعين ثروة قدرها 25.562.610 ريال تشمل:-
ـ منزلهم في منطقه بنكيو يارد ومساحه الأرض ألف و ثلاثمائة متر مربع (ألف وليس مليون) ومنزل صيفي في كورزاوا ويملكون شقه صغيره في كوروما ولديهم سندات ادخار وسندات حكوميه قيمتها سبعه ملايين ريال واسهم في شركه بريدجستون للكفرات قيمتها مائه وواحد وثلاثون ألف ريال (انه حقا هامور أسهم) أما رئيس الوزراء السيد فوكودا وزوجته وأولاده فثروتهم 2.523.640 ريال مكونه من شقه صغيره في منطقه سوتوجايا ومنزل في القرية التي أتى منها في منطقة تاكاساكي ويملكون سندات حكوميه بمائه وواحد ثمانون ألفا وخمسه وعشرون ريالا.
قد يسأل أحدكم فيقول كيف عرفت كل هذه التفاصيل, فأقول له حاشا لله أن أكون قد تجسست عليهم، فهذه الأرقام ليست سراً.
ففي بلاد الشمس المشرقة يجب علي كل وزير قبل أن يتسلم الوزارة أن يقدم كشفا بما يملك هو وزوجته وأولاده ويعلنه للعامة.
طبعا هذا الأمر مطابق تماما لما أمر به سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ولكنهم حين طبقوه لم يكونوا يتبعون سنة سيدنا عمر و يعضوا عليها بالنواجذ, فديانتهم هي الشينتو وهي ديانة لا تعترف بالله، بل يفعلون ذلك لان هذا الأمر أصبح قانونا ملزما منذ عام 1984م بعد إدانة رئيس الوزراء كاكيوتاناكا بتهمه الرشوة لشركه لوكهيد في عقد شراء طائرات ترايستار وأنا زعلان من اليابانيين جداً جداً أما إن سألت لماذا، فهات أذنك أبلغك سر زعلي منهم.(/)
اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل عمرو خالد
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 07:48]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد
اخوتي الأحباء السلام عليكم ورحمة الله
دخلت على احدى المدونات فوجدت أحد الأخوة هداه الله يدافع عن واقعة ذهاب عمرو خالد الى الكنيسة المصرية وتهنئة النصارى بعيدهم يقول:
"أحببت أن أوضح نقاطاً في ذهاب عمرو خالد إلى الكنيسة
أولاً عمرو خالد ذهب ليسمع تصريحات البابا أمام الكنيسة ومن أهدافه التي وضعها أنه يريد أن يتابع المشروع الذي كان بين الكنيسة وبين صناع الحياة لمكافحة المخدرات.
ثانياً: أنه قال أنه فعل ذلك لأنه يريد أن يحافظ على وطنه مصر ويمنع انتشار الفتنة الطائفية فيها فلقد قال في المقابلة أن قصة قابيل وهابيل هي قصة الماضي المستمر فقد استمر في لبنان وفي العراق وفي دارفور ثم قال أنه لا يريد أن تستمر في مصر
ثالثاً: أنه فعل ذلك احتراماً للأقباط وهو هنأهم بعيدهم فقط ولم يشاركهم فيه وقال في المقابلة أنه قد يختلف معهم في العقيدة ولكنه لن يختلف معهم في حب الوطن
رابعاً: ذهاب عمرو خالد إلى الكنيسة أمر يحقق التعايش الذي دعا إليه لأنه قال في برنامجه دعوة للتعايش بأن التعايش يعني أن نختلف عن بعضنا في الآراء ولكن نحاول معرفة المنطقة المشتركة بيننا لنقبل بوجود بعضنا البعض ونحترم بعضنا دون أن نذوب في ثقافة غيرنا فعمرو خالد رأى أن المنطقة المشتركة بينه وبين الكنيسة هو أنهم مواطنين مصريين يخافون على بلدهم مصر ويحاولون منع الفتنة الطائفية ومنع المخدرات منها وهو لم يذوب في ثقافتهم ولم يشاركهم عيدهم وإنما هنئهم به فقط
وأنا (في رأيي) أن عمرو خالد لم يخطئ
فإذا كل واحد فينا انتظر المبادرة من غيره فلن نستطيع أن نحمي بلادنا من الفتنة الطائفية
وجزاكم الله خيراً"
فرددت عليه ردا مطولا، قلت فيه:
"انا لله وانا اليه راجعون
الأخ الحبيب صاحب التبرير المنمق لعمل عمرو خالد، أخي اسمح لي أن أبين لك أن العمل لهذا الدين لو لم ينضبط بضوابط الدين نفسه فانه لا يكون الا اتباعا للهوى بالباطل، ولا يؤتي ثماره المرتجاة أبدا! فيا أخي الحبيب من أين أتيت بهذا (الرأي) الذي به قلت بأن عمرو لم يخطئ؟ ما بالنا نخرج الآراء بهوانا وبلا علم في أمور ما كان الصحابة الا يجمعون لأمثالها أهل بدر؟ من أين جاء رأيك هذا يا أخي الحبيب وعلى أي الأدلة الشرعية بنيته؟ ألا تعلم أن لله حكما في موالاة الكفارين، يصل بها من حد الكبيرة الى الكفر والعياذ بالله؟ ألا تعلم أن لله حكما في تهنئتهم على أعيادهم الكفرية ودخول كنائسهم؟ ألا تعلم أن هذه الأحكام منصوص على أدلتها وهي محل اجماع؟ ظني بك أنك لا تعلم والا ما قلت بهذا الكلام! فمن أين جئت برأيك في هذه المسألة الخطيرة؟ ومن أين نأتي بآرائنا في دين الله؟؟ يا عبد الله اتق الله، هذا دين!! أطلق رأيك فيما يحلو لك مما تحسن وما تعلم! أما أن نتبع رجلا جاهلا غويا ونوافقه في الرأي بجهلنا ونبرئه من الخطأ بهوانا، فكيف نجيب ربنا يوم القيامة؟؟!
الى متى سنتبع العاطفة ويعمينا الهوى والتعلق بهذا الرجل عن طوامه ومصائبه؟؟
الى متى سنظل نبرر له أخطاءه وانحرافاته الفجة التي كان ولا يزال يأبى أن يرتدع عنها ويتراجع، وقد نصحه وحذره جمع من علماء الأمة بما فيهم الشيخ القرضاوي الذي يزعم أنه مرجع من مراجعه؟؟
الى متى سيبقى في شبابنا من يتبعونه اتباع الصم البكم العميان هكذا، يتلمسون له العذر بعد العذر على أمور مهلكات، وهو الذي لا ينتصح ولا يستجيب ولا يعبأ بكلام الناصحين، وهم يتورعون عن دفع خطره العظيم وتحذير الناس منه، مراعاة لفضل قديم كان له اذ كان سببا في هدايتهم ودخولهم المساجد؟؟ نعم لا نجحده ذلك ولكن الحق أحق أن يتبع يا عباد الله، وهو أحب الينا من عمرو خالد ومن آبائنا وأولادنا وأنفسنا!
فالى متى با عباد الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الى أن نرى شبابنا يضيع من بين أيدينا، ويجند ليقف ضدنا حين يمحص الله المسلمين، يحارب أهل الحق على أنهم أهل "تطرف وتشدد" ويركب في ركاب الغرب على ذلك وهو يحسب أنه يحسن صنعا؟؟ بالله ماذا ننتظر حتى نحذر هؤلاء وننهاهم عن سبيل هذا الرجل؟؟ لقد ذهب اليهم في بلادهم يقول لهم، "انا أقدم بين أيديكم شباب المسلمين"، فماذا ننتظر؟ أي مبادرة لمكافحة المخدرات تلك التي يشترك فيها مع الكنيسة؟؟ وهل يكافح دعاة الاسلام المخدرات وغيرها من المنكرات عن طريق دخول الكنائس والتعاون في ذلك مع أعداء الله، أم عن طريق تأسيس حصن الايمان والالتزام في قلوب الشباب وتخويفهم من ربهم جل وعلا من فوقهم وتعليمهم كيف يتقونه حق تقاته، فتزول المنكرات عنهم مهما قبحت ومهما عظمت؟؟ أي محكافة للمخدرات هذه التي يتكلم عنها؟؟ ثم من الذي استفتاه عمرو خالد قبل ان يتخذ هذه الخطوة على هذا النحو ويتحرك فيها؟ أليس عندنا فقه اسمه فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ فان لم تكن حملة "مكافحة المخدرات" هذه داخلة تحت هذا الباب فتحت أي باب تدخل؟ ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ)) [الرعد: 17]
تقول: "أنه قال أنه فعل ذلك لأنه يريد أن يحافظ على وطنه مصر ويمنع انتشار الفتنة الطائفية فيها فلقد قال في المقابلة أن قصة قابيل وهابيل هي قصة الماضي المستمر فقد استمر في لبنان وفي العراق وفي دارفور ثم قال أنه لا يريد أن تستمر في مصر"
وأقول لك ما علاقة قصة قابيل وهابيل بما نحن فيه؟ هل كان أحدهما مسلم والآخر نصراني، ويعيشان في بلد اسلامية؟؟ ما هذا الكلام؟ وهل كان عمرو بن العاص ومن خلفه من ولاة المسلمين على مصر بعد فتحها، يقاومون الفتنة الطائفية (ويحافظون على مصر) بالنفاق واقتراف الكبائر ودخول الكنائس محتفلين بأعياد الكفار مشاركين فيها على هذا النحو؟ أم كانوا يحققون ذلك بتوعية المسلمين وتعليمهم حقوق أهل الذمة والمعاهدين على أرضهم، مع الحفاظ في نفس الوقت على تأصيل الولاء والبراء والبغضاء لكل عدو لله تعالى كائنا من كان؟؟ ما هذا الخلط العجيب الذي تقوله؟؟
والله لو أنفقوا ما في الأرض جميعا هم وأولياؤهم من النصارى ليقضوا على المخدرات في البلاد لما أمكنهم ذلك، حتى يكون أصل الأمر وأساسه في قلوبهم وفي دعوتهم هو (لا اله الا الله) وتأصيلها في القلوب وتحقيق الخشية التي تورث الرشاد والانضباط والاحسان والاستقامة في سائر جوانب الحياة!
وتقول: "أنه فعل ذلك احتراماً للأقباط وهو هنئهم بعيدهم فقط ولم يشاركهم فيه وقال في المقابلة أنه قد يختلف معهم في العقيدة ولكنه لن يختلف معهم في حب الوطن"
واٌفول لك ما معنى "احترامه للأفباط" ومن الذي طالبه بابداء هذا الاحترام بهذه الصورة ابتداءً ومن الذي يتوهم هذا المسكين أنه يمثله ويتكلم بلسانه أصلا، ومن أسوته وسلفه في ذلك وما مرجعيته الشرعية؟ ان كان يتكلم باسم المسلمين فالاسلام بريء من هذا! وان كان يتكلم باسم الوطن فالدولة لا مقام له فيها وهو لا يمثلها لا رسميا ولا غير ذلك، (حتى الآن على الأقل)! فباسم من يتكلم؟؟ باسم "صناع الحياة"؟؟ من هؤلاء؟ ومن الذي خولهم للكلام نيابة عن المسلمين وهم لا علم لهم ولا فقه؟ أهو حزب سياسي جديد بزعامة عمرو خالد؟؟ ما الذي يجري بالضبط؟؟
ثم ما تصورك يا أخي الكريم في صفة مشاركة المسلم للكافر في عيده؟ متى يكون المسلم عندك متصفا بأنه شارك الكفار في عيدهم؟؟ اذا رأيته لبس لبسهم وراح يرتل معهم ترانيمهم ويصلى صلاتهم؟؟ يكفر بالله العظيم اذا والله ولا خلاف!! فما هو فهمك لمشاركة المسلم للكافر في عيده وما صورتها عندك؟ ان أعياد الكفار انما هي احتفال بكفر بواح، فمجرد التهنئة بها كبيرة من الكبائر، وهي من مشاركتهم فيها! وهذا الأمر ظاهر واضح! تخيل لو أن رجلا يحتفل بذكرى سب أبيك وشتمه وزعمه أنه قتله وصلبه، أيسوغ لك أن تهنئه؟؟ الله المستعان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تقول: "ذهاب عمرو خالد إلى الكنيسة أمر يحقق التعايش الذي دعا إليه لأنه قال في برنامجه دعوة للتعايش بأن التعايش يعني أن نختلف عن بعضنا في الآراء ولكن نحاول معرفة المنطقة المشتركة بيننا لنقبل بوجود بعضنا البعض ونحترم بعضنا دون أن نذوب في ثقافة غيرنا فعمرو خالد رأى أن المنطقة المشتركة بينه وبين الكنيسة هو أنهم مواطنين مصريين يخافون على بلدهم مصر ويحاولون منع الفتنة الطائفية ومنع المخدرات منها وهو لم يذوب في ثقافتهم ولم يشاركهم عيدهم وإنما هنئهم به فقط"
وأقول لك، ما معنى (دون أن نذوب في ثقافة عيرنا) هذه؟؟ أي ثقافة؟ أهذا كلام داعية للدين، يريد اخضاع المسلمين لقال الله وقال الرسول بالدليل الشرعي الصحيح؟ ما المقصود "بالثقافة" هذه وما حدودها عنده؟ وبأي دليل شرعي جعل تهنئة الكفار بأعيادهم ودخول كنائسهم لمشاركتهم الاحتفال بها خارجة من هذا "الذوبان" الذي يزعم أنه يحذر الشباب منه؟؟ ان لم يكن هذا هو الذوبان في القوم والخوض معهم فيما يخوضون، فما هو الذوبان بالضبط على فهم العلامة عمرو خالد؟ وكيف يستدل الواحد منكم – يا من اتبعتموه مغمضي الأعين - على مذهبه وكلامه هذا ونظرية (المنطقة المشتركة) هذه من الكتاب والسنة ان شئتم أن تراجعوا عمله ودعواه لتتأكدوا من كونها على الحق وعلى مراد رب العالمين؟ أم أن هذا لم يعد أمرا يعنيكم أصلا؟؟ انا لله وانا اليه راجعون!
يا عباد الله أفيقوا! فوالله ان هذا لهو مراد الكفار من دعوة الرجل! أن تكون سبيلا لاذابة الولاء والبراء من قلوبنا، في سبيل استلال سائر التوحيد منها خطوة خطوة! والا فمن الذي قال أن كرهي وبغضي للنصراني الكافر المعاهد يمنعني من أن أؤدي له حقه أو أقسط اليه بما أمر الله، أو أن "أتعايش معه" على أرضي أو على أرضه؟ ومن الذي قال أن اداء الحقوق الى أهلها من الكفار بالشرع والدين، يلزم منه أن نكون لهم موالين محبين، متوحدين في عبادة ذلك الوثن الجديد الذي اسمه (الوطن)؟؟! أين تعلتم هذا يا عباد الله؟؟ ومن أين أتت هذه الدعوة؟؟ هذا هو اصلاح الخطاب الديني الذي يتشدق به أعداؤكم يريدون به سحقكم، ان كنتم لا تعلمون! هي دعوى أعداء الدين الذين يصفون الدعاة المنضبطين بالقرءان والسنة وفهم السلف بأنهم يبثون ما أسموه "بثقافة الكراهية"! وأقول نعم عندنا كراهية، وكراهية شديدة – كما عند جميع البشر مهما كذبوا ونافقوا - ولكنها كراهية رشيدة حكيمة توضع في كل شيء وكل مذهب وكل قول وكل شخص وكل عمل يبغضه الله تعالى، كما توضع المحبة لا توضع الا فيمن وفيما يحبه الله وحده! وهذا هو ديننا، وهو توحيدنا ولو كره الكفارون!
يا عبد الله اعلم أننا قد سكتنا وتغاضينا في مطلع الأمر عن كون عمرو خالد حاطب ليل لا حظ له من طلب العلم ولا يضبط ما يقول ويتكلم في العامة دون تحصيل ذلك العلم الضروري، وعن صحبته لبعض المبتدعة الضالة كالجفري وغيره، لما كان له من أثر طيب في قلوب الشباب، وكنا ندعو الله أن يزيده وأن يعينه على اقامة الحق، وأن يهدي على يديه شباب المسلمين، وكنا والله ندعوه – ومنذ أول ظهوره - لمراجعة أهل العلم وكان يبدي استعداده لقبول النصح ويشكر الناصحين له ويدعو لهم، وكنا والله من المتحمسين له المدافعين عنه، نحبه في الله ولا نراه الا منة قد من الله بها على المسلمين! ولكن لما ظهر منه الاستكبار على ناصحيه، والاصرار على المخالفة واتباع رأيه ومزاجه مهما كان مخالفا للحق ومهما نصح ومهما قيل له، وتتابعت مصائبه وطوامه الواحدة تلو الأخرى، كل واحدة اكبر من سابقتها، صار واجبا أن نحذر المسلمين منه وأن نثنيهم عن سبيله هذا! فالأمر أصبح يمس أصول الايمان، والمسألة أصبحت اما نجاة واما هلكة! لم نعد نتكلم معه في اللحية والمعازف والاختلاط ومصافحة المرأة الأجنبية وصفة الحجاب الصحيح وغير ذلك من الفروع الكثيرة التي أهدرها بجهالته ولا يزال مصرا على اهدارها، ولا نتكلم في أخطاء وتحريفات كبيرة وكثيرة في روايات السيرة والقصص التي كان يرويها، ونصحه العلماء باصلاحها مرارا ولم يفعل، ولا نتكلم في فقه الدعوة وضرورة تقديم الأولى فالأولى من تأسيس على التوحيد أولا ثم الأخلاق والسنة والعبادات، والذي هو نهج رسولنا صلى الله عليه وسلم في الدعوة، ما صرنا نتكلم معه وأتباعه في شيء من هذا، وانما صرنا
(يُتْبَعُ)
(/)
نتكلم مع الرجل في أبجديات أصول الدين والتوحيد! أصول الولاء والبراء وحقيقة التوحيد، بل حتى في فهمه للغاية التي خلق الله العباد من أجلها!! الله ما خلقنا الا لنعبده ونوحده ونقيم ذلك الأمر في الأرض بكل ما سخره لنا فيها، وعمرو خالد يقول ما معناه أن الله خلقنا لنعمر الأرض بالعمارات والمباني والكباري، وخلق الناس شعوبا وقبايل من أجل ذلك وللتعاون على الحضارة والتمتع بالدنيا في سلام وأمان!!
وأنا أسأل هذا الأخ المدافع عنه، يا أخي آلله أحب اليك أم عمرو خالد؟؟
ان كنت صادقا في أن الله أحب اليك، فبالله هل يحب الله رجلا يهنئ الكفار على احتفالهم بايمانهم بأن الرب خرج من فرج امرأة، وصلب ومات ثم قام من الموتى؟؟ ما لكم كيف تحكمون؟؟ ألا تخشون أن تحشروا معهم؟؟ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) [المائدة: 51]
كان الامام أحمد رحمه الله يكره أن ينظر - مجرد النظر - الى عامة النصارى ويقول هؤلاء قوم يبغضهم الله وأنا أكره النظر اليهم (أو نحوا من ذلك) ونهى ابنه عن أن يكتب ذلك عنه حتى لا يؤخذ على أنه حكم شرعي، وأنت تقول (أنا في رأيي أن عمرو خالد لم يخطئ)؟؟!
سبحان الله العظيم!
ان الرجل يفاخر في ذلك المقطع المسجل له في الكنيسة بأنه أول "داعية اسلامي" يبادر بدخول الكنيسة في أعياد النصارى وتهنئتهم على ذلك!! فالآن صار الرجل يفاخر بارتكاب الكبائر (وقد عد العلماء تهنئة الكفار ومشاركتهم في أعيادهم من الكبائر التي قد تفضي الى الكفر فتأمل)، ويفاخر بأنه أول داعية اسلامي يفعل كذا وكذا، والاسلام بريء مما يفعل ومما يقول، ولا حول ولا قوة الا بالله!! لم يسأل هذا الغوي نفسه اذ يقول هذا الكلام مفاخرا، لماذا لم يسبقه الى هذا العمل أحد من دعاة المسلمين!! ألأنه كان عزيزا على أذهانهم الضعيفة مثلا، فلم يهتدوا اليه حلا عبقريا لمشكلة (الفتنة الطائفية) حتى جاء هو فتوصل اليه بذكائه الفذ؟؟ أم لأنهم كانوا أجهل وأقل علما من أن يبادروا تلك المبادرة التاريخية الكبرى! أم لأنهم كانوا جميعهم "متشددين" "متزمتين" يحتظرون واسعا ويضيقون في أمر قد وسع الله فيه؟؟ أم لأنهم لم يكونوا "وطنيين"؟؟! يا اخوة هذا الرجل الذي سلمتموه قلوبكم واستأمنتموه على دينكم جاهل مركب: جاهل يحسب نفسه عليما!! جاهل مصر على انحرافه واتباع هواه، ولا يزداد الا غيا، ووالله لم يعد يبقى لنا قرينة واحدة تعيننا على الحفاظ على ما كان له عندنا من احسان للظن به وبمقصده!! بل ما عدنا نرى منه الا الغي والضلال! فالى أين تتبعونه؟ الى أين؟؟
ألم تقرأوا ما أثنى به عليه كتاب الغرب الكفار وصحفهم الكبرى الخاضعة لأهواء أعدائكم والتي يملكها رؤوس الاعلام الغربي من اليهود؟ ألم تروا ما قدمه هو نفسه لهم في مؤتمراتهم هناك، اذ أصبح الآن في نظرهم السبيل الوحيد "لاصلاح الخطاب الديني" في مصر والشرق الأوسط ومواجهة ما أسموه "بالتيار المتطرف المتنامي" و"الاسلام الأصولي"؟؟ ما هو هذا الاسلام الأصولي الذي وجدوا في عمرو خالد ودعوته السبيل الأمثل للقضاء عليه، وما هو الاسلام المعتدل الذي يرضاه جورج بوش ومجلة نيوزيوك والكرونيكل وغيرها من المجلات التي احتفت بصاحبنا هذا؟ ألا تقرأون؟؟ ما الذي أعجبهم في دعواه الى حد أن جعلته التايم مجازين واحدا من أهم مئة شخصية في العالم في نظر القائمين عليها، فراح هو وأتباعه يعدون ذلك نصرا غير مسبوق للاسلام والمسلمين؟! وهل أسلم واحد من هؤلاء الذين كرموه وأعجبوا به؟ بل هل دعى أحدا منهم للاسلام أصلا؟؟! فأي نصر وأي هراء هذا؟؟ وماذا يعني مدح ألد أعدائنا لواحد منا على هذا النحو يا عباد الله يا عقلاء، ان لم يكن الرضى بدعوته لأنها تخدم مصالحهم وأغراضهم؟ انها نفس تلك الأيدي النجسة والمؤسسات الاعلامية الكافرة التي سبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي اليوم تمدح عمرو خالد وتثني عليه! ففي أي الفريقين أنتم؟
انظروا ماذا تقول الصحفية الانجليزية ليندسي وايز من صحيفة كرونيكل، في مقال يفاخر به أتباع عمرو خالد ويضعونه على موقعه الرسمي:
(يُتْبَعُ)
(/)
Although Khaled is a lay preacher and not a religious scholar, he uses his television shows -- broadcast on Iqra, a Saudi-owned religious satellite channel -- to speak out against terrorism and despair. He emphasizes instead the importance of personal piety, political reform, social activism and coexistence with the West.
http://www.amrkhaled.net/articles/articles1311.html
تقول: "عمرو خالد هو واعظ عامي (من العامة) وليس عالما دينيا، وهو يستخدم البرامج التفزيونية - المبثوثة عبر قناة اقرأ السعودية - ليدعو ضد "التطرف" واليأس. وهو يؤكد على أهمية الاستقامة الشخصية (أي التي لا ينشغل فيها الانسان الا بنفسه، فلا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يسعى الى اصلاح الآخرين)، والاصلاح السياسي (هكذا ترى الصحفية)، والخدمة الاجتماعية، والتعايش مع الغرب! "
فيا ترى ماذا تقصد هذه الصحفية من تلك الجريدة ذات الصيت والخاضعة لمنظومة اعلام يمتلكها اليهود كما هو معلوم، عندما تثني على داعية مسلم بأنه ضد التطرف ويدعو الى التعايش مع الغرب؟؟! لا شك أن هذا الكلام وسام على صدره يفخر به، ولا حول ولا قوة الا بالله!
بل انظروا بأي شيئ تتبع ذلك الكلام وفي نفس المقال وفي نفس الموقع (موقع عمرو خالد):
" He has at various times joined forces with the British government in promoting outreach to moderate Muslim leaders following last July's terrorist attacks on the London subway system
" لقد عمل مع الحكومة البريطانية في عدة مرات لتحقيق التواصل مع قادة الفكر الاسلامي المعتدل، عقب هجمات يوليو الارهابية في لندن! "
والله هذا لفظ ما في المقالة التي يفاخر بها وينشرها على موقعه، لم أزد فيه حرفا واحد! فما رأيكم في شهادة علقها على صدره بموالاته لحكومة هي من ألد أعداء الله في أرضه؟؟ هل تجهلون يا عباد الله توجه الحكومة البريطانية وموقفها من الملتزمين هناك، ومواقفها من المسلمين في كل مكان، ومطاردتها لكل من تظهر عليه علائم الالتزام في تلك البلاد؟ هل أحتاج لأن أعرض عليكم أمثلة على مواقف حكومة بريطانيا وحربها الضروس ضد الدين وسعيها الدءوب الى تسطيحه واذابة المسلمين هناك اذابة تامة، ومعاداتها لكل داعية صادق ذهب ليدعو القوم الى (لا اله الا الله) صافية خالصة بلا زيغ ولا تزييف، على نحو ما كان يدعو اليها الصحابة وامامهم صلى الله عليه وسلم؟ هل أحتاج الى ذكر المزيد؟؟
بل انظروا الى هؤلاء المجرمين الملاعين في موقع نصراني أوروبي صليبي، يفاخرون بجرأتهم على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ويفاخرون بأن أحدا لا يملك أن يوقفهم أو يمنعهم من سبه والهزء به، قاتلهم الله! ثم تأملوا بأنفسكم وانظروا أين جاء اسم عمرو خالد فيه، وماذا يقولون عنه!!
http://europenews.dk/en/taxonomy/term/155
هؤلاء هم الذين يعجبهم عمرو خالد ويرون في كلمته التي ألقاها على مسلمي أمريكا شيئا طيبا يستحق ان ينشر عندهم بنصه الكامل!! فهل تحتاجون الى المزيد؟؟ هذا المقال يدعو الرجل فيه المسلم الذي يعيش في أمريكا لأن يحب البلد التي هو فيها وأن يواليها، وأن يعمل على خدمتها ليكون بذلك مثالا طيبا للرجل المسلم! وأنا أقول لهذا الغوي المسكين، ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبا بريء ممن أقام بين ظهراني المشركين"؟؟ ام أنك لا ترى هؤلاء من المشركين؟ لا يجوز لمسلم أن يقيم في بلد الكفار الا لطلب علم لا يطلب الا من هناك، أو لقضاء حاجة لا تقضى الا هناك، أو لدعوتهم الى الاسلام! اما الاقامة والعمل هناك، بتلك الصورة التي تستدعي هذا الفهم المريض "للتعايش" والذي يهدم أصول الولاء والبراء ويمسخ العقيدة مسخا، ويعرض المسلمين هناك للتنصير وللعلمانية ولكل تيار فاسد يمتد الى قلوبهم من هنا وهناك، فهل هذه دعوة داعية مسلم يتقي الله في دعواه؟ يكون المسلم دعوة ونموذجا في أي مكان يذهب اليه، ما دام منضبطا بالشرع، ولا بلزم من حسن معاملته للكفار أن يكون محبا لهم! ولا يجوز أن يضع مسلم همه وجهده في خدمة مجتمع كافر، الا أن يكون داعية للتوحيد يدعوهم اليه حقيقة لا وهما! أما أن يترك المسلمين وكفايتهم غير متحققة فيما يصنع، ويمضي عمره في بلد مشركين يطلب الرزق فيها، ثم يقال له يجب
(يُتْبَعُ)
(/)
أن تحب ذلك البلد وتشعر بالانتماء اليه، وتبذل له كما يبذل لك، فأي اسلام هذا الذي يأمر بهذا الكلام؟؟ انه اسلام أمريكا! وعجيب والله أن تجد الواحد من أتباع عمرو خالد يتمسك بشدة بالمقاطعة حتى لا يضع قرشا في جيب رجل قد يخرج منه نسبة ما لتذهب الى أمريكا فتنفقها في سلاح تقاتل به اخوانه (كما يقولون)، ولا يرى بأسا في نفس الوقت في أن يسافر ليمضي حياته في أمريكا نفسها يعمل فيها ليخدمها ويخدم أهلها هناك!! عجيب جدا أن تراه يطنطن بالمقاطعة ويسرد القوائم الطوال في المنتجات والشركات التي يجب – على قوله – مقاطعتها، وهو لا يرى أي خطأ في دخول عمرو خالد الكنيسة وتهنئته لرأس الكفار في مصر!!
ما هذا التناقض العجيب؟؟
انه تناقض من لا ينضبط بالدين ولا بفهم السلف والصحابة رضي الله عنهم، ويصر على ابتاع هواه مستكبرا! قيل للرجل لا تذهب الى الدنمارك كي لا تخرق اجماع الامة على موقفها، ومع ذلك راح ومعه طائفة من أتباعه في أوج الأزمة، مخالفا بذلك جميع من يعتد بقولهم في هذه الأمة من علمائها وأهل الحل والعقد فيها بلا استثناء!! لماذا؟ لأنه داعية "تعايش" ليس داعية دين! لقد خافت أوروبا من موقف المسلمين ومن حركة الأقليات عندها، فكان يجب أن يأتي عمرو خالد ليمتص غضبهم، فحطم الرجل جهود المسلمين جميعا وأخذ أتباعه وذهب، ورمى بكلامنا جميعا عرض الحائط، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
عندي المزيد والمزيد والله وقد قرأت ما يندى له الجبين، وأنا متابع لأمر هذا الرجل منذ سنوات، ولكن ما نقلت لكم فيه كفاية لمن كان له فؤاد وبصر!
ثم نحن بعد كل هذا، نقول التمسوا له العذر، فالرجل كان سببا في كذا وكذا، ولولاه لما كان كذا وكذا؟؟ لا يا اخوة! ان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم! فحقيقة أن حشدا كبيرا من الشباب قد كان هو سببا في هدايته هذه لا تبرئه مما صار وجنح اليه وما تحولت اليه دعوته! والعبرة انما تكون بالخواتيم!
انهم يريدون دينا لا عقيدة فيه، ولا علم ولا فقه ولا شيء الا القليل من القرءان والأخلاقيات والسير والقصص وكفى!! وها هم يرون في عمرو خالد الطريق الى تحقيق ذلك! وها هو قد أصبح سلاحا خطيرا في أيديهم من حيث لا يدري ولا يشعر أتباعه، ولا حول ولا قوة الا بالله
لقد حذرته والله ذات يوم من هذا، منذ أكثر من ثلاث سنوات! قلت له يا عمرو اتق الله حتى لا تكون لعبة في أيديهم! قال لي أن ثناءهم عليه شهادة للاسلام والمسلمين، ولم يعجبه كلامي! فبالله ماذا تنتظرون حتى تعدلوا عن سبيل ذلك الرجل وتكفوا عن الدفاع عنه وعن هذا التعصب الأعمى له وقد صنع من نفسه بجهله وعماه معولا لهدم الصحوة وتعقيمها بعد أن كان من أكبر أسباب نجاحها وانتشارها في الأرض ولا حول ولا قوة الا بالله؟ ماذا تنتظرون؟
يا عباد الله ارتقبوا وتربصوا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، ولسوف تعلمن نبأه ولو بعد حين.
أقول ما كتبت اوستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين"
انتهى
ـ[لامية العرب]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 06:05]ـ
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
ـ[باحث نزيه]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 01:02]ـ
فعل عمرو خالد بعض الأمور الجيدة، وسد فراغاً كان موجوداً بدرجة ما، ولكن مع ذلك فإن له أخطاء قاتلة وخطيرة لا أنصحه بالتمادي فيها. لعله يكون من الأفضل أن يجعل له مجموعة من المستشارين الثقات من أهل العلم والتقوى، بل ومن الخبراء في السياسة والاقتصاد وغير ذلك حتى لا يتورط ولا يورِّط.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 01:09]ـ
عمرو خالد فيه خير، فلو أحد الدعاة من الذين لهم قبول يناصحونه. . ما ينفع ننفر الرجل منا بنقده من وراه والانتقاص منه.
ـ[باحث نزيه]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 01:11]ـ
أهل النصيحة موجودون وينصحون ويقولون ولكن من يستمع إليهم؟
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 01:37]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون .... اللهم احفظ علينا إيماننا بمنك وكرمك ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 03:45]ـ
لستُ هنا أدافع عن منهج عمرو خالد ولا عمري أصلا سمعت له محاضرة رأيته بالصدفة قبل 4سنوات ولمدة (ثواني) معدودة في إحدى القنوات (لا أتذكرها بالضبط) مع ما كُتب عنه في المجلات وقتها، وما لاحظته عليه هو أنه متحمس لنشر الخير والدعوة إلى الله لكن ينقصه العلم. وشكله من ملامحه أنه على نياته هذا ظني فيه والله أعلم بالسرائر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 09:10]ـ
/// عمرو خالد نُصح من مشايخ أفاضل، ولكن دون جدوى.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 09:19]ـ
لا ألومك يا أبا الفداء على ما كتبت، و لعلك وقفت على أمور كثيرة لم يقف عليها الإخوة .. وشكر الله لك حرقتك على الدين، و أنا أضم صوتي إليك في أكثر ما قلت، و لكن أليس هناك طريقة جيدة ندعوه من جديد ليسلك المنهج الصحيح؟!!
أتصور أن هذا هو الأمر المناسب اللذي يجب أن يتبع في مثل هذه المواقف، خاصة و أنه يعتبر علم عند خلق كثير، و كلامنا له بهذه الطريقة يجعله يعرض و قد تأخذه العزة بالإثم و لكن بالوعظ واللين والحكمة تصلح الأمور إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 06:54]ـ
والله أنتم ناس أهل غفلة (ومش فاهمين حاجة)
وسأخالف عادتى فلا أتكلم أكثر من ذلك فى مثل هذا المقام (ابتسامة)
ـ[أبو أنس الموافي]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 10:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا بالنسبة لعمرو فهو مخطأ خطأ كبيرا هداه الله مع أنه نصح ولكن دون جدوى وهو أيضا عليه ملاحظات كثيرة
ثانيا بالنسبة لهذا الذي يقول أنتم أهل غفلة (خالد المرسي) فأقول له إما أن تتكلم بكل أدبك أو أن تسكت أخي هداك الله للمنتدى أدبه فلا ينفع أن نسكت كلنا عن كلمتك هذه فارجع عن قولك هداك الله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 11:29]ـ
الحمد لله وحده
الاخوة الذين يظنون أننا في دعوانا للناس بأن ينفضوا من حول ذاك الرجل (عمرو خالد) نظلمه أو نزيده صدا عن الحق، وأنه من الأولى أن نخاطبه به مباشرة، أنا أدعوهم ليتوجهوا اليه مباشرة كما يطلبون، في بيته أو في موقعه أو بأيما طريقة يتمكنون من الوصول اليه بها، ويوجهوا اليه النصيحة بالكتاب والسنة بالرفق وباللين - كما كان دأب أكثر من ناصحوه من العلماء وطلبة العلم ودأبوا على نصحه طويلا منذ أول ظهوره والى يوم الناس هذا وبلا فائدة-، وينكروا عليه فعلته تلك وما شابهها، ثم ينظروا بأنفسهم بأي شيء سيقابلهم!
أتحسبون أنني لم أجرب هذا، ولم أبادر اليه بالنصح فيما بيني وبينه؟ كلا والله! بل ما أقوله ليس مما بلغني من مشايخ وطلبة علم كثيرين فحسب، بل هو من تجربتي الخاصة معه! والذين نصحوه منذ أربع أو خمس سنوات، وكرروا المحاولة معه، منذ سنة أو سنتين، هم أدرى بالتحول الذي صار اليه موقف الرجل والأسلوب الذي أصبح يرد به على ناصحيه!! فبعد أن كان الرجل يعد من ينصحه - بعد شكره الجزيل ودعائه له - بأنه سيتراجع عن الأخطاء التي لفت نظره اليها - وكان الظاهر في بادئ الأمر منها قليل، كحلقه للحية وتساهله في الاختلاط وما الى ذلك - ويتكرر منه الوعد مرارا بأنه سيتراجع ويغير المخالفات ويصلح الأخطاء، ولكن بلا أثر ولا عمل ولا استجابة، أصبح الآن يتفلسف لأخطائه تلك ويدافع عنها، ويزعم أن له فيها سلفا (!!) وله فيها مرجعية علمية، والآن أصبح يرى - كما قال لي بنفسه يوما ما - أن هذه المخالفات التي ما فتئنا ننصحه بتركها، الأمر فيها واسع والأمر فيه خلاف وكذا!
فأنا أقول للاخوة الذين لا يزالون مصرين على تلمس الأعذار لهذا الرجل، اصبروا وتربصوا وسترون بعد سنة أو سنتين من الآن، الى أي شيء وصلت "سعة" الاسلام عنده، وما مبلغ تلك الأمور التي أصبح يدعي أن فيها خلافا!!! والله المستعان!
أخونا أبو أنس الموافي بارك الله فيك، أنا ما أرى الأخ خالد المرسي الا مازحا (بدليل الابتسامة)، وان كنت أستنكر عليه مثل هذا المزاح. بارك الله فيكم جميعا.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 01:44]ـ
من عوفي فيلحمد لله
ـ[أبو علي المصراوي]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أقل ما يُقال فى هذا الرجل_هداه الله تعالى_ما قاله قضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني _حفظه الله _ قال فيه
(إن هذا الرجل يطيل الطريق على دعاه الاصلاح)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 07:26]ـ
ما أرى الأخ خالد المرسي الا مازحا (بدليل الابتسامة)، وان كنت أستنكر عليه مثل هذا المزاح. بارك الله فيكم جميعا.
جزاك الله خيرا على ادبك فالادب وسيلة وغاية لطلب العلم
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 04:35]ـ
عمرو خالد (داعية)!!
كم من قبور عبدت, وكم من قبور طيف بها, وكم من أناس عاكفون عند الأضرحة, هذا يقول يابدوي أغثني وذاك يقول يا فلان فرج كربتي.
وهذا كله في مصر!! خلونا في مصر فقط!!
فأين دعوة هذا الرجل؟؟ أين دعوة التوحيد؟؟ أين محاربة الشرك والبدع؟؟ أين تعليم الناس التوحيد والعقيدة؟؟
أين تعليم الناس السنة؟؟ أين وأين؟؟؟!!!
والله لقد أصبح التوحيد من أهون الأمور عند كثير من الناس اليوم , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهو آخر ما يفكرون أن يدعوا إليه أمثال هذا الداعية!!
دعوة لا تقوم على التوحيد والسنة والله لا خير فيها, وهذا ما يحصل عندما يكون الجاهل داعية.
اللهم الطف بنا .. اللهم الطف بنا
قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوساً جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) متفق عليه عن عبد الله بن عمرو.
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 05:39]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك ... أخي الليث ابن سراج, والله إن هذا الرجل الدعو "عمرو خالد" ضل وأضل الأمة معه, حسبنا الله ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 03:33]ـ
عمرو خالد جاهل ومن سوء حظه أن المايك قُرب إليه فصار جهله مسموعا والله أعلم.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 03:55]ـ
بالرغم أن جمهور العلماء حذروا من عمرو خالد وأخطائه
ومع هذا هناك أناس لا أعلم هل هم يعيشون على الأرض؟!
يقول واحد من المغترين به:
أعتقد أن ظاهرة عمرو خالد ظاهرة مؤثرة وقوية دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، له أتباع أكثر من 20 مليون شخص، له مراكز مختلفة في جميع أنحاء العالم العربي للتأثير والتوجيه والتربية باسم (صناع الحياة)، باعتقادي هو مجدد القرن الحالي بلا خلاف، بلغة أخرى عمرو خالد هو قائد الأمة العربية في هذا الزمن وهو الذي سيعيد كرامة الأمة من جديد
لبيك ياعمرو خالد .. لبيك ياعمرو خالد .. لبيك يا عمرو خالد
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 02:34]ـ
يظن بعض إخواننا -وفقهم الله تعالى- أنهم بمجرد عرضهم لبعض قناعاتهم الفقهية الشخصية أمام أي شخصٍ لا يوفقهم القولَ فيها أنه قد قامت عليه الحجة -من وجهة نظرهم-؛ فإن لم يستجب -أي لم يقتنع برأيهم- استحلوا غيبته وربما قلَّ الورع فامعنوا في نهش العرض باسم الغيرة على الدين أو الدفاع عن السنة , وحالهم -مع الأسف- كحال عامي سمع أن مجرد لمس المرأة ينقض الوضوء فقام على الناس منكراً وربما أطال اللسان واليد؛ فإن جُودل بأن ثمتَ خلافاً فقهياً؛ صاح: (لقد صح الدليل ولاح الصبحُ لذي عينين؛ أفلم تقرؤوا "أو لامستم النساء" فماذا بعد الحق إلا الضلال , ومتى صح الدليل فلا عبرة بقول أحد مهام كان , ثم يقول -بخشوع- يأيها الناس "اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم"). مثل هذا لا يفيد معه أي نقاش علمي يتناول أصول المسائل ويقلب النظر -بهدوء- في الدلالات ويلحظ كلام أئمة الفقه -باحترام- ولا يعبث به إلفه الطويل على قناعاتٍ معينة حتى يستنكر خلاف معهوده فيظنه من طول المكث حقاً لا تشوبه شائبة.
أيها الفضلاء الطيبين عليكم أن تطيلوا النظر في علوم شتى -فبل فتح الأفواه بالنكير- منها علم أصول الفقه وقواعده وكثرة المطالعة في كتب الفقه المقارن , وحينها سيتسع الصدر لأمور طالما حرجت منها صدور؛ فقد قيل "من عرف الخلاف اتسع صدره" , كما أن من الخطأ أن نعد مجرد حديث جانبي أو نصيحة عابرة ولو ظن الناصح أنه دعمها بالحجج؛ أن بمثل هذا تقوم الحجة وتنقطع المعذرة ويحل الهجوم , وأنا لا أنكر أن للإستاذ عمرو خالد سقطات تحتاج شيئاً من المراجعة وأرى أن الأسلوب المناسب أن نكاتب من أهل العلم الكبار -سيما في بلده- بما رأيناه منكراً؛ فإما أن يرد علينا بأن في الأمر سعةً أو يقوم هو بالنصح الحكيم , أما أن نبادر بإساءة القول والتشهير ومحاولة إسقاط من لا يوافقنا حتى وإن كان له في الدعوة جهوداً مذكورة مشكورة؛ فأظن أن هذا مجافٍ للحكمة والعلم , والله تعالى أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 04:05]ـ
الأخ فهد حفظه الله
أنت تتكلم وكأننا نرفع الصوت بالنكير على عالم من أئمة الفقه المجتهدين يا أخي الحبيب، فبالله هل اطلعت أصلا على كلام هذا الرجل وآرائه التي ننكرها نحن عليه وهل لك علم بسابق حظ له من طلب العلم والجلوس بين أيدي العلماء؟؟ هل قرأت المقال الذي جئت لتعقب بمثل هذا التعقيب عليه، قراءة متأنية بالأساس؟؟ هذه واحدة! والثانية أن كلامك عن قيام الحجة في غير محله جملة وتفصيلا، ذلك أن الأمر كما بينت في المقال، أنه ربما لم يعد يبقى أحد ممن وثق في علمهم ذلك الرجل - وهو عامي جاهل عند كل من طالع كلامه من أهل العلم - الا وتوجه اليه بالنصح والارشاد بالكتاب والسنة ولكنه ما قبل منه ولا استجاب له، وظل مصرا على ما في رأسه!! بما في ذلك الشيخ وجدي غنيم نفسه الذي كان الرجل يتابعه منذ أن كان طالبا في الجامعة، - أو على الأقل هذا ما كان يظهر - وبما في ذلك الشيخ القرضاوي وغيره!! ولا يزال العلماء وطلبة العلم على اختلاف مشاربهم يتوجهون له بالنصح منذ بداية ظهوره، فعن أي حجة تتكلم يا أخي الكريم؟؟؟
وأما كلامك عن الغيبة فهذه والله عجيبة!
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يدعو الناس للباطل والضلالة يصبح تحذير الناس منه على الملأ فرضا كفائيا على المسلمين يا أخي الكريم، ولا يقال للمتكلم حينئذ أنه واقع في الغيبة!!!
أرجوك أن تراجع ضوابط الغيبة جيدا ..
وتذكر قوله تعالى: ((لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظُلم)) .. فالذين اتبعوا هذا الرجل بجهالة وفسدت عقيدة الولاء والبراء عندهم وتلوث ثوب توحيدهم، وشربوا منه ما شربوا، وغرقوا وراءه فيما هو مغرق فيه من الجهالة، هؤلاء لم يظلمهم هذا الرجل بتبوئه لمقام الامامة بينهم وتعليمهم الدين وتلبسه بلباس "الداعية الاسلامي" أمامهم؟؟؟ بلى وربي ظلمهم وأي ظلم يكون فوق افساد دين العباد وهم يحسبون أنهم قد التزموا بمتابعته وتدينوا وأن ذلك يكفيهم من أمر دينهم!!!
وأما كلامك عن ضرورة اتساع النظر عندنا لقبول الآراء الفقهية المخالفة وألا ننكر على المخالف فيها، فهذا كلام أعجب وأعجب اذ قد نتكلم بمثله عن عالم من أهل العلم الراسخين الذين خالفناهم في بعض اختياراتهم الفقهية التي وقع فيها الخلاف بين الفقهاء! ولا نكير في المسائل الخلافية قطعا ولا اشكال! ولو أنك كلمتني بهذا الكلام عن عالم محقق مجتهد أو على الأقل عن طالب علم أخرج القول من الكتب بدليله قبل أن يدعو اليه الناس، لقبلته منك ولا مراء!! أما ونحن نتكلم عن هذا الدعي الجهول، الذي أضل الناس بتعليمهم ما خرج من رأسه هو لا من كتب الفقهاء التي تتكلم أنت عنها، فلا يقال مثل هذا الكلام في مثل هذا المقام أبدا! والا فأطالبك بأن تعين لنا مسائل فقهية محددة مما وقع نكير أهل العلم فيه على عمرو خالد - أو على الأقل فيما تكلمنا نحن عنه ههنا من مخالفاته - حتى نعلم طبيعة تصورك أنت لتلك المسائل ولما تدعي أنه قد وقع فيها بين الفقهاء والأصوليين من الخلاف!!
أطالبك بأن تقرر لنا الآن أي المسائل بالتحديد مما أنكرنا نحن على عمرو خالد، ترى أننا اذا ما فتحنا كتب الأصول والفقه المقارن فسنجد أننا قد ظلمناه وبغينا عليه فيها لأنه قد وقع فيها الخلاف السائغ بين العلماء والفقهاء، بداية من رأس الأمر: مسائل الاعتقاد ووصولا الى الفروع! ولو أحلتنا على مواضع ذلك الخلاف في تلك المسائل من تلك الكتب تعيينا لكان ذلك نافلة منك علينا وزيادة!
والله الموفق المستعان!
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 04:42]ـ
يظن بعض إخواننا -وفقهم الله تعالى- أنهم بمجرد عرضهم لبعض قناعاتهم الفقهية الشخصية أمام أي شخصٍ لا يوفقهم القولَ فيها أنه قد قامت عليه الحجة -من وجهة نظرهم- ......................
إلى آخر ما قلتَ ...
أقول: الرد على المخالف في المنهج والعقيدة أصل من أصول السلف رحمهم الله, فلا داعي للتخبط والتلخبط في الكلام, في الحقيقة لقد أتعبت نفسك بالكتابة, ثم المبتدع لا غيبة له, فكما أنه ينشر ضلاله فيجب التبيين والتحذير.
وهذا لا علاقة له بالفقه المقارن ولا أصول الفقه, هذا تجده في كتب السنة كالإبانة وشرح السنة للبربهاري وغيرها, فاقرأها حتى تتعلم!!
وهذا الرجل جاهل وقد نصح من قِبل أهل العلم ورُدَّ عليه ولم يرجع.
وموقفه من أهل البدع معلوم, فلا داعي للجدال في ذلك, ويكفيه أن يجتمع مع المشرك الخبيث علي الجفري ويجالسه, وهذا يكفي في تبديعه.
ولو فيه خير فليدعو للتوحيد وليحارب الشرك ...
ثم ضع عمرو خالد في جمع من النصارى, وأتي برجل لا يعرف عمرو خالد, وقل له أخرج من هؤلاء القوم رجلا مسلما, فوالله لن يستطيع!!!! لتشابههم في المظهر.
فكلهم يلبسون القميص والبنطال ويحلقون اللحى ويعفون الشوارب!!!
فأين سمت المسلم فضلا عن المستقيم فضلا عن الداعية!!
ولا يفهم من كلامي التكفير والعياذ بالله ..
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 02:25]ـ
أخي أبا الفداء –بارك الله تعالى فيك وأحسن إليك وأرشدني وإياك لما يرضيه, وأعاذنا وإخواننا جميعاً من أن نكون عبئاً على الدين وأهله أو حجةً لكل عدوٍ للدين منابذٍ لوحي رب العالمين, كما أسأله تبارك وتعالى أن يهبنا نوراً وفرقاناً نفرق به بين صفو العلم والحق وزيف الضلال والجهل, وأسأله عزَّ سلطانه وتباركت أسماؤه أن يمنَّ علينا بفهمٍ يوقفنا به على أغوار المسائل وبصيرةٍ تهتك حُجبَ الأهواء والجهالات فتنفذ بنا إلى لباب الحق-.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: حسناً فعلتَ عندما طلبتَ تعيين بعض مسائل يمكن بها تنزيل ما ادعيتُه أنا -ضمناً- من ضرورة التفريق بين ما يسوغ الخلاف فيه من غيره, وأنا سأذكر لا على سبيل التتبع لكل ما ذكرته في مقالك بل سأشير إلى شئ من ذلك يُستدل به على ما سواه, وأُطالبك بأن تذكر لنا أهي مسائل مجمعٌ عليها, وهل الإجماع على -فرض حكايته- صحيح؛ أم ثمتَ خلافٌ حقيقي يصيّرها من تلك المسائل التي تحمي الأعراض من أن تستباح, ولها أيضاً أحكامُ أُخرُ, فقل لي –بارك الله فيك-:
- هل مسألة دخول الكنائس محرمة باتفاق؟
- وهل التعاون مع الكفار فيما فيه مصلحة من نحو مكافحة مخدرات أو إيقاف فتنةٍ داخلية استباحَ فيها بعض جهلة المسلمين حقوقاً لأهل الذمة مصونةً بحكم الإسلام, وهي فتنةٌ يعلم (من يعلم) أن أكبر المتضررين بها هم المسلمون وإدراك هذا فرعٌ عن إدراك واقع المسلمين السياسي بشكلٍ عام وأنهم مستهدفون استهدافاً عنيفاً, وأظن أنكم تدركون أن الأقباط في مصر يُهيئون -بدعم الغرب- لشبه حكمٍ ذاتي تمهيداً للانفصال-ولو بعد حين-, وهو أمرٌ بالغُ الخطورة على المسلمين مع أن الأقليات غير المسلمة تملؤ أقطار المسلمين وسيستغل الغربيون أو بعضهم وجودَهم لإقلاق المسلمين وابتزازهم أو تفريق أوصال الأقطار الإسلامية –ألم تسمع بمشروع الشرق الأوسط الكبير!!! - وما حدث في تيمور الشرقية جائزٌ أن يحدث في غيرها بل نكاد نراه في السودان الآن بانفصال الجنوب المحتمل ومن بعدها دارفور-لا قدر الله تعالى-, وسيستعينُ بهم –أي بهذه الأقليات-من أراد بالدعوة وأهلها شراً من أركان بعض الدول قائلاً: لا دعوة وتعليم للدين فأنتم أيها الدعاة الإسلاميون تثيرون فتنة طائفية فقفوا وإلا ... , فهل هذا النوع من التعاون أو قل استرضاء الأقباط أو التحرك لإثبات بطلان تلك الدعاوى للرأي العام؛ لا يجوز (البته)؛ أم هو تحرك سياسي سائغ؟ -على فرض مخالفتنا له إما في الأسلوب أو في أصل التحرك-, مع ضرورة التذكير بأنه ثمت فرقٌ كبير بين قولنا: راجح أو مرجوح, وصواب أو خطأ؛ وقولنا: حق أو ضلال, وسنة أو بدعة, لأنني أعلمُ أنكم تعرفون ذلك ولكن –مع الأسف- هو علمٌ نظري لا يكاد أن يُرى في الواقع العملي.
- أما ما ذكرته من نقولٍ صحفية علقتَ على بعضها تعليقاً حمّلها ما لا تحتمل واعتبارك أن هذه وثائق إدانة؛ فعجيبٌ, ولو اطّرد هذا الفهم لصارَ كل من أثنت عليه قناةٌ أو إذاعةٌ أو صحيفةٌ غربية محل تهمة, وماذا لو فطنَ لذلك القوم فأسرفوا في الثناء على الدعاة والعلماء بهدف إسقاطهم عند العوام وأشباههم, ولكن ما ذكرتََه من تعاون الأستاذ عمرو خالد نقلاً عن الصحيفة القائلة: "لقد عمل مع الحكومة البريطانية في عدة مرات لتحقيق التواصل مع قادة الفكر الإسلامي المعتدل، عقب هجمات يوليو الإرهابية في لندن"؛ فهذا يحتاج مزيد تدبر بل وسؤال موجهٍ إليك -أبا الفداء- وهو: هل تؤيد تلك التفجيرات في بريطانيا؟ فإن كان الجواب بـ (نعم) فلقد عارضك من أهل العلم والفضل كثير –ولا أدعي أنها محل إجماع- فلِمَا انفردَ الأستاذ عمرو خالد باللوم وحدَه؛ وإن كان بـ (لا) فأنت من أُلئك الذين أغدقت عليهم الصحيفة الثناء بأنهم "قادة الفكر الإسلامي المعتدل", ولن استرسل في ذكر مخاطر مثل هذه التصرفات الهوجاء –أعني التفجير والمكاشفة بالسوء بين ظهرانيهم مع قتل من لا ذنب له- على المسلمين في الغرب عموماً فهذا أمر يحتاج إلى وعي (جيد) بالواقع السياسي والاجتماعي والقضائي والثقافي في الغرب وأثر الإعلام في تشكيل وعي الناس ومن ثمَّ أثره على سياسات الدول؛ لذا فمن الخير أن لا ينتصب للحديث عن مثل هذا الأمور إلا من ألمَّ بمثل هذه المعارف المهمة لإدراك هذا الواقع المعقد ثم تنزيل الحكم الشرعي عليه فهذا –لعمر الله- الاجتهاد حتى على القول بتجزؤ الاجتهاد؛ سيما أنها أمورٌ نازلة طارئة لم يتكلم فيها أحدٌ ممن سلف؛ بل إن المطالبة بقولٍ سالف مستنداً لمثل هذه الاجتهادات هو دليل على عدم التصور الصحيح للمسألة وهو كمن يُطالب بقولٍ للسلف في مسألة "أطفال الأنابيب" أو "الاستنساخ"؛ -والسلف في باب العقائد قرروا قواعد وأصولاً عامة والشأن إنما هو التخريج عليها ولا يكون ذلك إلا بعد التنظير والتصور لها جيداً-, والمقصود أن هذا شأن المسائل المتأثرة بحركة السياسة وصراعاتها –ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
أُنكر أن للمعتقََد أثراً كبيراً إن لم نقل إنه من وراء (كثير) من السياسات- فهي في تغيرٍ مستمر يجعل إدراكها فرعٌ عن إدراكٍ بكل تلك الجوانب لأنها ملابساتٌ مؤثرة في الحكم, وعلى كل حال هو أمر لا يعين على فهمه –بعد الله تعالى- إلا إدمان النظر في كلام أهل العلم وإتقان علم أصول الفقه وقراءة متعمقة في علوم السياسة والإعلام والفكر مع ذكاء وفطنة ولن نعدمها من الإخوان –بارك الله تعالى فيهم جميعاً-
- ثمت كُليمة أريد بيانها منك –أبا الفداء- وهي: "لقد خافت أوروبا من موقف المسلمين ومن حركة الأقليات عندها، فكان يجب أن يأتي عمرو خالد ليمتص غضبهم، فحطم الرجل جهود المسلمين جميعا وأخذ أتباعه وذهب، ورمى بكلامنا جميعا عرض الحائط", إن خوف أوروبا من المسلمين دفعها لدعم زعيم الصرب -سراً- لحصدهم ولمّا لم ينجح في ذلك تماماً قدموه كبشَ فداء ودعمت استقلالاً صورياً للمسلمين (ربما) سيكون أضرَّ على المسلمين في (دينهم) من ذي قبل ولعل الله تعالى أن يخيبَ ظنونهم.
أقول: ومع ذلك فالعبارة تحتاج إلى توضيح. وإلا فظاهرها يتضمن ثناءً على الرجل يذكرني بقول الشاعر:
إذا محاسني الآتي أُدلُ بها كانت عيوباً فقل لي كيف أعتذرُ
- عندي تفصيل أظنه حسناً وهو أن الأستاذ عمرو خالد يفيدُ كثيراً (كثيراً) في البيئات غير المحافظة التي فشت فيها المنكرات وعمَّ فيها الفساد وحُورب الدين وطُورد من العقول والقلوب وقامت دولٌ بإمكاناتها إعلاماً وتعليماً لحرب الإسلام وأهله حتى ظهر ذلك على سلوك الأجيال وأفكارهم فنهض الرجل واخترق جموعَ الشباب في الجامعات والنوادي التي كانت ولا تزال تعج بالعلمانيين وأشباههم من عشاق الرذائل ودعى إلى الله تعالى وحرّض على التمسك بالشعائر ورغب في الفضائل ورققَّ القلوب بالمواعظ وحكى السيرة النبوية بإسلوبٍ جذاب –بغض النظر عن الدقة في المعلومة فالأمر قصص لا تقرير أحكام-حتى أثمرت جهوده رجوعاً إلى الدين -إجمالاً- وتمسكاً به, ولقد ابتلي الرجل وشُنت عليه حروب أشعلها دهاةُ الكفرة وأذنابهم وسذّاجُ المسلمين, والمهم أن إنكار أثر الرجل مكابرةٌ تفضحُ صاحبها, ومن المهم أن تكون النظرة في مثل هذا نسبية تلحظ السياق العام وهذا أصل قاعدة المصالح والمفاسد, وقد قال شيخ الإسلام –رحمه الله-: " ومعلوم أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها وأُمرنا بتقديم خير الخيرين بتفويت أدناهما وبدفع شر الشرين باحتمال أدناهما "؛ أما المجتمعات المحافظة والتي حباها الله تعالى بأهل علمٍ وفضل والتزام ظاهرٍ بالسنة وأخذٍ بالعزائم مع ظهور السنن وانقماع البدع؛ فعمرو خالد لا يصلح لهم فيما أرى –والله أعلم-, ولذلك ليس من الرشد والحكمة أن نتهجم على عمرو خالد وأمثاله في أماكن أو منتديات يغلب على من يغشاها أنه من أبناء تلك المجتمعات المشار إليها أولاً. –والله تعالى أعلم-
- وأما مشروعية الرد على المخالف فلا ريب في صحتها ولكن تطبيقاتها على الواقع صيرها كقول الخوارج " لا حكم إلا لله "؛ كلمة حقٍ أُريدَ بها باطل؛ فبها هب دهماء الطلبة فرياً في أعراض العلماء والدعاة؛ فلئن سألتهم: ما بالكم تجاوزتم حدود العلم والأدب والمروءة؛ أجابك صلفُهم صائحاً: الرد على المخالف أصلٌ من أصول السنة, فصدقوا في التنظير كذبوا في التنزيل.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 03:59]ـ
- هل مسألة دخول الكنائس محرمة باتفاق؟
أظن يجب تعديل سؤالك حتى يكون في نفس الموضوع:
هل مسألة دخول الكنائس لتهنئة الكفار بعيدهم والجلوس معهم محرمة باتفاق؟!!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 04:34]ـ
عندي انا سؤال معدل!
مع اني ارفض مافعله عمرو خالد من دخوله الكنسية لتهنئتهم في عيدهم-خصوصا لو كان العيد عيد قيامة فهذا يكون قبيح جدا لكن لنفرض انه دخل للتهنئة
ولنفرض انه مخلص عامل في سبيل الله بذل وقته وعمره وشبابه في سبيل هذا الدين الا ان عنده اجتهاد - في مسئلة او مواضيع علمية او عملية مختلفة- قد يعتريه جهل او يدخله نقص وينتج عنه خطأ في الاجتهاد ثم لنفرض ان مافعله فتنة رغم انه ماقصد بمافعله الا دفع المفسدة وجلب المصلحة لا له ولكن لهذا الدين
فهل يؤجر الرجل او يعذر كما هو منهج شيخ الاسلام في اهل الاجتهاد بل اهل الخطأ العلمي-الذي قال شيخ الاسلام انه مغفور للامة- والعملي او يكون عنده حسنات ماحية او مصائب مفكرة يغفر الله بها له هذا غير رحمة الله العامة
هل مع ذلك يقال عنه انه ضال مضل او ماشابه من الكلمات
طبعا انا ضد الجفري ولااساوي عمرو خالد به ابدا فالجفري معروفة عقائده الصوفية المنحرفة جدا
لكن ماذا اذا وجدت مقابلة مع الشيخ عائض القرني والجغري مع دعاة خير في اجتماع علي الهواء هل يكون الشيخ عائض شيخ ضلالة
انا لاابرر موقف عمرو خالد في تعامله مع الجفري لكن لما يلتقي معه في حلقة تلفزيونية-مع اني الي الان لم اطلع علي هذا ربما لبعدي عن التلفزيون العربي منذ فترة- هل يلتقي معه حبا له وميلا الي افكاره التي يرفضها العلماء
اسئلة عموما تحتاج دخول اعمق للموضوع
انتظر اجابات عليها من الاخوة من الاتجاهات المختلفة
جزي الله الادارة علي استمرارها في فتح الموضوع فالحوار مهم حتي تتعدل نظرتنا بعلم ونستفيد من بعض او يستفيد بعضنا من بعض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 07:36]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
أما بعد، فوالله ما كان من شيء أحب الي يا أخي الكريم بعد قراءة مقالك الجزل الطويل المنمق هذا في الدفاع عن المدعو عمرو خالد من أن أوافقك على ما فيه، ولكن هكذا حكمة الله تعالى في خلقه والله المستعان ...
أولا من الواضح والله أعلم أن لك حظ من الطلب، أو على الأقل من القراءة في كتب العلماء، وهذا ما سيجعل أسلوبي في خطابك في بعض المواضع يشتد بعض الشيء، فأرجو منك أن تتفهم سبب هذا والداعي اليه، فليس من يدري كمن لا يدري، وقد لا يعذر في أمور من يعذر فيها غيره، ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)) [الزمر: 9] فأرجو أن تتفهم دافعي ومنطلقي اذا ما اشتد الكلام ولهجته .. وأرجو كذلك ألا تستطول الرد، لأنك قد فرعت في الكلام تفريعا وشعبت فيه تشعيبا (بالعين)، واستعنت بتلك التفريعات والتشعيبات على اثبات وجهة نظرك بصورة تحتاج الى رد مطول سأجتهد بحول الله تعالى في أن أضعه ها هنا حتى لا تبقى شبهة بلا تتبع وتفصيل، والله الموفق المستعان.
وفي الحقيقة فقد كفاني أخونا الكريم أبو عبد الرحمن القطري مؤنة هذا الرد كله باثباته في عبارة مختصرة وجيزة أن سؤالك عن وجود الاتفاق بين السلف من عدمه في تلك المسألة التي ذكرتها هو خارج أصلا عن محل انكارنا وتشنيعنا بل وتبديعنا لذلك الرجل في هذا المقال! ومع ذلك فكما ذكرت آنفا أن في كلامك الطويل هذا من الاجمالات والتشعيبات ما لا أستحل لنفسي تركه بلا تحرير ورد مفصل، والله المعين.
تقول يا أخانا الكريم: " وأنا سأذكر لا على سبيل التتبع لكل ما ذكرته في مقالك بل سأشير إلى شئ من ذلك يُستدل به على ما سواه"
قلت وأنا أطالبك بألا يكون كلامك مجملا ولا مجتزءا فهذا مقام تفصيل لا اجمال، فلا يصح أن تقول أن ما ستذكره يستدل به على ما سواه! فالواضح كما سيأتي أننا ان ألزمناك بلازمك هذا واستدللنا بما ذكرته على ما سواه مما تراه بغيا منا على الرجل، فاننا سنخرج بأنك لم تفهم محل انكارنا وتشنيعنا عليه أصلا!! وعندما تدعي أننا نعيب على الرجل ونشنع عليه في مسائل قد جهلنا أنه قد وقع فيها الخلاف، فالواجب عليك شرعا أن تفصل تلك الدعوى تفصيلا، وهذا ما طالبتك به أول الأمر، حتى لا يكون الكلام من باب "هذه عينة مما أخطأتم فيه، فأنتم لستم أهلا لهذا الخطاب فدعوه لمن هو أهل له"!! فما دمت تدعي أننا قد بغينا على الرجل فقد وجب عليك التتبع والبيان المستفيض، والله المستعان!
أما قولك "هل مسألة دخول الكنيسة محرمة باتفاق؟ فلن أناقش معك هذا الحكم لأن محل انكارنا على عمرو خالد، كما بين أخونا الفاضل القطري ليس مجرد أنه دخل الكنيسة، وفرق كبير يا طالب العلم بين الذي يدخل الكنيسة مهنئا أهلها على عيدهم الكفري، مستنا بذلك سنة يدعي أن الدعاة من قبله قد فاتهم الاقدام عليها وأنها مما يصلح الأحوال في بلاده بين المسلمين والنصارى، وبين من يدخل لقضاء مصلحة عابرة أو نحو ذلك!! فأرجو ان تراجع الكلام جيدا! وأنطالبك أنت الآن بذكر عالم واحد خالف في حرمة تهنئة الكفار بعيد القيامة "المجيد"، فضلا عن الذهاب اليهم في كنيستهم من أجل هذا!!! فان لم تجد مخالفا فأرجو أن تتفهم لماذا يعد عمل هذا الدعي على هذا النحو مما يبيح لنا عرضه تحذيرا للناس منه ومن جهله، والله المستعان!
أما كلامك المنمق حول التعاون مع الكفار ففرق كبير يا أخانا الفاضل بين أن تكون قاعدة ذلك التعاون ومنطلقه أننا نحن وهم "اخوة في الوطن" ويجب أن نتحاب في ذلك الوطن ويكون هذا هو ما يربطنا، وبين أن يكون واضحا راسخا في قلوب المسلمين أن بلادهم بلاد اسلام، وأن هؤلاء أهل ذمة، على نحو ما شرح أئمة الدين لمعنى أهل الذمة وحدودهم، وان هؤلاء في الحقيقة وان كانت لهم حقوق بموجب تلك الذمة الا أنهم أعداء لله تعالى يجب علينا بغضهم، ويحرم علينا أن نمكنهم أو أن نوقرهم أو أن نرفع لهم قدرا في بلاد المسلمين!! فهل أحتاج الى أن أدعوك لمراجعة كتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم وغيره من كلام أئمة الفقه في هذا الباب، رحمهم الله؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا لا أقول بحرمة التعاون مع الكفار مطلقا، وقد مات النبي عليه السلام ودرعه مرهونة عند يهودي كما هو معلوم، ولا يزال المسلمون من لدن الصحابة يتاجرون مع الكفار ويتبادلون معهم المنافع، ولكن ما الفرق الجوهري الركين بين حالنا معهم اليوم وحالنا معهم في القرون الفاضلة؟؟ الفرق هو الأساس العقدي في القلوب أيها الفاضل الكريم، وهذا بالضبط هو ما أتلفه أمثال هذا الدعي الجاهل بتصدرهم لما ليسوا أهلا له، اذ زينوا للمسلمين موادة الكفارين واتخاذهم أولياء، وضربوا صفحا على أصول في الولاء والبراء قد فاض بها القرءان وهم لا يعلمون!! ألم تسمع كيف يتكلم هذا الجهول عن العلاقة بين المسلمين ومن أسماهم بالأقباط في مصر؟؟؟ هل هذا الكلام يوافقه عليه أقل من كان له حظ من مطالعة لكلام الفقهاء وأهل العلم في القديم أو في الحديث؟؟؟؟
أخرج لي شريطا واحدا من أشرطة هذا الرجل تكلم فيها ولو لمرة واحدة ولو تلميحا أو اشارة من بعيد عن تأصيل الولاء والبراء في قلوب المسلمين، قبل أن يخرج بهم هكذا للتعاون مع الكافرين على تدعي أنت أن مصلحته راجحة!! بل أخرج لي شريطا واحدا تكلم فيه عن مسألة من مسائل العقيدة والتوحيد، بخلاف قوله المشهور بأن ابليس لم يكفر ولكنه كان عاصيا!!! أي مصلحة يا اخي الكريم تلك التي ترجح أمام فساد عقيدة الولاء والبراء وانخرام التوحيد في قلوب المسلمين؟؟؟؟ وبأي شيء بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الأرض أصلا ان ثنينا مسألة التوحيد أو أهملناها على هذا النحو ورحنا نتكلم في المصالح المشتركة واعمار الأرض بناطحات السحاب والكباري و ... هل هذا كلام من ضبط للعلم سبيلا أو شم له رائحة؟؟؟
تقول أيها الفاضل: " إيقاف فتنةٍ داخلية استباحَ فيها بعض جهلة المسلمين حقوقاً لأهل الذمة مصونةً بحكم الإسلام, وهي فتنةٌ يعلم (من يعلم) أن أكبر المتضررين بها هم المسلمون"
وأقول لك وهل علاج تلك الفتنة وذلك العنف يتمثل عندك في أن نمد للكافرين أيدي الصداقة والمودة والمحبة هادمين بذلك ثلث القرءان؟؟؟ أم أن نعلم الشباب أصول الولاء والبراء ونعلمهم في نفس الوقت حقوق أهل الذمة وضوابط التعاون معهم والتي لم يخالف فيها أحد من أهل العلم، والتي تحمي لهم أموالهم وأعراضهم في بلاد المسلمين، ولا يصونها لهم سواها؟؟؟ ما هذا الكلام؟؟ أتدعونا الى الجهل أو التجاهل وتعليم الناس ما لم ينزل الله به سلطانا، حتى نعيش مع الكفار في سلام؟؟
أنت تقول بنفسك أن جهلة المسلمين هم الذين استباحوا ما حرمه الله من أموال ودماء أهل الذمة وقد صدقت في هذا، فمن هم هؤلاء الجهال في نظرك الذين فعلوا هذه الأفاعيل التي لا يخالف من عنده مسكة من علم في نكارتها؟؟ أمثال أتباع عمرو خالد الذين ما عرفوا وما عادوا – الا ما رحم ربك – يريدون ان يطلبوا مزيدا من العلم ولا الفقه في دينهم فوق ما علمهم الرجل اياه، والذين لا يدري أكثرهم – ولا يريد الواحد منهم أن يدري ولا يرى أنه يلزمه أن يدري أصلا – ضوابط عمل القلب والجوارح في التعامل مع الكفار على فئاتهم وأصنافهم المختلفة التي أفاض أهل العلم في شرحها وبيانها وبيان أحكامها؟؟؟ أم تراهم أهل التوحيد والعلم الرباني الذين حصلوا المعلوم من الدين بالضرورة والذين تفقهوا في دينهم بما يرفع عنهم الحرج وتعلموا ما لا يسع عامة المسلمين الجهل به، سواء في تلك المسألة أو في غيرها من أمور الدين؟؟؟ أي الفريقين هو الجاهل الخارق لاجماعات السلف والمضيع لعلوم الدين وضوابطه، وأيهما هو الضابط لكل عمل يعمله على قال الله وقال رسوله، بفهم السلف رضي الله عنهم؟؟؟
وهل بانكارنا على هذا الرجل فيما أكرر أنه أضل به عامة المسلمين وشبابهم في هذا الباب وغيره، ولا يزال، نحن نشجع بذلك في نظرك الجهلاء على جهلهم أم ندعوهم الى تقوى الله في دين الله والى تعلم ما لا يسعهم الجهل به من ثوابت المعتقد في الله وفي أوليائه وأعدائه أولا ثم في أحكام التعامل والتعايش، التي راح ذلك الجهول ينظر لها من رأسه وهواه ويقعد لها التقعيد المبتدع الذي يخرق به اجماع أئمة الدين الأولين منهم والآخرين خرقا ولا يبالي؟؟؟؟
الله المستعان!
ثم تقول – وعجبا ما تقول: " وإدراك هذا فرعٌ عن إدراك واقع المسلمين السياسي بشكلٍ عام وأنهم مستهدفون استهدافاً عنيفاً"
(يُتْبَعُ)
(/)
ادراك أي شيء بالضبط؟ ادراك أننا لا سبيل لنا حتى نتأقلم مع الواقع السياسي سوى أن نوافق الكفار على ما يدعون اليه من اخفاء أصول ديننا وأصول الولاء والبراء عندنا حتى يرضوا هم عنا وحتى لا ترتفع أصواتهم بالقول بأننا نعلم الناس الكراهية وبأن خطابنا يحتاج الى "اصلاح"؟؟؟؟ نعم والله نعلم الناس الكراهية، ونعمت الكراهية تلك التي توضع في كل ملة وكل أهل دين يبغضه الله ورسوله!! نقولها بكل قوة ولا نخشى فيها لومة لائم!! هي من ديننا نحن المسلمين وكتاب ربنا يكتظ بها ولو كره الكافرون!! فهل تدعي يا أخي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علت أصوات كفار قريش بالنكير عليه والتشنيع على رسالته، ولما راح يفرق بين المرء وزوجه والرجل وولده بالتوحيد، هل تزعم أنه عليه السلام استجاب لهم وأرجأ دعوة التوحيد وقرر اخفاءها وامتنع عن تعليمها للناس حتى يقللوا هم من اتهامهم للدين ودعوته؟؟؟ ثم تقول أننا قد أنكرنا على الرجل ما يسوغ فيه الخلاف؟؟؟ هداك الله وأصلحك!
وعجيب والله تقريرك لكونك تدرك ما يحاك في الغرب من مؤامرات على المسلمين آناء الليل وأطراف النهار، وتستطرد في بيان ذلك وذكر مشروع الشرق الأوسط الكبير وما الى ذلك، ثم أنت تقول بعد كل هذا: " وسيستعينُ بهم –أي بهذه الأقليات-من أراد بالدعوة وأهلها شراً من أركان بعض الدول قائلاً: لا دعوة وتعليم للدين فأنتم أيها الدعاة الإسلاميون تثيرون فتنة طائفية فقفوا وإلا ... , فهل هذا النوع من التعاون أو قل استرضاء الأقباط أو التحرك لإثبات بطلان تلك الدعاوى للرأي العام؛ لا يجوز (البته)؛ أم هو تحرك سياسي سائغ؟ "
فهل يكون جوابنا على قولهم اننا بدعوتنا نثير الفتنة الطائفية، ان نتنازل ونفرط ونخرق اجماعات الأمة على هذا النحو المهترئ الذي بادر به ذلك الجهول ومن نهجوا نهجه؟؟ أن نخرج الى الكفار في بلادهم نمد يد التعاون الاقتصادي والاعلامي وكذا، وكأن قضيتنا نحن المسلمون في هذه الدنيا هي الأكل والشرب والنوم واللباس، ونضرب بأصل ديننا الذي ما بعثنا دعاة الا اليه، والذي هو شهادة (لا اله الا الله) وان (محمدا رسول الله)؟؟؟ أستحلفك بالله أن تذكر لي مرة واحدة خرج هذا الرجل وأتباعه الى بلد من بلاد الكفار ثم راحوا يكلمون الناس فيها عن (لا اله الا الله) ويدعونهم اليها والى نبذ الشرك، ويكلمونهم في أصول الدين وثوابته، التي لا نجاة للبشر الا باعتقاد الحق فيها!! فأي دعوة تلك اذا التي يتدثرون بدثارها وهم أجبن – الا مارحم ربك منهم – من أن يفتحوا الكلام في أصول النزاع والخلاف ومن ان ينهوا الكفار عن سب ربهم تبارك وتعالى ويقيموا عليهم حجة الحق كما كان هو دأب النبيين والمرسلين وأتباعهم في كل زمان ومكان؟؟؟ ان كان غاية همهم الصفقات والبيزنس، فليهنأوا اذا ما حققوا، ولكن اياكم يا هؤلاء أن تدعوا أن هذا هو لب دعوة الاسلام، فضلا عن أن يزعم ذلك المبتدع أن الله ما خلقنا كما خلقنا الا حتى يحب بعضنا بعضا أيا ما كان ديننا وعقيدتنا، ونتعاون على البناء والتشييد والتجارة والاقتصاد تاركين أمر التوحيد وراء ظهورنا، بل ومتنازلين عن ثوابته وأصوله طمعا في مصلحة المشروعات المتبادلة!!!!
فأي تحرك سياسي سائغ هذا الذي تتكلم عنه، وما ضابطه من كتاب الله وسنة رسوله وأين قرر عمرو خالد في خطابه أصول ذلك التحرك الذي تزعمه أنت، رجوعا الى أصول الدين؟؟؟ لم ولن يفعل الا أن يشاء ربي، لأن الأمر عنده لا ينضبط أصلا بكتاب ولا سنة، ولا يحتاج هذا المنهج المنخرم المنحرف الذي يبثه الرجل في أتباعه الى عالم محقق حتى يتبينه، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
فقولك يا أخي رحمك الله: " فهل هذا النوع من التعاون أو قل استرضاء الأقباط أو التحرك لإثبات بطلان تلك الدعاوى للرأي العام؛ لا يجوز (البته)؛ أم هو تحرك سياسي سائغ؟ -على فرض مخالفتنا له إما في الأسلوب أو في أصل التحرك-, مع ضرورة التذكير بأنه ثمت فرقٌ كبير بين قولنا: راجح أو مرجوح, وصواب أو خطأ؛ وقولنا: حق أو ضلال, وسنة أو بدعة, لأنني أعلمُ أنكم تعرفون ذلك ولكن –مع الأسف- هو علمٌ نظري لا يكاد أن يُرى في الواقع العملي. "
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا رمية بغير رام والله المستعان! تامل لفظك وانت تقول "استرضاء الأقباط" ثم راجع قوله تعالى: ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ)) [البقرة: 120] فلن أرد عليك بأكثر من هذا!
فهل يكون كلامك عن السنة والبدعة والحق والباطل بعد ذلك الا محض زخرف لفظي لا حقيقة له ولا مطابقة له لدعواك؟؟
ان كنت تدعي أن سبيلنا لمعالجة الفتنة الطائفية سواء على مستوى السلطة أو على مستوى الأفراد هو طمس عقيدة الولاء والبراء وأحكامها القلبية عند المسلمين، فلا مجال للجدال معك أصلا، وأنت من عليك أن تراجع الفرق بين السنة والبدعة ولا حول ولا قوة الا بالله!!
أما قولك أصلحك الله وهداك: "أما ما ذكرته من نقولٍ صحفية علقتَ على بعضها تعليقاً حمّلها ما لا تحتمل واعتبارك أن هذه وثائق إدانة؛ فعجيبٌ, ولو اطّرد هذا الفهم لصارَ كل من أثنت عليه قناةٌ أو إذاعةٌ أو صحيفةٌ غربية محل تهمة"
فهذا هو العجب بعينه!! لأنني اذ ذكرت ثناء الصحفيين على الرجل حرصت على أن أنقل الألفاظ التي تبين على أي شيء بالضبط أثنى هؤلاء وما سبب ثنائهم هذا على الرجل ودعوته! فبينت بما لا محيد عنه – ولو أردت لأخرجت لك من مقالاتهم عن الرجل المزيد ولكن لا أرى داعيا لهذا فالأمر واضح – أن سبب ثنائهم عليه هو ما وافق فيه حملهم ومرادهم فيما اصطلحوا عليه باصلاح الخطاب الديني عند المسلمين، فهل تجهل يا طالب العلم مراد الكفار عندما يتكلمون عن اصلاح الخطاب الديني عند المسلمين؟؟؟ ان كنت تجهل فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم!!
كلا أنا لا أطرد هذا "الفهم" على كل من أثنت عليه صحيفة من صحف الغرب من المسلمين كما تلوح انت! وانما أتبين – و هو منهج العقلاء فضلا عن طلبة العلم – مناط الثناء وسببه وعلته عندهم، وهذه هي التي آخذها قرينة، ولا أستند عليها دليلا لبيان فساد منهج الرجل ان كنت تظن ذلك، لأننا اذ ننكر على عمرو خالد فاننا نزن كلامه على ميزان قال الله وقال الرسول وليس على ميزان واشنطن بوست والنيو يروك تايمز التي طار الرجل فرحا لما أثنت عليه وعدته من أكثر شخصيات العالم تأثيرا في الناس!!! فلا حول ولا قوة الا بالله!!
أما قولك: " ولكن ما ذكرتََه من تعاون الأستاذ عمرو خالد نقلاً عن الصحيفة القائلة: "لقد عمل مع الحكومة البريطانية في عدة مرات لتحقيق التواصل مع قادة الفكر الإسلامي المعتدل، عقب هجمات يوليو الإرهابية في لندن"؛ فهذا يحتاج مزيد تدبر بل وسؤال موجهٍ إليك -أبا الفداء- وهو: هل تؤيد تلك التفجيرات في بريطانيا؟ "
فأجيبك بحول الله وأقول: كلا لا أؤيد تلك التفجيرات، ولا أعد أصحابها الا جهلة أو متأولين، وقد أفاض أهل العلم في بيان ذلك، ولو أن هؤلاء الجهال بلغوا من طلب العلم على منهج أهل السنة والجماعة قدر الواجب العيني لما اتبعوا الزائغين والمبطلين ولما فعلوا ما فعلوا!! فان كنت ترمي بكلامك هذا الا أن مداهنة عمرو خالد ومعاونته للحكومة البريطانية هي العلاج لمنع هؤلاء الجهال من ممارسة ذلك العنف المنكر، فقد حدت أنت عن سبيل العلماء أيما حيدة!! فعلاج الجهلاء منا أن نعلمهم بقال الله وقال الرسول وأن نضبط لهم فهمهم للكتاب والسنة كما فهمه السلف، لا أن يخرج جاهل منا منصبا نفسه سفيرا لقوم لم يجيزوه لذلك أصلا ولا نسبوه الى العلم أو الأهلية لتبوؤ ذلك، ثم يتكلم باسم الاسلام ويتعاون مع حكومات الكفار من أجل نشر دعوى الكفار في تسييح الدين واذابة أصوله وتسطيحها في المسلمين المقيمين في تلك البلاد تحت شعار التعايش ومحبة الكفار، ونحن ندعي أن هذا هو علاج ذلك العنف الطائش المخالف لمنهج الاسلام!!!!
فأرجو أن تعاود تأمل هذا الكلام بروية يا أخي الكريم فأنا ألزمك بلوازمه لأن مثلك مما يلزم بلوازم قوله والله المستعان!!
أما قولك: " فإن كان الجواب بـ (نعم) فلقد عارضك من أهل العلم والفضل كثير –ولا أدعي أنها محل إجماع- فلِمَا انفردَ الأستاذ عمرو خالد باللوم وحدَه"
(يُتْبَعُ)
(/)
فليس بصحيح، بل كل من يدري ما يقول ويضبط قوله في دين الله يستنكر تلك الأعمال، وزلة العالم والواحد من أهل العلم والفضل لا يعتبر بها في خرق الاجماعات، ولا تقام بها حجة!! وان شئت ان نفرد هذه المسألة بموضوع مستقل لفعلت والله المستعان! فلا تلزمني بما لا ألتزمه!
أما قولك: " وإن كان بـ (لا) فأنت من أُلئك الذين أغدقت عليهم الصحيفة الثناء بأنهم "قادة الفكر الإسلامي المعتدل","
فهذا أعجب وأعجب! فهل أغدقت الصحف البريطانية الثناء على دعاة الدين على منهج السلف الداعين الى الحق بلا مداهنة ولا مواربة – وكثير ما هم ولا أعدد لك أسماءهم – لما أنكروا وعلت أصوات نكيرهم على هؤلاء الجهلاء أصحاب التفجيرات؟؟؟ كلا والله ما فعلوا وما كانوا ليفعلوا، لأن هؤلاء القوم عندهم أعداء لهم حتى وان وافقوهم في مسألة من المسائل أو في دعوى من الدعاوى! يا أخي ان كنت تجهل ماذا تقصد الصحافة اليهودية بقولها "الفكر الاسلامي المعتدل" فلا أجيز لك الجدال في هذه المسألة أصلا، فاتق الله واقرأ وتأمل قبل أن ترمي بكلام يبرئ مجرما ويجرم بريئا وأنت لا تدري!!
أما قولك: "ولن استرسل في ذكر مخاطر مثل هذه التصرفات الهوجاء –أعني التفجير والمكاشفة بالسوء بين ظهرانيهم مع قتل من لا ذنب له- على المسلمين في الغرب عموماً فهذا أمر يحتاج إلى وعي (جيد) بالواقع السياسي والاجتماعي والقضائي والثقافي في الغرب وأثر الإعلام في تشكيل وعي الناس ومن ثمَّ أثره على سياسات الدول؛ لذا فمن الخير أن لا ينتصب للحديث عن مثل هذا الأمور إلا من ألمَّ بمثل هذه المعارف المهمة لإدراك هذا الواقع المعقد ثم تنزيل الحكم الشرعي عليه فهذا –لعمر الله- الاجتهاد حتى على القول بتجزؤ الاجتهاد"
فأقول وهل خالفتك أنا أو واحد من المتكلمين في هذا الموضوع في فساد تلك التفجيرات وبطلان دعوى أصحابها؟؟ الله المستعان!! أما ما يحتاج اليه علاج تلك البلية فمع وافر احترامي لكل ما ذكرت، الا أن هذا ليس هو العلاج، وانما العلاج أن يتعلم الناس ضوابط الشرع التي ضبطت أسلافهم من قبلهم، وفان تعلموا ذلك، وجدوا فيه غنيتهم، ووجدوا اذا ما أدركوا حقيقة الواقع الذي يعيشون فيه، ضوابط الشرع محكمة تضع كل شيء في مكانه، دون الحاجة الى احداث أقوال جديدة في مسائل قد أفاض فيها أئمة الدين بيانا وتفصيلا! فمن الخير ألا ينتصب ببحديث في تلك الأمور من لم يحكم فهم ضوابط الشرع في التعامل مع الفتن وفي العيش في بلاد الكفار وغيرها من ضوابط ألزمك الآن بأن تراجعها جيدا قبل أن تخرج علينا بدعوى أن السلف لم يكن عندهم فقه لها يلزم المسلمين تعلمه وتعلم كيفية انزاله على واقعنا هذا!!
فأنت تتبع ذلك بقولك: "سيما أنها أمورٌ نازلة طارئة لم يتكلم فيها أحدٌ ممن سلف؛ بل إن المطالبة بقولٍ سالف مستنداً لمثل هذه الاجتهادات هو دليل على عدم التصور الصحيح للمسألة وهو كمن يُطالب بقولٍ للسلف في مسألة "أطفال الأنابيب" أو "الاستنساخ"؛ -والسلف في باب العقائد قرروا قواعد وأصولاً عامة والشأن إنما هو التخريج عليها ولا يكون ذلك إلا بعد التنظير والتصور لها جيداً"
وهذا لعمر الله ليس بقول مبتدئ في طلب العلم فضلا عمن أظنه قد خاض في كتب العلماء وتأثر بأسلوبهم في الكتابة على نحو ما أراه فيك!! أي شيء هذا الذي تعده أنت نازلة طارئة لم يتكلم فيها أحد من السلف؟؟؟ مبدأ التعاون مع الكفار، اهل الحرب منهم وأهل العهد؟؟ مبدأ العيش في بلادهم وضوابطه وحدوده وأحكامه؟؟ أي تلك المسائل هي عندك من النوازل التي تستوي بأطفال الأنابيب والاستنساخ، ومن أي كتب الفقه درست يا أخي الكريم حتى يفوتك كلام السلف في تلك المسائل؟؟؟؟
ما أنكره من كلام!! وأفظع من ذلك قولك "والسلف في باب العقائد قرروا قواعد وأصول عامة"!!! فهل هذا كلام من قرأ بابا اسمه أحكام أهل الذمة أو باب الحدود – سيما حد الردة - والتعذيرات أو باب السياسة الشرعية أو غير ذلك من الأبواب المستفيضة التي كلها تقرر أحكاما مبناها العقائد وأحكام الايمان والكفر والتعامل بين المؤمنين والكفار؟؟؟ انا لله وانا اليه راجعون! ثم تكلمنا عن الأمور التي يسع المسلمين الخلاف فيها؟؟ لا عجب والله!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقولك يا أخي الكريم: "-, والمقصود أن هذا شأن المسائل المتأثرة بحركة السياسة وصراعاتها –ولا أُنكر أن للمعتقََد أثراً كبيراً إن لم نقل إنه من وراء (كثير) من السياسات- فهي في تغيرٍ مستمر يجعل إدراكها فرعٌ عن إدراكٍ بكل تلك الجوانب لأنها ملابساتٌ مؤثرة في الحكم," يوحي بأنك لم تضبط من ضوابط الشرع ما به تعلم أن لكل شيء من تلك الأحداث التي تقع اليوم في سماء السياسة أحكاما ونظائر قد مرت بها الأمة في تاريخها الطويل مرارا وتكرارا! أما أن تقول أنك لا تنكر أن للمعتقد تأثير كبير، فالمعتقد هو حادي كل انسان على كل عمل يعمله أيا كان، وانت لا تعمل أي عمل الا ان كنت تعتقد أنه خير وصلاح لك ولرعيتك، وهذه مسألة لا أريد البسط فيها منعا للاطالة ..
فالشاهد أنك حين تقول بعد ذلك: "وعلى كل حال هو أمر لا يعين على فهمه –بعد الله تعالى- إلا إدمان النظر في كلام أهل العلم وإتقان علم أصول الفقه وقراءة متعمقة في علوم السياسة والإعلام والفكر مع ذكاء وفطنة ولن نعدمها من الإخوان –بارك الله تعالى فيهم جميعاً-"
فاننا عند التأمل يا أخي الكريم لا نرى قولك هذا الا من الانشاء البياني العاري من التحقيق في كلامك ولا حول ولا قوة الا بالله!!
أما قولك: "؛ - ثمت كُليمة أريد بيانها منك –أبا الفداء- وهي: "لقد خافت أوروبا من موقف المسلمين ومن حركة الأقليات عندها، فكان يجب أن يأتي عمرو خالد ليمتص غضبهم، فحطم الرجل جهود المسلمين جميعا وأخذ أتباعه وذهب، ورمى بكلامنا جميعا عرض الحائط", إن خوف أوروبا من المسلمين دفعها لدعم زعيم الصرب -سراً- لحصدهم ولمّا لم ينجح في ذلك تماماً قدموه كبشَ فداء ودعمت استقلالاً صورياً للمسلمين (ربما) سيكون أضرَّ على المسلمين في (دينهم) من ذي قبل ولعل الله تعالى أن يخيبَ ظنونهم.
أقول: ومع ذلك فالعبارة تحتاج إلى توضيح. وإلا فظاهرها يتضمن ثناءً على الرجل يذكرني بقول الشاعر:
إذا محاسني الآتي أُدلُ بها كانت عيوباً فقل لي كيف أعتذرُ"
فيزيدني كلامك هذا يقينا من أنك لم تحسن تصور كلامي بما يكفي لتهب لمناقشته ومناقضته على هذا النحو! يا أخي الكريم فرق بين الموالاة للكفار والتعاون معهم على أمر لا اصلاح له الا بذات الأمر الذي يكره الكفار أشد الكره أن ينشره الدعاة بين المسلمين هناك، ألا وهو تعليم المسلمين أصول دينهم وأحكام معاملة المسلمين للكفار، وبين العمل بالحق والخير والدعوة اليه استقلالا عن أئمة الكفر والطواغيت هناك وبغض النظر عما اذا كان عملنا هذا موافقا لمطامع هؤلاء – التي ندركها ونعيها جيدا - أو كان غير ذلك! كل هذا مرجعه الى جهلك – وقد صار الآن شديد الجلاء عندي – بحقيقة ما يدعو اليه الكفار من تسطيح لدين الله وتضييع لمعالم أصوله، مصداقا لقوله تبارك وتعالى: ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم))، فأدعوك ملحا في الطلب الى مراجعة أصول الولاء والبراء في كتب أهل العلم، ثم مراجعة واقع دعوى الكفار ومواقفهم من دعاة التوحيد في كل بلاد الأرض في زماننا، ثم لنعاود بعد ذلك فتح هذا الموضوع لنتناقش في جواز تعاون هذا الجهول مع هؤلاء الطواغيت على ما يريدون من المسلمين هناك من عدمه!!!
فكيف أثني على الرجل اذ أقول أن أول من سعت الحكومات الكافرة الى الاستعانة به لتطبيع المسلمين على مرادهم منهم وعلى الاسلام الذي يرتضونه للمسلمين هناك، هو ذلك الجهول؟؟؟
صدق القائل
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم!
أما كلامك بعد ذلك عن ما تراه من حسنات عمرو خالد اذ تقول: " الأستاذ عمرو خالد يفيدُ كثيراً (كثيراً) في البيئات غير المحافظة التي فشت فيها المنكرات وعمَّ فيها الفساد وحُورب الدين وطُورد من العقول والقلوب وقامت دولٌ بإمكاناتها إعلاماً وتعليماً لحرب الإسلام وأهله حتى ظهر ذلك على سلوك الأجيال وأفكارهم فنهض الرجل واخترق جموعَ الشباب في الجامعات والنوادي التي كانت ولا تزال تعج بالعلمانيين وأشباههم من عشاق الرذائل ودعى إلى الله تعالى وحرّض على التمسك بالشعائر ورغب في الفضائل ورققَّ القلوب بالمواعظ وحكى السيرة النبوية بإسلوبٍ جذاب –بغض النظر عن الدقة في المعلومة فالأمر قصص لا تقرير أحكام-حتى أثمرت جهوده رجوعاً إلى الدين -إجمالاً- وتمسكاً به,"
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا أخي الحبيب أنا أدعوك لمراجعة هذه السيرة نفسها التي راح عمرو خالد يروي منها ما يوافق هواه .. وان كنا لا نتعلم ديننا من السيرة وحدها كما لا يخفى عليك، ولكن راجع السيرة مرة أخرى وتأمل كيف كانت دعوة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وكيف كان تأسيسه لقلوب المسلمين! هل جعل همه وغاية دعواه من الدين ان يصبح الذي لا يصلي يصلي والفتاة المتبرجة السافرة تضع على رأسها ايشارب وهي تسميه الحجاب، ثم بعد ذلك لا يلزمهم الا بعض المواعظ والرقائق وانتهى مأرب العلم والدين عند ذلك الحد؟؟؟؟ أنا ازعم انه بمنهجه هذا، قد أتى قوما لا حظ لهم يذكر من دين الله مع انتسابهم اليه، فقال لهم هذا هو الدين، تعلموه مني، ثم هيا بنا يا شباب بعد ذلك نقفز الى الكفار لنتعاون معهم ولنبين لهم ان الاسلام دين محبة ويسر وسلام وتعاون، وأن الله ما خلقنا الا لكي نتعاون معهم كما قال تعالى – وما اكثر ما يستشهد اتباع ذلك الجهول بتلك الآية الكريمة في غير مرادها: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) [الحجرات: 13] .. فاذا ما سئل الجهول عن الذوبان في الكفار قال كلا، نحن لا نقول أن تذوبوا بل كونوا مسلمين!! مع أن من فرط ما ضيعه الرجل من ضوابط وأصول يجب تأصيلها في أتباعه، لا يمكن أن تؤدي دعواه تلك الا الى ذلك الذوبان الذي يرومه الكفار ويحلمون به، ولولا هذا ما أثنوا على دعوته وما دعمته مؤسسات اليهود وهو لجهالته – حفاظا على حسن الظن به – يرى ذلك نصرا للدعوة غير مسبوق، ولا حول ولا قوة الا بالله!!!
فما هو ظنك بأولويات الدعوة في دين الله يا عبد الله، والتي لن ترى فيها في كلام أهل العلم مخالفا؟؟ ألم يخرق عمروا خالد بهواه ورأسه تلك الاجماعات التي لا ترى أدل على صحتها من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته نفسها التي أخذ منها ذلك الرجل ما أخذ، وترك منها ما ترك، وحرف فيما نقله منها ما حرف (وهذا معلوم لمن يتابع رواياته للسيرة وليس ههنا محل بسطه)؟؟؟؟
كلا والله ليس من الخير أن أعظ جهلة بل وضالة المسلمين حتى يكون غاية أمرهم من دينهم أن يدخلوا المساجد ويصلوا الفريضة في جماعة، وتنزل من أعينهم الدموع عند سماع المواعظ ودعاء القنوت في التراويح، ثم اذا بهم تجتاح عقيدتهم الشبهات من كل مكان، تنهار عقيدة الولاء والبراء عندهم، وينفتح الباب لكل هاتك مضيع للتوحيد وأصوله في قلوبهم ليحملهم معه الى حيث يشاء!! وكفى بمصاحبته وتزكيته للقبوري الجفري دليلا على فساد دعوته!!!
يا أخي لأن يموت الرجل على توحيد خال من الشبهات والنقائص والنواقض وهو مقيم على معصية، خير له وأسلم لدينه من أن يموت تائبا من معصية كانت غاية عمرو خالد ودعوته أن يحمله على التوبة منها، مع كونه يتخبط بعقيدته بين صنوف البدع ونواقض الايمان ليل نهار ولا يدري ولا يظن نفسه ينقصه شيء ليستقيم له دينه، بل يحسب أنه باتباع عمرو خالد قد أدى ما عليه من أمر دينه وانضبطت له استقامته!!!
ماذا كسبت الأمة من شاب أقلع عن التدخين – مثلا – وتاب منه، مع كونه قبوريا باقيا على الغلو في التصوف، مثلا؟؟؟ وماذا جنت الأمة من توبة شابة من شباب المسلمين عن الذهاب الى المراقص وقاعات الدسيكو، مع كونها غارقة في محبة وموالاة النصارى من صديقاتها من حولها، وما هي الا مسألة وقت حتى تأتيها احدى تلك الصديقات لتلقي في قلبها شبهة تنسف لها دينها وتوحيدها نسفا، ثم تهدي اليها الكتاب "المقدس" من باب المحبة والمودة؟؟؟؟
حصنوا التوحيد في قلوب المسلمين يا عباد الله أولا، يسهل لكم انزال الشرائع والتكاليف في تلك القلوب كما سهل للنبي في قلوب أصحابه، فوالله لهو رأس أمركم وما يريد الكفار الا محوه ودفنه، أفلا تعقلون؟
أما كون الرجل ابتلي، فليس مجرد الابتلاء في ذاته دليلا على صحة دعوته!! والا فأهل التكفير والهجرة سجنوا كذلك وابتلوا، مع كونهم عندنا ضلالا مبتدعة خارجيين!! وقولك أن المسألة يجب ان تنضبط بقاعدة المصالح والمفاسد هذه لا أخالفك فيها بل والله لولا عملي بها ما كلمتك بهذا الكلام! ولكن ما حقيقة المصالح والمفاسد وما ضابطها في ميزان الشرع والدين؟؟ أليس صلاح الدين هو رأس المصالح التي ريد الشرع تكثيرها وزيادتها، وفساد الدين هو رأس المفاسد التي يريد الشرع تقليلها ودفعها؟؟ فان كنت أنت ترى أنه ليس في تهميش التوحيد وتسطيح أصوله ودعوته في قلوب الشباب، والذي لا ينضبط للمسلم خشية من الله الا بانضباطه، مفسدة كبرى أشد خطرا وأولى من الدعوى الى ترك المخدرات والتهتك والخلاعة والمجون الضارب في كثير من شباب المسلمين، فقد خالفت اجماع الأمة، ووافقت دعوى اصلاح الخطاب الديني التي هي عين ما يسعى اليه الكفار، ولا حول ولا قوة الا بالله!
أما قولك: " وأما مشروعية الرد على المخالف فلا ريب في صحتها ولكن تطبيقاتها على الواقع صيرها كقول الخوارج " لا حكم إلا لله "؛ كلمة حقٍ أُريدَ بها باطل؛ فبها هب دهماء الطلبة فرياً في أعراض العلماء والدعاة؛ فلئن سألتهم: ما بالكم تجاوزتم حدود العلم والأدب والمروءة؛ أجابك صلفُهم صائحاً: الرد على المخالف أصلٌ من أصول السنة, فصدقوا في التنظير كذبوا في التنزيل."
فأدعوك الى تأمل هذا الذي كتبته ردا عليك، ومن قبله ما كنت كاتبا في المقال الأول، مراجعة متأنية، حتى يتبين لك عن علم وبصيرة ما اذا كان في كلام المنكرين على عمرو خالد – وهم أكثر من نسبوا الى العلم في زماننا هذا – صلف أو تجاوز لحدود الأدب والمروءة، أو كذب في تنزيل ما اتخذوه مذهبا ومبدأ،
والله المستعان، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 09:02]ـ
قرات كلام اخي ابو الفداء ومضمونه ان هناك نقص كبير في خطاب عمرو خالد الدعوي من ناحية تعريف الناس بعقائد الاسلام وخصوصا عقيدة الولاء والبراء بل ومخالفات لهذه العقائد الاسلامية في مواقع ومواضع!
وانا مع اخي ابو الفداء في هذا وان كان لي تعقيب سياتي في موضعه يعد قليل
ولذلك وجه له اخونا وجدي غنيم له رسالة لتنبهه الي مواقع خلل ومواطن المرض او العرض!
ولي تعقيب علي الكلام التالي لاخي ابو الفداء
فيا أخي الحبيب أنا أدعوك لمراجعة هذه السيرة نفسها التي راح عمرو خالد يروي منها ما يوافق هواه .. وان كنا لا نتعلم ديننا من السيرة وحدها كما لا يخفى عليك، ولكن راجع السيرة مرة أخرى وتأمل كيف كانت دعوة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وكيف كان تأسيسه لقلوب المسلمين! هل جعل همه وغاية دعواه من الدين ان يصبح الذي لا يصلي يصلي والفتاة المتبرجة السافرة تضع على رأسها ايشارب وهي تسميه الحجاب، ثم بعد ذلك لا يلزمهم الا بعض المواعظ والرقائق وانتهى مأرب العلم والدين عند ذلك الحد؟؟؟؟ أنا ازعم انه بمنهجه هذا، قد أتى قوما لا حظ لهم يذكر من دين الله مع انتسابهم اليه،
اخي ابو الفداء
هل حقا ماقلته فقط هو مابلغه عمرو خالد من السيرة رقائق ومواعظ وامور للصلاة واللباس!
يعني الا تري انه رفع من منزلة صحابة رسول الله وعرض سيرة جهدهم وجهادهم وبذلهم وقوة ارادتهم ومواجهتهم للعدو!! وانصفهم امام المغرضين والمستشرقين والروافض طبعا بصرف النظر عن موقفه العملي-والي الان لم يصل الي علمي ان له موقفا معلنا - من الروافض
الا تري ان عرض عمرو خالد للسيرة جعلها كما هي توضيح وبيان واعلان وتبيان ان الرسول جاء ليحرر البشرية وانه واجه الكفر والشرك والطغيان ولم يكن غرضه صلي الله عليه وسلم ولاغرض اصحابه الكرام الدنيا والمال والملك والهيمنة والسيطرة والسطو والدليل علي قولي هذا ان عمرو خالد قدم هذا كله في عرضه الرائع-سواء اختلفنا معه في مسائل اخري ام لا-للسيرة النبوية وكيف ان الصحابة رضي الله عنهم بذلوا الغالي والثمين والدنيا كلها في سبيل هذا الدين وواجهوا الدنيا جميعا من اجل انقاذ الناس
هل الذي رايته اخي الكريم من عرض عمرو خالد للسيرة هو توصيل معلومة ان يصلي الانسان الصلوات الخمس وكفي وان ترتدي المراة الخمار او الحجاب وانتهي او وكفي!
اليس مافعله عمرو تاسيس للقلوب من ناحية البذل والفناء في طاعة الله وفي سبيل هذه الرسالة ومواجعة الاعداء ومقاومة الطغيان وتاسيس القلوب في ولائها للصحابة الكرام ولجيل النصر الاول الذي اوصل الرسالة الي العالم كله في صورة تفوق الخيال وتبهر الالباب فمصدرها الوحي وصانعها رسول كريم هو محمد رسول الله
ويمكن ان يؤخذ من هذا ان هذا نوع من الولاء لهذا الدين قدم له وسائل ايضاح وامثلة عجيبة تفوق التصورات الغربية والشرقية عن هذا الدين وعن اهله وخصوصا الاجيال الاولي منه من حملة لواءه
وانها قامت بماقامت به لامن اجل مال او خروج من فقر وضعة انما من اجل نصرة العدل والحق والحقيقة
ان عرضه لسيرة الصحابة بالصورة التي عرضها جعل منها عرضا لعقيدة البراء ايضا وبطريق غير مباشر
براء من عقيدة الروافض الذين يبغضون صحابة رسول الله وبراء من اعداء الاسلام بصورة عامة!
نعم قد يكون هناك نقص في الخطاب او قل ان شئت خلل نتيجة ربما اعراضه عن اي صور للمواجهة العصرية-ونحن نحتاج هذا خصوصا محبيه- مع الروافض او الكفار
مع انه يمكن للخطاب احيانا ان يتجنب المعركة المباشرة مع الكفر مع اطلاق تعبيرا ت ملفتة واضحة تفي بالغرض وتوصل الي الهدف الا تري انه يمكن في ظل الحصار الكبير اليوم علي الاسلام واهله ان يقوم بعض الدعاة احيانا او غالبا واقول البعض! بعدم القيام بمواجهة مباشرة واضحة في كل خطاب مع الكفر وانا لااعني بهذا انك يجب ان تعرض عن اللفتات المهمة في عرض صور المواجهة بطريق غير مباشرة علي اساس ان البيب بالاشارة يفهم فيما يقوم علماء اخرون بالحرب المباشرة علي الكفر واهله
انا لاابرر طريقة عمرو خالد كلها فلي عليها ملاحظات
ولكن يجب اعطاء عمل الرجل حقه وتقييمه بصورة لاتحجب لاحسناته ولاسئياته ان صح التعبير
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم دخول الكنيسة للتهنئة وسماع القداس! -وفي الاعلام! -في عيد القيامة والكفر امر مرفوض وخطير جدا ولكن هل فهم محبيه انه لاولاء له ولابراء نعم انها مخالفة قد تصنع تلبيس عند البعض خطير ولذلك نقول بالمنع لان خطورته اعظم من ربحه!!!
انا معك ربما فعلا البعض من محبيه ومستمعيه لايعرف الي الان بكفر النصاري -كما رايت من بعض المسلمين في الغرب ممن لايعرفون عمرو خالد - حتي وان كانوا يقرؤن القرآن ولهذا يجب تنبيه عمرو لهذه الامور ويجب عليه السماع
المشكل انه اتخذ طريقا قد يكون لارجعة فيه للتقييم وهذا امر مؤسف
وليس من الحنكة في شيء
ولو دري عمرو خالد لعلم ان اعظم كتاب التاريخ في الغرب واعظم المعتدلين-بين قوسين -في النظر الي اما الحضارة الاسلامية او الرسول او الاسلام او المسلمين / معظمهم لم يتبنوا موقفا واحدا رائعا تجاه الاسلام واهله فكان المستشرق الواحد-لنقل جوستاف لوبون او مونتجمري واط او رينان او حتي فيليب حتي كان يقول كلاما رائعا في حضارة الاسلام او فتوحات الاسلام او سماحة الاسلام او حضارة الاسلام وفي نفس الوقت يشتم الرسول او يقدح بصورة سمجة في الرسول صلي الله عليه وسلم وفي نفس الكتاب المسطور فيه المدح! فيرميه ظلما وخبثا اما بانه مهووس او مصاب بالصرع او مجنون او عبقري ملفق او حركه الخيال الباطم او صنعه الوضع القائم او التطور البطيء او الميل الباطن في العرب للمدنية وينفون عنه انه رسول بل وقد يشتمونه بانه اجهل من يهود عصره -مثل مافعل بروكلمان في تاريخ الشعوب العربية- وانهم يفوقونه في حدة الادراك
والحاصل ان عمرو لايعرف طبيعة الجاهلية بصورة دقيقة -هو يحسب انه يعرفها- ولذلك يتعامل معها دائما برفق ويمنع نفسه ان تصدر منه حتي ولو بعض كلمات الشعراوي-الجريئة-في النصاري او يكون له راي معلن في امريكا او التحيز الغربي لاسرائيل
ويظن ان ذلك سيمنع دعوته من الوصول الي جماهير غفيرة في الشرق والغرب
ياعمرو التوكل علي الله لابد ان يظهر هنا حتي يتعلم الاتباع الثقة وحسن الظن بالله وفي نصر الله وموعود الله
مع طبعا الحذر والحرص وانتقاء الوقت المناسب لقول مايهم تعليم المسلمين من امور الولاء والبراء علي الصورة الحقيقية كما عرضها القرآن وحققها الرسول عمليا
لتعقد الامر اري الامور كما نراها جميعا الان ولابد من فتح قنوات مهمة لوصول الخطاب الصحيح لعمرو خالد
فقد يظن بعض من حوله او هو نفسه انه لاتعديل لخطابه وان لايجب الالتفات لاقوال معارضيه
وطبعا هناك فرق بين المعارضة الضعيفة التي تلتقط امور هي مخطئة -اي المعارضة او بعض اجنحتها اقصد-فيها اصلا بل ولها نوازع هوي مفهومة وبين معارضة نقدية شرعية لابد من سماعها والالتفات اليها لان الامر لايخص زيد ولاعمرو
انه دين الله
قال البعض القرضاوي دافع عن الاصنام-او الصم اشارة الي صنم بوذا
فهل هذه معارضة لموقف الشيخ ام انه الهوي المغير للحقائق المهول علي الناس بالالفاظ
لو قالوا اخطا الشيخ لسبب كذا وكذا وتعرض الاسباب بطريقة علمية بدل من الايهام بان الشيخ كفر ودافع عن الاوثان والاصنام والنصب والكفر والضلال
قالوا سيد قطب تنقص موسي النبي!
ولو قالوا انه قال كلاما في موضع ما عن موسي قبل النبوة واصفا حالته بطريقة ادبية خاطئة او غير صائبة ولم يقصد بها الا وصف حالة لاوصف نبوة ونبي ورسالة لقلنا نعم التعبير قد يخطيء والانسان ولسيد اروع الكلمات عن موسي النبي الرسول في الظلال ايضا
لكن النفخ في كلمات لاعلمية تشوه الصورة وتثير الكراهية والبغضاء وتفرق بين الاخوة وتشوه مناهج النقد الاسلامية وهي من اروع مناهج النقد في التاريخ
الموقف من ابن اسحاق مثلا والواقدي اقصد الموقف العام بعد تبلور رؤية متكاملة
كيف كانت
ومع ذلك نفتخر جميعنا بابن اسحاق والواقدي وابن سعد وابن الاثير وابن الجوزي!
لااقول ابن سينا وابن سبعين والتلمساني القديم وابن عربي فهذا امر لاخلاف لنا غالبنا عليه فمعروف وجهة هؤلاء بخلاف ابن اسحاق وغيره
(يُتْبَعُ)
(/)
اذكر اني قرات لااقول كلاما لابن تيمية عن الغزالي فيه حماية لعرضه ورحمة به ومحبة له مع نقده له ولكن اذكر ان محمد اسماعيل جعل اظن في بداية فصل من كتابه الحجاب كلمة للغزالي القديم فهل الغزالي القديم لم يخطي حتيفي امور الصيام والعزلة وغيرها فضلا عن كبريات الامور في العقيدة والفلسفة وتلبيس كلمات الحكمة اليونانية مصطلحات اسلامية!
الحوار جيد والاستفادة مهمة من كلام الجميع
هذا مبلغ علمي من الامر والله المستعان
طارق منينة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:19]ـ
يا اخوة أرجو أن تفرقوا للضرورة تفريقين اثنين لا ثالث لهما:
1 - فرقوا - أرجوكم وألح في الرجاء - بين الانصاف الواجب في حق أهل العلم المشهود لهم بتلقيه من مظانه وبالانضباط بالدليل في الجملة، وبين الموقف من جاهل دعي لا حظ له من علم ولا طلب، ويصر على دعوة الخلق الى رأيه وعقله دون تعلم ولا طلب للدليل، ولا يعنيه كلام العلماء في كثير ولا قليل، ولا يريد أن يتعلم ما ينقصه أو أن ينتصح!! فلا يأتينا أخ من الفضلاء يكلمنا عن الخلاف السائغ عند الفقهاء وآخر يكلمنا عن انصاف أهل العلم للمخالفين من العلماء!! فلا هذا الرجل من العلماء أصلا ولا هو ممن بقي لهم عندنا ما به يقال أن حسناته تفوق سيئاته أو أنه يجب الحفاظ على عرضه وصيانته والتماس الأعذار له!!! والخير الذي يجلبه ذلك الرجل اليوم على الأمة مرجوح وبشدة بفتنته وضرر سبيله المبتدع هذا والذي أصبح يصد الناس صدودا عن أصول دينهم ويفسدها لهم افسادا - وليس فقط يتجاهلها أو يتجاوزها الى ما دونها في الأهمية في خطابه!
2 - فرقوا أرجوكم بين حال الرجل كواعظ قصاص كان في أول أمره يعظ الناس ويبكيهم، وبين ما صار اليه أمره اليوم، وقد بينت مرارا أننا ما كان ظننا بالرجل اول ظهوره الا خيرا، وكنا من المتحمسين له الطامعين في أن يرجع أمره على المسلمين بالخير! ولكن أما والحال قد صارت به وبأكثر أتباعه الى ما تعلمون - وأرجو أن تكونوا حقا تعلمون وتتابعون بعلم وتدقيق - فلا يجوز لكم الآن أن تخلطوا بين أول عمل الرجل في أول ظهوره وبين ما آل اليه أمره اليوم وما هو ماض فيه مصر عليه ضاربا فيه عرض الحائط بكل ما جاءه من نصح الناصحين له بما في ذلك أولئك الذين كان يثق فيهم ويعدهم فيما مضى شيوخا وعلماء يجب السماع لقولهم!!!
يا اخوان أنا والله ما كتبت مقالتي الأولى هذه الا لأني أعلم أن من بين فضلائنا اليوم من لا يزال يلتمس لهذا الرجل أعذارا، بحجة أنه كان له من الفضل ما كان له، وتسبب في كذا وكذا وعمل كذا وكذا من أعمال الخير، - وشاهد ذلك ما ترونه من تعليقات في هذا الموضوع نفسه - فاذا به يتورع عن تحذير الناس منه وعن كشف مصائبه التي لا تزداد بمر الأيام الا تضخما، أو تراه يتهاون فيها أو يهون من شأنها في مقابل جهود الرجل السابقة في الدعوة، فيتخاذل عن بيان عوارها لعامة الذين فتنوا به - وما أكثرهم - أشد التخاذل، ولا حول ولا قوة الا بالله!
وهل ترونني أيها الكرام الا مقرا بأنه كان له قديم فضل وتأثير على الكثيرين؟؟ ومع ذلك فهو فتنة من أكبر ما تعرض له المسلمون في زماننا من الفتن! نعم وربي هذا الرجل فتنة! أن يصبح الرويبضات الجهال أئمة متبوعين - وان كنت لا تصدق أن أتباعه أتباع غلاة فيه يقلدونه تقليدا محضا فادخل على منتدياتهم واقرأ بنفسك - لمجرد أنهم قد أوتوا موهبة في الخطابة ولديهم طريقتهم في اشعال مشاعر المستمعين، فاذا بهم يتبوأون الفتيا والامامة وينظرون للدين ويقعدون له ويتبعهم الشباب على أنهم مجددون للدعوة، ويضعونهم في مصاف الأئمة الأعلام: أليست هذه فتنة؟؟؟! ان لم تكن هذه فتنة فوالله ما أدري ما هي الفتنة!! أسأل الله العصمة للمسلمين.
ولولا أني أعلم أن من بين اخواني طلبة العلم من لا يزال يُغلب العاطفة تجاه ذلك الرجل على الضبط العلمي للموقف الصحيح منه، سيما أولئك الذين كان ذلك الرجل سببا في التزامهم في أول عهدهم بالالتزام، لما وضعت هذا المقال في مجلس أكثر رواده من طلبة العلم، والله المستعان.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:36]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالمناسبة لتعرف موقف عمرو خالد من الرافضة والشيعة فاستمع الى حلقاته دعوة الى التعايش، ولا حاجة الى ذلك فيكفي ان تعلم أنه من المقربين جدا للجفري، والجفري على ما تعلم من موالاة الشيعة والتقرب اليهم وموافقتهم، والمرء على دين خليله، والله المستعان!
تأملوا يا من كان لكم حظ من طلب العلم، في تلك القواعد العشرة التي بدعها عمرو خالد لما أسماه بالتعايش مع "الآخرين"، وأنبئوني بالله عليكم من أي كتب اهل العلم استقاها وخرج بها!! يقول (والكلام من الحلقة الثالثة عشر من سلسلته الموسومة بدعوة الى التعايش):
"هناك عشر قواعد ستعينك على كيفية التعايش.
القاعدة الأولى: اجتهد حتى تجد المنطقة المشتركة مع الآخر.
قلت أي آخر بالضبط؟؟ وما طبيعة تلك المنطقة المشتركة وما حدودها وما ضابطها، أهي في العقائد والأفكار، أم في المصالح الدنيوية أم في كليهما معا؟؟؟ وهل بين الكفر والايمان كعقائد وأفكار تنبني عليها أعمال ومواقف، وسط يقف الناس عنده؟؟ هل بين الحق والباطل أرض رمادية؟؟ ما ضابط هذا الكلام وما حدوده؟؟ وكيف يميز المساكين الذين أبلعتهم كلامك هذا على أنه علم وحكمة، بين ما يجوز التوافق فيه وما لا يجوز، وبين ما يصح وما لا يصح في دين ربهم جل وعلا؟؟؟ وهل كل من هو "آخر" عندك سواء في الحكم؟؟ ان استووا عندك فوالله لا يستوون عند الله!
القاعدة الثانية: ابحث عن كل علم يساعدك أن تجد المنطقة المشتركة مع الآخر.
مثلاً: تعلم رياضة ما، تعلم لغة ما، العلوم التي تساعدك لتتعايش مع الآخرين.
قلت الآن التعايش مع الآخر على نحو ما يحب هذا "الآخر" ويرضى، هو عند عمرو خالد غاية من غايات تحصيل العلوم والمعارف، بل هو الغاية من خلق الناس أصلا، أيا كان ذلك الآخر وأيا كانت عقائده ومنطلقاته!!! فلا حول ولا قوة الا بالله!
القاعدة الثالثة: اندمج في المجتمع ولا تنعزل عنه. لا تختلف عن المجتمع في طريقة الكلام أو في طريقة الحديث، تكلم بلغة مجتمعك، ولكن مع عدم فقد هويتك.
قلت أي مجتمع تقصد وما صفة ذلك الاندماج وما تفصيله وما أحكامه وحدوده، وما حقيقة ما تسميه انت "بطريقة الحديث" وما الذي يدخل فيه وما الذي يخرج منه، وأين هذا كله من قوله صلى الله عليه وسلم "من تشبه بقوم فهو منهم"؟؟؟ ثم ما حقيقة الهوية يا من تستدرك لمجرد الاستدراك، بلا بيان ولا تحقيق ولا علم؟!!! أنا أخبركم! اندمج الى حد دخول الكنيسة تهنئة للنصارى بعيد يحتفلون فيه بقيامة الرب من بين الأموات، ولكن احرص مع ذلك على ألا "تفقد هويتك"!!!! دعكم من حلق اللحية ومن ترك الهدي الظاهر، الآن صرنا نتكلم عن التهنئة بعيد القيامة "المجيد" فانا لله وانا اليه راجعون!!
القاعدة الرابعة: لا ترفض أي فكرة بشكل مطلق حتى تجد إمكانية الاستفادة منها في منطقة مشتركة. لا ترفض الفكرة لمجرد اعتراض ولكن حاول التفكير فيها أو التعديل فيها. هناك من لا يقتنع بفكرةٍ فيرفضها. اعط لنفسك مساحة للتفكير.
قلت أضع هذه في أعين الذين يقولون أن الرجل عنده تمييز بين الايمان والكفر أو بين الحق والباطل أو عنده مرجعية الى الكتاب والسنة فيما يقعد وينظر من قواعد وأحكام، فها هو ذا ينهى أتباعه عن عدم رفض أي فكرة - وما أدراك ما يمكن أن يدخل في كلمة فكرة!! - بشكل مطلق حتى تجد لها مكانا في المنطقة المشتركة المزعومة! حاول أن تفكر أولا فان جاء الكلام على هواك، فانطلق وتعايش ولا حرج!!!
القاعدة الخامسة: لا تظلم مخالف لك في الرأي فتحوله إلى عدو.
قلت تأمل: لا تحول أي مخالف لك في الرأي الى عدو، والله ما يبقى الا أن يقول لنا أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم كما يقول النصارى!!!!
القاعدة السادسة: كن صادق النية في تجميع الناس وإرادة الحق؛ فهناك من يريد الحق وفقًا لهواه، قبل دخول النقاش يضع الحق في كفة وهواه في كفة، ويرجح هواه مسبقًا.
قلت كلام انشاء والله لا يسمن ولا يغني من جوع، ولو طالبناه ببيان كيفية ضبطه ما أتانا الا بما يقوله هو من رأسه وهواه، والله المستعان!!
فأين الرجوع الى كتب العلماء وأين الانضباط بالدليل من القرءان والسنة وأين ما به يقال أن الرجل داعية الى الحق والدين؟؟؟؟؟
القاعدة السابعة: إذا إردت التعايش احترم الناس تكسب قلوبهم؛ احترم الناس حتى لو مختلف معهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت فيا ترى هذا الاحترام عنده أهو عمل قلبي أم عمل بالجوارح واللسان، أم أنه لا فرق عنده؟؟
لله أحكام في هذا وفي ذاك فهل مر عليها في حياته أصلا؟؟
بل هل سمع كلام رب العالمين في القرءان عن أخذ الجزية من أهل الذمة ((عن يد وهم صاغرون)) وهل قرأ قوله صلى الله عليه وسلم "اذا لقيتم اليهود والنصارى في الطريق فاضطروهم الى أضيقه"؟ وهل قرأ سيرة عمر رضي الله عنه مع أهل الذمة؟ فما طبيعة ذلك الاحترام يا ترى وما حده وما ضابطه الذي يطالب الناس به مع من يسميه "بالآخر"، وهل يستوي ما يتوجه منه الى عامة الكفار مع ما يتوجه الى أئمة الكفر منهم مثلا؟؟ وهل يستوي نصيب العالم المسلم من الاحترام مع العامي المسلم؟؟ ما الضابط يا عباد الله ومن أين نأتي به؟ من رأس عمرو خالد أم من رؤوسنا نحن أم ماذا؟
القاعدة الثامنة: كن مرنًا.
قلت لا تعليق!
القاعدة التاسعة: كن إنسانًا؛ حب الإنسان حتى لو حدث خلاف بينكم.
قلت تأمل دعوى من يزعم أنه يدعو الناس الى الاسلام والى (لا اله الا الله)!! أحب الانسان حتى لو حدث خلاف بينكم!! أيا كان الانسان وأيا كانت مادة الخلاف!! ثم تعجبون لماذا تحمله الصحافة الكافرة فوق رأسها وتهتف باسمه؟؟
القاعدة العاشرة: التعايش لا يعني الذوبان."!!!
قلت الدعاوى ما لم يقم لها بينات فأصحابها أدعياء!! وقد رأينا من أعمالك ما ضابطك للذوبان هذا الذي تتكلم عنه! فلعلك تقصد بالذوبان أن يعلق المسلم صليبا على صدره ويصلي مع النصارى في الكنيسة!! يبدو أن هذا هو حد الذوبان عندك، ولا حول ولا قوة الا بالله!
المصيبة أنه يحاول أن يستدل لهذا التقعيد العام الذي يفوح ضلالا واضلالا، بمواقف الأئمة الأربعة رجمهم الله ورضي عنهم من بعضهم البعض في زمانهم، ويروي تحت ذلك ويخرج منه بما يجعله عاما بين المسلم وكل بني آدم أيا كانت ملتهم ولا حول ولا قوة الا بالله!!!
هذا تقعيد وتنظير من يقول أنا لست عالما ولا مفتيا، ويقول لست الا رجلا من عامة المسلمين أنصحهم وأعظهم!! لا علم ولا ضبط ولا تمييز لما أجمع عليه المسلمون من ضوابط الولاء والبراء ولا ضوابط العلاقة بين المسلم والكافر، وبين المسلم والمبتدع وغير ذلك من الضوابط الشرعية، وتخليط وتلبيس من أشد ما أنت راء من التلبيس، وها هو ذا يضع القواعد من رأسه كأن هذا الموضوع لم يسبقه الى بيان الحق والهدي الصحيح فيه من أهل العلم أحد على الأرض أبدا!!!
فهل يشفع له في ذلك الاضلال عندكم أنه كان يرفع قدر الصحابة ويروي سيرهم وقصصهم بصورة دخلت قلوب الناس؟؟؟؟
أفبعد كل هذا يستعظم بعض اخواننا أن نرميه بأنه مبتع مضل؟؟؟؟
هذا والله غيض من فيض آسن، ولا حول ولا قوة الا بالله!
وأتباعه يتخذون هذا الكلام دينا والله يا عباد الله، ويقولون أنه منهج العلماء، والرجل بعد ذلك كلما حدثوه قال، "أنا لا أفتي"!!! فماذا ننتظر حتى نصفه بما هو أهله ونضعه في منزله الصحيح؟؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 11:29]ـ
أخي ابن الشاطئ الحقيقي
تقول: "ولنفرض انه مخلص عامل في سبيل الله بذل وقته وعمره وشبابه في سبيل هذا الدين الا ان عنده اجتهاد - في مسئلة او مواضيع علمية او عملية مختلفة- قد يعتريه جهل او يدخله نقص وينتج عنه خطأ في الاجتهاد ثم لنفرض ان مافعله فتنة رغم انه ماقصد بمافعله الا دفع المفسدة وجلب المصلحة لا له ولكن لهذا الدين
فهل يؤجر الرجل او يعذر كما هو منهج شيخ الاسلام في اهل الاجتهاد بل اهل الخطأ العلمي-الذي قال شيخ الاسلام انه مغفور للامة- والعملي او يكون عنده حسنات ماحية او مصائب مفكرة يغفر الله بها له هذا غير رحمة الله العامة"
قلت ولهذا أدعوكم وأرجوكم رجاء حارا أيها الكرام ألا تخلطوا بين من هو أهل للاجتهاد في دين الله فيكون له الأجر ان أخطأ وبين من ليس كذلك، وهو يجترئ على ما ليس أهلا له، فلا يكون موقفنا منه كما يكون من أهل الاجتهاد! فتأمل يا رعاك الله هذا المعنى جيدا للضرورة، بارك الله فيك
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 12:42]ـ
قال ابن رجب رحمه الله في رسالته " الفرق بين النصيحة والتعيير":
"وأما بيان خطأ من أخطأ من العلماء قبله إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه ..... "
ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وهذا كله في حق العلماء المقتدى بهم في الدين فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبه بالعلماء وليس منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم وليس كلامنا الآن في هذا القبيل والله أعلم ".
فانظروا كيف يفرق بين العلماء المقتدى بهم وبين غيرهم من أهل البدع والمتعالمين .....
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 01:02]ـ
لا أدري لماذا تستحضرُ الأصول الكبار بمناسبة وبدونها, يجب أن تعلموا أيها الأخوة –أرشدكم الله- أن البحث ليس في أصل الولاء والبراء, إنما الكلام هو في حدود التعامل مع الكفار فيما فيه مصلحة بما لا تنخرم به الأصول المقررة مع ضرورة ملاحظة السياق العام لا النظر التجزيئي الذي يُفصّلُ المواقفَ إلى أجزاءٍ صغيرة ثم ينفخها ليملأها بما شاء والتأويل أداةٌ لا تخون صاحبها متى أرادها, لقد سئمتُ ممن أُناقشه عن حدود الحجاب فيقفز إلى الكلام عن مشروعية أصل الحجاب؛ فينتهي به القول إلى تضليل من يرى جواز كشف الوجه," فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ", أما تعليق أخي أبي الفداء –وفقه الله- على قواعد التعايش فعبرةٌ, وهو درسٌ تطبيقي لفن التأويل بل التعسف في استنطاق الجمل. وبالمناسبة أرجو الأخوة أن يرجعوا إلى كتاب (الولاء والبراء بين الغلو والجفاء في ضوء الكتاب والسنة) تأليف الشيخ الشريف حاتم العوني من منشورات دار الصميعي, وهو بحث نفيسٌ في بابه بقلم محدثٍ انفسح قلبه وعقله فسال اليراع واللسان بعلمٍ أصيل وبيانٍ ناصع.
تنبيه مهم: أنا أوافق الإخوة الكرام –وفقهم الله تعالى جميعاً- أن للأستاذ عمرو خالد سقطاتٍ لا بد من التنبيه عليها, منها تهنئة الكفار ومشاركتهم بذلك في معابدهم, وهي غلطة منه, أما محاولة إسقاط الرجل نهائياً واعتباره ضالاً مضلاً فذلك هو ما أُنكره, والله تعالى أعلم
ـ[شرياس]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 01:09]ـ
الذي يظهر بحمدالله تعالى أن فتنة عمرو خالد تراجعت بشكل كبير , فعمرو خالد 2004 ليس هو عمرو خالد 2008 , أليس كذلك؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 01:26]ـ
"أما تعليق أخي أبي الفداء –وفقه الله- على قواعد التعايش فعبرةٌ, وهو درسٌ تطبيقي لفن التأويل بل التعسف في استنطاق الجمل. "
تأويل؟؟؟ سبحان الله! وكأني أتأول نصا منزلا من السماء! يا أخي ألا تدرك عن أي شيء تتكلم؟؟؟ أالى هذا الحد يثقل على نفسك بيان ما تبوأه ذلك الجهول من التنظير والتقعيد للمسلمين بلا علم ولا فقه ولا مرجعية، فتنسب الي التعسف والتأويل واستنطاق الجمل اذ أبين ما في ذلك الكلام المعلول من لبس واختلاط مبين وما يؤدي اليه تناول أتباع الرجل له بلا علم ولا تمييز لقواعد الولاء والبراء التي تدعي - وعجبا! - أنني قد غلوت فيها؟؟؟ سبحان الله العظيم!
ثم ماذا سأجد يا ترى في كتاب الولاء والبراء للشيخ حاتم حفظه الله، والذي أحلتني عليه؟ سأجد لعمرو خالد وأمثاله ما يعذرهم به الشيخ حاتم على تلك الطوام التي وقع فيها؟؟؟ ما هذا الكلام؟؟؟
الرجل وضع تلك القواعد التي نقلتها اليكم في سلسة محاضرات له أسماها بدعوة الى التعايش! فبالله ان لم تشرح وتفصل أصول الولاء والبراء في الاسلام في مثل تلك السلسلة والتي تهدف - كما هو واضح - الى تعليم المسلمين ضوابط العلاقات بينهم وبين ما أسماه هذا الرجل اجمالا "بالآخر"، فأين تشرح وأين يتعلمها أتباعه، وكيف ينضبط لهم فهمهم لتلك القواعد وتوجيهها على وجهة سليمة - ما صح منها أن يكون له وجهة سليمة؟؟؟!!
يا سيدي أكرمك الله وسددك، ان كان لك اعتراض محدد على "تأويلي" هذا فناقشه بالحجة والبرهان، وأثبت لي أنني أبالغ وأتعسف كما تدعي، وأن هناك في غير هذا من كلام الرجل ما ان جمعناه الى تلك القواعد العارية من الحد والضبط والتحقيق، متجاوزين في ذلك عن سلوكه هو وأعماله التي يقتدي بها أتباعه - ولا أرى أنه يسوغ ذلك التجاوز لأنه قدوة لهم يقلدونها في كل شيء -، فاننا سنجد له مخرجا من تلك التهمة بالجهل والتقعيد الباطل لخراج عقله الذي لا ينضبط بضابط من كتاب ولا سنة!! أما أن تأتي في كل مرة لترمينا بكلام عام تشعرنا به أننا قد وقعنا في عرض امام من أئمة أهل السنة، فهذا ما لا أقبله أبدا، والله المستعان!
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 01:37]ـ
لا أدري لماذا تستحضرُ الأصول الكبار بمناسبة وبدونها
سبحان الله!! استغراب غريب!!
يا أخي أما ترى كيف تُهدم الأصول وتُزعزع الثوابت ثم تستغرب وكأننا ظلمنا القوم ....
وهي غلطة منه, أما محاولة إسقاط الرجل نهائياً واعتباره ضالاً مضلاً فذلك هو ما أُنكره, والله تعالى أعلم
ما حجم هذه الغلطة مع أخواتها الكبار أخي الكريم؟
ومتى يكون الرجل ضالا عندك؟
و ماذا تريد بكلمة إسقاط , أرجو التوضيح؟
لأن هذه الكلمات وما شابهها كـ (إقصاء الآخر وإلغاء الشخصيات ونفي الرموز إلخ ... ) بدأت تنتشر وبرونق جميل وعبارات منمقة ورحم الله العلامة بكر أبو زيد إذ يقول في رسالته "هجر المبتدع" - وأنصحك بها فهي قيّمة جدا- عندكلامه على من تساهلوا في قضية الولاء والبراء:
"كسر حاجز (الولاء والبراء) بين المسلم والكافر، وبين السني والبدعي، وهو ما يسمى في التركيب المولَّد باسم: (الحاجز النفسي)، فيكسر تحت شعارات مضللة: (التسامح) (تأليف القلوب) (نبذ: الشذوذ والتطرف والتعصب)، (الإنسانية) ونحوها من الألفاظ ذات البريق، والتي حقيقتها (مؤامرات تخريبية) تجتمع لغاية القضاء على المسلم المتميز وعلى الإسلام ..... ".
وحاشاك أخي أن تكون من ذلك الصنف المريض لكن المؤمن غِرٌ كريم قد ينجذب مع تلك الألفاظ البراقة فيقولها ويرددها ولا يدري ما حقيقتها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سفيان الراغب]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 04:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي العزيز ان كان ما كتبته حقيقيا فانا معك ومع موقفك من هذا العمل الذي قام به عمرو خالد اكرمه الله بالهذيه
ماكان عليه تهناة النصارى على عيدهم لان هذا العمل اعتراف بما يفعلونه مع اننا يجب علينا ان نوجه منهم من يريد الطريق الحق واضن مع خبرتي الضعيفة ان عمرو خالد اراد ان يقوم بما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم من رافت و تسامح مع الديانات الاخرى ولاكن ليس لدرجت تهناتهم على الباطل ...
واتمنى ان تفهم ما قلت .......
وشكرا اخي العزيز (ابتسامة) (ابتسامة)
ـ[وليد مسعود]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 10:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي أبي الفداء جزاك الله خيرا على هذا التناول الرائع والتحليل العلمي لهذا الموضوع ولكن ما يحزن أن كثيرا من الأخوة ما زال يدافع عن عمرو خالد مع أن الأدلة واضحة على أنه يخطئ فيما له به علم ثم أصبح يتمادى فيما ليس له به علم فالمصيبة أعظم.
نسأل الله لنا وله الهداية.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبعا لن أزيد على ماقاله الأخوه ولكن لي وجهة نظر في كشف حقيقة عمر خالد وطارق السويدان وغيرهم بعد ان كانوا محل ثقة الكثير من المسلمين في ظل حسن نية علمائنا الصادقين بهم وتزكيتهم لهم او السكوت عن ماظهر من مخالفتهم لاعتبارات معينه قد تفهم وقد لاتفهم.
انا اعتقد ان فضحهم لأنفسهم في هذه المرحله بالذات من شهرتهم وكثرة اتباعهم كان أمر رباني من الله سبحانه حتى يميز الخبيث من الطيب وحتى يعلم الصادقين ان الدين لايجزأ ولايمكن ان يكون الداعيه الى الله داعيه صادق ومساير لأهل الضلال بدعاوى الحسنى وسماحة الدين والتعايش وهو سبحانه غني عن العالمين لايزيده ايمانهم ولايضره عصيانهم وما أرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدين الحق الا رحمة منه وعدل.
فسبحان ربي له الحمد والشكر ونسأل الله ان يهدي من ضل ويعيده الى حياض الايمان
ـ[أبو المزايا المراكشي]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 08:17]ـ
عمرو خالد مهما قلنا تاب على يده الكثير من العصاة، وتحجب بفضله كثير من المتبرجات، ونزل إلى الشارع يحارب الإدمان ######
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 12:51]ـ
عمرو خالد مهما قلنا تاب على يده الكثير من العصاة، وتحجب بفضله كثير من المتبرجات، ونزل إلى الشارع يحارب الإدمان ######
يا مولانا تكلم بعلم أو اسكت بحلم!
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 12:28]ـ
عمرو خالد مهما قلنا تاب على يده الكثير من العصاة، وتحجب بفضله كثير من المتبرجات، ونزل إلى الشارع يحارب الإدمان ######
عمرو خالد مهما قلتم فهو مميع للدين, ولا يعرف بدعوة التوحيد ومحاربة الشرك والبدع والخرافة, وبفضله يستمع الكثير من الشباب إلى الغناء ويحلقون لحاهم محتجين بعمرو خالد ######
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 12:58]ـ
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=126574&postcount=68
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 01:18]ـ
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=126574&postcount=68
أحسن الله إليك شيخنا
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 10:05]ـ
سبحان الله, مفتي الفنانات اصبح داعية!!
عجيب!!
هديتي الى المفتونين او لمن يريد الهداية:
قال عمرو خالد في شريط الأخلاق: (في هنا معنى تاني الحقيقة جميل إن إحنا نقوله .. خلِّي بالكو يا جماعة، إبليس كفر بربنا ولا مكفرش؟ لا مكفرش، إبليس مكفرش!! بص إبليس بيقوله إيه: ((خَلَقْتَنِي)) (الأعراف: 12). يبقى هو اعترف بالله إن هو خلق ولا لأ؟ مش كده؟ قال ((خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ))؟ ((وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ))، فإنت خلقتني، وأنت اللِّي خلقته، وفى آية تانية بيقوله إيه: ((قَالَ فَبِعِزَّتِكَ)) (ص82). يبقى مدرك عزة الله عز وجل ولا لأ؟ وفي آية تالتة يقوله إيه: ((قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) (الأعراف: 14). ما هو مش بيدي، بيدك إنت فـ .. أنكر إبليس أن الله هو الخالق؟! أنكر إبليس أن الله هو الرب؟! لأ ... أُمَّال أنكر إيه؟ مشكلة إبليس إيه؟ رفض الطاعة .. آه، دي نقطة مهمة جداً، جداً، إنت إله، إنت رب آه .. لكن إله تقوللِّي أعمل كذا ومعملش كذا، لأ) انتهى.
المصدر ((لم انقل المصدر لما فيه من البدع ولكن مرجع الكلام مذكور وقد سمعت الشريط)).
رجل لا يعرف معنى-لا اله الا الله-يسمى داعية؟!
داعية الى ايش؟!
هذا الكلام يلزم منه ان كفار مكة مكفروووش!؟
لا يفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية ويكون داعية؟!!
لا اريد ان اطيل, لان ما عند الرجل من بلاوي لا حصر لها؟!
وخير الكلام ما قل ودل ولم يطل ولم يمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم البشرى]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 01:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله اخي ابو الفداء وجعلها الله في ميزان حسناتك وجزيت خير الجزاء علي طرحك لهذا الموضوع ونحي فيك غيرتك علي الاسلام والمسلمين
وانا معك في كل ما قلته نسال الله الهداية والسداد
احببت ان اتدخل في الموضوع واعطي رأي فسمحو لي
نحن بشر نخطئ ونصيب فلا يجوز ان نحكم علي الاخر من خلال الظن فهناك من قال ان عمرو خالد ظل واظل الامة معه وانا اقول نحن امة اسلامية امة عز لا امة ذل كي نظل
وهناك من قال انه جاهل لا اعتقد انه جاهل لو كان جاهلا لما كان وصل الي ما وصل اليه الان
يمكن ان نقول انه يخطئ في كثيييييييير من الاشياء لانه بشر وهو داعية وليس عالما
وفي نفس الوقت لا ننكر عليه ما قام به ومن حبه للاسلام و الدعوة الي الله
في النهاية هو ليس رسولا كي نقدسه وليس عالما كي نعمل بما يقوله
مع فائق الاحترام والتقدير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي ابوالفداء وحشرك في زمرة الصديقين و الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
اختكم في الله
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 08:44]ـ
قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه كشف الشبهات:
فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفرة، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشئ من المعاني، والحاذق منهم يظن أن معناها: لا يخلق، ولا يرزق، ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى "لا إله إلا الله".))
-من كان يؤمن بالله واليوم الآ خر فل يقل خيرا او ليصمت.
((ربُنا جل جلاله في كتابه الكريم أصّل هذا الأصل الأصيل, وبيّن هذا الأدب القويم في خطابه لأنبيائه ورسله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين, يقول ربنا الرحمن مخاطبًا نوحاً عليه السلام: (فلا تسألن ما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين). ويخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فيقول له: (قلْ إنّما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأنْ تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأنْ تقولوا على الله ما لا تعلمون). ويخاطب كل امرئٍ مسلمٍ بقوله سبحانه: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس التزاماً بهذا الأدب وتحليّاً بهذا الخلق فكان يسأل صلوات ربي وسلامه عليه عن مسائل دقيقة أو جليلة، في أصول الدين أو فروعه، وهو النبي الأكرم الرسول الأعظم أعلم الخلق بالله وبدينه وبشرعه، فما كان يستنكف صلوات ربي وسلامه عليه أنْ يقول: ((لا أدري)). يقول: ((لا أدري)) وهو العالم الفذ, الإمام القدوة, الرسول الخاتم! صلوات ربي وسلامه عليه. يقول على ملأٍ من الناس: ((لا أدري)) , لمّا سأله سائل: "يا رسول الله أيُّ البقاع أحبّ إلى الله؟ " فقال: ((لا أدري, حتى أسأل جبريل)) , ولمّا سأل جبريل عليه السلام قال: "لا أدري حتى أسأل ميكائيل". ثم جاءه بالجواب فقال عليه الصلاة والسلام: ((إنّ أحبّ البقاع إلى الله المساجد, وإنّ أبغض البقاع إلى الله الأسواق)).
وهكذا أصحابه رضوان الله عليهم رغم أنهم كانوا أبرّ هذه الأمة قلوباً, وأعمقها هديًا, وأقلها تكلفاً, من نصر الله بهم الدين, وحفظ بهم الملة، كانوا رضوان الله عليهم أعظم الناس ورعاً، وأقلهم في الدين كلاماً، ربّما يسئل أحدهم سؤالاً فيحيل على أخيه, وأخوه يحيل على غيره, وهكذا ما زال السائل ينتقل من واحد إلى آخر حتى يرجع السؤال إلى الأول، يقول عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله أدركت بهذا المسجد يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يسئل عن المسألة فيقول: "لا أدري".
أبو بكر الصديق على المنبر الشريف يقول: "أيّ سماء تظلني؟ وأيّ أرضٍ تقلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم".
(يُتْبَعُ)
(/)
عمر بن الخطاب الإمام الفاروق, أمير المؤمنين, وخليفة المسلمين, من ضرب الله الحق على قلبه ولسانه, من لو رآه الشيطان سالكاً فجاً لسلك فجاً آخر, يقرأ قول الله عز وجل: (وفاكهةً وأبّاً) , ثم يقول وهو على المنبر: "هذه الفاكهة، فما الأبُّ؟ "، ثم يقول: "إنّ هذا لهو التكلف يا ابن الخطاب! وماذا على ابن أمّ عمر لو جهل آيةً في كتاب الله! ".
على بن أبي طالب يقول: "وا بردها على الكبد! " قيل: "ما هي؟ " قال: "لا أدري".
ويقول ابن عباس: "ينبغي للعالِم أنْ يورّث جلساءه لا أدري حتى تكون أصلاً يفزعون إليه". ويقول عبد الله بن عمر: "العلم ثلاثة: آيةٌ مُحكمة, وسنة ماضية, ولا أدري". جعل (لا أدري) ثلث العلم, وجعلها غيره نصف العلم, وهكذا حتى أثمرت هذه الشجرة ثمارًا مباركة فقعّدت للدين قواعده, وثبتت أصوله, ومُهّدت فروعه, ومازال هذا العلم الشريف يحمله من كل خلفٍ عُدوله ينفون عنه تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, حتى نبتت في زماننا هذا نابتة, وظهرت ظاهرة, قومٌ يحسنون القيل, ويُسيئون الفعل, يُكثرون الكلام, ويدبجون الكتب, وينشرون المقالات, ويلقون الخطب, ولهم ضجيجٌ, وزفيرٌ, وزئيرٌ, وصيتٌ, وصهيلٌ بين الناس وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا. كتبهم ومقالاتهم, خطبهم وأقاويلهم يراد بها تقويضُ الدين من أساسه. قومٌ من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا لكنهم نسأل الله العافية يكتبون كلامًا ويلقونه, إنْ أحسنّا الظن بهم قلنا: "هم على جهلٍ عظيم", وإنْ أسأنا الظن قلنا: "قلوبهم تنطوي على غير الإسلام، يظهرون الإسلام ويبطنون غيره, يلقون كلامُا ويُخفون أغراضًا"، فلابدّ أيها المسلمون من أنْ يُنتبه إليهم, وأنْ يُحذّر منهم لأنّ الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يُؤفكون).
الكافر المعلن بحرب الإسلام, المظهر لعداوته, لا خوف منه فإنّ المسلمين جميعًا يحذرونه ينتبهون إليه, يزنون أقواله بميزان الشرع لا ينساقون إليه. لكنّ المصيبة كل المصيبة أنْ يكون الإنسان عليم اللسان, يُجادِلُ بالقرآن ويسرد على كلامه أدلّةً, ويسوق براهين يحسبها الناس براهين للوهلة الأولى .. للنظرة العجلى ولكنها في حقيقة الأمر خواءٌ من كل علم.
في امتنا الاسلامية ابتلينا بنفر من هؤلاء يلبسون مسوح العلم هم فصحاءُ اللسان ربّما يصلي أحدهم بالناس الجمعة أو العيدين, وربّما يتكلم بالآيات والأحاديث لكنه يضعها في غير مواضعها ينتسبون إلى بيوتات دينية, ويظهرون للناس وكأنهم أهل الدين, المدافعون عن بيضته, الذائدون عن حماه, الناطقون بكلمته, ولكنّ الحقيقة غير ذلك.))
منقول
اقتباس من مشاركة لاخينا العنابي في محاورته لصوفي, قال فيها:
((نرجو من الإخوة المشاركين جميعا أن يلتزموا الأدب وأن يتكلموا بعلم أو يصمتوا، ونحن لسنا في معركة حتى نحتاج إلى من يصفق لنا ويشجعنا، فمن كان له حجة أو زيادة علم أو رد علمي فليتفضل مشكورا مأجورا بإذن الله، ومن أراد نصرة أخيه فليقوي رأيه بالأدلة والبراهين.
بارك الله فيكم جميعا وهدانا وإياكم إلى الصراط المستقيم))
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 09:32]ـ
قالَ شَيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمهُ اللهُ: " وقَالَ بَعضُهُم لأحمدَ بن حَنبلَ: إنّهُ يثقل عليّ أن أقولَ فُلانٌ كذا وفُلانٌ كذا، فقالَ: إذا سكتَّ أنت وسكتُّ أنا فمَتى يعرفُ الجاهل الصحيح من السقيم؟ " مجموع الفتاوى: (5/ 110)
منقول
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 11:19]ـ
السؤال
المفتي: الشيخ عبدالعزيز بن باز
الجواب
قال: ليس من أهل العلم السلفيين من يكفر هؤلاء الذين ذكرتهم، وإنما يوضحون أخطاءهم في تأويل الكثير من الصفات ويوضحون أن ذلك خلاف مذهب سلف الأمة وليس ذلك تكفيراً لهم ولا تمزيقاً لشمل الأمة ولا تفريقاً لصفهم، وإنما في ذلك النصح لله ولعباده وبيان الحق والرد على من خالفه بالأدلة النقلية والعقلية والقيام بما أوجب الله سبحانه على العلماء من بيان الحق وعدم كتمانه والقيام بالدعوة إلى الله والإرشاد إلى سبيله، ولو سكت أهل الحق عن بيانه لاستمر المخطئون على أخطائهم وقلدهم غيرهم في ذلك وباء الساكتون بإثم الكتمان الذي توعدهم الله عليه في قوله سبحانه (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) وقد أخذ الله على علماء أهل الكتاب الميثاق ليبننه للناس ولا يكتمونه وذمهم على نبذه وراء ظهورهم وحذرنا من اتباعهم
فإذا سكت أهل السنة عن بيان أخطاء من خالف الكتاب والسنة شابهوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين ا. هـ
مجموع فتاواه 3/ 72
منقول
///راجعت المصدر فوجدت ان الكلام في موضوع الرد على مقالات الصابوني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:32]ـ
///رد معالي الشيخ صالح اللحيدان على المدعو عمرو خالد
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول السائل أحد الوعاظ في القنوات الفضائية يقول ان ابليس لم يكفر بالله و أن الأخلاق أفضل من الصلاة و الصيام و الحج و الدعاء و يقول في حديث النبي عليه الصلاة و السلام النساء ناقصات عقل و دين يقول الرسول يمزح معهم و هذا الرجل يدعى عمر خالد فما ردكم على ذالك و جزاكم الله خيرا
هذا لا يصلح أن تقولوا في السؤال هذا أحد الدعاة الا لو قلت دعاة الضلال لأن من يقول هذا الكلام ليس بداعية خير و لا بصاحب فلاح،
يقول عن ابليس انه كذا و انه كذا و يحرف مقاصد النبي صلى الله عليه و سلم الى غير ما أراد، النبي بين للنساء لما قال لهن انكن ناقصات عقل و دين بين في العقل ما هو وبين في نقص الدين لكن نقص المرأة في أمر دينها لا يضرها انما فاتها خير كثير في تلك المدة لكن ذالك أمر كتبه الله عليها و نحن في هذا الزمن كثرت الطلعات الخبيثة و اتخاذ منابر فاسدة و تسور الى الدخول في منابر الخير دعاة ضلال فهؤلاء لا يوصفون بأنهم دعاة الا اذا قيل انهم دعاة فساد و فجور و ظلم و عدوان، من استهان بأمر الدين أو حمل شيئا من نصوص الشارع صلى الله عليه و سلم على غير ما قصد و غير ما يعرفه أهل الاسلام فهذا يخشى أن يخرج من الملة نهائيا نسأل الله العافية.
كلام الشيخ كان خلال الاجابة عن الأسئلة في محاضرة بعنوان التحذير من الفخر بالأحساب والطعن بالأنساب بتاريخ الخميس 14 - 2 - 1429 هـ بجامع الأمير تركي بن عبدالله الرياض
منقول
ادخل هذا الموقع واستمع الى الفتوى صوت وصورة:
http://www.alsunh.net/vb/t386.html
واقول للغيورين على عمرو خالد ادخلو موقعه الرسمي واستمعوا الى الاغاني-طبعا اسلامية-وقيمو معهم!!
ـ[االباحث]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 09:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... ابو الفداء الا ان بعض الاخوة مع حماسهم يصمونه بالضال وانه اضل الامة وفي نظري ان هذا غير موضوعي يقولون عن البخاري عن رجل فغاية مايقوله عن رجل يريد ان ينتقده (فيه نظر) ولايعني هذا الا نذكر ماوقع فيه ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 09:29]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6229
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 12:30]ـ
قال الامام الماوردي-رحمه الله- في كتابه الرتبة في طلب الحسبة- صفحة (393 - 396):
(الباب الثامن والاربعون-في الحسبة على الوعاظ)
يجب على المحتسب أن ينظر في أمر الوعاظ، ولا يمكن أحدا ممن يتصدى لهذا الأمر إلا من اشتهر بين الناس بالدين والخير والفضيلة، عالما بالعلوم الشرعية وعلم الأدب، حافظا للكتاب العزيز، والأحاديث النبوية، وأخبار الصالحين، وحكايات المتقدمين، ويمتحنه بمسائل يسأله عنها من هذه الفنون فإن أجاب وإلا منع .......
وللواعظ شرائط منها:
أن يكون عالما بالكتاب والسنة، وأن يكون مستقيم اللسان، حسن الثياب، قال الله تعالى: [وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب].
ومن شرطه أن يكون صاحب إشارة ورموز، فقد قيل: " رب إشارة أبلغ من عبارة، ورب لحظ أبلغ من لفظ".
وقال مالك بن دينار: الواعظ إذا دخلت بيته تعظك آلة بيته ترى إناء الوضوء، وسجادة الصلاة.
ومن المكروهات للواعظ: القصاص-الكلام الذي يمزجون به كلامهم- فإنه بدعة فإن كان يكذب في أخباره فهو فسق والإنكار عليه واجب. وكذا الواعظ المبتدع يجب منعه ولا يجوز حضور مجلسه إلا على قصد إظهار الرد عليه، فإن لم يقدر فلا يجوز سماع البدعة قال الله تعالى لنبيه: [فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره]، ومهما كان الواعظ شابا متزينا للنساء في ثيابه وهيئته، كثير الأشعار والإشارات والحركات وقد يحضر مجلسه النساء فهذا منكر يجب المنع منه، فإن الفساد هاهنا أكثر من الصلاح، ويتبين ذلك منه بقرائن أحواله، بل لا ينبغي أن يسلم الوعظ إلا لمن ظاهره الورع، وهيئته السكون والوقار، وزيه زي الصالحيين وإلا فلا يزداد الناس بوعظه إلا إثما، ويأتي الضلال، ويجب أن يضرب بين الرجال والنساء حائلا يمنعهم النظر فإن ذلك مظنة الفساد والعادات تشهد لهذا المنكرات، ويجب منع النساء من حضور المساجد للصلاة ومجالس الوعظ إذا خشي الفتنة بهن، فقد منعتهن عائشة رضي الله عنها فقيل لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعهن من الجماعات، فقالت: لو علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن.
وأما اجتياز المرأة بالمسجد مستترة فلا تمنع منه إلا أن الأولى أن لا تتخذ المسجد مجازا
وكذا قراءة القرآن بين يدي الواعظ بالألحان على وجه يغير نظم القرآن ويجاوز حد التنزيل منكر ومكروه شديد أنكره جماعة من السلف كما ذكرنا في باب الجنائز والله تعالى أعلم. انتهى.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 12:48]ـ
وقال الإمام الماوردي- رحمه الله- في كتاب -الأحكام السلطانية والولايات الدينية- الباب العشرون في أحكام الحسبة:
(فصل أقسام النهي عن المنكر)
وإذا وجد فيمن يتصدى لعلم الشرع من ليس من أهله من فقيه أو واعظ، ولم يأمن اغترار الناس به في سوء تأويل أو تحريف جواب، أنكر عليه التصدي لما ليس من أهله، وأظهر أمره لئلا يغتر به.
ومن أشكل عليه أمره، لم يقدم عليه بالإنكار إلا بعد الإختبار. صفحة (646)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 09:37]ـ
الاخوة الأكارم،
شكر الله لكم اضافاتكم القيمة وجزاكم الفردوس الأعلى ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 02:20]ـ
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6537
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 02:24]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30488
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 09:32]ـ
لاشك أن عمرو خالد نقل البعض من شر أكبر إلى شر أصغر وقد يكون نقل بعضهم إلى خير محض ... ولكن الاشكال في عمرو خالد أنه يسلم أنه ليس بعالم ... وكثير من أقواله وافعاله يتعامل فيها الرجل كأنه أحد الراسخين في الشريعة وفقه النوزال .. فهو لا يعرف قدر نفسه ولا اكتفى بالترغيب والترهيب لكان حسنا ... لكنه يريد أن يفرض نظريات وغرائب خاصة في باب الاعتقاد والاخطاء والله يصلحه ويهديه
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 05:22]ـ
لاشك أن عمرو خالد نقل البعض من شر أكبر إلى شر أصغر وقد يكون نقل بعضهم إلى خير محض ...
أخشى ألاّ يكون الأمر كذلك! ووجهه:
أن كونك تبقي العاصي على معصيته خير بكثير من أن تنقله من إسلام قائم في الفطرة على الجادة إلى إسلام مشوه يُخْشى أن يهوي به على أم رأسه في الهاوية، أضف إلى ذلك أن يصاحب هذه النُّقْلة انتقاده للمتشددين بزعمه من أهل الحق! بسبب ظنه أن منهج عمرو خالد هو الرسالة المحمدية!!
والله الهادي.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 11:08]ـ
ـ
(1)
الحمدُ لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه ومن أثره اقتفى، أما بعدُ
فقد شاهدتُ تسجيلا للقاء على قناة " أزهري " في حلقة أولى من برنامج " وتلك الأيام " الذي يقدمه الإعلامي " محمود سعد "، استضاف فيها " عمرو خالد "، أو كما بدأ يناديه " محمود " بـ " الدكتور عمرو خالد ".
قال الله تعالى: " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " [1].
فقد بين الله جل وعلا في هذه الآية أن سنته في عباده أن يبتليهم، ليتبين بالبلاء الصادق من الكاذب، والمتيقن من المرتاب، والمؤمن من المنافق.
قال السعدي: {وليعلم الله الذين آمنوا} هذا أيضا من الحكم أنه يبتلي الله عباده بالهزيمة والابتلاء، ليتبين المؤمن من المنافق؛ لأنه لو استمر النصر للمؤمنين في جميع الوقائع لدخل في الإسلام من لا يريده، فإذا حصل في بعض الوقائع بعض أنواع الابتلاء، تبين المؤمن حقيقة الذي يرغب في الإسلام، في الضراء والسراء، واليسر والعسر، ممن ليس كذلك. ا. هـ[2]
وقال ابن كثير: قال ابن عباس: في مثل هذا لنَرَى، أي: من يَصبر على مناجزة الأعداء. ا. هـ[3]
نزلت هذه الآية في شأن يوم أحد الذي أصاب فيه المسلمون ما أصابهم، وأن من حكمة الله في ذاك التمحيصَ. ونحن في هذا اليوم الذي ضعُف فيه المسلمون وذلوا، وتكالب عليهم أعداؤهم؛ لبُعد المسلمين عن دينهم، فكان هذا البلاء العميم من الله على هذه الأمة، الذي يُمحص به، وتظهر فيه بُطون قد تختبئ منا دونه.
ومن الاتجاهات التي ظهرت ونحن في واقعنا وبلائنا، أن يخرج دعاة إلى تضييع البراء من المشركين، وإلى المذهب الإنساني الذي لا يهتم لشأن تمايز الأفراد بدينهم إلا في أضيق الحدود. وبينما أحدهم مُسرف في دعوته إلى اللين المطلق مع (الآخر)، والانفتاح عليهم، لا يتورع عن الافتراء على إخوانه، أعني بهم دعاة السنة، ورميهم بالافتراء، يتلوه مثله أو فوقه أو دونه، بصورة تنفر عنهم كل أحد.
هذا " عمرو خالد " الذي تكلم في هذا اللقاء بما يسوؤُه في صحيفته يومَ يلقى ربه، وهي خاطرة خطرت لي وأنا أتأمل اسم البرنامج، المأخوذ من آية من كتاب الله.
لماذا سعى " د. عمرو خالد " للحصول على الدكتوراة؟! [4]
(يُتْبَعُ)
(/)
عمرو: لأني عشتُ برّه، فأتيح لي أن الآخر يسمع لي، فيقى عندي الحمد لله من فضل ربنا قدر على التعامل مع الشاب الذي عنده 15 سنة والبنت التي عندها 20 سنة، وقدرة على التعامل مع ذلك الشخص الغربي، الللي فاكر صرتنا مشوهة. وفاكر صورتنا إن إحنا دين الإرهاب ودين القتل ..
محمود: (يقاطعه) حسب ما بتوصل له الصورة، من الدعاية من الإعلام.
عمرو: (يتابع) فعندي فرصة سهلة لأن الإعلام والآخر بيسمعني، طب ليه ما أستفيدش من الفرصة دي، تبقى مؤيدة ..
محمود: (يقاطعه) يسمعكم إزاي يا دكتور، إزاي الإعلام الغربي حيسمعك؟!
عمرو: لأنه محطوط في كل الجرائد والميديا الغربية إن في عشرين ثلاين شخص، لما تكون تسأل عن حاجة بتخص المسلمين أو الشباب العربي بتروح لهم
محمود: أنا شفت حاجة زي كده.
عمرو: فبقيت بفضل الله عبر السنين واحدة ورا واحدة، من الناس دول، مش أهم واحد، بس واحد منهم، العشرين أو الثلاثين معرفش الرقم بالظبط، إن أي صحافة أو ميديا غربية عايزة تعرف حاجة عن الشباب العربي أو المسلم أو رأي المسلمين أو رأي الإسلام بترجع لهؤلاء. من أنا عشان أتكلم برأي الإسلام قبل أن أكون مسلحا بعلم صحيح وشهادة، فعشان كده بقولك هي مسألة هي فتحت أبواب.
هذا هو السبب الذي ذكره عمرو خالد، هو أنه صار يُشار إليه بالبنان في بلاد الغرب بأنه متحدث ممثل لللإسلام والمسلمين، فأراد أن يحصل على شهادة ليتكلم، فاتجه إلى جامعة أوروبية [5]، وعمل دراسة في موضوع خطير!
وتأمل كيف ينظر الغرب إلى الممثل للعرب أو المسلمين أو المتحدث باسم الدين الإسلامي، وحاول أن تستنبط معاييره التي يبني عليها؛ لترتاب جدا في الغرض من اختيار عمرو لمثل هذا، واستحضر وأنت تتأمل هذا تلك الجائزة العالمية التي حصل عليها قبل سنوات، في أمريكا، وما صاحب هذا من تنازلات قدمها أثناء الرحلة [6]!
إنهم اختاروا داعية يتكلم باللغة العامية، ببساطة، وأحيانا سطحية [7]، ليس عالما من علماء المسلمين، ولا شخصية دينية لها ثقلها، وليست معه شهادة من جامعة دينية مثلا، ولا مؤهلَ أبدأ، فأختير ليتكلم إلى الغرب باسم الإسلام!
تجاوز هذا، وتفرج على ردة الفعل من " عمرو " لهذا الذي وضعوه فيه، حيث تطلب هذا أن يتأهل، فلم يفزع إلى كتب العقيدة والفقه وغيرها، ويثني الركب عند طلبة العلم والعلماء، إنما قصد السبيل الأرخص، وهو أخذ شهادة في دين الإسلام من غير دار الإسلام، وهي شهادة " دكتوراة " تضيف تلك الدال إلى الاسم، تلك الدال التي تستعمل لتأهيل أي " دوكـ " [8] يحملها ليتكلم في دين الله كما يحلو له.
الفتوى: لا أفتي، ولن أفتي!
محمود: كنتَ تفضل اختيار لفظ (الأستاذ عمرو خالد)
عمرو: آده ده صحيح.
محمود: ما كنت تحب يُقال عليك شيخ مع أنك تمارس كل مهام الشيخ بكل صفاتها
عمرو: لأ، أنا لا أفتي!
محمود: هل الدكتوراة تنقذك من هذا اللقب (يقصد لقب شيخ).
عمرو: لا مش مسألة إنقاذ يعني أنا مش حروح أدرس خمس سنين، عشان أنقَذ من لقب شيخ! لأن أنا سهل أوي أقول لك: لو سمحتم أنا داعية ممكن تقول بيحاول يصلح مصلح على خفيف كده، لكن أنا مش شيخ. ومش بفتي. وخلي بالك شيخ تودي للفتوى ..
محمود: (مقاطعا) يعني أنت مبتفتيش خالص.
عمرو: وأنا حريص أنه أنا أبعد عن هذا اللقب مش عيبا فيه.
محمود: هل الفتوى حتكون مرحلة قادمة في حياتك؟
عمرو: (يجيب مسرعا) لا لا لا مستحيل!
محمود: لا خالص؟ خالص؟
عمرو: خالص. تؤ تؤ تؤ. خالص.
محمود: أنت حتظل داعية
عمرو: (مبادرا) داعية بيحاول الإصلاح، للشباب
محمود: بترقيق القلوب
عمرو: وبتوجيههم لمشروعات خيرية ونهضوية
محمود: هو ده حيكون عمرو خالد، لن يتجاوز الأمر ده اللي هو بدأ بيه
عمرو: لا لن يتجاوز الأمر ده .... .
قلت: لا مرحبا بكذب!
فإنه لا يفتُر يُفتي في كل حين، وكم من فتوى أفتى بها للشباب الذين يسألونه، أم يعتبر تلك الأجوبة، والآراء التي يقدمها من تلقاء نفسه في حلقاته وبرامج التي بدأت – فيما أعلم- قبل إحدى عشرة سنة، يعتبرها ليست فتوى؟! [9]
(يُتْبَعُ)
(/)
وكيف يرضي لنفسه أن يكون إحدى الشخصيات المعدودة التي ستتكلم إلى الغرب باسم الإسلام، واختاروه ليسألوه حين يريدون معرفة شيء عن الإسلام، أليس هذا تصدر فتوى؟!
وفد نصارى نجران في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
عمرو: طب والإسلام بقى نبيه بيقول إيه؟ لما تيجي في الآخر وتقول تعالَ أحكي لكم بقى وتدخل بقى في الشريعة الإسلامية، ونظرة الإسلام للتعامل مع الآخر، إزاي النبي صلى الله عليه وسلم استقبل وفد نصارى نجران في المسجد النبوي، طب ما كان يحط لهم خيم بره ... طب لما جم يصلوا وجم الصحابة يطردوهم، قال لهم لا دعوهم ... وإزاي أنه لجأ لفكرة الحوار، نقعد نتناقش، وبعدين قالوا له ابعت لنا حد معانا يفهمنا بس يكون أمين، فقال لهم سأرسل لكم أمين الأمة، قم يا أبو عبيدة بن الجراح. راح ... الخ
لا مرحبا بكذب أفحش!
فإن نصارى نجران دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وقرأ عليهم من القرآن، ثم كلمهم في شأن عيسى عليه السلام: " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " [10]، فلما أصبحوا وقد أبوا عن قبول ما عرض عليهم من قوله في عيسي، وأبوا عن الإسلام دعاهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة: " فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ " [11]! فامتنعوا، وأبوا أن يباهلوا، فصالحهم روس الله صلى الله عليه وسلم على أن يدفعوا الجزية. وأرسل أبو عبيدة أمينا ليقبض مال الصلح.
أما صلاتهم في المسجد، فقال ابن رجب في الفتح: هذا منقطع ضعيف، لا يحتاج بمثله. ولو صح فإنه يحمل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تألفهم بذلك في ذلك الوقت استجلابا لقلوبهم، وخشية لنفورهم عن الإسلام، ولما زالت الحاجة إلى مثل ذلك لم يجز الإقرار على مثله.
ولهذا شرط عليهم عمر - رضي الله عنه - عند عقد الذمة إخفاء دينهم، ومن جملة إلا يرفعوا أصواتهم في الصلاة، ولا القراءة في صلاتهم فيما يحضره المسلمون. ا. هـ[12]
فالخبر لا يصح، وهو محمول – إن صح – على كون ذلك للمصلحة، وليس يكون عادة. جاء في فتاى الشبكة الإسلامية [13]:
السؤال
هل يجوز للكفار الصلاة مع المسلمين في المسجد؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 4041 خلاف العلماء في دخول الكافر إلى المسجد، وأما الإذن له بالصلاة فيه فجائز إذا رجيت من ذلك مصلحة كترغيبهم في الدخول في الإسلام وتعريفهم بالعبادة، كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في أحكام أهل الذمة: وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنزل وفد نصارى نجران في مسجده، وحانت صلاتهم فصلوا فيه، وذلك عام الوفود بعد نزول قوله تعالى: إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. فلم تتناول الآية حرم المدينة ولا مسجدها. والله أعلم.
فاستقبال الكفار في المسجد ليس محل اتفاق بين المسلمين، وليس لهم أن يصلوا صلاتهم التي فيها الكفر برب العالمين بمساجد الله، وقد ذكرت السير أن اسم أحد الوفد (عبد المسيح)!
والنبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى الإسلام، لم يجلس معهم جلسة انفتاحية حضارية ... الخ، بل استضافهم يدعوهم أن يسلموا، وحدثهم في شأن المسيح عليه السلام بكلام واضح قوي. فلما امتنعوا دعاهم إلى المباهلة، ونهايتها أن تكون لعنة الله على الكاذب!
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل هذا المنهج النبوي هو الذي يرضاه " عمرو خالد " [14]، أم أن فضيلة الدكتور البحاثة ينتقي من السنة ما يشتهي ويخدم مذهب الذي أشرنا إليه في مقدمة المقال؟! بل قل: إنه انتقى من واقعة واحدة ما يحلو له، ودلس بإخفاء ما ينقض ما يدعو إليه. فـ (من يستدل بقصة وفد نصارى نجران، الذين بدأهم النبي صلى الله عليه وسلم بدعوتهم إلى دين التوحيد، وإقامة الحجة عليهم، وإبطال كفرهم، ثم دعا إلى مباهلتهم بأنْ لعنة الله على الكاذبين، ليهلكهم دعاؤُه، ثم انتهى إلى دخولهم في حُكم الجزية، من يستدل بهذه القصة على ما يُسمى (حوار الأديان) أعني المشروع السياسي المعروف، فهو أضل من حمار أهله، نسأل الله العافية، من مضلاّت الفتن، وزيغ القلوب، وأن يثبَّتنا على التوحيد حتى نلقاه.) [15].
===========
[1] آل عمران 140.
[2] تفسير السعدي.
[3] تفسير ابن كثير.
[4] في انتظار ظهور ترجمة هذه الرسالة من الإنكليزية إلى العربية للاطلاع عليها. وفكره فيها يمكن تبينه من كلامه في هذا اللقاء، وكذا من محاضرتين في كندا، أسأل الله أن يعين على كتابة مقال عن محتواهما، لما سمعتُ بهما من مصائب خطيرة، لا تخرج من آحاد المسلمين.
[5] يعني قعد بين يدي المستشرقين وغيرهم يتعلم منهم!
[6] كأن تضع امرأة يدها على كتفه في الاحتفال، وهو ضاحك! والسفاهات التي حصلت حينها كثيرة جدا.
[7] هو الغالب! وابحث عن محاضرة في العقيدة له، أو في فقه تأصيلي للعبادة، أو تزكية للنفس على منهج السلف في التزكية. فضلا عن الأخطاء العلمية التي لا تُحصى.
[8] دلع " دكتور ". وللأخ (خليل الفائدة) وفقه الله مقالة جميلة، تسحق القراءة: ما ألذ ثناء الناس ( http://%20ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215938) .
[9] ومنها فتاواه في المعازف والفن والغناء والحجاب الغير شرعي الذي شرعه هو، وغيره من الطوام المعروفة.
من هو [الآخر]؟! هي البديل العصري لكلمة الكافر، فإن الناس مؤمنون وكفار، وليس في كتاب الله أو السنة أو كلام الصحابة أو لغة أئمة الدين والعلم هذا المصطلح [الآخر]. والمقصود به إخفاء حقيقة ذاك [الآخر] وتهيئة النفوس بهذا الاسم لقبول التنازلات المختلفة.
[10] آل عمران 59.
[11] آل عمران 61.
[12] فتح الباري لابن رجب 2/ 439.
[13] فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (ج 10 / ص 2571) - رقم الفتوى 72906 حكم الإذن للكافر بالصلاة في المسجد -تاريخ الفتوى: 28 صفر 1427
[14] وعدم رضاه هو الهوى، قال تعالى: " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون "، وقال: " فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم "، وغيرها من الآيات التي تجعل ترك اتباع الشريعة – هدي النبي صلى الله عليه وسلم – هو الأهواء، فالوحي في مقابل الهوى دوما في كتاب الله.
[15] ما بين القوسين مقتبس من فتوى للشيخ حامد العلي حفظه الله سُئل فيها عن صلاة وفد نصارى نجران في المسجد.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 11:09]ـ
ـ (2) ـ
حديث يقطع القلب عن التعامل مع (الآخر)، وضرورة التعايش معه، والانفتاح عليه، وإظهار التسامح العظيم فيه، استمر بينهما ليأخذ شطر اللقاء، ويأخذَ شطر يومي كمدا. وانتقلا في الشطر الثاني إلى الكلام عن القنوات الدينية، أو إلى الطعن في دعاة السنة، تطبيقا لمعتقد: رحماء مع (الآخر)، أشداء على المؤمنين! [1]
" أزهري " المستنيرة، وأخواتها، والباقيات الفوضويات!
محمود: تقييمك لما يحدث في بعض الفضائيات مش بقول كلها، لأن في فضائيات دينية مخترمة، وفيها فكر مستنير وكويس جدا. إنما الفكر السائد، فكر أ ... ، أنا حسمعك.
بدأ عمرو الجواب بالثناء على قناة أزهري، وعلى اسمها الرائع، وعلى دور الأزهر في وقف الأفكار المنحرفة، وأثنى على (العلماء الكبار) الذي يظهرون على قناة أزهري.
ويرد شيخ الأزهر "د. أحمد الطيب" بنفسه على هذه الدعاوى بشأن قناة أزهري، حيث إنه صرح في جريدة الأهرام بأن هذه القناة قناة (تجارة) وليست (دينا)، وأنها لا تمت للأزهر بصلة، وأنها مشبوهة! [2]
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتبتُ تعقيبا على تصريحات شيخ الأزهر، أرى أهمية للنظر فيها: تعقيب على كلام شيخ الأزهر "د. أحمد الطيب" بشأن قناة "أزهري".
محمود: التلفزيون دخله أفكار، أنا عايز أعرف رأيك فيها.
عمرو: رأيي أن هناك فوضى. فوضى إلا في قناة أو اثنين أو ثلاثة، عدد قليل جدا الذي أسس بشكل سليم على قواعد سليمة، زي قناة " اقرأ "، وهي تحمل فكر معتدل ... " الرسالة "، حاجة رائعة الدكتور طارق .. " أزهري " وأنا متابع لأزهري.
تخيلوا هذا الوصف الذي لا يرقب إلا ولا ذمة! كل قنوات السنة فوضى!
وما هي القنوات التي استثناها؟! هي قنوات معروفة بالفوضوية وضياع المنهجية، وحالها صار لا يخفى على العامة قبل الخاصة. ولولا خشية الإطالة، والخروج عن الموضوع، لذكرتُ من بلايا هذه القنوات التجارية الثلاثة ما يندى له الجبين.
أما " أزهري " فقد قال فيها شيخ الأزهر كلمته، وعقبتُ عليها في مقال مُستقل.
وأما " اقرأ " فالحق أنها (آي آر تي إسلام)!
وأما " الرسالة " فهي قناة روتانا الإسلامية!
وأما " عمرو خالد " فإنه الآن يتكلم عن المسلمين، وعن دعاة السنة، وعن القنوات الفاضئية التي فتح الله بها قلوب الملايين، ونشر بها الخير العميم، كالحكمة والرحمة وصفا والمجد بباقاتها ودليل و الناس وغيرها، فلا ضير أن يسيء الأدب؛ لأنهم هؤلاء الذين نتكلم عنهم مسلمون، وليسوا (آخرين)!
لماذا هناك (فوضى)؟!
عمرو: أحادية التفكير، رأيي ولا يوجد آراء أخرى، ورأيي صح والآخرين فليذهبوا إلى الجحيم، ومن ليس معي فهو ضدي
محمود: فهو كافر ..
عمرو: لأ ده في أوحش من كده بقى، ومن ليس معي فهو ضد الله! ...
هكذا إذن؟! تأمل أيها القارئ تغير الألفاظ المفاجئ عند الكلام عن (المسلمين) بعد (الآخر)، والكلمات الإرهابية التي بدأ استعمالها. وسل نفسك: هل قال واحد من دعاة السنة أن يذهب الآخرون إلى الجحيم؟ أو كفر أحد من هؤلاء؟ أو أنتم ضد الله؟!
هذا من الافتراء المفضوح، الذي يقصد به " عمرو خالد " ومضيفه تشويه الصورة، ولا بأس بالكذب وسيلة لذلك.
وليتك رأيتَ معي تعبيرات وجهه، وتضييقه عينيه، ثم فتحهما جدا مع وجوم وجهه لثوان وهو يقول (فهو ضد الله)، بطريقة تمثيلية يبث فيها نُفرة عند مشاهده من هؤلاء أحاديي التفكير، التكفيريين، الـ ... !
ما هو الخلاف الذي يريدونه؟!
يتابع عمرو: جاء رجلين [3] إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كلاهما كانوا في صحراء ملقوش مية يتوضوا، تيمموا، صلوا من غير وضوء، بعد شوية جت المية، ولسه الوقت اللي بعده مجاش، فواحد فيهم قال لأ طالما جت المية أعيد الصلاة، والثاني قال لأ مصليش الصلاة مرتين، اختلفوا، راحوا للنبي صلى الله عليه وسلم، الأولاني قام قايل له إيه؟ الذي صلى مرتين أخذت الأجر مرتين، والثاني الذي صلى مرة واحدة قال له أصبت السنة. طب مين الصح؟ (ويضحك!)
محمود: الاتنين صح، والفعل مختلف، هو ده الدين الإسلامي، آه هو ده الدين الإسلامي.
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خرج رجلانِ في سفر، فحضرت الصَّلاة، وليس معهما ماء، فتيمَّما صعيدًا طيبًا، ثم وجدَا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يعدِ الآخر، ثم أتيا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: ((أصبت السنة، وأجزأتك صلاتك))، وقال للذي توضأ وأعاد: ((لك الأجر مرتين)). [رواه أبو داود في سننه في الطهارة، باب في المتيمم يجد الماء بعدما يُصلي في الوقت، برقم: 338، واللَّفظ له، ونحوه النَّسائي في الغسل والتيمم، باب التيمم لمن يَجد الماء بعد الصلاة، (1/ 213)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"، برقم: 338].
هذه المسألة مسألة فقهية، مسألة في الفروع، ليست في المعتقد، لا، ليست كذلك. والمشكلة في فَهمهم هو الخلط بين الفروع والأصول، وإيراد نصوص اختلاف الصحابة واجتهاداتهم في الفروع، تعليلا لما يُحدثونه من بدع في العقائد والأصول.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنها مسألة ليس فيها نص، ليس مع هذين الرجلين نص من النبي صلى الله عليه وسلم بحكم إعادة الصلاة إذا وُجد الماء قبل حروج الوقت وقد صلياها متيممين لفقد الماء، وكما يقول العلماء: يجوز الاجتهاد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن في غيبته لا في حضوره، أما في حال حضوره فلا اجتهاد لأحد، ولا يقدم أحد شيئاً بين يدي رسول الله.
فلما رجعا وأخبرا النبي صلى الله عليه وسلم بما فعلا، أقر أحدهما على اجتهاده بأنه أصاب السنة، ولم يعاتب الآخر لأنه اجتهد حيث له أن يجتهد. فلما قال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - للأول: ((أصبت السنة))، فَهِمَ الآخر وأدرك أنَّه باجتهاده في إعادة الصلاة قد أخطأ السنة؛ قال السندي: أصبت السنة؛ أي: وافقت الحكم المشروع، وهذا تصويب لاجتهاده، وتخطئتة لاجتهاد الآخر. ا. هـ[في "شرح سنن النسائي"، (1/ 213)] فقول (محمود سعد): الاتنين صح، غلط. [4]
والمسلمون بعد النبي صلى الله عليه وسلم يجوز لهم الاجتهاد في الفروع، لا الأصول، فيما لم يأتِ في حكمه دليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتابع عمرو: عمر بن عبد العزيزي يقول والله اختلاف الأمة رحمة، وما أود أن أصحاب النبي لم يختلفوا، لأنهم لو لم يختلفوا، لضيقوا علينا.
محمود: كانوا حيحطوا حاجات .. وإلا كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فسر القرآن وخلص.
عمرو: بالظبط كده، ويبقى فين اجتهاد العقل البشري؟ وفين الإسلام صالح لكل زمان ومكان؟
محمود: المتشددين دول لازم يسألوا نفسهم ليه سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ليه ما فسرش القرآن. يعني كان ممكن يفسرها كل آية وهي نازلة وتخلص.
عمرو: بالظبط، أحادية التفكير، أحادي يعني دماغه one way ، مش رايح جاي (يضحك!).
من ينتبه إلى قول عمر (أصحاب النبي)؟! إنها دعوتنا للرجوع إلى فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. بينما يبحث أصحاب منهج " عمرو خالد " عن أي خلاف ليتذرعوا به، ولو أُحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم بقرون!
ولا ريب أن عمر بن عبد العزيز يريد به ما قررناه آنفا من الخلاف في الفروع التي لم يأتِ فيها نص، لا في أصول الدين أو العقائد. فهذا قول كل علماء الأمة.
قال ألإمام النووي: قَالَ الْخَطَّابِيُّ:
وَالِاخْتِلَاف فِي الدِّين ثَلَاثَة أَقْسَام:
أَحَدهَا: فِي إِثْبَات الصَّانِع وَوَحْدَانِيّته، وَإِنْكَار ذَلِكَ كُفْر.
وَالثَّانِي: فِي صِفَاته وَمَشِيئَته، وَإِنْكَارهَا بِدْعَة.
وَالثَّالِث: فِي أَحْكَام الْفُرُوع الْمُحْتَمَلَة وُجُوهًا، فَهَذَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى رَحْمَة وَكَرَامَة لِلْعُلَمَاءِ. ا. هـ[شرح النووي على مسلم].
ثم يزعم " محمود " أن النبي صلى الله عليه وسلم ما فسر القرآن، ويقره عمرو قائلا (بالظبط)، وإنا لله وإنا إليه راجعون. فماذا السنة؟! وهل كان صلى الله عليه وسلم يقرأ الآية ويسكت؟! أما كان الصحابة يسألونه عن معاني الآيات إن اشكلت عليهم أو اختلفوا مثلا؟!
أين هي الآيات التي فيها تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لحكمة لأمته، وبيانه للقرآن لهم؟! وأين الأحاديث التي يفسر النبي صلى الله عليه وسلم آي القرآن فيها، ويعلم المسلمين عقائدهم وأحكامهم؟!
هذا هو المستوى العلمي لعمرو خالد .. والمستوى الأدبي الذي تكلم به عن إخوانه، وما صاحب وجهه من ضيق ظاهر وهو يتكلم عنهم، بخلاف كلامه الأول عن (الآخر)، وكذا انبسط وجهه مرة أخرى لما رجع إلى الكلام عن (الآخر) كما سيأتي إن شاء الله.
أما كان للمسلمين نصيب من سماحته الجبارة، التي ذهبت به إلى (الدنمارك) يومَ سبوا الرسول، في حوار سماحة وانفتاح، رجع منه بذل وعار؟!
==========
[1] وقد وصف الله المؤمنين بأنهم " أشداء على الكفار رحماء بينهم "، فالشدة على الكافر، والرحمة مع المسلم. لكن لقوم أصابتهم رقة بالكافر حتى غيروا اسمه إلى (الآخر)، حفاظا على مشاعره المرهفة أم خوفا منه؟!
[2] الأهرام (السبت 28 من رجب 1431 هـ 10 يوليو 2010 السنة 134 العدد 45141). وكتبتُ تعقيبا على تصريحات شيخ الأزهر، أرى أهمية مراجعته: تعقيب على كلام شيخ الأزهر "د. أحمد الطيب" بشأن قناة "أزهري" ( http://hor3en.com/vb/showthread.php?t=75288) .
[3] بهذه العُجمة الفاحشة يتكلم. وذكر الحديث بعامية مبتذلة ليس فيها توقير للسنة، جعلني أنقل الحديث بعده. وأود أن أتساءل: أليس كلامه في هذا الموضوع، واستدلاله بحديث، هو فتوى؟! فما هي الفتوى بالله عليكم؟!!
[4] وقال ابن القيم في " أعلام الموقعين " (1/ 242): واجتهد الصحابيان اللذان خرجا في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فصليا ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما ولم يعد الآخر فصوبهما و قال للذي لم يعد: "أصبت السنة وأجزأتك صلاتك" و قال للآخر: "لك الأجر مرتين".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 07:57]ـ
أخشى ألاّ يكون الأمر كذلك! ووجهه:
أن كونك تبقي العاصي على معصيته خير بكثير من أن تنقله من إسلام قائم في الفطرة على الجادة إلى إسلام مشوه يُخْشى أن يهوي به على أم رأسه في الهاوية، أضف إلى ذلك أن يصاحب هذه النُّقْلة انتقاده للمتشددين بزعمه من أهل الحق! بسبب ظنه أن منهج عمرو خالد هو الرسالة المحمدية!!
والله الهادي.
أحسن الله تعالى إليك ..
حتى لا يفهم من قولي أنني أدافع عن عمرو خالد!
لا أعتقد أن احدًا في الدنيا حذر من عمرو خالد مثل ما حذرت منه ولله الحمد ..
حتى أنني كنت موافق لقول شقيقي الأكبر: أن عمرو خالد من ضمن أربعة خرجوا لهدم دين الإسلام!
لكن ..
اطلعت على كلام لعمرو خالد فيه:
أن فتاة كافرة شاهدت أو اطلعت على كلام لعمرو خالد في الدعوة للإسلام والعهدة في القصة على عمرو خالد ..
فدخل في قلب الفتاة الإسلام،، وعن طريق فتاة أخرى تعرفها أرسلت رسالة لعمرو خالد أن هذه الفتاة الكافرة قد توفاها الله عز وجل وأنها ماتت على دين الإسلام ولله الحمد أولاً وآخراً.
فلذلك نقول والله تعالى أعلم: أن تحول الناس من الكفر للإيمان أو من منتهى الضلال لضلال أخف منه هو أحسن من البقاء على الكفر أو الضلال الأكبر ...
ولا ننكر أن عمرو خالد جعله الله عز وجل سببًا في تحول بعض الناس من عدم الصلاة إلا الصلاة ..
والله عز وجل ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر .. (لا أعني عمرو خالد - كلام بوجه عام)
والعملية كلها أدوار ..
فعمرو خالد إن كان دوره هو تحول الناس من الكفر إلا الضلال بطرق مبتدعة!!
فدورنا هو أيضاً: التحذير من عمرو خالد، لسلوكه هذه الطرق المبتدعة!
وهو يظن أنه يعمل من أجل الدعوة والله أعلم بنيته ..
ونحن نحذر أيضًا المسلمين ولله الحمد من ضلاله.
مثل: بعض الغرف الصوتية المنتسبة لدعوة أهل الكتاب، يكون فيها من الطرق البدعية ما فيها!! إلا من رحم الله تعالى
هم يقتنعون أن هذه الطرق المبتدعة هي طرق شرعية! ومع ذلك تكون هذه الغرف سببًا في إسلام بعض الكفار.
لكن دورنا في نفس الوقت: التحذير وتبيين أن هذه الطرق غير شرعية ..
لكن تبقى الفائدة للكفار الذين تحولوا من الكفر للإسلام بسبب هذه الغرف أفضل من بقائهم على الكفر.
فالعلملية عبارة عن أدوار،،
فالفائدة وإن كانت راجعة على من تسبب عمرو خالد وهذه الغرف في هدايتهم، تكون في نفس الوقت مفسدة عليهم لأنهم لم يسلكوا الطرق الشرعية!
مثل السماع المحدث،، فعندما جمع احد الصالحين الفساق وقطاع الطرق على سماع محدث،، كانت الفائدة عائدة على هؤلاء الفساق وقطاع الطرق بأنهم كفوا الناس عن شرهم وقطعهم الطريق على المسلمين، لكن في نفس الوقت: أصبح هذا الصالح مبتدع لأنه لم يسلك الطرق الشرعية!
لا ادري قد أكون تفلسفت، لكن الظن في الأفاضل إن وجد كلامي غير موافق للحق سيكون التوجيه الكريم.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[01 - Aug-2010, صباحاً 01:29]ـ
ـ (3) ـ
كان شفاء غلهما من أهل الحق، بالافتراء والوقوع فيهم، لتسكين جرح يُؤلم، قطعه أهل الحق بالدعوة على بصيرة، واتخاذ العلم وسيلة. ولا يزالون – إن شاء الله – يهدمون بنيان الباطل ويبنون بنيان الحق، وهو السنة.
محمود: تعتقد يا دكتور إن بعض – قِلَّة ماشي – من هؤلاء الرجال مدعومين بأجهزة أو بجهات، غرضها أنها تشوه صورة الدين الإسلامي .. ؟
عمرو: مقدرش أوجه الاتهام ده لأي واحد لأني بقول هو إن شاء الله نيته لله ن لكن كون أن تطبيقاته كده، أنا بوجه، لكن في نفس الوقت بحترمه، خلي بالك لأنه أنا كمان لازم أقبل الآخر، يعني أنا وأنا قاعد معاك بنقد لكن أنا أحترمه، ولا افترض سوء النية أبدا، وإذا شتمني لا أشتمه. من باب أن ديني بيأمرني بكده، ومن باب أن أبويا وأمي ربوني كده.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني النبي صلى الله عليه وسلم يجي له الوليد بن المغيره، ويعرض عليه عروض، والله يا أستاذ محمود لو حد عرضها عليك، (يضحك)، يقول له لو عايز تتجوز واحدة حلوة نجوزك، عايز فلوس، عايز شرف ورئاسة، يا سيدي منعملش حاجة إلا لما نرجع لك لو هي المسألة وجاهة، وشوف النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليه يقول له: قل يا ابا الوليد أسمع، أفرغت يا أبا الوليد؟ والله يا ابا الوليد ما بي حاجة من كل ما قلت، فهل تسمع مني؟ طب أنت قلت، ممكن تسمعني؟ إيه ده؟! طب قارن ده بكمية الزعيق والشتيمة والتشنج (ويرعد صوته)، يعني تشنج ليه؟
هو الحق محتاج تشنج؟ يعني الإمام مالك يقولك إيه؟ إذا وجدت من يدافع عن الحق فيشتم، فاعلم أنه معلول النية. لأن الحق لا يحتاج ذلك. والحق سبحانه قال " وجادلهم بالتي هي أحسن " طب أنت بتشتم ليه؟ إذا كان الحق " فقولا له قولا لينا " لفرعون " لعله يتذكر أو يخشى " إذا كان اللي بيقول " أنا ربكم الأعلى " بتقول له كده طب الله بيقول " لا إله إلا الله " بتقول له إيه؟ شوف الرقة! شوف الرحمة! شوف الحب! مش بقول لك دين جمال؟!
حاول محمود سعد أن يضيف افتراء جديدا، وأن يُشرك عمرا فيه، وهو أن هؤلاء الرجال – رجال الدعوة السلفية - مدعومين بجهات كذا وكذا .. والرد عليه بأمرين.
الأول: أن هذا الاتهام رماكم به فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، تلك المؤسسة التي فرحتم بانتساب قناتكم لها اسما، قال شيخها عن هذه القناة التي تبثان منها: القناة قائمة بأموال غير مصرية وهناك شكوي حول مصالح خارجية لا تدعو إلي الاطمئنان! [1] وماذا عن الجائزة التي قُدمت إلى " عمرو خالد " بأمريكا؟! وماذا عن مسابقة مؤسسة (طوني بلير) الإيمانية واختياره حكما فيها؟!
الثاني: أن دعاة السنة لا يتقاضون مالا على ما يقدمونه من برامج، رغم ما يظهر فيها من تعب في الإعداد للمادة العلمية المستقيمة، وما تُحرز لهذه القنوات من شعبية وإقبال جماهيري، رغم ضعف الإمكانات. بخلاف من يتقاضى الملايين في البرنامج الواحد! [2]
وليت الخجل يجد مكانا بعد كل هذه الافتراءات والتهم العظيمة، لكن سبقه التورع الكاذب، وادعاء تسامحه معهم رغم ذلك، وأنه لا يردُّ إساءة أحد إليه، وكأن هذا الذي يمتنع من شتم شاتم له، ليس هو الذي نسب الفشل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم! وغير ذلك من النقائص، وسوء الأدب في الحديث عن الأنبياء!
وهذا الكلام على سبيل التنزل، وإلا فإن أهل العلم والدعاة تكلموا على عمرو بحق، وبينوا انحرافه بكلام علمي، وإن وقع فيه أحد في موطن فهو بما يستحقه. ليس كما يصور لمستمعيه أن هناك قنوات متخصصة في شتمه وأمثاله ... الخ. ويصف ما في قنوات السنة بأنه (كمية الزعيق والشتيمة والتشنج)!
وهي عادته: التمحك بالسيرة، كما سبق وذكر قصة وفد نصارى نجران فحذف منها ما لا يروق له، وبيناه وفضحنا تدليسه. لا تسلْ عن قوة جعلته يحكي مثل هذه الأخبار من السيرة يريد بها تأكيد وجوب الاحترام والحكمة وحسن الجدال، بعد كل ما وصف به إخوانه وافتراى عليهم. ومن جملة ذلك: أنهم فوضويون، تكفيريون، ومتشددون، ومتشنجون، وشتامون، وتلميحا بإيراد كلام الإمام مالك: هم معلولو النوايا!
فأين مريدوه ومحبوه الذين لا يقبلون المساس به بكلمة؟! وتحت أي أنواع الكذب والنفاق يندرج هذا؟!
هذه المرة يحكي قصة عتبة بن ربيعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأظنه أخطأ وقال (الوليد بن المغيرة). وأريد أن أحدثه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على عتبة من القرآن، وكان مما قرأ قوله تعالى: " فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ". وورد أن عتبة قال لقومه لما رجع إليهم: ما فهمتُ شيئا مما قال إلا أنه قال أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود!
وقال الله: " فقولا له قولا لينا "، فكان مما قالا: " إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى "، وقال موسى له: " وإني لأظنك يا فرعون مثبورا "، قال السعدي: ممقوتًا، ملقى في العذاب، لك الويل والذم واللعنة. ا. هـ
وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنذاره، وتهديده الكفرة بالصاعقة، أن يكون خالف ما أمره به ربه من الدعوة بالتي هي أحسن! ويا مصيبة من يظن أن موسى وأخاه عليهما السلام بما قالا خالفا أمر ربهما!
ولا يعني هذا أنا نرفض أن تكون الدعوة بالحكمة واللين والموعظة الحسن والرفق، بل هو الأصل، وهو الواجب على الداعي إلا الله، وإلا أفسد على الناس. لكن شدة العاقل، أو الحزم الذي يكون في مقامه مع صاحب الباطل يكون حكمة.
فهل يُنذر " عمرو خالد " (الآخرين) النارَ، ويخبرهم أن الله قد يهلكهم إذا لم يؤمنوا، أو ينزل عليهم عذابه، ثم يعذبهم في الآخرة؟!
بالطبع ليس هو على هدي النبوة إذا رفض.
[1] الأهرام (السبت 28 من رجب 1431 هـ 10 يوليو 2010 السنة 134 العدد 4514).
[2] كما حقق برنامج رمضان 1431هـ له حقوقا مالية وصلت إلى أربعة ملايين جنيه مصري! كما ذكرت (المصريون|31 - 07 - 2010).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 12:56]ـ
- (4) -
محمود: أنت مؤمن بفكرة نظرية الوحدة بين المسلمين؟ يعني هل دي في ذهنك ولا دي حاجة بقت بعيدة عن الذهن خلاص يعني مبتفكرش فيها فعليا.
عمرو: حقولك أكثر حاجة آلمتني الـ6 أشهر اللي فاتوا ألم شديد؟ مصر والجزائر .. وأنا بشكرك .. على فكرة أنا كنت قاعد قدام الفاضائيات متابع وأنت الوحيد اللي .. يعني!
وأنا سكت، لأني مكنتش لاقي حاجة أقولها، وأنت بعد شوية سكت، وأنا لما سُئلت، طب أنت كنت فين من موضوع مصر والجزائر؟ أكبر من قدراتي يا أستاذ محمود! أكبر من قدراتي!
محمود: آه كان في تيار جارف ..
عمرو: سكت و ..
محمود: هو ينفع يا أستاذ عمرو يبقى في تيار جارف، على حد في مقامتك يعني، يبقى أداؤه السكوت؟
عمرو: ما أنا يا أستاذ محمود أنا مش صحيفة يومية، يعني مش كل موضوع أطلع ...
محمود: (يقاطعه) لكن ممكن تسجل رأيك على الانترنت، لا مش ضروري تقول تصريح إنما ممكن تسجل رايك على موقعك
عمرو: آه أنا بعمل كده، لكن هل ده المطلوب مني؟ هل ده كافي؟ يعني أنا في موضوع زي الدنمارك اتحركت، في موضوع زي المخدرات اتحركت،
محمود: في الجزائر كان لازم يكون ليك رأي واضح وصريح وعالي
عمرو: (بعض التأتأة ثم قال) في الآخر قدراتي محدودة يا أستاذ محمود.
محمود: أنا مش فاهم يعني ايه قدراتك محدودة؟ هل حد محدد قدراتك؟
عمرو: لا لا لا مقصدش كده، أنا أنه أنا فعلا (تأتاة مرة أخرى) يعني مش عايزين نبالغ في – عشان الواحد يحترم قدراته عشان يعرف يتعامل صح
محمود: أيوه بس أنت لك تأثير في شباب كبير جدا، مش في مصر ده في الوطن العربي
عمرو: كويس ..
محمود: (يقاطعه) ولما بتعمل ندوة بيحضرها بالخمس تلاف وعشر تلاف والثلاثين ألف ساعات. أنا حضرت ندوة في الأردن كان الحضور ثلاثين ألف فالتأثير بتاعك كبير فالمفروض تعمل
عمرو: صح، الحمد لله الحمد لله، أيوه لكن لما تكن قادر تعمل مبادرة، تؤثر، مش قادر غير أنك حتقول كلام، أنا اتعلمت حاجة يا أستاذ محمود: كن عمليا. يعني في حملة المخدرات احنا تحركنا عايزين نعمل واحد اتنين ثلاثة، مقلناش كلام أنا مبعرفش أقول كلام أنا بتعب لما بقول كلام، لأن الكلام كتير، 400 فضائية يا أستاذ محمود.
محمود: لا بس رجال الفضائيات قلائل، يعني هو في 400 فضائية ... لكن الناس بتنصت إلى عدد قليل جدا من الناس وبتتأثر بيهم.
عمرو: صح!
قام الغيورون من أهل العلم والدعاة الفضلاء بإنكار ذاك المنكر، ما حصل بين أهل مصر والجزائر، عبر الفضائيات والبيانات، وأصلوا للمسلمين ما يجب أن يكونوا عليه في عقيدة الولاء والبراء، أولئك الدعاة الذين وصف دعوتهم (عمرو خالد) بأنها (فوضى) هم الذين أنكروا تيك الفوضى، أما هو لم يبذل شيئا، ولو مجرد كلمة، ولم يتكلف إنصافا أن يشكر لأولئك الدعاة إنكارهم للمنكر.
ويحتقر أن يقول كلاما يُنكر به هذا المنكر، مع أنه واجب على مثله، لحديث " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه "!
والداعية الكبير يبخل بدور ولو بكلمة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ "، ويقول: " إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ "!
ناهيك عن كونه ذا إمكانات أعلى من هذا بكثير، فلو طلب عقد ندوة لفُتحت له عشرات القاعات، وحضرها الألوف، وبثتها القنوات، وشاهدها عبرها ألوف أخرى، ورفعها موقعه، وشاهدها ألوف أخرى من الزوار .. كل هذا والقدرات محدودة؟!
وما هي تلك القدرات المحدودة التي منعتك من كلمة تُصلح بها الناس في الفتنة بين مصر والجزائر، بينما ذهبت تضع يدك في يد أبناء الدنمارك تريد الصلح وهم شاتمو النبي صلى الله عليه وسلم؟!
ما هي تلك القدرات المحدودة التي حملتك إلى كنيسة النصارى يوم عيدهم تشهد صلاتهم وكفرهم، بينما لم تحملك إلى منبر تصلح فيه بين المسلمين؟!
ما هي تلك القدرات المحدودة التي منعتك من كلمة، وفي المقابل مكنتك خلال هذا اللقاء من الكلام الكثير الذي تقع فيه في أعراض المسلمين، فضلا عن كونهم من الدعاة والفضلاء؟!
ما هي تلك القدرات المحدودة التي منعتك من كلمة تُنكر بها المنكر، ومكنتك بكفاءة من الافتراء على الحق وأهله؟!
ما هي تلك القدرات المحدودة في هذا المقام، التي تنقلب إلى غير محدودة إذا نصحك ناصح أو وعظك واعظ؟!
دعونا نكتفي من هذا اللقاء الذي جمعه بـ (محمود سعد) وما فيه، لأني أريد عرض بعض طوامه في محاضرتي كندا، في الآتي بإذن الله.
وسأحاول أن أختصر، وأقتصر على المهم منهما إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 10:31]ـ
إن ظاهرة " التدين الجديد " والتي تعتبر منهج البعض أصبح مصطلحا شائعا ويعني: تعبير عن حالة من التدين الذي ظهر على الساحة الإسلامية خارج إطار المفهوم التقليدي للتدين والذي أشاعته الصحوة الإسلامية في الماضي.
والتدين الجديد: يعني صنع ثقافته بنفسه ونشر قناعاته التي اقتنع بها بمبررات قد لا تستساغ شرعا.
هذه الظاهرة: تتواصل فيما بينهم على ساق المعلومات لا العلم.
وهذه الظاهرة الجديدة: تترخص مع المد العلماني وإن كانت في السابق تضاده بحجة التمشي مع الظروف والملابسات.
من هؤلاء عبد الله جيمنستيار من أندونيسيا، حمزة يوسف أمريكي الأصل، عمرو خالد مصري، ماجدة عامر، الحبيب الجفري تتلمذ على يد كثير من الصوفية.
وأحيل القارئ الكريم إلى كتاب: ظاهرة التدين الجديد وأثره في تمرير ثقافة الغريب لأنور قاسم الخضري. مركز التأصيل للدراسات والبحوث.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 04:40]ـ
? تعالوا نرافقه في برنامج " رحلة للسعادة ". ( http://hor3en.com/vb/showthread.php?t=76445)
ـ[نبض الامة]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 02:02]ـ
بارك الله فيكم أخي .. وجزاكم خيرا على حرقتكم هذه على ديننا ..
والله لو أنفقوا ما في الأرض جميعا هم وأولياؤهم من النصارى ليقضوا على المخدرات في البلاد لما أمكنهم ذلك، حتى يكون أصل الأمر وأساسه في قلوبهم وفي دعوتهم هو (لا اله الا الله) وتأصيلها في القلوب وتحقيق الخشية التي تورث الرشاد والانضباط والاحسان والاستقامة في سائر جوانب الحياة!
ـ[سنبلة قلم]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 03:24]ـ
من لم تأدبه المواعظ أدبته الحوداث!!(/)
نورة ترد على المهيني:- موقفك من (العباءة) أضحكني حتى بكيت .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 01:14]ـ
وأنت تقرأ مقال الأخت نورة على أحد المتلبرلين لا تملك إلا الدعاء لها بأن يجزيها الله خير الجزاء على هذا الكلام .. أتركم مع المقال وأرجوكم الدعاء لصاحبته.
نورة ترد على المهيني:-
موقفك من (العباءة) أضحكني حتى بكيت!!
نورة بنت علي الوهيبي
اطلعت على المقال المنشور في جريدتكم الموقرة يوم الخميس 8محرم 1429هـ الموافق 17يناير 2008م العدد (14451) الواقع في الصفحة الأخيرة بقلم الأستاذ ممدوح المهيني تحت عنوان: (بنات المملكة والفيصلية) آمل التكرم بنشر تعليقي على موضوع الأستاذ في جريدتكم الغراء كما عودتمونا على حرية ابداء الرأي وسماع وجهة نظر الآخرين حيال ما يكتب .. شاكرين ومقدرين حسن التجاوب.
أولاً: دفاعك عن الاعتراض الذي ذكرته عن أن هؤلاء النساء (حرات وجريئات) .. فأنا أقول لم تذكر أي جديد فحق المرأة ممنوح لها من قبل الإسلام منذ ما يقارب ال 1428عاماً فلم تنتظر المرأة (بنات المملكة والفيصلية) ليأتوا ويعطوننا دروساً في الحرية والجرأة التي هي حق لنا لا مساومة عليها.
أما عن قولك عن اعتقاد الرجل بأن المرأة أقل منه منزلة فهذه مشكلة حلها أنت مع أبناء جنسك فالرجل العاقل (قلت العاقل) من يعمل بقول الله تعالى: (الرجال قوامون على النساء) وقوله صلى الله عليه وسلم: "رفقاً بالقوارير".
ثانياً: دفاعك عن ارتداء العباءة ..
لقد انزل الله في كتابه وفي سنة نبيه ما هو موضح لطريقة ارتداء الحجاب (العباءة) فمن حقي وحق كل واحدة قرأت القرآن وفهمته وقرأت السنة واتبعتها أن اعترض على من تخالف لبس العباءة بشروطها المعروفة شرعاً وأنا هنا اقصد بالمعارضة لا تكفيرها أو ضربها أو إخراجها من الملة بل اقصد نصحها وتذكيرها فربما نسيت ما درسته في (مواد الدين) خلال جميع المراحل الدراسية فلم تطبع الدولة تلك الكتب لغرض العبث والتسلية وإنما لفهمها وتطبيق ما جاء بها حيث أن جميع ما ورد فيها هو مطابق لما أمر الله ورسوله به.
ثالثاً: أما عن قولك (الزي الذي نلبسه لا يعبر عن أخلاقنا ولا أفكارنا وهو يتعلق بالذوق الشخصي)
فعبارتك هذه أضحكتني حتى بكيت ومع احترامي فهي تنم عن تدن في ثقافتك الدينية وعن جهل صريح بأحكام فقهية يدركها الجميع.
@ قولك الزي خطأ فادح فهذا ليس مجرد زي فرض من قبل الدولة أو جهة معينة انها العباءة التي هي عبادة وأمر فرض من قبل الله جل وعلا.
@ أما عن كونه لا يعبر عن أخلاقنا ولا أفكارنا فهو يعبر عن ما هو أسمى وأرقى يعبر عن ديني ومدى تمسكي به وحبي لأمر الله الذي فرضه عليَّ.
@ أما عن كونه يتعلق بالذوق الشخصي فهو ليس (فستان سهرة) حتى اتفنن في تزيينه العباءة لها شروطها وخصوصيتها ومن أهمها أن لا تكون مطرزة ومزينة ومبينة للمفاتن التي أمرنا الشارع الحكيم بحجبها وعدم إظهارها .. وغيرها من أمور معروفة وواضحة وصريحة.
المرأة السعودية يا أستاذي العزيز لم ولن تعش بتعاسة وكذلك المرأة المسلمة ما دامت متخذة الإسلام ديناً لها والقرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبراساً يضيء لها الطريق وما دام لها الحرية في أن تكتب هي عن نفسها ما تريده من مشاكلها وهمومها لا أن يوكل أحد نفسه بالكلام عنها أو انتقادها أو حتى الدفاع عنها.
ـ[علي التمني]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:41]ـ
بسم الله
شكر الله للكاتبة غيرتها وقوتها في الحق ونسأل الله أن يزيد من امثالها ويبارك فيهن.
أما الكاتب - هداه الله - فإنما أهلك نفسه، وقد خاب وخسر من عاند شرع الله واحكامه الخالدة.
والحق أن جريمة التعدي على الإسلام في الصحافة السعودية جريمة ضخمة بحق الدين والبلاد والشعب يتحمل مسؤوليتها المسؤولون الذين يسمحون بهذا، ونكرر دائما: أين حماية الدين التي يتحدث عنها المسؤولون؟؟ ووزارة الثقافة والإعلام وصحفها تهاجم دين الله ليل نهار وبصورة يشك المسلم أنه في بلاد الحرمين وأن هذه الوزارة والصحافة تصدر في بلاد الحرمين وباموال بلاد الحرمين والشعب السعودي المسلم؟.
الأربعاء 21/ 1/1429
ـ[لامية العرب]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 06:02]ـ
بارك الله فيها
وسلمت أناملها الغيورة
اللهم زين نساء المسلمين بالحجاب والعفاف
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيرا أخي النجدي
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 02:44]ـ
كم يغمرني الفرح عندما أجد امرأة صالحة ترد على أذيال الغرب هؤلاء
لأنهم يحاولون أن يبينوا للعالم أن قضايا المرأة تساس من قبل (رجال) الدين كما يقولون، و النساء عبارة عن ضحايا لتطبيق ما يراه الرجال
كثَّر الله من أمثالها، و بارك الله فيك يا أخي.
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 12:52]ـ
وهذا رد آخر من أخت كريمة بارك الله فيها ألقمت هذا الجاهل الغر حجراً وقد نشر هذا الرد في الجريدة وهذا أيضاً من الغرائب .. !! تابعوا ردود بعض الفتيات الغريبة والعجيبة .. !!
http://www.alriyadh.com/2008/02/01/article314036.html
شذى بنت عبدالله
اطلعت على مقال الأستاذ ممدوح المهيني في عدد يوم الخميس 1429/ 1/8ه وحرصت على أن أرى بعيني البنات اللاتي تحدث عنهن ماذا يعملن وكيف يجعلن من دورات المياه "أعزكم الله" كوافير يتجملن فيها ثم يخرجن إلى "السوق" كما يخرجن إلى حفلة، بالإضافة إلى الصراخ والضحك وأساليب لفت الانتباه بجميع أنواعه، تقلب إحداهن عينيها صوب الناظرين إليها معلنة الانتصار على دينها وتجاوز كل الحدود والقيم والمبادئ الإنسانية التي تفرض احترام الآخرين والاعتدال في كل شيء!! رأيت هذه المناظر ولم أتفوه سوى ب "هداهن الله" لأن غالبيتهن من العمر الصغير الذي به سفاهة، وهذه الأعمال نزوات سوف يتراجعن عنها عندما يكبرن، والصغار يجب أن يتحملهم الكبار لأن الإنسان لا يعقل ابتداء ولكنه مع مرور الوقت سوف يفرق بين الحق والباطل ولكن!! المخجل المبكي أن يأتي من الكبار من يشجعهم على ما يقومون به وينصرهم على هذا الفعل! ويؤيدهم عليه!.
وسؤالي بداية!! ما الوزن الذي يزنه هذا المقال؟ وما النتيجة التي حققها؟
يقول تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
ثانياً: لي فيه بعض الملاحظات:
أولاً: ذكر ان المملكة حالياً تعيش مرحلة "ازدهار اجتماعي": وهل المملكة العربية السعودية هي وليدة اللحظة؟! أو ان ليس لها جذور تفتخر بها؟ ما هذا التهميش لجذور الماضي؟. وهل يريد أن يلغي ما كان عليه آباؤنا وأمهاتنا بجرة قلم؟ وما هو الانقلاب المفاجئ الذي سوف يحدث؟! ماذا تقصد بالضبط من "ازدهار اجتماعي"؟؟.
ثانياً: ان الحرية والجرأة هما قول الحق في وقته، ان الحرية والجرأة هما اتباع قول الرسول صلى الله عليه وسلم وسلم حين قال: "فليقل خيراً أو ليصمت"، وهما أن يكون للإنسان عقل ناقد وميزان يزن الأمور وغربال يغربلها، ويقول لا بكل جرأة عندما يريد أن يقول لا، لا أن يكون إمعة، كما ان الحرية والجرأة تكونان هباء إذا لم تكونا في محلهما.
أما القمع والاضطهاد فهما التقدم للوراء، وهما فصل الدنيا عن الدين والانخراط في ملاهيها ونسيان الهدف الذي من أجله خلقنا، وهما أن يعيش الإنسان دنياه دون أن يتزود لآخرته، التي بها يستقر، وحتى لو كثر المتصفون بهذه الصفات "فهذا لا يعني أن الوضع صحيح" يقول الله تعالى (قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون)، "المائدة: 100".
ثالثاً: ذكر ان الرجل يعتقد ان المرأة لا يجب أن تكون حرة مثله؟!
ومن قال لك بأن الرجل حر أصلاً؟ ليس أحد حراً في هذه الدنيا!! وكل لديه قيود وحدود يجب ألا يتجاوزها، وأي اختلاف بسيط يطرأ على أي منهم سوف يكون محط أنظار للنقد والازدراء ولذلك يجب على الجميع سواء كان ذكراً أو أنثى التصرف في حدود المعقول.
رابعاً: وما هي تلك الأوهام القديمة التي تقول ان المرأة أقل منزلة وقيمة من الرجل؟.
إنك لم تستشهد بأي نصوص، سواء من القرآن أو السنة أو أي شيء، ترى على ماذا تستند؟.
يقول الله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
لا أرى في هذه الآية أي تفضيل بين الرجل والمرأة في "الحرية"، وإنما هو تفضيل تكليف.
خامساً: لا أعلم إن كان قد أجرى كشفاً طبياً على بنات المملكة العربية السعودية لكي يقرر أن بنات المملكة والفيصلية هن فقط اللائي يمكنهن التحدث من غير مساعدة مادية كانت أم نفسية أم معنوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: ان الالتزام الأخلاقي تحدده أشياء كثيرة كالتربية، ومستوى التدين، والوسط المحيط وليس اللباس فقط، ولكن درجت العادة على أن كل إناء بما فيه ينضح. كما في هذا المقال!.
سابعاً: كما ان الذوق الشخصي لا ينفصل بأي شكل عن ذات الإنسان وتفكيره وقناعاته وهو تعبير ونتاج ومؤشر يحكي لنا باختصار عن كنه الشخص الذي أمامنا.
ثامناً: ان العباءة هي عبادة تميزت بها المرأة عن الرجل تتعبد بها الله في وقت محدد ومكان محدد ولهدف محدد ومتى ما تغير هذا الرداء سواء في شكله أولونه أو هيئته أو وصف بوصف آخر "أنيق أو حديث" .. فقدَ "هدفه" الذي من أجله تم ارتداؤه .. وهذا الأمر لا يتعارض أبداً مع حداثة المرأة وأناقتها في ملبسها وهيئتها .. فالعباءة شيء والملابس والأزياء شيء آخر مختلف.
تاسعاً: لا يوجد أي نظام تكون فيه المرأة خاضعة للرجل والدين السمح وهو أعظم نظام في الدنيا أعطى الكل منهم حقه وشرع لكل منهم واجباته وما عليه، وإن كان من الرجال من يتحكم في المرأة أو يهينها أو يسيطر عليها فهذا من الرجل ذاته وتربيته وأخلاقه والدين من عمله براء، يقول صلى الله عليه وسلم: "رفقاً بالقوارير" ويقول صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً" تلك هي وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للرجال.
عاشراً: إن النموذج النسائي القديم ليس حزينا على الاطلاق بل هو من كافح وربى جيلاً أنتج الأطباء المهرة والمهندسين والأئمة والخطباء والأكاديميين بجميع تخصصاتهم رجالاً ونساء ومثل هذا العمل لا يتطلب حالة نفسية حزينة وإنما يتطلب شخصية قوية وحالة نفسية على قدر من الاتزان والسيطرة على نفسها أولاً ثم قدرة على السيطرة على من حولها.
أخيراً: أبشرك انه لا يزال من النساء من سيعشن في الوضع الذي أطلقت عليه "تعيس" وهن سعيدات بوضعهن هذا ولن يغيرنه مهما كان الأمر بإذن الله وكرامتهن وحريتهن وسعادتهن وثقتهن من نفوسهن كل هذا مستقر في دواخلهن ولم ولن يحتجن إلى نموذج دنيوي ووضعي يتّبعنه ليسعدن إنما نموذجهن سماوي. أما أنت فأرجو أن تسعى في مقالك القادم إلى حذف نون النسوة من بنات الفيصلية والمملكة وكل من يتحلى بالثقة والشجاعة والحرية على شاكلتهن حتى يتساوين بالرجال تماماً.
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.(/)
ماذا قدمت الشريعة الإسلامية للبشرية _ حوار بين موحد وملحد_
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 06:39]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فهذا حوار افتراضي بين موحد وملحد حول ما قدمته الشريعة الإسلامية للبشرية وسيكون منطلق الحوار من الأمور المتفق عليها بين الموحد والملحد
لذا ستجد أن الموحد لم يذكر أهم ما أنعم به الله عز وجل على الناس وهو التوحيد وهو أعظم ما قيدمه المسلمون للناس إذ به يعيش الإنسان حياةً سويةً إذ أن التمرد على الفطرة هو أظهر أشكال الإختلال
والواقع أن الملحد في البداية ينبغي أن نقنعه بالإيمان بالله ولكني آثرت أن يكون الحوار معه إذ اننا إذا أقنعنا الملحد لن يصعب علينا إقناع غيره
والمتكلم على لسان الملحد هو أنا طبعاً وانا لم أكن ملحداً يوماً لذا ألا أتوقع أنني سأوفي المقام حقه ولكن سأسدد وأقارب
وإليك الحوار
قال الملحد: تزعمون أيها المسلمون أن شريعتكم صالحة لكل زمان ومكان وأنها فيها الخير كله فماذا قدمت هذه الشريعة للبشرية؟
فأجاب الموحد: إيماننا بأنها الأصلح والأخير نابعٌ عن إيماننا بأنها الشريعة الإلهية التي أنزلها الله عز وجل علينا وهو العليم الحكيم
ونعتقد أن كل جزئية من جزئيات الشريعة فيها خير ونفعٌ للبشرية ولكني لن احاورك إلا بالمتفق عليه بيني وبيك
الملحد: هكذا ستريحني وليتك تلتزم بهذا
الموحد: لنبدأ إذن أتقر معي أن حفظ الأنفس البريئة من اعظم ما يقدم للبشرية
الملحد: بل اقول أنه الأعظم على الإطلاق
الموحد: جيد هذه ميزة من ميزات شريعتنا إذ فيها حفظٌ للأنفس البريئة ولذلك مظاهر عديدة
الأول تشريع القصاص
الملحد: كيف هذا والقصاص إفناء؟
الموحد: القتل أنفى للقتل وأبلغ من هذا قوله تعالى ((ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب)) فإن حروباً طاحنةً كانت تقوم بين العرب بسبب قتل هذا لذاك فيأتي ولي هذا ويحاول الإقتصاص فيقتل حتى يتطور الأمر إلى حرب طاحنة كما حدث في حرب البسوس المشهورة في تاريخ العرب
بل حرم الله عز وجل قتل غير القاتل قال تعالى ((وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً))
ثم إننا نتكلم عن إفناء النفس البريئة لا الآثمة المستحقة
والمظهر الثاني تحريم قتل المسلم بغير حقٍ والأدلة على ذلك أظهر من أن تذكر وإذا نظرت في تاريخ العرب قديماً وتاريخ البدو قبل قرون قليلة لوجدت السلب والنهب والقتل بين القبائل منتشر أما الأوائل فلكفرهم وأما الأواخر فلانسلاخهم عن الدين
والشريعة الإسلامية عندما هؤلاء وأولئك انتهى كل ذلك
بل إن بعض الشرائع والعادات تحتم القتل على من لا يستحقه شرعاً كمثل قتل الزاية البكر عند البدو من قبل أخيها أو والدها والحق أن قتلها إثمٌ عظيم وافناءٌ لنفسٍ بغير حق
وليس هذا حكراً على العرب بل كلما دخل الإسلام ارضاً فعل فيها ما فعل بالعرب بين التأليف بين قلوب أهلها إذا كانوا متعادين وإزالة التشريعات المتشددة
وأذكر هنا أن ياقوتاً الحموي ذكر في معجم البلدان أن البلغار كانوا يقتلون الزاني واللوطي وقد تركوا هذا بعد خضوعهم للشريعة الإسلامية
الملحد: ولكن ....
الموحد: أرجو ألا تقاطعني حتى أنتهي من تقريري لهذه النقطة
الملحد: لك هذا
الموحد: ومن مظاهر القتل المنتشرة المحرمة في الشريعة الإسلامية الإجهاض بعد تخليق الطفل
وهذا يقودني إلى الكلام إلى المظهر الثالث من مظاهر الحفاظ على الأنفس البريئة
وهو تحريم الزنا إذ أن اكثر حالات الإجهاض إنما تتم إذا كان المولود غير شرعي أو أنه جاء على غير حسبانٍ من الوالدين إذ أن من يدخل علاقة غير شرعية لا يرغب بأن يربطه بها رابط بعد أن يقضي وطره
وليس المجتمع الإسلامي فقط من يستهجن فيه العلاقة المحرمة والإنجاب من خلالها بل إن معظم بقاع العالم كذلك
فحتى في الدول الأوربية التي ينتشر فيها الإنحلال يعير بعضهم البعض بقوله ((ابن الزانية)) ومن تمتهن البغاء عندهم لا ترغب أبداً بالأطفال لأنها تعيش على العلاقات المحرمة
وفي الإسلام لا نعاقب على الجريمة فقط بل نجفف ينابيعها فالزنا مثلاً في المجمتع الإسلامي الذي تطبق فيه الشريعة قد جفت ينابيعه
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنساء مأمورات بالحجاب وعدم الخضوع بالقول
والرجال مأمورون بغض البصر
وغيرها من التشريعات
المظهر الرابع من مظاهر حفظ الأنفس البريئة في الإسلام تحريم الوأد والفرق بين هذا وسابقه أن الوأد يكون عادةً خوفاً من العار أو من الفقر
والعرب كانت تأد البنات قبل الإسلام حتى جاء أمر الله بالتحريم
ولك أن تتصور كانت طفلةً كانت ستوأد في الأربعة عشر قرناً السابقة لو لم ينعم الله علينا بهذا الدين
وليت المطلبين بحقوق المرأة يفطنون لهذا فإن الإسلام أنقذ حياة المرأة بعد أن كانت رخيصةً جداً فلو فرض عليها أن تكون طوال حياتها أمة لكان ذلك قليلاً في مقابل حفظ نفسها فما بالك وقد ضمن لها من الحقوق ما قد ضمن
الملحد: لا تخرج عن الموضوع
هل انتهيت
الموحد: أعتذر ولكنه استطراد ولم أنتهي بعد
المظهر الخامس من مظاهر حفظ الأنفس البريئة تحريم شرب الخمر
الملحد: عجيبة هذه
الموحد: هلا انتظرنتي حتى اكمل لك
الملحد: تفضل ولكن اعلم أنك أكثرت من الكلام
الموحد: ما دام الكلام في صلب الجواب عن سؤالك فليس لك ان تتذمر فأنت من ابتدأ الحوار وعوداً إلى موضوعنا
نعم الخمور من أسباب هلاك الأنفس وإليك البراهين
نشرت جريدة العالم اليوم في تاريخ 14/ 08/2007هذه الإحصائيات
في ألمانيا:
<25 مليار مارك حجم الإنفاق الطبي علي علاج الإدمان
<60 % من الحوادث القاتلة بسبب الخمور.
<16 % من مرضي المستشفيات بألمانيا من أثر الخمور.
في أمريكا:
<مائة ألف شخص يموتون سنويا بسبب الخمور.
< 71 بليون دولار حجم الخسائر بسبب نقص الإنتاج بسبب شرب الخمر في أمريكا
< 5/ 1 الأمريكيين يعانون من السمنة الشديدة بسبب الخمور.
في إنجلترا:
<200 ألف شخص يموتون سنويا بسبب الخمور.
< 2 بليون جنية إسترليني قيمة الخسائر بسبب نقص الإنتاج بسبب إدمان الخمور في بريطانيا
< ½ عدد الجرائم يقوم بها المخمورون.
< ثلث حوادث السيارات وثلثا حالات الانتحار و1/ 5 حالات الاعتداء الجنسي علي الأطفال بسبب الخمور
أرأيت لو كانت الشريعة الإسلامية تطبق في هذه البلدان أكان هذا سيحدث؟
الملحد: هذه الدول عندها أديان
الموحد: بل هذه الدول بعيدة عن الدين أشد البعد والإنحلال فيها منتشر بدليل انتشار الزنا فيها باسم (الصداقة) وغيرها من المسميات
ومن المعلوم أن أهل التوراة والإنجيل لا يقيمونها لذا لو سألت أي رجل من هذه الدول
ما عقوبة شارب الخمر في دينك؟
لما أجابك بشيء
ثم إنك ملحد لا تقيم للأديان وزناً وأما إذا كنت تعترف بان لها أثر في تقويم سلوكيات الشعوب فاختر لنفسك واحداً منها وحارونا على أساس أنك من اهله
الملحد: ولكن إفناء الأنفس في الإسلام معروفٌ فعندك قتل الزاني المحصن والجهاد وغيرها
الموحد: الحوار حول محاسن الدين لا ما يعتبره أعداء من المثالب ومع ذلك سأجيب أما الزنا مع الإحصان فجريمة عظيمةٌ يستحق عليها الإفناء
وهذه الحدود تطهره من الإثم وهذا عند المسلمين اهم من الحياة نفسها
ونحن نتكلم عن الأنفس الطاهرة البريئة لا الأنفس الآثمة الخبيثة
ومثله بل أسوأ منه المرتد فهذه من أعظم الجرائم في شريعتنا ولما اتخذ بعض الأعداء الدين هزواً يدخلون فيه أياماً ظاهرياً ثم يزعمون أنهم ارتدوا اقتناعاً ولما يداخل الإسلام بشاشة قلوبهم وجدت هذه العقوبة لرد كيدهم عن هذا الدين العظيم
وأما الجهاد فهو نوعان
جهاد الدفع
وجهاد الطلب
أما جهاد الدفع فلا يعاتبنا عاقلٌ فيه وأما جهاد الطلب فهل كنت تعتقد أن هذه التشريعات السابقة التي ذكرناها كانت ستنفذ في المجتمع لولا جهاد الطلب
فالعملية في واقعها كمثل قطع المجذومة لحفظ بقية الجسد
وأقتنص الفرصة لأبين لك بعض أخلاقيات المسلمين في الجهاد
ففي الجهاد عند المسلمين يحرم قتل الأطفال _ إذا لم يضطر المسلمون لذلك _
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطباً المجاهدين ((اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا)) رواه مسلم
وكذا حرم قتل النساء إذا تكن مقاتلة أو محرضة على القتال
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في امرأةٍ وجدها مقتولةً ((ما كانت هذه لتقاتل)) رواه أبو داود وصححه الدارقطني في الإلزامات والتتبع 113حيث ألزم به الشيخين وتعقبه الشيخ الوادعي بأنه ليس شرطهما وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 314)
وقاس بعض الفقهاء الشيخ الكبير الذي لا يقاتل على المرأة
وأما حديث ((اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم)) عند أبي داود والترمذي فقد ضعفه جماعة من المحققين ولتحقيق فيه مقامٌ آخر إن شاء
قال عبدالله: هنا تنتهي الحلقة الأولى من هذا الحوار وأعتذر عن الإتمام اليوم فإنني أجد عناءً على الكتابة على لوحة المفاتيح فأنا أكتب بإصبعين فقط_ مع أنه عندي عشرة والحمد لله _!!
ـ[شعبة بن الحجاج]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 10:14]ـ
قال عبدالله: هنا تنتهي الحلقة الأولى من هذا الحوار وأعتذر عن الإتمام اليوم فإنني أجد عناءً على الكتابة على لوحة المفاتيح فأنا أكتب بإصبعين فقط_ مع أنه عندي عشرة والحمد لله _!!
بارك الله فيك .. وحفظ الله لك أصابعك! (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 09:00]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فهذه الحلقة الثانية بين الموحد والملحد حول ما قدمته الشريعة الإسلامية للبشرية
قال الموحد مخاطباً الملحد: أتقر معي على أن مساعدة الضعفاء أمر جيد ومحمود؟
قال الملحد: نعم
قال الموحد: مساعدة الضعفاء في الشريعة الإسلامية لها أوجه كثيرة لا يمكن استيعابها ولكننا سنأتي على ما يخطر بالبال حين تحرير المقال
لنقسم الضعفاء إلى أقسام
القسم الأول: الفقراء والمساكين وهؤلاء لهم الكثير من الأحكام التي تعينهم في الإسلام
أولها الزكاة بأنواعها (زكاة المال وزكاة الذهب والفضة المكنوز إجماعاً والمحلى من الذهب على الراجح من قولي أهل العلم وزكاة الثمار وزكاة العروض وزكاة الأنعام السائمة فقط على الراجح)
وثانيها حقهم في الفيء والخمس وهذه فائدة جديدة تضاف إلى فوائد الجهاد وهي إعانة الفقراء
والثالث الحث على الصدقة وما يترتب على الصدقة من أجرٍ عظيم عند رب العالمين حتى ذكر في السبعة التي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجلٌ تصدق بيمينه حتى لا تعلم ما أنفق
قلت وفي مراعاة لنفسية الفقير فالتصدق عليه بالسر أرفق بحاله من التصدق عليه في العلن
وجاء في الحديث ((صدقة السر تطفي غضب الرب)) (انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 1908)
الرابع حقهم في الركاز وهو دفن الجاهلية ففي الحديث ((في الركاز الخمس))
الخامس حقهم في زكاة الفطر
السادس حقهم في الأضحية
السابع تحريم الربا فقد روعي حقهم وحق غيرهم عند الإقتراض جناية الربا عليهم وهو أخذ العوض مقابل تأخير تأخير وقت السداد وهذا يجني على الفقراء أيما جناية لو تأمل المتأمل
وقد رغب الشارع في التجاوز عن المعسر _ وهو الذي لا يستطيع سداد الدين _
فقد جاء في الحديث المتفق عليه ((كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، قال: فلقي الله فتجاوز عنه))
وقد جاء في الحديث ((مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع)) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي ((حسن صحيح))
ومعنى الحديث أن أحدكم إذا له ذمة أخيه مال فقال له ((حول الدين على فلان وهو يسددك)) فليقبل وفي هذا أيضاً مراعاة لأحوال الفقراء
الثامن الكفارات التي فيها إطعام المساكين أو كسوتهم كمثل كفارة اليمين وكفارة الظهار وكفارة من أتى أهله في نهار رمضان
التاسع كفارات الدماء على الحجيج وعلى من صاد في الحرم
الصنف الثاني من أصناف الضعفاء الخدم والعبيد
الملحد مقاطعاً: ما توقعتك تذكر هذا فإقرار الرق من مثالب دينكم
الموحد: بل من مناقبه فالرق لم يكن عند المسلمين فقط بل كان عند الناس جميعاً ولكن في الإسلام تم تقييده بقيود وضبطه بضوابط
فحرم استرقاق المسلمين إلا إذا كانوا من الرقيق قبل الإسلام أو تبعاً لأهلهم
وأما الكافر ففي استرقاقه فوائد لا تخفى على من أنار الله بصيرته بالعلم
فقد أبى هذا الكافر أن يكون عبداً لله فأذل بكونه عبداً لعبد من عبيد الله
كما أن عيشه بين المسلمين سيجعله يتعرف على دينهم عن قرب ولهذا أسلم الكثير من العبيد وخرج من ظهورهم علماء كبار
فالحسن البصري وعطاء بن ابي رباح وغيرهم كانوا من الموالي
وجميع من أسلم من العبيد يحمد الله على كونه من العبيد المسلمين لا الأحرار المشركين
فالمبتدع الذي زعم أن الرق نظام عالمي متفق عليه وإذا اتفقوا على غيره تغير قد فوت هذه الفوائد وليس هو مجرد معاملة بالمثل فحسب كما يزعم هذا المبتدع في كتاب آخر له
وقد روعوا في الكثير من الأحكام _ بل في جميع أحكامهم _
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ((إن إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم)) رواه البخاري
فانظر رحمني الله وإياك إلى هذه الرحمة فالعبد لو كان حراً فعلى الأغلب لكان فقيراً ولما تمكن من أن يأكل أكل الأسياد ولا أن يلبس لباسهم
بل رتب للعبيد أجر أخروي عظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم ((للعبد المملوك الصالح أجران)) رواه البخاري
وقال أبو هريرة بعد روايته لهذا الحديث ((والذي نفسي بيده، لولا الجهاد في سبيل الله، والحج وبر أمي، لأحببت أن أموت وأنا مملوك))
وقد شرع في الإسلام المكاتبة وهو أن يشتري العبد نفسه وهذا الحكم لا أعلم نظيراً في غير الإسلام
وشرع التدبير وهو أن يقول المولى لعبده ((إذا مت فأنت حر))
وقد حث الشارع على العتق حثاً عظيماً
قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل عضو منه، عضوا من النار. حتى يعتق فرجه بفرجه)) رواه مسلم
وأخذ الفقهاء منه استحباب ان يعتق الرجل رجلاً والمرأة امرأةً
ولهذا كثيراً ما تجد في تراجم ((فلان مولى فلان)) و ((فلان مولى فلان)) والمولى هو العبد المعتق
وقد ذكر عتق الرقبة في الكثير من الكفارات مثل كفارة الظهار وكفارة من أتى أهله في نهار رمضان والقتل الخطأ
كما أن أم الولد تعتق عند موت سيدها (وهي التي أنجبت من سيدها ولداً)
فلإن كان الرق انتهى فللشريعة الإسلامية الدور الأكبر في ذلك
بل قد حرم التفريق بين الأمة وولدها
فقد جاء في الحديث ((من فرق بين والدة وولدها، فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة)) رواه الرتمذي وحسنه ابن حجر والألباني
كما المولى يلحق بنسب مولاه ويصبح من القوم يدفع معهم في العاقلة ويلزمهم الدفع له أيضاً وإن لم يوجد لمولاه وارث ورث هو
قال عبدالله: هنا تنتهي الحلقة الثانية(/)
كلمة المشرف العام لموقع ميراث السنة للأمة المسلمة نصرة لأهل غزة
ـ[ابو البراء]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" كلمة المشرف العام للأمة المسلمة نصرة لأهل غزة وهم تحت الحصار والخناق والتضييق"
الحمد لله ناصر المستضعفين ولو بعد حين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، ثم أما بعد: يا أهل غزة الكرام لقد أسمعتمونا أصوات بكاءكم الأليم، وأنين أحزانكم الدفين، ورأينا على عدسات الكاميرا دموعكم الغزيرة، فرسالتكم الواضحة الناطقة والصامتة قد بلغتنا، وهي والله حجة ناطقة علينا، ورسالة فصيحة تنادينا نداء صدق لنصرتكم بالغالي والنفيس حتى يكون الدين كله لله وتكون لكم العزة والكرامة، وقد قرأنا ما كتبتم بدماءكم الزكية على أرض الأنبياء ومسرى خير خلق الله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يمحى مهما تعاقبت العصور والدهور على البشرية، و يا أهلنا بغزة على الخصوص وأهل فلسطين على العموم: قد أديتكم الذي عليكم بكل شرف وشرف، وبقي الذي علينا في أعناقنا، فالذي علينا يعذب ضمائرنا حقا، ويؤرق نومنا، لأنكم قد فضحتم كل نوايا المتخاذلين، وتستر الخلوف القاعدين، والذي تقولونه صدقا يقض مضجعنا، ويهز أركان أجسامنا، ويؤلم قلوبنا ويبكي أعيوننا، ويحرق غيرتنا لحمايتكم ونصرتكم، وخاصة أن المسافة بيننا وبينكم أميال وأميال ... ، ناهيك الحواجز ... والموانع ... والعوائق، والممنوعات والمحرمات الدولية جد كثيرة ولا تحصى ولا تعد، فما بقي لنا إلا أن نمد كف التضرع إلى لله القاهر القادر بالدعاء لكم عسى أن نصادف نفحة من نفحات الله فيرحم صغيرنا ونساءنا وشيوخنا، وفي الختام نقول: إن المسؤولية جسيمة على من استأمنهم الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم أهل بيان وقوة ومال وتمكين، والواجب عليهم وعلى غيرهم من أهل القدرة أن لا يتخلوا عن أمتهم بكل ما في أيديهم من المال والدواء والوقود حتى يغنوهم عن طلب الغوث من أعداءهم الصهائنة والله تعالى يقول: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه: [المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ... >، فاللهم اشهد ما بأدينا حيلة ولا قوة ولا قدرة لإنقاذ إخواننا المرضى المحاصرين بأرض فلسطين، ولو كنا قادرين لبسطنا أجسدنا على الأرض حتى تطؤنا أقدام أهل غزة وفلسطين لأجل أن لا يجوعوا ولا يتألموا ولا يبكوا ....
و كتبه
عبد الفتاح زراوي
المشرف العام لموقع ميراث السنة
www.merathdz.com
ـ[ابو البراء]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 01:11]ـ
للرفع
ـ[ابو البراء]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 05:37]ـ
للرفع و لا تنسوا اخوانكم بالدعاء
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 07:58]ـ
الآن سمعنا بالمصيبة ....
مجزرة إسرائيلية في غزة وإدانات شعبية ورسمية عربية
من ضحايا المجزرة الإسرائيلية في غزة (الجزيرة نت)
نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بشرية في قطاع غزة عبر سلسلة من الغارات في أنحاء مختلفة قابلتها إدانات شعبية ورسمية عربية، بينما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية عددا من الصواريخ على مواقع إسرائيلية وسط تهديدات جيش الاحتلال بتوسيع العدوان ليشمل توغلات برية.
فلسطينيا، دان العديد من المسؤولين العدوان واعتبروه محرقة تنفذها الحكومة الإسرائيلي بحق قطاع غزة المحاصر والمحروم من الغذاء والدواء، متهمين الأنظمة العربية بالصمت عما يتعرض له الشعب الفسلطيني.
مصادر في حركة حماس دعت فصائل المقاومة الفلسطينية للرد على العدوان عبر كل الوسائل المتاحة بما فيها إطلاق الصواريخ التي انهمر بعضها فعليا على بلدة نيتفوت جنوب إسرائيل مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة أربعة أشخاص.
مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16 تعود إلى قاعدتها بعد مشاركتها في قصف غزة (رويترز)
وفي رام الله قالت مصادر رسمية إن رئيس السلطة محمود عباس باشر إجراء اتصالات لوقف العدوان.
الموقف العربي
على المستوى العربي الرسمي، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن الأردن طلب عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية لبحث الأوضاع المستجدة في قطاع غزة، ووصف الاعتداءات الإسرائيلية بأنها مجزرة حقيقية بكل معنى الكلمة.
كما أجرى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اتصالات هاتفية مع عدد من الزعماء العرب لتدارس الأوضاع المستجدة.
شعبيا خرجت مظاهرات شعبية في مصر والأردن دانت العدوان وطالبت بالتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي، وسط أنباء عن استعدادات للقيام بمسيرات تضامنية مع غزة في عواصم عربية أخرى.
إسرائيل تهدد
من الجانب الإسرائيلي اعتبر المتحدث العسكري باسم الجيش في تصريح لقناة الجزيرة أن ما يجري في غزة هو استهداف لما أسماه "عناصر إرهابية تابعة لحركة حماس" مهددا بأن كل ما في قطاع غزة برأي إسرائيل هو جزء من حركة حماس ومستهدف في هذه العملية.
وكان وزير الدفاع إيهود باراك أشار في تصريح إلى أن العملية لا تزال في بدايتها، مرجحا أن تتوسع نوعا وكما طبقا للوضع الميداني.
للمزيد من التفاصيل:
مئات الشهداء والجرحى في العدوان الإسرائيلي على غزة
إدانة عربية شعبية ورسمية للغارات الإسرائيلية
الإدانات الفلسطينية متواصلة ومسيرات بالضفة للتنديد بالمجزرة
المصدر: الجزيرة + وكالات(/)
الأخطار التي تحيط بأهل السنة والجماعة
ـ[ابن خالد]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 10:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين:
مما لا ريب فيه أن المسلمين عموماً تطبق عليهم خطط وتنفذ فيهم مؤامرات قد أحكم حبكها ولا أظن القارئ في حاجة إلى ضرب الأمثلة على هذا الواقع فإن كل شيء يشهد بذلك من الاستعمار الفعلي إلى الاستعمار الفكري إلى التفرق الحاصل بين المسلمين في نظرتهم إلى الأخوة فيما بينهم وإلى ولاءاتهم المختلفة بل المتناقضة وإلى الطوق الغليظ الذي وضعوه في أعناقهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون وهنا أعتذر للقارئ الكريم عن المتابعة والاستفاضة في دراسة جوانب التأثير الذميم النازل بأحوال المسلمين عموماً فقد كتب المصلحون والناصحون والمفكرون ما يشفي ويكفي لو كان السامعون أحياء القلوب إلا أن أكثرهم أصبحوا كما قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
وتحقق ما نسب إلى الشافعي رحمه الله في قوله:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
نعم أعتذر عن الاسترسال في الكتابة عن هذا المجال فإن حديثه ذو شجون وأحداثه تكاد أن تتكلم عن نفسها فالخطب جسيم والحمل عظيم وإذا لم يفق المسلمون اليوم فإن قوارع الدهر وسنن الله في خلقه ستوقظهم عاجلاً أم آجلاً ولنتحسر مع القائل:
أمرتهمو أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
نترك الكلام عن أحوال المسلمين وفرقهم وأحزابهم المتناحرة وولاءاتهم المتناقضة والإهانات التي تواجههم في كل مكان وفي كل يوم على أيدي أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس وسائر ملل الكفر والضلال الذين تداعوا على المسلمين كما تتداعى الأكلة على قصعتها كما أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
نترك هذا كله لنتجه بالنصيحة إلى البقية والصفوة من المسلمين الذين بقوا قابضين على مفاهيم كتاب ربهم وسنة نبيهم إلى الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سيبقون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله مهما كانت قلتهم ومهما كانت حالهم الذين أدركوا أنهم تتهددهم في دينهم وفي دنياهم بل وفي وجودهم أخطار كثيرة تتطلب جمع الكلمة وصدق المؤازرة ونشر النصيحة صافية نقية في جميع الجوانب وهي كثيرة الجوانب جداً وما لا يدرك كله لا يترك كله فعسى أن يكون في التذكير بها فتح باب خير وعودة وثبات إذ من السهولة العودة إلى ما كان عليه المسلمون في ماضيهم من العزة والمنعة حين تكون النيات خالصة والقلوب متوجهة بصدق ومن تلك الأخطار التي بقيت للمسلمين ما أشير إليه هنا بإيجاز سريع.
1 - محاربة المسلمين في تمسكهم بكتاب ربهم تعالى.
2 - محاربة المسلمين في تمسكهم بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
3 - محاولة دق إسفين بين الكتاب والسنة وذلك بدعواهم أنه يجب الأخذ فقط بالقرآن الكريم دون السنة النبوية.
4 - بتشكيكهم في صلاحية تعاليم ديننا الإسلامي في هذا العصر بزعمهم.
5 - بث الدعايات ضد أهل السنة وتشويه ما هم عليه من المعتقدات الصحيحة.
6 - محاربتهم عن طريق تمجيد العقل وتقديسه وجعله مصدر التشريع.
7 - محاربتهم عن طريق التأويلات الفاسدة للنصوص لإبعادهم عن مدلولاتها.
8 - محاربتهم عن طريق الحرب النفسية وإدخال اليأس والوهن في قلوبهم.
9 - محاربتهم عن طريق تقوية بعضهم على بعض ليضربوا عصفورين بحجر:
1 - إضعافهم مادياً وبشرياً.
2 - دوام حاجتهم إليهم.
10 - إحياء البدع على أعلى المستويات بل ومحاولة إخضاع أهل الحق لها بالترهيب والترغيب.
11 - محاولة حصر مفهوم الإسلام وتعاليمه في القيام بالعبادة فقط دون أن يكون له أي شأن في حياة الناس وسلوكهم وسموه في الجانب الروحي حتى ظن كثير من الناس أن أهل السنة والمتمسكين بالدين لا يعرفون ما وراء المسجد شيئاً عن الحياة.
12 - إشغال أهل الحق بفتن مختلفة ونظريات باطلة بقصد صرفهم عن التوجه إلى نقد المخالفين أو بقصد إشغالهم بالردود عليها.
13 - إشغالهم بدعوات التجديد في الدين أي بإحداث البدع وإحداث أمور في الشريعة الإسلامية ما أنزل الله بها من سلطان خصوصاً وهذه الدعوات تصدر عن أناس يجهلون كثيراً من أحكام الشريعة وحكمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - تأييد كل الدعوات الهدامة والمبادئ المنحرفة كدعوى النبوة ونسخ الشريعة الإسلامية بها مع أنها قضية معلومة من الدين بالضرورة لا يجعلها مسلم سليم الفطرة والعقل وأوتي ولو يسيراً من العلم فإن ختم النبوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثبتت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية قال الله تعالى: {وخاتم النبيين} وفي أحاديث كثيرة يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه آخر الأنبياء لا نبي بعده ومن ادعاها فهو كاذب مفترٍ على الله تعالى وثبت هذا في قلب كل مسلم فجاء أهل الباطل بتأويلاتهم الفاسدة للنصوص وأفرغوها من مدلولاتها الحقيقية وألبسوها معاني زور هي منها براء كزعمهم أن خاتم بمعنى أفضل أو خاتم الأنبياء المشرعين أو أن خاتم بمعنى زينة كزينة الختم في الورق، لقد أفرغوا معنى ختم النبوة من معناه فذهبوا يدعون أنهم أنبياء وأنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بهم بعد أن شنعوا على أهل السنة والجماعة وكفروهم لعدم انسياقهم مع هذه الضلالات المعلوم بطلانها من دين الإسلام بالضرورة وشغل أهل السنة بمقارعتهم والردود عليهم وذهبت أوقات وجهود كان ينبغي أن تستغل لرفع راية الإسلام خفاقة لو لا تكالب أعداء الإسلام ومخططاتهم الخطيرة ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وما حفظه الله فإنه لا يستطيع أحد أن يضيعه.
ثم وضعوا أمام أهل السنة عراقيل كثيرة في حرب ضروس معهم تمثلت من ضمن ما تمثلت فيه بث الفرقة وقيام الأحزاب التي قامت على الهوى والأنانيات البغيضة غير ملتفتين إلى النصوص المتظافرة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بالتحذير من هذه المسالك التي يعج بها العالم اليوم خصوصاً العالم الإسلامي الذين لا يريدون أن يتعظوا بغيرهم بل يريدون أن يكونوا هم العظة وهو ما حصل بالفعل حينما اتبعوا سنن من كان قبلهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو فكر أولئك في دخول جحر الضب لوجد من بعض المسلمين اليوم من يريد ذلك وهذا يدل على الانهزامية الكاملة والانبهار بما عند الغرب أو الشرق من مغريات الحياة الدنيا التي يعلمون ظاهراً منها وهم عن الآخرة هم غافلون مصداقاً لما أخبر الله به من أنه سيريهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم حتى يعلموا أنه الحق وأن ما هم عليه إنما هو ابتلاء وإقامة للحجة عليهم وإلا فليسوا أقرب إلى رضاء الله من خلّص المؤمنين الذين لا يملكون تلك المادة التي يملكها أعداء الإسلام مع أن الواقع يشهد بما عليه حال أهل السنة من ارتفاع الكلمة والعزة حتى بين أظهر أعداء الإسلام فإن مساجدهم عامرة وشعائرهم قائمة قد حفظ الله بهم دينه وأعلى بهم كلمته وذلك بدون شك أنه بسبب تمسكهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم وسيرهم على ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وهو الطريق الذي يأمن سالكه من التفرقة في السبل المتشابهة الكثيرة المؤدية إلى الضياع والهلاك والتمسك بهدى الصحابة رضوان الله عليهم أولئك الذين امتازوا بالذكاء ورجاحة العقل والأخذ من فم النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يسمع منه مهما كان صلاحه ورجاحة عقله أولئك هم الجماعة وهم الذين بشرهم نبيهم بأنهم ومن يتبعهم سيبقون ظاهرين على الحق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإذا كانت دراستنا ومناقشاتنا في هذه القاعة تخص فريقاً من أكرم الناس وهم أهل السنة والجماعة فلنبدأ بالتعريف بهم وإجلاء حقيقتهم وحقيقة مبادئهم والأدلة على ذلك.
http://www.dorar.net/melal.php?art_id=39(/)
بين الرازي وابن تيمية ..
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 01:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ?
?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَّاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا?
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا?
أما بعد:
فكنت قد وضعت في المجلس الشرعي موضوعا خاصا بنقد كتاب الأربعين في أصول الدين للفخر الرازي، وهذا رابطه:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=11609
وقد وضعت فيه ما وقفت عليه من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في نقد هذا الكتاب نفسه.
وذكرت هناك بعد ذلك دفاع شيخ الإسلام رحمه الله عن الفخر الرازي فيما نسبه إليه بعض الناس من تعمّد نصر الباطل وغمط الحق وإضلال الناس في هذه المشاركة:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=84073&postcount=9
وأوضح هنا علاقة شيخ الإسلام بابن خطيب الري، فأضع مبحثا أعددته خاصا بهذا الأمر، أسأل الله أن ينفع به قارئه، وأن يجعله في ميزان الحسنات، وأن يغفر لي ما كان فيه من زلل ووهم أنا أهل له:
بين الرازي وابن تيميّة
على الرغم من تباعد الأزمان والأعصار، واختلاف المناهج والأنظار، إلا أن ثمّة علاقةً تربط بين الإمام فخر الدين الرازي وشيخ الإسلام ابن تيميّة ارتباطا وثيقًا.
بالطبع نشأت هذه العلاقة من المتأخر منهما؛ ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتنوعت هذه العلاقة ما بين النقل والدفاع، والنقد والثناء، وتدريس بعض كتبه والتحذير منها، ونعرض في هذا المبحث لأمثلة من ذلك:
فقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يكثر من ذكر الرازي وقبله الغزالي في معرض كلامه عما يؤول إليه حال المتكلمين من الشك والحيرة.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك إما عند الموت وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة. هذا أبو الحسن الأشعري: نشأ في الاعتزال أربعين عاما يناظر عليه، ثم رجع عن ذلك وصرح بتضليل المعتزلة، وبالغ في الرد عليهم. وهذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه، ومعرفته بالكلام والفلسفة، وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف - ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة، ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف، وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث وصنف "إلجام العوام عن علم الكلام".
وكذلك أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، فقد قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات: " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية؛ فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن: اقرأ في الإثبات ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? ([1]) و?إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ? ([2]) واقرأ في النفي ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? ([3]) ?وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا? ([4]) ?هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا? ([5]) ثم قال: ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
وكان يتمثل كثيرا:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذًى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا) ([6])
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول شيخ الإسلام أيضًا: (وما زال أئمتهم يخبرون بعدم الأدلة والهدي في طريقهم، كما ذكرناه عن أبي حامد وغيره، حتى قال أبو حامد الغزالي: "أكثر الناس شكا عند الموت أهل الكلام". وهذا أبو عبد الله الرازي من أعظم الناس في هذا الباب -باب الحيرة والشك والاضطراب- لكنه مسرف في هذا الباب؛ بحيث له نهمة في التشكيك دون التحقيق بخلاف غيره.) ([7])
ويقارن بين حالهم ومآلهم وبين حال السلف وما هم عليه من الإيمان والطمأنينة فيقول: (وهذا حال أئمة المسلمين وسلف الأمة وحملة الحجة؛ فإنهم يخبرون بما عندهم من اليقين والطمأنينة والعلم الضروري؛ كما في الحكاية المحفوظة عن "نجم الدين الكبرى" لما دخل عليه متكلمان أحدهما: أبو عبد الله الرازي، والآخر: من متكلمي المعتزلة، وقالا: يا شيخ، بلغنا أنك تعلم علم اليقين. فقال: نعم أنا أعلم علم اليقين. فقالا: كيف يمكن ذلك، ونحن من أول النهار إلى الساعة نتناظر فلم يقدر أحدنا أن يقيم على الآخر دليلا؟! -وأظن الحكاية في تثبيت الإسلام- فقال: ما أدري ما تقولان. ولكن أنا أعلم علم اليقين فقالا: صف لنا علم اليقين، فقال: علم اليقين -عندنا- واردات ترد على النفوس، تعجز النفوس عن ردها، فجعلا يقولان: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها، ويستحسنان هذا الجواب.) ([8])
ولقد كان لشيخ الإسلام -رحمه الله- عناية خاصة بمؤلفات الفخر الرازي؛ فقد قام بشرح كتاب المحصول في أصول الفقه لتلامذته وملازميه مرات ومرات، بل إنّ كتاب «الأربعين في أصول الدين» موضوع بحثنا كان من جملة ما قرئ عليه وشرحه وعّلق عليه.
جاء في ذيل طبقات الحنابلة في ترجمة الإمام ابن عبد الهادي: (ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية مدة. وقرأ عليه قطعة من الأربعين في أصول الدين للرازي.) ([9])
وذكره ابن عبدالهادي رحمه الله تعالى في "العقود الدرية" وهو يتحدث عن شيخ الإسلام رحمه الله فقال: « ... فأخرج منها - أي القلعة - يوم الاثنين يوم عاشوراء من سنة إحدى وعشرين وستمائة وتوجّه إلى داره، ثم لم يزل بعد ذلك يعلم الناس ويلقى الدرس بالحنبلية أحيانا ويقرأ عليه في مدرسته بالقصاصين في أنواع من العلوم، وكنت أتردد إليه في هذه المدة أحيانا، وقرأت عليه قطعة من الاربعين للرازي، وشرحها لي، وكتب لي على بعضها شيئا ... ) ([10])
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرًا ما ينتقد مصنفات الرازي انتقادًا لاذعًا، قال الإمام الصَّفَدِي في كتابه الوافي بالوفيات: (قلت يومًا للشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبي الحسن علي السُّبْكِي: قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر تفسير الإمام الرازي: فيه كل شيء إلا التفسير، فقال قاضي القضاة: ما الأمر كذا؛ إنما فيه مع التفسير كل شيء.) ([11])
ولقد تتبع مصنفه الحافل المسمى «أساس التقديس» تتبعه فقرة فقرة، وعلّق عليه تعليقات نفيسة في كتابه معدوم النظير: «بيان تلبيس الجهميةفي تأسيس بدعهم الكلامية» ويسمى أيضا «نقض تأسيس الجهمية» ويقال له: «تخليص التلبيس من كتاب التأسيس» وهو من أهم مؤلفات شيخ الإسلام في أصول الدين، قال عنه ابن عبد الهادي في العقود الدرية: (وهو كتاب جليل المقدار، معدود النظير، كشف الشيخ فيه أسرار الْجَهْمِيّة ([12])، وهتك أسرارهم، ولو رحل طالب العلم لأجل تحصيله إلى الصين لما ضاعت رحلته) ا. هـ.
ووصفه الحافظ ابن القيم في نونيته «الكافية الشافية» بالأعجوبة، فقال:
وكذلك التأسيس أصبح نقضه ... أعجوبة للعالم الرباني
بل إن شيخ الإسلام نفسه بين أنه تتبع كتب الرازي في أصول الدين جميعا، فرأى أن صاحبها ينصر مذهب الفلاسفة؛ أصحاب أرسطو وغيرهم، وهذا يفهم من قوله رحمه الله: (وقد كتبت في هذا ما يجيء عدة مجلدات، وذكرت فيها مقالات الطوائف جميعها، وحججها الشرعية والعقلية، واستوعبت ما ذكره الرازي في كتاب «تأسيس التقديس» «ونهاية العقول» وغير ذلك، حتى أتيت على مذاهب الفلاسفة المشائين أصحاب أرسطو، وغير المشائين، متقدميهم ومتأخريهم) ([13]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ودائما ما كان يلمح إلى أن الرازي متبع للفلاسفة، وعلى رأسهم ابن سينا، في منهجهم وطرق استدلالهم؛ حيث يقول في ذلك: (والناس يعلمون أن هذه المخلوقات آيات ودلائل للخالق، فلا بد أن يكونوا يعرفونه؛ حتى يعلمون أن هذه دلائل مستلزمة له. والمقصود أن هذه الطرق العقلية الفطرية هي التي جاء بها القرآن، واتفق العقل والشرع، وتلازم الرأي والسمع. والمتفلسفة كابن سينا والرازي ومن اتبعهما، قالوا: إن طريق إثباته الاستدلالُ عليه بالممكنات، وإن الممكن لا بد له من واجب.
قالوا: والوجود إما واجب وإما ممكن، والممكن لا بد له من واجب، فيلزم ثبوت الواجب على التقديرين؛ وهذه المقالة أحدثها ابن سينا، وركبها من كلام المتكلمين وكلام سلفه.) ([14])
وأحيانا يشير شيخ الإسلام إلى تقليد الرازي لابن سينا فيما تَبِعَ فيه الطرقية الجهال المنتسبين للتصوف، ويتعجب منه؛ كيف أورد حجج هؤلاء الضلال مع ما كان له من ذكاء؟! حتى أن بعضا من المتعصبين له أنكر أن يكون ذلك من كلامه، حتى وقف عليه في ضمن كتابه الذي سماه: «المطالب العالية»، يقول شيخ الإسلام: (الذين لبسوا الكلام بالفلسفة من أكابر المتكلمين تجدهم يعدون من الأسرار المصونة والعلوم المخزونة ما إذا تدبره من له أدنى عقل ودين وجد فيه من الجهل والضلال ما لم يكن يظن أنه يقع فيه هؤلاء، حتى قد يكذب بصدور ذلك عنهم، مثل تفسير حديث المعراج الذي ألفه أبو عبد الله الرازي الذي احتذى فيه حذو ابن سينا وعين القضاة الهَمْدانِي؛ فإنه روى حديث المعراج بسياق طويل، وأسماء عجيبة، وترتيب لا يوجد في شيء من كتب المسلمين؛ لا في الأحاديث الصحيحة، ولا الحسنة، ولا الضعيفة المروية عند أهل العلم.
وإنما وضعه بعض السؤّال والطرقية، أو بعض شياطين الوعاظ، أو بعض الزنادقة، ثم إنه مع الجهل بحديث المعراج -الموجود في كتب الحديث والتفسير والسيرة، وعدوله عما يوجد في هذه الكتب إلى ما لم يسمع من عالم، ولا يوجد في أثارة من علم- فسره بتفسير الصابئة الضالة المنجمين، وجعل معراج الرسول ترقيه بفكره إلى الأفلاك، وأن الأنبياء الذين رآهم هم الكواكب: فآدم هو القمر، وإدريس هو الشمس، والأنهار الأربعة هي العناصر الأربعة، وأنه عرف الوجود الواجب المطلق، ثم إنه يعظم ذلك ويجعله من الأسرار والمعارف التي يجب صونها عن أفهام المؤمنين وعلمائهم، حتى أن طائفة ممن كانوا يعظمونه لما رأوا ذلك تعجبوا منه غاية التعجب، وجعل بعض المتعصبين له يدفع ذلك حتى أروه النسخة بخط بعض المشايخ المعروفين الخبيرين بحاله، وقد كتبها في ضمن كتابه الذي سماه: "المطالب العالية" وجمع فيه عامة آراء الفلاسفة والمتكلمين.) ([15])
ويذكر في غير موضع أن جميع الحجج والتأويلات التي أوردها الرازي في كتبه هي بعينها تأويلات بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ ([16]) التي نسبه أئمة السلف بسببها إلى الردة والزندقة، والمروق من الدين؛ فيقول: (وهذه التأويلات الموجودة اليوم بأيدي الناس -مثل أكثر التأويلات التي ذكرها أبو بكر بن فُورَك في كتاب التأويلات، وذكرها أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي سماه "تأسيس التقديس" ويوجد كثير منها في كلام خلق كثير غير هؤلاء مثل: أبي علي الجُبَّائِي، وعبد الجبار بن أحمد الهمداني، وأبي الحسين البصري، وأبي الوفاء بن عقيل، وأبي حامد الغزالي وغيرهم- هي بعينها تأويلات بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ التي ذكرها في كتابه؛ وإن كان قد يوجد في كلام بعض هؤلاء رد التأويل وإبطاله أيضا، ولهم كلام حسن في أشياء. فإنما بينت أن عين تأويلاتهم هي عين تأويلات بشرٍ المَرِيسِيِّ ويدل على ذلك كتاب "الرد" الذي صنفه عثمان بن سعيد الدَّارِمي أحدِ الأئمة المشاهير في زمان البخاري صنف كتابا سماه: "رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله في التوحيد" حكى فيه هذه التأويلات بأعيانها عن بشر المَرِيسيّ بكلام يقتضي أن المَرِيسيّ أقعد بها، وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت إليهم من جهته وجهة غيره، ثم رد ذلك عثمان بن سعيد بكلام إذا طالعه العاقل الذكي: علم حقيقة ما كان عليه السلف وتبين له ظهور الحجة لطريقهم وضعف حجة من خالفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إذا رأى الأئمة -أئمة الهدى- قد أجمعوا على ذم المَرِيسِيّة، وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم، وعلم أن هذا القول الساري في هؤلاء المتأخرين هو مذهب المَرِيسيّ - تبين الهدى لمن يريد الله هدايته. ولا حول ولا قوة إلا بالله.) ([17])
ولعل أكثر الكتب التي وجه لها شيخ الإسلام أشد الانتقاد - بل ما طالعه أحد من علماء الإسلام إلا وانتقد مؤلفه أشد الانتقاد، ومنهم من رماه لأجله بالردّة عن الإسلام نسأل الله السلامة – كتاب «السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم» فيقول في نقده دون ذكر اسم مؤلفه: (من الناس من يسجد للشمس وغيرها من الكواكب ويدعو لها بأنواع الأدعية والتسبيحات، ويلبس لها من اللباس والخواتم ما يظن مناسبته لها، ويتحرى الأوقات والأمكنة والأبخرة المناسبة لها في زعمه.
وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين؛ حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام، وصنف فيه بعض المشهورين كتابا سماه: «السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم» على مذهب المشركين من الهند والصابئة، والمشركين من العرب وغيرهم) ([18])
لكنه يصرح باسمه في موضع آخر، ولهول ما في الكتاب وعدم إمكانية تأويله يشير إلى احتمال توبة المصنف مما فيه فيقول: (وأبلغ من ذلك أن منهم من يصنف في دين المشركين والردة عن الإسلام؛ كما صنف الرازي كتابه في عبادة الكواكب والأصنام، وأقام الأدلة على حسن ذلك ومنفعته ورغب فيه، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين، وإن كان قد يكون تاب منه وعاد إلى الإسلام.) ([19])
ولعل ذلك هو السبب في أنه يرميه أحيانا بأن فيه قدرًا من النفاق والردة، ومخالفة منهج السلف في جميع الأمور العقدية حتى تلك التي يزعم موافقته للسلف فيها كالعقيدة في الصحابة مثلا فيقول: (وكان كثير ممن ينتسب إلى الإسلام فيه من النفاق والردة ما أوجب تسليط المشركين وأهل الكتاب على بلاد المسلمين. فتجد أبا عبد الله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين، وفي إفادة الأخبار للعلم. وهذان هما مقدمتا الزندقة كما قدمناه.
ثم يعتمد فيما أقر به من أمور الإسلام على ما علم بالاضطرار من دين الإسلام مثل: العبادات والمحرمات الظاهرة، وكذلك الإقرار بمعاد الأجساد -بعد الاطلاع على التفاسير والأحاديث- يجعل العلم بذلك مستفادا من أمور كثيرة؛ فلا يعطل تعطيل الفلاسفة الصابئين، ولا يقر إقرار الحنفاء العلماء المؤمنين. وكذلك "الصحابة" وإن كان يقول بعدالتهم فيما نقلوه، وبعلمهم في الجملة، لكن يزعم في مواضع أنهم لم يعلموا شبهات الفلاسفة، وما خاضوا فيه؛ إذ لم يجد مأثورا عنهم التكلم بلغة الفلاسفة، ويجعل هذا حجة له في الرد.) ([20])
بل ويصفه في بعض المواضع بضعف الحجة، وموافقة الدَّهْرِيَّة الملاحدة في أقوالهم، فيقول: (ولهذا صار كثير من المصنفين في هذا الباب كالرازي ومن قبله من أئمة الكلام والفلسفة -كالشَّهْرِسْتَانِي ومن قبله من طوائف الكلام والفلسفة- لا يوجد عندهم إلا العلة الفلسفية أو القادرية المعتزلية أو الإرادية الْكُلَّابِيّة ([21]). وكل من الثلاثة منكر في العقل والشرع؛ ولهذا كانت بحوث الرازي في مسألة القادر المختار في غاية الضعف من جهة المسلمين، وهي على قول الدهرية أظهر دلالة.) ([22])
ورغم كل ما سبق فإن شيخ الإسلام ابن تيمية يدافع عن الرازي، ويرد على من نسبه إلى نصر الباطل في كتبه، وكذلك من أساء به الظن ونسبة تعمد الكلام الباطل إليه، فيقول: (صار طائفة أخرى قد عرفت كلام هؤلاء وكلام هؤلاء -كالرازي والآمدي وغيرهما- يصنفون الكتب الكلامية فينصرون فيها ما ذكره المتكلمون المبتدعون عن أهل الملة من حدوث العالم بطريقة المتكلمين المبتدعة هذه؛ وهو امتناع حوادث لا أول لها ثم يصنفون الكتب الفلسفية كتصنيف الرازي «المباحث الشرقية» ونحوها؛ ويذكر فيها ما احتج به المتكلمون على امتناع حوادث لا أول لها، وأن الزمان والحركة والجسم لها بداية، ثم ينقض ذلك كله ويجيب عنه ويقرر حجة من قال: إن ذلك لا بداية له. وليس هذا تعمدا منه لنصر الباطل؛ بل يقول بحسب ما توافقه الأدلة العقلية في نظره وبحثه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا وجد في المعقول بحسب نظره ما يقدح به في كلام الفلاسفة قدح به فإن من شأنه البحث المطلق بحسب ما يظهر له، فهو يقدح في كلام هؤلاء بما يظهر له أنه قادح فيه من كلام هؤلاء، وكذلك يصنع بالآخرين.
ومن الناس من يسيء به الظن وهو أنه يتعمد الكلام الباطل؛ وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث في كل مقام بما يظهر له، وهو متناقض في عامة ما يقوله؛ يقرر هنا شيئا ثم ينقضه في موضع آخر؛ لأن المواد العقلية التي كان ينظر فيها من كلام أهل الكلام المبتدَع المذموم عند السلف، ومن كلام الفلاسفة الخارجين عن الملة يشتمل على كلام باطل -كلام هؤلاء وكلام هؤلاء- فيقرر كلام طائفة بما يقرر به ثم ينقضه في موضع آخر بما ينقض به. ولهذا اعترف في آخر عمره فقال: لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الإثبات: ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? ([23]) ?إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ? ([24]) واقرأ في النفي ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? ([25]) ?وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا? ([26]) ?هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا? ([27]) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.) ([28])
وهذا غاية الإنصاف من شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، والعدل الذي أمرنا الله به في قوله تعالى: ?وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ? ([29])
وهذا الذي قاله شيخ الإسلام في الإمام الرازي هو الحق الذي لا محيص عنه خلافا لطائفتين:
الأولى: غالت فيه مغالاةً شديدةً، فتمحّلت الردود الواهية للدفاع عنه، حتى كذّبت بالحقِّ، ونصرت الباطل.
والأخرى: رمته بالردّة والزندقة، ولم تلتمس له عذرًا أو تقبل منه توبة. والإنصاف عزيز، نسأل الله السلامة والهداية.
ـــــــــــــــــــ
[1]- طه: 5
[2]- فاطر: 10
[3]- الشورى: 11
[4]- طه: 110
[5]- مريم: 65
[6]- مجموع الفتاوى (4/ 72 - 73)
[7]- مجموع الفتاوى (4/ 28)
[8]- مجموع الفتاوى (4/ 43)
[9]- ذيل طبقات الحنابلة (1/ 357)
[10]- العقود الدرية (ص 216)
[11]- الوافي بالوفيات (2/ 41)
[12]- الجهمية: هو أتباع الجهم بن صفوان، وهي فرقة معطِّلة تنكر أسماء الله وصفاته، وتزعم أن الإنسان مجبور على أفعاله، وأن الجنة والنار تفنيان، وأن الإيمان هو المعرفة بالقلب فقط، وغير ذلك من الضلالات. الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفِصَل (1/ 127 - 130).
[13]- مجموع الفتاوى (3/ 226 - 227)
[14]- مجموع الفتاوى (1/ 49)
[15]- مجموع الفتاوى (4/ 62 - 63)
[16]- المريسي: بفتح الميم وكسر الراء الخفيفة وسكون الياء ثم مهملة. تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ص310، وهو الفقيه المتكلم، وكان داعية إلى القول بخلق القرآن، هلك في آخر سنة ثمان عشر ومائتين، ولم يشيعه أحد من العلماء، وحكم بكفره طائفة من الأئمة. روى عن حماد بن سلمة، وعاش سبعا وسبعين سنة. العبر في خبر من غبر ص70.
[17]- مجموع الفتاوى (5/ 23 - 24)
[18]- اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 285)
[19]- مجموع الفتاوى (4/ 55)
[20]- مجموع الفتاوى (4/ 104 - 105)
[21]- الْكُلَّابِيّة: هم أتباع عبد الله بن سعيد بن كُلّاب القطان، وهم يثبتون الأسماء والصفات لكن على طريقة أهل الكلام؛ لذلك يعدهم أهل السنة من متكلمة أهل الإثبات، ويوافقون أهل السنة في كثير من مسائل العقيدة بل إنهم في مسائل القدر والأسماء والأحكام أقرب إلى أهل السنة من الأشاعرة. انظر مجموع الفتاوى (3/ 103و 4/ 12،14, 147، 1)
[22]- مجموع الفتاوى (5/ 560)
[23]- طه: 5
[24]- فاطر: 10
[25]- الشورى: 11
[26]- طه: 110
[27]- مريم: 65
[28]- مجموع الفتاوى (5/ 561 - 562)
[29]- المائدة: 8
وكتبه
راجي رحمة ربه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
ـ[الخزرجي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 01:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(وأبلغ من ذلك أن منهم من يصنف في دين المشركين والردة عن الإسلام؛ كما صنف الرازي كتابه في عبادة الكواكب والأصنام، وأقام الأدلة على حسن ذلك ومنفعته ورغب فيه، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين، وإن كان قد يكون تاب منه وعاد إلى الإسلام.) ([19])
[/ B][/SIZE][/CENTER][/COLOR]
العجيب أن بعض الناس يفهم من هذا الكلام أن الرازي كافر باتفاق المسلمين!!!!!!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 03:27]ـ
العجيب أن بعض الناس يفهم من هذا الكلام أن الرازي كافر باتفاق المسلمين!!!!!!
أحسن الله إليك
لا شك أن ما كتبه الرازي في كتابه ذلك كفر لا خلاف فيه
بل ومن اعتقد ما كُتب فيه فهو كافر بالاتفاق
لكن ما دافع به شيخ الإسلام رحمه الله وغيره عن الرازي هو كونه تاب قبل موته من هذا الكلام ويدل على ذلك ما حُفظ عنه قبل موته وقد ذكرته مفصلا في الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 04:45]ـ
أحسن الله إليك
لا شك أن ما كتبه الرازي في كتابه ذلك كفر لا خلاف فيه
بل ومن اعتقد ما كُتب فيه فهو كافر بالاتفاق
لكن ما دافع به شيخ الإسلام رحمه الله وغيره عن الرازي هو كونه تاب قبل موته من هذا الكلام ويدل على ذلك ما حُفظ عنه قبل موته وقد ذكرته مفصلا في الموضوع
كلامك جداً في غاية الوضوح , ولكن أنا أقصد أن المراد من كلام ابن تيمية رحمه الله الذي اقتبستُه أن فعل الرازي كفر باتفاق المسلمين لا أن الرازي كافر باتفاق المسلمين.
ولكن وهم بعض العلماء الكبار في ذلك فمنهم من قال بعد ما أورد كلامه هذا: "وتأمل تصريحه _ يعني ابن تيمية_ بحكاية الاجماع على ردة الفخر الرازي عن الاسلام مع كونه من أكابر أئمة الشافعية ".
_ وعندي سؤال: هل الكتاب الذي تكلم عنه ابن تيمية رحمه الله موجود الآن؟
_ وسؤال آخر: ما معنى قول ابن تيمية " وإن كان قد يكون تاب منه وعاد إلى الاسلام ".؟
ـ[محب الأثر]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 12:54]ـ
ولكن وهم بعض العلماء الكبار في ذلك فمنهم من قال بعد ما أورد كلامه هذا: "وتأمل تصريحه _ يعني ابن تيمية_ بحكاية الاجماع على ردة الفخر الرازي عن الاسلام مع كونه من أكابر أئمة الشافعية ".
لا يا أخي الكريم .. لم يهم الكبار!
بل هم مصيبون، ولا أدري مالذي يصرف الكفر عن مثل الرازي إذا صنف في (عبادة الكواكب والأصنام، وأقام الأدلة على حسن ذلك ومنفعته ورغب فيه)؟
ولا أدري كيف يفهم من كلام شيخ الإسلام أنه لم يكفر الرازي، مع قوله: (وإن كان قد يكون تاب منه وعاد إلى الاسلام)؟!
وقد قال قبلها: (ثم تجد كثيرا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين، وإن كانوا قد يتوبون من ذلك ويعودون إلى الإسلام) مجموع الفتاوى (4/ 54).
وقد صرح رحمه الله في مواضع بردة الرازي، وجزم أيضا بعودته إلى الإسلام:
1 - قال رحمه الله: (أبو عبدالله الرازي فيه تجهم قوي ولهذا يوجد ميله إلى الدهرية أكثر من ميله إلى السلفية الذين -[وفي الطبعة المحققة: الذي]- يقولون إنه فوق العرش، وربما كان يوالي أولئك أكثر من هؤلاء، ويعادي هؤلاء أكثر من أولئك، مع اتفاق المسلمين على أن الدهرية كفار وأن المثبتة للعلو فيهم من خيار المسلمين من لا يحصيه إلا الله تعالى. وقد صنف على مذهب الدهرية المشركين والصابئين كتبا، حتى قد صنف في السحروعبادة الأصنام وهو الجبت والطاغوت وإن كان قد أسلم من هذا الشرك وتاب من هذه الأمور فهذه الموالاة والمعاداة لعلها في تلك الأوقات، ومن كان بتلك الأحوال فهو قبل الإسلام والتوبة) انتهى من "بيان تلبيس الجهمية) المحققة (1/ 408). وقال محققه: ومن كان بتلك الأحوال: لعلها: "وما".
2 - وقال رحمه الله: (واما قول الرازي: (وذكر أبو معشر المنجم ... " فالكلام على هذا من وجوه:
أحدها: أنه من العجب أن يذكر عن أبي معشر ما يذم به عبادة الأوثان وهو الذي اتخذ أبا معشر أحد الأئمة الذين اقتدى بهم في الأمر بعبادة الأوثان لما ارتد عن دين الإسلام وأمر بالإشراك بالله تعالى وعبادة الشمس والقمر والكواكب والأوثان في كتابه الذي سماه: "السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم" ... فمن تكون هذه حاله في الشرك وعبادة الأوثان كيف يصلح أن يذم أهل التوحيد الذين يعبدون الله تعالى لا يشركون به شيئا ولم يعبدوا لا شمسا ولا قمرا ولا كوكبا ولا وثنا، بل يرون الجهاد لهؤلاء المشركين الذين ارتد إليهم أبو معشر والرازي وغيرهما مدة وإن كانوا قد رجعوا عن هذه الردة إلى الإسلام فإن سرائرهم عند الله، لكن لا نزاع بين المسلمين أن الأمر بالشرك كفر وردة إذا كان من مسلم، وأن مدحه والثناء عليه والترغيب فيه كفر وردة إذا كان من مسلم).
إلى أن قال: (يوضح ذلك أن هذا الرازي اعتمد في الإشراك وعبادة الأوثان على مثل "تنكلوشا" البابلي، ومثل "طمطم الهندي" ومثل "ابن وحشية" أحد مردة المتكلمين بالعربية). بيان التلبيس (3/ 52 - 56).
3 - وقال رحمه الله: (فإن نفاة كونه على العرش لا يعرف فيهم الا من هو مأبون في عقله ودينه عند الأمة، وإن كان قد تاب من ذلك، بل غالبهم أو عامتهم حصل منهم نوع ردة عن الإسلام وإن كان منهم من عاد الى الاسلام، كما ارتد عنه قديما شيخهم الأول الجهم بن صفوان، وبقي أربعين يوما شاكا في ربه لا يقر بوجوده ولا يعبده، وهذه ردة باتفاق المسلمين، وكذلك ارتد هذا الرازي حين أمر بالشرك وعبادة الكواكب والأصنام وصنف في ذلك كتابه المشهور وله غير ذلك، بل من هو أجل منه من هؤلاء بقي مدة شاكا في ربه غير مقر بوجوده مدة حتى آمن بعد ذلك وهذا كثير غالب فيهم) بيان التلبيس (3/ 472).
ووصف الرازي بقوله: (ومن العجب العجيب أن هذا الرجل المحاد لله ولرسوله) (3/ 83).
ـ[الخزرجي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 04:45]ـ
يا أخي الكريم , تأمل كلامي جيدا فقد كررته.
أنا لم أقل أن ابن تيمية لم يكفر الرازي ولم أتعرض لهذه المسألة , وإنما قلت أن ابن تيمية لم يقل أن الرازي كافر باتفاق المسلمين ,
فأنا أنكر أن ابن تيمية حكى الاجماع لأمرين:
1 - أنك لا تجد هذا في كلامه وإنما قد تجد أنه كفره فقط , ولم يحك الاجماع , وإنما قال بالاتفاق على أن فعله هذا كفر لا الاتفاق على أنه هو كافر.
2 - أن العلماء قبل ابن تيمية وبعده ترحَّموا على الرازي وقالوا أنه أخطأ ولم يكفروه , فأين الاجماع؟!!(/)
يا أهل مصر ويا أهل غزة: "دعوها فإنها منتنة"
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 06:31]ـ
يا أهل مصر ويا أهل غزة: "دعوها فإنها منتنة"
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
في سبيل متابعة التطورات على صعيد أزمة إخواننا في غزة -نسأل الله أن يرفع عنهم الحصار الغاشم-، يحتاج المرء إلى أن يتصفح بعض مواقع الإنترنت العامة والإخبارية فضلاً عن الإسلامية، وبينما يظن الكُتّاب والقراء والمعلقون في المواقع الإسلامية أن الشعور بروح الجسد الواحد أمر مفروغ منه، وأنه مُطبَق على أرض الواقع على أحسن ما يكون، إذ بك تُفاجأ بأن الشباب المثقف الذي يرتاد المواقع العامة والإخبارية لاسيما تلك التي تسمح بكتابة تعليقات للقراء، يعيش في أزمة طاحنة، وما زالت النعرات الجاهلية تسيطر على عقول كثير من الشباب.
وهؤلاء الشباب قيمة لا يُستهان بها، لاسيما وأنهم ممن يملكون الرغبة في التفكير حتى وإن جنح بعضهم إلى هذه الأفكار المنحرفة، فالعيب فينا معاشرَ الإسلاميين؛ فنحن تركناهم فريسة للكتّاب العلمانيين أو القوميين على أحسن الأحوال.
بداية نريد أن نؤكد على أن التحزّب تحت راية اللون أو الجنس أو القومية أو غيرها فيها مخالفة صريحة لدين الله -عز وجل- الذي لم يعتبر أي أمر فارقاً بين الناس إلا الدين كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى) (رواه البيهقي وصححه الألباني).
والشيطان كعادته يحاول أن يصد الناس عن الالتزام بدين الله -عز وجل-، وأن يوقعهم في مخالفة شرع الله لاسيما في هذه النقطة التي تمثل بالنسبة له غرضاً رئيسياً، والتي يسلك من أجلها مسالك عديدة، ومن ذلك ما ذكره الله -تعالى- في قوله: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) (المائدة: 91).
ومنها مسلك التحريش بين المسلمين الذين نحن بصدده، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) رواه مسلم، أي لم يبق له أمل إلا في إيقاع العداوة بين المسلمين.
ولقد نجح الشيطان في بعض مراده حتى مع أفضل الأجيال، مع الصحابة -رضي الله عنهم جميعاً- فحرَّش بين رجلين من المسلمين، وإلى هذا الحد كان يمكن أن تكون كأي خصومة تحدث بين اثنين، ولكن الشيطان ذكرهما بأن أحدهما مهاجري والآخر أنصاريُ، فتنادى المهاجريُ يا للمهاجرين!، وتنادى الأنصاري يا للأنصار!، فخرج إليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- مسرعاً قائلاً: (ما بال دعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة) رواه البخاري.
ومن أجل ذلك كان من آخر ما وصى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خطبته الجامعة في حجة الوادع وضع الجاهلية وحمية الجاهلية تحت قدميه الشريفتين -صلى الله عليه وسلم-.
وإذا تقرر هذا من الناحية الشرعية، فاعلم أيضاً أنه في غاية الموافقة للعقل أن يكون تصنيف الناس على أمر عظيم خطير، وهو في ذات الوقت مما لهم فيه اختيار، بخلاف اللون أو الجنس أو غيرهما فكلها مما لا يقتضي مدحاً ولا ذماً في ذاته، ثم هو فوق ذلك ليس من اختيار الإنسان.
وقد شقيت البشرية بدعوتين متناقضتين، إحداهما القومية البغيضة، والثانية هي الدعوة إلى العالمية والإنسانية، وعدم عمل أي اعتبار للدين في تقييم الأمم والجماعات إلى الدرجة التي جعلت الكثير من الناس يعترف صراحة أو ضمناً بصحة الأديان الأخرى، رغم أنها ما بين دين وضعي أرضي، وبين دين محرف مبدل، ثم إنه أيضاً منسوخ كان ينبغي على أتباعه لو كانوا صادقين في اتباعه غير محرفين ولا مبدلين أن يؤمنوا بمحمد –صلى الله عليه وسلم-، ولكنهم لم يؤمنوا به، والكفر بأي رسول كفر بهم جميعاً فما بالك بالكفر بخاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم-?
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكي نجتث تلك الآفة من جذورها فلابد من أن نناقش بعض التصورات التي تسيطر على عقول الشباب في هذه المناقشات، أولها مسألة تحميل كل شعب تصرفات حكامه، فتجد أن المتكلم إن كان مصرياً يقول للفلسطيني: " ألم تفعل فتح كذا ... ، ألم يلتقي رئيسكم باليهود فرحاً مسروراً رغم كل هذا ... "، فيجيب عليه الآخر: "وأنتم ألم يفعل النظام عندكم كذا وكذا ... "، والذي نريد أن نؤكد عليه هو قوله -تعالى-: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (الأنعام: 164).
وبالتالي لا تُسأل الشعوب عن تصرفات الأنظمة، لاسيما مع وجود حالة عدم رضا من الشعوب عن القاعدة التي تنطلق منها الأنظمة، وهي أن أوراق اللعبة بيد أمريكا مما يوقعهم في كثير من المصادمات لإرادة شعوبها فضلاً عن مخالفة الحكم الشرعي في كثير من المسائل، ناهيك عن مبدأ فصل الدين عن السياسة الذي تطبقه معظم الأنظمة العربية، والذين يرون أن فهمنا -نحن أبناء الصحوة الإسلامية- لهذه القضية فهم قاصر، بل لعل بعضهم أن يتخذ من أزمات حماس مبرراً يدعم به موقفه، وبالطبع هذه قضية تعتبر أحد أهم نقاط الخلاف بين الاتجاهات الإسلامية وبين الأنظمة المدنية المعاصرة.
ومن نافلة القول أن نشير إلى أن التصرف الأمثل في هذه القضية هو استمرار التقرير لأحكام الشرع في حس أبناء الأمة، والذي ينعكس بدوره ولو بمعدل بطيء على أداء الأنظمة، ومن قرأ التاريخ قراءة متأنية وجد خير شاهد على ذلك، بل إن التطورات الإيجابية في الموقف الرسمي المصري بعد أيام قليلة من الأزمة لا نرى أنها تأثرت بالمظاهرات بقدر تأثرها برأي رجل الشارع العادي الذي أصبح يدرك قدراً أكبر من قضية الموالاة بين المؤمنين والبراءة من المشركين.
وعلى الجانب الآخر ليس للشعوب أن تفاخر بعضها ببعض الأفعال الحسنة للأنظمة على اعتبار أن الغُنْم بالغُرم، وإن كان المسلمون جميعاً مطالَبين بالاعتراف بالأمور الحسنة لمن صدرت منه من باب تشجيع الخير.
وعليه فلا ينبغي أن يحاكَم شعب على معاهدات أبرمتها حكوماته مع الكفار، وأن يُعتبر شعب ما خائناً لأن نظامه أقام قواعد عسكرية للكفار في بلاده، ولا أن يُعتبر شعب ما متخاذلاً لأن الكفار يُستقبلون فيه استقبال الفاتحين، رغم أنهم جاءوا لتفقد قواعدهم هناك، ورغم أنهم مستمرون في حملتهم على شعوب إسلامية أخرى.
كما أنه لا ينبغي أن يفاخر البعض بأن بلاده هي أكثر البلاد بذلاً للقضية الفلسطينية، أو يفاخر الآخر بأن بلاده تطبق الشرع على الأقل في النظام القضائي أو تقوم على خدمة الحجيج، أو يفاخر الثالث بأن بلاده هي أكثر البلاد دعماً لجهود الإغاثة، وإن كان الواجب التشجيع على كل هذا الخير، والانطلاق منه إلى التحاكم إلى الشرع في جميع التصرفات، حينئذ تنتقل هذه الأنظمة من أن تكون حسناتها من باب "رَمْيَة من غير رَامٍ"، إلى أن يكون الأصل فيهم الصواب والموافقة للشرع إلا ما يكون من خطأ أو تأويل.
وما يقال من عدم مسئولية كل شعب عن تصرفات نظامه، يقال وبدرجة أشد على عدم مسئولية الإنسان عن أفعال غيره، حتى لو كان ذلك الغير آباؤه وأجداده، فضلاً عن أن يكون الغير هو مجرد مشارك له فقط في الانتساب إلى بلد أو وطن، ولا نريد هنا أن نتوقف كثيراً عند تلك العبارة المشهورة "القِلة المنحرفة"؛ لأن هذه القاعدة صحيحة سواء كان الفساد قلة أو كثرة، بل إن الرجال الصالحين في أناس فاسدين كثير حري بهم أن يرفعوا فوق الرؤوس لصمودهم وصلاحهم حين فساد الناس، وهؤلاء هم الغرباء الذين وعدهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بتلك المنزلة العظيمة في الجنة: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء) رواه مسلم.
وعلى ذلك فليس كل الفلسطينيين مسئولين عن "القِلة المنحرفة" التي باعت أرضها لليهود قبل تكوين إسرائيل، وهم بالفعل قِلة حيث أثبتت الوثائق أن اليهود حصلوا على 1% من أرض فلسطين بالشراء، وليسوا كلهم مسئولين عن تصرفات "فتح" سواء كانوا قلة أو كثرة ولا تصرفات عباس ودحلان لوجود تيار قوي رافض لهما، ,وإن كان من انتمى للمنظمات العلمانية ملوماً على مبدأ انتمائه لمنظمة قائمة على أساس علماني.
وليس كل الفلسطينيين مسئولين عن هذه "القِلة" التي أطلقت نيرانها أو حتى أحجارها في اتجاه الجنود المصريين في هذه الأزمة الأخيرة، وهم بالفعل "قِلة القِلة" بضعة نفر ولعلهم من العملاء والخونة الذين لا يخلو منهم شعب.
وهذه مناسبة لكي نوجه تحية إلى كل جندي احتمل الإصابة ولم يَرُد مهما كانت الموانع، ونسأل الله أن تكون الموانع هي العفو الإيماني عن الأخطاء غير المسئولة، وتفويت الفرصة على من يريد أن يشعل ناراً داخلية في الأمة الإسلامية.
وبالمثل ليس كل المصريين مسئولين عن السينما المصرية والمسرح وشارع الهرم وغيرها من مظاهر الفسق، وهم -بحمد الله- قِلة فعلاً.
وليس كل المصريين مسئولين عن التجار الذين ملأهم الجشع فرفعوا الأسعار على إخوانهم من أهل غزة، بل -بحمد الله- منهم من ثَبّتْ الأسعار، بل ومنهم من خفضها، ومنهم من أعطى من ليس معه ثمن بلا مقابل، ومنهم من أرسل المعونات إلى إخوانهم، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ قال: (مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره) رواه الترمذي وصححه الألباني، أي أن الخير لا ينقطع من الأمة في كل مكان وزمان.
تحية إلى كل مسلم صامد في غزة.
تحية إلى كل صامد في أفغانستان، وفي الشيشان وفي كل مكان.
وتحية لأبناء الصحوة الإسلامية في كل ربوع الأرض، الذين يتصدون لمحاولة طمس هوية الأمة وتقطيع أوصالها.
وتحية لكل شباب المسلمين الذين يفيقون عند الأزمات.
ونداء لكل واحد منهم: "اركب معنا"، لم تعد تُجدي تلك الإفاقات المتقطعة.
نريد صحوة إسلامية شاملة: نخلع فيها حمية الجاهلية، ونكسر فيها الحدود الاستعمارية المصطنعة، ونعيد فيها صياغة العقل والوجدان في العالم الإسلامي، ليكون ذلك كله منصبغاً بصبغة إسلامية شاملة حينئذ، وحينئذ فقط سوف يرجع الاحتلال الغاشم عن بلادنا بكل صوره العسكرية والسياسية والاقتصادية، وسوف يقف العالم الآخر منا موقف المدافع كما كان.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف(/)
لماذا الفرح والإبتهاج لهذا القرار؟؟ اللهم سلم سلم .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 01:22]ـ
الرياض - محمد الجمعي الحياة - 23/ 01/08//
لم يقتصر الجدل الذي أثاره نبأ السماح للنساء في السعودية بالإقامة في الفنادق من دون محرم على الأوساط السعودية فقط، إذ لقي الخبر اهتماماً كبيراً من وسائل الإعلام العالمية، التي اختارت غالبيتها عنواناً موحداً لنقل الخبر جاء فيه: «المرأة السعودية بإمكانها الآن الإقامة في الفنادق من دون وصي عليها».
واعتبرت غالبية الصحف العالمية التي تناولت الخبر، أن السماح للمرأة بالإقامة في الفنادق من دون محرم، «خطوة جريئة من السلطات السعودية»، خصوصاً بعد تعرض بعض النساء لمشكلات كبيرة لعدم تمكنهن من الحصول على غرفة في فندق من دون وجود محرم.
واستشهدت الصحف العالمية نقلاً عن صحيفة سعودية ببعض الحالات، كالسيدة التي تأخرت على موعد إقلاع طائرتها لتجد نفسها مضطرة للمبيت في صالات الانتظار داخل المطار، وأخرى طردت برفقة بناتها من منزل زوجها الذي يسكن في مدينة بعيدة عن مقر إقامة أسرتها، إلا أنهن لم يتمكن من الحصول على غرفة في فندق أو شقة مفروشة نظراً إلى عدم وجود محرم برفقتهن.
وتساءلت صحف أميركية ويابانية وصينية، إضافة إلى عدد من الصحف الأوروبية عما إذا كان من شأن هذه الخطوة أن تبعث الأمل في نفوس بعض السعوديات اللاتي يطالبن بحقهن في قيادة السيارة. وكان القرار أثار حساسية بعض السعوديين الذين أبرزوا مخاوفهم في مواقع إخبارية وعدد من المنتديات، من أن يتم استغلال الأمر في أمور غير أخلاقية، إضافة إلى تأثيره في الاستقرار الأسري، إذ لم يكن للمرأة في السابق، بحسب تعليق أحد القراء في حال اختلفت مع زوجها أي خيار سوى لزوم منزلها وإعادة المياه إلى مجاريها، بينما تستطيع الآن أن تحمل حقيبتها وتتجه إلى أي فندق.
أما مؤيدو القرار وغالبيتهم من النساء فتبادلوا التهاني مع تعداد ايجابياته، وجددوا مطالباتهم بقيادة المرأة للسيارة.
============================== ==
لماذا هذا الإبتهاج وهذا الفرح لذلك القرار اللا مسؤول والمشؤوم؟؟ ومن من؟؟ من جهات أجنبية ووسائل إعلام غربية؟؟ هل يعني بداية النهاية لهذا المجتمع وخلخلت روابطه .. ! وهل سندع القرار يمر مرور الكرام سواء منا ومن علمائنا ودعاتنا والغيورين على هذه البلاد، أم سنرى السكوت حتى تغرق السفينة .. ! قالوا حقوق المرأة؟؟ أية حقوق في إخراجها من بيتها ومن القوامة الشرعية التي فرضها الله من فوق سبع سموات ... والله لست أعلم ماذا يراد لهذه البلاد وماذا يخطط لها .. فهذا القرار تمهيد لقرار آخر وهو قيادة المرأة للسيارة حتى يضعون المجتمع تحت الأمر الواقع وكأنه ليس هناك أي سلطة شرعية ولا هيئة كبار علماء .. !! نسأل الله العظيم أن يرد كيد من أراد بهذه البلاد سوءً وسعى في إفسادها في نحره ويجعل تدبيره تدميراً عليه إنه سميع مجيب،،،
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 03:03]ـ
هذا القرار فيه محاذير شرعية كثيرة ونسال الله ان يوفق المسئولين لالغائه تماما ولابد من المطالبة بذلك و من ادنى المفاسد ما يحصل مع موظفي الاستقبال الذي سيذهب معا ليريها الغرفة ومطابقة الهوية بان تريه وجهها ليتاكد من هويتها ومن المفاسد تشجيع الزوجات والفتيات على الهروب الى الفنادق في حا ل وجود مشكلة في المنزل ونرجو من الاخوة ذكر بقية المفاسد لكي ترفع لاصحاب القرار لمنعه حمى الله المسلمين ونساؤهم من كل شر وفساد وقد انكر هذا سماحة المفتي حفظه الله حينما سئل عنه على قناة المجد وطالب المسئولين بان يتراجعوا عنه
__________________
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 03:42]ـ
دبي - العربية. نت
تشهد فنادق جدة إقبالا متزايدا من قبل السعوديات بعد تفعيل القرار الذي أصدرته وزارة التجارة والصناعية يسمح للمرأة بالإقامة في فنادق المملكة دون محرم شرط حملها للبطاقة الشخصية.
وقال مسؤولو عدد من الفنادق أن موظفو الاستقبال يتلقون اتصالات غير مسبوقة وبكثافة غير معهودة في سبيل معرفة الإجراءات المطلوبة لسكن السيدات، فيما بدأت 4 فنادق بتفعيل القرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال مسؤولو الاستقبال ببعض فنادق جدة "إن قرار الوزارة وصل إلى إدارات الفنادق مطلع الأسبوع الماضي، وإن الحجوزات بفنادقهم بدأت تواجه سيلا من الاتصالات لمعرفة مدى تطبيقه، وزمن التنفيذ، ومتطلبات السكن وفق القرار الجديد"، بحسب تقرير أعده الصحافي حسن السلمي ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية الأحد 3 - 2 - 2008.
وقال محمد زين الدين، مسؤول الحجوزات بفندق "كراون بلازا" بجدة إن إدارة الفندق عمدت الاستقبال بتفعيل القرار مطلع الأسبوع الماضي، وأن الفندق بدأ في تسكين 5 سيدات، بمعدل سيدة كل يوم، وعن أبرز مبررات سكن هؤلاء السيدات قال "3 سيدات طلبن السكن في الفندق بالبطاقة الشخصية وبدون محرم لظروف عمل، أما الأخريان فكانتا تعدان لتنفيذ وترتيب حفلات خاصة بهما في قاعات الحفلات بالفندق.
وأضاف زين الدين أن الاستقبال تلقى اتصالات غير مسبوقة وبكثافة عالية في سبيل معرفة الإجراءات المطلوبة لسكن السيدات، وأن كثيراً من المتصلات لا يحملن البطاقة الشخصية، وأكدن أنهن سيتوجهن للأحوال المدنية لاستخراج البطاقة، وأشار إلى السعادة البالغة التي بدت على جميع المتصلات، حيث ذكر بعضهن أنهن غير مصدقات لما سمعنه بأن لديهن القدرة على السكن دون محرم.
من جهتها، أشارت مسؤولة الاستعلامات بفندق "ويستن" جدة إلى أن إدارتها بدأت في تفعيل قرار وزارة التجارة، وتسكين السيدات دون محرم، وأن هناك حالة تسكين واحدة يوميا بالفندق منذ أسبوعين تقريبا، أي إن هناك ما معدله 10 حالات تسكين.
وقالت إحدى السيدات سكنت بفنادق جدة إنها جاءت للفندق بهدف الاستجمام والراحة من جهة، والتأكد من تفعيل القرار من جهة أخرى، وأوضحت أن هذا القرار فتح آفاقا جديدة من حرية المرأة، وخصوصا سيدات الأعمال، والمرتبطات منهن بالسفر ومهام العمل.
وأوضح مدير الاستقبال بفندق "الحمراء سوفتيل" بجدة محمد هادي أن إدارته بدأت بتطبيق القرار منذ أربعة أيام وأن الفندق قام بتسكين 4 سيدات تقريبا، وأن الفندق تلقى حجوزات سكن تفوق طلبات الحجوزات المقدمة من الرجال.
وطالب مساعد المدير العام بفندق "مريديان" جدة مشعل النافع وزارة التجارة بإيضاحات أكثر حول تفعيل القرار، مثل السن المعين للمرأة طالبة السكن، والقيود الأخرى التي يجب اتباعها خلال التسكين، حيث وصف القرار الذي وصل إدارته بالغامض نوعا ما.
وأشار إلى أن هناك فتيات أعمارهن حوالي 18 عاما ويحملن بطاقة شخصية، وربما تكون بعضهن قد تطلب السكن في الفندق، والاستقبال لا يعلم شيئا عن مدى إسكانهن من عدمه.
وأوضح أن إدارته تلقت القرار قبل أسبوع تقريبا، وأنها بدأت فعلا في تطبيق القرار الذي لاقى استحسان السيدات، وخصوصا المرتبطات بمهام عملية، وتجارية، تجبرهن على السكن في الفندق.
وأشار وضاح محمد من فندق هيلتون جدة إلى أن القرار وصل للفندق من 5 أيام، وأن العمل سيبدأ فعلا، ولكن بنص الشروط الواردة في القرار، وهي حصول طالبة السكن على البطاقة الشخصية، وأهمية إبلاغ أقرب مركز شرطة بحالة الإقامة.
=============================
بدون تعليق .. !!! حسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 10:31]ـ
كلّ نسائنا في خير إلا من أًبَت!!
أناشد أهل العلم بأن يناصحوا أهل القرار للعدول والتراجع عن هذا الأمر ... وفقكم المولى لما يُحب و يرضى ..
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 12:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تحمل الأمانة أناس ليسوا بأهلٍ لها. وفي جلس الشورى تحدث أحدهم عن موضوع معين ... ثم اسشهد بأحد المسلسلات قائلاً: ... وأذكركم بالمسلسل الشعبي طاش ما طاش ... وأكمل هذيانه!
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 02:08]ـ
كلّ نسائنا في خير إلا من أًبَت!!
أناشد أهل العلم بأن يناصحوا أهل القرار للعدول والتراجع عن هذا الأمر ... وفقكم المولى لما يُحب و يرضى ..
اختي الكريمة ...
الشيخ المفتي حفظه الله سئل في قناة المجد عن هذا القرار، فكان رده شافيا حيث قال: إن هذا القرار خاطئ ولا يجوز وأن من قرره آثم ونصح المسؤلين باعادة النظر فيه لما يترتب عليه من المفاسد.
وإليك رابط اللقاء الدقيقة الرابعة عشر
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media//General-Programes/Almofti/almofti-250108.rm(/)
عاجل: جماعة أنصار الإسلام في العراق تتهم أهل التفجيرات في العراق! (بيان هام)
ـ[سعيد بن الحارث]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 01:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمدُ للهِ رب العالمين, والصلاةُ والسلامُ على خاتم الأنبياء والمُرسلين, نبينا مُحمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين وبعد ..
لقد سَمِع العالمُ بأسرهِ بالفاجعة الأليمة على أهلِنا في حي الزنجيلي بمدينة الموصل .. ولإن المُصابَ جللٌ كان لا بُدَّ لنا من الإحاطة الواقعية بهذه الحادثة أسباباً ودوافع, غايةً ومقصداً, لذا أرجأنا إصدار بياننا حول الحادثة ..
فبعد جلاء الموقف وجمع الشهادات من شُهود العيان والإطلاع على القرائن المُحيطة بالواقعة, تبين لنا بالتواتر وبما لا يقبل الشك ما يلي:
نزلت في صباح يوم الأربعاء الموافق 23/ 1/2008 قوات الإحتلال الأمريكية مصحوبة بقوات الفِرقة الثانية التابعة للحزب الديمُقراطي الكُردستاني (البيشمركة) لتطويق منطقة الزنجيلي في وسط الجانب الأيمن لمدينة الموصل, وضربت طوقاً على شارع (الجيش الشعبي) وسط المنطقة, ثم داهمت على الفور عمارة (الجرجري) السكنية المُتكونة من خمسة محلات تجارية أرضية وطابقين يحتوي كل منها على شقق سكنية, وأمروا سُكان العمارة بالخروج منها بأنفسهم فقط, ومنعوا التجوال في المنطقة والشارع كافة ثم بدأوا بإنزال براميل زرقاء اللون عليها رمز (4×4) , وبدأ العمل لتفخيخ العمارة من الصباح حتى الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر, وبعد الساعة الرابعة عصراً أمروا السكان المُحيطين بفتح الأبواب والشبابيك والإمتناع التام عن الحركة ثم انسحبوا نحو فندق الموصل والذي أصبح مقراً للفرقة الثانية, ثم فجروا العمارة فكانت الفاجعة المُروعة التي راح ضحيتها المئات ما بين قتيل وجريح ..
تقديرُ الموقِف ..
لما سمعت قوات الدفاع المدني دوي الإنفجار الهائل قدَّرَ الخُبراءُ مُباشرةً أنه تفجيرٌ (كيمياوي) , فهرعوا لموقع الحادث وفوجئوا بالمنع التام من الوصول للموقع أو إنقاذ الجرحى!!! , فقتل أثناء المُطالبة بإخلاء الجرحى من الأهالي ثلاثةُ أفراد، وقد لبست الدورية التي ذهبت لنجدة الجرحى أقنعة الوقاية من الغاز الكيمياوي يقيناً منها بأن التفجير لا يخلو من مادة كيمياوية خانقة أدت إلى إختناق الكثير بسبب إحتواء الغازات المُنبعثة من التفجير على مادة سامة ..
آثارُ الحادِث ..
لما كان التفجير -على تقدير رُموز الحُكومة- (أن كمية المادة المُستخدمة تفوق الخمسة عشرة طناً من مادة شديدة الإنفجار وإن الحادث كان خطأً فنياً حسب تصريحاتهم ولا يُمكِن أن يكون عملاً إجرامياً) , ولأن المنطقة التي حصل فيها التفجير ذات كثافة سُكانية عالية, شعبية الطراز, ذات بناء قديم, أغلب بيوتها آيلة للسقوط, من خليطٍ إجتماعي مُتجانس من العوائل ذات الطبقات المُعدمة ودون المتوسطة, وتعد من المناطق الهادئة لا الساخنة, أدى الإنفجار إلى حُفرة عُمقها يقدر بأكثر من عشرة أمتار ودائرة مُحيطها عشرات الأمتار, وسقط من جرائه ما يقارب مائة بيت على ساكنيها, والأشد والأشنع من هذا كله أنه مُنع إخلاء الجرحى من قبل قوات الفرقة الثانية والأمريكان حتى اليوم الثاني من الإنفجار ما أدى إلى موت الكثير من الجرحى ..
الأسباب والدوافع ..
يتزامن الحادث مع تكالب قوات الرافضة والأمريكان والقوات المُسلحة للحزبين الكُرديين على إجتياح الموصل, وكانت الغاية من الحادث هو تفجير قوي يؤدي بحياة عدد من الناس يعبأ له إعلامياً ليُلصَق بالمُجاهدين ويكون سبباً في قتل وإعتقال شباب أهل السُنة في الموصل, وتشويه سُمعة الجهاد والمُجاهدين وزرع الخوف والذعر في قلوب الناس، وذلك بعد أن فشلوا في تشكيل الصحوات العَميلة لمُحاربة الجهاد هناك، قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30) .. وقال تعالى: (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ) (النحل:26) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الحادث هو السطر الأول من نتائج (التحالُف الكُردي مع الحزب الإسلامي)، وعُموم الحادثة تنكيل بأهل السُنة في الموصل ..
إن المُجاهدين الذين تربوا على الجهاد سبيلاً ومنهجاً واستقوا من القرآن والسُنة مشرباً ليأنفون ويستنكفون أن ينزلوا إلى حضيض مثل هذه الأفعال الشنيعة، وإن المُتاجرة بدماءِ عوائل الأبرياء من أهل السُنة بالموصل هي من المكائِد التي يقوم بها الأمريكان والحُكومة ويفضحها الله في كل مرة, وإن الله قد برأ المُجاهدين من كل رذيلةٍ, ورايتهم دوماً بيضاءَ نقية ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ..
إلى مُجاهدي الإسلام في المَوصِل ..
إن مراتب العدو كما قسمهم الله لنا هم:
1) الكُفار الأصليون الذين صالوا على بلاد المُسلمين عبر البحار بخيلهم وخيلائهم ينازعون الله شرعه ويسيمون عباده عبيداً، وقد أمرنا الله بقتالهم بقوله تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) (التوبة:14) .. وقال تعالى: (وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36) ..
2) كُفار مُرتدون (روافض وأحزاب كُردية عِلمانية وجبهة التوافق) الذين ساندوا المُحتل وساهموا في إنجاح مُخططه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:51 - 52) ..
3) مُنافقون من أهل المدينة مردوا على النفاق ومرجفون ضالين، وهؤلاء يتاجرون بالنصر ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا وإذا جاء أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به وأرجفوا في البلدة وإذا خلا بعضهم ببعض سلقوا المُجاهدين بالسُنة حداد، يحرضون على المُجاهدين وينصرون الكافرين ويدعون إلى تجنيد السُذج في سلك أنصار الطواغيت وهم تحديداً الحزب الإسلامي (والإسلام منهُ براء) ومن دار في فلكه، وقد أخبرنا الله جل وعلا عن حُكمهم فقال تعالى: (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) (الأحزاب:60 - 62) ..
وختاماً .. إلى المُجاهدين كافةً نقول لكم ..
تحصنوا بحسبنا الله ونعمَ الوكيل, فقد قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدرِ فنصره الله، وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة وألا إن القوة الرمي، واصبروا على المُقاتلة والرباطِ وإن الله مع الصابرين، واعلموا أن الجنةَ تحتَ ظلال السيوف، واحتسبوا دِماءكُم لله وإن القتال والجهاد سبيل الأنبياء والربانيين، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ..
نسأل الباري عزوجل أن يرحم كل مُسلمِ قُتل في هذا الحادث ويُلهم أهلهم الصبر على هذا المصاب، ويشافي كُلَ جريحِ ويجعله في ميزان حساناته ..
واللهُ أكبر .. وللهِ العزة ولرسولهِ و للمؤمنين ولكن المُنافقين لا يعلمون ..
لتحميل البيان الرسمي بصيغة JPEG .. الحجم 1.9 MB:
http://www.badongo.com/file/7547714
http://www.megaupload.com/?d=9ZQ2QX1T
http://rapidshare.com/files/87642805/317.rar.html
http://www.zshare.net/download/699789675c8e17/
http://picshome.com/en/download.php?id=6A06F4E51
http://fastuploading.com/download.php?id=63DAFF0A1
http://www.fileinsanity.com/download...35fce2c7112e62
ولا تنسونا من صالح دُعائكم
ديوان الإعلام
جَماعَة أنصار الإسلام
21/مُحرم/1429
29/كانون الثاني/2008
بَشيرُ السُنة (جَماعة أنصار الإسلام)
المصدر: (مَركز الفجر للإعلام)
هذا البيان مثال صريح على الحقائق الناصعة التي يحاول الإعلام العميل أن يخفيها .. فإن الإعلام لا يألوا جهداً في إخفاء الحقائق وإلصاق التهم للمجاهدين .. ولو أن البيان تضمن اتهامات لجهات أخرى من المجاهدين لطارت به الفضائيات ولعقدت اللقاءات مع ممثلي هذه الجهات لإذكاء نار الخلاف ..
ولكن .. البيان خالٍ من اتهامٍ للمجاهدين .. فعذراً .. لا فرصة له بالظهور .. !(/)
تضييق مفهوم السلفية .... جواب لمعالي الشيخ صالح الفوزان
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 05:46]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته
نص السؤال يقول: أقسم عليك أن تقرأ هذا السؤال ولا أبيحك أن تغفله يا فلان، فضيلة الشيخ صالح أحسن الله إليك، هناك فئة من طلبة العلم و بعض الشباب تحزبوا واحتكروا السلفية وبدعوا إخوانهم وتعصبوا لآرائهم تعصبا شديدا. يقول: ما السلفية؟
الإجابة:
السلفية: من كان على منهج السلف قال تعالى ّوَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِن الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ " -التوبة-100 - -
قال جل وعلا"وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ " السلفية هي اتباع السلف من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين و القرون المضلة هذه هي السلفية وليس لأحد أن يحتكرها، فكل من سار على منهج السلف فهو سلفي، فليست خاصة بفئة أو شخص وإنما هي لمن إتصف بها على الحقيقة.
ثم إني أدعوا الشباب وطلبة العلم يترفعون عن هذا التنابز بالألقاب: هذا سلفي هذا جامي هذا إخواني هذا كذا ... أنا لا أرى هذه الأمور لأنها أصبحت نفرت شباب المسلمين والمسلمين وأوقعت الفتنة وأحث على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح و أن نكون إخوة متحابين في الله عزوجل.
الرابط الصوتي: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatwaaTree/tabid/84/Default.aspx?View=Page&NodeID=20746&PageID=6403
وفق الله الجميع(/)
محمد عبده .. من زرعه؟ ومن حصده؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 11:00]ـ
المقال من طريق الإسلام، ونشر قديما في المحايد، ثم صيد الفوائد ومواقع أخرى.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هداه، وبعد:
الرجال ثلاثة:
رجال يصنعون الأحداث، ورجال يشاهدونهم وتقف بهم عزائمهم دون مشاركتهم، ورجال يتعجبون من الأحداث كيف حدثت.
هكذا قالوا.
وقد تبدوا الصورة على غير حقيقتها، فربما بدا أن هذا العَلَمْ المشهور أحد صناع الأحداث، وهو في حقيقة الأمر صنيعة غيره، وهذا الغير هو الذي صنعه، وهو الذي يصنع به الأحداث.
ودون تلجلج أستطيع القول أن الأمام محمد عبده أحد هؤلاء الذين هم من صناعة الغير، والذين كانت أعمالهم في خدمة عدوهم قبل دينهم!.
ولا تعجلني ودعني أوضح لك!
لماذا محمد عبده؟
يعتبر محمد عبده نقطة مهمة في مسيرة التغريب .. فهو أول من تكلم بحاجات الغرب الفكرية على أنها مطالب شرعية، ولا يزال محمد عبده يذكر في المناهج الدراسية وغيرها على أنه من أئمة الإسلام ومن رواد حضارته، وأهلُ التنوير لا يزالون يقدمون محمد عبده على أنه رائد الاستنارة، وليس أدل على ذلك من أنهم عقدوا مؤتمراً خاصاً عن الشيخ في القاهرة بعنوان "محمد عبده مفكراً ورائداً للإستنارة"، وشارك في المؤتمر أساتذة من بلدان عديدة من الوطن العربي مما يدل على أن شهرة الرجل ليست محلية.
فحين نتكلم عن محمد عبده فنحن لا ننبش القبور ولا نحاكم الموتى ونثير القلاقل، فالرجل حيٌّ بيننا بأفكاره.
ولولا انتشار فكره واغترار الناس به ما أضعت وقتاً في الحديث عنه، بل لترحمت عليه وأمسكت. ثم هو نموذج يتكرر. فكانت الإشارة إليه تغني عن الحديث عمن سواه.
نشأته. . من زرعه؟
بعد فشل الحملات الصليبية على البلدان الإسلامية، وأسر لويس التاسع في دار ابن لقمان بالمنصورة وفِديته. كان هذا الرجل فطناً، عاد يحدث قومه: لن تستطيعوا التغلب على هذه الشعوب وأنتم تحملون الصليب، هذه الشعوب تهب حين تُأْتَى من قبل دينها. فتعلم الصليبيون الدرس، وعادوا إلينا يدَّعون أنها أهداف اقتصادية، وأنهم علمانيون لا دينيون، والحقيقة أنهم يحملون ذات الثارات القديمة، والفارق بينهم وبين أجدادهم أنهم لا يحملون الصليب. وكان الاحتلال البريطاني لمصر جزء من هذه الحملة الصليبية الجديدة على العالم الإسلامي، فمنذ قدومهم عملوا على نزع الهوية الإسلامية عن شعب مصر، وإعادة قراءة النصوص الشرعية بما يتفق مع مطالبهم. وقد عملوا على إيجاد جيل كامل من أصحاب الشذوذ الفكري والطموح السياسي كما يقول الدكتور محمد محمد حسين ليتولى هو مخاطبة الشعب وتغيير هويته.
وقد وجد القوم بغيتهم في (الشيخ) محمد عبده ... لماذا؟
يرجع هذا إلى نشأة (الشيخ) وطبيعة أفكاره. فقد (كان الشيخ اعتزالياً متطرفاً، هذا أقرب ما يمكن أن يوصف به الشيخ من الانتماءات المذهبية وإن كان في الواقع له اتجاه مستقل أحياناً، وتظهر إعتزاليته في تفسيره للملائكة والجن والطير الأبابيل وخلق آدم، وربما كانت هذه التأويلات هي التي دفعت كرومر إلى قوله " أشك أن صديقي عبده كان في الحقيقة لا إدرياً " نقلها عنه جب ص 399 دراسات في حضارة الإسلام).
تأثر (الشيخ) محمد عبده بجمال الدين الأسد أبادي (الأفغاني) والذي نفي إلى مصر لفكره الاعتزالي وأرائه الغريبة إذ أنه كان منبهراً هو الآخر بالغرب وقوانينهم فنادى بأن الأمة هي مصدر الحكم، ونادى بوحدة الأديان، والسلام العالمي، وأن الاشتراكية من الإسلام. ورحل إلى أمريكا مستنصراً.
وحمل محمد عبده ذات الأفكار، وأفسح الإنجليز له المجال ليتكلم إلى الشعب من أعلى المنابر في مصر وأكثرها قبولاً لدى العامة وهو منبر الإفتاء، وليكون لسانه لسان الشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما كونه حمل ذات الأفكار ودعى إليها فقد جاء في مقدمة رسالة التوحيد لمحمد أبو ريّةـ وهو من أحباء الشيخ ــــ نقلاً عن مستر بلنت في كتابه (التاريخ السري لاحتلال إنجلترا مصر) ص:76 وهو يتحدث عن الشيخ جمال الدين الأفغاني ورسالته في الشرق وإصلاحه يقول: أما عباءة المصلح نفسه ـــ يعني جمال الدين ـــ فقد ألقيت على عاتق أقوى من عاتق صاحبها الأصيل (الشيخ) محمد عبده وقد خلف جمال الدين في زعامة حزب الإصلاح الحر في الأزهر.
أما كون الإنجليز أفسحوا له المجال فهذه حقيقة لا يماري فيها من له أدنى دراية بـ (الشيخ)، والذي يتضح لي أن شخصية محمد عبده اتفقت مع هوى الإنجليز، فحدث بينهما التقاء وتعاون، وثقة متبادلة، يصفها البعض بالعمالة ويشتد البعض في اللفظ فيصفها بالخيانة والمحصلة واحدة، وما يعنيني هو أن الشيخ كان على علاقة قوية بالإنجليز. لم ينكر هذا أحبابه فهذا يوسف الغزال في تقديمه لرسالة التوحيد يفسر سوء العلاقة بين الشيخ والخديوي عباس بقوة علاقة الشيخ بالإنجليز وكثرة تردده عليهم. وعلانية امتدحه الإنجليز ورضوا عن أقواله وأفعاله، ووقفوا ورائه يغدقون عليه الألقاب، ويرسلون فتواه في كل مكان.
واقرأ هذا النص، وهو من قول مستشار القضاء الإنجليزي بمصر في تقريره عن المحاكم لسنة 1905م وهو العام الذي توفى فيه الشيخ يقول: ولا يسعني ختم ملاحظتي على سير المحاكم الشرعية في العام الماضي بغير أن أتكلم عن وفاة مفتي الديار المصرية الجليل المرحوم الشيخ محمد عبده في شهر يوليو الفائت وأن أبدي أسفي الشديد على الخسارة الفادحة التي أصابت هذه النظارة بفقده .. " إلى أن يقول: " وفوق ذلك فقد قام لنا بخدمة جزيلة لا تقدر في مجلس شورى القوانين في معظم ما أحدثناه أخيراً من القوانين المتعلقة بالمواد الجنائية وغيرها من الإصلاحات القضائية .... ".
معذرةً أرجو قراءة النص مرة أخرى!
ومعروف أن المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر كان صديقاً للشيخ محمد عبده، وأنشأ سوياً كلية لتخريج قضاة الشرع المسلمين يدرس فيها مجموعة من العلماء ذوي الطابع التحرري والتي يقول عنها: " أنها كلية أثبتت نجاحها من كل الوجوه" ويتحدث عن ذلك في تقريره لحكومته عام 1905م فيقول: "وقد وضعت هذه المعلومات تحت تصرف لجنة ذات كفاية ممتازة يرأسها المفتي الأكبر السابق "محمد عبده" بقصد وضع خطة مشابهة تلائم ظروف مصر وحاجاتها وقد أتمت اللجنة في شهر يونيو السابق ـ والشيخ توفى في الشهر الذي بعده، وهذا له دلالته ـ ووضعت النظم المقترحة تحت تصرف الحكومة .. وهذه النظم تذود الطالب ببرامج ثقافية ذات طابع تحرري ولا تحصر الطالب في الدراسات الخاصة".
ولم يكن الشيخ مقرباً عند الإنكليز الكفرة وفقط بل "كان بين الطوائف الراقية من المصريين والأجانب محبوباً معظماً معترفاً له بمقام الإمام.
وأيضاً نال الشيخ احترام الكاثوليك العرب فهذا بشر الخوري صاحب معجم الموارد يقول بعد سلسلة من المدائح: " .. والخلاصة أنك آية من آيات الله".
بهذا تعلم أن محمد عبده نشأ في بيت مشبوه ورباه شيخ مشبوه هو جمال الدين (الأفغاني)، وقام الإنجليز بزرعه في أعلى منصب في مصر، وأخلوا بينه وبين الشعوب ليتكلم إليها كيف شاء.
أسس محمد عبده أثناء فترة تواجده في لبنان جمعية سريرة مع أحد دعاة التنصير تدعوا إلى الحوار بين الأديان.
دعوة (الشيخ) محمد عبده.
اشتهر الشيخ محمد عبده بدعوته إلى الإصلاح، والإصلاح الذي كان يهدف إليه الشيخ ثلاثة أنواع:
إصلاح الدين، وإصلاح اللغة والأدب، وإصلاح السياسة.
(وكل الذين قاموا بالإصلاح في الميادين الثلاثة كانوا من تلاميذه وأصدقائه ممن صاروا على خطاه وتأثروا بطريقته منهم سعد زغلول، وقاسم أمين، وأحمد لطفي السيد، وطه حسين وغيرهم).
والشيخ (أعظم من تجرأ على مفهوم الولاء والبراء ودار الحرب ودار الإسلام من المنتسبين للعلماء بتعاونه مع الحكومة الإنجليزية الكافرة ودعوته إلى التعامل مع الإنجليز وغيرهم بحجة أن التعامل مع الكافر ليس محرماً من كل وجه).
والشيخ هو صاحب الفتوى الترنسفالية، التي أباح فيها التشبه بالخواجات في لبس القبعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشيخ أول من أفتى بإباحة الربا في شكل صناديق التوفير معتمداً ـ كما يرى العقاد ـ على مفهوم الآية من أنه لم يحرم من الربا إلا الأضعاف المضاعفة فقط.
والشيخ كان ظهيراً لقاسم أمين في كتابه "تحرير المرأة " فعندما أصدر قاسم أمين كتابه تحرير المرأة شك كثيرون في كونه كاتبه لما حواه الكتاب من عرض ومناقشة للأقوال الفقهية والأدلة الشرعية التي كان مثل قاسم قليل البضاعة منها ولكنهم لم يشكوا في أن الذي دفعه إلى الفكرة هو أحد رجلين إما محمد عبده وإما كرومر؛ ويحل لطفي السيد الإشكال في كتابه قصة حياتي إذ يقول (إن قاسم أمين قرأ عليه وعلى الشيخ محمد عبده فصول كتاب "تحرير المرأة" في جنيف عام 1897م قبل أن ينشره على الناس ").
وقال ذلك نصاً الشيخ محمد إسماعيل المقدم ـــ حفظه الله ــ في محاضرة له بعنوان المؤامرة على المرأة المسلمة وعلل ذلك بأن الكتاب مليء بالمسائل الفقهية التي لا علم لقاسم أمين بها.
والشيخ نادى بتحريم تعدد الزوجات عملاً بحديث لا ضرر ولا ضرار.!!.
(وجملةً يمكن أن يقال أن ما من عملٍ من أعمال الخدمة الاجتماعية تم بعد وفاته إلا كان من مشروعاته التي هيأ لها الأذهان ومهد لها الطريق وبدأ فعلاً بالاستعداد لتنفيذها ومنها الجامعة المصرية التي كان يعني بها أن تقوم بتعليم العلوم وفقاً للمناهج الحديثة وتسهم في تجديد الحضارة العربية القديمة).
ومن المعلوم أن هذه الجامعة كانت مختلطة. وأنشأت فيها معاهد للرقص والفنون الجميلة وهذه هي الأخرى كانت من بنات أفكار الإمام محمد عبده كما يخبر العقاد في فصل الفنون الجميلة.
وتدبر: التعامل مع الكفار (قبول الآخر)، التشبه بهم، إباحة الربا، تحرير المرأة، تحريم تعدد الزوجات، أليست هي ذات المطالب القائمة اليوم؟!
لمن كانت ثمار دعوته (من حصده)؟
بعد هذا العرض لأفكار الشيخ ودعوته يمكننا القول أن الذي جنى ثمار دعوة الشيخ هم الإنجليز، وذلك على مستويين. الأول: على مستوى عوام الناس حيث اتخذت الشعوب أفكار الشيخ وفتاويه مبرراً نفسياً لتقبلها للتغير العلماني المتدرج في الدول العربية وقد صور محمد المويلحي في عمله الرائع حديث "عيسى بن هشام " شيئاً من ذلك على لسان أبطال الرواية إذ يسأل أحدهم متعجباً: كيف صاغ للمصريين أن يأخذوا بقانون نابليون المخالف للشريعة الإسلامية؟ فيجيب الآخر: بأن المفتي أقسم بالله أنه موافق للشريعة).
الثاني: كانت أفكار الشيخ محمد عبده ـ كما يقول سفر الحوالي ـ حلقة وصل بين العلمانية الأوروبية والعالم الإسلامي ومن ثم باركها المخطط الصهيوني الصليبي العالمي واتخذها جسراً عبر عليها إلى علمانية التعليم والتوجيه في العالم الإسلامي وتنحية الدين عن الحياة الاجتماعية، بالإضافة إلى إبطال العمل بالشريعة الإسلامية والتحاكم إلى القوانين الجاهلية المستوردة، واستوراد النظريات الاجتماعية الغربية وهو ما تم جميعه تحت ستار الإصلاح أيضاً.
نعم كان محمد عبده مخلصاً وجاداً فيما يفعل، وأراد محمد عبده الوقوف في وجهة الجمود العقلي الموجود في هذه الأيام، وأن يجاري العقل الأوروبي صاحب الاختراعات والاكتشافات العلمية يومها، فبالغ في إعمال العقل وصار تحت ردود الأفعال فأحدث انحرافاً جديداً.
ونعم أراد محمد عبده أن يقيم سداً في وجه الاستعمار الغربي والغزو الفكري يومها، فأقام قنطرة عبر عليها العدو إلى ثوابتنا الإسلامية، فكان ما كان. كما يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.
ومن يقرأ عن حياة محمد عبده ويأخذ شخصيته من كل جوانبها، يجد أن الشيخ كان شغله الشاغل هو تحسين صورة الإسلام في أعين الغربيين. والنهوض بالأمة، نهضة مادية كالتي كانت في أوروبا يومها، وربما هذا هو القاسم المشترك بينه وبين من يحاولون إحياء دعوته اليوم.
من المهم جداً تحديد المنطلق، ومن المهم جداً وضوح الهدف بدقة. وثلة غير قليلة من مثقفي اليوم، تريد تحسين صورة الإسلام أمام الغرب، وتريد الرقي المادي بالأمة الإسلامية، وتجد أقلامهم تأن من كل فعل (يشوه) صورة الإسلام أمام الغرب، وهم يصرحون بهذا في أكثر من مقام.
هذا هو هدفهم الذي يظهر لي، وهذا هو منطلقهم الذي يخرجون منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي أفهمه هو أن رسالتنا هي تعبيد الناس لله وليس الرقي المادي بحياتهم، وأن الخطاب الأخروي لا ينبغي أن يغيب عن البال، فالشرع جاء أساساً لإنقاذ الناس من نار جهنم {وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا} [آل عمران103]، وإصلاح الدنيا يأتي تبعاً، لا أصلاً {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف96].
والذي أفهمه أنه مر مائة عام على وفاة محمد عبده، ولم نجن من مشروعه الإصلاحي إلا الشوك. . . حرية المرأة، والجامعات المختلطة، والسخرية من التيارات السلفية الملتزمة بالهدي النبوي ... الخ.
نعم لم نجن من مشروع محمد عبده إلا الشوك، والعجب كل العجب أن يأتينا آخر يريد منا اليوم بذر الشوك ثانية للأجيال القادمة!!.
الهوامش
============================
[راجع إن شئت العلمانية للدكتور سفر الحوالي صـ 575]
ومن أراد المزيد فليقرأ خاطرات جمال الدين الأفغاني اختيار عبد العزيز سيد الأهل ص: 14 والاتجاهات الفكرية والسياسية والإجتماعية علي الحوافظة:102، 181،182 وكان للأفغاني نشاط ماسوني وكان يشرب الكونياك ـــ وهو نوع من الخمر ــــ كما ذكر ذلك محمد رشيد رضا في "تاريخ الأستاذ" جـ 1/ 49.
[رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده تقديم حسين يوسف الغزال ص: 15،20].
[نقلاً عن العلمانية للشيخ الدكتور سفر الحوالي ص:575 س].
المصدر السابق صـ 576، 577.
(3) رسالة التوحيد- محمد عبده تقديم محمد أبورية ص8.
[المصدر السابق ص 10].
ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتاب (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير) الدكتور فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي. صـ 124 ـــ 169)، [رسالة التوحيد تقديم حسين الغزال ص18]. قلت: وهذا يشي بانفصال الدين عن السياسة في رأس الرجل.
[سلسلة أعلام العرب ص 20].
[العلمانية 578].
[أعلام العرب ص: 176].
[أعلام العرب ص: 176].
[أحمد لطفي السيد ص 132 وجاء مثل هذا في كتاب قاسم أمين ص 158، 159].
أورد هذا الكلام خالد محمد خالد في كتابه الديمقراطية أبداً ص: 164، 165.
[العقاد: أعلام العرب ص: 176]
[العلمانية ص:579]
راجع ـــ إن شئت ـــ مقدمة كتاب مقومات التصور القرآني للأستاذ سيد قطب.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 06:05]ـ
بوركت .. أستاذنا.
ـ[الخالدي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 07:35]ـ
مقال ماتع بارك الله فيك ...
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 09:16]ـ
بوركت .. أستاذنا.
من تواضعكم بارك الله فيكم، ونفع بكم. ورفع قدركم في الدنيا والآخرة.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 09:19]ـ
مقال ماتع ...
من فضل الله علي. فله الحمد والمنة.
بارك الله فيك ...
وفيك أخي. شكرا على مرورك.
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 09:51]ـ
هل هناك رسائل علمية مطبوعة
عن محمد عبده
تدرس فكره، وشخصيته الغامضة؟؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 10:06]ـ
لم أعثر على ذلك.
وقد أتعبني جدا هذا المقال حتى وثقته، واضطررت كثيرا لقراءة كتب بأكملها. وأمسكت عن كثير وقعت يدي عليه طلبا للفائدة.
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 10:22]ـ
محمد عبده وآراؤه في العقيدة الاسلامية
عرض و نقد
حافظ محمد حيدر الجعبري
رسالة دكتوراه عام 1402هـ، جامعة ام القرى
-------
من عنوان هذه الرسالة انه خاص بالعقيدة دون غيره.
والله اعلم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 12:49]ـ
شكر الله لك استاذنا الكريم وبارك في جهودك، وجعل ما جمعته بيانا للحق في موازين أعمالك .. اللهم آمين
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 05:26]ـ
جزاك الله خيراً .. بحثٌ قيمٌ ودراسةٌ موجزةٌ وافيةٌ ..
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 07:19]ـ
أستاذي الفاضل:محمد جلال
ماذا تعرفون عن رشيد رضا وما وجه العلاقة بين الشخصيتين؟
وفقتم للخير ..
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 11:23]ـ
ماذا تعرفون عن رشيد رضا وما وجه العلاقة بين الشخصيتين؟
هذا هو اللغز الكبير الذي عجزت عن فك رموزه حتى الآن. هي علاقة التلميذ بأستاذه ومعلمه.
الشيخ رشيد رضا -على سلفيته وتأييده الكبير للدعوة السلفية - يعتبر محمد عبده أستاذه ومعلمه والمدرسة التي تخرج منها. وهو يتبنى كثير من آرائه العقائدية في تفسيره المنار.
في قضية الجهاد على سبيل المثال, رشيد رضا يتبنى رأي محمد عبده بحذافيره في أن الجهاد في الإسلام هو جهاد الدفاع أما جهاد الطلب فلا مكان له في العقيدة الإسلامية .. وهكذا.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 12:27]ـ
وفقكم الله.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 08:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ رشيد رضا التقى محمدعبده في بداية حياته، في لبنان تحديدا في لبنان، وتأثر به جداً، ثم بعد ذلك تأثر بعلماء نجد.
والذي يبدوا لي أن رشيد رضا التقى محمد عبده في بداية حياته، وكان محمد عبده يومها مطرودا من بلده، ثائرا على الإنجليز فيما يبدو للناس وهو كان صديقا لكرومر (المندوب السامي البريطاني) ـ وهم كالأمريكان اليوم ـ .. يبدوا وكأنه بطل، أضف إلى ذلك أنه كان متكلما، يستطيع خلط كثير من العلوم اثناء حديثة مما يشي بأنه يعلم شيء عن كل شيء.وكان محمد عبده من (المُتعبين) .. (المجهدين) .. المخلصين لما يعتقدون .. ـ وقد ينفع هذا في تخفيف العقوبة عن الشخص أو رفعها ولكنه لا ينفع في تبرير الفعل أو تمريره ـ وهذا من شأنه أن يورث الإعجاب في ذهن الطلاب وخاصة المبتدئين، وخاصة المتحمسين من أمثال الشيخ رضا.
ولذا تجد عند رشيد رضا، ما تعرف وما تنكر.
لا تحمل في صدرك من الشيخ رشيد رضا. كانت وقتها الأمور ملتبسة.والرجل كان جادا مندفعا ككثير غيره.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 10:54]ـ
جزاكما الله خيرا ((آلبوصيلي)) وأستاذنا ((محمد جلال القصاص)) على التوضيح
وأظن أن الشيخ ابن عثيمين كان ينصح بتفسير المنار
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:20]ـ
وجزاكم مثله أخي الفاضل
ـ[أبومروة]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:36]ـ
إن في مقالة الكثير من الألغاز؟؟
على خلفية طرحك لأراء الشيخ محمد رشيد رضا صاحب المنار - رحمه الله
وهو أحد أقطاب التجديد الاصلاحي في القرن الماضي
لكن يا أستاذ لو تكرمت وبسطت المسألة أكثر خاصة في مجال جهاد الدفاع وجهاد الطلب وعلاقته المعاصرة بالجيوش الأمريكية ذات الهمينة العالمية واستقرارها ببعض الدول؟؟؟؟.
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:51]ـ
عفواً
لم يأت الطرح على محمد رشيد رضا. المقال عن محمد عبده.
ولم افهم جيداً السبب الداعي للاستحضار جهاد الدفع وجهاد الطلب هنا.
.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 01:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ رشيد رضا التقى محمدعبده في بداية حياته، في لبنان تحديدا في لبنان، وتأثر به جداً، ثم بعد ذلك تأثر بعلماء نجد.
والذي يبدوا لي أن رشيد رضا التقى محمد عبده في بداية حياته، وكان محمد عبده يومها مطرودا من بلده، ثائرا على الإنجليز فيما يبدو للناس وهو كان صديقا لكرومر (المندوب السامي البريطاني) ـ وهم كالأمريكان اليوم ـ .. يبدوا وكأنه بطل، أضف إلى ذلك أنه كان متكلما، يستطيع خلط كثير من العلوم اثناء حديثة مما يشي بأنه يعلم شيء عن كل شيء.وكان محمد عبده من (المُتعبين) .. (المجهدين) .. المخلصين لما يعتقدون .. ـ وقد ينفع هذا في تخفيف العقوبة عن الشخص أو رفعها ولكنه لا ينفع في تبرير الفعل أو تمريره ـ وهذا من شأنه أن يورث الإعجاب في ذهن الطلاب وخاصة المبتدئين، وخاصة المتحمسين من أمثال الشيخ رضا.
ولذا تجد عند رشيد رضا، ما تعرف وما تنكر.
لا تحمل في صدرك من الشيخ رشيد رضا. كانت وقتها الأمور ملتبسة.والرجل كان جادا مندفعا ككثير غيره.
.
الفاضل محمد جلال قصاص ...
هل ترى أن الشيخ رشيد بقي مندفعا لآخر أيام حياته؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:29]ـ
أحسن الله إليكم مقال رائع، لكن لو كان هنالك رسالة دكتوراة عن منهج محمد عبده أظن أنها ستحقق الكثير من الفوائد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:02]ـ
جزاك الله خيرا
لكن أليس من اللائق أن نفكر فى مصير الشباب الجدد الذين سيقرؤن هذا المقال فلا شك سينحرفوا مثلما انحرفت انا لما سمعت الشيخ الحوينى ينال من سماحة الشيخ القرضاوى علنا على المنبر ويقول لايجوز أن نأخذ منه فقها ولا حديثا!! فطفقت أمشى فى الشوارع وأردد الكلام ورميت الشيخ بالدروشة كعلى جمعة فهل يا ترى سيبوء الشيخ الحوينى بذنبى يوم القيامة؟
أليس من اللائق أن نضع باقى الصورة هنا للأمانة العلمية ولما قلت أنفا وباقيها كاعتذار اهل العلم عن محمد عبده ومدحهم له
ناا سمعت الشيخ المقدم يعتذر عن الشيخين محمد عبده والأفغانى لظروفهم البيئية والزمنية وقال الله اعلم لو كنا نحن مكانهم ماذا كنا نفعل
أنا سمعت الشيخ العثيمين أكثر من مرة بعد ماحكى قصة الشيخ محمد عبده فى مطعم باريس فقال العثيمين أن الامة الاسلامية قليلا ما تنجب رجلا ذكيا كهذا الرجل
وبالنسبة لأخطاءه فهو قد أفضى الى ماقدم والحمد لله أننا عرفنا تصحيح أخطاءه وربنا غفور رحيم ولا ننسى ان كثيرا من ائمة الاسلام هم أئمة ودائما ينقل عنهم علمائنا كالرازى وقد اتهمه البعض بالزندقة والدخول فى الاسلام لافساده ومعلوم ما كتب من كتب فى السحر الاحمر الذى هو كفر بالاجماع وأيضا العالم الاخر فى القرن الثامن (المهايمى) من الهند يقول بوحدة الوجود وله شرح على كتاب فصوص الحكم وغيرهم كثير كثير ما منع علمائنا من اعتماد كلامهم بل ان الشيخ المقدم ما تمر اية تقريبا فى شرحة الصوتى على تفسير الالوسى الا وينقل كلام المهايمى
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:22]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
استاذنا الفاضل محمد جلال القصاص جزاك الله كل خير على ما تقدمه وبارك الله في جهودك وكثر من امثالك
لي سؤال اتمنى لو تجيب عليه وهو انه هناك من يتهم جمال الدين الافغاني ومحمد عبده بانهم عملاء للماسونية هل هذا صحيح؟!!
قال الشيخ المجاهد عبد الله عزام رحمه الله في كتاب (القومية):
ولا بد هنا أن نشير إلى ثلاثة من الدعاة ممن كانوا يتزيون بزي العلماء وهم مشهورون في العالم كله كدعاة إلى الوحدة الاسلامية مع أنهم في الوقت نفسه يهاجمون تركيا ويسعون إلى هدم صرح الخلافة. وهم: الأفغاني: وكان يحتضن كثيرا من النصارى واليهود وكان طبيبه الخاص اسمه هارون يهوديا، وقد حضر موته هو ونصراني آخر اسمه (جورجي كونجي) وكان ينزل في لندن ضيفا على مستر (بلنت) البريطاني صاحب كتاب (مستقبل الاسلام) وعندما حاول الخليفة منع الأفغاني من الخروج من تركيا توسط له السفير البريطاني وخرج. وكان الأفغاني رئيسا لمحفل الشرق الماسوني (1). [كتاب الاسلام والحضارة الغربية فصل الأفغاني ومحمد عبده وكتاب الفكر الإسلامي المعاصر للتوبة].
أما محمد عبده: فكان صديقا حميما لكرومر وصرح كرومر بأن الشيخ عبده سيبقى مفتيا لمصر مادامت بريطانيا فيها، وكان ماسونيا ومن رواد صالون الأميرة نازلي فاضل، ومن تلاميذه: أحمد لطفي السيد العلماني الذي أعلن كفره البواح في صحيفته (الجريدة) وسعد زغلول. وقاسم أمين (صاحب كتاب تحرير المرأة) وهؤلاء كان لهم أثر عميق في مجرى الأحداث في مصر (1) [كتاب الإسلام والحضارة الغربية فصل الأفغاني ومحمد عبده وكتاب الفكر الاسلامي المعاصر للتوبة].
وعبدالرحمن الكواكبي 184 - 1903 وأصدقاؤه وتلاميذه من المسلمين واليهود والنصارى. كانت دروسه في مقهى (سبلنددبار) نادى بمبايعة خليفة عربي في كتابه (أم القرى) وله كتاب آخر اسمه (طبائع الاستبداد)، دعا إلى المساواة بين الأديان لتحقيق التماسك القومي. ويقول (دعونا ندبر حياتنا الدنيا ونجعل الأديان تحكم الأخرى فقط، دعونا نجتمع على كلمة سواء، ألآ وهي فلتحيا الأمة، فليحيا الوطن، فلنحيا طلقاء أعزاء).
رابط الكتاب http://www.almeshkat.com/books/open....t=21&book=1690
وقال الدكتور سفر الحوالي في كتابه (العلمانية .. نشأتها وتطورها و آثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة):
كان جمال الدين متأثراً بشعارات الماسونية - التي رفعتها الثورة الفرنسية - لا سيما شعار المساواة، واعتقد أن من أعظم علل الشرق أن المرأة فيه ليست متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات، وكان من تلاميذه الذين سرت فيهم هذه الفكرة محمد عبده، وقاسم أمين ...
http://saaid.net/book/open.php?cat=83&book=549
وقال الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله في كتابه (الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان) عندما تكلم عن فتنة التقريب بين الاديان:
وقد خمدت حيناً من الدهر محتجرة في صدر قائليها، المظهرين للإسلام، المبطنين للكفر والإلحاد، حتى تبنتها " الماسونية " (6) وهي: " منظمة يهودية للسيطرة على العالم، ونشر الإلحاد والإباحية ". تحت غطاء الدعوة إلى وحدة الأديان الثلاثة، ونبذ التعصب بجامع الإيمان بالله، فكلهم مؤمنون. وقد وقع في حبال دعوتهم: جمال الدين بن صَفدَر الأفغاني، ت سنة 1314 بتركيا (7) وتلميذه الشيخ محمد عبده بن حسن التركماني. ت سنة 1323 بالإسكندرية (8)
رابط الكتاب http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=348
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 06:54]ـ
يالاضافة الى كلام العثيمين والمقدم
قال الشيخ ابو الحسن الندوى
1 منذ سنوات عديدة ماضية أصبحت كلتا الشخصيتي (الاستاذ والتلميذ) موضوع البحث والنقد ونشرت الجرائد والمجلات العربية مقالات وألقيت محاضرات فى الندوات العلمية تقلل من عظمة الشخصيتين ولم تعدا كما كانت قبل اليوم بربع قرن
ولكن الواقع الذى لاينكر انهما مثلا دورا له قيمته فى اعادة ثقة الشباب المسلم بصلاحية الاسلام فى العصر الحاضر وحيويته ومن أراد التفصيل فليراجع كتاب المؤلف (الصراع بين الفكرة الاسلامية والفكرة الغربية فى الأقطار الاسلامية)
قاله فى كتاب القرن الخامس عشر هجرى الجديد فى ضوء التاريخ والواقع هدية مجلة الازهر المجانية عددربيع اول 1430(/)
الحكم بغير ما أنزل الله
ـ[رضيت بالإسلام ديناً]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 02:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , ...
الحمد لله وحده , و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده , ...
ما بعد فإني قد وجدت من بعض طلبة العلم و العلماء أقوال بتكفير من لا يحكم بما أنزل الله حتى لو لم يجحدها و قالوا بأنها كالحكم على تارك الصلاة , ...
و كان إعتقادي و ما زال هو أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر لأثر ابن عباس
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? [المائدة:44] قال: "من جحد ما أنزل الله، فقد كفر، ومن أقرّبه، لم يحكم به فهو ظالم فاسق".
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (6/ 166) بإسناد حسن. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/ 114)
و هذا الأثر أيضاً
قال طاووس عن ابن عباس – أيضاً – في قوله: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?؛ قال: ليس بالكفر الذي يذهبون إليه".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/ 522/574) بإسناد صحيح. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/ 114)
وفي لفظ: "كفر لا ينقل عن الملة". وفي لفظ آخر: "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/ 522/575) «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/ 114)
ولفظ ثالث: "هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/ 521/570) وإسناده صحيح.
و هو قول جمع من العلماء
المصدر (أتمنى قراءة المصدر):-
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Hakmeh/Qwaneen.html
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Hakmeh/hakmeh.html
و لكن لم أرى كيف يعارض طلبة العلم الذين يرون الكفر المخرج من الملة دون استحلال هذه الأدلة؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 05:04]ـ
الموضوع كبير، وطويل الذيول
وأنصحك -بصفتي متعمق في هذا الموضوع- بألا تخوض فيه حتى لا تنشغل بما يفوق طاقتك
ولكني أبشرك بصدور كتاب (جامع) لأطراف هذه المسالة إن شاء الله
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 07:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين يصدر هذا الكتاب ومن صاحبه؟؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 05:30]ـ
يصدر قريبًا إن شاء الله، أما عن صاحبه فهو (العبد الفقير) راقم هذه الحروف
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 06:27]ـ
بارك الله فيك
وماهو الإسم الحقيقي للذي رقم حروف الكتاب؟
بارك الله فيك
ـ[أبو موسى]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 06:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أفضل الكتب المعاصرة في الموضوع:
60 قول في كفر من حكم أو تحاكم للطاغوت
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 03:56]ـ
أنا لا أكتب اسمي الحقيقي على أبحاثي وكتبي، وهذا ليس تخفيًا من شيء! -فهناك من أهل العلم من يعرفني باسمي ولكني أفضل ذلك- أما بخصوص المشاركة الأخيرة (!)؛ وهي كتاب: "60 قول في كفر من حكم أو تتحاكم إلى الطاغوت" فاسمه وحده كاف في رده!، ولكنه قد حوى ما كرره غير ولكن بمغالطات أكثر!. وبيان ما فيه من المتهافتات من أسهل ما يكون بحمد الله تعالى؛ فلا يغرنكم كثرة نقولاته؛ فغالبها لا صلة لها بمحل البحث والنزاع؛ فإن غالب من كتب في هذا الباب غير محرر لمحل النزاع؛ فتجده ينقل أقوالاً لأهل العلم على "من لم يرض بحكم الله ورسوله" -مثلاً-، ويظن أن ذلك يخدم مذهبه! ... إلى غير ذلك، ثم يقال لك بعد إن هذا الكتاب: "من أفضل ما كُتِب"!!، فالله المستعان.
أما دعوى موافقة المرجئة؛ فشنشنة نعرفها من أخزم!؛ وهي ناشئة من الجهل بمحل النزاع كما ذكرت وللرد عليه (بإيجاز) أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
قد بان لمريدي الهدى والرشاد مذاهب المرجئة الضلال، وما تلبسوا به من البدع المشينة، والأقوال المخالفة للكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة، تلكم الأقوال التي فارقها أهل السنة في كل زمان، ولم يكل منهم في التحذير منها لسان ولا بنان، ثم يأتي من لا خُلُقَ له ولا أمانة [1] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn1) ويرمي من يقول – من أهل السنة – بعدم كفر من يحكم بالقوانين الوضعية بإطلاق – مع تقريره بأن الأعمال من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الظاهر والباطن متلازمان – بأنه: "مرجئ"! أو: "وافق المرجئة"!، وقد يشتط فيقول بفيه ملؤها الزور والبهتان: "من غلاة المرجئة"!!.
فَأُفٍّ عَلَى الْعِلْمِ الذِّي تَدَّعُونَهُ إذَا كَانَ فِي عِلْمِ النُّفُوسِ رَدَاهَا (!!)
وأما الجواب على اتهام من قال بعدم كفر من يحكم بالقوانين الوضعية بإطلاق من أهل السنة بأنهم مرجئة فمن وجوه:
الوجه الأول:
أن الذي ينبغي أن نفهمه أن مطلق الاشتراك مع أهل البدع في بعض ما هم عليه من دون نظر إلى حقيقة هذا المذهب لا يقتضي الإلحاق بهم. فإن أهل السنة اشتركوا مع الخوارج والمعتزلة في أن العمل من الإيمان وأن الإيمان اعتقاد وقول وعمل، كما أنهم اشتركوا مع المرجئة في عدم تكفير مرتكب الكبيرة، واشتركوا مع مرجئة الفقهاء في أنه يستحق الذم وأنه متوعد في الآخرة بعقاب الله.
وخالفوا الخوارج والمعتزلة والمرجئة فقالوا: الإيمان حقيقة مركبة، وقالت الخوارج والمعتزلة والمرجئة: بل هو شيء واحد؛ إذا زال بعضه زال كله.
وخالفوا المرجئة فقالوا: مرتكب الكبيرة ناقص الإيمان، والمرجئة قالت: هو مؤمن كامل الإيمان.
ومن هذا الباب – أعني: المشاركة مع المرجئة فيما لا يقتضي إلحاقًا بهم – قول الحافظ ابن عبد البر: "هذا قولٌ [2] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn2) قد قال به جماعة من الأئمة ممن يقول الإيمان قول وعمل، وقالت به المرجئة أيضاً!؛ إلا أن المرجئة تقول: (المؤمن المقر مستكمل الإيمان)، وقد ذكرنا اختلاف أئمة (أهل السنة والجماعة) في تارك الصلاة فأما أهل البدع فإن المرجئة قالت: (تارك الصلاة مؤمن مستكمل الإيمان إذا كان مقرا غير جاحد ومصدقا غير مستكبر)، وحكيت هذه المقالة عن أبي حنيفة وسائر المرجئة وهو قول جهم! "اهـ.
وعليه: فإن مطلق المشاركة مع المرجئة في بعض ما هم عليه –مع الاختلاف معهم في أصول مذهبهم- لا يقتضي إلحاقًا بهم.
الوجه الثاني:
أن كبار العلماء المعاصرين [3] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn3) الذين اختفوا معنا في هذه المسألة- وهي الحكم بالقوانين الوضعية - لم يختلفوا في (مناط التكفير) في هذه المسألة ألا وهو: الإرجاع إلى الاعتقاد والاستحلال [4] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn4) ، وإنما اختلفوا في تحقيق هذا المناط في هذه الصورة على الوجه العام [5] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn5)؛ بمعنى أوضح: أن هؤلاء العلماء لم يكفروا من يحكم بالقوانين الوضعية لمجرد أن هذه القوانين كفر أكبر [6] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn6) ؛ بل لأن العدول عن حكم الشرع – ولو في مسألة واحدة – مع جعل هذا العدول مطردًا بحيث يجعل قانونًا عامًا يرجع إليه في كل القضايا، يستلزم - عندهم - انتفاء أصل الإيمان من القلب (وهو مناط التكفير)، فليس مجرد الحكم بالقوانين هو موضع النزاع عندهم، وإنما موضع النزاع هل هذه الصورة تستلزم انتفاء أصل الإيمان أم لا؟، وهذا خلافٌ فرعيٌ جزئيٌ لا يتعلق بالإرجاء ولا بالمرجئة، لأن الذين لا يكفرون بهذه الصورة [7] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn7) لا يترددون في تكفير المواقع لها إذا دل دليل صحيح لا معارض له أن في ذلك انتفاء لأصل الإيمان [8] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftn8) ، فعاد الخلاف إلى هذه الجزئية؛ ألا وهي: هل هذه الصورة تستلزم انتفاء أصل الإيمان أم لا؟!.
[1] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref1) وقد تأثر بهؤلاء أو وافقوهم بعض أهل السنة وهم معذورون –إن شاء الله-، وليس هم المقصودين بالتشنيع، وإنما دعاة الشر والفساد من أصحاب الكر المنحرف الذين سلكوا كل سبيل للطعن في علماء الأمة والنيل منهم، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref2) يعني: القول بعدم تكفير تارك الصلاة كسلاً من غير جحود ولا استكبار.
[3] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref3) كالشيخ ابن عثيمين (في القديم)، والشيخ الفوزان
[4] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref4) وعلى رأس هؤلاء العلامة الفقيه المتفنن الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين؛ فإنه قال – (قديمًا) - في التكفير بصورة القوانين كما في "الفتاوى" (2/ 143): "ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه ... لأن هذا المشرع تشريعاً يخالف الإسلام إنما شرعه لاعتقاده أنه أصلح من الإسلام وأنفع للعباد+اهـ قال أخونا بندر بن نايف – في كتابه "الحكم .. مناقشة تأصيلية+ معلقًا: "ففي هذه الفتوى ... أن الإمام ابن عثيمين أرجع التكفير في هذه الحالة للاعتقاد ... فليتأمل هذا الذين يتمسكون بكلامه رحمه الله في هذه المسألة، ومع ذلك يرون أن الإرجاع للاعتقاد في هذه الصورة إرجاء! "اهـ. وانظر تراجعه عن ذلك الرأي في الفتوى المنشورة في هذا الكتاب ص (). وأزيد على ذلك: أن الشيخ محمد ابن إبراهيم نفسه أرجع الحكم في هذه المسألة للاعتقاد فإنه قال – كما في رسالة تحكيم القوانين -: "ومن الممتنع أن يسمى الله سبحانه وتعالى الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ولا يكون كافراً؛ بل هو كافر مطلقاً إما (كفر عمل) وإما (كفر اعتقاد) ... أما كفر الاعتقاد فهو أنواع ... [وذكر منها الحكم بالقوانين] "اهـ قلت: فانظر يا رحمك الله كيف جعل الشيخ الحكم بالقوانين من (كفر الاعتقاد) ولم يجعله من كفر العمل (المضاد للإيمان) والذي يتضمن لزامًا كفر الاعتقاد. وهذه دقيقة قلما يتنبه لها إلا من وفقه الله، وهي تؤيد - بفضل الله – ما ذهبنا إليه هنا. وهذه (الدقيقة) هي التي جعلت أقوال طلبة العلم تتخبط في فهم مراد العلماء في هذه المسألة، فتراهم يختلفون في توجيهها على أفهام متناقضة، ولو أنهم تنبهوا لتلك (الدقيقة) لزال عنهم كثير من الإشكالات، والله الموفق.
[5] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref5) أي على كل من حكم بالقوانين الوضعية من غير تعيين.
[6] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref6) بدليل أن الذي حكم بإحدى هذه القوانين في قضية واحدة لم يكفر عندهم بذلك اتفاقًا، ومن المعلوم أن ما كان جنسه كفرًا؛ لم يفرق بين قليله وكثيره!. وإنما يكفرون من عزم على الحكم بهذا القانون في كل القضايا دون استثناء، ويعبر بعضهم عن هذه الصورة باسم "الحكم في التشريع العام".
[7] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref7) لعدم انطباق مناط التكفير عليها في كل الصور.
[8] ( http://www.alukah.net/majles/#_ftnref8) ومن ذلك: إظهار الحاكم ما يدل دلالة (صريحة) على ذلك كقوله: "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين" وقوله: "إن الشرع لا يناسب العصر الحالي"، وقوله: "إن إقامة الحدود فيها وحشية" ... إلى آخر ذلك من الأقوال الكفرية في ذاتها، والتي تدل بدلالة التضمن على عقيدته في حكمه بالقوانين؛ لأنها بمثابة إفصاحه عن سبب حكمه بها، فكأنه يقول: أنا أحكم بهذه القوانين لأنه: "لادين في السياسة ولا سياسة في الدين" أو: لأن "إقامة الحدود مما ينافي الآدمية والرحمة الإنسانية+ أو: "لأن الحكم بشرع الله لا يتناسب مع عصرنا الحالي". وهذا طبعًا على الوجه العام، فلتكفير المعين ضوابط أخرى سبقت في باب قواعد التكفير، فانظره فإنه مهم.
(((المرفقات))) في الرد القادم؛ فانتظر!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 02:44]ـ
إليكم هذا الرابط بصفة ((مؤقتة))؛ حتى يتسنى لي رفع ((المرفقات)) التي وعدت بها
http://up1.ups7.com/file/3900/---------------------------------------------rar.html
وتجده أيضاً في هذه المشاركة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10751
تنبيه: أعتذر من أي حدة صدرت مني في مشاركتي السابقة، وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 11:14]ـ
هذا كتيب جيد يبحث المسألة
حكم الله وما يُنافيه
د. عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=com_remositor y&Itemid=56&func=counter&filecatid=268
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 01:49]ـ
لو قلتُ: "إني أكره عمرو ...
ما هاتفني مرةً واحدةً إلا وأفصح عنْ نيَّته في اقتراض بعض النقود مني."
فهل يفهم السامع العاقل من هذا الكلام أنَّ أحوال عمرو معي على الهاتف على قسمين:
مرة يتصل بنيّة السؤال عن الصحة فيكون محبوباً.!
ومرة أخرى يتصل بغرض الاقتراض فيكون مذموماً؟!
لايقول بهذا عاقل.
---------------
لو قال الشيخ العثيمين - رحمه الله -: "ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق".
فهل يفهم السامع العاقل أن الشيخ العثيمين يقصد من هذا الكلام أن حال من يشرع القوانين الوضعية على قسمين:
قسم يكفر لاعتقاده بأنها الأصلح!
وقسم آخر لايكفر لعدم اعتقاده أنها الأصلح؟!!
لايقول بذلك من شم رائحة العقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 02:39]ـ
القول بكفر الحكم بغير ما أنزل الله .. هو القول الراجح الذي تدعمه الأدلة الظاهرة
دون اشتراط الاستحلال .. فإن الشيء إذا سماه الله كفرا .. لا يكون الاستحلال فيه شرطا .. هذا هو الأصل
وإلا فاستحلال أي شيء حرمه الله يقينا فهو كفر قولا واحدا
وما ذكرته من أدلة عن ابن عباس .. فهي ضعيفة .. ضعفها كبار المحققين من أهل الحديث في زماننا كالعلوان والسعد وغيرهما .. وحججهم في تضعيفها وإعلالها ظاهرة جدا
بل الرواية الصحيحة المحفوظة عن ابن عباس هي قوله في تفسير الآية"هي به كفر" كما عند ابن أبي شيبة
والحكم بغير ما أنزل الله .. عبادة .. قال تعالى"إن الحكم إلا الله" .. فتأمل كيف أعقبها بقوله"أمر ألا تعبدوا إلا إياه"
ومن زعم اشتراط الاستحلال .. فعليه أن يشترط ذلك في دعاء غير الله .. وسائر العبادات التي تصرف لغير الله
والأصل الذي لا محيص عنه أن الكفر حين يعرّف فالمراد به الأكبر ..
وقد نص الله تعالى على هذا الحكم بوضوح فقال"ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الكافرون"
وأما من يدعي أنه قد يكون فسقا وظلما بنص الآيتين اللاحقتين .. فجوابه في نفس الآيات وهي أنها تتحدث عن اليهود والنصارى
وهذا القول الذي سقته لك .. هو قول الإمام محمد بن عبد الوهاب ..
ونقل الإجماع عليه ابن كثير كما في البداية والنهاية .. وهذا تحصيل كلام ابن تيمية وابن حزم
والحكم من خصائص الله تعالى فهو فرع من توحيد الإلهية .. كل الآيات تدل على ذلك .. بوضوح تام لمن تأملها ..
لكن يستثنى منه من تحاكم إلى هواه في قضية ما لعارض شهوة عاجلة ..
أما أن يحاكم شخص الناس إلى قوانين أرضية .. ويلزمهم بها .. وينبذ-بلسان حاله-شرعة الله تعالى ..
فهذا الكفر الذي قال الله عنه
والآية لم تشترط استحلالا .. ولا انعقاد قلب ..
وعلى من يبحث في الأمر أن يتخلّص من تبعات التأثيرات الخارجية .. والعواطف التي تحرف بحثه عن الجادة
والله المستعان
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 04:41]ـ
فهل يفهم السامع العاقل أن الشيخ العثيمين يقصد من هذا الكلام أن حال من يشرع القوانين الوضعية على قسمين:
قسم يكفر لاعتقاده بأنها الأصلح!
وقسم آخر لايكفر لعدم اعتقاده أنها الأصلح؟!!
لايقول بذلك من شم رائحة العقل.
أولاً
أخي (جولدن توربان!) (!): إن العقل -إن صح تشبيهك البليغ! - ليس له رائحة -ولو على المجاز- فضلاً عن أن يُشَمَّ!؛ وإنما العقل (هبة محضة) من الله سبحانه وتعالى، فلربما قصدت رائحة العلم! (على المجاز أيضًا)؛ فإنه برزق الله ثم بكسب ابن آدم.
ثانياً
إني لم أذكر أن الشيخ قد قسم ((من يشرع القوانين الوضعية على قسمين: 1 - قسم يكفر لاعتقاده بأنها الأصلح! 2 - وقسم آخر لايكفر لعدم اعتقاده أنها الأصلح؟!!)) كما ذكرتَ، بل ولا هذا أيضاً لازم كلامي كما توهمت منه!؛ وإنما فحوى كلامي:
1 - أن الشيخ ابن عثيمين أرجع علة التكفير في صورة من يحكمون بالقوانين إلى (الاعتقاد) وليس مجرد الفعل؛ إلا أنه قد رأى أن هذه العلة لا تتخلف أبدًا فيهم كما قال: ((إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه)).
2 - وأن الشيخ بهذا لا يكون كمن كَفَّرَ بمجرد الحكم بالقوانين (بغض النظر عن أي علة) = (بمجرد الفعل).
وبمعنى تأصيلي أقول: إن الشيخ قد جعل الحكم بالقوانين من كُفْرِ الاعتقاد (=الباطن)، وليس من كفر العمل المضاد للإيمان (=الظاهر)، وبالمثال يتضح المقال:
* رجل سب النبي (ص) --> فهذا كفر عملي مضاد للإيمان من كل وجه؛ وهو لا يصدر إلا عن اعتقاد؛ فهذا السب بمثابة (التصريح) باعتقاده القلبي؛ فسواء صرح صاحبه باعتقاده أم لم يصرح؛ كفر بإجماع المسلمين، فلا ينفعه أن يصرح بخلاف ما صدر منه إلا أن يكون خطأ لفظياً محضاً كالذي قال (اللهم أنت عبدي وانا ربك!).
* رجل (اعتقد) (بقلبه) كذب النبي (ص) ولم نعلم منه ذلك، ولم يظهر ما يدل (دلالة قاطعة) على ذلك --> فهذا كفر اعتقادي في الباطن غير ظاهر لنا؛ فهو كافر (في الباطن) من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية (الظاهر)؛ فهو مسلم تجري عليه أحكام المسلمين لاسيما، إذا صرح بحب النبي وتوقيره؛ وهو عكس ما يعتقد (=منافق).
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا فليعلم أخي المنتقض، وغيره أن الغرض من مشاركتي هذه وسابقتها ليس هدفها إلا:
تقرير أن إرجاع التكفير للاعتقاد في (هذه المسألة) --> ليس من الإرجاء في شيء؛
وهو ما قررته (بالدليل القاطع) من كلام الأئمة الأعلام؛ وعلى رأسهم الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-؛ فقد أرجع الشيخ الحكم بالقوانين لكفر الاعتقاد (الباطن) ثم إنه استدل على هذا الباطن ((بقرينة)) أن: ((الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه)). وهذه القرينة قد تلزم أصحاب المعاصي لاسيما الذين يتفننون فيها كأصحاب البنوك وبيوت الدعارة؛ فهي قرينة لا تدل دلالة قطعية على ما في القلب كما هو معلوم (عند الجميع)؛ فرحم الله الشيخ.
ثالثاً
أن هذا الذي تستنكره، وتستغربه؛ قد صرح به الشيخ في فتواه المتأخره، ولكن يبدو أنك أخي "جولدن توربان" (!) ما أنزلت الروابط التي سقتها بالمشاركة السابقة؛ والتي فيها الفتوى المتأخرة للعلامة ابن عثيمين (صوتياً)؛ وهي سؤال موجه إليه عبر الهاتف من أحد تلامذته: الشيخ/ أبي الحسن المأربي -حفظه الله وسدده-؛ فبدلاً من أن تعتمد كلامه اللاحق في المسألة؛ أجدك تدندن على قوله (القديم) الذي تراجع عنه كما هو في فتوى "التحرير في مسألة التكفير" الموجود في المرفقات؛ وهو من آخر ما تلفظ به –رحمه الله- في هذه المسألة. وفعلك هذا -وهو نسبة قوله القديم له بعد ثبوت تراجعه عنه- يعد غاية في الظلم للشيخ رحمه الله. ولو كلفت نفسك قليلاً بسماع المرفقات؛ لوجدت الآتي:
"السؤال حول مسألة كثر فيها النزاع بين طلبة العلم، (وكثر بها أيضاً الاستدلال من بعض كلمات لفضيلة الوالد العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله تعالى) ... – لو أن الحاكم في هذا الزمان فعل مثل هذه الشريعة هل يكون كافراً بهذه الشريعة إذا ألزم الناس بها مع اعترافه أن هذا مخالف للكتاب والسنة وأن الحق في الكتاب والسنة، فهل يكون بمجرد فعله هذا كافراً؟ أم لابد أن ينظر إلى اعتقاده بهذه المسألة؟ كم مثلاً يلزم الناس مثلاً بالربا كمن يفتح البنوك الربوية في بلاده ويأخذ من البنك الدولي قروضاً ربوية ويحاول أن يأقلم اقتصادها على مثل هذا الشيء ولو سألته قال: الربا حرام ولا يجوز لكن لأزمة اقتصادية أو لغير ذلك يعتذر مثل هذه الاعتذارات (وقد تكون الاعتذارات مقبولة وقد لا تكون)!، فهل يكفر بمثل ذلك أم لا؟ (((ومع العلم أن كثيراً من الشباب – يعني – ينقلون عن فضيلتكم أنكم تقولون أن من فعل ذلك يكون كافراً))) ... نريد من فضيلتكم الجواب! ...... [فكان من جوابه رحمه الله] .... :
1 - فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه بأن الحق فيما قضى الله به فهذا لا يكفر، لكنه بين فاسق وظالم.
2 - وأما إذا كان ((يشرع حكماً عاماً)) تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضاً. لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل في علم الشريعة ويتصل بهم من لا يعرف الحكم الشرعي وهم يرونه عالماً كبيراً فيحصل بذلك المخالفة.
3 - وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو (((شرع هذا وجعله دستوراً))) يمشي الناس عليه ((يعتقد)) أنه ظالم في ذلك وأن الحق فيما جاء به الكتاب والسنة ((فإننا لا نستطيع أن نكفر هذا)).
4 - وإنما نكفر من يرى أن حكم غير الله أولى أن يكون الناس عليه أو مثل حكم الله عز وجل، فإن هذا كافر لأنه مكذب لقول الله تبارك وتعالى: "أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ" وقوله: "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ". " اهـ عن الشريط المرفق بالرابط أعلاه.
قال أبو رقية –عفا الله عنه-:
ذكر الشيخ في فتواه ثلاثة حالات ممن يحكمون بالقوانين:
1 - من ((يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه))؛ وهذا النوع من الحكام ليس بكافر -كما قال الشيخ: ((فلا يكفر)) -؛ لأنه متاول.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - من ((حكم وشرع دستوراً يمشي الناس عليه يعتقد أنه ظالم في ذلك وأن الحق فيما جاء به الكتاب والسنة))؛ وهذا النوع من الحكام ليس بكافر كما قال الشيخ: " فإننا لا نستطيع أن نكفر هذا"؛ لأنه –كما قال الشيخ: ((يعتقد أنه ظالم في ذلك وأن الحق فيما جاء به الكتاب والسنة)). وهذه الصورة هي محل النزاع؛ فانتبه لذلك!.
3 - من ((يرى [أي: يعتقد] أن حكم غير الله أولى أن يكون الناس عليه))، وهذا النوع قد كفره الشيخ. فإنهم –كما قال الشيخ في فتواه المتقدمة - ((لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق).
فمن رزق نعمة الفهم!، أو شم رائحة العلم! يرى أن الشيخ-رحمه الله- ذكر في كلامه في الحالات السابقة نوعين ممن يحكمون بالقوانين:
النوع الأول: (المتأول)؛ وهو خارج محل النزاع، فهو ليس بكافر بإجماع من يقول بالتكفير ومن لا يقول بذلك.
النوع الثاني: (القاصد=غير المتأول=العالم)؛ وهو محل النزاع، وقد قسمه الشيخ لقسمين:
1 - من يحكم بالقوانين (يعتقد أنه ظالم في ذلك وأن الحق فيما جاء به الكتاب والسنة)
2 - من يحكم بالقوانين (يرى [أي: يعتقد] أن حكم غير الله أولى أن يكون الناس عليه)
وكلا القسمين يحكم بالقوانين كما ترى؛ فلو كان الحكم بالقانون -بمجرده- كفرا، لكفرنا القسمين؛ فإن اعتقاد صاحب القسم الأول –على قولك- لا ينفعه مع مواقعة الكفر. وهذا ما لم يقله العلامة ابن عثيمين –رحمه الله-؛ لاعتباره صاحب القسم الأول عاصياً ظالماً، وفعله المجرد معصية وليس كفرا، فتجده فرق بين النوعين، ولم يكفر إلا من رأى (=اعتقد) ((أن حكم غير الله أولى أن يكون الناس عليه)) وأنه ((أصلح وأنفع للخلق))، ومعلوم أن هذا التفريق لا يتاتى في فعل مجرده كفر؛ فهذا هو الإرجاء، وغنما يتأتى هذا التفريق في الافعال التي هي بمجردها معصية، ثم إن اقترنت باعتقاد (ظاهر) ألحقنا الكفر بفاعلها.
تنبيه مهم
لماذا لم ((يصرح)) العلامة ابن عثيمين بنقض وخطأ رأيه الأول؟
سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- (كتاب العلم) ص (178 - 81) طـ المكتبة التوفيقية/مصر:
"إذا تبين لكم رجحان قول كنتم تفتون أو تحكمون بخلافه فهل يجوز لكم الرجوع فيما أفتيتم به أو حكمتم؟ وإذا تبين لكم رجحان قول كنتم تفتون أو تحكمون بخلافه فهل يجوز لكم مستقبلا أن تفتوا أو تحكموا بما تبين لكم رجحانه؟.
فأجاب:
متى تبين للإنسان ضعف ما كان عليه من الرأي وأن الصواب في غيره وجب عليه الرجوع عن رأيه الأول إلى ما يراه صوابًا بمقتضى الدليل الصحيح، وقد دل على وجوب الرجوع كتاب الله تعالى وسنة رسوله (ص)، وقول الخلفاء الراشدين وإجماع المسلمين وعمل الأئمة .... فها هو الإمام أحمد يقول القول ويقول بخلافه:
* فتارة يصرح بالرجوع: كما صرح بالرجوع عن القول بوقوع طلاق السكران،
* وتارة يصرح أصحابه برجوعه عنه: كما صرح الخلال برجوع الإمام عن قوله فيمن ابتدأ مسح خفيه مقيماً ثم سافر أنه يتم مسح مقيم إلى القول بأن يتم مسح مسافر،
* وتارة لا يصرح ولا يصرح عنه برجوع فيكون له في المسألة قولان.
والمهم أنه متى تبين للإنسان ضعف رأيه الأول وجب عليه الرجوع عنه ولكن يسوغ له نقض حكمه الأول ولا يلزمه إخبار المستفتي بالرجوع؛ لأن كلا من الرأيين الأول والثاني صادر عن اجتهاد، والاجتهاد لا ينقض بمثله وظهور خطأ اجتهاده الأول لا يمنع احتمال خطئه في الثاني، فقد يكون الاجتهاد الأول هو الصواب في الواقع، وإن ظهر له خلافه؛ لأن الإنسان غير معصوم في اجتهاده لا الثاني ولا الأول) اهـ.
قال أبو رقية –عفا الله عنه-:
وهذا لا يلزم منه أنه لم يتراجع عن قوله الأول؛ بل تراجع عنه بدليل إقراره السائل في فتواه المتأخره، ثم بتصريحه بخلاف ما قد أفتى به (قديما). ولكن لا يلزم من رجوعه عن مذهبه القديم إلى غيره أنه ((يقطع)) بخطأ ما قد رآه قديماً؛ فتنبه لهذا جيداً.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
:):):):):):):):):):):):)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 06:56]ـ
قُلْتَ:
القول بكفر الحكم بغير ما أنزل الله .. هو القول الراجح الذي تدعمه الأدلة الظاهرة دون اشتراط الاستحلال
والجواب:
نعم القول بكفر الحكم بغير ما أنزل الله .. هو القول الراجح --> عندك!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أن هذا القول: الذي تدعمه الأدلة الظاهرة دون اشتراط الاستحلال؛ فمحتمل، ولكنه غير وارد لتفسير ابن عباس رضي الله عنه
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
.. فإن الشيء إذا سماه الله كفرا .. لا يكون الاستحلال فيه شرطا ..
والجواب:
وهذا من أبطل الباطل؛ فإن الله تعالى قد سمى جحود النعمة كفراً كما في قوله تعالى: عن القرية {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ} (112) سورة النحل، ومع هذا فيشترط الاستحلال في ذلك، وسمى النبي (ص) بعض الذنوب كفرا؛ كقتال المسلم، والطعن في النسب ... إلخ، ويشترط الاستحلال للتكفير بذلك (بالإجماع).
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
هذا هو الأصل وإلا فاستحلال أي شيء حرمه الله يقينا فهو كفر قولا واحدا
والجواب:
كلام صحيح، ولكن لا يمنعنا ذلك من إطلاق هذا الشرط في الأفعال التي هي من جملة المعاصي كمسألتنا هذه –على الراجح-. ولهذا ترى (جميع) أهل العلم يشترطون الاستحلال في بعض الأفعال التي سبق وذكرت منها شيئاً. ومن ذلك قول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (2/ 108): (مذهب أهل السنة والفقهاء وهى أن من حمل السلاح على المسلمين بغير حق ولا تأويل ولم يستحله فهو عاص ولا يكفر بذلك فان استحله كفر) اهـ
فالاستحلال لا يشترطه أهل السنة إلا في الأعمال (الغير كفرية) كالمعاصي، وأما الأعمال الكفرية فإنهم لا يشترطون ذلك-خلافاً للمرجئة! -، فإن المُواقع للكفر يكفر، سواء استحل الفعل المكفر أم لا، وهذا مع مراعاة ضوابط الحكم على الشخص المعين، قال شيخ الإسلام: (من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه أو لم يستحله). ولكن! .. ما جوابك على النقولات الآتية:
•قال الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب-"منهاج التأسيس" ص (71) م-: (وإنما يحرم التحكيم إذا كان المستند إلى شريعة باطلة تخالف الكتاب والسنة، كأحكام اليونان والإفرنج والتتر وقوانينهم التي مصدرها آراؤهم وأهواؤهم، وكذلك سوالف البادية وعاداتهم الجارية، فمن استحل الحكم بهذا في الدماء أو غيرها فهو كافر .. ) وقال لابن منيع -"الدرر السنية" (1/ 497) -: (وما ذكرته عن الأعراب من الفرق بين من استحل الحكم بغير ما نزل الله ومن لم يستحل، فهو الذي عليه العمل وإليه المرجع عند أهل العلم) اهـ.
• وقال العلامة سليمان بن سحمان شارحاً القول السابق -"مجموعة الرسائل" (3/ 309) -: (يعني أن من استحل الحكم بغير ما أنزل الله، ورأى أن حكم الطاغوت أحسن من حكم الله، وأن الحضر لا يعرفون إلا حكم المواريث، وأن ما هم عليه من السوالف والعادات هو الحق، فمن اعتقد هذا فهو كافر. وأما من لم يستحل هذا، ويرى أن حكم الطاغوت باطل، وأن حكم الله ورسوله هو الحق، فهذا لا يكفر، ولا يخرج من الإسلام) اهـ.
•وسُئِل العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز -"الفتاوى" (7/ 124) مختصراً -عن حكم سن القوانين الوضعية؟ وهل يكفر الحاكم بسنه هذه القوانين؟، فأجاب: (إذا كان القانون يوافق الشرع فلا بأس به .. ، أما القوانين التي تخالف الشرع فلا يجوز سنها فإذا سن قانونا يتضمن أنه لا حد على الزاني أو السارق أو شارب الخمر فهذا قانون باطل وإذا استحله الوالي كفر .. ). وسُئِل- "حوار حول مسائل التكفير" ص (24) مختصراً-عن تبديل القوانين؟ فأجاب: (إذا استباح [أي: استحل] الحكم بقانون غير الشريعة يكون كافراً كفراً أكبر، أما إذا فعل ذلك لأسباب خاصة عاصياً لله ويعلم أن محرم يكون كفراً دون كفركما قال ابن عباس .. أي إذا استحل الحكم بقانون أو استحل الحكم بكذا أوكذا غير الشريعة يكون كافراً، أما إذا فعله لرشوة أو لعداوة بينه وبين المحكوم عليه أو لأجل إرضاء بعض الشعب أو ما أشبه ذلك فهذا يكون كفراً دون كفر) اهـ
قال أبو رقية:
فلو كان الحكم بالقوانين المخالفة للشريعة كفراً، لم يكن لهؤلاء الأكابر تقييده بالاستحلال وقد اشتد نكيرهم على المرجئة لاشتراطهم ذلك في الأعمال الكفرية، فدل اشتراطهم الاستحلال فيمن حكم بالقوانين على أن الحكم بها معصية وليس كفراً.
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذكرته من أدلة عن ابن عباس .. فهي ضعيفة .. ضعفها كبار المحققين من أهل الحديث في زماننا كالعلوان والسعد وغيرهما .. وحججهم في تضعيفها وإعلالها ظاهرة جدا
والجواب:
أثر ابن عباس صحيح، ويكفينا قول العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين –كما في "فتنة التكفير"- قال رحمه الله: "احتج الشيخ الألباني بهذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذلك غيره من العلماء الذين تلقوه بالقبول، وإن كان في سنده ما فيه، لكنهم تلقوه بالقبول، لصدق حقيقته على كثير من النصوص ... لكن لما كان هذا لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير، صاروا يقولون: (هذا الأثر غير مقبول)، ولا يصح عن ابن عباس، فيقال لهم: كيف لا يصح وقد تلقاه من هو أكبر منكم وأفضل وأعلم بالحديث، وتقولون لا نقبل؟!!، فيكفينا أن علماء جهابذة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما تلقوه بالقبول، ويتكلمون به وينقلونه، فالأثر صحيح"اهـ. قلت: بعض أسانيده كالشمس في رابعة النهار وليس هذا محل التفصيل.
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
بل الرواية الصحيحة المحفوظة عن ابن عباس هي قوله في تفسير الآية"هي به كفر" كما عند ابن أبي شيبة
والجواب:
سلمنا بقولك، أليس ذلك نظير قوله (ص): "اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ ((هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ)) الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ" مسلم عن أبي هريرة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ألا يعنى ذلك (أن الانسان قد يكون فيه شعبة من شعب الإيمان وشعبة من شعب النفاق وقد يكون مسلما وفيه كفر دون الكفر الذى ينقل عن الإسلام بالكلية كما قال الصحابة وعامة السلف) كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية (7/ 350 باختصار).
ويؤيد ما ذكرتُه؛ ما جاء في رواية ابن أبي حاتم كما في تفسيره (4/ 1143) برقم (6435) أن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: (هي كبيره).
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
والحكم بغير ما أنزل الله .. عبادة .. قال تعالى"إن الحكم إلا الله" .. فتأمل كيف أعقبها بقوله"أمر ألا تعبدوا إلا إياه" ومن زعم اشتراط الاستحلال .. فعليه أن يشترط ذلك في دعاء غير الله .. وسائر العبادات التي تصرف لغير الله
والجواب:
وما أدراك أن حكام القوانين تعبدوا بها لغير الله أو صرفوها لغير الله؟!
وما قولك فيمن يطوف بالقبور، أليس يصرف هذا الطواف لغير الله، كما هو (ظاهر عمله)؟!
ألم تقرأ في ذلك فتوى اللجنة الدائمة (1/ 206) أنه: ((لا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركا أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة، فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله ... عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز)) اهـ.
أليس ((القصد)) المذكور في الفتوى نظير الاستحلال؛ بل هو نفسه؟!
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
والأصل الذي لا محيص عنه أن الكفر حين يعرّف فالمراد به الأكبر
والجواب:
وهذا صحيح ((في الغالب))، وقد يصرف بقرائن كما سبق بيانه.
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
والحكم من خصائص الله تعالى فهو فرع من توحيد الإلهية .. كل الآيات تدل على ذلك .. بوضوح تام لمن تأملها
والجواب:
نعم (الحكم) من خصائص الله، وكذلك (الخلق)؛ فهما قرينان كما قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (54) سورة الأعراف. قال ابن كثير في تفسيرها: (أنه المتصرف في خلقه بما يشاء، فله الخلق والأمر وهو المتصرف، فكما خلقهم كما يشاء، ويسعد من يشاء، ويشقي من يشاء، ويصح من يشاء، ويمرض من يشاء، ويوفق من يشاء، ويخذل من يشاء، كذلك يحكم في عباده بما يشاء، فيحل ما يشاء، ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء، ويحظر ما يشاء، وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه. ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون) اهـ.
وليس كل من نازع الله في شيء يخصه كفر:
(يُتْبَعُ)
(/)
- فالمستكبر منازع لله {الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ ((الْمُتَكَبِّرُ)) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (23) سورة الحشر. ومع ذلك لم يكفر إلا بالاستحلال
- وكذلك المصور الذي يخلق كخلق الله؛ منازع لله {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (24) سورة الحشر ومع ذلك لم يكفر إلا بالاستحلال
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
لكن يستثنى منه من تحاكم إلى هواه في قضية ما لعارض شهوة عاجلة
والجواب:
ما الدليل على هذا الاستثناء؟! وأين هو من ظاهر الآية الذي تقول به؟
فإن قلت: إن هذه الصورة –الحكم بالقوانين والأعراف- لم تكن معروفة عندهم، وإنما الوقائع الجزئية مع التحكيم للشريعة؛ قلنا: محض كذب وافتراء!.
فواقع القوانين والأعراف الجاهلية كان معلوماً عند السلف، فكأنك لم تسمع قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) وقوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) ويدلك على ذلك قول الحافظ ابن كثير في "تفسيره": (ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله -المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر- وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية) فدل قوله رحمه الله: (كما كان أهل الجاهلية يحكمون به) أن صورة الحكم بـ (الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله) كانت معروفة لديهم، فكلها سياسات وقوانين وأعراف باطلة سواءً كانت مكتوبة أو محفوظة، وهؤلاء الكفار الذين تتناولهم الآية تركوا ما أنزل الله واتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم من الأعراف والقوانين الجاهلية، فهل يُتَصَوَّرُ أن يُفَسِّرَ حَبْرُ الأمة وترجمان القرآن هذه الآية غافلاً عن تلك الآيات البينات؟! وما كانت تمثله واقعاً؟! حاشاه وكلا. ثم من أكبر الأدلة على وجود هذه الصورة في زمن النبي (ص): استدلال من يكفر بهذه الصورة بحديث اليهوديين الذين زنيا؛ حتى إن بعضهم يسميها بالتشريع العام، فيا لتناقض هؤلاء!؛ يزعمون أن هذه الصورة لم تكن معروفة عند السلف، ثم يستدلون بقصة اليهود على حالة الكفر في التشريع العام –كما يزعمون-!. أقول: وحتى لو سلمنا -تنزلنا- أن واقعنا مغاير كل المغايرة لواقعها الذي قيلت فيه؛ فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فلو كان ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قائلاً تفسيره للخوارج بالفعل، فلا يمنع من هذا أن يكون هذا التفسير رداً على الخوارج من ناحية، وإعلام الناس بتفسير الآية من ناحية أخرى، فيكون شاملاً لحكام زمانه وزماننا؟!، ومعلوم أن العبرة (بما قال) لا (لمن قال)، وإننا إن أردنا إلزام المخالف بمذهبه هذا، لقلنا: أن (التصوير الفوتغرافي) –مثلاً- غير داخل في النصوص العامة الواردة في النهي عن التصوير لكونه لم يكن على عهد النبي (ص)، وَلقلنا: إن الآيات التي تحرم الزنا والربا لا تنطبق على بيوت الفاحشة والبنوك الربوية والتي تفنن أصحابها في رعايتها بكل أشكال الرعاية من تأمينها بوضع الحراس لحمايتها، وترتيب مرافقها، ومواعيدها، فضلاً عن إمدادها بوسائل الترفيه والراحة كالتبريد والتدفئة وغير ذلك من الترتيبات، لأن آيات تحريم الزنا نزلت فيمن يزني المرة والمرتين ونحوها ثم يتوب من ذلك وإن تكرر منه مراراً وتكراراً، ولم تنزل فيمن أنشأ بيوتًا للفاحشة وتفنن في رعايتها وتقنينها، ... ويظل الباب مفتوحاً لرد الحق بالباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والصحيح: أنه لا فرق بين المخالفات الجزئية المؤقتة وبين التمادي في هذه المخالفات لتصبح عادات وتقاليد وأعراف (محفوظة أو مكتوبة سيان)، فإن الله سبحانه وتعالى علق الكفر في آية المائدة بترك الحكم، ولم يقيد ذلك بمادة الحكم المخالف أو منشئه أو عدد مرات تكراره أو بكونه يصدر المرة ونحوها أم اتخذ عادة وعرفاً، وإنما علق الكفر بمجرد ترك الحكم، وابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما فسر الآية فسرها تفسيراً مطلقاً دون التقيد بما سبق، فلماذا نحمل كلامه ما لا يحتمل ونقوله ما لم يقل؟!، ثم إن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يقل تفسيره رداً على الخوارج!، كما يُزعَم!، فهذا تحكم ظاهر ليس عليه أدنى دليل، فهذه روايات الأثر بين يديك في دواوين السنة ليس في واحدة منها أن خارجياً سأله وإنما السائل إما (رجل!) أو (طاووس) أو (تفسير مباشر للآية)، والسائل في كل الروايات سأل ابن عباس ض عن تفسير الآية أو كُنْهِ الكفر المذكور بها ولم يسأله عن حكام زمانهم كما يُزعَم!.
تنبيه:
ينبغي أن نعلم أن صورة حكام القوانين هي هي صورة حكام اليهود في أنهم اخترعوا أحكامًا وحكموا بها؛ إلا أن اليهود نسبوا ما كانوا يحكمون به إلى الله عز وجل كذبًا عليه وعلى كتابه بخلاف حكام القوانين؛ قال تعالى عن اليهود أنهم: (يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) وقال النبي (ص) -"البخاري" (ح2539) - أنهم: (بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله)، وقال ابن عبد البر –"التمهيد" (14/ 9) -: "وفي الحديث أيضًا: دليل أنهم كانوا يكذبون على توراتهم، ويضيفون كذبهم ذلك إلى ربهم وكتابهم"اهـ. وبهذا نعلم أن (اختراع الحكم ونسبته إلى الله كذبًا) هو مناط التكفير في قصة اليهود وهذا هو الثابت بنص القرآن والسنة وفهم سلف الأمة؛ فإن اختراع الأحكام ونسبتها لله كذباً مع العلم بحكم الله يستوجب الوقوع في إنكار حكم الله والتحذير منه كما حصل لليهود كما في قوله تعالى: (يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا) (المائدة 41)؛ وهذا كفر، وهو يستلزم التقديم والاستحلال بداهة. قال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105)، وقال: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ) (العنكبوت:68) و (الزمر:32)، وقال: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر:60). قال إسماعيل القاضي- كما في "الفتح" (13/ 120) -: "من فعل مثل ما فعلوا واخترع حكما يخالف به حكم الله وجعله دينا يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من الوعيد المذكور"اهـ، وقال الجصاص-"أحكامه" (4/ 94) م-: "من حكم بغير حكم الله ثم قال إن هذا حكم الله فهو كافر كما كفرت بنو إسرائيل حين فعلوا ذلك"اهـ، وقال شيخ الإسلام -"الفتاوى" (3/ 267 - 268) -: "الشرع المبدل: وهو الكذب على الله ورسوله ... فمن قال: (إن هذا من شرع الله) فقد كفر بلا نزاع"اهـ.
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
أما أن يحاكم شخص الناس إلى قوانين أرضية .. ويلزمهم بها .. وينبذ-بلسان حاله-شرعة الله تعالى .. فهذا الكفر الذي قال الله عنه
والجواب:
لسان الحال، أو القرائن الحالية ليسا معتبرين في التكفير؛ فإنهما من الأمور المحتملة، والكفر لا يعرف إلا بالدليل.
- قال شيخ الإسلام-"الفتاوى" (17/ 78) -:
(الكفر حكم شرعي و إنما يثبت بالأدلة الشرعية)
- وقال-"المنهاج" (5/ 92) مختصرا-:
(الكفر ليس من الأحكام التي يستقل بها العقل)
-وقال -"الصارم" (3/ 963) -:
(التكفير لا يكون بأمر مُحْتَمَل)
- ونقل ابن الوزير الإجماع على ذلك كله فقال -"العواصم والقواصم " (4/ 178) مختصرا-:
(التكفير سمعي محض لا مدخل للعقل فيه، والدليل على الكفر لا يكون إلا سمعياً قطعياً ولا نزاع في ذلك) اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الشبهة حقيقة هي من أقوى الشُّبَهِ في المسألة؛ ألا وهي التفصيل في مسألة الاستحلال؛ فإن بعض من يكفر بصورة القوانين اعتبر القرائن الحالية في الحكم على الشخص بالاستحلال؛ وهذا خطأ محض!، وأرد عليه بإيجاز؛ فأقول:
لا يؤخذ الاستحلال (القلبي) من القرائنِ الحَالِيَّةِ مهما استفاضت أو قويت، لأن الاستحلال من أعمال القلب، وما في القلوب لا يعلمه إلا رب القلوب إلا أن يصرح بها صاحبها؛ وهكذا في كل أعمال القلب.
ولا اعتبار للقرائن في الحكم على ما في القلب إلا أن تكون هذه القرائن ((كفراً في ذاتها)) فتشمل ما هو أشد من الاستحلال أو تدل عليه ((بدلالة بالتضمن)).
فكفر الظاهر –مثلاً-؛ دليل على كفر الباطن؛ كأن يكون هذا الرجل المستحل –مثلاً- قد أعلن خروجه عن الإسلام إلى النصرانية، فهذه قرينة تدل على أن أفعاله إنما تبنى على أصول الكفر من عدم تحريم المحرمات أو اعتقاد حلها.
وقد تكون القرائن:
1 - اعتقادات (كإعلان الحاكم الكفر أو كونه كافر بالأصل)
2 - أو أفعال (كإهانة كتاب الله) أو (منعه إقامة الصلاة)
3 - أو أقوال (كتصريحه بوحشية الحدود أو عدم ملائمة الشريعة للعصر مثلاً)
فهذه القرائن تشمل الاستحلال بلا شك وتدل عليه وفي الوقت نفسه هي ((كفر في ذاتها)).
ويلزم القائل بأن الاستحلال القلبي! يعرف بعظم الفعل أوالتمادي فيه؛ يلزمه تكفير أصحاب البنوك الربوية وبيوت الفاحشة لكون القرائن دلت على تفضيلهم الزنى والربى على العفاف، وهذا معلوم البطلان!.
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله في هذه المسألة بعينها؛ فقد سئل عَمَّنْ لا يُحَكِّم شَرْعَ الله؛ قال: " لا يكفر إلا إذا استحله، ولو ادعى أنه لا يستحله فنأخذ بظاهر كلامه ولا نحكم بكفره “ اهـ. نقلاً عن "الحكم .. مناقشة تأصيلية” للأخ/ بندر العتيبي، وقد علقه الأخ الفاضل من مجلس سماحته في كلامه على الباب الثالث من كتاب الإيمان من "صحيح البخاري" بتاريخ 27/ 7/1417هـ، وكان القارئ آنذاك فضيلة الشيخ/ عبد العزيز السدحان –وفقه الله-.
وقال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي في "الفتاوى الجلية في المناهج الدعوية"/دار الفرقان ص (49):
"الاستحلال هو من فعل القلب، وهو أن يعتقد العبد بقلبه حل المحرم المجمع عليه ولو لم ينطق بذلك، فمن اعتقد حل الزنا كفر ولو لم يفعله ومن فعله وهو يعتقد أنه حرام فهو مسلم فاسق ومن اعتقد حل الربا كفر ولو لم يفعله ومن فعله وهو يعتقد أنه حرام فهو مسلم فاسق، ومن اعتقد حل الخمر كفر ولو لم يشربه، ومن شربه وهو يعتقد أنه حرام فهو مسلم فاسق، وعلى هذا فبأي شيء نعرف الاستحلال؟ الجواب: نعرفه ((بالنطق)) بأن يقول مثلا بأن الخمر حلال أو الربا حلال أو الزنا حلال أو أن يكتب ذلك في كتاب نقطع بصحة نسبته إليه أما بدون ذلك فلا لأن الاستحلال من عمل القلوب والقلوب لا يطلع على ما فيها إلا الله وحده وقد بطلت بهذا التحقيق حجة من يكفر بفعل الكبيرة ولو تكرر) اهـ.
قال أبو رقية:
قد أشبعت هذه المسألة –مسألة الاستحلال- بحثاً؛ فلعل الله ييسر لي بسطها في وقت لاحق إن شاء الله.
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
قُلْتَ:
والآية لم تشترط استحلالا .. ولا انعقاد قلب
والجواب:
وكذلك لم تستثنى من خرج عن حكم الله في قضية أو قضايا!؛ فلو قلنا بظاهرها كما تزعم لقلنا بقول الخوارج! بالإجماع.
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
وختامًا:
فعلى من يبحث في الأمر أن يتخلّص من تبعات التأثيرات الخارجية .. والعواطف التي تحرف بحثه عن الجادة
والله المستعان
وللحديث بقية فترقبوا!!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 07:03]ـ
((آسف)) على الخط الصغير؛ فإني لم أفطن له!
ـ[الخزرجي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 05:48]ـ
سؤال للشيخ أبي رقية حفظه الله:
من أول من قال بأن الحاكم إذا التزم الحكم بغير شرع الله في جميع قضاياه لا في قضايا معدودة فهو كافر وإن لم يستحل؟؟
أرجو الجواب في أسرع وقت إن سمحتم؛ فأنا محتاج له.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:55]ـ
دليلك "فكفرت بأنعم الله" هذا ليس كفرا مطلقا .. بل مقيد بقوله: بأنعم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام إذا عرّف الكفر فالمراد به الأكبر .. والله تعالى قال"فألئك هم الكافرون"
وأما احتجاج العثيمين بالحديث فليس حجة كما لا يخفى ..
بل المعول على صحة الحديث .. وهو ضعيف كما أسلفت
فمن علله الظاهرة فيه:وائل بن حجر .. وهو ضعيف
هذا يكفيني في الرد على ما طوّلت به مقالتك وفيه الغنية لمن وعى
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 01:29]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5614
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 02:43]ـ
حُكمُ اللهِ
وَمَا يُنَافِيه
إعداد:
د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
شبكة نور الإسلام
www.islamlight.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: لا شك أن تنحية شرع الله – تعالى – وعدم التحاكم إليه في شون الحياة من أخطر وأبرز مظاهر الانحراف في مجتمعات المسلمين، ولقد كانت عواقب الحكم بغير ما أنزل الله في بلاد المسلمين ما حلّ بهم من أنواع الفساد، وصنوف الظلم، والذل، والمحق.
ونظراً لأهمية، وخطورة هذه المسألة من جانب، وكثرة اللبس فيها من جانب آخر، فإننا سنفصّل هذه المسألة على النحو التالي:
(1) منزلة الحكم بما أنزل الله من الدين:
فرض الله – تعالى – الحكم بشريعته، وأوجب ذلك على عباده، وجعله الغاية من تنزيل الكتاب، فقال – سبحانه -: ((وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)) (البقرة: من الآية213)
وقال - تعالى -: ((إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)) (النساء: من الآية105) وبيّن – سبحانه – اختصاصه وتفرّده بالحكم، فقال – تعالى – ((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)) (الأنعام: من الآية57) وقال – سبحانه – ((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)) (يوسف: من الآية40) وقال – عز وجل - وقال – عز وجل -: ((لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) (القصص: من الآية70) وقال – سبحانه – ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)) (الشورى: من الآية10).
وجاءت الآيات القرآنية مؤكدّة على أن الحكم بما أنزل الله من صفات المؤمنين، وأن التحاكم إلى غير ما أنزل الله (وهو حكم الطاغوت والجاهلية) من صفات المنافقين.
قال – سبحانه -: ((وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ، وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ، أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ،إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (النور:47 - --- 51)
وقال – تعالى -: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً، فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً)) (النساء:59 – 62)
ويقول ابن تيمية عن هذه الآيات: (ذمّ الله – عز وجل – المدعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب والسنة، ويتحاكمون على بعض الطواغيت المعظمة من دون الله أو إلى سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام من ملوك الترك وغيرهم، كما يُصيب ذلك كثيراً ممن يدّعي الإسلام، وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة، أو غيرهم، أو إلي سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام من ملوك الترك وغيرهم وإذا قيل لهم تعالوا إلى كتاب الله، وسنة رسوله أعرضوا عن ذلك إعراضاً، وإذا أصابتهم مصيبة في عقولهم، ودينهم، ودنياهم بالشبهات والشهوات، أو في نفوسهم، وأموالهم عقوبة على نفاقهم، قالوا إنما أردنا أن نحسن بتحقيق العلم بالذوق، ونوفّق بين الدلائل الشرعية، والقواطع العقلية التي هي في الحقيقة ظنون وشبهات "
• ويقول – أيضاً -: " ومعلوم باتفاق المسلمين أنه يجب تحكيم الرسول في كل ما شجر بين الناس في أمر دينهم، ودنياهم، في أصول دينهم، وفروعه، وعليهم كلهم إذا حكم بشيء أن لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما حكم، ويسلموا تسليماً "
• ويقول محمد رشيد رضا، عند تفسيره لقوله – تعالى -: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ)) (البقرة: من الآية170) " والآية ناطقة بأن من صدّ، وأعرض عن حكم الله ورسوله عمداً،ولا سيما بعد دعوته إليه وتذكيره به، فإنه يكون منافقاً لا يعتدّ بما يزعمه من الإيمان، وما يدّعيه من الإسلام "
ويمكن أن نحدّد أهمية إفراد الله – تعالى – بالحكم، وبيان منزلة الحكم بما أنزل الله من خلال العناصر التالية:
1 - منزلته من توحيد العبادة: إن الحكم بما أنزل الله – تعالى – وحده هو إفراد الله – تعالى – بالطاعة، والطاعة نوع من أنواع العبادة فلا تصرف إلا لله وحده لا شريك له، قال – تعالى - ((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)) (يوسف: من الآية40) وقال – سبحانه - ((وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) (القصص:70)
فعبادة الله – تعالى تقتضي إفراده – عز وجل – بالتحليل والتحريم، حيث قال – سبحانه - ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (التوبة:31) * وتحقيق هذه الطاعة، وإفراد الله – تعالى – بالحكم والانقياد لشرعيه، هو حقيقة الإسلام.
• وكما قال ابن تيمية: " فالإسلام يتضمن الاستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره كان مشركاً، ومن لم يستسلم له كان مستكبراً عن عبادته، والمشرك به، والمستكبر عن عبادته كافر، والاستسلام له وحده يتضمّن عبادته وحده، وطاعته وحده "
• ويقول ابن القيم: " وأما الرضا بدينه، فإذا قال، أو حكم، أو أمر، أو نهى، رضي كل الرضا، ولم يَبقَ في قلبه حُرج من حكمه، وسلّم له تسليماً، ولو كان مخالفاً لمراد نفسه، أو هواها، أو قول مقلده، وشيخه، وطائفته "
• وفي المقابل، فإن من أشرك مع الله في حكمه، فهو كالمشرك في عبادته لا فرق بينهما.
• كما قال الشنقيطي: " الإشراك بالله في حكمه، والإشراك به في عبادته، كلها بمعنى واحد، لا فرق بينهما ألبتة، فالذي يتبع نظاماً غير نظام الله، وتشريعاً غير تشريع الله، كالذي يعبد الصنم،ويسجد للوثن، لا فرق بينهما ألبتة بوجه من الوجوه، فهما واحد، وكلاهما مشرك بالله "
(يُتْبَعُ)
(/)
• ويقول أيضاً: " ويفهم من هذه الآية: ((وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)) (الكهف: من الآية26) أن متّبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله، وهذا المفهوم جاء مبنياً في آيات أخر، كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله: ((وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)) (الأنعام:121) فصرّح بأنهم مشركون بطاعتهم، وهذا الإشراك في الطاعة، واتّباع التشريع المخالف لما شرعه الله – تعالى – هو المراد بعبادة الشيطان في قوله – تعالى -: ((أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ))
(يّس:61 - 62) وقوله – تعالى – عن نبيه إبراهيم: ((يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً)) (مريم:44)
• وتحقيقاً لتوحيد العبادة القائم على نفي الإلهية عما سوى الله – تعالى – وإثباتها لله -تعالى – وحده، فإنه يجب الكفر بالطاغوت، كما قال – تعالى – ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا)) (البقرة: من الآية256).
وقد سمّى الله – تعالى – الحكم بغير شرعه طاغوتاً، حيث قال – تعالى -: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً)) (النساء:60) والطاغوت عام، فكل ما عبد من دون الله، ورضي بالعبادة من معبود، أو متبوع، أو مطاع، في غير طاعة الله ورسوله، فهو طاغوت
2 - منزلته من التوحيد العلمي الخبري: الحكم بما أنزل الله – تعالى – من توحيد الربوبية؛ لأنه تنفيذ لحكم الله الذي هو مقتضى ربوبيته، وكمال ملكه، وتصرفه،ولهذا سمّى الله – تعالى – المتبوعين في غير ما أنزل الله – تعالى – أرباباً لمتبعيهم، فقال – سبحانه - ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (التوبة:31) * وكما يقول محمد رشيد رضا – في بيان معنى الشرك في الربوبية:
" وهو إسناد الخلق، والتدبير إلى غير الله – تعالى – معه أو أن تؤخذ أحكام الدين في عبادة الله – تعالى – والتحليل والتحريم عن غيره، أي غير كتابه ووحيه الذي بلغه عنه رسله "
• ويقول ابن حزم – عند قوله – تعالى ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ) الآية:
" لما كان اليهود والنصارى يُحرّمون ما حرّم أحبارهم ورهبانهم، ويحلّون ما أحلّو، كانت هذه ربوبية صحيحة، وعبادة صحيحة، قد دانوا بها، وسمّى الله – تعالى – هذا العمل اتّخاذ أرباب من دون الله وعبادة،وهذا هو الشرك بلا خلاف "
• ويقول ابن تيمية – في هذا الشأن -:
" قد قال الله – تعالى -:
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) وفي حديث عدي بن حاتم – وهو حديث حسن طويل رواه أحمد، والترمذي، وغيرهما،وكان – قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو نصراني فسمعه يقرأ هذه الآية،قال: فقلت له: إنّا لسنا نعبدهم، قال: أليس يُحرّمون ما أحلّ الله فتحرّمونه، ويُحلّون ما حرّم الله فتحلونه؟ " قال: فقلت: بلى، قال: " فتلك عبادتهم "!!
*وكذلك قال أبو البختري: أما أنهم لم يصلوا لهم، ولو أمروهم أن يعبدوهم من دون الله ما أطاعوهم، ولكن أمروهم فجعلوا حلال الله حرامه، وحرامه حلاله، فأطاعوهم فكانت تلك الربوبية!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم، أن عبادتهم إيّاهم كانت في تحليل الحرام، وتحريم الحلال، لا أنّهم صلّوا لهم، وصاموا لهم، ودعوهم من دون الله، فهذه عبادة الرجال، وقد ذكر الله أن ذلك شرك، بقوله، ((لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ))
كما أن حقيقة الرضا بالله ربّاً، توجب إفراد الله – تعالى – بالحكم، واختصاصه – تعالى – بالخلق والأمر – حيث قال –سبحانه -: ((أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)) (الأعراف: من الآية54) وقال – سبحانه -: ((قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ)) .. (آل عمران: من الآية154) فالأمر كله – لله – تعالى – وحده، سواءً كان هذا الأمر أمراً كونياً قدريّاً، أو شرعياً دينياً
• يقول العز بن عبد السلام: " وتفرد الإله بالطاعة لاختصاصه بنعم الإنشاء، والإبقاء، والتغذية، والإصلاح، الديني، والدنيوي، فما من خير إلا وهو جالبه، وما من ضرٍّ إلا هو سالبه .. وكذلك لا حكم إلا له "
• ويقول عبد الرحمن السعدي: " فإن الربّ، والإله،هو الذي له الحكم القدري، والحكم الشرعي، والحكم الجزائي، وهو الذي يُؤلَّه ويُعبد وحده لا شريك له، ويُطاع طاعة مطلقة، فلا يعصى بحيث تكون الطاعات كلها تبعاً لطاعته " إضافة إلى ذلك، فإن " الحَكَم " من أسماء الله – تعالى – الحسنى، فقد قال –صلى الله عليه وسلم -: " إنّ الله هو الحَكَم، وإليه الحكم " وقال – تعالى – ((أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً)) (الأنعام: من الآية114) وقال – سبحانه -: ((فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)) (لأعراف: من الآية87) وقال – عز وجل -: ((أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)) (التين:8)
• وإنّ الإيمان بهذا الاسم يوجب التحاكم إلى شرع الله وحده لا شرك له، كما قال – تعالى -: ((وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)) (الكهف: من الآية26) وقال – سبحانه - ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)) (الشورى: من الآية10)
• وقد بيّن الله – تعالى – (في آيات كثيرة) صفات من يستحقّ أن يكون الحكم له، وكما قال الشنقيطي مبيناً ذلك
" فمن الآيات القرآنية التي أوضح بها – تعالى – صفات من له الحكم والتشريع،قوله – تعالى -: ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)) ثم قال مبيناً صفات من له الحكم: ((ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ، فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) (الشورى:11 - 12) فهل في الكفرة الفجرة المشرعين للنظم الشيطانية، من يَستحق أن يوصف بأنه الرب الذي تفوّض إليه الأمور، ويتوكّل عليه، وأنه فاطر السموات والأرض، أي خالقهما ومخترعهما، على غير مثال سابق، وأنّه هو الذي خلقَ للبشر أزواجاً ... ؟ فعليكم أيها المسلمون! أن تتفهموا صفات من يستحق أن يشرع، ويحلل، ويحرّم،ولا تقبلوا تشريعاً من كافر خسيس حقير جاهل.
• ومن الآيات الدالة على ذلك قوله – تعالى -: ((لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)) (الكهف: من الآية26)
فهل في الكفرة الفجرة المشرّعين من يستحق أن يوصف بأن له غيب السموات والارض؟ وأن يبالغ في سمعه وبصره لإحاطة سمعه بكل المسموعات، وبصره بكل المبصرات؟ وأنه ليس لأحد دونه من ولي؟ -سبحانه وتعالى – عن ذلك علواً كبيراً.
• ومن الأيات الدالة على ذلك قوله – تعالى -: ((وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) (القصص, الآية: 88)
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل في الكفرة الفجرة المشرّعين من يستحق أن يوصف بأنه الإله الواحد؟ وأن كل شيء هالك إلا وجهه؟ وأن الخلائق يرجعون إليه؟ تبارك ربنا، وتعاظم، وتقدّس أن يوصف أخس خلقه بصفاته.
ومنها قوله – تعالى -: ((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)) (الأنعام: من الآية57) فهل فيهم من يستحق أن يوصف بأنه يقصّ الحق، وأنه خير الفاصلين؟ ومنها قوله – تعالى -: ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)) (يونس:59) فهل في أولئك المذكورين من يستحق أن يوصف بأنه هو الذي ينزّل الرزق للخلائق، وأنه لا يمكن أن يكون تحليل ولا تحريم إلا بإذنه؟ لأن من الضروري أن من خلق الرزق وأنزله هو الذي له التصرف فيه بالتحليل والتحريم؟ سبحانه ــ جلّ وعلا – أن يكون له شريك في التحليل والتحريم
3 - منزلته من توحيد الاتباع: والمقصود بتوحيد الاتباع، تحقيق المتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوحيد الاتباع هو توحيد الرسول بالتحكيم، والتسليم، والانقياد، والإذعان وإذا كان الأمر كذلك، فلا شك أن الحكم بما أنزل الله هو توحيد الاتباع.
• قال الله – تعالى -: ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) (النساء:65)
• يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: " يقسم – تعالى – بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له ظاهراً وباطناً " ويقول ابن القيم عن هذه الآية: " أقسم – سبحانه – بنفسه المقدّسة قسماً مؤكداً بالنفي قبله على عدم إيمان الخلق حتى يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الأصول والفروع، وأحكام الشرع وأحكام المعاد، ولم يثبت لهم الإيمان بمجرد هذا التحكيم حتى ينتفي عنهم الحرج وهو ضيق الصدر، وتنشرح صدورهم لحكمه كل الانشراح، وتقبله كل القبول، ولم يثبت لهم الإيمان بذلك أيضاً حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضا والتسليم، وعدم المنازعة، وانتفاء المعارضة والاعتراض "
كما أن الحكم بما أنزل الله – تعالى - هو تحقيق للرضا بمحمد- صلى الله عليه وسلم- رسولاً ونبياً، ولذا يقول ابن القيم: " وأما الرضا بنبيه رسولاً: فيتضمن كمال الانقياد له، والتسليم المطلق إليه، بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره ألبتة، لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شيء من أحكام ظاهره، وباطنه، ولا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه، بل إن الحكم بما أنزل الله – تعالى – هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله، وكما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله، طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع " ولذا يقرر الشيخ محمد بن إبراهيم أن تحكيم شرع الله – تعالى – وحده هو معنى شهادة أن محمداً عبده ورسوله بقوله: " وتحكيم شرع الله وحده دون كل ما سواه شقيق عبادة الله وحده دون ما سواه إذ مضمون الشهادتين أن يكون الله هو المعبود وحده لا شريك له، وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو المتّبع المُحكّم ما جاء به فقط، ولا جردت سيوف الجهاد إلا من أجل ذلك، والقيام به فعلاً، وتركاً، وتحكيماً عند النزاع "
4 – منزلته من الإيمان: يقول الله - تعالى -: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ - إلى قوله - وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) (النساء:59 - 65).
(يُتْبَعُ)
(/)
• من خلال هذه الآيات ندرك منزلة تحكيم شرع الله – تعالى – من الإيمان، فلقد عدّ الشارع هذا التحكيم إيماناً، كما قال – تعالى -: ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) (النساء:65)
• يقول ابن حزم: " فسمّى الله – تعالى – تحكيم النبي صلى الله عليه وسلم إيماناً، وأخبر الله – تعالى – أنه لا إيمان إلا ذاك، مع أن لا يوجد في الصدر حرج مما قضى، فصحّ يقيناً إن الإيمان عمل وعقد وقول، لأن التحكيم عمل، ولا يكون إلا مع القول، ومع عدم الحرج في الصدر وهو عقد "
• ويقول ابن تيمية: " فكل من خرج عن سنة رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- وشريعته، فقد أقسم الله بنفسه المقدسة، أنه لا يؤمن حتى يرضى بحكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جميع ما شجربينهم من أمور الدين أو الدنيا، وحتى لا يبقى في قلوبهم حرج من حكمه "
• ويقول الشوكاني عند تفسيره لقوله – تعالى – ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ)) (النساء: من الآية65) " وفي هذا الوعيد الشديد ما تقشعر له الجلود، وترجف له الأفئدة، فإنه أولاً أقسم – سبحانه – بنفسه مؤكداً لهذا القسم بحرف النفي بأنهم لا يؤمنون، فنفى عنهم الإيمان الذي هو رأس مال صالحي عباد الله حتى تحصل لهم غاية هي تحكيم رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ثم لم يكتف - سبحانه – بذلك حتى قال: ((ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ)) (النساء: من الآية65) فضم إلى التحكيم أمراً آخر، وهو عدم وجود حرج، أي حرج في صدورهم، فلا يكون مجرد التحكيم والإذعان كافياً حتى يكون من صميم القلب عن رضا واطمئنان وانثلاج قلب، وطيب نفس، ثم لم يكتف بهذا كله، بل ضمّ إليه قوله: ((وَيُسَلِّمُوا)) أي يذعنوا، وينقادوا ظاهراً وباطناً، ثم لم يكتف بذلك، بل ضمّ إليه المصدر المؤكد فقال: ((تَسْلِيماً)). فلا يثبت الإيمان لعبد حتى يقع منه هذا التحكيم، ولا يجد الحرج في صدره بما قضى عليه، ويسلّم لحكم الله وشرعه تسلمياً لا يخالطه ردّ، ولا تشوبه مخالفة "
وتحكيم شرع الله – تعالى – ورد النزاع إلى نصوص الوحيين شرط في الإيمان، كما قال الله - تعالى -: ((فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: من الآية59)
• ولذا يقول ابن القيم: " إنه قوله (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ) نكرة في سياق الشرط تعمّ كل ما تنازع فيه المؤمنون من مسائل الدين دقّه وجلّه، جليله وخفيه، ولو لم يكن في كتاب الله ورسوله،بيان حكم ما تنازعوا فيه، ولم يكن كافياً لم يأمر بالرد إليه، إذ من الممتنع أن يأمر – تعالى – بالرد عند التنازع إلى من لا يوجد عنده فصل النزاع.
• ومنها أنه جعل هذا الرد من موجبات الإيمان ولوازمه، فإذا انتفى هذا الرد من انتفى الإيمان، ضرورة انتفاء الملزوم لانتفاء لازمه، ولا سيما التلازم بين هذين الأمرين، فإنه من الطرفين، وكل منهما ينتفي بانتفاء الآخر، ثم أخبرهم أن هذا الرد خير لهم، وأن عاقبته أحسن عاقبة "
• ويقول ابن كثير: (فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهد له بالصحة، فهو الحق، وما ذا بعد الحق إلا الضلال؟ ولهذا قال – تعالى -: (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي ردوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله، فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، فدلّ على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة، ولا يرجع إليهما في ذلك، فليس مؤمناً بالله، ولا باليوم الآخر "
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان التحاكم إلى شرع الله – تعالى – شرطاً في الإيمان، فإن التحاكم إلى غير شرع الله – وهو حكم الطاغوت والجاهلية ينافي الإيمان وهو من علامات النفاق، وقد سبق أن أوردنا كلام محمد رشيد رضا حيث يقول عند قوله – تعالى -: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ ... )) (النساء: من الآية60) " " والآية ناطقة بأن من صدّ وأعرض عن حكم الله، ورسوله عمداً، ولا سيما بعد دعوته إليه، وتذكيره به، فإنه يكون منافقاً لا يعتد بما يزعمه من الإيمان، وما يدعيه من الإسلام "
ويقول الشيخ السعدي – في هذا الصدد - " الردّ إلى الكتاب، والسنة، شرط في الإيمان، فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع، فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت كما جاء في الآية: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ ... ) الآية، فإن الإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه، في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن، واختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في ذلك "
• ويؤكد سيّد قطب على أن عدم تحكيم الشريعة لا يجتمع مع الإيمان، فيقول – رحمه الله – عند وقوفه على قوله – تعالى -: ((وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)) (المائدة:43) " فهي كبيرة مستنكرة أن يحكموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيحكم بشريعة الله، وعندهم – إلى جانب هذا – التوراة فيها شريعة الله، فيتطابق حكم رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- وما عندهم في التوراة، مما جاء القرآن مصدقاً ومهيمناً عليه، ثم يتولون من بعد ذلك ويعرضون، سواءً كان التولي بعدم التزام الحكم، أو بعدم الرضا به.
• ولا يكتفي السياق بالاستنكار، ولكن يقرر الحكم الإسلامي في مثل هذا الموقف (وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)، فما يمكن أن يجتمع الإيمان، وعدم تحكيم شريعة الله، أو عدم الرضى بحكم هذه الشريعة، والذين يزعمون لأنفسهم، أو لغيرهم أنهم (مؤمنون) ثم هم لا يحكمون بشريعة الله في حياتهم، أو لا يرضون حكمها إذا طبق عليهم، إنّما يدّعون دعوى كاذبة، وإنّما يصطدمون بهذا النص القاطع (وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)
• ومما كتبه الشيخ محمد بن إبراهيم في هذا المقام قوله: " إن قوله – تعالى – (يَزْعُمُونَ) تكذيب لهم فيما ادّعوه من الإيمان، فإنه لا يجتمع التحاكم إلى غير ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الإيمان في قلب عبد أصلاً، بل أحدهما ينافي الآخر، والطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد، فكل من حكم بغير ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد حكم بالطاغوت وحاكم إليه "
• ويقرر الشنقيطي أن متبعي المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله، ويسوق الأدلة على ذلك، ومنها قوله: " ومن أصرح الأدلة في هذا أن الله – جل وعلا – في سورة النساء، بيّن أن من يريدون أن يتحاكمون إلى غير ما شرعه الله، يتعجّب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه،وذلك في قوله – تعالى - ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ... )) (النساء: من الآية60)
إضافة إلى ذلك، فإن الإيمان قول، وعمل، فهو يتضمن تصديقاً وانقياداً، فكما يجب على الخلق أن يصدقوا الرسل عليهم السلام، فيما أخبروا فعليهم أن يطيعوهم فيما أمروا، كما قال – تعالى – ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ)) (النساء: من الآية64)
(يُتْبَعُ)
(/)
• ولذا يقول محمد بن نصر المروزي في تعريف الإيمان: " الإيمان بالله، أن تُوحّده، وتصدق به بالقلب واللسان، وتخضع له، ولأمره، بإعطاء العزم للأداء لما أمره، مجانباً للاستنكاف، والاستكبار، والمعاندة، فإذا فعلت ذلك لزمت محابه، واجتنبت مساخطه – إلى أن قال – وإيمانك بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، إقراراك به، وتصديقك إيّاه،وإتباعك ما جاء به، فإذا اتّبعت ما جاء به، أديت الفرائض، وأحللتَ الحلال، وحرّمت الحرام، ووقفت عند الشبهات، وسارعت في الخيرات "
• ولا شك أن تحيكم الشريعة، انقياد وخضوع لدين الله – تعالى – وإذا كان كذلك، فإن عدم تحكيم هذه الشريعة كفر إباء، وردّ وامتناع، وإن كان مصدقاً بها، فالكفر لا يختص بالتكذيب فحسب كما زعمت المرجئة.
• يقول ابن تيمية: " فمن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه، بأن الله فرض عليه الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ويعيش دهره، لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب، وزندقته لا مع إيمان صحيح، ولهذا إنما يصف – سبحانه – بالامتناع من السجود الكفّار كقوله – تعالى – ((يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) (القلم: 42 – 43)
• ويقول اسحاق بن راهويه: " وقد أجمع العلماء أن من دفع شيئاً أنزله الله، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله، أنه كافر "
• وفي ختام هذا المطلب نشير إلى أن تحكيم الشريعة استجابة لله – تعالى – ولرسوله، صلى الله عليه وسلم، ففيه الحياة والصلاح والخير، كما قال الله – تعالى -: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)) (لأنفال: من الآية24)
• يقول الشيخ السعدي: في قوله – تعالى -: (إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) وصف ملازم، لكل ما دعا الله ورسوله إليه، وبيان لفائدته وحكمته ن فإن حياة القلب والروح، بعبودية الله – تعالى - ولزوم طاعته، وطاعة رسوله، على الدوام "
وإن رفض هذه الشريعة، وعدم الاستجابة لها اتباع للهوى، فهو ضلال شنيع في الدنيا، وعذاب شديد في الآخرة،يقول – تعالى - ((فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ)) (القصص: من الآية50) ويقول - سبحانه - ((يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)) (صّ:26) ويقول – عز وجل -: ((وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)) (النساء:14)
• يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: " أي لكونه غّيَّر ما حكم به، وضادّ الله في حكمه، وهو إنما يصدر عن عدم الرضا بما قسم الله وحكم به، ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم ".
ولقد جاءت نصوص الوحيين محذّرة من التحاكم إلى غير ما أنزل الله – تعالى – فقال – سبحانه -: ((وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)) (المائدة:49).
يقول إسماعيل الأزهري: " فأمر الله – عز وجل – نبيه، -صلى الله عليه وسلم- بالحكم بين أهل الكتاب بما أنزل الله فيه، ونهاه عن اتباع أهوائهم لما فيه من مخالفة المنزل إليه، وحذره أن يفتنوه فيحولوا بينه وبين بعض ما أنزل عليه، وأعلمه أنهم إن تولوا عن الحكم الذي أنزل الله إليه، فإنما يريد أن يصيبهم، ويبتليهم بسبب بعض ذنوبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلم منه أن التولي عن حكم الله، وحكم رسوله إلى حكم الأهواء سبب لإصابة الله لهم بالمصائب "
• ويحكي ابن القيم شيئاً من عواقب تنحية حكم الله – تعالى – فقال: " لمّا أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة، والمحاكمة إليهما،واعتقدوا عدم الاكتفاء بهما، وعدلوا إلى الأراء، والقياس، والاستحسان، وأقوال الشيوخ، عرض لهم من ذلك فساد في فطرهم وظلمة في قلوبهم، وكدر في أفهامهم، ومحق في عقولهم، وعمتهم هذه الأمور، وغلبت عليهم حتى رُبي فيها الصغير، وهرم عليها الكبير .. "
في الحديث عنه، -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " يا معشر المهاجرين: خصال خمس إن ابتليتم بهنّ ونزلن بكم – وذكر منها: وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بنيهم " وفي رواية: " وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر "
• وفي هذا يقول ابن تيمية: " وإذا خرج ولاة الأمر عن هذا [حكم الكتاب والسنة] فقد حكموا بغير ما أنزل الله، ووقع بأسهم بينهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: " ما حكم قوم بغير ما أنزل الله إلا وقع بأسهم بينهم ". وهذا من أعظم أسباب تغير الدول، كما قد جرى مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا، ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره، فيسلك مسلك من أيّده الله ونصره، ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه "
• وصدق الله – تعالى – ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإن الناظر إلى واقع بلاد المسلمين – الآن – يرى ما وقع في تلك البلاد من المصائب، والشرور، ومن الفرقة، والعداوة فيما بينهم، وكذا التقاتل، والتناحر، كما ظهر الفقر، والتدهور الاقتصادي، مع أن في بلاد المسلمين – كما هو معلوم – أعظم الثروات، وبمختلف الأنواع وأعظم سبب في ذلك هو تنحية شرع الله، والتحاكم إلى الطاغوت، والله المستعان.
(ب) متى يكون الحكم بغير ما أنزل الله – تعالى – ناقضاً من نواقض الإيمان؟
إذا تقرر أن التشريع من خصائص ربوبية الله – تعالى – فالحلال ما حللّه الله ورسوله، -صلى الله عليه وسلم- والحرام ما حرّمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله فليس لأحد أن يخرج عن شيء مما شرع في دين الله – تعالى – بل الواجب اتباع هذه الشريعة قال – تعالى – ((اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)) (لأعراف:3) وكما يتعين الكفر بالطاغوت، وذلك بعدم التحاكم إليه واعتقاد بطلانه، والبراءة منه قال – تعالى -: ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا)) (البقرة: من الآية256)
• إن الإيمان اليقيني يوجب الانقياد لحكم الله – تعالى – الذي هو أحسن الأحكام على الإطلاق، كما هو حال المؤمنين الصادقين الموقنين، قال – تعالى – ((وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) (المائدة: من الآية50) وقال – عز وجل ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)) (الأحزاب: من الآية36)
• وأما من تحاكم إلى الطاغوت أو حكم الجاهلية، وهو يدّعي الإيمان ن فهذه دعوى كاذبة كما هو شان المنافقين المذكورين في قوله – تعالى -: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً)) (النساء:60).
وقد سمّى الله – تعالى – الذين يحكمون بغير شرعه كفاراً، وظالمين، وفاسقين.
فقال – سبحانه -: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (المائدة: من الآية44) وقال – تعالى - ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) (المائدة: من الآية45) وقال – عز وجل - ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) (المائدة: من الآية47).
ويكون الحكم بغير ما أنزل الله – تعالى – كفراً ناقلاً عن الملة، وناقضاً من نواقض الإيمان في عدة صور وحالات، نتحدث عن بعضها على النحو التالي:
1 - من شرّع غير ما أنزل الله تعالى:
قد تقرر – بداهة – وجوب إفراد الله – تعالى – بالحكم والتشريع)) أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) (لأعراف: من الآية54) فإذا كان الله – تعالى – هو المتفرد بالخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، لا شريك له في هذه الصفات، فهو – سبحانه – أيضاً وحده المتفرد بالتشريع، والتحليل، والتحريم، فالدين لا يكون إلا ما شرعه الله – تعالى – وليس لأحد أن يشرّع شيئاً ما جاء عن الله – تعالى – ولا عن رسوله، -صلى الله عليه وسلم-.
• فالتشريع حق خالص لله وحده لا شريك له، من نازعه في شيء منه، فهو مشرك لقوله – تعالى -: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)) (الشورى: من الآية21)
• يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: " أي هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس من تحريم ما حرّموا عليهم من البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام، وتحليل أكل الميتة، والدم، والقمار إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالة الباطلة التي كانوا قد اخترعوها في جاهليتهم من التحليل والتحريم والعبادات الباطلة والأموال الفاسدة "
•.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 02:45]ـ
وسمّى الله – تعالى – الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء فقال – سبحانه -: ((وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ)) (الأنعام: من الآية137)
وقال - عز وجل -: ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (التوبة:31).
• فهؤلاء الأحبار والرهبان الذين شرعوا غير تشريع الله – تعالى – كفّار، لا شك في كفرهم؛ لأنهم نازعوا الله – تعالى – في ربوبيته، وبدّلوا دين الله وشرعه
• وإذا كانت متابعة أحكام المشرعين غير ما شرّعه الله، تعتبر شركاً، وقد حكم الله على هؤلاء الأتباع بالشرك، كما قال – سبحانه – ((وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)) (الأنعام: من الآية121): فكيف يكون حال هؤلاء المشرّعين؟
* ويقول - عز وجل -: ((إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ)) (التوبة: من الآية37).
• يقول ابن حزم عن هذه الآية: " وبحكم اللغة التي نزل بها القرآن إن الزيادة في الشيء لا تكون ألبتة إلا منه لا من غيره فصحّ أن النسيء كفر، وهو عمل من الأعمال، وهو تحليل ما حرّم الله "
• وهؤلاء المشرّعون ما لم يأذن به الله – تعالى – إنما وضعوا تلك الأحكام الطاغوتية لاعتقادهم أنها أصلح، وأنفع للخلق وهذه ردّّة عن الإسلام، بل إن اعتبار شيء من تلك الأحكام ولو في أقل القليل عدم رضا بحكم الله ورسوله، فهو كفر ناقل عن الملة إضافة إلى أن هذا التشريع يعدّ تجويزاً وتسويغاً للخروج على الشرع المنزّل، ومن سوغّ الخروج على هذه الشريعة فهو كافر بالإجماع
• إن طواغيت البشر – قديماً وحديثاً – قد نازعوا الله في حق الأمر، والنهي، والتشريع بغير سلطان من الله – تعالى – فادّعاه الأحبار والرهبان لأنفسهم، فأحلوا به الحرام، وحرّموا به الحلال، واستطالوا به على عباد الله، وصاروا بذلك أرباباً من دون الله، ثم نازعهم الملوك في هذا الحق حتى اقتسموا السلطة مع هؤلاء الأحبار والرهبان، ثم جاء العَلمانِيون، فنزعوا الحق من هؤلاء وهؤلاء، ونقلوه إلى هيئة تمثّل الأمة، أو الشعب، أطلق عليه اسم البرلمان، أو مجلس النواب، "
• إن غالبية الأنظمة التي تحكم بلاد المسلمين – من خلال استقراء دساتيرها – هو انسلاخ من عقيدة إفراد الله – تعالى – وحده بالتشريع، حيث جعلت التشريع والسيادة للأمة، أو الشعب، وربما جعلتْ الحاكم مشاركاً في سلطة التشريع، وقد يستقل بالتشريع في بعض الأحوال، وكلّ ذلك تمردٌ على حقيقة الإسلام التي توجب الانقياد والقبول لدين الله – تعالى - والله المستعان
• يقول د / صلاح الصاوي – عن تلك الأوضاع: " إن الحالة التي تواجهها مجتمعاتنا المعاصرة هي حال الإنكار على الإسلام أن تكون له صلة بشؤون الدولة، والحجر عليه ابتداءً أن تتدخل شرائعه لتنظيم هذه الجوانب، وتقرير الحق في التشريع المطلق في هذه الأمور للبرلمانات والمجالس التشريعية.
• إننا أمام قوم يدينون بالحق في السيادة العليا والتشريع المطلق للمجالس التشريعية، فالحلال ما أحلته، والحرام ما حرّمته، والواجب ما أوجبته، والنظام ما شرعته، فلا يجرم فعل إلا بقانون منها، ولا يعاقب عليه إلا بقانون منها، ولا اعتبار إلا للنصوص الصادرة منها.
• هذه المحنة التي نواجهها اليوم، والتي لا يصلح لدفعها ترقيع جزئي بإلغاء بعض المواد، والنص على أخرى، وإنما يصلحه أن نبدأ بتقرير السيادة المطلقة والحاكمية العليا للشريعة الإسلامية، والنص على أن كل ما يتعارض معها من القوانين أو اللوائح فهو باطل "
(يُتْبَعُ)
(/)
• لقد وصل امتهان الشريعة الإلهية ونبذها – في بعض تلك الدساتير – إلى حد أنهم جعلوا هذه الشريعة الربّانية مصدراً ثانوياً من مصادر القانون، فتأتي الشريعة متأخرة بعد التشريع الوضعي، والعرف، كما أنهم يجاهرون صراحةً بحق التشريع لغير الله – تعالى – بحيث أن نصوص الشريعة لا تكتسب صفة القانون عندهم لو أرادوا العمل بتلك النصوص إلا بصدورها عمن يملك حق التشريع،وهي السلطة التي يمنحها الدستور الاختصاص بذلك! أما كون هذه الشريعة منزلة من عند الله – تعالى – فلا يعطيها صفة القانون عندهم، فضلاً أن تكون حاكمة ومهيمنة، بل إن العرف يلغي أي مبدأ من مبادئ الشريعة الإسلامية "!
عدا أن هذه القوانين والدساتير الطاغوتية عند أصحابها قد صار لها من الحرمة والتعظيم كما لو كانت شريعة إلهية، بيّن ذلك الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله – فيقول:
" هذه القوانين التي فرضها على المسلمين أعداءُ الإسلام .. هي في حقيقتها دين آخر جعلوه ديناً للمسلمين بدلاً من دينهم النقي السامي؛ لأنهم أوجبوا عليهم طاعتها وغرسوا في قلوبهم حبها وتقديسها والعصبية لها حتى لقد تجري على الألسنة والأقلام كثيراً من كلمات (تقديس القانون " قدسية القضاء "، " حرم المحكمة "، وأمثال ذلك من الكلمات، ثم صاروا يطلقون على هذه القوانين ودراستها كلمة (الفقه)، (والفقيه)، " والتشريع "، " والمشرع " وما إلى ذلك من الكلمات التي يطلقها علماءُ الإسلام على الشريعة وعلمائها "
إن شريعة الله – تعالى - يجب أن تكون وحدها حاكمة ومهيمنة على غيرها، وأن تكون المصدر الوحيد للتشريع، فلا ننخدع بما يقوله بعضهم بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع، لما تتضمنه هذه العبارة الشركية من الإقرار والرضا بمصادر أخرى للتشريع، ولو كانت مصادر فرعية يقول الله – تعالى -:
((وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)) (المائدة: من الآية49)
2 - أن يجحد أو ينكر الحاكم بغير ما أنزل الله – تعالى – أحقية حكم الله – تعالى – ورسوله -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في رواية لابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله – تعالى – ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (المائدة: من الآية44) حيث قال: " من جحد ما أنزل الله فقد كفر " وهو اختيار ابن جرير في تفسيره
إن جحود حكم الله – تعالى - هو اعتراض على شرع الله – تعالى – وتكذيب لنصوص الوحيين، وقد أجمع العلماء على تكفير من أنكر حكماً معلوماً من الدين بالضرورة، وحكى هذا الإحماع جمع كثير من أهل العلم كما جاء مفصلاً في موضعه.
• فمن ذلك ما قاله أبو يعلى:
" ومن اعتقد تحليل ما حرّم الله بالنص الصريح، أو من رسوله، أو أجمع المسلمون على تحريمه، فهو كافر: كمن أباح شرب الخمر، ومنع الصلاة والصيام، والزكاة، وكذلك من اعتقد تحريم شيء حلّله الله، وأباحه بالنص الصريح،أو أباحه رسوله، أو المسلمون مع العلم بذلك،فهو كافر كمن حرّم النكاح، والبيع، والشراء على الوجه الذي أباحه الله – عز وجل – والوجه فيه أن في ذلك تكذيباً لله – تعالى – ولرسوله في خبره، وتكذيباً للمسلمين في خبرهم، ومن فعل ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين "
*ويقول ابن تيمية: " والإنسان متى حلّل الحرام المجمع عليه، أو حرّم الحلال المجمع عليه، أو بدّل الشرع المجمع عليه، كان كافراً مرتدّاً بالاتفاق "
* ويقول الشنقيطي: " ومن لم يحكم بما أنزل الله معارضة للرسل، أو إبطالاً لأحكام الله، فظلمه، وفسقه، وكفره، كلها مخرجة عن الملة "
ولا يغيب عنّا أن هذا الجحود في حد ذاته يعدّ كفراً، ولو لم يكن معه تحكيم لغير الشريعة فالجاحد كافر شرّع من دون الله – تعالى – أو لم يشرّع.
وعند ما ساق ابن القيم أقوال العلماء في تأويل قوله – تعالى –: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) كان مما قال في هذا الشأن.
" ومنهم من تأوّل الآية على ترك الحكم بما أنزل الله جاحداً له، وهو قول عكرمة، وهو تاويل مرجوع، فإن نفس جحوده كفر، سوء حكم به أو لم يحكم "
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن يفضل حكم الطاغوت على حكم الله – تعالى -
سواء كان هذا التفضيل مطلقاً، أو مقيداً في بعض المسائل. وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب هذه الحالة ضمن نواقض الإسلام، فقال: " من اعتقد أن غير هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه، فهو كافر " ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم: " من اعتقد أن حكم غير الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحسن من حكمه، وأتم، وأشمل لما يحتاجه الناس من الحكم بينهم عند التنازع، إما مطلقاً، أو بالنسبة إلى ما استجد من الحوادث التي نشأت عن تطور الزمان، وتغير الأحوال، فلا ريب أنه كفر لتفضيله أحكام المخلوقين التي هي محض زبالة الأذهان، وصرف نحاتة الأفكار على حكم الحكيم الحميد "
لقد قام التتار – بعد إسقاطهم لدولة الخلافة العباسية – بإظهار هذا الكفر، وذلك بتقديم حكم (الياسق) وفرضه على المسلمين، ونبذ حكم الله – تعالى – وقد أشار ابن كثير إلى هذا الواقع عند تفسيره لقوله – تعالى – (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50) * ويقول ابن كثير:
" ينكر – تعالى – على من خرج عن حكم الله المحكم، المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر، وعَدَل إلى ما سواه من الآراء، والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات، والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيزخان، الذي وضع لهم الياسق، وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية، والملة الإسلامية، وغيرها، وفيه كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعاً متبعاً ن يقدمونه على الحكم بكتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فمن فعل ذلك، فهو كافر يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير "
* ويتحدث إسماعيل الأزهري عما يزعمه من لا خلاق له، من الإيمان، ممن يتهمون هذه الشريعة الكاملة بالنقص، فكان مما قاله:
" ومن ظنّ أن هذه الشريعة الكاملة التي ما طَرَق العالم شريعة أكمل منها ناقصة تحتاج إلى سياسة خارجة عنها تكملها، فهو كمن ظن أن بالناس حاجة إلى رسول آخر غير رسولهم الذي يحل لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث.
وكذلك من ظن أن شيئاً من أحكام الكتاب والسنة النبوية الثابتة الصحيحة بخلاف السياسة والمصلحة التي يقتضيها نظام الدنيا فهو كافر قطعاً "
• ويحكي محمود شاكر هذه الحالة فيقول:
" والذي نحن فيه اليوم هو هجر لأحكام الله عامة بلا استثناء، وإيثار أحكام غير حكمه في كتابه وسنة نبيه،وتعطيل كل ما في شريعة الله، بل بلغ الأمر مبلغ الاحتجاج على تفضيل أحكام القانون الموضع على أحكام الله المنزلة، وادعاء المحتجين لذلك بأن أحكام الشريعة إنما نزلت لزمان غير زماننا، ولعلل وأسباب انقضت، فسقطت الأحكام كلها بانقضائها "
لقد سلك خصوم هذا الدين مسالك متنوعة في سبيل استنقاص الشريعة الإٍسلامية وتفضيل حكم الطاغوت على حكم الله – تعالى - فتراهم يصفون الإسلام بأنه ديانة روحية، فلا علاقة له بشؤون الحياة الأخرى كالمعاملات، والقضاء، والسياسة، والحدود، ونحوها.
• يقول أحمد شاكر عن هؤلاء القوم وحكم الله – تعالى – فيهم:
" والقرآن مملوء بأحكام وقواعد جليلة، في المسائل المدنية والتجارية، وأحكام الحرب والسلم، وأحكام القتال والغنائم والأسرى، وبنصوص صريحة في الحدود والقصاص، فمن زعم أنه دين عبادة فقط فقد أنكر كل هذا، وأعظم على الفرية، وظن أن لشخص كائناً من كان، أو لهيئة كائنة من كانت، أن تنسخ ما أوجب الله من طاعته والعمل بأحكامه، وما قال هذا مسلم، ولا يقوله، ومن قاله، فقد خرج عن الإسلام جملةً، ورفضه كلّه، وإن صام وصلى، وزعم أنه مسلم " كما يزعم هؤلاء الخصوم أن في تحكيم الشريعة إقراراً للاستبداد السياسي، والإرهاب الفكري، ويستدلون على ذلك بما حصل لأوربا أثناء تسلط رجال الكنيسة، وتارة ينعقون بدعوى جمود الشريعة، وعدم مواكبتها للحياة المتطورة المتجددة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما وصفوا أحكام الحدود والقصاص بالقسوة التي لا تلائم إنسانية هذا العصر.
• يقول الشيخ محمد بن إبراهيم في هذا الشأن: " وحكم الله ورسوله لا يختلف في ذاته، باختلاف الأزمان، وتطور الأحوال، وتجدد الحوادث، فإنه ما من قضية كائنة ما كانت إلا وحكمها في كتاب الله – تعالى – وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- نصاً أو ظاهراً أو استنباطاً أو غير ذلك، علمه من علمه، وجهله من جهله "
• ويقول الشنقيطي في هذا الصدد:
" وأما النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السموات والأرض، فتحكيمه كفر بخالق السموات والأرض، كدعوى أن تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف، وأنهما يلزم استواؤهما في الميراث والدعوى أن تعدد الزوجات ظلم، وأن الطلاق ظلم للمرأة، وأن الرجم والقطع، ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان، ونحو ذلك.
فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع، وأموالهم وأعراضهم، وأنسابهم، وعقولهم، وأديانهم كفر بخالق السموات والأرض، وتمرّد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها وهو أعلم بمصالحها –سبحانه وتعالى – أن يكون معه مشرّع آخر علواً كبيراً " ..
ومما يلحق بمسألة تفضيل حكم الجاهلية على حكم الله – تعالى -: من لم يحكم بما أنزل الله – تعالى استخفافاً واستهانة بحكم الله تعالى، واحتقاراً له فمن وقع في ذلك فقد خرج عن الملة، لأن ذلك استهزاء بدين الله – تعالى – ومن ثم، فهو ردة عن الإسلام، كما هو ظاهر في النصوص التالية:
يقول – تعالى -: ((قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)) (التوبة: 65 - 66)
* يقول الفخر الرازي: " إن الاستهزاء بالدين كيف كان كفر بالله، وذلك لأن الاستهزاء يدل على استخفاف، والعمدة الكبرى في الإيمان تعظيم الله بأقصى الإمكان والجمع بينما محال "
ويقول – تعالى -: ((وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)) (التوبة:12)
• يقول القرطبي في تفسير هذه الآية: " استدل بعض العلماء بهذه الآية على وجوب قتل كل من طعن في الدين إذ هو كافر، والطعن أن ينسب إليه ما لا يليق به، أو يعترض بالاستخفاف على ما هو من الدين، لما ثبت من الدليل القطعي على صحة أصوله واستقامة فروعه "
• ويقول ابن أبي العز الحنفي: " إن اعتقاد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر "
• ومما قاله أبو السعود عند تفسيره لقوله – تعالى -: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (المائدة: من الآية44)
" ومن لم يحكم بما أنزل الله كائناً من كان دون المخاطبين خاصة، فإنهم مندرجون فيه اندراجاً أولياً أي من لم يحكم بذلك مستهيناً به منكراً ... فأولئك هو الكافرون لاستهانتهم به "
4 - من ساوى بين حكم الله – تعالى – وبين حكم الله الطاغوت، واعتقد التماثل بينهما، فهذا كفر ناقل عن الملة، لما يقتضيه ذلك من تسوية المخلوق بالخالق، والمناقضة والمعاندة لقوله – تعالى -: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)) (الشورى: من الآية11) ولقوله – عز وجل – ((فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (البقرة: من الآية22)
إن دعوى المساواة بين الحكم الإلهي والحكم والوضعي تنقّص للرب – جل جلاله – وغلو وطغيان في أحكام البشر، وشرك بالله – تعالى – لما في هذه المساواة من اتخاذ الأنداد مع الله – تعالى – يقول – تعالى -: ((فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) (النحل:74)
* يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: " أي لا تجعلوا له أنداداً، وأشباهاً، وأمثالاً، (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) أي أنه يعلم، ويشهد أنه لا إله إلا هو، وأنتم بجهلكم تشركون به غيره "
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول – تبارك وتعالى -: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ)) (البقرة: من الآية165) فمن أحبّ من دون الله شيئاً، كما يحبّ الله – تعالى – فهو ممن اتخذ من دون الله أنداداً، فهذا ندٌ في المحبة، لا في الخلق والربوبية، فإن أحداً من أهل الأرض لم يثبت هذا الندُّ وإذا كان الأمر كذلك، فلا أضل، ولا أسوأ حالاً ومآلاً من هؤلاء الذين ساووا بين حكم الله – تعالى – الذي لا معقّب لحكمه، وبين وحكم البشر العاجزين القاصرين.
• ويقول ابن تيمية: " من طلب أن يطاع مع الله، فهذا يريد من الناس أن يتخذوا من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله، والله – سبحانه – أمر أن لا يعبد إلا إيّاه، وأن لا يكون الدين إلا له " وأخبر – تعالى – عن أهل النار أنهم يقولون – وهم في النار – لآلهتهم: ((تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ،إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)) (الشعراء:97 - 98)
يقول ابن القيم عن هذه الآية:
" ومعلوم أنهم ما سووهم به – سبحانه – في الخلق، والرزق، والإماتة، والإحياء، والملك، والقدرة، وإنما سووهم به في الحب، والتأله، والخضوع لهم، والتذلل، وهذا غاية الجهل والظلم، فكيف يسوى من خُلق من تراب برب الأرباب؟! وكيف يسوى العبيد بمالك الرقاب؟ وكيف يسوي الفقير بالذات، الضعيف بالذات، العاجز بالذات، المحتاج بالذات، الذي ليس له من ذاته إلا العدم، بالغني بالذات، القادر بالذات الذي غناه، وقدرته، وملكه، وجوده،وإحسانه، وعلمه، ورحمته، وكماله المطلق التام، من لوازم ذاته؟ فأي ظلم أقبح من هذا؟ وأي حكم أشدّ جوراً منه؟!.
• فإذا كانت التسوية بين الله – تعالى – وبين خلقه في عبادة من العبادات تعتبر شركاً وتنديداً يناقض توحيد العبادة، فكيف بمن سوّى حكم الله – تعالى – بحكم البشر؟.
• وعلى كلٍ فإن الرضا بالله – تعالى – ربّاً يوجب إفراد الله – تعالى – بالحكم، واختصاصه، تعالى – بالأمر – قدراً أو شرعاً – كما قال – سبحانه -: ((أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)) (لأعراف: من الآية54)) فالحكم بالطاغوت ولو في أقل القليل ينافي هذا التوحيد، فما بالك بمن سوّى حكم البشر بالحكم الإلهي المنزّل؟.
5 - أن يجوّز الحكم بما يخالف حكم الله ورسوله، أو يعتقد أن الحكم بغير ما أنزل الله – تعالى – غير واجب، وأنه مخيّر فيه، فهذا كفر مناقض للإيمان، لتجويزه ما علم بالنصوص الصريحة القطعية تحريمه،حيث لم يعتقد وجوب إفراد الله – تعالى – بالحكم، وهو وإن لم يكن جاحداً لحكم الله، لكن ما دام أنه لا يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله – تعالى – وحده،وذلك بتجويزه الحكم بغير ما أنزل الله – تعالى – فهذا كفر ناقل عن الملة "
* يقول القرطبي: (إن حكم بما عنده على أنه من عند ــ تعالى ــ فهو تبديل له يوجب الكفر)
* ويوضح ابن تيمية هذه المسألة قائلاً: " ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله، فهو كافر، فمن استحلّ أن يحكم بين الناس بما يراه عدلاً من غير أتباع لما أنزل الله – فهو كافر – فإنه ما من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل، وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرها، بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله كسواليف البادية وكأوامر المطاعين فيهم، ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة، وهذا هو الكفر.
فإن كثيراً من الناس أسلموا، ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم التي يأمر بها المطاعون، فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم بما أنزل الله، فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما انزل الله فهم كفار، وإلا كانوا جهالاً "
وبتأمل هذا النص المهم، يظهر لنا أن من جوّزوا الحكم بغير ما أنزل الله – تعالى – وقد عرفوا ذلك فلم يلتزموا فإن هذا يعتبر استحلالاً وردة عن الإسلام، ولو لم يتضمن تكذيباُ وجحوداً
• ويقول – أيضاً -: " ومن حكم بما يخالف شرع الله ورسوله، وهو يعلم ذلك، فهو من جنس التتار الذين يقدمون حكم الياسق على حكم الله ورسوله "
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان هذا الصنف من جنس التتار .. فكذلك هم من جنس اليهود عند ما حكموا بما يخالف حكم الله – تعالى – وهم يعلمون ذلك، كما جاء مبيناً في حديث البراء بن عازب –رضي الله عنه – حيث قال: مُرّ على النبي -صلى الله عليه وسلم- بيهودي محمّماً مجلوداً، فدعاه -صلى الله عليه وسلم- فقال: هكذا تجدون حدّ الزاني في كتابكم؟ قالوا: نعم. فدعا رجلاً من علمائهم، فقال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى. أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال: لا! ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكن كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه،وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم،فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " اللهم إني أولّ من أحيا أمرك إذا أماتوه " فأمر به فرجم، فأنزل الله – عز وجل -: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ)) إلى قوله: ((إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ)) (المائدة: من الآية41)
يقول ائتوا محمداً، فإن أمركم بالتحميم والجلد، فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم، فاحذروه، فأنزل الله – تعالى – ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (المائدة: من الآية44) ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) (المائدة: من الآية45) ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) (المائدة: من الآية47) في الكفار كلها "
فمناط الكفر – هاهنا – ما تلبّس به هؤلاء اليهود من تجويز الحكم بغير ما انزل الله، وتبديل حكم الله – تعالى – فاليهود كفروا لتغييرهم حكم الله – تعالى – فجعلوا التحميم والجلد بدلاً من الرجم، وهم يعلمون خطأهم
• ويقول ابن القيم - عن هذه الحالة -: " إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخيّر فيه مع تيقنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر "
• ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، عليه السلام، فهو كافر "
• وإضافة إلى ذلك فإن تجويز الحكم بما يخالف حكم الله – تعالى – هو قبول للأحكام والتكاليف من غير الله – تعالى – ولو كان في بعضها، أو اليسير منها .. ، وهذا مناقض لحقيقة الإسلام لله وحده، فمن استسلم لله – تعالى – ولغيره كان مشركاً، والاستسلام لله وحده يتضمن عبادته وحده، وطاعته وحده. وتوضيحاً لذلك فنورد ما سطّره الأستاذ محمد قطب من أمثلة في تجويز الحكم بما يخالف حكم الله – تعالى – حيث يقول:
" كيف نزعم لأنفسنا أننا آمنا بأنه لا إله إلا الله – أي لا معبود إلا الله، ولا حاكم إلا الله – إذا كنّا نقول – بلسان الحال، أو بلسان المقال – إنك يا رب! قد قلت: إن الربا حرام، أما نحن فنقول: إنه مدار الحياة الاقتصادية المعاصرة، لا يقوم الاقتصاد إلا به، ولذلك، فنحن نُقّره ونتداوله، ونجعله هو الأصل في تداول المال! وإنك يا رب! قد قلت إن الزنا حرام، وحددت له عقوبة معينة في كتابك المنزل، وفي سنة رسولك، -صلى الله عليه وسلم-، أما نحن فنرى أنه ليس هناك جريمة تستحق العقاب أصلاً إذا تمّ الأمر برضى الطرفين، ولم تكن المرأة قاصراً، وإذا وقعت -من جهة نظرنا- جريمة فعقوبتها عندنا أمر آخر غير ما قررت! وإنك قد قلت يا رب! إن عقوبة السرقة قطع اليد، أما نحن، فنرى أن هذه عقوبة وحشية بربرية، إنما عقوبة السرقة عندنا هي السجن، وهي عقوبة مذهبة تليق بإنسان القرن العشرين! "
6 - من لم يحكم بما أنزل الله – تعالى – إباءً وامتناعاً فهو كافر خارج عن الملة، وإن لم يجحد أو يكذَب حكم الله –تعالى- وإذا كانت الحالة السابقة تجويز وقبول للحكم بغير ما أنزل الله – تعالى – فهذه الحالة لا تعدو أن تكون في المقابل من تلك الحالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن المعلوم – عند السلف الصالح – أن الإيمان قول وعمل، وتصديق وانقياد، فكما يجب على الخلق أن يصدّقوا الرسل – عليهم السلام – فيما أخبروا فعليهم أن يطيعوهم فيما أمروا، فلا يتحقق الإيمان مع ترك الانقياد والطاعة، قال – تعالى -: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ)) (النساء: من الآية64) فالإيمان ليس مجرد التصديق – كما زعمت المرجئة -، وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة الانقياد
كما أن الكفر عدم الإيمان – باتفاق المسلمين ومن ثم، فهو ليس تكذيباً فحسب، بل قد يكون امتناعاً عن اتباع الرسول مع العلم بصدقه ..
وقد يكون هذا الكفر إعراضاً أو شكاً، وعلى هذا يكون من ترك الحكم بما أنزل الله إباءً وردّاً،فهو كافر مرتد،وإن كان مقراً بهذا الحكم؛ لأن الإيمان يقتضي وجوب الانقياد، والطاعة، والإذعان لحكم الله – تعالى – ونوضح ذلك من خلال ما يلي:
• مما أورده ابن جرير رحمه الله عند شرحه لحديث البراء بن عازب،- رضي الله عنه -: مرّ بي عمي الحارث بن عمرو ومعه لواء قد عقده له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فسألته، قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن أضرب عنق رجل تزوج امرأة أبيه "
• حيث يقول ابن جرير: " فكان فعله [أي نكاحه زوج أبيه] من أدل الدليل على تكذيبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما أتاه به عن الله – تعالى – ذكره وجحوده آية محكمة في تنزيله ... فكان بذلك من فعله حكم القتل وضرب العنق، فلذلك أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتله وضرب عنقه؛ لأن ذلك كان سنته في المرتد عن الإسلام "
فتأمل – رحمك الله – نصّ هذا الحديث،وما قرره ابن جرير عند ما بيّن أن التكذيب، أو الاستحلال قد يظهر في عمل من الأعمال وهذا كفر ردّ، وإباء، فليس التكذيب أو الاستحلال (القلبي) واقعاً بنطق اللسان فقط - كما زعمت المرجئة-
إضافة إلى ذلك فإنّ من ردّ، وامتنع عن قبول حكم الله - تعالى – فهو كافر بالإجماع، وإن كان مقرّاً بهذا الحكم، "يقول إسحاق بن راهويه: وقد أجمع العلماء أن على من دفع شيئاً أنزله الله .. وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر "
* يقول الجصاص في تفسير قوله – تعالى -: ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) (النساء:65) وفي هذه الآية دلالة على أن من رد شيئاً من أوامر الله – تعالى – أو أوامر الرسول-صلى الله عليه وسلم- فهو خارج من الإسلام، سواءً ردة من جهة الشك فيه، أو من جهة ترك القبول، والامتناع عن التسليم "
* كما يقرر ابن تيمية: اتفاق العلماء على وجوب قتال الطائفة الممتنعة عن شريعة من الشرائع الظاهرة المتواترة، وإن كانت مقرة بتلك الشريعة، فيقول:
" كل طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة، فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين، وملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو بكر الصديق والصحابة – رضي الله عنهم – مانعي الزكاة، فاتفاق الصحابة – رضي الله عنهم – على القتال على حقوق الإسلام عملاً بالكتاب والسنة " إلى أن قال – " فأيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام، أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال، والخمر، والزنا، والميسر أو عن نكاح ذوات المحارم، أو التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، وغير ذلك من واجبات الدين، ومحرماته. التي لا عذر لأحد في جحودها وتركها، التي يكفر الجاحد لوجوبها، فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها، وإن كانت مقرّة بها، وهذا مما لا أعرف فيه خلافاً بين العلماء "
(يُتْبَعُ)
(/)
• ويفصّل ابن تيمية هذه المسألة تفصيلاً شافياً عند ما بيّن أن من أبى وامتنع عن حكم الله – تعالى – وإن كان معترفاً بهذا الحكم – فهو أشدّ كفراً ممن جحد هذا الحكم، فيقول: " إن العبد إذا فعل الذنب مع اعتقاد أن الله حرّمه عليه، واعتقاد انقياده لله فيما حرّمه وأوجبه، فهذا ليس بكافر، فأما إن اعتقد أن الله لم يحرّمه، أو أنه حرّمه، لكن امتنع من قبول هذا التحريم، وأبى أن يذعن لله وينقاد،فهو إما جاحد أو معاند، ولهذا قالوا: من عصى الله مستكبراً، كإبليس كفر بالاتفاق، ومن عصى مشتهياً لم يكفر عند أهل السنة والجماعة، وإنما يكفره الخوارج، فإن العاصي المستكبر، وإن كان مصدقاً بأن الله ربه، فإن معاندته له، ومحاداته تنافي هذا التصديق، وبيان هذا أن من فعل المحارم مستحلاً، فهو كافر بالاتفاق، فإنه ما آمن بالقرآن من استحل محارمه،وكذلك لو استحلها من غير فعل، والاستحلال اعتقاد أن الله لم يحرمها، وتارة بعدم اعتقاد أن الله حرمها، وهذا يكون لخلل في الإيمان في الربوبية، ولخلل في الإيمان بالرسالة، ويكون جحداً محضاً غير مبني على مقدمة، وتارة يعلم أن الله حرّمها، ويعلم أن الرسول إنما حرم ما حرمه الله، ثم يمتنع عن التزام هذا التحريم، ويعاند المحرم، فهذا أشد كفراً ممن قبله، وقد يكون هذا مع علمه، أن من لم يلتزم هذا التحريم عاقبه الله وعذبه، ثم إن هذا الامتناع والإباء، إما لخلل في اعتقاد حكمة الآمر وقدرته، فيعود هذا إلى عدم التصديق بصفة من صفاته، وقد يكون بجميع ما يصدق به تمرداً أو اتباعاً لغرض النفس، وحقيقته كفر، هذا لأنه يعترف لله ورسوله بكل ما أخبر به، ويصدق بكل ما يصدق به المؤمنون، لكنه يكره ذلك، ويبغضه، ويسخطه لعدم موافقته لمراده ومشتهاه، ويقول: أنا لا أقر بذلك،ولا ألتزمه،وأبغض هذا الحق، وأنفر منه، فهذا نوع غير النوع الأول، وتكفير هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع "
• وتأكيد لما قرره ابن تيمية: نورد ما قاله النسفي في تفسيره، لقوله – تعالى -: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)) (الأحزاب:36)
" فإن كان العصيان عصيان رد وامتناع عن القبول، فهو ضلال كفر، وإن كان عصيان فعل مع قبول الأمر واعتقاد الوجوب،فهو ضلال خطأ وفسق "
ومما يمكن إلحاقه بالإباء والامتناع: الإعراض، والصدود عن حكم الله – تعالى – ونوضح ذلك بما يلي:
يقول – تعالى – ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً)) (النساء:60 - 61)
• يقول ابن تيمية: " بين الله سبحانه أن من دعا إلى التحاكم إلى كتاب الله،وإلى رسوله فصدّ عن رسوله كان منافقاً، وليس بمؤمن فالنفاق يثبت، ويزول الإيمان بمجرد الإعراض عن حكم الرسول، وإرادة التحاكم إلى غيره ".
• ويقول ابن القيم: " فجعل الإعراض عما جاء به الرسول، والالتفات إلى غيره هو حقيقة النفاق، كما أن حقيقة الإيمان هو تحكيمه وارتفاع الحرج عن الصدور بحكمه، والتسليم لما حكم به رضى، واختياراً،ومحبة فهذا حقيقة الإيمان، وذلك الإعراض حقيقة النفاق "
• ويقول البيضاوي في تفسيره لقوله – تعالى -: ((قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)) (آل عمران:32) " وإنما لم يقل لا يحبهم لقصد العموم، والدلالة على أن التولي كفر، وأنه من هذه الحيثية ينفي محبة الله، وأن محبته مخصوصة بالمؤمنين "
(يُتْبَعُ)
(/)
• ويقول ابن تيمية عند قوله – تعالى - ((فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ)) (الأنعام: من الآية157). " فذكر سبحانه أنه يجزي الصادف عن آياته مطلقاً سواء كان مكذباً أو لم يكن – سوءَ العذاب بما كانوا يصدفون، يبين ذلك أن كل من لم يقر بما جاء به الرسول، فهو كافر، سواء اعتقد كذبه، أو استكبر عن الإيمان به أو أعرض عنه اتباعاً لما يهواه، أو ارتاب فيما جاء به، فكل مكذب بما جاء به فهو كافر "
7 - من ضمن الحالات التي يكون الحكم بغير ما أنزل الله تعالى كفراً أكبر، ما قال الشيخ محمد بن إبراهيم:
" وهو أعظمها، وأشملها،وأظهرها معاندة للشرع ومكابرة لأحكامه،ومشاقة لله ورسوله، ومضاهاة بالمحاكم الشرعية إعداداً، وإمداداً، وإرصاداً، وتأصيلاً، وتفريعاً، وتشكيلاً، وتنويعاً، وحكماً، وإلزاماً، ومراجع مستمدات.
فكما أن للمحاكم الشرعية مراجع ومستمدات، مرجعها كلها إلى كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- فلهذه المحاكم مراجع هي القانون الملفق من شرائع شتى، وقوانين كثيرة كالقانون الفرنسي، والقانون الأمريكي،والقانون البريطاني، وغيرها من القوانين، ومن مذاهب بعض البدعيين المنتسبين إلى الشريعة، وغير ذلك.
فهذه المحاكم الآن في كثير من أمصار الإسلام مهيأة مكملة، مفتوحة الأبواب، والناس إليها أسراب إثر أسرار،يحكم حكمها بينهم بما يخالف حكم السنة والكتاب، من أحكام ذلك القانون،وتلزمهم به، وتقرّهم عليه، وتحتمه عليهم، فأي كفر فوق هذا كفر، وأي مناقضة لشهادة أن محمداً رسول الله بعد هذه المناقضة
• ومما يلحق بهذه الحالة ما قاله الشيخ محمد بن إبراهيم – أيضاً - " ما يحكم به كثير من رؤساء العشائر، والقبائل من البوادي ونحوهم من حكايات آبائهم، وأجدادهم، وعاداتهم التي يسمونها (سلومهم) يتوارثون ذلك منهم، ويحكمون به، ويحملون على التحاكم إليه عند النزاع بقاءً على أحكام الجاهلية، وإعراضاً ورغبة عن حكم الله ورسوله "
• ومن خلال عرض الحالات السابقة الموجبة للردة، يظهر حكم المشرّع – كما في الحالة الأولى – والحاكم بغير ما أنزل الله – كما في بقية الحالات – ويبقى موضوع المحكوم بتلك القوانين الطاغوتية، فإن كفره متعلّق بقبوله لغير شريعة الله، ورضاه بها إضافةً إلى ذلك، فإن متابعة هذا المحكوم، وقبوله لغير الشريعة من خلال تحاكمه إلى غير ما أنزل الله – تعالى – لا يخلو من امتناع عن قبول حكم الله وحده، أو تجويز للحكم بالطاغوت، وقد أمروا أن يكفروا به، أو تفضيل لحكم الطاغوت على حكم الله – تعالى – أو التسوية بينهما!! يقول الله – تعالى -: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً)) (النساء:60 - 61) * ومما قاله أبو السعود في تفسير هذه الآية: " التعجيب والاستفتاح على ذكر إرادة التحاكم [إلى الطاغوت] دون نفسه [أي التحاكم] للتنبيه على أن إرادته مما يقضي منه العجب، ولا ينبغي أن يدخل تحت الوقوع فما ظنك بنفسه؟ "
كما دلت الآية على أن إرادة التحاكم إلى الطاغوت إيمان بهذا الطاغوت، ومن ثم فهو كفر بالله – تعالى – حيث أن الله – تعالى – قد فرض على عباده الكفر بالطاغوت، والإيمان به – تعالى – حيث قال – سبحانه-: ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ)) (البقرة: من الآية256). ويقول – عز وجل - ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (التوبة:31)
(يُتْبَعُ)
(/)
* يقول ابن تيمية – في معنى هذه الآية: (هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين:
أحدهما: أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله، فيتبعونهم على التبديل، فيعتقدون تحليل ما حرّم الله، وتحريم ما أحلّ الله اتباعاً لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل،فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركاً، وإن لم يكونوا يُصَلُّون لهم، ويسجدون لهم – فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك، دون ما قاله الله ورسوله مشركاً مثل هؤلاء.
والثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال، وتحليل الحرام ثابتاً، لكنهم أطاعوهم في معصية الله، كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب، كما ثبت في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إنما الطاعة في المعروف "
* وأمر آخر وهو أن المحكوم بتلك القوانين راضياً بها فهو كافر، لأن الراضي بالكفر كفاعله يدلّ على ذلك قوله – تعالى -:
((وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)) (النساء:140) * يقول القرطبي: " قوله – تعالى -: (فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) أي غير الكفر: (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) فدل بهذا على وجوب اجتناب المعاصيى وجوب اجتناب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضى بالكفر كفر"
* ويقول محمد رشيد رضا في قوله: (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) هذا تعليل للنهي، أي إنكم إن قعدتم معهم تكونون مثلهم، وشركاء لهم في كفرهم؛ لأنكم أقررتموهم عليه ورضيتموه لهم، ولا يجتمع الإيمان بالشيء، وإقرار الكفر والاستهزاء به، ويؤخذ من الآية أن إقرار الكفر بالاختيار كفر، ويؤخذ منه أن إقرار المنكر والسكوت عليه منكر وهذا منصوص عليه أيضاً، وأن إنكار الشيء يمنع فشوه بين من ينكرونه حتماً، فليعتبر بهذا أهل هذا الزمان،ويتأملوا كيف يمكن الجمع بين الكفر والإيمان، أو بين الطاعة والعصيان، فإن كثيراً من الملحدين في البلاد المتفرنجة يخوضون في آيات الله، ويستهزئون بالدين، ويقرهم على ذلك، ويسكت لهم من لم يصل إلى درجة كفرهم، لضعف الإيمان و العياذ بالله تعالى – "
ويقول – تعالى -: ((وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)) (النور:47) * يقول النسفي – في تفسيرها - (وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) أي المخلصين، وهو إشارة إلى القائلين آمنّا وأطعنا، لا إلى الفريق المتولي وحده، وفيه إعلام من الله بأن جميعهم منتف عنهم الإيمان لاعتقادهم ما يعتقد هؤلاء، والإعراض وإن كان من بعضهم،فالرضا بالإعراض من كلهم "
(ج) متى يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أصغر؟ يكون الحكم بغير ما أنزل تعالى في واقعة ما مع اعتقاده وجوب الحكم بما أنزل الله – تعالى – في هذه القضية المعينة، فعدَل عنه عصياناً وهوىً وشهوة، مع اعترافه بأنه آثم في ذلك،ومستحق للعقوبة، ونسوق جملة من كلام أهل العلم في هذه المسألة:
* يقول القرطبي: " إن حكم به [أي بغير ما أنزل الله] هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين "
* ويقول ابن تيمية: " أما من كان ملتزماً لحكم الله ورسوله باطناً وظاهراً، لكن عصى واتبع هواه، فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة "
* ويقول ابن القيم: " عن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا كفر أصغر "
(يُتْبَعُ)
(/)
* ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم: " وأما القسم الثاني من قسمي كفر الحاكم بغير ما أنزل الله، وهو الذي لا يخرج عن الملة، وذلك أن تحمله شهوته وهواه على الحكم في القضية بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن حكم الله ورسوله هو الحق، واعترافه على نفسه بالخطأ ومجانبة الهدى.
وهذا وإن لم يخرجه كفره عن الملّة فإنه معصية عظمى أكبر من الكبائر، كالزنا، وشرب الخمر، والسرقة، واليمين، الغموس، وغيرها، فإن معصية سماها الله في كتابه كفراً أعظم من المعصية لم يسمها كفراً "
• ويقول الشنقيطي: " من لم يحكم بما أنزل الله معتقداً أنه مرتكب حراماً، فاعل ُ قبيحاً، فكفره، وظلمه، وفسقه، غير مخرج عن الملة
وعلى مثل هذه الحالة – التي ذكرت آنفاً – يُحمل ما ورد عن ابن عباس – رضي الله عنهما – وعطاء وطاووس، وأبي محلز - رحمهم الله تعالى -.
فقد جاء عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله – تعالى -: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (المائدة:44) أنه قال: " ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، وفي رواية أنه، قال: " كفر لا ينقل عن الملة "
وقال عطاء: " كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق "
* وقال طاووس: " ليس بكفر ينقل عن الملة " " وعند ما جاء نفر من الإباضية لأبي مجلز، فقالوا له: يقول الله: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).) فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة: من الآية47). قال أبو مجلز أنه يعملون بما يعملون – يعني الآمراء – ويعلمون أنه ذنب "
ومما يجدر التذكير به – في هذا المقام – أن هناك من حمّل كلام ابن عباس – رضي الله عنهما – وغيرها من الآثار السابقة – ما لا يحتمله، فآساءوا فهمها، والمراد منها، ولذا فلا بد من التنبيه على ما يلي:
1 - أن ظاهر سياق تلك الآيات في قوله – تعالى -: (((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)). وما بعدها .. يدلّ على أن المعنى المقصود أصلاً بالكفر والظلم والفسق فيها، هو الكفر الأكبر، والظلم الأكبر، والفسق الأكبر
كما يوضح ذلك سبب نزولها، حيث إنها نزلت في اليهود – كما سبق بيانه ثم إن هؤلاء الأئمة – كابن عباس وغيره عمُّوا بها غير الكفار وقالوا: كفر دون كفر، مع أن سياق الآيات على أنها في الكفار، كما جاء في آخر رواية البراء بن عازب – رضي الله – عنه – في سبب نزول تلك الآيات: (في الكفار كلها).
2 - أن ما قاله أبو مجلز– رحمه الله – للإباضية، كان جواباً عمّا أراه من إلزامه بتكفير الأمراء، لأنهم في معسكر السلطان ... ولأنهم ارتكبوا بعض ما نهاهم الله عنه ,
*ومما قاله محمود شاكر – في المقصود من كلام أبي مجلز: " اللهم إني أبرأ إليك من الضلالة، وبعد، فإن أهل الريب والفتن ممن تصدروا للكلام في زماننا هذا، قد تلمس المعذرة لأهل السلطان في ترك الحكم بما أنزل الله، وفي القضاء في الدماء،والأعراض، والأموال بغير شريعة الله التي أنزلها في كتابه، وفي اتخاذهم قانون الكفار شريعة في بلاد الإسلام، فلما وقف على هذين الخبرين اتخذهما رأياً يرى به صواب القضاء في الأموال، والأعراض، والدماء بغير ما أنزل الله، وأن مخالفة شريعة الله في القضاء العام لا تكفر الراضي بها، والعامل بها – إلى أن قال -: لم يكن سؤالهم عما احتج به مبتدعة زماننا، من القضاء في الأموال والأعراض،والدماء بقانون مخالف لشريعة أهل الإسلام، ولا في إصدار قانون ملزم لأهل الإسلام بالاحتكام إلى حكم غير حكم الله في كتابه، وعلى لسان نبيه-صلى الله عليه وسلم- فهذا الفعل إعراض عن حكم الله، ورغبة عن دينه، وإيثار لأحكام أهل الكفر على حكم الله – سبحانه وتعالى – وهذا كفر لا يشكّ أحد من أهل القبلة على اختلافهم في تكفير القائل به والداعي إليه. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كان الأمر على ما ظنوا في خبر أبي مجلز، أنهم أرادوا مخالفة السلطان في حكم من أحكام الشريعة، فإنه لم يحدث في تاريخ الإسلام أن سن حاكم حكماً وجعله شريعة ملزمة للقضاء بها، هذه واحدة، وأخرى أن الحاكم الذي حكم في قضية بعينها بغير حكم الله فيها، فإنه إما أن يكون حكم بها وهو جاهل،فهذا أمره أمر الجاهل بالشريعة، وإما أن يكون حكم بها هوى ومعصية، فهذا ذنب تناله التوبة وتلحقه المغفرة "
ولعل مما يؤكد ذلك: " ما أخرجه عبد بن حميد، وأبو الشيخ عن أبي مجلز: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) قال: نعم، قالوا: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). قال: نعم، قالوا: فهؤلاء يحكمون بما أنزل الله؟ قال: نعم، هو دينهم الذي به يحكمون،والذي به يتكلمون، وإليه يدعون، فإذا تركوا منه شيئاً، علموا أنه جور منهم، إنما هذه اليهود والنصارى والمشركون الذين لا يحكمون بما أنزل الله "
فينبغي أن يفهم كلام أبي مجلز – وكذا كلام ابن عباس – رضي الله عنهما – على ظاهره، وحسب مناسبة بلا غلو، ولا جفاء،فلا نكون كالخوارج الذين جعلوا مطلق المخالفة الشرعية كفراً أكبر، وفي الوقت نفسه لا نكون مع الطرف المقابل لهم ممن جعلوا رفض الشريعة، وتنحيتها والإعراض عنها كفراً أصغر، فلم يقصد ابن عباس – وكذا أبو مجلز – من أبى وامتنع عن الألتزام بشرع الله – تعالى – وتحاكم إلى قوانين الجاهلية، فلم يكن في تلك القرون السابقة من يفعل مثل ذلك، فكلام السلف الصالح – في معصية كفر دون كفر، يدور حول قضية مفردة، أو واقعة معينة في الحكم بغير ما أنزل الله – تعالى – عن هوى وشهوة، مع اعتقاد حرمة هذا الفعل وإثمه، وليس منهاجاً عاماً، وهذا أمر ظاهر تدلّ عليه عبارة ابن تيمية – التي سبق ذكرها: " أما من كان ملتزماً لحكم الله ورسوله باطناً وظاهراً، ولكن عصى واتبع هواه، فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة "
• وكذا ما قاله ابن القيم: " إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا كفر أصغر "
هذا ما تيسر جمعه وإعداده، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 03:17]ـ
وما ختم به الشيخ آل عبد اللطيف .. لطيف جدا ..
وأختم بتقرير أن من تأمل آيات الله الواردة في هذا الشأن لم يرتب لحظة في ذلك
فتارة يعبر عن تنكب الحكم بما أنزل الله شركا"ولا يشرك في حكمه أحدا"
وتارة يعبر عن الواقعين في هذا كفارا"ومن لم يحكم بما أنزل فألئك هم الكافرون"
وتارة يوميء أن الحكم بغير ما أنزل الله صرف شيء من العبادة لغير الله"إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه"
وهو نظير "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"
وتارة يرد على من يزعم أنه مؤمن .. لكنه يتحاكم لغيره"ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت"
وتارة يعقد شرط الإيمان على التحكيم مؤيدا ذلك بالقسم بنفس الله المقدسة"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك .. "الآية
إلى غير ذلك من الآيات
وتأمل كلام الحافظ ابن كثير: فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهد له بالصحة، فهو الحق، وما ذا بعد الحق إلا الضلال؟ ولهذا قال – تعالى -: (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي ردوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله، فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، فدلّ على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة، ولا يرجع إليهما في ذلك، فليس مؤمناً بالله، ولا باليوم الآخر.انتهى
وعليه فمن يستشهد بكلام ابن عباس أو ابن تيمية أو ابن القيم .. هو في الحقيقة لم يصب كبد الفهم لكلامهم
وقد سبق الإشارة إلى ضعف أثر ابن عباس"كفر دون كفر" .. وإن صحت جدلا .. فهي كما بينها الشيخ ..
وقد سررت بكلام الشيخ الذي ختم به رسالته لأني كنت قد انتهيت إليه في نظري في المسألة
بدليل أنه ينقل عن ابن تيمية وابن القيم في هذه المسألة ما يظن أنه متعارض .. وتحقيق الأمر في فهم كلامهم على وجهه
والحق أبلج لكل ذي عينين
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 04:12]ـ
لكي لا نكرر كلاماً قلناه سابقاً [ ... حررت المشرف ... ] ينظر مشاركاتي ومشاركات غيري على هذا الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8198&highlight=%CA%CD%DF%ED%E3
وحول صحة أثر ابن عباس ينظر أنقل ما كتبته في ردي على المويهي
قلت هناك ((ضعف المويهي أثر ابن عباس ((كفر دون كفر)) وصحح قوله ((هي به كفر)) وحكم بالإدراج على تتمة الأثر ((وليس كمن كفر بالله وملائكته ورسله)) (انظر ص 185 من رسالته وما بعدها)
والحق أن هذا الجاهل قد ارتقى مرتقىً صعباً فأثر ابن عباس قد تلقاه الأئمة القبول
فقد احتج به شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (7/ 522)
وكذا ابن القيم في في مدارج السالكين (1/ 335)
قال ابن عثيمين في "التحذير من فتنة التكفير" (ص 68):
لكن لما كان هذا الأثر لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير؛ صاروا يقولون: هذا الأثر غير مقبول! ولا يصح عن ابن عباس فيقال لهم: كيف لا يصحّ؛ وقد تلقاه من هو أكبر منكم، وأفضل، وأعلم بالحديث؟! وتقولون: لا نقبل ... فيكفينا أن علماء جهابذة؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم – وغيرهما – كلهم تلقوه بالقبول ويتكلمون به، وينقلونه؛ فالأثر صحيح
والآن إليك التفصيل في الكلام على الأثر
جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- في هذا ألفاظ منها:
اللفظ الأول: "كفرٌ لا ينقل عن الملة".
رواه ابن نصر المروزي (تعظيم قدر الصلاة، رقم:573) من طريق عبد الرزاق عن سفيان عن رجلٍ عن طاووس عن ابن عباس به، ففي إسناده رجل مبهم؛ فلا يصح.
واللفظ الثاني: "إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفراً ينقل عن الملة".
رواه –أيضاً- ابن نصر المروزي (رقم:569) والحاكم (مستدركه2/ 313/3219) من طريق ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباسٍ.
وهشام ضعيف؛ ضعفه الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والعقيلي وجماعة، وقال علي بن المديني: قرأت على يحي بن سعيد حدثنا ابن جريج عن هشام بن حجير، فقال يحي بن سعيد: خليق أن أدعه. قلت أضربُ على حديثه؟ قال نعم. وقال ابن عيينة لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره. [انظر الضعفاء للعقيلي4/ 337 – 338، والكامل لابن عدي 7/ 2569 وتهذيب الكمال30/ 179 – 180، وهدي الساري لابن حجر 447 – 448].
فلا يصح.
واللفظ الثالث: "كفرٌ دون كفر".
رواه الحاكم (2/ 313/3219) من طريق ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس، وفيه هشام؛ فلا يصح.
واللفظ الرابع: "هي به كفر".
أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة ص339، وابن جرير (10/ 356) عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق به. وعبد الرزاق (التفسير1/ 186/713) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس به .. وقال طاووس: وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله. وهذا سندٌ حسن مطعن فيه.
واللفظ الخامس: "هي به كفرٌ وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله".
رواه الطبري (تفسيره 10/ 355/12053) , فقال: حدثنا هناد حدثنا وكيع، وحدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبى عن سفيان –الثوري- عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس؛ وهذا –أيضا- سند صحيح لا مطعن فيه على الإطلاق.
ولكن, في اللفظين الرابع والخامس وقفتان:
1 - قال أحمد بن حنبل [ترجمة معمر في تهذيب المزي وابن حجر]: حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين كان يتعاهد كتبه وينظر فيها باليمن وكان يحدثهم حفظا بالبصرة - يعني معمراً-.
غير أن هذا لا يرجح لفظ عبدالرزاق على لفظ سفيان الثوري فسفيان كوفي
وسفيان أثبت من عبدالرزاق فقد فضلوه على شعبة ومالك (انظر ترجمته في التهذيب)
بل قال ابن معين أن أثبت الناس في جميع المشايخ
وأما عبدالرزاق فقد قال فيه ابن حبان أنه كان يخطيء إذا حدث من حفظه
فالحكم على سفيان بالوهم من أجل عبدالرزاق كما فعل المويهي خطأٌ قبيح
فإن قال قائل قال ابن رجب في شرح العلل ((وقال ابن عسكر: سمعت (أحمد بن حنبل يقول): إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق))
قلت هذا لا يثبت عن احمد ويخالف عنه وإن ثبت فلا حجة فيه
فأما عدم ثبوته فابن عسكر هذا مجهول
واسمه محمد بن سهل بن عسكر
فإن قال قائل بل هو معروف من رجال مسلم وهو مترجم في تهذيب الكمال وفروعه
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا هذا غيره فإن البخاري الذي من رجال مسلم لم يذكروا احمد بن حنبل في شيوخه في جميع تراجمه وليس أحمد بن حنبل بالشيخ الذي يغفل ذكره
والحنابلة عندما ترجموا لمحمد بن سهل بن عسكر الراوي عن أحمد لم يذكروا أنه البخاري الذي من رجال مسلم
فالذي يظهر أنهما اثنان تشابهت أسماؤها
واما مخالفته للثابت عن أحمد
فقد قال ابن رجب نفسه في شرح العلل ((قال أحمد في رواية إبراهيم الحربي: ((إذا اختلف معمر في شئ فالقول قول ابن المبارك)))
وأما كونه لا حجة فيه فلأن سفيان ليس من اصحاب وإنما هو من أقرانه الذين رووا عنه وإلا كيف يعقل ان يكون أحفظ من شعبة ومالك ويكون عبدالرزاق أوثق منه
تنبيه ارتكب المويهي خطأ فادحاً ص178من كتابه أن سفيان الراوي عن معمر هو ابن عيينة وهذا من جهله إنما هو
سفيان الثوري فالراوي عنه وكيع
وأما الكلام على الأثر من جهة الدراية فقد هذى وخلط
فقد زعم أن قول ابن عباس ((هي به كفر)) معناه كفرٌ أكبر (انظر ص184)
وهذا من جهله بألفاظ أهل العلم
فلفظة هي به كفر من ألفاظ الكفر بثلاثة
البرهان الأول قول النبي صلى الله عليه وسلم " إثنتان في الناس هما بهما كفر: النياحة والطعن في الأنساب "
البرهان الثاني قول ابن عباس في الرواية الثابتة ((وليس كمن كفربالله وملائكته وكتبه ورسله))
البرهان الثالث إيراد ابن بطة لأثر ابن عباس هذا في "الإبانة" (2/ 723) تحت باب
ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج به من الملّة"، وذكر ظمن هذا الباب: الحكم بغير ما أنزل الله، وأورد آثار الصحابة والتابعين على أنه كفر أصغر غير ناقل من الملة".
فابن بطة أعلم بألفاظ السلف من هذا الغر
واما حمله للأثر على من يحكم بغير ما انزل الله في مسألة أو اثنتين فهذا تحكم إذ أن نص الآية عام وتفسير ابن عباس عام
ولا يستثنى منه إلا ما أجمعوا عليه كالحكم بغير ما أنزل الله استحلالاً أو جحوداً أو اسكباراً والتي تكون جميع الذنوب معها كفراً أكبراً بإجماع أهل السنة
وما أجمل ما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية في "مجموع الفتاوى" (7/ 254)، وتلميذه ابن القيم في "حكم تارك الصلاة" (ص 59 - 60): أن الإمام أحمد –رحمه الله- سئل عن الكفر المذكور في آية الحكم؛ فقال: "كفر لا ينقل عن الملة؛ مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه))
يعني حتى يأتي بالمجمع عليه
وهذا ما صرح به ابن عباس نفسه في رواية علي بن أبي طلحة
قال ابن جرير في تفسيره حدثني المثني، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبرا عنهم أولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى ذكره قد عم بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصا؟ قيل: إن الله تعالى عمم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون. وكذلك القول في كل من لم يحكم بما أنزل الله جاحدا به، هو بالله كافر، كما قال ابن عباس؛ لأنه بجحوده حكم الله بعد علمه أنه أنزله في كتابه نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي))
ويلزم المويهي نسبة ابن عباس إلى القول بتكفير الحاكم بغير ما أنزل الله ولو في مسألةٍ واحدة وبهذا يشهد على نفسه وجماعة ممن نقل عنهم بمخالفة ترجمان القرآن تنبيه ذكرت سابقاً أن محمد بن سهل بن عسكر الراوي عن أحمد هو غير البخاري وذكرت أدلتي سابقاً ثنم وجدت ما يعضد دعواي
فقد العليمي في الدرر المنضد (1/ 112) محمد بن سهل بن عسكر الراوي عن أحمد في الرواة عن أحمد الذين لا تعرف وفياتهم
ومحمد بن سهل البخاري ذكرت وفاته في العديد من تراجمه الكثيرة إن لم يكن في كلها
))
وياليت شعري أثر ما زال علماء السلف يحتجون به فقد احتج به أحمد في مسائل الأثرم وابن تيمية في الإيمان وابن القيم في الصلاة ما عسانا نقول به
(يُتْبَعُ)
(/)
وما عسانا أن نقول فيمن تنكب عن جادة العلماء وأتى بالشواذ من المقالات والله المستعان
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 04:16]ـ
قال في "مدارج السالكين" (1/ 336): والصحيح: أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مُخيّر فيه، مع تيقُنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر. إن جهله وأخطأه، فهذا مخطئ، له حكم المخطئين))
قلت فلم يستثن إلا منكر الوجوب أو معتقد التخيير
فإن قيل لقد قيد ابن القيم الحكم بالواقعة مما يدل على تفريقه بين الواقعة والتشريع العام
قلنا ذكره للواقعة بيان حال لا مفهوم له إلا لو طردنا مفهومه لقلنا بتكفير من يحكم بغير ما أنزل الله في مسألتين أو ثلاثة
ثم لماذا يأخذ المعترضون بمفهوم الشطر الأول ولا يأخذون بمفهوم الشطر الثاني؟
ولو فعلوا لتعارض هذا مع ذاك ورجعوا بخفي حنين
3وقال في "الصلاة وحكم تاركها" (ص 69): ((قالوا وقد نفى النبي الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر والمنتسب ولم يوجب زوال هذا عنهم الاسم عنهم كفر الجحود والخلود في النار فكذلك كفر تارك الصلاة ليس بكفر جحود ولا يوجب التخليد في الجحيم وقد قال النبي لا إيمان لمن لا أمانة له مسند أحمد 3/ 135 فنفى عنه الإيمان ولا يوجب ترك أداء الأمانة أن يكون كافرا كفرا ينقل عن الملة
وقد قال ابن عباس في قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) 5 سورة المائدة / الآية 44 ليس بالكفر الذي يذهبون إليه
قال طاووس سئل ابن عباس عن هذه الآية فقال هو به كفر وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله
قال أيضا كفر لا ينقل عن الملة
وقال سفيان عن ابن جريح عن عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق))
قلت هذا ينقله عن علماء أهل السنة ولا شك أن البحث في تارك الصلاة سواءً بالكلية او الجزئية
ومقتضيات القياس الصحيح أن يكون الكلام في الحاكم بغير ما أنزل الله على نفس المستوى
وقال في نفس الرسالة ص74 ((أراد الكفر العلمي لا الاعتقادي وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الأسلامية والملة بالكلية كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان
وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم اعلم الأمة بكتاب الله وبالاسلام والكفر ولوازمهما فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين فريقا اخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على اصحابها بالخلود في النار وفريقا جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان فهؤلاء غلوا وهؤلاء جفوا وهدى الله اهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل فها هنا كفر دون كفر ونفاق دون نفاق وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق وظلم دون ظلم
قال سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكفرون) ه سورة المائدة / الآية 44 ليس هو بالكفر الذي يذهبون إليه
عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن ابيه قال سئل ابن عباس عن قوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكفرون) 5 سورة المائدة الآية 44 قال هو بهم كفر وليس كمن كفر بالله وملائكته كتبه ورسله
وقال في رواية أخرى عنه كفر لا ينقل عن الملة
وقال طاووس ليس بكفر ينقل عن الملة وقال وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق
الذي قاله عطاء بين في القرآن لمن فهمه فإن الله سبحانه سمى الحاكم بغير ما أنزله كافرا وسمى جاحدا ما أنزله على رسوله كافرا وليس الكافران على حد سواء وسمى الكافر ظالما كما في قوله تعالى (والكافرون هم الظالمون) 2 سورة البقرة / الآية 254 وسمى متعدي حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالما فقال (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) 65 سورة الطلاق / الآية 1 وقال نبيه يونس (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) 21 سورة الأنبياء / الآية 87 وقال صفية آدم (ربنا ظلمنا أنفسنا) 7 سورة الأعراف الآية 23 وقال كليمه موسى (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي) 28 سورة القصص / الآية 16 وليس هذا الظلم مثل
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك الظلم
الكافر فاسقا كما في قوله كما في قوله (وما يضل به إلا الفسقين الذين ينقضون عهج الله من بعد ميثقه) 2 سورة البقرة / الآيتان 26 و 27 الآية وقوله ((ولقد أنزلنا إليك آيت بينت يكفر بها إلا الفسقون) 2 سورة البقرة / الآية 99 وهذا كثير في القرآن))
المؤمن من فاسق كما في قوله (يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهلة فتصبحوا على ما فعلتم ندمين) 49 سورة الحجرات / الآية 6 نزلت في الحكم ابن أبي العاص وليس الفاسق كالفاسق))
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة ((5/ 130) ((ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلا من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر فإنه من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله سبحانه وتعالى كسوالف البادية وكأوامر المطاعين فيهم ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة
وهذا هو الكفر فإن كثيرا من الناس أسلموا ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم التي يأمر بها المطاعون فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار وإلا كانوا جهالا كمن تقدم أمرهم))
قلت فانظر كيف لم يستثن إلا المستحل_ ومثله الجاحد والمستكبر_ وجعل الإستحلال مقابلاً للإلتزام _ وهو إلزام النفس بالفعل سواءً عمل أم لم يعمل _
وسوالف البادية في حقيقتها قوانين متبعة
وقال شيخ الإسلام كما في الفتاوى (3/ 267) ((والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا مرتدا باتفاق الفقهاء وفي مثل هذا نزل قوله على أحد القولين ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) أي هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله))
فانظر كيف أرجع الأمر إلى الإستحلال
ومعنى التبديل هو الحكم بغير ما أنزل الله على أنه من عند الله
قال شيخ الإسلام كما في الفتاوى (3/ 268) ((والثاني الشرع المؤول وهو آراء العلماء المجتهدين فيها كمذهب مالك ونحوه فهذا يسوغ اتباعه ولا يجب ولا يحرم وليس لأحد أن يلزم عموم الناس به ولا يمنع عموم الناس منه
والثالث الشرع المبدل وهو الكذب على الله ورسوله أو على الناس بشهادات الزور ونحوها والظلم البين فمن قال إن هذا من شرع الله فقد كفر بلا نزاع كمن قال إن الدم والميتة حلال ولو قال هذا مذهبي ونحو ذلك))
وقال شيخ الإسلام (35/ 388) ((الحاكم إذا كان دينا لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار وإن كان عالما لكنه حكم بخلاف الحق الذى يعلمه كان من أهل النار وإذا حكم بلا عدل ولا علم كان أولى أن يكون من أهل النار وهذا إذا حكم فى قضية معينة لشخص وأما إذا حكم حكما عاما فى دين المسلمين فجعل الحق باطلا والباطل حقا والسنة بدعة والبدعة سنة والمعروف منكرا والمنكر معروفا ونهى عما أمر الله به ورسوله وأمر بما نهى الله عنه ورسوله فهذا لون آخر يحكم فيه رب العالمين))
فانظر كيف توقف في المشرع العام ولم يجزم بكفره ولو كان كافراً بإجماع لما تردد في الحكم عليه
ومن ثبت إسلامه بيقين لا يزول عنه إلا بيقين
وقال في منهاج السنة (5/ 130): قال تعالى: ? فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ? [النساء:65]؛ فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم؛ فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسولة باطناً وظاهراً، لكن عصى واتبع هواه؛ فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة. وهذه الآية مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله، ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله. وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا، وما ذكرته يدل عليه سياق الآية"
فانظر كيف نسب القول بكفر الحاكم بغير ما انزل الله من الولاة إلى الخوارج
وهؤلاء الولاة في معظم أحوالهم لا يحكمون إلا بتقنينات عامة
ويدخول في كلام شيخ الإسلام دخولاً أولياً من يحكم بغير ما أنزل في مسألة أو اثنين
وقال في "مجموع الفتاوى" (7/ 312): "وإذا كان من قول السلف: (إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق)، فكذلك في قولهم: (إنه يكون فيه إيمان وكفر) ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملّة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? قالوا: كفروا كفراً لا ينقل عن الملة، وقد اتّبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة".
فأثر ابن عباس الضعيف _ عند القوم _ يقول به أحمد بن حنبل كما ينقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 04:18]ـ
نقل المعترض في ص83 قول ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 128) ((وفي ذلك كله مخالفةٌ لشرائع الله المنزلة على عباده الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين))
قلت لو فرضنا جدلاً أن ابن كثير يقصد التشريع العام فالإجماع منقوض بما نقلناه سابقاً عن شيخ الإسلام والكناني والقرطبي
غير أنه إنما قصد الذين يفضلون الياسق على القرآن ولو كان مجرد التحكيم له تفضيلاً لما عطفه على التحكيم
ومناط التكفير هنا التحكيم مع التقديم سواءً كثر ذلك أو قل
فلو كان مجرد الحكم تفضيلاً لتم تكفيره بالحكم بغير ما أنزل في مسألةٍ واحدة
ولو كان مقصوده مجرد التقنين _ وليس هذا صريحاً في كلامه _ فقد تقدم كلام شيخ الإسلام في هذا
وليس مجرد التقنين كفراً بدليل أن الفقهاء اعتبروا أن الديار التي تطغى فيها أحكام الإيلام على أحكام الكفر دار إسلام
وما أحكام الكفر إلا قوانين كفرية _ كما يفهمه المويهي ومن وافقه _
والتتار كان شأنهم الإستحلال
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (28/ 523):"إنهم يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى وأن هذه كلها طرق إلى الله بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين ثم منهم من يرجح دين اليهود أو دين النصارى ومنهم من يرجح دين المسلمين))
فهذا يدلك على أنهم استحلوا الحكم بالياسق دون القرآن
ولو كان ابن كثير يقصد مجرد التحكيم لانتهى الأمر إلى تكفير من يحكم بغير ما أنزل ولو في مسألة واحدة فقوله ((فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر)) تدخل فيه هذه الصورة
ونقل قول ابن كثير في تفسيره: (2/ 64) ((وقوله: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها (3) بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان، الذي وضع لهم اليساق (4) وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعا متبعا، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله [صلى الله عليه وسلم] فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير))
وقد حف النعترض ما تحته خط والجواب على هذا كالجواب على سابقه فابن كثير يتكلم على التفضيل وإلا فإنك تجده يعلق ترك القتال على تحكيم الشريعة في القليل والكثير
ونسأل المعترض من حكم يالياسق في مسائل معدودة هل يكفر أو لا يكفر؟
إن قال لا يكفر
قلنا كيف لا يكفر وابن كثير يقول قاتلوه حتى يترك الحكم بالياسق كلياً
والظاهر أنه ما قصد إلا التفضيل
وكلام السلف السابقين لا فرق فيه بين من حكم تقنيناً أو حكم حالاً _ فيدخل في عمومه الحالتان ومن فرق فعليه الدليل _
وإليك نصاً محكماً لابن كثير في المسألة
قال رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (2/ 61):? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? لأنهم جحدوا حكم الله قصداً منهم وعناداً وعمداً، وقال ههنا: (فَأُوْلَئِكَ هُم الظَّالِمُونَ) لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه، فخالفوا وظلموا وتعدوا".
قلت فانظر كيف علل كفرهم بالجحود والعناد
علماً بأنه نقل آثار ابن عباس وتلاميذه وأقرها
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 04:20]ـ
قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ "منهاج التأسيس" (ص 71): وإنما يحرُم إذا كان المستند إلى الشريعة باطلة تخالف الكتاب والسنة، كأحكام اليونان والإفرنج والتتر، وقوانينهم التي مصدرها آراؤهم وأهوائهم، وكذلك البادية وعادتهم الجارية ... فمن استحل الحكم بهذا في الدماء أو غيرها؛ فهو كافر، قال تعالى:? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? ... وهذه الآية ذكر فيها بعض المفسرين: أن الكفر المراد هنا: كفر دون الكفر الأكبر؛ لأنهم فهموا أنها تتناول من حكم بغير ما أنزل الله، وهو غير مستحل لذلك، لكنهم لا ينازعون في عمومها للمستحل، وأن كفره مخرج عن الملة"
وبهذا التفصيل نقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 04:23]ـ
سُئل الشيخ ابن عثيمين في شريط "التحرير في مسألة التكفير" بتاريخ (22/ 4/1420) سؤالاً مفاده:
إذا ألزم الحاكم الناس بشريعة مخالفة للكتاب والسنة مع اعترافه بأن الحق ما في الكتاب والسنة لكنه يرى إلزام الناس بهذا الشريعة شهوة أو لاعتبارات أخرى، هل يكون بفعله هذا كافراً أم لابد أن يُنظر في اعتقاده في هذه المسألة؟
فأجاب: " ... أما في ما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله؛ فهو كما في كتابه العزيز، ينقسم إلى ثلاثة أقسام: كفر، وظلم، وفسق، على حسب الأسباب التي بُني عليها هذا الحكم، فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه أن بأن الحق فيما قضى الله به؛ فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم، وأما إذا كان يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضاً، لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل بعلم الشريعة ويتصل بمن لا يعرف الحكم الشرعي، وهم يرونه عالماً كبيراً، فيحصل بذلك مخالفة، وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستوراً يمشي الناس عليه؛ نعتقد أنه ظالم في ذلك وللحق الذي جاء في الكتاب والسنة أننا لا نستطيع أن نكفر هذا، وإنما نكفر من يرى أن الحكم بغير ما أنزل الله أولى أن يكون الناس عليه، أو مثل حكم الله عز وجل فإن هذا كافر لأنه يكذب بقول الله تعالى: ? أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ? وقوله تعالى: ? أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?.
يفهم من هذا أن ابن عثيمين يريد بهذه الصورة التي ذكرتها الذي يقدم قانونه على شرع الله و يرى أنه أولى لأن الأصل في كلام العالم أنه يصدق بعضه بعضا
و الله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 05:42]ـ
عبدالله الخليفي.! ألا تستطيع أن تنقد وتكتب بدون عصبية وإساءة الأدب؟!
رميك لمن يقولون بضعف أثر ابن عباس ويقولون بأن المراد من لفظة هي به كفر الكفر الأكبر،رميك لهؤلاء بالجهل فيه إساءة أدب مع أناس لا شك أنهم أعلم منك.
ممن ضعفوا هذا الأثر العلامة المحدث سليمان العلون والشيخ عبدالعزيز الطريفي،وقالوا بثبوت لفظة هي به كفر والمراد بها الكفر الأكبر. فهل تلتزم بألفاظك البذيئة تلك مع هؤلاء الأعلام؟ هم أيضًا جهلة أغرار؟
إن قلت لا فقد تناقضت،إذ لا تثريب على من يقلدهم ويقول بقولهم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Feb-2008, صباحاً 08:36]ـ
عبدالله الخليفي.! ألا تستطيع أن تنقد وتكتب بدون عصبية وإساءة الأدب؟!
رميك لمن يقولون بضعف أثر ابن عباس ويقولون بأن المراد من لفظة هي به كفر الكفر الأكبر،رميك لهؤلاء بالجهل فيه إساءة أدب مع أناس لا شك أنهم أعلم منك.
ممن ضعفوا هذا الأثر العلامة المحدث سليمان العلون والشيخ عبدالعزيز الطريفي،وقالوا بثبوت لفظة هي به كفر والمراد بها الكفر الأكبر. فهل تلتزم بألفاظك البذيئة تلك مع هؤلاء الأعلام؟ هم أيضًا جهلة أغرار؟
إن قلت لا فقد تناقضت،إذ لا تثريب على من يقلدهم ويقول بقولهم.
الأمر كما قال أخونا أبو عبد الرحمن المصري، لابد من الالتزام بالأدب في الحوار والمدارسة.
كيف نتكلم في هذه المسائل الكبار ولا نتحلى بأدب المدارسة والنقاش العلمي، أرجو الالتزام بارك الله في الجميع.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 07:50]ـ
/// الأخ الخليفي هداه الله!
/// تذكر دائمًا قول النَّبيِّ (ص): "ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء".
ـ[أبو موسى]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 08:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
الرد على أبي رقية الذهبي
قلتقُلْتَ:
القول بكفر الحكم بغير ما أنزل الله .. هو القول الراجح الذي تدعمه الأدلة الظاهرة دون اشتراط الاستحلال
والجواب:
نعم القول بكفر الحكم بغير ما أنزل الله .. هو القول الراجح --> عندك!
أما أن هذا القول: الذي تدعمه الأدلة الظاهرة دون اشتراط الاستحلال؛ فمحتمل، ولكنه غير وارد لتفسير ابن عباس رضي الله عنه
والجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
بل الحق الذي لا ريب فيه أن المسألة ليس فيها خلاف البتة بل قد حكى الإجماع على كفر المشرع من دون رب العالمين غير واحد من أهل العلم
قال بن كثير رحمه الله
فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين
فابن كثير كفر على مجرد الفعل لا على التفضيل كما زعمه عبد الله الخليفي هداه الله
وقال بن كثير
فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله, فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير
وقال بن حزم في الإحكام
لا خلاف بين اثنين من المسلمين أن هذا منسوخ وأن من حكم بحكم الإنجيل مما لم يأت بالنصّ عليه وحيٌ في شريعة الإسلام فإنه كافر مشرك خارج عن الإسلام
هذا فيما يحكم بالإنجيل فكيف بمن يحكم بالقوانين الوضعية؟؟؟؟؟
وقد حكى الإجماع علماء اللجنة الدائمة
بشأن كتاب بعنوان: (الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التكفير)
لكاتبه خالد على العنبري
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على كتاب بعنوان:
(الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التكفير) لكاتبه خالد على العنبري
وبعد دراسة الكتاب اتضح أنه يحتوي على إخلال بالأمانة العلمية
فيما نقله عن علماء أهل السنة والجماعة. وتحريف للأدلة عن دلالتها التي تقتضيها اللغة العربية ومقاصد الشريعة.
ومن ذلك ما يلي:
1)) تحريفه لمعاني الأدلة الشرعية، والتصرف في بعض النصوص المنقولة عن أهل العلم، حذفاً أو تغييراً على وجه يُفهم منها غير المراد أصلاً.
2)) تفسير بعض مقالات أهل العلم بما لا يوافق مقاصدهم.
3)) الكذب على أهل العلم، وذلك في نسبته للعلامة محمد بن إبراهيم آل شيخ - رحمه الله - ما لم يقله.
4)) دعواه إجماع أهل السنة على عدم كفر من حكم بغير ما أنزل الله في التشريع العام
إلا بالإستحلال القلبي كسائر المعاصي التي دون الكفر. وهذا محض إفتراء على أهل السنة، منشؤه الجهل أو سوء القصد نسأل الله السلامة والعافية.
وبناء على ما تقدم، فإن اللجنة ترى تحريم طبع الكتاب المذكور ونشره وبيعه، وتُذكر الكاتب بالتوبة إلى الله تعالى ومراجعة أهل العلم الموثوقين لتعلم منهم ويبينوا له زلاته، ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والثبات على الإسلام والسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو
صالح بن فوزان الفوزان
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل شيخ
وقد عد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الطواغيت الحاكم بغير ما أنزل الله ولم يشترط الإستحلال ومعلوم أن الطواغيت من أكفر الكفرة
قلت
فالاستحلال لا يشترطه أهل السنة إلا في الأعمال (الغير كفرية) كالمعاصي، وأما الأعمال الكفرية فإنهم لا يشترطون ذلك-خلافاً للمرجئة! -، فإن المُواقع للكفر يكفر، سواء استحل الفعل المكفر أم لا، وهذا مع مراعاة ضوابط الحكم على الشخص المعين، قال شيخ الإسلام: (من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه أو لم يستحله). ولكن! .. ما جوابك على النقولات الآتية:
•قال الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب-"منهاج التأسيس" ص (71) م-: (وإنما يحرم التحكيم إذا كان المستند إلى شريعة باطلة تخالف الكتاب والسنة، كأحكام اليونان والإفرنج والتتر وقوانينهم التي مصدرها آراؤهم وأهواؤهم، وكذلك سوالف البادية وعاداتهم الجارية، فمن استحل الحكم بهذا في الدماء أو غيرها فهو كافر .. ) وقال لابن منيع -"الدرر السنية" (1/ 497) -: (وما ذكرته عن الأعراب من الفرق بين من استحل الحكم بغير ما نزل الله ومن لم يستحل، فهو الذي عليه العمل وإليه المرجع عند أهل العلم) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
• وقال العلامة سليمان بن سحمان شارحاً القول السابق -"مجموعة الرسائل" (3/ 309) -: (يعني أن من استحل الحكم بغير ما أنزل الله، ورأى أن حكم الطاغوت أحسن من حكم الله، وأن الحضر لا يعرفون إلا حكم المواريث، وأن ما هم عليه من السوالف والعادات هو الحق، فمن اعتقد هذا فهو كافر. وأما من لم يستحل هذا، ويرى أن حكم الطاغوت باطل، وأن حكم الله ورسوله هو الحق، فهذا لا يكفر، ولا يخرج من الإسلام) اهـ.
•وسُئِل العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز -"الفتاوى" (7/ 124) مختصراً -عن حكم سن القوانين الوضعية؟ وهل يكفر الحاكم بسنه هذه القوانين؟، فأجاب: (إذا كان القانون يوافق الشرع فلا بأس به .. ، أما القوانين التي تخالف الشرع فلا يجوز سنها فإذا سن قانونا يتضمن أنه لا حد على الزاني أو السارق أو شارب الخمر فهذا قانون باطل وإذا استحله الوالي كفر .. ). وسُئِل- "حوار حول مسائل التكفير" ص (24) مختصراً-عن تبديل القوانين؟ فأجاب: (إذا استباح [أي: استحل] الحكم بقانون غير الشريعة يكون كافراً كفراً أكبر، أما إذا فعل ذلك لأسباب خاصة عاصياً لله ويعلم أن محرم يكون كفراً دون كفركما قال ابن عباس .. أي إذا استحل الحكم بقانون أو استحل الحكم بكذا أوكذا غير الشريعة يكون كافراً، أما إذا فعله لرشوة أو لعداوة بينه وبين المحكوم عليه أو لأجل إرضاء بعض الشعب أو ما أشبه ذلك فهذا يكون كفراً دون كفر) اهـ
قال أبو رقية:
فلو كان الحكم بالقوانين المخالفة للشريعة كفراً، لم يكن لهؤلاء الأكابر تقييده بالاستحلال وقد اشتد نكيرهم على المرجئة لاشتراطهم ذلك في الأعمال الكفرية، فدل اشتراطهم الاستحلال فيمن حكم بالقوانين على أن الحكم بها معصية وليس كفراً.
والجواب
قال الشيخ سليمان بن سحمان في الدرر السنية في الكتب النجدية - (ج 14 / ص 6
وهكذا ينبغي أن يفعل بالمتحاكمين إلى الطواغيت؛ فإذا كان هذا الخليفة الراشد، قد قتل هذا الرجل، بمجرد طلبه التحاكم إلى الطاغوت، فمن هذا عادته التي عليها، ولا يرضى لنفسه وأمثاله سواها، أحق وأولى أن يقتل، لردته عن الإسلام، وعموم فساده في الأرض.
فإنه لا صلاح للخليقة، إلا بأن يكون الله معبودها، والإسلام دينها، ومحمد نبيها الذي تتبعه، وتتحاكم إلى شريعته، ومتى عدم ذلك عظم فسادها، وظهر خرابها.
وقال
.إذا عرفت أن التحاكم إلى الطاغوت كفر، فقد ذكر الله في كتابه أن الكفر أكبر من القتل، قال: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} 3، وقال: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} 4، والفتنة: هي الكفر; فلو اقتتلت البادية والحاضرة، حتى يذهبوا، لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتا، يحكم بخلاف شريعة الإسلام، التي بعث الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم.
المقام الثالث: أن نقول: إذا كان هذا التحاكم كفرا، والنّزاع إنما يكون لأجل الدنيا، فكيف يجوز لك أن تكفر لأجل ذلك؟ فإنه لا يؤمن الإنسان، حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
انتهى
الشيخ سليمان يرى أن مجرد التحاكم إلى غير الله كفر فكيف بمن يشرع؟؟؟؟
فكيف يقال أن علماء نجد لم يكفروا الذين يحكمون بالقوانين الوضعية؟؟؟؟
سبحانك هذا بهتان عظيم
أما عن نقولاتك فسوف أجيب عنها بعد ذلك
ثم أقول أليس من أسباب تكفير الدولة العثمانية عند علماء نجد تحكيمهم بالقوانين الوضعية؟
انحرف العثمانيون حتى عبثوا ببعض الأحكام الشرعية سنة 1257ه فغيروا الأحكام الجنائية بالقانون السويسري الكفري الوضيع
أليس من أسباب تكفير بني عبيد أنهم عطلوا أحكام الشريعة وحكى الإجماع على كفرهم غير واحد من أهل العلم بل حكموا على البلاد أنها أرض حرب وردة؟؟؟
وأما عن بعض فتاوى بن باز والعثيمين فأذكرك بهذا الأثر
سنن البيهقي الكبرى - (ج 10 / ص 211)
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا الوليد يقول سمعت أبا العباس بن سريج يقول سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول: دخلت على المعتضد فدفع إلي كتابا نظرت فيه وكان قد جمع له الرخص من زلل العلماء وما احتج به كل منهم لنفسه فقلت له يا أمير المؤمنين مصنف هذا الكتاب زنديق فقال لم تصح هذه الأحاديث قلت الأحاديث على ما رويت ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة ومن أباح المتعة لم يبح الغناء والمسكر وما من عالم إلا وله زلة ومن جمع زلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه فأمر المعتضد فأحرق ذلك الكتاب
قلت
أثر ابن عباس صحيح، ويكفينا قول العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين –كما في "فتنة التكفير"- قال رحمه الله: "احتج الشيخ الألباني بهذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذلك غيره من العلماء الذين تلقوه بالقبول، وإن كان في سنده ما فيه، لكنهم تلقوه بالقبول، لصدق حقيقته على كثير من النصوص ... لكن لما كان هذا لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير، صاروا يقولون: (هذا الأثر غير مقبول)، ولا يصح عن ابن عباس، فيقال لهم: كيف لا يصح وقد تلقاه من هو أكبر منكم وأفضل وأعلم بالحديث، وتقولون لا نقبل؟!!، فيكفينا أن علماء جهابذة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما تلقوه بالقبول، ويتكلمون به وينقلونه، فالأثر صحيح"اهـ. قلت: بعض أسانيده كالشمس في رابعة النهار وليس هذا محل التفصيل.
والجواب
على فرض صحته فهو دليل لنا وعليكم وانظر الجواب في آخر الرد
قلت
وما أدراك أن حكام القوانين تعبدوا بها لغير الله أو صرفوها لغير الله؟!
وما قولك فيمن يطوف بالقبور، أليس يصرف هذا الطواف لغير الله، كما هو (ظاهر عمله)؟!
والجواب
قال الشيخ المحدث الطريفي
والحكم والتحاكم من العبادات التي لا يجوز صرفها إلا لله، وقد سماها الله عبادة قال تعالى: ((إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ)) (يوسف: 40).
ومن تحاكم لغير الله فقد جعل شيئاً من حقوق الله في العبودية لغيره، كما فعل أهل الكتاب، قال تعالى: ((اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (التوبة: 31).
أخرج أحمد والترمذي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ((اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ)) قال: فقلت إنهم لم يعبدوهم، فقال: بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم)).
التحاكم عبادة كالركوع والسجود، فهؤلاء لم يركعوا ويسجدوا لهم وإنما أطاعوهم في تغيير أحكام الله، بتحليلهم الحرام، وتحريمهم الحلال، فذلك من عبادتهم؛ وهو من الشرك الأكبر، لقوله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ)) (الشورى: 21).
قال الله: ((وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (التوبة: 31).
قال حذيفة رضي الله عنه: (إنهم لم يكونوا يصومون لهم ولا يصلون لهم لكنهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئاً استحلّوه و إذا حرّموا عليهم شيئاً أحله الله لهم حرّموه فتلك كانت ربوبيتهم).
وقال أبو العالية: (قالوا ما أمرونا به ائتمرنا وما نهونا عنه انتهينا لقولهم وهم يجدون في كتاب الله ما أمروا وما نهوا عنه فاستنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم
انتهى
قال ابن تيمية: - "فالإسلام يتضمن الاستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره كان مشركاً، ومن لم يستسلم له كان مستكبراً عن عبادته، والمشرك به والمستكبر عن عبادته كافر، والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده، وطاعته وحده. (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول أيضاً: - "فمن جعل غير الرسول تجب طاعته في كل ما يأمر به وينهى عنه وإن خالف أمر الله ورسوله، فقد جعله نداً ... وهذا من الشرك الذي يدخل أصحابه في قوله تعالى: - {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} [البقرة آية 165] (2) "
قال الشنقيطي: - "الإشراك بالله في حكمه، والإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد، لا فرق بينهما البتة، فالذي يتبع نظاماً غير نظام الله، وتشريعاً غير تشريع الله، كالذي يعبد الصنم ويسجد للوثن، ولا فرق بينهما البتة بوجه من الوجوه، فهما واحد، وكلاهما مشرك بالله. "
ويقول أيضاً: - " ويفهم من هذه الآية: - {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله، وهذا المفهوم جاء مبيناً في آيات أخر، كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله: - {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون بطاعتهم، وهذا الإشراك في الطاعة، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى، هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: - {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {60} وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [يس، آية 60، 61] وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم {يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا} [مريم، آية 44] "
قلت
ألم تقرأ في ذلك فتوى اللجنة الدائمة (1/ 206) أنه: ((لا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركا أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة، فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله ... عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز)) اهـ.
أليس ((القصد)) المذكور في الفتوى نظير الاستحلال؛ بل هو نفسه؟!
والجواب
ألم تقرأ فتوى الشيخ العلامة عبد الله الغنيمان
ما الحكم وما الجواب على من يقول أن من طاف حول قبر بقصد التقرب لصاحب القبر يكون مشرك وأما من طاف حول القبر بقصد التقرب إلى الله فهذا ليس بمشرك إنما يقال عنه فقط أنه عاصي؟
الجواب
هذا القول غير صحيح لأن الطواف عبادة لا تجوز أن تكون إلا لله ولا تجوز أن تكون إلا على الكعبة فقط وإذا طاف إنسان على قبر أو على حجر أو على شجرة فمعنى ذلك أنه جعل العبادة في غير محلها والإنسان العاقل لا يقع منه ذلك إلا بقصد وإرادة فكونه يطوف عليه لا بد لا ينفك عن المقاصد أما كوننا نصرف النظر عن الفعل ونقول إذا كانت نيته كذا وكذا فهذا غير صحيح هذا قول المرجئة وقولهم من أبطل الباطل فالفعل مبني على النية والمقاصد ولا يمكن أن يقع إلا بمقصد ونية والمقصود أن كل عبادة علمت في الشرع لايجوز أن تكون لمخلوق أصلا فإذا جعلت لمخلوق فقد وقع الإنسان في الشرك فالطواف على القبر شرك ظاهرا وباطنا ولانبحث عن نيته فنقول إذا كانت نيته كذا وكذا وإلا فسدت الأمور كلها فمثلا الذي يسجد للصنم يقال وش مقصودك أنت سجدت لله أم للصنم وماأشبه ذلك التي لا تستقيم الأمور معها ...
ـ[أبو موسى]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 08:23]ـ
قلت
نعم (الحكم) من خصائص الله، وكذلك (الخلق)؛ فهما قرينان كما قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (54) سورة الأعراف. قال ابن كثير في تفسيرها: (أنه المتصرف في خلقه بما يشاء، فله الخلق والأمر وهو المتصرف، فكما خلقهم كما يشاء، ويسعد من يشاء، ويشقي من يشاء، ويصح من يشاء، ويمرض من يشاء، ويوفق من يشاء، ويخذل من يشاء، كذلك يحكم في عباده بما يشاء، فيحل ما يشاء، ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء، ويحظر ما يشاء، وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه. ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون) اهـ.
وليس كل من نازع الله في شيء يخصه كفر:
(يُتْبَعُ)
(/)
- فالمستكبر منازع لله {الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ ((الْمُتَكَبِّرُ)) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (23) سورة الحشر. ومع ذلك لم يكفر إلا بالاستحلال
- وكذلك المصور الذي يخلق كخلق الله؛ منازع لله {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (24) سورة الحشر ومع ذلك لم يكفر إلا بالاستحلال
والجواب
قال الشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف في نواقض الإيمان العملية
من شرع غير ما أنزل الله تعالى:-
قد تقرر- بداهة – وجوب إفراد الله تعالى بالحكم والتشريع {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف، آية 54]، فإذا كان الله تعالى هو المتفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة لا شريك له في هذه الصفات، فهو سبحانه – أيضاً – وحده المتفرد بالتشريع والتحليل والتحريم، فالدين لا يكون إلا ما شرعه الله تعالى، وليس لأحد أن يشرع شيئاً ما جاء عن الله تعالى، ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالتشريع حق خالص لله وحده لا شريك له. من نازعه في شيء منه فهو مشرك، لقوله تعالى: - {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [الشورى، آية 21].
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: - " أي هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس من تحريم ما حرموا عليهم من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، وتحليل أكل الميتة والدم والقمار إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالة الباطلة التي كانوا قد اخترعوها في جاهليتهم من التحليل والتحريم والعبادات الباطلة والأموال الفاسدة. (1) "
وسمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء (2)، فقال سبحانه: - {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ} [الأنعام، آية 137].
وقال عز وجل: - {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة، آية 31].
فهؤلاء الأحبار والرهبان الذين شرعوا غير تشريع الله تعالى كفار، ولا شك في
ص313
كفرهم؛ لأنهم نازعوا الله تعالى في ربوبيته، وبدلوا دين الله وشرعه. (3)
وإذا كانت متابعة أحكام المشرعين غير ما شرعه الله، تعتبر شركاً، وقد حكم الله على هؤلاء الأتباع بالشرك، كما قال سبحانه: - {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام، آية 121] (4) فكيف بحال هؤلاء المشرعين؟
ويقول عز وجل: - {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ} [التوبة، آية 37].
يقول ابن حزم عن هذه الآية: " وبحكم اللغة التي نزل بها القرآن أن الزيادة في الشيء لا تكون ألبته إلا منه لا من غيره، فصح أن النسيء كفر، وهو عمل من الأعمال وهو تحليل ما حرم الله. (5) " وهؤلاء المشرعون ما لم يأذن به الله تعالى، إنما وضعوا تلك الأحكام الطاغوتية لاعتقادهم أنها أصلح وأنفع للخلق وهذه ردة عن الإسلام، بل إن اعتبار شيء من تلك الأحكام ولو في أقل القليل عدم رضا بحكم الله ورسوله، فهو كفر ناقل عن الملة (1) إضافة إلى أن هذا التشريع يعد تجويزاً وتسويغاً للخروج على الشرع المنزل، ومن سوغ الخروج على هذه الشريعة فهو كافر بالإجماع. (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
" إن طواغيت البشر – قديماً وحديثاً – قد نازعوا الله في حق الأمر والنهي والتشريع بغير سلطان من الله تعالى، فادعاه الأحبار والرهبان لأنفسهم فأحلوا به الحرام، وحرموا به الحلال، واستطالوا به على عباد الله، وصاروا بذلك أرباباً من دون الله، ثم نازعهم الملوك في هذا الحق حتى اقتسموا السلطة مع هؤلاء الأحبار والرهبان، ثم جاء العلمانيون فنزعوا الحق من هؤلاء وهؤلاء، ونقلوه إلى هيئة تمثل الأمة أو الشعب، أطلق عليها اسم البرلمان، أو مجلس النواب ... (3) "
ص314
وغالب الأنظمة التي تحكم بلاد المسلمين – من خلال استقراء دساتيرها – إنما هو انسلاخ من عقيدة إفراد الله تعالى وحده بالتشريع، حيث جعلت التشريع والسيادة للأمة أو الشعب، وربما جعلت الحاكم مشاركاً في سلطة التشريع، وقد يستقل بالتشريع في بعض الأحوال، وكل ذلك تمرد على حقيقة الإسلام التي توجب الانقياد والقبول لدين الله تعالى، والله المستعان. (4)
يقول د. صلاح الصاوي – عن تلك الأوضاع -: -
" إن الحالة التي تواجهها مجتمعاتنا المعاصرة هي حالة الإنكار على الإسلام أن تكون له صلة بشؤون الدولة، والحجر عليه ابتداء أن تتدخل شرائعه لتنظيم هذه الجوانب، وتقرير الحق في التشريع المطلق في هذه الأمور للبرلمانات والمجالس التشريعية.
إننا أمام قوم يدينون بالحق في السيادة العليا والتشريع المطلق للمجالس التشريعية، فالحلال ما أحلته، والحرام ما حرمته، والواجب ما أوجبته، والنظام ما شرعته، فلا يجرم فعل إلا بقانون منها، ولا يعاقب عليه إلا بقانون منها، ولا اعتبار إلا للنصوص الصادرة منها ...
هذه المحنة التي نواجهها اليوم، والتي لا يصلح لدفعها ترقيع جزئي بإلغاء بعض المواد، والنص على اخرى، وإنما يصلحه أن نبدأ بتقرير السيادة المطلقة والحاكمية العليا للشريعة الإسلامية، والنص على أن كل ما يتعارض معها من القوانين أو اللوائح فهو باطل. (5) "
لقد وصل امتهان الشريعة الإلهية ونبذها – في بعض تلك الدساتير – إلى حد أنهم جعلوا هذه الشريعة الربانية مصدراً ثانوياً من مصادر القانون، فتأتي الشريعة متأخرة بعد التشريع الوضعي، والعرف، كما أنهم يجاهرون صراحة بحق التشريع لغير الله تعالى، بحيث أن نصوص الشريعة لا تكتسب صفة القانون عندهم لو أرادوا العمل بتلك النصوص إلا بصدورها عمن يملك حق التشريع، وهي السلطة التى يمنحها الدستور الاختصاص بذلك!
ص315
أما كون هذه الشريعة منزلة من عند الله تعالى فلا يعطيها صفة القانون عندهم فضلاً أن تكون حاكمة ومهيمنة، بل إن العرف يلغي أي مبدأ من مبادئ الشريعة الإسلامية! (1)
كما أن هذه القوانين والدساتير الطاغوتية عند أصحابها قد صار لها من الحرمة والتعظيم كما لو كانت شريعة إلهية، يبين ذلك الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله – فيقول: -
" هذه القوانين التي فرضها على المسلمين أعداء الإسلام ... هي في حقيقتها دين آخر جعلوه ديناً للمسلمين بدلاً من دينهم النقي السامي، لأنهم أوجبوا عليهم طاعتها وغرسوا في قلوبهم حبها وتقديسها والعصبية لها، حتى لقد تجري على الألسنة والأقلام كثيراً من الكلمات " تقديس القانون "، " قدسية القضاء "، "حرم المحكمة "، وأمثال ذلك من الكلمات ... ثم صاروا يطلقون على هذه القوانين ودراساتها كلمة " الفقه الفقيه "، " والتشريع " و" المشرع " ... وما إلى ذلك من الكلمات التي يطلقها علماء الإسلام على الشريعة وعلمائها. (2) "
إن شريعة الله تعالى يجب أن تكون وحدها حاكمة ومهيمنة على غيرها، وأن تكون المصدر الوحيد للتشريع، فلا ننخدع بما يقوله بعضهم بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، لما تتضمنه هذه العبارة الشركية من الإقرار والرضا بمصادر أخرى للتشريع، ولو كانت مصادر فرعية. (3)
يقول الله تعالى:- {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ} [المائدة، آية 49].
قلت
ما الدليل على هذا الاستثناء؟! وأين هو من ظاهر الآية الذي تقول به؟
فإن قلت: إن هذه الصورة –الحكم بالقوانين والأعراف- لم تكن معروفة عندهم، وإنما الوقائع الجزئية مع التحكيم للشريعة؛ قلنا: محض كذب وافتراء!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فواقع القوانين والأعراف الجاهلية كان معلوماً عند السلف، فكأنك لم تسمع قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) وقوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) ويدلك على ذلك قول الحافظ ابن كثير في "تفسيره": (ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله -المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر- وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية) فدل قوله رحمه الله: (كما كان أهل الجاهلية يحكمون به) أن صورة الحكم بـ (الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله) كانت معروفة لديهم، فكلها سياسات وقوانين وأعراف باطلة سواءً كانت مكتوبة أو محفوظة، وهؤلاء الكفار الذين تتناولهم الآية تركوا ما أنزل الله واتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم من الأعراف والقوانين الجاهلية، فهل يُتَصَوَّرُ أن يُفَسِّرَ حَبْرُ الأمة وترجمان القرآن هذه الآية غافلاً عن تلك الآيات البينات؟! وما كانت تمثله واقعاً؟! حاشاه وكلا. ثم من أكبر الأدلة على وجود هذه الصورة في زمن النبي: استدلال من يكفر بهذه الصورة بحديث اليهوديين الذين زنيا؛ حتى إن بعضهم يسميها بالتشريع العام، فيا لتناقض هؤلاء!؛ يزعمون أن هذه الصورة لم تكن معروفة عند السلف، ثم يستدلون بقصة اليهود على حالة الكفر في التشريع العام –كما يزعمون-!. أقول: وحتى لو سلمنا -تنزلنا- أن واقعنا مغاير كل المغايرة لواقعها الذي قيلت فيه؛ فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فلو كان ابن عباس قائلاً تفسيره للخوارج بالفعل، فلا يمنع من هذا أن يكون هذا التفسير رداً على الخوارج من ناحية، وإعلام الناس بتفسير الآية من ناحية أخرى، فيكون شاملاً لحكام زمانه وزماننا؟!، ومعلوم أن العبرة (بما قال) لا (لمن قال)، وإننا إن أردنا إلزام المخالف بمذهبه هذا، لقلنا: أن (التصوير الفوتغرافي) –مثلاً- غير داخل في النصوص العامة الواردة في النهي عن التصوير لكونه لم يكن على عهد النبي، وَلقلنا: إن الآيات التي تحرم الزنا والربا لا تنطبق على بيوت الفاحشة والبنوك الربوية والتي تفنن أصحابها في رعايتها بكل أشكال الرعاية من تأمينها بوضع الحراس لحمايتها، وترتيب مرافقها، ومواعيدها، فضلاً عن إمدادها بوسائل الترفيه والراحة كالتبريد والتدفئة وغير ذلك من الترتيبات، لأن آيات تحريم الزنا نزلت فيمن يزني المرة والمرتين ونحوها ثم يتوب من ذلك وإن تكرر منه مراراً وتكراراً، ولم تنزل فيمن أنشأ بيوتًا للفاحشة وتفنن في رعايتها وتقنينها، ... ويظل الباب مفتوحاً لرد الحق بالباطل.
والصحيح: أنه لا فرق بين المخالفات الجزئية المؤقتة وبين التمادي في هذه المخالفات لتصبح عادات وتقاليد وأعراف (محفوظة أو مكتوبة سيان)، فإن الله سبحانه وتعالى علق الكفر في آية المائدة بترك الحكم، ولم يقيد ذلك بمادة الحكم المخالف أو منشئه أو عدد مرات تكراره أو بكونه يصدر المرة ونحوها أم اتخذ عادة وعرفاً، وإنما علق الكفر بمجرد ترك الحكم، وابن عباس لما فسر الآية فسرها تفسيراً مطلقاً دون التقيد بما سبق، فلماذا نحمل كلامه ما لا يحتمل ونقوله ما لم يقل؟!، ثم إن ابن عباس لم يقل تفسيره رداً على الخوارج!، كما يُزعَم!، فهذا تحكم ظاهر ليس عليه أدنى دليل، فهذه روايات الأثر بين يديك في دواوين السنة ليس في واحدة منها أن خارجياً سأله وإنما السائل إما (رجل!) أو (طاووس) أو (تفسير مباشر للآية)، والسائل في كل الروايات سأل ابن عباس ض عن تفسير الآية أو كُنْهِ الكفر المذكور بها ولم يسأله عن حكام زمانهم كما يُزعَم!.
والجواب
الدليل على هذا الاستثناء هو الإجماع
فإن جميع علماء السلف الذين تكلموا في المسألة حملوا قول بن عباس على فرض صحته على هذا الوجه ولا يعلم لهم مخالف بل لم يظهر القول المخالف فيما أعلم إلا في القرن الماضي فلا حول ولا قوة إلا بالله وعلى هذا يحمل كلام بعض أئمة الدعوة النجدية
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية: الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة، وقد يكون معصيةً كبيرة أو صغيرة، ويكون كفراً مجازياً وإما كفر أصغر .. وذلك بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله، فهو كفر أكبر.
وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، وعلمه في هذه الواقعة وعدل عنه، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا عاصٍ، ويسمى كافراً كفراً مجازياً أو كفر أصغر ا- هـ.
قال ابن القيم: الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين؛ الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا كفر أصغر.
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كتاب التوحيد
فصارت عندنا الأحوال أربعة: المشرع، ومن أطاعه في جعل الحلال حراما، والحرام حلالا، ومناقضة شرع الله، هذا كافر، ومن أطاعه في ذلك، فقد اتخذه ربا من دون الله، والحاكم بذلك التشريع فيه تفصيل، فإن حكم مرة، أو مرتين، أو أكثر من ذلك، ولم يكن ذلك ديدنا له، ولم يعلم أنه عاص، يعني: من جهة القاضي الذي حكم، يعلم أنه عاص، وحكم بغير شرع الله، فهذا له حكم أمثاله من أهل الذنوب، ولا يكفر حتى يستحل؛ ولهذا تجد أن بعض أهل العلم يقول: الحكم بغير شرع الله لا يكفر فيه إلا إذا استحل، وهذا صحيح، ولكن لا تنزل هذه الحالة على حالة التقنين والتشريع.
فالحاكم، كما قال ابن عباس كفر دون كفر، ليس الذي يذهبون إليه هو كفر دون كفر، يعني: من حكم في مسألة، أو في مسألتين بهواه بغير شرع الله، وهو يعلم أنه عاص ولم يستحل، هذا كفر دون كفر، أما الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله بتاتا، ويحكم دائما، ويلزم الناس بغير شرع الله، فهذا من أهل العلم من قال: يكفر مطلقا، ككفر الذي سن القانون لأن الله -جل وعلا - قال: يريدون أن يتحاكمون إلى الطاغوت) فجعل الذي يحكم بغير شرع الله مطلقا، جعله طاغوتا
قلت
ينبغي أن نعلم أن صورة حكام القوانين هي هي صورة حكام اليهود في أنهم اخترعوا أحكامًا وحكموا بها؛ إلا أن اليهود نسبوا ما كانوا يحكمون به إلى الله عز وجل كذبًا عليه وعلى كتابه بخلاف حكام القوانين؛ قال تعالى عن اليهود أنهم: (يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) وقال النبي -"البخاري" (ح2539) - أنهم: (بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله)، وقال ابن عبد البر –"التمهيد" (14/ 9) -: "وفي الحديث أيضًا: دليل أنهم كانوا يكذبون على توراتهم، ويضيفون كذبهم ذلك إلى ربهم وكتابهم"اهـ. وبهذا نعلم أن (اختراع الحكم ونسبته إلى الله كذبًا) هو مناط التكفير في قصة اليهود وهذا هو الثابت بنص القرآن والسنة وفهم سلف الأمة؛ فإن اختراع الأحكام ونسبتها لله كذباً مع العلم بحكم الله يستوجب الوقوع في إنكار حكم الله والتحذير منه كما حصل لليهود كما في قوله تعالى: (يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا) (المائدة 41)؛ وهذا كفر، وهو يستلزم التقديم والاستحلال بداهة. قال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105)، وقال: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ) (العنكبوت:68) و (الزمر:32)، وقال: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر:60). قال إسماعيل القاضي- كما في "الفتح" (13/ 120) -: "من فعل مثل ما فعلوا واخترع حكما يخالف به حكم الله وجعله دينا يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من الوعيد المذكور"اهـ، وقال الجصاص-"أحكامه" (4/ 94) م-: "من حكم بغير حكم الله ثم قال إن هذا حكم الله فهو كافر كما كفرت بنو إسرائيل حين فعلوا ذلك"اهـ، وقال شيخ الإسلام -"الفتاوى" (3/ 267 - 268) -: "الشرع المبدل: وهو الكذب على الله ورسوله ... فمن قال: (إن هذا من شرع الله) فقد كفر بلا نزاع"اهـ.
والجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا أدري ماذا تصنع بقول شيخ الإسلام بن تيمية في كلامه في الشرع المبدل
[الشرع المبدل]. وهو الكذب على الله ورسوله أو على الناس بشهادات الزور ونحوها؛ والظلم البين فمن قال إن هذا من شرع الله فقد كفر بلا نزاع، كمن قال إن الدم والميتة حلال ـ ولو قال هذا مذهبي ونحو ذلك.
انتهى
وقال الفوزان في رده على المرجئة
: {التبديل في الحكم في اصطلاح العلماء هو:الحكم بغير ما أنزل الله على أنه من عند الله، كمن حكم بالقوانين الفرنسية وقال:هي من عند الله أو من شرعهِ تعالى، ولا يخفى أن الحكام بغير ما أنزل الله اليوم لا يزعمون ذلك، بل هم يصرحون أن هذه القوانين محض نتاج عقول البشر القاصرة، والتبديل بهذا المعنى الذي يذهب إليه أهل الغلو كفر بإجماع المسلمين)) كذا قال.
ونقول: هذا التبديل الذي ذكرت أنه كفر بإجماع المسلمين، هو تبديل غير موجود، وإنما هو افتراضي من عندك، لا يقول به أحد من الحكام اليوم ولا قبل اليوم، وإنما هناك استبدال هو اختيار جعل القوانين الوضعية بديلة عن الشريعة الإسلامية، وإلغاء المحاكم الشرعية، وهذا كفر أيضًا، لأنه يزيح تحكيم الشريعة الإسلامية وينحيها نهائيًا، ويُحل محلها القوانين الوضعية، فماذا يبقى للإسلام؟! وما فعل ذلك إلا لأنه يعتنقها ويراها أحسن من الشريعة، وهذا لم تَذكره، ولم تبين حكمه، مع أنه فصل للدين عن الدولة، فكان الحكم قاصر عندك على التبديل فقط، حيث ذكرت أنه مجمع على كفر من يراه، وكان قسيمه وهو الاستبدال، فيه خلاف حسبما ذكرت
قلت
لسان الحال، أو القرائن الحالية ليسا معتبرين في التكفير؛ فإنهما من الأمور المحتملة، والكفر لا يعرف إلا بالدليل.
- قال شيخ الإسلام-"الفتاوى" (17/ 78) -:
(الكفر حكم شرعي و إنما يثبت بالأدلة الشرعية)
- وقال-"المنهاج" (5/ 92) مختصرا-:
(الكفر ليس من الأحكام التي يستقل بها العقل)
-وقال -"الصارم" (3/ 963) -:
(التكفير لا يكون بأمر مُحْتَمَل)
- ونقل ابن الوزير الإجماع على ذلك كله فقال -"العواصم والقواصم " (4/ 178) مختصرا-:
(التكفير سمعي محض لا مدخل للعقل فيه، والدليل على الكفر لا يكون إلا سمعياً قطعياً ولا نزاع في ذلك) اهـ
وهذه الشبهة حقيقة هي من أقوى الشُّبَهِ في المسألة؛ ألا وهي التفصيل في مسألة الاستحلال؛ فإن بعض من يكفر بصورة القوانين اعتبر القرائن الحالية في الحكم على الشخص بالاستحلال؛ وهذا خطأ محض!، وأرد عليه بإيجاز؛ فأقول:
لا يؤخذ الاستحلال (القلبي) من القرائنِ الحَالِيَّةِ مهما استفاضت أو قويت، لأن الاستحلال من أعمال القلب، وما في القلوب لا يعلمه إلا رب القلوب إلا أن يصرح بها صاحبها؛ وهكذا في كل أعمال القلب.
ولا اعتبار للقرائن في الحكم على ما في القلب إلا أن تكون هذه القرائن ((كفراً في ذاتها)) فتشمل ما هو أشد من الاستحلال أو تدل عليه ((بدلالة بالتضمن)).
فكفر الظاهر –مثلاً-؛ دليل على كفر الباطن؛ كأن يكون هذا الرجل المستحل –مثلاً- قد أعلن خروجه عن الإسلام إلى النصرانية، فهذه قرينة تدل على أن أفعاله إنما تبنى على أصول الكفر من عدم تحريم المحرمات أو اعتقاد حلها.
وقد تكون القرائن:
1 - اعتقادات (كإعلان الحاكم الكفر أو كونه كافر بالأصل)
2 - أو أفعال (كإهانة كتاب الله) أو (منعه إقامة الصلاة)
3 - أو أقوال (كتصريحه بوحشية الحدود أو عدم ملائمة الشريعة للعصر مثلاً)
فهذه القرائن تشمل الاستحلال بلا شك وتدل عليه وفي الوقت نفسه هي ((كفر في ذاتها)).
ويلزم القائل بأن الاستحلال القلبي! يعرف بعظم الفعل أوالتمادي فيه؛ يلزمه تكفير أصحاب البنوك الربوية وبيوت الفاحشة لكون القرائن دلت على تفضيلهم الزنى والربى على العفاف، وهذا معلوم البطلان!.
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله في هذه المسألة بعينها؛ فقد سئل عَمَّنْ لا يُحَكِّم شَرْعَ الله؛ قال: " لا يكفر إلا إذا استحله، ولو ادعى أنه لا يستحله فنأخذ بظاهر كلامه ولا نحكم بكفره “ اهـ. نقلاً عن "الحكم .. مناقشة تأصيلية” للأخ/ بندر العتيبي، وقد علقه الأخ الفاضل من مجلس سماحته في كلامه على الباب الثالث من كتاب الإيمان من "صحيح البخاري" بتاريخ 27/ 7/1417هـ، وكان القارئ آنذاك فضيلة الشيخ/ عبد العزيز السدحان –وفقه الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي في "الفتاوى الجلية في المناهج الدعوية"/دار الفرقان ص (49):
"الاستحلال هو من فعل القلب، وهو أن يعتقد العبد بقلبه حل المحرم المجمع عليه ولو لم ينطق بذلك، فمن اعتقد حل الزنا كفر ولو لم يفعله ومن فعله وهو يعتقد أنه حرام فهو مسلم فاسق ومن اعتقد حل الربا كفر ولو لم يفعله ومن فعله وهو يعتقد أنه حرام فهو مسلم فاسق، ومن اعتقد حل الخمر كفر ولو لم يشربه، ومن شربه وهو يعتقد أنه حرام فهو مسلم فاسق، وعلى هذا فبأي شيء نعرف الاستحلال؟ الجواب: نعرفه ((بالنطق)) بأن يقول مثلا بأن الخمر حلال أو الربا حلال أو الزنا حلال أو أن يكتب ذلك في كتاب نقطع بصحة نسبته إليه أما بدون ذلك فلا لأن الاستحلال من عمل القلوب والقلوب لا يطلع على ما فيها إلا الله وحده وقد بطلت بهذا التحقيق حجة من يكفر بفعل الكبيرة ولو تكرر) اهـ.
والجواب
جاء في الدرر السنية في الكتب النجدية - (ج 13 / ص 174)
ص -177 -
والمحرمات المذكورة ونحوها، فلا خلاف في القتال عليها
وهؤلاء عند المحققين من العلماء، ليسوا بمنْزلة البغاة الخارجين على الإمام، أو الخارجين عن طاعته، كأهل الشام مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فإن أولئك خارجون عن طاعة إمام معين أو خارجون عليه لإزالة ولايته، وأما المذكورون، فهم خارجون عن الإسلام، بمنْزلة مانعي الزكاة، وبمنْزلة الخوارج الذين قاتلهم علي رضي الله عنه. ولهذا افترقت سيرته في قتاله لأهل البصرة، وأهل الشام، وفي قتاله لأهل النهروان، فكانت سيرته مع البصريين والشاميين، سيرة الأخ مع أخيه، ومع الخوارج بخلاف ذلك، وثبتت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بما استقر عليه إجماع الصحابة، من قتال الصديق لمانعي الزكاة، وقتال علي للخوارج، انتهى كلامه.
فتأمل رحمك الله تصريح هذا الإمام (بن تيمية) في هذه الفتوى، بأن من امتنع عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة، كالصلوات الخمس، والصيام والزكاة والحج، أو ترك المحرمات كالزنى، أو تحريم الدماء والأموال، أو شرب الخمر أو المسكرات، أو غير ذلك، أنه يجب قتال الطائفة الممتنعة عن ذلك، حتى يكون الدين كله لله، ويلتزموا جميع شرائع الإسلام، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين، وملتزمين بعض شرائع الإسلام، وأن ذلك مما اتفق عليه العلماء من سائر الطوائف، من الصحابة فمن بعدهم، وأن ذلك عملا بالكتاب والسنة.
فتبين لك: أن مجرد الاعتصام بالإسلام، مع عدم التزام شرائعه، ليس بمسقط للقتال، وأنهم يقاتلون قتال كفر، وخروج عن الإسلام، كما صرح به في آخر الفتوى، بقوله: وهؤلاء عند المحققين من العلماء، ليسوا بمنْزلة البغاة الخارجين عن الإمام، بل هم خارجون عن الإسلام بمنْزلة مانعي الزكاة، والله أعلم.
وقال الشيخ رحمه الله، في آخر كلامه على كفر مانعي الزكاة: والصحابة لم يقولوا: هل أنت مقر بوجوبها، أو جاحد لها، هذا لم يعهد عن الصحابة بحال، بل قال الصديق لعمر رضي الله عنهما: (والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها)، فجعل المبيح للقتال مجرد المنع، لا جحد وجوبها; وقد روي: أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب، لكن بخلوا بها. ومع هذا، فسيرة الخلفاء فيهم سيرة واحدة، وهي: قتل مقاتلتهم، وسبي ذراريهم، وغنيمة أموالهم، والشهادة على قتلاهم بالنار، وسموهم جميعهم أهل الردة; وكان من أعظم فضائل الصديق عندهم: أن ثبته الله على قتالهم، ولم يتوقف كما توقف غيره، حتى ناظرهم فرجعوا إلى قوله.
انتهى
أم أنك ترى أن شيخ الإسلام وعلماء نجد من الخوارج المارقين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فكيف يقال بعد ذلك أن المسألة إجتهادية أو أن المسألة فيها قولان مشهوران؟ سبحانك هذا بهتان عظيم
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 08:24]ـ
أخي (أبو موسى)
ضرب كلام العلماء بعضه ببعض ليس من التحقيق في شيء، يأتي مخالفك بفتوة اللجنة الدائمة فتردها بفتوى الشيخ الغنيمان، فكان ماذا؟
وأذكر الأخوة أن الأخ عبد الله الخليفي وإن أساء، فلا يعني ذلك ردّ كل ما جاء به حقاً كان أو باطلاً.
والحكمة ضالة المؤمن.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 08:48]ـ
فائدة:
سمعت الشيخ عبدالرحمن المحمود يقول: أن الحاكم إذا التزم القانون الوضعي في جميع قضاياه فهو كافر وإن لم يستحل , وأما من قال باشتراط الاستحلال فإن كان يستند إلى أثر ابن عباس وصححه فهو على اجتهاده ولكنّ قوله هذا مرجوح , وإن كان يستند إلى قاعدة ((لا يكفر إلا المستحل)) فهو مرجئ.
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 10:27]ـ
أخي أبو موسى؛
على حد علمي فإن الحكم بالقوانين الوضعية شيء، و تشريعها شيء آخر.
و ما أعرفه أن الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله قد تسلموا حكوماتهم من المستعمرين بقوانين جاهزة مُشَرَّعَة لم يشرعها هؤلاء الحكام.
و على هذا هل ينطبق حُكمُ الحكمِ بغير ما أنزل الله على الحاكم و المشرع سواءً؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 10:33]ـ
أخي (أبو موسى)
وأذكر الأخوة أن الأخ عبد الله الخليفي وإن أساء، فلا يعني ذلك ردّ كل ما جاء به حقاً كان أو باطلاً.
نعم يا أخي ما وجهته للأخ عبدالله الخليفي لا علاقة له بموافقته أو مخالفته في المسألة المطروح إنما هو تحذير فقط لضبط الحوار والمناقشة وعدم الخروج عن النقاش العلمي إلى التهم وما لا فائدة منه. وهذا ليس موجهًا للأخ عبد الله وحده بل هو للجميع، رزقنا الله وإياكم حسن الخلق.
ـ[أبو موسى]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 11:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنبيه على خطأ في ما كتبته
كتبت عندما نقلت كلاما للشيخ سليمان بن سمحان أن التحاكم إلى غير الله كفر والصحيح التحاكم إلى غير شرع الله
بالنسبة لسؤال بن هاشم
فالجواب أن الذي يشرع بخلاف ما أنزل الله كافر بل طاغوت من أكفر الكفرة لا خلاف فيه سواء استحل فعله أم لم يستحل
انظر ما نقلته عن اللجنة الدائمة في بداية الرد
وأما بالنسبة للذي يحكم بالقوانين الوضعية والذي يتحاكم إليه فقد نقل الإجماع على كفره بن حزم وابن كثير
والذي يحكم بالقوانين الوضعية طاغوت أيضا كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن الحاكم بغير ما أنزل الله والذي يتحاكم إليه مشرك قد اتخذ هذا الطاغوت إلها
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 01:36]ـ
سؤال للشيخ أبي رقية حفظه الله:من أول من قال بأن الحاكم إذا التزم الحكم بغير شرع الله في جميع قضاياه لا في قضايا معدودة فهو كافر وإن لم يستحل.
وهذا السؤال من الأهمية بمكان؛ فجزاك الله خيرًا على هذا السؤال وعلى حد فهمي وعلمي؛ فإن أول من قال بذلك هو الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، وقد تبعه على ذلك أخوه الأديب محمود شاكر، وكذلك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ؛ وإن كانت هناك أقوال للأخير منهم تدل على تراجعه عن ذلك. رحم الله الجميع ولم يكن عمدتهم في ذلك الرأي ما يتناقله كثير من المعاصرين من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله؛ وإنما اعتمدوا في ذلك على أنه: "لم يحدث في تاريخ الإسلام أن سن حاكم حكما وجعله شريعة ملزمة للقضاء بها" كما يقول الأديب محمود شاكر في تفسير الطبري (10/ 348) وعموماً فإن كلام أهل العلم يستدل له ولا يستدل به، وقد سبق وذكرتُ أن واقع القوانين والأعراف الجاهلية كان معلوماً عند السلف، كما في قوله تعالى: (وَإِذَاقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِقَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) وقوله: (وَإِذَاقِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَاوَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) ويدلك على ذلك قول الحافظ ابن كثير في "تفسيره": (ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله -المحكم المشتمل على كلخير، الناهي عن كل شر- وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحاتالتي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون بهمن الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتارمن السياسات الملكية) فدل قوله رحمه الله: (كما كان أهل الجاهلية يحكمونبه) أن صورة الحكم بـ (الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلامستند من شريعة الله) كانت معروفة لديهم، فكلها سياسات وقوانين وأعرافباطلة سواءً كانت مكتوبة أو محفوظة، وهؤلاء الكفار الذين تتناولهم الآيةتركوا ما أنزل الله واتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم من الأعراف والقوانينالجاهلية، فهل يُتَصَوَّرُ أن يُفَسِّرَ حَبْرُ الأمة وترجمان القرآن هذهالآية غافلاً عن تلك الآيات البينات؟! وما كانت تمثله واقعاً؟! حاشاهوكلا. ثم من أكبر الأدلة على وجود هذه الصورة في زمن النبي (ص): استدلال من يكفر بهذه الصورة بحديث اليهوديين الذين زنيا؛ حتى إن بعضهميسميها بالتشريع العام، فيا لتناقض هؤلاء!؛ يزعمون أن هذه الصورة لم تكنمعروفة عند السلف، ثم يستدلون بقصة اليهود على حالة الكفر في التشريعالعام –كما يزعمون-!. أقول: وحتى لو سلمنا -تنزلنا- أن واقعنا مغاير كلالمغايرة لواقعها الذي قيلت فيه؛ فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فلوكان ابن عباسقائلاً تفسيره للخوارج بالفعل، فلا يمنع من هذا أن يكون هذا التفسير
(يُتْبَعُ)
(/)
رداًعلى الخوارج من ناحية، وإعلام الناس بتفسير الآية من ناحية أخرى، فيكونشاملاً لحكام زمانه وزماننا؟!، ومعلوم أن العبرة (بما قال) لا (لمن قال)،وإننا إن أردنا إلزام المخالف بمذهبه هذا، لقلنا: أن (التصوير الفوتغرافي) –مثلاً- غير داخل في النصوص العامة الواردة في النهي عن التصوير لكونه لميكن على عهد النبي، وَلقلنا: إن الآيات التي تحرم الزنا والربا لا تنطبق على بيوت الفاحشةوالبنوك الربوية والتي تفنن أصحابها في رعايتها بكل أشكال الرعاية منتأمينها بوضع الحراس لحمايتها، وترتيب مرافقها، ومواعيدها، فضلاً عنإمدادها بوسائل الترفيه والراحة كالتبريد والتدفئة وغير ذلك من الترتيبات، لأن آيات تحريم الزنا نزلت فيمن يزني المرة والمرتين ونحوها ثم يتوب منذلك وإن تكرر منه مراراً وتكراراً، ولم تنزل فيمن أنشأ بيوتًا للفاحشةوتفنن في رعايتها وتقنينها، ... ويظل الباب مفتوحاً لرد الحق بالباطل. والصحيح: أنه لا فرق بين المخالفات الجزئية المؤقتة وبين التمادي في هذه المخالفاتلتصبح عادات وتقاليد وأعراف (محفوظة أو مكتوبة سيان)، فإن الله سبحانهوتعالى علق الكفر في آية المائدة بترك الحكم، ولم يقيد ذلك بمادة الحكمالمخالف أو منشئه أو عدد مرات تكراره أو بكونه يصدر المرة ونحوها أم اتخذعادة وعرفاً، وإنما علق الكفر بمجرد ترك الحكم، وابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما فسر الآية فسرها تفسيراً مطلقاً دون التقيد بما سبق، فلماذا نحمل كلامه ما لا يحتمل ونقوله ما لم يقل؟!، ثم إن ابن عباس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يقل تفسيره رداً على الخوارج!، كما يُزعَم!، فهذا تحكم ظاهر ليس عليهأدنى دليل، فهذه روايات الأثر بين يديك في دواوين السنة ليس في واحدة منهاأن خارجياً سأله وإنما السائل إما (رجل!) أو (طاووس) أو (تفسير مباشرللآية)، والسائل في كل الروايات سأل ابن عباس ض عن تفسير الآية أو كُنْهِالكفر المذكور بها ولم يسأله عن حكام زمانهم كما يُزعَم!. وأما ما يستدل به! المعاصرون من أقوال بعض المتأخرين -كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم- على التفريق بين الحكم بغير ما انزل الله في قضية أو قضايا وبين التقنين أو التشريع العام؛ فهذا الاستدلال منهم مردود للآتي: أولاً: إن الحق ما وافق الدليل من غير التفات إلى ذات القائلين، أو كثرة المقبلين، أو قلتهم، فالحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق، اعرف الحق تعرف أهله. ومجرد نفور النافرين، أو محبة الموافقين؛ لا يدلّ على صحة قول أو فساده. وكثرة الأتباع ليست دليلاً على صدق الدعوى، كما أن قلة الأتباع ليست دليلاً على ضعفها أو فسادها؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس أن النبي (ص) قال: "عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد" الحديث. لهذا قال بعض السلف: "عليك بالحق ولا تستوحش من قلة السالكين، وإياك والباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين". إن هذا التعصب مخالف للمنهج الصحيح، الذي يدعونا إلى أن نأخذ بالحق مهما كان قائله، ولهذا قال أبو حامد الغزالي في ذم التعصب: (وهذه عادة ضعفاء العقول؛ يعرفون الحق بالرجال، لا الرجال بالحق)!. ولذلك نقول: إن قول أي أحد –خلا رسول الله (ص) - يستدل لقوله لا يستدل بقوله؛ لأن كل عالم عرضة للخطأ والصواب بَلْهَ التناقض، وهذه سمة البشرية التي يظهرها الله في كل مخلوقاته ليظهر كمال كتابه غير المتناقض "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثير". بمعنى أن من ادعى شيئًا في دين الله تبارك وتعالى؛ فعليه بذكر الدليل؛ وإلا فالحكم معلوم؛ وهو رده جملة وتفصيلاً قولاً واحدًا. وعلى من ينقل قول ذاك المدعي أن يلتمس له الدليل أولاً قبل أن ينقل قوله مستدلاً به!!. ثانياً: أن هذه الأقوال التي يتناقلوها عن شيخي الإسلام؛ إما أنهم فهموها على غير وجهها، وإما أنهم بتروها من سياقها التي سيقت فيه. وسوف أبين وجه ذلك بعد قليل؛ فانتظر!.
دليلك "فكفرت بأنعم الله" هذا ليس كفرا مطلقا .. بل مقيد بقوله: بأنعم اللهوقال شيخ الإسلام إذا عرّف الكفر فالمراد به الأكبر .. والله تعالى قال"فألئك هم الكافرون".
(يُتْبَعُ)
(/)
حسناً؛ فلماذا عجزت عن رد الشق الثاني من الكلام ألا وهو: "وسمى النبي (ص) بعض الذنوب كفرا؛ كقتال المسلم، والطعن في النسب ... إلخ، ويشترط الاستحلال للتكفير بذلك (بالإجماع)." اهـ من ردي السابق عليك!. وأزيدك!؛ ما أخرجه عبد الرزاق -بسند صحيح- (11/ 442) عن ابن طاوس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن الذي يأتي امرأته في دبرها؛ فقال: هذا يسائلني عن (الكفر)!. أقول: ومع ذلك يشترط الاستحلال للتكفير بذلك (بالإجماع)
وأما احتجاج العثيمين بالحديث فليس حجة كما لا يخفى .. بل المعول على صحة الحديث .. وهو ضعيف كما أسلفت، فمن علله الظاهرة فيه:وائل بن حجر .. وهو ضعيف هذا يكفيني في الرد على ما طوّلت به مقالتك وفيه الغنية لمن وعىآلحتجاج بقول السعد والطريفي وغيرهم! –عندك- حجة دون نقاش!، والاحتجاج بتصحيح العثيمين والألباني والذهبي وابن تيمية وابن القيم ليس بحجة في مقابل هؤلاء!. إنما أعظك بواحدة: إن كنت عالماً؛ فلتتكلم بلسانك! واستغن عن ذكر هؤلاء وأولئك، وإن كنت مقلدًا جاهلاً –وآمل بصدق ألا تكون كذلك- فحسبك ما قاله شيخ الإسلام للجهلة من المقلدين!: "فَإِنَّ قَوْلَ طَائِفَةٍ مِنْ ((الْعُلَمَاءِ)) وَالْعُبَّادِ خَالَفَهُمْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمْ وَأَجَلُّ عِنْدَ الأُمَّةِ لا يَحْتَجُّ بِهِ إلا أَحْمَق!!؛ فَإِنَّهُ إنْ كَانَ التَّقْلِيدُ حُجَّةً؛ فَتَقْلِيدُ الأَكْبَرِ الأَعْلَمِ الأعبد أَوْلَى. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حُجَّةً لَمْ يَنْفَعْهُ ذِكْرُهُ لِهَؤُلاءِ"اهـ.
وهو ضعيف كما أسلفت، فمن علله الظاهرة فيه:وائل بن حجر .. وهو ضعيف [/ quote] لا أعلم حقيقة موقفك: - هل تضعف الأثر بكل ألفاظه؟! - أم أنك تصحح جملة "هي به كفر" كما سبق أن قُلْتَ: "بل الرواية ((الصحيحة المحفوظة)) عن ابن عباس هي قوله في تفسير الآية (هي به كفر) كما عند ابن أبي شيبة" اهـ من مشاركة رقم (11#) فإن كان الأول!: فقد خالفتَ إذًا ما أجمع على خلافه أهل العلم قاطبة؛ من كَفَّر ومن لم يُكَفِّر! وإن كان الثاني: فَلِمَ عجزت عن الرد على ما طرحته في ردي عليك قبل؟!، ولا بأس بالتكرار؛ فهو يُعَلِّم .... !. قلتُ في ردي عليك: "سلمنا بقولك، أليس ذلك نظير قوله (ص): "اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ ((هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ)) الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ" مسلم عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ألايعنى ذلك (أن الانسان قد يكون فيه شعبة من شعب الإيمان وشعبة من شعبالنفاق وقد يكون مسلما وفيه كفر دون الكفر الذى ينقل عن الإسلام بالكليةكما قال الصحابة وعامة السلف) كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية (7/ 350باختصار).ويؤيد ما ذكرتُه؛ ما جاء في رواية ابن أبي حاتم [من طريق عبد الرزاق] كما في تفسيره (4/ 1143) برقم (6435) أن ابن عباس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: (هي كبيره)." اهـ من مشاركتي رقم (13#)
هذا يكفيني في الرد على ما طوّلت به مقالتك وفيه الغنية لمن وعى
أنا لم أطل مقالتي كما تزعم!؛ وإنما قلت -بكلمات يستطيع الطفل! عدها-: "بعض أسانيده كالشمس في رابعة النهار ((وليس هذا محل التفصيل)) " اهـ. ولو استفضت في الأثر من جهة الرواية فقط؛ لسودت مئات الصفحات -دون أدنى مبالغة- في ذلك.
حُكمُ اللهِ وَمَا يُنَافِيه إعداد: د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
.......
هذا ما تيسر جمعه وإعداده .... اتق الله!؛ تنسخ كتابًا كاملاً!، وأنت تعلم –يقينا- أن الأخ "أبو عمر الفلسطيني" قد وضع رابط تنزيله في المشاركة التي قبلك برقم (9#)، أحسب أنك لم تُرِد بذلك إلا تكثير الكلام بأي مشاركة! لكي تهرب من الرد على مشاركتي التي قطعتُك فيها، والتي عجزتَ عن الرد عليها. ولو شئتُ لفعلت مثلك ونسخت العشرات من الكتب!. أما عن رد الأخ أبي موسى؛ فلي معه وقفات ووقفات ولكن بعد الإقرار بما سأذكره من أصول المناقشة والمناظرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأختم بتقرير أن من تأمل آيات الله الواردة في هذا الشأن لم يرتب لحظة في ذلكفتارة يعبر عن تنكب الحكم بما أنزل الله شركا"ولا يشرك في حكمه أحدا"وتارة يعبر عن الواقعين في هذا كفارا"ومن لم يحكم بما أنزل فألئك هم الكافرون" وتارة يوميء أن الحكم بغير ما أنزل الله صرف شيء من العبادة لغير الله"إنالحكم إلا للهأمر ألاتعبدواإلا إياه" وهو نظير "وقال ربكمادعونيأستجب لكم إن الذين يستكبرون عنعبادتيسيدخلون جهنم داخرين"أكرر ما سبقت وطرحته عليك؛ فعجزتَ عنه، وتجاهلت!: ما قولك فيمن يطوف بالقبور، أليس يصرف هذا الطواف –الذي هو عبادة- لغير الله، كما هو (ظاهر عمله)؟! ألمتقرأ في ذلك فتوى اللجنة الدائمة (1/ 206) أنه: ((لا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كانذلك شركا أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة، فإن القبورلا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله ... عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز)) اهـ. أليس ((القصد)) المذكور في الفتوى نظير الاستحلال؛ بل هو نفسه؟! وأزيد: إن بعض من يتكلم في هذا الموضوع –بجهل- يستدلون بأدلة لم يُسبَقوا إلى الاستدلال بها في عين المسألة، ولهذا فإنك تجد هؤلاء -غالباً- يتكلمون مثل الببغاوات!، فلا يعرفون ما يخرج من كيس غيرهم!؛ فضلاً عن أن يتأملوه!. ولو تأمل هؤلاء لحظات فيما يستدلون به؛ لتبين لهم خطأهم وجهلهم. ولهذا فإن هذه الاستدلالات الخاطئة تحمل في طياتها لوازمًا باطلة غاية في البطلان. فهذا أخونا أبو القاسم –سدده الله- يتكلم عن (الحكم بما أنزل الله) كعبادة، ويستدل بقوله تعالى: "وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا" ولم يعلم المسيكين أن عبادةغيراللهشرك، وأن صرف أي عبادة لغير الله ولو في مرة واحدة شرك وكفر مخرج من الملة؛ فدعاء الأموات –مثلا- شرك .. فمتى يشرك الإنسان؟! ... أيُقال إذا دعا مرة واحدة ... مرتين ... ثلاث ... لم يشرك؟!!، أيُقال لو دعا مئة أو قال هذا حلال يشرك؟! فعلى استدلالك: يكفر من حكم بغير ما أنزل الله ولو لمرة واحدة؛ لأن في ذلك صرف للعبادة لغير الله؛ فمن حكم برشوة في قضية واحدة معينة فهذا لازم له لا محيد عنه. ولهذا فالقول بقولك فيه نقض لمذهبك؛ غير أنك لا تعلم لوازمه. وإذا كان اللازم يقوي باطلاً؛ دلّ أن الملزوم باطل!، فبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
صحيح أن طاعة الله في الحكم بما أنزل عبادة،كما أن طاعة الله في تحريم الزن اوالخمر وأكل الربا عبادة، ولكن لو عصى المسلمُ اللهَ بأن فعل ما ينافي الاستقامة على هذه الطاعات من غير اعتقاد مناقض لأصل إيمانه بوجوب هذه الطاعات عليه، مع إقراراه بمعصيته في ذلك؛ حكمنا عليه حينئذ بأنه من أهل المعاصي. مع التنبيه على أن فعل هذه المعاصي مرة أو مرات أو أكثر من ذلك أو مطلقًا -مع وجود الاعتقاد الصحيح- لا تأثير له إلا في جانب زيادة الإثم، فلا يخرجه ذلك من نطاق العصاة المسلمين إلى نطاق الكفرة والمشركين إلا إذا تغير اصل اعتقاده. أما عن رد الاخ أبو موسى فسوف ياتي الرد عليه لاحقا بالدليل ولكن بعد إقراره بما في آخر هذه المشاركة؛ فالله المستعان.
وتارة يرد على من يزعم أنه مؤمن .. لكنه يتحاكم لغيره"ألم تر إلى الذينيزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلىالطاغوت"وتارة يعقد شرط الإيمان على التحكيم مؤيدا ذلك بالقسم بنفس الله المقدسة"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك .. "الآية إلى غير ذلك من الآياتسيأتي الرد على ذلك مفصلاً بعد إقرار الجميع بشروط المناظرة في آخر هذه المشاركة.
وتأمل كلام الحافظ ابن كثير: فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهد لهبالصحة، فهو الحق، وما ذا بعد الحق إلا الضلال؟ ولهذا قال – تعالى -: (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي ردواالخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله، فتحاكموا إليهما فيما شجربينكم، فدلّ على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة، ولايرجع إليهما في ذلك، فليس مؤمناً بالله، ولا باليوم الآخر.انتهىأولاً: إن هذا القول ينطبق على من لم يحكم الكتاب والسنة في قضية واحدة كما يشمل صورة القوانين بطريق أولى؛ بل ظاهر الكلام أقرب لصورة القضية الواحدة، وهذا ظاهر من قوله: "من لم يتحاكم في ((محل النزاع)) إلى الكتاب والسنة ... ؛ فليس مؤمناً بالله". فلو أردنا إلزامك بما تقول؛ كفرنا كل من لم يحكم بما أنزل الله، ولو في قضية واحدة. ثانياً: لذا وجب حمل قول ابن كثير -"فليس مؤمناً بالله، ولا باليوم الآخر"- على التغليظ؛ وكذلك هذه الآية. والدليل على ذلك أن الله تعالى خاطبهم في صدر الآية فقال: "يأيُّها الذين آمنوا"؛ فدل ذلك أن المعنى أي إن كنتم تؤمنون حقّاً، وتلازمون واجبات المؤمنين. (ينظر التحرير والتنوير) لابن عاشور. وهذا نظير قول نبينا (ص): "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ". فقول الله تعالى:"إِنْ كُنْتُمْ" نظير قوله (ص): "من كان". فلا حجة لك في الآية إلا أن تقول في الحديث بمقل ما قلتَ في الآية؛ فتزعم أن من آذى جاره ليس مؤمنًا بالله ولا باليوم الآخر!؛ وهذا هو الباطل بعينه.
وعليه فمن يستشهد بكلام ابن عباس أو ابن تيمية أو ابن القيم .. هو في الحقيقة لم يصب كبد الفهم لكلامهم
سوف نرى ذلك؛ إذا ما وافق الجميع على الشروط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 01:41]ـ
أبو القاسم;89993]
وقد سررت بكلام الشيخ الذي ختم به رسالته لأني كنت قد انتهيت إليه في نظري في المسألة بدليل أنه ينقل عن ابن تيمية وابن القيم في هذه المسألة ما يظن أنه متعارض .. وتحقيق الأمر في فهم كلامهم على وجهه
وإتمامًا لسرورك أخينا أبي القاسم أقول:
///معنى التشريع العام: باستقراء كتب المعاصرين في هذه المسألة، تبين لنا أن (التشريع العام) لا يخرج عن ثلاث معاني: أولهما: أن يكون تشريع الدولة – كله أجمع – مخالفاً لما أنزل الله.
ثانيهما: استبدال بعض حكم الله بحكم آخر أو استبدال حد من حدود الله –على اصطلاح المعاصرين.
ثالثهما: أن تلزم الجهة الحاكمة كل من هو تحت حكمها (الشعب) بحكم مخالف لشريعة الله عز وجل، وذلك بتنفيذ هذا الحكم المخالف في كل قضية تتعلق بهذه المسألة المحكوم فيها./// الأقوال التي احتج به أنصار هذا القول من أهل العلم وأشباههم!:يحتجون بقول شيخ الإسلام مجموع الفتاوى (35/ 387 - 388): (فإن الحاكم: - إذا كان دينا لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار،- وإن كان عالما لكنه حكم بخلاف الحق الذى يعلمه كان من أهل النار، [ SIZE=4]- وإذا حكم بلا عدل ولا علم كان أولى أن يكون من أهل النار وهذا إذا حكم فى (قضية معينة) لشخص،
- وأما إذا حكم (حكما عاما في دين المسلمين) فجعل الحق باطلا والباطل حقا والسنة بدعة والبدعة سنة والمعروف منكرا والمنكر معروفا ونهى عما أمر الله به ورسوله وأمر بما نهى الله عنه ورسوله فهذا لون آخر يحكم فيه رب العالمين وإله المرسلين ... ) اهـ.
والجواب على هذا الاحتجاج كالتالي:
إن الكلام عند علماء البيان ثلاثة: سباق، ولحاق، وسياق؛ فهذا الكلام يسبقه كلام ويعقبه كلام، فإذا نزعت ما في الوسط عما قبله وبعده أعطاك معنىً مغايراً لما وضع الكلام له، فلو قرأ قارئ فقال: "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ" وسكت!؛ فهذا نزع للكلام عن السياق، وقد استفاد من هذا النزع شاعر ماجن وهو أبو نواس عندما قال:
دع المساجد للعباد تسكنها وطف بنا حول خمار ليسقين
اما قال ربك ويل للأولى سكروا ولكن قال ويل للمصلينا
وهو كمن قرأ: "لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ" ولا يقرأ ما قبلها ولا ما بعدها!؛ فهل وُضِعَ الكلام لذلك؟ لا.
إذاً: أخذ الكلام من السياق دون مراعاته قلب للحقائق، وإخراج لمعان جديدة لم يوضع لها الكلام، ومن جراء هذه العملية أيضاً قال من قال: إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، فهل هذا صحيح؟ قال: قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف:28]، وقال في كيد الشيطان: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:76] كذبت. هذه عن السياق الأول وتلك عن السياق الثاني، فخرج بهذه النتيجة الخاطئة، ولو أخذ السياق كاملاً لاتضح الكلام، فكيد النساء ليس أعظم من كيد الشيطان أبداً؛ لكن الآية الأولى جاءت مقارنة بين كيد الرجال والنساء في قصة يوسف عليه السلام، فقال الله عز وجل: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف:28] أي: في مقابل كيد يوسف عليه السلام، والآية الثانية: كيد الشيطان في مقابل كيد الله، فلذلك كان كيد الشيطان ضعيفاً {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:76] فهذا مقابل بكيد الله،
فلا شك أن يكون ضعيفاً، فهذا أحد أسلحة المبتدعة؛ وهو: نزع الكلام من السياق، وهو أحد ألوان تحريفهم،
أما بالنسبة لهذا النص الذي يحتج به المخالفون في هذه المسألة؛ فقد التبس على بعض القراء والمثقفين! أن هذا القول من شيخ الإسلام يتناول التفريق بين (الحكم في قضية معينة) وبين (الحكم في التشريع العام)! – على حد اصطلاحهم! -، وهذا وَهْمُ ليس بغريب أن يصدر من أمثال من (يقرأون)! على منهج (فويل للمصلين)!، ولتوضيح مقصد شيخ الإسلام من هذا الكلام، يجب علينا أن نقرأ كلامه – رحمه الله - من بدايته،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكني لم أسقه بتمامه؛ فإن القارئ العادي! لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية يظهر له بوضوح منهج شيخ الإسلام في تناول الموضوعات، فهو يسهب إسهاباً كبيراً ويتطرق لمسائل فرعية ربما ليس لها علاقة كبيرة بأصل الموضوع كما أنه يضرب الكثير من الأمثلة وربما يشرحها أيضاً! ويذكر العديد من الآيات ويتطرق أحياناً لتفسيرها وأوجه الخلاف فيها! وقد يتطرق لبعض المسائل الفقهية ويذكر طرفاً من أقوال أهل العلم فيها، ثم إنه بعد هذا كله يعود بالكلام إلى أصل الموضوع محل بحثه،
لذا وجب على الباحث (الأمين) الذي يريد تحرير قول شيخ الإسلام في مسألة كمسألتنا هذه أن يتتبع كلامه من أوله ليتبين له مقصده؛ حتى لا يتقول عليه ويحمل كلامه ما لا يحتمل.
وباستقراء الموضع الذي جاء ضمنه هذا الكلام المحتج به؛ نجده في رسالته الموسومة بـ (رسالة في حدود سلطة الحاكم) والملحقة بمجموع فتاواه (35/ 388:357).
وهذه الرسالة قد كتبها شيخ الإسلام بعد خروجه من السجن تفصيلاً لبيان حدود سلطة الحاكم وما له أن يحكم فيه وما ليس له أن يحكم فيه، وكان قد كتب قبل ذلك في هذا الموضوع أيضاً -كما في الفتاوى الكبرى (5/ 3)، المجموع (3/ 211، 248) - وهو في سجن مصر! جواباً على (رسالة أو ورقة) أرسلت إليه في حبسه.
وتبصيراً لأخواني؛ فقد حرصت على سوق نَصِّ كلامه رحمه الله مختصراً، وليعلم الجميع أنني قد حذفت منه كل الأقوال التي ليس لها علاقة أساسية بموضوع كلمته التي يُحتج بها، كما حذفت الآيات التي تكرر معنى مذكور، وكذلك التفريعات والاختلافات الفقهية ... إلخ، وأثبت مكان هذا المحذوف ثلاث نقاط ( ... ) اختصاراً، ووضعت قبل كل مقطع رقم الجزء والصفحة. ومن أراد التبين من كلامي فليراجع ما أثبتُ وما حذفتُ (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً):
(رسالة في حدود سلطة الحاكم)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
مجموع الفتاوى - (ج 35 / ص 357)
فيما جعل الله للحاكم أن يحكم فيه وما لم يجعل لواحد من المخلوقين الحكم فيه بل الحكم فيه على جميع الخلق لله تعالى ولرسوله (ص) ليس لأحد من الحكام أن يحكم فيه على غيره ولو كان ذلك الشخص من آحاد العامة. وهذا مثل (الأمور العامة الكلية) التي أمر الله جميع الخلق أن يؤمنوا بها ويعملوا بها وقد بينها في كتابه وسنة رسوله (ص) بما أجمعت عليه الأمة أو تنازعت الأمة فيه إذا وقع فيه نزاع بين الحكام وبين آحاد المسلمين: من العلماء أو الجند أو العامة أو غيرهم لم يكن للحاكم أن يحكم فيها على من ينازعه ويلزمه بقوله ويمنعه من القول الآخر فضلا عن أن يؤذيه أو يعاقبه. مثل أن يتنازع حاكم أو غير حاكم في قوله: {أو لامستم النساء} ... (35/ 358) ... وكذلك تنازع المسلمون في الوضوء من خروج الدم بالفصاد والحجامة والجرح والرعاف وفي " القيء ... وكذلك قال في الوضوء من مس الذكر ومس المرأة لشهوة ... (35/ 359) وكذلك تنازعوا في كثير من مسائل الفرائض كالجد والمشركة وغيرهما وفي كثير من مسائل الطلاق والإيلاء وغير ذلك وكثير من مسائل العبادات في الصلاة والصيام والحج وفي مسائل زيارات القبور ... وتنازعوا أي المسجدين أفضل: المسجد الحرام أو مسجد النبي (ص) ... (35/ 360) فهذه (الأمور الكلية) ليس لحاكم من الحكام كائنا من كان - ولو كان من الصحابة - أن يحكم فيها بقوله على من نازعه في قوله فيقول: ألزمته أن لا يفعل ولا يفتي إلا بالقول الذي يوافق لمذهبي؛ بل الحكم في هذه المسائل لله ورسوله والحاكم واحد من المسلمين فإن كان عنده علم تكلم بما عنده وإذا كان عند منازعه علم تكلم به فإن ظهر الحق في ذلك وعرف حكم الله ورسوله وجب على الجميع اتباع حكم الله ورسوله وإن خفي ذلك أقر كل واحد على قوله - أقر قائل هذا القول على مذهبه وقائل هذا القول على مذهبه - ولم يكن لأحدهما أن يمنع الآخر إلا بلسان العلم والحجة والبيان فيقول ما عنده من العلم. وأما باليد والقهر؛ (فليس له أن يحكم إلا في المعينة) التي يتحاكم فيها إليه مثل ميت مات وقد تنازع ورثته في قسم تركته فيقسمها بينهم إذا تحاكموا إليه وإذا حكم هنا بأحد قولي العلماء ألزم الخصم بحكمه. ... (35/ 361) ... (35/ 362) ... (35/ 363) .... (35/ 364) ... (35/ 365) ... (35/ 366) ... فمن خرج عن الكتاب والميزان قوتل
(يُتْبَعُ)
(/)
بالحديد. فالكتاب والعدل متلازمان والكتاب هو المبين للشرع؛ فالشرع هو العدل والعدل هو الشرع ومن حكم بالعدل فقد حكم بالشرع ولكن كثيرا من الناس ينسبون ما يقولونه إلى الشرع وليس من الشرع؛ بل يقولون ذلك إما جهلا وإما غلطا وإما عمدا وافتراء وهذا هو الشرع المبدل الذي يستحق أصحابه العقوبة؛ ليس هو الشرع المنزل الذي جاء به جبريل من عند الله إلى خاتم المرسلين فإن هذا الشرع المنزل كله عدل ليس فيه ظلم ولا جهل ... وقد يقول كثير من علماء المسلمين أهل العلم والدين من الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين كالأربعة وغيرهم أقوالا باجتهادهم؛ فهذه يسوغ (35/ 367) القول بها ولا يجب على كل مسلم أن يلتزم إلا قول رسول الله ص؛ فهذا شرع دخل فيه التأويل والاجتهاد .... ومن كان هكذا لم يكن لأحد أن يذمه ولا يعيبه ولا يعاقبه ولكن إذا عرف الحق بخلاف قوله لم يجز ترك الحق الذي بعث الله به رسوله لقول أحد من الخلق وذلك هو الشرع المنزل من عند الله وهو الكتاب والسنة وهو دين الله ورسوله ... (35/ 368) .... (35/ 369) ... (35/ 370) ... (35/ 371) .... (35/ 372) ... فالحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله والدين ما شرعه الله ورسوله؛ وليس لأحد أن يخرج عن شيء مما شرعه الرسول (ص) وهو الشرع الذي يجب على ولاة الأمر إلزام الناس به ... وليس المراد بالشرع اللازم لجميع الخلق حكم الحاكم ولو كان الحاكم أفضل أهل زمانه؛ بل حكم الحاكم العالم العادل يلزم قوما معينين تحاكموا إليه في قضية معينة؛ لا يلزم جميع الخلق ولا يجب على عالم من علماء المسلمين أن يقلد حاكما لا في قليل ولا في كثير إذا كان قد عرف ما أمر الله به ورسوله؛ بل لا يجب على آحاد العامة تقليد الحاكم في شيء؛ بل له أن يستفتي من يجوز له استفتاؤه وإن لم يكن حاكما ومتى ترك العالم ما علمه من (35/ 373) كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة ... ولو ضرب وحبس وأوذي بأنواع الأذى ليدع ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب اتباعه واتبع حكم غيره كان مستحقا لعذاب الله بل عليه أن يصبر وإن أوذي في الله فهذه سنة الله في الأنبياء وأتباعهم ... وهذا إذا كان الحاكم قد حكم في مسألة اجتهادية قد تنازع فيها الصحابة والتابعون فحكم الحاكم بقول بعضهم وعند بعضهم سنة لرسول الله ص تخالف ما حكم به فعلى هذا أن يتبع (35/ 374) ما علم من سنة رسول الله (ص) ويأمر بذلك ويفتي به ويدعو إليه ولا يقلد الحاكم. هذا كله باتفاق المسلمين ... (35/ 375) ... (35/ 376) .... فالشرع الذي يجب على كل مسلم أن يتبعه ويجب على ولاة الأمر نصره والجهاد عليه هو الكتاب والسنة. وأما حكم الحاكم فذاك يقال له قضاء القاضي؛ ليس هو الشرع الذي فرض الله على جميع الخلق طاعته؛ بل القاضي العالم العادل يصيب تارة ويخطئ تارة ولو حكم الحاكم لشخص بخلاف (35/ 377) الحق في الباطن لم يجز له أخذه ولو كان الحاكم سيد الأولين والآخرين .... و"القضاة ثلاثة أنواع" ... فالقاضي الذي هو من أهل الجنة إذا حكم للإنسان بما يعلم أنه غير حق لم يحل له أخذه؛ لسنة رسول الله (ص) وإجماع المسلمين فكيف إذا حكم في الدين الذي ليس له أن يحكم فيه؛ بل هو فيه واحد من المسلمين إن كان له علم تكلم وإلا سكت؛ (35/ 378) مثل أن يحكم بأن السفر إلى غير المساجد الثلاثة مشروع مستحب يثاب فاعله وأن من قال إنه لا يستحب يؤذى ويعاقب أو يحبس: فهذا الحكم باطل بإجماع المسلمين؛ لا يحل لمن عرف دين الإسلام أن يتبعه ولا لولي أمر أن ينفذه ومن نفذ مثل هذا الحكم ونصره كان له حكم أمثاله إن قامت عليه الحجة التي بعث الله بها رسوله وخالفها استحقوا العقاب وكذلك إن ألزم بمثل هذا جهلا وألزم الناس بما لا يعلم فإنه مستحق للعقاب فإن كان مجتهدا مخطئا عفي عنه. وقد فرض الله على ولاة أمر المسلمين اتباع الشرع الذي هو الكتاب والسنة وإذا تنازع بعض المسلمين في شيء من مسائل الدين ولو كان المنازع من آحاد طلبة العلم لم يكن لولاة الأمور أن يلزموه باتباع حكم حاكم؛ بل عليهم أن يبينوا له الحق كما يبين الحق للجاهل المتعلم فإن تبين له الحق الذي بعث الله به رسوله وظهر وعانده بعد هذا استحق العقاب. ... (35/ 379) ... وإذا قالوا إنا
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا الحق واحتجوا بالأدلة الشرعية: لم يكن لأحد من الحكام أن يلزمهم بمجرد قوله ولا يحكم بأن الذي قاله هو الحق دون قولهم بل يحكم بينه وبينهم الكتاب والسنة. والحق الذي بعث الله به رسوله لا يغطى بل يظهر فإن ظهر رجع الجميع إليه وإن لم يظهر سكت هذا عن هذا وسكت هذا عن هذا؛ كالمسائل التي تقع يتنازع فيها أهل المذاهب لا يقول أحد إنه يجب على صاحب مذهب أن يتبع مذهب غيره لكونه حاكما فإن هذا ينقلب فقد يصير الآخر حاكما (35/ 380) فيحكم بأن قوله هو الصواب. فهذا لا يمكن أن يكون كل واحد من القولين المتضادين يلزم جميع المسلمين اتباعه؛ بخلاف ما جاء به الرسول (ص) فإنه من عند الله؛ حق وهدى وبيان ليس فيه خطأ قط ولا اختلاف ولا تناقض ... وهذا إذا كان الحكام قد حكموا في مسألة فيها اجتهاد ونزاع معروف فإذا كان القول الذي قد حكموا به لم يقل به أحد من أئمة المسلمين ولا هو مذهب أئمتهم الذين ينتسبون إليهم؛ ولا قاله أحد من الصحابة والتابعين؛ ولا فيه آية من كتاب الله وسنة رسوله (ص) بل قولهم يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأئمة فكيف يحل مع هذا أن يلزم علماء المسلمين (35/ 381) باتباع هذا القول وينفذ فيه هذا الحكم المخالف للكتاب والسنة والإجماع وأن يقال: القول الذي دل عليه الكتاب والسنة وأقوال السلف لا يقال ولا يفتى به بل يعاقب ويؤذى من أفتى به ومن تكلم به وغيرهم ويؤذى المسلمون في أنفسهم وأهليهم وأموالهم لكونهم اتبعوا ما علموه من دين الإسلام ... (35/ 382) ... وليس للحاكم أن يحكم بأن هذا أمر به رسول الله (ص) وأن هذا العمل طاعة أو قربة أو ليس بطاعة ولا قربة ولا بأن السفر إلى المساجد والقبور وقبر النبي (ص) يشرع أو لا يشرع ليس للحكام في هذا مدخل إلا كما يدخل فيه غيرهم من المسلمين؛ بل الكلام في هذا لجميع أمة محمد ص فمن كان عنده علم تكلم بما عنده من العلم. ... (35/ 383) ... (35/ 384) ولهذا كان من أصول السنة والجماعة أن من تولى بعد رسول الله (ص) كالخلفاء الراشدين وغيرهم لا يجب أن ينفرد واحد منهم بعلم لا يعلمه غيره؛ بل علم الدين الذي سنه الرسول ص يشترك المسلمون في معرفته وإذا كان عند بعضهم من الحديث ما ليس عند بعض بلغه هؤلاء لأولئك؛ ولهذا كان الخلفاء يسألون الصحابة في بعض الأمور: هل عندكم علم عن النبي ص؟ فإذا تبين لهم سنة الرسول (ص) حكموا بها ... وعمر بن الخطاب قد قال النبي ص فيه: {إنه قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر} وروي {أنه ضرب الحق على لسانه وقلبه} وقال {لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر} ومع هذا فما كان يلزم أحدا بقوله ولا يحكم في (الأمور العامة)؛ بل كان يشاور الصحابة ويراجع فتارة يقول قولا فترده (35/ 385) عليه امرأة فيرجع إليها ... وكان في مسائل النزاع مثل مسائل الفرائض والطلاق يرى رأيا ويرى علي بن أبي طالب رأيا ويرى عبد الله بن مسعود رأيا ويرى زيد بن ثابت رأيا؛ فلم يلزم أحدا أن يأخذ بقوله بل كل منهم يفتي بقوله وعمر رضي الله عنه إمام الأمة كلها وأعلمهم وأدينهم وأفضلهم فكيف يكون واحد من الحكام خيرا من عمر. هذا إذا كان قد حكم في مسألة اجتهاد فكيف إذا كان ما قاله لم يقله أحد من أئمة المسلمين لا الأربعة ولا من قبلهم من الصحابة والتابعين ... (35/ 386) ... والله سبحانه لم يرض بحكم واحد بين الزوجين إذا خيف الشقاق بينهما فإنه لا يعلم أيهما الظالم؛ وليس بينهما بينة؛ بل أمر بحكمين؛ ... (35/ 387) فهنا لما اشتبه الحق لم يجعل الله الحكم لواحد وهو في قضية معينة بين زوجين. ولو حكم حاكم واحد بين الزوجين في أمر ظاهر لم ينفذ حكمه باتفاق المسلمين فكيف بأمور الدين والعبادات التي يشترك فيها جميع المسلمين وقد اشتبهت على كثير من الناس. هذا بإجماع المسلمين لا يحكم فيه إلا الله ورسوله فمن كان عنده علم مما جاء به الرسول (ص) بينه وأوضحه للمسلمين ... وولي الأمر إن عرف ما جاء به الكتاب والسنة حكم بين الناس به وإن لم يعرفه وأمكنه أن يعلم ما يقول هذا وما يقول هذا حتى يعرف الحق حكم به؛ وإن لم يمكنه لا هذا ولا هذا ترك المسلمين على ما هم عليه كل يعبد الله على حسب اجتهاده؛ وليس له أن يلزم أحدا بقبول قول غيره وإن كان حاكما (35/ 388) وإذا خرج ولاة الأمور عن هذا فقد حكموا بغير ما أنزل
(يُتْبَعُ)
(/)
الله ووقع بأسهم بينهم ... فإن الحاكم إذا كان دينا لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار وإن كان عالما لكنه حكم بخلاف الحق الذي يعلمه كان من أهل النار وإذا حكم بلا عدل ولا علم كان أولى أن يكون من أهل النار. وهذا إذا حكم في قضية معينة لشخص. وأما إذا حكم حكما عاما في دين المسلمين فجعل الحق باطلا والباطل حقا والسنة بدعة والبدعة سنة والمعروف منكرا والمنكر معروفا ونهى عما أمر الله به ورسوله وأمر بما نهى الله عنه ورسوله: فهذا لون آخر. يحكم فيه رب العالمين وإله المرسلين مالك يوم الدين الذي {له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون} {الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا}. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم".
انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله باختصار كبير، ومن أراد الرجوع لأصل الرسالة فليرجع
ومما يزيد قوله السابق وضوحًا؛
قوله كما في "منهاج السنة النبوية" (5/ 132 - 133):
"قال تعالى "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله" وقال: "فإن تنازعتم في شىء فردوه إلى الله والرسول" ((فالأمور المشتركة)) بين الأمة لا يحكم فيها إلا الكتاب والسنة ليس لأحد أن يلزم الناس بقول عالم ولا أمير ولا شيخ ولا ملك ومن (اعتقد) أنه يحكم بين الناس بشيء من ذلك ولا يحكم بينهم بالكتاب والسنة فهو كافر وحكام المسلمين يحكمون في (الأمور المعينة) لا يحكمون في (الأمور الكلية) وإذا حكموا في ((المعينات)) فعليهم أن يحكموا بما في كتاب الله فإن لم يكن فبما في سنة رسول الله (ص) فإن لم يجدوا اجتهد الحاكم برأيه" اهـ.
وأوضح منه قول العلامة ابن القيم كما في "إعلام الموقعين"؛ قال: (وأما الحاكم فحكمه جزئي خاص لا يتعدى إلى غير المحكوم عليه وله. فالمفتي (يفتي حكما عاما كليا) أن من فعل كذا ترتب عليه كذا ومن قال كذا لزمه كذا والقاضي (يقضي قضاء معينا) على شخص معين فقضاؤه خاص ملزم وفتوى العالم عامة غير ملزمة فكلاهما أجره عظيم وخطره كبير) اهـ.
فتبين لكل ذي عينين أن شيخ الإسلام بقصد بقوله: (حكماً عاماً) أي فتوى عامة، وأكبر دليل على ذلك قوله عقبها (في دين المسلمين). فيكون معنى كلامه؛ أنه ليس من سلطة الحاكم أن يفتي أو يحكم في مسألة دينية بحكم يقطع بصوابه –اعتمادًا على سلطته- دون أن يبين ذلك بالحجة بالكتاب والسنة؛ فكيف إذا كان ذلك الحكم ليس مؤيدًا بكتاب ولا سنة ولا قول أحد من أئمة المسلمين المعتبرين؛ فهذا هو قلب السنة بدعة والبدعة سنة ... إلخ.
ويتبين ايضًا بطلان ما نسب إليه من التفريق بين الحكم في قضية معينة والحكم العام –على اصطلاح المعاصرين-؛ فإنه قصد بالحكم العام: الأمور الكلية في الدين أو الفتوى العامة المنسوبة للدين؛ وإلا فما فائدة قوله "في دين المسلمين"؟!، وقصد "بالقضية المعينة" أو "المعينات" قضاء الحاكم على كل الشعب.
ومما يجزم بما ذكرتُ هنا أن شيخ الإسلام نفسه قد أوضح سبب كتابته لهذه الرسالة من السجن؛ فإنه قال في جوابه على ورقة أرسلت له في السجن موضحاً سبب حبسه كما في الفتاوى (3/ 238):
(فأنا لم يُدَّعَ عَلَىَّ دعوى يختص بها الحاكم من الحدود والحقوق مثل قتل أو قذف أو مال ونحوه بل فى مسائل (العلم الكلية) مثل التفسير والحديث والفقه وغير ذلك وهذا فيه ما اتفقت عليه الأمة وفيه ما تنازعت فيه، والأمة إذا تنازعت فى معنى آية أو حديث أو حكم خبري أو طلبي، لم يكن صحة أحد القولين وفساد الآخر ثابتا بمجرد حكم حاكم فإنه إنما ينفذ حكمه فى (الأمور المعينة) دون (العامة)، ولو جاز هذا لجاز أن يحكم حاكم بأن قوله تعالى "يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ" هو الحيض والإطهار ويكون هذا (حكما يلزم جميع الناس قوله) أو يحكم بأن اللمس فى قوله تعالى (أو لامستم النساء) هو الوطىء والمباشرة فيما دونه أو بأن الذى بيده عقدة النكاح هو الزوج أو الأب والسيد وهذا لا يقوله أحد ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال (3/ 240): (وأما إلزام السلطان فى مسائل النزاع بالتزام قول بلا حجة من الكتاب والسنة فهذا لا يجوز باتفاق المسلمين ولا يفيد حكم حاكم بصحة قول دون قول فى مثل ذلك إلا إذا كان معه حجة يجب الرجوع إليها فيكون كلامه قبل الولاية وبعدها [سواءا] وهذا بمنزلة الكتب التى يصنفها فى العلم. نعم الولاية قد تمكنه من قول حق ونشر علم قد كان يعجز عنه بدونها وباب القدرة والعجز غير باب الاستحقاق وعدمه، نعم للحاكم إثبات ما قاله زيد أو عمرو ثم بعد ذلك إن كان ذلك القول مختصا به كان مما يحكم فيه الحكام وإن كان من الأقوال العامة كان من باب مذاهب الناس)
وقال أيضاً (3/ 214 - 215) جوابًا على ورقة أرسلت اليه فى السجن فى رمضان سنة ست وسبعمائة:
(وشأن هذه القضية وما يتعلق بها أكبر مما يظنه من لا يراعى إلا جزئيات الأمور ولهذا كان فيما خاطبت به أمين الرسول علاء الدين الطيبرسى ان قلت هذه القضية ليس الحق فيها لى بل لله ولرسوله وللمؤمنين من شرق الأرض إلى مغربها وأنا لا يمكننى أن أبدل الدين ولا انكس راية المسلمين ولا أرتد عن دين الإسلام لأجل فلان وفلان، نعم يمكننى أن لا أنتصر لنفسى ولا أجازى من أساء إلى وافترى على ولا أطلب حظى ولا أقصد إيذاء أحد بحقى وهذا كله مبذول منى ولله الحمد ونفسى طيبة بذلك وكنت قد قلت له الضرر فى هذه (القضية) ليس على بل عليكم فإن الذين أثاروها من أعداء الإسلام الذين يبغضونه ويبغضون أولياءه والمجاهدين عنه ويختارون انتصار أعدائه من التتار ونحوهم وهم دبروا عليكم حيلة يفسدون بها ملتكم ودولتكم وقد ذهب بعضهم إلى بلدان التتار وبعضهم مقيم بالشام وغيره"اهـ
وقال (3/ 235 - 236):"ولهذا لما ذكر الطبيرسى القضاة وأجملهم قلت له إنما دخل فى هذه القضية (ابن مخلوف) وذاك رجل كذاب فاجر قليل العلم والدين ... وقلت ما لابن مخلوف والدخول فى هذا؟!، هل ادعى أحد على دعوى مما يحكم به؟! أم هذا الذى تكلمت فيه هو من (أمر العلم العام) مثل تفسير القرآن ومعانى الأحاديث والكلام فى الفقه وأصول الدين وهذه المرجع فيها إلى من كان من أهل العلم بها والتقوى لله فيها؟!، وإن كان السلطان والحاكم من أهل ذلك تكلم فيها من هذه الجهة وإذا عزل الحاكم لم ينعزل ما يستحقه من ذلك كالإفتاء ونحوه ولم يقيد الكلام فى ذلك بالولاية، وإن كان السلطان والحاكم ليس من أهل العلم بذلك ولا التقوى فيه لم يحل له الكلام فيه فضلا عن أن يكون حاكما!، وابن مخلوف ليس من أهل العلم بذلك ولا التقوى فيه، قلت فأما القاضى بدر الدين فحاشا لله ... أن يدخل فى هذا الحكم المخالف لإجماع المسلمين ... قلت ومن أصر على أن هذا الحكم الذى حكم به ابن مخلوف هو حكم شرع محمد فهو بعد قيام الحجة عليه كافر فإن صبيان المسلمين يعلمون بالاضطرار لا من دين الإسلام أن هذا الحكم لا يرضى به اليهود ولا النصارى فضلا عن المسلمين"اهـ
أبو القاسم;89993]
والحق أبلج لكل ذي عينينوالله الموفقعبد الله الخليفي;89993]
لكي لا نكرر كلاماً قلناه سابقاً تنكب عنه أهل الأهواء عميان البصائرالذين لم يجيبوا عليه وأصروا على مخالفته _ لا كثرهم الله وجازاهمبتضليلهم للعباد الأسقام في الأجساد وفقدان فلذات الأكباد لعل ذلك يكونكفارةً لهم يوم المعادأخونا الخليفي –سدده الله- الدعاء لإخوانك أولى من الدعاء عليهم؛ فليس بيننا عداوة أو عداء معاذ الله. وينبغي أن تعلمَ ويعلموا: أن هذه المسألة لا تمثل –واقعاً- إلا اعتقاد المسلم الصحيح فقط، فلا نحن ولا هم يقولون بتكفير الأعيان، وإطلاق الأحكام عليهم بناءً على هذه المسألة -كما يفعل خوارج العصر- كإسقاط الولايات والخروج عن الطاعة في المعروف. لذا أرجو أن تكون أكثر تلطفًا بإخوانك، فما كان اللين في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه. وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدينا جميعاً إلى الحق، وأن يجمعنا في مستقر رحمته إنه على كل شيء قدير {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
أبو عبد الرحمن المصري;89993]
(يُتْبَعُ)
(/)
عبدالله الخليفي.! ألا تستطيع أن تنقد وتكتب بدون عصبية وإساءة الأدب؟! رميك لمن يقولون بضعف أثر ابن عباس ويقولون بأن المراد من لفظة هي به كفرالكفر الأكبر،رميك لهؤلاء بالجهل فيه إساءة أدب مع أناس لا شك أنهم أعلممنك. ممن ضعفوا هذا الأثر العلامة المحدث سليمان العلون والشيخ عبدالعزيزالطريفي،وقالوا بثبوت لفظة هي به كفر والمراد بها الكفر الأكبر. فهلتلتزم بألفاظك البذيئة تلك مع هؤلاء الأعلام؟ هم أيضًا جهلة أغرار؟ إن قلت لا فقد تناقضت،إذ لا تثريب على من يقلدهم ويقول بقولهم.
الأمر كما قال أخونا أبو عبد الرحمن المصري وأخونا ابن عبد الباقيلابد من الالتزام بالأدب في الحوار والمدارسة. كيف نتكلم في هذه المسائل الكبار ولا نتحلى بأدب المدارسة والنقاش العلمي، أرجو الالتزام بارك الله في الجميع.
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
////////////////////////////////////////////////////////////
/////////////////////////////////////////////
/////////////////////
////////////
//////
///
الإخوة الأفاضل رواد هذا المنتدى المبارك –سددهم الله ونصرهم بالحق-إن الجدال - (بالتي هي أحسن) - في الدين أمر قد حضنا الله تبارك وتعالى عليهفي كتابه الكريم؛ فقال: " {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنَُ}. وهذهالآية توجب وتحتم علينا أننا إذا جادلنا؛ فلنجادل بطريقة (حسنة). ومنحُسْنِ المجادلة الجدال بفاعلية وترتيب؛ حتى يتبين الحق لكل من يقرأ كلامنا؛ وهذا –للأسف الشديد- ما تفتقره غالب المنتديات الدينية التي يتردد عليها طلبة العلم. ولهذا أرجو من الإخوة الأفاضل ألا يكتبوا إلا بتنظيم حتى تكون المجادلة "بالتي هي أحسن" وإلا فالأفضل أن نترك هذا الجدل البيزنطي الذي لا فائدة من وراءه –بهذه الصورة البغيضة-. وتفاعلاً مني مع هذا الطلب الإيماني؛ أترك حقي في الرد على المشاركات الأخيرة التي ردت عليَّ –مع قدرتي على ردها بحمد الله- لتبدأ المناظرة بداية جديدة وعلى أصول صحيحة، والشروط التي أقترحها-وهي قابلة للتعديل- كالتالي:
1 - أن نستغفر الله مما سبق، ويصفو بعضنا لبعض، ولنتخاطب بروح الإخوة المتحابين؛ برفق ولين دون رمي بخروج او إرجاء ... إلخ.
2 - أن يحدد كل من محل النزاع ونقاط الاتفاق بوضوح شديد أولاً قبل أي نقاش أو ردود. وتحذف أي مشاركة لا تتعلق بمحل النزاع أو تتناول ما اتفق عليه الجميع.
3 - ألا يختلط الكلام المطروح في الحكم الشرعي في (محل النزاع) بالفتوى الواقعية؛ بمعنى إدخال الحكم في الفتوى، كأن يربط أحد الحكم الشرعي في المسألة بواقع الحكام أو تصرفاتهم؛ فإن ذلك لا دخل له بالحكم الشرعي سلبًا وإيجابًا طالما أننا حددنا محل النزاع؛ فقد يرى أحدنا الفعل من الأفعال المكفرة، ثم لا يكفر به من وقع فيه؛ فليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه؛ كما هو معروف. فالحكم الشرعي ثابت، والفتوى (قد تتغير بحسب الحال). كما نقول مثلاً: القيام واجب في الصلاة، ولكنه يسقط عن فلان لعجزه؛ فسقوط الواجب لعجز فلان لم يغير الحكم الشرعي ألا وهو وجوب القيام في الصلاة، وإنما الذي تغير هو الفتوى المعينة، والحكم لا يزال ثابتًا.
4 - أن يبدأ النقاش حول نقطة معينة يحددها مشرفوا المنتدى.
5 - ألا تبرح هذه النقطة المحددة إلا بعدما ينتهي الجميع من طرح كل ما عنده فيها. وهذا يكون بإقرار مكتوب من الجميع أنهم فرغوا مما عندهم وألا مزيد على ذلك، وهذا سواءً وصلنا فيها إلى نتيجة أم لا؛ فالمقصود بالمناقشة تنقيح الأفكار وملاقاة الأذهان ومقارعة الحجة بالحجة ليتضح الحق لكل أحد.
6 - للمشرفين أن يعلنوا بدأ الحوار على النقطة التالية بشرط ألا يتعدى النقاش على النقطة الواحدة يومًا بليلته. وللمشرفين أن يحذفوا مشاركة من تعدى ذلك كالذي شارك برأي يتعلق بنقطة سابقة بعد إعلان الدخول في النقطة الجديدة.
7 - ألا نحتج بأي قول من أقوال المعاصرين؛ فإذا كانوا مستدلين؛ فلينقل دليلهم فقط دون الإشارة إلى قائله، وهذا ليس تقليلاً من أهمية قائلة وإنما تعميقاً لروح الاستدلال بالنصوص الشرعية دون الآراء المجردة، ثم خروجًا من ضرب الأقوال ببعضها البعض؛ فإننا لو ظللنا ندافع عن أقوال كل عالم، ونتلمس لها شتى التأويلات؛ لما انتهينا إلى أن تقوم الساعة! وصدق الله القائل: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}.
8 - ألا ينسخ أحد أي كتاب -لأي معاصر في هذه المسألة- على صفحات النقاش؛ فإن هذا يشوش ذهن القارئ ويعكر صفو المناقشة ونظامها. فإن كان لابد فاعلاً فليضعه بالمرفقات.
9 - على الإخوة المشرفين أن يتقوا الله ولا يتحيزوا لطائفة دون أخرى -وإن كانوا يميلون لمذهبهم-، وليتذكروا قوله تعالى: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، وقوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.أرجو من الإخوة ألا يشاركوا بأي مشاركة تتعلق بالموضوع، وأن يؤجلوا ما كانوا سيطرحوه حتى يتفق الجميع على هذه الشروط المقترحة والقابلة لتعديل الاخوة الأفاضل.
وأنا عن نفسي:
أوافق على هذه الشروط جميعها، وألتزم بما فيها، ومستعد لقبول حذف مشاركتي إذا ما لم أتقيد بهذه الشروط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 05:08]ـ
ما قلته ليس فيه خروجاً عن الأدب وإنما توصيف لواقع حال بعض الشباب المتسرعين
وكنت أتوقع مثل هذه التعليقات فالمفلس من الحجة يلجأ للتركيز على مثل هذه الأمور
وأنا سعيدٌ حقاً بهذا
وإلا فأين دعاة الفضيلة والبعد عما أسموه فحشاً عندما شتمني ذاك الجزائري ووصفني بالجاهل وغيرها وأين مقص الرقيب عنه
نعم الطعن في أديان العباد ووصفهم بالإرجاء والتجهم والإنبطاحية ليس فحشاً ولا بذاءة
وأنا أعلم جيداً أن بعضهم ينتظر مشاركةً جيدةً من فلان لكي يقفل الموضوع عليها
ومشاركات الأخ أبي موسى سبق الجواب على الكثير مما فيها
وتركيز على قول ابن كثير ((فمن فعل ذلك)) عائدٌ على التحكيم والتفضيل
ونص ابن حزم لو حملته على ظاهره لكان من حكم بحكم الإنجيل في مسألة واحدة لهوىً يكون كافراً ولا أظن الأخ يقول بهذا
وتخصيص الشرائع المنسوخة بالذكر قرينة على أنه ما قصد إلا الإستحلال
والشرائع المنسوخة مظنة ذلك
ولابن حزم كلام في مسألة التحكيم في كتابه الفصل يقول ((نعم، وقد أوضحنا أن الإيمان هو كل عمل صالح، فبيقين ندري أن الفسق ليس إيمانا، فمن فسق فلم يؤمن بذلك العمل الذي هو الفسق، ولم يقل عز وجل أنه لا يؤمن في شيء من سائر أعماله، وقد قال تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم) فهولاء قد شهد الله تعالى لهم بالإيمان، فإذا وقع منهم فسق ليس إيمانا فمن المحال أن يبطل فسقه إيمانه في سائر أعماله، وأن يبطل إيمانه في سائر الأعمال فسقه، بل شهادة الله تعالى له بالإيمان في جهاده حق، وبأنه لم يؤمن في فسقه حق أيضا، فإن الله عز وجل قال: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) فيلزم المعتزلة أن يصرحوا بكفر كل عاص وظالم وفاسق؛ لأن كل عامل بالمعصية فلم يحكم بما أنزل الله))
وحكم أهل العلم على من حكم بغير ما أنزل الله بأنه طاغوت لا يعني تكفيره
وكلام الشيخ محمد يشمل كل من حكم بغير ما أنزل الله حتى الصورة التي لا يكفر بها الشيخ ابن إبراهيم ومن تابعه على قوله
قال العلامة الراغب الأصفهاني -رحمه الله - (مفرداته ص108مادة: طغى):
"الطاغوت عبارة عن: كل متعد وكل معبود من دون الله ...
ولما تقدم: سمي الساحر والكاهن والمارد من الجن والصارف عن طريق الخير: طاغوتآ"انتهى
وقال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- (الدرر:137):
"والطواغيت كثيرة والمتبين لنا منهم خمسة: أولهم الشيطان وحاكم الجور وآكل الرشوة ومن عبد فرضي
والعامل بغير علم"انتهى
وقال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- (شرح الأصول الثلاثة ص151):
"وعلماء السوء الذين يدعون إلى الضلال والكفر أو يدعون إلى البدع أو تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله
:طواغيت"
وهذا يدل على أنهم يطلقون وصف الطاغوتية على غير الكافر
وهذا الشيخ ابن سحمان في عيون الرسائل (2/ 603) ((وأما من لم يستحل هذا _ يعني ممن يتحاكم إلى الطاغوت _ ويرى أن حكم الطاغوت باطل وأن حكم الله ورسوله هو الحق هذا لا يكفر))
وأكررها من حمل أثر ابن عباس ((هي به كفر)) على الكفر فقد تنكب عن سبيل العلماء واخترع فهماً جديداً لا نعرفه
ومن ضعف الأثر مثله
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 05:13]ـ
الأخ الذهبي
يعلم الله أنني دعوت لهم في كل وقت إجابةٍ أعرفه
ولكن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم
ما دعوت عليهم حتى استقينت أنهم أهل الأهواء ودعائي في حقيقته دعاءٌ لهم
فأوزار التلبيس على العباد تحتاج لمثل هذه المصائب
لا كثرهم الله وأعمى أبصارهم كما أعمى بصائرهم
وأسأل الله عز وجل أن يصيبني بما دعوت عليهم لو كنت متبعاً لهوى في هذه المسألة
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 05:19]ـ
شيخ الإسلام نفسه الذي يحتج القوم بكلامه في (الكفر) و (كفر) احتج بأثر ابن عباس
وقوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل فأولئك الكافرون)) يشمل الذي يحكم بغير ما أنزل في مسألة أو مسألتين لهوى فلماذا بل يكفرونه
ولا تجدهم يحتجون بدليل من القرآن وإلا وهو يشمل الصورة التي لا يكفرون المتلبس بها وهذا يكفي لكل ذي عينين
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 05:29]ـ
وبالنسبة للشيخين الطريفي والعلوان
فالذي أعرفه أن كلاهما يصحح رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس _ والطريفي كلام موجود في أسانيد التفسير _
وليرجع كل منصف إلى رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير آية الحكم
وينظر إلى موافقتها إلى بقية الروايات عن ابن عباس وتلاميذه
مما لا يدع مجالاً للحكم عليها بالمخالفة والنكارة
ثم ليرجع إلى فتوى الشيخين في الأثر ليرى عجباً
وانظر ما كتبه الكثيري في ((براءة أهل السنة والحديث)) عن صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
والكتاب بتقديم الدكتور عبدالرحمن المحمود
ثم ارجع إلى ما كتبه المحمود نفسه عن صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في كتابه ((الحكم بغير ما أنزل الله))
لترى أن للشيخ قولين في المسألة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 07:12]ـ
وبالنسبة للشيخين الطريفي والعلوان
فالذي أعرفه أن كلاهما يصحح رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس _ والطريفي كلام موجود في أسانيد التفسير _
كلام المشايخ المذكورين وغيرهم ممن صحح هذه الصحيفة لم يصححها مطلقا بل ذكر أنها صحيحة وفيها مناكير ومثل على ذلك بتفسير الحروف المقطعة وغير ذلك(/)
((السلفيون في بلاد الحرمين .... تحديات وآمال))
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 04:36]ـ
عاش الفكر السلفي سنواته الذهبية خلال العقود الماضية، وشهد تمدداً واسعا وانتشاراً ملحوظاً خارج بيئته التي توهج منها، "الجزيرة العربية"، فأصبحت عين المراقب تلحظ حضورا علمياً واضحاً للتيار السلفي في كافة البلاد العربية والإسلامية، وقد جاء هذا الانتشار لأسباب عديدة، من أهمها:
1 ـ قوة ورسوخ محددات الفكر السلفي، التي حمل رجالاتها لواء الدعوة للمعين الصافي للإسلام، وهو الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ونبذ البدع والخرافات التي ساهمت في تدجين وجمود عقول المسلمين ردحاً من الزمن، بالإضافة إلى ما يغرسه الفكر السلفي في نفوس إتباعه من الاستقلالية العلمية والفكرية، ونزع آصار التعصب والتقليد للأشخاص والمذاهب، وإن كان التيار السلفي المعاصر لم يسلم من هذا الداء تجاه رموزه وشيوخه.
2 ـ تسنم العلماء السلفيين زمام القيادة الدينية بشقيها (الرسمي والشعبي)، وتزامن ذلك كله مع تدفق عوائد النفط على خزينة السعودية، ساهم في استثمار المخصصات الضخمة للمؤسسات الإسلامية في نشر الفكر السلفي في أنحاء العالم عبر فروع الجامعات والمراكز الإسلامية وطباعة الكتب الشرعية بلغات متعددة، بالإضافة إلى وفود مئات الألوف من الشباب المسلم إلى بلاد الحرمين، إما عبر الجامعة الإسلامية في المدينة أو عبر البوابة الكبرى، وهو العمل في الوظائف المختلفة، والذي أدى لتأثر هؤلاء بالفكر السلفي السائد في البلاد، ثم العودة إلى بلادهم لنشره لدى أهليهم، ولازلت اذكر أني استمعت لتسجيل صوتي لشيخ الأزهر "علي جمعة"، كان يسخر فيه من الدعوة السلفية بطريقة غير مهذبة، وأشار حينها إلى أن غالب هؤلاء المصريين تأثروا بـ"الوهابية" بعد قدومهم من السعودية.
3 ـ أممية الفكر السلفي، والذي تجاوز الحدود، حتى أصبحت عين المراقب لا تخطئ رؤية قوافل "الشباب السلفي الجهادي" في شتى مواطن القتال والاضطراب في أفغانستان والشيشان والبوسنة والعراق .. وحتى كردستان وطاجكستان، فصورة أولئك الشباب الذين طلقوا زخرف الدنيا وملذاتها، ليدافعوا عن أعراض المسلمين ودمائهم ساهم في رواج الفكر السلفي بمحدداته العامة، وإن كان هذا التيار "أحياناً" غلا في التكفير واستحلال الدماء في الحالة العراقية على وجه الخصوص، ولكن الموقف الخياني لعامة الطائفة الشيعية في العراق، الذي جاء مؤيداً للرؤية السلفية المألوفة للشيعة، وتبني بعض الفصائل السلفية المعتدلة خيار المقاومة، قلل من الخسائر الإعلامية للدعوة السلفية في العراق بشكل عام.
عقب حادثة 11 سبتمبر، تعرض التيار السلفي لأكبر محنة في تاريخه الحديث، فقد وضعه ساسة الدول الكبرى في قفص الاتهام، وتم ملاحقة كافة نشاطاته العلمية والدعوية والإغاثية والجهادية، وضربها بقبضة من فولاذ، وقد وجدت بعض التيارات والمذاهب "التاريخية القديمة" و"الحديثة المعاصرة" الفرصة سانحة لتصفية حساباتها مع التيار السلفي، فركبت موجه الحرب على الإرهاب، بقصد تهشيم البنية الفكرية والمشاريع الدعوية للتيار، سيما وأن الضغوط أفضت إلى تنازلات من قبل التيار السلفي الرسمي وبعض الوجوه السلفية المستقلة.
وقد دفعت هذه التنازلات الخصوم لنصب محاكمات فكرية ظالمة، واستعداء جهات داخلية وخارجية، لضرب الدعوة السلفية في تراثها ورموزها في موقف يعكس "براجماتية"، خصومها الذين ملؤوا الدنيا بالشكوى من إقصاء السلفيين لمخالفيهم، فإذا بهم يمارسون الدور نفسه، ولكن بصورة أبشع، وفاقم هذه الحالة المؤسفة دخول بلاد الحرمين في دوامة العنف، والرغبة السلفية العارمة في إثبات البراءة من تيار العنف، الذي عصفت أعماله الإجرامية بالبلاد، وتزامنت هذه الأحداث المتلاحقة مع استثمار خصوم التيار السلفي لجيوشهم الإعلامية من فضائيات ومواقع انترنت، لملاحقة ونقد الفكر السلفي المعاصر، ومناقشة مشاريعهم عبر الفضاء، في وقت لم يستعد فيه السلفيون لهذه المعركة البتة، فما بين "الحرج الشرعي" و"الجدل المتأخر" في حكم المشاركة في القنوات أو حتى مشروعية إنشاء قناة إسلامية، والاشتغال في ردود تقليدية على الإسلاميين من خارج المنظومة السلفية، كان الخصوم يلقون بشبهاتهم وأفكارهم، فتباينت ردود أفعال الرموز
(يُتْبَعُ)
(/)
السلفية في كافة الاتجاهات، واضطربت الجماهير بسبب اضطراب وتباين مواقف الرموز، بل وتصادمها أحياناً.
وقد جاء هذا التباين والتصادم، كنتيجة طبعية للأساليب الارتجالية التي دأب السلفيون على انتهاجها عند أية نازلة تعصف بهم، بالإضافة إلى لخلط المعهود بين "الثوابت" و"المتغيرات"، فبدأ التيار السلفي يفقد بعض مقاعده ومربعاته في المجتمع.
وتجلت مظاهر هذا التراجع عبر نزيف بشري بين صفوفه، ففئة اختارت منحى حاداً في التراجع، كتلك الفئة التي تنكبت الطريق ولحقت بقافلة العلمانيين واللبراليين، وفئات أكبر، تحولت لهمومها المعيشية والدنيوية، مكتفية ببعض مظاهر التدين في اللباس، وفئة وجدت من الصعوبة الجمع بين العمل الدعوي وفق رؤيتها والواقع بتعقيداته، فاكتفت ببيانات أو مشاركات حولية أو نصف حولية، وعلى الصعيد الشعبي، تراجعت وسائل الدعوة المألوفة، كالشريط والمطويات، بعد أن أخذت الفضائيات والشبكة العالمية مكان الصدارة في التأثير، وأحسب أن سبب تراجع الإقبال على الشريط عائد لطبيعة الخطاب الدعوي، الذي لم يواكب الحراك الاجتماعي والثقافي المتسارع للمجتمع السعودي خلال العقد الأخير.
لقد شعر أنصار التيار السلفي بالخطر الذي يتهدد الدعوة، واختلفت طرائقهم في معالجة المعضلة، فشرع بعضهم في إقامة محاضرات وكتابة مقالات عن أهمية الثبات والبعد عن أسباب الانتكاس، وهذه الدعوة صحيحة ولاشك، ولكن الخلل عندما يتم توظيف الدعوة للثبات، للتأكيد على مواقف لا تعبر عن ثوابت شرعية، بقدر ما تعبر عن مواقف سلفية معاصرة اجتهادية، فعلى سبيل المثال، سمعت أحد الدعاة الفضلاء يتحدث عن أسباب الثبات وخطورة الانتكاس، وكان من ضمن كلامه، أنه يعتب ويؤنب من أصبح لا يأخذ بقول الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله، فكأن تحول الشباب عن بعض الفتاوى السائدة، يعد علامة على الانحراف والانتكاس، وهذا الخطاب يضر الدعوة السلفية ولا ينفعها، فأقل طالب علم "متجرد" بإمكانه أن ينظر في هذا القول الذي شنع عليه الشيخ، وربما وجده على مذهب جماهير السلف والخلف وعندها ستكون النتيجة معاكسة.
إن سعينا لتبرير أي إخفاق في الدعوة داخل المجتمع بآيات وأحاديث غربة الدين وقلة المتمسكين بالإسلام، يؤدي من حيث لا نشعر إلى إسباغ القداسة والعصمة على أنشطتنا ودعوتنا ومجمل خطابنا الدعوي، مما يشكل طبقة سميكة على أخطائنا تمنعنا من المراجعة والنقد الذاتي.
لقد ظهر لي أن لهذا التراجع أسبابا عديدة، سأكتفي بذكر سببين، لأن الإحاطة بالموضوع من كافة جوانبه، يحتاج لجهود جماعية، والمراد هنا التنبيه وممارسة نوع من المكاشفة الداخلية، بوصفي ابناً لهذا التيار السلفي الأصيل، فأقول:
المحور الأول: الخطاب الدعوي التقليدي
إن الخطاب الوعظي الذي يُعلي من شأن العاطفة، ويضخم بعض المخالفات الشرعية، والتي ربما كانت صغائر أو مباحات عند بعض العلماء، وجعلها فيصلاً بين التدين والانحراف، لم يعد مقبولاً لدى الناس اليوم، وليس المقصود هنا عدم التحذير من المعاصي، بحجة أنها صغائر، بل المقصود إعطاء هذه المخالفات قدرها في الشرع، دون تهميش أو مبالغة، فلو تأملنا في نتاج الدعاة خلال العقدين الماضيين، لوجدنا مئات المحاضرات والمطويات التي تحدثت عن (الغناء، الإسبال، التصوير, اللحية، التلفاز) في مقابل محاضرات قليلة جداً تحدثت عن (الصدق، الأمانة، أهمية التوحيد، الغيبة، فقه الوفاق، إتقان العمل).
كما تميز هذا الخطاب بالإفراط في نقد المخالفين، دون تفريق بين خصوم الحل الإسلامي من علمانيين وأمثالهم وبين إسلاميين مخالفين للتوجه السلفي، والاعتماد على الأسلوب المباشر في توجيه الجماهير، بما يُشعر المتلقي بتهميش فكره وشخصيته، وهذا الأخير راجع لتصدر بعض الوعاظ غير المؤهلين علمياً وفكرياً.
إن هذا الخطاب الذي لقي رواجاً في التسعينيات، ويلقى اليوم رواجاً محدوداً لدى الطبقات الدنيا (اجتماعياً وفكرياً) في المجتمع، لم يعد مناسباً اليوم، وفي كل يوم يزداد عدد الناقدين له من قبل عامة الناس، وخصوصا فئة الشباب من الجنسين، بدءاً من طلاب المرحلة الجامعية فصاعداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا بد من تحديث الخطاب السلفي المعاصر، وذلك بمراجعة نظرتنا لمسائل الخلاف في الفروع، والنظر في مسائل النوازل في ضوء المقاصد الشرعية، ومراجعة آلية التعامل مع المخالف، سواء أكان هذا المخالف كافراً أو مبتدعاً أو فاسقاً.
لقد أثار كتاب (افعل ولا حرج) حفيظة العديد من الفضلاء، حيث صدرت ثلاثة كتب للرد عليه وتعقب مسائله، وطُبعت عشرات الكتب والمقالات في الرد على من أخطأ في مسألة الإيمان من السلفيين، ومع صدور فتاوى كبار العلماء السلفيين وتقريظهم لعدد من الكتب التي عنيت بتأصيل المسألة والرد على من أخطأ فيها، إلا أن المكتبات لا زالت تقذف لنا سنوياً بكتب، بعضها "رسائل جامعية"، لتكرار نفس المسائل وتكرار الرد فيها.
وفي المقابل، نواجه "التحديات الكبرى" التي تعصف بالمجتمع على كافة الأصعدة الفكرية والسلوكية والاجتماعية، ونعيش "نوازل دولية" ألمت بالمنطقة من حولنا، ولا نرى جهوداً علمية وفكرية توازي حجم هذه التحديات، مع بالغ الأسف، فنحن بحاجة ماسة لترشيد طاقاتنا العلمية واستثمارها في المجالات التي يحتاجها المجتمع الذي نعيش فيه، وقد عُني السلف بهذا، فصرفوا جهودهم العلمية والفكرية بما يتناسب مع تحديات عصرهم.
ولست هنا أرفض معالجة التصور الخاطئ لمسائل الإيمان الذي وقع بها بعض السلفيين أو مناقشة كتاب في الحج، ولكن الخلل في الإغراق في الكتابة في هذه الموضوعات، وإشغال صفوة الشباب في الجدل حولها سنوات عديدة، وفي ظني أن كتاباً واحداً بتقريظ عدد من كبار العلماء، كان كافياً في علاج الإشكال الأول، وتُصرف بقية الجهود في تأصيل مسائل الإيمان في الدروس العلمية، دون الاشتغال بماذا قال فلان أو علان، وفي مسائل الفروع، كمسائل الحج الذي كثر الجدل حولها مؤخراً، علينا أن نبقي الخلاف في إطاره الصحيح الذي كان عليه جماهير السلف، دون أن يجهد الكاتب في إخراج المردود عليه من مذهب أهل السنة أو منهج السلف، لاختياره أقوالاً لم يقل بها شيوخه المعاصرين.
المحور الثاني: وسائل الخطاب السلفي التقليدية
خطت التيارات والمذاهب المنحرفة خطوات هائلة في استثمار البث الفضائي في الدعوة لمذاهبها ورؤيتها، حتى إن عدد القنوات الشيعية جاوز عشر قنوات، بينما لا يزال السلفيون يراوحون أماكنهم، ويكتفون بالمتابعة والمشاهدة أو النقد والتحذير من هذه القناة أو تلك.
علينا أن ندرك أن صدور فتوى أو بيان أو محاضرة لبعض العلماء والدعاة في التحذير من قناة منحرفة أو رموز ليبرالية أو إسلامية يشوب طرحها بعض الخلل، لم يعد كافياً، وإن كان مطلوباً على كل حال.
علينا معاشر السلفيين أن نتيقن أن الحل الأمثل، يتمثل في النزول للميدان بدلاً من الاكتفاء بالنقد والتحذير، وذلك بإنشاء قنوات فضائية قوية ومواقع شبكية جاذبة، يزاوج القائمون عليها بين نشر العقيدة والتوعية والتفاعل مع هموم الناس الحياتية، بالإضافة إلى فسحة من الترفيه المنضبط، الذي يبني شخصية مسلمة متكاملة، وكلما نجحت هذه القنوات والمنابر الإعلامية في جذب الناس لشاشتها، كلما ساهم هذا في نشر أفكارها ورؤيتها وتقليل تأثير القنوات والمنابر المنحرفة.
لهذا أعتبر ظهور"قناة المجد" وانتشارها، مع ما قد يؤخذ عليها من أمور، قدم أكبر خدمة للدعوة السلفية في بلاد الحرمين، بإيجاد محضن إعلامي للمتدينين وأسرهم، وجذب عدد لا بأس به من غيرهم، مع أن القناة لم تسلم في بداية ظهورها من الكتب والبيانات المحذرة من الداخل السلفي، ولكن ما يصدق على قناة المجد من نقد ينسحب على أي مشروع إعلامي سلفي قادم، بأن لا تتحول قنواتهم الإعلامية إلى (مراكز صيفية مرئية) أو (حلقات وعظ رتيبة)، فإن هذا لن يقدم شيئاً ذا بال في معركتنا القادمة ضد عتاة العهر الفضائي، بل الأمر يحتاج لرؤوس أموال داعمة وخطاب سلفي معاصر، يعلي من شأن الكليات ولا يهمل الجزئيات، ولكنه يوظفها في ضوء هذه الكليات، بالإضافة للاستعانة بخبرات إعلامية مؤهلة.
وفي الختام، لا أشك أن في رجالات التيار السلفي كافة المواد الأولية (العلمية والمادية والمهنية) لصروح إعلامية قوية ومؤثرة، ولكن الإشكالات المنهجية في الخطاب السلفي المعاصر تقف حجر عثرة ضد انطلاقها إلى فضاء العالمية، فإن تفطن الغيورون لهذا، فهذا مؤذن بتعافي التيار السلفي من كبوته ولملمة خلافاته وتوحيد جهود أفراده وطاقاته.
http://www.alasr.ws/index.cfm?method...*******id=9 771
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 11:37]ـ
بارك الله فيك
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 03:42]ـ
جزاك الله خير
ولكن
الحقيقه أشمل مما وضحت والأصح ان مابينته هو جزء صغير من الحقيقه
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 03:58]ـ
الحقيقه ان الرموز في متبعي المنهج الصحيح لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم غير قادرين ان يكونوا فاعلين لنفس الاسباب التي ذكرتها وهي تداعيات 11سبتمبر وتكالب جميع القوى السياسيه والدينيه المخالفه بشكل غير محدود وبانتشار عجيب لدرجة محي الردود مثل التي سبق وكتبتها قبل ردي اعلاه.
الحقيقه ان قوى نصب الاعوجاج والالتفاف عن منهج السنه الصحيحه وهي المقاصد وتغليب اراء متبعي النصوص بدون النظر في عواقب تشريعهم على ارض الواقع هو ماجعل المجتمع منقسم فهؤلاء يرون الحق في حماية المجتمع من الرذيله والتحرر بقيود زائفه.
وآخرين ظاهرين في كل مخارج الاعلام يرون الحماقه وان الدين الصحيح هو النص ودلالاته المتسامحه مع مطالب قوى النصب شركا بالله.
الحقيقه ان المآخذ على قنوات المجد وغيرها من القنوات الاسلاميه متعمد لتمثل التوازن المطلوب لملأ شاغر اعلامي يجب ملأه واعتقد ان ذلك مؤقت.
واخيرا اشكرك مره اخرى لاتاحة الفرصه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 02:56]ـ
جميل بوركت
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 07:33]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك وشكر الله غيرتك على الدعوة السلفية
وحقيقة ماكتبته في الاعلى كلام حسن وجيد في مجمله غير انه تغلب عليه اللغة العاطفية والخلط في مفهوم الدعوة السلفية
فغلاة التكفيرين لاأدري كيف نجعلهم من دعاة السلفية
والمتلونين من دعاة الحزبية الذي نكصوا عن الدعوة السلفية ومدوا الجسور مع الرافضة والصوفية ايضاً نحتاج
إلى وقفات معهم حتى نستبين أمرهم ونعرف حالهم من الدعوة السلفية
أخي الحبيب إن الدعوة السلفية هي لزوم السنة المحضة والسير على منهج السلف الصالح وعلماء المنهج السلفي
وكثير من المنتسبين للسنة من التبليغ والإخوانيين والقطبيين لديهم من البعد عن السلفية الشيء الكثير وماعند بعضهم
من التسنن والسلفية هو مثل ماعند بعض الليبراليين من الإسلام,,,
والله الموفق
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 08:14]ـ
"إن الخطاب الوعظي الذي يُعلي من شأن العاطفة، ويضخم بعض المخالفات الشرعية، والتي ربما كانت صغائر أو مباحات عند بعض العلماء، وجعلها فيصلاً بين التدين والانحراف، لم يعد مقبولاً لدى الناس اليوم، ... فلو تأملنا في نتاج الدعاة خلال العقدين الماضيين، لوجدنا مئات المحاضرات والمطويات التي تحدثت عن (الغناء، الإسبال، التصوير, اللحية، التلفاز) في مقابل محاضرات قليلة جداً تحدثت عن (الصدق، الأمانة، أهمية التوحيد، الغيبة، فقه الوفاق، إتقان العمل). "
((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) [الحج: 30]
((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)) [الحج: 32]
ـ[أبو عيسى الأثري]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 01:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أحسن كلام أخينا الحبيب في الله السلفي النجدي والله
وأتمنى من أخينا أبي الفدا الإسهاب كما عهدنا منه بارك الله فيه
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 05:26]ـ
الأخ عبدالله العلي , الأخ أبو حمدان:
جزاك الله خيراً.
الأخ السلفي النجدي:
حياك الله ومنهج السلف يشمل كل من التزم بأصول السلف في الاستدلال كتابا وسنة , بغض النظر عن الرايات أو المحاضن الفكرية والدعوية التي انتظموا فيها , وأما إخراج جمهرة غفيرة من الفقهاء والمفكرين والأخيار لمجرد انتسابهم لتيار فكري أو دعوي كالإخوان والتبليغ فهذا منهج غير رشيد حذر منه كبار العلماء كالشيخ ابن باز وبكر أبوزيد وعبدالله الجبرين وغيرهم من الراسخين في العلم.
الأخ أبو الفداء:
الحقيقة أن إيرادك للآية الكريمة في معرض الرد على ((جزئية)) وردت في الموضوع جانبه من الصواب من زاويتين:
الأولى: على طريقتك في التعقيب فيمكننا أن ننكر القول بأن المعاصي والذنوب تنقسم إلى كبائر وصغائر هو قول عامة علماء أهل السنة والأدلة عليه كثيرة , وأن نزعم بأن هذا التقسيم يقتضي التهوين من الأحكام الشرعية وعدم تعظيم شعائر الله.
الثانية: أنك بترت عبارتي التي نقلتها وهو بتر مؤثر في فهم الكلام
((الخطاب الوعظي الذي يُعلي من شأن العاطفة، ويضخم بعض المخالفات الشرعية، والتي ربما كانت صغائر أو مباحات عند بعض العلماء، وجعلها فيصلاً بين التدين والانحراف، لم يعد مقبولاً لدى الناس اليوم، وليس المقصود هنا عدم التحذير من المعاصي، بحجة أنها صغائر، بل المقصود إعطاء هذه المخالفات قدرها في الشرع، دون تهميش أو مبالغة، فلو تأملنا في نتاج الدعاة خلال العقدين الماضيين،))
والعبارة المبتورة من تعقيبك وضحته باللون الأزرق وهي تبين المقصود بارك الله فيك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 06:59]ـ
" وأن نزعم بأن هذا التقسيم يقتضي التهوين من الأحكام الشرعية وعدم تعظيم شعائر الله."
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي هداك الله، هذا الزام فاسد، لأن تقسيم العلماء الدين الى أصول وفروع - مثلا - لا يكون نتيجته تهوين أمر الفروع في العمل أو في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الا عند أصحاب الأهواء، وكذا تقسيم التكاليف الى واجبات ومستحبات، لا ينتج منه تفريط وتهاون في المستحبات الا فيمن في قلبه الهوى! وكذا تقسيم المعاصي الى كبائر وصغائر، لا يكون تهوين الصغائر - بناءا على ذاك التقسيم - في النهي عن المنكر الا عند أصحاب الأهواء! والا فلا تلازم بين وجود التقسيم العلمي، وبين ما يبنيه بعض أصحاب الزيغ على ذلك التقسيم من أعمال مخالفة للهدي القويم! والذي يرى أن هذه المسائل التي أخرجتها أنا من كلامك ولونتها باللون الأحمر، هي من المخالفات التي "ضخمها" بعض الدعاة، فهذا يلزمه أن يسمع تلك الآيات التي سقتها، لعل الله يرفع من قلبه التساهل فيها، أو تقديم ما هو دونها عليها!!
يا عبد الله، لا يقال في محرمات مثل هذه التي ذكرت أنت، ومعلوم ما لها من أثر خبيث شديد الافساد في بيوت المسلمين في زماننا هذا، أن كثرة مؤلفات الدعاة في التحذير منها هو من "التضخيم لها" بما يزيد عما تستحق، أو بما غيرها أولى منها به!! .. فلتتأمل لماذا أوردت هاتين الآيتين ردا على كلامك هذا!!
وان كنت ترى أن غير هذا من المحرمات أولى منه باهتمام دعاة السلفية وأولى بكثرة التصنيف للتحذير منه، فليتك تذكر لنا أمثلة على تلك المحرمات والكبائر الأخرى التي هي عندك أولى، وان كانت حقا عند أهل النظر - بفهم السلف لا بفهم فلان وفلان - مما له أولوية في النهي عن المنكر فثق في أنك لن تجدها - ان شاء الله - الا مبثوثة في كتيبات ومطويات ومؤلفات دعاة السلفية ولها حظ من التحذير وافر أيضا .. والا فان كنت ترى نقصا في جملة ما هو منشور من المطبوعات فيها، فلتنشط وفقك الله في التحذير منها بنفسك ولتدلنا لنعينك على ذلك باذن الله ..
فالخطاب في ذلك لا يكون بأن يقول القائل أنتم تبالغون في التحذير من كذا وكذا وكذا .. (حتى وان كان من ذلك ما غيره من المعاصي أخطر منه) ولكن يقال: أنتم فرطتم في دعوتكم في التحذير من كذا وكذا وكذا ... والزيادة من التحذير من بعض أمراض الأمة لا يعني بالضرورة ولا يلزم منه وقوع التفريط في التحذير من أمراض أخرى، فهل اتضح الفرق عندك؟
أما قولك بأني أبتر في النقل وأحرف المعنى و ... فيا أخي أضحك الله سنك وهداك الى ما يحب ويرضى، كيف أسعى الى التدليس - ان كنت تراني من أهل التدليس - بالبتر حال النقل، والعبارة التي أنقل منها موجودة في نفس الصفحة التي أكتب فيها، فوقها ببضع سنتيمترات؟؟؟ لو تعمدت أنا هذا البتر لافساد المعنى لكانت حماقة مني ولا شك! هداك الله وأصلحك (ابتسامة)
أنا أسقطت هذه العبارة اختصارا في النقل ليس أكثر .. ووجودها من عدمه لا يحدث فرقا في الربط بين كلامك عن المحرمات التي ضخمها الدعاة، وبين ما ضربته على ذلك من الأمثلة في الجملة الأخيرة! فكلامك يفسر بعضه بعضا كما هو واضح!!
ثم يا أخ عبد الرحمن هداك الله .. تأمل هذه المسائل التي ذكرتها والتي هي عندك أولى من المحرمات التي ذكرتها بكثرة التصنيف فيها، أو على الأقل هي مما ترى الدعاة يفرطون في العناية بها!
الصدق،
الأمانة،
أهمية التوحيد،
الغيبة،
فقه الوفاق،
إتقان العمل
أولا، أكثر هذه المسائل التي ذكرتها انما يأتي التزام المسلم بها تبعا .. فهو لن يكون متقنا للعمل ولا أمينا في حياته ولا صادقا مع الناس، الا ان تحقق في قلبه من خشية الله ومراقبته ما به تزول الأمراض وتنزل التعاليم على القلب كما نزلت على قلوب الصحابة رضي الله عنهم! فلو اتبعنا منهاج النبي عليه السلام في تربيتهم، بدءا بالتوحيد والتخويف من الله تعالى على رأس كل شيء، فاننا حتما سنصل باذن الله الى انضباط تلك الأمرو في القلوب ولو بعد حين!
(يُتْبَعُ)
(/)
اما المعازف - مثلا - فلما كثرت الشبهات حول تحريمها من أناس يتبوأون من الامامة في الدين ما يتبوأون، ومنهم من ينتسبون الى الدعوة والصحوة، هداهم الله، أصبح من المهم جدا أن تفرد بمصنفات تزال بها الشبهات ويضبط بها الأمر عند الناس! أما الأمر باللحية، فلا أظنك تماري في غربتها وغربة أصحابها في زماننا هذا وهي من آكد معالم الهدي الظاهر للمسلمين، ولعله لم يعد يبقى للمسلم ما يتميز به في مظهره عن الكفار الا اللحية في أكثر بلدانهم!! والشبهات حول اعفائها أيضا لا أحسبها تخفى عليك، ويكفي أن أناسا ممن أصبح الشباب يقتدون بهم على أنهم علامات في الدعوة الصحوة، يحلقونها ولا يلقون لها بالا ولا يعبأون بها!
والتصوير وكذا .. كلها أمور يعمل المفسدون ليل نهار لاكسابها المشروعية والتلبيس على المسلمين في أمرها! فتحتاج الى التحذير منها - وبوفرة - استقلالا وقصدا لا تبعا! فأرجو التفريق - وأنت طالب علم ينتسب الى الدعوة السلفية - بين ما هو جزء من منهجية التربية الدعوية للمسلمين، وينبني على أصول وقواعد تلك التربية في النفوس، وبين جمع من المحرمات التي استهان الناس بها لشبهات ملأت عليهم السمع والبصر وحاصرتهم من كل جانب!! لا أظن - ان شاء الله - أن الأمر يحتاج الى أكثر من هذا البيان.
والسؤال هو: هل هناك تقصير في المصنفات في الكلام عن التربية الاسلامية، بل وحتى عن الأمانة والصدق والاتقان في العمل تحديدا كواجبات شرعية مستقلة تحتاج الى بيانها والدعوة اليها؟؟ لا أظن ذلك! وأدعوك الى معاودة النظر في مكتبات المسلمين بروية!
أما أهمية التوحيد .. فلا أظن أن الكلام عن التوحيد عموما يوجد في مكتبات السلفيين ما هو أكثر منه، أو يوجد ما هم أشد عنية به منه!! أما ان كنت تبحث عن مصنف تحت هذا التبويب تحديدا "أهمية" التوحيد، فقد بعدت عنك ضالتك! والذي يتعلم ماهية التوحيد وحقيقته وضوابطه، فانه سيتعلم - وبالضرورة - وسيدرك أهميته! أم أنك تخالفنا في هذا؟
أما الغيبة، فوالله لا أعلم آفة من آفات اللسان أفرد لها دعاة السلفية المطويات والأشرطة والمصنفات للتحذير منها أكثر من هذه الآفة بالذات!!! فهل أنت تكتب لمجرد الحشو أم ماذا؟؟؟
وأما "فقه الواقع"، فهذا هو بيت القصيد! هذه هي! يلف يعض اخواننا - هداهم الله - ويدورون، ويشرقون ويغربون، ثم تراهم في النهاية يرجعون الى تلك القضية نفسها في كل مرة لا يحيدون عنها: ما يسمونه بفقه الواقع!!!
نحن معاشر المسلمين نعاني من كل ما نعاني منه - عندهم - بسبب جهلنا بما يسمونه بفقه الواقع!!
الدعوة متعثرة والأمة منهزمة وذليلة ومنكسرة والأحوال كما نرى جميعا، كل ذلك بسبب التفريط فيما يسميه اخواننا بفقه الواقع!!
والآن نحن في هذا المجلس، ان كنا ننتسب الى السلفية، فنحن مطالبون - تحت شعار المراجعة والاصلاح الداخلي للدعوة - بتحقيق المزيد مما يسميه اخواننا بفقه الواقع، فهو الطريق والعلاج، وهو أولى عندهم وأهم بكثير من التحذير من الصغائر والكبائر ومن تلك الأمور التي تطفح بها مكتبات السلفيين!!!
فتأملوا يا أولي البصائر والنهى!!
لعلك تتحفنا يا أخ عبد الرحمن بتعريفك لماهية فقه الواقع، والتي ترى أنت أن توعية المسلمين بها أولى من كثرة التصنيف في تلك المحظورات الشرعية التي ذكرتها ...
---------
ملحوظة: أرجو من الاخوة، سيما اخواننا المشرفين وفقهم الله تأمل عدد الموضوعات التي فتحت مؤخرا في هذا المجلس - خلال الشهرين الماضيين - وأصبح الكلام في كل واحد منها يأول في النهاية الى قضية واحدة: ما يسمونه بفقه الواقع!!
أليس هذا أمرا يحتاج الى وقفة؟؟
الله المستعان!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 07:26]ـ
"حياك الله ومنهج السلف يشمل كل من التزم بأصول السلف في الاستدلال كتابا وسنة , بغض النظر عن الرايات أو المحاضن الفكرية والدعوية التي انتظموا فيها , وأما إخراج جمهرة غفيرة من الفقهاء والمفكرين والأخيار لمجرد انتسابهم لتيار فكري أو دعوي كالإخوان والتبليغ فهذا منهج غير رشيد حذر منه كبار العلماء كالشيخ ابن باز وبكر أبوزيد وعبدالله الجبرين وغيرهم من الراسخين في العلم."
هذا كلام أبتر لا يروج عندنا أيها الأخ التميمي أصلحك الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ما الفرق عندك يا سيدي بين ما سميته بالأصول السلفية وبين ما سميته "بالمحاضن الفكرية"؟؟؟!
ان كانت الأصول سلفية فالمحاضن الفكرية لن تكون الا "محضنا واحدا" وهو منهج السلف في كل شيء!!
والا فأرجو أن تفهمنا ما معنى "المحضنة الفكرية" عندك!
وهل كان الصحابة والسلف أحزابا و"رايات" و .... "محاضن فكرية"؟؟؟
تأمل عبارتك: اما اخراج جمهرة غفيرة ... لمجرد انتسابهم .. !! اخراجهم من أي شيء؟؟؟
هل تزعم أن الصحابة رضي الله عنهم وامامهم صلى الله عليه وسلم كانوا على منهج جماعة الاخوان في التعامل مع قضايا العقيدة (علم التوحيد) وفي التعامل مع أولياء الأمور وفي التعامل مع الكفار وفي غير ذلك من المسائل التي يعلم كل طالب علم سلفي ما هو منهج الاسلام الصحيح في التعامل معها؟؟؟
هل تزعم أن الصحابة كان عندهم انحرافات التبليغيين وبدعهم؟؟
وفوق ذلك كله، هل تزعم أن هؤلاء الأكابر الذين ذكرت أسماءهم يقرون تلك "الرايات" على ما رفعوه من رايات حتى صاروا شيعا وأحزابا .. وعلى "محاضنهم الفكرية" على حد اصطلاحك؟؟؟ يا أخي اتق الله فيما تنسبه الى أهل العلم، واعلم أن منهج السلف في الدعوة والعمل واضح صاف نقي لا تشوبه شائبة من مثل ما اجتمع عليه أصحاب تلك الرايات التي ذكرتها من أصول ومناهج فيها ما فيها مما أفاض أهل العلم من بيانه والتحذير منه، والتي وقع بسببها من التمزيق للصف الدعوي ما الله به عليم!!
وتأمل التلبيس والتعويم الذي يتجلى في قولك: "وأما إخراج جمهرة غفيرة من الفقهاء والمفكرين والأخيار لمجرد انتسابهم لتيار فكري أو دعوي كالإخوان والتبليغ"
أولا تقول اخراج .. اخراج من أي شيء؟؟ الجملة ناقصة كما هو واضح، ولعله سبق قلم.
ولكن الأخطر، تأمل قولك انتسابهم لتيار فكري!! فما هذه العبارة أيها الفاضل، يا من تقول أنك طالب علم سلفي؟؟؟ ما معنى التيار الفكري ابتداءا؟؟؟ هل هو مرادف للمذهب الفقهي مثلا؟ أم أن المراد منه منهج الدعوة؟؟ فهل منهج الدعوة وأولويات الدعوة هذه مسائل توقيفية أم أنه يسوغ التشعب عليها في تيارات "فكرية" أيها السلفي؟؟
لماذا يتصور بعض اخواننا هداهم الله أن أمثال هذه المصطلحات المستحدثة المشتبهة (والتي منها ما يستميتون في المنافحة عنه ويسمونه بفقه الواقع) ستمر علينا بلا استفصال واستبيان، وكأننا ما تعلمنا من أمر ديننا شيئا؟؟؟
ومنذ متى كان الدعاة وطلبة العلم يتفرقون على "تيارات فكرية" و"رايات" و"محاضن فكرية" ويسوغ لهم ذلك؟؟
والله ما أجد الا أن أقول، حسبنا الله ونعم الوكيل!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 03:45]ـ
أظن أن هناك خلطٌ وغبشٌ عند الأخ (أبي الفداء) بين " منهج السلف " وبين " البرنامج التنفيذي للمنهج الإسلامي "
فهذا الأخير مسألة إجتهادية هيَ ما يقصدها الأستاذ الحبيب على قلبي - عبد الرحيم التميمي - نستطيع أن نوازن وننظر فيها إلى " المصالح " و " المفاسد "
و " فقه المقاصد " و " فقه مآلات الأفعال " و " فقه الأولويات " .... بل حتى " التجربة البشرية " , ولا أدري لماذا هذا الموقف من (فقه الواقع) .. !!
يا أخي وضع (فقه الواقع) أمام (النصوص) ... كأنهما خصمان .. فيه إجحافٌ وظلم!
هذا كمن وضع (العقل) و (النقل) .. كإنهما لا يتقابلان.
أظن أن البرامج التنفيذية للمناهج الفكرية لا تخالف أصول السلف بما أنها مسائل إجتهادية.
وما أعتقده أن (السلف) منهج قراءة للنصوص , وليس تيار فكري كلٌ يقول ... " ها أنذا هو!! "
وأطلب من الأخ (أبي الفداء) .. أن يترك الحدّة والشدّة في كتابته!!
فلسنا هنا إلا للبحث عن الحق.
وفي النهاية: أنا أرى أن منهج السلف أصلاً غير واضح عند (أبي الفداء) .. بل والكثير من طلاب العلم.
فما هوَ منهج السلف في (الإعتقاد) و (النهضة)؟!
- إن كانت النهضة الفكرية والعلمية والعملية توقيفية -
وحياكم الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 06:07]ـ
والله ما من شيء أمقت الى نفسي من الخوض في الجدال، سيما مع الأخ طالب الايمان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن لا أجد مفرا من الرد عليه، أسأل الله أن يحلي قلبي وقلبه بالايمان ويهديني واياه الى سواء السبيل .. مع أني لا أسلم في كل مرة أدخل فيها في نقاش معه من لسانه وأسلوبه الذي لا يخفى على أحد ما فيه من تنقص وسوء أدب مع المخالف .. هداه الله وأصلحه.
(خلط) (غبش) (سطحية) .. الى آخر ما عهدته منه من السوء في العبارة، والى الله المشتكى!
يقول صاحبنا: "أظن أن هناك خلطٌ وغبشٌ عند الأخ (أبي الفداء) بين " منهج السلف " وبين " البرنامج التنفيذي للمنهج الإسلامي "
أنا أومن بأن المنهج السلفي ليس أسسا نظرية وانما هو منهج حياتي متكامل، يشمل كل صغيرة كبيرة من أمور العباد .. وعليه فالتفريق بين ما يسميه أصحاب الميول الاخوانية بالبرنامج التنفيذي للمنهج، هو عندي وعند كل طالب علم سلفي جزء لا يتجزأ من عموم المنهج نفسه!! فهذا التفريق الحادث الذي تتكلم به يا طالب الايمان هو في حد ذاته هدم لمنهج السلف!! لاحظ أنك تتكلم عن منهج السلف وليس عن مذاهب السلف في المسائل الخلافية .. فالمنهج واحد لا حيدة عنه، ولا يخرج منه ما سماه الاخوان بالفكر الحركي والفكر التنفيذي وغير ذلك مما راوحا يأتون فيه من رؤوسهم بالعجائب مخالفين بذلك منهج السلف!!!
المنهج واحد، يشمل الأسس وفقه تطبيقها وتنفيذها على السواء!!!
وعليه فان كنت تريد بالبرنامج التنفيذي للمنهج في تفريقك السابق، ما انتهجه الاخوان من أخطاء منهجية أفاض العلماء في الانكار عليها - واسمح لي فلست هنا لمناقشتها أو الخوض فيها وان شئت فافتح لذلك موضوعا مخصوصا، نأتيك بما فيه البيان! -، فالغبش وسوء فهم المنهج انما هو عندك أنت والله لا عندنا، والله المستعان!
وأنا أشهد عليك اخوانك في هذا المجلس المبارك اذ تقول: "فهذا الأخير مسألة إجتهادية"
فها أنت ذا تخرج من منهج السلف وتفصل عنه ما أسميته بالبرنامج التنفيذي لذلك المنهج، ثم تطلق عليه اطلاقا لا يخرج من طالب علم، فتصفه بمجمله بأنه "مسألة اجتهادية"!!! فهل بعث رسولنا صلى الله عليه وسلم بنصوص صماء، ثم ترك للناس أن يضعوا من رؤوسهم ما يحلو لهم من "برامج تنفيذية" ويجتدوا فيها كما يشاءون، حتى يتمكنوا من تطبيق تلك النصوص على أرض الواقع؟؟؟؟ هذا هو حاصل كلامك يا مولانا!
ثم تعجب من استخدامي الشدة في الكلام معك ومع أخيك التميمي؟؟؟
اما قوله: "" المصالح " و " المفاسد "
و " فقه المقاصد " و " فقه مآلات الأفعال " و " فقه الأولويات " .... بل حتى " التجربة البشرية " "
فهل يخرج شيء من هذه المجالات التي ينظر فيها أهل الاجتهاد، عن اطار ما أسماه صاحبنا بالمنهج السلفي، ليدخل عند صاحبنا فيما أسماه هو بالبرنامج التنفيذي؟؟؟ ألا فلتتأملوا يا معاشر السلفيين!
وقوله: "يا أخي وضع (فقه الواقع) أمام (النصوص) ... كأنهما خصمان .. فيه إجحافٌ وظلم!
هذا كمن وضع (العقل) و (النقل) .. كإنهما لا يتقابلان"
ان كان قصدكم بفقه الواقع ذلك العلم الضروري تحصيله لكل مجتهد في كل مسألة بحسبها، وهو الاحاطة بما يؤثر في مادة نظره وبحثه من أحوال وظروف ومتغيرات، فهذا له ما يعبر عنه في اصطلاح الأصوليين ولا يقول طالب علم يعي ما يقول بأنه يتعارض مع النص .. بل انه واجب تحصيله على العالم المجتهد لحسن تصور المسائل التي يراد بحثها واستنباط الحكم فيها ... والا فأنتم تتكلمون عن اصطلاح مائع لا يراد به الا ما هو مبثوث في كتب بعض الناس من مساع حثيثة لخلط الاسلام وتذويبه في مدخلات المناهج الفكرية الغربية والتي صارت رغما عن أنوفنا واقعا مريرا يطبق في أكثر بلاد المسلمين!!
ولو تأمل الاخوة الأعضاء وفقهم الله ذلك الفصل والتفريق الذي فرقه أخونا في رده بين منهج السلف وما يسميه الاخوان بالمنهج الحركي، والذي أسماه هو "بالبرنامج التنفيذي" فان قصدهم بما يسمونه بفقه الواقع سيظهر لهم جليا عندئذ!!
وعلى قدر ما تقصدون من مصطلحكم العائم هذا، يكون ردنا عليكم، هدانا الله واياكم!
وقوله: "أظن أن البرامج التنفيذية للمناهج الفكرية لا تخالف أصول السلف بما أنها مسائل إجتهادية"
فأقول له، على هذا التفريق الذي قدمت به ردك، فانه يخالف ولا شك! بل أنت أخرجته من منهج السلف أصلا، فما هذا التناقض في الكلام؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وضح ما تقصده بالضبط من "أصول السلف" والتي هي عندك لا اجتهاد فيها، وما تقصده بالبرامج التنفيذية للمناهج الفكرية، والتي هي عندك مسائل اجتهادية!!
ودعني أضرب مثالا: هل ترى أن اخفاء الخلاف العقدي ودفنه تحت التراب، واهمال دعوة الناس الى العقيدة الصحيحة، وجعل ذلك الأمر أولوية ثانية أو ثالثة بل وربما عاشرة، بغية "توحيد الصف الاسلامي" على حد كلام الاخوان، هذا من المسائل التي يقبل منهج الاخوان فيها، وما شيدوه عليه من برامج تنفيذية وكذا؟؟ وهل هذه المسألة خارجة أصلا عندك عن أصول منهج السلف؟؟؟ لو قلت أنها مسألة اجتهادية يسوغ للمسلمين أن يبتكروا البرامج الفكرية فيها، فانت من يحتاج الى تعلم منهج السلف!!! فالعقل - فضلا عن النقل - يوجب ألا يقبل الناس الاجتماع الا على عقيدة واحدة ... فكيف تريدون جمع القبورية مع الشيعة مع الباطنية مع المعتزلة .. كل هؤلاء تحت راية "يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه" لتنطلقوا من هنالك الى ما تطمحون اليه؟؟؟ كلا والله لا يعذر بعضنا بعضا في ذلك!! ولم يكن للسلف والقرون الفاضلة من وحدة ولا اجتماع الا لما صفت لهم عقيدتهم على التوحيد الخالص، فكانوا على قلب رجل واحد!!! فكيف يأتي أصل ما به يتوحد البشر، في مكان متاخر من أولوية من يدعو الناس الى التزام أصول السلف؟؟؟؟
فلنصلح توحيد العباد، ولنرفع ما خالطه من جاهليات وعصبيات وحزبيات مقيتة، تصف لنا قلوبهم وتتوحد مراداتهم وأهدافهم، ويصبح الكتاب والسنة منهجا لهم جميعا، على فهم واحد لا عوج فيه!! هذا معنً لا نتصور أن يخالفنا فيه عاقل! ومع ذلك، فالاخوان يتخذون من خلافه منهجا و "محضنة فكرية" يتربون عليها!!!
أما قوله: "هذا كمن وضع (العقل) و (النقل) .. كإنهما لا يتقابلان."
فلا وجه للقياس أصلا .. فأصول الاجتهاد مأخوذة من النقل والعقل معا، فان كان مرادكم بفقه الواقع ما قدمنا من أنه جزء من لوازم الاجتهاد وأصوله، فلا اشكال عندنا .. أما ان كان المراد منه تمييع العمل الاسلامي على وفق ما يراه فلان وفلان أنه من لوازم ومعطيات "الواقع"، مخالفا بذلك منهج السلف، فهذا نخالفه ونرده ولا نقبله! ولا يقال حينئذ أن موقف فقه الواقع - على هذا التصور - من النصوص كموقف العقل من النقل .. انما هو موقف الباطل من الحق!!!
ولعلك تقصد "كأنهما لا يلتقيان" .. أو "لا يجتمعان" لأن "لا يتقابلان" تقدح في الذهن معنى المضادة والمعارضة وليس الموافقة ..
أما هذه الجملة: "وما أعتقده أن (السلف) منهج قراءة للنصوص , وليس تيار فكري كلٌ يقول ... " ها أنذا هو!! " "
فعجيبة أخرى من عجائب أخينا هداه الله.
أولا السلف علم على القرون الفاضلة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين .. فقولك (السلف) منهج كذا، ليس يصح لغة.
وثانيا: أليست القراءة للنصوص، مؤداها العمل والتطبيق؟؟ فان فصلت ما تسميه بالبرنامج التنفيذي عن المنهج (السلف)، فما قيمة القراءة اذا وما الذي يخرج به الناس منها؟؟؟
وثالثا: ما الفرق بين "التيار الفكري" و "منهج القراءة" يا ترى؟؟ أن التيار الفكري يقول ها أنذا هو، بينما منهج القراءة يقبع في المكتبات والأروقة العلمية ولا يقول "ها أنذا هو"؟؟؟ أم أن المنهج (السلف) انما هو ذاك الكلام النظري الذي لا يعنينا الآن الخوض فيه، لأنه - على تصورهم - يفرق ولا يجمع، بينما المنهج الفكري هو البرنامج الحركي الحزبي الذي يتطلق فيه الاخاون تحت رايتهم الخاصة وحزبهم المستقل، دون التفات لما زعموا الالتزام به من أصول المنهج السلفي؟؟؟
لدينا الآن "التيار الفكري" و"المحضنة" و"الراية" و"البرنامج" وهذه كلها أمور اجتهادية، ولدينا في المقابل المنهج (السلف) الذي هو "منهج لقراءة النصوص" ينفصل بأصوله عن ذلك كله!! الله أكبر! أنعم به من فهم لمنهج السلف يا طلبة العلم يا سلفيين!!
والله اني لأشكو الى الله - مقدما - ما أعلم أني لن أسلم منه من النيل مني ومن التنقص والشتم والنكال فيما سيكتبه طالب الايمان ردا على هذا الكلام، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
وأشهدكم أني قد عفوت عنه أيا كان ما سيقوله تنقصا مني، لعل الله يغفر لي ويقبل مني عبادتي في هذا الشهر الكريم، انه بر تواب رحيم .. والحمد لله رب العالمين.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 09:14]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بالرغم من أنني لا أتفق مع كثير مما ذكرت .. إلا أنني ارى ان التيار السلفي بحاجة إلى الكثير من العقلاء أمثالك بارك الله فيك.
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 02:18]ـ
الحقيقة أني لم أعلم أن مجلسنا العلمي يغص بالإخوة المبغضين لمعظم التيارات الإسلامية العاملة وقد رأيت أن بعض الإخوة عمد لرفع مقالاتي التي أدرجتها منذ أشهر لتمحيصها وتنقيتها وفق منهج أدعياء السلفية , وقد آليت على نفسي منذ سنوات ألا أدخل معهم في نقاش لا تكبراً أو عجزاً "معاذ الله" ولكن حصاد تجربتي القديمة في نقاشهم علمتني أن الثمرة قليلة من وراء هذه النقاشات , والنقاش يؤتي ثماره مع تيارات ومدارس إسلامية تؤمن حقيقة بأهمية الإصلاح والتغيير لواقع الأمة , وأما تلك التيارات التي نشأت أصالة لاستهداف العاملين للإسلام من الدعاة والعلماء ولا تجد لهم كبير جهد ضد أهل العلمنة والزندقة والاستبداد فالحوار معه حول إصلاح الخطاب الدعوي يعد مضيعة للوقت في الغالب , والعمر أنفس من أن ينفق في الجدال معهم إلا لمن أراد كشف فتنتهم عن الجهال والمغترين , وكلامي السابق لا يقتضي الحكم على أعيان من انتسب لهذا التيار ولكن محددات هذا التيار ورموزه الكبار تصطف ولا ريب مع خصوم الدعوة الإسلامية المعاصرة
______________________________ ____________________
وبخصوص تعقيب الأخ أبوالفداء فلعلي أوجز الرد على ما تفضل به فأقول:
منهج السلف هو اتباع ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وتابعيهم كالأئمة الأربعة ومن سار على هديهم علما وعملا وفهماً وتطبيقاً , وإذا قلنا السلف فنحن نعني ((إجماع السلف)) لا قول آحادهم مهما كانت منزلته , والجماعات الإسلامية العاملة في الساحة الإسلامية لا تعدو أن تكون من حيث "الأصل" مجموعات من الشباب المتدين سخر نفسه لخدمة دينه وفق فهم معين للإسلام لا يخرج عن دائرة الاجتهاديات والتي لن يعدم أصحابها أجر الاجتهاد , , فقسم من هذه الجماعات اهتم بالدعوة , وقسم اهتم بالسياسة , وقسم اهتم بطلب العلم والدعوة لتوحيد العبادة , وهذه الجماعات إجمالاً بإمكانها أن تتكامل في جهودها ودعوتها ,فما دامت هذه الجماعات ترجع في مواثيقها المعلنة وكتب رجالاتها ورموزها وبرامجها إلى الكتاب والسنة وفهم فقهاء الأمة فهي على منهج السلف وإن كان ثمة أخطاء في الجانب التطبيقي أو النظري في بعض المسائل فهذه يتم الرد عليها بشرطي العلم والعدل ...
مع التأكيد على أن التعاون مع هذه الجماعات بأفرادها وأنشطتها وبرامجها ينبغي ألا يقصر على المتحمض لمذهب السلف , وهذا واضح جلي في الهدي العملي لعلماء السلف لا سيما في الأعمال الكبرى التي تستهدف الدفاع عن بيضة أهل السنة , ورد العدو الصائل عليها , سواء كان هذا الاعتداء عسكري أو فكري أو سلوكي ..
وثمة أمرين ينبغي مراعتهما في محيطنا الدعوي:
الأول: جانب وحدة الدعاة وتعاونهم أو تكامل جهودهم.
الثاني: جانب التناصح والنقد البناء مع الالتزام بشرطي العلم والعدل وهذا ما يفتقده معظم الناقدين للتيارات الإسلامية.
وحديثي أخي أبا الفداء عن تقويم الخطاب الدعوي للصحوة الإسلامية الذي انتشر في العقدين الماضيين , لا يدخل فيه أشرطة بعض المشايخ المهتمين بنقد الجماعات لا لشيء ولكن لافتقارمحاضراتهم التأثير الشعبي على الناس فهي تعاني من الكساد وعدم الإقبال , ولهذا جاء نقدي كتقويم لمجمل الخطاب الدعوي في الساحة السلفية أو تيار الصحوة , والنقد انصب على تضخيم بعض المخالفات بجعلها فيصلا بين التدين والإنحراف وذلك بإعطاء المخالفة الشرعية أكبر من حجمها في الشريعة , فإذا تقرر لدى أي طالب علم منصف أن " إسبال الثوب" تحت الكعبين بلا خيلاء لا يعد محرماً عند جماهير فقهاء المذاهب الأربعة فهذا يقتضي وإن كنت أقول بالتحريم ألا أجعل هذا فيصلاً بين التدين والانحراف لازلت احتفظ بخطبة جمعة لأحد الدعاة المشهورين اعتبر فيها الاسبال إحدى علامات الاستهانة بأوامر الله جل وعلا .. أوعدم تعظيم الله جل جلاله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إشارتك بأن تخويف الناس بالله وتذكيرهم به يستدعي اتقان العمل والانضباط فيه , فأقول هذا صحيح لمن فقه واستحضرالارتباط بين التدين واتقان العمل وضبطه , والمجتمع يرى بعينه عدداً من المتدينين والخطباء والمدرسين والقضاة أصبحوا مضرب المثل في التلاعب وعدم الانضباط , والذي يحدث الأثر المنشود هو الربط بين قضية التدين ومخافة الله وبين إتقان العمل بشكل مستمر كما يتم التطرق مراراً عند المواعظ لاطلاق اللحية وتقصير الثياب ...
إن المفارقة تظهر عندما يرى الشاب المتدين أن تخفيف لحيته أو التقاط صورة فوتغرافية يعد زللاً ومعصية وكبيرة (وهذا لا بأس به) , وفي الجانب الآخر لا يرى بأساً في التفريط بنصف ساعة أو ساعة عن عمله سواء كان مدرسا كان أو قاضيا أو محتسباً أو حتى إماماً للمسجد ... لو تربى هذا الشاب على قيمة الانضباط وربط هذا بالوازع الديني لما رأينا كثرة هذه الأمثلة الهشة من الشباب المتدين ...
وأما الحديث عن فقه الواقع فذو شجون ..... وليس لدي ما أزيد على ما كتبته في مقالي " الصحوة وفقه الواقع ... عود على بدء))
ولعلي اختم بهذه الفتوى للشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله ....
يقول: بأن الجماعات الإسلامية من الفرق التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باعتزالها هل فهمه غير صحيح؟
إذاً يا شيخنا الكريم، الذي يقول: بأن هذه الجماعات الإسلامية من الفرق التي تدعو إلى جهنم والتي أمر النبي باعتزالها فهمه على كلامكم غير صحيح؟
الجواب:
الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة، بل هو من الفرق الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: ومن هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)) وفي لفظ: ((هي الجماعة)). والمعنى: أن الفرقة الناجية هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، من توحيد الله، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، والاستقامة على ذلك قولاً وعملاً وعقيدة، هم أهل الحق، وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد، يكون منهم في الجزيرة العربية، ويكون منهم في الشام، ويكون منهم في أمريكا، ويكون منهم في مصر، ويكون منهم في دول أفريقيا، ويكون منهم في آسيا، فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم، فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله، والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة، وإن كانوا في جهات كثيرة، ولكن في آخر الزمان يقلون جداً. فالحاصل: أن الضابط هو استقامتهم على الحق، فإذا وجد إنسان أو جماعة تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتدعو إلى توحيد الله واتباع شريعته فهؤلاء هم الجماعة، وهم من الفرقة الناجية، وأما من دعا إلى غير كتاب الله، أو إلى غير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ليس من الجماعة، بل من الفرق الضالة الهالكة، وإنما الفرقة الناجية: دعاة الكتاب والسنة، وإن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة، فلا يضر كون هذه تسمى: أنصار السنة، وهذه تسمى الإخوان المسلمين، وهذه تسمى كذا، المهم عقيدتهم وعملهم، فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله، والإخلاص له، واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً وعقيدة، فالأسماء لا تضرهم، لكن عليهم أن يتقوا الله، وأن يصدقوا في ذلك، وإذا تسمى بعضهم بأنصار السنة، وتسمى بعضهم بالسلفيين، أو بالإخوان المسلمين، أو تسمى بعضهم بجماعة كذا، لا يضر إذا جاء الصدق، واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة، وتحكيمهما، والاستقامة عليهما عقيدة وقولاً وعملاً، وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله. والمقصود: أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة، أو بما أوجب الله، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن، حتى ينصاعوا إلى الحق، وحتى يقبلوه، وحتى لا ينفروا منه، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا فيما بينهم، وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو.
http://www.binbaz.org.sa/mat/1931(/)
(هم المفسدون ولكن لايشعرون)
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 03:05]ـ
(وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون)
الحمد لله، له الحمد الحسن والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقول الحق وهو يهدي السبيل، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد,
ينقسم البشر في دنيانا هذه إلى أهل صلاح معقود في خطاهم الخير
وأهل إفساد يدور معهم الشر أينما داروا
نعوذ بالله من شرورهم أو أن نكون منهم
لكن أزمة فئام من الناس أنهم مفسدون وهم يلبسون زي الإصلاح
وبعضهم قد انجر لهذا الطريق وهو يظن واهما
أن في فعله القوامة والصحة
ولكن لأنه تنكب طريق العلم ولم يلتزم أحكامه
وآدابه فغدا بذلك غير معذور على خطئه
إذ إنه هو المخالف ابتداءا 00
وإني أحاول في هذا الموضوع أن أستفيد
وأفيد إخواني من خلال هذا البحث الذي هو محض إجتهاد أسأل الله تعالى أن يكتب لي ولكل قارئ له الأجر والمثوبة
لعلنا به أن نكون قد تلمسنا سويا لأقدامنا قبل الخطو موضعها
وبذلنا جهدا ولو قليلا لمعرفة أسس التغيير المنشود الذي ننتظره
ومنها معرفة المزالق والعوائق التي تواجهنا عند التغيير
وبحَثنا عن طوق نجاة نتمسك به لنخرج من هذا البحر اللجي الذي مازال
البعض يتخبط في أعماقه منذ سنوات طويلة
ومع هذا لاأجزم لأحد هنا بدخوله في هذا الإطار ولكني أحذر عموما
من خطوات خطيرة تلوح بين الحين والآخر
قد تجر على صاحبها الإثم
أسأل الله تعالى لي ولكم السلامة
00
أيها الفضلاء إن جزءا من شباب صحوتنا المباركة مازال
يحمل بعض معاول الهدم التي تهدد حصوننا من الداخل
وتضيف على المصلحين أعباءا مع أعباء مقاومتهم الأعداء الصرحاء00
إنها العقبات والحواجز التي ينصبها هؤلاء اللابسون عباءة الإصلاح
المفسدون وهم لايشعرون00
ونخشى أن يقع بعض إخواننا في هذا الإطار
إن لم يكن لأفعالهم مستند
فيلحقهم حينها حرج شرعي
فمحل بحثنا الآن أيها الأحباب
هم أولئك الذين أشرنا إليهم في أول المقال
و الذين يجب معرفة سماتهم العامة
وتتبعهم متى ظهروا
بل وصدهم ومنعهم من مواصلة هذه المساعي الهدامة
ويعد هذا في وجهة نظري واجبا لمن أراد أن يكون على جادة الطريق حريصا على النصح لأبناء أمته رافضا أن يكون لهم غاشاً بسكوته عن مثل هذه الآفات الخطيرة00
ولايدعي كاتب هذه السطور لنفسه الرفعة و لا حسن الفهم ولكنها النصيحة لإخوانه والتى هي من أعمدة الدين
والتي تكون من الصغير مثلي للكبير
وبالعكس قطعا
فإن أصبت فالحمد لله
وأن أخطأت فأسأل الله لي العفو المغفرة إنه هو العفو الغفور الرحيم
00
أحبتي الكرام إن أبرز سمات هؤلاء
الذين هم موضوع بحثنا
هو أن جهودهم يحركها الهوى
وهذا يظهر جليا في أحكامهم
فمن وافق من العاملين توجهاتهم وتصوراتهم هو وحده
عندهم من يستحق أن تُبرز أفعاله
وتكون نبراسا للجميع لا محيد عنه ولا مدافع له
ولامجال لغيره من الباذلين
ومن خالف هذه الوجهة ولو جزئيا فرأى متأولا أو مجتهدا طريقا آخر مع أنه يلتزم أصول الاجتهاد وله لجانه الشرعية المتأهلة
وعنده من الحسنات ما يذوب فيها قليل خطئه
فهو رغم كل ذلك عند هؤلاء واجبٌ هدمه وبسرعة فائقة
وبكثافة هجوم عالية لمخالفته طريقتهم
فقد ارتكب بذلك عند هؤلاء القوم ما يستوجب أن يوصف معه
بأنه تنكب الطريق
وأصبح جاهلي الخطى ملتحقا بصفوف العملاء الذين باعوا أمتهم وقضاياها
وهو عندهم يقف سواء بسواء مع رموز الخيانة من الحكام والمسؤلين الذين يعرف القاصى والداني انحرافهم 00
وعندها تبدأ الحملات الإعلامية تُشَن على المخالف وتُنقش المقالات المنمقة
المزخرفة بجميل ألفاظهم و زخرف القول غرورا
لنسف هذا المخالف نسفا وحذف جهوده من سجل البطولات حذفا
ويصبح أي عمل صالح للمخالف في تقدير هؤلاء هو ذر للرماد في العيون
ويوسم كفاحه وسعيه بأنه جاهلي ولعصبية قومية أو حزبية أو أي شئ آخر
لكنه لن يكون عندهم أبدا كما نحسب ابتغاء مرضاة الله تعالى
ولن يُحسب عند هؤلاء في كفة السعي لإقامة خلافة إسلامية
أو من أجل نصرة الدين
حتى وإن دلت كل أدبيات المخالف لهم على ذلك
ولو مع بعض عبارات قالها المخالف لهم
تحتمل عدة معان أو لأنه دخل في بعض التحالفات
إلى أن يشتد عوده
(يُتْبَعُ)
(/)
مجتهدا في ذلك
00
ولكن هذه الأعمال الاجتهادية عند هؤلاء كافية لإسقاط المخالف
وهدمه وعده مع الأعداء
وأن النصر لايتأتى من طريقه
بل هو مستحق للعمل على حل صفوفه فورا
ولو كثرت وعم فيها الخير
وليس لها بحال عندهم عذر ولاحسن ظن
ولا سبيل لحمل أفعالهم على محمل الاجتهاد والاعتذار عن خطأ المخالف
إن أخطأ وحفظ حقه ومقامه مع ذلك
ونصرته في المواضع والأزمنة التي يحتاج فيها النصرة
ولايمكن عندهم مدحه في مواطن إصابته الكثيرة وذكر المحاسن المستحقة
وإنما طحنه على الدوام طحنا وشجه طوال الوقت شجا
00
نعم قد يخطئ المخالف لهم ويجب تنبيهه والصبر على نصحه خاصة إن كان من أصحاب السابقة
ولكن هذا ليس هو ما يقوم به هؤلاء
وإن ادعوا غير ذلك
إنما سبيل هؤلاء هو الكسر والهدم
حتى ولو أصاب ذلك الهدم مجاهدا
أو عالما من الرموز ممن تلقت الأمة علمهم وفضلهم بالقبول
فلا يزالون بالعلماء يصفونهم بعلماء السوء وأنهم مُخذِّلون
ويُلحقون بهم الرزايا والمعائب
فلا شيخ عند هؤلاء إلا من يعتبروه شيخهم ولا علم إلا علمهم
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
00
وهم في نفس الوقت على الجانب الآخر مع رؤوسهم
متحيزون لهم وحدهم وأصحاب تبعية جاهلية معهم
فرغم أنهم يتهمون غيرهم بالجاهلية
والبعد عن هدى الإسلام
إلا إنهم مع رؤوسهم الذين يتبعونهم يتصفون
بتبعية جاهلية مذمومة
ومعناها ببساطة: اتباعهم الأشخاص لا التماس الحق والعلم
فتراهم يدورون مع الرجال أينما داروا مع أن الواجب تلمس
الحق والعلم أينما كانوا
لذلك لاتجد لهم نقدا مطلقا على اختيارات قادتهم
ولاحتى مخالفة موقف واحد لهم
قد ظهر فيه خطأ القائد جليا واضحا
إخوتي الفضلاء إن كل اتباع
ليس مبنيا على الدليل العلمي والضوابط الشرعية للاتِباع
فهو اتباع جاهلى متأسس على الهوى
ولقد حذرنا الله عز وجل من عدم اتباع سبيل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن ونحن مأمورون باتباعه وأن تكون أحكامنا كلها مستنبطة من القرآن والسنة لامجال فيها لهوى ولالعصبية
وإلا فالعقاب شديد
يقول ربنا سبحانه وتعالى:
{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
واتقوا الله إن الله شديد العقاب}
ألا فليُنتبه لهذا الأمر قبل فوات الأوان
وقبل أن يشارك البعض في هذا الإفساد
بشقيه وهما
هدم المخالف المعتبر
والتبعية الجاهلية للقادة
وأخيرا أقول إن أكثر ما أخشاه هو
أن يعلوا صوت هؤلاء
ولو لفترة
وتزداد حركتهم انتشارا
فيسدلون ستارا على أهل العلم والاختصاص ويحولوا بينهم
وبين بعض أبناء الأمة الذين قد تغرهم بعض جمل
هؤلاء الناعمة المنمقة
لذلك كان هذا المقال
توضيحا وتنبيها للغافل
وتأكيدا وتذكيرا للعاقل
وأسأل المولى عزوجل القبول والسداد
00
وهو كذلك يخصهم لعل بعضهم أن يرعوي
ويعلم أن قيمة كل امرئٍ
هو ما يحسن
وليلتفت هؤلاء إلى مجالس العلم لينهلوا من معينها
وينفعوا إخوانهم ويكفوا عن ملاحقة أهل الفضل
فإني لهم ناصح مشفق
محب لهم الخير والصلاح
وليعلموا أن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
أسأل الله تعالى أن يقينا ويعصمنا جميعا من الضلال
وأن يحفظنا من الفتن
ما ظهر منها وما بطن
وألا يجعلنا من المفسدين وييسر لنا ملازمة المصلحين
وأن يلحقنا بالصالحين
بجوده وفضله وإحسانه
إنه جواد كريم
بر رحمن رحيم
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله أجمعين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 07:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 04:22]ـ
وفيك بارك الله نعالى يا أبا محمد أسعدني مرورك
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 11:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا، أخي الحبيب أبا محمد البكري
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 02:35]ـ
الحبيب محمد المصري وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك ونفع بك
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:14]ـ
بارك الله فيك أخانا الفضل أبا محمد خير الجزاء على هذا الموضوع، ولقد أثرت شجوناً، وحركت راكداً، ولن يستقيم هذا الأمر حتى يكف من لا يحسن ولا يعلم عن الخوض في كل شيء وكأنه علامة الزمان، وحتى ينظر كل من يتدخل ويحكم على الأفراد والجماعات بعين الإنصاف لا الاعتساف، والله الموفق.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 01:50]ـ
الأخ الفاضل لطفي مرورك أسعدني وكلماتك أثرت في نفسي بارك الله فيك ونفع بك وتقبل منا ومنك
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 02:18]ـ
نعم، ثم نعم، ثم نعم، قلت فأوجزت، وجزت ففَصَلْتَ، ووضعت أصبعك على الداء ووصفت الدواء، بارك الله فيك أخانا أبا محمد البكري!(/)
الضابط للشرك الأكبر و الشرك الأصغر للعلامة السعدي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 06:50]ـ
الضابط للشرك الأكبر و الشرك الأصغر للعلامة السعدي رحمه الله من كتاب القول السديد
فإن حد الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده: (أن يصرف العبد نوعا من أفراد العبادة لغير الله).
فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر.
فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر الذي لا يشذ عنه شيء.
كما أن حد الشرك الأصغر هو: (كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العباد ة).
فعليك بهذين الضابطين للشرك الأكبر والأصغر، فإنه مما يعينك على فهم الأبواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب، وبه يحصل لك الفرقان بين الأمور التي يكثر اشتباهها والله المستعان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 09:12]ـ
من فتاوى ابن عثيمين رحمه الله
ولذلك اختلف العلماء في ضابط الشرك الأصغر على قولين:
القول الأول: أن الشرك الأصغر كل شيء أطلق الشارع عليه أنه شرك ودلت النصوص على أنه ليس من الأكبر، مثل: (من حلف بغير الله؛ فقد أشرك) [مسند الإمام أحمد (2/ 125)، وسنن أبي داود: كتاب الأيمان / باب من كراهية الحلف بالآباء ـ وسكت عنه ـ، و الترمذي: النذور / باب كراهية الحلف بغير الله تعالى ـوحسنه ـ.]؛ فالشرك هنا أصغر؛ لأنه دلت النصوص على أن، أن مجرد الحلف بغير الله لا يخرج من الملة
القول الثاني: أن الشرك الأصغر: ما كان وسيلة للأكبر، وإن لم يطلق الشرع عليه اسم الشرك، مثل: أن يعتمد الإنسان على شيء كاعتماده على الله،
لكنه لم يتخذه إلها؛ فهذا شرك أصغر؛ لأن هذا الاعتماد الذي يكون كاعتماده على الله يؤدي به في النهاية إلى الشرك الأكبر، وهذا التعريف أوسع من الأول؛ لأن الأول يمنع أن تطلق على شيء أنه شرك إلا إذا كان لديك دليل، والثاني يجعل كل ما كان وسيلة للشرك فهوشرك، وربما نقول على هذا التعريف: إن المعاصي كلها شرك أصغر؛ لأن الحامل عليها الهوى، وقد قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: من الآية23]، ولهذا أطلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشرك على تارك الصلاة، مع أنه لم يشرك؛ فقال: (بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة) [مسلم: كتاب الإيمان / باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة.].
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 04:43]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 04:56]ـ
فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر.
الشكر من العبادات المأمور بها من الشارع ومع ذلك يجوز إشراك غير الله فيها مع الفارق بين الكبير بين شكر الله وشكر غيره، فكيف نخرج هذا من الضابط؟
القول الأول: أن الشرك الأصغر كل شيء أطلق الشارع عليه أنه شرك ودلت النصوص على أنه ليس من الأكبر، مثل: (من حلف بغير الله؛ فقد أشرك) [مسند الإمام أحمد (2/ 125)، وسنن أبي داود: كتاب الأيمان / باب من كراهية الحلف بالآباء ـ وسكت عنه ـ، و الترمذي: النذور / باب كراهية الحلف بغير الله تعالى ـوحسنه ـ.]؛ فالشرك هنا أصغر؛ لأنه دلت النصوص على أن، أن مجرد الحلف بغير الله لا يخرج من الملة
ما النصوص الدالة على أن مجرد الحلف بغير الله لا يخرج من الملة؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 10:35]ـ
جواب على سؤالك الثاني أخي الفاصل الحبيب
أقول من الأشياء التي تدل على أن الحلف في ظاهره ليس شركا أكبر
مارواه أحمد وأبا داوود والترمذي
أن ابن عمر سمع رجلا (يحلف لا والكعبة)
فقال له إني سمعت رسول الله يقول:
من حلف.الحديث
فلو كان كفر أكبر لما توانى ابن عمر في وصفه بذلك
ولأعلن كفره لكن لما كان فهم الصحابة له أنه أصغر فلم يكفره ولكن نهاه.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 10:47]ـ
وهذا جواب سؤاله الاول
اعلم أنه لا يوجد تعارُض بين شكر الله وشكر الناس ..
لأن الله أمر بشكر الناس إذا صنعوا لنا معروفاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لايشكر الله من لايشكر الناس"
[رواه أبو داوود وصححه الألباني].
وهناك فرق بين شكر العبد وشكر الرب ..
فشكر الرب فيه خضوع وذل وعبودية، ومن شكره العمل بطاعته من صلاة وغيرها كقوله صلى الله عليه وسلم
افلا اكون عبدا شكورا
أما شكر الناس فمجرد مكافأة مقابل ما أعطاه لك، وتدعو له وتُثني عليه
ثم اننا تشكرهم بالثناء عليهم طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 11:03]ـ
قال الشيخ الفاضل د- عبد العزيز بن عبد اللطيف وفقه الله
ثانيا: الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر:
إن الشرك الأكبر محكوم على صاحبه بالخروج من الإسلام في الدنيا، والتخليد في النار، وتحريم الجنة في الآخرة،
وأما الشرك الأصغر فهو بخلاف ذلك، فلا يحكم على صاحبه بالكفر ولا الخروج من الإسلام، ولا يخلد في النار.
كما أن الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال، بينما الأصغر يحبط العمل الذي قارنه.
وتبقى مسألة - هي محل خلاف - وهي هل الشرك الأصغر لا يغفر إلا بالتوبة كالأكبر أم هو مثل الكبائر تحت المشيئة الإلهية؟
هناك من العلماء من قال: إن الشرك الأصغر لا يغفر لصاحبه إلا بالتوبة لعموم الآية: ((إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ))، لكن يدخل تحت الموازنة بخلاف الأكبر الذي يحبط كل الأعمال كما سبق، فإن حصل معه حسنات راجحة على ذنوبه دخل الجنة وإلا دخل النار (6).
وكأن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يميل إلى ذلك حيث يقول مثلاً:» وأعظم الذنوب عند الله الشرك به وهو سبحانه لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، والشرك من جليل ودقيق، وخفي وجلي «(7).
ويقول بعبارة أصرح من السابقة:» وقد يقال: الشرك لا يغفر منه شيء لا أكبر ولا أصغر على مقتضى القرآن، وإن كان صاحب الشرك [أي الأصغر] يموت مسلماً، لكن شركه لا يغفر له بل يعاقب عليه، وإن دخل بعد ذلك الجنة «(8).
لكن يفهم من عبارات ابن القيم أن الشرك الأصغر تحت المشيئة، حيث يقول -رحمه الله-:
» فأما نجاسة الشرك فهي نوعان: نجاسة مغلظة ونجاسة مخففة، فالمغلظة الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله، فإن الله لا يغفر أن يشرك به، والمخففة الشرك الأصغر كيسير الرياء «(9).
ومرة يقول:» الشرك الأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة منه (10) «إلى أن يقول:» وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء والتصنع للمخلوق (11) «
وقد ذكر العلامة السعدي كلاماً مهماً في هذه المسألة، أنقل بعضه:» من لحظ إلى عموم الآية [يعني قوله تعالى: ((إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ))]، وأنه لم يخص شركاً دون شرك، أدخل فيها الشرك الأصغر، وقال: إنه لا يغفر، بل لا بد أن يعذب صاحبه؛ لأن من لم يغفر له لا بد أن يعاقب، ولكن القائلين بهذا لا يحكمون بكفره ولا بخلوده في النار، وإنما يقولون: يعذب عذاباً بقدر شركه، ثم بعد ذلك مآله إلى الجنة. وأما من قال: إن الشرك الأصغر لا يدخل في الشرك المذكور في هذه الآية، وإنما هو تحت المشيئة، فإنهم يحتجون بقوله تعالى: ((إنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ ومَأْوَاهُ النَّارُ)) [المائدة 72]، فيقولون: كما أنه بإجماع الأئمة أن الشرك الأصغر لا يدخل في تلك الآ ية، وكذلك لا يدخل في قوله تعالى: ((لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)) [الزمر 165]؛ لأن العمل هنا مفرد مضاف ويشمل الأعمال كلها، ولا يحبط الأعمال الصالحة كلها إلا الشرك الأكبر.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 11:54]ـ
على جواب السؤال الأول:
نحن متفقون معًا على عدم التعارض بين شكر الله وشكر الناس، ولكن مرادي أن هذا يخالف ضابطك المذكور؛ لأني حينما أشكرك فأنا أعتقد وأقول وأعمل، وأنت ذكرت أن كل اعتقاد وقول وعمل ثبت أنه مأمور به في الشرع فلا يصرف لغير الله، فما رأيك في الشكر وهو على الحالة التي وصفتها لك؟
هذا هو السؤال.
وأما عن إجابة شيخي حارث البديع _ محيي لغة القصر في الأسماء الستة،، وبديع لغات أخرى _ (ابتسامة محب!) فأقول:
ربما عذره لجهله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 11:58]ـ
اخي الكريم تقول،
ولكن مرادي أن هذا يخالف ضابطك المذكور
اقول
(يُتْبَعُ)
(/)
هذاالضابط للعلامة السعدي رحمه الله وليس من عندي
والاخر لتلميذه العلامة ابن عثيمين رحمه الله
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 12:11]ـ
لا بأس!
أنت نقلته مقرَّا، أليس كذلك؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 02:10]ـ
دعنا نعد لأهل العلم في شرحهم فهم أخبر
وليس معناه
التسليم
ولعلنا نتطرق لأحاديث أخرى أوضحت المراد.
6274 حدثني عبد الله بن محمد ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=15241) حدثنا هشام بن يوسف ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=17248) أخبرنا معمر ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=17124) عن الزهري ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=12300) عن حميد بن عبد الرحمن ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=15769) عن أبي هريرة ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=3) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق ( http://islam ... .org/newlibrary/display_book.php?idfrom=12181&idto=12182&bk_no=52&ID=3665#docu)
وقال الجمهور: لا يكفر كفراً ينقل عن الملة، لكنه من الشرك الأصغر، كما نصّ على ذلك ابن عباس وغيره، وأما كونه أمر من حلف باللات والعزى أن يقول: لا إله إلا الله، فلأنّ هذا كفارة له مع استغفاره، كما قال في الحديث الصحيح: ((ومن حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله)) [3]،
ناهيك على وجود رواية أخرى تدل على عدم كفره
وهي
وفي رواية ((فليستغفر))، فهذا كفارة له في كونه تعاطى صورةَ تعظيم الصنم، حيث حلف به، لا أنه لتجديد إسلامه.
الخلاصة:
-لم يدل الحديث صراحة على كفره كفر أكبر
-هذا تفسير للصحابة ك ابن عباس وغيره
وإن كان التفسير من الصحابة
فليس كسواهم فهم أعلم باللغة
إضافة على مخالطتهم النبي (ص)
ولم ينقل من الصحابة أنه قال بالكفر الأكبر
واشتهر قول ابن عباس وغيره فصار كالإجماع السكوتي في المسألة (وإلا فأين المخالف)
-رواية أخرى تدل على أنه ارتكب ذنبا ولم يكفر (فليستغفر).
وأختم بقول ل ابن تيمية يدل على ارتكابه ذنبا غير مكفر؟
قال ابن تيمية: "والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور، وهو مذهب أبي حنيفة وأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد، وقد حكي إجماع الصحابة على ذلك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 05:52]ـ
شكرا لكما. و بارك الله فيكما ...
ـ[حارث البديع]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 09:53]ـ
وفيك بارك الله
لاعدمنا فوائدك
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 12:28]ـ
ليس في الحديث المذكور ما يدل على أن الحلف بغير الله من الشرك الأصغر، والدليل الذي تستدل به هو قول الجمهور، وليس بدليل، ثم لا أدري كيف تقول إن الإجماع معقود عليه وقد قلتَ إنه للجمهور.
وليس الاجماع السكوتي بهذه البساطة؛ فمن شروطه الاشتهار، ولم تثبته.
وكل ماقمت به هو توجيه قول الجمهور للأمر بالشهادة، وليس هو المطلوب.
وأما استدلالك بقوله (ص): " فليستغفر " فلا يكفي؛ لأنه كأمر الكافرين بالصلاة لا يكون إلا بعد الدخول في الإسلام.
مع أن رجوع المرتد إلى الإسلام هو بحد ذاته استغفار.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 01:22]ـ
حكاية الجمهور هو أقل مايقال فيه
وإلا فقد ورد الإجماع
إذا علم هذا علم أن الراجح ماذهب إلبه الجمهور
على الأفل إن لم يكن هذا المعنى القطعي للحديث فلأقل أنه من أرجح الإحتمالات
كما أن كلامك
الذي سبقك به طائفة من أهل العلم
هو محتمل ولاتستطيع أن تقطع به لوجود مخالف بالدليل
لأنه لادليل صراحة في الكفر الأكبر.
وكما علم أن الأدلة إذا تطرق إليها الإحتمال
كساها ثوب الإجمال
فسقط بها الإستدلال
وفرق بين ماأراه وتراه
-لفظ فليستغفر لاأفهم من معناها الرجوع للإسلام
والأستغفار والتوبة مأمورين بها في صغير الذنوب وكبيرها
- حكي فيه الإجماع وأقل مايقال أن عليه الجمهور
-حكاية ابن عباس وغيره من الصحابة
- س/من من الصحابة ذهب لهذا القول؟
تقول أنه لم يشتهر فأثبت من خالفه؟ وأفدنا
تقول الرواية الأخرى لاتدل
على أنه كفر أصغر
فأتني بقرينة أخرى تدل على أنه كفر أكبر
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلزمك إن فسرت الشرك بالأكبر
أن تفسر كل حديث ورد فيه لفظ الكفر أو الشرك
أن تفسره بالأكبر
ك (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)
ولاأعلم احد من أهل العلم فسره بالأكبر
مع خالص تقديري.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 01:24]ـ
لعلك تقنع بكلام العلامة ابن باز رحمه الله فقد اجاد وافاد قال رحمه الله
ومن الشرك الأصغر الحلف بغير الله، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من حلف بشيء دون الله فقد أشرك) رواه الإمام أحمد في المسند من حديث عمر -رضي الله عنه- بسند صحيح، وخرج أبو داود والترمذي من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من حلف بغير الله فقد أشرك أو كفر) هكذا الشك من الراوي، أو المعنى وكفر، ....... بمعني وقع في الكفر والشرك جميعاً، هذا عند أهل العلم شركٌ أصغر؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أقرهم على الحلف بغير الله في أول الإسلام، ولم ينههم عن ذلك، ثم نهاهم بعد ذلك، فلو كان شركاً أكبر لم يقرهم عليه؛ لأن الله بعثه بإنكاره من حين بعثه في مكة، فلما أقرهم عليه دهراً من الزمان، ثم نهاهم في المدينة بعد ذلك، دل على أنه شركاً أصغر، فلو كان أكبر لما أذن فيه أبداً، بل نهي عنه من أول وهلة، وهكذا قول: ما شاء الله وشاء فلان، أو لولا الله وفلان، فهذا أيضاً من الشرك الأصغر، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان) ولما جاء في حديث عتيلة عند النسائي أن اليهود كانوا يقولون للمسلمين: (إنكم تشركون) وفي لفظ: (إنكم تنددون تقولون ما شاء الله وشاء محمد، وتقولون: والكعبة) فأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: (ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد)، وفي لفظ أن يقولوا: (ما شاء الله، ثم شئت)، وفي لفظ قال لهم: (قولوا: ما شاء الله وحده) فهذا كله يدل على أن هذه الأمور من الشرك الأصغر، وأن الكمال أن يقول: ما شاء الله وحده، فإن قال: ما شاء الله ثم شاء فلان، لولا الله ثم فلان فلا بأس بذلك، وفي حديث الأبرص والأقرع والأعمى في الصحيحين أن الملك الذي جاءهم بعدما عافهم الله من البرص والقرع والعمى جاء يسألهم يقول: لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، فدل على جواز مثل هذه العبارة. لكن لو اعتقد من حلف بغير الله أن هذا المحلوف به يتصرف في الكون، أو ينفع ويضر دون الله، أو أن له مثل عظمة الله، صار شركاً أكبر،
ومن قال من العلماء: إنه شرك أكبر فمرادهم إذا عظمهم كتعظيم الله، أو اعتقد فيهم ما يصلح أن يعبد الله به، أو أنه ينفع ويضر دون الله، أو ما أشبه من العقائد الباطلة، فإن حلف به على هذا الاعتقاد صار شركاً أكبر، أما إذا جرى على لسانه الحلف بغير الله، كعادة جرت عليها جماعته وأهله وبلاده، أو جرى عليها سابقاً أو اعتادها سابقاً، ولم يقصد أنه معظم كعظمة الله، أو أنه يتصرف في الكون، أو أنه يصلح أن يعبد من دون الله لا، لم يعتقد هذا الاعتقاد ولكن جرى على لسانه هذا الحلف بغير الله، كعادة كثير من الناس فهذا من الشرك الأصغر، ويوجد كثير من الناس اعتادوا هذا البلى، وقد ينسب إلى العلم لكن لأن العادة غلبت عليهم فيتكلمون بهذا، فتجدهم يقولون: والنبي، والأمانة، بالنبي، بالأمانة، مع أنه من طلبة العلم، ومن أهل العلم، لكن غلبت على لسانه واعتادها، فينسى عند الكلام ويتكلم بها، فهذا كله من المنكر والغلط، وكله من الشرك الأصغر،
والواجب التنبيه عليه والتحذير منه وأن لا يتساهل فيه، فمن قال: إنه شرك أكبر فله وجه كما تقدم، ومن قال: إنه شرك أصغر فهذا هو الأصل، أنه شرك أصغر كما قال الشيخ عبد العزيز السلمان، ومن قال: إنه شرك أكبر كما حكاه السائل عن بعض العلماء فمراده والله أعلم ما ذكرنا، من حلف بغير الله معظماً كتعظيم الله، أو معتقداً فيه أن يصلح للعبادة، أو ينفع ويضر، أو ما أشبه ذلك من العقائد الباطنة، والله أعلم.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 01:42]ـ
(هذا عند أهل العلم شركٌ أصغر؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أقرهم على الحلف بغير الله في أول الإسلام، ولم ينههم عن ذلك، ثم نهاهم بعد ذلك، فلو كان شركاً أكبر لم يقرهم عليه؛ لأن الله بعثه بإنكاره من حين بعثه في مكة، فلما أقرهم عليه دهراً من الزمان، ثم نهاهم في المدينة بعد ذلك، دل على أنه شركاً أصغر، فلو كان أكبر لما أذن فيه أبداً، بل نهي عنه من أول وهلة، وهكذا).ابن باز
قلت:
أيعقل من نبي الهدى (ص) الذى بعث بالتوحيد والنهي عن الشرك
وهذه زبدة رسالته وقد أداها خير أداء (ص)
فيرى شركا أكبر ويسكت؟؟؟.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 12:39]ـ
يا أخي حارث، أرجو أن تركز معي قليلا ..
ليس المطلوب أن تجمع بين التناقض الكائن في ادعائك الإجماع على كلامك ثم نسبتكه للجمهور، وإنما المطلوب أن ثبت لي الإجماع الذي ادعيته.
ثم أنت جعلت في كلامي احتمالًا لا أدري ما هو؟ وتعجبت باستدلالك بالقاعدة مع أن الاحتمال المزعوم إنما هو في قول _ على ادعائك _ وليس في دليل، فهل تفسر لي ذلك؟!
واعلم أن الأصل في لفظ (الشرك) أنه للشرك الأكبر لا الأصغر، فمن قال بأن المراد بنص معين الشرك الأصغر فهو المطالَب بالدليل لا المبقي على الأصل.
لذلك أنا لم أستدل حتى تقحم القاعدة التي ذكرتها، وإنما أناقش استدلالتكم التي تريدون أن تخرجوا بها عن الأصل.
فلست بحاجة إلى الاستدلال لما ذكرتُ.
وأنا لا أعرف أحدا من الصحابة يقول إن المراد بالشرك هنا الشرك الأكبر، ولست حريصا على تتبع ذلك، ولست مطالبا بالإتيان بقرينة تدل على أن المراد به هنا الشرك الأصغر؛ لأني على الأصل كما كررت لك.
وأنا لم أقل إن قولك لم يشتهر عند الصحابة حتى أثبته، وإنما أطالبك أن تثبت اشتهاره؛ لأنك أنت المثبت للحكم فأنت الملزم بالدليل لا النافي للحكم.
ومن ادعى أن الرسول (ص) قد أقر الصحابة أول الإسلام على الحلف بغير الله، وأن مثل هذا الإقرار يصيره شركا أصغر لا أكبر، فعليه بالبينة.
وأشكركم جميعًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 01:18]ـ
سأفترض أني على خطأ
وأن الأصل ماذكرت
فأثبت لى صحة كلامك
فمن السهل القول أن الأصل معي
ثم لاأستدل
فأثبت أصلك
بالدليل
وهات من الصحابة من ذهب لقولك
ومن الأدلة والقرائن ماتعرفها (غير ماذكرنا)
فإن لم تجد فلاتقل الأصل معي
ولاتعرف دليله
والدعاوى إن لم تقم عليها بينات
أصحابها00000000000
ـ[حارث البديع]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 01:57]ـ
القاعدة التي ذكرتها في ان الاصل
في الشرك إذا ذكر المراد به الاكبر
هذا إذا دخلت (أل)
التعريف عليه كما ذكر ابن تيمية وغيره
اما أن تأتي منكرة
فلم أسمع أحد قال بهذا القول
ففي الحديث قد أتت منكرة
وروى الترمذي بإسناده أن ابن عمر سمع رجلاً يقول: لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا تحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 02:06]ـ
إذا كنت لا تقرُّ أن الأصل في إطلاق الشارع للشرك أنه للأكبر فلم جعلت العلامات للشرك الأصغر لا الأكبر على هذا الرابط http://majles.alukah.net/showthread.php?t=34895 ؟
فإذا كان الأصل في الشرك أنه للأصغر فلا داعي لعلامات تحدده وإنما المفترض أن تكون العلامات المحدِّدة للأكبر المخالف للأصل!!
هذا رد من الأخير، وإلا فالمتبادر في ذهن كل من يقرأ كلامك أنك تقول إن المراد بالشرك في قوله تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الشرك الأصغر؛ لأنه الأصل، وينبغي أن تقول لمن يفسرها بالشرك الأكبر أين دليلك؟!
فما تقول؟
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 02:11]ـ
المعذرة لم أر ردك الأخير الذي أتيت فيه بكلام شيخ الإسلام ..
وأقول بعد أن رأيته أين الدليل الذي استند إليه شيخ الإسلام في إثبات هذه القاعدة؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 02:15]ـ
ولو كان الأصل في (شرك) إذا أتت منكرة المراد بها الأكبر
لما خفي هذا الأصل على جمهور الأمة
من الصحابة وغيرهم
فتأمل0000000000000
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 02:23]ـ
يبدو أننا لانزال ندور ونرجع؛ أنت تقول: ((لما خفي على الصحابة)) بمعنى أنهم أجمعوا على كلامك، وهذا هو الذي أطالبك بإثباته ولم تفعل.
أريد أن تثبت لي أن هذا القول اشتهر لدى الصحابة ولم ينكره أحد.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 02:48]ـ
ائتي بأدلتك على أصلك وإلا 000
والمعذرة لاتخرج عن الموضوع0
ثم إني قلت (جماهير الأمة) فتأمل000
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 04:46]ـ
رجاء من الإخوة الكرام عدم الخروج عن الموضوع
علم أو حلم
لا نريد أن نضطر لإغلاق الموضوع أوحذف مشاركةٍ لكم وفقكم الله وسددكم
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 02:06]ـ
مصنف عبد الرزاق الصنعاني
أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة يخبر، أنه سمع ابن الزبير يخبر، أن عمر لما كان بالمخمص من عسفان استبق الناس، فسبقهم عمر فقال ابن الزبير: فانتهزت فسبقته، فقلت: سبقته والكعبة، ثم انتهز فسبقني، فقال: سبقته والله، ثم انتهزت فسبقته، فقلت: سبقته والكعبة، ثم انتهز الثالثة فسبقني، فقال: سبقته والله، ثم أناخ، فقال: " أرأيت حلفك بالكعبة، والله لو أعلم أنك فكرت فيها قبل أن تحلف لعاقبتك، احلف بالله، فأثم أو ابرر "
فهذان صحابيان أحدهما عمر الفاروق , وفيها فوائد:
1 - ان عمر لم يعده كفر أكبر .. والدليل قوله "لعاقبتك" ..
2 - التعزير على بعض المعاصي ..
3 - ان الحلف بغير الله قد يقع فيه بعض الصالحين ..
4 - العذر لمن كان يجري على لسانه لقوله " والله لو أعلم أنك فكرت فيها قبل أن تحلف لعاقبتك "
5 - جواز المسابقة ..
وفي الحقيقة فيه فوائد كثيرة ....
مصنف عبد الرزاق الصنعاني
عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي سلمة، عن وبرة قال: قال عبد الله: لا أدري ابن مسعود أو ابن عمر - لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا "
طبعا هذا دليل على انه ليس كفر اكبر .. والا كان الكلام لغوا لافائدة منه ..
فهذا وغيره دليل على ان ذلك كان منتشرا بين الصحابة على انه ليس كفرا اكبر ..
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 05:39]ـ
كيف دل هذان الخبران على أن الأمر منتشر عند جميع الصحابة؟
هذا هو المطلوب؛ حتى يتم الإجماع السكوتي، وأما فهم آحاد الصحابة فليس بحجة.
هذا على التسليم بأن الخبر الثاني الذي أوردتَه يدل على مسألتنا.
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 06:49]ـ
الا تقرأ " استبق الناس، فسبقهم عمر فقال ابن الزبير: فانتهزت فسبقته، فقلت: سبقته والكعبة، ثم انتهز فسبقني، فقال: سبقته والله "
(("سبقته")) ... يخاطب من ابن الزبير؟ اليس الناس؟؟
ولم يقل سبقتك .. فهل تفرق بين اللفظين؟
وكأني بك تقول .. اثبت ان الصحابة كانوا مع عمر في حجته!!
فهل سوف تسأل هذا السؤال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 07:16]ـ
على جواب السؤال الأول:
نحن متفقون معًا على عدم التعارض بين شكر الله وشكر الناس، ولكن مرادي أن هذا يخالف ضابطك المذكور؛ لأني حينما أشكرك فأنا أعتقد وأقول وأعمل، وأنت ذكرت أن كل اعتقاد وقول وعمل ثبت أنه مأمور به في الشرع فلا يصرف لغير الله، فما رأيك في الشكر وهو على الحالة التي وصفتها لك؟
هذا هو السؤال.
بارك الله فيك ماذكرت لايخالف الضابط
الذي ذكره الشيخ السعدي بحال من الأحوال وذلك لأنه عقب قائلا وهذا مهم لفهم مراد الشيخ رحمه الله:
(حد الشرك الأصغر هو: (كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة)
فهنا الشيخ يبين أن هناك من الأقوال والأفعال والإرادات ممالم يبلغ رتبة العبادة فلا يعد
شرك أكبر بل ذكر أنها من الشرك الأصغر إن قادت إلى الشرك الأكبر ....
وضربك المثال بالشكر غير صحيح بحال من الأحوال ...
والسبب:
أن الله أمرنا أن نشكره وأمرنا كذلك أن نشكر عباده من هنا لايعد الشكر بحال من الأحوال شركا لا أكبر ولا أصغر ...
لاأرى اشكالا في قول الشيخ رحمه الله فهو واضح بين وجزاكم الله خيرا ووفقكم لمرضاته ...
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 07:37]ـ
أخي (الرجل الرجل) تريد أن تقول إن جميع الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا في الحياة في هذه اللحظة اجتمعوا وحضروا هذه الحادثة؟!
وهذا يعني أنه إذا التقى عالم اليوم بعشرات من العلماء فخاطبهم بـ: " يا أيها الناس " فإن هذا يعني أن جميع علماء الأمة في هذه اللحظة اجتمعوا في هذه الحادثة فأقروه فصار إجماعا!
وباختصار أقول لك إنه مما لا يعقله أحد أن ابن الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول إن جميع الصحابة رضوان الله عليهم اجتمعوا في هذه الحادثة للاستباق.
وأما عن سؤالك، فكيف أسأل عن احتجاجهم بحجة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مع أن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يذكر حجته في الحديث؟!
وأما عن كلامك أختي (الحافظة) فإنك تقولين إنه عقب، فما معنى (عقب)؟!
إذا كان الكلام الأول ليس مشكلا فإن الذي بعده سيكون تأكيدا لا تعقيبا.
فإذا كنت تقرين بأنه تعقيب فهذا يعني أنك موافقة على أن أصل الكلام مشكل.
ولذلك لم يزل الإشكال إلا بعد إتمام كلامه، فكلامه الذي اقتبسه الأخ أبو محمد لا يكفي في إزالة الإشكال، وهذا المقصود.
وأما عن مثال الشكر فسبق أن بينت ما أريد به.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 07:49]ـ
ولعلي أكتفي بما كتبتُ هنا؛ لعدم وجودي للأدلة المعتبرة في الأصول على ما تذكرون، وحتى لا نطيل في الاستفصال في بعض الأدلة فيُتوهم خروجنا من الموضوع.
وأشكركم؛ فقد استفتدت منكم جميعا.
وأترك لكم النقاش الآن إن شئتم.(/)
أفيقوا أيها المسلمون!! (مقال مهم جدًا) د. زينب عبدالعزيز
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 10:34]ـ
أفيقوا أيها المسلمون!!
د. زينب عبد العزيز
أستاذ الحضارة الفرنسية
د. زينب عبد العزيز: بتاريخ 1 - 2 - 2008
نعم، أفيقوا أيها المسلمون، أينما كنتم، ولا أقصر الحديث على العلماء وحدهم، فالهجوم على الإسلام ومحاولات إقتلاعه باتت شرسة الضوح وقحة المطالب! .. ففى يوم 24/ 1/2008 أعلن الموقع الرسمى لأخبار الفاتيكان عن تحديد موعد اللقاء الذى سيتم بين وفد "مختار" من ال138، الموقعين على الخطاب المشبوه، الموجه للبابا وللعديد من الرئاسات الكنسية فى أكتوبر الماضى. وهو لقاء يُعد بمثابة بداية العد التنازلى لتحريف القرآن الكريم، بأيدى بعض المحسوبين إسما أو عددا على الإسلام والمسلمين .. فلا أتخيل أن يقوم مسلم بتنفيذ القرارات التى تطالب بها المؤسسة الفاتيكانية!
فلقد أعلن الكاردينال جان لوى توران J. L. Tauran)) رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان، عن الإستعدادات والترتيبات التى يقوم بالإعداد لها "لأول لقاء ذي طابع إعدادى وتنظيمى خاص بالحوار، يومى 4 و 5 من شهر مارس القادم". وفى واقع الأمر، أنه ليس بحوار بالمعنى المفهوم، وإنما هى جلسة عمل يُلقى فيها الجانب الفاتيكانى أوامره على الأدوات التنفيذية، التى إختارها من بين "حكماء المسلمين" الموالين له، أو الذين يتصور أنه يمكنهم أن يفرطوا فى دينهم ..
ويتكون الوفد "المسلم" من عبد الحكيم مراد وينتر A.M. Winter)) ، من المملكة الامتحدة؛ و عارف على النايض A.A. EL Nayed)) ، الليبى الذى يشغل منصب "عميد المعهد الباباوى للدراسات العربية والإسلامية"، وفقا لما هو وارد فى هذا الخبر المعلن من الفاتيكان؛ و سرجيو يحيى بللافيتشينى S.Y. Pallavicini)) ، نائب رئيس "جمعية مسلمى إيطاليا"؛ وإبراهيم كالين ( I. Kalin) ، وهو تركي ويشغل منصب أستاذ مساعد للدراسات الإسلامية فى " كلية الصليب المقدس" إضافة إلى إدارة مؤسسة سيتا Seta Foundation)) ؛ وسهيل نخّودة مدير "المجلة الإسلامية" Islamica)) وهو هندى الأصل ويقيم فى الأردن؛ والأمير غازى بن محمد بن طلال، رئيس معهد الفكر الإسلامى فى عمان ومتزعم تلك المبادرة "الإسلامية" ..
وإذا تأملنا الشخصيات الست المكونة للوفد "المختار"، لوجدنا إثنان من الأردن، وواحد من كلٍ من إنجلترا، وليبيا، وتركيا، وإيطاليا، إثنان منهم مسيحيان سابقان، ومن الواضح أنهما من المرضِى عنهم فى نظر الفاتيكان بدليل إختيارهما. أما مصر، بلد الأزهر الشريف، والمملكة السعودية أرض الحرمين الشريفين، فليستا ممثلتين فى هذا المحفل الذى سيتناول أهم القضايا فى الحرب التى يشنها الفاتيكان حاليا على الإسلام و المسلمين، ألا وهى بكل بساطة: تدارس كيفية تحريف القرآن الكريم وتشويه الإسلام، وهو ما سوف نراه فى النقاط التالية ..
والخبر المنشور فى موقع أخبار الفاتيكان، بإسم الكاردينال توران، لا ينتهى عند ذلك الحد، وإنما هو مذيّل مباشرة بعبارة: "مقال تكميلى". وهذا المقال التكميلى عبارة عن استشهادين من مقالين مختلفين، والواضح من صياغتهما أنها نصوص تلفيقية لمجرد تبليغ رسالة بعينها، إذ يكشفان عمّا سيدور فى ذلك اللقاء .. ويقول الإستشهاد الأول، وكان ردا على سؤال: " لماذا سمح الله بوجود الدين الإسلامى؟ "، ويقول الرد:
" لنقرأ ونقارن الآيات القرآنية من الفترة المكية وآيات من الفترة المدنية، وعندئذ ربما يمكننا فهم العقليتين المتناقضتين عند النبى محمد، وربما يمكن لخلاصةٍ ما أن تفرض نفسها هنا، وهى كالآتى: إن الله قد إختار محمدا فعلا لكى يعلّم العقيدة الإنجيلية إلى القريشيين. وقد إستجاب محمد إلى هذا النداء. لكن، إبتداء من معركة بدر، التى لم يطلب منه الله أن يقوم بها، قام محمد بفرض رأيه الشخصى محل كلمة الله، فكان فكره هو، فكر قائد حربى، منظِّم، ومشرّع، لكنه لم يعُد نبى الله!
" إلا أن مثل هذه الخلاصة يرفضها إخواننا المسلمون، إذ أن القرآن، بالنسبة لهم واحد، ولا يمكن لشخص أن يدّعى إمتلاك حق تقرير إن كانت هذه الآيات تنزيل إلهى و آيات أخرى ليست منزّلة!
(يُتْبَعُ)
(/)
" وهناك خلاصة أخرى وهى التى أفضلها، أنها مقولة لأحد المتصوفة الكاثوليك المستشرقين، هو لويس ماسسينيون L. Massignon)) ، القائل بأن التنزيل القرآنى بكامله يمكن أن يكون قريبا من التنزيل الإنجيلى إذا ما تم تفسيره بصورة رمزية وليس بصورة أصولية. فتلك كانت فيما مضى فلسفة المتصوفة، مثال منصور الحلاج، وهو ما يطالب به من يُطلَق عليهم " المفكرون الجدد للإسلام " - أى إن "المسلمين الجدد" هم الذين يطالبون بعمل تفسير جديد للقرآن الكريم يتفق وهوى الفاتيكان!!
" فما الذى يمكن قوله عن هذين الإقتراحين؟ هل يمكن أن نتصور أن الله يمكن أن ينزّل ديانة أخرى مسخ للديانة المسيحية إذا أخذنا باقتراح ماسينيون؟.
" وهناك حل ثالث أكثر قربا من النبؤات (من قبيل السلالتين اللتين أعطاهما الله لإبراهيم فى سفر التكوين 16 وما بعده) و مما يمكن لمسيحى أن يؤمن به، هو:
" أولا الإسلام (كما نراه من تقديم مولد إسماعيل، الإبن البكر لإبراهيم)، لا يمكن أن يكون بمبادرة من الله وإنما هو مبادرة إنسانية تماما.
" ثانيا: لكن الله باركه وأعطاه ذرية كبيرة، لإيمان إبراهيم وأنه بتقسيم العالم إلى عدة ديانات، وبالتالى فإن الغرور الإنسانى وجد نفسه قد إنحط. وها هو أحد النصوص: " التكوين 21:12 لكن الله قال لإبراهيم: " لا يقبح فى عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك، فى كل ما تقول لك سارة إسمع لقولها لأنه بإسحاق يدعى لك نسل. وإبن الجارية أيضا سأجعله أمّة لأنه من نسلك ".
" أما عن كون الإسلام ديانة حربية، فالله قد قالها لإبراهيم فى سفر التكوين 21:20، " وكان الله مع الغلام فكبر وسكن فى البريّة وكان ينمو رامى قوس "!!.
أما الإستشهاد الثانى فيقول:
" لقد علمنا من جريدة "لانديباندان" L"Indépendant)) لمنطقة البرانس الشرقية (جنوب فرنسا)، أن إمام مقاطعة بربينيان Perpignan)) المعتدل قد تم فصله بعد خمسة أشهر ..
" و وفقا للمسؤلين عن هذا الفصل، ومنهم الدكتور أكّارى Akkari)) ، فإن الإمام قد أذنب لأنه تسبب فى قلاقل وسط الجماعة، لأنه نمّى علاقات مع مسؤلين دينيين آخرين، وقال أنه ديمقراطى، موضحا: " كنت آخذ الكثير من الأهمية فى نظرهم، وكانوا يريدون استخدامى. وكنت قد أقمت حوارا حقيقيا مع الأتباع والسلطات وأيضا مع الديانات الأخرى " .. وتلك كانت تصريحات الإمام أحمد الحَلَمى للجريدة.
" إن تصريحات الدكتور الأكّارى تثير الدهشة، لأنه أحد المنتخبين من الأغلبية المحلية، من جهة أخرى، يجب أن نقول أن هذه الإدارة لا تحب شيئا سوى ثُباتها المريح. فهنا كل شىء مباح، كل شىء، ما عدا إقلاق الراحة! ولا بد من توضيح أنه فى إدارتنا يميلون أكثر تجاه المواقف الجذرية، شريطة ألا تعوق الراحة المطمئنة لفراش الزوجية الملطخ بدماء الأطفال الذين سيولدون أو بفراش علاقة خارج الزواج يتم تعقيمه بجدارة ـ ولا نتخيل أن الدكتور الأكّارى يمكن أن يتدنى إلى هذا المستوى الحقير ليتهم الأئمة بمثل هذه الأفعال!! ونواصل الإستشهاد:
" ولا يمكننا إنكار أن هناك صراعات جادة داخل التحركات الإسلامية وأن هناك حركة ديمقراطية تتأكد وتقاوم الإسلام السياسى " ..
ثم ينتقل كاتب هذا الخبر، فى موقع الفاتيكان الإعلامى، إلى نقطة أخرى ليقول: "وفى رده على الخطاب الذى أرسلته بعض الشخصيات المعتدلة من المسلمين إلى المسؤلين المسيحيين، فإن البابا بنديكت ينتظر من إخواننا المسلمين أن يقيموا حرية عقيدة فعلية فى أرض الإسلام، مثلما توجد فى الديمقراطيات الكبرى تجاههم، و أنه يطالب بتطبيق حقوق الإنسان وفقا لوثيقة الأمم المتحدة.
" كيف إذن يمكن تفسير الموقف الحريص للبابا؟
" لكى نفهم حرص قداسته، فيما يلى فقرة من خطاب ساندرو ماجيستر:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ومع ذلك – يقول الأب ترول Troll)) الجزويتى – هناك فارق سحيق بين الله الواحد بالنسبة للمسلمين والله الثالوث للمسيحيين، فيما يتعلق بالإبن الذى جعل نفسه بشراً. إن " الكلمة السواء" الحقيقية يجب أن نبحث عنها فى مكان آخر هو: أن نقوم بتطبيق هذه الوصايا فى الواقع الفعلى للمجتمعات المتعددة العقائد، الآن وفورا. يجب البحث عنها فى حماية حقوق الإنسان، وفى الحرية الدينية، وفى المساواة بين الرجل والمرأة، وفى الفصل بين السلطة الدينية والسلطة السياسية. إن خطاب ال138 مائع أو أخرص حول هذه الموضوعات ".
ثم يتساءل كاتب هذا الإستشهاد قائلا: " هل هناك فرصة لنرى حرية العقيدة مطبقة ومحترمة فى مجمل المناطق ذات الأغلبية المسلمة؟! "
" فى رأيى أن الوقت مبكر جدا. إذ أن الإسلام حاليا (من خلال أتباعه المتحمسين) يقوم بعملية جمود حيال قيم الغرب، على الرغم من أن أغلبية من المسلمين فى علاقة معتدلة مع القيم الغربية ويتطلعون إلى العيش فى سلام.
" لكن ذلك سوف يحدث ذات يوم، خاصة عندما يتم خفض الغرور القومى الحالى للحضارة الإسلامية (كحرب تخسرها أو عملية إرتداد جماعية؟) ..
لقد أوردت المقال الصادر عن الفاتيكان حتى يكون الكافة، مسلمون وغير مسلمين، على علم بما يحاك للإسلام من ترتيبات، قبل أن أتناول توضيح النقاط الأساسية، التى سوف يتم التعامل بمقتضاها، أو فرضها كورقة عمل على تلك الأدوات التنفيذية من "المسلمين" الذين اختارهم الفاتيكان لحضور أول لقاء تنفيذى يومى 3 و4 مارس القادم (2008) لتحريف الإسلام ..
وإذا قمنا بتلخيص ما نخرج به من الإستشهاد الأول نجد:
• أن لمحمد، صلوات الله عليه، عقليتين متناقضتين بين الآيات المكية والمدنية.
• أن محمدا، عليه الصلاة والسلام، قد أُرسل ليعلّم المسيحية لقريش، ثم حاد عن الرسالة إبتداءً من معركة بدر، التى خاضها لأغراضه الشخصية الحربية وبذلك فقد النبوة ولم يعد نبى الله!
• أن القرآن الكريم خليط ما بين التنزيل الإلهى وتأليف سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام ..
• أن المطلوب هو إعادة تفسير القرآن الكريم بصورة رمزية وليست أصولية، وذلك وفقا لوجهة نظر المتصوفة الكاثوليك، و " المفكرون الجدد للإسلام " ..
• وأن فكرة إعتبار أن الإسلام ديانة منزّلة من عند الله أمر مرفوض من الفاتيكان، بعد أن أنزل المسيحية.
• وأن الإسلام لا يمكن أن يكون قد أتى بمبادرة من عند الله، لأن سيدنا إسماعيل إبن جارية، وليس من زواج شرعى! وبالتالى لا يحق له تبوء رسالة دينية .. لذلك تم إختلاق الإسلام بمبادرة إنسانية تماما، أى من تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الإسلام ديانة حربية.
وما نخرج به من الإستشهاد الثانى يقول:
• ان الإسلام والمسلمين لا يعرفون التسامح
• وأن الأئمة، هناك فى الغرب، غارقون فى عالمهم الخاص، ويقومون بما حرمه الله، من قبيل الجماع بزوجاتهم أثناء الحيض أو القيام بعلاقات خارج رابطة الزواج، يستخدمون فيها وسائل منع الحمل بدراية فائقة ..
• أن هناك صراع بين المسلمين لمقاومة الإسلام السياسى.
• أن البابا ينتظر من المسلمين: إقامة حرية العقيدة " فى مجمل المناطق ذات الأغلبية المسلمة " – وقد عز عليهم كتابة " فى البلدان الإسلامية "، إضافة إلى تطبيق حقوق الإنسان وفقا لوثيقة الأمم المتحدة!
• إنتقاد صمت خطاب " كلمة سواء"، على لسان الأب ترولّ الجزويتى، بأن الخطاب " لم يشر إلى الخلاف السحيق بين مفهوم الله عند المسلمين والله الثالوث عند المسيحيين وإبنه الذى تجسد بشرا "، لذلك يطالب بتنفيذ هذه المطالب الآن وفورا! – لكى لا تتم حتى مناقشة أننا لا نعبد نفس الإله أو أنهم أشركوا به بكل ما نسجوه من عقائد ـ وهو ما يدركونه تماما!!
• أن خطاب ال138 مائع و أخرص أى لا يقول شيئا حول نقاط حقوق الإنسان، والحرية الدينية أى إباحة التبشير والتنصير علنا، والمساواة بين الرجل والمرأة، ولا عن فصل الدين عن الدنيا!
• أن المسلمين حاليا يقومون بعملية جمود حيال قيم الغرب ..
وينتهى المقال الإستفزازى، الكاشف عن نفوس وضمائر أبعد ما تكون عن الحيدة والتسامح الذى يطالبون به، بجملة ترويعية، توضح بصريح العبارة ما ينتظر المسلمين إذا ما تخلفوا عن تنفيذ قرارات " قداسة " البابا بنديكت السادس عشر وهى:
أنه سوف يتم دك الغرور القومى الحالى للحضارة الإسلامية، إما عن طريق حرب يشنونها بحيث يخسرها المسلمون، أو أن يتم فرض عملية إرتداد جماعية علي المسلمين واقتلاعهم من دينهم ..
ولن أتناول الرد على سفاقة مثل هذه المطالب ولا حتى التعليق على الأسلوب، الذى أقل ما يوصف به أنه إستعمارى وقح، بكل ما به من إسقاطات وتعالى، وأترك الرد لكل من يجد فى نفسه بقية من إيمان يدافع بها عن هذا الدين ..
لكننى أتوجه بالسؤال إلى تلك "النخبة " المختارة من الفاتيكان، إلى أولئك "الحكماء" فى نظره، مع مراعاة كل ما كتبوه أو قاموا به من تعريف بالإسلام: ما عساكم فاعلون فى اللقاء المقبل، الذى سيتعين عليكم فيه تلقى الأوامر و الإقرار بها وبداية عملية تحريف القرآن وإقتلاع الإسلام؟! أليس من الأكرم لكم الرد رسميا وعلنا على هذه المطالب الوقحة، وعدم التورط بالذهاب إلى هذا اللقاء المشبوه؟! ..
والأمر ليس مرفوعا إلى الإمام الأكبر للأزهر الشريف، و إلى خادم الحرمين الشريفين، وإلى كافة علماء المسلمين فحسب، بل إلى أمة محمد، صلوات الله عليه، لذلك اكرر الصيحة: أفيقوا أيها المسلمون، أينما كنتم وأيا كان مستواكم العلمى أو المعرفى، افيقوا للدفاع عن الدين قبل أن تتفاقم الأحداث!.
فالهجمة الشرسة على الإسلام باتت من القحة والغطرسة المعلنة، بوضوح لا ريب فيه، بحيث يقتدى الرد عليها أن يكون قاطعا حاسما فى الدفاع عنه، ليضع هؤلاء القوم بتعصبهم البغيض، والقائم بنيانهم على تل من الأكاذيب والنصوص المزورة، المنسوجة عبر القرون، فى المكان الذى يستحقونه! ..
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=44157&Page=7&Part=1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 04:33]ـ
======(/)
خيانات الشيعة (الرافضة الإثنا عشرية) عبر التاريخ
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 11:07]ـ
كما هو معلوم لكل عاقل ان الشيعة الرافضة تاريخهم عبارة عن عداء مستمر للاسلام وأهله وخياناتهم مستمرة ...
والتاريخ يخبرنا انهم خانوا الحسين رضي الله عنه عندما أوهموه بأنهم سينصرونه في الكوفة فارتدوا على أدبارهم خائبين وتركوه يصارع المصير لوحده رضي الله عنه.
حتى أعترف كبار علماء الشيعة انهم اي الشيعة هم من قتل الحسين رضي الله عنه قال السيد محسن الأمين بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه {أعيان الشيعة 34:1}.
والتاريخ يخبرنا مساعدة الشيعة الرافضة للصليبيين لاحتلال المسجد الأقصى عن طريق دولتهم الفاطمية ومحاربتهم لصلاح الدين وقد حاولوا أغتيالة أكثر من مرة ولاكن الله سلمة.
والتاريخ يخبرنا الخيانة العظمى للشيعي الرافضي الخبيث ابن العلقمي الذي كان وزير للمستعصم بالله الذي تعاون مع التتار لاسقاط الدولة العباسية.
والتاريخ يخبرنا من هم القرامطة، ومعلوم ما ارتكبوه من جرائم لم يحصل مثالها في التاريخ، فمن ذلك إلحادهم الأكبر في حج 317هـ واقتلاعهم الحجر الأسود، ولم يردوه إلا سنة 339هـ.
والتاريخ يخبرنا أن العبيديون حاول هدم البيت عام 413، ومنعوا غيرهم من الحج أحيانا فمضت سنوات متطاولة لم يحج فيها أحد من أهل العراق وخراسان، بل مضى قرن كامل لا يكاد يحج فيها أحد منهم حتى طهر الله الحرم من العبيدية سنة 463.
والتاريخ يخبرنا عن فتنة القرامطة بالحرم عام 317 تقصدوا قتل العلماء وأهل الحديث أكثر من غيرهم، مثل الحافظ الكبير ابن عمار المعروف بالشهيد، وهو متعلق بأستار الكعبة.
ويعيد التاريخ نفسه، فهاهم الرافضة يحاولون الفتنة والتذبيح في حرم الله الآمن، ولا أحد يجهل ما ارتكبوه سنة 1407 وهذه الفتنة موئقة بالفيديو وموجودة وان شاء الله سوف نضع لها رابط.
والتاريخ يخبرنا ان في عام 1406 عرض التلفزيون السعودي صور Tnt وهي عجائن متفجرة أدخلوها ألى البلاد المقدسة وأيضا للتنديد بأمريكا!!! ولكن الله سلم الحجاج ...
هذا مافعله المجرمون الرافضه في بيت الله الحرام (فيديو) أضغط هنا
والتاريخ يخبرنا ان الرافضة الشجعان ينددون بأمريكا بالسكاكين وجميع أنواع الأسلحة البيضاء أين في حرم الله الآمن!!!! ومتى في شهر الله الحرام 6/ 12/1407هـ. نعم لقد نددوا بالأمريكان - الشيطان الأكبر- وقتلوا العشرات من الناس ومن الجنود ومثلوا بالجثث وعلقوها في أعمدة النور ... .
[/ img]
والتاريخ يخبرنا انه في نفق المعيصم أطلقوا غاز الخردل وتوفي المئات من الحجاج ولا حول ولا قوة ألا بالله .. هذا هو التنديد بأمريكا ..
والتاريخ يخبرنا انه سنة 1407 قام الرافضة باغتيال العلامة الكبير إحسان إلهي ظهير بباكستان، وهل قتلوه وحده؟ كلا، فقد زرعوا المتفجرات في المسجد الذي عقد فيه اجتماع لكبار علماء السنة بباكستان، فقتل مع الشيخ أكثر من خمسين من العلماء والشيوخ.
والتاريخ يخبرنا ان أهل السنة في طهران عاصمة جمهوية اسلامية ايرانية لا يوجد لهم مسجد واحد ويوجد للمجوس والنصارى واليهود العشرات من المعابد والكنائس!!! فاي أسلام هذا واي دين هذا!!!
وأما بالنسبة للتفجيرات التى في العراق فهي من افعال الرافضة الهمجية وما بين رافضة أيران ورافضة العراق من الغل والحسد والعداء ليفوق هذه التفجيرات وهذه الاغتيالات وخير شاهد على ذلك لواء بدر الرافضي الفارسي المجوسي وخير دليل على العداء بين رافضة اين والعراق ماصرح به الكاتب والصحفي سمير عبيد في قناة الجزيرة ان الشيعة الايرانية يكرهون كل ماهو عربي ويحقدون على شيعة العراق وهذا الملف المرئي موجود.
نقلته من مواقع الدفاع عن السنة(/)
تعريف ببحوث أكاديمية جديدة في التفسير والقراءات وفقه المرحلة
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 11:44]ـ
الحسن محمد ماديك
المؤهلات: متخصص في تحرير طرق القراءات العشر الكبرى"النشر" و " طيبة النشر لابن الجزري" وصاحب تفسير أكاديمي جديد للقرآن الكريم.
المؤلفات:
? بحث أكاديمي حول المصاحف المطبوعة بعنوان " إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات" حوار مع القراء
? تفسير القرآن الكريم كاملا ـ قيد الإنجاز ـ بعنوان "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" حوار مع المفسرين ومما تضمن هذا التفسير:
1. استنباط واستخراج النص الكامل للتوراة من القرآن
2. استنباط واستخراج النص الكامل للإنجيل من القرآن
3. استنباط واستخراج مجموع ما نبئ به كل نبي من القرآن
4. استنباط واستخراج مجموع ما نبئ به رسول الله وخاتم النبيين الأمي ?
5. استنباط أن أكثر ما نبئ به النبي الأمي ? في القرآن لم يقع بعد إلى يومنا هذا وسيقع في الحياة الدنيا وله مثاني مما نبئ به النبيون من قبل كما في القرآن
6. أن العذاب الذي عذب به الأولون وهم المكذبون من قوم نوح وكذا عاد وثمود وقوم لوط وكذا مدين وأصحاب الأيكة وقوم فرعون سيقع مثله على الأخرين في الدنيا كما بينت في تفسير سورة القدر التي تضمنت ثلث القرآن
7. أن من الموعودات والغيب في القرآن الذي يجب الإيمان به موعودات في الدنيا لم تقع بعد وستقع وسيشيب لهولها الولدان وغفل عنها التراث الإسلامي العريض وانشغلت بها سنين عددا أتدبر القرآن لاستنباطها
? نزع فتيل الصراع العربي الإسرائيلي حول القدس وحول الشام من القرآن والتوراة والإنجيل
? فقه المرحلية لإثبات أن القتال في سبيل الله لا يقع إلا في ظل رسالة لكن الدفاع المأذون به لكل الناس مسلمين وغير مسلمين شرعي وليس هو من الموصوف في القرآن بأنه في سبيل الله وسيقع الإذن بالقتال في سبيل لإيقاع وعد الله في القرآن ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? المائدة:54
? بحث تحرير البحث العلمي المجرد
معلومات عامة: موريتاني الجنسية، منتصف العقد الخامس، متزوج وأب لأربعة أطفال
ملاحظة: هذه البحوث وغيرها قد بدأت بنشرها في موقع ملتقى أهل التفسير وموقع منتدى البحوث والدراسات القرآنية ومنتدى الحكمة وقراء القرآن وسوس العالمة وغيرها ولا أزال أبحث عن موقع يحتضنها رسميا
الحسن محمد ماديك
باحث أكاديمي في علوم القرآن، متفرغ
متخصص منذ 1981 في الحركات الباطنية عبر التاريخ
متخصص منذ 1981 في الجماعات الإسلامية
متخصص منذ 1989 في القراءات العشر الكبرى
متفرغ منذ 2001 لتفسير القرآن قيد الإنجاز
انواكشوط ـ موريتانيا
الجوال: 002226728040
المنزل: 002225210953
E.MAIL : elhacenmadick@gmail.com(/)
في امتحان اكاديمية العلوم الصحيه في بريده أُجبرت الطالبات على الاختلاط .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 11:49]ـ
هذا الموضوع نشرته الاخت الكريمه الزين نجدي في منتدى بريده وتحقيقاً لرغبة احد الاخوة الافاضل الذي ارسل الموضوع ننشره هنا لعله يصل صوت اخواتنا الى المسؤولين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: الامتحان التأهيلي من لجنة الهيئة الصحية لطلاب وطالبات الأكاديمية للعلوم الصحية بمنطقة القصيم وحائل
اليوم: الخميس
الوقت: 1 ظهرا
المكان: مستشفى الملك فهد التخصصي
المدة: أربع ساعات
العدد: 20 طالبه من منطقة القصيم 20 طالب من القصيم وحائل
الشروط: إحضار بطاقة الانتماء وبطاقة الأحوال للشباب والعائلة للبنات
الحضور للمستشفى قبل بـ ساعتين
عدم حضور احد من ولاة الأمر مع الطالبة للمستشفى!!!
قاعة التقديم: اسألوا ركن الاستقبال يدلكم عليه (الدور الأرضي يمين بوابة استقبال الزوار).
المراقبين على الامتحان: احد أعضاء لجنة الهيئة الصحية لتمريض ثلاث شباب من عوائل معروفة بمنطقة القصيم ....
حين سمعت والدة إحدى هؤلاء الفتيات انه سيكون معهم شباب في نفس القاعة
أخذها الإحساس بالمسؤولية تجاه ابنتها ورفضت الا ان تذهب هي مع ابنتها للمستشفى ..
دخلن من باب الزوار الساعة 11.30 ص وتوجهتا الي قسم الاستقبال .. لا يوجد احد!!
ثم ذهبن إلى احد حراس الأمن الموجودين في ذاك الوقت
فسألته إلام أين قاعة امتحان الهيئة للأكاديمية؟
قال:هنا شاور على يسار ركن الاستقبال
ذهبتا فوجدتا شباب في مقاعد الامتحان في القاعة فتراجعتا
فقال لها احد الموجودين اذهبي إلى انتظار النساء
توجهت الأم مع ابنتها إلى انتظار النساء فإذا بمجموعه من فتيات الأكاديمية ينتظرن وقت الامتحان احدهم من عنيزة وأخريات من الرس و الأغلبية من بريده.
جلسن يراجعن بعض الدروس
انتظار من 11.30 إلى 1 ظهرا
ثم دخلن الفتيات القاعة!!!
رفضوا ان تدخل الأم أو ان تقف داخل القاعة!!
رجعت إلى قاعة الانتظار ,, هي تورد على ابنتها
4 ساعات انتظار بالإضافة إلى الساعات التي كانت قبل الدخول الطالبات إلى القاعة ..
انتظرت حتى خرجت ابنتها ولم تصبر دقيقه واحده في المستشفى ركبت السيارة عائده إلى المنزل
قالت الفتاة أمي لا اعلم ما سجلته في ورقة الامتحان
بعض الفتيات في الامتحان يتكلمن و يضحكن مع المراقبين وكنت أقع بإحراج كبير حين يقترب مني المراقب ليلقي نظرة على ورقتي ويقف طويلا ينظر لي وهنا تطير المعلومات ..
فتصرخ به إحدى الفتيات \\\\\\\" الجريئات\\\\\\\" مازحه لتقول له رح بعيد يا بن الحلال عن البنت بدت ترتجف من الخوف والحياء.
وآخر الامتحان طلب مني ان أسجل اسمي و قد اتكأ على الطاولة بكل بجاحة لينظر ماذا اكتب.
إخوتي و أخواتي
حين نذهب للمستشفيات نراها مكدسة بالأجنبيات .. طبيبات ممرضات عاملات أجنبي × أجنبي
نتمنى ان نجد من بلدنا ومنطقتنا فتيات يقمن بما يقوم به هؤلاء الأجانب!!
كيف يسمح في السعودية عامه و القصيم خاصة بإجراء امتحان بهذه الطريقة؟
كيف يمكن لبناتنا ان يخضن هذا المجال ولم يخصص لهن الخصوصية فيها بعد؟
كيف تقبل أم أو أب بان تلتحق ابنته بمثل هذا المجال المهم بالمنطقة وهو اختلاط 100%
كيف تطالبون بالسعوده واختلاف التخصصات .. ولم يحصل الأمان الكامل لفتياتنا ولم تتوفر لهم الخصوصية الكاملة
اسمع صوتنا يا مدير الصحة بالمنطقة ...
كتبنا هذه الشكوى هنا بمنتدى بريده القلب النابض بمشاكل و معانات المجتمع
وسنكتبه أيضا في مكان آخر حتى يصل إلى وزير الصحة.
هذا الموضوع بأذن من طالبات الاكاديميه للعلوم الصحية بمنطقة القصيم
ولولا حرصهن على انفسهن لما طلبن مني ان اكتب هذ الموضوع.
مع تمنياتي بالتوفيق للجميع
.............................. ........
منقول
ونحن نضم صوتنا ونقول هذا الاختلاط الذي يرفضه المجتمع لماذا يحدث في قطاعاتنا؟
ولمصلحة من يحدث هذا الاختلاط الذي ترفضه كل فئات المجتمع؟
ومن اين تأتي تلك التوجيهات بهذا الاختلاط اذا كان ولاة الامر يرفضونه
هل يعتبر هذا الاختلاط اصراراً على مخالفة الدين الاسلامي وتعاليمه
وهل يعتبر تحدياً للدوله وللمجتمع وللطالبات الرافضات لهذا الاختلاط؟
نتمنى ان يُحاسب هؤلاء الذين يسيرون بعكس سياسة الدوله وبعكس توجهات المجتمع
الدوله وكل قطاعاتها تسيرعلى تعاليم الشريعة الاسلاميه التي تُحرم الاختلاط
فمن الذي يأتي بتلك التشريعات التي تجبر الكريمات الفاضلات من الاختلاط بالرجال؟
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 04:16]ـ
جزاك الله خيراً .. (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 05:32]ـ
ونحن نضم صوتنا ونطالب ان يُحاسب هؤلاء الذين يسيرون مخالفين لتعاليم الشريعة الاسلاميه التي تُحرم الاختلاط
ويسيرون باتجاه عكسي لتوجهات المجتمع المحافظ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 11:18]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
(يريدون ليطفؤوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)(/)
هيئة الفساد المتحدة تدعو إلى تشريع الشذوذ .. ! وتتدخل في تطبيق الشريعة في بلاد الحرمين
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 12:21]ـ
ثمن المستوى العالي للخدمات الاجتماعية في المملكة
التقرير الأممي يطالب بالسماح للمرأة بقيادة السيارة وإلغاء نظام المحرم (!!!!)
جنيف: ماجد الجميل
سجل تقرير هيئة الخبراء التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة "بتقدير عال" شروع المملكة في صياغة تشريعات جديدة تتضمن حقوق المرأة والأسرة والطفل، مثنياً على "المستوى العالي من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة لرعاية المرأة والأسرة والطفل".
لكن التقرير ذاته انتقد تحفظ المملكة على بعض بنود معاهدة إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
وحث التقرير الذي يتضمن 45 فقرة على إلغاء العمل بما أسماه مبدأ المحرم، وعدم قيادة المرأة للسيارة، معتبراً ذلك من أمثلة "الهيمنة الأبوية". كما طالب التقرير برفع القيود على حرية المرأة في الزواج والطلاق واختيار السكن والتعليم والعمل، واتخاذ القرارات الخاصة بها.
وامتداداً لسوء الفهم وعدم مراعاة القيم الإسلامية والعادات والتقاليد حث التقرير المملكة على سحب تحفظاتها على الفقرات الواردة في المعاهدة والمتعلقة بمنح الحق لزواج مثليي الجنس سواء بين الذكور أو الإناث.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2682&id=40324
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 10:42]ـ
اللهم رد كيدهم في نحورهم يريدون لمجتمعنا المسلم المحافظ التدهور والانحلال وان يعيش مثل حياتهم البهيمية واللاانسانية بل اخس وارذل كماقال سبحانه عنهم ((اؤلئك كالانعام بل هم اضل)) وان تتفكك الاسرة المسلمة ولكن نسال الله ان لايحقق مرادهم وان يوفق ولاة امرنالرفض كل مايخالف شرع الله المطهر فهذا البلد قبلة المسلمين وقلب العالم الاسلامي واذا فسد القلب فسدت الجوارح
ـ[لامية العرب]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 09:38]ـ
اللهم رد كيد هذه الجرثومة (هيئة الذمم المغتصيبة)
اين الحرية المزعومة وهم يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة من شؤوننا
وما دام أنهم رعاة الحرية فالأمر أصبح محسوما بنتائج الاستفتاء
http://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/listrc.gif هل توافق (ين) تقرير الأمم المتحدة تجاه المرأة السعودية، والذي أوصى بإعطائها حقها من خلال قيادتها للسيارة؟ أ
وافق
http://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar2-r.gifhttp://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar2.gifhttp://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar2-l.gif 2.50% (1243)
***********************
لا أوافق بتاتاً وأرفضه بشدة
http://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar3-r.gifhttp://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar3.gifhttp://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar3-l.gif 95.12% (47235)
*************************
أوافق بشروط
http://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar4-r.gifhttp://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar4.gifhttp://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar4-l.gif 2.17% (1078)
**********************
ليس لدي رأي تجاه القضية
http://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar5-r.gifhttp://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar5.gifhttp://www.sabq.org/inf/styles/sabq/images/polls/bar5-l.gif 0.21% (104)
***********************
إجمالي الأصوات (49660)
علما بأنه لا زال التصويت مستمرا(/)
الإسناد الإسناد أيها الرافضي
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 09:47]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فقد خطر لي أن أقلب النظر في بعض تصانيف الروافض فإن فيها طرافةً وظرفاً يعرفهما من يميز صدقهم من كذبهم _ وما أكثر الثاني _
فوقع نظري على كتاب ((أبو طالب حامي الرسول)) لنجم الدين العسكري
وهذا الكتاب أنموذج فريد من نماذج (الكوميديا) الرافضية
فهو يأتي بالروايات الساقطة ثم يفرع عليها التفريعات العجيبة
وإليك مثالاً لكي يصدق الخبر الخبر
قال الرافضي في ص4 إلى ص6 (((خرج) العلامة شيخ الاسلام الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه (يبابيع المودة ص 255 طبع اسلامبول سنة 1301 ه) من المودة الثامنة من كتاب مودة القربى تأليف العلامة السيد علي بن شهاب الهمداني الشافعي وقد نقل جميع ذلك الكتاب في ينابيع المودة (من ص 242 إلى ص 266)
فقال ما هذا لفظه (عن) عباس بن عبد المطلب (عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم) قال لما ولدت فاطمة بنت أسد عليا (عليه السلام) (في بيت الله الحرام) سمته باسم أبيها أسد، فلم يرض أبو طالب بهذا الاسم فقال (لها) هلم حتى نعلو أبا قبيس ليلا وندعو خالق الخضراء فلعله أن ينبئنا في اسمه فلما أمسيا خرجا وصعدا أبا قبيس، ودعيا الله تعالى فانشأ يقول أبو طالب: يا رب هذا الغسق الدجي * والفلق المبتلج المضي بين لنا عن أمرك المقضي * بما نسمي ذلك الصبي فإذا خشخشة من السماء، فرفع أبو طالب طرفه، فإذا لوح مثل الزبرجد الاخضر فيه أربعة أسطر فاخذه بكلتا يديه وضمه إلى صدره ضما شديدا فإذا مكتوب (قيه). خصصتما بالولد الزكي * والطاهر المنتجب الرضي وإسمه من قاهر علي * علي اشتق من العلي فسر أبو طالب سرورا عظيما، وخر ساجدا لله تبارك وتعالى وعق بعشرة من الابل، وكان اللوح معلقا في بيت الله الحرام يفتخر به بنو هاشم على قريش حتى غاب زمان قتال الحجاج بن الزبير. (قال المؤلف) لم يغب بل سرق وستعرف سارقه فيما يأتي وقد نقل الابيات الكنجي الشافعي محمد ين يوسف بن محمد في كتابه كفاية الطالب (ص 260) طبع النجف الاشرف، وفيها اختلاف في بعض الكلمات وهذا نص الفاظه: يا رب هذا الغسق الدجي * والقمر المنبلج المضي بين لنا من أمرك الخفي * ماذا ترى في اسم ذا الصبي
قال فسمع صوت هاتف يقول: يا أهل بيت المصطفى النبي * خصصتم بالولد الزكي إن اسمه من شامخ علي * علي اشتق من العلي))
قال أبو جعفر: الرافضي يحتج على أهل السنة لهذا يورد الروايات من كتبهم
القندوزي الحنفي المذكور هو الشيخ سليمان بن خواجه كلان القندوزى البلخى نزيل القسطنطينية المتوفى بها سنة 1293
ذكر هذا صاحب إيضاح المكنون وكتابه المذكور ليس مسنداً وعلى هذا تكون روايته معضلة إعضالاً شديداً
وأما علي بن شهاب الهمذاني السافعي فقد توفي سنة 786 ذكر ذلك صاحب كشف الظنون
ولقد جهدت في البحث عن هذه الرواية في مصادر فلم أجد
وعلى هذا لا يصح إلزام أهل السنة بهذا ولا حتى الروافض إذ أهل السنة لا يلتزمون إلا بالصحيح والإخباريون إنما يقبلون الذي في كتبهم والأصوليون لا يقبلون في مثل هذا فالإنقطاع فيه شديد وهو مروي من غير طريق الإمامية
وليس العسكري وحده من أورد هذه الرواية من الروافض صاحب كتاب ((معرفة الإمام)) تحت قسم ((روايات علماء أهل السنّة المشهورين في مقام أميرالمؤمنين عليه السّلام))
وتأمل قول العسكري ((لم يغب بل سرق وستعرف سارقه فيما يأتي))
وقد صرح أن السارق في ص6 أن السارق هو هشام بن عبدالملك
وهذه عجيبة فالرواية المذكورة تقول بأن اللوح قد غاب في زمن قتال الحجاج لعبدالله بن الزبير ومعلوم أن هذا قد حصل في زمن عبدالملك بن مروان أي قبل استلام هشام لمقاليد الحكم
فتأمل رحمني الله وإياك بلادة هذا الرافضي وقد اعتمد على رواية أخرى ساقطة كمثل روايته الأولى تقول بأن اللوح المزعوم ما زال معلقاً بالكعبة حتى اخذه هشام بن عبدالملك
ولنسأل سؤالاً
كيف صبر الصحابة المغتصبون للخلافة _ على زعم الروافض _ على بقاء هذا اللوح على الكعبة وفيه فضيلة عظيمة لعلي_ رضي الله عنه _ الذي كانوا يبغضونه؟
بل كيف صبر حكام بني أمية_ قبل هشام _ على وجود هذا اللوح على الكعبة؟
تنبيه: كتات ينابيع المودة طبع بتحقيق رافضي يدعى علي جمال اشرف الحسيني وقبله حققه رافضي يدعى محمد مهدي السيد حسن الخرسان
وقد ذكر الأول في تحقيقه للكتاب أن سليمان القندوزي كان صوفياً نقشبدياً ونقل من ترجمته ما يدل على تأثره بابن عربي وحرصه على نسخ كتبه
والطيور على أشكالها تقع
وقد ذكر هذا الصوفي في كتابه المذكور _ الذي فرح به الروافض وحققوه _ حديث ((أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر))
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 06:39]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا عبد الله الخليفي.
والله يا أخي أنا أذكر في نفسي ضلال هؤلاء الروافض،
وأعجب كيف يصل إنسان بنفسه إلى هذا الحد من البلادة وقلة العقل.
ثم أعود إلى نفسي فأقول الحمد لله الذي عافانا وجعلنا مسلمين!!(/)
تحرير البحث العلمي المجرد
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 10:04]ـ
تحرير البحث العلمي المجرد
بقلم
الحسن محمد ماديك
إن البحث العلمي المجرد أيا كان ميدانه هو الخطوة الصحيحة على الطريق الموصل إلى سعادة البشرية التي لن تحقق نجاحا أو تقدما في علم من العلوم التجريبية أو التقنية أو الدينية أو الأدبية أو الإنسانية إلا به، ولكل تخصص علمي أدواته ووسائله الخاصة به يتمكن بها الباحثون المتخصصون من التقدم العلمي إن لم يتعثروا في هوة الانحطاط بسبب الأخطاء العلمية أو المنهجية.
وإنما الثابت المقدس هو الحقيقة العلمية الابتدائية أو المتوسطة أو الكلية، سواء اطلع عليها الناس أم غابت عنهم، وسواء وافقوها أم خالفوها بعضهم أو جميعهم، ولن يصح اتخاذ الإجماع معيارا لمعرفة الحق أو الحقائق العلمية كما شاع وذاع في بعض العلوم أكثر من غيرها إذ كان على رأس أخطاء الباحثين فيها اعتبار الإجماع دليلا على أن المجمع عليه من الحقائق المقدسة التي يجب وصف مخالفها بالشذوذ والردة كما شذ " كاليلي " إلى الحقيقة العلمية يوم قال بدوران الأرض وخالف ما أجمع عليه أهل الأرض يومئذ، وكان إعدامه إعلانا لنشأة خطإ منهجي ارتضاه رجال الدين في الكنيسة يقضي بمصادرة حرية الرأي والفكر والاجتهاد ويقضي بفرض التقليد، قضاء باسم الدين وباسم الله كذبا وافتراء.
ولقد أخطأ رجال الدين في الكنيسة الذين أعدموا " كاليلي " خطأين منهجيين: أولهما أن حسبوا فهمهم للكتاب المنزل أي فقههم منه معيارا للحق فقدّسوا فقههم ووصفوا بالكفر والردة كل من خالفه وعاقبوه باسم الله كذبا وافتراء عليه، وثانيهما أن فرضوا التقليد على الناس وأغلقوا دون الاجتهاد والبحث العلمي بابا وخدّروا العقول لئلا تفكر أو تتأمل أكثر أو أبعد مما توصل إليه رجال الدين يومئذ.
ولا يزال الخطأ المنهجي ينأى بصاحبه عن موافقة الحق سواء كان متعمّدا أو من غير قصد، وليت شعري ما الفرق بين رجال الدين الذين أعدموا " كاليلي " وبين فرعون ذي الأوتاد الذي أعدم السحرة أن آمنوا برب العالمين قبل أن يأذن لهم، كلاهما صادر حرية الرأي والتأمل والفكر أي قيّد البحث العلمي المجرد وفرض التقليد وأغلق باب الاجتهاد ووأد الإبداع.
إن فرعون قد قال لقومه كما في قوله ? قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ? غافر 29 ومن المثاني معه قوله ? وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ? القصص 38 ويعني أنه قد حجر على سمعهم وأبصارهم وآرائهم وفرض عليهم تقليده وأن لا يروا رأيا إلا رأيا رآه هو لهم ولا يعلموا من العلم إلا ما علمه هو لهم، ولم يكتف فرعون بذلك بل أعدم السحرة أن آمنوا بموسى قبل أن يأذن لهم، وسار على منهجه رجال الدين الذين أعدموا "كاليلي" أن آمن بما لم يأذنوا له به.
ولا يزال رجال الدين على نفس الخطإ إلى يومنا هذا ويبتعدون يوما بعد يوم عن البحث العلمي المجرد بسبب الأخطاء المنهجية المذكورة.
وإنما التقليد بدعة اقتبسوها من منهج فرعون واتخذوه دينا وفرضوه على الأجيال اللاحقة، وكلما ازداد المتأخرون في تقليد من سبقهم رغم الأخطاء المنهجية أو العلمية ازدادوا انحطاطا وردة وقهقرى عن التقدم العلمي.
وإن الكتاب المنزل على خاتم النبيين ? لبريء من فرض التقليد ومصادرة حرية الرأي والفكر والتأمل والاجتهاد والبحث العلمي.
وإن أكبر الكليات وأقدس المقدسات لحقيقة وحدانية الله وأن لا شريك له وأنه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤ ولا شبيه ولا مثل ولا ند، وتضمن القرآن والكتاب المنزل من عند الله هذه الحقائق دون أن يصادر حرية الرأي والتأمل والفكر والبحث العلمي ودون أن يفرض تقليدها على الناس ومنهم المخالفون، وإنما بالأمر باستعمال كافة أدوات البحث العلمي كالسمع والبصر والتأمل والفكر والعقل كما في قوله:
• ? أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? النمل 64
• ? أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم ? الأنبياء 24
• ? ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به ? الفلاح 117
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذن شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين ? الكهف 13 ـ 15
• ? ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم ? القصص 74 ـ 75
ويعني حرف النمل أن الله أمر الناس بالتأمل والنظر والبحث العلمي وسيعلمون أن الذي يبدأ الخلق ثم يعدمه ثم يعيده والذي يرزق من السماء والأرض هو الله وحده لا شريك له فمن لم يفقه ذلك بعد التأمل والنظر واتخذ مع الله شريكا فليأت ببرهانه ودليله على أن لشريكه من الخلق والقدرة مثل ما لله.
ويعني حرف الأنبياء أن الله أمر من اتخذ من دونه آلهة أن يأتي ببرهانه أي دليله عليه.
ويعني حرف الفلاح أن القاصر المقلد الذي لم يتأمل ولم يبحث هو الذي يدعو مع الله إلها آخر لا برهان له به وإنما بسبب التقليد.
ويعني حرف الكهف أن الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى قد علموا أن من دعا إلها دون رب السماوات والأرض قد قال شططا إذ خالف الصواب، وأقر القرآن الفتية إذ أنصفوا قومهم المشركين فسألوهم سلطانا بينا أي دليلا وحجة على أن آلهتهم هي رب السماوات والأرض الذي خلقهن ويدبر الأمر فيهن.
ويعني حرف القصص أن الله قبل أن يعذب المشركين يوم القيامة سيسألهم برهانهم ودليلهم على أن شركاءهم في الدنيا كانوا شركاء لله حقا وإذن فلينصروهم من العذاب في الآخرة.
إن طلب البرهان والدليل العقلي والعلمي من المخالف في الكتاب المنزل من عند الله ليتعارض مع مصادرة حرية الرأي والفكر والاجتهاد بل هو تحرير للبحث العلمي المجرد وإعلان أن حرية الرأي والفكر والعبادة والسلوك حق مشروع لكل إنسان.
وإن القرآن وهو هكذا يناقش ويحاور في أعظم المقدسات لبريء من التقليد والحجر على الرأي والفكر والعقل.
إن الحقيقة سواء كانت ابتدائية أو متوسطة أو كلية ستبقى كذلك لا يزيدها إجماع جميع الإنس والجن عليها ولا ينقصها نكرانهم في عصر من العصور أو في جميع العصور عبر التاريخ، وهكذا فإن شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله كلية من الكليات ستبقى كذلك لا تنقص بإنكار المنكرين ولا تزيد بإقرارهم.
وهكذا لم ينقص من وحدانية الله تعالى إنكار أهل الأرض جميعا قبل أن يخالفهم إبراهيم وحده بإعلان التوحيد.
إن الإجماع على ما في الكتاب المنزل من عند الله وعلى ما جاء به النبي ? من العلم والتشريع مع القرآن لا يزيد الوحي قوة في الدليل على قوته، وإنما يزيد في إيمان أهله.
وأما الإجماع ممن يعتبر إجماعهم على ما لم يتضمنه الكتاب المنزل والأحاديث والسنن النبوية فلا خلاف في الأخذ به في التشريع أي العبادات والمعاملات قبل ظهور الحكم الشرعي من الكتاب المنزل الذي تضمن تفصيل كل شيء ولم تستكمل الأمة الأمية بعد دراسة الكتاب المنزل بل ستظهر معانيه ودلالاته أكثر فأكثر كلما اقتربت الساعة وليعلم الناس رأي العين أن محمدا مرسل من ربه بالقرآن كما شهد به الله وهو أكبر شهادة.
? فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ?
إن الذين فرضوا على الناس تقليدهم في فقههم وفهمهم وحجروا على الرأي والفكر والعقل فأغلقوا دون الاجتهاد بابا، لم يسعهم وخالفوا ما ارتضاه الله من المخالفين وأذن لنبيه ? بقبوله منهم وهو أن يأتوا بالدليل.
وسيعقل من تدبر القرآن أنه ناقش فريقين من المخالفين أحدهما كافر مشرك بالله، خوطب في الكتاب المنزل من عند الله باستعمال السمع والبصر والفكر والعقل لإدراك الأدلة العقلية والحسية المادية ليهتدي إلى أن الله هو رب كل شيء وخالقه ومدبر أمره وليعبده المكلفون ويخافه من يفقهون ويعقلون، وخطاب هذا الفريق كما في قوله:
• ? أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ? الطور 35 ـ 36
• ? قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ? البقرة 258
• ? واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ? الفرقان 3
(يُتْبَعُ)
(/)
وثاني الفريقين من المخالفين يقر بالله ربه الخالق خوطب في الكتاب المنزل من عند الله بأن الدليل أي الحجة والبرهان والسلطان المبين أي البين له أو عليه إنما هو بما تضمنه الكتاب المنزل من عند الله وكذلك دلالة قوله:
• ? أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه ? فاطر 40
• ? أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون ? الزخرف 21
• ? أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ? الصافات 153 ـ 157
• ? إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون ? القلم 34 ـ 39
• ? وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? البقرة 111
• ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ? عمران 93 ـ 94
ويعني أن الكتاب المنزل من عند الله كالتوراة أو الإنجيل أو القرآن كل منه بينة وحجة لمن استمسك به في سلوك أو قول أو تصور، إذ الكتاب المنزل من عند الله هو العهد منه كما في قوله ? وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ? البقرة 80 ويعني أن لم يتخذوا عند الله عهدا أن لن تمسهم النار إلا أياما معدودة بل هو مما قالوه بغير علم إذ لم يتضمنه الكتاب المنزل من عند الله إليهم وهو التوراة، وكما في قوله ? أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا ? مريم 77 ـ 79 ويعني أن الذي زعم أن سيؤتى لو بعث في الآخرة مالا وولدا كما في الدنيا إنما يفتري الكذب إذ لم يطلع الغيب كالنبيين والرسل ولم يتخذ عند الله عهدا أي لم يتضمن الكتاب المنزل من عند الله تصديق زعمه.
ويعني حرف فاطر أن من خالف في سلوكه أو قوله أو تصوره ما أمر الله به في الكتاب المنزل من عنده فلا يدّع موافقة الحق إذ لم يكن على بينة من ربه بالكتاب المنزل من عنده.
ويعني حرف الزخرف أن المقلدين الذين يحتجون بالقدر ليفلتوا من الحساب والعقاب لا علم لهم بل يتبعون الظن ويكذبون إذ لم ينزل عليهم كتاب من الله يتضمن تصديق احتجاجهم بالقدر يستمسكون به ليكون لهم حجة عند الله يوم القيامة.
ويعني حرف الصافات أن الذين يزعمون أن الله قد اصطفى البنات على البنين مخطئون في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله فيه سلطان مبين أي حجة واضحة على صدق زعمهم.
ويعني حرف القلم أن الذين يزعمون أن الله لن يدخل المتقين جنات النعيم، بل سيدخلهم النار كالمجرمين قد أخطأوا في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله قد درسوا فيه أن لهم ما يتخيرون من الأماني.
ويعني حرف البقرة أن اليهود الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم، وأن النصارى الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم إنما يتمنّون، وهم كاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق أمانيهم.
وويعني حرف عمران أن الذين يزعمون من بني إسرائيل أن لم يكن كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة إنما هم مخطئون في زعمهم وكاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق زعمهم.
ألا إن هذا هو الإنصاف من رب العالمين ضاق به البعض ذرعا.
وإن قوله:
• ? أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? الطور 33 ـ 34
• ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? هود 13
• ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? يونس 38
• ? وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ? البقرة 23 ـ 24
(يُتْبَعُ)
(/)
ليعني والله أعلم أن الذين يزعمون أن محمدا ? قد تقوّل القرآن وافتراه من دون الله، مأمورون في القرآن أن يأتوا بحديث مثله أو عشر سور مثله أو سورة مثله أو من مثله ثم ليدعوا من استطاعوا من دون الله أي شهداءهم الذين يشهدون أن ما جاءوا به هو مثل القرآن أو مثل عشر سور منه أو سورة منه، وأخبر الله عنهم أنهم لن يستجيبوا ولن يستطيعوا ولن يفعلوا بل سيعجزون عن الإتيان بمثله كما في قوله ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ? الإسراء 88.
وحسب التراث الإسلامي أن العجز الذي سيصيب الإنس والجن عن الإتيان بمثل القرآن ولو ظاهر بعضهم بعضا وأعانه هو عجزهم عن الإتيان بمثل أسلوبه ونظمه وفصاحته وبلاغته ... وكذلك لن يستطيع الإنس والجن، غير أن عجزهم عن الإتيان بمثله يعني أن لن يستطيعوا أن يأتوا بكتاب من عند الله يصدق دعواهم أن القرآن الذي جاء به محمد هو مفترى من دون الله.
إن كتابا منزلا من عند الله هو وحده الذي يقع عليه الوصف بأنه مثل القرآن، وسورة منزلة من عند الله هي التي يقع عليها الوصف بأنها مثله، وكذلك عشر سور مثله وحديث مثله، وللذين يعترضون أن يتأملوا قوله ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106 وإنما يعني بمثل الآية التي يقع نسخها إنزال آية أخرى من عند الله تحل محل الأولى، وهكذا فلن يصح نسخ الكتاب المنزل بالحديث النبوي، ويأتي بيان قوله ? فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ? البقرة 137 وقوله ? قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ? الأحقاف 10 في كلية الكتاب من بيان القرآن، أما غير المنزل من عند الله فلن يصح وصفه بأنه مثل المنزل من عند الله.
إن الله أذن لليهود الذين يزعمون خلاف ما تضمن القرآن أن يأتوا بالتوراة إن كانوا صادقين وليتلوا منها تصديق زعمهم الذي خالفه القرآن ليكون لهم حجة كما في قوله:
• ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ? عمران 93
• ? وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? البقرة 111
ويعني أن التوراة دليل كاف إذ هي مثل القرآن كل منهما كتاب منزل من عند الله.
إن الله قد أرسل كل رسول بآيات خارقة معجزة من جنس ما بلغه الناس المرسل إليهم من العلم والأسباب، ولتكون الآيات الخارقة مع الرسل بها هي الحق الذي يقذف به رب العالمين على الباطل فيدمغه فيزهق من حينه كما في قوله ? بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ? الأنبياء 18 وكذلك قذف بالحق مع موسى على الباطل مع السحرة فدمغه فزهق من حينه، ويعني أن لو كان القرآن باطلا أي مفترى من دون الله لنزل الله كتابا من نوعه يدمغه فيزهق وهو دلالة إعجاز القرآن كما في قوله:
• ? فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين ? القصص 48 ـ 49
• ? أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ? الأحقاف 8
• ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? هود 13
• ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? يونس 38
? ? وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ? البقرة 23
? ? أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? الطور 33 ـ 34
ويعني حرف القصص أن الحق الذي جاء به محمد ? من عند ربه وهو القرآن لم يؤمن به بعض المكذبين بسبب أن لم يؤت محمد ? مثل ما أوتي موسى من الآيات الخارقة للتخويف والقضاء التي أرسل بها إلى فرعون وملئه، فزعموا أن موسى ومحمدا افتريا التوراة والقرآن فخوطبوا في القرآن أن يأتوا بكتاب من عند الله يثبت صدقهم إن كانوا صادقين، وليتبعن محمد ? كل كتاب منزل من عند الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني حرف الأحقاف أن الذين يزعمون أن القرآن مفترى من دون الله لن يملكوا من الله شيئا يصدقهم في دعواهم أي لا يستطيعون أن يأتوا من عند الله بشيء يصدّق دعواهم ومنه بعض سورة من مثل القرآن أو آية خارقة من عند الله تثبت صدقهم.
وإن دلالة أمر المكذبين بدعوة من استطاعوا من دون الله وشهدائهم الذين يشهدون لهم أن كتابا مثل القرآن أو مثل بعضه هو من عند الله يصدقهم في زعمهم أن القرآن مفترى من دون الله ليعني أن المفتري على الله كتابا أو آيات بينات مفضوح في الدنيا معذب فيها كما هي دلالة قوله ? قل إن افتريته فعليّ إجرامي ? هود 34 ومن المثاني معه قوله ? وإن يك كاذبا فعليه كذبه ? غافر 28 وقوله ? ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ? الحاقة 44 ـ 47 أي أن المفتري على الله سيفتضح ويعذب في الدنيا بإجرام الافتراء على الله وحرف غافر من قول رجل مؤمن من آل فرعون يعني أن موسى إن يك كاذبا على الله فلن يحتاجوا إلى قتله بل سيؤاخذه الله في الدنيا بكذبه.
قلت: ولقد ضمنت تفسيري " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن " فقها جديدا فقهته وعقلته من الكتاب المنزل على رسول الله وخاتم النبيين ? وجهله التراث الإسلامي من قبل وفاته، وبينت من أصول التفسير وكلياته الآتي بيانهما ليعلم المخالفون وجمعهم أن الدليل والبرهان لي أو علي، ولهم أو عليهم إنما هو الكتاب المنزل من عند الله لا التراث الإسلامي أي فقه من سبق من القراء والفقهاء والمفسرين والمحدثين الذين أزعم قصورهم عن فهم الكتاب المنزل على النبي الأمي ? وعن فهم الأحاديث النبوية.
ولقد استنبطت من أصول التفسير وكلياته ومن تفصيل الكتاب المنزل وتعجلت التعريف به ليفقه الذين يريدون أن يتدبروا القرآن كيف عقلت من "تفصيل الكتاب ومن بيان القرآن" ما لم يسبقني إليه التراث الإسلامي ذو التفاسير العريضة، ولأختصر الطريق أمام إجماع المخالفين ليبطلوا أصول التفسير وكلياته التي اعتمدتها ليسهل عليهم إبطال "تفصيل الكتاب وبيان القرآن" وإني لأول المسلمين المذعنين المنقادين إلى الحق إن شاء الله.
ولئن عجز المفسرون والفقهاء والمحدثون عن نقض ما استنبطته من أصول التفسير وكلياته وتفصيل الكتاب فهم أعجز عن رد وإبطال ما سيأتي من بيان القرآن بيانا هو والله أو ما خالفه من التراث في ضلال مبين.
الحسن ولد ماديك
باحث أكاديمي في علوم القرآن
متخصص منذ 1981 في الحركات السرية عبر التاريخ
متخصص منذ 1981 في الجماعات الإسلامية
متخصص منذ 1989 في القراءات العشر الكبرى
متفرغ منذ 2001 لتفسير القرآن قيد الإنجاز
انواكشوط ـ موريتانيا
الجوال: 002226728040
المنزل: 002225210953
EMAIL : elhacenmadick@gmail.com(/)
ويابى الله الاان يتم نوره
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 11:34]ـ
المختصر/
المصريون / أسفرت دورة دعوية وتعليمة في جمهورية إفريقيا الوسطى عن إسلام 116 امرأة. ونظمت الدورة لجنة مسلمي إفريقيا ـ جمعية العون المباشر ـ للمهتديات الجدد.
وحملت الدورة التي استمرت لأسبوعين شعار "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم" وشارك فيها نحو 150 امرأة من حديثات الإسلام.(/)
جواب في الإيمان و نواقضه
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 12:32]ـ
الشيخ عبد الرحمن البراك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي منَّ على من شاء بالإيمان، و صلى الله و سلم على عبده و رسوله و آله و صحبه و من تبعهم بإحسان و سلم تسليماً .. أما بعد:
فقد سأل بعضُ طلاب العلم عن مسألة كثر فيها الخوض في هذه الأيام، و صورة السؤال: هل جنس العمل في الإيمان شرط صحة أو شرط كمال، و هل سوء التربية عذر في كفر من سب الله أو رسوله؟
و الجواب أن يقال: دل الكتاب و السنة على أن الإيمان اسم يشمل:
1 - اعتقاد القلب، و هو تصديقه، و إقراره.
2 - إقرار اللسان.
3 - عمل القلب، و هو انقياده، و إرادته، و ما يتبع ذلك من أعمال القلوب كالتوكل، و الرجال، و الخوف، و المحبة.
4 - عمل الجوارج – و اللسان من الجوارح – و العمل يشمل الأفعال و التروك القولية أو الفعلية.قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداًً) النساء: 136.
و قال تعالى (فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا و الله بما تعملون خبير) التغابن: 8.و قال تعالى (آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسوله) البقرة: 285.و قال تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً و على ربهم يتوكلون [2] الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون [3] أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم) الأنفال: 2 - 4.و قال تعالى (ليس البر أن تولوا وجوهكم قِبَلَ المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون) البقرة: 177.و قال تعالى (و من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم) النحل: 106.و قال تعالى (و ما كان الله ليضيع إيمانكم) البقرة: 143.و الآيات في هذا المعنى كثيرة.و في " الصحيحين " عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لوفد عبد القيس لما آتوا إليه، قال (من القوم؟ أو من الوفد؟) قالوا: ربيعة، قال (مرحباً بالقوم – أو بالوفد – غير خزايا و لا ندامى) فقالوا: يا رسول الله، إنما لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام، و بيننا و بينك ه1ا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا، و ندخل به الجنة، و سألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع، و نهاهم عن أربع، أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال (أتردون ما الإيمان بالله وحده؟) قالوا: الله و رسوله أعلم.قال (شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صيام رمضان، و أن تعطوا من المغنم الخمس، و نهاهم عن أربع: عن الحنتم، و الدباء، و النقير، و المزفت – و ربما قال: المقير – و قال (احفظوهن و أخبروا بهن من وراءكم).
و في " الصحيحين " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (الإيمان بضع و ستون شعبة و الحياء شعبة من الإيمان).
(يُتْبَعُ)
(/)
و في " الصحيحين " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سُئل: أي العمل أفضل؟ فقال (إيمان بالله و رسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال (الجهاد في سبيل الله) قيل: ثم ماذا؟ قال (حج مبرور).و في " صحيح مسلم " عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف الإيمان).و قد استفاض عن أهئمة أهل السنة – مثل: مالك بن أنس، و الأوزاعي، و ابن جريج، و سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، و وكيع بن الجراح، وغيرهم الكثير – قولهم (الإيمان قول و عمل).و أرادوا بالقول: قول القلب و اللسان، و بالعمل: عمل القلب و الجوارح.قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " العقيدة الواسطية " (ومن أصول أهل السنة و الجماعة أن الدين والإيمان قول و عمل، قول القلب واللسان، و عمل القلب، واللسان، والجوارح) فظهر أن اسم الإيمان يشمل كل ما أمر الله به و رسوله من: الاعتقادات و الإرادات، و أعمال القلوب، وأقوال اللسان، و أعمال الجوارح أفعالاً و تروكاً، فيدخل في ذلك فعل الواجبات و المستحبات، وترك المحرمات، والمكروهات، وإحلال الحلال، و تحريم الحرام.و هذه الواجبات والمحرمات، بل و المستحبات والمكروهات، على درجات متفاوتة تفاوتاً كبيراً.
وبهذا يتبين أنه لا يصح إطلاق القول بأن العمل شرط صحة أو شرط كمال بل يحتاج إلى تفصيل؛ فإن اسم العمل يشمل عمل القلب وعمل الجوارح، و يشمل الفعل و الترك، و يشمل الواجبات التي هي أصول الدين الخمسة، وما دونها، و يشمل ترك الشرك و الكفر و ما دونهما من الذنوب.
فأما ترك الشرك و أنواع الكفر والبراءة منها فهو شرط صحة لا يتحقق الإيمان إلا به.و أما ترك سائر الذنوب فهو شرط لكمال الإيمان الواجب.
وأما انقياد القلب – وهو إذعانه لمتابعة الرسول صلى الله عليه و سلم و ما لابد منه لذلك من عمل القلب كمحبة الله ورسوله، و خوف الله و رجائه – و إقرار اللسان – و هو شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمد رسول الله – فهو كذلك شرط صحة لا يحقق الإيمان بدونهما.وأما أركان الإسلام بعد الشهادتين فلم يتفق أهل السنة على أن شيئاً منها شرط لصحة الإيمان؛ بمعنى أن تركه كفر، بل اختلفوا في كفر من ترك شيئاً منها، و إن كان أظهر و أعظم ما اختلفوا فيه الصلوات الخمس، لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، و لما ورد في خصوصها مما يدل على كفر تارك الصلاة؛ كحديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (بين الرجل و بين الشرك و الكفر ترك الصلاة) أخرجه مسلم في صحيحه و غيره، و حديث بريده بن الحصيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه نو سلم (إن العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه أصحاب السنن.
وأما سائر الواجبات بعد أركان الإسلام الخمسة فلا يختلف أهل السنة أن فعلها شرط لكمال إيمان العبد، و تركها معصية لا تخرجه من الإيمان.
و ينبغي أن يعلم أن المراد بالشرط هنا معناه الأعم، و هو ما تتوقف الحقيقة على وجوده سواء كان ركناً فيها أو خارجاً عنها، فما قيل فيه هنا أنه شرط للإيمان هو من الإيمان.و هذا التفصيل كله على مذهب اهل السنة، والجماعة فلا يكون من قال بعدكم كفر تارك الصلاة كسلاً أو غيرها من الأركان مرجئاً، كما لا يكون القائل بكفره حرورياً.و إنما يكون الرجل من المرجئة بإخراج أعمال القلوب و الجوارح عن مسمى الإيمان فإن قال بوجوب الواجبات، و تحريم المحرمات، و ترتب العقوبات فهو قول مرجئة الفقهاء المعروف و هو الذي أنكره الأئمة، و بينوا مخالفته لنصوص الكتاب و السنة.
و إن قال: لا يضر مع الإيمان ذنب، و الإيمان هو المعرفة، فهو قول غلاة المرجئة الجهمية و هم كفار عند السلف.
و بهذا يظهر الجواب عن مسألة العمل في الإيمان هل هو شرط صحة أو شرط كمال، و مذهب المرجئة في ذلك و هذا و لا أعلم أحداً من الأئمة المتقدمين تكلم بهذا، و إنما ورد في كلام بعض المتأخرين.
و بهذا التقسيم و التفصيل يتهيؤ الجواب عن سؤالين:
أحدهما: بم يدخل الكافر الأصلي في الإسلام، و يثبت له حكمه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: بم يخرج المسلم عن الإسلام، بحيث يصير مرتداً؟
فأما الجواب عن الأول:
فهو أن الكافر يدخل في الإسلام، ويثبت له حكمه بالإقرار بالشهادتين (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) فمن أقر بذلك بلسانه دون قلبه ثبت له حكم الإسلام ظاهراً، و إن أقر بذلك ظاهراً و باطناً كان مسلماً على الحقيقة و معه أصل الإيمان، إذ لا إسلام إلا بإيمان، و لا إيمان إلا بإسلام.
و هذا الإقرار الذي تثبت به حقيقة الإسلام يشمل ثلاثة أمور: تصديق القلب، وانقياده، ونطق اللسان؛ و بانقياد القلب و نطق اللسان يتحقق الإقرار ظاهراً و باطناً، و ذلك يتضمن ما يعرف عن أهل العلم بالتزام شرائع الإسلام؛ و هو الإيمان بالرسول صلى الله عليه و سلم و بما جاءه به و عقدُ القلب على طاعته، فمن خلا عن هذا الالتزام لم يكن مقراً على الحقيقة.
فأما التصديق: فضده التكذيب و الشك و الإعراض.
وأما الإنقياد: فإنه يتضمن الاستجابة، والمحبة، والرضا والقبول، وضد ذلك الإباء، و الاستكبار و الكراهة لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم.
و أما النطق باللسان: فضده التكذيب و الإعراض، فمن صدق بقلبه و كذب بلسانه فكفره كفر جحود، و من أقر بلسانه دون قلبه فكفره كفر نفاق.
فنتج عن هذا ستة أنواع من الكفر كلها ضد ما يتحقق به أصل الإسلام و هذه الأنواع هي:
1 - كفر التكذيب.
2 - كفر الشك.
3 - كفر الإعراض.
4 - كفر الإباء.
5 - كفر الجحود.
6 - كفر الإعراض.
و من كفر الإباء و الاستكبار: الامتناع عن متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم، و الاستجابة لما يدعو إليه، و لو مع التصديق بالقلب و اللسان، و ذلك ككفر أبي طالب، و كفر من أظهر الاعتراف بنبوة النبي صلى الله عليه و سلم من اليهود و غيرهم.
وأما جواب السؤال الثاني:
وهو ما يخرج به المسلم عن الإسلام بحيث يصير مرتداً، فجماعه ثلاثة أمور:
الأول: ما يضاد الإقرار بالشهادتين، و هو أنواع الكفر الستة المتقدمة، فمتى وقع من المسلم واحد منها نقض إقراره و صار مرتداً.
الثاني: ما يناقض حقيقة الشهادتين (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله):
أ- فحقيقة شهادة أن لا إله إلا الله: الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله، و هذا يشمل التوحيد بأنواعه الثلاثة:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء و الصفات.
و هذا يتضمن الإيمان بأنه تعالى رب كل شيء و مليكه، و أنه ما شاء كان، و ما لم يشأ لم يكن، و انه الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، و أنه الموصوف بكل كمال والمنزه عن كل نقص، وأنه كما وصف نفسه و كما وصفه رسوله صلى الله عله و سلم من غير تعطيل ولا تمثيل، على حق قوله تعالى (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) الشورى:11.
و إقراده مع ذلك بالعبادة، و البراءة من كل ما يعبد من دونه.
و جملة ما يناقض التوحيد امور:
1 - جحد وجود الله، وهذا شر الكفر و الإلحاد و هو مناقض للتوحيد جملة، و منه القول بوحدة الوجود.
2 - اعتقاد أن مع الله خالقاً، ومدبراً، و مؤثراً مستقلاً عن الله في التأثير و التدبير، و هذا هو الشرك في الربوبية.
3 - اعتقاد أن لله مثلاً في شيء من صفات كماله، كعلمه، وقدرته.
4 - تشبيهه تعالى بخلقه في ذاته أو صفاته أو أفعاله، كقول المشبه: له سمع كسمعي، وبصر كبصري، ويدخل في ذلك وصفه بالنقائص كالفقر و البخل و العجز، و نسبة الصاحبة و الولد إليه.
5 - اعتقاد أن أحداً من الخلق يستحق العبادة مع الله، و هذا هو اعتقاد الشرك في الألهية، و لو لم يكن معه عبادة لغير الله.
و هذه الأمور الخمسة كلها تدخل في كفر الاعتقاد و شرك الاعتقاد.
6 - عبادة أحد مع الله بنوع من أنواع العبادة، و هذا هو الشرك في العبادة سواء اعتقد أنه ينفع و يضر، أو زعم أنه واسطة يقربه إلى الله زلفى، و من ذلك السجود للصنم.
و الفرق بين هذا و الذي قبله أن هذا من باب الشرك العملي المناقض لتوحيد العمل الذي هو إفراد الله بالعبادة، و ذاك من باب الشرك في الاعتقاد المنافي لاعتقاد تفرد الله بالإلهية و استحقاق العبادة.
و لما بين الاعتقاد و العمل من التلازم صار يعبر عن هذا التوحيد بتوحيد الإلهية، وتوحيد العبادة، وعن ضده بالشرك في الإلهية، أو الشرك في العبادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - جحد أسماء الله و صفاته أو شيء منها.
8 - السحر، و يشمل:
* ما يفرَّق به بين المرء و زوجه كسحر أهل بابل.
* ما يسحل أعين الناس حتى ترى الأشياء على غير حقيقتها كسحر سحرة فرعون * ما يكون بالنفث في العقد كسحر لبيد بن الأعصم و بناته.
و هذه الأنواع تقوم على الشرك بالله بعبادة الجن أو الكواكب.
و أما السحر الرياضي و هو: ما يرجع إلى خفة اليد و سرعة الحركة، و السحر التمويهي و هو: ما يكون بتمويه بعض المواد بما يظهرها على غير حقيقتها فهذان النوعان من الغش و الخداع و ليسا من السحر الذي هو كفر.
ب - حقيقة شهادة أنَّ محمداً رسول الله: أن الله أرسله إلى جميع الناس بالهدى و دين الحق، وأنه خاتم النبيين، وأنه الصادق المصدوق في كل ما أخبر به، وأن هديه صلى الله عليه و سلم خير الهدي، و أن الإيمان به، وطاعته، ومحبته، وأتباعه واجب على كفر أحد.و جملة ما يناقض حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله أمور:
1 - جحد رسالته صلى الله عليه و سلم، أو تكذيبه، أو الشك في صدقه.
2 - جحد ختمه للنبوة، أو دعوى النبوة بعده صلى الله عليه و سلم، أو تصديق مدعيها، أو الشك في كذبه.
3 - جحد عموم رسالته صلى الله عليه و سلم، و من ذلك اعتقاد أنه رسولٌ للعرب خاصة، أو دعوى ذلك، أو أن اليهود و النصارى لا يجب عليهم اتباعه، أو أن أحداً يسعه الخروج عن شريعته صلى الله عليه و سلم كالفيلسوف أو العارف من الصوفية و نحوهما.
4 - تنقص الرسول صلى الله عليه و سلم، و عيبه في شخصه، أو في هديه و سيرته.
5 - السخرية من الرسول صلى الله عليه و سلم، والاستهزاء به، أو بشيء مما جاء به من العقائد، والشرائع.
6 - تكذيبه صلى الله عليه و سلم في شيء مما أخبر به من الغيب مما يتعلق بالله، أو يتعلق بالملائكة، والكتب و الرسل و المبدأ و المعاد و الجنة و النار.
ج – ما يناقض حقيقة الشهادتين جميعاً، و يشمل أموراً:
1 - التكذيب بأن القرآن من عند الله، أو جحد سورة، أو آية، أو حرف منه، أو أنه مخلوق، أو أنه ليس كلام الله.
2 - تفضيل حكم القانون الوضعي على حكم الله، ورسوله، أو تسويته به، أو تجويز الحكم به و لو مع تفضيل حكم الله و رسوله.
3 - تحريم ما أحل الله، ورسوله، و تحليل ما حرم الله، ورسوله، أو الطاعة في ذلك.
تنبيه: ينبغي أن يعلم:
أولاً: أن ما تقدم من أنواع الردة منه ما لا يحتمل العذر كجحد وجود الله، وتكذيب الرسول صلى الله عليه و سلم، فهذا يكفر به المعين بكل حال.
و منه ما يحتمل العذر بالجهل، أو التأويل ..
مثل: جحد شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم من الأخبار و الشرائع، و هذا لا يكفر به المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه.
ثانياً: أن من أظهر شيئاً مما تقدم من أنواع الردة جاداً أو هازلاً أو مداهناً أو معانداً في خصومة – أي غير مكره – كَفَرَ بذلك لقوله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان .. الآية) النحل: 106.
و من ذلك: إظهار السجود للصنم مجاملة للمشركين، وطلباً للمنزلة لديهم، والنيل من دنياهم، مع دعوى أنه يقصد بذلك السجود لله أو لا يقصد السجود للصنم، فإنه بذلك مظهرٌ لكفر من غير إكراه، فيدخل في عموم قوله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان .. الآية) النحل: 106.
الثالث: ما يلزم منه لزوماً ظاهراً و يدل دلالة ظاهرة على عدم الإقرار بالشهادتين باطناً ن و لو أقر بهما ظاهراً و ذلك يشمل أمور:
1 - الإعراض عن دين الإسلام، لا يتعلمه، و لا يعمل به، ولا يبالي بما ترك من الواجبات، و ما يأتي من المحرمات، و لا بما يجهل من أحكام.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ينبغي أن يعلم أن المكلف لا يخرج من كفر الإعراض – المستلزم لعدم إقراره – بفعل أي خصلة من خصال البر، وشعب الإيمان، فإن من هذه الخصال ما يشترك الناس في فعله – كافرهم و مؤمنهم – كإماطة الأذى عن الطريق، وبر الوالدين، و أداء الأمانة.و إنما يتحقق عدم هذا الإعراض، و السلامة منه بفعل شيء من الواجبات التي تختص بها شرعية الإسلام التي جاء بها الرسول صلى الله عليه و سلم – كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج – إذا فعل شيئاً من ذلك إيماناً واحتساباً، قال شيخ الإسلام بن تيمية (فلا يكون الرجل مؤمناً بالله و رسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه و سلم) من " مجموع الفتاوى " (7/ 621).
ملاحظة: هكذا وردت العبارة في " الفتاوى "، و لعل المناسب للسياق (مع عدم فعل شيء).
2 - أن يضع الوالي قانوناً يتضمن أحكاماً تناقض أحكام قطعية من أحكام الشريعة معلومة من دين الإسلام بالضرورة، و يفرض الحكم به، و التحاكم إليه، ويعاقب من حَكَمَ بحكم الشريعة المخالف له، و يدعي مع ذلك الإقرار بوجوب الحكم بالشريعة – شريعة الإسلام – التي هي حكم الله و رسوله.
و من ذلك هذه الأحكام الطاغوتية المضادة لحكم الله و رسوله:
أ) الحكم بحرية الاعتقاد فلا يقتل المرتد، ولا يستتاب.
ب) حرية السلوك، فلا يجبر أحد على فعل الصلاة، و لا الصيام، و لا يعاقب على ترك ذلك.
ج) تبديل حد السرقة – الذي هو قطع اليد – بالتعزير و الغرامة.
د) منع عقوبة الزانيين بتراضيهما إلا لحق الزوج أو نحو ذلك مما يتضمن إباحة الزنا و تعطيل حدِّه من الجلد و الرجم.
هـ) الإذن بصناعة الخمر، و المتاجرة فيه، و منع عقوبة شاربه.
3 - تولي الكفار من اليهود و النصارى، و المشركين، بمناصرتهم على المسلمين، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة: 51.
4 - أن يترك المسلم الصلاة دائماً بحيث لا يصلى إلا مجاملة للناص إذا كان بينهم، و لو بغير طهارة، فإن ترك الصلاة على هذا الوجه لا يصدر ممن يقر بوجوبها في الباطن، فكفر بترك الإرار بوجوب الصلاة؛ لا بمطلق ترك الصلاة الذي اختلف فيه أهل السنة، و لهذا يجب أن يفرق بين هذا و بين من يصلي لكنه لا يحافظ عليها فيتركها أحياناً و يقص في واجباتها، كما يدل على ذلك حديث عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من أتى بهن و لم يضيع من حقهن شيئاً – استخفافاً بحقهن – كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، و من لم يأت بهن جاء و ليس عنده له عند الله عهد، إن شاء عذبه، و إنشاء أدخله الجنة).
قال شيخ الإسلام بن تيمية في " مجموع الفتاوى " (22/ 49):
(فأما من كان مصراً على تركها لا يصلي قط، و يموت على هذا لا إصرار، والترك، فهذا لا يكون مسلماً، لكن أكثر الناس يصلون تارة، و يتركونها تارة، فهؤلاء ليسوا يحافظون عليها، و هؤلاء تحت الوعيد، و هم الذين جاء فيهم الحديث الذي في السنن حديث عبادة بن الصامت .... – و ذكر الحديث – فالمحافظ عليها الذي يصليها في مواقيتها كما أمر الله تعالى، و الذي يؤخرها أحياناً عن وقتها، أو يترك واجباتها، فهذا تحت مشيئة الله تعالى، و قد يكون لهذا نوافل يكمل بعها فرائضه كما جاء في الحديث).و قال – رحمه الله – في الأمراء الذين أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنهم يؤخرون الصلاة عن وقتها كما في " مجموع الفتاوى 22/ 61 " (و إن قيل – و هو الصحيح – أنهم كانوا يفوتونها فقد أمر النبي صلى الله عليه و سلم الأمة بالصلاة في الوقت، و قال: أجعلوا صلاتكم معهم نافلة، و نهى عن قتالهم .. و مؤخرها عن وقتها فاسق و الأمة لا يقاتلون بمجرد الفسق .. و هؤلاء الأئمة فساق و قد أمر بفعلها خلفهم نافلة) اهـ بتصرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 – و منها تعمد إلقاء المصحف في الحش أو البول عليه، أو كتابته بالنجاسة، لا يصدر عمن يقر بأنه كلام الله – عز وجل – قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في " مجموع الفتاوى 7/ 616 " (و لا يتصور في العادة أن رجلاً يكون مؤمناً بقلبه، مقر بأن الله أوجب عليه الصلاة، مقرا بأن الله أوجب عليه الصالة، ملتزماً لشرعية النبي صلى الله عليه و سلم وما جاء به، يأمره ولي الأمر بالصلاة، فيمتنع حتى يقتل، و يكون مع ذلك مؤمناً في الباطن، قد لا يكون إلا كافراً، و لو قال: أنا مقر بوجوبها، غير أني لا أفعلها كان هذا القول مع هذه الحال كذباً منه، كما لو أخذ يلقي المصحف في الحش و يقول: أشهد أن ما فيه كلام الله، أو جعل يقتل نبياً من الأنبياء و يقول: اشهد أنه رسول الله، و نحو ذلك من الأفعال التي تنافي إيمان القلب، فإذا قال: أنا مؤمن بقلبي، مع هذه الحال كان كاذباً فيما أظهره من القول)
أما قول السائل: (و هل سوء التربية عذراً في كفر من سب الله أو رسوله؟)
فالجواب:
أن سب الله و رسوله من نواقض الإسلام البينة، لأنه استهانة بالله و رسوله، و ذلك من يناقض ما تقتضيه الشهادتين من تعظيم لله و رسوله.
و سوء التربية ليس عذراً للمكلف في ترك واجب، و لا فعل محرم من سائر المحرمات فضلاً عما هو من أنواع الكفر بالله.
و لو صح ان سيء التربية عذر في شيء من ذلك لكان أولاء اليهود و النصارى و غيرهم معذورين في تهودهم، و تنصرهم، و هذا لا يقوله مسلم، و من قال ذلك فهو كافر يُعرّف و يستتاب، فإن تاب و إلا وجب قتله مرتداً.
و في الصحيحن عن أبي هريرة أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، و ينصرانه، و يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، فهل تحسون فيها من جدعاء؟) ثم يقول أبو هريرة: و أقرؤوا إن شئتم (فِطْرَتَ الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) الروم: 30.و قال تعالى (بل قالوا إنا جدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مهتدون) الزخرف: 22.هذا و أسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه، و أن يحبب غلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، و يكره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان، و يجعلنا من الراشدين، إنه تعالى سميع الدعاء، و صلى الله على نبينا محمد، و على آله و صحبه و سلم.
أملاه فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
حفظه الله تعالى
http://islamlight.net/albarrak/index.php?option=*******&task=view&id=95&Itemid=25
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:05]ـ
للربط(/)
أبشروا يا أهل غزة
ـ[السيد سليمان نور الله]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 02:06]ـ
أبشروا يا أهل غزة
السيد سليمان نور الله
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
" لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله، و أين هم؟ قال: ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس ".
عن أبي هريرة، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة ".
وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين " و إني لأرجو أن تكونوا هم يا أهل الشام.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ". وأهل الغرب هم أهل الشام ومصر والمغرب العربي؛ فهم غرب الجزيرة العربية.
تلك بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المجاهدين من الإخوان المسلمين في فلسطين (حماس) فقد وصفكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنكم عصابة الحق وجماعته، الطائفة الظاهرة على الحق، المقاتلون على أبواب بيت المقدس، القاهرون لعدوكم، فلا يضركم عدوكم، مهما مكر لكم وكاد بكم، ومالأ المنافقين من حولكم، ولا يضركم خذلان حكام المسلمين المستسلمين الذين يريدون لكم التخلي عن شرفكم وجهادكم في سبيل الله، ولا يضركم خذلان ملايين المسلمين التائهين عن حقيقة دينهم، وكيد أعدائهم.
فأهل غزة هم أكناف بيت المقدس، وهم الذين لم يصبهم سوى لأواء الحصار من جوع وعطش، وقلة دواء، وانقطاع الكهرباء، وقلة المؤنة والزاد.
وأبشروا يا أهل غزة وإن كنا نعلم أن بأس إخونكم المسلمين أشد عليكم من بأس عدوكم، وأن كيد المنافقين بجواركم أرجى وأنفع لعدوكم، إلا أنه لن يستطيع أحد مهما أوتي من البأس والقوة، أو الكيد والخيانة أن يستأصلكم، أو يقضي على جهادكم؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى زوى، لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال لي: يا محمد! إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد، ولا أهلكهم بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، و حتى يكون بعضهم يسبي بعضاً، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى ".
وأبشروا يا أهل غزة، ولا تسأموا القتال في سبيل الله، ولا تضعوا السلاح، وأنتم في عقر دار المؤمنين، فقد تكفل الله تعالى بكم؛ فإن رزقكم سيصله الله لكم من نفس عدوكم، فعن جبير بن نفيلأن سلمة بن نفيل أخبرهم: أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: إني سئمت الخيل و ألقيت السلاح، ووضعت الحرب أوزارها؟ وقلت: لا قتال! فقال: له النبي صلى الله عليه و سلم: الآن جاء القتال، لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس، رفع الله قلوب أقوام فيقاتلونهم ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين الشام، و الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ".
أبشروا ياأهل غزة؛ فأنتم القائمون على أمر الله تعالى، وأنتم الظاهرون على أمر الجهاد والقتال في سبيل الله تتعالى؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: " لن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ".
وفي رواية: " لا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبشروا ياأهل غزة؛ فأنتم المقاتلون على الحق ومخالفوكم على الباطل؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ".
وأبشروا يا أهل غزة؛ فأنتم دليل على قيام دين الإسلام في وجه أهل الكفر والإلحاد والنفاق؛ قال صلى الله عليه وسلم: " لن يبرح هذا الدين قائما، يقاتل عليه عصابة من المسلمين، حتى تقوم الساعة ".
وأبشروا يا أهل غزة؛ فإن عدوكم لن يضروكم إلا أذى، بذلك أخبر حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم:" لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين عدوهم، لا يضرهم من خالفهم، حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك ".
وأبشروا يا أهل غزة، فإن نفسَكم في الجهاد سيطول إلى قرب قيام الساعة، مقاتلين على الحق ظاهرين على عدوكم: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال ".
وأبشروا يا أهل غزة؛ فلكم إخوان في أرض الكنانة واليمن والخليج والشام والعراق والمغرب والسودان والعالم بأسره، يساندونكم، ويدعون لكم، صائمين، قائمين، متظاهرين، يودون لو يلحقون بكم في ميدان الجهاد والقتال والتضحية والفداء، لكن حجبهم عنكم أسوار المعتقلات، وخيانات الحكومات، ومع ذلك سيظلون يناصرونكم بكل ما يستطيعون من مال، وجهد، ووقفات، واحتجاجات، ومسيرات، ودعاء لكم، ودعاء على عدوكم، حتى نفوز بإحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة.
" إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ".
- رواه أحمد والطبراني في الكبير.
- رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى في مسنده، وللطبراني في الكبير قريبا منه عن مرة البهزي.
- رواه أحمد. عن زيد بن أرقم.
- رواه مسلم، وأبو يعلى.
- رواه أحمد وأبو داود، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك عن ثوبان، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة.
- رواه أحمد. عن سلمة بن نفيل.
- رواه البخاري عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
- رواه أحمد في المسند ومسلم وابن حبان في صحيحيهما والبيهقي في السنن عن جابر رضي الله عنه وأرضاه.
- رواه مسلم عن جابر بن سمرة.
- رواه مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه.
- رواه أحمد والطبراني في الكبير، والحاكم عن عمران بن حصين، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال ابن حجر: رواه أبو داود والحاكم. وروى سعيد بن منصور في سننه قريبا منه.
- سورة غافر آية: 51.
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 05:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخ سليمان نور الله ........... و الله يبشرك بالجنة
على هذا الموضوع الرائع و القيم ........... و هذه البشرى الطيبة
جزاك الله كل خير
http://www.3rb100.net/2008/2/3rb100_BfkpcZLB1N.jpg(/)
كيف نصل إلى دولة الإسلام؟
ـ[رضيت بالإسلام ديناً]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , ...
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و من والاه , ... أما بعد ....
فإن من ما أشغل هذه الأمة في الآونة الأخيرة هو دعوة العودة للإسلام و الدولة الإسلامية, و هو منهج ينادي به كل مسلم غيور.
و هنالك الأحزاب الإسلامية (البرلمانية) الذين انتهجوا المنهج التجميعي و التكديسي , أي جمعوا أكبر عدد ممكن من المؤيدين , حتى صار من رموزهم من هو يجهل الفرق بين البدعة و الشرك!
و هنالك ممن اشتغل بالعلم , بالحديث و كتب السلف الصالح , و لم يشتغل بالسياسة و الكلام , و هؤلاء ينطبق عليهم أن نقول أنهم (أهل الحديث) اليوم , لأنهم ورثوا علم السلف الائمة الكبار و اشتغلوا به , و لم يشتغلوا بالسياسة لأنهم يرونه ليس بالأولوية اليوم فهنالك ما هو أهم.
و لا نشك بأن الإثنان لهم نوايا حسنة, و هي العودة لدولة الإسلام, و لكن أي الطريقين هو المنهج الصحيح؟
الأحزاب الإسلامية, جوابها صريح, و إن لم يكن صريح بالفعل, فهو نشر الوازع الديني! , و لكن مع عدم التطرق للأمور الخلافية! و هذا بالطبع سيشمل الشرك و البدع, و التعذر لهم و ذلك لأن أمامهم هدف كما يدعون أسمى و هو (الخلافة) , ... و يأخذون بمبدأ (نتفق فيما اتفقنا عليه - و يعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه) و هم منظمين صفوفهم في الإنتخابات البرلمانية و الدعاية و غيرها , و لكن فيما يتعلق بالدعوة فليس لديهم معيار لما هو أهم في الدعوة!!! و هذا لا ينكره إلا مكابر!
و هذا واضح في دعوتهم التي خلا رموزهم من الدعوة للتوحيد, و آخرين حاولوا التوسط بين أهل الحق و الباطل, ...
و جماعة العلماء يرون أن صلاح هذه الأمة بصلاح عقائدها, و يرون أن أول دعوة هي دعوة التوحيد, كما قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-
لمعاذ -رضي الله عنه- (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) و جاء في الحديث إذا أطاعوا هذه الشهادة بعدها الفرائض من الصلاة و الزكاة.
و يرون أهل الحديث أن صلاح هذه الأمة و علاجها من داءها لا يكون إلا كما كان علاج قوم قريش , و قول الإمام مالك -رحمه الله- (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها).
و لهم شواهد اليوم تثبت صحة ما يذهبون, و خطأ الأحزاب التجميعية و التي تدعوا للجهاد ضد الصيونية دون جهاد! و أعني دون أحكام الجهاد الحقيقية , و خلق التأزيم , و نسوا أو تناسوا أن الرسول -صلى الله عليه و سلم- لم تكن أول دعوته اغتيالات و حرب بل توحيد ظل يدعو لها سنين طويلة, و لم يكن هنالك حتى صلاة ولا صوم و لا زكاة! و لا جيش , ... و لما صار الإسلام في عز و قوة و صارت هنالك قدرة جاء بعدها ما تعرفون.
و شاهدهم هو حديث الرسول -صلى الله عليه و سلم- "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " رواه أبو داوود و أحمد و الطبراني.
و كما قال شيخنا العلامة الألباني و له في هذا الحديث كلام كثير, أن هذا الحديث أوله و هو التبايع بالعينة, و معلوم اليوم أن من الدولة المسلمة إلى الفرد يتعاملون بالعينة (الربا) , و بعدها الرضا بالزرع و الأخذ بأذناب البقر و هو الإلتهاء بالدنيا, معلوم اليوم أن هذا أمر واضح و فاضح و هو الإلتهاء بالدنيا, و تركتم الجهاد و هنا قد يقول قائل (لم نترك الجهاد) , قلت: لا بل تركناه بأحكامه الصحيحة و لا نعتبر العمليات الإنتحارية ضد اليهود أو غيرهم جهاداً, بل للجهاد أحكام يعلمها العالم لا الجاهل , و لا يضل السائل, لأن المحل ليس محل البسط , ... و الذل معلوم اليوم لا يحتاج لبيان و هو تسلط الأعداء من يهود و غيرهم على الإسلام و أهله (فهذا الداء و ما الدواء؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
و بعد أن وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الداء و صف لنا الدواء , ... و كما قال الألباني (الراشيتة موجودة و وضعها البعض على الطاولة لا يستعملها!) , .... و الدواء هو (حتى ترجعوا إلى دينكم) و من يرى كثرة مؤيدين الأحزاب الإسلامية و غزوهم للبرلمان في الكويت و تركيا و غيرها من الدول يقول أننا في عز ديننا, و لا يعلم أن هذه الأحزاب مكدسة مؤيديها , فلتقى الحزب جمهوره يتوزع بين من يستغيث بالأموات و يطوف بالقبور و آخر موحد!!! و ما هذا إلا خراب حصن الحزب , فبأي سلاح تقاتل اليهود إذا كانت الحصون خربة!
و قال شيخنا العلامة الألباني على الآية (إن تنصروا الله ينصركم)
إن تنصروا الله} معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ لا! إن الله عز وجل غالب على أمره، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً – هذا أمر معروف بدهياً – لذلك كان معنى {إن تنصروا الله} أي إن تتبعوا أحكام الله، فذلك نصركم لله تبارك وتعالى. أ. هـ
و بشاهد ثالث على صدق دعوة السلفيين (الغير حزبيين) و هو ختام هذه المقالة و كلام نفيس لأحد أئمة العصر العلامة (الألباني) معلقاً على الأحزاب الإسلامية و أحزاب الضفة في فلسطين ممن انتهجوا المنهج (التجميعي)
يقول الشيخ -رحمه الله- (اقتطاف من تفريغ طويل)
قال تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. {إن الإنسان لفي خسر}. نحن بلا شك الآن في خسر. لماذا؟! لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز وجل من الاستثناء حين قال: {إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. نحن الآن نقول آمنا بالله ورسوله، ولكن! حينما ندعو المسلمين المتحزبين المتجمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق – الرجوع إلى الكتاب والسنة – يقولون هذا ندعه الآن جانباً! الأمر أهم!. هو محاربة الكفار!، فنقول: بسلاح أم بدون سلاح؟!. لابد من سلا حين، السلاح الأول: السلاح المعنوي، وهم يقولون الآن دعوا هذا السلاح المعنوي جانباً! وخذوا بالسلاح المادي! ثمّ، لا سلاح مادي!! لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نُحكم بها الآن؛ ليس فقط من الكفار المحيطين بنا من كل جانب؛ بل ومن بعض الحكام الذين يحكموننا! فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ بالاستعداد بالسلاح المادي – هذا لا نستطيعه –. فنقول: نريد نحارب بالسلاح المادي! وهذا لا سبيل إليه، والسلاح المعنوي الذي هو بأيدينا – {فاعلم أنه لا إله إلا الله} العلم ثم العمل في حدود ما نستطيع، هذا نقول بكل بساطة متناهية دعوا هذا جانباً! هذا مستطاع ونؤمر بتركه جانباً! وذلك غير مستطاع. فنقول: يجب أن نحارب!! وبماذا نحارب؟! خسرنا السلاحين معاً؛ السلاح المعنوي العلمي نقول نؤجله! لأنه ليس هذا وقته وزمانه!! السلاح المادي لا نستطيعه فبقينا خراباً يباباً ضعفاء في السلاحين المعنوي والمادي. إذا رجعنا إلى العهد الأول الأنور؛ وهو عهد الرسول عليه السلام الأول، هل كان عنده سلاح مادي؟ الجواب، لا بماذا إذاً كان مفتاح النصر؟ آلسلاح المادي أم السلاح المعنوي؟ لاشك أنه السلاح المعنوي، وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية {فاعلم أنه لا إله إلا الله} انتهى كلامه يرحمه الله.
----------------------------------------------------
الآن و بعد أن رأينا هذه الشواهد ألا ننتهج منهج الرسل -عليهم الصلاة و السلام- في الدعوة بدل الدعاوي الحزبية و التجميعية و المظاهرات التي ما كانت إلا رغاوي صابون في مئة عام من المداهنات البرلمانية لإخواننا الإسلاميين مع العلمانيين , و منهج تأزيمي في فلسطين بمواجهة السلاح بالحجارة! والمظاهرة الكلامية بالدبابة!!!
نسأل الله التوفيق و السداد.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.(/)
بعد إياد مدني، ... الشورى يوم الأحد سيناقش وزير العمل القصيبي .... !
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 09:27]ـ
مجلس الشورى سوف يستضيف بمشيئة الله - معالي وزير العمل، الدكتور/ غازي بن عبدالرحمن القصيبي لحضور جلسة المجلس السبعين المنعقدة يوم الأحد 3/ 2/1429هـ الموافق 10/ 2/2008م، على أن ترسل تلك المقترحات قبل نهاية يوم السبت الموافق 2/ 2/1429هـ.
على البريد الإلكتروني ( ... master@shura.gov.sa )
أو على الفاكس رقم (014884071).
المصدر: موقع مجلس الشورى
فما هي الأمور التي سيناقش عليها الوزير من مخالفات شرعية ونظامية؟!
ماذا يراد باستجواب هؤلاء؟
.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 12:55]ـ
لكن ماهي أخبار نقاش الوزير اياد مدني؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 12:09]ـ
الاخ أبولجين ابراهيم في الساحات وضع الذي حصل لوزير الاعلام لكن سأحاول انزالها هنا
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 01:58]ـ
تفاصيل ما جرى في مجلس الشورى في محاسبة وزير الإعلام يوم الأحد الموافق 25 محرم 1429هـ الموافق 03 فبراير 2008م
(القصة الكاملة)
أولاً: الملاحظات العامة على محاسبة الوزير:
1 - كثرة الشكاوى والعرائض التي وصلت إلى مجلس الشورى وهذا بتصريح اللجنة الإعلامية في المجلس وكان المتحدث باسمها (عايض الردادي)، وأكدها بعض المداخلين أثناء الجلسة من خارج اللجنة.
2 - غالب المداخلات إن لم يكن كلها ضد الوزير وبشكل قوي مما يدل على السخط الشعبي والنخبوي ضد الوزير ولم يكن مادحاً ومؤيداً لـ (مسيرته التنويرية) على حد تعبيره غير د. خليل الخليل!!!.
3 - كل إجابات الوزير على الملاحظات والانتقادات مابين إجابات دبلوماسية وعامة حمالة أوجه، أو إعطاء معلومات غير صحيحة (كما حصل بشأن معرض الكتاب)، أو يسكت ويعرض عنها لا يجيب.
4 - الملاحظ كثرة الحضور وليس من الأعضاء فقط بل حتى من موظفي المجلس والضيوف الذين يحضرون في الشرفة، مما يدل على أهمية الجلسة وتفاعل الناس معها.
5 - كانت الانتقادات على الوزير موجه من كافة التوجهات الإسلاميين وغير الإسلاميين وحتى من له دراية بالشرع أو كان مهندساً ليس له دراية بالشرع مما يؤكد ما سلف من السخط الشعبي على الوزير وأداء الوزارة.
6 - استمرت محاسبة الوزير من الساعة (العاشرة والنصف) إلى الساعة (الثانية والربع بعد الظهر) تخللتها ساعة للاستراحة والصلاة.
7 - حضر الوزير أثناء المحاسبة وخلفه وكلاءه (مثل د. السبيل)، وفي الشرفة المخصصة للضيوف بعض المرافقين للوزير من المدراء والمسئولين في الوزارة مثل (د. سليمان العيدي).
8 - حضر بعض المشايخ، وأستاذة الجامعات في الشرفة المخصصة للضيوف بعد الموافقة على حضور الجلسة من قبل المجلس نفسه.
9 - في وقت الاستراحة: حدثت بعض الأمور أثناء الاستراحة في البوفيه وقبيل الصلاة مثل:
أ- بعض أعضاء المجلس كان له حديث مع وكيل الوزارة أو الوزير بالمناصحة ببعض الأمور الخاصة بالوزارة.
ب- قام أحد المشايخ المدعوين وتوجه النصيحة مباشرة للوزير بأسلوب هادئ وابتسامة ولطف وقال للوزير (أنت تحاسب الآن من بشر مثلك فاستعد لما وراء ذلك وهو العرض بين يدي الله) أو كلمة نحوها وكانت بحضور رئيس مجلس الشورى الشيخ صالح بن حميد.
ثانياً: تفاصيل ما حدث في جلسة محاسبة الوزير:
1 - قدم الشيخ ابن حميد الجلسة وبين أن التقرير وصل من وزارة الإعلام وهو محل النظر من المجلس وأتاح الفرصة للجنة لعرض رأيها حول وزارة الإعلام.
2 - قدمت اللجنة التقرير وقرأه د. عايض الردادي، وأشار في مقدمته إلى أنهم تسلموا عرائض وخطابات انتقاد على الوزارة كثيرة من قبل المواطنين وبعد أن أجمل الملاحظات قرأ بعض ما كتبه المواطنين من ملاحظات وكانت ملاحظات جوهرية وقوية.
-أشارة اللجنة إلى ضعف التقرير المقدم من الوزارة، وإلى ضعف أداءها من ناحية تطوير الوزارة ومنشآتها، ثم ذكرت الملاحظات التي على الوزارة وبشكل واضح وصريح مثل التجاوزات الشرعية في القنوات التابعة لها ومثل التجاوزات فيما يخص النشر ومثلوا لذلك بما حصل في معرض الكتاب للعام الماضي وكانت عبارة الردادي مأخوذة من تقرير رفع للمجلس حول المعرض ونصها (أن الوزارة فسحت كتبا ممنوعة في بعض الدول العربية والغربية).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - كانت إجابات الوزير على الملاحظات عامة ولكنه تهرب وذكر أن محددات الوزارة والتي تحدد مسارها المجتمع وتغيره والتغير الدولي وما يسمى بالعولمة ولم يعرج في حديثه عن الشريعة ولا عن نظام الحكم، وبالنسبة لمعرض الكتاب أدلى بمعلومات غير صحيحة فقال: (إن الوزارة فحصت الكتب والتي فاتت على الرقيب قليلة ولم تعلم بها الوزارة)، وهذا الكلام غير صحيح: لأن أصحاب الدور أنفسهم ذكروا أن الوزارة لم تتطلب منهم قوائم حتى يتم مراجعتها أو حتى مراجعة الكتب، وأمر آخر كثير من الكتب التي عليها ملاحظات هي أصلا ً موجودة ضمن القائمة المحظورة والمشدد عليها عند الوزارة قديما مثل كتب نصر أبو زيد ومع هذا فسحت وبيعت كلها.
ومما قاله الوزير (أو الوكلاء كانوا يستقبلون الملاحظات ويبادرون في منعها) وهذا الكلام غير صحيح فقد كلم الوكيل السبيل العشرات من أساتذة جامعات وطلاب علم وسلم قوائم من الكتب من أول يوم في المعرض ولم يحرك ساكنا وهذا يدل على أن الوزارة كانت على علم وتواطئ.
ومما قاله الوزير (أننا وضعنا نماذج للجمهور ويكتبون الكتاب الذي يرون منعه ويعطى المراقبين وهم يبادرون بالمنع) وهذا غير صحيح فقد تكدست عندهم الأوراق من قبل الجمهور (المغلوب على أمره) ولم يمنع شيء بل صرح أحد المراقبين الإعلاميين لما أكثر الناس الحديث معه بأن هناك أوامر صريحة من الوزارة بعدم التعرض لمنع أي كتاب.
4 - بدأت المداخلات من قبل أعضاء مجلس الشورى وتكلموا عن أبرز ما يلاحظ على الوزارة وكانت المداخلات كلها قوية وجيدة تقريباً إلا اليسير منها.
5 - من المداخلات المتميزة: مداخلة الدكتور /عبد العزيز الثنيان عضو المجلس والوكيل السابق في وزارة التربية والتعليم وحيث قال للوزير إن المحددات التي وضعتها لاعلاقة لها بوزارتك، فأنت تحاسب بناء على نظام الحكم في البلد والذي ينص في سياساته الإعلامية أن تنضبط الوزارة بالشرع، وقال إن مجلس الشورى لايستطيع تخطي نظام الحكم في البلد، وكل الوزارات، وأما الاجتهادات الخاصة تبقى خاصة بالوزير ولاعلاقة لها بالوزارة.
وكانت إجابة الوزير ضعيفة وتهرب من الإجابة المباشرة. 6
6 - كانت هناك مداخلة قوية للدكتور /عبدالله الدوسري حيث قرأ بعض المواد من نظام الحكم ومن سياسات الإعلام وبين وجه مخالفة وزارة الإعلام لها ومما أشار: الاختلاط الفاضح بين الرجال والنساء في استوديوهات التصوير، وأشار إلى ما يعرض وأشار إلى تجاوزات النشر في المجلات النسائية والصور الفاضحة والكتب التي فسحت في معرض الكتاب.
وكانت إجابة الوزير ضعيفة حيث ذكر أن الاختلاط في الاستوديوهات ليس فيه خلوة وإنما بحضور كبير (أصبح الوزير مفتيا) وأجاب بإجابات عامة أيضا وغير مباشرة.
7 - من المداخلات القوية لأحد الأعضاء:أشار إلى ضعف تقرير الوزارة وتناقضه وذكر انه أضعف تقرير قدم للمجلس، وضرب مثال للتناقض وهو أن التقرير وصف القناة الثانية (أنها بلا هوية) وفي موضع آخر ينص التقرير على (أن القناة الثانية قدمت الشيء الكثير وهي معنية بالحوار مع الثقافات الأخرى) وكلاما نحوه وكان أسلوب العضو فيه غلظة على الوزير وقال ارجوا من الوزير أن يحل لنا المعضلة والإشكالات الكثيرة في التقرير الهزيل وأكد ضعفه مرة أخرى.
وكانت إجابات الوزير بالاعتراف بضعف التقرير والاستعجال في إعداده، فنقول أين المستشارين والوكلاء والموظفين الذين تعج بهم الوزارة. 8
8 - كانت هناك مداخلة لأحد الأعضاء: وانتقد عبارة للوزير في رده على الدكتور عبدالله الدوسري بأنه قد تكون الملاحظات هذه نابعة من رؤية العضو ومن هم حوله ولاشك هذا فيه تعريض بالعضو خاصة انه من الأخيار، فجاء رد هذا العضو بأنه لاينبغي للوزير أن يقول هذا الكلام لأن هذه رؤية غالب المجلس بل حتى غالب المجتمع لا يقبل بتجاوزات الوزارة.
9 - ومن المداخلات المتميزة لأحد المهندسين وهو (سالم المري) حيث طالب من الوزير أن يراعوا حرمة شهر رمضان وان تترفع وسائل الإعلام التابعة لها عن اللهو والعبث الماجن وان يحفظوا للشهر قدسيته.
10 - من المداخلات العجيبة: مداخلة د. عبدالله دحلان والذي وجه نقدا لاذعا وشديدا لطريقة الوزير في الإجابة عن الانتقادات وذكر أن الوزير يعتمد الإجابات الدبلوماسية والعامة، وأكد انه يريد إجابات واضحة ومباشرة ثم بدا بطرح أسئلته المباشرة فكان منها:
س/ ماهو رأي الدولة بصراحة حول دور السينما.
فأجاب الوزير: بأنه لم يصدر أي شيء رسمي حولها ولا توجد أي لجان لدراسة الموضوع أو غيره. ثم سأل الوزير: لماذا لا يخرج الوزير ووزارته في حوار مباشر وصريح مع من يخالفه وينتقده ولماذا التهرب حتى يظهر توجه الوزارة والوزير أمام الناس. فأجاب وللأسف بإجابة دبلوماسية وأن رقمه موجود ومتداول، وأن وكلاءه يستقبلون الانتقادات. 11
11 - من المداخلات كذلك (مداخلة د. خليل الخليل): وأثنى ثناء عاطرا على الوزير صاحب المسيرة التنويرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 12:05]ـ
مشكور أخي معتدل وحبذا لو أخرجتها في موضوع مستقل لتعم الفائدة(/)
مخرج أمريكي يسعى لتحويل "بنات الرياض" إلى فيلم سينمائي
ـ[مداد]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 11:14]ـ
دبي - العربية. نت
قال مخرج أمريكي يقوم حاليا بزيارة إلى السعودية إنه يسعى لتحويل رواية "بنات الرياض" للكاتبة السعودية رجاء الصانع إلى فيلم سينمائي.
وقال المخرج الأمريكي تيود نمز الذي يزور السعودية منذ شهرين بدعوة شخصية من الأمير تركي الفيصل وبدعم من رابطة أصدقاء السعودية، إنه يحتاج إلى تمويل مالي لإنتاج الفيلم، مشيرا إلى أنه يحاول توفيره في الوقت الراهن عبر شركات إنتاج محلية في السعودية.
وقال نمز إنه سيقوم بتغيير في بعض شخصيات الرواية وذلك لإن فيها بعض الإسقاطات الأدبية، بحسب تقرير أعده الصحافي علي بن طحنون ونشرته صحيفة "الجزيرة" السعودية الاثنين 4 - 2 - 2008.
وأثارت "بنات الرياض" جدلا واسعا داخل السعودية وخارجها، وقام مواطنان سعوديان في وقت سابق برفع قضية ضد رجاء الصانع واتهما الرواية بالاساءة لبنات الرياض، كما رفع المدعيان قضية أخرى على وزارة الثقافة والإعلام بحكم أنها رفضت القضية بتاتا عند التقدم لهم بشكوى ضد الرواية، وذلك بحجة انه ليست لهما مصلحة في الموضوع بعكس إصرار المواطنين بأن الموضوع من مصلحتهم وللمصلحة العامة.
......................
ويذكر أن المخرج تيود نمز قام بعمل فيلم تسجيلي بعنوان (وطني) مدته 90 دقيقة منذ سنتين ونصف السنة في عاصمة الأفلام السينمائية هوليود وتم عرضه في ثلاث ولايات أمريكية وبتكلفة شخصية منه، وسوف يكون أول عرض في المملكة مترجم يقام في مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي لها جهود في تصحيح نظرة الآخر إلى السعودية كدولة وإلى الإسلام كدين.
والمخرج تيود نمز من مواليد مدينة الظهران 1980بحكم عمل والده في شركة أرامكو السعودية الذي تقاعد عن العمل العام الماضي. وهو حاصل على البكالوريوس في الإعلام في مجال الإنتاج السينمائي وهذه أول مرة يعود إلى المملكة منذ 5 سنوات.
ــــــــــــــــــ
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 05:09]ـ
كل ساقط وله لاقط!
هذي الرواية من أسخف الروايات شكلا ومضمونا.
ولولا أنها تصور الرذيلة بدقة مقززة، وتدعو إليها ما كانت كل هذه الضجة حولها.
أخزى الله كاتبها وناشرها وكل داع إلى قراءتها.
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 08:31]ـ
وَهَاهُمُ السَّقَطَةُ يَتَهَافَتُونَ إِلَى كُلِّ هَيْعَةٍ فَيَنْتَشِلُونَهَا مِنْ مَزَابِلِ التَّارِيخِ وَمَفَاوِزِ السُّوْءِ، عَاضِّيْنَ عَلَيْهَا بِنَوَاجِذَ صَفْرَاء، جَذِلِينَ بِهَا يَتَطَايَرُونَ نَشْوَةً وَحُبُورَاً، فَيَحْبِكُونَ حَولَهَا أَلْفَ أَلْفِ قِصَّة، وَيَدُورُونَ حَولَهَا كَكَعْبَةٍ مَفْقُودَةٍ، لِيَصْدُقَ قَولُ اللهِ فِيهِمْ وَيَكُونُونَ مِمَّنْ يُحِبُّ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي فُلُولِ المُؤْمِنِينَ. وَالَّذِيْنَ آمَنُوا فِي عَلْيَائِهِمْ حَائِرُونَ!: مِنْ أَيِّ بَابٍ سَنَدْخُل؟ مِنْ أَيِّ بَابٍ سَنَدْخُلْ؟!.(/)
جئتكم من (معرض الكتاب بالقاهرة) بهذه الأخبار المفرحة، وهدية!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 05:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد زيارة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أوجز للإخوة الفضلاء بعض الأخبار المتفرقة المفرحة، مع إهدائهم كتيبًا خيريًا عن " الليبرالية ":
1 - يُعد معرض القاهرة من أهم وأكبر معارض الكتب في العالم العربي، من ناحية المعروض. أما القوة الشرائية فأفادني أحد أصحاب دور النشر أن معرض الرياض يأتي في المقدمة.
2 - دون مبالغة: شهد هذا المعرض اكتساحًا هائلاً، للكتب والمكتبات الإسلامية. وهذا معتاد كل سنة - ولله الحمد -، ولكنه - في نظري - أشد وضوحًا هذا العام.
3 - أعني بالكتب الشرعية: كتب علماء أهل السنة قديمًا وحديثًا. وبعد سؤال المهتمين: تأتي كتب الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في المرتبة الأولى. ثم كتب الشيخ بكر أبوزيد - سلمه الله -، ثم كتب الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -.
4 - وتأتي المكتبات السعودية في المرتبة الأولى من حيث المبيعات. (الرشد - طيبة - العاصمة - أشبيليا - ابن الجوزي - العلوم والحكم - الوطن - ... الخ). سواء في كتب العلماء أو الرسائل الجامعية.
5 - تم توسيع الجناح السعودي، والاهتمام به، نظرًا للإقبال الكبير عليه.
6 - لم تسمح (السلطات المصرية) بمشاركة المكتبات الشيعية - ولله الحمد -؛ لتنبههم إلى خطرهم السياسي. فليت دعاة التقريب - هداهم الله - يحذون حذوهم! إن لم يعوا خطر (عقيدتهم) - على الأقل -. وأما المكتبات (الصوفية) فلاتكاد تُذكر، وفي انحسار.
7 - في المقابل: تكاثرت الكتب التي تبين خطر الرافضة وأحزابهم، وأصبح هناك تنافس واضح من دور النشر في إصدارها، وتأليفها. ولله الحمد -
8 - مظاهر الالتزام على زوار المعرض طاغية - ولله الحمد -، رجالا ونساءً.
9 - حاول العلمانيون القائمون على المعرض (جابر عصفور ومن معه) أن يعيدوا للعلمنة التي تشهد انحسارًا واضحًا في مصر: وهجها، عبر تكريمهم لإحدى تلميذات عميد (التغريب) العربي: طه حسين: سهير القلماوي. وعبر نشرهم على جدران المعارض سيرًا وصورًا للتغريبيين الهالكين، لإعادة الاعتبار لهم بعدما شاهدوا انفضاض الجيل القادم عنهم، ولكن دون جدوى - ولله الحمد -. والملفت أنهم ضموا لسير وصور الليبراليين مثلها لإخوانهم العصرانيين!: محمد عبده ومدرسته؛ ليُعلم أن الطائفتين وجهان لعملة واحدة.
10 - ومما زاد غيظ الليبراليين الماسكين - إلى الآن - بأزمة أمور المعرض: أن يشهد المعرض لأول مرة في تاريخه: محاضرة (إسلامية) للشيخ عائض القرني - وفقه الله -! وسط حضور كثيف، ومثلها للدكتور ناصر الزهراني - وفقه الله -. وهذه سابقة تُسجل تاريخيًا، وتؤذن بتبدل أحوال المعرض في السنين القادمة - إن شاء الله -؛ ليصبح تجمعًا نافعًا للأمة، ناشرًا للوعي الحقيقي.
11 - تأكد هذا بعد رؤيتي لمقابلة في القناة المصرية مع د جابر عصفور يتحسر فيها على أحوال المعرض، ويدعو إلى الاجتهاد في محاربة قوى (الظلام) الزاحفة!
12 - سألتُ أحد المفكرين المصريين الحكماء عن التجمعات والأحزاب الليبرالية ومستقبلها، فقال لي: بلا ليبرالية بلا بطيخ! الشعب المصري الآن لا يُفكر إلا في أمرين: دينه، ورزقه. فلا وقت للتفكير في ليبرالية ولا غيرها من الأفكار التي ذاق الشعب مرارتها.
قلتُ: أما دينه: فتوقعي - إن شاء الله - أن الشعب المصري مقبل على دعوة الكتاب والسنة. خاصة إذا ما أحسن علماء ودعاة السنة هناك استغلال الوضع، ونأوا بأنفسهم أن تستهلكهم الحزازات والخلافات. وأما الرزق: فيحتاج - بعد توفيق الله - إلى تعاون، وطرح لأفكار وأساليب بديلة تباعد الناس عن الأساليب غير المشروعة. والله الموفق.
13 - أما عن الكتب الجديدة المميزة، فلعلها تكون في مناسبة أخرى.
الهدية
حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها
http://www.kabah.info/uploaders/scan0001.jpg
للتحميل: احفظ باليمين
http://www.kabah.info/uploaders/S60BW-108020212560.pdf
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 06:07]ـ
شكر اللَّهُ لكُم ـ أيُّها الشَّيخ الحبيب ـ،ونفع بكُم.
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 06:26]ـ
,جزاك الله ألف خير ياشيخنا سليمان ونفع الله بك دوما وأبدا
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 06:44]ـ
أخبار سارة -بشرك الله بالخيرات-
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 07:47]ـ
الحمد لله رب العالمين.
مصر تسير لربها. وأرى أن أكبر دافع لها الآن هو صحوة عبّاد الصليب، وتدني الحالة الإقتصادية.
من سبعة عشر عاما كان الدعوة السلفية في (مركزنا) في عدد بسيط من الأفراد يعدون عدا، ربما على أصابع اليد الواحدة، والآن ألوف مألفة، والآن بدأ السمت الإسلامي يظهر في كل مكان في مصر. ولله الحمد.
عاد الحجاب ولله الحمد.
ومصر تنتفض ولله الحمد.
والجيل الجديد من المنتسبين للدعوة ذهبت عنه العصبية أو كادت ولله الحمد.
أمران يعجلان بعودة مصر إلى سيرتها الأول يوم صلاح الدين.
الأول: اشتباك الحكومة مع الإخوان، وآراه قريب وخاصة إن جاء جمال مبارك. وفائدة هذا الاشتباك أنه سيفصل قاعدة الإخوان العريضة عن رأسها المريضة. ومن ثم تلتحق بالصحوة السلفية في مصر، وهو نصر من الله وفتح مبين نسأل الله أن يعجل به.
الثاني: أن يستفيق الناس في مصر إلى ما يتكلم به النصارى عن الإسلام عموما وعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصوصا. فهذا من شأنه أن يرد الناس إلى دينهم، ويجمعهم على نبيهم أو بنبيهم صلى الله عليه وسلم.
أهلا وسهلا مصر.
ثمثلها الذكرى لعيني كأن ترابها وحصبائها مسك يفيح وعيقان
يا ساكني مصر أراكم علمتمو بأني مالي عنكم الدهر سلوان
وما في قلب موضع لسواكم ومن أين وهو بالشوق ملآن.
أحبك (يامصر) لا تفسير عندي لصبوتي ... أفسر ماذا والهوى لا يفسر
شكر الله لك فضيلة الشيخ سليمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 10:20]ـ
شرفت مصر ونورتها شيخنا المبجل
ولكن ليتسع صدرك لعتاب من احد المحبين لماذا لم تعلن عن وجودك فى مصر حتى يستطيع محبوك ان يكونوا فى شرف استقبالك والقيام على خدمتكم فوالله انى اتقرب الى الله بمحبة العلم واهله
ـ[لامية العرب]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 11:11]ـ
بشرك الله بروح وريحان وجنة نعيم
نور الصحوة يسطع من مصر واضحا جليا من خلال القنوات الشرعية وكثرة العلماء الربانيين
تحدثني نفسي -والله اعلم -أن التغيير قادم للأحسن من قبل أرض الكنانة وبإذن الله سيعم نوره أرجاء بلاد الإسلام
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 11:16]ـ
الله يجزاك خير وينور دربك ويكفيك شر الأشرار.
والغريب أن هديتك لم تفتح معي من موقع الساحات بعد تحميلها وفتحت في هذا الموقع المبارك.
ما قصرتم الله يكتب لكم الأجر.
ـ[الأصيل]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 12:10]ـ
الشيخ/سليمان شكرا لك بهذه الأخبار المفرحة عن معرض الكتاب بالقاهرة ...
وأما عن الهدية فعنوانها (حقيقة الليبرالية وموقف الاسلام منها) فهذا العنوان نفس عنوان رسالة الدكتوراه للشيخ الدكتور/عبدالرحيم السلمي أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى والتي نوقشت عام 1427هـ والتي الآن تحت الطبع وستطرح في الأسواق الشهر القادم. فما الفرق بينهما؟ وهل يحق للمتأخر أن يعد كتابا بنفس عنوان المتقدم (رسالة الدكتوراه) بحيث لا يستطيع القارىء أن يفرق بينهما من صفحة العنوان؟ وأين حقوق الملكية الفكرية؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 12:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 12:55]ـ
بارك الله فيكم شيخنا ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 10:40]ـ
الإخوة الكرام: بارك الله فيكم جميعًا - وأشكر تشريفكم -.
أخي الكريم: بن عبدالغني: جزاكم الله خيرًا عن حسن ظنكم. ووقتي كان مزحومًا، وتسمع بالمعيدي خيرمن أن تراه. بوركت.
أخي الكريم: الأصيل: لو قرأت الرسالة المرفقة، لعلمت أنها مختصرة من رسالة د عبدالرحيم - وفقه الله -، وقد بينتُ هذا في المقدمة وحثثت القارئ على اقتنائها. مع إضافات يقتضيها وضع السعودية. إضافة إلى إعلاني عن رسالة الدكتور في الغلاف الخلفي (دعاية لها). وللفائدة: فالكتاب خيري يوزع مجانًا. بوركت ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 10:58]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان الخراشي على الهدية
هل من الممكن توفير الأصل، جزاكم الله خيرا؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 11:00]ـ
خيار التقوا ... يتناوبوها بسهامهم، هذا من جانب وهذا من جانب.
الدكتور عبد الرحيم السلمي، والشيخ سلمان الخراشي، ويلحق بهم الشيخ الدكتور عبد العزيز كامل بكتاب عن الليبرالية أيضا. وودنا أن لو تجمعنا كلنا عليها حتى تخرج من ديارنا، بل ونتبعها في ديارها .. حتى نسجد في روما وباريس.
.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 11:00]ـ
جيش صلاح الدين الذي دك الصليبيين من رجال مصر
واندحر التتار وتكسرت أمواجهم على صخور مصر
وقريبا بحول الله تعالى ستكون نهاية اليهود كما كانت نهاية من قبلهم من المعتدين
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 11:26]ـ
بارك الله لكم
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 12:25]ـ
شيخ سليمان في المرة القادمة التي تزور فيها مصر لن أقبل منك أقل من أن تبلغني برسالة إيميل تعلمني بمقدمك ومكان تواجدك ... أؤكد لن أسامحك إن لم تفعل .... وأيضا سمعت أن لك كتاب عن "تاريخ نجد" .. ضعه لنا يا شيخ بارك الله فيك.
أستاذ جلال القصاص اسمحلي بنقد لو تفضلت: قولك " أحبك يامصر" ... هذه وطنية أكرهها لي ولك!
وكونك تستبشر بقدوم فلان محل فلان وأن ذلك سيعجل بتصادم عنيف مع رؤوس الإخوان بما سيعود بالخير على المسلمين فهذا خطأ كبير منك, تتمنى الهلاك لفئة مسلمة وتستبشر بقدوم الخير والسلفية على يد الملكية المقنعة, أضحك الله سنك يا شيخ
ورؤوس الإخوان المريضة هذه تستدعي منك التدخل والمناصحة مرارا وتكرارا لا أن تقول لو تصادموا وهلكوا لصلحت مصر. شكر الله لك.
ـ[أم البررة]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 12:52]ـ
الحمد لله، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون.
ويلحق بهم الشيخ الدكتور عبد العزيز كامل بكتاب عن الليبرالية أيضا.
هلا دللتموني على كتاب الدكتور عبد العزيز؟
بارك الله فيكم وفيهم.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 03:00]ـ
أخبرني به هاتفيا، ولم أسأله عن تفاصيل. وإن شاء الله في أول اتصال بالشيخ ـ ولعله قريب ـ أعرف منه التفاصيل وأرد عليكم.
ـ[عزو]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 04:01]ـ
اخ محمد جلال القصاص هل كتابك فى الرد على القس زكريا الذى يباع فى دار الهادف ام تشابه اسماء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عزو]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 04:02]ـ
واحب ابشر اخونا شيخ الخراشى ان الامن الى حد ما ميسر الامر على الاخوة الذين لهم جهد فى مقاومة تنصير فى المعرض
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 04:37]ـ
نعم هو كتابي أخي
كيف وجدته؟
أخي البوصيلي: (:)
ـ[الأصيل]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 05:59]ـ
أخي الكريم: الأصيل: لو قرأت الرسالة المرفقة، لعلمت أنها مختصرة من رسالة د عبدالرحيم - وفقه الله -، وقد بينتُ هذا في المقدمة وحثثت القارئ على اقتنائها. مع إضافات يقتضيها وضع السعودية. إضافة إلى إعلاني عن رسالة الدكتور في الغلاف الخلفي (دعاية لها). وللفائدة: فالكتاب خيري يوزع مجانًا. بوركت ..
يا شيخ /سليمان أطلعت على الكتاب على صفحة العنوان وعلى المقدمة وعلى المراجع، ولا يوجد في صفحة العنوان بأنها اختصار أو تهذيب لرسالة الدكتوراه للدكتور عبد الرحيم وهذا مخالف للمنهج العلمي في التأليف ومخالف أيضا لنظام حماية حقوق المؤلف، أيضا قرأت المقدمة ولم أجد في صلب المقدمة ما يشير إلى أنها اختصار أو تهذيب لرسالة الدكتور ولم يذكر الأسباب الداعية لإخراج رسالة الدكتور عبد الرحيم بشكل مختصر ولم يذكر الدراسات السابقة ولا شيئا من هذا القبيل وإنما وجدت إشارة إلى ذلك في هامش المقدمة فقط .. وهذا لايليق بالمنهج العلمي في التأليف فضلا على أنه مخالف لحقوق الملكية الفكرية ولنظام حماية حقوق المؤلف.
واسأل الله أن يوفقنا لكل خير
ف
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 06:19]ـ
(وإنما وجدت إشارة إلى ذلك في هامش المقدمة فقط)!
-----
للفائدة: هذه رسالة توعوية - فيها مقال وتهذيب وفتوى - عن فكرة كفرية.توزع مجانًا لتحذير المؤمنين من الانسياق مع أهل الضلال ..
-----
وصلى الله عليه وسلم يقول: (من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه).
فالدكتور عبدالرحيم عنده خبر. ورسالته ستُوزع عن طريقي - بإذن الله -.
فلا تُقلق نفسك.وأقبل على ماينفعك.
بوركت ..
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:23]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ سلمان .. وقد مُنعت يوم كنتم بالمعرض من الذهاب لعارض، وحسرني أخ آخر اليوم بذكر أنكم كنتم فيه .. وكنت أود السلام عليكم.
كيف لاحظتم النشاط التنصيري هذه السنة يا شيخ بارك الله فيكم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:53]ـ
الشيخ/سليمان شكرا لك بهذه الأخبار المفرحة عن معرض الكتاب بالقاهرة ...
وأما عن الهدية فعنوانها (حقيقة الليبرالية وموقف الاسلام منها) فهذا العنوان نفس عنوان رسالة الدكتوراه للشيخ الدكتور/عبدالرحيم السلمي أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى والتي نوقشت عام 1427هـ والتي الآن تحت الطبع وستطرح في الأسواق الشهر القادم. فما الفرق بينهما؟ وهل يحق للمتأخر أن يعد كتابا بنفس عنوان المتقدم (رسالة الدكتوراه) بحيث لا يستطيع القارىء أن يفرق بينهما من صفحة العنوان؟ وأين حقوق الملكية الفكرية؟
الأخ الفاضل (الأصيل): من أخبرك أن عنوان الكتاب من الحقوق الفكرية للمؤلف والتي لا يحق لغيره أن يسمي كتابه به.
وها هم السلف عشرات العلماء تجد لكل واحد منهم كتابا باسم ((السنة))، و ((الرد على الجهمية))، وها هو الحافظ ابن حجر أخذ عنوان شرح البخاري من ابن رجب رحم الله الجميع، ولا أعلم أن أحدًا عاب ذلك أو هجم عليه تلك الهجمة.
نعم أوافقك أن الأفضل تغيير العنوان، لكن من أخبرك أن هذا يتعارض مع حقوق الملكية الفكرية.
عشرات الكتب تحمل عنوان: ((مدخل إلى علم اللغة)).
((مدخل إلى علم المصطلح)).
مدخل إلى كذا ..
هذا للنقاش فقط، هل لو جئت الآن وألفت كتابًا بعنوان ((فتح الباقي بشرح ألفية العراقي)) أكون قد سرقت فكر الشيخ أبي ركريا الأنصاري رحمه الله.
صحيح هذا أمر الأفضل تركه، لكن من قال بأن هذا فيه تعدي على حقوق الملكية الفكرية، بارك الله فيك؟
ـ[الأصيل]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 10:13]ـ
الأخ الفاضل (الأصيل): من أخبرك أن عنوان الكتاب من الحقوق الفكرية للمؤلف والتي لا يحق لغيره أن يسمي كتابه به.
صحيح هذا أمر الأفضل تركه، لكن من قال بأن هذا فيه تعدي على حقوق الملكية الفكرية، بارك الله فيك؟
شكرا لك يا أخي علي عبد الباقي على هذه المداخلة وأقول لك أن الذي أخبرني بذلك نظام حماية حقوق المؤلف الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/11) وتاريخ 19/ 5/1410هـ حيث نصت المادة الرابعة من النظام: (تشمل الحماية عنوان المصنف إذا كان متميزا الخ ... ).وحماية حقوق المؤلف وبراءة الاختراع محمية نظاما داخليا في السعودية ومتفق عليها دوليا في الخارج ومن المعروف من ينتهكها يلاحق قضائيا والكلام فيها طويل ...
============================
وياشيخ/سليمان أشكرك على سعة صدرك .. وأنا أحببت أن أبين رأيي في الموضوع بكل شفافية ووضوح، ومادام أنك ذكرت أن الدكتور /عبدالرحيم عنده خبر وستوزع رسالته الدكتوراه عن طريقك فاسأل الله لكما التوفيق وأن يعينكما على الليبراليين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رائد]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 11:34]ـ
الشيخ سليمان
ما قمت به من نشر بحث لشيخ معروف في الساحة بنفس الموضوعات والحروف والعبارات تسمى في هذا الزمان " السرقة الأدبية "
فالكتاب هو نفس بحث الدكتور السلمي وليس لك فيه شيئ
وقد بلغني أن الدكتور سوف يقوم بكتابة بيان يوضح فيه ما قمت به من عمل غير جيد وربما يقوم بملاحقة قضائية لما قمت به
وحتى يعرف الاخوة لماذا قلت هذا الكلام فليراجعوا بحث الدكتور فقد نشره الخراشي وليس له فيه شيئ وقد اطلعت عليه في الجامعة وليس للخرشي الا أخذ حقوق الناس
والاخ على عبد الباقي يظن انه مجرد اتفاق في العنوان والامر ليس كذلك بل هو مطابقة واخذ كامل للمضمون
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 05:58]ـ
أخي الكريم: رائد: أولا أدلك على خيرٍ من هذا؟
استفد من رسالة الدكتور عبدالرحيم، أو مختصري الصغير لها، وحذر المسلمين من هذه الفكرة الكفرية التي توشك أن تزاحم شريعة رب العالمين، وتخدع بزخرفها شبابًا يافعًا من المسلمين.
والمختصر يوزع مجانًا، فإن كنت تفكر في الحقوق، فغيرك يفكر في كيفية نفع أمته، وتحذيرهم من الشر، بكل طريق " شرعي "، مستنيرين فيه برأي العلماء العاملين.
والدكتور متفهم لهذا كله ..
وفقك الله ..(/)
«شَرحُ مَنظُومَةِ سُلَّمِ الوُصولِ إلى علمِ الأصُول للحكمي، لعبد الرَّزَّاق البَدر»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 06:26]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«شَرْحُ مَنْظُومَةِ سُلَّمِ الوُصُولِ إلى عِلمِ الأصُول فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ واتْبَاعِ الرَّسُولِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ
للشَّيْخِ حَافِظِ بنِ أحمدَ الحَكَمِيّ ـ عليه رحمات اللَّه تترى ـ،
شَرْح صاحبِ الفضيلةِ الشَّيْخِ د. عبد الرَّزَّاق بنِ عبد المُحسن العبَّاد البَدر
ـ سَلَّمهُ اللَّه تعالى ـ.»
[الدَّرْسُ الأَوَّلُ] (25 - 1 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46415
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 06:28]ـ
[الدَّرسُ الثَّانِيُّ] (26 - 1 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46429
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 11:29]ـ
[الدَّرْسُ الثَّالِثُ] (27 - 1 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46445
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 11:32]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سلمان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 03:00]ـ
شَكَرَ اللَّهُ لكُم،وباركَ فيكُم ـ يا شيخ أُسَامَة ـ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 03:02]ـ
[الدَّرْسُ الرَّابِعُ] (28 - 1 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46460
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 03:03]ـ
[الدَّرْسُ الخَامِسُ] (29 - 1 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46474(/)
الدعوة إلى التوحيد قبل الدعوة إلى الفروع
ـ[ابن خالد]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 07:00]ـ
الدعوة إلى التوحيد قبل الدعوة إلى الفروع
(كالحج والصيام والزكاة والنهي عن بعض المحرمات ... )
نقلا عن موسوعة فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أُوجه خطابي هذا إلى كافة المسلمين من حجاج بيت الله الحرام وغيرهم، نصيحة لهم، وبراءة للذمة، ورجاء أَن ينتبهوا من غفلتهم ويستيقظوا من رقدتهم، ويصير أكبر همهم وجل بحوثهم وعامة كتاباتهم وإرشاداتهم حول تحقيق معرفة ما هم إليه أَشد شيء ضرورة من بيان حقيقة ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، بل ضرورتهم إلى ذلك أَعظم من ضرورتهم إلى الطعام والشراب، بل أَعظم وأَكبر من ضرورتهم إلى النَفَس، فإن المتكلمين من الكتاب والمرشدين وسواهم؛ ممن يلم بجنس هذه الأمور قد اختلفت وجهتهم وافترقت مغازيهم في كتاباتهم وإرشاداتهم، وذلك بحسب اختلاف وافتراق ما يدور في أَفكارهم، ويستقر في تصوراتهم ويحسن في أَنظارهم من حيث المهمات والأَهميات لا فرق في ذلك بين المتكلم والمرشد الديني والمتكلم خلافه. وأَجد من يتكلم عن الأمور الدينية أَكثرهم أَو كلهم -إلا من شاء الله- لا يكتبون ولا يرشدون إلا في أُمور هي في الحقيقة من الفروع والمكملات، فتجد الكاتب وتجد المرشد لا يتكلم إلا حول فرضية الصلاة مثلا ووجوب فعلها في جماعة أَو الحج، أَو صيام رمضان، أَو الزكاة وأَشباه ذلك. أَو في أَشياء من المحرمات كالربا والتعدي على الأَنفس والأَموال والأَعراض وغير ذلك من المعاصي والمخالفات، ونعم ما فعلوا، وحسن طريقًا ما سلكوا ولكنهم كانوا عن أَهم الأَهم في بعد إلى الغاية، فقد كان خير الخلق محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أَول بعثته ومبدأ دعوته يبدأُ بالأَهم فالأَهم، وأَقام صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنوات من بعثته قبل فرض الصلاة التي هي عمود الإسلام وما بعدها من الأركان كل ذلك في بيان التوحيد والدعوة إليه، وبيان الشرك وتهجينه والتحذير منه. وأَول سورة أُنزلت عليه صلى الله عليه وسلم في رسالته سورة: ? يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ? وكان -صلى الله عليه وسلم- يسلك في الإنذار عن الشرك والدعوة إلى التوحيد شتى الطرق ويسعى في حثه الناس لإبلاغهم ذلك بكل ما يمكنه حتى إنه مرة صعد على الصفا صلى الله عليه وسلم رافعًا صوته: واصباحاه. فلما اجتمعوا إليه قال: يا أَيها الناس إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
فحقيق بالمسلمين ولا سيما العلماء (1) كبير عنايتهم ومزيد اهتمامهم بمعرفة حقيقة ما بعث الله به الرسل من أَولهم إلى آخرهم وخاتمهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليهم أَجمعين وتعليمهم ذلك، والعمل به ظاهرًا وباطنًا، والموالاة والمحبة والتناصح فيه، والتواصي به: من توحيد الله تبارك وتعالى في ربوبيته وفي ذاته تبارك وتعالى، وأَسمائه وصفاته وأَفعاله، وفي إلهيته وما يستحق من عبادته وحده لا شريك له، وأَنه ما في العالم علويه وسفليه من ذات أَو صفة أَو حركة أَو سكون إلا الله خالقه لا خالق غيره ولا رب سواه، وأَن يوحد سبحانه وتعالى في ذاته وأَسمائه وصفاته وأَفعاله بأَن يؤمن أَنه تعالى واحد أَحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأَنه حي قيوم، على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وأَنه تبارك وتعالى سميع بصير، يرضى، ويسخط، ويحِب، وَيُحَب، إلى غير ذلك مما ورد في الكتاب والسنة من أَسمائه وصفاته تبارك وتعالى، فنثبت كل ما ورد في الكتاب والسنة من هذا الباب إثباتًا بريئًا من تشبيه المشبهين، كما ننزهه -تبارك وتعالى- عن جميع ما لا يليق بجلاله وعظمته تنزيهًا بريئًا من تعطيل المعطلين. وأَن يوحد تبارك وتعالى في أُلوهيته بأَن يفرد بجميع أَنواع العبادة، فلا يعبد إلا إياه ولا يدعى أَحد سواه، ولا يسجد إلا له، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرغب إلا إليه، ولا يستعان ولا يستغاث إلا به، ولا ينحر ولا ينذر إلا له، ولا يخشى ولا يخاف أَحد سواه، ولا يرجى إلا إياه، حتى يكون سبحانه وتعالى هو المفزع في المهمات، والملجأ في الضرورات، ومحط رحل أَرباب الحاجات
(يُتْبَعُ)
(/)
في الرغبات والرهبات وفي جميع الحالات، فهذا هو مضمون أَصل الدين وأَساسه المتين شهادة أَن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأَصله الثاني شهادة أَن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نطقًا واعتقادًا وعملاً، وهو طاعته فيما أَمر، وتصديقه في جميع ما أَخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأَن لا يعبد الرب تبارك وتعالى إلا بما شرعه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأَن تقدم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والولد والوالد والناس أَجمعين، وأَن يحكم صلى الله عليه وسلم في القليل والكثير والنقير والقطمير، كما قال تعالى: ? فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ? [سورة النساء 65] وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤمِن أَحَدُكمْ حَتَّى يَكوْنَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئتُ بِهِ) (2).
ومن المهم جدًا اتصال المسلمين بعضهم ببعض اتصالاً خاصًا، وأَن يتذاكر بعضهم مع بعض في هذه الأصول العظيمة، وأَن يبذلوا جميعًا غاية جهودهم ونهاية قدرهم في البحث الدقيق في تفاصيلها، ويحرصوا كل الحرص في تطبيق اعتقاداتهم ومساعيهم وأَعمالهم عليها، وأَن يتبادلوا النصائح الصادقة فيما بينهم، وأَن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا، وأَن يكونوا شيئًا واحدًا في العمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، يدًا واحدة في الذب عن حوزة الدين، ومناوأَة أَعدائه من الكفار والمشركين، فإن الأَخذ بذلك هو سبب السعادة والسيادة والفوز والنجاة في الدنيا والآخرة، وفي الحديث: (إن الله يرضى لكم ثلاثًا أَن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأَن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأَن تناصحوا من ولاه الله أَمركم). وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
------------------
(1) أن يجعلوا.
(2) قال النووي: حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح ورواه الطبراني وأبو بكر بن عاصم والحافظ أبو نعيم.(/)
هذا ما يبغيه شيعة إيران: مفتي مثل محمد الطنطاوي!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 06:39]ـ
في خطوة هي الأولى من نوعها منذ القرن السادس الهجري, وافق شيخ الأزهر على قبول طلاب شيعة للدراسة في المعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر.
وجاءت موافقة محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في أعقاب لقائه أمس الأول مع الشيخ علي الأمين مفتي الشيعة في صور بجنوبي لبنان, بعدما طلب فيه الأخير من شيخ الأزهر فتح الأبواب أمام الطلاب اللبنانيين الشيعة للدراسة بمعاهد وكليات الأزهر. بحسب "المصريون".
وبرر طنطاوي هذه الخطوة أمس، بأن الأزهر يدرّس لطلابه كل المذاهب الإسلامية، بما فيها المذهب الشيعي، وأنه ليس هناك ما يمنع من قبول الطلاب الشيعة باعتبارهم مسلمين، مشيرًا إلى أن الأزهر لن يغلق أبوابه في وجه أي طالب مسلم يرغب الدراسة في معاهدة وكلياته طالما كان مستوفيًا للشروط اللازمة. بحسب قوله.
يأتي هذا الانفتاح من جانب الأزهر الذي يعد أكبر مرجعية إسلامية للمسلمين السنة في العالم، عقب سلسلة لقاءات في الفترة الأخيرة بين الشيخ طنطاوي وعدد من المسئولين الشيعة في إيران ودول عربية كان آخرها لقائه بمكتبه في مقر المشيخة بحداد غلام عادل رئيس البرلمان الإيراني، كما سبق أن التقى بعلي لاريجاني مستشار مرشد الثورة الإيرانية.
إنشاء كلية أزهرية في طهران:
تأتي هذه الخطوة بعد أن وافق شيخ الأزهر في العام الماضي على إرسال أساتذة جامعة الأزهر للتدريس في الجامعات الإيرانية، وعلى إنشاء كلية أزهرية في طهران وعلى تبادل المناهج والمقررات والكتب الدراسية بين الجانبين، والسماح لأساتذة إيرانيين بإلقاء محاضرات في كليات الأزهر في مصر.
وأعطى طنطاوي موافقته خلال لقاء جمعه مع القائم بالأعمال الإيراني بالقاهرة سيد حسن رجبي، بمقر مشيخة الأزهر في الصيف الماضي، وقال: إن الأزهر يرحب بالتعاون العلمي والثقافي مع إيران، زاعمًا أنه لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة في الأصول والثوابت، التي يقوم عليها الإسلام. بحسب قوله.
وأضاف: "الدراسة في الأزهر تمتاز بالوسطية والاعتدال، ونحن نقوم بتدريس جميع المذاهب الفقهية والشرعية، وكذلك المذهب الشيعي في كليات جامعة الأزهر".
وخلال ذلك اللقاء، طلب رجبي من طنطاوي السماح لطلبة إيران بالدراسة في كليات جامعة الأزهر، وإيفاد أساتذة من الأزهر للتدريس في كليات إيران.
تعميق العلاقات:
كما طلب الدكتور محمد حسن زماني، المستشار الثقافي بالسفارة الإيرانية، تعميق العلاقات لأقصى درجة بين الأزهر وطهران، قائلاً: على الأزهر أن يتسع ليشمل كل العالم الإسلامي، لأنه يتميز بالتوسط والاعتدال، وبالأخص يتسع ليشمل إيران.
وأعرب طنطاوي عن ترحيبه بذلك، وقال: يدرس عندنا في الأزهر طلبة من 104 دول، ونحن نسعد بأن يصبح عدد هذه الدول 105، وأرحب بكل ما تطلبونه حتى يتم التقريب بين السنة والشيعة، والقضاء على الفتن في العالم الإسلامي. بحسب قوله.
الشيعة في مصر:
ويبذل الشيعة في مصر بدعم إيراني ـ حسب المراقبين ـ حاليًا جهودًا مكثفة لنشر المذهب الشيعي في مصر من خلال السيطرة على بعض المساجد والسعي للحصول على تراخيص بإنشاء ساحات لممارسة الطقوس الشيعية فضلاً عن لعب دور نشر كبرى لأدوار مشبوهة لإغراق سوق الكتاب بالمؤلفات الشيعية القادمة في إيران ولبنان.
وتضيف المعلومات أن عددًا من الشيعة طلبوا من الدكتور "علي جمعة"، مفتي مصر، إصدار فتوى تجيز إقامة ساحة حسينية للشيعة في مدينة السادس من أكتوبر لكنه رفض.
ويعقد مركز أهل البيت بجوار السفارة الإيرانية بالدقي ندوات وإقامة احتفاليات بالمناسبات الشيعية.
مد شيعي:
وأخذت محاولات المد الشيعي في مصر أسلوبًا جديدًا يهدف إلى جذب الشباب واستمالتهم بطريقة غير مباشرة، عبر إنشاء مراكز تقوية لتلاميذ الإعدادي والثانوي في بعض محافظات الجمهورية بأجور رمزية لا تزيد عن ثلاثة جنيهات في الحصة الواحدة.
وقالت مصادر صحافية مصرية: إن مراكز التقوية هذه سيتم نشرها في المناطق الفقيرة بالقاهرة، إضافة إلى مدينة السادس من أكتوبر التي يجتمع فيها أكبر عدد من الطائفة الشيعية العراقية في مصر، وبعض قرى محافظة الشرقية والمنوفية وأحياء الإسكندرية.
منقول.
ـ[علي أبو الحسن]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياعم ده الإمام الأكبر، حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يبيع دينه لعرض زائل من الدنيا
نس أل الله السلامة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 10:17]ـ
انا لله وانا اليه راجعون! والله ان القلب ليألم ويدمى!
هؤلاء المجرمون بعدما أسقطوا النجف وغيرها من مدنهم المقدسة عندهم في العراق، يطمعون اليوم في استرداد الأزهر الى سلطانهم القديم، قاتلهم الله ولعنهم! ولا أدري كيف يغفل شيخ الأزهر عن هذا المخطط الواضح العفن، وهو من هو في ميزان شعوب الأمة!! أيحسب أن الله يفلته على هذا التفريط في صيانة دين المسلمين؟؟ ما الذي يجري؟؟ كيف يفكر هذا الرجل؟؟ ألا يدري حساسية ذلك المنصب الذي يجلس فيه؟ ألا يعلم ما يؤدي اليه هذا الكلام؟ نسأل الله العافية
حماكم الله وصانكم يا مسلمي قبط مصر، ذلك القطر الذي طالما كان هدفا لأهل الشرك والكفر من جميع الملل في كل مكان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 06:44]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اكفنا شر شيخ الأزهر وشر ما يُدَرَسُ فيه وشر من سيأتى إليه.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:13]ـ
اقتباس:
((وبرر طنطاوي هذه الخطوة أمس، بأن الأزهر يدرّس لطلابه كل المذاهب الإسلامية، بما فيها المذهب الشيعي، وأنه ليس هناك ما يمنع من قبول الطلاب الشيعة باعتبارهم مسلمين)).
اقتباس:
((يأتي هذا الانفتاح من جانب الأزهر الذي يعد أكبر مرجعية إسلامية للمسلمين السنة في العالم، عقب سلسلة لقاءات في الفترة الأخيرة بين الشيخ طنطاوي وعدد من المسئولين الشيعة في إيران ودول عربية كان آخرها لقائه بمكتبه في مقر المشيخة بحداد غلام عادل رئيس البرلمان الإيراني، كما سبق أن التقى بعلي لاريجاني مستشار مرشد الثورة الإيرانية)).
الى الله _ لا الى سواه المشتكى_.
رابطان مهمان:
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1840
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1838
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 12:59]ـ
وأهل السنة في عالم آخر!!
يهاجمون ويحاربون أهل الجهاد!! والذين هم السد المنيع في وجه المشروع الصلبي اليهودي المجوسي!
الله المستعان.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 01:32]ـ
سبحان الله
القضية صارت سَلطة
يا علماء السُّلطة
"طنطاوي وجمعة"
صد للناس عن سنة المصطفى
و عن منهج السلف الصالح
باسم مكافحة التطرف والوهابية
و فتح للباب على مصراعيه للرافضة و الباطنية
==================
فالله يصلح احوال المسلمين
و بالاخص احوال القائمين على امورهم:
الدينية والدنيوية.(/)
:: من أنواع الشرك الأصغر لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 10:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أنواع الشرك الأصغر
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1718 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1718)
http://www.rslan.com/images/index/ASGHAR.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1718)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فإن الشرك الأصغر يُنقص التوحيد ويُخِلُّ به، وهناك أشياء من الشرك الأصغر حذَّرَنا منها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم صيانةً للعقيدة وحمايةً للتوحيد؛ لأنها تُنقص التوحيد، وربما تَجُرُّ إلى الشرك الأكبر.
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1718[/ ... ](/)
من يحل لي هذه الإشكالات: من شرح الشيخ صالح آل الشيخ على ثلاثة الأصول.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 07:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأسأل الله تعالى أن يجزي من يفيدني خيرا؛ حيث أعيش بعيدا عن أهل العلم وحلقهم، ولا سبيل لذلك إلا عون الله وفتحه، ثم الشبكة العنكبوتية.
(1) قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح ثلاثة الأصول (أنقل من التفريغ): قال الشيخ رحمه الله تعالى هنا (فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم) والمعرفة ترادف العلم في حق المخلوق في أكثر المواضع، أما في حق الله جل وعلا فإن الله جل وعلا يُوصف بالعلم، ولا يوصف بالمعرفة، وذلك لأن العلم قد لا يسبقه جهل، بينما المعرفة يسبقها جهل؛ عرف الشيء بعد أن كان جاهلا به، لكن العلم قد لا يسبقه جهل به، ولهذا يوصف الله جل وعلا بالعلم، ولا يوصف بالمعرفة.
ثم سأل سائل: أنه جاء في حديث ابن عباس: «تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة». وهنا يقول الأخ وُصف الله بأنه ذو معرفة، وأنه يَعرف.
فأجاب: وهذا فيه نظر لأنه المتقرر في القواعد في الأسماء والصفات؛ أن باب الأفعال أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء، وباب الأخبار أوسع من باب الأفعال وباب الصفات وباب الأسماء، فقد يطلق ويضاف إلى جل وعلا فعل ولا يضاف إليه الصفة، كما أنه قد يوصف الله جل وعلا بشيء ولا يشتق له من الصفة اسما، ولهذا يدخل في هذا كثير مما جاء، مثل ما وَصف الله جل وعلا به نفسه في قوله ?وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ? [الأنفال:30] , يستهزئون والله يستهزئ بهم، إن الله لا يمل حتى تملوا، ونحو ذلك مما جاء مقيدا بالفعل، ولم يذكر صفة للاسم، فهذا يقال فيه أنه يطلق مقيدا، ويمكن أن يحمل عليه حديث ابن عباس هذا (تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، نقول إن الله جل وعلا يعرف في الشدة من تعرف إليه في الرخاء، على نحو تلك القاعدة، كما يقال إن الله جل وعلا يمكر بمن مكر به, يستهزئ بمن استهزأ به، يخادع من خدعه, ولا يقال إن الله جل وعلا ذو مكر، وذو استهزاء، وذو مخادعة هكذا مطلقا بالصفة، وإنما كما هي القاعدة أن باب الأفعال أوسع من باب الصفات. أ. هـ
ولم أفهم كيف أزال الشيخ الإشكال، لأن كون الله يعرف شيئا يعني كذلك يعلمه بعد جهله – بناء على شرح الشيخ للكلمة في البداية -، وإن جاء ذلك من باب الإخبار لا الصفة أو الاسم ..
لكن لما فكرت في معنى (اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، فهمت أن معناها تقرب إلى الله في الرخاء يعينك في الشدة مثلا وليس معنى المعرفة هنا هو المراد.
أرجو التوجيه وإزالة الإشكال بارك الله فيكم.
(2) ما معنى ما قاله الشيخ: (ففي هذه الآية الأمر بالتوكل, وما دام أنه أمر به فهو عبادة؛ لأن العبادة ما أُمر به من غير اقتضاء عقلي ولا اطراد عرفي)؟
(3) قال الشيخ: وبهذا صار النذر عبادة من العبادات التي يرضاها الله جل وعلا ويحبها، إلا في حال واحدة وهي حال نذر المقابلة. ا.هـ كيف يكون نذر المقابلة مكروها ويكون عبادة؟ مع أن العبادة شرطها أن يحبها الله ويرضاها؟
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 03:31]ـ
الأخ عبد الملك وفقه الله
حل استشكالك من قول الشيخ صالح حين قال:
فقد يطلق ويضاف إلى الله جل وعلا فعل ولا يضاف إليه الصفة، كما أنه قد يوصف الله جل وعلا بشيء ولا يشتق له من الصفة اسما،
فالشيخ ينفي أن يتصف الله تعالى بذو المعرفة ولكنه لا ينفي هذا الوصف من باب الاخبار
كما ينفي تسميته بالعارف وإن كان هذا الاسم يسوغ اطلاقه من باب الاخبار
من هذا الباب قولهم (استر يا ساتر) أو (يا ستار استر)
وأنت توافق على هذا ولكنك ترجع وتنظر للمسألة فتفكيرك قادك إلى أن تحاول تفسير معنى المعرفة بما يليق بالله جل في علاه؟!
ولست في حاجة لهذا فيجب عليك أن تعرف:
1 - أن قوله عليه الصلاة والسلام (اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة) هو من باب الاخبار لا من باب الصفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - في الإخبار يفهم المعنى الصحيح من السياق كما في قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: «يقول الله تعالى شتمني عبدي ابن آدم، وما ينبغي له ذلك، وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، أما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد، وأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني، وليس اول الخلق بأهون علي من إعادته».
3 - الكلام في ابواب العقائد توقيفي فإن لم تجد في كلام من سبقك غايتك وإلا اعرض عن المسألة.
4 - لا يجوز التفكير المجرد في فهم مراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز صرف اللفظ عن ظاهره إلا بحجة.
============================== =
(2) ما معنى ما قاله الشيخ: (ففي هذه الآية الأمر بالتوكل, وما دام أنه أمر به فهو عبادة؛ لأن العبادة ما أُمر به من غير اقتضاء عقلي ولا اطراد عرفي)؟
لعل الشيخ حفظه الله يقصد أن العبادة لا يلزم من تشريعها بيان الحكمة منها
فقوله اقتضاء عقلي أي سبب معقول لتلك العبادة , فمن العبادات ما يُعرف الحكمة من تشريعها وبعضها تعبدية محضة أي لا سبب ظاهر لتشريعها.والله اعلم
========================
(3) قال الشيخ: وبهذا صار النذر عبادة من العبادات التي يرضاها الله جل وعلا ويحبها، إلا في حال واحدة وهي حال نذر المقابلة. ا.هـ كيف يكون نذر المقابلة مكروها ويكون عبادة؟ مع أن العبادة شرطها أن يحبها الله ويرضاها؟
[/ QUOTE]
نذر المقابلة هو النذر الذي ينذره الرجل رجاء حصول شيء من مطلوباته.
وقد نهى عنه صلى الله عليه وسلم حتى لا يظن الناس أنهم يقربون القدر بهذا النوع من النذر.
وأما النذر في أصله عبادة يحبها الله تعالى وصرفها لغيره شرك اكبر نعوذ بالله.
كمن ينذر ان يعتمر أو يحج أو يتصدق بدون أن يشترط مقابل لنذره.
جاء عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ. متفق عليه
قال الطحاوي في مشكل الآثار:
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن النذر لا يقرب لابن آدم شيئا لم يكن قدر ولكن النذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن يريد أن يخرجه» وما في حديث أبي هريرة هذا في النذر أنه لا يقدم شيئا كمثل ما في حديث ابن عمر من هذا المعنى. وفيما رويناه عنهما عن رسول الله عليه السلام إخباره الناس أن ما ينذرون لا يقرب شيئا مما لم يقدر، ودليل على أن النهي المذكور في حديث ابن عمر إنما أريد به إعلامهم أن لا ينذروا لهذا المعنى الذي يلتمسون به تقريب ما يحبون وليس في ذلك ما يدل على أن نفس النذر الذي يطلبون به القربة إلى الله تعالى مما قد نهوا عنه، وبالله التوفيق
والله اعلم
قلت: إذا كان النذر في أصله عبادة فنذر المقابلة خرج بالنص عن كونه قربه وطاعة لله جل في علاه.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 01:58]ـ
الأخ الفاضل ابو عمر السلفي .. بارك الله فيكم
من (مفتاح الأصول شرح ثلاثة الأصول):
(1) وليعلم أن هناك من يُفرق بين كلمة (العلم) و (المعرفة)، وهناك من لا يفرق بينهما، وهو ما عليه جماهير أهل اللغة والمعرفة، فالناس في العلم والمعرفة على مذهبين:-
المذهب الأول: فمن يجعل المعرفة بمعنى العلم فيقول: معرفة الشيء هو العلم به، ومعرفة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - هو العلم به.
وأما المذهب الثاني:- التفريق بين العلم والمعرفة، واختلفوا في هذا التفريق على أقوال كثيرة، لعدم وجود ضابط صحيح يرجع إليه في اللغة، فمن قائل إن العلم أدنى من المعرفة مرتبةً، فالمعرفة (إدراك الشيء على ما هو عليه خارج الذهن)، ومنهم من قال غير ذلك والمصنف ـ يرحمه الله ـ يريد بالعلم المعرفة، ولا يفرق بينهما، ومشى في ذلك على مذهب الأكثرين من جماهير اللغويين وغيرهم.
(3) ففرق بين مقامين، بين حكم النذر في أصله، وهو أنه مكروه؛ لأنه لا يستخرج إلا من البخيل، وبين مقام آخر وهو الوفاء بالنذر، فهذا واجب، وهو الذي يمتدح عليه العبد.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 11:18]ـ
(3) ففرق بين مقامين، بين حكم النذر في أصله، وهو أنه مكروه؛ لأنه لا يستخرج إلا من البخيل، وبين مقام آخر وهو الوفاء بالنذر، فهذا واجب، وهو الذي يمتدح عليه العبد.
جزيت خيرا على الفائدة
1 - أشدد على أن الكلام في ما يخص الذات الإلهية باب عظيم ولا يخاض فيه إلا بتوقيف.
======
3 - الكلام على حكم النذر في أصله كلام طويل والخلاف فيه عريض وأراك قد رجحت قول من يقول أن الكراهه هي الأصل في حكم النذر مطلقاً وأخالفك في هذا.
وقد قال بقولك بعض أهل العلم وفي المسألة أقوال ونكت ولطائف منها:
- الاستشكال الأول:ما الدليل على أن الأصل في حكم النذر هو الكراهه؟
- الاستشكال الثاني: قد عُلم حفظك البارئ بأن وسيلة الطاعة تأخذ حكمها.
فكيف يصبح النذر مكروه والوفاء به واجب ومحبوب القيام به؟!
- الاستشكال الثالث: أصل النذر هو عبادة ويُعرف ذلك من قولهم في تقرير توحيد الألوهية (لا يصرف شيء من الدعاء والنذر والذبح على وجه التعبد لغير الله)
فكيف تكره العبادة وتعريفها أنها ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال - كما أشرت أنت لذلك - سابقا.
للمعلومية: قال الخطابي رحمه الله عند كلامه على مسألة النذور: (هذا باب من العلم غريب)؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 05:38]ـ
شيخنا ابا عمر
كان عندي في النذر إشكال واحد ... نعم، كان ... كان ... والآن!!:)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 01:46]ـ
أبحث يا شيخنا عبد الملك وسوف أبحث معك ولن أتقدمك في المحاولة على الإجابة عن هذه الإشكالات حتى تدلي بدلوك فالعلم بالمدارسة.(/)
رجال الحسبة يضبطون خلوة محرمة (لأمرأة ورجل) تحت حجة زميل عمل .. !!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 10:49]ـ
قالت إن الهيئة أجبرتها على توقيع إقرار بأنها كانت بخلوة غير شرعية
إيداع سعودية السجن لساعات لتناولها فنجان قهوة مع زميل عمل
الرياض- ا ف ب
أفادت صحيفة "أراب نيوز" السعودية الناطقة بالانكليزية الثلاثاء 5 - 2 - 2008، ان سيدة اعمال سعودية ادخلت السجن في الرياض لعدة ساعات بعد ان ضبطتها هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي تتناول فنجان قهوة مع زميل لها في احد فروع سلسلة ستارباكس الأمريكية.
وروت يارا (40 عاما)، وهو متزوجة منذ 27 عاماً وأم لثلاثة أبناء، وتعمل كشريكة ومستشارة مالية في شركة مقرها جدة (غرب) انها قدمت الى الرياض لافتتاح فرع الشركة الجديد في العاصمة. وقبيل وصولها, ابلغها زميلها, وهو مواطن سوري يعمل محللا اقتصاديا, ان الكهرباء مقطوعة في المكتب، وان الجهات المعنية تقوم باصلاح العطل.
وقرر الزميلان تناول القهوة في مقهى ستارباكس الواقع اسفل مبنى المكتب, وذلك في قسم العائلات كونه القسم الوحيد الذي يمكن لشخصين من جنسين مختلفين الجلوس فيه.
وبينما كانا يناقشان امورا تتعلق بالعمل, دخل الى المقهى عنصر من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (المطاوعة) واجبرها على الركوب في سيارة اجرة قبل ان تجبر على الانتقال الى الجزء الخلفي من سيارة دفع رباعي ضخمة تابعة للهيئة.
وبحسب روايتها للصحيفة، قالت يارا إنها أُجبرت على توقيع اقرار بأنها كانت في خلوة غير شرعية, ومنعت من الاتصال بزوجها في جدة, ونقلت إلى سجن للنساء في الرياض حيث امضت بعض ساعات الى ان علم زوجها بالأمر وتدخل لأطلاق سراحها.
ووجه أعضاء في الهيئة تأنيبا شديدا ليارا معتبرين ان ما ارتكبته خطأ كبير, كما قيل لها ان زوجها "ليس انسان جيد" لتركها تقوم بما قامت به. اما زميلها السوري فكان ما يزال في السجن حتى نشر هذا الخبر في الصحيفة السعودية.
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 08:37]ـ
لا يزال المنافقون يسعون في الأرض فسادا .. مستغلين الهجمة الصيليبية على الأسلام و اهله من العلماء العاملين و الدعاة المصلحين ..
فهل نضعف؟ هل ننكص؟
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 08:55]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
يا إخوان وزوجها ألا يغار؟
الله لا يفجعنا في أعراضنا.(/)
كاتب (سلفي) يزعم أن الشيخ ابن باز جدّد الثقة في الكافرة!!!
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 03:03]ـ
بعد الموقف المخزي لنواب التجمع السلفي الذين جددوا الثقة بالوزيرة العلمانية المحاربه لدين الله تعالى مخالفين بذلك ثوابت الأمة يأتي أحد الكتَاب ((السلفيين)) وهو أحمد عبدالرحمن الكوس الكاتب بجريدة الوطن الكويتية محاولا الترقيع لحزبة ونوابه مستدلا بفتوى الشيخ ابن باز بشأن الخروج على الهالكه (بنازير بوتو) حيث زعم الكاتب أن فتوى الشيخ هي تجديد ثقة في بوتو تماما كما هو الحال مع الوزيرة العلمانية!!!!!!!!!!!!! أي أن نواب (التجمع السلفي) إنما هم مقلدون للشيخ ابن باز فالجميع يجدد الثقة لافرق!!!!!!!!!
فقرة مقتبسة من مقال المذكور اعلاه ويقول بالنص:
فالبرغم من انها امرأة ومن المعلوم ان ابن باز لايجيز ولاية المرأة في الوزارة الا ان لكل مقام مقال , فقد رأى رحمه الله المصالح والمفاسد مع ان بوتو تنتمي الى الطائفة الشيعية وذات منهج علماني الا أن ابن باز لم يرى سحب الثقة عنها والخروج عليها.
المصدر: {جريدة الوطن الكويتية - تاريخ: 6 - 2 - 2008 تحت عنوان (فتوى ابن باز بعدم طرح الثقة في بوتو) الكاتب: أحمد عبدالرحمن الكوس}
قلت وهل يستوي الإفتاء بحرمة الخروج درءً للمفاسد مع تجديد الثقة!!!!!!!! شتان بين الإثنين ولكن الكاتب تعمد التدليس على القراء وذلك بقوله في عنوان المقال (بعدم طرح الثقة في بوتو) ولم يقل (في عدم الخروج على بوتو) في محاولة يائسه للترقيع لمن وقف في صف من تطاولت على كتاب الله العزيز الحميد.
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 03:37]ـ
موقع جريدة الوطن الكويتية وفيه المقال المذكور في الأسفل تحت قائمة الكتّاب:
http://www.alwatan.com.kw(/)
هل هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم للنقاش الهادف والمفيد
ـ[الادريسي المغربي]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 01:30]ـ
يا اخوة حقيقة تعجبت فعلا مما فعله هذا الخطيب المغربي وهو يلقي خطبة الجمعة أمام الناس
يدعى عبد الله نهاري وهو من مدينة وجدة
هاهو الرابط لمقتطف صغير من خطبته
http://www.archive.org/details/MoktatafMinKhotba
المرجو تفعيل النقاش بهدوء وان نصل الى الحق بدون تحكيم عواطف يرحمكم الله وان تحكم اولا واخيرا سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وكيف كان هديه صلى الله عليه وسلم وهو يخطب امام الناس والمرجو ان تكون مداخلات من له علم بالأمر
ـ[د. مروان]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 03:36]ـ
يا اخوة حقيقة تعجبت فعلا مما فعله هذا الخطيب المغربي وهو يلقي خطبة الجمعة أمام الناس
يدعى عبد الله نهاري وهو من مدينة وجدة
هاهو الرابط لمقتطف صغير من خطبته
http://www.archive.org/details/MoktatafMinKhotba
المرجو تفعيل النقاش بهدوء وان نصل الى الحق بدون تحكيم عواطف يرحمكم الله وان تحكم اولا واخيرا سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وكيف كان هديه صلى الله عليه وسلم وهو يخطب امام الناس والمرجو ان تكون مداخلات من له علم بالأمر
لعل غضبته لله، فلم يستطع أن يتحمل مايراه من المنكرات ...
و شبيه ذلك ما سطره المؤرخون ابان ظهور القرامطة و استئسادهم على الحجيج، قتلا و نهبا ... و خطفهم للحجر الأسود لأزيد من 20 سنة ... فصار الناس في بغداد و غيرها يبكون و يكسرون المنابر و يسودون المآذن ...
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 01:23]ـ
الله المستعان
ذكر لي أحد الإخوة أن الرجل هذه هي طبيعته؛ ولا شك أن هذا فيه إثارة للعوام
ومسألة نصح ولاة الأمور مشهورة معروفة
ـ[أبو وئام]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 02:58]ـ
السلام عليكم
لا أستطيع أن أتكلم في هذه النازلة ولكن ما يهمني هو رؤية خطيب يعيش ويعي ما يقوله ولا يفغل مثل بعض الخطباء الذين لا يهتمون في الخطب إلا بالسجع والتقفية, ويكادون لا يعرفون ما يقولون.
ولمن يعرف الهجمة الشرسة التي يشنها زنادقة اليسار على مادة التربية الإسلامية بالمغرب, هذا على خطيب قام بدوره وغضب للحق.
ـ[أبو عبد الرحمن البيضاوي]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 04:45]ـ
ليس من الغضب لله في شيء أن يدعو على المسئولين قائلا: (اللهم جمد الدم في عروقهم حتى يتمنو الموت فلا يجدونه) بل هذا مخالف لنصوص الشرع الناهية عن الشتم و اللعن و فيه تهييج كبير للمواطنين مما يتخذ ذريعة إلى اقتطاب من تشرب هذا المنهج إلى الوقوع في فتنة التكفير عياذا بالله. بل الأخ الفاضل قام و توجه إلى ساعة كانت خلفه فأمسكها و رماها بطريقة هستيرة عنيفية!! فما هذا رحمكم الله؟ أهكذا تكون الدعوة و الإحساس بمشاكل المسلمين و الغيرة على الدين؟؟ ليس هناك أغير على حرمات الله من رسوله صلى الله عليه و سلم و لا من أصحابه بعده و ما علمنا لهم موقفا يمت بصلة إلى هذا قط!.
فالأولى ان ينبه الأخ الفاضل و ينصح له، و حسب علمي فإن الأخ الداعية الاستاذ عبد الله نهاري قد وقف عن خطبة الجمعة.
ـ[الادريسي المغربي]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 06:09]ـ
أولا انا التمس العذر لاخينا عبد الله من باب الأخوة وربما هناك اسباب نجهلها دعته لذلك ولن ادعي شيئا ولن أحكم على الأمر بانه مخالف او انه موافق للصواب لأنه يحتاج لسند شرعي صحيح
وكي يفهم كلامي فليس معنى انني التمست له العذر انني موافق على فعله أو العكس
والسؤال الذي يبقى مطروحا هو كيف كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم أثناء خطبة الجمعة؟
ونحتاج الى شيء من التفصيل بأدلة شرعية صحيحة حتى يتبين الصواب
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 07:37]ـ
أستغفر الله
هل هذا معقول؟
الله يصلح قلبه ويهديه.
ـ[البريك]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 11:36]ـ
إنها غضبة لله ولا شك ... نحسبه كذلك ... والله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن البيضاوي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 12:40]ـ
الأمر ليس طارءا و إنما هذه عادته و قد شاهدت له عدة دروس مرئية و فيها إفادة جمة إلا ما شابها من هذه السورة الشديدة و التهجم المباشر على المسئولين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 12:44]ـ
إحقاقًا للحق وحتى تكون الصورة واضحة أحب أن أصحح معلومتين كلتيهما خطأ في كلامي أخي أبي عبد الرحمن:
ليس من الغضب لله في شيء أن يدعو على المسئولين قائلا: (اللهم جمد الدم في عروقهم حتى يتمنو الموت فلا يجدونه) بل هذا مخالف لنصوص الشرع الناهية عن الشتم و اللعن و فيه تهييج كبير للمواطنين مما يتخذ ذريعة إلى اقتطاب من تشرب هذا المنهج إلى الوقوع في فتنة التكفير عياذا بالله. بل الأخ الفاضل قام و توجه إلى ساعة كانت خلفه فأمسكها و رماها بطريقة هستيرة عنيفية!! فما هذا رحمكم الله؟ أهكذا تكون الدعوة و الإحساس بمشاكل المسلمين و الغيرة على الدين؟؟ ليس هناك أغير على حرمات الله من رسوله صلى الله عليه و سلم و لا من أصحابه بعده و ما علمنا لهم موقفا يمت بصلة إلى هذا قط!.
فالأولى ان ينبه الأخ الفاضل و ينصح له، و حسب علمي فإن الأخ الداعية الاستاذ عبد الله نهاري قد وقف عن خطبة الجمعة.
الأولى: أن الرجل استثنى في دعائه فقال: اللهم غن لم تهدهم اللهم فجمد الدم في عروقهم ....
وإن كنت لا أقره على الدعاء من أصله لكن هذا التنبيه لتصحيح المعلومة.
الثانية: أن الرجل لم يلتفت ليمسك بالساعة، بل التفت لاستقبال القبلة بالدعاء ولكنه بعد عدة دعوات خرج عن شعوره وأمسك بما امامه وفعل ما فعل، فالتفاته من أجل استقبال القبلة بالدعاء.
هذا للإيضاح فقط، وإن كنت لا أقر هذا الفعل، لكن لا أستطيع الحكم على فعل الرجل لأنني لا أعلم ملابساته فأهل المغرب أعلم بظروفهم.(/)
القطيفية والحريصي وآل مطيف قضايا مهمة لماذا .. ؟؟!!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 06:22]ـ
القطيفية الخائنة لفراش الزوجية، والحريصي مروج المخدرات -رحمه الله - وآل مطيف ساب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضايا مهمة جدا في أجندة الليبراليين؛ حملوا لواء الدفاع عنها واثارتها إعلاميا في الداخل والخارج .. بدعم من قنوات مشبوهة كقناة الحرة الأمريكية .. وقناة العربية المتأمركة - أكثر من الأمريكان انفسهم - عند زيارتك لأحد مواقعهم تعجب اشد العجب من شدة حماسهم!
حتى كأن جميع مشكلنا وقضايانا قد حلت ولم يبق فيها إلا هذه الثلاث قضايا!
فياترى ما سر هذا الحماس لهم؟؟
ولم كل هذه الحمية والتغاطف مع خائنة .. ومروج .. ومرتكب كفر؟؟
الجواب ببساطة:
1 - ثورة الليبراليين وقنواتهم لأجل آل مطيف أنهم يرون ما فعله من سب الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لا يزيد عن كونه زلة لسان بسيطة مغتفرة،
ففي ضمن دعوتهم للحرية المطلقة رفع القداسة عن كل أحد، حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، بل إن دعوتهم تتضمن حرية التدين فلك أن تكون مسلما سنيا أو شيعيا اسماعيليا باطنيا، أو اثني عشريا، أو ما شئت من الملل والنحل، بل لك أن تتخلى عن الإسلام بالكلية وتعتنق اليهودية أو النصرانية، وأكثر من ذلك أنه لا بأس عند القوم أن تمسي مسلما وتصبح كافرا على تشاء من ملل الكفر، ثم تبيت ملحدا بلا دين ولا شرعة .. !!
وليس لأحد أن يسألك عن تدينك، أو يحاسبك ويحاكمك، فلا وجود لحكم الردة بتاتا لأنك حر في تدينك .. !!
وعليه فآل مطيف لم يرتكب جرما عندما تطاول بلسانه القذر وسب رسول الله بآبائنا وأمهاتنا هو .. فهو حر فيما يتدين به ويقوله .. ولا قداسة لأحد تمنعه من التطاول عليه .. !!
2 - أما ثورتهم لأجل القطيفية فلأنهم يرون الحرية التامة للعلاقات بين الجنسين، فللمرأة أن تصاحب من شاءت وقت شاءت كيف شاءت!! والرجل كذلك .. له أن يتزوج واحدة ويعشق ألف واحدة، بشرط أن لا يرتكب الجريمة النكراء بالجمع بين امرأتين أو ثلاث على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -
لذا هم يرون تلك المراة مغتصبة مظلومة، لم ترتكب جرما كل ما في الأمر أنها مارست حريتها في اقامة علاقة مع عشيقها والخروج معه برضاها واختيارها، وهذا حق من حقوقها المكفولة لديهم .. !!
فالليبرالية - وبالأخص ذات الجنسية السعودية - تهتم كثيرا بتحرير العلاقات بين الجنسين من سلطة الدين .. !!
3 - الحريصي مروج المخدرات ليس مجرما في منظورهم وحسب تشريعهم، لأن كل ما قام به هو الترويج لما يريح النفس ويهيم بها في عوالم اخرى، فالمخدرات والمسكرات تعاطيها وترويجها يدخل ضمن الحريات، حرية الأكل والشرب حتى وإن كان مضرا بالصحة مذهبا للعقل محرما في الشرع، فهذه صحته وهذا عقله وهو حر قد كفلت له الليبرالية الحرية التامة المطلقة .. !!
فلا مجال لفرض أي شكل من اشكال التسلط الديني على ما يريح نفوسهم ويذهب عقولهم - إن كان لهم عقول -، بل هم ينتظرون على أحر من الجمر اليوم الذي يرون فيه البارات والحانات، ويرون المسكرات تباع في متاجرنا كما يباع الماء المعبأ!!
إذن فالحريصي شهيد في نظرهم، قتل مظلوما .. ليس لرجال الهيئة أن يطاردوه أو يصادروا ما لديه من مخدرات ومسكرات، لأن الحرية المطلقة -عند الليبراليين- تكفل للمروج والمتعاطي حرية المهنة والسكر .. !!
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:00]ـ
-
بالنسبة لحد الردة يحاولون اسقاطها بادلة هي في الكافر الأصلي وقد تجاهلوا هذا الأمر وتعاموا عنه
أما حرية العلاقات فالقوانين الغربية تجرم العلاقة بعد الزواج أما قبله فلا،
وحماسهم لقضية القطيفية هو اثارة الرأي العالمي ضد السعودية و النظم الشرعية فنجدهم يطالبون بالقصاص وقتل المغتصبين لها الذين هي من ذهبت اليهم، ولو فرضاً حكمت المحكمة بقتلهم وثبت أنهم اغتصبوا امرأة عفيفة استجلبوها و هتكوا سترها لوجدنا بني لبرال يتباكون عليهم ويثيرون مسألة الطائفية فمثلهم مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث، وسينبحون في كلا الحالتين وفي كل حال و زمان ومكان فالنباح فيهم سجية،
أما مسألة الحريصي فالقضية لأن الطرف الآخر يعتبرونه عدوهم اللدود الذي يقف لشهواتهم البهيمية في كل مرصد فللحريصي احب الى قلوبهم الف مرة من رجل من رجال الهيئة ولو كان مروجاً للمخدرات أو قواداً في بيوت الدعارة،،
ولو قتل رجل من الهيئة على يد الحريصي لفرحوا بالخبر و دافعوا عنه لأنه اعتدى على حريته و لأنه تجسس عليه كما يقولون، ولأنهم بادروه و افزعوه فكان حقاً له أن يدافع عن نفسه!
وفي أي بلد وأي نظام وأي حكومة من قاوم من المجرمين و قاتل اجهزة الضبط والرقابة بعد ثبوت جرمه ثم قتل بعد ذلك بسبب تصلبه وعناده وتعديه فلا حرج على من من سلك السبل النظامية من المنتسبين لأجهزة الدولة،
الفاضلة شذى الجنوب بارك الله فيك
،(/)
رسالة إلى شيخ الأزهر ... وفقه الله إلى الحق
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 01:33]ـ
رسالة إلى شيخ الأزهر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد:
فقد اطلعت على ما نشرته جريدة الشرق الأوسط في الصحيفة السابعة من العدد (10655) الصادر في يوم الأربعاء 21من شهر المحرم الحرام لعام (1429) عن لقاء تم بين شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وبين رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد الذي يزور مصر حالياً.
بحثا في هذا اللقاء سبل تدعيم العلاقات الثقافية والتقريب بين السنة والشيعة، فاتفقا على التعاون العلمي بين الأزهر والمركز الإسلامي العالمي بطهران في مجال تبادل البحوث والمؤلفات.
وذكرت الصحيفة تصريحات عن شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي: بأنه لا يوجد خلاف عقائدي في الأصول بين السنة والشيعة، وأنّ الخلافات جميعها خلافات اجتهادية في الفروع، وقال: " إنَّ الخلاف في الأمور الفرعية لا يمنع من التعاون لخدمة الإسلام وتوحيد الصف الإسلامي في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن.
مشيراً إلى أن التعاون بين الأزهر وإيران في مجال تبادل المؤلفات والأبحاث سيؤدي إلى تدعيم العلاقات الثقافية والتقريب بين السنة والشيعة".
أقول:
وقد سبق لشيخ الأزهر نحو هذا الموقف الأليم، ولا أدري هل درس عقائد الشيعة من كتبهم المعتبرة عندهم والتي يستمدون منها عقائدهم، مثل الكافي للكليني (بخاريهم)، ومثل تفسير القمي والعياشي، وما كتبه آياتهم في السابق وفي العصر الحاضر، فتوصل إلى هذه النتيجة: أنّ أصول أهل السنة وأصول الشيعة (الرافضة) واحدة، وأن الخلاف بينهم إنما هو في الفروع فقط؟!!!
وهل درس كتب أئمة السنة في العقائد وغيرها فوجد فيها ما يؤيد ما صرح ويصرح به بأن أصول أهل السنة وأصول الرافضة واحدة، وأن الخلاف بينهما إنما هو في الفروع؟.
وما مراد شيخ الأزهر بأهل السنة؟
هل يريد الصحابة وخيار التابعين وأئمة الإسلام مثل: مالك والأوزاعي والثوري والسفيانين والشافعي والحمادين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني والبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة وأمثالهم من أئمة الإسلام، فهو يرى أن هؤلاء أصولهم وأصول الروافض واحدة؟، أو يريد غيرهم؟، وحتى غيرهم من الصوفية والأشاعرة والماتريدية ممن خالف في عقائده السلف الصالح هل تجد عندهم أو قالوا: إن أصولنا وأصول الرافضة واحدة؟
وأسأل الدكتور الطنطاوي: هل يعتقد أهل السنة (حاشاهم) ما يعتقده الروافض من أن الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر قد ارتدوا إلا ثلاثة منهم؟ وهل يوافق أهل السنة الروافض في لعن الصحابة؟
وهل يعتقد أهل السنة (حاشاهم) ما يعتقد الروافض من أن الصحابة قد حرفوا القرآن وزادوا فيه ونقصوا، وأن عدد آيات القرآن الذي جاء به جبريل إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- كان سبعة عشر ألف آية (يقصدون أن الصحابة حذفوا قرابة ثلثي القرآن ولم يبقوا منه إلا ستة آلاف وستمائة وستين آية)؟.
وقد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريف القرآن كتابا ضخم الحجم سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع فقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين، حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون: " إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين مُحَرَّف ".
انظر كتاب " لله ثم للتاريخ" للسيد حسين الموسوي ص (79).
أهذه الكفريات العظيمة المدمرة من الفروع أم هي من الأصول؟
لا أعتقد في شيخ الأزهر أنه سيصر على أنها من الفروع الاجتهادية، بل أظن به أنه سيصرح بأنها من الأصول الرافضية الكفرية، وأنه وشيوخ الأزهر سوف يرفضون التعاون والتقارب الثقافي بين الأزهر وغيره وبين الروافض، وسوف يرفضون التعاون العلمي وتبادل المؤلفات والأبحاث، وأنهم سيدركون أن التقريب بين السنة والشيعة لن يكون أبداً ولاسيما من جانب الروافض، وأنه لعبة وخدعة منهم افتعلوها من قرابة قرن من الزمان فلم يزدادوا على مر الأيام إلا بعداً وعناداً وإصراراً على ضلالهم البعيد وسعياً في إهلاك أهل السنة وتضليلهم، فكم من الأعداد
(يُتْبَعُ)
(/)
الهائلة في البلاد العربية والإسلامية قد تحولوا عن السنة إلى الرفض تحت ستار دعوة التقريب وأن الخلاف بين أهل السنة والشيعة في الفروع كالخلاف بين أئمة الإسلام مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، مع أن أبواب إيران دائماً مغلقة في وجوه علماء السنة ودعاتهم.
يا شيخ الأزهر إن للشيعة أصولاً وفروعاً يؤمنون بها ولا يمكن أن يتزحزحوا عنها، ويكفرون أهل السنة بكل أصل من هذه الأصول.
منها بالإضافة إلى ما سلف:
1 - اعتقادهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالخلافة من بعده لعلي -رضي الله عنه- وأن أبا بكر والصحابة ظلموه واغتصبوا منه هذا الحق، ثم كفروا الصحابة بذلك.
2 - أن الإمامة خاصة بأهل البيت وحصروها في اثني عشر منهم على رأسهم علي -رضي الله عنه- وكفَّروا بها الصحابة وكل من يخالفهم فيها من أهل السنة وغيرهم.
3 - ومنها إيجاب معرفة هؤلاء الأئمة ويكفرون من لا يعرفهم.
4 - ومنها أن لأئمتهم منزلة عند الله لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهذا أصبح من ضرورات مذهبهم.
5 - ومنها أن لأئمتهم سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون، وهذه عقيدة لا يقولها اليهود ولا النصارى ولا الوثنيون.
6 - ومنها أن أئمتهم معصومون ويعلمون الغيوب ولهم حق التشريع، وجل دينهم مبني على الكذب والبهت والضلال، وينسبون كل ذلك إلى الأئمة ولاسيما جعفر الصادق.
7 - ومن أهم أصولهم الإيمان بالمهدي المنتظر والمختفي في السرداب من أكثر من مائتين وألف سنة، ويكفرون من لا يؤمن به، وأن هذا المهدي سيخرج وسيقتل ذراري قتلة الحسين ويقتل يزيد، وأصحابه، وأنه يقيم خمسمائة من قريش فيضرب أعناقهم، ثم خمسمائة أخرى يقتلهم يفعل ذلك ست مرات، ويقتل أبا بكر وعمر، وهذا ما يسمونه بالرجعة وهي من أعظم أصولهم.
8 - ومن أهم أصولهم التقية وهي عندهم تسعة أعشار الدين، ولا دين عندهم لمن لا تقية له، وينسبون إلى أبي جعفر أنه قال: التقية من ديني ودين آبائي.
فهذه بعض أصولهم التي يكفرون بها، بل بكل واحدة منها، وما أظن أن شيخ الأزهر يعتقد أن هذه العقائد الكفرية - والتي يكفرون بها المسلمين – من الفروع التي الخلاف فيها سهل ولا تقف سداً في وجه التبادل الثقافي والتآخي والوحدة بين أهل السنة وبين الروافض.
ليعلم شيخ الأزهر أنه من المستحيلات أن يتخلى الروافض عن واحدٍ من هذه الأصول فضلاً عن جميعها. وأن الدعوة إلى التقريب بينهم وبين أهل السنة ما هي إلى من مكائدهم الكبيرة التي كادوا ويكيدون بها أهل السنة.
وقد تظاهروا قبل مائتي سنة بالرجوع إلى السنة وعن الطعن في الصحابة على يدي العلامة السويدي العراقي، ثم ظهر للناس مكرهم وكذبهم. ودعوا إلى التقريب في عهد محمد رشيد رضا وأسسوا في مصر -مع الأسف- داراً للتقريب، ثم تبين لرشيد رضى كذبهم ومكرهم، وأنهم لم يخطوا خطوة واحدة إلى التقريب بل ما ازدادوا إلا بعداً، فألف في ذلك كتاباً تحذيراً من مكرهم، ثم خلفه محب الدين الخطيب وعدد من كتاب أهل السنة في الشام والعراق في الرد على الروافض، وألف محب الدين كتابه الشهير " الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثنى عشرية"، بيَّن فيه بعض أصولهم الكفرية، وصرح بأنه لا يمكن الاتفاق بين أهل السنة وبين الروافض؛ لأن الاختلافات بينهم جذرية وفي الأصول العقدية، وحقق العواصم والقواصم للعلامة ابن العربي المالكي والمنتقى من منهاج السنَّة للحافظ الذهبي، وبيَّن للناس كذب الروافض ومكرهم.
وألف بعده إحسان إلهي ظهير عدة كتب في بيان عقائدهم، وألف غيره في ذلك عدة كتب، وألف السيد حسين الموسوي كتابه " لله ثم للتاريخ "، بيَّن فيه بعض أصول الروافض، وبيَّن خطرهم وأهدافهم المدمرة لأهل السنة.
لقد تبين للعقلاء أيها الشيخ كيد الروافض وتخطيطهم لتحويل أهل السنَّة في العالم العربي والإسلامي إلى روافض ودولة واحدة رافضية.
ثم من ينسى كيد الروافض وتمالأهم مع التتار على إسقاط الخلافة العباسية في بغداد واجتياح العالم الإسلامي والمذابح الرهيبة التي جرت في بغداد وغيرها والتي ذهب ضحاياها ألوف المسلمين وإغراق ألوف الكتب من التراث الإسلامي في نهر دجلة ومكَّنوا النصارى من السيطرة على مساجد المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم من جاء بجيوش الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف النصراني إلى العراق غير الروافض لإقامة دولة الرفض في العراق ولتكون سنداً قوياً لدولة الرفض في إيران.
ومن ينسى مذابح الروافض الرهيبة في أهل السنَّة في العراق وتخريب العشرات من مساجدهم والاستلاء عليها وتشريد الملايين منهم من ديارهم وتعذيب آخرين بأخبث وأبشع أنواع التعذيب التي لا تستدعي عطف واستنكار المسلمين فقط، بل تستدعي عطف واستنكار اليهود والنصارى والوثنيين!
أيا شيخ الأزهر كيف تقبل دعوة الروافض الماكرة إلى التقريب والتعاون وتبادل المؤلفات والأبحاث مع طائفة عرف الناس تاريخها الأسود ومكايدها وأفاعيلها بأهل السنَّة؟؟
وأسألك: هل هم يشعرون الآن بالخجل والعار من عقائدهم وعقائد أسلافهم الضالة؟ ومن أحقادهم القاتلة؟ هل هم مستعدون لإتلاف كتبهم وكتب أسلافهم التي امتلأت بالروايات المكذوبة وبالطعن في الصحابة وتكفيرهم وتكفير الأمة بعدهم واستباحة دمائهم وأموالهم؟
هل هم مستعدون لإدانة أسلافهم والبراءة مما ارتكبوه من تكفير للصحابة والأمَّة وغلوٍ في أهل البيت؟ وتحريفهم الشنيع لمعاني القرآن وإلصاق ذلك بالصحابة؟
هل هم مستعدون للتخلي عن أصلهم الخطير (التقية) التي يسترون بها ضلالهم وخداعهم لأهل السنَّة؟!
هل هم مستعدون لفتح أبواب إيران لدعاة السنة ليقوموا بدعوة الشعب الإيراني إلى الحق وإلى والتمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟
إن فعلوا ذلك كله وتأكَّدتَ أنت والنَّاس من صدقهم ونصحهم فاقبل دعوتهم إلى التقريب والتعاون .. الخ
أمَّا أنا وغيري ممَّن عرفهم فنقطع بأنَّ ذلك أو بعضه لن يكون منهم.
إنَّ القوم لا يحرصون على مصلحة الأزهر ومصر ولا على مصالح المسلمين ولا على ما يُصلح أحوالهم في العالم.
وإنَّما هم غزاة وحريصون أشدَّ الحرص إلى تحويل بلاد الإسلام كلِّها إلى الرفض. ومنها: بلدة مصر التي وجدوا لهم فيها موطىء قدم ولهم مطامع فيها لكي يعيدوا دولة أسلافهم العبيديين أو على الأقل أن تتحوّل إلى مثل لبنان أو مثل العراق بفتنها ومذابحها ودمائها، وتشريد وتقتيل من لا يترفَّض من المصريين وغيرهم.
وإنِّي على ضعفي لأنصح لمصر حكومة وشعباً وللأزهر وعلى رأسه شيخ الأزهر وهيئة علمائه أن يكونوا على غاية من اليقظة والحذر من مكر الروافض سياسيين أو هيئات علمية، فكلهم من غلاة الدعاة إلى باطلهم يبذلون في سبيل ذلك كل غالٍ ونفيس.
وعلى شيخ الأزهر وأهل مصر وغيرهم من المسلمين أن يأخذوا العبرة من واقع لبنان والعراق وأفغانستان، وعبرة من تاريخ الروافض ولاسيما من أعمال العبيديين في مصر والمغرب والشام.
وإنِّي بهذه المناسبة لأوجِّه نصيحتي لأهل مصر حكومة وشعباً وللعالم الإسلامي أن يعتصموا بكتاب ربِّهم وسنَّة نبيِّهم في عقائدهم ومناهجهم وعباداتهم وسياستهم واقتصادهم وأخلاقهم، وأن يطهروا مجتمعاتهم من كل ما يخالف الإسلام في كل مجالاته العقائدية والمنهجية .. الخ
وأن يَجدِّوا في انتشال المسلمين من أوحال الذلِّ والهوان التي نزلت بهم بسبب مخالفاتهم الصعبة لما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وأن يدركوا أن لا سبيل لعزَّتهم وخروجهم من دوَّامة الذلِّ والهوان إلاَّ بالتمسك بالإسلام والاعتزاز بعقائده وشعائره.
وأهيب بالعلماء وطلاب العلم والمثقفين في العالم الإسلامي أن يبادروا بجدٍّ إلى تحقيق هذه الغايات النبيلة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وللقيام بأسباب العِزَّة والسيادة والسعادة في الدنيا والآخرة تلك الأمور العظيمة التي تحققت لأسلافهم الكرام بسبب تمسكهم بالإسلام واعتزازهم به، إنَّ ربي لسميع الدعاء، وصلَّى وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
رئيس قسم السنة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً
في 23 من شهر محرَّم الحرام لعام 1429 هـ.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 09:30]ـ
جزاك الله خيرًا، هناك موضوع آخر تفاعل معه الأعضاء على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12052
لذلك سوف أغلق هذا الموضوع للتفاعل في موضع واحد، بارك الله فيك.(/)
رسالة إلى شيخ الأزهر. العلامة ربيع بن هادي المدخلي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 06:17]ـ
رسالة إلى شيخ الأزهر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد:
فقد اطلعت على ما نشرته جريدة الشرق الأوسط في الصحيفة السابعة من العدد (10655) الصادر في يوم الأربعاء 21من شهر المحرم الحرام لعام (1429).
عن لقاء تم بين شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وبين رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد الذي يزور مصر حالياً.
بحثا في هذا اللقاء سبل تدعيم العلاقات الثقافية والتقريب بين السنة والشيعة، فاتفقا على التعاون العلمي بين الأزهر والمركز الإسلامي العالمي بطهران في مجال تبادل البحوث والمؤلفات.
وذكرت الصحيفة تصريحات عن شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي: بأنه لا يوجد خلاف عقائدي في الأصول بين السنة والشيعة، وأنّ الخلافات جميعها خلافات اجتهادية في الفروع، وقال: " إنَّ الخلاف في الأمور الفرعية لا يمنع من التعاون لخدمة الإسلام وتوحيد الصف الإسلامي في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن.
مشيراً إلى أن التعاون بين الأزهر وإيران في مجال تبادل المؤلفات والأبحاث سيؤدي إلى تدعيم العلاقات الثقافية والتقريب بين السنة والشيعة".
أقول:
وقد سبق لشيخ الأزهر نحو هذا الموقف الأليم، ولا أدري هل درس عقائد الشيعة من كتبهم المعتبرة عندهم والتي يستمدون منها عقائدهم، مثل الكافي للكليني (بخاريهم)، ومثل تفسير القمي والعياشي، وما كتبه آياتهم في السابق وفي العصر الحاضر، فتوصل إلى هذه النتيجة: أنّ أصول أهل السنة وأصول الشيعة (الرافضة) واحدة، وأن الخلاف بينهم إنما هو في الفروع فقط؟!!!
وهل درس كتب أئمة السنة في العقائد وغيرها فوجد فيها ما يؤيد ما صرح ويصرح به بأن أصول أهل السنة وأصول الرافضة واحدة، وأن الخلاف بينهما إنما هو في الفروع؟.
وما مراد شيخ الأزهر بأهل السنة؟
هل يريد الصحابة وخيار التابعين وأئمة الإسلام مثل: مالك والأوزاعي والثوري والسفيانين والشافعي والحمادين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني والبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة وأمثالهم من أئمة الإسلام، فهو يرى أن هؤلاء أصولهم وأصول الروافض واحدة؟، أو يريد غيرهم؟، وحتى غيرهم من الصوفية والأشاعرة والماتريدية ممن خالف في عقائده السلف الصالح هل تجد عندهم أو قالوا: إن أصولنا وأصول الرافضة واحدة؟
وأسأل الدكتور الطنطاوي: هل يعتقد أهل السنة (حاشاهم) ما يعتقده الروافض من أن الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر قد ارتدوا إلا ثلاثة منهم؟ وهل يوافق أهل السنة الروافض في لعن الصحابة؟
وهل يعتقد أهل السنة (حاشاهم) ما يعتقد الروافض من أن الصحابة قد حرفوا القرآن وزادوا فيه ونقصوا، وأن عدد آيات القرآن الذي جاء به جبريل إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- كان سبعة عشر ألف آية (يقصدون أن الصحابة حذفوا قرابة ثلثي القرآن ولم يبقوا منه إلا ستة آلاف وستمائة وستين آية)؟.وقد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريف القرآن كتابا ضخم الحجم سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع فقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين، حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون: " إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين مُحَرَّف ".
انظر كتاب " لله ثم للتاريخ" للسيد حسين الموسوي ص (79).
أهذه الكفريات العظيمة المدمرة من الفروع أم هي من الأصول؟
لا أعتقد في شيخ الأزهر أنه سيصر على أنها من الفروع الاجتهادية، بل أظن به أنه سيصرح بأنها من الأصول الرافضية الكفرية، وأنه وشيوخ الأزهر سوف يرفضون التعاون والتقارب الثقافي بين الأزهر وغيره وبين الروافض، وسوف يرفضون التعاون العلمي وتبادل المؤلفات والأبحاث، وأنهم سيدركون أن التقريب بين السنة والشيعة لن يكون أبداً ولاسيما من جانب الروافض، وأنه لعبة وخدعة منهم افتعلوها من قرابة قرن من الزمان فلم يزدادوا على مر الأيام إلا بعداً وعناداً وإصراراً على ضلالهم البعيد وسعياً في إهلاك أهل السنة وتضليلهم، فكم من
(يُتْبَعُ)
(/)
الأعداد الهائلة في البلاد العربية والإسلامية قد تحولوا عن السنة إلى الرفض تحت ستار دعوة التقريب وأن الخلاف بين أهل السنة والشيعة في الفروع كالخلاف بين أئمة الإسلام مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، مع أن أبواب إيران دائماً مغلقة في وجوه علماء السنة ودعاتهم.
يا شيخ الأزهر إن للشيعة أصولاً وفروعاً يؤمنون بها ولا يمكن أن يتزحزحوا عنها، ويكفرون أهل السنة بكل أصل من هذه الأصول.
منها بالإضافة إلى ما سلف:
1 - اعتقادهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالخلافة من بعده لعلي -رضي الله عنه- وأن أبا بكر والصحابة ظلموه واغتصبوا منه هذا الحق، ثم كفروا الصحابة بذلك.
2 - أن الإمامة خاصة بأهل البيت وحصروها في اثني عشر منهم على رأسهم علي -رضي الله عنه- وكفَّروا بها الصحابة وكل من يخالفهم فيها من أهل السنة وغيرهم.
3 - ومنها إيجاب معرفة هؤلاء الأئمة ويكفرون من لا يعرفهم.
4 - ومنها أن لأئمتهم منزلة عند الله لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهذا أصبح من ضرورات مذهبهم.
5 - ومنها أن لأئمتهم سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون، وهذه عقيدة لا يقولها اليهود ولا النصارى ولا الوثنيون.
6 - ومنها أن أئمتهم معصومون ويعلمون الغيوب ولهم حق التشريع، وجل دينهم مبني على الكذب والبهت والضلال، وينسبون كل ذلك إلى الأئمة ولاسيما جعفر الصادق.
7 - ومن أهم أصولهم الإيمان بالمهدي المنتظر والمختفي في السرداب من أكثر من مائتين وألف سنة، ويكفرون من لا يؤمن به، وأن هذا المهدي سيخرج وسيقتل ذراري قتلة الحسين ويقتل يزيد، وأصحابه، وأنه يقيم خمسمائة من قريش فيضرب أعناقهم، ثم خمسمائة أخرى يقتلهم يفعل ذلك ست مرات، ويقتل أبا بكر وعمر، وهذا ما يسمونه بالرجعة وهي من أعظم أصولهم.
8 - ومن أهم أصولهم التقية وهي عندهم تسعة أعشار الدين، ولا دين عندهم لمن لا تقية له، وينسبون إلى أبي جعفر أنه قال: التقية من ديني ودين آبائي.
فهذه بعض أصولهم التي يكفرون بها، بل بكل واحدة منها، وما أظن أن شيخ الأزهر يعتقد أن هذه العقائد الكفرية - والتي يكفرون بها المسلمين – من الفروع التي الخلاف فيها سهل ولا تقف سداً في وجه التبادل الثقافي والتآخي والوحدة بين أهل السنة وبين الروافض.
ليعلم شيخ الأزهر أنه من المستحيلات أن يتخلى الروافض عن واحدٍ من هذه الأصول فضلاً عن جميعها.
وأن الدعوة إلى التقريب بينهم وبين أهل السنة ما هي إلى من مكائدهم الكبيرة التي كادوا ويكيدون بها أهل السنة.
وقد تظاهروا قبل مائتي سنة بالرجوع إلى السنة وعن الطعن في الصحابة على يدي العلامة السويدي العراقي، ثم ظهر للناس مكرهم وكذبهم.
ودعوا إلى التقريب في عهد محمد رشيد رضا وأسسوا في مصر -مع الأسف- داراً للتقريب، ثم تبين لرشيد رضى كذبهم ومكرهم، وأنهم لم يخطوا خطوة واحدة إلى التقريب بل ما ازدادوا إلا بعداً، فألف في ذلك كتاباً تحذيراً من مكرهم، ثم خلفه محب الدين الخطيب وعدد من كتاب أهل السنة في الشام والعراق في الرد على الروافض، وألف محب الدين كتابه الشهير " الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثنى عشرية"، بيَّن فيه بعض أصولهم الكفرية، وصرح بأنه لا يمكن الاتفاق بين أهل السنة وبين الروافض؛ لأن الاختلافات بينهم جذرية وفي الأصول العقدية، وحقق العواصم والقواصم للعلامة ابن العربي المالكي والمنتقى من منهاج السنَّة للحافظ الذهبي، وبيَّن للناس كذب الروافض ومكرهم.
وألف بعده إحسان إلهي ظهير عدة كتب في بيان عقائدهم، وألف غيره في ذلك عدة كتب، وألف السيد حسين الموسوي كتابه " لله ثم للتاريخ "، بيَّن فيه بعض أصول الروافض، وبيَّن خطرهم وأهدافهم المدمرة لأهل السنة.
لقد تبين للعقلاء أيها الشيخ كيد الروافض وتخطيطهم لتحويل أهل السنَّة في العالم العربي والإسلامي إلى روافض ودولة واحدة رافضية.
ثم من ينسى كيد الروافض وتمالأهم مع التتار على إسقاط الخلافة العباسية في بغداد واجتياح العالم الإسلامي والمذابح الرهيبة التي جرت في بغداد وغيرها والتي ذهب ضحاياها ألوف المسلمين وإغراق ألوف الكتب من التراث الإسلامي في نهر دجلة ومكَّنوا النصارى من السيطرة على مساجد المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم من جاء بجيوش الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف النصراني إلى العراق غير الروافض لإقامة دولة الرفض في العراق ولتكون سنداً قوياً لدولة الرفض في إيران.
ومن ينسى مذابح الروافض الرهيبة في أهل السنَّة في العراق وتخريب العشرات من مساجدهم والاستلاء عليها وتشريد الملايين منهم من ديارهم وتعذيب آخرين بأخبث وأبشع أنواع التعذيب التي لا تستدعي عطف واستنكار المسلمين فقط، بل تستدعي عطف واستنكار اليهود والنصارى والوثنيين! أيا شيخ الأزهر كيف تقبل دعوة الروافض الماكرة إلى التقريب والتعاون وتبادل المؤلفات والأبحاث مع طائفة عرف الناس تاريخها الأسود ومكايدها وأفاعيلها بأهل السنَّة؟؟
وأسألك: هل هم يشعرون الآن بالخجل والعار من عقائدهم وعقائد أسلافهم الضالة؟ ومن أحقادهم القاتلة؟ هل هم مستعدون لإتلاف كتبهم وكتب أسلافهم التي امتلأت بالروايات المكذوبة وبالطعن في الصحابة وتكفيرهم وتكفير الأمة بعدهم واستباحة دمائهم وأموالهم؟
هل هم مستعدون لإدانة أسلافهم والبراءة مما ارتكبوه من تكفير للصحابة والأمَّة وغلوٍ في أهل البيت؟ وتحريفهم الشنيع لمعاني القرآن وإلصاق ذلك بالصحابة؟
هل هم مستعدون للتخلي عن أصلهم الخطير (التقية) التي يسترون بها ضلالهم وخداعهم لأهل السنَّة؟!
هل هم مستعدون لفتح أبواب إيران لدعاة السنة ليقوموا بدعوة الشعب الإيراني إلى الحق وإلى والتمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟
إن فعلوا ذلك كله وتأكَّدتَ أنت والنَّاس من صدقهم ونصحهم فاقبل دعوتهم إلى التقريب والتعاون .. الخ
أمَّا أنا وغيري ممَّن عرفهم فنقطع بأنَّ ذلك أو بعضه لن يكون منهم.
إنَّ القوم لا يحرصون على مصلحة الأزهر ومصر ولا على مصالح المسلمين ولا على ما يُصلح أحوالهم في العالم.
وإنَّما هم غزاة وحريصون أشدَّ الحرص إلى تحويل بلاد الإسلام كلِّها إلى الرفض. ومنها: بلدة مصر التي وجدوا لهم فيها موطىء قدم ولهم مطامع فيها لكي يعيدوا دولة أسلافهم العبيديين أو على الأقل أن تتحوّل إلى مثل لبنان أو مثل العراق بفتنها ومذابحها ودمائها، وتشريد وتقتيل من لا يترفَّض من المصريين وغيرهم.
وإنِّي على ضعفي لأنصح لمصر حكومة وشعباً وللأزهر وعلى رأسه شيخ الأزهر وهيئة علمائه أن يكونوا على غاية من اليقظة والحذر من مكر الروافض سياسيين أو هيئات علمية، فكلهم من غلاة الدعاة إلى باطلهم يبذلون في سبيل ذلك كل غالٍ ونفيس.
وعلى شيخ الأزهر وأهل مصر وغيرهم من المسلمين أن يأخذوا العبرة من واقع لبنان والعراق وأفغانستان، وعبرة من تاريخ الروافض ولاسيما من أعمال العبيديين في مصر والمغرب والشام.
وإنِّي بهذه المناسبة لأوجِّه نصيحتي لأهل مصر حكومة وشعباً وللعالم الإسلامي أن يعتصموا بكتاب ربِّهم وسنَّة نبيِّهم في عقائدهم ومناهجهم وعباداتهم وسياستهم واقتصادهم وأخلاقهم، وأن يطهروا مجتمعاتهم من كل ما يخالف الإسلام في كل مجالاته العقائدية والمنهجية .. الخ
وأن يَجدِّوا في انتشال المسلمين من أوحال الذلِّ والهوان التي نزلت بهم بسبب مخالفاتهم الصعبة لما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وأن يدركوا أن لا سبيل لعزَّتهم وخروجهم من دوَّامة الذلِّ والهوان إلاَّ بالتمسك بالإسلام والاعتزاز بعقائده وشعائره.
وأهيب بالعلماء وطلاب العلم والمثقفين في العالم الإسلامي أن يبادروا بجدٍّ إلى تحقيق هذه الغايات النبيلة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وللقيام بأسباب العِزَّة والسيادة والسعادة في الدنيا والآخرة تلك الأمور العظيمة التي تحققت لأسلافهم الكرام بسبب تمسكهم بالإسلام واعتزازهم به، إنَّ ربي لسميع الدعاء، وصلَّى وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
كتبه:
ربيع بن هادي عمير المدخلي
رئيس قسم السنة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً
في 23 من شهر محرَّم الحرام لعام 1429 هـ.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 07:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 12:56]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 05:40]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 07:26]ـ
شكرا لك أظن أن الشيخ قد غير من أسلوبه كثيرا فاذا كان الامر كذلك فاني في فرح شديد
وعلى كل بارك الله فيكم جميعا وقبح الله الروافض الذين يعلمون أنهم على ضلال وهدى الله عوامهم
ـ[طارق المغربي]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 07:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرآ
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 08:26]ـ
بارك الله فيكم ... وحفظ الله الشيخ الناصح لأمته ربيع بن هادي المدخلي.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 09:06]ـ
أظن أن شيخ الأزهر مدرك تمام الإدراك لخزعبلات الشيعة ومعتقداتهم في خيرة هذه الأمة.
لكن هذا العمل لا يستغرب من رجل قد جلس مع كبير حاخامات اليهود .. إلخ.
لكنها السياسات المعوجة ومقتضياتها ـ والله المستعان ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 03:35]ـ
رفع الله قدر أهل السنة الذابين عنها.
وكتب الله الأجر للناقل والمنقول عنه.
ـ[الأصيل]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 07:30]ـ
كلام الشيخ ربيع في الصميم وياليت علماء السنة من مختلف الأقطار العربية يصدرون بيانا أو خطابا لشيخ الأزهر يوضحون فيه خطأه في ذلك إبراء للذمة وتوضيحا لعامة المسلمين
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 12:46]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[الحامدي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 04:31]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 08:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الصحاري]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
كلام الشيخ ربيع في الصميم وياليت علماء السنة من مختلف الأقطار العربية يصدرون بيانا
أو خطابا لشيخ الأزهر يوضحون فيه خطأه في ذلك إبراء للذمة وتوضيحا لعامة المسلمين.
شكرا لك على ما نقلة
ـ[مكاوي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 10:39]ـ
شكرا لك أظن أن الشيخ قد غير من أسلوبه كثيرا فاذا كان الامر كذلك فاني في فرح شديد
ما الفرق بين أسلوب الشيخ هنا وأساليبه في الأماكن الأخرى بارك الله فيك؟
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 03:45]ـ
جزاك الله خيرا
وشكر الله للشيخ ربيع
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 04:42]ـ
بارك الله في الشيخ ربيع السنة
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 04:49]ـ
تستحق التثبيت هذه الكلمات ....
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 02:46]ـ
ثم تبين لرشيد رضى كذبهم ومكرهم، وأنهم لم يخطوا خطوة واحدة إلى التقريب بل ما ازدادوا إلا بعداً، فألف في ذلك كتاباً تحذيراً من مكرهم،
ما اسم هذا الكتاب الذي ألفه رشيد رضا في التحذير من الرافظة؟
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 12:41]ـ
لماذا أخواني الأثري والسلفي لايردون عليّ؟
أعطونا اسم ذلك الكتاب الذي ألفه الشيخ رضا -بحسب المقال- في التحذير من الرافظة ومنكراتهم ... أريده حتى أستفيد منه.
عموما اطمئنوا ... حتى لو جاؤوا على كرسي مشيخة الأزهر بعمامة مجوسية من إيران فلن يتأثر الشعب بها .. تعلمون لماذا؟ لأن الشعب المصري شعب طيب جدا ... بسيط جدا جدا ... على نيّاته جدا جدا جدا ... لايقبل أن يكون بين ظهره من يسب أبابكر وعمر وعثمان ... مهما استمات الفارسيون في محاولة التطبيع مع هذا الشعب سيفشلوا كما فشلت من قبل جماعة التقريب برئاسة تقي القمي وشلتوت و أحمد "مفلسيَّة".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 11:13]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
المواقف الشرعية تجاه الجماعات الإسلامية
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 11:40]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إعلام عامة المسلمين بالموقف الصحيح من غالب الجماعات الإسلامية ألا وهو عدم الانتماء إلى جماعة من الجماعات الإسلامية،والتعاون ومعها فيما هي عليه من الحق،واعتزالها فيما هي عليه من الباطل
فغالب الجماعات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين و جماعة التبليغ أصولها أصول أهل السنة والجماعة،ويريدون نصرة الإسلام،ومستعدون لبيع أنفسهم وأموالهم لله لكنهم انحازوا إلى نص معين انتفش هذا النص عندهم بطريقة مخلة على حساب باقي النصوص فتحزبوا حول هذا النص لاعتقادهم أن هذا هو الطريق المؤدي إلى الطريق المستقيم؛ لذلك نحن نحمدهم على الخير الذي يدعون إليه، ونلتزم بهذا الخير الذي يدعون إليه، وننصحهم في ترك الباطل الذي عندهم قال تعالى: ? و َتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ? [1]
لكن لا ننتمي إلى جماعة من الجماعات أو حزب من الأحزاب، والتحزب هو تجمع على أساس حزبي يخالف أصلاً ظاهراًمن أصول أهلالسنة و الجماعة، أو يخالفهم بجزيئات كثيرة، أو يعقد الولاء و البراءعلى هذا الحزب دون غيره، فيرضى بمن في حزبه ويسخط أو يحمل على من ليس بحزبه، و النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا طريقا واحدا يجب علينا أن نسلكه ألا وهو صراط الله المستقيم، ومنهج دينه القويم فيقول سبحانه: ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ? [2] فإن قيل إلى أي جماعة تلتزم فقل التزم بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
[1]- المائدة من الآية 2
[2]- الأنعام الآية 153
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 11:41]ـ
وكل جماعة من هذه الجماعات فيها حق وباطل و خطأ وصواب، وبعضها أقرب إلى الحق والصواب وأكثر خيرا وأعم نفعا من بعض فعلينا أن نتعاون معها على الحق،وننصح لها فيما هو خطأ، وعلى كل جماعة من الجماعات الإسلامية أن تتعاون مع الأخرى فيما اتفقوا عليه من الحق،،وأن تتفاهم معها فيما اختلفوا عسى أن يهدي الله الجميع إلى سواء السبيل.
وعلى كل طائفة من هذه الجماعات أن تنصح للأخرى فتثني عليها بما فيها من الخير، وترشدها إلى ما فيها من خطأ في الأحكام أو انحراف في العقيدة أو الأخلاق أو تقصير في العلم أو البلاغ قصدا للإصلاح و طلبا لاستدراك ما فات لا ذما لها و تعييرا عسى أن تستجيب لما دعيت إليه فتستكمل نقصها و تصلح شأنها و تجتمع القلوب على الحق، تنهض بنصرته.
فنحن نحتاج لجمع القلوب على الحق فلابد أن نلين لإخواننا لإعلامهم بالحق و تذكيرهم به و حضهم عليه لا نلين لهم على حساب الدين فلا يصلح هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فهذه سنة الله في نصر الأمة.
و ما صلح به أول الأمة هو بيان خطأ المخطيء بالحسنى و صواب المصيب و والرد على الشبهات فبهذا يتحد الصف على الحق، و لا ينفع الاجتماع مع وجود الاختلاف في العقائد والاختلاف في المذاهب والأفكار فالخلاف شر، والحق واحد فلابد أن يرجع الجميع للحق.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 11:41]ـ
فلا تعذر هذه الجماعات فيما هي عليه من الباطل بل نبين لها الخطأ، و نحذر الناس من هذا الخطأ فلو عذرنا كل جماعة في بدعها و أخطائها لأقررنا بدعهمو ما وقعوا فيه من الخطأ، وهذا خلاف ما كان عليه السلف بل إن عمل السلف رحمهم الله بيان خطأ المخطيء، فترى أحدهم ينسب نفسه إلى الضلال إذا قال بقول غيره، مما يعلم أنه مجانب للصواب.
والله قد نهى عن التفرق و اختلاف الكلمة فذلك من أعظم أسباب الفشل و تسلط العدو و تمكين المتربصين بالأمة وتسليطهم على شعوبها وخيراتها، وإذا انفك حبل الاجتماع وشاع الافتراق بين المسلمين فهذا نذير فتنة عامة،وقد عي سبحانه للاجتماع فقال: ? و َاعتَصِمُوا بحبل اللَّه جَميعاً وَلا تَّفرَّقُوا ? [1]
وهذا لا يكون إلا على الحق لا على الباطل فالاجتماع في الدين لا يمكن أن يتحقق إلاّ بالاعتصام بالكتاب والسنة والسير على صراط السلف من الصحابة والتابعين الذين هم خير القرون وبغيرهذه الأمور لا يمكن أن يحصل الاجتماع ووحدة الصف، بل غيرها هو الفرقة التي نهى الشرع عنها قال تعالى: ?شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ? [2]
فالأمر بإقامة الدين يستلزم العمل بالكتاب والسنة وما وافقهما من أقوال العلماء، ولذلك الواجب على الأمة إذا أرادت الوحدة، والاجتماع أن تنبذ ما خالف الكتاب والسنة وما أجمع عليه العلماء فالأمر بالاجتماع ليس مجرد الاتفاق على أي وجهٍ كان، لكن مع الأمر بالاجتماع لا بد أن يكون له طريق
[1]- ال عمران من الآية 103
[2]- الشورى الآية 13
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 11:42]ـ
وطريق الاجتماع هو ما بينه الله في كتابه أو بينته السنة أما أن إطلاق الدعوة إلى الاجتماع دون بيان الطريق الموصل للاجتماع، فهذا لا يحقق المقصود، فالله لما أمر بالاجتماع لم يأمر به مطلقاً، بل أمر به أمراً واضحاً، مقيداً له بالاعتصام بحبل الله تعالى (دين الله) على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه وتعالى? وَاعتَصِمُوا بحبل اللَّه جَميعاً وَلا تَّفرَّقُوا ?.
ومما نلاحظه أن كل جماعة من الجماعات تدعي أنها على الكتاب والسنة؛ لذلك ليكن الضابط الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فلابد أن يكون لكل مسألة في أمور العقيدة وأمور المنهج لابدّ من سلف، فمسائل الدين فيها اتّباع وليس فيها اختراع؛ الكتاب والسنة وما كان عليه أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، و الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر الفرق الهالكة وذكر الفرقة الناجية قالوا: منهي يا رسول الله؟ قال: (ما أنا عليه وأصحابي) [1] إذا يستحيل أن ندرك الحق،والسلف قد غفلوا عنه، وهم خير القرون.
و لا نقول أن غالب الجماعات الإسلامية من الإخوان والتبليغ وغيرهم من الفرق الضالة فهذه جماعات اجتمعوا على الحق لكن شابهم بعض الباطل، والاجتماع على الحق أمر محمود،وليس مذموما
و لقد بين الشاطبي في الاعتصام ضابط الحكمعلى تجمع معين أنه من الفرق الضالة بقوله: (وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين، وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئيمن الجزئيات، إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشئ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعا،وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية) ... إلى قوله: (ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة) [2]
[1]- رواه الترمذي برقم (2641) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 11:43]ـ
فمن تحزب على القول بتعطيل صفات الله أو القول بالإرجاء في باب الإيمان أو القول بالجبر في باب القدر أو القول بالرفض في باب الصحابة كان فرقة من الفرق الضالة، وإلا فيدخل هذا التحزب ضمن الفرقة الناجية.
ومن عايش واقع هذه غالب الجماعات الإسلامية يجدها تعلن التزامها المجمل بأصول أهل السنة والجماعة، وبراءتها المجملة من كل ما يخالفا من الفرق والأهواء، ولا ترضى، ولا تسكت على نسبتها إلى فرقة من هذه الفرق فهي لا ترضى بما تميزت به هذه الفرقة الضالة عن جماعة المسلمين
وقد تضم هذه الجماعات بين صفوفها بعض من تلبس بشيء من مقالات هذه الفرق، وقد يكون هذا من أعلامها وروادها البارزين لكنها لاتجعل من مقالته أصلا تتحزب عليه، وتعقد ولاءها و براءها على اساسه، وقد وجد بين الحنابلة من يقول بالتجسيم، ولم يقل أحد أن الحنابلة من الفرق الضالة، ووجد من الشافعي من يقول بالتعطيل، ولم يقل أحد إن الشافعية من الفرق الضالة؛ لأن علماءها فلان وفلان، وهو يقول بالتعطيل.
والتعدد بين الجماعات الإسلامية اليوم تعدد تنوع و تخصص، ليس تعدد التنازع والتشاحن فهذه كتيبة تهتم بتصحيح عقائد الأمة و محاربة البدع والخرافات، وهذه كتيبة تهتم تحيي فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و تحثها على القيام بها، وهذه كتيبة تعمل على إحياء فريضة الجهاد، وفي ظل هذا النوع من التعدد لا خصومة، ولا منازعة بل التنسيق والتكامل والتنافس المحمود في الخير.
وفي زماننا نجد حربا بين الإسلام و بين العلمانية فينبغي على كل مسلم غيور على الإسلام أن يتأنى في سبيل بيان موقفه من بعض الجماعات الإسلامية التي عندها انحراف قليل أو كثير عن الإسلام.
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وكتبه ربيع أحمد بكالوريوس الطب إمبابة الخميس 7/ 2/ 2008 م
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 03:00]ـ
سدد الله خطاك
وألهمك الصواب
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 11:09]ـ
هل ثبت أن الشيخ ابن باز - رحمه الله - أجاز الدخول ضمن جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ، بغرض التعاون على الخير والنصح، والإصلاح لهم؟
بمعنى: هل الانتساب الخالي من المحذور جائز، ولا يمنع إلا إذا انتابه أمر محرم كسكوت على بدعة أو محرم
أم أن مجرد الانتساب لهم محرم في ذاته
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 03:16]ـ
الولاء والبراء لبعض الجماعات التي ذكرتها وغيرها كالجامية وما إلى ذلك ..
ظاهر والله المستعان في بعض المناطق خاصة في القرى والهجر بسبب الجهل السائد!
والله اعلم.
نسأل لله لهم حسن القصد والعمل ..
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 08:20]ـ
الأخ ربيع
قولك: فغالب الجماعات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين و جماعة التبليغ أصولها أصول أهل السنة والجماعة؟!!
باقي مقالك ينقض هذا القيل يا رعاك الله!!
ثم أن هذه الجماعات لا تقبل نصحا فإما أن تسير معهم على أصولهم - وهي مصادمة لأصول أهل السنة - وإما لا يقبلوا بك إلا عند وجود المصلحة الشخصية اعاذنا الله وإياك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 08:22]ـ
هل ثبت أن الشيخ ابن باز - رحمه الله - أجاز الدخول ضمن جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ، بغرض التعاون على الخير والنصح، والإصلاح لهم؟
بمعنى: هل الانتساب الخالي من المحذور جائز، ولا يمنع إلا إذا انتابه أمر محرم كسكوت على بدعة أو محرم
أم أن مجرد الانتساب لهم محرم في ذاته
ثبت وفقك الله أن الإمام الناصح عبد العزيز بن باز أدخلهم في الفرق الهالكة لمخالفتهم أصول أهل السنة والجماعة.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 08:28]ـ
ثبت وفقك الله أن الإمام الناصح عبد العزيز بن باز أدخلهم في الفرق الهالكة لمخالفتهم أصول أهل السنة والجماعة.
منية قلبك يا بختك!
والإخوان لا شك أنهم مسلمون موحدون، وقد اجتهدوا وأخطأوا أما أن تكون من الفرق الهالكة حالها حال الفرق: القاديانية والرافضة والصوفية فهذا ظلم لهذه الجماعة.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 08:38]ـ
الولاء والبراء لبعض الجماعات التي ذكرتها وغيرها كالجامية وما إلى ذلك ..
ظاهر والله المستعان في بعض المناطق خاصة في القرى والهجر بسبب الجهل السائد!
والله اعلم.
نسأل لله لهم حسن القصد والعمل ..
نبز الجامية فرية أفتراها المفترون فلا تكن منهم وفقك الله
قال الشيخ الوالد ابن باز رحمه الله تعالى:
في شريط الأسئلة السويدية الجزء الثاني مايلي عندما سأله أحد الحضور أن ينصح الشباب من الجامية ظانا انها فرقة خطيرة:
فقال رحمه الله::::::: (
هل هناك فرقة تسمى جامية؟؟؟ هل قصدهم بذلك القذف في الشيخ محمد امان الجامي رحمه الله؟؟؟ هذا السائل مخطئ خطأ عظيم وللاسف جانب الصواب .... الشيخ محمد امان الجامي والشيخ ربيع المدخلي وكل مشايخ المدينة من المشايخ السلفيين المعروفين لدينا بالعلم والعقيدة السليمة واوصي الشبابا بالاستفاده منهم وقراءة كتبهم وطلب العلم عندهم .... ومن قال عنهم جامية فقد سبقوه اسلافهم عندما قالوا اننا وهابية فنقول لهؤلاء على فهمهم نحن وهابية جامية كلنا جامية لانها مصطلح جديد اخترعه جهال يريدون قذف دعوة الشيخ محمد عبدالوهاب فكلنا جامية وهابية لأننا سلفيين ان شاء الله تعالى) .... أهـ
(((((المرجع)))) شريط الأسئلة السويدية الجزء الثاني
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 08:54]ـ
رحم الله الشيخ ابن باز، ما أشد إنصافه
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 03:09]ـ
صدقت يا عبد العزيز والحق والإنصاف متلازمان لا يفترقان.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 04:04]ـ
هناك فتاوى للجنة الدائمة تجيز الدخول مع الجماعات الاسلامية ,بشرط عدم التعصب ,وقبول الحق ممن جاء به
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 08:04]ـ
يا ابن رشد حفظك البارئ
أرسل لللجنة الدائمة الآن سؤال عن مشروعية الإنضمام لحزب الإخوان المسلمين أو جماعة التبليغ وسترى الجواب
فلا يجوز الإستشهاد بالمنسوخ.
ومع ذلك فالمنسوخ لا يقول بمشروعية التحزب ولا الإنضمام إلى الأحزاب والجماعات
وإنما فتوى أولئك الفضلاء رحم الله ميتهم وبارك لنا في أحياءهم هي في المشاركة مع جماعات في ظاهرها تنصر الدين في دول لا تحكم بشريعة المسلمين
وقد ظهر للمشايخ الفضلاء حقيقة هذه الجماعات فاعلنوا البراءة منها ومن أصولها الفاسدة
وكلامهم الأخير بالإبتعاد عن الجماعات وخصوصا الإخوان والتبليغ مشهور منثور وفقك المولى.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 05:31]ـ
يا ابن رشد حفظك البارئ
أرسل لللجنة الدائمة الآن سؤال عن مشروعية الإنضمام لحزب الإخوان المسلمين أو جماعة التبليغ وسترى الجواب
فلا يجوز الإستشهاد بالمنسوخ.
ومع ذلك فالمنسوخ لا يقول بمشروعية التحزب ولا الإنضمام إلى الأحزاب والجماعات
وإنما فتوى أولئك الفضلاء رحم الله ميتهم وبارك لنا في أحياءهم هي في المشاركة مع جماعات في ظاهرها تنصر الدين في دول لا تحكم بشريعة المسلمين
وقد ظهر للمشايخ الفضلاء حقيقة هذه الجماعات فاعلنوا البراءة منها ومن أصولها الفاسدة
وكلامهم الأخير بالإبتعاد عن الجماعات وخصوصا الإخوان والتبليغ مشهور منثور وفقك المولى.
يا أخ عندي أمنية: أتمنى أن أرى فيك حماسا لإخواننا المضطهدين في العراق وفي السودان، وفي أفغانستان وفلسطين.
راح عمرك وأنت شغلتك في تبديع فلان وإخراجه من الملة. .
وبعدين حكم الإنضمام للأحزاب في البلدان التي تضيق على المسلمين يختلف عن حكمها في بلاد التوحيد.
ولو إنك وربعك خالفتم الجماعة بتحزبكم المقيت ضد المسلمين وتساهلكم مع الأعداء الحقيقيين من يهود ونصارى وعلمانيين ورافضة.
ودي أقرأ لكم لو مرة مقالة أنتفع بها وينتفع بها المسلمون غير التصنيف وتتبع العثرات والزلات.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 06:53]ـ
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 07:54]ـ
...
؟
كان ردك جميلا
؟!!
ـ[مؤمنة]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 01:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كنت أشاهد هذا المنتدى من بعيد للإستفادة من علماؤه الاجلاء حفظهم الله ورعاهم وسدد خطاهم ..
لكن أستفزنى قول الاخت الامل الراحل جدا .. وخاصة اننى كنت فى مثل حالتها ..
يا أخ عندي أمنية: أتمنى أن أرى فيك حماسا لإخواننا المضطهدين في العراق وفي السودان، وفي أفغانستان وفلسطين.
راح عمرك وأنت شغلتك في تبديع فلان وإخراجه من الملة. .
وبعدين حكم الإنضمام للأحزاب في البلدان التي تضيق على المسلمين يختلف عن حكمها في بلاد التوحيد.
ولو إنك وربعك خالفتم الجماعة بتحزبكم المقيت ضد المسلمين وتساهلكم مع الأعداء الحقيقيين من يهود ونصارى وعلمانيين ورافضة.
ودي أقرأ لكم لو مرة مقالة أنتفع بها وينتفع بها المسلمون غير التصنيف وتتبع العثرات والزلات.
وأخيرا: أشهد الله على كرهي لك ولحزبك التلفي
كيف تقولى ذلك وانت تشهدين هنا بأن بهم خطأ ..
والإخوان لا شك أنهم مسلمون موحدون، وقد اجتهدوا وأخطأوا أما أن تكون من الفرق الهالكة حالها حال الفرق: القاديانية والرافضة والصوفية فهذا ظلم لهذه الجماعة
قال تعالى.
(و لا تلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و أنتم تعلمون)
أختى اتقى الله فى نفسك وأجعلى جماعتك هى جماعة المسلمين والله ما اعظمها من جماعة
ومنهجك هو كتاب الله وسنة الرسول بفهم سلف الامة ..
وقائدك هو رسولنا الكريم
واتركى قول اى شيخ مهما كان علمه ومنصبه يخالف القرآن والسنة
او لا يكون لديه دليل منهما .. ما المانع اهو هوى ام ماذا؟
ياأختى انا كان لى تجربة مع هذة الجماعة وكنت سأنجرف لتيارهم لولا ان هدانى الله ..
لما رأيته منهم من بعض المخالفات العقائدية الكبيرة والجسيمة
فلماذا أخسر دينى انا علىً ان اتبع الحق بدون اى هوى
وأعلمى أختى انها ايام قلائل ونلقى الله فعلينا ان نلتزم بما امرنا به دون تفريط
وأعلمى انهم لا ينفعوك فى شىء ابدا فانت جئت على هذة الارض وحدك وستدفنين وحدك وستحاسبين وحدك ولا ينفعك قول فلان ولا علان .. انا لا افهم لماذا هذا التصرف؟!
ويكفى والله تفريطهم فى الولاء والبراء ..
حيث يجعلون النصرانى مشارك لهم فى الامجاد والابطال وانهم اهل واخوة وكل هذا من الكلمات التى كنت وما زلت اسمعها منهم
تلك العقيدة التى كما تعلمين اختى أنها أوثق عرى الإيمان، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله).
قد جاء بشأن هذا آيات كثيرة منها قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (المائدة:51)
وتقبلى اختى منى هذة الكلمات كأخت ناصحة لك تريد لك الاحسن فى دينك ودنياك ..
وأسأل الله ان يهدينا الى الطريق المستقيم ..
وان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وان يردنا الى الاسلام ردا جميلا ...
وان يحسن خاتمتنا
دمتى بخير من الله
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 01:44]ـ
أهلا بك أختي مؤمنة
حبيبتي أنا والله لا أشجع على التحزب، ولستُ بحاجة لحزب أو جماعة أنضوي تحت لوائها، فبلادنا بلاد التوحيد وحكامنا يحكمون بشرع الله.
ولكن أنا أتكلم عمن يضطر للانضمام إلى جماعة دينية تمكنه من الدخول في السياسة ومن ثم إقامة شرع الله عز وجل في بلاده وإحلالها محل القوانين الوضعية.
والحقيقة ليس كل من انضم لهذه الجماعة هو على منهج قويم، لذا كان استنكاري على من يرى أنها من الفرق الهالكة ومساواتها بالفرق الكافرة وهذا تعميم جائر.
أمر آخر، هو عدم تقديم الأعذار لهذه الجماعة - وكذلك حركة حماس - فيما لو أخطأت وتمادت في علاقاتها مع الأعداء (وهذا اجتهاد منها) وفي الوقت ذاته نتعامى عن حكام أقاموا علاقات ودية حميمية مع أعداء الله ونعتذر عنهم، وهذا ما فعله فلتة زمانه أبو عمر السلفي لدرجة أنه وصل لتكفير حماس!
ويكفى والله تفريطهم فى الولاء والبراء ..
حيث يجعلون النصرانى مشارك لهم فى الامجاد والابطال وانهم اهل واخوة وكل هذا من الكلمات التى كنت وما زلت اسمعها منهم
عزيزتي التفريط في الولاء والبراء وقع فيه (كل) الحكام والأحزاب السياسية، وكلٌّ له عذره! طبعا هم الذين يعذرون أنفسهم، عدا حركة طالبان التي بالفعل أقامت شرع الله على ارضها حكاما ومحكومين.
لماذا بالذات الكلام في جماعة الإخوان وحماس؟
اسألي أبا عمر السلفي وربعه.
شكرا لك أختي الكريمة ونصيحتك على العين والراس.(/)
سلسلة الفوائد والنكت: هجر المبتدع
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 05:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هجر المبتدع للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان وجوب النصح لصالح الإسلام و المسلمين: (و مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب و السنة , أو العبادات المخالفة للكتاب و السنة , فإن بيان حالهم و تحذير الأمة منهم , واجب باتفاق المسلمين , حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم و يصلي و يعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام و صلى و اعتكف فإنما هو لنفسه , و إذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل , فبين أن هذا نفع عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله و دينه و منهاجه و شرعته , و دفع بغي هؤلاء و عدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين , و لولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين , و كان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب , فإن هؤلاء إذا استولوا يفسدوا القلوب و ما فيها من الدين إلا تبعًا , و أما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً). ص 9
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 09:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الهجر الشرعي , و منه هجر المبتدع عقوبة زجرية متعددة الغايات و المقاصد الشرعية المحمودة , و هي على ما يلي:
1 - أن الزجر بالهجر عقوبة شرعية للمهجور , فهي من جنس الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا , و أداءً لواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , تَقرّبا إلى الله تعالى بواجب الحب فيه سبحانه و تعالى.
2 - بعث اليقظة في نفوس المسلمين من الوقوع في هذه البدعة و تحذيرهم.
3 - تحجيم انتشار البدعة.
4 - قمع المبتدع و زجره , ليضعف عن نشر بدعته , فإنه إذا حصلت مقاطعته , و النفرة منه , بات كالثعلب في جحره.
5 - إعطاء ضمانة للسنن من شائبة البدع و مداخلتها لصفاء السنن , و الله أعلم. ص 11
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 05:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الشاطبي: ( ... فصار توقيره - أي المبتدع - صدودا عن العمل بشرع الإسلام , و إقبالا على ما يضاده و ينافيه , و الإسلام لا ينهدم إلا بترك العمل به و العمل بما ينافيه , و أيضا فإن توقير صاحب البدعة مظنة لمفسدتين تَعُودان بالهدم على الإسلام: 1 - إلتفات العامة و الجهال إلى ذلك التوقير , فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس , و أن ماهو عليه خير مما عليه غيره , فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دون اتباع أهل السنة على سنتهم. 2 - أنه إذا وُقِّر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الإبتداع في كل شيء , و على كل حال فتحيا البدع و تموت السنن , و هو هدم الإسلام بعينه .. ). ص 11
- قال ابن بطه رحمه الله تعالى في الإبانة: اعلموا إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواما من السنة و الجماعة و اضطرهم إلى البدعة و الشناعة , و فتح باب البلية على أفئدتهم و حجب نور الحق عن بصيرتهم فوجدت ذلك من وجهين: 1 - البحث و التنقير و كثرة السؤال عما لا يعني و لا يضر العاقل جهله , و لا ينفع المؤمن فهمه 2 - مجالسة من لا تؤمن فتنته , و تفسد القلوب صحبته. ص 12
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 05:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- أنواع الهجر ثلاثة و هي:
1 - الهجر ديانة: أي الهجر لحق الله تعالى , و هو من عمل أهل التقوى في: هجر السيئة و فاعلها مبتدعا و عاصيا , و هذا النوع من الهجر على قسمين: أ - هجر ترك: بمعنى هجر السيئات و هجر قرناء السوء الذين تضره صحبتهم إلا لحاجة أو مصلحة راجحة. ب -: هجر تعزير: و هذا من العقوبات الشرعية التعبدية التي يوقعها المسلم على الفجار كالمبتدع على وجه التأديب في دائرة الضوابط الشرعية للهجر , حتى يتوب المبتدع و يفيء.
2 - الهجر لاستصلاح أمر دنيوي: " أي الهجر لحق العبد " و فيه جاءت أحاديث الهجر بما دون ثلاث ليال , رواها جماعة من الصحابة رضي الله عنهم , بأسانيد في الصحيحين و غيرهما.
3 - الهجر قضاء: و هو من العقوبات التعزيرية للمعتدين , و هذا يبحثه الفقهاء في: باب التعزير. ص 13 إلى 15
- صفات الهجر: الأصل في الهجر هو الإعراض بالكلية عن المبتدع و البراءة منه , و من مفرداته: عدم مجالسته , الإبتعاد عن مجاورته , ترك مكالمته , ترك السلام عليه , عدم بسط الوجه له مع عدم هجر السلام و الكلام , عدم سماع كلامهم و قراءتهم , عدم مشاورتهم. و هكذا من الصفات التي يتأدى بها الزجر بالهجر و تحصل مقاصد الشرع. ص 17
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 05:31]ـ
جزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:34]ـ
/// بارك الله فيك، ورحم الله الشيخ ورفع درجته في عليين.
/// ويُنظر في الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=213
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 12:52]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 12:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قاعدة الولاء و البراء , مشتركة لفظا بين أهل السنة و الجماعة , و حقيقتها لديهم هي الحب و البغض في الله. و بين الخوارج " لا ولاء إلا ببراء " أي لا موالاة لأبي بكر و عمر رضي الله عنهما إلا بالبراءة من أميري المؤمنين عثمان و علي رضي الله عنهما , و عند الشيعة " لا ولاء إلا ببراء " أي لا ولاء لعلي و آل البيت إلا بالبراءة من أبي بكر و عمر و عثمان و سائر الصحابة رضي الله عنهم. و معتقد أهل السنة و الجماعة موالاة جميع الصحابة رضي الله عنهم بتزكية الله لهم.
كذلك لدى أهل السنة و الجماعة " بدعية الولاء و البراء " من وجه , بمعنى أن يتبرأ من قوم هم على دين الإسلام و السنة , و يتولى من ليسوا كذلك. ص 18
- قال الإمام أبو إسماعيل الصابوني: و يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه و لا يحبونهم و لا يصحبونهم , و لا يسمعون كلامهم و لا يجالسونهم و لا يجادلونهم في الدين , و لا يناظرونهم و يرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرّت بالآذان و قرّت بالقلوب ضرّت و جرّت إليها من الوساوس و الخطرات الفاسدة ما جرّت , و فيه أنزل الله تعالى " و إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ". ص 19
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 02:57]ـ
ترك مكالمته , ترك السلام عليه , عدم بسط الوجه له مع عدم هجر السلام و الكلام , عدم سماع كلامهم و قراءتهم , عدم مشاورتهم. و هكذا من الصفات التي يتأدى بها الزجر بالهجر و تحصل مقاصد الشرع. ص 17 [/ B][/FONT][/SIZE][/COLOR]
كيف يكون ذلك!!!!!!!!!؟ ترك مكالمته والسلام عليه ومع ذلك عدم هجر السلام والكلام!!!!!!!! هذا تناقض واضح؟؟؟؟؟
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 04:06]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخي الكريم
ليس هناك تناقض بتاتا , بل يحتاج الأمر فقط لقراءة متأنية و يفهم حينها الكلام , و الشيخ رحمه الله تعالى ذكر أنواع من صفات الهجر , بحيث لو فعلت نوع واحد يعتبر ذلك نوع من الهجر للمبتدع , أما الكلام الذي قلت تناقض , فهو ينزل على حسب الشخص المهجور , ففي حال يمكن السلام عليه بدون إظهار مودة و بسط وجه له , و في حال يترك فيه السلام و الكلام معا. و الله تعالى أعلى و أعلم
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 05:45]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخي الكريم
ليس هناك تناقض بتاتا , بل يحتاج الأمر فقط لقراءة متأنية و يفهم حينها الكلام , و الشيخ رحمه الله تعالى ذكر أنواع من صفات الهجر , بحيث لو فعلت نوع واحد يعتبر ذلك نوع من الهجر للمبتدع , أما الكلام الذي قلت تناقض , فهو ينزل على حسب الشخص المهجور , ففي حال يمكن السلام عليه بدون إظهار مودة و بسط وجه له , و في حال يترك فيه السلام و الكلام معا. و الله تعالى أعلى و أعلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بل الأمر يحتاج الى إعادة صياغة العبارة حتى لا يكون هناك لبس في فهمها فتكون مثلا:
ترك بسط الوجه له إذا لم يُترك السلام والكلام معه
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 01:31]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله تعالى أخي الكريم و أحسن إليكم
كلام الشيخ رحمه الله تعالى في ذلك الموضع على سبيل الإجمال و الإختصار , و الأمر واضح لو تُدبر قليلا في معنى كلامه , فكما قرأتها أنت , قرأتها أنا , و لم يلتبس علي ذلك لما وقفت وقفة يسيرة على مراده , و الحمد لله تعالى.
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 09:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأدلة من الكتاب و السنة و الإجماع على هجر المبتدع ديانة:
(يُتْبَعُ)
(/)
و نقتصر هنا على ذكر أربع آيات من سور: الأنعام , النساء , هود , المجادلة. و التي نص العلماء في تفسيرها على عقوبة المبتدع بالهجر و دلالتها عليه , و ذلك باعتبار عموم اللفظ في كل آية , و هذ هو المعتبر , دون خصوص السبب , ففي عموم كل آية منها دليل على الهجر و الإعراض و الإجتناب و المجالسة لكل مبتدع محدث في الدين حتى يفيء.
1 – قال الله تعالى: " و إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره و إما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ". و في هذه الآية دلالة على تحريم مجالسة أهل البدع و الأهواء و أهل الكبائر و المعاصي. قال الشوكاني: " و في هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة: الذين يحرفون كلام الله , و يتلاعبون بكتابه و سنة رسوله , و يردّون ذلك إلى أهوائهم المضلة و بدعهم الفاسدة , فإنه إذا لم ينكر عليهم و يغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم , و ذلك يسير عليه غير عسير , و قد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهة يشبهون بها على العامة , فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر ".
2 – قال الله تعالى: " و قد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين و الكافرين في جهنم جميعا ".
قال القرطبي ما محصله: " فدل بهذا وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم , و الرضا بالكفر كفر , قال الله عز و جل " إنكم إذا مثلهم " فكل من جلس في مجلس معصية و لم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء , و ينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية و عملوا بها , فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية ....
و إذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع و الأهواء أولى ...
و روى جويبر عن الضحاك قال: دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة "
و قال أحمد بن حنبل و الأوزاعي و ابن المبارك في رجل شأنه مجالسة أهل البدع: يُنهى عن مجالستهم فإن انتهى و إلا ألحق بهم , يعنون في الحكم.
3 – قال الله تعالى: " و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار و ما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ".
4 – قال الله تعالى: " لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادّون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ".
قال القرطبي رحمه الله تعالى: " استدل مالك رحمه الله تعالى من هذه الآية على معاداة القدرية , و ترك مجالستهم , قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية و عادهم في الله لقوله تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله " , قلت: و في معنى أهل القدر جميع أهل الظلم و العدوان ".
* من السنة النبوية:
و هي كثيرة يترجم لها المحدثون في عدة أبواب:
أ – ففي صحيح البخاري رحمه الله تعال: باب الهجرة و قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث , و باب ما يجوز من الهجران لمن عصى , و باب من لم يسلم على من اقترف ذنبا و من لم يرد سلامه حتى تتبين توبته و إلى متى تتبين توبة العاصي؟ و قال عبد الله بن عمرو: لا تسلموا على شربة الخمر.
ب – و في سنن أبي داود رحمه الله تعالى: باب مجانبة أهل الأهواء و بغضهم , و باب ترك السلام على أهل الأهواء.
ج – و في رياض الصالحين للنووي رحمه الله تعالى: باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق.
د – و في شرح السنة للبغوي رحمه الله تعالى: باب مجانبة أهل الأهواء.
هـ - و في الترغيب و الترهيب للمنذري رحمه الله تعالى: الترهيب من حب الأشرار و أهل البدع لأن المرء مع من أحب.
(يُتْبَعُ)
(/)
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله , و الوراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا , و ما يذكر إلا أولو الألباب) , قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه , فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ". متفق عليه.
- حديث الصحيفة المشهور عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم و فيه: " المدينة حرم ما بين عير إلى ثور , فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه , لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ... " متفق عليه.
- الأحاديث المتكاثرة في: هجر النبي صلى الله عليه و سلم لأهل المعاصي حتى يتوبوا , ثبت ذلك في وقائع متعددة , رواها عن النبي صلى الله عليه و سلم جماعة من الصحابة رضي الله عنهم: كعب بن مالك , و ابن عمرو روى حديثين , و عائشة و أنس و عمار و علي و أبو سعيد الخدري و غيرهم رضي الله عنهم.
- توظيف الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم لهذه السنة النبوية: الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم قفوا أثر النبي صلى الله عليه و سلم في هجر المتلبس بالمعصية المجاهر بها حتى يفيء , و رد ذلك عن جمع غفير منهم: عمر , و علي بن أبي طالب , و عبد الله بن عمر , عبد الله بن عمرو , عبد الله بن مسعود , عبد الله بن المغفل المزني , عبادة بن الصامت , أبو الدرداء , سمرة بن جندب , شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم , و غيرهم رضي الله عنهم.
و عن سعيد بن جبير , ابن سيرين , عمر بن عبد العزيز , الحسن البصري , أحمد بن حنبل , زيادة بن حدير , يزيد بن أي الحبيب , و غيرهم رحمهم الله تعالى.
* الإجماع:
حكاه جماعة منهم: القاضي أبو يعلى و البغوي و الغزالي.
قال القاضي أبو يعلى: أجمع الصحابة و التابعون على مقاطعة المبتدعة.
قال الغزالي: طريق السلف اختلفت في إظهار البغض مع أهل المعاصي و كلهم اتفقوا على إظهار البغض للظلمة و المبتدعة , و كل من عصى معصية متعدية إلى غيره.
ص 21 إلى ص 32
ـ[عبدالحي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 07:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- النهي عن الهجران فوق ثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة و العشرة دون ما كان كذلك في حق الدين , فإن هجرة أهل الأهواء و البدع دائمة إلى أن يتوبوا. ص 27
- قال عبد الله بن مسعود: إياكم و ما يحدث الناس من البدع , فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرة , و لكن الشيطان يحدث له باعا حتى يخرج الإيمان من قلبه , و يوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فرضه من الصلاة و الصيام و الحلال و الحرام , و يتكلمون في ربهم عز و جل , فمن أدرك ذلك الزمان فليهرب , قيل يا أبا عبد الرحمن: فإلى أين؟ قال: إلى لا أين , قال: يهرب بقلبه و دينه لا يُجالس أحدا من أهل البدع. ص 35
- قال الفضيل بن عياض: من جلس مع صاحب بدعة فاحذروه , و من جلس مع صاحب البدعة لم يعط الحكمة , و أحب أن يكون بيني و بين صاحب بدعة: حصن من حديد , آكل عند اليهودي , و النصراني أحب إلي من أن أكل عند صاحب بدعة. ص 35
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 08:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الفضيل بن عياض: " من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام و احذروا الدخول على أصحاب البدع فإنهم يصدون عن الحق " , و قال أيضا: أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة و ينهون عن أصحاب البدع. ص 36
- قال سفيان الثوري: من أصغى بإذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها - يعني إلى البدع. ص 36
- عن يحيى بن أبي كثير: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره , و عن إبراهيم بن ميسرة: و من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام , و عبد الله بن عمر السرسخي: هجره ابن المبارك مدة لما أكل عند صاحب بدعة. ص 37
- عن أبي قلابة: لا تجالسوهم و لا تخالطوهم فإنه لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم و يلبسوا عليكم كثيرا مما تعرفون. ص 38
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 08:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الأصل في الشرع هو هجر المبتدع لكن ليس عاما في كل حال و من كل إنسان و لكل مبتدع , و ترك الهجر و الإعراض عنه بالكلية تفريط على أي حال , و هجر لهذا الواجب الشرعي المعلوم وجوبه بالنص و الإجماع , و أن مشروعية الهجر هي في دائرة ضوابطه الشرعية المبنية على رعاية المصالح و درء المفاسد , و هذا مما يختلف باختلاف البدعة نفسها , واختلاف مبتدعها و اختلاف أحوال الهاجرين و اختلاف المكان و القوة و الضعف , و القلة و الكثرة , و هكذا من وجوه الإختلاف و الإعتبار التي يرعاها الشرع , و ميزانها - للمسلم - الذي به تنضبط المشروعية هو: مدى تحقق المقاصد الشرعية في الهجر , من الزجر , و التأديب , ورجوع العامة , و تحجيم المبتدع , و دعه , و ضمان السنة من شائبة البدعة .... ص 41
- قال ابن تيمية في المسلك الحق في الهجر: فإن أقواما جعلوا ذلك عاما , فاستعملوا من الهجر و الإنكار ما لم يؤمروا به , فلايجب و لا يستحب , و ربما تركوا به واجبات أو مستحبات و فعلوا به محرمات. و آخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية , بل تركوها ترك المعرض لا ترك المنتهي الكاره , أو وقعوا فيها , و قد يتركونها ترك المنتهي الكاره , و لا ينهون عنها غيرهم , و لا يعاقبون بالهجرة و نحوها من يستحق العقوبة عليها , فيكونون قد ضيعوا من النهي عن المنكر ما أمروا به إيجابا أو استحبابا , فهم بين فعل المنكر أو ترك المنهي عنه , و ذلك فعل ما نهوا عنه و ترك ما أمروا به , فهذا هذا , و دين الله وسط بين الغالي فيه و الجافي عنه , و الله سبحانه أعلم. ص 41
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 08:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- إذا اجتمع في الرجل الواحد خير و شر , و فجور و طاعة , و معصية و سنة و بدعة , استحق من الموالاة و الثواب بقدر ما فيه من الخير , و استحق من المعاداة و العقاب بحسب ما فيه من الشر , فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام و الإهانة , فيجتمع له من هذا و هذا , كاللص الفقير تقطع يده لسرقته , و يعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته. هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة و الجماعة ... ص 44
- قال ابن تيمية في حق بعض العصاة المظهرين لفجورهم: و أما إذا أظهر الرجل المنكرات , وجب الإنكار عليه علانية , و لم يبق له غيبة , ووجب أن يعاقب علانية بما يردعه عن ذلك من هجر و غيره , فلايسلم عليه , و لا يرد عليه السلام , إذا كان الفاعل لذلك متمكنا من ذلك من غير مفسدة راجحة. ص 44
- إذا كانت الغلبة و الظهور لأهل السنة كانت مشروعية هجر المبتدع قائمة على أصلها , و إن كانت القوة و الكثرة للمبتدعة - و لا حول و لا قوة إلا بالله - فلا المبتدع و لا غيره يرتدع بالهجر و لا يحصل المقصود الشرعي , لم يشرع الهجر و كان مسلك التأليف , خشية زيادة الشر. و هذا كحال المشروع مع العدو " القتال تارة , و المهادنة تارة , و أخذ الجزية تارة , كل ذلك بحسب الأحوال و المصالح ". ص 46
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 01:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- في معرض رد شيخ الإسلام ابن تيمية على الإتحادية قال: " و يجب عقوبة كل من انتسب إليهم , أو ذب عنهم , أو أثنى عليهم , أو عظم كتبهم , أو عرف بمساعدتهم و معاونتهم , أو كره الكلام فيهم , أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ , أو من قال: إنه صنف هذا الكتاب؟ و أمثال هذه المعاذير , التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم , و لم يعاون على القيام عليهم , فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات , لأنهم أفسدوا العقول و الأديان , على خلق من المشايخ و العلماء , و الملوك و الأمراء , و هم يسعون في الأرض فسادا و يصدون عن سبيل الله .... ". و هذا الكلام في غاية الدقة و الأهمية و هو و إن كان في خصوص مظاهر الإتحادية لكنه ينتظم جميع المبتدعة. ص 48
إنتهت هذه السلسلة و الحمد لله تعالى رب العالمين
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 06:26]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخي
واصلوا بارك الله في جهودكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 09:42]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليكم أخي الكريم و أجزل لكم المثوبة
ـ[صالح العواد]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 11:52]ـ
هناك كتاب أو كتيب اسمه التعامل مع المبتدع للشيخ حاتم الشريف، فإذا كان أحد من الإخوة قرأه أن يعطينا خلاصته أو ممن سمع كلام من أهل العلم في هذا الكتاب أن يخبرنا عنه أو إذا كان أحدا قرأه من أهل النظر من بيننا أن يعطينا انطباعه عنه ..(/)
البنية الدعوية وإحياء فقه الدعوة!!
ـ[ثائر بن ثائر]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 11:08]ـ
البنية الدعوية وإحياء فقه الدعوة!!
من المسلمات التي لا شية فيها أن هذه الأمة قد اصطفها المولى جل جلاله على أمم البشرية جمعاء، وهذا الاصطفاء إذا نظرنا إلى موجبه وجدناه جملة من الاختصاصات في موارد متنوعة هي محل امتياز هذه الأمة وعلو شرفها، وكان من أخص هذه الموجبات قيامها بشريعة ربانية تجسد فيها طاعتها لمولاها ورحمتها بالخلق كافة، قاصدة بها الرقي بالمستوى البشري بعمومه عن مواطن التخلف والرجعية إلى النهضة الحضارية الربانية وهي دعوتها لله – سبحانه – وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
وقد يكون هذا العنوان بالنظر إلى سياقه القاصد إلى بناء ذات شمولية محلا لتساؤل مفاده: كيف يكون القصد إلى بناء الذات دعويا مع أن مقام الدعوة هو في ظاهره مقام عطاء لا بناء؟
هذا التساؤل يأتي نتيجة تصور مختزل لمفهوم الدعوة وارد على مقام من مقاماتها، وقد يكون لهذا التصور حظ من النظر إذ هو المتبادَر من هذا المصطلح؛ إذ الدعوة في مجملها مقام من البذل والنفع والعطاء، ومورد الغلط هنا قصر تصور مفهوم الدعوة على هذا المقام وهي في حقيقتها قبل ذلك فقه وبصيرة ووعي قبل العطاء تحقيقا لقول الباري – سبحانه – (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ... ) وهذا ما يقصد إلى التنبيه على قدر منه في هذا المقال.
إذا تأملنا التوجيهات الربانية لأعظم المصلحين في تاريخ هذه البشرية وهم الأنبياء – عليهم من الله أفضل الصلاة وأتم السلام – سيما خاتمهم النبي الأمي صاحب المقام المحمود والشفاعة العظمى صلى الله عليه وسلم إذ هي أصل فقه هذا الباب تحصل لنا فقه عظيم وقواعد تضبط سير الدعاة إلى الله على نهج نبوي توصل إلى المقصود بأقرب طرقه!
ومن أخص فقه هذا الباب الذي يظهر كنتيجة من استقراء لكتاب الله عز وجل مع النظر في السياق التاريخي للنزول والسيرة النبوية العطرة التي تمثل تطبيقاً عملياً لقواعد هذا الباب هو ما نراه من مراعاة للمرحلة الزمنية والمكانية التي تكتنف الداعي إلى الله، ومن معرفة لحال المدعوين وما يناسب عقولهم وتصوراتهم، ومن تدرج في مراحل الخطاب والتشريع لتربية النفوس وتطويعها على العمل بما شرعه الله، وموازنة بين المصالح والمفاسد في النظر إلى مآلات العمل وآثاره، وفقه لأوليات ما يحتاجه الناس إلى سلوك المنهج المستقيم، وغير ذلك من القواعد التي تجمعها قاعدة كبرى قد تكون أصلاً في هذا الباب وهي (فقه مراعاة المرحلة) نستخلصها بعد النظر في سياق الآي والأحاديث قي زمنها المكي قبل الهجرة؛ إذ مدارها على تقرير عقيدة التوحيد ومجادلة من يعاندها بتكذيب أو صدود بحجج عقلية إيمانية بضرب الأمثال وحكاية حال السابقين وما مر بهم، ومن تدرج في التشريع بمأمورات تناسب الحال إذ كانت الصلاة ركعتين وأمر بمطلق الزكاة بدون ذكر لتفاصيلها وشروطها، ومنهيات قصد في النهي عنها حال من التدرج والتأني، وأما الزمن المدني فنراه حفلا بالتشريعات المناسبة للدولة المدنية في حال من قوتها وعزها مع بقاء التقرير العقدي مطردا في السياقين.
هذا الفقه الذي يمثل جزءا قليلا من فقه هذا الباب هو ما يقصد بالدعوة إلى بناء الذات بتحصيله ودركه، لحاجة ماسة للعمل بقواعده في هذا العصر المتلاحق من جهة كثرة المتغيرات وسرعة تحولها، فالعمل الفردي لا مكان له في ظل هذه العولمة المتشابكة وهذه النوازل المتسارعة التي يلزم منها تجديد وسيلة الخطاب الدعوي ومراعاة مضمون يناسب حال المدعوين؛ هذه الأوضاع التي هجمت على تفكير الناس وغيرت قدرا من تصوراتهم تستلزم تكاتف الجهود على أشكال أعمال مؤسسية تتداول فيها الآراء وتتبادل الخبرات ويتوصل بها إلى نتيجة ناضجة محكمة ينظر من خلالها ما يناسب المرحلة من وسائل متجددة ومضمون مناسب يوحد الاتجاه ويحقق المقصود.
وإذا نظرنا إلى حال الموعظة كجزء من خطاب الدعوة وجدناها جانحة إلى سياط الترهيب والتخويف مهمشة سياق الترغيب مهملة فطرة النفس البشرية المتزنة بين هذين المقامين والذي أتى القران الكريم بتحقيقه إذ هو (بشيرا ونذيرا) فضلا عن الموعظة العقلية التي تحرك الإيمان عن طريق العقل الذي امتاز به البشر والتي قد أتت في جملة من سياقات القران العظيم قال سبحانه: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون؟)، فتحقيق التوازن في الخطاب الوعظي هو منهج قراني نبوي فضلا عن تحتمه لمراعاة زمن مادي أصبح فيه الاقناع العقلي أجدى من الشحن العاطفي!
إن الدعوة إلى المنهج الرباني بتعبيد الناس لرب العالمين إذا أرادت تحقيق ثمارها ونتائجها في المخاطبين هي مطالبة قبل ذلك بفقه للعصر ومتغيارته، بسبر أحوال الناس وما يحتاجونه، وعدم الركون إلى طرق قد عفا عليها الزمن، بل بتنويع وتجديد للوسائل قدر المستطاع، وطَرق طُرق الاقناع بكافة، وحرص على مقام البناء بجانب مقام الهدم، وحرص على قيام للمشاريع المؤسسية بروح مبادرة، كي نعلو بهذه البشرية من حال الانحطاط والتخلف إلى نهضة حضارية ربانية شاملة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء.(/)
هل كان جمال عبدالناصر علماني؟
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 12:36]ـ
مع ذكر الدليل وفقكم الله إن الكلام صحيحاً ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 01:23]ـ
الأخ الفاضل / العوضي.
ما هي ثمرة النقاش في هذا الموضوع؟!!
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 05:50]ـ
بيفكرني بالدومات الفكرية.
أو بصورة أقبح:: كمن يرمي حجر ... ويتلهى بذلك.
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 07:54]ـ
الأخ الفاضل / العوضي.
ما هي ثمرة النقاش في هذا الموضوع؟!!
أخي الفاضل علي أحمد عبدالباقي - حفظك الله - لست مهتماً كثيراً لهذا الأمر فحال الرجل واضح بالنسبة لي ولكنه كون علماني من عدمه سأل عنه أحد الأخوة المهتمين وأردت أن أفيده وحقيقة لم أسأله عن ثمرة السؤال , وإن كان في السؤال ما يخالف قوانين المنتدى فأرجو منك حذف الموضوع.
الأخ محمد جلال الجصاص: بارك الله فيك!
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 11:50]ـ
الحمد لله
قال جمال عبد الناصر في "فلسفة الثورة": "يجب أن تتغير نظرتنا إلى الحج، لا يجب أن يصبح محاولة الذهاب إلى الكعبة تذكرة لدخول الجنة بعد عمر مديد أو محاولة ساذجة لشراء الغفران بعد حياة حافلة"
شكرا
ـ[محب الأدب]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 08:11]ـ
زادك الله حلماً أخي أبا الخطاب
وكثر الله من أمثالك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 08:33]ـ
أخي الفاضل علي أحمد عبدالباقي - حفظك الله - لست مهتماً كثيراً لهذا الأمر فحال الرجل واضح بالنسبة لي ولكنه كون علماني من عدمه سأل عنه أحد الأخوة المهتمين وأردت أن أفيده وحقيقة لم أسأله عن ثمرة السؤال , وإن كان في السؤال ما يخالف قوانين المنتدى فأرجو منك حذف الموضوع.
الأخ محمد جلال الجصاص: بارك الله فيك!
أخي الحبيب: في فترات ضعف الأمة للأسف يتسلط عليها من السفلة والرعاع والمجانين ومدمني فرش العاهرات، ويصنع منهم أعداء الإسلام أبطالا وأساطير حتى يحركوا بهم الأمة، فيسهل عليهم انقيادها والتمكن من تبعيتها بأيسر طريق.
ومثل هذا الرجل يسأل من حاله عما هو أبعد من ذلك، لكن هذا ليس على شرط المجلس هنا، لذلك أجدني مضطرًا لإغلاق الموضوع، بارك الله فيك!(/)
هل جوز السبكي والسيوطي والهيثمي الإستغاثة بغير الله؟
ـ[أبو موسى]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 12:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في كتاب نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف للدكتور محمد بن عبد الله بن علي الوهيبي ص 191
" يمكن أن نسأل من لا يعذرون بالشرك مطلقاً، ما الحكم في بعض العلماء الذين التبست عليهم بعض صور الشرك فزينوا التوسل بالأولياء أو الاستغاثة بهم الخ .. من أمثال السبكي والسيوطي والهيثمي، هل نقول أنهم لا يعذرون بالجهل أو التأويل فيكفرون لأنهم لم يفهموا التوحيد؟ أم معذرون في الحكم الأخروي فقط؟!."
هل تجويز الإستغاثة بغير الله موجودة في كتب هؤلاء العلماء؟
وهل كفرهم أحد من علماء أهل السنة والجماعة؟
والسلام عليكم
ـ[أبو سليمان المحمد]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 04:08]ـ
الصواب: الهيتمي بالمثناة
ـ[احمد موسى]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 11:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا رفعت لنا هذا الكتاب
كتاب نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف للدكتور محمد بن عبد الله بن علي الوهيبي
وشكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو موسى]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 02:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يري الدكتور الوهيبي العذر بالجهل في الشرك الأكبر في كتابه
الرابط أدني
ومما يذكر أن بعض العلماء كالسيوطي والهيتمي والسبكي جوزوا الشرك
ولم أر أحدا من علماء أهل السنة كفرهم
أما بالنسبة للعذر بالجهل في الشرك الأكبر فقد ذكر الأخ الفاضل المغيرة في المشاركة التالية
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6839&highlight=%C7%E1%DA%D0%D1+%C8% C7%E1%CC%E5%E1+%C7%E1%D4%D1%DF +%C7%E1%C3%DF%C8%D1
الأدلة على عدم العذر بالجهل وأطال فيها الكلام ورد على المخالف بما فيه كفاية(/)
هل يمكن ان نستشهد بالقرآن والحديث في الدراسات التاريخية
ـ[فهمي الهاشمي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 08:24]ـ
العديد من الدراسات التاريخية لاتستشهد بالقرآن وبالأحاديث النبوية
فمتلا ظاهرة المهدوية او ظاهرة البيعة وظواهر اخرى
وهل هناك دراسات عن امر اتخاذ القرآن كسند تاريخي
اود ان نناقش الامر من جهة ومن جهة اخرى اود ان اعرف هل هناك ابحات في الامر
افيدوني افادكم الله
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 09:09]ـ
أخي الفاضل، هل هذا الأمر يخفى، بلا ريب أو شك نثبت تاريخيًا ما جاء في القرآن والسنة.
كيف لا ومعظم أحداث التاريخ تقوم على محض ظن أما القرآن فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وقد صادر الأزهر كتابًا لطه حسين وبعضهم حكم بكفره، لأنه قال في كتابه ((في الشعر الجاهلي)): ((للتوراة والإنجيل بل وللقرآن أيضًا أن يحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل ولكن ليس معنى هذا ثبوتهما تاريخيًا)).
وتمت مصادرة الكتاب ولم يطبع من وقتها حتى قام على طبعة العلمانيون في الأيام الأخيرة بدعوى حماية حرية الفكر وقدم له أحد المخمورين من أساتذة النقد والأدب.
ـ[فهمي الهاشمي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 01:48]ـ
اخي اي نعم لكن هل هناك دراسات للأمر
خاصة وانه للأسف لدينا بعض الباحثين يدعم بحثه بأطروحات لباحثين أجانب وعرب وبحثه يمس قضايا ترتبط بشكل كبير بالقرآن كاالجهاد والبيعة والعلماء والمهدوية والامامة الكبرى
افيدونا يرحمكم الله(/)
البيان المختصر لحكم التشاؤم بصفر
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 08:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ البيان المختصر لحكم التشاؤم بصفر ‘‘
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و على آله و صحبه، و بعد:
فهذا مقال مختصر، و بحث معتصر في بيان معنى صفر الوارد في الأثر، و اعتقاد أهل الجاهلية فيه؛ للعلم و الحذر، و الله أسأل توفيقه و سداده، وأن ينفع به من شاء من عباده، إن ربي لسميع الدعاء.
توطئة:
اعلم أيها الأخ الصفي ـ رحمني الله و إياك ـ أن (الطيرة هي التشاؤم بالطيور أو الأسماء أو الألفاظ أو البقاع أو غيرها فجاء الشارع بالتحذير منها و ذمها و ذم المتطيرين، و كان ـ صلى الله عليه و سلم ـ يحب الفأل و يكره الطيرة، لأن الفأل لا يخل بعقيدة الإنسان و لا بعقله، و ليس فيه تعليق للقلب بغير الله، بل فيه من المصلحة إدخال النشاط و السرور على القلب، و تقوية العزائم و الهمم، و شحذ النفوس للسعي في تحقيق المقاصد النافعة و الغايات الحميدة، بخلاف النظرة المتشائمة فإنها نظرة متعثرة تخلخل التفكير و تعوق القلب و تقطع النفس و تثبط الهمم و تجلب لصاحبها التواني و الكسل، فلا غرو أن يأتي الدين الحنيف بذم هذه النظرة القاتمة و محاربة هذا التفكير المظلم) [1].
نص الحديث:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((لا عدوى، و لا طيرة، ولا هامة، و لا صفر)).
رواه البخاري (5707) و مسلم (2220).
قال العلامة محمد العثيمين ـ رحمه الله ـ في (القول المفيد على كتاب التوحيد ص 361): ((النفي في هذه الأمور الأربعة ليس نفيا للوجود؛ لأنها موجودة و لكنه نفي للتأثير، فالمؤثر هو الله، فما كان منها سببا معلوما؛ فهو سبب صحيح، و ما كان منها سببا موهوما؛ فهو سبب باطل، و يكون نفيا لتأثيره بنفسه إن كان صحيحا، و لكونها سببا إن كان باطلا)) اهـ.
و قال معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ في (التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص 339):
((من المعلوم أن المنفي هنا ليس هو وجود الطيرة؛ لأن الطيرة موجودة من جهة اعتقاد الناس، و من جهة استعمالها، و كذلك العدوى موجودة من جهة الوقوع، و لهذا قال العلماء: النفي هنا راجع إلى ما تعتقده العرب و يعتقده أهل الجاهلية؛ لأن (لا) هنا نافية للجنس و اسمها مذكور، و خبرها محذوف لأجل العلم به، فإن الجاهليين يؤمنون بوجود هذه الأشياء، و يؤمنون أيضا بتأثيرها، فالمنفي ليس هو وجودها و إنما هو تأثيرها، فيكون التقدير هنا: لا عدوى مؤثرة بطبعها و نفسها و إنما تنتقل العدوى بإذن الله ـ جل و علا ـ، و كان أهل الجاهلية يعتقدون أن العدوى تنتقل بنفسها، فأبطل الله ذلك الاعتقاد، فقال ـ عليه الصلاة و السلام ـ: " لا عدوى "، يعني: مؤثرة بنفسها، " و لا طيرة " أي: مؤثرة أيضا، فإن الطيرة شيء وهمي يكون في القلب، لا أثر له في قضاء الله و قدره، فحركة السانح، أو البارح، أو النطيح، أو القعيد [2]، لا أثر لها في حكم الله و في ملكوته، و في قضائه و قدره، فخبر (لا) النافية للجنس تقديره (مؤثرة) أي: لا طيرة مؤثرة، بل الطيرة شيء وهمي، و كذلك قوله: " و لا هامة و لا صفر .. " إلخ الحديث، و قد سبق بيان أن خبر (لا) النافية للجنس يحذف كثيرا في لغة العرب إذا كان معلوما، كما قال ابن مالك في آخر باب (لا) النافية للجنس في الألفية:
و شاع في ذا الباب إسقاط الخبر ** إذا المراد مع سقوطه ظهر)) اهـ.
و نقتصر في هذا المقال على إيضاح معنى قوله ـ عليه الصلاة و السلام ـ: " لا صفر "، و أقوال أهل العلم في شرحه، مع بيان الراجح منها، و من أراد الإطلاع على معاني الألفاظ الأخرى فما عليه إلا الرجوع إلى مضان هذا الموضوع مثل شروح (كتاب التوحيد) و غيرها.
أقوال العلماء في معنى " لا صفر ":
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلم أيها المحب ـ علمني الله و إياك ما لا نعلم ـ أن للعلماء ثلاثة أقوال في معنى قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: " و لا صفر "، أقربها إلى الصواب من قال أن المراد به إبطال التشاؤم بشهر صفر [3] نبذا لاعتقاد أهل الجاهلية فيه، و هذا حماية لجناب التوحيد من دنس الشرك، فالتشاؤم هو من جنس الطيرة المنهي عنها في هذا الحديث و في غيره من الأحاديث الثابتة.
1 - قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (لطائف المعارف ص 74 ط دار ابن حزم):
((و أما قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: " و لا صفر "، فاختلف في تفسيره، فقال كثير من المتقدمين: الصفر داء في البطن يقال إنه دود فيه كبار كالحيات، وكانوا يعتقدون أنه يعدي فنفى ذلك النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ، و ممن قال هذا من العلماء: ابن عيينة و الإمام أحمد و غيرهما. و لكن لو كان كذلك لكان داخلا في قوله: " لا عدوى "، و قد يقال: هو من باب عطف الخاص على العام، و خصه بالذكر لاشتهاره عندهم بالعدوى.
و قالت طائفة: بل المارد بصفر شهر صفر، ثم اختلفوا في تفسيره على قولين:
أحدهما: أن المراد نفي ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء، فكانوا يحلون المحرم و يحرمون صفر مكانه، و هذا قول مالك [4].
و الثاني: أن المراد أن أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر و يقولون: إنه شهر مشؤوم، فأبطل النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ذلك، و هذا حكاه أبو داود عن محمد بن راشد المكحولي عمن سمعه يقول ذلك [5].
و لعل هذا القول أشبه الأقوال، و كثير من الجهال يتشاءم بصفر، و ربما ينهى عن السفر فيه، و التشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها.
و كذلك التشاؤم بالأيام كيوم الأربعاء، و قد روي أنه: "يوم نحس مستمر " في حديث لا يصح، بل في المسند عن جابر ـ رضي الله عنه ـ: " أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ دعا على الأحزاب يوم الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر و العصر "، قال جابر: فما نزل بي أمر مهم غائظ إلا توخيت ذلك الوقت فدعوت الله فيه فرأيت الإجابة [6]، أو كما قال. و كذلك تشاؤم أهل الجاهلية بشوال في النكاح فيه خاصة ... )).
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 75 - 76):
((و أما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح، و إنما الزمان كله خلق الله ـ تعالى ـ، و فيه تقع أفعال بني آدم، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، و كل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤوم عليه، فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله ـ تعالى ـ كما قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: " إذا كان الشؤم في شيء ففيما بين اللحيين "؛ يعني اللسان ... ))، ثم أطال ـ رحمه الله ـ في هذا المعنى و الاستدلال له بما ورد عن السلف الصالح، فانظره فإنه نفيس.
قال الشيخ إبراهيم الحقيل ـ حفظه الله ـ: ((وما ذكره الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله تعالى ـ يقع فيه بعض الناس؛ فيمتنعون عن السفر في صفر، أو الزواج فيه، أو الخطبة، أو إجراء العقد. وبعض التجار لا يمضي فيه صفقة؛ تشاؤما به. وهذا كله من الطيرة المنهي عنها، وهو قادح في التوحيد)).
2 - قال العلاّمة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت 1285هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (فتح المجيد ص 324):
((قوله: "و لا صفر" بفتح الفاء، روى أبو عبيدة في غريب الحديث عن رؤبة أنه قال: هي حية تكون في البطن تصيب الماشية و الناس، و هي أعدى من الجرب عند العرب. و على هذا فالمراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى، و ممن قال بهذا سفيان بن عيينة والإمام أحمد و البخاري و ابن جرير.
و قال آخرون: المراد به شهر صفر، و النفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء و كانوا يحلون المحرم و يحرمون صفر مكانه، و هو قول مالك.
و روى أبو داود عن محمد بن راشد عمن سمعه يقول: أن أهل الجاهلية يتشاءمون بصفر، ويقولون إنه شهر مشؤوم، فأبطل النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ذلك.
قال ابن رجب: و لعل هذا القول أشبه الأقوال، و التشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها، و كذلك التشاؤم بيوم من الأيام كيوم الأربعاء و تشاؤم أهل الجاهلية بشوال في النكاح فيه خاصة)) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قال العلاّمة صديق حسن خان القنوجي (ت 1307هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (الموعظة الحسنة ص 141 ط دار الكتب العلمية):
((قد وقع نفي صفر، و النهي عن التطير به في أحاديث كثيرة بطرق متعددة ثابتة، و اختلف أهل العلم في المراد بصفر.
فقيل: هو حية في البطن تعض إذا جاع، و قيل: دود فيه.
و قيل: هو الشهر المعروف، زعموا أن فيه تكثر الدواهي و الفتن، فنفاه الشارع، و أبطله الإسلام.
و قيل المراد به: النسيء، و هو تأخير المحرم إلى صفر، و جعل صفر هو الشهر الحرام، و بنحوه قال القاضي عياض، و قيل غير ذلك.
و حاصل الأقوال يرجع إلى ثلاثة: الشهر المعروف، أو الدود في البطن، أو النسيء، و لم أقف على حديث في فضل شهر صفر و لا ذمه)) اهـ.
4 - قال العلاّمة المفسر مفتي الديار التونسية محمد الطاهر بن عاشور (ت 1393هـ) ـ رحمه الله ـ في مقال له نشر في (المجلة الزيتونية) [7] بعد مقدمة عن اعتقادات أهل الجاهلية و إبطال الإسلام لها:
((و من الضلالات التي اعتقدها العرب اعتقاد أن شهر صفر شهر مشؤوم، وأصل هذا الاعتقاد نشأ من استخراج معنى مما يقارن هذا الشهر من الأحوال في الغالب عندهم و هو ما يكثر فيه من الرزايا بالقتال و القتل، ذلك أن شهر صفر يقع بعد ثلاثة أشهر حرما نسقا و هي ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم، و كان العرب يتجنبون القتال و القتل في الأشهر الحرم؛ لأنها أشهر أمن، قال الله ـ تعالى ـ: " جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس و الشهر الحرام " الآية. فكانوا يقضون الأشهر الحرم على إحن من تطلب الثارات و الغزوات، و تشتت حاجتهم في تلك الأشهر، فإذا جاء صفر بادر كل من في نفسه حنق على عدوه فثاوره، فيكثر القتل و القتال، و لذلك قيل: إنه سمي صفرا؛ لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوه صفرا من المتاع و المال، أي خلواً منهما [8].
قال الذبياني يحذر قومه من التعرض لبلاد النعمان بن الحارث ملك الشام في شهر صفر:
لقد نهيت بني ذبيان عن أُقر ** و عن تربعهم في كل أصفار
و لذلك كان من يريد العمرة منهم لا يعتمر في صفر إذ لا يأمن على نفسه، فكان من قواعدهم في العمرة أن يقولوا: " إذا برأ الدبر و عفا الأثر و انسلخ صفر؛ حلت العمرة لمن اعتمر " على أحد تفسيرين في المراد من صفر و هو التأويل الظاهر. و قيل: أرادوا به شهر المحرم، و أنه كان في الجاهلية يسمى صفر الأول، و أن تسميته محرما من اصطلاح الإسلام، و قد ذهب إلى هذا بعض أئمة اللغة [9]، و أحسب أنه اشتباه، لأن تغيير الأسماء في الأمور العامة يدخل على الناس تلبيسا لا يقصده الشارع، ألا ترى أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ لما خطب حجة الوداع فقال: " أي شهر هذا؟ "، قال الراوي: فسكتنا حتى طننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: " أليس ذا الحجة؟ "، ثم ذكر في أثناء الخطبة الأشهر الحرم، فقال: ذو القعدة، و ذو الحجة، و المحرم، و رجب مضر الذي بين جمادى و شعبان. فلو كان اسم المحرم اسما جديدا؛ لوضحه للحاضرين الواردين من الآفاق القاصية. على أن حادثا مثل هذا لو حدث؛ لتناقله الناس، و إنما كانوا يطلقون عليه و صفر لفظ " الصفرين" تغليبا.
فنهى النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ عن التشاؤم بصفر .. )).
ـ ثم ذكر حديث الباب، و قال بعد ذلك ـ:
((و قد اختلف العلماء في المراد من صفر في هذا الحديث، فقيل: أراد الشهر، و هو الصحيح وبه قال مالك و أبو عبيدة معمر بن المثنى، و قيل: أراد مرضا في البطن سمي الصفر؛ كانت العرب يعتقدونه معديا، و به قال ابن وهب و مطرف و أبو عبيد القاسم بن سلام، و فيه بعد؛ لأن قوله: " لا عدوى " يغني عن قوله: " و لا صفر ".
و على أنه أراد الشهر فقيل: أراد إبطال النسيء، و قيل: أراد إبطال التشاؤم بشهر صفر، و هذا الأخير هو الظاهر عندي.
و وجه الدلالة فيه أنه قد علم من استعمال العرب أنه إذا نفي اسم الجنس و لم يذكر الخبر أن يقدر الخبر بما يدل عليه المقام، فالمعنى هنا: لا صفر مشؤوم، إذ هذا الوصف هو الوصف الذي يختص به صفر من بين الأشهر، و هكذا يقدر لكل منفي في هذا الحديث على اختلاف رواياته بما يناسب معتقد أهل الجاهلية فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و سواء كان هذا هو المراد من هذا الحديث أم غيره؛ فقد اتفق علماء الإسلام على أن اعتقاد نحس هذا الشهر: اعتقاد باطل في نظر الإسلام، و أنه من بقايا الجاهلية التي أنقذ [نا] الله منها بنعمة الإسلام.
قد أبطل الإسلام عوائد الجاهلية فزالت من عقول جمهور المؤمنين، و بقيت بقاياها في عقول الجهلة من الأعراب البعداء عن التوغل في تعاليم الإسلام، فلصقت تلك العقائد بالمسلمين شيئا فشيئاً مع تخييم الجهل بالدين بينهم، ومنها التشاؤم بشهر صفر، حتى صار كثير من الناس يتجنب السفر في شهر صفر اقتباسا من حذر الجاهلية السفر فيه خوفا من تعرض الأعداء، و يتجنبون فيه ابتداء الأعمال خشية أن لا تكون مباركة، و قد شاع بين المسلمين أن يصفوا شهر صفر بقولهم: صفر الخير، فلا أدري: هل أرادوا به الرد على من يتشاءم به، أو أرادوا التفاؤل لتلطيف شره كما يقال للملدوغ: سليم؟ و أيًّا ما كان فذلك الوصف مؤذن بتأصل عقيدة التشاؤم بهذا الشهر عندهم.
و لأهل تونس حظ عظيم من اعتقاد التشاؤم بصفر، لاسيما النساء و ضعاف النفوس، فالنساء يسمينه " ربيب العاشوراء " ليجعلوا له حظا من الحزن فيه و تجنب الأعراس و التنقلات.
و من الناس من يزيد ضغثا على إبالة فيضم إلى عقيدة الجاهلية عقيدة أجهل منها، و هي اعتقاد أن يوم الأربعاء الأخير من صفر هو أنحس أيام العام، ومن العجب أنهم ينسبون ذلك إلى الدين الذي أوصاهم بإبطال عقائد الجاهلية، فتكون هذه النسبة ضلالة مضاعفة، يستندون إلى حديث موضوع يروى عن ابن عباس أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال: " آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر "، و قد نص الأئمة على أن هذا حديث موضوع، فإذا ضم ذلك إلى التشاؤم بشهر صفر من بين الأشهر؛ أنتجت هذه المقدمات الباطلة نتيجة مثلها، و هي أن آخر أربعاء من شهر صفر أشأم أيام العام، و أهل تونس يسمونها " الأربعاء الكحلاء " أي السوداء، كناية عن نحسها؛ لأن السواد شعار الحزن و المصائب، عكس البياض [10].
قال أبو الطيب في الشيب:
أبعِد بعُدت بياضاً لا بياض له ** لأنت أسود في عيني من الظُلَمِ
و هو اعتقاد باطل إذ ليس في الأيام نحس، قال مالك ـ رحمه الله ـ: " الأيام كلها أيام الله، و إنما يفضل بعض الأيام بعضا بما جعل الله له من الفضل فيما أخبر بذلك رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ".
و لأجل هذا الاعتقاد الباطل قد اخترع بعض الجهلة المركبين صلاة تصلى صباح يوم الأربعاء الأخير من صفر، و هي صلاة ذات أربع ركعات متواليات تقرأ في كل ركعة سور من القرآن مكررة متعددة، و تعاد في كل ركعة، و يدعى عقب الصلاة بدعاء معين. و هي بدعة و ضلالة إذ لا تُتلقى الصلوات ذوات الهيئات الخاصة إلا من قبل الشرع، و لم يرد في هذه الصلاة من جهة الشرع أثر قوي و لا ضعيف فهي موضوعة. و ليست من قبيل مطلق النوافل؛ لأنها غير جارية على صفات الصلوات النوافل، فليحذر المسلمون من فعلها، و لاسيما من لهم حظ من العلم، و نعوذ بالله من علم لا ينفع وهوى متبع)) اهـ.
5 - قال الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين (ت1421هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (القول المفيد ص 361):
((قوله: " و لا صفر "؛ قيل إنه شهر صفر، كانت العرب يتشاءمون به، و لاسيما في النكاح.
و قيل: إنه داء في البطن يصيب الإبل، و ينتقل من بعير إلى آخر؛ و على هذا فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام.
وقيل: إنه نهي عن النسيئة، و كانوا في الجاهلية يُنسئون، فإذا أرادوا القتال في شهر المحرم استحلوه، و أخروا الحرمة إلى شهر صفر، و هذه النسيئة التي ذكرها الله بقوله ـ تعالى ـ: " فيحلوا ما حرم الله " [التوبة:37]، و هذا القول ضعيف، و يضعفه أن الحديث في سياق التطير، و ليس في سياق التغيير.
و الأقرب أن صفر يعني الشهر، و أن المراد كونه مشؤوما؛ أي: لا شؤم فيه، و هو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير، و يقدر فيه الشر)).
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 361 - 362):
((و قوله: " و لا صفر " فيه ثلاثة أقوال سبقت، و بيان الراجح منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الأزمنة لا دخل لها في التأثير و في تقدير الله ـ عز وجل ـ؛ فصفر كغيره من الأزمنة يقدَّر فيه الخير و الشر، و بعض الناس إذا انتهى من شيء في صفر أرَّخ ذلك و قال: انتهى في صفر الخير، و هذا من باب مداواة البدعة ببدعة، و الجهل بالجهل؛ فهو ليس شهر خير، و لا شهر شر.
أما شهر رمضان، و قولنا: إنه شهر خير؛ فالمراد بالخير العبادة، و لا شك أنه شهر خير، و قولهم: رجب المعظم؛ بناءً على أنه من الأشهر الحرم. و لهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال: خيرا إن شاء الله، فلا يقال: خير و لا شر، بل هي تنعق كبقية الطيور)) اهـ.
6 - قال الشيخ العلامة المتفنن بكر بن عبد الله أبو زيد (ت 1429هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (معجم المناهي اللفظية ص339 - 340):
((و في معنى " لا صفر " أقوال ثلاثة:
أنه داء في البطن يعدي؛ و لهذا فهو من باب عطف الخاص " و لا صفر " على العام " لا عدوى ".
أو أنه نهي عن النَّسَأ، الذي كانت تعمله العرب في جاهليتها و ذلك حينما يريدون استباحة الأشهر الحرم فإنهم يؤخرونه إلى شهر صفر.
و الثالث: أنه شهر صفر؛ إذ كانت العرب تتشاءم به. و لهذا نعته بعض بقوله: " صفر الخير " منابذةً لما كانت تعتقده العرب في جاهليتها ...
و بعض يقول: " صفر الخير " تفاؤلاً يرد ما يقع في نفسه من اعتقاد التشاؤم فيه، و هذه لوثة جاهليةٌ من نفس لم يصقلها التوحيد بنوره)).
ثمَّ قال ـ رحمه الله ـ (ص658 / فوائد في الألفاظ):
((للعرب مواسم في الشهور و الأيام في بعضها التشاؤم، وفي بعضها التيامن و التفاؤل بها منها:
شهر صفر وكان لهم فيه نوع تشاؤم، فكان يلقَّب بشهر صفر الخير؛ منابذةً للجاهلية في اعتقادها. فكان يتسمَّح في هذا الفظ لمنابذة الاعتقاد و التشاؤم.
و الإسلام محى هذه، و ثبَّت الاعتقاد و الإيمان، و محى معالم التعلُّق بغيره)) اهـ.
7 - قال معالي الشيخ العلامة صالح آل الشيخ ـ وفقه المولى ـ في إحدى خطبه: ((ذهب أكثر أهل العلم إلى أن معنى قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ: " ولا صفر " يعني لا تشاؤم بصفر و هو الشهر المعروف الذي نستقبل أيامه.
ثم لما قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: " لا صفر "؛ دلنا على إبطال كل ما كانت تعتقده الجاهلية في شهر صفر، فإنهم كانوا يتشاءمون بصفر و يعتقدون أنه شهر فيه حلول المكاره و حلول المصائب، فلا يتزوج من أراد الزواج في شهر صفر لاعتقاده أنه لا يوفق، و من أراد تجارة فإنه لا يمضي صفقته في شهر صفر لاعتقاده أنه لا يربح، و من أراد التحرك والمضي في شئونه البعيدة عن بلده فإنه لا يذهب في ذلك الشهر لاعتقاده أنه شهر تحصل فيه المكاره و الموبقات، و لهذا أبطل ـ عليه الصلاة و السلام ـ هذا الاعتقاد الزائف فشهر صفر شهر من أشهر الله، و زمان من أزمنة الله؛ لا يحصل الأمر فيه إلا بقضاء الله و قدره، ولم يختص الله ـ جل و علا ـ هذا الشهر بوقوع مكاره و لا بوقوع مصائب، بل حصلت في هذا الشهر في تاريخ المسلمين فتوحات كبرى و حصل للمؤمنين فيه مكاسب كبيرة يعلمها من يعلمها، و لهذا يجب علينا أن ننتبه لهذه الأصول التي مردها إلى الاعتقاد، فإن التشاؤم بالأزمنة و التشاؤم بالأشهر و ببعض الأيام أمر يبطله الإسلام، لأننا يجب علينا أن نعتقد الاعتقاد الصحيح المبَّرأ من كل ما كان عليه أهل الجاهلية، و قد بين ذلك ـ عليه الصلاة و السلام ـ في أحاديث كثيرة ضرورة تخلص القلب من ظن السوء بربه و من الاعتقاد السيئ في الأمكنة أو في الأشهر و الأزمنة، كما أن بعض الناس يعتقد أن يوم الأربعاء يوم يحصل فيه ما يحصل من السوء، و ربما صرفهم ذلك عن أن يمضوا في شئونهم.
و لهذا ينبغي علينا أيها المؤمنون أن ننبه إلى هذه الأصول و إلى الاعتقاد الصحيح و أن لا يدخل علينا اعتقادات باطلة و لا تشاؤم بأزمنة و لا بأمكنة، لأن هذا مخالف لما أمر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ و للاعتقاد الناصع السليم الذي جاء به دين الإسلام)) اهـ عن (موقع المنبر).
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - قال الشيخ الأمين الحاج محمد ـ حفظه الله ـ في مقال له بعنوان (مرحبا بصفر الخير!!): ((بمناسبة حلول صفر الخير [11]، أحببت أن أحذر إخواني المسلمين من صنيع الجاهليين، و اعتقاد المشعوذين، و أوهام المنجمين و الدجالين، و ادعاءات الكذابين، و أذكرهم بسلوك المؤمنين الموحدين الموقنين؛ بأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، و ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، عملا بقول الناصح الأمين و الرسول الكريم، و من قبل قال ربنا ـ سبحانه وتعالى ـ: " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "، و قال في الحديث القدسي: " و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، و لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك "، أو كما قال)).
ثم ذكر حديث الباب، و قال: ((ذهب أهل العلم في تفسير ذلك مذاهب، هي:
أ- ذهب كثير منهم إلى أن المراد بصفر هو داء في البطن بسبب دود كبار كالحيات، و كانوا يعتقدون أنه معدٍ، و ممن ذهب إلى ذلك سفيان بن عيينة و الإمام أحمد ـ رحمهما الله ـ.
و يرد على ذلك أنه لو كان كذلك لكان داخلا في قوله: " لا عدوى "، و قد يقال: إنه من باب عطف الخاص على العام.
ب- أن المراد بصفر شهر صفر، الذي يسميه العوام في السودان " الويحيد "، ثم اختلفوا في تفسيره على قولين:
أحدهما: أن المراد نفي ما كان الجاهليون يفعلونه في النسيء، فكانوا يحلون المحرم، و يحرمون صفر مكانه، و هذا قول مالك ـ رحمه الله ـ.
و الثاني: أن المراد أن الجاهليين كانوا يتشاءمون بصفر، و يقولون: إنه شهر مشؤوم.
و الذي يترجح لدي أن هذا التفسير هو المراد؛ لأن الجاهليين كانوا يتشاءمون به، و لا يزال البعض يتشاءم به إلى يومنا هذا، بحيث: لا يتزوجون فيه، و لا يسافرون فيه، و لا يحاربون فيه.
و قد أبطل الله كل ذلك على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ج- الصفر وجع في البطن بسبب الجوع، و من اجتماع الماء الذي يكون من الاستسقاء)) اهـ عن (موقع الدين النصيحة).
لا تقل: (صفر الخير)
بعد هذه الجولة العلمية في رحاب أقوال أهل العلم، والتي ازددنا منها علما و فهما و بصيرة في مسألة مهمة من مسائل التوحيد، لا يخفى عليك أن مسألة الطيرة و التشاؤم مسألة طويلة الذيل عظيمة النيل ليس هذا موضع بسطها، فانظرها في شروح (كتاب التوحيد) حرصا على تحقيق التوحيد، و تخليصه من أن تشوبه شائبة من شوائب الشرك ـ عياذا بالله ـ.
و تنبَّه ـ أخي الصفي ـ أنه يتعين علينا اجتناب التعبير بـ: " صفر الخير "؛ لأن الباطل لا يرد بباطل آخر، فصفر ـ كما مرَّ معنا ـ كغيره من الشهور لا يقال فيه: صفر الشر و لا صفر الخير، و من جهة أخرى هو من الفضول في الكلام، و من التطويل الذي لا طائل تحته، و لا هو مأثور عن السلف الصالح. و مثله أو قريب منه قولهم: " رجب الأصم "؛ لأنه لا تُسمع فيه قعقعة السلاح للقتال، أو " رجب الفرد "؛ لأنه شهر حرام فرد بين أشهر حلال [12].
قال الشيخ إبراهيم الحقيل في خطبة له عن (التشاؤم بصفر): ((و ليس من العلاج الصحيح مداواة البدعة ببدعة أخرى، كما يفعله بعض الناس ردا على التشاؤم بشهر صفر؛ فإذا أخبر عن شيء حصل في شهر صفر، قال: حدث في صفر الخير، أو أرَّخ تاريخا قال: انتهى في صفر الخير، و نحو ذلك؛ فإن شهر صفر لا يوصف لا بالخير و لا بالشر فهو ظرف لما يقع فيه، و ليس له تأثير فيما يقع فيه سواء كان خيرا أم شرا؛ و لهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال: خيرا إن شاء الله، فلا يقال: خير و لا شر، بل هي تنعق كبقية الطيور)) اهـ عن (موقع الألوكة).
و في الأخير تذكر ـ أخي المحب ـ أن (التشاؤم و التطير من الصفات الذميمة، و الأخلاق اللئيمة، و لا يصدر إلا من النفوس المستكينة، لمنافاة ذلك للتوكل و اليقين، فهو من سمات الكسالى و البطالين، و لهذا نهى الإسلام أتباعه عن التشاؤم و التطير، و كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب التفاؤل لما يبعثه في النفس من الأمل و الاطمئنان، و يكره التشاؤم لما يحدثه في النفس من الاستكانة، و الضعف و العجز و الهوان) [13].
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا و الله أعلى و أعلم، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم، و الحمد لله رب العالمين.
فريد المرادي.
الجزائر ـ حرسها الله ـ: ضحى السبت 30 من شهر صفر 1426هـ.
تمت مراجعة هذه المقالة، و إضافة بعض الزيادات على عجالة: عصر يوم السبت 2 صفر 1429هـ.
الهوامش:
[1] (الفوائد المنثورة ص28 - 29) للشيخ الدكتور عبد الرزاق العباد ـ حفظه الله ـ.
[2] السانح: هو ما تيامن من الطير عند الزجر، و البارح: هو ما تياسر، و الناطح (أو النطيح): هو ما استقبل المرء و جاء من قدَّامه، و القعيد: هو ما جاء من خلفه.
[3] قال العلامة اللغوي الفيروز آبادي في (القاموس المحيط ص 450 ط دار الكتب العليمة): ((و الصفر، بالتحريك: داء في البطن يصفر الوجه، و تأخير المحرم إلى صفر، و منه: " لا صفر "، أو من الأول لزعمهم أنه يعدي))، و لم يذكر ـ رحمه الله ـ القول الثالث.
[4] راجع ـ زيادة في العلم ـ كتب التفسير عند قول الله ـ تعالى ـ: " إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا " الآية [التوبة:37].
[5] (سنن أبي داود 3915).
[6] (صحيح الأدب المفرد 542).
[7] (الجزء 5، المجلد 1، شهر صفر عام 1356هـ، ص381 - 385)، بواسطة (معجم المناهي اللفظية ص 342 - 346).
[8] و قيل: سمي بذلك لإصفار مكة من أهلها؛ أي خلوها من أهلها إذا سافروا فيه.
[9] منهم الفيروز آبادي؛ حيث قال في (القاموس المحيط ص 450): ((الصفران: شهران من السنة، سمي أحدهما في الإسلام المحرم)).
[10] انظر للفائدة (السنن و المبتدعات ص 159 ط دار الآثار) للشيخ محمد الشقيري ـ رحمه الله ـ.
[11] مر في كلام الشيخ ابن عاشور و الشيخ العثيمين و الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمهم الله ـ أن الواجب اجتناب مثل هذا التعبير لما فيه من المحاذير، فتنبه!.
[12] انظر (معجم المناهي اللفظية ص 281).
[13] من كلام الأستاذ الأمين الحاج محمد في مقاله المذكور.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 09:51]ـ
شهر صفر: الآثار الواردة فيه وبدعة التشاؤم به ((عبدالله التويجري))
بعض الآثار الواردة فيه:
1. عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا عدوى ولاصفر ولا هامة))، فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها يجربها؟ فقال: ((فمن أعدى الأول)) متفق عليه
2. عن أبي هريرة -رضي الله عنه-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر)) متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا غول، ولا صفر)).
3. عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا يعدي شيء شيئاً))، فقال أعرابي: يا رسول الله! البعير أجرب الحشفة ندبنه فيجرب الإبل كلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فمن أجرب الأول؟ لا عدوى ولا صفر، خلق الله كل نفس فكتب حياتها ورزقها ومصائبها)).
4. عن ابن عباس- رضي الله عنهما – قال: ((كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفر، ويقولون: إذا برأ الدبر، وعفا الأثر، وانسخ صفر، حلَّت العمرة لمن اعتمر. قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم، فقالوا: يا رسول الله! أي الحل؟. قال: ((حل كله)).
5. قال أبو داود: قُرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد: أخبركم أشهب، قال سُئل مالك عن قوله: ((لا صفر)) قال: إن أهل الجاهلية كانوا يُحلُّون صفر، يُحلونه عاماً ويُحرمونه عاماً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا صفر)).
6. قال البخاري في صحيحه: باب ((لا صفر))، (وهو داء يأخذ البطن).
بدعة التشاؤم بصفر:
ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر)).
واختلف العلماء في قوله ((لا عدوى))، فهل المراد النهي أو النفي؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن قيم الجوزية: (هذا يحتمل أن يكون نفياً، أو يكون نهياً، أي:لا تتطيروا، ولكن قوله في الحديث: ((لا عدوى ولاصفر ولا هامة)) يدل على أن المراد النفي،وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنفي في هذا أبلغ من النهي؛لأن النفي يدل على بطلان ذلك، وعدم تأثيره،والنهي إنما يدل على المنع منه) ا. هـ.
وقال ابن رجب: (اختلفوا في معنى قوله: ((لا عدوى))، وأظهر ما قيل في ذلك: أنه نفي لما كان يعتقده أهل الجاهلية، من أن هذه الأمراض تعدي بطبعها، من غير اعتقاد تقدير الله لذلك، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((فمن أعدى الأول))، يشير إلى الأول إنما جرب بقضاء الله وقدره،فكذلك الثاني وما بعده) ا. هـ.
قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ........ }.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا صفر))، فاختلف في تفسيره:
أولاً: قال كثير من المتقدمين: الصفر داء في البطن. يقال: أنه دود فيه كبار كالحيات، وهو أعدى من الجرب عند العرب، فنفى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وممن قال بهذا من العلماء: (ابن عيينة، والإمام أحمد، والإمام البخاري، والطبري).
وقيل: المراد بالصفر: الحية، لكن المراد بالنفي نفي ما كانوا يعتقدون أن من أصابه قتله، فردّ الشارع ذلك بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل.
وقد جاء هذا التفسير عن جابر وهو أحد رواة حديث: ((ولاصفر)).
ثانياً: وقالت طائفة: بل المراد بصفر هو شهر صفر. ثم اختلفوا في تفسيره على قولين:
أ - أن المراد نفي ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء فكانوا يحلون المحرم، ويحرمون صفر مكانه، وهذا قول الإمام مالك
ب - أن المراد أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر ويقولون أنه شهر مشئوم، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. ورجَّح هذا القول ابن رجب الحنبلي.
ويجوز أن يكون المراد هو الدواب التي في البطن، والتي هي أعدى من الجرب بزعمهم، وأن يكون المراد تأخير الحرم إلى صفر وهو ما يسمى بالنسيء، وأن الصفرين جميعاً باطلان لا أصل لهما، ولا تصريح على واحد منهما.
وكذلك يجوز أن يكون المراد هو نفي التشاؤم بصفر؛لأن التشاؤم صفر من الطيرة المنهي عنها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا طيرة)). لقوله صلى الله عليه وسلم: ((طيرة شرك، طيرة شرك)). ويكون قوله: ((ولا صفر)) من باب عطف الخاص على العام، وخصَّه بالذكر لاشتهاره.
فالنفي- والله أعلم- يشمل جميع المعاني التي فسر العلماء بها قوله صلى الله عليه وسلم ((لا صفر)) والتي ذكرتها؛ لأنها جميعاً باطلة لا أصل لها ولا تصريح على واحد منها.
فكثير من الجهال يتشاءم بصفر، وربما ينهى عن السفر فيه، وقد قال بعض هؤلاء الجهال: ذكر بعض العارفين أنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليات،وكل ذلك في يوم الأربعاء الأخير من صفر، فيكون ذلك اليوم أصعب أيام السنة كلها، فمن صلى في ذلك اليوم أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وسورة الكوثر سبع عشرة مرة والإخلاص خمس عشرة مرة، والمعوذتين مرة، ويدعو بعد السلام بهذا الدعاء، حفظه الله بكرمه من جميع البليات التي تنزل في ذلك اليوم ولم تحم حوله بلية في تلك السنة، وهذا هو الدعاء:
((بعد البسملة ....... اللهم يا شديد القوة، ويا شديد المحال، يا عزيز، يا من ذلت لعزتك جميع خلقك. اكنفني من شر خلقك، يا محسن يا مجمل يا متفضل، يا منعم يا متكرم، يا من لا إله إلا أنت، ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم بسر الحسن وأخيه وجده وأبيه وأمه وبنيه، اكفني شر هذا اليوم وما ينزل فيه يا كافي المهمات ويا دافع البليات، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)).
وكذلك ما يفعله بعض الناس في اجتماعهم في آخر أربعاء من شهر صفر بين العشاءين في بعض المساجد، ويتحلقون إلى كاتب يرقم لهم على أوراق آيات السلام السبعة على الأنبياء؛ كقوله تعالى: {سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يضعونها في الأواني، ويشربون من مائها، ويعتقدون أن سر كتابتها في هذا الوقت، ثم يتهادونها إلى البيوت.
ونظير هذا تشاؤم بعض الناس في بعض الأقطار الإسلامية من عيادة المريض يوم الأربعاء وتطيرهم منه. ولا شك التشاؤم بصفر أو بيوم من أيامه هو من جنس الطيرة المنهي عنها: فقد قال صلى الله عليه وسلم ((لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولاصفر)).
وقال صلى الله عليه وسلم ((لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل)) قالوا: وما الفأل؟ قال: ((كلمة طيبة)).
وقال عليه الصلاة والسلام ((طيرة شرك، طيرة شرك)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك))، قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: ((أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك)) ....... إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في النهي عن الطيرة.
وتخصيص الشؤم بزمان دون زمان؛ كشهر صفر وغيره، غير صحيح، لأن الزمان كله خلق الله تعالى، وفيه تقع أفعال بني آدم، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤم عليه.
فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى، واقتراف الذنوب، فإنها تسخط الله عز وجل، فإذا سخط على عبده، شقي في الدنيا والآخرة، كما أنه إذا رضي عن عبده سعد في الدنيا والآخرة.
فالعاصي مشؤم على نفسه، وعلى غيره، فإنه لا يؤمن أن ينزل عليه عذاب فيعم الناس، خصوصاً من لم ينكر عليه عمله، فالبُعد عنه متعين.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا طيرة، والشؤم في ثلاث: المرأة، والدار، والدابة))، فقد اختلف العلماء فيه:
أ - فروي عن عائشة – رضي الله عنها – أنها أنكرت هذا الحديث أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم: إنما قال: ((كان أهل الجاهلية يقولون: الطيرة في المرأة والدار والدابة))، ثم قرأت عائشة: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
وقال معمر: سمعت من يفسر هذا الحديث يقول: (شؤم المرأة إذا كانت غير ولود، وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه في سبيل الله، وشؤم الدار جار السوء)
ب - ومنهم من قال: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا شؤم، وقد يكون اليمن في الدار والمرأة والفرس)).
والتحقيق: أن يقال في إثبات الشؤم في هذه الثلاث ما ورد في النهي عن إيراد المريض على الصحيح، والفرار من المجذوم، ومن أرض الطاعون: أن هذه الثلاث أسباب يقدر الله تعالى بها الشؤم واليمن ويقرنه.
والشؤم بهذه الثلاثة إنما يلحق من تشاءم بها، فسيكون شؤمها عليه، ومن توكل على الله ولم يتشاءم ولم يتطير، لم يكن مشؤومة عليه، ويدلُّ على ذلك حديث أنس – رضي الله عنه -: ((الطيرة على من تطير)).
وقد يجعل الله سبحانه وتعالى تطير العبد، وتشاؤمه سبباً لحلول المكروه، كما يجعل الثقة به، والتوكُّل عليه وإفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفع بها الشر المتطير به، وسر هذا أن الطيرة إنما تتضمن الشرك بالله تعالى، والخوف من غيره،وعدم التوكل عليه والثقة به،فكان صاحبها غرضاً لسهام الشر والبلاء، فيتسرع نفوذها؛ لأنّه لم يتدرع بالتوحيد والتوكل، والنفس لابد أن تتطير، ولكن المؤمن القوي الإيمان يدفع موجب تطيره بالتوكل على الله، فإن من توكل على الله وحده كفاه من غيره، قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}. .
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجوزية: (فإخباره صلى الله عليه وسلم بالشؤم أنه يكون في هذه الثلاثة، ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها، وإنما غايته أن الله سبحانه، قد يخلق منها أعياناً مشؤمة على من قاربها وسكنها وأعياناً مباركة لا يلحق من قاربها منها شؤم ولا شر،وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولداً مباركاً،يريان الخير على وجهه، ويعطي غيرهما ولداً فكذلك الدار والمرأة والفرس. والله سبحانه خالق الخير والشر من قارنها، وحصول اليمن له والبركة، ويخلق بعض ذلك نحوساً يتنحس بها من قارنها، وكل ذلك بقضائه وقدره،كما خلق سائر الأسباب، وربطها بمسبباتها المتضادة والمختلفة، فكما خلق المسك وغيره من حامل الأرواح الطيبة، ولذذ بها من قارنها من الناس، وخلق ضدها وجعلها سبباً لإيذاء من قارنها من الناس، والفرق بين هذين النوعين يدرك بالحس، فكذلك في الديار والنساء والخيل، فهذا لون والطيرة الشركية لون آخر.
ولهذا يشرع لمن استفاد زوجة أو أمة أو دابة، أن يسأل الله تعالى من خيرها، وخير ما جبلت عليه، ويستعيذ به من شرها وشر ما جبلت عليه،كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك ينبغي لمن سكن داراً أن يفعل ذلك، وقد أمر صلى الله عليه وسلم قوماً سكنوا داراً فقلَّ عددهم، وقلَّ مالهم أن يتركوها ذميمة.
فترك ما لا يجد الإنسان فيه بركة، من دار أو زوجة أو دابة، منهي عنه، وكذلك من اتّجر في شيء فلم يربح فيه، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان لأحدكم رزق في شيء فلا يدعه حتى يتغير له أو يتنكر له)). فالتطير والتشاؤم بوقت أو شخص أو دار أو غير ذلك، من الشرك كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث السابق ذكرها.
والتشاؤم من الاعتقادات الجاهلية التي انتشرت – وللأسف الشديد – بين كثير من جهال المسلمين، نتيجة جهلهم بالدين عموماً، وضعف عقيدة التوحيد فيهم خصوصاً، وسبب ذلك الجهل،ونقص التوحيد، وضعف الإيمان، هو عدم انتشار الوعي الصحيح فيهم، ومخالطة أهل البدع والضلال، وقلة من يرشدهم ويبين لهم الطريق المستقيم، وما يجب اعتقاده، وما لا يجوز اعتقاده، وما هو شرك أكبر يخرج المسلم عن الملة الإسلامية وما هو شرك أصغر،وما هو ذريعة إلى الشرك ينافي كمال التوحيد، ويوصل الفاعل في النهاية إلى الشرك الأكبر، الذي لا يغفر الله لصاحبه إن مات ولم يتب، ويكون مخلداً في النار، وتحبط جميع أعماله الصالحة، كما قال تعالى: { ..... إنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً}. .
ومع ذلك لا زال كثير من الناس يتشاءمون من شهر صفر، ومن السفر فيه،فلا يقيمون فيه مناسبة ولا فرحاً، فإذا جاء في نهاية الشهر، احتفلوا في الأربعاء الأخير، احتفالاً كبيراً،فأقاموا الولائم والأطعمة المخصوصة والحلوى، خارج القرى والمدن، وجعلوا يمشون على الأعشاب للشفاء من الأمراض.
وهذا لا شك أنه من الجهل الموقع في الشرك – والعياذ بالله – ومن البدع الشركية، ويتوقف بالدرجة الأولى على سلامة العقيدة. فهذه الأمور لا تصدر إلا ممن يشوب اعتقاده بعض الأمور الشركية، التي يجر بعضها بعضاً كالتوسلات الشركية، والتبرك بالمخلوقين، والاستغاثة بهم.
أما من أنعم الله عليه بسلامة العقيدة، وصحتها، فإنه دائماً متوكِّل على الله، معتمدٌ عليه، موقنٌ بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن التشاؤم والطيرة، واعتقاد النفع أو الضر في غير الله، ونحو ذلك كله من الشرك الذي هو من أشد الظلم، قال تعالى: { ........ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
والتشاؤم مما ينافي تحقيق التوحيد، وتحقيق التوحيد منه ما يكون واجباً، ومنه ما يكون مندوباً.
فالواجب: تخليصه وتصفيته عن شوائب الشرك والبدع والمعاصي، فالشرك ينافيه بالكلية، والبدع تنافي كماله الواجب، والمعاصي تقدح فيه وتنقص ثوابه.
فلا يكون العبد محققاً التوحيد حتى يسلم من الشرك بنوعيه ويسلم من البدع والمعاصي.
والمندوب: تحقيق المقربين، وهو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفاً، وإنابة وتوكلاً، ودعاءً وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة، وتعظيماً وعبادةً، فلا يكون في قلبه شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرَّم الله، ولا كراهة لما أمر الله، وذلك هو حقيقة لا إله إلا الله.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد – باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب، وذكر فيه حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عرضت على الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، و النبي يمر معه العشرة، و النبي يمر معه الخمسة،النبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل! هؤلاء أمتي؟ قال:لا ولكن انظر إلى الأفق،فنظرت فإذا سواد كثير قال: هؤلاء أمتك قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدّامهم لا حساب عليهم ولا عذاب. قلت: ولِم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيِّرون، وعلى ربهم يتوكلون ........ )) الحديث.
فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم من صفات الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، الذين لا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، والتوكل على الله هو الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال.
فخلاصة الكلام أن التشاؤم بصفر وغيره من الأزمنة ونحو ذلك، من البدع الشركية، التي يجب تركها والابتعاد عنها، لما ورد في ذلك من الترغيب والترهيب. والله أعلم.
--------------
الهوامش والتعليقات يراجع كتاب (البدع الحولية)
http://saaid.net/mktarat/12/2-2.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 09:52]ـ
ملف مفيد عن شهر صفر:
http://saaid.net/mktarat/12/2.htm
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 05:47]ـ
يرفع للفائدة ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 02:28]ـ
ملخص المقال هنا:
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=2036
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 03:36]ـ
تحريم التشاؤم بشهر صفر وغيره
خطبة لمعالي الشيخ/ د. صالح بن فوزان الفوزان
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNe...454&new_id=145 (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=145)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Jan-2010, مساء 09:03]ـ
للفائدة،،،(/)
معنى اسم الله (الصمد) سبحانه
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أهلاً بكم وسهلاً
كلنا نقرأ سورة الإخلاص، ولكن لا نعلم بعض معانيها.
وهذا معنى اسم الله (الصمد) الوارد في هذه السورة العظيمة. أنقله من بعض كلام ابن تيمية مع تصرّفٍ في الترتيب والاقتباس للتسهيل.
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص226
ولفظ الصمد يقال على ما لا جوف له في اللغة.
قال يحيى بن ابى كثير: الملائكة صُمد والآدميون جوف، وفي حديث آدم أن ابليس قال عنه أنه اجوف، ليس بصمد.
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص229
و كذلك لفظ (الصمد) فيه الجمع، والجمع فيه القوة؛ فإن الشيء كلما اجتمع بعضه إلى بعض و لم يكن فيه خلل كان أقوى مما إذا كان فيه خلو، ولهذا يقال للمكان الغليظ المرتفع: صمد؛ لقوته و تماسكه واجتماع أجزائه.
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص232
قال أبو عبيد: المصمت: الذي لا جوف له، وقد أصمته أنا، وباب مصمت: قد أبهم إغلاقه، والمصمت من الخيل: البهم أي لا يخالط لونه لون آخر
ومنه قول ابن عباس: إنما حرم من الحرير المصمت.
فالمصمد والمصمت متفقان فى الاشتقاق الاكبر وليست الدال منقلبة عن التاء بل الدال أقوى، والمصمد أكمل في معناه من المصمت وكلما قوي الحرف كان معناه أقوى فإن لغة العرب في غاية الإحكام والتناسب، ولهذا كان الصمت عن الكلام مع إمكانه والإنسان أجوف يخرج الكلام من فيه لكنه قد يصمت، بخلاف الصمد فإنه إنما استعمل فيما لا تفرق فيه كالصمد والسيد والصمد من الارض وصماد القارورة ونحو ذلك، فليس في هذه الألفاظ المتناسبة أكمل من ألفاظ الصمد فإن فيه الصاد والميم والدال، وكلّ من هذه الحروف الثلاثة لها مزية على ما يناسبها من الحروف والمعاني المدلول عليها بمثل هذه الحروف أكمل.
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص238
وأما اسم (الصمد) فقد استعمله أهل اللغة في حق المخلوقين كما تقدم
فلم يقل: الله صمد، بل قال ((الله الصمد)) فبيّن أنه المستحق لأن يكون هو الصمد دون ما سواه فإنه المستوجب لغايته على الكمال والمخلوق وإن كان صمداً من بعض الوجوه فإن حقيقة الصمدية منتفية عنه فإنه يقبل التفرق و التجزئة، وهو أيضا محتاج إلى غيره فإن كل ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه فليس أحد يصمد إليه كل شيء و لا يصمد هو إلى شيء إلا الله تبارك وتعالى وليس فى المخلوقات إلا ما يقبل أن يتجزأ و يتفرق و يتقسم و ينفصل بعضه من بعض والله سبحانه هو الصمد الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك بل حقيقة الصمدية و كمالها له و حده واجبة لازمة لا يمكن عدم صمديته بوجه من الوجوه كما لا يمكن تثنية أحديته بوجه من الوجوه فهو أحد لا يماثله شيء من الأشياء بوجه من الوجوه كما قال في آخر السورة ((ولم يكن له كفوا أحد)) استعملها هنا في النفي أي: ليس شيء من الأشياء كفوًا له فى شيء من الأشياء؛ لأنه أحد.
انتهى النقل.
ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى مصدر النقل ففيه فوائد.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 10:39]ـ
قال تعالى " إنا انزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون " " إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون " " بلسان عربي مبين "
قال صاحب لسان العرب: (صمد) صَمَدَه يَصْمِدُه صَمْداً وصَمَد إِليه كلاهما قَصَدَه وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْر قَصَدَ قَصْدَه واعتمده أ. هـ
فالصمد هو الذي يصمد الناس اليه ويلجأون اليه ويعتمدون عليه ويقصدونه.
وهذا القول مروي أيضاً عن بعض السلف منهم ابن عباس، وقد صدر ابن كثير تفسير الآية به، واعتمده الكثير من المفسرين، وهو الأليق بأن يوصف به الله عز وجل - والله أعلم
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 10:48]ـ
جزاك الله خيراً أخي شريف، ذكر هذا المعنى ابن تيمية في كتابه.
وهو قريب مما نقلتُ، حيث أنّ غير الله لا يتمالك أن يُسأل كثيراً.
لكنّ الله هو الصمد الذي لا يؤثّر فيه كثرة المسألة. ليس كالمخلوقين.
سبحانه.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 07:04]ـ
إختلف المفسرون من السلف في تفسير "الصمد" على قولين مشهورين وكل قول فيه تفصيل وأيضا القول منهما يدل على الأخر بنوع من الدلالة:
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الأول: "الصمد": هو الذي لاجوف له كما فسرها بن مسعود ورويت عنه موقوفه ومرفوعة أيضا لكن لايصح المرفوع، أيضا رويت عن ابن عباس وعن جماعة من مفسري السلف بأن "الصمد" الذي لاجوف له، وهذا بمعنى: أنه لايتخلل ذاته جل وعلاشيء بل هو جل وعلا واحد بالذات.
والمخلوقات غير الملائكة لها جوف يدخل فيها مايدخل ويخرج منها مايخرج، ويلدون ويحمل منهم من يحمل ويلد من يلد ويأكلون ويشربون ويتغوطون وهذه كلها من صفات النقص، ولهذا فسرها بأن الصمد: الذي لاياكل ولا يشرب.
وقال بعضهم "الصمد"تفسيره مابعده وهو قوله"لم يلد ولم يولد" وهذه كلها في المعنى واحدة وهو أن "الصمد"الذي لاجوف له لأن الأكل والشرب يحتاج إلى جوف يمرفيه، وكذلك الولادة يحتاج أن تخرج من جوف والله جل وعلا"صمد" قال جل وعلا "الله الصمد" هذا هو المعنى الأول،وهذا كما قال ابن قتيبه وابن الأنباري ماخوذ من الصمت بالتاء، فكأن الدال هنا في قوله"الصمد"مبدلة من التاء، من الصمت أو المصمت من الشيء المصمت، وهو الذي لاشيء في داخله، قالوا الدال مبدلة من التاء، وهذا رده شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وقال ليس هذا بوجيه بل الأولى أن يحمل هذا على الإشتقاق الأكبر وهذاصحيح، لأن "الصمد" والصمت يعني المصمت و "الصمد" بينهما اشتقاق أكبر،فبينهما اتصال في المعنى.
القول الثاني: وهو ايضا مروي عن ابن عباس وجماعة كثير من المفسرين من السلف وهو أن "الصمد" هو الذي كمل في صفات الكمال وهو الذي يستحق ان يصمد إليه في الحوائج يعني يسأل ويطلب ويرغب فيما عنده وهو الذي يأتي بالخيرات، وهو الذي يدفع الشرور عن من يصمد إليه، وهذا مروي من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في صحيفة التفسير الصحيحة المعروفة حيث قال"الصمد" هو السيد الذي كمل في سؤدده، الشريف الذي كمل في شرفه،العظيم الذي كمل في عظمته،الحليم الذي كمل في حلمه،العليم الذي كمل في علمه.
يعني "الصمد" هو الذي اجتمعت له صفات الكمال.
.............................. .. فإذن على هذين التفسيرين يكون قوله "الله الصمد" فيها صفة الله جل وعلا-القول الأول-
والثاني فيها أنواع صفات الله جل وعلا لأن معنى "الصمد" السيد الذي كمل في سؤدده والشريف الذي كمل في شرفه يعني من كملت له صفات الكمال،وهذا ثابت في حق الله جل وعلا، وأيضا على هذا يكون "الصمد" الذي يصمد إليه في الحوائج، فيكون على هذا التفسير يكون قد جمعت كلمة "الصمد" بين توحيد الأسماء والصفاتوبين توحيد الالوهية،لأن الذي يصمد إليه وحده في الحوائج يرغب إليه وحده ويطلب منه السؤال وحده يحتاج إليه وحده، هو "الصمد"وهو الله جل وعلا، وفي هذا رد على المشركين الذين الهوا غير الله أو وصفوا الله جل وعلا بصفات النقص من اليهود والنصارى والمشركين من شابههم.
المرجع: شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-(/)
مبروك لكل مسلم: إقرار حرية الحجاب بتركيا.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 10:03]ـ
أنقرة: أحمد ياسين
أنهت تركيا أمس الجدل على الحجاب في الجامعات، بعد عقدين من الزمن، وصوت البرلمان على إنهاء حظره بأغلبية كاسحة.
وبالتزامن مع التصويت تظاهر عشرات الآلاف من أعضاء الأحزاب والمنظمات والجمعيات العلمانية في تركيا في ميدان "صحية" بوسط العاصمة أنقرة، فيما شددت سلطات الأمن إجراءاتها حول البرلمان، ونصبت 200 كاميرا للمراقبة في محيطه لمنع أية محاولة للمتظاهرين العلمانيين للدخول إلى ساحته أثناء انعقاد الجلسة، كما رفضت إعطاء تصريح للمتظاهرين المؤيدين للحجاب للقيام بمظاهرات مناوئة، منعا لوقوع صدامات مع المتظاهرين العلمانيين.
وشارك في تظاهرة العلمانيين الرافضة للحجاب أعضاء في 76 جمعية ومنظمة غير حكومية توافدوا على العاصمة أنقرة من المحافظات التركية الأخرى، ورفعوا العلم التركي وطالبوا برحيل حكومة العدالة والتنمية ومحاكمة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان واستقالة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي لمساندته العدالة والتنمية في طرح مشروع قانون رفع حظر الحجاب، متهمين أمريكا بالوقوف وراء هذا المشروع. =============================
منقول عن: صحيفة الوطن السعودية، الأحد 3 صفر 1429هـ الموافق 10 فبراير 2008م العدد (2690) السنة الثامنة.
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 11:30]ـ
متهمين أمريكا بالوقوف وراء هذا المشروع.
سبحان الله. أمريكا تسعى لإقامة دين المسلمين؟ كيف يفكر هؤلاء القوم؟
السؤال يا إخوان هو ما فكر هؤلاء العلمانيين الذين قاموا بالمظاهرات؟ أعنى ما حجتهم فى منع الحجاب من الجامعات؟
أليس هذا مخالف للحرية التى يريدونها؟
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 10:10]ـ
الله يبارك فيكـ ..
ـ[عبدالله الفياض]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 10:21]ـ
بارك الله للجميع وأسال الله أن يعز الأسلام والمسلمين
وأن يكفينا شر كل من كاد لهاذا الدين ...
عبدالله الشهري .. شكر الله لك ..
ـ[شرياس]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 02:46]ـ
السؤال يا إخوان هو ما فكر هؤلاء العلمانيين الذين قاموا بالمظاهرات؟ أعنى ما حجتهم فى منع الحجاب من الجامعات؟
أليس هذا مخالف للحرية التى يريدونها؟
حجتهم داحضة
رأيت في إحدى الصحف صورة للمظاهرة العلمانية وكان في الصورة إمرأة علمانية عجوز وقد رفعت لافتة وفيها أربع صور ووضعت بجابب كل صورة سهم يشير إلى الصورة التي تليها فكانت الصورة الأولى لإمرأة تضع على رأسها غطاء لكن تظهر جزء من شعرها ثم وضعت سهم إالى الصورة الثانية >>> وكانت لإمرأة وضعت على رأسها غظاء وسترت شعرها كله لكن مع وضع مساحيق على الوجه >>> وكانت الصورة الثالثة لإمرأة تردي الحجاب بلا أي مساحيق على الوجه >>> وكانت الصورة الرابعة والأخيرة لإمراة منقبه.
أي أن العجوز العلمانية أراد أن تقول من خلال رفعها لتلك اللافته أن الحجاب سوف ينتشر على مراحل وهذه أولها.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 08:50]ـ
أحسنت أخي البيلي
هذه قاصمة الظهر
إنها تكشف حقيقة حريتهم المزعومة. يستخفون خلفها كما يستخفي الأميركيون وراء ديمقراطيتهم التي لو استخدمتها حماس للوصول إلى السلطة بتأييد شعبي كاسح لما جاز لهم ذلك في العقيدة الأميركية لأنها ديمقراطية الرجل الأبيض فقط هو الذي يستفيد منها فقط دون غيره ولا أحد يسائله عنها.
إنهم يريدونها حرية العربدة, شيوع الاختلاط والجنس.
إنهم يريدون زوال الدين من النفوس.
بيكتيريا طفيلية لاتتربى ولاتكبر ولاتنتشر إلا في بيئة العلمانية. تموت في بيئة العفة والطهارة.
"وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون"
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 10:17]ـ
يقول الله تعالى {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} غافر51
بارك الله فيكم إخوة في الله ونسأل الله أن ينصر دينه وينصر أوليائه آمين
ـ[لون المطر]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 11:44]ـ
بارك الله فيكم دائماً الغرب ينادي بالحرية ولكنها تقف حين يصل الأمر إلى تعاليم ديننا الحنيف، اسال الله العلي العظيم ان يكفينا وإياكم شرهم ومكرهم وكيدهم وأن يحفظ لنا هذا الدين
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 04:14]ـ
(إقرار حرية الحجاب بتركيا)
الحمد لله ...
و لكن هل الإقرار على الإطلاق أم أنه مقصور على الجامعات؟(/)
وهتفوا: "تركيا علمانية وستظل علمانية"!! {قُلْ صَدَقَ اللّهُ .. }
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 06:36]ـ
خرجت تظاهرة نظمها مؤيدو النظام العلماني في العاصمة التركية أنقرة، يوم أمس السبت، للاحتجاج على السماح بارتداء الحجاب في الجامعات.
وتزامنت التظاهرة التي خرجت السبت مع تبني البرلمان التركي تعديلات دستورية تجيز رفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الجامعات.
وتجمع المتظاهرون، وفق ما أوردت وكالة فرانس برس، في إحدى ساحات المدينة، وهتفوا: "تركيا علمانية وستظل علمانية"!!!، كما رددوا: "سندافع عن قيم الجمهورية" وذلك تحت ناظري حوالي ستة آلاف شرطي مدعومين بالمروحيات.
وتعارض القوى العلمانية في تركيا، وفي مقدمها الجيش والقضاة والجامعيون، هذا التحرك ويخشون أن يؤدي إلى تشريع ارتداء الحجاب في الإدارات والمدارس حيث لا يزال محظورًا.
وأقر النواب البرلمانيون الأتراك، السبت، بصفة نهائية تعديلاً دستوريًا يتم بموجبه رفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الجامعات التركية.
وأعلن رئيس البرلمان كوكسال توبتان أن 403 نواب من أصل 550 صوتوا لصالح التعديل، بعدما كان قد وافق عليه في قراءة أولى 404 نواب وعارضه 92 إثر نقاش دام أكثر من 13 ساعة.
وجاء في التعديل الأساسي للمشروع أنه "لا يمكن حرمان أحد من حقه في التعليم العالي" في إشارة إلى الطالبات المحجبات.
وبعد إقرار البرلمان هذا التعديل سيحال إلى رئيس الجمهورية عبد الله جول ليصادق عليه خلال أسبوعين، ثم يدخل حيز التطبيق إذا لم يعترض عليه العلمانيون أمام المحكمة الدستورية.
ابتهاج بالشارع التركي
وقد أثار هذا التعديل الدستوري الذي تقدم به حزب العدالة والتنمية الحاكم بالاتفاق مع حزب الحركة القومية القومي جدلاً واسعًا في أوساط العلمانيين فيما قوبل بارتياح شديد في الشارع التركي.
وكان رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان قد تعهد من قبل بإنهاء معاناة الفتيات عند بوابات الجامعات, حيث يحظر القانون التركي العلماني هذا الزي ويعتبره محاولة لأسلمة البلاد.
وقد فرض حظر صارم على غطاء الرأس داخل الحرم الجامعي في تركيا منذ 1997 في غمرة الضغوط التي كان يمارسها الجيش التركي -القيم على المبادئ العلمانية في تركيا- لإجهاض حكومة نجم الدين أربكان.
وتعتنق أغلبية سكان تركيا الدين الإسلامي، كما يرتدي ثلثا نسائها غطاء الرأس، ما يعني أن الآلاف منهم يُحرم من مواصلة تعليمهن الجامعي. ويعتقد العديد من المواطنين الأتراك، أن الحظر غير منصف.
وهتفوا: "تركيا علمانية وستظل علمانية"!!
صدق الله تعالى إذ قال عز في علاه:
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23].
ـ[على ابراهيم]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 07:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك الاخ/على الفضلى:
أرى أن يقوم المؤتمر الاسلامى وهيئة علماء المسلمين باصدار بيان وفتوى لمناصرة المتحجبات فى تركيا ـأتعجب لموقف الجيش سلمكم الله وعافاكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 06:47]ـ
... بارك الله فيك الاخ/على الفضلى ... أرى أن يقوم المؤتمر الاسلامى وهيئة علماء المسلمين باصدار بيان وفتوى لمناصرة المتحجبات فى تركيا ـأتعجب لموقف الجيش سلمكم الله وعافاكم
وبكم بارك أخي الحبيب.
والحقيقة أنا أتمنى مثلك - وغيري كثير - لو يكون هناك ولو بيان!
لكن أخي: ادع الله تعالى أن يرد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا، فإنه قد قال (ص) " .. ذلا لا ينزعه منكم حتى ترجعوا إلى دينكم " أو كما قال عليه الصلاة والسلام.(/)
أردوجان يعمل من أجل الإسلام في صمت ... أمهلوه ولاتتعجلوا الحكم عليه.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 08:01]ـ
أردوجان يعمل في صمت وهو يحاول بث الشرائع الإسلامية في شرايين الدولة العلمانية رويدا رويدا
الدولة ليست في قبضة أردوجان مئة بالمئة. الجيش التركي هو الذي يسيطر على الدولة ويثبّتْ للعلمانية أركانها في تركيا.
أردوجان يستخدم التقية في تدبيره شئون حكمه ويظهر الولاء والاحترام الظاهر لكمال الدين أتاتورك اتقاءا لشر المؤسسات العلمانية القابضة على زمام الأمور في تركيا والتي من الممكن أن تنسفه كما نسفت أربكان من قبله.
أردوجان قال مرة لا في وجه أميركا ورفض رفضا باتا هجوما بريا أميركيا على العراق إنطلاقا من شمالها من القواعد الأميركية في ديار بكر جنوب الأناضول. بل وأجبر جيشه على السمع والطاعة على هذا الأمر مع مافيه من تفويت مصلحة قومية كبيرة لتركيا تتمثل في الزحف جنبا إلى جنب مع القوات الأميركية للقضاء عل الثوار الأكراد. ولكنه أبى أن يكون ذلك على حساب العراق ... فلا ننسى له أبدا ذلك.
بالأمس القريب رأيت مقالة لها مغز كبير وهي لأكبر رأس في الجيش التركي حيث صرح بقلقه الشديد من أن الرؤوس الإسلامية تتغلغل في مؤسسات الجيش وأركانه وتحل محل الرؤوس العلمانية ... هذه أصابع أردوجان.
أردوجان أ وصل على قمة السلطة التركية رجل إسلامي متزوج من محجبة هو رئيس الدولة التركية عبد الله غول.
أردوجان انتزع معركة الحجاب بأغلبية إسلامية ساحقة في البرلمان التركي وسط عويل صراخ فلول العلمانية.
رأيي أن لا نتعجل في الحكم على أردوجان بل نعطيه فرصة خمس سنوات من الآن وسنرى تركيا العثمانية قد نهضت من جديد بقوة 80 مليون سني مسلم موحد سلجوقي.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 10:02]ـ
نتمنى ذلك ... وشكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 01:46]ـ
نتمنى ذلك ... وشكرا لك ... بارك الله فيك ...
وهو يذكرني بمؤمن آل فرعون والله أعلم
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 07:39]ـ
وفيكم بارك
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:26]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 06:43]ـ
نصر الله أردوجان، و سدد خطاه(/)
أزمة العقل المبدع ... رؤية في واقع عملنا الإسلامي.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 11:42]ـ
أزمة العقل المبدع ... رؤية في واقع عملنا الإسلامي.
جمع وإعداد/محمد المصري.
تمهيد:-
هذا المبحث ما كتبته رغبة في الكتابة،ولا رغبة أن أشٌبع هواية أدبية ولكنه تسجيل لواقع قد كان بالفعل وبعيداً عن الشخصنة وحدود الزمان والمكان فأعتقد أنه قد يستفاد من هذه التجربة.
والمشكلة محل البحث ما زالت قائمة بالفعل،ولكن إلي سؤال يطرح نفسه هل يتم الاكتفاء بالتنظير فقط دون العمل؟.
أرجو أن يكون هذا المبحث أحد الدوافع نحو العمل الصحيح الذي تتوافر فيه إستراتيجية العمل الصالح الذي يجمع بين الصواب و الإخلاص.
هذا المبحث هو عبارة عن جمع متفرق نقلته من هنا ومن هناك وقمت بتسليط الضوء فقط على المشكلة،وكما قال القدماء عن مقاصد التأليف التي ينبغي اعتمادها فذكروا منها: أن يأتي الكاتب بجديد مستنبط، فيستفيد الناس منه وقد يكملون ما بدأه، أو أن يشرح غامضاً بعد أن يتمكن من فهم النص، أو يعثر على غلط واضح بينّ فيصححه، أو يرى نقصاً في موضوع فيكمله، وهذا كما ينطبق على تأليف الكتب، فإنه ينطبق على إنشاء المقالات والبحوث والدراسات.
والله من وراء القصد.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 11:44]ـ
المقدمة:-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
قال تعالي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]، وقال تعالى {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} [النساء:1]، وقال تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا 70، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما:71} [الأحزاب].
وبعد:-فمما لاشك فيه أنه ينبغي على أفراد الفئة المسلمة أن تراجع نفسها مراجعة دقيقة حتى تستكشف جوانب الخلل فيها ولماذا هذا التراجع المرير لهذه الفئة في التأثير الدعوي والمغالبة الحضارية ٌٌٌلإقامة دعوة الله وإقامة المشروع الحضاري الإسلامي.
وستكشف لنا هذه المراجعة عن أخطاء تتراوح بين القلة والكثرة وفى هذا المبحث سنتاول أحد هذه الأخطاء وهى أزمة فقدان العقل المبدع أو العقل المفكر وقلة وجوده في العمل الإسلامي وهى أزمة تربوية في الأساس تنتج نتيجة ممارسات تربوية خاطئة ينتج عنها تفرد آحاد بالتفكير والباقي أو البقية تجلس في مقاعد المتفرجين أو المستمعين وفى أغلب الأحيان المصفقين!!،وتنبع أهمية الموضوع من عدّة نقاط:-
أولاً-أن آيات القرآن تدعو إلى التفكر في الآيات الكونية وفى الأنفس ومن آيات الله في الكون قوله تعالى {هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون (10) ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (11) وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون (12) [النحل] يقول ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى {إن في ذلك لآية} يقول جل ثناؤه: إن في إخراج الله بما ينزل من السماء من ماء ما وصف لكم لآية: يقول: لدلالة واضحة وعلامة بينة: {لقوم يتفكرون} يقول: لقوم يعتبرون مواعظ الله ويتفكرون في حججه فيتذكرون وينيبون، ويقول في تفسير قوله تعالى {إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} يقول تعالى ذكره: إن في تسخير الله ذلك على ما سخره لدلالات واضحات لقوم يعقلون حجج الله ويفهمون عنه تنبيهه إياهم} ([1]) فالقرآن ليس كتاب تاريخ أو جغرافيا أو علوم طبيعة ولكنه رسم للعقول دروباً تسدد الفكر، وأوجد المناخ العلمي كي ينتفع الناس بما سخرا لله لهم مما في الأرض ويستنبطوا في العلوم ما ينفعهم ولا يضرهم.،أوجد القرآن المناخ العلمي لينتفع الناس من التاريخ والجغرافيا فذكر أسباب التقدم وأسباب الانهيار عند
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمم {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين 11} الإنعام.،فالمناخ العلمي هو الذي يسمح بالإبداع وطرح الأسئلة ولذلك شنع القرآن على الجمود وعلى الذين يقولون {إنا وجدنا آباءنا} [الزخرف23].إن الله سبحانه عندما أعطى الإنسان قوى العقل ليفكر أراد منه أن يكون التفكير طريقاً لما هو أنجح وأقوى وأحكم ولم يعطيها للإنسان ليجعلها خيالات وخرافات ([2])،يقول الشيخ ابن عاشور: «إن إصلاح التفكير من أهم ما قصدته الشريعة الإسلامية في إقامة نظام الاجتماع، وبهذا نفهم وجه اهتمام القرآن باستدعاء العقول للنظر والعلم والاعتبار .... » ([3]) كما يدعو القرآن إلى التفكير بشكل عام والتخلص من إرث الآباء والأجداد كما في قوله تعالى {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} [سبأ: 46].
-وبين القرآن أن سبيل الدعوة الصحيحة وهو سبيل المرسلين أن تكون الدعوة على بصيرة.
-يقول تعالى في سورة يوسف {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} [يوسف: 108]
قال أبو جعفر الطبري: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد صلى الله عليه وسلم: هذه الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته ** سبيلي} وطريقتي ودعوتي أدعو إلى الله وحده لا شريك له ** على بصيرة} بذلك ويقين علم مني به أنا ويدعو إليه على بصيرة أيضا من اتبعني وصدقني وآمن بي {وسبحان الله} يقول له تعالى ذكره: وقل تنزيها لله وتعظيما له من أن يكون له شريك في ملكه أو معبود سواه في سلطانه: {وما أنا من المشركين} يقول: وأنا بريء من أهل الشرك به لست منهم ولا هم مني.
يقول الهروى رحمه الله في المنازل في الكلام على نفس الآية:- يريد أن تصل باستدلالك إلى أعلى درجات العلم وهى البصيرة التي تكون نسبة المعلوم فيها إلى القلب كنسبة المرئي إلى البصر، وهذه هي الخصيصة التي اختص بها الصحابة عن سائر الأمة، وهى أعلى درجات العلماء، قال تعالى {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} أي أنا واتباعى على بصيرة، ومن اتبعني كذلك يدعو إلى الله على بصيرة، وعلى القولين:-
فالآية تدل على أن أتباعه هم أهل البصائر الداعون إلى الله تعالى، ومن ليس منهم فليس من أتباعه على الحقيقة والموافقة وإن كان أتباعه على الانتساب والدعوى} ([4]).
فنرى من تفسير السلف لهذه الآية أن" البصيرة " يجب أن تكون من سمات القائد والأتباع أيضا لا ينفرد بتا أحد دون الآخر.
ونرى كذلك أن القرآن قد أخبرنا عن قوم ضلوا بسبب عدم تفعيل عقلهم وتفّكرهم واتّبعوا ما عليه الآباء وهم أصحاب «العقلية الآبائية» وهم الذين قالوا {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} (الزخرف23) فحين عطلوا تفكيرهم عن إبصار الحق ارتكسوا هم وآباءهم في الضلال المبين.
يتبع إن شاء الله.
الهوامش.
[1]- تفسير الطبري تفسير سورة النحل.
[2]- د. محمد العبدة"بعض أسس التفكير كما جاءت في القرآن الكريم"ص3 من سلسلة دروب النهضة طباعة دار الصفوة بمصر.
[3]- الطاهر بن عاشور"النظام الاجتماعي في الإسلام" نقلا عن المصدر السابق ص4.
[4]- فتح المجيد شرح كتاب التوحيد طبعة دار الفتح ص77.(/)
هل المسعر من أسماء الله تعالى؟ وهل التسعير صفة؟
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 11:56]ـ
قال رسول الله (ص) {إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق} رواه أهل السنن
من المعلوم أن أسماء الله تعالى تدل على الذات وتتضمن الصفات وأن صفات الله تعالى تدل على معنى قائم بالذات فكل إسم يدل على صفة وليست كل صفة تدل على إسم.
ورد في الحديث إسم {القابض} وهو يدل على صفة القبض وكذلك ورد إسم {الباسط} وهو يدل على صفة البسْط وورد أيضا إسم {الرازق} وهو يدل على صفة الإرزاق لكن قبل ذلك كله ورد أسم
{المسعر} وهو يدل على صفة التسعير.
والسؤال هو هل هناك خلاف على أن المسعر من أسماء الله تعالى وهل نصف الله تعالى بهذه الصفة التي يتضمنها هذا الإسم فنقول التسعير من صفات الله تعالى؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 12:02]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال العلّامةُ عبدُ الرَّحمن بنُ نَاصِر البَرَّاك ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:
القاعدة في أسماء الله وصفاته أن كل ما أضيف إلى الله بصيغة المشتق، كالخالق والخلاق والرازق والرزاق والفتاح فإنه اسم من أسمائه سبحانه وتعالى، ومعلوم أن ما ورد في القرآن من هذا لا يختلف الناس في اعتباره اسماً من أسمائه سبحانه وتعالى؛ كأسمائه المذكورة في آخر سورة الحشر، وأسمائه التي ختم بها كثير من الآيات كالعليم والخبير والحكيم والغفور وعالم الغيب وعلام الغيوب والقوي والمتين، وهكذا ما ورد في السنة من الألفاظ التي أضيفت إلى الله وهي بصيغة المشتق كما تقدم، ومن ذلك الجميل الرفيق والمسعر والقابض والباسط كما جاء في ذلك الحديث من قوله – صلى الله عليه وسلم -: "إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق" رواه الترمذي (1314)، وأبو داود (3451)، وابن ماجة (2200)، من حديث أنس –رضي الله عنه- ومن نفى أن يكون ذلك اسم فعليه أن يذكر الفرق بين هذه الألفاظ الواردة في السنة، وما ورد في القرآن، فقوله – صلى الله عليه وسلم -: "إن الله هو المسعر"، كقوله: إن الله عليم حكيم، هذا والله أعلم.
ـ[شرياس]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 12:39]ـ
إذا كان {المسعر} من أسماء الله تعالى وهو ما دل عليه الحديث فهل نقول إن التسعير صفة من صفات الله تعالى؟
لم أسمع في حياتي قط أن أحد من علماء أهل السنة قال إن التسعير صفة من صفات الله تعالى والتسعير هو خفض ورفع قيمة الأشياء فهل أقول عند إثبات هذه الصفة أن التسعير صفة من صفات الله تعالى أم أستخدم صيغة أخرى؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 01:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤال من أسئلة لقاءات الباب المفتوح مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
السؤال: يأتي في السنة كلمات أحياناً بالنسبة لله عز وجل، فما هو الضابط لتحديد الاسم، مثل (المسعِر) هل هو اسم لله عز وجل؟
الجواب: الظاهر لي أن ما عاد إلى الأفعال فهو من جنس الصفات الفعلية، ما عاد إلى الأفعال ليس إلى الذات، المسعِر يعني في مقابل قول الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم: سعر لنا. يبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن التسعير من فعل الله عز وجل، هو الذي يقدر زيادة القيمة أو نقص القيمة. فالذي يظهر لي أن هذا من باب الخبر وليس من باب التسمية.
وسؤال آخر من أسئلة لقاءات الباب المفتوح مع فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
السؤل: فضيلة الشيخ! في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة غلت الأسعار، فقال الصحابة: (يا رسول الله! سَعرْ لنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله هو المسَعِّر، القابض، الباسط، الرازق) الحديث، فهل نسمي الله عزَّ وجلَّ بالمسَعِّر؟
الجواب: الذي يظهر لي أن هذه صفة من صفات الأفعال، يعني: أن الله هو الذي يُغَلِّي الأشياء ويرخِّصها، فليس من الأسماء، هذا الذي يظهر لي، والله أعلم؛ لكنا نقول كما قال الرسول.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 01:37]ـ
وجاء في ((فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم))
الضابط في أسماء الله الحسنى
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميةالعقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات
التاريخ 15/ 9/1424هـ
السؤال/ ما الضابط في أسماء الله سبحانه وتعالى فأنا طالب علم، وقد درست في جامعة الإمام أن ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو من أسمائه جل شأنه، ولكني رأيت أن هذه القاعدة غير مضطردة، فقد سألت عالماً جليلاً عن (المسعر) هل هو من أسماء الله؟ وساق الحديث الذي فيه "فإن الله هو المسعر" ثم قال إذاً هو من أسماء الله، ثم سألت عنه عالماً له مكانته ليطمئن قلبي لهذه القاعدة فزادني منها شكاً، حيث ذكر الحديث، ثم قال ليس من أسماء الله! أفتونا ودلونا على كتاب في ضبط ذلك، وجزاكم الله خيراً.
الجواب/
القاعدة في أسماء الله وصفاته أن كل ما أضيف إلى الله بصيغة المشتق، كالخالق والخلاق والرازق والرزاق والفتاح فإنه اسم من أسمائه سبحانه وتعالى، ومعلوم أن ما ورد في القرآن من هذا لا يختلف الناس في اعتباره اسماً من أسمائه سبحانه وتعالى؛ كأسمائه المذكورة في آخر سورة الحشر، وأسمائه التي ختم بها كثير من الآيات كالعليم والخبير والحكيم والغفور وعالم الغيب وعلام الغيوب والقوي والمتين، وهكذا ما ورد في السنة من الألفاظ التي أضيفت إلى الله وهي بصيغة المشتق كما تقدم، ومن ذلك الجميل الرفيق والمسعر والقابض والباسط كما جاء في ذلك الحديث من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق" رواه الترمذي (1314)، وأبو داود (3451)، وابن ماجة (2200)، من حديث أنس -رضي الله عنه- ومن نفى أن يكون ذلك اسم فعليه أن يذكر الفرق بين هذه الألفاظ الواردة في السنة، وما ورد في القرآن، فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله هو المسعر" سبق تخريجه، كقوله: إن الله عليم حكيم، هذا والله أعلم.
تنبيه: هذه المشاركة والتي قبلها منقولة من برنامج الشاملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 01:42]ـ
وممن ذكر المسعر في أسماء الله الحسنى ابن حزم الظاهري وابن العربي المالكي، والقرطبي. وانظر معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى (ص167) للدكتور محمد خليفة التميمي، وأسماء الله الحسنى للدكتور عبد الله بن صالح الغصن (ص 352 - 353).(/)
بقدر الإقبال على أصحاب الأهواء, والإعراض عن العلماء, يبتعد المرء عن فقه الكتاب والسنة
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 11:57]ـ
وهذه حقيقة مهمة وهي: أنه بقدر الإقبال على أصحاب الأهواء ومعايشتهم, والإعراض عن العلماء الربانيين, يبتعد المرء مهما كان ذكاؤه – كابن عقيل- عن فقه الكتاب والسنة, ويحرم التوفيق والتسديد ... "
بين الفينة والأخرى يطالعنا بعض مفكرينا الإسلاميين المحسوبين على التيار السلفي ببعض الأطروحات التي تحاول أن تطيح ببعض القناعات, وتكلف المطالعين لها وقتا وجهدا كي يدركون ما يريده الكاتب المحترم.
ثم قد تجد القبول, وقد لا تجد, وعلى إثر هذا الطرح غير المحسوب تنشأ المطاحنات الفكرية على صفحات الشبكة العنكبوتية بين أصحاب المنهج الواحد. فما لهؤلا ء القوم؟. وإذا كانت النوايا حسنة, والمقاصد سليمة فلم هذه الأفكار تُلقى على عواهنها قبل أن يتدارسها الكاتب الكريم مع إخوانه من أهل العلم والفكر؛ فإن صلحت جاء بها فألفتْ آذاناً صاغيةً, و عقولاً واعيةً, وأقطعُ أنها ستؤتي أكلها كل حين بإذن ربها لأنها كلمة طيبة.
وإن كانت الفكرة لم تختمر, ولم تجد من إخوانك العلماء والمفكرين إشادة ومدحا, فخيرٌ أن لا ترى النور, ولا مسوغ لقول البعض: الأفكار لا بد أن تجد من يبعثها, ولو بعد حين, ثم يُمثّلَ بعلم شيخ الإسلام ابن تيمية, وأنه انتشر بعد موته!!. وهذا كما يقول الأصوليون: قياس مع الفارق, والقياس مع الفارق غير معتبر.
وهذه الظاهرة التي تزعج الغيورين على وحدة الجهود, تحتاج إلى توصيف, يكشف عن مراميها, ويجلّي أمرها, حتى نجد تفسيرا لهذا الطرح الفكري غير المنضبط بسمات المنهج, ومعالم الطريق الحق.
ولعلي أتنبأ في هذا المقال بأمر واحد فقط, وأتمنى من غيري المساهمةَ في البقية الأخرى. وهذا الأمر: هو المعايشة والمخالطة لغير أهل المنهج الحق, والأفكار تسري في النفوس, وتتشربها الأفئدة كقطعة الاسفنج إذا سقطت في ماء كدر. ولا غرابة حين تظهر هذه الأفكار من بعد على شكل مقالات تحمل الغلط, وتثير اللغط.
جاء في سياق حديث القرآن عن المنافقين؛ قوله تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) {الآية (47) من سورة التوبة}. في هذه الآية: أربعة معاني تصور خطر أعداء المنهج الحق, ثلاثة في خصوم هذا المنهج, والرابعة في أتباع المنهج. الأولى: (مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا): والخبال: الفساد، وتفكّك الشيء الملتحم الملتئم، فأُطلق هنا على اضطراب الجيش واختلال نظامه.
الثانية: (وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ): الايضاع سير الابل يُقال: أوضعتِ الناقةُ تضع إذا أسرعت وأوضعتها أنا إذا حملتها على الإسراع، والخلال جمع خلل وهو الفرجة استعمل ظرفاً بمعنى بين ومفعول الإيضاع مقدر أي النمائم بقرينة السياق، وفي الكلام استعارة مكنية حيث شبهت النمائم بالركائب في جريانها وانتقالها وأثبت لها الأيضاع على سبيل التخييل، والمعنى ولَسعوا بينكم بالنميمة وإفساد ذات البين.
الثالثة: (يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ): بغيته كذا: طلبته له، وأبغيته كذا: أعنته على طلبه. والمعنى: يطلبون لكم الفتنة في ذات بينكم بما يصنعونه من التحريش والإفساد؛ وقيل الفتنة هنا الشرك. الرابعة: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ): أي مطيعون لهم ومستحسنون لحديثهم وكلامهم يستنصحونهم وإن كانوا لا يعلمون حالهم فيؤدي هذا إلى وقوع شر بين المؤمنين وفساد كبير.
وقال مجاهد وزيد بن أسلم وابن جرير: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} أي عيون يسمعون لهم الأخبار وينقلونها إليهم، وهذا لا يبقى له اختصاص لخروجهم معهم بل هذا عام في جميع الأحوال والمعنى الأول أظهر في المناسبة بالسياق وإليه ذهب قتادة وغيره من المفسرين.
قال ابن القيم- رحمه الله-:" ... فإذا كان جيل القرآن كان بينهم منافقون, وفيهم سماعون لهم, فما الظن بمن بعدهم, فلا يزال المنافقون في الأرض, ولا يزال في المؤمنين سماعون لهم؛ لجهلهم بحقيقة أمرهم وعدم معرفتهم بغور كلامهم .. ".
ولعل بعض مفكرينا السلفيين قد أصاخ سمعه للغط هؤلاء حول شريعة الله تعالى, فأورثه ذلك شذوذا في طرحه،وقد جاء في ترجمة أبي الوفاء علي ابن عقيل الحنبلي, قوله:" وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء. وكان ذلك يحرمني علمًا نافعًا!! ".
قال الإمام والعالم الرباني ابن رجب- رحمه الله- كما في الذيل على طبقات الحنابلة معلقا على زعم ابن عقيل السابق:" والأذية التي ذكرها من أصحابه له، وطلبهم منه هجران جماعة من العلماء، نذكر بعض شرحها. وذلك: أن أصحابنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد، وابن التبان شيخَي المعتزلة. وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوعُ انحرافٍ عن السنة، وتأوّلٌ لبعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله".
وقال ابن رجب — رحمه الله-:" وكان يخونه قلة بضاعته في الحديث. فلو كان متضلعًا من الحديث والآثار، ومتوسعًا في علومهما لكملتْ له أدوات الاجتهاد. وكان اجتماعه بأبي بكر الخطيب، ومن كان في وقته من أئمة الحفاظ، كأبي نصر بن ماكولا، والحميدي، وغيرهم أولى وأنفع له من الاجتماع بابن الوليد وابن التبان. وتركه لمجالسة مثل هؤلاء هو الذي حرمه علمًا نافعًا في الحقيقة. ولكن الكمال لله".
وهذه حقيقة مهمة وهي: أنه بقدر الإقبال على أصحاب الأهواء ومعايشتهم, والإعراض عن العلماء الربانيين, يبتعد المرء مهما كان ذكاؤه — كابن عقيل- عن فقه الكتاب والسنة, ويحرم التوفيق والتسديد. والله تعالى أعلم.
بقلم سعد مقبل العنزي
من شبكة القلم الفكرية
.(/)
هل يصح ان نقول: لسوء الحظ؟ اوان نقول الله بالعقل عرفناه؟
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 12:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح ان نقول: لسوء الحظ؟ في حالة عدم الرضا عن نتيجة العمل او عدم الحصول على المطلوب.
وهل يصح ان نقول: الله عز وجل بالعقل عرفناه؟
... بارك الله فيكم ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 01:10]ـ
الأخ المكرّم / أبا عبد اللَّهِ زيّاد ـ سلّمه اللَّه تعالى ـ:
وعليكم السَّلام ورحمة اللَّه وبركاته:
سُئل صَاحِبُ الفضيلةِ العلَّامَة عَبد الرَّحمن بن نَاصِر البَرَّاك ـ حَفِظَهُ اللَّهُ، وَرَعَاهُ ـ:
ما مدى جواز قول القائل: (عرفنا ربنا بالعقل). تفصيلاً؟ وجزاكم الله خيرًا.
فأجاب:
الحمد لله، وبعد:
لقد فطر الله عباده على معرفته، فإن الإنسان بفطرته يعلم أن كل مخلوق لا بد له من خالق، وأن المُحدَث لا بد له من مُحدِث، وقد ذكر الله الأدلة الكونية من آيات السماوات والأرض على وجوده، وقدرته، وعلمه، وحكمته، ولهذا يذكر الله عباده بهذه الآيات، وينكر على المشركين إعراضهم عنها، قال تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) [يوسف:105].
وهذه المعرفة الحاصلة بالآيات الكونية هي من معرفة العقل، فتحصل بالنظر والتفكُّر؛ ولهذا يقول تعالى: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) [الأعراف: من الآية185]. ويقول تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ) [الروم: من الآية8].
والآيات بهذا المعنى كثيرة، ومع ذلك فالمعرفة الحاصلة بالعقل هي معرفة إجمالية؛ إذ الإنسان لا يعرف ربه بأسمائه وصفاته، وأفعاله على وجه التفصيل، إلا بما جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، فالرسل– صلوات الله وسلامه عليهم- جاؤوا بتعريف العباد بربهم بأسمائه وصفاته وأفعاله، وبهذا يُعلم أن العقول عاجزة عن معرفة ما لله من الأسماء والصفات، وما يجب له، ويجوز عليه على وجه التفصيل، فطريق العلم بما لله من الأسماء والصفات تفصيلاً هو ما جاءت به الرسل، ومع ذلك فلا يحيط به العباد علمًا مهما بلغوا من معرفة، كما قال تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ
عِلْمًا) [طه: 110]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ" أخرجه مسلم (486).
وبهذا يتبين أن من طرق معرفة الله طريقين:
العقل، والسمع، وهو النقل، وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة، وأن من أسمائه وصفاته ما يعرف بالعقل والسمع، ومنها ما لا يعرف إلا بالسمع.
وبهذه المناسبة يحسن التنبيه إلى أنه يجب تحكيم السمع، وهو الوحي، وجعل العقل تابعًا مهتديًا بهدى الله، ومن الضلال المبين أن يعارض النقل بالعقل، كما صنع كثير من طوائف الضلال من الفلاسفة والمتكلمين.
ووفق الله أهل السنة والجماعة للاعتصام بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واقتفاء آثار السلف الصالح، فحكّموا كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ووضعوا الأمور في مواضعها، وعرفوا فضيلة العقل، فلم يعطلوا دلالته، ولم يقدموه على نصوص الكتاب والسنة، كما فعل الغالطون والمبطلون، فهدى الله أهل السنة صراطه المستقيم، فنسأل الله أن يسلك بنا سبيل المؤمنين، وأن يعصمنا من طريق المغضوب عليهم، والضالين. والله أعلم.
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 11:37]ـ
جزاك الله خيرا يااخي
يعني نقول: الله عرفناه بالنقل والسمع ثم العقل ... يعني الله عرفناه بالنقل ثم النقل؟
وجزاك الله خيرا(/)
طريقة سهلة جدا لافحام أهل البدع في المناظرة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 06:38]ـ
قال صاحب لمعة الاعتقاد رحمه الله
قال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس إليها: هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أو لم يعلموها؟ قال لم يعلموها، قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت؟ قال الرجل: فإني أقول: قد علموها، قال: أفوسعهم أن لا يتكلموا به، ولا يدعوا الناس إليه، أم لم يسعهم؟ قال: بلى وسعهم، قال فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت؟ فانقطع الرجل. فقال الخليفة - وكان حاضرا -: لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم.
وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة آيات الصفات وقراءة أخبارها ولإمرارها كما جاءت، فلا وسع الله عليه
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 08:59]ـ
بارك الله فيك و قد رويت تقريبا بلفظها عن شيخ أدخل على الواثق في مناظرة مع ابن أبي دواد و كمانت السبب في فتور الخليفة عن المحنة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 02:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 02:51]ـ
بارك الله فيكم
ومن الطرق المفحمة وهي شبيه بما ذكرت لكن بشكل أوسع ما ذكره ابن القيم في الصواعق (1/ 230) ط: العاصمة
عن العلامة شرف الدين عبد الله ابن تيمية في مناظرة جرت بينه وبين جهمي
قال بعد كلام له في ذكر أنواع النصوص في إثبات الصفات:
"ومن أبين المحال وأوضح الضلال حمل ذلك كله على خلاف حقيقته وظاهره ودعوى المجاز فيه والاستعارة وأن الحق في أقوال النفاة المعطلين وأن تأويلاتهم هي المرادة من هذه النصوص إذ يلزم من ذلك أحد محاذير ثلاثة لا بد منها أو من بعضها وهي:
القدح في علم المتكلم بها
أو في بيانه
أو في نصحه
وتقرير ذلك أن يقال:
إما أن يكون المتكلم بهذه النصوص عالما أن الحق في تأويلات النفاة المعطلين أو لا يعلم ذلك
فإن لم يعلم ذلك والحق فيها كان ذلك قدحا في علمه وإن كان عالما أن الحق فيها
فلا يخلو إما أن يكون قادرا على التعبير بعباراتهم التي هي تنزيه لله بزعمهم عن التشبيه والتمثيل والتجسيم وأنه لا يعرف الله من لم ينزهه بها أو لا يكون قادرا على تلك العبارات
فإن لم يكن قادرا على التعبير بذلك لزم القدح في فصاحته وكان ورثة الصابئة وأفراخ الفلاسفة وأوقاح المعتزلة والجهمية وتلامذة الملاحدة أفصح منه وأحسن بيانا وتعبيرا عن الحق وهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة أولياؤه وأعداؤه موافقوه ومخالفوه فإن مخالفيه لم يشكوا في أنه أفصح الخلق وأقدرهم على حسن التعبير بما يطابق المعنى ويخلصه من اللبس والإشكال
وإن كان قادرا على ذلك ولم يتكلم به وتكلم دائما بخلافه وما يناقضه كان ذلك قدحا في نصحه وقد وصف الله رسله بكمال النصح والبيان فقال تعالى "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " وأخبر عن رسله بأنهم أنصح الناس لأممهم فمع النصح والبيان والمعرفة التامة كيف يكون مذهب النفاة المعطلة أصحاب التحريف هو الصواب وقول أهل الإثبات أتباع القرآن والسنة باطلا هذا مضمون المناظرة فقال له الجهمي انزل بنا إلى الوطاة
قلت له ما أراد بذلك قال أراد أنك خاطبتني من فوق وتجوهت علي بجاه لا يمكنني مقاومته فانزل بنا إلى مباحث الفضلاء وقواعد النظار أو نحو هذا من الكلام. ا. هـ
وهذا ذكاء مفرط فرحم الله آل تيمية وجزاهم عن الإسلام خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 02:58]ـ
اخي أمجد الفلسطينى
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 03:17]ـ
جزيتم خيرا أيها المشرف.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 04:35]ـ
وانت اخي نضال جزاك الله خيرا و بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 11:28]ـ
اخبرني بعض الدعاة المشهورين انه ذهب الى بعض البلادالاسلامية وحصلت معه هذه القصة
انه التقى برجل مبتدع فتناقش معه في بدعة المولد النبوي
فزعم ذلك المبتدع ان الذي لايقيم تلك البدعة لايحب الرسول صلى الله عليه وسلم ومعنى ذلك انه يكفر من لايعمل المولد لان من لم يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بمسلم
فساله الداعية المشهور:هل هذه المسالة من امورالدين اومن امور الدنيا؟؟
قال المبتدع: بل هي من امور الدين
فقال له ا لداعية: هل علمها النبي صلى الله عليه وسلم ام جهلها؟؟
فقال المبتدع:بل علمها
فقال له الداعية:هل بلغها اوكنمها؟؟
فقال المبتدع: بلغها
فقال الداعية: فاين ادلتها فبهت المبتدع واذعن للحق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2009, صباحاً 12:15]ـ
يرفع للفائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[10 - Oct-2009, صباحاً 07:28]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبي محمد الغامدي وغير على هذه الفوائد الطيبة ونريد المزيد في بيان الرد على المبتدعين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Oct-2009, مساء 02:30]ـ
وانت اخي الكريم جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[10 - Oct-2009, مساء 03:29]ـ
بارك الله فيك، فلقد أتيت بالدرر وأي درر
وللفائدة:
قال ابن كثير:
"إياس وهو صبي شاب وشيخ إلى قاضي عبد الملك بن مروان بدمشق، فقال له القاضي: إنه شيخ وأنت شاب فلا تساوه في الكلام، فقال إياس: إن كان كبيرا فالحق أكبر منه، فقال له القاضي: اسكت، فقال: ومن يتكلم بحجتي إذا سكت؟ فقال القاضي: ما أحسبك تنطق بحق في مجلسي هذا حتى تقوم، فقال إياس: أشهد أن لا إله إلا الله، زاد غيره فقال القاضي: ما أظنك إلا ظالما له، فقال: ما على ظن القاضي خرجت من منزلي.
فقام القاضي فدخل على عبد الملك فأخبره خبره فقال: اقض حاجته واخرجه الساعة من دمشق لا يفسد على الناس".
[البداية والنهاية/ ج9،صـ 366]
قال ابن كثير أيضاً:
"قال بعضهم عن إياس قال: كنت في الكتاب وأنا صبي فجعل أولاد النصارى يضحكون من المسلمين ويقولون: إنهم يزعمون أنه لا فضلة لطعام أهل الجنة، فقلت للفقيه - وكان نصرانيا [وفي وفيات الأعيان 1/ 248 ذكر أن الفقيه كان يهوديا].
: ألست تزعم أن في الطعام ما ينصرف في غذاء البدن؟ قال: بلى، قلت فما ينكر أن يجعل الله طعام أهل الجنة كله غذاء لابدانهم؟ فقال له معلمه: ما أنت إلا شيطان".
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[10 - Oct-2009, مساء 03:46]ـ
للفائدة: قرأت هذه المناظرة في كتاب الأجوبة المسكتة للأستاذ إبراهيم بن عبد الله الحازمي فأحببت أن أضعها للفائدة:
أسر غلام من بطارقة الروم – وكان غلاماً جميلا – فلما صار إلى دار الإسلام أخذه الخليفةَ – وذلك في خلافة بني أمية- فسماه بشيراً، وأمر به إلى الكتاب فكتب وقرأ القرآن وطلب الأحاديث وروى الشعر.
فلما بلغ أتاه الشيطان فوسوس إليه وذكره النصرانية دين آبائه، فهرب مرتداً من دار الإسلام إلى أرض الروم، فأتي به إلى الطاغية فسأله عن حاله، وما الذي دعاه إلى الدخول في دين النصرانية، فأخبره برغبته فيه، فعظم في عين الملك، ورأسه وصيَّره بطريقاً من بطارقته، وأقطعه قرى كثيرة فهي اليوم تعرف به يقال لها " قرى بشير"، وكان من قضاء الله وقدره أن أسر ثلاثون أسيرا من المسلمين، فأدخلوا على بشير، فسألهم رجلا رجلا عن دينهم، وكان فيهم شيخ من أهل دمشق يقال له " واصل "، فسأله بشيراً، فأبى الشيخ أن يرد عليه شيئا، فقال له بشير: ما لك لا تجيبني؟ إني سائلك غدا، فأعد لي جوابا وأمره بالانصراف
فلما كان الغد بعث إليه بشير، فأدخل عليه الشيخ فقال بشير:
الحمدلله الذي كان قبل أن يكون شيء من خلقه، وخلق سبع سماوات طباقا بلا عون كان معه من خلقه، ودحا سبع أرضين بلا عون كان معه من خلقه، فعجب لكم معاشر العرب حين تقولون: " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون "، فسكت الشيخ.
بشير: ما لك لا تجيبني؟
الشيخ: كيف أجيبك وأنا أسير في يديك؟ فإن أجبتك بما تهوى أسخطت ربي وأهلكت نفسي، فأعطني عهد الله وميثاقه، وما أخذ الله عز وجل على النبيين وما أخذ النبيون على الأمم أن لا تغدر بي، ولا تمحلني، ولا تبغي عليّ باغية سوء، وأنك إذا سمعت الحق تنقاد له.
بشير: فلك عليّ عهد الله وميثاقه وما أخذ الله على النبيين وما أخذ النبيون على الأمم أن لا أغدر بك ولا أبغي عليك باغية سوء، وإني إذا سمعت الحق أنقاد له.
أما ما وصفت من صفة الله – عز وجل- فقد أحسنت الصفة، ولم يبلغ علمك ولم يستحكم رأيك أكثر من هذا، والله عز وجل أعظم، وأكبر مما وصفت، ولا يصف الواصفون صفته، وأما ما ذكرت من صفة هذين الرجلين – آدم وعيسى- فقد أسأت الصفة، ألم يكونا يأكلان ويشربان الشراب، ويبولان ويتغوطان وينامان ويستيقظان ويفرحان ويحزنان؟
بشير: بلى
الشيخ: فلم فرقت بينهما؟
بشير: لأن عيسى كان له روحان اثنان، فروح يبرئ بها الأكمه والأبرص، وروح يعلم بها الغيب، ويعلم ما في قعر البحر وما يتحات من ورق الشجر.
الشيخ: روحان اثنان في جسد واحد؟
بشير: نعم
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ: فهل كانت القوية منهما تعرف موضع الضعيفة أم لا؟
بشير: قاتلك الله، ماذا تريد أن تقول إن قلت أنها تعلم، وماذا تريد أن تقول إن قلت أنها لا تعلم؟
الشيخ: إن قلت إنها تعلم، فما لهذه القوية لا تطرد عنها هذه الأخرى؟ وإن قلت إنها لا تعلم، قلت: كيف تعلم الغيوب ولا تعلم روحا معها في محل واحد في جسد واحد؟ فسكت بشير.
الشيخ: بالله عليك هل عبدتم الصليب امتثالاً لعيسى بن مريم على أنه صلب؟
بشير: نعم
الشيخ: فبرضى منه، أو بسخط؟
بشير: هذه أخت تلك، وماذا تريد أن تقول إن قلت برضى منه أو بسخط؟
الشيخ: إن قلت برضى، قلت: فما أنتم بقوم أعطوا ما سألوا، وأرادوا، وإن قلت: بسخط قلت: فلم تعبدون من لم يمنع عن نفسه؟
بشير: والضار والنافع ما ينبغي لأحد مثلك أن يعيش إلا في النصرانية. أراك رجلا قد تعلمت الكلام، وأنا رجل صاحب سيف، ولكني آتيك غدا بمن يخزيك الله على يديه، ثم أمره بالانصراف.
فلما كان الغد بعث بشير إلى الشيخ فلما دخل عليه إذا عنده قس عظيم اللحية.
بشير: إن هذا رجل من العرب فكلمه حتى تنصره، له حكم وعقل وأصل في العرب، وقد أحب أن يدخل في ديننا، فسجد القس لبشير
القس: ما أتيت إلا بالخير، وهذا أفضل ما أتيت به إليّ ثم أقبل على الشيخ
القس: أيها الشيخ ما أنت بالكبير الذي ذهب عنه عقله، وتفرق عنه حكمه، ولا بالصغير الذي لم يستكمل عقله ولم يبلغ حلمه، غداً أغطسك في المعمودية غطسة، تخرج منها كيوم ولدتك أمك.
الشيخ: فما هذه المعمودية؟
القس: ماء مقدس
الشيخ: من قدسه؟
القس: أنا قدسته والأساقفة من قبلي
الشيخ: فهلا كانت لك ذنوب وخطايا، وللأساقفة من قبلك، أم أنتم مبرؤون من النقص؟
القس: نعم، إنها لأكثر من ذلك، ولا يسلم من الذنب والعيب إلا الله تعالى.
الشيخ: هل يقدس الماء من لم يقدس نفسه؟
فسكت القس
القس: إني لم أقدسه أنا
الشيخ: فكيف كانت القصة إذن؟
القس: إنها سنة عيسى بن مريم
الشيخ: فكيف كان الأمر إذن؟
القس: إن يحيى بن زكريا أغطس عيسى بن مريم بأردن غطسة، ومسح له رأسه، ودعا له بالبركة.
الشيخ: واحتاج عيسى إلى يحيى بن زكريا أن يمسح له رأسه ويدعو له بالبركة؟ فاعبدوا يحيى، فيحيى خير لكم من عيسى؟ فسكت القس. واستلقى بشير على فراشه وأدخل فاه في كمه وجعل يضحك!!
بشير للقس: قم أخزاك الله دعوتك لتنصره، فإذا أنت قد أسلمت.
ثم إن الشيخ قد بلغ أمره إلى الملك، فبعث إليه الملك
الملك: ما الذ يبلغني عنك، من تنقيص لديني ووقيعتك فيه؟
الشيخ إن لي دينا كنت ساكتا عنه، فلما سئلت لم أجد بدا من الذب عنه
الملك: وهل في يديك حجة؟
الشيخ: ادع لي من شئت حتى يحاورني، فإن كان الحق في يدي فلا تلمني على الذب عن الحق، وإن كان الحق في يده رجعت إلى الحق.
فدعا الملك بعظيم النصرانية، فلما دخل سجد له الملك، ومن عنده أجمعون.
الشيخ: أيها الملك من هذا؟
الملك: رأس النصرانية الذي تأخذ عنه النصرانية دينها
الشيخ: فأنتم تكرهون الآدمي، يكون منه ما يكون من بني آدم من الغائط والبول والنوم والسهر، وتأخذكم غيرة من ذكر نسبة النساء إليه، وتزعمون أن رب العالمين سكن ظلمة البطن، وضيق الرحم، ودنس بالحيض!!
القس: هذا شيطان من شياطين البحر رمى به البحر إليكم فأخرجوه من حيث جاء.
فأقبل الشيخ على القس.
الشيخ: عبدتم عيسى بن مريم، لأنه لا أب له، فضموا آدم مع عيسى حتى يكون لكما إلهان اثنان، وإن كنتم عبدتوه لأنه أحيا الموتى بإذن الله فهذا حزقيل مر بميت، كما تجدونه بالإنجيل ولا تنكرونه، فدعا الله عز وجل فأحياه له حتى كلمه، فضموا حزقيل مع عيسى بن مريم وآدم حتى يكون لكم ثلاثة آلهة، وإن كنتم إنما عبدتموه لأنه أراكم المعجزات، فهذا يوشع بن نون قاتل قومه حتى غربت الشمس فقال لها: ارجعي بإذن الله تعالى، فرجعت اثني عشر برجا، فضموا يوشع أيضا إلى عيسى ليكون لكم أربع، وإن كنتم عبدتموه لأنه عرج به إلى السماء فمن ملائكة الله عز وجل كل نفس اثنان بالليل، واثنان بالنهار يعرجون إلى السماء ما لو ذهبنا نعدهم لالتبس علينا في عقولنا، واختلط علينا ديننا، وما زدنا إلا تحيرا، ثم قال: أيها القس، أخبرني عن رجل يحل به الموت، الموت أهون عليه أم القتل؟
القس: بل القتل
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ: فلم لم يقتل عيسى أمه، بل عذبها بنزع الروح؟ إن قلت: إنه قتلها، فما بر أمه في قتلها، وإن قلت: إنه لم يقتلها فما بر أمه في تعذيبها بنزع النفس.
القس: اذهبوا به إلى الكنسية العظمى، فإنه لا يدخلها أحد إلا تنصر
الملك: اذهبوا به إلى الكنسية
الشيخ: لماذا يذهب بي إلى الكنسية ولا حجة علي ّ دحضت حجتي؟
الملك: لا يضرك شيء، إنما هو بيت من بيوت الله، تذكر فيه ربك
الشيخ: أما إذا كان هكذا فلا بأس
فذهبوا به إلى الكنيسة، فلما دخل إلى الكنيسة، وضع أصبعيه في أذنيه ورفع صوته بالآذان، فجزعوا لذلك جزعا شديدا، وصرخوا لذلك، وكتفوه وجاءوا إلى الملك
القس: أيها الملك، إنه أحل بنفسه القتل
الشيخ: أيها الملك، أين هبوا بي؟
الملك: ذهبوا بك موضعا تذكر ربك فيه
الشيخ: فقد دخلته وذكرت ربي فيه بلساني، وعظمته بقلبي، فإن كان كلما ذكر الله في كنائسكم صغر إليكم دينكم فزادكم الله صغارا
الملك:صدق وما لكم عليه سبيل
القسس: أيها الملك لا نرضى حتى نقتله
الشيخ: إنكم متى قتلتموني، فبلغ ذلك على ملكنا وضع يده في قتل القسس والأساقفة، وخرب الكنائس، وكسر الصلبان ومنع النواقيس
القسس: وإنه ليفعل؟
الشيخ: فلا تشكو في ذلك (فتركوه)
الشيخ: أيها الملك، بم علا أهل الكتاب على أهل الأوثان؟
الملك: لأنهم عبدوا ما عملوا بأيديهم
الشيخ: فهذا أنتم عبدتم ما عملتم بأيديكم، هذه الأصنام التي في كنائسكم، فإن كان في الإنجيل فلا كلام لنا فيه، وإن لم تكن في الإنجيل فما أشبه دينكم بدين أهل الأوثان
الملك: صدق، هل تجدونه في الإنجيل؟
القسس: لا
الملك: فلم تشبهون ديني بدين أهل الأوثان
فأرمهم بتبييض الكنائس، فجعلوا يبيضونها ويبكون
وقال القسس: هذا شيطان من شياطين العرب، قذفه البحر لكم، فأخرجوه من حيث جاء، ولا يقطر من دمه قطرة في بلادكم فيفسد عليكم دينكم، فوكلوا به رجالاً فأخرجوه من حيث جاء من دمشق، ووضع الملك يده في قتل القسيسين والبطارقة والأساقفة، حتى هربوا على الشام لما لم يجد أحد يحاجه ..........
الأجوبة المسكتة: (1/ 252 - 259)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2009, صباحاً 12:37]ـ
وانت اخي الكريم جزاك الله خيرا و بارك الله فيك(/)
قراءة لعقول أصحاب الفكر المنحرف
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 09:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقوم الآن بحول الله وقوته ـ في هذه المرحلة من عمري ـ بعمل قراءة تحليلية للشاذين فكريا، وسلوكيا، وقد قطعت شوطا فيما يتعلق برؤوس الفرق الإسلامية القديمة، والمذاهب الحديثة، وانتهيت من عمل قراءة في عقلية المنافقين، وهو تحت المراجعة الآن ولعلَّ الله أن ييسر نشره بعد ذلك.
هنا بعض هذه القراءات مختصرة جدا.
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/411/
وهنا:
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/413/
أنتظر ملاحظاتكم. إن كانت.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:27]ـ
ولا تعليق؟
؟(/)
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دائرة المعارف الإسلامية /عرض ونقد /د. القاسم
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 02:48]ـ
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
في دائرة المعارف الإسلامية
عرض ونقد
د. خالد بن عبد الله القاسم
نشر المقال في مجلة البحوث الإسلامية
العدد 61 الإصدار: من رجب إلى شوال لسنة 1421هـ
تمهيد:
تعريف بدائرة المعارف الإسلامية:
تعد " دائرة المعارف الإسلامية " أهم مؤلف استشراقي على الإطلاق، وهذا يرجع لأسباب متعددة منها:
العدد الكبير من أساطين المستشرقين المساهمين فيها، وكبر حجمها، وتنوع المعارف فيها، واستمرارية إخراجها، وتعدد لغاتها حيث خرجت بالإنجليزية والفرنسية والألمانية، وترجمت إلى العربية والأردية والتركية وغير ذلك، وتعد بحق خلاصة الفكر الاستشراقي، لذا لا يستغني عنها أي باحث في علم الاستشراق.
وقد شعر المستشرقون في مؤتمراتهم الدولية بالحاجة إلى دائرة معارف لأعلام العرب والإسلام؛ لكي تجمع شتات دراساتهم عنهم باللغات الثلاث: الألمانية والفرنسية والإنجليزية، فدعوا إليها في سنة 1895 م، وكلفوا هوتسما [1] بإنشائها ومطبعة ليدن بإصدارها، واستعين بالمجامع ومؤسسات نشر العلم في أوروبا قاطبة؛للإنفاق عليها، فأمدتها بالمال.
بدأ تأليفها سنة (1906) ومن أوائل من بادر بها هوتسما، وحرر الدراسات المتعلقة بالخلافة العثمانية وفارس والهند والهولندية، ثم حل محله فيما بعد فنسنك [2] عام (1924م).
وقد خرجت الطبعة الأولى في سنة (1933 م) في خمسة عشر مجلدا، كل مجلد يقارب خمسمائة صفحة اشتملت على مواد من حرف الألف حتى أجزاء من حرف العين، وبالتحديد انتهت بمادة " عارفي باشا " [3] وطبعتها دار الفكر بالقاهرة.
ثم الطبعة الثانية في سنة (1969 م) في ستة عشر مجلدا كل مجلد يقارب ستمائة صفحة، واشتملت من حرف الألف حتى أجزاء من حرف الخاء، وانتهت بمادة " خدا بخش " [4] وهي مشتملة على ما وجد من الدائرة الأصل، ورمزوا للمواد المضافة بالرمز (+).
وقد بلغ عدد كتّاب الدائرة في كلا الطبعتين (486) كاتباً، حرروا (3930) مادة [5]
كما طبعت طبعة مترجمة كاملة بتمويل من إمارة الشارقة في 33 مجلدا، منها مجلد فهارس، احتوت على الطبعتين الأولى والثانية بهوامشها، وترجم الجزء المتبقي من حرف العين حتى النهاية، وهمش على الزيادة هوامش مفيدة لأساتذة مصريين وبلغت الزيادة عشر وبلغ مجموع الصفحات (10240) صفحة في أكثر من (5000) مادة. [6]
وقد احتوت الدائرة على تشويه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وعلماء الإسلام والمسلمين لا سيما أهل السنة والجماعة، وكافة الدعوات السلفية الإصلاحية ومن أهمها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وسأتناول في هذا البحث مزاعمهم تجاه هذه الدعوة المباركة ومناقشتهم في تلك المزاعم.
الطعن في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
أولا: نظرة عامة لما في الدائرة:
جاء ذم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في مواضع كثيرة في دائرة المعارف الإسلامية ووصفوا بالأوصاف الشنيعة، وافتري عليهم ما لم يقولوا به، وصدق كلام خصومهم فيهم، حيث تزعم الدائرة أنهم يكفرون ما سواهم من المسلمين، وأنهم مشبهة في الصفات، ولا يعترفون بالقياس والإجماع، وأنهم متطرفون، بل هم أشد المسلمين تعصبا وتزمتا، ويحرمون زيارة القبور ويعدونها بدعة، ويهاجمون أشد الأماكن قداسة عند أهل السنة والشيعة، كما أن لهم دورا كبيرا في القرصنة في البحر والسلب في البر، كما كانت تجارة الرقيق بسببهم مزدهرة، وهم ينكرون التقليد!.
وهذه طائفة من النقول من الدائرة الدالة على ذلك:
عند الحديث عن مصادر التشريع الأربعة: (ومهما يكن من شيء فإن المذاهب الأربعة قد تخلت عن هذه [الاكتفاء بالقرآن والسنة وحدهما] وأخذ الإجماع والقياس مكانهما بين أصول الفقه. وهذه الأصول الأربعة لم يعترف بها قط الخوارج والوهابية فضلا عن الشيعة)
[الدائرة الأولى 12\ 285، السنة فنسنك.]
وجاء أيضا: (وكانت زيارة قبور الأولياء من البدع التي حاربها محمد بن عبد الوهاب)
[الدائرة الأولى 10\ 473، زيارة، فنسنك.]
كما جاء أيضا: (لا يعتبر موحدا كل من زار قبور الأولياء)
[الدائرة الثالثة 32\ 10174 مرجليوث.]
(يُتْبَعُ)
(/)
كما جاء عن قبائل الدواسر: (وهم يعيشون حيثما تيسر لهم على السلب، ويقال إنهم أكثر الوهابيين تعصبا وخطورة)
[الدائرة الأولى 9\ 306، دواسر، فاير.]
وجاء أيضا: (ولما كان جميع المسلمين اليوم ما عدا المتطرفين من أهل الحديث والمشبهة كالوهابية وأصحاب ابن تيمية يأخذون بما يقوله الغزالي في أمر العقائد الإسلامية، ويقدرونه تقديرا كبيرا فيحسن أن نرجع إلى الرسالة القدسية التي كتبها في بيت المقدس)
[الدائرة 4\ 265، الله، ماكدونالد.]
وجاء أيضا: (وكذلك يرى الوهابيون في أنفسهم أنهم وحدهم هم الموحدون، وأن سائر المسلمين مشركون وأنهم هم أنفسهم المكلفون بإحياء السنة، وهم يرون أن السنة القديمة وشخصية النبي وجوهر الإسلام تبعا لذلك قد شوهت بسبب تقديس الأولياء، وهم من أجل ذلك يهاجمون أكثر أماكن الإسلام قداسة عند أهل السنة وعند الشيعة؛ لأن هذه الأماكن تعتبر في نظرهم معاقل لعبادة الأوثان)
[الدائرة الأولى 13\ 217، شرك، بيوركمان.]
وجاء: (وزار بورخارت هذا المكان- بقيع الغرقد - بعد غزو الوهابيين فوجد أنه أصبح أتعس المقابر حالا في المشرق- يشير إلى هدم القباب والزخارف -)
[الدائرة 7\ 462، بقيع الغرقد، بلا.]
كما جاء في وصف جماعة أهل الحديث في الهند: (ويسمي الوهابيون في الهند أنفسهم بهذا الاسم) ثم جاء في وصفهم: (عنوا خاصة بتوكيد التوحيد، وإنكار علم الغيب لأي من مخلوقات الله، وقد اقتضى هذا إنكار كرامات الأولياء، والمبالغة في تقديسهم)
[الدائرة 5\ 143، 144، أهل الحديث، ش عنايات الله.]
كما جاء: (وكان هدف البريطانيين من تدخلهم في سياسة بحر فارس هو القضاء على تجارة الرقيق والقرصنة اللتين كانتا قد نظمتا تنظيما أفضل مع اتساع نفوذ الوهابيين)
[الدائرة 6\ 297، بحر فارس، بكنكهام.]
كما جاء: (المخترعات الحديثة تستخدم بلا حرج بين الوهابيين، وهم أكثر فرق الإسلام الحديث تزمتا)
[الدائرة 6\ 417، بدعة، روبصون.]
كما جاء عن بعض سكان سومطرة الأندونوسية: (وقد عاد من الحجاز في أوائل القرن التاسع عشر ثلاثة من أهل منغكاباو بعد أن أدوا فريضة الحج، ورأوا الحكم الوهابي في مكة بعد سنة 1806 م فامتلأت نفوسهم بالحماسة لتزمت الوهابيين وتشددهم)
[الدائرة 6\ 411، بدري، كرن،]
كما جاء وصفهم بـ " التطرف "
[الدائرة 4\ 265، الله، ماكدونالد.]
وجاء أيضا: (ولقد رفض الوهابيون السماح لقوافل المحمل الذي أعدته الحكومة التركية بدخول الأراضي المقدسة، وأبطل سعود الخطبة للسلطان، وقال في رسالة رسمية: إنه ليس على والي دمشق أن يعتنق المذهب الوهابي فحسب، بل على السلطان أن يفعل ذلك. ولما رفض صاحب دمشق رفضا باتا أن يذعن لمشيئته أجابه سعود بسلب حوران في يوليه عام 1810 م)
[الدائرة 1\ 309، ابن سعود، مورتمان.]
وجاء في الدائرة أيضا: (وينكر الوهابية، وأولهم إمامهم ابن عبد الوهاب التقليد)
[الدائرة 9\ 476، التقليد، شاخت.]
ثانيا: عدم وجود الأدلة على ما زعموا:
لم يقم دليل واحد على غالب تلك الدعاوى، وقد أخذها أولئك المستشرقون من أعداء الدعوة الإصلاحية " الوهابية " إذ أن تلك هي مفترياتهم القديمة على الدعوة.
ورسائل الشيخ وكتبه ومصنفات تلاميذه موجودة متاحة، فالواجب الرجوع إليها والتأكد من تلك المزاعم.
إن كتب أئمة الدعوة طافحة بخلاف أكثر ما ذكر، مستدلة في جميع مسائلها بالقرآن والحديث وإجماع أهل العلم.
وقد أنكر الشيخ نفسه في حياته كثيرا من هذه المزاعم التي افتراها عليه بعض أعدائه، حيث جاء في إحدى رسائله إلى أهل القصيم: " ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم، وأنه قبلها وصدقها بعض المنتسبين للعلم في جهتكم، والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: أني مبطل كتب المذاهب الأربعة، وأني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وأني أدعي الاجتهاد، وأني خارج عن التقليد، وأني أقول: إن اختلاف العلماء نقمة. وأني أكفر من توسل بالصالحين، وأني أكفر البوصيري؛ لقوله يا أكرم الخلق، وأني أقول: لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها
(يُتْبَعُ)
(/)
، وجعلت لها ميزابا من خشب، وأني أحرم زيارة قبر النبي، وأني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما، وأني أكفر ابن الفارض وابن عربي، وأني أحرق دلائل الخيرات، وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين.
جوابي عن هذه المسائل: سبحانك هذا بهتان عظيم ". [7]
وقال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف [8] عن أعداء الدعوة:
" وعندما عجز كبراؤهم في ميادين الحجج والبراهين وباءوا بالفشل لجأوا إلى وضع العقبات في سبيل الدعوة وإلى الاعتداء الأمر الذي ألجأ الشيخ وحزبه برياسة الأمير محمد بن سعود أن يقاومهم. . . فجرت الحروب الشديدة بين حزب الشيخ وبين أولئك المخالفين، فكما فشلوا في ميادين الحجج العلمية وخرجوا صفر اليدين، فشلوا أيضا في ميادين المقارعة والحروب، وكان النصر في الأغلب حليف الشيخ وحزبه. فلما لم يبق لديهم من سلاح يحاربون الدعوة به؛ شرع بعض المدعين للعلم والحكام يزيدون في اختلاقهم للأكاذيب والافتراءات وينسبونها إلى الشيخ، وأخذوا في استعمال الدعايات الكاذبة والإشاعات الباطلة، وطفق بعضهم يكتب إلى الأتراك، وإلى الأشراف في الحجاز: إن هذا مبتدع، ومذهبه خامس المذاهب، ولا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر جميع الناس إلا من كان من أتباعه. . . ". [9]
إن أعداء الدعوة من أهل نجد والحجاز المصريين والأتراك غير مؤهلين للسماع منهم؛ لكون غالب عداوتهم للدعوة من باب الجهل والحسد، وكفهم عما يخالف الشريعة مما ألفوه من البدع، وانقطاع ما يصل إلى بعضهم من أموال حقا كانت أم باطلا.
وقد فطن لذلك التشويه والافتراءات على دعوة الشيخ رحمه الله بعض المؤرخين المسلمين والغربيين المحايدين، فنبهوا على كذب تلك المزاعم، ومن ذلك:
ما ذكره الجبرتي المؤرخ المصري الشهير [10] في حوادث الحج سنة 1223 هـ، حيث قال عن أهم الأحداث: " ومنها انقطاع الحج الشامي والمصري معتلّين بمنع الوهابي الناس عن الحج، والحال ليس كذلك؛ فإنه لم يمنع أحدا يأتي الحج على الطريقة المشروعة؛ وإنما يمنع من يأتي بخلاف ذلك من البدع التي لا يجيزها الشرع، مثل المحمل والطبل والزمر وحمل الأسلحة، وقد وصل طائفة من الحجاج المغاربة حجوا ورجعوا في هذا العام وما قبله، ولم يتعرض لهم أحد بشيء، ولما امتنعت قوافل الحج المصري والشامي، وانقطع عن أهل المدينة ومكة ما كان يصل إليهم من الصدقات والعلائف والصرر التي كانوا يتعيشون منها، خرجوا من أوطانهم بأولادهم ونسائهم، ولم يمكث إلا الذي ليس له إيراد من ذلك، وأتوا إلى مصر والشام، ومنهم من ذهب إلى إسلامبول يتشكون من الوهابي، ويستغيثون بالدولة في خلاص الحرمين؛لتعود لهم الحالة التي كانوا عليها من إجراء الأرزاق، واتصال الصلات ". [11]
ومن المعلوم أن الجبرتي شاهد منصف، وليس له أي ميول في هذه القضية، وقد شهد الجميع بنزاهته وتثبته، ومن ذلك ما جاء في الدائرة نفسها بقلم اثنين من كتابها حيث قال ماكدونالد في الطبعة الأولى: (ولا شك في نزاهة أحكام الجبرتي، فهو من بيت علم يعرف قدر الرواية المحكمة إذا رواها شاهد عيان)
[الدائرة 11\ 65، الجبرتي، ماكدونالد.]
وقال عن تاريخه: (وهو أعظم تواريخ مصر في القرن الثاني عشر والثالث عشر للهجرة)
[الدائرة 11\ 65، الجبرتي، ماكدونالد.]
كما وصفه إيالون في الطبعة الثانية بقوله حين الحديث عن أسرته: (وظهر في هذه الأسرة مؤرخ عظيم، كان بلا شك ظاهرة فريدة في فن تدوين التاريخ الإسلامي)
[الدائرة 11\ 66، الجبرتي، إيالون.]
وقال العلامة العراقي الآلوسي عن دعوة الشيخ في كتابه "تاريخ نجد": " ونقص عليك شيئا من سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ونذكر طرفا من أخباره وأحواله؛ ليعلم الناظر فيه بحقيقة أمره، فلا يروج عليه تشنيع من استحوذ عليه الشيطان وأغواه، وبالغ في كفره واستهواه. . . ".
ثم أخذ يسرد فضائله ويبرهن على صحة معتقده
انظر: محمد بن عبد الوهاب في التاريخ، عبد الله بن سعد الرويشد ص 408، 409، رابطة الأدب الحديث، دطت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال برائجس [12]: لقد أشاع الباب العالي أنه- أي سعود بن عبد العزيز - نهى الناس عن زيارة المدينة، إلا أن هذا ليس بصحيح، فإنه نهى فقط عن ارتكاب الأعمال الشركية عند الروضة المطهرة، كما نهى عنها عند قبور الأولياء. . . بعض الجهال يرونهم- أي الوهابيين- كفارا، وقد اعتمد الأتراك على الشائعات التي روجها الأشراف، إلا أن الحقيقة أنهم متبعون تماماً للقرآن والسنة، وكانت حركتهم تطهيرية خالصة في الإسلام "، وقال أيضا ردا على أحد الفرنسيين وقد ألف كتابا سنة 1808 هـ ادعى بأنه سمع من مقرب من سعود أن سعود ألغى الحج، فرد عليه برائجس: " يجب على الفرنسي الأحمق الذي ذكر نسخ الحج أن يعرف أن سعود نهى عن التقاليد القبيحة في الحج، وأن أول عمل عمله بعد دخول مكة هو الطواف والعمرة" [13]
فكما أن هذا هو حال أعداء الدعوة في شبهاتهم فإن حالهم كذلك في قتالهم، ولا أدل على ذلك مما ذكره الجبرتي بعد هزائم المصريين والأتراك أول الأمر في الجزيرة العربية، حيث قال نقلا عن بعض من حضر الحرب: " ولقد قال لي بعض أكابرهم- في جيش محمد علي - من الذين يدعون الصلاح: أين لنا بالنصر؟!
وأكثر عساكرنا على غير الملة، وفيهم من لا يتدين بدين، ولا ينتحل مذهبنا، وبصحبتنا صناديق المسكرات، ولا يسمع في عرضنا أذان، ولا تقام به فريضة، ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين، والقوم إذا دخل الوقت أذن المؤذنون، وينتظمون صفوفا خلف إمام واحد بخشوع وخضوع، وإذا حان وقت الصلاة والحرب قائمة أذن المؤذنون وصلوا صلاة الخوف، فتتقدم للحرب طائفة، وتتأخر الأخرى للصلاة، وعساكرنا يتعجبون من ذلك؛ لأنهم لم يسمعوا به فضلا عن رؤيته.
وكان كثيرا من قتلاهم- الجيش المصري- لما ظهرت عورته لغسيله بعد القتل وجدوا غلفا غير مختونين، وقد سبى الجيش المصري نساء في بدر، حتى إن بعض أهل بدر الصلحاء قال لبعض العسكر: أعطني زوجتي.
قال: حتى تبيت معي الليلة، وأعطيها لك من الغد "
تاريخ الجبرتي 7\ 823.
وقد شهد بصحة معتقد الشيخ محمد وأتباعه - رحمهم الله- علماء مكة والمدينة من سائر المذاهب وكذا الشريف غالب أمير مكة حينذاك بعد الجلوس مع علماء الدعوة. [14]
كما مدح دعوته وأطنب في مدحه كثير من العلماء والمفكرين المنصفين من خارج نجد منهم الأمير الصنعاني، ومؤرخ مصر الجبرتي، والشيخ القاسمي الذي حوكم بتهمة العمل على الوهابية، والعلامة الآلوسي، وكذلك الشيخ محمد رشيد رضا والأمير شكيب أرسلان ومحمد كرد علي، والشيخ طاهر الجزائري، وخير الدين الزركلي المؤرخ السوري المشهور صاحب كتاب الأعلام، وقد مدح الشيخ في ترجمته له 6\ 257، وغيرهم كثير.
انظر جميع ذلك ما خلا الجبرتي في: ''محمد بن عبد الوهاب في التاريخ '' عبد الله بن سعد الرويشد 408، 409.
وهذا المطلب في حد ذاته كاف كرد إجمالي على تلك المطاعن جميعا.
[ COLOR="Red"] ثالثا: علماء الدعوة وتكفير المسلمين:
جاءت هذه الفرية على لسان بيوركمان [15] بقوله: " يرى الوهابيون في أنفسهم أنهم وحدهم هم الموحدون، وأن سائر المسلمين مشركون "
[الدائرة، الأولى 13\ 217، شرك، بيوركمان.]
وهذه الفرية نشرها ابن عابدين [16] في حاشيته رد المحتار 3\ 309، دار إحياء التراث العربي، بيروت، وابن دحلان حيث يقول عن محمد بن عبد الوهاب: " وسعى بالتكفير للأمة خاصها وعامها وقاتلها على ذلك جملة إلا من وافقه على قوله " [17]
إن محمد بن عبد الوهاب وأتباعه لا يكفرون عموم المسلمين؛ وإنما يكفرون من قامت عليه الحجة بالعلم ثم أشرك مع الله غيره بعبادة القبور، أو بموالاة عبادها على أهل التوحيد، أو عمل ناقضا من نواقض الإسلام المجمع عليها.
قال محمد بن عبد الوهاب: " فإن قال قائلهم: إنهم يكفرون بالعموم،
فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة، ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد، ويسميهم الخوارج، ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد ". [18]
وقال أيضا: " وأما التكفير، فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفر، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك "
(يُتْبَعُ)
(/)
رسالة محمد بن عبد الوهاب إلى من يصل إليه من المسلمين ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1\ 51.
وقال عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مدافعا عن مذهبه وردا على ما قاله له: " إنك ضللت وكفّرت من خالف مذهبك في الصفات " لما فقال: " إن الأمة اختلفوا في هذه المسائل اختلافا كثيرا، ولم يكفر بعضهم بعضا؛ وإنما يكفرون من خالف نص كتاب أو سنة، وقامت عليه الحجة، واعتقد أن الحق خلاف ذلك.
وأما نحن فلم نكفر أحدا بهذه الأمور، وإنما كفرنا من أشرك بالله وعبد معه غيره، وقامت عليه الحجة، واستهزأ بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أو شيء منه، أو كرهه وأبغضه، والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة، كقوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ،
وقال تعالى: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ،
وقال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
وقال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ.
[نقض كلام الشيعة والزيدية، عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 4\ 97، جمع سليمان بن سحمان، مطبعة المنار المصرية، طبع قبل 1351هـ]
وقال عبد اللطيف بن عبد الرحمن: " وأما القول بأننا نكفر الناس عموما، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل " ومثل هذا، وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، إذا كنا لا نكفر من عبد القبور من العوام لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم؛ فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا! أو لم يكفر ويقاتل! سبحانك هذا بهتان عظيم "
[''الإمام محمد بن عبد الوهاب'' للرويشد 1\ 71.]
وقال أيضا: " وقد جاء في الحديث: "من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما فإطلاق القول بالتكفير والحالة هذه- انتشار الجهل- دليل على جهل المكفر وعدم علمه بمدارك الأحكام ".
[رسالة لعبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ، ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3\ 21، جمع سليمان بن سحمان، مطبعة المنار المصرية، طبع قبل 1351 هـ]
فهؤلاء أئمة الدعوة ينكرون هذه التهمة مبينين إدراكهم لعظم تكفير المسلم، وأنه من صفات الجهلة المتعجلين. وربما صدر تكفير بعض من يستحق ذلك، وقد مضى بيان حال بعض المخالفين في كلام الجبرتي السابق.
رابعا: وصف أتباع محمد بن عبد الوهاب بالمشبهة:
جاء في الدائرة اتهام أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالتشبيه في صفات الله تعالى
[الدائرة 4\ 265، الله، ماكدونالد.]
ومصنفات علماء الدعوة تنفي هذه التهمة بدءا من الشيخ نفسه حيث قال في شرح اعتقاده: " أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه، ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وآياته، ولا أكيف، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه؛لأنه تعالى لا سمي له، ولا كفؤ له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه ".
[انظر: رسالة الشيخ إلى أهل القصيم ضمن مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب القسم الخامس الرسائل الشخصية]
خامسا: اتهامهم بإنكار الإجماع والقياس:
جاء في الدائرة قول فنسنك عن مصادر التشريع: " وهذه الأصول الأربعة لم يعترف بها قط الخوارج والوهابية فضلا عن الشيعة "
[الدائرة الأولى 12\ 285، السنة، فنسنك] أي: أنهم يقتصرون على الكتاب والسنة، وينكرون الإجماع والقياس.
وهذا أيضا من الاتهامات الباطلة، وليس هناك ما يدل عليها، وكتب علماء الدعوة طافحة بالاستدلال بالكتاب والسنة والإجماع والقياس.
وقد ذكر علماء الدعوة أنهم على مذهب الحنابلة في أصول الفقه، حيث يأخذون بالنصوص في الكتاب والسنة ثم بأقوال الصحابة إذا اجتمعوا، وإذا اختلفوا اجتهدوا في التخير بين أقوالهم، ولم يخرجوا عنها، ثم بالحديث المرسل والضعيف المنجبر إذا لم يعارض، ثم بالقياس
(يُتْبَعُ)
(/)
[رسالة للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية 3\ 10.]
سادسا: اتهامهم بالتطرف والتشدد والتزمت:
جاء في الدائرة بقلم ماكدونالد: " ولما كان جميع المسلمين اليوم ما عدا المتطرفين من أهل الحديث والمشبهة كالوهابية وأصحاب ابن تيمية. . . "
[الدائرة 4\ 265، الله، ماكدونالد.]
وقال روبصون [19]: " المخترعات الحديثة تستخدم بلا حرج بين الوهابيين، وهم أكثر فرق الإسلام الحديث تزمتا "
[الدائرة 6\ 417، بدعة، روبصون.]
وقال كرن [20] عن بعض سكان سومطرة الأندونيسية: " وقد عاد من الحجاز في أوائل القرن التاسع عشر ثلاثة من أهل منغكاباو، بعد أن أدوا فريضة الحج، ورأوا الحكم الوهابي في مكة بعد سنة 1806 م فامتلأت نفوسهم بالحماسة لتزمت الوهابيين وتشددهم "
[الدائرة 6\ 411 بدري، كرن.]
قال مورتمان [21]: " ولقد رفض الوهابيون السماح لقوافل المحمل الذي أعدته الحكومة التركية بدخول الأراضي المقدسة، وأبطل سعود الخطبة للسلطان، وقال في رسالة رسمية: إنه ليس على والي دمشق أن يعتنق المذهب الوهابي فحسب بل على السلطان أن يفعل ذلك، ولما رفض صاحب دمشق رفضا باتا أن يذعن لمشيئته أجابه سعود بسلب حوران في يوليه عام 1810 م "
[الدائرة 1\ 309، ابن سعود، مورتمان.]
قلت: إذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة دين الله هو المقصود بالتشدد والتزمت والتطرف فنعم؛ فقد كانت دعوة الشيخ كذلك، بل ذلك هو غاية دعوة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أما سوى ذلك فلم تكن دعوة الشيخ رحمه الله بهذه الصفة، " بل إن الشيخ نفسه رغم شدة خصومة مناوئيه وضراوتها، وشناعة عنادهم، واستمراره، إلا أن الشيخ رحمه الله قد كان حريصا على هداية أولئك الخصوم، فيبذل الأسباب والوسائل لتحقيق ما يؤدي إلى استقامتهم والتزامهم بمتابعة الحق المؤيد بالدليل، ويظهر اللين والتلطف معهم ". [22]
ومن أمثلة ذلك: رسالته للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف أحد علماء الإحساء، حيث يخاطبه فيقول: " سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد وصل إلينا من ناحيتكم رسالة فيها إنكار وتغليظ علي، ولما قيل إنك كنت معهم وقع في الخاطر بعض الشيء؛ لأن الله نشر لك الذكر الجميل، وأنزل في قلوب عباده لك من المحبة ما لم يؤته كثيرا من الناس "
[الدرر السنية 1\ 31]
مع أن الشيخ المخاطب سبق له أن ألف رسالة في الرد على الشيخ سماها " سيف الجهاد لمدعي الاجتهاد"
[دعاوى المناوئين ص 36]
كما يخاطب الشيخ عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى فيقول: " إني أدعو لك في سجودي، وأنت وأبوك أجل الناس إلي وأحبهم عندي "
[مجموعة مؤلفات الشيخ، الرسائل الشخصية ص 281]
ومع ذلك فقد عانى الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الشيخ المخاطب وأبيه معاناة شديدة، وأصابه منهما نَكدٌ وَ هَمّ، كما صرح به الشيخ في رسائله مجموعة مؤلفات الشيخ، الرسائل الشخصية ص 314.
وهذا محمد بن فيروز الحنبلي المدافع عن الاستغاثة بالأموات، ومن ألد أعداء دعوة الشيخ، وقد كتب إلى الأتراك يستنجدهم لقتال البغاة الخارجين بنجد، وهو يقصد الشيخ وأتباعه، وحسبنا في بيان شدة كراهته وتعديه قوله: لعل الشيخ - يعني عبد الوهاب - غفل عند مواقعة أمه- يعني أم محمد بن عبد الوهاب- فسبقه الشيطان إليها فكان أبا هذا المارد "
[محمد بن عبد الوهاب للندوي ص 171، وانظر: دعاوى المناوئين ص 37]
ومع ذلك يصف الشيخ ابن فيروز في إحدى رسائله: " ولكن تعرف ابن فيروز أنه أقربهم إلى الإسلام، وهو رجل من الحنابلة "
[مجموعة مؤلفات الشيخ، الرسائل الشخصية ص 206]
كما كان أمراء آل سعود القائمون بنصرة الدعوة في نجد متسامحين، فهذا سعود أعظم أمراء الدولة ولىّ على المدينة النبوية قاضيا حنفيا من اسطنبول، كما أن قاضيه على القطيف كان من أهل فارس. [23]
(يُتْبَعُ)
(/)
كما كان علماء الدعوة متسامحين رحماء، مع حرصهم على تطبيق أحكام الله تعالى، ويشهد كل من جالسهم باعتدالهم وسعة علمهم، ومن ذلك ما يذكره المؤرخ المصري الجبرتي: " أنه لما أرسل عبد الله بن سعود اثنين من علماء نجد لمصر للتفاوض مع محمد علي، وجلسوا مع علماء الأزهر استأنسوا بهما، وأعجبوا بخلقهما وعلمهما بعد أن ناقشوهما واستمعوا إليهما، وسألوا عن أهل مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وعن الكتب المصنفة في مذهبه، فقيل انقرضوا من أرض مصر بالكلية، واشتريا نسخا من كتب التفسير والحديث مثل الخازن والكشاف والبغوي والكتب الستة " [24]
وقال: " وقد اجتمعت بهما مرتين فوجدت منهما أنسا، وطلاقة لسان، واطلاعا وتضلعا، ومعرفة بالأخبار والنوادر، ولهما من التواضع وتهذيب الأخلاق، وحسن الأدب، واستحضار الفروع الفقهية، واختلاف المذاهب ما يفوق الوصف" [25]
كما شهد الرحالة الأسباني " دومنغوبادلي أي لبيخ " [26] المعروف باسم الحاج علي بك العباسي - والذي عاصر الدولة السعودية الأولى وزار الحجاز إبان حكمهم، وشهد موكب الإمام سعود في مكة سنة 1806 م- باعتدال الوهابيين حيث قال: " إن الحقيقة تفرض علي أن أعترف أنني وجدت جميع الوهابيين الذين تحدثت إليهم على جانب من التعقل والاعتدال، وقد استقيت منهم كل المعلومات التي أوردوها عن مذهبهم. ولكن على الرغم من اعتدالهم لا يستطيع السكان والحجاج سماع مجرد اسمهم دون أن تمتلك الرجفة قلوبهم، ولا يتلفظون به إلا همسا. لذا فإن الناس يهربون منهم، ويتجنبون التحدث إليهم قدر الإمكان " [27]
وما يتعلق بالدعاء للسلطان فإن الدولة العثمانية في حالة حرب مع الدعوة فمن الطبيعي أن يلغي سعود الدعاء له في الخطبة.
وأما من حيث الحج فقد تقدم ما يدل على أن الأمراء السعوديين لم يمنعوا أحدا من الحج
[انظر: قول الجبرتي وبرائجس ص 908، 910، وإنما نهوا عن البدع وما خالف الشريعة، وكل ذلك إنما كان بعد الإنذار لعام كامل.]
سابعا: فيما يتعلق بالقبور:
جاء في الدائرة حكاية لمذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه: " وهم يرون أن السنة القديمة وشخصية النبي وجوهر الإسلام تبعا لذلك قد شوهت بسبب تقديس الأولياء، وهم من أجل ذلك يهاجمون أكثر أماكن الإسلام قداسة عند أهل السنة وعند الشيعة؛ لأن هذه الأماكن تعتبر في نظرهم معاقل لعبادة الأوثان "
[الدائرة الأولى 13\ 217، شرك، بيوركمان]
وقال بلا [28]: " وزار بوركهارت هذا المكان- بقيع الغرقد - بعد غزو الوهابيين فوجد أنه أصبح أتعس المقابر حالا في المشرق- يشير إلى هدم القباب والزخارف- "
[الدائرة 7\ 462، بقيع الغرقد، بلا]
وجاء أيضا: " وكانت زيارة قبور الأولياء من البدع التي حاربها محمد بن عبد الوهاب "
[الدائرة الأولى 10\ 473، زيارة، فنسنك، تقدمت ترجمته]
وجاء أيضا: " لا يعتبر موحدا من زار قبور الأولياء "
[الدائرة الثالثة 32\ 10174، مرجليوث.]
كما جاء في الدائرة في وصف جماعة أهل الحديث في الهند:: " ويسمي الوهابيون في الهند أنفسهم بهذا الاسم " ثم جاء في وصفهم: " عنوا خاصة بتوكيد التوحيد، وإنكار علم الغيب لأي من مخلوقات الله، وقد اقتضى هذا إنكار كرامات الأولياء، والمبالغة في تقديسهم "
[الدائرة 5\ 143، 144، أهل الحديث، ش عنايت الله]
قلتُ: الشيخ لم يحرم زيارة القبور، وإنما حرم ما يصاحب ذلك من بدع وشرك.
وفيما يتعلق بمهاجمتهم الأضرحة فصحيح، ولكن لا بد من مراعاة اعتبارين:
الأول: أنها وإن كانت أكثر الأماكن قداسة عند مرتاديها فإنها ليست أكثر الأماكن قداسة في الإسلام.
الثاني: أن القبور المرتفعة مخالفة للسنة، فضلا عن البناء عليها، وقد ثبت عن أبي الهياج الأسدي أنه قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته.
فرفع القبور مخالفة للسنة الشريفة، وأعظم من ذلك دعاء أصحابها؛ إذ إن هذا هو الشرك الذي كان المشركون يفعلونه، وكان القرآن ينزل بالنكير عليهم. قال سبحانه: سورة (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من الناس يشنع على أتباع الدعوة فيما يخص القبور دون تصور للحكم الشرعي في هذا الأمر، ودون فهم للدوافع والأسباب التي جعلت من الشيخ وأتباعه يشددون بأن تكون وفق السنة، وذلك لمغالاة القوم فيها حتى عبدت من دون الله تعالى.
وقد لاحظ ذلك بعض المعاصرين للدعوة من الغربيين حيث قالت " جاكلين بيرين " عن سبب عداوة بعض الناس لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " والسبب الأول في هذه العداوة أن الناس لم يفهموا للوهلة الأولى المعنى الإصلاحي لهدم المزارات وتقويض أضرحة الأولياء التي كان المؤمنون يؤدون لها واجب الإجلال، وقد كاد هذا الإجلال يتحول إلى نوع من أنواع العبادة التي لا تجب إلا لله وحده " [29]
أما عنايتهم بتوكيد التوحيد فهي في مكانها، إذ قد عني به جميع الأنبياء- عليهم السلام- بل إن الله حصر رسالتهم فيها: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
وقال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)
أما ما يختص بعلم الغيب فإن مذهب أتباع الدعوة موافق لمذهب أهل السنة، الذين يؤمنون بما جاء في القرآن أن الغيب لله وحده: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) وأن هذا الغيب يطلعه الله على رسله كرامة لهم وإظهارا لإعجازهم،
قال سبحانه: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)
وأصل هذه المسألة أن كاتب المادة هو من أعداء أهل الحديث الذين يبالغون في تقديس الأولياء ويثبتون لهم العلم بالغيب، مع مخالفته الظاهرة للقرآن.
أما إنكار كرامات الأولياء فهي فرية لا تنطلي على أحد؛ ذلك أن مصنفات أهل السنة شاهدة على إثباتها، بل إنها جزء من عقيدتهم؛ لأن تلك الكرامات دلت عليها الأدلة، وإثباتها جزء من عقيدة أهل السنة.
قال ابن تيمية: " ومن أصول أهل السنة والجماعة: التصديق بكرامات الأولياء، وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات، في أنواع العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات، كالمأثور عن سلف الأمم في سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة "
[مجموع الفتاوي لابن تيمية 3\ 156، جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم، الرياض.]
أما تقديسهم للأولياء: فإن كان المقصود محبتهم، وطلب الدعاء منهم في حال حياتهم، والاعتراف بفضلهم فهذا لم ينكروه، ولم ينكره أحد من المسلمين، بل هو ثابت عندهم فيمن علم ولايته.
وأما إن كان المقصود صرف شيء من العبادة لهم من دعاء أو ذبح أو نذر أو غيرها من وجوه العبادة، فهذا شرك أكبر، أرسل الرسل للقضاء عليه.
ثامنا: الرد على وصفهم بالقرصنة:
جاء في الدائرة محاولات عدة لوصف الحركة الإصلاحية في نجد بالقرصنة،
ومن ذلك: " وكان هدف البريطانيين من تدخلهم في سياسة بحر فارس هو القضاء على تجارة الرقيق والقرصنة اللتين كانتا قد نظمتا تنظيما أفضل مع اتساع نفوذ الوهابيين "
[الدائرة 6\ 297، بحر فارس بكنكهام]
كما جاء عن سعود بن عبد العزيز تلميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأقوى الأئمة الذين حكموا في الجزيرة العربية: " ونظم سعود القرصنة التي كانت تقوم بها القبائل القاطنة على الخليج الفارسي "
[الدائرة 1\ 309، ابن سعود، مورتمان]
كما جاء عن قبائل الدواسر: "وهم يعيشون حيثما تيسر لهم على السلب، ويقال إنهم أكثر الوهابيين تعصبا وخطورة "
[الدائرة الأولى 9\ 306، دواسر، فاير]
وقد قلدهم في ذلك "فيليب حتى" فسمى شاطئ الإمارات بشاطئ القراصنة. [30]
وسبب وصفهم بذلك أن القواسم في ساحل رأس الخيمة والشارقة يغيرون على السفن البريطانية وعملائها في مسقط، وينهبونها، ويتم ذلك بتشجيع الأمراء السعوديين في نجد " الوهابيين " وترسل إليهم الخمس من المغنم.
إن من العجب وصف الوهابيين بذلك، فالمستعمر يصف غيره بالقرصان، وينسى نفسه!.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن قرصنة الإنجليز في بحار العرب سابقة لظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب حيث ظهرت في البحر الأحمر سنة (1966م) خمس سفن بريطانية وسفينتان أخريان على كل واحدة أربعة عشر مدفعا، ومن البحارة مائة وخمسون، وأخذت تنهب السفن في البحر الأحمر والبحر العربي والخليج العربي [31] ولم تحرك بريطانيا ساكنا.
فهذه القرصنة التي تفتك بسفن الحجاج وغيرهم مسكوت عنها، ودفاع صاحب الأرض ضد المستعمر قرصنة يجب إنهاؤها!.
إن الحقيقة التي لا يجادل فيها هي: أن مرور السفن البريطانية سواء شركة الهند البريطانية، أو غيرها في الخليج إنما كان لأعمال استعمارية خالصة، وهم لا يتناهون عن الاستيلاء ليس على السفن فحسب بل حتى على الأراضي إذا ما وجدوا فيها ضالتهم الاستعمارية رغم أنف أهلها كما هو معلوم بالضرورة عن الإنجليز، فقد استعمروا آنذاك دولا وأراضي لا حصر لها، كما أن مرورهم في الخليج إنما كان لعبور السفن بين مستعمراتهم العربية في العراق ومستعمراتهم الهندية، التي تديرها شركة الهند الشرقية.
ولقد " تحولت سياسة شركة الهند الشرقية إلى امتلاك الأراضي وفرض السيادة الإنجليزية عليها من أواخر القرن السابع عشر. . . واستطاع الإنجليز في مدة قصيرة بين سنة 1750، وسنة 1818 فرض سيادتهم على أغلب أراضي الهند ". [32]
وهل يتوقع الإنجليز أن تبحر سفنهم بأمان وهم بهذه المثابة، بالإضافة إلى تدخلهم في شئون بلاد الخليج حيث كانوا يحرضون حليفهم سلطان عمان على مهاجمة حلفاء الدولة السعودية، فلما لم يستطع على ذلك، بل أصبح حليفا للسعوديين يدفع الزكاة لهم [33]، حاصرت بريطانيا جزيرة كشم التابعة للقواسم سنة 1805 م، منتحلة أو هي الأسباب، وأجبرتهم على اتفاقية مجحفة سنة 1806 م، ثم هاجموا رأس الخيمة في السنة نفسها. [34]
كما أبرموا معاهدة استعمارية أملوها على أمير رأس الخيمة بعد ضعفه حين هزيمة مناصريه السعوديين، الذين كانوا الساعد الأيمن له، وكانت تلك المعاهدة سنة 1820 م بعد سقوط الدرعية بعامين، ومن بنودها: " بقاء رأس الخيمة وما حولها من مزارع في أيدي الحكومة البريطانية ". [35]
قال بوندار ليفسكي المؤرخ الروسي: " في سنة 1805 م لما تولى الأمير بدر حاكم مسقط سعى إلى إقامة علاقات طبيعية مع آل سعود وبمساندة إمام عمان، وكان ذلك يتهدد خطط شركة الهند الشرقية في الجنوب الشرقي من الجزيرة، فاغتيل الأمير بدر في سنة 1807 م بأمر من مقيم الشركة، وصار سعيد بن سلطان صنيعة البريطانيين، ومن ثم أصبح عدو الوهابيين اللدود، ثم نشب صراع مسلح أسهم في فرض الحماية البريطانية على مسقط وساحل الصلح البحري الذي سماه المستعمرون بصفاقة ووقاحة: [ساحل القرصنة] ". [36]
/// إن السبب في الخصومة بين السعوديين والقواسم من جهة، والإنجليز وخاصة حاكم بومباي من قبل الإنجليز من جهة أخرى يتلخص ببساطة بـ: اصطدام مصالح الإنجليز الاستعمارية التوسعية في الشرق بالقوة السعودية الناشئة المصممة على خضوع أراضي الجزيرة للدعوة الإصلاحية، والتي من أسسها عدم خضوع الأراضي الإسلامية للكفار.
وكان لشركة الهند تجارة واسعة في عمان، بل هي مركزها في المنطقة بعد البصرة، وكان الإنجليز يمارسون نفوذهم عليها.
إن الدعوة الوهابية ترى في الإنجليز عدوا للإسلام ومستعمرا يجب محاربته، وحين احتل القواسم بعض مدن عمان سنة 1808 م وأرسل سلطان عمان رُسُلَهُ للدرعية للتوسط طلب منهم الإمام عبد العزيز أن يوجه حاكمهم سفنه لضرب البصرة، وأن عليه أن يثبت ولاءه للقضية الإسلامية، فيعد حملة ضد شركة الهند المتعاونة مع باشا بغداد. [37]
" وفي هجمات القواسم على الإنجليز في إحدى المرات وجدوا في إحدى السفن امرأة هي زوجة تيلر القنصل الإنجليزي في بغداد، فلم يمسوها بأذى بل أعادوها إلى بو شهر طبقا للتقاليد العربية" [38]
، فليس هذا من عمل القراصنة، وهو ليس تقليدا عربيا فحسب، بل هو ما يحث عليه الإسلام من عدم التعرض لغير المحاربين.
إن تحرير الأرض الإسلامية من المعتدين هو من الجهاد في سبيل الله وهو حق مشروع، بل هو واجب، وإذا لم يمكن ذلك فلا أقل من معاداة المعتدين، وعدم توليهم، ومضايقتهم، والتصدي لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أن ينعت المعتدي أصحاب الحق بالقراصنة فهو من المفارقات العجيبة، وهذا يذكرنا بما تطلقه إسرائيل على المقاومين للاحتلال بالمخربين والإرهابيين.
أما السلب فلا ينكر أن القبائل البدوية في الجزيرة العربية كانت تمارس السلب على نطاق واسع، ولكن هذا مخالف لتعاليم الإسلام، ولم يكن له صلة بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بل إن السلب والنهب انحسر بوضوح مع توسع الدولة السعودية المؤيدة من الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، ولقد شهد بذلك القاصي والداني ممن اطلع على أحوال نجد في تلك الفترة من المنصفين، ومن ذلك:
ما شهد به الرحالة الأسباني " دومنغو بادليا أي ليخ " المعروف باسم الحاج علي بك العباسي، عن قرب ومشاهدة شخصية عن الوهابيين بعد فتحهم لمكة بأنهم: " لا يسرقون قط، لا عن طريق القوة، ولا عن طريق الحيلة، إلا إذا اعتقدوا أن المتاع يخص عدوا أو كافرا -لم يتعرضوا للكافر المعاهد البتة، وإنما للكافر الحربي -، وهم يؤدون أثمان كل ما يشترونه، وأجور الخدمات التي تقدم لهم بالعملة التي لديهم ".
كما شهد بذلك بوركهارت [39] الذي زار الجزيرة العربية بعد ذلك حيث قال عن الأمن في عهد الدولة السعودية الأولى التي تسير على منهج دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " ولعل هذا الأمن والأمان قد استتب في البلاد لأول مرة بعد النبي العربي -الحقيقة أن الأمن استتب أيضا في عصور الخلفاء الراشدين وبعض من بعدهم، ولكنه اختل عندما أهمل العثمانيون الأماكن الداخلية في الجزيرة العربية -، ووجد البدو لأول مرة فرصة النوم آمنين مطمئنين على أموالهم وأمتعتهم ومواشيهم "
[محمد بن عبد الوهاب للندوي 104، 105، نقلا عن كتابه ص 130]
وأما ما تفعله الدولة السعودية الأولى من الاستيلاء على ممتلكات الأعداء المحاربين، فهذه غنائم حرب، وتلك الغنائم مشروعة في الإسلام، بل في غالب الأعراف؛ وهم لا يفعلون ذلك إلا مع أعداء دعوتهم الإصلاحية المناوئين لها، ولا يفعلون ذلك إلا بعد البيان والإنذار، أما من يسمح لدعاة الدعوة بالإصلاح في الأرض، ويعينهم في إزالة الشرك والفساد، فإن أموالهم ودماءهم مصانة محفوظة.
ولقد أحس أهل نجد بفقد الرحمة والشورى بعد سقوط الدولة عندما حكم إبراهيم باشا الدرعية تسعة أشهر حكما إرهابيا تعسفيا بشهادة المؤرخين الأوربيين أنفسهم
[اكتشاف جزيرة العرب ص 242]
ومن المفارقات أن يسل أولئك النفر من أهل الكتاب أقلامهم لمحاربة الدعوات الإصلاحية في الإسلام، آخذين عليها محاربتها لأعداء الدعوة، متناسين تلك الحرب الصليبية الشنعاء التي شنها النصارى في بلاد الإسلام على بعد آلاف الأميال عن ديارهم، تلك الحرب المتجردة من الضمير، والتي لم تخلف سوى الدمار، ولم يكن لها هدف سوى نفث الأحقاد، متناسين ما فعل اليهود، وما يفعلون في فلسطين، وما يقوم به النصارى الصرب من حرب إبادة ضد المسلمين في البوسنة قديما وحديثا أمام بصر العالم وسمعه، بل إن هؤلاء الإنجليز يقفون ضد أي محاولة للسماح للمسلمين للتزود بالسلاح للدفاع عن أنفسهم.
تاسعا: فيما يتعلق بتجارة الرقيق:
جاء في الدائرة: " وكان هدف البريطانيين من تدخلهم في سياسة بحر فارس هو القضاء على تجارة الرقيق والقرصنة اللتين كانتا قد نظمتا تنظيما أفضل مع اتساع نفوذ الوهابيين "
[الدائرة 6\ 297، بحر فارس، بكنكهام]
قلتُ: إن حكمنا على الرق نابع من نظرتنا إليه " في ضوء الشناعات التي ارتكبت في عالم النخاسة، والمعاملة الوحشية التي سجلها التاريخ في العالم الروماني خاصة، فنستفظع الرق، ولا تطيق مشاعرنا أن يكون هذا اللون من المعاملة أمرا مشروعا يقره دين أو نظام " [40]، بينما يجب أن ننظر إليه في ضوء الإسلام الذي حرم سرقة الأحرار، وحصر الرق في أسرى الحرب خاصة إذا كان ثمة مصلحة من استرقاقهم، وفتح أبواب التحرير، وجعلها من أفضل الأعمال: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) كما جعل غالب الكفارات
(يُتْبَعُ)
(/)
شرطها الأول إعتاق الرقيق، وجعل إعتقاهم من مصارف الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام.
بل أمر بإعتاقهم بالمكاتبة على قدر من المال إذا أسلم الرقيق، وعرف منه قيامه بنفسه ورغبته في ذلك: (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) كما أمر بمعاملة الرقيق معاملة إنسانية والإحسان إليهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم؛ فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم. متفق عليه
[رواه البخاري في (كتاب الشركة) باب 15، ومسلم في (كتاب الإيمان) حديث رقم (40)].
كمما حفظ حقوقهم وحذر من التعدي عليهم كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال رواه مسلم (1660).
وقد طبق المسلمون هذه المعاملة في الغالب، كما طبقت في الجزيرة العربية إبان دعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذه التعاليم الإسلامية تجاه الرقيق، مما لا يقارن مع معاملة الغربيين للرقيق بشهادة الجميع، وإنني لا أذكر شهادات المسلمين، ولكنني سأستشهد ببعض الأوروبيين الذين زاروا البلاد الإسلامية، وبالتحديد الجزيرة العربية فهالهم حسن معاملة المسلمين للرقيق.
فهذا أول قنصل بريطاني في زنجبار يصف حالة الرقيق: "إنهم عموما يتناولون طعاما جيدا ولا تساء معاملتهم، ومن النادر ضربهم " [41]
ويقول أحد الذين خلفوه: " لا توجد طبقة في المجتمع سعيدة وخالية البال وتحظى بمعاملة كريمة كطبقة العبيد المسلمين" [42]
وقد كتب المقيم الإنجليزي في الخليج سنة 1844م يصف حالة الرقيق بعد انتقالهم للعرب:
" ومن اللحظة التي يتم فيها شراؤهم تتحسن حالتهم من الناحية المادية، وهم بدورهم يعملون كثيرا عن طواعية وبإتقان، ويتضح أنهم سعداء وراضون ".
ويقول الكاتب والمؤرخ أرنولد ويلسون يصف معاملة العرب للأرقاء في الخليج في القرن التاسع عشر الميلادي- أي أيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -: " كان السادة ملزمين بموجب الشرع بأن يعاملوا الأرقاء معاملة جيدة ويطعموهم ويكسوهم ويحافظوا عليهم حتى موتهم، ويزودوا كل رقيق ذكر بزوجة، ويحافظ على أولادهم، وكانت حياة الرقيق في الجزيرة العربية على قسوتها ليست على التأكيد أقسى من حياة العبري العادي، كما كانت أقل عسرا من حياة رجل القبائل الإفريقي ومن المؤكد أنها لم تكن مهينة، ويصل الأرقاء في العادة إلى منازل رفيعة من الثقة، ونظرا لاعتناقهم الإسلام كانوا أهلا للحصول على حريتهم في الظروف الصحيحة المتفق عليها " [43]
وقد أكد برترام توماس الكلام السابق من واقع خبرته ومعرفته الوثيقة بحضرموت وعمان، حيث قال: " إن معاملة العربي للعبد قد قضت نهائيا على وصمة العار التي تلازم العبيد في المناطق الأخرى، وذلك أن المعاملة الحسنة والرفق بالعبيد هي السمة الغالبة اليوم في معاملة العرب للرقيق " [44]
وقد حكت الليدي آن بلنت - وقد زارت الجزيرة العربية سنة 1879 م إبان حكم آل رشيد - مناقشة لها مع أحد مشايخ الحرم المدني وقد التقت به في حائل وهو صالح بنجي،
حيث قال لها: ما هي مصلحة الحكومة البريطانية الدنيوية من تدخلها في تجارة الرقيق.
قالت: إنها منع القسوة.
ولكنه أصر على ألاّ قسوة فيها، وسأل: من ذا الذي رأى زنجيا تساء معاملته؟
فسكتت، وجاء في كتابها: " حقا إنه لشيء مشهور أن العبيد عند العرب كالأطفال المدللين أكثر من كونهم خدما " [45]
إن أكبر استرقاق بل سرقة للأحرار واسترقاقهم قد تمت تحت نظر الدول الغربية وسمعها، بل بإشرافها ورعايتها، فهل كان السبب في تدخل بريطانيا في سياسة بحر فارس- وهو يبعد آلاف الأميال- الغيرة على العبيد؟!
كيف! وهم السابقون إلى سرقة الأحرار في إفريقيا - خاصة في السنغال - وبيعهم في أسواق أوروبا؟
إن أكبر مراكز تجارة الرقيق كانت في عُمان، وكانت تجارة الرقيق تعتمد في الدرجة الأولى على موسم حصاد البلح في البصرة [46]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم أن أمراء عُمان المتعاقبين كانوا حلفاء الإنجليز ضد الحركة الوهابية، وكانت البصرة التي تهيئ العمل للأرقاء تحت حكم الإنجليز في تلك الفترة.
عاشرا: فيما يتعلق بالتقليد:
قال شاخت [47]: " وينكر الوهابية، وأولهم إمامهم ابن عبد الوهاب التقليد "
[الدائرة 9\ 476، التقليد، شاخت]
قلتُ: هذا أيضا من مفتريات القوم، فلم ينكر محمد بن عبد الوهاب وأتباعه التقليد بهذا التعميم؛ لأن المسألة فيها تفصيل، ذلك أن محمد بن عبد الوهاب وأتباعه يرون وجوب الاجتهاد بحسب القدرة، وذم المقلد مع قدرته على الاجتهاد، أو التقليد مع علمه بمخالفة ذلك لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أما من قلد الأئمة الأربعة من عوام الناس فأقروه من غير نكير,
[الدرر السنية 3\ 8 ـ 14]
وهذا قول جمهور العلماء. [48]
ذلك أن التقليد كما عرفه العلماء وجاء في نفس المادة في الدائرة: " قبول قول الغير أو العمل به في مسائل الدين بلا دليل"
وعبر عنه بعض الأصوليين بأنه: قبول قول القائل بلا حجة"
[الإبهاج للسبكي 3\ 270]
وكيف يسوغ لمن عرف الأدلة واستطاع الاجتهاد أن يقلد؟!
فمذهب الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه موافق للقرآن والسنة وسلف الأمة وجمهور العلماء، وهو ظاهر راجح لمن تأمله وتدبره، فإنكاره ليس لعموم التقليد، وإنما لفروع منه.
وختاما:
فهذه دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوة إصلاحية موافقة للقرآن والسنة متبعة مذهب أهل السنة والجماعة، دعاتها أرادوا تنقية الدين وتجديده من الشرك والبدع والتقاليد الجاهلية، وهم كغيرهم من البشر ليسوا معصومين، قد يقع منهم الخطأ ولكن من العدل أن توزن الأمور فمن طغى خيره وصلاحه وإصلاحه عذر فيما وقع منه من الأخطاء اليسيرة التي هي من ضرورات البشر.
والناظر لهذه الدعوة ببصيرة متجردا من الحقد والهوى فإنه سيعلم فضلها على الأمة، وتضحية أصحابها.
وللإنصاف فإن كان غالب كتاب الدائرة ممن كتب عن الدعوة تجنى عليها، إلا أنه صدرت من بعض المؤرخين الغربيين أقوال منصفة في حق الدعوة، ومن ذلك: ما جاء في دائرة المعارف البريطانية:
"والوهابية: اسم لحركة التطهير في الإسلام، والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده، ويهملون كل ما سواها، وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح "
[انظر: محمد بن عبد الوهاب في التاريخ للرويشد ص 422]
قال وليمز وارمسترونج: ". . . لما شاع الفساد في بلاد المسلمين قام في جزيرة العرب محمد بن عبد الوهاب يحارب البدع، ويدعو إلى جمع الصفوف لإعادة مجد الإسلام، وعبادة الله بقلب سليم، ولكنه كغيره من المصلحين اضطهد واتهم بالإلحاد والزندقة ". [49]
وقال المؤرخ الأمريكي لوثرب ستودار [50]:
". . . فالدعوة الوهابية إنما هي دعوة إصلاحية صالحة بحتة غرضها إصلاح الخرق ونسخ الشبهات وإبطال الأوهام ونقض التفاسير المختلفة والتعاليق المتضاربة التي وضعها أربابها في عصور الإسلام الوسطى، ودحض البدع وعبادة الأولياء. وعلى الجملة هي الرجوع إلى الإسلام والأخذ به على أوله وأصله، ولبابه وجوهره، أي إنها الاستمساك بالوحدانية التي أوحى الله بها إلى صاحب الرسالة "
[حاضر العالم الإسلامي، لوثرب ستودار ص 264]
وقد توقع الكاتب الفرنسي " الكسندر دوماس [51] " بعد دراسة لدعوة الشيخ واطلاعه على كتب الرحالة الغربيين لجزيرة العرب وتأليفه في ذلك:: انتشار تلك الدعوة وظهورها، وذلك عند حديثه عن احتمال ظهور قوة عربية جديدة -كتب هذا الكلام بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، وظهور الدولة الثانية-، بفضل: " أمة الوهابيين التي تمتلك حيوية الأجيال الفتية، وإيمان المرسلين، وحماسة واقتناعا دينيين مبعثهما المعتقد الوهابي، هذا المعتقد الذي هو مؤهلا لأن يسود. . . إن الإصلاح لوشيك الحدوث من القفقاس إلى رأس زنجبار. . . إن مائتي مليون مسلم يتعادون ويتنازعون، تجمعهم نقطة عقائدية واحدة هي الحج، تشتم خلاله كل شيعة الشيعة الأخرى. . . ولكن المستقبل في غمرة كل ذلك للوهابيين وحدهم. . . ولمذهبهم الذي يختفي أمامه ألوف الأولياء، والشيوخ والمتصوفون، الذين يقدسهم المسلمون من غير الوهابيين، وأمام مبادئهم الخلقية التي تكاد تكون مبادئ إنجيلية تمحور ذلك الانحلال الشرقي المنتشر في أكثر العواصم "
(يُتْبَعُ)
(/)
[52]
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 02:53]ـ
-----
الهوامش
----
[1]
هوتسما م): مستشرق هولندي تخرج باللغات العربية والفارسية والتركية في جامعة أو ترخت، وعلمها فيها، وفي (1875 م) حصل على الدكتوراه من ليدن على رسالته: '' النزاع حول العقيدة في الإسلام ''، ثم درس فيها سنين طويلة حتى اعتزل التدريس (1907 م) إلى التأليف، وانتخب عضوا في المجمع العلمي العربي في دمشق وفي مجامع عدة وهو من أوائل من اضطلعوا بإنشاء دائرة المعارف الإسلامية، واضطلع بالإشراف عليها (1913 - 1924 م).
من آثاره. '' العقيدة الإسلامية والأشعري ''، كما نشر العديد من الكتب العربية فقد ساهم في نشر الطبري، ونشر مقصورة ابن دريد و الأضداد لابن الأنباري، ووضع فهارس للكتب والمخطوطات الشرقية والعربية في عدة مكتبات، كما كتب عن تاريخ السلاجقة.
حرر في الطبعة الأولى من الدائرة ست مواد عن السلاجقة والقاديانية.
انظر:
الأعلام للزركلي 5\ 252، المستشرقون للعقيقي 2\ 315، موسوعة المستشرقين لبدوي ص 428، 429
[2]
فنسنك A . J . wensinck (1882 - 1939 م): هو أرند جان فنسنك مستشرق هولندي من أشهر المستشرقين وأكثرهم إنتاجا، تعلم اللغة العربية، وأصبح أستاذا في جامعة ليدن من سنة (1927 م) إلى وفاته، تخصص في الحديث النبوي، وألف معجما للحديث النبوي من أربعة عشر كتابا من السنن والسير، ونقله إلى العربية محمد فؤاد عبد الباقي وسماه. '' مفتاح كنوز السنة ''، وقد أمضى مؤلفه في تأليفه وترتيبه عشر سنين، كما أمضى مترجمه أربع سنوات في ترجمته وتصحيح أخطائه.
كما وضح بمساعدة غيره '' المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي '' من تسعة مصادر وهي الكتب الستة وموطأ مالك ومسند أحمد ومسند الدارمي، ويتألف من سبعة مجلدات ضخمة، وقد توفي قبل إتمامه.
قام برحلات إلى مصر وسوريا ولبنان وبلاد العرب (1930 م). ومن آثاره الأخرى. كتاب '' موقف الرسول من يهود المدينة '' وهي رسالة للدكتوراه، و '' عقيدة الإسلام '' و ''محمد النبوة ''، و''العقيدة الإسلامية نشأتها وتطورها التاريخي '' ومن مقالاته: '' الأئر اليهودي في أصل الشعائر الإسلامية ''.
وهو من أكثر المستشرقين كتابة في الدائرة، وقد تولى رئاسة تحرير الطبعة الأولى منها سنة (1925م) بلغاتها الثلاث.
حرر في الدائرة 75 مادة متنوعة في كلا الطبعتين، انتقدته في 14 موضعا، حيث حاول التشكيك في الوحي، وادعى استقاء النبي من اليهود والنصارى الشيء الكثير، ومن ذلك قصة إبليس، وزعم أن النبي (ص) التبس عليه بعض ما نقله فأخطأ فيه، ومن ذلك آزر، ظن أنه أبو إبراهيم عليه السلام بينما هو خادمه، وزعم أن النبي (ص) ظن أن الصور المسيحية للملائكة حور وولدان، كما كتب في مادة السنة بتخبط، وذم أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في جهاده وروايته، وطعن في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب.
انظر:
الأعلام للزركلي 289\ 1، المستشرقون للعقيقي 2\ 319، 320، مفتاح كنوز السنة، أرند جان فنسنك، المقدمة التعريفية للكتاب، بقلم مترجمه محمد فؤاد عبد الباقي
[3]
رجل دولة تركي توفي سنة 1313هـ
[4]
قانوني هندي محب للكتب وجمعها، توفي سنة 1908 م
[5]
هذا العدد مع المواد التي أعاد كتاباتها في الطبعة الثانية مستشرقون آخرون، ويبلغ عددها قرابة ألف مادة.
[6]
عند النقل من الدائرة يشار للطبعة الأولى والثالثة، وما سكت عنه فهو. الطبعة الثانية وبعد الجزء والصفحة يأتي المادة واسم الكاتب
[7]
رسالة الشيخ إلى أهل القصيم ضمن مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب القسم الخامس الرسائل الشخصية ص 11، 12، جمع عبد العزيز بن زيد الرومي ومحمد بلتاجي وسيد حجاب، نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
[8]
عبد الله بن عبد اللطيف بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب 1265 - 1339 هـ من أئمة الدعوة الإصلاحية بنجد، نشأ في بيت علم ودين، تلقى العلم على والده وكبار علماء الدعوة، انتقل إلى حائل بعد غلبة ابن رشيد ثم عاد إلى الرياض بعد فتح الملك عبد العزيز لها، وكان ناشرا للعلم محاربا للبدع (انظر: '' علماء نجد خلال ستة قرون '' عبد الله بن عبد الرحمن البسام 1\ 72 - 81، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1398 هـ)
[9]
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام محمد بن عبد الوهاب في التاريخ، عبد الله بن سعد الرويشد 1\ 166، مكتبة عيسى البابي الحلبي، 1392 هـ 1972 م
[10]
عبد الرحمن بن حسن الجبرتي 1167م ـ 1237 هـ مؤرخ مصر في وقته، تعلم في الأزهر وولي إفتاء الحنفية في عهد محمد علي، له كتابه الشهير '' عجائب الآثار في التراجم والآثار'' أرخ فيه الحوادث من سنة 1100 هـ وحتى 1236 هـ، ومع أنه قد ركز فيه على تاريخ مصر إلا أن فيه شذرات متفرقة عن الجزيرة العربية ودعوة الشيخ نظرا لمعاصرته لها.
انظر:
خير الدين الزركلي، الأعلام 3\ 304، دار العلم للملايين- بيروت- الطبعة السادسة 1984 م
[11]
تاريخ الجبرتي المسمى ''عجائب الآثار في التراجم والأخبار '' عبد الرحمن ابن حسن الجبرتي، مطبعة الشعب بمصر 1959م
[12]
أحد الغربيين الذين زاروا الشرق، وكان في البصرة سنة 1784 م، وله كتابه: تاريخ موجز للوهابيين
[13]
محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه لمسعود الندوي ص 185، نقلا من كتابه ص 106، 114. طبع ونشر جامعة الإمام بالرياض 1404 هـ
[14]
رسائل لعلماء مكة والمدينة كتبوها وختموها بأختامهم، ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1\ 318، 319 جمع عبد الرحمن بن قاسم العاصمي، الطبعة الثالثة 1398 هـ-1987 م
[15]
بيوركمان مستشرق ألماني من آثاره الأدب العربي الحديث في مجلة الآداب الشرقية (1926 م)، وتاريخ الإسلام في نشرة معهد اليوم (1971 م)، كما كتب عن التعليم في البلاد الإسلامية، وعن الدولة العثمانية. حرر في الطبعة الثانية من الدائرة تسع مواد متنوعة. زعم تأثر الإسلام بالنصرانية، وكتب عن الشرك كتابة مشوشة مليئة بالأخطاء.
[16]
محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز المشهور بابن عابدين 1198 - 1252 هـ فقيه الديار الشامية، وإمام الحنفية في عصره دمشقي المولد والوفاة. له العديد من المؤلفات الفقهية والفتاوى المطبوعة (الأعلام للزركلي 6\ 42)، وهو على فضله وعلمه فإنه لم يتوثق في نسبة التكفير للشيخ محمد وأتباعه، ولعله يُعذر لكثرة شيوع تلك الفرية في وقته.
[17]
جاء ذلك في كتابه: فتنة الوهابية ص 66، انظر إلى بحث: الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب لعبد الرحمن عميرة، ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب 2\ 66 نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض 1403هـ 1983م
[18]
رسالة محمد بن عبد الوهاب إلى عالم من أهل المدينة ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1\ 46، وهي موجودة ضمن مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب القسم الخامس الرسائل الشخصية 48
[19]
روبصون: ربصون، جمس (المولود 1890 م): مستشرق إنجليزي تخرج في قسم اللغات الشرقية من جامعة جلاسجو فحصل على الماجستير والدكتوراه في الأدب، كما حصل عليهما مرة أخرى: الدكتوراه من جامعة القديس اندرو، والماجستير من مانشستر مع مرتبة الشرف من كليهما، عين مساعد أستاذ اللغة العبرية في جلاسجو (1915 م، 1916 م)، ثم تنقل فزار العراق والهند واليمن، وعين مشرفا على أموال الكنيسة في شاندون، ثم عين أستاذا للعربية في مانشستر (1949 م).
من آثاره: '' عيون شبه الجزيرة ''، و '' المسيح في الإسلام ''،و ''الأحمدية ''، و '' الإعجاز في القرآن ''، و '' محمد في الإسلام ''، وغير ذلك كثير.
حَرّر في الطبعة الثانية من الدائرة سبع مواد متنوعة، وقد كتب عن أبي هريرة منتقصا من أحاديثه
[20]
كرن: كرن م-1921 م): مستشرق ألماني تعلم في جامعات مختلفة في أوروبا ودرس علوم متنوعة ثم سافر إلى القاهرة حيث أتقن اللغة العربية، حصل على الدكتوراه عن أعمال قصصية مسرحية: ''النساء العالمات''، ولكن أهم أعماله نشره للقطع الباقية من كتاب اختلاف الفقهاء للطبري.
توفي وهو في السابعة والأربعين بمرض عصبي.
حَرّر في الطبعة الأولى من الدائرة عشر مواد عن جزر الملايو، وطعن في شيوخ الإسلام بالملايو، وفي المجاهدين، ووصف أتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالتشدد والتزمت.
[21]
مورتمان: مورتمان، جوهان هنريخ ((1852 م- 1932 م): ولد في الآستانة، وطلب علوم الاستشراق في ألمانيا، ثم تعين في مناصب سياسية، ارتحل إلى جنوب الجزيرة العربية وكتب فيها، كما كتب عن السنة والشيعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
حرر في الطبعة الأولى من الدائرة 42 مادة غالبها عن جغرافية العراق وتركيا، وقد شكك في بعض الأحاديث النبوية الثابتة، وطعن في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
انظر: المستشرقون للعقيقي 2\ 398
[22]
دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ، عرض ونقد عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف ص 36، دار طيبة، الرياض 1409 هـ- 1989 م
[23]
تاريخ نجد المسمى (عنوان المجد في تاريخ نجد)، عثمان بن بشر النجدي 1\ 238، 239، تحقيق عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ، طبعة وزارة المعارف بالسعودية، الطبعة الثالثة 1394 هـ
[24]
المختار من تاريخ الجبرتي المسمى (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) عبد الرحمن بن حسن الجبرتي اختيار محمد قنديل البقلي 8\ 925 في أحداث شوال 1230 هـ بالمعنى، طبعة دار الشعب 1959 م
[25]
المختار من تاريخ الجبرتي 8\ 925 في أحداث شوال 1230 هـ.
[26]
ولد في برشلونة سنة 1766 م تقريبا ودرس اللغة العربية، وزار البلاد العربية، وتسمى باسم علي بك وادعى أنه من نسل العباسيين، سافر إلى مكة، وقد صرح بأن أداءه للحج له فوائد جغرافية بحتة، كان في مكة إبان حكم الدولة السعودية الأولى، أعطى وصفا منظما عن مكة وتجارتها، وعمل دراسة مفصلة عن مواني البحر الأحمر، ويرجح أنه كان عميلا لجهةٍ ما! كما يظهر من دراسته، وإنفاقه المبذخ للمال، قيل إنه كان عميلا لأسبانيا، ورجح البعض أنه كان عميلا لنابليون الذي يسعى آنذاك لغزو الشرق، ولأنه عندما مات سنة 1818 م بالزحار- والعلم عند الله- اتهمت فرنسا المخابرات البريطانية بتسميمه.
(انظر: الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية، د. روبن بدول ص 29 - 34، ترجمة د. عبد الله آدم نصيف، ددط، الرياض 1409هـ ـ 1989م)
[27]
اكتشاف جزيرة العرب، جاكلين بيرين ص 14، 202، 203، ترجمة قدري قلعجي، تقديم حمد الجاسر، منشورات الفاخرية بالرياض، ودار الكاتب العربي ببيروت، دطت
[28]
بلا شارل:مستشرق فرنسي معاصر، ولد في الجزائر سف 1914م، وتعلم العربية وأخذ الليسانس في اللغة العربية، وأخذ شهادته الجامعية في لغة البربر في الجزائر 1938م، عمل مديرا لقسم الدراسات في جامعة باريس (1950 م)، تقلد عدة مناصب علمية في مراكش ثم السربون (1956 م)، ومديرا لدائرة المعارف الإسلامية في طبعتها الفرنسية (1956 م)، ثم مديراً لقسم الدراسات الإسلامية في جامعة باريس (1972م).
له آثار عديدة تقارب الأربعمائة في دوائر المعارف المختلفة، كما كتب عن الأدب العربي، وقد اهتم بالجاحظ وكتبه، واللهجة البربرية.
حرر في الطبعة الثانية من الدائرة 46 مادة غالبها عن الأدب وتراجم الجاهليين ومدح بعض المعتزلة، كما كتب عن البربر
[29]
اكتشاف جزيرة العرب ص 203، وقد نسب الشيخ حمد الجاسر هذه المقولة في مقدمة الكتاب 11 إلى دومنغو بادليا، بينما يظهر لي أنها من كلام المؤلفة
[30]
موضوعية فيليب حتى، في كتابه: (تاريخ العرب المطول) شوقي أبو خليل ص 54، دار الفكر، الطبعة الأولى 1406هـ ـ 1980م
[31]
(الخليج العربي) السير أرنولد ويلسون ص 322، ترجمة عبد القادر يوسف، مكتبة الأمل، الكويت
[32]
إمارات الساحل وعمان والدولة السعودية الأولى 1793 م - 1818 م، محمد مرسي عبد الله ص 155، نقلا عن مؤرخين إنجليز كـ بانيكار وغيره، والكاتب متخصص في هذا الموضوع وقد نال الماجستير والدكتوراه فيه
[33]
تاريخ ابن بشر، حوادث سنة 1223 هـ، ص 191
[34]
قراءة جديدة لسياسة محمد باشا التوسعية، سليمان بن محمد الغنام ص 35، نشر شركة تهامة، جدة 1402 هـ
[35]
المقاومة العربية في الخليج العربي، سليم طه التكريتي ص 138، دار الرشيد للنشر، بغداد، 1982 م
[36]
الغرب ضد العالم الإسلامي، بوندار ليفسكي ص50، ترجمة: إلياس شاهين، دار التقدم، موسكو
[37]
إمارات الساحل لمحمد مرسي ص 174
[38]
إمارات الساحل لمحمد مرسي ص 180
[39]
جوين لويس بوركهارت 1784 - 1817 م مستشرق سويسري الأصل إنجليزي الجنسية تعلم الطب والفلك واللغة العربية، قصد حلب وتعلم فيها القرآن والفقه الإسلامي، وأعلن الإسلام سنة 1809 م، قضى حياته سائحا في الشام، وهو الذي كشف عن مدينة البتراء، وزار مكة وجلس فيها ثلاثة أشهر سنة 1814 م، وزار القاهرة ومات فيها، وله كتب بتلك الرحلات
(انظر المستشرقون للعقيقي 2\ 52)
[40]
(يُتْبَعُ)
(/)
شبهات حول الإسلام، محمد قطب ص 38، دار الشروق، بيروت، الطبعة الثامنة عشرة 1408 هـ-1988م
[41]
بريطانيا والخليج 1795 - 1870، جون. ب. كيلي ص 5، ترجمة: محمد أمين عبد الله
[42]
بريطانيا والخليج 1795 - 1815 لجون كيلي ص 5
[43]
الخليج العربي لأرنولد ويلسون ص 368
[44]
بريطانيا والخليج 1795 ـ 1870 لجون كيلي ص 6.
[45]
رحلة إلى بلاد نجد، الليدي آن بلنت ص 260، 261، ترجمة محمد أنعم غالب، تقديم حمد الجاسر، دار اليمامة، الرياض، الطبعة الأولى 1386 هـ- 1967 م
[46]
بريطانيا والخليج 1795 ـ 1870 لجون كيلي ص 5
[47]
شاخت، يوسف (1902م-1969 م):
مستشرق ألماني تخرج في جامعتي برسلاوا وليبزيج، عين أستاذا في جامعة فرابورج (1927 م)، وفي الجامعة المصرية (1934 م)، كما درس في الجزائر، تعين في وزارة الاستعلامات البريطانية (1939 - 1945)، وتجنس بالبريطانية ودرس في قسم الدراسات الإسلامية بأكسفورد (1948 م)، ثم عين أستاذا في هولندا في جامعة لدن (1954 م- 1959 م)، وهناك اشترك في الإشراف على دائرة المعارف الإسلامية الطبعة الثانية، وفي (1959م) انتقل إلى نيويورك حيث عين أستاذا في جامعة كولمبيا واستمر حتى توفي.
انتخب في مجامع عدة منها المجمع العلمي بدمشق، كما تولى مع برونشفيج مجلة الدراسات الإسلامية.
اشتهر بدراسة التشريع الإسلامي، ومن آثاره نشره لعدة كتب في الحيل ككتاب الخصاف والقزويني والشيباني، وحقق كتاب التوحيد للماتريدي، وله كتاب في نشأة الفقه في الإسلام، وغيرها كثير، كما أن له دراسات عديدة في المجلات العالمية أغلبها في الشريعة الإسلامية.
حَرّر في الطبعة الثانية من الدائرة 32 مادة عن الشريعة الإسلامية مليئة بالتعصب والحقد، حيث زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقصد وضع نظام بل ظل القانون العربي على ما هو عليه مع عناصر دخيلة من رومية وبابلية ويمنية، وادعى أن الزكاة عرفها النبي من يهود المدينة، واتهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدم العدل في توزيع الأموال، وهو من أكثر الكتُّاب محاولة في التشكيك بنبوته صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، واختلق في سبيل ذلك الكثير من الافتراءات، كما شكك في السنة النبوية وقلل من أهميتها.
انظر: الأعلام 8\ 234، المستشرقون للعقيقي 2\ 469 - 471.
[48]
الإبهاج شرح المنهاج عبد الوهاب بن علي السبكي 3\ 271، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ- 1984م
[49]
صحائف مطوية، عبد الله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام ص 34، المطابع الأهلية للأوفست، الرياض 1398 هـ، نقلا عن كتابه ''ابن سعود ''
[50]
لوثرب ستودار 1883 - 1950 م
مستشرق أمريكي ومؤرخ اجتماعي ألف العديد من الكتب منها كتابه المشهور '' حاضر العالم الإسلامي ''وقد تُرجم بالإضافة إلى العربية إلى الألمانية والتركية والفارسية.
(كتب ترجمته عجاج نويهض مترجم حاضر العالم الإسلامي ص 44،43)
[51]
مما ألف قصة رحلة إلى شبه الجزيرة العربية، ألفها في سنة 1856 م، وزيارة الحاج علي بك لمكة والمدينة والعربية السعيدة، ألفها في 1856 - 1857 م
[52]
اكتشاف جزيرة العرب لجاكلين بيرين ص 347،
وهو يتوقع ظهور دعوة محمد بن عبد الوهاب لوضوحها وعدم تقديسها المخلوقين والأضرحة، ولمبادئها الخلقية السامية ولبعدها عن التعصب، وهي إسلامية قرآنية لا إنجيلية، والانحلال الشرقي ليس أعظم من الانحلال الغربي
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 03:09]ـ
للفائدة
رسالة الماجستير للدكتور القاسم
الحوار مع اهل الكتاب
اسسه ومناهجه في الكتاب والسنة
كلية التربية - قسم الثقافة الاسلامية
جامعة الملك سعود
عام 1412هـ
وقد طبعت لدى دار المسلم للنشر والتوزيع - الرياض، الطبعة الأولى 1414هـ
رسالة الدكتوراه
العقيدة الاسلامية في دائرة المعارف الاسلامية
عرض و نقد بحسب الترجمة العربية
كليةالدعوة واصول الدين - العقيدة والمذاهب المعاصرة
جامعة ام القرى
عام 1417هـ
ولا اعلم هل طبعت ام لا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 02:57]ـ
هل توجد نسخة من دائرة المعارف على الشبكة؟(/)
فلسطين والفلسطينيون والعرب والمسلمون وقضايا الأمة!
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 04:12]ـ
في السياسة الشرعية ..
إخوتاه .. رويدكم لاتتعجلوا هلاكنا!!
إنني كأي رجل من بني الإنسان، يؤرقني ويقض مضاجعي ما ألم بالضعفاء من سائر الأمم عامةً،
وبأمتي الإسلامية عرباً وعجماً خاصةً؛ وبقومي وبني جلدتي الفلسطينيين بخصوص الخصوص، كما
يأخذ بتلابيب نفسي وعقلي وفكري في أية حالٍ أكون عليها، نعم إن فلسطين وأهلها جزء لا يقبل
التجزئة من هذه الأمة العربية والإسلامية، قال تغالى:
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (92) الأنبياء: 92
لا يقبل الفلسطينيون ولا فلسطين التجزئة في الدين،ولا في التاريخ، ولا في الجغرافيا، ولا في
السياسة، ولا في السلم، ولا في الحرب، ولا حتى في لقمة العيش، ولا في أي شأنٍ من شئون هذه
الحياة البائسة التي تحياها الأمة، ولا يقبل التجزئة في المكر والكيد حتى عند الأعداء التاريخيين لهذه
الأمة في طولها وعرضها:
* فهم يصولون ويجولون، أو يحاولون، ليفتكوا ويهلكوا، ويهدموا دولاً، ويمزقوا شعوباً، ويحيكوا المكائد، وهم في سبيل تحقيق هذا الهدف يصطنعون أعداءهم اصطناعاً، ويلفقون للبرءاء التهم ما لم يحفظهم الله من مكرهم وكيدهم، ويلوحون للناس حيناً بجزرتهم التي لاتسمن ولا تغني من جوع، وأحياناً بعصيهم الغلاظ المبرقشة والمخشرفة حسب المواصفات التي تناسبهم وتناسب فرائسهم.
* وهؤلاء الأعداء التاريخيون على اختلاف أديانهم ولغاتهم وتواريخهم هم في ذلك كله يدٌ واحدةٌ على هذه الأمة وإن تعددت واختلفت أصابعهم ووظائفها التي تتنوع حسب تلك الأصابع، وهم كذلك لسانٌ واحد ٌ، وصفٌ واحدٌ، وتحت لواء ٍ واحدٍ؛ وإن تعددت الرايات، وتنوعت الشارات، ولهم دار ندوتهم، ولهم بيتهم المقدس الذي فيه يجتمعون، ولهم دعوتهم وميثاقهم الذي عنه لا يحيدون، وهؤلاء الأعداء التاريخيون مع ذلك كله يجمعون المغلوبين على أمرهم من رؤساء وقادة الشعوب والدول المسكينة والضعيفة التي تستجدي لقمتها، كما تستجدي شربتها، وتستجدي دواءها، أو تستجدي حتى الهواء الذي تتنفسه يجمعونهم إلى بيت طاعتهم فيذهبون مسرورين في ظاهرهم ولكن لو فتشت عن قلوبهم لوجدت المرارة والحسرة، لأنهم يذهبون صاغرين رغم أنوفهم ليحفظوا البقية الباقية التي ربما تكون الجذوة التي تنفخ روح الحياة الكريمة لهذه الأمم المغلوبة في يوم من الأيام، وهذا السرور الظاهري المصطنع على حد المثل العربي الذي يقول: (يُرْقَص للقرد في دولته)، ولو شئت لقلت: (يُرْقَص مع القرد في دولته!!).
فإذا سلمنا وأذعنا بهذه الحقيقة، وهي أننا في فلسطين جزءٌ لا يتجزأُ من هذه الأمة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً؛ فلنعملْ متعاونين مع أمتنا لتحقيق الطموحات والآمال التي ننشدها جميعاً من حيث كوننا أمة واحدة، هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخري من حيث كوننا جزءً من هذه الأمة الواحدة مع مراعاة أن هذا الجزء لا قوام له إلا مع باقي الأجزاء، كما لا قوام لباقي الأجزاء إلا بهذا الجزء، وذلك لآن الكل الذي هو الأمة ما صار كلاً أي أمة ً إلا بمجموع أجزائه فإذا فرطت الأمة في جزءٍ واحدٍ منها فرطت في باقي الأجزاء فلم تعد أمةً، وحتى لو وجدت، فوجودها وجودٌ عدميٌ أو هو كالعدمي، لأن الأمم الحية تعرف بكونها أمماً فاعلة ومنفعلة مع الأمم الأخرى ومؤثرةً ومتأثرةً في غيرها، وكما قال الله تعالى:
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (آل عمران) (110)
ونحن في فلسطين عضوٌ مريضٌ من جسم أمتنا، وأسباب حياة ووجود العضو المريض وكذا أسباب شفائه بفضل الله إنما هي في اتصاله بالجسم الذي هو منه ..
روى البخاري عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
" تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " فهل يعي هذه الحقيقة من نصّبً نفسه شخصه أو حزبه أو فرقته دون أن تحمله الأمة ليشتغل بسياسةٍ واقتصادٍ وعسكرةٍ وقتالٍ وإعلام؟! ..
وهل يعي هذه الحقيقة من نصّبً نفسه شخصه أو حزبه أو فرقته لعلمٍ وتعليمٍ وتربيةٍ وتوجيهٍ؟! ..
وهل يعي هذه الحقيقة من نصب أو نصّبً نفسه شخصه أو حزبه أو فرقته للدعوة إلى صلاحٍ و إصلاحٍ وهداية ورشاد وإرشاد؟!!!.
إذن الواجب على كلٍ منا فرداً أم جماعةٍ أم طائفةٍ أم حزبٍ ... إلخ - ومهما تدثرنا به من شعارات نحن اخترناها واخترعناها، وهتافات نحن صغناها وألفناها، وفخرنا وافتخرنا به من أعمال وأقوال نحن نسجناها وضخمناها أوضُخِّمت لنا، وهًوًّلناها أو هًوًّلً لنا بها بين الناس المهولون – أقول الواجب علينا جميعاً سواءً من كان منا في رئاسة ٍ أو وزارةٍ أم إدارةٍ أم عملٍ أم علمٍ أم دعوةٍ وفي دولةٍ أو حزبٍ أو جماعةٍ أوغير ذلك عدة أمور، منها:
*معرفة حقيقة العدو والعداوة التي يحملها، والأساليب والطرق والوسائل التي يحاول بها عدونا أن يمحو وجودنا كأمة حية قوية مؤثرة ومتأثرة فيما وبما حولها من أممٍ وأحداث، أو يمحو وجود عضوٍ منها، فإن لم يستطع فإنه يحاول أن يفرغ ذلك الوجود للأمة لجزئها أو لكلها من معاني الحياة والقوة في علمٍ أو تفكيرٍ أو إبداعٍ أو غير ذلك.
* كما علينا ومن معرفتنا عدونا على حقيقته أن ننصفه فلا نظلمه ولا نبغي عليه لكونه يعادينا وإن لم ينصفنا هو من نفسه بل بغى علينا، وعلينا أيضاً تقدير ومعرفة جوانب الخير في ذلك العدو ومخاطبته من خلالها للوصول إلى نزع العداوة وأسبابها بالكلية أو التخفيف من الظلم الناتج عن تلك العداوة، أو الوقوف بها عند حدٍ لا تزداد فوقه.
* معرفة قدر أنفسنا، فلا نتطاول لنرفع من أنفسنا على من هو خير ٌ منا، فهذا هو الكبر عينه.
* معرفة قدر الآخرين في هذه الأمة فضلاً عن غيرها، حتى لا نغمطهم حقهم، أو نحقرهم.
* الإ قرار والاستيقان بأننا جزء من هذا الكل، وعضو من هذا الجسم الذي هو الأمة، والعمل بمقتضيات ذلك.
* وكوننا عضواً من جسم أمتنا لا يعني الذوبان في العموم وفقدان الخصوصية؛ بل هذا العضو له خصوصيته التي جعلته وهيأته لهذه العضوية في البناء الخارجي، وكذلك التركيب الداخلي، والدور الوظيفي المنوط به.
* وعلينا كذلك معرفة الخصائص والصلات والروابط التي شكلت هذه الأمة، دينأ وتاريخاً ولغةً وحضارةً وعلاقاتها مع الأمم الأخرى إيجاباً أو سلباً، سلماً أو حرباً في ماضيها البعيد والقريب، وحاضرها الذي يختلط فيه التشوف لمستقبلٍ مشرق والتتوق للمنزلة العالية بين الأمم، مع آلام التمزق والاختلاف الداخلي وآمال الالتئام والائتلاف في نهاية المطاف مهما طال الزمن أو قصر.
* ولنكن على يقين أن هذا الخروج - الحاصل من بعض الذين غابت عنهم هذه الحقائق أوغيبها المغيبون - عن جماعة هذه الأمة لن يستديم، فبطلوع الفجر يتلاشى ظلام الليل، وقبل الفجر ينقدح ضوء القمر فيستبين الساري طريقه المحفوف بالمخاوف والعقابيل ولكنه يواصل سيره رغم كل ذلك لعلمه بنبل المقصد وتيقنه من تحقيق المراد، فهو ثابت رغم المصاعب، صابر رغم المتاعب، مستيقن رغم الأراجيف والمرجفين.
خان يونس في يوم الثلاثاء 5/صفر1429هـ،الموافق 12/ 2/ 2008إفرنجية.
كتبه
أبو عبد الله ياسين الأسطل/
الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين.
خريج كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية المدينة المنورة عام 1404 هجرية
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 10:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا-مقتضى التواضع ألا يسمي الإنسان نفسه شيخا ولو كان كذلك حقا
وما عرفنا هذا حتى فيمن يتلبس بلبوس التواضع .. فيرائي الناس لينعتوه بهذه الخصلة ..
فضلا عن العلماء الربانيين الكبار
ثانيا-ليتكم يا من تزعمون الانتماء للسلف تدركون حقيقة القرون المفضلة ..
وأنهم كانوا أمة مجاهدة بالسنان والكلمة والبرهان .. فجابوا البلاد شرقا وغربا ..
ولم يتشدقوا بكلام نظري ثم أناطوا كل الأحكام .. بما فيها دخول الحمّام .. بإذن ولي الأمر
واختزلوا مفهوم اتباع السلف في مجموعة عقائد مفرغة المضمون والأثر
السلف عقيدة ومنهج وسلوك وعدل وجهاد وعمل ..
ليتكم تكفّون ألسنتكم عن الطعن في المجاهدين بحجج هنا وهناك
فتالله لو كان صلاح الدين حيا لما تغير موقفكم .. بل لظللتم على ذات الشنشنة التي نعرفكم بها من لحن القول
فالمجاهدون عندكم مبتدعة .. وضلّال
أما عباس وزمرته الصهيونية حتى النخاع ..
فهو ولي أمر مطاع .. وأعماله كلها لها تأويلها عندكم
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 10:58]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 11:54]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
عجبا لأناس يتشدقون بحرمة الكلام على ولاة الامور وطعنهم ونبزهم ثم هم الان يتكلمون في حكومة حماس وينتقدوها ومن قبل طعنوا في امارة الطالبان وفي حكومة السودان وبدعوا كل من يساندها ويؤيدها
سبحان الله في هذه الحالة نسوا أن من تكلموا فيهم هم ولاة أمور
فمالفرق بين حكومة حماس وامارة الطالبان والسودان
وباقي الحكومات العربية (التي تبينت خيانتها وعمالتها) التي تدافعون عنها بكل مااوتيم من قوة؟؟
قال لي احد احبابي منذ قليل:"لإنهم بالعربي أراذل " يدافعون عن أراذل ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 12:10]ـ
أخي هذا إذا سلمنا جدلا أن عباس الصهيوني ولي أمر أصلا ..
فهو بإجماع عقلاء العالم -ولا أقول المسلمين فحسب-من أكبر عملاء الصهاينة .. وهو خائن لله ورسوله والأمة
لكنك أحسنت في محاكمتهم بهذه الحجة الدامغة
الأمر الذي يظهر عوارهم وسخف منطقهم وهشاشة فكرهم ومجانبتهم للحق وتنكبهم الجادة
ولهذا كانوا من أهم معاول الهدم التي أبهجت أعداء الله تعالى
والله المستعان
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 02:11]ـ
الإخوة الفضلاء
من سمى نفسه بـ (أبو القاسم) والمعلقون من بعده:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أما بعد:
أبا القاسم
إنه لمن دواعي الأخوة في الدين التي تجمعنا أن ننصف بعضنا عند التناصح، وأن نصدق النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم كما في الحديث. وقد صدق من قال: (صديقك من صَدَقك لا من صَدَّقك)، وأمرنا الله بالعدل مع غير المسلمين، فكيف بالمسلمين؟. قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)) المائدة.
ولذلك فإنني عاتب ٌعليك ومعتذر لك، فلعلك لم تقرأ بحضور بالٍ وإعمال فكرٍ فصدر عنك ما قلت، عفا الله عني وعنك وعن المسلمين، وسامحني الله وسامحك وسامح المسلمين،وجعلنا جميعاً من أهل الجهاد والمجاهدة التي ترضيه آمين، فيا أخي الحبيب أستميحك عذراً لا للرد ولكن للبيان، لا أشعر أنني غيرك ولا أنك غيري فنحن يجب أن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد كما في الحديث،فأقول:
أولاً: قلت يرحمك الله:
أولا-مقتضى التواضع ألا يسمي الإنسان نفسه شيخا ولو كان كذلك حقا وما عرفنا هذا حتى فيمن يتلبس بلبوس التواضع .. فيرائي الناس لينعتوه بهذه الخصلة .. فضلا عن العلماء الربانيين الكبار. وأقول:إن الذي سماني شيخاً هو الذي علمني علم الدين في المدينة قبل ما يزيد على خمسة وعشرين عاماً منذ تخرجي من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم إن ((الشيخ)) هذا الوصف ذكرته من باب التعريف والتكليف وليس من باب التشريف، ولست ملازماً لذكره عند ذكر اسمي والدليل توقيعي آخر المقال، عفا الله عني وعنك. ثم هل يستطيع المسلم أن يرمي أخاه بأنه يرائي الناس؟ .. وقلت: ثانيا-ليتكم يا من تزعمون الانتماء للسلف تدركون حقيقة القرون المفضلة .. وأنهم كانوا أمة مجاهدة بالسنان والكلمة والبرهان .. فجابوا البلاد شرقا وغربا .. ولم يتشدقوا بكلام نظري ثم أناطوا كل الأحكام .. بما فيها دخول الحمّام .. بإذن ولي الأمر
واختزلوا مفهوم اتباع السلف في مجموعة عقائد مفرغة المضمون والأثر.
السلف عقيدة ومنهج وسلوك وعدل وجهاد وعمل ..
ليتكم تكفّون ألسنتكم عن الطعن في المجاهدين بحجج هنا وهناك
فتالله لو كان صلاح الدين حيا لما تغير موقفكم .. بل لظللتم على ذات الشنشنة التي نعرفكم بها من لحن القول.وأقول لك يا أخي العزيز، بالله عليك أعرني أذنك مع قلبك وأجب نفسك في الجواب على أسئلتي: فالمؤمن مرآة أخيه، وأنا مرآتك وأنت مرآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
* أرجو الله تعالى أن نكون جميعاً من أتباع السلف بإحسان .. ألم يأمر القرآن بذلك في قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)) التوبة.
وتأمر السنة باتباع السلف ففي سنن الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي " ومع ذلك فإننا نرجو أن نكون جميعاً ممن يحبون السلف رضي الله عنهم ويدعو إلى سبيلهم، فهل من ضير؟! ..
ولا يبرأ من السلف إلا الخوارج والروافض فماذا كان؟!! ..
* والسلف كانوا أمة مجاهدة بالسنان والكلمة والبرهان .. إلخ، ولكنهم قبل جهادهم بالسنان كانوا يتعلمون الإيمان والعلم والعمل جميعاً، ويأخذون أنفسهم بذلك كما هو معلوم حتى أذن الله لهم بالقتال في المدينة بعد أن قووا عليه وقدروا على القيام بأعبائه فهل في ذلك نكر؟ .. وكذلك كانوا يقاتلون تحت لواء الإمام كما جاء في صحيح البخاري قال:
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ.قال البخاري: وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعْ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ) .. فيا أخانا الكريم ماهو العيب في أن يكون الجهاد والقتال بعلم وإذن وأمر ولي الأمر؟!! .. والإعداد والاستعداد كلٌ حسب طاقته؟!! .. وأما الطعن في المجاهدين فمن ذا الذي يطعن في المجاهدين؟! .. إنهم أهل النفاق. ولكن هل كل من قال عن نفسه إنه مجاهد هوكذلك؟ .. لعله تشفع له نية خالصة، ولكن ألم تسمع بالحديث: صل فإنك لم تصل؟ .. فإذا كان الجهاد قائماً على منهاج الشريعة فنعم وإذا كان قائماً على مجرد الهوى والعاطفة الجياشة فأخبرني ماذا فعلت أفغانستان وأهلها؟ .. وماذا فعلت البوسنة؟ .. وماذا فعلت الصومال؟ .. والشيشان .. وقوصوة (كوسوفو) وماذا حل بأهالي تلك البلاد؟ .. وآهٍ .. ثم آهٍ .. آه للعراق، وفلسطين وما أعظم بلواها من عدوها مرة ومن اختلاف أهلها ألف مرة .. وأما قولك مقسماً بالله:
(فتالله لو كان صلاح الدين حيا لما تغير موقفكم .. بل لظللتم على ذات الشنشنة التي نعرفكم بها من لحن القول).فنعوذ بالله من الاتهام للمسلمين أو القول على الله بلا علم وأدع الجواب لك عليه. وأما قولك:
(المجاهدون عندكم مبتدعة .. وضلّال أما عباس وزمرته الصهيونية حتى النخاع. فهو ولي أمر مطاع .. وأعماله كلها لها تأويلها عندكم سبحانك ربي هذا بهتان عظيم) .. العبادة على غير السنة ولا يقوم على صحتها الدليل الشرعي ماحكمها؟!! .. والحكم هنا على العمل لا على العامل (صل فإنك لم تصل) وليس كل من وقع في المعصية كان عاصياً ولا كل من وقع في البدعة كان مبتدعاً،
وبخصوص ولاة الأمور الذين يحكمون المسلمين اليوم فإنهم مسلمون ونعتقد وجوب طاعتهم في غير المعصية ومنهم الرئيس محمود عباس،ولم نسمع أحداً ممن ينتسب إلى العلم و العلماء يكفرهم أو أحداً منهم، بل إن من الناس سامحه الله من إذا لقيهم مدحهم، وإذا خلا قدحهم، على قدر المنفعة فهل يصح هذا في الدين؟!.
والزمرة في اللغة؛ معناها الجماعة، وأما الاتهام (الصهيونية)
فهذا نكله إلى الله ثم إلى صاحبه ليرجع إلى الإنصاف ويترك الاعتساف، والله بكل شيءٍ عليم. وأما الذي يحاسب على الأعمال فهو الله تعالى لا نحن، وقد قال مسلم في الصحيح:
" و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَيْفَ قَالَ يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ " هذدانا الله وإياكم أجمعين سواء السبيل.(/)
بعد حصار غزة اقتنعت: أن فترات التصعيد والتأزم خير من التهدئة
ـ[أوان الشد]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 12:31]ـ
لايتمنى المسلم البلاء , ويتعوذ من الفتن دائماً , ولكنه على يقين أن كل قضاء لله فإنه منطوٍ على حكمةٍ , علمها أو جهلها.
وبين كره ما حصل لإخواننا الفلسطينيين في حصار غزة ورجاء الفرج لهم , فإنه انبثق في روعي – بعدما تراءى لي مغانم كثيرة من ذلك الحصار – أن التضييق والتصعيد في آناءٍ كثيرة خير للقضية الفلسطينية من فترات الهدوء والركود .. نعم؛ ليست هذه القناعة متولدة حديثاً من هذه الحادثة فقط , بل انطبعت على ذلك الكثير من المراحل السابقة , فجاءت هذه الحادثة تجلية ناصعة لتلك الرؤية , وبيّنةً مقنعة أن وراء كل غرمٍ غنماً.
أحوال الركود والهدوء يصنع فيها الساسة والمتنفذين فخاخ الشر والإفساد , فإذا ما انفجرت الأوضاع واستوقدت المقاومة سرعان ما تبددت تلك الأحابيل.
في فترات التهدئة يصبح الفعل والتأثير الأكبر للمحتل والسلطة , ذلك أن الجانب السياسي الأكبر بيديهما وبدعم أمريكا والدول الكبرى , وفي فترات المقاومة يبرز ويتعاظم الفعل والتأثير من قبل المقاومة وحركاتها ويصبح زمام المبادرة بيدها , إذ هي على الأرض الأقوى والمدعومة شعبياً.
إن مجرد الإثارة والتصعيد من الصهيوني المحتل رغم جهود السلام المصطنعة؛ فضلاً عما يمكن أن تعكسه من ردة فعل المقاومة كل ذلك يعيد إلى الأذهان القاعدة التي تربط بين التشنج الأمريكي في مواقفه تجاه القضايا العربية واهتزاز مصالح إسرائيل , وهي القاعدة التي أثبتها الشيخ / سفر الحوالي في كتابه: الانتفاضة والتتار الجدد؛ حيث يقول:
(كلما كان الوضع في إسرائيل مريحاً – بالتفوق العسكري والتقدم الاقتصادي والاستقرار السياسي – كان منهج السياسة الأمريكية مع العرب أقرب إلى المنطق والنفعية , والاهتمام بالمصالح القومية للأمريكان , وفتور الحملات الإعلامية على العرب والعكس بالعكس).
ثم أورد عرضاً تاريخياً موجزاً لمراحل الصراع يكشف معالم واضحة لهذه القاعدة
ويناسب هنا الإشارة إلى المرحلة الأخيرة ... (فبعد العمليات الاستشهادية 1417هـ هرعت أمريكا لنجدة العدو , وحشدت ثلاثين دولة في مؤتمر شرم الشيخ لتأييد إسرائيل في حربها على "الإرهاب".
وحدث بعد ذلك فترة من الهدوء النسبي في المنطقة بلغت فيها الدولة الصهيونية أوج قوتها وأمنها ورفاهيتها , كما عاشت العلاقات الأمريكية العربية عرسها التاريخي , وسرعت الشركات الأمريكية العملاقة مسيرة العولمة , واستجابت الدول العربية لذلك ..
وعندما حدثت الانتفاضة الأخيرة فجأة وظهرت آثارها الواضحة على أمن إسرائيل ورفاهيتها وتفوقها , تخلت أمريكا عن عقلانيتها , وتجاهلت كل مصالحها , وأجلت مشروع العولمة , وبدأت تخطط للدخول المباشر في المعركة مع ربيبتها المدللة).
فهذا التوتر يعكس حالة الاضطراب في النفسية السياسية الإسرائيلية والإحساس بالخوف والقلق المستمر.
وتتضح ضخامة المشكلة حينما ننظر في دائرة أوسع فيما يتعلق باجترار إسرائيل لأمريكا لتسقط في فخ المغامرة الكبرى باحتلال العراق لأجلها , وما تبع ذلك من هزيمة تاريخية تحاول عبثاً التخلص منها ... ثم ما يلوح في الأفق من إمعان في الاتجاه الخاطيء – وبنفس الدوافع – لمحاولة ضرب إيران .. .
كل ذلك تفسره عبارة: (فتش عن إسرائيل).
وذلك لم يحصل ولم يكن ليحصل لولا إرادة الله من بعث هذه الانتفاضة وتبعاتها.
والمقصود أن لهذه القاعدة اتصال بحصار غزة من جانبين:-
من جانب كون هذا الحصار دليل على أن مسار وجهود السلم قبل هذا الحصار لم تكن تسير في صالح إسرائيل، وأن إسرائيل منذ إخفاق شارون في وأد هذه الانتفاضة تضرب خبط عشواء، وتشعر أن الخناق يزيد عليها مما يدفعها إلى أساليب البطش والفتك.
ومن جانب آخر أن فشل هذا الحصار بثلمة جدار رفح التاريخية، من شأنه أن يزيد في دفع إسرائيل وحاميتها أمريكا للإيغال في ضروب التيه التي يتيهون فيها بحثاً عن مخارج باستراتيجياتهم المتهورة التي اتضح خطلها , ويتزايد مؤخراً الذين يكشفون فشلها ويتنصلون منها.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
وقاعدة أخرى متعلقة بكون هذا الحصار من شأنه استثارة ردود فعل مقاومة أو صمود؛ وهي ما قيل أنه كلما ازدادت حدة المقاومة ورد الفعل الفلسطيني الصلب كلما تعقل المحتل في التعاطي مع الطرف الفلسطيني والعكس.
<< فإن ظل السكان الأصليون ساكنين دون أن يتحدوا الرؤية الإدراكية الاستيطانية أو موازين القوى السائدة , أصبح من الممكن قبولهم ككم متخلف هامشي غائب , ويصبح من الممكن إظهار التسامح تجاههم , بل ومنحهم بعض الحقوق مثل "الحكم الذاتي" (وهنا تكمن المفارقة). أما إذا تحرك السكان الأصليون لتأكيد حقوقهم وتحدوا الرؤية الاستيطانية , وبدؤوا في تغيير موازين القوة لصالحهم , فإنهم يصبحون مصدر خطر حقيقي ومن ثم يتعين ضربهم ويتزايد التطرف والبطش.
فكلما ازداد "الاعتدال" العربي زاد التطرف الصهيوني وزاد التمسك بالمستوطنات وبكل شبر من الأرض المحتلة.
والعكس بالعكس , فكلما زاد "التطرف" العربي , أي المقاومة والحوار المسلح , ازداد الصهاينة رشداً.
من الانتفاضة إلى حرب التحرير الفلسطينية / عبد الوهاب المسيري /17 - 18
يصدق ذلك ما استقرئ من العديد من الباحثين وجهات ومراكز الرصد من أن فترات [الرخاء المعيشي الإسرائيلي + التمدد والازدياد الاستيطاني + نشاط التطبيع] هي فترات هدوء المقاومة والعكس بالعكس.
ويتأيد ذلك حينما نتذكر أ القرارات الإسرائيلية التراجعية والانسحابية اتخذت في حمأة المقاومة وتحت نيرها، ومن أمثلة ذلك خطة فك الارتباط والانسحاب من غزة، وبناء الجدار العنصري، وكذلك أيضاً الانسحاب من جنوب لبنان ....
وهذه وسواها لم يكن يطرأ على خاطر أي أحد من قادة إسرائيل القدامى أن مثل هذه الإجراءات ستظطر لها إسرائيل يوماً ما، ولن تجد لها أي أثر في خططهم التوسعية الطموحة قديماً.
* * *
= حكمة الابتلاء والتمحيص: قد يجزع من لم تُسَرّ عينه باطراد وتيرة المقاومة حتى اشتعال "حرب التحرير" وأنها لم تستمر على النسق المناضل حربياً حتى يسقط العدو؛ وهنا نتذكر أن مرحلة الابتلاءات والتمحيص ضرورية لتنقية الصفوف , وتمييز الخبيث من الطيب
فرغم أن انخفاض زخم المقاومة كان قسراً بعد زوال بعض العوامل الممكّنة لها سلفاً إلا أن حالة الامتحان العسير هذه (الحصار) ليست خلواً من الحكمة الإلهية , فنحن رأينا العديد من الفصائل والأجنحة العسكرية ركبت موجة المقاومة عندما كانت مجرد عمليات عسكرية هنا وهناك ودخلت ضمن الصورة الوضيئة للمقاومة رغم ما في تلك الفصائل من دخن , فشاء الله أن يجري أحداثاً أخرى هي أشد كرباً؛ من أحوال التضييق على المقاومة وما تلا ذلك من تداعيات سياسية .. ؛ فتمحصت صفوف فتح وامتاز المجرمون , وانقشعت الحركات (الشعبية والديمقراطية) .. وغيرها.
وما حصار غزة إلا ضمة أخرى تجلو النفوس , وتصطفي المُخلَصين للتمكين , وتثبت أقدام الأتباع والمؤيدين من "القاعدة العريضة" , وتزيدهم يقيناً بطريق النصر , وتذهب بقايا الشك في السبل الأخرى.
* * *
إن خيوطاً عدة من أحداث وتغيرات متناثرة هنا وهناك حين يجمعها الرائي في نظرة متسقة تجعله يصدق ما كان يستبعده من قبل , وهو ما كان يُتحدث عنه من "زوال إسرائيل ".
نعم؛ إن كان الحديث عنه سابقاً قد يكون في النفس شيء من الاستعجال في التنبؤ به , فنحن الآن – ومع التحولات الجارية- نزداد تصديقاً وتفاؤلاً بقربه.
ودعوني أركز الحديث هنا حول إثبات هذه النقطة لأنها موضع الرهان في ترويج قناعتي بفكرة هذا المقال:
فإسرائيل تنوع في التجارب للتخلص من معضلة المقاومة وحركاتها , وهي تلجأ منذ عهد شارون للآن إلى خيارات العنف والقسوة والاجتثاث , وكلما فشل خيار ترتب عليه عدة أمور: - هبوط الروح المعنوية لدى قادة الاحتلال , وإحراجهم من جراء تزايد السخط والانتقاد من المجتمع الإسرائيلي والقوى الفاعلة فيه.
- ضيق الخيارات المتبقية , وانهيار شعبية القيادات الإسرائيلية بسبب تكرر فشل خيارات الحل , خاصة تلك التي كانوا يعولون عليها وروجوا لها بدعايات وشعارات رنانة كبعض العمليات العسكرية , والجدار الفاصل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتزايد الخناق بتلك الاخفاقات على النخبة الحاكمة، والقوى المؤثرة بشتى أجنحتها، ويتفاقم تبعاً لذلك الصراع الداخلي وأحوال الجزع القنوط في الفكر والرأي العام الإسرائيلي , وتعكس استطلاعات الرأي في الداخل الإسرائيلي الكثير من ذلك.
ولك أن تتصور إلى أي مدى ستصل الأمور مستقبلاً إذا استمر الوضع على ذلك.
وفي هذا الشأن يعجب المرء حينما يطلع على الخبر الذي كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن كابوسا لازم آرييل شارون قبيل دخوله في الغيبوبة، كان يرى فيه نفسه أسيرا بيد الفلسطينيين، وقد اقتادوه عارياً ومقيداً بسلاسل نحاسية على ظهر مركبة مكشوفة تجوب شوارع غزة. أما اسحق رابين، فقد تمنى أن يستيقظ ذات صباح ليجد أن البحر قد ابتلع غزة.
- كلما خرجت الفئة المجاهدة الصابرة من أزمة ازدادت يقيناً أنه لاشيء يستعصي على الحل , وأنه إذا توفرت شروط الاعتصام بحبل الله والالتجاء إليه , كلما تهيأت أسباب الفرج مهما تخلى الأعوان والقريبون , ومهما استحكمت حلقات الخطط الماكرة واشتدت.
وقد كنت أثناء كل أزمة أتساءل: كيف سيكون المخرج؟! وذلك لما يرى الرائي من استحكام الفتنة وانسداد منافذها , ثم يأتي الفرج – بإذن الله – من أبعد احتمال – أو من خارج الاحتمالات – التي تطرأ على ذهن المتابع , وذلك لأنها بتدبير العلي القدير.
ولنا أن نقف وقفة موجزة مع بعض آراء المحللين والكتاب الإسلاميين عن "سقوط جدار رفح" لنعلم أن لهذه اللحظة التاريخية ما بعدها:
ولا نجازف بالقول: "بعد أن سقط جدار الخوف والرهبة العربي بسقوط جدار رفح، فإنه سيكون لهذا اليوم ما بعده"، قد يكون ما حدث له دلالات أعمق مما يبدو على السطح، لكن في كل الأحوال لا يمكن اعتباره ورقة ضغط، وإنما هو أعمق من ذلك بكثير، ويؤكد مقولة أن "الوعي العام هو غنيمة هذا العصر"، وأن صوت الشعوب أعلى وإن خفت برهة من الزمان، إن وجد من يضبطه ويوجهه من العقول الواعية والحرة.
خالد حسن
إن الدلالة الأقوى في أحداث ذلك اليوم، أن التاريخ لم تعد تصنعه العواصم ولا القادة، وإنما الشعوب المهيضة التي انتفضت مع تباشير الفجر لتصنع الفجر، وتشرق على سيناء في ساعة الشروق من حدودها الشرقية الزائلة ..
لاشك إن "إسرائيل" اليوم نادمة على خلق هذا الوضع الجديد، الذي أفرز معطيات ترسم ملامح مرحلة مقبلة، حتى لو بني الجدار من جديد؛ حيث الأمر في دلالته أكبر من عبور خاطف، وحاجة دافعة للتحرك، إنه حالة استثنائية بكل المعايير، ونُقلة نوعية في رسم صورة الصراع مع "إسرائيل" والتعامل مع مصر، الذي أعاد صفحات التأريخ إلى ما قبل 5 يونيو في العام 1967 ـ أجدد ـ ولو عادت الأمور إلى حدود ما قبل 23 يناير 2008!!
أمير سعيد
خلال الأشهرالفائته كان خنق غزة يتم ببطء وفي هدوء، وكان العالم العربي فضلاً عن العالم الخارجي، جميعهم ذاهلين عن حجم الجريمة وعمقها، ومن أسف أن بعض العرب كانوا شركاء في الحصار والتجويع. ولكن قرار الإظلام الأخير أيقظهم من سباتهم. بحيث لم يعد لدى أحد عذر لكي يدعي أنه لم يسمع بما جرى.
تحدثت الصحف “الإسرائيلية” أن موظفي وزارة الدفاع المسؤولين عن متابعة الأوضاع في غزة ظلوا في مكاتبهم حتى ساعة متأخرة في ليلتي الأحد والاثنين الماضيين (22و23 يناير)، وهم يتابعون على شاشات التلفزيون المشهد في القطاع بعد قرار قطع التيار الكهربائي عنه. وفي الوقت ذاته كانوا يتابعون التقارير المقدمة من أجهزة المخابرات التي قدمت لوزير الدفاع “الإسرائيلي” إيهود باراك، وتحدثت عن إمكانية خروج الفلسطينيين في مظاهرات عارمة ضد حكومة حماس بعد قطع إمدادات الوقود الذي يستخدم في تشغيل محطة الكهرباء الرئيسية. إذ افترضت تلك الأجهزة أن الجمهور الفلسطيني سوف يحمل حكومة حماس المسؤولية عن ذلك الواقع.
. لكن وكما نقل التلفزيون “الإسرائيلي” مساء اليوم ذاته فإن أولمرت وكبار موظفي وزارة الدفاع أصيبوا بخيبة أمل كبرى، عندما تبين أن مظاهرات ضخمة عمت غزة وجميع أرجاء العالم العربي، ليس ضد حماس ولكن ضد “إسرائيل”. وكما قال المعلق “الإسرائيلي” يارون لندن فإن “إسرائيل” أدركت إثر ذلك أنه كلما مارست الضغط على الفلسطينيين، وبررت ذلك الضغط بسيطرة حماس على القطاع، كلما أبدى الفلسطينيون المزيد من التضامن مع حماس وحكمها.
فهمي هويدي
صرح خليل الشقاقي، مدير أهم مراكز استطلاعات الرأي الفلسطينية، الذي أعلن في مقابلة معه نشرت في الأول من شباط / فبراير الجاري، أن شعبية حركة المقاومة الإسلامية، قد ارتفعت ثانية، وأن إسرائيل قد "هدرت كل المكاسب التي حققتها فتح (6 نقاط) "، منذ سيطرة حماس على القطاع في حزيران / يونيو الماضي.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 02:45]ـ
(إشاعة الروح الإيجابية والتفاؤل ينبغي أن تكون واقعية، ومستندة إلى السنن الربانية، لا أن تكون مجرد تخدير للمشاعر والعواطف، فضلاً عن تلمس المنامات أو السعي إلى تنزيل ما صح وما لم يصح من أخبار الفتن الملاحم). محمد الدويش
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 08:23]ـ
في بدايات الحصار الظالم على غزة؛ كتبت هذا المقال وكانت أفكاره تلح عليّ , والشواهد الجلية والخفية تدل على ذلك.
وربما يجد البعض صعوبة في تقبل فكرة المقال في ظل الوضع المأساوي المؤلم الحالي؛ ولكنني والله لا أزداد إلا يقيناً , وستنبؤنا الأيام القريبة صدق ذلك " والله غالب على أمره ".
لمراسلتي:
awan.ashad@hotmail.com
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 09:02]ـ
http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/29/02/kjzfpa19u.gif/gif
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 10:25]ـ
رأيت العنوان على عجل، ولا أخفيك أني لم أقرأ مقالك، ولكني أتفق مع مضمون العنوان تماماً، لأن القرآن الكريم قد قرر هذه القاعدة، وهي قاعدة عدم التلازم بين الهدنة، أو قل "غير ذات الشوكة" من جهة ومصلحة المسلمين من جهة أخرى، بل قد تكون مصلحة الأمة - وهذا هو الأغلب لمن تأمل النصوص وتاريخ الأمة - في اختيار ما تكره. قال تعالى (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 11:45]ـ
أين المصلحة في سفك الدماء وإزهاق الأنفس بارك الله فيكم؟؟
ـ[أوان الشد]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 10:43]ـ
الأخ أبو الليث الشيراني
أشكرك على مرورك ومشاركتك.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 10:45]ـ
الأخ عبدالله الشهري
أشكرك على تعليقك , وتأييدك المبدأي متوافق مع مضمون المقال , ولو قرأته لاستفدنا من مشاركتك أكثر.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 10:46]ـ
الأخت: شذى الجنوب يبدو لي أنك لم تقرأي المقال كاملاً , وعلى العموم أنا أجيبك من كتاب الله ومن أقوال العلماء والمفسرين حول قوله تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون»
= عَنْ السُّدِّيّ: إنَّ لَكُمْ فِي الْقِتَال الْغَنِيمَة وَالظُّهُور وَالشَّهَادَة , وَلَكُمْ فِي الْقُعُود أَنْ لَا تَظْهَرُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ , وَلَا تُسْتَشْهَدُوا , وَلَا تُصِيبُوا شَيْئًا
= ويقول الإمام ابن قيم الجوزية –الفوائد: (في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعاقبة، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد.
والعاقل الكيس دائما ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها فيرى ما وراء تلك الستور من الغابات المحمودة والمذمومة.
ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية، فإذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك، وإذا قوي يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة).
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل أوان الشد
أيها العرب
لا تخدعوا الفلسطينين بالتحليلات الجوفاء والكلمات الرنانة وزعم أنهم لابد لهم من المقاومة فيقعوا في فخ قتال غير متكافئ لم يطلبه الشرع بهذه الصورة.
ثم يبدأ اليهود لعنهم الله بقتلهم وإزهاق أرواحهم والعرب من جيرانهم يقفلون المعابر ولا يسمحوا بفرار المسلمين من الجرحى وغيرهم تاركهم للقصف والقتل والتدمير.
ومنهم من يرفل في النعيم وما لذ وطاب ملازماً أفخاذ النساء ويكتفي بالشجب والاستنكار تاركاً المساكين بين صراع حماس وغيرها على السلطة وآلة الحرب اليهودية!
اتقوا الله في الدماء والأعراض التى تنتهك بسبب الأطماع السياسية لحماس وفتح من جهة وبسبب أطماع اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
وأوافق أختنا شذى الجنوب على نظرتها الشرعية بلا كلمات جوفاء رنانة.
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 11:08]ـ
جزاك الله خيرأ أخي على هذا الموضوع القيم
لكن أريد شريط الشيخ الحوالي الانتفاضة والتتار الجدد
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 01:17]ـ
سامحكم الله وهدانا وإياكم!!
أي سجاذة هذه!؟!
عن أي مصلحة واجتماع تتكلمون؟!!
سُبّ الدين واحتلت الأراضي وأفسدت الأخلاق واغتصبت الحرائر وذبح الأطفال وعذّب الكهول وهدمت المساجد ... فماذا بقي لكي تنادون إلى الهدوء وانتظار - ولي الأمر - زعموا!
نحن ننتظر منذ عقود وجاء ملوك العرب ثم ماتوا وخلفهم آخرون وما رأينا شيئا ازداد إلا الذل والهوان!
فلا أدري أي مصلحة بقيت وأي اجتماع بقي للمسلمين لكي تدعون إلى الحفاظ عليه!
أم هي مصلحة البطون والرخاء والزوجات والبنين؟!
يا قوم! أفيقوا من سكرتكم قبل أن يفيقكم سكرة الموت وملكه!
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 02:55]ـ
الأخت: شذى الجنوب يبدو لي أنك لم تقرأي المقال كاملاً , وعلى العموم أنا أجيبك من كتاب الله ومن أقوال العلماء والمفسرين حول قوله تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون»
= عَنْ السُّدِّيّ: إنَّ لَكُمْ فِي الْقِتَال الْغَنِيمَة وَالظُّهُور وَالشَّهَادَة , وَلَكُمْ فِي الْقُعُود أَنْ لَا تَظْهَرُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ , وَلَا تُسْتَشْهَدُوا , وَلَا تُصِيبُوا شَيْئًا
= ويقول الإمام ابن قيم الجوزية –الفوائد: (في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعاقبة، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد.
والعاقل الكيس دائما ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها فيرى ما وراء تلك الستور من الغابات المحمودة والمذمومة.
ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية، فإذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك، وإذا قوي يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة).
بارك الله فيكم أخي على هذا الإيضاح، ولكن ينبغي أن يجمع بين الآيات وينظر في فقه السيرة النبوية، ومتى كان الأمر بالقتال؟؟، فلا المسلمون يوافقون على قعودهم، ولا حماس توافق على المواجهة الغير متكافئة، ونحن نعلم يقيناص أن اليهود يريدون استئصال شافة حماس بل وكل الفلسطينيين، والدخول في حرب غير متكافئة مع اليهود الحاقدين يمكنهم من تحقيق غايتهم،
واذكر كلمة للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- تكلم فيها عن الانتفاضة وكان يرى عدوم مشروعيتها نظرا لما يترتب عليها من ازهاق لأرواح الفلسطينيين بلا عائد؛ ومما قاله: أخشى أن تكون الانتفاضة مؤمرة على الفلسطينيين، أو بهذا المعنى.
والرسول صلى الله عليه وسلم هادن المشركين واليهود في حال الضعف، والواقع يشهد أن حماس لا طاقة لها بمواجهة دولة اليهود الباغية، زد عليه ما الأمة الإسلامية فيه من ذل وهوان وانكباب على حطام الدنيا وانصراف تام عن الجهاد!!،
والحكمة ضالة المسلم .. والله تعالى أعلم
ـ[أوان الشد]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 11:36]ـ
أخي الكريم أبو محمد العمري
ليست قضية خداع ليقعوا في فخ قتال غير متكافي، فهم ليس خيارهم الآخر الأمن والسلامة وعدم القتال، إذ المعركة مفروضة عليهم، والقتل لا ينفك عنهم سواء سالموا أو هادنوا إلا إذا كنت تقصد أن يلجأو إلى الخيار الوحيد الذي ينجيهم وهو الاستسلام وترك القدس والأرض لليهود.
ثم هم بأنفسهم قد اختاروا طريق المقاومة من أوله رغم علمهم بالتضحيات بعد تجريبهم وما صالوه من الويلات بسب سنوات السلام الكاذبة الخادعة، التي علموا يقيناً أن الصبر والمقاومة خير من ذل السلم ومهانته، وأنه طريقهم الوحيد للعزة والكرامة.
واستطلاعات الرأي تشير إلى تمسكهم بخيار المقاومة.
ثم ما نكتبه تصبير لهم ولغيرهم لما وقع لهم وما لابد لهم منه، وبيان أن ذلك سنة الله وطريق النصر.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 11:39]ـ
الأخ أبو يوسف الغزي
أذكر أن التسجيل الصوتي لمحاضرة: الانتفاضة والتتار الجدد في أرشيفي ولكنني مع الأسف فقدته منذ زمن ولكن المادة موجود على شكل كتاب مؤلف طبعته مجلة البيان وهو أنفع وموجود على الإنترنت، وكذلك يوجد عندي كحلقة من برامج ساعة حوار من قناة المجد.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 11:42]ـ
الأخ \ رجل من المسلمين.
الحقيقة أني لم أفهم ماذا تقصد، وإذا كنت أشك أن الكاتبة: "شذى الجنوب" قرأت المقال، فأنا متيقن أنك لم تقرأ سوى العنوان وربما لم تفهمه.
فأنا لم أشر من قريب ولا بعيد إلى الهدوء والانتظار ولا إلى ولي الأمر.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 11:04]ـ
لكي نعلم أن التفاؤل الذي أنطلق منه ليس عواطف جياشة دون مستندات واقعية؛ أشير إلى ملمح بسيط من دواعي التفاؤل على أرض الواقع:-
(يُتْبَعُ)
(/)
= في آخر حوار له قبل استشهاده: القيادي الحمساوي نزار ريان يكشف للعصر 'الوجه الآخر لغزة' فيقول
- السماء تقصف الحمم، والبحرية ترسل اللهب، ومع ذلك فالنفسية هادئة، لدرجة أننا أفتينا بأن لا تصلى صلاة الخوف.
ـ هناك نوع من الثبات العجيب الذي لا يعرفه كثير من الناس.
ـ ويكمل: هذا مع أنَّ أوزان القنابل الساقطة علينا، تتراوح من 300 كغم إلى 1000 كغم، والصوت المصاحب لها كبير جداً، ومخيف جداً. لقد تأقلمنا مع ذلك.
ـ الحياة تمشي بشكل قد أقول إنه طبيعي بنسبة 15% إلى 20%.
ـ الصلاة تعقد في المساجد، والصفوف تنتظم بنسبة 85%.
ـ صواريخنا من تصنيعنا، والمستوردة طورناها، وقد وصلت إلى 56 كم في عمق العدو.
ـ وعدد صواريخنا يصل إلى 60 أو 70 يومياً.
ـ ومعركتنا هذه يقودها العلماء، وهم والقيادات ليسوا بعيدين عن الناس.
ـ كل مجموعاتنا لم يستطع العدو أن يقصف أياً منها، رغم أنَّ السماء ملبدة بطائرات ف 16.
ـ كل القيادات بخير والحمد لله. (انتهى).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
[قبل ثلاث سنوات كانت غزة بكاملها تحت الاحتلال الإسرائيلي، تمشط الطائرات الإسرائيلية شعرها كل صباح، وتحرث الدبابات الإسرائيلية شوارعها كل مساء، ويفتش الرصاص الإسرائيلي جسد غزة عن قطعة سلاح، ويغلق المستوطنون مدارسها، ويحرقون زرعها، اليوم تدخل غزة موسوعة "جينز للأرقام القياسية" إذ كيف تنجح مدينة محاصرة براً وبحراً وجواً في تطوير مقاومتها، وقدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي، وفي زمن قياسي، ثلاث سنوات، لتفرض على عشرات ألاف الإسرائيليين إغلاق المدارس، وتغلق أكثر من ثمانين مصنعاً، وتمنع التجول على أسدود، وعسقلان، وهي تعيش على الكفاف].
د. فايز أبو شمالة
وهذا كما قلت شيء مما من المبشرات على أرض الواقع , وهناك المبشرات المرتبطة بالسنن الكونية وهي أعمق وأبعد مدى.
وفي مقال الشيخ عبد العزيز الجليل التالي شيء من ذلك:
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=12208&Itemid=25(/)
عذرا أيها السعوديون الذكور ... لابد أن يحدث هذا!!!
ـ[همّامة]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 12:36]ـ
عذرا أيها السعوديون الذكور ...... لابد أن يحدث هذا!
نعم .. لابد أن تشب "عمرة" عن الطوق، كما شب عمرٌ
نعم .. لابد أن تنكسر الأطواق كلها، لنعيد الصالح منها فقط.
هل من عائش في غيبوبة ـ أقصد في برج عاجي لا يعلم ماذا يحل بالمرأة السعودية؟!
سنوات من التهميش في البيت من الأم والأب والإخوة.
تفضيل الذكر على الأنثى ضارب أطنابه في البيئة السعودية ـ حتى الأم وهي الأنثى ـ تفرح فرحا عارما بولادة الذكر أكثر من ولادة الأنثى ـ لارتفاع قيمة الذكر في مجتمع السعودية.
ثم بعد البيت، سنوات ـ بل دهور من الصبر على الزوج ـ وهي وبختها ـ فربما تبتلى بمريض نفسي ـ تشبع بثقافة الذكورة ـوعلوه عليها فيعاملها بعجرفة، وقسوة، وربما بما هو أسوأ من ذلك، من ضرب وزواج عليها ليكسر قرنها (!).
أثناء هذه الحياة المليئة بالتهميش والجفاء تغلغلت في حياتنا سلوكيات , ورؤى، وأنماط حياة ألبسناها ثوب الدين باعتبار أن الشعب السعودي شعب متدين، فضربنا الدين في مقتل.
يضرب أحدهم زوجته ضربا ـ يسمع الجيران صوت صراخها منه ـ ثم هو يستشهد بقوله تعالى:" واضربوهن".
يتزوج عليها دون داع شرعي أو عرفي لمجرد التنكيل بها، ثم يقول:" فانكحوا ما طاب لكم من النساء ".
ثم لا يكفيه ذلك، حتى ينهال على أولاده أمامها ضربا وتعذيبا
متحججا بأنه يربيهم، وأولاده وهو حر فيهم، وهو يحفظ تماما: " الرجال قوامون على النساء " فضلا عن الأطفال.
أما إن كانت الزوجة صاحبة وظيفة فلا تسل عن الذل " الخفي " الذي يمارس والذي ترتضيه رغما عنها حتى تمشي الحياة بأي طريقة كانت.
مع أننا لا نريد أن يأتي الإصلاح على يد المفسدين، إلا أن الله تعالى قد ينصر هذا الدين بالرجل الفاسق،
إن هذه الخطوات التي تريد أن تخرج المرأة من الذل التي هي فيه، والمهانة التي تتربي فيها، فيها الكثير من الرغبة في الفساد والفحش أيضا،
ونحن نعلم ذلك، ولكن من قال أن وضع المرأة الآن إسلامي ـ ليكون حل مشاكلها بحل إسلامي، من قال أن المرأة السعودية ـ إلا من رحم الله ـ تعامل باعتبارها كائن حي، مشرق بالخير.
إن كثيرا من الرجال السعوديين يحرصون تماما على تدين نسائهم وأخلاقهم الحسنة، وإذا ما رأى بادرة تدين وعفة وحشمة اهتز فرحا، لكنه لا يحرص على هذا الأمر على نفسه، إلا من رحم الله.
لماذا؟
يريد هو أن يفعل ما يشاء، ثم لا يرضى لزوجته أو أخته فضلا عن ابنته ادنى الحقوق الشرعية.
كثير من السعوديين يريدون لنسائهم وضعا أقل منهم. إنها الطبيعة الذكورية الفجة،
لذلك لا ضير من بعض القرارات التي تذكر السعودي أن السعودية مثلك تماما. طبعا لا يكاد يذكر:" النساء شقائق الرجال".
فيتم بهذه القرارات تحجيم عقدة الذكر والذكورة، وعلو الرجل على المرأة علوا لا يرضاه الله تعالى.
ومن هذه القرارات / سكن الفنادق بغير محرم، قيادة السيارة، وغيرها، إنها حل مؤقت لحالة العلو الذكوري الذي نعيشه / مع اعترافي الكامل أن هذه الحلول لها مفاسدها الأكيدة.
لا يأتيني متحذلق فيقول كيف تعترفين بخطورة هذه القرارات ثم تقبلين بها لأني سأقول له: إنني أقبل بأخف الضررين لأدفع أكبرهما.
أما الضرر الأكبر فهو سوء ظن النساء والعوام بالدين، بل وصل الأمر لكره الدين ـ وهذا حدثتني به فتاة سعودية ـ كان أبوها وأمها يعدانها لأن تكون حافظة للقرآن وداعية، غير أن سوء معاملة أبيها وتعنته في تربيتها جعلها تكره الدين لأنها (ربطت بين الظلم و سوء المعاملة وما يمثله أبوها من تسلط، وما تمثله أمها من ذل ومهانة)؛ وبين الدين، الأمر الذي أفقدها جمال الدين، وسماحته، ولذاذته الروحية. وما يبدعه في النفوس من الكرامة، والإباء والعزة.
لدي كلام آخر لا يحضرني بلورته الآن على الكي بورد لعله يتحضر ويتبلور مع النقاش.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 01:19]ـ
أختاه
هداكِ الله
إنما أنتِ كالمستجير من الرمضاءِ بالنارِ
أعلم ما يحُل بالمرأة من ظلم باسم الدين.
وليس هو عندكم في السعودية فقط بل وعندنا في مصر التي تعتبر رائدة في مجال تحرير المرأة -زعموا- وفي كل بلد مسلم.
لكن هل تظنين الصلاح سيأتي على يدي أعداء الدين بما يصدرونه من قرارات المقصود الأول بها تجريد المرأة من عفتها وإبعادها عن ربها وتحويلها إلى سلعة لمن يدفع أكثر؟
مهما تناقشنا فلن تقتنعي بكلامي ولا بكلام غيري ما دمتِ انطلقتِ من هذا المنظور الضيق للقضية، إلا أن يشاء الله أن ينير بصيرتكِ لرؤية ما حلّ بأخواتك في مصر ولبنان وتونس وغيرها من عُري وفجور وكانت البداية هي هي كما عندكم الآن
ستُبدِي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ... ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوّدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن البيضاوي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 02:58]ـ
أختي الفاضلة الأمر كما ذكره الأخ عيد فهمي .... و اعلمي أن الأمر أبش مما تتصورين لكن كوني على يقين أنك في بلاد الحرمين و باقي الأخوات السعوديات تعشن في أفض بيئة!! فالمرأة عندنا في المغرب مثلا تخدم الزوج و الأولاد في البيت و تخدم في عملها خارج البيت بل و تخدم رب العمل و قد تقدم تنازلات ... و قولي هذا عن البلاد المتحررة!! بلاد الغرب! بل الأمر أفظع هناك فالمرأة سارت وسيلة للترويج و مطية لكل صاحب مآرب دنيئة و وسيلة لإشباع النزوات الحيوانية!! و كل ذلك يتم باسم الحرية و حقوق المرأة!! و تحريرها من العبودية!! أجل أرادوا تحريرها من العبودية زعموا فجعلوها لعبة لك من يدفع الثمن!! و لا حو و لا قوة إلا بالله.
أختي اعلمي أنك في خير عظيم لا يعلمه إلا من حرمه و اسألي الملتزمات من البلاد الأخرى إذا صادفتك بهن الظروف؟. و الله إني لأعرف من الاخوات من تحلم بالعيش في المملكة و تقدم ذلك على الزواج ..
لكنك قد لا تكونين عانيت من المضايقة و انت ترتدين حجابك الشرعي الكامل و اسألي عن ذالك من هن من غير بلدك؟
و قد تكونين بعيدا عن النظرات الشزراء و الحواجب المقطبة العابسة و العبارات المجرحة و انت تمرين من جانب أحدهم، و لكن اسألي عن ذلك من تعيش خارج بلك؟
قد تكونين تستطيعين العمل بحجابك الشرعي الكامل و لكن اسألي من إذا اضطرت إلى العمل تخير بين الحجاب و بين أن تموت جوعا و إذا تركت الحجاب تركت معه أشياء أخرى و تنازلات أكثر ...
و غير ذلك اختي كثير فاحمدي الله على النعم و من أصيبت بزوج مريض نفسيا كما قلت فلتتق الله و لتصبر و ذلك في كل البلاد لك المشكل إذا أصيب المرأة برجل مخنث أقصد ذكر مخنث فمن أين لها أن تحصل على رجل؟؟
أختي زوجك جنتك و نارك ... أختي من صامت خمسها و حفظت فرجها و اطاعت زوجها .. دخلت جنة ربها ..
فإياك و إياك و خطابات المغربينن هؤلاء الحاقدين على بلاد الحرمين الذين علموا أن لا سبيل للنيل من هذه البلد بغير الولوج عن طريق المرأة فرفعوا هذه الشعارات التي باتت مفضوحة. فاتقي الله و اصبري.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 05:28]ـ
الكاتبة .. تتحدث عن حالات ((محدودة)) - إما شخصية أو قريبة منها -، تريد أن تجعل منها متكأً لحلول ((فاسدة))!
فالضرر لا يُزال بالضرر.
وإنما يُزال بالحلول " الشرعية "، لا بالتهويل.
وأعرف ((مئات)) ممن حولي - دون مبالغة -، يعشن بسعادة، وهناء، ولله الحمد، ملتزمات بدينهن، مجتهدات في عمل الخير، ومدافعة الشر، متنبهات لكيد الأشرار، الذين لا يملكون إلا زخرف القول، والوعود والحلول التي ظاهرها فيه الرحمة والنصح، وباطنها فيه المكر والكيد. وقد حدثني كثيرون بمثل هذا، مستغربين ما يحاول الإعلام صُنعة، من جعل المرأة قضية، وأنها .. وأنها .. الخ
فلعل الكاتبة - وفقها الله -، تحدد لنا ما المشكلة التي (تعيشها)؛ لنجتهد معها في البحث عن حلٍ شرعي، دون أن تتحدث بصيغة التعميم.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 05:42]ـ
نعم .. لابد أن تنكسر الأطواق كلها، لنعيد الصالح منها فقط.
أخبرينا عن الصالح منها، وكيف نعيده؟
أنعيده بكسر قاعدة سد الذرائع؟ وفي زمن يعج بالفتن؟
هل من عائش في غيبوبة ـ أقصد في برج عاجي لا يعلم ماذا يحل بالمرأة السعودية؟!
سنوات من التهميش في البيت من الأم والأب والإخوة.
تحدثي عن نفسكِ يا هذه. . فلقد أعظمت الفرية، بسبب ظروف مررتِ بها أو مر بها من حولك.
المرأة السعودية معززة ومكرمة، ولا عبرة بالشواذ من القصص والجرائم بحقها، وحتى وإن أهينت المرأة من قبل والدها فعليها السمع والطاعة، والرضى بالقليل حتى يحكم الله لها ولو بعد حين.
تفضيل الذكر على الأنثى ضارب أطنابه في البيئة السعودية ـ حتى الأم وهي الأنثى ـ تفرح فرحا عارما بولادة الذكر أكثر من ولادة الأنثى ـ لارتفاع قيمة الذكر في مجتمع السعودية.
في هذه أضحكتني!
معلوم أن الولد سند للوالدين في كبرهما، ولا يعني هذا احتقار للبنت، لكن البنت كما هو معلوم بحاجة لسند مهما بلغت من العلم والوظيفة والجاه.
أحاديث كثيرة في فضل الإحسان للبنات، ألم تسألي نفسك لماذا بالذات البنات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أختي إذا كنتِ تعانين من نظرة دونية لكونك أنثى؛ فلا تعممي حكمك على جميع الأسر وبصيغة تأكيد على أن وضع المرأة السعودية بالفعل مأساوي.
يتزوج عليها دون داع شرعي أو عرفي لمجرد التنكيل بها، ثم يقول:" فانكحوا ما طاب لكم من النساء ".
ثم لا يكفيه ذلك، حتى ينهال على أولاده أمامها ضربا وتعذيبا
ها أنتِ تتخطبين في كلامك بفعل مشاعرك الثائرة وعاطفتك، وإلا فما دخل زواج الرجل على زوجته، في ضربه لزوجته؟
ثم من قال إن زواج الرجل بثانية لا بد أن يكون لداع شرعي؟ ألم أقل إنك تتكلمين بالعاطفة؟
كان الأولى أن تتكلمي عن ضرب النساء، ومعالجة ذلك دون الإفتيات على الشريعة بغير علم.
مع أننا لا نريد أن يأتي الإصلاح على يد المفسدين، إلا أن الله تعالى قد ينصر هذا الدين بالرجل الفاسق،
لا. .، يبدو أنك لم تفهمي معنى: أن الله تعالى قد ينصر هذا الدين بالرجل الفاسق!!!
ينصره بالرجل الفاسق لا بالقرارات الفاسدة المفسدة!
من قال أن المرأة السعودية ـ إلا من رحم الله ـ تعامل باعتبارها كائن حي، مشرق بالخير.
ها أنتِ تعممين للمرة الثانية، مع الأسف كلامك لا يدل على أن صاحبته منصفة حكيمة.
بل عاطفية بكاية، لا تعرف غير التعميم، والاتهامات بفعل ظروفها المحيظة بها، أو البيئة التي تعيش فيها.
طبعا لا يكاد يذكر:" النساء شقائق الرجال".
وللمرة الثانية أقول: إنك ترددين كلاما وتستشهدين بأحاديث في غير موضعها وذلك لقلة علمك أو لجهلك بمعناها
بل وصل الأمر لكره الدين ـ وهذا حدثتني به فتاة سعودية ـ كان أبوها وأمها يعدانها لأن تكون حافظة للقرآن وداعية، غير أن سوء معاملة أبيها وتعنته في تربيتها جعلها تكره الدين لأنها (ربطت بين الظلم و سوء المعاملة وما يمثله أبوها من تسلط، وما تمثله أمها من ذل ومهانة)؛ وبين الدين، الأمر الذي أفقدها جمال الدين، وسماحته، ولذاذته الروحية. وما يبدعه في النفوس من الكرامة، والإباء والعزة.
إذا كانت هذه الفتاة عاقلة رشيدة؛ فهي لوحدها المسئولة عن تبعات كرهها للدين.
وأخيرا:
ليست قيادة السيارة هي من تعيد للمرأة المهانة كرامتهَا، وليست القيادة أصلا حق للمرأة.
ومن قال بذلك لا شك أنه أحد ثلاثة: إما علماني، أو جاهل، أو مجنون.
والله لو مُنعت من الخروج من المنزل للأبد؛ فلن أطالب بما طالبتِ به، فديني وعفتي وصلاح مجتمعي أعز علي من نفسي ولا شك.
والدنيا كما هو معلوم لا تساوي عند الله جناح بعوضة!
وقيادة المرأة للسيارة من الدنيا الدنية؛ فلن أعرض نفسي والشباب للفتنة من أجل دنيا دنية.
أختي الكريمة: لا بد من تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وخاصة في مثل هذه المسائل التي تتعلق بالأعراض والدين. ولئن بقيتُ طوال عمري في بيتي لا أخرج منه أحب إليَّ من أن أكون مفتاحا للشر والفتن.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 09:21]ـ
للفائدة
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 10:21]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
وقد حدثني كثيرون بمثل هذا، مستغربين ما يحاول الإعلام صُنعة، من جعل المرأة قضية، وأنها .. وأنها .. الخ
فهل الصواب فعلا أن نقول (الإعلام)؟
وماذا عن الآية 83 من سورة النساء؟؟ ومتى جاءونا بعلم؟ ومنذ متى كانوا يأتوننا بعلم؟
أم الأصلح استخدام مصطلح (الإجهال) من باب تسمية الأشياء بأسمائها؟؟
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 03:30]ـ
الكاتبة .. تتحدث عن حالات ((محدودة)) - إما شخصية أو قريبة منها -، تريد أن تجعل منها متكأً لحلول ((فاسدة))!
فالضرر لا يُزال بالضرر.
وإنما يُزال بالحلول " الشرعية "، لا بالتهويل.
وأعرف ((مئات)) ممن حولي - دون مبالغة -، يعشن بسعادة، وهناء، ولله الحمد
.
بل "الآلاف"
ثم لماذا كان الطرح -يا أختي- عن جانب حصل فيه تقصير من (بعض) الأزواج، وقد يطفيه بر أولادها بعد ذلك.
وتركت جوانب مشرقة لما تحظى به المرأة؟! (وإذا قلتم فاعدلوا)
اقرئي -في كتب الغرب و الشرق- عن حال المرأة المهين؛ لتعلمي أنه لا وجه للمقارنة.
أقولها من كل قلبي: الحمد لله الذي اختار لنا الحياة بين جنبات هذه البلاد المباركة.
شرح الله صدري و صدرك للحق، وملأ قلبك سرورا و حبورا.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 12:03]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله.
أختي: ماتقولينه كلامٌ غير صحيح، والمرأة السعودية بفضل الله ومنته معترفٌ بقيمتها ودورها ومكانتها،
أما رأيتِ الحال المؤسفة التي حلت بأخواتنا المسلمات في البلاد الأخرى التي تحارب دينهن وحجابهن وعفافهن، نسأل الله لهن الصبر والثبات، لو حلّ بك ماحلّ بهن لأدركتي الفرق وأنصفتي القول، ومن كان في عافية فليحمد الله، اسألي - إن شئت - نساء أكتوين بنار الكفر ودخلن في الإسلام، وهن الآن يعشن في السعودية بين أظهرنا، أعرف إحداهن بإحدى الدور النسائية من جنسية فرنسية، تقول: أيتها المرأة السعودية احمدي الله أنك عزيزة هنا بدينك وحجابك وقرارك في بيتك.
إن كانت المشكلة (مشكلتك) فلا تنتظري الحل وابدئي بالإصلاح من نفسك أولا، واعلمي أن المرأة هي الأساس في جلب السعادة أو دفعها عن بيتها بأخلاقها وسلوكها وأدبها وعفتها وتوددها لزوجها، أما أن تسيء الأدب وتخدش الحياء وتهضم الحقوق، وتنتظر بعد ذلك طيبا في التعامل وحسنا في المعاشرة فلا وألف لا، ستكون ردة الفعل سلبية بلا شك، والزوج ليس مجبرا عليها، وسيلجأ إلى الحل مادامت الحال هكذا، ومادام الشرع قد أباح له الزواج بأخرى فالحمد لله.
أما إن كنت تتحدثين؛ لتوهمين غيرك بأن هذا هو الواقع المرير والمؤسف الذي تعيشه (كل) امرأة سعودية، فلا أظنك أصبت فيما ذكرت، ولا قاربت الصواب، وهذا افتراء عظيم، يعرفه كل من عاش وسمع وقرأ وشاهد الحال الرفيعة التي تعيشها معظم النساء عندنا.
لاتعممي بعباراتك، وتذكري قوله تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا).
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 12:42]ـ
* الهوينا .. بأختكم.
* ثم داوِ جُرحك لا يتسع ..
ـ[عصام]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 06:53]ـ
أختي الفاضلة الأمر كما ذكره الأخ عيد فهمي .... و اعلمي أن الأمر أبش مما تتصورين لكن كوني على يقين أنك في بلاد الحرمين و باقي الأخوات السعوديات تعشن في أفض بيئة!! فالمرأة عندنا في المغرب مثلا تخدم الزوج و الأولاد في البيت و تخدم في عملها خارج البيت بل و تخدم رب العمل و قد تقدم تنازلات ... و قولي هذا عن البلاد المتحررة!! بلاد الغرب! بل الأمر أفظع هناك فالمرأة سارت وسيلة للترويج و مطية لكل صاحب مآرب دنيئة و وسيلة لإشباع النزوات الحيوانية!! و كل ذلك يتم باسم الحرية و حقوق المرأة!! و تحريرها من العبودية!! أجل أرادوا تحريرها من العبودية زعموا فجعلوها لعبة لك من يدفع الثمن!! و لا حو و لا قوة إلا بالله.
أختي اعلمي أنك في خير عظيم لا يعلمه إلا من حرمه و اسألي الملتزمات من البلاد الأخرى إذا صادفتك بهن الظروف؟. و الله إني لأعرف من الاخوات من تحلم بالعيش في المملكة و تقدم ذلك على الزواج ..
لكنك قد لا تكونين عانيت من المضايقة و انت ترتدين حجابك الشرعي الكامل و اسألي عن ذالك من هن من غير بلدك؟
و قد تكونين بعيدا عن النظرات الشزراء و الحواجب المقطبة العابسة و العبارات المجرحة و انت تمرين من جانب أحدهم، و لكن اسألي عن ذلك من تعيش خارج بلك؟
قد تكونين تستطيعين العمل بحجابك الشرعي الكامل و لكن اسألي من إذا اضطرت إلى العمل تخير بين الحجاب و بين أن تموت جوعا و إذا تركت الحجاب تركت معه أشياء أخرى و تنازلات أكثر ...
و غير ذلك اختي كثير فاحمدي الله على النعم و من أصيبت بزوج مريض نفسيا كما قلت فلتتق الله و لتصبر و ذلك في كل البلاد لك المشكل إذا أصيب المرأة برجل مخنث أقصد ذكر مخنث فمن أين لها أن تحصل على رجل؟؟
أختي زوجك جنتك و نارك ... أختي من صامت خمسها و حفظت فرجها و اطاعت زوجها .. دخلت جنة ربها ..
فإياك و إياك و خطابات المغربينن هؤلاء الحاقدين على بلاد الحرمين الذين علموا أن لا سبيل للنيل من هذه البلد بغير الولوج عن طريق المرأة فرفعوا هذه الشعارات التي باتت مفضوحة. فاتقي الله و اصبري.
صدقت أخي
ـ[دُرة الرسالة]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 08:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم.
أختي الفاضله: حفظكِ الباري من كل زلل ..
لستُ هنا لأفند أقوالك وأرآئك كما فعل الأخوة والأخوات بارك الله فيهم ..
ولكني هنا لأذكرك بأن الأمر لله من قبل ومن بعد .. وليس لمؤمن ولا مؤمنة أن يرد قضاء الله وقدرة ..
كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36
ثم إن .. أمر المؤمن كله له خير .. إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ..
وأعلمي يارعاكِ الله أنك بحول الله وقوته مأجورة على كل ماقد يكون لك عند أبويك أو أخوتك أو زوجك .. ألم يقل (حتى الشوكة يشاكها) .. !!
فلِما تحرمين نفسك الأجر العظيم بالتشكيك في مبادئك وهويتك ودينك.؟؟
ثم من قال لكِ أن الذكورية مرتفعة بيننا أنظري حولك تجدين في أغلب البيوت سبعة من البنات وولد واحد وربما عشرة بنات ولا يوجد ذكر بينهن .. فهل ياترى أهلهن قاموا بوأد أحداهن أو برمي أحدهن في الشوارع كما يفعل الغرب؟؟
وهؤلاء تجدينهن قد وصلن إلى المناصب ووصلن الى درجة في العلم لم يصل إليها غيرهن من الرجال ..
أما تلك الفتاة التي تشكو إليك ليتك تسألينها عن حالها فكيف هو برها بوالديها وكيف هي طاعتها لهم .. ؟؟
أهي ممن إذا سمع صوت الوالدين أخفض جناح الذل من الرحمة .. !!
أم أنها تتبرم وتنفر بوجوههم في كل حين!!
وبالرغم من ذلك لم يختاروا لها إلا طريق الرشد طريق القرآن والحياة الآخرة والراحة الأبدية .. لا راحة زائلة بغمسة واحدة في قعر جهنم .. أسأل الله لنا ولها الهدايه.,
أختي حفظكِ الله ورعاك .. أنقل لك هذه الكلمات لعلها تنفعك بحول الله ..
أختاه .. !! حتى لا تبكي يا غالية
(يُتْبَعُ)
(/)
أخيّاتي يا معاقل الإسلام. .. رعاكن الله .. !!
نحن أمام حقيقة ماثلة للعيان، يدركها كل مفكر ولا تحتاج إلى ذكاء كبير لنفهم مقاصدها.
إن المجتمع الغربي الذي ملكتيه زمام ناصيتك، لم يقدم لأي إمرأة في الدنيا منهجا مدروسا لضمان حقوقها في العفة والشرف، وهو آخذ بيدها في تيار إعصار عارم منجرف إلى هاوية سحيقة من الرغبه الجانحة، رغبة في الوصول في أسرع وقت ممكن إلى أعلى لذه ممكنة.
أختي يا رعاك الرحمن .. !!
وما قطاف هذا السباق من ثمار اللذة العاجلة إلاّهتك شرف، وتمريغ عرض عزيز بالوحل أمام ناظريك.
أيتها الغالية .. !!
النتائج الأليمة يراها الجميع ولا ينكرها أحد. وما يريدون تصديره لك يا نسل الهدى بأرض التوحيد عندما يوزن بميزان المنطق، سوف يظهر لك جليا صلته بأهواء الرجل ولا غير ذلك.
أختاه .. هذه الحقوق التي كفلت لك من قبلهم لا تتعدى .. أن تكوني مشاعاً لكل الرجال يا درة في سماء إسلامك ..
حبيبتى .. !!
وفي السباق للتساوي في الحرية مع الرجل، ثم الإنفلات والخروج معه .. ثقي أنك الخاسرة في نتيجته. لأن القضية ببساطة الرجل فيها هو الخصم والحكم ..
في حين أن خروج حريتك من نطاق السباق البشري إلى القضاء العلوي،إلى حكم وقضاء الرب والمولى والقاهر فوق العباد، تحصلين على حريتك الكاملة ومعها العدل والإنصاف إحقاق الحق أيتها العزيزة.
لأن القاضي هنا هو الله وحده .. فاتقي الله في نفسك وعرض أمتك.
إن الذنوب جراحات أيها الحبيبة. ورب جرح أصاب مقتل. وألزمي .. مكانك تحمدي .. وإياك والهاوية .. ..
إن السقوط فيها لن يؤسف أحد عليه سواك، وأول الشامتين بك هو من رماك.
أختاه
يكمم فاك خؤون بغيض ***** ليخنق صيحات عرض مذاب.
وقد طمأنوك بورد الطريق ***** وأمن السبيل وسحر المآب.
فهلا أفقت وهذا نداء ***** حريص عليك لدفع المصاب.
أيرضيك عهر لكل الرجال.******أخية. فبعد الصحب صحاب.
أيا بنيات الذرى السامقة ...
قد جعلت شمساً والنساء كواكبا ... فلا تغادري هاتيك القمم.
قد هيأت لأمر عظيم يا ربة الشمم.
فإياك من حصانة أهل الفجور في صدرك ..
إنهم يغيرون على فضيلتك بسكين التحرر والتقدم والإنفلات .. يا غالية.
يريدونك يا نسمة الربيع لقمة سائغة في فم كل زان ومخمور وعربيد.
وأن يتناول منك وطره .. ثم يستدير لغيرك بألا من مزيد. في ثمالة من العهر ليس لها حدود.
يريدونك ... لنصيبهم المفروض من إفساد ساحات الشرف يا نجمة الطهر العفيف ..
فتحرري من قيدهم، ثم أرفعي الرأس أعلى من هام السحاب ..
بكلا .. (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) ..
**بنية الإسلام ..
دورك شاغر والآمال حولك معقودة وأعداء دينك الحاقدين على إسلامك ..
أشرأبت أعناقهم نحوك وقفوا يهزون أقواسهم لضرب الإسلام في نحرك.المتمثل في شخصك.
فما أنت فاعلة؟؟
ما أنت فاعلة أجيبي بربك بنية؟
اللهم يا رب كل شيئ ومليكه أحفظ بناتنا ونساء المسلمين واجعلهن في ضمانك وأمانك وإحسانك.
اللهم وأنصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين.
اللهم وأنظر بعين الرحمة لأمة التوحيد، وخذ بنواصينا إلى مرضاتك، وردنا جميعا إليك مردا جميلا .. اللهم آمين.
والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
والله من وراء القصد،،
د. بنت الرسالة (رحمها الله)
أختك // درة الرسالة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 11:07]ـ
جزى الله خيرا جميع الأخوة الفضلاء على ما قدموا من نصح لأختهن سائلا الله أن يهديها سواء السبيل وأن يجعل ما قالوا في موازين حسناتهم
الأخوات ذرة ضوة وقطرة مسك ودرة الرسالة بارك الله فيكن فلن تعدم الأمة خيرا ما دام فيها مثلكن
فإنني ومن رد معي من إخواني يسهل علينا الكلام فيما يجب على النساء لأنه يوافق هوى في أنفسنا
أما أن تتكلم في ذلك النساء فهذا هو الدين لمخالفته هوى النفس كما قال الله تعالى {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}
أسأل الله لكن ولجميع المحصنات الغافلات المؤمنات الجنة
الأخت الأمل الراحل رفقا بأختكِ فلعلها قارورة مكسورة مثلكِ «وما كان الرفق في شيء إلا زانه»
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 02:02]ـ
الأخت الأمل الراحل رفقا بأختكِ فلعلها قارورة مكسورة مثلكِ «وما كان الرفق في شيء إلا زانه»
هذه هي المشكلة يا أخ عيد. .
إذا كانت صاحبتنا مكسورة؛ فإن كسرها لا يجيز لها أن تقول ما قالت، فهي عممت حتى وصلت إلى حد الافتراء. .
أين إنصافها وهي تكتب مقالتها هذه؟
ألا تعلم بأن مقالتها هذه يقرؤها العالم بحال المرأة السعودية والجاهل بها؟
ردي عليها لم يكن فيه ما أشرتَ أنت إليه. بل وإحدى الأخوات هنا كان ردها مشابه لردي لكنه مختصر، ومع ذلك أثنيتَ عليه، وهذا لايعنيني، وليس ثناء الناس مطلبي، فالذي يعنيني حال المرأة السعودية بين الحقيقة والافتراء.
نعم ردي حادٌ عند مَن لا يعي الحقيقة، ولا يعرف واقع المرأة السعودية، لكن الرد على الأخت وافتراءتها العظيمة كان مناسبا لحجم افتراءاتها.
ويكفي أننا أحسنا الظن بها، وإلا فإن كلامها هو نفسه كلام العلمانيين المنثور في صحفنا.
وهناك جملة في ردك لا داعي لها، فهي لا تخدم رأيك الذي أردتَ إيصاله إلي، بل تدعم موقفي تجاه افتراءات الأخت.
ونصيحتك على العين والراس فجزاك الله خيرا.
وأخيرا. . يقول الله عز وجل: من يتق الله يجعل له مخرجا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 10:27]ـ
كلنا بشر نخطىء، ولسنا بمعصومين، وجزى الله خيرا من ذكرنا بأخطائنا وهفواتنا وزلاتنا، وبدوام التذكير وحسن التنبيه نصل جميعا لمبتغانا، وكلنا - إن شاء الله - ما أردنا المشاركة في هذا الموضوع إلا لنصح الأخت الفاضلة وتذكيرها بأنها قد أغفلت جوانبا مشرقة ونظرة منصفة لحال المرأة السعودية، لكن ينقصنا انتقاء الألفاظ المهذبة والعبارات اللطيفة فهي أدعى لقبول النصيحة، دون جفاء في الطرح أو غلظة في العبارة (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) - آل عمران 159 - ، ودون أن ينحى الموضوع منحا آخرا يفقده المشاركة.
وفقنا الله جميعا لأهدى سبيل وأقوم طريق.
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 01:37]ـ
الأخت همامة أسأل الله أن يجعل لك من اسمك نصيباً.
ليست العبرة ياغالية بالقرارات التي من صنع البشر، فهي عرضة للنقص والخطأ والتغيير والتبديل، بل العبرة بما قرره رب العالمين، الذي خلق المرأة فقدر لها ما يصلحها، وقد حفظ الله لك قدرك ومكانتك، وأعزك وأكرمك، وإن ظلموك أو أهانوك، فأنت عند الله منصورة بإذن الله، فالزمي شرع ربك ففيه النجاة، واستعيني بخالقك فمن يتقي الله يجعل له مخرجا.
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 10:55]ـ
أما الواقع الذي نعيشة فالمرأة في السعودية ملكة، ولو أن السعودية تحدثت حال هدوئها عما يقدم لها من بيتها ومجتمعها لما صدقه الآخرون؛ لإنه في غاية التكريم، وهي تستحق هذا وأكثر.
نعم يوجد من يظلم من النساء ومن تهضم حقوقها إلا أن هذا ليس الغالب بحمد الله.
لكن ليس هذا هو محل النزاع أيتها الفاضلة الكريمة وإنما دعاة الفجور والفسوق يريدونها سلعة رخيصة في الاستقبال وفي السكرتارية ونحوها من الأعمال ولذا فهم ينازعون في مسلمات الشريعة من المحْرَم والقرار في البيوت وكونها تعمل مع بنات جنسها فقط دون اختلاط، هذا ما يثيره هؤلاء الزبانية، وهو بحمد الله ما يأباه السعوديون وكل غيور مسلم على دينه وعرضه
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 05:55]ـ
أول ملحوظة طرأت على ذهني ما هي العلاقة بين ماذكرته الكاتبة من سوء معاملة الرجل للمرأة في السعودية (لو افترضنا صحة تعميميه) وبين السماح للمرأة بسكن الفنادق دون محرم أو قيادة السيارات؟؟
هل هذا هو ما سيعيد للمرأة كرامتها التي تزعم الكاتبة إهدارها؟؟ هل هذا هو ما سيجعل الرجل يحترمها ويحسن معاملتها؟؟ وهل إصلاح الخطأ يكون على يد الفاسدين كما ذكرت الكاتبة؟؟
ـ[صفيه]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 12:38]ـ
أول ملحوظة طرأت على ذهني ما هي العلاقة بين ماذكرته الكاتبة من سوء معاملة الرجل للمرأة في السعودية (لو افترضنا صحة تعميميه) وبين السماح للمرأة بسكن الفنادق دون محرم أو قيادة السيارات؟؟
هل هذا هو ما سيعيد للمرأة كرامتها التي تزعم الكاتبة إهدارها؟؟ هل هذا هو ما سيجعل الرجل يحترمها ويحسن معاملتها؟؟ وهل إصلاح الخطأ يكون على يد الفاسدين كما ذكرت الكاتبة؟؟
كلامك صحيح د. مصطفى ...... وانتي ياهمامه ان كنت جاهله فأسأل الله ان يهديك الى سبيل الرشاد .. وان كنت ممن يدعون للعلمانيه بطريقه غير مباشره فأسأل الله ان يرد كيدك في نحرك وأسأل الله من اراد بنساء المسلمين بسوء ان يشغله بنفسه وان يجعل تدبيره تدميرا عليه ..... المراءه في بلاد الحرمين معززه مكرمه بدينها الا حالات نادره ممن ابتلين برجل لايخاف الله اولا وليس ذا مروءه ثانيا ....
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 01:57]ـ
والله يا أختي خذيها نصيحة مني وأنا أقسم بالله على ذلك لن تعيش المرأة مكرمة معززة إلا بإعتزازها بهذا الدين وعندنا مثل يقول إسئل مجرب ولا تسئل طبيب ومن عرف ليس كمن لم يعرف وما واقع المرأة في بلادنا عندكم ببعيد.
وفي الأخير أنصح كل أخت بقراءة الكتاب الرائع " الخطوة الأولى " للشيخ الخراشي حفظه الله لتعلم أول خطوات إذلال المرأة (وهم يقولون تحرير المرأة) كيف أنها بدأت بأمور بسيطة جدا مثل ما يدندنون حوله الأن من الإختلاط في الصفوف الإبتدائية وقيادة المرأة السيارات وماهي إلا جسر يعبرون عليه لخروج المرأة متبرجة تخالط الرجال "فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ"
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 02:18]ـ
لازم تذوق بعض النساء ويلات الانفتاح الحضاري
حتى تعرف حقيقة الفطرة السليمة لها من دينها(/)
الألوف المندفعة أو المدفوعة من غزة إلى سيناء!!
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 05:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فلسطين والفلسطينيون
والاندفاع إلى سيناء
في غضون ما رأيناه من تدفق الأمواج البشرية الفلسطينية الولهانة والمولًّهة، الهائجة أو المهيجة، والمندفعة أو المدفوعة، دون تبصر أو استبصار للعواقب التي يمكن أن تترتب على هذا الارتباك والإرباك للوضع الفلسطيني وبكل جوانبه في داخل فلسطين وخارجها، بالإضافة إلى الحالة البائسة واليائسة التي عليها الفلسطينيون وقضيتهم أصلاً، والتي أوقعنا نحن الفلسطينيين فيها الخطأ والخطيئة مع سوء التقدير غالباً، وسوء النوايا في بعض الأحوال، ولا زلنا ولازال كثير منا ينظرون إلى الفكاك من براثن الهموم والبلايا ولكن بعين واحدة لا بالعينين كلتيهما، ويستمعون ويسمعون بأذن واحدة لا بالأذنين كلتيهما، ويشمون بنصف أنفهم، ويتكلمون في آنٍ واحدٍ ولكن بألسنة مختلفة لا بلسان واحد كما يتكلم سائر البشر، فلا يرون ولا يسمعون أو يستمعون ولا يشمون إلا لأنفسهم وبأنفسهم وحدهم جاهلين ومتجاهلين إخوانهم الذين لعلهم يكونون قد سبقوهم إلى الفضائل والعمل الجاد لتحرير البلاد وتطهير العباد فهم إن لم يكونوا خيراً منهم بسبقهم فلا يقلون عنهم فيها، فيوجب ذلك عدواناً واعتداءً، واختلافاً وتنازعاً وشراً، وبعداً عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، في حين أن العدو لا يكتفي بعينيه ولا بأذنيه بل يصطنع له الأعين والآذان اصطناعاً في البر والبحر والجو، ومع ذلك فهو يتكلم بلسانٍ واحدٍ، ويرمينا عن قوسٍ واحدةٍ، والله تعالى يقول:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)) الأنفال
أقول: بدعاوى كسر الحصار والمرض والجوع والحاجة من جانب هؤلاء التعساء البائسين من الفلسطينيين المنحصرين من أنفسهم والمحاصرين من عدوهم اندفعوا ودُفِعُوا دفعاً إلى أرض سيناء من مصر والتي كانت صحراء التيه أربعين عاماً لبني إسرائيل عقوبةً لهم على معصيتهم نبيهم موسى عليه السلام، إلا أنهم كانوا يشربون المن، و يأكلون السلوى، فلم يطب لهم هذا الطعام المبارك، فسألوا نبيهم عليه الصلاة والسلام أن يدعو الله ليخرج لهم مما تنبت الأرض من البقل والفوم والعدس والبصل .. إلى آخر قصتهم التي ذكرها الله في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في السنة؛ وقد تساءلت حينها هل التاريخ يعيدنا إلى ذلك المصير لنبدأ رحلة التيه من باب اتباع سنن من كان قبلنا على ما أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، في حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ "رواه البخاري.
لكنَّ مصر وهي البلاد العزيزة بالله ثم بأهلها وتاريخها وأخلاقها وحكمتها وتعقلها وفهم أهل السياسة والإدارة فيها لما جرى من قبل ويجري الآن، والذي بدا واضحاً قولاً وعملاً في حسن الاستقبال رغم وقوع الإساءة، وتجرع الغصص رغم القدرة على دفع من يظن أن سيف المنايا ناطه الله بيديه، فأنتم لنا ونحن لكم يا أهل مصر جوزيتم من الله خيرا، أقول لكن مصر تداركت هؤلاء الدافعين والمندفعين واستوعبت مشاعرهم حتى هدأت نفوسهم، واطمأنت خواطرهم، وأشبعت بطوناً منهم ألهبها حريق الحرمان، وملأت عيوناً متطلعةً أخذها بريق ما يضرها لا ما يسرها، وهاهي مصر تحاول جمع الكلمة المتفرقة، والصف المتمزق، وإناطة الأمر بأهله، بعيداً عن الطنين والرنين، والانتفاش الذي يودي صاحبه المنتفش حتى ينكمش.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالواجب علينا جميعاً نحن الفلسطينيين أن ندرك حجمنا وطولنا الحقيقي، والمدى الذي تصل إليه أيدينا وأرجلنا، في نطاق انتمائنا العربي والإسلامي، ولانكلف أنفسنا ولا إخواننا من حولنا فوق طاقتنا ولا طاقتهم، وأن ندخل فيما اجتمعت عليه أولو الأمر منا وذوو الرأي والمشورة من أهل العلم والتجربة والدراية ببواطن وألاعيب السياسات الجائرة الظالمة، فقد قال الله تعالى:
(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة
البقرة: 286
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "ما ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه"، قالوا: وكيف يذلّ نفسه يا رسول الله؟ قال: "يتحمل من البلاء ما لا يطيق"رواه الترمذي وغيره.
وأن نسلك مسلك أهل السنة والجماعة لا مسالك أهل البدعة والفرقة، فنحن وإن دعونا إلى الكتاب والسنة إلا أننا ملتزمون بجماعة المسلمين وبطاعة إمام المسلمين، كما أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ففي العقيدة الطحاوية:
(وَالْحَجُّ وَالْجِهَادُ مَاضِيَانِ مَعَ أُولِي الْأَمْرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ، إلى قِيَامِ السَّاعَة، لَا يُبْطِلُهُمَا شَيْءٌ وَلَا يَنْقُضُهُمَا). قال الشارح:
يُشِيرُ الشَّيْخُ رحمه الله إلى الرَّدِّ على الرَّافِضَة، حَيْثُ قَالُوا: لَا جِهَادَ في سَبِيلِ الله حتى يَخْرُجَ الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، وَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: اتَّبِعُوهُ!! وَبُطْلَانُ هَذَا الْقَوْلِ أَظْهَرُ مِنْ أَنْ يُسْتَدَلَّ عليه بِدَلِيلٍ. وَهُمْ شَرَطُوا في الْإِمَامِ أَنْ يَكُونَ مَعْصُومًا، اشْتِرَاطًا بغَيْرِ دَلِيلٍ! بَلْ في صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ "، قَالَ: قُلْنا: يَا رَسُولَ الله، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصلاة، أَلَا مَنْ وَلِي عليه وَالٍ فَرَآه يأتي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَة الله فَلْيَكْرَه مَا يأتي مِنْ مَعْصِيَة الله وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَتِه».
وأن نعمل الصالحات في صبر وأناة ويقين من وعد الله تعالى:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) النور
والله تعالى أعلى وأعلم.
خان يونس في 6/صفر /1429هـ
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 11:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
ما فعلته مصر ليس من منطلق الأخوة والشهامة بنسبة 100%
يا شيخنا الفاضل ,هذه سياسة ,لعلك لا تعرف ما سبق الحصار من اتهام البرلمان الأوروبى لمصر عن مسألة إنتهاك حقوق الإنسان,
يا شيخنا .. المسألة كانت حسن إستغلال المواقف ,
ولن استفيض فى تحليل هذه المسألة سياسياً .. فلست أهلاً لذلك كما أن هذا ليس من منهج المنتدى .... ولكن كلمة أخيرة: لا تنظر للموضوع من ناحية واحدة ... وسل المصريين يجيبوك ..
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 12:53]ـ
الأخ الفاضل الأستاذ أحمد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو إعادة القراءة بتمعن ولايهولنكم الطنين والرنين الذي لايعبر عن الواقع بصدق وتجرد بل هو من الأساليب والألاعيب السياسية الشارعية لا الشرعية، والناس يساقون ويحشرون لما لايعلمون، غفرالله لناولكم ولهم ولجميع المسلمين.(/)
تفريغ لشرح شرح العقيدة الطحاوية للشيخ ابن جبرين
ـ[احمد موسى]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 11:27]ـ
السلام عليكم
هذا تفريغ لشرح شرح العقيدة الطحاوية للشيخ ابن جبرين
وهو غير مراجع من قبل الشيخ
وهو تفريغ للاشرطه الموجوده على Islam ... .net
http://www.4shared.com/file/37726633/eed5f9d7/Tahawiah-bin-jebreen.html
اخوكم احمد موسى
ـ[أبو موسى]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 02:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 02:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[احمد موسى]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 12:02]ـ
هذا هو الشرح الصوتي
http://www.adrive.com/public/9c4a8760fa7fbf3238f8ab57436588 1a086fce594866dcc046519b481ecd 68d6.html
http://www.adrive.com/public/2cf2acae6c971b34b293fbc2426708 db203e00687af26e701ffedbe254eb f0b2.html
http://www.adrive.com/public/b74f81ee95f895bdd328a925aa456d 846e367fce3fcf480fc147a880f9da 26ed.html
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 02:46]ـ
أخي الفاضل أحمد موسى وفقه الله ونفع به
هل أنت من قام بتفريغ هذا الشرح المبارك؟(/)
اعادة رسم الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في الدانمارك
ـ[الادريسي المغربي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله
تمت اعادة رسم الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم اللهم يارب شل يد من مس نبينا صلى الله عليه وسلم بسوء وعذبه عذابا لاتعذبه احدا من العالمين في الدنيا قبل الاخرة
اللهم انا نشكو اليك ضعفنا ولاحول ولاقوة الا بالله ولا الاه الا الله
اللهم دمرهم تدميرا وارنا فيهم يوما اسودا ولاتغادر منهم احدا
ويبقى التساؤل الى هذه الدرجة وصل ذل المسلمين وسكتوا عن اذاية النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الخنازير؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 03:22]ـ
ممكن نعرف مصدر الخبر؟
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 04:06]ـ
(تمت اعادة رسم الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه و سلم)
تمت إعادة نشرها لا رسمها ...
(ممكن نعرف مصدر الخبر؟)
تابع مواقع الأخبار وفقك الله تعالى!
ـ[الليبي أبو محمد]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 12:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم سلط عليهم بذنوبهم من لا يتقيك ولا يرحمهم يا رب العالمين.
والله لن ينقصوا من إيماننا بربنا، ولا من حبنا لنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثقال ذرة، ولكنهم في هذا العمل الشنيع كالذباب، لا يقتلون، ولكن يثيرون الغثيان.
ـ[الادريسي المغربي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 12:41]ـ
المصدر
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B3DDC9DB-2738-46AC-897B-4275A5FB0E2C.htm
ـ[ام شهدة]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟ حقيقة يجب علينا ان نستفيق من سباتنا العميق .. كفانا استخفافا بهدا الامر ... اللهم انصر الاسلام والمسلمين وأدل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين والسلام عليكم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:30]ـ
العتب على الحكومات الإسلامية. . شاطرة في شجب واستنكار الأعمال الإرهابية في دول الكفر التي يقال إنها من تدبير المسلمين.
طالبنا بالمقاطعة وجاء من يلجمنا. .
إلى الله المشتكى.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 10:29]ـ
العتب على الحكومات الإسلامية. . شاطرة في شجب واستنكار الأعمال الإرهابية في دول الكفر التي يقال إنها من تدبير المسلمين.
طالبنا بالمقاطعة وجاء من يلجمنا. .
إلى الله المشتكى
صدقت والله
بأبي أنت وأمي ونفسي يارسول الله
صلى الله عليه وسلم
ـ[كارم محمود]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 12:15]ـ
بأبي أنت وأمي ونفسي يارسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم.(/)
أوقات الصلوات والشروق الموجودة في تقويم أم القرى (دعوة للمشاركة)
ـ[الناصح]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 08:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأوقات دار حولها الكلام خصوصا وقت صلاة الفجر، ووقت شروق الشمس، وسأركّز في هذه الأسطر على هذين الوقتين.
إن النساء المسلمات في المنازل قد يشرعن في الصلاة بعد أذان الفجر مباشرة (أقصد الأذان الثاني)
والوقت الحقيقي للفجر قديكون وقت الإقامة، واعتماد المؤذنين للأذان حسب توقيت أم القرى.
أيضا الشروق، ففي مكة المكرمة تشرق الشمس الساعة 6:53 هذا اليوم، فهل المقصود بلفظة الشروق .. هو طلوع الشمس الذي يكون علامةً على خروج وقت الفجر.
بمعنى مَن أدرك ركعةً الساعة 6:51
هل يكون مُدركاً لوقت الفجر
أم المقصود بوقت الشروق هو حساب عشر دقائق أو اثني عشر دقيقة بعد الطلوع فتحصّل لهم وقت الشروق لخروج وقت النهي، فذكروا توقيت ذلك بناءً على فتوى - مثلاً - خصوصا وأن العلماء يبعثون مَن يطّلع على ذلك في البر.
الحقيقة لا أدري .. فأرجوا منكم الافادة في ذلك، مع الأخذ في الاعتبار بأن مغيب الشفق الأحمر الذي ينتهي عنده وقت المغرب لا إشارة له في التقويم .. وإنما المذكور وقت صلاة العشاء .. وعند الحساب يتبين أن بعد غروب الشمس بساعة أو ساعة وربع تقريبا يغيب الشفق الأحمر كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع، وبالنظر في وقت العشاء يكون بأكثر من ساعة ونصف من وقت الغروب.
ـ[الناصح]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 08:07]ـ
عفواً
أرجوا من المشرفين نقله للمجلس الشرعي.(/)
أيا أمة الإسلام .. أين غيرتكم .. عاجل لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 08:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين .. قائد الغر الميامين .. ومعلم الصحب أجمعين .. وذكره باقٍ ليوم الدين ..
أيا أمة الإسلام ..
أما سمعتِ .. أما عقلتِ
أم ألجم الصمت الألسنة وغشى العقول؟!
أما سمعتِ خبرا هز القلوب الحية
والضمائر الشاعرة
والعقول النيرة
أساءوا لخير البشر يا أمة خير البشر
- صلى الله عليه وسلم -
أما من هبة ونصرة
أين النصرة؟!
أم أن نار الغيرة قد خمدت؟!
قال حسان رضي الله عنه:
هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفءٍ ... فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برّا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
فأين حسان هذه الأمة؟؟!
متى تأتي يا حسان لتنفض غبار الخيبة
متى يعود حسان بشعره ليصدح مجلجلا
فداك يا رسول الله
أين حسان بن ثابت
يا أمة المليار .. أين أحفاد حسان؟؟!
يا مسلمون .. أما عاد فيكم محبة لخير البشر
عليه الصلاة والسلام
أم أنه ثقل على لسانكم: " بأبي أنت وأمي يا رسول الله "
اسمع شيئا من قصيدة حسان بن ثابت غفر الله لنا ولك:
عدمنا خيلنا إن لم تروها ... تثير النقع موعدها كداء
يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجلاد يوم ... يعز الله فيه ما يشاء
وجبريل أمين الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء
وقال الله قد أرسلت عبدا ... يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوما صدقوه ... فقلتم لا نقوم ولا نشاء
وقال الله قد يسرت جندا ً ... هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء
فنحكم بالقوافي من هجانا ... ونضرب حين تختلط الدماء
ألا أبلغ أبا سفيان عني ... فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيوفنا تركتك عبدا ... وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء ... فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برا حنيفا ... أمين الله شيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
فإن أبي ووالده وعرضي
لعرض محمد منكم وقاء
وللحديث بقية بأمر الله
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 08:47]ـ
وهل يضر السحاب نباح الكلاب؟؟!!
أما سألنا أنفسنا لماذا تكررت الإسلاءة؟؟
رحم الله الصحابة ورضي عنهم
فكان الشخص يفدي نفسه وروحه وأهله
ولا يمس النبي صلى الله عليه وسلم شوكة
شوكة بسيطة يا أمة المليار
ونحن لا نحرك ساكنا .. فأين قوة إيمانكم؟!
وأين نحن من الصحابي الجليل خبيب بن عدي ـ رضي الله عنه ـ
صلبه المشركون في مكة
وأخذوا يتفننون في قتله ببطء مقصود
فأخذت الرماح تنوشه
والسيوف تنهش لحمه
ثم اقترب منه أحد زعماء قريش مخاطبا: " أتحب أن محمدا مكانك وأنت سليم معافى في أهلك؟ ".
فقال خبيب بن عدي - رضي الله عنه -
وأجابه إجابة صاعقة له ولمن تخاذل من هذه الأمة:
"والله ما أحب أني في أهلي وولدي معي عافية الدنيا ونعيمها ويصاب رسول الله بشوكة "
أقسمت يا خبيب فلله درك
بربكم كيف ننصره وقد هجرنا سنته؟!
أما فكرنا بهذه
فأين الالتزام بالسنة ومحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
وللحديث بقية بأمر الله
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 08:48]ـ
ألا خاب وخسر من تخاذل عن نصرة الحبيب
صلى الله عليه وسلم
أيكون الطعام أحب إليكم من رسول الله
فأين المقاطعة يا أمة الإسلام
أم أن الجبن أحب إليكم من شفيعكم
ألا بئس لكم بدلا
أستبدلتم آخرتكم بدنيا غيركم
فعجبا لعقول تفضل الثانية على الأولى
رحم الله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين صدح بمقولته:
"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله "
أعداؤك وَلَّوْا للعدمِ:
http://www.abo-ali.com/rm/Kllna_A3da2k.rm (http://www.abo-ali.com/rm/Kllna_A3da2k.rm)
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 03:24]ـ
كيف قتل أبو جهل يا أمة الإسلام؟
أم لعلكِ لم تسمعي بقصته
فاسمعي واعقلي ما سيأتي
قصة قتل أبي جهل هي أن غلامين من الأنصار
واسمهما: مُعَوَّذ ومُعَاذ أبناء عفراء
كانا فتيان في حوالى السادسة عشر من عمرهما
كانا يبحثان عن أبي جهل في معركة بدر
فسألا عبد الرحمن بن عوف أن يدلهما عليه
فسألهما عن سبب ذلك
فقالا: أُخبرنا أنه كان يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت
وقال الآخر: عاهدت الله إن رأيته أن اقتله أو اموت دونه
فقتلاه
قتلاه ولم يخلفا وعدهما
قتلاه بحد سيفهما
فأين معوذ هذا الزمان
ومعاذ هذه الأمة
من لرسول الله اليوم
يا أمة المليار
- صلى الله عليه وسلم -
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} الأحزاب57
متى ننفض غبار التخاذل؟!
متى؟! متى؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 09:22]ـ
أشِيرُوا عَليَّ أيُّهَا النَّاس
تعلم من الذي قالها؟؟
قالها الحبيب صلى الله عليه وسلم
يوم بدر
أتدري من أجابه؟؟
أجابه عملاق من عمالقة الأنصار
عملاق من عمالقة الإسلام
أجابه من اهتز لموته عرش الرحمن
سعد بن معاذ
وما أدراك ما سعد بن معاذ
اسمع كلماته لتعرف قدرك أمامه
" .. فقد آمنا بك فصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق
وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة
فامض يا رسول الله لما أردت
فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك
ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدوا غدا
إنا لصُبُر في الحرب صدَّق في اللقاء ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله "
فسُر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ثم قال: " سيروا وأبشروا فإن الله قد تعالى وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم "
فأين سعد هذا الزمان ليصدح باتباع الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وسلم
أين صوت الحق
أين بشارات الإسلام
أفيقوا يا أمة خير الأنام
هبوا لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
http://www.islamway.com/?iw_s=outdoor&iw_a=directlistenNasheeds&song_id=1765&media_type=realmedia
http://www.abo-ali.com/index.php?pg=nasheed&action=des&no=168
أيَا دَنماركَ المَهانةِ قَد أتتكِ ثُلةٌ تَهوَى الشَّهادَة .. عَلى العَهدِ يَا رسُولَ الله(/)
معركة الإنترنت .. تصور منهجي للشيخ رفاعي سرور
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 03:59]ـ
معركة الإنترنت .. تصور منهجي
الشيخ /رفاعي سرور
منقول عن منتدى الجامع ( http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5392&st=0&gopid=26266entry26266)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
الدعوة في سباق تاريخي لتغليب مزايا الإنترنت علي أخطاره والأساس في إمكانية الفوز هو تحديد تصور منهجي لتحقيق هذا الفوز بإذن الله، وفي المقابل فإن هناك حقيقة يجب الإنتباه إليها وهي أن الأخطار قاتلة يتطلب تفاديها أكبر قدر من الإيمان والفطنة والإنضباط ويمكن إدراك هذه الحقيقة من خلال تحديد هذه الأخطار.
الأخطار الأساسية
وللإنترنت .. في التصور المنهجي للدعوة أخطار يجب الحذر منها وهو أن ينسحب واقع الدعوة ليدخل بكل أبعاده إلي مجرد مساحة الكترونية يتحكم فيها أعداء الدعوة بالإلغاء والتجسس والاختراق،وأن ينفصل أصحاب الدعوة عن واقع الناس وحياتهم والتأثير العملي فيهم، وليتحول الدعاة من صناعة الأحداث- بإذن الله- إلي مجرد متابعة إخبارية لها.
ومن أهم أسباب الإنفصال عن الواقع بالإنترنت هو كثرة الفائدة التي تجعل من يجلس أمامه أنه غير قادر على تركه،ومن هنا يلزم أن يكون إختيار المواد العلمية التي نحتاجها من الإنترنت بقاعدة الأهم وليس المهم فتبحث دائما عن أهم المواد حتى يمكنك ترك الجهاز للوفاء بحق الواقع ومقتضياته لأن الإنفصال بالإنترنت عن الواقع يتحول بالدعوة وحركتها الواقعية إلى مجرد ظاهرة نظرية، وتتحول انتصارات الدعوة في حياتنا إلى مجرد مناظرات كلامية.
وتتحول العلاقات الأخوية الشخصية الكاملة في مجال الدعوة إلي علاقات الكترونية مشفرة.
• ومن أخطر آثار الإنترنت يأتي خطر التحول بالإنسان المسلم بكل طاقته الحركية إلي شخصية ساكنة فيفقد حيويته وحركيته بعد بقاءه طوال الوقت أمام الأنترنت.
• ثم يأتي خطر التعامل المباشر معه، ومن ذلك أن يتحول واقع الدعوة إلى مجرد مواقع ومنتديات ومدونات مفاتيحها بيد الأعداء مما يعني وبصورة مباشرة تسليم واقع الدعوة لهؤلاء الأعداء.
• ومن أخطار الانترنت ضياع الإحكام المنهجي في طرح قضايا الدعوة، وهو الأمر الناشيء عن فوضى الطرح الدعوي في هذا المجال كنتيجة لأخذ المواجهة حجماً كلامياً غير مفيد وكثافة فكرية غير مؤثرة فيجب التأكد من أنك تكتب موضوعاً مفيداً جديداً أو موضوعاً سبق الكتابة فيه ولكنك تعالجه من زاوية جديدة أو منظور جديد منعاً من تكرار الكلام ولا مانع أصلاً من كثرة الكتابة المفيدة المؤثرة بل إن تكرار الكلمة المفيدة المؤثرة أمر واجب.
ـ وكذلك تحول الإجتهاد الفكري إلى ظاهرة قص ولصق، فيجب التنبيه إلي حرمة النقل عن الغير دون الإشارة إلي المصدر مما يتنافى مع الأمانة العلمية ...
ونشر العلم وضرورة المواجهة لايصلح مبررا لهذا العمل حتى يبارك الله لنا فيما نكتب ونفعل كما أن النقل عن الغير دون الإحالة إلي المصدر يحدث أثراً في نفس صاحب المصدر يؤثر في الحب الواجب بيننا، وأشد مجالات ظهور فوضى الطرح الدعوي الذي يجب الإنتباه اليه ....
المنتديات إذ يأتي خطرها من نظامها، حيث تكون مساحتها مفتوحة بغير ضوابط فيستطيع أي أحد أن يقول مايشاءحتى أن عرض الآراء بغير ضوابط ينشأ حالة من الفوضى الفكرية لأن من يتكلم غير معروف بشخصه على الحقيقة،فيهدر فيه علماء حقيقيون ويظهر فيه أدعياء كثيرون.
والبناء الإجتماعي للأمة قائم على أساس العلاقة بين الناس والعلماء، وإهدار علماء الأمة يحدث خللاً في هذا البناء، و البناء الإجتماعي للأمة قائم كذلك على التآلف القلبي.
وفي المنتديات تظهر الخلافات التي يمكن حسمها في حدود أطرافها بدلا من أن تصبح معلنة فيتمكن حظ النفس والهوى، والإختلاف يضعف الأخلاق ويشيع سوء الألفاظ فتتكدر الصورة الوضيئة للدعوة إلى دين الله عز وجل.
• خطر الإباحية
والحقيقة أن أصحاب الدعوة المتعاملين مع الإنترنت واقفون في خط خطير من خطوط الدعوة
حيث أصبح هذا المجال يمثل أكبر روافد المعرفة للمسلم في هذه الحرب ولذا يحاول الأعداء تسميم هذه الروافد ببث الإباحية في مصادر هذه المعرفة
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يجب الإنتباه إلى أن أعداء الإسلام يملكون خبرة تاريخية ومكر شديد ومن ذلك أنه يفترض أن كل من يبحث في الإنترنت في قضية الحرب على التنصير والإستشراق يجب إقصاءه فيضعون تلك الألغام الإباحية في طريقه، فيجب الإنتباه لهذا الخطر والتعامل مع الجهاز بتقوى الله والعمل بقاعدة درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح
ومن هنا تنشأ ضرورة أن تغطي المواقع الإسلامية أكبر قدر مما يحتاجه المسلم دون الإضطرار الى التحرك في تلك الألغام الإباحية.
مساحة الإنترنت ومواجهة الهجمة الصليبية:-
ومما لاشك فيه أن الهجمة الصليبية الأخيرة على الإسلام أحدثت في بدايتها صدمة كبيرة عند المسلمين، لأنهم لم يكونوا يتوقعون كل هذا الكره والعداء الذي تحمله قلوب أعدائهم لهم وقد ساعد الإنترنت علي كشف مدى الكراهية والحقد الذي يكنه الأعداء للإسلام وللمسلمين ذلك لأنهم استطاعوا أن يتكلموا بما في قلوبهم دون خوف أو خشية، وقد نبه القرآن من قبل في قول الله سبحانه (قد بدت البغضاء من أفواههم ..... )
وقول الله " قد بدت البغضاء " تدل على محاولة الإخفاء خوفا من العاقبة فلما استطاعوا أن يتكلموا بلا خوف من خلال الإنترنت انكشف ما تخفي صدورهم، و معنى الآية قائم لأن ما تخفي صدورهم سيبقى أكبر مما ينكشف، وصدق الله " وما تخفي صدورهم أكبر .... " رغم كل ما يظهروه وقد كان لهذه الصدمة آثارها الواضحة في الموقف الإسلامي الذي حدث كرد فعل تلقائي للمسلمين ... ودون ترتيب مسبق ليقفوا ـ بعد الإفاقة من الصدمة ـ في مواجهة الهجمة وقفة شرعية منهجية مؤصلة
وكان المجال الذي أظهر ما في قلوب الأعداء وهو مجال المواقع والمنتديات وغرف البالتوك والقنوات الفضائية هو أهم مجالات هذه المواجهة ..
فكان لابد من منازعة الجاهلية في هذا المجال ومنازعتها في كل أهدافها، وكان لابد في هذا المجال من خطة يمكن بها الإرتفاع بالمواجهة إلي المستوى المطلوب،ولكي تكون الخطة صحيحة كان لابد من واقعيتها التي تقوم على المعالجة المباشرة لكل الأخطاء الناتجة عن الصدمة وكان أخطرها:
ـ افتقاد التصور السلفي في المواجهة.
ـ ضعف المستوى العلمي كنتيجة دخول عناصر إلى واقع المواجهة من المدخل العاطفي.
ـ كثرة الكتابات المعادة والمكررة.
ـ الردود المتعجلة على الشبهات.
ـ تشتت الجهود كنتيجة لافتقاد العمل المنظم.
ومن هذه الأخطاء تحددت أساسيات الخطة ابتداءاً كمعالجة لكل آثار الهجمة المفاجئة، وانتهاءاً لتحقيق أهداف الدعوة في هذا المجال
فكانت أهم هذه الأساسيات:
ـ ضرورة الكتابة والرد بالمستوى العلمي المناسب في اتجاهات أساسية ثلاث ...
الإسلاميات:-
وفيها يجب الالتزام بالمنهج السلفي في التفكير والاستدلال والطرح والرد.
ومن الضروري الإيمان بأن التصور السلفي هو أقدر المناهج الفكرية على المواجهة، وسلفية هذه المواجهة تعني قيامها على نصوص القرآن والحديث وأقوال السلف، والذي يعنينا هنا هو تحديد المعنى المقصود بالسلفية في المواجهة مع النصرانية المحرَّفة، وهو: «الالتزام بمنهج السلف في الفهم والاعتقاد قبل المواجهة»، وفي هذا الإطار يجب التنبيه على أن أصحاب عقيدة التوحيد الخالص هم أقدر الناس على المواجهة الصحيحة للنصرانية المحرَّفة، وهم الذين يملكون التصور الكامل لتلك المواجهة، حتى إن من يقرأ الكتابات السلفية في هذا المجال يتبين له هذا الأمر بصورة واضحة، والمثال على ذلك كتاب «الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» للإمام ابن تيمية.
والمواجهة السلفية للنصرانية المحرَّفة تتميز بالتجرد المطلق للحق، والبعد التام عن التعصب، ودليل ذلك .. التقييم الموضوعي للقضايا المطروحة، وهو الأمر الذي أخذه سلفُنا الصالح من القرآن في مناقشته لهذه القضية، مثل قوله تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائمًا ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} [آل عمران: 75] فتقرر الآية أن منهم من يؤدي الأمانة ومنهم من لا يؤديها.
وبمناسبة سلفية المواجهة يجب الانتباه إلى أن الموضع الشرعي والفطري للعلم هو الصدور بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا يجب الاهتمام بحفظ القرآن ليكون القلب عامر به لأن العلم أصلا في الصدور.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يجب الإنتباه الى أن أساس تلقي العلم إنما يكون عن الشيوخ فلا يغرنك توافر العلم في الإنترنت عن أن يكون لك شيخاً تتلقى عنه وفي ذلك عدة مزايا:-
أهمها توفير الجهد وتسديد الفهم وتعلم الأدب والحرز من الغرور، لأن الشيخ يجعل المتعلم
يتذكر دائما أن هناك من هو أعلم منه وهو الذي تعلم على يديه العلم،كما يجب معايشة النصوص الشرعية معايشة كاملة لأن فراغ القلب والصدر من القرآن والنصوص الشرعية يحرم المسلم من اليقين والإطمئنان وهو في أمس الإفتقار إليهما وخصوصا في مواجهة الفتن والشبهات
وفي هذا الصدد يجب الإنتباه إلى أن المصادر الإسلامية القديمة التي تناقش النصرانية يرد فيها أسماء فرق لاوجود لها الآن إسماً ولكن الموجود حتى الآن هو المضمون المذهبي لهذه الطوائف
فيجب تطبيق مسميات الفرق القديمة على أسمائها الحديثة مثل:-
اليعقوبية وهم الآن الأرثوذكس.
الملكانية وهم الآن الكاثوليك.
كما أن الكتب السلفية القديمة تذكر شواهد لاوجود لها الآن في الكتب التي بين أيديهم وسبب ذلك ليس راجع إلى السلف ولكن إلى التغيير المستمر في كتاباتهم هم.
النصرانيات:
وفيها يجب الالتزام بالدراسة الدقيقة المتخصصة للمصادر النصرانية والإحالة السليمة لتلك المصادر، والإحالة الصحيحة إلى كتاباتهم تكون بذكر الكتاب وذكر الطائفة التي يتبعها الكتاب وذكر تاريخ الطبعة فتقول مثلا إنجيل كذا .. إصحاح كذا .. فقرة كذا .. نسخة فانديك (الشائعة)
وفي حال الرجوع إلى نسخة أخرى في نفس العبارة يذكر النسخة وصاحبها مثل أن تقول إنجيل كذا نسخة كذا، يجب الإستفادة من البحوث الغربية والاهتمام بترجمتها حيث أن هذه البحوث قطعت شوطاً هائلاً في إثبات التحريف النصراني مما يتطلب الإهتمام باللغات الأجنبية، مع الحذر من الإستغراق الزائد عن الحد في تلك الكتابات النصرانية حتى لاتطغى على معايشة النصوص الشرعية الإسلامية وحتى لا نحرم من الطمأنينة القلبية التي تتحقق بتلك النصوص كما تبين آنفا
المتابعة الواقعية:
وهي المتعلقة بواقع المواجهة وتطوراتها وأساليبها ومواقعها الميدانية، وليكن معلوماً أن معركة الإنترنت رغم أهميتها فهي غير قادرة على حسم المواجهة من غير الاهتمام بالواقع ومتابعته ومعرفة ما يجري فيه، فيجب الحذر من الإنفصال عن الواقع الميداني للدعوة.
والمواجهة من خلال الإنترنت يجب تقييمها على أنها ضرورة وثائقية تاريخية لتطور الصراع مع أعداء الإسلام ولعل بداية " الغرف النصرانية المعادية " للإسلام تذكر بقيمة متابعة هذا التطور
كما أنه مؤشر للحالة الفكرية الإسلامية يساعد علي التقييم المستمر لها لرفع مستواها وتوجيهها إلي الصواب.
ـ وكمواجهة لضعف المستوي العلمي في مجالات المواقع والمنتديات والمدونات يجب القيام بانتقاء أقوي ما طرح سواءاً في كتب التراث أو كتب المحدثين أو البحوث والمقالات في كل إتجاهات المواجهة، وجمع كل المحاولات الفكرية المتميزة ووضعها في إطار وثائقي و إعلامي لإبرازها كمرجع يستفيد منه الجميع ...
وبخصوص الرد على الشبهات تحديداً ..
يجب قراءة كل الردود المطروحة ابتداءا قبل طرح رد آخر.
كما يجب التنبيه إلى أقوي ماكتب للرد على الشبهة والإحالة إليها.
• وكل من يقف على خط المواجهة للحملة التنصيرية سيكون واقفاً أمام شياطين الإنس والجن معا، ومن هنا يجب الإهتمام بالتسمية والذكر أثناء الدخول في هذا المجال ونحن نقوم بمهمة الدفاع عن الدين ليتحقق التحصن والنجاة.
• وفي النهاية يجب أن ندخل معركة الإنترنت بثقة وطمأنينة كاملة بأننا على الحق وأعداؤنا على الباطل، وقد أظهرت النتائج الأولية للمعركة هذه الحقيقةوذلك بعد القدرة علي جمع نصوص الدين من خلال الموسوعات .. فظهرت حقيقة الإحكام المنهجي في الإسلام بعكس النتائج الحادثة في النصرانية حيث كشف جمع النصوص النصرانية التناقض والنقص والغموض العقيدي والفكري.
وفي النهاية
نحسن الظن بالله ونفوض الأمر إليه ونتوكل عليه مؤمنين بأن العاقبة لنا وأن الله رافع شأننا وناصرنا على أعدائنا.
وفي النهاية
فإن أهم مقتضيات الواقعية في المواجهة هو الإستفادة بخبرة كل من يعمل في هذا المجال مما يتطلب تواصل بين جميع المشاركين فيه لذا نعتبر هذه المقالة .. دعوة إلى حوار دعوي مفتوح حول العمل في مجال الإنترنت
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 03:23]ـ
جميل جدا هذا الكلام، بارك الله في القائل والناقل.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 12:42]ـ
بارك الله في القائل والناقل.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 09:57]ـ
أخي نداء الأقصى جزآك الله خيرا.
الحبيب /أبا محمد البكري شكر الله لك.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 09:59]ـ
حوار مفتوح مع الشيخ رفاعي سرور من هنا ( http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5406)(/)
الرد على أهل العقل الذين يرددون أن القوة ليست متكافئة مع الكفار في هذا العصر
ـ[أبو المقداد المهاجر]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 02:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائةٌ يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قومٌ لا يفقهون الآن خفف اللهُ عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائةٌ صابرةٌ يغلِبوا مائتين وإن يكن منكم ألفٌ يغلبوا ألفينِ بإذن اللهِ واللهُ مع الصابرين) (الأنفال / 65و66).
والرد على هؤلاء العقلانيين واضح بين، نقول لهم إن محمد صلى الله عليه وسلم منذ فُرِض الجهاد عليه لم يقاتل الأعداء وعدته متكافئة مع عدوه فكان عليه الصلاة والسلام أغلب إن لم يكن كل غزواته كان أقل عدداً وعُدَّة بأبي هو وأُمي صلى الله عليه وسلم، وإليك نبذة من سيرته مع عدوه:
• غزوة بدر الكبرى عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر رجل ومعهم فرسان 70 بعيراً، وعدد الكفار 1300 مقاتل وكان معهم 100 فرس و600 درع، وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط.
• غزوة أُحد:
عدد المسلمين 1000 مقاتل فيهم 100 درع و50 فارساً وقيل لم يكن من الفُرسان أحد، وعدد الكفار 3000 مقاتل والحلفاء والأحابيش، ورأى قادة قريش أن يستصحبوا معهم النساء حتى يكون ذلك أبلغ في استماتة الرجال دون أن تصاب حرماتهم وأعراضهم، وكان عدد هذه النسوة خمس عشرة امرأة، وكان معهم 3000 بعير ومائتا فرس وسبعمائة درع.
• غزوة الأحزاب:
عدد المشركين 10000 مقاتل، جيش ربما يزيد عدده على جميع من في المدينة من النساء والصبيان والشباب والشيوخ.
• غزوة بني قريظة:
المسلمين 3000 والخيل 30 فرساً، وكان اليهود قد جمعوا لإبادة المسلمين 1500 سيف، و2000 من الرماح و300 درع و500 ترس وجحفة حصل عليها المسلمين بعد فتح ديارهم
• معركة مؤته:
عدد المسلمين 3000 مقاتل، وعدد المشركين 200000 مقاتل.
• معركة اليرموك:
عدد المسلمين 24000، وعدد الروم 200000.
• وقعة القادسية:
قائد المسلمين سعد بن أبي وقاص وعلى المشركين رُستم وكان المسلمين ما بين السبعة إلى ثمانية آلاف ورستم في 60000 ومعهم 70 فيلاً.
وفي الحديث الصحيح الذي رواه جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أُعطيتُ خمساً لم يُعطهن أحدٌ قبلي: نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر …) الحديث
يا عقلانيون ألا تكفيكم هذه النبذة التي من سيرته صلى الله عليه وسلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:43]ـ
/// يُردُّ على هذا كُلِّه ترك النَّبيِّ (ص) قتال المشركين وغيرهم في غير ما موضع ومهادنته ليهود ولمشركي مكة ... وغير ذلك.
وما نقلته له حال وما رددت عليه له حال أخرى.
ومرد ذلك لأهل العلم الراسخين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:48]ـ
كلام الأخ أبي المقداد يتوجه لمن يطالب مجاهدي فلسطين والعراق بالكف بهذه الحجة السخيفة
وكلام الشيخ عدنان متوجه لمن يطالب بجعل الجهاد عالميا
فمن يقول لحماس مثلا كفوا فلستم كاليهود قوة .. كلامه من أبطل الباطل
وكذلك من يدعو لغزو أمريكا في عقر دارها
والله الموفق
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:54]ـ
/// بارك الله فيك أخي الكريم أبوالقاسم على البيان والإيضاح.
/// وعودًا حميدًا (ابتسامة)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 12:33]ـ
لا جهاد بلا توحيد.
لا جهاد بلا براءة مما يناقض التوحيد من موالاة للرافضة والصوفية أعداء التوحيد.
لا جهاد والبارات في غزة والضفة منتشرة.
اللهم فقهنا في الدين
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 12:46]ـ
لاجهاد مع فكر ارجائي انهزامي انبطاحي خلوفي:)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 06:16]ـ
لا جهاد بلا توحيد.
لا جهاد بلا براءة مما يناقض التوحيد من موالاة للرافضة والصوفية أعداء التوحيد.
لا جهاد والبارات في غزة والضفة منتشرة.
اللهم فقهنا في الدين
لا جهاد بلا براءة مما يناقض التوحيد من موالاة اليهود والنصارى وتكريمهم والوقوف لهم، والسماح لهم باستخدام أراضي المسلمين لضرب المسلمين في الدول المجاورة.
لا جهاد والشركات الأجنبية المختلطة في .... ؟ منتشرة، مع ما فيها من قرع لكؤوس الخمر وعري للموظفات ورقص وخلاعة.
هذا ما تريده يا شيخ أبو عمر؟
يعني البلاد إذا كان فيها فسق خلاص ممنوع يجاهد شعبها لتحريرها؟
عشنا وشفنا.
و إذا كان بيتك من زجاج لا تضرب الناس بحجر!
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:47]ـ
يعني البلاد إذا كان فيها فسق خلاص ممنوع يجاهد شعبها لتحريرها؟
لا جهاد بلا توحيد: تعني لا جهاد نافع يحبه الله ويرضاه وتكون عاقبته نصر وعزة في الدنيا والأخرة.
فالنفي مسلط على مآل هذا النوع من الجهاد الذي بلا توحيد وبلا براءة من اعداء التوحيد وليس نفياً لأصل الجهاد الواجب.
ولكنكم قوم لا تعقلون!
فالجهاد الموجود اليوم منتشر ولكنه جهاد بدعي مخالف للسنة وفاقد لأسباب النصر والعزة. والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 12:54]ـ
الشيخ الفوزان اظن له كلاما مايفهم منه أن العدو اليوم صعب مجابهته وهذا لتباين القوى
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 12:58]ـ
السؤال53:المتأمل في حال المسلمين اليوم يرى بعض المسلمين وتسلط بني جلدتهم عليهم و أنهم لا يملكون من الاسلحة المدمرة الذرية شيء بل إانهه عند عدوهم و أن حالهم أشبه ما تكون بحال المسلمين بالعهد المكي فهل يسقط عنهم الجهاد في مثل هذه الظروف ويشتغلون بالدعوة والتربية والإصلاح فقط ويعدون العدة وعند الحصول على قوة قريبة مثل قوة الكفار ووجود القيادة الصالحة يبدأ التفكير بالجهاد
الجواب: نعم الله جل وعلا يقول: (فاتقوا الله ما استطعتم) التغابن 16 والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (واذا امرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم): رواه البخاري
إذا كان المسلمون لا يستطيعون قتال عدوهم فإنهم لا يقاتلونه إلا إذا حاصرهم فإنهم يقاتلونه قتال دفاع، أما قتال الطلب والغزو فهذا لا يكون إلا إذا توفرت مقوماته ولايجوز للمسلمين أن يبقوا على حالهم وعلى ضعفهم بل يجب عليهم الإعداد وعندهم ولله الحمد إمكانيات وعندهم أموال يستطيعوا أن يقيموا المصانع وأن يتعلموا ويتدربوا والله جل وعلا يقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وءاخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم و أنتم لا تظلمون) الانفال 60
المسلمون عندهم أموال وعندهم إمكانيات فيجب عليهم أن يعدوا المصانع والأسلحة ويشتروا ما لايقدرون على صناعته ويستعدوا بالسلاح ويستعدوا للعدو ولا يبقوا على هذه الحالة مستضغفين إلى متى الله جل وعلا خلق الدنيا وما فيها للمسلمين: (قل هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الأيات لقوم يعلمون) الاعراف 32
الله خلق هذه الدنيا وما فيها للمسلمين لكن المسلمين قصروا فأخذها الأعداء وهي ليست لهم و إنما هي للمسلمين [
.هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
المصدر: الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الصفحة 49 - 51
جمع وإعداد فضيلة الشيخ محمد بن فهد الحصين
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 01:11]ـ
ما أحسن كلام أهل العلم
جزيت خيرا يا حمدان
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 07:52]ـ
كلام الأخ أبي المقداد يتوجه لمن يطالب مجاهدي فلسطين والعراق بالكف بهذه الحجة السخيفة
وكلام الشيخ عدنان متوجه لمن يطالب بجعل الجهاد عالميا
فمن يقول لحماس مثلا كفوا فلستم كاليهود قوة .. كلامه من أبطل الباطل
وكذلك من يدعو لغزو أمريكا في عقر دارها
والله الموفق
عذرا اخي لكن لِم لم تدخل حماس والعراق ضمن توجيه الشيخ عدنان وقد ترك الرسول -صلى الله عليه وسلم- قتال كفار قريش في مكة وهم وثنيين، مع ما كانوا ينزلونه بهم -المؤمنين- من التعذيب والتنكيل، بل قد امر الله رسوله بالصبر الجميل في غير ما موضع في القرآن .. ؟؟!!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 09:53]ـ
الشيخ الفوزان يتكلم عن جهاد الطلب وليس عن جهاد الدفع
فلم الخلط والتلبيس؟؟
طيب من يستدل بهذه الفتوى ثم من يطبل لها هل هو مقر بأن هناك جهادا شرعيا في العراق وفي افغانستان وفي الشيشان و غيرها من البلدان التي انتهكت فيها الاعراض واغتصبت النساء
لاحول ولاقوة إلا بالله اللهم المستعان
لنتفرض جدلا أن المجاهدين الان من الخوارج فهل يمنعنا هذا أن نتعاون معهم لطرد العدو الغاشم المحتل؟؟
فكيف وهم أهل توحيد وسنة؟
أئمة المالكية أيام حكم العبيدين تحالفوا مع الخوارج بل ودخلوا تحت رايتهم لمقاتلة الروافض وقد ذكر هذا القاضي عياض في ترتيب المدارك
ستقولون عندهم أخطاء طيب وبعدين؟
المصلون عندهم أخطاء المزكون عندهم أخطاء الحجاج عندهم أخطاء؟
فمالمشكل إذن؟
هل نقول لايجوز لنا الصلاة لأن المصلين لايعرفون السنة؟
هذا هو تصور البعض والله المستعان يقول لك لاجهاد في العراق إنما هو دمار وشنار وراية غير واضحة ولو سألته اذكر لي فصيلا جهاديا واحدا بقيادييه ومسؤوليه لما استطاع جوابا .. لم؟ لأنه بكل بساطة جاهل بواقع الأمة وأحداثها وملابساتها
(يُتْبَعُ)
(/)
أسألكم بالله من لحرائر العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يتشدق البعض بقولهم ماأحسن كلام اهل العلم كأننا أمة ماعرفت كتابا ولا سنة حاربوا التقليد المذهبي فانغمسوا فيه حتى الأذنين والله المستعان
وأنا أقول وبملء في وافتخر بها ماأحسن كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وماأروعه وأنصعه وأبهاه
قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيئ قدير "
وقال تعالى " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله "
والقعود عن الجهاد وتركه من علامات المنافقين المكذبين لله ولرسوله
قال تعالى {وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله."
ومن ترك الجهاد طبع الله على قلبه " إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون "
والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ترك الجهاد والقعود عن الغزو , قال صلى الله عليه وسلم (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم) .. فيفهم من هذا الحديث الشريف أن الذي يترك الجهاد ويقعد عنه على خطر كبير من الخروج عن الدين، يفهم هذا المعنى من قوله صلى الله عليه وسلم (حتى تراجعوا دينكم). وقال صلى الله عليه وسلم (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق) رواه مسلم
ومن يفتي أنه لاجهاد الان ففتواه خاطئة باطلة لا تستند إلى دليل من الكتاب أو السنة أو إجماع الأمة ولا إلى قياس معتبر أو مصلحة شرعية معتبرة، بل وليس لهم سلف فيها سواء من القرون الثلاثة الخيرية أو حتى ما بعد القرون الثلاثة، بل إن العمل بين المسلمين على خلافها على مر العصور
والدليل على ذلك من الكتاب والسنة وإجماع الأمة
أما الكتاب منها قوله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا. .) وأهل العراق وفلسطين والشيشان ظلموا ولا شك. . . والآية فيه إذن صريح بالقتال لمن ظلم. .
قال تعالى (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة) والامريكان والصهاينة والهندوس المشركون جمعوا جيوشهم وجحافلهم لقتال المسلمين فوجب قتالهم المشركين كما أنهم يقاتلوننا، وكلمة قاتلوا المشركين أمر، والأمر للوجوب ولاقرينة صارفة لهذا الأمر ومن ادعى خلاف ذلك يلزمه الدليل
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة) هذه الآية صريحة في قتال من قرب من الكافرين، فإن كانت في جهاد الطلب فما في العراق وفلسطين وافغانستان والشيشان أولى لأنه جهاد دفع، وإن كانت في جهاد الدفع فهي المقصودة في الاستدلال، لأن الأمريكان والصهاينة والتحالف الدولي كفار بإجماع المسلمين،، فوجب مقاتلهم، لأن كلمة (قاتلوا) أمر، والأمر للوجوب،. ولا قرينة صارفة. .
أما من قول النبي صلى الله عليه وسلم فهناك أحاديث كثيرة جدا نذكرا بعضا منها على سبيل الاجمال:
قال صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله. . .) واليهود والصليبيون والتحالف الدولي احتلوا بلاد المسلمين ليثنوا الناس عن لا إله إلا الله فإذا كان ابتداء القتال للمشركين ليقولوا لا إله إلا الله مشروعا بنص هذا الحديث، بل مأمورا به كما هو منطوق الحديث، فكيف لو كان المشركون يسعون لهدم الدين وهدم كلمة التوحيد وتنصير المسلمين واغتصاب النساء وهتك الأعراض وسلب الأموال واقتحام البيوت والحرمات؟؟؟ لا شك أن القتال يتعين في هذه الحال أكثر من غيرها.
قال صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون نفسه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد. .)
وقال أيضا صلوات ربي وسلامه عليه: (من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه كلما سمع هيعة، أو فزعة،. طار عليه، يبتغي القتل والموت، مظانة) رواه مسلم
ومن الاجماع
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أجمع السلف على وجوب قتال العدو الصائل حتى ولو كان مسلما، فكيف لو كان كافرا، وهذا مجمع عليه في محله بأوصح نص، نقله غير واحد من أئمة المسلمين كالنووي وابن حجر وابن تيمية وغيرهم رحمهم الله. . . فجهاد الدفع لا خلاف في مشروعيته بين أحد في امة الإسلام، ولا خلاف أيضا أن ما في العراق وفي فلسطين وفي افغانستان احتلال وصيال من الكفرة المجرمين على أرواح وأموال واعراض وحرمات المسلمين، فدفع هذا الصيال واجب لا خلاف عليه في دين الله تعالى
ومن يقول أن القتال في الثغور فتنة لايجوز لعدم وجود الراية أو لعدم وضوحها فكلامه باطل بل خلافه هو الصواب من وجوه كثيرة:
1أن الجهاد ذود عن الدين وعن الأرض والمال والعرض والنفس وهذا كله من الضروريات التي جاءت الشريعة بحفظها، فكيف يكون القتال فتنة، بل ترك القتال هو الفتنة، لأن به يتحقق الشرك والتنصير وعلو الرافضة والعلمانيين والبعثيين والصليبيين، واي فتنة اعظم من هذا، والله يقول: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله).
2أن وجود الأمريكان والصهاينة والتحالف الدولي في ديار المسلمين هو وجود احتلال لا خلاف في ذلك
3جهاد الدفع لا يشترط فيه راية ولا قيادة واضحة، بل هو لدفع العدو الصائل بأي وجه، فمتى تحقق الدفع فهو جهاد، ولم يشترط في جهاد الدفع راية أحد من علماء الأمة و اشتراط الشروط التي لا دليل عليها من كتاب أو سنة، وخاصة في الظروف الحرجة فهو من التقول على دين الله، ومن تحريف الكلم عن مواضعه، قال صلى الله عليه وسلم: كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان ألف شرط).
4راية المجاهدين واضحة، والمجموعات التي تقاتل لها بيانات تعلن فيها أهداف القتال والجهاد، ولهم فكر واستراتيجية واضحة، كما أن لهم مرجعيات وعلماء وخطط مدروسة وليس مجرد أفراد يقاتلون. . فالجهاد مشروع أصلا، والقائد المسلم موجود فعلا، والراية موجودة فعلا، فلماذا يتأخر حكم الجهاد؟؟؟
5اشتراط الراية (بالمعنى الذي يفهمه البعض وهو وجود الدولة والقائد ووو) يجعل جهاد الدفع غير متصور بحال من الأحوال، فلو حل الكفار بديار المسلمين ففرقهم شذر مذر، وأقصاهم أيادي سبأ، فهل نقول لكل من هذا حاله: لا تقاتلوا حتى تكون لكم دولة! وراية وووو؟؟؟ فلا جهاد إلى يوم الدين إذا!!
6عمل العلماء قديما وحديثا ولم يذكروا أبدا هذا الشرط الباطل بل حتى علماء المملكة ومنهم الشيخ الفوزان فله فتاوى مدونة بتوقيعه تؤيد الجهاد في أفغانستان وفلسطين والشيخ كان في مجالس فقهية كثيرة أيدت الجهاد في افغانستان وفلسطين، ومعلوم أن الراية في أفغانستان (في حينها) وفي فلسطين غير موجودة، بل مختلطة بكثير من الرايات العلمانية الباطلة، فكيف أجاز الشيخ لهم الجهاد هناك ولا يجيزه للمسلمين في العراق هنا؟؟؟ وما المؤثر الذي فرق بين المتماثلين؟؟؟
7هيئة كبار العلماء، والشيخ الفوزان منها لها فتوى صريحة في اعتبار قتال صدام حسين من أكبر الجهاد، وهذا في دفعه عند احتلاله الكويت، واعتبرت هيئة كبار العلماء الراية حينئذ راية يمكن القتال تحتها، مع أن الأعلام المرفوعة من قبل القوات متعددة الجنسيات كانت منها أعلام يعلوها الصليب، بل أعلام لدول عربية علمانية كافرة مثل لبنان وسوريا. . . فلماذا كان قتال صدام لدفعه عن الكويت جهادا بل من أكبر الجهاد، ببنما قتال الأمريكان لدفعهم عن العراق وقتال الصهاينة لطردهم من فلسطين قتال فتنة؟؟؟؟؟؟
8شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب صرح في كثير من رسائله أن حروبه مع أعدائه كانت لدفع الصائل والمعتدي، ومعلوم أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانت منضوية تحت الخلافة العثمانية، ومع ذلك كان قتال الشيخ مشروعا وألف العلماء في مشروعيته مؤلفات كثيرة بل ألف العلماء في مشروعية مقاتلة الأتراك الذي ارادوا اصطلام الدعوة. والإغارة على حدودها. . .
والله أعلم
في مايخص الرد على من يطعن في المجاهدين استفدت كثيرا من مقال للشيخ رضا أحمد صمدي رد فيه على شبهات ابطال الجهاد في العراق
مع قليل من التصرف
والحمد لله رب العالمين
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 03:49]ـ
سُئِل الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله- السؤال التالي:
هل يعتبر الاجتهاد و المخالفة لرأي الآخرين مخالفة منهجية، خصوصاً إذا كان هذا الاجتهاد ضمن نطاق العقيدة. مثال ذلك تأييد الجهاد في افغانستان و العراق وهل الخلاف مسوغ لتخطئة الطرف الآخر؟
الجواب: العراق ما فيه جهاد، ما فيه جهاد لأنه يحتاج إلى راية و يحتاج إلى إمام، ما فيه راية و لا إمام و لا نرى أن فيه جهاد الآن، ولا ينبغي للشباب أن يتجمعوا الآن و يقولون حرب عصابات لأنه ما فيه مكافأة و هي تود أمريكا تود تجمع الشباب حتى تقضي عليهم.
لأنهم لا يستفيدون و لا ينفعون الإسلام و لا المسلمين. يقتلون أنفسهم و لأنهم ليس عندهم مكافأة ما عندهم قوة تكافئهم إذا تجمعوا أسقطت عليهم الطائرات و أمطرت عليهم ناراً تلظى، وأحرقتهم و انتهوا ولا يستفيد منهم الإسلام و المسلمين.
أما إن كان هناك مقاومة أو راية فلا بأس. نعم
فقال أحد الحاضرين: فيه جهاد دفع.
فقال الشيخ:
ما فيه و لا جهاد دفع الآن خلاص انتهى الأمر الآن خلاص استولت الآن (كلمة غير واضحة) حتى يجعل الله فرج (كلمة غير واضحة)
التحميل من المرفقات
(يُتْبَعُ)
(/)