ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 09:16]ـ
يقول الأخ أبومالك: (فالمشرفون أيضا من حقهم حذف الموضوع دون قيد أو شرط، وليس من حقك الاعتراض)!!!
لهم الحق إذا خالف الشروط. أما تحكمات المشرف " النفسية " و " المزاجية "، فالمفترض أن ينأى عنها المشرف. ولا يجعلها تسيّر حكمه على المقالات.
ومشكلة كثير من المواقع الإسلامية - أقولها عن خبرة - أن مشرفيها في غالب الأحيان يكونون من صغار السن أو قليلي العلم والفهم (نظرًا لتفرغهم). ولهذا تجد عندهم من التحكمات والتسلطات ما لا تجده عند طالب العلم أو كبير السن.
وكما يقول العوام: أن تكون معاملتك عند " نقيب " أو " رائد " .. خيرٌ من أن تكون عندي " جندي أول " أو " عريف "!
وفقكم الباري ..
(مداخلة لا علاقة لها بالأخ أبي مالك؛ لأنه من طلاب العلم. فلعله لا تصيبه عدوى الآخرين).
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 05:27]ـ
حذف المواضيع أو إغلاقها إذا لم تكن مخالفة لشروط المنتدى مخالفة صريحة دون تأويل ليست حلا في كثير من الأحيان بل توغر الصدور وتزيد المتعصب تعصبا، وما المانع من المناقشة وتوضيح الرأي وإزالة الشبهة، وكم من شخص قد يهديه الله بعد نقاش علمي مؤدب فيهتدي بهدايته فئام من الناس، والسبب الذي ذكره الشيخ سليمان وفقه الله سبب وجيه وكما هو في المنتديات هو في كثير من القائمين على النشاطات الدعوية في عدد من الجماعات المهتمة بالدعوة إلى الله، والله المستعان ونسأله الهداية لنا جميعا وأن يوفقنا ويهدينا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 06:03]ـ
بارك الله فيكم
كلُّ موقع له ضوابطه وأهدافه التي أُنشِيءَ لأجلها، فينبغي مراعاة هذا وأخذُه بعين الاعتبار
فالمجلس العلمي أُنشِيءَ ليكون موقعاً علمياً هادئاً لا حلبةً للصراع في مسائل كثيرة يدور حولها النقاش، وسبق البحث فيها عشرات المرات فيبدأ النقاش ولا ينتهي إلا بالإساءة والتعدي والتعصب المذموم والجدال بالباطل
وحذفُ كثير من الموضوعات والمشاركات ليس الغرضُ منه تطييبَ خواطر الإخوة أو البحث عن رضاهم أو إنهاء الكلام في هذه الموضوعات، إذ الكلام في بعض تلك المسائل لا ينتهي، وإنما الغرضُ الأساس الحفاظُ على المجلس وعلى هدوئه
وأما الأعضاء فيذهبون ويأتي غيرهم
فلابدَّ من استيعاب هدف الموقع الذي نكتب فيه، والضوابط التي وضعها القائمون عليه
فالحذف والتحرير في المجلس العلمي يستند على تلك الضوابط ومراعاة الهدف الذي أنشيء المجلسُ لأجله، وكثيرٌ منه يكون باتفاق من المشرفين أو أكثرهم على تلك القرارات التفصيلية
ولا يخلو يومٌ من جملة من الموضوعات والمشاركات تُذكَر في مجلس المشرفين، ويتباحث حولها الإخوة ليتَّخذوا الرأيَ المناسبَ تجاهها
ويبقى أنهم بشرٌ، فقد يتفقون على خطأ، وقد يكون الصوابُ حليفَ المخالف لهم، ولهم علينا التماسُ العذر، وإدارك الجهد الذي يبذلونه للحفاظ على الجوِّ العلمي للمجلس، حتى لا يغدو ككثير من المنتديات
أقول هذا توضيحاً لأمر يغفل عنه كثير من الفضلاء
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 06:56]ـ
الحمد لله وبعد
عندي اقتراح قد يكون نافعا وهو انه في بعض المنتديات اذاخرج الموضوع عن مساره الصحيح فيغلق عند ذلك
واما اذاكان يخالف سياسة المنتدى فيحذف من بدايته والله الموفق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 08:03]ـ
بل توغر الصدور وتزيد المتعصب تعصبا، وما المانع من المناقشة وتوضيح الرأي وإزالة الشبهة، وكم من شخص قد يهديه الله بعد نقاش علمي مؤدب فيهتدي بهدايته فئام من الناس
المانع يا أخي أن المشرفين ليس لديهم وقت لهذا، واعلم أن قرارات الإشراف جماعية من قبل المشرفين وليست فردية.
وأنا أسألك: ما المانع أن يظن صاحب الموضوع بأخيه المشرف خيرًا، ويقول: لعل لديه سببا وجيها للحذف أو الإغلاق؟!
إذا لم يكن عنده حسن ظن بأخيه المشرف، فلماذا يطلب منه أن يعامله معاملة ويخالف نفسه؟!
ومن يمارس مهمة الإشراف يعرف صعوبة هذا الأمر، واستحالة أن يرد المشرف على كل الاعتراضات ويبين وجهة نظره في كل قرارات الإشراف.
وفي الحقيقة لم يكن ينبغي أن أقول هذا الكلام؛ لأنه من توضيح الواضح.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 10:39]ـ
إن البعد عن المزاجية، والتهور، وتسفيه آراء الآخرين ينبغي أن يبتعد عنها المشرفون، وإذا كانت المشاركة في إطار الأدب والرصانة ووجدت محذوفة فلا والله إنما هي المزاجية التي قصدها الأخ سليمان الخراشي، فمن السهولة بمكان التذرع بسياسة الموقع ومنهجه، ومن ثم إقصاء ما يراد إقصاؤه من الآراء والأفكار مهما دارت مع الحق، وجزى الله الأخ أبا القاسم خيرا فموضوعه جدير بالمدارسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 03:54]ـ
إن البعد عن المزاجية، والتهور، وتسفيه آراء الآخرين ينبغي أن يبتعد عنها المشرفون، وإذا كانت المشاركة في إطار الأدب والرصانة ووجدت محذوفة فلا والله إنما هي المزاجية التي قصدها الأخ سليمان الخراشي، فمن السهولة بمكان التذرع بسياسة الموقع ومنهجه، ومن ثم إقصاء ما يراد إقصاؤه من الآراء والأفكار مهما دارت مع الحق، وجزى الله الأخ أبا القاسم خيرا فموضوعه جدير بالمدارسة.
إذا لم تخالف المشاركة الهدفَ الذي أُنشِيءَ الموقع لأجله ولا السياسة المنصوصَ عليها في ضوابط الكتابة فلاشك أنَّ التصرفَ فيها بحذفٍ أو تحرير أو نحوهما تعنُّت ومزاجيَّة مرفوضة
وهذا ما لم أقف عليه في المجلس العلمي -بحمد الله- لأنَّ قرارات الحذف والتحرير ونحوهما على قسمين:
1/ أن يتفرد بالقرار أحدُ المشرفين، فيقوم بحذف المشاركة أو الموضوع أو تحريرهما
وهذا إنما يقومُ به المشرف إذا كان مخالفاً لسياسة المجلس مخالفةً صريحة
2/ أن يكون الحذف أو التحرير مبنياً على رأي المشرفين بالأكثرية، وهذا في الموضوعات التي لاتخالف سياسةَ المجلس مخالفةً صريحة، فيقوم المشرف بمشاورة غيره من الإخوة المشرفين، ثم يخرجون بالنتيجة المناسبة حسب اجتهادهم
وأما ما يقوم به أحدُ المشرفين من نقل الموضوع إلى مجلس المشرفين لأجل التشاور فهذا لا يعدُّ استبداداً ولا مزاجيَّة، فهو لم ينقله إلا ليأخذَ رأي إخوانه في الموضوعات المشكلة لديه، والتي لم يظهر له رأيٌ فيها، فينقل الموضوع إلى مجلس المشرفين ليستعينَ بإخوانه في اتخاذ القرار المناسب
فأحياناً يتفق المشرفون -أو أكثرهم- على إعادة الموضوع، وأحياناً العكس
وأحياناً لا يقوم بنقل الموضوع، وإنما يفتحُ موضوعاً في مجلس المشرفين ويحيلُ على رابط الموضوع المشكل لديه في المجلس، ويستشير إخوانه في التصرف المناسب تجاهَه
ولكلا التصرفين وجهٌ، فأحياناً يضطر المشرف إلى نقل الموضوع حتى يتم اتخاذ القرار المناسب، وإنما
ينقله كي لا يقع المحذور أثناء بقائه تلك الفترة التي يتشاور المشرفون فيها
وأحياناً يكون في الأمر سعة، فلا يكون هناك حاجة للاستعجال في اتخاذ قرار تجاه الموضوع
هذا ما يحدث غالباً، وهي اجتهادات لا يدركها أكثر الأعضاء، وإنما أحببتُ توضيحها حتى يفهم الإخوة أنَّ الأمور لا تسير في المجلس العلمي وفق المزاجية أو الهوى، وإنما وفق اجتهادات لمصلحة المجلس، ولكن كثيراً من الإخوة لا يدركون ذلك، إما لضعف الخبرة بالإشراف أو لتبنِّيه أفكاراً مخالفة لما عليه المشرفون هنا، ولكلٍّ اجتهاده؛ لكن لا ينبغي أن نلومَ الإخوةَ المشرفين على ما اجتهدوا فيه لمصلحة المجلس
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 06:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أولا: أشكر الأخ الفاضل أبا القاسم على طرح هذا الموضوع لأنه فرصة لشرح بعض الأمور.
ثانيًا: أشكر مجلس المشرفين على ترك هذا الموضوع، والذي يدل على الشفافية والحرص على الأعضاء وعدم الاستأثار دونهم بالقرار، فمن أوضح لك طريقة عمله، فقد أعذر إليك، وأنت بعد ذلك بالخيار من الاستمرار معه أو تركه.
وهناك بعض القضايا التي أرى أنها تطرح بطريقة مغلوطة لكن دون قصد.
مثل قول أخينا الفاضل أبي القاسم:
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الأسف لقد فاقنا الغرب في أدب الحوار .. واحترام الرأي الآخر
والحال أننا أولى بذلك منهم ..
فرق كبير بيننا وبين الغرب أيها الحبيب، فهم ليس لديهم عقيدة صحيحة يستميتون في الدفاع عنها ويكون إلقاءهم في النار أحب إليهم من الطعن في تلك العقيدة، وهم يعرفون هذا فيسوون بين كل تلك العقائد الباطلة زاعمين الحرية والمساواة، أكبر دليل على كذبهم وخداعهم اتفاقهم على قمع المسلمين وحرب عقيدة الإسلام واجتماعهم على هذا حتى دعاة الحريات منهم.
ثانيًا: الغرب وسيطرته على بلاد المسلمين من أعظم أسباب ما عليه المسلمون الآن بسبب حرصهم على تجهيل هذه الأمة ومساندة الجهلة والظلمة للسيطرة عليها وهذا أمر شرحه يطول وما أخالك تخالفني فيه لذلك لا نطيل الكلام حوله، وقصدت فقط تنبيهك، لما أظنه لا يخفاك.
في إحدى المنتديات-دون تسمية- (ليس المقصود هذا الملتقى الكريم) .. كتبت أن الشيخ فلان أعلم من الشيخ فلان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فقاموا بحذف الموضوع كله! .. مع ما يشتمل عليه من فوائد ..
هبني قلت رأيي .. الذي تختلف فيه وجهات النظر لأسباب عديدة .. فلمَ تضيق صدورنا؟
يا أخي الفاضل ألا تلاحظ أنك وقعت فيما حذرت منه، هل هذا علم، فلان أعلم من فلان، السلف وعلماء الأمة لم يكن هذا ديدنهم، فلان أعلم وفلان أجهل ومن الحكم هل هو طالب علم أم عالم أم إمام من أئمة الأمة، لا بد من النقد الذاتي لأنفسنا أولا ثم نحاكم الناس.
وأيضًا تكرارك لعبارة أنك لا تقصد هذا المجلس وقسمك على هذا يدل على أنك في قرارة نفسك تخشى من مشرفي هذا المجلس أن يكونوا كغيرهم فقناعتك بما تقسم عليه ليست تامة، هذا في تقديري.
واسمحلي أن أقول لك أنك سبب حذف الموضوع وليس هم، مشرفوا أي موقع المشرف علينه على كل المواضيع وأحيانًا يضيق وقته عن متابعة جميع المواضيع، وخطأ المشرف - عند نفسه طبعًا – في حذف موضوع أفضل من خطأه في بقاء موضوع يسبب فتنة وبلبلة، لذلك يجب على العضو الذي يحرص على نفع الناس أن يعرض آراءه بصورة صحيحة لا دخل فيها، وهذا من التعاون على الخير وعلى البر والتقوى، وليس معنى حذف الموضوع بالكامل أنه لا يوافق عليه بالكامل، لكنه وجد فيه ما لا يوافق عليه ولديه من الموضوعات الكثير الذي يريد متابعته، فهل مطلوب من المشرف أن يترك عمله كله ليجلس لموضوعك، لذلك فحذف موضوعك تتحمل أنت جزء من تبعاته وليس المشرف وحده.
وقس على هذا.
هي دعوة صادقة إن شاء الله .. أن تكون صدورنا رحيبة بالخلاف .. دون حرج
ولا داعي للوازم تقضي بتجهيل الآخر .. وتسفيه علمه .. في أمور تحتمل إبداء الرأي ..
أرجو أن لا تجعل اختلافي معك من باب هذه الإلزامات، فوالله ما أردت إلا نقل الرأي الآخر لتكميل الصورة لتصبح الرؤية واضحة. وأرجو أن يكون صدرك رحيبًا للخلاف كما نصحت وأنت كذلك إن شاء الله.
هبني قلت .. الشيخ العلوان أعلم عندي من العثيمين .. أو أي شخص آخر .. عَرَضا .. في مقال ما
هل أتيت بهذا منكرا من القول وزورا أو بدعة شنيعة .. أستحق أن أؤدب عليه مثلا أو أوبّخ!
أنشدكم الله يا إخوتاه ..
لنكن ألين عريكة .. وأسهل مأخذا .. وأقرب ودا .. ...
المشكلة يا أخي الفاضل أنك خلط هنا بين الأمور – سامحني على التعبير – غالبًا ما يكون موقف الإشراف في مثل هذا بالحذف والتحرير للمصادرة على رأي صاحب الرأي، وإنما لعدم مناسبته للمقام فكل عالم مهما كانت درجته له أتباع ولا يحبون أن يمسك جانبه حتى لو كان بكلام صحيح، لذلك في مثل هذه الحوارات ينبغي أن نركز على الدراسة العلمية، وقولك فلان أعلم وفلان أقل علمًا مما لا فائدة فيه لأنك لست حكمًا، وأيضًا لم تسأل عن رأيك، وهذا التقييم لا يؤثر في المسألة إذ العبرة بالدليل وليس مما يرجح رأي على آخر أن يقول به أعلم وإلا لقلدنا القدماء وقفلنا باب الاجتهاد وانتهت المسألة فمن أعلم من الشافعي وأحمد ومالك النجم، وأبو حنيفة الذي قيل فيه: الفقهاء عيال على أبي حنيفة.
فبالله عليك ما فائدة مثل هذا الحكم الذي يضر ولا ينفع.
هكذا يفكر المشرف فيما طرحت يا أخي ولم يقصد التعنت ولا القمع ولا الإرهاب ولكنه ينظر من زاوية لا تنظر أنت منها. بارك الله فيك ونفع بك.
من باب على رسلكما إنها صفية ..
لا أقصد إدارة هذا الملتقى الرائع حقا .. وإن كان لا يمنع أن تكون الكلمة مشتملة على الذكرى التي ينتفع بها المؤمنون
وإنما أتحدث عن بعض المنتسبين لعامة المواقع .. وبعض مشرفي المواقع الإسلامية والعلمية
أقول: لا عليك حتى لو كنت تقصد هذا الملتقى نتناقش لنصل إلى أفضل مستوى يرضي الجميع ولن نضيق بنقدك ما دام موضوعيًا وفيه مراعاة لكل الملابسات ومصحوبًا بنظرة شمولية وليست نظرة آحادية من جهة واحدة. بارك الله فيك.
أما أولا .. فليس من حق المشرفين حذف أشياء ليست مشروطة في معاهدة التسجيل ..
أخي الفاضل شروط المجالس فيها كثير من العمومات التي تختلف فيها وجهات النظر عند التطبيق حتى بين المشرفين، وإحسان الظن وسعت الصدر تملي التماس العذر.
كلمة أخيرة: لايلزم من المفاضلة في علم العلماء أن يكون من يحكم أعلم من المحكوم عليهم ..
إذا كان كذلك فما هي الثمرة، بارك الله فيك؟!!
فهذا يعرف بقرائن كثيرة .. في كل فنّ .. ولم يزل طلبة العلم والعلماء الصغار يفاضلون بين الأئمة الكبار
(يُتْبَعُ)
(/)
لا بد من النظر في حال المخاطبين، والنظر في العواقب وثمرات الكلام، حتى لا نعكر على ما نكتب وإذا لم يكن للرأي ثمرة فاحتفظ به لنفسك أو للمكان الذي يناسبه.
حذف المواضيع أو إغلاقها إذا لم تكن مخالفة لشروط المنتدى مخالفة صريحة دون تأويل ليست حلا في كثير من الأحيان بل توغر الصدور وتزيد المتعصب تعصبا، وما المانع من المناقشة وتوضيح الرأي وإزالة الشبهة، وكم من شخص قد يهديه الله بعد نقاش علمي مؤدب فيهتدي بهدايته فئام من الناس، والسبب الذي ذكره الشيخ سليمان وفقه الله سبب وجيه وكما هو في المنتديات هو في كثير من القائمين على النشاطات الدعوية في عدد من الجماعات المهتمة بالدعوة إلى الله، والله المستعان ونسأله الهداية لنا جميعا وأن يوفقنا ويهدينا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
المشكلة يا أخي كما سبق وأوضح لك أخونا أبو مالك أن المشرف ينظر في موضوعات كثير أما العضو فغالبًا يكون مشغولا بموضوع واحد يجمع نفسه عليه ويجادل فيه أما المشرف فيناقش هذا، وينظر في طلبات ذاك على الخاص، وله موضوعاته التي قام بطرحها، فلو جلس يشرح ويجادل في كل الموضوعات لن يفلح، أو الحل أن يجعل المجلس لكل عضو مشرف يتابعه ويناقشه ويشرح له سياسة الموقع ويعتذر له عن الحذف، هذا أمر شاق لا يعرفه إلا من عانى الإشراف خصوصًا في المواقع التي تبتعد عن الجدل والمسائل المثيرة، وإلا فما أسهل أن نقول هذا موقع حواري وليقل كل إنسان ما عنده وفي آخر كل أسبوع نخرج معجم الأسبوع للسب والشتم من الأعضاء، ونقول لا حرج فهذا مجلس حواري الذي يريد مجالس من هذا النوع سيجد الشبكة ممتلئة بكل التوجهات.
إن البعد عن المزاجية، والتهور، وتسفيه آراء الآخرين ينبغي أن يبتعد عنها المشرفون، وإذا كانت المشاركة في إطار الأدب والرصانة ووجدت محذوفة فلا والله إنما هي المزاجية التي قصدها الأخ سليمان الخراشي، فمن السهولة بمكان التذرع بسياسة الموقع ومنهجه، ومن ثم إقصاء ما يراد إقصاؤه من الآراء والأفكار مهما دارت مع الحق، وجزى الله الأخ أبا القاسم خيرا فموضوعه جدير بالمدارسة.
حيا الله شيخنا وأستاذنا الدكتور حيدر.
وكلامك صحيح يا فضيلة الشيخ، وهذا من أعمال مجلس المشرفين فالمشرفين مجلس لتقويم مثل هذا الشذوذ الذي هو وارد على البشر فالمشرف ليس معصومًا وما ذكرته من المزاجية وارد وغير مستحيل لكن دور مجلس المشرفين تقويمه، أكرمك الله وبارك فيك.
تنبيه: كتبت هذا وأتصور أنه موافق لما قاله أخونا أبو مالك وأخونا الحمادي، في كثير مما قالا. أسأل الله أن أكون قد وافقت الصواب وأن يعصمني من الخطأ والخطل أنه على كل شيء قدير وهو حسبي ونعم الوكيل.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 10:46]ـ
إخواني الكرام .. وبخاصة المشرف المبجل .. علي عبد الباقي
لقد كنت مشرفا عاما على أحد المواقع ..
وكنا في الإدارة نسلك .. سلوكا .. على نحو ما طرحتُ .. ولم تكن ثم مشاكل كالتي قيلت .. بل تعلم بعضنا من بعض بكل أريحية وحب
وإذا هدد أحد بالفراق .. فنهتم له .. على اعتبار أنه أخ مسلم .. وذهابه خسارة .. ونتقرب إلى الله بدعوته برفق أن يمكث وإن حذفنا لك شيئا ..
بصراحة لا أفهم السر في الدفاع عن المنتديات التي لم أسمّها أصلا
وقد لاحظت أن كثيرا من الردود .. فيها بعد عن المرام الذي أردت
فقد اعترض فضيلة الأخ عبد الباقي على كلامي عن حوار الغرب ..
مع أن المقصود .. بعيد عما عقبتم به من كوننا أهل عقيدة ..
فهل مقصودي أن نتهاون مع المخل بالأصول مثلا؟
أو أن نسكت عن المسيء .. بتوجيه النصح
وهل هناك عيب في التمثيل بالغرب في جانب معين .. من باب التحفيز لاستفزاز حس المسلم .. حين يرى الكافر قد فاقه في مهارة ..
والحوار من المهارات .. التي تقام لأجلها دورات تخصصية
لو أردت أن ألخص مقالي بكلمة .. فهي كلمة الإمام الشافعي: ألا يسعنا أن نتحاب وإن اختلفنا؟
اذهب واقرأ الجدالات في موضوع فرعي في الزكاة أو تغطية الوجه
وانظر كيف يتهم بعضنا بعضا مع الأسف .. بأشياء لا تليق .. مع كون الخلاف فيها ممتدا في الزمان إلى عهد الصحابة الكرام
مع العلم أن جل موضوعي مخصص للقراء .. لا للمشرفين .. ولكني ذكرتهم حتى أكون منصفا .. ولا أكون متحيزا
ثم هناك شروط .. يناقش فيها المشرفون ..
وليس كل ما شرطوه مقبولا بالضرورة ..
ومن التواضع أن يذل المؤمن على أخيه ..
أما قولي فلان أعلم .. فهذا جاء عرضا .. وليس ثم ما يمنع منه شرعا ..
دعوني أقل رأيي .. فهو لا يضير أحدا .. وليس فيها تعديا على أحد ..
وهو موجود في كلام السلف والخلف كثيرا .. أعني المفاضلة بين العلماء
ربما يسوغ الاعتراض لو خصصت موضوعا لذلك ..
أكتفي بهذا .. اقتصارا .. وإن كنت لا أوافق على أشياء أخرى
وأختم .. بأن أقول
أحبكم في الله تعالى .. وإن اختلفتم معي
والله في عليائه يشهد
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 03:45]ـ
الأخ الحبيب (أبو القاسم) أحبك الله.
أولا: أرى خلطًا قد يكون من سوء فهمي وهو الأقرب، وقد يكون من عدم الدقة في الطرح وهو الاحتمال الأبعد، إن شاء الله.
ردي على نقطة الغرب ليس مقصودًا بالأصالة وإنما جاء عرضًا، وسببه ما يعرفه الأفاضل من أمثالك من عقدة الخواجة التي تربت عند كثير من المسلمين، وليست تلك النقطة مطروحة للنقاش هنا فلا داعي للاستطراد حولها.
وما قمت به وإخواني هنا ليس بغرض الدِّفاع عن أي أحد إنما هي قناعة ووجهة نظر لك قبولها ولك ردها، والهدف هو جمع الكلمة على تصور صحيح ليس أكثر، والاختلاف لا يفسد الود، ونحن أحباب إن شاء الله وإن اختلفنا، فخلافنا بحمد الله ليس اختلاف تضاد بل هو تنوع في وجهات النظر وهو أمر محمود وسنة ماضية بين أهل الحق والحمد لله.
والخلط الذي أراه هو أن ثمة فرق لم يتضح لك بين نقاش الأعضاء في قضية فرعية أو حتى أصولية.
وبين موقف المشرفين من الموضوعات التي تطرح فرعية أو أصولية.
فالعضو لا يشغله في الغالب إلا طرح فكرة أو الوصول إلى قناعة، وغالبًا يغيب عن ذهنه أثر الموضوع على كثير من الأعضاء الذين لم يتدخلوا في الموضوع بل يراقبونه عن بعد، وقد يغيب عنهم زائر دخل مصادفة فوقف على مهاترات لأناس ينتسبون إلى العلم وهذا نسمعه بآذاننا ونراه بأعيننا من نحو قول: انظر إلى السلفيين كيف يتحاورون!!!.
علاج الموضوع من هذه الزاوية التي تتصل بالعضو هو كلام في الآداب والأخلاق.
أما الكلام في الإشراف وحذف المواضيع وتحريرها هو كلام في تحديد المسؤوليات وهذا يختلف من منتدى لآخر حسب المنهج الدعوي والهدف الدعوي الذي يرمي إليه المنتدى، فمنتديات الكلام والمناظرات غير منتديات أخرى ليس لها هذا الطابع.
أرجو أن أكون قد أوضحت لك ما في نفسي بصورة صحيحة أما موافقتك عليه أو عدم الموافقة فغير ملزم لك طبعًا، وكما قلت الود موجود والحب باق وإن اختلفنا إن شاء الله، بارك الله فيك وأحسن إليك وعذرًا على إملالك وإملال الإخوة الذين شاركوا في الموضوع أو طالعوه.(/)
حقيقة عبد الوهاب المسيري
ـ[المديني]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:10]ـ
حقيقة عبد الوهاب المسيري
نقلا عن الراصد عدد 52 شوال 1428هـ وارجو الا يكون مكرر بالمجلس
سبق أن اعترض بعض الإخوة على وصفي للمسيري أنه أحد دعاة العلمانية؛ مكتفين منه بتراجعه عن الماركسية، وكتابته لموسوعته اليهودية، وقد نقلتُ من كتبه قوله بصراحة إن مايسميه العلمانية " الجزئية " لا تُعارض الإسلام!، وإنكاره لما يسميه العلمانية " الشاملة " فقط. ثم طُبع - أخيرًا - كتابٌ مهم للباحث المصري محمد إبراهيم مبروك، عنوانه " العلمانية: العدو الأكبر للإسلام - من البداية إلى النهاية - "، ناقش في فصل منه دعوى المسيري السابقة، وسماها " فرية المسيري "، وقد صدق في هذا - كما يأتي -. فأحببتُ أن يطلع الإخوة الكرام على هذا الفصل منشورًا في الساحة.
الشيخ سيلمان الخراشي
فرية المسيري في عدم تناقض العلمانية مع الإسلام
بتقسيمها إلى شاملة وجزئية
" إن الدكتور المسيري قد جاء في مناظرة قريبة ببرنامج الاتجاه المعاكس (أبريل -2007) ليعلن صراحة أن العلمانية الجزئية التي تعني فصل الدين عن الدولة لا تتناقض مع الإسلام! هذا بالإضافة إلى موقف المسيري المتخاذل من هجوم مناظره الوقح على الإسلام كنظام شامل للحياة على الرغم من التهافت الشديد المعروف عن هذا المناظر علماً وفكراً وأشياء أخرى، ولم يفعل المسيري شيئاً سوى اختزال الإسلام في مجموعة من القيم التي لا تختلف كثيراً عن القيم التي يقررها بعض الأديان والفلسفات الأخرى.
ومن ثم أكرر الآن إن الموضع الذي نتحدث عنه لا يمثل هفوة للمسيري يتردد فيها وقد ينقضها كلام آخر له، وإنما هي فرية قاتلة تؤدي إلى إرباك الأمة، ويبدو أنه يصر عليها، والمصيبة أن مفكراً له وزنه مثل الدكتور محمد عمارة التجأ إلى القول بهذه البدعة تحت ضغط ومحاصرة محاور علماني في أحد البرامج الفضائية، مع أن الدكتور عمارة له كتاباته الكثيرة التي يقرر فيها أن العلمانية تتناقض مع الإسلام لا محالة، وكان مفكر آخر هو راشد الغنوشي استند على مقولة المسيري تلك في معرض دفاعه عن نهج حزب العدالة والتنمية التركي في تخليه عن دور الإسلام في الدولة، أي أن طامة فرية المسيري في تقسيم العلمانية إلى شاملة وجزئية تكتفي بفصل الدين عن الدولة طامةكبرى يتحدث بها ويلتجئ إليها أسماء كبيرة لها وزنها وتأثيرها على الواقع الإسلامي.
كل هذا مع أن تهافت هذه الفرية بيّن شديد البيان وواضح غاية الوضوح، ولكن ماذا نفعل إذا كانت المساومات السياسية مع أنظمة أو تيارات معينة تلجئ البعض إلى هذا السقوط.
أمامغالطة المسيري شديدة الوضوح فهي تتحدد في المقولة مفادها ألا تعارض بين الإسلام والعلمانية الجزئية، لأنه حتى لو كانت العلمانية الجزئية هي فصل الدين عن الدولة فهي تعني العمل على الانتقاص من شمولية الدين، بل وتهدف إلى تبعيضه وهو الأمر الذي يتناقض مع قوله تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون).
وقوله تعالى: (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا). ولعل ذلك هو ما دعا الدكتور محمد البهي (وهو المفكر الإسلامي النابغ الذي جمع بين دراسته الأزهرية للدين ودراسته الألمانية للفلسفة) إلى أن يعنون كتابه عن العلمانية بالتالي: " العلمانية وتطبيقها في الإسلام: إيمان ببعض الكتاب وكفر بالبعض الآخر ".
ويبلغ السيل الربى عندما يطبق المسيري ذلك على قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" حيث يقول وهو يورده في إطار إقراره للفصل النسبي بين الدين والدولة: "ففي القطاع الزراعي بإمكان المرء أن يؤبر النخل أولاً حسب مقدار معرفته للملابسات متحرراً في بعض جوانبه من المنطلقات الأخلاقية". وما بين القوسين للمسيري ليس به شيئ إذا أخذ حرفياً، لكن المشكلة في الإيهام أن ذلك يعني إمكانية الفصل بين الدين والدولة في الإسلام اعتماداً على هذا الحديث؛ لأن الحديث بكل وضوح يتناول الجوانب العلمية التطبيقية من الحياة، وهي أمور عامة مجردة وموقف الإسلام (
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس كل الأديان) من هذه الأمور شهير جداً، ومفاده عدم التدخل والاعتماد على الخبرة، ولكن لا ينطبق ذلك على أي جانب من الجوانب السلوكية للحياة التي تنظمها الدولة، بعكس ما يقوله المسيري.
على أي من الإسلاميين استند المسيري؟!
نستطيع القول إن العذر العام الذي يظلل مواقف الدكتور المسيري أن الرجل حديث الانتقال في نقده للحضارة الغربية من المنظور الاشتراكي الماركسي إلى المنظور الإسلامي، أو بشكل أكثر دقة إلى منظور فلسفي يبدو عاماً ولكنه يستبطن رؤية إسلامية أو تبدو أنها إسلامية، ومن ثم فإن تراكمه المعرفي يتشكل أساساً من التراكم المعرفي الغربي نفسه؛ ولهذا فإن منظوره الإسلامي لا يقوم إلا على بعض القواعد العامة، وربما غير المحددة، ويفتقد التراكم المعرفي الإسلامي لدرجة محزنة خصوصاً إذا تعلق الأمر بموقعه المتقدم المفترض في مواجهة الحضارة الغربية، مما ينعكس على مواقفه في الكثير من الحالات بغياب الرؤية الإسلامية المحددة أو ضبابيتها في مواجهاته الفكرية مع هذه الحضارة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من المشاكل حتى مع إقرارنا باشتراك المنظور الإسلامي والاشتراكي في بعض المواقف الناقدة للحضارة الغربية.
ولكل ما سبق كان من الطبيعي أن يحاول الدكتور المسيري الاستناد إلى بعض المفكرين الإسلاميين في تحديد موقف المنظور الإسلامي من العلمانية؛ ولأنه من الطبيعي أيضاً أن يتحدد استناده هذا بعاملين هما: محدودية تراكمه المعرفي الإسلامي وعزوفه الشخصي عن احتداد المواجهة في مواقفه السياسية، فقد وقع اختياره على تيار الوسط التوفيقي بين الإسلام والعلمانية، وهو ما أعتيد أن يطلق عليه في القنوات الإعلامية المرضي عنها بالتيار الوسطي! والذي يُعد الكاتب فهمي هويدي أحد أبرز رواده؛ ولذلك فقد كان هو الشخص الوحيد من المحسوبين على الإسلاميين الذي استند إليه المسيري في تعريفه للعلمانية، حيث يذكر عن هويدي أنه "يجعل نقطة انطلاقة ما سماه (المشروع القومي العام) وكل من يعمل على إنجاحه علمانياً كان أم إيمانياً فهو منا " أما من يقوضه ويفككه فهو خارج الصف. فالمعيار هنا - لا أدري إن كان هذا الكلام لهويدي أم تعليقاً من المسيري - ليس العلمانية أو الإسلامية وإنما الانتماء إلى الوطن. ويميز فهمي هويدي بين تيارين علمانيين يسميهما المتطرفين والمعتدلين (وهما يقابلان إلى حد ما العلمانيين الشامليين والجزئيين في مصطلحنا) ويُعرف المتطرفين بأنهم ليسوا ضد الشريعة وحسب بل ضد العقيدة أيضاً؛ فهم يعتبرون الإسلام مشكلة يجب حلها بالانتهاء منها وتجفيف ينابيعها لاستئصالها. أما المعتدلون فليست لديهم مشكلة مع العقيدة، فهم يعتبرون أن الدين والإسلاميين حالة يمكن التعايش معها إذا أقيم حاجز بين الدين والسياسة للحيلولة دون ما يتصورنه "سلطة دينية". والأستاذ فهمي هويدي هو صاحب المقولة الشهيرة: "العلمانيون المعتدلون هم أقرب إلى الإسلاميين المعتدلين من الإسلاميين غير المعتدلين "! اهـ كلام المسيري. والنتيجة التي ينتهي إليها الاثنان معاً (هويدي والمسيري) هي كما يقول هويدي: "إن كل تيار سياسي يحترم عقيدة الأمة ويلتزم بنصوص الدستور المعبرة عن ذلك يصبح من حقه أن يكتسب الشرعية وأن يكون شريكاً في الحياة السياسية للمجتمع الإسلامي، ينسحب ذلك على مختلف فصائل العلمانيين المعتدلين سواء كانوا ليبراليين أو قوميين أو ناصريين أو ماركسيين "!
ويعلق المسيري على ذلك بقوله: "وإن الحوار بين فصائل الأمة المختلفة ممكن في إطار التعريفات الجزئية، أما التعريفات المادية الشاملة فإنها تسقط كل المرجعيات ولا تخلف لنا سوى الصراع في الداخل والتبعية لقوى العولمة في الخارج. ولعل الذين قرأوا مقال الأستاذ فهمي هويدي لاحظوا أن مطالبة الإسلاميين بتأكيدهم قبول التعددية التي تشمل التيار العلماني كانت موقفاً التقى عليه رأي آخرين من أهل الفقه والنظر؛ في مقدمتهم الدكاترة يوسف القرضاوي وأحمد العسال ومحمد سليم العوا وعبد الغفار عزيز وسيف الدين عبدالفتاح وأبو العلا ماضي وعادل حسين. ومما يجدر ذكره أن فهمي هويدي ليس وحيداً في موقفه هذا بل يمكن القول بأن هذا الرأي هو الرأي الممثل للتيار الإسلامي الأساسي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
أعتقد أن القارئ النابه لا يستطيع الآن أن يعرف -بعد هذا الذي سردته الآن- أين ذهب المسيري المفكر الفلسفي العميق؟
هل استغرقه الجهد في إيجاد مخرج للعلمانيين بهدف إيجاد مخرج لنفسه من الصدام مع النخبة الفكرية المسيطرة حتى ذاب تماماً في تيار السياسة؟!!
ولا بد أن ننظم الآن نقاط البحث حتى لا نذوب نحن أيضاً مع تيار السياسة هذا. ولذلك فإن ما يهمنا هنا هو ليس قبول التعايش أو عدم التعايش مع هذه العلمانية المعتدلة التي تتطابق إلى حد ما - لاحظ إصرار المسيري على استخدام مثل هذه الألفاظ (إلى حد ما) حتى يحتفظ لنفسه دائماً بالقدرة على الإفلات من المحاسبة الفكرية الدقيقة مع العلمانية الجزئية- ولكن المهم بالنسبة لنا هنا هو هل هذه العلمانية الجزئية أو المعتدلة تتناقض مع الإسلام أو لا تتناقض؟
النقطة الثانية هي: هل هذه العلمانية الجزئية تخرج في شيء عن العلمانية الشاملة أم أن المسألة لا تخرج عن كونها مجرد ادعاء سياسي يتم التستر به على الموقف الحقيقي من الدين أمام المجتمع الإسلامي؟
في الإجابة عن النقطة الأولى، ما هي المرجعية لنا في ذلك: هل هو الانتماء للوطن أو الانطلاق من المشروع الوطني العام أو الموقف من الاستعمار؟ إن مثل هذه الأمور قد تصح كمعايير للتعاون في القضايا العامة وهذا أمر سياسي، ولكن ليس كمعايير لتحديد العلاقة بين العلمانية الجزئية والإسلام والتي لا يصح فيها إلا معيار واحد هو المرجعية الإسلامية التي تقرر أن الإسلام دين شمولي لا يقبل التجزئة ولا يقبل الاستعاضة عنه كمرجعية في أي أمر من أمور الحياة سواء كانت السياسة أو غير السياسة، فإذا كانت هذه العلمانية الجزئية أو المعتدلة لا تقر الإسلام على ذلك وتصر على تنحيته كمرجعية في مجال السياسة أو في أي مجال آخر فهي تتناقض تماماً مع الإسلام. أما الحديث عن إمكانية التعاون مع هؤلاء العلمانيين أو عدم التعاون معهم فهذا حديث آخر، ولكنه حديث من الخارج واستخدام ما قد يصح من مرجعية له كالموقف من الاستعمار أو الانتماء للوطن في تحديد العلاقة بين العلمانية المعتدلة والإسلام هو خلط ما هو سياسي بما هو عقائدي. ومن ثم فإن تولي مثل هذه الرؤية لا يؤدي إلا إلى المزيد من الارتباك في الواقع الفكري وينعكس سلباً على وضوح المواقف لدى الإسلاميين.
المسيري والعلمانيون العرب
يقول المسيري: "تتأرجح التعريفات العربية لمفهوم العلمانية بين العلمانية الجزئية بوصفها إجراء جزئياً لا علاقة له بالأمور النهائية مقابل العلمانية الشاملة بوصفها رؤية شاملة للكون". والذي يعنيه هذا الكلام هو عدم استطاعة تقسيم المسيري- الذي استمد مصداقيته من قدرته على التفسير- استيعاب هذه التعريفات أو تفسيرها. فماذا أدى المسيري به منهجه في التعامل مع العلمانيين العرب؟
يقدم حسين أحمد أمين (وما أدراك ما حسين أحمد أمين؟) فيقول عنه: إنه يُعرف العلمانية بأنها "محاولة في سبيل الاستقلال ببعض مجالات المعرفة عن عالم ما وراء الطبيعة" ويعلق على ذلك قائلاً: "فكأن المرجعية النهائية هنا ليست علمانية وإنما مستمدة من نسق معرفي وأخلاقي آخر وكأن العلمانية تنحصر في الدائرة الصغيرة الجزئية". ثم يقول في موضع آخر "فكأن حسين أمين يرى أنه لا توجد ضرورة حتمية للصراع بين العلمانية والدين، وأن كل ما حدث هو صراع نتيجة ظروف تاريخية طارئة، وهناك بعض المفكرين الإسلاميين -ممن يؤمنون بالتعددية والتدافع وضرورة الاجتهاد ومن ثم استحالة احتكار الحقيقة- يتفقون في بعض النقاط الأساسية مع حسين أحمد أمين". لم يذكر المسيري من هم هؤلاء المفكرون الإسلاميون الذين يتحدث عنهم ولكن ذكر بعض الأوصاف التي تستخدم عادة كأكليشيهات سياسية دون أن يكون لها معنى محدد (ممن يؤمنون بالتعددية والتدافع وضرورة الاجتهاد) المهم أنه بهذا الكلام الهلامي أعطى حسين أحمد أمين جواز مرور من عدم التصادم مع الإسلام!
وحسين أحمد أمين هذا (بعيداً عن علاقته الخاصة بالدوائر الغربية) له مؤلفات شهيرة في الهجوم على الشريعة الإسلامية كبيرها وصغيرها (راجع كتابنا: تزييف الإسلام وأكذوبة المفكر الإسلامي المستنير)، ولكن من الطبيعي أن يجد له مكاناً إسلامياً في رؤية المسيري الفضفاضة والمرتبكة في العلاقة بين الإسلام والعلمانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأمثلة الأخرى التي يتخذها المسيري للمفكرين فأشد غرابة؛ لأن نموذج حسين أحمد أمين نموذج معروف بالعلمانية الملتوية التي تحاول أن تتخذ ستاراً إسلامياً، لكن ما بالكم بالدكتور فؤاد زكريا ذلك المفكر المادي المعروف والذي قد تمثل صراحته الفكرية أهم مميزات فكره؟! فيذكر المسيري أن الدكتور فؤاد زكريا يصف العلمانية بأنها "الدعوة إلى الفصل بين الدين والسياسة" ويوضح فؤاد زكريا موفقه بقوله: "إن ما تريده العلمانية إن هو إلا إبعاد الدين عن ميدان التنظيم السياسي للمجتمع والإبقاء على هذا الميدان بشرياً بحتاً تتصارع فيه جماعات لا يمكن لواحدة منها أن تزعم أنها هي الناطقة بلسان السماء. فأساس المفاضلة بين المواقف المختلفة يجب أن يكون العقل والمنطق والمقدرة على الإتيان بالحلول الواقعية الناجحة "! ويذكر المسيري للدكتور زكريا أيضاً قوله: "إن العلماني المتحمس يرفض توجيه التنظيم السياسي للمجتمع توجيهاً يرتكز على سلطة الدين، ولكنه في الوقت ذاته يتزوج بوثيقة شرعية إسلامية "! ثم يتساءل المسيري -بفيض من البراءة المصطنعة! - هذا السؤال العجيب: هل يمكن الحديث عن فؤاد زكريا بعد هذا باعتباره علمانياً شاملاً؟!! ولا أدري هل ينتظر المسيري أن يرفض الدكتور فؤاد زكريا الزواج بوثيقة شرعية إسلامية وهو يعيش بين أكناف مجتمع مسلم له ضغوطه الخاصة حتى يقبل الحديث عنه باعتباره علمانياً شمولياً؟!! ثم ما الذي يهمنا هنا في هذا المثال (مثال الدكتور فؤاد زكريا) في رفضه لتطبيق الشريعة الإسلامية في كونه علماني جزئي أو شامل في تحديد موقفه من الإسلام ولكن الدكتور المسيري بتلك الحيلة العجيبة (ادعاء أن العلمانية الجزئية يمكنها التوافق مع الإسلام ثم ادعاء أن الدكتور زكريا فؤاد علماني جزئي) أوجد له مخرجاً من تناقضه الفكري مع الإسلام.
ننتقل الآن إلى مثال آخر أكثر وضوحاً
فمحمد أركون قدم تعريفاً للعلمانية يقترب للغاية من التعريف الذي قدمناه حيث تكاد تتطابق عنده العلمانية مع "العقلانية التي تشكل أساس الحضارة الغربية وتذهب إلى ضرورة سيادة العقل البشري القائم على التفحص والتجريب والقياس الرياضي الدقيق".
ثم يعود فيخص الغرب بهذه العلمانية العقلانية التي يصفها بالجامدة والصراعية مع الدين؛ لأن "مفكري أوروبا إذ يستمرون في العمل والتفكير داخل إطار الفكر المعلم كلياً ويستبعدون بشكل قطعي كل ما يخص البعد الديني من إنتاج المجتمعات البشرية فإنهم يجترجون عملاً تعسفياً لا منطقياً ولا عقلانياً.
حسناً. إذاً ما هي العلمانية التي يحبذها (المفكر الموضوعي الكبير!) محمد أركون؟ يتلخص ذلك بحسب ما يعرضه المسيري لموقفه في هذه الأسئلة التي يطرحها: "هل يحق للإنسان أن يعرف أسرار الكون والمجتمع أم لا يحق؟ هل نثق بعقله في استكشاف المجاهيل وقيادة التاريخ أم لا نثق؟ هل هو قادر بواسطة عقله -وعقله فقط- على فهم الأشياء واتخاذ القرار أم غير قادر؟
يقول أركون: إنه توجد إجابتان على هذه التساؤلات فالبعض يقول: إن الإنسان بحاجة إلى قوة خارجية (فوق طبيعية) لكي تسيره وتسير أموره. والبعض الآخر يقول: "لا. إن الإنسان قادر بحد ذاته على تسيير أموره وحل مشاكله وتشكيل الصيغ الأجمل والأفضل للحياة في المجتمع، وفي الحالة الأول نكون من أتباع الإنسية الدينية، وفي الحالة الثانية نكون من أتباع الإنسية الحديثة". وينادي أركون بما يسميه العلمانية المنفتحة التي تعمل على التوفيق بين الإجابتين حيث أن "هذه العلمنة الإيجابية تأخذ الإنسان في كليته المادية والروحية دون أن يؤثر بعد من أبعاده على حساب البعد الآخر". ولكن أركون عندما يتحدث مباشرة عن برنامجه العلمي الإصلاحي يقول: "كل ما أطلبه من أجل إدخال العلمنة الصحيحة في المجتمعات العربية والإسلامية هو إلغاء برامج التعليم السائدة، وإلغاء الطريقة اللاتاريخية والعقائدية التبشيرية لتعليم الدين في المدارس العامة وإحلال تاريخ الأديان والأنثربولوجيا الدينية محله"!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو أن هذه الخطوة الأخيرة أدت إلى ارتباك المسيري أو ادعائه الارتباك في تحديد موقف أركون من الدين إذ يقول: "ببدو أن محمد أركون قد نسي الهدف الأساسي من برنامجه الإصلاحي! وهو إتاحة إمكانية وجود روحانية جديدة .. إذ إنه بدلاً من ذلك يحدد الهدف من برنامجه بأنه "دراسة بنية العقل الديني وطريقة اشتغاله ووظائفه. ولا تهم مضامين العقائد والمذاهب بحد ذاتها". وكأن المسيري قد صدق بالفعل أن علمانية أركون تسمح بإمكانية وجود روحانية جديدة كما يدعي؟ يالبراءة المسيري!
ولهذه البراءة العجيبة وضع الرجل في خانة المترددين بين العلمانية الجزئية والشاملة.
والمسألة ببساطة هي أن أركون ما فعل سوى ما اعتاد فعله العلمانيون العرب؛ وهو التهويم باقتصار الرؤية العلمانية على المسائل السياسية والواقعية فقط دون التدخل في العقائد، ولكن عندما يتعلق الأمر بالخطوات العملية فلا مناص من القفز إلى قلب هذه العقائد والإطاحة بها تماماً. لكن المسيري لا يقول إنه يفهم هذا، ومن ثم يزعم أنه أصيب بالارتباك من موقف الرجل.
إن المسيري بعد أن ناقش التعريفات السابقة والكثير غيرها للعلمانيين العرب يعلق على ذلك فيقول: "معظم التعريفات أهملت قضية المرجعية النهائية للمصطلح (والمفهوم) [وهل تحتاج العلمانية إلى مرجعية نهائية غير نفسها؟!] ومن ثم لم يتم التمييز بين الدائرتين: الصغيرة الجزئية والكبيرة الشاملة".
وإهمال تعريفات العلمانيين العرب للتمييز بين الدائرتين ليس عيباً فيها، وإنما العيب في فكر المسيري الذي توهم وجود مثل هاتين الدائرتين، ثم جعل من هذا الوهم محكاً للحكم على هذه التعريفات. بل إن اعتراف المسيري نفسه بإهمال هذه التعريفات لذلك التمييز يُظهر مدى ما بذله من تكلف من الاستخراج المصطنع لوجود مثل هاتين الدائرتين في تلك التعريفات. إن قلة قليلة من العلمانيين العرب (وهذا أمر طبيعي تماماً نظراً للتشبث المجتمعي بالإسلام رغم كل العداءات) هي التي من الممكن أن تتبنى صرامة موقف العلمانية الحقيقي الإقصائي من الدين، ولكن الغالب الأعم منهم يبحث دائماً عن شكل ما من أشكال الاحتيال الفكري الذي لا يضعه في هذا التعارض الصريح مع الدين، ويكاد يتمثل الجانب الأكبر من تاريخ الفكر العلماني في العالم العربي في تلك الجهود المبذولة في اتخاذ مثل تلك الأشكال المختلفة من الاحتيال الفكري.
ولكن الدكتور عبدالوهاب المسيري يعطي بهذا الاختلاف المصطنع لما سمي بالعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة تسويغاً اجتماعياً (يحاول أن يضفي عليه مسحة من الإسلامية) لكل هذا الغالب الأعم. ولأن أصعب شيء على نفس هؤلاء العلمانيين هو التأكيد على تلك الحدود الفاصلة بين الإسلام والعلمانية، فإن ذلك يبرز خطورة تيار الوسطية بين الإسلام والعلمانية (والذي أعطاه المسيري بكتابه هذا زخماً كبيراً) والذي يُدفع للانتشار والهيمنة على الأجهزة الإعلامية من جهات عديدة، وتتمثل غاية ذلك التيار الأساسية التي تُبذل من أجلها كل جهوده في محو تلك الحدود الفاصلة بين الإسلام والعلمانية! ". انتهى كلام الدكتور محمد مبروك – وفقه الله -
ـ[عبده بن ادريس]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أبى الله أن يتم إلا كتابه، وأن لا يعصم إلا نبيه صلى الله عليه وسلم
وقد يستغفر المرء لما صدر منه من غير تريث ولا توازن، وقد ينسخ ما قال بما يكتب، فإذا توفاه الله على ما قال صار في حكم المشيئة قد يغفر الله له بما قاوم وما جاهد وما أنفق وما علم وما كتب. والمناسب في المسلم إذا اشتهر فضله وانتشر وعم خيره أن يحسن الظن به، ويترك النصح له والنقد والتصويب لكبار العلماء والله أعلم وأحكم
ـ[فيصل الشهراني]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:08]ـ
الحمدلله والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومنْ والاه:-
أما بعدُ:-
كم وددتُ أنْ أبقى بعيداً عن هذا الموضوع لولا أنّ أحد الأحبة بعث رابطه على بريدي!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: لم يكن المسيري-رحمه الله- محتاجا في يومٍ من الأيام لثناءٍ أو تبجيلٍ من أحد (مع محبتي العظيمة وإجلالي الكبير للعلامة سفر الحوالي - شفاهُ الله وحفظه -)؛ لأنه المسيري ويكفي المسيري فخراً أنه هو، وهو - عندي - أعظم مفكر عربي في الخمسين سنةً الماضية، وهذا رأي شخصي لا يٌلزمُ أحداً بشئ!!
ثم إنّ كثيراً من الذين خاضوا فيما يجهلون، قالوا فيه وفي موقفه من العلمانية قولا جمعَ جهلاً وظلماً وحسبك بهذين إذا اجتمعا، وأكاد أجزمُ أنّ كثيراً ممن تكلم في هذا لم يعرف حقيقة موقف المسيري من العَلْمانية؛ لأن موقفهُ منها يتّسمُ بالتركيب، بل بعضهم - كما حكى لي عن نفسه - لم يقرأ للمسيري فيها حرفا فضلاً عن قراءته لكل كلامه في هذا الموضوع، فكيف بالله يصح الحكمُ إذا فسدت التصورات، وكان في الضمائر مافيها من حسد وبغضاء!!
نسأل الله السلامة والعافية
(العلمانية الجزئية والشاملة) أحد النماذج التفسيرية المهمة التي طورها المسيري- رحمه الله - وطبقها بحذر (كما ذكر هو عن نفسه في كتابه العلمانية) على الواقع، وقد أثبت هذا النموذج التفسيري مقدرة علمية فائقة لعل لها شواهد كثيرة من أبرزها: تفسير الظاهرة الصهيونية من ناحية كون الدولة يهودية أم قومية علمانية، وهذا كلامٌ يطولُ شرحهُ وبيانه وقد فصله المسيري في أكثر من موضع، والمقصود أن الموضوع عميقٌ لا يصح أن يطرقه ((أحدهم)) بصورة سطحية بل لابد من استيعاب أبعاده جيدا، ومعرفة مقتضياته وملابساته، ومن أجل هذا لايصح أنْ يكتفي بعضهم بالقول: " المسيري يدين بالعلمانية الجزئية، وقد قال ذلك بملء فيه على الهواء مباشرة، وكتب ذلك بقلمه في أكثر من موطن "؛ لأن هذا الكلام سيجرنا بطبيعة الحال إلى سؤال آخر مهم وهو: ماهي العلمانية الجزئية؟؟!!
والجواب (ويجبُ أنْ نأخذ الجواب هنا من باب العدل والإنصاف من كلام المسيري نفسه؛ فإنْ كان لهُ فيه قولٌ فصلٌ محكم أخذنا بهِ، وإلا حاولنا استنطاق أحرفه، ونقبنا في أسطره- متسلحين بأمرين عظيمين هما: غاية العلم [بمقاصد كلام المسيري] وغاية العدل فبهما - بعد عون الله وتوفيقه - يحصلُ المراد) ...
والجواب: أن للمسيري كلاما مفصلا في بعض حواراته يقول فيه: " والذين يطالبون بعلمنة العالم الاسلامي لا يدركون أن الإسلام والتوحيد والوحي والشريعة هي الموجهة للإنسان وللمجتمع وللحياة كلها، ولا يمكن فصل الحياة والإنسان والمجتمع والدولة عن استلهام تعاليم الإسلام، فالمرجعية الإسلامية هي الإطار الذي يرجع إليه المسلم ويرجع إليه المجتمع والدولة (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) [النساء: من الآية59].
والعلمانية الشاملة تشكل تهديداً خطيراً للإيمان الديني، ومن ثم فإذا كانت الحركة الإسلامية المعاصرة تستهدف بشكل رئيس الحفاظ على بقاء الإسلام حياً في حياة الناس فإن جزءاً من صراعها وجدلها لابد أن يكون مع العلمانية الشاملة.
من حوار له أجراه موقع الإسلام اليوم
الرابط: http://islamtoday.net/articles/show_...212&artid=9286
والمسيري - رحمه الله - قد بُحَّ صوته، وهو يصرخ ويقول كما في كتابه العلمانية ومواضع أخرى أنه يعني بالعلمانية الجزئية: " فصل الدين عن الدولة "، ثمّ لا يتوقف - رحمه الله - عند هذا بل يُتبعهُ بإيضاح معنى الدولة فيقول: الدولة هنا: هي الإجراءات الفنية في الاقتصاد والسياسة، ويوضح ذلك بالمثال: الكلام على ميزانية الدولة، وإقرار صفقة التسلح، مستشهدا بحديث تأبير النخل، وقصة تغيير منزل عسكر المسلمين قبيل غزاة بدر!!
فلماذا نتوقف عند ما قاله الآخرون عن المسيري، ولا نقرأ له - رحمه الله -وهو الذي عاد من ضيق المادية إلى رحابة الإسلام - كما في رحلته الفكرية -، وما هو موقع الإنصافُ من قولنا وكلامنا وحكمنا على عباد الله؟؟!!
وهل منهج السلف - رحمهم الله - مسائلُ نظريّةُ تُدرّسُ، وكلامٌ في المسائل يُقال، ثم نغفلُ عن حقائق المواقف، والتعامل مع آحاد المسلمين ممن لهم أخطاءٌ وهَناَتٌ ربما كان مصدرها - في بعض الأحيان - عائقٌ فهمٍ، وغشاوةٌ على بصر؟؟!!
لم يقل المسيري عن نفسه يوما: أنه عالم شريعةٍ، وإمامُ دين، ولم يقم على رؤوس الخلائق - كما يفعل البعض هنا - مفسقاً هذا، ومبدّعا ذاكَ، زاعماً أنه ملكَ موازين منهج أهل السنة؟؟!!
المسيري مفكر من نسل آدم يُصيبُ ويزل ويوافق الحق تارةً، ويخالفه أخرى، لكنّه قدّم لأمته عملاً فكريا ضخما، وتركةً علميةً تقاسمها أهل المعرفة والدراية، ثم هو - وهذا ظاهر لمن تأمل مواقفه وكلامه عن نفسه - على خلق كبير، وتواضع جمٍّ، فليتنا نأخذ من هذا بنصيب!!
وليت الذي نقل عن أحد الفضلاء انتقاده لموقف المسيري من العلمانية نقلَ ثناءه عليه، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل ...
((إضاءة)): لم يكتب المسيري كلاما كثيرا في العلمانية الجزئية، وغاية ماكتبه فيها لايربو على العشرين صفحة، وانصب جهده في الكلام على العلمانية الشاملة المادية الداروينية التي اجتاحت كثيراً منّا دون علم - على الأقل وفق تصور المسيري -
اللهم يارحمنُ يا رحيم: ارحم عبدكَ عبدالوهاب المسيري، وأسكنه فسيح جنانك ...
ربنا لاتجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ...
فيصل الشهراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 12:12]ـ
والجواب: أن للمسيري كلاما مفصلا في بعض حواراته يقول فيه: " والذين يطالبون بعلمنة العالم الاسلامي لا يدركون أن الإسلام والتوحيد والوحي والشريعة هي الموجهة للإنسان وللمجتمع وللحياة كلها، ولا يمكن فصل الحياة والإنسان والمجتمع والدولة عن استلهام تعاليم الإسلام، فالمرجعية الإسلامية هي الإطار الذي يرجع إليه المسلم ويرجع إليه المجتمع والدولة (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) [النساء: من الآية59].
والمسيري - رحمه الله - قد بُحَّ صوته، وهو يصرخ ويقول كما في كتابه العلمانية ومواضع أخرى أنه يعني بالعلمانية الجزئية: " فصل الدين عن الدولة "، ثمّ لا يتوقف - رحمه الله - عند هذا بل يُتبعهُ بإيضاح معنى الدولة فيقول: الدولة هنا: هي الإجراءات الفنية في الاقتصاد والسياسة
كلام المدعو المسيري هذا يدل على أنه لا يستحق لقب " مفكر اسلامي " فالرجل يريد أن يتلاعب بالألفاظ حتى يجمع بين المتناقضات , فتارة يقر بأن الدين لا ينفصل عن الدولة , ثم يناقض نفسه عندما يقر أنه يؤمن بفصل الدين عن الدولة , وحتى يجمع بين المتناقضات جعل للدولة معنى آخر عندما سمى الدولة " الإجراءات الفنية "!!! , ومن المعلوم أن الإجراءات الفنية هي تلك الطرق والوسائل التي تنتهجها الدولة لتطبيق السياسات العامة للدولة وليست هي الدولة.
المسيري هذا علماني شهد على نفسه بذلك , ولكن يبدو أنه لما وجد أن العلمانية لم يعد لها جماهير كما كان الحال قديماً , أراد أن تكون له جماهيرية من خلال تظاهره بأنه " مفكر اسلامي " وفي نفس الوقت أراد أن يبقى وفياً لفكره العلماني!!!
العلمانية يا إخوان مذهب كفري إلحادي ومن أتى شيء من الكفر الأكبر وانتفت عنه موانع التكفير فقد كفر ولو لم يأتي كل ما في المذاهب الكفرية.
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 12:27]ـ
بدعة المسيري تفتح الباب على مصراعية للزنادقه والملحدين أن يدعون علناً إلى الكفر والإلحاد , ثم إذا ما أنكرت عليهم قالوا لك ((لالالالالالالالالالا يا أخي لاتسيء الظن صدقني جزئي جزئي كله جزئي)) يا لها حقاً من مسخرة ومهزله سوف يظهر لنا الشيوعي ليقول ((أنا شيوعي بس شيوعي مسلم)) طيب كيف؟ فيقول ((شيوعي جزئي جزئي)) ثم يأتينا القبوري ليقرر ((مشروعية)) عبادة القبور بزعمه تحت مسمي ((القبورية الجزئية)) وهكذا.
الشيوعية والعلمانية والقبورية وكل ملل الكفر مرفوضه سواء كلياً أوجزئياً , ومن إرتكب جريمة الكفر والشرك فقد كفر ولو كان ذلك جزئي غير كلي , لطالما كان الكفر والشرك أكبراً مخرجاً عن الملة وموانع التكفير منتفية.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 02:25]ـ
أذكر الإخوة بمذهب أهل السنة في مثل هذا الأمر وهو الاستفصال عن مراد المتكلم، فيحمل على مراده الحقيقي، لا على ظن السامع، وقد قرره ابن تيمية بصور متنوعة ومتكرره في كتبه، فأهل البدع ينفون "التحيز" وهو - كالعلمانية - اصطلاح لم يرد في لغة الشارع، فيستفصل: هل تقصدون بنفي التحيز نفي العلو أم نفي انحصاره بشيء يحيط به، فالأول ممنوع والثاني مسلّم. وكذا ما أسماه "العلمانية الجزئية"، هذا اصطلاح مشبوه بهذا القيد، فيسأل عن مراده، وقد بينه وذكره، واستدل لمقصده بأدلة شرعية (أنتم أعلم بأمور دنياكم)، إذ هو يريد أن يقرر أن في الإسلام مساحة للإجتهاد البشري (كما اجتهد الرسول وبعض أصحابه من بعده) وذلك في مجال الوسائل، لا الغايات والمقاصد والكليات، وهو يصرح بهذا عندما أكد على أن الإسلام يوجه حياة الناس والمجتمعات.
الخلاصة: نَفَس التحري و التثبت لتبين مراد القائل أقرب للسلامة من هذه الجلبة .. كلنا يعلم أن العلمانية تعني في أعم تعريف لها فصل الدين عن الدولة، ولكن ما مراد المتلكم "المعيّن" إذا استعمل اصطلاحاً مشبوهاً كـ "علمانية جزئية"، إن وافق في استعمال المتكلم أصلاً شرعياً قبل - مع التحفظ على الاصطلاح أو السعي لتغييره - وإن أراد به ما يصدم الشرع، رددناه، وحكمنا بما يليق.
تنبيه: أسرع الناس إطلاقاً للأحكام أعجزهم وأبعدهم عن إرادة التفصيل.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 02:35]ـ
المسيري هذا علماني شهد على نفسه بذلك , ولكن يبدو أنه لما وجد أن العلمانية لم يعد لها جماهير كما كان الحال قديماً , أراد أن تكون له جماهيرية من خلال تظاهره بأنه " مفكر اسلامي " وفي نفس الوقت أراد أن يبقى وفياً لفكره العلماني!!!
بلية الأحكام المضطربة على الآخرين هو هذه التخرصات والظنون المعتمدة على "يبدو" و أخواتها.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 02:47]ـ
أرجو أن يظل الحوار بين الإخوة علميا أولا ومتحليا باللياقة وحسن الخلق ثانيا وعبد الوهاب المسيري رحمه الله وتجاوز عنه أصاب وأخطأ ولعل حسناته أكثر، وما أصدق قول القائل:
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها * * * كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 02:59]ـ
تنبيه: أسرع الناس إطلاقاً للأحكام أعجزهم وأبعدهم عن إرادة التفصيل.
احسنت اخي الكريم
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 03:24]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الله الشهري .... وعبد الوهاب المسيري رجل عمل جاهدا لخدمة أمته ....
وأنا أجزم أن هؤلاء الناس لم يفهموا قصد الراحل .... وهذا طبيعي ... إذ كيف لرجل لا يرقى لمستوى تفكير عبد الوهاب أن يفهمه ....
أساتذتنا - والله العظيم- يقولون أنهم لا يفهمون ما يقول في بعض الأحايين ... فما بالك بنا نحن ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 03:31]ـ
االمسيري يتكلم بأسلوب .. راق جدا .. يحلق في سماء .. لاتستطيعها أجنحة البعض ...(/)
أنا أشاهد التلفزيون في بيتي فما المانع أن أشاهد مثيله وهو السينما فكلاهما واحد
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 08:07]ـ
إذا كان أكثر الناس عندهم تلفاز في بيوتهم فما المانع أن يُعمل تلفاز كبير في مكان ويحضره أغلب الناس مع ضبطه بإن لا تُعرض فيه الأفلام الاباحية و يكتفى ببعض المسلسلات وأيضاً بدلاً من ذهاب الناس إلى الدول المجاورة مثل البحرين وازدحام السعوديين في تلك المناطق من أجل دار سينما وتسلية الأولاد والأطفال للذهاب بهم للسينما فيوضع في السعودية منضبطاً.
فإن لم يكن هذا فتوضع سينما للأطفال فقط أفلام كرتون فما المشكلة إذا كان للأطفال فقط.
فما رأيكم أليس صحيحاً هذا الكلام؟
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 11:54]ـ
أعوذ بالله، أخي الكريم هذا الأمر هو مجاهرة بالمعصية، وكل امتي معافى إلا المجاهرين.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 01:52]ـ
اقول للاخ الفاضل معتدل وفقه الله
وهل يعالج المنكر بمنكر او الخطا بخطا؟؟
وهل سيذهب كل الناس ام بعضهم؟؟
وهل سيستمر الاخرون في الترحيب بهم؟؟
ثم هو مجاهرة بالمعصية،
كماقال الشيخ الفاضل وليد الدلبحي
وفي الحديث الصحيح ((كل امتي معافى إلا المجاهرين.))
ثم ان هذا من خطوات الشيطان وقد قال الله تعالى في سورة النور - الآية 21
((يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم))
ومعروف اسلوب الشيطان في الاضلال فهو يبدا بالصغائر الى ماهو اكبر
اعاذنا الله واياك من ان ندعو االى مايفسد دين المسلمين واخلاقهم ولنا عبرة في مايحصل في دول مجاورة
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 01:58]ـ
أخي رحمك الله ... هذه دعوة الى الاختلاط المحرم أولاً ...
ثم أخي انت في بيتك مالك لأمرك ... تستطيع ان تتحكم بما يعرض .. بعكس دور السينما ..
وكلامك
لا تُعرض فيه الأفلام الاباحية
فهذه ليست المشكلة فحسب ... بل حتى الأفلام الأجنبية المعروفة أو العربية من كوميديا او دراما او عنف او اي لون من الوانهم القميئة والمسلسلات التي تتكلم عنها لا تخلومن المحرمات والمحاذير كالموسيقى والأغاني وكشف العورات من كلا الجنسين ذكوراً وإناثا ...
بل أن أكثر هذه الأفلام تحتوي على أفكار علمانية تخالف الشرع ... ومع كثرة المشاهدة يتعود القلب على هذه المنكرات فلا ينكر ما يشاهده من تفسخ وعري وتبرج واختلاط ومعازف ...
و يكتفى ببعض المسلسلات
ويا أخي إني لأربأ بك ان تضع اقتراحات فيها اختلاط او تشجيع على النظر الى المسلسلات التلفزيونية بصورة جماعية او حتى فردية ...
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 03:48]ـ
"للتوضيح" طبعاً أنا قرأت في الصحف بعض هذا الكلام وسمعت من بعض العوام، فأنا لاأتبنى مثل هذا الكلام
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 03:13]ـ
هذا الكلام لا يصدر إلا ممن يحاول التلبيس أو ممن يجهل حقيقة ما يعرض في هذه الأفلام والمسلسلات.
هل يوجد فيلم ليس فيه نساء عاريات متبرجات؟
هل يوجد فيلم يخلو من مزامير الشيطان؟
هل يوجد فيلم يخلو من إباحية؟
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 10:17]ـ
عن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي (ص) من الموبقات
ـ[الفارس]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 08:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بارك الله فيكم ..
دخول التلفاز وما يعرض فيه لا يعني أنه حلال، وليُرجع إلى كلام العلماء في التحذير ومن أطباق الشر الفضائية، ورؤية فلان من الناس له في بيته معصية، وتيسيرها على الملأ ورؤيتها في الملأ معصية مستقلة .. ولكن؛ قديما قالوا: كثرة الإمساس تقلل الإحساس .. والله المستعان.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 05:55]ـ
-
المجاهرة بالمنكرات اعظم من اتيانها في السر
والتلفاز في المنزل قد لا يستعمل في منكر
بارك الله فيكم
،
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 07:44]ـ
يلاحظ أن مواقف بعض العلماء من التصوير غير واضحة في عصرنا هذا فهم يبدؤون من الحرمة ثم يستثنون بعد ذلك ما كان للضرورة فما حدود هذه الضرورات وهل مشاهدة التلفزيون وهو عبارة عن صور مطابقة في أكثرها للحقيقة في حركاتها وسكناتها وكذلك الأقراص والأشرطة المرئية للدروس والمحاضرات وغيرها
فهل من توضيح من الإخوة العلماء يخرج الناس من اللبس؟
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 09:28]ـ
الرجاء من الإخوة المشرفين مشكورين إضافة "منها" بعد كلمة "التلفزيون " وقبل " وهو عبارة " وذلك في السطر الثاني
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 09:52]ـ
..... فتوضع سينما للأطفال فقط أفلام كرتون فما المشكلة إذا كان للأطفال فقط.
.....
أفلام الكارتون تنطبق عليها أدلة تحريم الصور أكثر من الصور الفوتوغرافية المختلف فيها ففى الكارتون أنت تخلق شخصية لا وجود لها وليس تسجيل لخلق الله كالصور.
وأطلب رأى الأخوة في فهمى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 09:47]ـ
-
علة تحريم التصوير علتان:
1 - المشابهة لخلق الله لحديث (ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي)
2 - علة التعظيم كحديث التصاوير في ذرية نوح عليه السلام
والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً
فغير ذوات الأرواح لا تدخل في التصوير المحرم لما ورد من ادلة كحديث: كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ، فعلق الحكم بذوات الأرواح وكقول ابن عباس: إن كنت فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له، وحديث: أتاني جبريل عليه السلام فقال: إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعني أن أدخل عليك البيت الذي أنت فيه؛ إلا أنه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل فمر برأس التمثال يقطع فيصير كهيأة الشجرة ومر بالستر يقطع (وفي رواية: إن في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رؤوسها فاجعلوها بساطا أو وسائد فأوطئوه،
وبذلك تعرف علل التحريم و نوع المحرم من التصاوير وانه يشمل المجسم او النقش و الرسم
وقيل بجواز التصاوير الممتهنة واللعب للصغار مع خلوها من التعظيم وما فيه معصية واستدلوا بأن النبي عندما قدم من غزوة تبوك أو خيبر دخل على عائشة وهي صغيرة وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب فقال ما هذا يا عائشة قالت بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال ما هذا الذي أرى وسطهن قالت فرس قال وما هذا الذي عليه قالت جناحان قال فرس له جناحان قالت أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة قالت فضحك حتى رأيت نواجذه،،،
و الحديث يظهر فيه من سؤال النبي عن ماهية اللعب انتفاء علة المشابهة و هي كذلك ممتهنة لا تعظيم فيها كونها للعب وقيل بأن الحديث منسوخ،،
وقال بعض العلماء بتحريم تصاوير ما له حياة سواء حياة نمو كالشجر ونحوه او حياة روح
وأما التصوير الفتوغرافي فهو حبس ظل وبذلك انتفت علة المشابهة فقيل بجوازه مطلقاً ما لم يكن في معصية
وقيل بجوازه للحاجة وقيل بتحريمه مطلقاً ولكل دليله، والأظهر تحريمه الا للحاجة،،
بارك الله فيكم
،/
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 10:09]ـ
الإجهاز على الفيديو و التلفاز ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=9617).
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:08]ـ
جزاكم الله خيرا ....
ولا أنسى الكلام الرائع للأخ التميمي في مقالته عن السينما هل كسر الباب، يقول:
في خضم هذا الحدث الاستثنائي المحلي، لن استغرب أن يقابل بعض الدعاة والمفكرين ممن غادر ساحة الاحتساب والنزال مع دعاة التغريب، مثل هذه المشاريع بالتجاهل أو حتى بالدعم غير المباشر، وإن لم يشعروا، عبر الكلام العام والفضفاض من أن السينما (ومثله لتمثيل) سلاح ذو حدين، يستخدم للخير والشر، وربما انتقد فئام منهم تلك الحملات الاحتسابية، داعين الإسلاميين إلى ترك أسلوب الاحتجاج والإنكار، وأن مآلهم هو اللحاق بالركب كما حدث في موقفهم من البث الفضائي، وأن الأولى بهم أن يسارعوا لإنتاج سينما "محافظة"، بدلاً من هذه المواقف الاحتسابية غير المجدية في نظرهم، ولا ينقضي عجبي من هذا الخطاب النظري، الذي يفتقر لأدنى رؤية موضوعية للواقع، وبيان ذلك في ملحظين:
الأول: أن صناعة السينما الجاذبة تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة، والمؤسسات الدعوية والاغاثية تعاني عجزاً وقصوراً في دعمها، لأسباب لا تخفى على المطلعين، بالإضافة إلى أن إنشاء سينما محافظة جاذبة مقارنة بقدرات الخصوم المادية والتقنية، يعد سباقاً خاسراً في هذا الوقت، فما دمنا غير مهيئين مادياً وتقنيا ومهنياً للنزال في هذا الميدان، فخلخلة الرأي العام المعارض بمثل هذه التقريرات النظرية الباهتة، يعد حلباً في قدح الخصوم، وفق تعبير أستاذنا محمد الأحمري.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن معاشر الدعاة والعلماء في أوج قوتهم وانتشارهم الشعبي، لم يتحصلوا على إذن رسمي بإنشاء صحيفة أو إذاعية، وإذا علم العقلاء أن قناة المجد قدمت طلباً للسماح لها ببث محطة إذاعية خاصة بالأطفال "ردايو دال للأطفال" منذ سنوات، ولم يسمح لها حتى هذه اللحظة، وإذاعة ام بي سي بجناحيها (إف إم، بانوراما) ثبت على مدار الساعة أغانيها وحواراتها الساقطة بين الجنسين، تبين لهم أن دعوتهم لإنتاج سينما محافظة، أبعد ما يكون عن الواقعية في مثل هذه الظروف.
.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:38]ـ
هناك كلاماً جميلاً للدبيان ... :
إن كسر الحاجز النفسي بين الرجل والمرأة هو من أهم أهداف دعاة السينما ... وهو محاولة لتقبل القلوب والنفوس على الرذائل والمنكرات على مرأى ومسمع ومجاهرة أيضا من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله ... وهذا هو السر الخفي والذي قد لا يتنبه إليه الكثيرون, بل إنك تجد المفسدين يصيحون قائلين وما الفرق بين ما يشاهده الناس في بيوتهم وفي غرف نومهم عبر القنوات الفضائية أو عبر مواقع الإنترنت وبين ما سيشاهدونه في صالات السينما؟
والجواب واضح وضوح الشمس في رابعة النهار لمن آتاه الله بصيرة وهدى, فإن الإنسان في داخل بيته يكون مستتراً بذنبه, أما الآن فبعد أن تعبأت النفوس بالفساد في داخل البيت سنين طويلة حان الوقت لتخرج وتنطلق وتغرد خارج السرب ... حان الوقت ليلتقي الفتى والفتاة في مكان واحد فيتبادلون نظرات الحب والغزل ويتبادلون أطراف الحديث الجانبي والذي لم يكن ليتحقق من قبل حين كانوا في بيوتهم, فهل فهمتم الآن ما هو الفرق؟ فهم يجتمعون على غضب الله وسخطه ويجاهرون بذلك!!! وقد قال عليه الصلاة والسلام (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) وأيضاً يراد تطبيع الناس على مظاهر الفساد العامة بلا نكير ... اليوم سينما وغداً لا قدر الله بارات ومراقص ونايت كلب!!!
ويقول أيضاً:
الذي سيشاهد في السينما سيعرض بعد أن يمر على مقص الرقيب, مثله مثل التلفاز فلا تخافوا ... ونقول وهل ما يعرض في التلفاز يرضي الله أصلا؟؟؟ كلا ... إنه مخالف كل المخالفة لنظام المطبوعات و الذي أقر من قبل مجلس الوزراء ... فالنساء يظهرن مفاتنهم إلى ما فوق الركبة!!! والنحور بادية للعيان, وكلمات الحب والغرام تملأ المقاطع ... وأخطر من ذلك كله خمر العقول وسياسة خلخلة الثوابت وزعزعتها ... بل قولوا لي من أين أتت إلينا عادات الكفار من سراويل طيحني أو القلائد المعلقة على الصدور أو الصلبان أو قصات الشعر أو إظهار جزء من البطن عند الفتيات أو غيرها؟ وليست الأفلام الأمريكية والمسلسلات الكويتية والمصرية عنا ببعيد!!! فالمرأة ولية نفسها تخرج متى شاءت وكيف شاءت ... وبدون عباءة أحياناً, وتختار شريك حياتها بنفسها!!! وتقود سيارتها وتخون زوجها وكذلك الرجل يفعل وأشد.
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=6745
.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:39]ـ
شاهد ما تشاهده يا عم الحج المهم مايكونش فيه حاجة حرام ومش عايزين وجع دماغ
ـ[النهر الجاري]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:41]ـ
أخي معتدل /
وفقك الله لكل خير أنت وجميع الأعضاء المشاركين
أنت تعرف أن مايعرض في التلفاز من أفلام في قنوات مشفرة وغير مشفرة أسوأ بكثير مما يعرض في السينما لكن القضية أكبر من ذلك فيما أظن ويظن الكثيرون فالموضوع داخل في إطار الصراع الدائر بين الاسلاميين الغيورين على دينهم وبين الليبرالين التغربين فهم يرون أن دخول السينما يعد انتصارا عظيما على معشر المتشديين حسب زعمهم وظنهم الفاسد ..............
أضف إلى ذلك أن السينما طريقة لدعم وتمرير ونشر الأفكار التغريبية للمجتمع فاختيار الأفلام ذات البعد الفكري للعرض هدف كبير لهم، أيضا دخول شركات الإنتاج الضخمة للبلد والتي تمرر من خلالها الثقافة الامريكية والغربية للمجتمع سيكون مفتوح على مصراعيه، أيضا _أخي_ صناعة السينما مكلفة جدا وتحتاج إلى رؤوس أموال طائلة وهذه لايقدر عليها محليا إلا شركات ومؤسسات الإنتاج الضخمة مثل روتانا ومجموعة mbc و art وأنا وأنت نعرف من هذه المؤسسات وماهي اهتمامتها
وأيضا إذا دخلت السينما فهل ستحصرها فقط على الشباب الذكور؟ لا لابد من دخول العنصر النسائي في مشاهدتها وحدث ولاحرج بمستوى الفاسد الذي سيحصل حينئذ، أضف إلى ذلك بروز عدد كبير من الشباب والفتيات الحرصين على المشاركة في التمثيل والإنتاج والإخراج وسيطرت شركات الإنتاج المحلية وغير المحلية عليهم وتوجيههم إلى بث أفكار غريبة على مجتمعنا المسلم ......
ليثق الجميع أن السينما لو استطاع التغريبيون وأهل الشر إدخالها إلى مجتمعنا فهذه نقطة تحول كبيرة في أفكار الناس وأخلاقهم وديانتهم .....
اللهم من أرادنا أو أراد ديننا وأخلاقنا ومجتمعنا بسوء فاشغله بنفسه ياذا الجلال والإكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 02:17]ـ
ان كنت تقصد المسلسلات التى يمثل فيها الناس العاديين فهى لاتجوز وان لم تشتمل على محرمات وذلك لأسباب طبية نفسية تؤدى الى فعل الحرام بل تؤدى الى التصرف بعقلية غربية فيشوه المسلم وانظر موضوعى
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14047
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 03:54]ـ
هذا السؤال وجهه للذي أباح لك مشاهدة التلفزيون!
ـ[روضة الجنان]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 07:25]ـ
شاهد ما تشاهده يا عم الحج المهم مايكونش فيه حاجة حرام ومش عايزين وجع دماغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الفاضل: هل هذا رد يرضى حبيبك رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
ارجع بذاكرتك للوراء وتذكر ماذا كان رد الرحيم المعلم نبينا (صلى) عندما طلب الاعرابى منه أ، يبيح له الزنا.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 08:22]ـ
هناك كلاماً جميلاً للدبيان ... :
إن كسر الحاجز النفسي بين الرجل والمرأة هو من أهم أهداف دعاة السينما ... وهو محاولة لتقبل القلوب والنفوس على الرذائل والمنكرات على مرأى ومسمع ومجاهرة أيضا من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله ... وهذا هو السر الخفي والذي قد لا يتنبه إليه الكثيرون, بل إنك تجد المفسدين يصيحون قائلين وما الفرق بين ما يشاهده الناس في بيوتهم وفي غرف نومهم عبر القنوات الفضائية أو عبر مواقع الإنترنت وبين ما سيشاهدونه في صالات السينما؟
وحدث بالفعل .. فقد عرضت قناة العربية في احتفائيتها بعرض أول فيلم سينمائي في سينما جدة مشهد النساء وهن يجلسن في المدرجات العلوية!!، وبالطبع كانت بعض النسوة تكشف عن وجهها الملطخ بالمساحيق وتبدي جزءا من شعرها!!
وبلاءنا من دعاة التمييع قبل أن يكون من دعاة التغريب، وفتاوى يجوز ولكن حسب الضوابط الشرعية، فبالله عليكم ألا يستحي من يفتي بجواز السينما والأندية الرياضية وقيادة السيارة وعمل المرأة في أماكن مختلطة ويختم فتواه بعبارة "حسب الضوابط الشرعية" السامجة التي لا محل لها من الإعراب؟؟!!
ثم نلقي باللائمة على دعاة التغريب -عليهم من الله ما يستحقون- ونلتمس الأعذار لمن سلك التغريب وكساه لباس الشرعية؟؟
السينما سلاح ذو حدين؟؟
هل يقوله عاقل؟؟
والله وتالله لم نر للسينما في عرض بلاد المسلمين وطولها إلا حدا واحدا فحسب!! ذبحت به الفضيلة!!
وثقوا أن الأمر لن يقف عند هذا الحد بل سيتبع هذه الخطوة خطوات! وسنرى -إلم يتغمدنا الله بعصمته ويهدي ولي الأمر لتدارك الأمر- صناعة سينمائية سعودية كتلك التي في مصر ولبنان وغيرها!!، وسيخرج من دعاة التمييع من يقول جائز حسب الضوابط الشرعية!!
كأن ما يحدث من تغيرات باتجاه السلب والانفتاح الذي أتى على كثير من ثوابتنا وقيمنا كابوس .. والله كثيرا ما أسال نفسي أحقا ما يحدث؟؟
وهل لنا من إفاقة من هذا الكابوس؟؟ أم ستتبعه كوابيس؟؟
اللهم هيئ لولي أمرنا بطانة صالحة ناصحة تأخذ بيده لمراضيك وتباعده عن مساخطك .. اللهم آمين
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:46]ـ
إذا اتسع الأمر ضاق
انتهى
ـ[حجاج]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 02:34]ـ
في سنة 1967 م تقريبا .... شرع المجلس التشريعي في دولة الكويت في طرح موضوع تجريم شرب وبيع الخمر .... فصوت أعضاء مجلس الأمه بالأغلبية على منعه وتجريمه ... فقال أحد الأعضاء الليبراليين المعارضين لقانون المنع .... لأحد الأعضاء المستقلين المأيدين للمنع ... إنك يا فلان تشرب الخمر فكيف تصوت ضده ...... فرد عليه هذا العضو المستقل ... إذا كان ما تقول صحيح فإني خبرته وعرفت أذاه .... ولا أحب أن يشربه أبنائي وأحفادي وأهل بلدي ... فصفق لموقفه التاريخ حتى بعد وفاته .....
المقصد من ما ذكرت أنه ليس كل ما يمتعني في غرفتي أنادي بفعله بالعلن .... لأني قد يرزقني الله حسن تصرف فأقوم بتلافي الأشياء الضارة والمحرمة .... وقد تغلبني نفسي فأفعل شيء فيه شبهة أو محرم .... فأندم وأتوب وأنقذ نفسي من أثر المعصية لأن فعلي لم يجر ضرر على أحد غيري ..... أما إذا دعوت لنشر جهاز يغلب ضرره على نفعه .... ورزقني الله توبة ... فكيف أتوب من نشر فكرة فاسدة أو شبهة ...... تلبست واستقرت في قلوب الناس .....
(يُتْبَعُ)
(/)
الله يجزيك خير أخي المحترم على طرحك المعتدل .... لعلك أخي المحترم أن تكون أعلم مني ولعلك عند الله خير ...
ولكني أحب أن نجتمع على الخير .... وكل الخير .... ولا تفرقنا دنيا فانية هي ... وسينمتها ..... وممثليها ... وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ...
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:14]ـ
فتاوى للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله-
سؤال: ما الضابط في ظهور العلماء على التلفاز؟ ام هو محرم مطلقا؟
الشيخ:
هل يستطيع الشخص ان يقول مايريد في التلفزيون؟ ام لو قلت كلاما يخالف اهواء
اصحاب السياسة لما اذاعوا به ولا نشروه؟ فالمسالة ليست مسالة استحسان ولا راي ,
فالتلفزيون فيه الصور والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم- يقول (لا تدخل الملائكة بيتا فيه
ولا صورة) ,
والتلفزيون فيه النظر الى النساء , والنساء الى الرجال , والنبي صلى الله عليه وعلى
اله وسلم- يقول (كُتب على ابن ادم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة , فالعينان زناهما النظر ,
والاذنان زناهما الاستماع , واللسان زناه الكلام , واليد زناها البطش , والرجل زناها الخطا , والقلب
يهوى ويتمنى , ويصدق ذلك الفرج او يكذبه) , والبركة من الله عز وجل , فرب كلمة تقال في مجلس
صغير ينفع الله بها العباد والبلاد , فما تنتشر حتى تصل الى امريكا , والى بريطانيا وغيرها , و رب
كلمة ترددها وسائل الاعلام مرارا , وفي النهاية ليس لها ثمرة ولا يستفاد منها , فنحن مأمورون
بالاستقامة , والا نرتكب المعاصي من اجل اصلاح غيرنا , فلماذا لا يمكنه من الاذاعة , ويتكلم بالذي
يتكلم به في التلفزيون؟ واسف على بعض العلماء الذين يجارون المجتمع ويجرون بعده , فالحلال
ما احله المجتمع , والحرام ما حرمه المجتمع , فيجب على العلماء الا يتركوا العلم للجهل , والسنة
للبدعة. انتهى
سؤال: ما حكم اقتناء التلفاز والنظر اليه لاجل معرفة الاخبار؟
الشيخ: لا يجوز , من اجل الصورة , ومن اجل ما يحصل فيه من الفجور والفسوق وتعليم السرقة , والنبي -صلى الله عليه وعلى اله وسلم- يقول (لا تدخل الملائكة بيتا فيه ... ولا صورة) , واراد
ان يدخل حجرة عائشة فوجدها قد سترت سهوة لها بقرام فيه تصاوير فقال (ان من اشد الناس
عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور) وشققها , وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله
عنه عن النبي -صلى الله عليه وعلى اله وسلم- انه قال (يقول الله سبحانه وتعالى (ومن اظلم
ممن ذهب يخلق كخلقي , فليخلقوا ذرة , او ليخلقوا حبة , او شعيرة) , وكذا نظر الرجل الى المرأة
اذا كانت هي التي تلقي الاخبار , والله عز وجل يقول ((قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا
فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يعملون)) , او اذا كان المذيع رجلا وكانت المرأة تنظر اليه ,
يقول الله عز وجل ((وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن)). انتهى
****
وتكلم الشيخ رحمه الله في شأن الدعاة الذين يصورون على المنابر فقال: داعية ما شاء الله ,
يقول للناس: ايها الناس عليكم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى اله وسلم- وتمسكوا
بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى اله وسلم- (بينما) الرسول -صلى الله عليه وعلى اله
وسلم- يأمر عليا -رضي الله عنه- (الا يدع قبرا مشرفا الا سواه ولا صورة الا طمسها) , صورة نكرة
في سياق النفي تشمل كل صورة بعدها , ياتي لنا بفتوى صاحب الفضيلة انه قد اجاز ان يتصور
الشخص في التلفزيون وان يتصور في الفيديو من اجل الدعوة الى الله , نحن لسنا مفوضين في
دين الله , ورب العزة يقول ((وما النصر الا من عند الله)) , لسنا نستطيع ان نحقق لدعوة شيئا اذا
لم يرده الله سبحانه وتعالى الا اذا كنا مستقيمين متمسكين بسنة رسول الله-صلى الله عليه
وعلى اله وسلم-. انتهى
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
" كل ما يستعمل على وجه محرم، أو يغلب على الظن ذلك، فإنه يحرم تصنيعه واستيراده وبيعه وترويجه بين المسلمين" اهـ
"فتاوى اللجنة الدائمة " (13/ 109).
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء، ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أعمل مهندس إلكترونيات، ومن عملي إصلاح الراديو والتليفون والفيديو ومثل هذه الأجهزة، فأرجو إفتائي عن الاستمرار في هذه الأعمال، مع العلم أن ترك هذا العمل يفقدني كثيرا من الخبرة ومن مهنتي التي تعلمتها طوال حياتي، وقد يقع علي ضرر خلال تركها.
فأجابت:
" دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أنه يجب على المسلم أن يحرص على طيب كسبه، فينبغي لك أن تبحث عن عمل يكون الكسب فيه طيبا. وأما الكسب من العمل الذي ذكرته فهذا ليس بطيب؛ لأن هذه الآلات تستعمل غالبا في أمور محرمة" اهـ.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (14/ 420).
*******
وهذه فتوى مُفتي الديار اليمانية
فضيلة الشيخ المحدِّث يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله-
السؤال: هذا أبو سفيان عدنان الريمي يقول: لقد سمعت في يوم الجمعة (4/رجب)، من إذاعة صنعاء، هذا السؤال: ما حكم التلفاز؟ فأجاب: حسنه حسن، وقبيحه قبيح؟
الجواب:
ما هو الحسن في تلفزيونك هذا؟!، ما في التلفزيون حسن.
(*) فيه تصوير ذوات الأرواح.
(*) فيه إدخال الصور في البيوت، والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول: ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة)). والحديث في الصحيح من حديث طلحة بن عبيد الله.
(*) أيضاً فيه الكذب؛ وما يجوز نشر الكذب بين الناس.
(*) وفيه التلبيس والخداع.
(*) فيه: الشماتة بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-، من حيث ذكرهم على غير الوجه اللائق، ومن حيث إتيان بعض الصحابة على صورة امرأة تغازل فلانًا أو علانًا.
(*) فيه: تعليم الأبناء لسوء الأخلاق، والسرقة، والدجل، وما إلى ذلك.
(*) فيه: إسراف وتبذير في صرف كهرباء وإضاعة وقت، والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول: ((نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ)).
(*) فيه: نظر الرجل إلى المرأة، والمرأة إلى الرجل، وقد سبق من حديث سعيد، في الصحيحين في النهي عن النظر إلى ما حرم الله، ومما حرمه الله: النظر إلى النساء، قال الله عز وجل: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور:30 - 31]، من هنا: من بعض ما ينظرون، المقصود أنها تنظر إلى القرآن، وتنظر إلى الطريق، وتنظر إلى ما أحل الله، ليست تغمض عينيها عن جميع ما يرى، إنما من المحرمات، قال الله تعالى: ?وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ? [النور:31].
(*) رأينا بعض العامة، أنهم إذا أتوا يصورون الناس في المسجد من أجل نشره في الفيديو، يقوم يستشرف بعنقه هكذا، وكلما وجه المصور من جانب، لوى بعنقه إليه، يريد أن يتصور من هنا، ويتصور من هنا، وهو مستقبل للـ (كاميرا)، وهو كذلك مصعِّر بخديه.
(هؤلاء المفتون الذين يشجعون الناس على تصوير ذوات الأرواح، يشجعونهم على سبب لعنة الله)، والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول: كما في حديث أبي جحيفة قال: رأيت أبي اشترى عبداً حجاماً فسألته فقال: ((نهى النبي -صلى الله عليه وسلَّم-. . . ولعن المصور)).
وفي البخاري: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- قال: ((إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم)).
ويقول -صلى الله عليه وسلَّم-: ((يخرج عنق من النار له لسان ينطق، وعينان يبصر بهما، يقول: وكلت بكل جبار عنيد، ومن جعل مع إله آخر، وبالمصورين)). حديث صحيح.
فعلى هذا المفتن، (مميز وعلى أولئك الذين يظهرون في قناة اقرأ، أو قناة المجد، أو قناة الجزيرة أن يتقوا الله، ويتقيدوا بهذه الأدلة العظيمة، ولا تجرفهم الاستحسانات المخالفة للأدلة، فيغتر بفعلهم هذا عوام الناس، ويروجونه على ما فيه من الأضرار المذكورة هنا)، بعضها.
(مميز والعوام بحاجة إلى الفتوى، والعلم النافع، وليسوا بحاجة إلى النظر إلى صورة المتكلم أو المفتي).
وفي الحسبان بإذن الله عزوجل إخراج رسالة بعنوان: «النصائح الجميلة للعلماء والدعاة الذين تظهر صورهم على قناة اقرأ والمجد والجزيرة».
وإن لم يتيسر ذلك، فأكتفي بهذا التنبيه، وأقول: (اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء)
(حاشية من كتاب جلسة ساعة في الرد على المفتين في الإذاعة ص73).
أولئك آبائي فجئني بمثلهم. ... . إذا جمعتنا يا جرير المجامع
http://www.aloloom.net/vb/showthread.php?t=2191
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 07:35]ـ
إذا كان أكثر الناس عندهم تلفاز في بيوتهم فما المانع أن يُعمل تلفاز كبير في مكان ويحضره أغلب الناس مع ضبطه بإن لا تُعرض فيه الأفلام الاباحية و يكتفى ببعض المسلسلات وأيضاً بدلاً من ذهاب الناس إلى الدول المجاورة مثل البحرين وازدحام السعوديين في تلك المناطق من أجل دار سينما وتسلية الأولاد والأطفال للذهاب بهم للسينما فيوضع في السعودية منضبطاً.
فإن لم يكن هذا فتوضع سينما للأطفال فقط أفلام كرتون فما المشكلة إذا كان للأطفال فقط.
فما رأيكم أليس صحيحاً هذا الكلام؟
على الصعيد الشخصي لا فرق أما على الصعيد الاجتماعي فالفرق شاسع لا من حيث موضوع الحدث، و لكن لما يترتب عليه من تبعات ... و الكلام عن الضوابط الشرعية في مثل هذا أظنه من الخيالات التي نكثر من الحديث حولها دون أن نرى لها واقعا، فما يعرض في القنوات الرسمية لم يتقيد بالضوابط فهل ستتقيد السينما بها، أول فيلم كيف رأيته؟ يبشر بالخير أليس كذلك؟ ألا ترى كم هو متسربل بالضوابط الشرعية من رأسه لأخمص قدميه؟!!!
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[22 - Jan-2010, مساء 05:52]ـ
هذا الكلام لا يصدر إلا ممن يحاول التلبيس أو ممن يجهل حقيقة ما يعرض في هذه الأفلام والمسلسلات.
هل يوجد فيلم ليس فيه نساء عاريات متبرجات؟
هل يوجد فيلم يخلو من مزامير الشيطان؟
هل يوجد فيلم يخلو من إباحية؟
وهل يوجد بعض فيلم يخلو من تشبه بالكفار؟
ارى كثير شباب في الشوارع هداهم الله يقلدون الكفار بلبس البنطال الوسيع وبلوزة الوسيعة وميول القبعة الى اذنيه ويعمل حركات في يده مثل زنوج في امريكا
ولا شك كثير منهم لايدري عن الحديث (من تشبه بقوم فهو منهم)
اصل الله الاحوال
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Jan-2010, مساء 06:24]ـ
انت شوف من الذي يجلس في المقاهي التي تعرض فيها الشاشات واحكم بنفسك .. ؟
هل هم علية القوم واهل الفضل والخير
او الكثير منهم من اسافلهم ورعاعهم .. ؟
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[22 - Jan-2010, مساء 10:25]ـ
هناك من الأفاضل من لايملك تلفاز في بيته ولله الحمد والمنة.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[23 - Jan-2010, صباحاً 12:22]ـ
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به.
ماصحة هذا الحديث
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[23 - Jan-2010, صباحاً 01:32]ـ
غناء إسلامي .......... ثم ______ أناشيد زعموا _______
رقص إسلامي ......... ثم _______ طيور البطيخ _______
سينما إسلامية ......... ثم _______ مسلسلات محافظة والحبل على الغالب ________
ماذا بعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتصور ... مثلا ..... خمر ........ أو ربما حتى زنا ........ والعياذ بالله
وغدا لناظره قريب.
اللهم سلم سلم.(/)
تعقيب على كتاب للشيخ سليم الهلالي
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 09:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’تعقيب على كتاب للشيخ سليم الهلالي ـ وفقه الله ـ‘‘
وقفت أخيرا على كتاب للشيخ سليم الهلالي ـ وفقه الله ـ بعنوان ’’مجموع فتاوى العلماء الربانيين في تحكيم القوانين‘‘ في طبعته الأولى 1427هـ (دار الكتاب للصواب / الأردن).
و لما تصفحته وجدت فيه ما لا يحسن السكوت عليه من التعليقات المنكرة، و الكلمات غير المحررة، فكتبت هذه الوقفات نصحا للكاتب و القارئ، و الله من وراء القصد:
1/ يظهر من عنوان الكتاب و مضمونه خلط بين صور الحكم بغير ما أنزل الله، و منها تحكيم القوانين الوضعية، مع تنزيل كلام أهل العلم على صورة واحدة، و هذا غير دقيق؛ لأن مسألة الحكم و التحاكم متعددة الصور.
فتحكيم القوانين من نوازل هذا العصر، وكلام العلماء فيها مختلف، و أما التفسير المنقول عن السلف في الحكم بغير ما أنزل الله فهو في بعض الصور لا في كلها، و الله أعلم.
قال معالي الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ في كتابه ’’التمهيد لشرح كتاب التوحيد‘‘ (ص428 - 429):
((و هذه المسألة ـ أعني مسألة التحاكم إلى غير شرع الله ـ من المسائل التي يقع فيها خلط كثير، خاصة عند الشباب في هذه البلاد و في غيرها، و هي من أسباب تفرق المسلمين؛ لأن نظر الناس فيها لم يكن واحدا، و الواجب أن يتحرى طالب العلم ما دلت عليه الأدلة و ما بين العلماء من معاني تلك الأدلة و ما فقهوه من أصول الشرع و التوحيد و ما بينوه في تلك المسائل.
و من أوجه الخلط في ذلك: أنهم جعلوا المسألة ـ مسألة الحكم و التحاكم ـ واحدة، يعني جعلوها صورة واحدة، و هي متعددة الصور، فمن صورها: أن يكون هناك تشريع لتقنين مستقل، يضاهى به حكم الله ـ جل و علا ـ؛ هذا التقنين من حيث وضعه كفر، و الواضع له و المشرِّع و السَّان كذلك، و جاعل هذا التشريع منسوبا إليه و هو الذي حكم بهذه الأحكام، هذا المشرِّع كافر، و كفره ظاهر؛ لأنه جعل نفسه طاغوتا، فدعا الناس إلى عبادته، عبادة الطاعة و هو راضٍ، و هناك من يحكم بهذه التقنين ـ و هذه الحالة الثانية ـ، فالمشرِّع حالة، و من يحكم بذلك التشريع حالة، و من يتحاكم إليه حالة، و من يجعله في بلده من جهة الدول هذه حالة رابعة)).
إلى أن قال ـ حفظه الله ـ (ص429 - 430):
((أما الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله بتاتا و يحكم دائما و يلزم الناس بغير شرع الله، فهذا من أهل العلم من قال: يكفر مطلقا ككفر من سنَّ القوانين؛ لأن الله ـ جل و علا ـ قال: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} فجعل الذي يحكم بغير شرع الله مطلقا طاغوتا، و قال: {و قد أمروا أن يكفروا به}.
و من أهل العلم من قال: حتى هذا النوع لا يكفر حتى يستحل؛ لأنه قد يعمل ذلك و يحكم و هو يعتقد في نفسه أنه عاص، فله حكم أمثاله من المدمنين على المعصية الذين لم يتوبوا منها.
و القول الأول ـ و هو أن الذي يحكم دائما بغير شرع الله و يلزم الناس بغير شرع الله أنه كافر ـ هو الصحيح ـ عندي ـ و هو قول الجد الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ في رسالته ’’تحكيم القوانين‘‘؛ لأنه لا يصدر في الواقع من قلب قد كفر بالطاغوت، بل لا يصدر إلا ممن عظم القانون، و عظم الحكم بالقانون)).
و هذا كلام قوي دقيق، مبني على الفهم و التحقيق، و ما في كتاب ’’ترغيم المجادل العنيد‘‘ (ص88 - 90) للشيخ علي الحلبي ـ سدده الله ـ من نقد له فهو هزيل، لا يقوم على ساق الدليل، و على الله قصد السبيل.
2/ قال الشيخ سليم الهلالي ـ سدده الله ـ في الكتاب المذكور (ص3): ((و قد قام العلماء السلفيون على مر العصور، و كر الدهور، بتأصيل هذه المسألة و تفصيلها، و كان أوضح تقرير لها في هذا القرن على يد شيخنا الإمام الرباني محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ حيث نشر أول إسناد فقهي معاصر متصل بفقه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفصل مسألة تحيكم القوانين)) اهـ.
فأقول: محدِّث العصر العلامة الشيخ الألباني رحمه الله هو من هو مكانة في العلم، و منزلة في الفضل، لكن في نظري أول و أحسن من فصل في المسألة هو سماحة الشيخ العلامة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ في رسالته النفيسة ’’تحكيم القوانين‘‘.
(يُتْبَعُ)
(/)
3/ ذهب الشيخ سليم إلى اعتبار المسألة مسألة إجماع في جميع صورها، و الأمر ليس كذلك كما يظهر للناظر في كلام العلماء في تحكيم القوانين.
قالت الجنة الدائمة ـ وفقها الله ـ ردا على بعض طلبة العلم: ((دعواه إجماع أهل السنة على عدم كفر من حكم بغير ما أنزل الله في التشريع العام، إلا بالاستحلال القلبي، كسائر المعاصي التي دون الكفر، و هذا محض افتراء على أهل السنة منشؤه الجهل أو سوء القصد، نسأل الله السلامة و العافية)).
4/ جمع المؤلف في كتابه نقولا كثيرة لأهل العلم من المتقدمين و المتأخرين و المعاصرين، و خلط في هذا من جهتين:
الأولى: جمعه بين علماء أهل السنة و علماء الأشاعرة، و معلوم الخلاف بينهم في مسائل الإيمان و الكفر.
و الثانية: سياقه لبعض الأقوال المتناقضة و المختلفة، بدون تنبيه عليها أو توفيق بينها.
5/ نفى في حاشية (ص20) عن الشيخ علي الحلبي حصره الكفر في الجحود و التكذيب في بعض كتبه، ثم قال: ((و لكن الأمر الذي تقهقه منه الثكالى ـ فشر البلية ما يضحك ـ: أن تتبنى بعض المرجعيات العلمية اتهامات التكفيريين و الحركيين الحزبيين ... و هم في الوقت نفسه يعدون أنفسهم امتدادا للدعوة السلفية في جزيرة العرب ... )).
إلى أن قال (ص21): ((إذن فلماذا الكيل بمكيالين، و اللعب على الحبلين، و تفريق السلفية إلى طائفتين: شامية و حجازية؟)).
و أقول: يكفيك من الشر سماع هذا الطعن الشديد في علماء اللجنة الدائمة؛ فهم عند الهلالي ـ عفا الله عنه ـ قد وافقوا التكفيريين مع أنهم يعدون أنفسهم امتدادا لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ، بل هم ممن يكيل بمكيالين و يلعب على الحبلين حتى فرقوا السلفية، و العياذ بالله.
فهل هذا هو موقف أهل السنة مع اللجنة الدائمة بعلمائها الأفاضل؛ نظرة قاتمة، وأحكام ظالمة؟
الجواب الأكيد هو بالنفي قطعا، إلا عند الشيخ سليم الهلالي و من يوافق مشربه.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: ((ليس منا من لم يجل كبيرنا، و يرحم صغيرنا، و يعرف لعالمنا حقه))، رواه الإمام أحمد و حسنه العلامة الألباني.
و قال طاووس ـ رحمه الله ـ: (من السنة أن يوقر العالم).
و صدق الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ حين قال في ’’سير أعلام النبلاء‘‘ (8/ 448): ((إنما الكلام في العلماء مفتقر إلى وزن بالعدل و الورع)).
اللجنة الدائمة أفتت و بينت الحق في مسائل خاض فيها بعض طلبة العلم بغير علم و لا حق، فالواجب شكرهم و الرجوع إلى ما قرروه من حق، أو على الأقل حفظ مكانتهم و منزلتهم.
قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: (لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، و عن أمنائهم و علمائهم، فإذا أخذوا عن صغارهم و شرارهم هلكوا).
6/ ذكر في (ص47 و ما بعدها) أقوال بعض المعاصرين في المسألة، غير أنه أهمل جملة منها لثلَّة من أجلة العلماء؛ كالعلامة المحدث أحمد شاكر و الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي و الأستاذ العلامة محمود شاكر ـ رحمهم الله ـ، و معالي الشيخ العلامة صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ، و غيرهم ممن بيَّن و كتب في القضية بما يكفي و يشفي.
7/ لم يستوعب كلام بعض من نقل أقوالهم مثل الحافظ ابن كثير و العلامة الشنقيطي و الشيخ العلامة محمد بن عثيمين ـ رحمهم الله ـ، مع أن تحرير مذهبهم في المسألة يفتقر إلى ذكر جميع أقوالهم و التوفيق بينها.
فمما فاته قول الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي في ’’أضواء البيان‘‘ (4/ 66): ((و بهذه النصوص السماوية التي ذكرناها يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على السنة أوليائه مخالف لما شرعه الله ـ جل و علا ـ على ألسنة رسله ـ صلى الله عليهم و سلم ـ؛ أنه لا يشك في كفرهم إلا من طمس الله بصيرته، و أعماه عن نور الوحي مثلهم)) اهـ.
5/ ذكر (ص 47 - 52) بعض أقوال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ و لكنها ـ كالعادة ـ غير مستوفاة و لا مستوعبة، بل هناك من الأقوال ما هو أصرح في المسألة، فلم يذكرها حتى يظهر الشيخ في مظهر الموافق لما بنى عليه كتابه، و الأمر في حقيقته ليس كذلك.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه اله ـ: ((القوانين كفر ناقل عن الملة، اعتقاد أنها حاكمة و سائغة، و بعضهم يراها أعظم، فهؤلاء نقضوا شهادة أن محمدا رسول الله، و لا إله إلا الله أيضا نقضوها، فإن من شهادة أن لا اله إلا الله؛ لا مطاع غير الله، كما أنهم نقضوها بعبادة غير الله.
و أما الذي قيل فيه: كفر دون كفر؛ إذا حاكم إلى غير الله مع اعتقاد أنه عاص و أن حكم الله هو الحق، فهذا الذي يصدر منه المرة و نحوها. أما الذي جعل قوانين بترتيب و تخضيع فهو كفر و إن قالوا أخطأنا و حكم الشرع أعدل، ففرق بين المقرر و المثبت و المرجع ـ جعلوه هو المرجع ـ فهذا كفر ناقل عن الملة)) اهـ، ’’مجموع الفتاوى و الرسائل‘‘ له (12/ 280).
و مع هذا الكلام الصريح، و البيان و التوضيح يقول الشيخ الهلالي ـ سدده الله ـ في (ص53): ((فلو كان في كلامه في ’’تحكيم القوانين‘‘ إجمال؛ ففي هذه الفتوى [انظر ’’مجموع الفتاوى‘‘ (1/ 80)] تفصيل و تأصيل ينبغي أن نسير إليه، لكن الحزبيين الحركيين يحاولون إخفاء هذه الفتوى التي نقضت دعواهم، و كشفت أهواءهم؛ فإنا لله و إنا إليه راجعون)).
فأقول: أحسن جواب و أبلغ رد على هذا الكلام هو ما قالته اللجنة الدائمة ـ ردا على بعض طلبة العلم ـ: ((تحريفه لمراد سماحة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله تعالى ـ في رسالته ’’تحكيم القوانين الوضعية‘‘، إذ زعم جامع الكتاب المذكور أن الشيخ يشترط الاستحلال القلبي، مع أن كلام الشيخ واضح وضوح الشمس في رسالته المذكورة على جادة أهل السنة و الجماعة)).
و عن شبهة تراجع الشيخ محمد بن إبراهيم انظر ـ لزاما ـ ما كتبه الشيخ عبد الله السعد ـ حفظه الله ـ في تقريظه لكتاب ’’رفع اللائمة‘‘ (ص53 - 60)، فإنه نفيس.
و في الأخير هذا ما أردت بيانه، فإن أصبت فمن الله، و إن كان غير ذلك فمن نفسي و الشيطان، وفق الله الجميع لما يحب و يرضاه.
فريد المرادي.
الجزائر في 8 شوال 1428هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 12:52]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 11:39]ـ
ليت الشيخ يجهد في بيان خطورة تحكيم الطاغوت، كجهده في توضيح ما رآه من كون تحكيم غير الشرع كبيرة من الكباشر لا تصل إلى الكفر الأكبر ...
فكأن المتنفذين يرون في كلام الشيخ تبريرا لهم في اطراح الشرع والحكم بالقانون الوضعي
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 01:44]ـ
أخي الحبيب فريد المرادي وفقه الله
هذا الموضوع أجهد الكثير من أبناء أهل السنة. ولم يزدنا إلا تفرقا على تفرقنا.
وفقك الله إلى ما يحب ويرضى.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 06:50]ـ
ليت الشيخ يجهد في بيان خطورة تحكيم الطاغوت، كجهده في توضيح ما رآه من كون تحكيم غير الشرع كبيرة من الكباشر لا تصل إلى الكفر الأكبر ...
فكأن المتنفذين يرون في كلام الشيخ تبريرا لهم في اطراح الشرع والحكم بالقانون الوضعي
ولا حول ولا قوة إلا بالله
هذا من سوء فهم المتنفذين
وإلا فالشيخ وغيره يقولون بأن الحكم بغير الله كفر أصغر (يعني أكبر من الكبيرة) في أحوال وأكبر في أحوال أخرى
وهذا مذهب المشايخ الثلاثة ابن باز وابن عثيمين والألباني _ كما ناقشناه سابقاً في هذا المنتدى المبارك _
وليس في هذا تقليل من خطورة الحكم بغير ما أنزل الله
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 07:00]ـ
بارك الله فيكم جميعاً و نفع بكم ...
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:25]ـ
بارك الله فيكم جميعاً و نفع بكم ...
و بارك فيك أيضا لكن حبذا لو ذكرت أدلة على ما تذكره من دعاوي حتى يكون ردك قويا
فحينما تقول فلان بحثه قوي و دقيق و فلان يحثه أضعف و فلان جمع أقوال متناقضة و فلان .... و فلان .. وهكذا دون ذكر الدليل على ما تقول فهذا لا يعجز عنه أحد فيمكن لأي شخص يأتي بعدك و يعكس القضية و يقول عكس ما تقول فحتى نستفيد من ردك
على كل حال جزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:36]ـ
ليت الشيخ يجهد في بيان خطورة تحكيم الطاغوت، .............................. ................ ولا حول ولا قوة إلا بالله
أنا أعتقد -أخي عبد العزيز- أننا في هذا الزمان بين خطرين:
الأول: تحكيم غير شرع الله
الثاني: تكفير الحاكم و الخروج عليه لأنه لا يحكم شرع الله و تكفير المجتمعات لأنها لم تكفر ذلك الحاكم و من تم تأتي التفجيرات و الاغتيالات
و لا أدري أي الخطرين أعظم؟
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 06:53]ـ
الثاني: تكفير الحاكم و الخروج عليه لأنه لا يحكم شرع الله و تكفير المجتمعات لأنها لم تكفر ذلك الحاكم و من تم تأتي التفجيرات و الاغتيالات
و لا أدري أي الخطرين أعظم؟
لا يستلزم تكفير الحاكم تكفير المجتمع الذي لم يكفره ......
و قد صدر مثل هذا من عدد من علماء أهل السنة الكبار - رحمهم الله - ..........
فقد كفّر الشيخ بن باز - رحمه الله - " صدام حسين " و حكام تونس و لم يقل هو - ولا احد من أهل السنة - بكفر الشعبين العراقي و التونسي ........
كما كفّر الشيخ مقبل - بالاضافة الى المذكورين - " معمر القذافي " و " حافظ الأسد " و حكام عدن (ايام انقسام اليمن الى شمالي و جنوبي) ...........
و قد تحدث الشيخ الالباني عن كفر النصيرية العلويين أكثر من مرة , و لم يكفر - رحمه الله - الشعب السوري الواقع تحت حكمهم ........
فها هي نماذج لخمس دول كفّر علماءنا الكبار حكامها دون شعوبها .....
طبعا هذا بالاضافة الى الدول الواقعة تحت حكم كفار أصليين , كحكام لبنان من النصارى , و حكام القدس من اليهود .....
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 07:16]ـ
لا يستلزم تكفير الحاكم تكفير المجتمع الذي لم يكفره ......
.....
أحسنت أخي الكريم ابن عبد الكريم و جزاك الله خيرا على التفاعل و على ما نقلته من فوائد
أما قولك لا يستلزم .........
فإن كانت فائدة أردت إثراء الموضوع بها فجزاك الله خيرا و أنا معك أعتقد ما تعتقد أنت
و إن كان ردا على ما ذكرت أنا فاعلم أنني لم أقل أنه يلزم من هذا هذالكنني أخبرت عن خطر تعيشه الأمم المسلمة و إلا فالأمر كما قلت لا يلزم من تكفير الحاكم تكفير المجتمع.
ثم اعلم أن التكفير الذي صدر من الكبار كما ذكرت أنت هذا لا يخالفك فيه أحد فهم أعلم الناس بخطره وأعلم بشروطه لكن المصيبة أن التكفير في زماننا تولّى أمره الصغار و هؤلاء هم الذين كفروا المجتمع لما لم يوافقهم ....
بل وصل لأمر ببعضهم أنه وصف هؤلاء العلماء بأبشع الأوصاف لأنهم لم يوافقوه ,فقد قرأت في الأيام الماضية موضوعا كتبه بعضهم يشتم فيه الشيخ ابن باز رحمه الله شتما شنيعا لأنه يوالي آل سعود الذين يسميهم هو مرتدين و الله المستعان
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 07:28]ـ
و بارك فيك أيضا لكن حبذا لو ذكرت أدلة على ما تذكره من دعاوي حتى يكون ردك قويا
فحينما تقول فلان بحثه قوي و دقيق و فلان يحثه أضعف و فلان جمع أقوال متناقضة و فلان .... و فلان .. وهكذا دون ذكر الدليل على ما تقول فهذا لا يعجز عنه أحد فيمكن لأي شخص يأتي بعدك و يعكس القضية و يقول عكس ما تقول فحتى نستفيد من ردك
على كل حال جزاك الله خيرا
بارك الله فيك أخي محمد الأمين ...
المقال تعقيب يسير على بعض الأمور التي رأيتها في الكتاب ...
أما الرد المفصل فلا حاجة إلى ذلك في نظري، لأن المسألة معروفة و طويلة الذيل ...
و تنبيهي الأهم هو أن مسألة الحكم و التحاكم خلافية في إحدى صورها لا في كلها، و هي مسألة التشريع العام أو الاستبدال ...
فلا يصح الخلط بين المسائل الإجماعية و المسائل الإختلافية ...
و لا يعني هذا موافقة خوارج العصر في تكفيرهم المطلق لحكام المسلمين جميعاً بلا ضوابط و لا قيود ...
مع ما يتبع ذلك من تفجير و تقتيل للمسلمين، و الله المستعان ...
مع التنبيه أن تكفير المعين من واجب العلماء لا طلبة العلم و لا العوام ...
و الأمر الثاني هو الطعن في بعض العلماء لاجتهادهم في المسألة ...
بارك الله فيك على التنبيه و التعليق ...
و أسأل الله أن يحفظ جميع بلاد المسلمين من فتنة الخوارج المارقين، آمين ...
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 08:05]ـ
و تنبيهي الأهم هو أن مسألة الحكم و التحاكم خلافية في إحدى صورها لا في كلها، و هي مسألة التشريع العام أو الاستبدال ...
فلا يصح الخلط بين المسائل الإجماعية و المسائل الإختلافية ...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا جزاك الله أخي الكريم على سعة الصدر و تقبل الغير
ثم ما رأيكم في توضيح هذه المسألة و هي التبديل و التشريع العام من حيث صورتها و هل هذه الصورة متفق عليها أم مختلف فيها
ثم حكمها مع ذكر الخلاف و دليل كل فريق و الترجيح إن أمكن
هذا لأنني أعتقد أن هذه المسألة في غاية الأهمية لا سيما و نحن في عصر الشبهات فينبغي لكل طالب أن يعرف هذه المسألة و أن لا تخفى عليه.
و إن منعكم مانع فما لا يدرك كله لا يترك جله
و جزاك الله عن الاسلام و المسلمين كل خير
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 02:38]ـ
لا تؤخذ هذه القضايا المصيرية من أناس وقعوا في الإرجاء .. كالحلبي وغيره من تلامذة الألباني ..
فالحكم بغير ما أنزل الله .. الأصل فيه أنه كفر أكبر .. ودلالة الكتاب والسنة عليه واضحة ..
وما نسب لابن عباس رضي الله عنهما .. من قوله كفر دون كفر فهو أثر ضعيف لكونه معلّا بعلتين .. ولا يصح حجة للاعتداد أصلا ..
والحاكمية .. من أخص خصائص توحيد العبادة .. لمن تأمله في كتاب الله تعالى
فأي فرق بين من يحمل الناس على التحاكم لغير شريعة الله .. ثم يقال إنه غير مستحل ..
وبين من يتولى اليهود والنصارى .. وهو غير مستحل؟!
والله أعلم
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 05:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا جزاك الله أخي الكريم على سعة الصدر و تقبل الغير
ثم ما رأيكم في توضيح هذه المسألة و هي التبديل و التشريع العام من حيث صورتها و هل هذه الصورة متفق عليها أم مختلف فيها
ثم حكمها مع ذكر الخلاف و دليل كل فريق و الترجيح إن أمكن
هذا لأنني أعتقد أن هذه المسألة في غاية الأهمية لا سيما و نحن في عصر الشبهات فينبغي لكل طالب أن يعرف هذه المسألة و أن لا تخفى عليه.
و إن منعكم مانع فما لا يدرك كله لا يترك جله
و جزاك الله عن الاسلام و المسلمين كل خير
بارك الله فيك يا أخي محمد الأمين ...
طلبك يحتاج إلى مجلد كبير و لا يكفي فيه تعليق صغير ...
و لكن أحيلك ـ لمعرفة الصورة المختلف فيها ـ إلى رسالة "تحكيم القوانين" للشيخ محمد بن إبراهيم و رسالة "عقيدة التوحيد" للشيخ صالح الفوزان و "شرح كتاب التوحيد" للشيخ صالح آل الشيخ ...
أما الترجيح فما لي و له، و أين أنا منه ...
وفقني الله و إياك ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 05:46]ـ
لا تؤخذ هذه القضايا المصيرية من أناس وقعوا في الإرجاء .. كالحلبي وغيره من تلامذة الألباني ..
فالحكم بغير ما أنزل الله .. الأصل فيه أنه كفر أكبر .. ودلالة الكتاب والسنة عليه واضحة ..
وما نسب لابن عباس رضي الله عنهما .. من قوله كفر دون كفر فهو أثر ضعيف لكونه معلّا بعلتين .. ولا يصح حجة للاعتداد أصلا ..
والحاكمية .. من أخص خصائص توحيد العبادة .. لمن تأمله في كتاب الله تعالى
فأي فرق بين من يحمل الناس على التحاكم لغير شريعة الله .. ثم يقال إنه غير مستحل ..
وبين من يتولى اليهود والنصارى .. وهو غير مستحل؟!
والله أعلم
جزاك الله على التعليق، و لكن في بعض ما قلته نظر ظاهر ...
فأثر ابن عباس رضي الله عنهما صحيح و قد تلقاه العلماء بالقبول ...
و فقني الله و إياك لما فيه رضاه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 06:05]ـ
للفائدة:
هناك بحث متميز للشيخ عبدالرحمن المحمود بعنوان "الحكم بغير ما أنزل الله" دار طيبة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 09:01]ـ
لقد ضعفه العلامتان المحدثان الحافظان:العلوان والسعد .. وحكاية تلقي العلماء له بالقبول فيها نظر ..
وقد ضعفه كثير من المشتغلين بعلم الحديث ممن يوثق في فهمهم وعلمهم ودقتهم .. كشيخنا الدكتور ماهر الفحل .. وغيره
ولو فرضنا صحته جدلا .. فليس معناه كذلك أبدا
بل مراد ابن عباس في المسائل الجزئية التي مبناها على هوى معين .. لا في الصورة موضع النزاع .. فالفرق بينهما كبير جدا ..
بل منقول عن ابن عباس أثر أصح منه .. يناقضه .. فأقل أحواله أنه مضطرب
والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 10:10]ـ
ما دام الأمر لا يؤخذ من الحلبي وأمثاله
فنقول لقد صنف الألباني كتاب فتنة التكفير وقرر فيه التسوية بين التشريع والحكم في قضية واحدة من عدم التكفير إن يقع في صورة من الصور المجمع على التكفير بها
وأقره الشيخ ابن باز على هذا
ووافقهم الشيخ ابن عثيمين في الفتيا الأخيرة له
فقد سُئل في شريط "التحرير في مسألة التكفير" بتاريخ (22/ 4/1420) سؤالاً مفاده:
إذا ألزم الحاكم الناس بشريعة مخالفة للكتاب والسنة مع اعترافه بأن الحق ما في الكتاب والسنة لكنه يرى إلزام الناس بهذا الشريعة شهوة أو لاعتبارات أخرى، هل يكون بفعله هذا كافراً أم لابد أن يُنظر في اعتقاده في هذه المسألة؟
فأجاب: " ... أما في ما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله؛ فهو كما في كتابه العزيز، ينقسم إلى ثلاثة أقسام: كفر، وظلم، وفسق، على حسب الأسباب التي بُني عليها هذا الحكم، فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه أن بأن الحق فيما قضى الله به؛ فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم، وأما إذا كان يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضاً، لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل بعلم الشريعة ويتصل بمن لا يعرف الحكم الشرعي، وهم يرونه عالماً كبيراً، فيحصل بذلك مخالفة، وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستوراً يمشي الناس عليه؛ نعتقد أنه ظالم في ذلك وللحق الذي جاء في الكتاب والسنة أننا لا نستطيع أن نكفر هذا، وإنما نكفر من يرى أن الحكم بغير ما أنزل الله أولى أن يكون الناس عليه، أو مثل حكم الله عز وجل فإن هذا كافر لأنه يكذب بقول الله تعالى: ? أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ? وقوله تعالى: ? أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?.
وهذا مذهب العلامة عبدالمحسن العباد
العلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر – حفظه الله -
فقد سُئل في المسجد النبوي في درس شرح سنن أبي داود بتاريخ: 16/ 11/1420:
هل استبدال الشريعة الإسلامية بالقوانين الوضعية كفر في ذاته؟ أم يحتاج إلى الاستحلال القلبي والاعتقاد بجواز ذلك؟ وهل هناك فرق في الحكم مرة بغير ما أنزل الله، وجعل القوانين تشريعاً عاماً مع اعتقاد عدم جواز ذلك؟
فأجاب: "يبدو أنه لا فرق بين الحكم في مسألة، أو عشرة، أو مئة، أو ألف – أو أقل أو أكثر – لا فرق؛ ما دام الإنسان يعتبر نفسه أنه مخطئ، وأنه فعل أمراً منكراً، وأنه فعل معصية، وانه خائف من الذنب، فهذا كفر دون كفر. وأما مع الاستحلال – ولو كان في مسألة واحدة، يستحل فيها الحكم بغير ما أنزل الله، يعتبر نفسه حلالاً-؛ فإنه يكون كافراً ".
قلت وقولهم هو الأقوى والأظهر إذ أن نصوص في هذه المسألة ولا يصح تخصيصها بالتشهي وإنما تخصص بما انعقد عليه الإجماع
ذكر شيخ الإسلام بن تيمية في "مجموع الفتاوى" (7/ 254)، وتلميذه ابن القيم في "حكم تارك الصلاة" (ص 59 - 60): أن الإمام أحمد –رحمه الله- سئل عن الكفر المذكور في آية الحكم؛ فقال: "كفر لا ينقل عن الملة؛ مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه".
قلت يعني حتى يأتي بكفر لا خلاف فيه _ وهذا الذي نتكلم عنه دعوى الإجماع فيه هشة _
وأما أثر ابن عباس فيكفينا تلقي السلف له القبول
وبعضهم ضعف لفظة كفر دون كفر
ثم صحح لفظة ((هي به كفر))
(يُتْبَعُ)
(/)
وظن أنه بذلك قد فلج الخصوم وأثبت أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر
وليس كذلك
فلفظة ((هي به كفر)) تعضد اللفظة الأخرى فهي من ألفاظ الكفر الصغر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اثنتان في الناس هما بهما كفر الطعن في الانساب والنياحه على الميت))
ولا ينبغي لطالب العلم أن يستقل برأيه عن السلف
وأود التنبيه على أن التبديل الذي أجمع العلماء على كفر الحاكم به
أوضح معناه القاضي ابن العربي حيث قال رحمه الله في "أحكام القرآن" (2/ 624): " وهذا يختلف: إن حكم بما عنده على أنه من عند الله، فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين".
ويحتج بعض إخواننا على التفريق بين الحكم في قضية واحدة بغير ما أنزل والتشريع العام
بقول شارح الطحاوية (ص 323): وهنا أمر يجب أن يتفطن له، وهو: أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة، وقد يكون معصية: كبيرة أو صغيرة، ويكون كفراً: أما مجازاً؛ وإما كفراً أصغر، على القولين المذكورين. وذلك بحسب حال الحاكم: فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله؛ فهذا أكبر. وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، وعلمه في هذه الواقعه، وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا عاص، ويسمى كافراً كفراً مجازيا، أو كفراً أصغر. وإن جهل حكم الله فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأه؛ فهذا مخطئ، له أجر على اجتهاده، وخطؤه مغفور))
قالوا فذكره للواقعة مفهومه كفر المشرع العام
فأقول لو أطلقتم هذا المفهوم لكفرتم من حكم بغير ما أنزل الله في واقعتين!!
ثم لماذا لم تأخذوا بمفهوم بقية كلامه وهو قوله ((فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله؛ فهذا أكبر))
فمفهوم هذا عدم كفر من خرج من هذه الحالات
وأود التنبيه على خطأ وقع فيه بعض المتحمسين جعلهم يسلكون سبيل الخوارج وهو أنهم بمجرد إثباتهم أن هذا الفعل كفر أنزلوا الحكم على الأعيان بدون مراعاة ضوابط تكفير
وهذا مسلك الخوارج والله المستعان
وأختم بقول الشيخ عبداللطيف آل الشيخ في "منهاج التأسيس" (ص 71): وإنما يحرُم إذا كان المستند إلى الشريعة باطلة تخالف الكتاب والسنة، كأحكام اليونان والإفرنج والتتر، وقوانينهم التي مصدرها آراؤهم وأهوائهم، وكذلك البادية وعادتهم الجارية ... فمن استحل الحكم بهذا في الدماء أو غيرها؛ فهو كافر، قال تعالى:? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? ... وهذه الآية ذكر فيها بعض المفسرين: أن الكفر المراد هنا: كفر دون الكفر الأكبر؛ لأنهم فهموا أنها تتناول من حكم بغير ما أنزل الله، وهو غير مستحل لذلك، لكنهم لا ينازعون في عمومها للمستحل، وأن كفره مخرج عن الملة))
قلت هذا نص في مسألة التشريع العام
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 10:33]ـ
وهذا بحث لأحد الأخوة في تخريج ابن عباس
قال الأخ أبو صلاح ((جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- في هذا ألفاظ منها:
اللفظ الأول: "كفرٌ لا ينقل عن الملة".
رواه ابن نصر المروزي (تعظيم قدر الصلاة، رقم:573) من طريق عبد الرزاق عن سفيان عن رجلٍ عن طاووس عن ابن عباس به، ففي إسناده رجل مبهم؛ فلا يصح.
واللفظ الثاني: "إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفراً ينقل عن الملة".
رواه –أيضاً- ابن نصر المروزي (رقم:569) والحاكم (مستدركه2/ 313/3219) من طريق ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباسٍ.
وهشام ضعيف؛ ضعفه الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والعقيلي وجماعة، وقال علي بن المديني: قرأت على يحي بن سعيد حدثنا ابن جريج عن هشام بن حجير، فقال يحي بن سعيد: خليق أن أدعه. قلت أضربُ على حديثه؟ قال نعم. وقال ابن عيينة لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره. [انظر الضعفاء للعقيلي4/ 337 – 338، والكامل لابن عدي 7/ 2569 وتهذيب الكمال30/ 179 – 180، وهدي الساري لابن حجر 447 – 448].
فلا يصح.
واللفظ الثالث: "كفرٌ دون كفر".
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه الحاكم (2/ 313/3219) من طريق ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس، وفيه هشام؛ فلا يصح.
واللفظ الرابع: "هي به كفر".
أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة ص339، وابن جرير (10/ 356) عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق به. وعبد الرزاق (التفسير1/ 186/713) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس به .. وقال طاووس: وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله. وهذا سندٌ صحيح لا مطعن فيه.
واللفظ الخامس: "هي به كفرٌ وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله".
رواه الطبري (تفسيره 10/ 355/12053) , فقال: حدثنا هناد حدثنا وكيع، وحدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبى عن سفيان –الثوري- عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس؛ وهذا –أيضا- سند صحيح لا مطعن فيه على الإطلاق.
ولكن, في اللفظين الرابع والخامس وقفتان:
1 - قال أحمد بن حنبل [ترجمة معمر في تهذيب المزي وابن حجر]: حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين كان يتعاهد كتبه وينظر فيها باليمن وكان يحدثهم حفظا بالبصرة - يعني معمراً-.
وهذا يرجح لفظ عبد الرزاق على لفظ سفيان.
2 - ولكن .. , عبد الرزاق كان إذا لقن تلقن .. منذ سنة 200هـ[قال الأثرم: سمعت أحمد يسأل عن حديث النار جبار .. , فقال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني أحمد عن شبويه. قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمي, كان يلقن فلقنه. وقال أبو زرعة الدمشقي: أخبرني أحمد أنا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر من سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع. وقال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه بآخره .. كتب عنه أحاديث مناكير. انظر تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب: ترجمة عبد الرزاق].
وراوي هذا الأثر عن عبد الرزاق هو: إسحاق بن إبراهيم الدبري –حيث هو الراوي لكتاب التفسير لعبد الرزاق. وتفسير عبد الرزاق: أخرجه الحاكم في مستدركه من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري، وقد سمع من عبد الرزاق (كما سيأتي) بعد قبوله التلقين، وكان عمر الدبري سبع سنوات, ولذلك كثر فيه التصحيف والغلط .. لكنهم رووا عنه لعلو إسناده. إذ أن الدبري هو آخر من روى عن عبد الرزاق-, والحسن بن يحيى – كما في رواية الطبري. والحسن ممن روى عن عبد الرزاق بعد الاختلاط-.
قال ابن حجر في مقدمة الفتح (588): وضابط ذلك من سمع منه قبل المئتين, فأما بعدها فكان قد تغير. وفيها سمع منه أحمد بن شبويه –فيما حكى الأثرم عن أحمد-, وإسحاق الدبري, وطائفة من شيوخ أبي عوانة والطبراني .. ممن تأخر إلى قرب الثمانين ومئتين. اهـ.
وعليه .. فإن الأثر لا يثبت عن عبد الرزاق؛ لأنه مروي عنه بعد اختلاطه.
** وقد يقول قائل: ولا يثبت أصلا أن لفظ سفيان قد صح؛ لأن معمرا حدث به بالبصرة (وسفيان لم يرو عن معمر باليمن).
أقول: قول أحمد –الذي نقلته عنه آنفا- لا يعني أن ما حدث به معمر بالبصرة فيه ضعف أو ما إلى ذلك. لكن المقصود أنه وقع له غلط قليل على سعة ما روى. وإلى ذلك أشار الذهبي في (الميزان) بقوله: "أحد الأعلام الثقات, له أوهام معروفة, احتملت له في سعة ما أتقن". فإن كل ثقة متقن له أوهام, لا يسلم من ذلك حتى الثوري وابن عيينة. وإنما العبرة بقلة أوهامه أو كثرتها. ولا شك في أن معمر بن راشد قليل الأوهام جدا على سعة وكثرة ما روى؛ فإنه من أوعية العلم, وأحد جبال رواة حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولذلك أقول: إن لفظ سفيان الثوري "هي به كفرٌ وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله" .. هو الصحيح والمحفوظ عن ابن عباس رضي الله عنه.
ويؤكد ثبوت ذلك عن ابن عباس .. أقوال تلاميذه – الذين ارتووا من معين علمه. وقد ذكرتها استئناسا بها, وتأكيدا فوق التأكيد على ثبوت لفظ الثوري عن ابن عباس؛ حيث أن أقوال أصحاب الرجل توضِّح قوله، ومذهب الصحابيِّ يؤخذ من مذهب أصحابه- في تفسير الآية, حيث روى الطبري:
1 - (12047 - 12051) عن عطاء بن أبي رباح قوله: (وذكر الآيات الثلاث): كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم. وإسناده صحيح.
2 - ثم روى (12052) عن سعيد المكي عن طاووس (وذكر الآية)، قال: ليس بكفر ينقل عن الملة. وإسناده صحيح. وسعيد هذا هو ابن زياد الشيباني المكي، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وروى (12025،12026) من طريقين عن عمران بن حدير, قال: أتى أبا مجلز ناس من بني عمرو بن سدوس (وفي الطريق الأخرى: نفر من الإباضية) فقالوا: أرأيت قول الله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) أحق هو؟ قال: نعم. قالوا: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) أحق هو؟ قال: نعم. قالوا: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) أحق هو؟ قال: نعم. قال: فقالوا: يا أبا مجلز فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينهم الذي يدينون به، وبه يقولون وإليه يدعون -[يعني الأمراء]- فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم أصابوا ذنبا. فقالوا: لا والله، ولكنك تفرق. قال: أنتم أولى بهذا مني! لا أرى، وإنكم أنتم ترون هذا ولا تَحَرّجون، ولكنها أنزلت في اليهود والنصارى وأهل الشرك. أو نحوا من هذا.
وإسناده صحيح.
4 - أخرج ابن جرير في تفسيره 10/ 355 عن طاووس: "ليس بكفر ينقل عن الملة". وغير ذلك من النقول الثابتة عنهم كثير, لا مجال لاستقصائها الآن.
** وقد يقول قائل: إن ابن عباس لا يقصد الكفر الأصغر, بل يريد أنه كفر أكبر، لكنه أقل من رُتْبَةِ الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
أقول ردا على ذلك:
1 - لم يفهم أحدٌ من العلماء من كلام ابن عباس -رضي الله عنه- أنه يريد بهذه الرواية الكفر الأكبر.
2 - وثمَّ أمر آخر-كما قال فضيلة الشيخ بندر العتيبي- وهو: أن ابن عباس رضي الله عنه أورد كلامه في مقابل قول الخوارج الذين يكفِّرون بالآية الكفر الأكبر؛ فلا وجه لكلام ابن عباس إلا أن يكون المراد عنده الكفر الأصغر.
والحمد لله أولا وآخرا على توفيقه))
قلت أنا عبدالله الخليفي جزمه بأن رواية الحسن بن يحيى عن عبدالرزاق بعد الإختلاط فيه نظر عندي
والرواية على الراجح لا يضرها الإختلاط لأنها كتاب
ولكن الحسن بن يحيى بن أبي الربيع صدوق فسند روايته حسن فقط
وسند رواية ابن جرير صحيح
لذا لا يصح إعلال رواية الثوري التي جعلت الكلام كله من لفظ ابن عباس برواية أقل قوة منها جعلت تتمة الكلام من لفظ طاووس
علماً بأن كاتب المقال لم يتعرض لرواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهي عاضدة للرواية المذكورة
فالأثر صحيح وإن رغمت أنوف الشباب المتسرعين
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 10:35]ـ
وأود التنبيه على خطأ وقع فيه بعض المتحمسين جعلهم يسلكون سبيل الخوارج وهو أنهم بمجرد إثباتهم أن هذا الفعل كفرأنزلوا الحكم على الأعيان بدون مراعاة ضوابط تكفير
وهذا مسلك الخوارج والله المستعان
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه المهم ...
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 05:56]ـ
وإياك أخي المرادي
وهنا أكمل بحثي حول أثر ابن عباس
فقد زعم بعضهم أن أحمد بن حنبل تابع الحسن بن يحيى في كتاب الإيمان له
وأقول لا بد من ذكر نص الرواية لكي نرى هل هي موافقة لرواية الحسن أو ليست كذلك فيجب عدم تقليد الآخرين في هذه الأمور وخصوصاً المحقق الذي ذكر هذا الأمر
فالمحقق الذي ذكر هذا الأمر وقع منه الحلط بين الروايات
فقد عزى رواية الحسن بن يحيى إلى وكيع (وهو غير بن الجراح) في أخبار القضاة وابن أبي حاتم في التفسير وابن جرير في تفسيره
موهماً أن اللفظ فيها كلها واحد
وهذا خطأ فإن لفظ وكيع ((كفى به كفراً)) ولفظ ابن أبي حاتم ((هي كبيرة)) ولفظ ابن جرير ((هي به كفر))
وهذا الإضطراب يجعل رواية الحسن محل نظر
وحتى لو ثبتت رواية أحمد عن عبدالرزاق
فإن رواية الثوري أرجح من رواية عبدالرزاق فعبدالرزاق له مناكير وقال فيه ابن حبان أنه كان يخطيء إذا حدث من حفظه
وأما الثوري فقالوا فيه أنه لم يخالف أحداً إلا وكان الصواب معه
وعبدالرزاق إنما فضلوه على البصريين في معمر وسفيان كوفي
فلا يجعل رواية عبدالرزاق التي فيها تقسيم الكلام ابن عباس وابن طاووس حاكمةً على رواية سفيان التي جعلت الكلام كله لابن عباس إلا جاهل أو صاحب هوى (وقد يجتمعان) أو رجل لم يعطي المسألة حقها من التحقيق
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 11:11]ـ
ويذكر بعض إخواننا عن بعض العلماء أن لم يلتزم بتحكيم الشريعة فهو كافر
ونحن نوافق على هذا
ولكن ما معنى الإلتزام
معنى الإلتزام هو اعتقاد وجوب الفعل والزام النفس بذلك وإن لم يفعل
قال شيخ الإسلام في شرح العمدة (ص60) ط المشيقح ((ولا يجوز إن يقال إقامة الصلاة هنا المراد له التزامها فإن تخليتهم بعد الإلتزام وقبل الفعل واجبة لأنا نقول المراد به التزامها وفعلها لأن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حقيقة الفعل والإلتزام إنما يراد له فإذا التزموا ذلك خليناهم تخلية مراعاة فإن وفوا بما التزموا وإلا أخذناهم وقتلناهم و إنما خليناهم بنفس الإلتزام))
قلت انظر كيف فرق بين الإلتزام والفعل
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 12:50]ـ
بارك الله فيك أخي: الحاكم الذي نحى الشريعة عن الحكم و لم يجعلها هي مصدر تشريعاته و أنظمته ...
بل جعل المصدر الأساسي للتشريع هو تشريعات البرلمان ثم العرف ثم الشريعة الإسلامية ...
فهل هذا الحاكم ملتزم بشريعة الله بمعنى الالتزام الذي ذكرته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 01:18]ـ
للفائدة:
هناك بحث متميز للشيخ عبدالرحمن المحمود بعنوان "الحكم بغير ما أنزل الله" دار طيبة
قرأت ان هناك مؤاخذات على هذا الكتاب
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيك أخي: الحاكم الذي نحى الشريعة عن الحكم و لم يجعلها هي مصدر تشريعاته و أنظمته ...
بل جعل المصدر الأساسي للتشريع هو تشريعات البرلمان ثم العرف ثم الشريعة الإسلامية ...
فهل هذا الحاكم ملتزم بشريعة الله بمعنى الالتزام الذي ذكرته؟
توقعت هذا التعقيب
الإلتزام كما بينت سابقاً الإيجاب على النفس من ناحية اعتقاد أن هذا واجبٌ شرعاً
وإلا فحتى الذي يحكم في مسألة أو مسألتين أو عشرة بغير ما أنزل الله يلزم المتحاكمين بغير حكم الله من الناحية القانونية
والتفريق بينه وبين من وضع قانوناً دائماً من جهة الحكم ضعيف
إذ أنهم جميعهم تتناولهم آثار السلف في الحكم بغير ما أنزل الله
والتي لم تستثنِ إلا الجاحد أو المكذب أو غير ها من الصور المجمع عليها
ولا دليل على إخراج الثاني من هذا
وقد قدمنا أنه لا يكفر الحاكم بغير ما أنزل إلا بما أجمع عليه (كما نقلته عن الإمام أحمد)
ولا يخفاك وأنت الفطين أن الصورة التي تتكلمون عنها لا إجماع فيها
وللتذكير أنقل كلام ابن جرير الطبري في هذه المسألة
قال ابن جرير حدثني المثني، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبرا عنهم أولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى ذكره قد عم بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصا؟ قيل: إن الله تعالى عمم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون. وكذلك القول في كل من لم يحكم بما أنزل الله جاحدا به، هو بالله كافر، كما قال ابن عباس؛ لأنه بجحوده حكم الله بعد علمه أنه أنزله في كتابه نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي))
قلت وصحيفة علي بن أبي طلحة فيها خلاف معتبر وقد أثنى عليها الإمام أحمد
ومشاها الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه النافع ((هذه مفاهيمنا))
وأود أن أنبه على أن بعض إخواننا احتج على كفر الحاكم بغير ما أنزل الله مطلقاً بأثر ابن مسعود عندما سئل عن الرشوة في الحكم فقال ((هذا الكفر))
ويلزم الأخوة أن يقولوا بكفر الحاكم بغير ما أنزل الله مطلقاً حتى ولو حكم في مسألةٍ واحدة للهوى
وهم لا يقولون بهذا ومع هذا يحتجون بهذا الأثر!!!!!!
والذي يظهر أنه قصد الكفر الأصغر فتكون الألف واللام للعهد الذهني
كما في أثر ابن عباس عند عبدالرزاق في المصنف بسند صحيح عندما سئل عن إتيان المرأة في الدبر فقال ((هذا يسألني عن الكفر))
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 07:44]ـ
كلامك رد على العثيمين .. الذي قال فيه: (
ونرى فرقا بين شخص يضع قانونا يخالف الشريعة ليحكم الناس به، وشخص آخر يحكم في قضية معينة بغير ما أنزل الله، لأن من وضع قانونا ليسير الناس عليه وهو يعلم مخالفته للشريعة ولكنه أراد أن يكون الناس عليه فهذا كافر كفرا أكبر مخرج من الملة، ولكن من حكم في مسألة معينة يعلم فيها حكم الله ولكن لهوى في نفسه فهذا ظالم أو فاسق، وكفره إن وصف بالكفر ((كفر دون كفر)) "
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
لقاءات الباب المفتوح (1/ 186) ط دار البصيرة، اللقاء السادس
وأما كلام العلوان .. فأوضح منه .. ويدحض جميع ما قلت
والقضية أوضح من أن يعترض بما حاولت
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:01]ـ
كلامك رد على العثيمين .. الذي قال فيه: (
(يُتْبَعُ)
(/)
ونرى فرقا بين شخص يضع قانونا يخالف الشريعة ليحكم الناس به، وشخص آخر يحكم في قضية معينة بغير ما أنزل الله، لأن من وضع قانونا ليسير الناس عليه وهو يعلم مخالفته للشريعة ولكنه أراد أن يكون الناس عليه فهذا كافر كفرا أكبر مخرج من الملة، ولكن من حكم في مسألة معينة يعلم فيها حكم الله ولكن لهوى في نفسه فهذا ظالم أو فاسق، وكفره إن وصف بالكفر ((كفر دون كفر)) "
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
لقاءات الباب المفتوح (1/ 186) ط دار البصيرة، اللقاء السادس
وأما كلام العلوان .. فأوضح منه .. ويدحض جميع ما قلت
والقضية أوضح من أن يعترض بما حاولت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد ذكر الأخ جزاه الله خيرا عن ابن عثيمين أنه فرّق بين هذه الصورة التي ذكرتها عنه و الصورة التي ذكرها هو فقال:
فووافقهم الشيخ ابن عثيمين في الفتيا الأخيرة له
فقد سُئل في شريط "التحرير في مسألة التكفير" بتاريخ (22/ 4/1420) سؤالاً مفاده:
إذا ألزم الحاكم الناس بشريعة مخالفة للكتاب والسنة مع اعترافه بأن الحق ما في الكتاب والسنة لكنه يرى إلزام الناس بهذا الشريعة شهوة أو لاعتبارات أخرى، هل يكون بفعله هذا كافراً أم لابد أن يُنظر في اعتقاده في هذه المسألة؟
فأجاب: " ... أما في ما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله؛ فهو كما في كتابه العزيز، ينقسم إلى ثلاثة أقسام: كفر، وظلم، وفسق، على حسب الأسباب التي بُني عليها هذا الحكم، فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه أن بأن الحق فيما قضى الله به؛ فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم، وأما إذا كان يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضاً، لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل بعلم الشريعة ويتصل بمن لا يعرف الحكم الشرعي، وهم يرونه عالماً كبيراً، فيحصل بذلك مخالفة، وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستوراً يمشي الناس عليه؛ نعتقد أنه ظالم في ذلك وللحق الذي جاء في الكتاب والسنة أننا لا نستطيع أن نكفر هذا، وإنما نكفر من يرى أن الحكم بغير ما أنزل الله أولى أن يكون الناس عليه، أو مثل حكم الله عز وجل فإن هذا كافر لأنه يكذب بقول الله تعالى: ? أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ? وقوله تعالى: ? أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?.
يفهم من هذا أن ابن عثيمين يريد بهذه الصورة التي ذكرتها الذي يقدم قانونه على شرع الله و يرى أنه أولى لأن الأصل في كلام العالم أنه يصدق بعضه بعضا
و الله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:17]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود يا أخي أنه أزرى بمن فرّق .. وفي كلام العثيمين تفريق .. على الأقل هو قول له ..
وأما حيث نفس الأمر .. فالتفريق بين الحالتين أمر معلوم شرعا وعقلا
لأن التكفير بقضية كليّة .. كتولي أعداء الله والحكم بغير ما أنزل مثلا .. يختلف عن آحاد القضايا الجزئية التي لا يلزم منها حصول الكفر ..
ولهذا ما أكفرَ النبي صلى الله عليه وسلم حاطبا .. مع كونه مقررا لما تتابعت عليه نصوص الشريعة بسبب أنه متأول ..
بدليل أنه لم ينكر على عمر رضي الله عنه حكمه الأول .. حين قال: إنه نافق وخان الله ورسوله والمؤمنين ..
ولم يستدرك عليه قائلا: لا تقل هذا حتى نرى هل فعل ذلك قصدا للكفر أم لا وتأخير البيان لا يجوز ..
فالناقض عملي ظاهر
يقول العلامة العلوان حفظه الله تعالى:
ويمكن أن نقسم الحكم بغير ما أنزل الله إلى مراتب:
الرابعة: أن يحكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن شرع الله أصوب، وأن حكم الله أفضل، ولكن لشهوة غلبته فحينئذ نحى شرع الله أما موافقة لداعي الهوى والشيطان، أو موافقة لأنظمة ومواثيق هيئة الأمم الجاهلية أو لغير ذلك، وحينئذ يلغي شرع الله، يعطل الجهاد، ويلغي العقوبات المترتبة على السارق والزاني، ويلغي التحاكم إلى الشرع في الشئون الإدارية والاقتصادية، ويجعلون التحاكم إلى الغرف التجارية وشبهها، ويلغون التحاكم في قضايا العمل والعمال إلى شرع الله، ويجعلون التحاكم إلى نظام العمل والعمال وهو نظام جاهلي في أكثر مواده (هذا كفر أكبر بإجماع أهل العلم)، كما نقل الإجماع على ذلك اسحاق والإمام ابن حزم والحافظ ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في المجلد الثالث من البداية والنهاية في ترجمة جنكيز خان. "
ويقول عن الحديث:"وهذا تفرد به هشام وزيادة على ذلك فقد خالف غيره من الثقات: فذكره عبد الله بن طاووس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ" قال: "هي كفر"، وفي لفظ: "هي به كفر"، وآخر: "كفى به كُفْره"، رواه عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير ووكيع في أخبار القضاة وغيرهم بسند صحيح.
وهذا هو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنه، فقد أطلق اللفظ ولم يقيّد.
وطريق هشام بن حجير منكر من وجهين:
الوجه الأول: تفرد هشام به.
الوجه الثاني: مخالفته من هو أوثق منه.
وقوله: "هي كفر" واللفظ الآخر: "هي به كفر" يريد أن الآية على إطلاقها والأصل في الكفر إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر كما قرر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء إلا إذا قيد أو جاءت قرينة تصرفه عن ذلك".
وأما حديث كفر دون كفر .. فقال قال عنه الطريفي:-
هو من الموقوف على ابن عباس، ولا يثبت بهذا اللفظ، فقد أخرجه ابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن
والمروزي في تعظيم قدر الصلاة وابن عبدالبر في التمهيد عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بنا أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: كفر دون كفر. وهشام بن حجير ضعفه أحمد وضعفه ابن معين جداً وقال ابن عيينة: لم نكن نأخذ عن
هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء، ووثقه العجلي وابن سعد. وقد خولف في
لفظه فقد رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة وابن جرير وعبدالرزاق في المصنف من حديث معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر. وهذا هو الصحيح.
انتهى
وقول الطريفي هذا قال به قبله العلوان .. والسعد .. فالرواية الأصح هي إكفاره دون قيد
ثم إن القول بفسقه وظلمه .. لا يستقيم إذ هو مقتبس من الآيات
والآيات التي ورد فيها ذلك تتحدث عن النصارى حيث قال تعالى عنهم (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الفاسقون" .. فالفسق هنا فسق كفر ..
وقال عقيب كلامه عن اليهود"ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الظالمون" .. فهذ ظلم الكفر كما يدل عليه السياق
أفيكون الفسق والظلم مقصودا به الكفر الأكبر .. ثم يكون التصريح بالكفر كفرا دون كفر؟!
ثم إن العدول عن جعل الكفر أكبر .. لا يتأتى إلا بدليل قوي واضح لا لبس فيه ..
فالأصل أن إطلاق الكفر يدل على كونه أكبر حتى يرد الصارف ..
ولا ندري لماذ يستميت الإخوة في نفي الكفر عن فعل من سمى الله فعله كفرا
وإلى هذا القول الواضح البين .. ذهب العلامة محمد بن إبراهيم ..
والعلامة أحمد شاكر .. بل هو قول عامة المحققين في الاعتقاد الصحيح من المعاصرين ..
والله المستعان
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:56]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود يا أخي أنه أزرى بمن فرّق .. وفي كلام العثيمين تفريق .. على الأقل هو قول له ..
وأما حيث نفس الأمر .. فالتفريق بين الحالتين أمر معلوم شرعا وعقلا
أعتذر لأنني لم أفهم مقصودك من قبل و الآن تبين لي أنك تقصد التفريق الحكم بين من يحكم بغير مأ أنزل الله في قضية معينة و التشريع العام
فقولك التفريق معلوم شرعا و قدرا يعني التفريق في الحكم و هذا خلاف الأصل فيحتاج إلى دليل و إلا فالأصل عدم التفريق
و لا يكفيك أن تأتي بقول عالم لأنه سيقابله قول عالم آخر كما ذكر الأخ من كلام العثيمين و العباد و غيرهم و إن كلامهم يوافقه الأصل من عدم التفريق
فقول الشيخ العلوان أن هذا إجماع أهل العلم يحتاح إلى مراجعة هذا الإجماع و أنهم أجمعوا على هذه الصورة المتنازع فيها لأنني أعتقد أنك لم تذكر دليلا آخر سوى هذا الإجماع
و حبذا لو توثق المصادر التي ذكرتها في المشاركة يتسنى لي الرجوع إليها جزاكم الله خيرا
أخوك الجزائري
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:53]ـ
أخي الفاضل المهذب .. محمد الأمين .. حفظه الله تعالى وسدده
التفريق بين قضية هوى .. ومسألة جزئية .. تختلف عن منهج عام قطعا .. كما أسلفت شرعا وعقلا
وقد مثّلت لك بقصة حاطب رضي الله عنه
والمحققون فرّقوا بين من يترك فرضا .. ويصلي أحيانا .. وبين من لا يصلي بالكلية ..
أما الدليل العقلي على الفرق .. أن من يحكم في مسألة معينة بدافع هوى وشهوة ..
فهو لا يوصف بأنه لم يحكم بما أنزل الله هكذا .. بالإطلاق
ذلك أن الحديث في القرآن عن قوم حكّموا أهواءهم بعامة .. واستبدلوا بشرع الله غيره ..
ولهذا قال تعالى"فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق"
ولهذا حتى في فقه البيوع .. يفرّق بين شركة معظم تجارتها محرّمة .. وشركة شيء يسير جدا من معاملاتها شبه تحريم ..
ثم إن الدليل يطلب ممن حمل كلام الله على غير ظاهره ..
وليس العكس
فهل سمى الله في كتابه كفرا .. ثم لم يكن كذلك؟
فنحن على الأصل حتى يرد الصارف .. ولم يرد
والقاعدة كما قرر شيخ الإسلام أن إطلاق الكفر بالتعريف إذا جاء مطلقا دلّ على الكفر الأكبر
أما حكاية الإجماع .. فقد نقلها العلامة العلوان عن ابن حزم وابن كثير .. وارجع إليه إن شئت .. ستجده كما قال ..
وقولك لم آت بدليل غيره .. ليس بصحيح لو تأملت الكلام
ثم المخالف هو المطالب بالدليل لأنه مؤول .. ولا تأويل صحيح إلا بدليل
ومعلوم أن قضية الحكم بغير ما أنزل الله قضية كلية .. فهل يلزم من وقوع بعض أفرادها أن تقع كلها؟
أو هل يصحّ نقض نص واضح .. بشبهة هنا وهناك؟
استمع إلى ما يقوله الإمام ابن تيمية:
"فإن صحّت هذه الألفاظ دلّت قطعا على وجوب هذه الأمور فإن لم تصحّ فلا ينقض بها أصل مستقر من الكتاب والسنة"
وأما الإحالات .. فلعلك تلتمسها من مظانّها .. وهي لا تحضرني الساعة ..
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:58]ـ
أما ابن كثير فقد كفيتك إن شاء الله
قال في البداية و النهاية: 17/ 162 - 163
[وفي ذلك كله مخالفة لشرائع الله المنزلة على عباده الانبياء عليهم الصلاة والسلام، فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الانبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياساق وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين.
قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) [المائدة: 50] وقال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) [النساء: 65].
لكنني أعتقد أنه خارج عن محل النزاع لأنه نقل الإجماع على كفر من تحاكم للياساق و قدمها على شرع الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و نحن نعتقد أن من فعل ذلك كفر و لو في قضية واحدة من قال أن حكم نبوليون في حد السرقة أفضل من حكم الله فهو كافر و هذا محل إجماع
و أنت ذكرت بارك الله فيك:
الرابعة: أن يحكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن شرع الله أصوب، وأن حكم الله أفضل، ولكن لشهوة غلبته فحينئذ نحى شرع الله أما موافقة لداعي الهوى والشيطان، أو موافقة لأنظمة ومواثيق هيئة الأمم الجاهلية أو لغير ذلك، وحينئذ يلغي شرع الله، يعطل الجهاد، ويلغي العقوبات المترتبة على السارق والزاني، ويلغي التحاكم إلى الشرع في الشئون الإدارية والاقتصادية، ويجعلون التحاكم إلى الغرف التجارية وشبهها، ويلغون التحاكم في قضايا العمل والعمال إلى شرع الله، ويجعلون التحاكم إلى نظام العمل والعمال وهو نظام جاهلي في أكثر مواده (هذا كفر أكبر بإجماع أهل العلم)، كما نقل الإجماع على ذلك اسحاق والإمام ابن حزم والحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في المجلد الثالث من البداية والنهاية في ترجمة جنكيز خان. "
فأين هذا من هذا أحسن الله إليك
و مع ذلك رحم الله الشيخ ابن باز لمل نقل له أن ابن كثير نقل الإجماع قال: لعلَّه إذا نسبها للشرع
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:08]ـ
قوله قدّمها عليه .. لا يفيد ما ظننته يا أخي
فإنك إن أمرك رسول الله بشيء .. وأمرتك أمك بشيء
ثم استجبت لأمك .. فقد قدمتها على رسول الله
هذا هو المفهوم من هذا اللفظ في الأصل ..
وهذا معنى قول الله"قل إن كان آباؤكم ... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله"
فلا علاقة لذلك بانعقاد القلب كما يدعي المدعون
وبصراحة لم ترد على شيء مما ذكر ..
فنحن على الأصل ولا حجة للمخالف بأي أثر ..
وكلام ابن كثير .. نقل عنه الإجماع المذكور كثير من المشايخ جدا ..
فهل خفي عليهم هذا الذي ظننته؟
منهم شيخنا العلامة سفر الحوالي .. كما في شرحه على رسالة تحكيم القوانين
كما ستجد فيه كلام أحمد شاكر
والله الموفق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 07:41]ـ
وإليك أخي الجزائري مزيد توضيح .. وبالله العون .. وعليه الاتكال
يقول الإمام ابن تيمية رضي الله عنه: ذم الله عز وجل المدعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب والسنة، ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله، كما يصيب ذلك كثيرًا ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أو غيرهم
الفتاوى 12/ 339 - 340
ويقول أيضا:'فكل من خرج عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته، فقد أقسم الله بنفسه المقدسة، أنه لا يؤمن حتى يرضى بحكم رسول الله في جميع ما شجر بينهم من أمور الدين، أو الدنيا، وحتى لا يبقى في قلوبهم حرج من حكمه' [الفتاوى 28/ 471، و35/ 336،407].
ويقول ابن حزم:"ومن حكم بحكم التوراة والإنجيل واعتاض عن القرآن بهما فهو مرتد بإجماع العلماء"
هذا في المحلى .. ولا أعرف تحديد مكانه الساعة
علّق على هذا العلوان قائلا: سبحان الله .. هذا الإمام ابن حزم ينقل الإجماع على كفر من يحكم بشرع الله المنسوخ ..
فكيف بمن يحكم بالقوانين الوضعية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشنقيطي رحمه الله:'الإشراك بالله في حكمه، والإشراك في عبادته كلها بمعنى واحد، لا فرق بينهما البتة، فالذي يتبع نظامًا غير نظام الله، وتشريعًا غير تشريع الله، كالذي يعبد الصنم ويسجد للوثن، لا فرق بينهما البتة بوجه من الوجوه، فهما واحد، وكلاهما مشرك بالله' [أضواء البيان للشنقيطي 7/ 162].
قلت .. قد قال الله تعالى:"ولا يشرك في حكمه أحدا" .. فهل معنى الإشراك التفضيل؟
وهل ادعى أحد من المشركين أن العزى أفضل أو يساوي الرب الجليل؟
فلماذا عدّهم الله مشركين إذن؟
تأمل هذا تجده واضحا
والعلامة محمد بن إبراهيم يقول:'وتحكيم الشرع وحده دون كل ما سواه شقيق عبادة الله وحده دون ما سواه، إذ مضمون الشهادتين أن يكون الله هو المعبود وحده لا شريك له، وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الْمُتَّبَعَ الْمُحَكَّمَ ما جاء به فقط، ولا جردت سيوف الجهاد إلا من أجل ذلك والقيام به فعلًا وتركًا وتحكيمًا عند النزاع' [فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 12/ 251، 'رسالة تحكيم القوانين'].
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ورفع درجته::'فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهدا له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولهذا قال تعالى:"إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " أي ردوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله، فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، فدل على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك، فليس مؤمنًا بالله ولا باليوم الآخر' [تفسير ابن كثير 3/ 209].
ويقول الشيخ السعدي:'الرد إلى الكتاب والسنة شرط في الإيمان. فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت كما جاء في الآية:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا ... [60] " [سورة النساء]. فإن الإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه، في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن، واختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في ذلك ... ' [تفسير السعدي 2/ 90، باختصار].
ويقول الحافظ ابن عبد البر:'قد أجمع العلماء أن من دفع شيئا أنزله الله وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر] [التمهيد 4/ 226].
هذا كاف لمن تبصّر .. وأراد الحق .. ولم يتكبّر
فالزم يا أخيّ .. ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم
ومن قرأ القرآن بتدبر وعرف حقيقة التوحيد لم يشك في كفر ما نحن بصدده
ومن الله التوفيق والتسديد
وهو على ما أقول شهيد
والسلام عليكم
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 03:32]ـ
وإليك أخي الجزائري مزيد توضيح .. وبالله العون .. وعليه الاتكال
يقول الإمام ابن تيمية رضي الله عنه: ذم الله عز وجل المدعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب والسنة، ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله، كما يصيب ذلك كثيرًا ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أو غيرهم
الفتاوى 12/ 339 - 340
ويقول أيضا:'فكل من خرج عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته، فقد أقسم الله بنفسه المقدسة، أنه لا يؤمن حتى يرضى بحكم رسول الله في جميع ما شجر بينهم من أمور الدين، أو الدنيا، وحتى لا يبقى في قلوبهم حرج من حكمه' [الفتاوى 28/ 471، و35/ 336،407].
ويقول ابن حزم:"ومن حكم بحكم التوراة والإنجيل واعتاض عن القرآن بهما فهو مرتد بإجماع العلماء"
هذا في المحلى .. ولا أعرف تحديد مكانه الساعة
علّق على هذا العلوان قائلا: سبحان الله .. هذا الإمام ابن حزم ينقل الإجماع على كفر من يحكم بشرع الله المنسوخ ..
فكيف بمن يحكم بالقوانين الوضعية؟
وقال الشنقيطي رحمه الله:'الإشراك بالله في حكمه، والإشراك في عبادته كلها بمعنى واحد، لا فرق بينهما البتة، فالذي يتبع نظامًا غير نظام الله، وتشريعًا غير تشريع الله، كالذي يعبد الصنم ويسجد للوثن، لا فرق بينهما البتة بوجه من الوجوه، فهما واحد، وكلاهما مشرك بالله' [أضواء البيان للشنقيطي 7/ 162].
قلت .. قد قال الله تعالى:"ولا يشرك في حكمه أحدا" .. فهل معنى الإشراك التفضيل؟
وهل ادعى أحد من المشركين أن العزى أفضل أو يساوي الرب الجليل؟
فلماذا عدّهم الله مشركين إذن؟
تأمل هذا تجده واضحا
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلامة محمد بن إبراهيم يقول:'وتحكيم الشرع وحده دون كل ما سواه شقيق عبادة الله وحده دون ما سواه، إذ مضمون الشهادتين أن يكون الله هو المعبود وحده لا شريك له، وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الْمُتَّبَعَ الْمُحَكَّمَ ما جاء به فقط، ولا جردت سيوف الجهاد إلا من أجل ذلك والقيام به فعلًا وتركًا وتحكيمًا عند النزاع' [فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 12/ 251، 'رسالة تحكيم القوانين'].
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ورفع درجته::'فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهدا له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولهذا قال تعالى:"إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " أي ردوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله، فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، فدل على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك، فليس مؤمنًا بالله ولا باليوم الآخر' [تفسير ابن كثير 3/ 209].
ويقول الشيخ السعدي:'الرد إلى الكتاب والسنة شرط في الإيمان. فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت كما جاء في الآية:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا ... [60] " [سورة النساء]. فإن الإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه، في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن، واختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في ذلك ... ' [تفسير السعدي 2/ 90، باختصار].
ويقول الحافظ ابن عبد البر:'قد أجمع العلماء أن من دفع شيئا أنزله الله وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر] [التمهيد 4/ 226].
هذا كاف لمن تبصّر .. وأراد الحق .. ولم يتكبّر
فالزم يا أخيّ .. ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم
ومن قرأ القرآن بتدبر وعرف حقيقة التوحيد لم يشك في كفر ما نحن بصدده
ومن الله التوفيق والتسديد
وهو على ما أقول شهيد
والسلام عليكم
الأخ أبا القاسم أسأل الله أن يوفقني و إياك و جميع الإخوة لكل خير
قد ذكرت لك فيما مضى أن نقل قول العالم لا يكفي لأنه يقابله قول عالم آخر و ليس بعضهم حجة على بعض و أزديكم هنا أن هؤلاء العلماء الذين ذكرتهم هنا اعلم أنهم كلهم وردت لهم كلمات أخرى تفصل ما أجملوه و لا يخفاك أن التفصيل يقضي على الإجمال
و هاك على سبيل المثال سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ (المتوفى سنة: 1389)
قال في "مجموع الفتاوى" (1/ 80) له:
"وكذلك تحقيق معنى محمد رسول الله: من تحكيم شريعته، والتقيد بها، ونبذ ما خالفها من القوانين والأوضاع وسائر الأشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي من حكم بها أو حاكم إليها؛ معتقداً صحة ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، فإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملّة".
و إن شئت نقلت لك قول الشنقيطي و السعدي الذي فيه التفصيل المجمع عليه و أما قول شيخ الإسلام فسيأتي بعد الكلام على إجماع ابن كثير.
قال ابن كثير رحمه الله في البداية و النهاية: 17/ 162 - 163
[وفي ذلك كله مخالفة لشرائع الله المنزلة على عباده الانبياء عليهم الصلاة والسلام، فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الانبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياساق وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين.
قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) [المائدة: 50] وقال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) [النساء: 65].
ذكرت لك أمس أن هذا الإجماع الذي نقله ابن كثير لا ينطبق على المسألة المتنازع فيها على ما أعتقد أنا و سأذكر لك ما حملني على ذلك:
أولا: لأن ابن كثير ذكر طائفتين أحداهما تحاكمت و الثانية تحاكمت و قدمت ونقل الإجماع على كفر الثانية التي فرّق بينها و بين الأولى بهذا التقديم الذي لولاه كانت الطائفة واحدة و هذا التقديم ليس معناه أنها تركت التحاكم للشرع و تحاكمت لغيره فحسب كما فهم أخي أبو القاسم و مثّل لي بأمي و لا أدري ذكر أمي و لم يذكر أبي فلا تدخل أمي في النقاش بارك الله فيك [ابتسامة] لأن هذا قامت به الطائفة الأولى و لم يحكم عليها بالحكم نفسه.
ثانيا: قوله [تحاكم إلى الياساق وقدمها] ذكر التقديم بعد التحاكم يدل على أنه شيء زائد على مجرد التحاكم و الأصل في الكلام التأسيس.
ثالثا: قوله [فكيف بمن] فهذا أسلوب عربي مشهور يستفاد منه أن ما بعده أولى بالحكم مما ذكر من قبل و لا يحتاج هذا إلى تمثيل فدل على أن الطائفة الثانية فاقت الأولى بشيء جعلها تكون أولى بالحكم منها بل حكمها مجمع عليه و ذلك الشيء هو التقديم.
رابعا: أن الإجماع المعروف المشهور هو القول بالتفصيل و حمل كلام أهل العلم على المشهور أولى من غيره و لهذا لما نقل هذا الإجماع لابن باز قال: لعلَّه إذا نسبها للشرع
و قد يقال أين هؤلاء العلماء الذين أجمعوا على الصورة المتنازع فيها؟
خامسا: لو سلّمنا أن مراد ابن كثير بهذا الإجماع الذي نقله هو الصورة المتنازع فيها فهو إجماع منقوض بخلاف شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في منهاج السنة 5/ 130:
[ .......... بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله سبحانه وتعالى كسوالف البادية وكأوامر المطاعين فيهم ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة وهذا هو الكفر فإن كثيرا من الناس أسلموا ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم التي يأمر بها المطاعون فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار وإلا كانوا جهالا كمن تقدم أمرهم].
فشيخ الإسلام ذكر أن هؤلاء الناس تركوا الشرع و تحاكموا إلى غيره لا قي قضية معينة بل لا يحكمون إلا بالعادات و مع ذلك ذكر التفصيل.
فخلاصة القول أنني لازلت أعتقد أن الإجماع المنقول عن ابن كثير لا يتفق مع الصورة المتنازع فيها فأسأل الله أن يهديني و إخواني إلى الحق في هذه المسألة
و العلم عند الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 04:27]ـ
كلامك رد على العثيمين .. الذي قال فيه: (
ونرى فرقا بين شخص يضع قانونا يخالف الشريعة ليحكم الناس به، وشخص آخر يحكم في قضية معينة بغير ما أنزل الله، لأن من وضع قانونا ليسير الناس عليه وهو يعلم مخالفته للشريعة ولكنه أراد أن يكون الناس عليه فهذا كافر كفرا أكبر مخرج من الملة، ولكن من حكم في مسألة معينة يعلم فيها حكم الله ولكن لهوى في نفسه فهذا ظالم أو فاسق، وكفره إن وصف بالكفر ((كفر دون كفر)) "
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
لقاءات الباب المفتوح (1/ 186) ط دار البصيرة، اللقاء السادس
وأما كلام العلوان .. فأوضح منه .. ويدحض جميع ما قلت
والقضية أوضح من أن يعترض بما حاولت
وإن يكن
وكلامك رد على ابن باز والألباني علماً بأن الشيخ ابن عثيمن وافقهما في آخر فتاويه
وأما كلامك عن كلام الشيخ العلوان فالأمر عكس ما قلت تماماً
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 04:32]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود يا أخي أنه أزرى بمن فرّق .. وفي كلام العثيمين تفريق .. على الأقل هو قول له ..
وأما حيث نفس الأمر .. فالتفريق بين الحالتين أمر معلوم شرعا وعقلا
لأن التكفير بقضية كليّة .. كتولي أعداء الله والحكم بغير ما أنزل مثلا .. يختلف عن آحاد القضايا الجزئية التي لا يلزم منها حصول الكفر ..
ولهذا ما أكفرَ النبي صلى الله عليه وسلم حاطبا .. مع كونه مقررا لما تتابعت عليه نصوص الشريعة بسبب أنه متأول ..
بدليل أنه لم ينكر على عمر رضي الله عنه حكمه الأول .. حين قال: إنه نافق وخان الله ورسوله والمؤمنين ..
ولم يستدرك عليه قائلا: لا تقل هذا حتى نرى هل فعل ذلك قصدا للكفر أم لا وتأخير البيان لا يجوز ..
فالناقض عملي ظاهر
يقول العلامة العلوان حفظه الله تعالى:
ويمكن أن نقسم الحكم بغير ما أنزل الله إلى مراتب:
الرابعة: أن يحكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن شرع الله أصوب، وأن حكم الله أفضل، ولكن لشهوة غلبته فحينئذ نحى شرع الله أما موافقة لداعي الهوى والشيطان، أو موافقة لأنظمة ومواثيق هيئة الأمم الجاهلية أو لغير ذلك، وحينئذ يلغي شرع الله، يعطل الجهاد، ويلغي العقوبات المترتبة على السارق والزاني، ويلغي التحاكم إلى الشرع في الشئون الإدارية والاقتصادية، ويجعلون التحاكم إلى الغرف التجارية وشبهها، ويلغون التحاكم في قضايا العمل والعمال إلى شرع الله، ويجعلون التحاكم إلى نظام العمل والعمال وهو نظام جاهلي في أكثر مواده (هذا كفر أكبر بإجماع أهل العلم)، كما نقل الإجماع على ذلك اسحاق والإمام ابن حزم والحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في المجلد الثالث من البداية والنهاية في ترجمة جنكيز خان. "
ويقول عن الحديث:"وهذا تفرد به هشام وزيادة على ذلك فقد خالف غيره من الثقات: فذكره عبد الله بن طاووس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ" قال: "هي كفر"، وفي لفظ: "هي به كفر"، وآخر: "كفى به كُفْره"، رواه عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير ووكيع في أخبار القضاة وغيرهم بسند صحيح.
وهذا هو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنه، فقد أطلق اللفظ ولم يقيّد.
وطريق هشام بن حجير منكر من وجهين:
الوجه الأول: تفرد هشام به.
الوجه الثاني: مخالفته من هو أوثق منه.
وقوله: "هي كفر" واللفظ الآخر: "هي به كفر" يريد أن الآية على إطلاقها والأصل في الكفر إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر كما قرر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء إلا إذا قيد أو جاءت قرينة تصرفه عن ذلك".
وأما حديث كفر دون كفر .. فقال قال عنه الطريفي:-
هو من الموقوف على ابن عباس، ولا يثبت بهذا اللفظ، فقد أخرجه ابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن
والمروزي في تعظيم قدر الصلاة وابن عبدالبر في التمهيد عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بنا أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: كفر دون كفر. وهشام بن حجير ضعفه أحمد وضعفه ابن معين جداً وقال ابن عيينة: لم نكن نأخذ عن
هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء، ووثقه العجلي وابن سعد. وقد خولف في
(يُتْبَعُ)
(/)
لفظه فقد رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة وابن جرير وعبدالرزاق في المصنف من حديث معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر. وهذا هو الصحيح.
انتهى
وقول الطريفي هذا قال به قبله العلوان .. والسعد .. فالرواية الأصح هي إكفاره دون قيد
ثم إن القول بفسقه وظلمه .. لا يستقيم إذ هو مقتبس من الآيات
والآيات التي ورد فيها ذلك تتحدث عن النصارى حيث قال تعالى عنهم (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الفاسقون" .. فالفسق هنا فسق كفر ..
وقال عقيب كلامه عن اليهود"ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الظالمون" .. فهذ ظلم الكفر كما يدل عليه السياق
أفيكون الفسق والظلم مقصودا به الكفر الأكبر .. ثم يكون التصريح بالكفر كفرا دون كفر؟!
ثم إن العدول عن جعل الكفر أكبر .. لا يتأتى إلا بدليل قوي واضح لا لبس فيه ..
فالأصل أن إطلاق الكفر يدل على كونه أكبر حتى يرد الصارف ..
ولا ندري لماذ يستميت الإخوة في نفي الكفر عن فعل من سمى الله فعله كفرا
وإلى هذا القول الواضح البين .. ذهب العلامة محمد بن إبراهيم ..
والعلامة أحمد شاكر .. بل هو قول عامة المحققين في الاعتقاد الصحيح من المعاصرين ..
والله المستعان
يا أخي لماذا تردد كلاماً قد سبق الرد عليه
قول ابن عباس ((هي به كفر)) من ألفاظ الكفر الأصغر ببرهانين
أولهما قوله (ص) ((اثنتان من أمر الجاهلية همل بهما كفر))
الثاني قول ابن عباس نفسه في الرواية الأصح ((وليس كمن كفر بالله وملائكته ورسلته))
ولا دخل لقضية الولاء والبراء هنا
ولا يوجد شيء اسمه ((كفر أكبر لتعدد أفراد الكفر الأصغر))
والقيود في المسألة أوضحها السلف
وبإمكاني أن أقول أنك أزريت بابن عثيمين في قوله الثاني وابن باز والألباني
وأرجو أن تقرأ المكتوب أعلاه قبل أن تعلق لكي لا أضطر إلى إعادة الكلام
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 04:38]ـ
قوله قدّمها عليه .. لا يفيد ما ظننته يا أخي
فإنك إن أمرك رسول الله بشيء .. وأمرتك أمك بشيء
ثم استجبت لأمك .. فقد قدمتها على رسول الله
هذا هو المفهوم من هذا اللفظ في الأصل ..
وهذا معنى قول الله"قل إن كان آباؤكم ... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله"
فلا علاقة لذلك بانعقاد القلب كما يدعي المدعون
وبصراحة لم ترد على شيء مما ذكر ..
فنحن على الأصل ولا حجة للمخالف بأي أثر ..
وكلام ابن كثير .. نقل عنه الإجماع المذكور كثير من المشايخ جدا ..
فهل خفي عليهم هذا الذي ظننته؟
منهم شيخنا العلامة سفر الحوالي .. كما في شرحه على رسالة تحكيم القوانين
كما ستجد فيه كلام أحمد شاكر
والله الموفق
قول ابن كثير ((وقدمها عليه)) يشمل جميع أنواع التقديم الفعلي والإعتقادي
ولو كان مجرد الفعل تقديماً لما كان لذكره التقديم فائدة
وبهذا يتسق نصه مع نصه في التفسير
ويفيد تفسيرك تكفير من أطاع أمه في معصية الله
لأنه قدم أمرها على أمر الله
وكلام ابن كثير عام
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 04:46]ـ
وإليك أخي الجزائري مزيد توضيح .. وبالله العون .. وعليه الاتكال
يقول الإمام ابن تيمية رضي الله عنه: ذم الله عز وجل المدعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب والسنة، ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله، كما يصيب ذلك كثيرًا ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أو غيرهم
الفتاوى 12/ 339 - 340
ويقول أيضا:'فكل من خرج عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته، فقد أقسم الله بنفسه المقدسة، أنه لا يؤمن حتى يرضى بحكم رسول الله في جميع ما شجر بينهم من أمور الدين، أو الدنيا، وحتى لا يبقى في قلوبهم حرج من حكمه' [الفتاوى 28/ 471، و35/ 336،407].
ويقول ابن حزم:"ومن حكم بحكم التوراة والإنجيل واعتاض عن القرآن بهما فهو مرتد بإجماع العلماء"
هذا في المحلى .. ولا أعرف تحديد مكانه الساعة
علّق على هذا العلوان قائلا: سبحان الله .. هذا الإمام ابن حزم ينقل الإجماع على كفر من يحكم بشرع الله المنسوخ ..
فكيف بمن يحكم بالقوانين الوضعية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشنقيطي رحمه الله:'الإشراك بالله في حكمه، والإشراك في عبادته كلها بمعنى واحد، لا فرق بينهما البتة، فالذي يتبع نظامًا غير نظام الله، وتشريعًا غير تشريع الله، كالذي يعبد الصنم ويسجد للوثن، لا فرق بينهما البتة بوجه من الوجوه، فهما واحد، وكلاهما مشرك بالله' [أضواء البيان للشنقيطي 7/ 162].
قلت .. قد قال الله تعالى:"ولا يشرك في حكمه أحدا" .. فهل معنى الإشراك التفضيل؟
وهل ادعى أحد من المشركين أن العزى أفضل أو يساوي الرب الجليل؟
فلماذا عدّهم الله مشركين إذن؟
تأمل هذا تجده واضحا
والعلامة محمد بن إبراهيم يقول:'وتحكيم الشرع وحده دون كل ما سواه شقيق عبادة الله وحده دون ما سواه، إذ مضمون الشهادتين أن يكون الله هو المعبود وحده لا شريك له، وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الْمُتَّبَعَ الْمُحَكَّمَ ما جاء به فقط، ولا جردت سيوف الجهاد إلا من أجل ذلك والقيام به فعلًا وتركًا وتحكيمًا عند النزاع' [فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 12/ 251، 'رسالة تحكيم القوانين'].
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ورفع درجته::'فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهدا له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولهذا قال تعالى:"إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " أي ردوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله، فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، فدل على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك، فليس مؤمنًا بالله ولا باليوم الآخر' [تفسير ابن كثير 3/ 209].
ويقول الشيخ السعدي:'الرد إلى الكتاب والسنة شرط في الإيمان. فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت كما جاء في الآية:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا ... [60] " [سورة النساء]. فإن الإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه، في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن، واختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في ذلك ... ' [تفسير السعدي 2/ 90، باختصار].
ويقول الحافظ ابن عبد البر:'قد أجمع العلماء أن من دفع شيئا أنزله الله وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر] [التمهيد 4/ 226].
هذا كاف لمن تبصّر .. وأراد الحق .. ولم يتكبّر
فالزم يا أخيّ .. ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم
ومن قرأ القرآن بتدبر وعرف حقيقة التوحيد لم يشك في كفر ما نحن بصدده
ومن الله التوفيق والتسديد
وهو على ما أقول شهيد
والسلام عليكم
كلام شيخ الإسلام الأول في علماء أهل الكلام فهل هم كفار عندك؟!!
وكلام ابن حزم فيمن اعتاض بالكتب المحرفة عن القرآن
ومعنى اعتاض أي جعله عوضاً أو بديلاً فكلامه يعني الحكم بهما على وجه التعبد ودعوى أنهما يجوز الحكم بهما كما هو الحال مع القرآن
وإلا فإنه يلزمك تكفير الحاكم بغير ما أنزل ولو في مسألة واحدة لأن كلام هؤلاء العلماء عام
وكلام ابن عبدالبر في الدفع ويعني به الإنكار
وإلا لو كان معنى الحكم متحققاً في نص ابن عبدالبر للزمك أن تكفر من حكم بغير ما أنزل ولو في مسألة واحدة
فهو يقول ((من دفع شيئاً))
وهذه نكرة في سياق شرط فتعم
ومثل هذا يقال في كلام السعدي وهو رحمه الله يقول بالتفصيل ولا يستثني إلا من نستثنيهم
والعجب ممن يزعم أن المسألة نازلة ثم ينزل نصوص السلف عليها _ وهي نازلة!!! _
والإجماع ينقض بمخالفة واحد فلا فرض أن ابن كثير أراد بالإجماع ما قلت فإجماعه منقوض بما ذكرناه سابقاً والأخ محمد الأمين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 10:35]ـ
غير صحيح ..
كل ما قلته لا يرقى أبدا إلى قوة الأدلة .. ومع هذا فلم تتعرض لربع ما ذكرنا
أما قولك .. كلام ابن كثير .. إلخ .. فيحتاج لدليل .. ولم يفهم منه العلماء ذلك .. ثم إني نقلت عنه نقلا آخر من تفسيره (!)
وأما من يتحاكم لأمه في عامة أمره كله .. دون الشرع .. فيكفر .. لأنه بذلك اعتاض عنه بسلوكه وفعله
وكلامك هو عين كلام المرجئة ..
والدليل أن أبا طالب .. كان يعتقد جازما بصدق النبي صلى الله عليه وسلم
حتى قال: ولقد علمت بأن دين محمد,,من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة .. لوجدتني سمحا بذاك مبينا ..
فلم يمنعه سوى الملامة ورفقة السوء إذن!
ومع هذا فهو كافر ..
فقولكم بنفي الكفر عمن يستعيض شرع الله .. بغيره
أولا-لا دليل عليه
ثانيا-معارض بالإجماع
ثالثا-يتأتى به حصول التناقض في نصوص الشريعة .. فبمقدور كل أحد أن يرتكب اكفر ثم يحتج بأنه لم يفعل ذلك بقصد .. إلخ
رابعا-معارض للسياق التي وردت فيه الآيات .. والسياق محكّم
وكلام ابن القيّم أيضا .. فيه ذلك .. ولكن الوقت لم يدركني لأستجلبه
حين يتحدث عن نفي الإيمان .. في قوله تعالى"فلا وربك لا يؤمنون" الآية .. فارجع إليه
وفيه نفي الإيمان بالكلية .. دون شروطكم العجيبة ..
ولا يخفى أن كل ما رددت به .. في غاية الوهن ..
إذا هو مجرد نفي .. يخلو من الدليل ..
وكما أشرت من قبل .. نحن على الأصل المعلوم بالنص الواضح القطعي ..
فالشبهات لا تنهض لمدافعة ذلك بحال كما أسلفت
أما إجماع ابن حزم .. فواضح جدا أيضا ..
وهو معلوم .. لجميع الظاهرية .. وينقله عنه العلماء قديما وحديثا
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 11:47]ـ
يقول الإمام ابن حزم الظاهري:
عند قوله تعالى: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ .. " الآية: (لما كان اليهود والنصارى يحرِّمون ما حرَّم أحبارُهم ورهبانُهم، ويحلون ما أحلوا، كانت هذه ربوبية صحيحة، وعبادة صحيحة، وقد دانوا بها، وسمى الله تعالى هذا العمل اتخاذ أرباب من دون الله عبادة، وهذا هو الشرك بلا خلاف)
الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم
ومع المحبة والسلام ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:00]ـ
أما قولك .. قول ابن عباس:هي به كفر .. يدل على الكفر الأصغر ..
فغلط ..
لأن ابن عباس .. في موطن سؤال .. والآية .. قررت أنه كفر .. فلما سئل .. قال: هي به كفر
والمعنى واضح .. أي هي على ظاهرها .. إذ معنى السؤال: هل الكفر هنا مقصود؟
ولو قلنا بما ادعيت لكان المستفاد .. أن الأصل في ورود الكفر .. هو الأصغر .. حتى يرد العكس!
وهذا خلاف ما يقوله كل من شم رائحة التوحيد .. وعرف كلام الله تعالى
والتكلّف في كلامك يبلغ درجة العسف وذلك عبر محاولة تأويل كلام الأئمة ..
فهل الاعتياض إلا جعل الشيء بدلا آخر؟
وطريقتك تذكرني بالشيعة -مع الأسف-في محاولة تأويل كلام الله تعالى في مدح الصحابة
ولو جعلت الرواية الثانية أصحّ ..
فلا يفيدك هذا .. فأقل الأحوال أنه لا حجة لكم في كلام ابن عبّاس مطلقا ..
والله المستعان
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:07]ـ
و قال ابن القيم رحمه الله
(أقسم سبحانه بنفسه المقدسة قسماً- يعني بذلك قوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون .. ) الآية.- مؤكداً بالنفس قبله على عدم إيمان الخلق حتى يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الأصول والفروع، وأحكام الشرع وأحكام المعاد، ولم يثبت لهم الإيمان بمجرد هذا التحكيم حتى ينتفي عنهم الحرج، وهو ضيق الصدر، وتنشرح صدورهم لحكمه كل الانشراح، وتقبله كل القبول، ولم يثبت لهم الإيمان بذلك أيضاً حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضا والتسليم، وعدم المنازعة، وانتفاء المعارضة والاعتراض) التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ص270
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:09]ـ
و قال العز بن عبد السلام رحمه الله
: (وتفرَّد الإله بالطاعة لاختصاصه بنعم الإنشاء والإبقاء والتغذية والإصلاح الديني والدنيوي، فما من خير إلا هو جالبه، وما من ضير إلا هو سالبه، وكذلك لا حكم إلا له)
قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام ج2/ 134 - 135
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:11]ـ
قال المفسر بن كثير رحمه الله: (فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهد له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولهذا قال تعالى: " .. إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر"، أي ردُّوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، فدل على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك فليس مؤمناً بالله ولا باليوم الآخر)
تفسير ابن كثير ج3/ 209
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:15]ـ
قال ابن ابي العز الحنفي رحمه الله:"إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر"
شرح العقيدة الطحاوية ج2/ 446
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:18]ـ
أبو السعود محمد بن محمد العمادي الحنفي المفسَّر المتوفى 982 هـ رحمه الله
قال عند تفسير قوله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون": (ومن لم يحكم بما أنزل الله كائناً من كان دون المخاطبين -هم اليهود-خاصة، فإنهم مندرجون فيه اندراجاً أولياً، أي من لم يحكم بذلك مستهيناً منكراً .. فأولئك هم الكافرون لاستهانتهم)
تفسير أبي السعود ج2/ 64
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:32]ـ
قال القرطبي رحمه الله: (إن حكم بما عنده - أي بما وضعه من تشريعات وقوانين - على أنه من عند الله تعالى فهو تبديل يوجب الكفر)
الجامع لأحكام القرآن ج6/ 197
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:34]ـ
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (من اعتقد أن غير هدى الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أوأن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه، فهو كافر)
مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ج1/ 386
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:38]ـ
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسير قوله تعالى: "فلا وربك لايؤمنون .. " الآية: (فلا يثبت الإيمانُ لعبد حتى يقع منه هذا التحكيم، ولا يجد الحرج في صدره مما قضى عليه، ويسلم لحكم الله وشرعه تسليماً لا يخالطه رد ولا تشوبه مخالفة)
فتح القدير للشوكاني ج1/ 484
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:44]ـ
قال الإمام محمود شكري الألوسي رحمه الله " لاشك في كفر من يستحسن القانون ويفضله على الشرع، ويقول؛ هو أوفق بالحكمة وأصلح للأمة، ويتميز غيظاً ويتقصف غضباً إذا قيل له في أمر أمر الشارع، كما شهدنا ذلك في بعض من خذلهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ... فلا ينبغي التوقف في تكفير من يستحسن ما هو بيِّن المخالفة للشرع منها - أي القوانين - ويقدمه على الأحكام الشرعية منتقصاً لها"
في تفسيره روح المعاني ج28/ 20 - 21
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:50]ـ
قال رشيد رضا رحمه الله في تفسير قوله تعالى: "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله .. " الآية: (والآية ناطقة بأن من صدَّ وأعرض عن حكم الله ورسوله عمداً،ولا سيما بعد دعوته إليه وتذكيره به، فإنه يكون منافقاً لا يُعتد بما يزعمه من الإيمان، وما يدعيه من الإسلام). في تفسير المنار ج5/ 227
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:55]ـ
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (ومن أصرح الأدلة في هذا أن الله جل وعلا في سورة النساء بيَّن أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يُتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا أن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب، وذلك في قوله تعالى: "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت") أضواء البيان للشنقيطي ج4/ 83
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:57]ـ
قال الإمام المفسرالشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
(الرد إلى الكتاب والسنة شرط في الإيمان .. فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت كما جاء في الآية "ألم تر إلى الذين يزعمون .. " الآية، فإن الإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت فهو كاذب في ذلك).
تفسير السعدي ج2/ 90
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:59]ـ
قال الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله: (القرآن مملوء بأحكام وقواعد جلية، في المسائل المدنية، والتجارية، وأحكام الحرب والسلم، وأحكام القتال، والغنائم، والأسرى، وبنصوص صريحة في الحدود والقصاص، فمن زعم أنه دين عبادة فقط فقد أنكر كل هذا، وأعظم على الله الفرية، وظن أن لشخص كائناً من كان، أولهيئة كائنة من كانت، أن تنسخ ما أوجب الله من طاعته والعمل بأحكامه، وما قال ذلك مسلم ولا يقوله، ومن قاله فقد خرج عن الإسلام جملة ورفضه كله، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم) عمدة التفسير لابن كثير تعليق أحمد محمد شاكر ج2/ 171 - 172
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:02]ـ
قال الشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله: (الذي نحن فيه اليوم هو هجر لأحكام الله عامة بلا استثناء، وإيثار أحكام غير حكمه في كتابه وسنة نبيه، وتعطيل لكل ما في شريعة الله، بل بلغ الأمر مبلغ الاحتجاج على تفضيل أحكام القانون الموضوع على أحكام الله المنزلة، وادعاء المحتجين لذلك بأن أحكام الشريعة إنما نزلت لزمان غير زماننا، ولعلل وأسباب انقضت، فسقطت الأحكام كلها بانقضائها) عمدة التفسير لابن كثير ج4/ 157
وقال عن تعلق أهل الأهواء بكلام التابعي أبي مِجْلز السدوسي السابق: (اللهم إني أبرأ إليك من الضلالة، وبعد، فإن أهل الريب والفتن ممن تصدروا للكلام في زماننا هذا، قد تلمس المعذرة لأهل السلطان في ترك الحكم بما أنزل الله، وفي القضاء في الدماء، والأعراض، والأموال، بغير شريعة الله التي أنزلها في كتابه، وفي اتخاذهم قانون الكفر شريعة في بلاد الإسلام، فلما وقف على هذين الخبرين اتخذهما رأياً يرى به صواب القضاء في الأموال والأعراض والدماء بغير ما أنزل الله، وأن مخالفة شريعة الله في القضاء العام لا تكفر الراضي بها والعامل بها).
إلى أن قال: (لم يكن سؤالهم -النفر من الإباضية الذين سألوا أبا مٍجْلز رحمه الله-عما احتج به مبتدعة زماننا من القضاء في الأموال والأعراض والدماء بقانون مخالف لشريعة أهل الإسلام، ولا في إصدار قانون ملزم لأهل الإسلام بالاحتكام إلى حكم غير حكم الله في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فهذا الفعل إعراض عن حكم الله ورغبة عن دينه، وإيثار لأحكام أهل الكفر على حكم الله سبحانه وتعالى، وهذا كفر لا يشك أحد من أهل القبلة على اختلافهم في تكفير القائل به والداعي إليه. ولو كان الأمر على ما ظنوا في خبر أبي مِجْلز، أنهم أرادوا مخالفة السلطان في حكم من أحكام الشريعة، فإنه لم يحدث في تاريخ الإسلام أن سنَّ حاكم حكماً وجعله شريعة ملزمة للقضاء بها -إلا بعد سقوط الدولة العثمانية واستعمار الكفار لديار الإسلام وبعد أن تخرج تلاميذ الكفار-هذه واحدة، وأخرى أن الحاكم الذي حكم في قضية بعينها بغير حكم الله فيها، فإنه إما أن يكون حكم بها وهو جاهل، فهذا أمره أمر الجاهل بالشريعة، وإما أن يكون حكم بها هوى ومعصية، فهذا ذنب تناله التوبة وتلحقه المغفرة)
عمدة التفسير لابن كثير لأحمد محمد شاكر ج4/ 156 - 157
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:05]ـ
قال الشيخ ابن باز رحمه الله وقد سئل: هل يعتبر الذين يحكمون بغير ما أنزل الله كفاراً؟ وإذا قلنا إنهم مسلمون، فماذا نقول عن قوله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" الآية؟
قال: (الحكام بغير ما أنزل الله أقسام، تختلف أحكامهم بحسب اعتقادهم وأعمالهم، فمن حكم بغير ما أنزل الله يرى أن ذلك أحسن من شرع الله فهو كافر عند جميع المسلمين، وهكذا من يحكم بالقوانين الوضعية بدلاً من شرع الله ويرى أن ذلك جائز، حتى لو قال: إن تحكيم الشريعة أفضل، فهو كافر، لكونه استحل ما حرَّم الله، أما من حكم بغير ما أنزل الله اتباعاً للهوى، أوللرشوة، أولعداوة بينه وبين المحكوم عليه، أولأسباب أخرى، وهو يعلم أنه عاصٍ لله بذلك، وأن الواجب عليه تحكيم شرع الله، فهذا يعتبر من أهل المعاصي والكبائر، ويعتبر قد أتى كفراً أصغر، وظلماً أصغر، وفسقاً أصغر، كما جاء هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن طاوس، وجماعة من السلف، وهو المعروف عند أهل العلم، والله ولي التوفيق)
فتاوى الشيخ ابن باز مجلد 4/ 416 ومجلة الدعوة العدد 963 بتاريخ 5/ 2/ 1409 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:06]ـ
قال الشيخ محمد الصالح العثيمين: (من لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به، أواحتقاراً له، أواعتقاداً أن غيره أصلح منه وأنفع للخلق، فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومن هؤلاء -الكفار- من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه) فتاوى أركان الإسلام للشيخ محمد صالح العثيمين جمع فهد بن ناصر إبراهيم السليمان ص 145 - 146
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:10]ـ
فتوى هيئة كبار العلماء قالوا، وقد سئلوا: من لم يحكم بما أنزل الله، هل هومسلم أم كافر كفراً أكبر؟ بعد ذكر آيات المائدة: (لكن إن استحل ذلك واعتقده جائزاً فهو كافر كفراً اكبر، وظلماً أكبر، وفسقاً أكبر، يخرج من الملة، أما إن فعل ذلك من أجل الرشوة، أومقصد آخر، وهو يعتقد تحريم ذلك، فإنه آثم يعتبر كافراً كفراً أصغر)
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء جمع وترتيب الشيخ أحمد عبد الرزاق الدويش ج1/ 780
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:12]ـ
قال سيد قطب رحمه الله: (فما يمكن أن يجتمع الإيمان، وعدم تحكيم شريعة الله، مع الرضى بحكم هذه الشريعة، والذين يزعمون لأنفسهم أولغيرهم أنهم مؤمنون، ثم لا يتحاكمون بشريعة الله في حياتهم، أولايرضون حكمها إذا طبق عليهم .. إنما يدَّعون دعوى كاذبة، وإنما يصطدمون بهذا النص القاطع: "وما أولئك بالمؤمنين")
في ظلال القرآن ج2/ 894 - 895
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:15]ـ
قال الدكتور صلاح الصاوي: (إن الحالة التي تواجهها مجتمعاتنا المعاصرة هي حالة الإنكار على الإسلام أن تكون له صلة بشؤون الدولة، والحجر عليه ابتداء أن تتدخل شرائعه لتنظيم هذه الجوانب، وتقرير الحق في التشريع المطلق في هذه الأمور للبرلمانات والمجالس التشريعية، وإننا أمام قوم يدينون بالحق في السيادة العليا والتشريع المطلق للمجالس التشريعية، فالحلال ما أحلته، والحرام ما حرَّمته، والواجب ما أوجبته، والنظام ما شرعته .. ) تحكيم الشريعة والدعاوى العلمانية لصلاح الصاوي ص81
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:20]ـ
هل صح عن ابن عباس، مقولة "كفر دون كفر"؟
[الكاتب: الشيخ حامد بن عبد الله العلي]
نسمع دائما من يحاول أن يلبس على الناس أمر التحاكم لغير شرع الله تعالى، ويقول إنه ليس بكفر مخرج عن الملة، مستدلا بقول ابن عباس رضي الله عنه: (هو كفر دون كفر)، وقوله: (إنه ليس الكفر الذي تذهبون إليه)، أو كما قال ابن عباس.
السؤال: ما سبب قول ابن عباس رضي الله عنه هذه المقولة؟ وهل تتنزل على الحكم بالدساتير الوضعية الحالية في بلدان المسملين؟ وكيف نرد على هذا؟
نسأل الله أن يرزقكم الإخلاص في القول والعمل.
الجواب:
هذا الأثر عن ابن عباس ضعيف الاسناد، لانه رواه هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس.
وهشام بن حجير: ضعفه الامام أحمد ويحيى بن معين والعقيلي وجماعة.
وقال علي بن المديني: أن يحيى بن سعيد قال عن هشام بن حجير: (خليق أن أدعه)، قال علي بن المديني: (فقلت له؛ أضرب على حديثه؟)، قال: (نعم).
فهذه الرواية تفرد بها هذا الرجل الضعيف.
ومع ذلك فقد عارضه عبد الله بن طاووس فروى عن أبيه قال: (سئل ابن عباس عن قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}؟).
قال: (هي كفر).
وفي لفظ: (هي به كفر).
وآخر: (كفى به كفره).
رواه عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير ووكيع في "أخبار القضاة" وغيرهم، بسند صحيح.
وهذا هو الثابت عن ابن عباس.
وقال ابن كثير: (من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف من تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟! من فعل هذا كفر بإجماع المسلمين).
(يُتْبَعُ)
(/)
والياسا: قوانين كتبها جنكيز خان كان يتحاكم إليها التتر، مع أنهم قد كانوا أيضا يتخذون الأئمة والمؤذنين والقضاة الشرعيين، ويأخذون من شريعة الإسلام بعض الأحكام، ومع ذلك فقد كفرهم العلماء إذ جعلوا لهم قوانين نصبوها طاغوتا يُتحاكم إليه من دون الله تعالى.
فكيف بهؤلاء الذين نصبوا القوانين الوضعية الطاغوتية التي يقدمونها على الشريعة الإسلامية ويخضعون لها أعظم من خضوعهم لشريعة الله تعالى؟! فهم أشد كفرا.
والله أعلم
[25/ 03/2004]
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:21]ـ
شبهة؛ أن الحكام مكرهون على الحكم بغير ما أنزل الله
وموالاة امريكا
[الكاتب: حامد بن عبد الله العلي]
الشيخ حامد السلام عليكم ورحمة الله تعالى؛
اما بعد؛
فلقد القى احد الشباب في روعي شبهة تتعلق بحكم من يحكم شرع الطاغوت في هذا العصر بانه في حالة الاكراه والخوف يجوز تحكيم غير شرع الله، بدليل ان النجاشي رغم اسلامه لم يجعل القران مادة للتشريع والحكم في مملكته لاستحالة ان توافقه الحاشية على هذا الامر، فالخوف من فقد الملك كان سببا لاعراضه عن تحكيم الشرع، واستدل ايضا بان يوسف عليه السلام حكم مصر بشرع حكامها الاولين ولم يغير هذه الاحكام!
فهل نستطيع ان الحكام في هذا العصر واقعون تحت الاكراه الامريكي فيتعذر عليهم الحكم بشرع الله، خاصة وان الله قد امرنا بتنفيذ التكاليف الشرعية بقدر استطاعتنا {اتقوا الله ما استطعتم}.
مع الرجاء التفصيل في مسالة الاكراه، ومتى يكون الاكراه حقيقيا بحيث يعذر المكره على ارتكاب محرم او ترك واجب شرعي؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله.
هذه الشبهة سخيفة جدا، لانه من قال إن النجاشي كان يحكم بغير الشرع، ومعلوم أن النجاشي أظهر الاسلام والموافقة على ما جاء به الرسول وما قاله الصحابة في حضرته، ولم يبال بحاشيته، ولم يكن ينقاد لأحد منهم أصلا، ولكنه كان يعمل بما علمه حكما أمره الله تعالى، ومالم يبلغه فهو معذور فيه, ولم تكن شرائع الدين قد اكتملت، ثم إنه قد مات قبل ان تكتمل، فقد أدى ما وجب عليه من العمل بما يبلغه من الشرع حتى لقي ربه.
فالقول بأنه ترك الحكم بالشريعة وحكم بالطاغوت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لانه فضل الملك على ذلك، أو لأنه أكره من قبل حاشيته على هذا الكفر فرضخ لهم أنه كذب وقول قبيح ساقط لايقوله عاقل، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
ألا يستحي هذا المفتري من هذا القول الشنيع، ألم يتبين له ما دلت عليه نصوص القرآن والسنة القطعية، أن النجاشي لو ترك الملك لئلا يحكم بالطاغوت، لكن ممن اشترى الاخرة وباع الدنيا، وكان محمودا بذلك عند الله وعند المؤمنين ممتثلا بما أمر الله به كل المؤمنين، وأنه إن فضل الملك مع التحاكم إلى الطاغوت على التحاكم إلى حكم الله تعالى فهو ممن اشتروا الدنيا وباعوا الاخرة، سبحان الله كيف يخفى هذا على مسلم، فما بالهم لايعقلون.
وأما يوسف عليه السلام فحاشاه أن يكون قد حكم بخلاف حكم الله تعالى وقد ذكر الله في قصته أنه قال: (إن الحكم إلا لله أمر إلا تعبدوا إلا إياه).
وحاشاه أن يكون قد رضي أن يشارك الملك في التحاكم والحكم إلى الطاغوت، بل لم يقبل منصبه إلا بشرط أن يحكم فيه وفق هدى الله تعالى، وكذلك الرسل لاتسير إلا على هدى الله تعالى، ولاتتبع إلا وحيه.
وكيف يقول هذا المفتري الجاهل أن يوسف حكم بغير ما أنزل الله تعالى واقتحم هذا الكفر المستبين، لانه كان يخاف من الملك، وهو النبي، ابن النبي، ابن النبي، ابن النبي، الكريم بن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، وإنما كان هو الذي طلب أن يولى خزائن الارض، ولم يكرهه الملك على شيء، وإنما فعل ذلك بأمر الله تعالى ووحيه، ولذلك قال تعالى بعد ذلك (كذلك مكنا ليوسف في الأرض)، ومعنى التمكين أنه يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، فلا مكره له على شيء، ومعلوم أن الانبياء لايخالفون الشرع في حكم الإكراه، بل يصبرون على الهدى وإن قتلوا عليه، لانهم قدوة يقتدى بهم والله تعالى عصمهم عن مخالفة وحيه في هذا الباب، لئلا يختلط الحق بالباطل، فمنزلتهم ليست كغيرهم.
بل إن الرخصة في المخالفة في الاكراه إنما هي لهذه الامة، ولهذا في الحديث (كان من كان قبلكم يؤتى بالمنشار فيفرق بينه ما بين لحمه وعظمه لايرده ذلك عن دينه) ولهذا قال في الحديث (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
والخلاصة:
أن لايستدل بما ذكر إلا جاهل، ممن في قلبه زيع، فهو يطلب الشبه التي يهوّن بها جريمة حكّام الشرك والجور الذين يبدلون الشرائع مع أنهم قادرون على ترك زعاماتهم التي نصبوا أنفسهم فيها آلهة مع الله تعالى ينازعونه حقه في الحكم والتحاكم إليه، ويشترون آخرتهم بمتاع الدنيا القليل، ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة والله لايهدي القوم الكافرين كما قال تعالى (ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة وأن الله لايهدي القوم الكافرين).
وكذلك كل من يقترف شركا أكبر مؤثرا متاع الدنيا على الاخرة فهو كافر، وإن لم يستحل ما فعل خلافا للمرجئة الضالة، هذا فضلا عن المرخص في حال الاكراه أن يقول كلمة الكفر تحت التهديد الواقع، وقلبه مطمئن بالإيمان لا أن يعيش دهره حاكما بالطاغوت متحاكما عليه فيفسد العباد ويهلك البلاد، ويسلط الكفار على بلاد المسلمين، ويواليهم، ويعينهم على مخططاتهم ويوطىء لهم أرض الاسلام، ويعينهم على قتل المجاهدين، فهذا لا يلتمس له عذر الاكراه إلا من هو مطموس على بصيرته، أو راغب فيما يعطيه السلطان من فتات متاع الدنيا ليسكته ويتخذه شيطانا يمهد له كفره بالافتراء على الشريعية.
عافنا الله وحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .. آمين.
والله أعلم
[27 - 11 - 2003]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:31]ـ
الحاكم بغير ما أنزل الله، وما الواجب تجاهه؟
[الكاتب: علي بن خضير الخضير]
ما الحكم الشرعي في الحاكم بغير ما أنزل الله، فهل هو كحكام الدولة الأموية والعباسية - كفر دون كفر - أم كفرهم كفرا أكبر مخرج من الملة؟
وما الذي يجب علينا فعله تجاه هذا الحاكم وبه نعذر أمام الله؟ - وذلك في كلا الحالتين -
* * *
الجواب:
الحكام الذين يحكمون بغير ما انزل الله، وإنما يحكمون بالقوانين الوضعية أو بالأعراف والتقاليد؛ فهؤلاء كفار مشركون.
قال تعالى: {ولا يشرك في حكمه أحدا}، وقال تعالى: {إن الحكم إلا لله}.
وكفرهم؛ كفر اكبر بالإجماع، نقل الإجماع في ذلك ابن كثير وغيره من المعاصرين من أهل السنة.
قال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، وقال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}، وقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}.
وهذا هو الذي يحصل اليوم، فانك ترى المحاكم القانونية تفصل بين الناس، وان كانت في بعض الأماكن تسمى بغير اسمها، فالعبرة بالمعاني والحقائق لا بالأسماء الخداعة.
أما الحاكم والقاضي؛ إذا حكم في القضية المعينة هوى أو شهوة، وليس عن قانون أو لائحة أو تعميم أو نظام أو عرف وتقليد؛ فهذا كفر دون كفر، لحديث: (القضاة ثلاثة قاضيان في النار)، ثم ذكر القاضي الجاهل والقاضي الذي يحكم هوى - وهذا هو الشاهد -[رواه أهل السنن].
ونقل ابن عبد البر؛ أن مثل هذا من كبائر الذنوب بالإجماع - في "التمهيد" - وهذا هو الذي حصل في الدولة الأموية أو العباسية.
ما الذي يجب علينا فعله تجاه هذا الحاكم وبه نعذر أمام الله؟
الجواب؛ عدم الذهاب إلى محاكمهم القانونية الطاغوتية، واعتماد ملة إبراهيم، وهي؛ {إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}.
والعمل بهذه الآيات؛ قال تعالى: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين}، وقال تعالى: {اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين}، قال تعالى: {قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون}.
مع البغض والمعاداة وعدم الموالاة، قال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}.
والجهاد مع القدرة وعدم المفسدة بعد الهجرة والتميز، {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}، وإلا فالصبر حتى يأتي الله بأمره، مع جهادهم الجهاد غير المسلح؛ {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به أي القرآن جهادا كبيرا}.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 06:48]ـ
قال الإمام محمود شكري الألوسي رحمه الله " لاشك في كفر من يستحسن القانون ويفضله على الشرع، ويقول؛ هو أوفق بالحكمة وأصلح للأمة، ويتميز غيظاً ويتقصف غضباً إذا قيل له في أمر أمر الشارع، كما شهدنا ذلك في بعض من خذلهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ... فلا ينبغي التوقف في تكفير من يستحسن ما هو بيِّن المخالفة للشرع منها - أي القوانين - ويقدمه على الأحكام الشرعية منتقصاً لها"
في تفسيره روح المعاني ج28/ 20 - 21
صديقنا إمام الأندلس: القوم في واد، وأنت في واد!! فأقترح عليك أن تذهب لطالب علم يؤصل لك المسألة، ثم تعال فناقش فيها، أما أن تشارك هكذا مجازفةً، فهذا أمر لا تحمد عقباه لا في الدنيا، ولا في الآخرة - وهو الأخطر -.
إني لك من الناصحين.
وليت مشرفي الإدارة المكرمة: يحجمون مشاركات بعض الأعضاء، لأنها تشوش المناقشات العلمية، ولا أقصد إطلاقا مشاركات أبي القاسم، لأنها مشاركات خالية من التأصيل، وتملؤها المجازفات.
والله الهادي.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 04:11]ـ
.هذا رأيك فيّ .. فإن كنت كما تقول .. فأسأل الله أن يغفر لي
وإن لم أكن كما تقول
فأسأل الله أن يغفر لك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 11:30]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام دين كامل لا يتجزَّأ ولا يتبعَّض، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فلا يضرَّن إلا نفسه: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ... الحديث".
لقد حكم الله بكفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض من اليهود وغيرهم، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فقال: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردُّون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون" البقرة 85
لم ينتقل رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إلا بعد أن أكمل الله على يديه الدين، وأتم علينا النعمة، فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وحذرنا من الالتفات إلى غيرها ولو كان موافقاً لشرعنا، مهما كانت منزلة الملتفت إلى غيره.
فالحكم بغير ما أنزل الله والرضا به ينقسم إلى قسمين كبيرين، هما:
1) كفر اعتقاد أكبر ناقل عن الملة، وله عدة صور.
2) كفر عمل أصغر، وله صورتان لا ثالث لهما.
الحالات التي يكون فيها الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أكبر ناقلاً عن الملة -انظر رسالة تحكيم القوانين للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مصحوبة بشرح الدكتور سفر لها، ونواقض الإيمان القولية والعملية لفضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف-
:
الأولى: أن يضع الحاكم دستوراً علمانياً على غرار دساتير الكفار، نحو الدستور الفرنسي، مستبدلاً الذي هو أدنى بالذي هو خير، ومستعيضاً به عن حكم الله ورسوله، سواء كانت هذه الاستعاضة كلية أوجزئية.
وهذا اعتقاد ضمني من واضعي الدستور، ومنفذيه من الحكام والقضاة، والراضين به من الرعية، على تفضيله على حكم الله ورسوله أو مساواته له.
الثانية: أن يعتقد أن حكم الله ليس بواجب عليه، وإنما هو بالخيار، إن شاء حكم به وإن شاء حكم بغيره.
الثالثة: أن يعتقد أن حكم الله واجب، ولكن القوانين الوضعية أفضل منه، وأصلح لمشاكل العصر.
الرابعة: أن يعتقد أن القوانين الوضعية المستمدة من الكفار ليست أصلح من حكم الله ولكنها مساوية له.
الخامسة: أن يعتقد أنه يجوز له أن يتحاكم للقوانين الوضعية.
السادسة: أن يتحاكم إلى ما وضعه زعماء العشائر والقبائل، من العادات، والتقاليد، والأعراف، وسوالف الجاهلية، نحو "الياسق" الذي وضعه جنكيز خان لقومه.
السابعة: أن يدع التحاكم لشرع الله خوفاً من الكفار وحرصاً على الكرسي.
الحالات التي يكون فيها الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أصغر:
حالتان فقط، هما:
الأولى: أن يجتهد في الوصول إلى حكم الله ولكنه لا يوفق لذلك.
الثانية: أن تحمله شهوته وهواه في قضية معينة، فيحيد عن حكم الله، مع تيقنه أن ما حاد عنه هو حكم الله.
تنبيهات:
1) هذا فيما يتعلق بالحكام، والقضاة، وواضعي الدساتير والقوانين المحادة لكتاب الله وسنة رسوله، أما العامة والجمهور فمن رضي بهذا الحكم وانشرح له صدره فحكمه حكمهم، إذ الرضا بالكفر كفر، قال تعالى: "إنكم إذاً مثلهم"، فمن لم يرض وأنكر ولو بقلبه فلا حرج عليه.
2) على هاتين الحالتين: وهما أن يجتهد في الوصول إلى حكم الله فلا يوفق لذلك وأن تحمله شهوته على مخالفة حكم الله مع إقراره بأنه حكم الله ويجب عليه التحاكم به يُحمَلُ كلامُ ابن عباس رضي الله عنهما، وطاوس، وعطاء، وأبي مِجْلَز رحمهم الله.
قال ابن عباس: "ليس بالكفر الذي يذهبون إليه".
وقال عطاء: "كفرٌ دون كفر، وظلمٌ دون ظلم، وفسقٌ دون فسق".
وقال أبو مِجْلز: "إنهم يعملون بما يعملون، ويعلمون أنه ذنب".
أما أن يحمل كلام هؤلاء الأئمة على الصور السبعة الأوَل ففي ذلك تعدٍّ وتجنٍّ.
3) إنزال مثل هذه النصوص على حال حكام المسلمين اليوم فيه اعتداء كبير وعدم إنصاف، لأن جل البلاد الإسلامية اليوم تحكم بدساتير وقوانين علمانية من وضع البشر قامت على أنقاض الإسلام، بينما كان المسلمون إلى سقوط الدولة العثمانية لا يعرفون لحكم الله ورسوله بديلاً، ولم يكن لهم دستور ولا قانون مخالف لشرع الله، والذي كان يحدث من مخالفات يرجع إما إلى خطأ المجتهدين أوميل عن الحق لشهوة وهوى، فأين هذا مما نحن عليه الآن؟
4) دعوى أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر كفراً أكبر إلا إذا اعتقد ذلك بقلبه، هذه عقيدة المرجئة الكرامية الذين يقولون: الإيمان مجرد تلفظ باللسان، أوالمرجئة الجهمية الذين حصروا الإيمان في معرفة القلب؛ فعلى شرعهم هذا فإن إبليس وفرعون من أهل الإيمان، تعالى الله أن يكون إبليس وفرعون من أوليائه، أما أهل الحق والعدل، أهل السنة، فيحكمون على الناس بما ظهر منهم ويدعون سرائرهم إلى الله، إذ الكفر الأكبر ليس قاصراً على الاعتقاد فقط.
5) لا يغني عمن ردَّ حكم الله ورضي بحكم الطاغوت صلاة ولا صيام ولا غيرهما.
الأدلة على ذلك:
الأدلة على كفر من رفض حكم الله ورضي بحكم الطواغيت من الكتاب كثيرة جداً، نشير إلى طرف منها.
قوله تعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ ويسلموا تسليماً".
وقوله عن المنافقين: "ويقولن آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين"
وقال مادحاً المؤمنين: "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون"
وقوله في سورة المائدة: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون .. " إلى آخر الآيات.
وقوله: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى"
وقوله: "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 01:20]ـ
غير صحيح ..
كل ما قلته لا يرقى أبدا إلى قوة الأدلة .. ومع هذا فلم تتعرض لربع ما ذكرنا
أما قولك .. كلام ابن كثير .. إلخ .. فيحتاج لدليل .. ولم يفهم منه العلماء ذلك .. ثم إني نقلت عنه نقلا آخر من تفسيره (!)
وأما من يتحاكم لأمه في عامة أمره كله .. دون الشرع .. فيكفر .. لأنه بذلك اعتاض عنه بسلوكه وفعله
وكلامك هو عين كلام المرجئة ..
والدليل أن أبا طالب .. كان يعتقد جازما بصدق النبي صلى الله عليه وسلم
حتى قال: ولقد علمت بأن دين محمد,,من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة .. لوجدتني سمحا بذاك مبينا ..
فلم يمنعه سوى الملامة ورفقة السوء إذن!
ومع هذا فهو كافر ..
فقولكم بنفي الكفر عمن يستعيض شرع الله .. بغيره
أولا-لا دليل عليه
ثانيا-معارض بالإجماع
ثالثا-يتأتى به حصول التناقض في نصوص الشريعة .. فبمقدور كل أحد أن يرتكب اكفر ثم يحتج بأنه لم يفعل ذلك بقصد .. إلخ
رابعا-معارض للسياق التي وردت فيه الآيات .. والسياق محكّم
وكلام ابن القيّم أيضا .. فيه ذلك .. ولكن الوقت لم يدركني لأستجلبه
حين يتحدث عن نفي الإيمان .. في قوله تعالى"فلا وربك لا يؤمنون" الآية .. فارجع إليه
وفيه نفي الإيمان بالكلية .. دون شروطكم العجيبة ..
ولا يخفى أن كل ما رددت به .. في غاية الوهن ..
إذا هو مجرد نفي .. يخلو من الدليل ..
وكما أشرت من قبل .. نحن على الأصل المعلوم بالنص الواضح القطعي ..
فالشبهات لا تنهض لمدافعة ذلك بحال كما أسلفت
أما إجماع ابن حزم .. فواضح جدا أيضا ..
وهو معلوم .. لجميع الظاهرية .. وينقله عنه العلماء قديما وحديثا
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
هذا كلام انشائي لا طائل تحته
فإني قد أثبت أن جماعة من المعاصرين ذهبوا إلى عدم كفر من يحكم بالتشريع العام إن لم يستحل أو يجحد
وهؤلاء قطعاً لا يعترفون بإجماع على خلاف قولهم
فإذا احتججت علي بفلان وفلان
فأنا أيضاً يمكنني الإحتجاج بفلان وفلان
ثم ما هو جوابك على إلزاماتي
ومثل هذا يقال في كلام ابن حزم الذي هو عام وأنت لا تريد الأخذ بعمومه ومع ذلك تحتج ولو عممته على فهمك لما صح لك أن تدعي الإجماع مع مخالفة ابن عباس وطاوس وعطاء وغيرهم كثير فقول ابن حزم ((فمن حكم بحكم التوراة والإنجيل))
يعم الحاكم في مسألة أو اثنين أو عشرة أو أكثر
وأما كلام الأخ حامد العلي الذي نقله الأخ الذي نفسه إمام الأندلس
فأما ما يتعلق بأثر ابن عباس فقد تقدم الجواب عليه
وياليت شعري
كيف يصحح أثر ابن عباس في أخبار القضاة وفي سنده الحسن بن يحيى وهو صدوق ومثل هذا يقال في تفسير عبدالرزاق فهو راويه عنه
وأما سؤاله عمن قال أن النجاشي حكم بغير ما أنزل الله لعجزه عن ذلك فهو شيخ الإسلام ابن تيمية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكذلك النجاشي هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام بل إنما دخل معه نفر منهم ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه فصلى عليه النبي بالمدينة خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفا وصلى عليه وأخبرهم بموته يوم مات وقال إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات وكثير من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت بل قد روى أنه لم يكن يصلي الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدي الزكاة الشرعية لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن)) منهاج السنة النبوية (5/ 112 113)
وجعل الحكم بغير ما أنزل الله ممالأةً للكفار كفراً أكبراً
يخالف تقييد السلف
وما دامت العلة هي ممالأة الكفار
فهل يكفر إذا فعل ذلك في قضية واحدة أكثر
فإن قيل قضية واحدة
قلنا هذا مخالف لتقييد السلف ولتقييد علمة العلماء الذين تحتجون بكلامهم
وإن قيل في التشريع العام
قلنا إذن العلة هي التشريع العام لا ممالأة الكفار وبهذا نرجع إلى أصل المسألة
إذ لا يوجد في مسائل الأسماء والأحكام شيء اسمه ((كفر لسببين مجتمعين إذا افترقا لم يكن أحدهما كفراً))
والإحتجاج ببعض الكلمات لأهل العلم الذين خالفهم مثلهم لا شيء
والحجة في مذهب السلف لا قول فلان وفلان
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 01:34]ـ
وهنا نصوص بعض العلماء
سئل عبد العزيز بن يحيى الكناني عن هذه الآيات فقال: إنها تقع على جميع ما أنزل الله لا على بعضه فكل من لم يحكم بجميع ما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق فأما من حكم بما أنزل الله من التوحيد وترك الشرك ثم لم يحكم [بجميع] ما أنزل الله من الشرائع لم يستوجب حكم هذه الآيات " تفسير البغوي (1/ 60) مدارج السالكين (1/ 336)
هذا نص في مسألتنا
قال ابن كثير رحمه الله: ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) لأنهم جحدوا حكم الله قصدا منهم وعنادا وعمدا وقال هاهنا (فأولئك هم الظالمون) لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه فخالفوا وظلموا وتعدوا على بعضهم بعض) تفسير ابن كثير (2/ 86)
قلت انظر كيف جعل العلة الجحود ومثله الإستحلال
قال ابن الجوزي رحمه الله: (وفصل الخطاب أن من لم يحكم بما أنزل الله جاحدا له وهو يعلم أن الله أنزله كما فعلت اليهود فهو كافر ومن لم يحكم به ميلا إلى الهوى من غير جحود فهو ظالم وفاسق) زاد المسير (2/ 366)
قلت انظر كيف جعل الحكم بالهوى ليس كفراً مطلقاً على خلاف تقييدات بعض المعاصرين الذين يدعون عليها الإجماع
وقال الشيخ السعدي في تفسيره ((ومن لم يحكم بما أنزل الله} من الحق المبين، وحكم بالباطل الذي يعلمه، لغرض من أغراضه الفاسدة {فأولئك هم الكافرون} فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر، وقد يكون كفرا ينقل عن الملة، وذلك إذا اعتقد حله وجوازه. وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أعمال الكفر قد استحق من فعله العذاب الشديد))
أعاذنا الله من الإجتزاء من نصوص العلماء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 03:34]ـ
ومن العجائب إدخال مسألة أبو طالب في الموضوع فأبو طالب ترك الإقرار بالتوحيد (مع كون الأبيات المذكورة في صحتها نظر عنه)
وهذا كفر أكبر إجماعاً
فأين هو من مسألتنا؟
وإلا فقتال المسلم للمسلم كفر عملي أصغر
وقد يفعله المرء حميةً وطلباً للفخر
فهل يخرج من الملة بهذا؟!
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 03:43]ـ
يقول الأخ الذي جعل من نفسه إماماً للأندلس ((على هاتين الحالتين: وهما أن يجتهد في الوصول إلى حكم الله فلا يوفق لذلك وأن تحمله شهوته على مخالفة حكم الله مع إقراره بأنه حكم الله ويجب عليه التحاكم به يُحمَلُ كلامُ ابن عباس رضي الله عنهما، وطاوس، وعطاء، وأبي مِجْلَز رحمهم الله))
قلت كيف يجتهد في الوصول إلى الحكم وهو أصلاً صاحب هوى في هذا الكلام حشو
وإذا كان الأمر كما تقول فما الفرق بين المسألة وأكثر والسلف لم يفرقوا وابن عباس في بعض نصوصه صرح بكفر الجاحد والمكذب واستحلال الذنب كفرٌ لإجماعاً
ويقول ((دعوى أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر كفراً أكبر إلا إذا اعتقد ذلك بقلبه، هذه عقيدة المرجئة الكرامية الذين يقولون: الإيمان مجرد تلفظ باللسان، أوالمرجئة الجهمية الذين حصروا الإيمان في معرفة القلب؛ فعلى شرعهم هذا فإن إبليس وفرعون من أهل الإيمان، تعالى الله أن يكون إبليس وفرعون من أوليائه، أما أهل الحق والعدل، أهل السنة، فيحكمون على الناس بما ظهر منهم ويدعون سرائرهم إلى الله، إذ الكفر الأكبر ليس قاصراً على الاعتقاد فقط))
هذا فيه تخليط فالكرامية يقولون بأن الإيمان يكون باللسان فقط
هذا من جهة
ومن جهة أخرى قول أهل السنة بأن الكفر العملي كفران أكبر وأصغر
لا يتناول جميع الأعمال فهناك أعمال لا يكفر فاعلها حتى يستحلها أو يجحد تحريمها مثل القتل وشرب الخمر والزنا
ونحن ألحقنا الحكم بغير ما أنزل الله بها بنصوص السلف التيب لم تسنثنِ إلا الجاحد أو المكذب أو المستحل (والحكم بغير ما أنزل الله على أنه حكم الله استحلال)
فلا يحق لك أن تتهمنا بالإرجاء ونحن نخالفهم في أصولهم وفروعهم
وينبغي على طالب العلم أن يزن ما يقول قبل أن يتكلم به
وأن يحذر من اتهام الناس بما ليس فيهم
((إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثماً عظيماً))
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 09:08]ـ
لقد ذكرت رأيك .. وذكرنا رأينا ..
والحق واضح لكل ذي عينين ..
ومحاولة جعل كلام ابن كثير في صالحك غير مستطاع
لأن القضية عندك:أن الكافر هو من يجحد .. في حين أن كلام الله يخالف ذلك بما بيناه من أدلة دامغة
وحيث إن الكلام خرج عن النقاش العلمي, .. وأصبح مجرد معاندة ..
فإني أعلن التوقف عن جدالك في هذه القضية الواضحة
فنقلك لكلامه خاصة عسف ظاهر سيحاسبك الله عليه لأنه غشّ ..
وليس فيه أي رائحة دليل لك بتاتا
ولم يفهموا ما تكلّفته من فهم غريب عجيب لأقوال العلماء ..
حتى ما نقلته من كلام ابن الجوزي وغيره .. ليس في صالحك
بل هو تأكيد على ما نقوله .. إذ لا وجود لمن يحكم بشريعة كاملة غير شريعة الله .. ثم يكون هذا مجرد هوى معصية!
بل هذا تبديل لشرع الله
وقد قال ابن تيمية: من بدل شرع الله وحكم بغيره فهو كافر بإجماع المسلمين
وقال الرب عز وجل"أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله"!
وقال"إن الحكم إلا الله"
وقال"ولايشرك في حكمه أحدا"
فهذا كله لا علاقة له بالاعتقاد .. وكلام الله في غاية البيان والوضوح
وكلام ابن الجوزي في القضايا الجزئية ..
وكلامنا في من يحمل الناس على قانون عام .. ليس هو شريعة الرب عز وجل ..
وكلام السعدي واضح جدا أيضا .. يخالف ما ادعيته
ونقلك عنه يخلو من أي حجة لك
وكلام ابن حزم ونقله الإجماع
وسياق الآيات ..
وحسبي أن كبار محققي العقيدة .. كالبرّاك والحوالي ومحمد بن إبراهيم وغيرهم .. يقولون بما أقوله لك ..
ونعجب لاستماتتكم في الدفاع عن هؤلاء
في حين تسبون المجاهدين!
يقول العلامة السوداني الأمين الحاج
(يُتْبَعُ)
(/)
من الشبه الداحضة الباطلة زعم البعض أن الحاكم الذي نبذ كتاب الله وسنة رسوله وراءه ظهرياً، وحكَّم القوانين الوضعية لا يكفر إلا إذا استحل ذلك بقلبه، حيث علقوا كفر من هذه صفته بمستحيل، لأن السرائر والقلوب لا يعلم ما فيها إلا علام الغيوب، وهذه الشبهة تناقض قاعدة من قواعد مذهب أهل السنة والجماعة، وهي أن نحكم على الناس بما ظهر منهم، وندع علم سرائرهم لخالقهم.
ولهذا أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمار بن ياسر رضي الله عنه قتله ذلك الرجل بعد أن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، عندما قال له: إنما قالها ليدفع عن نفسه القتل؛ قال له: "هل شققت قلبه؟ "، إذ كان يجب عليه أن يحكم عليه بما ظهر منه، ولو كان قالها نفاقاً.
ولذات السبب حكم الله على فرعون وملئه بالكفر لما قاموا وحكموا به من الأعمال الكفرية، مع قوله سبحانه وتعالى: "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ"5، فبينت هذه الآية استيقانهم داخلياً بما جاء به موسى، ولكن لما جحدوا في الظاهر بلسان الحال والمقال، كما يجحد البعض الحكم بشرع الله بلسان الحال الذي لا يقل دلالة عن لسان المقال، ومعلوم أن هذه الأمة فيها الزنادقة والمنافقون الذين يظهرون ما لا يبطنون، ويقولون ما لا يعتقدون.
نقول لهؤلاء: ماذا تقولون في رجل وضع المصحف على الأرض – لا قدر الله – وداسه برجله، وعندما سألناه قال: أنا أجل كتاب الله؛ وكان عاقلاً، بالغاً، مختاراً غير مكره، هل يرفع عنه ذلك الكفر وإقامة الحد؟!
وفي رجل يطوف بقبر، ويدعو ويستغيث بصاحب هذا القبر، وعندما سئل قال: أعلم أن الله هو قاضي الحاجات، ولكن هذه وسيلتي إليه، ولا أزال أفعل ذلك ولا أتركه أبداً؛ هل زعمه هذا يرفع عنه الكفر والشرك؟
مما يدل على أن هذه الشبه من تأثير الفكر الإرجائي، وأنها لا علاقة لها البتة بعقيدة أهل السنة والجماعة، أنه لم يشترط ذلك أحد من أهل السنة المقتدى بهم، من أمثال6 العلماء الأجلاء نحو ابن حزم، وابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، وابن الوزير، والألوسي، والشوكاني، والسعدي، ومحمد بن إبراهيم آل الشيخ، وأحمد ومحمود محمد شاكر، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، .. "إلخ
وقد حكم ابن تيمية على التتار بالكفر وجعل مناط ذلك أنهم يحكمون بالياسق .. الذي لا يخلو من شرائع إسلامية مخلوطة بغيرها
ومن حكمة الله حتى يقطع هذا التأويل الذي زعمته
أنه جعل وصف الفسق والظلم .. في ناس معلوم بالإجماع كفرهم .. وهم اليهود والنصارى
أفيكون الوصف بالكفر في نفس السياق كفرا أصغر؟!
والله المستعان
ـ[خالد العامري]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 09:55]ـ
((إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثماً عظيماً))
فلتصحح الآية، غفر الله لكم.
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} (الأحزاب:58).
وليسمح لي الأخوة الأحبة بهذا التنبيه:
كأنكم _ غفر الله لكم _ لا تقرأون لبعضكم (!) أو يقرأ أحدكم للآخر وقد وخَتَمَ على بصره وقلبه لأنه يعلم مسبقاً رأي محاوره، فلسان حاله يقول لا أهدر وقتي لقراءة ما سوّده فلان فأنا أعلم رأيه مسبقاً؛ فيستعجل الرد.
أقول هذا لأني لا (أكاد) أرى سوى التسرع في رمي المحاوِرِ بالتهم، والهمز واللمز.
أنا أعلم أن رأيي قد يجلب لي العداوة والبغضاء، ولكن الحوار بهذه الطريقة _ غفر الله لنا ولكم _ لا طائل منه سوى المشاحنة وسوء الظن واجترار ذلك في مواضيع لاحقة، هذا جربناه (!)
معذرةً أيها الأخوة الأحباب.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 09:57]ـ
وتأمل كلام العثيمين في توضيح الأمر ..
"فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه."
هذا هو التحقيق الحق ..
الذي ينسجم مع اعتقاد أهل السنة ..
فعلى منهجك .. تارك جنس الأعمال لا يكفر ألبتة .. كما تقول المرجئة .. لأنه غير مستحل ولا معتقد .. وإنما هوى وتكاسل!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من أمحل المحال ..
والله المستعان
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 02:22]ـ
فعلى منهجك .. تارك جنس الأعمال لا يكفر ألبتة .. كما تقول المرجئة .. لأنه غير مستحل ولا معتقد .. وإنما هوى وتكاسل!
وهذا من أمحل المحال ..
والله المستعان
في " مصباح الظلام في الرد على منتقصي شيخ الإسلام " للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، قال – رحمه الله تعالى -:
[والخلاف في أعمال الجوارح، هل يكفر أو لا يكفر، واقع بين أهل السنة].
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله تعالى – في رسالته " ذكر حال الموحدين في النار ":
[ ... والمراد بقوله " لم يعملوا خيرا قط " من أعمال الجوارح، و إن كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار، إنه لم يعمل خيرا قط غير التوحيد، خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا، ومن حديث ابن مسعود موقوفا ... ].
فتوى مهمة للجنة الدائمة للإفتاء برقم (1727) – وعزا إلى فتوى (6899) ونصها:
السؤال:
يقول رجل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، (ولا يقوم بالأركان الأربعة): الصلاة والزكاة والصيام، والحج، ولا يقوم بالأعمال الأخرى المطلوبة في الشريعة الإسلامية، هل يستحق هذا الرجل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بحيث لا يدخل النار – ولو لوقت محدود-؟
الجواب:
[من قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وترك الصلاة، والزكاة والحج (جاحدا) لوجوب هذه الأركان الأربعة، أو لواحد منها – بعد البلاغ – فهو مرتد عن الإسلام يستتاب، فإن تاب قبلت توبته، وكان أهلا للشفاعة يوم القيامة – إن مات على الإيمان-.
وإن أصر على إنكاره، قتله ولي الأمر، لكفره وردته، ولا حظ له في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره يوم القيامة.
وإن ترك الصلاة وحدها كسلا وفتورا، فهو كافر كفرا يخرج به من ملة الإسلام (في أصح قولي العلماء)، فكيف إذا جمع إلى تركها ترك الزكاة، والصيام، وحج بيت الله الحرام؟!!
وعلى هذا لا يكون أهلا لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره – إن مات على ذلك-.
ومن قال من العلماء: إنه كافر كفرا عمليا لا يخرجه عن حظيرة الإسلام (بتركه لهذه الأركان) يرى أنه أهل للشفاعة فيه، وإن كان مرتكبا لما هو من الكبائر – إن مات مؤمنا].
فتوى مهمة للعلامة ابن باز- رحمه الله تعالى – من " حوار حول مسائل التكفير":
السؤال:
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي، هل هم من المرجئة؟
الجواب:
[لا. هذا من أهل السنة والجماعة.
من قال بعدم كفر تارك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر، لكن أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء، ولكن الصواب لا يكفر كفرا أكبر، أما تارك الصلاة فالأرجح أنه كفر أكبر إذا تعمد تركها، وأما إذا ترك الزكاة والصيام والحج، فهذا كفر دون كفر، معصية كبيرة من الكبائر، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن منع الزكاة: يؤتى يوم القيامة ويعذب بماله. كما دل عليه القرآن {يوم يحمى عليها في نار جهنم، فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}.
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعذب بماله، بإبله وبقره وغنمه وذهبه وفضته، ثم يرى سبيله بعد هذا إلى الجنة أو إلى النار؛ دل على توعده، قد يدخل النار، وقد يكتفي بعذاب البرزخ، ولا يدخل النار، وقد يكون إلى الجنة بعد العذاب الذي في البرزخ].
السؤال:
شيخنا بالنسبة للإجابة على السؤال الأول فهم البعض من كلامك أن الإنسان إذا نطق بالشهادتين، ولم يعمل فإنه ناقص الإيمان، هل هذا الفهم صحيح؟
الجواب:
[نعم.
فمن وحد الله وأخلص له العبادة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه ما أدى الزكاة، أو صام رمضان، أو ما حج مع الاستطاعة يكون عاصيا أتى كبيرة عظيمة، ويتوعد بالنار، لكن لا يكفر على الصحيح، أما من ترك الصلاة عمدا فإنه يكفر على الصحيح].
من رسالة " حوار حول مسائل التكفير " مع العلامة الشيخ ابن باز.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 05:08]ـ
بارك الله فيك أخي علي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليت الإخوة يتعاملون مع المخالف مثل تعامل الشيخ ابن باز رحمه معهم.
صار المخالف في هذا مرجئا وصار الولاء والبراء على مسألة كفر تارك جنس العمل.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 06:30]ـ
بارك الله فيكم
التبديل الذي عناه شيخ الإسلام هو الحكم بغير ما أنزل الله على أنه حكم الله
وقد نقلت سابقاً نصاً عن ابن العربي في بيان معنى التبديل فراجعه
قال رحمه الله تعالى: (والإنسان متى حلل الحرام – المجمع عليه – أو حرم الحلال – المجمع عليه – أو بدل الشرع – المجمع عليه – كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء) مجموع الفتاوى 3/ 267 في كلام شيخ الإسلام هذا فهمة أن من بدل الشرع أرتد عن الاسلام (عفانا الله من ذلك و نسأله تعالى حسن الخاتمة)
سواء نسب ذلك الى الشرع أو لم ينسبه (وذلك بمجرد التبديل) وبعد ما قرأت الصفحة التي تلت هذه حصل لي الاشكال حيث قال شيخ الإسلام في مجوع الفتاوى (3/ 267): (ولفظ الشرع يقال في عرف الناس على ثلاثة معان:
الشرع المنزل:وهو ما جاء به الرسول،وهذا يجب اتباعه، ومن خالفه وجبت عقوبته.
والثاني: الشرع المؤول: وهو أراء العلماء المجتهدين فيها كمذهب مالك ونحوه. فهذا يسوغ اتباعه، و لايجب، ولا يحرم، وليس لأحد أن يلزم عموم الناس به،و لا يمنع عموم الناس منه.
والثالث: الشرع المبدل: وهو الكذب على الله ورسوله، أو على الناس بشهادات الزور، ونحوها، والظلم البين، فمن قال: ان هذا من شرع الله فقد كفر بلا نزاع. كمن قال: ان الدم،والميتة حلال -ولو قال: هذا مذهبي و نحو ذلك ........ الخ))
فبهذا يتبين مقصود شيخ الإسلام
وإلا لو كان التبديل مجرد الحكم لكان الحاكم بغير ما أنزل في مسألة مثل الحاكم في عشرة فكلام شيخ الإسلام عام
ومناط التكفير هو التبديل لا كم هذا التبديل
وكلام الشيخ ابن عثيمين بلازم الفعل غير اللازم وقد تراجع أن هذا الإلزام في نصه الذي تقدم نقله ووجد لازماً لا يقتضي الكفر
ونص ابن حزم تقدم الكلام عليه
وأما إلزامك لي بعدم تكفير تارك جنس العمل
فهذا إلزام ضعيفٌ جداً
وذلك أن المسألة غير المسألة فالحاكم بغير الله لا يلزم أن يكون تاركاً لجنس العمل بل قد يكون صائماً مصلياً حاجاً معتمراً متصدقاً
وأنا أذهب كفر تارك الصلاة فكيف تلزمني بعدم تكفير تارك جنس العمل للإجماع المنقول الصحابة ولا مثيل في مسألتنا
وقد كان الشيخ ابن باز يكفر تارك الصلاة ولا يذهب إلى التفصيل الذي أنصره في مسألتنا الذي نتباحث فيها
وأما الأخ العامري
فأقول بعض النقولات للأخوة لا ترتقي لكونها شبهات فلا أقف عندها كثيراً
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 07:34]ـ
لا أرى في كلام الأخ الفضلي إلا حجة عليه ..
ويظهر أنه لم يفهم كلام ابن رجب .. فقوله "أصل التوحيد معهم" .. ينقض ما يحاوله
أما الفتوى .. فعن تارك الأركان الأربعة .. وهذا مغاير لترك جنس الأعمال .. لو كنتم تعقلون!
فشتان بين من لايكفر تارك الصلاة .. مثلا لأجل دليه معه .. وبين من لايكفره بحجة أن تارك جنس الأعمال لا يكفر .. فهذا هو المرجيء
أما كلام شيخ الإسلام .. فلم ننقل جميع كلامه .. ولكنّ حادثة التتر تظهر موقفه بجلاء .. كما بين غير واحد من أهل العلم ..
أما تراجع العثيمين .. فهذا لايلزم .. وليس دليلا يرقى لمقارعة الحجج الدامغات
والعجب من دعوى الانتساب لشيخ الإسلام .. وسيرته تبين أنه يخالف أفكاركم جملة وتفصيلا ..
من الجهاد والصدع بالحق والإنكار على الظلمة .. وأنتم على خلاف هذا المنهج .. مع الأسف
ولهذا قال ابن باز يصف سفر الحوالي: ابن تيمية عصره ..
ويبقى الإجماع ماثلا ودلالة الكتاب ظاهرة لا ناقض لها إلا عند المتمحكين والمرجئة ..
والأخ الخليفي إنما تشارك لإفساد المواضيع كما تسببت بإغلاق موضوعي عن السياسة .. ويظهر الكبر والعنجهية في أسلوبك الإرجائي
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ونحن سننقل في قابل الأيام .. إن شاء الله من كلام أئمة السلف أن تارك جنس الأعمال الظاهرة كافر باتفاق .. ككلام عبد الرحمان بن مهدي وإسحاق وغيرهما
والله الموفق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 08:20]ـ
وهذا الرد على الأخ الفضلي .. الذي أسأل لي وله الهداية ..
أما الأخ الخليفي .. فأصبح الكلام مكرورا .. والحق واضح .. وأكتفي بهذا النقل:-
قال الإمام ابن تيمية: إذا تعرف الكفر بالألف واللام فالمراد به الأكبر ..
وأما الزعم بأن الردود ضعيفة .. فهذا مجرد زعم .. وللناس عيون .. تبصر وقلوب تعقل .. وإليها الحكم
وهذه القضية من الوضوح بمكان بحيث أمكنني أن أباهل عليها
وبالمناسبة نقلك عن ابن تيمية لم يزد الأمر إلا وضوحا عندي .. لأنه لايوجد على وجه الأرض من يرتكب أمرا إلا وهو يسوغه .. لكنكم لا تفهمون كلامه ..
فمن يحمل الناس على حاكمية عامة .. فهذا تشريع دون الله .. سواء قال استحللت أو لم يقل
بدليل أن المخالف أو المعترض .. يعاقب ويحارب .. ويسجن!
وكلامك لو أنصفت لا يثبت أمام ما أسلفت .. لأن الله تعالى في آيات كثيرة جدا .. قرن بين الشرك والتحاكم لغيره
وسمى من يحكم كافرا ولم يقل من يستحل .. هكذا ولم يقيدها بما تدندنون عليه .. وكلام محكم جزل دقيق .. في أعلى درجات الفصاحة
وأكرر يؤكد كل ما سبق ويزيده جلاء .. السياق نفسه
أما الأخ الفضلي ..
فأقول مستعينا بالله وحده
قال الإمام الحجة الكبير الثقة الثبت سفيان بن عيينة: المرجئة سموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم وليسوا سواء لن ركوب المحارم من غير استلال معصية وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر:كفر
وقال إسحاق بن راهويه: غلت المرجئة حتى صار قولهم:إن قوما يقولون من ترك الصلوات والصوم والزكاة والحج لا نكفره ونرجع أمره إلى الله فقال: هؤلاء الذين لاشك فيهم .. يعني هؤلاء هم المرجئة
وقال الحميدي شيخ البخاري الإمام الكبير المعروف الذي افتتح البخاري كتابه بحديثه:
قال: أخبرت أن قوما يقولون إن من أقر بالصلاة والزكاة والصيام والحج ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت أو يصلي مسند ظهره إلى القبلة فهو مؤمن مالم يكن جاحدا قال: هذا الكفر بالله الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسول الله وفعل المسلمين
أكتفي بهذا الساعة ..
ليعلم أن قولي إرجاء ليس مجرد تجنّ .. كما يظنه أصحاب الإرجاء والهوى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:05]ـ
بارك الله في الشيخ " أبو القاسم
فقد أقام الحجة .. بنقل أقوال الأئمة ..
ولكن للأسف الأخويين الفضلي والخليفي ..
يحاولوا .. تأويل كلام الأئمة بتعسف وتعنت .. الأمام فلان يقصد كذا والأخر
يقصد كذا ..
والأخ أبو القاسم .. يأتي بالأدلة والبراهين والنقول عن الأئمة
ولكن للاسف أرى والله أعلم أنكم مكابرين أو معاندين ..
فلا داعي لكثرة الجدال العقيم الذي لايسمن ولايغني من جوع.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:24]ـ
مسألة تارك جنس العمل ليست هي الموضوع الأساس
لذا يرجى عدم الخروج عن موضوع الحوار (ولكني سأخرج ما دام البغض خرجوا لإيضاح الحق)
ويرجى التزام الأدب (ظاهراً وباطناً)
فوصفي بأني أتدخل لإفساد المواضيع ليس من الأدب في شيء
وأنا إنما أحاورك بكل أدب واحترام وأطرح رأياً غير رأيك
وأنت الذي تتحدث عن ضيق الصدر بالمخالف!! وتعيبه على أقوام
الإجماع الذي تزعمه ليس ثابتاً لما قدمناه من نصوص العلماء والأئمة وكل نصٍ احتججت يلزمك أن تعممه _ وانت لا تفعل _ وإلا تناقضت
وقد بينت لك سابقاً أن ابن كثير فرق بين التحكيم والتقديم في نصه
وإلا لو عممت للزمك تكفيركل من اطاع غيره في معصية الله كان كافراً
وإليك نص توضيحي للحافظ ابن كثير
قال رحمه الله في التفسير "ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر وعَدَلَ إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن مَلِكِهِمْ جنكيزخان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارةٌ عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها وفيه كثير من الأحكام أخذه من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونه على الحكم، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير".ا.
فانظر رحمك كيف ذكر التقديم ولم يفرق بين الكثير والقليل مما يدل على أن الصورة التي يتكلم لا فرق فيها قليل وكثير
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عنهم (فتاوى28/ 523):
"يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى وأن هذه كلها طرق إلى الله بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين ثم منهم من يُرجِّح دين اليهود أو دين النصارى ومنهم من يُرجِّح دين المسلمين"ا. هـ.
وبين ابن تيمية -رحمه الله- كيف أنهم يعظمون جنكيزخان ويقرنونه بالرسول صلى الله عليه وسلم،
ثم قال (فتاوى28/ 524):
"ومعلوم بالاضطرار من دين الإسلام باتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام أو اتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم: فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب"ا. هـ.
فانظر كيف تكلم على الإستحلال وهو بصدد الكلام على التتار
وأما كلامك على مذهب الشيخ ابن عثيمين فهو حيدة فهو احتججت بنصه فبينا لك أنه تراجع فكان ماذا؟
وأما بالنسبة لنص سفيان بن عيينة فإن يعني بالفرائض أركان الإسلام الخمسة
فأهل السنة جميعاً يقولون أن تركها كفر ولكن اختلفوا في نوع هذا الكفر
هل هو أكبر أو أصغر؟
والخلاف بين أهل السنة في تارك الأكان الأربعة ثابت ومن أنكره فقد ارتقى مرتقىً صعباً
قال سفيان: فمن ترك خلة من خلل الإيمان جاحداً كان بها عندنا كافراً، ومن تركها كسلاً أو تهاوناً أدبناه، وكان بها عندنا ناقصاً، هكذا السنة أبلغها عني من سألك من الناس
رواه الآجريّ في الشريعة (1/ 249) ط. مؤسسة قرطبة، وانظر الإبانة للإمام ابن بطة (1/ 855).
أخرج الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال (3) ت (311) عن صالح بن الإمام أحمد أن أباه قال:
(الإيمان بعضه أفضل من بعض، يزيد وينقص، وزيادته في العمل ونقصانه في ترك العمل)
قلت ومعلوم أن الكفر الأكبر ينقض الإيمان ولا ينقصه ومعلوم أيضاً أننا أول ما نتكلم عن العمل فالأركان الأربعة هي ما يدخل
وجاء في مسائل صالح بن أحمد (2/ 119) برقم (681) بعد الكلام المنقول أعلاه ((، مثل تركه الصلاة والزكاة والحج وأداء الفرائض، فهذا ينقص ويزيد بالعمل))
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا غاية في الصراحة ولكن أين الفهوم والله المستعان
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (7/ 301 - 302). ((وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر، وأما الأعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها، ونحن إذا قلنا: أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب فإنما نريد به المعاصي كالزنا والشرب، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور، وعن أحمد: في ذلك نزاع وإحدى الروايات عنه: أنه يُكفّر من ترك واحدة منها وهو اختيار أبي بكر وطائفة من أصحاب مالك كابن حبيب، وعنه رواية ثانية: لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة فقط، ورواية ثالثة: لا يكفر إلا بترك الصلاة، والزكاة إذا قاتل الإمام عليها، ورابعة: لا يكفر إلا بترك الصلاة، وخامسة: لا يكفر بترك شئ منهن وهذه أقوال معروفة للسلف))
فعلى هذا يحمل نص ابن راهوية على الجاحد أو المستكبر وإلا جعلنا أحمد مرجئاً في أحد قوليه
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (7/ 582) ((وَبِهَذَا وَغَيْرِهِ يَتَبَيَّنُ فَسَادُ قَوْلِ جَهْمٍ والصالحي وَمَنْ اتَّبَعَهُمَا فِي " الْإِيمَانِ " كَالْأَشْعَرِيِّ فِي أَشْهَرِ قَوْلَيْهِ وَأَكْثَرِ أَصْحَابِهِ وَطَائِفَةٍ مِنْ مُتَأَخِّرِي أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ: كالماتريدي وَنَحْوِهِ حَيْثُ جَعَلُوهُ مُجَرَّدَ تَصْدِيقٍ فِي الْقَلْبِ يَتَسَاوَى فِيهِ الْعِبَادُ وَأَنَّهُ إمَّا أَنْ يُعْدَمَ، وَإِمَّا أَنْ يُوجَدَ لَا يَتَبَعَّضُ وَأَنَّهُ يُمْكِنُ وُجُودُ الْإِيمَانِ تَامًّا فِي الْقَلْبِ مَعَ وُجُودِ التَّكَلُّمِ بِالْكُفْرِ وَالسَّبِّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ طَوْعًا مِنْ غَيْرِ إكْرَاهٍ وَأَنَّ مَا عُلِمَ مِنْ الْأَقْوَالِ الظَّاهِرَةِ أَنَّ صَاحِبَهُ كَافِرٌ؛ فَلِأَنَّ ذَلِكَ مُسْتَلْزِمٌ عَدَمَ ذَلِكَ التَّصْدِيقِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ فِي الْأَفْعَالِ وَأَنَّ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ الظَّاهِرَةَ لَيْسَتْ لَازِمَةً لِلْإِيمَانِ الْبَاطِنِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ؛ بَلْ يُوجَدُ إيمَانُ الْقَلْبِ تَامًّا بِدُونِهَا))
هذا هو مذهب المرجئة يا سيدي علماً بأني لا أتصور وجود إيمان قلبي بدون عمل
وأنت يا محمد بماذا أقام علينا المقدسي الحجة ببتره لنص شيخ الإسلام
الذي نقل منه قوله ((والإنسان متى حلّل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه؛ كان كافراً مرتدّاً باتفاق الفقهاء))
وبتر تتمته وهو قوله ((وفي مثل هذا نزل قوله تعالى –على أحد القولين - (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، أي: هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله))
فجعل الكلام السابق كله في الإستحلال على ما ذهبنا إليه
ولا يليق بطالب العلم هذا الصنيع
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:33]ـ
وهواه فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونه على الحكم، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير".
هذا يضاد ما تقوله لأن الحديث عن جنكز خان الذي خلط الشريعة بغيرها ..
فالمقصود أكان الخلط كثيرا أو قليلا .. فمن حمل الناس على هذه "الخلطة" الجديدة .. وجعلها قانونا يسوهم به فهو الكافر ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:35]ـ
ومعلوم بالاضطرار من دين الإسلام باتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام أو اتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم: فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب
ونشكركم على هذا النقل .. لأنه دليل ضدك أيضا
فالذي يحمل الناس على قانون عام .. إنما سوّغ ذلك ..
ولست أدري بأي مقياس تكيلون؟!
وكيف ينعقد عندكم التفريق الذي على ضوئه .. لا يكفر أبو طالب ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:38]ـ
أما بقية النقول .. أحيلك إلى ما قاله الأخ الفاضل خالد العامري ..
يبدو أنك لا تقرأ ما يكتب لك ..
فكلام الأئمة الذي نقلناه يغاير موضع النزاع الذي نقلت فيه كلام بعضهم ..
فالحديث عن تارك جنس الأعمال الظاهرة .. بالكلية ..
وليس عمن ترك فرضا أو فرضين أو أربعة
ومع هذا فتارك الصلاة بالكلية .. يكفر بإجماع الصحابة .. هذا هو الصحيح المنقول بالسند الثابت عند الترمذي
كما نقله عبد الله بن شقيق العقيلي ..
والأقوال المغايرة لهذا الإجماع المنقول .. لا تقوى على نقضه ..
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:39]ـ
الله المستعان
سبحان قاسم العقول
خلط جنكيز خان كان استحلالاً
والتسويغ بمعنى الإستحلال لا مجرد
وإلا لكان الأدب الذي يسمح لأبنائه بالمحرم كافراً
أو كان الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله فيجعل هذا يأخذ هذا ولو في مسألة كافراً
لأنه سوغ لهذا الحرام بالمعنى اللغوي
ولكننا نتكلم على الإستحلال
بارك الله فيك
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:40]ـ
وأما إلزامك لي بعدم تكفير أبي طالب
فهذا من جهلك
وقلة علمك
لسنا نتكلم عن رجل يرفض الإقرار بالتوحيد بلسانه مع قدرته على ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:42]ـ
والدليل على أن شيخ الإسلام عنى بالتسويغ الإستحلال أنه ذكره عندما تكلم على التتريين الذين يرون أن الإسلام واليهودية والنصرانية كلها طرق إلى الله
ولا شك أن هذا تجويز للتعبد لله بغير ما في الشريعة الإسلامية وهذا كفر
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:47]ـ
وهذا نص كلام شيخ الإسلام وهو أوضح من الكلام المشتبه الذي نقلته:
الثالث: ظنهم-أي المرجئة- أن الإيمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء من الأعمال ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه بمنزلة السبب مع المسبب ولا يجعلونها لازمة له ; والتحقيق أن إيمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة ويمتنع أن يقوم بالقلب إيمان تام بدون عمل ظاهر
وهذا في الجزء السابع من الفتاوى
وقال أيضا في
مجموع الفتاوى في ج 7 أيضا
(وإذا قام بالقلب التصديق به والمحبة له لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة فما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما فى القلب ولازمه ودليله ومعلوله)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:47]ـ
كلام إسحاق لم يذكر فيه غير الأركان الأربعة وكذا كلام الحميدي
وكلام سفيان قلت فيه ((أنه إن عنى الأركان الأربعة فالأمر كذا))
فقد كان كلامي معلقاً غير أن كلمة (كان) سقطت سهواً
والقول بعدم تكفير تارك الأركان الأربعة قال به من ليس بمبتدع ولا مرجيء
واما إجماع عبدالله بن شقيق فأنا قائلٌ به
غير أن للمخالفين تأويلات وأجوبة عليه وإن كان فيها نظر غير أنها لا توجب تبديعهم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:48]ـ
أما استهزاؤك بي ..
فحسبي الله ونعم الوكيل ..
ولا يضيرني ما قلت ..
والحمد لله أولا وآخرا
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:49]ـ
كلام شيخ الإسلام أنا قائلٌ به غير أني أردت بيان حقيقة مذهب المرجئة في هذه المسألة
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:51]ـ
يا رجل تلزمني بالكفر البواح (وهو القول بعدم تكفير أبي طالب)
ولا وجه لإلزامك
وتهينني وتتهمني بأنني أفسد المواضيع
ثم تتمسكن بهذه الطريقة
ارفع مستوى الحوار بارك الله فيك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:51]ـ
أقسم بالله أنك لا تفهم الكلام على وجهه ..
ففرق جلي بين من لايكفر بترك عمل أو عملين .. وبين من لايكفر بترك جنس الأعمال الظاهر مطلقا!
ثم تصر وترد بنفس الرد
فكلام الأئمة الذي نقلته لك أوضح من الشمس في الرابعة وكلامهم جاء تمثيلا لتوضيح الأمر ..
ومقصودهم ظاهر فإلى متى تتعسف في التأويل؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:52]ـ
نقلت لك من الإمام ابن تيمية ما يدل على خطأ ما توهمته ..
وإن شئت زدتك بنقول أوضح تنفي إيمان من لا عمل له ظاهرا ..
وإلى هذا الحد .. أعلن التوقف التام .. مهما قلتَ فيّ
وأختم بهذا النقل عن الإمام ابن تيمية:" وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباً ظاهراً، ولا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا غير ذلك من الواجبات، لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة و يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد "
وقال"فالعمل يصدق أن في القلب إيمانا وإذا لم يكن عمل كذب أن في قلبه إيمانا لأن ما في القلب مستلزم للعمل الظاهر. وانتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم "
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 11:04]ـ
بارك الله فيك
نصوص العلماء في عدم تكفير تارك الأركان الأربعة لم يستثنوا فيها إلا صور معروفة (مثل الجاحد والمكذب والمستكبر)
فلم يقل أحدٌ منهم أنني لا أكفر من ترك صلاةً أو اثنين وأما التارك العام فإنه تارك لجنس العمل أو غيره فهو كافر
نعم هذا مذهب ولكنه معدودٌ في مذهب من يكفر تارك الصلاة
والمحتج بنص ينبغي أن يقول به بحذافيره أو يبني عليه قياس وأما إذا كنت أخالف حرفيته فهو حجة علي لا لي
ما الذي توهمته أنا من نص شيخ الإسلام؟
نقلت نصاً في أن المرجئة يقولون بأنه يتصور وجود إيمان تام في القلب مع انعدام العمل
فمن قال بغير فقد خالفهم
وقد قلت مراراً لا أتصور وجود إيمان مع انعدام العمل
ومع هذا تريد إثبات القضية مع اتفاقي معك فيها
فمن الذي لا يفهم الآن؟
ولا يلزم من ترك الأركان الأربعة ترك العمل بالكلية
هذه النقطة أيضاً محل اتفاق بيني وبينك
وأنا أعتذر إن كنت أزعجتك أو أغضبتك
ونحن إخوة ونتذاكر
(ويلزمك الكفارة على قسمك)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 11:16]ـ
أخي محمد بن مسلمة .. جزاك الله خيرا على ما تفضلت به من تأييد مبني على قراءة الفريقين
وقد التزمت بعهد مع نفسي ألا أواصل الحوار .. والقسم بارّة ولله الحمد
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 01:56]ـ
وهنا إيضاح لبعض المسائل
المسألة الأولى في تفسير قوله تعالى ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .... )) الآية
لنسأل سؤالين
الأول هل نفي الإيمان في الشرع يدل دائماً على الكفر؟
الجواب لا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
الثاني هل هذا الوعيد يتناول من حكم بغير ما أنزل الله في مسألة واحدة وقد أجمعنا مع الأخوة على عدم خروج الحاكم بغير ما أنزل الله في هذه الحالة؟
الجواب نعم يتناوله فقوله ((فيما شجر بينهم)) يتناول كل خلاف وكل منازعة
وقال ابن حزم في المحلى (11/ 202): "فقد صح أنَّ ههنا نفاقاً لا يكون صاحبه كافراً، ونفاقاً يكون صاحبه كافراً، فيمكن أن يكون هؤلاء الذين أرادوا التَّحاكم إلى الطاغوت لا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مظهرين لطاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عصاة بطلب الرجوع في الحكم إلى غيره معتقدين لصحة ذلك لكن رغبة في اتباع الهوى فلم يكونوا بذلك كفاراً، بل عصاة، فنحن نجد هذا عياناً عندنا، فقد ندعو نحن عند الحاكم إلى القرآن وإلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الثابت عنهم بإقرارهم، فيأبون ذلك، ويرضون برأي أبي حنيفة ومالك والشافعي، هذا أمر لا ينكره أحد، فلا يكونون بذلك كفاراً، فقد يكون أولئك هكذا حتى إذا بين الله تعالى أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما شجر بينهم وجب أن من وقف على هذا قديماً وحديثاً، وإلى يوم القيامة فأبى وعَنَدَ فهو كافر"
المسألة الثانية في إيضاح المقصود من إجماع ابن عبد البر على عدم كفر الحاكم بغير ما أنزل الله
قال في "التمهيد" (5/ 74): "وأجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر لمن تعمد ذلك عالما به، رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف، وقال الله عز وجل: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?،? الظَّالِمُونَ ?،? الْفَاسِقُونَ ? نزلت في أهل الكتاب، قال حذيفة وابن عباس: وهي عامة فينا؛ قالوا ليس بكفر ينقل عن الملة إذا فعل ذلك رجل من أهل هذه الأمة حتى يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر روي هذا المعنى عن جماعة من العلماء بتأويل القرآن منهم ابن عباس وطاووس وعطاء))
قلت قول ابن عبدالبر ((الجور في الحكم)) عام لا مخصص له فيشمل كل جور وليس مختصاً بجور القضاة في بعض القضايا
قال شيخ الإسلام –رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى (11/ 507).: "وأما "الشرع المبدَّل" فهو الأحاديث المكذوبة، والتفاسير المقلوبة، والبدع المضلة التى أدخلت فى الشرع وليست منه، والحكم بغير ما انزل الله، فهذا ونحوه: لا يحل لأحد اتباعه"
هذا النص يوضح لنا معنى التبديل عند شيخ الإسلام بجلاء مع ما تقدم بيانه
قال المؤرخ المشهور يوسف بن تغري بردي في كتابه النافع "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" (7/ 182): "كان الملك الظاهر -رحمه الله- يسير على قاعدة ملوك التتار وغالب أحكام جنكزخان من أمر "اليسق والتورا"
قلت ولم يكفره أحدٌ عيناً وفي هذا رد على من زعم أن المسألة نازلة جديدة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 02:09]ـ
مع أني قررت ألا أخوض .. لكن النهي عن المنكر يحتّم علي
وردا على الخلط الذي قدمته
الأصل في نفي الإيمان .. نفي أصل الإيمان حتى يرد صارف ..
فإذا جاء الصارف .. انتقل إلى نفي كمال الإيمان الواجب
ولايمكن أن يكون المقصود نفي الإيمان المستحب
هذا الذي ينسجم مع نصوص الشريعة ومباديء أصول الفقه .. وقواعد اللغة ..
وكذا في إطلاق الكفر بالتعريف .. فالأصل فيه الأكبر حتى يرد الصارف
ونظرا لأني لا أريد الجدال العقيم هذا ..
فسأخصص لهذه القضية الجديدة مقالا محررا بإذن الله تعالى ..
فأهيب بالإخوة الكرام إذا وجدوني أهملت الرد ههنا .. أنه ليس عجزا أو جهلا كما اتهمت ..
والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 02:15]ـ
طيب وماذا قلت أنا؟
قلت أنه لا يأتي بمعنى الكفر الأكبر دائماً
فهل هذا يخالف أن الأصل اعتباره كفراً أكبراً؟
فهناك ما يخرج عن الأصل
فلا تثريب علي
ولكن التسرع والعجلة لا تحمد لطالب العلم
فينبغي أن يتأنى ويلتمس المخارج للمتكلم
فإن القرينة الصارفة قد أوضحتها في الوجه الثاني
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 04:00]ـ
صديقنا إمام الأندلس: القوم في واد، وأنت في واد!! فأقترح عليك أن تذهب لطالب علم يؤصل لك المسألة، ثم تعال فناقش فيها ....
والله الهادي.
أخي الفاضل / علي الفضلي ....
أولا: هذه المسائل لا " يؤصلها " طلاب العلم , بل العلماء.
ثانيا: من تقترح علينا من طلاب العلم ليؤصل لنا المسألة؟ شيخك - كما تسميه - علي الحلبي (الذي اتهمته اللجنة بالإرجاء و الكذب على أهل العلم)؟ أم خالد العنبري مثلا؟
ثالثا: أراك تعود مجددا الى مسألة جنس العمل (التي قتلت بحثا) , و تستغرب ممن يتهم المخالف في المسألة بالإرجاء , رغم أن فتوى اللحنة الدائمة لا تخفى على مثلك , و لا أعتقد أنك تخالفني الرأي في كونهم علماء قادرين على " تأصيل المسألة " , أليس كذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 07:01]ـ
أخي الفاضل / علي الفضلي ....
أولا: هذه المسائل لا " يؤصلها " طلاب العلم , بل العلماء.
عجيب، إن طلبة العلم يتفاوتون، فمنهم المبتدئ، ومنهم المتوسط، ومنهم المتقدم الذي يحيل له العلماء، بل ويراجع لهم بعض المسائل التي لا يتفرغون لها، ومنهم العالِم.
فكل عالم طالب علم، وليس كل طالب علم عالما.
فافهم هذا.
ثانيا: من تقترح علينا من طلاب العلم ليؤصل لنا المسألة؟ شيخك - كما تسميه - علي الحلبي (الذي اتهمته اللجنة بالإرجاء و الكذب على أهل العلم)؟ أم خالد العنبري مثلا؟
اللجنة الدائمة، وكل علماء المملكة هم على رأسي، وأحبهم لله وفي الله، وأنا - والحمد لله - من أشد الناس تعظيما لكلام أهل العلم، هذا يعرفه كل من يعرفني معرفة خاصة، ويُلحظ في كلامي، وفيما أفتيه للعامة في المسجد، وفي الدروس، فأنا أفتي بكلام العلماء، ولكن الذي دل له الدليل، ولذا من لاحظ مشاركاتي، أنني غالبا في المسألة المطروحة أنقل كلام أهل العلم، ولا أعلق إلا قليلا - والحمد لله لست عييا عن الكلام - ولكن العلماء وفوا وكفوا، ولكن ما حيلتك فيمن تنقل له قول كبار أهل العلم، فلا يرفع بها رأسا، بل يؤول كلامهم تأويلا قبيحا تأباه كلماتهم، ولو أن المخالف أنصف، لكان - والحمد لله - الكلام واضحا، ولا داعي للطنطة التي لا فائدة منها.
ولكن - والحمد لله - كل سلفي، يقول عن نفسه: إنه سلفي، وهو سلفي حقا، فإنه لا يتعصب لكلام الرجال، إلا رجلا واحدا يعدل الرجال بل يفوقهم ويثقل بهم، ألا وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا رأي السلفي حقا أن هذا الرجل أو ذاك قد أخطأ، فإنه لا يتابعه على خطئه، ولكنه يبقى على تبجيله، واحترامه وتقديره، ألا ترى - صديقنا الفاضل - أن ابن باز، والألباني،وابن عثيمين، أعلم من بكر بو زيد والمفتي والفوزان، ممن شاركوا بالفتوى؟!
ما أظن طالب علم إلا وسيقول إن الثلاثة هؤلاء - الألباني ابن باز ابن عثيمين - هم رحى الفتوى في زماننا.
فما بال بعض الناس ضربوا بكلامهم الواضح الذي يوافقهم عليه العلما الكبار الأوائل، وأخذوا بمن ذكرت؟، هل هي المسألة مسألة تشهي؟ أم أنه لابد من دليل؟!! السلفي يطالب بالدليل، والحزبي يطالب بقول فلان وعلان.
ها نحن نسوق لكم كلاما واضحا لابن باز في تارك الأعمال، ولكنكم لم ترفعوا به رأسا!!! لماذا لم ترفعوا به رأسا؟!!
السؤال:
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي، هل هم من المرجئة؟
الجواب:
[لا. هذا من أهل السنة والجماعة ..... ].
السؤال واضح جدا، والعلامة ابن باز عالم باللسان العربي وليس بأعجمي!، فأنت بين لوازم لابد منها، وإلا ففساد اللازم يدل على فساد الملزوم،: إما أن الشيخ العلامة ابن باز مرجيئ!!،
وإما أن المسألة فيها خلاف، وهذا ما نقلته عن العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في " مصباح الظلام "، قال – رحمه الله تعالى -:
[والخلاف في أعمال الجوارح، هل يكفر أو لا يكفر، واقع بين أهل السنة].
وعن اللجنة الدائمة:
فتوى مهمة للجنة الدائمة للإفتاء برقم (1727) – وعزا إلى فتوى (6899) ونصها:
السؤال:
يقول رجل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، (ولا يقوم بالأركان الأربعة): الصلاة والزكاة والصيام، والحج، ولا يقوم بالأعمال الأخرى المطلوبة في الشريعة الإسلامية، هل يستحق هذا الرجل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بحيث لا يدخل النار – ولو لوقت محدود-؟
الجواب:
[من قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وترك الصلاة، والزكاة والحج (جاحدا) لوجوب هذه الأركان الأربعة، أو لواحد منها – بعد البلاغ – فهو مرتد عن الإسلام يستتاب، فإن تاب قبلت توبته، وكان أهلا للشفاعة يوم القيامة – إن مات على الإيمان-.
وإن أصر على إنكاره، قتله ولي الأمر، لكفره وردته، ولا حظ له في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره يوم القيامة.
وإن ترك الصلاة وحدها كسلا وفتورا، فهو كافر كفرا يخرج به من ملة الإسلام (في أصح قولي العلماء)، فكيف إذا جمع إلى تركها ترك الزكاة، والصيام، وحج بيت الله الحرام؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا لا يكون أهلا لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره – إن مات على ذلك-.
ومن قال من العلماء: إنه كافر كفرا عمليا لا يخرجه عن حظيرة الإسلام (بتركه لهذه الأركان) يرى أنه أهل للشفاعة فيه، وإن كان مرتكبا لما هو من الكبائر – إن مات مؤمنا].
وهذا النص الذي نقله أخونا الفاضل الخليفي عن شيخ الإسلام:
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (7/ 301 - 302). ((وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر، وأما الأعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها، ونحن إذا قلنا: أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب فإنما نريد به المعاصي كالزنا والشرب، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور، وعن أحمد: في ذلك نزاع وإحدى الروايات عنه: أنه يُكفّر من ترك واحدة منها وهو اختيار أبي بكر وطائفة من أصحاب مالك كابن حبيب، وعنه رواية ثانية: لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة فقط، ورواية ثالثة: لا يكفر إلا بترك الصلاة، والزكاة إذا قاتل الإمام عليها، ورابعة: لا يكفر إلا بترك الصلاة، وخامسة: لا يكفر بترك شئ منهن وهذه أقوال معروفة للسلف)).
وإليك هذا النص الواضح الجلي عن شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ج 10 ص 355، 356:
[والدين القائم بالقلب من الإيمان علما وحالا هو الأصل، والأعمال
الظاهرة هي "الفروع" وهي كمال الإيمان. فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه، كما أنزل الله بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التى هي المقاييس العقلية، والقصص والوعد والوعيد، ثم أنزل بالمدينة - لما صار له قوة - فروعه الظاهرة من الجمعه والجماعة، والأذان والإقامة والجهاد والصيام وتحريم الخمر والزنا، والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته.
فأصوله تمد فروعه وتثبتها، وفروعه تكمل أصوله وتحفظها، فإذا وقع فيه نقص ظاهر فإنما يقع ابتداء من جهة فروعه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة " وروى عنه أنه قال: "أول ما يرفع الحكم بالأمانة" و"الحكم" هو عمل الأمراء وولاة الأمور، كما قال تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}.
وأما "الصلاة" فهي أول فرض، وهي من أصول الدين والايمان، مقرونة بالشهادتين، فلا تذهب إلا فى الآخر،كما قال صلى الله عليه وسلم: " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غربيا كما بدأ، فطوبى للغرباء" فاخبر أن عوده كبدئه.].
كلام شيخ الإسلام هذا هو من أوضح الكلام في الرد على أصحاب لفظة "جنس العمل " التي يدندنون عليها، وهم أنفسهم مختلفون عليها، والعجب أنها لا أصل لها لا في آية من كتاب الله، ولا في حديث.
والآن إن كنت منصفا - أخي الكريم - فرد على هذه الأقوال لهؤلاء العلماء الكبار دون تعسف، ولا تحريف.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 08:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب / علي الفضلي .......
أولا:
فكل عالم طالب علم، وليس كل طالب علم عالما.
في بلدي , و عند اغلب من عرفتهم من طلاب العلم , جرى العرف ان الطالب الذي تأهل و وصل لدرجة الافتاء يطلق عليه " عالم " , و ما دون ذلك يطلق عليه " طالب علم " .......
فلو قلت " طالب هندسة " أو " طالب طب " فانه - في المعتاد - لا يتبادر الى ذهنك ما يتبادر اليه عند قولك " مهندس " أو " طبيب " .......
عموما , لا مشاحة في الاصطلاح , و لا اعتقد أن هذه النقطة تستأهل كثير خلاف.
ثانيا:
ألا ترى - صديقنا الفاضل - أن ابن باز، والألباني،وابن عثيمين، أعلم من بكر بو زيد والمفتي والفوزان، ممن شاركوا بالفتوى؟!
لا , لا أرى هذا. و لا أرى - أصلا - المفاضلة بين العلماء بهذه الطريقة. فالشيخ / بكر و سماحة المفتي و الشيخ / الفوزان من أقران الشيخ ابن عثيمين , بل ان الشيخ - رحمه الله - قام بشرح كتاب " حلية طالب العلم " للشيخ بكر. و كلهم من طلبة الشيخ / ابن باز. رحم الله ميتهم و بارك لنا في باقيهم.
و لكن المشكلة أخي الفاضل , انك تنصب بينهم خلافا وهميا. فالجميع بعون الله متفقون على قول واحد في قضية الإيمان و الكفر. انما الخلاف واقع فقط في عقول من لم يفهم كلام العلماء , أو حاول اقتطاع كلمة من هنا و جملة من هناك ليضرب اقوالهم بعضها ببعض ....
يا أخي الحبيب , كل ما نقلته من نقولات انما تنصب على آحاد الأعمال و ليس جنس العمل. و لو أحببت لنقلت لك كلاما للشيخ ابن باز - لو كنت لا تقنع الا به - يقول فيه: ان تارك الأعمال بالكلية كافر كفرا أكبر و ليس من جملة المسلمين. فينبغي عليك - أخي الحبيب - أن تربط أقوال العلماء بعضها ببعض , و أن ترد المجمل الى المفصل.
أما التعلق بجملة عابرة , أو كلمة قيلت في مجلس دون ردها الى المفصل من كلام العالم المسطور في كتبه فليس من فعل طلبة العلم.
السلفي يطالب بالدليل، والحزبي يطالب بقول فلان وعلان.
ما معنى هذه الكلمة (الحزبي)؟ و أين وجدتها في القرآن أو السنة أو كلام السلف أو حتى كلام أهل العلم المعاصرين؟ و كيف يكون الشخص (حزبيا)؟ و كيف يتخلص من هذه ال (حزبية)؟ و هل سماحة المفتي يعد (حزبيا)؟ و هل للتخلص من هذه ال (حزبية) تكفي التوبة و الاستغفار , أم لا بد من طقوس معينة؟
وفقك الله ........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 09:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب / علي الفضلي .......
أولا:
في بلدي , و عند اغلب من عرفتهم من طلاب العلم , جرى العرف ان الطالب الذي تأهل و وصل لدرجة الافتاء يطلق عليه " عالم " , و ما دون ذلك يطلق عليه " طالب علم " .......
فلو قلت " طالب هندسة " أو " طالب طب " فانه - في المعتاد - لا يتبادر الى ذهنك ما يتبادر اليه عند قولك " مهندس " أو " طبيب " .......
عموما , لا مشاحة في الاصطلاح , و لا اعتقد أن هذه النقطة تستأهل كثير خلاف.
ثانيا:
لا , لا أرى هذا. و لا أرى - أصلا - المفاضلة بين العلماء بهذه الطريقة. فالشيخ / بكر و سماحة المفتي و الشيخ / الفوزان من أقران الشيخ ابن عثيمين , بل ان الشيخ - رحمه الله - قام بشرح كتاب " حلية طالب العلم " للشيخ بكر. و كلهم من طلبة الشيخ / ابن باز. رحم الله ميتهم و بارك لنا في باقيهم.
و لكن المشكلة أخي الفاضل , انك تنصب بينهم خلافا وهميا. فالجميع بعون الله متفقون على قول واحد في قضية الإيمان و الكفر. انما الخلاف واقع فقط في عقول من لم يفهم كلام العلماء , أو حاول اقتطاع كلمة من هنا و جملة من هناك ليضرب اقوالهم بعضها ببعض ....
يا أخي الحبيب , كل ما نقلته من نقولات انما تنصب على آحاد الأعمال و ليس جنس العمل. و لو أحببت لنقلت لك كلاما للشيخ ابن باز - لو كنت لا تقنع الا به - يقول فيه: ان تارك الأعمال بالكلية كافر كفرا أكبر و ليس من جملة المسلمين. فينبغي عليك - أخي الحبيب - أن تربط أقوال العلماء بعضها ببعض , و أن ترد المجمل الى المفصل.
أما التعلق بجملة عابرة , أو كلمة قيلت في مجلس دون ردها الى المفصل من كلام العالم المسطور في كتبه فليس من فعل طلبة العلم.
ا
ما معنى هذه الكلمة (الحزبي)؟ و أين وجدتها في القرآن أو السنة أو كلام السلف أو حتى كلام أهل العلم المعاصرين؟ و كيف يكون الشخص (حزبيا)؟ و كيف يتخلص من هذه ال (حزبية)؟ و هل سماحة المفتي يعد (حزبيا)؟ و هل للتخلص من هذه ال (حزبية) تكفي التوبة و الاستغفار , أم لا بد من طقوس معينة؟
وفقك الله ........
أنا كنت متأكد تماما أنك لن ترد ردا علميا البتة، هذا هو الدليل - كلامك أعلاه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 01:08]ـ
أنا كنت متأكد تماما أنك لن ترد ردا علميا البتة، هذا هو الدليل - كلامك أعلاه.
سقط من لفظة " متأكد " حرف الألف، لأنها منصوبة فهي خبر كان، فالجادة " متأكداً ".
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 01:39]ـ
لعلي الفضلي أقول .. ألا تخاف الله؟
ألا تدرك أنه يراقبك؟ سبحانه وتعالى
بعد كل النقول التي نقلتها لك .. من كلام من تدعي النسبة له كالإمام المجاهد ابن تيمية (الذي أقسم بالله العظيم لو كان حيا لنبذ منهجكم بكتاباته كما يعرف ذلك كل من يعرف شيخ الإسلام بحق) .. ومن كلام السلف .. مازلت تعاند .... فاتق الله .. وتواضع له ..
فهل هذا من المروءة أصلا؟
فإنما العلم الخشية .. وليس المماراة بالباطل .. وانشغل بإصلاح قلبك .. نصيحة والله من القلب ودع عنك دعاة الإرجاء المتزلفين لكل ظالم كالحلبي وأشباهه .. وأضرابه .. الذين يتوقفون حتى في من يسب الله!
فقد عايشناهم في الأردن وعرفناهم في لحن القول وأساليبهم المخزية
ثم ألسنتهم طوال عراض على العلماء .. قصار صغار عن مقارعة الأعداء الحقيقيين
اكفف عنا هذا الغثاء فقد سئم العالم الإسلامي من طرحكم الذي يطفيء في الأمة جذوة العزة ..
فالعقيدة إرجائية .. والدعوة انهزامية .. والألسنة على العلماء الربانيين سليطة .. فعقيدة مدخولة وأخلاق مرذولة
كما نراه في أشياع شيوخكم المعتمدين .. الذين يوزع فتاواهم الأمريكان في العراق .. كما شهد بذلك الثقات وبعضهم في هذا الملتقى من علماء العراق
لقد شمّتم الرافضة بنا بطرحكم .. وفرح الأمريكان بكم ..
هل تريد أن أنقل لك ما يدل على رضا الأمريكان عن طرح شيوخكم
حتى في فلسطين .. سمعنا هذه الطائفة الإرجائية .. التي شيوخها شيوخكم ..
تقول: عليكم أن تذعنوا لولي الأمر .. أي محمود عباس! .. العربي السنحة اليهودي القلب والطبع
ثم تراهم يعادون مجاهدي حماس كما لو كانوا كفارا! ..
حسنا قصرت هممكم عن الجهاد .. كونوا قاعدين .. كما يحلو لكم .. لكن أن تتهموا من سماهم الله صادقين بالكذب والابتداع .. إلخ
فهذه قاصمة الدين والأخلاق
والله المستعان
وعليه التكلان
طبعا ما سبق هو رد على علي الفضلي .. لأن نقاشي مع غيره انتهى
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 02:13]ـ
/// السلام عليكم، لم أرَ النِّقاش في الموضوع إلَّا السَّاعة، وللتَّنبيه فكلام الأخ علي الفضلي -هداه الله- إنما هو ترديد لشبهات مرجئة العصر -كالحلبي-، وليس في كلام الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي نقله دلالة لما ظنَّه.
/// وقد نوقشت المسألة عشرات المرَّات، هنا وفيما هو أوسع منه.
/// وفي بعض أجوبة الأخ (أبوالقاسم) وفقه الله السابقة على مشاركات الفضلي تجلية لخطأ استدلاله بأقوال أهل العلم وتحميلهم ما لم يريدوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 05:14]ـ
وهذا بحث لأحد الأخوة في تخريج ابن عباس
قال الأخ أبو صلاح ((جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- في هذا ألفاظ منها:
اللفظ الأول: "كفرٌ لا ينقل عن الملة".
رواه ابن نصر المروزي (تعظيم قدر الصلاة، رقم:573) من طريق عبد الرزاق عن سفيان عن رجلٍ عن طاووس عن ابن عباس به، ففي إسناده رجل مبهم؛ فلا يصح.
واللفظ الثاني: "إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفراً ينقل عن الملة".
رواه –أيضاً- ابن نصر المروزي (رقم:569) والحاكم (مستدركه2/ 313/3219) من طريق ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباسٍ.
وهشام ضعيف؛ ضعفه الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والعقيلي وجماعة، وقال علي بن المديني: قرأت على يحي بن سعيد حدثنا ابن جريج عن هشام بن حجير، فقال يحي بن سعيد: خليق أن أدعه. قلت أضربُ على حديثه؟ قال نعم. وقال ابن عيينة لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره. [انظر الضعفاء للعقيلي4/ 337 – 338، والكامل لابن عدي 7/ 2569 وتهذيب الكمال30/ 179 – 180، وهدي الساري لابن حجر 447 – 448].
فلا يصح.
واللفظ الثالث: "كفرٌ دون كفر".
رواه الحاكم (2/ 313/3219) من طريق ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس، وفيه هشام؛ فلا يصح.
واللفظ الرابع: "هي به كفر".
أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة ص339، وابن جرير (10/ 356) عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق به. وعبد الرزاق (التفسير1/ 186/713) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس به .. وقال طاووس: وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله. وهذا سندٌ صحيح لا مطعن فيه.
واللفظ الخامس: "هي به كفرٌ وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله".
رواه الطبري (تفسيره 10/ 355/12053) , فقال: حدثنا هناد حدثنا وكيع، وحدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبى عن سفيان –الثوري- عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس؛ وهذا –أيضا- سند صحيح لا مطعن فيه على الإطلاق.
ولكن, في اللفظين الرابع والخامس وقفتان:
1 - قال أحمد بن حنبل [ترجمة معمر في تهذيب المزي وابن حجر]: حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين كان يتعاهد كتبه وينظر فيها باليمن وكان يحدثهم حفظا بالبصرة - يعني معمراً-.
وهذا يرجح لفظ عبد الرزاق على لفظ سفيان.
2 - ولكن .. , عبد الرزاق كان إذا لقن تلقن .. منذ سنة 200هـ[قال الأثرم: سمعت أحمد يسأل عن حديث النار جبار .. , فقال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني أحمد عن شبويه. قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمي, كان يلقن فلقنه. وقال أبو زرعة الدمشقي: أخبرني أحمد أنا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر من سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع. وقال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه بآخره .. كتب عنه أحاديث مناكير. انظر تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب: ترجمة عبد الرزاق].
وراوي هذا الأثر عن عبد الرزاق هو: إسحاق بن إبراهيم الدبري –حيث هو الراوي لكتاب التفسير لعبد الرزاق. وتفسير عبد الرزاق: أخرجه الحاكم في مستدركه من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري، وقد سمع من عبد الرزاق (كما سيأتي) بعد قبوله التلقين، وكان عمر الدبري سبع سنوات, ولذلك كثر فيه التصحيف والغلط .. لكنهم رووا عنه لعلو إسناده. إذ أن الدبري هو آخر من روى عن عبد الرزاق-, والحسن بن يحيى – كما في رواية الطبري. والحسن ممن روى عن عبد الرزاق بعد الاختلاط-.
قال ابن حجر في مقدمة الفتح (588): وضابط ذلك من سمع منه قبل المئتين, فأما بعدها فكان قد تغير. وفيها سمع منه أحمد بن شبويه –فيما حكى الأثرم عن أحمد-, وإسحاق الدبري, وطائفة من شيوخ أبي عوانة والطبراني .. ممن تأخر إلى قرب الثمانين ومئتين. اهـ.
وعليه .. فإن الأثر لا يثبت عن عبد الرزاق؛ لأنه مروي عنه بعد اختلاطه.
** وقد يقول قائل: ولا يثبت أصلا أن لفظ سفيان قد صح؛ لأن معمرا حدث به بالبصرة (وسفيان لم يرو عن معمر باليمن).
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: قول أحمد –الذي نقلته عنه آنفا- لا يعني أن ما حدث به معمر بالبصرة فيه ضعف أو ما إلى ذلك. لكن المقصود أنه وقع له غلط قليل على سعة ما روى. وإلى ذلك أشار الذهبي في (الميزان) بقوله: "أحد الأعلام الثقات, له أوهام معروفة, احتملت له في سعة ما أتقن". فإن كل ثقة متقن له أوهام, لا يسلم من ذلك حتى الثوري وابن عيينة. وإنما العبرة بقلة أوهامه أو كثرتها. ولا شك في أن معمر بن راشد قليل الأوهام جدا على سعة وكثرة ما روى؛ فإنه من أوعية العلم, وأحد جبال رواة حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولذلك أقول: إن لفظ سفيان الثوري "هي به كفرٌ وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله" .. هو الصحيح والمحفوظ عن ابن عباس رضي الله عنه.
ويؤكد ثبوت ذلك عن ابن عباس .. أقوال تلاميذه – الذين ارتووا من معين علمه. وقد ذكرتها استئناسا بها, وتأكيدا فوق التأكيد على ثبوت لفظ الثوري عن ابن عباس؛ حيث أن أقوال أصحاب الرجل توضِّح قوله، ومذهب الصحابيِّ يؤخذ من مذهب أصحابه- في تفسير الآية, حيث روى الطبري:
1 - (12047 - 12051) عن عطاء بن أبي رباح قوله: (وذكر الآيات الثلاث): كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم. وإسناده صحيح.
2 - ثم روى (12052) عن سعيد المكي عن طاووس (وذكر الآية)، قال: ليس بكفر ينقل عن الملة. وإسناده صحيح. وسعيد هذا هو ابن زياد الشيباني المكي، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وغيرهم.
3 - وروى (12025،12026) من طريقين عن عمران بن حدير, قال: أتى أبا مجلز ناس من بني عمرو بن سدوس (وفي الطريق الأخرى: نفر من الإباضية) فقالوا: أرأيت قول الله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) أحق هو؟ قال: نعم. قالوا: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) أحق هو؟ قال: نعم. قالوا: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) أحق هو؟ قال: نعم. قال: فقالوا: يا أبا مجلز فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينهم الذي يدينون به، وبه يقولون وإليه يدعون -[يعني الأمراء]- فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم أصابوا ذنبا. فقالوا: لا والله، ولكنك تفرق. قال: أنتم أولى بهذا مني! لا أرى، وإنكم أنتم ترون هذا ولا تَحَرّجون، ولكنها أنزلت في اليهود والنصارى وأهل الشرك. أو نحوا من هذا.
وإسناده صحيح.
4 - أخرج ابن جرير في تفسيره 10/ 355 عن طاووس: "ليس بكفر ينقل عن الملة". وغير ذلك من النقول الثابتة عنهم كثير, لا مجال لاستقصائها الآن.
** وقد يقول قائل: إن ابن عباس لا يقصد الكفر الأصغر, بل يريد أنه كفر أكبر، لكنه أقل من رُتْبَةِ الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
أقول ردا على ذلك:
1 - لم يفهم أحدٌ من العلماء من كلام ابن عباس -رضي الله عنه- أنه يريد بهذه الرواية الكفر الأكبر.
2 - وثمَّ أمر آخر-كما قال فضيلة الشيخ بندر العتيبي- وهو: أن ابن عباس رضي الله عنه أورد كلامه في مقابل قول الخوارج الذين يكفِّرون بالآية الكفر الأكبر؛ فلا وجه لكلام ابن عباس إلا أن يكون المراد عنده الكفر الأصغر.
والحمد لله أولا وآخرا على توفيقه))
قلت أنا عبدالله الخليفي جزمه بأن رواية الحسن بن يحيى عن عبدالرزاق بعد الإختلاط فيه نظر عندي
والرواية على الراجح لا يضرها الإختلاط لأنها كتاب
ولكن الحسن بن يحيى بن أبي الربيع صدوق فسند روايته حسن فقط
وسند رواية ابن جرير صحيح
لذا لا يصح إعلال رواية الثوري التي جعلت الكلام كله من لفظ ابن عباس برواية أقل قوة منها جعلت تتمة الكلام من لفظ طاووس
علماً بأن كاتب المقال لم يتعرض لرواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهي عاضدة للرواية المذكورة
فالأثر صحيح وإن رغمت أنوف الشباب المتسرعين
أخي الحبيب: هذا ليس منهج طالب علم .. أو طالب حق
يقول لك الأخ: أبو القاسم ضعفه الشيخ العلوان والشيخ السعد ..
وتأتي أنت وتقول هذا بحث قام بتخريجه أحد الأخوة .. من هذا الأخ ومن شهد له بالعلم!!!
والعلوان والسعد من الأئمة في هذا الشأن لا ينكر علمهم ومكانتهم إلا جاهل أو حاقد أو معاند ..
أخي عبدالله .. هذا الأمور العقدية والمصيرية تأخذ من الأئمة الكبار وليس من أبو صلاح وأمثاله ..
وأبو صلاح هذا طرد من ملتقى أهل الحديث بسبب سرقاته العلمية .. ؟
ولا أدري لماذا هذا التعسف أنت وصاحبك الفضلي ..
والكلام الذي قرره الأخ كلام لم يأتي به من كيسه بل هو ماقرره أئمة هذا الشأن من أمثال الشيخ البراك والحوالي وغيرهم ..
ولكنكم وللأسف قوم بهت تلوون أعناق النصوص وتجادلون بالباطل ..
ثم هذه الطريقة ليست من أصول المناظرة ... العلمية يأتي الأخ أبو القاسم بكلام الأئمة وتأتي بالنكرات وكأنك تجادل في أمور بسيطه فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 05:21]ـ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 05:41]ـ
أخي الحبيب: هذا ليس منهج طالب علم .. أو طالب حق
يقول لك الأخ: أبو القاسم ضعفه الشيخ العلوان والشيخ السعد ..
وتأتي أنت وتقول هذا بحث قام بتخريجه أحد الأخوة .. من هذا الأخ ومن شهد له بالعلم!!!
والعلوان والسعد من الأئمة في هذا الشأن لا ينكر علمهم ومكانتهم إلا جاهل أو حاقد أو معاند ..
..
و الله الذي قام به الأخ هو عين العلم إن كنت تريد العلم
فهل إذا ضعف الشيخ العلوان حديثا معنى ذلك أنه لا يناقش و لا يخالف أم أنه معصوم هذا دين القساوسة
ثم أين تعلمت أن من خالف شيخا في الحكم على حديث أنه أنكر علمه و مكانته
ثم أقول شيئا قد لا يعجب بعض المشاركين لكن أقوله
من أراد أن يناقش فعليه أن يتعلم معنى الدليل قبل أن يكتب
و ليضف إلى ذلك حسن الأدب و أما السب و الشتم فهي بضاعة البطالين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 06:29]ـ
للأسف الإخوة لم يوجهوا ما قرأوه من كلام للعلماء الكبار في هذه المسألة، ولا أظنهم يستطيعون، وذلكم لأن كلام العلماء واضح جدا، فلم يجرؤ أحد على رده، بل بالتهويش من بعيد، والإنشاء الذي لا يعجز عنه أحد، ويؤسفني أن أقول هذا هو مسلك من اعتقد ثم استدل، والله المستعان.
سئل العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – عمن رمى الشيخ الألباني بالإرجاء، فأجاب قائلاً:
«من رمى الشيخ الألباني بالإرجاء فقد أخطأ، إما أنه لا يعرف الألباني، وإما أنه لا يعرف الإرجاء.
الألباني رجل من أهل السنة – رحمه الله – مدافع عنها، إمام في الحديث، لا نعلم أن أحداً يباريه في عصرنا، لكن بعض الناس – نسأل الله العافية – يكون في قلبه حقد، إذا رأى قبل الشخص ذهب يلمزه بشيء كفعل المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلا جهدهم، يلمزون المتصدق المكثر من الصدقة والمتصدق الفقير.
الرجل – رحمه الله – نعرفه من كتبه، وأعرفه بمجالسته أحياناً، سلفي العقيدة، سليم المنهج، لكن بعض الناس يريد أن يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به، ثم يدعي أن من خالفه في هذا التكفير فهو مرجئي، كذباً وزوراً وبهتاناً، لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أي إنسان صدر» [مكالمة هاتفية – تسجيلات الهدى بالجزائر شريط رقم 4].
وسئل رحمه الله تعالى:
تارك جنس العمل كافر. تارك آحاد العمل ليس بكافر " ما رأيكم في ذلك؟
" الجواب: من قال هذه القاعدة؟! من قائلها؟! هل قالها محمد رسول الله؟! كلام لا معنى له.نقول من كفره الله ورسوله فهو كافر ومن لم يكفره الله ورسوله فليس بكافر هذا الصواب. أما جنس العمل أو نوع العمل أو آحاد العمل فهذا كله طنطنة لا فائدة منها."
وسئل: هذا سائل يقول: يقول البعض: إن الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - قوله في مسائل الإيمان قول المرجئة!!، فما قول فضيلتكم؟
أقول كما قال الأول:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم
أو سدوا المكان الذي سدوا
الألباني عالم محدث فقيه -وإن كان محدثا أقوى منه فقيها-، ولا أعلم له كلاما يدل على الإرجاء أبدا، لكن الذين يريدون أن يكفروا الناس يقولون أنهم مرجئة، فهو من باب التلقيب بألقاب السوء.
وأنا أشهد للشيخ الألباني بالاستقامة، وسلامة المعتقد، وحسن القصد، ولكن مع ذلك لا نقول إنه لا يخطئ، لأنه لا أحد معصوم إلا الرسول.].
السؤالان من " الأسئلة القطرية ".
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 08:24]ـ
كلام الشيخ العثيمين معزول عن ملابساته .. لا يفيدك بشيء
ولقد بينّا بالنقول من القائل .. ولله الحمد .. من كلام السلف وكلام أكبر محقق لعقيدة السلف وهو المجدد المجاهد الإمام الجهبذ ابن تيمية .. فلماذا المحاولة لسدّ عين الشمس؟
العثيمين في معرض الدفاع عن الألباني .. وفي زمن ثارت فيه فتن كثيرة .. فهو يريد أن يجمع القلوب مجيبا على بعض الشباب الذي لا يؤمن حماسهم,,
فكيف يعارض الكلام البين بهذا الكلام؟
ثم لماذا الزج باسم الألباني .. هل ذكره أحد هنا؟!
نحن كلامنا واضح .. ونعرف الفرق -ولله الحمد-بين الألباني .. وبين بعض تلامذته ..
وإن كنا لا ننفي وقوع الشيخ الألباني في الإرجاء .. لأن الحق أحب إلينا منه
أما كلام الأمين .. فغير دقيق ..
وهو يدل أنك لم تقف على كلام السعد والعلوان. والطريفي وغيرهم ..
بل اكتفيت بادعاء أن الحق لا يعرف بالرجال .. ولم تقابل الأدلة بالأدلة ..
مع أن كلام الأخ الفاضل محمد بن مسلمة وجيه جدا ..
إذا كيف يقابل هؤلاء الأعلام بالمجاهيل أصلا؟
وهل توصّل هذا إلى ما غاب عن هؤلاء جميعا؟
مع العلم أن هذا الحديث تمت مناقشته في ملتقى أهل الحديث وتوصّل المشرفون فيه وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمان الفقيه إلى ضعفه
فهذا من الإزراء بمكانة أهل العلم أيضا
ثم من الذي أساء الأدب؟
انظر إلى أصحابك .. كيف يحتقرون أمثال الشيخ العلامة سفر الحوالي .. ويعظمون من يقدح فيهم
فإن كنت تدافع عنهم لأنك تنتسب إلى تيارهم .. فهذا شأنك ..
لكن عليك أن تتقي الله تعالى قبل التسرع في إلقاء التهم جزافا ..
وأسأل الله الهداية لي ولك
وجزى الله خيرا الشيخ الفاضل عدنان البخاري .. على تعليقه بما يدين الله به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 08:36]ـ
أما كلام الأمين .. فغير دقيق ..
وهو يدل أنك لم تقف على كلام السعد والعلوان. والطريفي وغيرهم ..
بل اكتفيت بادعاء أن الحق لا يعرف بالرجال .. ولم تقابل الأدلة بالأدلة ..
مع أن كلام الأخ الفاضل محمد بن مسلمة وجيه جدا ..
إذا كيف يقابل هؤلاء الأعلام بالمجاهيل أصلا؟
جوابك خارج عن الموضوع لسبب أو لآخر
و لم أتكلم عن هؤلاء المشايخ بل ذكرت للأخ أنه من حقه أن يناقش علميا دون أن يتخذ مثل هذه الأمور ذريعة ليسب أخاه المسلم بالباطل و يزعم أنه لا يعرف قدر فلان أو فلان
أما بالنسبة للأثر فما فائدة النقاش في أثر تلقته الأمة بالقبول في مسألة مجمع عليها
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 08:38]ـ
أبدا لم تتلقه بالقبول ..
وهو غير حجة أصلا ..
وأحسن أحواله أنه مضطرب سندا ومتنا ..
والقاعدة أن النصوص الواضحة التي جاءت بها الشريعة لا تعارض بمثل هذا .. إذن لضاعت الشريعة واندرست معالم الدين
انظر بيان ذلك .. في الفتاوى .. لابن تيمية تجده جليا ..
وقد نقلنا الإجماع على أصل المسألة
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 08:44]ـ
أبدا لم تتلقه بالقبول ..
والقاعدة أن النصوص الواضحة التي جاءت بها الشريعة
أما الأثر فلن أناقشك فيه و يكفيك ما مضى
و أما الإجماع فأنت لم تتكلم عليه فهل تعتقده أو لا
أما كلامك على النصوص فسيأتي بعد أن تخبرني عن إعتقادك في الإجماع
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 08:49]ـ
نعم نقل الإجماع على المسألة ابن كثير وابن حزم ..
وهو مفهوم من كلام ابن تيمية .. وابن القيم
وأعجب بصراحة من سؤالك عن اعتقادي في الإجماع ..
فهل تراني ألبس زنّارا أو خاجا من كنيسة؟
الإجماع حجة .. باتفاق .. وما ذكر فيه من خلاف فليس على أصله.
ولكن على صوره أو مدى التحقق من وقوعه ..
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 08:56]ـ
نعم نقل الإجماع على المسألة ابن كثير وابن حزم ..
وهو مفهوم من كلام ابن تيمية .. وابن القيم
وأعجب بصراحة من سؤالك عن اعتقادي في الإجماع ..
فهل تراني ألبس زنّارا أو خاجا من كنيسة؟
الإجماع حجة .. باتفاق .. وما ذكر فيه من خلاف فليس على أصله.
ولكن على صوره أو مدى التحقق من وقوعه ..
يا أخي هداك الله و هل سألتك عن اعتقادك في الإجماع عموما أم في مسألتنا
هل لك أحسن الله إليك أن توضح لي الصورة المجمع عليها؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 09:11]ـ
إذا أردت الحق ..
فإني سأختصر عليك الطريق:-
أقوى دليل عندي .. هو قول الله تعالى ..
ولا وجود لما يصرف ظاهر اللفظ .. عن حقيقة الكفر الأكبر ..
وأنا أطلبك أن تأتي لي بآية سمى الله فيها قوما بالكافرين .. ثم كان مافعلوه كفرا أصغر
وأعتقد أن ابن كثير -على الأقل-نقل الإجماع عليه .. كما بيّنت ..
وما يخالف فيه بعض المعاصرين في هذه القضية يرجع لأحد أمور:-
1 - إما بسبب انتمائهم لتيارات انهزامية معروفة تفضي بهم إلى تبنّي أقوال أسوأ من ذلك بكثير
2 - وإما بسبب عدم تنزيل الصورة الواقعية على ما حكي عنه الإجماع ..
3 - وإما احترازا من أن يقع بعض الشباب في التكفير الذي يودي بهم إلى مآلات غير محمودة .. فينقلوا الحكم في ذات الفعل إلى الحكم على الأعيان دون ضوابط .. على شاكلة ما فعل ابن عباس رضي الله عنهما عندما سأله سائل: هل للقاتل من توبة؟ .. قال: لا .. لأنه رأى الشرر يخرج من عينيه ..
4 - وإما بسبب عدم اعتقادهم بوجود إجماع أصلا .. فيتخيرون القول الذي يرونه أسلم
وأنا أطلب منك .. إن كانت بغيتك الحق .. أن يكون الحوار على الخاص .. فلا داعي لإشغال القراء بهذا الجدل ..
لأني لا أريد النقاش هنا .. فقد أشبع الأمر بحثا ..
لكن كرامة لك .. إذا كنت فعلا تقصد الحق .. وليس مجرد الانتصار ..
فأدعوك للحوار على الخاص ..
ولست إخالني سأرد هنا في هذا الأمر
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 09:16]ـ
يا أخي لو نقلت لي الصورة المجمع عليها لاختصرت الطريق بارك الله فيك
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 10:06]ـ
و الله الذي قام به الأخ هو عين العلم إن كنت تريد العلم
فهل إذا ضعف الشيخ العلوان حديثا معنى ذلك أنه لا يناقش و لا يخالف أم أنه معصوم هذا دين القساوسة
ثم أين تعلمت أن من خالف شيخا في الحكم على حديث أنه أنكر علمه و مكانته
ثم أقول شيئا قد لا يعجب بعض المشاركين لكن أقوله
من أراد أن يناقش فعليه أن يتعلم معنى الدليل قبل أن يكتب
و ليضف إلى ذلك حسن الأدب و أما السب و الشتم فهي بضاعة البطالين
أخي: أنت الأن تناظر في مسألة دقيقة وخطيرة يترتب عليها إسلام وكفر ومن أدق أبواب الأيمان والكفر
والأخ الحبيب اللبيب أبو القاسم .. حفظه الله يأتي بالأدلة عن الكبار ويحيل إلى ماقرره الأئمة أمثال شيخ الأسلام ابن تيمية وغيره من الأئمة وانتم تلوون أعناق النصوص هذا الذي اقصد ولاتحمل كلامي مالايحتمل وتلزمني بما لم أقل ..
وأنا أقول بأن أخوك أبو صلاح صاحب سرقات علمية لا يوثق به أصلاً .. وطرد من ملتقى أهل الحديث .. وانظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34635
والمسائل الكبار ينظر فيها إلى أقوال الأئمة الكبار
مثل ماقرره أخي أبو القاسم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 10:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / علي الفضلي
زُر هذا الرابط تجد فيه الجواب عن احتجاجك بكلام العثيمين - رحمه الله -
http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/04.htm
وهنا مقالات نافعة:
http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 10:19]ـ
أخي:
والمسائل الكبار ينظر فيها إلى أقوال الأئمة الكبار
..
هذه كلمة حق جزاك الله خيرا
فهل تعتقد أن الشيخ ابن باز من الكبار؟
فإن كان الجواب بنعم فأنصحك بالرجوع إلى شريط له معنون بالدمعة البازية ثم أخبرني ماذا يقول فيها
ثم أنصحك نصيحة أخرى إذا رأيت أخاك المسلم قد أخطأ -في اعتقادك -فحاول أن ترده إلى الحق بالكلمة الطيبة و الأسلوب الحسن
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 10:41]ـ
يا أخي لو نقلت لي الصورة المجمع عليها لاختصرت الطريق بارك الله فيك
ابشر بما يسرك هذه هي الإجماعات ..
1 - يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (والإنسان متى حلل الحرام- المجمع عليه- أو حرم الحلال- المجمع عليه - أو بدل الشرع - المجمع عليه- كان كافراً باتفاق الفقهاء) مجموع الفتاوى ج 3 ص 267
2 - ويقول أيضاً: ((ومعلوم أن من أسقط الأمر والنهي الذي بعث الله به رسله فهو كافر باتفاق المسلمين واليهود والنصارى)) المصدر السابق ج 8 ص 106
3 - ويقول ابن القيم - رحمه الله - ((وقد جاء القرآن وصح الإجماع بأن دين الإسلام نسخ كل دين قبله , وأن من التزم ماجاءت به التوراة والإنجيل، ولم يتبع القرآن فهو كافر)) أحكام أهل الذمة ج 1 ص 259
4 - ويقول ابن كثير - رحمه الله -: ((فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام،وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ ومن فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين ..
هذه حكايات الأئمة الإجماع على كفر من تحاكم إلى غير الشريعة ..
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 11:10]ـ
هذه حكايات الأئمة الإجماع على كفر من تحاكم إلى غير الشريعة ..
جزاك الله خيرا و أسأل الله أن يرزقني و إياك الإخلاص في القول و العمل
أرجو منكم أن توضحوا هذه النقطة فقط لأن النزاع وقع في هذا الموضوع و في غيره بين فريقين
الفريق الأول: يقول أننا لا نكفر من تحاكم إلى غير الشريعة الكفر الأكبر المخرج من الملة إلا إذا استحل أو فضّل أو أمور أخرى معروفة
الفريق الثاني قالوا هذا التحاكم مطلقا كفر أكبر من غير شروط
فمن من الفريقين يوافقه هذا الإجماع بارك الله فيكم
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 12:02]ـ
أخي محمد جزاك الله خيرا على دعائك ..
أما قولك من من الفريقين يوافقه الإجماع ..
فأقول الفريق الثاني الذي ذكرت .. وذلك لأن المخالف لم يذكر إجماعاً
وأين النقل عن العلماء الذين حكوا الإجماع؟ إن حكاية الإجماع ليست بالأمر الهيّن, إلا أن تكون ممن توهم في مقالة أنه لامخالف فيها فادعى الإجماع عليها.
وكثيراً مايقع هذا لبعض الناس فيتبين أن الأمر خلاف ما ادعاه.
فكيف إذا كان قد حُكي الإجماع على خلاف ماادعاه؟؟
هذا بإختصار ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 12:05]ـ
أخي الكريم محمد .. سدده الله تعالى
أليس من التواضع لله أن ترد على أخيك بدل أن تهمله؟
وهل لك أن تحدد لي أين خرجت من حد الأدب معك خاصة؟
ولماذا ترفض الحوار في الخاص؟
أليس المقصود هو التوصل للحق؟
الإجماعات التي نقلها لك الأخ الحبيب محمد بن مسلمة .. نقلتها لكم من قبل ..
فلماذا العود للسؤال عفا الله عنك؟
لكن الإشكال أن المخالفين يحاولون تأويل هذه النصوص ..
وبذي الطريقة بوسع أي أحد أن ينكر أي دليل ..
والله المستعان
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 08:14]ـ
لعلك أخي الكريم لم تقف على كلام شيخ الإسلام كاملا و لذلك فأنا أنقله لك حتى تتضح الصورة أكثر
و هذا بقية كلامه
[ ........... وَفِي مِثْلِ هَذَا نَزَلَ قَوْلُهُ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} أَيْ هُوَ الْمُسْتَحِلُّ لِلْحُكْمِ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ،
وَلَفْظُ الشَّرْعِ يُقَالُ فِي عُرْفِ النَّاسِ عَلَى ثَلَاثَةِ مَعَانٍ:
" الشَّرْعُ الْمُنَزَّلُ " وَهُوَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَهَذَا يَجِبُ اتِّبَاعُهُ وَمَنْ خَالَفَهُ وَجَبَتْ عُقُوبَتُهُ.
وَالثَّانِي " الشَّرْعُ الْمُؤَوَّلُ " وَهُوَ آرَاءُ الْعُلَمَاءِ الْمُجْتَهِدِينَ فِيهَا كَمَذْهَبِ مَالِكٍ وَنَحْوِهِ. فَهَذَا يَسُوغُ اتِّبَاعُهُ وَلَا يَجِبُ وَلَا يَحْرُمُ، وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُلْزِمَ عُمُومَ النَّاسِ بِهِ وَلَا يَمْنَعَ عُمُومَ النَّاسِ مِنْهُ.
وَالثَّالِثُ " الشَّرْعُ الْمُبَدَّلُ " وَهُوَ الْكَذِبُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ عَلَى النَّاسِ بِشَهَادَاتِ الزُّورِ وَنَحْوِهَا وَالظُّلْمِ الْبَيِّنِ فَمَنْ قَالَ إنَّ هَذَا مِنْ شَرْعِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ بِلَا نِزَاعٍ.]
فما رأيكم أخي الكريم هل ما زلت تعتقد أن الإجماع الذي ذكره شيخ الإسلام هنا يوافق القائلين بالتكفير المطلق من غير استحلال أو تبديل؟
و سأرجع إن شاء الله للكلام على بقية الإجمات التي ذكرتها بشرط أن يبقى النقاش بهذه الصورة و جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 01:23]ـ
مازلت تهمل كلامي ورسائلي الخاصة أخي الأمين ..
هل هذا من الأدب الإسلامي الذي تطالب به؟
المستحل كافر ولو في قضية واحدة .. حاكما كان أو محكوما .. فكلامك هذا لا ينقض ما قدمناه
لكن المسألة أن من يحمل الناس على شرع كامل هو عبارة عن قوانين وضعية ..
فهذا صنو المستحل .. لأنه لا يتصور أن يسن شخص دستورا كاملا مغايرا للشرع .. ثم يكون مسلما ..
خصوصا مع القرائن .. كقرينة محاربة من يحاول تغيير هذا الأمر بأمر بمعروف ونهي عن منكر
وقد ذهب جماعة من العلماء إلى تكفير من يمنع الزكاة-فقط- إذا قاتل عن منعها
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 02:24]ـ
مازلت تهمل كلامي ورسائلي الخاصة أخي الأمين ..
هل هذا من الأدب الإسلامي الذي تطالب به؟
المستحل كافر ولو في قضية واحدة .. حاكما كان أو محكوما .. فكلامك هذا لا ينقض ما قدمناه
لكن المسألة أن من يحمل الناس على شرع كامل هو عبارة عن قوانين وضعية ..
فهذا صنو المستحل .. لأنه لا يتصور أن يسن شخص دستورا كاملا مغايرا للشرع .. ثم يكون مسلما ..
خصوصا مع القرائن .. كقرينة محاربة من يحاول تغيير هذا الأمر بأمر بمعروف ونهي عن منكر
وقد ذهب جماعة من العلماء إلى تكفير من يمنع الزكاة-فقط- إذا قاتل عن منعها
أنا لم أهمل كلامك, و لماذا أهمل كلام أخي المسلم, و من أكون أنا حتى أهمل كلام الناس و اعلم أنني لم أجبك لظروف خاصة و إن كنت أفضل النقاش المعلن حتى تعم الفائدة, و أغلقت باب الرسائل الخاصة حتى لا ترسل لي ثم لا أجيبك لتلك الظروف فتظن أني أهملتك و الله الموفق
أما بالنسبة للموضوع فهل تعتقد أن من حمل الناس على الشرع الكامل يكفر مطلقا من غير استحلال أو تبديل أو تفضيل؟
إن كان الجواب بنعم فما هو الدليل على هذا؟
مع العلم أن أهل السنة يعتقدون أن التكفير حكم شرعي ليس لأحد أن أن يقول فيه بغير دليل بل نصّ الإمام أحمد و محمد ابن عبد الوهاب و غيرهم أننا لا نكفر إلا من أجمع أهل العلم على تكفيره
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 03:59]ـ
أخي الحبيب: هذا ليس منهج طالب علم .. أو طالب حق
يقول لك الأخ: أبو القاسم ضعفه الشيخ العلوان والشيخ السعد ..
وتأتي أنت وتقول هذا بحث قام بتخريجه أحد الأخوة .. من هذا الأخ ومن شهد له بالعلم!!!
والعلوان والسعد من الأئمة في هذا الشأن لا ينكر علمهم ومكانتهم إلا جاهل أو حاقد أو معاند ..
أخي عبدالله .. هذا الأمور العقدية والمصيرية تأخذ من الأئمة الكبار وليس من أبو صلاح وأمثاله ..
وأبو صلاح هذا طرد من ملتقى أهل الحديث بسبب سرقاته العلمية .. ؟
ولا أدري لماذا هذا التعسف أنت وصاحبك الفضلي ..
والكلام الذي قرره الأخ كلام لم يأتي به من كيسه بل هو ماقرره أئمة هذا الشأن من أمثال الشيخ البراك والحوالي وغيرهم ..
ولكنكم وللأسف قوم بهت تلوون أعناق النصوص وتجادلون بالباطل ..
ثم هذه الطريقة ليست من أصول المناظرة ... العلمية يأتي الأخ أبو القاسم بكلام الأئمة وتأتي بالنكرات وكأنك تجادل في أمور بسيطه فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
إذن تلزمني بالتقليد
إن كان العلوان والسعد قد ضعفاه فقد رددت كلاهمهما بالقواعد العلمية
وقد صححه الألباني
وأبو صلاح حتى لو سرق فخذ الفائدة من كلامه واترك وقد تعقبته بنفسي
وقل لي بربك ما هي أصول المنظرة عندك
اتهام العباد بالإرجاء لأنهم لا يقولون بالتفصيل الذي تقولون فيه
سبحان الله
أقول ابن باز وابن عثيمين والألباني
وتقول البراك والحوالي
يا رجل لا يمتنع عقلاً ولا شرعاً أن يخطيء هؤلاء ويصيب أولئك أو نصيب نحن
وبالتفصيل الذي أنصره يقول شيخنا صالح بن غانم السدلان
والشيخ محمد بن حسن آل الشيخ
وأما بقية كلامك الإنشائي فإذا أدلتنا ضعيفة ونحن نلوي نصوص أعناق العلماء فبينوا لنا وجه ضعفها
وكيف لوينا أعناق النصوص
وأما ألا يجيب المقدسي على أكثر من خمسة إلزامات ألزمته بها
ويبتر نص شيخ الإسلام
ويقولني ما لم اقل في مسألة إيمان أبي طالب وتارك جنس العمل
فكيف تريدني أن أقتنع؟!
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 04:14]ـ
ابشر بما يسرك هذه هي الإجماعات ..
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (والإنسان متى حلل الحرام- المجمع عليه- أو حرم الحلال- المجمع عليه - أو بدل الشرع - المجمع عليه- كان كافراً باتفاق الفقهاء) مجموع الفتاوى ج 3 ص 267
2 - ويقول أيضاً: ((ومعلوم أن من أسقط الأمر والنهي الذي بعث الله به رسله فهو كافر باتفاق المسلمين واليهود والنصارى)) المصدر السابق ج 8 ص 106
3 - ويقول ابن القيم - رحمه الله - ((وقد جاء القرآن وصح الإجماع بأن دين الإسلام نسخ كل دين قبله , وأن من التزم ماجاءت به التوراة والإنجيل، ولم يتبع القرآن فهو كافر)) أحكام أهل الذمة ج 1 ص 259
4 - ويقول ابن كثير - رحمه الله -: ((فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام،وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ ومن فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين ..
هذه حكايات الأئمة الإجماع على كفر من تحاكم إلى غير الشريعة ..
النص الأول تقدم الجواب عليه وقد بترته أنت كما فعل صاحبك
والنص الخير أيضاً الجواب عليه
والنص الثالث قد بينا لك معنى الإلتزام وهو الإيجاب الشرعي على النفس
قال شيخ الإسلام في تارك الصلاة في المصدر الذي تنقل عنه (20/ 97_98) ((ومورد النزاع فيمن أقر بوجوبها والتزم فعلها ولم يفعل))
وذكر ابن القيم للنسخ يدل على أنه يقصد الذين يتعبدون بشرائع الكتاب
وأما شيخ الإسلام عن إسقاط الأمر والنهي فيقصد به الجحد لهذا ذكر إجماع اليهود والنصارى
وإلا إذا كان مجرد الحكم بغير ما أنزل الله إسقاط للأمر والنهي
لكان الحكم بغير ما انزل الله كفراً أكبراً ولو في قضية واحدة
فمناط التكفير هو الإسقاط لا تعدده
أو نقول أن مقصود شيخ الإسلام إسقاط جميع الأوامر والمنهيات _بمعنى إهمالها وعدم العمل بها _ بما يشمل التوحيد وترك الشرك
وأما أن نجعل كلام شيخ الإسلام لا يتناول أقل أفراده وليس عاماً
فهذا تحكمٌ بارد
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (5/ 131) ((فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن وأما من كان ملتزماً لحكم الله ظاهراً وباطناً لكن عصى واتبع هواه فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة وهذه الآية يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل))
انظر كيف لم يفرق بين التشريع العام وغيره وجعل الحكم بالكفر عدم الإلتزام _على المعنى السابق _ وفرق بين غير الملتزم والذي يحكم لشهوة
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 04:25]ـ
قياس مسألة قتال الممتنعين عن الزكاة على مسألة حاكم يضايق الذين يأمرون بالعروف وينهون عن المنكر
قياس فاسد
لأن هؤلاء لم يقاتلوه وإلا للزمنا تكفير كل عاصي يزجر من يأمره بالمعروف أو ينهاه عن المنكر
وخذ مثالاً
رجل يشرب الخمر فنهاه ابنه عن هذا وشدد عليه فطرده من البيت _ وهذا تضييق _
هل يكون كافراً يتضييقه على ابنه
لا زلت تتخبط في ظلمات عدم الإتزان العلمي والله المستعان
وأما سبنا واتهامنا بأننا فرحنا الروافض والأمريكان
فعدم تكفيرنا للعباد على منهج أهل السنة والجماعة لا يغيظ إلا أهل البدع الذين يتعطشون لرمينا بالغلو
ثم إنني أحسبك توافقنا في النتيجة وإن لم تتفق معنا في المقدمة
فلا تكفر جميع الحكام المعاصرين
فقد اتفقنا إذن
فما يقال علينا من الناحية التطبيقية يقال عليك
وإن كنت تكفرهم ولا ترى جواز الخروج لعدم وجود القدرة فقد اتفقت معنا في الفعل أيضاً
فما يقال علينا من الناحية التطبيقية يقال عليك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 04:57]ـ
كلامي ليس معك يا خليفي ..
ولم تفند شيئا كما زعمت .. ولم نبتر شيئا
ولسنا من تفرد بنقل الإجماع .. بالمناسبة ..
فقد فهمه كثير من العلماء المعاصرين كما فهمناه
ولم أقس شيئا على شيء
وكلام شيخ الإسلام الأخير الذي نقلته ضدك أيضا ..
والخوارج كانوا يكفرون أمثال أبي جعفر المنصور وهارون الرشيد .. لبعض المآخذ والكبائر ..
أما كلامنا فيختلف
ودعك من الحكام المعاصرين وأسلوب التحريض
فكلامنا عن الفعل نفسه ..
والله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 05:32]ـ
جوابا على الأخ الكريم الأمين الجزائري أقول مستعينا بالله وحده
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس النقاش عن تكفير الأعيان .. فهذا موضوع آخر .. وما ذكرته من محاذير ينطبق حتى على أمور كفرية أوضح ..
أما الدليل الذي طلبت ..
فهو كلام الله تعالى ..
الذي حكم بكفر من فعل ذلك ولم يشترط استحلالا ولا غيره ..
وهذا هو الذي بينه العلامة محمد بن إبراهيم في رسالته الموسومة برسالة تحكيم القوانين
وبه قال العلامة المحقق عبد الرحمان البرّاك المحقق في علم العقيدة خاصة .. وكذا العلامة بن جبرين ..
وأرجو أن تطالع شرح رسالة تحكيم القوانين للشيخ العلامة سفر الحوالي .. ليستبين لك الأمر
والدليل إنما يطلب من يصرف اللفظ عن ظاهره .. وليس العكس
خصوصا أن سياق الآيات عن يهود ونصارى ..
وهم كفار بإجماع الأمة ..
فإما أن يكون المقصود بالكفر .. الكفر الأصغر .. وهذا يناقض حقيقة المتكلم عنهم
وإما أن يكون كفرا أكبر وهو الجاري مع الأصل .. والمتسق مع السياق
وقد بين فضيلة الشيخ ناصر العمر في موقعه أيضا ..
وقال: الراجح أن من يتحاكم إلى شرع كامل كالقوانين الوضعية فهو يكفر وإن لم يعتقد استحلالا .. ولا تفضيلا .. (انظره في موقعه)
وأختم بشيء:-
على فرض أن القضية محل للاختلاف السائغ ..
فإن أدلة كفر هذا العمل هي الراجحة .. لأن ما يعارض به لا يرقى لحقيقة معنى الدليل
فالدليل كما هي حقيقته باختصار: الموصل للمطلوب
فقارن بإنصاف أخي الأمين .. وبأمانة وتجرد ..
بين ما نقوله .. وبين ما تقولون ..
وخلاصته الآتي:-
أتينا بأقوال لعلماء أقدمين .. حكى بعضهم الإجماع .. وبعضهم بين حكمه الموافق دون حكاية إجماع
فكان رد بعض من نازع هو التأويل لكلام هؤلاء الأئمة ..
ثم أتينا بالقاعدة التي ساقها ابن تيمية في بيان أن الكفر إذا تعرف فهو محمول على الأكبر ..
وذكرنا أنه لا صارف
فجاء بعض من يدعي أن ترك جنس الأعمل بالكلية ليس بكفر أصلا ..
فأتيناه بكلام أئمة السلف وابن تيمية أيضا في مناقضة هذا الزعم ..
فالحاصل إذن .. مقاومة المخالفين .. هي تشكيك في الأدلة المقدمة .. وليس هي في ذاتها أدلة ..
وبمقدور كل واحد على هذا النهج كلما جاء لفظ كفر أن ينفيه .. ويقول: المراد الأصغر .. فما الضابط؟
وأما الأثر فهو ضعيف بإجماع كبار أهل الصنعة المعاصرين ..
وقد ضعفه أيضا الشيخ المتقن المحدث الدكتور ماهر الفحل ..
ولك أن تسأله فهو كاتب هنا
فإن أبيتم حكاية الإجماع .. لشبهة أو تأويل
فليس لكم أن تأبوا الاعتراف أنكم لم تقدموا دليلا حقيقيا يصار به إثبات قولكم ..
خصوصا أنه لم يحصل في التاريخ أن حصل تبديل كامل .. وتحاكم لقوانين أرضية إلا في زمان جنكز خان ..
فلذلك لم يتكلم الأقدمون عن هذه الصورة كثيرا ..
في حين وجدنا ابن كثير لكونه مؤرخا وعصره مقارب لذلك .. بين بجلاء في غير موضع كما في تفسيره .. وفي تاريخه
ثم لم تتكرر هذه الحادثة إلا بعد الاستخراب البريطاني والفرنسي لبلادنا .. حين شرعنا ننهل من معين دساتيرهم العفنة .. الكفرية
فلا يُظن أن من ينفي الكفر عن هذا هو أكثر حمية ممن يثبته ..
بل العكس هو الأقرب للنصوص وهو المنسجم مع حقيقة توحيد العبادة
قال الشيخ العلامة أبو إسحاق الحويني: توحيد الحاكمية أبرز معالم توحيد العبادة ..
وقد لا قى بسبب هذه الكلمة حربا شعواء من قبل أدعياء السلفية .. الذين اتهموه يومها أنه قطبي!
والله المستعان
وعليه التكلان
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 06:28]ـ
أقوال العلماء المعتبرين في تحكيم القوانين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد:
فهذا بعض ما قاله علماء الإسلام المعتبرين على مدار القرون تسليم كف بكف وكابر عن كابر .. في تأويل آيات الحكم بغير ما أنزل الله، وتحكيم القوانين:
حبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? [المائدة:44] قال: "من جحد ما أنزل الله، فقد كفر، ومن أقرّبه، لم يحكم به فهو ظالم فاسق".
وقال طاووس عن ابن عباس – أيضاً – في قوله: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?؛ قال: ليس بالكفر الذي يذهبون إليه". وفي لفظ: "كفر لا ينقل عن الملة". وفي لفظ آخر: "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولفظ ثالث: "هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله".
العلماء الأعلام الذين صرحوا بصحة تفسير ابن عباس واحتجوا به
الحاكم في المستدرك (2/ 393)، ووافقه الذهبي، الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/ 64) قال: صحيح على شرط الشيخين، الإمام القدوة محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 520)، الإمام أبو المظفر السمعاني في تفسيره (2/ 42)، الإمام البغوي في معالم التنزيل (3/ 61)، الإمام أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن (2/ 624)، الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (6/ 190)، الإمام البقاعي في نظم الدرر (2/ 460)، الإمام الواحدي في الوسيط (2/ 191)، العلامة صديق حسن خان في نيل المرام (2/ 472)، العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (2/ 101)، العلامة أبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ص 45)، العلامة أبو حيان في البحر لمحيط (3/ 492)، الإمام ابن بطة في الإبانة (2/ 723)، الإمام ابن عبد البر في التمهيد (4/ 237)، العلامة الخازن في تفسيره (1/ 310)، العلامة السعدي في تفسيره (2/ 296)، شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/ 312)، العلامة ابن القيم الجوزية في مدارج السالكين (1/ 335)، محدث العصر العلامة الألباني في "الصحيحة" (6/ 109).
?قال فقيه الزمان العلامة ابن عثيمين في "التحذير من فتنة التكفير" (ص 68):
لكن لما كان هذا الأثر لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير؛ صاروا يقولون: هذا الأثر غير مقبول! ولا يصح عن ابن عباس! فيقال لهم: كيف لا يصحّ؛ وقد تلقاه من هو أكبر منكم، وأفضل، وأعلم بالحديث؟! وتقولون: لا نقبل ... فيكفينا أن علماء جهابذة؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم – وغيرهما – كلهم تلقوه بالقبول ويتكلمون به، وينقلونه؛ فالأثر صحيح.
إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل (المتوفى سنة:241)
قال إسماعيل بن سعد في "سؤالات ابن هاني" (2/ 192): "سألت أحمد: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?، قلت: فما هذا الكفر؟
قال: "كفر لا يخرج من الملة"
ولما سأله أبو داود السجستاني في سؤالاته (ص 114) عن هذه الآية؛ أجابه بقول طاووس وعطاء المتقدمين.
وذكر شيخ الإسلام بن تيمية في "مجموع الفتاوى" (7/ 254)، وتلميذه ابن القيم في "حكم تارك الصلاة" (ص 59 - 60): أن الإمام أحمد –رحمه الله- سئل عن الكفر المذكور في آية الحكم؛ فقال: "كفر لا ينقل عن الملة؛ مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه".
الإمام محمد بن نصر المروزي (المتوفى سنة:294)
قال في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 520): ولنا في هذا قدوة بمن روى عنهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين؛ إذ جعلوا للكفر فروعاً دون أصله لا تنقل صاحبه عن ملة الإسلام، كما ثبتوا للإيمان من جهة العمل فرعاً للأصل، لا ينقل تركه عن ملة الإسلامة، من ذلك قول ابن عباس في قوله: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?.
وقال (2/ 523) معقباً على أثر عطاء:- "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم وفسق دون فسق"-: وقد صدق عطاء؛ قد يسمى الكافر ظالماً، ويسمى العاصي من المسلمين ظالماً، فظلم ينقل عن ملة الإسلام وظلم لا ينقل".
شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري (المتوفى سنة:310)
قال في "جامع البيان" (6/ 166): وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت، وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى قد عمّ بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصاً؟!
قيل: إن الله تعالى عمّ بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون، وكذلك القول في كلّ من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به، هو بالله كافر؛ كما قال ابن عباس".
الإمام ابن بطة العكبري (المتوفى سنة:387)
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر في "الإبانة" (2/ 723): "باب ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج به من الملّة"، وذكر ظمن هذا الباب: الحكم بغير ما أنزل الله، وأورد آثار الصحابة والتابعين على أنه كفر أصغر غير ناقل من الملة".
الإمام ابن عبد البر (المتوفى سنة: 463)
قال في "التمهيد" (5/ 74): "وأجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر لمن تعمد ذلك عالما به، رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف، وقال الله عز وجل:
? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?،? الظَّالِمُونَ ?،? الْفَاسِقُونَ ? نزلت في أهل الكتاب، قال حذيفة وابن عباس: وهي عامة فينا؛ قالوا ليس بكفر ينقل عن الملة إذا فعل ذلك رجل من أهل هذه الأمة حتى يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر روي هذا المعنى عن جماعة من العلماء بتأويل القرآن منهم ابن عباس وطاووس وعطاء".
الإمام السمعاني (المتوفى سنة:510)
قال في تفسيره للآية (2/ 42): "واعلم أن الخوارج يستدلون بهذه الآية، ويقولون: من لم يحكم بما أنزل الله؛ فهو كافر، وأهل السنة قالوا: لا يكفر بترك الحكم".
الإمام ابن الجوزي (المتوفى سنة: 597)
قال في "زاد المسير" (2/ 366): وفصل الخطاب: أن من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً له، وهو يعلم أن الله أنزله؛ كما فعلت اليهود؛ فهو كافر، ومن لم يحكم به ميلاً إلى الهوى من غير جحود؛ فهو ظالم فاسق، وقد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس؛ أنه قال: من جحد ما أنزل الله؛ فقد كفر، ومن أقرّبه؛ ولم يحكمم به؛ فهو ظالم فاسق".
الإمام ابن العربي (المتوفى سنة:543)
قال رحمه الله في "أحكام القرآن" (2/ 624): " وهذا يختلف: إن حكم بما عنده على أنه من عند الله، فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين".
الإمام القرطبي (المتوفى سنة:671)
وقال في "المفهم" (5/ 117): "وقوله ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? يحتج بظاهره من يكفر بالذنوب، وهم الخوارج!، ولا حجة لهم فيه؛ لأن هذه الآيات نزلت في اليهود المحرفين كلام الله تعالى، كما جاء في الحديث، وهم كفار، فيشاركهم في حكمها من يشاركهم في سبب النزول.
وبيان هذا: أن المسلم إذا علم حكم الله تعلى في قضية قطعاً ثم لم يحكم به، فإن كان عن جحد كان كافراً، لا يختلف في هذا، وإن كان لا عن جحد كان عاصياً مرتكب كبيرة، لأنه مصدق بأصل ذلك الحكم، وعالم بوجوب تنفيذه عليه، لكنه عصى بترك العمل به، وهذا في كل ما يُعلم من ضرورة الشرع حكمه؛ كالصلاة وغيرها من القواعد المعلومة، وهذا مذهب أهل السنة".
شيخ الإسلام ابن تيمية (المتوفى سنة:728)
قال في "مجموع الفتاوى" (3/ 267): والإنسان متى حلّل الحرام المجمع عليه أو حرم الحرام المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء، وفي مثل هذا نزل قوله على أحد القولين: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? [المائدة:44]؛ أي: المستحل للحكم بغير ما أنزل الله".
وقال في منهاج السنة (5/ 130): قال تعالى: ? فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ? [النساء:65]؛ فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم؛ فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسولة باطناً وظاهراً، لكن عصى واتبع هواه؛ فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة. وهذه الآية مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله، ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله. وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا، وما ذكرته يدل عليه سياق الآية".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في "مجموع الفتاوى" (7/ 312): "وإذا كان من قول السلف: (إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق)، فكذلك في قولهم: (إنه يكون فيه إيمان وكفر) ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملّة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? قالوا: كفروا كفراً لا ينقل عن الملة، وقد اتّبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة".
الإمام ابن قيم الجوزية (المتوفى سنة:751)
قال في "مدارج السالكين" (1/ 336): والصحيح: أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مُخيّر فيه، مع تيقُنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر. إن جهله وأخطأه، فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.
وقال في "الصلاة وحكم تاركها" (ص 72): "وههنا أصل آخر، وهو الكفر نوعان: كفر عمل. وكفر جحود وعناد. فكفر الجحود: أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحوداً وعناداً؛ من أسماء الرب، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه. وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه. وأما كفر العمل: فينقسم إلى ما يضاد الإيمان، وإلى ما لا يضاده: فالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبيِّ، وسبه؛ يضاد الإيمان. وأما الحكم بغير ما أنزل الله، وترك الصلاة؛ فهو من الكفر العملي قطعاً".
الحافظ ابن كثير (المتوفى سنة:774)
قال رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (2/ 61): ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? لأنهم جحدوا حكم الله قصداً منهم وعناداً وعمداً، وقال ههنا: (فَأُوْلَئِكَ هُم الظَّالِمُونَ) لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه، فخالفوا وظلموا وتعدوا".
الإمام الشاطبي (المتوفى سنة:790)
قال في "الموافقات" (4/ 39): "هذه الآية والآيتان بعدها نزلت في الكفار، ومن غيّر حكم الله من اليهود، وليس في أهل الإسلام منها شيء؛ لأن المسلم –وإن ارتكب كبيرة- لا يقال له: كافر".
الإمام ابن أبي العز الحنفي (المتوفى سنة: 791)
قال في "شرح الطحاوية" (ص 323): وهنا أمر يجب أن يتفطن له، وهو: أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة، وقد يكون معصية: كبيرة أو صغيرة، ويكون كفراً: أما مجازاً؛ وإما كفراً أصغر، على القولين المذكورين. وذلك بحسب حال الحاكم: فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله؛ فهذا أكبر. وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، وعلمه في هذه الواقعه، وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا عاص، ويسمى كافراً كفراً مجازيا، أو كفراً أصغر. وإن جهل حكم الله فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأه؛ فهذا مخطئ، له أجر على اجتهاده، وخطؤه مغفور.
الحافظ ابن حجر العسقلاني (المتوفى سنة:852)
قال في "فتح الباري" (13/ 120): "إن الآيات، وإن كان سببها أهل الكتاب، لكن عمومها يتناول غيرهم، لكن لما تقرر من قواعد الشريعة: أن مرتكب المعصية لا يسمى: كافراً، ولا يسمى – أيضاً – ظالماً؛ لأن الظلم قد فُسر بالشرك، بقيت الصفة الثالثة"؛ يعني الفسق.
العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (المتوفى سنة: 1293)
قال في "منهاج التأسيس" (ص 71): وإنما يحرُم إذا كان المستند إلى الشريعة باطلة تخالف الكتاب والسنة، كأحكام اليونان والإفرنج والتتر، وقوانينهم التي مصدرها آراؤهم وأهوائهم، وكذلك البادية وعادتهم الجارية ... فمن استحل الحكم بهذا في الدماء أو غيرها؛ فهو كافر، قال تعالى: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? ... وهذه الآية ذكر فيها بعض المفسرين: أن الكفر المراد هنا: كفر دون الكفر الأكبر؛ لأنهم فهموا أنها تتناول من حكم بغير ما أنزل الله، وهو غير مستحل لذلك، لكنهم لا ينازعون في عمومها للمستحل، وأن كفره مخرج عن الملة".
العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (المتوفى سنة: 1307)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في "تيسير الكريم الرحمن" (2/ 296 - 297): " فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر، وقد يكون كفرً ينقل عن الملة، وذلك إذا اعتقد حله وجوازه، وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أعمال الكفر قد استحق من فعله العذاب الشديد .. ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? قال ابن عباس: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، فهو ظلم أكبر عند استحلاله، وعظيمة كبيرة عند فعله غير مستحل له".
العلامة صديق حسن خان القنوجي (المتوفى سنة: 1307)
قال في "الدين الخالص" (3/ 305): "الآية الكريمة الشريفة تنادي عليهم بالكفر، وتتناول كل من لم يحكم بما أنزل الله، أللهم إلا أن يكون الإكراه لمهم عذراً في ذلك، أو يعتبر الاستخفاف أو الاستحلال؛ لأن هذه القيود إذا لم تعتبر فيهم، لا يكون أحد منهم ناجياً من الكفر والنار أبداً".
سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ (المتوفى سنة: 1389)
قال في "مجموع الفتاوى" (1/ 80) له:"وكذلك تحقيق معنى محمد رسول الله: من تحكيم شريعته، والتقيد بها، ونبذ ما خالفها من القوانين والأوضاع وسائر الأشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي من حكم بها [يعني القوانين الوضعية] أو حاكم إليها؛ معتقداً صحة ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، فإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملّة". ()
العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (المتوفى سنة: 1393)
قال في "أضواء البيان" (2/ 104):" واعلم: أن تحرير المقال في هذا البحث: أن الكفر والظلم والفسق، كل واحد منها أطلق في الشرع مراداً به المعصية تارة، والكفر المخرج من الملة أخرى: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ ? معارضاً للرسل، وإبطالاً لأحكام الله؛ فظلمه وفسقه وكفره كلها مخرج من الملة. ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ ? معتقداً أنه مرتكب حراماً، فاعل قبيحاً، فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج من الملة".
محدث العصر العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني (المتوفى سنة: 1420)
قال في "التحذير من فتنة التكفير" (ص 56): " ... ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?؛ فما المراد بالكفر فيها؟ هل هو الخروج عن الملة؟ أو أنه غير ذلك؟، فأقول: لا بد من الدقة في فهم الآية؛ فإنها قد تعني الكفر العملي؛ وهو الخروج بالأعمال عن بعض أحكام الإسلام.
ويساعدنا في هذا الفهم حبر الأمة، وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الذي أجمع المسلمون جميعاً – إلا من كان من الفرق الضالة – على أنه إمام فريد في التفسير.
فكأنه طرق سمعه – يومئذ – ما نسمعه اليوم تماماً من أن هناك أناساً يفهمون هذه الأية فهماً سطحياً، من غير تفصيل، فقال رضي الله عنه: "ليس الكفر الذي تذهبون إليه"، و:"أنه ليس كفراً ينقل عن الملة"، و:"هو كفر دون كفر"، ولعله يعني: بذلك الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم كان من عواقب ذلك أنهم سفكوا دماء المؤمنين، وفعلوا فيهم ما لم يفعلوا بالمشركين، فقال: ليس الأمر كما قالوا! أو كما ظنوا! إنما هو: كفر دون كفر ... ".
سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز (المتوفى سنة: 1421)
نشرت جريدة الشرق الأوسط في عددها (6156) بتاريخ 12/ 5/1416 مقالة قال فيها: "اطلعت على الجواب المفيد القيّم الذي تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – وفقه الله – المنشور في جريدة "الشرق الأوسط" وصحيفة "المسلمون" الذي أجاب به فضيلته من سأله عن تكفير من حكم بغير ما أنزل الله – من غير تفصيل -، فألفيتها كلمة قيمة قد أصاب فيه الحق، وسلك فيها سبيل المؤمنين، وأوضح – وفقه الله – أنه لا يجوز لأحد من الناس أن يكفر من حكم بغير ما أنزل الله – بمجرد الفعل – من دون أن يعلم أنه استحلّ ذلك بقلبه، واحتج بما جاء في ذلك عن ابن عباس – رضي الله عنهما – وغيره من سلف الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن ما ذكره في جوابه في تفسير قوله تعالى: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?، ? ... الظَّالِمُونَ ?، ? ... الْفَاسِقُونَ ?، هو الصواب، وقد أوضح – وفقه الله – أن الكفر كفران: أكبر وأصغر، كما أن الظلم ظلمان، وهكذا الفسق فسقان: أكبر وأصغر، فمن استحل الحكم بغير ما أنزل الله أو الزنا أو الربا أو غيرهما من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً أكبر، ومن فعلها بدون استحلال كان كفره كفراً أصغر وظلمه ظلماً أصغر وهكذا فسقه". ()
فقيه الزمان العلامة محمد بن صالح العثيمين (المتوفى سنة: 1421)
سُئل في شريط "التحرير في مسألة التكفير" بتاريخ (22/ 4/1420) سؤالاً مفاده:
إذا ألزم الحاكم الناس بشريعة مخالفة للكتاب والسنة مع اعترافه بأن الحق ما في الكتاب والسنة لكنه يرى إلزام الناس بهذا الشريعة شهوة أو لاعتبارات أخرى، هل يكون بفعله هذا كافراً أم لابد أن يُنظر في اعتقاده في هذه المسألة؟
فأجاب: " ... أما في ما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله؛ فهو كما في كتابه العزيز، ينقسم إلى ثلاثة أقسام: كفر، وظلم، وفسق، على حسب الأسباب التي بُني عليها هذا الحكم، فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه أن بأن الحق فيما قضى الله به؛ فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم، وأما إذا كان يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضاً، لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل بعلم الشريعة ويتصل بمن لا يعرف الحكم الشرعي، وهم يرونه عالماً كبيراً، فيحصل بذلك مخالفة، وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستوراً يمشي الناس عليه؛ نعتقد أنه ظالم في ذلك وللحق الذي جاء في الكتاب والسنة أننا لا نستطيع أن نكفر هذا، وإنما نكفر من يرى أن الحكم بغير ما أنزل الله أولى أن يكون الناس عليه، أو مثل حكم الله عز وجل فإن هذا كافر لأنه يكذب بقول الله تعالى: ? أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ? وقوله تعالى: ? أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية
الفتوى رقم (6310): س: ما حكم من يتحاكم إلى القوانين الوضعية، وهو يعلم بطلانها، فلا يحاربها، ولا يعمل على إزالتها؟
ج: "الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله، وآله وصحبه؛ وبعد:
الواجب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند الاختلاف، قال تعالى: ? فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ?، وقال تعالى: ? فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ?. والتحاكم يكون إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن لم يكن يتحاكم إليها مستحلاً التحاكم إلى غيرهما من القوانين الوضعيه بدافع طمع في مال أو منصب؛ فهو مرتكب معصية، وفاسق فسقاً دون فسق، ولا يخرج من دائرة الإيمان".
العلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر – حفظه الله -
سُئل في المسجد النبوي في درس شرح سنن أبي داود بتاريخ: 16/ 11/1420:
هل استبدال الشريعة الإسلامية بالقوانين الوضعية كفر في ذاته؟ أم يحتاج إلى الاستحلال القلبي والاعتقاد بجواز ذلك؟ وهل هناك فرق في الحكم مرة بغير ما أنزل الله، وجعل القوانين تشريعاً عاماً مع اعتقاد عدم جواز ذلك؟
فأجاب: "يبدو أنه لا فرق بين الحكم في مسألة، أو عشرة، أو مئة، أو ألف – أو أقل أو أكثر – لا فرق؛ ما دام الإنسان يعتبر نفسه أنه مخطئ، وأنه فعل أمراً منكراً، وأنه فعل معصية، وانه خائف من الذنب، فهذا كفر دون كفر.
وأما مع الاستحلال – ولو كان في مسألة واحدة، يستحل فيها الحكم بغير ما أنزل الله، يعتبر نفسه حلالاً-؛ فإنه يكون كافراً ".
هذا بعض ما تيسر جمعه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 06:53]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كل ما سبق محمول على من حكم في مسألة ونحوها بدافع هوى ورشوة .. ونحو ذلك ..
وليس بخاف علينا ولله الحمد
فلم تكشف لنا عن مستور
لأنه كما سبق بيانه .. لايوجد حاكم في بلاد إسلامية جاء بقوانين الكفار .. وقال هذا دستورنا ..
حتى عتاة الظالمين كالحجاج لم يفعلها ..
وعدم الفهم عن الله ورسوله وكلام العلماء آفة ..
والله المستعان
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 07:12]ـ
كل هؤلاء الأئمة الأعلام عند أبي قاسم مرجئة لأنهم يفصلون في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله!!! والمصيبة الكبرى أن بعض كلام هؤلاء الأئمة هنا يصرح هنا بأنه لا فرق بين المسألة والمسألتين والألف، وأبو قاسم- بصّره الله - مصر على أن كلامهم محمول على المسألة الواحدة!! وعش رجبا تر عجبا، ويبدو أن مبدأ صديقنا أبي قاسم: عنزة ولو طارت!!
أقوال العلماء المعتبرين في تحكيم القوانين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد:
فهذا بعض ما قاله علماء الإسلام المعتبرين على مدار القرون تسليم كف بكف وكابر عن كابر .. في تأويل آيات الحكم بغير ما أنزل الله، وتحكيم القوانين:
حبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل (المتوفى سنة:241)
الإمام محمد بن نصر المروزي (المتوفى سنة:294)
شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري (المتوفى سنة:310)
الإمام ابن بطة العكبري (المتوفى سنة:387)
الإمام ابن عبد البر (المتوفى سنة: 463)
الإمام السمعاني (المتوفى سنة:510)
الإمام ابن الجوزي (المتوفى سنة: 597)
الإمام ابن العربي (المتوفى سنة:543)
الإمام القرطبي (المتوفى سنة:671)
شيخ الإسلام ابن تيمية (المتوفى سنة:728)
الإمام ابن قيم الجوزية (المتوفى سنة:751)
الحافظ ابن كثير (المتوفى سنة:774)
الإمام الشاطبي (المتوفى سنة:790)
الإمام ابن أبي العز الحنفي (المتوفى سنة: 791)
الحافظ ابن حجر العسقلاني (المتوفى سنة:852)
العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (المتوفى سنة: 1293)
العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (المتوفى سنة: 1307)
العلامة صديق حسن خان القنوجي (المتوفى سنة: 1307)
سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ (المتوفى سنة: 1389)
العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (المتوفى سنة: 1393)
محدث العصر العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني (المتوفى سنة: 1420)
سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز (المتوفى سنة: 1421)
فقيه الزمان العلامة محمد بن صالح العثيمين (المتوفى سنة: 1421)
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية
العلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر – حفظه الله -.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 07:20]ـ
لا تقولني ما لم أقل
الإرجاء قيدته بما تعلم .. وقد نافحتَ قبل يومين عن تارك جنس العمل ..
ولكن الفهمَ الفهمَ!
هل هؤلاء -أعني السلف خاصة- يتكلمون عن محل النزاع؟
أما ما أوردته عن ابن عباس رضي الله عنهما فتقدم جوابه جليا
ثم لو كنت أمينا في النقل .. فقد نقلنا عن بعض هؤلاء ما ينافي ماذكرت .. مما يدل أن الإشكال عندك في الفهم
فليست العبرة بالاستكثار من كلام مكرور
العبرة بالدليل
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 07:52]ـ
شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في منهاج السنة 5/ 130:
[ .......... بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله سبحانه وتعالى كسوالف البادية وكأوامر المطاعين فيهم ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة وهذا هو الكفر فإن كثيرا من الناس أسلموا ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم التي يأمر بها المطاعون فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار وإلا كانوا جهالا كمن تقدم أمرهم].
ها هو شيخ الإسلام يصرح بأن هؤلاء القوم الذين أسلموا لا يحكمون إلا بالعادة و مع ذلك اشترط الاستحلال لتكفيرهم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 08:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا النص يستفاد منه الإعذار بالجهل .. لا غير
ومازالت المطالبة بالدليل الحقيقي ماثلة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 08:50]ـ
قال الحافظ ابن كثير:
قوله تعالى " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون" ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به الشارع من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى: من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعا متبعا يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير
ولم يقيدها بشيء كما ترى .. فهذا نص واضح جلي
وأوضح منه وأبلغ كلام الله تعالى فهو ردٌ على دعاوى قيد الاستحلال
يقول الله تعالى"
ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً "
فكذب الله زعمهم بدلالة فعلهم .. فتأمل!
وذلك يشبه قول القائل: يدعي الإيمان وهو يسب الله!
لأن جملة يريدون تفسير لحقيقة الزعم وكشف له
وقوله تعالى بعد بيان (فعلهم) وهو تحاكمهم إلى الطاغوت فيه مزيد بيان حيث قال سبحانه"وقد أمروا أن يكفروا به"
أي أن حاصل فعلهم يناقض الكفر بالطاغوت الذي هو شرط في تحقيق التوحيد .. كما بين ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب
والقصة الواردة في سبب النزول دليل آخر أيضا .. لأنها حكاية فعل .. لا اعتقاد
يقول ابن كثير هنا:
هذا إنكار من الله عز وجل على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء الأقدمين وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله كما ذكر في سبب نزول هذه الآية أنها في رجل من الأنصار ورجل من اليهود تخاصما فجعل اليهودي يقول بيني وبينك محمد وذاك يقول بيني وبينك كعب بن الأشرف. وقيل في جماعة من المنافقين ممن أظهروا الإسلام أرادوا أن يتحاكموا إلى حكام الجاهلية. وقيل غير ذلك والآية أعم من ذلك كله فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل وهو المراد بالطاغوت هنا ولهذا قال " يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت " إلى آخرها.
هذه هي الأدلة ..
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 08:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا النص يستفاد منه الإعذار بالجهل .. لا غير
ومازالت المطالبة بالدليل الحقيقي ماثلة ..
أخي الكريم وفقني الله و إياك شيخ الإسلام يقول إذا عرفوا ولم يلتزموا بل استحلوا فهم كفار
فأي عذر بالجهل و هم أهل العرفان
و على لازم مذهبك أخي الفاضل نقول لشيخ الإسلام: يا شيخ إذا عرفوا و لم يلتزموا في الحكم العام فهم كفار فلا نحتاج إلى هذا الاستحلال [طبعا هذا على مذهبكم أخي الكريم]
أما شيخ الإسلام فلم يحكم بكفرهم حتى أضاف الاستحلال
أما ظاهر الآية الذي تراه دليلا على ما تقول فسيأتي الكلام عليه إن شاء الله
لكن أخي الكريم أحببت أن نقول لك شيئا
لا بد أن تعلم أننا نتناقش لنتعلم لا لشيء آخر و قد يكون الحق مع أحد الجانبين لكن المطلوب هو سعة الصدر و مناقشة الأدلة و النظر بتأن لأننا مهما أدركنا من علوم فلا بد أن تفوتنا أشياء
ولن أتكلم معك على الأدلة الأخرى التي ذكرتها حتى نخرج من كلام شيخ الإسلام و إلا فبهذه الطريقة لن نخرج بشيء
و الله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 09:03]ـ
قال الحافظ ابن كثير:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون" ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به الشارع من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى: من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعا متبعا يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير
ولم يقيدها بشيء كما ترى .. فهذا نص واضح جلي
وأوضح منه وأبلغ كلام الله تعالى فهو ردٌ على دعاوى قيد الاستحلال
يقول الله تعالى"
ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً "
فكذب الله زعمهم بدلالة فعلهم .. فتأمل!
وذلك يشبه قول القائل: يدعي الإيمان وهو يسب الله!
لأن جملة يريدون تفسير لحقيقة الزعم وكشف له
وقوله تعالى بعد بيان (فعلهم) وهو تحاكمهم إلى الطاغوت فيه مزيد بيان حيث قال سبحانه"وقد أمروا أن يكفروا به"
أي أن حاصل فعلهم يناقض الكفر بالطاغوت الذي هو شرط في تحقيق التوحيد .. كما بين ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب
والقصة الواردة في سبب النزول دليل آخر أيضا .. لأنها حكاية فعل .. لا اعتقاد
يقول ابن كثير هنا:
هذا إنكار من الله عز وجل على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء الأقدمين وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله كما ذكر في سبب نزول هذه الآية أنها في رجل من الأنصار ورجل من اليهود تخاصما فجعل اليهودي يقول بيني وبينك محمد وذاك يقول بيني وبينك كعب بن الأشرف. وقيل في جماعة من المنافقين ممن أظهروا الإسلام أرادوا أن يتحاكموا إلى حكام الجاهلية. وقيل غير ذلك والآية أعم من ذلك كله فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل وهو المراد بالطاغوت هنا ولهذا قال " يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت " إلى آخرها.
هذه هي الأدلة ..
الأخ أبو القاسم لقد بترت نص شيخ الإسلام وقد برهنت على ذلك سابقاً بما يجعلك بإنكارك تدخل في السفسطة
وقولك أن ابن كثير لم يقيد كذب
بل ((ويقدمونه)) وهذا يشمل جميع أنواع التقديم
ولو كان مجرد الحكم بغير ما أنزل الله تقديماً له على الحكم بما أنزل الله لكان الحاكم في مسألة واحدة بغير ما أنزل الله كافراً
وقد قدمت سابقاً أن الياسق يحتوي على أحكام كفرية مثل تجويز التعبد الإسلام لله
ثم إنك قد حذفت كلمةً من نص ابن كثير فابن كثير يقول ((فمن فعل ذلك منهم فهو كافر))
وقد حذفت ما تحته خط على عادتك في بتر النصوص
والحكام المعاصرون لست أنا من أدخلهم انت من أدخلهم في الموضوع حين اتهمتنا بالمداهنة والإنهزامية
ولكنك جاهل متناقض في الطرح
وصاحب هوى
ودليل ذلك أنك لا تجيب على إلزاماتي وتوجيهاتي للنصوص التي تحتج بها ثم بعد ذلك تعود للإحتجاج بها
والله المستعان
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 09:08]ـ
ثم قولك في تفسير الآية ((بيان (فعلهم) وهو تحاكمهم إلى الطاغوت فيه مزيد بيان حيث قال سبحانه"وقد أمروا أن يكفروا به"
أي أن حاصل فعلهم يناقض الكفر بالطاغوت الذي هو شرط في تحقيق التوحيد .. كما بين ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب))
طيب تحاكمهم إلى الطاغوت هل هو مرة أو في تشريع عام
نصك عام ولا يمكنك إخراج الحادثة الواحدة منه إذ أن مناط الحكم عنك هو التحاكم إلى الطاغوت
وقولك ((لا يتصور أن يأتي أحد بتشريع إلا وهو يفضله على الكتاب والسنة))
فهذا الذي لم تتصوره قد تصوره العلماء الأكابر
وتصورك ليس حجةً شرعية
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلا فالهوى الذي يدخل على الأب الذي لا يراعي حكم في تربية أبنائه من إيثار للعاجلة وللراحة يدخل أيضاً على الحاكم بغير ما أنزل الله
وفد ذكر الشيخ ابن عثيمين أنه ذلك مداهنة فهو كالمداهن في بقية المعاصي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 09:11]ـ
أخي الفاضل الأمين الجزائري
أول شيء .. العبرة بالدليل المحض ..
وليس بالأقوال .. لأنها كثيرة ومحتملة والنزاع سيطالها في الفهم
أما كلام ابن تيمية ..
فإليك بيانه والله المستعان على الإيضاح
أولا-هو يتكلم عن أناس أسلموا .. فهم حدثاء عهد
ثانيا-هذا يختلف عن محل النزاع .. فإن تحاكم الناس إلى قانون كما هو الجاري في الأقطار العربية مع الأسف .. أمر لا مندوحة عنه بالقهر .. وكلامنا عن قوم جاءوا بقانون وضعي وقالوا هذا هو الدستور المحكّم
ثالثا-قوله وإلا كانوا جهالا .. يدل على إعذارهم بالجهل .. فكونهم عرفوا أنه لايجوز .. هو كمعرفتهم أن الخمر محرمة ..
ومعلوم أن مستحلّ الخمر يكفر .. فأين من ذلك ما نحن فيه؟
وهنا كلمة:-
يقول العلامة الشنقيطي بعدما أورد آيات الحكم ما نصه:"'فهل في الكفرة الفجرة المشرعين للنظم الشيطانية من يستحق أن يوصف بأنه الرب الذي تفوَّض إليه الأمور، ويتوكل عليه."
تأمل هذا القول لتعرف مناط التكفير
فالمشرع .. أشرك بالله في صفاته .. بفعله ..
ولا علاقة لذلك بالاستحلال ..
فما هو الاستحلال في عرفك؟
وهل بوش يقول: الحكم بغير ما أنزل الله مشروع؟
لقد سمعناه يقول:أنا أقاتل في العراق بتعاليم الربّ
لقد وصف الله تعالى نفسه بصفات منها أنه وحده من يستحق أن يُدعى ..
فمن استغاث بغيره .. كان مشركا شركا أكبر .. سواء استحل أو لم يستحل
وكذلك الحكم بغير ما أنزل الله .. هو نزاع لله في صفاته وكبريائه .. كما قال تعالى"إن الحكم إلا لله" .. ثم أتبعها بقوله"أمر ألا تعبدوا إلا إياه"
ونظيره وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي"
والفرق بين قضايا الهوى الجزئية والنهج العام .. لا ينبغي أن يخفى على طالب علم ..
والله الهادي
ـ[شلاش]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 09:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبا القاسم لا فض الله فاك , وجزاك الله جنته في ذبك عن معتقد أهل السنة والجماعة
اعلم أخي في الله أن القوم خالفوا أهل السنة والجماعة في أمرين عظيمين , كما قاله غير واحد من علماء أهل السنة والجماعة , وهذان الأمران كما قال أحد المشايخ:
1 - قضية الخلاف في مسمى (الإيمان)
إنّ ادّعاء القوم أن (الإيمان) عندهم (قول وعمل) يَنْقُضُهُ اعتبارهم العمل (شرط كمال) فقط , مما يجعلهم على عقيدة (مرجئة الفقهاء) , ويجعلهم مخالفين لأهل السنة الذين يعتبرون (جنس العمل) شرطاً في (صحة الإيمان).
2 - قضية الخلاف في مسمى (الكفر)
إنّ اشتراط القوم (الاستحلال القلبي) للتكفير (بالأعمال المكفرة بذاتها) , وعدم التكفير (مُطلقاً) بالعمل المُجَرّد , يجعلهم مخالفين أشد المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة , وعلى عقيدة (غلاة المرجئة) أي (الجهمية).
وهؤلا وأشباههم ومشايخهم قد عالجهم أهل العلم أشد المعالجة , فأصرّوا
وعاندوا و لبّسوا على أمة محمد (ص) , ولو أنّ للقول عندهم موضعا , لم يجز لي أن أُسلمك و لا أخذلك , ولكن كما يقول أهل نجد (ما لك قبيل) ,
فدعهم فقد أديت الذي عليك , وهم عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم , ويتوبوا إليه .....
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 09:13]ـ
إلى الخليفي أقول .. دعك من نقاش الجهلاء إذن أيها العالم ..
شيخ شلاش حياكم الله .. وبارك الله فيكم على التعقيب الطيب
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 09:22]ـ
قضية الخلاف في مسمى (الإيمان)
إنّ ادّعاء القوم أن (الإيمان) عندهم (قول وعمل) يَنْقُضُهُ اعتبارهم العمل (شرط كمال) فقط , مما يجعلهم على عقيدة (مرجئة الفقهاء) , ويجعلهم مخالفين لأهل السنة الذين يعتبرون (جنس العمل) شرطاً في (صحة الإيمان).
فدعهم فقد أديت الذي عليك , وهم عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم , ويتوبوا إليه .....
صديقي شلاش: دعنا نحن منك فنحن مرجئة - كما تزعم - والموعد الله -، ولكن هل الشيخ الألباني أو الشيخ ابن باز، من المرجئة عندك؟، وقد نقلت لشيخك أبي قاسم نصوصهما.
هل تستطيع أن تجيب عن سؤالي دون تعسف وتحريف لكلام العلماء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 09:26]ـ
لست شيخ أحد ..
فدع عنك عبارات التهكم ..
والله المستعان
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 09:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبا القاسم لا فض الله فاك , وجزاك الله جنته في ذبك عن معتقد أهل السنة والجماعة
اعلم أخي في الله أن القوم خالفوا أهل السنة والجماعة في أمرين عظيمين , كما قاله غير واحد من علماء أهل السنة والجماعة , وهذان الأمران كما قال أحد المشايخ:
1 - قضية الخلاف في مسمى (الإيمان)
إنّ ادّعاء القوم أن (الإيمان) عندهم (قول وعمل) يَنْقُضُهُ اعتبارهم العمل (شرط كمال) فقط , مما يجعلهم على عقيدة (مرجئة الفقهاء) , ويجعلهم مخالفين لأهل السنة الذين يعتبرون (جنس العمل) شرطاً في (صحة الإيمان).
2 - قضية الخلاف في مسمى (الكفر)
إنّ اشتراط القوم (الاستحلال القلبي) للتكفير (بالأعمال المكفرة بذاتها) , وعدم التكفير (مُطلقاً) بالعمل المُجَرّد , يجعلهم مخالفين أشد المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة , وعلى عقيدة (غلاة المرجئة) أي (الجهمية).
وهؤلا وأشباههم ومشايخهم قد عالجهم أهل العلم أشد المعالجة , فأصرّوا
وعاندوا و لبّسوا على أمة محمد (ص) , ولو أنّ للقول عندهم موضعا , لم يجز لي أن أُسلمك و لا أخذلك , ولكن كما يقول أهل نجد (ما لك قبيل) ,
فدعهم فقد أديت الذي عليك , وهم عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم , ويتوبوا إليه .....
مرجئة الفقهاء يقولون بأن الإيمان القلبي يتساوى به جميع الناس
وأن تارك العمل بالكلية مؤمن كامل الإيمان
كما نقلته سابقاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية
مرجئة الفقهاء لا يقولون بأن ترك الفرائض وفعل المعاصي ينقص الإيمان القلبي _ على أصلهم _
مرجئة الفقهاء لا يقولون بأن فعل الطاعات وترك المعاصي يزيد الإيمان القلبي
فنسبة من يقول بكل هذه إلى مرجئة الفقهاء جور وظلم
والحكم بغير ما انزل ليس من العمليات التي تضاد الإيمان من كل وجه _ بدليل نصوص السلف _
ولم نشترط الإستحلال للكفريات التي تضاد الإيمان من كل وجه مثل إلقاء في القاذورات أو سب الله أو رسوله
ومن زعم ذلك فهو كاذب
ومسألة تارك العمل بالكلية إنما هي جزئية من جزئيات مسألة التلازم بين الظاهر والباطن
وقد قرأت بالأمس نصاً لشيخ الإسلام استشكله فالذي أعرفه أنه يكفر تارك العمل بالكلية
وإليك النص في الفتاوى (7/ 644) ((فأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه، أو ضعفه))
تأمل قوله ((أو ضعفه)) وهو هنا يتكلم على لسان أهل السنة لأنه يخاطب المرجئة وذكره لانعدام الإيمان يدل على أنه يتكلم عن أهل السنة وهن تارك العمل بالكلية
مع أننا نعلم من نصوصه الأخرى أنه يكفر تارك العمل بالكلية _ وهذا مذهبي ومن نسب لي غيره فهو كاذب _
ولكنه هنا ذكر صورة أخرى تصورها غيره من أهل السنة
بل قد يكون كلامه هذا مقيد لما أطلقه ففي المواطن الأخرى فهذا في الصفحات الأخيرة من مجلد الإيمان
وأما مذهب الجهمية في التكفير
فيقول شيخ الإسلام في نفس الصفحة ((إلى أن قالوا _ يعني غلاة المرجئة _ يمكن أن يصدق بقلبه ولا يظهر بلسانه إلا كلمة الكفر مع قدرته على اظهارها))
وذكر في مواطن أخرى أنهم حصروا الكفر في التكذيب والله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 10:31]ـ
أخي الحبيب شلاش حتى أكيفك الرد عليه:
اقرأ جميع نصوص شيخ الإسلام كالتي ذكرناها سابقا .. تعلم أن تحليله لقوله"أو ضعفه" .. دليل ضعف في الفهم
لأن "أو" فيها معنى المغايرة .. ففي حالةٍ, يكون عدم العمل دليل ضعف بحسب ذلك .. وهي إذا ما عمل بأشياء وترك أشياء
أما إذا ترك جنس الأعمال بالكلية .. فهذا هو الذي وضحه ابن تيمية في مواضع كثيرة وبين كفره الصريح (راجع النقول السابقة)
وعليه نص كثير من أئمة السلف كما تقدم
ولو ارتكب ناقضا اعتقاديا أو عمليا كتولي أعداء الله تعالى .. كفر .. وإن كان له أعمال كأمثال الجبال
مع اعتبار الشروط والموانع
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 10:32]ـ
وأبو صلاح حتى لو سرق فخذ الفائدة من كلامه واترك وقد تعقبته بنفسي
أنت تناظر في مسألة عقدية ونحنُ نأتي لك بكلام الأئمة الثقات وأنت تأتي بكلام لص
سموا لنا رجالكم هذه عقيدة وراجع نفسك.!! كلام الأخوة والأخوات في هذه المسألة غير
مقبول إذا لم يك من إمام متبوع معتبر .. مع إحترامي لشيخك أبو صلاح.؟؟
ويأتي آخر ويستدل لنا بمكالمة هاتفيه .. والأخر .. يأتي لنا بشريط ويقول هذه حجته وأدلته ..
ماهكذا الأدلة عند طلاب العلم وليست مرجع علمياً .. حتى في الرسائل العلمية الجامعية غير معتمدة
ولا يعتمد عليها في التأصيل العلمي وأسأل من شئت من أهل العلم لكي تعلم تعتبر إن كنت
تبحث عن الحق
وقل لي بربك ما هي أصول المنظرة عندك
أصول المناظرة هي الإخلاص لله أولاً والتجرد والبحث عن الحق
ثانياً / الأعتماد على الأدلة من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس صحيح
أو إمام معتبر من الأئمة النقاد الكبار والعزو الصحيح للمراجع الذين أجمعت الأمة على إمامتهم
وفضلهم وليس اللصوص أمثال شيخك أبو صلاح صاحب السرقات فتنبه!! اتهام العباد بالإرجاء لأنهم لا يقولون بالتفصيل الذي تقولون فيه
سبحان الله
نحن لم نتهم أحد بالإرجاء ولكن هذه أقوال المرجئة وإن كنت تبحث عن الحق فسوف
أذكر لك هذه الرسالة لعلك تجد فيها بغيتك إن كنت متجرد وتبحث عن الحق ... وهي رسالة
علمية للشيخ عبدالله بن محمد السند موسومة " آراء المرجئة في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية"
لعلك تستفيد وذكر جميع الشبهات التي ذكرت والرد عليها .. فلم أقل شي من جيبي ...(/)
(فقه الواقع بين الإفراط والتفريط).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 11:00]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين، أما بعد:
من المعلوم أن أهل السنة والجماعة يردون كل شيء إلى دليله وبرهانه، فما كان من الأقوال عليه دليل قبلناه، وما لا فلا، وأيضا فأهل السنة لا يقبلون الإفراط والتفريط، بل ينظرون للوسط الممدوح، الذي هو حق بين باطلين، وهدى بين ضلالتين، ومسألة فقه الواقع التي يدندن بها كثير من الناس اليوم، ما سلمت من إفراط وتفريط بين كثير من الذين يتكلمون عنها، وأصل ذلك عندنا هو قول الله عز وجل {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}.
لكن هل المقصود من ذلك أن نزهد المسلمين في علوم الكتاب والسنة، ونحثهم – بلسان المقال أو الحال – على اقتناء المجلات والصحف اليومية والشهرية، والانكباب على النشرات الإخبارية، والتحليلات السياسية؟!!
حتى أنك لتجد الرجل يعرف كل إذاعة!!، ومواعيد نشراتها، وتحليلاتها!!، وتراه يطيل السهر ليسمع نشرة في آخر الليل، أو ليحرص على سماع إعادتها في وقت آخر!!، ومع ذلك لا يحسن كيف يصلي!!، بل ربما كان مطعونا في عقيدته، فعلماء الدعوة السلفية المباركة يرون الحاجة لمثل ذلك ولكن بقيود:
1 - معرفة هذه الأخبار من مصادرها الصحيحة، ولا يُكتفى بالمصادر المزيفة، التي تقول اليوم قولا، وتنقضه غدا!!، بل لا تجعل رأسا في هذه الأخبار أصلا، والسبيل إلى ذلك لا يخفى.
2 - أن الذين يتوجهون لذلك عدد من أفراد الأمة يعينهم ولي الأمر لا غيره! حتى لا تكون الأمور فوضى،وتكون دولة داخل دولة! وإنما يكلفهم بذلك رئيس الدولة المسلمة، بحيث يتم بهم في مثل هذه الأمور الكفاية، والبقية تستمر في طلب العلم الشرعي، أو غيره من الأمور النافعة للأمة.
أما أن يقال: الكل يتوجه لمثل هذا الأمر!! فهذا لا يقول به عاقل فضلا عن أن يكون عالما!.
3 - أن هؤلاء الذين ينتخبهم ولي أمر المسلمين، أو رئيس الدولة، إذا كان عندهم ذكاء، وحب للعلم الشرعي ورغبة في النبوغ فيه، فليقدموا طلب العلم الشرعي على ذلك، وإنما يتوجه لهذا الأمر من ليس عنده همة في طلب العلوم الشرعية وتحصيلها، فيعمل كل إنسان في المجال الذي يفلح فيه.
4 - أنه يجب أن يكون عندهم فهم لأصول معتقد أهل السنة، فيكون عندهم معرفة بالشرك وأنواعه، يكون عندهم معرفة بالتوحيد الذي بعثت به الرسل، وأن يعرفوا أن النصر والتمكين إنما يكون للتوحيد الخالص، وأن عداوة اليهود والنصارى للإسلام والمسلمين باقية إلى أن ينزل عيسى عليه والصلاة والسلام فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ولا يقبل إلا الإسلام الصحيح الخالص من كل شائبة، وأن فهم السلف للكتاب والسنة هو العصمة والنجاة , فما لم تكن عندهم هذه الثوابت و نحوها واضحة؛ فيخشى عليهم أن ينحرفوا وراء زخارف أعداء الله.
5 - أن هؤلاء المتجهين لذلك؛ لا يستقلون بالفتاوى بناء على ما حصلوه من معلومات , بل يريدون هذا كله إلى علماء الأمة , وهم الذين يتولون الفتاوى بناء على رسوخهم في العلم , مع اطلاعهم إلى هذه المعلومات.
6 - أن هذه المسألة تأخذ مكانتها بين المسائل العلمية بالميزان الشرعي , و حسب الضوابط السابقة فلا يقال: إنهما من أهم فروض الأعيان!، لأن هذا أمر كفائي فقط, ولا يقال: إنها بدعة.
هذا ما حضرني من قيود و ضوابط للاعتدال في مسألة فقه الواقع.
أما قول إن كبار العلماء لا يفقهون الواقع!!؛ فسبحانك هذا بهتان عظيم , وإذا وجدت أمة ترمي علماءها و صفوتها بالجهل؛ فاعلم أنهم على باب فتنة و هلكة , وأي سعادة تدخل على أعداء الإسلام بمثل هذه الكلمة (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) وما سمعت أحدا يقول ذلك في العلماء إلا تعرض للفتنة بالدين , وللأسف أن أكثر من يرمي بالعلماء بذلك يصدق عليه قول القائل "رمتني بدائها وانسلت "!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعلماء منذ عقودٍ من الزمان والأمة تنتفع بعلومهم , وقد وفقهم الله في الفتاوى , فعرفوا الحق وما عند الخلق وأما هؤلاء الحدثاء , سنا أو علما وتجربة , ولا زلنا نراهم يتخبطون في الفتوى، ويقولون قولا؛ والواقع بخلافه , و يعتقدون حكما , ويتبرؤون منه بعد ذلك، بخلاف الراسخين بالعلم ففتواهم راسخة ثابتة، بل إنك لتلاحظ أن أكثر الجماعات والأفراد جَعْجَعَةً بفقه الواقع؛ هم أكثر الجماعات والأفراد تأثرا بأساليب أعداء الإسلام بفهمهم للدعوة؛ وربما تشبهوا بهم في لُبسهم وغير ذلك؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأنا أسأل كل من يقول هذه الكلمة الجائرة ويسرها في نفسه:
هل التسليم بأن هؤلاء العلماء الكبار - مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، والوالد المحدث العصر الشيخ الألباني، والعالم المفسر الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظهم الله وسلمهم ومن جرى مجراهم – هل تسلم بأن هؤلاء علماء بالكتاب والسنة أم لا؟
فإن قال:لا!.
كذبه من على وجه الأرض من العقلاء , ولا أطيل في المناقشة في هذه الشرمذة الشاذة لقلتها، وقلة من يصدقهم على جحودهم،
وإن قال: نعم أسلم بأنهم علماء الكتاب والسنة.
قيل له: هل فقه الواقع مأخوذ من الكتاب والسنة، و موجود فيهما أم لا؟
فإن قال: هذا فقه ليس موجودا فيهما!!، فأين هو من قول الله عز وجل (ما فرطنا في الكتاب من شيء)، ثم إنَّ علماً لا يشهد لصحته الكتاب والسنة لا حاجة لنا به , ولا يضير علماءنا عدم الانشغال به؛
فإن قال: أصل هذا الأمر موجود بالكتاب والسنة ,
قلت: إذن فليكن علماء الكتاب والسنة الذين سلمت لهم بذلك علماء بأصل و ثوابت هذا الأمر , وأنت الذي جردتهم من معرفة هذا الأمر إجمالا وتفصيلا , وهل يليق بعاقل أن يقول خذوا من العلماء مسائل الطهارة ونحوها و لا تأخذوا عنهم مسائل الجهاد؟!!
الله أكبر! إنها صوفية جديدة, خذوا من العلماء علوم الشريعة , خذوا عن الأولياء!!! علم الحقيقة! فأين العقول وأين النُّهي؟!!
أنأخذ عن العلماء مسائل عينية خاصة , ونأخذ عن الجهلة مسائل العامة المصيرية , وما أصاب المسلمين ,وما أصابهم في جميع الأعصار والأمصار؛ إلا عندما تركوا العلماء واتبعوا الأهواء , وسَلُوا التاريخ , وقلِّبوا صفحات الكتب لتعلموا أن وجود العلماء أمان من الفتن , فصدق رسول الله عليه وسلم إذ يقول في حديث عبد الله بن عمرو المتفق عليه:
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه , إنما يقبض العلم بقبض العلماء ,حتى إذا لم يبق عالم , أو لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوس جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم , فضلوا وأضلوا).
فهنيئا لكم معشر السلفيين معرفتكم قدر علماء الكتاب والسنة ,وهنيئا لكم معرفة قدر غيرهم فسيروا ,وأبشروا " واعلموا أن النصر مع الصبر ,وأن الفرج مع الكرب ,وأن مع العسر يسرا."
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 11:19]ـ
وفقك الله يا أخي الفاضل
لا يلزم من خفاء بعض مسائل الواقع على بعض العلماء أن يتهم بالجهل، فالتخصص موجود معروف، وما حوى العلم جميعا أحد.
ووصف بعض العلماء بأنه ليس عنده فقه الواقع ليس طعنا فيه؛ لأن الإنسان مهما أوتي من قوة ومن وقت ومن جهد ومن مال فلن يستطيع أن يحيط بكل شيء.
كما أن وصف فلان بأنه فقيه لا محدث، أو محدث لا فقيه، أو نحو ذلك ليس وصفا له بالجهل؛ لأن الذي يزعم أنه يحيط بكل شيء هو في الحقيقة لم يحصل على أي شيء.
وليس المقصود بفقه الواقع مسائل الجهاد بمعنى الأحكام الفقهية المدونة عن مسائل الجهاد، وإنما المقصود تنزيل هذه المسائل على الواقع، فالقاضي لا يعذر بجهله الحكم الشرعي، ولكنه يعذر بجهل أن فلانا المعين سارق، أو أن فلانا الشاهد غير ثقة، أو أن فلانا المدعي لاحن بالقول.
والأمر كما تفضلت بذكره أن يكون ذلك بتفويض من ولي الأمر أو من كبار العلماء بحيث يستفاد من أهل التخصص والتفرغ.
وليس الأمر كما صورتَه أن فقه الواقع مأخوذ من الكتاب والسنة، فالكتاب والسنة يؤخذ منهما الأحكام الشرعية التي ينبني عليها كيفية معرفة فقه الواقع، ولا يلزم من ذلك أن يكون العالم بالكتاب والسنة عنده فقه بالواقع، وإلا كان كل العلماء فقهاء في الواقع.
والأمر كما تفضلت بالذكر يقع بين الإفراط والتفريط، ولكني أراك ملت مع أحد الجانبين ضد الآخر.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 12:19]ـ
وهل يليق بعاقل أن يقول خذوا من العلماء مسائل الطهارة ونحوها و لا تأخذوا عنهم مسائل الجهاد؟!!
الله أكبر! إنها صوفية جديدة, خذوا من العلماء علوم الشريعة , خذوا عن الأولياء!!! علم الحقيقة! فأين العقول وأين النُّهي؟!!
أنأخذ عن العلماء مسائل عينية خاصة , ونأخذ عن الجهلة مسائل العامة المصيرية , وما أصاب المسلمين ,وما أصابهم في جميع الأعصار والأمصار؛ إلا عندما تركوا العلماء واتبعوا الأهواء ,
وجدنا أناس تقول: خذوا عن العلماء المسائل الشرعية أما مسائل ما تسمى بالمنهج فلا!
لأنهم خدعوا ممن حولهم وليس عندهم علم بحقائق الجماعات الدعوية ونحو ذلك.
والعجيب أن هذا الفريق يحارب الفريق الذي ذكرته بتهمت التزهيد بالعلماء!
بل غلا بعضهم واتهم كتب عقائد السلف بأنه لا ينفع تدريسها في هذا الزمان بحجت أنها لا تحمي الشباب من الجماعات الدعوية!
الأخ علي الفضلي / راجع الخاص لو سمحت
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 12:55]ـ
أخي الكريم
اقرأ كتاب كشف الغمة عن علماء الأمة .. للعلامة سفر الحوالي ..
وستعرف ساعتها المرام وستدرك الفرق بين الطرحين
كما ستعرف أن سؤالك (وهل يليق بعاقل أن يقول خذوا من العلماء مسائل الطهارة ونحوها و لا تأخذوا عنهم مسائل الجهاد؟!!)
ليس وجيها وفيه خلط ظاهر ..
فمسائل الجهاد الواقعية على الأرض قد يفتي فيها خرّيج شريعة (بكالوريوس) متمكن .. بأحسن بكثير ممن يعدون عند الجميع كبارا إذا كان هؤلاء بعيدين عن الميدان ..
ولم يزهّد أحد الناس في العلم ..
ولكن المراد تنزيل العلم على الواقع ولا يتأتى هذا إلا بإلمام كاف بهذا الواقع ..
والله المستعان
وعليه التكلان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 02:06]ـ
اخي الفاضل علي الفضلي وفقك الله
تقول: هل فقه الواقع مأخوذ من الكتاب والسنة، و موجود فيهما أم لا؟
اقول فرق بينهما الامام ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين كما سياتي
ثم اني اقول لو سالك سائل عن مسالة في البيوع فهل تفتي بدون ان تعرف حقيقة المعاملة وتقول هذا حرام اوهذه معاملة ربوية
ان فعلت ذلك فانت جهلت واقع القضية واخطات في فتواك بل انت متسرع
وان استوضحت من السائل ثم نزلت الحكم الشرعي فقد اصبت في فتواك
واما الطعن في علمائنا الكبار رحمه الله مثل سماحة الشيخ العلامةعبد العزيز بن عبد الله بن باز، والوالد المحدث العصر الشيخ الألباني، والعالم المفسر الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظهم الله فهذا خطا ممن حصل منه ذلك ولايقر عليه
قال الامام ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين
ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع , وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان قوله في هذا الواقع ,
ثم يطبق أحدهما على الآخر ; فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يعدم أجرين أو أجرا ; فالعالم من يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله ورسوله , كما توصل شاهد يوسف بشق القميص من دبر إلى معرفة براءته وصدقه , وكما توصل سليمان صلى الله عليه وسلم بقوله: " ائتوني بالسكين حتى أشق الولد بينكما " إلى معرفة عين الأم , وكما توصل أمير المؤمنين علي عليه السلام بقوله للمرأة التي حملت كتاب حاطب ما أنكرته لتخرجن الكتاب أو لأجردنك إلى استخراج الكتاب منها.
وكما توصل الزبير بن العوام بتعذيب أحد ابني أبي الحقيق بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دلهم على كنز جبى لما ظهر له كذبه في دعوى ذهابه بالإنفاق بقوله: المال كثير والعهد أقرب من ذلك , وكما توصل النعمان بن بشير بضرب المتهمين بالسرقة إلى ظهور المال المسروق عندهم , فإن ظهر وإلا ضرب من اتهمهم كما ضربهم , وأخبر أن هذا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن تأمل الشريعة وقضايا الصحابة وجدها طافحة بهذا , ومن سلك غير هذا أضاع على الناس حقوقهم , ونسبه إلى الشريعة التي بعث الله بها رسوله [ص: 70]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 02:24]ـ
اخي ابو القاسم وفقك الله
قولك مسائل الجهاد الواقعية على الأرض قد يفتي فيها خرّيج شريعة (بكالوريوس) متمكن
.هذا خطا واضح الاان كان قصدك انه يعرف يستخدم السلاح كاطلاق صاروخ اوقذيفة فيخبر من لم يعرف فهذا صحيح
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 01:37]ـ
أخي الفاضل علي الفضلي وفقك الله
شكر الله لك ذبك عن أعراض العلماء.
ودمت مجاهدا في هذا المنتدى الطيب.
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 02:39]ـ
أخي الفاضل علي الفضلي وفقك الله
شكر الله لك ذبك عن أعراض العلماء.
ودمت مجاهدا في هذا المنتدى الطيب.
و بارك الله في الأخ علي الفضلي في ذبه عن أعراض العلماء ضد من اتهمهم بالجهل بالواقع، و ليته يذب عن أعراض العلماء التي تنتهك في موقع سحاب ضد من يتهمهم بالجهل بالمنهج و بالقطبية و الإخوانية و ... ،
و ليت موقع سحاب يفتح التسجيل حتى يمكننا أن نجاهد فيه.
و الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 03:08]ـ
اخي ابا القاسم
قرأت موضوعك السابق الذي اغلق، و ردك في هذا الموضوع، و كنت اتفق معك في صلب الموضوع و لكن لنا استطرت في الحوار رأيت انك تقسوا على العلماء الجهابذة و حتى تصادر حقوقهم في إبداء الرأي في مسألة قد يراها البعض أنها اجتهادية و أنت تراها قطعية.
أخي الكريم:
الشيخ سفر عالم نحرير و متبحر، و لا يجادل في هذا أحد، و لو كان العلم يؤخذ بالعلم و التعلم لكان الشيخ له أهل، و إن كان يؤخذ بالسن فإن الشيخ قد تجاوز الخمسين من عمره، و كونه بحرا لا شاطئ له لا يعني هذا أن ننفي العلم عن غيره , و الشيخ نفسه يقر بالإمامة لهؤلاء الجهابذة الذين تقدم ذكرهم، مع خلافه معهم كما كتابه وعد كيسنجر!!
ثم إن قولك إن مسائل الجهاد قد يفتي فيها شخص معه (كلية الشريعة) مغالطة كبيرة، و تبسيط للمسائل الكبار، و تقليل من شأن علمائنا، و لا يعني أن نوافقهم فيما أخطأوا فيه، و أن نعتبر أرائهم و أقوالهم قطعيات لا يُحاد عنها إلى غيرها.
ولكن إعطاء التزكية لصغار الطلبة يروث مهالكاً اول من خالفها و وقف ضدها الشيخ سفر وفقه الله و شافاه، و قد أُنتقد في بعض ما ذهب إليه ـ و مرادي واضح للبيب الذي يفهم بالإشارة!! ـ فمع من نقف؟!
و من نتبع؟!
وفقني الله و إياك لما يحبه و يرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 04:54]ـ
لم أنتقص أحدا من العلماء .. وأبرأ إلى الله من هذه التهمة الباطلة ..
ولو أن المشرفين فهموا ذلك .. لحذفوا مقالي .. أحسبهم كذلك
وإذا كان هذا فهمكم للأمر .. فإني أنسخ هذا الفهم .. من عقولكم .. ببراءتي السابقة
وإذا كان سائغا لطلبة العلم .. أن يخطئوا إماما كبيرا .. من الأقدمين .. في مسألة أو طريقة أو منهج .. كما نراه في عامة منتديات طلبة العلم
فمن باب أولى ألا يكون كلامي محمولا على ما لايحتمل .. في علماء معاصرين
وأما مسألة مثالي عن طالب كلية الشريعة .. فهذا أمر محسوس عندي .. لشواهد كثيرة .. كأنه ملموس باليدين
وليس هو مجرد تنظير ورأي فارغ ..
وإنما سقته لبيان أهمية فقه الواقع لمن أغفله من حساباته .. فيأخذ كل واحد منه بحسبه .. ليكون له سهم في النصرة .. خصوصا والأمة مقدمة على أهوال عظام. في العشرين سنة القادمة .. كما تشير كل المؤشرات .. فلابد أن نأخذ العبر .. ونعدّ بقدر المستطاع
فلا يأخذنا العدو بغتة على حين غرة
وليس معنى هذا .. ما ألزمني به بعضهم من لوزام لم تخطر ببالي أصلا .. كمن زعم أني أزهد الناس في طلب العلم .. أو أني أسب العلماء!
وهي في الغالب سوء ظن ..
شاكرا لك تلطفك أخي عبد الرحمان وتأدبك بأدب الحوار ..
زادني الله وإياك فقها وعلما وورعا .. وثبتنا على الدين
اللهم آمين
والله المستعان
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 06:37]ـ
وفقك الله يا أخي الفاضل
لا يلزم من خفاء بعض مسائل الواقع على بعض العلماء أن يتهم بالجهل، فالتخصص موجود معروف، وما حوى العلم جميعا أحد.
ووصف بعض العلماء بأنه ليس عنده فقه الواقع ليس طعنا فيه؛ لأن الإنسان مهما أوتي من قوة ومن وقت ومن جهد ومن مال فلن يستطيع أن يحيط بكل شيء.
كما أن وصف فلان بأنه فقيه لا محدث، أو محدث لا فقيه، أو نحو ذلك ليس وصفا له بالجهل؛ لأن الذي يزعم أنه يحيط بكل شيء هو في الحقيقة لم يحصل على أي شيء.
وليس المقصود بفقه الواقع مسائل الجهاد بمعنى الأحكام الفقهية المدونة عن مسائل الجهاد، وإنما المقصود تنزيل هذه المسائل على الواقع، فالقاضي لا يعذر بجهله الحكم الشرعي، ولكنه يعذر بجهل أن فلانا المعين سارق، أو أن فلانا الشاهد غير ثقة، أو أن فلانا المدعي لاحن بالقول.
والأمر كما تفضلت بذكره أن يكون ذلك بتفويض من ولي الأمر أو من كبار العلماء بحيث يستفاد من أهل التخصص والتفرغ.
وليس الأمر كما صورتَه أن فقه الواقع مأخوذ من الكتاب والسنة، فالكتاب والسنة يؤخذ منهما الأحكام الشرعية التي ينبني عليها كيفية معرفة فقه الواقع، ولا يلزم من ذلك أن يكون العالم بالكتاب والسنة عنده فقه بالواقع، وإلا كان كل العلماء فقهاء في الواقع.
والأمر كما تفضلت بالذكر يقع بين الإفراط والتفريط، ولكني أراك ملت مع أحد الجانبين ضد الآخر.
أخي بارك الله فيك
بعض الناس يزعمون أن العلماء أفتوا في مسائل لم يحيطوا بها علماً من جهة فوقعت منهم الأخطاء
وهذا اتهامٌ لهم يقفون ما ليس لهم بهم علم
فهم قليلوا الورع على هذا المقياس
ولا يظن هذا بطالب علم صغير فضلاً عن علماء
والله المستعان
ولا يقاس هذا على الإفتاء في الجماعات وغيرها فقد يحسن المرء الظن في جماعة من الجماعات
ولكنه لا يجوز له شرعاً أن يستمر على هذا بعد علمه بأخطاء الجماعة
وهذا يختلف تماماً عن الإفتاء في نازلة
فالذي يظن بعلمائنا أنهم لا يفتون بهذه الأمور حتى يحيطوا بجوانب المسألة
والتحليلات السياسية التي يراها بعض الشباب ليست قطعية حتى يشنع على العالم الذي يخالف نتائجها
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 07:20]ـ
إكمالاً لموضوع فقه الواقع وفقه أحوال الجماعات أقول
أن عامة العلماء الذين قيل في حقهم أنهم لا يفقهون الواقع فتاواهم في الجماعات معروفة ومشهروة فتنبه
علماً بأن معرفة أحوال الجماعات أعسر من معرفة واقع المستفتي
وذلك أن الكثير من الجماعات ذات طابع سري وأحياناً يمارسون المداراة لأهل السنة
بخلاف الواقع الذي يعيشه العالم في مجتمعه أو الواقع الذي يصوره له المستفتي
والعلماء تجد فتاويهم في هذا الباب مليئة بالحرص والتحري فتجدهم يقولون
((إن كان هناك كذا فالأمر كذا))
((وإن كان في الفعل كذا فالأمر كذا))
لهذا تجدهم في بداية الفتاوى يؤصلون المسألة
ثم ينزلون الحكم على الواقعة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 01:05]ـ
اخي ابو القاسم بارك الله فيك
اضرب لي مثالا واحدا على قولك
وأما مسألة مثالي عن طالب كلية الشريعة .. فهذا أمر محسوس عندي .. لشواهد كثيرة .. كأنه ملموس باليدين
وليس هو مجرد تنظير ورأي فارغ ..
ولو سمحت بدون ذكر اشخاص
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 02:05]ـ
وفيك بارك الله عز وجل
إيذن باستقبال الرسائل .. وأرسل لك ..
والسلام عليكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 08:49]ـ
أبو القاسم
بارك الله فيك
لم يصلني منك رسالة على الخاص وقد قلت لك حبذالوتضرب مثالا ولو سمحت بدون ذكر اشخاص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 12:15]ـ
اجتهد الأخ علي الفضلي:-
في وضع ضوابط للاشتغال بفقه الواقع، فعجبت وأخذني العجب مآخذ عدة وكثرت عليَّ التساولات:-
فتساءلت:
من أين استقيت هذه الضوابط؟!
وعلى أي معايير أقمتها؟ أم من أي أدلة استقيتها؟! أهي نصوص فأين هي لم تذكر؟
أم من استجلاء المصالح والمفاسد بناء على التجارب السابقة؟
حسناً ربما سيقال هذا ..
فهل يمكن أن تكون المصالح والمفاسد طوّاعة بحث تتشكل وفق أي منحىً منهجي أو عقليةٍ تصوغها لتواءم موقفها الشخصي وتصورها لقضية ما؟
وأعني بذلك حصر الذين يشتغلون بفقه الواقع على من يعينهم وينتخبهم ولي الأمر فقط!!!!
ولا يوجد مستند يستند عليه الكاتب فيما ذكر سوى ألا تكون فوضى، وتكون دولة داخل دولة!!
ولاحظوا معي كيف دمج عدة مفارقات في عبارات وجيزة:
1 - قيد تسويغ الاشتغال بفقة الواقع بإذن ولي الأمر.
2 - جعل الفوضى السبب في ذلك، وكأنه مآل حتمي لكل أو أغلب حالات الاشتغال بفقه الواقع.
3 - أفزعنا بعبارة " وتكون دولة داخل دولة " لنكتشف من ذلك شنشنة معروفة عند فئة من الناس.
وهنا سأقف ملتمساً الباعث على تقرير مثل هذه الضوابط والقيود وهو ما نجده من افرازات فكر ومنهج فئام من أدعياء السلفية الذين يسعون بجهود محمومة لتكبيل كل ما يمكن أن يشم منه رائحة الإمساس بسلطة السلاطين , فجعلوا من إذنه سيفٌ مسلط على كل ممارسة دعوية وإصلاحية يمكن أن يستيقظ بها الناس من سباتهم فيعرفوا حقوقهم ويرفعوا المظالم و الاستبداد عنهم.
وإلا فأين فهم الكاتب الفاضل ووعيه ليحجب عن الناس سبيلاً من سبل معرفة أحوال إخوانهم المسلمين في كل مكان، ويعوا واقعهم جيداً لكي يتمكنوا من الإصلاح فيه.
لقد قال صلى الله عليه وسلم " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم "؛ فكيف سيهتم بأمور من لا يعرف واقعهم، وقال صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم و تناصرهم وتراحمهم كمثل الجسد ...... "الحديث.
كيف سيتأتّي ذلك إذا اقتنعنا بتقرير الكاتب وتصويره لفقه الواقع في صورة فجة تجمع كل أنماط تتبع المسلم لأحوال إخوانه و معرفة بقضاياهم و تفاوت درجات هذه المتابعة ما بين أفرادهم ودعاتهم ومثقفيهم ليجعلها في تلك الصورة المشوهة الشاذة: تثير الفوضى وتهدد كيان الدولة.
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 01:48]ـ
وأما مسألة مثالي عن طالب كلية الشريعة .. فهذا أمر محسوس عندي .. لشواهد كثيرة .. كأنه ملموس باليدين
وليس هو مجرد تنظير ورأي فارغ ..
وإنما سقته لبيان أهمية فقه الواقع لمن أغفله من حساباته .. فيأخذ كل واحد منه بحسبه .. ليكون له سهم في النصرة ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي وفقك الله:
قال ابن تيمية – رحمه الله – في معرض كلامه عن الجهاد
(وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم).
وأرجوا أن تقرأ هذا المقال الرائع في الموضوع
السياسة الشرعية قاصرة على المجتهد .... مهم جدا
للشيخ عبد المالك رمضاني
هذه مجرد تنبيهات سريعة، وإلا فحديثي هنا منصب على شروط من يتصدى للفتيا في النوازل السياسية
وأخص من هذه الشروط شرطا واحدا، لانه الأهم، ولان جل العاملين في هذا الميدان لا يراعونه، قال ابن القيم رحمه الله: " العالم بكتاب الله وسنة رسوله واقوال الصحابة فهو المجتهد في النوازل، فهذا النوع الذي يسوغ لهم الافتاء ويسوغ استفتاؤهم ويتادى بهم فرض الاجتهاد، وهم الذين قل فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) "
قلت: أي بلوغ درجة الاجتهاد، كما قال الماوردي: " العلم المؤدي الى الاجتهاد في النوازل والاحكام
وقال الشاطبي: " بل اذا عرضت النوازل روجع بها اصولها فوجدت فيها، ولا يجدها من ليس بمجتهد، وانما يجدها المجتهدون الموصوفون في علم اصول الفقه "
فتدبر هذا العلم! وتدبر هذه الدقة التي لو حرص الاسلاميون على تطبيقها لصانوا هذا الدين من عبث حدثاء الاسنان.
ويشبهه قول محمد الامين الشنقيطي _ رحمه الله _ في شروط الامام:" ان يكون ممن يصلح ان يكون قاضيا من قضاة المسلمين، مجتهدا يمكنه الاستغناء عن استفتاء غيرة في الحوادث "
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد مثل ابن رجب لهذا بالامام احمد رحمة اللة؛ فقد بين وجه استحقاقة لمنصب الفتوى في الحوادث _ أي النوازل_ بان وصفه ببلوغ النهاية في معرفته بالقران والسنة والاثار.
فمن القران: ناسخه ومنسوخه، ومقدّمه ومؤّخره، وجمعه في تفسيره من اقوال الصحابة و التابعين الشئ الكبير.
ومن السنة: حفظه لها، ومعرفته بصحيحها من سقيمها، ومعرفته بالثقات من المجروحين، وبطرق الحديث وعلله، ليس في المرفوع منه فحسب، بل وفي الموقوف منه! وبفقهه وعلوم الائمة: ذكر انه عرض عليه عامة اقوالهم ..
ثم قال:" ومعلوم ان من فهم علم هذه العلوم كلها وبرع فيها، فأسهل شئ عنده معرفة الحوادث والجواب عنها، على قياس تلك الاصول المضبوطة والماخذ المعروفة، ومنهنا قال عنه ابو ثور: كان احمد اذا سال عن مسالة كأنّ علم الدنيا لوح بين عينيه، او كما قال ".
قلت: فأي هؤلاء الذين ابتدعوا اليوم (فقه الواقع) _ ليسقطوا به العلماء _ ترونه قد بلغ في العلوم هذه الغاية، حتى جعلتموه في نوازل السياسة لكم آية؟!
لقد كان احمد _رحمه الله _ يفتي في الحوادث وينهى تلامذته عن ذلك؛ قال ابن رجب:" واما علم الإسلام _ يعني الحلال والحرام كما فسره هو في كتابه المذكور (ص:46) فكان يجيب فيه عن الحوادث الواقعة مما لم يسبق فيها كلام؛ للحاجة الى ذلك، مع نهيه لاصحابة ان يتكلموا في مسائل ليس لهم فيها إمام ".
ومن كلام ابن القيم السابق تعلم ان رجوع الشباب اليوم في النوازل السياسية الى الحركيين والمتكونين على موائد المجلات ووسائل الأعلام والمتخرجين من خلايا المخيمات _ مهما زعموا انهم متحررون من قيود غابر المذاهب او متضلعون بأسرار ما يعاصرون من المذاهب _ مصادم لهذه النصوص التي أوردتها عن هؤلاء الأعلام، وان المعمّمين من مقلدة المذاهب غير داخلين في قول ابن القيم: (الذين يسوغ استفتاؤهم ويتادى بهم فرض الاجتهاد .. ) مهما (تدكتروا)؛لان المقلد غير المجتهد، بل المقلد هو الجاهل! كما هو معلوم من كتب أصول الفقه، قال الخطيب البغدادي: (حتى يجد طريقا الى العلم بأحكام النوازل وتمييز الحق من الباطل، فهذا ما لا مندوحة للمفتي عنه، ولا يجوز له الإخلال بشيء منه).
ولهذا كان من الأهمية بمكان أن يميز طالب العلم أهل الفتوى في هذا الميدان من غيرهم ممن تسوروا المحراب، أو دخلوه من غير هذا الباب، فقد كان سلفنا الصالح على دراية تامة بذلك، قال أبو حاتم الرازي – رحمه الله -: (مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان ... ولزوم الكتاب والسنة والذب عن الأئمة المتبعة لآثار السلف، واختيار ما اختاره أهل السنة من الأئمة في الأمصار، مثل مالك بن أنس في المدينة، والأوزاعي في الشام، والليث بن سعد بمصر، وسفيان الثوري وحماد بن زيد بالعراق، من الحوادث مما لا يوجد فيه رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وترك رأي الملبسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين!).
إذا فقد بان لذي بصيرة الطالب للحق من يسوغ استفتاؤه في هذا.
فمالكم – يا شباب الإسلام – تتهافتون على السياسة، وتهوي إليها أفئدتكم، وتأتون مجالسها من كل فج عميق، كأنها لكم! ولعل رجالها لم يخلقوا بعد في أوساطكم؟!
فأولى لكم: تعلم ما في الكتاب والسنة مما تقدرون عليه ويجب عليكم أو يستحب، لأنه أثبت لاستقامتكم وأضمن لوصولكم إلى ما قفزتم إليه الآن، قال الله تعالى {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشدّ تثبيتا}
ولما أضحى العمل السياسي – الذي يؤمه الشباب اليوم – مطية للولوغ به إلى العنف المسمى زورا جهادا، ولما كان هؤلاء – أنصاف المتعلمين – يهجمون بلا تردد ولا تحفظ على البحث في دقائق مسائل الجهاد، أجدني حينئذ حريصا على نقل كلمة عظيمة لابن تيمية – رحمه الله – قالها في معرض كلامه عن الجهاد، فقال (وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، [وينطق فيها الرويبضة]، قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة).
قال أبو شامة: ((وأكثر ما أتي الناس في البدع بهذا السبب، يظّن في شخص أنه من أهل العلم والتقوى، وليس هو في نفس الأمر كذلك، فيرمقون أقواله وأفعاله، فيتبعونه في ذلك، فتفسد أمورهم، ففي الحديث عن ثوبان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن مما أتخوف على أمتي الأئمة المضلين) أخرجه ابن ماجة والترمذي وقال: حديث صحيح، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا))).
قال الإمام الطرطوشي رحمه الله: فتدبروا هذا الحديث، فإنه يدل على انه لا يأتى الناس قط من قبل علمائهم، وإنما يؤتون من قبل أنه اذا مات علمائهم أفتى من ليس بعالم، فيؤتى الناس من قبله، قال: وقد صرّف عمر رضي الله عنه هذا المعنى تصريفا فقال: (ما خان أمين قط، ولكن ائتمن غير أمين فخان)،قال: ونحن نقول: ما ابتدع عالم قط، ولكن استفتي من ليس بعالم فضلّ وأضل، وكذلك فعل ربيعه، قال مالك: بكى ربيعه يوما بكاء شديدا، فقيل له: أمصيبة نزلت بك؟ فقال: (لا! ولكن استفتي من لا علم عنده وظهر في الإسلام أمر عظيم).
قلت وعلى هذا كان هدي السلف، قال هشام بن عروة: ((ما سمعت أبي يقول في شيء برأيه، قال: وربما سئل عن الشيء فيقول: هذا من خالص السلطان)).
وقال بن هرمز: ((أدركت أهل المدينة، وما فيها إلا الكتاب والسنة، والأمر ينزل فينظر فيه السلطان)).
فمن هو الرجل الصالح لذلك اذا؟ قال الله تعالى {إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم} فهو ليس عالما فقط بل مبسوط له في العلم!.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا))
وقال الشعبي – رحمه الله -: ما جاءك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فخذه، ودع عنك ما يقول هؤلاء الصعافقة – قيل الصعافقة: الذين يدخلون السوق بلا رأس مال، أراد الذين لا علم لهم)).
وعلى هذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم ترى كيف لم يختلفوا في تولية أبي بكر رضي الله عنه إلا في جلسة واحدة تحت السقيفة؟ الأمر الذي لا تعرفه الديمقراطيات على الرغم من أنها مدعومة بالحديد!
واختاروا أبا بكر رضي الله عنه، لأنه كان كما جاء وصفه في حديث أبي سعيد، قال: ((وكان أبو بكر أعلمنا)).متفق عليه.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشاور في القضايا السياسية إلا أبا بكر وعمر ومن هم على مستواهما، وما قصة أسرى بدر عنكم ببعيد!
ومما يدل على ان أهل العلم المبرزين كان لهم مجلس خاص بهم لا يشاركهم فيه غيرهم، ما رواه البخاري
(4970) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم!
فدعا ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم.
قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}؟
فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح لنا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا.
فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟
فقلت: لا!
قال: فما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: {إذا جاء نصر الله والفتح}: وذلك علامة أجلك، {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}!
فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول)).
وإنما امتاز ابن عباس بالدخول على المجتهدين دون غيره من الشباب لتميزه عنهم بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل)) رواه أحمد وهو صحيح.
قال ابن القيم: ((ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس أن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل، والفرق بين الفقه والتأويل: أن الفقه هو فهم المعنى المراد، والتأويل إدراك الحقيقة التي يؤول إليها المعنى التي هي أخيّته وأصله، وليس كل من فقه في الدين عرف التأويل، فمعرفة التأويل يختص به الراسخون في العلم)).
قلت: تأمل هذا تفهم سبب عدم الاكتفاء في أمر السياسة بالعلم، بل لابد من الرسوخ فيه.
ومن عرف من الشباب تأويل ابن عباس لسورة النصر – المذكورة آنفا – عرف هل يصلح لهذا الأمر أو لا؟
ولذلك قال ابن حجر – رحمه الله – عقبها: ((وإنما يتمكن من ذلك من رسخت قدمه في العلم)).
******************************
ملاحظة: المقال منقول من موقع ملتقى السلفيين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 10:25]ـ
جزاك الله خيراً أبو جنيد
للشيخ عبد المالك رمضاني
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يشكر الله من لا يشكر الناس ".
اُشهدكم ومن حضر بأن لهذا الشيخ الجليل فضل عظيم عليّ خاصة.
وكان كتابه (مدارك النظر في السياسة) كالفرقان لي بين الحق والباطل.
علماً بأني لا أعرفه ولم أقابله البتة , فجزاه الله خيراً.
أنصح من أراد الحق في باب السياسة الشرعية بقراءة هذا الكتاب ,
فإن صده ما تضمنه من ورود اسماء لبعض المعظمين عنده , فليتجاهل ما يخصهم في الكتاب ويركز على أصل المادة الموضوع لها هذا الكتاب وأهمها:
1 - منهج الدعوة إلى الله وأن الطريق لها واحد.
2 - السياسة الشرعية وما يخص الحاكم والمحكوم تجاهها.
والله الموفق وهو الهادي لمن يشاء من عباده.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 11:20]ـ
قال صلى الله عليه وسلم " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم "
جزاكم الله خيرا.
هذا الحديث لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فأسانيده تدور بين الضعيف، والضعيف جدا، والموضوع!
ـ[المرجان]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 02:13]ـ
أخي الكريم
اقرأ كتاب كشف الغمة عن علماء الأمة .. للعلامة سفر الحوالي ..
وستعرف ساعتها المرام وستدرك الفرق بين الطرحين
كما ستعرف أن سؤالك (
ليس وجيها وفيه خلط ظاهر ..
فمسائل الجهاد الواقعية على الأرض قد يفتي فيها خرّيج شريعة (بكالوريوس) متمكن .. بأحسن بكثير ممن يعدون عند الجميع كبارا إذا كان هؤلاء بعيدين عن الميدان ..
ولم يزهّد أحد الناس في العلم ..
ولكن المراد تنزيل العلم على الواقع ولا يتأتى هذا إلا بإلمام كاف بهذا الواقع ..
والله المستعان
وعليه التكلان
نعم هم بعيدون عن الميدان لأنهم لم يواكبوا دعاة الثورة والجهاد!!
هداك الله .. والله ما ما أُهدرت دماء المسلمين في الجزائر وغيرها إلا بسبب الميدانيون!
ـ[غريب39]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 07:03]ـ
فمسائل الجهاد الواقعية على الأرض قد يفتي فيها خرّيج شريعة (بكالوريوس) متمكن .. بأحسن بكثير ممن يعدون عند الجميع كبارا إذا كان هؤلاء بعيدين عن الميدان ..
ولم يزهّد أحد الناس في العلم ..
ولكن المراد تنزيل العلم على الواقع ولا يتأتى هذا إلا بإلمام كاف بهذا الواقع ..
بل هذا الكلام زهد كثيرا في العلم والعلماء ... أم أنك لا تعلم هذا الواقع.
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة * * * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
.
. . . وهذا رابط مهم جدا لمن يريد أن يفقه الواقع الحقيقي ... صفحات مطوية من الجهاد الأفغاني ( http://ilmsahih.com/tapes/siraj_zahrani/safahat_matwiya_minal_jihad_af ghani.rm).
.
ـ[غريب39]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 07:08]ـ
وآمل من المشرفين عدم حذف الرابط فليس فيه سوى تبرئة لأئمتنا مما رماهم به بعضهم من عدم فقه الواقع.
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 08:10]ـ
في شرح الشيخ أبو حفص سامي العربي - لمذكرة في أصول الفقه للشيخ الشنقيطي رحمه الله، استشهد بقصة الهدهد مع نبي الله سليمان - صلى الله عليه وسلم - وقال: وقصة الهدهد هذه دليل قوي على خفاء شيء من الواقع على جميع من عمل في الدعوة إلى الله تعالى، فلا إفراط في معرفة الواقع بهذه الحجّة، ولا تفريط فيه فلا يمكنه من نفع الناس.
بارك الله فيكم .. وجزاكم الله خيرًا على ما قدمتم.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 02:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي وفقك الله:
قال ابن تيمية – رحمه الله – في معرض كلامه عن الجهاد
(وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم).
وأرجوا أن تقرأ هذا المقال الرائع في الموضوع
السياسة الشرعية قاصرة على المجتهد .... مهم جدا
للشيخ عبد المالك رمضاني
هذه مجرد تنبيهات سريعة، وإلا فحديثي هنا منصب على شروط من يتصدى للفتيا في النوازل السياسية
هذا الكلام متعلق بالفتيا والنظر في النوازل السياسية وهي جزئية يسيرة من دائرة فقه الواقع الواسعة، أو لنقل إنها قضية أخرى مترتبة على فقه الواقع، بمعنى أن النظر الشرعي وتحديد الحكم الشرعي في الوقائع الحادثة سواءً منها ما يتعلق بالقضايا السياسية أو غيرها ينبني ويترتب على معرفة واقع تلك النازلة.
وعلى هذا فليست كل صور وأنماط فقه الواقع مقيدة بخدمة هذا الجانب، وإنما هي دائرة أوسع وآفاق أرحب تنبسط لتكون "حاجة" لكل داعية ومصلح يسعى لمعرفة واقعة بغرض الإصلاح فيه على بصيرة , بمختلف درجات الإصلاح والتغيير، وحاجة لكل مسلم غيور يهمه أمر إخوانه المسلمين، لتلمس حاجاتهم، ودعم قضاياهم , والدعاء لهم ...
وغير ذلك فلا يخالف أحد أن النظر الشرعي والفتيا في القضايا النازلة – السياسية وغيرها – هو من اختصاص أهل العلم المؤهلين لها؛ ولكن لا يعني هذا بحال قَصْرالاشتغال بمعرفة الواقع عليهم، لأن معرفة الواقع ليست الحاجة إليه فقط في الفتيا في هذه النوازل كما أسلفت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[16 - Nov-2007, صباحاً 03:11]ـ
".
اُشهدكم ومن حضر بأن لهذا الشيخ الجليل فضل عظيم عليّ خاصة.
وكان كتابه (مدارك النظر في السياسة) كالفرقان لي بين الحق والباطل.
.
عجبا -والله - عندما يلمح بعض المشايخ -كسفر الحوالي- لبعض الأخطاء التي وقع فيها مشايخ مقدسين عند البعض كل الويل له ولأنصاره -والتهجم على الأخ أبي القاسم مثالا -
وإذا جاء صاحب المدارك وخاض في سب مشايخ صوامين قوامين , يكون الأمر فرقانا بين الحق والباطل (((((((((يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)))))))
وهذا الكتاب جعل بعض الناس حين أذكر العلامة سفرا ينظر إلي وكأنني أتكلم عن شخص من أعداء الدين. لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 08:25]ـ
عجبا -والله - عندما يلمح بعض المشايخ -كسفر الحوالي- لبعض الأخطاء التي وقع فيها مشايخ مقدسين عند البعض كل الويل له ولأنصاره -والتهجم على الأخ أبي القاسم مثالا -
وإذا جاء صاحب المدارك وخاض في سب مشايخ صوامين قوامين , يكون الأمر فرقانا بين الحق والباطل (((((((((يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)))))))
وهذا الكتاب جعل بعض الناس حين أذكر العلامة سفرا ينظر إلي وكأنني أتكلم عن شخص من أعداء الدين. لا حول ولا قوة إلا بالله.
المشكلة أنك تعتبر النقد العلمي سباً
مع العلم أن هذا (السب) قد شارك فيه الشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ الألباني بتقديمهما للكتاب
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 10:54]ـ
المشكلة أنك تعتبر النقد العلمي سباً
مع العلم أن هذا (السب) قد شارك فيه الشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ الألباني بتقديمهما للكتاب
أولا: هذا جريان على طريقتهم فأنا قلت في البداية: (عندما يلمح سفر .... ) فتأمل كيف عدوه قدحا في من قدسوه .. والله المستعان.
ثانيا: باستشهادك بهذين الشيخين ما هو إلا تأكيد لما نعاني منه فدعو عنكم تقديس الرجال.
وإني أنصحك يا أخي أن تستمع لنقد الشيخ عبدالله السعد للألباني؛ لتعرف أن تأييد الألباني لما في الكتاب ليس إلا .... اللهم اهدنا فيمن هديت.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 10:10]ـ
أولا: هذا جريان على طريقتهم فأنا قلت في البداية: (عندما يلمح سفر .... ) فتأمل كيف عدوه قدحا في من قدسوه .. والله المستعان.
ثانيا: باستشهادك بهذين الشيخين ما هو إلا تأكيد لما نعاني منه فدعو عنكم تقديس الرجال.
وإني أنصحك يا أخي أن تستمع لنقد الشيخ عبدالله السعد للألباني؛ لتعرف أن تأييد الألباني لما في الكتاب ليس إلا .... اللهم اهدنا فيمن هديت.
سبحان الله
بإمكاني أن أتهمك أيضاً بتقديس الرجال
لأنك ترفض نقد الدكتور سفر
الإتهامات أمرها هين ويستطيعها كل أحد
ورد السعد على الألباني الذي أعرفه أنه في مسائل حديثية
وقد حصل كل هذا بعد صدور مدارك النظر
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 12:15]ـ
سبحان الله
بإمكاني أن أتهمك أيضاً بتقديس الرجال
لأنك ترفض نقد الدكتور سفر
الإتهامات أمرها هين ويستطيعها كل أحد
ورد السعد على الألباني الذي أعرفه أنه في مسائل حديثية
وقد حصل كل هذا بعد صدور مدارك النظر
ياأخي أرجو أن تستوعب كلامي ثم ترد!!! فهل أنا قلت ما أتى من الشيخ سفر الحوالي فرقان بين الحق والباطل!! أنا وضعت مقارنة بين طائفتين وكان من الطائفة الأولى الشيخ سفر فمجرد أنه ألمح!!! هاجوا عليه!! وهو نقد علمي كما يتبجحون به ((كلامهم نقد علمي وكلام غيرهم الصريح - بله التلميح - تعدي))).
ثم أثبت إن استطعت أني أقدس سفرا , فأنا أجري هذا الكلام على سفر وغيره مثل العلوان حفظه الله وناصر العمر وفقه الله والشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله ...
صدقت أن الاتهامات سهلة ولهذا مجدتم أناس ووصفتموهم بأئمة الجرح والتعديل في زماننا.
أما نقد الشيخ السعد فهذا - حفظك الله - في حد علمك أنه مسائل حديثية , لكن الأمر أنه أصدر شريطين باسم (مناقشة الشيخ الألباني) الشريط الأول هو الذي أريدك أن تسمعه , أما الثاني فهو في المسائل الحديثية.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 09:26]ـ
((كلامهم نقد علمي وكلام غيرهم الصريح - بله التلميح - تعدي))).
.
قال الدكتور سفر شافاه الله في رده العلمي على هيئة كبار العلماء برئاسة إمام الدنيا في عصره عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: الأصوليون من يدعون ** بالدعوى الأصيلة
وبنو صهيون منذ الآن **إخوان الفسيلة
غير مغضوب عليهم ** عند أصحاب الفضيلة
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 08:22]ـ
قال الدكتور سفر شافاه الله في رده العلمي على هيئة كبار العلماء برئاسة إمام الدنيا في عصره عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: الأصوليون من يدعون ** بالدعوى الأصيلة
وبنو صهيون منذ الآن **إخوان الفسيلة
غير مغضوب عليهم ** عند أصحاب الفضيلة
ألم يقل الشيخ الألباني: إن حمود التويجري ينطلق من النظرية اليهودية (الغاية تبرر الوسيلة) .. وقد قال أشياء أشنع من هذه. وإلا عين الرضا عن كل عيب كليلة ..
وصاحبكم ألف رسالة أسماها (إسكات الكلب العاوي .. يوسف القرضاوي) حتى أصغر طالب علم لا يؤلف بهذه الألفاظ .... أو .......
ولو تأمل المنصف كثيرا في كتب الشيخ سفر لأبدى ما فيها من حق وكذا يبدي ما فيها من خطأ .. ولكن الباحث منكم في كتب سفر غير متجرد ولهذا هو يأخذ (غير مغضوب عليهم ** عند أصحاب الفضيلة) ويترك أشياء هي والله عين الحقيقة.
لفتة: لو قلت للشيخ ابن باز: يا إمام الدنيا لعنفك أشد التعنيف -رحمه الله- وذلك لأنه ينطلق من رسالة عالية لا تهمه الألقاب الزائلة .. فدع عنك ذلك , واهتم بما هو أهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 10:05]ـ
ألم يقل الشيخ الألباني: إن حمود التويجري ينطلق من النظرية اليهودية (الغاية تبرر الوسيلة) .. وقد قال أشياء أشنع من هذه. .
هذه مسألة تتجاذبها الأدلة يا رعاك الله , والشيخ الألباني جانب الصواب فيها.
ولكن العبرة فيما قاله الشيخ حمود بعد هذا في الألباني رحمهما الله
(الطعن في الألباني إعانة على الطعن في السنة)
هذا سبيل الأكابر تجاه بعضهم البعض ............ رحمهم الله
واعلم وفقك الله بأن الإغلاظ على المخالفين للحق الصراح موجود في كتاب الله والسنة وفعل الأصحاب والأعلام.
قال تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ}
وقال سبحانه {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}
وقال عليه الصلاة والسلام: " كلاب النار "
وقال ابوبكر رضي الله عنه لأحد المشركين: (أمصص بضر اللات) والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع ولا ينكر.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي) وقد قاله بعض الائمة.
وقال شيخ الإسلام وتلميذه: (الأشاعرة مخانيث المعتزلة).
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 10:16]ـ
ولو تأمل المنصف كثيرا في كتب الشيخ سفر لأبدى ما فيها من حق وكذا يبدي ما فيها من خطأ .. ولكن الباحث منكم في كتب سفر غير متجرد ولهذا هو يأخذ (غير مغضوب عليهم ** عند أصحاب الفضيلة) ويترك أشياء هي والله عين الحقيقة.
.
الحق مشكور بارك الله فيك الذي جاء به الدكتور سفر أو غيره.
وقلي ما الحق الذي تدندن حوله وغيرك في كتب الدكتور خلا كتابيه في الأشاعرة وفي العلمانية؟!
هل الحق في غلوه في الحاكمية وفي سيد قطب عفا الله عنه
أو الحق في تصدره في نوازل الأمة في حياة من يفوقه علماً وعملاً وقدراً بشهادة لسانه رضي أو كره؟!
هل الحق في تشنيعه على الائمة في كتابه ظاهرة الإرجاء , وجعل سيد قطب أحسن من فسر لا آله إلا الله؟
هل الحق في دعمه للخوارج في لندن أو افغانستان وإغراء الشباب بالخروج والتكفير علم أو لم يعلم؟
هدانا الله وإياك والدكتور
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 02:08]ـ
... لازلت أرى أن من أكبر الأدواء التي ابتليت بها الأمة منذ أمد بعيد البعد عن "الشورى"، كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أهل شورى لا يستبد أحد برأي، أمرهم شورى بينهم، الشورى - على الأقل في بعض صورها النافعه - طبقته والتزمته نخب الفكر و الإدارة في الغرب، من مستوى السياسة الدولية إلى مستوى العمل الإداري في المنشأة والشركة والمؤسسة، بل أحياناً على مستوى الأسرة، هذا مبدأ إسلامي أصيل، لا غبار على ذلك، ولكن هل سمعنا عن الشافعي أو أحمد أو ابن تيمية أو ... رحمهم الله جميعاً، أنهم اجتمعوا بمن يعتد برأيه، و تشاوروا في مصالح الأمة، لا تكاد تجد هذا البتة في تراجمهم، بينما كان من هو أعلم وأخبر بأبي هو وأمي كما روي في السنن من أكثر الناس مشورة لأصحابه، شاورهم قبل الخروج لبدر، وشاورهم في غزوة أحد، وبشأن حادثة الإفك، وغيرها، وشاور أبو بكر في كتابة المصحف، وشاور عمر من بعده، وهكذا، ولكن ماذا دهى العلماء والأئمة بشأن قضية الشورى بعد عصر الصدر الأول من الإسلام؟ صحيح أننا اليوم سعداء بمجامع الفقه والفتوى كهيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي وغيرهما، ولكن المطلوب أكثر والطموح أكبر في أن تصير الشورى ثقافة أصيلة في فكر العالم والمتعلم، لا يستنكف عنها مفتٍ ولا مجتهدٍ شرعي. أرجو أن تكونوا قد أدركتم الآن العلاقة الوطيدة بين فقه الشورى و فقه الواقع.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 02:53]ـ
... ولكن هل سمعنا عن الشافعي أو أحمد أو ابن تيمية أو ... رحمهم الله جميعاً، أنهم اجتمعوا بمن يعتد برأيه، و تشاوروا في مصالح الأمة، لا تكاد تجد هذا البتة في تراجمهم، بينما كان من هو أعلم وأخبر بأبي هو وأمي كما روي في السنن
ما علاقة هذا وهذا وفقك الله
وكيف تقيس ما لا يقاس؟!
فالنبي صلى الله عليه وسلم حين شاور أصحابه كان بمثابة الحاكم الذي يشاور من يثق فيه.
وأما الائمة الشافعي واحمد وابن تيمية فهم علماء الائمة فإن شاورهم ولي أمرهم وجب عليهم النصح له وأما نصحهم للامة فلم يتوانوا فيه رحمهم الله وجزاهم خيراً.
وهذا حافل في سيرهم فالإمام أحمد لم يكن إمام أهل السنة بتصدره للنوازل ومجابهته لحكام وقته بل لم يتكلم في فتنة خلق القرآن إلا حين امتحن من قبل السلطان فصدع بالحق وصبر على ما أصابه وفي نفس الوقت كان الإمام الناصح للامة بعدم الخروج على سلطانها وكفره مقارب؟!
فلله دره من إمام .............
فهذه هي الإمامة وهذا هو الفقة في الدين
وكذلك شيخ الإسلام وفقية الآنام أحمد بن عبد السلام بن تيمية لم ينازع الحكام وهم يرعون البدعة وينصرون أهلها بل تودد لهم شفقة عليهم وكان الناصح الأمين للراعي والراعية بل كان يتحين معونتهم في محاربة البدع وأهلها فلله دره من إمام ..............
وكذلك الإمام المجدد بن عبد الوهاب لم ينازع الحكام ما في إيديهم ولكنه تقرب ممن أراد الله بهم الخير واستعان بهم في نشر دعوة الحق حتى نصرة الله فلله دره من إمام ..............
وأما فقهاء الواقع يظنون أنهم أفهم الناس وأوجبوا على أنفسهم ما لم توجبه عليهم شريعة الله ,
فالشورى لأهلها يا فقهاء الواقع وليس لمن يدعيها والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 03:31]ـ
هل الحق في غلوه في الحاكمية وفي سيد قطب عفا الله عنه
أو الحق في تصدره في نوازل الأمة في حياة من يفوقه علماً وعملاً وقدراً بشهادة لسانه رضي أو كره؟!
هل الحق في تشنيعه على الائمة في كتابه ظاهرة الإرجاء , وجعل سيد قطب أحسن من فسر لا آله إلا الله؟
هل الحق في دعمه للخوارج في لندن أو افغانستان وإغراء الشباب بالخروج والتكفير علم أو لم يعلم؟
هدانا الله وإياك والدكتور
هل كل من يدعوا لتحكيم شريعة الله ويبرأ إلى الله من القوانين الوضعية الوضيعة وممن يطبلون للظلمة تقول فيه غلا في الحاكمية ..
مثلك كمثل رجل يقول فلان غلا في توحيد الألوهية ....
أما سيد قطب فهي قصة طويلة جدا معكم ... هل انصاف سيد قطب من تخرصات الجماعة الجامية المدخلية الهوجاء الشوهاء يعتبر غلوا؟
أما تصدره في نوازل الأمة فهو ممن بلغ مرتبة الاجتهاد ومن أنت حتى تقييمه أو تقول ليس أهلا لها ..
بل شهد له المخالف والمؤالف بذلك ....
أما اتهامك له بأنه شنع على الأئمة في كتابه ظاهرة الإرجاء فهذا كذب منك تب إلى الله واستغفر ربك منه ..
أما اتهامك له بأنه نصر الخوارج في هذا الزمان فأوافقك عليه
صحيح هو يؤيد كل من خرج على أمريكا وكل أنظمة الظلم والكفر .. فمالإشكال اخي؟:)
ومع المحبة والسلام
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 08:28]ـ
واعلم وفقك الله بأن الإغلاظ على المخالفين للحق الصراح موجود في كتاب الله والسنة وفعل الأصحاب والأعلام.
قال تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ}.
مخالفة الحق الصراح - حفظك الله- فيما تراه على العلامة سفر يراه غيرك على أئمتك فينطبق هذا على هذا ... ودقق فيما تقول سترى أنك ترد على نفسك في كل جملة ... وتردد كلام من رأستموهم حرفا حرفا ... (ياله من تقليد بغيض!!)
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 08:44]ـ
هذه مسألة تتجاذبها الأدلة يا رعاك الله , والشيخ الألباني جانب الصواب فيها.
ولكن العبرة فيما قاله الشيخ حمود بعد هذا في الألباني رحمهما الله
هذا سبيل الأكابر تجاه بعضهم البعض ............ رحمهم الله.
انظر كيف يصر على وصف من يقدسهم بالأكابر ... يعني لو وصف حمود وحده لكان مقنعا ..
اللهم أدم العلامة الإمام سفر شوكة في نحور أعدائه وخلص بلاد المسلمين ممن وضع أحكاما جديدة ... تواكب العصر!!!!!!!!!!!!!(/)
العارف بالسنة الداع إليها هو الحجة وهو الإجماع؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 06:48]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله
في اغاثة اللهفان
وما أحسن ما قال أبو محمد عبدالرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتاب الحوادث والبدع:
حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق واتباعه وإن كان الممتسك به قليلا والمخالف له كثيرا لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي وأصحابه ولا نظر إلى كثرة أهل البدع بعدهم قال عمرو بن ميمون الأودي: صحبت معاذا باليمن فما فارقته حتى واريته في التراب بالشام ثم صحبت بعده أفقه الناس عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فسمعته يقول: عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول: سيلي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها فصلوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة وصلوا معهم فإنها لكم نافلة قال قلت: يا أصحاب محمد ما أدري ما تحدثونا قال: وماذاك قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول: صل الصلاة وحدك الفريضة وصل مع الجماعة وهي نافلة! قال: يا عمرو بن ميمون قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية اتدري ما الجماعة قلت: لا قال: إن جمهور الجماعة: الذين فارقوا الجماعة الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك وفي طريق أخرى فضرب على فخذي وقال: ويحك إن جمهور الناس فارقوا الجماعة وإن الجماعة ما وافق طاعة الله عز وجل قال نعيم بن حماد: يعني إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ ذكره البيهقي وغيره
وقال أبو شامة
عن مبارك عن الحسن البصري قال السنة والذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي فاصبروا عليها رحمكم الله فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى وهم أقل الناس فيما بقي: الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم ولا مع أهل البدع في بدعهم وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلك إن شاء الله فكونوا وكان محمد بن أسلم الطوسي الإمام المتفق على إمامته مع رتبته أتبع الناس للسنة في زمانه حتى قال: ما بلغني سنة عن رسول الله إلا عملت بها ولقد حرصت على أن أطوف بالبيت راكبا فما مكنت من ذلك فسئل بعض أهل العلم في زمانه عن السواد الأعظم الذين جاء فيهم الحديث إذا اختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم فقال: محمد بن أسلم الطوسي هو السواد الأعظم وصدق والله فإن العصر إذا كان فيه عارف بالسنة داع إليها فهو الحجة وهو الإجماع وهو السواد الأعظم وهو سبيل المؤمنين التي من فارقها واتبع سواها ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 06:56]ـ
عن الحسن البصري قال السنة والذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي فاصبروا عليها رحمكم الله فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى وهم أقل الناس فيما بقي: الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم ولا مع أهل البدع في بدعهم وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلك إن شاء الله فكونوا(/)
(في مقال جديد) الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي: من لم يعان لا يفهم المعاني.
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 02:38]ـ
موقع نور الاسلام:
http://www.islamlight.net/index.php?...6902&Itemid=25
من لم يعان لا يفهم المعاني
الحمد لله حق حمده، والصلاة على نبيه وعبده .. أما بعد
فيُروى عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري قال: "لا تتكلم بكلام تعتذر منه غداً، واجمع الإياس مما في أيدي الناس".
التاريخ يكتب ويدوَّن اليوم، وأحداثه الصعاب لا يقررها من لم يكتو بنارها، ومن لم يعتد على الاستقلال برأيٍ، وسيقرأ التاريخ غيرُنا حينما تزول الحجب من الأعين، وتزول المصالح والمُتع والمطامع، ولا يبقى للإنسان لذة قائمة فيما قاله، ويبقى التجرُّد وحده، ويندم ولات حين مَنْدَم، ويُسَطَّر ما يكون معرّة إلى يوم الدين.
الظروف التي تحيط بأمتنا، لا يحكمها رأي واجتهاد دعت إليه مصالح شخصية، وبُني على نظرة قاصرة.
كل من جسر على القول في تخذيل الشعب العراقي، ورماه بسائر العلل، وكال وبالغ في رمي التهم، أو دعاه إلى التخبط والتهوُّر والمجازفة وتفريق الكلمة، ورَمي الحكمة والأناة، أقول له: "لا تتكلم بكلام تحتاج أن تعذر منه غداً" حينما تتلاشى المصالح، ولا يبقى إلا الاعتذار ..
ماذا يراد من شعب انتهك عرضه، وسُلبت خيراته، وسُفك دمه، في قعر داره، وقِيْدت محارمه من أبواب المدارس إلى متعة الغزاة، وحَمَلت آلاف العذارى المسلمة فيه بلا أزواج.
التاريخ الماضي دُوِّن لنا لنقرأُه، وسيدون تاريخنا لغيرنا ليقرأوه، التاريخ كتب لنا لنعتبر، لا لنتسلى، ونتسامر، كتب كما قال ابن الأثير في مقدِّمة "تاريخه": ليعلم الظلمة أن أخبارهم الشنيعة تنقل وتبقى بعدهم على وجه الأرض، وفي الكتب ليذكروا بها ويذموا ويعابوا ..
ألم نقرأ تاريخنا القريب، وأحوال الجزائر المسلمة حينما احتلها المستعمر "الفرنسي"، وسفك على أرضها أكثر من "مليون مسلم"، ونُزعت "فصول الجهاد" من الكتب الفقهية، ومُنع العلماء من إقراء أبواب الجهاد في كتب السنة، وسمِّي قتال المحتل وجهاده وإخراجه من بلاد المسلمين خروجاً وفتنة، واجتمعت كلمة أكثر أهل العمائم على هذا، وما إن انْجلت الغشاوة، ونزعت الرهبة والرغبة، حتى سُمِّي أولئك بالشهداء، وسُمِّيت بلاد الجزائر إلى اليوم "بلد المليون شهيد".
رسالة إلى العلماء أقولها وأفوض أمري إلى الله: من لم يعانِ لا يفهم المعاني، والله يشهد وملائكته وجميع خلقه، أنني أكتب هذه الأسطر، وانا مستيقن أن نساء العراق يغتصبن، وفي السجون أكثر من (10000) عشرة آلاف امرأة عراقية، وثابت عندي وعند غيري كثبوت الأصابع في الكف أن منهن من تُقاد بالسلاح عند خروجها من المدارس والجامعات بسيارات المحتل إلى متعة جنوده، والذكور والإناث يقتلون ليلاً ونهاراً، بأيدي محتل ظالم،
والصمت ملعون إذا نطق الحجر،
والعلم أمانة،
وتبليغه ديانة،
والصمت عند العجز؛ أدنى دركات الخيانة،
تأملوا وتدبروا وتفكروا في الحال، تدركوا المآل، تجردوا من كل لباس إلا لباس التقوى، ومن حُرم التوفيق ضل في القول والعمل.
إذا لم تتحرك الفطرة، والعفاف والطهر، فاجعلوا التاريخ لا يجد منكم إلا الصمت، فالصمت لا يكتبه التاريخ، ولا يصوره الزمن، ولا تعرفه الكتب، ولا يُحتاج معه – في الغالب – إلى الاعتذار.
دعوا العراقيين في أنفسهم، وشأنهم، فهم أعرف الناس بحالهم، فالشاهد يرى ما لا يرى الغائب، واعلموا أن الإعلام ليس بأيديهم، بل يملكه غيرهم، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، وهو أعظم فتكاً في أمتنا من السلاح، شوَّهوا به الإسلام، وفرَّقوا به الشعوب، ونشروا العنصريات، واختلقوا الأكاذيب، وحاكوا القصص، وفيكم سمَّاعون لهم كثير.
في العراق أعراق، وعقائد ومذاهب، كما في غيره، لا يسقط بتفرقهم؛ دفعُهم عن حرماتِهم ودينهم، ما دام يجمعهم أصل الإسلام .. وفي كُل بلد عربي، أرباب بدع وضلال، يجمعهم مع أهل السنة الإسلام.
خذوا بالعزيمة؛ وليكن أقل أحوالهم؛ دفعهم عن المال والعرض والأرض، وقل لي بربك: أفي هذا فتنة أم دين وشريعة؟ روى قابوس بن أبي المخارق، عن أبيه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال. يا رسول الله، أرأيت إن عرض لي رجل يريد مالي، ما أصنع? قال: " ذكره بالله عز وجل، فإن أبى فاستعن عليه بالمسلمين ". قال: فإن تأتى عنه المسلمون? قال: " فقاتل عن مالك حتى تموت من شهداء الآخرة، أو تحرز مالك ". أخرجه النسائي وأبو نعيم وغيرهما.
أُدرك أن ثقافة المنتصر وتاريخه وبصمته هي السائدة، والعين التي يبصر بها الكثير، ولكن هذا ما رأيتُ نصوص الوحي ناطقة به، بأفصح لسان، وأظهر بيان، وهو ما يدركه العقل الصحيح.
والمقصود: أن هذا المقال، أدعوا به إلى ترك أهل العراق وشأنهم – على الأقل -، فلا يفتنوا في دينهم؛ ودفاعهم عنه وعن عرضهم وأرضهم، ممن لم يُدرك للمعاناة معنى، وليس راءٍ كمن سمع، فهدهد سليمان غاب عنه، وأدرك ما لم يُدركه نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعد معاينة ومشاهدة: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} النمل22
ومن فضول القول أن هذا المقال ليس له إلا ظاهر، فلا يُلتمس فيه باطن عبارة، أو بعيد إشارة، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
=======
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 05:03]ـ
حفظَ اللهُ الشيخَ، ومتَّع به.
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 07:13]ـ
الأخ الكريم / عمر .. وفقه الله
جزاك الله خيرا، وفرج الله عن إخواننا مابهم
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 08:20]ـ
جزاك الله خير على هذا النقل
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 02:32]ـ
بارك الله فيكم جميعا يا إخوة ..
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 01:11]ـ
جزى الله شيخنا , خيرا الجزاء , اللهم أكرمه برضوانك وعفوك ياكريم.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في العراق وفي كل مكان.
اللهم ارفع عنهم ما نزل بهم من بلاء , واحفظ عوراتهم واعراضهم ياحفيظ ياعليم ,,
اللهم اجمع كلمتهم ووحد صفهم ياسميع الدعاء ....
اللهم عجل بنصرهم ياحي ياقيوم .....
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 03:07]ـ
جزى الله شيخنا , خيرا الجزاء , اللهم أكرمه برضوانك وعفوك ياكريم.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في العراق وفي كل مكان.
اللهم ارفع عنهم ما نزل بهم من بلاء , واحفظ عوراتهم واعراضهم ياحفيظ ياعليم ,,
اللهم اجمع كلمتهم ووحد صفهم ياسميع الدعاء ....
اللهم عجل بنصرهم ياحي ياقيوم .....
.............................. ......................
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 12:57]ـ
اللهم آمين
ـ[علي أكرم]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[معترك النظر]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 03:46]ـ
جزى الله شيخنا , خيرا الجزاء , اللهم أكرمه برضوانك وعفوك ياكريم.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في العراق وفي كل مكان.
اللهم ارفع عنهم ما نزل بهم من بلاء , واحفظ عوراتهم واعراضهم ياحفيظ ياعليم ,,
اللهم اجمع كلمتهم ووحد صفهم ياسميع الدعاء ....
اللهم عجل بنصرهم ياحي ياقيوم .....
اللهم آمين
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 09:06]ـ
جزى الله شيخنا , خيرا الجزاء , اللهم أكرمه برضوانك وعفوك ياكريم.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في العراق وفي كل مكان.
اللهم ارفع عنهم ما نزل بهم من بلاء , واحفظ عوراتهم واعراضهم ياحفيظ ياعليم ,,
اللهم اجمع كلمتهم ووحد صفهم ياسميع الدعاء ....
اللهم عجل بنصرهم ياحي ياقيوم .....
آمين ...
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 09:52]ـ
حفظَ اللهُ الشيخَ، ومتَّع به.
آمين
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 03:23]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحارث البقمي
جزى الله شيخنا , خيرا الجزاء , اللهم أكرمه برضوانك وعفوك ياكريم.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في العراق وفي كل مكان.
اللهم ارفع عنهم ما نزل بهم من بلاء , واحفظ عوراتهم واعراضهم ياحفيظ ياعليم ,,
اللهم اجمع كلمتهم ووحد صفهم ياسميع الدعاء ....
اللهم عجل بنصرهم ياحي ياقيوم .....
آمين ...........
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 07:44]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ..
ـ[إبراهيم العجلان]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 09:39]ـ
من لم يكن بالحق مقتنعا ****** يخلي الطريق ولا يوهن من اقتنعا
حفظ الله الشيخ عبد العزيز الطريفي من كل قالة أو فعلة سوء
ـ[إبراهيم العجلان]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 09:41]ـ
من لم يكن بالحق مقتنعا ****** يخلي الطريق ولا يوهن من اقتنعا
حفظ الله الشيخ عبد العزيز الطريفي من كل قالة أو فعلة سوء
ـ[الشوكاني]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 01:23]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاااااااااااء
ـ[الفعيمي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 03:10]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحارث البقمي
جزى الله شيخنا , خيرا الجزاء , اللهم أكرمه برضوانك وعفوك ياكريم.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في العراق وفي كل مكان.
اللهم ارفع عنهم ما نزل بهم من بلاء , واحفظ عوراتهم واعراضهم ياحفيظ ياعليم ,,
اللهم اجمع كلمتهم ووحد صفهم ياسميع الدعاء ....
اللهم عجل بنصرهم ياحي ياقيوم .....
اللهم آمين ...
ـ[الحمداني]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 10:10]ـ
سمعت أن الشيخ أستدعي بعد هذا المقال ووقع على المنع من الكتابة
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 04:35]ـ
إذا لم تتحرك الفطرة، والعفاف والطهر، فاجعلوا التاريخ لا يجد منكم إلا الصمت، فالصمت لا يكتبه التاريخ، ولا يصوره الزمن، ولا تعرفه الكتب، ولا يُحتاج معه – في الغالب – إلى الاعتذار
حق لهذه الكلمات ان تكتب بماء الذهب
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 06:20]ـ
صدق الشيخ، فمن أراد أن يفتي لقُطر فليرحل إليه كما رحل الصحابة رضوان الله عليهم.
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 01:51]ـ
سمعت أن الشيخ أستدعي بعد هذا المقال ووقع على المنع من الكتابة
التثبت مطلوب، فهل من مصدر يا أخي الكريم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 02:20]ـ
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
وأذل الشرك والمشركين
ودمر الكفرة المعتدين(/)
أمن أجل هذا ترد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 07:09]ـ
أمن أجل هذا ترد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
الكاتبة: عبير بنت سليمان السلوم
ABEER25@GAWAB.com
قرأت ماكتبته الكاتبة حسناء القنيعير في جريدة الرياض بتاريخ 11/ 10/1428هـ، بعنوان
(أمن أجل هذا تطرد المرأة من رحمة الله)، وتشير في مقالها إلى ماجاء النص بتحريمه من (الوشم- والوصل- والنمص- تفليج الأسنان)، تمعنت المقال جيداً، فتبين لي وجود النتيجة مسبقة لدى الكاتبة، قبل بحث المسالة والنظر فيها، وتشبثت بأسطر للكاتب يوسف أبا الخيل يقرر فيه أن حديث النهي عن ذلك موقوف على ابن مسعود وليس بمرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم شرعت برد النص بالذوق والاستنتاج العقلي البسيط، الذي كان الأولى أن يكون لنصوص الشريعة في قلبها هيبة وتقدير.
وهنا أعقب على الدكتورة حسناء القنيعير في ثلاثة نقاط وهي محاور استدلالها:
أولاً: ذكرت الكاتبة أن دليل النهي عن الوشم والنمص والتفليج والوصل حديث موقوف على ابن مسعود وهذا الأمر شيء جديد اكتشفه عبر القرون الخمسة عشر الأستاذ يوسف أبا الخيل ولم تكلف الدكتورة ولا الكاتب يوسف أبا الخيل النفس ببحث المسألة إلا بالرجوع عبر محرك بحث موقع وزارة الشؤون الإسلامية وهذا في الحقيقة شيء مؤسف أن تكون المحرمات الشرعية تنسف من كتَاب وكاتبات، الأولى بهم الأمانة والصيانة للدين وتعظيمه.
النبي صلى الله عليه وسلم نهى الوشم والوصل والتفليج والنمص في أكثر من عشرة أحاديث صحيحة كالشمس، هذا على التسليم بأن حديث ابن مسعود موقوف فلا ظاهره يدل على ذلك ولا أحد من العلماء عبر القرون قال ذلك حتى البخاري ومسلم في صحيحهما.
النهي عن الوشم والوصل جاء في أحاديث كثيرة منها: حديث ابن عمر في صحيح البخاري ج5 / ص 2218 ومسلم 3/ 1676 عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة.
وجاء النهي عن الوشم في حديث أبي جحيفة في صحيح البخاري ج2 / ص 735 قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الواشمة والموشومة.
ومن حديث أبي هريرة قال: أتى عمر بامرأة تشم، فقام فقال: أنشدك بالله من سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الوشم؟ فقال أبو هريرة: فقمت فقلت: ياأمير المؤمنين: أنا سمعته، قال: وما سمعت؟ قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لاتشمن ولاتستوشمن ... رواه البخاري ج5/ ص 2219.
وجاء النهي عن الوصل في صحيح البخاري ج5/ ص 2218، ومسلم 3/ 1676 من حديث أسماء قالت: سالت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله: إن ابنتي أصابتها الحصبة فامرق شعرها وإني زوجتها، أفأصل فيه،فقال: لعن الله الواصلة والموصولة.
وجاء النهي عنه في صحيح البخاري، ج5/ ص 2218 عن ابن نسيب قال: قدم معاوية المدينة آخر قدمه قدمها فخطبنا فأخرج كبة من الشعر فقال: ماكنت أرى أحداً يفعل هذا غير اليهود، إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الزور يعني الواصلة في الشعر.
وجاء النهي عن الوصل في صحيح مسلم ج3/ ص 1677 عن عائشة في سنن النسائي الكبرى ج5 /ص 426 عن أبي ريحانة وعن ابن عباس وعلي بن أبي طالب مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مصنف ابن أبي شيبة ج5 / ص201 وعن عائشة مرفوع في مسند إسحاق بن راهويه ج3 / ص781 وعن أبي هريرة عند ابن حبان في صحيحه 12/ص312.
وجاء النهي عن النمص عن عائشة في سنن النسائي الكبرى ج5 / ص 423 ومسند أحمد (6/ 257) قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة.
وفي سنن أبي داوود ج4/ ص 78 عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس قال: لعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء.
وكذلك عن معاوية بن أبي سفيان وهو على المنبر بالمدينة يقول: أين فقهاؤكم يا أهل المدينة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند منبره ينهى عن مثل هذه القصة ثم وضعها على رأسه فلم أراها على عروس ولا غيره أجمل منها على معاوية، يقول: لعن الله الواشمة والمستوشمة والمتنمصة والنامصة والواشرة والمستوشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه أدلة كثيرة متوافرة وكثير منها في الصحيحين مرفوعة بلا تردد أو شك وهي معروفة وواضحة لمن أرادها ومن أدنى مراتب الأمانة الوقوف عليها عند الكلام على أحكام الشريعة.
ولو سكت الأخوين أبا الخيل والقنيعير لكان خيراً لهم لأن الأمر يتعلق بالدين والتشريع.
وكما قال الأول: لو سكت من لايعلم لسقط الخلاف.
ثانياً: بعد اعتماد الأخت القنيعير على بحثها العشوائي السريع للحديث بدأت تحلل هذا الاكتشاف وسلبياته وترد النهي وتلوم النفس والمفتين والكتاب لماذا لم يفكروا ويبحثوا قبل التحريم كما بحثت وحققت وبدأت ترد النهي عن المحرمات السابقة بالعقل وذلك بقولها: (لقد أدت إشكالية عدم إعمال العقل في بعض الروايات إلى وضع الدين في قالب جامد). وقالت (لايصدق عاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم يلعن امرأة لمجرد أنها أرادت أن تتجمل بزينة مباحة تجلب لها الرضا عن النفس) إلى غير ذلك.
أقول: إن تحليل النصوص بالعقل المجرد، هذا الذي أحدث كثيراً من الطوائف الإلحادية والشركية ابتداءاً بالمعتزلة وانتهاء بالصوفية، إن ضرب النصوص وهدمها بالتحسين العقلي والتقبيح هذي هي الطريقة التي رددتها الأمم والشعوب الجاهلية في وجه الأنبياء، ابتداءاً بقوم نوح إلى كفار قريش الذين ردوا بتحليلهم العقلي تحريم الربا وقالوا (إنما البيع مثل الربا) كما حكاه الله عنهم وأنكروا الإسراء والمعراج بالتحليل العقلي.
الله ذكر عن نفسه أنه يحرم مايشاء ولا يسأل عما يفعل لحكم وغايات نعلم بعضها ولا نعلم الآخر ولو جعلنا الشريعة للأذواق والتحسينات لأصبح لكل واحد استنتاج يضرب به الشريعة وتصبح الشريعة كلها محل خلاف، مع وجود النصوص.
ظهر في القرون المتقدمة من اتخذ هذا المنهج، وجعل من عقله حكما على الله سبحانه، وكأن الشريعة وضعت لتوافق الأهواء، ونسوا أن هناك جانباً مهماً في الشريعة كبير وهو التعبد والتسليم، واختبار الامتحان والامتثال، لهذا حرم الله على بني إسرائيل طيبات أحلت لهم، حرم الله عليهم بعض اللحوم والشحوم.
وكذلك يحرم الله في شريعة نبي مايحلله في شريعة آخر، اختباراً وامتحاناً، وهذا معلوم لمن له أدنى نظر في القرآن والسنة.
الاستنتاج العقلي والتحسين والتقبيح به، في مقابل النصوص الواضحة أظهر الإلحاد، ورد الأحكام صراحة، من ذلك ما أوصل أحد الشعراء باستنتاجه وتحكيم عقله إلى أن قال:
يد بخمس مئين عسجد رديت ** مابلها قطعت في ربع دينار
يعني كيف تكون دية اليد هي نصف دية الرجل، تقطعها بحد السرقة إذا سرقت ربع دينار، فرد عليه أحد العقلاء بقوله:
عز الأمانة أغلاها وأرخصها ** ذل الخيانة فافهم حكمة الباري
ومن ذلك ما استنتجه عباد القبور والأوثان، حينما طافوا على أضرحة الصالحين والأولياء بتحليل عقلي، وذلك أن الله جعل حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة، بقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر: (لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن تستباح حرمة المسلم)، قالوا لما كان مشروع الطواف على الحجر الذي هو دون الإنسان المؤمن العادي تحريماً وتعظيماً، فكيف بالولي الصالح، فهو أولى بالطواف.
يجب أن نعلم أنه في حال ثبوت النص القاطع لامجال للعقل إلا التسليم والإتباع، فهي صفة أهل الإيمان الحق،
بقوله تعالى: (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً).
ثالثاً: إن كثيراً من الحكم تغيب عنا، فيجب التسليم، ولا مجال للأقيسة والمقارنة مع النصوص، والكاتبة القنيعير، ساقت كثيراً من الأشياء التي جاء النص بلعن فاعلها بالقرآن، وقارنت بالوشم والنمص والوصل وجعلت مفارقات، فأقول للأخت الكاتبة: الحكم لله، وقد عاقب أمة بالصيحة بذبح ناقة، فأهلكها عن بكرة أبيها وهم قوم صالح، وحرم على أمة بني إسرائيل اللحم والشحم وطيبات أحلت لغيرهم.
ليست العبرة هنا بنوع المحرم، وقدره، العبرة هل بلغنا النص أم لا؟ لأن الله يختبر ويبتلي ويوجب الامتثال.
وفي الختام، ظهر في وقتنا بعض المسلمين ممن تأثر بالطرح الغربي وأشبع منه، وأخذ يطالع مقالات المستشرقين والمستغربين، في نقد الشريعة، فأصبح ينظر في النصوص الإسلامية نظرة الريبة والنقص، ومن غير شعور، يقرأ بلا ثقة وبلا إيمان، حتى إذا ماوصل لشيء يوافق ماعليه عمل الناس أو الذوق النفسي ولو شبهة بعيدة تشبث بها وفرح بها وبالغ في طرحها، تحت ستار التيسير والدين الوسط.
ولو جعل لنفسه نصيباً من قراءة الشريعة قرآناً وسنة وآثاراً وتأمل كلام الله وتفسيره لكان واثق الخطا مطمئن المسلك. والله الموفق.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 09:53]ـ
شكر الله لك أخي الشوك الناعم على نقل هذا الرد المبارك من الأخت عبير وفقها الله
ولا أدري من أين للكاتبة القنيعير أو أبا الخيل أنَّ حديث ابن مسعود موقوف!
لنقرأ الحديث كما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:
(لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمِّصات، والمتفلِّجات للحُسن المغيِّرات خلقَ الله).
فبلغَ ذلك امرأةً من بني أسد يُقال لها أمُّ يعقوب -وكانت تقرأ القرآنَ- فأتته فقالت: ما حديثٌ بلغني عنك أنك لعنتَ الواشمات والمستوشمات والمتنمِّصات والمتفلِّجات للحسن المغيِّرات خلقَ الله؟
فقال عبد الله: (وما لي لا ألعنُ مَنْ لعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم! وهو في كتاب الله)
فقالت المرأة: لقد قرأتُ ما بين لوحي المصحف فما وجدته!
فقال: (لئن كنتِ قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز وجل: "وما آتاكم الرسولُ فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا")
فقالت المرأة: فإني أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن.
قال: اذهبي فانظري.
فدخلت على امرأةِ عبد الله فلم ترَ شيئاً، فجاءت إليه فقالت: ما رأيتُ شيئاً.
فقال: (أما لو كان ذلك لم نجامعها).
فالحديث مرفوعٌ كما هو ظاهر، فإنَّ ابن مسعود رضي الله عنه عزى اللعنَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال إنه أيضاً في كتاب الله، وذكر آية: (وما آتاكم الرسول فخذوه ... ) وهذا ظاهر في رفع الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 10:23]ـ
جزاكم الله خيرًا ...
الأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تحصى، وأعلى درجاتها في الصحة عند البخاري ومسلم عن ابن عمر وابن مسعود ... والحديث مرفوع بلا أدنى شك كما تفضل الشيخ الحمادي.
وهذه الأحاديث يصل بها حد التواتر، قلتُ: أي لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل .... سلمنا الله وإياكم.
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:33]ـ
ماذكرتماه صحيح ولاغبار عليه وهو من المسلمات!!
والغريب أن يسمح بمثل هذه السفاسف في الجرايد المحلية؟
عجل الله بخروج جريدة تنافح عن الدين وأهله، فالصراع قائم بين الحق والباطل ولانكتفي بردود الفعل بل لابد من مباااااااادرات ومبادرااااااااات .. وعسى أن يكون بأيدينا.
شكراً لكما،،
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:40]ـ
ليست مبادرات للتوعية
هؤلاء يحاولون رد أحاديث في الصحيحين، وفي رفع حديث ووقفه
والأمر واضح جليّ
(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)
(الأنعام:33)
ـ[مناهل]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 12:25]ـ
لاحول ولاقوة الا بالله
فصبرا جميل والله المستعان على ماتصفون
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 06:58]ـ
شكرا للجميع على التفاعل ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 07:13]ـ
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
ـ[أبو حاتم النابلسي]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 11:40]ـ
المسكينة اعتقد انّها استطاعت أن تستدرك على علماء المسلمين
ولكن النتيجة كانت فضيحة(/)
الطلاق في الكتاب المقدس عند النصارى
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 08:15]ـ
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فقد بلغني أن بعض القساوسة المنتمين للكنيسة القبطية أن ألقى خطاباً في أحد الأماكن السياحية في مصر الحبيبة إلى قلوبنا جميعاً
ومفاد هذا الخطاب أنه لا طلاق عندهم وأن الطلاق زنا!!!
فظهر أن أفقه هذا الرجل بدينه وأبين له أنه يلزم بأن يحكم على شرائع الأنبياء السابقين بأنها تبيح الزنا
جاء في سفر التثنية الإصحاح 24 الفقرات من 1إلى 4
((إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ، وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ،
وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ،
فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الَّذِي اتَّخَذَهَا لَهُ زَوْجَةً،
لاَ يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الَّذِي طَلَّقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لَهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ. لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. فَلاَ تَجْلِبْ خَطِيَّةً عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا))
قلت انظر كيف جعل علة الطلاق الصحيح وجود العيب في الزوجة وهذا يطابق الشريعة الإسلامية
وفي التثنية 22الفقرات 28 و29 ((إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجِدَا.
يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ.))
مفهوم هذا أن النكاح سليم المقدمة الطلاق فيه جائز
ولماذا لا يعمل النصارى بهذه التشريعات؟
فإن قيل هي منسوخة
قلنا هي حجة على منكري النسخ مع المطالبة بهذا الناسخ
وحتى لو ثبت النسخ فيلزم هذا الجاهل بأن يحكم على ربه أنه أباح الزنا بلا ضرورة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
القتال المشروع والقتال غير المشروع
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 11:10]ـ
القتال المشروع والقتال غير المشروع
إعداد/محمد المصري.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
فنعرض في هذا المقال تعريف القتال المشروع والقتال غير المشروع والفرق بينهما.
أولاً-القتال المشروع- له عدة صور منها:-
-1القتال حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله وهو أشرف أنواع القتال والجهاد،ويشمل قتال المشركين كافة، والملحدين، وأهل الكتاب المحاربين متى توافرت القدرة على القتال.
2 - قتال المارقين ..... وهما نوعان:-
أ-من مرق من السنة وأشهر السيف وباين المسلمين وقاتل على بدعة مثل الخوارج والروافض وطوبي لمن قتلهم أو قتلوه.
ب-المتغلبين أصحاب الراية العميّة أو الذين يقاتلون على الملك والعصبية ومحض الدنيا ويخرجون على الأمر الواحد الجميع،ويفرقون كلمة المسلمين ودولتهم
بانقسامهم،وهؤلاء القاتل والمقتول منهم في النار وطوبي لمن قتلهم أو قتلوه من أهل الحق.
-3قتال المرتدين .... لقوله صلى الله عليه وسلم (من بدل دينه فاقتلوه) والحديث فى الصحيحين) و سواء كانت ردة عن أصل الدين أو الشرائع أو ردة إلى بدعة مكفرة مثل البهائية أو الدروزية، يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله فى التحرير والتنوير (وحكمة تشريع قتل المرتد " مع أن الكافر بالأصالة لا يقتل " أن الارتداد خروج فرد أو جماعة من الجامعة الإسلامية فهو بخروجه من الإسلام بعد الدخول فيه ينادي على أنه لما خالط هذا الدين وجده غير صالح ووجد ما كان عليه قبل ذلك أصلح فهذا تعريض بالدين واستخفاف به وفيه أيضا تمهيد طريق لمن يريد أن ينسل من هذا الدين وذلك يفضي إلى انحلال الجامعة فلو لم يجعل لذلك زاجر ما انزجر الناس ولا نجد شيئا زاجرا مثل توقع الموت فلذلك جعل الموت هو العقوبة للمرتد حتى لا يدخل أحد في الدين إلا على بصيرة وحتى لا يخرج منه أحد بعد الدخول فيه وليس هذا من الإكراه في الدين المنفي بقوله تعالى (لا إكراه في الدين) على القول بأنها غير منسوخة لأن الإكراه في الدين هو إكراه الناس على الخروج من أديانهم والدخول في الإسلام وأما هذا فهو من الإكراه على البقاء في الإسلام) ا. ه.
-4قتال الممتنعين عن الشرائع ..... وهم الذين لا يبدلون الشرائع، ولكن يمتنعون عن أدائها امتناعا جماعياً أو يتمالؤن على ذلك ويتقوى بعضهم ببعض كما فى قتال أبي بكر الصديق رضي الله عنه للممتنعين عن أداء الزكاة.
-5قتال البغاة بعد الصلح ... وهؤلاء قوم لهم تأويل فى الخروج على الإمام الواجب الطاعة له (الإمام المتحقق له صفة الشرعية من حيث قبول شرع الله ورفض ما سواه) فالواجب أن يدعوا إلى الصلح فإن بغوا بعد ذلك وجب قتالهم.
-6دفع الصائل .... من قتل غيلة فهو شهيد،ومن قتل دون ماله فهو شهيد،ومن قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، هذا القتال بشكل عام جائز ما لم يؤد إلى فتنة يتسع مداها،فإذا خيف ذلك،فكن عبد الله المقتول لا عبد الله القاتل وذلك بين المسلمين، أو غير المسلمين أو المارقين فيجب القتال إذا كانت هناك قدرة عليه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (والصائل المعتدى يستحق دفعه سواء كان مسلما أو كافرا وقد قال النبى من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد) مجموع الفتاوى ج19.
7 - قتال أهل الحرابة وقطع الطريق.
ثانياً:- القتال غير المشروع1 - قتال الفتنة ... عندما يقع بين فئتين صالحتين من صالحي المسلمين على غير مقصد منها بسبب بعض عناصر الفتنة، فالواجب رأب الصدع والسعي في الصلح وعدم المشاركة فى القتال إلا بقصد رجوع الفئة الباغية حتى تفئ إلى أمر الله، يقول تعالي (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين (الحجرات 9)
يقول تعالى ذكره: إن طائفتان من أهل الإيمان اقتتلوا فأصلحوا أيها المؤمنون بينهما بالدعاء إلى حكم كتاب الله والرضا بما فيه لهما وعليهما وذلك هو الإصلاح بينهما بالعدل {فإن بغت إحداهما على الأخرى} يقول: فإن أبت هاتين الطائفتين الإجابة إلى حكم الله له وعليه وتعدت ما جعل الله عدلا بين خلقه وأجابت الأخرى منهما {فقاتلوا التي تبغي} يقول: فقاتلوا التي تعتدي وتأبى الإجابة إلى حكم الله {حتى تفيء إلى أمر الله} يقول: حتى ترجع إلى حكم الله الذي حكم في كتابه بين خلقه {فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل} يقول: فإن رجعت الباغية بعد قتالكم إياهم إلى الرضا بحكم الله في كتابه فأصلحوا بينها وبين الطائفة الأخرى التي قاتلتها {بالعدل} يعني بالإنصاف بينهما وذلك حكم الله في كتابه الذي جعله عدلا بين خلقه) (الطبري تفسير آية9 من سورة الحجرات).
-2قتال الفتنة بين عناصر صالحة من المسلمين قبل الاجتماع على إمام بسبب بعض الطموحات الشخصية التي تؤثر على وحدة المسلمين،فالواجب اعتزال القتال والسعي لجمع الكلمة.
-3قتال الفتنة بين عناصر المتغلبين أصحاب الراية العميّة والقتال على محض الدنيا وهؤلاء القاتل والمقتول منهم في النار.
-4 قتال البغاة قبل الصلح.
-5القتال بدعاوى الجاهلية وهذا قد يقرّب بصاحبه من الكفر ولهذا الأمر ضوابطه.
-6ما يقع بين الناس من الشرور في حياتهم اليومية،فينبغي مراعاة المسلم في دمه وماله وعرضه والامتناع عن إراقة الدماء،ولو أدى ذلك إلى إزهاق النفس، و"كن عبد الله المقتول" ما لم يؤد ذلك إلى جبروت،أو يحمل الإنسان ما لا يطيق.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
ثبت المراجع:-
-1القرآن الكريم.
-2التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
3 - مجموع الفتاوى ج19 شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
-4 - تفسير الطبري.(/)
وصايا أبي بكر رضي الله عنه لقواد الأمة المسلمة
ـ[ابو البراء]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 02:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"وصايا أبي بكر رضي الله عنه لقواد الأمة المسلمة"
الحمد منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، والصلاة والسلام على رسول رب الأرباب المنيب الأواب، ثم أما بعد: لقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة للبشرية حتى استنارت بعلمهم وأعمالهم، فكانوا حقا نجوما وضاءة يهتدي بهم الخلق ليسلكوا طريق الحق إلى الحق تعالى، فالذي يقرأ كتاب أبي بكر رضي الله عنه الذي أرسله إلى خالدا رضي الله عنه يحض فيه المسلمين على الثبات على الدين وعدم سلوك طريق الانحراف والزيغ عن توحيد الله تعالى والتمسك بالإسلام والملة المحمدية الحنيفة المستقيمة يعلم قوة الصديق رضي الله عنه في الدين وصدق إيمانه مع الله تعالى، لأن الثبات على الدين لا يصدر إلا من صاحب قلب ثابت صادق مخلص مع ربه سبحانه وتعالى، إن مما جاء فيه: [بسم الله الرحمن الرحيم: من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى من بلغه كتابي هذا من عامة الناس أو خاصتهم، أقام على الإسلام أو رجع عنه، سلام على من اتبع الهدى، ولم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة والعمى، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الهادي غير المضل، أرسله بالحق من عنده إلى خلقه، بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، لينذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين فهدى الله بالحق من أجاب إليه، وضرب بالحق من أدبر عنه حتى صاروا إلى الإسلام طوعاً وكرهاً، ثم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك أجله، وقد كان الله بين له ذلك لأهل الإسلام في الكتاب الذي أنزل عليه، فقال: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وقال: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون}، وقال للمؤمنين: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}، فمن كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله وحده، لا شريك له، فإن الله له بالمرصاد حي قيوم لا يموت، ولا تأخذه سنة ولا نوم، حافظ لأمره منتقم من عدوه ومجزيه، وإني أوصيكم أيها الناس بتقوى الله، وأحضكم على حظكم ونصيبكم من الله، وما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم، وأن تهتدوا بهداه، وتعتصموا بدين الله، فإن كل من لم يحفظ الله ضائع، وكل من لم يصدقه كاذب، وكل من لم يسعده الله شقي، وكل من لم يرزقه محروم وكل من لم ينصره الله مخذول، فاهتدوا بهدى الله ربكم، فإنه من يهدي الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وإنه قد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه، بعد أن أقر بالإسلام، وعمل به، اغتراراً بالله، وجهالة بأمر الله وطاعة للشيطان، قال الله تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} ... [انتهى]
فالذي يتأمل هذا المقطع يعلم أن أبا بكر رضي الله عنه قد فقه الإسلام حق الفقه، وفهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا وهو التلميذ المقرب منذ بداية عهد النبوة ونزول الوحي لم يتخلف عنه، ولم يخالفه في كل خطوة خطاها عليه الصلاة والسلام، فكان أبو بكر رضي الله يوصي غيره بما تعلم من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن مما ورد عنه رضي الله عنه: [واعلم أن الله يعلم من سريرتك ما يعلم من علانيتك، واعلم أن رعيتك تعمل بما تراك تعمل .. ]، فنسأل الله أن نفهم ما فهمه أبو بكر رضي الله عنه، ونعمل بما عمل به حتى تصفو نفوسنا، وتزكو عقولنا، وتنمو أعمالنا حتى تصدق أقوالنا وأعمالنا فيرضي عنا ربنا ..
و كتبه
عبد الفتاح حمداش زراوي
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=4&id=271(/)
مفهوم السلفية عند علماء الجمعية
ـ[ابو البراء]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 02:49]ـ
مفهوم السلفية عند علماء الجمعية
فبهداهم اقتده
و خير الأمور في اتباع من سلف ... وشر الأمور في ابتداع من خلف
الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على عباده الذين اصطفى و بعد،
اعلم رحمك الله
أنّ السلفية نسبة إلى السلف وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)) رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم , والسلفيون جمع سلفي نسبة إلي السلف, وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.
فلفظ السلف لغة: السلف والسليف والسلفة: الجماعة المتقدمون كما جاء في لسان العرب لابن منظور (6/ 330)
و قد جاء في لوامع الأنوار (1/ 20) للإمام السفاريني: المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة وعرف عظم شأنه في الدين وتلقى الناس كلامهم خلفا ً عن سلف دون من رمي ببدة أو شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة والكرامية ونحو هؤلاء
و قد تكلم علماؤنا الأجلاء أئمة التوحيد و الإصلاح في بلدنا الحبيب الجزائر حول معنى السلفية ووجوب اتباعها حيث كانوا رحمهم الله يدعون إليها و إلى منهجها و سنعرض عليكم باقة من فوائدهم و دررهم رحمهم الله تعالى.
قال العلامة ابن باديس رحمه الله: الواجب على كل مسلم في كل مكانٍ و زمانٍ أن يعتقد عقدًا يتشرّبه قلبُه، و تسكن له نفسه، و ينشرح له صدرُه، و يلهج به لسانُه، و تنبني عليه أعمالُه، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان و قواعد الإسلام و طرائق الإحسان، إنّما هو في القرآن و السنّة الصحيحة و عمل السلف الصالح، من الصحابة و التابعين و أتباع التابعين، و أن كلّ ما خرج عن هذه الأصول و لم يحظ لديها بالقبول –قولًا كان أو عملاً أو عقدًا أو حالاً- فإنّه باطل من أصله، مردود على صاحبه، كائنًا من كان، في كل زمان أو مكان (. من رسالة سؤال عن سوء مقال
قال العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله: الدعوة إلى الله وظيفة أهل الحقّ من أتباع محمد صلى الله عليه و سلم و هي أثمن ميراث ورثوه عنه، و هي أدقّ ميزان يوزن به هؤلاء الورثة ليتبيّن الأصيل من الدخيل، فإذا قصّر أهل الحقّ في الدعوة إليه، ضاع الدين، و إذا لم يحموا سننه غمرتها البدع، و إذا لم يجلوا محاسنه علتها الشوائب فغطّتها، و إذا لم يتعاهدوا عقائده بالتصحيح داخلها الشكّ، ثمّ دخلها الشرك، و إذا لم يصونوا أخلاقهم بالمحافظة و التربية أصابها الوهن و التحلّل، و كلّ ذلك لا يقوم و لا يستقيم إلاّ بقيام الدعوة و استمرارها و استقامتها على الطريقة التي كان عليها محمد عليه الصلاة و السلام و أصحابه الهداة من العلم و البصيرة في العلم، و البيّنة من العلم و الحكمة في الدعوة، و الإخلاص في العمل، و تحكيم القرآن في ذلك كلّه. الآثار 4/ 408
و قال ايضا: إن السلفية نشأة و ارتياض و دراسة، فالنشأة أن ينشأ في بيئة أو بيت كلّ ما فيه يجري على السنّة عملا و قولا، و الدراسة أن يدرس من القرآن و الحديث الأصول الإعتقادية، و من السيرة النبويّة الجوانب الأخلاقيّة و النفسيّة، ثم يروّض نفسه بعد ذلك على الهدى المعتصر من تلك السيرة و ممّن جرى على صراطها من السلف. الآثار 2/ 922
قال الشيخ العربي التبسي رحمه الله: وهذه الطائفة التي تعد نفسها سعيدة بالنسبة إلى السلف وأرجوا أن تكون ممن عناهم حديث مسلم (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة) الحديث. فقد وُفقوا لتقليد السلف في إنكار الزيادة في الدين، وإنكار ما أحدثه المحدثون وما اخترعه المبطلون، ويرون أنه لا أسوة إلا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو من أمرنا بالإتساء به، فلما شاركوا السلف وتابعوهم في هذه المزية الإسلامية نسبوا أنفسهم إليهم، ولم يدع أحد منهم أنه يدانيهم فيما خصهم الله به من الهداية التي لا مطمع فيها لسواهم. (
وقال أيضا: أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد، وأحدثوا تحريفا، ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم، وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة، ونقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم. المقالات 1/ 109، 115
قال العلامة السلفي الطيب العقبي رحمه الله في قصيدته "إلى الدّين الخالص":
أيها السائل عن معتقدي = يبتغي مني ما يحوي الفؤاد
إنني لست ببدعي ولا = خارجي دأبه طول العناد
يحدث البدعة في أقوامه = فتعم الرض نجداً ووهاد
ليس يرضى الله من ذي بدعة = عملا إلا إذا تاب وهاد
لست ممّن يرتضي في دينه = ما يقول الناس زيدٌ وزياد
بل أنا متبع نهج الألى = صدعوا بالحق في طرق الرشاد
حجتي القرآن فيما قلته = ليس لي إلا على ذاك استناد
وكذا ما سنّه خير الورى = عدتي وهو سلاحي والعتاد
وبذا أدعوا إلى الله ولي = أجر مشكور على ذاك الجهاد
منكمو لا أسأل الأجر و لا = ابتغي شكركم بله الوداد
مذهبي شرع النبي المصطفى = واعتقادي سلفيٌ ذو سداد
خطتي علم وفكر نظر = في شؤون الكون بحث واجتهاد
وطريق الحق عندي واحد = مشربي مشرب قرب لا ابتعاد
وكتبه نسيم الجزائري
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=4&id=241
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو البراء]ــــــــ[16 - Nov-2007, صباحاً 03:10]ـ
رحم الله علمائنا
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 02:34]ـ
وما أجمل هذه النقولات التي سطرها أخونا نسيم، وينبغي أن نسير على دربها إن شاء الله، ولا يفهم من كلام سلفنا أن الدعوة إلى السير على ما كان عليه السلف الصالح أن نتسمى باسم السلفي أو السلفيين وإنما أن نسير على نهجهم أما التسمية فلا تنفعنا في شيء وحسبنا السير على المنهاج منعا لبث الفرقة وروح التحزب بيننا، ولا يصل أحد إلى رفعة الدين واستشعار نبضه إلا بموافقته لفهم سلفنا الصالح .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 04:28]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بارك الله فيكم، و للإخوة المقصود هنا بالجمعية: الجمعية المسماة: "بجمعية العلماء المسلمين" الجزائرية.
ـ[ابو البراء]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 06:24]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا على حسن تواصلكم وصلكم الله بطاعته
ـ[ابو البراء]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 05:46]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو البراء]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 10:35]ـ
قال الشيخ الطيب العقبي - رحمه الله -: " إننا نعتقد و لم نزل نعتقد في إيمان و إخلاص بأن الدين وحده هو الذي ينهض بهذه الأمة حديثا، كما نهض بها قديما، و بالدين فقط نصل إلى حيث نأمل و نبلغ كل ما نرجوه و نتمناه. و الدين هو رأس مالنا الذي لا خسارة معه، و لا ندامة تلحق العاملين به و المعتصمين بحبله المتين، و إذن فالدين قبل كل شيء."
جريدة الإصلاح العدد 46. 18 جمادى الاولى 1366 هـ الموافق 01 أفريل 1947م
ـ[ابو البراء]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 11:13]ـ
للفائدة(/)
انتشار التشيع تحت مظلة التصوف [لا بد من وقفة]
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 07:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
إن الدارس للتصوف يصل إلى نتيجة وهي أن التصوف ليس له حد معروف عند معتنقيه، فكل يعرف بما هو حاله ومقامه ولا أدلة على ذلك إلا كثرة التعاريف حتى فاقت الألف تعريف كما قل.
وهذا الأمر جعل من التصوف أرض خصبة للدعوات الباطنية لتنتشر في الأمة الاسلامية تحت مسمى التصوف، وذلك لأن التصوف لا يعتمد على الكتاب والسنة فقط بل له مصادر أخرى ينهل منها لم ينزل الله عز وجل بها من سلطان، مثل دعوى الكشف وعلم الغيب ودعوى التلقي عن الله عز وجل.
ومما يسهل على أصحاب هذه الدعوات باستغلال التصوف لنشر باطلهم هو القاعدة الصوفية لا تعترض فتنطرد، فكل ما يجيء به الشيخ من مخالفات لما عليه أهل السنة والجماعة لا يجد من يعارضه مخافة الانكار على الشيخ فيخسر الدينا والدين وتكون له خاتمة السوء كما هو معروف عند المتصوف.
ومن هؤلاء الذين يستغلون التصوف لنشر دعوتهم هم الشيعة الامامية فقد كانوا يرسلون دعاتهم إلى المتصوف فيظهروا لهم الولاية والجذب، فيبشروا بتعاليم هذا المذهب، فيتلقاها المتصوف منها على أنها علوم الاسرار التي خص بها أولياء الصوفية، وبهذا الطريقة ينتشر التشيع بين صفوف الصوفية دون أن يشعروا فبعد مدة من الزمن وإن طالت يصبح لهذا التشيع اتباع،، وقد نجحوا بهذا حتى أصبح بمصر مليون شيعي في الطرق الصوفية كما جاء بخر نشرته العربية نت.
http://www.alamuae.com/up/Folder-010/1192226317_alarabiya_000.jpg
ربما يكون الحلاج من الذين استغلوا التصوف لنشر التشيع بين الأوساط الصوفية وإن كنت اظن غير ذلك ولكن الحلاج دعا للتشيع قال ابن النديم في الفهرست: ((وروى عنه انه في أول أمره كان يدعو الى الرضا من آل محمد فسعي به وأخذ بالجبل فضرب بالسوط)) [ص 269]، ولم يقف على هذا الحد بل كان أحد الذين ادعو البابية للمهدي المنتظر عند الشيعة ولكنهم اتهموه بالكذب لحاجة في نفسهم ذكر هذه القصة الطوسي في كتاب الغيبة [ص 401 - 403]
وإن كانت قصة الحلاج تحتمل الشك لأن الحلاج كان يسعى لهدم الدين حتى ادعى الالوهية، فلنضرب مثال آخرا لدعاة التشيع في التسلل في سلك التصوف لنشر معتقداتهم، وهذا المثال هو التبشير بمهدي الامامية الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري، فمن الذين تولوا هذه المهمة حسن العراقي شيخ الشعراني حتى اقنع الشعراني بهذه العقيدة فأوردها في كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر قال الشعراني: (( ... فهناك يترقب خروج المهدي عليه السلام، وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري، ومولده عليه السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليه السلام فيكون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، سبعمائة سنة وست سنين. هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة رطلي بمصر المحروسة عن الإمام المهدي عليه السلام حين اجتمع به، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهما الله تعالى)) [ص 562/ 2]
أما عن قصة هذا الداعية فقد ذكرها الشعراني في كتاب الطبقات قال في ترجمة شيخه العارف بالله حسن العراقي: ((وقال أريد أن أحكي لك حكايتي من مبتدأ أمري إلى وقتي هذا كأنك كنت رفيقي من الصغر، فقلت له: نعم فقال كنت شاباً من دمشق، وكنت صانعاً، وكنا نجتمع يوماً في الجمعة على اللهو واللعب، والخمر، فجاءني التنبيه من الله تعالى يوماً ألهذا خلقت؟ فتركت ما فيهم فيه، وهربت منهم فتبعوا ورائي فلم يدركوني، فدخلت جامع بني أمية، فوجدت شخصاً يتكلم على الكرسي في شأن المهدي عليه السلام، فاشتقت إلى لقائه فصرت لا أسجد سجدة إلا وسألت الله تعالى أن يجمعني عليه فبينما أنا ليلة بعد صلاة المغرب أصلي صلاة السنة، وإذا بشخص جلس خلفي، وحسس على كتفي، وقال لي: قد استجاب الله تعالى دعاءك يا ولدي مالك أنا المهدي فقلت تذهب معي إلى الدار، فقال نعم، فذهب معي، فقال: أخل لي مكاناً أنفرد فيه فأخليت له مكاناً فأقام عندي سبعة أيام بلياليها، ولقنني الذكر، وقال أعلمك وردي تدوم عليه إن شاء الله تعالى تصوم يوماً، وتفطر يوماً، وتصلي كل ليلة خمسمائة ركعة، فقلت: نعم فكنت أصلي خلفه كل ليلة خمسمائة ركعة وكنت شاباً أمرد حسن الصورة فكان يقول: لا تجلس قط إلا ورائي فكنت أفعل، وكانت عمامته كعمامة العجم، وعليه جبة من وبر الجمال فلما انقضت السبعة أيام خرج، فودعته، وقال لي: يا حسن ما وقع لي قط مع أحد ما وقع معك فدم علي، ورعك حتى تعجز، فإنك ستعمر عمراً طويلا انتهى كلام المهدي)) [ص 475]
فهذا الشيخ جاء لمصر من الشام ليبشر بأنه إلتقا مع مهدي الامامية وأنه لقنه الذكر والورد وهذا عن طريق الكشف حتى لا يطالب بالدليل وكي يقنع المتصوف بهذه القصة وهذه الطريقة (أي الكشف) معتبرة عند المتصوف وسوف نذكر في المشاركات القادمة أمثلة أكثر على هذه الاختراقات، والله ولي التوفيق.
-------------------
ملاحظة: أي مشاركة تكون خارج الموضوع سوف تحذف مع احترامنا للجميع حتى لو كانت ثناء أو مدح.
============
أبو عثمان
التصوف العالم المجهول ( http://www.almjhool.net/vb/showthread.php?t=299)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 07:32]ـ
نضرب مثالا آخر على استغلال التصوف لنشر عقائد الشيعة قال الشعراني في طبقاته في ترجمة علي وفا: ((وكان يقول: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رفع كما رفع عيسى عليه السلام، وسينزل كما ينزل عيسى عليه السلام.
قلت: وبذلك قال: سيدي على الخواص رضي الله عنه فسمعته يقول: إن نوحاً عليه السلام أبقى من السفينة لوحاً على اسم علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرفع عليه إلى السماء فلم يزل محفوظاً في صيانة القدرة حتى رفع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فالله أعلم بذلك)) [ص 343]
فنلاحظ هنا كيف أن هذين الوليين الصوفيين يبثون عقائد الشيعة في المتصوفة حتى أن الشعراني أودها هذه العقائد في كتاب الطبقات، فمن ثم يأتي المتصوف فيأخذوها من كتاب الامام الكبير والعارف بالله عبد الوهاب الشعراني أحد أئمة الصوفية فتتسرب إليهم هذه العقائد بطريقة غير مباشرة مباركة التصوف.
============
أبو عثمان
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 04:07]ـ
ونذكر اليوم مثالا آخر لاستغلال التصوف لنشر التشيع، ومثالنا اليوم الطريقة البكتاشية وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن عبد الخالف حفظه الله تعالى في كتابه القيم الفكر الصوفي نبذة عن هذه الطريقة فقط سأنقل ما يهم الموضوع منه.
قال حفظه الله ورعاه: ((الطريقة البكتاشية طريقة صوفية شيعية الحقيقة والمنشأ، ولكنها مع ذلك تربت وترعرعت في بلاد أهل السنة في تركية ومصر.
* تنسب هذه الطريقة إلى خنكار الحاج محمد بكتاش الخراساني النيسابوري ـالمولود في نيسابور سنة 646هـ ـ 1248م وينسب خنكار هذا نفسه إلى أنه من أولاد إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ.
ويقال إنه تلقى العلم عن الشيخ لقمان الخراساني ولا يعرف من لقمان هذا،. . ولكن يقال إنه هو الذي أمره أن يسافر إلى تركية لنشر طريقته الصوفية، فسافر أولًا إلى النجف في العراق، ثم حج البيت وزار وسافر بعد ذلك إلى تركية، وكان هذا في زمان السلطان أورخان العثماني المتوفي سنة 761هـ)) [ص 657]
قلت: نلاحظ هنا أن الحاج محمد بكتاش لما تلقى من شيخ لقمان أمره بنشر طريقته الصوفية فما هي طرقته الصوفية لا شك أنها التشيع بدليل أنه أمره بالذهاب أولا إلى النجف، ومن المعروف أن النجف هي عش الشيعة الامامية فلما تلقى أصول المذهب الامامي ذهب يبشر به في تركيا.
وأدل دليل على أن هذه الطريقة شيعية كما قال الشيخ هو ما جاء بأورادت وقد نقل الشيخ طرفا منها وها أنا أنقله كما قال.
قال الشيخ حفظه الله تعالى: ((والناظر في الأوراد البكتاشية يرى كيف أسست هذه الأوراد على عقيدة الشيعة الإمامية الاثني عشرية، فالورد البكتاشي يبدأ بذكر لله ثم للرسول ثم لعلي ثم لفاطمة ثم للحسن ثم للحسين ثم لعلي زين العابدين ثم الباقر، وهكذا إلى الإمام الثاني عشر عند الشيعة ثم الإعلان أن الذاكر بهذا الذكر متول للشيعة، بريء من جميع أهل السنة، ثم بعد ذلك ورد خاص في لعن الصديق أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وكل من رضي وتابع له، ثم في النهاية إشهاد الله أن الخلفاء بعد الرسول هم الأئمة الأثنا عشر دون غيرهم. وإليك بعض نصوص هذه الأوراد البكتاشية.
1ـ اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد المطهر، والإمام المظفر والشجاع الغضنفر إلى شبير وشبر ـقاسم طوبى وسقر (1) ـ
2ـ اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيدة الجليلة الجميلة الكريمة النبيلة المكروبة العليلة ذات الأحزان الطويلة!! في المدة القليلة المعصومة المظلومة، الرضية الحليمة، العفيفة السليمة، المدفونة سرًا، والمغصوبة جهرًا، المجهولة قدرًا، والمخفية قبرًا، سيدة النساء الأنسية، الحوراء البتول العذراء، أم الأئمة النقباء النجباء فاطمة التقية الزهراء عليها السلام.
ولا يخفى ما في هذا الكلام من الدس والطعن واتهام الصحابة رضوان الله عليهم بظلم فاطمة ـ رضي الله عنه ـا وغصبها، وادعاء العصمة المطلقة لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
3ـ اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد المجتبى والإمام المرتجى سبط المصطفى وابن المرتضى علم الهدى. . الشفيع ابن الشفيع المقتول بالسم النقيع ـ المدفون بأرض البقيع. . الإمام المؤتمن. . والمسموم الممتحن. . الإمام بالحق أبي محمد الحسن. . (2)
ولا يخفى ما في هذا أيضًا من الدس وأن الحسن بن علي ـ رضي الله عنه ـ مات مسمومًا.
4ـ وأما في الصلاة على الحسين فيقول الورد البكتاشي:
اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد الزاهد والإمام العابد الراكع الساجد. . قتيل الكافر الجاحد. . الإمام بالحق عبدالله الحسين. .
5ـ وهكذا تستمر هذه الأوراد على هذا النحو ذاكرة إمامًا من أئمة الشيعة الاثني عشرية إلى أن يأتي الورد الخاص بمهدي الشيعة المنتظر الذي يسمونه محمد بن الحسن العسكري فيقول الورد بالنص:
اللهم صل وزد وبارك على صاحب الدعوة النبوية، والصولة الحيدرية، والعصمة الفاطمية، والحلم الحسينية والشجاعة الحسينية، والعبادة السجادية، والمآثر الباقرية، والآثار الجعفرية، والعلوم الكاظمية، والحجج الرضوية، والجود التقوية والنقاوة والنقوبة والهيبة العسكرية، والغيبة الإلهية، القائم بالحق والداعي إلى الصدق المطلق، كلمة الله، وأمان الله، وحجة الله، القائم لأمر الله، المقسط لدين الله، الذابّ عن حرم الله، إمام السر والعلن، دافع الكرب والمحن، صاحب الجود والمنن، الإمام بالحق أبي القاسم محمد بن الحسن، صاحب العصر والزمان، وخليفة الرحمن، ومظهر الإيمان وقاطع البرهان وسيد الإنس والجان، المولى الولي، وسمي النبي والوصي، والصراط السوي، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، الصلاة والسلام عليك يا وصي الحسن، والخلف الصالح، يا إمام زماننا، أيها القائم المنتظر المهدي، يا ابن رسول الله، يا ابن أمير المؤمنين، يا إمام المسلمين، يا حجة الله على خلقه، يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيهًا عند الله اشفع لنا عند الله بحقك وبحق جدك وبحق آبائك الطاهرين (3)
6 - وأما في ورد التولي والتبري فإنهم يقولون:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وما توفيقي واعتصامي إلا بالله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا. والصلاة والسلام على رسولنا محمد الذي أرسله بالهدى. قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى. وعلى آله وأصحابه وأزواجه الهدى. يا سادتي ويا موالي إني توجهت بكم أنتم أئمتي وعدتي ليوم فقري وفاقتي وحاجتي إلى الله. وتوسلت بكم إلى الله واستشفعت بكم إلى الله. وبحبكم وبقربكم أرجو النجاة من الله. تكونوا عند الله. رجائي يا سادتي يا أولياء الله. صلى الله عليكم أجمعين. اللهم إن هؤلاء أئمتنا وساداتنا وقاداتنا وكبراؤنا وشفعاؤنا بهم نتولى ومن أعدائهم نتبرأ في الدنيا والآخرة. والعن من ظلمهم. وانصر شيعتهم واغضب على من جحدهم. وعجل فرجهم. وأهلك عدوهم من الجن والإنس أجمعين من الأولين والآخرين إلى يوم الدين. اللهم ارزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم. وزدنا محبتهم. واحشرنا معهم. وفي زمرتهم. وتحت لوائهم. بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين. . ويا أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد وآل محمد.
ولا يخفى أيضًا ما في هذا الورد من التبري من أهل السنة جميعًا بادعاء أنهم ظلموا أهل البيت وجحدوهم حقهم. وفي الورد الذي يلي هذا القول:
" اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك " (4)، ولا يخفى أنهم يعنون بذلك الصديق أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ وكل مسلم رضي بولايته إلى يوم القيامة!!
وفي ختام الأوراد على المريد البكتاشي والسالك أن يشهد هذه الشهادة ويقول:
" وأشهد أن الأئمة الأبرار. والخلفاء الأخيار. بعد الرسول المختار: على قامع الكفار. ومن بعده سيد أولاده الحسن بن علي. ثم أخوه السبط التابع لمرضات الله الحسين. ثم العابد علي ثم الباقر محمد. ثم الصادق جعفر. ثم الكاظم موسى. ثم الرضا علي ثم التقي محمد. ثم النقي علي. ثم الذكي العسكري الحسن. ثم الحجة الخلف الصالح القائم، المنتظر المهدي المرجى، الذي ببقائه بقيت الدنيا، وبيمنه رزق الورى، وبوجوده ثبتت الأرض والسماء، به يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، بعدما ملئت ظلمًا وجورًا، وأشهد أن أقوالهم حجة وامتثالهم فريضة، وطاعتهم مفروضة، ومودتهم لازمة مقضية، والاقتداء بهم منجية، ومخالفتهم مردية، وهم سادات أهل الجنة أجمعين، وشفاء يوم الدين، وأئمة أهل الأرض على اليقين وأفضل الأوصياء المرضيين " (5)
ولا شك بعد ذلك أن هذه عقيدة شيعية كاملة حملتها هذه الأوراد، والعجيب حقًا أن هذه العقيدة الشيعية قد انتشرت في تركية الدولة السنية، وفي مصر كذلك، واستمرت هذه العقيدة الباطنية تنتشر وتنمو طيلة هذه القرون الطويلة من أواسط القرن الثامن تقريبًا إلى يومنا هذا في القرن الخامس عشر الهجري وكل ذلك تحت جناح التصوف. . فأي تلازم أبلغ بعد ذلك وأي تطابق بين التصوف والتشيع. . وهل كان التصوف إلا المعبرة التي عبر عن طريقها الفكر الشيعي الباطني إلى ديار الإسلام. . بل هل كان التصوف إلا المعبرة التي عبرت بها كل الفلسفات وكل أشكال الإلحاد والزندقة والتخريف إلى العالم الإسلامي؟!!)) [ص 670 - 675]
--------------
(1) شبير: هو لقب يطلقونه على علي لأنه كان قصيرًا دون الربعة. ومعنى أنه قاسم طوبي وسقر أن له الجنة والنار وهو يدخل من يشاء كيف يشاء فالقسمة إليه.
(2) (الرسالة الأحمدية ص83)
(3) (الرسالة الأحمدية ص88،89)
(4) (الأحمدية ص90)
(5) (الرسالة الأحمدية ص92)
=========
أبو عثمان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 04:15]ـ
وهذا خبر نشره موقع صحيفة المصريون ما يدل على تنبه مجمع البحوث الإسلامية على استغلال الشيعة للتصوف لنشر مذهبهم وهذا هو نص الخبر
http://www.almesryoon.com/Public/ALMasrayoon_Images/40427.jpg
كشف عن إقامة مركز بتكلفة 10 ملايين جنيه .. مجمع البحوث الإسلامية يحذر من استغلال الطرق الصوفية في نشر التشيع بمصر
كتب مجدي رشيد (المصريون):: بتاريخ 31 - 10 - 2007
كشف تقرير سري لمجمع البحوث الإسلامية عن استغلال بعض التيارات والجهات الشيعية للطرق الصوفية في مصر في محاولة نشر أفكار ومبادئ المذهب الشيعي بين أتباع ومريدي هذه الطرق مستغلة في ذلك وجود تشابه بين التصوف والتشيع.
وأشار التقرير الذي أعدته لجنة المتابعة بالمجمع إلى تدفق الأموال على أتباع الطرق الصوفية في مصر، بعد تصريحات أطلقها بعض قيادات رموز التصوف، أشاروا فيها إلى أنه لا فرق بين الشيعة والمتصوفين، وفق ما نسب إلى حسن الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
وكشف التقرير عن سعي إحدى الطرق الصوفية إنشاء مركز دراسات للشيعة من الباطن بتكلفة تصل لأكثر من عشرة ملايين جنيه في منطقة الدراسة حيث تقف وراء هذا الاتجاه بعض الجهات الشيعية.
وحذر المجمع من تزايد النشاط الشيعي في مصر خاصة مع قدوم لاجئين عراقيين ينتمون إلى المذهب الشيعي يسعون لإقامة مساجد حسينيات في مصر، وهو الطلب الذي قوبل برفض من الجهات الأمنية المصرية.
جدير بالذكر أن مجمع البحوث الإسلامية قرر مصادرة العديد من الكتب والمجلات الشيعية مؤخرًا، كان آخرها كتاب لأحمد راسم النفيس، أحد أقطاب الشيعة في مصر يستعرض فيه رحلته في الانتقال من المذهب السني إلي المذهب الشيعي، ويتحدث فيه عن الثورة الإسلامية في إيران وقتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكيف أنه انضم إلى جماعة "الإخوان المسلمين" قبل التشيع لمدة 10 سنوات حتى بداية عام 1985م.
اضغط هنا المصدر ( http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=40427&Page=1)
===========
أبو عثمان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 08:44]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل أبا عثمان وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
دائما أتعلم الكثير من مقالاتك
فجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 04:30]ـ
حيا الله أخي الحبيب الأديب أبا عثمان.
كيف حالكم؟
جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من جهد في نشر فضائح هذه الطائفة الضالة والمنحرفة.
سبق أن التقينا في مكتبة ابن القيم. للتذكير.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 01:55]ـ
انظر الرابط لتعلقه بالموضوع:
www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1578 - 88k -
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 03:40]ـ
وهذا الكتاب المهم يكشف الصِلة بين التصوف والأفكار الشيعية.
رابط تحميل الكتاب كاملاً:
http://upload.9q9q.net/file/mmlhjeljHlk/ الدعوة السلفية. pdf.html
بعض ما جاء في الفهرس:
- أئمة (الشيعة) هم أئمة (الصوفية).
- (المهدي) بين (الشيعة) و (الصوفية).
- (الوحي) بين (الصوفية) و (الشيعة).
- (العصمة) بين (الصوفية) و (الشيعة).
- (التقيِّة) بين (الصوفية) و (الشيعة).
- (المهدي!) حجة الأرض الباقية.
- أصل أصول (الشيعة): صوفية.
.... وغير ذلك.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 12:31]ـ
حفظ الله أبا عثمان وجزاه خير الجزاء
وجزاكم الله خير الجزاء على هذا الكتاب الجميل أخي الفاضل حفظك الله وأورثك الفردوس الأعلى
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 01:49]ـ
وتفضل أخي الحبيب بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
روابط أخرى للكتاب الذي رفعتموه حفظكم الله
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=64074#post640 74
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=696616#post69 6616
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 12:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نواصل موضوعنا عن انتشار التشيع تحت مظلة التصوف فننقل صورة من أحد المواقع الصوفية وهو موقع الطريقة الشاذلية المشيشية وهي الصورة التي يعتقد الامامية انها صورة الائمة الأثنى عشر.
ولا شك أن هذه الصورة اقرار على معتدقات الامامية بخصوص الائمة الانثى عشر ونشرها يدل على تغلل التشيع في الصوفية ونشر معتقدات الامامية تحت مظلة التصوف بعذر حب آل البيت، والله المستعان.
http://i26.tinypic.com/30hrlhw.jpg
===========
أبو عثمان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 10:42]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 03:58]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حلحاز سعيدة]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:05]ـ
أنا لم أفهم لماذا التناحر بين طوائف المسلمين
طالما ان أحدا لن يضمن الجنة بأي طريق إلا برحمة الله عز وجل
فلماذا الهجوم والصراع بين طوائف المسلمين
لو كان مثلا الشيعة كفار قولوا لنا حتى نضمهم إلى معركتنا
أما إذا كانوا ليس كفارا كفوا عنا هذا السجال بارك الله فيكم فمعركتنا ليست بيننا
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 10:27]ـ
أنا لم أفهم لماذا التناحر بين طوائف المسلمين
طالما ان أحدا لن يضمن الجنة بأي طريق إلا برحمة الله عز وجل
فلماذا الهجوم والصراع بين طوائف المسلمين
لو كان مثلا الشيعة كفار قولوا لنا حتى نضمهم إلى معركتنا
أما إذا كانوا ليس كفارا كفوا عنا هذا السجال بارك الله فيكم فمعركتنا ليست بيننا
بارك الله فيك أخي الحبيب وجزاك الله خيرا
أعلم أخي الحبيب أن هذا الموضوع مؤلم جدا هل تعلم لماذا؟
لأنه حق، التصوف الآن أصبح مظلة لكل من يريد ترويج فكره الباطلة وهذا الموضوع أحد مشاريعنا في كشف هذا، وبعد الانتهاء من هذا المشروع سوف نبدأ إن شاء الله تعالى في موضوع: ((انتشار السحر والسحرة تحت مظلة التصوف))
أما عن الرافضة فهو واضح جدا أنكم لا تعلمون شيئا عنهم ويبدو أنكم حتى لا تتابعون ما يحدث بالعراق، فوالله لو سلط الله عليكم الرافضة فلن يرضوا بقتلكم فقط بل بإذاقتكم شتى أنواع العذاب ثم قتلكم، والله المستعان
أما عن عقيدة الرافضة فماذا أقول: كلها خبث بخبث، من القول بتحريف القرآن إلى الطعن بعرض النبي صلى الله عليه وسلم إلى تكفير صحابته إلى تأليه آل البيت رضوان الله عليهم، فانصك أخي الحبيب بالاطلاع على هذه المواقع لمعرفة بعض عقائد الرافضة
http://www.alsrdaab.com/vb/
http://www.d-sunnah.net/forum/
وهذا تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبيا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
============
أبو عثمان
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 10:28]ـ
وهذه صورة أخرى من نفس الموقع تبين نفس الفكرة
http://i226.photobucket.com/albums/dd73/almjhool/shiekhnouralhouda_001.jpg
===========
أبو عثمان
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 10:32]ـ
وما زلنا في المدونة الرسمية لشيخ الشاذلية المشيشية التي تفوح منها رائحة التشيع
المشاهدة الثانية
تسليط الضوء على بعض فقرات في مقال تبين عقيدتهم
التسليط الأول
قولهم: ((في التلمذة و المحبة و الولاء و الإتباع و الاعتقاد و حفظ حرمة رسول الله و آل بيته الأطهار عليه و عليهم السلام و صحبه الأخيار المنتجبين رضوان الله عليهم))
وعبارة صحبه المنتجبين عبارة يستخدمها الامامية ليتخلصوا من تهمة سب الصحابة وهم يعنون 5 أو 6 من الصحابة ليس من ضمن أبو بكر وعمر وعثمان وباقي العشرة المبشرين بالجنة باستثناء علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم.
http://i226.photobucket.com/albums/dd73/almjhool/shiekhnouralhoudajpg_002.jpg
التسليط الثاني
قولهم: ((وأنا من شيعة رسول الله و أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و أله وسلم مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وبعلها أمير المومنين علي بن أبي طالب عليه السلام و بنيها الإمامين الحسن المجتبى و الحسين الشهيد بكربلا و الأئمة من ولده موالينا السادة الأشراف وسائر شرفاء أهل البيت بعدهم عليهم السلام))
وهذا تصريح أنه أحد دعاة الامامية حيث أن الامامية جعلوا الامامة في ذرية الحسين رضي الله عنه وهو يقول: ((الحسين الشهيد بكربلا و الأئمة من ولده))
وقولهم: ((وأنا من العارفين بمقام الأصحاب و المدافعين عنهم فقط أن يكونوا من الأصحاب حقا بنص نبوي صريح و ماتوا على ذلك غير مبدلين و لا محولين إذ من بدل بدل الله له وهذا يشمل حتى عامة السادة الاشراف دون الأئمة عليهم السلام))
وهنا يعرض بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصرح لأنه لو صرح لافتضح أمره ولكنه اكتفى بالتلميح.
قولهم: ((وهذا هو الدين الذي حرفته السياسة الأموية عندما تسلطت على مقام الخلافة و زورت نصوصا و أحدثت أهواء و فرق و أوجدت أحاديث موضوعة لتحارب بذلك السادة الاشراف عبر التاريخ و تطاردهم و تقتلهم ,وهذا أمر معلوم عند كافة المسلمين و إن تنكر بعضهم))
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: هذه تهمة رافضية لم يقدموا عليه الدليل بل كانت سوق الجهاد رائجة في دولتهم فنشروا الاسلام شرقا وغربا وشمالا حتى وصل الاسلام إلى جنوب فرنسا هذا ما يخبرنا به التاريخ، فكيف يكون من نشر الاسلام هو من حرفه، وهذا يعني أن دين المسلمين محرف كل هذه القرون، وقد كان لبني أمية قدم السبق بنشر الاسلام بعد دولة الخلافة الراشدة فهذه الحقيقة لمن يجعل التاريخ مثل هذا الكاتب، والله المستعان.
وقد جاء العلماء المحدثون في زمن بني العباس أمثال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وبنو العباس خصوم بني أمية فلم يتهم هؤلاء العلماء النقاد بني أمية بوضع الحديث، فكيف يقولون: ((وهذا أمر معلوم عند كافة المسلمين)) بل هذا ما يفتريه الرافضة الامامية، والله المستعان.
http://i226.photobucket.com/albums/dd73/almjhool/shiekhnouralhouda_003.jpg
التسليط الثالث
قولهم: ((ولولا أن هذا الأمر من صميم الإيمان ولا يمكن للعبد أن يعبد الله بالجهل و الغلط ولا أن يصل إلى ذرى المقامات النوارنية العرفاني و هو يجهل مقام النبوة و الرسالة و الإمامة و الولاية و الصحبة و الخلة و الولاء والتولي بالنص و الدلالة و الإرشاد ... ومن لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية .... ولو بقيت الأرض بلا إمام لساخت ... ولو كان كل أحد يستطيع أن يعرف الله وحده و يدخل الجنة لما كان هناك جدوى من إرسال الرسل و الأنبياء و لن تفنى الدنيا حتى لا يبقى من يقول الله الله بمعنى أن يبطل الطلب بطلب الوصول إلى الله .... وكما أنه لا يعذر أحد بجهله للقانون , كذلك لا يعذر أحد بجهله للشريعة كل الشريعة))
قلت: وفيها دعوى لعقيدة الامامية بالمهدي حيث يعتقدون أن هناك رجل من آل بيت النبي يسمونه حجة الله، وهو حجة الله على خلقه وأن من يعرفه يموت موتة جاهلية فتأمل قوله: ((ومن لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية))
http://i226.photobucket.com/albums/dd73/almjhool/shiekhnouralhouda_004.jpg
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبيا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
=============
أبو عثمان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 03:30]ـ
سمعت شيخ طريقة صوفية (تاب بعد عشرين سنة من مشيخة الطريقة) يقول بأن الصوفية هم الطابور الخلفي للشيعة
جزاكم الله خير الجزاء أخي وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 11:19]ـ
بارك الله فيك شيخ "أبا عثمان_1"
فعلا لا بد من وقفة جادة جدا فقد إستفحل الأمر و الله المستعان(/)
عقيدة الشيخ عبد القادر الجيلاني
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 08:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
عقيدة الشيخ عبد القادري الجيلاني
كانت معتقد الشيخ هو معتقد أهل السنة معتقد السلف في إثبات صفات الرب عز وجل كما هو مذهب المحدثين فننقل طرفا منها من كتبه قال الشيخ: ((أما معرفة الصانع عز وجل بالآيات والدلالات على وجه الاختصار، فهي أن يعرف ويتيقن أنه واحد فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " لا شبيه له ولا نظير، ولا عون ولا شريك، ولا ظهير، ولا وزير، ولا ند ولا مشير له، ليس بجسم فيمس ولا بجوهر فيحس، ولا عرض فيقضى، ولا ذي تركيب أو آلة وتأليف، وماهية وتحديد، وهو الله للسماء رافع وللأرض واضع .... الخ)) [الغنية ص 71/ 2].
وقال أيضا: ((وهو بجهة العلو مستو، على العرش محتو على الملك محيط علمه بالأشياء)) [الغنية ص 71/ 1]. وقال: ((له يدان وكلتا يديه يمين)) [الغنية ص 72/ 1]. وقال: ((وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش لا على معنى القعود والمماسة كما قالت المجسمة والكرامية، ولا على معنى العلو والرفعة كما قالت الأشعرية، ولا معنى الاستيلاء والغلبة كما قالت المعتزلة، لأن الشرع لم يرد بذلك ولا نقل عن أحد من الصحابة والتابعين من السلف الصالح من أصحاب الحديث ذلك، بل المنقول عنهم حمله على الإطلاق)) [الغنية ص 73/ 1]. وقال أيضا: ((وأنه تعالى ينزل في كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف شاء وكما شاء، فيغفر لمن أذنب وأخطأ وأجرم وعصى لمن يختار من عباده ويشاء تبارك العلي الأعلى، لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه على ما ادعته المعتزلة والأشعرية)) [الغنية ص 74/ 1].
قلت: وهذه العقيدة حاول الصوفية دفعها فلم يستطيعوا، فقالوا: هذا مدسوس على الشيخ عبد القادر فقد قال ابن حجر الهيتمي: ((وإياك أن تغتر بما وقع في الغنية لإمام العارفين وقطب الإسلام والمسلمين الأستاذ عبد القادر الجيلاني، فإنه دسه عليه فيها من سينتقم الله منه وإلا فهو بريء من ذلك وكيف تروج عليه هذه المسئلة الواهية مع تضلعه من الكتاب والسنة وفقه الشافعية والحنابلة حتى كان يفتي على المذهبين، هذا مع ما انضم لذلك أن الله منّ عليه من المعارف والخوارق الظاهرة والباطنة وما أنبأ عن ما ظهر عليه وتواتر من أحواله .. الخ)) [الفتاوى الحديثية ص 204].
قلت: هكذا الصوفية دائما يدعون دعوى ويستدلون على دعاواهم بما ليس بدليل، فابن حجر استدل على أن مسألة الصفات مدسوسة على الشيخ بأن الشيخ متضلع بالكتاب والسنة ومتفقه على مذهبين أن عنده معرفة وخوارق عادات. أما ما ذكره الشيخ عبد القادر من عقائد فقد دلل عليها من الكتاب والسنة بغض النظر عن صحة بعض الأحاديث، أما مسألة التفقه والمعرفة والخوارق فليس لها علاقة بالعقيدة، ولكن ابن حجر ليس عنده دليل مادي على الدس، ولو كان عنده دليل لما تأخر في ذكره، مثل أن يذكر أنه وقع على نسخة صحيحة السند أو أنه ظفر بنسخة بخط المؤلف ... الخ، ولا شك أن كلامه مجرد دعوى عارية عند الدليل والمنهج العلمي في الاثبات والنفي؟!
ولم يكن ابن حجر وحده من فعل هذا الفعل أعني المنهجية فقد قال الشعراني: ((رأيت في كتاب " البهجة " المنسوب لسيدي الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله تعالى عنه ما نصه اعلموا أن عباداتكم لا تدخل الأرض وإنما تصعد إلى السماء قال تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) فربنا سبحانه وتعالى في جهة العلو: الله على العرش استوى وعلى الملك احتوى وعلمه محيط بالأشياء بدليل سبع آيات في القرآن العظيم في هذا المعنى لا يمكنني ذكرها لأجل جهل الجاهل ورعونته انتهى. فلا أدري أذلك الكلام دس علي الشيخ في كتابه أم وقع في ذلك في بدايته ورجع عنه لما دخل في الطريق فإن من المعلوم عند كل عارف بالله تعالى أنه تعالى لا يتحيز. والشيخ قد شاعت ولايته في أقطار الأرض فيبعد من مثله القول بالجهة قطعاً)) [اليواقيت والجواهر ص 121/ 1]. فعلى الرغم من أنه يقرأه في كتاب الشيخ إلا أنه
(يُتْبَعُ)
(/)
خالف معتقده فلا بد أن يكون الشيخ لم يقل به، مع أنه لم يجد دليلا ماديا أنه الشيخ عبد القادر لم يقل بهذه العقيدة إلا أنه وضع احتمال الدس واحتمال التراجع ولكن أين دليله؟؟!! دليله أنه الشيخ عبد القادر شيخ كبير عند الصوفية فلا بد أن يوافق الصوفية فيما يقولونه بنفي الصفات ضاربا الأحاديث والآيات بعرض الحائط.
قلت: حاول هؤلاء نفي عقيدة الشيخ عنه لأنه صوفي، والصوفي في عرفهم لابد أن ينفي الصفات وهذا الأمر قديم فقد قال الذهبي: ((قال شيخنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمد سمعت الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الفقيه الشافعي يقول ما نقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر إلا الشيخ عبد القادر فقيل له هذا مع اعتقاده فكيف هذا فقال لازم المذهب ليس بمذهب.
قلت يشير إلى إثباته صفة العلو ونحو ذلك ومذهب الحنابلة في ذلك معلوم يمشون خلف ما ثبت عن إمامهم رحمه الله إلا من يشذ منهم وتوسع في العبارة)) [سير أعلام النبلاء ص 443/ 20].
فالقدماء اثبتوا هذه العقيدة هي عقيدة الشيخ عبد القادر الجيلاني، والمتأخرون من متعصبي الصوفية ينفونها دون دليل!! وما ذاك إلا انه تخالف عقائدهم فالمبتدي السالك في بداية الطريقة ينفي علو الباري عز وجل على طريقة الجهمية، والمنتهي ينفي العلو لأنه في اثبات العلو هدم لعقدة وحدة الوجود التي تنادي بالوجود الواحد والذات الواحدة بينما اثبات العلو يستلزم اثبات وجودين وهذا يخالف ما عليه الخواص، والله تعالى أعلم.
ومما يدل على ثبوت هذه العقيدة عن الشيخ رحمه الله هو العداء المذهبي بينه وبين ابن الجوزي رحمه الله تعالى فقد قال الذهبي بعدما تذكر ترجمة الشيخ في المنتظم لابن الجوزي قال: ((لم تسع مرارة ابن الجوزي بأن يترجم بأكثر من هذا لما في قبله من البغض نعوذ بالله من الهوى)) [تاريخ الإسلام حوادث سنة 561 – 570 ص 89]. ومعلوم أن مذهب ابن الجوزي في الصفات حيث يتبنى مذهب التأويل.
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
===========
أبو عثمان
المصدر: التصوف العالم المجهول ( http://www.almjhool.net/vb/showthread.php?t=306)
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 09:40]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عثمان
وللشيخ / سعيد بن مسفر -حفظه الله- رسالة دكتوراه بعنوان (الشيخ عبد القادر الجيلاني وآراه الاعتقاديةوالصوفية .. )
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 03:20]ـ
جزاك الله خيرا كنت اظنه من الصوفية المبتدعة لكثرة كلامهم عنه وتعظيمهم له
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 08:30]ـ
قرأت في مجموع الفتاوى المجلد الخامس-ان لم تخن الذاكرة -
قال ابن تيمية: و لهذه القصة عظمت قدر الشيخ الجيلاني و القصة باختصار ان الشيخ الجيلاني كان يمشي فبزغ له نور من السحاب فسمع قائلا: اعمل ما شئت فقد غفرت لك
فقال الجيلاني اخسأ يا لعين
ثم أتاه و قال له قد نجحت أو شيء من هذا القبيل فقال له اخسأ يا لعين بفضل الله لا بك
اتاه من طريق الاعجاب
عهدي بعيد جدا بالقصة
و اكتب على عجلة
فهذه كالتزكية من شيخ الاسلام للشيخ عبد القادر الجيلاني
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 08:55]ـ
قرأت في مجموع الفتاوى المجلد الخامس-ان لم تخن الذاكرة -
قال ابن تيمية: و لهذه القصة عظمت قدر الشيخ الجيلاني و القصة باختصار ان الشيخ الجيلاني كان يمشي فبزغ له نور من السحاب فسمع قائلا: اعمل ما شئت فقد غفرت لك
فقال الجيلاني اخسأ يا لعين
ثم أتاه و قال له قد نجحت أو شيء من هذا القبيل فقال له اخسأ يا لعين بفضل الله لا بك
اتاه من طريق الاعجاب
عهدي بعيد جدا بالقصة
و اكتب على عجلة
فهذه كالتزكية من شيخ الاسلام للشيخ عبد القادر الجيلاني
نعم بارك الله فيك وذكرها ابن تيمية في غير كتاب الفتاوى أيضا ذكرها في كتاب التوسل والوسيلة وهذه القصة مشهورة جدا والغريب أنه لم يذكرها مسندة إلا ابن جهضم الشطنوفي في كتاب بهجة الاسرار وهو متهم تكلم فيه الذهبي، والله تعالى أعلم
وهذا الكتاب سوف نضعه تحت المجهر ان شاء الله تعالى فهو بذرة الغلو بالشيخ ولا حول ولا قوة إلا بالله
===========
أبو عثمان
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 07:56]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عثمان
وللشيخ / سعيد بن مسفر -حفظه الله- رسالة دكتوراه بعنوان (الشيخ عبد القادر الجيلاني وآراه الاعتقاديةوالصوفية .. )
هل هذه الرسالة مطبوعة؟(/)
التَّكْفِيرُ بَيْن الإفْراطِ والتَّفْرِيطِ،لصاحب الفضيلة شيخنا العلاّمة صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 11:38]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّهِ وبركاته،،، أسعد اللَّهُ أوقاتكم بكل خير:
«التَّكْفِيرُ بَيْن الإفْراطِ والتَّفْرِيطِ،
محاضرة
،لصاحب الفضيلة شيخنا العلاّمة صالح الفوزان
ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ،آمين»
وصلة المحاضرة (10 - 10 - 1428 هـ):
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43368
أسأل اللَّه ـ عز وجل ـ أن يوفّقني وإيّاكم لما يُحب ويرضى، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح والنية الصادقة، وأن يغفر لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين.(/)
الخلل العقدي عند العلمانيين
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 03:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
الخلل العقدي عند العلمانيين
الشيخ عبدالرحمن الزنيدي
: للحفظ:
http://www.lebraly.com/inf/voices.ph...avevoice&id=59
: أو:
http://www.lebraly.com/inf/voices.ph...istvoices&id=2
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 06:16]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 10:03]ـ
وخيرا جزاك
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 02:05]ـ
الروابط لا تعمل أخي الكريم!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 08:59]ـ
لكنها تعمل معي أختي الكريمة , والمحاضرة تجدينها في قسم الصوتيات , بارك الله فيك.(/)
مقتطفات من كتاب رفقا باهل السنة للعلامة العباد حفظه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:33]ـ
مقتطفات من كتاب رفقا باهل السنة للعلامة المحدث العباد حفظه الله الاستاذبالجامعة الاسلامية
والمدرس بالمسجد النبوي الشريف
قال حفظه الله
تحت عنوان فتنة التجريح والهجر من بعض أهل السنة
في هذا العصر، وطريق السلامة منها
حصل في هذا الزمان انشغال بعض أهل السنة ببعض تجريحاً وتحذيراً، وترتب على ذلك التفرق والاختلاف والتهاجر، وكان اللائق بل المتعين التواد والتراحم بينهم، ووقوفهم صفاً واحداً في وجه أهل البدع والأهواء المخالفين لأهل السنة والجماعة، ويرجع ذلك إلى سببين:
أحدهما: أن من أهل السنة في هذا العصر من يكون ديدنه وشغله الشاغل تتبع الأخطاء والبحث عنها، سواء كانت في المؤلفات أو الأشرطة، ثم التحذير ممن حصل منه شيءٌ من هذه الأخطاء، ومن هذه الأخطاء التي يُجرح بها الشخص ويحذر منه بسببها تعاونه مثلاً مع إحدى الجمعيات بإلقاء المحاضرات أو المشاركة في الندوات، وهذه الجمعية قد كان الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله يُلقيان عليها المحاضرات عن طريق الهاتف، ويعاب عليها دخولها في أمر قد أفتاها به هذان العالمان الجليلان، واتهام المرء رأيه أولى من اتهامه رأي غيره، ولا سيما إذا كان رأياً أفتى به كبار العلماء، وكان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعدما جرى في صلح الحديبية يقول: يا أيها الناس! اتهموا الرأي في الدين.
ومن المجروحين من يكون نفعه عظيماً، سواء عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب، ويُحذر منه لكونه لا يعرف عنه الكلام في فلان أو الجماعة الفلانية مثلاً، بل لقد وصل التجريح والتحذير إلى البقية الباقية في بعض الدول العربية، ممن نفعهم عميم وجهودهم عظيمة في إظهار السنة ونشرها والدعوة إليها، ولا شك أن التحذير من مثل هؤلاء فيه قطع الطريق بين طلبة العلم ومن يمكنهم الاستفادة منهم علماً وخلقاً.
والثاني: أن من أهل السنة من إذا رأى أخطاء لأحد من أهل السنة كتب في الرد عليه، ثم إن المردود عليه يقابل الرد برد، ثم يشتغل كل منهما بقراءة ما للآخر من كتابات قديمة أو حديثة والسماع لما كان له من أشرطة كذلك؛ لالتقاط الأخطاء وتصيد المثالب، وقد يكون بعضها من قبيل سبق اللسان، يتولى ذلك بنفسه، أو يقوم له غيره به، ثم يسعى كل منهما إلى الاستكثار من المؤيدين له المدينين للآخر، ثم يجتهد المؤيدون لكل واحد منهما بالإشادة بقول من يؤيده وثم غيره، وإلزام من يلقاه بأن يكون له موقف ممن لا يؤيده، فإن لم يفعل بدعه تبعاً لتبديع الطرف الآخر، وأتبع ذلك بهجره، وعمل هؤلاء المؤيدين لأحد الطرفين الذامين للطرف الآخر من أعظم الأسباب في إظهار الفتنة ونشرها على نطاق واسع، ويزداد الأمر سوءاً إذا قام كل من الطرفين والمؤيدين لهما بنشر ما يُذم به الآخر في شبكة المعلومات (الانترنت)، ثم ينشغل الشباب من أهل السنة في مختلف البلاد بل في القارات بمتابعة الإطلاع على ما ينشر بالمواقع التي تنشر لهؤلاء وهؤلاء من القيل والقال الذي لا يأتي بخير، وإنما يأتي بالضرر والتفرق، مما جعل هؤلاء وهؤلاء المؤيدين لكل من الطرفين يشبهون المترددين على لوحات الإعلانات للوقوف على ما يجد نشره فيها، ويشبهون أيضاً المفتونين بالأندية الرياضية الذين يشجع كل منهم فريقاً، فيحصل بينهم الخصام والوحشة والتنازع نتيجة لذلك.
وطريق السلامة من هذه الفتن تكون بما يأتي:
أولاً: فيما يتعلَّق بالتجريح والتحذير ينبغي مراعاة ما يلي:
1. أن يتقي الله من أشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم والتحذير منهم، فينشغل بالبحث عن عيوبه للتخلص منها بدلاً من الاشتغال بعيوب الآخرين، ويحافظ على الإبقاء على حسناته فلا يضيق بها ذرعاً، فيوزعها على من ابتلي بتجريحهم والنيل منهم، وهو أحوج من غيره على تلك الحسنات في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. أن يشغل نفسه بدلاً من التجريح والتحذير بتحصيل العلم النافع، والجد والاجتهاد فيه ليستفيد ويفيد، وينتفع وينفع، فمن الخير للإنسان أن يشتغل بالعلم تعلماً وتعليماً ودعوة وتأليفاً، إذا تمكن من ذلك ليكون من أهل البناء، وألا يشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم من أهل السنة، وقطع الطريق الموصلة إلى الاستفادة منهم، فيكون من أهل الهدم، ومثل هذا المشتغل بالتجريح لا يخلف بعده إذا مات علماً يُنتفع به، ولا يفقد الناس بموته عالماً ينفعهم، بل بموته يسلمون من شره.
3. أن ينصرف الطلبة من أهل السنة في كل مكان إلى الاشتغال بالعلم، بقراءة الكتب المفيدة وسماع الأشرطة لعلماء أهل السنة مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، بدلاً من انشغالهم بالاتصال بفلان أو فلان، سائلين: (ما رأيك في فلان أو فلان؟)، (وماذا تقول في قول فلان في فلان، وقول فلان في فلان).
4. عند سؤال طلبة العلم عن حال أشخاص من المشتغلين بالعلم، ينبغي رجوعهم إلى رئاسة الإفتاء بالرياض للسؤال عنهم، وهل يرجع إليهم في الفتوى وأخذ العلم عنهم أو لا؟ ومن كان عنده علم بأحوال أشخاص معينين يمكنه أن يكتب إلى رئاسة الإفتاء ببيان ما يعلمه عنهم للنظر في ذلك، وليكون صدور التجريح والتحذير إذا صدر يكون من جهة يعتمد عليها في الفتوى وفي بيان من يؤخذ عنه العلم ويرجع إليه في الفتوى، ولا شك أن الجهة التي يرجع إليها للإفتاء في المسائل هي التي ينبغي الرجوع إليها في معرفة من يُستفتى ويؤخذ عنه العلم، وألا يجعل أحد نفسه مرجعاً في مثل هذه المهمات؛ فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
ثانيا: فيما يتعلق بالرد على من أخطأ، ينبغي مراعاة ما يلي:
1. أن يكون الرد برفق ولين ورغبة شديدة في سلامة المخطئ من الخطأ، حيث يكون الخطأ واضحاً جلياً، وينبغي الرجوع إلى ردود الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – للاستفادة منها في الطريقة التي ينبغي أن يكون الرد عليها.
2. إذا كان الخطأ الذي رد عليه فيه غير واضح، بل هو من الأمور التي يحتمل أن يكون الراد فيها مصيباً أو مخطئاً، فينبغي الرجوع إلى رئاسة الإفتاء للفصل في ذلك، وأما إذا كان الخطأ واضحاً، فعلى المردود عليه أن يرجع عنه، فإن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل.
3. إذا حصل الرد في إنسان على آخر يكون قد أدى ما عليه، فلا يشغل نفسه بمتابعة المردود عليه، بل يشتغل بالعلم الذي يعود عليه وعلى غيره بالنفع العظيم، وهذه هي طريقة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
4. لا يجوز أن يمتحن أي طالب علم غيره بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه أو الراد، فإن وافق سلم، وإن لم يوافق بدع وهجر، وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضاً أن يصف من لا يسلك هذا المسلك الفوضوي بأنه مميع لمنهج السلف، والهجر المفيد بين أهل السنة ما كان نافعاً للمهجور، كهجر الوالد ولده، والشيخ تلميذه، وكذا صدور الهجر ممن يكون له منزلة رفيعة ومكانة عالية، فإن هجر مثل هؤلاء يكون مفيداً للمهجور، وأما إذا صدر الهجر من بعض الطلبة لغيرهم، لا سيما إذا كان في أمور لا يسوغ الهجر بسببها، فذلك لا يفيد المهجور شيئاً، بل يترتب عليه وجود الوحشة والتدابر والتقاطع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى [3/ 413 - 414]: في كلام له عن يزيد بن معاوية: " والصواب هو ما عليه الأئمة، من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقاً أو ظالماً فالله يغفر للفاسق والظالم، ولا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له "، وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه ...
فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به، فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة ".
وقال [3/ 415]: " وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ".
وقال [20/ 164]: " وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ".
وقال [28/ 15 - 16]: " فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنباً شرعياً عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنباً شرعياً لم يجز أن يعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.
وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى، كما قال الله تعالى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) "، قال الحافظ ابن رجب في شرح حديث: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " من كتابه جامع العلوم والحكم [1/ 288]: " وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب، وقد حكى الإمام أبو عمرو بن الصلاح عن أبي محمد بن أبي زيد – إمام المالكية في زمانه –
أنه قال جماع آداب الخير وأزمته تتفرع من أربعة أحاديث،
قول النبي صلى الله عليه وسلم: {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت}، وقوله صلى الله عليه وسلم: {من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه}، وقوله للذي اختصر له في الوصية: {لا تغضب}، وقوله صلى الله عليه وسلم: {المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه} ".
أقول: ما أحوج طلبة العلم إلى التأدب بهذه الآداب التي تعود عليهم وعلى غيرهم بالخير والفائدة، مع البعد عن الجفاء والفظاظة التي لا تثمر إلا الوحشة والفرقة وتنافر القلوب وتمزيق الشمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 05:16]ـ
تعليق:
1 - المشكلة أننا نحمل هذا الكلام على أن المقصود ليس "نحن" بل هذه الرسالة موجهة للفئة الفلانية والأخرى تقول مثل ما قالت الأولى وهكذا دواليك.
2 - فكرة الشيخ في سؤال دار الافتاء عن بعض الاشخاص أقول لو تنفذ هذه الفكرة لحلت كثير من المشاكل.
3 - جزا الله الناقل والكاتب خيرا وحبذا لو تكثف مثل هذه الموضوعات.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 06:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل عبدالعزيز بن عبدالله
شكرا لك ... بارك الله فيك.
واوفقك القول .. ان المشكلة أننا نحمل هذا الكلام على أن المقصود ليس "نحن"
بل هذه الرسالة موجهة للفئة الفلانية والأخرى تقول مثل ما قالت الأولى وهكذا دواليك
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 10:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
كتاب نافع حقاً، حفظ الله الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ونفع بعلمه، آمين ...
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 10:57]ـ
لو تسألون الشيخ سيخبركم إن شاء الله لمن وجه الرسالة بالدرجة الأولى.
وحيثيات القضية معروفة لمن أراد الاستبصار والإنصاف.
حفظ الله شيخنا العباد وابنه عبد الرزاق.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 11:20]ـ
نقل موفق!
جزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 11:58]ـ
شكرا لكما و بارك الله فيكما ...
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 08:35]ـ
الا انه فيه من أنكر على الشيخ حفظه الله عندما ألفها والحق ان الشيخ أصاب الداء واتى بالدواء فجزاه الله خيرا ونفع به وبعلمه
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 11:58]ـ
حفظ الله الشيخ العلامة عبد المحسن العباد وإخوانه.
ـ[ابو البراء]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:47]ـ
جزى الله الشيخ عبد المحسن خير الجزاء و بارك الله في أخينا الحبيب أبي محمد و قد كتب قبله فضيلة العلامة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله حول هذه القضية في رسالته النافعة ظاهرة التصنيف فرحمه الله و أسكنه الفردوس الاعلى
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 03:44]ـ
شكرا لك و بارك الله فيك
وجزى الله الشيخ العلامة عبد المحسن خير الجزاء
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 09:24]ـ
يرفع للفائدة
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 06:06]ـ
الشيخ ابو محمد الغامدي جزاك الله كل خير وبارك فيك
وكتاب (رفقاً أهل السنة بأهل السنة) من اروع الرسائل التي ألفت في رد فتنة من أشد فتن هذا الزمان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 01:53]ـ
شكرا لك و بارك الله فيك
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 03:48]ـ
من أفضل ما قرأت في هذا الباب وفقك الله أبا محمد
والشيخ عبد المحسن العباد البدر الحسني عالم الحديث بالمدينة النبوية في هذا الوقت حفظه الله وبارك فيه وفي علمه وعمله
((سمعت له محاضرة عن الشيخ ابن باز رحمه الله بعد موته: يقول عن الشيخ ابن باز: مجدد العصر))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 05:59]ـ
شكرا لك و بارك الله فيك(/)
تسييس الأدب .. في ديوانية عبدالعزيز الحمدان
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:34]ـ
لقاء الليلة في ديوانية عبدالعزيز الحمدان
بعنوان (تسييس الأدب)
للدكتور حبيب المطيري
الجمعة 14 شوال بعد صلاة العشاء
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 05:35]ـ
لو تضع العنوان كاملاً، ووسيلة إتصال لمن أراد الذهاب لهم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 06:04]ـ
عنوان اللقاء كما ذكرت
المكان منزل الشيخ عبدالعزيز الحمدان في حي الملك فهد بالرياض، قريبا من مدارس العناية الأهلية.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 06:06]ـ
جزاك الله خير
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 12:28]ـ
جزاك الله خيرا اخي
و أهيب بالإخوة الكرام حضور اللقاء القادم الذي سيكون ثريا بإذن الله و هو بعنوان
مفهوم التيسير في الحج للشيخ عبدالعزيز الفوزان
و سأوافيكم بالأخبار أولا بأول قبل رسائل الجوال لمن كان مشتركا (ابتسامة) بإذن الله
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 12:31]ـ
اعذرني أخي عبدالله على التدخل في موضوعك.
و لكن المنزل على طريق المغيرة بن شعبة بعد المسجد الحجري يمين لمن وجهته شمالية و المنزل مقابل المسجد (عنه يمبن قليلا) و البوابة جنوبية
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 04:25]ـ
أحسنت أخي الشيخ عبدالرحمن
وهو على طريق مدارس العناية لمن دخل الحي من طريق الملك عبدالعزيز باتجاه الغرب(/)
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 07:57]ـ
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ
إعداد/محمد عبد المجيد المصري.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد:-
فيدور مبحثنا حول تعريف معني الشريعة،وتصحيح التصور في عرضها، وكذلك توضيح وضع الشريعة في ظل القوانين العلمانية،وذلك حتى لا تصبح كثير من قضايانا العقدية مجرد كلام أو شعارات لا يعرف المرددون له معناه ولا مقتضاه العملي، وبالله أسال التوفيق والسداد.
*أولاً:-جولة مع المصطلحات:-
1 - الشريعة
*المعني اللغوي:-
-قال تعاليٍ [ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ] الجاثية: 18] يقول القرطبي رحمه اللهفى قوله تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر} الشريعة في اللغة: المذهب والملة ويقال لمشرعة الماء وهي مورد الشاربة: شريعة ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد) (1).
*المعني الاصطلاحي:-
الشريعة: ما شرع الله لعباده من الدين والجمع الشرائع والشرائع في الدين: المذاهب التي شرعها الله لخلقه).
قال ابن عباس:-"علي شريعة"أي على هدي من الأمر.
وقال قتادة: الشريعة الأمر والنهي والحدود والفرائض.
وقال مقاتل: البينة لأنها طريق إلى الحق.
وقال الكلبي: السنة لأنه يسن بطريقة من قبله من الأنبياء وقال ابن زيد: الدين لأنه طريق النجاة. (2).
2 - الحكم*
الحكم في اللغة:-
- هو المنع ومنه قيل للقضاء حكم لأنه يمنع من غير المقضي.
نقول حكمه كنصره وأحكمه كأكرمه،وحكّمه بالتضعيف بمعني منعه،
ومنه قول جرير:-
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضب.
أبني حنيفة إنني إن أهجكم أدع اليمامة لا تواري أرنباً.
ومن الحكم بمعني المنع (حكمة اللجام):-وهى ما أحاط بحنكي الدابة لأنها تمنعها من الجري الشديد، والحكمة أيضاً حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس تمنعه من مخالفة راكبه.
*الحكم في الاصطلاح:-
هو (إثبات أمرٍ لأمر أو نفيه عنه)،أو (إسناد أمرٍ إلى آخر إيجابا أو سلباً نحو زيد قائم وعمرو ليس بقائم).
وينقسم الحكم بدليل الاستقراء إلى ثلاثة أقسام:-
1 - حكم عقلي:-وهو ما يعرف فيه (العقل) النسبة إيجاباً أو سلباً، نحو الكل أكبر من الجزء.
2 - حكم عادي:- وهو ما عرفت النسبة فيه بالعادة.
3 - حكم شرعي:-وهو المقصود، وحَدّه جماعة من أهل الأصول بأنه:-
[خطاب الله المتعلق بفعل المكلف من حيث أنه مكلف به].
فخرج بقوله (خطاب الله) خطاب غيره، لأنه لاحكم شرعياً إلا لله وحده عز وجل،فكل تشريع من غيره باطل، قال تعالي (إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ) الأنعام 57)،وقال تعالي (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) الشوري10)
وقال تعالي (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) النساء59).
وأعلم أن الحكم الشرعي قسمان:-
أ- الخطاب التكليفي:-وهو خمسة أقسام (الواجب-المندوب-الحرام-المكروه-المباح)
ب-خطاب الوضع:-وهو أربعة أقسام (العلل-الأسباب-الشروط-الموانع) وأدخل بعضهم فيه الصحة والفساد من خطاب التكليف) (3).
*الحاكمية
مصدر صناعي على غير قياس،لأن المصدر الصناعي لا يصاغ إلا من اسم جامد كالوطن والوطنية، وكلمة حاكم مشتق لأنها اسم فاعل (4).
*تصحيح التصور في بيان مفهوم الحكم بما أنزل الله.
-1 مع الجهل بحقيق الإسلام والبعد عنه، ومع جهود المحادين لله ورسوله للصّد عن سبيل الله، أخذت عدّة مفاهيم شرعية تتغير وتتبدل في تصورات الناس وتنحرف عن معناها الأصلي، ومن تلك المفاهيم التي أصابها الضمور وعدم وضوح التصور الصحيح لها (قضية تحكيم الشريعة) أو ما يطلق مفهوم (الحكم بما أنزل الله)،فقد انحصر مفهوم الحكم بما أنزل الله على شموله واتساعه في بعض أجزائه، فبعضهم يحصره في التشريعات والأحكام المتعلقة بالأسرة من زواج وطلاق وحضانة وغير ذلك، بل إن البعض إذا ذُكر أمامه لفظ الحكم بما أنزل الله فلا يكاد يفهم منه غير قطع يد السارق أو رجم الزاني، ويتصور أن هذا هو المراد بالحكم بما أنزل الله، وأن الداعين إلى تحكيم شرع الله إنما يدعون فقط لقطع يد السارق ورجم الزاني، ولقد كان هذا الفهم القاصر والمبتور للحكم بما أنزل الله أحد
(يُتْبَعُ)
(/)
الوسائل والسُبل التي يستغلها العلمانيون لمهاجمة الدعوة إلى تحكيم شرع الله (5).
2 - لقد عُرضت قضية (الشريعة) على الناس على أساس أن المسألة مسألة (أفضلية) شريعة الله على الشرائع الأرضية، وهذا أمر لا شك فيه، ولكن مع تبني القضايا القومية والتسابق فيها بين الحركة الإسلامية وغيرها من الحركات من علمانية وشيوعية وما إلى ذلك، فُهم من هذه الأفضلية أن قضية الشعب الأولي والأساسية هي (قضاياه القومية)،وأن مسألة العقيدة والأيدلوجيات مسألة ثانوية، وأن ركونهم إلى أي من هذه الأيدلوجيات المتسابقة لتحقيق مصالحهم القومية لا يمس صميم اعتقادهم كمسلمين في شئ، أي بتحديد دقيق لم يكن هناك ربط بين قضية الشريعة وأصول الاعتقاد أو قضية (العقيدة).
3 - وعندما حاولنا أن نبحث عن هذا الربط وجدناه مضطرباً جداً فى مفهوم أصحاب الحركات الإسلامية حتى عند المتحمسين الغيورين جداً، ومن أجل هذا كانت قضية الشريعة لا تعدو عندهم سوي مسألة من مسائل الانحراف في المجتمع كقضية البدع مثلاُ أو محاربة المسكرات بعكس ما هو وثيق جداً في القرآن الكريم،الذي نجده يربط ربطاً وثيقاً محكماً بين قضية الإيمان وقضية الشريعة كما في قوله تعالى (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65) النساء، فنجد هنا ربطاً بين قضية الشريعة وقضية الإيمان، وقاعدة الشريعة بقاعدة الإيمان ... ثم نجد ربطاً آخر بين تفصيلات الشريعة وأحكام الفروع المختلفة بقاعدة الإيمان كما فى قوله تعالي (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المجادلة، فهو سبحانه وتعالى لم يكتف في القرآن بين الربط بين القاعدة والقاعدة حتى رُبط بين (قاعدة الإيمان) و (فروع الشريعة).
-4ومن أجل عدم الوضوح هذا، لم يستطع صوت الإسلام ممثلاً في الحركات الإسلامية والشعور الإسلامي العام لدى الجماهير،أن يتصدى للعلمانية وأن يحدد موقفه منها بوضوح منذ أن تسللت إلى المنطقة، وكذلك فعلت بعض فصائل الحركات الإسلامية المعاصرة مع النظم والأوضاع المعاصرة التي ورثت العلمانية عن الاستعمار حتى أن منها من رضي بالتعايش مع هذه الأوضاع، ويستجدى من هذه النظم الاعتراف به واعتباره كياناً شرعية ضمن الحلقة العلمانية نسأل العافية والسلامة.
*وضع الشريعة الإسلامية في ظل القوانين الوضعية.
للشريعة الإسلامية في ظل القوانين الوضعية وضعَّين:-
1 - وضع الشريعة كمصدر مادي للقوانين الوضعية.
2 - وضع الشريعة كمصدر إلزامي.
أولاً: المصادر المادية:-
يقصد منها المصادر التي تغترف منها مادة القانون، وهى متعددة ومتنوعة، كحاجات الأمة، أو القانون الفرنسي أو الشريعة الإسلامية أو استقرار المحاكم على أمر معين،أو آراء فقهاء القانون،وهذه المصادر المادية لا تكون قواعد قانونية إلا إذا توافر فيها عنصر الإلزام، فالمصادر المادية بدون عنصر الإلزام لا قيمة لها، يقول السنهوري (يراعي فى الأخذ بأحكام الفقه الإسلامي التنسيق بين هذه الأحكام والمبادئ العامة التي يقوم عليها التشريع المدني (العلماني) في جملته،فلا يجوز الأخذ بحكم الفقه الإسلامي يتعارض مع مبدأ من هذه المبادئ حتى لا يفقد التقنين المدني تجانسه وانسجامه،ويقول أيضاً رداً على سؤال للشيخ عبد الوهاب طلعت باشا، فقد سأله الشيخ (هل رجعتم إلى الشريعة الإسلامية؟!) فقال السنهوري"أو كذلك أننا ما تركنا حكماً صالحاً في الشريعة الإسلامية يمكن أن يوضع فى هذا القانون إلا وضعناه) (6).
ثانياً: الشريعة الإسلامية كمصدر إلزامي:-
ونري في هذا الوضع أن الشريعة الإسلامية تعتبر كمصدر إلزامي من الدرجة الثالثة، وذلك لأن المصادر الرسمية للقانون المصري، والمصادر الرسمية هي التي يستمد منها القانون إلزامه هي:
1 - التشريع الوضعي. 2 - العرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - مبادئ الشريعة الإسلامية.4 - مبادئ القانون الطبيعي.
5 - قواعد العدالة.
(وليست هذه المصادر على درجة واحدة من الأهمية،فالتشريع هو المصدر الأساسي السابق في أهميته، في حين أن المصادر الأخرى لا تعدو أن تكون مصادر ثانوية احتياطية لا يلجأ إليها إلا إذا سكت التشريع عن حكم النزاع). (7)
*والمادة الأولي من القانون المدني تقول "تسري النصوص التشريعية على جميع المسائل التي تتناولها هذه النصوص في لفظها أو فحواها، فإذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه،حَكَم القاضي بمقتضي العرف، فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ الشريعة الإسلامية، فإذا لم يوجد فبمقتضى القانون الطبيعي وقواعد العدالة ".
وبالتالي لا تكون لمبادئ الشريعة الإسلامية أي دور أصلاً وذلك أن التشريع في الدول الحديثة يكاد يستوعب كل شئ،وإذا وُجد مجال يحتمل أن تقوم فيه بعض التغيرات، فإن العرف من وراء التشريع محيط به في شبه شمول،ولا يبقي لمبادئ الشريعة الإسلامية إلا النزر اليسير، وهذا كلام الدكتور توفيق فرج أحد رجال القانون في مصر، وبالتالي فإن القاضي يحرم عليه الرجوع إلى الشريعة الإسلامية التي ألزم الله سبحانه وتعالى الجميع الاحتكام أو التحاكم إليها مادام الحكم منصوصاً عليه في القانون المدني،وحتى لا أذهب بعيداً، لقد حدث بالفعل أن حكم قاضى وهو المستشار محمود عبد الحميد غراب بالجلد في جريمة سكر .... فماذا كانت النتيجة؟
لقد أبطل حُكمه وأقصي عن العمل في القضاء.
وكان ممن ذكره رئيس محكمة استئناف الإسكندرية المستشار سعد العيسوي في أوجه بطلان هذا الحكم ما يلي:-
1 - أن من قضي بذلك فقد حنث في يمنيه القضائي الذي أقسم فيه على الحكم بالعدل واحترام القوانين والعدل في نظر العيسوي هو أنت تقضي في الواقعة المعروضة بالعقوبة الملائمة في حدود القانون المطبق ثم يضيف فيقول: فقضاء هذه المحكمة بقانون آخر غير القوانين المطبقة في ذلك حنث باليمين،فما بالك بمن يطبق أو يخترع قانوناً يعلم أنه غير معمول به!! (يقصد الحكم بما أنزل الله في الواقعة).
-2وجنائياً لا يجوز ولا يقبل من القاضي أن يجّرم فعلاً لا ينص القانون على اعتباره جريمة ولا يجوز ولا يقبل منه أن يقضي بعقوبة لم ينص عليها القانون.
3 - أن مصدر هذا الحكم لم يعرف شيئاً عن علم العقاب،فقد شدد المشرّع (الوضعي) في العقوبة وجعلها ستة أشهر حماية للمجتمع وهذا أحفظ من مجرد الجلد ثمانين جلدة. (8).
وهكذا فالعلمانية تري وفقهاء القانون الوضعي يرون أن التشريع الوضعي أحفظ لأمن المجتمع من الشريعة الإسلامية، ويرون أن الله عز وجل (الذي خلق فسوي والذي قدر فهدى) لا يعرف شيئاً عن علم العقاب تعالي الله عما يقول الكافرون علّواً كبيراً، فهم يقولون بلسان حالهم أن زبالة أذهانهم خير وأفضل من حكم الله.
*والآن نأتي إلى سؤال آخر ننهي به هذا الجزء من البحث وهو:-
ما هو دورنا،وما هي رسالتنا؟
-إن رسالتنا هي تصحيح المفاهيم وتصحيح التصورات العقدية، وتربية قاعدة مسلمة على هذه المفاهيم الصحيحة والتي تكون ستاراً يتنزل عليها قدر الله بالنصر والتمكين، مع تحديث النفس دائماً بالغزو وكشف مخططات الأعداء وفضحها،وأن نعمل ليل نهار كل على حسبه وفى مجاله لإحياء هذه الأمة مرة أخري لتتسلم مكانتها الريادية، وعدم ترك ما يطلق عليه عوام الناس فريسة سهلة لدهاقنة العلمانية، يلبسوا عليهم ما أردوا من التلبيس،ولا نكون نحن بحركتنا لنصرة هذا الدين مصدر للالتباس وعدم الوضوح، وان يعرف الجميع أن معني انتمائه للإسلام (أن يقبل شرع الله ويرفض ما سواه).
-أسال الله بكرمه وفضله أن يعفو عن تقصيرنا وأن يرحمنا برحمة من عنده،وأن يثبتنا على الحق ولا يجعلنا نزيغ عنه أبداً، أنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
المراجع
1 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي رحمه الله الموسوعة الاليكترونية.
2 - المصدر السابق، وانظر الثبات والشمول في الشريعة الإسلامية لعابد السفياني.
3 - مذكرة في أصول الفقه للشنقيطي رحمه الله طبعة دار ابن تيمية.
4 - لماذا نرفض العلمانية لمحمد محمد البدري دار ابن الجوزي.
5 - (إن الله هو الحكم) لمحمد بن شاكر الشريف ص19
6 - "القانون المدني"الأعمال التحضيرية"نقلاً عن الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية للشيخ عمر الأشقر
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - مدخل دستوري د. سيد صبري، وانظر لماذا نرفض العلمانيةص48
8 - انظر لماذا نرفض العلمانية د. محمد محمد بدري ص90،91.
مزيد من المعومات حول المستشار محمود عبد الحميد غراب رحمه الله تعالي:
- المستشار/محمود عبد الحميد غراب رحمه الله تعالي.
السيرة الذاتية:
ولد بتاريخ 20/ 9/1935م، بقرية أوسيم التابعة لمركز أمبابة بمحافظة الجيزة من محافظات جمهورية مصر العربية، كان والده من علماء الأزهر والذى قام بتحفيظه القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة من عمره، وتوفى والده وهو يؤدى فريضة الحج عام 1949م، وتولى تربيته بعد ذلك شقيقه الأكبر الدكتور/ أحمد عبد الحميد غراب. الأستاذ السابق للعقيدة والملل والنحل بجامعة الملك سعود بالرياض.
· في عام 1956 - 1957 التحق بصفوف الفدائيين وكتائب الشباب للتدريب العسكري للدفاع عن الأمة.
تخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس عام1962م، والتحق فور تخرجه بمكتب الأستاذ/ محمود سليمان غنام باشا. وزير التجارة الأسبق بحكومة حزب الوفد، وذلك للتدريب على ممارسة المحاماة
كان عضوًا بمجلس نقابة المحامين عام 1970، التحق بالقضاء عام1978م بالقرار الجمهوري رقم 166 لسنة1978، وتدرج في مناصبة إلى أن شغل أعلاها كرئيس لمحكمة الاستئناف عام1991م.
منذ اعتلائه منصة القضاء أخذ على عاتقه النهوض بالقضاء نحو تطبيق الشريعة الإسلامية، فأصدر العديد من الأحكام القضائية المؤسسة على الشريعة الإسلامية كان أجرؤها الحكم بجلد شارب خمر.
كل هذه الأحكام متاحة للجميع على الموقع التالي:
Http:// WWW.islamvslaw.bravehost.com
تعرض للعديد من المساءلات من وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى بسبب انتصاره للشريعة الإسلامية من على منصة القضاء، وبسبب آراءه وأفكاره التى اعتبروها اشتغال بالسياسة يمتنع على القاضي العمل به، وانتهى مطاف هذه المساءلات إلى إحالته إلى دائرة التأديب والصلاحية بمجلس القضاء الأعلى والتى تنظر في عدم صلاحية القضاة لتولي هذا المنصب لأسباب تتعلق بما يخل بالأمانة والشرف، ووضع في هذا الموضع سواء بسواء معهم، لا ليسأل عمّا يخل بأمانته وشرفه وإنما ليسأل عن إعلاءه لكلمة الله من على منصة القضاء، وحدث حرج وانقسام بين أعضاء مجلس القضاء الأعلى إلى أن اضطروا إلى حفظ الموضوع، أعتقل ابنه نزار محمود عبد الحميد غراب بتهمة الانتماء إلي الجماعات الإسلامية عام 9/ 10/89 وتم الأفراج عنه عام1991، توفى إلى رحمة الله تعالى فى 20/ 3 / 1993 أسكنه الله فسيح جناته وجعل مثالله فى زمرة النبيين والصديقيين والشهداء المجاهدين وحسن أولئك رفيقا. آمين.(/)
وجاء دور البهرة!! (حامد العلي)
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 07:19]ـ
وجاء دور البهرة!!
حامد بن عبدالله العلي
(شارك أكثر من 25 ألفا من 'جالية البهرة' في الكويت في استقبال سلطان البهرة،وأقيم حفل الاستقبال في نادي رياضي كبير، بعد وصول السلطان من دولة الأمارات، حيث أقيم له استقبال رسمي في قاعة التشريفات الأميرية بمطار الكويت الدولي.
وخلال الحفل الذي أقيم بالنادي توالت الهدايا الثمينة، وقدمت للسلطان حبّات من اللؤلؤ، وتمثالان لفرس، وآخر على شكل نخلة، ووسط هذه الأجواء كانت فرقة تعزف الموسيقى،فيماشارك البعض بإحضار الخيول والجمال التي عرضت أمام السلطان)
هذا الخبر، نشر في وسائل إعلام محليّة، منذ مدّة، وقد بدأ الناس يعتادون على سماع مثله، في عدة دول عربية، متزامنا مع تحرك يوحي بزحف منظَّم للشيعة البهرة، ظاهره مسكنة متصنَّعة، تبحث عن مكان ما، في زخم الأبواق المريبة المدعومة أمريكيا (للتسامح مع الآخر)، و (الإنفتاح الثقافي)، وباطنه ـ كشأن كلّ الدعوات التي بدأت تتسرب تحت هذه الشعارات الزائفة في بلادنا ـ تحرّك خبيث سري مدعوم من النظام الإيراني، لإحداث إختراق في المجتمعات الإسلامية، يهدف لتشتيت الهوية، وزعزعة النسيج الثقافي، وبث بذور الضلال، وزندقة الباطنية
فمن هم البهرة، ما حقيقتهم، وما الذي يهدفون إليه؟!
يطلق محمد برهان الدين على نفسه اسم السلطان، وعلى أبنائه اسم الشاه زاده، أي: الأمراء، وعلى بناته الشاه زادي، أي: الأميرات، ويسمى مبعوثه الهندي الذي ينوب عنه في إدارة شؤون أتباعه في الأقطار الأخرى بالأمير.
والغريب في الأمر أن محمد برهان الدين يؤكد عند زيارته للدول الإسلامية، على ضرورة مقابلة رئيس الدولة وكبار الحكومة، وأنه يحصل على ذلك بسهولة! ولاعجب فقد كان الاستعمار البريطاني ـ الذي كان يرعى ويربي هذه الأقليات كما يفعل الاستعمار الأمريكي اليوم ـ يستقبل والده بواحد وعشرين طلقة مدفع،كما يستقبل الملوك والرؤساء،
أما داعي البهرة ـ وهي مرتبة دينية ـ فيصر على أن تصحبه المواكب الضخمة، وسيارات الرئاسة في البلد المضيف!
وهم في عقائدهم المنحرفة يمارسون طقوسا غريبة، نشرت إحدى المجلات الإسلامية: الخبر التالي: (عرف المجتمع اليمني بعضاً من الطقوس الغريبة لتلك الطائفة، من خلال شريط فيديو، استطاع أحد المصورين اليمنيين، التسلل عبره إلى احتفالاتهم في منطقة حراز التابعة لمحافظة صنعاء، وتصوير مولد "الولي" حاتم الحضرات – أحد أشهر المزارات الدينية لهم -، وقد ظهر في الشريط المتداول في الأسواق سلطان الطائفة محمد برهان الدين وهو محمول على كرسي له ثمانية مقابض، في إشارة كما يقول الشريط إلى تشبههم بالآية " .. ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذثمانية"، ـ تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا ـ كذلك يُظهر الشريط سجود أتباع الطائفة أمام أقدام السلطان في أحد الغرف الخاصة، وكذلك سجود السلطان نفسه لقبر حاتم الحضرات، ويضيف الشريط أن تلك الاحتفالات تتم بطريقة مختلطة بين الرجال والنساء)!
والبهرة ينتمون إلى طائفة الإسماعيلية التي تزعم الإنتساب إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق، وتقصر الإمامة على نسله , ولا يعترفون بالإمام موسي الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق , وهو الإمام السابع عند الشيعة الإمامية.
وهذه بعض عقائدهم التي هي عقائد الزندقة والشرك الأكبر:
يعتقدون بأن الله لم يخلق العالم خلقا مباشرا، بل كان ذلك عن طريق العقل الكلي، الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية، ويسمونه الحجاب، وقد حل العقل الكليّ في إنسان هو النبيّ، وفي الأئمة المستورين الذين يخلفونه، فمحمّد هو الناطق، وعلي هو الأساس الذي يفسّر الناطق!! فهذا الشرك الواضح الصريح في الربوبية.
وللبهرة عقائد واضحة في الشرك الأكبر في الألوهية أيضا , فمن ذلك عبادة 'الإمام الإسماعيلي'، إذ يتوجهون إليه في صلاتهم، وليس إلى الله تعالى كما يتعبّد المسلمون لربهم ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فهم لايصلون في مساجد المسلمين، وحجّهم كصلاتهم، يتجلّى فيه شركهم بالله تعالى، فالكعبة عند القوم، هي رمز على بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي يعتقدون بأنه هو المفسر لكلام 'الناطق' محمد صلى الله عليه وسلم!!
ولديهم مراتب للدعاة، وهي: الإمام،والحجة، أو الباب وداعي الدعاة،وداعي البلاغ، والداعي المطلق، والداعيالمأذون، والداعي المحصور، والجناح الأيمن، والجناح الأيسر، والمكاسر، والمكالب، والمستجيب.
وأما أركان الإسلام عندهم فهي سبعة هي الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والولاية، والطهارة،
وهم في صلواتهم يجمعون بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ولا يصلون الجمعة، بل يصلونها ظهرًا، ويصلون العيد بدون خطبة أربع ركعات،
ويقدسون مأساة كربلاء لمدة عشرة أيام، ويحتفلون بيوم "غدير خم" في يوم 18 من ذي الحجة حيث تمت الوصية للإمام علي ـ كما يزعمون ـ يصومون فيه، ويُجدِّدون العهد للداعي المطلق في بومباي، أو الدعاة المبايعين، وهم نوابه في الأقاليم
وأتباع الداعي يُطيعونه طاعة عمياء، ولديهم عهد قديم بالولاء للإمام الطيب، والإمام المنتظر، والداعي المطلق عندهم معصوم في كلّ تصرفاته.
وتنقسم البهرة إلي فرقتين: الأولي البهرة الداوودية: نسبة إلي قطب شاه داود وينتشرون في الهند، وباكستان منذ القرن العاشر الهجري وداعيتهم يقيم في بومباي.
والثانية: البهرة السليمانية نسبة إلي سليمان بن حسن، وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى اليوم.
ومن أقدس الأماكن لديهم، هو جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي الخبيث الذي حكم مصر من عام، 386 – 411هـ،
ولهذا طلبت البهرة، الذين بدأوا في الهجرة إلى مصر، الإذن بتجديده، ودُعي السادات إلى افتتاح المسجد، ومنذ ذلك الحين يقوم الشيعة البهرة، الذين هاجروا إلى مصر واستقروا بها كتجار، وخصوصاً في منطقة القاهرة العتيقة، والجمالية، وما حولها، برعاية الجامع.
كما يعتقدون أن في مسجد الحاكم بأمر الله، بئرمقدس، وأن جدهم مدفون فيه ولهذا فهم يصرون على الوضوء في بقعة محددة من المسجد،والشرب منه للتبرك به.
وفي يوم عاشوراء، يرتدون الملابس السوداء، حزنا على الحسين رضي الله عنه ـ زعموا ـ ويكثرون من الصدقات، ويقضون ليلتهم في البكاء والنحيب بصوت مرتفع،
وأما رئيس الطائفة في العالم الآن، وهو محمد برهان الدين، فهو من أكبر أثرياءالعالم، إذ يملك عشرات المصانع والفنادق، وله ممثلون، ونواب في غالب الدولالإسلامية!
وتقرأ في شبكة الشيعة العالمية ـ تابعة للشيعة الإثني عشرية ـ مايلي: (كثيرٌ من الشيعة المصريين، الذين فروا من وجه صلاح الدين، اتجهوا إلى الهند وأقاموا فيها. مما يومئ إلى أن من هؤلاء البهرة من تمتد أصوله إلى مصر، واليمن، وبقاع عربية أخرى. . والظاهر أن البهرة إلى مصر بدأت في أواخر السبعينات في عهد السادات، وبدأت في الازدياد في فترة الثمانينات. . وقد اتجه البهرة فور وصولهم إلى مصر، إلى القاهرة الفاطمية وأقاموا فيها، وبدؤوا رحلة البحث عن مراقد وآثار الأئمة الفاطميين، والعمل على بعثها وتجديدها. . وكان من أشهر الآثار الفاطمية التي قام البهرة بتجديدها في مصر مسجد الحاكم بأمر الله المسمى بالجامع الأنور الملاصق لسور القاهرة من الجهة الشمالية بجوار بوابة الفتوح وهو من أضخم مساجد القاهرة وقد استخدمه الصلاح الدين ومن بعده ملوك الأيوبيين،بعد أن تم إغلاق الجامع الأزهر. .
ولا تقتصر مهمة البهرة في مصر على آثار الفاطميين وحدهم بل امتدت لتشمل مراقد آل البيت في مصر. فقاموا بتجديد مرقد
السيدة زينب بالقاهرة ومقصورتها كما جددوا مقصورة رأس الحسين. وجددوا قبر مالك الأشتر الذي دفن إلى جواره مؤخرا شقيق شيخ البهرة. .
كما يلاحظ عليهم الانضباط والنظام فهم يسيرون جماعات بشوارع القاهرة ويمسكون بالمصاحف في أيديهم ونسوتهم محجبات وقد اعتاد رؤيتهم رجل الشارع في مصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم لم يكتفوا بمجرد الإقامة في مصر وبجوار القاهرة القديمة بل اتجهوا إلى إقامة المشاريع التجارية وبعضهم اشتروا بيوتا ومحلات تجارية في الشارع القديم الذي يشق قلب القاهرة القديمة والمسمى بشارع المعز لدين الله الفاطمي. . ويتوافد البهرة الفاطميين على مصر يزداد التواجد الشيعي برزوا فيها بعد أن كان قد اختفى منها طيلة ثمانية قرون) أهـ
،
هذه هي حقيقة هذه الطائفة، فلاغرابة بعد هذا، أن تجد لها دعما سياسيا خفيّا من نظام يتطلع لمشروع هيمنة ساساني عنصري، فيستعمل كلّ الطوائف التي تنتسب إلى التشيّع، ويوظّفها في مشروعه، كما يفعل مع الحوثيين في اليمن، وحزب حسن نصر في لبنان، وكلّ أذرعته التي أخذت تطل بقرونها في بلاد الإسلام مستغلة الفراغ السياسي، والضعف الأمني، والوجود الغربي الذي يشاركها في هدف تخريب الهوية.
،
والواجب على كلّ الغيورين على أمّتنا، التحذير من هذا التمدّد السرطاني، ومنع انتشاره، وأن لاتخدعها الدعوات الزائفة عن الإنفتاح، والتسامح، والتي يمرر تحتها مشاريع إفساد الدين، وطمس الهوية، وإستلاب الحضارة، وتخريب الثقافة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، واصفا منبت هؤلاء البهرة الإسماعلية وأصلهم:
(و أظهروا فى بلاد الشام والعراق شعار الرافضة، كما كانوا قد أظهروها بأرض مصر، وقتلوا طوائف من علماء المسلمين وشيوخهم،كما كان سلفهم قتلوا قبل ذلك بالمغرب طوائف، وأذنوا على المنابر حىّ على خير العمل،
حتى جاء الترك السلاجقة الذين كانوا ملوك المسلمين، فهزموهم وطردوهم إلى مصر وكان من أواخرهم الشهيد نور الدين محمود الذى فتح أكثر الشام، واستنقذه من أيدي النصارى ثم بعث عسكره إلى مصر لما استنجدوه على الإفرنج، وتكرر دخول العسكر إليها مع صلاح الدين الذى فتح مصر فأزال عنها دعوة العبيديين من القرامطة الباطنية، وأظهر فيها شرائع الإسلام حتى سكنها من حينئذ من أظهر بها دين الإسلام
وكان فى أثناء دولتهم يخاف الساكن بمصر أن يروى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقتل، كما حكى ذلك إبراهيم بن سعد الحبال صاحب عبدالغنى بن سعيد، وامتنع من رواية الحديث خوفا أن يقتلوه، وكانوا ينادون بين القصرين من لعن وسب فله دينار وأردب ـ يقصد لعن الصحابة وسبهم ـ وكان بالجامع الأزهر عدة مقاصير يلعن فيها الصحابة، بل يتكلم فيها بالكفر الصريح، وكان لهم مدرسة بقرب المشهد الذى بنوه ونسبوه إلى الحسين، وليس فيه الحسين ولا شىء منه، بإتفاق العلماء، وكانوا لا يدرسون فى مدرستهم علوم المسلمين بل المنطق والطبيعة والالهى ونحو ذلك من مقالات الفلاسفة).
وبعد:
هؤلاء هم البهرة، وهذه هي حقيقتهم، فجزا الله كلّ من سعى في الحد من شرهم وإنتشارهم، وردهم على أعقابهم، خير الجزاء، لاسيما في جزيرة العرب، مهد الإسلام، ومهبط الوحي، وحصن النبوة، وقلعة الإسلام.
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
http://h-alali.info/m_open.php?id=b1eeed70-d542-102a-be60-0010dce2d6ae
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 10:16]ـ
تحرّك خبيث سري مدعوم من النظام الإيراني، لإحداث إختراق في المجتمعات الإسلامية، يهدف لتشتيت الهوية، وزعزعة النسيج الثقافي، وبث بذور الضلال، وزندقة الباطنية
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ياقوي يا عزيز
أحسن الله للكاتب والناقل
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 09:56]ـ
اللهم امين ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 08:07]ـ
من يدلني على كتاب أو رسالة للدراسة ع ن طائفة " البهرة".
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 02:15]ـ
ادخل هنا:
http://h-alali.info/h_open.php?id=6e450e7e-db46-102a-be60-0010dce2d6ae
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 02:38]ـ
جزى الله الشيخ الحبيب حامد العلى خير الجزاء ..
و بارك الله فى الناقل.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 09:12]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله وحفظ الله شيخنا حامد بن عبد الله العلي ...(/)
هل الله معنا بعلمه؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 04:53]ـ
سمعت كلاما للشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول فيه ان العلم صفة مملازمة لذات الله وان القول بان الله معنا بعلمه غير صحيح وانما الله معنا بمعلومه اي بالمعلوم؟
افيدونا جزيتم خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 05:19]ـ
: فتاوى نور على الدرب موقع العلامة ابن عثيمين رحمه الله
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التفسير
السؤال: هذا السائل من الأمارات العربية المتحدة العين يقول كيف تفسر المعية في قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم)؟
الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
معية الله تبارك وتعالى لخلقه حقيقية أضافها الله إلى نفسه في عدة آيات وهي أنواع
النوع الأول معية تقتضي النصر والتأييد مع الإحاطة مثال ذلك قول الله تبارك وتعالى لموسى وهارون (إنني معكما أسمع وأرى) وقول الله تبارك وتعالى عن نبيه محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) وصاحبه هنا هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالإجماع
ومعيةٌ أخرى تقتضي التهديد والتحذير ومثاله قوله تعالى (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا)
ومعيةٌ تقتضي العلم والإحاطة بالخلق كما في قول الله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثةٌ إلا وهو رابعهم ولا خمسة إلا وهو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وهو معهم أينما كانوا) هذه المعية الحقيقة لا تعني أن الله تعالى مع الخلق في الأرض كلا والله فإن الله سبحانه وتعالى فوق كل شئ كما قال الله تعالى (وهو القاهر فوق عباده) وقد دل الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة على علو الله تبارك وتعالى وأنه فوق كل شيء وتنوعت الأدلة من الكتاب والسنة على علو الله تبارك وتعالى واستمع قال الله تعالى (وهو العلي العظيم) قالها في أعظم آيةٍ من كتاب الله وهي آية الكرسي والعلي من العلو وقال تعالى (سبح اسم ربك الأعلى) والأعلى وصف تفضيل لا يساميه شيء وقال الله تبارك وتعالى (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) وقال تعالى (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعملون كيف نذير) والآيات في هذا كثيرة والسنة كذلك دلت على علو الله تعالى قولاً من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفعلاً وإقراراً فكان يقول صلى الله عليه وسلم ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء وكان يقول سبحان ربي الأعلى ولما خطب الناس يوم عرفة وهو أكبر اجتماعٍ للنبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه قال ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد يرفع أصبعه إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم يشير إلى الله عز وجل في السماء اشهد يعني على الناس أنهم أقروا بالبلاغ أي بتبليغ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إياهم وأتي إليه بجارية مملوكة فقال لها أين الله قالت في السماء فقال لسيدها اعتقها فإنها مؤمنة وأقرها على قولها إن الله في السماء وأما الصحابة والتابعون لهم بإحسانٍ وأئمة الهدى من بعدهم فكلهم مجمعون على علو الله تعالى وأنه فوق كل شئ لم يرد عن واحدٍ منهم حرفٌ واحد أن الله ليس في السماء أو ليس فوق عباده ولهذا يجب على المؤمن أن يعتقد بقلبه اعتقاداً لا شبهة فيه بعلو الله تعالى فوق كل شيء وأنه نفسه جل وعلا فوق كل شئ وكيف يعقل عاقل فضلاً عن مؤمن أن يكون الله تعالى مع الإنسان في كل مكان أيمكن أن يتوهم عاقل بأن الإنسان إذا كان في الحمام يكون الله معه إذا كان في المرحاض يكون الله معه إذا كان واحد من الناس في الحجرة في بيته وآخر من الناس في المسجد يكون الله هنا وهناك الله واحدٌ أم متعدد إن الإنسان الذي يقول الله في كل مكان بذاته يلزمه أحد أمرين لا ثالث لهما إما أن يعتقد أن الله متعددٌ بحسب الأمكنة وإما أن يعتقد أنه أجزاءٌ بحسب الأمكنة وحاشاه من ذلك لا هذا ولا هذا إنني أدعو كل مؤمنٍ بالله أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأن الله تبارك وتعالى في السماء لا يحصره مكان وإني أخشى من لم يعتقد ذلك أن يلقى الله تعالى وهو يعتقد أن الله في كل مكان أخشى أن يلقى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله على هذا الحال فيكون مجانباً للصواب والصراط المستقيم عباد الله لا تلفظوا بأقوال من أخطئوا من أهل العلم اقرءوا القرآن بأنفسكم واعتقدوا ما يدل عليه هل يمكن أن يقرأ قارئ (وهو العلي العظيم) (وهو القاهر فوق عباده) (سبح اسم ربك الأعلى) ثم يعتقد أنه في المكان الذي هو فيه يعني الذي الإنسان فيه لا يمكن أبداً وأما قول هؤلاء الذين أخطئوا وجانبوا الصواب وخالفوا الصراط إن المراد بذلك علو المكانة فكلا والله إن هؤلاء أنفسهم إذا دعوا الله يرفعون أيديهم إلى السماء إلى من دعوا وهل هذا إلا فطرة مفطورٌ عليها كل الخلق العجوز في خدرها تؤمن بأن الله تعالى فوق كل شئ فالفطرة إذاً دالة على علو الله تعالى نفسه فوق كل شئ العقل كذلك يدل على هذا فإنه من المعلوم أن العلو صفة كمال وأن السفول صفة نقص وأيهما أولى أن نصف رب العالمين بصفة الكمال أو بصفة النقص كل مؤمن يقول له صفة الكمال المطلق ولا يمكن أن يوصف بالنقص بأي حالٍ من الأحوال إذا علمت ذلك فقد يتراءى لك أن هذا ينافي قول الله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) فأقول لك أيها الأخ المسلم إنه لا ينافيه لأن الله سبحانه وتعالى ليس كعباده ليس كالمخلوق ليس كمثله شئ وهو السميع البصير وهو أعلى وأجل مما يتصوره الإنسان ولا يمكن أن يحيط الإنسان بالله علماً كما قال عن نفسه (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً) فهو وإن كان في السماء فوق كل شئ فهو مع العباد لكن ليس معناه أنه في أمكنتهم بل هو محيطٌ بهم علماً وقدرةً وسلطاناً وغير ذلك من معاني ربوبيته فإياك يا أخي المسلم أن تلقى الله على ضلال اقرأ قول الله تعالى (وهو القاهر فوق عباده) ثم اقرأ (وهو معكم أينما كنتم) ثم آمن بهذا وهذا واعلم أنه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فيجب على الإنسان أن يؤمن بأن الله فوق كل شئ بأن الله نفسه فوق كل شئ بأنه ليس حالاً في الأرض ولا ساكناً فيها ثم يؤمن مرةً أخرى بأنه تعالى له عرشٌ عظيم قد استوى عليه أي علا عليه علواً خاصاً غير العلو المطلق علواً خاصاً يليق به جل وعلا وقد ذكر الله استواءه على العرش في سبعة مواضع من القرآن كلها بلفظ (استوى على) واللغة العربية التي نزل بها القرآن تدل على أن (استوى على) أي علا عليه كما في قول الله تبارك وتعالى (وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكرون نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أن استواء الله على العرش استواءٌ حقيقي وهو علوه جل وعلا على عرشه لم يرد عن أحدٍ منهم تفسيرٌ ينافي هذا المعنى أبداً وهنا أعطيك قاعدة وهو أنه وهي أنه إذا جاء في الكتاب والسنة لفظٌ يدل على معنى ولم يرد عن الصحابة خلافه فهذا إجماعٌ منهم على أن المراد به ظاهره وإلا لفسروه بخلاف ظاهره ونقل عنهم ذلك وهذه قاعدةٌ مفيدة في تحقيق الإجماع في مثل هذه الأمور وأما من فسر (استوى على العرش) بأنه استولى عليه فتفسيره خطاٌ ظاهر وغلطٌ واضح فإن الله استولى على العرش وغيره فكيف نقول إنه استوى على العرش خاصة يعني استولى عليه ثم إن الآيات الكريمة تأبى ذلك أشد الإباء اقرأ قول الله تعالى (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) فلو فسرت استوى بمعنى استولى لكان العرش قبل ذلك ليس ملكاً لله بل هو ملكٌ لغيره وهل هذا معقول هل يمكن أن يتفوه بهذا عاقل فضلاً عن مؤمن أن العرش كان مملوكاً لغير الله أولاً ثم كان لله ثانياً ألا فليتقي الله هؤلاء المحرفون للكلم عن مواضعه وأن يقولوا عن ربهم كما قال ربهم عن نفسه جل وعلا فهم والله ليسوا أعلم بالله من نفسه وليسوا أعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يرد عنه أنه فسر هذا اللفظ بما فسر به هؤلاء وليسوا أعلم بالله وصفاته من صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يرد عنهم أنهم فسروا الاستواء بالاستيلاء على العرش ألا فليتقي الله امرؤ ولا يخرج عن سبيل المؤمنين بعد ما تبين له الهدى فإنه على خطرٍ عظيم إن العلماء الذين سبقوا وأتوا من بعد الصحابة والتابعين لهم بإحسان وفسروا الاستواء بالاستيلاء نرجو الله تبارك وتعالى أن يعفو عن مجتهدهم وأن يتجاوز عنهم وليس علينا أن نتبعهم بل ولا لنا أن نتبعهم فيما أخطئوا به ونسأل الله لهم العفو عما أخطأوا به بعد بذل الاجتهاد ونرجو الله أن يوفقنا للصواب وإن خالفناهم ولا يغرنك أيها الأخ المسلم ما تتوهمه من كثرة القائلين بهذا أي بأن استوى بمعنى استولى فإنهم لا يمثلون شيئاً بالنسبة للإجماع السابق فالصحابة كلهم مجمعون على أن (استوى على العرش) أي علا عليه لم يرد عن واحدٍ منهم حرفٌ واحد أنه استولى عليه فهم مجمعون على هذا وكذلك الأئمة من بعدهم أئمة المسلمين وزعمائهم كالإمام أحمد وغيره إن بينك وبين الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أزمنة وعلماء لا يحصيهم إلا الله عز وجل فعليك بمذهب من سلف ودع عنك من خلف فالخير كل الخير فيمن سلف وليس فيمن خلف أيها الأخ المسلم المستمع إنني لم أطل عليك في هذين الأمرين علو الله عز وجل واستوائه على عرشه والأمر الثالث معيته لخلقه إلا لأن الأمر خطير ولأنه قد ظلت فيه أفهام وزلت فيه أقدام فعليك بمذهب من سلف ودع عنك من أخطأ ممن خلف أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للصواب وأن يتوفانا على العقيدة السليمة الخالصة من كل شوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 04:55]ـ
فضلا استمع الى هذه المادة كاملة ووضح لي ماقاله فيها الشيخ ابن عثيمين بشان صفة العلم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=43763
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 05:03]ـ
وتحديدا عند الدقبقة 13 و33 ثانية(/)
عاجل الآن" أسبوع توعوي في أمريكا يدعى بالفاشية الإسلامية ((سبحان الله أين الألوكة منه)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 09:06]ـ
أسبوع مقاومة الفاشية الإسلامية:
أعلن مركز (دافيد هورويتز للحرية) عن مشروع إقامة أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية ( Islamo-Fascism Awareness Week) والدعوة إلى هذا المشروع كون ذلك واجهة لاستخدام الجامعات من أجل ترسيخ فكرة الهجوم على الإسلام لدى الرأي العام الأمريكي.
يؤكد مدير المركز ـ وهو الإعلامي الأمريكي (دافيد هورويتز) والمعروف بعدائه الشديد للإسلام ـ أن المشروع يهدف إلى (مقاومة التعتيم الذي يحدث في أمريكا، ومن يمارسونه بشكل رئيس من تيار اليسار التقدمي، ومقاومة أي شخص يصف الربط بين التطرف الإسلامي وبين الحملات الإرهابية التي تشن ضد أمريكا وأوروبا والدولة الصهيونية، وضد المسلمين غير المتطرفين في دارفور، بأنها «خوف من الإسلام» أو «إسلاموفوبيا». إن هذا هو الأسلوب الذي يستخدمه العدو من أجل شلِّ دفاعات ضحاياه. إن معقل قوة تيار اليسار هو المؤسسات الجامعية، والتي يتم من خلال الفصول الدراسية بها حرب نفسية مضادة للشعب الأمريكي، وللديمقراطية والعَلْمانية ومجتمع التسامح .. لقد حان الوقت لأن يقوم الأمريكيون بحشد دفاعاتهم وردِّهم على هذه الأكاذيب التي تهدف إلى شلِّ قدرتهم على القتال. إن أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية هو بداية الرد والخط الأول للدفاع) [2].
كما يحدد (هورويتز) عناصر التوعية التي سيهتم المشروع بتغطيتها في الجوانب التالية:
1 ـ شرح مَنْ هو العدو الحقيقي.
2 ـ مواجهة أكاذيب اليسار فيما يتعلق بالإسلام.
3 ـ الاعتراض على اضطهاد المرأة في الإسلام.
4 ـ دعم من يحاربون اليسار في الجامعات، ومواجهة من يعترضون على السياسات الأمريكية الحالية داخل أروقة المجتمع الأكاديمي.
5 ـ الدعوة إلى إقرار مناهج جامعية أخرى تسلِّح أمريكا ضد الجهاد الإسلامي [3].وقد أرفق (دافيد هورويتز) في مقاله التعريفي عن أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية صورةً لامرأة مسلمة يجري دفنها وهي حية في التراب من أجل رجمها لثبوت تهمة الزنى، ويقدم هذه الصورة شعاراً للأسبوع، ومحاولة للتأكيد على أن ربط الفاشية بعموم المسلمين ودولهم وليس فقط بتيار معين داخل الصف المسلم.
أما برنامج أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية فقد تمَّ الإعلان عن مشاركة أكثر من 150 جامعة حتى الآن، وأن الهدف هو الوصول إلى مشاركة 200 جامعة ومؤسسة أكاديمية. تتضمن القائمة أشهر الجامعات الأمريكية؛ كجامعة ييل وهارفارد وستانفورد وبيركلي، وغيرها من كبرى المؤسسات الأكاديمية الأمريكية.
أما الأنشطة التي سيتضمنها هذا الأسبوع، فقد أُعلن عنها، وتم دعوة الطلاب في الجامعات المشاركة في هذا الأسبوع إلى تنظيمها، ودعوة الآخرين إليها. ومن أهم تلك الأنشطة المعلن عنها:
ـ متحدثون عن (الفاشية الإسلامية): أُعلن عن دعوة عدد من القيادات الفكرية المعروفة بالغلو والتطرف داخل تيار المحافظين الجدد للمشاركة بإلقاء كلمات في هذا الأسبوع، وكذلك دعوة عدد من المرتدين عن الإسلام، والمعروفين بحدّة الهجوم عليه. ومن المتحدثين الذين تم الإعلان عنهم: الكاتب والمؤلف روبرت سبنسر، والإعلامي جريج دافيز، والمحرر دافيد هورويتز، والسيناتور السابق ريك سانتورم، والكاتبة آن كولتر، والباحث الأكاديمي دانيال بايبس، والإعلامي التلفزيوني شون هانيتي، والمفكر مايكل ليدن، والمسلمة المرتدة نوني درويش، وكذلك وفاء سلطان. وقد أُرفق بذلك جدول بالمواعيد المحددة لبعض هذه المشاركات المعلن عنها.
ـ ندوات وحلقات نقاشية: ينصح المنظمون أن يقوم الطلاب بالتركيز على عقد ندوات للحديث عن موضوعات محددة، من بينها: (من هم أعداؤنا؟) و (اضطهاد الإسلام للمرأة)، وأن يتم التركيز على ربط النقاش في تلك الندوات بمفهوم الفاشية الإسلامية. يوصي المنظمون بدعوة التيارات المخالفة داخل الجامعة إلى هذه الندوات من أجل إسماعهم وجهة النظر الخاصة بالمنظمين، وكذلك من أجل (إخراس النقاد الذين يتهمونكم بعدم الاهتمام بوجود نقاش حي وفاعل حول هذه الموضوعات الشائكة) [4]ـ كما يقول المنظمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يؤكد المنظمون أهمية طلب الدعم المالي من الجامعات ومن اتحادات الطلاب، حتى وإن توقّع المنظمون رفض هذه الهيئات دعم أنشطة الأسبوع؛ من أجل (إثبات نفاق جامعتك في ادِّعاء الالتزام بالتنوع الفكري والحرية الأكاديمية). إنها محاولة ماكرة لإحراج الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الأمريكية من أجل تشجيع الأسبوع أو دعمه، أو على الأقل عدم مواجهته.
ـ عرض أفلام عن الإسلام: تم اختيار مجموعة من أسوأ الأفلام التي ترعب المشاهدين من الإسلام، وتصويره على أنه الخطر القادم، وقام المنظمون بتوفير نسخ من هذه الأفلام لكي ترسل إلى الجامعات المشاركة في الأسبوع، مع توصية المنظمين المحليين بدعوة أكبر عدد ممكن من الحضور لمشاهدة هذه الأفلام، وكذلك دعوة بعض الإعلاميين المحليين لتقديم هذه الأفلام، والنقاش حول مضمونها بعد انتهاء العرض. ويوصي المنظمون بالتعاون مع المنظمات اليهودية في الجامعات؛ لضمان التعريف الأمثل بالأفلام، ولحشد الجهود من أجل زيادة الحضور لهذه الأفلام.
وفيما يلي تعريف بأهمِّ الأفلام التي ستعرض في ذلك الأسبوع، ونص التعريف هنا منقول عن المنظمين لأسبوع التوعية ضد الفاشية الإسلامية، وحرصنا على الحفاظ على ترجمة العبارات كما وردت في التعريف، ولا يعني ذلك موافقتنا على ما ورد فيها.
يذكر المنظمون أن الأفلام المقترحة هي:
ـ قتلة انتحاريون Suicide Killers: ( فيلم لمخرج فرنسي يصور انتحاريين مسلمين وهم في طريقهم لأداء عمليات ضد «إسرائيل». يتحدث المخرج مع الإرهابيين وأُسرهم في المناطق الفلسطينية، ويزور معسكرات التدريب، ويتحدث مع انتحاريين فشلوا في تنفيذ عملياتهم من داخل السجون الصهيونية ... إنه فيلم لا بد من مشاهدته لمن يريدون معرفة مصادر الإرهاب الإسلامي: إنها المجتمعات الإسلامية نفسها).
ـ الإسلام: ما يحتاج الغرب إلى معرفته Islam: What the West Needs to Know: ( قام كل قيادي غربي تقريباً في السنوات العديدة الماضية بالإعراب عن رأيه أن الإسلام دين السلام، وأن من يقومون بالعنف باسم الإسلام هم من الغلاة الذين يسيئون فهم تعاليم الإسلام. هذا الادِّعاء ـ رغم أنه منتشر انتشاراً واسعاً ـ نادراً ما يتم دراسة صدقه بجدّية .. هذا الفيلم يشرح من خلال نصوص الإسلام نفسه، وعبر الحوارات والرسوم الإسلامية والخرائط طبيعةَ العقيدة التوسعية والعنيفة لما يسمى بـ «دين السلام» والذي يهدف إلى تدمير أو إخضاع الأديان والثقافات والحكومات الأخرى).
ـ الطريق إلى 11 - 9 11/ 9 The Path to: ( وهو فيلم مثير للخلاف أنتجته محطة «إي بي سي ABC» ولكن لم يعرض بسبب ضغط من بيل كلينتون وأنصاره [!] الفيلم يدور حول الأحداث التي مهدت لحدوث تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر على شكل حلقات مسلسلة .. ورغم أن تلك الحلقات قد لا تذاع أبداً .. فإننا قد حصلنا على نسخة كاملة غير منقوصة معدَّة للمشاهدة أو للبث).
ـ هوس Obsession: ( وهو عبارة عن فيلم وثائقي يستخدم لقطات مما ينشر في التلفزيون العربي لتكون صورة «داخلية» عما يعلِّمه الإرهاب الإسلامي الكريه للناس في الشرق الأوسط، وتشجيعهم على الجهاد العالمي، وهدفهم في السيطرة على العالم .. يقدم الفيلم حوارات مع دانيال بايبس وستيف إيمرسون وألان ديرشويتز وإرهابي سابق من منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك أحد قيادات الشباب في عهد هتلر).
ـ الاعتصام الجامعي: ينصح المنظمون الطلاب بالاعتصام من أجل الاعتراض على سكوت أقسام الدراسات النسوية ومراكز المرأة في الجامعات الأمريكية عن المعاملة غير الإنسانية والعنيفة التي تعاني منها المرأة في العالم الإسلامي. ويقترح أن تكون هذه الاعتصامات في مكاتب هذه الأقسام، وأن تكون مقدمة للتعريف بعرض فيلم أو عقد ندوة لنقاش الموضوع نفسه، وأن تكون كذلك وسيلة للتعريف ببقية أنشطة برنامج الأسبوع. وسيقوم المنظمون بتزويد الطلاب بمطويات تؤكد وتوضح المعاملة البشعة للمرأة في المجتمعات المسلمة، ونماذج لشعارات الاعتصام، وإعلانات يمكن استخدامها للتعريف بالتظاهرة، ونموذج لبيان صحفي يمكن أن يرسل للصحف بهذه المناسبة.
ـ التوقيع على بيان: خطط المنظمون للإعلان عن بيان ينشر بمناسبة الأسبوع، ويطلب من جمهور الطلاب التوقيع عليه لإدانة الإسلام، وتكوين رأي عام مضاد له.
(يُتْبَعُ)
(/)
يؤكد المنظمون أن البيان سيطلب من الطلاب والأساتذة إدانة (الفاشية الإسلامية والعنف ضد المرأة والشواذ والنصارى واليهود وعموم غير المسلمين). أي: أن الإسلام هو دين عنف ضد غير المسلمين كلهم، كما يشير البيان.
ويوضح المنظمون أهمية استخدام (تكتيك البيان) على حد قولهم؛ لأن له عدداً من المزايا، منها: أولاً: أنه سهل وغير مكلّف ووسيلة مميزة في لفت الانتباه للموضوعات المطروحة. ثانياً: أن طلب التوقيع على البيان يمكن أن يستخدم وسيلة للدعاية للأنشطة الأخرى كعرض الأفلام أو الندوات (عندما تطلب من الطلبة التوقيع على البيان، قدِّم لهم مطوية ببرامج الأسبوع). ولعل الأهم من كل ذلك أن البيان سيجبر الطلاب والأساتذة على الإعلان عن انتماءاتهم) إما أنهم يحاربون أعداءنا من الإرهابيين، أو أنهم فاشلون في اتخاذ موقف لإيقاف أعدائنا؛ لهذا السبب فإننا نشجعك على أن تبذل جهداً خاصاً لكي تصل بالبيان إلى هذه المجموعات المتوقع ألا ترحب بالتوقيع عليه، من مثل: الإداريين في الجامعة، وقيادات اتحادات الطلبة، وأعضاء جمعيات الطلاب المسلمين). إن قراءة الفقرة السابقة تثير الكثير من علامات الاستفهام حول الغرض الحقيقي من هذا المشروع. إن الدهاء الذي يتم به إعداد هذا الأسبوع، وتوجيه الطلاب إلى المشاركة فيه بطرق محددة يثير الاندهاش كيف أصبحت المجاهرة بعداء الإسلام، وتكوين الرأي العام المضاد له في الولايات المتحدة الأمريكية. إنها محاولة واضحة لإجبار الجامعات على إعلان العداء للإسلام.
ـ حفل تأبين: ولكي تكتمل صورة الربط بين الإسلام وبين الإرهاب والفاشية، ينصح المنظمون أن يعقد في كل جامعة حفل لتذكُّر ضحايا الإرهاب الإسلامي! ويركز المنظمون على أهمية تذكُّر (ضحايا تفجيرات سبتمبر، وبرج التجارة العالمي في عام 1993م، والهجوم على المدمِّرة الأمريكية «كول»، وأبراج الخبر، والسفارات الأمريكية في إفريقيا، والبنتاجون، والأحداث الأخرى). ويؤكد المنظمون أنهم سيزودون الطلاب بمطويات حول تلك الأحداث ودور الإرهاب الإسلامي في كل منها، مع نموذج لبيان صحفي لإدانة ذلك يمكن أن يوزَّع على الصحف المحلية وصحف الجامعة.
م. البيان باختصار
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 09:18]ـ
الموقف من أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية!!
إن ما سبق من توضيح لهذا البرنامج الموسع للهجوم على الإسلام، وتكوين رأي عام مضاد له في أروقة الجامعات، أي: بين الأجيال القادمة من شباب أمريكا؛ يؤكد أهمية التصدِّي لهذا الهجوم، ومواجهة هذه الأفكار المخطط لها بعناية من خلال ردٍّ إسلامي فكري وإعلامي مناسب. لن يكون كافياً أن نتعرف فقط على أبعاد هذا المخطط، ولكن الأهم أن نختار الأسلوب الأنسب للتعامل معه.
ونوصي هنا بعدد من الأفكار الأولية التي يجب مناقشتها بين قادة الفكر والرأي في الأمة، وصياغة الردِّ المناسب على هذا الأسبوع. ومن هذه الأفكار:
ـ دعم الجالية المسلمة في أمريكا: تُعدّ الجالية المسلمة في الولايات المتحدة خطَّ الدفاع الأول، ويجب توعيتها بمخاطر هذا الأسبوع، وأهمية التصدِّي له بمشروع موازٍ للتعريف بالإسلام، وكذلك السعي لعدم إنجاح هذا الأسبوع ضمن الأُطر القانونية المسموح بها في الجامعات والمجتمع الأمريكي، ويمكن دعوة مؤسسات الجالية المسلمة في أمريكا لتبنِّي مواجهة هذا المشروع.
ـ التعريف العربي والدولي بتوجُّه الجهات القائمة على الأسبوع: من المهم تكوين جبهة إعلامية وفكرية مضادة لهذا المشروع من خلال تعريف قادة الفكر والرأي في العالم الإسلامي بطبيعة الجهة المنظمة لهذا الأسبوع، وارتباطاتها المشبوهة مع الكيان الصهيوني، وتيار التطرف اليميني الأمريكي المتصهين.
ـ دعوة الدول العربية والإسلامية إلى الاعتراض: نوصي بتبنِّي بعض الجهات الإسلامية الدولية ـ كمنظمة المؤتمر الإسلامي، أو رابطة علماء المسلمين، أو غيرها من الجهات ـ دعوةَ الدول العربية والإسلامية إلى الاعتراض على مثل هذه الأنشطة المشبوهة التي تسهم في تشجيع الصدام والمواجهة، وهو ما تدَّعي الحكومة الأمريكية أنها تسعى لتجنّبه مع العالم الإسلامي. إن تشجيع الاعتراض الشعبي العام على هذه الهجمة ضروري لتكوين رأي عام مضاد لها. ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الدعوة إلى مشروع دولي لحماية الإسلام: إن المرحلة الحالية تقتضي قيام (جبهة عالمية إسلامية لحماية الإسلام) من حملات التشويه والافتراء التي تمارس ضده في الغرب. ويمكن أن تكون هذه الأزمة القادمة بمثابة الشرارة التي تتّقد منها جذوة هذه الجبهة التي يمكن أن يشارك في تكوينها كل من لا يقبل بإهانة الدين الإسلامي، أو يرغب في الدفاع عنه ضمن الأطر الشرعية المحددة لذلك. ومن المهم أن يكون لمثل هذه الجبهة التمويل الكافي، والقدرة الفعلية على تنظيم البرامج الفكرية والإعلامية والثقافية التي تتصدى لأي محاولة للهجوم على الإسلام من قِبَل أعداء الدين. لقد آنَ الأوان لقيام مثل هذه الجبهة ـ كما نحسب.
ـ الردُّ على الشبهات: إن أعداء الأمة في الغرب يثيرون الشبهات نفسها حول الإسلام مراراً وتكراراً، ولم يتمكن قادة الفكر والرأي في العالم الإسلامي من إيجاد مكتبة غربية متخصصة في الردِّ على تلك الشبهات بالمنطق المقنع للغرب، والكافي لدحض هذه الشبهات عند العامة في المجتمعات الغربية. إن الأمة الإسلامية في حاجة ماسّة في هذه المرحلة إلى توجيه العناية اللازمة للنشر باللغة الإنجليزية، وبأسلوب مقنع وجذاب للإنسان الغربي، وتقديم رؤية منصفة وعادلة للإسلام في مواجهة الحملة الظالمة عليه.
ـ الاعتراض لدى السفارات الأمريكية في العالم العربي: قد يكون من المناسب القيام بحملة إعلامية من أجل مراسلة السفارات الأمريكية في كل دول العالم الإسلامي والاتصال بها من أجل تسجيل الموقف الإسلامي الرافض أن تستخدم الجامعات الأمريكية لتكوين رأي عام مضاد للمسلمين، وهو عكس ما تدعي الإدارة الأمريكية الحالية القيام به من تشجيع الاحترام المتبادل بين العالم الإسلامي وبين الغرب.
إن كل الخطوات السابقة لن توقف موجة الحقد والكراهية الموجهة للإسلام، ولكنها بالتأكيد ستساهم في الحدِّ من التأثير السلبي لها.
إن المعركة بين الحق والباطل ماضية ما بقي الليل والنهار، ودورنا في هذه المرحلة هو مقاومة من يريدون للعالم كراهية الإسلام، ولا يجب أن نسمح لهم أن يقوموا بذلك تحت شعارات زائفة لا يلتزم بها حتى من استنَّها في الغرب، ودعا العالم إلى الالتزام بها من دعاوى حريات الرأي والتعبير والدفاع عن حقوق الإنسان. إننا قد لا نستطيع أن نمنع هؤلاء من الهجوم على الإسلام، ولكننا نستطيع أن ننصر أنفسنا وأمتنا عندما نتصدى لهم بكل ما أُوتينا من قوة.
إن الانتصار المطلوب هنا هو انتصارنا نحن؛ ونجاتنا نحن بدفاعنا عن الإسلام ونصرتنا لدين الله. أما الإسلام فلا غالب له، وقد وعد الله ـ تعالى ـ ووعده الحق، بحفظه من كل كيد ومن كل تشويه.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 10:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 10:36]ـ
نرجو التفاعل مع هذا الخطر الداهم(/)
نصيحة ذهبية / إذا رأيت المتكلم المبتدع يقول دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد ...
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 01:41]ـ
وفي سير أعلام النبلاء، للإمام الحافظ الذهبي رحمه الله:
" وَإِذَا رَأَيْتَ المُتَكَلِّمَ المُبْتَدِعَ يَقُوْلُ: دَعْنَا مِنَ الكِتَابِ وَالأَحَادِيْثِ الآحَادِ وَهَاتِ العَقْلَ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ أَبُو جَهْلٍ، وَإِذَا رَأَيْتَ السَّالِكَ التَّوْحِيْدِيَّ يَقُوْلُ: دَعْنَا مِنَ النَّقْلِ وَمِنَ العَقْلِ وَهَاتِ الذَّوْقَ وَالوَجْدَ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ إِبْلِيْسُ قَدْ ظَهَرَ بِصُوْرَةِ بَشَرٍ، أَوْ قَدْ حَلَّ فِيْهِ، فَإِنْ جَبُنْتَ مِنْهُ، فَاهْرُبْ، وَإِلاَّ فَاصْرَعْهُ، وَابْرُكْ عَلَى صَدْرِهِ، وَاقْرَأْ عَلَيْهِ آيَةَ الكُرْسِيِّ، وَاخْنُقْهُ "
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 09:38]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أسامة على هذه الفائدة، وحفظنا الله وإياك من شر البدع.
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 08:54]ـ
شكرا لك أخ أسامة،وشد على الزيادة رعاك الله
ـ[الليث بن سعد]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 09:27]ـ
جزاك الله خيرا
تعليقا على كلام الامام الذهبى (ابتسامه)
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 05:12]ـ
لما قرأت هذا المقطع على الشيخ البراك حفظه الله ضحك كثيرا وضحك المجلس
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 06:35]ـ
بارك الله فيك ونفع بك(/)
لا تفعليها يا خطوط البلاد الجوية، فهي خطوة تسيء إلى البلاد السعودية؟؟
ـ[علي التمني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 01:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل أحد - وكل جهة أيضا - يتخذ من القرارات ما يحقق مصالحه ومصالح المحيط الذي يحيط به، وهذا هو عين المسؤولية والعقل - وفي شرعنا المطهر " لا ضرر ولا ضرار "، وهذا الأمر - أعني اتخاذ القرارات المحققة للمصلحة والخير - هو ما درجت عليه البشرية في وضعها العاقل الفاهم المدرك، والمسلمون أحرص الناس على امتثال هذه القاعدة والتمسك بها، والمسلمون خير من عمل بها على مر العصور، ولكن يبدو أن هنالك أطرافا في البلاد السعودية تريد عكس هذه القاعدة، فتسعى بكل أو تيت لاتخاذ القرارات الهدامة المفسدة لها وللميحط الذي تعيش فيه وتعمل له، ويبدو أن الخطوط الجوية العربية السعودية تريد اقتحام هذا الامر الجلل، وهو اتخاذ ما يسيء إلى تاريخها ورسالتها وواقعها وموقعها، وما يسيء إلى البلاد السعودية قاطبة وذلك بتوجهها لتوظيف نساء في مطارات البلاد السعودية وفي مكاتبها مجاراة للفساد وأهله في الداخل والخارج، وفي تطويح بالمسؤولية وتطويح بمصالح هذه البلاد التي عصمها الله بالبعد عن أسباب الفتن، وأقول للإخوة في الخطوط السعودية:
1 - أنتم مسلمون ومن نبت هذه الأرض الطيبة، فكيف يهون عليكم أن تتخذوا ما يغضب الله ويخالف شرعه المطهر، وأنتم تعلمون أنكم غدا ستقفون بين يدي الله بهذه السنة السيئة الخطيرة فيما لو اتخذتموها؟.
2 - هذه البلاد قامت على شريعة الله، وبالتالي فإنه من الوفاء لهذه الدولة ولهذا الكيان عدم مخالفة دستورها وفتح الباب للاجتراء على سياساتها وأسسها وثوابتها، فإن فتح هذا الباب شر عظيم.
3 - بلاد الحرمين: السعودية منهجها الشريعة الإسلامية، وفي المادة السابعة من نظام الحكم الأساسي للسعودية:
(المادة السابعة:
يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنه رسوله وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة).
وبالتالي فلا يجوز شرعا ونظاما توظيف النساء فيما يخالف شريعة الله ومن ذلك توظيفهن مع الرجال تحت إدارة مباشرة من الرجال وفي نظاق رجالي حتى لو قيل إنهن في غرف مستقلة، فلا عبرة بذلك، وإنما بكون العمل مع رجال وتحت إدارة رجال وضمن منظومة عمل رجالي موحدة، وهذا بلا ريب اختلاط عمل يقتضي الزمالة والتعارف الذي تقتضيه طبيعة العمل المشترك والاحتكاك بالرؤساء الذي يخالف ما نصت عليه الآيات والأحاديث من تجنب فتن النساء، ومن عدم مخالطتهن الرجال في الأعمال وما في حكمها، حيث العمل الواحد والدوام الواحد لسبع أو ثماني ساعات يويما يقتضي التعارف وكسر الحواجز الشرعية المعنوية والمادية بين الرجاتل والنساء، وهو باب للفتن كبر وخطير.
4 - اختلاط العمل نازلة في حياة المسلمين لم يعرفه المسلمون إلا مع الاستعمار الذي حل في بعض البلاد ففرض عليها ثقافته الإباحية المنافية للإسلام.
5 - لقد حمى الله هذه البلاد من الاستعمار الغربي غير المسلم وحماها من نتائجه وآثاره، أفيأتي من ينتسب لهذه البلاد فيبدل نعمة الله ظلما لهذه البلاد باستيراد أمراض الغرب وعاهاته لتدمير هذا المجتمع وإفساده؟.
6 - هذه البلاد حفظها الله بحفظ شرعه وحفظ نسائه من التبذل والفساد والإفساد، وهذا مشاهد محسوس والغرب والشرق يحسدان هذه البلاد على ما هي فيه من المأن والرخاء والاستقرار والعفة، فكيف يجوز الضيق بنعم الله على هذه البلاد؟ وكيف يجوز التخلي عن أسباب قوة هذه البلاد وأسباب نصر الله لها وحفظها من الشرور والفتن التي نراها عن أيماننا وشمائلنا؟.
لذا نرجو من الخطوط السعودية ومن كافة السعوديين حكومة وشعبا منع هذه الخطوة - خطوة توظيف النساء في المطارات أو المكاتب الأخرى للخطوط الجوية العربية السعودية المتوقعة لا سمح الله - وإلى الأبد إن شاء الله، وعدم الاستهانة بشرع الله ثم بفتاوى العلماء، وكذا بأوامر خادم الحرمين الشريفين قائد هذه البلاد والحارس الأول للشريعة ولنظام هذه البلاد التي تمنع كل صور الاختلاط في هذه البلاد في جميع المواقع والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية " يرجع للأمر السامي الموجه من الملك إلى كافة قطاعات الشعب السعودي والذي يمنع كل صور الاختلاط لأنه محرم وهو برقم 11651 في 16/ 5/1403".
علي التمني
أبها / الأحد 16/ 10/1428
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:58]ـ
أين الخبر أو القرار؟
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 10:03]ـ
نسأل الله السلامة من الفتن
ونشكر للشيخ علي التمني غيرته وجعلها في ميزان حسناته
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 01:01]ـ
جزاكم الله خير
ـ[علي التمني]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 10:39]ـ
يرفع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسروحي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 10:24]ـ
اللهم أعز الإسلام والمسلمين واخذل أعداء الدين الظاهرين منهم وغير الظاهرين
أنا باعتقادي أن هذه الظاهرة متوقعة والقادم أعظم في ضل هذا الإنفتاح الرهيب الذي نعيشه في زماننا هذا مع كثرة الفتن التي يتلقفها مجتمعنا عبر وسائل عديدة منها القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية والبعثات التغريبية .... الخ
الى جانب كثرة المنافقين المندسين في صفوفنا والذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألستنا وأيضاً يوجد من قومنا من هم سماعون لهم
وفينا من يدافع ويخاصم عن هؤلاء المنافقين
فكيف يكون الحال اذا وجدت هذه الإسباب في مجتمع قليل الثقافة والعلم فارغ القلب تافه الإهتمامات الا مارحم ربي
مع وجود علماء غالبهم بعيد عن الواقع بل بعضهم يحارب الإطلاع على واقعه
فأقول لإخواني انزلوا من ابراجكم العاجية وانظرو الى مجتمعكم نظرة واقعية عندها لن تفاجئوا بما حصل وما سوف يحصل
نسأل الله السلامة والعافية. وأنا متفائل ولله الحمد بنصرة الإسلام وظهوره وانتصاره في جميع أقطار العالم الإسلامي حتى وان تراجع
في قطر معين كنا نتمنى أن يكون هذا هو القطر المثالي والمجتمع المحافظ لكن لكل شيء سبباً والنضرة الشمولية للعالم الإسلامي هي التي تجعل المسلم يتفائل والعبرة بالتقوى والإيمان وليست بالأعراق والأنساب ولينصرن الله من ينصره
ـ[الآجري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 10:50]ـ
الأخ الذي يسأل عن الخبر والقرار:
لست بحاجة للسؤال، فما هو واقع من صنعة المضيفات كافٍ لإنكار المنكر والتحذير منه، ولا أظن هذا المنكر قوبل بما يستحقه من اهتمام وإنكار، من الزبائن خصوصاً!
ـ[علي التمني]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 02:24]ـ
بسم الله
جريمة الاختلاط هي أخطر وأقوى ورقة بأيدي العلمانيين الليبراليين في البلاد السعودية فإن نجحوا في تمرير هذه الورقة عبر المؤسسات الخاصة اليوم - وهذا ما يجري الآن وهي جريمة بكل المقاييس الشرعية - فإنهم سيمررونها غدا عير المؤسسات الرسمية العامة،، وعندها لن يجد مسلم مكانا تدرس فيه ابنته أو تعمل دون أن تكون مع الرجال وتحت رئاسة الرجال؟؟؟؟؟؟؟
فهل نظل غارقين في نومنا المعتوه؟؟؟؟؟؟؟؟
في 8/ 1/1430
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 02:35]ـ
"] عندما نتولى و ندخل اليهود و النصارى لبلادنا فلا عجب
يا ليتهم اخرجوهم و تتحرروا من الموالاة
و وظفوا النساء في المطارات
[/ B](/)
الآن لقاء مع الدكتور محمد ظافر الشهري
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 01:30]ـ
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=14842
ـ[لامية العرب]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 11:00]ـ
ماشاء الله أديب براق لامع
شكر الله الأديبين الرائعين (العفنان والشهري)
وبارك في عطائهما(/)
خسائر سان ديغو بكاليفورنيا حتى الآن تجاوزت 1 بليون دولار والحرائق أتت على 1500 منزل
ـ[عيووووون]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 03:14]ـ
ومازالت آيات الله في حرائق الأمريكان تتوالى ليعتبر بها أولو الأبصار
وليتذكر من تذكر وليصغ إلى النذير
والعجب كل العجب حين ينسى الإنسان ضعفه ويضل طريق خالقه
ويتمادى في الكبرياء والصلف ثم يقف عاجزا أمام حريق غابة أو سحابة صيف
بل هي (ريح فيها عذاب أليم)
أتت هذه الرياح والحرائق على أكثر من 1500 منزل حتى الآن
وفي تقدير أولى أن مقاطعة سان ديجو - إحدى مقاطعات ولاية كاليفورنيا الستة - تكبدت خسائر مادية قريبا من نحو 1 بليون دولار
(نشر ذلك موقع seattletimes.nwsource.com )
النار توجهت أيضا إلى قواعدهم العسكرية
ومخاوف شديدة ومحاذير (اللهم أشعلها عليهم)
CNN- وأجلت السلطات قرابة 350 ألف عائلة، ما يعني قرابة 950 ألف شخص، من "سان دييغو" وحدها، حيث تشتعل أكبر تلك الحرائق وأكثرها حدة، من بينهم أكثر من 4 آلاف من العسكريين في عدة قواعد عسكرية بالمنطقة.
وأشارت مصادر عسكرية مسؤولة إلى اشتعال الحرائق في قاعدتين عسكريتين الثلاثاء.
والآن اتجهت الحرائق إلى مدين ماليبو وهي المدينة التي تضم منازل أشهر نجوم السينما والأثرياء على بعد 30 كلم غرب لوس أنجلوس- اندلع حريق كبير وكان يهدد حوالي 400 منزل فخم بعدما أتى على سبعة مبان، وتعد ماليبو المعروفة بشواطئها ومنازلها الفخمة المطلة على البحر من بين أغلى مناطق الولايات المتحدة.
وشملت مقاطعة سان برناردينو، حيث أحرقت مئات المنازل في المجتمعات الجبليه اللجوء بالقرب من بحيره النصل
وتم إجلاء ما يزيد عن مليون شخص من مساكنهم
يشار أن حريقي "باكويد" و"ماجيك" إلى الشمال من سان فرناندو اجتاحا ما مساحته 40 ألف فدان، وأنه تم احتوائهما بحلول الأربعاء، وأسفر الحريق الأول عن تدمير 21 منزلاً وإلحاق أضرار بـ15 منزلاً آخر، وإصابة أربعة أشخاص بجروح، منهم ثلاثة من المدنيين ورجل إطفاء.
ورجال الإطفاء يشتكون من قلة الطائرات حيث تعمل حوالي 90 طائرة على المساعدة في الإطفاء
كل هذا لم يغن عنهم من الله شيئا
كثير من هذه الطائرات لا تتمكن من الطيران بسبب الريح الشديدة التي بلغت 100 ميل/الساعة
يقول وزير الأمن الداخلي الأمريكي، مايكل شيرتوف، إثر جولة تفقدية في المنطقة: "ما زلنا نواجه بعضاً من أخطر الحرائق، الأحوال الجوية جعلت من المساعدات الجوية في إطفاء الحرائق أمراً صعباً للغاية."
دبت الفوضى في أمريكا وسقطت القبعة من فوق رأس الكاوبوي
وسقط معها القناع الزائف
سبحان المعز المذل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 04:29]ـ
تحذير من تلوث الهواء بسبب حرائق كاليفورنيا
الظروف المناخية الباردة ساعدت في احتواء الحرائق الا انها لم تساعد في تنقية الهواء من التلوث
أدت الحرائق الضخمة التي تجتاح ولاية كاليفورنيا الامريكية منذ الاحد الماضي الى ارتفاع مستويات تلوث الهواء في عدد من مقاطعات الولاية بدرجة يخشى معها على صحة السكان.
واطلقت وكالة حماية البيئة في كاليفورنيا تحذيرا حول تدني نوعية الهواء بشكل خطير، وحثت السكان في خمس مقاطعات بالولاية بالبقاء داخل منازلهم بسبب ارتفع مستويات تلوث الهواء الى ثلاثة اضعاف المستوى الطبيعي.
والمقاطعات الخمس هي: سان دياجو، واورنج، ولوس انجلوس، وسان بيرنادينو، وريفيرسايد.
وعلى الرغم من ان التحذير شمل كل السكان الا ان مسؤولي البيئة شددوا على ان اكثر الفئات تعرضا لمخاطر التلوث هم كبار السن والاطفال ومرضى القلب والامراض التنفسية.
ونصح مسؤولو البيئة تلك الفئات بضرورة عدم مغادرة منازلهم الا للضرورة.
وقد ادت الحرائق الضخمة التي اجتاحت كاليفورنيا الى تلوث الهواء بمقادير ضخمة من الغازات مساوية لما تبثه 440 الف سيارة خلال عام، وذلك طبقا لما ذكرته باتريشيا راي الناطقة باسم مجلس المواد الجوية التابع لهيئة حماية البيئة.
وقالت راي " ان الهواء تحول من كونه غير صحي الى مستوى خطر، بما يعني ان النصيحة التي نوجهها لكل شخص هو البقاء داخل البيت".
وقد ادت الحرائق الى مقتل 14 شخصا على الاقل واجبرت حوالي 640 الف شخص على النزوح من منازلهم، وهو النزوح الاكبر في تاريخ الولاية الامريكية الغنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما اسفرت عن تهدم 1800 منزل وبناية فيما تطال خطر النيران حوالي 23 ألف منزل آخر رغم ان السيطرة على العديد من الحرائق.
وطبقا لمجلس الموارد الجوية فإن مستويات تلوث الهواء بالجزئيات السامة تشكل خطرا بشكل خاص على الفئات الاكثر تعرضا للخطر كمرضى الربو والحساسية وكبار السن.
ورغم ان الرياح ودرجات الحرارة الباردة ساعدت رجال الاطفاء على السيطرة على الحرائق الا انها لم تساعد على ازالة الادخنة العالقة في الهواء.
تعقب مدبري الحرائق
من جهة ثانية، أعلن حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارتزنيغر، خلال مؤتمر صحفي، عن مكافأة كبيرة لاي شخص يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض على مشعلي الحرائق.
وتعهد شوارتزنيغر ببذل كل الجهود الممكنة للقبض على مدبري الحرائق، وقال " سوف نتعقب الاشخاص المسؤولين عن ذلك وسوف نقبض عليهم، وسنحاكمهم بأقصى عقوبة ممكنة".
ويشتبه ان اثنين من الحرائق اشتعلتا بفعل فاعل، فيما يعتقد أن هذه الموجة من الحرائق نجمت عن ماس كهربائي جراء سقوط أحد خطوط الضغط العالي في الرياح الشديدة
وكان بوش قد أعلن سبع مقاطعات في ولاية كاليفورنيا كمنطقة كوارث رئيسية إذ تسبًّبت الحرائق بأكبر عملية إجلاء في أمريكا منذ إعصار كاترينا.
كما وقًّع بوش على وثيقة تسمح بمنح مزيد من التمويل الفيدرالي إلى كاليفورنيا من أجل تقديم التعويضات للأشخاص الذين لا تغطي شركات التأمين منازلهم المدمرة.
وتعتبر هذه الحرائق الكارثة الأخطر التي تشهدها ولاية كاليفورنيا بعد موجة الجفاف التاريخية التي ضربت الولاية هذه السنة. فوفقا لصور التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، فإن الحرائق التي تجتاح كاليفورنيا هي من الضخامة بحيث أصبح من الممكن مشاهدتها من الفضاء
اللهم عليك باعداء المسلمين وعلى راسهم امريكا اللهم نصرك لمن شردتهم امريكا من ديارهم
اللهم انتقم للمستضعفين المسلمين من القوم الظالمين
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 09:10]ـ
اللهم نار لا تبقي و لاتذر
ـ[أبومعاذ الناصري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 09:23]ـ
اللهم زدهم حرائق ومصائب واشغلهم بأنفسهم عنا وعن المسلمين.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 09:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير)
(وما يعلم جنود ربك إلا هو)
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 09:00]ـ
اللهم مزقهم كل ممزق يا قوي يا عزيز اللهم شتت شملهم واجعلهم عبرة للمعتبرين
ـ[عيووووون]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 03:36]ـ
اللهم زدهم حرائق ومصائب واشغلهم بأنفسهم عنا وعن المسلمين.
اللهم آمين وأنج من بينهم الموحدين وأخرجهم سالمين
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 10:27]ـ
و اليوم عواصف ثلجية شديدة على و لاية تكساس.
ـ[عيووووون]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 06:08]ـ
و اليوم عواصف ثلجية شديدة على و لاية تكساس.
ليس فقط عواصف ثلجية بل اشتعلت الحرائق من جديد في مقاطعة " ماليبو" المشهورة بالقصور الفخمة ويسكنها نجود الدعارة والخنا المعروفين بنجوم هوليود
الحرائق اشتعلت من جديد يوم السبت وازدادت انتشارا بفعل سرعة الرياح التي أرسلها الله عليهم
اللهم زدهم بلاءا حتى يؤمنوا بك أو يهلكوا
اللهم انتقم منهم كما شردوا عوائل المسلمين في العراق وأفغانستان وفلسطين
ـ[عيووووون]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:35]ـ
قال الله تعالى:
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [الرعد: 31]
.
ـ[عيووووون]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 05:08]ـ
اللهم اسقط طائراتهم
اللهم دمر عليهم
تحطم قاذفة بي 2 ستيلث الأميركية في غوام
تحطمت طائرة قاذفة أميركية من طراز "بي 2 ستيلث" في قاعدة أندرسون الجوية في غوام، ولكن قائديها نجوا من الموت بعد أن قفزا من الطائرة قبل تحطمها.
وحسبما أعلنت القوات الجوية الأميركية، فإن قائدي الطائرة نجحا في استخدام المقعد القاذف للخروج من الطائرة قبل تحطمها والهبوط بالمظلات وتم إسعافهما وهما في حالة جيدة.
وسيقوم طاقم تحقيق أميركي بتقصي أسباب سقوط المقاتلة التي تبلغ تكلفة الواحدة منها نحو 1.2 مليار دولار.
ويتمركز هذا النوع من الطائرات التي لا يمكن كشفها بواسطة الرادار في قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري، واستخدمت في مهام في أفغانستان والعراق وصربيا.
يأتي هذا الحادث بعد 11 يوما من تحطم طائرة أميركية أخرى من طراز "أف 6" على بعد نحو 30 كيلومترا شمال غرب غوام، حيث تمكن طاقمها المكون من أربعة أفراد من القفز والنجاة بحياتهم
الجزيرة نت(/)
رأى الخضر عليه السلام وقال له هذا حلال،
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 07:43]ـ
رأى الخضر عليه السلام وقال له هذا حلال،
قال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله
يوجد نوع آخر من الاعتراض على الدين، والعبادة والشرع الذي شرعه الله، بالخيالات وبالكشوفات، وبالمنامات، وبالرؤى، وبالأحلام، وما أشبه ذلك، وهذا حال الصوفية كما هو حال المتعصبة من الفقهاء، تقول لهم: إن الله تعالى حرم هذا، أو قال فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذا، فيقول: الشيخ الفلاني نام ورأى الخضر عليه السلام في المنام وقال هذا حلال، سبحان الله! ومن قال لك بأن الأحلام والمنامات يعمل بها في معارضة ما جاء من الوحي في كتاب الله؟! ومن قال لك: إن هذا الذي في المنام هو الخضر، لماذا لا يكون الشيطان؟! وهل يحق للخضر أو كائناً من كان، أن يشرِّع غير ما جاء به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو أن يحدث في الدين ما ليس منه؟! بل تصل ببعضهم الجرأة -عياذاً بالله- إلى القول بأنه يرى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقظة، فبعضهم يقول: مناماً ثم يتدرج ويقول: يقظةً، ويقول: هذا حلال وهذا حرام، يعلِّمه أمراً غير ما نعلمه نحن في الكتاب والسنة، وهذا اتهام عظيم شنيع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه ادخر شيئاً من الدين، أو أنه لم يعلِّمه للعالمين، واختص به هؤلاء الضالين المضلين في آخر الزمان.
ولا ريب أن هذا شيطان إن جاءه، وإلا فهم كاذبون بما يدعون، وإنما يريدون أن يعترضوا على ما ثبت من الدين بهذه الأباطيل، وهذا إفك وافتراء، سواء أكانت أحلاماً، أم منامات، أم خيالات، أم كشوفات، كما يسمونها.
بل إن أشد من ذلك كله الذين يعتقدون من أئمة الصوفية أن الله تعالى يخاطبهم بنفسه، ويتكلم معهم، ويناديهم فحقيقة هؤلاء أنهم مدعون للنبوة! لأن من كلمه الله تعالى بلا واسطة، فقد أصبح نبياً بلا ريب، فهؤلاء يدعون النبوة، وحقيقة أمرهم أنهم يريدون القول بأنهم أنبياء، ولا يؤمنون بنبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -والعياذ بالله- فلذلك كم تقرأ في كتبهم أن الشيخ الفلاني كان يعمل من الأعمال التي لا تجوز ولا تحل، وذلك بسب أن المنادي ناداه فقال: يا عبدي فلان هذا حلال، فاستحله وفعله! فهذا شيطان اتخذه عبداً له، وناداه وأمره بأمر يخالف الشرع، ليخرجه من الدين بالكلية، ويتوهم هذا المخدوع الضال -وربما كان مفترياً ومضلاً- أن المخاطب له هو الله تبارك وتعالى!
وهذا من الدجل المنتشر في أكثر أنحاء العالم الإسلامي، وإن كان ولله الحمد قليلاً في هذه البلاد الطيبة -إن شاء الله- وقد بدأ نور الخير، والسنة، واتباع منهج السلف الصالح، ولله الحمد ينتشر في كل مكان، ولكن هذا مرض موجود في الكتب، وفي واقع الحياة، وهو من أسوأ أنواع الاعتراض على ما جاء عن الله، وعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مناف للرضا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبياً ورسولاً
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 08:21]ـ
والله إنها لمسألة كبيرة، وجزاك الله خيرا.
وتأكيدا لما تقول فأن بعضهم جعل الخضر عليه السلام تلميذا من تلاميذ أبي يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، وهو من أعلام القرن السادس الهجري، وقد وجدت ذلك في إسناد للطريقة النقشبندية يذكر من جاء به أنه طريق آخر من الطرق المتعددة لهذه الطريقة، وهي أسانيد يراد بها أن يعضد بعضها بعضا في إثبات صحة السلسلة، ولي تعليق على ذلك سأنشره قريبا إن شاء الله. فعلى هذا القول يصبح الخضر نقشبندي الطريقة، فلينظر القوم ممن يأخذون دينهم!!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 01:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم أبو أيوب شكرا لك.و بارك الله فيك ...
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 04:57]ـ
إذا أردنا أن نغلق هذا الباب من أساسه وأن نسد الشر عن عقائد المسلمين، فلا بد أن نقرر أنه لا يجوز الاحتجاج بالمرويات الضعيفة، وحتى إذا كانت المرويات صحيحة ولكنها تخالف ما استقر عليه أمر المسلمين مما ثبت يقيناً بأدلة الكتاب والسنة فيجب ترجيح ما استقرت عليه الشريعة دون محاولة الجمع التي تذهب بالكثير من أسس عقائد المسلمين.
مثال لذلك: إذا ثبت من أدلة الكتاب والسنة أن الله لم يجعل لأحد من البشر الخلد، وأنه لو كان نبي من الأنبياء موجود أو الأولياء لآمن بالنبي واتبعه، وأن أحداً من البشر لا يختفي ثم يظهر في ظروف وأحوال معينة، ثم صحح بعض العلماء بعد ذلك بعضاً من المرويات التي تثبت أن الخضر حضر وفاة النبي أو قابل بعض الصحابة أو التقى بعمر بن عبد العزيز (كما صحح ابن حجر بعض ذلك) - وجب ترك ذلك الذي صُحح والتمسك بما استقرت عليه الشريعة.
فلو فعلنا ذلك لأغلق ذلك الباب - والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 06:27]ـ
اخي الفاضل كماقال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله
يوجد نوع آخر من الاعتراض على الدين، والعبادة والشرع الذي شرعه الله، بالخيالات وبالكشوفات، وبالمنامات،
ولاشك اخي الفاضل ان ماذكرت صحيح وان الاحاديث الموضوعة لها اثارسيئه في حياة الامة
وديننا محفوظ بحفظ الله لكتابه وسنةنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(/)
مقتطفات من مذكرات: القومي الكويتي د أحمد الخطيب
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 08:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أصدر الدكتور " القومي - الكويتي " أحمد الخطيب " - وفقه الله لما يُحب ويرضى - مذكراته بعنوان (الكويت من الإمارة إلى الدولة - ذكريات العمل الوطني والقومي)، تحدث فيها عن نشأته، ودراسته في الكويت ثم بالجامعة الأمريكية ببيروت، وكيفية اعتناقه للفكر القومي الذي كان طاغيًا فترة شبابه، وعن أحوال بعض دول الخليج (خاصة الكويت)، وتجربتها الأولى مع الديمقراطية، ثم عن نظرته للفكر القومي الذي ساد ثم باد، وتكمن أهمية هذه المذكرات في كونها أتت من واحد من أبرز القوميين في الخليج، ومن رجل عايش مراحل دخول الأفكار القومية إلى هذه البلاد؛ فأحببتُ أن أنقل بعض المقاطع المهمة من كتابه؛ يفي معظمها بأخذ العبرة للجيل الحالي من الشباب، ممن قد تستهويهم الأفكار الطارئة على مجتمعاتهم، مع وضع عناوين للمقاطع، وتعليق باللون الأخضر على مايستحق التعليق:
نشأته الدينية:
(في المدرسة المباركية أيضا تبلور تديني؛ صلاة العصر تقام في المدرسة وكان الأستاذ جابر حديد أستاذ الرياضيات المخيف يناديني "أقم الصلاة يا خطيب" لآخذ دور أخي عقاب بعدما سافر إلى البحرين للدراسة عام 1940). (ص 37).
(في هذه الفترة عُيِّن عبداللطيف الشملان القادم من البحرين بعد أن أنهى دراسته عام 1940 مدرساً للغة العربية في المدرسة المباركية وهو خريج كلية دار العلوم بمصر، وسرعان ما جعلني أحس بتعاطفه نحوي، وكان يحاول أن يساعدني بأي وسيلة، فقد كان يعطيني بعض الكتب لقراءتها، ومرة أعطاني ديوان المتنبي وطلب مني أن أحفظ الديوان بعد أن عرف أنني أحفظ القرآن الكريم؛ لأنني في رمضان أقرأ ختمة كل يومين). (ص39).
وفي لبنان:
(أما أولى المواجهات التي كادت تتسبب في قطعي لدراستي في هذه المرحلة المبكرة فقد كانت بسبب التزامي الصلاة. فقد قررت فعلاً أن أقطع دراستي نهائياً وأعود إلى الكويت، والسبب يعود إلى ما شعرتُ به من مضايقة بعض الطلاب اليهود القادمين من فلسطين أثناء وضوئي وصلاتي، إذ قدّموا شكوى ضدي لدى أحد الأساتذة، مدعين أنني أسيء استعمال الحمامات أثناء الوضوء، فما كان من ذلك الأستاذ إلا أن استدعاني ووبخني بشدة على ذلك. فوقفت مشدوهاً ولم أستطع الدفاع عن نفسي، وخشيت أن أخسر ديني؛ فأرسلت رسالة إلى أخي عقاب أطلب منه أن يرفع شكواي إلى المسؤولين في الكويت طالباً العودة إلى الكويت، ولكنه لم يفعل). (ص46). (شباب هذه البلاد نشأوا على الفطرة، وعلى الدين، ولذا يقل تأثرهم بالأفكار الوافدة، مقارنة بغيرهم، ومعظم المتأثرين يعود إليه وعيه إذا ما تخطى مرحلة الشباب والكهولة الموّارة، والعاقل من يستفيد من تجربتهم، ويختصر طريق المغامرة؛ لأنه قد ينجو .. وقد .. ).
استقطاب الغرب للعقول:
(وبعد فترة قصيرة زارني ويكلين في بيروت، وأخذني إلى بناية يسكن فيها بعض الطلبة الذين يدرسون على حساب المعهد الثقافي البريطاني، لأطلع على الامتيازات التي يتمتع بها هؤلاء، والخدمة الممتازة التي يحصلون عليها، مثل شاي بعد الظهر على الطريقة الإنجليزية، علاوة على الوجبات الثلاث، وإمكانية الذهاب إلى السينما في أي يوم! وكنا في الثانوية لا يُسمح لنا بالخروج من الكلية سوى مرة واحدة في الشهر، عصرية يوم السبت، وقال ويكلين: الأحسن لك أن تنتقل إلى هنا وتكون على حساب المعهد الثقافي البريطاني، بدل أن تكون على حساب حكومة الكويت. ومع أن العرض كان مغرياً، إلا أنني رفضته قائلاً: أفضل أن أدرس على حساب حكومتي، فلم يعجبه ذلك. وقبيل انتهاء الدراسة وبدء العطلة الصيفية، أرسل إليّ أخي عقاب رسالة من الكويت يقول فيها إنه تقرر أن تُنقل إلى مصر للدراسة هناك، وإن ويكلين أقنع المسؤولين في الكويت بالقبول بهذا القرار، وإنه سوف يمر عليك ويأخذك معه إلى مصر، وكان عليّ أن أغادر إلى الكويت فور انتهاء الامتحانات وظهور النتائج. وعندما وصلت إلى الكويت علمت بأنه سافر إلى لبنان لتنفيذ قراره، واتصلت بنصف اليوسف النصف وقلت له: لماذا أنقل من بيروت وأنا أعد من الطلبة المميزين؟ وكنت قد حملت معي كل نتائج امتحاناتي. استطعت أخيراً إقناع المسؤولين ببقائي
(يُتْبَعُ)
(/)
في الجامعة الأمريكية لاستكمال دراستي. ويكلين كان يريد أن يكسبني لأدور في فكله ولمصلحة دولته). (ص49).
أثر الجامعة الأمريكية في حياته:
(كان للجامعة الأمريكية تأثير كبير في حياتي ومنهجية تفكيري، ولعل أبرز ما يميز الجامعة الأمريكية ببيروت كون جسمها الطلابي حاضناً لخليط لا ينتهي، وتنوع لا حد له من الطلبة العرب وغيرهم من الأجانب، مسلمين ومسيحيين ويهوداً وربما ديانات أخرى). (ص51). (الجامعة الأمريكية أنشئت لأغراض استعمارية، ولخدمة مصالح دولتها، ومن ضمن ذلك: استقطاب الشباب المسلم النابه، وتغذيته بالثقافة الغربية؛ ليعود إلى بلاده كسفير غير رسمي لهم، يترقى في المناصب، فيُنفذ أهدافهم ومايريدون - عن سذاجة أو عن انخداع بفكرهم - وللتفصيل طالع هذا الرابط https://il.packet.me.uk/dmirror/http/saaid.net/Warathah/Alkharashy/25.zip
بداية الاتصال بالقوميين:
(في هذه الفترة تم الاتصال بي من قبل أحد الأساتذة بالجامعة لحضور حلقات ثقافية يديرها د. قسطنطين زريق عن القومية. وقد علمت أن خليفة الغنيم، وكان قد تخرّج لتوه من الجامعة وكان يشارك في هذه الحلقات، ربما هو الذي رشحني للحضور، فاستهوتني الفكرة وكذلك وديع حداد، أما آمال قريان فلم تكن له اهتمامات سياسية ولذا لم يشارك في هذه الحلقات. وقد اتضح لنا فيما بعد أن هاجس د. زريق كان نشر الوعي القومي والتبشير به. (ص71)
(تشكلت مجموعتنا الأولى من تلاميذ حلقات د. زريق وبعض أنصار العروة. بدأنا ننظم عملنا ونتوسع باسم "الشباب القومي"، واتخذنا من بيت أسماء الموقع السورية في رأس بيروت ملتقى لنا، للنقاش والحوار والعمل، ومن ثم أصبحت جمعية "العروة الوثقى" واجهة لنشاطنا، وتحوّل نشاط "العروة الوثقى" من نشاطات ثقافية إلى نشاطات سياسية). (ص 73). (كذلك حرصنا على القراءة وبالذات الكتب عن القومية العربية والوحدة الألمانية والإيطالية، وقد اقترح عليّ جورج حبش أن أقرأ كثيراً عن الإعلام والدعاية، بعد أن اتضحت له قدراتي في هذا المجال). (ص 74). (قسطنطين زريق نصراني أرثوذكسي، توفي عام 2000م، من رواد العمل القومي. ومعلومٌ أن بذرة القومية العربية زرعها نصارى العرب، مستغلين بعض الظلم الذي وقع من الدولة العثمانية على العرب؛ لأنهم يعلمون أن انتشار مثل هذه الأفكار " القومية أو الوطنية .. الخ " يُفيدهم، ويساويهم بالمسلمين، وكل هذا تم تحت نظر بريطانيا التي خدعت العرب بعد أن حققت هدفها بتقسيم الدولة العثمانية، ثم أوعزت للعرب بتأسيس جامعة للدول العربية؛ لتضمن دورانهم حول هذه الفكرة التي ليس منها ضرر عليهم! - وللتفصيل: طالع هاتين الرسالتين القيمتين: " الجمعيات القومية العربية وموقفها من الإسلام " للدكتور خالد الدبيان - وفقه الله -، و" فكرة القومية العربية على ضوء الإسلام " للشيخ صالح العبود - وفقه الله -).
الإنجليز ومحاولة فرض مستشاريهم لإدارة شؤون الكويت!
(وعندما أدرك الإنجليز صعوبة الوقوف في وجهه، تقدموا بطلب تعيين مستشارين إنجليز له يشاركونه في إدارة الدولة على شاكلة الوضع في البحرين، مما أحدث انزعاجاً شديداً للعائلة عبّر عنه لي بوضوح المرحوم الشيخ خالد عبدالله السالم عندما كنت أدرس في لندن عامي 1953 - 1954، وكان هو موجوداً هناك. وقد كان الإنجليز قد وضعوا شروطاً على عبدالله السالم لكي يعترفوا به حاكماً كما يورد ذلك الدكتور غانم النجار في كتابه "مدخل للتطور السياسي في الكويت"، وكان من أبرز تلك الشروط ضرورة قيام عبدالله السالم بتسمية ولي للعهد، وإبعاد المستشار الخاص عزت جعفر بالإضافة إلى تعيين مستشارين إنجليز. إلا أن عبدالله السالم رفض تلك الشروط وعدّها تدخلاً لا داعي له، ووافق فقط على تعيين "خبراء" لا مستشارين - خشية من تكرار تجربة بلغريف في البحرين-، وأصر على أن يتم التعاقد بين أولئك الخبراء وحكومة الكويت بعقود واضحة ومحددة المدة، وأن يكون من حق حكومة الكويت إنهاء تلك العقود متى شاءت. ولم يجد الإنجليز سبيلاً إلا التجاوب مع موقف الشيخ عبدالله السالم، وهكذا أقرت الاعتراف به حاكماً على الكويت، وتم ذلك في احتفال كبير في 25 فبراير 1950، وهو التاريخ الذي اعتمدته الكويت حتى يومنا هذا عيداً وطنياً للكويت).
(يُتْبَعُ)
(/)
(ص103).
رسالتهم ودعمهم لمعشوق القوميين الأول: جمال عبدالناصر:
(سيادة الرئيس جمال عبدالناصر المحترم، تحية العروبة وبعد، إيماناً منا بأن قضية العرب هي قضية واحدة لأنها قضية شعب واحد بالرغم من الحدود المصطنعة التي تفصل بين أجزاء وطنه، هذا الشعب الذي يسعى لتحقيق حريته وتوحيد أجزاء وطنه واسترداد أراضيه المغتصبة. وإيماناً منا بوحدة نضال الشعب العربي وبأن ما يصيب أي جزء إنما يعود أثره على الأمة العربية كلها؛ رأينا أن من واجبنا المشاركة بنصيبنا في كفاح العرب بما نستطيع من مال عندما يتعذر علينا الجهاد. فقد جمع شعب الكويت هذا المبلغ المتواضع وقدره (27370) سبعة وعشرون ألفاً وثلاثمئة وسبعون دولاراً لا غير، ليصرف بمعرفة سيادتكم على ضحايا العدوان اليهودي من عرب قطاع غزة. وإننا ننتهز هذه الفرصة لنعرب لكم عن عميق شعورنا بالتقدير والإجلال للخطوات الكبيرة التي حققتموها لصالح القضية العربية، منتظرين بفارع الصبر تتويج هذه الخطوات بتحقيق اتحاد مصر وسورية كدعامة كبرى لتوحيد سائر أجزاء الوطن والتحرر الشامل من الاستعمار والثأر من الصهاينة. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام، لجنة الأندية الكويتية - الدكتور أحمد الخطيب 17 سبتمبر 1956). (ص 128). (جمال عبدالناصر وثورته مجرد عملاء للغرب، ولم تتم ثورتهم إلا بعد أخذ الإذن من السفارتين: الأمريكية والبريطانية - التي لم تُحافظ على عرش فاروق لانتهاء صلاحيته! -، وتوضيح هذا تجده في رسالة محمد جلال كشك - رحمه الله - " ثورة يوليو الأمريكية ").
تخوف عبدالله السالم من القوميين:
(فإن عبدالله السالم فهم محبة الشارع الكويتي لعبدالناصر بشكل خاطئ، ففي إحدى جولاته اليومية بالسيارة بعد صلاة العصر التفت نحو صديقه نصف اليوسف النصف وهو يرى السيارات تحمل صور عبدالناصر وقال: ألا يعرف هؤلاء أن عبدالله السالم هو حاكم الكويت؟! فقد رأى تعارضاً بين ولاء الناس له ومحبتهم لعبدالناصر، فخامره الشك في مدى محبة الكويتيين له، وقد برز خطأ تصوره ذلك بشكل مفجع عندما طالب عبدالكريم قاسم بضم الكويت إلى العراق؛ إذ خرج الكويتيون بشكل عفوي إلى قصر السِيف وهم يهتفون: " يابو سالم عطنا سلاح ". وعندما علم عبدالله السالم بقدوم المظاهرات إلى قصر السيف التفت إلى عبدالعزيز حسين الجالس بجانبه يسأل: هل هؤلاء معي أم ضدي؟ فقال له: طال عمرك لقد جاؤوا لمساندتك وهم يهتفون بحياتك ويطلبون منك تسليحهم للدفاع عن الكويت. فكيف دار بخلده أن يسأل مثل هذا السؤال؟ كيف يشكك في حب الكويتيين له؟ بالطبع هذا يفسر موقفه من مهرجان الشويخ. وبعد أن تأكد من حب الكويتيين له كان موافقته على المشاركة الشعبية في السلطة واتخاذ القرار، وموقفه المؤيد للجنة وضع الدستور، ووقوفه مع أعضاء اللجنة في رفضهم اقتراحات سعد العبدالله الهادفة إلى تقليص صلاحيات المجلس لمصلحة العائلة، وهو ما يفسر الموقف المعادي من بعض المتنفذين من العائلة لعبدالله السالم وحكمه). (ص 192).
تدخل الإنجليز في شؤون الدول الإسلامية:
(أما الإنجليز، دولة الحماية، فقد كانت الكويت مهمة جداً لهم، فمعظم استهلاك بريطانيا من النفط يأتي من الكويت، وكانت كل أرصدة الكويت مودعة بالجنيه الإسترليني في بريطانيا. كانوا يهتمون كثيراً باستقرار الوضع والحفاظ على الامتيازات التي يتمتعون بها. وكانوا قلقين لتردي الأوضاع الداخلية في الكويت وتصرفات بعض أفراد الأسرة الحاكمة التي أخذت تثير السخط عند الكويتيين، فمثلاً اتصل بي الدكتور بيتر ويلسون وهو يعمل في المستشفى الأميري وكانت تربطني به صداقة زمالة ونقل إليّ رسالة من المعتمد البريطاني يقول فيها إنه يشاركني قلقي من تصرفات بعض الشيوخ، وقال: إنه مكلف من الحكومة البريطانية بأن أطلب إليك أن تضع قائمة بأسماء الشيوخ الذين ترى أن وجودهم في الكويت يعرقل عملية الإصلاح، وتوقع عليها من اثنين من الكويتيين وهم مستعدون لينفوهم إلى الخارج! الحقيقة أنني صعقت من هذا الكلام والتدخل الصارخ في شؤوننا الداخلية؛ فقلت له: يجب أن يعرف أن الصباح كويتيون وأنا كويتي، والكويتيون قد يختلفون بعضهم مع بعض إلا أنهم يحلون مشكلاتهم بينهم، ولا يمكن أن يسمحوا للأجنبي أن يتدخل في شؤون الكويت الداخلية، لأن ذلك يرقى إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
مستوى الخيانة. وكان هذا الرد هو سبب مقاطعة السفارة البريطانية لي بعدها، حتى إنني عندما كنت نائباً في المجلس لا أدعى إلى احتفالات السفارة كبقية النواب وإلى يومنا هذا). (ص203 - 204).
خبر غريب من دبي!
(تعرضت الحركة الإصلاحية في دبي لمجزرة بشعة أمام أنظار السلطة البريطانية الحاكمة دون أن يهتز لها ضمير، فقد قام الحاكم بدعوة أعضاء المجلس المنتخب لحفلة زواج ابنه، ولما حضروا الحفل أمر قواته بإطلاق النار عليهم، فأرداهم قتلى برضا السلطات البريطانية ومباركتها). (ص205). (هذا الخبر الغريب يحتاج لمن يؤكده، أو يُبين تفاصيله، أو ينفيه).
سياسة أحد سلاطين عمان:
(بثتها محطة discovery قبل سنوات مع القنصل البريطاني المتقاعد لعُمان، فمقدم البرنامج سأل القنصل: كيف سكتم عن سياسة سعيد بن تيمور في منع التعليم والعلاج الطبي في السلطنة؟ فرد قائلاً: إننا لم نسكت فقد أثرت هذا الموضوع معه، فقال لي السلطان: أنا منعت العلاج في السلطنة لأننا دولة فقيرة لا تتحمل الزيادة في السكان، ومعالجة المرضى تساهم في زيادة السكان مما يزيد في إفقار الشعب! أما منع التعليم فقد تعلمته من تجربتكم في الهند، فأنتم سمحتم بالتعليم هناك مما خلق مجتمعاً هندياً متعلماً مكنه من طردكم من بلاده، وأنا لا أريد لهذه التجربة أن تتكرر عندي! هذا هو رد القنصل البريطاني المتقاعد الذي يقول إنه لا حول له ولا قوة على سعيد بن تيمور. والحقيقة أن هذه السياسة كانت تلقى التأييد الكامل من بريطانيا، ولكن عندما بدأ الشعب بالثورة على هذه الأوضاع، ورأت بريطانيا أن هذه السياسة قد تهدد مصالحها في السلطنة، لم تتردد في إقصائه واستضافته عندها معززاً حتى وفاته! وهل هي مصادقة أن ذلك تم بعد اكتشاف النفط هناك؟!). (ص206).
مراوغات الإنجليز ومكرهم:
(ولكن الإنجليز أصروا على تنفيذ مخططاتهم بالنسبة إلى الكويت، فاتصل المعتمد البريطاني ببعض الكويتيين وأخبرهم بأن المعارضة البريطانية سوف تطالب الحكومة البريطانية بإعطاء الكويت استقلالها وتحولها إلى دولة ديمقراطية، وعندها ستكون الحكومة البريطانية مضطرة إلى إعطاء الكويت استقلالها مما يرفع الإحراج عنها أمام الصباح، وهو دور اتُفق عليه بين الحكومة البريطانية والمعارضة كعادة البريطانيين في معالجة الأمور الأمنية الحساسة. ومعروف أن هناك اجتماعاً أسبوعياً سرياً بين رئيس الحكومة البريطانية وزعيم المعارضة تُبحث فيه المسائل المهمة التي تتعلق بالمصلحة العليا، ويتم الاتفاق على طريقة معالجتها. هذا الاجتماع الدوري بين رئيس الحكومة وزعيم المعارضة يعد جزءاً مهماً من دستور بريطانيا غير المكتوب، لا يجوز المساس به، حتى إن تاتشر في إحدى المرات وفي حالة غضب من زعيم المعارضة هددت بوقف هذا الاجتماع، إلا أنها سرعان ما تراجعت عن هذا التهديد لردود الفعل العنيفة التي سببها هذا التصريح الطائش). (ص208).
حرص الغرب على قيام النظام الدستوري في بلاد المسلمين، المتضمن تشكيل الأحزاب المتناحرة؟!
(في هذه الفترة جاءني الصديق محمد أحمد الغانم، وقال لي إن أخاه يوسف أحمد الغانم الذي له علاقة جيدة مع الأوساط الحاكمة في بريطانيا قد وصل من لندن ومعه رسالة من الحكومة البريطانية إلى عبدالله السالم تحثه على العمل لقيام نظام دستوري في الكويت). (ص 209). (الغرب يحرص على شرذمة الأمة، عن طريق هذه الأحزاب المتناحرة، التي لم تستفد منها البلاد المسلمة، غير المشاحنات والصراعات، وكل حزب بما لديهم فرحون، وكل حزب يتبع دولا أجنبية تدعمه؛ إما يمينًا أو يسارًا، والعاقل لا يغتر بأكاذيب العدو وشفقته المصطنعة).
رغم الانتخابات .. إلا أن الطبع يغلب التطبع!
(كنت ومنصور المزيدي المرشحين لمنصب نائب الرئيس بعد أن انسحب يعقوب الحميضي لمصلحتي بعد أن أصررت على ترشيح نفسي عندما لمست أن هناك اعتراضاً على ترشيح شخص عادي مثلي لاعتلاء المنصة وترؤس الشيوخ وعلية القوم. وكانت النتيجة كما يلي:
د. أحمد الخطيب 19 صوتًا - منصور المزيدي 10 أصوات - امتناع صوت واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع ذلك فإن المفهوم العنصري الجاهلي ثم تنفيذه بدقة، وظل هذا العُرف مستمراً إلى يومنا هذا. فمنصة الرئاسة احتوت كرسياً واحداً للرئيس فقط، مما جعلني أجلس مع بقية الأعضاء، وعندما يمرض الرئيس تلغى الجلسة كي لا أترأس المجلس! ولما اجتمعت اللجنة المخصصة لتقدير مكافآت أعضاء المجلس قررت المكافأة للرئيس والأعضاء، ولما أثار أحد أعضاء اللجنة، يوسف المخلد، عن مكافأة نائب الرئيس، رد وزير المالية الموجود في اللجنة بأن مكافأته نفس مكافأة الأعضاء، وإذا أراد أكثر فليراجعني بالوزارة! معتبراً أن القرار بيده وليس بيد المجلس. وبما أن أعضاء اللجنة حديثو العهد بالعمل البرلماني تقبلوا كلام الوزير وعُدَّ قراراً للجنة! ولما أخبرني الأخ يوسف المخلد بذلك لم أستغرب القرار؛ فالوزير شيخ وهو يتصرف كشيخ، والأعضاء لا يعرفون صلاحياتهم فسكتوا، وبالطبع لم أثر الموضوع مع أحد لأنني لم أرشح نفسي للمكافأة وعاملتهم جميعاً على "قد عقولهم" كما يقول المثل، فهم لا يعلمون بأنهم هم السلطة التشريعية التي تقرر مخصصات الأمير والوزراء ومن بينهم وزير المالية! وكل هذا أمر بسيط أمام المظهر الشاذ والمخجل الذي شاهدناه عندما بدأ الأعضاء يصلون إلى المجلس قبل الجلسة الأولى - جلسة الافتتاح-. لقد وقف بعض الأعضاء في الطابور ليسلموا على الوزراء من الصباح وهم يقبّلون خشومهم ورؤوسهم، غير مدركين أنهم يمثلون السلطة التشريعية التي هي مسؤولة عن محاسبة كل الوزراء ومن بينهم الشيوخ!! هذا المنظر البشع دفعنا إلى الاتصال برئيس المجلس وطلبنا إليه إفهام هؤلاء الأعضاء بأن يحافظوا على كرامتهم وعلى كرامة الشعب الذي انتخبهم، ويتركوا هذه العادة المذلة). (ص 214 - 215).
الموقف بعد وفاة عبدالله السالم:
(بعد وفاته بثلاثة أيام فقط صدرت الأوامر إلى جميع وزارات الدولة وإداراتها ومؤسساتها المستقلة بإزالة صور عبدالله السالم من جدران المكاتب. كما صدرت الأوامر إلى وزارة الإعلام بعدم نشر أي خبر أو صورة له حتى الأغاني التي يذكر فيها اسمه أو تظهر فيها صورته، وصارت الإذاعة والتلفزيون يذيعان أغنية جديدة تقول: "راح وقت المزاح لما جانا صباح"! وترددها طوال النهار! وهكذا تم الحكم على عهد عبدالله السالم بأنه كان "حقبة مزاح"، وأن الفرحة العارمة عمت أهل الكويت بزوال هذا العهد البغيض الذي منع الصباح من ممارسة حقهم بالحكم المطلق، أي الشيخة المعروفة في الخليج. هذه الأغنية الوقحة أثارت استياء المواطنين المحبين لعبدالله السالم، مما أجبر المسؤولين على التوقف عن إذاعتها.
لم أدرك عمق الكراهية عند بعض أفراد عائلة الصباح لعبدالله السالم إلا بعد وفاة صباح السالم وتولي جابر الأحمد الحكم، ونشوء الصراع بين جابر العلي وسعد العبدالله وصباح الأحمد الذي تنازل لسعد العبدالله عن ولاية العهد خوفاً من مجيء جابر العلي، وقد حُسم الأمر باجتماع العائلة لمصلحة سعد العبدالله. وقتها كان مجلس الأمة قد تم حله، عندما نُقل لي عن أحد أفراد الأسرة قوله بأننا أسقطنا جابر العلي لأنه مثل عبدالله السالم الذي أخذ منا الإعلام والخيازرين والبراميل! أي الاستيلاء على أراضي الدولة. أي حرمهم من الشيخة التي كانوا يتمتعون بها في السابق. هنا أدركت سرّ كراهيتهم لعبدالله السالم). (ص274 - 275). (كنت في قصر الشعب عند وفاة عبدالله السالم وكان يجلس بقربي السفير البريطاني ريشموند فقال لي: دكتور .. هذه بداية النهاية لحكم الصباح. فاستغربت منه هذا الكلام وسألت: لماذا؟ فقال: لقد مات آخر عاقل في عائلة الصباح). (ص275).
أصبحوا وزراء .. فكيف يستقيلون؟!
(حتى أذيعت نتائج الدائرة العاشرة -الأحمدي- الفحيحيل لتعلن سقوط جميع مرشحيه من العجمان، فاستشاط غضباً وسب الحاضرين وطردهم من مجلسه متهماً إياهم -وهم من العجمان- بخيانته ولم يخطر بباله أنه استُهدف إلا بعد أن هدأت أعصابه، فاتصل بخالد المسعود وطلب منه أن يقدم استقالته من الوزارة ويطلب من الوزراء وهم الذين أتى بهم مع خالد المسعود للوزارة أن يقدموا استقالتهم، إلا أن خالد المسعود فوجئ بأن زملاءه رفضوا ذلك، لأنهم ما كانوا مصدقين أن يصبحوا وزراء فكيف يستقيلون!!). (ص303).
تنافس:
(يُتْبَعُ)
(/)
(التنافس بين فرع جابر وسالم معروف منذ وفاة مبارك الصباح، وفي منتصف الستينيات كانت المنافسة واضحة بين جناحي جابر الأحمد الجابر وجابر العلي السالم، فعندما طلب عبدالله السالم من صباح السالم تشكيل الوزارة اتصل بعبدالعزيز الصقر وطلب منه ترشيح خمسة وزراء، فعدّ جابر العلي ذلك إبعاداً له بسبب ما هو معروف من قرب التجار لجابر الأحمد، وجمع حوله أغلبية من النواب كما ذكرت سابقاً لإسقاط الحكومة، وقام بالدور الأساسي في تشكيل حكومة أخرى موالية له. وهكذا فرض جابر العلي سيطرته على الجميع، ونسي أنه بذلك قد استقز سعد العبدالله الطامع بالحكم، وجعله ينتقل إلى معسكر جابر الأحمد، وهكذا نشأ تحالف قوي بين الاثنين أطاح جابر العلي فيما بعد، وظل هذا التحالف بين الاثنين قائماً - تقريباً! - إلى صيف 2004). (ص304). (اللافت للانتباه أن الوزارة التي شكلها جابر العلي تم الاحتفاظ بها حتى انتخابات 1971، فبقيت فترة أطول من أية وزارة أخرى كمكافأة لدورها المميز في تزوير الانتخابات! ولأن ما يهم هؤلاء الوزراء هو الحفاظ على كراسيهم بأي ثمن!). (ص304).
مآخذ الدكتور على العمل القومي:
(كانت طبيعة حقبة الأربعينيات والخمسينيات هي حقبة التحرر الوطني من الاستعمار، الذي كان الوطن العربي يرزح تحته، لا بل كان العالم الثالث كله يناضل من أجل التحرر، وشعار التحرر يتسع لفئات الشعب كلها ويجمعها ما عدا قلة مرتبطة مصالحها مع المستعمر.
وكنا في الوطن العربي مستعمرين من قبل الإنجليز والفرنسيين والطليان، أما أمريكا فكانت بعيدة عن المنطقة في تلك الفترة، بل إن رئيس الجامعة الأمريكية آنذاك "دودج" كان يشجع الطلاب على الاشتراك في المظاهرات المطالبة بخروج الفرنسيين من لبنان، وجاءت النكبة لتعمق شعور العداء للغرب والصهاينة. ولعلنا كحركة قوميين عرب، وفي غمرة تلك المواجهة المحتدمة مع العدو، قد نسينا الأهداف الأخرى، فلم يكن برنامجنا يتضمن أي مشروع نهضوي وتنموي، يراعي مصلحة أغلبية المجتمع المسحوقة، ولم يكن لدينا برنامج اجتماعي أو اقتصادي. وكانت قضايا الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان مجمدة، لا بل حتى قضية الوحدة التي كانت المدخل لتحررنا لم تجد الاهتمام الذي تستحقه. فلم يكن عندنا مشروع وحدوي واضح يجيب عن مشكلات الاختلافات الإقليمية ومشكلات الأقليات. لا بل إن كل الأحزاب العربية المنادية بالوحدة بما فيها حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي لم يكن عندها أي تصور واضح حول نوعية الوحدة التي نطالب بها. لذلك فوجئنا بوحدة مصر وسورية عام 1958، وظهر التخبط واضحاً فولدت الجمهورية العربية المتحدة مع أمراضها المميتة التي أدت إلى فشلها بسرعة عجيبة.
إن السبب في هذا القصور بالنسبة إلينا كحركة قوميين عرب كان واضحاً، فقد كان معظم القادة المؤسسين للحركة من الأطباء، بينما كان بيننا قلة تحمل شهادة جامعية في العلوم السياسية أو الفلسفة أو أي من العلوم الاجتماعية، فلم تكن لديهم أية خبرة عملية. كذلك فإن الأحزاب السياسية العربية خصوصاً في المشرق العربية تعد جديدة نسيباً، وليس لها تاريخ طويل في العمل السياسي، باستثناء الأحزاب الشيوعية التي كانت تتصادم مع طموحات الشعب القومية وكذلك مع انتمائه الديني. كذلك فإن الفكر القومي السائد آنذاك كان معظمه فكراً عنصرياً فاشياً متعالياً، يرى نفسه شعب الله المختار ويحتقر الطبقات الشعبية الواسعة، ويضمر العداء للأقليات غير العربية، مما سبب نفور هذه الفئات التي وجدت في الأحزاب الشيوعية ملاذاً لها بسبب ذلك التهميش. أو كما نرى حالياً كيف أن هذه الفئات الشعبية أصبحت المادة الأساسية للأحزاب الدينية وبرزت منها قيادات مهمة تتصدر الحركات السياسية مما هو واضح بشكل صارخ في الكويت. ومع أننا كنا ننفر من الانقلابات العسكرية وتدخل العسكر في السياسة إلا أننا رأينا في جمال عبدالناصر زعيماً قومياً يُعتز به بعد فترة الحذر منه كعسكري، فتأميمه للقنال وتعرضه للعدوان وطرح برنامج اجتماعي متقدم على كل ما هو مطروح في الساحة جعلنا نشعر بأننا أقرب الناس إليه، ولذلك عندما أصبح الشارع العربي بأغلبيته الساحقة ناصرياً وبدأ عبدالناصر بتشجيع قيام أحزاب ناصرية في بعض الدول العربية رأينا من الواجب علينا أن نعمل من ضمن هذه الأحزاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ونبقى التنظيم في الأقطار التي ليس فيها تنظيم ناصري. أما في مصر فكان هناك تنظيم حزبي "لثورة الضباط الأحرار" أخذ أكثر من اسم؛ مما دل على التخبط في تنظيم العمل الشعبي لمشكلات لم نكن نعلم بها في البداية، حتى قرر جمال عبدالناصر أن يشكل حزباً سرياً هو الحزب الطليعي في مصر، مما أكد لنا عدم إيمانه بما هو موجود. فما كان منا إلا أن قررنا انضمام فرع حركة القوميين العرب في مصر -على الرغم من صغر حجمه- إلى هذا التنظيم؛ ففاتحنا جمال عبدالناصر بذلك وقبل التحاقهم جميعاً إلى تنظيمه السري. أما المفاجأة الكبرى لنا فقد كانت عندما تم اعتقال القادة من حزبنا اليمني الجنوبي الموجودين في القاهرة وكذلك القادة الموجودين في صنعاء من قبل المخابرات العسكرية المصرية.
لقد هالنا الحدث، فكيف تعتقل عناصر من قياديي الحركة -وهم جزء من التنظيم الناصري- فقررنا الذهاب إلى القاهرة لتقديم أنفسنا للمحاكمة إن كانت هناك أية جريمة اقترفناها. وفعلاً ذهب بعض القياديين إلى القاهرة وقابلوا جمال عبدالناصر وشرحوا له تفاصيل ما حدث، وخلاصته أن أجهزة الاستخبارات العسكرية كعادتها كانت تعامل الجبهة القومية التي تقود الثورة في الجنوب معاملة متعالية وغير كريمة ومهينة مما لا يمكن أن يقبل به أي مناضل شريف. وكانت الفاجعة لما طلب جمال عبدالناصر من الإخوة أن يذهبوا إلى عبدالحكيم عامر ويتظلموا عنده! من كان يصدق أن هناك قوى في مصر تصارع جمال عبدالناصر على السلطة، وما هو سر قوة عبدالحكيم عامر حتى يتمرد على جمال عبدالناصر. وتذكرنا ما علمناه من قبل من أن عبدالحكيم عامر رفض طلب عبدالناصر التخلي عن وزارة الدفاع بعد حرب 1956 وظهور الخلل في الجيش المصري مما سبب له هزائم مذلة على يد العدو الصهيوني، فالجيش المصري الباسل لا يستحق هذا الإهمال، وقد برهن على قدراته القتالية البطولية عندما عبر قناة السويس في حرب 1973، وكاد يحقق نصراً مميزاً لولا تدخل المسؤولين السياسيين في خططه العسكرية. وبموت جمال عبدالناصر جاء نقيضه أنور السادات، وهذا مصير كل أمة تربط مصيرها ومستقبلها بشخص واحد، فهو بشر معرض للموت أو للتغير). (ص311 - 312 - 313). (ليت الدكتور - وقد ذكر المآخذ على العمل القومي، بين أهمها، وهو تعارضه في أمور كثيرة مع شريعة الرحمن، تفصيلها في الرسالتين المحال إليهما سابقًا، ولهذا لم يعش طويلا - ولله الحمد -، وتوالت عليه النكبات والحوادث؛ حتى إنه لم يستطع توحيد دولتين فقط، فضلا عن أكثر من 20 دولة!، وقد سقطت آخر أوراقه عند احتلال العراق " العربي " لجارته الكويت " العربية، والواجب على أبناء هذا الجيل أن لايُعيدوا تكرار المآسي؛ باعتناق أفكار أخرى معارضة للإسلام - وطنية أو ليبرالية أو غيرها من الأفكار الوضعية -، وظنهم أنها ستوصل الأمة إلى مجد الكرامة والعزة والرفعة، فهذه ظنون كاذبة قد خدعت غيرهم، فلا عزة للعرب بغير الإسلام، ولهذا قال تعالى: " وإنه لذكر لك ولقومك "، أي شرفٌ لك ولهم إذا ماتمسكتم به).
الظلم عواقبه وخيمة على الأفراد والدول:
(إنه لمن المؤسف أن قوى كثيرة في منطقتنا لم تستفد من كل هذه المآسي التي مرت بنا، فهي لا تزال توهم نفسها بأن بعض القيادات العربية المستبدة قادرة على النهوض بهذه الأمة، وترى أن حقوق الإنسان واحترام كرامته وحقه في المشاركة في تقرير مصيره هي أمور ثانوية قابلة للتأجيل إلى الأبد، وصدق فيها قول الشاعر عمر أبو ريشة: أمتي كم صنم مجدتِه .. لم يكن يحمل طُهر الصنم). (ص314). (لن ينهض بالأمة إلا اعتمادها على ربها، ونصر دينه وشرعه، كما قال: (إن تنصروا الله ينصركم)، (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)، ولا يُشترط هذا لكل أفراد الأمة؛ لأنه سيبقى هناك منافقون ومرضى قلوب، فالعبرة بعموم الأمة). والله الهادي ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 08:51]ـ
رابط أخطار الجامعة الأمريكية: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/25.htm
ـ[الباحث فارس]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 11:40]ـ
أحمد الخطيب هو أحد رموز العلمانية في الكويت والمعروف عن علمانيو الكويت عبر التاريخ التقلب والتغير حسب من يدعمهم فان ضعف داعمهم انتقلوا الى غيره فهم في الخمسينات والستينات قومييون وعندما هزم وهلك ناصر انقلبوا الى شيوعيين في السبعينات ولمّا انهار الاتحاد السوفيتي غيروا جلدهم ليكونوا ليبراليين مع أمريكا ولاندري عندما تسقط أمريكا باذن الله تعالى الى من سليجؤن وياليتهم يلجؤن الى الله تعالى القائل {أفلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم} المائدة 74
ـ[أبوعثمان الكويتي]ــــــــ[31 - Mar-2010, صباحاً 12:04]ـ
أكرر ما قاله الأخ: الباحث فارس
فالخطيب يعتبر مفخرة (لبني ليبرال) في الكويت الآن
وهو - كما يدعون - مفخرة ومنظر وإصلاحي من الدرجة الأولى
وهو في حقيقته ليست له قدم ثابتة على مبدأ!!
(يساري شيوعي) ثم (قومي) ثم (وطني علماني) ثم (وطني ليبرالي) ونحن بانتظار جديده
على العموم لمن أراد أن يعرف شيء من ماضي الدكتور: أحمد الخطيب
فليعلم أنه كان من المعارضين لقانون (منع الخمور في الكويت) والآخر هو جاسم القطامي
وهذه صورة من تقرير موثق لما جرى في مجلس الأمة بالكويت في تلك الفترة
لتعلموا حقيقة أصول الليبرالية التي يدعون إليها في الكويت والعالم الإسلامي
ولتعرفوا حقيقة هذا الرمز (المفخرة) الذي لم يبرر أو يتراجع أو يعتذر عما بدر منه في تلك الفترة
http://www.m5zn.com/uploads/2010/3/30/photo/033010140346htwrqr2apmhtr9pp.j pg(/)
العارف بالله علي وفا أحد رجال سلسلة الطريقة الشاذلية
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 04:37]ـ
العارف بالله علي وفا أحد رجال سلسلة الطريقة الشاذلية
هو علي بن محمد بن محمد بن وفا بن النجم محمد، أبو الحسن السكندري الأصل المصري الشاذلي الصوفي المالكي، اشتر بابن وفا؛ أحد رجال الطريقة الشاذلية ذكره ابن عجيبة في أيقاظ الهمم [ص 14، طبعة دار الخير]، فهو أحد الرجال الذي يمر به إسناد الطريقة الشاذلية.
ولد في القاهرة سنة 759 ومات أبوه وهو صغير فنشأ وهو وأخوه ومات أبوه وهو صغير فنشأ هو وأخوه في كفالة وصيهما الشيخ محمد الزيلعي فأدبهما وفقههما [الضوء اللامع 21/ 6]
ولما بلغ سبع عشرة سنة جلس مكان أبيه وعمل الميعاد وشاع ذكره وبعد صيته وانتشر أتباعه وبالغ اتباعه بحبه حتى جعلوا رؤيته عبادة قال المقريزي في درر العقود الفريدة: ((وتعددت أتباعه وأصحابه ودانوا بحبه واعتقدوا رؤيته عبادة واتبعوه في أقواله وأفعاله وبالغوا في ذلك مبالغة زائدة وسموا ميعاده المشهد وبذلوا له رغائب أموالهم. هذا مع تحجبه وتحجب أخيه التحجب الكثير إلا عند عمل الميعاد أو البروز لقبر أبيهم أو تنقلهم في الأماكن، فنالا من الحظ مالا ناله من هو في طريقتهم ... الخ)) [474/ 2]
قال الشعراني: ((كان في غاية الظرف، والجمال لم ير في مصر أجمل منه وجهاً، ولا ثياباً وله نظم شائع، وموشحات ظريفة سبك فيها أسرار أهل الطريق وسكرة الخلاع رضي الله عنه)) [الطبقات الكبرى ص 315]
وقال الحافظ ابن حجر في إنباء الغمر بأنباء العمر: ((وكان يقظاً حاد الذهن اشتغل بالأدب والوعظ وحصل له أتباع وأحدث ذكراً بألحان وأوزان يجمع الناس عليه وكان له نظم كثير واقتدار على جلب الخلق مع خفة ظاهرة)) [ص 255 – 256/ 5]
لم يقف غلو اتباعه له عند حد اعتبار رؤيته عبادة بل كفروا الحافظ ابن حجر لأنه أنكر عليهم قال الحافظ ابن حجر في إنباء الغمر: ((اجتمعت به مرة في دعوة فأنكرت على أصحابه إيماءهم إلى جهته بالسجود، فتلا هو وهو في وسط السماع يدور " فأينما تولوا فثم وجه الله " فنادى من كان حاضراً من الطلبة كفرت كفرت فترك المجلس وخرج هو وأصحابه)) [ص 256/ 5]
وله من المؤلفات: الباعث على الخلاص في أحوال الخواص، والكوثر المترع في الأبحر الأربع، والواردات الإلهية المسمى بالوصايا.
عقيدة علي وفا
إن العارف علي وفا كان له معتقدات كثير وغالبها لا تخرج عن معقدات ابن عربي أو ما يطلقهم عليهم أهل وحدة الوجود ومن طالع كتاب الوصايا أو الواردات الإلهية علم ذلك حتى قال الشعراني في الطبقات: ((وله كلام عال في الأدب، ووصايا نفيسة نحو مجلدات، وردت عليه فأملاها في ثلاثة أيام رضي الله عنه فأحببت أن ألخصها لك في هذه الأوراق بذكر عيوبها الواضحة، وحذف الأشياء العميقة عن غير أهل الكشف لأن الكتاب يقع في يد أهله، وغير أهله)) [ص 315]، ويصرح هنا الشعراني أنه في هذا الكتاب أمور لا يصرح بها إلا لأهلها وقد حصلت على هذا الكتاب وسوف أنقل بعض العبرات التي ربما تعمد الشعراني حذفها وكذلك بعض العبارات التي نقلها الشعراني.
نصوص عقيدة وحدة الوجود
قال الشعراني: ((وكان يقول من أعجب الأمور قول الحق تعالى لسيدنا موسى عليه السلام " لن تراني " أي مع كونك تراني على الدوام فافهم)) [ص 315] إشارة منه إلى أن الوجود واحد وما ثم إلا الله وما رأى موسى إلا الله لكنه لا يعلم هذه الحقيقة التي علمها علي وفا – والعياذ بالله –
وقال الشعراني (( ... والصلاة صلة بين العبد وربه " ولذكر الله أكبر " وهو شهود ذاته، وحده لا شريك له لم يكن شيء غيره فافهم)) [ص 316]، يشير بذلك أن إثبات شيء غير الله عز وجل هو الشرك يعني بذلك الوحدة المطلقة فمن أثبت موجود غير الله تعالى فقد وقع بشرك عنده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشعراني: ((وكان رضي الله عنه يقول: الواحد لا يظهر في كل إلا، واحداً وإن كانوا أكثر من واحد في الصورة فهم واحد في السريرة كعيسى، ويحيى، وموسى، وهارون مثلا فهما اثنان حساً وهماً في الحقيقة واحد: " فقولا، إنا رسول رب العالمين " [الشعراء: 16]، كما إذا شئت أن تعبر عن اسم الذات الأقدس بالعربية تقول: الله جل جلاله، وبالعبرانية الوهيم، وبالفارسية خداي، وبالتركية تكرى وبالرومية ثيبوس، وبالقبطيه ليصا، في كل لغة بلفظ، وانظر إلى جبريل حال تمثله في صورة البشر لم يخرج عن كونه جبريل ذا الأجنحة، والرءوس المتعددة بل هو عينه في كلتا الصورتين، واحد لم يتعدد)) [ص 328]، ويشر هنا إلى وحدة الوجود وأن هذه الموجودات ما هي إلا مظاهر الحق ظهر بها أو صورة الحق.
وقال الشعراني: ((وكان رضي الله عنه يقول: قيل لي: اسمع كل الموجودات موجوداتي فسمني بما شئت، وصفني بما أردت، وكل من سميته أو وصفته فإنما سميتني، ووصفتني مع تجردي عن كل ذاتك بذاتي، وقيوميتي، فيه معيناتي، اسمع لا يدعو عبد ربه إلا كنت الداعي، ولا يرى عبد قصر أخيه كما يرى سهيل في جنته إلا كان المرئي قصري، ولا حف ملائكة بعرش إلا كان المحفوف عرشي، ولا تكلمت بكلمة إلهية إلا والله متكلم بها، ولا أتيت بأمر إلا والله آت به " أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً " [النساء: 4])) [ص 338 – 339]
وهذا الكلام صريح جدا بمعتقده حيث جعل كل شيء هو الله – تعالى الله عما يقول الظالمون – فإذا سميت شيء ما علي وفا فما سميت إلا الله، وإذا سميت السماء أو الأرض أو حجر أو أي شيء ما سميت إلا الله – تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا -
وقال في كتاب الوصايا أو الواردات الإلهية: ((" ألا إنه بكل شيء محيط " كإحاطة ماء البحر بأمواجه معنى، وصورة فهو حقيقة كل شيء وهو ذات كل شيء وكل شيء عينه، وصفته فافهم)) [ص 315]، وهذا النص نقله الشعراني بحروفه في الطبقات [ص 316]، وهو صريح على معتقد علي وفا بأن كل شيء هو الله تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا -
قال في كتاب الواردات الإلهية: ((وجودك وموجودك اثنان بالبيان واحد بالحقيقة فافهم)) [ص 45]، وهنا يصرح بأن الوجود واحد ولكن المحجوب يراهم اثنان ولو وصل إلى الحقيقة لعلم أنه ما ثم إلا واحد.
وقال أيضا في نفس الكتاب: ((الله هو وجودك بمعنى ذاتك وأنت وجوده بمعنى عينه أيها الكامل عني الشيء هو وصفه من حيث نعته له واسمه من حيث تبيينه الذاتي به والله المحيط هو الوجود الذات المتعين بكل موجود فالكل صفاته وأسماؤه وبحكم مرتبته الإلوهية يصلح نظام الموجود ويكمل قوامه في كل مقام بحسبه فافهم)) [ص 464]، وهذا الكلام ظاهر البطلان لا يخفى بطلانه.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 04:38]ـ
نصوص عقيدة وحدة الأديان
وقال: ((وكان يقول في حديث " أنا عند طن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني " أي مهما تصورني به من الصور كنت ممده من أفق تلك الصورة بحكمها فافهم)) [ص 316]، ويشر بهذا القول إلى عقيدتهم بوحدة الأديان حيث كل ما هو معبود تصح عبادتهم طالما يعتقد به العابد له، ولا يخفى بطلان هذه العقيدة التي تخالف الفطرة السليمة فضلا عن نصوص الشريعة.
وقال في الواردات الإلهية: ((العبد لمولاه فاعبدوا ما شئتم)) [ص 24]، وهذا صريح بأنه يصحح أي عبادة كانت وعلى هذا الاعتبار لا إنكار على عبادة العجل أو بوذة أو حتى عبادة الأصنام.
وقال أيضا في نفس الكتاب: ((جاء في الحديث [أنا عند ظني عبدي بي] فهما شهدته عليه من المشاهدة أمدك من أفقه هو لك حيث تشهد ومنزلك حيث أنزلته من نفسك فاشهد ما تحب واعبدوا ما شئتم فافهم)) [ص 360] وهذا صريح بجواز عبادة كل ما يعتقد به الإلوهية لأنه حسن الظن بهذا الشيء وبمعنى آخر أنه كشف سر الإلوهية في هذا الشيء فعبده!!
شيء من بعض أقواله
قال في كتاب الواردات الإلهية: ((أنت على الصورة التي تشهد أستاذك عليها فاشهد ما شئت وانظر ماذا ترى إن شهدته خلقا فأنت خلق وإن شهدته حقا فأنت حقا قال الحق أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء فافهم)) [ص 8]
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الكلام إن كان يشر إلى وحدة الوجود إلا أنه يتكلم عن مقامات المريدين فطالما المريد يشهد أستاذه خلق فهو ما زال محجوبا فإذا رأى أستاذه حقا فهو حق أي صار هو وشيخه والوجود حق وهو الوجود الواحد وهو يشير أن الوجود له صورتان صور خلق وصورة حق يعلم هذا بحسب المقام ومهما ظن المريد بأستاذه سواء البشرية أو ألوهية فلن يجانب الصواب!!
وقال أيضا في نفس الكتاب: ((العليم الحكيم الهادي إذا تحول لأهل زمانه في صورة آدمية فذلك الآدمي بظاهره الآدمي هو إمام هدى أهل زمانه وبباطنه الرباني هو رب أهل زمانه أي سيد أتاهم في صورة يعرفونه بها ولا يراه من هذه الحيثية إلا من مات الموتة المعنوية .... الخ)) [ص 27]
وقال أيضا في نفس الكتاب: ((قال الخضر " ما فعلته عن أمري " وما هاهنا موصولة وأمره شأنه لأن تلك الأفعال كانت من أحكام روح الإلهام والولائي فافهم)) [ص 339]، فالذي يريد قوله أن معنى الآية هكذا " الذي فعلته عن أمري " حتى يعطي شرعية لإلهام الصوفية وأنه حق من ربي العالم فكل ما ألهمه الصوفية يمكن تطبيقه لأنه وحي روح الولاية فلا تعجب من عدم اعتراض المريد على الشيخ مهما فعل من المنكرات لأنه ما يفعل إلا بوحي إلهامي ولائي، وعلى هذا يعذر من يقول أن الصوفية يدعون الوحي وأنه لم ينقطع!!
علي وفا وختم الولاية
وكان يشير علي وفا إلى أنه خاتم الأولياء فقد قال في كتاب الواردات الإلهية: ((وكان الأستاذ أبو الحسن الشاذلي قطب الزمن السابع وتنزل الناطق الأعظم الوفائي بختم الولايات في الزمن الثامن فالكل في نظامه وجملة أعلامه ومعاني كلماتهم في ضمن كلامه فافهم .. الخ)) [ص 318] وقد مر بنا في بداية الترجمة أنه ولد في القاهرة سنة 759 في القرن الثامن الهجري ونلاحظ هنا أنه لم يختم ولاية واحد مثل المقام المحمدي أو الموسوي أو العيسوي أو الإدريسي بل جميع الولايات!! والعجيب أنه جاء من بعد مَنْ ادعى ختم الولاية مثل أحمد التجاني الطريقة التجانية وعثمان المرغني صاحب الطريقة الختمية.
لم يكتف علي وفا بنبوءة أبي الحسن الشاذلي فيفسر آية تفسيرا إشاريا ليثبت ختم الولاية فقد قال في كتاب الواردات الإلهية: ((" فإذا قضيت الصلاة " أي وفيت فهي إشارة إلى الحضرة الولائية الختامية الوفائية التمامية فافهم والله تعالى أعلم)) [ص 413]
ولعلك تظن أن هذه العبارات التي نقلتها لك يعترض عليها أئمة الصوفية فقد تعجب إذا علمت أن الحقيقة غير هذا فقد قال عبد الرءوف المناوي في الكواكب الدرية: ((وقال شيخنا العارف الشعراوي: طالعت كثيرا وقليلا من كلام الأولياء فما رأيت أكثر ولا أرقى مشهدا من كلامه)) [ص 156/ 3].
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 04:39]ـ
رأي الحافظ ابن حجر في علي وفا
قال الحافظ وهو يصف شعر علي وفا: ((وشعره ينعق بالإتحاد المفضي إلى الإلحاد، وكذا نظم والده)) [ص 256/ 5]، فالحافظ ابن حجر يصرح بأن شعره صريح بالاتحاد، وهذا لا يخالف ما قررناه في السابق بأنه يقول بوحدة الوجود وذلك لسببين فالأول أن علماء الظاهر يطلقون على القول بالوحدة اتحاد.
والسبب الثاني أن أهل الوحدة يعتبرون الاتحاد أحد مراتب الوجود وقد صرح بهذا علي وفا نفسه حيث قال: (( ... وأما في دائرة الجمع فالحكم الذاتي إحاطي والحكم الصفاتي والاسمى والفعلى فرقي فإذا ظهرت الذات بمرتبة صفاتية استحقت اسمها من حيث ذلك الظهور وإن استحقت اسم مرتبة أخرى من حيث ظهرت بحكمها مع ذلك فأتى الحلول والاتحاد والتوحد من ثم في هذه الدوائر فأما الحلول والمعية فبحكمها الفرقي وأما التوحد والاتحاد فبحكمها الإحاطي. فالحلول غاية المعية والتوحد غاية الاتحاد ولك مقام مقال ولكل مجال رجال " والله بكل شيء عليم " " إنه بكل شيء محيط " وهو هو بما هو هو سيدي وربي هو ملاي وحسبي ليس إلا هو)) [ص 83]
(يُتْبَعُ)
(/)
فهنا يقرر علي وفا الحلول والاتحاد لا على سبيل أن الذاتين تصير ذات واحدة بل بحسب الظهور فإذا الظهر الذات الإلهة بمرتبة فلنقل مثلا ظهرت بـ " أبي سعيد الخراز " يصح هنا أن نقول حلول أو اتحاد بحسب هذا الظهور إن كان أسمائي أو صفاتي لا أن أبا سعيد الخراز والذات صارا شيء واحدا لأنه ذات واحدة ولكن هذا الظهور الذي هو عبد الله أو أبو سعيد الخراز إنما هو أحد مراتب الظهور فلذلك يسمى حلولا واتحادا.
وحتى يتضح هذا المعنى نذكر قول إمامهم الأكبر ابن عربي الحاتمي حيث قال: ((إذا كان الاتحاد صير الذاتين ذاتاً واحدة فهو محال لأنه إن كان عين كل واحد منهما موجوداً في حال الاتحاد فهما ذاتان إن عدمت العين الواحدة وبقيت الأخرى فليس للأول حد فإن كان الاتحاد بمنزلة ظهور الواحد في مراتب العدد فيظهر العدد فقد صح الاتحاد من هذا الوجه ويكون الدليل مخالفا للحس فيكون له وجها كالكناية عن حركة يد الكاتب حسا وبالدليل أن الله خالقهما وأنها أثر القدرة القديمة لا المحدثة الوقوف على هذا القدر من المعرفة بطريق الكشف والشهود لا من طريق الفكر فيسمى اتحادا.
وقد يكون الاتحاد عندنا عبارة عن حصول العبد في مقام الانفعال عنه بهمته وتوجه إرادته لا بمباشرة ولا معالجة فبظهوره بصفة هي للحق تعالى حقيقة تسمى اتحادا لظهور حق في صورة عبد ولظهور عبد في صورة الحق.
ويطلق الاتحاد في طريقتنا لتداخل الحق في الأوصاف والخلق فوصفنا بأوصاف الكمال من الحياة والعلم والقدرة والإرادة وجميع الأسماء كلها وهي له ووصف نفسه بأوصاف ما هو لنا من الصورة العين واليد والرجل والذراع والضحك والنسيان والتعجب التبشبش وأمثال ذلك مما هو لنا فلما ظهر تداخل هذه الأوصاف بيننا وبينه سمينا ذلك اتحادا لظهورنا به وظهوره بنا فيصح قول القائل عن هذا:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا
[كتاب المسائل، مسألة رقم 43، ص 317 / رسائل ابن عربي]
ونلاحظ هنا أن كلام ابن عربي لم يخرج عن كلام علي وفا من حيث أن الاتحاد عندهم لا يصير الذات ذاتين إنما هو أحد مراتب الوجود أو إن شئت قلت أحد مظاهر الحق، فالحلول أو الاتحاد لا ينحصر عندهم بمظهر معين مثل أن تقول أبو سعيد الخراز اتحد مع الله فصار الله فهذا خطأ عندهم إنما الاتحاد أو الحلول بأن يكون أبو سعيد الخراز أحد مظاهر الله وإن شئت قلت أحد مراتب الوجود، وكل الكلام ينطبق على كل موجود، فالحصر هو الذي لا يقول به ابن عربي ومن نحا نحوه.
فعلى هذا الاعتبار لا اعتراض على علماء الظاهر إن سموا وحدة الوجود بالاتحاد لأن أهل الوحدة يطلقون كلمة اتحاد على أحد مراتب الوجود، وقد صرح بعض بالاتحاد وهو يعني وحدة الوجود.
وكما هي عادة الصوفية التشنيع على علماء الظاهر وكأنهم مجموعة جهلة يتبعون الهوى يفترون على الناس مما ليس فيهم فلما قال الحافظ ابن حجر عبارته هذه: ((وشعره ينعق بالإتحاد المفضي إلى الإلحاد)) لم تعجب الصوفية على الرغم أنهم قبلوا منه عندما وصف حاله، وهذا حق مشروع لهم ولكن بطريقة علمية وتحرير للمسألة لا طريقة لبس الحق بالباطل فلما ترجمة يوسف الزرقاني لعلي وفا في كتاب النفحة الرحمانية في تراجم السادات الوفائية وذكر عبارة الحافظ الآنف الذكر قال: ((وقال المناوي: دأب الحافظ ابن حجر أنه إذا ذكر أحدا من الطائفة لا يبقي ولا يذر والله يغفر لنا وله انتهى.
وأقول: هذا من عدم تحقيقه وإتقانه معنى الاتحاد عند الجماعة وقد حققه بقية الحفاظ السيوطي شكر الله مسعاه فقال بعد كلام طويل:
والحاصل أن لفظ الاتحاد مشترك فيطلق على المعنى المذموم الذي أخو الحلول وهو كفر ويطلق على مقام الفناء اصطلاحا اصطلح عليه الصوفية ولا مشاحة في الاصطلاح إذ لا يمنع أحد من استعمال لفظ في معنى صحيح لا محذور فيه شرعا ولو كان ممنوعا لم يجز لأحد أن يتفوه بلفظ لاتحاد وأنت تقول بيني وبين صاحبي زيد اتحاد وكم استعمل المحدثون والفقهاء والنحاة وغيرهم لفظ الاتحاد في معان حديثية وفقهية ونحوية كقول المحدثين اتحاد مخرج الحديث وقول الفقهاء اتحد نوع الماشية وقول النحاة اتحد العالم لفظا أو معنى. وحيث وقع لفظ الاتحاد من محققي الصوفية فإنما يريدون به معنى الفناء الذي هو محو النفس وإثبات الأمر كله لله سبحانه لا ذلك المعنى المذموم الذي يقشعر له الجلد
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أشار إلى ذلك سيدي على وفا فقال من قصيدة له:
يظنوا بي حلولا واتحادا وقلبي من سوى التوحيد خالي
فتبرأ من الاتحاد بمعنى الحلول وقال من أبيات أخر:
وعلمك أن هذا الأمر أمري هو المعنى المسمى باتحاد
فذكر أن المعنى الذي يريدونه بالاتحاد إذا أطلقوه هو تسليم الأمر كله لله وترى الإرادة معه والاختيار والجري على مواقع أقداره من غير اعتراض وترك نسبة شيء ما إلى غيره)) [ص 74 – 76]
فتلاحظ أن المعنى الذي تكلم عنه السيوطي واحتج به الزرقاني هو غير الذي يقول به أهل الوحدة فمن الذي لا يحقق ولا يتقن معنى الاتحاد فكلام السيوطي في وادي وكلام ابن عربي وعلي وفا في وادي آخر فالسيوطي يرجع الاتحاد إلى المرتبة الثالث من مراتب التوحيد بأن لا يرى إلا فاعلا واحدا حيث قال: ((معنى الفناء الذي هو محو النفس وإثبات الأمر كله لله سبحانه)) وهؤلاء في المرتبة الرابعة من المراتب الوحيد فلا يرون إلا وجودا واحدا، وشتان بين الأمرين فلم يتطرقوا كلامهم عن الاتحاد بحرف واحد مما قاله السيوطي في تصحيح عقيدة الاتحاد.
علي وفا والسماع
لقد كان علي وفا من المولعين بالسماع حتى أنشأ الألحان قال السخاوي في الضوء اللامع ينقل عن الحافظ ابن حجر قال: ((وقال في معجمه أنه اشتغل بالأدب والعلوم وتجرد مدة وانقطع ثم تكلم على الناس ورتب لأصحابه أذكاراً بتلاحين مطبوعة استمال بها قلوب العوام ونظم ونثر .. الخ)) [ص 22/ 6]
وكان علي وفا أيضا يرقص بالسماع أثناء السماع بالدف والشبابة قال محمد الشاذلي التونسي في رسالة فرح الاسماع برخص السماع في رسالته هذه تحت عنوان: ((قلت: وسمعت من غير واحد عن الشيخ الإمام قاضي القضاة: شمس الدين البساطي رحمة الله عليه أنه كان يرقص في السماع بالدفوف والشبابة، وأخبرني من شاهده وهو معتنق مع ولي الله الكبير الشهير سيدي: علي بن وفا: رضي الله عنه يرقصان بالدف والشبابة، وهذا مشهور عنه)) [ص 79]
وقال العجلوني في كشف الخفاء عندما تكلم على حديث: ما وسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن: ((ونقل عن خط الزركشي أن بعض العلماء قال انه حديث باطل وأنه من وضع الملاحدة وأكثر ما يرويه المتكلم على رؤوس العوام علي بن وفا لمقاصد يقصدها ويقول عند الوجد والرقص طوفوا ببيت ربكم)) [ص 255 – 256/ 2]
مما مر يتبن لك مكانة علي وفا عند المتصوف وكيف لا تكون له مكانة وهو أحد سلسلة الرجال الذين يوصلون إلى الطريقة الشاذلية وقد عده ابن عجيبة من أحد رجال الطريقة الشاذلية كما مر في مقدمة البحث، فمن الطرق الفرعية للطريقة الشاذلية يكون اتصال السند إلى أبي الحسن الشاذلي عن طريقه؛ الطريقة العلوية الدرقاوية الشاذلية، والطريقة العاصمية الدرقاوية الشاذلية.
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وسلم.
===========
أبو عثمان
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 07:07]ـ
جزاك الله خيرا، وبانتظار المزيد من فوائدك وتنبيهاتك
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 03:37]ـ
وإياك شيخ محمد وأبشر إن شاء الله تعالى سوف نضيف المزيد من رجال التصوف الذين لا يعرفون وهم يدور عليه التصوف
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:22]ـ
اخي الكريم جزاك الله خيرا،
اقترح تغيير العنوان الى فلان تحت المجهر اواراؤه في ميزان الشريعة بدلا من الثناء عليه بانه العارف بالله مادام انه على ضلال وانحراف عن منهاج اهل السنة والجماعة
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:36]ـ
بارك الله فيك العنوان له مغزى وهدف.
وهذا لتعرف أن الصوفية عندما يطلقون على أحد العارف بالله ماذا يكون، والعارف بالله هذا اصطلاح عند الصوفية يطلقونه على من يصل مقام معين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 06:13]ـ
اخي الكريم وفقك الله
انا اعرف ان العارف بالله هذا اصطلاح عند الصوفية يطلقونه على من يصل مقام معين
ولكن الاترى بانه لوقيل شيخ الطريقة فلان تحت المجهر اما كان اولى
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 03:12]ـ
جزاكم الله خير(/)
شرط صحة الجمعة والسلطة القائمة ..
ـ[البريك]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 04:38]ـ
الموضوع:
وزير الأوقاف الجزائري: لا جمعة لمن لا يعترف بسلطة الدولة!
طالب وزير الأوقاف الجزائري ''بوعبد الله غلام الله'' أئمة المساجد الذين لا يعترفون بسلطة الدولة بتحويل صلاة الجمعة إلى الظهر. وأوضح خلال اجتماعه بكوادر الوزارة أنه نصح أحد الأئمة في إحدى المرات تعليقا على مضمون خطبة ألقاها بأن ''يصلي الجمعة ظهرا؛ لأن محتوى هذه الخطبة لا يعترف بالدولة ... وعدم الاعتراف بالدولة لا يتسق مع إقامة صلاة الجمعة''. حسبما نقلت عنه الصحف المحلية. وبحسب المتتبعين للأوساط الدعوية في البلاد فإن تصريحات الوزير موجهة إلى الأئمة السلفيين الذين لا يتبعون المذهب المالكي (المذهب الرسمي للدولة)، ويأخذون بفتاوى كبار علماء الدعوة السلفية بالخارج خاصة في السعودية، وهو ما يشكل في نظر السلطات مساسا واضحا بقيم و مبادئ الجمهورية وعدم اعتراف بسلطة ''ولي الأمر''
............
تعديل من المشرف
المصدر:
http://www.attajdid.ma/def.asp?codelangue=6&infoun=36701(/)
محاضرة قيّمة قديمة لشيخنا العلامة سفر الحوالي .. (دراسات المستقبل)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 09:38]ـ
محاضرة للعلامة الشيخ
سفر بن عبد الرحمن الحوالي
بسم الله الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى أهله وأصحابه أجمعين.
أما بعد أيها الإخوة الكرام:
فنحمد الله سبحانه وتعالى الذي جمعنا بكم هذه الليلة، ونسأل الله عز وجل بمنه وجوده وكرمه أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا أئمة للمتقين إنه سميع مجيب.
الموضوع الذي نريد الحديث عنه الليلة، موضوع كبير وخطير ومهم لكل من يدعون إلى الله تبارك وتعالى ومن يهمه أمر هذه الأمة ومستقبلها وشأنها، ولن نستطيع بطبيعة الحال أن نوفي الموضوع حقه، ولكن نرجو أن نوفق بإذن الله تعالى إلى أن نعطي كل أخ مسلم فكرة عنه بحيث يكون هذا دافعا له لمزيد من البحث والتحري والاهتمام، فإن أول ما تظهر الأعمال العظيمة - وكل أمر هذه الأمة يحتاج أعمالا عظيمة - أول ما يكون ذلك هو الفكر ثم يأتي الاهتمام ثم يكون العمل بإذن الله وحده، وهذا ما نرجو أن يكون وما ذلك على الله بعزيز.
أيها الإخوة الكرام:إن التطلع إلى المستقبل والتشوق إليه والتشوق إلى معرفته أمر مفطور في النفوس جميعا، فليس من البشر أحد إلا وهو يتطلع ويشتاق إلى معرفة ماذا سيكون له أو لأمته أو لغيره، وهذا أمر ركبه الله سبحانه وتعالى في النفوس وهو من حكمة الله عز وجل ولذلك نجد أن الناس تنوعت مصادرهم في هذا كما سنبين إن شاء الله أو تحسّر من تحسر على فقده كما كانت عادة العرب، ظهر ذلك في شعر زهير بن أبي سلمى
وأعلم ما في اليوم والأمس قبلهم
ولكنني عن علم مافي غدٍعمي
كلٌ مشتاق إلى ذلك.والله تبارك وتعالى قد بين لنا أصلا كليا عظيما من أصول هذا الدين، التي يجب على كل مسلم أن يعتقدها، وهو أنه لا يعلم الغيب إلا الله " قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله "، "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين " فالغيب لله تعالى وحده ولكن فضل الله تبارك وتعالى عظيم، فإنه يطلع بعض رسله ويطلع بعض أوليائه على شيء مما قد يحدث كما قال سبحانه وتعالى: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " وذلك من المبشرات وهي الرؤى الصالحة، ومن ذلك ما أخبر به الأنبياء مما أطلعهم الله تبارك وتعالى عليه من أمور الغيب وما سيقع، إلا أن هناك أمور اختص الله تبارك وتعالى بعلمها فهي من الغيب المطلق الذي لا يطلع الله تبارك وتعالى عليه أحد، ومن ذلك: علم الساعة، متى تقوم؟ فهذه علمها عند الله لا يجليها لوقتها إلا هو تبارك وتعالى، والناس اختلفوا في هذا اختلافا عظيما وتباينوا فيه فإن هذه الحاجة الفطرية في النفوس لمعرفة الغيب دفعت كل أحد إلى أن يسلك طريقا لمعرفته بحق أو بباطل فاختلط الحق بالباطل أو الحابل بالنابل كما يقال في قديم الدهر وحديثه.
وهذا شأن كل قضية من القضايا الاعتقادية كالإيمان بالله وملائكته والإيمان بالقدر وغيرها من الأمور التي ضلّ فيها الناس واختلفوا، مع أن الحق فيها واضح قائما والحمد لله. ولذلك نستطيع أن نوجز تقسيم مصادر علم الغيب أو معرفة المستقبل الواقع لأنه لا حديث لنا عن الغيب الماضي، الحديث عن الغيب الماضي وهو عن نشأة الكون وبداية الخلق لا شأن لنا به، وإنما الكلام عن المستقبل.
فالناس تنقسم مصادرهم لمعرفة هذا إلى ثلاث مصادر بحسب الحق والباطل الذي فيها.
1. النوع الأول من المصادر:
مصادر باطلة قطعا وما توصل إليه فهو باطل، ومن ذلك ما تعودته كثيرا من الأمم في القديم والحديث من السحر معرفة الغيب أو ادعاء ذلك عن طريق الكهان والتنجيم والسحر، عن طريق الشعوذة،عن طريق خط الرمل، عن طريق سر الحروف، هذه الأنواع موجودة ومشهورة عند أهل الكتاب وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك ما تقرأون جميعا إذا قرأتم في أول تفسير الطبري وأشار إليه ابن كثير رحمه الله في أول التفسير عند قول الله تبارك وتعالى" الم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" كيف ظن اليهود أن هذه الحروف المقطعة رمزا لملك هذه الأمة وأنها ستبقى كذا وكذا أعواما، قدروها أول الأمر 250 عاما إلى 400 إلى 700 على اختلاف الروايات واختلاف الأمم في دلالة الرموز، لأنها تختلف دلالة الرموز والحروف، وهذه الدلالة القديمة موجودة في كتب أهل الكتاب، كون الحروف رموزا إلى حقائق أو إلى علم الغيب كما يزعمون عند أهل الكتاب في كتبهم وهي موروثة عن قدماء الصابئة، والأمم السابقة كالبابليين والكردينين وأمثالهم من الوثنيين، فإنهم كانوا في شعوذتهم وتنجيمهم كانوا يستخدمون حروف الجمل، مثل هذه الذي تكتب: أبجد هوز حطي كلمن .. ويرمزون بكل حرف برمز، وفيها يقولون: إنها تحتوي على أسرار ما كان وما سيكون وما من مسلم والحمد لله إلا وكان يعلم أن رسول الله ? قال: " من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ".
ومع ذلك فإن هذا واقع وأشهر ما يذكر في هذا على سبيل التمثيل الموجز " القبالة اليهودية " التي قد تكتب " كبالة" باعتبار الحروف اللاتينية هذه الكبالة علم سريّ عند اليهود يعتمد على السحر وعلى الطلاسم ويزعمون أنهم به يكتشفون ما سيقع في المستقبل و يأولون رموزا موجودة في المزامير وفي الأسفار القديمة،مثل سفر " دانيال" أو غيره وكذلك ورث هذا العلم وجزء منه يورثه النصارى وأضافوا إليه ما أضافوا مثل رؤيا "يوحنا" المشهورة وهي آخر ما يوجد في العهد الجديد أو الإنجيل من الرسائل، موجودة لمن أراد أن يطلع عليها.
والمقصود أن هذا العلم كما يسمونه: العلم الباطن، والله سبحانه وتعالى قد سماه علما أو ذكر أنه علما، وإن كان ليس حقا " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر "، فالمقصود إن هذا كان متفشيا في الأمم من قبل، ثم ظهر وتفشى في الأمة الإسلامية مع الأسف الشديد أظهر ذلك الرافضة، عندما ادعوا أن لديهم كتاب " الجفر والجامعة " وأن في الجفر يوجد خبر ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة، وأن هذا الجفر منسوب إلى جعفر الصادق، كتب فيه الملاحم إلى قيام الساعة، ويوجد لديهم بعض النسخ إلى الآن في بعض المكتبات، يقال أن هذا الجفر بعضهم يفك رموزه ويحللها على أنها أحداث معينة وقعت أو ستقع، وهو لا شك أن الرافضة والشيعة، الذين كانوا مبتدأ الأمر كما تعلمون هو فكر عبد الله بن سبأ اليهودي، أن هؤلاء تأثروا جدا باليهود وما عندهم وأخذوا منهم، هذا من جملة ما أخذوا منهم مثل هذا الادعاء، ويزعمون أن أهل البيت يعلمون الغيب وما كان وما سيكون، وأن هذا العلم المخفي الخاص المضروب به على غير أهله الذي لا يطلع عليه سواهم وقد ادعى ذلك أيضا الصوفية: فإنهم زعموا أن أولياءهم وكبراءهم يعلمون ذلك بطريق كشفي أو بطريق كسبي، ومن ذلك ما هو مشهور عن ابن عربي وابن سبعين وأمثالهم ممن كتبوا في هذا، وقد عظمت الفتنة في ذلك، ومن العجيب لعلكم تذكرون أنه عند بداية أزمة الخليج الماضية شاعت بين الناس أبياتا فيها نسبت لابن عربي لعلكم تذكرونها.
وشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وقف لهؤلاء جميعا بالمرصاد وبيّن باطلهم وزيّف كلامهم حتى أنه رحمه الله دعاهم إلى المباهلة فيما يدّعون من أخبار ويزعمون بما يقع في آخر الزمان وفي نهاية أمر هذه الأمة وشأن روادها وملوكها، وهذا موجود في الجزء الرابع من مجموعة الفتاوى صفحة 83 وما بعدها. ومثلهم أيضا الرفاعية وأشباههم، فانتشر هذا عند الصوفية كما انتشر عن الرافعية وانتشر هذا عند العامة و الخاصة كما قال ابن خلدون: أكثر وأول من يهتم بأخبار المستقبل وقيام الدول وسقوطها هم الملوك والحكام الذين طبعا ليسوا على عقيدة صحيحة يهتمون بأمر ملكهم كم سيبقى؟ وكم سيأتي بعدهم من ملوك؟ إلى آخر ذلك. لكن الأمر شاع وانتشر حتى أصبح أيضا بين العامة وتعجبون لو قرأتم كلام ابن خلدون عندما يقول: إنه يمر كهان أو منجمون جوّالون يتجولون في الأسواق ويستدعون الناس ويقولون نحن نخبركم بالأحداث التي تهمك ويأتيهم الناس يعطونهم النقود ويطلعون - بزعمهم - على ما سيقع لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الذي أخبر عنه ابن خلدون تفشّى في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وهو في الحقيقة لا يزال إلى الآن متفشيا في أكثر العالم الإسلامي، لا نقول بوادي ففي هذه البلاد هنا منتشر في البوادي لكن حتى لدى الخاصة أو الطبقة المثقفة في غير هذه البلاد منتشر وموجود بل إن هناك في بعض هذه الدول معاهد أو مدارس تسمى المعاهد الفلكية أو المدارس الفلكية مختصة في هذا النوع من الدجل والشعوذة والرجم بالغيب لإفساد عقائد الناس وابتزاز أموالهم وهذا لا شك ولا ريب أنه خدعة شيطانية يريد الشيطان أن يخرج الناس بها عن الاعتقاد الصحيح وأن يوقعهم في حظائر الشرك والمشركين ولهذا ينتج عن هذا النوع الذي هو الخرافات والأساطير والشعوذات أي النوع الذي هو المصدر الباطل ينتج عنه فساد العقيدة وهو أعظم فساد يقع في الأرض هذا النوع يعني بإيجاز:
2. النوع الثاني: هو المصادر الظنية:
لا نقول أنها باطلة ولا نقول أنها يقينية لكن نقول ظنية لماذا؟ سنبين عندما نذكر أنواعها وتفصيلها.
• النوع الأول من المصادر الظنية لمعرفة ما سيقع بإذن الله تعالى هو: الرؤى والمنامات الحقة، وليست أضغاث أحلام. فهذه الرؤى مبشرات كما أخبر النبي ولا يستطيع أحد أن ينجم بأن تأويلها كذا إلا إذا كان بوحي فرؤيا الأنبياء وحي لا شك في ذلك ولذلك تفسير الأنبياء وحي كما فسر يوسف عليه السلام فتفسيرهم الحق لكن ما عداهم مهما كان محدثا أو معبرا فإن كلامه يحتمل الخطأ والصواب ومن هنا فإن هذا يدخل في النوع المظنون، ولكن من الناس ما يوفقه الله تعالى فيكون تأويله في الغالب صوابا، ومنهم ما يكون دون ذلك، والنبي ? كما تعلمون صحح تأويل أبو بكر وهو أفضل هذه الأمة بعد رسولها فلم يكن تأويله مطابقا 100 % بالدقة، وهذا دليل على أنه لا يصح ولا يمكن لأحد بعده أن يدعي أن تأويلاته للرؤى صحيحة وسليمة 100 %.
• النوع الثاني: هو ما عند أهل الكتاب من أخبار مما لم يأت في ديننا ما يدل على بطلانه لأن ما عند أهل الكتاب من أخبار إما أن يأتي بشرع ودين مما يدل على أنه حق وصواب، فإنه حق لأن ديننا دل على ذلك، والآخر المسكوت عنه الذي لم يأت ما يؤيده وما يبطله، فهذا يظل نوع من الظن لا نستطيع أن نأتي ببطلانه لأنه احتمال أن يكون من بقايا الحق الذي لديهم ولكن لا نثبته، لأننا نعلم قطعا أنهم قد حرّفوا وبدّلوا، وجائز أن يكون هذا مما أضافوه وكتبوه إما بألفاظه وإما بتأويله وهذا وارد وعلى هذا نقيس كل ما يقال عن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه وعن أمثالهم من أخبار الملاحم والفتن التي تكون وتقع في آخر الزمان.
• النوع الثالث: هو الدراسة العملية التي يمكن أن نسميها " الاستنباط العقلي " أو الاجتهاد بالنظر في سنن الله الكونية فإن الله تبارك وتعالى جعل سننه في هذا الكون لقيام الدول ولسقوطها ولحياتها ولنمائها .. لكل أمر من هذه الأمور فلله تبارك وتعالى أسرار وحكم ونواميس وسنن جعلها وبقدر ما يدركها الناس ويعرفونها يستطيعون أن يصلوا إلى الحق، مثل ما كتب ابن خلدون فابن خلدون - رحمه الله - كتب باجتهاد فيما ظن من أحوال العالم عن قيام الدول والحضارات وعن سقوطها، وهذا النوع توصل الغربيين - على ما سنشير إليه إن شاء الله - وكتبوا و أفاضوا فيما بعد ذلك و المقصود: إن هذا النوع لا يدخل في الغيب ولا في التنجيم ولا في الكهانة ولكن أيضا يقينيا وليس بوحي، و إنما هو استنباط من الحق أي من الوحي أو استنباط من الواقع فيتأملون أحوال الأمم لماذا افتقرت هذه الدولة مثلا؟، لماذا تدمرت هذه الحضارة؟،
لماذا قامت؟ فيستنبطون يستنتجون، وقد يصلون لشيء من الحق ومن الصواب بقدر ما يعطي الله تبارك وتبارك وتعالى المرء منهم من فهم لكتاب الله وسنة رسوله أو فهما في تحليل الواقع - واقع هذه الأمم - وكيف تعيش وكيف تتدمر. هذا أيضا نوع من أنواع المصادر الظنية التي تقبل الخطأ و تقبل الصواب لكن الغربيون ركزوا عليه وشددوا عليه تشديدا مطلقا كما سنبين إن شاء الله.
3. المصدر الحق: وهذا هو النوع الثالث من المصادر.
(يُتْبَعُ)
(/)
المصدر الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، ومن فضل الله عز وجل على هذه الأمة، بل على العالم أجمعين أن بعث محمدا ? كما قال " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " فمن هذه الرحمة أنه ? أخبر هذه الأمة بما تحتاج إليه مما كان ومما سيكون، فلم يقتصر تعليمه ? ورحمته بهذه الأمة على الإخبار عن الله تبارك وتعالى وعن اليوم الآخر وعن الإيمان وعن الشرائع والأحكام والحلال والحرام، بل أيضا أخبرهم ? عن كل ما يصلحهم في أمور دنياهم، فأخبر ?بذلك بعضها تفصيلا وبعضها إجمالا أو إشارة وكل ذلك بحكمة كله حكمة بمقتضى الحكمة ومقتضى الرحمة فإن الفتن المضلة الكبيرة التي تعمي وتصم وتظهر أخبر عنها رسول الله ? تفصيلا حتى لا يقع فيها أحد سواء كانت أحداثا تقع أو كانت بدعا مثلا فالأمثلة لا تخفى عليكم مثلا: فتنة المسيح الدجال فصّل النبي ? القول فيها لعظم شأنه لأنه كما قال النبي: " ما من نبي إلا وقد حذر أمته من فتنته " فصّل النبي كل ما تحتاج إليه الأمة من أين يخرج؟ من الذين يتبعونه؟ ما هي المخاريق التي يأتي بها؟ وكيف تكون نهايته وقتله إلى غير ذلك.
ومما هو معلوم ومما صح عن رسول الله من أحاديث الفتن أخبر ? مثلا عن فتنة الخوارج لأن الغلو أهلك من كان قبلنا كما أخبر النبي وهذه الأمة يمكن يقع ذلك فيها أيضا فأخبر النبي بالخوارج وصفاتهم وبفتنتهم فلما ظهروا كانوا كما قال النبي ? حتى أن عليا رضي الله عنه أمر أصحابه بالبحث عن ذي الثدية - تصغير ثدي - فلم يجدوه فقال: والله ما كذبت ولا كُذِبت، فبحثوا عنه حتى وجدوه في ساقية تحت القتلى فأخرجوه فإذا في عضده مثل الثدية فعلموا أنه هو الذي أخبر عنه الرسول، انظر كيف كان على التفصيل بالحديث عنه.
أخبرهم ? بالافتراق والفتن ليحذرهم منها ولينذرهم وليلزمهم باتباع السنة، اتباع الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا افتراق عنه ولا يجوز التفرق فيه فأخبرهم بذلك ?
أخبرهم ? أيضا بالتفصيل أنهم سيفتحون الأرض المعمورة وأن الروم سوف يقتلونهم في آخر الزمان وقد جاء ذلك أيضا بأحاديث كثيرة مبين فيها كيف ستكون المعركة والمدن التي تكون أين سينزلون وكيف تكون المعركة عند القسطنطينية أو عند روميا والأحداث المهمة في ذلك الزمان بيّنها رسول الله. أيضا لشدة حاجة الأمة إلى معرفة عداوة الروم لهذا الدين وأنهم سيظلون العدو اللدود الأبدي لأن الروم كما لا يخفى عليكم كان هرقل زعيمهم وملكهم ولما وفد إليه كتاب رسول الله بعد أن رأى الرؤيا وأخبر أن ملك الختان قد ظهر وهذا شاهد كما ذكرنا من علم الغيب ممكن أن يطلع عليه إذا أراد الله سبحانه وتعالى لحكمة منه فرأى رؤية أزعجته وعلم أن مُلك مَلِك الختان أو أمة الختان سيظهر ثم كان لقاؤه بأبي سفيان رضي الله تعالى عنه ودار بينهم ما دار من الحديث الطويل المشهور واشتمل على دليل عظيم من دلائل النبوة ومن ذلك الحين عندما أبوا الإسلام مع معرفتهم بأن رسول الله حق.
وهؤلاء يظلون العدو الأبدي لهذا الدين لا يفصل بيننا وبينهم إلا نزول عيسى عليه السلام لأنه سوف يتبرأ منهم في الدنيا قبل الآخرة فهو الذي يقتلهم ويقتل خنزيرهم ويحطم صلبانهم ويضع الجزية، أي: توثق الجزية فلا يقبلها منهم لأنهم كما ترون الآن وفي كل العصور ينتسبون إليه وباسمه يبيدون المسلمين في كل مكان ولشدة عداوتهم وعظيم ضررهم - من حكمة الله تبارك وتعالى - هو الذي يقاتلهم بعد أن يأتي مجددا ومتبعا لشريعة محمد ? فيصلي خلف المهدي كما قال النبي في الحديث الصحيح: "وإمامكم منكم "، ويصلي عيسى خلف المهدي من هذه الأمة ليعلم الناس جميعا أن عيسى تابع لشريعة محمد ?.
فأخبر النبي بهذا وقد صح عنه ? أنه أخبر بما كان وبما هو كائن خبرا طويلا عظيما كما في البخاري ومسلم ورواه أحمد وغيرهم أنه ? خطب الناس وفي رواية مسلم والمسند أنه صلى الفجر ثم خطب الناس حتى جاء وقت الظهر ثم نزل فصلى ثم خطب الناس حتى جاء وقت العصر ثم نزل ثم خطب فصلى حتى غابت الشمس فأخبرهم بما كان وما سيكون وفي بعض الروايات قال: حتى دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
سبحان الله انظروا هذا التفصيل العظيم العجيب ولهذا قال الصحابة فأعلمنا احفظنا. فحفظوا منه من حفظ وبعضهم لم يحفظ.
المقصود أن هذا قد أخبر به ?، فكل ما يحتاجون إليه بالتفصيل ذكره تفصيلا وما كان دون ذلك فهو بحسبه وما على الأمة إلا أن تتحرى وتجتهد معرفة وتمييز الصحيح من الضعيف أو الموضوع من هذه الأخبار، فتتلقى الصحيح الثابت - عموما والحسن - تتلقاه بالقبول وتؤمن به وما عداه فإنها ترده ولا تقبله، وهذا حق، فهذا مصدر يقين وحق لأنه ممن لا ينطق عن الهوى ? إنما يظل الخلاف وهو موضع الاجتهاد في ماذا؟ في تفسيره؛ كيف نفسره؟ وهذا له قواعد أحب أن ألفت نظر الإخوة إليها لتفسير ما ورد عن الرسول من أحاديث الفتن، قواعد علمية لا يجوز للإنسان أن يغفل عنها وأن يفسرها بهواه وقد ضل كثير من الناس في القديم والحديث عندما يفسر ما جاء عن النبي ? فضلا عن المنامات أو الأحلام بمقتضى آرائهم أو أهوائهم من غير اعتماد على منهج صحيح من العلم من اللغة أو من كلام العلماء أو من دلائل الواقع.
الحقيقة كل ما تقدم هو مقدمة لنصل إلى صلب الموضوع وهو موقف الغرب من دراسات المستقبل وموقفنا نحن من هذا العلم أيضا. ماذا عمل الغرب وما هي مصادر هذا العدو اللدود - الغرب -؟
يتبع .. مع الجزء الثاني والثالث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 09:40]ـ
الجزء2
وما هي مصادر هذا العدو اللدود - الغرب -؟
1. الخرافات والأساطير بقيت عندهم، المصدر القديم بقي عندهم لأنهم هم اليهود والنصارى وورثوا ميراث أولئك وزادوا عليه من الخرافات، فهم يعتمدون على الكهان يعتمدون على التنجيم يعتمدون على الأساطير يعتمدون على كل الوسائل التي قد تخطر على بالكم وقد لا تخطر.
بهذه المناسبة ألتقط لكم مثالا حيا، الليلة طبعا في أمريكا حدث كبير جدا، الليلة انتخابات كل واحد من الطرفين لديه عدد كبير من المنجمين والمنجمات والساحرات يخططون لهم من شهور ويتنبأون بفوزه في الحملة الكلية أو في ولاية كذا دون كذا.
وهذا معروف ومن لوازم البيت الأبيض الأساسية. الكواهن والكاهنات والسحرة وهذا نُشر وكُتب وموجود في كتب، يعني لا ينكرون ذلك.
إنهم يعتمدون في التخطيط السياسي على الكهنة وعلى أخبار السحرة والمنجمين والمشعوذين بنفس الطريقة القديمة، الطريقة التي يتحدث عنها العجائز أو من أثر فيهم المشعوذون: المطالع والقرانات وحركات الكواكب والأفلاك، يعني أن هذا المصدر ما زال موجودا.
• مثلا: المذنبات وكون المذنب دليلا على حدث ضخم يقع في الأرض ويتأول الناس في كل ذلك ما يتأولون هذا موجود عندنا عند العجائز عند كبار السن وهو متداول من القديم إلى الآن.
أيضا الغربيون عندهم هذا الاعتقاد، مذنب " هالي" مثلا لما ظهر كل مرة يظهر يعتقدون أنه يتلازم مع ظهوره وقوع أحداث دولية أو سياسية كبيرة - وهذا دليل على أن الخرافة واحدة - وإن كانت في ثوب عصري وبمكان عصري ولعل بعضكم ما زال يذكر بعض الكتب التي تقرأ ويقرأها العامة فيها الملاحم مثل ملحمة " التبع حسان " هذه الملحمة موجودة في كتاب (الزبير سالم) وهو من كتب الخرافات التي تقرأ فيها كيف سيأتي ملك بني أمية وكيف يظهر الرسول ? ثم يأتي ملك بني أمية ثم بني العباس ثم إلى ظهور المهدي وظهور عيسى في آخر الزمان، ومثل هذا كثير.
مثلا ابن خلدون مثّل لهذا أيضا بأنواع من الشعر كثيرة لديهم هنالك بالمغرب بنفس هذه الصورة من الدجل أو حق مشوب بالباطل وهذه الظنون والخرافات التي مصدرها ربما يكون كما هو معلوم أن هذه الأشعار والأخبار كتبت بعد الإسلام أصلا - لكن تفترض أنها كانت قبله - مثل ما حدث في " شق وسطيح " وغيرهم من الكهان، نقول مثل هذا موجود عند الغرب بل في صورة أعمق وبطريقة أدق عندهم لأنهم كما تعلمون يهتمون بتحليل كل شيء حتى الخرافة.
من ذلك أن رجلا غريبا ظهر قبل أكثر من مائتين سنة في أوربا وألمانيا وذهب إلى الكنيسة ودرس في الفاتيكان يسمونه " انوستردامث " هذا كتب كتاب يتنبأ فيه بأحداث وزعم أن ما يتنبأ به ليس مجرد أخبار وآراء أو تنجيم أو كهانة، إنما فيه أيضا من نور النبوة فيه من الوحي ويحتمل أن يكون أخذ تفسيره عما عند أهل الكتاب بل يحتمل أيضا أن يكون اطلع على ما كتبه المسلمون في هذا مما هو مأخوذ من أحاديث الفتن والملاحم وغير ذلك.
فهذا الرجل هو الحديث والشغل الشاغل لكثير من الدارسين والمحللين الغربيين في أوربا وأمريكا وقد عملوا له فيلما ولعل الفيلم لعل بعضكم قد رآه وقد رأيته الحقيقة بنفسي فتتعجبون عندما ترون هؤلاء كيف يفكرون قال هذا الرجل مثلا: أن الثورة الفرنسية سوف تقوم، إن نابليون سوف يظهر، إن الدولة العثمانية حالها كذا، إن أمريكا عالم جديد سيُكتشف أو أُكتشِف، سيكون العالم الجديد، سيكون فيه فلان الزعيم وفلان من الزعماء الذين قد يكونوا لم يظهروا في هذا الوقت إلى أن قالوا وذكر مقتل جون كيندي وأخبر في آخر الأمر بأن دمار أوربا سيكون على يد رجل يظهر من الشرق.
2. المصدر الثاني عندهم: ما في كتبهم المقدسة من نبوءات:
(يُتْبَعُ)
(/)
قد أبرزوا ذلك حتى في رؤيا " يوحنا " أو رؤيا " دانيال " ظهر ذلك جليا في أثناء الحرب بينهم وبين العراق التي يسمونها حرب الخليج لكن حرب الخليج حربين، كثرت الحروب - نسأل الله العافية - المقصود: الحرب الأخيرة هذه ظهر في الأساطير والنبوءات ظهر ظهورا عجيبا في تلك الأيام أظهروا فيها مكرهم، عندما أظهروا كيدهم ومكرهم وما في أنفسهم من حقد وتولى ذلك الإنجيليون الأصوليون الذين يؤمنون بحرفية ما في هذه الكتب فقالوا هذا العالم الإسلامي هو الخطر وهو مصدر الشر كما قال هؤلاء وأن المسلمون هم الوثنيون الذين لابد أن يدمروا وأن هذه الحرب ستكون تمهيدا لنزول المسيح وإذا نزل يرفع المؤمنين به وهم النصارى إلى السحاب ولا يبقى إلا الوثنيين - يعني المسلمين - ثم يدمرون تدميرا كاملا.
وقالوا: إن ما ورد في رؤيا يوحنا من النار المتقدة بالكبريت تعني الحرب النووية التي سوف تستخدم في الحرب يعني أبرزوا هذا الكلام حتى قبل أن توشك الحرب وهيأوا أذهان الناس في أمريكا وغيرها لقبول خيار الحرب وأنه لابد من الحرب حتى ينسحب العراق ولابد من الحرب لتدمير هذه القوة وأن " بابل الزانية " والذي يكثر ذكر بابل الزانية في كتبهم أنها هي هذه بابل فالعراق لا بد أن تضرب ولا بد أن تدمر وغير ذلك الصهيونية واليهود يستخدمونهم ويسخرونهم لمآرب لهم تلتقي أهدافهم لكنهم أرادوا بهذا لا نقول تدمير العراق أو القضاء على العراق - هذا هدف مبدئي قريب - إنما يريدون أصلا تدمير العالم الإسلامي ويكون هذا نموذج له.
فالنموذج لديهم إما أن يكون الخميني: العنف والإرهاب والدموية، هذا هو الإسلام، وإما أن يكون ذاتي، هذا هو الإسلام: الإرهاب واستاجار كارلوس، هذا هو الدين هذا هو الإسلام.
وإما أن يكون صدام أو غير صدام فيقال هذا هو الإسلام وهذا هو الجهاد المقدس قد أعلنه صدام فيجب أن نقضي عليه.
يعني: أي واحد يأتي، فأي فرصة ينتهزونها لإبراز أن الإسلام هو العنف والدموية والإرهاب وسفك الدماء هو العدو الذي يجب أن يقضى عليه، يستغلون أي شيء.
فعندما كان الخميني، كان صدام بالنسبة لهم هو المُحِق المصيب أو المظلوم في هذه الحرب الذي يطالب بإيقافها من طرف واحد وهو عادل ومنصف واستجاب لمطالب الأمم المتحدة في هذا وهو مع الشرعية الدولية.
فلما أرادوا تحويله أصبح هو الديكتاتور والسفاح وصاحب بابل الزانية وكل لقب من الألقاب والوحش لأنهم عندهم رؤية من رؤى يوحنا الوحش هو النبي الكذاب إلى غير ذلك يعني أوّلوا كل التأويلات عليه.
إذاً عندنا نوع إنجيليون حمقى يؤمنون بهذا الكلام حرفيا ويتأولون بالأهواء وعندنا الساسة الخبثاء الذين يستغلون من النصوص وكلام الإنجيليين لأغراض وأهداف، كل هذه تلتقي (الأهداف) في النهاية على تدمير هذه الأمة وتجميع القوى وتهيئة جميع الشعوب الغربية لتصدق أن هذه الأمة هي العدو الذي لابد أن يُقضى عليه قبل أي مشكلة من المشاكل التي يعاني منها الغرب، هذا النوع الثاني.
3. النوع الثالث من أنواع الدراسات المستقبلية الغربية: هو الدراسات التي أشرنا إليها من قبل في النوع الظني، وهي الدراسات المعتمدة على الاستنباط والاجتهاد والنظر في سنن الله الربانية، يعني دراسات علمية.
هذا النوع ظهر أيضا في أوربا وكثر المتكلمون فيه من الفلاسفة الذين يسمونهم فلاسفة التاريخ، يعني يتأملون كيف تجري أحداث التاريخ، وكلهم تأثر من قريب أو من بعيد بابن خلدون كيف تكون أحداث التاريخ.
مثلا: هيجل المفكر الأوربي المشهور يقول إن العالم صراع النقائض فيما بينهم في النهاية ينتهي بقيام دولة بروسيا التي كان فيها فهي الدولة النهائية التي ينتهي عندها حلم البشرية لأنه كان يعيش في ظله.
هذا الكلام أخذه " كارل ماركس " وجعله في صورة أخرى، إن المتناقضات هي همّ الطبقة العاملة والطبقة الرأسمالية، وأن الدولة التي ينتهي عندها التاريخ وتكون نهاية العالم هي الدولة الشيوعية.
الحمد لله قُضي عليها كلها وذهبت لكن هذا هو تفكير الأوربيين في دراسة التاريخ، هؤلاء فلاسفة، ظهر بعد ذلك باحثون ليسوا بفلاسفة لكنهم باحثون لا يعتمدون منهجا فلسفيا معينا لكن أكثر وأدق استنباطا في سنن الله أو في التاريخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أشهرهم هو المؤرخ البريطاني المشهور " أرنولد توبي " هذا درس الحضارات جميعا درسها وتأمل فيها واطلع على أحوالها وذكر كيف يمكن أن تسقط الحضارات وكيف يمكن أن تقوم وتنبأ فيما تنبأ بسقوط الحضارة الغربية، وتنبأ فيما تنبأ بأن المسلمون سيكونون عدو المستقبل أيضا، وإن كان في كلامه بعض اعتراف بالحق لكن عندما ذكر أن الغرب سوف يسقط بسبب الخمر وبسبب الفواحش والانحطاط الأخلاقي وأن المسلمون سلموا من هذا يعني هذه أحد العوامل ولاشك بها يرث المسلمون الأرض بإذن الله تبارك وتعالى.
تونبي المعروف عند الناس أنه مؤرخ وعالم هذا المعروف، لكن في الواقع كان المستشار لوزارة المستعمرات البريطانية ومن خلال ما يقرب من حقائق يستنتجها تخطط السياسة البريطانية فلما انتهى عصر الاستعمار البريطاني نقلت الملفات والخبرة والوسائل وكل شيء نقل إلى أمريكا و" كوبلنت " أشار إلى هذا في كتاب " لعبة الأمم " أن في عام 1968 نقلوا كل شيء إلى أمريكا ولذلك تذكرون عندما حدثت أحداث الخليج الأخيرة ظهرت وثائق وأظهرتها صحيفة اسمها الحياة كيف أن ما نفذ في عام 1990 كان سيقع عام 1960 لكن المنفذ ذاك اليوم كان بريطانيا، يعني العملية واحدة، كل منهم يبني على ما عند الآخر ويأخذ دراسته ويفيد منها ثم يضيف إليها ما حصل.
أيضا: تخلى الإنجليز عن مصر عن القناة وعن العرب واليهود ورثته أمريكا بنفس الدور البريطاني، فالآن المفاوضات هذه حول السلام تشرف عليها أمريكا، من كان يشرف عليها من قبل؟ بريطانيا. نفس الشيء مؤتمرات كانت في لندن والإشراف عليها بريطاني، فالعملية واحدة يعني الكل يستفيدون من خبرة ما سبقهم وبعضهم يحيل إلى بعض والجميع يشعر أنهم كيان واحد وأن العدو الذي يهدده واحد وهو هذا الدين.
4. ظهر نوع آخر لا بأس بالكلام عنه،وهو الخيال العلمي، نوع من أنواع معرفة المستقبل عند الغربيين ويعتمد على مجرد التخييل لكنه يستند إلى حقائق إما حقائق علمية بالنظر في الكون وإما حقائق علمية بمعنى نتائج أيضا تاريخية واستنتاجات أيضا من التاريخ واقعية عندهم الذي يسمونه نبي القرن العشرين من كبرهم وافترائهم هو " ولز " يسمونه نبي، متنبئ تنبأ بأشياء كثيرة وله عدة كتب منها كتاب " رحلة في دنيا المستقبل " مترجم وهو من الناحية العلمية البحتة.
5. وله أيضا توقعات أخرى عن سقوط بريطانيا وانهيار الإمبراطورية وقيام امبراطورية أخرى وما أشبه ذلك هذا كان ممن اشتهر بهذا النوع من التنبؤات وكتب فيها طويلا.
6. ومنهم ممن درس دراسة بعيدة عن هذا الخيال العلمي، إنما كانت خيال علمي أقرب للحقيقة وهو " جورد أولوي " ألف كتابا عنوانه " 1985 " وألفه قبل هذا بحوالي 80 سنة. قال عام 1985 سيكون العالم كذا وكذا وبيّن أشياء مما تخيل أنه سيكون عليها حال العالم.
دراسات أخرى من نوع آخر قام به " شبنجلر" في كتابه: تدهور الحضارات الغربية وهو شبيه بعمل " تونبي " أنه جمع الحضارات جميعا وكيف تقوم وكيف تسقط وذكر أيضا أن الحضارة الغربية سوف تسقط وتنهار. ولكن أقول الخيال العلمي كثر جدا حتى تنبئوا بصعودهم إلى القمر مثلا تنبئوا بالسيطرة على الكواكب تنبئوا بحرب النجوم تنبئوا بأشياء كثيرة ليست من الغيب في شيء، لكن فكروا أن العالم سيتطور فبتطور ما لديه تصبح هذه الأمور حقيقة وواقع وبعض هذه الأشياء يكونون قد اطلعوا عليه وهي في دور الفكرة دور المعمل فيفترضون أنها قد وقعت لهم وبعد سنين ينجح العلماء التجريبيون في الحصول عليها فيظهر ما قالوا من قبل فهي ليست تكهنا وإنما هي خيالات ورؤى تعتمد على بعض الأمور و الحقائق الصحيحة يمكن أن تسمى تكهنا من باب تنبأ الرجل بالغيب لكن ليست مصدرها الكاهن.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 09:41]ـ
الجزء3 والأخير
هذه الأربعة أنواع مع أنها موجودة ولها أثر كبير في الغرب لكنها لا تهمنا كثيرا مثلما يهمنا النوع الخامس والأخير والخطير.
5. وهو الدراسات العلمية المتخصصة في معرفة المستقبل وحتى لا أطيل عليكم من جهة وحتى أيضا نستوعب ما يقال.
هذه الدراسات التي تخطط أو التي تفكر لتعلم ما سيكون عليه الحال في المستقبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
• مثلا: الآن في هذه الأيام ينشغل الناس أو يشتغل الغربيون بموضوع واحد: وحدة أوربا هل ستكون أو لا تكون؟ ما أحد يعلم الغيب إلا الله، لكن قبل أن يوقعوها - بغضّ النظر عن بعض الدول التي رفضتها - نحن نستطيع أن نقول بأن الغرب سوف يتوحد أن أوربا سوف تتوحد، لماذا؟ لماذا نفترض أنها سوف تتوحد؟ الدلائل التاريخية والدلائل النصية.
أما الدلائل التاريخية: فإن أوربا قد توحدت علينا أيام الحروب الصليبية في الحملات الكثيرة التي كانت تقوم بها، توحدت جميعا وكانت تحت راية واحدة ملك ألمانيا وملك فرنسا وملك بريطانيا و دوق كذا وكذا من الدوقيات، كلهم جاءوا تحت راية واحدة: الحرب ضد المسلمين، فلا يستغرب هذا عليهم مادام العدو هو الإسلام.
والأمر الآخر من النصوص أيضا: نفهم أن الروم يحاربوننا في آخر الزمان على أنها جهة واحدة، طبعا لا يعني هذا أن الأحاديث تنطبق الآن هذه اللحظة لكن نقول تشير الدلائل إلى أن الغرب أقرب إلى أن يتوحد دائما إشارة فنحن نقول مثلا بهذا.
الغربيون عندما يقولون أو يحاولون تقرير هذا يدرسون دراسة تطبيقية تجريبية، يقولون: هل يمكن أن نتوحد؟ ولماذا نتوحد؟ وما هو مستقبل العالم في القرن القادم إذا توحدت أوربا؟.
بناء على هذا، يقولون: من الذي سيكون القوة العظمى في العالم؟.
وظهرت ثلاثة احتمالات، وبعضهم يقول أربعة.
1.الاحتمال الأول: أن تظل أمريكا هي القوة العظمى في العالم، وهذا ما يريده الإنجيليون والأصوليون والتدبيريون، أن تظل أمريكا هي القوة التي تهيئ لمقدم المسيح ونزول المسيح، لأن النصارى عندهم اعتقاد أنه سينزل عام2000 هكذا أرضينا أم لا؟ هذا تفكيرهم، فيريدون تجميع الناس، إذا ما طلع عام 2000 ما يهم.
مثل ما كانت الحرب الأخيرة هذه، التنبؤات طلعت كذب، ما يضرلأن الشعوب لا عقل لها فما يقول أنت في سنوات قلت لي كذا، والآن صارت كذا، من يقول هذا؟ المفكرون المثقفون هؤلاء قليل، لكن أكثر الناس إذا جاء عام 2000 وما جاء المسيح، أشغلهم بقضية ثانية ينسوا القضية الأولى وهكذا حال الشعوب عموماً.
المقصود الآن في هذه المرحلة يهيئون الناس إلى هذا الكلام ويقولون أنه سينزل، إذا أمريكا هي القوة المحتملة.
2 - الاحتمال الثاني: هو أن يكون هناك قوة يابانية أو قوة شرق آسيا، يعني تتوحد اليابان وكوريا والصين، وتكون قوة عالمية.
3 - الاحتمال الثالث: أن أوربا الموحدة هي القوة المحتملة.
4 - الاحتمال الرابع: أن القوة القادمة هو الإسلام،وهذا يصرح به من يصرح ويخفيه من يخفي، (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) , ما الذي ينتج عن هذا عملياً؟.
• مثلا: إذا ترجح لديهم لأنهم دائماً يضعون ثلاثة أو أربعة احتمالات،ويضعون على كل احتمال جوابه حتى لا يفاجئوا به.
• مثلا: احتمال أ ن الإسلام يكون القوة القادمة مالذي يترتب عليه؟ يترتب عليه القضاء على المسلمين في أوربا، كيف؟ مثلا: المسلمون في البوسنة والهرسك هذه دولة مسلمة سكانها مسلمون أغلبيتهم مسلمون في داخل أوربا، لا يصح أن تقوم في أوربا دولة إسلامية مهما صغرت وتكون مستقلة لأنها نواة للخطر القادم داخل أوربا ما يمكن.
يريدون القضاء على أي دولة وتفتيت العالم الإسلامي خارج أوربا كيف تكون داخل القارة؟! الحرب على الملونين ضد الملونين والمقصود هم المسلمون، وإلا فلو كانوا نصارى مهما كان لونه أو لونها جنسه لا يهم، الحرب على المسلمين الذين يقيمون في أوربا أو في أمريكا أو يقدمون إليها لذلك ظهرت موضات غريبة عند الشباب منها حلق الرؤوس أو الرؤوس الملساء يعني شباب غربيون يحلقون شعورهم حلاقة كاملة وهم إرهابيون مهمتهم اقتناص الملونين في أي مكان في ألمانيا في فرنسا في بريطانيا في أي دولة يعني يتعبدون ويتقربون بقتل هؤلاء المسلمين الذين يرونهم في أوربا، وقد قرأنا في أحد الدروس بعد شرح الطحاوية بعض كلامهم وقولهم: لا نريد المآذن ولا نريد الثياب ولا نريد هؤلاء أن يأتوا بدين غير ديننا وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمقصود في ظل هذا الخيار يظهر لنا لماذا هذا التخاذل وهذا التواطؤ الواضح المكشوف؟ وفي داخل القارة يباد شعب أوربي دولة مستقلة اعترفت بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يباد وبهذه الوحشية المتناهية التي ما شاهدها التاريخ كما يكتبون هم لها نظيرا وفي القرن العشرين وفي ظل حقوق الإنسان والشرعية الدولية والعدالة التي رأيناها في أحداث الخليج عدالة عجيبة سريعة تقفز من مكان إلى مكان.
ونجد الخذلان المطلق الكامل في هذه القضية بينما ليس الصرب أقوى من روسيا ولا بأهم منها، روسيا تدك جمهوريات البلطيق وتنسحب منها ويضغط عليها الغرب لتعطيها استقلالها وهي دويلات صغيرة في مواقع غير مهمة على الإطلاق من العالم ولا أحد يدري عنها أكثر الناس لا يدري ما هي البلطيق ولا أين تقع ليس لها أي أهمية. بخلاف البوسنة التي تقع على البحر الأبيض المتوسط وقريبة من إيطاليا ومن الشرق هذه مواقع مهمة جدا ومنطقة هي ومن حولها من أجمل بقاع العالم على الأقل الغربيون يعتقدون أنها أجمل بقاع العالم ومع ذلك تدمر انظر كيف المعايير تختلف، لماذا؟
لأن هناك حقد خفي للدين قد يظهرونه وقد لا يظهرونه لكن الدراسات الاستراتيجية المستقبلية تقول: يجب أن تقضوا على هذا الخطر لا بد أن تقضوا عليه وليس فقط مجرد أن رجال الدين ينادون بذلك، رجال السياسة المستندون إلى هذه الدراسات، والدراسات تستند إلى ما في الكتب المقدسة عندهم من تنبؤات هم الذين يخططون ويقررون هذا.
إذاً في ظل هذا يمكن أن نقول: إن مستقبل أوربا يراد له أن تكون أوربا هي القوة الوحيدة في القرن القادم ويراد أن أوربا تتطهر عرقيا أو دينيا وتصبح أمة نصرانية متماسكة.
• مثلا: موضوع السكان وانفجار السكان يدرسون المستقبل بدراسة بسيطة جدا أيّ واحد منا يقدر يجريها أي واحد منا يعني يعرف أنه إذا كانت القرية الآن سكانها خمسة آلاف ويتزوج منهم مثلا 20% أو 30% وكل واحد يولد له في سنتين مولود فبعد عشر سنوات أو عشرين سنة يصبح عدد سكانها كذا، ما هي صعبة أبدا بهذه الطريقة يتحدثون ويخططون تخطيطا دقيقا.
طبعا هذه طريقة سهلة، لكن لابد من تخطيط عميق أقصد إشارة إلى الطريقة يخططون ويقولون أن الغرب في خطر خطر شديد جدا. كيف؟
قالوا: إن العالم الإسلامي اليوم مليار، ألف مليون وستمائة مليون، المسلمون اليوم إذا استمروا في التكاثر والتناسل في مثل هذه النسبة سيصبحون بعد جيل أو جيلين أكثرية في الغرب، يعني: الغرب يتناقص، الوفيات في الغرب أكثر من المواليد فيصبح أقلية بخلاف ما كان في أول هذا القرن كان الغرب أغلبية ساحقة، يعني كان سكان مصر خمسة ملايين وكان سكان بريطانيا خمسين مليون.
لكن عام 2000 أو 2010 يصبح سكان مصر مئة مليون ويصبح سكان بريطانيا ستين مليون تقريبا، فكيف بعد مئة سنة أخرى؟!! هذا خطير جدا.
واليهود من أقل الشعوب تناسلا معنى ذلك أنه في عام 2050 أو 2030 - تقديرات طبعا - اليهود يصبح عددهم 15 مليون لكن يصبح العرب التي حولهم 400 مليون،وهذا رقم مخيف جدا وخاصة مع انتشار الأصولية، لو لم يتدين الشعب كله لو تمسك منهم 10% بالدين صاروا 40 مليون فممكن أن يقضوا على 15 مليون يعني عدد هائل يهتموا جدا بذلك، لذلك يجعلون من أولويات الدراسة عندهم بالغرب بحسابات دقيقة دراسة تفصيلية لمعرفة النمو السكاني ولذلك كثير من دول أوربا كل مولود يولد تعطي عليه منحة أو جائزة وتحاول بعض الدول أن تسكن أرضها حتى لو من غير الأوربيين تعبأ فيها بشرا ويتناسل مع الشعب الأوربي حتى لو كان هذا الجيل الجديد من الصومال يعبئون الآن من أي دولة.
ما يهمهم سينسجمون معهم لأن أبناءهم سيكونوا نصارى ومن أبناء البلد المهم شعورهم بالفقر السكاني يخيفهم ويجعلهم يتناسون كثيرا مما يؤمنون به ويجعلهم يأتون بهؤلاء الناس يعطونهم جنسيات يسكنونهم، يعني في ألمانيا حتى العمال تشملهم الزيادة العددية في السكان و المكافآت حتى يسكنوا فيها ويستقروا وتكون لغتهم الألمانية وسيكونوا مجندين في الجيش الألماني، إذاً هم ألمان حتى وإن كانوا أتراك وهكذا .. مع أنهم يحقدون على الأتراك حقدا شديدا إنما يرون أن هذا ضروري. في فرنسا مثلا قل: لماذا يعطون الجزائريين والمغاربة مثلا جنسيات؟ أيضا من نفس المنطق لأنهم يشعرون
(يُتْبَعُ)
(/)
بالقلة العددية.
ويصدرون لنا كل يوم الانفجار السكاني خطر يهدد مصر ويهدد الدول العربية ولا يدرون كيف يأكلون ولا كيف يعيشون مع أنهم يعلمون وهم أعلم بنا من أنفسنا أن المساحة المزروعة في العالم العربي فضلا عن العالم الإسلامي لا تصل أبدا إلى 5% من أرضه، أما هم يستغلون كل شبر في بلادهم بل يستغلون حتى البحر يستغلونه حتى في الزراعة واليابان وغيرها مثال على هذا.
إذاً يخوفوننا بهذا الانفجار وهم يخططون في الدراسات المستقبلية لأن يظلوا هم الأكثرية أو المسيطرين بشريا على العالم وهذا أحد الجوانب التي قلت مثال واضح للجميع عن تخطيطهم وخبايا تخطيطهم.
• مثال آخر: موضوع البيئة:
سمعتم عن مؤتمر الأرض وما جرى فيه والبيئة والاهتمام بالبيئة هذا علم يمكن التوصل إليه بالدراسة العادية جدا ونحن المسلمون في غفلة عنه مع الأسف الشديد، يعني: كيف تتلوث البيئة مثلا؟ أو خطر الأوزون مثلا الأوزون هذا كما يسمونه: ثقب في سقف الكون ما هو خطرها؟ ماذا ينتج عنها؟ المسلمون كانوا في غفلة من هذا، أعلى نسبة تلوث في العالم الإسلامي القاهرة مثلا على هذا وغيرها من المدن.
ما في تفكيرهم يفكرون في كيفية إيجاد البيئة الملائمة للإنسان والتخفيف والإقلال الشديد من الخطر البيئي ولذلك إنهم يعرفون أين يبنون المصانع، كيف يحولونها، أين يدفنون النفايات النووية. اكتشفت بواخر تدفن النفايات النووية، تدفنها قرب سواحل بعض الدول الإسلامية بغرب إفريقيا، بل قالوا: إنها ممكن أن تدفن في بعض الصحارى العربية حتى لا تتأثر بيئتهم بما فيها من إضرار وما فيها من أخطار لأنهم يريدون نظافة وسلامة ونقاوة البيئة.
• مثال آخر: البث المباشر:
قبل أن يسمح للبث المباشر على أوربا أُجّل الموضوع ثلاث سنوات، ودرست آثار البث المباشر الأمريكي لو جاء على أوربا، وماذا ستكون نتائجه ووضعت الترتيبات اللازمة، ثم بعد ذلك بدأ بعضهم يستقبل من بعض، وماذا سيكون النتائج الأخلاقية، النتائج الاجتماعية، النتائج السلوكية، النتائج اللغوية، كل هذا درسوه على أنه من الممكن أن يقع وخططوا له، ثم بعد ذلك فيما بعد النتائج البعيدة كيف يمكن أن تكون إذا أصبح العالم فعلا قرية واحدة، وما أثر هذا على القرار الديني أو القرار السياسي، يعني مثلا بابا الفاتيكان دخلوا في هذا الجانب.
إذاً عام 2000 مثلا أو 2010 نستطيع أن نوصّل العالم كله بطريقة سهلة وهي طريقة التلفزيون، بواسطة الغزو الفضائي هذا نتمكن من تنصير العالم كله.
• مثال آخر: موضوع المعادن:
كل المعادن إلى نفاد مهما قلنا فهي تقدر عن طريق الأقمار الصناعية، يكتشفون المعادن وهذه أصبحت عملية سهلة بالتصوير الفضائي يعلمون ما في باطن هذه الأرض وقد يميزونه كونه ذهب أو نحاس أو فضة حتى ما في باطن وداخل البحر، فيقدرون إذا استوردنا هذا كل سنة المخزون مثلا من 100 مليون طن إذا أنتج منه كل سنة 10 ملايين طن، بعد كم سنة ينتهي؟ عشر سنوات، يقدرون هذا ويحسبونه.
معنى هذا؛ ما هو البديل بعد ذلك؟ كيف سيكون وضعنا؟ وكيف ستكون أمورنا؟ وكيف و كيف إلى آخره .. وبلغ في أمريكا تخطيط هذا لأنهم نشروا أنهم قدروا حال الخام والمعادن الخام ومصادر الطاقة في العالم بعد 500 سنة يعني عام 2500 كيف ستكون مثلا يعني عام 2100 سيكون البترول قد نفد من الأرض، البترول المكتشف حاليا ينفذ يعني ثلاثة أجيال مثلا تعيش على البترول، وبعد ذلك!!
يعني أولاد أولادنا يمكن يشهدون هذه النهاية، انتهى البترول .. ما في شيء! هم الآن يعرفون كيف يخططون، ومما يعملون الآن أنهم يحفرون حفرا بعيدة عميقة جدا ويسحبون البترول من جميع الدول المنتجة له ويودعونه في هذه المخازن الكبيرة جدا، بالإضافة إلى مصادرهم الاحتياطية لهم بالإضافة إلى البترول الذي يدور في بلدهم أو الذي لا يكتشف ولم يُعلن عنه في دول مضمونة لهم، في النهاية إفقار العالم ليترك ليموت لأنه ليس لديه مصدر ثروة أو مصدر طاقة ويتحكمون هم في مسيرهم.
أما نحن المسلمين لا نكاد نفكر في هذا، المهم نبيع اليوم ونأكل ونشرب -والحمد لله - وما علينا المستقبل نقول بيد الله، صح لا شك إنه بيد الله لكن فكر متى تنتهي بضاعتك، وما البديل لديك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ما نقول أنه ما في تفكير، نعم يوجد تفكير نسمع ونقرأ عنه لكن هل هو في مثل مستوى الدراسات الجادة الغربية العميقة، ثم يوجد شيء آخر: هل يرتبط هذا التفكير بعقيدة الولاء والبراء، إن كان مجرد تخطيط بشري فلن ينجح أبدا. لماذا؟ لأنه يقوم على افتراض أن العلاقات بيننا وبين الغرب حسنة وأننا وهم سوف نتفق على هذا وأن العملية متبادلة يحتاجون من المواد الخام ونحتاج منهم كذا فالعملية متبادلة إلى آخره.
إذا قامت الدراسات على أساس الولاء والبراء هذه العقيدة العظيمة وكل عقيدتنا هي قوة دافعة، طاقة لا تملك أي أمة هذه الطاقة.
فالواجب علينا - على هذه الأمة - أن يكون لديها دراسات مستقبلية جادة متخصصة وهي أقدر الأمم في العالم على ذلك. لماذا؟ لماذا هي أقدر الأمم؟ أظن ما أحتاج إلى أن أفسر لأن الواقع هو هكذا الناس والعالم في صراع فأنت إن لم تأكلهم أكلوك هذه قضية لاشك فيها فنحن مأكولون مأكولون إلا إذا رجعنا إلى الله سبحانه وتعالى وأخذنا بالأسباب ومنها هذا.
ونقول لماذا نحن أقدر الأمم على أن نضع دراسات مستقبلية مصيبة ودقيقة لأننا - كما ذكرنا في أنواع معرفة المستقبل - نحن لدينا المصدر الحق الوحيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، نأخذ هذا المصدر ونبني عليه النظر في سنن الله الكونية، وهذا ممكن أن نصل إليه بصورة أدق مما وصلوا إليه لأنهم مهما نظروا فيها يعتبرون الدين عاملا مؤثرا، لكن ما هو الدين؟ أي دين؟ الدين .. التوحيد .. الشرك .. لا يعرفونه!!
فأيضا حتى دراسة الأوربيين الغربيين لموضوع السنن الربانية مهما أصابوا فيها فهم عرضة للخطأ أكثر منا ونحن إن شاء الله نُصيب لا شك أكثر منهم.
والسبب الثالث: أن من ديننا نحن أن ننازع القدر بالقدر أو كما قال عمر رضي الله عنه: " نحن نفر من قدر الله إلى قدر الله ".
وأضرب لكم مثلا: عندما نقرأ ونعلم أن هذه الكعبة هذا البيت الحرام المعظم سوف يهمه ذو السويقتين من الحبشة هذا من المستقبل مثلا لا يستطيع الغرب أن يتصوروه بدراسات السنن الربانية ولا عندهم فيه وحي هذا نحن نتفرد به، إذاً سيُفعل هذا، ما الواجب علينا في هذه الحالة؟ نستسلم وندع الأحباش الوثنيين والنصارى مثلا ندعهم يقوون وكل ما يريدون أن يعملوه يعملوه؟! ونقول قد أخبر النبي بهذا ما لنا حيلة، لا بد أن يأتوا ولا بد أن يهدموا الكعبة.
أبدا هذا ليس بصحيح، وهذا خذلان واتكالية وجبرية، لا .. الواجب أن نعمل جهدنا وطاقتنا لئلا يقوم أي حكم غير إسلامي في الحبشة، في أثيوبيا، في شرق إفريقيا كله، نجتهد في هذا في جميع الأوقات. فإذا غلبنا، الله أعلم متى سيكون هذا، لكن سيكون قد وقع ما أخبر به النبي ? لكن نحن ندفع القدر بالقدر هذا قدر وأيضا واجب علينا أن نسعى وأن ندافع عن ذلك.
نحن نعلم أن الروم سيأتون مثلا وسينزلون في الأعماق في بلاد الشام، هذا معناه أنهم سيجتاحون مثلا تركيا ويحتلون البحر، ثم يكون لنا دول في أوربا سيجتاحونها، نعم طبيعي لكن معنى ذلك نستسلم لهم ما نحاربهم في البوسنة مثلا أو تركيا أو في البلقان أو في قبرص؟ بلى نحارب حتى إذا نزلوا في الأعماق يكون قد وقع ما أخبر به النبي وهكذا.
هذا اليقين الذي عندنا والحمد لله في أننا نتعبد الله بأن ندفع القدر بالقدر، وأما هؤلاء المجرمون اليهود والنصارى فإنهم بمقتضى عقيدتهم في البداء بجواز البداء على الله، تعالى الله عن ذلك، والبداء معناه: أن أمرا ما كان خطأ فيغيره إلى الصواب، هذه من عقيدتهم في التوراة وغيرها، فهم مهما قرءوا في كتبهم أو في كتابنا وصدقوا أننا سنهزمهم يقولون: لا، نحن إذا اجتهدنا وعملنا فيجوز أن نجعله يغير رأيه، تعالى الله عن ذلك.
إذاً هم عقيدتهم غير عقيدتنا، إيمانهم غير إيماننا، فهم من منطلق إيمانهم بالماديات وبالأسباب يتحركون، ونحن من منطلق آخر نعمل ويجب علينا أن نتحرك أقول: ما دمنا نحن الأمة الوحيدة التي تمتلك هذا الميراث العظيم مصدر اليقين ومصدر الحق في أحداث المستقبل فعلينا أن نجتهد في ذلك أن نجتهد بالدعوة إلى الله، أن نقيم الدراسات لغزو أوربا وأمريكا بالإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني لو قال قائل: لماذا لا نغزو كوريا واليابان، عندها طاقات بشرية للدعوة؟ لماذا لا نوجهها لليابان و كوريا؟ قال الآخر: لا، يجب أن نوجهها إلى أوربا وأمريكا.
من الذي يقدم رأيه؟ هذا يقول الغرب. لماذا؟ هذا هو العدو الذي نحتاج أن ندخل في أعماقه أو أكثر عداوة وأولئك أعداء كفار مشركون لكن العدو الذي سوف يهاجمنا ويكون أخطر علينا هو هذا.
فأيضا تخطيطنا للدعوة، تخطيطنا العسكري يكون ضد الغرب، تخطيطنا الاقتصادي، العلمي يكون ضد الغرب بالدرجة الأولى والكفار عموما. لماذا؟ لأن عندنا يقين أنه سيكون هو العدو كما هم الآن يفعلون.
نحن نقابل الضرر بالضرر وعندنا يقين، وعندهم خرافات وأساطير باطلة، ثم إن هذا هو من قِبل العقول السليمة، فالعاقل يفكر في كيف يفتح أي محل أي عمل تجاري كيف يفتح بيت كيف؟ كل هذا قائم على ماذا؟، على التخطيط و دراسة المستقبل، صحيح أن المستقبل محدود سنتين أو ثلاث أو عشر مثلا، إذا اشترى أحد عمارة مثلا هذه الأيام: لماذا اشتراها بمليون؟ يقول: لأني فكرت أني أستطيع تأجيرها خلال 10 سنوات فيما يعادل مليون ونصف أو مليونين هكذا البشر يخططون بمقتضى العقول.
فالأمة يجب أن تخطط بالقرون وليس بالعشرات، فإننا حتى بالعشرات لا نخطط إن كانت أمريكا تقول إن الحزب الشيوعي مما سوف يعجل بانهيار الاتحاد السوفيتي أن طاقم الحزب الشيوعي كلهم فوق الستين سنة بمعنى أنهم كما قالوا هذا صحيح ما هو علم غيب أن بعد عشر سنوات سيموتون كلهم أو أكثرهم الآن، ما في حيّ باقي فعلا، طبيعي ماتوا.
يعني الأشياء في مثل هذه الأمور نحن نحتاج أن نحييها في الأمة عامة وفي أنفسنا، ويكون لدينا نظرة بعيدة للمستقبل، للإسلام ومستقبل الدعوة، ونبني عليه خططنا لهذه الحياة وإلا فلا مكان في هذه الحياة لفوضوي أو متخاذل أو متكاسل. علينا أن نبدأ والله سبحانه وتعالى هو الذي يحقق المساعي.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 12:53]ـ
جزاك الله خيرا , ورفع الله قدر شيخنا العلامة سفر الحوالي في الدنيا والآخرة.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 10:13]ـ
رجل عجيب .... وشيخ فريد .. وانا أحبه كثيرا ولم أشاهده في حياتي أبدا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 12:15]ـ
قبل، ثم ظهر وتفشى في الأمة الإسلامية مع الأسف الشديد أظهر ذلك الرافضة
سبحان الله هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله
عالم فطن وسيف صارم على الروافض حفظه الله نفع بعلمه
ترتيب دقيق في المصادر ليس بإيجاز مخل ولا إطناب ممل وفيه من الأمثلة ما يقرب الأذهان
جزاك الله خيرا فقد قرأت الجزء الأول وسآتي على البقية إن شاء الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 02:09]ـ
جزاك الله خيرا , ورفع الله قدر الشيخ العلامة سفر الحوالي في الدنيا والآخرة.وشفاه وعافاه
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:00]ـ
اللهم احفظ الشيخ سفر الحوالي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 12:01]ـ
شكر الله لكم
والله إن الشيخ ممن يجهل قدره الكثير ..
وبعضهم يتكلف احترامه فيسميه "دكتور" .. فرارا من وصفه بالشيخ أو العلامة ..
وكل الذين يغمزونه .. لا يدركون شأوه وتياراتهم معروفة
ونحن نقول هذا عن علم ودراسة لعلمه وأقواله ..
وصدق العلامة ابن باز فقد سماه: ابن تيمية عصره ..
والله الموفق
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 12:43]ـ
اللهم اشف الشيخ سفر وعافه
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 12:58]ـ
أخي ابو القاسم
أولاً لم يثبت ما تقوله عن الشيخ ابن باز رحمه الله.
ومن المعلوم أن الشيخ ابن باز قدس الله روحه توفاه الله تعالى والدكتور سفر شفاه الله في سجنه بتوصية من هيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ بن باز عليه رحمة الله.
وأخيراً وفضلاً لا أمراً
هل تستطيع بيان مقصود الدكتور سفر شفاه الله من هذا المقال بإيجاز وعلى شكل (وفيه مسائل)؟
حتى تعم الفائدة ويستفيد الجميع.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 01:31]ـ
أخي أبا عمر
وهل هو حديث شريف؟!
لم يثبت عندك ,ثبت عندي .. بالسند المتصل
وأرجو ألا نجعلها قضية!
والله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 01:41]ـ
أما طلبك الاختصار فأعتذر عنه ..
قراءتها لا تستغرق عشرين دقيقة ..
وليتك تحترم الشيخ قليلا فتسميه شيخا ..
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 07:04]ـ
أخي أبا عمر
وهل هو حديث شريف؟!
لم يثبت عندك ,ثبت عندي .. بالسند المتصل
وأرجو ألا نجعلها قضية!
والله المستعان
مرحبا أخي ابو القاسم
لا يا رعاك الله ليس بحديث شريف ولكنه خبر.
والحديث الشريف أصله خبر.
فيجري على كل خبر قواعد معرفة الحديث إذا اردنا التأكد من صحة الخبر.
وخذ هذه القاعدة فإنها نفيسة وهي " إذا كنت ناقلا فالصحة أو مدعيا فالدليل ".
والثابت من المنقول والقرائن تنفي صحة خبرك ولعل اسنادك فيه ما فيه والله اعلم
واعلم وفقك الله بأننا لا نحب ولا نبجل إلا من وافق الحق وسار على المنهج الحق من غير تبديل ولا تحريف ولا تمييع ولا غلو.
والله الموفق لنا ولك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 07:16]ـ
أخي الحبيب أبا القاسم صبرك الله ....
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 08:28]ـ
شكرا على سوء الظن .. ! .. وكلامك غير صحيح
والله المستعان
جزاك الله خيرا أخي إمام الأندلس على دعائك لي .. الذي لا أستغني عنه
اللهم آمين
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 08:49]ـ
بارك الله فيكم
الشيخ سفر نادر المثال، شفاه الله وعافاه، وكفاه شرور أعدائه
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 08:41]ـ
بارك الله فيكم
الشيخ سفر نادر المثال، شفاه الله وعافاه، وكفاه شرور أعدائه
آمين آمين
ما أجمل قولك حفظك الله: (الشيخ سفر نادر المثال)
هو كذلك حفظه الله وأتم عليه الشفاء والعافية وكفاه شرور أعدائه
وإياكم وسائر المسلمين
ـ[يسري سويدان]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 12:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:27]ـ
بارك الله فيكم
الشيخ سفر نادر المثال، شفاه الله وعافاه، وكفاه شرور أعدائه
امين
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:41]ـ
ما أجمل وما أندر "المعاصرة"، و "الجدة"، التي تتخلل كلام العالم الكبير، شفا الله الشيخ وبسط عليه صحةً تنفع الأمة بعلمه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 10:24]ـ
اللهم ربنا آمين ..
شكر الله لك يا أخي الفاضل الشهري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - May-2008, صباحاً 02:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
بارك الله في الشيخ سفر وعافاه الله من كل شر
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 03:24]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل.
هل المحاضرة موجودة بالصوت على النت؟
لأني للأسف كنت ممن يزهد بهذا العالم وقد سمعت له محاضرة من قريب فسمعت العجبب العجاب
ولهذا الآن أنا بصدد سماع أشرطة الشيخ كاملة
أسأل الله أن ييسر لي ذلك.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 03:29]ـ
واعلم وفقك الله بأننا لا نحب ولا نبجل إلا من وافق الحق وسار على المنهج الحق من غير تبديل ولا تحريف ولا تمييع ولا غلو.
والله الموفق لنا ولك
الأخ (أبو عمر السلفي) وفقه الله
المسلم المبتدع يحب من وجه ويبغض من وجه
هذه عقيدة أهل السنة والجماعة بالإجماع كما نقله ابن تيمية
وقد خالف في ذلك المعتزلة، والخوارج، والمداخلة أتباع الشيخ ربيع.
فاحذر أن تكون منهم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 07:08]ـ
أخي آل سيف .. وفقه الله تعالى وسدده
نعم المحاضرة موجودة .. والتمسها في موقع الشبكة الإسلامية .. أو طريق الإسلام تجدها إن شاء الله
فإن لم تعثر عليها .. فخبّرني
وهنيئا لك الإقبال على علم الشيخ .. فإنك والله ستظفر بمفاتيح علمية .. آفاقها مباركة .. جدا
وسل مجربا .. !(/)
تأملوا هذه الكلمة في التدمرية
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 12:43]ـ
قال شيخ الإسلام في الرسالة التدمرية (ص: 16 - 17):
(فغاليتهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون لا موجود ولا معدوم ولا حى ولا ميت ولا عالم ولا جاهل لأنهم بزعمهم إذا وصفوه بالاثبات شبهوه بالموجودات واذا وصفوه بالنفى شبهوه بالمعدومات.
فسلبوا النقيضين وهذا ممتنع فى بداهة العقول وحرفوا ما انزل الله من الكتاب وما جاء به الرسول فوقعوا فى شر مما فروا منه فإنهم شبهوه بالممتنعات اذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات.
وقد علم بالاضطرار ان الوجود لابد له من موجد واجب بذاته غنى عما سواه قديم أزلى لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده , فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم).
يظهر أن كلمة القدم هنا غير صحيحة , بل هي (العدم) لأن ابن تيمية هنا في سياق إلزام المخالف وبيان شناعة مذهبه.
وقارن هذا مع ما ذكره في مجموع الفتاوى (5/ 327) , حيث قال رحمه الله:
(ولهذا كان محققوهم وهم القرامطة ينفون عنه النقيضين فلا يقولون موجود ولا لا موجود ولا حى ولا لا حى ولا عالم ولا لا عالم قالوا لأن وصفه بالاثبات تشبيه له بالموجودات ووصفه بالنفى فيه تشبيه له بالمعدومات فآل بهم اغراقهم فى نفى التشبيه الى أن وصفوه بغاية التعطيل
ثم أنهم لم يخلصوا مما فروا منه بل يلزمهم على قياس قولهم أن يكونوا قد شبهوه بالممتنع الذى هو أخس من الموجود والمعدوم الممكن ففروا فى زعمهم من تشبيهه بالموجودات والمعدومات ووصفوه بصفات الممتنعات التى لا تقبل الوجود بخلاف المعدومات الممكنات وتشبيهه بالممتنعات شر من تشبيهه بالموجودات والمعدومات الممكنات).
وقد وجدتها هكذا (القدم) في تحقيق السعوي ونسخة الفتاوى وشرح آل مهدي والبراك والجزائري وفخر الدين بن الزبير, ولكن والله أعلم أنها العدم كما ذكرت ومن تأمل السياق ظهر له ذلك. ولم أجد من نبه على ذلك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 03:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم قول الامام ابن تيمية رحمه الله هذا ((فوصفوه بما يمتنع وجوده , فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم)
صحيح ولاغبارعليه المراد بهذه العبارة أو القدم.كونه قديما أزليا اي انهم اي المعطلة وصفوه بالعدم ولم يصفو ه بانه واجب الوجود اوموجود اوقديم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 01:08]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=693166&postcount=11
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 11:58]ـ
الأخ الفاضل نضال جزاك الله خيرا , هذا رأيك ونظرك , أما أنا فهذا ما ظهر لي والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 04:57]ـ
وإياك أخي الكريم جزى الله خيرا.
ولعلك بعد تكرير الملاحظة لنفس كلام الشيخ تتغير وجهة نظرك:
" وقد علم بالاضطرار إن الوجود لابد له من موجد واجب بذاته غنى عما سواه قديم أزلى لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده، فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم "
الشيخ ذكر: (الواجب) و (الموجد) و (القديم)،
أليس الأنسب أن يذكر بعد ذلك: (الوجوب) و (الإيجاد) و (القدم)؟
فيكون الصواب من كلامه رحمه الله هكذا:
" وقد علم بالاضطرار أن الوجود لابد له من موجد واجب بذاته غنى عما سواه قديم أزلى لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده، فضلا عن الوجوب أو الإيجاد أو القدم ". . .؟
هذا ما ظهر لي إلى الآن، والله الموفق للسداد.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:17]ـ
كما قال الأخوة الصواب كما هي مثبته بـ (القدم).
ولو تتأمل تجد شيخ الإسلام أفرد الحديث وجعله عن أحد النقيضين في أخر كلامه وهو (الوجود) فاستلزم ذلك ذكر متعلقاته وهي:
(الإيجاد) و (الوجوب) و (القدم).
والله اعلم
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:39]ـ
الأخ أبو عمر السلفي (الإيجاد) ليست في كلام شيخ الإسلام في هذا الموطن, إنما هو تصويب ظهر للأخ الفاضل نضال.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 01:29]ـ
القصد المعنى وفقك الله
فالإيجاد و الوجود والموجد مشتقات.
وتأمل هذا المقطع الذي قد نقله اخونا نضال: (موجد واجب بذاته غنى عما سواه قديم أزلى).
موجد , واجب بذاته , قديم أزلي.
فهذه الثلاث مقتضية للوجود الذي إذا نفوه اقتضى نفي الثلاثة كلها كما اتضح لي من مقصود شيخ الإسلام والله اعلم.(/)
مخالفة اهل السنة والجماعة في العقائد على قسمين:الشيخ صالح يجيبك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 11:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السؤال: يوجد من أعلام أهل السنة قديما وحديثا من خالف عقيدة أهل السنة وطريقة السلف في بعض الأقوال وليس كلها فما موقفنا منها؟
الجواب: دكرت أنا عدة مرات الجواب يعني على مثل هدا، وهو أن مخالفة من خالف على قسمين:
القسم الأول: مخالفة في الأصول، الأصول العامة ماهي؟ مثلا الأصل في الغيبيات الإثبات، الأصل في صفات الله عزوجل الإثبات وعدم تجاوز القرآن والحديث، الأصل في الإيمان هو أنه قول وعمل، وقول اللسان واعتقاد الجنان وعمل الجوارح والأركان وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
في مسائل القدر إثبات القدر على المراتب التي جاءت وأن الله جل وعلا خلق كل شيء بقدر وأنه خالق الأعمال .. إلخ
هده الأصول العامة التي يتفق عليها، هده الأصول التي من خالفها فهو ليس من أهل السنة، الدي خالف في أصل من الأصول ليس من أهل السنة والجماعة على التمام.
القسم الثاني: أن يتفق معه في الأصول لكن يخالف في بعض التفصيلات، يعني يؤمن بأن الصفات لا نتجاوزالقرآن والحديث لكن يظهر له فيه صفة أنها غير مثبتة، أنها منفية، فهده ننظر في الصفة هل السلف متفقون عليها،أو هل الأئمة نصوا عليها واتفقوا وهدا خالف، أم أنه هو خالف ولم ينص عليها أحد من قبله.تختلف.
يعني مثلا من قال في مسألة الخلو من العرش هده معروفة في النزول:
هناهده المسألة من قال يخلو من العرش قول، لكنه هو موافق أن الله جل وعلا مستو على العرش كما بجلاله وعظمته ومثبت لنزول الله جل وعلا، لكن جاء بقول لم يسبق إليه وهدا يكون مما لا ينفيه من أهل السنة ولكن يغلط من هده الجهة.
مثل نفي ابن خزيمة، صورة الرب جل جلاله، يعني أنها صورة،صورة آدم أنها على صورة الرحمان، نفي إثبات الصورة، وتفسير الصورة بشيء أخر.
مثل ابن قتيبة لما نفى النزول، يعني حقيقة النزول وفسره بنزول الأمر، أو نزول الرحمة أو، هده أغلاط لكنهم موافقين في الأصل،فانتبه إلى هدا،كدلك في الإيمان بالقدر، فمن وافق في الأصول فهو من أهل السنة فإدا غلط في التطبيق فيكون مخطئ فيه.
الصفات، أن لا تؤول الصفات إدا قال: لاشك الصفات لله عزوجل تثبت على ظاهرها بلا تأويل، ويطبق هده في كل الصفات، جاء في صفة أول مثل مافعل الشوكاني في بعض المسائل،تجد أنه يثبت ويجئ في صفة أو صفتين يتأول لمادا تأولها؟ لأنه لايعرف حقيقة كلام السلف فيها، أشكلت عليه ظن أن تأويلها هو الموافق لقول السلف،نظر في بعض الكتب وجدكلام بعض أهل التفسير ظنه أنه موافق لأهل السلف ولقول السلف وهكدا
المقصودمن هدا أن موافقة الأصول بها يكون المرء من أهل السنة،إدا أخطأ في مسألة أو مسألتين في التطبيق لا ينفي أن يكون من أهل السنة فيقال أخطا في هدا لا حرج، يعني لا إخراج له من دلك،أخطأ ويناصح ويبين له أو يبين ما في كلامه من خطأ.
المرجع: شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ: صالح آل الشيخ
الصفحة 1648 - 1649
نسأل الله أن يميتنا ونحن على طريقة السلف في عقيدتنا وفي سلوكنا
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 12:39]ـ
بهذه الطريقة يمكننا التعامل مع ما ذهب اليه بعض علماء المسلمين من غير قدح فيهم ولا تحامل عليهم أمثال ابن حجر والنووي وابن حزم في تأويل بعض النصوص مما يخص صفات أو أفعال الباري عز وجل، أو مثل ما ورد عن ابن القيم في الحديث عن فناء النار أو غير ذلك.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 02:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي شريف بهدا التأصيل العلمي يكون المرء على طريقة السلف لان نقد الرجال أمر خطير والغلو فيه أمر خطير والتساهل فيه أمر خطير
جزاك الله خيرا(/)
شبهة حول صفة اليدين لله تعالى يجليها الشيخ البراك
ـ[خالد العامري]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 01:54]ـ
سُئل فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك _حفظه الله _ ضمن سؤالات روّاد ملتقى أهل الحديث السؤال التالي:
س: ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أن اليد بمعنى القدرة لا تأتي مثناة في لغة العرب، ألا يتعارض هذا مع حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم رقم (2937) في خروج يأجوج ومأجوج " فيوحي إلى عيسى أني قد بعثت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم " وقد ذكر ابن الأثير والنووي وغيرهما أن المعنى: لا طاقة لأحد بقتالهم. فجاءت اليد بمعنى القدرة مع كونها مثناة؟
فأجاب نفع الله بعلومه الإسلام والمسلمين:
" الحمد لله، نعم ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم في ردهما على من يأول صفة اليدين في قوله تعالى: {ما مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75) بالقدرة، ذَكَرا أن اليدين لا تأتي في اللغة العربية بمعنى القدرة، وقد ورد في كلامهما في مواضع التعبير باليدان عن القدرة كما في مطلع القصيدة النونية:
حكم المحبة ثابت الأركان * ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أي: (قدرة).
ومن ذلك ما جاء في الحديث الذي أورده شيخ الإسلام في الفتاوى (28: 128) " إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العوام .. الحديث ".
وكذلك الحديث الذي أورد السائل ذكره في الفتاوى (1: 44) وهذا قد يشكل مع إنكارهما على من فسر اليدين بالقدرة؛ لأن ذلك لا أصل له في اللغة العربية.
والجواب: أن لفظ اليد مثناة لها في اللغة العربية استعمالات:
فتارة تستعمل غير مضافة، وتلزم الألف، وهذه هي التي بمعنى القدرة، تقول: لا يدان لي بهذا الأمر، أي لا قدرة لي عليه.
وتارة تستعمل مضافة إلى ضمير من قامت به، أو اسمه الظاهر كقولك: بيديّ، أو بيديه، أو بيدي محمد، ويجري فيها إعراب المثنى. وهي في هذا الاستعمال لا تكون بمعنى القدرة، بل يتعين أن يراد بهما: اليدان اللتان يكون بهما الفعل، والأخذ، ومن شأنهما القبض، والبسط.
وبهذا يظهر ألا تعارض بين أنكارهما على النفاة تأويل اليدين بمعنى القدرة، لأن ذلك لم يرد في اللغة العربية، وبين استعمالهما اليدان بمعنى القدرة.
وهناك استعمالان آخران لليدين في اللغة العربية:
أحدهما: أن يعبر بهما عن الفاعل للفعل، وإن لم يكن باشره بيديه كقولك هذا ما فعلت يداك، ومنه قوله تعالى: {ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} (الحج: 10)
ويأتي لفظ اليدين مجموعا إذا أضيف إلى ضمير الجمع كقوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} (آل عمران: 182)، ومنه قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (يس: 71)
الثاني: استعماله مضافا إليه بعد (بين)، فيكون بمعنى أمام، كقولك: جلس بين يديه، و مشى بين يديه، ويجري هذا الاستعمال في العاقل، وغير العاقل كقوله تعالى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} (كريم: 62)، وقوله: {وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ} (سبأ: 12)، وقوله: {بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (الأعراف: 57) ونظائر ذلك كثيرة.
فهذه أربعة وجوه من الاستعمالات:
ثلاثة منها مجاز وهي: الأول، والثالث، والرابع.
والثاني: حقيقة.
ويمتنع المجاز في اليدين إذا أسند الفعل لفاعل، وعدي إلى اليدين بالباء كقولك: عملت بيدي، ومنه قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75).
وأما إذا أسند الفعل إلى اليدين كقولك: ?ذا ما فعلت يداك، ف?و من قبيل المجاز العقلي؛ لأنه عبر باليدين عن الفعل مطلقا، وإن لم يكن فعل بيديه.
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (يس: 71)، وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75)، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين، وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم بيديه؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس.
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس"؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق:
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه، وعداه إلى اليدين بالباء، وذكر اليدين بلفظ التثنية، وأضافهما إلى ضمير المفرد.
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم.
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ، والمعاني، والتسوية بين المتماثلات، والله أعلم ".اهـ
لللفائدة: هذا السؤال وغيره تجدونه على الرابط التالي:
www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2217
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الوفائى]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 09:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 12:44]ـ
هذا الكلام الجيد والدقيق يثبت أن الصواب والحق في آيات الصفات بل وغيرها من آيات الكتاب العزيز أنه ينبغي فهمها طبقاً للغة العرب وكما كان يفهمها العرب فالأساليب والكلمات والتعبيرات التي يقصد العرب في استخدامها الظاهر أخذت على ظاهرها، والتي يستخدمها العرب ويقصدون لها تأويلاً على غير الظاهر فتؤخذ أيضاً على ذلك، أما وضع قاعدة جامدة بأنه لا بد من أخذها على ظاهرها وتحريم تأويلها فهو مناف للصواب.
وليقل لنا أعداء التأويل مطلقاً ماذا يقولون في قوله تعالى " على ما فرطت في جنب الله"، وقوله " فأتى الله بنيانهم " وقوله تعالى " فإنك بأعيننا " وقول النبي " لا يمل الله حتى تملوا " فهل يثبتون لله تعالى الله جنباً، اتيان بنيان الظالمين، أن النبي بعينه، وهل يثبتون لله مللاً لو مل خلقه من العباده - تعالى الله عن ذلك وغفر لنا وللمسلمين.
ـ[العرب]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 08:20]ـ
لن تعدم الأمة الأمان على دينها ما دام فيها علماء كبار كالإمام البراك حفظه الله
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 11:00]ـ
لله دره من عالم فذ
حفظ الله علماء الحق وطلاب الحق
إستحضار قوي لفتاوى شيخ الإسلام
حفظه الله ومد في عمره على طاعته
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:55]ـ
مجرد الرفع(/)
ملامح التلفيق الظاهرة في دعوى نسبة الترفُّض إلى العترة الطاهرة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 09:18]ـ
ملامح التلفيق الظاهرة
في دعوى نسبة الترفُّض إلى العترة الطاهرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
يدَّعي سدنة المذهب الشيعي أنهم ورِثوا مذهب الرفض عن أهل البيت النبوي رضي الله عنهم، و يُشيعون ذلك عنهم، كما هو مقتضى المذهب الرافضي، وخلاصة روايات الرافضة في كتبهم المشهورة، و لكن في الحقيقة فإنَّ تلك الدعوى الواهية تصطدم بعِدة عقبات تاريخية كبرى، و تتجاوز بل تُغضي عن كثيرٍ من التناقضات التاريخية الصارخة التي تًُناقِض تلك المزاعم.
ـ فهناك عدة إثباتات جوهريَّّة تدل على أن دين الشيعة دين ملفق مختلق، لفَّقَه أعداء الإسلام من المجوس الفُرس الحاقدين على الاسلام و أهله، لا سيما الصحابة الكرام، و بالأخص الفاروق ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ الذي قوَّض دولة الفرس المجوس، ثمَّ نسَبوا ذلك المذهب المهلهَل إلى أهل بيت النبوة ترويجاً لباطلهم وعصبيةً لدينهم المجوسي و سعياً في إعادة دولتهم الفارسية المجوسية.
و قد وجدوا أعواناً لهم من اليهود الحاقدين على الاسلام و أهله لا سيما مِمَّن أخرجهم الفاروق رضي الله عنه من جزيرة العرب.
فمِمَّن تلبَّس بدعوتهم من اليهود عبدالله بن سبأ اليهودي، وميمون بن ديصان و ابنه عبيدالله و ذريتهما ـ من بعد ُـ من العُبيديين الباطنيين.
و هذا معنى قول علماء الإسلام من السلف الصالح عن مذهب أهل الرفض أنَّه نبتةٌ نصرانية في أرض مجوسية بأيدِ يهودية.
مقدمة في تاريخ أهل البيت:
ـ و في هذا البحث المختصر سندلِّل للقارئ عبر استقراء الثوابت الراسخة ـ و المتفق عليها بين المؤرخين سنة و شيعة ـ من تاريخ أهل البيت النبوي الطاهر رحمهم الله على كون أهل البيت النبوي بعامَّة كانوا ـ و ما زلوا ـ على مذهب أهل السُّنة والجماعة.
ـ فقد اتفق المؤرخون قاطبةً من السنة و الشيعة على أنَّ أهل البيت النبوي كانوا يعيشون في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام بين ظهراني أهل السنة، و قد كان الخلفاء يريدونهم على الخروج من المدينة النبوية وهم يأبَونَ ذلك.
ـ نعم خرج "موسى الكاظم" ـ من بعدُ ـ الى العراق بناءً على طلب الخليفة العباسي هارون الرشيد، فكان في ضيافة العباسيين،وتوفي في بغداد عام 183 هجرية، فقبرُه هنالك، و تُسمَّى ـ الآن ـ المنطقة التي دُفِن بها ـ رحمه الله ـ بالكاظمية نسبةً الى قبره.
ـ كما استدعى المأمون "عليَّاً الرضا" رحمه الله ليجعَلَه ولياً للعهد من بعدِه، فخرج الرضا إلى خراسان، فتوفِّي بها رحمه الله عام 203 هجرية، و قبره في مدينة "مشهد".
ـ أمَّا أول من خرجَ من المدينة من أهل البيت المعدودين في الأئمة ـ من قِبَل الاثني عشرية ـ فهو: "علي الهادي" بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، و هو لم ينتقل للكوفة بل انتقل إلى سامرَّاء إجابةً لرغبة الخليفة العباسي المتوكل رحمه الله، و توفي "علي الهادي" هنالك عام 254 هجرية. ـ رحمه الله ـ عن ابنين هما الحسن المعروف بالعسكري: "لأنه سكن سامراء و هي بلاد عسكر المتوكل "، و جعفر الذي تنعته الرافضة بالكذاب لأنه نفى وجود ابنٍ للحسن ففضحهم، فلذلك فإقامة أولئك الأئمة خارج المدينة كانت مُدَّة يسيرة جِداًّ، وعلى غير مُرادِهم رحمهم الله.
التلفيق التاريخي عند الشيعة:
و من هنا تنبُع عِدة تساؤلات منطقية حول مذهب العترة الطاهرة، بل أدِلَّة واضحةٌ لكلِّ ذي لُب ممَّا لايستطيع الشيعة المعاصرون و لا السابقون لها رداًّ و لا تحويلاً:
فمن تلك الأدِلَّة الدالَّة على التلفيق التاريخي لدعوى انتساب أهل البيت لمذهب الرفض تمثيلاً لا حصراً:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ أنَّ علياً رضي الله عنه كان داخلاً في طاعة الخلفاء الراشدين من قبله وموالياً لهم، والشيعة تزعمُ ضِدَّ ذلك، و لو كان مخالفاً لهم في المعتقد ـ كما تزعم الشيعة ـ ومجانباً لهم لخرج من المدينة التي لم تُبايِعه إلى غيرها من بلاد المسلمين لا سيما البلدان التي افتتحت حديثاً كالعراق و فارس مثلاً، فإنَّ أهل تلك الأقاليم كانوا قد دخلوا في الإسلام حديثاً، وطُلبتهم الحق، و لو علموا أنَّ علياًّ مُنع الحقَّ لنصروه، ولكن ما حدث أنَّ علياً رضي الله عنه لم يخرج من المدينة إلاَّ بعد أن بُويِع بالخلافة لا العكس ممَّا يوهِن مزاعم الرافضة.
2ـ لم يخرج أحدٌ من ذرية الإمام علي من الأئمة الأحد عشر رحمهم الله على الخلافة العادلة، إلاَّ ما كان من أمر الحسين رضي الله عنه و استشهاده في وقعة كربلاء، ومع ذلك فخروجه كان بسبب مظالم يزيد، وقتله للصحابة في وقعة الحرَّة بالمدينة المنورة لا طلباً من الحسين رضي الله عنه الخلافة لنفسه، و إن كان أحقَّ الناس بها في ذلك الوقت.
ولذلك فعندما ناظر زيدٌ بن علي أخاه محمداً الباقر في مسألة اشتراط الخروج في وقوع الإمامة وكان زيدٌ يشترطها، استدلَّ محمد عليه بأنَّه على أصله ذلك لا يكون أبوهما "علياً بن الحسين " إماماً لأنَّه لم يخرج و لم يأمر بالخروج.
3ـ كيف يقيم أهل البيت النبوي ـ فيما بعد ـ بين أهل السنة إذا كانوا رافضة كما يدَّعي الشيعة، وكيفَ يدَعون الإقامة في المدن و الأقاليم التي كان تعجُّ بِمَّن يدَّعي محبَّتهم ونُصرتهم من أهل الرفض و غُلاة الشيعة مثل الكوفة أو خراسان، لا سيما و أن إقامتهم بالمدينة كانت تحت أنظار الخلافة العباسية، بعكسِ ما إذا انتشروا في الآفاق.
4ـ لم يكُن أحدٌ ممَّن خرج من أهل البيت على الخلافة على مذهب الرفض، بل كان خروجهم سياسياً لا مذهبياً، ومن أقام منهم دولة كانت دولته بعيدةً عن الرفض >
فمِمَّن كان على مذهب أهل السنة والجماعة ممَّن قامت له دولةٌ من أهل البيت:
أـ إدريس بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب منشِئ دولة الأدارسة بالمغرب، بل إن إدريس بن الحسن هو سبب انتشار مذهب مالك في المغرب، وذلك لأن الإمام مالك ما كان يرى صِحَّة خلافة أبي جعفر المنصور الذي كان قد بايع من قبل لمحمد بن عبدالله بن الحسن المعروف بالنفس الزكية "أخي إدريس"، فبالتالي يرى انشغال ذمة أبي جعفر ببيعةٍ شرعية لمحمد بن الحسن،و قد أوذي الإمام في ذلك و لم يرجع عن قوله.
وكانت تلك البيعة قد انعقدت سراً لمحمد، و ممن بايعه اخوته و والده عبدالله بن الحسن، و أبو جعفر المنصور و أخوه أبوالعباس و جعفر الصادق الذي تصنفه الشيعة إماماً سادساً، وغيرهم من أعلام أهل البيت النبوي.
ب ـ أشراف مكة الحسينيون الذين حكموا مكة في العصور المتأخرة.
ج ـ و كذلك الأشراف الحسَنيون الذين حكموا المدينة.
5ـ وكذلك من كان على مذهب الزيدية من أهل البيت، فهؤلاء و إن كانوا على المذهب الزيدي فإنهم لم يتلبَّسوا بالرفض، وإنما اقتصر تشيعهم على تفضيل علي رضي الله عنه على الشيخين، واشتراطهم تولية الفاضل على المفضول، مع تولِّيهم لجميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ممَّا يُعرف تاريخيا باسم التشيع السياسي لا المذهبي.
فمِمَّن قامت له دولةٌ منهم "ممَّن كان على المذهب الزيدي"، و لم ينلبَّسوا بشيءٍ من الرفض:
أـ محمد بن يوسف الأخيضر، و هو محمد بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب مؤسس دولة الأخيضريين باليمامة، ثم ذريته من بعده، ومحمد هذا هو الذي قدم اليمامة من الحجاز فأقام الدولة الأخيضرية سنة 252 هـ (866 م).
ب ـ و كذلك الحسين بن القاسم الرسي. منشئ الدولة العلوية في صعدة وصنعاء باليمن عام 280 هـ، و والده هو القاسم الرسي هو صاحب رسالة "الرد على الرافضة " و هي مطبوعة مشهورة، ومثل هذه الرسالة كان ينبغي أن يكون لأهل السنة بها مزيد عناية، لأنها تجلو الغمة وتُنير البصيرة في الوسط الشيعي الزيدي.
ج ـ الناصر للحق الحسن الملقَّب بـ"الأطروش" لقِلَّة سمعه، صاحب دولة العلويين بالديلم، وكان السبب في إسلام سكان الجيل والديلم، وقد امتد نفوذه إلى طبرستان ففتح (آمل) ودخل (جالوس) سنة (301هـ) واستقر له الحكم إلى وفاته عام (304هـ.) أيام المقتدر العباسي (295 - 320هـ)، و قد خلَّف تراثاً علمياً كبيراً ليس فيه شيءٌ على مذهب أهل الرفض، و منه كتاب "البساط" حققه مؤخراً الأستاذ عبد الكريم جدبان، وتمت طباعته الأولى عام 1997م- دار التراث بصعده.
6ـ مع أن كثيراً من أهل البيت النبوي رحمهم الله معدودون في عداد علماء أهل السنة و الجماعة، ومنهم غالب الأئمة الأحد عشر "لأن الثاني عشر مختلق مزعوم"، كالحسنين و زين العابدين والباقر و الصادق والكاظم و غيرهم من أئمة أهل البيت.
بل إن الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد الله بن ابن يزيد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطّلبي الشافعي، الذي هو إمام أحد المذاهب الأربعة عند أهل السنة رحمه الله يمتُّ بصلة وثيقة للبيت النبوي فهو مطَّلِبي مُناِفي قرشي، وآل المطَّلب من أهل البيت، فلذلك فمذهب الجمهور أنهم لا يحل لهم أخذ الزكاة.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 09:23]ـ
الرافضة و التلفيق الحديثي:
المتأمِّل لكتب الشيعة ومصادرهم المُعبرة يُلاحظ عدَّة أمور تُقلِّل ـ بل تنسف ـ الثقة بجميع تلك الكتب و المرويات، فمن ذلك:
1ـ لم يكن للشيعة كتاب في أحوال الرجال حتى ألف الكشي في المائة الرابعة كتابا لهم في ذلك، وهو كتاب غاية في الاختصار، وقد أورد فيه أخبارا متعارضة في الجرح والتعديل، كما أن المتتبع لأخبار رجالهم يجد أنه كثيرا يوقع غلط واشتباه في أسماء الرجال أو آبائهم أو كناهم أو ألقابهم.
2ـ أنه ليس للشيعة معايير و لا مقاييس في نقد الحديث و الأثر و الأخبار، و تهافت أخبار الشيعة لا يحناج إلى إثبات و توثيق، بل ليس لوسائل الإسناد إليها من طريق، مِمَّا يدلُّ على استشراء الوضع عندهم واستساغة التلفيق.
و من أراد التأكُّد فليراجع كتاب "كسر الصنم " لآية الله البرقعي رحمه الله ـ والذي اهتدى الى مذهب أهل السنة ـ، إذ أبان فيه رحمه الله تهافت روايات الكافي للكليني ـ الذي هو أصح كتبهم ـ فغيره من الكتب من باب أولى.
3 ـ كان التأليف في أصول الحديث وعلومه معدوما عندهم حتى ظهر زين الدين العاملي الملقب عندهم بالشهيد الثاني (المتوفى سنة 965هـ)، يقول شيخهم الحائري: (ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني) "مقتبس الأثر: ج 3/ 73".
بل حتى تقسيم الشيعة للأحاديث إلى صحيح وضعيف كان في القرن السابع، يقول الحر العاملي:
" أن هذا الاصطلاح مستحدث، في زمان العلامة، أو شيخه، أحمد ابن طاوس، كما هو معلوم، وهم معترفون به " "وسائل الشيعة ج30، ص262"
فماهو سبب التأليف فيها يا تُرى:
من الملاحظ، أن هذا العلم ظهر عند الشيعة موافقا لحملة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التشنيع على الشيعة في كونهم ليست لديهم كتب في أحوال الرجال، ويظهر هذا جلياًّ في قول العاملي (إمام الجرح والتعديل عند القوم):
" والذي لم يعلم ذلك منه، يعلم أنه طريق إلى رواية أصل الثقة الذي نقل الحديث منه، والفائدة في ذكره مجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانيّة، ودفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة، بل منقولة من أصول قدمائهم "، "وسائل الشيعة ج30، ص 258"
فهاهنا يبين الحر العاملي (الذي هو المفروض أن يكون علامة في الجرح والتعديل) أن وضع السند فقط لدفع اتهامات أهل السنة والجماعة، إنما أصل تصحيحهم هو ناقل الحديث الثقة، ولا يلزم ثقة المنقول عنهم!.
إذن فعلم الحديث عندهم ما هو إلا تقليدٌ لأهل السنة، و دفعٌ لتشنيعهم، يقول شيخهم الحائري:
"ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني وإنما هو من علوم العامة"،ويعني بالعامة ـ بالطع ـ أهل السنة "مقتبس الأثر: ج3/ 73"
و يقول الحر العاملي: أيضاً " ان طريقة المتقدمين مباينة لطريقة العامة، والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة، واصطلاحهم، بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع، وكما يفهم من كلام الشيخ حسن، وغيره "
4 ـ بل و حتى علم الجرح والتعديل المستحدث فيه تناقضات واختلافات في حدوده وضوابطه و شرائطه، حتى قال شيخهم الفيض الكاشاني: " في الجرح والتعديل وشرائطهما اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كمالا يخفى على الخبير بها’’ "الوافي ج1/ 11 - 12"
فهذا هو اعتراف شيخهم ومقدَّمهم في الجرح والتعديل، لكن هذه لعلَّها تهون عند التي تليها وهو قول الحر العاملي معرِّفا الحديث الصحيح:
(بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها، عند التحقيق، لأن الصحيح ـ عندهم ـ: «ما رواه العدل، الإماميّ، الضابط، في جميع الطبقات». ولم ينصوا على عدالة أحد من الرواة، إلا نادراً، وإنما نصوا على التوثيق، وهو لايستلزم العدالة، قطعا بل بينهما عموم من وجه، كما صرح به الشهيد الثاني، وغيره. ودعوى بعض المتأخرين: أن "الثقة" بمعنى «العدل، الضابط» ممنوعة، وهو مطالب بدليلها. وكيف؟ وهم مصرحون بخلافها، حيث يوثقون من يعتقدون فسقه، وكفره، وفساد مذهبه؟)، "وسائل الشيعة ج30 ص 260"
(يُتْبَعُ)
(/)
5ـ ومع ذلك فالرواة كلهم ـ لا جُلُّهم ـ لا تُعلم أحوالهم، فهم كلهم مجروحون، فيكفي أنه لم يسلم من الجرح عندهم لا جابراً الجعفي و لا الحارث الأعور و لا المغيرة بن سعيد و لا زرارة بن أعين، و لا غيرهم من مشاهير رواتهم، بل يروون عن أئمتهم لعنهم و التبرأ منهم، و قد لخص شيخ الطائفة الطوسي أحوال رجالهم باعتراف مهم يقول فيه:
" إن كثيرا من مصنفي أصحابنا ينتحلون المذاهب الفاسدة، ومع هذا إن كتبهم معتمدة" "الفهرست للطوسي: ص24 - 25".
و يقول الحر العاملي عن منهج علماءالشيعة في التوثيق: (يوثقون من يعتقدون فسقه، وكفره، وفساد مذهبه؟)، وسائل الشيعة ج30 ص 260.
و يقول أيضاً:" ومثله يأتي في رواية الثقات؛ الأجلاء ـ كأصحاب الإجماع، ونحوهم ـ عن الضعفاء، والكذابين، والمجاهيل، حيث يعلمون حالهم، ويروون عنهم، ويعملون بحديثهم، ويشهدون بصحته "،"وسائل الشيعة ص 206 ج30".
فيا سبحان الله! عن أيِّ عقل تأصَّلت تلك القواعد، و تفتَّقت هاتيك الأوابد، فسبحان من قسَّم العقول و حرم منها الرافضة؟؟
6ـ كما يلاحِظ أن مجاميعهم الكبيرة كبحار الأنوار و الوسائل و مستدرك الوسائل و غيرها، فهذه تزعم أنها جمعت بين السبعين إلى الثمانين كتابا لم يرها أحدٌ من قبلهم، و لم ينقل عنها ناقل، بل يأتي المجلسي فيزعم من قرون استيعابه لكتب القوم وأحاديثهم، ثم يأتي بعده من يستدرك عليه كتباً جديدة، وأحاديث جديدة لم تكن معروفة على مدى ألف عام! " فيالله العجب"؟
7ـ و لو سلمت مروياتهم من الكذب و التحريف ـ وأنَّى لها ذلك وهذا حال رُراتها ـ فإن احتمال التقية عليها وارد، ولذلك فمن أراد تصحيح حديث عندهم حمَلَ الجرحَ على التقية من الإمام أو خاصته ـ ممن يزعمون ـ.و ما أدراه ما الذي خرج مخرج التقية مما كان من واجب النصيحة؟
و هذا ديدن أهل الرفض، فهم يتركون كتاب الله الذي تكفل الله عز وجل بحفظه و يدَّعون فيه التحريف، و مع ذلك فمصادرهم التي يتولَّونها إمَّا:
ـ إحالة إلى غائب كالجفر الذي يزعمون، أو رقاع المهدي الذي يفترون، أو قرآن فاطمة الذي ينتظرون.
ـ و إمَّا أخبار كذبة ٍ يستحيل روايتهم عن إمام أو غيره، و لو سلمت ما كانوا مأمونين عليها، و لو اؤتمنوا عليها ما كان إلى توثيقها سبيل لعلل كثيرة، منها:
أـ الانقطاع.
ب ـ و الإرسال.
ج ـ وجهالة حال الراوي في كثير من الأحيان، و ربَّما جهالة العين.
و مع ذلك فليس عندهم شيء اسمه تخريج، أوجمع طرق وأسانيد، بل يأتي أحدهم بمتن بإسناد من القرن الخامس مثلا، ويأتي غيره قبله أو بعده من قرن آخر بنفس الإسناد لمتن آخر، ويروي من هو في القرن الثالث مثلاً عمَّن هو في القرن الخامس.
و قد تجد اثنين من أصحاب كتبهم المعتمدة يُكثران الرواية من طريق شيخ، هذا يروي عنه ألف حديث أو أكثر، وذاك يروي نفس العدد أو أكثر عن نفس الشيخ، ثم لا يشتركان ولا في حديث واحد!
8 ـ ثمَّ بعد ذلك اختلاف رواياتهم وأقوالهم، و ظهور التناقض و الاختلاف في كتبهم حتى في الأمور العقدية، حتى اشتكى من ذلك علماؤهم، كنتيجة طبيعية لعدم التفريق بين الصحيح والضعيف، واختلاط الحابل بالنابل في دين الإثني عشرية.
و قد أكثر الشكاية من ذلك شيخهم محمد بن الحسن الطوسي كثيراً، و ذلك لما آلت إليه كتبهم وأحاديث من التضاد والاختلاف والمنافاة والتباين، يقول الطوسي:
(لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه) تهذيب الأحكام: 1/ 2 - 3.
و يقول أيضا الفيض الكاشاني صاحب الوافي:
" تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً أو ثلاثين قولاً أو أزيد؛ بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا عليها أو في بعض متعلقاتها " (الوافي، المقدمة: ص 9).
و يقول الكشي:
(يُتْبَعُ)
(/)
"اشتكى الفيض بن المختار إلى أبي عبد الله قال: (جعلني الله فداك، ماهذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ فقال: وأي الاختلاف؟ فقال: إني لأجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم .. فقال: أبو عبد الله أجل هو ما ذكرت أن الناس أولعوا بالكذب علينا، وإن أحدث أحدهم بالحديث، فلا يخرج من عندي، حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وحبنا ما عند الله، وإنما يطلبون الدنيا، وكل يحب أن يدعى رأساً"، "رجال الكشي: ص 135 - 136، وكذلك بحار الأنوار: 2".
9ـ وكذلك اختلاف نُسخ كتبهم اختلافاً شديداً،مما يُسقِط الاحتجاج بها، فهذا كتاب الكافي ـ على منزلته عندهم ـ، اختلف في عدد أجزائه اختلافاً شديداً:
فمن قائلٍ أنها خمسون جزءاً.
ومن مُدَّعٍ أنها ثلاثون جزءاً فقط.
فشيخ الطائفة الطوسي المتوفى سنة (360هـ) يقول:
(كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتاباً أخبرنا بجميع رواياته الشيخ .. ) انتهى كلامه " الفهرست" (ص 161).
بينما يقول شيخ الشيعة الثقة حسين بن حيدر الكركي العاملي المتوفى سنة (1076هـ):
(إن كتاب الكافي خمسون كتاباً بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة) " روضات الجنات (6/ 114"
مع أن كل كتاب يضم عشرات الأبواب .. ، وكل باب يشمل مجموعة من الأحاديث
أمَّا تهذيب تهذيب الأحكام للطوسي فقد زيد فيه سبعة آلاف وتسعمائة وخمسون رواية ..
فهذا أغابزرك الطهراني في كتابه الذريعة (4/ 504) و محسن العاملي في أعيان الشيعة يقول عن قال عن عدد أحاديث التهذيب: أنها بلغت أحاديثه (13950)
بينما صرح الطوسي نفسه صاحب الكتاب عن عدد أحاديث الكتاب في كتابه الآخر "عدة الأصول": (أن أحاديث التهذيب وأخباره تزيد على (5000)، ومعنى ذلك أنها لاتصل إلى (6000) في أقصى الأحوال
فمن أين أتت تلك ال (7950) رواية .. ؟؟؟.
هذا مع أنك لا تجد أحداً منهم يروي من طريق كتاب مسند يتقدمه، فالكافي مثلا لا تكاد تجد واحداً خرَّج من طريقه على مدى ستة قرون بعده، بل و لا يعزو إليه.
ـ ولذلك فالذي يظهر أنَّ كتب الحديث المسندة عندهم ـ بما في ذلك كتاب الكافي للكليني منحولة مصطنعة، اختُرعت ورُكِّبَ جلها ـ إن لم يكن كلهاـ بعد القرن الثامن الهجري، وجل كتب رجالهم كذلك.
بل الذي يظهر أن القوم أيام الصفويين كانوا يرجعون لكتب التراجم، فإذا رأوا رجلا رُمي بتشيع وأُلِّف له كتاب نسجوا من عندهم له كتاباً بنفس الاسم، وألصقوه به.
ومن رأى الكتب المزعومة المسندة التي خرجت لهم علم بيبقين أنها مزورة على يد من لا يُتقن الحديث، فتجد ما لم يُعرف عبر الدهر يُروى بأسانيد مشرقة بأئمة السنة!، وطالِع كتاب "مائة منقبة" لابن شاذان، أو "شواهد التنزيل" المنسوب للحسكاني، وترى مصداق ذلك.
فالقوم لا يوجد لديهم شيء اسمه نسخ مخطوطة معتمدة قديمة عند غيرهم، بل القوم معروفون بطبخ المخطوطات من قديم، وذكر عبد الرحمن بدوي سوقا كاملة رآه لذلك في طهران في مذكراته.
10ـ بل إنَّ غالب كتب القوم و على رأسها "الكافي" لم تظهر قبل الدولة الصفوية، بل ولا حتى النقل عنها، و لذلك فإن ابن المطهر الحلي لم ينقل شيئاً عن الكافي في كتابه "منهاج الكرامة في إثبات الإمامة"، ولم يكُنْ معروفاً لديه، و هذا من أعجب العجب!.
11ـ بل حتى شيخ الاسلام ابن تيمية في ردِّه على ابن المطهر المعروف بـ"منهاج السنة " لم يذكر الكافي ولا كثير من أصول الشيعة المعتمدة عندهم الآن!، و كذلك الذهببي في مختصره.
12ـ كما يلاحظ أنَّ رواة الشيعة عن أهل البيت، ـ وعلى الأخصِّ الرواة عن جعفر الصادق ـ كلهم كوفيون و جعفر الصادق رحمه الله و سائر أئمة أهل البيت من قبله مدنيون؟، و لذلك فليس لجعفر و لآبائه ـ عدا السبطين رضي الله عنهما ـ. أضرحة عند الشيعة لأنهم ماتوا رحمهم الله في المدينة بين أهل السنة.
و لذلك فقد نصَّ شيخ الاسلام و علم الأعلام ابن تيمية قدس الله روحه أن الرفض لم يُعرف في المدينة قبل القرن السادس.
و الشيعة يعلمون ذلك جيدا، و لذلك تجد في روايات الكليني و غيره عن رواتهم: " كتب إليَّ أبو عبدالله ـ أي جعفر ـ بكذا، و كتبت إليه بكذا".
فالسؤال الذي يطرح نفسه متى رأى أولئك الرواة جعفرا رحمه الله، وغيره من الأئمة، و كيف؟
و لو جاز ذلك منطقياً، فكيف استطاعوا تجاوز عقبة العباسيين و رواية كل تلك الآثار، إذ معلوم ٌ أن العباسيين كانوا يراقبون العلويين ليل نهار، لا سيما بعد خروج محمد بن عبدالله بن الحسن المثنَّى بن الحسن السبط المعروف بالنفس الزكية، وبالله المستعان،وعليه التكلان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين(/)
هل هذا من السلفية؟!::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 10:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هذا من السلفية؟!
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1360 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1360)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1360[/ ... ](/)
حوار بين الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ الشنقيطي رحمهما الله حول فناء النار
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 09:39]ـ
حوار بين الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ الشنقيطي رحمهما الله حول فناء النار
الكتاب مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من صفحة 50 إلى صفحة 72
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين:
لقد استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، استُدعيا للتدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.
وحدثني شيخي: أن يوماً من الأيام حضرت جماعة من الأساتذة المصريين للسلام عليهما , ودار بحث في المنطق بين هؤلاء وفضيلة الشيخ محمد الأمين يسألونه عن الفصل بالنسبة للإنسان , فكان يقول:
إذا قلنا الإنسان حيوان شاركه في هذا التعريف كل حيوان , وإذا قلنا هو حيوان منتصب القامة يمشي على قدمين عاري الجسد , كان بإمكان صاحب سفسطة أن يأخذ دجاجا وينتف ريشه حتى يكون عاري الجسد , ويقول: هذا منتصب القامة يمشي على قدمين , وإذا قلنا هو الحيوان الضاحك شاركه القرد في ذلك , لكن إذا قلنا هو الحيوان الناطق اختص الإنسان بهذا الوصف , فهو الفصل بالنسبة إليه.
كل ذلك البحث والشيخ عبد الرحمن ينتظر على مائدة الإفطار!
فقال لشيخنا: أليس يا شيخ بإمكاننا أن نقول الإنسان حيوان يأكل , فضحك الجميع والتحقوا به رحمه الله ما ألطف نكتته هذه.
ولقد أقبل المسؤولون على فضيلة الشيخ محمد الأمين بغاية التقدير والاحترام، وكان هناك مصريٌّ حَضَريٌّ أزهري من أصحاب الشهادات المبروزة، وكان قبل قدوم الشيخ يُعتبر كأنه كبيرُ المدرسين ولما رأى حفاوة المشايخ بفضيلة الشيخ دونه لعل ذلك أخذ بخاطره ـ ولا أظن إلا خيراً ـ، فصار يتحين الفرص له.
أخبرني شيخي عليه رحمة الله، قال: عندما كنت خارجاً من فصلٍ كنتُ فيه في درس تفسير، ودخلتُ غرفة استراحة المدرسين، وكان الشيخان: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ وأخوه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، كانا موجودين في غرفة استراحة المدرسين، الأول مفتي الديار السعودية، والثاني المدير العام للمعاهد والكليات، فعندما دخلتُ غرفة الاستراحة، إذا ذلك المصري يقول: يا شنقيطي سمعتك تقرر في الدرس أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع؟.
قلتُ: نعم.
فقال: كيف تسمح لنفسك يا شنقيطي! أن تعلم أولاد المسلمين أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية والمجدد محمد بن عبد الوهاب يقرران أنها تخبو وينبت في قعرها الجرجير؟؟.
قال الشيخ: وكنتُ آنذاك حديثَ عهد بالصحراء أغضبُ إذا استغضبت، فقلتُ له: يا مصري! من أخبرك أن الرسول الذي أرسل إليَّ، ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الوهاب؟ إن الرسول الذي أرسل إليَّ ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة ولم يولد بحريملا، ودفن بالمدينة ولم يدفن بالدرعية، وجاء بكتاب اسمه القرآن، والقرآن أحمله بين جنبيَّ، وهو الذي يجب عليَّ الإيمان بما جاء به؛ ولما تأملت آياته وجدتها مطبقةً على أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، علمتُ ذلك لأولاد المسلمين لمَّا ائتمنني وليُّ أمر المسلمين على تعليمهم، أسمعتَ يا مصري؟؟.
قال: فقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: سَمْ؟! وهي بلهجة أهل نجد من مدلولها ما تقول؟.
فقال الشيخ الأمين: فقلتُ لهُ: ذاك إنسان يعي ما يقول!.
قال: وكان (أي: ابن إبراهيم رحمه الله) رجلاً عاقلاً، وقد علم أني مُحْتَدٌ.
فقال سماحته: أطال الله عمرك، منك نستفيد ـ يعني أفدنا ـ.
قال الشيخ الأمين: إني قلت ما قلت بعد أن اطلعتُ على ما استدل به ابن القيم تقريراً لمذهب شيخه.
لقد استدل بآية النبأ (لابثين فيها أحقابا* لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقا)، وبآية هو (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد).
واستدل بأربعة أحاديث ثلاثة منها في غاية الضعف، ولا يمكن الاحتجاج بها، والرابع حديث طاووس عن عبد الله: (يأتي على النار زمان تخفق أبوابها، وينبت في قعرها الجرجير)، وهو حسن السند صالح للاحتجاج به.
واستدل ببيت شعر هو قول الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي .....
قال: لا مانع من أن يكون ما يجمل عند العرب كله موجود في القرآن، والعرب يجمل عندهم إخلاف الوعيد وإنجاز الوعد، فلا مانع إذا من إخلاف وعيده لأهل النار بالخلود.
قال: وذكر ابن القيم سفسطةً للدهريين هي قولهم: إن الله أعدل من أن يعصيه العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أن يعذبه قدر المدة التي عصاه فيها.
وأنا أُجِلُّ ابن القيم عن أن يكون ذكر هذه السفسطة للاحتجاج بها، وإنما ذكرها استطراداً.
فقال سماحته: أفدنا أطال الله في عمرك.
قال شيخنا: فقلتُ له: إني أصبحت وإياك على طرفي نقيض، أنتم تمثلون طائفة من المسلمين تقول بفناء النار وانقطاع عذابها، وأنا أمثل طائفة من المسلمين تقول النار أبدية وعذابها لا ينقطع، والله تعالى يقول: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) إلى قوله تعالى (ذلك خير وأحسن تأويلا).
فقد أصبحنا يا سماحة الشيخ بمثابة المتناظرين، ولا بد للمتناظرين من حَكَمٍ يُحكمانه بينهما يرجعان إليه لئلا يتسع الخلاف.
قال سماحته: فماذا ترى أن نحكم بيننا؟.
قال شيخنا: أرى أن نحكم بيننا كتاب الله تلاوةً لا تأويلا، معناه أنه لا يقبل من أحدنا الاستدلال إلا بآية يشهد له منطوقها بدلالة المطابقة.
قال سماحة الشيخ محمد: فقد حكمنا بيننا كتاب الله تلاوة لا تأويلا.
فقال الشيخ الأمين: إذا شاء سماحتكم بحثنا هذه المسألة بالدليل الجَدَلي المعروف بالسبر والتقسيم، والذي أتى به صاحب مراقي السعود ـ المسلك الرابع من مسالك العلة ـ حيث يقول:
والسبر والتقسيم قسم رابع أن يحصر الأوصاف فيه جامع
ويبطل الذي لها لا يصلح فما بقي تعيينه متضح
ومعنى البيتين: أن يجمع المتناظران أو المتناظرون الأوصاف التي يحتمل أن تكون مسألة النزاع متصفة بها، فإن اتفقا أو اتفقوا أنَّ أوصاف المسألة محصورة فيما جمعوا، شرعوا في سبرها، أي: في اختبارها، أي: بعرضها واحدة بعد واحدة على المحكم، فما رد منها المحكم وجب رده، وما بقي تعيَّن الأخذ به.
فقال سماحة الشيخ محمد: وافقنا على بحث المسألة بالسبر والتقسيم.
قال شيخنا: قيدوا ما تتفقون عليه من احتمالات للمسألة لتتمكنوا من عرضها على المحكم واحدة بعد الأخرى، فمثلاً:
يحتمل: أن النار تخبو.
ويحتمل: أنها تأكل من أُلقي فيها حتى لا يبقى من أهلها شيء.
ويحتمل: أنهم يخرجون منها فراراً منها.
ويحتمل: أنهم يموتون فيها، والميت لا يحس ولا يتألم.
ويحتمل: أنهم يتعودون حرَّها فلا يبق يؤلمهم.
ويحتمل: أنه لا يقع شيء من ذلك كله، وأنها أبدية وعذابها لا ينقطع.
ولمّا اتفق الحضور على أنه لا يوجد احتمال بعد هذه الاحتمالات الستة المقيدة، ابتدؤوا بعرض الاحتمالات على المحكم.
قالوا: يحتمل أنها تخبو، فإذا المحكم يقول: (كلما خبت زدناهم سعيراً)، ومعلوم أن (كلما) أداة من أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كلما جاءك زيد أعطه كذا من مالي، فإذا منعه مرة ظلمه بلا خلاف.
وقالوا: يحتمل أنها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحكم يقول: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب)، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب بموجب هذه الآية.
وقالوا: يحتمل أنهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكم يقول: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها)، ويقول: (وما هم منها بمخرجين)، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحكم يقول: (إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي)، ويقول: (ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت)، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يتعودون حرها فلم يبق يؤلمهم لتعودهم عليه، فإذا المحكم يقول: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا)، ويقول: (إن عذابها كان غراماً)، والغرام: الملازم، ومنه جاء تسمية الغريم، ويقول المحكم: (فسوف يكون لزاما)، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
قال شيخنا: فلم يبق إلا الاحتمال السادس، وهو أنها أبدية وعذابها لا ينقطع، وقد جاء ذلك مبيناً في كتاب الله العزيز في خمسين موضعاً منه.
فسردها لهم مرتبة بحسب ترتيب مصحف عثمان رضي الله عنه، وكأنها جاءت مسرودة في صفحة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت أنا الفودري سبحان الله سرد الشيخ رحمه الله خمسين آية في مسألة واحدة من أول القرآن إلى آخر القرآن وكأنها في صفحة واحدة بارك الله في ذاكرة العلماء وجعلني الله وإياكم ممن يتمتعون بذاكرة مثلهم
وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية، قال: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله.
فقال شيخنا على رحمة الله: وعلينا أن نجيب عن أدلة ابن القيم، وإلا تركنا المسلمين في حيرة، ولنجيبنَّ عليها بالكتاب تلاوة لا تأويلا، فنقول:
أما آية النبأ، فلا دليل فيها لما يريد الاستدلال بها عليه، إذ غاية ما تفيده آية النبأ هذه، هو: أن أهل النار يمكثون أحقاباً من الزمن في نوع من العذاب هو الحميم والغساق، ثم ينتقلون منه إلى آخر بدليل قوله تعالى في (ص): (هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج)، ومعلوم أن عذاب أهل النار أنواع، وخير ما يفسر به القرآن القرآن.
وأما استدلاله ببيت الشعر فإن ما قاله يمكن اعتباره لولا أننا سمعنا الله تعالى يقول في كتابه: إن وعيده لأهل النار لا يخلف، قال في (ق): (قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)، وقال أيضاً في نفس السورة: (كل كذب الرسل فحق وعيد).
وأما سفسطة الدهريين التي ذكرها استطراداً، فقد تولى الله تعالى الجواب عنها في محكم تنزيله، وهو الذي يعلم المعدوم لو وجد كيف يكون، وقد علم في سابق علمه أن الخُبث قد تأصل في أرومة هؤلاء الخبثاء بحيث إنهم لو عذبوا القدر من الزمن الذي عصوا الله فيه، ثم عادوا إلى الدنيا لعادوا لما يستوجبون به العذاب، لا يستطيعون غير ذلك، قال تعالى في سورة الأنعام: (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون).
فيبقى لدينا من أدلة ابن القيم آية هود، وهي قوله تعالى: (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد)، وحديث أبي داود وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على النار زمان تخفق أبوابها وينبت في قعرها الجرجير)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإنهما دليلان صالحان للاحتجاج بهما، فيجب علينا البحث والتنقيب عن وجه يمكن به الجمع بين الأدلة، لأن إعمال الدليلين أولى من طرح أحدهما كما هو مقرر في فن الأصول، قال في مراقي السعود:
والجمع واجب متى ما أمكنا إلا فللأخير نسخ بينا
إن عندنا أدلة على أن النار أبدية ولا ينقطع عذابها، وهذه الآية التي من سورة هود وهذا الحديث الحسن دليلان يفيدان أن النار تفنى، فما العمل؟.
والجواب: أننا نرى إمكان الجمع بين هذه الأدلة، بحمل آية هود وحديث أبي داود على الدَّرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين، فإنه يخرج منه آخر من بقلبه مثقال ذرة من إيمان، ويخبو وتخفق أبوابه وينبت في قعره الجرجير، أما دركات النار المعدة سجناً وعذاباً للكفار فهي أبدية وعذابها لا ينقطع.
وهنا تنسج الأدلة الشرعية في بوتقة واحدة لا تعارض بينها، ولا يكذب بعضها بعضا، وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فقال سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ: (يا عبداللطيف ـ يعني أخاه المدير العام للمعاهد والكليات ـ الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، من الآن قرروا أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، وأن تلك الأدلة المراد بها الدرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين)، وبالله تعالى التوفيق.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 10:05]ـ
حوار رائع بين العلماء نرجو أن نراه بين علمائنا في هذا الزمن.
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الطرح الجيد.
ـ[القضاعي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 08:33]ـ
بارك الله فيك
وهلا تكرمت بمعلومات عن الكتاب وهل هو متوفر في الأسواق
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 10:32]ـ
هذا هو العلم، علماء راسخون في العلم
لما تقرأ كلامهم، تدرك جهلك، والله المستعان
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:49]ـ
ماشاء الله تبارك الله ..
جزاك الله خيرا على هذا النقل.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 09:34]ـ
يا سبحان الله حكاية بديعة ورائعة ... هذا مفخرة مورتانيا بل المغرب الإسلامي كله إنه المفسر الرباني العلامة الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنته.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 10:03]ـ
أخي الكريم القضاعي تفضل هذا رابط الكتاب
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6227(/)
انقذوا غزة ....
ـ[الختيار]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا نَقَمُوا مِنْهمُ إِلّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد الآية 8 البروج
.لمن لا يعرف قطاع غزة , هو المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني ,وهو على شكل شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء بطول حوالي 25 كلم على البحر المتوسط , وتبلغ مساحته 378 كلم مربع. ويبلغ عدد سكان القطاع حوالي 1,5 مليون نسمة أغلبهم لاجئون قامت على أنقاض مدنهم وقراهم الدولة العبرية.
وفي القطاع أعلى كثافة سكانية في العالم على الإطلاق , 26,400 نسمة/كلم مربع في المدن و 55,500 نسمة في المخيمات التسع!!!
وللمزيد من المعلومات عن سكان القطاع , يمكن الوصول إليها من الرابطة التالية:
http://www.pnic.gov.ps/arabic/population/number-5.html
ان هذه الحقائق , لا تحتاج إلى الكثير من الدراسة والتمعن , لإدراك المأساة التي يعيشها إخواننا سكان القطاع في وقت السلم والبحبوحة ... فما بالكم ... تحت الحصار؟؟
ببساطة شديدة يلتمسون الرزق ليسدوا رمقهم من خلال فرص العمل المحدودة في القطاع , والعدد الأكبر أجبرته هذه الظروف القاهرة للتوجه إلى سوق العمل الإسرائيلية.
وتحت وطأة المقاومة الباسلة التي بذل فيها أهل القطاع الدماء الطاهرة , قررت الحكومة الإسرائيلية الانسحاب من جانب واحد من القطاع , وإزالة جميع المستوطنين والمستوطنات والقواعد العسكرية , وأتمت انسحابها يوم 12/ 9 / 2005 لتتسلم إدارته بشكل كامل السلطة الوطنية الفلسطينية ما عدا السيادة على الحدود والمعابر التي بقيت بأيدي الإسرائيليين.
وبدون الخوض في الأسباب والمسببات , فهذا ليس محلها ولا وقتها , نذكر انه وقعت مصادمات واشتباكات مسلحة بين إخوة النضال والسلاح , حسمت بتولي حركة المقاومة الإسلامية , حماس, ذمام الأمور في القطاع.
وبهدف تركيع أهلنا ومناضلينا في القطاع وفي كل فلسطين , كشر العدو عن أنيابه , ففرض الحصار الاقتصادي على القطاع ومنع أهله من مغادرته للعمل أو العلاج أو الدراسة , ولا حتى العودة إليه , ولم يكفه هذا ولا سيل الدماء الذكية التي يريقها بغاراته واجتياحا ته اليومية لحدود القطاع , بل اتخذ الخطوة الخطيرة الحقيرة ,
باعتبار القطاع كيانا معاديا , استتبعها بعقوبات ابتزازية طالت المواطنين في ضروريات حياتهم. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لم تعد ملزمة بقواعد القانون الدولي التي تعين على المحتل توفير الاحتياجات الإنسانية للسكان المدنيين.
وبدأت أولى جرائمها في هذا المجال
بقطع التيار الكهربائي عن القطاع والذي يحصل سكانه على 60% من الكهرباء التي يستهلكونها عن طريق إسرائيل ,
كما خفضت كميات الوقود الذي تورده إلى القطاع.
ومن المؤكد أنه وأمام الصمود البطولي لأهلنا , لن يتورع هذا العدو من اتخاذ خطوات قذرة أخرى لا نستبعد أن تطال الأدوية والغذاء ....
لم كل هذا؟؟؟؟؟
وَمَا نَقَمُوا مِنْهمُ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد الآية 8 البروج
في ظل ما تقدم وهو غيض من فيض لكم أن تتصوروا حال البؤس والعوز والجوع الذي يوصل هذا العدو إخواننا إليها.
والسؤال الآن , لكل فلسطيني , لكل عربي , لكل مسلم , بل لكل إنسان فيه قلب ينبض وضمير يتألم , ...
هل للسكوت على هذه الجرائم من مبرر؟؟؟
تصور أن طفلك
ابن السنتين من العمر,
هو محمد أو حسن , ابن القطاع ,
راقد على سرير العمليات في أحد مستشفيات القطاع ,
ووقفت تعد له الدقائق والثواني
أمام عجز طبيب عن إجراء عملية جراحية بسيطة له
, هي الفرق بين الموت والحياة!!!! ...
لماذا؟؟؟
لا كهرباء
, لا أدوية!!!!! ...
والعدو الجشع ...
يتلذذ
متعا بشقائك .. وتعاستك!!!!
نعم بكل بساطة ,
لا يرحمك ولا يسمح لك برحمة الله!!!!!!
أوبعد هذا من سكوت!!!!!!!!
أوليست الهبة لإغاثة أهلنا واجب فرضه العزيز القدير بأخوة الإسلام
قال سبحانه (إنما المؤمنون إخوة) (الحجرات 10)
أليست أولى أولويات الولاية بين المسلمين
وقال (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) (التوبة 71)
أوليسو عضوا طاهرا في جسم الأمة الإسلامية؟
وهبتنا امتثالا لأمر الله على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ... متفق عليه
ماذا سنجيب الجبار يوم القيامة؟؟؟؟؟؟
وقفوهم إنهم مسئولون ... (الصافات 24)
أنقول كنا في لهو ولعب ....
نتلذذ بنعمك العظيمة وإخواننا يموتون جوعا وعطشا!!!!
لا والله!!! بيدنا الكثير لنفعله
وجلنا ممن أنعم الله عليه بالقلب النابض ... والإحساس المرهف ...
وفوق كل هذا
مخافة الحسيب العليم
أقل ما ينتظر منكم إخوانكم في الله
ابدؤوا بصوت الاحتجاج العالي المدوي
مسيرات في كل المدن ليستفيق العالم النائم في العسل
ليعرف العدو الخائب, أن لهؤلاء القوم إخوة وسند
وليعرفوا هم انهم ليسوا وحدهم
كل على قدر استطاعته
وسنبادر باعلامكم بالفعاليات المقترحة
ولكن لنبدأ من اليوم برفع صوت الحق عند سلطان جائر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 02:24]ـ
لا يرحمك ولا يسمح لك برحمة الله!!!!!!
أقل ما ينتظر منكم إخوانكم في الله
ابدؤوا بصوت الاحتجاج العالي المدوي
مسيرات في كل المدن ليستفيق العالم النائم في العسل
أخي الحبيب: يعلم الله أن قلوبنا تتقطع لكل قطرة دم مسلم يريقها الكافر في أي مكان كان، لا سيما في بلد الأقصى، فنسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، وأن ينصر إخواننا المسلمين في فلسطين على أعداء الله والمسلمين على اليهود الغاصبين المشركين، ونسأله سبحانه وتعالى أن يزلزل الأرض من تحت أقدام اليهود، وأن يجعلهم نهبا للمسلمين.
واعلم أخي الكريم: أن الكلمة التي ذكرتها أعني قول: " ولا يسمح لك برحمة الله ". كلمة قبيحة خاطئة، فإن الله تبارك وتعالى لا مانع لما أعطاه، ولا راد لفضله ورحمته.
فلا نجعل مصيبتنا تجعلنا نتطاول على الذات الإلهية، فإنا خُلقنا للابتلاء، لينظر الله تبارك وتعالى أنصبر أم نكون من الساخطين.
واعلم أن صبر المسلم على البلاء، واحتسابه رفعة لدرجاته.
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوقظ البلدان الإسلامية من سباتها العميق بالرجوع إلى الكتاب والسنة والعقيدة الصحيحة.
والله ولي التوفيق.
ـ[الختيار]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 05:49]ـ
أخي الحبيب: يعلم الله أن قلوبنا تتقطع لكل قطرة دم مسلم يريقها الكافر في أي مكان كان، لا سيما في بلد الأقصى، فنسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، وأن ينصر إخواننا المسلمين في فلسطين على أعداء الله والمسلمين على اليهود الغاصبين المشركين، ونسأله سبحانه وتعالى أن يزلزل الأرض من تحت أقدام اليهود، وأن يجعلهم نهبا للمسلمين.
واعلم أخي الكريم: أن الكلمة التي ذكرتها أعني قول: " ولا يسمح لك برحمة الله ". كلمة قبيحة خاطئة، فإن الله تبارك وتعالى لا مانع لما أعطاه، ولا راد لفضله ورحمته.
فلا نجعل مصيبتنا تجعلنا نتطاول على الذات الإلهية، فإنا خُلقنا للابتلاء، لينظر الله تبارك وتعالى أنصبر أم نكون من الساخطين.
واعلم أن صبر المسلم على البلاء، واحتسابه رفعة لدرجاته.
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوقظ البلدان الإسلامية من سباتها العميق بالرجوع إلى الكتاب والسنة والعقيدة الصحيحة.
والله ولي التوفيق.
اخي علي
مشكور على مرورك واهتمامك
والاهم على ملاحظتك الكريمة
اللهم لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا
أستغفر الله العظيم وأتوب اليه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 06:56]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة الكريمة .. والله المستعان
وأشكر الأخ الفضلي على كلمته الكريمة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 08:28]ـ
أخي الحبيب: نقول يعلم الله أن قلوبنا تحزن لكل قطرة دم مسلم تراق في أي مكان، لا سيما في بلد الأقصى المبارك،
فنسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان،
وأن ينصر إخواننا المسلمين في فلسطين على أعداء الله من اليهود الغاصبين المجرمين ويهي للمسلمين من امرهم رشدا
ونوصي الاخوة بالدعاء ولاسيما اوقات الاجابةلاخواننا المسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان
ـ[نجم الشام]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 10:46]ـ
لكم الله يا سكان غزة المجاهدة
على كل المسلمين أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء لنصرة إخوانهم(/)
ما المقصود بـ اللامذهبية!!
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأفاضل الكرام:
نسمع هذه الكلمة أو هذا المصطلح كثيراً (اللامذهبية) والتحذير منه ونحو ذلك ...
في هذا الموضوع أحب أن أعرف الكثير عن هذا المصطلح وما المقصود به؟
وهل طريقة العلماء في تدريسهم وتقريرهم للراجح وخروجهم عن المذهب مثلاً هل هذا من اللامذهبية؟
وماذا عن القضاء وهل الأفضل فيه التقيد بمذهب معين لضبط الأمر أم ماذا؟
وما هي الطريقة السليمة لدراسة الفقه وتدريسه؟ هل الإكتفاء بتدريس المذهب مثلاً أم تعليم الطالب الأقوال الأخرى أو على الأقل القول الراجح عند هذا العالم؟
أتمنى تعليقاتكم وفوائدكم بهذه القضية، فالأمر يهمني جداً وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 07:21]ـ
المراد بااللامذهبية) عدم التقيد بمذهب معين من مذاهب الائمةالمعتبرين الائمة الاربعة وربما كان قصد من حذر منها الجمود على المذاهب وان خالفت النصوص وقوله هذا يخالف قول ائمة المذاهب انفسهم حيث امروا بالرمي باقوالهم عرض الحائط ان خالفت النصوص الشرعية ولاشك ان المسلم مطالب باتباع الكتاب والسنة فان وافقت مذاهب الائمةالمعتبرين الادلة اخذبهاوالافلا
وذلك لانه ليس من عالم بالشرع قد احاط بالادلةجميعا ولاسيما السنةالنبوية التي خفي بعضها عن كبارالصحابة رضي الله عنهم فضلا عن غيرهم من العلماء
ـ[المهاجر العربي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 07:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأفاضل الكرام:
نسمع هذه الكلمة أو هذا المصطلح كثيراً (اللامذهبية) والتحذير منه ونحو ذلك ...
في هذا الموضوع أحب أن أعرف الكثير عن هذا المصطلح وما المقصود به؟
وهل طريقة العلماء في تدريسهم وتقريرهم للراجح وخروجهم عن المذهب مثلاً هل هذا من اللامذهبية؟
وماذا عن القضاء وهل الأفضل فيه التقيد بمذهب معين لضبط الأمر أم ماذا؟
وما هي الطريقة السليمة لدراسة الفقه وتدريسه؟ هل الإكتفاء بتدريس المذهب مثلاً أم تعليم الطالب الأقوال الأخرى أو على الأقل القول الراجح عند هذا العالم؟
أتمنى تعليقاتكم وفوائدكم بهذه القضية، فالأمر يهمني جداً وجزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الوقت الذي يرجع فيه الاخ السائل إلى كتابات حذر فيها أصحابها من اللامذهبية, لايد من ملاحظة وجود كتابات أخرى تحذر من االمذهبية. والموضوع بحد ذاته شائك وفيه تفاصيل عديدة مثل هل المقصود باللامذهبيه هو التلفيق بين المذاهب حيث يختار المسلم من الاراء في المسألة ما وافق هواه؟ أم ان المقصود هو الخروج من دائرة المذاهب كلها والاتيان بمذهب جديد في ضوء الادلة الشرعيه الموجودة حاليا والظروف المعاصرة؟ أم المقصود هو عدم الالتزام بمذهب واحد في ضوء الترجيح بين أقوال الأئمة الموجودة مع عدم الخروج عنها او الخروج عنها؟
وكذلك يقال عن المكتوب في المذهبيه هل هي دعوة الى اتباع مذهب واحد ايا كان شرط الالتزام به باستمرار ام هي عدم الخروج عن دائرة المذاهب المشهورة؟ ام هي مجرد اتباع مذهب بعينه وفق اصول يتفق عليها؟
السؤال شائك في ظل هذه التساؤلات العديدة وفي ضوء سؤال الاخ الذي لا يناقش فيه معنى اللامذهبيه!!! لذلك نتمنى من الاخوة ان لا يبخلوا علينا بالتوضيح لهذا الاشكال المعاصر الذي لا بد لمعالجته من الحكمة والموضوعيه في الطرح
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 11:48]ـ
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
ولا ريب أن التزام المذاهب والخروج عنها إن كان لغير أمر ديني مثل: أن يلتزم مذهبا لحصول غرض دنيوي من مال أو جاه ونحو ذلك: فهذا مما لا يحمد عليه بل يذم عليه في نفس الأمر، ولو كان ما انتقل إليه خيرا مما انتقل عنه وهو بمنزلة من لا يسلم إلا لغرض دنيوي أو يهاجر من مكة إلى المدينة لامرأة يتزوجها أو دنيا يصيبها وقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجل هاجر لامرأة يقال لها أم قيس فكان يقال له: مهاجر أم قيس فقال النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر في الحديث الصحيح: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه). وأما إن كان انتقاله من مذهب إلى مذهب لأمر ديني مثل أن يتبين رجحان قول على قول فيرجع إلى القول الذي يرى أنه أقرب إلى الله ورسوله: فهو مثاب على ذلك، بل واجب على كل أحد إذا تبين له حكم الله ورسوله في أمر ألا يعدل عنه ولا يتبع أحدا في مخالفة الله ورسوله فإن الله فرض طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم على كل أحد في كل حال وقال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، وقال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 04:00]ـ
السلام عليكم:
جزاكم الله خيراً
أظن أن الأخ المهاجر العربي قد حمل الأمر أكثر مما يحتمل في وضوحه وتحرير موضع التساؤلات فيه وعذراً أن كان فهمي خاطئاً، فأقول:
والموضوع بحد ذاته شائك
هل هو كذلك حقاً
هل المقصود باللامذهبيه هو التلفيق بين المذاهب حيث يختار المسلم من الاراء في المسألة ما وافق هواه
هذا لم يقل به أحد من أهل العلم على حد نظري القاصر بل اشتد نكيرهم على من يفعل ذلك حيث الغالب هو تتبع الرخص من كل مذهب
أم ان المقصود هو الخروج من دائرة المذاهب كلها والاتيان بمذهب جديد في ضوء الادلة الشرعيه الموجودة حاليا والظروف المعاصرة؟
ليس هذا بلازم فكثيرا ما نجد المحققين في كل مذهب يخالف مذهبه في مسائل ولم يكن هناك من يعتبرهم أتباع مذهب جديد
أم المقصود هو عدم الالتزام بمذهب واحد في ضوء الترجيح بين أقوال الأئمة الموجودة مع عدم الخروج عنها او الخروج عنها؟
وهذا هو ما يجب ولكن في حق من أمتلك ألة الترجيح من علماء هذه الأمة سلفاً وخلفاً
يقول الشيخ الألباني رحمه الله في مقدمة إرواء الغليل وهو يتناول جانباً من الجوانب السلبية في دراسة الفقه:
" أنني توخيت بذلك أن أكون عونا لطلاب العلم والفقه عامة والحنابلة منهم خاصة الذين هم - فيما علمت - أقرب الناس إلى السنة على السلوك معنا في طريق الاستقلال الفكري الذي يعرف اليوم ب (الفقه المقارن) هذا الفقه الذى لا يعطيه حقه - اليوم - أكثر الباحثين فيه والمدرسين لمادته في (كليات الشريعة) المعروفة الآن فإن من حقه أن لا يستدل فيه بحديث ضعيف لا تقوم به حجة. فترى أحدهم يعرض لمسألة من مسائله ويسوق الأقوال المتناقضة فيه ثم لا يذكر أدلتها التفصيلية فإذا كان فيها شئ من. الأحاديث النبوية " حشرها حشرا دون أن يبين ويميز صحيحها من حسنها بل ولا قويها من ضعيفها فيكون من نتيجة ذلك وآثاره السيئة أن تتبلبل أفكار الطلاب وتضطرب آراؤهم في ترجيح قول على قول آخر ويكون عاقبة ذلك أن يتمكن من قلوبهم الخطأ الشائع: أن الحق يتعدد (2) بل صرح بعضهم أخيرا فقال: إن هذه الأقوال المتعارضة كلها شرع الله! وأن يزدادوا تمسكا بالحديث الباطل: " اختلاف أمتي رحمة " (3) وقد تتغلب العصبية المذهبية على أحدهم وقد يكون هو أستاذ المادة نفسه فيرجح من تلك الأقوال الموافق لمذهبه وينتصر له بحديث من تلك الأحاديث وهو لا يدري أنه حديث ضعيف عند أهل الحديث ونقاده والمنهج العلمي الصحيح يوجب عليه أن يجري عملية تضعيفه بين تلك الأحاديث المتعارضة المستدل بها للأقوال المتناقضة فما كان منها ضعيفا لا تقوم به حجة تركت جانبا ولم يجز المعارضة بها وما كان منها صحيحا أو ثابتا جمع بينها بوجه من وجوه التوفيق المعروفة في علم أصول الفقه وأصول الحديث وقد أوصلها الحافظ العراقي في حاشيته على " علوم الحديث " لابن الصلاح إلى أكثر من مئةوجه" أهـ
ويبقى مدار الكلام حول هذه في تساؤلات الأخ الكريم أبي عمر عن طريقة العلماء في تدريسهم وتقريرهم للراجح والطريقة السليمة لدراسة الفقه وتدريسه وهنا تأتي الحكمة والموضوعيه في الطرح(/)
تغيير الواقع عند العلامة الشيخ الدوسري رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 06:28]ـ
يقول العلامة الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله في محاضرة له سمعتها قديما
قبل اكثر من خمسة عشر عاما
عن سلبية بعض الناس تجاه واقعهم وعدم قيامهم بواجب الدعوة الى الله واعتذارهم بقولهم
نريد مسايرة الواقع
قال الشيخ رحمه الله ما مضمونه وهذا خطا المفروص السعي في تغيير واقعهم وعدم مسايرته
وضرب مثلا عجيبا
فقال حتى الدجاجة ترفض الواقع حينما ياتيها الديك وترفضه
وقصده رحمه الله استنهاض الهمم والسعي في اصلاح المجتمع وعدم المسايرة في الباطل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 07:11]ـ
وهل تستطيع الدجاجة رفض الديك؟ ..
لو ضرب مثلا بديك جاء يعكّر على ديك آخر في منطقته .. لصح المثال:) .. لأنه يقاوم الواقع بكل عنفوان ساعتئذ
(واسألني عن الديكة والدجاج .. ويرحم الله جدتي التي كانت تربيهم في منزلها))
جزاك الله خيرا أخي على هذه التذكرة الطيبة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اضحكتني اضحك الله سنك وجزاك الله خيرا أخي على هذه الدردشة(/)
كلام يكتب بماء العين عن الوسطية.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 04:05]ـ
حُدُود الوَسَطِيَّة ومفهُومها
أثابكم الله .. هذا سؤال من أحد الأخوة الحضور يسأل عن حُدُود الوَسَطِيَّة ومفهُومها، يقول: لأنَّ من النَّاس منْ يَذُمّ التَّمييع والتَّساهُل ويهرب طالباً الوسطيَّة وإذا هو يسقط مع الجانب الآخر وهو جانب التَّنطُّع والغلو والتَّشدُّد، ومنهم بالعكس من يَذُمّ التَّنطُّع والغلو ويهرب طالباً الوسطيَّة ثُم يسقط مع جانب التَّسهيل والتَّيسير على ما يذكُر ... فما حُدُود الوسطيَّة ومَفْهُومُها؟
الوَسَطِيَّة هي سِمَةُ هذا الدِّينْ، وهي سِمَةُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعة، فالدِّين وسط بين الأدْيَان، وأهلُ السُّنَّة والجماعة وسط بين المَذَاهب، وشيخ الإسلام -رحمهُ الله تعالى- أَبْدَعَ في تقرير مذهب أهلِ السُّنَّة والجماعة في الواسِطِيَّة حينما شرح طرفي النَّقيض في كل مسألةٍ من مسائل الاعتقاد ثُمَّ قال وأهل السُّنَّة وسطٌ في ذلك في باب كذا بين كذا وكذا إلى آخرهِ، فالوسط هو أنْ تَتَّقِيَ الله -جلَّ وعلا- وتَسْأَلَهُ الإعانة والتَّوفِيق والتَّسديد، وأنْ تعمل الواجِبَات وتترُك المُحرَّمات، إذا أُمِرْتَ بشيء فَبَادِر إلى العملِ بِهِ، وإذا نُهيتَ عن شيء فبَادِر إلى الامْتِناع عنهُ ((إذا أمرتُكُم بشيءٍ فأتُوا منهُ ما استطعتُم، وإذا نهيتُكُم عن شيءٍ فاجْتَنِبُوه))، ((إنَّ الدِّين يُسْر ولنْ يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلاَّ غَلَبهُ))، ((يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا، بَشِّرَا ولا تُنَفِّرَا))، المَقْصُود أنَّ دين الله وسط بين الغالي والجافي، لا شكَّ أنَّ التَّكاليف تكاليف وهي إِلْزَامٌ فيهِ كُلْفَة على النَّفْسْ، الواجِبَات فيها كُلْفَة على النَّفْسْ، تارك المُحرَّمات ورَغَبَات النُّفُوس فيها كُلْفَة على النَّفْسْ، لا يعني أنَّ الدِّين وسَط، وأنَّهُ يُسر، بأنَّنا نَتَفَلَّتْ من الواجِبَاتْ، ونَرتكبُ المُحرَّمات والدِّين يُسْر – لا يا أخي – اللهُ -جلَّ وعلا- الذِّي قال: إنَّ رَحْمَتَهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء، هُو شَدِيدُ العِقَابِ أَيْضاً؛ فَأَنْتَ مَأْمُورٌ ومَنْهِي، فَعَلَيْكَ أَنْ تَأْتَمِر بقَدْر طاقتك واستِطاعَتِك {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة/286]، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطَّلاق/7]؛ لكنْ أيضاً عليك أنْ تنتهي، فالجنَّةُ حُفَّت بالمكاره؛ لأنَّ بعض النَّاس يستغلّ مثل هذهِ النُّصُوص على التَّنَصُّلْ من الدِّين بالكُلِّيَّة، وهذا مَسْلَكٌ سَلَكَهُ بعض المُبْتَدِعة إلى أنْ وَصِلُوا إلى حدٍّ تَوََلَّغَوا فيهِ، خَرَجُوا من الدِّين بالكُلِّيَّة، فالدِّين مجموعة وعبارة عن أوامِر ونَواهي، والجنَّةُ حُفَّت بالمكاره، فأنت اسْتَفْتِ قلبك إذا عُرِضَ عليك أمر؛ فإنْ كُنتَ من أهلِ النَّظر والاسْتِدْلال وعندَكَ من الدَّليل ما يَدْعُوكَ إلى الإقْدَام عليهِ فَأَقْدِمْ، وما يدْعُوك إلى الإحْجَامِ عنهُ فَأَحْجِمْ، إذا لمْ تَكُنْ من أهلِ النَّظر فَفَرْضُكَ التَّقليد وسُؤال أهل العلم، فاسأل من تَبْرَأ الذِّمَّة بِتَقْلِيدِهِ، اسأل أهل العلم، اسأل الدِّين، اسأل الوَرَع ..
ولَيْسَ في فَتْواهُ مُفْتٍ مُتَّبَع ... مَا لمْ يُضِفْ للعِلْمِ والدِّينِ الوَرَعْ
فالمَسْألة دَائِرةٌ بين أمرين، والنَّاس اثنان، أحدُهما صاحبُ علمٍ ونَظَر مثل هذا فَرْضُهُ النَّظر ينظُر في النُّصُوص على أنَّها دِينْ، لا على أنَّها إتِّباع شَهَواتْ؛ بل بعض النَّاس ينظُر في المذاهب لا يَنْظُر في النُّصُوص، يقول النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((ما خُيِّرَ بينَ أَمْرَيْنْ إلاَّ اختَار أيْسَرَهُما)) أبُو حنيفة يقول كذا ومالك يقول كذا، إذاً أبو حنيفة أَسْهَل أو مالك أسهل؟! مالك إمامٌ مُعْتَبَر، مالك نجمُ السُّنَنْ، أبُو حنيفة الإمام الأعظم، كُلُّهُم أَئِمَّة، وكُلُّهُم على العَيْن والرَّأْس؛ لكنْ وش معنى هذا؟! هذا أنَّك تَتْبَع هواك ما تَتْبَع الدِّينْ، انْظُر في أَدِلَّةِ هؤُلاء وهَؤُلاء، ثُمَّ إذا تَرَجَّحَ عِندك فَاعْمَل بِما تَدِينُ الله بِهِ، واتْرُك عنكَ بُنَيَّاتِ الطَّريق ولو كَثُرَ الكلام، ولو كَثُرتْ الدندنة، ولو كَثُر من يَخْرُج في القنوات ويُقلِّلْ من شَأْنِ الدِّينْ والمُتَدَيِّنِينْ، ويُريد أنْ يُخرِج النَّاس مِنْ أَدْيَانِهِمْ بِالفَتَاوى المَائِعَة التِّي لا تَعْتَمِد لا على عَقِل ولا على نَقِلْ؛ فعلى الإنسان إنْ كانَ من أهلِ النَّظر أنْ يَعْمَل بما يَدِينُ الله بِهِ منْ خِلال الدليل الصَّحيح، وإنْ لَمْ يَكُنْ منْ أهلِ النَّظر، فَعَلَيْهِ أنْ يُقلِّد مَنْ تَبْرَأُ الذِّمَّة بِتَقْلِيدِهِ، واللهُ المُستعان.
فضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله ووفقه وامد بعمره على طاعته.
للاستماع بالصوت:
http://www.khudheir.com/uploads/97.mp3
المصدر:
http://www.khudheir.com/ref/782
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 04:48]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 05:07]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[منبع الخير]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 10:35]ـ
بارك الله فيك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 11:21]ـ
الأخ الحبيب / أحمد بن حنبلٍ:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وباركَ في فضيلةِ الشَّيْخِ العلاَّمةِ عبدِ الكريم الخُضَيْر، ونفعنا بعلمه.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 12:34]ـ
جزاك الله خير الجزاء
واياك اخي احمد بارك الله فيك.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 04:30]ـ
جزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 07:45]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وباركَ في فضيلةِ الشَّيْخِ العلاَّمةِ عبدِ الكريم الخُضَيْر، ونفعنا بعلمه.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 03:00]ـ
بارك الله فيك
منبع الخير بارك لله فيك،،، سسرني مرورك.
ـ[محب العلم و العلماء]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 06:50]ـ
بارك الله فيك
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 03:31]ـ
الأخ الحبيب / أحمد بن حنبلٍ:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وباركَ في فضيلةِ الشَّيْخِ العلاَّمةِ عبدِ الكريم الخُضَيْر، ونفعنا بعلمه.
سرني مرورك. بارك الله فيك.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 01:57]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وباركَ في فضيلةِ الشَّيْخِ العلاَّمةِ عبدِ الكريم الخُضَيْر، ونفعنا بعلمه.
بارك الله فيك،،، سرني مرورك.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 03:05]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 03:05]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 02:45]ـ
بارك الله فيك
وبارك فيك.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 03:46]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا
بارك الله فيك.(/)
هاري بوتر .. وإفلاس التربية الغربية (متى نصعد برواياتنا لمستوى المنافسة!!)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 01:13]ـ
لست بحاجة في بداية مقالي أن أعرف القراء بهاري بوتر تلك الشخصية - التي اخترعها الإعلام الغربي وكتبتها الكاتبة الانجليزية (ج. ك. رولنغ) - والتي صارت في كل مكان الآن سواء ككتاب بيع منه مليون نسخه وزيادة , أو كفيلم سينمائي ربح ملايين الدولارات , أو كألعاب للأطفال بيع منها آلاف مؤلفة من النسخ , أو كصور ومجسمات وغيرها تصور صورة ذلك الفتى هاري بوتر وشخصيات القصة التي أصبحت الأشهر عالميا , ومن ثم تناقلتها قنواتنا الإعلامية وتاجر فيها تجارنا المسلمون ووجدناها في مدارسنا ونوادينا وبيوتنا بلا استئذان!!
أستطيع بكل وضوح أن أعتبر قصة هاري بوتر دليلا على إفلاس المناهج التربوية الغربية وركونها إلى الجانب الفارغ من الترفيه الرخيص , كما أستطيع بكل وضوح أيضا أن أعلن أن الفراغ النفسي والروحي عند أطفال العالم يكاد يصرخ من التهميش والعبثية ..
قصة بوتر قائمة على شىء حرمه الله في ديننا الحنيف ولعن فاعله ذلك الشىء القبيح هو السحر , والمبدأ القرآني عندنا يقول " ولا يفلح الساحر حيث أتى " , وهو ما نربي عليه أبناءنا منذ نعومة أظفارهم إذ إن السحر كله شر ولا ينبني إلا على الشر والقبح ولا يصير الساحر ساحرا إلا إذا عصى ربه
السحر أيضا مبني على الكذب إذ إن أصل قيامه على التخيلات المصطنعة والكذب المختلق والأوهام والخيالات , و السحر مرتع خصب للشياطين , يسعون به في الأرض فسادا ويفرقون به بين المرء وزوجه ويضرون به ولا ينفعون أبدا , " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر .. الآيات "
هذا كله وأضعافه نستطيع أن نقوله عن هذا الشىء الخبيث المسمى بالسحر ولكن المقام لا يتسع لذلك ...
قصة بوتر إذن معتمدة بالأصالة على السحر , فهي ترفع مقامه , وتقدم لنا بطلا هماما عمله هو السحر , وتقدمه لأبنائنا على أنه من دعاة الخير وأنه عن طريق السحر قد حارب الشر ..
وأحاول هنا بإيجاز أن أقف مع القارىء على بعض الخروق التربوية التي تؤدي إليها مثل تلك القصة وما يتبعها:
أولا: القصة تقدم نموذجا للقدوة عند أبنائنا , هو الساحر الشهير هاري بوتر , وهي هنا تهدم هذا الجدار الذي يبنيه النموذج الإسلامي بين أبناء الإسلام وبين السحر والسحرة , ولطالما لجأ الغرب إلى اختراع الشخصيات الأسطورية لإلهاء الأطفال ولملء الفراغ العميق بداخلهم , فاخترعوا لهم (سوبر مان) و (بات مان) و (هرقل) وغيرهم من شخصيات يقدمونها للأبناء على أنها تستطيع أن تغير العالم وتهدم الجبال! وهذا ولاشك في ذاته دليل على عجزهم عن تقديم نموذج واقعي جاد جدير بجذب الأبناء وتعلقهم به والإقبال عليه.
ثانيا: تقدم القصة السحر كمخلص من العقبات التي لا يمكن حلها والأزمات التي لا يستطيع أحد السيطرة عليها وفي لحظة واحدة وبكلمة سحرية يستطيع الساحر أن يحل الأزمة ويتخطى العقبة , وهو ولاشك يولد لدى الأبناء خللا عقائديا كبيرا , إذ إنه يدعوهم نحو ما يدعو إليه دافعا إياهم إلى نسيان من ينبغي أن يلجؤا إليه في العقبات والأزمات , ونحن ليل نهار نعلم أبناءنا " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فهو على كل شىء قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير " , وهو المنصوص عليه في جميع الديانات الصحيحة وعلى لسان جميع الأنبياء من لعن السحرة والمشتغلين بالسحر , ولكن القصة تجعل أبناءنا يشتاقون للسحر ويحبونه ويتمنى كل واحد منهم أن لو صار ساحرا!
ثالثا: الحياة الغربية هي حياة مركزها الإنسان ومحورها منفعته ومكاسبه , والإسلام يعلمنا أن يكون مركز تفكيرنا في مرضات الله سبحانه , فطاعة الله هي مركز حياتنا , ورضاه عز وجل هو محور سعينا , وهذا ما ينبغي أن نعلمه أبناءنا من قوله تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " , وفي تلك القصة الساقطة هم يقدمون الشخصية التي تفعل كل المعجزات اعتمادا على قدراتها السحرية وسعيا وراء مصلحة الأفراد , ولا يغتر أحد أنهم يقدمونه محاربا للشر , فالخير لا يأتي عن طريق الشر أبدا , وما جعل دواء فيما حرم!
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا: اعتمدت القصة على التخويف والفزع من تخيلات شيطانية لا تطرأ إلا في عالم الجن والشياطين ومساكنهم في مجاري المياة والمراحيض وأماكن النجس (هكذا أوردت القصة) , والمزاج السليم يرفض ذلك ويبعد بالأبناء عن تلك المجالات المفزعة والقابضة لنفوس الأبناء والمجرئة لهم – في بعض الأحيان – على عالم الشيطان , حتى يستسيغوا الحياة في ذلك العالم , فلا يجد حينئذ عباد الشيطان صعوبة في دعوتهم إلى السوء!
خامسا: قدمت القصة الساحر الأكبر على أنه بإمكانه أن يحي ويميت فهو يميت الطائر كذا والحيوان كذا ثم يحييه في صورة أفضل وشكل أحسن , كما تقدمه على أنه يشفي المرضى ويعالج الجروح في لحظة واحدة وبكلمة سحرية واحدة , وهو خلل أي خلل في التكوين النفسي والفكري لدى أبنائنا الذين يجب أن نعلمهم دوما معنى قوله تعالى " الذي خلقني فهو يهدين. والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت فهو يشفين. والذي يميتني ثم يحيين. والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ".
سادسا: لا يهم الغرب أن يتربى الإبن وقلبه مملوء بمحبة الله سبحانه والرغبة في عبادته, فهو يهتم بترفيهه وتقديم ما يبهره , ولذلك دوما نجد أبناءهم يشبون على المادية الجامدة وعلى النفعية البالغة وعلى التقليل من شأن الروح وإعلاء المادة عليها وعلى البعد الكبيرعن شئون القلب و حقائق الكون , فقليل منهم من ييمم وجهه نحو البحث عن الإيمان ولكنه يتربى على أن الإيمان هو شىء زائد يتمثله ليشعره بالراحة النفسية في بعض المواقف , وهذا يتنافى تماما مع ما يأمرنا الإسلام بتربية أبناءنا عليه حيث أوصانا أن نربي أبناءنا على حراسة القلب بالإيمان وتعليقه بربه وانظر إلى نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للغلام الصغير عبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو يقول له: " ياغلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ... " أين الثرى من الثريا وأين الظلمات من النور؟!!
خالد روشة
(لماذا لايكون هناك روايات إسلامية قوية وفي مستوى المنافسة والصعود، طبعاً ستقولون هناك روايات أقول رواية بوتر الصغير والكبير يقرأها ورواياتنا لايقرأها إلا الكبير فليس هناك رواية جاذبة ممتازة على حد علمي تصلح لفئة المراهقين فقد ابتليت مدارس البنات وهي أكثر من انتشارها عند الأولاد بقضية الروايات فلايوجد رواية ممكن تغطي الجانب الذي تريده هذه المرحلة)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 08:51]ـ
جزاكم الله خيرا ..
تكلم الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم عن هذه الرواية ثم قال: كلام مقزز وكلام سحر والاعيب ودجل، يعني كلام تافه.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=63966
الدقيقة الأولى من التسجيل(/)
الظن في القرآن الكريم
ـ[أبو حاتم النابلسي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 07:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام ..
تعلمون أنه من أهم أسباب تفرّق المسلمين هو اختلافهم على مصادر التلقّي .. خاصّة قولهم بمعارضة خبر الواحد لظاهر القرآن أو السنّة المتواترة أو العقول!
وفي الواقع أنا لا أفهم كيف من الممكن أن يتعارض نصّان صحيحان وأن يعجز عقل الإنسان على أن يُوفق بين هذان القولان!
وأضع بين أيديكم هذه المقالة طالباً رأئكم فيها حفظكم الله
____________________________
هل يستطيع العربي الفصيح أن يستوعب أنّ الظّن قد يأتي بمعنى اليقين؟ لا نظنّ ذلك. ولكنّ الكثير منّا قد يقبل هذا القول على مضض، لأن أهل التفسير يقولون بأن الظّن قد يرد أحياناً في القرآن الكريم بمعنى اليقين، ويستشهدون للتدليل على مذهبهم هذا بمثل قوله تعالى: " الذين يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ". فلمّا قالوا إنّ العقيدة لا بد لها من جزم، ولما رأوا أنّ الإيمان لا بد أن يكون قاطعا، قادهم ذلك إلى حتمية القول بأن الظّن قد يأتي بمعنى اليقين. ولم يقولوا لنا لماذا شاء الله تعالى أن يقول: " يظنون" بدل "يوقنون"!!
يبدو أنّ الخطأ نتج عن زعمنا بأنّ العقيدة يجب أن تكون جازمة حتى ينجو المؤمن يوم القيامة. ولا ندري من أين جئنا بهذا الزعم في مواجهة آيات صريحة تَقبلُ من العبد أن يسلك وفق غلبة الظّن، وإلا فما معنى أنّ الإيمان يزيد وينقص؟ يقول الله تعالى: " وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً ". فمعلوم أن لا مجال للزيادة على ال 100% ولا مجال للنقصان. هذا إذا كان المطلوب هو الجزم القاطع. وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى أنّ القرآن الكريم يُسمّي العقيدة إيماناً. وقد نزلت الرسالات لتبني الإيمان في النفوس ليبلغ الإنسان درجة اليقين. وعندما يتكلم القرآن الكريم عن وظيفة الرسالات المنزّلة يُذكِّر بالنتائج المرجو تحققها، والأدلة على ذلك في القرآن كثيرة، مثل قوله تعالى: " ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ". وهذا لا يعني إطلاقاً أنّ الذي أسلم نفسه لله تعالى، وهو في دائرة غلبة الظن، غير مقبول عند الله. بل إنّ الآيات الكريمة واضحة وصريحة في قبول من يسلك على ضوء غلبة الظن. والمشكلة هنا في تحكيم وجهة النظر السابقة في النص القرآني.
يقول سبحانه وتعالى: " إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ". فلا يصحّ في الدين أن يكون كلّ الظنّ إثماً، لأنّ هناك الكثير من المسائل في العقيدة والشريعة لا يمكن الوصول فيها إلى درجة اليقين؛ فلا بد عندها من الاستناد إلى الظن الغالب. والمقصود بالظن الغالب هنا هو الظن الذي يغلب الظنون الأخرى. وعليه فإذا كان الظن في مواجهة الدليل اليقيني فإنه يكون مذموما. وكذلك يُذم الظن في مواجهة غلبة الظن. انظر قوله تعالى: " إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ". فلا قيمة للظن في مواجهة الحقيقة.
فرّق البعض بين العقيدة والشريعة فقالوا: إنّ العقيدة لا تثبت إلا بالدليل القطعي، أمّا الشريعة فتثبت بالدليل الظنّي. وعندما نبحث عن سند شرعي لهذا التفريق يصعب أن نجده. بل نجد أنّ الأحاديث الكثيرة تُثبتُ بأنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يبعث آحاد الناس لتعليم العقيدة والشريعة، ولم يكن يُفرّق؛ فلم نجده، مثلا، عند تعليم العقيدة يشترط، عليه السلام، الكثرة التي تبلغ حد التواتر. ويجدر هنا لفت الانتباه إلى أنّ كل حكم شرعي فيه جانب إخباري (عقيدة)، وفيه جانب تشريعي؛ فعندما نقول: " الصلاة فرض"، فإنّ هذه العبارة هي خبر يتضمن طلباً، فمن أنكر فرضيّة الصلاة كفر، ومن لم يُصلّ عصى.
وكما وقع أولئك في الخطأ فوصلوا إلى نتائج عجيبة، كذلك وقع خصومهم في خطأ أكبر عندما ذهبوا إلى أنّ العقيدة الجازمة تثبت بخبر الواحد، فقالوا إنّ خبر الواحد يوجب العلم، واستدلوا على ذلك بفعل الرسول، صلى الله عليه وسلم، فقد كان يبعث آحاد الناس ليعلموا العقيدة، وقد تواترت الأخبار بذلك. وفي الحقيقة أنّ فعل الرسول، صلى الله عليه وسلم، يُعتبر دليلاً على جواز أن يكون ناقل العقيدة والشريعة شخصاً واحدا، أو آحاداً من الناس، وأنّه يجوز لنا أن نُصدّق آحاد الناس، ولا فرق في ذلك بين عقيدة وشريعة. ولكن من أين لنا أنّ خبر الآحاد يوجب العلم الجازم، والله سبحانه وتعالى يقول: " وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُم ... "، وهو القائل سبحانه: " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَة ... "؟! والعجيب هنا أنهم لا يقبلون في إثبات دَيْن على مدين بشهادة رجل واحد، حتى ولو كان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ثم هم يوجبون التصديق الجازم بخبر رجل واحد أو امرأة واحدة في دِين يلتزمه المليارات من البشر إلى يوم القيامة.
هناك فرق بين التصديق ووجوب التصديق؛ فمن البدهي أنّه يجوز لنا أن نتتلمذ في العقيدة أو الشريعة على عالم واحد، أو على آحادٍ من العلماء، ولكن من قال بأننا ملزمون بتصديقه أو تصديقهم، في كل ما يقول أو يقولون، وعلى وجه الخصوص عندما يتعارض قولهم مع ظاهر القرآن الكريم، أو ظواهر الشريعة، أو بدهيّات العقول؟! ا. هـ(/)
هل من عودة للحق؟؟
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 02:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) ..
وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه، خير البشر وخير الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ..
ثم أما بعد /
أكتب هذه المقالة بعد مارأيت من كثرة الأقوال وكثرة التحليلات وكثرة الفتاوى على الساحة اليوم ..
أكتب هذه المقالة بعد مارأيت التخبط من كثير من الشباب والفتيات والمجتمع بشكل عام ..
أكتب هذه المقالة بعد مارأيت الفتن التي حلت علينا وزاد لهيبها هذه الأيام وخاصة بعد التغيرات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة والمفاهيم التي كانت بالأمس شيئاً واليوم أصبحت شيئاً آخر وهذا التغير سنة كونية لابد منها والله المستعان ..
لست هنا لأظهر حلاً جديداً أو أخبركم بطريقة علمت هنا ولم تعلموا عنها، فلست أهلاً لهذا ولست بذلك الكفؤ الذي عنده مفاتيح الحلول ولكني أحسبها تذكيراً لإخواني ..
قد يتخبط المرء مع كثرة الفتاوى التي حوله وقد يشعر بعد الاستقرار وذلك بسبب الآراء التي تطرح من حوله سواءاً كانت شرعية او سياسية أو حتى اقتصادية ولكني أقصد هنا في المقام الأول الآراء الشرعية وهي التي حقيقة يجب أن تشغل بالنا وأن نسأل عنها ..
الشيخ الفلاني يقول كذا .. والشيخ الفلاني يقول كذلك وهذا يخطئ هذا وإلى غيره من الاختلافات التي تجعل الشخص في دوامة كبيرة، والاختلاف سنة أخبرنا الله عنها في كتابه
فقال جلا جلاله: (ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) ..
فلن نستطيع أن نقطع شيئاً اراده الله في هذه الحياة كما هو معلوم، إذاً علينا أن نبحث عن الحل الذي يخلصنا من هذه المعضلة ومن حل يريح قلوبنا وفكرنا.
إن الحل الوحيد والذي من سار عليه فاز وربح ومن تركه فله الخسران المبين
والهلاك القاصم لظهره هو:
برجوعنا إلى المنهل الذي ينهل منه كل متحدث عن الشريعة وينهل منه كل مفتي وجردنا أنفسنا للحق وتركنا التعصب للأشخاص الذي ابتلي به نفر كبير من شباب المسلمين اليوم (الذي عندهم الخطأ ينقلب إلى صواب إذا قال به فلان أو فلان) ..
ايها القارئ الكريم:
إن الله وضع لنا دستوراً عظيماً وهو القرآن وارسل إلينا رسولاً كريما وهو محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل إليه الكتاب و الحكمة وهي السنة المطهرة كما أخبر الله في كتابه ممتناً على رسوله
فقال: (وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم).
والحكمة كما فسرها العلماء هي السنة النبوية المطهرة ..
وهذا الدستور العظيم وهذه السنة هي المرجع الأول لكل قاصد الحق وفيها الحل لكل معضلة نواجهها، حتى والله المشكلات الصغيرة الفردية ..
إن من الواجب علينا أن نعرض مشكلاتنا على هذين الوحيين ففيهما الشفاء والرحمة بإذن الله.
ألم نقرأ قوله تعالى في سورة فصلت: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) ..
فهل من رجعة لكتاب الله وسنة نبيه واقتباس الحلول والفوائد النفيسة لحياة سعيدة ..
هل من تمسك بكتاب الله وليس اي تمسك بل تمسك
قال الله عنه: (فاستمسك بالذي أوحي إليك) .. فقال (استمسك) أقصى درجات التمسك!!
لايزال ربنا يدعونا إلى الرجوع وقد امر رسولنا بالتمسك بالكتاب والسنة والعض عليها بالنواجذ وكل هذا التنبيه، للدلالة على خطر الفتن وانها تحتاج إلى استمساك وإلى عض على الحق، حتى نتجنب شرها وخطرها وعظيم تأثيرها على الفرد والمجتمع.
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن، اللهم اجعلنا مستمسكين بالكتاب والسنة
واجعلنا فاهمين لمراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم وجنبنا التحريف والتأويل الفاسد ..
والله أعلم،،
ـ[مناهل]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 03:22]ـ
قال تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) دلّت هذه الآية على أنه لا يستدل على الحق بكثرة أهله، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق، بل الواقع بخلاف ذلك، فإن أهل الحق هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا وأجرا، بل الواجب أن يستدل على الحق والباطل بالطرق الموصلة إليه. (ابن سعدي)
ومن اعظم اسباب ظهور الايمان والدين وبيان حقيقة انباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من اهل الافك المبين وذلك ان الحق اذا جحد وعورض بالشبهات اقام الله _ تعالى _ له ما يحق به الحق ويبطل به الباطل من الايات البينات بما يظهره من ادلة الحق وبراهينه الواضحة وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة
ابن تيمية الجواب الصحيح (1/ 85_68)
جزاك الله خيرا
(فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ) [آل عمران:7]
أيضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع اقوام دينهم بعرض الدنيا)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 02:59]ـ
كلمات من ذهب
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فائدتان نفيستان في الصفات من كلام سماحة الامام عبد العزيز بن باز!
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 02:26]ـ
الفائدة الاولى
ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته أقسام:
منها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه التسمي به، كالعزيز والحكيم والغفور وشبه ذلك. فهذا القسم يوصف به الرب، ويسمى به ويشتق له منه فعل، ويثبت له منه مصدر؛ كالعزة والحكمة والمغفرة.
ومنها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه الإضافة، فهذا يطلق على الله بلفظ الإضافة ولفظ الفعل، ولا يشتق له منه اسم، مثل قوله تعالى: " يخادعون الله وهو خادعهم " يجوز أن نقول: الله خادع المنافقين، ويخادع من خدعه، ونحو ذلك، ولا يجوز أن نعد من أسمائه الخادع؛ لعدم وروده، ولأن إطلاق الخادع يحتمل الذم والمدح، فلا يجوز إطلاقه في حق الله.
ومنها: ما ورد بلفظ الفعل فقط، كالكيد والمكر، فهذا لا يطلق على الله إلا بلفظ الفعل، كقوله سبحانه وتعالى: " إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا " وقوله: " ومكروا ومكر الله " ولا يجوز أن من أسمائه سبحانه الكائد والماكر، لما تقدم.
وإنما جاز وصف الرب بالخداع والمكر والكيد في الآيات المشار؛ لأنه في مقابل خداع أعدائه ومكرهم وكيدهم، ومعاملتهم بمثل ما فعلوا مدح وعدل يستحق عليه المدح والثناء.
الفائدة الثانية:
* فائدة أخرى ذكرها شيخ الإسلام وغيره:
وهي أن صفات الرب القولية والفعلية قديمة النوع حادثة الآحاد، كالكلام، والخلق والرزق، والنزول، وأشباه ذلك ونحو ذلك، فجنس الكلام والخلق والرزق والنزول قديم، وأنواعه تحدث شيئا فشيئا على حسب حكمة الرب سبحانه، كما في قوله تعالى: " ما يأتهم من ذكر من ربهم محدث " الآية، وكخلق آدم بعد أن لم يكن مخلوقا، وغير ذلك، وهكذا الرزق والكلام.
وأما صفات الذات كاليد والقدم والسمع والبصر فهي صفات قديمة كالذات.
المصدر: التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفَة
تم نقله بواسطة: أخوكم الصغير أبو ريانـ
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 09:03]ـ
ما الفرق بين الجنس والنوع؟؟
وهي هي نفس قول البعض: النوع والآحاد؟
هل وردت هذه العبارات في كلام السلف الصالح؟(/)
الوسطية .. أم التمييعية؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 03:19]ـ
في البرنامج المسمى بالوسطية .. والذي يقدمه الدكتور طارق سويدان هداه الله تعالى
تعجب حقا من إقحام الدكتور نفسه في أمور يحجم عنها كثير من المتخصصين أنفسهم ..
وتلمس في نقاشه .. ونتيجته النهائية ما يجعلك تقع في حيرة .. كيف لدكتور متخصص في الإبداع ..
ويعرف أنه لا ينبغي لمن ليس من أهل الشأن أن يخوض ويقرر ويستنتج ويقنّن ويرد ويصحح ويغلّط ثم يحدد في النهاية رأيه الذي يختم به الحلقة .. والذي يكون -بالطبع-جازما أنه هو المعبر عن الوسطية!
وقد رأيته يتكلم في أصول الفقه وقضايا العقيدة والتكفير والتعاملات مع العدو ..
وحرية الكفر .. التي يسمونها حرية الفكر .. ويشعرك أثناء ذلك كله أنه يعرف كل شيء .. نعم كل شيء .. لا تخفى عليه خافية من قضايا العقيدة أو السيرة أو التاريخ أو غيرها
كل هذا يدهش له المرء .. ويتساءل .. ألا يوجد من المشايخ من نصحه بإشفاق
فقد سمعت منه عجبا ..
وكانت آخر حلقة عن حد الردة .. وكان سير النقاش كله .. يتناول أن حد الردة قضية مختلف فيها .. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل مرتدا قط .. إلى آخر المزاعم الغريبة .. ثم النهاية العجيبة .. أن حدالردة لا ينبغي العمل به إلا إذا قام المرتد بحمل السلاح وأخذ يحارب المسلمين! (ولا أعلم مرتدا فعل ذلك .. ربما في كوكب أورانوس! .. لا أدري)
وناهيك بجرأة ضيوفه التي تتفطر لها قلوب من شم رائحة العلم على رد الأحاديث الصحيحة في البخاري وغيره بحجج سخيفة ..
وفي إحدى الحلقات عن حرية التعبير والفكر
انتهى الدكتور أن من حق اليهودي التسويق لدينه في ديار الإسلام .. وأن هذا حق مكفول له (إسلاميا) .. وأن الحجة تقارع بالحجة .. لا بالقمع!
وكان الممنوع فكريا عنده .. هو الترويج للدعارة وفساد المجتمع ..
تأمل هذا التناقض ..
ثم الضيوف الذين يختارهم .. تحار من أين يتخيرهم فلا تكاد تجد فيهم مسددا!
وقس على أمثال هذه القضايا التي تفسد شريحة كبيرة .. من الشباب .. فقد حقق برنامجه هذا سبقا نادر النظير في نسبة المشاهدات كما تدل الإحصاءات ..
صدقوني ترددت قبل كتابة هذا لني لا أريد له أن يتحول إلى صفحة شتائم للدكتور ..
وإنما هي كلمة .. لعلها تصل إليه .. ولا أظن طالب علم مبتدي فضلا عن المتمكن .. يحتاج لتوضيح هذي الأمور
وأرجو ممن يعرف بريده الشخصي أن يزودني به .. فلم أعثر عليه في موقعه
كما أرجو أن يناصحه كل من يقرأ هذا .. فلا إخاله مستكبرا أو متعنتا إذا وجد النصح الصادق المشتمل على العلم والأمانة ..
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 04:03]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله ..
صدقت أخي ..
جزاك الله كل خيرا ..
ـ[المرجان]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 12:21]ـ
السويدان يرى أن أهل الاختصاص من العلماء وطلبة العلم غير مؤهلين للخوض في قضايا الأمة ومستجداتها .. لأنهم في نظره متحجرون منغلقون، وقد صرح بهذا في محاضرة له القاها في جدة قبل سنوات، المشكلة فيمن يحتضنه من الدعاة ويرفع شانه ويوصي بالاستماع إليه.
كل هذا يدهش له المرء .. ويتساءل .. ألا يوجد من المشايخ من نصحه بإشفاق
بلى قد نصح من قبل الشيخ العثيمين وذلك في شريط بلغ الآفاق، لكن الرجل صاحب منهج يسير عليه.
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 08:29]ـ
أقصد مشايخ ممن يشاركون معه في القناة .. كالشيخ سلمان العودة وغيره
ـ[المرجان]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 11:12]ـ
أقصد مشايخ ممن يشاركون معه في القناة .. كالشيخ سلمان العودة وغيره
الشيخ العودة يثني عليه وينصح بسماعه!
ـ[ابوعمر التميمي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 12:02]ـ
عزيزي ابوالقاسم .. أوافقك من حيث المحتوى الموضوعي في مشاركتك, ومخاطر التهوين من الأحكام التي ذكرتها, وضرورة عمارة القلوب بمنزلة تعظيم الأمر والنهي.
ولكن من باب تدقيق العبارة فإنك سميت "حكم المرتد" في أكثر من موضع "حد الردة" , وقتل المرتد ليس من باب الحد, لأن الحد "اصطلاح فقهي" له آثار, منها أنه إذا بلغ السلطان فلايجوز ايقافه لابعفو وشفاعة (كما في القذف) ولابتوبة (كما في الزنى) , وهذا بخلاف المرتد, فإنه يستتاب فإن تاب لم يقتل, وهذا ليس شأن الحد, وقد قال العلامة ابن عثيمين -صب الله على قبره شآبيب الرحمة-:
(ويرى بعض العلماء أن من الحدود الردة، ويكتبون هذا في مؤلفاتهم، ولكن هذا ليس بصحيح؛ لأن الردة إذا تاب المرتد ولو بعد القدرة عليه فإنه يرفع عنه القتل ولا يقتل، ولو كانت حدّاً ما ارتفع بعد القدرة عليه؛ لقول الله تعالى"إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" فالصواب أن القتل بالردة ليس حدّاً، حتى على قول من يقول: إن من أنواع الردة ما لا تقبل فيه التوبة، مع أن الصحيح أن جميع أنواع الردة تقبل فيها التوبة) الممتع
وقال الامام ابن قدامة في المغني:
(وأما قوله "وأقيموا الحدود" فلا يتناول القتل للردة, فإنه قتل لكفره, لا حداً في حقه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 02:26]ـ
نعم كلامك صحيح .. وقد استعملت مصطلحاتهم في البرنامج
وجزاك ربي خيرا
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[16 - Nov-2007, صباحاً 02:34]ـ
الشيخ العودة يثني عليه وينصح بسماعه!
أين؟ بورك فيك؟ فمنهج السويدان على حسب علمي يحاربه الشيخ العودة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 12:45]ـ
المشكلة أنني عندما نظرت في الهيئة الشرعية للقناة وجدت فيها علماء أفاضل فلا أدري أين دورهما؟
ـ[المرجان]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 06:42]ـ
أين؟ بورك فيك؟ فمنهج السويدان على حسب علمي يحاربه الشيخ العودة.
أبدا لا يحاربه ولا شيء وقد سمعته بنفسي يثني على السويدان والقرضاوي وعمرو خالد، في الوقت الذي ينتقد فيه الخطاب الشرعي-بزعمه- في السعودية ويقول انهم بحاجة لاعادة تأهيل
كل هذا سمعته باذني لم يخبرني احد.
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 04:14]ـ
الله المستعان(/)
الباطني محمد علي باشا.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 12:19]ـ
محمد علي باشا من وجهة نظر عثمانيةتم تقديم هذا البحث في مكتبة الإسكندرية في المؤتمر الخاص بمحمد علي باشا سنة 2005م
د. محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي في مركز الدراسات الإسلامية
ملخص البحث
تضمن هذا البحث تمهيداً يوضحُ مكانة مصر العالمية، وصراع الإمبراطوريات العالمية من أجل السيطرة عليها، ويبيّنُ سيطرة العٌبيديين على مصر واتخاذها قاعدة للهجوم على بلاد الشام وتهديد الخلافة الإسلامية العباسية من سنة 359 هـ /969م، حتى تمّ تحرير مصر من السيطرة العُبيدية الباطنية على أيدي الأتابكة الزنكيين بقيادة المجاهد صلاح الدين الأيوبي يرحمه الله سنة 566هـ / 1171م، فاستعادت مصرُ مكانتها في الدفاع عن الإسلام والمسلمين السُّنَّة، وبرز دورُها الرائع في صدّ التتار في موقعة عين جالوت سنة 658 هـ/ 1260م، وتزعمها للعالم الاسلامي باحتضان الخلافة العباسية حتى جاء الفتح العثماني سنة 923 هـ / 1517م، تلبية لرغبة المصريين، وجزاء تآمُر بعض أُمراء المماليك الشراكسة مع الصفويين ورعاية مؤآمراتهم مع الأوروبيين.
وتضمن البحث توضيحاً لآليات عمل الحركات الباطنية الهدامة التي تشكلت في مصر وغيرها أثناء الحكم العثماني، وتمّ التركيز على الحركة "البكتاشية الباطنية" التي استقطبت بقايا العُبيديين الباطنيين في مصر والشام، وقرَّرت اقتفاء آثار العُبيديين بالسيطرة على مصر، والانطلاق منها نحو الحرمين الشريفين وبيت المقدس، وبقية بلاد الشام، ثم القضاء على السلطنة الإسلامية العثمانية السُّنِّيَّة في الأناضول والبلقان، وإعلان الإمامة الباطنية حينما تسنح الفرص بموافقة أعداء الإسلام في الشرق الإيراني والغرب الأوروبي.
وسببٌ تركزينا على البكتاشية الباطنية هو وجود علاقات مشتركة بين البكتاشيين والصفويين وحكام الأسرة "العلوية"، وهذا الثلاثي هو الباطني هو أخطر التنظيمات التي أدت إلى إضعاف السلطنة العثمانية، وإسقاط الخلافة الإسلامية السُّنِّيَّة باعتبار إسقاطها هدفاً مركزيا للباطنية المعادين لأهل السُّنة والجماعة.
ولإيضاح خطر "البكتاشية البكداشية البكطاشية" سلطنا الأضواء على مؤسسها الباطني "خنكار الحاج محمد بكتاش الخراساني النيسابوري" المولود في نيسابور سنة 646 هـ/ 1248م، والذي دسَّ زمرته الباطنية في صفوف الجيش الإنكشاري فأفسدته، وحوَّلته إلى أداة طيعة بأيدي البكتاشيين الباطنيين الشيعة عملاء الصفويين.
كما أوضحنا في البحث إحياء البكتاشيين لطقوس العبيديين في مصر، وسلطنا الأضواء على"كهف السودان" الذي يُعرف بعدّة أسماء هي: كهف السودان، وتكية البكتاشية، وضريح عبد الله المغاوري، وزاوية المغاوري، وخانقاه وتكية المغاوري. ويعود تاريخ إنشاء كهف السودان إلى عهد الحاكم العبيدي الباطني
وممن أقام بهذا الكهف البابا "قابغوسز" الأرنؤوطي المشهور باسم "عبد الله المغاوري" الذي حضر إلى مصر سنة 761 هـ/ 1359م، وأقام بالقاهرة، ثم سافر إلى الحجاز 776 هـ/ 1374م، ثم سافر إلى العراق وزار النجف وكربلاء، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى سنة 799 هـ/ 1396م، ومات فيها سنة 818 هـ/ 1415م، ودفن في القبر المعروف باسمه في كهف السودان، وتتابع دفن باباوات البكتاشية في كهف السودان، وخلال الفترة من سنة 1321 هـ/ 1903م إلى سنة 1345هـ/ 1927م قام كلاًّ من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين كامل (1914 - 1917 م) والأمير لطفي – أحد شيوخ التكية – بتجديد ضريح البابا عبد الله المغاوري الأرنؤوطي. وقد دفن حسين كامل في كهف البكتاشية المقدس مما يؤكد الرابطة بين الأسرة والحركة البكتاشية، وبيّنا علاقة البكتاشية بملك ألبانيا السابق أحمد الذين دُفنت ابنتاه روحيّة ونافية في كهف السودان.
وسبب تسليط الأضواء على كهف البكتاشية: أن اهتمام أبناء "الأسرة العلوية" به يشكل قرينة على علاقة الأسرة الروحية بالحركة البكتاشية الباطنية المعادية لأهل السُّنَّة والجماعة بشكل عام والمعادية للسلطنة العثمانية بشكل خاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قرائن اهتمام الأسرة العلوية بالبكتاشية صدرور أوامر محمد سعيد باشا (1854 - 1863م) بتخصيص المغاره التي دُفن فيها عبدالله المغاوري "قبوغوسز " للطريقة البكتاشية، وهذا يعني أن رابع حكّام أسرة محمد علي باشا قد جاهر بولائه للبكتاشية الباطنية التي تعتنقها الأكثرية الألبانية الأرنؤوطية في آقجه حصار ـ تيرانا وغيرها. ومن أبرز القرائن انتقال التكية البكتاشية المركزية من ألبانيا إلى مصر برعاية الحكومة.
وذكرنا بعض الجرائم التي ارتكبها الإنكشاريون البكتاشيون ضدَّ الخلافة الإسلامية العثمانية حتى السلطان محمود الثاني (1808 ـ 1839م) بإغلاق الزوايا البكتاشية في تركيا بعدما قضى على الإنكشارية في 9 شوال سنة 1241 هـ/ 18 أيار / مايس سنة 1826م. وبدما هُزمت البكتاشية في إسطنبول وما حوْلًها، وانتقلت من العَلَن إلى السرِّ بدأ ازدهارُها ألبانيا بعدما هاجر إليها صالح نيازي، وصار فيها "دده بابا " ثم قُتل سنة 1942م، وحلَّ محلَّه ابنُه "عباس دده بابا" الذي انتحر سنة 1949م، وبعد مصرعه انتقل مركزُ البكتاشية الرئيسي إلى القاهرة في مصر، وحظيت البكتاشية الباطنية برعاية آل محمد علي باشا، وتغلغلت بين البسطاء فاستغلتهم، وتولى توجيهَها رؤوسُ الباطنية السريين الذين حاولوا إضعافَ جُمهورِ المسلمين السُّنَّة في مصر عن طريق تضليلهم، وتفريق كلمتهم، وموالاة أعدائهم من البدعيين وغير المسلمين.
وبعد ذلك استخلصنا الجوامع المشتركة بين محمد علي والبكتاشية، ومنها:
الغموض الذي يحيط بأصول بأسرة محمد علي باشا، وتعامل محمد علي بقسوة بالغة مع المسلمين السُّنَّة المصريين، واعتماد على غير المسلمين من الأقباط والأرمن واليهود، وتنكره لنقيب الأشراف لشيخ عمر مَكْرَم بن حسين السيوطي، ونفيه إياه إلى دمياط سنة 1222هـ، ثم طنطا التي توفى فيها، أذكاء محمد علي نيران الفتن بين المماليلك وغيرهم، وارتكابه المذابح الجماعية بحق المسلمين المماليك، وأشهر مذابحهِ مذبحةُ القلعة سنة 1226 هـ/ 1811م تلك المذبحة التي لايقوم بها إلا مَن خرج من دين الإسلام والإنسانية في نفس الوقت. ومن الجوامع المشتركة التعاون في نشر الفجور والبدع بين البكتاشية المصرية والأسرة الحاكمة، وإلحاق الأذى الفاحش بالمسلمين السُّنة السعوديين كنوع من الانتقام، ونُصرة الباطنيين في العراق بعد الهجوم السعودي على كربلاء، وهجومه على بلاد الشام، وارتكاب الفظائع بحقّ المسلمين السُّنة، ومناصرة النصارى والنصيرية والباطنيين، وإحياء الجيش الإنكشاري في حلب وتقديم القرابين للبكتاشية بإشراف إبراهيم باشا، وتكرار نفس العمل في قونيا وغيرها من بلدان الأناضول.
والخلاصة: إنّ حركات محمد علي باشا وعصيانه وتمرده قد ساهمت بإضعاف الخلافة الإسلامية العثمانية، وتقوية أعدائها من روس وأوروبيين وباطنيين وصهاينة، وهكذا يعتبر من أخطر أعدائها، وأعداء العرب والمسلمين، حيث أن عصاينه قد مهَّد الطريق أمام الاحتلال الإنكليزي لمصر سنة1300هـ/ 1882م، والاحتلال الفرنسي للجزائر سنة1246 هـ/ 1830م، ولتونس سنة 1299هـ/ 1881م، والاحتلال الروسي للأفلاق والبغدان "رومانيا" سنة 1265 هـ/ 1848م، ونشر التغريب في مصر، وأضعف التعريب. وأتاحت أسرة محمد علي المجال لعودة التشيع إلى مصر، وسمحت بدراسة ما يسمى بالمذهب الجعفري في الجامع الأزهر خدمةً للباطنيين.
********
محمد علي باشا
وجهة نظر عثمانية
د. محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي في مركز الدراسات الإسلامية
كلية الدراسات الشرقية والإفريقية
SOAS
جامعة لندن
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 12:29]ـ
تمهيد
مكانة مصر العالمية
تمتعت مصر بموقع عالمي عبر التاريخ، وتصارعت الإمبراطوريات العالمية من أجل السيطرة على مصر لأن السيطرة عليها تفتح أبواب السيطرة على منطقة الشرق الأوسط التي تشكل قلب العالم جغرافياً، ولذلك تنافس عليها الرومان والفرس المجوس، ومَن جاء بعدهم من الغزاة والفاتحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك اتجهت الفتوحات الإسلامية إلى مصر سنة 19 هـ/ 640م، وذلك بعد الفتح العمري لبيت المقدس سنة 15 هـ/ 636م، ومِن مصر انطلقت الفتوحات إلى إفريقيا، ومنها إلى الأندلس، ثم اتخذ المتمردون الباطنيون من مصر قاعدة انطلاق الهجوم المعاكس ضد الخلافة الإسلامية الراشدة حينما جاء المتمردون من مصر والعراق، واغتالوا الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في 17 ذي الحجة سنة 35هـ/ 656م، وفي عهد الخلافة الإسلامية الأموية لجأ المتمردون إلى العمل السري حتى تمكنوا من السيطرة على تونس، ثم احتلوا مصر سنة 359 هـ /969م، ومنها هاجموا بلاد الشام، ووقعت الخلافة الإسلامية العباسية بين نار العبيديين الباطنيين الآتية من مصر، ونار المتمردين البويهيين الباطنيين التي جاءت من الشرق سنة334 هـ/ 945م، ولكن النجدة السلجوقية التركية السُّنِّيَّة حررت بغداد والخليفة العباسي القائم بأمر الله من الاحتلال البويهي سنة هـ447 هـ/ 1055م، وحالت دون إسقاط الخلافة العباسية السُّنِّيَّة، وبعد جهاد عربيّ تُركيّ سُّنيٍّ متواصل تمّ تحرير مصر من السيطرة العُبيدية الباطنية على أيدي الأتابكة الزنكيين بقيادة المجاهد صلاح الدين الأيوبي يرحمه الله سنة 566هـ / 1171م، واستعادت مصرُ مكانتها في الدفاع عن الإسلام والمسلمين السُّنَّة، وبرز دورُها الرائع في صدّ التتار في موقعة عين جالوت سنة 658 هـ/ 1260م، وما تبعها من دفاع عن الإسلام والمسلمين السُّنَّة بوجه الصليبين، وعملائهم الباطنيين الذين تحولوا إلى منظمات سرية تُقدِّم الخدمات لكلِّ مَن يُعادي الإسلام والمسلمين، وقد تجلَّت تلك الخدمات بتقديم الدعم والتجسُّس للتحالف الصفوي الباطني مع البابوية الصليبية وأتباعها ضدَّ السلطنة العثمانية الإسلامية السُّنِّيَّة، وقد استطاع الباطنيون توريط المماليك في حروبهم مع العثمانيين بعد نشر بدعهم الضالة المضلة مما تطلب فتحاً عثمانياً لبلاد الشام ومصر لتطهيرها من جواسيس الباطنية عملاء البابوية والصفويين، وتأمين طُرق الوصل إلى إفريقيا لتحريريها من الإحتلال الكاثوليكي، وحماية الحرمين الشريفين وبيت المقدس من الهجمات الصليبية البرتغالية وغيرها.
[ COLOR="red"][SIZE="6"] تطهير الجبهة الداخلية والجبهة الشرقية
تكاثرت الفرقة الضالة في أنحاء السلطنة العثمانية جرّاء تسامح السلطان المتصوف أبايزيد الثاني بن محمد الفاتح الثاني، وشكَّل أعداء الإسلام تحالُفاً غير مقدس جمع الأعداء الخارجيين من الأوروبيين والروس الصليبيين، والصفويين الباطنيين، ومن خونة الداخل المكوَّنين من أتباع الفرق الضالة من "البكتاشية" وباطنية "قزلباش" "الرؤوس الحمر" ومشركي فرقة النصيرية "علي إلاهلري" ولما ازداد الخطر لم يبقَ أمام السلطان سليم الأول بن السلطان أبايزيد سوى التصدي لأعداء الإسلام والمسلمين، فنشر المخبرين بين أتباع الفرق الباطنية، ووقف على شبكتاهم، فطهَّر الجيش من أقطابها، وقضى على رؤس الفتنة
في الأناضول ثم هزم "الصفويين الباطنيين" المتآمرين في معركة جالديران سنة 920هـ / 1514م، وشتَّت شملهم بعد تحالفهم مع البرتغاليين وفرسان مالطة، وغيرهم من الأوروبيين (1).
تحرير الجبهة الجنوبية
استتبَّ الأمن الداخلي في السلطنة العثمانية بعد القضاء على متمردي الداخل، وبعدما أخضع السلطان سليم الأول الصفويين الباطنيين اتجه بجيوشه المنصورة جنوباً، ففتح سوريا سنة 922 هـ/ 1516م تلبية لرغبة المسلمين السُّنَّة في سوريا (2)، ثم فتح مصر سنة 923 هـ / 1517م، تلبية لرغبة المصريين (3)، وجزاء تآمُر بعض أُمراء المماليك الشراكسة مع الصفويين ورعاية مؤآمراتهم مع الأوروبيين.
الحركات الهدامة في مصر وغيرها
بعد الفتوحات العثمانية في إيران والشام ومصر لجأت الحركات السرية الباطنية إلى جحورها كالأفاعي بانتظار الفرص للإنقضاض على الإسلام والمسلمين، ومن الحركات الخطيرة التي تشكلت في مصر والأناضول و"روم ايلي" وألبانيا وغيرها من بلدان السلطنة العثمانية حركة "البكتاشية الباطنية" التي استقطبت بقايا العُبيديين الباطنيين في مصر والشام، وقرَّرت اقتفاء آثار العُبيديين بالسيطرة على مصر، والانطلاق منها نحو الحرمين الشريفين وبيت المقدس، وبقية بلاد الشام، ثم القضاء على السلطنة الإسلامية العثمانية السُّنِّيَّة في
(يُتْبَعُ)
(/)
الأناضول والبلقان، وإعلان الإمامة الباطنية حينما تسنح الفرص بموافقة أعداء الإسلام في الشرق والغرب.
البكتاشية ومحمد علي باشا
تُعتبر البكتاشية من أخطر الحركات الباطنية السرية الإيرانية التي لعبت دوراً أساسياً في تدمير السلطنة العثمانية السُّنِّيَّة، وذلك من خلال نشر العصيان والفساد الأخلاقي بين قوات الجيش الإنكشاري، وبلغ الخطر البكتاشي أقصى مداه حينما حرّكت البكتاشية أدواتها الإنكشارية في إسطنبول والبلقان في نفس الوقت الذي تحركت فيه الجيوش الإيرانية الباطنية على الجبهة الشرقية، وجيوش محمد علي باشا على الجبهة الجنوبية، فهل كان محمد علي باشا باطنياًّ بكتاشياًّ معادياً لأهل السُّنَّة والجماعة؟
أصول محمد علي الغامضة
لاشكّ أن الغموض يحيط بشخصية محمد علي باشا (4)، وشأنه في ذلك شأن بقية الباطنيين، وقد هاجرت أسرته المجهولة النسب من قونيا في الأناضول إلى كَوَلَه (5)، وأنيطت وظيفة المتسلم بعمِّه طوسون الذي أعدمته السلطنة العثمانية جرّاء جرائمه، فتأثر محمد علي، وعمل مراسلاً ثم دلالاً "سمساراً" في شركة "ليون" التجارية، وتعاطى تهريب الدخان وغيره من الممنوعات، وعندما بلغ الثامنة عشرة التحق بقوات "الباشبوزوق" ومارس الإرهاب بقسوة ضد الفلاحين لتحصيل الضرائب، فجمع ثروة من المال الحرام، ثم حضر إلى مصر كنائب لقائدة وحدة من "الباشبوزوق" (6) للمساهمة في تحرير مصر من الفرنسيين، ولكن عودة قائد مجموعة الباشبوزوق أتاحت لمحمد علي رئاستها، فبدأ بزرع الفتن بين المصريين مُعتمدا على المترجمين غير المسلمين لجهله اللغة العربية، وبنى مجده على أنقاض ما هدمه من أمجاد المصريين، وصعد بقوة تفوق قدرة الفرد، وتدلَّ على أن وراء ذلك الصعود تنظيماً باطنياًّ يقدّم الدعم المادي والمعنوي لمحمد على باشا الذي مثَّل الوجه الظاهر لذلك التنظيم الباطني، فما هو التنظيم الذي عزّز قوة محمد علي الطارئ على مصر ذات التقاليد الحضارية العريقة؟
إن تتبُع الخيوط الدقيقة للبكتاشية والباطنية في مصر يقدِّم لنا معلومات تثير الشكَّ، وتفتح الأبواب أمام الباحثين عن الحقيقة رغم السِّرية الباطنية، والغموض الذي يحيط بالأسرة "العلوية" التي حكمت مصر بالحديد والنار والمؤامرات الدموية، وألحقت الأذي بالفلاحين والعسكريين المصريين والعلماء على حدٍّ سواء، ورعَتْ مصالح الْمُرابين غير المسلمين، واتخذت من مصر قاعدة لإلحاق الأذى بالمسلمين السُّنَّة في شبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام والأناضول، وبذلك قدَّمت الأسرة "العلوية" خدماتٍ فظيعةً للباطنيين الصفويين الإيرانيين، وقوى الاحتلال الأوروبي من خلال إضعافها للسلطنة العثمانية مركز الخلافة الإسلامية السُّنِّيَّة في إسلامبول.
أصول البكتاشية
الطريقة البكتاشية شيعية إيرانية قلبًا وقالبًا، ومع ذلك ازدهرت في تركية وتسللت إلى الجيش الجديد (الانكشاري) "ينيجيري"، ونقلت إلى المسلمين السُّنَّة الكثير من البدع وتسترت بالتصوُّف، وتنسب البكتاشية إلى "خنكار الحاج محمد بكتاش الخراساني النيسابوري" المولود في نيسابور سنة 646 هـ/ 1248م، ويدَّعي "خنكار" أنه من أولاد إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه، وقد سلك "حاجي بكتاش" طريقة التصوف على يد باطني تركستانى يُدعى لقمان خليفة أحمد يسوى مبتدع الطريقة "اليسوية" الباطنية، وكان قدوم بكتاش إلى تركيا في زمان السلطان العثماني أورخان المتوفى سنة 761هـ/ 1316م (7)، وقد خدع "خنكار" بذلك النسب الشريف الْمُركّب الكثير من المسلمين. واستمرت سلسلة البكتاشية فى أسرة تدعى أسرة "جلبى" حتى ترأس البكتاشية المدعو "بالم سلطان" فنقل رئاسة البكتاشية إلى رؤساء التكايا البكتاشية.
البكتاشية المصرية
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تُطهَّرْ مصرُ من بقايا الباطنيين العُبيديين جرّاء التسامُح والرحمة والشفقة التي اتسم بها المصريون، وهذا ما سمح للباطنيين أن ينتقلوا من العمل العلني إلى العمل السريّ، وهنالك أدلة على استمرار العمل الباطني يمكننا أن نتتبعها من خلال تتبُّع تاريخ وأنشطة "كهف السودان" الواقع على سفح جبل المقطّم الذي يُطلّ على قلعة محمد علي باشا، ويُعرف بعدّة أسماء هي: كهف السودان، وتكية البكتاشية، وضريح عبد الله المغاوري، وزاوية المغاوري، وخانقاه وتكية المغاوري. ويعود تاريخ إنشاء كهف السودان إلى عهد الحاكم العبيدي الباطني الظاهر لإعزاز دين الله 411 – 427 هـ /1021 - 1036م (8)، وكان آخر مَن أقام بهذا الكهف قديماً "عبد الله بن الحسن بن قرقوب" سنة 428هـ/ 1056م فى عهد المستنصر بالله العبيدي الباطني.
وممن أقام بهذا الكهف البابا "قابغوسز" الأرنؤوطي المشهور باسم "عبد الله المغاوري" الذي حضر إلى مصر سنة 761 هـ/ 1359م، وأقام بالقاهرة، ثم سافر إلى الحجاز 776 هـ/ 1374م، ثم سافر إلى العراق وزار النجف وكربلاء، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى سنة 799 هـ/ 1396م، ومات فيها سنة 818 هـ/ 1415م، ودفن في القبر المعروف باسمه في كهف السودان، وتتابع دفن باباوات البكتاشية في كهف السودان، وحمل الرقم السادس والثلاثين "محمد لطفى بابا" الأرنؤوطي الذي قصد إسطنبول سنة 1300 هـ/ 1882م، ثم زار كربلاء، وعاد إلى تكية مؤسس البكتاشية، في تركيا، ثم عُيِّن بابا للبكتاشية في مصر سنة 1319 هـ/ 1901م، ثم تنازل عن البابوية سنة 1354 هـ/ 1936م لأحمد سري بابا الألباني.
ولقد كان من شيوخ تكية كهف السودان في المقطم "نعمة الله الحسيني "شيخ زاوية "كرمان الجلالية" الذي قدم إلى مصر سنة 820هـ/ 1417م ولما مات الحسيني، قام بتجديد كهف السودان، أو التكية مريده نور الدين أحمد الإيجي سنة 905 هـ/ 1499م، ثم آلت التكية رسمياًّ إلى طائفة البكتاشية التي تُنسب إلى الباطني "حاجي بكتاش النيسابوري".
وخلال الفترة من عام 1321 هـ/ 1903م إلى عام 1345هـ/ 1927م قام كلاًّ من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين كامل (1914 - 1917 م) والأمير لطفي – أحد شيوخ التكية – بتجديد ضريح المغاوري كما يتضح من النص التأسيسي بضريح عبد الله المغاوري الأرنؤوطي.
ومِن بكتاشية محمد علي باشا الْمُقربين الذين ذكَرَهم الجبرتي أكثر من مرة "عبد الله بكتاش الترجمان"، ومن ذلك قوله "أخذ الباشا (محمد علي) يدبِّر في تفريق جمعهم، وخذلان السيد عمر (مكرم) لما في نفسه من عدم إنفاذ أغراضه، ومعارضته له في غالب الأمور .. ثم في ليلتها حضر ديوان أفندي، وعبد الله بكتاش الترجمان، وحضر المهدي، والدواخلي، الجميع عند السيد عمر، وطال بينهم الكلام والمعالجة في طلوعهم ومقابلتهم الباشا .. .. فاعتذر الشيخ الأمير بأنه متوعِّك، ثم قام المهدي والدواخلي وخرجا صُحبة ديوان أفندي، و (عبد الله بكتاش) الترجمان، وطلعوا إلى القلعة وتقابلوا مع الباشا ودار بينهم كلام .. ثم أخذ يلوم على السيد عمر في تخلفه وتعنُّته، ويثني على البواقي. .. فعند ذلك تبين قصْدُ الباشا لهم، ووافق ذلك ما في نفوسهم من الحقد للسيد عمر ..
واستهل شهر جمادى الثانية بيوم الجمعة سنة 1224هـ
فيه حضر ديوان أفندي، وعبد الله بكتاش الترجمان، واجتمع المشايخ ببيت السيد عمر، وتكلموا في شأن الطلوع إلى الباشا ومقابلته، فحلف السيد عمر أنه لا يطلع إليه، ولا يجتمع به ولا يرى له وجهاً إلا إذا أبطل هذه الأحدوثات .. ثم اتفقوا على طلوع الشيخ عبد الله الشرقاوي والمهدي والدواخلي والفيومي، وذلك على خلاف غرض السيد عمر، وقد ظنَّ أنهم يمتنعون لامتناعه للعهد السابق والأيمان، فلما طلعوا إلى الباشا وتكلمُّوا معه وقد فهِمَ كلٌّ منهم لُغَةَ الآخر الباطنية .. " (9).
وهنا يصبح السؤال مشروعاً عن لغتهم الباطنية التي يشارك فيها عبد الله بكتاش، وعن علاقة محمد علي باشا مع عبد الله بكتاش والبكتاشية، ويضاف إلى ذلك السؤال عن علاقة نجل السلطان حسين كامل بالطريقة البكتاشية الباطنية، ودفنه في كهفهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
و مما يؤكد ارتباط أسرة محمد علي باشا بالبكتاشية اهتمام حُكام العائلة وأتباعها بالتكية البكتاشية والبكتاشيين، ومن القرائن على ذلك وجود ضريح الأمير كمال الدين حسين وعائلته في تكية البكتاشية سابقاً، قبل نقله إلى مقابر العائلة المالكة بالبساتين. ومن قرائن الأدلة على الارتباط "الأرنؤوطي" الألباني بالبكتاشية "البكطاشية" "البكداشية" وجود تابوتين في مقبرة التكية البكتاشية لكل من الأميرة روحية والأميرة نافية ابنتي الملك الألباني السابق أحمد زغو البكتاشي الذي تولَّى حكم ألبانيا سنة 1341هـ/ 1922م (10) وأقام في مصر فترة من الزمن.
ومن الراجح أن البكتاشية قد ازدهرت في مصر في عهد شيخها الأرنؤوطي "أحمد سري دده بابا" الذي تولي أمر التكية سنة 1917م، وأقام علاقاتٍ وثيقةً مع باطنية إيران، ومن الأدلة على التغلغل الفارسي الباطني بين بكتاشية مصر وجودُ لوحتين من الرخام الملون في التكية البكتاشية، كُتِبَتا باللغة الفارسية، وتحتوي كلّ منها على النَّصِّ التأسيسي لتجديد الضريح الذي قام به كلٌّ من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين، والأمير لطفي دده بابا – أحد شيوخ التكية البكتاشية (11). واحتوت هذه التكية على ما يُعرف باسم الكوشك وكان خاصا بشيخ البكتاشية أحمد سري دده بابا، وقد أنشأ الكوشك سنة 1374 هـ / 1954م، وعندما اجتاحت قوات إبراهيم باشا حلب والأناضول أعادت التشكيلات الإنكشارية، ونحرت القرابين في التكايا البكتاشية بأمر البكتاشي الباطني إبراهيم باشا بن محمد علي باشا.
طلائع البكتاشية في مصر
البكتاشية فرقة من الشيعة المتطرفة، وقد انتشرت هذه الطريقة بمصر، وكانوا يسكنون أول الأمر فى تكية القصر العيني التي أنشأها الناصر فرج بن برقوق سنة 806هـ/ 1403م، ثم سكن بها الشيخ عبد الله المغاوري ودراويشه، ثم انتقل البكتاشيون إلى كهف السودان في عهد الخديوي إسماعيل باشا.
ويقول البكتاشيون: "استطاع مؤسس الطريقة البكتاشية وهو (خنكار محمد بكتاش) أن يربي مجموعة من المريدين وكان منهم (أبدال موسى سلطان) الذي كان خليفة بعده، وربى أبدال هذا رجلا يسمى (قبوغوسز) وهذا القبوغوسز (المجهول الحسب والنسب) تسمَّى بغيبي (12) ( .. .. ) واستطاع هذا الرجل أن يرتحل مع مجموعة من الدراويش من تركية إلى مصر، واختار لمن يصحبه في هذه الرحلة دراويش من النوع الذين يطيعون في كل صغيرة وكبيرة حتى إنه كان يقول لهم عن الشجرة الباسقة الطويلة. . هذه شجرة قثاء، فيقولون: نعم هي قثاء" (13).
بدأ انتشار بذور الطريقة البكتاشية في مصر مع قُدوم "قبوغوسز" الذي سمّى نفسه عبدالله المغاوري، وسمّى البكتاشيون أوّل تكية لهم: تكية القصر العيني، وظل هذا الحال قائمًا في مصر إلى سنة 1242هـ/ 1826م، واستمرت الطريقة البكتاشية في مصر، وترأسها الشيخ علي الساعاتي الذي حاز لقب (دده بابا) وبنى تكية بكتاشية في باب اللوق، وأخذ يُعطي العهود البكتاشية، ويقيم الطقوس البكتاشية. وفي سنة 1276هـ/1859م صدرت أوامر محمد سعيد باشا (1854 - 1863م) بتخصيص المغاره التي دُفن فيها عبدالله المغاوري "قبوغوسز " للطريقة البكتاشية، وهذا يعني أن رابع حكّام أسرة محمد علي باشا قد جاهر بولائه للبكتاشية الباطنية التي تعتنقها الأكثرية الألبانية الأرنؤوطية في آقجه حصار ـ تيرانا وغيرها.
وبعد أن انتحر "صالح نيازي بابا" سنة 1949، اجتمع أتباع الحركة البكتاشية واختاروا "أحمد سري" البكتاشي الأرنؤوطي شيخاً لتكية قبوغوسز الأرنؤوطي (عبدالله المغاوري) وكان ذلك في 30 كانون الثاني/ يناير سنة 1949م (14).
ومنذ ذلك الوقت أصبح المقرُّ الرئيسي للبكتاشية العالمية في مصر، وأصبح أحمد سري (دده بابا) شيخ مشايخ البكتاشية. وفي كانون الثاني/ يناير سنة 1957م أمرت حكومة الجمهورية المصرية بإخلاء تكية المقطم، وأعطت البكتاشيين مقراًّ آخر في ضاحية المعادي فصمّموه على غرار التكايا البكتاشية، ثم نشط البكتاشيون في مصر، وجدَّدوا تكاياهم القديمة، وأنشؤوا الكثير من المكتبات والمراكز السرية، وأقاموا علاقات قوية مع آغا خان الإسماعيلة، وزودتهم سفارة جمهورية إيران الخمينية بالمطبوعات، وعاضدهم نصيرية سوريا العلويين أبناء جبل اللُّكام، وبقية اتباع الحركات الهدّامة وأهل البدع.
صعود البكتاشية وهبوطها
(يُتْبَعُ)
(/)
أسس "خنكار بكتاش النيسايوري" أول تكية بكتاشية في الأناضول، ونشر دُعاته وجواسيسه في العالم الإسلامي، وكثر مريدوه، وذاع صيته، ووصل إلى السلطان أورخان العثماني المتوفي سنة 761هـ/ 1316م، فكلَّف "حاجي بكتاش" بتعليم أبناء الأسرى من أهل الذمة، فنشر بينهم الطريقة البكتاشية الباطنية، واستطاعت البكتاشية تسخير الإنكشارية للانتقام من السلاطين الذين عارضوا الباطنية، فمرَّت الطريقة البكتاشية بمراحل الصعود والهبوط جرّاء مؤآمراتها، فقد تخاذل الإنكشاريون البكتاشيون أثناء الحروب، فتآمروا مع الباطني تيمور لنك، وتخلوا عن السلطان أبايزيد الأول (1389 ـ 1403) في معركة أنقرة سنة 804 هـ/ 1402م (15). وتمرّد الإنكشارية على السلطان سليم الثاني في بداية حُكمه (1566 ـ 1574م)، وأضعفوا الدولة أثناء التمرد الزيدي في اليمن (16)، وقتل الإنكشاريون البكتاشيون الصدر الأعظم ديلاور ( Dilaver) باشا ديار بكر، والصدر الأعظم حسين باشا سنة 1032 هـ/ 1622م، وقتلوا السلطان كنج عثمان الثاني (1618 ـ 1622م) حينما فكَّر بإلغاء الإنكشارية "البكتاشية" وفيالق القابو قولو الموالية لهم (17)، وقتلوا السلطان إبراهيم الأول (1640 ـ 1648م) بعدما فتح جزيرة كريت (18)، وفرضوا وصايتهم على السلطان مراد الرابع (1623 ـ 1640) في بداية سلطنته، وأعلنوا العصيان بقيادة رجب باشا سنة 1042 هـ/ 1632م، وقتلوا الصدر الأعظم حافظ أحمد باشا، وعَيَّنوا رئيس الأشقياء طوبال رجب باشا صدراً أعظم، ولكن السلطان مراد أعدمه سنة 1032 هـ/ 1632م، وقاد السلطان حملة عسكرية ضدّ الصفويين وحرّر عِراقَ العرب من ظُلْمِ العجم (19) بعدما كسر شوكة عملائهم الإنكشارية البكتاشية الذين استعادوا قوتهم، وفرضوا سيطرتهم على السلطان محمد الرابع (1648 ـ 1687م)، وكانوا قد خلعوا السلطان مصطفى الأول سنة 1623م (20) ثم خلعوا مصطفى الثاني (1695 ـ 1703م) في أدرنة (21)، وخلعوا السلطان أحمد الثالث (1703 ـ 1730م) بعدما انتصر على إيران، وعُرف تمرُّد الإنكشارية بعصيان "باترونا" (22)، وعزلوا السلطان سليم الثالث سنة 1222 هـ/ 1807م، ثم قتلوه سنة 1908م ولم يأبهوا بالغزو الفرنسي لمصر وبلاد الشام، ولا بالتحركات الإيرانية والروسية، وخلعوا السلطان مصطفى الرابع سنة 1223 هـ/ 1808م (23)، وتمادوا في إلحاق الضرر بالسلطنة العثمانية، وتقديم الخدمات لأعداء الإسلام، وسقطت الأقنعة، وكُشف أمر التعاون الخطير بين البكتاشية الباطنية والإنكشارية (24) ضدَّ الخلافة الإسلامية العثمانية، فأمر السلطان محمود الثاني (1808 ـ 1839م) بإغلاق الزوايا البكتاشية (25) في تركيا بعدما قضى على الإنكشارية في 9 شوال سنة 1241 هـ/ 18 أيار / مايس سنة 1826م (26).
انتقال المركز البكتاشي من تركيا إلى ألبانيا
حينما هُزمت البكتاشية في إسطنبول وما حوْلًها، وانتقلت من العَلَن إلى السرِّ بدأ ازدهارُها ألبانيا بعدما هاجر إليها صالح نيازي، وصار فيها "دده بابا " ثم قُتل سنة 1942م، وحلَّ محلَّه ابنُه "عباس دده بابا" الذي انتحر سنة 1949م، وبعد مصرعه انتقل مركزُ البكتاشية الرئيسي إلى القاهرة في مصر، وحظيت البكتاشية الباطنية برعاية آل محمد علي باشا، وتغلغلت بين البسطاء فاستغلتهم، وتولى توجيهَها رؤوسُ الباطنية السريين الذين حاولوا إضعافَ جُمهورِ المسلمين السُّنَّة في مصر عن طريق تضليلهم، وتفريق كلمتهم، وموالاة أعدائهم من البدعيين وغير المسلمين.
وأما في إسطنبول مركز الخلافة العثمانية الإسلامية، فبعدما ألغى السلطان محمود الثاني الإنكشارية والبكتاشية لاذت فلولهما بالعمل الباطني السِّرِّي، وتظاهرت بالعِلمانية، ثُمَّ انخرطت تلك الفلول مع يهود الدونمة وأتباعهم، وشكَّلوا جمعيَّةَ "الاتحاد والترقي" التي تعاوَن زعيمُها طلعت باشا مع الصهيونية انطلاقاً من سالونيكا اليونانية (27)، واستطاعت القيام بانقلابها ضدَّ الخليفة عبد الحميد الثاني سنة 1909م، ثم قامت بانقلاب 23 كانون الثاني / يناير سنة 1913 بقيادة الثلاثي الاتحادي: أنور باشا وطلعت باشا وجمال باشا (28)، وبعد الحرب العالمية الأولى استطاع أعداء الإسلام القضاء على السلطنة العثمانية سنة 1923م، وإلغاء الخلافة الإسلامية السُّنِّيَّة في 3 آذار/ مارس سنة 1924م (29) بالتعاون بين القُوى غير الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
التي جنت ثمار الحرب العالمية الأولى التي تمخضت عن اتفاقية سايكس بيكو التي بدأ تطبيقها العملي منذ سنة 1918م، ومازال التآمر مستمراً ظاهراً وباطناً حتى الآن مرَّة باسم الحداثة، ومرة باسم العلمانية، ومرة باسم الديموقراطية، ومرة باسم الحرية والإخاء والمساواة، والهدف والغاية التي من كل هذه الوسائل هي القضاء على الإسلام والمسلمين.
الجوامع المشتركة بين محمد علي والبكتاشية
يتضح مما سبق أن البكتاشية هي أخطر الحركات الهدامة التي ألحقت الأذي بالسلطنة العثمانية، وقد قدمت خدماتها للباطني تيمور لنك، وللصفويين الباطنيين، والصليبيين الأوروبيين والروس الأرثوذكس، والصهاينة ويهود الدونمة. وهذه الصِّفات البكتاشية في معاداة الخلافة الإسلامية العثمانية السُّنِّيَّة تنطبق على محمد علي باشا، وذلك في النقاط التالية:
1 ـ الغُموض يحيط بأصول بأسرة محمد علي باشا، وشأنها في ذلك شأن غيرها من الباطنيين، فقد انتقلت أسرة إبراهيم آغا من مدينة قونيا في الأناضول إلى أدرنة، ثم تعين إبراهيم آغا رئيس حرس قلعة كَولة الواقعة في مقدونيا اليونانية، وتمّ تعيين أخيه طوسون مُتسلماً للبلدة، وصار علي بن طوسون بيلربيه، وجاء محمد علي إلى مصر كمعاون لحسن باشا البويانلي قائد مجموعة "باشيبوزوق" الأرنؤوط الذين قصدوا مصر بعد الحملة الفرنسية (30) وآلت إليه قيادة "الباشيبوزوق" "الرأس الخربان" بعد عودة قائدها إلى بلده لأسباب مجهولة.
2 ـ كان محمد علي باشا "أمي، عاقل، ذكي" (31) وكان "من طبعه الحقد والحسد والتطلع لما في أيدي الناس" (32) وقد تعامل بقسوة بالغة مع المسلمين السُّنَّة المصريين، ففرض عليهم الضرائب الباهظة حتى هجَّرهم من مصر إلى بلاد الشام وغيرها (33)، وطلب استردادهم من عبد الله باشا، فرفض إعادتهم، واتخذ محمد علي باشا ذلك الرفض وسيلة للهجوم على بلاد الشام (34) وهذه الأعمال لايقوم بها مسلم صالح.
3 ـ جمع محمد علي حوله السفلة، واعتمد على غير المسلمين من الأقباط والأرمن واليهود، وتنكر لنقيب الأشراف لشيخ عمر مَكْرَم بن حسين السيوطي 1168؟ -1237هـ / 1755؟ -1822م، ونفاه إلى دمياط سنة 1222هـ، ثم نفاه إلى طنطا التي توفى فيها، وهذا دليل على حقده الباطني على علماء المسلمين الصالحين والوطنيين (35)، وقد وصفه أمير المصريين القبالي ابراهيم بك الكبير فقال شارحاً سيرة محمد علي باشا في مصر: "إننا سبرنا أحواله وخيانته، وشاهدنا ذلك في كثير مِمَّن خدموه، ونصحوا معه حتى ملَّكوه هذه المملكة.
قال إبراهيم بك: أوَّلُهُم مخدومه محمد باشا خسرو، ثم كتخداه وخازنداره عثمان آغا جنج الذي خامر معه، وملك مع أخيه المرحوم طاهر باشا القلعة، وأحرق سرايته، ثم سلَّط الأتراك على طاهر باشا حتى قتلوه في داره، وأظهر موالاتنا وصداقتنا ومساعدتنا، وصيَّر نفسَه من عسكرنا، واتَّحَدَ بعثمان بك البرديسي، وأظهر له خُلُوصَ الصداقة والأخوّة، وعاهد بالأيْمَان حتى أغراه على علي باشا الطرابلسي، وجرى ما جرى عليه من القتل، ونسَب ذلك إلينا، ثم اشتغل معه على خيانته لأخيه الألفي وأتباعه، ثم سلَّط علينا العساكر يطلب العلوفة، وأشار على عثمان بك بطلب المال من الرعية حتى وقع لنا ما وقع، وخرجنا من مصر على الصورة التي خرجنا عليها، ثم أحضر أحمد باشا خورشيد وولاه وزيرًا، وخرج هو لِمُحاربتنا، ثم اتَّضح أمرُه لأحمد باشا، وأراد الإيقاع به، فعجَّل العود إلى مصر، وأوقع بينه وبين جُنده حتى نفروا منه ونابذوه، وألقى إلى السيد عمر، والقاضي، والمشايخ: أن أحمد باشا يريد الفتكَ بِهم، فهيَّجوا العامة والخاصَّة، وجرى ما جرى من الحروب وحرقِ الدور، وبذل السيد عمر جهدَه في النُّصح معه بما يُظهره له من الْحُبِّ والصداقة، وراجت عليه أحواله حتى تمكَّن أمرُهُ، وبلغ مرادَه وأوقع به، وأخرجَه من مصر، وغرَّبه عن وطنه، ونقضَ العهودَ والمواثيق التي كانت بينه وبينه، كما فعل بعمر بك وغيره، وكلُّ ذلك معلومٌ، ومُشاهَدٌ لكم ولغيركم، فمَن يأمَن لهذا، ويعقد معه صلحًا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم يا ولدي: أننا كُنَّا بمصر نحو العشرة آلاف، أو أقلّ، أو أكثر، ما بين مُقدّمي ألوف، وأمراء، وكشاف، وأكابر أوجاقات، ومماليك، وأجناد وطوائف، وخدم واتباع، مرفَّهي المعاش بأنواع الملاذّ، كلّ أمير مختصّ ومعتكف بإقطاعه، مع كثرة مصارفنا في الأوقات المعهودة، ولا نعرف عسكرًا ولا علوفة عسكر، والقُرى والبلاد مطمئنة، والفلاحون ومشايخ البلاد مرتاحون في أوطانهم، ومضايفهم مفتوحة للواردين والضيفان مع ما كان يلزم علينا من المصارف الميرية، ومرتبات الفقراء، وخزينة السلطان، وصُرَّة الحرمين الشريفين، والْحُجَّاج، وعوائد العربان، وكلف الوزراء المتولين، والأغوات، والقابجية المعينين، وخدمهم، والهدايا السلطانية، وغير ذلك، وأفندينا ما كفاه إيرادُ الإقليم، وما أحدثه من الجمارك والمكوس، وما قرَّره على القرى والبلدان من فرض المال، والغِلال والْجِمال والخيول، والتعدي على الملتزمين، ومقاسمتهم في فائضِهم ومعاشهم، وذلك خلاف مُصادرات الناس، والتجار في مصر وقراها، والدعاوي والشكاوي، والتزايد في الجمارك، وما أحدثه في الضربخانة من ضرب القروش النحاس، واستغراقها أموال الناس، بحيث صار إيرادُ كلِّ قلَمٍ من أقلام المكوس بإيراد إقليمٍ من الأقاليم، ويبخل علينا بما نتعيش به، ونحن وعيالنا ومَن بقي معنا من أتباعنا ومماليكنا، بل وقَصْدُهُ صيدنا وهلاكنا عن آخرنا" (36). هذه الصفاة تنطبق على عُتاة البكتاشية والباطنية حينما يمتلكون القوة التي تٌمكنهم من البطش بالمسلمين السُّنة بشكلٍ خاص باعتبارهم من ألدّ أعدائهم، والشواهد على ذلك كثيرة قديماً وحديثاً.
4 ـ أذكى محمد علي نيران الفتن بين المماليلك وغيرهم، وارتكب المذابح الجماعية بحق المسلمين المماليك وغيرهم دون رادعٍ من ضميرٍ أو دين، وأشهر مذابحهِ مذبحةُ القلعة سنة 1226 هـ/ 1811م (37) تلك المذبحة التي لايقوم بها إلا مَن خرج من دين الإسلام والإنسانية في نفس الوقت.
5 ـ هنالك شكوك حول التعاون في نشر الفجور والبدع بين البكتاشية المصرية ومحفل "إيزيسي" الماسوني الذي أسسه في القاهرة ماسونيو الحملة الفرنسية سنة 1213 هـ/ 1798م، ثم تحوَّل من السِّرية إلى العلنية بعد مصرع الجنرال كليبر على يد المجاهد الأزهري سليمان الحلبي سنة 1215 هـ/ 1800م، ومن أبرز المشايخ الحداثيين الذين انضمُّوا إلى الماسونية الشيخ حسن العطار 1251 هـ/ 1835م صديق محمد علي باشا الذي سمح بإنشاء المحفل الماسوني الإيطالي سنة 1246 هـ/ 1830 على الطريقة الإسكوتلندية (38)، وجراء تأثر محمد على بالبكتاشية والماسونية، فقد سلّم القضايا المالية للمعلم غالي القبطي وأعوانه (39)، وتعاطف مع اليهود في دمشق (40) والنُّصيرية في جبل اللُّكام، والنصارى في لبنان من خلال تعاونه مع الْمُُرتدّ عن الإسلام الأمير بشير الشهابي (41).
6 ـ استغل محمد علي باشا فرصة سيطرة السعوديين على الحجاز، فتظاهر بطاعة السلطان محمود الثاني، وأرسل حملة بقيادة طوسون فحوصرت حملته في الطائف، فهزمه الأمير عبد الله بن سعود، فقاد محمد علي باشا حملة لنجدته سنة 1228 هـ/ 1813م، فحرره، وأرسل حملة أخرى بقيادة إبراهيم باشا فتعامل السعوديين بوحشية حاقدة بعد خروجهم من الحجاز، بل تجاوز الأوامر السلطانية العثمانية المقتصرة على إخراحهم من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهاجم بلاد نجد ظلماً وعدواناً، واحتل الدرعية في شهر ذي الحجة سنة 1233 هـ/ نيسان/ إبريل سنة 1818م (42) إمعاناً بضرب المسلمين السُّنة المصريين والمسلمين السُّنة السعوديين بعضهم ببعض، وانتقاماً من السعوديين الذين ألحقو الهزائم بحلفاء البكتاشية الباطنيين في النجف وكربلاء، فآلت إليه ولاية جدة في ذي القعدة سنة 1235هـ/ 1820م (43).
(يُتْبَعُ)
(/)
7 ـ تظاهر محمد علي باشا بالطاعة للعثمانيين، فأرسل الجيش المصري إلى اليونان سنة 1239 هـ/ 1824م بقيادة إبراهيم باشا، والمستشار سليمان باشا الفرنساوي، وبعد السيطرة على اليونان هجمت القوات الأوروبية على المسلمين في ميناء نافارين، فأغرقت السفن المصرية والسفن العثمانية، واستشهد ما يقرب من ثلاثين ألف مسلم، وانسحبت قوات محمد علي باشا سنة 1244 هـ/ 1828م، وحلَّت محلَّها القواتُ الفرنسية، وفُصلت اليونان عن السلطنة العثمانية (44). وبعد الهزيمة صوّر المنافقون تلك الهزيمة بصورة الانتصار المهمّ ضمن انتصارات محمد علي باشا رغم أنها أسفرت عقد مؤتمر لندن في 8 جمادى الأولى سنة 1242 هـ/ 16 نوفمبر سنة 1826م، وأسفر عن بداية انفصال اليونان.
8 ـ اقتفت قوات محمد علي باشا آثار نابليون بالهجوم على بلدان الخلافة العثمانية في فلسطين بمساعدات فرنسية، ثم حقَّقت سنة 1247 هـ/ 1832م ما عجز عنه نابليون من سفك دماء المسلمين في عكا (45) وسوريا الكبرى، وفتحت المجال واسعاً أمام البعثات التبشيرية النصرانية، وعندما احتل مدينة حلب السورية، أعاد تشكيلات الإنكشارية ونحر القرابين وقدّمها في التكايا البكتاشية (46) التي حلَّها السلطان محمود الثاني سابقاً، وفي تلك الأثناء قام محمد علي باشا بمراسلة مصطفى باشا والي اشقودرة الألبانية وتحريضه على العصيان والتمرد على الخلافة الإسلامية العثمانية (47)، واستنزف تمرده وعصيانه القوات العثمانية، وأضعفتها حيث وصلت شرورها إلى مدينة قونية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1832م (48)، وأعاد الإعتبار للإنكشارية المنحلة، وافتتح التكايا البكتاشية، وأرسلت القرابين إلى تكية "حاجي بكتاش"، وأمر إبراهيم باشا بإحياء الأنظمة التي ألغاها السلطان محمود الثاني (49) ثم وصلت كوتاهية سنة 1248 هـ/ 1833م، (50) بسبب الدعم الروسي النمساوي الفرنسي الإنكليزي، وكانت تلك القوات التي بقيادة إبراهيم باشا الذي وصفه البيطار بقوله: "غشومٌ ظالمٌ، وظلومٌ غاشمٌ ( .. ) مُحْتَوٍ على الفساد، منطوٍ على الإنكاد، مجبولٌ على الغلظة والقساوة، مجعولٌ من الفظاظة، معدومٌ من اللطافة والطلاوة، ممتلىءٌ منه البذا، متضلعٌ من الأذى، لم يخلق الله تعالى في قلبه شيئاً من الرحمة فيُنتَزع، ولم يودع الله لسانه لفظاً من الخير فيُستَمع، سفاكٌ لدماء المسلمين، نباذٌ لطاعة أمير المؤمنين، كان يعتقد أن ذلك ليس أمراً ذميماً .. " (51).
9 ـ تعاونت قوات محمد علي مع النصيرية البكتاشية والنصارى في بلاد الشام، وأهانت المسلمين السُّنَّة، وكانت بقيادة ابنه إبراهيم الذي "وجهه والده إلى الأراضي الشامية، ليضمها إلى الحكومة المصرية، فلم يزل يسير بعساكره، متقلداً لسيف طغيانه ومناكره، حتى حلَّ حي عكَّة (سنة 1227 هـ/1832م)، وكان الوالي بها عبد الله باشا من طرف الدولة العثمانية، فدكَّها دكَّة أيّ دكَّة" (52)، وكانت أعماله بمثابة الانتقام "بمفعول رجعي" لما لحق بعملاء الصفويين بعد وصول السلطان سليم الأول إلى بلاد الشام سنة922 هـ/ 1516م، ولما لحق نابليون بونابرت من العار والهزيمة أمام أسوار عكا العثمانية الفلسطينية المجاهدة سنة 1214 هـ/ 1799م.
(10) ـ الخلاصة: إنّ حركات محمد علي باشا وعصيانه وتمرده قد ساهمت بإضعاف الخلافة الإسلامية العثمانية، وتقوية أعدائها من روس وأوروبيين وباطنيين وصهاينة، وهكذا يعتبر من أخطر أعدائها، وأعداء العرب والمسلمين، حيث أن عصاينه قد مهَّد الطريق أمام الاحتلال الإنكليزي لمصر سنة1300هـ/ 1882م، والاحتلال الفرنسي للجزائر سنة1246 هـ/ 1830م، ولتونس سنة 1299هـ/ 1881م، والاحتلال الروسي للأفلاق والبغدان "رومانيا" سنة 1265 هـ/ 1848م، ونشر التغريب في مصر، وأضعف التعريب. وأتاحت أسرة محمد علي المجال لعودة التشيع إلى مصر، وسمحت بدراسة التشيع في الجامع الأزهر.
00000
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 12:31]ـ
[تمهيد
مكانة مصر العالمية
تمتعت مصر بموقع عالمي عبر التاريخ، وتصارعت الإمبراطوريات العالمية من أجل السيطرة على مصر لأن السيطرة عليها تفتح أبواب السيطرة على منطقة الشرق الأوسط التي تشكل قلب العالم جغرافياً، ولذلك تنافس عليها الرومان والفرس المجوس، ومَن جاء بعدهم من الغزاة والفاتحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك اتجهت الفتوحات الإسلامية إلى مصر سنة 19 هـ/ 640م، وذلك بعد الفتح العمري لبيت المقدس سنة 15 هـ/ 636م، ومِن مصر انطلقت الفتوحات إلى إفريقيا، ومنها إلى الأندلس، ثم اتخذ المتمردون الباطنيون من مصر قاعدة انطلاق الهجوم المعاكس ضد الخلافة الإسلامية الراشدة حينما جاء المتمردون من مصر والعراق، واغتالوا الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في 17 ذي الحجة سنة 35هـ/ 656م، وفي عهد الخلافة الإسلامية الأموية لجأ المتمردون إلى العمل السري حتى تمكنوا من السيطرة على تونس، ثم احتلوا مصر سنة 359 هـ /969م، ومنها هاجموا بلاد الشام، ووقعت الخلافة الإسلامية العباسية بين نار العبيديين الباطنيين الآتية من مصر، ونار المتمردين البويهيين الباطنيين التي جاءت من الشرق سنة334 هـ/ 945م، ولكن النجدة السلجوقية التركية السُّنِّيَّة حررت بغداد والخليفة العباسي القائم بأمر الله من الاحتلال البويهي سنة هـ447 هـ/ 1055م، وحالت دون إسقاط الخلافة العباسية السُّنِّيَّة، وبعد جهاد عربيّ تُركيّ سُّنيٍّ متواصل تمّ تحرير مصر من السيطرة العُبيدية الباطنية على أيدي الأتابكة الزنكيين بقيادة المجاهد صلاح الدين الأيوبي يرحمه الله سنة 566هـ / 1171م، واستعادت مصرُ مكانتها في الدفاع عن الإسلام والمسلمين السُّنَّة، وبرز دورُها الرائع في صدّ التتار في موقعة عين جالوت سنة 658 هـ/ 1260م، وما تبعها من دفاع عن الإسلام والمسلمين السُّنَّة بوجه الصليبين، وعملائهم الباطنيين الذين تحولوا إلى منظمات سرية تُقدِّم الخدمات لكلِّ مَن يُعادي الإسلام والمسلمين، وقد تجلَّت تلك الخدمات بتقديم الدعم والتجسُّس للتحالف الصفوي الباطني مع البابوية الصليبية وأتباعها ضدَّ السلطنة العثمانية الإسلامية السُّنِّيَّة، وقد استطاع الباطنيون توريط المماليك في حروبهم مع العثمانيين بعد نشر بدعهم الضالة المضلة مما تطلب فتحاً عثمانياً لبلاد الشام ومصر لتطهيرها من جواسيس الباطنية عملاء البابوية والصفويين، وتأمين طُرق الوصل إلى إفريقيا لتحريريها من الإحتلال الكاثوليكي، وحماية الحرمين الشريفين وبيت المقدس من الهجمات الصليبية البرتغالية وغيرها.
تطهير الجبهة الداخلية والجبهة الشرقية
تكاثرت الفرقة الضالة في أنحاء السلطنة العثمانية جرّاء تسامح السلطان المتصوف أبايزيد الثاني بن محمد الفاتح الثاني، وشكَّل أعداء الإسلام تحالُفاً غير مقدس جمع الأعداء الخارجيين من الأوروبيين والروس الصليبيين، والصفويين الباطنيين، ومن خونة الداخل المكوَّنين من أتباع الفرق الضالة من "البكتاشية" وباطنية "قزلباش" "الرؤوس الحمر" ومشركي فرقة النصيرية "علي إلاهلري" ولما ازداد الخطر لم يبقَ أمام السلطان سليم الأول بن السلطان أبايزيد سوى التصدي لأعداء الإسلام والمسلمين، فنشر المخبرين بين أتباع الفرق الباطنية، ووقف على شبكتاهم، فطهَّر الجيش من أقطابها، وقضى على رؤس الفتنة
في الأناضول ثم هزم "الصفويين الباطنيين" المتآمرين في معركة جالديران سنة 920هـ / 1514م، وشتَّت شملهم بعد تحالفهم مع البرتغاليين وفرسان مالطة، وغيرهم من الأوروبيين (1).
تحرير الجبهة الجنوبية
استتبَّ الأمن الداخلي في السلطنة العثمانية بعد القضاء على متمردي الداخل، وبعدما أخضع السلطان سليم الأول الصفويين الباطنيين اتجه بجيوشه المنصورة جنوباً، ففتح سوريا سنة 922 هـ/ 1516م تلبية لرغبة المسلمين السُّنَّة في سوريا (2)، ثم فتح مصر سنة 923 هـ / 1517م، تلبية لرغبة المصريين (3)، وجزاء تآمُر بعض أُمراء المماليك الشراكسة مع الصفويين ورعاية مؤآمراتهم مع الأوروبيين.
الحركات الهدامة في مصر وغيرها
بعد الفتوحات العثمانية في إيران والشام ومصر لجأت الحركات السرية الباطنية إلى جحورها كالأفاعي بانتظار الفرص للإنقضاض على الإسلام والمسلمين، ومن الحركات الخطيرة التي تشكلت في مصر والأناضول و"روم ايلي" وألبانيا وغيرها من بلدان السلطنة العثمانية حركة "البكتاشية الباطنية" التي استقطبت بقايا العُبيديين الباطنيين في مصر والشام، وقرَّرت اقتفاء آثار العُبيديين بالسيطرة على مصر، والانطلاق منها نحو الحرمين الشريفين وبيت المقدس، وبقية بلاد الشام، ثم القضاء على السلطنة الإسلامية العثمانية السُّنِّيَّة في الأناضول والبلقان، وإعلان
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمامة الباطنية حينما تسنح الفرص بموافقة أعداء الإسلام في الشرق والغرب.
البكتاشية ومحمد علي باشا
تُعتبر البكتاشية من أخطر الحركات الباطنية السرية الإيرانية التي لعبت دوراً أساسياً في تدمير السلطنة العثمانية السُّنِّيَّة، وذلك من خلال نشر العصيان والفساد الأخلاقي بين قوات الجيش الإنكشاري، وبلغ الخطر البكتاشي أقصى مداه حينما حرّكت البكتاشية أدواتها الإنكشارية في إسطنبول والبلقان في نفس الوقت الذي تحركت فيه الجيوش الإيرانية الباطنية على الجبهة الشرقية، وجيوش محمد علي باشا على الجبهة الجنوبية، فهل كان محمد علي باشا باطنياًّ بكتاشياًّ معادياً لأهل السُّنَّة والجماعة؟
أصول محمد علي الغامضة
لاشكّ أن الغموض يحيط بشخصية محمد علي باشا (4)، وشأنه في ذلك شأن بقية الباطنيين، وقد هاجرت أسرته المجهولة النسب من قونيا في الأناضول إلى كَوَلَه (5)، وأنيطت وظيفة المتسلم بعمِّه طوسون الذي أعدمته السلطنة العثمانية جرّاء جرائمه، فتأثر محمد علي، وعمل مراسلاً ثم دلالاً "سمساراً" في شركة "ليون" التجارية، وتعاطى تهريب الدخان وغيره من الممنوعات، وعندما بلغ الثامنة عشرة التحق بقوات "الباشبوزوق" ومارس الإرهاب بقسوة ضد الفلاحين لتحصيل الضرائب، فجمع ثروة من المال الحرام، ثم حضر إلى مصر كنائب لقائدة وحدة من "الباشبوزوق" (6) للمساهمة في تحرير مصر من الفرنسيين، ولكن عودة قائد مجموعة الباشبوزوق أتاحت لمحمد علي رئاستها، فبدأ بزرع الفتن بين المصريين مُعتمدا على المترجمين غير المسلمين لجهله اللغة العربية، وبنى مجده على أنقاض ما هدمه من أمجاد المصريين، وصعد بقوة تفوق قدرة الفرد، وتدلَّ على أن وراء ذلك الصعود تنظيماً باطنياًّ يقدّم الدعم المادي والمعنوي لمحمد على باشا الذي مثَّل الوجه الظاهر لذلك التنظيم الباطني، فما هو التنظيم الذي عزّز قوة محمد علي الطارئ على مصر ذات التقاليد الحضارية العريقة؟
إن تتبُع الخيوط الدقيقة للبكتاشية والباطنية في مصر يقدِّم لنا معلومات تثير الشكَّ، وتفتح الأبواب أمام الباحثين عن الحقيقة رغم السِّرية الباطنية، والغموض الذي يحيط بالأسرة "العلوية" التي حكمت مصر بالحديد والنار والمؤامرات الدموية، وألحقت الأذي بالفلاحين والعسكريين المصريين والعلماء على حدٍّ سواء، ورعَتْ مصالح الْمُرابين غير المسلمين، واتخذت من مصر قاعدة لإلحاق الأذى بالمسلمين السُّنَّة في شبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام والأناضول، وبذلك قدَّمت الأسرة "العلوية" خدماتٍ فظيعةً للباطنيين الصفويين الإيرانيين، وقوى الاحتلال الأوروبي من خلال إضعافها للسلطنة العثمانية مركز الخلافة الإسلامية السُّنِّيَّة في إسلامبول.
أصول البكتاشية
الطريقة البكتاشية شيعية إيرانية قلبًا وقالبًا، ومع ذلك ازدهرت في تركية وتسللت إلى الجيش الجديد (الانكشاري) "ينيجيري"، ونقلت إلى المسلمين السُّنَّة الكثير من البدع وتسترت بالتصوُّف، وتنسب البكتاشية إلى "خنكار الحاج محمد بكتاش الخراساني النيسابوري" المولود في نيسابور سنة 646 هـ/ 1248م، ويدَّعي "خنكار" أنه من أولاد إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه، وقد سلك "حاجي بكتاش" طريقة التصوف على يد باطني تركستانى يُدعى لقمان خليفة أحمد يسوى مبتدع الطريقة "اليسوية" الباطنية، وكان قدوم بكتاش إلى تركيا في زمان السلطان العثماني أورخان المتوفى سنة 761هـ/ 1316م (7)، وقد خدع "خنكار" بذلك النسب الشريف الْمُركّب الكثير من المسلمين. واستمرت سلسلة البكتاشية فى أسرة تدعى أسرة "جلبى" حتى ترأس البكتاشية المدعو "بالم سلطان" فنقل رئاسة البكتاشية إلى رؤساء التكايا البكتاشية.
البكتاشية المصرية
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تُطهَّرْ مصرُ من بقايا الباطنيين العُبيديين جرّاء التسامُح والرحمة والشفقة التي اتسم بها المصريون، وهذا ما سمح للباطنيين أن ينتقلوا من العمل العلني إلى العمل السريّ، وهنالك أدلة على استمرار العمل الباطني يمكننا أن نتتبعها من خلال تتبُّع تاريخ وأنشطة "كهف السودان" الواقع على سفح جبل المقطّم الذي يُطلّ على قلعة محمد علي باشا، ويُعرف بعدّة أسماء هي: كهف السودان، وتكية البكتاشية، وضريح عبد الله المغاوري، وزاوية المغاوري، وخانقاه وتكية المغاوري. ويعود تاريخ إنشاء كهف السودان إلى عهد الحاكم العبيدي الباطني الظاهر لإعزاز دين الله 411 – 427 هـ /1021 - 1036م (8)، وكان آخر مَن أقام بهذا الكهف قديماً "عبد الله بن الحسن بن قرقوب" سنة 428هـ/ 1056م فى عهد المستنصر بالله العبيدي الباطني.
وممن أقام بهذا الكهف البابا "قابغوسز" الأرنؤوطي المشهور باسم "عبد الله المغاوري" الذي حضر إلى مصر سنة 761 هـ/ 1359م، وأقام بالقاهرة، ثم سافر إلى الحجاز 776 هـ/ 1374م، ثم سافر إلى العراق وزار النجف وكربلاء، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى سنة 799 هـ/ 1396م، ومات فيها سنة 818 هـ/ 1415م، ودفن في القبر المعروف باسمه في كهف السودان، وتتابع دفن باباوات البكتاشية في كهف السودان، وحمل الرقم السادس والثلاثين "محمد لطفى بابا" الأرنؤوطي الذي قصد إسطنبول سنة 1300 هـ/ 1882م، ثم زار كربلاء، وعاد إلى تكية مؤسس البكتاشية، في تركيا، ثم عُيِّن بابا للبكتاشية في مصر سنة 1319 هـ/ 1901م، ثم تنازل عن البابوية سنة 1354 هـ/ 1936م لأحمد سري بابا الألباني.
ولقد كان من شيوخ تكية كهف السودان في المقطم "نعمة الله الحسيني "شيخ زاوية "كرمان الجلالية" الذي قدم إلى مصر سنة 820هـ/ 1417م ولما مات الحسيني، قام بتجديد كهف السودان، أو التكية مريده نور الدين أحمد الإيجي سنة 905 هـ/ 1499م، ثم آلت التكية رسمياًّ إلى طائفة البكتاشية التي تُنسب إلى الباطني "حاجي بكتاش النيسابوري".
وخلال الفترة من عام 1321 هـ/ 1903م إلى عام 1345هـ/ 1927م قام كلاًّ من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين كامل (1914 - 1917 م) والأمير لطفي – أحد شيوخ التكية – بتجديد ضريح المغاوري كما يتضح من النص التأسيسي بضريح عبد الله المغاوري الأرنؤوطي.
ومِن بكتاشية محمد علي باشا الْمُقربين الذين ذكَرَهم الجبرتي أكثر من مرة "عبد الله بكتاش الترجمان"، ومن ذلك قوله "أخذ الباشا (محمد علي) يدبِّر في تفريق جمعهم، وخذلان السيد عمر (مكرم) لما في نفسه من عدم إنفاذ أغراضه، ومعارضته له في غالب الأمور .. ثم في ليلتها حضر ديوان أفندي، وعبد الله بكتاش الترجمان، وحضر المهدي، والدواخلي، الجميع عند السيد عمر، وطال بينهم الكلام والمعالجة في طلوعهم ومقابلتهم الباشا .. .. فاعتذر الشيخ الأمير بأنه متوعِّك، ثم قام المهدي والدواخلي وخرجا صُحبة ديوان أفندي، و (عبد الله بكتاش) الترجمان، وطلعوا إلى القلعة وتقابلوا مع الباشا ودار بينهم كلام .. ثم أخذ يلوم على السيد عمر في تخلفه وتعنُّته، ويثني على البواقي. .. فعند ذلك تبين قصْدُ الباشا لهم، ووافق ذلك ما في نفوسهم من الحقد للسيد عمر ..
واستهل شهر جمادى الثانية بيوم الجمعة سنة 1224هـ
فيه حضر ديوان أفندي، وعبد الله بكتاش الترجمان، واجتمع المشايخ ببيت السيد عمر، وتكلموا في شأن الطلوع إلى الباشا ومقابلته، فحلف السيد عمر أنه لا يطلع إليه، ولا يجتمع به ولا يرى له وجهاً إلا إذا أبطل هذه الأحدوثات .. ثم اتفقوا على طلوع الشيخ عبد الله الشرقاوي والمهدي والدواخلي والفيومي، وذلك على خلاف غرض السيد عمر، وقد ظنَّ أنهم يمتنعون لامتناعه للعهد السابق والأيمان، فلما طلعوا إلى الباشا وتكلمُّوا معه وقد فهِمَ كلٌّ منهم لُغَةَ الآخر الباطنية .. " (9).
وهنا يصبح السؤال مشروعاً عن لغتهم الباطنية التي يشارك فيها عبد الله بكتاش، وعن علاقة محمد علي باشا مع عبد الله بكتاش والبكتاشية، ويضاف إلى ذلك السؤال عن علاقة نجل السلطان حسين كامل بالطريقة البكتاشية الباطنية، ودفنه في كهفهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
و مما يؤكد ارتباط أسرة محمد علي باشا بالبكتاشية اهتمام حُكام العائلة وأتباعها بالتكية البكتاشية والبكتاشيين، ومن القرائن على ذلك وجود ضريح الأمير كمال الدين حسين وعائلته في تكية البكتاشية سابقاً، قبل نقله إلى مقابر العائلة المالكة بالبساتين. ومن قرائن الأدلة على الارتباط "الأرنؤوطي" الألباني بالبكتاشية "البكطاشية" "البكداشية" وجود تابوتين في مقبرة التكية البكتاشية لكل من الأميرة روحية والأميرة نافية ابنتي الملك الألباني السابق أحمد زغو البكتاشي الذي تولَّى حكم ألبانيا سنة 1341هـ/ 1922م (10) وأقام في مصر فترة من الزمن.
ومن الراجح أن البكتاشية قد ازدهرت في مصر في عهد شيخها الأرنؤوطي "أحمد سري دده بابا" الذي تولي أمر التكية سنة 1917م، وأقام علاقاتٍ وثيقةً مع باطنية إيران، ومن الأدلة على التغلغل الفارسي الباطني بين بكتاشية مصر وجودُ لوحتين من الرخام الملون في التكية البكتاشية، كُتِبَتا باللغة الفارسية، وتحتوي كلّ منها على النَّصِّ التأسيسي لتجديد الضريح الذي قام به كلٌّ من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين، والأمير لطفي دده بابا – أحد شيوخ التكية البكتاشية (11). واحتوت هذه التكية على ما يُعرف باسم الكوشك وكان خاصا بشيخ البكتاشية أحمد سري دده بابا، وقد أنشأ الكوشك سنة 1374 هـ / 1954م، وعندما اجتاحت قوات إبراهيم باشا حلب والأناضول أعادت التشكيلات الإنكشارية، ونحرت القرابين في التكايا البكتاشية بأمر البكتاشي الباطني إبراهيم باشا بن محمد علي باشا.
طلائع البكتاشية في مصر
البكتاشية فرقة من الشيعة المتطرفة، وقد انتشرت هذه الطريقة بمصر، وكانوا يسكنون أول الأمر فى تكية القصر العيني التي أنشأها الناصر فرج بن برقوق سنة 806هـ/ 1403م، ثم سكن بها الشيخ عبد الله المغاوري ودراويشه، ثم انتقل البكتاشيون إلى كهف السودان في عهد الخديوي إسماعيل باشا.
ويقول البكتاشيون: "استطاع مؤسس الطريقة البكتاشية وهو (خنكار محمد بكتاش) أن يربي مجموعة من المريدين وكان منهم (أبدال موسى سلطان) الذي كان خليفة بعده، وربى أبدال هذا رجلا يسمى (قبوغوسز) وهذا القبوغوسز (المجهول الحسب والنسب) تسمَّى بغيبي (12) ( .. .. ) واستطاع هذا الرجل أن يرتحل مع مجموعة من الدراويش من تركية إلى مصر، واختار لمن يصحبه في هذه الرحلة دراويش من النوع الذين يطيعون في كل صغيرة وكبيرة حتى إنه كان يقول لهم عن الشجرة الباسقة الطويلة. . هذه شجرة قثاء، فيقولون: نعم هي قثاء" (13).
بدأ انتشار بذور الطريقة البكتاشية في مصر مع قُدوم "قبوغوسز" الذي سمّى نفسه عبدالله المغاوري، وسمّى البكتاشيون أوّل تكية لهم: تكية القصر العيني، وظل هذا الحال قائمًا في مصر إلى سنة 1242هـ/ 1826م، واستمرت الطريقة البكتاشية في مصر، وترأسها الشيخ علي الساعاتي الذي حاز لقب (دده بابا) وبنى تكية بكتاشية في باب اللوق، وأخذ يُعطي العهود البكتاشية، ويقيم الطقوس البكتاشية. وفي سنة 1276هـ/1859م صدرت أوامر محمد سعيد باشا (1854 - 1863م) بتخصيص المغاره التي دُفن فيها عبدالله المغاوري "قبوغوسز " للطريقة البكتاشية، وهذا يعني أن رابع حكّام أسرة محمد علي باشا قد جاهر بولائه للبكتاشية الباطنية التي تعتنقها الأكثرية الألبانية الأرنؤوطية في آقجه حصار ـ تيرانا وغيرها.
وبعد أن انتحر "صالح نيازي بابا" سنة 1949، اجتمع أتباع الحركة البكتاشية واختاروا "أحمد سري" البكتاشي الأرنؤوطي شيخاً لتكية قبوغوسز الأرنؤوطي (عبدالله المغاوري) وكان ذلك في 30 كانون الثاني/ يناير سنة 1949م (14).
ومنذ ذلك الوقت أصبح المقرُّ الرئيسي للبكتاشية العالمية في مصر، وأصبح أحمد سري (دده بابا) شيخ مشايخ البكتاشية. وفي كانون الثاني/ يناير سنة 1957م أمرت حكومة الجمهورية المصرية بإخلاء تكية المقطم، وأعطت البكتاشيين مقراًّ آخر في ضاحية المعادي فصمّموه على غرار التكايا البكتاشية، ثم نشط البكتاشيون في مصر، وجدَّدوا تكاياهم القديمة، وأنشؤوا الكثير من المكتبات والمراكز السرية، وأقاموا علاقات قوية مع آغا خان الإسماعيلة، وزودتهم سفارة جمهورية إيران الخمينية بالمطبوعات، وعاضدهم نصيرية سوريا العلويين أبناء جبل اللُّكام، وبقية اتباع الحركات الهدّامة وأهل البدع.
صعود البكتاشية وهبوطها
(يُتْبَعُ)
(/)
أسس "خنكار بكتاش النيسايوري" أول تكية بكتاشية في الأناضول، ونشر دُعاته وجواسيسه في العالم الإسلامي، وكثر مريدوه، وذاع صيته، ووصل إلى السلطان أورخان العثماني المتوفي سنة 761هـ/ 1316م، فكلَّف "حاجي بكتاش" بتعليم أبناء الأسرى من أهل الذمة، فنشر بينهم الطريقة البكتاشية الباطنية، واستطاعت البكتاشية تسخير الإنكشارية للانتقام من السلاطين الذين عارضوا الباطنية، فمرَّت الطريقة البكتاشية بمراحل الصعود والهبوط جرّاء مؤآمراتها، فقد تخاذل الإنكشاريون البكتاشيون أثناء الحروب، فتآمروا مع الباطني تيمور لنك، وتخلوا عن السلطان أبايزيد الأول (1389 ـ 1403) في معركة أنقرة سنة 804 هـ/ 1402م (15). وتمرّد الإنكشارية على السلطان سليم الثاني في بداية حُكمه (1566 ـ 1574م)، وأضعفوا الدولة أثناء التمرد الزيدي في اليمن (16)، وقتل الإنكشاريون البكتاشيون الصدر الأعظم ديلاور ( Dilaver) باشا ديار بكر، والصدر الأعظم حسين باشا سنة 1032 هـ/ 1622م، وقتلوا السلطان كنج عثمان الثاني (1618 ـ 1622م) حينما فكَّر بإلغاء الإنكشارية "البكتاشية" وفيالق القابو قولو الموالية لهم (17)، وقتلوا السلطان إبراهيم الأول (1640 ـ 1648م) بعدما فتح جزيرة كريت (18)، وفرضوا وصايتهم على السلطان مراد الرابع (1623 ـ 1640) في بداية سلطنته، وأعلنوا العصيان بقيادة رجب باشا سنة 1042 هـ/ 1632م، وقتلوا الصدر الأعظم حافظ أحمد باشا، وعَيَّنوا رئيس الأشقياء طوبال رجب باشا صدراً أعظم، ولكن السلطان مراد أعدمه سنة 1032 هـ/ 1632م، وقاد السلطان حملة عسكرية ضدّ الصفويين وحرّر عِراقَ العرب من ظُلْمِ العجم (19) بعدما كسر شوكة عملائهم الإنكشارية البكتاشية الذين استعادوا قوتهم، وفرضوا سيطرتهم على السلطان محمد الرابع (1648 ـ 1687م)، وكانوا قد خلعوا السلطان مصطفى الأول سنة 1623م (20) ثم خلعوا مصطفى الثاني (1695 ـ 1703م) في أدرنة (21)، وخلعوا السلطان أحمد الثالث (1703 ـ 1730م) بعدما انتصر على إيران، وعُرف تمرُّد الإنكشارية بعصيان "باترونا" (22)، وعزلوا السلطان سليم الثالث سنة 1222 هـ/ 1807م، ثم قتلوه سنة 1908م ولم يأبهوا بالغزو الفرنسي لمصر وبلاد الشام، ولا بالتحركات الإيرانية والروسية، وخلعوا السلطان مصطفى الرابع سنة 1223 هـ/ 1808م (23)، وتمادوا في إلحاق الضرر بالسلطنة العثمانية، وتقديم الخدمات لأعداء الإسلام، وسقطت الأقنعة، وكُشف أمر التعاون الخطير بين البكتاشية الباطنية والإنكشارية (24) ضدَّ الخلافة الإسلامية العثمانية، فأمر السلطان محمود الثاني (1808 ـ 1839م) بإغلاق الزوايا البكتاشية (25) في تركيا بعدما قضى على الإنكشارية في 9 شوال سنة 1241 هـ/ 18 أيار / مايس سنة 1826م (26).
انتقال المركز البكتاشي من تركيا إلى ألبانيا
حينما هُزمت البكتاشية في إسطنبول وما حوْلًها، وانتقلت من العَلَن إلى السرِّ بدأ ازدهارُها ألبانيا بعدما هاجر إليها صالح نيازي، وصار فيها "دده بابا " ثم قُتل سنة 1942م، وحلَّ محلَّه ابنُه "عباس دده بابا" الذي انتحر سنة 1949م، وبعد مصرعه انتقل مركزُ البكتاشية الرئيسي إلى القاهرة في مصر، وحظيت البكتاشية الباطنية برعاية آل محمد علي باشا، وتغلغلت بين البسطاء فاستغلتهم، وتولى توجيهَها رؤوسُ الباطنية السريين الذين حاولوا إضعافَ جُمهورِ المسلمين السُّنَّة في مصر عن طريق تضليلهم، وتفريق كلمتهم، وموالاة أعدائهم من البدعيين وغير المسلمين.
وأما في إسطنبول مركز الخلافة العثمانية الإسلامية، فبعدما ألغى السلطان محمود الثاني الإنكشارية والبكتاشية لاذت فلولهما بالعمل الباطني السِّرِّي، وتظاهرت بالعِلمانية، ثُمَّ انخرطت تلك الفلول مع يهود الدونمة وأتباعهم، وشكَّلوا جمعيَّةَ "الاتحاد والترقي" التي تعاوَن زعيمُها طلعت باشا مع الصهيونية انطلاقاً من سالونيكا اليونانية (27)، واستطاعت القيام بانقلابها ضدَّ الخليفة عبد الحميد الثاني سنة 1909م، ثم قامت بانقلاب 23 كانون الثاني / يناير سنة 1913 بقيادة الثلاثي الاتحادي: أنور باشا وطلعت باشا وجمال باشا (28)، وبعد الحرب العالمية الأولى استطاع أعداء الإسلام القضاء على السلطنة العثمانية سنة 1923م، وإلغاء الخلافة الإسلامية السُّنِّيَّة في 3 آذار/ مارس سنة 1924م (29) بالتعاون بين القُوى غير الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
التي جنت ثمار الحرب العالمية الأولى التي تمخضت عن اتفاقية سايكس بيكو التي بدأ تطبيقها العملي منذ سنة 1918م، ومازال التآمر مستمراً ظاهراً وباطناً حتى الآن مرَّة باسم الحداثة، ومرة باسم العلمانية، ومرة باسم الديموقراطية، ومرة باسم الحرية والإخاء والمساواة، والهدف والغاية التي من كل هذه الوسائل هي القضاء على الإسلام والمسلمين.
الجوامع المشتركة بين محمد علي والبكتاشية
يتضح مما سبق أن البكتاشية هي أخطر الحركات الهدامة التي ألحقت الأذي بالسلطنة العثمانية، وقد قدمت خدماتها للباطني تيمور لنك، وللصفويين الباطنيين، والصليبيين الأوروبيين والروس الأرثوذكس، والصهاينة ويهود الدونمة. وهذه الصِّفات البكتاشية في معاداة الخلافة الإسلامية العثمانية السُّنِّيَّة تنطبق على محمد علي باشا، وذلك في النقاط التالية:
1 ـ الغُموض يحيط بأصول بأسرة محمد علي باشا، وشأنها في ذلك شأن غيرها من الباطنيين، فقد انتقلت أسرة إبراهيم آغا من مدينة قونيا في الأناضول إلى أدرنة، ثم تعين إبراهيم آغا رئيس حرس قلعة كَولة الواقعة في مقدونيا اليونانية، وتمّ تعيين أخيه طوسون مُتسلماً للبلدة، وصار علي بن طوسون بيلربيه، وجاء محمد علي إلى مصر كمعاون لحسن باشا البويانلي قائد مجموعة "باشيبوزوق" الأرنؤوط الذين قصدوا مصر بعد الحملة الفرنسية (30) وآلت إليه قيادة "الباشيبوزوق" "الرأس الخربان" بعد عودة قائدها إلى بلده لأسباب مجهولة.
2 ـ كان محمد علي باشا "أمي، عاقل، ذكي" (31) وكان "من طبعه الحقد والحسد والتطلع لما في أيدي الناس" (32) وقد تعامل بقسوة بالغة مع المسلمين السُّنَّة المصريين، ففرض عليهم الضرائب الباهظة حتى هجَّرهم من مصر إلى بلاد الشام وغيرها (33)، وطلب استردادهم من عبد الله باشا، فرفض إعادتهم، واتخذ محمد علي باشا ذلك الرفض وسيلة للهجوم على بلاد الشام (34) وهذه الأعمال لايقوم بها مسلم صالح.
3 ـ جمع محمد علي حوله السفلة، واعتمد على غير المسلمين من الأقباط والأرمن واليهود، وتنكر لنقيب الأشراف لشيخ عمر مَكْرَم بن حسين السيوطي 1168؟ -1237هـ / 1755؟ -1822م، ونفاه إلى دمياط سنة 1222هـ، ثم نفاه إلى طنطا التي توفى فيها، وهذا دليل على حقده الباطني على علماء المسلمين الصالحين والوطنيين (35)، وقد وصفه أمير المصريين القبالي ابراهيم بك الكبير فقال شارحاً سيرة محمد علي باشا في مصر: "إننا سبرنا أحواله وخيانته، وشاهدنا ذلك في كثير مِمَّن خدموه، ونصحوا معه حتى ملَّكوه هذه المملكة.
قال إبراهيم بك: أوَّلُهُم مخدومه محمد باشا خسرو، ثم كتخداه وخازنداره عثمان آغا جنج الذي خامر معه، وملك مع أخيه المرحوم طاهر باشا القلعة، وأحرق سرايته، ثم سلَّط الأتراك على طاهر باشا حتى قتلوه في داره، وأظهر موالاتنا وصداقتنا ومساعدتنا، وصيَّر نفسَه من عسكرنا، واتَّحَدَ بعثمان بك البرديسي، وأظهر له خُلُوصَ الصداقة والأخوّة، وعاهد بالأيْمَان حتى أغراه على علي باشا الطرابلسي، وجرى ما جرى عليه من القتل، ونسَب ذلك إلينا، ثم اشتغل معه على خيانته لأخيه الألفي وأتباعه، ثم سلَّط علينا العساكر يطلب العلوفة، وأشار على عثمان بك بطلب المال من الرعية حتى وقع لنا ما وقع، وخرجنا من مصر على الصورة التي خرجنا عليها، ثم أحضر أحمد باشا خورشيد وولاه وزيرًا، وخرج هو لِمُحاربتنا، ثم اتَّضح أمرُه لأحمد باشا، وأراد الإيقاع به، فعجَّل العود إلى مصر، وأوقع بينه وبين جُنده حتى نفروا منه ونابذوه، وألقى إلى السيد عمر، والقاضي، والمشايخ: أن أحمد باشا يريد الفتكَ بِهم، فهيَّجوا العامة والخاصَّة، وجرى ما جرى من الحروب وحرقِ الدور، وبذل السيد عمر جهدَه في النُّصح معه بما يُظهره له من الْحُبِّ والصداقة، وراجت عليه أحواله حتى تمكَّن أمرُهُ، وبلغ مرادَه وأوقع به، وأخرجَه من مصر، وغرَّبه عن وطنه، ونقضَ العهودَ والمواثيق التي كانت بينه وبينه، كما فعل بعمر بك وغيره، وكلُّ ذلك معلومٌ، ومُشاهَدٌ لكم ولغيركم، فمَن يأمَن لهذا، ويعقد معه صلحًا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم يا ولدي: أننا كُنَّا بمصر نحو العشرة آلاف، أو أقلّ، أو أكثر، ما بين مُقدّمي ألوف، وأمراء، وكشاف، وأكابر أوجاقات، ومماليك، وأجناد وطوائف، وخدم واتباع، مرفَّهي المعاش بأنواع الملاذّ، كلّ أمير مختصّ ومعتكف بإقطاعه، مع كثرة مصارفنا في الأوقات المعهودة، ولا نعرف عسكرًا ولا علوفة عسكر، والقُرى والبلاد مطمئنة، والفلاحون ومشايخ البلاد مرتاحون في أوطانهم، ومضايفهم مفتوحة للواردين والضيفان مع ما كان يلزم علينا من المصارف الميرية، ومرتبات الفقراء، وخزينة السلطان، وصُرَّة الحرمين الشريفين، والْحُجَّاج، وعوائد العربان، وكلف الوزراء المتولين، والأغوات، والقابجية المعينين، وخدمهم، والهدايا السلطانية، وغير ذلك، وأفندينا ما كفاه إيرادُ الإقليم، وما أحدثه من الجمارك والمكوس، وما قرَّره على القرى والبلدان من فرض المال، والغِلال والْجِمال والخيول، والتعدي على الملتزمين، ومقاسمتهم في فائضِهم ومعاشهم، وذلك خلاف مُصادرات الناس، والتجار في مصر وقراها، والدعاوي والشكاوي، والتزايد في الجمارك، وما أحدثه في الضربخانة من ضرب القروش النحاس، واستغراقها أموال الناس، بحيث صار إيرادُ كلِّ قلَمٍ من أقلام المكوس بإيراد إقليمٍ من الأقاليم، ويبخل علينا بما نتعيش به، ونحن وعيالنا ومَن بقي معنا من أتباعنا ومماليكنا، بل وقَصْدُهُ صيدنا وهلاكنا عن آخرنا" (36). هذه الصفاة تنطبق على عُتاة البكتاشية والباطنية حينما يمتلكون القوة التي تٌمكنهم من البطش بالمسلمين السُّنة بشكلٍ خاص باعتبارهم من ألدّ أعدائهم، والشواهد على ذلك كثيرة قديماً وحديثاً.
4 ـ أذكى محمد علي نيران الفتن بين المماليلك وغيرهم، وارتكب المذابح الجماعية بحق المسلمين المماليك وغيرهم دون رادعٍ من ضميرٍ أو دين، وأشهر مذابحهِ مذبحةُ القلعة سنة 1226 هـ/ 1811م (37) تلك المذبحة التي لايقوم بها إلا مَن خرج من دين الإسلام والإنسانية في نفس الوقت.
5 ـ هنالك شكوك حول التعاون في نشر الفجور والبدع بين البكتاشية المصرية ومحفل "إيزيسي" الماسوني الذي أسسه في القاهرة ماسونيو الحملة الفرنسية سنة 1213 هـ/ 1798م، ثم تحوَّل من السِّرية إلى العلنية بعد مصرع الجنرال كليبر على يد المجاهد الأزهري سليمان الحلبي سنة 1215 هـ/ 1800م، ومن أبرز المشايخ الحداثيين الذين انضمُّوا إلى الماسونية الشيخ حسن العطار 1251 هـ/ 1835م صديق محمد علي باشا الذي سمح بإنشاء المحفل الماسوني الإيطالي سنة 1246 هـ/ 1830 على الطريقة الإسكوتلندية (38)، وجراء تأثر محمد على بالبكتاشية والماسونية، فقد سلّم القضايا المالية للمعلم غالي القبطي وأعوانه (39)، وتعاطف مع اليهود في دمشق (40) والنُّصيرية في جبل اللُّكام، والنصارى في لبنان من خلال تعاونه مع الْمُُرتدّ عن الإسلام الأمير بشير الشهابي (41).
6 ـ استغل محمد علي باشا فرصة سيطرة السعوديين على الحجاز، فتظاهر بطاعة السلطان محمود الثاني، وأرسل حملة بقيادة طوسون فحوصرت حملته في الطائف، فهزمه الأمير عبد الله بن سعود، فقاد محمد علي باشا حملة لنجدته سنة 1228 هـ/ 1813م، فحرره، وأرسل حملة أخرى بقيادة إبراهيم باشا فتعامل السعوديين بوحشية حاقدة بعد خروجهم من الحجاز، بل تجاوز الأوامر السلطانية العثمانية المقتصرة على إخراحهم من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهاجم بلاد نجد ظلماً وعدواناً، واحتل الدرعية في شهر ذي الحجة سنة 1233 هـ/ نيسان/ إبريل سنة 1818م (42) إمعاناً بضرب المسلمين السُّنة المصريين والمسلمين السُّنة السعوديين بعضهم ببعض، وانتقاماً من السعوديين الذين ألحقو الهزائم بحلفاء البكتاشية الباطنيين في النجف وكربلاء، فآلت إليه ولاية جدة في ذي القعدة سنة 1235هـ/ 1820م (43).
(يُتْبَعُ)
(/)
7 ـ تظاهر محمد علي باشا بالطاعة للعثمانيين، فأرسل الجيش المصري إلى اليونان سنة 1239 هـ/ 1824م بقيادة إبراهيم باشا، والمستشار سليمان باشا الفرنساوي، وبعد السيطرة على اليونان هجمت القوات الأوروبية على المسلمين في ميناء نافارين، فأغرقت السفن المصرية والسفن العثمانية، واستشهد ما يقرب من ثلاثين ألف مسلم، وانسحبت قوات محمد علي باشا سنة 1244 هـ/ 1828م، وحلَّت محلَّها القواتُ الفرنسية، وفُصلت اليونان عن السلطنة العثمانية (44). وبعد الهزيمة صوّر المنافقون تلك الهزيمة بصورة الانتصار المهمّ ضمن انتصارات محمد علي باشا رغم أنها أسفرت عقد مؤتمر لندن في 8 جمادى الأولى سنة 1242 هـ/ 16 نوفمبر سنة 1826م، وأسفر عن بداية انفصال اليونان.
8 ـ اقتفت قوات محمد علي باشا آثار نابليون بالهجوم على بلدان الخلافة العثمانية في فلسطين بمساعدات فرنسية، ثم حقَّقت سنة 1247 هـ/ 1832م ما عجز عنه نابليون من سفك دماء المسلمين في عكا (45) وسوريا الكبرى، وفتحت المجال واسعاً أمام البعثات التبشيرية النصرانية، وعندما احتل مدينة حلب السورية، أعاد تشكيلات الإنكشارية ونحر القرابين وقدّمها في التكايا البكتاشية (46) التي حلَّها السلطان محمود الثاني سابقاً، وفي تلك الأثناء قام محمد علي باشا بمراسلة مصطفى باشا والي اشقودرة الألبانية وتحريضه على العصيان والتمرد على الخلافة الإسلامية العثمانية (47)، واستنزف تمرده وعصيانه القوات العثمانية، وأضعفتها حيث وصلت شرورها إلى مدينة قونية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1832م (48)، وأعاد الإعتبار للإنكشارية المنحلة، وافتتح التكايا البكتاشية، وأرسلت القرابين إلى تكية "حاجي بكتاش"، وأمر إبراهيم باشا بإحياء الأنظمة التي ألغاها السلطان محمود الثاني (49) ثم وصلت كوتاهية سنة 1248 هـ/ 1833م، (50) بسبب الدعم الروسي النمساوي الفرنسي الإنكليزي، وكانت تلك القوات التي بقيادة إبراهيم باشا الذي وصفه البيطار بقوله: "غشومٌ ظالمٌ، وظلومٌ غاشمٌ ( .. ) مُحْتَوٍ على الفساد، منطوٍ على الإنكاد، مجبولٌ على الغلظة والقساوة، مجعولٌ من الفظاظة، معدومٌ من اللطافة والطلاوة، ممتلىءٌ منه البذا، متضلعٌ من الأذى، لم يخلق الله تعالى في قلبه شيئاً من الرحمة فيُنتَزع، ولم يودع الله لسانه لفظاً من الخير فيُستَمع، سفاكٌ لدماء المسلمين، نباذٌ لطاعة أمير المؤمنين، كان يعتقد أن ذلك ليس أمراً ذميماً .. " (51).
9 ـ تعاونت قوات محمد علي مع النصيرية البكتاشية والنصارى في بلاد الشام، وأهانت المسلمين السُّنَّة، وكانت بقيادة ابنه إبراهيم الذي "وجهه والده إلى الأراضي الشامية، ليضمها إلى الحكومة المصرية، فلم يزل يسير بعساكره، متقلداً لسيف طغيانه ومناكره، حتى حلَّ حي عكَّة (سنة 1227 هـ/1832م)، وكان الوالي بها عبد الله باشا من طرف الدولة العثمانية، فدكَّها دكَّة أيّ دكَّة" (52)، وكانت أعماله بمثابة الانتقام "بمفعول رجعي" لما لحق بعملاء الصفويين بعد وصول السلطان سليم الأول إلى بلاد الشام سنة922 هـ/ 1516م، ولما لحق نابليون بونابرت من العار والهزيمة أمام أسوار عكا العثمانية الفلسطينية المجاهدة سنة 1214 هـ/ 1799م.
(10) ـ الخلاصة: إنّ حركات محمد علي باشا وعصيانه وتمرده قد ساهمت بإضعاف الخلافة الإسلامية العثمانية، وتقوية أعدائها من روس وأوروبيين وباطنيين وصهاينة، وهكذا يعتبر من أخطر أعدائها، وأعداء العرب والمسلمين، حيث أن عصاينه قد مهَّد الطريق أمام الاحتلال الإنكليزي لمصر سنة1300هـ/ 1882م، والاحتلال الفرنسي للجزائر سنة1246 هـ/ 1830م، ولتونس سنة 1299هـ/ 1881م، والاحتلال الروسي للأفلاق والبغدان "رومانيا" سنة 1265 هـ/ 1848م، ونشر التغريب في مصر، وأضعف التعريب. وأتاحت أسرة محمد علي المجال لعودة التشيع إلى مصر، وسمحت بدراسة التشيع في الجامع الأزهر.
00000
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 12:34]ـ
الهوامش:
(1) الدولة العثمانية، د. علي محمد الصلابي، ص: 200 ـ 208، دار المعرفة بيروت سنة 1425 هـ/ 2004م.
(2) العثمانيون في التاريخ والحضارة، د. محمد حرب، ص: 170 ـ 171، نقلاً عن وثيقة متحف طوب قابي في إيطنبول، رقم 11634 (26)
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) تاريخ مصر، عبد الله بن رضوان، مخطوط رقم 4971 في مكتبة بايزيد في إسطنبول. نقلاً عن الدولة العثمانية، د. علي محمد الصلابي، ص: 210، دار المعرفة بيروت سنة 1425 هـ/ 2004م.
(4) انظر قاموس الأعلام، شمس الدين سامي، إقدام مطبعه سى، در سعادت (إستانبول) 1317هـ، المجلد السادس، ص: 4216 ـ 4217.
(5) كولة، أو قولة " kavala" "Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. Faisal Finans Kurumu Yay?n?. C:1. S. 471"
(6) "Kavalal? Mehmet Ali Pa?a ?syan?. M?s?r Meselesi. 1831 – 1841. 1. K?s?m. S: 21 - 23"
(7) يذكر أحمد سري البكتاش (دده بابا) شيخ مشايخ البكتاشية في مصر في كتابه (الرسالة الأحمدية في تاريخ الطريقة البكتاشية) أن خنكار هذا نزل في قرية (صوليجية فترة أويوك) والتي قسمت بعد ذلك بناحية الحاج بكتاش وما زالت تحمل هذا الاسم إلى اليوم. وأنه استضاف هناك رجل يسمى الشيخ إدريس وزوجته (فاطمة قوتلو ملك) وأنهما أنفقا أموالهما في سبيل نشر دعوة الشيخ خنكار الخراساني ولكن جاء وفد من خراسان لزيارة الشيخ خنكار فلم تجد المرأة ما تضيفهم به إلا أن باعت ثيابها. . واشترت طعامًا لضيوف الشيخ خنكار الخراسانيين. ولما كان من عادة المرأة فاطمة هذه أن ترحب بضيوف الشيخ فإنها لم تخرج إليهم لأنها لا تملك ثيابًا. . فعلم الشيخ خنكار بهذا من الغيب فمد يده فأخرج صرة ملابس لها، ثم مد يده أيضًا تحت البساط الذي يجلس عليه فأخرج كيسين من الذهب وأعطاهما للمرأة التي جاءت وقبلت يدي الشيخ ورحبت بضيوفه، وآمنت بكراماته (الرسالة الأحمدية ص: 11 ولا يخفى ما في هذه القصة من الخدعة فخنكار هذا لم يخلق ثيابًا. وإنما جاء بذلك الوفد الخراساني الذي تجرد بعد ذلك للدعوة الصوفية في تركية، وصنع الشيخ هذا على أنها كرامة ليسهل ذلك له طريق دعوته في أوساط العامة).
وكانت هذه القصة هي البداية لنشر الطريقة البكتاشية وكذلك مجيء هذا الوفد الخراساني الذي راح يروج للشيخ خنكار الذي كان قد مهد الطريق للدعوة الصوفية ولهذه الطريقة الشيعية الباطنية.
ثم انتحل الشيخ خنكار كرامة أخرى فادعى (أن فاطمة قوتلو) هذه زوجة الشيخ إدريس قد حملت عندما شربت قطرات من دم الشيخ. . وذلك أن فاطمة هذه لم تحمل من زوجها إدريس التركي مدة عشرين عامًا فلما جاء خنكار الخراساني وكانت تصب الماء له ليتوضأ فوقعت قطرات من دمه في الطشت فشربتها المرأة فحملت وتكرر حملها فولدت حبيبًا، ومحمودًا، وخضرًا. وهؤلاء الأولاد أصروا على أن أباهم هو الشيخ خنكار. . فيما يذكر أحمد سري شيخ مشايخ الطريقة البكتاشية في مصر: أن الشيخ خنكار هو أبوهم الروحي فقط، وأن أمهم حملت من شربها دم الشيخ، وأن الشيخ خنكار لم يتزوج قط طيلة حياته.
(8) المقريزي، كتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" ج 4/ ص: 162.
(9) تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، عبد الرحمن الجبرتي، دار الجيل بيروت، بدون تاريخ، المجلد الثالث، ص: 266 ـ 268.
(10) تولى أحمد زغو حكم ألبانيا سنة 1341هـ/ 1922م، ثم ترأس الجمهورية الألبانية سنة 1343هـ/ 1925م. ثم أعلن نفسه ملكًا على البلاد سنة 1347هـ/ 1928م، وظل يحكم ألبانيا إلى أن اقتحمها موسوليني سنة 1358هـ/ 1939م، وفر زوغو إلى الفرار إلى إنجلترا، ثم توجَّه إلى مصر، وأقام بها فترة، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم يعد إلى بلاده بعدما حكمها الشيوعي أنور خوجا 1365هـ/ 1945م، وظل زوغو يتنقل بين فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية حتى تُوفِّي سنة 1365هـ/ 1946م.
(11) ترجمة النص الفارسي على النحو التالي:
اللوحة اليمني: "إلهي أطل عمر الحاج كمال الدين نجل السلطان حسين والعائلة الكريمة فهو الذي عمر مقام السلطان المغاوري وسرت أرواح الأولياء من هذه القبة وبعد أن رأي صبحي هذا العمران أرخ تاريخا هجريا، جددت هذه التكية السلطانية بفضل جهد الأمير لطفي، كتبه الشيخ محمد عبد العزيز".
(يُتْبَعُ)
(/)
اللوحة اليسرى: "إن السلطان المغاوري المدفون فى هذا الكهف وهذا القبر الطاهر يعد مركزا للأرواح الطاهرة .. جدد عمرانه الحاج محمد لطفي بابا عندما كان شيخا لهذه التكية فأصبح مطافا للزائرين فزره بقلب مخلص وتزود بالفيض فهو المكان الذي يتجلي فيه أخيار الدراويش إن غار أهل الله هذا مأوي لأهل الطريقة فادخله بشوق واحترام لأنه مكان السالكين، كتب هذا التاريخ البديع حلمي دده ما أحلي عمران هذا القبر حقا إنه مكان مقدس 1 محرم سنة 1321هـ".
وتوجد بالتكية قبتان ضريحيتان هما قبة أحمد سري دده بابا الذي أنشأ هذه القبة الضريحية له سنة 1357هـ / 1938م ليدفن بها بعد وفاته إلا أنه لم يدفن بها حيث طرد هو وطائفة البكتاشية من كهف السودان فى منتصف الخمسينات من القرن العشرين.
(12) الرسالة الأحمدية، تأليف البكتاشي أحمد سري، ص: 34.
(13) الرسالة الأحمدية، ص: 38. نشرت في مصر سنة 1939 م، وأتبعها أحمد سري بمذكرة تفسيرية لها مطبوعة في مصر سنة 1949م.
(14) الرسالة الأحمدية، ص31:.
(15) عجائب المقدور في نوائب تيمور، تأليف أحمد بن محمد، ابن عربشاه الدمشقي المتوفى سنة 854 هـ/ 1450م، الصفحة: 326 ـ 331، منشورات مؤسسة الرسالة سنة 1407 هـ/ 1986م، تحقيق أحمد فايز الحمصي.
(16) " Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. Faisal Finans Kurumu Yay?n?. C:1. S.254 - 255 "
(17) نفس المرجع المجلد الأول، ص: 333 328 - .
(18) تاريخ الدولة العلية العثمانية، ص: 288.
(19) " Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. Faisal Finans Kurumu Yay?n?.C:1.S: 334 – 346 "
(20) تاريخ منجم باشي، المجلد الثالث، ص: 650 وما بعدها.
(21) " Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. C:1. S: 423"
(22) نفسه، ص: 435.
(23) " Mustfa Nuri Pa?a. Netayic Ül- Vukuat (Osmanl? Tarihi) Cilt:3 -4. S: 214 - 223"
(24) عندما انضم المتآمران طوبال عطا وكوسه موسى، ومَن معهم إلى مصطفى قباقجي أوغلى نشروا الفوضى، وصرخ أمام ثكنات المدفعية: "يا أبناء حاجي بكتاش افتحوا الأبواب، وتعالوا نأخذكم بين أذرعنا، حاجي بكتاش يأمركم بفتح أبوابكم " ففتحوا الأبواب وانضموا للعصاة المتمردين، وهاجم الجميع ميدان سباق الخيل "آط ميدان" أمام جامع السلطان أحمد انظر قباقجي مصطفى، تأليف أحمد رفيق، ص: 75، وقاموا باغتيال المخلصين للسلطان سليم الثالث من رجال الدولة والمشايخ ثم خلعوه سنة 1222 هـ/ 1807م، ونصّبو مكانه مصطفى الرابع، ثم قُتل مصطفى الرابع، وقُتل سليم الثالث، وآلت السلطنة إلى الخليفة محمود الثاني سنة 1223 هـ/ 1223م، فبدأ مسيرة تطهير البلاد من الباطنيين البكتاشيين الخونة. انظر قباقجي مصطفى، تأليف أحمد رفيق، ص: 94 ـ 101.
(25) تاريخ جودت، ترتيب جديد، در سعادت، مطبعة عثمانية، سنة 1309 هـ، المجلد: 12، بكتاشيلكك رفع وإلغاسي، ص: 179 – 189.
(26) نفسه المجلد: 12، ص: 166، وتبع إلغاء الإنكشارية إلغاء سواري أوجاقلري، وإصلاح بوستانجيلر ومهترخانة، ثم صدر قانون: عساكر منصورة قانوننامه سي، انظر نفس المصدر، ص: 185 – 271.
(27) مجلة المنار، المجلد الثاني، 16 شباط/ فبراير سنة 1913م، ص: 156 ـ 160.
(28) " Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. Faisal Finans Kurumu Yay?n?.C:1.S: 642 – 643."
(29) المرجع السابق، المجلد الأول، ص: 676 ـ 677.
(30) " Yeni Rehber Ansiklopedisi. Türkiye Gazetesi. ?stanbul 1993 . C: 11. S: 279 - 280"
(31) سجل عثماني، ياخود: تذكرةء مشاهير عثمانية، أثر مجلس كبير معارف أعضاسندن محمد ثريا، مطبعة عامرة، دار الطباعة العامرة، إسطنبول 1311، دردنجي جلد، ص: 292 ـ 293.
(32) الجبرتي، خجائب الآثار، المجلد الثالث، ص: 293.
(يُتْبَعُ)
(/)
(33) قال الجبرتي: "ينكشف حال الفلاح ويبيع ما عنده من الغلة والبهيمة، ثم يفر من بلدته إلى غيرها، فيطلبه الملتزم ويبعث إليه المعيني من كاشف الناحية بحق طريق أيضًا، فربما أداه الحال إن كان خفيف العيال والحركة إلى الفرار، والخروج من الإقليم بالكلية، وقد وقع ذلك حتى امتلأت البلاد الشامية والرومية من فلاحي قرى مصر الذين جلوا عنها، وخرجوا منها وتغربوا عن أوطانهم من عظيم هول الجور" تاريخ عجائب الأخبار، المجلد الثالث، ص: 289.، وانظر حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، عبد الرزاق البيطار مؤرخ الشام، الصفحة: 6 وما بعدها.
(34) " Kavalal? Mehmet Ali Pa?a ?syan?. M?s?r Meselesi. 1831 – 1841. 1. K?s?m. S:37."
(35) " أحضر (محمد علي) الباشا خلعة وألبسها لشيخ السادات على نقابة الأشراف، وأمر بكتابة فرمان بخروج السيد عمر، ونفيه من مصر يوم تاريخه فتشفع المشايخ في إمهاله ثلاثة أيام حتى يقضي أشغاله، فأجاب إلى ذلك ثم سألوه في أن يذهب إلى بلده أسيوط، فقال: لا يذهب إلى أسيوط، ويذهب إما إلى سكندرية أو دمياط، فلما ورد الخبر على السيد عمر بذلك قال: أما منصب النقابة فإني راغب عنه وزاهد فيه وليس فيه إلا التعب، وأما النفي فهو غاية مطلوبي وأرتاح من هذه الورطة، ولكن أريد أن يكون في بلدة لم تكن تحت حكمه، إذا لم يأذن لي في الذهاب إلى أسيوط فليأذن لي في الذهاب إلى الطور، أو إلى ورثه، فعرَّفوا الباشا فلم يرضَ إلا بذهابه إلى دمياط" عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 270 ـ 271.
(36) تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 295 ـ 297.
(37) قال الجبرتي: "سنة ست وعشرين ومائتين والف، فكان اول المحرم يوم السبت .. فلما أصبح يوم الجمعة سادسه ركب الجميع وطلعوا الى القلعة، وطلع المصرية بمماليكهم واتباعهم واجنادهم، فدخل الامراء عند الباشا وصبحوا عليه وجلسوا معه حصة، وشربوا القهوة وتضاحك معهم ثم انجر الموكب على الوضع الذي رتبوه فانجر طائفة الدلاة وأميرهم المسمى أوزون علي، ومن خلفهم الوالي والمحتسب والوجاقية والالداشات المصرية، ومن تزيا بزيهم، ومن خلفهم طوائف العسكر الرجالة والخيالة والبيكباشيات، وارباب المناصب منهم، وإبراهيم آغا آغات الباب، وسليمان بك البواب يذهب ويجيء، ويرتب الموكب، وكان الباشا قد بَيَّت مع حسن باشا، وصالح قوج، والكتخدا فقط غدر بالمصرية وقتلهم، وأسرَّ بذلك في صبحها إبراهيم آغا آغات البابا، فلما انجز الموكب، وفرغ طائفة الدلاة ومَن خلفهم مَن الوجاقية والالداشات المصرية، وانفصلوا من باب العزب، فعند ذلك أمر صالح قوج بغلق الباب، وعرَّف طائفته بالمراد، فالتفتوا ضاربين بالمصرية، وقد احصروا بأجمعهم في المضيق المنحدر الحجر المقطوع في أعلي باب العزب مسافة ما بين الباب الأعلى الذي يتوصل منه إلى رحبة سوق القلعة، إلى الباب الأسفل، وقد اعدوا عدَّةً من العساكر اوقفوهم على علاوى النقر الحجر والحيطان التي به، فلما حصل الضرب من التحتانيين أراد الامراء الرجوع القهقري، فلم يمكنهم ذلك لانتظام الخيول في مضيق النقر، واخذهم ضرب البنادق والقرابين من خلفهم أيضًا، وعلم العسكر الواقفون بالأعلى المراد، فضربوا ايضًا فلما نظروا ما حلَّ بهم سقط في أيديهم وارتبكوا في انفسهم، وتحيروا في امرهم ووقع منهم أشخاص كثيرة، فنزلوا عن الخيول، واقتحم شاهين بك، وسليمان بك البواب وآخرون في عدّة من مماليكهم راجعين إلى فوق، والرصاص نازل عليهم من كل ناحية، ونزعوا ما كان عليهم من الفراوي والثياب الثقيلة، ولم يزالوا سائرين وشاهرين سيوفهم حتى وصلوا الى الرحبة الوسطى المواجهة لقاعة الأعمدة، وقد سقط أكثرهم، وأصيب شاهين بك وسقط إلى الأرض، فقطعوا رأسه وأسرعوا بها إلى الباشا لياخذوا عليها البقشيش، وكان الباشا عندما ساروا بالموكب ركب من ديوان السراية وذهب الى البيت الذي به الحريم، وهو بيت اسمعيل أفندي الضربخانه، واما سليمان بك البواب فهرب من حلاوة الروح، وصعد الى حائط البرج الكبير، فتابعوه بالضرب حتى سقط وقطعوا رأسه ايضًا، وهرب كثير إلى بيت طوسون باشا يظن الالتجاء به والاحتماء فيه، فقتلوهم وأسرف العسكر في قتل المصريين وسلب ما عليهم من الثياب، ولم يرحموا أحدًا وأظهروا كامن حقدهم، وبضعوا فيهم وفيمن رافقهم متجملاً
(يُتْبَعُ)
(/)
معهم من أولاد الناس وأهالي البلد الذين تزيوا بزيهم لزينة الموكب، وهم يصرخون ويستغيثون ومنهم مَن يقول: أنا لست جنديًا ولا مملوكًا، وآخر يقول: أنا لست من قبيلتهم، فلم يرقُّوا لصارخٍ ولا شاكٍ ولا مستغيثٍ، وتتبعوا المتشتتين والهربانين في نواحي القلعة وزواياها، والذين فروا ودخلوا في البيوت والاماكن، وقبضوا على مَن أُمسك حياًّ، ولم يمت من الرصاص، أو متخلفًا عن الموكب وجالسًا مع الكتخدا كأحمد بك الكيلارجي، ويحيى بك الألفي، وعلي كاشف الكبير، فسلبوا ثيابهم وجمعوهم إلى السجن تحت مجلس كتخدا بك، ثم أحضروا أيضًا المشاعلي لرمي اعناقهم في حوش الديوان واحدًا بعد واحد، من ضحوة النهار إلى أن مضى حصة من الليل في المشاعل حتى امتلأ الحوش من القتلى، ومَن مات مِن المشاهير المعروفين وانصرع في طريق القلعة قطعوا رأسه، وسحبوا جثته إلى باقي الجثث حتى أنهم ربطوا في رجلي شاهين بك ويديه حبالاً، وسحبوه على الأرض مثل الحمار الميت إلى حوش الديوان!!!
هذا ما حصل بالقلعة، وأما أسفل المدينة فإنه عندما أغلق باب القلعة، وسمع من بالرميلة صوت الرصاص وقعت الكرشة في الناس، وهرب من كان واقفًا بالرميلة من الأجناد في انتظار الموكب، وكذلك المتفرجون واتصلت الكرشة بأسواق المدينة فانزعجوا، وهرب مَن كان بالحوانيت لانتظار الفرجة، وأغلق الناس حوانيتهم وليس لاحد علم بما حصل، وظنوا ظنونًا وعندما تحقق العسكر حصول الواقعة وقتل الامراء انبثوا كالجراد المنتشر الى بيوت الامراء المصريين، ومَن جاورهم طالبين النهب والغنيمة، فولجوها بغتة ونهبوها نهبة ذريعًا، وهتكوا الحرائر والحريم، وسحبوا النساء والجواري والخوندات والستات، وسلبوا ما عليهن من الحلي والجواهر والثياب، واظهروا الكامن في نفوسهم، ولم يجدوا مانعًا ولا رادعًا، وبعضهم قبض على يد امراة لياخذ منها السوار فلم يتمكن من نزعها بسرعة، فقطع يد المراة، وحلَّ بالناس في بقية ذلك اليوم من الفزع والخوف، وتوقع المكروه ما لا يوصف لأن المماليك والأجناد تداخلوا، وسكنوا في جميع الحارات والنواحي، وكل أمير له دار كبيرة فيها عياله وأتباعه ومماليكه، وخيوله وجماله، وله دار وداران صغار في داخل العطف، ونواحي الازهر والمشهد الحسيني يوزعون فيها ما يخافون عليه لظنهم بُعْدَها وحمايتها بحرمة الخطة، وصونها عند وقوع الحوادث، وكثير من كبار العسكر مجاورون لهم في جميع النواحي، ويرمقون أحوالهم ويطلعون على أكثر حركاتهم وسكناتهم، ويتدخلون فيهم ويعاشرونهم ويسامرونهم بالليل، ويُظهرون لهم الصداقة والمحبة، وقلوبهم محشوة من الحقد عليهم والكراهة لهم، بل ولجميع أبناء العرب، فلما حصلت هذه الحادثة بادروا لتحصيل ما هو لهم، وأظهروا ما كان مخفيًا في صدورهم، وخصوصًا من التشفي في النساء فإن العظيم منهم كان إذا خطب أدنى امرأة ليتزوج بها فلا ترضى به، وتعافه وتأنف قُربه، وإنْ ألَحَّ عليها استجارت بِمَن يحميها منه، وإلاّ هرَبت من بيتها، واختفت شهورها وذلك بخلاف ما إذا خطبها أسفل شخص من جنس المماليك أجابته في الحال.
واصبح يوم السبت والنهب والقتل والقبض على المتوارين والمتخفين مستمر ويدل البعض على البعض، أو يغمز عليه، وركب الباشا في الضحوة، ونزل من القلعة وحوله امراؤه الكبار مشاة، وأمامه الصفاشية والجاويشية بزينتهم وملابسهم الفاخرة، والجميع مشاة ليس فيهم راكب سواه، وهم محدقون به وأمامه وخلفه عدة وافرة، والفرح والسرور بقتل المصريين ونهبهم والظفر بهم طافح من وجوههم ..
فكانت هذه الكائنة من أشنع الحوادث التي لم يتفق مثلها، ولم ينج الألفية إلا أحمد بك زوج عديلة هانم بنت إبراهيم بك الكبير، فإنه كان غائبًا بناحية بوش، وأمين بك تسلَّق من القلعة وهرب من ناحية الشام، وعمر بك أيضًا الألفي كان مسافرًا في ذلك اليوم إلى الفيوم، فقتلوه هناك وبعثوا برأسه بعد خمسة أيام، ومعها نحو الخمسة عشر رأسًا، وأرسل دبوس أوغلى حاكم المنية خمسة وثلاثين رأسًا، وحضر من ناحية بحري غير ذلك كثير". تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 319 ـ 327.
(38) الدولة العثمانية، د. علي محمد الصلابي، ص: 374 ـ 379.
(يُتْبَعُ)
(/)
(39) توثقت العلاقات بين محمد علي والمعلم غالي منذ جمادى الأولى سنة 1220 هـ/ م، وحول ذلك يقول الجبرتي: "وفي يوم الأربعاء سابع عشره قبض محمد علي باشا على جرجس الجوهري، ومعه جماعة من الأقباط، فحبسهم ببيت كتخداه، وطلب حسابه من ابتداء خمس عشرة، وأحضر المعلم غالي الذي كان كاتب الألفي بالصعيد، وألبسه منصبه في رئاسة الأقباط، وكذلك خلع على السيد محمد بن المحروقي خلع الاستمرار على ما كان عليه أبواه من أمانة الضربخانة وغيرها " ". تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 83.
(40) انظر كتاب الكنز المرصود في قواعد التلمود، ترجمة من اللغة الفرنساوية الدكتور يوسف حنا نصر الله، الطبعة الثانية، محرم 1394هـ، ص: 166 ـ 173. تقديم بقلم المرحوم العلامة الجليل الشيخ مصطفى الزرقاء. وما جاء في المقدمة: " بقيت قضية خطف الأشخاص واستنزاف دمائهم في نظرنا خرافة لا تصدق، حتى وقع إليّ منذ سنوات مجموعة الأستاذ أسد رستم (أستاذ التاريخ الشرقي في الجامعة الأمريكية ببيروت)، التي جمع فيها بعض وثائق تاريخية تتعلق بتاريخ سورية في زمن إبراهيم باشا (ابن محمد علي) من سنة (1247 ـ 1255هـ) ونقلها عن سجلات المحكمة الشرعية بحلب وأنطاكية وحماة ودمشق في سنة 1927م فإذا به يفتح الجزء الخامس منها بقصة خطف اليهود في دمشق للقسيس الفرنسي الجنسية المسمى: الأب (البادري) توما وخادمه إبراهيم عمار، وذبحهم إياهما، وإرسال دمهما إلى كبير الحاخامين ليدخلوه في خبز الفطير الذي يوزعه الحاخامون على الأسر اليهودية في عيد الفصح السنوي. وينقل الأستاذ أسد رستم من سجلات المحكمة التي حاكمت الفاعلين من الحاخامين وسواهم محاضر جلساتها ووقائعها وينشرها في كتابه المذكور حرفيا، وتصويرها بصورة زنكوغرافية لأول هذه المحاضر بالخط المدون به في سجل المحكمة، وذلك في عهد احتلال جيش إبراهيم باشا المصري وحكمه في سورية".
" تعريف بكتاب الكنز المرصود
كان هذا الكتاب ترجمة لكتابين فرنسيين ترجمهما الدكتور يوسف نصر الله من كبار مسيحي مصر: أحدهما كتاب للدكتور (روهلنج) بعنوان (اليهودي على حسب التلمود) وتكلم فيه عن مضامين التلمود ومنشئه وتكوينه ومخطوطاته وطبعاته المتعددة منذ القرن الخامس عشر الميلادي، وما فيه من عقائد خطيرة مذهلة تحير العقول، وخرافات عجيبة لا يكاد يصدق الإنسان أن تكون عقائد تعبدية لولا نصوصها المنقولة من التلمود. وفي كتاب الدكتور (روهلنج) هذا من المعلومات الهامة عن التلمود ما يصعب جداً على الباحث أن يستقصيه من مصادر أخرى.
وثانيهما كتاب للدكتور (اشيل لوران) بعنوان (تاريخ سورية لسنة 1840م) تكلم فيه عن حادثة ذبح اليهود للقسيس الأب توما وخادمه إبراهيم الآنفة الذكر في دمشق. وهذا الكتاب الثاني يتفق في جميع تفاصيل الحادثة وتحقيقاتها مع ما نقله الأستاذ أسد رستم، فكلاهما ينقل محاضر جلسات المحاكمة من نفسها ولكن هذا الكتاب يسد الثغرة التي بقيت فارغة في كتاب الأستاذ أسد رستم حيث يتتبع مؤلفه القضية، ويبين مصير الحكم بالإعدام على المتآمرين المجرمين القتلة، ذلك المصير المؤسف الذي خلاصته أن أناساً من كبار أغنياء اليهود المتنفذين في أوروبا تداعوا لإنقاذ المحكوم عليهم، وأرسلوا مندوبين اثنين من فرنسا إلى مصر (وهما كراميو، وموييز مونتيفيوري) فاتصلا بالخديوي محمد علي باشا (والد إبراهيم باشا الذي كان جيشه يحتل سورية في ذلك العهد) فأصدر (فرمانا) بالعفو عن القتلة المحكوم عليهم!!!
وتبقى غامضة تلك الوسيلة التي استخدمها زعماء اليهود في أوروبا للتأثير على محمد علي باشا حتى استجاب للعفو عن هؤلاء القتلة المجرمين في أبشع صور الجريمة (وهي التآمر على خطف البشر الأبرياء الغافلين وذبحهم كالنعاج لشرب دمائهم) فهل كانت تلك الوسيلة التي استخلص بها يهود فرنسا من محمد علي باشا فرمان العفو بهذه السهولة ضغطاً سياسياً من بعض دول أوروبا ولا سيما فرنسا التي كان معروفاً أن محمد علي باشا يتلقى منها العون والتأييد في المجال الدولي، أو كانت تلك الوسيلة مبالغ مغرية من المال قدمها اليهود إلى محمد علي باشا وهو في حاجة إليها، (كما هو شأن اليهود المعروف في الاعتماد على الرشوات المذهلة في شراء ذوي النفوذ أو السلطان لتسوية أمورهم، وتمشية مقاصدهم، وتغطية جرائمهم مهما
(يُتْبَعُ)
(/)
عظمت)، أو كانت تلك الوسيلة مركبة من الضغط السياسي الدولي والمال معاً؟ كل هذا محتمل، ولا يعدوه الواقع.
والأغرب الأغرب أن محمد علي باشا لما جاءه هذان اليهوديان من فرنسا وطلبا منه الأمر بإعادة المحاكمة أجابهما بأنه سيفعل خيراً من ذلك، فأصدر فرمانا تضمن الأمر بالعفو عن المحكوم عليهم العشرة، الذين ثبت اشتراكهم في هذه الجريمة النكراء بالبينات القاطعة الدامغة، وباعترافاتهم الصادرة منهم بحضور بعض قناصل الدول الأجنبية (كقنصل بريطانيا، وقنصل فرنسا) في جلسات المحاكمة، وبدلالتهم على أشلاء وأشياء الضحايا التي بعد ذبحهم إياها واستنزافهم دماءهما، قطعوها وكسروا عظامها وقاموا بتصريفها (3)!! ولكن اليهوديين المتشفعين (كراميو ومونتيفيوري) اعترضا على التعبير في الفرمان بلفظ (العفو) لأنه يُشعر بأن المعفو عنهم مذنبون، فغير لهم محمد علي باشا صيغة الفرمان إلى تعابير أخرى لا تدل على ثبوت ارتكاب الجرم!!! (4).
هذان الكتابان الفرنسيان الأصليان (كتاب الدكتور روهلنج عن أصول وفصول التلمود، وكتاب الدكتور اشيل لوران عن تفاصيل حادثة ذبح القسيس الأب توما الكبوشي وخادمه إبراهيم عمار) أصبحا مفقودين لنفاد نسخهما المطبوعة في فرنسا منذ أكثر من ثمانين عاماً، كما أشار إليه المترجم. وسبب فقدانهما فيما يظهر هو سعي اليهود دائماً في جمع ما يدينهم ويفضحهم وإتلافه باستمرار.
وجدير بالذكر أنه منذ نحو أربعين عاماً قام القسيس الأب سمعان القراءلي في مدينة حلب بإصدار كتيب عن حادثة ذبح اليهود للأب توما الكبوشي وخادمه إبراهيم، وكان يطبعه ويوزع منه هدايا، ويضع بقية النسخ في المكتبات للبيع، فلا تمضي فترة من الزمن حتى ينفد الكتيب ولا يبقى له أثر، فيجدد طبعه فلا يلبث أن ينفد كذلك، لأن اليهود ـ فيما يظهر ـ يجمعونه ويتلفونه، حتى كرر طبعه عدة مرات في عدة سنوات. وفي كل طبعة كان يرسل منها مائة نسخة لسماحة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، فيقوم سماحته بتوزيعها، وهو الذي حدثني عن نشاط الأب سمعان من حلب في نشر هذه الحادثة الإجرامية الشنعاء.
وقد لحظ المترجم المصري الدكتور يوسف نصر الله، بدلالة والده، أهمية ذينك الكتابين الفرنسيين، وأن نسخهما أصبحت نادرة في طريق النفاد، فأراد تعريف أبناء العربية بهما، فقام بترجمتهما إلى العربية، وجمعهما معاً في هذا الكتاب الذي أسماه (الكنز المرصود في قواعد التلمود)، طبعه بمصر سنة 1899، ولم يجدد طبعه للآن حتى أصبحت نسخه في حكم المخطوط النادر."
(41) "وافترق أهل جبل الدروز وتلك النواحي فرقتين فالنصارى منهم تابعوا الأمير بشير المتوافق مع إبراهيم باشا" انظر حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، عبد الرزاق البيطار، الصفحة: 8.
(42) تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 580 ـ 581.
(43) تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 614.
(44) تاريخ الدولة العلية العثمانية، ص: 426 ـ 429.
(45) الدولة العثمانية، د. الصلابي، ص: 398 ـ 401.
(46) " Kavalal? Mehmet Ali Pa?a ?syan?. M?s?r Meselesi. 1831 – 1841. 1. K?s?m. S:53 – 56."
(47) المصدر السابق، ص: 62.
(48)) المصدر السابق، ص: 64.
(49) المصدر السابق، ص: 66.
(50) المصدر السابق، ص: 75.
(51) حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، عبد الرزاق البيطار، ترجمة إبراهم باشا.
(52) المرجع السابق.
سلالة محمد علي التي حكمت مصر
- تولي إبراهيم باشا الابن الأكبر لمحمد على باشا من 1848 إلى أن توفي في 10 نوفمبر 1848.
- عباس حلمي الأول ابن أحمد طوسون باشا ابن محمد على باشا من 10 نوفمبر 1848 إلى 13 يوليو 1854.
- محمد سعيد باشا ابن محمد على من 14 يوليو 1854 إلى 18 يناير.
- الخديوي إسماعيل ابن إبراهيم ابن محمد على (والى ثم خديوي) من 19 يناير 1863 إلى 26 يونيو 1879.
- الخديوي محمد توفيق بن إسماعيل باشا من 26 يونيو 1879 إلى 7 يناير 1892.
- الخديوي عباس حلمي الثاني تولى في 8 يناير 1892 وعزل في 19 سبتمبر 1914.
- السلطان حسين كامل تولى من 19 ديسمبر 1914 إلى أن توفى 9 أكتوبر 1917.
- الملك فؤاد الأول تولى من 9 أكتوبر إلى أن توفى في 28إبريل 1936. (سلطان ثم ملك).
- الملك فاروق الأول من 28إبريل 1936 إلى أن تنازل عن العرش في 26 يوليو 1952.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الملك أحمد فؤاد الثاني من 26 يوليو 1952 إلى إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 12:42]ـ
الهوامش:
(1) الدولة العثمانية، د. علي محمد الصلابي، ص: 200 ـ 208، دار المعرفة بيروت سنة 1425 هـ/ 2004م.
(2) العثمانيون في التاريخ والحضارة، د. محمد حرب، ص: 170 ـ 171، نقلاً عن وثيقة متحف طوب قابي في إيطنبول، رقم 11634 (26)
(3) تاريخ مصر، عبد الله بن رضوان، مخطوط رقم 4971 في مكتبة بايزيد في إسطنبول. نقلاً عن الدولة العثمانية، د. علي محمد الصلابي، ص: 210، دار المعرفة بيروت سنة 1425 هـ/ 2004م.
(4) انظر قاموس الأعلام، شمس الدين سامي، إقدام مطبعه سى، در سعادت (إستانبول) 1317هـ، المجلد السادس، ص: 4216 ـ 4217.
(5) كولة، أو قولة " kavala" "Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. Faisal Finans Kurumu Yay?n?. C:1. S. 471"
(6) "Kavalal? Mehmet Ali Pa?a ?syan?. M?s?r Meselesi. 1831 – 1841. 1. K?s?m. S: 21 - 23"
(7) يذكر أحمد سري البكتاش (دده بابا) شيخ مشايخ البكتاشية في مصر في كتابه (الرسالة الأحمدية في تاريخ الطريقة البكتاشية) أن خنكار هذا نزل في قرية (صوليجية فترة أويوك) والتي قسمت بعد ذلك بناحية الحاج بكتاش وما زالت تحمل هذا الاسم إلى اليوم. وأنه استضاف هناك رجل يسمى الشيخ إدريس وزوجته (فاطمة قوتلو ملك) وأنهما أنفقا أموالهما في سبيل نشر دعوة الشيخ خنكار الخراساني ولكن جاء وفد من خراسان لزيارة الشيخ خنكار فلم تجد المرأة ما تضيفهم به إلا أن باعت ثيابها. . واشترت طعامًا لضيوف الشيخ خنكار الخراسانيين. ولما كان من عادة المرأة فاطمة هذه أن ترحب بضيوف الشيخ فإنها لم تخرج إليهم لأنها لا تملك ثيابًا. . فعلم الشيخ خنكار بهذا من الغيب فمد يده فأخرج صرة ملابس لها، ثم مد يده أيضًا تحت البساط الذي يجلس عليه فأخرج كيسين من الذهب وأعطاهما للمرأة التي جاءت وقبلت يدي الشيخ ورحبت بضيوفه، وآمنت بكراماته (الرسالة الأحمدية ص: 11 ولا يخفى ما في هذه القصة من الخدعة فخنكار هذا لم يخلق ثيابًا. وإنما جاء بذلك الوفد الخراساني الذي تجرد بعد ذلك للدعوة الصوفية في تركية، وصنع الشيخ هذا على أنها كرامة ليسهل ذلك له طريق دعوته في أوساط العامة).
وكانت هذه القصة هي البداية لنشر الطريقة البكتاشية وكذلك مجيء هذا الوفد الخراساني الذي راح يروج للشيخ خنكار الذي كان قد مهد الطريق للدعوة الصوفية ولهذه الطريقة الشيعية الباطنية.
ثم انتحل الشيخ خنكار كرامة أخرى فادعى (أن فاطمة قوتلو) هذه زوجة الشيخ إدريس قد حملت عندما شربت قطرات من دم الشيخ. . وذلك أن فاطمة هذه لم تحمل من زوجها إدريس التركي مدة عشرين عامًا فلما جاء خنكار الخراساني وكانت تصب الماء له ليتوضأ فوقعت قطرات من دمه في الطشت فشربتها المرأة فحملت وتكرر حملها فولدت حبيبًا، ومحمودًا، وخضرًا. وهؤلاء الأولاد أصروا على أن أباهم هو الشيخ خنكار. . فيما يذكر أحمد سري شيخ مشايخ الطريقة البكتاشية في مصر: أن الشيخ خنكار هو أبوهم الروحي فقط، وأن أمهم حملت من شربها دم الشيخ، وأن الشيخ خنكار لم يتزوج قط طيلة حياته.
(8) المقريزي، كتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" ج 4/ ص: 162.
(9) تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، عبد الرحمن الجبرتي، دار الجيل بيروت، بدون تاريخ، المجلد الثالث، ص: 266 ـ 268.
(10) تولى أحمد زغو حكم ألبانيا سنة 1341هـ/ 1922م، ثم ترأس الجمهورية الألبانية سنة 1343هـ/ 1925م. ثم أعلن نفسه ملكًا على البلاد سنة 1347هـ/ 1928م، وظل يحكم ألبانيا إلى أن اقتحمها موسوليني سنة 1358هـ/ 1939م، وفر زوغو إلى الفرار إلى إنجلترا، ثم توجَّه إلى مصر، وأقام بها فترة، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم يعد إلى بلاده بعدما حكمها الشيوعي أنور خوجا 1365هـ/ 1945م، وظل زوغو يتنقل بين فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية حتى تُوفِّي سنة 1365هـ/ 1946م.
(11) ترجمة النص الفارسي على النحو التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
اللوحة اليمني: "إلهي أطل عمر الحاج كمال الدين نجل السلطان حسين والعائلة الكريمة فهو الذي عمر مقام السلطان المغاوري وسرت أرواح الأولياء من هذه القبة وبعد أن رأي صبحي هذا العمران أرخ تاريخا هجريا، جددت هذه التكية السلطانية بفضل جهد الأمير لطفي، كتبه الشيخ محمد عبد العزيز".
اللوحة اليسرى: "إن السلطان المغاوري المدفون فى هذا الكهف وهذا القبر الطاهر يعد مركزا للأرواح الطاهرة .. جدد عمرانه الحاج محمد لطفي بابا عندما كان شيخا لهذه التكية فأصبح مطافا للزائرين فزره بقلب مخلص وتزود بالفيض فهو المكان الذي يتجلي فيه أخيار الدراويش إن غار أهل الله هذا مأوي لأهل الطريقة فادخله بشوق واحترام لأنه مكان السالكين، كتب هذا التاريخ البديع حلمي دده ما أحلي عمران هذا القبر حقا إنه مكان مقدس 1 محرم سنة 1321هـ".
وتوجد بالتكية قبتان ضريحيتان هما قبة أحمد سري دده بابا الذي أنشأ هذه القبة الضريحية له سنة 1357هـ / 1938م ليدفن بها بعد وفاته إلا أنه لم يدفن بها حيث طرد هو وطائفة البكتاشية من كهف السودان فى منتصف الخمسينات من القرن العشرين.
(12) الرسالة الأحمدية، تأليف البكتاشي أحمد سري، ص: 34.
(13) الرسالة الأحمدية، ص: 38. نشرت في مصر سنة 1939 م، وأتبعها أحمد سري بمذكرة تفسيرية لها مطبوعة في مصر سنة 1949م.
(14) الرسالة الأحمدية، ص31:.
(15) عجائب المقدور في نوائب تيمور، تأليف أحمد بن محمد، ابن عربشاه الدمشقي المتوفى سنة 854 هـ/ 1450م، الصفحة: 326 ـ 331، منشورات مؤسسة الرسالة سنة 1407 هـ/ 1986م، تحقيق أحمد فايز الحمصي.
(16) " Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. Faisal Finans Kurumu Yay?n?. C:1. S.254 - 255 "
(17) نفس المرجع المجلد الأول، ص: 333 328 - .
(18) تاريخ الدولة العلية العثمانية، ص: 288.
(19) " Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. Faisal Finans Kurumu Yay?n?.C:1.S: 334 – 346 "
(20) تاريخ منجم باشي، المجلد الثالث، ص: 650 وما بعدها.
(21) " Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. C:1. S: 423"
(22) نفسه، ص: 435.
(23) " Mustfa Nuri Pa?a. Netayic Ül- Vukuat (Osmanl? Tarihi) Cilt:3 -4. S: 214 - 223"
(24) عندما انضم المتآمران طوبال عطا وكوسه موسى، ومَن معهم إلى مصطفى قباقجي أوغلى نشروا الفوضى، وصرخ أمام ثكنات المدفعية: "يا أبناء حاجي بكتاش افتحوا الأبواب، وتعالوا نأخذكم بين أذرعنا، حاجي بكتاش يأمركم بفتح أبوابكم " ففتحوا الأبواب وانضموا للعصاة المتمردين، وهاجم الجميع ميدان سباق الخيل "آط ميدان" أمام جامع السلطان أحمد انظر قباقجي مصطفى، تأليف أحمد رفيق، ص: 75، وقاموا باغتيال المخلصين للسلطان سليم الثالث من رجال الدولة والمشايخ ثم خلعوه سنة 1222 هـ/ 1807م، ونصّبو مكانه مصطفى الرابع، ثم قُتل مصطفى الرابع، وقُتل سليم الثالث، وآلت السلطنة إلى الخليفة محمود الثاني سنة 1223 هـ/ 1223م، فبدأ مسيرة تطهير البلاد من الباطنيين البكتاشيين الخونة. انظر قباقجي مصطفى، تأليف أحمد رفيق، ص: 94 ـ 101.
(25) تاريخ جودت، ترتيب جديد، در سعادت، مطبعة عثمانية، سنة 1309 هـ، المجلد: 12، بكتاشيلكك رفع وإلغاسي، ص: 179 – 189.
(26) نفسه المجلد: 12، ص: 166، وتبع إلغاء الإنكشارية إلغاء سواري أوجاقلري، وإصلاح بوستانجيلر ومهترخانة، ثم صدر قانون: عساكر منصورة قانوننامه سي، انظر نفس المصدر، ص: 185 – 271.
(27) مجلة المنار، المجلد الثاني، 16 شباط/ فبراير سنة 1913م، ص: 156 ـ 160.
(28) " Osmanl? Devleti Tarihi. Y?lmaz Öztuna. Faisal Finans Kurumu Yay?n?.C:1.S: 642 – 643."
(29) المرجع السابق، المجلد الأول، ص: 676 ـ 677.
(30) " Yeni Rehber Ansiklopedisi. Türkiye Gazetesi. ?stanbul 1993 . C: 11. S: 279 - 280"
(31) سجل عثماني، ياخود: تذكرةء مشاهير عثمانية، أثر مجلس كبير معارف أعضاسندن محمد ثريا، مطبعة عامرة، دار الطباعة العامرة، إسطنبول 1311، دردنجي جلد، ص: 292 ـ 293.
(32) الجبرتي، خجائب الآثار، المجلد الثالث، ص: 293.
(يُتْبَعُ)
(/)
(33) قال الجبرتي: "ينكشف حال الفلاح ويبيع ما عنده من الغلة والبهيمة، ثم يفر من بلدته إلى غيرها، فيطلبه الملتزم ويبعث إليه المعيني من كاشف الناحية بحق طريق أيضًا، فربما أداه الحال إن كان خفيف العيال والحركة إلى الفرار، والخروج من الإقليم بالكلية، وقد وقع ذلك حتى امتلأت البلاد الشامية والرومية من فلاحي قرى مصر الذين جلوا عنها، وخرجوا منها وتغربوا عن أوطانهم من عظيم هول الجور" تاريخ عجائب الأخبار، المجلد الثالث، ص: 289.، وانظر حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، عبد الرزاق البيطار مؤرخ الشام، الصفحة: 6 وما بعدها.
(34) " Kavalal? Mehmet Ali Pa?a ?syan?. M?s?r Meselesi. 1831 – 1841. 1. K?s?m. S:37."
(35) " أحضر (محمد علي) الباشا خلعة وألبسها لشيخ السادات على نقابة الأشراف، وأمر بكتابة فرمان بخروج السيد عمر، ونفيه من مصر يوم تاريخه فتشفع المشايخ في إمهاله ثلاثة أيام حتى يقضي أشغاله، فأجاب إلى ذلك ثم سألوه في أن يذهب إلى بلده أسيوط، فقال: لا يذهب إلى أسيوط، ويذهب إما إلى سكندرية أو دمياط، فلما ورد الخبر على السيد عمر بذلك قال: أما منصب النقابة فإني راغب عنه وزاهد فيه وليس فيه إلا التعب، وأما النفي فهو غاية مطلوبي وأرتاح من هذه الورطة، ولكن أريد أن يكون في بلدة لم تكن تحت حكمه، إذا لم يأذن لي في الذهاب إلى أسيوط فليأذن لي في الذهاب إلى الطور، أو إلى ورثه، فعرَّفوا الباشا فلم يرضَ إلا بذهابه إلى دمياط" عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 270 ـ 271.
(36) تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 295 ـ 297.
(37) قال الجبرتي: "سنة ست وعشرين ومائتين والف، فكان اول المحرم يوم السبت .. فلما أصبح يوم الجمعة سادسه ركب الجميع وطلعوا الى القلعة، وطلع المصرية بمماليكهم واتباعهم واجنادهم، فدخل الامراء عند الباشا وصبحوا عليه وجلسوا معه حصة، وشربوا القهوة وتضاحك معهم ثم انجر الموكب على الوضع الذي رتبوه فانجر طائفة الدلاة وأميرهم المسمى أوزون علي، ومن خلفهم الوالي والمحتسب والوجاقية والالداشات المصرية، ومن تزيا بزيهم، ومن خلفهم طوائف العسكر الرجالة والخيالة والبيكباشيات، وارباب المناصب منهم، وإبراهيم آغا آغات الباب، وسليمان بك البواب يذهب ويجيء، ويرتب الموكب، وكان الباشا قد بَيَّت مع حسن باشا، وصالح قوج، والكتخدا فقط غدر بالمصرية وقتلهم، وأسرَّ بذلك في صبحها إبراهيم آغا آغات البابا، فلما انجز الموكب، وفرغ طائفة الدلاة ومَن خلفهم مَن الوجاقية والالداشات المصرية، وانفصلوا من باب العزب، فعند ذلك أمر صالح قوج بغلق الباب، وعرَّف طائفته بالمراد، فالتفتوا ضاربين بالمصرية، وقد احصروا بأجمعهم في المضيق المنحدر الحجر المقطوع في أعلي باب العزب مسافة ما بين الباب الأعلى الذي يتوصل منه إلى رحبة سوق القلعة، إلى الباب الأسفل، وقد اعدوا عدَّةً من العساكر اوقفوهم على علاوى النقر الحجر والحيطان التي به، فلما حصل الضرب من التحتانيين أراد الامراء الرجوع القهقري، فلم يمكنهم ذلك لانتظام الخيول في مضيق النقر، واخذهم ضرب البنادق والقرابين من خلفهم أيضًا، وعلم العسكر الواقفون بالأعلى المراد، فضربوا ايضًا فلما نظروا ما حلَّ بهم سقط في أيديهم وارتبكوا في انفسهم، وتحيروا في امرهم ووقع منهم أشخاص كثيرة، فنزلوا عن الخيول، واقتحم شاهين بك، وسليمان بك البواب وآخرون في عدّة من مماليكهم راجعين إلى فوق، والرصاص نازل عليهم من كل ناحية، ونزعوا ما كان عليهم من الفراوي والثياب الثقيلة، ولم يزالوا سائرين وشاهرين سيوفهم حتى وصلوا الى الرحبة الوسطى المواجهة لقاعة الأعمدة، وقد سقط أكثرهم، وأصيب شاهين بك وسقط إلى الأرض، فقطعوا رأسه وأسرعوا بها إلى الباشا لياخذوا عليها البقشيش، وكان الباشا عندما ساروا بالموكب ركب من ديوان السراية وذهب الى البيت الذي به الحريم، وهو بيت اسمعيل أفندي الضربخانه، واما سليمان بك البواب فهرب من حلاوة الروح، وصعد الى حائط البرج الكبير، فتابعوه بالضرب حتى سقط وقطعوا رأسه ايضًا، وهرب كثير إلى بيت طوسون باشا يظن الالتجاء به والاحتماء فيه، فقتلوهم وأسرف العسكر في قتل المصريين وسلب ما عليهم من الثياب، ولم يرحموا أحدًا وأظهروا كامن حقدهم، وبضعوا فيهم وفيمن رافقهم متجملاً
(يُتْبَعُ)
(/)
معهم من أولاد الناس وأهالي البلد الذين تزيوا بزيهم لزينة الموكب، وهم يصرخون ويستغيثون ومنهم مَن يقول: أنا لست جنديًا ولا مملوكًا، وآخر يقول: أنا لست من قبيلتهم، فلم يرقُّوا لصارخٍ ولا شاكٍ ولا مستغيثٍ، وتتبعوا المتشتتين والهربانين في نواحي القلعة وزواياها، والذين فروا ودخلوا في البيوت والاماكن، وقبضوا على مَن أُمسك حياًّ، ولم يمت من الرصاص، أو متخلفًا عن الموكب وجالسًا مع الكتخدا كأحمد بك الكيلارجي، ويحيى بك الألفي، وعلي كاشف الكبير، فسلبوا ثيابهم وجمعوهم إلى السجن تحت مجلس كتخدا بك، ثم أحضروا أيضًا المشاعلي لرمي اعناقهم في حوش الديوان واحدًا بعد واحد، من ضحوة النهار إلى أن مضى حصة من الليل في المشاعل حتى امتلأ الحوش من القتلى، ومَن مات مِن المشاهير المعروفين وانصرع في طريق القلعة قطعوا رأسه، وسحبوا جثته إلى باقي الجثث حتى أنهم ربطوا في رجلي شاهين بك ويديه حبالاً، وسحبوه على الأرض مثل الحمار الميت إلى حوش الديوان!!!
هذا ما حصل بالقلعة، وأما أسفل المدينة فإنه عندما أغلق باب القلعة، وسمع من بالرميلة صوت الرصاص وقعت الكرشة في الناس، وهرب من كان واقفًا بالرميلة من الأجناد في انتظار الموكب، وكذلك المتفرجون واتصلت الكرشة بأسواق المدينة فانزعجوا، وهرب مَن كان بالحوانيت لانتظار الفرجة، وأغلق الناس حوانيتهم وليس لاحد علم بما حصل، وظنوا ظنونًا وعندما تحقق العسكر حصول الواقعة وقتل الامراء انبثوا كالجراد المنتشر الى بيوت الامراء المصريين، ومَن جاورهم طالبين النهب والغنيمة، فولجوها بغتة ونهبوها نهبة ذريعًا، وهتكوا الحرائر والحريم، وسحبوا النساء والجواري والخوندات والستات، وسلبوا ما عليهن من الحلي والجواهر والثياب، واظهروا الكامن في نفوسهم، ولم يجدوا مانعًا ولا رادعًا، وبعضهم قبض على يد امراة لياخذ منها السوار فلم يتمكن من نزعها بسرعة، فقطع يد المراة، وحلَّ بالناس في بقية ذلك اليوم من الفزع والخوف، وتوقع المكروه ما لا يوصف لأن المماليك والأجناد تداخلوا، وسكنوا في جميع الحارات والنواحي، وكل أمير له دار كبيرة فيها عياله وأتباعه ومماليكه، وخيوله وجماله، وله دار وداران صغار في داخل العطف، ونواحي الازهر والمشهد الحسيني يوزعون فيها ما يخافون عليه لظنهم بُعْدَها وحمايتها بحرمة الخطة، وصونها عند وقوع الحوادث، وكثير من كبار العسكر مجاورون لهم في جميع النواحي، ويرمقون أحوالهم ويطلعون على أكثر حركاتهم وسكناتهم، ويتدخلون فيهم ويعاشرونهم ويسامرونهم بالليل، ويُظهرون لهم الصداقة والمحبة، وقلوبهم محشوة من الحقد عليهم والكراهة لهم، بل ولجميع أبناء العرب، فلما حصلت هذه الحادثة بادروا لتحصيل ما هو لهم، وأظهروا ما كان مخفيًا في صدورهم، وخصوصًا من التشفي في النساء فإن العظيم منهم كان إذا خطب أدنى امرأة ليتزوج بها فلا ترضى به، وتعافه وتأنف قُربه، وإنْ ألَحَّ عليها استجارت بِمَن يحميها منه، وإلاّ هرَبت من بيتها، واختفت شهورها وذلك بخلاف ما إذا خطبها أسفل شخص من جنس المماليك أجابته في الحال.
واصبح يوم السبت والنهب والقتل والقبض على المتوارين والمتخفين مستمر ويدل البعض على البعض، أو يغمز عليه، وركب الباشا في الضحوة، ونزل من القلعة وحوله امراؤه الكبار مشاة، وأمامه الصفاشية والجاويشية بزينتهم وملابسهم الفاخرة، والجميع مشاة ليس فيهم راكب سواه، وهم محدقون به وأمامه وخلفه عدة وافرة، والفرح والسرور بقتل المصريين ونهبهم والظفر بهم طافح من وجوههم ..
فكانت هذه الكائنة من أشنع الحوادث التي لم يتفق مثلها، ولم ينج الألفية إلا أحمد بك زوج عديلة هانم بنت إبراهيم بك الكبير، فإنه كان غائبًا بناحية بوش، وأمين بك تسلَّق من القلعة وهرب من ناحية الشام، وعمر بك أيضًا الألفي كان مسافرًا في ذلك اليوم إلى الفيوم، فقتلوه هناك وبعثوا برأسه بعد خمسة أيام، ومعها نحو الخمسة عشر رأسًا، وأرسل دبوس أوغلى حاكم المنية خمسة وثلاثين رأسًا، وحضر من ناحية بحري غير ذلك كثير". تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 319 ـ 327.
(38) الدولة العثمانية، د. علي محمد الصلابي، ص: 374 ـ 379.
(يُتْبَعُ)
(/)
(39) توثقت العلاقات بين محمد علي والمعلم غالي منذ جمادى الأولى سنة 1220 هـ/ م، وحول ذلك يقول الجبرتي: "وفي يوم الأربعاء سابع عشره قبض محمد علي باشا على جرجس الجوهري، ومعه جماعة من الأقباط، فحبسهم ببيت كتخداه، وطلب حسابه من ابتداء خمس عشرة، وأحضر المعلم غالي الذي كان كاتب الألفي بالصعيد، وألبسه منصبه في رئاسة الأقباط، وكذلك خلع على السيد محمد بن المحروقي خلع الاستمرار على ما كان عليه أبواه من أمانة الضربخانة وغيرها " ". تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 83.
(40) انظر كتاب الكنز المرصود في قواعد التلمود، ترجمة من اللغة الفرنساوية الدكتور يوسف حنا نصر الله، الطبعة الثانية، محرم 1394هـ، ص: 166 ـ 173. تقديم بقلم المرحوم العلامة الجليل الشيخ مصطفى الزرقاء. وما جاء في المقدمة: " بقيت قضية خطف الأشخاص واستنزاف دمائهم في نظرنا خرافة لا تصدق، حتى وقع إليّ منذ سنوات مجموعة الأستاذ أسد رستم (أستاذ التاريخ الشرقي في الجامعة الأمريكية ببيروت)، التي جمع فيها بعض وثائق تاريخية تتعلق بتاريخ سورية في زمن إبراهيم باشا (ابن محمد علي) من سنة (1247 ـ 1255هـ) ونقلها عن سجلات المحكمة الشرعية بحلب وأنطاكية وحماة ودمشق في سنة 1927م فإذا به يفتح الجزء الخامس منها بقصة خطف اليهود في دمشق للقسيس الفرنسي الجنسية المسمى: الأب (البادري) توما وخادمه إبراهيم عمار، وذبحهم إياهما، وإرسال دمهما إلى كبير الحاخامين ليدخلوه في خبز الفطير الذي يوزعه الحاخامون على الأسر اليهودية في عيد الفصح السنوي. وينقل الأستاذ أسد رستم من سجلات المحكمة التي حاكمت الفاعلين من الحاخامين وسواهم محاضر جلساتها ووقائعها وينشرها في كتابه المذكور حرفيا، وتصويرها بصورة زنكوغرافية لأول هذه المحاضر بالخط المدون به في سجل المحكمة، وذلك في عهد احتلال جيش إبراهيم باشا المصري وحكمه في سورية".
" تعريف بكتاب الكنز المرصود
كان هذا الكتاب ترجمة لكتابين فرنسيين ترجمهما الدكتور يوسف نصر الله من كبار مسيحي مصر: أحدهما كتاب للدكتور (روهلنج) بعنوان (اليهودي على حسب التلمود) وتكلم فيه عن مضامين التلمود ومنشئه وتكوينه ومخطوطاته وطبعاته المتعددة منذ القرن الخامس عشر الميلادي، وما فيه من عقائد خطيرة مذهلة تحير العقول، وخرافات عجيبة لا يكاد يصدق الإنسان أن تكون عقائد تعبدية لولا نصوصها المنقولة من التلمود. وفي كتاب الدكتور (روهلنج) هذا من المعلومات الهامة عن التلمود ما يصعب جداً على الباحث أن يستقصيه من مصادر أخرى.
وثانيهما كتاب للدكتور (اشيل لوران) بعنوان (تاريخ سورية لسنة 1840م) تكلم فيه عن حادثة ذبح اليهود للقسيس الأب توما وخادمه إبراهيم الآنفة الذكر في دمشق. وهذا الكتاب الثاني يتفق في جميع تفاصيل الحادثة وتحقيقاتها مع ما نقله الأستاذ أسد رستم، فكلاهما ينقل محاضر جلسات المحاكمة من نفسها ولكن هذا الكتاب يسد الثغرة التي بقيت فارغة في كتاب الأستاذ أسد رستم حيث يتتبع مؤلفه القضية، ويبين مصير الحكم بالإعدام على المتآمرين المجرمين القتلة، ذلك المصير المؤسف الذي خلاصته أن أناساً من كبار أغنياء اليهود المتنفذين في أوروبا تداعوا لإنقاذ المحكوم عليهم، وأرسلوا مندوبين اثنين من فرنسا إلى مصر (وهما كراميو، وموييز مونتيفيوري) فاتصلا بالخديوي محمد علي باشا (والد إبراهيم باشا الذي كان جيشه يحتل سورية في ذلك العهد) فأصدر (فرمانا) بالعفو عن القتلة المحكوم عليهم!!!
وتبقى غامضة تلك الوسيلة التي استخدمها زعماء اليهود في أوروبا للتأثير على محمد علي باشا حتى استجاب للعفو عن هؤلاء القتلة المجرمين في أبشع صور الجريمة (وهي التآمر على خطف البشر الأبرياء الغافلين وذبحهم كالنعاج لشرب دمائهم) فهل كانت تلك الوسيلة التي استخلص بها يهود فرنسا من محمد علي باشا فرمان العفو بهذه السهولة ضغطاً سياسياً من بعض دول أوروبا ولا سيما فرنسا التي كان معروفاً أن محمد علي باشا يتلقى منها العون والتأييد في المجال الدولي، أو كانت تلك الوسيلة مبالغ مغرية من المال قدمها اليهود إلى محمد علي باشا وهو في حاجة إليها، (كما هو شأن اليهود المعروف في الاعتماد على الرشوات المذهلة في شراء ذوي النفوذ أو السلطان لتسوية أمورهم، وتمشية مقاصدهم، وتغطية جرائمهم مهما
(يُتْبَعُ)
(/)
عظمت)، أو كانت تلك الوسيلة مركبة من الضغط السياسي الدولي والمال معاً؟ كل هذا محتمل، ولا يعدوه الواقع.
والأغرب الأغرب أن محمد علي باشا لما جاءه هذان اليهوديان من فرنسا وطلبا منه الأمر بإعادة المحاكمة أجابهما بأنه سيفعل خيراً من ذلك، فأصدر فرمانا تضمن الأمر بالعفو عن المحكوم عليهم العشرة، الذين ثبت اشتراكهم في هذه الجريمة النكراء بالبينات القاطعة الدامغة، وباعترافاتهم الصادرة منهم بحضور بعض قناصل الدول الأجنبية (كقنصل بريطانيا، وقنصل فرنسا) في جلسات المحاكمة، وبدلالتهم على أشلاء وأشياء الضحايا التي بعد ذبحهم إياها واستنزافهم دماءهما، قطعوها وكسروا عظامها وقاموا بتصريفها (3)!! ولكن اليهوديين المتشفعين (كراميو ومونتيفيوري) اعترضا على التعبير في الفرمان بلفظ (العفو) لأنه يُشعر بأن المعفو عنهم مذنبون، فغير لهم محمد علي باشا صيغة الفرمان إلى تعابير أخرى لا تدل على ثبوت ارتكاب الجرم!!! (4).
هذان الكتابان الفرنسيان الأصليان (كتاب الدكتور روهلنج عن أصول وفصول التلمود، وكتاب الدكتور اشيل لوران عن تفاصيل حادثة ذبح القسيس الأب توما الكبوشي وخادمه إبراهيم عمار) أصبحا مفقودين لنفاد نسخهما المطبوعة في فرنسا منذ أكثر من ثمانين عاماً، كما أشار إليه المترجم. وسبب فقدانهما فيما يظهر هو سعي اليهود دائماً في جمع ما يدينهم ويفضحهم وإتلافه باستمرار.
وجدير بالذكر أنه منذ نحو أربعين عاماً قام القسيس الأب سمعان القراءلي في مدينة حلب بإصدار كتيب عن حادثة ذبح اليهود للأب توما الكبوشي وخادمه إبراهيم، وكان يطبعه ويوزع منه هدايا، ويضع بقية النسخ في المكتبات للبيع، فلا تمضي فترة من الزمن حتى ينفد الكتيب ولا يبقى له أثر، فيجدد طبعه فلا يلبث أن ينفد كذلك، لأن اليهود ـ فيما يظهر ـ يجمعونه ويتلفونه، حتى كرر طبعه عدة مرات في عدة سنوات. وفي كل طبعة كان يرسل منها مائة نسخة لسماحة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، فيقوم سماحته بتوزيعها، وهو الذي حدثني عن نشاط الأب سمعان من حلب في نشر هذه الحادثة الإجرامية الشنعاء.
وقد لحظ المترجم المصري الدكتور يوسف نصر الله، بدلالة والده، أهمية ذينك الكتابين الفرنسيين، وأن نسخهما أصبحت نادرة في طريق النفاد، فأراد تعريف أبناء العربية بهما، فقام بترجمتهما إلى العربية، وجمعهما معاً في هذا الكتاب الذي أسماه (الكنز المرصود في قواعد التلمود)، طبعه بمصر سنة 1899، ولم يجدد طبعه للآن حتى أصبحت نسخه في حكم المخطوط النادر."
(41) "وافترق أهل جبل الدروز وتلك النواحي فرقتين فالنصارى منهم تابعوا الأمير بشير المتوافق مع إبراهيم باشا" انظر حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، عبد الرزاق البيطار، الصفحة: 8.
(42) تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 580 ـ 581.
(43) تاريخ عجائب الآثار، الجبرتي، المجلد الثالث، ص: 614.
(44) تاريخ الدولة العلية العثمانية، ص: 426 ـ 429.
(45) الدولة العثمانية، د. الصلابي، ص: 398 ـ 401.
(46) " Kavalal? Mehmet Ali Pa?a ?syan?. M?s?r Meselesi. 1831 – 1841. 1. K?s?m. S:53 – 56."
(47) المصدر السابق، ص: 62.
(48)) المصدر السابق، ص: 64.
(49) المصدر السابق، ص: 66.
(50) المصدر السابق، ص: 75.
(51) حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، عبد الرزاق البيطار، ترجمة إبراهم باشا.
(52) المرجع السابق.
سلالة محمد علي التي حكمت مصر
- تولي إبراهيم باشا الابن الأكبر لمحمد على باشا من 1848 إلى أن توفي في 10 نوفمبر 1848.
- عباس حلمي الأول ابن أحمد طوسون باشا ابن محمد على باشا من 10 نوفمبر 1848 إلى 13 يوليو 1854.
- محمد سعيد باشا ابن محمد على من 14 يوليو 1854 إلى 18 يناير.
- الخديوي إسماعيل ابن إبراهيم ابن محمد على (والى ثم خديوي) من 19 يناير 1863 إلى 26 يونيو 1879.
- الخديوي محمد توفيق بن إسماعيل باشا من 26 يونيو 1879 إلى 7 يناير 1892.
- الخديوي عباس حلمي الثاني تولى في 8 يناير 1892 وعزل في 19 سبتمبر 1914.
- السلطان حسين كامل تولى من 19 ديسمبر 1914 إلى أن توفى 9 أكتوبر 1917.
- الملك فؤاد الأول تولى من 9 أكتوبر إلى أن توفى في 28إبريل 1936. (سلطان ثم ملك).
- الملك فاروق الأول من 28إبريل 1936 إلى أن تنازل عن العرش في 26 يوليو 1952.
- الملك أحمد فؤاد الثاني من 26 يوليو 1952 إلى إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 09:21]ـ
موضوع رائع بارك الله بك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 05:31]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا الأمين
و شكرا على مروركم الكريم.
ـ[الهمداني]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 08:51]ـ
نفع الله بك وبعلمك ..
ـ[أبو وئام]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 02:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
وفيه هذا المقال لمن يرفض الحديث عن الطائفية، مدعيا عدم أهمية الموضوع كالأقلية الإسماعيلية في باكستان إلخ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 01:05]ـ
الاخوة الاعزاء:
الهمداني
ابوئام
شكرا على مروركم الكريم
بارك الله فيكم.
ـ[الشوكاني]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:46]ـ
مشكوووووووووور
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 12:48]ـ
و اياك، بارك الله فيك.
و شكرا على مرورك الكريم.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:59]ـ
بارك الله فيكم
طالع الرسالة الخاصة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 06:36]ـ
هل طُبِع هذا البحث؟ وكيف الحصول عليه مصورًا إِنْ وُجِدَ مطبوعًا؟
حفظكم الله وبارك فيكم وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 07:12]ـ
وهذا هو الموضوع السابق في المرفقات
وقد تم تنسيق المتن ووضع الهوامش الثلاثة الأولى فقط في مواضعها تحت المتن
ولم أستطع أن أضع بقية الهوامش في موضعها تحت المتن فتركتُها كما هي بعد المتن في آخر الملف
وأرجو لو قدَر بعضُ الأفاضل على وضع بقية الهوامش في مواضعها وأعاد رفع الملف لإخوانه مرة أخرى
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 10:09]ـ
الاخوة الاعزاء.
شكرا على مروركم الكريم
.بارك الله فيكم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 10:57]ـ
هل طُبِع هذا البحث؟ وكيف الحصول عليه مصورًا إِنْ وُجِدَ مطبوعًا؟
شيخنا العزيز شتا العربي
المقال موجود في موقع الدكتور الكاتب الكبير محمود السيد الدغيم
و لا اظنه مطبوعا.
بارك الله فيك
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 11:14]ـ
وأين رابط موقعه حفظه الله يا شيخنا الفاضل محمد جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى؟
وجزاكم الله خير الجزاء أخي الحبيب وبارك فيكم على هذا النقل المميز فعلا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 05:03]ـ
هذا رابط الموقع الرسمي للدكتور محمود السيد الدغيم حفظه الله.ـ إلا انه يظهر ان البحث حُذِف من الموقع ـ:
www.dr-mahmoud.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=244&Itemid=39 - 69k -
بارك الله فيكم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 06:02]ـ
بل هذا الرابط:
www.dr-mahmoud.com/ - 59k -
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:36]ـ
شيء رائع حقاً وبحثٌ أزال الغبار من على أذهاننا فكيف بنا نبجل محمد علي باشا والدولة العلوية وكيف هو قد فعل وفعل،
عليه لعائن الله المتتابعة إن لم يكن تاب عن دربه هذا؛ ونود أن تزيد أيها اللبيب الأريب اللوذعي الأديب من تلك المقالات فإن فيها ما يطيب خاطر الباحث والقارئ ومن في سلكهم
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 01:14]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذا بحث جيد فى بيان حقيقة محمد على
رفع الستار عن الثعلب المكار (محمد علي باشا)
http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?t=45301
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 01:13]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 07:31]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا المبارك،،، مميز،،،،،
مقال رائع،،،، أعجبني كثيراً عن محمد علي باشا وهذا ليس بجديد على قاتل الجبرتي، وصاحب المذبحة محمد علي، وأخيراً أحببت أن أثري الموضوع بقول الأمير شكيب،قال الأمير شكيب أرسلان في حاشية كتاب حاضر العالم الإسلامي للوثروب استروداد:
"البكداشية أو البكطاشية، طريقة من الطرق الإسلامية، تنسب إلى أحد الأولياء المسمى "الحاج بكطاشي ولي"، الذي يقولون أنه ولد "بنيسابور" وجاء إلى الأناضول، وهدى الانكشارية إلى الإسلام، في زمان السلطان "أرخان"، وكانت له كرامات وخوارق عظيمة، وهو الذي أسس الطريقة المعروفة به. ولكن كثيراً من المحققين يرتابون بوجود الحاج بكطاش هذا، ويقولون أن المؤسس الحقيقي لهذه الطريقة، هو "باليم بابا" المتوفى سنة 922 هجرية، والذي يلقبه الدراويش البكطاشية بالقطب الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد ثبت وجود هذه الطريقة منذ أوائل القرن السادس عشر للمسيح في الأناضول، ثم انتشرت في الروملى وأكثر من مال إليها أمة الأرناؤوط (ألبانيا)، حتى يقال أن أكثر هذه الأمة بكطاشيون. وأن الفرقة المعروفة بالأناضول، وببلاد الأكراد بقزل باش أو "على إلهي"، هي على عقائد تشابه مذهب البكطاشية وإن كان هؤلاء جميعاً يدّعون كونهم من أهل السنة والجماعة، فالحقيقة ليست كذلك، وهي أنهم من غلاة الشيعة، يعتقدون بإمامة الإثني عشر من آل البيت، ويعظمون كثيراً جعفر الصادق، ويقولون بالأربعة عشر ولداً معصوماً، الذين أكثرهم ماتوا شهداء من أولاد علي. ويزورون قبور الأولياء، ويصلون ويدعون عندها.
ويزعم مؤرخو الإفرنج أنه لابد أن يكون البكطاشيون في الأصل نصارى، بحجة أن عندهم التثليث، وذلك بقولهم: "الله. محمد. علي." وأن عندهم نوعاً من الاعتراف بالذنوب يذهبون إلى مشايخهم ويسردون لديهم ذنوبهم، والشيخ يحل من الذنب نظير القسيس عند النصارى. وهم يبيحون الخمر، والنساء لا يسدلن النقاب، وكثير من البكطاشية يتبتلون ويعيشون مجردين من الأزواج، مما جميعه يدل على كون أصل هذه الطريقة غير إسلامي، وأكثر المتبتلين منهم كانوا ينقطعون في تكية "قيزل دلى سلطان" بقرب "ديموطوقة" من ولاية أدرنه. ويعتقد البكطاشية بالعدد لاسيما أربعة، ويقرأون كتاب فضل الحروفى المسمى "بالجاويدان" ويقولون بالتناسخ، والشائع عنهم أنهم لا يقومون بفرائض الدين الإسلامي، فلا صلاة ولا زكاة، ولا صوم، ولا حج، وأنهم قد رفعوا هذه التكاليف، بحجة أنها تجب على المبتدئ لا المنتهي، وأنه بعد الوصول يصبح الانسان في حِلِّ منها.
والشيخ الأكبر للطريقة يقيم بتكية "بيرأوى" أي بيت القطب، في المحل الذي يقال له "حاجى بكطاش" بين "قير شهر" و "قيصرية". وليست هذه الرئاسة إرثية في الأصل، وإنما هي منذ 150سنة في بيت واحد تنتقل من الأب إلى الابن، وللبكطاشية المتبتلين شيخ كبير أيضاً، مركزه التكية المسماة "مجرد بابا سى" أي "أبو المتبتلين". ويسمى شيخ كل تكية "بابا"، والدرويش المقيم بالتكية "مريداً" والعامي الذي له تعلق بالطريقة "منتسباً".
وكان للبكطاشية شأن كبير، وكانوا على رباعهم في أيام "وجاق الانكشارية" الذين كان البكطاشية لهم شيوخاً ومرشدين، حتى أصبح اسم "بكطاشية" يطلق على الانكشارية كلهم. وكان في ثكنة الأورطة الرابعة والتسعين، وكيل مقيم للطريقة معروف رسمياً، لذلك كان كلما ثار الانكشارية يشترك مريدو الطريقة البكطاشية معهم في الثورة إلى سنة 1826, إذ استأصل السلطان محمود شأفة الانكشارية، فانقضت صواعق نقمته على جماعة الحاج بكطاش، فتهدم قسم كبير من تكاياهم، لا سيما ما جاور منها الاستانة، وقُتل بعض رؤسائهم ومريديهم ومنهم شيخ تكية "مردفان كوى".
ثم أستأنفت الطريقة البكطاشية بعض ما كان لها من الشأن والحول، ولها من التكايا في الاناضول غير مركز القطب الأكبر، وغير تكية المتبتلين تكية "عثمانجق" في الشمال، وتكية بقرب ضريح الشيخ بطال، من جوار اسكيشهر، ويقال أن لها تكية بجبل المقطم بمصر. اهـ
(من حاضر العالم الإسلامي لشكيب أرسلان/م2 ج 2 ص 349)(/)
هل يوجد خوارج في هذا الزمان ..... ؟!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
كلنا يعرف أن الخوارج من الفرق الضالة التي خرجت في عهد الصحابة .. فكفروا بعض الصحابة
واستحلوا دماء المسلمين.وانتشرت عنهم البدع.,كبدعة رد الخبر الواحد ونحوها
وهذا شيء يعرفه كل من قرأ عنهم .. واطلع على سيرهم
والسؤال هو:
هل الخوارج موجودون الآن؟ وهل هناك جماعات تبنيت فكر الخوارج حقيقة؟
وأين مكانهم؟
وهناك شرط للاجابة وهي أن تكون بطريقة علمية ,بعيدة عن الاتهام الباطل, ويكون الانصاف هو رايتها ,والعدل هو عنوانها.
لان هناك أناس قالوا:لايوجد الآن خوارج
وأناس قالوا: بل يوجد خوارج
فمن المحق ومن المبطل؟
سؤال آخر: سمعت أن هناك حديثا يثبت وجود الخوارج إلى قيام الساعة, وان آخرهم يخرج مع الدجال, او نحو ذلك .. فهل هذا صحيح؟
أخوكم:ابن رشد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:42]ـ
اخي الكريم
يرجى الرجوع للموسوعة الميسرة في الاديان والفرق والمذاهب المعاصرة للندو ة العالمية للشباب المسلم
اوسع كتاب في جميع المذاهب والفرق ومن اسسها ومنهجها واماكن تواجدها الان
حيث ذكرفيها من فرق الخوارج الموجودة الان الاباضية في عمان
ـ[ابن رشد]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 02:51]ـ
رجعت إلى الموسوعة الميسرة ولم يذكر إلا الاباظية ,,ولكن الا يوجد طائفة غيرها
وشكرا على التعليق
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 05:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
حياكم الله أخانا ابن رشد.
الخوارج من الفرق التي تنسب إلى الإسلام، وهي أكثر فرق المسلمين شرًا وأكثرهم ضلالا، وفيهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).
لكن في الحقيقة هناك فهم مغلوط في الحكم على الناس بالخروج فليس كل من خرج على حاكم من الحكام فهو خارجي، فقد خرج عدد من أهل العلم والفضل على خلفاء بني أمية ولم يحكم عليهم أحد من العلماء المعتبرين بأنهم خوارج، ومن هؤلاء: الحسين بن علي رضي الله عنهما، وجماعة من أئمة آل البيت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن جبير خرج مع عبد الرحمن بن الأشعث وغيرهم كثير.
فلابد من شرط آخر فيمن يطلق عليه أنه خارجي وهو أن يضم إلى الخروج أن يعتقد التكفير بالكبيرة، فيكفر الحاكم بالكبيرة ويكفر المسلمين بالكبائر ويحكم لهم بالخلود في النار بناء على ذلك، فهؤلاء هم الخوارج.
وقد وجدوا في العصر الحديث ومنهم الإباضية بعمان وإن كنا لم نسمع عن قيامهم بحركات خروج على الحكام ولا شيء من هذا القبيل فيما أعلم.
ومنهم أيضًا في العصر الحديث جماعة شكري مصطفى التي نشأت في مصر عقب خروج جماعة (الإخوان المسلمون) المصرية من معتقلات وسجون جمال عبد الناصر، وسميت هذه الجماعة بجماعة (التكفير والهجرة)، وكانت هذه الجماعة تعتقد تكفير المجتمع وتكفير الحاكم وتستحل الخروج عليه وقتاله، فهذه الجماعة من الخوارج المارقة لا شك في ذلك.
لكن لا وجود لهذه الجماعة الآن في مصر فقد أصبحوا أثرًا بعد عين، وهلك معظمهم في معارك مع قوات الأمن المركزي. والله أعلى وأعلم.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:01]ـ
مشكور على الفائدة أخي علي:
وهل يجب ان تحصل الخصلتين وهما: الخروج والتكفير بالكبيرة حتى نحكم بان هؤلاء خوارج؟
وهل هناك عالم ذكر ذلك؟
الموضوع مهم عندي لأن عندي بحث حوله
وجزاك الله خيرا
ـ[جَمَالْ]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 01:41]ـ
كأوّل مشاركةٍ لي بين إخواني هنا
أقول: بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان الفتوى: أصول مذهب الخوارج
رقم الفتوى: 17766
تاريخ الفتوى: 13/ 05/1428 هـ
السؤال: - ما هي الأمور التي اتفقت عليها فرق الخوارج؟ و ما هي الأمور التي وقع فيها خلافٌ بينهم؟ و ما هو القول الراجح في كفر الخوارج؟ و ما ضابط أن يُطلق على شخصٍ ما، أو على فكرٍ ما أنه شخصٌ خارجي، أو فكرٌ خارجي؟ و جزاكم الله خير ما جزى عالماً عن طلابه.
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله، الخوارج اسم لطائفة من المبتدعة ظهرت في خلافة علي رضي الله عنه، ومعظمهم كان في جيش علي ففارقه عندما اتفق علي ومعاوية على تحكيم أبي موسى، وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ، فأنكرت الخوارج ذلك وقالوا: حكمتم الرجال لا حكم إلا لله، فبعث إليهم علي ـ رضي الله عنه ـ ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ فناظرهم، فرجع كثير منهم، وانحاز الذين أصروا على مذهبهم إلى موضع يقال له: النهروان، فكفروا الحكمين، وعلي ومعاوية، ومن معهما، وأغاروا على سرح المسلمين، وقتلوا عبد الله بن خباب من أصحاب علي ـ رضي الله عنه ـ، فرأى فيهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه صفات المارقين الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم، ورغب فيه، كقوله صلى الله عليه وسلم:" يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ". متفق عليه.
وفي حديث آخر في الصحيحين:" فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ".، فقاتلهم علي رضي الله عنه بمن معه من الصحابة، وأظهره الله عليهم، وسُرّ بذلك ـ رضي الله عنه ـ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" تمرق ما رقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق ". رواه مسلم.
وأصل مذهبهم التكفير بالكبائر من الذنوب، وقد يعدون ما ليس بذنب ذنبا؛ فيكفرون به، كما قالوا: في التحكيم بين علي، ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ، فلذلك كفروا الحكمين، وكفروا عليا، ومعاوية، ومن معهما، ثم صاروا بعد ذلك فرقا حسْبَ زعاماتهم، ومن الأصول المشهورة عنهم إنكار السنة، ومن فروع ذلك:
إنكارهم المسح على الخفين، ورجم الزاني المحصن.
والذي يظهر: أنه لا يعد من الخوارج إلا من قال بهذين الأصلين، وهما:
التكفير بالذنوب، وإنكار الاحتجاج، والعمل بالسنة.
وأما تفاصيل الفرق بين فرقهم، فيرجع فيه إلى كتب الفرق ككتاب الملل والنحل للشهرستاني، والفصل لابن حزم، والله أعلم.
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البرّاك حفظه الله تعالى ( http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=17766)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 01:24]ـ
مشكو أخي جمال على الاثراء والفتوى من العالم الكبير البراك
ولكن هل ماذكره الشيخ البراك حفظه الله هل هي من الامور المجمع عليها عند اهل السنة ام لا؟
أو هو اجتهاد.؟
وكذلك ماهو ضابط التفريق بين البغاة وقطاع الطريق والخوارج والمحاربين؟
سؤال آخر: سمعت أن هناك حديثا يثبت وجود الخوارج إلى قيام الساعة, وان آخرهم يخرج مع الدجال, او نحو ذلك .. فهل هذا صحيح؟
فمعرفة الفوارق امر مهم خصوصا في مثل هذه الازمان
ـ[أبو فراس]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 11:42]ـ
مشكو أخي جمال على الاثراء والفتوى من العالم الكبير البراك
ولكن هل ماذكره الشيخ البراك حفظه الله هل هي من الامور المجمع عليها عند اهل السنة ام لا؟
أو هو اجتهاد.؟
وكذلك ماهو ضابط التفريق بين البغاة وقطاع الطريق والخوارج والمحاربين؟
سؤال آخر: سمعت أن هناك حديثا يثبت وجود الخوارج إلى قيام الساعة, وان آخرهم يخرج مع الدجال, او نحو ذلك .. فهل هذا صحيح؟
فمعرفة الفوارق امر مهم خصوصا في مثل هذه الازمان
حدثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثنا الأوزاعي عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينشأ نشء يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج قرن قطع قال ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلما خرج قرن قطع أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في عراضهم الدجال
(سنن ابن ماجه_حسن _174)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 02:14]ـ
مشكور على الفائدة أخي علي:
وهل يجب ان تحصل الخصلتين وهما: الخروج والتكفير بالكبيرة حتى نحكم بان هؤلاء خوارج؟
وهل هناك عالم ذكر ذلك؟
الموضوع مهم عندي لأن عندي بحث حوله
وجزاك الله خيرا
أخي الحبيب وفقك الله إلى كل خير حصر الخوارج بأنهم من كفروا بالكبيرة فقط هذا من الفهم الغلط لعقيدة أهل السنة فإن أهل السنة يجعلون من خرج على ولاة الأمر خارجيا
قال الشهرستتاني
(يُتْبَعُ)
(/)
كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان. (ارجع إلى شرح الشيخ عمر العيد على اللامية لابن تيمية)
وسئل الشيخ العلامة صالح الفوزان
عن أسامة بن لادن ومن سلك طريقه (هداهم الله) هل هو خارجي علما أن أسامة بن لادن لا يرى كفر صاحب الكبيرة!
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=1309
أما الاحتجاج بفعل بعض السلف فقد يوجد له تأويل لأن كلا يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم
أما أن يتم صدم النصوص باأفعال أئمة الدين فهذا ليس من منهج أهل الحق فيعتذر لمخالف السنة إذا تبينت ويعمل بها و لا نلقيها وراء أظهرنا لفعل فلان
وأجاب إمام أهل السنة في هذا الزمان
الشيخ الفوزان عن نفس تساؤلك؟
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=2714
وهناك كتاب للشيخ الفرايدان بمن هم الخوارج وصفاتهم قدم له العلامة الفوزان
قال شيخ الإسلام رحمه الله
الذين يزعمون أن الحسين كان خارجيا وأنه كان يجوز قتله لقول النبي صلى الله عليه وسلم من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان رواه مسلم وأهل السنة والجماعة يردون غلو هؤلاء وهؤلاء ويقولون إن الحسين قتل مظلوما شهيدا وإن الذين قتلوه كانوا ظالمين معتدين وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناوله فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده أو إلى الثغر إو إلى يزيد داخلا في الجماعة معرضا عن تفريق الأمة ولو كان طالب ذلك أقل الناس لوجب إجابته إلى ذلك فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك ولو كان الطالب لهذه الأمور من هو دون الحسين لم يجز حبسه ولا إمساكه فضلا عن أسره وقتله وكذلك قول اشتد غضب الله وغضبي على من أراق دم أهلي واذاني في عترتي كلام لا ينقله عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينسبه إليه إلا جاهل فإن العاصم لدم الحسن والحسين وغيرهما من الإيمان والتقوى أعظم من مجرد القرابة ولو كان الرجل من أهل البيت النبي صلى الله عليه وسلم وأتى بما يبيح قتله أو قطعه كان ذلك جائزا بإجماع المسلمين (منهاج السنة 4/ 585و586)
ـ[أبو وئام]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 06:02]ـ
الإباضية فرقة من فرق الخوارج إلا أنهم لا يكفرون مخالفيهم كباقي الفرق وإنما يعتبروننا كفار نعمة
ومازالت طائفة من الخوارج إلى الساعة في سلطنة عمان وفي مناطق من الجزائر ـــ بني مزاب ـــ والخوارج يسمون أنفسهم أهل الحق والإستقامة وعندهم تشابه كبير مع المعتزلة.
ملاحظة: لهم مواقع على النت ولا أريد أن أضع روابط لها,
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 06:12]ـ
إطلاق لفظ الخوارج في كتب أهل السنة يراد به القوم الذين يشابهون الحرورية في باب الإيمان ..
وتوسيعها إلى أكبر من ذلك غلط ..
فإن ألئك إنما خرجوا على الإمام (الذي هو خليفة المسلمين الراشد المزكى من قبل الله ورسوله .. )
لهذا السبب وهو اعتقادهم الضال في باب الإيمان
ولهذا فأقرب من يصح فيهم الوصف هم الإباضية لا غير .. لمشابهتهم إياهم من وجوه عقدية معلومة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 11:53]ـ
أخي الحبيب وفقك الله إلى كل خير حصر الخوارج بأنهم من كفروا بالكبيرة فقط هذا من الفهم الغلط لعقيدة أهل السنة فإن أهل السنة يجعلون من خرج على ولاة الأمر خارجيا
قال الشهرستتاني
كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان. (ارجع إلى شرح الشيخ عمر العيد على اللامية لابن تيمية)
وسئل الشيخ العلامة صالح الفوزان
عن أسامة بن لادن ومن سلك طريقه (هداهم الله) هل هو خارجي علما أن أسامة بن لادن لا يرى كفر صاحب الكبيرة!
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=1309
أما الاحتجاج بفعل بعض السلف فقد يوجد له تأويل لأن كلا يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أن يتم صدم النصوص باأفعال أئمة الدين فهذا ليس من منهج أهل الحق فيعتذر لمخالف السنة إذا تبينت ويعمل بها و لا نلقيها وراء أظهرنا لفعل فلان
وأجاب إمام أهل السنة في هذا الزمان
الشيخ الفوزان عن نفس تساؤلك؟
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=2714
وهناك كتاب للشيخ الفرايدان بمن هم الخوارج وصفاتهم قدم له العلامة الفوزان
قال شيخ الإسلام رحمه الله
الذين يزعمون أن الحسين كان خارجيا وأنه كان يجوز قتله لقول النبي صلى الله عليه وسلم من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان رواه مسلم وأهل السنة والجماعة يردون غلو هؤلاء وهؤلاء ويقولون إن الحسين قتل مظلوما شهيدا وإن الذين قتلوه كانوا ظالمين معتدين وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناوله فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده أو إلى الثغر إو إلى يزيد داخلا في الجماعة معرضا عن تفريق الأمة ولو كان طالب ذلك أقل الناس لوجب إجابته إلى ذلك فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك ولو كان الطالب لهذه الأمور من هو دون الحسين لم يجز حبسه ولا إمساكه فضلا عن أسره وقتله وكذلك قول اشتد غضب الله وغضبي على من أراق دم أهلي واذاني في عترتي كلام لا ينقله عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينسبه إليه إلا جاهل فإن العاصم لدم الحسن والحسين وغيرهما من الإيمان والتقوى أعظم من مجرد القرابة ولو كان الرجل من أهل البيت النبي صلى الله عليه وسلم وأتى بما يبيح قتله أو قطعه كان ذلك جائزا بإجماع المسلمين (منهاج السنة 4/ 585و586)
هذه المشاركة ليست على عواهنها كما يفعل البعض يحصر ويقسم على مزاجه وماوفق هواه الذي لديه دليل من كلام أهل العلم على أن الخوارج هم الأباضية فقط فليأت به وإلا فصرف كلام المعصوم وجعله في طائفة من دون طائفة تحكم بغير دليل فقد وصفهم صلى الله عليه وسلم بالخروج على المسلمين حتى يخرج آخرهم مع الدجال،،فماذا نسمي الخلية التي تم اكتشافها قبل أيام وأرادت على حسب ما صرحت به الجرائد (عكاظ) أنهم كانوا يستهدقون الفوزان والمفتي هل هؤلاء أئمة التقى وورثة صحابة محمد (ص)،،؟
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 08:58]ـ
هذه المشاركة ليست على عواهنها كما يفعل البعض يحصر ويقسم على مزاجه وماوفق هواه الذي لديه دليل من كلام أهل العلم على أن الخوارج هم الأباضية فقط فليأت به وإلا فصرف كلام المعصوم وجعله في طائفة من دون طائفة تحكم بغير دليل
أخي الفاضل , أسألك بالله: ماذا تعرف عن الفرق بين البغاة والخوارج؟ و هل قرأت شيئا عن أحكام البغاة أصلا؟ أم أنك من يلقي الكلام على عواهنه؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 12:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
حياكم الله أخانا ابن رشد.
الخوارج من الفرق التي تنسب إلى الإسلام، وهي أكثر فرق المسلمين شرًا وأكثرهم ضلالا، وفيهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).
لكن في الحقيقة هناك فهم مغلوط في الحكم على الناس بالخروج فليس كل من خرج على حاكم من الحكام فهو خارجي، فقد خرج عدد من أهل العلم والفضل على خلفاء بني أمية ولم يحكم عليهم أحد من العلماء المعتبرين بأنهم خوارج، ومن هؤلاء: الحسين بن علي رضي الله عنهما، وجماعة من أئمة آل البيت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن جبير خرج مع عبد الرحمن بن الأشعث وغيرهم كثير.
فلابد من شرط آخر فيمن يطلق عليه أنه خارجي وهو أن يضم إلى الخروج أن يعتقد التكفير بالكبيرة، فيكفر الحاكم بالكبيرة ويكفر المسلمين بالكبائر ويحكم لهم بالخلود في النار بناء على ذلك، فهؤلاء هم الخوارج.
وقد وجدوا في العصر الحديث ومنهم الإباضية بعمان وإن كنا لم نسمع عن قيامهم بحركات خروج على الحكام ولا شيء من هذا القبيل فيما أعلم.
ومنهم أيضًا في العصر الحديث جماعة شكري مصطفى التي نشأت في مصر عقب خروج جماعة (الإخوان المسلمون) المصرية من معتقلات وسجون جمال عبد الناصر، وسميت هذه الجماعة بجماعة (التكفير والهجرة)، وكانت هذه الجماعة تعتقد تكفير المجتمع وتكفير الحاكم وتستحل الخروج عليه وقتاله، فهذه الجماعة من الخوارج المارقة لا شك في ذلك.
لكن لا وجود لهذه الجماعة الآن في مصر فقد أصبحوا أثرًا بعد عين، وهلك معظمهم في معارك مع قوات الأمن المركزي. والله أعلى وأعلم.
جزاكم الله خيرا يا شيخ علي وبارك فيكم على هذه الإجابة ولكن لي تعليق بسيط على قولكم عن جماعة شكري مصطفى: (وكانت هذه الجماعة تعتقد تكفير المجتمع وتكفير الحاكم وتستحل الخروج عليه وقتاله، فهذه الجماعة من الخوارج المارقة لا شك في ذلك)
فمعنى كلامكم أن سبب كونها من الخوارج ثلاثة أشياء:
1 - تكفيرها المجتمع
2 - تكفيرها لحاكم (أي حاكم مصر)
3 - استحلال الخروج عليه (أي حاكم مصر)
فأما الأولى فبلا شك من كفر المجتمع فهو خارجي، أما الثانية والثالثة فمحل نظر، وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 02:20]ـ
ليس كل من كفر الحاكم خارجي
وليس كل من خرج على ولاة الأمر خارجيا
الغريب أن الكثير يتهمون بعض المشايخ والعلماء بكونهم خوارج بدعوى تكفيرهم للحكام
فيقولون الشيخ الفلاني خارجي والدليل انه يكفر الحكام ثم يبدؤون بإيراد كلام اهل العلم في وجوب طاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه فيسقطون نصوصا واثارا واخبارا وردت من أئمة الهدى في القرون الاولى في الازمنة التي كان الولاة يحكمون شرع الله ولم يغيبو فريضة الجهاد
فهل يستقيم أن نسقط تلك الاقوال على ولاة طواغيت ليسو بمسلمين بل هم من ولاة الكفر والبغي والظلم فيقال لمن كفرهم انت خارجي ..
لايعقل أن يكون تكفيرهم من باب كونهم مسلمن وإلا لصارو خوارج فعلا ولكن لكونهم وقعوا في نواقض من نواقض لاإله إلا الله ...
بل يجب الخروج على الطواغيت ومجاهدتهم -مع الاستطاعة-وهذا بنص الكتاب والسنة، وإجماع علماء الأمة أن الحاكم ـ وكذلك نظامه الذي يحكم به ـ إذا طرأ عليه الكفر البواح، لنا فيه برهان ودليل من الكتاب والسنة، تعين على الأمة الخروج عليه ولا بد.
قال تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} النساء:141.
وقال تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} الشعراء:151 - 152.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} آل عمران:149.
وفي الحديث المتفق عليه، عن عبادة بن الصامت قال:" دعانا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومَكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ".
قال ابن حجر في الفتح 13/ 7: إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك، بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها ا- هـ.
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم 12/ 229: قال القاضي عياض: أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل، وقال وكذا لو ترك إقامة الصلاة والدعاء إليها ا- هـ.
فلايجهلن جاهل علينا ....
ومع المحبة والسلام
ـ[شرياس]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 08:13]ـ
فمعنى كلامكم أن سبب كونها من الخوارج ثلاثة أشياء:
1 - تكفيرها المجتمع
2 - تكفيرها لحاكم (أي حاكم مصر)
3 - استحلال الخروج عليه (أي حاكم مصر)
فأما الأولى فبلا شك من كفر المجتمع فهو خارجي، أما الثانية والثالثة فمحل نظر، وجزاكم الله خيرا.
بل حتى الأولى فهي أيضا تحتاج الى ضبط فما المقصود بالمجتمع؟ هل القصد هو عموم المسلمين أم أنه شعب مخصوص؟
اذا كان القصد بالمجتمع هو عموم الأمة الاسلامية فلا شك أن هذا من أصول الخوارج ولا يقول به الا الخوارج , أما ان كان يقصد بالمجتمع شعب مخصوص كمن يقول ان المجتمع المصري كافر أو المجتمع المغربي كافر أو الكويتي أو السوداني الخ ..... فهنا فيه تفصيل فان كان التكفير مبني على أساس فعل أجمع العلماء على أنه ليس بكفر مثل سمع الغناء مثلا فهنا يكون المكفر خارجيا وأما ان كان التكفير مبني على فعل أجمع أو اختلف العلماء على كونه مكفرا فهنا لانقول عنهم أنهم خوارج.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 12:17]ـ
يجب ألا يخضع تعريف الخوارج للإعتبارات السياسية، و ألا يكون المعيار في القياس قياس الولاء لشخص دون آخر، و بعض من ذُكر في الموضوع خلع بيعتا لشخص و أعطاها لشخص.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 11:11]ـ
هذه مناظرة مع أخينا الاباضي "الخارجي" سابقا ـ "ابن الاسلام" انتهت بدخوله لمذهب أهل السنة و الجماعة، فالحمدلله على ذلك، وذلك بجهود الاخوة في منتدى شبكة الدفاع عن السنةـ لاسيما الاخوين كمال و الاسيف ـ وفقهم الله.
وأحبببتُ نقلها هاهنا لثراء الحوار خاصة في بعض المشاركات.
www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=67666 - 64k -
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 03:18]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك كتاب بعنوان: (الخوارج قديما و حديثا) تأليف الشيخ عبد الله المنيعي، بتقديم الشيخ العلامة محمد بن عبد الله السبيل - حفظه الله تعالى - .. والله أعلم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 03:49]ـ
وهذه مناظرة بين الشيخ سعد الحميّد و إباضي حول مسند الربيع بن حبيب على هذا الرابط:
www.saaid.net/muslm/index.htm - 9k -
ـ[محمد نجيب]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 04:54]ـ
ليس كل من كفر الحاكم خارجي
وليس كل من خرج على ولاة الأمر خارجيا
الغريب أن الكثير يتهمون بعض المشايخ والعلماء بكونهم خوارج بدعوى تكفيرهم للحكام
فيقولون الشيخ الفلاني خارجي والدليل انه يكفر الحكام ثم يبدؤون بإيراد كلام اهل العلم في وجوب طاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه فيسقطون نصوصا واثارا واخبارا وردت من أئمة الهدى في القرون الاولى في الازمنة التي كان الولاة يحكمون شرع الله ولم يغيبو فريضة الجهاد
فهل يستقيم أن نسقط تلك الاقوال على ولاة طواغيت ليسو بمسلمين بل هم من ولاة الكفر والبغي والظلم فيقال لمن كفرهم انت خارجي ..
لايعقل أن يكون تكفيرهم من باب كونهم مسلمن وإلا لصارو خوارج فعلا ولكن لكونهم وقعوا في نواقض من نواقض لاإله إلا الله ...
بل يجب الخروج على الطواغيت ومجاهدتهم -مع الاستطاعة-وهذا بنص الكتاب والسنة، وإجماع علماء الأمة أن الحاكم ـ وكذلك نظامه الذي يحكم به ـ إذا طرأ عليه الكفر البواح، لنا فيه برهان ودليل من الكتاب والسنة، تعين على الأمة الخروج عليه ولا بد.
قال تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} النساء:141.
وقال تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} الشعراء:151 - 152.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} آل عمران:149.
وفي الحديث المتفق عليه، عن عبادة بن الصامت قال:" دعانا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومَكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ".
قال ابن حجر في الفتح 13/ 7: إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك، بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها ا- هـ.
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم 12/ 229: قال القاضي عياض: أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل، وقال وكذا لو ترك إقامة الصلاة والدعاء إليها ا- هـ.
ومع المحبة والسلام
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم،،،
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 05:49]ـ
وجزاك اخي الكريم وفيك بارك ...
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 08:59]ـ
ليس كل من كفر الحاكم خارجي
وليس كل من خرج على ولاة الأمر خارجيا
الغريب أن الكثير يتهمون بعض المشايخ والعلماء بكونهم خوارج بدعوى تكفيرهم للحكام
فيقولون الشيخ الفلاني خارجي والدليل انه يكفر الحكام ثم يبدؤون بإيراد كلام اهل العلم في وجوب طاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه فيسقطون نصوصا واثارا واخبارا وردت من أئمة الهدى في القرون الاولى في الازمنة التي كان الولاة يحكمون شرع الله ولم يغيبو فريضة الجهاد
فهل يستقيم أن نسقط تلك الاقوال على ولاة طواغيت ليسو بمسلمين بل هم من ولاة الكفر والبغي والظلم فيقال لمن كفرهم انت خارجي ..
لايعقل أن يكون تكفيرهم من باب كونهم مسلمن وإلا لصارو خوارج فعلا ولكن لكونهم وقعوا في نواقض من نواقض لاإله إلا الله ...
بل يجب الخروج على الطواغيت ومجاهدتهم -مع الاستطاعة-وهذا بنص الكتاب والسنة، وإجماع علماء الأمة أن الحاكم ـ وكذلك نظامه الذي يحكم به ـ إذا طرأ عليه الكفر البواح، لنا فيه برهان ودليل من الكتاب والسنة، تعين على الأمة الخروج عليه ولا بد.
قال تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} النساء:141.
وقال تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} الشعراء:151 - 152.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} آل عمران:149.
وفي الحديث المتفق عليه، عن عبادة بن الصامت قال:" دعانا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومَكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ".
قال ابن حجر في الفتح 13/ 7: إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك، بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها ا- هـ.
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم 12/ 229: قال القاضي عياض: أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل، وقال وكذا لو ترك إقامة الصلاة والدعاء إليها ا- هـ.
أحسنت ..... جزاك الله خيرا , فمن خرج على حاكم لا شك في كفره (كحكام سوريا أو تونس) فلا يمكن أن يقال عنه خارجي , بل هذا من الظلم البين.
و من خرج على حاكم الظاهر فيه الإسلام بتأويل سائغ فهو أيضا ليس من الخوارج , و إنما من البغاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 04:06]ـ
بل حتى الأولى فهي أيضا تحتاج الى ضبط فما المقصود بالمجتمع؟ هل القصد هو عموم المسلمين أم أنه شعب مخصوص؟
اذا كان القصد بالمجتمع هو عموم الأمة الاسلامية فلا شك أن هذا من أصول الخوارج ولا يقول به الا الخوارج , أما ان كان يقصد بالمجتمع شعب مخصوص كمن يقول ان المجتمع المصري كافر أو المجتمع المغربي كافر أو الكويتي أو السوداني الخ ..... فهنا فيه تفصيل فان كان التكفير مبني على أساس فعل أجمع العلماء على أنه ليس بكفر مثل سمع الغناء مثلا فهنا يكون المكفر خارجيا وأما ان كان التكفير مبني على فعل أجمع أو اختلف العلماء على كونه مكفرا فهنا لانقول عنهم أنهم خوارج.
الله المستعان.
معنى كلامك أخي الكريم أنه قد يكفر مجتمعا بأكمله ويكون معه الحق ولا يكون خارجيا.
من قال هذا من اهل العلم؟
وأعطني ـ ول سمحت ـ مثالا للحالة الاخيرة التي ذكرتها وهي أن يكون تكفي المجتمع على فعل أجمع العلماء أو اختلفوا في كونه مكفرا.
العلماء يجمعون على كون الفعل مكفرا ويقع فيه كل المجتمع!!!!
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 06:49]ـ
الله المستعان.
معنى كلامك أخي الكريم أنه قد يكفر مجتمعا بأكمله ويكون معه الحق ولا يكون خارجيا.
من قال هذا من اهل العلم؟
وأعطني ـ ول سمحت ـ مثالا للحالة الاخيرة التي ذكرتها وهي أن يكون تكفي المجتمع على فعل أجمع العلماء أو اختلفوا في كونه مكفرا.
العلماء يجمعون على كون الفعل مكفرا ويقع فيه كل المجتمع!!!!
الشيخ " ابن باز " - رحمه الله - قد قال بكفر من أنكر رؤية الله - عز و جل - في الآخرة , و ذلك بعد لقاؤه مع " الخليلي " مفتي سلطنة عمان (الاباضي المذهب). كما أنه - رحمه الله - لا يعذر بالجهل في مسائل العقيدة , و هذا مبثوث في كتبه و رسائله - رحمه الله -. و لازم الكلام هو تكفير الاباضية الذين يشكلون نصف المجتمع العماني.
و قد حاولت العثور على نص الفتوى فلم يسعفني الوفت , و لكنني وجدت فتوى مشابهة للجنة الدائمة:
جاء في فتوى اللجنة الدائمة رقم 6935:
السؤال: هل تعتبر فرقة الإباضية من الفرق الضالة من فرق الخوارج وهل يجوز الصلاة خلفهم؟
جواب اللجنة:الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
فرقة الإباضية من الفرق الضالة لما فيهم من البغي والعدوان والخروج على عثمان بن عفان وعلي رضي الله عنهما، ولا تجوز الصلاة خلفهم.
وبالله التوفيق.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
و قد افتت اللجنة من قبل بعدم ترك الصلاة خلف أصحاب البدع غير المكفرة:
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (7/ 364) السؤال التالي:
هل تجوز الصلاة خلف الإمام المبتدع؟
جواب اللجنة:
من وجد إماما غير مبتدع فليصل وراءه دون المبتدع، ومن لم يجد سوى المبتدع نصحه عسى أن يتخلى عن بدعته، فإن لم يقبل وكانت بدعته شركية كمن يستغيث بالأموات أو يدعوهم من دون الله أو يذبح لهم فلا يصلى وراءه لأنه كافر وصلاته باطلة ولا يصح أن يجعل إماما وإن كانت بدعته غير مكفرة كالتلفظ بالنية صحت صلاته وصلاة من خلفه.
وبالله التوفيق.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
و هذا يدل على انهم يرون كفر الإباضية. و الإباضية يشكلون نصف المجتمع العماني.
هذا و الإباضية (محل التكفير هنا) هم من الخوارج قطعا , و اللجنة الدائمة - نحسبهم - من خير اهل السنة. فتأمل.
ثانيا: في تكفير عوام الرافضة خلاف مشهور بين أهل السنة. و يلزم أصحاب القول بكفرهم تكفير المجتمع الإيراني , في حين لا يكفره أصحاب القول الثاني.
ثالثا: ما قولك - أخي الحبيب - في من يذبح للقبور و يستغيث بها؟ مع العلم أنهم - للأسف الشديد - يعدون بالملايين في بلاد المسلمين. بل أنهم قد يشكلون السواد الأعظم في بعض المناطق الريفية.
رابعا: لا يستلزم من قولنا ان المجتمع الأمريكي - مثلا - كافر أن جميع أفراده كافرين , فهو يضم ملايين المسلمين. بل المقصود الغالب على أفراده.
تنبيه: لا أعني بما ذكرت الدفاع عن جماعة شكري مصطفى التي ورد ذكرها في الموضوع , بل أراهم من شر الفرق المنسوبة للإسلام. وإنما أردت مناقشة ما ذكره الأخ " فوزي زماري " من استبعاده وقوع غالبية أفراد مجتمع ما في فعل مكفر.
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 07:37]ـ
الله المستعان.
معنى كلامك أخي الكريم أنه قد يكفر مجتمعا بأكمله ويكون معه الحق ولا يكون خارجيا.
من قال هذا من اهل العلم؟
أخي المسائل العلمية لاتؤخذ بالعواطف فانتبه
نعم من الممكن أن يكفر مجتمع بأكمله اذا ظهر فيهم الكفر وانتفت عنهم موانعه فمجرد كونهم مجتمع كامل لايمنع من أن يكونوا كفار
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 07:51]ـ
الشيخ " ابن باز " - رحمه الله - قد قال بكفر من أنكر رؤية الله - عز و جل - في الآخرة , و ذلك بعد لقاؤه مع " الخليلي " مفتي سلطنة عمان (الاباضي المذهب). كما أنه - رحمه الله - لا يعذر بالجهل في مسائل العقيدة , و هذا مبثوث في كتبه و رسائله - رحمه الله -. و لازم الكلام هو تكفير الاباضية الذين يشكلون نصف المجتمع العماني.
.
[ COLOR="DarkRed"] يا أخي لا الشيخ بن باز و لا غيره من العلماء حجة في دين الله العبرة بالأدلة فالحق لايعرف بالرجال بل العكس فكون الشيخ بن باز لايعذر بالجهل في مسائل العقيدة فهذا ليس بحجة وللعلم فان الشيخ كان يكفر أتباع الطريقة التيجانية وهم 400 مليون مسلم - بحسب ما سمعت من الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق - أضف الى ذلك أن للشيخ فتوى شهيره يكفر فيها من يأخر ساعة التنبيه الى السابعة دون العذر بالجهل أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 07:54]ـ
وأعطني ـ ول سمحت ـ مثالا للحالة الاخيرة التي ذكرتها وهي أن يكون تكفي المجتمع على فعل أجمع العلماء أو اختلفوا في كونه مكفرا.
العلماء يجمعون على كون الفعل مكفرا ويقع فيه كل المجتمع!!!!
ياريت توضح مرادك لو تكرمت
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 07:58]ـ
إخواني
أنا لم أتكلم من منطلق العاطفة، كما أني لم أقصد الروافض أو غيرهم ممن في تكفيرهم خلاف.
مثلا لو سألتموني هل إيران بلاد كفر؟ أقول نعم.
لكن كلامنا كان عن المجتمعات الإسلامية السنية.
كما أتمنى من الأخ شرياس أن يأتيني بأهل العلم الذين قالوا بهذا الكلام ولا أظن في هذا الطلب خروجا من العلمية إلى العاطفية.
بخصوص مرادي من الجملة التي استشكلتها فهو أن تعطيني مثالا عن الحالة الأخيرة التي ذكرتها وهو أن يقع مجتمع بأكمله في أمر أجمع أو اختلف العلماء في كونه مكفرا.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:02]ـ
والمكفرات التي ذكرها الأخ ابن عبد الكريم لا تجعلنا نحكم على المجتمع مله بالكفر لأن أغلب المسلمين في هذه المجتمعات لا يأتون بهذه الكفريات.
بخصوص تكفير المجتمع أليس هذا ما عابه علمائنا على سيد قطب رحمه الله لما وصف المجتمعات بأنها جاهلية.
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:13]ـ
مسألة مهمة تحتاج للبحث
حتى نحصر المسألة هل الخارجي من اجتمعت فيه صفتان التكفير والخروج ام لا؟؟
أعتقد لو يراجع عقيدة الخوارج في أول ظهورهم لازال الإشكال
وجزاكم الله خير
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:24]ـ
إخواني
أنا لم أتكلم من منطلق العاطفة، كما أني لم أقصد الروافض أو غيرهم ممن في تكفيرهم خلاف.
مثلا لو سألتموني هل إيران بلاد كفر؟ أقول نعم.
لكن كلامنا كان عن المجتمعات الإسلامية السنية.
كما أتمنى من الأخ شرياس أن يأتيني بأهل العلم الذين قالوا بهذا الكلام ولا أظن في هذا الطلب خروجا من العلمية إلى العاطفية.
بخصوص مرادي من الجملة التي استشكلتها فهو أن تعطيني مثالا عن الحالة الأخيرة التي ذكرتها وهو أن يقع مجتمع بأكمله في أمر أجمع أو اختلف العلماء في كونه مكفرا.
هل تريد مجتمع بعينه مثل المجتمع المصري السوري البحريني أم تريد الكلام بشكل عام؟ حتى لايحصل لبس في الأمر ومن ثم أجيبك ان شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:27]ـ
والمكفرات التي ذكرها الأخ ابن عبد الكريم لا تجعلنا نحكم على المجتمع مله بالكفر لأن أغلب المسلمين في هذه المجتمعات لا يأتون بهذه الكفريات.
بخصوص تكفير المجتمع أليس هذا ما عابه علمائنا على سيد قطب رحمه الله لما وصف المجتمعات بأنها جاهلية.
سيد قطب يصيب ويخطىء دائما العبرة بالأدلة مع ملاحظة أن سيد ليس فقيها مجتهد بل هو أديب ومفكر
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:32]ـ
مسألة مهمة تحتاج للبحث
حتى نحصر المسألة هل الخارجي من اجتمعت فيه صفتان التكفير والخروج ام لا؟؟
أعتقد لو يراجع عقيدة الخوارج في أول ظهورهم لازال الإشكال
وجزاكم الله خير
التكفير حكم شرعي ثابت لعلك تقصد الغلو في التكفير و أما الخروج بحد ذاته فلا يدل على أن فاعله خارجي
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:37]ـ
ماهو تعريف الخوارج اخي الكريم؟؟
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:38]ـ
أنا لا أقصد مجتمعا بعينه لكني أقصد كل المجتمعات السنية ومن بينها تلك التي ذكرتها.
بخصوص سيد قطب رحمه الله فكلامك صحيح وأنا ما قلت غيره وسيد قطب أديب وليس عالما كما قال الشيخ الألباني لهذا وقع في تلك الأخطاء التي ردها عليه علمائنا.
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:42]ـ
ماهو تعريف الخوارج اخي الكريم؟؟
التعريفات يضعها أهل العلم وأنا لست منهم
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:49]ـ
الله يصلحك بس
ليه تتكلم طيب؟؟
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:50]ـ
أنا لا أقصد مجتمعا بعينه لكني أقصد كل المجتمعات السنية ومن بينها تلك التي ذكرتها.
.
الكفر المجمع عليه مثل الذبح لغير الله تعالى والمختلف عليه مثل ترك الصلاة تكاسلا فقد يظهر الأول في مجتمع ويظهر الثاني في مجتمع آخر
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:55]ـ
الله يصلحك بس
ليه تتكلم طيب؟؟
وهل أصدرت فتوى لاسمح الله!!! هل وضعت قواعد في الأصول؟؟؟ هل أطلقت تعريفات من عندي!!!!!!
الظاهر انك تسأل بصيغة لاتعرف دلالاتها لو قلت بماذا عرّف العلماء الخوارج لكان خير.
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:56]ـ
الْخَوَارِجِ) هُمْ جَمْعُ خَارِجَةٍ: أَيْ طَائِفَةٍ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِخُرُوجِهِمْ عَنْ الدِّينِ وَابْتِدَاعِهِمْ أَوْ خُرُوجِهِمْ عَنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ.
وَأَصْلُ بِدْعَتِهِمْ فِيمَا حَكَاهُ الرَّافِعِيُّ فِي الشَّرْحِ الْكَبِيرِ أَنَّهُمْ خَرَجُوا عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيْثُ اعْتَقَدُوا أَنَّهُ يَعْرِفُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ وَيَقْدِرُ عَلَيْهِمْ وَلَا يَقْتَصُّ مِنْهُمْ لِرِضَاهُ بِقَتْلِهِ أَوْ مُوَاطَأَتِهِ نيل الأوطار
السؤال المهم:- هل يلزم من إعتقادهم تكفير علي رضي الله عنه؟؟ بمعنى لايسمى الخارجي حتى يكفر علي بن ابي طالب؟؟
السؤال موجهه لأهل الإختصاص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 09:17]ـ
وهل يوجد مجتمع ينتشر فيه الذبح لغير الله تعالى لدرجة تكفير المجتمع؟
أما بخصوص تارك الصلاة فحتى المكفرون لا يقولون بالذي قلت به حسما أعلم وإن أخطأت صوبني.
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 09:28]ـ
وهل يوجد مجتمع ينتشر فيه الذبح لغير الله تعالى لدرجة تكفير المجتمع؟
أما بخصوص تارك الصلاة فحتى المكفرون لا يقولون بالذي قلت به حسما أعلم وإن أخطأت صوبني.
اذا كنت تقصد المجتمعات المسلمه فنعم هناك مجتمعات ينتشر فيها الذبح لغير الله تعالى ولكن كم النسبه هذا مالا أعلمه بمعنى أنني لاأستطيع أن أحدد مجتمع بعينه لأقول هذا المجتمع تبلغ نسبة الذبح لغير الله بين أفرادة الأغلبية مع ملاحظة أن الانتشار لايعني بالضرورة تحقق الأغلبية.
أخي أنا مع مذهب الشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب في عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلا ولكن ضربت لك ذلك كمثال فقط.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 09:57]ـ
الحكم على الشيء فرع عن تصوره
حددوا لنا من هم الخوارج
وحددوا لنا نواقض الاسلام التي تخرج من الملة
وحددوا شروط التكفير وموانعه
وبعدين يكون الكلام عن الفرعيات ..
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:33]ـ
قال اللالكائي في شرح السنة (2317) قال أبو العباس الأصم رحمه الله:
((طاف خارجيان بالبيت , فقال أحدهما لصاحبه:
لا يدخل الجنة من هذا الخلق غيري وغيرك.
فقال صاحبه:
جنةٌ عرضها كعرض السماء والأرض بنيت لي ولك؟!
فقال: نعم.
فقال: هي لك. وترك رأيه)).
====================
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية حفظه الله:
هولاء الذين يفجرون أنفسهم في بلاد الإسلام فيقتلون المسلمين هم أشد من الخوارج بل قد قاربوا القرامطة؟!!
أنظر المرفق
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:46]ـ
لاشك في عدم مشروعية التفجير في بلاد الإسلام
لكن لايعني أن مرتكبيها هم من الخوارج بل هم بغاة فأرجوا التنبه ...
طيب من يفجر مصالح الكفار هل هو فعل ذلك من باب أنه خارجي يكفر مرتكب الكبيرة ويقول بأصل من أصول الخوارج؟
واكرر لاتجوز تلك التفجيرات لأنها تؤدي إلى فتن ومشاكل تعرقل العمل الدعوي
لكن لابد أن ننتبه إلى أن جل تلك التخريبات من فبركة المخابرات لكي يضعوا الاسلاميين في موقف حرج
وماخبر تفجيرات الدار البيضاء عنا ببعيد ..
ولو تنبهتم لكلام الشيخ الفوازن لوجدتموه دقيق
قال "فيقتلون المسلمين"
والله اعلم ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:00]ـ
سيد قطب يصيب ويخطىء دائما العبرة بالأدلة مع ملاحظة أن سيد ليس فقيها مجتهد بل هو أديب ومفكر
لا يعني وصف المجتمع بالجاهلية التكفير، بل قد تكون الجاهلية في بعض الامور التي شابهوا فيها اهل الجاهلية.
و النبي عليه الصلاة والسلام وصف أبا ذر رضي الله عنه بأنه امرؤٌُ فيه جاهلية.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:21]ـ
نحن ما قلنا أنه قصد التكفير لكن حتى وصف المجتمع بالجاهلية يعاب عليه وقد عابه فعلا الكثير من الدعاة قما بالك بتكفير المجتمع؟
لهذا ضربت المثال بسيد قطب ووصفه للمجتمع بالجاهلية.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 06:24]ـ
يا أخواني والله لقد تشعبت بنا الطرق جدا وكل هذا بسبب عدم دراسة العقيدة وعدم الوقوف على فتاوي الأئمة إلا النذر اليسير وقد رايت كثيرا من الاخوة هداهم الله يتكلم فيما لا يحسنه فياتي بالعجائب والغرائب فهذه المسائل الكبيرة ليست مجالا للبحث لعقلي والذوقي.
يا إخواني الخوارج لهم علامات تميزهم عن باقي الفرق ومن هذه العلامات:
1 - التكفير بالكبيرة.
2 - تجويزهم الخروج على الحاكم (بشرط أن يكون الحاكم مسلما ولو كان ممن يحكمون بغير ما انزل الله فلا يكفر حتى تنطبق عليه شروط التكفير وتنتفي عنه موانعه أما إذا اتفق أهل العلم على تكفير الحاكم فهناك شروط أخرى ذكرها اهل العلم ليس هذا مجال ذكرها)
(ملحوظة: الخروج على الحاكم نوعان خروج فعلي ويكون بالسيف وما أشبه ذلك وخروج قولي ويكون بالكلام مثل المظاهرات على الحكام التي يفعلها الإخوان المسلمين).
وهذه اظهر العلامات
واذكر أن الشيخ سفر الحوالي كان في محاضرة للشيخ العثيمين فأرسل احد الطلبة سؤالا: هل سفر الحوالي من الخوارج؟
فأجاب الشيخ العثيمين: هل الشيخ سفر موجود فرد الشيخ سفر نعم.
فسأله الشيخ ابن عثيمين هل تكفر المسلمين بالكبيرة؟
فقال سفر أعوذ بالله
فقال الشيخ ابن عثيمين هل ترى جواز الخروج على الحاكم
فقال الشيخ سفر أعوذ بالله.
فقال الشيخ ما خلاصته ان هذه علامات الخوارج فاذا توفرت في شخص فهو من الخوارج.
الى اخر كلامه رحمه الله.
اما مسالة تنزيل هذه العلامات على الأفراد والجماعات والموجودة على الساحة فالحق أني وجدت اختلافا بين العلماء منهم من يشترط علامة واحدة مثل الشيخ ابن عثيمين والفوزان ومنهم منهم من يرى انه يقال فيه خروج كالشيخ الألباني يقول هذا فيه خروج وليس خارجيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 07:10]ـ
الحكم على الشيء فرع عن تصوره
حددوا لنا من هم الخوارج
..
للعلماء أقوال عديدة في الخوارج والذي أدين الله به هو أن من وافق الخوارج في أصولهم فهو منهم وأصول الخوارج كما ذكرها العلماء هي كالتالي:
1 - التكفير بغير مكفر سواء كان كبيرة أو صغيرة أو مكروه أو مباح.
2 - تكفير عموم المسلمين وحصر الاسلام في جماعة بعينها ومن لم يكن منها فهو عندهم كافر.
3 - الخروج على الخليفة بناء على اعتقاد عدم جواز وجود حاكم للمسلمين لان هذا ينافي توحيد الحاكمية.
4 - انكار حجيّة السنة ووجوب العمل بها.
أما ما يروجه البعض من أن مجرد الخروج على الحاكم هو من أصول الخوارج فهذا باطل لا يصح فالمعروف أن الخوارج انما خرجوا على علي رضي الله عنه لاعتقادهم بعدم جواز وجود حاكم للمسلمين وقالوا قولتهم الشهيرة ((حكمتم الرجال لا حكم الا لله)).
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 07:37]ـ
لا يعني وصف المجتمع بالجاهلية التكفير، بل قد تكون الجاهلية في بعض الامور التي شابهوا فيها اهل الجاهلية.
و النبي عليه الصلاة والسلام وصف أبا ذر رضي الله عنه بأنه امرؤٌُ فيه جاهلية.
لا نكون ملكيين أكثر من الملك!!! سيد قطب نفسه عرّف مراده ومقصوده من ((المجتمع الجاهلي)) وهو المجتمع الغير مسلم ويمكنك مراجعة كتاب سيد قطب ((معالم في الطريق)) فصل ((لااله الا الله , منهج حياة)) فقد صرح سيد قطب بذلك تصريحا.
لفظ ((فيه جاهلية)) يختلف عن ((الجاهلية)) لان الذي أعرفه هو أن ال التعريف من صيغ العموم فهي استغراق اللفظ لجميع معانيه.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 01:25]ـ
لا نكون ملكيين أكثر من الملك!!! سيد قطب نفسه عرّف مراده ومقصوده من ((المجتمع الجاهلي)) وهو المجتمع الغير مسلم ويمكنك مراجعة كتاب سيد قطب ((معالم في الطريق)) فصل ((لااله الا الله , منهج حياة)) فقد صرح سيد قطب بذلك تصريحا.
لفظ ((فيه جاهلية)) يختلف عن ((الجاهلية)) لان الذي أعرفه هو أن ال التعريف من صيغ العموم فهي استغراق اللفظ لجميع معانيه.
و يمكنك مراجعة باقي الكتاب المذكور، مع سائر كتب سيد قطب رحمه الله، و كذلك الكتاب الفذ للأستاذ محمد قطب "جاهلية القرن العشرين" لتعلم أنه لم يكُن ينزع الى تكفير المجتمع، وان كان يذهب ـ كغيره ـ الى تكفير الانظمة التي تحكم بغير ما أنزل الله.
أمَّا مجرد اجتزاء العبارات عن وسطها التعبيري فينبغي الابتعاد عنه.
----------------
ثم ينبغي لنا ملاحظة أن الرجل أديبٌ لا عالم، فليس من الانصاف أن تكون معايير النقد التي نستخدمها في دراسة تراثه الأدبي كمعايير النقد للمتون و الشروح العلمية، ينبغي أن نفرق.
هدانا الله جميعا الى العدل و الانصاف.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 01:33]ـ
و هذا جواب للشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله لمن سأل عن أحوال سيد قطب رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله:
كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله، فهذا ينزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك؟
الجواب:الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتفقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة؟ ومن المستفيد من إسقاطه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.
فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين.
وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا} فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب (إن الحكم إلا لله) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات.
وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.
والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما} فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن (لا إله إلا الله)، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله.
وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام (سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا: أنت تعتقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا: الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله.
وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي
16/ 5/1421هـ
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 04:41]ـ
و يمكنك مراجعة باقي الكتاب المذكور، مع سائر كتب سيد قطب رحمه الله، و كذلك الكتاب الفذ للأستاذ محمد قطب "جاهلية القرن العشرين" لتعلم أنه لم يكُن ينزع الى تكفير المجتمع، وان كان يذهب ـ كغيره ـ الى تكفير الانظمة التي تحكم بغير ما أنزل الله.
أمَّا مجرد اجتزاء العبارات عن وسطها التعبيري فينبغي الابتعاد عنه.
----------------
أحلتك على فصل من الكتاب وذكرت لك عنوان الفصل فأحلتني الى الكتاب برمته بل ومعه مجموعة كتب كامله!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 04:46]ـ
الشيخ حمود العقلاء هو الآخر يأخذ من قوله ويرد ويصيب ويخطىء
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 07:40]ـ
أخي شرياس لاتكابر بارك الله فيك ولاتحمل كلام سيد قطب مالايحتمل
وفي كلام الكثير من المعاصرين مايجعلنا أيضا نتهمهم بالكفير لو سرنا على طريقتك بارك الله فيك,,,فلابد من استحضار سيرة الرجل ومنهجه قبل اتهامه
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 07:40]ـ
الشيخ حمود العقلاء هو الآخر يأخذ من قوله ويرد ويصيب ويخطىء
وشرياس هو الاخر يؤخذ من قوله ويرد ويصيب ويخطئ
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 08:29]ـ
أخي شرياس لاتكابر بارك الله فيك ولاتحمل كلام سيد قطب مالايحتمل وفي كلام الكثير من المعاصرين مايجعلنا أيضا نتهمهم بالكفير لو سرنا على طريقتك بارك الله فيك,,,فلابد من استحضار سيرة الرجل ومنهجه قبل اتهامه
لم أكابر يا أخي بارك الله فيك أن فقط طلبت الدليل القاطع من نصوص سيد قطب على أن المجتمع الجاهلي عند سيد ليس هو المجتمع ((الغير مسلم)) علما أن سيد نفسه صرح بأن المجتمع الجاهلي هو المجتمع ((الغير مسلم)) ويا حبذا لو تذكر لي بعض من هؤلاء المعاصرين.
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 08:31]ـ
وشرياس هو الاخر يؤخذ من قوله ويرد ويصيب ويخطئ
صدقت مع ملاحظة أنني مقلد ولست مجتهد
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 09:57]ـ
صدقت مع ملاحظة أنني مقلد ولست مجتهد
طيب أخي ألا يسعك كلام أهل العلم فيه كالعلامة الجبرين والعلامة حمود بن عقلاء وغيرهما؟!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 12:34]ـ
أحلتك على فصل من الكتاب وذكرت لك عنوان الفصل فأحلتني الى الكتاب برمته بل ومعه مجموعة كتب كامله!!!!!!!
نعم ..
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 01:54]ـ
الله يصلحكم
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 01:54]ـ
طيب أخي ألا يسعك كلام أهل العلم فيه كالعلامة الجبرين والعلامة حمود بن عقلاء وغيرهما؟!
كلام أهل العلم اذا وافق الدليل آخذ به واذا عارض الدليل أرده
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 02:04]ـ
نعم ..
طيب يا أخ مبارك أنا حددت لك الموضع الذي عرّف فيه سيد قطب (المجتمع الجاهلي) فأين هو الموضع الذي تثبت من خلاله أن مراد سيد قطب - بالجاهلية والجاهلي - خلاف ماذكرت لك؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:21]ـ
طيب يا أخ مبارك أنا حددت لك الموضع الذي عرّف فيه سيد قطب (المجتمع الجاهلي) فأين هو الموضع الذي تثبت من خلاله أن مراد سيد قطب - بالجاهلية والجاهلي - خلاف ماذكرت لك؟
الباقي.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:27]ـ
مفتى المملكة السعودية يشيد بسيد قطب ومؤلفاته
موقع القلم - 7/ 11/ 2005
http://www.almanara.org/images/newp/pic01.jpg
يأتي هذا التصريح من سماحة الشيخ عبد العزيز قاطعا للجدل الدائر حول كتاب " في ظلال القرآن " لاسيما وأنه صادر
من أعلى مرجعية للفتوى في المملكة في وقت تشتد فيه الحملة على سيد قطب من قبل الكثير من التيارات الفكرية المعاصرة ... "
أشاد سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة بكتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب رحمه الله وذلك في أحد دروسه التي ألقاها مؤخرا.
ومما ذكره عن كتاب " في ظلال القرآن " أنه كتاب نافع كتبه مؤلفه ليجعل من القرآن نظام حياة وهو ليس تفسيرا بالمعنى الحرفي إلا أنه استخرج من القرآن الكثير مما يحتاج إليه المسلم.
وذكر سماحته أن هناك من شنع على بعض العبارات التي وردت في كتاب الظلال إلا أن هذه الأخطاء سببها علو كلام سيد وسمو أسلوبه فوق أسلوب القارئ وهذا ما لم يفهمه بعض من انتقدوه ولو أنهم أعادوا النظر وكرروا القراءة لتبين لهم خطأهم وصواب سيد قطب.
وأشار إلى أن سيد قطب كان له توجهات مخالفة للإسلام إلا أنه تاب منها وعاد إلى الصواب وانصرف إلى الكتابة في القرآن الكريم وقد وقعت له أخطاء في بعض كتبه القديمة أعلن تراجعه عنها فيما بعد كما وقع له في الظلال بعض الأخطاء التي سببها له قلة علمه الشرعي.
ودعا في كلمته إلى وجوب إحسان الظن بالناس وحمل كلامهم على أحسن المحامل كما أوصى طلبة العلم بقراءة كتاب الظلال والاستفادة مما فيه ونبه في كلامه إلى أن سيد قطب قتل شهيدا.
وأصدر حكم الإعدام على سيد قطب الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر بعد أن رفض سيد كتابة اعتذار أو طلب العفو منه وقد كانت هناك جهود كثيرة لرفع حكم الإعدام عن سيد والشفاعة في إطلاق سراحه منها محاولات قام بها الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله إلى أنها باءت بالفشل.
ويعتبر سيد قطب رحمه الله وكتابه " في ظلال القرآن " أحد القضايا المحورية التي تدور عليها صراعات فكرية معاصرة وقد انقسم الناس في سيد قطب وكتاباته إلى مذاهب عديدة كان أحظاها بالصواب هو تقرير ما في كتبه من الأخطاء وهي قليلة مع الاعتذار له والإشادة بجهوده في خدمة الإسلام وتأصيل قضايا الدعوة والحكم بالشريعة.
ويأتي هذا التصريح من سماحة الشيخ عبد العزيز قاطعا للجدل الدائر حول كتاب " في ظلال القرآن " لاسيما وأنه صادر من أعلى مرجعية للفتوى في المملكة في وقت تشتد فيه الحملة على سيد قطب من قبل الكثير من التيارات الفكرية المعاصرة فمنهم من يحمله جميع أسباب العنف الموجود في العالم الإسلامي وأن كتبه رافد رئيس من روافد الغلو والعنف في العالم الإسلامي ومنهم من يرى أنه من الكفار المرتدين.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤلفات سيد قطب والكثير من مؤلفات أخيه محمد قطب ممنوعة من التداول في العديد من الدول العربية بما فيها المملكة العربية السعودية.
استمع الى ما قاله الشيخ
الأول
http://www.almanaralink.com/files/shr3i/155_1.ram
الثاني
http://www.almanaralink.com/files/shr3i/154_2.ram
منقول من موقع مؤسسة المنارة للأعلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:36]ـ
قال الشيخ محمد المجذوب ـ رحمه الله ـ:
(عندما أصدرت محكمة البغي قرارها بإعدام سيد قطب وإخوانه اعترى الشيخ ما يعتري كل مؤمن من الغم في مثل هذه النازلة التي لا تستهدف حياة البرآء المحكومين بقدر ما تستهدف الإضعاف من منزلة الإسلام نفسه. وكلفني الشيخ " أي الشيخ عبدالعزيز بن باز" يومئذ صياغة البرقية المناسبة لهذا الموقف فكتبتها بقلم يقطر نارا وكراهية وغيره وجئته بها وملئي اليقين بأنه سيدخل على لهجتها من التعديل ما يجعلها أقرب إلى لغة المسؤولين منها إلى لغة المنذرين ولكنه حطم كل توقعاتي حين أقرها جميعا ولم يكتف حتى أضاف إليها قوله تعالى في سورة النساء: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " وأرسلت البرقية التي كانت ـ فيما أظن ـ الوحيدة من أنحاء العالم الإسلامي بهذه المناسبة، بما تحمله من عبارات أشد على الطغاة من لذع السياط وكان جمال عبد الناصر وقتها حديث الناس ورأس العروبة)
الرابط: www.ibenbaz.org/home/index.php?option=com_*******&task=view&id=22&Itemid=41 - 78k -
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:45]ـ
الباقي.
أثبت لك أن سيد يقصد بالمجتمع الجاهلي المجتمع (الغير مسلم) بتصريح سيد نفسه وأنت تريد مني قرآءة كل كتب سيد قطب حتى أجد كلمة يتراجع فيها تصريحه المذكور!!!
وجهة نظر موقع ((اسلام أون لاين نت)) وهو موقع اخواني بالمناسبة
((هل يكفر سيد قطب مسلمي اليوم))
http://www.islamonlin.net/arabic/contemporary/200article.shtml/05/4
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:56]ـ
يا أخ محمد المبارك لافائدة من تلك النقولات التي تضعها فموضوع النقاش هو ((تكفير سيد قطب للمجتمع)) وكل ما أوردت لاينفي عنه ذلك يعني حتى تستطيع نفي ذلك أعطنا الدليل من كتب سيد نفسه وللعلم لو قال أحد من العلماء أن سيد قطب لايكفر المجتمع ولم يأتي بدليل فلا عبرة بقوله هذا.
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 05:40]ـ
فقرة مختارة بالنص من موضوع ((هل يكفر سيد قطب مسلمي اليوم))
يورد الشيخ يوسف القرضاوي - حفظه الله تعالى - هنا نصوصا من كتب سيد قطب (" في ظلال القرآن" , و" معالم في الطريق" , و"العدالة الاجتماعية في الاسلام") تحمل تكفير مسلمي اليوم بشكل صريح وواضح لا يدع مجالا للشك , ويبيّن خطأها بايجاز في مواضع , ويسكت معتمدا على "فطرة "المسلم في مواضع أخرى.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 05:52]ـ
??????
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 10:19]ـ
ينبغي لنا ملاحظة أن الرجل أديبٌ لا عالم،. [/ size][/color]
الأديب إذا تكلم في دين الله بغير علم لا فرق بينه وبين الجاهل.
وسيد قطب جاهل بالعلوم الشرعية كما قال أهل العلم.
بل أن الجاهل جهلا بسيطا ربما يُعذر عند الله بما لا يُعذر به الجاهل المركب من أمثال سيد قطب عفا الله عنه جهله.
فأتقوا الله ولا تغشوا المسلمين
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 11:52]ـ
.
وسيد قطب جاهل بالعلوم الشرعية كما قال أهل العلم.
سيد قطب الذي تتكلم عنه استفاد منه الشيخ الألباني في كتابه مختصر العلو للذهبي ووصفه بالكاتب الاسلامي الكبير أو كما قال رحمه الله وقال أن كتابه معالم في الطريق عقيدة سلفية بروح عصرية
فهل كان الشيخ الألباني مخطئا لما استدل بمن تصفه بالجهل المركب؟
ومن من أهل العلم المعتبرين المنصفين وصفوا سيد قطب بالجهل المركب كما وصمته أنت
ولاتأتني بكلام الطائفة المدخلية الهوجاء والجامية الشوهاء فقد أشربت قلوبهم الظلم والبغي ...
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:26]ـ
سئل الشيخ الألباني رحمه الله هذا السؤال:
هل جماعة جهيمان التي قتلت في المسجد الحرام المكي خوارج أو بغاة.؟
خلاصة جواب الشيخ
قال: " لا شك أنهم ليسوا بخوارج"
ثم ذكر الشيخ تفاصيل جيدة في معرفة الخوارج.
سلسلة الهدى والنور-212
في الدقيقة / (00:04:15)
http://www.alathar.net/esound/index.php?page=shbovi&shid=1&bo= سلسلة%20الهدى%20والنور& from=160
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:51]ـ
سئل الشيخ الألباني رحمه الله هذا السؤال:
هل جماعة جهيمان التي قتلت في المسجد الحرام المكي خوارج أو بغاة.؟
خلاصة جواب الشيخ
قال: " لا شك أنهم ليسوا بخوارج"
ثم ذكر الشيخ تفاصيل جيدة في معرفة الخوارج.
سلسلة الهدى والنور-212
في الدقيقة / (00:04:15)
http://www.alathar.net/esound/index.php?page=shbovi&shid=1&bo= سلسلة%20الهدى%20والنور& from=160
كذلك الشيخ مقبل بن هادي رحمه الله يقول بهذا
وقال أنهم ليسوا خوارج بل والله قرات كلاما في الثناء عليهم وأنهم أخطئو في فعلهم هذا وكانوا متأولين وكان ينبغي أن يحاكموا من لدن العلماء وليس من لدن الحكومة أوكما قال رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:49]ـ
سيد قطب الذي تتكلم عنه استفاد منه الشيخ الألباني في كتابه مختصر العلو للذهبي ووصفه بالكاتب الاسلامي الكبير أو كما قال رحمه الله وقال أن كتابه معالم في الطريق عقيدة سلفية بروح عصرية
فهل كان الشيخ الألباني مخطئا لما استدل بمن تصفه بالجهل المركب؟
ومن من أهل العلم المعتبرين المنصفين وصفوا سيد قطب بالجهل المركب كما وصمته أنت
ولاتأتني بكلام الطائفة المدخلية الهوجاء والجامية الشوهاء فقد أشربت قلوبهم الظلم والبغي ...
بارك الله فيك أخي امام الاندلس و أرجو ان تكون داخلا في عموم قول النبي صلوات الله وسلامه عليه {من ذب عن عرض أخيه المسلم ذب الله عنه النار يوم القيامة}.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 02:21]ـ
بارك الله فيك أخي امام الاندلس و أرجو ان تكون داخلا في عموم قول النبي صلوات الله وسلامه عليه {من ذب عن عرض أخيه المسلم ذب الله عنه النار يوم القيامة}.
وفيك بارك أخي الحبيب
ووالله إن القلب ليحزن حينما نرى اخواننا السلفيين يتركون أعداء الأمة ويتكلمون في كبار رجالات الاسلام ظلما وبغيا سلم منا اليهود والنصارى والمرتدون ولم يسلم منا اخواننا(/)
طلب: شريط (الحوالي الذي روع أمريكا) للشيخ سعد البريك
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 01:37]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل هذا الشريط موجود على الشبكة؟
و بارك الله فيكم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 04:24]ـ
للرفع ,,
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:13]ـ
ماهو عنوان المحاضرة
هل هو لماذا نستدعي أمريكا؟
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:19]ـ
لا عنوان الشريط هو كما ذكرت (الحوالي الذي روع أمريكا)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:37]ـ
المحاضرة على هذا للشيخ سعد البريك وليست للشيخ سفرلحوالي
ـ[طرف]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 02:25]ـ
من يأتي بالشريط؟!!!
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 07:50]ـ
عنوان الشريط فيه مبالغة .. هل يوافق سعد البريك عليه حالياً؟ .. خاصةً وأن خطابه تغير كثيراً .. ومشكلة الدعاة قديماً أنهم دغدغوا عواطف الشباب ولما انتقل الشباب إلى مرحلة العمل تبرأوا منهم مع الأسف الشديد ..
ـ[البارع]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 09:10]ـ
عنوان الشريط فيه مبالغة .. هل يوافق سعد البريك عليه حالياً؟ .. خاصةً وأن خطابه تغير كثيراً .. ومشكلة الدعاة قديماً أنهم دغدغوا عواطف الشباب ولما انتقل الشباب إلى مرحلة العمل تبرأوا منهم مع الأسف الشديد ..
أنا أشهد
صدقت أخي هذا واقع الحال مع حبنا لمشائخنا
لكن هذه هي الحقيقة
لقد دغدغ الدعاة (الشباب) حتى صار ما صار
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 09:15]ـ
الشيخ سفر بقي على مبدئه .. ولا ينسحب عليه الزعم المذكور .. ونشهد الله على ذلك
ومازالت كتبه ممنوعة إلى يوم الناس هذا .. حتى لو ألف في الحيض
وتغير فئام منهم بله انتكاستهم لا يعني التعميم
وأما الزعم بأن العنوان فيه مبالغة .. فإني أعذرك إذ لم تعرف تداعيات كلامه
لدرجة أن بعض راسمي الاستراتيجيات الأمريكية والخطط المستقبلية كتوماس فريدمان
حذروا منه بالاسم صراحة ..
وهو لم يزل على عهده لم يتزحزح .. يعرف هذا من له أدنى معرفة بالشيخ ..
ومحاولة الدندنة على أن مثل سفر خاصة تغير أو ناصر العمر ونحوهما .. محاولة فاشلة للتثبيط .. وبث روح الانهزامية بطريق غير مباشر
فإذا رجع هؤلاء القهقرى.,فمن يثبت؟!
والله المستعان
ـ[أبو جوري الحربي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:05]ـ
أخي الكريم الشيخ سفر مريض ولا ناقل لاخباره بينما بعض المشائخ هداهم الله تغير خطابهم وتغير معهم كثير من الملتزمين مما جعلنا في حيرة لا نعرف اين نتجه وكيف نسير ....
ويظهر لنا الان من يتكلم فيما سبق مما ادركناه وما لم ندركه لينتقد ويبين ...
لدي رجاء ممن عاش الفترة السابقة ان يسجلها لنا لكي نعرفها ونعلم ما الذي جري ... ارجو ان ينهض من عاش تلك الفترة ليسجل لنا تاريخ نقراه محتسبا الاجر من الله ... ارجو ان نري صدي له الدعوة
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:25]ـ
مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران: 179](/)
نشر النصرانية بالسيف. للدكتورجعفر شيخ إدريس
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 04:30]ـ
نشر النصرانية بالسيف
يقول فضيلة الشيخ. د. جعفر شيخ إدريس حفظه الله
؛في مقال له ننقل منه بتصرف
هذه الحقائق:
1ـ أن الاستعمار الأوروبي للعالم ولا سيما العالم الإسلامي كانت له دوافع أو مسوغات دينية، بل كانت هنالك روابط قوية بين التوسع الإمبراطوري وبين الدعاة الدينيين "انظر إلى المبشرين الذين صارت أسماؤهم رموزًا للاستعمار: (ديفيد لفنجستون) المستكشف، (الجنرال غردون) الذي ذُبح في الخرطوم، والجنرال هنري هيفلوك" (ص. 255).
2ـ ينقل الكاتب عن المؤرخ آرثر ماروك قوله: "إن كبار رجال الكنيسة أقدموا بحماس على (الحرب المقدسة) " وقوله: نقلاً عن قسيس كاتدرائية سنت جايلز بأدنبرة قوله: "إن الكنيسة قد صارت إلى حد مؤسف أداة في يد الدولة، وأنه في كثير من المنابر الكنسية كان الواعظ قد تقمص مهمة الرقيب العسكري المكلف بالتجنيد، وأن العلم البريطاني ارتفع على كل أماكن العبادة في طول البلاد وعرضها". (ص255).
3ـ أما الدوافع الدينية لبوش وجماعته في سياستهم الخارجية بل والداخلية فأمر لا شك فيه كما يبين الكاتب. فهو يقول إنه ثبت عن بوش قوله: "أعتقد أن الله يتكلم بوساطتي، ولولا ذلك لما استطعت أن أؤدي مهمتي". وينقل عن (توم دي لاي) قوله: "إن الله يستعملني دائمًا وفي كل مكان للدفاع عن نظرة الكتاب المقدس العالمية في كل ما أفعل وحيثما كنت. إنه هو الذي يدربني".
4ـ قبيل الهجوم الأمريكي على العراق في عام 2003 كتبت مجلة نيوزويك مقالاً عن رحلة بوش من العربدة إلى التدين، ذكرت فيه أن الرئيس ينغمس كل صباح في قراءة مواعظ تبشيرية للواعظ الأسكتلندي المتجول أوزولد شيمبرز الذي كان قد قضى أيامه الأخيرة في وعظ الجنود الأستراليين والنيوزيلنديين الذين كانوا قد حشدوا في مصر في عام 1917 تمهيدًا لغزو فلسطين والاستيلاء على القدس في يوم عيد الميلاد.
5ـ بعد عام من استيلاء الجيش الأمريكي على بغداد كانت هنالك ثلاثون منظمة تبشيرية، كما وجدت جريدة لوس أنجلس تايمز في استطلاع لها أخبرها فيه المدير الإداري لرابطة المبشرين القومية: "أن العراق سيكون المركز الذي تنتشر منه رسالة المسيح عيسى إلى إيران وليبيا وكل مكان في الشرق الأوسط". وقال مسؤول في منظمة أخرى: إن الأحوال في العراق: "حرب من أجل الأرواح". ولهذا فإنه في غضون سنتين انطلقت سبع منظمات تبشيرية في بغداد وحدها.
أقول: إن ما يحدث في العراق هو ديدن الحركة الإمبريالية منذ بداياتها، إن قواتها تكون دائمًا هي الحامية للمنظمات التبشيرية. حدث هذا في السودان حين انتشرت المنظمات التبشيرية في الجنوب وكان من نتائج ذلك ما كان، وهي تنتشر الآن في دارفور.
وأقول: إذا لم يكن كل هذا نشرًا للمسيحية بالسيف؛ فلست أدري ما معنى النشر بالسيف؟ لقد كنا نقلل من أهمية الدافع الديني في السياسة الخارجية الغربية، ونعتقد أن الأمر كما يظهر إنما هو مطامع اقتصادية ونزوات سياسية، لكن عزاءنا أنه هكذا كان يظن كثير من علماء السياسة ومنظروها من الغربيين أنفسهم كما يقول صاحب هذا الكتاب، حتى كان غلو بوش هو الذي نبههم إلى أن الأمر ليس كما كانوا يظنون، وأنه إذا كان بوش قد غلا في الأمر، فإنه ليس أول من بدأه، وإنما هو شيء درجت عليه السياسة الغربية ولا سيما فيما يتعلق بالعالم الإسلامي.
فماذا بعد أن انتبهنا وعرفنا الحقيقة؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:09]ـ
خير وسيلة للدفاع الهجوم
أحسنت أخي أبا محمد على الفائدة
ووفق الشيخ جعفر لكل خير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 06:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الجندى]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 06:43]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 06:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 10:34]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل محمد زياد التكلة
شكرا لك ... بارك الله فيك(/)
مرجع شيعي لبناني: الحرس الثوري الإيراني ينفذ مخططات توسعية (شهادة مهمة من شيعي)!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 06:44]ـ
مرجع شيعي لبناني: الحرس الثوري الإيراني ينفذ مخططات توسعية
مفكرة الإسلام: هاجم مرجع شيعي لبناني ميليشيا الحرس الثوري الإيراني ووصفه بأنه "تنظيم إرهابي" ينفذ مخططات إيران التوسعية في المنطقة.
وأشار الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني خلال مقابلة صحفية أجريت معه مؤخرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني تم تشكيله من أجل تصدير "الإرهاب".
وقال: " إن الحرس الثوري الإيراني تأسس في الأصل على أساس تصدير الفكر الإرهابي وتصدير التطرف, والتعصب في المنطقة، معتبرا أن الثورة الإسلامية بإيران قامت على إرهاب المواطنين".
وأضاف الحسيني: إن "الشعب الإيراني يعاني أشد المعاناة من هذه الطغمة الحاكمة في نظام الملالي الإيراني , الذين يدعون الحكم بالإسلام وهم بعيدون كل البعد عنه , بل مشوهين للدين الإسلامي السمح, فقد استولوا على السلطة بعد أن أرعبوا قلوب الملايين من الشعب وقتل من قتل, وأعدم من أعدم , ولم تسلم من الإعدامات النساء الحوامل , بل لم يسلم حتى الأطفال ثم بدأ هذا النظام بنشر فكر الموت وثقافة الموت من إيران إلى كل العالم , حيث أصبح الإيمان بولاية الفقيه من أصول الدين وهذا يعتبر تحؤيفا بالدين".
وتابع الحسيني -بحسب موقع "عراقنا"-: " إن النظام الإيراني بأسره هو نظام إرهابي , هو نظام ينادي بقتلنا جميعا سنة وشيعة مسلمين و غير مسلمين وكل من لايؤمن بولاية الفقيه, هذا النظام يدعو عليه ومن بعد الصلاة بالموت له حيث يقولون الموت لأعداء ولاية الفقيه, مؤكدا أن هذا يعتبر إرهابا فكريا".
وعن الحرس الثوري زاد الحسيني: " إن يد الإرهاب للحرس الثوري المتمثل بـ (فيلق قدس) طالت شعبنا في العراق وطالت شعبنا في لبنان , وأخيرا مع هذه اليد الإرهابية امتدت لي أنا شخصيا لقتلي وإرهابي وترويعي؛ لأنني فقط أقول الحق ولأنني فقط شيعي عربي موالي .. ".
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=54577(/)
تأكيد مناط التكفير بالموالاة العملية
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 11:43]ـ
تأكيد مناط التكفير بالموالاة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد
فقد نشر الشيخ / عبد الله القرني بحثه في تحرير مناط الكفر بموالاة الكفار , واختلفت المواقف حوله بين مؤيد ومعارض , واختلفت أساليب كل منهما في إبداء الموافقة أو المعارضة.
وكان من المعارضين لذلك البحث الأخ / الموحد , ولقد كانت مناقشته علمية هادئة هادفة , ظاهر منها قصد الحق والتباحث العلمي , فهي تستحق أن تحترم وتقدر.
فأنا في الحقيقة أحييه على النفس العلمي الجميل , وأتمنى من كتابنا في الشبكة وفي الصحف وغيرها أن ينتهجوا هذا النهج الجميل , حتى ترتقي بحوثنا العلمية , ونصل فيها إلى الحق المنشود.
ومع هذا كله فلست من الموافقين له فيما قال وكتب , وحتى أبدي ما أخالف الأخ فيه لا بد من تحرير أفكاره التي طرحها , فإنه لم يرتبها , وهي في تصوري كما يلي:
1 - خطأ منهجي في كتابة البحث.
2 - حصر الموالاة في القلب مخالف لأصل أهل السنة في ارتباط الظاهر بالباطن.
3 - حصر معنى الموالاة في القلب مخالف للغة واستعمالات الشرع.
4 - مخالفة الإجماع.
5 - مخالفة لنصوص صريحة.
وقبل الوقوف مع هذه الأفكار لا بد من التذكير بمحل البحث في هذه المسألة , وتحريره هو أن يقال: إن موالاة الكفار لا تخلو من حالين:
الأول: إما أن تكون من أجل محبتهم لدينهم , فهذه كفر بالإجماع من الفريقين.
الثاني: وإما أن تكون بمجرد الموالاة العملية , وأما القلب فهو مبغض لكفرهم ولدينهم. هذه الصورة هي محل البحث والنقاش.
فمحل البحث إذن في تحرير مناط التكفير بالموالاة , لا في يبان ما يدخل في مسمى الموالاة , وهذا التنبيه له أهمية سيأتي بيانها.
القضية الأولى
دعوى الوقوع في خطأ منهجي في البحث وهو عدم ذكر القول المخالف في المسألة.
والتعليق على ما ذُكر من وجوه:
1 - هذه الدعوى غريبة من الأخ الموحد وهو يعلم أن الباحثين يختلفون في طرائق بحثهم للمسائل فمنهم من يعرض لكل ما يتعلق بالمسألة من أقوال وأدلة , ومنهم من يعرض لقول واحد منها , فليس كل من كتب بحثا علميا يلزمه أن يذكر كل ما قيل في المسألة , وهذا أمر بدهي , فالأئمة الذين كتبوا في الفقه أو الأصول أو غيرها لم يلتزموا أن يذكروا كل الأقوال في المسألة المبحوثة , ولم يعبهم أحد في صنيعهم هذا , فالاقتصار على قول واحد في بحث المسألة , وبيان أدلته طريقة من طرق التأليف الصحيحة.
نعم يكون هذا الصنيع معيبا إذا التزم في أول البحث أن يذكر كل الأقوال , ثم لم يذكرها , أو ادعى الإجماع على قوله , وهو ليس كذلك , والشيخ القرني لم يلتزم أن يذكر كل الأقوال , ولم يدعي الإجماع على قوله , فما وجه العيب إذن في فعله , وإذا كان لا بد أن يعاب القرني في طريقة بحثه فليتوجه العيب إذن إلى كل الأئمة ممن لم يذكر ما يخالف قوله في المسألة التي بحثها , وهم كثير.
2 - أن يقال: إن القرني لم يغفل ذكر ما يتعلق بالقول الآخر تماما , بل قد ناقش أدلته في مواطن من البحث , فقد ناقش الاستدلال بقوله تعالى:" ومن يتولهم منكم فإنه منهم " على التكفير بالموالاة , وبين عدم صحة الاستدلال بها , وكذلك عرض له في مواطن أخرى من البحث.
القضية الثاني
وهي أن حصر الموالاة في القلب مخالف لأصل أهل السنة في ارتباط الظاهر بالباطن.
فقد ذكر الأخ الموحد أن الشيخ القرني بنى بحثه على أن الموالاة والمعاداة أصلها في القلب , وأما ما يظهر منها على الجوارح فهو من كمالاتها.
وذكر أن هذا مخالف لأصل أهل السنة في مسألة ارتباط الظاهر بالباطن , وبيان ذلك: أن كل باطن لا بد له من ظاهر يدل عليه وكل ظاهر لا بد له من باطن يستلزمه , وفي هذا يقول:" فالشيخ هنا وفقه الله ذكر لنا جميع الأعمال الظاهرة التي تنافي كمال الولاء والبراء الباطن وتنقص من أصل البراءة من الكفار ولا تنافي أصلها أو تنقضها، وجعل منها نصرة الكفار ومظاهرتهم وتوقيرهم وإكرامهم وتقديمهم ... إلخ
ولم يذكر الشيخ وفقه الله ما ينافي أصل البراءة من الأعمال الظاهرة!!!
فإذا كان الولاء والبراء له أصل وكمال في الباطن فلابد لهذا الباطن أن يستلزم أمرا ظاهرا بالضرورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا ذكر الشيخ ما ينافي كمال الولاء فنحن نطالبه بما ينافي أصله في الظاهر ...
وإلا فإن الله لا يعلق أحكاما على أمور باطنه، ولا يمكن أن يقال إن أصل الدين أو ركنا فيه لا يستلزم أمرا ظاهرا قط أو لا ينافيه شيء في الظاهر قط ... "
وكذلك وضح هذه الفكرة بمسألة العبادة وكونها مشتملة على الخضوع وأعمال ظاهرة.
والجواب على ما سبق يقال فيه:
إن الأخ الموحد خلط بين الكلام على في حقيقة الإيمان باعتباره مركبا من جملة أعمال ظاهرة وباطنه , وبين الكلام في كل فرد فرد من أعمال الإيمان باعتباره وحده , فظن أن كل ما ينطبق على الأيمان في حالته الأولى ينطبق على كل فرد من أفراده مستقلا.
والحقيقة أن الأمر ليس كذلك , وبيانه:أن من المعلوم أن الإيمان لا بد فيه من الظاهر والباطن , فإيمان ظاهر بلا باطن لا يتصور , وإيمان باطن بلا ظاهر لا يتصور , وإنما كان حال الإيمان كذلك , لأن هذا هو مقتضى الضرورة الفطرية , فإن الإنسان لا يمكن أن يعيش بظاهر لا باطن له , ولا بباطن لا ظاهر له , لأن النفس البشرية فيها قوتان: قوة علمية وقوة عملية , فلا بد من أن تتوافق وتتوافر تلك القوتين , وإلا اضطربت النفس وفسدت , وهذا في الحقيقة من إبداعات ابن تيمية فإنه حرص على أن يربط حقيقة الإيمان عند أهل السنة بهذه الضرورة الفطرية ,وبين أن كل من خالف أهل السنة في حقيقة الإيمان فهو مخالف لتلك الضرورة فضلا عن مخالفته للضرورة الشرعية.
والمقصود هنا أن جنس الظاهر لا بد أن يكون مستلزما لما في الباطن , بمعنى أن أعمال الظاهر جملة لا بد لها من محرك يستوجب ظهورها على الجوارح وهذا المحرك هو ما يقوم بالقلب من معاني كالحب والخوف والرجاء ونحوه , هذا هو الذي يدل عليه كلام ابن تيمية رحمه الله , فإنه قال في بيان ضرورة التلازم بين الظاهر والباطن:" وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب , وان إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع " () , وقال أيضا:" الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ الصَّالِحَةَ لَا تَكُونُ ثَمَرَةً لِلْإِيمَانِ الْبَاطِنِ وَمَعْلُولَةً لَهُ إلَّا إذَا كَانَ مُوجِبًا لَهَا وَمُقْتَضِيًا لَهَا وَحِينَئِذٍ فَالْمُوجَبُ لَازِمٌ لِمُوجِبِهِ، وَالْمَعْلُولُ لَازِمٌ لِعِلَّتِهِ وَإِذَا نَقَصَتْ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ الْوَاجِبَةُ كَانَ ذَلِكَ لِنَقْصِ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ الْإِيمَانِ فَلَا يُتَصَوَّرُ مَعَ كَمَالِ الْإِيمَانِ الْوَاجِبِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ أَنْ تُعْدَمَ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ الْوَاجِبَةُ؛ بَلْ يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِ هَذَا كَامِلًا [وُجُودُ هَذَا كَامِلًا] كَمَا يَلْزَمُ مِنْ نَقْصِ هَذَا نَقْصُ هَذَا؛ إذْ تَقْدِيرُ إيمَانٍ تَامٍّ فِي الْقَلْبِ بِلَا ظَاهِرٍ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ كَتَقْدِيرِ مُوجَبٍ تَامٍّ بِلَا مُوجِبِهِ وَعِلَّةٍ تَامَّةٍ بِلَا مَعْلُولِهَا وَهَذَا مُمْتَنِعٌ " ().
ويتضح من هذا الكلام أن المقصود بضرورة التلازم بين الظاهر والباطن هو التلازم بين جنس الظاهر بالباطن.
والمقصود هنا أن القول بضرورة التلازم بين الظاهر والباطن هو فيما يتعلق بجنس العمل الظاهر لا فيما يتعلق بأفراد العمل , فإنه لا ضرورة في التلازم بينها وبين ما في الباطن من أصل الإيمان , بمعنى أنه إذا انتفى عمل ظاهر معين - لا جنس العمل - بالكلية من حياة المسلم فإنه لا يلزم بالضرورة أن يدل على انتفاء ما في القلب من أصل الإيمان , فلا يقال مثلا: من ترك صيام رمضان كلية فلم يصم في حياته ولا مرة واحدة إن هذا لا يمكن أن يكون مؤمنا , لأنه لو كان مؤمنا لتلازم ظاهره بباطنه لأن أصل أهل السنة أن الظاهر والباطن لا بد أن يتلازما , فهذا الكلام ليس بصحيح والاستدلال بهذا الأصل هنا ليس صحيحا , لأنه استدلال بأصل في غير محله , لأن محله في جنس العمل الظاهر لا في أفراد العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدل على صحة هذا التقرير تعامل العلماء رحمهم الله , وبيان ذلك: أن جمهور العلماء لما قالوا بأن ترك صيام رمضان ليس كفرا أو ترك الحج ليس كذلك , فإنهم يقصدون الترك الكلي , بمعنى أن من تركه كلية طوال حياته ولا يقصدون الترك الجزئي , وهم يدركون تماما أن مقتضى قولهم ولازمه أن من لم يصم في حياته ولم يحج ولو مرة واحدة أنه لا يكفر بذلك , يعنى أن تركه هذا لا ينافي أصل ما قلبه من الإيمان , مع أنه ترك لعمل ظاهر بالكلية.
فتحصل مما سبق أن مقصود العلماء بضرورة التلازم بين الظاهر والباطن إنما هو فيما يتعلق بجنس العمل لا في أفراد العمل الظاهر , ولم يستثنَ من الأعمال الظاهرة إلا ما استثنته الشريعة كما سيأتي.
ولا يلزم من هذا التقرير الذي هو فك الارتباط الضروري بين الظاهر والباطن في أفراد الأعمال الظاهرة أن يكون فيه موافقة للإرجاء , لأن المرجئة تقول بفك الارتباط بين الظاهر والباطن في جنس العمل , فضلا عن أفراده كما هو معلوم , ومخالفة أهل السنة هو في القول باستحالة الانفكاك بين جنس ما في الظاهر عما في الباطن , وبهذا تحصل المفارقة بين مذهب أهل السنة مذهب المرجئة , فالفرق بين أهل السنة والمرجئة هو أن الإيمان الباطن لا بد أن يستلزم عملا في الظاهر , لا أن كل عمل في الظاهر - فعلا أو تركا - لا بد أن يدل على ما في القلب من أصل الإيمان. وهذا أعني تقرير التلازم الضروري بين جنس الظاهر وما في الباطن , وتقري أن أفراد ما في الظاهر من أعمال - المكفرات العملية - إنما تدل على ما في الباطن بدلالة النصوص , قرره الشيخ القرني في مواطن متعددة من كتبه الذي اتهمه الأخ / الموحد بعدم ضبط هذا الأصل , وفي هذا يقول القرني:"ونعود الآن إلى بيان الالتزام الظاهر المشروط في أصل الدين فنجد أنه يتضمن أمرين:
الأول: ترك النواقض , ولا خلاف في اشتراطه لتحقيق الالتزام الظاهر وبقاء وصف الإسلام ........... .
الثاني: الالتزام بجنس العمل , وهو إجماع أهل السنة والجماعة ........ وهذا هو مناط النزاع بين أهل السنة والمرجئة " () , وهذا ما ذكر أيضا في كتابه الجديد وعنوانه " أصول المخالفين لأهل السنة في الإيمان " ()
ومما ينبغي أن يعلم أن كل ما سبق إنما هو من حيث الأصل , بمعنى أن الانفكاك ليس كليا دائما , بل بعض أعمال الظاهر يستدل بها على ما في القلب من كفر أو إيمان , ولكن الاستدلال بها ليس من جهة التلازم الضروري بين الظاهر والباطن وإنما راجع إلى اعتبارات أخرى.
وهنا يقال: ما في الظاهر يدل على ما في الباطن بعدة اعتبارات:
الاعتبار الأول: في جنس العمل , فإذا انتفى جنس العمل من الظاهر في هذا يدل على انتفاء ما في القلب من الإيمان , وهذا أمر واضح لا إشكال فيه.
الاعتبار الثاني: أن تدل نصوص الشريعة على أن هذا الفعل المعين يدل فعله أو تركه على انتفاء أصل الإيمان في القلب , وهو ما يسمى بالمكفرات العملية.
فهذه المكفرات العملية تدل على التلازم بين الظاهر والباطن , بمعنى أن الظاهر يدل على ما في الباطن من إيمان وكفر , ولكن هذه الدلالة جاءت من دلالة النصوص الشرعية لا من دلالة التلازم الضروري الفطري بين ما في القلب وما في الجوارح , فالمرجع في تحديدها وبيانها هو النصوص الشرعية , لا ضرورة التلازم بين الظاهر والباطن.
فمن ترك الصلاة تركا كليا أو سجد لصنم , أو فعل أي فعل من المكفرات العملية , فليس في قلبه شيء من الإيمان - وهذا الحكم من حيث الإطلاق لا من حيث الفاعل المعين - , وحكمنا على ما في قلبه إنما جاء من طريق النصوص الشرعية , لا من تطبيق قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن , لأن هذا ليس محلها , لأن كلامنا في دلالة عمل جزئي لا في جنس العمل , ومن كفر من العلماء يترك الصلاة إنما كفر لأن النصوص دلت عنده على أن تركها كفر , لا على أن العمل الظاهر المفرد لا بد أن يدل على ما في القلب من الإيمان أو الكفر.
وعلى هذا فلا يصح أن يقال لمن لم يكفر يترك الصلاة - الترك الكلي - , بمعنى أنه لا يحكم على من لم يصلِ في حياته ولا صلاة واحدة بالكفر: إنه مخالف لأصل أهل السنة في مسألة ارتباط الظاهر بالباطن , لأن مخالفته في دلالة أمر جزئي على ما في الباطن لا في دلالة جنس العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك القول في من قال إن الموالاة الظاهرة للكفار لا يكفر بها فاعلها , وإنما يكفر بما يقوم في قلبه من حب الكفار لدينهم لا يلزم منه أنه مخالف في أصل ارتباط الظاهر بالباطن.
فمحاكمة هذا القول على أصل الارتباط بين الظاهر والباطن هو في الحقيقة تنزيل للأصل في غير محله , فلا يمكن أن يكون صحيحا.
وعلى هذا فلا يحق لمن يرى أن الموالاة العملية منها ما هو كفر أن يستدل على قوله بأصل الارتباط بين الظاهر والباطن , وإنما يحق له الاستدلال بالنصوص التي يراها دالة على قوله , ويكون البحث في تحرير دلالة النصوص في الموالاة العملية وهل تدل على الكفر أم لا , وهذا الأمر لم يفعله الأخ الموحد , فهو لم يربط البحث في حكم الموالاة العملية بدلالة النصوص , وإنما ربطها بالتلازم بين الظاهر والباطن , وهذا فيه خروج عن محل البحث.
فتحصل من هذا أن الفعل الظاهر المفرد لا ضرورة بينه وبين دلالته على ما في القلب بمجرده , وإنما لا بد فيه من اعتبارات أخرى , كدلالة النصوص الشرعية , كما سبق شرح ذلك.
فإن قيل: إذا كان يمكن أن يقوم في قلب المسلم ما هو كفر ولا يوجد في العمل الظاهر ما يستلزمه ويدل عليه , فكيف يحكم على من كان حاله كذلك , وأي فائدة في تعليق الحكم على أمر باطن لا يمكن للأعمال الظاهرة أن تدل على حقيقته؟!!.
قيل في الجواب:
1 - أن يقال: إن البحث في مسائل الإيمان والكفر , ومحاولة التأصيل لها له عدة مقاصد منها:
أ - أن يعرف العبد المؤمن ما الذي يكفر به من الأعمال حتى يحذرها ويتجنبها فيحافظ على إيمانه , وما الذي لا يكفر به في خاصة نفسه , وما الأعمال التي من الإيمان حتى يفعلها ويزيد إيمانه بها , ومعرفة ذلك مهم لأن الإيمان إنما يثبت وينتفي ويزيد وينقص بالأعمال.
ب - أن يُعرف كيف نحكم على الآخرين ممن تلبس ببعض أعمال الكفر , ولا شك أن هذا مقصود للشرع , ولكنه ليس المقصود الوحيد.
وهذا القصد الثاني وقع الاهتمام به أكثر من القصد الأول , فأدى ذلك إلى ضعف التأصيل لمسائل الإيمان , لأن الهم أصبح عند كثير ممن يدرس هذه المسائل هو أنه كيف يحكم على الفاعل المعين لتلك الأعمال المكفرة.
2 - أن هذا الاعتراض مبني على الخلط بين مجالين مختلفين , وهما: الأول: البحث في حكم الفعل المعين في الشرع من غير نظر إلى فاعله , والثاني: البحث في تحقق هذا الفعل المعين وانطباق حكمه على المعين , وهذان المجالان مختلفان , فالبحث في حكم الفعل في الشرع المقصود منه أن يعرف حكم الله سبحانه في هذا الفعل المعين , والبحث في تحقق حكم الفعل في الفاعل المعين المقصود منه أن يعرف حال هذا الفاعل المعين هل ينطبق عليه حكم فعله الذي فعله أم أنه لا يحكم عليه بمقتضى ذلك الفعل , لقيام مانع أو فقد شرط في حقه.
القضية الثالثة:
دعوى أن حصر معنى الموالاة في الحب القلبي مخالف للغة العرب و لاستعمالات الشرع
يقول الأخ / الموحد في تقرير هذه الدعوى بعد ما نقل نصوصا في معنى الموالاة:" ولذلك فإن لنا أن نقول إن الولاء له عدة معاني منها النصرة والمحبة والقرب إلى غير ذلك مما ذكر وهو في أصل الوضع ...
وهذه المعاني قد تتلازم وقد لا تتلازم وكما قلت هي في أصل الوضع من معاني الولاء، وفي اصطلاح الشارع كثير منها فلم نحصرها في معنى واحد ولماذا لا نتعامل مع كل هذه المعاني الصحيحة ونرى حكم الشرع في كل منها حال استعماله لها؟!
فالواجب أن نراقب استعمال الشرع لأي من هذه المعاني لا إن نختزلها في صورة واحدة ونغض الطرف عن بقية الصور وكأن هذه الصور والمعاني ليس من معناه ... "
والجواب عن هذه الدعوى من وجوده:
1 - أن الأخ الموحد لم يفرق بين ما يدل على الموالاة وبين ما يبين مناط التكفير بها , فما ذكره غاية ما يدل عليه أن ما في الظاهر يدخل في مسمى الموالاة , والبحث ليس في تحرير ما يدخل في مسمى الموالاة , وإنما في تحرير مناط التكفير بها , وهذا الخلط الذي وقع فيه الأخ الموحد أشكل عليه في كثير من كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن حصر مناط التكفير بالموالاة في الحب القلبي , لا ينفي أن ما في الظاهر يدخل في الموالاة , وإنما ينفي أن يكون ما في الظاهر من الموالاة داخلا في مناط التكفير بها , فلا بد من التفريق إذن بين البحث في تحرير ما يدخل في مسمى الموالاة وبين البحث في تحرير مناط التكفير بها , وهذا ما لم يفعله الأخ الموحد.
فمن أراد أن يثبت أن الموالاة الظاهرة للكفار كفر لا يصح له أن يقتصر على إثبات دخولها في مسمى الموالاة فقط , لأن منازعه لا يخالف في ذلك , وإنما يجب عليه أن يثبت من النصوص ما يدل على كونها مناطا للتكفير.
فتحصل مما سبق أن هناك فرقا بين البحث فيما يدخل في مسمى الموالاة وبين البحث في تحرير مناط التكفير بها , وأنه لا يلزم من دخول العمل في مسمى الموالاة أن يكون داخلا في مناط التكفير بها , وهذه النقطة مهمة جدا لا بد من الوقوف عندها.
2 - أن حقيقة هذه الدعوى أن الموالاة المكفرة ليست خاصة بالموالاة القلبية , بل من والى الكفار بعمله الظاهر فهو كافر , لأن المولاة تطلق على ما في القلب وما في الظاهر من الأعمال.
وهنا يقال: من كفر بالموالاة العملية:
أ- إما أن يكون سبب التكفير بها لأنها دليل على ما في القلب من الحب للكفار والبغض لله ولدينه , فمن والى الكفار على المسلمين في الظاهر لا يمكن أن يكون محبا لله ولدينه , و لكن يلزم على هذا القول بأن الموالاة راجعة إلى ما قام بالقلب من حب وبغض , وهذا مخالف لما قرره الأخ / الموحد من أن الموالاة تكون بالظاهر ولو لم يكن ثمة حب في القلب.
فيلزمه أن يقر بصحة القول بأن أصل الموالاة راجع إلى ما القلب من الحب والبغض , ويبقى الخلاف في دلالة العمل الظاهر من الموالاة للكفار هل يدل على ما في القلب من الحب والبغض أم لا؟ , وهنا يظهر اثر الخلط بين ما يدخل في مسمى الموالاة وبين ما يدخل في مناط التكفير بها.
ب- وإما أن يكون سبب التكفير بها هو ما ظهر من الموالاة للكفار في أعمال الجوارح , من التفات إلى ما تدل عليه من أعمال القلب.
فالتكفير بهذه الصورة يخالف ما قرره الأخ الموحد من التلازم الضروروي بين ما في القلب وما في الظاهر من أفراد أعمال الإيمان , وهو مخالف لأصل أهل السنة من أنه لا يحق أن نحكم على معين بالكفر مع علمنا بإيمانه في الباطن.
2 - أن هناك فرقا بين الكلام في المعنى الأصلي للفظ وبين ما يطلق عليه من معاني , فبعض الألفاظ العربية تطلق على عدة معاني ولكنها ترجع كلها إلى معنى واحد , وهذه الطريقة يستعملها الأئمة , ومن أشهر من استعملها ابن فارس في المقاييس فإنه يرجع كل لفظ إلى معناه الأصلي فتراه يذكر في كل لفظ المعنى الأصلي الذي ترجع إليه جميع إطلاقات اللفظ , وهذا ما فعله في لفظ الموالاة , فإنه أرجعه إلى أصل واحد هو القرب , وفي هذا يقول:" الواو واللام والياء أصل صحيح يدل على قرب , من ذلك الولي القرب , يقال: تباعد بعد ولى أي قرب , وجلس مما يليني أي يقاربني.
والولي المطر يجيء بعد الوسمي سمي بذلك لأنه يلي الوسمي.
ومن الباب المولى الممتق والمعتق والصاحب والحليف وابن العم والناصر والجار كل هؤلاء من الولي وهو القرب , وكل من ولى أمر آخر فهو وليه , وفلان أولى بكذا أي أحرى به وأجدر.
فأما قولهم في الشتم أولى لك فحدثني علي بن عمر قال سمعت ثعلبا يقول أولى تهدد ووعيد" () فابن فارس جعل للفظ الموالاة أصل واحد وهو القرب , وكذلك ابن تيمية جعل المعنى الأصل لهذا اللفظ راجع إلى القرب والحب , وفيه ذا يقول:" وَ " الْوِلَايَةُ " ضِدُّ الْعَدَاوَةِ وَأَصْلُ الْوِلَايَةِ الْمَحَبَّةُ وَالْقُرْبُ وَأَصْلُ الْعَدَاوَةِ الْبُغْضُ وَالْبُعْدُ. وَقَدْ قِيلَ: إنَّ الْوَلِيَّ سُمِّيَ وَلِيًّا مِنْ مُوَالَاتِهِ لِلطَّاعَاتِ أَيْ مُتَابَعَتِهِ لَهَا وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. وَالْوَلِيُّ الْقَرِيبُ فَيُقَالُ: هَذَا يَلِي هَذَا أَيْ يَقْرُبُ مِنْهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا أَبْقَتْ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ} أَيْ لِأَقْرَبِ رَجُلٍ إلَى الْمَيِّتِ. وَأَكَّدَهُ بِلَفْظِ " الذَّكَرِ " لِيُبَيِّنَ أَنَّهُ حُكْمٌ يَخْتَصُّ بِالذُّكُورِ وَلَا يَشْتَرِكُ فِيهَا الذُّكُورُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْإِنَاثُ " ().
فهؤلاء العلماء فرقوا بين المعنى الأصلي للفظ الموالاة وبين المعاني الأخرى التي يطلق عليها وهي راجعة المعنى الأصلي.
النقطة الرابعة
ومن الحجج التي اعتمد عليها أصحاب هذا القول: دعوى الإجماع على أن الموالاة العملية للكفار من الكفر الأكبر المخرج من الملة , ونقلوا الإجماع الذي ذكره ابن جرم , وهو قوله:" صح أن قوله تعالى "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين " () , ثم نقلوا الإجماع عن بعض المتأخرين والمعاصرين , ومن هؤلاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهو قوله " إن الأدلة على كفر المسلم إذا أشرك بالله أو صار مع المشركين على المسلمين ـ ولو لم يشرك ـ أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم المعتمدين" () , ومن هؤلاء ابن حميد وعبد اللطيف بن عبدالرحمن وابن باز وغيرهم.
والجواب على ما ذكر من أن ابن حزم ينقل الإجماع من وجوه:
الوجه الأول: على التسليم بأنه ينقل الإجماع , وأن هذه العبارة التي ذكرها ابن حزم هي إحدى العبارات التي يحكي بها العلماء الإجماع , فإنه يقال إن ابن حزم لا يحكي الإجماع في مسألة الموالاة , وإنما في مسألة أخرى , وهي أن المرتد كافر ليس معه شيء من الإيمان , والبحث هنا ليس في حكم المرتد وإنما في حكم من والى الكفار.
وحتى يتضح كلام ابن حزم لا بد من شرحه بطوله فيقال: إن ابن حزم ذكر كلامه هذا تحت مسألة عنون لها بـ "من أصاب حدا ثم لحق بالمشركين أو ارتد " فالبحث إذن في مسألة إقامة الحد على أحد رجلين 1 - من فعل ما يوجب حدا ثم هرب إلى ديار المشركين , 2 - من فعل ما يوجب الحد ثم ارتد عن الإسلام سواء هرب إلى ديار الكفار أم لا.
ثم تكلم عن حكم من هرب إلى ديار الكفار , وذكر أن أقل أحواله أن يكون محاربا , ولم يجزم بكونه قد ارتد , وفي هذا يقول:" ومن لحق بأرض الشرك بغير ضرورة فهو محارب، هذا أقل أحواله إن سلم من الردة بنفس فراقه جماعة الإسلام وانحيازه إلى ارض الشرك" () , ولكنه ذكر في نص آخر أن من لحق بأرض الشرك كافر , وفي هذا يقول:" فصح بهذا أن من لحق بدار الكفر والحرب مختارا محاربا لمن يليه من المسلمين فهو بهذا الفعل مرتد له أحكام المرتد كلها من وجوب القتل عليه متى قدر عليه ومن إباحة ماله وانفساخ نكاحه وغير ذلك " ().
ولكن محل البحث هنا ليس في تحرير مذهب ابن حزم وهل يكفر باللحوق بدار الكفار أم لا؟ , وإنما محل البحث هو هل ابن حزم ينقل الإجماع على أن الموالاة العملية للكفار كفر أم لا؟! , وثبوت أن ابن حزم يرى أن من لحق بدار الكفار يعتبر كافرا لا يعني هذا أنه ينقل الإجماع على أن الموالاة للكفار كفر , فهناك فرق بين أن يكون هذا القول قال به ابن حزم وبين أن يكون قولا مجمع عليه من الأمة , فالمسألتان بينهما فرق كبير جدا.
ثم قرر ابن جزم قوله الذي يراه صحيحا , وهو بأن الحد لا يسقط عن المرتد عن دينه ولا عمن هرب إلى ديار المشركين , وذكر الأدلة على ذلك.
ثم ذكر ما يمكن أن يعترض به على قوله فقال:" فإن قال قائل: فإن الله تعالى يقول: (قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) , وقال تعالى: (ومن يتولهم منكم فانه منهم) فصح بهذا أن المرتد من الكفار بلا شك , فإذ هو منهم فحكمه حكمهم" () , وحقيقة هذا الاعتراض هو: أن هذه الآيات دلت على أن المرتد مثل الكفار , والكفار لا تقام عليهم الحدود , فالمرتد لا تقام عليه الحدود إذن.
ثم أجاب ابن حزم عن الآية الأولى , وهي قوله (قل للذين كفروا ... ) بأن هذه الآية إنما تدل على إسقاط العقوبة الأخروية , وهذه هي حقيقة المغفرة , وهذا لا يلزم منه أن يسقط الحد في الدنيا , لأنهما أمران مختلفان.
وأجاب عن الآية الثانية , وهي قوله (من يتولهم منكم ... ) بأن غاية ما تدل عليه الآية أن المرتد من الكفار , وكونه من الكفار لا يلزم منه أن يسقط عنه الحد , فالآية لا تتكلم عن سقوط الحد , وإنما تتكلم عن حكم المرتد , وفي هذا يقول:" وأما قول الله تعالى: (ومن يتولهم منكم فانه منهم) فلا حجة لهم في هذا أصلا لأنه ليس فيها إسقاط الحدود على من أبق إليهم أو ارتد , وإنما فيها أن المرتد من الكفار، وهذا لا شك فيه عند مسلم " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما قرر أن غاية ما تدل عليه هذه الآية أن المرتد من الكفار , ذكر ما يمكن أن يعترض به على إقراره هذا , وذلك أنه إذا كان المرتد من الكفار فحكمه حكمهم , والكفار لا تقام عليهم الحدود , فكذلك المرتد لا تقام عليه الحدود.
وأجاب عن هذا الاعتراض بأن المرتد ليس مساويا للكفار الأصليين من كل وجه , بل افترق عنهم من وجوه متعددة , وذكر خمسة أوجه في التفريق بين المرتد والكافر الأصلي يقر بها حتى من اعترض على قوله بأن المرتد لا يسقط عنه الحد.
وإذا ثبتت هذه الفروق فأنه لا يصح أن يقاس المرتد على الكافر الأصلي في إسقاط الحد عنه , وفي هذا يقول:" فقد أقررتم ببطلان قياسكم الفاسد فأبطلتم أن يقاس المرتد على الكافر في شيء من هذه الوجوه , ويلزمكم أن لا تقيسوه عليهم في سقوط الحدود فهو أحوط لقياسكم، ولاح أنهم في هذه المسألة لا النص من القرآن والسنة اتبعوا، ولا القياس طردوا، ولا تعلقوا بشيء أصلا، وبالله تعالى التوفيق ".
ثم قال بعد ما قرر أنه لا يستقيم الاستدلال بهذه الآية على إسقاط الحد عن المرتد عند أصحاب القول الآخر:" وصح أن قول الله تعالى: (ومن يتولهم منكم فانه منهم) إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط , وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين " ومعنى كلامه: أننا اتفقنا أن الآية تدل على أن المرتد كافر من جملة الكفار , وهذا الاتفاق أمر ظاهر بحيث لا يختلف فيه اثنان من المسلمين , وأما ما تجاوز ذلك من أحكام أخرى تتعلق بالمرتد كإسقاط الحدود عنه بارتداده فهذا لم يقع الاتفاق فيه.
فابن حزم هنا لا يبحث في حكم الموالاة للكفار ولا في حكم الموالي لهم , وإنما يريد أن يناقش من اعترض بقوله تعالى " فهو منهم " على ما قرره هو من أن المرتد لا تسقط عنه الحدود , ومن اعترض عليه لا يريد أن يقرر حكم الموالاة للكفار في هذه الآية , وإنما يريد أن يستند على قوله تعالى:" فهو منهم " في المساواة بين المرتد والكفار الأصلي في عدم إقامة الحدود.
فبين ابن حزم أنه لا يخالفهم في أن المرتد كافر, وأنه مساوٍ للكفار في ذلك , وأن ظاهر الآية يدل على ذلك , ولكنه بين أن الآية لا تدل على ما تجاوز ذلك من أحكام أخرى , بدليل أن المعترضين أنفسهم قد فرقوا بين المرتد والكافر الأصلي في بعض الأحكام , ولهذا قيد كلامه بقوله (فقط).
فابن حزم إذن لا يتكلم في مسألة الموالاة أصلا , ولم يعقد البحث لها , وإنما يبحث في سقوط الحد عن المرتد , وهي مسألة مختلفة تماما عن مسألة موالاة الكفار.
فإذا تقرر أن كلام ابن حزم ليس في مسألة الموالاة أصلا فإنه لا بد من التنبيه على خطأ فهمين فهما من كلام ابن حزم على غير وجهه , وهذان الفهمان هما:
1 - من فهم من كلامه أنه ينقل الإجماع على التكفير بالموالاة المطلقة , بمعنى كل صور الموالاة , وهذا فهم من يرى أن الموالاة العملية للكفار كفر.
2 - من فهم أنه ينقل الإجماع على التكفير بمطلق الموالاة , بمعنى أن ابن حزم ينقل الإجماع على أن الموالاة كفر , ولكنه لم يبين لنا ما هي الموالاة المكفرة , وهذا فهم من يرى أن الموالاة لا تكون كفرا إلا من أجل الدين.
فهذان الفهمان لكلام ابن حزم ليسا بصحيحين , لأن كلامه ليس في مسألة الموالاة وإنما في سقوط الحد عن المرتد.
الوجه الثاني: أن يقال: على التسليم بأن ابن حزم ينقل الإجماع على أن هذه الآية - أعني آية المائدة - تدل على أن الموالاة للكفار كفر , فإنه مخالف لمن يرى أن هذه الآية إنما هي في حال المنافقين دون غيرهم , وبيان ذلك: أن من يرى أن هذه الآية ليست في كل موالاة وإنما هي في موالاة المنافقين فقط , فهو يرى أنها خاصة بمن ولى الكفار على الجهة التي والاهم بها المنافقون , كما سيأتي ذكر كلامهم , فإذا كان الأمر كذلك فإن ما نقله ابن حزم من إجماع منخرم بمخالفة بمخالفة علماء آخرين , وبهذا يثبت لنا خطأ ابن حزم في نقله للإجماع , لو كان ينقله في مسألة الموالاة أصلا.
الوجه الثالث: أن ابن حزم لا ينقل الإجماع , وإنما اعتقد أن ما قرره لا يُختلف فيه , وما اعتقد فيه إمام معين عدم الاختلاف فيه لا يعني أنه يحكي الإجماع , ولا يعني أن اعتقاده لا بد أن يكون صحيحا.
النقطة الخامسة
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي:أن القول: بأن الموالاة العملية لا تكون كفرا بمجردها مخالف لدلالة عدد من النصوص في كتاب الله تعالى , وقد جمع هذه النصوص عدد من العلماء ومن أوفى من جمعها الشيخ /سليمان بن عبد الله آل الشيخ , والشيخ حمد بن عتيق , وذكرا دلالتها على كون الموالاة العملية للكفار كفر.
وهذه النصوص متنوعة في دلالاتها بين الظهور والخفاء.
الآية الأولى
1 - ومن أشهر الآيات التي استدلوا بها وأقواها عندهم قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء , بعضهم أولياء بعض , ومن يتولهم منكم فإنه منهم والله لا يهدي القوم الظالمين ........... ".
ووجه الدلالة من هذه الآية عندهم هو: أن الله تعالى حكم على من يتولى اليهود والنصارى بأنه منهم , ومعنى كونه منهم أي أنه منهم في الدين والملة , ومن كان من الكفار فهو ليس من الله ورسوله , ولهذا يقول ابن جرير:" والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهَىَ المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارًا وحلفاءَ على أهل الإيمان بالله ورسوله وغيرهم , وأخبر أنه من اتخذهم نصيرًا وحليفًا ووليًّا من دون الله ورسوله والمؤمنين، فإنه منهم في التحزُّب على الله وعلى رسوله والمؤمنين، وأن الله ورسوله منه بريئان" ().
ولا يمكن أن يكون المراد بكونه منهم أنه منهم في ما والاهم عليه فقط , لأن من والى الكفار في أمر ما فلا شك أنه يكون معهم في ما والاهم عليه , وإلا فكيف يكون مواليا لهم , وهذا أمر ظاهر لا يحتاج أن تأتي الآية لتقريره.
فتحصل أن هذه الآية فيها أن من تولى الكفار فهو كافر بالله تعالى.
ومما يزيد في توضيح دلالة هذه الآية هو: أن هذه الآية عامة في كل متولي للكفار , وفي كل صور التولي لهم , وبيان ذلك أن هذه الآية فيها عمومان:
العموم الأول: عموم في الفاعل , ومعناه: أن كل من تولى الكفار فهو كافر مثلهم , ويدل على هذا العموم اسم الشرط في قوله تعالى:" ومن يتولهم " والقاعدة: أن اسم الشرط يفيد العموم () , ويكون معنى الآية على هذا: أن كل من تولى الكفار فهو كافر.
العموم الثاني: العموم في نوع التولي , ومعناه: أن كل تولٍ للكفار يوجب حكم الكفار في الدين , ويدل على هذا العموم الفعل المضارع بعد اسم الشرط فيقوله تعالى:" ومن يتولهم منكم " , والقاعدة: أن الفعل بعد اسم الشرط يفيد العموم , ويكون معنى الآية: أن أي تولٍ للكفار يوجب الحكم المتعلق بالكفار وهو عدم الإيمان.
فتحصل من كل ما سبق أن هذه الآية تدل على أن أي تولٍ للكفار يوجب الكفر , من أي فاعل وبأي صورة من صور التولي , وعليه فمن تولى الكفار بأعماله القلبية أو أعماله الظاهرة فالآية منطبقة عليه.
هذا حاصل ما يمكن أن يقال في الاستدلال بهذه الآية على التكفير بالموالاة العملية.
والكلام على الاستدلال بهذه الآية من وجوه:
الوجه الأول:أن يقال إن سياق هذه الآية إنما هو في بيان حال المنافقين الذين تولوا الكفار من دون المؤمنين , فإن سبب نزول هذه الآية هو أن بعض المنافقين كان يوالي اليهود خوفا من دائرة الدهر- على قولهم - , فهذه الآية إنما نزلت في بيان حال المنافقين , وفي هذا قول ابن جرير:" غير أنه لا شك أن الآية نزلت في منافق كان يوالي يهودًا أو نصارى خوفًا على نفسه من دوائر الدهر، لأن الآية التي بعد هذه تدلّ على ذلك، وذلك قوله: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ) الآية" ().
بل حكي ابن تيمية الإجماع على أن هذه الآية إنما نزلت في المنافقين , وفي هذا يقول بعدما ذكر الآيات:" وَالْمُفَسِّرُونَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ بِسَبَبِ قَوْمٍ مِمَّنْ كَانَ يُظْهِرُ الْإِسْلَامَ وَفِي قَلْبِهِ مَرَضٌ خَافَ أَنْ يَغْلِبَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ فَيُوَالِي الْكُفَّارَ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ لِلْخَوْفِ الَّذِي فِي قُلُوبِهِمْ؛ لَا لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ مُحَمَّدًا كَاذِبٌ وَالْيَهُودَ وَالنَّصَارَى صَادِقُونَ وَأَشْهَرُ النُّقُولِ فِي ذَلِكَ {أَنَّ عبادة بْنَ الصَّامِتِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ لِي مَوَالِيَ مِنْ الْيَهُودِ وَإِنِّي أَبْرَأُ إلَى اللَّهِ مِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وِلَايَةِ يَهُودَ فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي: لَكِنِّي رَجُلٌ أَخَافُ الدَّوَائِرَ وَلَا أَبْرَأُ مِنْ وِلَايَةِ يَهُودَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ}.
فالمقصود أن هذه الآيات نزلت بسبب ما كان من المنافقين وفي بيان حالهم , ومعنى أنها نزلت في حالهم هو: أن بعض المنافقين حصلت منه موالاة معينة للكفار أوجبت أن يُنبه عليها المسلمون ويحذون منها ,فنزلت الآية لهذا القصد , فما في الآية من حكم أو تقرير فهو مرتبط بالسبب الذي أوجب نزولها , وهذا الحال لا بد من اعتباره في فهم دلالة الآية , والقاعدة: أن سياق النص وسباقه ولحاقه معتبر في فهمه.
وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من تحرير نوع الموالاة التي وقعت من المنافقين الذي نزلت الآية في بيان حكمه.
والآية قد بينت حقيقة حالهم , وهو أن توليهم للكفار إنما كان لأجل ما قام في قلوبهم لا لما ظهر من أعمالهم , وذلك في الآية التي بعدها مباشرة , وهي قوله تعالى:" فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة " فالله تعالى بين أن المنافقين لما والوا الكفار اعتذروا بأنهم يخشون دوائر الدهر إذا انهزم المؤمنون , بمعنى أنهم قالوا: إن تولينا للكفار لم يكن لشيء إلا لمصلحة دنيوية فقط , فقال الله تعالى منكرا عليهم ومكذبا لهم:" فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين " , فأخبر سبحانه أن المنافقين أضمروا في أنفسهم موالاة أخرى سيندمون عليها إذا انهزم الكفار وانتصر المؤمنون , وبالضرورة أن هذا الأمر هو الذي يمثل حقيقة حال المنافقين لا ما أظهروه للمؤمنين , لأن الله تعالى ذكره عنهم , وعلق ندامتهم به , وهذا يدل على أن ما في قلوبهم هو السبب الحقيقي لموالاتهم للكفار , وفي هذا يقول أبو السعود:" {على مَا أَسَرُّواْ فِى أَنفُسِهِمْ نادمين} وهو ما كانوا يكتمونه في أنفسهم من الكفر والشك في أمره عليه الصلاة والسلام، وتعليقُ الندامة به لا بما كانوا يُظهرونه من موالاة الكفرة لِما أنه الذي كان يحمِلُهم على الموالاة ويُغريهم عليها فدل ذلك على ندامتهم عليها بأصلها وسببها".
ولا يمكن أن يكون ما أضمروه موافقا لما أظهروه , لأن الله أكذبهم في ما أظهروا , ولهذا كان اعتذارهم عن تولي الكفار بخوف نزول المصيبة كذبا لا يمثل الحقيقة , والذي يمثل حقيقة توليهم هو ما في قلوبهم , وما قام في قلوبهم لا يمكن أن يكون لأجل الدنيا لأن هذا هو ما اعتذروا به وأظهروه للمؤمنين , فلا بد أن يكون توليهم للكفار من أجل بغضهم للرسول صلى الله عليه وسلم وبغضهم لانتصار دينه , وبهذا يعلم سبب ندمهم إذا انتصر المؤمنون بعد فتح الله عليهم.
فتحصل أن الموالاة التي وقعت من المنافقين هي موالاة قلبية , وهي الحب للكفار ولدينهم , والبغض للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين , وهذا الحال ليس غريبا من المنافقين فقد ذكره الله عنهم في مواطن كثيرة من القرآن كما هو معلوم.
ولما كان الحال كذلك فسر بعض العلماء هذه الآية بالموالاة على الدين , ومن هؤلاء ابن زمنين , وفي هذا يقول: ("يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء" أي في الدين " ومن يتولهم منكم " أي في الدين " فإنهم منهم ") ().
فنتج من كل ما سبق أن هذه الآية إنما جاءت لتبين حكم الموالاة التي كانت من المنافقين , ولتحذر المؤمنين منها , وتبين منها أيضا حقيقة موالاة المنافقين وهي الموالاة الدينية.
فالآية منحصرة في حال المنافقين فقط الذي هو الموالاة لأجل الدين , ولا يجوز أن ينقل حكمها إلى حال مغايرة لحالهم.
ومقتضى هذا الكلام: أنه لا يصح الاستدلال بهذه الآية على التكفير بالموالاة العملية , لأن الموالاة العملية لا تمثل حقيقة حال المنافقين , لأن الموالاة التي حصلت من المنافقين هي الموالاة القلبية لا العملية فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل هذه الآيةِ الآياتُ التي في سورة النساء , وهي قوله تعالى:" بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما , الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا " إلى قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا " , فإنه لا يصح الاستدلال بهذه الآيات على أن الموالاة العملية كفر لأنها فعل المنافقين , والاستدلال الصحيح بها هو أن يقال:إن من حصلت منه موالاة للكفار من جنس موالاة المنافقين فهو كافر , لأن سياق هذه الآيات إنما هو في بيان حال المنافقين , وهذا يدل على أنها خاصة بحالهم , وحال المنافقين هو أنهم يوالون الكفار لأجل دينهم لا بمجرد أعمالهم الظاهرة.
فإن قيل: إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , فالآية نزلت بسبب ما حصل من المنافقين , ولكن لفظها عام في التولي فلا بد من اعتبار عمومه , والأخذ به في جميع صور الموالاة القلبية والعملية.
قيل في الجواب عن ذلك: إن الكلام هنا في مرحلة سابقة على مرحلة كون اللفظ عاما أم لا , وهذه المرحلة هي تحديد صورة المسألة التي جاءت الآية معبرة عن حكمها بلفظ عام , فهناك فرق بين البحث في الصورة التي نزلت الآية لبيانها , وبين البحث في دلالة لفظها , فلا بد من التفريق بين عموم اللفظ وبين موضع عمومه , فالبحث هنا ليس في كون لفظ الآية عاما أم لا , وإنما في تحرير موطن العموم , فالنزاع في موطن العموم لا في عموم اللفظ , ومن كان منازعا في موطن العموم لا يلزم أن يكون منازعا في عموم اللفظ , وبيان ذلك أن يقال: إن لفظ الآية عام ولا بد من الأخذ به , ولكن موطن هذا العموم مقتصر على حال المنافقين لا في مطلق الموالاة , بل موطن العموم في هذا الآية خاص بموالاة معينة هي موالاة المنافقين , وعليه فنحن لا نقول بأنها خاصة بالمنافقين التي نزلت فيهم فقط , بل نقول: إنها عامة في كل موالاة من جنس موالاة المنافقين.
وهذا الكلام له نظائر في القرآن , وسنذكر مثلا واحدا يتضح به المقال , وهو قوله تعالى:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ...... " فلا شك أن لفظ هذه الآية عام لأن قوله:" أن يشرك به " يؤول إلى مصدر نكرة تقديره إن الله لا يغفر إشراكا به , و"إشراكا" هنا نكرة في سياق النفي , والقاعدة أن النكرة في سياق النفي تفيد العموم.
فلما كان الأمر كذلك أخذ بعض العلماء من هذا أن الله لا يغفر الشرك الأصغر لأن لفظ الآية عام فلا بد أن يكون شاملا للشرك الأكبر والأصغر , وقال بعضهم بأن الشرك الأصغر غير داخل في مدلول اللفظ , بل هو من الذنوب التي تدخل في الموازنة , لأن ثمة نصوص أخرى دلت على إمكان تعلق المغفرة به , وهذه النصوص ليست مخصصة لعموم قوله:" أن يشرك به " , وإنما مبينة لموطن عمومه , فهذه الآية ليست داخلة في باب العموم والخصوص , وإنما هي من باب الإجمال والبيان.
فهنا لا يحق لنا أن نقول لمن قال بالقول الثاني إنه مخالف لعموم الآية , لأنه مخالفته ليست في عموم لفظ الآية , وإنما في موطن عمومه , فلفظ الآية عام ولكنه عمومه في أفراد الشرك الأكبر فقط لا في أفراد مطلق الشرك , فيكون معنى الآية: إن الله لا يغفر أي فرد من إفراد الش. رك الأكبر , لا أي فرد من أفراد الشرك المطلق.
وعليه فمن قال إن هذه الآية - أعني آية المائدة - منحصرة في حال المنافقين هو في الحقيقة ليس منازعا في كون اللفظ عاما , وإنما منازعته في موطن العموم.
وتحديد موطن العموم في النص له طرق , منها:
1 - السياق الذي ورد فيه النص.
2 - معرفة سبب النزول.
3 - دلالة النصوص الأخرى.
ومما ينبغي أن يعلم هنا: أن آية المائدة ليس فيها إلا بيان أن من تولى الكفار على الجهة التي والاهم بها المنافقون وهي الموالاة من أجل الدين فهو كافر , وهذا الكلام لا يلزم منه أن كل موالاة للكفار تعتبر كفرا أكبر , كما سبق بيانه.
و بناء عليه يقال: لا يصح لنا أن ننسب إلى من فسر معنى الموالاة في هذه الآية بالموالاة التي من أجل الدين , أنه يقول بأن الموالاة لا تكون كفرا إلا إذا كانت من أجل الدين , لأن كلامه في تفسير الآية لا في تأصيل مسألة الموالاة واختيار قول معين فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتحصل مما سبق أن هذه الآية على هذا الوجه - أعني الوجه الأول - لا يصح الاستدلال بها لا على القول بأن الموالاة العملية منها ما هو كفر , ولا على القول بأن الموالاة الكفرية لا تكون إلا بالحب القلبي فقط , فمن استدل بها على أحد هذين الحكمين فهو مخطئ , والاستدلال الصحيح هو أن يستدل بها على موطن الإجماع في مسألة الموالاة الذي هو أن موالاة الكفار من أجل دينهم كفر أكبر , وتكون هذه الآية من المستندات التي قام عليها الإجماع.
الوجه الثاني في الجواب عن الاستدلال بهذه الآية: أن يقال: إن غاية ما تدل عليه الآية - مع التسليم بأنها ليست خاصة بحال المنافقين - غاية ما تدل عليه إطلاق أن من تولى الكفار فهو منهم , وهذا الإطلاق لا يلزم منه بالضرورة أن يكون منهم في أصل الكفر , وإنما تدل على أنه منهم في مطلق الكفر , وهذا الحكم له نظائر في النصوص , ومن أشهرها قوله صلى الله عليه وسلم:" من تشبه بقوم فهو منهم " فهذا الحديث فيه الحكم على أن من تشبه بقوم بأنه منهم , ومن المعلوم أنه لا يقول أحد أن كل تشبه بالكفار يكون كفرا أكبر , ولهذا ترى أن ابن تيمية جعل آية المائدة مثل هذا الحديث وساوى بين مقتضاهما , وفي هذا يقول:" وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وهو نظير ما سنذكره عن عبد الله بن عمرو أنه قال: من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة.
فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك , وقد يحمل على أنه منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه فإن كان كفرا، أو معصية، أو شعارا لها كان حكمه كذلك" ().
فابن تيمية جعل مقتضى عبارة "فهو منهم" مختلفا بحسب متعلقها , وتحديد المتعلق لا بد فيه من دليل آخر , فكذلك قوله في الآية المائدة مختلف بحسب متعلقه.
وعليه فلا يصح الاكتفاء بقوله:" فإنه منهم " في إثبات كون الموالاة العملية كفرا , بل لا بد من دليل آخر يوضح مقتضى قوله:" فهو منهم".
ومن أبى إلا أن يكون قوله:" فهو منهم " دالا على التكفير بالموالاة العملية , فليكفر بمطلق التشبه بالكفار إذن , أو ليذكر لنا دليلا يثبت به الفرق بين هذا الحديث وآية المائدة.
الوجه الثالث في الجواب على من استدل بهذه الآية:أن يقال - مع التسليم بأنها ليست خاصة بحال المنافقين -: إن الحكم في هذه الآية عام في الفاعل وفي الفعل عند من استدل بها على التكفير بالموالاة العملية كما سبق تقريره , ومن المعلوم أن من أراد تحصيل حكم شرعي من النصوص أنه يجب عليه أن يجمع كل النصوص الواردة في المسألة المبحوثة , ثم ينظر فيما تدل عليه ويأخذ به.
ونحن إذا ما جمعنا النصوص الواردة في الموالاة وجدنا أن هذه الآية عامة في الفاعل والفعل , ووجدنا نصوصا أخرى تستثني من العموم في الفاعل حالة الإكراه في الموالاة العملية كما في آية النحل وآية آل عمران كما سيأتي ذكره , ووجدانا نصوصا أخرى تستثني من العموم في الفعل ما كان من اجل الدنيا من الموالاة كما في حديث حاطب كما سيأتي ذكره أيضا , فالعمومان اللذان في هذه الآية كل منهما قد دخله التخصيص , وبهذا نكون قد عملنا بمقتضى كل النصوص الواردة في المسألة.
والغريب أن من يرى التكفير بالموالاة العملية يسلم بإمكان التخصيص في الفاعل , فيستثني المكره على الموالاة للكفار , ولا يسلم بإمكانه في الفعل , لأنه يرى أنها آية محكمة لا يجوز أن تعارض بحديث حاطب , فلماذا كان الإحكام في العموم الثاني دون العموم الأول؟!! , وما أدري ما الفرق بينهما!!.
الآية الثانية
2 - ومن أظهر الآيات التي استدلوا بها على التكفير بالموالاة قوله تعالى:" لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين , ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ...... " (أل عمران 28).
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجه الدلالة من الآية عندهم هو: أن الله نهى المؤمنين أن يتخذوا الكفار أولياء , وبيّن حكم من فعل ذلك وهو أن تنتفي عنه ولاية الله التي توجب النجاة في الآخرة , ثم استثنى سبحانه حالة الإكراه بقوله:" إلا أن تتقوا منهم تقاة ... " , والإكراه لا يكون إلا على العمل الظاهر , وأما ما في القلب فلا يتصور الإكراه فيه , وعلى هذا فالموالاة هنا لا يمكن أن تكون إلا الموالاة العملية.
فتحصل أن من تولى الكفار بعمله الظاهر فليس معه شيء من الإيمان , وهذا صريح في أن الموالاة العملية منها ما هو كفر أكبر.
والكلام على الاستدلال بهذه الآية في القول بالتكفير بالموالاة العملية من وجوه:
الوجه الأول: أن يقال: إن المراد بالموالاة في هذه الآية الموالاة المطلقة , وهي الموالاة التامة التي تشمل جميع صور الموالاة الظاهرة والباطنة , فالله سبحانه نهى المؤمنين عن جميع صور الموالاة العملية , والباطنة.
وتفسير الموالاة هنا بالموالاة التامة هو الذي يفهم من كلام الإمام ابن جرير الطبري , فإنه يقول في تفسير هذه الآية:": لا تتخذوا، أيها المؤمنون، الكفارَ ظهرًا وأنصارًا توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلُّونهم على عوراتهم " () , فذكر هنا صنفين من الموالاة: الموالاة الظاهر ة , هي المظاهرة على المسلمين والدلالة على عوراتهم , والموالاة الباطنة , وهي الموالاة على الدين.
ومما يدل على أن المراد بالموالاة هنا الموالاة التامة ما ذكره ابن جرير عن بعض السلف ممن فسر هذه الآية , ومن ذلك ما ذكره عن ابن عباس أنه قال:" نهى الله سبحانه المؤمنين أن يُلاطفوا الكفار أو يتخذوهم وليجةً من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفارُ عليهم ظاهرين، فيظهرون لهم اللُّطف، ويخالفونهم في الدين " () , فقوله: يلاطفوا الكفار دليل على أنه يرى أن هذه الآية تدخل فيها الموالاة العملية , ومن ذلك ما ذكره عن السدي قال:"لا يتخذ المؤمنون الكافرين" إلى"إلا أن تتقوا منهم تقاة"، أما"أولياء" فيواليهم في دينهم، ويظهرهم على عورة المؤمنين، فمن فعل هذا فهو مشرك، فقد برئ الله منه = إلا أن يتقي تقاةً، فهو يظهر الولاية لهم في دينهم، والبراءةَ من المؤمنين () , وما ذكره عن قتادة قوله:"لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين إلا أن تتقوا منهم تقيَّة"، نهى الله المؤمنين أن يوادّوا الكفار أو يتولَّوْهم دون المؤمنين. وقال الله:"إلا أن تتقوا منهم تقيَّة"، الرحم من المشركين، من غير أن يتولوهم في دينهم، إلا أن يَصل رحمًا له في المشركين ().
فهذه الأقوال تدل على أنهم فهموا أن المراد بالموالاة في هذه الآية الموالاة التامة التي تشمل الموالاة العملية والقلبية , ولهذا ذكروا أن من صور الموالاة التي نهى الله عنها ما هو داخل في الموالاة العملية كالملاطفة للكفر والمظاهرة لهم على المؤمنين.
فالله في هذه الآية نهي المؤمنين عن كل موالاة للكفار , إلا في حالة الإكراه فأنه يُستثنى من النهي الموالاة العملية فقط.
ويتحصل من هذا أن ابن جرير لا يقيد الموالاة في هذه الآية بالموالاة على الدين , وإنما يرى أن هذه الآية في الموالاة التامة للكفار , ومن ضروريات الموالاة التامة للكفار أن تكون موالاتهم من أجل الدين , وعلى هذا لا يصح لنا أن نأخذ من كلام ابن جرير في هذه الآية أنه لا يكفر إلا بالموالاة التي من أجل الدين.
ولما كانت الموالاة هنا هي الموالاة التامة نفى الله تعالى الإيمان عمن حصلت منه , ولهذا يقول ابن جرير الطبري: ("فليس من الله في شيء"، يعني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر) () , فقوله (فليس من الله في شيء) تنصيص في نفي كل شيء من الإيمان , وذلك أن قوله " في شيء" تصريح في العموم , ولهذا يقول الزمخشري:" ومن يوالي الكفرة فليس من ولاية الله في شيء يقع عليه اسم الولاية " () , ويقول ابن عاشور:" {في شيء} تصريح بعموم النفي في جميع الأحوال لرفع احتمال تأويل نفي الاتّصال بأغلب الأحوال , فالمعنى أنّ فاعل ذلك مقطوع عن الانتماء إلى الله، وهذا ينادي على أنّ المنهي عنه هنا ضرب من ضروب الكفر" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا تقرر أن هذه الآية في الموالاة التامة فإنه لا يصح الاستدلال بها في التكفير بالموالاة العملية , لأن ما ينطبق على الموالاة التامة لا يلزم منه أن يكون منطبقا على كل فرد منها , وبيان ذلك: أن الحكم بالكفر على من تولى الكفار في هذه الآية معلق بالموالاة التامة , فهو مناط التكفير هنا , فمن تولى الكفار ببعض عمله الظاهر أو بكله , فهو لم يتولهم التولي التام , لأن الموالاة ليست منحصرة فيما هو من الظاهر فقط بل لها جانب آخر متعلق بالباطن , فمن لم تتحقق فيه الموالاة التامة فإنه لا يحكم بكفره لأنه لم يتحقق فيه مناط التكفير الذي دلت عليه هذه الآية.
ويكون معنى قوله:" ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء" أي ومن يفعل الموالاة التامة للكفار فهو كافر , ولا يلزم من ذلك أن من والى الكفار ببعض عمله يكون كافرا , لأن التكفير بمجموع الموالاة لا يلزم منه التكفير ببعضها , وهذا له نظائر في الشريعة , ومن أظهر تلك النظائر: التكفير بترك الصلاة , فأنه لا يكفر إلا بتركها الكلي على القول الأظهر , وهذا لا يلزم منه أن يكفر بترك بعضها.
فإن قيل: إن الله تعالى استثنى حالة الإكراه , والإكراه لا يتصور إلا في العمل الظاهر , بمعنى أن الله استثنى الموالاة الظاهرة من الحكم بالتكفير , وهذا يدل على أن الموالاة المستثنى منها في هذه الآية هي الموالاة العملية , وليست مطلق الموالاة.
قيل في الجواب عن ذلك: غاية ما يدل عليه هذا الاعتراض هو الاستدلال بالمستثنى على تحديد جنس المستثنى منه , فاستثناء الله للموالاة العملية في حالة الإكراه يؤخذ منه أن الموالاة المستثنى منها هي الموالاة العملية , وهذه الطريقة في تحديد المستثنى منه ليست صحيحة , فإن تحديد جنس المستثنى منه ليس راجعا إلى المستثنى , وإنما راجع إلى السياق وإلى القرائن المصاحبة للنص.
ومما يدل على هذا: أن الاستثناء عند أهل الاختصاص لا يخلو: إما أن يكون متصلا أو منقطعا , ومعنى كونه متصلا هو أن يكون المستثنى بعضا من المستثنى منه , ومعنى كونه منقطعا هو ألا يكون المستثنى بعضا من المستثنى منه , ولا يمكن أن نحدد احد هذين النوعين إلا بعد تحديد المستثنى منه , ولو كان تحديد المستثنى منه راجع إلى المستثنى لما انقسم الاستثناء إلى هذين القسمين.
ومع هذا يقال: إن الاستثناء في هذه الآية - على هذا الوجه - استثناء متصل بمعنى أن المستثنى بعض من المستثنى منه , وبيان ذلك: أنه لما كان المراد بالموالاة هنا الموالاة التامة التي تشمل ما في الظاهر وما في الباطن , كان استثناء ما في الظاهر استثناءً لبعض الموالاة المرادة في الآية , فيكون معنى الاستثناء في الآية: من تولى الكفار في ظاهره وباطنه كافر إلا إن تولاهم في ظاهره فقط في حالة الإكراه , فإنه لا يكفر , ومما يوضح ذلك: أن تقول: لا تقرأ كتب العلم إلا كتاب المغني , وتقول: لا تقرأ كتب الفقه إلا كتاب المغني , فالاستثناء في العبارتين استثناء متصل , والفرق بينهما أن الاستثناء في العبارة الأولى من الجنس الأوسع لكتاب المغني وهو جنس كتب العلم , وفي الثانية من الجنس القريب وهو كتب الفقه , وهذا بخلاف قولك: لا تقرأ المجلات إلا كتاب المغني , فالاستثناء هنا منقطع لأن المجلات ليست من جنس الكتب.
وبهذا يتضح أن استثناء الموالاة العلمية في الآية استثناء متصل لأنه من الجنس الأوسع للموالاة وهو الموالاة التامة.
الوجه الثاني في الجواب على الاستدلال بهذه الآية على التكفير بالموالاة العملية هو أن يقال: إن هذه الآية مقيدة بنوع من الموالاة , وهي الموالاة من أجل الدين , وهذا التقييد فهمه بعض من نظر في كلام ابن جرير , فإنه قال في تفسير هذه الآية:" لا تتخذوا، أيها المؤمنون، الكفارَ ظهرًا وأنصارًا توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلُّونهم على عوراتهم " () , وهو فهم له حض كبير من الصحة , ولكن دلالة كلام ابن جرير على الوجه الأول أقوى , وهذا الوجه الثاني قرره الشيخ / عبد الله في بحثه على أكمل وجه.
فإذا كانت الآية خاصة بالموالاة التي من اجل الدين فإنه لا يصح الاستدلال بها على التكفير بالموالاة العملية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكون الاستثناء في هذه الآية على هذا الوجه استثناء منقطع , وبيان ذلك: أنه إذا كانت الموالاة في هذه الآية منحصرة في الموالاة القلبية , فإن الموالاة العملية ليست من جنسها , فاستثناءها يكون من باب الاستثناء المنقطع , وممن صرح أن الاستثناء في هذه الآية منقطع الطاهر عاشور ورشيد رضا والشيخ العثيمين وغيرهم , وفي هذا يقول العثيمين:"و (إلا): هنا استثناء , والصواب أنه منقطع , بل يتعين , لأنه في حال التقاة لا نتخذهم أولياء , ولكن نوافقهم في الظاهر , ونخالفهم في الباطن ........ " ()
والوجه الثالث في الجواب على من استدل بهذه الآية على التكفير بالموالاة العملية هو أن يقال: إن بعض العلماء حمل هذه الآية على الموالاة العملية إلا أن لفظها عنده ليس صريحا في الحكم بالتكفير لمن والى الكفار , فإن قوله تعالى:" فليس من الله في شيء " ليس صريحا في الحكم بالتكفير , بل هو محتمل بين أن يكون المعنى ليس مع الموالي للكفار شيئا من الإيمان , وبين أن يكون المعنى ليس من الله في هذا الفعل المعين , وجعلوا هذه الآية مثل قوله صلى الله عليه وسلم:" من غشنا فليس منا " فهذه اللفظة لم يستدل بها أحد من أهل السنة على التكفير بالغش , فكذلك هذه الآية.
والذين ذكروا هذا المعنى في الآية صنفان: الصنف الأول: بعض أهل السنة , ومن هؤلاء العلماء الشيخ العثيمين , فإنه فهم أن قوله:" فليس من الله في شيء " يقتضي أن تكون الموالاة للكفار كبيرة , وفي هذا يقول عند ذكره لفوائد آية آل عمران:" أن اتخاذ الكافرين أولياء من كبائر الذنوب , ووجه ذلك: أن الله تبرأ منهم , وتعليق الحكم أو تعليق البراءة بحكم من الأحكام يدل على أنه من كبائر الذنوب " () , والمقصود أن الشيخ رحمه الله لم يجعل الآية دالة على التكفير بالموالاة العملية , وهذا لا يعني أنه دخل عليه شيء من الإرجاء , كلا , ولكنه حمل الآية على ما هو معروف عند أهل السنة في التعامل مع مثل هذه الألفاظ.
والصنف الثاني: بعض من قال بالإرجاء في الإيمان , ومن هؤلاء الرازي وابن عطية , فإنهم حملوا هذه الآية على نفي الكمال فقط , وفي هذا يقول ابن عطية:" هذا النهي عن الاتخاذ إنما هو فيما يظهره المرء , فأما أن يتخذه بقلبه ونيته فلا يفعل ذلك مؤمن , والمنهيون هنا قد قرر لهم الإيمان , فالنهي إنما هو عبارة عن إظهار اللطف للكفار والميل إليهم ..... قوله: (فليس من الله في شيء) معناه:في شيء مرضي على الكمال والصواب , وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا) " ().
ولا شك أن قول ابن عطية هنا هو نتيجة لأصله في الإيمان , فأنه ذكر أن الأيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص , وفي هذا يقول:" أطلق العلماء عبارة أن الإيمان يزيد وينقص والعقيدة في هذا أن نفس الإيمان الذي هو تصديق واحد بشيء ما إنما هو معنى فرد لا تدخله زيادة إذا حصل ولا يبقى منه شيء إذا زال فلم يبق إلا أن تكون الزيادة والنقص في متعلقاته دون ذاته " ().
وليس المقصود هنا تفصيل هذه المسألة , وإنما المقصود أن بعض أهل السنة لم يفهم من الآية أنها تقتضي التكفير بالموالاة , لأن لفظها ليس صريحا في ذلك.
ومع هذا فالذي يظهر أن قوله " فليس من الله في شيء " ليس مثل قوله " من غشنا فليس منا " , فقوله الأول صريح في التنصيص على نفي كل شيء , بخلاف القول الآخر فإنه ليس صريحا في ذلك , وإنما يدل على النفي المطلق , والنفي المطلق لا يلزم منه الانتفاء الكلي.
وهذا اللفظ له نظائر في النصوص , فقد ورد في ثلاثة مواطن في القرآن , وهي:
1 - آية آل عمران.
2 - وقوله تعالى:" إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ".
3 - وقوله تعالى عن أهل الكتاب:" لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل".
وقد ورد هذا اللفظ في بعض الأحاديث الموضوعة التي لا يعتمد عليها , ومنها حديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من أصبح وهمه الدنيا فليس من الله في شيء" , و حديث أنس " من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء ومن لم يتق الله فليس من الله في شيء ومن لم يهتم للمسلمين فليس منهم".
فمن تأمل هذه الصيغ يدرك أنها ناصة على نفي العموم.
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 07:56]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكم على ما تفضلتم به والذي يحتاج من الهتمين أن يقرأوه قراءة متأنية
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 06:04]ـ
جزاك الله خيرًا على أسلوبك المهذب، وعلى جهدك الطيب
والمسألة محل بحث إن شاء الله
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 02:33]ـ
جزاك الله خيرأ شيخنا على هذا البحث الرصين.
لكني لم أرك تطرقت للإجماعات التي ينقلها أئمة الدعوة النجدية، فهلا بينت لنا فيها مقالاً.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 03:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا:
أننا منذ نشأنا وعرفنا (العلم) ونحن نقرأ ونسمع (نواقض الإسلام العشرة) والتي ثامنها (مظاهرة المشركين على المسلمين)، ينقلها علماؤنا كابراً عن كابر، يحفظونها، ويقرونها، ويضعونها في مصنفاتهم، وينقلون الإجماعات عليها، ويدرسونها في حلقاتهم، وقد طبعت مستقلة مراراً، وعلقت في المساجد، وفي المجمعات، وظهرت ضمن كتيب صغير بعنوان (الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة) طبع منه مئات الآلاف من النسخ، ولم يكن هذا الأمر موضع جدل ولا بحث ولا نظر!!!.
حتى إذا صارت هذه الفتنة انبرى (بعضهم) لتقليص (النواقض) من (عشرة) إلى (تسعة) بحذف هذا الناقض، وتم نقل (الناقض الثامن) من (المكفّرات) إلى (المحرّمات) بعملية جراحية لا تحتاج إلا إلى إثارة بعض الشبه، وتم نقل مسألة التكفير بهذا الناقض إلى (صمام الأمان: الاعتقاد؛ وهو الرضا بالكفر)، تماماً كما نقل علماء القبورية التكفير بالشرك ودعاء الأموات إلى (الاعتقاد؛ وهو اعتقاد الضر والنفع).
ثانيا:
أن هذا هو مربط الفرس بالنسبة للكاتب، وهو رد كفر المظاهر والمناصر للكفار إلى (الاعتقاد) و (الرضا بالكفر)، لذلك فعلى مذهبه لو أن حملة صليبية قامت لدك حصون الإسلام وأهله في الأرض واستأجروا (قائداً مسلماً) ليقود هذه الحملة على المسلمين فإنه مؤمن لأنه لم يرض بالكفر، بل قاد هذه الحملة ضد المسلمين من أجل (المال)، ولا تتعجب من هذا المذهب، فقد بلي به السلف حتى قال النخعي رحمه الله: " لفتنة المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة، تركت المرجئة الدين أرق من ثوب سابري"، والله المستعان.
ثالثا:
أن (الرضا بالكفر) كفر مجرد حتى لو كان صاحبه قاعداً في بيته، بل ولو ناصر المسلمين على الكفار، فمناط الكفر في المظاهرة هو نفس العمل، فمن ناصرهم على المسلمين فقد كفر بهذا الفعل – ولو لم يرض الكفر –، كما أن من رضي بالكفر فقد كفر – ولو لم يظاهر الكفار على المسلمين –، فالأول ناقض عملي، والثاني ناقض اعتقادي.
رابعا:
على هذا القول يصح أن نعد الأعمال والأقوال كلها – سواء كانت واجبة أو محرمة أو مباحة – من نواقض الإسلام، لأننا لو سئلنا عنها لقلنا: ضابط التكفير بها إذا اقترنت باعتقاد كفري كالرضا بالكفر، فلا اختصاص بالمظاهرة للكفار بهذا الضابط هنا،، ولا وجه لا عتبارها ناقضاً من نواقض الإسلام.
خامسا:
– مما ينص على رد شبه اشتراط الرضا –:
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (الدرر 10/ 8):
"واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح: إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين – ولو لم يشرك – أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم ".
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (8/ 396):
"والمرء قد يكره الشرك، ويحب التوحيد، لكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم، فيكون متبعاً لهواه، داخلاً من الشرك في شعبٍ تهدم دينه وما بناه، تاركاً من التوحيد أصولاً وشعباً، لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه، فلا يحب ويبغض لله، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسوّاه، وكل هذا يؤخذ من شهادة: أن لا إله إلا الله ".
وقال الشيخ حمد بن عتيق في (الدفاع عن أهل السنة والاتباع) ص 31:
" إن مظاهرة المشركين، ودلالتهم على عورات المسلمين، أو الذب عنهم بلسان، أو رضي بما هم عليه، كل هذه مكفرات، فمن صدرت منه – من غير الإكراه المذكور – فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يبغض الكفار ويحب المسلمين ".
يتبع إن شاء الله
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 03:48]ـ
سادسا:
أن كثيراً من الكفار والمرتدين لم يتركوا الإسلام بغضاً له ولا سخطاً لدينهم، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، وإنما تركوه رغبة أو رهبة، كما قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (النحل:107). فعلل الله سبحانه الكفر بعد الإسلام في قوله (من كفر بالله من بعد إيمانه) بقوله هنا (ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا)، لا بأنهم رضوا بالكفر أو أبغضوا الإسلام، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا)، فجعل كفره بسبب بيعه لدينه بعرضٍ من الدنيا، لا بسبب رضاه بالكفر
سابعا:
أن أصل دليل كفر المظاهر هو قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ) فذكر الله سبحانه أن سبب مظاهرة هؤلاء للكفار هو أنهم يخشون الدائرة، لا أنهم رضوا بالكفر، أو أبغضوا الإسلام، وكذلك باقي الأدلة التي فى الباب فإن الكفر فيها معلق على نفس (تولي) الكفار و (مناصرتهم)، لا على (الرضا بكفرهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 04:01]ـ
ثامنا:
أن هذا القول مبتدع، ولا يعرف عن أهل السنة، لذلك لم ينقل (الكاتب) عن أحد من علمائهم ـ على كثرة كلامهم في حكم مظاهرة الكفار ـ أن ضابط التكفير (الرضا بكفرهم). وقد نقلت أقوال بعض أهل العلم ومن ذلك أيضا:
قول شيخ الإسلام رحمه الله (الفتاوى 28/ 530):
"كل من قفز إليهم – يعني إلى التتار – من أمراء العسكر وغير الأمراء فحكمه حكمهم، وفيهم من الردة عن شرائع الإسلام بقدر ما ارتد عنه من شرائع الإسلام، وإذا كان السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين - مع كونهم يصومون ويصلون ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسلمين، فكيف بمن صار مع أعداء الله ورسوله قاتلاً للمسلمين؟ ".
وقد نقل عنه ابن مفلح في (الفروع) أن من قاتل مع التتار مرتد حتى وإن ادعى الإكراه.
فإذا كان مدعي الإكراه محكوم بكفره بمجرد لحوقه بعسكر الكفار، فكيف بمن يقاتل المسلمين مختاراً من غير إكراهٍ، ثم يعتذر بأن قلبه لم يرض بالكفر؟! وإذا كان حكم الكفر لا يسقط عن مدعي الإكراه فمن باب أولى ألا يسقط عمن يدعي أن قلبه لم يرض بالكفر، لأن دعوى الإكراه تتضمن عدم الرضا وزيادة.
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (الدرر 8/ 324 – 326):
"وما جاء في القرآن من النهي والتغليظ الشديد في موالاتهم وتوليهم، دليل على أن أصل الأصول: لا استقامة له ولا ثبات له إلا بمقاطعة أعداء الله وحربهم وجهادهم والبراءة منهم، والتقرب إلى الله بمقتهم وعيبهم، وقد قال تعالى لما عقد الموالاة بين المؤمنين وأخبر أن الكافرين بعضهم أولياء بعض قال) إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال: من الآية73)، وهل الفتنة إلا الشرك، والفساد الكبير هو انتثار عقد التوحيد والإسلام وقطع ما أحكمه القرآن من الأحكام والنظام؟. – ثم ذكر بعض الآيات التي تنهى عن اتخاذ الكافرين أولياء – ثم قال: فليتأمل من نصح نفسه هذه الآيات الكريمات، وليبحث عما قاله المفسرون وأهل العلم في تأويلها، وينظر ما وقع من أكثر الناس اليوم، فإنه يتبين _ إن وفق وسدد – أنها تتناول من ترك جهادهم، وسكت عن عيبهم، وألقى إليهم السلم، فكيف بمن أعانهم؟، أو جرهم على بلاد أهل الإسلام؟، أو أثنى عليهم؟ أو فضلهم بالعدل على أهل الإسلام؟ واختار ديارهم ومساكنتهم وولايتهم؟ وأحب ظهورهم؟ فإن هذا ردة صريحة بالاتفاق، قال تعالى) وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (المائدة: من الآية5) "
وقال أيضاً (8/ 396):
"والمرء قد يكره الشرك، ويحب التوحيد، لكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم، فيكون متبعاً لهواه، داخلاً من الشرك في شعبٍ تهدم دينه وما بناه، تاركاً من التوحيد أصولاً وشعباً، لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه، فلا يحب ويبغض لله، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسوّاه، وكل هذا يؤخذ من شهادة: أن لا إله إلا الله ".
وقال أيضاً (الدرر 8/ 360):
"وتعزيرهم وتوقيرهم – يعني الكفار – تحته أنواع أيضاً:
أعظمها رفع شأنهم، ونصرتهم على أهل الإسلام ومبانيه، وتصويب ما هم عليه، فهذا وجنسه من المكفرات. ودونه مراتب من التوقير بالأمور الجزئية، كلياقة الدواة ونحوه ".
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 04:55]ـ
تاسعا:
علق الكاتب على ما قاله العلامة ابن حزم رحمه الله في "المحلى" [11/ 138]: (صح أن قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين). بأن كلام ابن حزم ليس في مسألة الموالاة أصلا
فما قوله فى الإجماعات الأتية:
1) وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمهم الله [الدرر: 8/ 326]- بعد كلام له عن وجوب معاداة الكفار والبراءة منهم -: (فكيف بمن أعانهم، أو جرهم على بلاد أهل الإسلام، أو أثنى عليهم، أو فضلهم بالعدل على أهل الإسلام، واختار ديارهم ومساكنتهم وولايتهم وأحب ظهورهم، فإن هذا ردة صريحة بالاتفاق قال الله تعالى: {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين}).
2) وقال الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله [الدرر: 15/ 479]: (وأما التولي؛ فهو إكرامهم، والثناء عليهم، والنصرة لهم والمعاونة على المسلمين، والمعاشرة، وعدم البراءة منهم ظاهراً، فهذا ردة من فاعله، يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة المقتدى بهم).
3) وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في "فتاواه" [1/ 274]: (وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، كما قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].
هل هذه الإجماعات منخرمة؟؟؟؟؟
ومن سبق بخلافها من العلماء؟
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 05:09]ـ
عاشرا: الأدلة من الكتاب على كفر المظاهر:
د دلت آيات كثيرة جداً من الكتاب على هذا الأمر، سأذكر بعضاً منها فيما يلي ...
الدليل الأول؛
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].
وقد دلت هذه الآية على كفر من نصر الكفار من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول؛ قوله تعالى: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، فجعل الكفار بعضهم أولياء بعض وقطع ولايتهم عن المسلمين، فدل على أن من تولاهم فهو داخل في قوله تعالى: {بعضهم} فيلحقه هذا الوصف.
قال ابن جرير رحمه الله [6/ 277]: (وأما قوله: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، فإنه عنى بذلك أن بعض اليهود أنصار بعضهم على المؤمنين، ويد واحدة على جميعهم، وأن النصارى كذلك بعضهم أنصار بعض على من خالف دينهم وملتهم، معرفاً بذلك عباده المؤمنين أن من كان لهم أو لبعضهم ولياً، فإنما هو وليهم على من خالف ملتهم ودينهم من المؤمنين، كما اليهود والنصارى لهم حرب، فقال تعالى ذكره للمؤمنين؛ فكونوا أنتم أيضاً بعضكم أولياء بعض، ولليهودي والنصراني حرباً كما هم لكم حرب، وبعضهم لبعض أولياء، لأن من والاهم فقد أظهر لأهل الإيمان الحرب ومنهم البراءة وأبان قطع ولايتهم).
الوجه الثاني؛ قوله: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، يعني كافر مثلهم.
قال ابن جرير رحمه الله 6/ 277: (يعني تعالى ذكره بقوله: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؛ ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم، يقول؛ فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متول أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه، وصار حكمه حكمه).
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ [الدرر: 8/ 127] فيها أيضاً: (فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، وأخبر أن من تولاهم من المؤمنين فهو منهم، وهكذا حكم من تولى الكفار من المجوس وعباد الأوثان، فهو منهم).
الوجه الثالث؛ قوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، والظلم هنا "الظلم الأكبر" كما قال تعالى: {والكافرون هم الظالمون}، ويدل على ذلك أول الآية والآيات التالية - كما سيأتي في الأدلة من الثاني إلى الرابع - مع الإجماع السابق.
قال ابن جرير [6/ 278]: (يعني تعالى ذكره بذلك؛ أن الله لا يوفق من وضع الولاية موضعها فوالى اليهود والنصارى مع عداوتهم الله ورسوله والمؤمنين على المؤمنين وكان لهم ظهيراً ونصيراً، لأن من تولاهم فهو لله ولرسوله وللمؤمنين حرب).
وقال ابن جرير رحمه الله تعالى "تفسيره" [6/ 276] أيضاً في هذه الآية: (والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال؛ إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعاً أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصاراً وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله، وأخبر أنه من اتخذهم نصيراً وحليفاً وولياً من دون الله ورسوله والمؤمنين فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين، وأن الله ورسوله منه بريئان).
الدليل الثاني؛
قال تعالى بعد الآية السابقة مباشرة: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة: 52].
فجعل الله سبحانه تولي الكفار من صفات الذين في قلوبهم مرض وهم "المنافقون" الذين نزلت الآية فيهم - كما هو مذكور في كتب التفسير -
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير رحمه الله [2/ 69]: (وقوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي؛ شك وريب ونفاق، {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}، أي يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر، {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}، أي يتأولون في مودتهم وموالاتهم أنهم يخشون أن يقع أمر من ظفر الكافرين بالمسلمين فتكون لهم أياد عند اليهود والنصارى فينفعهم ذلك).
الدليل الثالث؛
قول تعالى بعد الآية السابقة مباشرة: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِين * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 53 - 56].
وهذه الآيات كلها قد جاءت في سياق تولي اليهود والنصارى، وتدل على ردة من تولى الكفار من وجوه:
الوجه الأول؛ قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ}، يعني وهم كاذبون في ذلك، وإنما كان عملهم في توليهم الكفار هو دليل كذبهم.
قال ابن جرير رحمه الله [6/ 281]: (يقول المؤمنون تعجباً منهم ومن نفاقهم وكذبهم واجترائهم على الله في أيمانهم الكاذبة بالله؛ أهؤلاء الذين أقسموا لنا بالله إنهم لمعنا وهم كاذبون في أيمانهم لنا؟!).
الوجه الثاني؛ قوله تعالى عن أولئك الذين تولوا الكفار: {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}، يعني الذين تولوا الكفار، وحبوط العمل لا يكون إلا بالكفر كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [لأعراف: 147]، وقال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} [التوبة: 17]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} [المائدة: من الآية 5]، وقال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: من الآية 65] وغيرها من الآيات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "الصارم المسلول" [2/ 214]: (ولا تحبط الأعمال بغير الكفر، لأن من مات على الإيمان فإنه لابد من أن يدخل الجنة ويخرج من النار إن دخلها، ولو حبط عمله كله لم يدخل الجنة قط، ولأن الأعمال إنما يحبطها ما ينافيها، ولا ينافي الأعمال مطلقاً إلا الكفر، وهذا معروف من أصول أهل السنة).
الوجه الثالث؛ قوله تعالى: {فَأَصْبَحُوا خَاسِرِين}، والخسارة بحبوط العمل تكون في الدنيا والآخرة والعياذ بالله، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [البقرة: من الآية 217].
الوجه الرابع؛ قوله تعالى: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ}، وما قبل هذه الآية وما بعدها يدل على أن أصل الخطاب هو في تولي الكفار.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية [الفتاوى: 18/ 300]: (فإنه ما ارتد عن الإسلام طائفة إلا أتى الله بقوم يحبهم يجاهدون عنه، وهم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، يبين ذلك أنه ذكر هذا في سياق النهي عن موالاة الكفار، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} ... إلى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، فالمخاطبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة، ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة، وهو لما نهى عن موالاة الكفار وبين أن من تولاهم من المخاطبين فإنه منهم، بين أن من تولاهم وارتد عن دين الإسلام لا يضر الإسلام شيئا، بل سيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فيتولون المؤمنين دون الكفار، ويجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم، كما قال في أول الأمر: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام: من الآية 89]، فهؤلاء الذين لم يدخلوا في الإسلام، وأولئك الذين خرجوا منه بعد الدخول فيه؛ لا يضرون الإسلام شيئا، بل يقيم الله من يؤمن بما جاء به رسوله وينصر دينه إلى قيام الساعة).
الوجه الخامس؛ مفهوم الحصر في قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.
الوجه السادس؛ قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، ومفهومه أن من تولى الكفار فإنهم من حزب الشيطان، {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: من الآية 19].
الدليل الرابع؛
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 57].
وهذه الآية في سياق الآيات السابقة، وهي تؤيد ما دلت عليه من ارتداد من تولى الكفار وناصرهم.
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله [الدرر: 8/ 288]: (فتأمل قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، فإن هذا الحرف - وهو "إن" الشرطية - تقتضي نفي شرطها إذا انتفى جوابها، ومعناهح أن من اتخذهم أولياء فليس بمؤمن).
الدليل الخامس؛
قوله تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28].
وهذه الآية تدل على كفر من تولى الكفار، لقوله تعالى فيمن يفعل ذلك: {فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}.
قال ابن جرير رحمه الله تعالى [3/ 228]: (ومعنى ذلك؛ لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهوراً وأنصاراً توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء، يعني فقد بريء من الله، وبريء الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر، {إلا أن تتقوا منهم تقاة}؛ إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مسلم بفعل).
الدليل السادس؛
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [النساء: 139].
فجعل صفة المنافقين اتخاذهم الكفار أولياء من دون المؤمنين، وهذه الآية من جنس قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}، والتي سبق الكلام عنها في الدليل الثاني.
قال ابن جرير رحمه الله [3/ 329]: (يقول الله لنبيه؛ يا محمد، {بشر المنافقين} الذين يتخذون أهل الكفر بي والإلحاد في ديني أولياء، يعني أنصاراً وأخلاء {من دون المؤمنين}، يعني المؤمنين، {أيبتغون عندهم العزة}، يقول؛ أيطلبون عندهم المنعة والقوة باتخاذهم إياهم أولياء من دون أهل الإيمان بي؟ {فإن العزة لله جميعا}، يقول؛ فإن الذين اتخذوهم من الكافرين أولياء ابتغاء العزة عندهم هم الأذلاء الأقلاء، فهلا اتخذوا الأولياء من المؤمنين فيلتمسوا العزة والمنعة والنصرة من عند الله الذي له العزة والمنعة الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء فيعزهم ويمنعهم).
ومثل هذه الآية الآية التالية في ...
الدليل السابع؛
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الحشر: 11].
والكلام على هذه الآية كالكلام على قوله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}، وقوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله [الدرر: 8/ 138]: (فإذا كان من وعد المشركين في "السر" بالدخول معهم ونصرهم والخروج معهم إن جلوا؛ نفاقاً وكفراً وإن كان كذباً، فكيف بمن أظهر ذلك صادقاً؟).
الدليل الثامن؛
قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 80، 81].
وقد دلت على كفر من تولى الكفار من وجوه:
الوجه الأول؛ أنه جعل تولي الكفار صفة الذين كفروا من بني إسرائيل، الذين لعنوا على لسان داود وعيسى بن مريم.
الوجه الثاني؛ أنه قال عنهم: {وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}، وهذه صفة عذاب الكافر.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله [الدرر: 8/ 128]: (فذكر تعالى أن موالاة الكفار موجبة لسخط الله والخلود في النار بمجردها وإن كان الإنسان خائفاً، إلا المكره بشرطه).
الوجه الثالث؛ أنه قال: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُون}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [الفتاوى: 7/ 17]: (فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط، بحرف "لو" التي تقتضي مع انتفاء الشرط انتفاء المشروط، فقال: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ}، فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله [الدرر: 8/ 129]: (فذكر تعالى؛ أن موالاة الكفار منافية للإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه، ثم أخبر أن سبب ذلك؛ كون كثير منهم فاسقين، ولم يفرق بين من خاف الدائرة ولم يخف، وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين قبل ردتهم؛ كثير منهم فاسقون، فجر ذلك إلى موالاة الكفار والردة عن الإسلام، نعوذ بالله من ذلك).
الدليل التاسع؛
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73].
وتدل هذه على كفر من تولى الكافرين من وجهين:
الأول؛ قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، فمن كان موالياً لهم فهو داخل في قوله: {بعضهم)، كقوله تعالى في اليهود والنصارى: {بعضهم أولياء بعض}، وقد سبق الكلام على ذلك في الدليل الأول.
الثاني؛ قوله: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)، والفتنة تأتي في القرآن على معان منها: الشرك والكفر كقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: من الآية 193]، وقوله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: من الآية 217]، وقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: من الآية 63]، وغيرها من الآيات.
قال ابن كثير رحمه الله [2/ 331]: (ومعنى قوله تعالى: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}، أي إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين وإلا وقعت فتنة في الناس، وهو التباس الأمر واختلاط المؤمنين بالكافرين، فيقع بين الناس فساد منتشر).
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ [الدرر: 8/ 324 - 326]: (وما جاء في القرآن من النهي والتغليظ الشديد في موالاتهم وتوليهم، دليل على أن أصل الأصول؛ لا استقامة له ولا ثبات له إلا بمقاطعة أعداء الله وحربهم وجهادهم والبراءة منهم، والتقرب إلى الله بمقتهم وعيبهم، وقد قال تعالى لما عقد الموالاة بين المؤمنين وأخبر أن الكافرين بعضهم أولياء بعض قال: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [لأنفال: من الآية 73]، وهل الفتنة إلا الشرك؟ والفساد الكبير هو انتثار عقد التوحيد والإسلام وقطع ما أحكمه القرآن من الأحكام والنظام؟).
الدليل العاشر؛
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ، بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} [آل عمران: 149 - 150].
قال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله [الدرر: 8/ 124]: (فأخبر تعالى؛ أن المؤمنين إن أطاعوا الكفار فلا بد أن يردوهم على أعقابهم عن الإسلام، فإنهم لا يقنعون منهم بدون الكفر، وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك صاروا من الخاسرين في الدنيا والآخرة، ولم يرخص في موافقتهم وطاعتهم خوفاً منهم، وهذا هو الواقع؛ فإنهم لا يقنعون ممن وافقهم إلا بالشهادة أنهم على حق، وإظهار العداوة والبغضاء للمسلمين، وقطع اليد عنهم، ثم قال تعالى: {بل الله مولاكم وهو خير الناصرين}؛ فأخبر تعالى أنه ولي المؤمنين وناصرهم، وهو خير الناصرين، ففي ولايته وطاعته كفاية وغنية عن طاعة الكفار).
الدليل الحادي عشر؛
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} [محمد: 25 - 26].
فقد علّل ارتدادهم هنا بأنهم قالوا للكافرين {الذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر}، فقد وعدوهم بأن يطيعوهم في "بعض أمرهم" لا أن يطيعوهم في أمرهم كله، ومع ذلك صارت هذه ردة منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله [الدرر: 8/ 136]: (فإذا كان من وعد المشركين الكارهين لما أنزل الله طاعتهم في بعض الأمر؛ كافراً، وإن لم يفعل ما وعدهم به، فكيف بمن وافق المشركين الكارهين لما أنزل الله؟).
الدليل الثاني عشر؛
قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء: 76].
فبيّن أن الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت وأنهم أولياء الشيطان، فمن قاتل معهم فهو معهم في هذه الأوصاف، والقتال يكون باليد واللسان والمال وغيره مما يعان به.
كما قال صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم).
وكما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة؛ صانعه يحتسب في صنعه الخير، والرامي به، ومنبله).
فقد دلت الآية أن من أعانهم في حربهم على المسلمين بأي نوعٍ من أنواع الإعانة فهو من أولياء الشيطان.
الدليل الثالث عشر؛
قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [لأعراف: 175].
روى ابن جرير بسنده [9/ 123] عن ابن عباس قال: (لما نزل موسى عليه السلام - يعني بالجبارين - ومن معه أتاه - يعني "بلعم" - بنو عمه وقومه، فقالوا: إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وإنه إن يظهر علينا يهلكنا، فادع الله أن يرد موسى ومن معه، قال: إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي، فلم يزالوا به حتى دعا عليهم، فسلخه الله مما كان عليه، فذلك قوله: {فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين}).
فهو هنا لم ينصر الكفار، وإنما دعا لهم أن يرد موسى ومن معه، فكان هذا انسلاخاً من آيات الله، فكيف بمن ناصرهم وأعانهم؟
الدليل الرابع عشر؛
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء: 97].
روى البخاري في صحيحه عن محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال: (قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشد النهي، وقال: أخبرني ابن عباس: أن ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سوادهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله، أو يضرب عنقه؛ فيقتل، فأنزل الله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}).
وقد اختلف أهل العلم في الذين نزلت فيهم هذه الآيات من الذين خرجوا مع الكفار من المسلمين يكثرون سوادهم، هل ماتوا مسلمين عصاة أو ارتدوا بهذا الفعل؟
ففعلهم هذا كفر، ولكن قد يعذرهم بعض العلماء، فمن لم يكفرهم؛ رأى أنهم إنما خرجوا مكرهين، والإكراه عذر في الكفر، ومن لم يعذرهم؛ رأى أنهم السبب في حدوث الإكراه بسبب تخلفهم عن الهجرة وهم قادرون عليها، مع اتفاق الجميع على أنهم يعاملون معاملة الكفار في القتل.
وأما من أعان الكفار أو كثّر سوادهم بلا إكراه؛ فلا شك في كفره وارتداده عن الإسلام، والعياذ بالله.
الدليل الخامس عشر؛
قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257].
فبيّن سبحانه في هذه الآية أن أنصار الذين كفروا هم "الطاغوت"، فمن ناصرهم فهو مثل "طواغيتهم".
الدليل السادس عشر؛
أن الله سبحانه شرط الكفر بالطاغوت مع الإيمان به للدخول في الإسلام، فقال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا} [البقرة: من الآية 256]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: من الآية 36]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ} [الزمر: 17]، وقال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء: 60].
ومن ناصرهم فإنه لم يكفر بالطاغوت، لأن الكفار يقاتلون في سبيل الطاغوت كما سبق في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء: 76].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 07:13]ـ
وبالنسبة لكلام الشافعي والقرطبي الذى استدلوا به فهو خاص بمسألة الجاسوس استدلالاً بحديث حاطب، فهي مسألة فرعية جزئية، ولا يستدل بمسألة فرعية على إبطال أصل كلي، ولم يسوقا حديث حاطب لبيان أن (مطلق مظاهرة الكفار) ليست كفراً، كما يوهمه نقل الكاتب وغيره
وقد نقلت الإجماع على أن إعانة الكفار على المسلمين كفر وردة، فإبطال هذا الإجماع بنقلٍ يبين أن إعانة الكفار على المسلمين ليست كفراً.
وإنما احتجوا به على نفي الكفر عمن فعل مثل فعل حاطب فقط، دون من ظاهر الكفار وأعانهم، فاستدلالهم أخص من دعواه بكثير!!!!!!!
وهذا كما لو استدل أحدٌ على أن صرف العبادة لغير الله كفر بالإجماع، فلو عارضه متعالم في هذا وقال: بل إجماعك غير صحيح، لأن يسير الرياء ليست كفراً (والإخلاص عبادة)، وبناء على هذا الأمر فنقيس باقي العبادات على هذه العبادة، فهل يصح له قوله هذا؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 09:07]ـ
وأخيرا أعيد السؤال السابق على مذهبك فى التفصيل فى المظاهرة هل لو أن حملة صليبية قامت لدك حصون الإسلام وأهله في الأرض واستأجروا (قائداً مسلماً) ليقود هذه الحملة على المسلمين لم يرض بالكفر، بل قاد هذه الحملة ضد المسلمين من أجل (المال) هل يكفر أم لا
وماهى مذاهب أهل العلم فى هذا الرجل
أرجو الرد
والله الستعان
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 07:07]ـ
من كان عنده أثارةٌ من علم فليوجه لنا أقوال أئمة الدعوة النجدية في هذه المسألة ..
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 07:51]ـ
لو تنظر أخي هذا الرابط ففيه تجليه لكلام الإمام ابن حزم رحمه الله في ذكره الإجماع وأنه لا يقصد ماقصده الإخوان وهذا ظاهر،وأيضاً ناقشوا فيه مانقل عن أئمة الدعوة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21931&highlight=%C7%E1%E3%CD%CA%C7%D 1
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:03]ـ
وأخيرا أعيد السؤال السابق على مذهبك فى التفصيل فى المظاهرة هل لو أن حملة صليبية قامت لدك حصون الإسلام وأهله في الأرض واستأجروا (قائداً مسلماً) ليقود هذه الحملة على المسلمين لم يرض بالكفر، بل قاد هذه الحملة ضد المسلمين من أجل (المال) هل يكفر أم لا
وماهى مذاهب أهل العلم فى هذا الرجل
أرجو الرد
والله الستعان
ننتظر الجواب ...
الشيخ أبو زكريا المهاجر بارك الله فيك ونفع بك على هذا الجمع الطيب.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:13]ـ
ننتظر الجواب ...
الشيخ أبو زكريا المهاجر بارك الله فيك ونفع بك على هذا الجمع الطيب.
وبارك الله فيك أخى ونفع بك
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 02:50]ـ
هل لو أن حملة صليبية قامت لدك حصون الإسلام وأهله في الأرض واستأجروا (قائداً مسلماً) ليقود هذه الحملة على المسلمين لم يرض بالكفر، بل قاد هذه الحملة ضد المسلمين من أجل (المال) هل يكفر أم لا
وماهى مذاهب أهل العلم فى هذا الرجل
والإجابة عن هذا السؤال تتضح بالأتى:
إن من قاتل مع الكفار من المسلمين يوم بدر عاملهم الرسول صلى الله عليه وسلم معاملة الكفار كالذين قتلوا منهم أو أسروا كالعباس، وذلك لأن عملهم هذا مظاهرة لا لبس فيها، فلم يستفسر منهم، أو يسألهم، وبالجمع بين عمل الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، وعمله مع حاطب يتضح الفرق بين الفعلين، والحكمين.
ويتبين ذلك بشرح حادثة العباس ومن كان مثله ممن قاتل يوم بدر:
فإن قوماً من المسلمين تخلفوا عن الهجرة، فلما كانت غزوة بدر أكرههم المشركون على الخروج معهم إلى الغزو، فقتل بعضهم، فتحرج المسلمون من قتلهم فنزل قوله تعالى (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ... الآيات)، وقد روى البخاري في صحيحه عن عكرمة قال: أخبرني ابن عباس: أن ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سوادهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب عنقه فيقتل، فأنزل الله: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
" وقد اختلف أهل العلم في الذين نزلت فيهم هذه الآيات من الذين خرجوا مع الكفار من المسلمين يكثرون سوادهم هل ماتوا مسلمين عصاة أو ارتدوا بهذا الفعل؟.
ففعلهم هذا كفر، ولكن قد يعذرهم بعض العلماء، فمن لم يكفرهم رأى أنهم إنما خرجوا مكرهين، والإكراه عذر في الكفر، ومن لم يعذرهم رأى أنهم السبب في حدوث الإكراه بسبب تخلفهم عن الهجرة وهم قادرون عليها، مع اتفاق الجميع على أنهم يعاملون معاملة الكفار في القتل."
وقال الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله (الدرر 8/ 456، 457):
" إن من عجز عن الخروج من بين ظهراني المشركين وأخرجوه معهم كرهاً فحكمه حكمهم في القتل وأخذ المال، لا في الكفر، وأما إن خرج معهم لقتال المسلمين طوعاً واختياراً، أو أعانهم ببدنه وماله، فلا شك أن حكمه حكمهم في الكفر".
إذا تبين لك هذا فاعلم أن للمسلم إذا أكره على القتال معهم حكمين:
الحكم الأول: الدنيوي، ويكون حكمه حكمهم في القتل و الأحكام الأخرى.
والحكم الثاني: الأخروي، فهذا إن كان صادقاً في ادعاء الإكراه فإنه يكون مسلماً إذا لم يتسبب هو في حدوث الإكراه على نفسه، وإن كان هو سبب حدوث الإكراه فطائفة من أهل العلم لا يعذرونه.
فهنا العباس رضي الله عنه ادعى الإسلام وإنما خرج مكرهاً مع المشركين، فعامله الرسول بظاهره وألحقه بالكفار في الحكم، وأخبره إن دعواه إن كانت صحيحة في ادعائه فإنها تنفعه عند الله. كما قال شيخ الإسلام رحمه الله (الفتاوى 28/ 537): " بل لو ادعى مدعٍ أنه خرج مكرهاً لم ينفعه ذلك بمجرد دعواه، كما روي أن العباس بن عبد المطلب قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما أسره المسلمون يوم بدر: يا رسول الله، إني كنت مكرهاً، فقال: " أما ظاهرك فكان علينا، وأما سريرتك فإلى الله ".اهـ.
فدل هذا الحديث – وحديث أهل بدر – على أن من قاتل مع الكفار فإن حكمه حكمهم، فإن كان مكرهاً في هذا الأمر فإنما ينفعه عند الله، لا لأنه لم يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام، بل لأن لديه مانعاً هو (الإكراه). وأما من كان مختاراً فهذا لا نزاع في كفره أصلاً كما ذكرت التفريق بين الصورتين عن الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ سابقاً
لعل بعد هذه النقولات تتضح الإجابة عن السؤال الماضى والله أعلم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 03:06]ـ
وبهذا التأصيل يطيش ما ادعاه إخواننا من اشتراط الرضا بالكفر أو الإعانة من أجل دينهم كما زعموا والله أعلم
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 12:12]ـ
الأخ الفاضل: (أبوزكرياالمهاجر)
أحسنت بارك الله فيك.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 01:52]ـ
الأخ الفاضل: (أبوزكرياالمهاجر)
أحسنت بارك الله فيك.
وبارك الله فيك أخى الفاضل
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 11:48]ـ
أحيي الأخوة الكرام وأشكرهم على إحياء الموضوع من جديد , وأخص بالشكر الأخ / أبا المهاجر على حرصه ونصحه.
وبعد .. فلا أخفيكم أني قد استغربت من طريقة بحث الأخ/ أبي المهاجر للموضوع ومن كان معه؛ لأنه لم يمس أفكار البحث الذي طرحته بشيء , وإنما تكلم بكلام عام تكرر كثيرة , وقرأناه مرارا , فهو في الحقيقة قد أرجعنا في بحث هذه المسألة إلى الوراء مراحل كثيرة , مع أن البحث قد تطور فيها وتقدم إلى الأمام طويلا؛ ولأجل هذا فإني لن أعلق على تفاصيل ما ذكر وإنما سأذكر نقطتين فقط , هما:
النقطة الأولى: تلخيص أفكار أصل البحث؛ حتى يكون النقاش فيها لمن أراد من الأخوة , وذلك أني أحسب أن الأفكار التي ذُكرت فيه تستحق أن تناقش من الأخوة الذين يرون أن الموالاة العلمية كفر أكبر , والأفكار هي:
1 - أن مسألة الموالاة لا علاقة لها بأصل أهل السنة والجماعة في التلازم بين الظاهر والباطن؛ وذلك لأنها مسألة تعتبر من آحاد الأعمال الظاهرة والأصل في التلازم إنما هو في جنس العمل الظاهر , وهناك فرق بين أحكام الآحاد وأحكام الجنس.
2 - أن الإجماع الذي ينقله ابن جزم لا علاقة له بمسألة الموالاة العلمية أصلا.
3 - أن مسألة الموالاة العلمية لا يصح أن يستدل في بيان حكمها بشيء من القرآن , وإنما يستدل فيها بحديث حاطب وسهل بن بيضان فقط , وذلك أن جميع الآيات التي تكلمت عن الموالاة لا تخلو من حالين هما:
الأول: أن تكون دالة على التكفير بالموالاة , ولكنها ليست في الموالاة العلمية التي هي محل البحث هنا , وإنما هي في الموالاة القلبية.
الثاني: أن تكون غير دالة على التكفير أصلا وإنما تدل على الذم أو التحذير أو التوبيخ أو نحو ذلك , وهذه الأساليب لا يصح أن يؤخذ منها الحكم بالتكفير كما هو معلوم للإخوة.
هذه أهم الأفكار التي تضمنها البحث والتي أحسب أن البحث أتى فيها بشيء جديد.
القضية الثانية: فيما يتعلق بالإجماعات التي نقلها أئمة الدعوة رحمهم الله , فإنه يقال: إنه لا يصح الاعتماد عليها في مسألة الموالاة العلمية؛ لأنها إجماعات غير صحيحة , لأمور:
الأول: أن مسألة الموالاة العملية من المسائل التي تكلم فيها قدر غير قليل من العلماء السابقين كابن تيمية وغيره , ومع هذا لم يذكر فيها الإجماع , ولم يستند عليه في كلامه , فكيف خفي على هؤلاء كلهم ولم يعلمه إلا أئمة الدعوة فقط؟! , مع تأخرهم في الزمن كثيرا.
الثاني: أنه قد ثبت لي أن عددا من العلماء كانوا يرون أن الموالاة العملية للكفار ليست من جنس المكفرات , ومن هؤلاء الشافعي وابن تيمية , وذلك أنه قد تحرر من كلام ابن تيمية أنه كان يرى أن الموالاة المعلية للكفار ليست كفرا , كم ذكرته في بحث آخر نشر في هذا الموقع بعنوان (تحرير مذهب ابن تيمية في حكم الموالاة العلمية للكفار) , وهذا يدل على أن الإجماع الذي نقله أئمة الدعوة في هذه المسألة غير صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 08:25]ـ
معنى ذللك أن أئمة الدعوة كان عندهم غلو فى التكفير ظنا منهم أن هذا إجماعا
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 09:37]ـ
أحيي الأخوة الكرام وأشكرهم على إحياء الموضوع من جديد , وأخص بالشكر الأخ / أبا المهاجر على حرصه ونصحه.
وبعد .. فلا أخفيكم أني قد استغربت من طريقة بحث الأخ/ أبي المهاجر للموضوع ومن كان معه؛ لأنه لم يمس أفكار البحث الذي طرحته بشيء , وإنما تكلم بكلام عام تكرر كثيرة , وقرأناه مرارا , فهو في الحقيقة قد أرجعنا في بحث هذه المسألة إلى الوراء مراحل كثيرة , مع أن البحث قد تطور فيها وتقدم إلى الأمام طويلا؛ ولأجل هذا فإني لن أعلق على تفاصيل ما ذكر وإنما سأذكر نقطتين فقط , هما:
النقطة الأولى: تلخيص أفكار أصل البحث؛ حتى يكون النقاش فيها لمن أراد من الأخوة , وذلك أني أحسب أن الأفكار التي ذُكرت فيه تستحق أن تناقش من الأخوة الذين يرون أن الموالاة العلمية كفر أكبر , والأفكار هي:
1 - أن مسألة الموالاة لا علاقة لها بأصل أهل السنة والجماعة في التلازم بين الظاهر والباطن؛ وذلك لأنها مسألة تعتبر من آحاد الأعمال الظاهرة والأصل في التلازم إنما هو في جنس العمل الظاهر , وهناك فرق بين أحكام الآحاد وأحكام الجنس.
2 - أن الإجماع الذي ينقله ابن جزم لا علاقة له بمسألة الموالاة العلمية أصلا.
3 - أن مسألة الموالاة العلمية لا يصح أن يستدل في بيان حكمها بشيء من القرآن , وإنما يستدل فيها بحديث حاطب وسهل بن بيضان فقط , وذلك أن جميع الآيات التي تكلمت عن الموالاة لا تخلو من حالين هما:
الأول: أن تكون دالة على التكفير بالموالاة , ولكنها ليست في الموالاة العلمية التي هي محل البحث هنا , وإنما هي في الموالاة القلبية.
الثاني: أن تكون غير دالة على التكفير أصلا وإنما تدل على الذم أو التحذير أو التوبيخ أو نحو ذلك , وهذه الأساليب لا يصح أن يؤخذ منها الحكم بالتكفير كما هو معلوم للإخوة.
هذه أهم الأفكار التي تضمنها البحث والتي أحسب أن البحث أتى فيها بشيء جديد.
القضية الثانية: فيما يتعلق بالإجماعات التي نقلها أئمة الدعوة رحمهم الله , فإنه يقال: إنه لا يصح الاعتماد عليها في مسألة الموالاة العلمية؛ لأنها إجماعات غير صحيحة , لأمور:
الأول: أن مسألة الموالاة العملية من المسائل التي تكلم فيها قدر غير قليل من العلماء السابقين كابن تيمية وغيره , ومع هذا لم يذكر فيها الإجماع , ولم يستند عليه في كلامه , فكيف خفي على هؤلاء كلهم ولم يعلمه إلا أئمة الدعوة فقط؟! , مع تأخرهم في الزمن كثيرا.
الثاني: أنه قد ثبت لي أن عددا من العلماء كانوا يرون أن الموالاة العملية للكفار ليست من جنس المكفرات , ومن هؤلاء الشافعي وابن تيمية , وذلك أنه قد تحرر من كلام ابن تيمية أنه كان يرى أن الموالاة المعلية للكفار ليست كفرا , كم ذكرته في بحث آخر نشر في هذا الموقع بعنوان (تحرير مذهب ابن تيمية في حكم الموالاة العلمية للكفار) , وهذا يدل على أن الإجماع الذي نقله أئمة الدعوة في هذه المسألة غير صحيح.
بارك الله فيك ووفقك ..
ـ[أبومحمد الصعيدي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 11:27]ـ
يقول الإمام الشافعي في كتاب ”الأم“: «أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال أخبرني الحسن بن محمد أنه سمع عبيد الله بن أبى رافع يقول سمعت عليًا رضي الله عنه يقول: بعثني رسول الله (ص) أنا والزبير والمقداد فقال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوا منها»، قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة قلنا لها أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب فقلنا لها لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله (ص) فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله (ص) فقال رسول الله (ص): «يا حاطب ما هذا؟»، قال يا رسول الله لا تعجل عليّ، إنى كنت امرأ ملصقًا في قريش يقول كنت حليفًا ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قربات يحمون أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون قرابتي ولم أفعله ارتدادًا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله
(يُتْبَعُ)
(/)
(ص): «أما إنه قد صدقكم»، فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال (ص): «إنه قد شهد بدرًا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعلموا ما شئتم فقد غفرت لكم». ونزلت:
(يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة)
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون /// لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين /// أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله وبنيان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين /// لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم)
يقول ابن كثير عن سبب نزول هذه الآيات: «إنه كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله (ص) إليها رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهب وكان قد تنصر في الجاهلية وقرأ علم أهل الكتاب وكان فيه عبادة في الجاهلية وله شرف في الخزرج كبير فلما قدم رسول الله (ص) مهاجرًا إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه وصارت للإسلام كلمة عالية وأظهرهم الله يوم بدر شرق اللعين أبو عامر بريقه وبارز بالعداوة وظاهر بها وخرج فارًا إلى كفار مكة من مشركي قريش يمالئهم على حرب رسول الله فاجتمعوا بمن وافقهم من أحياء العرب وقدموا عام أحد فكان من أمر المسلمين ما كان وامتحنهم الله عز وجل وكانت العاقبة للمتقين وكان هذا الفاسق قد حفر حفائر فيما بين الصفين فوقع في إحداهن رسول الله (ص) وأصيب ذلك اليوم فجرح وجهه وكسرت رباعيته اليمنى السفلى وشج رأسه صلوات الله وسلامه عليه وتقدم أبو عامر في أول مبارزة إلى قومه من الأنصار فخاطبهم واستمالهم إلى نصره وموافقته. فلما عرفوا كلامه قالوا: لا أنعم الله بك عينًا يا فاسق يا عدو الله ونالوا منه وسبوه فرجع وهو يقول: والله لقد أصاب قومي بعدى شر. وكان رسول الله (ص) قد دعاه إلى الله قبل فراره وقرأ عليه من القرآن فأبى أن يسلم وتمرد فدعا عليه رسول الله (ص) أن يموت بعيدًا طريدًا فنالته هذه الدعوة وذلك أنه لما فرغ الناس من أُحد ورأى أمر رسول الله (ص) في ارتفاع وظهور ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي (ص) فوعده ومناه وأقام عنده وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول الله (ص) ويغلبه ويرده عما هو فيه وأمرهم أن يتخذوا له معقلًا يقوم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه ويكون مرصدًا له إذا قدم عليهم بعد ذلك فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج الرسول (ص) إلى تبوك وجاءوا فسألوا رسول الله (ص) أن يأتي إليهم فيصلى في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: «إنا على سفر لكن إذا رجعنا إن شاء الله»، فلما قفل عليه السلام راجعًا إلى المدينة من تبوك لم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم مسجد قباء الذي أسس من أول يوم على التقوى فبعث رسول الله (ص) إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه المدينة ـ وكذا روى بإسناده ابن عباس وعن سعيد بن جبير ومجاهد وعروة بن الزبير وقتادة».
وقد وضعت السياقين موضع المقابلة والمقارنة لنرى: هل الخلاف بين فعل حاطب وفعل هؤلاء المنافقين يرجع إلى:
1 - العمل الظاهر؟.
2 - أم العمل الظاهر متفق والخلاف في الاعتقاد أو في الباطن من ناحية الشك في الدين والرضا بالكفر؟.
وبأي منهما تتعلق الأحكام الشرعية؟ وما هي أركان العمل الظاهر هل هي مجرد الأفعال المحسوسة مجردة عن القصد؟ وهل القصد يرجع أو يدخل في تكييف العمل الظاهر أو الاعتقاد والباطن أم هو فقط دال عليه؟.
ـ[أبومحمد الصعيدي]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 12:01]ـ
وقد وضعت السياقين موضع المقابلة والمقارنة لنرى: هل الخلاف بين فعل حاطب وفعل هؤلاء المنافقين يرجع إلى:
1 - العمل الظاهر؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أم العمل الظاهر متفق والخلاف في الاعتقاد أو في الباطن من ناحية الشك في الدين والرضا بالكفر؟.
وبأي منهما تتعلق الأحكام الشرعية؟ وما هي أركان العمل الظاهر هل هي مجرد الأفعال المحسوسة مجردة عن القصد؟ وهل القصد يرجع أو يدخل في تكييف العمل الظاهر أو الاعتقاد والباطن أم هو فقط دال عليه؟.
وواضح من السياق الخاص بمسجد الضرار: أن هناك عملًا ظاهرًا له أركانه المادية المتكاملة من التكاتب وبناء المسجد للغرض الذي تكاتبوا فيه واتفقوا عليه وأرسلت في شأنه الرسل والكتب وكذلك واضح فيه عنصر القصد وهذا العمل الظاهر لو قامت عليهم به البينة ـ قطعي الدلالة على كفر الباطن، وبه ـ بناء على هذا ـ يتعلق الحكم الشرعي.
وكما سبق أن قلنا إن ولاية الكافرين كفر. وليس كفر المنافق للشك فقط ثم هذه صفة () من صفاته لو كانت في غيره ممن لا يشك لا يكون بها كافرًا. كلا ليس الأمر كذلك بل حكم ولاية الكافرين في ذاتها سواء قامت فيمن يشك أو فيمن لا يشك أو فيمن يبغض أو فيمن لا يبغض وذلك إنما يعرف بكلامه تعالى: (وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى) أنها كفر. وذلك لقوله تعالى: (فليس من الله في شيء)، ولقوله تعالى: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء)، ولقوله تعالى: (فإنه منهم)، وغير ذلك.
وسبق قول ابن تيمية والطبري وغيرهم فيها وواضح جدًا أنه الكفر الصريح البواح وهو الذي حذر الله المؤمنين أن يقع منهم: (ويحذركم الله نفسه). وكذلك جاء في أقوال الطبري وغيره في نفس السياق في معنى ولاية الكافرين: إنها المظاهرة وكشف عورات المسلمين للكافرين.
يقول الطبري في تفسير قوله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين) لا تتخذوا يا أيها المؤمنون الكفار ظهرًا أو أنصارًا توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين وتدلونهم على عوراتهم فإنه من يفعل ذلك (فليس من الله في شيء) يعني: قد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر».
وتكرر في التفسير دخول: الدَّل على عورات المسلمين في معنى موالاة الكافرين وواضح من هذا أنه كفر لهذا الدخول في مناط حَكم الله عليه بالكفر.
يقول الشاطبي: «فمن التفت إلى المسببات من حيث كانت علامة على الأسباب في الصحة والفساد ـ لا من جهة أخرى فقد حصل على قانون عظيم يضبط به جريان الأسباب على وزان ما شرع أو خلاف ذلك.
ومن هنا جعلت الأعمال الظاهرة في الشرع دليلًا على ما في الباطن. فإن كان الظاهر منخرمًا يحكم على الباطن بذلك أيضًا وهو أصل عام في الفقه وسائر الأحكام العاديات والتجريبيات بل الالتفات إليها من هذا الوجه نافع في جملة الشريعة إذ الأدلة على صحته كثيرة جدًا وكفى بذلك عمدة أنه الحاكم () بإيمان المؤمن وكفر الكافر وطاعة المطيع وعصيان العاصي وعدالة العدل وجرحة المجرح وبذلك تنعقد العقود وترتبط المواثيق إلى غير ذلك من الأمور بل هو كلية التشريع وعمدة التكليف بالنسبة إلى إقامة حدود الشعائر الإسلامية الخاصة والعامة».
وكذلك ما قاله ابن تيمية في تفسير قوله تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا): «إنه لو كان التكلم بالكفر لا يكون كفرًا إلا إذا شرح به الصدر لم يستثن المكره فلما استثنى المكره علم أن كل من تكلم بالكفر غير المكره فقد شرح به صدرًا. فهو حكم وليس قيدًا للحكم. وكذلك عن المنافقين الذين نزل فيهم قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب)، يقول ابن تيمية: فقد أخبر بأنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام».
فليس كلامًا واحدًا له حكمان مختلفان حسب شرح الصدر أو عدم شرحه وهو ما لا يمكن الوقوف عليه من الباطن بل لا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بالكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالظاهر لا يتقيد بالباطن في الأحكام الشرعية وإنما هو دال عليه وحاكم عليه. ولكن ما هو الظاهر؟ أهو مجرد الأفعال المحسوسة؟ كلا فإن الأفعال المحسوسة إذا تعرت عن المقاصد كانت كأفعال العجماوات والجمادات لا تدخل في الأحكام الخمسة. إذن فالقصد داخل في العمل الظاهر والقصد يعرف بدلائله الحالية والمقالية وبه يختلف حكم الفعل. والعمل الظاهر: من الفعل المحسوس والقصد المقارن دال وحاكم على الباطن وهذا أمر في غاية الظهور.
وإذن فالخلاف بين فعل حاطب وفعل المنافقين ليس راجعًا إلى الاعتقاد بل راجع إلى التكييف الشرعي للفعل باختلاف القصد وبالتالي اختلاف العمل الظاهر الذي به وحده يتعلق الحكم الشرعي لا بالفعل المحسوس المجرد عن القصد فهذا لا تكييف له. ولا بالاعتقاد المتعذر الوقوف عليه فهذا لا تقييد به. فالعمل الظاهر هو الذي يتعلق به الحكم الشرعي.
ولهذا اختلف حكم الجاسوس بين أن يعاقب بالقتل حدًا أو بما دون ذلك من عقوبات أو أن يقتل كفرًا كالزنديق ولا يستتاب وذلك حسب التكييف الشرعي لفعله بالوقوف على القصد الذي ربما يتضح تماما من الفعل أو يحتاج إلى بحث وسؤال وتحر.
وواضح من فعل حاطب أنه رأى أنه يمكن أن يفيد من أمر لن يضر المسلمين بل كتب للكفار بذلك قائلًا: إنه لو قاتلكم وحده لانتصر عليكم فإن الله وعده النصر وهو لابد لاقيه، ومع ذلك فقد جاءكم بما لا قبل لكم به فسارعوا إلى الإسلام. سقطة في لحظة ضعف افتقد فيها التوكل ووقع في سوء التأويل. ولكن لم يذهب القصد إلى المظاهرة لتغليبهم على المسلمين أو دلهم على عورات المسلمين ومقاتلهم التي لا نجاة للمسلمين منهم بعدها، وقد تبيَّن الرسول (ص) قصده وقال إنه قد صدق فهو لم يتركه مع وقوع فعل الموالاة منه إنما تبيَّن له صدقه فخرج فعله عن وصف موالاة الكافرين إلى مجرد وصف التجسس أو خيانة سر الرسول (ص) وهذا له عقوبته التي درأها كونه بدريًا لا إسلامه، لأنه كما يقول ابن القيم: «وقد علل صرف العقوبة عنه بوصف أخص من الإسلام وإذا كانت العلة أمرًا عامًا كان الخاص عديم التأثير وبحيث علل بالخاص امتنع أن يكون العام علة لذلك الفعل ولهذا كان الأرجح في عقاب الجاسوس القتل حدًا أو أن يترك لرأى الإمام».
أما من كان ولاؤه للكافرين لأي سبب من الأسباب، أو لم يكن له ولاء إلا لمصالحه وشهواته ليس غير، عرف ذلك مما أخذ عليه فهذا حكمه الكفر ولا شأن لنا باعتقاده فهذا مالا يمكن الوقوف عليه.
وما يقال عن فعل حاطب يقال عن فعل أبى لبابة وهو يختلف تمامًا عمن قال الله فيهم: (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما /// الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا).
واضح الفرق بين القصد إلى الإضرار بل المحق والاستئصال في أصحاب مسجد الضرار وبين عدم القصد إلى الإضرار ووضوح السقطة مع بقاء الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين. وهذا الفرق لم يعلم بإخبار غيبي بل بدلالة الأفعال والأقوال، وهذا الفرق في العمل الظاهر دليل على الفرق في الباطن والاعتقاد.
يقول ابن القيم بعد أن ذكر قصة حاطب: «واختلف المسلمون في ذلك فقال سحنون: إذا كاتب المسلم أهل الحرب قتل ولم يستتب وماله لورثته. وقال غيره من أصحاب مالك يجلد جلدًا وجيعًا ويطال حبسه وينفى من موضع يقرب من الكفار. وقال ابن القاسم يقتل ولا يعرف لهذا توبة وهو كالزنديق وقال الشافعي وأبو حنيفة وأحمد لا يقتل، والفريقان احتجوا بقصة حاطب ـ ووافق ابن عقيل من أصحاب أحمد مالكًا وأصحابه».
على أن التبرؤ من موادة الكافرين ليس على درجة واحدة بين المؤمنين ولذلك ذكر الله اتخاذ البطانة ولم يصفه بالكفر وذكر الموالاة ولم يصفها ولو مرة واحدة بغير الكفر؛ وحددت الموالاة بأنها المظاهرة والمناصرة والدل على عورات المسلمين.
ـ[أبومحمد الصعيدي]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 12:46]ـ
وفي قصة بني قريظة بيان لذلك وفيها مواقف متفاوتة ولكن تجتمع كلها على حد أدنى وهو استمرار الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والحرب على الكفار ومجاهدتهم مع رسول الله (ص). فهذه المواقف تصدر من قوم خرجوا يحاربون بني قريظة مع رسول الله (ص) لم يوالوهم عليه قط ولا امتنعوا عن قتالهم معه قط ولا خانوا فيهم قط ومع ذلك فهناك تفاوت في المواقف بشأن هؤلاء اليهود وهذا بيانه:
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في كتب السيرة ومنها ”زاد المعاد“ يقول ابن القيم:
«وأما قريظة فكانت أشد اليهود عداوة لرسول الله (ص) وأغلظهم كفرًا ولذلك جرى عليهم ما لم يجر على إخوانهم وكان سبب غزوهم أن رسول الله (ص) لما خرج إلى غزوة الخندق والقوم معه صلح سار حيى بن أخطب إلى بني قريظة في ديارهم فقال لقد جئتكم والله بعز الدهر جئتكم بقريش على سادتها وغطفان على قادتها وأنتم أهل الشوكة والسلاح فهلم نناجز محمدًا نفرغ منه فقال له رئيسهم لقد جئتني والله بذل الدهر جئتني بسحاب قد أراق ماءه فهو يبرق ويرعد فلم يزل يخادعه ويعده ويمنيه حتى أجابه ونقضوا عهد رسول الله (ص) وأظهروا سبه فبلغ رسول الله (ص) الخبر فأرسل يستعلم الأمر فوجدهم قد نقضوا العهد. فلما انصرف رسول الله (ص) إلى المدينة بعد غزوة الخندق فلم يكن إلا أن وضع سلاحه فجاءه جبريل فقال: وضعت السلاح فإن الملائكة لم تضع أسلحتها فانهض بمن معك إلى بني قريظة فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم وأقذف في قلوبهم الرعب. وأعطى رسول الله (ص) الراية على ابن أبى طالب واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ونازل حصون بني قريظة وحصرهم خمسًا وعشرين ليلة ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال إما أن يسلموا وإما أن يقتلوا ذراريهم ويخرجوا إليه بالسيوف مصلتين وإما أن يهجموا على رسول الله (ص) يوم السبت لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه فأبوا أن يجيبوا إلى واحدة منهن فأرسلوا إليه (ص) أن أرسل إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر نستشيره فلما رأوه قاموا في وجهه يبكون وقالوا يا أبا لبابة كيف ترى لنا أن ننزل على حكم محمد فقال نعم وأشار بيده إلى حلقه يقول إنه الذبح ثم علم من فوره أنه قد خان الله ورسوله فمضى على وجهه ولم يرجع إلى رسول الله (ص) حتى أتى مسجد المدينة فربط نفسه بسارية المسجد وحلف أن لا يحله إلا رسول الله (ص) بيده وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبدًا فلما بلغ رسول الله (ص) ذلك قال: دعوه حتى يتوب الله عليه. ثم تاب الله عليه وحله رسول الله (ص) بيده. ثم إنهم نزلوا على حكم رسول الله (ص) فقامت إليه الأوس فقالوا يا رسول الله قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت وهم حلفاء إخواننا الخزرج وهؤلاء موالينا فأحسن فيهم فقال ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم قال: فذاك سعد بن معاذ قالوا قد رضينا فأرسل إلى سعد بن معاذ وكان في المدينة لم يخرج معهم لجرح قد كان به فأركب حمارًا وجاء إلى رسول الله (ص) فجعلوا يقولون له وهم كنفيه يا سعد أجمل إلى مواليك وأحسن فيهم فإن رسول الله (ص) قد حكمك بينهم لتحسن فيهم وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئًا فلما أكثروا عليه قال لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم. فلما انتهى إلى النبي (ص) قال: قوموا إلى سيدكم فلما أنزلوه قالوا يا سعد إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك قال وحكمي نافذ عليهم قالوا نعم قال: وعلى المسلمين، قالوا نعم قال: وعلى من هنا وأعرض بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله (ص) إجلالًا له وتعظيمًا قال: «نعم وعلىّ»، قال: فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال وتسبى الذرية وتقسم الأموال فقال رسول الله (ص) لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات وأسلم منهم تلك الليلة نفر قبل النزول وهرب عمرو بن سعد وكان قد أبى الدخول معهم في نقض العهد».
وانظر إلى قصة عمر وأبى موسى والغلام النصراني الذي اتخذه أبو موسى كاتبًا فنهاه عمر عن ذلك وساق إليه قوله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لاتتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا)، وذلك عندما قال له أبو موسى له دينه ولي كتابته وانظر إلى هذه الآية لا يأتي فيها حكم الكفر لا لفظًا ولا معنىً.
وانظر إلى آيات الله (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، وإلى قوله تعالى: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء)، يقول ابن تيمية في تفسيرها: «بيَّن سبحانه وتعالى أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه يستلزم عدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأن عدم اللازم يقتضى عدم الملزوم».
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول سبحانه وتعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء)، يقول الطبري: «يعني بذلك برئ الله منه و برئ من الله بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر».
ويقول سبحانه وتعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله)، ويقول ابن تيمية: «فأخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرًا فمن وادَّ الكفار فليس بمؤمن».
وانظر إلى قول النسفي في تفسير: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم)، يقول النسفي: «خرج إلى بدر مرتدًا فقتل كافرًا».
وإلى قول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (ألا إنهم هم المفسدون): «يقول ابن جرير: فأهل النفاق مفسدون في الأرض بمظاهرتهم أهل التكذيب بالله وكتبه ورسله على أولياء الله إذا وجدوا إلى ذلك سبيلا فذلك فساد المنافقين في الأرض ويحسبون أنهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها. وهذا الذي قاله حسن فإن من الفساد في الأرض اتخاذ المؤمنين الكافرين أولياء كما قال تعالى: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فقطع الله الموالاة بين المؤمنين والكافرين كما قال تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا)، وقال تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)، فالمنافق لما كان ظاهره الإيمان اشتبه أمره على المؤمنين فكان الفساد من جهة المنافق حاصل لأنه هو الذي غرَّ المؤمنين بقوله الذي لا حقيقة له ووالى الكافرين على المؤمنين ولو أنه استمر على حاله الأولى لكان شره أخف. ولو أخلص العمل لله وتطابق قوله وعمله لأفلح ونجح ولهذا قال تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) أي: نريد أن نداري الفريقين من المؤمنين والكافرين ونصطلح مع هؤلاء وهؤلاء كما قال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبى محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس في تفسير الآية أي نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب. يقول الله لهم: (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون».
فموالاة الكافرين نفاق يستحق صاحبه أن يكون في الدرك الأسفل من النار، وهذا هو الذي حذر الله المؤمنين منه وفتح الباب للمنافقين أن يتوبوا منه.
ويقول القرطبي نقلاً عن ابن عباس في تفسير قوله سبحانه تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا ءا باءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون)، يقول ابن عباس في تفسير الظالمون: «هو مشرك لأن من رضي بالشرك فهو مشرك».
وغير ذلك كثير فهناك فرق بين عدم الحسم في التبرؤ الكامل من المشركين وبقاء بعض الثقة بهم أو الوشائج معهم أو الرقة لهم وبين موالاتهم بمظاهرتهم على المؤمنين ومسالمة من يسالمونه ومعاداة من يعادونه أو الوقوف في منتصف الطريق بينهم وبين المؤمنين: (حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم)، أو الكشف لهم عن عورات المسلمين ومقاتلهم ليستأصلوهم.
كذلك لا ينبغي أن يقال هذا كذاك ولم يحكم الله في هذا بالكفر فهكذا يكون الآخر. أو يقال أيضًا هو كذلك وقد حكم الله بالكفر في هذا فيكون الآخر كذلك كلا والله فلكلٍ حكمه عافانا الله من التلبيس وتحريف الكلم عن مواضعه والغضب لغير الله والانتصار لغير دينه وسنة رسوله ? وبالله التوفيق.
وليكن منا على بال ما سبق أن بيناه من استدلال السلف بالآيات الغائية الحكم كقوله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين)، على ما هي نص فيه وعلى ما هو دون ذلك مما يصح أن يؤخذ منها حكم له. فيصح بناء على ذلك الاستدلال بهذه الآية على تصرفات يكون النص فيها هو قوله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لاتتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا)، ولكن يبقى معنى كل منهما متميزًا عن الآخر، ومناط كل حكم منهم متميزًا عن الآخر، ولا يصرف الحكم عن مناطه، ولا يدخل مناط تحت حكم غير حكمه، كما لا يصرف الحكم إلى غير مناطه.
ـ[أبومحمد الصعيدي]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 01:37]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع كل هذا الوضوح قال قوم: لنا حجة ساطعة فيما رواه ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم /// إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم)، فهؤلاء شهد لهم ابن عباس بالإسلام رغم أنهم لم يهاجروا.
وهذا ما رواه ابن عباس قال: «هؤلاء رجال أسلموا من مكة فأرادوا أن يأتوا رسول الله (ص) فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم فلما أتوا رسول الله (ص) رأوا أن الناس قد فقهوا في الدين فهموا أن يعاقبوهم فأنزل الله تعالى هذه الآية: (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم)
ولا ندرى فيم الحجة؟!
أفي قول ابن عباس: «هؤلاء قوم أسلموا من مكة»؟ لقد قال ابن عباس مثل ذلك عن قوم حكم الله بكفرهم الصريح وعاب على من لم يقطع القول بكفرهم واختلف فيهم. يقول ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (فما لكم في المنافقين فئتين): «قوم بمكة آمنوا وتركوا الهجرة»، إلى آخر الحديث ولم ينف عنهم ذلك الكفر الذي أكد رب العالمين ثبوته لهم.
فقول ابن عباس عن أولئك: «هؤلاء رجال أسلموا من مكة»، لا يشهد لهم بأنهم ظلوا مسلمين حال تركهم الهجرة.
وكذلك فيما رواه العوفي عنه في تفسير نفس الآيات في نفس الناس الذين قال الله عنهم: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)، نزلت في قوم كانوا بمكة قد تكلموا بالإسلام وكانوا يظاهرون المشركين.
وهذا النسفي يقول في تفسير قوله تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم): «نزلت فيمن أسلم ولم يهاجر حين كانت الهجرة فريضة فخرج مع المشركين إلى بدر مرتدًا فقتل كافرًا (ظالمي أنفسهم) أي: في حال ظلمهم أنفسهم بالكفر وترك الهجرة» ().
أم تكون حجة في ترك العقوبة؟
فالله سبحانه يقول عن هؤلاء الذين قال فيهم: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)، قال تعالى: (فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله)، فإذا هاجروا فقد انتهى الأمر.
ولذلك يقول النسفي في تفسير: (فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا): «فلا توالوهم حتى يؤمنوا لأن الهجرة في سبيل الله بالإسلام فإن (تولوا) عن الإيمان (فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم)، كما كان حكم سائر المشركين. ثم إن معنى العفو والصفح والمغفرة مشعر باستحقاقهم للعقوبة».
أم لعلها في العفو والصفح والمغفرة؟
وقد قال الله تعالى عن اليهود: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين)، وقال عن أهل الكتاب: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير)
أم تراه تحذير المؤمنين أن يقعوا في مثل ما وقع فيه هؤلاء من فتنة الأموال والأولاد وطاعة الزوجات والأولاد في مثل ذلك؟
لقد حذر الله المؤمنين من ولاية الكافرين بعد ما ذكر عن المنافقين ولايتهم للكافرين من أول قوله تعالى: (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما /// الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا)، ثم قال لبيان مآل ذلك: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)
وكذلك في سورة المنافقون يقول: (هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) إلى قوله تعالى: (ولكن المنافقين لا يعلمون).
ثم حذر المؤمنين من فتنة الأموال والأولاد أن تصل بهم إلى مثل حال هؤلاء فقال: (يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون /// وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت).
أم لابد أنه عدم البيان لحكم الكفر فيكون بيانًا للعدم؟
فقد جاء البيان واضحا جليًا مجلجلًا في سورة التوبة كما ذكر ذلك من تفسير القرطبي ومن سورة النساء والأنفال وغير ذلك عند الطبري وغيره من المفسرين والحالة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن لا نقطع بأن هؤلاء الذين نزلت فيهم الآية كانوا بمكة مرتدين أو مسلمين فالله أعلم بهم، والآية وسبب النزول لا يظهر منه القطع بحكم محدد. والقواعد اتضحت من غير ذلك من النصوص فإن كان بقاؤهم مظاهرة للمشركين ودخولًا في أحكام المشركين فهو كفر لا شك في ذلك، وإن كان بقاؤهم مع التبرؤ من ذلك فهي كبيرة التخلف عن نصرة رسول الله (ص) ومجيئهم إلى المدينة توبة من هذا أو ذاك. وبالله التوفيق.
ـ[أبومحمد الصعيدي]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 10:20]ـ
منقول
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 08:53]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه قبل أن أبدء المشاركة أشكر الأخوين الفاضلين أبو زكريا المهاجر وأبو محمد الصعيدي وخاصة أبو زكريا المهاجر على رده الكافي الوافي والسؤال الذي طرحته ملزم ولكن لاحياة لمن تنادي فبدل الجواب عن السؤال وضع الأخ أموراً أجيب عنها في ثنايا الرد لكن لابئس في توضيح مازال يراه أشكالا وهذا أوان الشروع في المقصود.
الأمر الأول قوله: إن مسألة الموالاة لاعلاقة عند أهل السنة والجماعة بالتلازم بين الظاهر والباطن لأنها تعتبر من آحاد الأعمال الظاهرة والتلازم إنما هو في جنس العمل وهذا قول خاطئ وإليك أقوال علماء السلف.
قال شيخ الاسلام ((ولما كان إيمان القلب له موجبات في الظاهر كان الظاهر دليلاً على إيمان القلب ثبوتاً وانتفاءً: كقوله تعالى ((لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله)) وأمثال ذلك ... إلخ. نقلاً عن كتاب الإيمان عند السلف للشيخ محمود الأخضير وقال رحمه الله ((والمرجئة أخرجوا العمل من الإيمان فمن قصد منهم إخراج أعمال القلوب ايضاً وجعلها هي التصديق فهذا ضلال بين ومن قصد إخراج العمل الظاهر قيل لهم العمل الظاهر لازم للعمل الباطن لاينفك عنه وانتفاء الظاهر دليل على انتفاء الباطن)).
فالموالاة قضية كلية لها افراد فهل يلزم من وقوع كل فرد من أفراد القضية الكلية أن تقع بكليتها الذي عليه أهل العلم أن القضية الكلية قد تزول بزوال بعض أفرادها فالصلاة على سبيل المثال قضية كلية أفرادها الصلوات المتكررة يومياً فهل يكفر من ترك فرضا واحداً أم لايكفر إلا من ترك الصلاة كلياً لأهل السنة قولان:
القول الأول: أنه يكفر بترك فريضة واحدة حتى يخرج وقتها متعمداً وهذا منقول عن جمع من الأئمة وهو الصحيح ونص عليه ابن المبارك واسحاق واحمد ونقل فيه ابن حزم الاجماع. فأهل السنة هنا أجروا الحكم بناءً على ترك جزء من هذه القضية الكلية دون النظر إلى ترك القضية الكلية برمتها فدل هذا على أن القضية الكلية قد تزول بزوال بعض أفرادها. فالموالاة لها عدة أفراد منها ماهو مزيل للقضية الكلية ومنها ماهو دون ذلك فالموالاة الظاهرة أي نصرة الكفار والقتال معهم وإعانتهم على المسلمين مزيل للقضية الكلية ودليل على فساد الباطن بناءً على التلازم بين الظاهر والباطن. وقد ورد عن بعض الصحابة مايدل على ذلك دون نظر منهم لإعتبار القصد أخرج عبد ابن حميد في تفسيرة عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أنه قال ليتقِ أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لايشعر وتلا الآية قوله تعالى ((يأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض)) الدر المنثور للسيوطي.
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن محمد بن سيرين قال قال عبد الله بن عتبة ابن مسعود ليتقِ أحدكم أين يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لايشعر فظنناه يريد الايه. الاية السابقة. تفسير ابن كثير. فهذان الصحابيان يحذران المرء أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لايشعر وهذا التحذير يدل على أمرين.
الأول: أن المرء قد يكفر وهو لايقصد الكفر وهذا واضح في قولهم وهو لايشعر فدل على أنهم يحكمون على ظاهره دون باطنه وهذا واضح في سياق كلامهم.
الأمر الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
التحذير من موالاة الكفار وأن الاية محكمة وأنها على ظاهرها بدليل إيرادهم لها بعد التحذير من أن يكون يهودياً أو نصرانياً والآية لاشك أنها في التحذير من موالاة الكفار وكذلك ورد بصريح العبارة عن بعض أهل العمل أنهم يكفرون ببعض أفراد الموالاة قال ابن حزم رحمه الله (من سكن بأرض الهند والسند إلى أن قال فإن كان محاربا للمسلمين معيناً للكفار لخدمة أو كتابه فهو كافر إلى إلخ) المحلى ص (125/ 126) ج 12. وقال ابن حجر في شرح حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنما إذا أنزل الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم ثم قال ويستفاد من هذا مشروعية الهرب من الكفار والطلمة لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة هذا إذا لم يعنهم ولم يرض بفعالهم فإن أعان أو رضي فهو منهم , لاحظ التفريق بين الإعانة وهي عمل ظاهر وبين الرضى وهو عمل قلبي وغاير بينهما بأو وجعل حكمها واحد قال ابن جرير لأن من والاهم فقد أظهر لأهل الإيمان الحرب ومنهم البراء وأبان قطع ولايتهم وانظر إلى كلامه وتأمل قوله ماأوضحه0
وقال الشيخ عبدالله القرني ((وعلى هذا الأصل أعني اشتراط الأكراه في التظاهربالكفرأدلة كثيرة منها وهو أوضحها وأظهرها قول الله تعالى إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفرصدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذابٌ عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لايهدي القوم الكافرين فلم يعذر الله أحداً في الكفر الظاهر فمن تظاهر بالكفر ولم يكن مكرها فإنه لايكون إلا كافر لإنشراح صدره بالكفر لتلازم الظاهر والباطن فلا عذر لأحد في ذلك بغير الإكراه مطلقاً سواءً كان كفره محبة لوطنه أو لأهله وعشيرته وتوقعه أذى الكفار ... إلخ.
والثاني: قوله تعالى تعالى: ((ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة)) فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الإعتقاد أو الجهل أو البغض للدين ومحبة الكفر وإنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا فآثره على الدين.
ولهذا فإنه لما كان بمكة قوم نطقوا بالشهادتين لكنهم ظاهروا المشركين من غير إكراه لم يعذرهم الله بل حكم بنفاقهم وكفره وبين ذلك للمسلمين قال تعالى ((فما لكم في المنافقين فئتين)) ثم قال فهؤلاء لما ظاهروا المشركين ووالوهم على دينهم لم ينفعهم ماتظاهروا به من الإسلام لأن مافعلوه لم يكن تقية أكرهوا عليها وإنما كان اختيار منهم لذلك فلم يكن لهم عذر وعلى هذا الأصل تفهم آية التقية وهي قول الله تعالى ((لايتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة)) فمعنى الآية أن مظاهرة المشركين مطلقاً سواءً كان ذلك بقول أو فعل أو موالاة لهم خروج من الملة من حيث الأصل إلا أن يكون ذلك تقية والتقية في ذلك لاتكون بمجرد الخوف وتوقع الضرر وإنما تكون بحصول إلاكراه حقيقة , ثم قال ولهذا نهى الله تعالى عن موالاة أهل الكتاب وبين أن موالاتهم ولو مع الخوف كفر قال تعالى ((يأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض)) ثم قال فلم يجعل الله مجرد الخشية من أن تكون الدائرة والغلبة للكافرين عذرا في موالاتهم بل جعل من تولاهم معتذراً بذلك منهم ثم بين أنه لايفعل ذلك الإ من كان في قلبه مرض النفاق , ضوابط التكفير (ص 273,275,274) هذه النقول من الشيخ القرني يقرر منهج أهل السنة في قضية الموالاة الظاهرة وتلازم الظاهر والباطن وأنها كفر ولايعذر فيها بجهل ولاخوف وهي مخالفة تماماً لبحثه الأخير الذي جعل فيه مناط الكفر محبة الكافرين فأي القولين أنت آخذٌ به. فمن وقع في الناقض العملي غير المحتمل فقد وقع في الكفر لأن اختلال الإيمان الظاهر هو ملزوم اختلال الإيمان الباطن ووقوع الناقض العملي دليل على اختلال الإيمان كله والوقوع في الكفر عياذا بالله الأ أن يكون له عذراً خارجي يمنع لحوق الكفر بأن يكون مكرهاً اكراهاً ملجئاً أو متأولاًَ تأويلاً سائغاً يقبله الشرع فهنا لايظهر التلازم لوجود المانع فإذا أرتفع المانع عاد التلازم فساد الظاهر مع عدم المانع دليل على فساد الباطن , قال ابن القيم: ((الإيمان له ظاهر وباطن وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلاينفع ظاهر لاباطن له وإن حقن به الدماء وعصم به المال والذرية ولايجزء باطن لاظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو اكراه وخوف هلاك فتخلف العمل الظاهر مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوه من الايمان. الفوائد ص 117.
إذاً فالمظاهرة أصل من أصول التوحيد ومن أعظم أصول الولاء والبراء والكفر بالطاغوت ومن أعظم أصول ملة ابراهيم وهي بغض الكفار ومعاداتهم وعليه فإن إعانتهم ومساعدتهم على المسلمين تدل على أمرين خطيرين.,
الأول:زوال موالاة المؤمنين بدليل أنه يعين عليهم ويساعد على قتلهم وكسرهم وإذلالهم
الثالني: زوال البراء من الكفار وإن مساعدة الكفار دليل على موالاتهم وتعظيمهم ونصرتهم واعزازهم بما فيه إذلال المسلمين والتسلط عليهم ,
فربط المظاهرة بالإعتقاد وأنه لايكفر حتى يعتقد وهذا إرجاء وكفى فإن الحكم والإسم إذا علق بالعمل والأمر الظاهر في الأدلة ثم صرف إلى الإعتقاد فهذا هو أصل الإرجاء الخبيث فتعليقه بالإعتقاد أو بمسائل معينة كبغظ الإسلام ونحوه هو تعليق بمالم يعلق الله به. لأن الأخذ في الدنيا بالظواهر ومادل عليه اللفظ صريحا وهذه قاعدة معروفة أن الأحكام يعمل فيها بالظواهر والله يتولى السرائر ونص العقلاء على أن من الحمق المتناهي تكذيب العين وتصديق الظن فيكف تقبل هذه الدعوى وقد قال عمر ((أن الوحي قد انقطع وإنما نؤاخذكم بما ظهر لنا فمن أظهر لنا خيراً امناه وقربناه وليس من سريرته شئ والله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوء لم نؤمنه ولم نصدقه وأن قال سريرته حسنه)) فإذا كان القول الظاهر القطعي لايدل على مراد صاحبه لابنفسه ولا بالقرائن الحالية والمقالية فما الذي يدل على مراده إذاً ................. يتبع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 06:15]ـ
اما القول أن اجماع ابن حزم لاعلاقة له بمسألة الموالاه فسأجيب عنه باختصار ولك وللقارئ الحكم.
ابن حزم لاشك أنه كان يقررمسألة من أصاب حدا في الأسلام ثم لحق بالمشركين أوارتد هل حاله مثل الكافرالأصلى أم لا يسقط عنه الحد. هذه هي المسألة باختصار:
رد ابن حزم على الفقهاء الذين جعلوا المرتد في إسقاط الحدود عنه مثل الكافر الأصلي مستدلين
بقول الله جل وعلا ((ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) هذه الاية والأستدلال بها في موضع الاحتجاج فيه
دلالة واضحة على ان المتقرر عند الفقهاء وعند ابن حزم انها آية محكمة وأنها على ظاهرها وهي أن من تول الكفار كفر دون النظرإلى اعتقاده ثم يقول ابن حزم أنه لا حجة في الآية في أسقاط الحدود
وإنما فيها أن المرتد من الكفار وهذا لاشك فيه عند المسلمين وتأمل قوله وهذا لاشك فيه عند المسلمين.فلما بين أن الآية صريحة أعقبها بذكر بعض الفروق الحكمية بين المرتد والكافر الأصلى
ثم عاد إلى الآية مرة أخرى ليبن انها محكمة وأنه لاخلاف فيها من حيث دلالتها على كفر الموالى
فقال صح أن قوله تعالى ((ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) إنما هو على ظاهره أنه كافر من جملة الكفار وهذا حق لا يختلف فيه أثنان من المسلمين:والعجيب أن ابن حزم والفقهاء أتفقوا على حكم
الآية مع أختلافهم على الفرق بين المرتد والكافر الأصلى. فاابن حزم رجع للآية من جديد ليقرر
دلالتها ويبن الأجماع على حكمها حتى لايفهم من كلامه ان لآية موضع شك:سؤال: هل الآية
نزلت في الموالاه أم نزلت في أمر آخر وإذا كانت موضع خلاف في دلالتها فما وجه إرادها في موضع الأحتجاج على الخصم وما هو السبب الذي جعل ابن حزم يعود إليها مرة أخرى مع أنه
قد أجاب عنها في موضع الأحتجاج بها ................ يتبع
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 08:46]ـ
أما قوله أن الآيات القرآنية لادلالة فيها على حكم الموالي فهذا من أعجب العجائب وتجرء على الله:
أيعقل أن الله يقرر حكما في كتابه في أكثر من موضع ثم لايكون فيه فصل النزاع وكأن الآيات من المتشابه وأقول من سبقك إلى هذا الفهم:أمادلالة الآيات فليتك تقلب النظر في كلام أهل العلم والمفسرين لتعلم حقيقة قولك وبعده عن الحق وقد كفاني ابو زكريا المهاجر مؤنة نقل ذالك جزاه الله خيرا فعد إليه علك تعود الى الحق.
ثم إن كون فهمك لايعينك على فهم النصوص فليس ذالك موجبا لإبطال دلالتها عند غيرك وإن ألتبس عليك تفسيرها فإنه لم يلتبس على الراسخين في العلم ممن نقل الأخوة كلامهم:
فإذالم تكن النصوص الكثيرة الواضحة الصحيحة الصريحة من كتاب الله لايسدل بها على الحكم فبم
يستدل إذا. ((قال شيخ الأسلام ابن تيمية في التعامل مع النصوص وأنه لا ينقض أصل مستقر بنص مشتبه وربما ضعيف: قال وليس لأحد أن يحمل كلام الله ورسوله على وفق مذهبه إن لم يتبن من كلام الله ورسوله مايدل على مراد الله ورسوله وإلا فأقوال العلماء تابعة لقول ورسوله صلى الله عليه
وسلم وليس قول الله ورسوله تابعا لأقوالهم.)) وقال في التعامل مع أقوال العلماء وما تنازعوا فيه.
((فإذا كان في وجوب شيء نزاع بين العلماء ولفظ الشارع قد أطرد في معنى لم يجز ان ينقض الأصل المعروف من كلام الله ورسوله يقول فيه نزاع بين العلماء: نقلا من كتاب تقرير القران العظيم في حكم تول الكا فرين للشيخ الحميدي)) فانظر إلى قوله رحمه الله ولفظ الشارع قد أطرد في معنى فيه دلالة واضحة على ان اللفظ إذا تكرر في الكتاب والسنة أنه لايعارض بفهم عالم لنص محتمل وهذا سيأتي في بيان قضية حاطب الذي جعلتها هي المعتمد في دلالة النصوص الأخرى .... يتبع
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 06:43]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قضية حاطب والذي حاولت أن تجعلها أصل قضية الموالاة مع أنها لاتصح أن تكون أصل فيها لأمرين الأول: التأويل والثاني الإحتمال وفوق ذلك هي قضية عين وفرق بين العين والجنس , الأول: تأول أنه فعل مافعل وهو موقن أن ذلك لاينفع الكفار ولايضر الرسول صلى الله عليه وسلم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية ((أما المعين فقد يرتفع عنه الوعيد لتوبة صحيحة أو حسنات ماحية إلى أن قال وكذلك حاطب فعل مافعل وكان يسئ إلى مماليكه حتى ثبت في الصحيح أن غلامه قال يارسول الله والله ليدخلن حاطب بن أبي بلتعة النار قال (كذبت إنه شهد بدراً والحديبية) وفي الصحيح عن علي بن ابي طالب فذكر الحديث بطوله إلى أن قال وفي لفظٍ علمت أن ذلك لايضرك يعني لأن الله ينصر رسوله والذين آمنوا. الفتاوى , فجملة يعني لأن الله ينصر رسوله والذين آمنوا في كلام الشيخ هو التأويل الذي تأوله حاطب كما مر)) وقال القرطبي ((إنما أطلق يعني عمر اسم النفاق لان ماصدر منه يشبه فعل المنافقين. إلى أن قال لكن حاطب لم ينافق في قلبه ولاارتد عن دينه وإنما تأول فيما فعل من ذلك ان اطلاع قريش على بعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم لايضر الرسول ويخوف قريش ... الخ. كلامه)) وقال ابن حجر ((وعذر حاطب ماذكره فإنه صنع ذلك متأولا أن لاضرر فيه: نقلاً من تقرير القران العظيم في حكم تولي الكافرين للشيخ عبد العزيز الحميدي ص 99/ 100/101)) ففرق بين فعل حاطب وهو موقن ان الكفار لن ينتفعوا من كتابه في حربهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم وبين من ظاهرهم وأعانهم بما ينفعهم في حربهم على الاسلام وأهله وهذا واضح في قوله وعلمت ان ذلك لايضرك فأين هذا ممن يشارك في قتل المسلمين ويبارك أفعال الكافرين عياذا بالله من إلتباس الحق بالباطل ومن طمس البصائر عن معرفة الحق هذا مع سابقة حاطب في حرب الكفار وخروجه مع النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الغزوة فكيف يقاس فعل حاطب على من لم يعرف عنهم الا موالاة الكافرين ومناصرتهم والافتخار بالتعاون معهم سبحانك هذا بهتان عظيم.
الامر الثاني:
احتمال فعل حاطب للكفر وهذا الذي صرح به الشافعي قيل للشافعي أرايت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم أو بالعورة من عوراتهم هل يحل ذلك دمه ويكون في ذلك دلالة على ممالاة المشركين قال الشافعي: لايحل دم من ثبتت له حرمة الاسلام الا ان يقتل أو يزني بعد إحصان أو يكفر كفراً بيناً بعد إيمان ثم يثبت على الكفر وليس الدلالة على عورة مسلم ولاتأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها أم يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بين ثم استدل الشافعي بقصة حاطب إلى أن قال في هذا الحديث طرح الحكم بإستعمال الظنون لأنه لما كان الكتاب يحتمل أن يكون ماقال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكا في الاسلام واحتمل المعنى الأقبح كان القول فيما احتمل فعله وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بأن لم يقتله ولم يستعمل عليه الأغلب. فالناظر في هذا النص يجد أن الشافعي رحمه الله لايكفر من فعل مثل فعل حاطب لإحتمال فعله لأنه ربما لايكون كفر وربما يكون كفرا وهذا ماعبر عنه بقوله واحتمل المعنى الأقبح وكذلك قوله رحمه الله عن فعل الرسول بحاطب ولم يستعمل عليه الاغلب وهذا فيه دلالة واضحة يقررها الشافعي وغيره من اهل العلم وهو ان الفعل المحتمل يستفسر من صاحبه عن مراده اما جعل قضية حاطب أصل في الموالاة فهذا خطأ ظاهر يعرفه كل مطلع على كلام أهل العلم والقاعدة المعروفة أن اللفظ إذا تطرق إليه الإحتمال سقط به الاستدلال ((وهذا النص يدل على أنه متفق عليه عند السائل وعند الشافعي كما هو عند أهل السنة أن ممالاة المشركين ومعاونتهم ومساعدتهم ومظاهرتهم على أهل الإسلام أنها من الكفر والردة بقي. هل مجرد الكتابة إليهم بشيء من أمر المسلمين يدخل في الممالاة والمعونة المكفرة أم لا. هذا مقتضى السؤال وفهمه بغير ذلك يخرجه عن مراده وبابه)). نقلا عن كتاب الشيخ الحميدي. ص 122. فكيف تعارض النصوص الصريحة بنص محتمل. وكيف يحمل كلام الشافعي على مالايحتمله جوابه ويقول مالم يقل فعليك أخي بالادلة الواضحات والمسلمات البينات وإياك ومنقطعة سهيل بن بيضاء ومحتملة حاطب بن أبي بلتعة. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا
(يُتْبَعُ)
(/)
الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. آمين.يتبع ...............
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 11:06]ـ
إجماع الأئمة النجديين
إذا نقل عالم متأخر الإجماع في مسألة لم يسبق إلى نقل الإجماع فيها هل يعد هذا إجماعا أم أن هذا يقدح في الإجماع: إن عدم نقل الإجماع في القرون المفضلة فما بعدها ليس من قوادح الإستدلال بالإجماع عند الأصوليين. فقد يتقرر الإجماع دون الحاجة إلى نقله وإلا لزم من ذلك نقض جميع الإجماعات التي بعد عهد الصحابة:والإجماع الذي نقله الأئمة النجديين لايخرج عن حالتين من حالات الإجماع أو هما معاً: الأول: إما أن يكون إجماع أستقرائ وهو كما عرفه شيخ الأسلام ابن تيمية بقوله. ((أن يستقرئ أقوال العلماء فلا يجد في ذلك خلافا أو يشتهر القول في القرآن ولا يعلم أحد أنكره)) ف. ج (16.ص 267) وهو إجماع ظني مالم يستند لدليل واضح والدليل هناواضح ومتكرر. إن استقراء اقوال أهل العلم أصبح يسيراً خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الكتب وتوفرت فيه المراجع العلمية فأصبح التعرف على رأي وقول كل عالم ومجتهد أمرا متاحا للجميع. فسبر أقوال أهل العلم المعتبرين والإطلاع على أرائهم ثم الحكم بأن المسألة محل إجماع بناء على الإستقراء أي نفي العلم بالمخالف حجة عند الأصوليين.كما أن عدم وجود المخالف مع اختلاف الزمان والمكان ومع أنتشار القول بالأجماع يدل على إتفاقهم على ذالك:
الثاني: الأجماع بإعتبار أهله وهو نوعان:النو ع الأول:إجماع العامة والخاصة.والنوع الثاني اجماع الخاصة وهم العلماء. ويهمنا هنا إجماع العامة والخاصة لارتباطه بقضية النقاش. إجماع العامة والخاصة المقصود به إجماعهم على أمرمعلوم من الدين بالضرورة ولذالك أشارشيخ الأسلام بقوله ((وأما المسلمون فكل ما أجمعوا عليه إجماعا ظاهرا يعرفه العامة والخاصة فهو منقول عن نبيهم صلى الله عليه وسلم لم يحدث ذالك أحد باجتهاده ولابغير إجتهاده. الجواب الصحيح ج1 ص 361)) والموالاه من المسائل الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة والتي لايعذرالأنسان فيها بالجهل ولابغيره:
قال ابن تيمية في تفريقه بين المسائل الظاهرة والخفية في معرض ذمه لأصحاب الكلام ((هذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال أنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة من المسلمين أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم بعث به وكفر مخالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لاشريك له ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين الإ أن يقول ومثل معاداة اليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس. ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك. ثم نجد كثير من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين)) فهذا التعبير الصريح من هذا الإمام يدل على أن المظاهرة أمر يعلم العامة والخاصة أنه من دين الاسلام. وما علم بالاضطرار من دين الاسلام امتنع ان يقوم على بطلانه دليل كما امتنع ان يكون له معارض صحيح وانما ياتي التعارض والخلل من جهة الفهم لا من جهة النص. و هذا النص يدل على ان معاداة الكفار امر مجمع عليه وهذا الاجماع منقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو اجماع على معلوم من الدين بالضرورة ومعاداة اليهود والنصاري لابد ان تكون ظاهرة والا كيف تكون معلومة للعامة والخاصة وإظهار العداوة للكفار أصل في ملة ابراهيم التي أمرنا الله بإتباعها قال تعالى حاكياً عن ابراهيم وقومه: ((وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً)) الاية. فإذا كان اليهود والنصارى يعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كفر بهذا الفعل فكيف يكون موضع شك عند المسلمين. وكيف يعلق فيه الحكم بالإعتقاد مع أنه أمر لايمكن الإطلاع عليه قال شيخ الاسلام فمن قال أو فعل ماهو كفر كفر وإذ لم يقصد الكفر إذ لايقصد الكفر في الغالب أحد)) وهذا فيه رد على جميع من قال أن شيخ الاسلام لايكفر إلا بالموالاة القلبة عياذاً بالله من الهوى واخيرا: إذا لم يجد الاجماع الاول لديك قبول فبما تدفع هذا الاجماع الاخيرالذي هو اقوى دليل يستند عليه اجماع الائمة النجديين وفيه رد على كل منكر لهذا الاجماع وهو منقول ايضا عن شيخ الاسلام ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
تيمية وهذا واضح فيما تقدم من نصوصه والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[21 - May-2008, صباحاً 02:17]ـ
أحسنت أخى أبو القعقاع أحسن الله اليك
ـ[الخالدي]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 05:03]ـ
نقل ذا صلة لفارس العقيدة الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن:
((من: عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، إلى: عبد العزيز الخطيب. السلام على من اتبع الهدى، وعلى عباد الله الصالحين. وبعد: فقرأت رسالتك، وعرفت مضمونها، وما قصدته من الاعتذار، ولكن أسأت في قولك: أن ما أنكره شيخنا الوالد، من تكفيركم أهل الحق، واعتقاد إصابتكم، أنه لم يصدر منكم; وتذكر أن إخوانك من أهل النقيع يجادلونك، وينازعونك في شأننا، وأنهم ينسبوننا إلى السكوت عن بعض الأمور، وأنت تعرف أنهم يذكرون هذا غالبا، على سبيل القدح في العقيدة، والطعن في الطريقة، وإن لم يصرحوا بالتكفير، فقد حاموا حول الحمى، فنعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، ومن الغي عن سبيل الرشد، والعمى.
وقد رأيت سنة أربع وستين، رجلين من أشباهكم، المارقين، بالأحساء، قد اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفرا من في تلك البلاد من المسلمين، وحجتهم من جنس حجتكم، يقولون: أهل الأحساء يجالسون ابن فيروز، ويخالطونه، هو وأمثاله، ممن لم يكفر بالطاغوت، ولم يصرح بتكفير جده، الذي رد دعوة الشيخ محمد، ولم يقبلها، وعاداها.
قالا: ومن لم يصرح بكفره، فهو كافر بالله، لم يكفر بالطاغوت ; ومن جالسه، فهو مثله ; ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين، ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام، حتى تركوا رد السلام، فرفع إلي أمرهم، فأحضرتهم، وتهددتهم، وأغلظت لهم القول; فزعموا أولا: أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن رسائله عندهم، فكشفت شبهتهم، وأدحضت ضلالتهم، بما حضرني في المجلس.
وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب، وأنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها، بعد قيام الحجة، وبلوغها المعتبر، كتكفير من عبد الصالحين، ودعاهم مع الله، وجعلهم أندادا له، فيما يستحقه على خلقه، من العبادات، والإلهية، وهذا مجمع عليه أهل العلم والإيمان، وكل طائفة من أهل المذاهب المقلدة، يفردون هذه المسألة بباب عظيم، يذكرون فيه حكمها، وما يوجب الردة ويقتضيها، وينصون على الشرك ; وقد أفرد ابن حجر هذه المسألة، بكتاب سماه: الإعلام بقواطع الإسلام.
وقد أظهر الفارسيان المذكوران، التوبة والندم، وزعما أن الحق ظهر لهما، ثم لحقا بالساحل، وعادا إلى تلك المقالة، وبلغنا عنهم تكفير أئمة المسلمين، بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور.
وقد بلغنا عنكم نحو من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي، ونحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله، وأوتي الحكمة وفصل الخطاب.
والكلام في هذا يتوقف على معرفة ما قدمناه، ومعرفة أصول عامة كلية، لا يجوز الكلام في هذا الباب، وفي غيره، لمن جهلها، وأعرض عنها وعن تفاصيلها، فإن الإجمال والإطلاق، وعدم العلم، بمعرفة مواقع الخطاب، وتفاصيله، يحصل به من اللبس، والخطأ، وعدم الفقه عن الله، ما يفسد الأديان، ويشتت الأذهان، ويحول بينها، وبين فهم السنة والقرآن، قال: ابن القيم، في كافيته، رحمه الله تعالى:
فعليك بالتفصيل والتبيين فال ... إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطاال ... أذهان والآراء كل زمان
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما التكفير بهذه الأمور التي ظننتموها، من مكفرات أهل الإسلام فهذا مذهب الحرورية المارقين، الخارجين على علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين، ومن معه من الصحابة، فإنهم أنكروا عليه تحكيم أبي موسى الأشعري، وعمرو بن العاص، في الفتنة التي وقعت بينه وبين معاوية وأهل الشام، فأنكرت الخوارج عليه ذلك، وهم في الأصل من أصحابه، من قراء الكوفة والبصرة، وقالوا: حكمت الرجال في دين الله، وواليت معاوية، وعمرا، وتوليتهما، وقد قال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ} [سورة الأنعام آية: 57] وضربت المدة بينك وبينهم، وقد قطع الله هذه الموادعة والمهادنة، منذ أنزلت براءة.
وطال بينهما النّزاع والخصام، حتى أغاروا على سرح المسلمين، وقتلوا من ظفروا به من أصحاب علي، فحينئذ شمر رضي الله عنه لقتالهم، وقتلهم دون النهروان، بعد الإعذار والإنذار، والتمس: "المخدج" المنعوت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره من أهل السنن، فوجده علي، فسر بذلك، وسجد لله شكرا على توفيقه، وقال: " لو يعلم الذي يقاتلونهم، ماذا لهم على لسان محمد صلى الله عليه و سلم لنكلوا عن العمل"، هذا: وهم أكثر الناس عبادة، وصلاة، وصوما.
فصل: (بعض الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة مثل الظلم قد يراد بها مسماها المطلق)
ولفظ الظلم والمعصية والفسوق، والفجور، والموالاة، والمعاداة، والركون، والشرك، ونحو ذلك من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة، قد يراد بها مسماها المطلق، وحقيقتها المطلقة، وقد يراد بها مطلق الحقيقة، والأول: هو الأصل عند الأصوليين، والثاني: لا يحمل الكلام عليه، إلا بقرينة لفظية أو معنوية، وإنما يعرف ذلك بالبيان النبوي، وتفسير السنة، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [سورة إبراهيم آية: 4] الآية، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة آية: 43 - 44]، وكذلك اسم المؤمن، والبر، والتقى، يراد بها عند الإطلاق والثناء، غير المعنى المراد في مقام الأمر والنهي، ألا ترى أن الزاني، والسارق، والشارب، ونحوهم، يدخلون في عموم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} [سورة المائدة آية: 6] الآية، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} [سورة الأحزاب آية: 69] الآية، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} [سورة المائدة آية: 106] ولا يدخلون في مثل قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [سورة الحجرات آية: 15]، وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} [سورة الحديد آية: 19].
وهذا هو الذي أوجب للسلف ترك تسمية الفاسق باسم الإيمان والبر، وفي الحديث: " لا يزني الزاني حين يزني، وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر، حين يشربها، وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم فيها، وهو مؤمن "، وقوله: " لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " لكن نفي الإيمان هنا، لا يدل على كفره، بل يطلق عليه اسم الإيمان، ولا يكون كمن كفر بالله ورسله؛ وهذا هو الذي فهمه السلف، وقرروه في باب الرد، على الخوارج، والمرجئة، ونحوهم، من أهل الأهواء; فافهم هذا، فإنه مضلة أفهام، ومزلة أقدام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إلحاق الوعيد المرتب على بعض الذنوب والكبائر فقد يمنع منه مانع، في حق المعين، كحب الله ورسوله، والجهاد في سبيله، ورجحان الحسنات، ومغفرة الله ورحمته، وشفاعة المؤمنين، والمصائب المكفرة، في الدور الثلاثة، ولذلك، لا يشهدون لمعين من أهل القبلة بجنة ولا نار، وإن أطلقوا الوعيد كما أطلقه القرآن والسنة، فهم يفرقون بين العام المطلق، والخاص المقيد; وكان عبد الله حمار يشرب الخمر، فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلعنه رجل، وقال: ما أكثر ما يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: " لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله " مع أنه لعن الخمر، وشاربها، وبائعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه.
وتأمل قصة حاطب بن أبي بلتعة، وما فيها من الفوائد، فإنه هاجر إلى الله ورسوله، وجاهد في سبيله، لكن حدث منه أنه كتب بسر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المشركين من أهل مكة، يخبرهم بشأن رسول الله صلى الله عليه و سلم ومسيره لجهادهم، ليتخذ بذلك يدا عندهم، تحمي أهله وماله بمكة، فنَزل الوحي بخبره، وكان قد أعطى الكتاب ظعينة جعلته في شعرها، فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا والزبير في طلب الظعينة، وأخبرهما أنهما يجدانها في روضة خاخ، فكان ذلك، وتهدداها، حتى أخرجت الكتاب من ضفائرها، فأتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم.
" فدعا حاطب بن أبي بلتعة، فقال له: ما هذا؟ فقال: يا رسول الله، إني لم أكفر بعد إيماني، ولم أفعل هذا رغبة عن الإسلام، وإنما أردت أن تكون لي عند القوم يد، أحمى بها أهلي ومالي، فقال صلى الله عليه و سلم: صدقكم، خلوا سبيله واستأذن عمر في قتله، فقال: دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: وما يدريك، أن الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم؟ " وأنزل الله في ذلك صدر سورة الممتحنة، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [سورة الممتحنة آية: 1] الآيات.
فدخل حاطب في المخاطبة باسم الإيمان ووصفه به، وتناوله النهي بعمومه، وله خصوص السبب الدال على إرادته، مع أن في الآية الكريمة ما يشعر أن فعل حاطب نوع موالاة، وأنه أبلغ إليهم بالمودة، وأن فاعل ذلك قد ضل سواء السبيل، لكن قوله: " صدقكم، خلوا سبيله" ظاهر في أنه لا يكفر بذلك، إذا كان مؤمنا بالله ورسوله، غير شاك، ولا مرتاب; وإنما فعل ذلك، لغرض دنيوي، ولو كفر، لما قال: " خلوا سبيله".
ولا يقال، قوله صلى الله عليه و سلم: " ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " هو المانع من تكفيره، لأنا نقول: لو كفر لما بقي من حسناته ما يمنع من لحاق الكفر وأحكامه; فإن الكفر يهدم ما قبله، لقوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} [سورة المائدة آية: 5] وقوله: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة الأنعام آية:88].
والكفر، محبط للحسنات والإيمان، بالإجماع، فلا يظن هذا.
وأما قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة آية: 51]، وقوله: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [سورة المجادلة آية: 22]، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة المائدة آية: 57] فقد فسرته السنة وقيدته، وخصته بالموالاة المطلقة العامة.
وأصل الموالاة هو: الحب، والنصرة، والصداقة، ودون ذلك مراتب متعددة; ولكل ذنب حظه وقسطه من الوعيد والذم; وهذا عند السلف، الراسخين في العلم من الصحابة والتابعين، معروف في هذا الباب وفي غيره; وإنما أشكل الأمر وخفيت المعاني، والتبست الأحكام على خلوف من العجم، والمولدين الذين لا دراية لهم بهذا الشأن، ولا ممارسة لهم بمعاني السنة والقرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا قال الحسن رضي الله عنه: من العجمة أتوا; وقال عمرو بن العلاء لعمرو بن عبيد، لما ناظره في مسألة: خلود أهل الكبائر في النار، واحتج ابن عبيد: أن هذا وعد والله لا يخلف وعده; يشير إلى ما في القرآن، من الوعيد على بعض الكبائر والذنوب بالنار، والخلود; فقال له ابن العلاء: من العجمة أتيت; هذا وعيد لا وعد، وأنشد قول الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وقال: بعض الأئمة فيما نقل البخاري أو غيره: إن من سعادة الأعجمي والعربي، إذا أسلما، أن يوفقا لصاحب سنة; وإن من شقاوتهما: أن يمتحنا، وييسرا لصاحب هوى وبدعة.
ونضرب لك مثلا، هو: أن رجلين تنازعا في آيات من كتاب الله، أحدهما خارجي، والآخر مرجئ; قال الخارجي: إن قوله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [سورة المائدة آية: 27] دليل على حبوط أعمال العصاة والفجار، وبطلانها; إذ لا قائل: إنهم من عباد الله المتقين; قال المرجئ: هي في الشرك، فكل من اتقى الشرك يقبل منه عمله، لقوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [سورة الأنعام آية: 160]. قال الخارجي: قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [سورة الجن آية: 23] يرد ما ذهبت إليه.
قال المرجئ: المعصية هنا: الشرك بالله، واتخاذ الأنداد معه، لقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [سورة النساء آية: 48]. قال الخارجي: قوله: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً} [سورة السجدة آية: 18] دليل على أن الفساق من أهل النار الخالدين فيها. قال له المرجئ: قوله في آخر الآية: {وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [سورة السجدة آية: 20] دليل على أن المراد من كذب الله ورسوله، والفاسق من أهل القبلة، مؤمن كامل الإيمان.
ومن وقف على هذه المناظرة، من جهال الطلبة، والأعاجم، ظن أنها الغاية المقصودة، وعض عليها بالنواجذ، مع أن كلا القولين لا يرتضى، ولا يحكم بإصابته أهل العلم والهدى، وما عند السلف والراسخين في العلم خلاف هذا كله، لأن الرجوع إلى السنة المبينة للناس ما نزل إليهم واجب، وأما أهل البدع والأهواء، فيستغنون عنها بآرائهم، وأهوائهم، وأذواقهم.
وقد بلغني: أنكم تأولتم، قوله تعالى في سورة محمد: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ} [سورة محمد آية: 26] على بعض ما يجري من أمراء الوقت، من مكاتبة، أو مصالحة، أو هدنة، لبعض رؤساء الضالين، والملوك المشركين، ولم تنظروا لأول الآية، وهي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى} [سورة محمد آية: 25] ولم تفقهوا المراد من هذه الطاعة، ولا المراد من الأمر المعروف، المذكور في هذه الآية الكريمة، وفي قصة صلح الحديبية، وما طلبه المشركون واشترطوه، وأجابهم إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يكفي في رد مفهومكم، ودحض أباطيلكم.
فصل: (السنة والأحاديث النبوية هي المبينة للأحكام القرآنية)
وهنا أصول;
أحدها: أن السنة والأحاديث النبوية، هي المبينة للأحكام القرآنية وما يراد من النصوص الواردة في كتاب الله، في باب معرفة حدود ما أنزل الله، كمعرفة المؤمن، والكافر، والمشرك، والموحد، والفاجر، والبر، والظالم، والتقي، وما يراد بالموالاة، والتولي، ونحو ذلك من الحدود، كما أنها المبينة لما يراد من الأمر بالصلاة، على الوجه المراد في عددها، وأركانها، وشروطها، وواجباتها; وكذلك الزكاة، فإنه لم يظهر المراد من الآيات الموجبة، ومعرفة النصاب، والأجناس التي تجب فيها، من الأنعام، والثمار، والنقود، ووقت الوجوب، واشتراط الحول في بعضها، ومقدار ما يجب في النصاب، وصفته، إلا ببيان السنة وتفسيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الصوم والحج، جاءت السنة ببيانهما، وحدودهما، وشروطهما، ومفسداتهما، ونحو ذلك مما توقف بيانه على السنة; وكذلك أبواب الربا، وجنسه، ونوعه، وما يجري فيه، وما لا يجري، والفرق بينه وبين البيع الشرعي; وكل هذا البيان أخذ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم برواية الثقات العدول عن مثلهم، إلى أن تنتهي السنة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فمن أهمل هذا وأضاعه، فقد سد على نفسه باب العلم والإيمان، ومعرفة معاني التنْزيل، والقرآن.
الأصل الثاني: أن الإيمان أصل، له شعب متعددة، كل شعبة منها تسمى إيمانا، فأعلاها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، فمنها: ما يزول الإيمان بزواله إجماعا، كشعبة الشهادتين; ومنها: ما لا يزول بزواله إجماعا، كترك إماطة الأذى عن الطريق، وبين هاتين الشعبتين شعب متفاوتة، منها: ما يلحق بشعبة الشهادة، ويكون إليها أقرب، ومنها: ما يلحق بشعبة إماطة الأذى عن الطريق، ويكون إليها أقرب; والتسوية بين هذه الشعب في اجتماعها، مخالف للنصوص، وما كان عليه سلف الأمة، وأئمتها.
وكذلك الكفر أيضا، ذو أصل وشعب، فكما أن شعب الإيمان إيمان، فشعب الكفر كفر; والمعاصي كلها من شعب الكفر; كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان، ولا يسوى بينهما في الأسماء والأحكام; وفرق بين من ترك الصلاة، أو الزكاة، أو الصيام، أو أشرك بالله، أو استهان بالمصحف، وبين من يسرق، ويزني، أو يشرب، أو ينهب، أو صدر منه نوع موالاة، كما جرى لحاطب; فمن سوى بين شعب الإيمان في الأسماء والأحكام، أو سوى بين شعب الكفر في ذلك، فهو مخالف للكتاب والسنة، خارج عن سبيل سلف الأمة، داخل في عموم أهل البدع والأهواء.
الأصل الثالث: أن الإيمان مركب، من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب، وهو: اعتقاده; وقول اللسان، وهو: التكلم بكلمة الإسلام; والعمل قسمان: عمل القلب، وهو: قصده، واختياره، ومحبته، ورضاه، وتصديقه; وعمل الجوارح، كالصلاة، والزكاة، والحج، والجهاد، ونحو ذلك من الأعمال الظاهرة; فإذا زال تصديق القلب، ورضاه، ومحبته لله، وصدقه، زال الإيمان بالكلية; وإذا زال شيء من الأعمال، كالصلاة، والحج، والجهاد، مع بقاء تصديق القلب، وقبوله، فهذا محل خلاف، هل يزول الإيمان بالكلية، إذا ترك أحد الأركان الإسلامية، كالصلاة، والحج، والزكاة، والصيام، أو لا يزول؟ وهل يكفر تاركه أو لا يكفر؟ وهل يفرق بين الصلاة، وغيرها، أو لا يفرق؟
فأهل السنة مجمعون على أنه لا بد من عمل القلب، الذي هو: محبته، ورضاه، وانقياده; والمرجئة، تقول: يكفي التصديق فقط، ويكون به مؤمنا; والخلاف، في أعمال الجوارح، هل يكفر، أو لا يكفر؟ واقع بين أهل السنة; والمعروف عند السلف: تكفير من ترك أحد المباني الإسلامية، كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج; والقول الثاني: أنه لا يكفر إلا من جحدها.
والثالث: الفرق بين الصلاة، وغيرها; وهذه الأقوال، معروفة.
وكذلك المعاصي والذنوب، التي هي فعل المحظورات، فرقوا فيها: بين ما يصادم أصل الإسلام، وينافيه، وما دون ذلك; وبين ما سماه الشارع كفرا، وما لم يسمه; هذا ما عليه أهل الأثر، المتمسكون بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأدلة هذا مبسوطة في أماكنها.
الأصل الرابع: أن الكفر نوعان: كفر عمل، و كفر جحود وعناد، وهو: أن يكفر بما علم أن الرسول صلى الله عليه و سلم جاء به من عند الله جحودا وعنادا، من: أسماء الرب، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، التي أصلها توحيده، وعبادته وحده لا شريك له; وهذا مضاد للإيمان من كل وجه. وأما كفر العمل فمنه ما يضاد الإيمان، كالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي صلى الله عليه و سلم وسبه; وأما الحكم بغير ما أنزل الله، وترك الصلاة، فهذا كفر عمل، لا كفر اعتقاد; وكذلك قوله صلى الله عليه و سلم: " لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض "، وقوله: " من أتى كاهنا، فصدقه، أو امرأة في دبرها، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم " فهذا من الكفر العملي; وليس كالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي صلى الله عليه و سلم وسبه، وإن كان الكل، يطلق عليه الكفر.
وقد سمى الله سبحانه من عمل ببعض كتابه، وترك العمل ببعضه، مؤمنا بما عمل به، وكافرا بما ترك العمل به،
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} [سورة البقرة آية: 84] إلى قوله: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [سورة البقرة آية: 85] الآية، فأخبر تعالى: أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به، والتزموه، وهذا يدل على تصديقهم به; وأخبر أنهم عصوا أمره، وقتل فريق منهم فريقا آخرين، وأخرجوهم من ديارهم، وهذا كفر بما أخذ عليهم; ثم أخبر أنهم يفدون من أسر من ذلك الفريق، وهذا إيمان منهم بما أخذ عليهم في الكتاب، وكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق، كافرين بما تركوه منه.
فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي; والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي; وفي الحديث الصحيح: " سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر " 1، ففرق بين سبابه، وقتاله، وجعل أحدهما فسوقا لا يكفر به، والآخر كفرا; ومعلوم: أنه إنما أراد الكفر العملي، لا الاعتقادي، وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية، والملة بالكلية، كما لم يخرج الزاني، والسارق، والشارب، من الملة، وإن زال عنه اسم الإيمان.
وهذا التفصيل، قول الصحابة الذين هم أعلم الأمة بكتاب الله، وبالإسلام، والكفر، ولوازمهما; فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم; والمتأخرون لم يفهموا مرادهم، فانقسموا فريقين; فريق أخرجوا من الملة بالكبائر، وقضوا على أصحابها بالخلود في النار; وفريق جعلوهم مؤمنين، كاملي الإيمان; فأولئك غلوا، وهؤلاء جفوا; وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى، والقول الوسط، الذي هو في المذاهب، كالإسلام في الملل; فها هنا كفر دون كفر، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك، وظلم دون ظلم; فعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: " ليس هو الكفر الذي تذهبون إليه " رواه عنه سفيان، وعبد الرزاق; وفي رواية أخرى: كفر لا ينقل عن الملة; " وعن عطاء: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق ".
وهذا بين في القرآن، لمن تأمله; فإن الله سبحانه سمى الحاكم بغير ما أنزل الله كافرا، وسمى الجاحد لما أنزل الله على رسوله كافرا، وليس الكفران على حد سواء؛ وسمى الكافر ظالما، في قوله: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة البقرة آية: 254]، وسمى من يتعدى حدوده، في النكاح، والطلاق، والرجعة، والخلع، ظالما، وقال: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [سورة الطلاق آية: 1]، وقال يونس عليه السلام: {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة الأنبياء آية: 87]، وقال آدم عليه السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [سورة الأعراف آية: 23] وقال موسى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي} [سورة النمل آية: 44]، وليس هذا الظلم، مثل ذلك الظلم; وسمى الكافر فاسقا، في قوله: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} [سورة البقرة آية: 26]، وقوله: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} [سورة البقرة آية: 99] وسمى العاصي فاسقا، في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [سورة الحجرات آية: 6]، وقال في الذين يرمون المحصنات: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة النور آية: 4]، وقال: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [سورة البقرة آية: 197]؛ وليس الفسوق، كالفسوق.
وكذلك الشرك، شركان; شرك: ينقل عن الملة، وهو الشرك الأكبر; وشرك: لا ينقل عن الملة، وهو الشرك الأصغر، كشرك الرياء; وقال تعالى في الشرك الأكبر: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [سورة المائدة آية: 72]، وقال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} [سورة الحج آية: 31] الآية، وقال تعالى، في شرك الرياء: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [سورة الكهف آية: 110]. وفي الحديث: " أخوف ما
(يُتْبَعُ)
(/)
أخاف عليكم الشرك الأصغر "، وفي الحديث: " من حلف بغير الله، فقد أشرك "، ومعلوم أن حلفه بغير الله لا يخرجه عن الملة، ولا يوجب له حكم الكفار; ومن هذا قوله صلى الله عليه و سلم " الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل " 3 فانظر: كيف انقسم الشرك، والكفر، والفسوق، والظلم، إلى ما هو كفر ينقل عن الملة، وإلى ما لا ينقل عن الملة.
وكذلك النفاق، نفاقان; نفاق اعتقادي، ونفاق عملي; والنفاق الاعتقادي مذكور في القرآن، في غير موضع، أوجب لهم تعالى به الدرك الأسفل من النار; والنفاق العملي، جاء في قوله صلى الله عليه و سلم: " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا أؤتمن خان " 1، وكقوله صلى الله عليه و سلم " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان " 2 قال بعض الأفاضل: وهذا النفاق قد يجتمع مع أصل الإسلام، ولكن إذا استحكم وكمل، فقد ينسلخ صاحبه من الإسلام بالكلية، وإن صلى وصام، وزعم أنه مسلم; فإن الإيمان ينهى عن هذه الخلال، فإذا كملت للعبد، ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها، فهذا لا يكون إلا منافقا خالصا، انتهى.
الأصل الخامس: أنه لا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد، أن يسمى مؤمنا، ولا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر، أن يسمى كافرا، وإن كان ما قام به كفر، كما أنه لا يلزم من قيام جزء من أجزاء العلم، أو من أجزاء الطب، أو من أجزاء الفقه، أن يسمى عالما، أو طبيبا، أو فقيها; وأما الشعبة نفسها، فيطلق عليها اسم الكفر، كما في الحديث: " اثنتان في أمتي هما بهم كفر، الطعن في النسب، والنياحة على الميت "، وحديث: " من حلف بغير الله فقد كفر "، ولكنه لا يستحق اسم الكفر على الإطلاق.
فمن عرف هذا، عرف فقه السلف، وعمق علومهم، وقلة تكلفهم; قال ابن مسعود: " من كان متأسيا، فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، فإنهم أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا. قوم: اختارهم الله لصحبة نبيه، فاعرفوا لهم حقهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ; وقد كاد الشيطان بني آدم بمكيدتين عظيمتين، لا يبالي بأيهما ظفر; أحدهما: الغلو ومجاوزة الحد والإفراط. والثاني: هو الإعراض، والترك، والتفريط ".
قال ابن القيم: لما ذكر شيئا من مكائد الشيطان، قال بعض السلف: " ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إلى تفريط وتقصير; وإما إلى مجاوزة وغلو; ولا يبالي بأيها ظفر ". وقد اقتطع أكثر الناس إلا القليل، في هذين الواديين، وادي التقصير، ووادي المجاوزة والتعدي; والقليل منهم الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه; وعد رحمه الله كثيرا من هذا النوع - إلى أن قال -: وقصر بقوم، حتى قالوا: إيمان أفسق الناس وأظلمهم، كإيمان جبريل وميكائيل، فضلا عن أبي بكر، وعمر; وتجاوز بآخرين، حتى أخرجوا من الإسلام، بالكبيرة الواحدة.)) ا. هـ راجع الدرر السنية المجلد الأول
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/ 523)
((أن شعب الإيمان قد تتلازم عند القوة، ولا تتلازم عند الضعف، فإذا قوى ما في القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ورسوله، أوجب بغض أعداء الله، كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء} [المائدة: 81]، وقال: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} [المجادلة: 22]. وقد تحصل للرجل موادتهم لرحم أو حاجة فتكون ذنبًا ينقص به إيمانه، ولا يكون به كافرًا، كما حصل من حاطب بن أبي بَلْتَعَة، لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 1].
وكما حصل لسعد بن عبادة لما انتصر لابن أُبَيّ في قصة الإفك، فقال لسعد بن معاذ: كذبت والله، لا تقتله، ولا تقدر على قتله، قالت عائشة: وكان قبل ذلك رجلاً صالحًا، ولكن احتملته الحَمِيَّة))
فالمتحصل من كلامه رحمه الله و هو ظاهر في أن الموالاة قد تكون لأمر دنيوي فتكون كبيرة من الكبائر لا كفراً بواحاً(/)
المسائل االخلافية في باب الاعتقاد .. للمدارسة ..
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 04:27]ـ
هل تعلمون تحيتي عند القدوم عليكم
أنا إن رأيت جماعة قلت السلام عليكم
مساؤكم خير ومسرات .. يا أهل الحديث .. !!
كم اشتقنا للحوار معكم. .
من حاز العلم وذاكره ** صحت دنياه وآخرته
فأقم للعلم مذاكرة ** فحياة العلم مذاكرته
تمهيد ..
قال الله عز وجل {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا .. }
قال ابن كثير رحمه الله < 4/ 278 > أي لم يشكوا ولا تزلزلوا بل ثبتوا على حال واحدة وهي التصديق المحض.
فالحديث عن الثوابت والمسلمات حديث لا غبار عليه ولا نقاش في ثبوته وغاية أهمية تأصيله في قلوب الناس ..
إلا أن ثمة مباحث لا يحسن لطالب العلم أن يغفل أو يتغافل عنها , وهي مسائل الاعتقاد التي وسع أهل العلم الاختلاف فيها.
ونحن في هذا الموضوع بصدد عرض بعض المسائل الاعتقادية التي وقع فيها خلاف بين أهل العلم .. فسوقها للحصر لا للتفصيل ..
والمقصود الاستذكار واللفت الانتباه للخلاف فيها .. ويبقى لكل طالب علم أن يبحث ما يحتاجه منها ..
بسم الله نبدأ .. وبه نستعين ..
ولعلي أقدم بكلام الإمام ابن عثيمين عليه رحمة الله.
قال رحمه الله {الحقيقة أنه لا يمكن أن نقول إن جميع مسائل العقيدة يجب فيها اليقين لأن من مسائل العقيدة ما اختلف فيها العلماء وما كان مختلفا فيه بين أهل العلم فليس يقينا لأن اليقين لا يمكن نفيه أبدا , فمثلاً:
1_ اختلف العلماء رحمهم لله في عذاب القبر هل هو واقع على البدن أو الروح ..
2_ واختلف العلماء في الذي يوزن هل هي الأعمال أو صحائف الأعمال أو صاحب العمل ..
3_ واختلفوا أيضاً في الجنة التي أسكنها آدم عليه السلام هل هي جنة الخلد أم جنة في الدنيا ..
4_ واختلف أيضا في رؤية النبي صلى الله لعيه وسلم هل رآه بعينه يعني في الحياة أم رآه بقلبه ..
5_ واختلفوا أيضا في النار هل هي مؤبدة أم مؤمدة ..
وكل هذه المسائل من العقائد , والقول بأن العقيدة ليس فيها خلاف على الاطلاق غير صحيح , فإنه يوجد من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الانسان بالظن} شرح القيدة السفارينية 307 - 308
فلنتذاكر بقية ما وقع فيها خلاف معتبر عند أهل العلم ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 06:10]ـ
وفقك الله
من مسائل العقيدة ما هو أصلي ومنها ما هو تبعي، والاختلاف فيما هو تبعي لا يضر، مثل اختلاف في تفاصيل نعيم أهل الجنة، وتفاصيل عذاب أهل النار، فهذا الاختلاف لا يضر، مع الاتفاق على الأصل.
والصحابة رضوان الله عليهم لم يختلفوا في مسائل العقيدة إلا في مسائل يسيرة مما هو تبعي لا أصلي، ومع ذلك فجمهورهم فيها على قول واحد.
فلا يصح إطلاق القول بأن مسائل العقيدة لا يطلب فيها اليقين، بل الأصل أن يطلب فيها اليقين، وما خالف ذلك فهو تبعي لا أصلي.
وكذلك من مسائل العمل ما يطلب فيه اليقين، وبعضها يكفر تاركه كسلا عند كثير من أهل العلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 07:16]ـ
بقية كلام الشيخ ابن عثيمين:
من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن،
مثلاً: في قوله تعالى: (من تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً)، لا يجزم الإنسان بأن المراد القرب الحسي، فإن الإنسان لا شك ينقدح في ذهنه أن المراد بذلك القرب المعنوي،
(من أتاني يمشي أتيته هرولة)، هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشياً حقيقياً هرولة،
ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة هل هو هذا أو هذا؟
فأنت إذا قلت هذا أو هذا لست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا)
هذا لا يشك فيه الإنسان أنه نزول حقيقي،
وكما في قوله: {استوى على العرش} (الأعراف 54)
لا يشك الإنسان أنه استواء حقيقي،
فالحاصل: أن مسائل العقيدة ليست كلها مما لا بد فيه من اليقين،
لأن اليقين أو الظن حسب تجاذب الأدلة وتجاذب الأدلة حسب فهم الإنسان وعلمه،
قد يكون هذان الدليلان متجاذبين عند شخص، ولكن عند شخص آخر ليس بينهما تجاذب إطلاقاً وقد اتضح عنده أن هذا له وجه وهذا له وجه،
فمثل هذا الأخير ليس عنده إشكال في المسألة بل عنده يقين، والأول يكون عنده إشكال،
وإذا رجّح أحد الطرفين فإنما يرجحه بغلبة الظن،
لهذا لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة مما يتعين فيه الجزم، ومما لا خلاف فيه،
لأن الواقع خلاف ذلك، ففي مسائل العقيدة ما فيه خلاف،
وفي مسائل العقيدة ما لا يستطيع الإنسان أن يجزم به، لكن يترجح عنده،
إذًا هذه الكلمة التي نسمعها بأن (مسائل العقيدة لا خلاف فيها) هذه ليست على إطلاقها،
لأن الواقع يخالف ذلك، كذلك مسألة العقيدة بحسب اعتقاد الإنسان ليس كل مسائل العقيدة مما يجزم فيه الإنسان جزماً لا احتمال فيه في بعض المسائل حديث أو آيات قد يشك الإنسان فيها،
فمثلاً: {يوم يُكشف عن ساقٍ} (القلم 42).
هذه من مسائل العقيدة وقد اختلف فيها السلف:
هل المراد ساقه عز وجل أو المراد الشدة؟
وعلى هذا فقس،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرابية]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 11:52]ـ
فلا يصح إطلاق القول بأن مسائل العقيدة لا يطلب فيها اليقين، بل الأصل أن يطلب فيها اليقين، وما خالف ذلك فهو تبعي لا أصلي.
.
لم يرد هذا الكلام في البحث .. الآية ترد هذا الفهم الذي فهمته .. بل الأصل في باب الاعتقاد الجزم لكن كلام الشيخ ابن عثيمين على أنه لا يمكن الجزم بأن جميع مسائل العقيدة يطلب فيها الجزم!! فتنبه!!
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 04:15]ـ
أبامالك بارك الله فيك ..
كما قال عزيزي - وحبيب قلبي - الرابية وقد شاورته في الموضوع قبل طرحه .. وذكر أن قد يستشكل أحدهم ويفهم غير ما أردت .. عموما .. نحن في هذا الموضوع نتذاكر - على سبيل الإجمال لا التفصيل- المسائل العقدية التي حصل فيها خلاف بين أهل السنة لا غيرهم وبالخصوص التي يعد الخلاف فيها سائغاً ..
أمجد جميل نقلك ..
وأحبذ عزيزي أن نفصل المسائل بعضها عن بعض في حال كتابتها .. حتى يسهل تمييزها ..
مع تقديري لمشاركتك ..
للحديث صلة(/)
الحملة الإسلامية لمقاطعة الصليبي القبطي "ساويرس"
ـ[نقاء الإسلام]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 06:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحملة الإسلامية لمقاطعة الصليبي القبطي "ساويرس"
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النور/19).
يا أمة الإسلام, لقد تجمّع عليك الأعداء , وتكالب المجرمون يريدون النيل من مقدساتك, والإجهاز على حياتك .. لقد دنسوا القرآن , واستهزؤوا بالنبيّ الكريم؛ خير الأنام , وشوهوا صورة الأخيار؛ واصمينهم بكلّ ضلال .. واشترك في حبك المؤامرة: الصليبيون والصهاينة والملاحدة والهندوس وكلّ رذيل ووضيع .. فأين النصرة .. أين؟!
وفي حلقة جديدة من حلقات المكر الجبان , والطعن المسموم الفاجر , يخرج علينا الملياردير الصليبي , المنصّر ساويرس , ليعلن الحرب على الحجاب , مستهزئاً بهذه الفريضة الإسلامية , وساخراً من الطهر الإيماني .. حتى بلغ به الأمر أنّ أنتج مجموعة من الأفلام السينمائية الداعرة ليسخر فيها من المسلمات المحجبات , في سابقة خطيرة لم تعرفها السينما العربية , التي على ما فيها من فحش وضلال , لم تكن تخصّ المحجّبات بالاستهزاء والتحقير والطعن في الأعراض .. وقد تقدم أحد المحامين برفع قضيّة ضده متهما إيّاه بنشر الرذيلة وتحقير الإسلام والمسلمات!
إخوة الإسلام .. إنّ هذا الصليبي الذي ينفق ماله صداً عن الهدى ودين الحقّ , وطعنا في عقيدة التوحيد والشرع المطهّر , قد بلغ في إفساده ما لم تبلغه الدنمارك التي ذاقت وبال أمرها بالمقاطعة الإسلامية العظيمة التي قدتموها .. إنّ الدنمارك قد صوّرت نبينا صلّى الله عليه وسلّم –فداه الأهل والولد! - في كاريكاتور قبيح –وذلك ولا ريب فعل شنيع- وهو أقصى ما أجرمته في حقّ الإسلام .. أمّا هذا الصليبي , فقد حارب الإسلام بكلّ رموزه وشعائره وأحكامه عبر وسائل الإعلام .. بل وموّل المؤتمر الأخير لأقباط المهجر الذين امتلأت قلوبهم حقدا على أمتنا , والذين يريدون إنشاء دولة صليبية في العقود القادمة على أرض مصر والسودان , فدفع لهم 10 ملايين دولار، كما جاء في أخبار الصحافة .. بل ويدعم هذا الصليبي العلمانيين والحداثيين المرتدين في بلادنا , وينفق عليهم بسخاء نكاية في الإسلام .. وإنني لا أشكّ للحظة في أنه يدعم أيضا الصليبي زكريا بطرس؛ فهو سبّاق في الإنفاق على ما يغيظ المؤمنين .. فهل فعلت الدانمارك عشر ما فعله الصليبي ساويرس!!
فهبوا إخوة الإسلام , وانتصروا لدينكم , ولا أقلّ من أن تقاطعوا منتجاة شركاته .. وأن تعلقوا هذه الورقة , أو صور منتجاته على جدران المساجد وفي اللوحات الداخلية للجامعات , وفي كلّ مكان .. وأن تنشروا المقاطعة في مواقع النت وتنشئوا لها (البنرات) .. وتحيوا هذه الحملة في المنتديات الإسلامية وغيرها .. ليعلم الكلّ أننا لن ندفع لصليبي يحارب عقيدتنا ويستهزئ بنسائنا الطاهرات العفيفات و (يتقزز) من لباس الحشمة الذي يرتدينه –عليه من الله ما يستحق! - جنيها واحدا!
إخوة الإسلام .. قال صلى الله عليه وسلم:"جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم". فانتصروا بالمال لهذا الدين , وأخزوا عدو الله الصليبي .. فإنّ إيقاف شرّ هؤلاء , والنكاية فيهم مطلب شرعي , وواجب دعوي واقعي .. يقول الإمام ابن القيم: "فمغايظة الكفار غاية محبوبة للرب مطلوبة , فموافقته فيها من كمال العبودية , فمن تعبَّد الله بمراغمة عدوِّه , فقد أخذ من الصدِّيقيَّة بسهم وافر , وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته يكون نصيبه من هذه المراغمة" (مدارج السالكين (1/ 226)
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (الأحزاب/57 - 58).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} (محمد/ 8 - 11).
قال الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين , في التحذير من التعامل الاقتصادي مع أمثال ساويرس الصليبي (وإن لم تكن الفتوى خاصة بساويرس شخصيا): "إذا تعاملنا معهم وانتفعنا بمنتجاتهم كان ذلك بمنزلة التولي الذي نهى الله عنه لعموم الكفار في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} , أي لا تتولهم. وفي الآية الأخرى قول الله تعالى: { ... وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ... }. ومن التولي أنا نشجع منتجاتهم ونعطيهم ثمنها أموالا طائلة , إننا ننتفع بمنتجاتهم أيا كانت , ولو كانت حقيرة".
نجيب ساويرس: ملياردير قبطي صليبي , يسمّى بامبراطور الاتصالات .. نرجوا مقاطعة منتجاته , ومنها:
- مؤسسة اوراسكوم تليكوم
- خطّ موبينيل
- كروت ميناتل- شركة إسمنت المصرية
- أوراسكوم العالمية
- Djezzy للاتصالات (الجزائر)
- خط عراقنا (العراق)
- قناة "أو تي في"
اللهم إنّا نبرأ إليك ممّا فعل هذا الصليبي!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 08:41]ـ
جزاك الله خيرا. أضم صوتي لصوتك
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 08:44]ـ
جزاكم الله خيرا
يجب مقاطعة هذا الصليبي الحاقد ليعرف انه لولا أهل الإسلام لما قامت لشركاته قائمة فأكثر أهل مصر من المسلمين
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 08:56]ـ
عفوا إخواني الأفاضل
إن المسألة ليست " أصوات " ترتفع ولا مظاهرات كلامية ولا شعارات للتنديد بالمجرم الأثيم بقدر ما يجب أن تكون " فعلية ".
وهذا الأمر - للأسف الشديد - قد لا يستطيعه (معظم) المصريين المتعاملين بمنتجات هذا الكلب القبطي المجرم.
عائلات كاملة تعيش - بكامل دخلها - من بيع خطوط موبينيل.
أخرى، عائلها - الوحيد - موظف أو عامل أو " مدير " بإحدى شركاته.
وغيرها وغيرها الكثير على هذا النمط.
غير أن هناك الآلاف - بل الملايين - يستخدمون خطوطه في هواتفهم المحمولة بمصر.
ومن الصعوبة بمكان أن تقول لهؤلاء وأولئك: اتركوا وقاطعوا واهجروا منتجات ساويرس.
إنها أصبحت مسألة (حياتية) بالنسبة لهم.
قد يكون بإمكانك إقناع بعض المنتسبين للسنة وبعض عائلاتهم بهذا، ولكن جمهور المصريين ممن ذكرنا حالهم ... !!!
المسألة تحتاج تخطيط متكامل وتعاون وثيق بين المسجد والمدرسة والعمل والأسرة.
أخيرا أقول: إن يدًا واحدة لا يمكن أن تُصَفِّق.
والموضوع للنظر والاقتراح.
جزاكم الله خيرا
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 10:25]ـ
ياأخي لقد استوذ نجيب على سوق الاتصالات المصرية بالتآمر والتلاعب وبأحط الوسائل ولولا نفوس مريضة وكروش كبيرة في مواقع الحكم ما قامت له قائمة ولكن ...
هناك شركة "إتصالات" الأماراتية موجوده الآن في مصر كثالث شبكة للنقال وتنافس بقوة .. صحيح أنهم تأخروا كثيرا في التواجد وذلك بسبب تآمر نجيب واحتياله ولكنهم يشتغلون بفكر عالي وثقة ... يكفي أنهم وصلوا لمرحلة متقدمة في التغطية في فترة زمنية وجيزه ... وفي يقيني أنهم في غضون عامين سيسحبون البساط من تحت رجليه ليقع على أم رأسه من فوق أبراجه الشاهقة على كورنيش النيل ... وإذا سقطت أوراسكوم اتصالات فسيسقط هو حتما إن شاء الله تعالى ..
ولاتنسى أن نجيب عميل أميركي مطاع ومستجاب الطلبات فالأمر لم يسلم بعد له بالكامل.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 07:17]ـ
جزاكم الله خيرا
أدعو الله عز وجل بتعجيل هذا الأمر.
ـ[الأزهري1]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 01:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام جزاكم الله خير الجزاء ولكن المعضلة أعظم من المقاطعة من أفراد غيورين أمثالكم المعضلة في رجال الاقتصاد المسلمين الغافلين المعضلة في الفساد الحكومي الذي ييسر لأمثال ساويرس الطرق الملتوية ويصعب على أمثال الوطنيين الجادين الحريصين على مصلحة البلد أي عمل من شأنه أن يرفع أسهم البلد اقتصاديا ويخلصها من التبعية للغرب
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 09:03]ـ
عفوا!
ساويرس جرز حقير ما خرج من جحره إلا حين أمن أن البيت خَليٌّ من أهله، وأرباب السلطة .. مَنْ مكنوا لهذا الكلب الحقير وأمثاله ممن لا يهمهم إيمان أو كفر .. لا حيلة فيهم فالقوم هواهم مع الكافرين أقباط وأمريكان أو غيرهم ممن يأتيهم بدنياهم.
هناك معركة أخرى لا بد من خوضها أولا، وهي معركة في المفاهيم والتصورات نبين للناس من ساويرس وأين ينفق ماله؟ ونبين لهم دينهم الذي جهله أغلبهم، أما العاطفة فهي كنار السعفة، وها نحن مطمئنين هادئين وقد سب نبيننا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورسم على هيئة كلب، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
أقول:
النصارى في مصر تحديدا سبقونا إلى العامة، بشجاعة لم أسمع بمثلها قط ـ وهي عندي غباء وتهور وليست شجاعة من حفنة تبحث عن ذاتها وتريد أن تدخل التاريخ من أي باب ـ يتوجهون الان بخطاب تنصيري .. (علمي) يدعونهم للكفر بالإسلام والإيمان بعقيدة الصلبان، وقد استجاب البعض ولا حول ولا قوة إلا بالله، وليس لكم أن تخاطبوا العامة بخطاب حماسي، نريد الان خطابا هادئا. نكظم غيظنا ونعض على أضراسنا، حتى يفهم الناس دين بطرس وساويرس ويفهمون دينهم أيضا، ثم إن فهموا سينتهي هذا (الموال) بين يوم وليلة. فهم موزعون على على كل الجمهورية، وليست لهم شوكة. وإن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
تنفق ثورة ساويرس في سبيل الله، وينكحكم الله بناته وبناته إخوانه وأخواته.
قولوا آمين.
ـ[الجندى]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 06:46]ـ
كتب صلاح الدين أحمد (المصريون):: بتاريخ 16 - 11 - 2007
اتهم مصطفى بكري عضو مجلس الشعب، رجل الأعمال نجيب ساويرس بمحاولة إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط بإعلانه عن نيته إطلاق قناتين فضائيتين جديدتين أوائل العام القادم بهدف مواجهة ما أسماه بالمد الإسلامي داخل المجتمع المصري.
وطالب بكري في طلب إحاطة عاجل، وزيري الإعلام أنس الفقي والاستثمار الدكتور محمود محيي الدين بتقديم بيان عاجل إلى البرلمان ردًا على توعد ساويرس في مؤتمر صحفي عقده مؤخرًا بإطلاق هاتين الفضائيتين، وسخريته من السيدات المرتديات للحجاب.
وقال ساويرس إنه يعتزم إطلاق فضائيتين إحداهما إخبارية، وثانية متخصصة في عرض الأفلام السينمائية دون التعرض لمقص الرقيب، بهدف مواجهة الجرعة العالية من البرامج الدينية والمتحفظة على القنوات الأخرى من خلال تقديم البرامج المنوعة الخفيفة التي تستهدف الشباب، فضلاً عن الأفلام العربية والأجنبية غير الخاضعة للرقابة.
ورفض بكري هجوم ساويرس غير المبرر على ظاهرة الحجاب، حيث قال إن تنامي ارتداء النساء للحجاب في مصر يشعره بأنه في إيران وأنه يشعر أنه غريب عندما يمشي في الشارع.
وقال النائب إنه بغض النظر عن موقف ساويرس من الحجاب أو حتى مما أسماه بظاهرة المد الإسلامي في الشارع، فإن استخدام قنوات فضائية يمتلكها وهي " O TV" التي تبث إرسالها حاليا أو القناتين المزمع إصدارهما العام القادم لمواجهة هذه الظاهرة عن طريق بث أفلام وبرامج لا تخضع لمقص الرقيب إنما يمثل خروجا على ميثاق الشرف الإعلامي وإثارة الفتنة بين الشباب.
وأضاف: لقد سبق لقناة " O TV" للمنوعات أن سمحت بإذاعة فيلم "الفطيرة الأمريكية" الذي احتوى على مشاهد إباحية أحدثت ردود أفعال قوية داخل الأسرة المصرية، خاصة أنها تبث على القمر الصناعي "نايل سات" كما دفع ذلك بعض النواب إلى تقديم طلبات إحاطة عاجلة لأن الدولة تقف عاجزة في مواجهة سطوة ونفوذ ساويرس دون أن تتعرض قناته للسؤال أو المحاسبة.
وطالب النائب بالكشف عن موقف الجهات المعنية وكيفية التصدي للفتنة التي يعد لها ساويرس الذي نصب نفسه وصيا على المجتمع المصري وراح يعلن الحرب على التزام السيدات بالحجاب من خلال عرضه للأفلام والبرامج التي تتعارض مع قيم المجتمع المصري دون رقابة غير عابئ بسلطة الدولة أو ميثاق الشرف الإعلامي وكأنه أصبح صانع القرارات في هذا البلد، حسب قول بكري.
المصدر
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=41031&Page=6
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 03:17]ـ
للعلم المدعو مصطفى بكري من المعجبين بالدولة الفارسية وهو يظن ظنا راسخا أن إيران هي حامية بيضة الإسلام وهوعلى قناعة راسخة أن الإيرانيين لايعدون القنبلة النووية إلا لمواجهة إسرائيل والشيطان الأكبر (قاتل الله الغباء والأغبياء) وقد كان بوقا إعلاميا ومراسلا عسكريا لحزب الله أثناء الحرب الأخيرة مع إسرائيل والتي افتعلها حسن نصر ابن سبأ بأمر مباشر من طهران لتحسين شروط التفاوض حول مفاعل "ناتانز" والتي كان من نتائجها المباشرة تدمير الجنوب اللبناني على رؤوس أتباع هذا الشيطان.
وأعتقد أن ابنه مراسل في قناة أخبار شيعية فارسية ناطقة بالعربية ... فلا تعول على هذا الرجل كثيرا حتى يرجع عن غبائه ويفهم مايدور حوله(/)
بوش وسفيره بالقاهرة يرتديان العباءة "الصوفية" للتصدي للحركات الإسلامية
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 12:04]ـ
بوش وسفيره بالقاهرة يرتديان العباءة "الصوفية" للتصدي للحركات الإسلامية
كتب مجدي رشيد (المصريون):: بتاريخ 12 - 11 - 2007
أعرب سياسيون ومحللون عن اعتقادهم بأن مشاركة السفير الأمريكي بالقاهرة فرانسيس ريتشاردوني الصوفيين الاحتفالات بموالد الأولياء، وحضوره المناسبات والاحتفالات الشعبية المختلفة تأتي في إطار حملة "علاقات عامة" تهدف إلى خلق انطباع مغاير في الذهنية المصرية حيال المسئولين الأمريكيين.
وقللوا من أهمية تصريحاته التي أكد فيها أن الرئيس جورج بوش معجب بالشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، وأنه استشهد بكلمات له خلال لقائه مسئولي المركز الإسلامي بواشنطن خلال هذا العام، فيما اعتبروه نوعًا من الدجل السياسي.
ورأوا أن هدفه من ذلك هو محاولة تحسين شعبية الرئيس بوش في الأوساط الإسلامية، والعمل على محو الصورة السيئة التي التصقت بأذهان الرأي العام الإسلامي حيال هذا الرجل الذي وصف الإسلام بالفاشية.
كما اعتبروا الهدف من حضور السفير الأمريكي للموالد والتجمعات الصوفية، هو محاولة من جانبه لتعزيز النزعة الصوفية حتى تكون بديلاً عن الإسلام السياسي الرافض لمشاريع الهيمنة الأمريكية في العالم الإسلامي.
وأكد الدكتور كمال حبيب الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن هناك اتجاها أمريكيًا وبشكل عام يدعم الاتجاهات الصوفية في العالم العربي والإسلامي كبديل للاتجاهات السلفية، كما أن رؤية الصوفية للإسلام تعبر عن المفهوم الأمريكي والغربي لهذا الدين والذي يقترب من النزعة المسيحية، فيما يتعلق بفصل الدين عن السياسة، مشيرًا إلى أن المولوية وأفكار جلال الدين الرومي منتشرة في تركيا وعديد من البلدان الغربية.
وأوضح أن الولايات المتحدة ترى أن الصوفية تعبر عن الدين المدني، وتسعى لأن تكون بديلاً عن الإسلام الجهادي والمقاوم للمخططات الاستعمارية الغربية، في ظل المخاوف الأمريكية المتنامية من تزايد نفوذ التيارات الإسلامية المقاومة بمنطقة الشرق الأوسط.
وقال إن هذا الأمر يفسر جهود الأمريكيين لتعزيز الإسلام الصوفي بديلاً عن الإسلام الجهادي خاصة وأن الأول هلامي وليس له أي تأثير في توجيه سلوك الإنسان، حسب قوله.
في حين، رأى عبد الغفار شكر المحلل السياسي أن تحركات السفير ريتشاردوني تهدف لتحسين صورة الولايات المتحدة بالشارع المصري، وأنها تأتي في إطار حملة علاقات عامة بعد أن أيقن أن الموالد والتجمعات الصوفية للمصريين البسطاء مجالاً خصبًا لتغيير صورة الولايات المتحدة لدى المصريين.
وأظهر استطلاع أجرته منظمة "وورلد ببلك أوبنين" الأمريكية، المتخصصة في إجراء استطلاعات الرأي في وقت سابق من هذا العام، أن مصر تأتي في صدارة الدول الإسلامية الأكثر "عداءً" للولايات المتحدة.
ووفق الاستطلاع، فإن 92% من المصريين يرون أن واشنطن تهدف لـ "تقويض" الإسلام، بينما رأى ذلك 74% من المسلمين في دول إسلامية أخرى كما أيد 80% من المصريين شن هجمات ضد القوات الأمريكية بالمنطقة، في نسبة هي الأعلى أيضًا بين أربعة دول إسلامية كبري، هي: مصر وإندونيسيا وباكستان والمغرب.
بدوره، رأى الدكتور ضياء رشوان الباحث بمركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه من الخطأ أن تعتقد الإدارة الأمريكية أن الحركات الصوفية هي بديل عن حركات الإسلام السياسي، بدليل أن تركيا تمتلئ بالحركات الصوفية، ومع ذلك حقق حزب "العدالة والتنمية" ذي الجذور الإسلامية نجاحًا منقطع النظير، ونفس الأمر حدث في المغرب حيث تنشط الحركات الصوفية، ورغم ذلك استطاعت الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أن تحصد أصوات الناخبين.
وأشار رشوان إلى أن هناك العديد من الدراسات التي ترى أنه من الممكن استخدام الحركات الصوفية لمجابهة حركات الإسلام السياسي والسلفية، وأن الرئيس الأمريكي جورج بوش يعتقد بإمكانية ذلك، لذا يمكن أن يكون لديه اتجاه نحو هذا الهدف.
لكنه رفض توصيف زيارات السفير الأمريكي للأضرحة بأنها جزء من سياسة بلاده في هذا الشأن، بدليل أن سفراء سابقين عليه لم يتجهوا هذا الاتجاه، وإنما الأمر يرجع إلى شخصية السفير نفسه.
ويرى ريتشاردوني المغرم بحضور الموالد في مصر منذ عمله قبل أكثر من عقدين في السفارة الأمريكية بالقاهرة أن هذه الاحتفالات "تعكس طيبة المصريين وروح المحبة وكرمهم ودفء ترحيبهم وتدينهم المعتدل وسماحة دينهم، وكيف أن الإيمان يربط الأمريكي بالمصري ولا يفرقهما".
من جانبه، أرجع الدكتور عبد الله الأشعل الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي تصرفات السفير الأمريكي إلى رغبته في التسلل إلى الرأي العام الشعبي؛ وهي محاولات تعكس حرصه على الظهور بمظهر مغاير عن الصورة العامة لبلاده، وأنه ربما يحاول من هذه التصرفات تخفيف وطأة السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها مصر، بعد أن أيقن أن مرتادي هذه الأماكن بسطاء يمكن خداعهم بهذه التصرفات.
واستبعد الأشعل أن يكون لهذا الأمر علاقة بمحاولة احتواء الإسلام السياسي والجهادي، لأن ذلك يستلزم ليس الكلام فقط وإنما تمويل للحركات الصوفية ومساعدتها على جذب أكبر عدد ممكن من الجماهير والمريدين.
في حين وصف تصريحات الرئيس الأمريكي عن الشاعر جلال الدين الرومي بأنها مجرد نوع من الدجل السياسي، لأن تصرفاته وسياساته ضد الصوفية ولو أنه أعجب بآراء وأفكار هذا الشاعر الصوفي لكان شرفًا له ذلك ولكن هذا من قبل الدجل السياسي ليس إلا.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=40925&Page=1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 01:30]ـ
امريكا هي امريكا
والبسطاء في مصر خاصة أشد حقدا وكراهية لهذه الدولة
فمهما حاولت امريكا تحسين صورتها فدماء إخواننا في فلسطين والعراق وافغانستان وغيرها مازالت تنزف ولن تنس
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 06:31]ـ
كما اعتبروا الهدف من حضور السفير الأمريكي للموالد والتجمعات الصوفية، هو محاولة من جانبه لتعزيز النزعة الصوفية حتى تكون بديلاً عن الإسلام السياسي الرافض لمشاريع الهيمنة الأمريكية في العالم الإسلامي
.هكذا امريكا
تريد من يخضع لها ولايقاومها قاتلهم الله انى يؤفكون
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 07:07]ـ
نقل موفق أخي
بارك الله فيك
و بمناسبة ذكر "جلال الدين الرومي"، أنقل لكم هذا المقال المهم من مجلة الصوفية - العدد السادس-
اليونسكو وتكريم الآبقين
أعلنت منظمة اليونسكو عن تكريم جلال لدين الرومي شيخ الطريقة المولوية كشخصية عالمية، ولا شك أن المنظمة العالمية للثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة ترى في شخصية جلال الدين الرومي صفات تؤهله للاقتداء العالمي، فهو بحسب بيان المنظمة الشاعر والفيلسوف والمعلم الروحي ([1]).
يشار إلى أن الاحتفال بالذكرى الـ800 لجلال الدين الرومي ستقدم في أكثرمن 18 بلداً، تمتد من الأرجنتين وصولاً إلى أُندونيسيا، وسيتم خلالها تقديم الحضرة المولوية والموسيقى الصوفية والعسكرية التركية.
لقد اهتم الغربيون بكتابات جلال الدين الرومي، حتى صح أن يقال: إن الغربيين هم الذين عرفوا العالم بجلال الدين الرومي حين ترجموا له كافة كتبه إلى اللغات الأوروبية، ونشروا أفكاره في العالم. وقد أمضى المستشرق الإنجليزي (نيكلسون) ثلاثين عاماً في ترجمة (المثنوي) بأجزائه الستة وهو أشهر مؤلفاته، وألحقها بشروح وتعليقات.
وترجم الشاعر الأمريكي المعاصر (كولمان باركس) معظم أعمال الرومي إلى اللغة الإنجليزية الأمريكية· وتقبل مختلف الجامعات الأوروبية والأمريكية حالياً على دراسة أعماله، وتهتم بها المجلات العلمية والثقافية
وقد نشرت صحيفة البيان أنه قد كرم (جلال الدين الرومي) -وهو شيخ الطريقة المولوية- باعتباره الشاعر الوحيد ضمن أصحاب قائمة أكثر الكتب مبيعاً، وقد انتشرت الأماكن الصوفية التي ترتبط باسمه، وفي مدينة (دالاس) بمفردها ظهر ما يزيد على (30) تجمعًا خلال العام الماضي تقريبًا، يقول (علي أمين زاده) أحد مواطني تكساس المولود في إيران، والذي ترك وظيفته كضابط أمن في مطار دالاس بواشنطن العاصمة ليصبح زعيمًا لجماعة صوفية جديدة في تكساس: (حركة الصوفية مزدهرة للغاية هذه الأيام، والعديد من الأمريكيين باتوا يستجيبون لرسالة الإسلام الصوفي التي تدور حول الحب والصداقة والتفاهم)! ([2]).
ولكن ما هو سر افتتان العقلية الغربية بكتابات جلال الدين الرومي؟ يقول الشاعر الأمريكي (كولمان باركس) أكبر مترجمي أعمال الرومي إلى الإنجليزية: " أشعار الرومي أبادت كل الحدود التي أقامتها العادات والقوميات في أذهان الناس، والتي منعت انتشار الحب والصداقة بين أفراد البشرية .. ".
ما هي الحدود التي أبادتها أشعار جلال الدين الرومي؟
يقول جلال الدين الرومي: (انظر إلى العمامة أحكمها فوق رأسي، بل انظر إلى زنار زرادشت حول خصري مسلم أنا، ولكن نصراني وبرهمي وزرادشتي ليس لي سوى معبد واحد. مسجد أو كنيسة أو بيت أصنام) ([3]).
ويقول أيضاً: (إن ملة العشق قد انفصلت عن كافة الأديان، فمذهب العشاق وملتهم هو الله) ([4]).
ويقول أيضاً: (يا خلاصة الوجود!! إن التباين بين المؤمن والمجوسي واليهودي ناشىء من الرأي والنظر) ([5]).
إنها دعوة لصهر الديانات في بوتقة واحدة، ومسخ الحدود الفاصلة بين الشرائع، وبذلك تزول معالم الديانة.
يقول المستشرق (نيكولسن): (من المعروف جيدًا أن مذاهب الصوفية المسلمين وتأملاتهم أثرت في الإسلام تأثيرًا قويًا، وإلى حد ما فإنها توفر أرضًا مشتركة يمكن أن يلتقي فيها أناس من ديانات مختلفة، مع بقائهم مخلصين للديانة التي يؤمن بها كل واحد منهم، يلتفون بروح التسامح والتفاهم المتبادل) ([6]).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الدعوة إلى وحدة الأديان وصهرها في قالب واحد، الغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجرُّ أهله إلى ردة شاملة، كل ذلك بدعوى المحبة والتسامح والتفاهم، يقول الله سبحانه: ((وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)) [النساء:89].
إنها دعوة لإلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله، والله جل وتقدس يقول: ((قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) [التوبة:29] فهل يطمع اليهود والنصارى بفكر وثقافة أفضل من هذه؟
إن اختيار هذه الشخصيات الشاردة عن الهدى يجعلنا أمام استفهام كبير، لا نملك عنه إجابة محددة تنفي التهمة عن هذه الجهود لإحياء تراث الزنادقة.
يقول البدر العيني شارح البخاري –رحمه الله - عن جلال الرومي: (ألف كتاباً وسماه (المثنوي)، وفيه كثير مما يرده الشرع والسنة المطهرة، وضلت بسببه طائفة كثيرة ولا سيما أهل الروم) ([7]).
ولنورد أمثلة على زندقته التي يراد تعميمها يقول الأفلاكي: سأل مولانا - يقصد ابن الرومي - يوماً: ماذا يقول علماء النصارى في حقيقة عيسى؟
فأجابه (سيريانوس): يقولون: عيسى هو الله.
فقال مولانا: بعد الآن قل لهم: محمدنا آلَهُ من الله، أو أعظم ألوهية من الله. قالها ثلاثاً ([8]).
وقد كان المعلم الروحي كما نعتته المنظمة العالمية ذا لسان فاحش بذيء، نورد هنا ما يسمح به الحياء والخلق، يقول الأفلاكي: (وقال لمريد: (قد فعلت كل هذا بإرشاد من شيخك، فماذا فعل شيخك أخو .. من أجلك؟) ([9]).
ويقول الأفلاكي عن ابن الرومي: ((فخرج من السماع، فبينا هو يمرُ باب حانة ـ خمارة ـ في رأس المحلة، إذا بعزف ربابة يطرق أذنه المباركة، فوقف هنيهة ثم جعل يدور وهو مظهر غاية السعادة، وظل يطلق الصيحات إلى أن سمع صياح ديكة الفجر، فخرج الرعاع والسوقة وجثوا بين قدمي مولانا، فخلع عنه كل ملابسه وأعطاها لهم، فيقولون: إن جميع الرعاع كانوا من الأرمن، فلما كان اليوم التالي، أقبل هؤلاء الأرمن إلى المدرسة وأعلنوا إسلامهم وغدوا مريدين له، ثم قاموا إلى السماع)) ([10]).
أما شأنه مع النساء فهو عجب من العجب حيث لا خلق ولا مرؤة ولا ديانة، وكما قال الأول:
ولهم مع الجنس اللطيف لطائف أبت المروءة شرحها للناقل
فهل من يقول ويفعل هذه الأفاعيل يعد معلماً روحياً؟
يقول التفتازاني معلقاً على بعض كلام الرومي: (ولا يخفى على آحاد معاشر المسلمين، فضلاً عن أئمة الدين أن من تدين بهذا الضلال المبين، وتجنح بهذا المذهب الباطل اللعين بأنه أكفر الكافرين وأخسر الخاسرين) ([11]).
إن تبنيِّ المنظمة لهذا الفكر المنحرف هي دعوة للزندقة وإشاعة الضلالة، وازدراء الأديان، ولنا أن نتساءل هنا أين المنظمة العالمية من تكريم معلم الأمم محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين هي من أصحاب المبادئ كأحمد بن حنبل وابن تيمية ونحوهم من أساتذة الدنيا؟
ولكنها دعوة لإبراز الوجه الآخر للمسلمين، وليستمر الضالون في ضلالهم.
([1]) http://typo38.unesco.org/ar/unesco-home/events/events-single.html?tx_ttnews%5Btt_new s%5D=1157&tx_ttnews%5BbackPid%5D=1&cHash=390cbc9dbf
([2]) جريدة البيان: (10/ 10/1423هـ) الموافق (14) ديسمبر (2002م).
([3]) في التصوف الاسلامي وتأريخه نيكلسون (94).
([4]) انظر كفافي (2/ 183).
([5]) انظر ولد جلبي (3/ 101)
([6]) موسوعة المستشرقين (416).
([7]) عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان (129).
([8]) (الأفلاكي ج1 ص 471) أحمد الأفلاكي جمع كتابا ذكر فيه مناقب جلال الدين الرومي.
([9]) (الأفلاكي ج1 ص 514)
([10]) (الأفلاكي ج1 ص 722)
([11]) رسالة في الرد على أهل وحدة الوجود للتفتازاني.
المصدر
( http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=2347&selected_id=-2351&page_size=5&links=true&gate_id=2249)
أرجو أن أكون قد وفقت في إختيار المكان المناسب للمقال
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 08:13]ـ
وأوضح أن الولايات المتحدة ترى أن الصوفية تعبر عن الدين المدني
لقد أضحكتني هذه الجملة .. بل الصوفية هي الجهل والتخلف بعينه!!
وهل نسب التخلف إلى الدين الإسلامي إلا عن طريقها.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 11:32]ـ
وأكد الدكتور كمال حبيب الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن هناك اتجاها أمريكيًا وبشكل عام يدعم الاتجاهات الصوفية في العالم العربي والإسلامي كبديل للاتجاهات السلفية، كما أن رؤية الصوفية للإسلام تعبر عن المفهوم الأمريكي والغربي لهذا الدين والذي يقترب من النزعة المسيحية، فيما يتعلق بفصل الدين عن السياسة
صدق الإمام الشافعي رحمه الله: ((تركت بالعراق شيئاً يقال له التغبير (1)، أحدثه الزنادقة ليصدُّوا الناس عن القرآن))
==============
(1) من أعمال الصوفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 02:36]ـ
موضوع لطيف
وقد سمعت أيضا أن منظمة "اليونسكو" هذه، قد احتفلت بابن عربي
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 07:09]ـ
ان احتفلت بابن عربي فقد اصابت في قصدها للأب الروحي فعلا فابن الرومي لم يكن الا مترجما له الى الفارسية فعامة عباراته بلفظها في مؤلفات الشيخ الأكبر و ليس مستغربا بعدها أن يحتفلوا بالآباء المؤسسين كالحلاج و ابن الراوندي و جهم و من يدري لربما يرتقون تدريجيا حتى ابن سبأ ... و لربما يسمونهم أعضاء شرفيين لمنظماتهم الماسونية السلمية كما فعلوا مع غيرهم من الشخصيات فيبدو أنهم صادقون في قولهم ان محورا الشر و الخير قد بدءا في التجمع و التفرق و تبقى بيننا و بينهم: "وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 10:54]ـ
-
مناهج الصوفية المبتدعة في النظر والإستدلال واستمداد الشريعة:
1 - منهج الفلاسفة
2 - منهج المتكلمين كالصوفية الأشاعرة
3 - منهج التخييل والخرافة والأوهام، كقول بعضهم: حدثني قلبي عن ربي ..
4 - منهج التذوق
وقد عنى بوش المنهج الأول حين قال: التصوف هو الإسلام الحقيقي
وعامة هؤلاء باطنية ولهم ولاء معروف لليهود والنصارى وبعضهم ينخرط في منظمات سرية!
بارك الله فيكم
//
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 11:25]ـ
هناك كتاب جميل عرى هذه القضية , وبين ان المسألة ليست جديدة , وان هؤلاء الصليبيين استخدموا هذا الاسلوب في ضرب السلفية منذ بداية حملاتهم الاخيرة , ولعل من اظهرها ما قام الصليبيون به من تحريض الصوفية ضد عمر المختار رحمه الله وقد استجاب الصوفيون لذلك.
والكتاب للشيخ علي بن بخيت الزهراني واسمه: الانحرافات العقدية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر هجري.(/)
"حول كتاب الأنصاري"
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 09:02]ـ
مقال أتاني عبر الايميل:
بجرأة غير مسبوقة يضع الدكتور فريد الأنصاري، رئيس المجلس العلمي لمكناسبالمغرب، مشرطا حادا في نقد العمل الإسلامي بالمغرب، في كتاب أسماه "الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب .. انحراف استصنامي في الفكروالممارسة"، وقد صدر هذا الكتاب في شهر أبريل 2007م.
ويرصدالكتاب ستة أخطاء منهجية نالت من واقع التدين والدعوة بالمغرب، سواء فيجانبه التنظيمي الحركي أو السلفي، مع إيراد إشارات طفيفة لأخطاء التوجهالصوفي، الذي يسيطر أصحابه على تدبير الشأن الديني في المرحلة الراهنةبالمغرب.
وتأتي أهمية الكتاب نظرا لأهمية كاتبه الدكتور فريدالأنصاري، الذي يرأس المجلس العلمي بمكناس حاليا، ويشغل رئاسة وحدة الفتوىوالمجتمع ومقاصد الشريعة لقسم الدراسات العليا بجامعة المولى إسماعيلبمدينة مكناس، وأستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة بالجامعة نفسها، وهو عضومؤسس لمعهد الدراسات المصطلحية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانيةبفاس، كما أن له عددا من المؤلفات العلمية مثل: "التوحيد والوساطة فيالتربية الدعوية"، "أبجديات البحث في العلوم الشرعية"، "المصطلح الأصوليعند الشاطبية"، "البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي".
وقد انخرطالأنصاري في سلك الحركة الإسلامية والشبيبة الإسلامية - أول التنظيماتالإسلامية المغربية - في أوج حيويتها تحت رئاسة مؤسسها الأستاذ عبد الكريممطيع، ضمن جمعية الدعوة الإسلامية بفاس، والتي توحدت مع عدة جمعياتإسلامية أخرى لتكون "رابطة المستقبل الإسلامي"، والتي توحدت بدورها معحركة الإصلاح والتجديد، وكونا معا "حركة التوحيد والإصلاح" في 1996م.
لكنالأنصاري استقال من حركة "التوحيد والإصلاح" في عام 2000م؛ وذلك نتيجة لمارآه - حسب تعبيره - من انحراف عن مضامين الوحدة الدعوية. ولذا جاء الحيزالأكبر من الكتاب في نقد ما عايشه في مسارها وعمل قيادييها.
انحراف الحركة عن مقاصدهايرىالأنصاري أن الناظر إلى عجيج السياسة وضجيج الصحافة، يظن أن العملالإسلامي في المغرب اليوم - من حيث هو جماعات تنظيمية - بخير وعلى خير، وأنه على مواقع متقدمة في معركته الحضارية الشاملة، لكن الحقيقة أنه تخلفعما كان عليه من قبل كثيرا، وفشل فشلا ذريعا في الحفاظ على مواقعهالإستراتيجية التي كان قد استصلحها بمنهجه التربوي وخطابه الدعوي الشعبيوالأكاديمي، إنه اليوم قد فقدها كلية وخرج منها مطرودا مدحورا، فصارتظهوره عارية مكشوفة لأعدائه الإيديولوجيين، تلفحها سياطهم على الهواء، حتىانهارت صفوفه دون مقاصده الأصيلة، قد أثخنته خناجر الأهواء والأعداء جراحابليغة.
ويجزم الأنصاري بأن الحركة الإسلامية بالمغرب تعيش كما فيبعض الأقطار الأخرى أزمة حقيقية، ترجع بالدرجة الأولى إلى كونها صارتعاجزة عن أداء وظيفتها الحقيقية، والقيام برسالتها الربانية، التي كانت هيمبرر وجودها، وشرط ميلادها، ثم مسوِّغ إقبال الناس عليها في مرحلة سابقة.
الاستصنام المنهجيوبحسبالكاتب، فقد تبين له أن الاتجاهات الإسلامية بالمغرب وقعت في نوع من "الشرك الخفي"، أو ما أسماه بـ"الاستصنام المنهجي"، ذلك أنها في خياراتهاالإستراتيجية الكبرى صارت إلى ضرب من "الانحراف"، عاقها عن السير فيطريقها الأصيل، وأدى بأشكالها التنظيمية ذاتها إلى أن تصير حجبا لها هينفسها عن النظر إلى مقصد "إقامة الدين" في النفس والمجتمع.
وخلصالأنصاري إلى أن هناك ستة أخطاء منهجية كبرى، هي المرجع الكلي للانحراف، والسبب الجامع لـ"الاستصنام"، تجسدت بصورة خشنة في فكر الإسلاميينوممارساتهم التنظيمية، فتعلقت بها قلوبهم رغبا ورهبا، وخلعت عليها منالتنزيه والتقديس ما جعلها طواغيت وأصناما، تحجب القلوب عن إخلاص الدينلله! وهي:
الخطأ الأول: استصنام الخيار الحزبي.
الخطأ الثاني: استصنام الخيار النقابي.
الخطأ الثالث: استصنام الشخصانية المزاجية.
الخطأ الرابع: استصنام التنظيم الميكانيكي.
الخطأ الخامس: استصنام العقلية المطيعية.
الخطأ السادس: استصنام المذهبية الحنبلية في التيار السلفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
استصنام الخيار الحزبيإنأكبر خطيئة وقعت فيها الحركة الإسلامية بالمغرب في نظر الأنصاري، هو اتخاذ "حزب سياسي"، ويقصد بذلك حزب "العدالة والتنمية" الذي يقوده الدكتور سعدالدين العثماني، ويقول بهذا الخصوص: "لقد صار الإسلاميون يشتغلون في الشك، وقد كانوا - من قبل - يشتغلون في اليقين! وكانوا إلى الإخلاص في الأعمالأقرب، ثم صاروا إلى خلط مبين! فانتقلوا بذلك من مقاصد العبادات إلى مقاصدالعادات، ألهاهم التلميع والتسميع، وانخرط كثير منهم في الحزب على حرف، تماما كـ (من يعبد الله علَى حرف فإن أصابه خير اطمأن بِه وإن أصابته فتنةانقَلَب علَى وجهِه خسر الدنيا والآخرة ذَلك هو الخسران المبِين)، إناتخاذ "الحزب" في العمل الإسلامي هو أشبه ما يكون بـ "اتخاذ العجل" في قصةبني إسرائيل".
ويرى الأنصاري أن العمل الإسلامي بالمغرب كان عطاؤهالأول جيلا من الخيرات والبركات، ثم جاء الحزب السياسي فأتى على ذلكجميعا، تماما كما دمَّر "السامري" كل الرصيد الإيماني لبني إسرائيل، بعدغيبة موسى.
ويرى أيضا أن الاستصنام الحزبي جعل كثيرا من أبناءالعمل الإسلامي منشغلين بهموم الناس الدنيوية فقط، ثم جعلوا بعد ذلكلهمومهم الشخصية من تلك الهموم حظا.
وفي تحليله لهذا الخطأ، يرىالأنصاري أن الإسلاميين انخرطوا في بناء خطاب مادي بالدرجة الأولى، يحللالأزمات الاقتصادية ومشكلات البطالة، والرد السياسي على الهجوم الإلهائي، الذي يصدر عن بعض متعصبي اليهود والنصارى، أو عن بعض زنادقة المسلمين، فيُخرِجون المظاهرات، وينظمون المسيرات، ثم يئوبون في المساء إلى مواقعهمسالمين، مطمئنين إلى أنهم قد أنجزوا من "النضال" ما يشفع لهم عند الله يومالقيامة.
ويحكم على تجربة العمل السياسي للإسلاميين بالمغرب بالفشلبكل المقاييس الشرعية والسياسية؛ بسبب أن الإسلاميين حاولوا قطف ثمرة لميأت وقت قطافها، فتجرعوا مرارة فاكهة لم تنضج بعد.
وكبديل عن الحزبالسياسي، يرى الأنصاري أنه بإمكان الحركة الإسلامية بالمغرب أن تصل إلىأفضل النتائج السياسية دون أن تتخذ لها حزبا، من خلال اشتغالها بالدعوة، وتكون بذلك حاضرة برجالها وأفكارها في كل ميدان، منتشرة في كل قطاع: منالمسجد إلى المعمل ثم إلى الإدارة، ومن التعليم إلى الإعلام ثم إلىالاقتصاد، وأنه كان بإمكانها أن تجعل بعض الأحزاب السياسية الأخرى تنخرطفي تطبيق الممكن من برامجها السياسية، دون أن تنزلق هي إلى شَرَكِالاستهلاك التجزيئي لقوتها.
استصنام الخيار النقابييرىالمؤلِّف أن الحركة الإسلامية دخلت التجربة النقابية بلا تروٍّ، ولاتأصيل، وأنها قامرت برصيدها الأخلاقي والديني، بخوض غمار عمل ما يزالمشبعا بلغة الصراع الطبقي، والمقولات الماركسية في الفكر الاقتصادي، والنظريات الاشتراكية في قضايا العمل والعمال.
ويعتقد الأنصاري أنالحركات الإسلامية تورطت في تأجيج إضرابات عن العمل - على طريقة التنظيماتالماركسية والأحزاب الانتهازية - للضغط السياسي على إدارات معينة، من أجلتمرير ملفات أخرى لا علاقة لها بمصالح العمل والعمال، لا من قريب ولا منبعيد، فأسهمت بذلك - من حيث تدري أو لا تدري - في تربية أبناء الحركة علىالكذب والخداع، وسوء الأخلاق في المناظرة والحوار، وما كان ينبغي أن نسابقاليسار نحو الهاوية.
وينتقل بعد ذلك إلى انتقاد النقابة الطلابية "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" المختصرة تحت اسم "أوطم"، وقد أسماهاالأنصاري بـ "الصنم الأوطمي".
ويزعم أن النقابة الطلابية انخرطت فيمعارك ضد العلم وضد الأخلاق، فخسرت مصداقيتها عند الطلبة، والأساتذة، والإدارة الجامعية، والناس أجمعين.
استصنام الشخصانية المزاجيةيرىالكاتب أن من مظاهر الاستصنام غياب القيادات العلمية الرسالية الربانيةالحكيمة، وتصدي الزعامات اللاعلمية لقيادة العمل الإسلامي، وذلك علىالمستوى العالي والمتوسط من الهرم الإداري؛ مما أدى إلى استصنام "شخصاني" لتلك القيادات، وإلى رسم معالم السير الحركي بناء على مزاجها، لا بناء علىقواعد العلم وأولوياته الشرعية.
ومن المظاهر كذلك: تضخم "الأنا التنظيمية" في الجماعات، وتمجيد الذوات.
(يُتْبَعُ)
(/)