ومن أقواله أيضا:" الرافضة , إنما نقابلهم ببعض ما فعلوه بأمة محمد صلى الله عليه وسلم سلفها وخلفها , فإنهم عمدوا إلى خيار أهل الأرض من الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين , وإلى خيار أمة أخرجت للناس , فجعلوهم شرار الناس , وافتروا عليهم العظائم , وجعلوا حسناتهم سيئات , وجاءوا إلى شر من انتسب إلى الإسلام من أهل الأهواء , وهم الرافضة بأصنافها غاليها وإماميها وزيديها , والله يعلم وكفى بالله عليما ليس في جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام مع بدعة وضلالة شر منهم , لا أجهل ولا أكذب ولا أظلم ولا أقرب إلى الكفر والفسوق والعصيان وأبعد عن حقائق الإيمان منهم " ([3]) , وكلام ابن تيمية في ذم الرافضة , وبيان ما عندهم كثير جدا , فهو من أشهر العلماء الذين ذموا الرافضة.
ومع هذا كله فإنه رحمه الله لم يحكم عليهم بالكفر والخروج من الإسلام , بل اعتبرهم من الداخلين في دائرة الإسلام , وتعامل معهم بناءا على المقتضى.
ومما ينبغي أن يعلم في هذا المقام: أن الشيعة ليسوا على مرتبة واحدة في دينهم , ولهذا السبب تعددت الأحكام الصادرة عليهم من العلماء والأئمة , وحاصل ما ينتهي إليه الحكم على الشيعة هو أن يقال: إن الشيعة على ثلاثة أقسام: قسم كافر بالإجماع , ومن هؤلاء: الشيعة الإسماعيلية والنصيرية والقرامطة , والغلاة في علي رضي الله عنه - المؤلهين له- , وقسم غير كافر بالإجماع , ومن هؤلاء: الشيعة المفضلة , وقسم وقع فيه خلاف بين العلماء , ومن هؤلاء: الرافضة.
وهذا التقسيم هو الذي يدل عليه كلام ابن تيمية رحمه الله , فإنه لما ذكر الفرق التي أجمع الأئمة على عدم كفرهم ذكر منهم الشيعة المفضلة ([4]) , وكذلك كرر كثيرا أن الإسماعلية النصيرية والقرامطة , وغيرهم من غلاة الشيعة كفار بالإجماع ([5]) , وذكر في مواطن من كتبه أن العلماء لهم في الرافضة قولان , هما روايتان عن الإمام أحمد ([6]) , وهذا التقسيم الثلاثي استعمله ابن تيمية في بيانه لحكم الفرق المنتسبة للإسلام , فالفرق عنده لا تخرج عن هذه الأقسام الثلاثة.
وعلى هذا فإنه لا يصح أن يقال: إن ابن تيمية لا يكفر الشيعة بإطلاق , ولا إنه يكفرهم بإطلاق , بل حكمهم عنده على التفصيل الذي سبق ذكره.
وهنا تبنيه مهم في تحرير محل البحث , وهو: أن محل البحث في حكم الرافضة أنفسهم لا في حكم ما عندهم من معتقدات , فمما لا شك فيه أن عندهم كثير من المعتقدات الكفرية , ولكن هناك فرق بين الكلام في معتقداتهم , بين الكلام في حكم أعيانهم , والبحث في الأمر الثاني لا في الأمر الأول.
والمقصود هنا: تحقيق مذهب ابن تيمية في حكم الرافضة , وأنه لم يكن مكفرا لهم. فالبحث هنا في حكم الرافضة الإثني عشرية فقط , وليس في مطلق الشيعة , بل في الرافضة فقط , فابن تيمية لم يكن مكفرا لهؤلاء الطائفة من الشيعة.
ومما يدل على هذا من كلامه عدة أمور منها:
الأمر الأول: أنه نص على وصفهم بالإسلام , وفي هذا يقول:" وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير , وانتفعوا بذلك , وصاروا مسلمين مبتدعين , وهو خير من أن يكونوا كفارا " ([7]) , فهذا الكلام من ابن تيمية يدل على أن وصف الإسلام ثابت لهم , وأن دخول الكافر في الإسلام على مذهب الرافضة خير له من بقائه على كفره.
وقال أيضا لما ذكر قول الرافضة في عصمة الأئمة:" فهذه خاصة الرافضة الإمامية التي لم يشركهم فيها أحد لا الزيدية الشيعة , ولا سائر طوائف المسلمين , إلا من هو شر منهم كالإسماعيلية الذين يقولون بعصمة بني عبيد , المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر , القائلين: بأن الإمامة بعد جعفر في محمد بن إسماعيل دون موسى بن جعفر , وأولئك ملاحدة منافقون.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإمامية الاثنا عشرية خير منهم بكثير , فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا , ليسوا زنادقة منافقين , لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم , وأما أولئك فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون , وأما عوامهم الذين لم يعرفوا أمرهم فقد يكونون مسلمين " ([8]) , فقد نص ابن تيمية هنا -كما هو ظاهر- على أن الرافضة فيهم خلق مسلمون ظاهرا وباطنا , فلو كان يكفرهم بأعيانهم لمجرد كونهم رافضة لما أثبت لحد منهم الإسلام الظاهر والباطن , فدل على أنه لا يكفرهم إلا إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع , وهذا يوضحه الأمر الثاني.
الأمر الثاني: أنه نص على أنه لا يكفر المعين منهم إلا بتوفر شروط وانتفاء موانع , وفي هذا المعنى يقول:" وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران , وهما روايتان عن أحمد , والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية , والرافضة ونحوهم , والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر , وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا , وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع , لكن تكفير الواحد المعين منهم , والحكم بتخليده في النار , موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه , فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والتكفير والتفسيق , ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له " ([9]) , فهذا نص من ابن تيمية على ما يعتقده هو في الرافضة , وأنه لا يكفرهم بمجرد كونهم رافضة , بل لا بد من توفر شروط وانتفاء موانع , ولهذا قرر هنا أن أقوالهم كفر , وأما أعيانهم فليسوا كفارا , فقد فرق بين أقوالهم وبين حكمهم في أنفسهم.
وهذا من ابن تيمية تطبيق للقاعدة العظيمة في باب الوعد والوعيد , وهي التفريق بين الكلام في الوصف المطلق , والكلام في المعين , وهذه القاعدة من أهم القواعد التي طبقها ابن تيمية في حكمه على الفرق والمخالفين , وسيأتي مزيد كلام على هذه القاعدة إن شاء الله.
الأمر الثالث: أنه لما سئل عمن يفضل اليهود والنصارى على الرافضة , أنكر هذا وقال: " كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد فهو خير من كل من كفر به , وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة , سواء كانت بدعة الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية أو غيرهم " ([10])
الأمر الرابع: أنه لما سئل عن حكم تزويج الرافضي , ذكر أن الأصل عدم تزويجه لأنه يخشى منه أن يؤثر على عقيدة زوجته , فلو كان الرافضي كافرا عنده لمنع من تزويجه لأجل كفره , فدل هذا على أنه لا يرى أن الرافضي خارج من الإسلام , في هذا يقول:" الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال , ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي , وإن تزوج هو رافضية صح النكاح , إن كان يرجو أن تتوب , وإلا فترك نكاحها أفضل , لئلا تفسد عليه ولده" ([11]) , فلو كانت الرافضية عنده كافرة لما صح نكاح غير الرافضي من أهل السنة أو غيرهم منها.
الأمر الخامس: أنه حكم بصحة الصلاة خلف الإمام الرافضي , فلو كان الرافضي كافرا عنده لقال ببطلان الصلاة خلفه , لأن الصلاة خلف الإمام الكافر لا تصح كما هو معلوم , وفي هذا يقول:" والفاسق والمبتدع صلاته في نفسه صحيحة , فإذا صلى المأموم خلفه لم تبطل صلاته , لكن إنما كره من كره الصلاة خلفه لأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجب , ومن ذلك أن من أظهر بدعة أو فجورا لا يرتب إماما للمسلمين , فانه يستحق التعزيز حتى يتوب , فإذا أمكن هجره حتى يتوب كان حسنا , وإذا كان بعض الناس إذا ترك الصلاة خلفه وصلى خلف غيره آثر ذلك حتى يتوب , أو يعزل , أو ينتهي الناس عن مثل ذنبه , فمثل هذا إذا ترك الصلاة خلفه كان فيه مصلحة , ولم يفت المأموم جمعة ولا جماعة , وأما إذا كان ترك الصلاة يفوت المأموم الجمعة والجماعة فهنا لا يترك الصلاة خلفهم إلا مبتدع مخالف للصحابة رضي الله عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك إذا كان الأمام قد رتبه ولاة الأمور , ولم يكن في ترك الصلاة خلفه مصلحة , فهنا ليس عليه ترك الصلاة خلفه , بل الصلاة خلف الإمام الأفضل أفضل , وهذا كله يكون فيمن ظهر منه فسق أو بدعة تظهر مخالفتها للكتاب والسنة ,كبدعة الرافضة والجهمية " ([12]) , فقد ذكر أن هذا التفصيل والخلاف إنما هو في أصحاب البدع الظاهرة كبدعة الرافضة ونحوها , ومع هذا قرر أن الصلاة تصح خلفهم.
الأمر السادس: موقفه من شهادة الرافضي وروايته , فإنه وإن رد شهادة الرافضي وروايته , فإنما ردها لأجل أنهم عرفوا بالكذب , واشتهروا به ([13]) , فلو كان مناط الرد عنده غير ذلك , كالكفر ونحوه , لذكره , لأن هذا المناط أشد مدعاة للرد.
فهذه بعض الأوجه من كلام ابن تيمية التي تدل على أنه لم يكن يكفر الرافضة , ولهذا لم يتعامل معهم على أنهم كفار, وكلام ابن تيمية الذي يدل على معنى هذه الأوجه كثير , وإن كان هناك بعض الأوجه الأخرى التي تدل على عدم كفر الرافضة مما لم يذكره ابن تيمية , ولكن المقصود هنا تحقيق مذهب ابن تيمية فقط.
وهذا القول وهو عدم تكفير الرافضة لم يتفرد به ابن تيمية , بل قال به جماعة من الأئمة قبله , ولا شك أن هذا القول هو القول الصحيح المنسجم مع قواعد أهل السنة وأصولهم.
المسألة الثانية:
الجواب على ما أشكل من كلام ابن تيمية في حكم الرافضة
قد أشكل على بعض الباحثين بعض كلام ابن تيمية في حكم الرافضة , وفهم منه إن ابن تيمية يكفر الرافضة على سبيل التعيين , ومن ذلك قوله عن الرافضة: أنهم قد ارتدوا عن الدين أو عن بعض الدين , ومن ذلك أيضا قوله: أن أصل دين الرافضة من اليهود , لأن أول من قال به هو ابن سبأ , وهو من اليهود , ومن ذلك قوله: أن الزندقة كثرة في الرافضة , وأن أصل دينهم الكفر والزندقة , ومن ذلك حديثه عن خبث الرافضة , ومعاداتهم المسلمين , وموالاة الكفار عليهم , وقولهم: بتحريف القرآن , وارتداد الصحابة , واتهامهم لأزواج النبي صلى الله عيه وسلم , وبناته ما عدا فاطمة , وغير ذلك من الكفريات التي عندهم ([14]).
ومن كلامه الذي فهم منه أنه يكفر الرافضة بأعيانهم قوله:"أما من اقترن بسبه دعوى أن عليا إله أو انه كان هو النبي وإنما غلط جبريل في الرسالة فهذا لاشك في كفره. بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره، و كذلك من زعم منهم أن القران نقص منه آيات وكتمت , أو زعم أن له تأويلات باطنية تسقط الأعمال المشروعة , ونحو ذلك , وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية , ومنهم التناسخية , و هؤلاء لا خلاف في كفرهم. وأما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم و لا في دينهم , مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك. وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من العلماء. وأما من لعن وقبح مطلقا , فهذا محل الخلاف فيهم , لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد. وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره، فانه مكذب لما نصه القران في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا فان كفره متعين فان مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وان هذه الأمة التي هي: (كنتم خير امة أخرجت للناس) وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفارا أو فساقا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم و أن سابقي هذه الأمة هم شرارها. وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام. ولهذا تجد عامة من ظهر عنه شيء من هذه الأقوال فانه يتبين انه زنديق. وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم. وقد ظهرت لله فيهم مثلات وتواتر النقل بان وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات. وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الأصحاب وما جاء فيه من الإثم والعقاب" ([15]) , هذا النص بين فيه ابن تيمية حكم أصناف الشيعة , وأطلق فيه الكفر على الرافضة كما هو ظاهر في قوله:" وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره، فانه مكذب
(يُتْبَعُ)
(/)
لما نصه القران في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا فان كفره متعين " إلى آخر كلامه.
ومن كلامه أيضا قوله:" وهؤلاء الرافضة: إما منافق وإما جاهل فلا يكون رافضي ولا جهمي إلا منافقا أو جاهلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون فيهم أحد عالما بما جاء به الرسول مع الإيمان به فإن مخالفتهم لما جاء به الرسول وكذبهم عليه لا يخفى قط إلا على مفرط في الجهل والهوى " ([16]).
ومن ذلك قوله: بجواز قتل الرافضي المعين إذا كان داعية , فإنه قال:" فأما قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج , كالحرورية والرافضة ونحوهم , فهذا فيه قولان للفقهاء , هما روايتان عن الإمام أحمد , والصحيح: أنه يجوز قتل الواحد منهم , كالداعية إلى مذهبه , ونحو ذلك ممن فيه فساد " ([17]).
فهذه الأقوال وغيرها من كلام ابن تيمية قد فهم منها بعض الناظرين في كلامه أنه كان يكفر الرافضة بأعيانهم.
وفي الحقيقة: فإن هذا ونحوه لا يمكن أن يؤخذ منه أن ابن تيمية كان يكفر الرافضة بأعيانهم , ولا ينبغي في البحث العلمي أن يترك مثل كلامه السابق الصريح والواضح , الذي نص فيه أنه لا يكفر الرافضي بمجرد كونه رافضي , وإنما لا بد من توفر شروط معينة , فلا يحق لنا أن نترك هذا الكلام الصريح الذي ذكره هو بنفسه , ونأخذ بمثل هذا الكلام العام والمجمل.
ومع هذا فما ذكر هنا يمكن أن يجاب عنه بعدة أجوبة كلية منها:
الأول: التذكير بقاعدة أهل السنة في التكفير ونحوه , وهي التفريق بين الكلام في الوصف المطلق وبين الكلام في المعين , فقد يكون القول كفرا ولا يلزم بالضرورة أن يكون القائل كافرا , وهذه القاعدة مشهورة طبقها الأئمة , ومنهم ابن تيمية كثيرا , وقد طبقها مع الرافضة أنفسهم كما سبق نقل كلامه.
وأكثر ما وقع من الإشكال في حكم الرافضة عند كثير من الدارسين هو بسبب الغفلة عن حقيقة هذه القاعدة.
وبيان حقيقتها هو أن يقال: إن الحكم على الفعل المعين بكونه كفرا لا يلزم منه أن كل من فعله فهو كافر , وعدم تكفير المعين الذي وقع في الفعل المكفر لا يلزم منه أن ما وقع فيه ليس كفرا , فانطباق حكم الفعل المعين على فاعله لا بد فيه من توفر شروط معينة , وانتفاء موانع معينة , فإذا لم تتوفر الشروط وتنتفي الموانع , فإنه لا يحكم بانطباق حكم هذا الفعل المعين على فاعله , وإذا لم ننزل حكم الفعل على فاعله , فإن هذا لا يلزم منه أن حكم الفعل في نفسه قد ارتفع , فتحصل من هذا: أن هناك فرقا بين حكم الفعل في نفسه , وبين تحقق حكم هذا الفعل في فاعله , فرفع الحكم الثاني لا يلزم منه رفع الحكم الأول , فإذا قلنا: إن فاعل هذا الفعل ليس كافرا لا يعني هذا أن الفعل لا يمكن أن يكفر به أحد , بل قد يفعله رجل آخر فنحكم بكفره , لأنه قد توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع. فالمعتبر في انطباق حكم الفعل على فاعله ليس حكم الفعل فقط , بل لا بد مع حكم الفعل من توفر شروط أخرى وانتفاء موانع , وعلى فإذا حكمنا على فعل ما بأنه كفر , لا يلزم منه أن يكون هذا حكم منا على كل فاعل له بأنه كافر.
إذا تقرر هذا فإن ابن تيمية قد أطلق الكفر على كثير من معتقدات الرافضة , بل وأطلق وصف الكفر على الرافضة , ومع هذا لم ينزل حكم هذه المعتقدات - الذي هو التكفير - على أعيانهم , وهذا منه تطبيق للقاعدة التي سبق شرحها.
وعلى هذا فلا يصح لنا أن نأخذ من مثل هذه الإطلاقات عند ابن تيمية أنه كان يكفر الرافضة بأعيانهم -كما فهمه بعض من نظر في كلامه - , ومن فهم هذا عن ابن تيمية فقد أخطأ من جهتين: الأولى: أنه خالف صريح كلامه في عدم تكفير الرافضة , كما سبق نقله , والثانية: أنه خالف مقتضى القاعدة التي طبقها ابن تيمية في عامة كلامه.
والملاحظ: أن من نقل عن ابن تيمية تكفير الرافضة إنما يذكر نصوصا من هذا القبيل , أعني نصوصا يحكم فيها ابن تيمية بالكفر على أفعال الرافضة , أو يحكم على مطلق الرافضة بأنهم كفار , ولم يذكروا نصا صريحا فيه تكفير ابن تيمية لأعيان الرافضة , كالنص الذي ذكر فيه ابن تيمية نفسه أنه لا يكفر أعيان الرافضة إلا بتوفر شروط وانتفاء موانع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أبى إلا أن يفهم من مثل الكلام عن ابن تيمية أنه يكفر الرافضة بأعيانهم فكيف عن قول ابن تيمية نفسه: أن الرافضة فيهم المسلم ظاهرا وباطنا؟! , وكيف يكون موفقه من قول ابن تيمية نفسه من انه لا يكفر الرافضة بأعيانهم إلا مع توفر الشروط وانتفاء الموانع؟!!.
الثاني: أنه لا يلزم من كون أصل القول قال به يهودي أو نصراني أن يكون كل من قال به كافرا خارجا عن الإسلام , لأنه قد يقوله المسلم وهو جاهل بأول من أحدثه , أو يقوله وهو متأول , وإن كان يلزم منه ذم هذا القول وبطلانه , والكلام ليس في حكم القول , إنما في حكم القائل به.
الثالث:أن كون الأصل في الرافضة ألا يكفروا على التعيين , لا يلزم منه ألا يحكم على أحد منهم بالكفر والزندقة والنفاق , وذلك: أنا قد نحكم على بعض أفراد الرافضة بالكفر , لأنه قد توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع , وكون بعض الرافضة كافر لا يلزم منه أن كل من تسمى باسم الرافضة كذلك , وكذلك لا يلزم من كون بعض الرافضة ليس كافرا , أن يكون كل رافضي كذلك أيضا , وهذا التقرير يحمل عليه كلام ابن تيمية في كون الرافضة فيهم كفر وزندقة , فمعنى كلامه هذا هو: أن الرافضة كثر في أعيانهم ورؤسائهم الكفر والنفاق والزندقة , وحكمه على مثل هؤلاء بهذا الحكم لأجل أنهم قد توفرت فيهم شروط التكفير وانتفيت موانعه , لا لأجل أنهم رافضة فقط , والبحث ليس في كون بعض الرافضة هل كفر أم لا؟ , وإنما في الأصل فيهم هل هم كفار بأعيانهم أم لا؟.
الرابع:أنه لا يلزم من الحكم بجواز قتل المعين أن يكون كافرا , بل قد يقتل المسلم المعين إذا وجد ما يبيح قتله , مع الحكم بإسلامه , وأسباب إباحة دم المسلم مذكورة في كتب الفقه.
والمقصود هنا: بيان انفصال التلازم بين إباحة الدم وبين الحكم بالكفر , وإلا لزم الحكم بكفر القاتل والزاني وغيرهما.
الخامس: هناك فرق بين ذم الرافضة , وبيان خطرهم على الأمة والمسلمين , وبيان خبثهم , ونحو ذلك من الكلام , وبين الحكم بكفرهم , فإن الحكم بكفرهم توقيع عن رب العالمين , وبيان لحكم الله فيهم , وهذا يحتاج إلى أدلة من الشرع تثبته , وأما الأحكام الأخرى كالعداء والخبث الخطورة ونحو ذلك , فهي أحكام راجعة تجارب الناس وتعايشهم فيما بينهم , ولا شك أن التجارب أثبتت أن الرافضة من أشد الناس عداءا للمسلمين , وأن خطرهم عظيم جدا , ولكن لا يلزم من هذا أن يحكم بكفرهم , لأن إثبات هذا الأمر له طريق آخر.
فالحكم بكفر الرافضة له طريق , والحكم عليهم بالأحكام الأخرى له طريق أخر , فقتلهم للمسلمين , وبغضهم لهم , وخبث طويتهم , وأفعالهم الشنيعة , لا تصلح أن تكون دليلا على كفرهم , وإلا لحكمنا بالكفر على كل من فعل كفعلهم من باقي المسلمين , لأن الدليل يجب طرده , فنحكم على من قتل عددا من المسلمين بأنه كافر , وأن من أبغض طائفة من المسلمين بأنه كافر , وهكذا , وسنخرج عددا كبيرا من المسلمين من دائرة الإسلام بهذه الطريقة , ولا شك في بطلان هذا الحال.
وكذلك لا يلزم من عدم تكفير الرافضة تزكيتهم , ونسيان شنائعهم , وتبرئة تاريخهم المظلم.
والمقصود هنا: أنا لا بد أن نفرق بين طبيعة كل حكم , وطريق إثبات صحته.
وابن تيمية مدرك لهذا الأمر تماما , فإنه وصف الرافضة بما يستحقونه من الأوصاف , حتى ذكر أنهم أخطر على الأمة من اليهود والنصارى , وهذه الأمور إنما عرفها بالتجربة والمعاشرة , ولكنه لما وصل إلى الحكم بالكفر الذي هو تعبير عن مراد الله لم يستعمل طريق التجربة في إطلاق هذا الحكم , بل رجع إلى النصوص لأنها هي الطريق الوحيد في إصدار هذه الأحكام فلم يجد أن الرافضة كفار بأعيانهم. ومن تأمل كلامه يدرك هذا تماما.
والحاصل: أن التحذير من الرافضة له طريق , والحكم عليهم بالكفر والخروج من الإسلام له طريق آخر , فلا ينبغي الخلط بينهما , بل إن الخلط بينهما يؤدي إلى إشكالات كثيرة.
السادس: أن الشيعة متفاوتون في معتقدهم , فمنهم الغالي ومنهم من ليس كذلك , فلا يلزم من الحكم على طائفة منهم بالكفر , أن هذا الحكم منطبق على كل طوائف الشيعة , فكون بعض طوائف الشيعة كافر لا يلزم منه أن كل الشيعة كافر , وكذلك العكس , وهذا الكلام سبق له ذكر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصبه أجمعين
([1]) انظر: مجموع الفتاوى (3/ 356) ومنهاج السنة البنوية (7/ 220) و (2/ 46) و (5/ 160) و (3/ 377).
([2]) منهاج السنة (5/ 154).
([3]) منهاج السنة (5/ 160).
([4]) انظر: مجموع الفتاوى (3/ 351).
([5]) انظر: منهاج السنة (3/ 452) و (5/ 12,337) وغيرها من المواطن.
([6]) انظر: مجموع الفتاوى (3/ 56) والصارم المسلول (567ـ571)
([7]) مجموع الفتاوى (13/ 96).
([8]) منهاج السنة (2/ 452).
([9]) مجموع الفتاوى (28/ 500).
([10]) مجموع الفتاوى (35/ 201).
([11]) مجموع الفتاوى (32/ 61).
([12]) مجموع الفتاوى (23/ 354).
(2) انظر: منهاج السنة (1/ 452) و (5/ 87).
([14]) قد سبق توثيق كلام ابن تيمية في هذا الكلام في أول البحث.
([15]) الصارم المسلول (1108 - 1112).
([16]) منهاج السنة (5/ 161).
([17]) مجموع الفتاوى (28/ 499).
سلطان العميري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى سلطان العميري
إِظْهَارُ جَمِيْعِ الرُّدُوْدِ الَّتِيْ رَدَّ بِهَا: سلطان العميري
إضافة سلطان العميري إلى قائمة الأصدقاء
#2 05 - 02 - 07, 07:28 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90886
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 11:22]ـ
أما أعيان العوام فنعم ..
لكن البحث لم يثبت أنه لا يحكم على أعيان شيوخ الرافضة بالكفر ..
وهذا في نظري هو ملخص الجمع لأقوال الإمام ابن تيمية دون تكلّف في تأويل أقواله ..
لأن الفرق بين عوامّهم وعلمائهم .. هو ما يفسر ما يظنه بعضهم اضطرابا في أقواله
أما فتواه في زواج الرافضي بالمسلمة فنص كلامه: (ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي , وإن تزوج هو رافضية صح النكاح , إن كان يرجو أن تتوب)
فقوله لا ينبغي .. مُقابَلا مع مع قوله (وإن تزوج هو رافضية صحّ) .. وأيضا مقابلة (المسلم) بالرافضي .. يدل عليه
دليل على منعه زواج المسلمة بالرافضي .. وإن كانت عبارته موهمة .. لكنّ كلام العلماء -وإن جلّوا- ليس قرآنا .. فقد تخونهم العبارة أحيانا في التوصيف الدقيق
وأما تصحيحه عقد النكاح .. في حالة العكس .. فهذا على اعتبار كونها من العوام كما تقدم ..
ثم قوله: رجاء أن تتوب .. يعني أنه لو لم يكن يرجو توبتها .. لم يصح .. فدل على عدم دقة ما توصل له الباحث وفقه الله تعالى
وهذا لعله قريب من مسألة النصرانية .. التي تسلم وزوجها مازال كافرا ..
ففي هذه الحالة خلاف معروف بين العلماء
فثم من يفرق بينهما مطلقا .. وثم من يفصّل ..
فلايلزم إذن من إباحة التزويج ما ذهب إليه الباحث
والله الموفق
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 03:29]ـ
أخي الكريم يمكنك مراجعة الرابط في ملتقى أهل الحديث لقراءة الحوار بارك الله فيك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 06:21]ـ
أعرفه ذاك الحوار بارك الله فيك
مع العلم أن رافضة اليوم أسوأ من السابقين
فالذين يكتبون في المنتديات .. لايعدّون عوام في الغالب
لكن العوام الذين يعذرون بالجهل ولا يكفّرون هم ألئك الجهال المغرر بهم
وقد حاورت بعضهم من الشباب ممن يعدون أرقى الرافضة أدبا ومنطقا .. ثم بعد الحوار
تبين إيمانهم بعقيدة التحريف .. وذلك يظهر عند المحكّات
ولا يتراجعون حتى عند إقامة الحجة عليهم ..
فقال لي أحدهم: لا دليل لي ولا أريد أن أصبح سنيا!
ـ[ابو اسامه النجدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 08:00]ـ
لقد افتى من نثق بعلمه في هل يكفر اعينانهم قال رحمه الله نعم لئنهم غير معذورين بجهلهم لئن القران واضح وسنة النبي صلى الله عليه وسلم واضحه وجليه وقد وصل الكتابان الى جميع الاقطار في كل مكان فهم غير معذورين في ذلك ومن اراد الزياده فيجدها في فتاوي الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله وغفر له ولوالديه وولدينا واخواننا المسلمين
والمسأله واضحه ولا تحتاج الى توضيح وكذلك الشيخ عبد العزيز الراجحي يفتي
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 01:39]ـ
[بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .............. وبعد
تحية خاصة للأخ: الفلسطيني على إحياءه لبحث (تحرير موقف ابن تيمية في حكم الرافضة) من جديد , فله مني جزيل الشكر والتقدير , وأسأل الله أن يتقبل منا ومن جميع المسلمين صالح الأعمال.
وبعد التحية ........
يقال: إن تحرير موقف إمام معين من مسألة ما يتطلب أولا التجرد من تأثير كل رأي سابق على البحث , ويتطلب ثانيا قراءة كلامه كله حول المسالة المبحوثة حتى نتحقق من موقفه الصحيح , وهذا ما أرجو أن يكون البحث قد حققه والتزم به.
وقد خالف قدر كبير -من الأخوة القراء لهذا البحث- النتيجةَ التي انتهى إليها , وهي: أن ابن تيمية لا يحكم على أعيان الرافضة - عالمهم وجاهلهم - بالكفر إلا بعد توفر شروط وانتفاء موانع.
ومع احترامي لكل من خالف في النتيجة التي توصل إليها البحث , إلا أنني قد لاحظت أن قراءة عدد منهم لم تسلم من إشكالين , وهما: 1 - عدم التجرد من التأثر بالموقف السابق على القراءة للبحث , 2 - عدم إتمام القراءة لكل كلام ابن تيمية , وعدم اعتبار الجمع بين متفرقه.
والذي يدل على صحة ما ذكرت الاعتراضات التي ذكروها على البحث , وهي في مجملها ترجع إلى:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أن كلام ابن تيمية الذي يقتضي عدم كفر أعيان الرافضة هو في الرافضة الذين لم يقعوا في المكفرات بمعنى: أنه في الرافضة السابة وليس في كل الرافضة , والرافضة المعاصرون ليسوا من السابة بل عندهم من المكفرات الشنيعة ما الله به عليم ,كالقول بتحريف القرآن والتكفير لأعلام الصحابة وكالاستغاثة بالقبور , إذن فكلام ابن تيمية لا ينطبق على الرافضة المعاصرين , لأن الرافضة في عصره لم يقعوا في هذه المكفرات.
2 - أن كلام ابن تيمية الذي يدل على عدم تكفير أعيان الرافضة متوجه إلى العوام منهم دون العلماء , فأعيان علماء الرافضة لا بد أن يكون ابن تيمية مكفرا لهم.
3 - أن ابن تيمية له كلام صريح ومفصل في تكفير أعيان الرافضة , وهو النص الذي في آخر كتاب " الصارم المسلول " ,فلا بد من الأخذ به , وقد ذكرته في أصل البحث.
4 - وثمة اعتراض رابع وهو: أن فتاوى علماء معاصرين نثق فيهم تقتضي كفر أعيان الرافضة , وهذا اعتراض غريب حقا , لأن البحث في تحرير موقف ابن تيمية فقط , وليس في ذكر أقوال العلماء في المسألة.
ولو قُرأ كل البحث بهدوء لتبين أن كل هذه الاعتراضات المذكورة لا ترد على البحث , وهذا يتبن بعدة وقفات.
الأولى: أن من يتأمل كلام ابن تيمية يدرك أنه يتكلم عن الرافضة الذين وقعوا في المكفرات كالاشتغاثة بالقبور وغيرها:
1 - ومما يدل من كلامه على هذا ما ذكرته في الأمر الثاني في البحث وهو قوله:" وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران , وهما روايتان عن أحمد , والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية , والرافضة ونحوهم , والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر , وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا , وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع , لكن تكفير الواحد المعين منهم , والحكم بتخليده في النار , موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه , فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والتكفير والتفسيق , ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له " () , فهذا نص من ابن تيمية على ما يعتقده هو في الرافضة , وأنه لا يكفرهم بمجرد كونهم رافضة - مع أنه نص على أنهم وقعوا في المكفرات - بل لا بد من توفر شروط وانتفاء موانع , ولهذا قرر هنا أن أقوالهم كفر , وأما أعيانهم فليسوا كفارا , فقد فرق بين أقوالهم وبين حكمهم في أنفسهم.
فقد نص في هذا القول على أن كلامه في الرافضة الذين وقعوا فيما هو كفر , ونص على أنه لا يكفرهم , وابن تيمية نص في مواطن أخرى من كتبه كالصارم وغيره على الكفريات التي وقع فيها الرافضة كتكفير عموم الصحابة إلا قليلا منهم والاشتغاثة بالقبور ....
فكيف يصح لنا مع هذا التصريح أن نقول إن كلامه في الرافضة السابة , أو نقول إن كلامه لا ينطبق على الرافضة المعاصرين , فهل استجد عند المعاصرين منهم كفريات أشنع من القول بتحريف القرآن أو القول بتكفير عموم الصحابة إلا قليلا أو الاستغاثة بالقبور.
2 - لو كان ابن تيمية يرى التفريق بين أصناف الرافضة لذكر هذا التفريق عدما تعين ذكره , فقد سؤل عن انكاح الفتاة السنية للرافضي فأطلق قوله في الرافضة ولم يفصل , ولو كان يرى التفصيل لقال مثلا: إن الرافضة صنفان: صنف كافر وهم من يقول بتحريق القرآن وتكفير الصحابة ويستغيث بالقبور , وهذا لا يجوز إنكاحه , وصنف ليس بكافر وهم من ليس ذلك من الرافضة
وتأمل أخي كلامه في الفتوى (الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال , ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي , وإن تزوج هو رافضية صح النكاح , إن كان يرجو أن تتوب , وإلا فترك نكاحها أفضل , لئلا تفسد عليه ولده") () فقد ذكر الرافضة المحضة ونص على أنهم أهل بدعة وضلال فلو كانوا كفارا عنده فما الذي منعه من التصريح به وهو في مقام المفتي.
فلما لم يذكر هذا التفصيل في هذا الموطن الذي يتعين في فيه الذكر دل على أنه لا يرى هذا التفصيل , فتركه في هذا الموطن عيب لا يليق بأفراد العلماء فكيف بابن تيمية ذلكم الإمام الورع التقي المتمرس على الحجاج والنقاش والبيان , إلا أن يقال إن ابن تيمية كان لا يعلم أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن أو يستغيثون بالقبور أو غير ذلك من المكفرات!!! وهذا غريب
(يُتْبَعُ)
(/)
والغريب حقا أن بعض الإخوة القراء ذكر أن هذه الفتوى تدل على أن ابن تيمية يكفر أعيان الرافضة لأنه قال (لا ينبغي للمسلم أن ينكح موليته من الرافضي) فجعل الرافضي في مقابل المسلم وهذا لأنه كافر عنده.
ووجه الغرابة في هذا التقرير من وجوه:
1 - كيف ذكر ابن تيمية أنه يجوز للمسلم أن ينكح هو الرافضية إذن.
2 - لماذا نقتصر على هذا المقطع فقط من كلام ابن تيمية ونترك كلامه الآخر الذي صرح فيه بأن الرافضة فيهم المسلم طاهرا وباطنا و أنهم من المسلمين كما قال: (فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا , ليسوا زنادقة منافقين , لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم " ()
3 - أن هذا التقرير فيه نسيان لطريقة كثير من المفتين من المعاصرين وغيرهم فإن بعضهم يُسأل عن حكم انكاح موليته من شارب الخمر مثلا فيقول في الجواب لا يجوز للمسلم أن يفعل ذلك , وهو لا يقصد أنه يكفر شارب الخمر ولا يَتصور أن أحدا سيلزمه بذلك!!!.
الوقفة الثانية: أن من يتأمل كلامه يدرك أنه لا يفرق بين العالم والعامي منهم في الحكم بعدم التكفير , وأن العبرة عنده بتوفر الشروط وانتفاء الموانع.
ومما يدل على هذا من كلامه:
1 - نصه على أن من رؤساء الرافضة من له إيمان , ومن ذلك قوله: (رؤوس المذاهب التي ابتدعوها لم يقل احد إنهم زنادقة منافقون , بخلاف الرافضة ’ فإن رؤوسهم كانوا كذلك , مع أن كثيرا منهم ليسوا منافقين ولا كفارا , بل بعضهم له إيمان وعمل صالح" (المنهاج 6/ 302)
تأمل أخي الكريم هذا القول تجد أن ابن تيمية لا يطلق القول في أعيان علماء الرافضة بالكفر.فكيف نقول إنه يفرق بين العلماء فيكفر كل عالم منهم وأما العوام منهم فلا يكفرهم.
2 - ومن ذلك قوله: (فهذه خاصة الرافضة الإمامية التي لم يشركهم فيها أحد لا الزيدية الشيعة , ولا سائر طوائف المسلمين , إلا من هو شر منهم كالإسماعيلية الذين يقولون بعصمة بني عبيد , المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر , القائلين: بأن الإمامة بعد جعفر في محمد بن إسماعيل دون موسى بن جعفر , وأولئك ملاحدة منافقون.
والإمامية الاثنا عشرية خير منهم بكثير , فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا , ليسوا زنادقة منافقين , لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم , وأما أولئك فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون , وأما عوامهم الذين لم يعرفوا أمرهم فقد يكونون مسلمين " ()
تأمل أخي الكريم كلامه هنا فهو لم يتردد في تكفير علماء الإسماعيلية , وأما عوامهم فقد كان مترددا فيهم , وأما الرافضة فلم يذكر التفصيل بين العلماء والعوام , فلو كان يفرق بين علماء الرافضة وعوامهم لذكره مثل ما ذكره في الإسماعيلية , فما الذي منعه من هذا؟!!! إلا أنه لا يرى التفريق.
الوقفة الثالثة: أن من يتأمل كلام ابن تيمية في الصارم يدرك أنه ليس نصا في تكفير أعيان الرافضة كما هو الحال في النصوص السابقة , بل هو في التكفير المطلق , وبيان ذلك:أن كلام ابن تيمية في الصارم , صريح في تكفير مطلق الرافضة وليس في المعين من الرافضة , وهذا أسلوب مستعمل عند العلماء , وهو أنهم يطلقون على الطائفة بأنهم كفار , ولا يقصدون الحكم على كل من انتسب إلى تلكم الطائفة , أو أن من قال بهذا القول فهو كافر ولا يقصدون كل قائل به مثل ما اطلقو قولهم:" الجهمية كفار "" و "من قال القرآن مخلوق فهو كافر " ولم يكفروا كل من انتسب للجهمية ولا كل من قال القرآن مخلوق
ومن يتأمل كلام العلماء يدرك أن بيان التكفير بالوصف له طريقان:
الأول: أن يبنوا حكم الفعل نفسه فيقولون: من فعل كذا فهو كافر كما قالوا: من قال بخلق القرآن فهو كافر , ومنع هذا فلم يكفروا كل من قال بهذا القول.
الثاني: أن يطلقوا القول بالتكفير على طائفة معينة , كما قال الإمام احمد:" الجهمية كفار " ومع هذا فالإمام احمد لم يكن يحكم على كل من انتسب إلى الجهمية بالكفر. فدل هذا على أن إطلاق الكفر على الطائفة المعينة لا يقتضي تكفير كل من انتسب إليها , وكلام ابن تيمية في الصارم من هذا الوجه.
هذه بعض النقاشات للاعتراضات التي وجهت إلى بحث (تحرير موقف ابن تيمية في حكم الرافضة).
وأتمنى من الأخوة القراء أن يدور البحث هنا حول مسألتين فقط , وهما:
الأولى: هل ما ذكر في نتيجة البحث من أن ابن تيمية لا يحكم على أعيان الرافضة بالكفر صحيح أم لا؟. ومن كان لا يرى الصحة فليذكر دليله من كلام ابن تيمية , وانتمى ألا يكرر ما سبق.
الثانية: هل حكم ابن تيمية على رافضة عصره ينطبق على الرافضة المعاصرين أم لا؟.
وخلاصة رأيي:
1 - أنه لا يكفر أعيان الرافضة - عالمهم وجاهلهم - إلا بتوفر شروط وانتفاء موانع.
2 - أن كلامه منطبق على الرافضة المعاصرين , لأن المعاصرين منهم لم يأتوا بمكفرات أشنع من الاستغاثة بالقبور وتكفير عموم الصحابة , وغير ذلك من المكفرات , وهذه المكفرات موجودة عند الرافضة الذين لم يكفرهم ابن تيمية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:29]ـ
أود سؤالك فضيلة الشيخ المكرم ..
هل تعلم شيخا رافضيا عالما .. لايقول بالتحريف؟
إن علماءهم مجمعون على ذلك منذ القدم ..
والذي يدعي خلاف ذلك .. فهو يبجل من يقول بالتحريف أيما تبجيل .. ويقدسه
فالطوسي -شيخ الطائفة-بعدما يسوق الأقوال .. يقول بصيغة الترجيح .. أنه غير محرف .. كأن المسألة فرعية جدا .. وهذا بحد ذاته كفر
كما قال ابن قدامة في اللمعة. أي من يشكك في حرف واحد من كتاب الله تعالى .. فكيف به كله ..
وإلا فكل علمائهم الكبار المعول عليهم في استمداد الدين مجمعون .. دون استثناء
وهنا سؤال آخر:
هل هناك نص من كلام ابن تيمية .. يثبت توقفه حتى في العلماء منهم؟
وهل علماؤهم .. معذورون بالجهل .. مع النظام الصارم الذي يتبعونه في الدراسة في الحوزات إلى حد تعليمهم فن جدال أهل السنة؟
نحن لا نحكم بمواقف سابقة .. بقدر ما ننزه ابن تيمية عن ذلك .. لما نعهده من هذا الإمام الفحل .. من دقة عالية .. وتحقيق متين قل نظيره في التاريخ
والأمر محل نظر .. وليس واضحا .. حتى تكون مخالفتنا لك .. دليلا على تعصبنا
والله الموفق
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 10:43]ـ
أخي أبا القاسم كنت أتنمى أن يكون أسلوبك أكثر هدوءا , فإنه لا داعي للأساليب الجارحة.
ولكن أسأل الله أن يعفو عن الجميع
أخي ما زال السؤالين السابقين قائمان , فهل يوجد في كلام ابن تيمية ما يفيد تكفير أعيان علماء الرافضة كما وجد في كلامه ما يدل على عدم التكفير مما سبق نقله.
أما كونك تنزه ابن تيمية عن عدم تكفير أعيان علماء الرافضة فهذا ليس محل البحث , وإنما محله كلام ابن تيمية نفسه لا ما ينزهه الآخرون عنه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 01:46]ـ
شيخنا الفاضل
هل لك أن تحدد أين خرج كلامي عن حدود الهدوء؟
وأين جرحتك؟
والسلام عليكم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 10:28]ـ
كل ما ذكر الباحث، لا يدل على أن لابن تيمية قولين، بل يدل أنه جعل لهم حالين
إذا كانت الحجة قائمة يكفر العالم و العامي لقيام الحجة
و إذا كانت الحجة لم تقم على العوام يكفر العالم لأنه يخالف فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، و لا يكفر العامي لأنه لم تقم عليه حجة
فهي حالتين و ليست قولين، و مشايخنا الذين يكفرون الرافضة يكفرونهم لظهور الحجة و ردهم لها
و قد روي في الإبانة عن البخاري: ما عذرت أحداً لا يكفر الرافضة إلا من يجهل حالهم
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 04:10]ـ
أُحَيِّ الشيخ سلطان العميري على مقالته الرائعة في بيان التحرير العلمي لموقف ابن تيمية مِن أعيان الرافضة.
كُنْتُ أتمنى أنْ تُوَسَّعَ المقالةُ لتكون شاملة لمنهج السلف عموماً مِن أعيان الرافضة .. أرجو أن يكون ذلك مشروعاً مِن مشاريعك المستقبلية.
نفع الله بك.
ـ[هم وهمم]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 06:23]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سلطان العميري على المقال والردود وجميع الأخوة المشاركين وفعلا استفدت كثيرا ولكن لو أن شيخ الإسلام أفرد باباً في الحكم عليهم كما هو الحال مع المتقدمين مثل الإمام الدارمي في رده على الجهمية والله أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 06:29]ـ
التفصيل في الأعيان يكون عند عدم قيام الحجة عند جميع الكفار و المبتدعة و ليس عند الرافضة فقط، و أما عند قيام الحجة فلا يفصل في الأعيان إلا من يرجئ العمل عن مسمى الإيمان، لأنهم بلغتهم الدعوة و مع ذلك يصرون على العمل بخلافها
فالأحسن لمن يقول هذا القول ألا يورط نفسه بنسبته إلى ابن تيمية
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 07:40]ـ
أعطوني رافضياً واحداً لا يفعل شيء من الآتي:
{الإعتقاد بأن القرآن محرّف - دعاء غير الله والإستغاثة به - الطعن في عرض أمهات المؤمنين رضي الله عنهن - تكفير و شتم وسب الصحابة رضي الله عنهم - إعتقاد أن من غير الأنبياء معصومون - جحود السنة النبوية المطهرة - استحلال الزنا تحت مسمى المتعة}
تنبيه: من لم يعتقد بعقيدة الرافضة لا يقال له رافضي أصلاً
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 09:37]ـ
[قوله:" وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران , وهما روايتان عن أحمد , والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية , والرافضة ونحوهم , والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر , وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا , وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع , لكن تكفير الواحد المعين منهم , والحكم بتخليده في النار , موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه , فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والتكفير والتفسيق , ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له " () , فهذا نص من ابن تيمية على ما يعتقده هو في الرافضة , وأنه لا يكفرهم بمجرد كونهم رافضة - مع أنه نص على أنهم وقعوا في المكفرات - بل لا بد من توفر شروط وانتفاء موانع , ولهذا قرر هنا أن أقوالهم كفر , وأما أعيانهم فليسوا كفارا , فقد فرق بين أقوالهم وبين حكمهم في أنفسهم.
فقد نص في هذا القول على أن كلامه في الرافضة الذين وقعوا فيما هو كفر , ونص على أنه لا يكفرهم , وابن تيمية نص في مواطن أخرى من كتبه كالصارم وغيره على الكفريات التي وقع فيها الرافضة كتكفير عموم الصحابة إلا قليلا منهم والاشتغاثة بالقبور ....
فكيف يصح لنا مع هذا التصريح أن نقول إن كلامه في الرافضة السابة , أو نقول إن كلامه لا ينطبق على الرافضة المعاصرين , فهل استجد عند المعاصرين منهم كفريات أشنع من القول بتحريف القرآن أو القول بتكفير عموم الصحابة إلا قليلا أو الاستغاثة بالقبور.
بحث متقن ومحرر ..
نشكر للأخ العزيز/ سلطان هذا الجهد المبارك .. ونسأل الله أن يوفقه في تحريراته.
استفدته منه فائدة كبيرة ولا سيما هذا النص المحكم من شيخ الإسلام الذي يدل على رأيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 10:41]ـ
القول بأن ابن تيمية لا يكفر أعيان الرافضة إذا قامت عليهم الحجة كذب عليه سواء كان كذباً مقصوداً أو غير مقصود أما إذا لم تقم الحجة فلا يكفر أحداً لا هم ولا غيرهم
ـ[مستور الحال]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 12:27]ـ
يا إخوان البحث موظَّف على إثبات التفريق بين العين الفاعلة للكفر والفعل المكفر ذاته.
فبعد إثبات أن شيخ الإسلام ابن تيمية لا يكفر الشيعة بإعيانهم مع أن أفعالهم كفر = يستدل بذلك على صحة التفريق بين الكفر وتكفير العين، من دون التطرق إلى إقامة الحجة أو لا.
هذا لعله المقصود بالبحث.
وقد بحث هذه المسألة - تكفير الشيعة الإثناعشرية - الشيخ ناصر بن عبد الله القفاري حفظه الله في كتابه الفذ ((عقائد الشيعة الإمامية الإثنا عشرية عرض ونقد)) في آخر كتابه (ص 1249 - 1273)
فقد ذهب إلى تكفير الرافضة الإثناعشرية - على العموم-: الإمام مالك بن أنس، والإمام أحمد بن حنبل، والبخاري، وعبد الله بن إدريس الأودي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن يونس، وأبو زرعة الرازي، وابن قتيبة، وعبد القاهر البغدادي، والقاضي أبو يعلى، وابن حزم الظاهري، وأبو الفضل الإسفرايني، وأبو حامد الغزالي، والقاضي عياض، وأبو سعد السمعاني، والفخر الرازي، وشيخ الإسلام أحمد ابن تيمية، وابن كثير، وأبو حامد محمد المقدسي، وأبو المحاسن يوسف الواسطي، وعلي بن سلطان بن محمد القاري، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشاه عبد العزيز الدهلوي، ومحمد بن علي الشوكاني، وشيوخ وعلماء الدولة العثمانية، وعلماء ما وراء النهر. انظر إلى أقوالهم في نفس الكتاب.
وأقوال العلماء لا يحتج بها ولا أنسب إلى هؤلاء كلهم أنهم كفروا الشيعة الإمامية الإثناعشرية بأعيانهم، وإن كان يفهم من كلام كثير منهم ذلك، فكيف لو شاهدوا رافضة زماننا، فواقع رافضة اليوم يشهد عليهم أنهم على دين غير دين الإسلام.
الموضوع هو موقف شيخ الإسلام من الرافضة فلكم حق تحرير قوله، ثم لا يلزمنا قوله ولا يستدل به على التفريق بين الفعل والفاعل والكفر من فعل الكفر والشرك ومن فعل الشرك هكذا بإطلاق وإغفال مسألة إقامة الحجة من عدمها والتفصيل المعروف في هذه المسائل.
فالبحث في موقف عالم من الرافضة ثم التوصًّل بذلك إلى عدم تكفيرهم بأعيانهم ونصوص الكتاب والسنة بين أيدينا = بحث غير صحيح وغير مجدٍ بل يقود إلى الجدال وحصر الجدال في موقف عالم!!! وهكذا يستمر الجدل وكثرة النقول والتأويلات وكأن أقوال هؤلاء العلماء حجة شرعية يجب الوقوف عليها كثيراً وتمحيصها وتأويلها وترديدها.
وأدلة كفرهم واضحة للعيان فعوامّهم يشركون بالله بلا تقية ويعرف منهم تكفير الصحابة.
وانظر إلى أقوال العلماء فيهم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8762
والآن بعض المعاصرين يتوقف في تكفير عموم الرافضة لعملهم بالإسلام في الظاهر أو لمزاحتمهم له في المسجد ومنهم من يتوقف في تكفير أعيان الرافضة، وليس لهم في الإسلام من نصيب حتى الاسم، حتى صلاتهم فمن تأملها يجدها تختلف عن صلاتنا.
ونجد من يعيش بينهم أو يختلط بهم فإنه يلين في الحكم عليهم، بحكم الخلطة وأكل العيش والملح معهم.
ثم إن هؤلاء الشيعة لا يثبت لهم اسم الإسلام أصلاً فهم مشركون، ولا شك في وقوعهم في الشرك الأكبر في الألوهية والربوبية.
ومن وقع في الشرك الأكبر الصريح فلا يعذر بالجهل ويعتر مشرك وليس بمسلم، فإن قامت عليه الحجة بعد ذلك واستمر على شركه فهو كافر يستحق العذاب الدنيوي والأخروي.
فمثل هؤلاء لا يعذرون بالجهل خصوصاً من عاش في السعودية عندنا فهم كفار كلهم بأعيانهم لإقامة الحجة عليهم في مدارسنا وسماع الدين الصحيح إذاً فهؤلاء كفار أصليين بأعيانهم، يستحقون القتال والقتل والسبي.
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:25]ـ
لكن هل عدم تكفيره لأعيانهم، يدل على أنه يخطئ من يخالفه في هذا.
أو بعبارة أوضح: هل يعتبر تكفير أعيانهم اجتهاداً أو خطأ صرفاً.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:55]ـ
العبارات العامة من السلف في التكفير كتكفير الجهمية والرافضة تدل صراحة على أنهم غير مسلمين وهذا معناه أنهم كفار بأعيانهم.
قرأت لأحد الكتاب: و لا يقال بأن السلف أرادوا بتكفير الرافضة و الجهمية تكفير نوع لا تكفير عين لأن السلف رحمهم الله كفروا غيرهم من هل البدع نوعا و لم يكفروهم عينا و لم يخرجوهم من فرق الأمة فدل على أن تكفير الجهمية و الرافضة تكفير بالعين بل لم يعذروهم بجهل و جعلوا حكمهم حكم أهل الإشراك و ذلك أن أهل البدع من أهل القبلة لا يكفرون حتى تقام عليهم الحجة فعذروا بجهلهم او تأويلهم فتدبر هذا الفرق من أقوال السلف يتبين لك أن الرافضة و الجهمية ليسوا من أهل الإسلام بإجماع السلف.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53901
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صقر بغداد]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 12:23]ـ
نقل الأخ الفاضل صاحب البحث أبو عمر الفلسطيني فتوى الإمام ابن تيمية في حكم تزويج الرافضي واستشهد بها على عدم تكفيره لأعيانهم إذ يقول: لأمر الرابع: أنه لما سئل عن حكم تزويج الرافضي , ذكر أن الأصل عدم تزويجه لأنه يخشى منه أن يؤثر على عقيدة زوجته , فلو كان الرافضي كافرا عنده لمنع من تزويجه لأجل كفره , فدل هذا على أنه لا يرى أن الرافضي خارج من الإسلام , في هذا يقول:" الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال , ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي , وإن تزوج هو رافضية صح النكاح , إن كان يرجو أن تتوب , وإلا فترك نكاحها أفضل , لئلا تفسد عليه ولده" ([11]) , فلو كانت الرافضية عنده كافرة لما صح نكاح غير الرافضي من أهل السنة أو غيرهم منها.
ثم جاء الأخ الفاضل سلطان العميري واستند إلى نفس هذه الفتوى في متابعة صاحب البحث الأصلي على حكمه، بل واستنكر من الأخ الذي ذهب إلى أن هذه الفتوى تدل على تكفير ابن تيمية لأعيان الرافضة إذ يقول الأخ سلطان العميري: لو كان ابن تيمية يرى التفريق بين أصناف الرافضة لذكر هذا التفريق عدما تعين ذكره , فقد سؤل عن انكاح الفتاة السنية للرافضي فأطلق قوله في الرافضة ولم يفصل , ولو كان يرى التفصيل لقال مثلا: إن الرافضة صنفان: صنف كافر وهم من يقول بتحريق القرآن وتكفير الصحابة ويستغيث بالقبور , وهذا لا يجوز إنكاحه , وصنف ليس بكافر وهم من ليس ذلك من الرافضة
وتأمل أخي كلامه في الفتوى (الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال , ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي , وإن تزوج هو رافضية صح النكاح , إن كان يرجو أن تتوب , وإلا فترك نكاحها أفضل , لئلا تفسد عليه ولده") () فقد ذكر الرافضة المحضة ونص على أنهم أهل بدعة وضلال فلو كانوا كفارا عنده فما الذي منعه من التصريح به وهو في مقام المفتي.
فلما لم يذكر هذا التفصيل في هذا الموطن الذي يتعين في فيه الذكر دل على أنه لا يرى هذا التفصيل , فتركه في هذا الموطن عيب لا يليق بأفراد العلماء فكيف بابن تيمية ذلكم الإمام الورع التقي المتمرس على الحجاج والنقاش والبيان , إلا أن يقال إن ابن تيمية كان لا يعلم أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن أو يستغيثون بالقبور أو غير ذلك من المكفرات!!! وهذا غريب
والغريب حقا أن بعض الإخوة القراء ذكر أن هذه الفتوى تدل على أن ابن تيمية يكفر أعيان الرافضة لأنه قال (لا ينبغي للمسلم أن ينكح موليته من الرافضي) فجعل الرافضي في مقابل المسلم وهذا لأنه كافر عنده.
والذي يثير التعجب حقا أن الإمام ابن تيمية سئل في فتوى أخرى " عن الرافضي ومن يقول لا تلزمه الصلوات الخمس: هلي يصح نكاحه من الرجال والنساء؟ فإن تاب من الرفض ولزم الصلاة حينا ثم عاد لما كان عليه: هل يقر على ما كان عليه من النكاح؟
فأجاب: لا يجوز لأحد أن ينكح موليته رافضيا، ولا من يترك الصلاة، ومتى زوجوه على أنه سني فصلى الخمس ثم ظهر أن رافضي لا يصلي، أو عاد إلى الرفض وترك الصلاة، فإنهم يفسخون النكاح "
فهذه الفتوى لها دلالات ومضامين تزيد عن الفتوى السابقة وقد وردت في مجموع الفتاوى بعد الفتوى السابقة مباشرة، والأمانة العلمية تقتضي ذكرهما معا ومناقشتهما معا، أيا كانت نتيجة هذه المناقشة، لكن ذكر واحدة وإغفال الأخرى عن عمد يجعل البحث كله في حاجة إلى مراجعة النقول التي نقلها عن الإمام ابن تيمية للتحقق من السياقات التي وردت بها هذه النصوص.
وأشكر لجميع الإخوة جهدهم وأسأل الله أن يبارك فيهم ويجزيهم الأجر والثواب ويوفقهم إلى الخير والسداد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 01:19]ـ
وهذا القول وهو عدم تكفير الرافضة لم يتفرد به ابن تيمية , بل قال به جماعة من الأئمة قبله , ولا شك أن هذا القول هو القول الصحيح المنسجم مع قواعد أهل السنة وأصولهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل مفهوم كلامه رحمه الله تعالى المتقرر من أقواله، وما قاله أئمة الدين العظام من العصور الأولى إلى يومنا هذا، أن الرافضة شيوخا وعامة بما فعلوه من أفاعيل كفرية وعدم عذرهم بالجهل لتوفر السبل لطلب الحق؛ أنهم كفرة فجرة خارجين عن دائرة الإسلام، عليهم لعائن الله المتتابعة، حتى يرجعوا إلى دين الله الحق بكامل شعائره وتعاليمه.
ومن قال غير هذا فهو أحد اثنين:
- إما جاهل بهم.
- وإما مداهن لهم.
فوالله لأنهم الشيطان الأكبر أزالهم الله عن الوجود. فدعوا التمييع لأحكام الدين وأقوال علماءه.
ـ[المحب الحنبلي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 01:24]ـ
بارك الله في صاحب البحث وفي الاخوة المشاركين:
1 - الصحيح أن شيخ الاسلام ابن تيمية له قول واحد في المسألة وهو التفريق بين الرافضة المحضة والرافضة الأقل منها ومن الاولى طوائف الاسماعيلية كلها والنصيرية فلا شك في كفرهم، أما الجعفرية فالصحيح تفسيقهم لا تكفيرهم ..
والأصل محاكمة الأقوال فنقول: القول بتناسخ الارواح والحلول الاله في الائمة وغلط جبريل بالوحي والحكم بردة الصحابة والقول بتحريف القرآن بما يسقط حجيته واستحلال المحرمات كفر صريح
2 - تفضيل علي على الصحابة بدعة خفيفة: قال صاحب المحرر (المجد ابن تيمية الجد): الصحيح أن كل بدعة لا توجب الكفر لا يفسق المقلد فيها لخفتها، مثل من يفضل عليا على سائر الصحابة"
3 - قال ابن تيمية في فتاويه:"
وسئل عن " الرافضة " هل تزوج؟
الجواب
فأجاب: الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي وإن تزوج هو رافضية صح النكاح إن كان يرجو أن تتوب وإلا فترك نكاحها أفضل لئلا تفسد عليه ولده. والله أعلم.
وسئل رحمه الله عن الرافضي ومن يقول لا تلزمه الصلوات الخمس: هل يصح نكاحه من الرجال والنساء؟ فإن تاب من الرفض ولزم الصلاة حينا ثم عاد لما كان عليه: هل يقر على ما كان عليه من النكاح؟
الجواب
فأجاب: لا يجوز لأحد أن ينكح موليته رافضيا ولا من يترك الصلاة. ومتى زوجوه على أنه سني فصلى الخمس ثم ظهر أنه رافضي لا يصلي أو عاد إلى الرفض وترك الصلاة: فإنهم يفسخون النكاح.))
4 - قال السبكي في فتاويه:"وحكى ابن أبي زيد عن سحنون من قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إنهم كانوا على ضلال وكفر قتل، ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل هذا نكل النكال الشديد.
قلت: قتل من كفر الأربعة ظاهر؛ لأنه خلاف إجماع الأمة إلا الغلاة من الروافض فلو كفر الثلاثة ولم يكفر عليا لم يصرح سحنون فيه بكلام، فكلام مالك المتقدم أصرح فيه.
وروي عن مالك رضي الله عنه من سب أبا بكر جلد ومن سب عائشة قتل.
وقال أحمد بن حنبل فيمن سب الصحابة: أما القتل فأجبن عنه ولكن أضربه ضربا نكالا.""
وليحدر العوام من التكفير، على أن التحدير من عقائد الامامية واجب
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 01:30]ـ
أولا: ليست المسألة مسألة سب الصحابة فقط، بل هو أعظم وأدهى بما هو من خصائص الله تعالى وأمور الشرك التي نهى عنها عليه الصلاة والسلام.
ثانيا: نحن ولا العلماء قبلنا لم نكفر إلا من استحق التكفير فاعلا له قاصدا عارفا عالما راضيا. فلسنا بحاجة للدفاع عنهم مع ما يراه الجميع من أفعالهم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 05:09]ـ
حقيقة لا أعلم كيف يقرر بعض الإخوان أمرا من عند أنفسهم بدون تثبت ولا استقصاء شامل ومن ثم يضعونه بيننا معتبرين طرحهم هذا فكرة أو سبقا جديدا لم يكتشفه سواهم، وما عرفوا هداهم الله أن الخوض في مثل هذه الأمور لازمه الاستقراء الدقيق الشامل لكتب الشيخ وفتاواه ورسائله، وعدم الاندفاع الخطير في تقرير أمر لم يقم عليه دليل من كلامه رحمه الله.
وإليك أخي يا من كتب الموضوع ويا من نقله مؤيدا له ما ينقض هذه الفكرة الجديدة التي استنتجتموها _ ولا أعلم من أين! _ من كلام الشيخ نفسه رحمه الله، ويعلم الله ما أردت التتبع الكامل لكلامه؛ فقد تركت من النصوص أضعافها، لكن أرجو قراءة النصوص كاملة ولا تمل من ذلك. فأقول وبالله التوفيق:
1 - قال الشيخ في (منهاج السنة النبوية ج1/ص474):
(يُتْبَعُ)
(/)
(وكذلك الرافضة غلوا في الرسل، بل في الأئمة حتى اتخذوهم أربابا من دون الله، فتركوا عبادة الله وحده لا شريك له التي أمرهم بها الرسول، وكذبوا الرسول فيما أخبر به من توبة الأنبياء واستغفارهم، فتجدهم يعطلون المساجد التي أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه؛ فلا يصلون فيها جمعة ولا جماعة، وليس لها عندهم كبير حرمة، وإن صلوا فيها صلوا فيها وحدانا، ويعظمون المشاهد المبنية على القبور؛ فيعكفون عليها مشابهة للمشركين، ويحجون إليها كما يحج الحاج إلى البيت العتيق، ومنهم من يجعل الحج إليها أعظم من الحج إلى الكعبة؛ بل يسبون من لا يستغني بالحج إليها عن الحج الذي فرضه الله على عباده ومن لا يستغنى بها عن الجمعة والجماعة.
وهذا من جنس دين النصارى والمشركين الذين يفضلون عبادة الأوثان على عبادة الرحمن.
وقد صنف شيخهم ابن النعمان المعروف عندهم بالمفيد؛ وهو شيخ الموسوي والطوسي كتابا سماه (مناسك المشاهد) جعل قبور المخلوقين تحج كما تحج الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قياما للناس، وهو أول بيت وضع للناس فلا يطاف إلا به ولا يصلى إلا إليه ولم يأمر الله إلا بحجه.
وقد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بما ذكروه من آمر المشاهد، ولا شرع لأمته مناسك عند قبور الأنبياء والصالحين بل هذا من دين المشركين).
2 - وقال أيضا في (ج1/ص486):
(وفيهم من الشرك والغلو ما ليس في سائر طوائف الأمة، ولهذا أظهر ما يوجد الغلو في طائفتين: في النصارى والرافضة، ويوجد أيضا في طائفة ثالثة من أهل النسك والزهد والعبادة الذين يغلون في شيوخهم ويشركون بهم).
3 - وقال أيضا في (ج3/ص374):
(وأما عصمة الأئمة فلم يقل بها إلا كما قال الإمامية والإسماعيلية.
وناهيك بقول لم يوافقهم عليه إلا الملاحدة المنافقون، الذين شيوخهم الكبار أكفر من اليهود والنصارى والمشركين، وهذا دأب الرافضة دائما؛ يتجاوزون عن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك.
فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويوالون الكفار والمنافقين؟!
وليس المنافقون في طائفة أكثر منهم في الرافضة، حتى أنه ليس في الروافض إلا من فيه شعبة من شعب النفاق.
وهم غالبا لا يتناهون عن منكر فعلوه بل ديارهم أكثر البلاد منكرا من الظلم والفواحش وغير ذلك، وهم يتولون الكفار الذين غضب الله عليهم فليسوا مع المؤمنين ولا مع الكفار _ أي: الخلّص _ كما قال تعالى: [ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم].
ولهذا هم عند جماهير المسلمين _ أي: العامة من المسلمين _ نوع آخر، حتى أن المسلمين لما قاتلوهم بالجبل الذي كانوا عاصين فيه بساحل الشام يسفكون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم ويقطعون الطريق استحلالا لذلك وتدينا به فقاتلهم صنف من التركمان فصاروا يقولون: نحن مسلمون، فيقولون: لا؛ أنتم جنس آخر.
فهم بسلامة قلوبهم علموا أنهم جنس آخر خارجون عن المسلمين لامتيازهم عنهم، وقد قال الله تعالى: [ويحلفون على الكذب وهم يعلمون] وهذا حال الرافضة، وكذلك: [اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله .. ] إلى قوله: [لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله .. ] الآية، وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين، ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين، ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين، وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم، وكذلك إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم).
4 - وقال أيضا في (ج3/ص418):
(يُتْبَعُ)
(/)
(الثاني: أن يقال: الرافضة يوجد فيهم من المسائل ما لا يقوله مسلم يعرف دين الإسلام، منها: ما يتفقون عليه، ومنها: ما يقوله بعضهم؛ مثل: ترك الجمعة والجماعة، فيعطلون المساجد التي أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه عن الجمعة والجماعات، ويعمرون المشاهد التي حرم الله ورسوله بناءها، ويجعلونها بمنزلة دور الأوثان، ومنهم من يجعل زيارتها كالحج، كما صنف المفيد كتاب سماه (مناسك حج المشاهد) وفيه من الكذب والشرك ما هو من جنس كذب النصارى وشركهم، ومنها تأخير صلاة المغرب مضاهاة لليهود، ومنها تحريم ذبائح أهل الكتاب، وتحريم نوع من السمك، وتحريم بعضهم لحم الجمل، واشتراط بعضهم في الطلاق الشهود على الطلاق، وإيجابهم أخذ خمس مكاسب المسلمين، وجعلهم الميراث كله للبنت دون العم وغيره من العصبة، والجمع الدائم بين الصلاتين، ومثل صوم بعضهم بالعدد لا بالهلال؛ يصومون قبل الهلال ويفطرون قبله، ومثل ذلك من الأحكام التي يعلم علما يقينيا أنها خلاف دين المسلمين الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وأنزل به كتابه).
5 - وقال أيضا في (ج5/ص161):
(وهؤلاء الرافضة إما منافق؛ وإما جاهل، فلا يكون رافضي ولا جهمي إلا منافقا أو جاهلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يكون فيهم أحد عالما بما جاء به الرسول مع الإيمان به، فإن مخالفتهم لما جاء به الرسول وكذبهم عليه لا يخفى قط إلا على مفرط في الجهل والهوى.
وشيوخهم المصنفون فيهم طوائف يعلمون أن كثيرا مما يقولونه كذب، ولكن يصنفون لهم لرياستهم عليهم.
وهذا المصنف يتهمه الناس بهذا؛ ولكن صنف لأجل أتباعه، فإن كان أحدهم يعلم أن ما يقوله باطل ويظهره ويقول إنه حق من عند الله فهو من جنس علماء اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون، وإن كان يعتقد أنه حق دل ذلك على نهاية جهله وضلاله.
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ..... وأن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وهم في دينهم لهم عقليات وشرعيات، فالعقليات: متأخروهم فيها أتباع المعتزلة إلا من تفلسف منهم، فيكون إما فيلسوفا وإما ممتزجا من فلسفة واعتزال، ويضم إلى ذلك الرفض مثل مصنف هذا الكتاب وأمثاله، فيصيرون بذلك من أبعد الناس عن الله ورسوله، وعن دين المسلمين المحض.
وأما شرعياتهم: فعمدتهم فيها على ما ينقل عن بعض أهل البيت مثل أبي جعفر الباقر وجعفر بن محمد الصادق وغيرهما).
6 - وقال أيضا في (ج7/ص222):
(وقد تكون الردة عن بعض الدين كحال أهل البدع الرافضة وغيرهم، والله تعالى يقيم قوما يحبهم ويحبونه، ويجاهدون من ارتد عن الدين أو عن بعضه، كما يقيم من يجاهد الرافضة المرتدين عن الدين أو عن بعضه في كل زمان.
والله سبحانه المسئول أن يجعلنا من الذين يحبهم ويحبونه الذين يجاهدون المرتدين وأتباع المرتدين ولا يخافون لومة لائم).
7 - وقال أيضا في (ج7/ص413):
(وأما الرافضة فهم المعروفون بالبدعة عند الخاصة و العامة، حتى أن أكثر العامة لا تعرف في مقابلة الشيء إلا الرافضي، لظهور مناقضتهم لما جاء به الرسول عليه السلام عند الخاصة والعامة، فهم عين على ما جاء به، حتى الطوائف الذين ليس لهم من الخبرة بدين الرسول ما لغيرهم إذا قالت لهم الرافضة: نحن مسلمون، يقولون: أنتم جنس آخر.
ولهذا الرافضة يوالون أعداء الدين الذين يعرف كل أحد معاداتهم من اليهود والنصارى والمشركين مشركي الترك، ويعادون أولياء الله الذين هم خيار أهل الدين وسادات المتقين وهم الذين أقاموه وبلغوه ونصروه
ولهذا كان الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام، وأما قصة الوزير ابن العلقمي وغيره كالنصير الطوسي مع الكفار وممالأتهم على المسلمين؛ فقد عرفها الخاصة والعامة.
وكذلك من كان منهم بالشام ظاهروا المشركين على المسلمين وعاونوهم معاونة عرفها الناس.
وكذلك لما انكسر عسكر المسلمين لما قدم غازان؛ ظاهروا الكفار النصارى وغيرهم من أعداء المسلمين، وباعوهم أولاد المسلمين بيع العبيد وأموالهم، وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة، وحمل بعضهم راية الصليب.
وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديما على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد دخل فيهم أعظم الناس نفاقا من النصيرية و الإسماعيلية و نحوهم ممن هو أعظم كفرا في الباطن؛ ومعاداة لله ورسوله من اليهود والنصارى.
فهذه الأمور و أمثالها مما هي ظاهرة مشهورة يعرفها الخاصة والعامة توجب ظهور مباينتهم للمسلمين ومفارقتهم للدين ودخولهم في زمرة الكفار والمنافقين، حتى يعدهم من رأى أحوالهم جنسا آخر غير جنس المسلمين، فإن المسلمين الذين يقيمون دين الإسلام في الشرق والغرب قديما وحديثا هم الجمهور، والرافضة ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام ونقض عراه وإفساد قواعده، والقدر الذي عندهم من الإسلام إنما قام بسبب قيام الجمهور به.
و الرافضة من أجهل الناس بدين الإسلام، وليس للإنسان منهم شيء يختص به إلا ما يسر عدو الإسلام و يسوء وليه، فأيامهم في الإسلام كلها سود، وأعرف الناس بعيوبهم و ممادحهم أهل السنة، لا تزال تطلع منهم على أمور غيرها عرفتها كما قال تعالى في اليهود: [ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم].
ولو ذكرت بعض ما عرفته منهم بالمباشرة ونقل الثقات وما رايته في كتبهم لاحتاج ذلك إلى كتاب كبير).
8 - وقال أيضا في (ج7/ص476):
(فإن من أسلم قبل الهجرة بمكة لم يكن فيهم منافق، والذين هاجروا لم يكن فيهم منافق بل كانوا مؤمنين بالله ورسوله محبين لله ولرسوله وكان الله ورسوله أحب إليهم من أولادهم وأهلهم وأموالهم.
وإذا كان كذلك علم أن رميهم أو رمي أكثرهم أو بعضهم بالنفاق كما يقوله من يقوله من الرافضة من أعظم البهتان الذي هو نعت الرافضة وإخوانهم من اليهود، فإن النفاق كثير ظاهر في الرافضة إخوان اليهود، ولا يوجد في الطوائف أكثر وأظهر نفاقا منهم، حتى يوجد فيهم النصيرية والإسماعيلية و أمثالهم ممن هو من أعظم الطوائف نفاقا وزندقة وعداوة لله ولرسوله).
9 - وقال أيضا في (ج8/ص479):
(وإلا فمن له أدنى خبرة بدين الإسلام يعلم أن مذهب الرافضة مناقض له، ولهذا كانت الزنادقة الذين قصدهم إفساد الإسلام يأمرون بإظهار التشيع والدخول إلى مقاصدهم من باب الشيعة، كما ذكر ذلك إمامهم صاحب البلاغ الأكبر والناموس الأعظم).
10 - وقال أيضا في (ج8/ص545):
(ولكن كلام الرافضة من جنس كلام المشركين الجاهلية، يتعصبون للنسب والآباء لا للدين، ويعيبون الإنسان بما لا ينقض إيمانه وتقواه، وكل هذا من فعل الجاهلية، ولهذا كانت الجاهلية ظاهرة عليهم، فهم يشبهون الكفار من وجوه خالفوا بها أهل الإيمان والإسلام).
11 - وقال أيضا في (ج8/ص579):
(فهذا ونحوه مما يبين أن حال الصديق عند الله وعند رسوله والمؤمنين في غاية المخالفة لما هي عند هؤلاء الرافضة المفترين الكذابين، الذين هم ردؤ المنافقين وإخوان المرتدين والكافرين، الذين يوالون أعداء الله ويعادون أولياءه).
12 - وقال في (مجموع الفتاوى ج4/ص22):
(وكذلك السلطان نور الدين محمود الذي كان بالشام؛ عز أهل الإسلام والسنة في زمنه وذل الكفار وأهل البدع ممن كان بالشام ومصر وغيرهما من الرافضة والجهمية ونحوهم).
13 - وقال أيضا في (ج4/ص430):
(وهذه الأحاديث مستفيضة بل متواترة في فضائل الصحابة والثناء عليهم وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون، فالقدح فيهم قدح في القرآن والسنة، ولهذا تكلم الناس في تكفير الرافضة بما قد بسطناه في غير هذا الموضع. والله سبحانه وتعالى أعلم).
14 - وقال أيضا في (ج4/ص471):
(وبهذا وأمثاله يتبين أن الرافضة أمة ليس لها عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة، بل هم من أعظم الطوائف كذبا وجهلا، ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد).
وكتابه الصارم المسلول مشحون بمثل ذلك فيهم.
فليس هناك حاجة إلى الاختراع غفر الله لكم، فمذهب الشيخ رحمه الله الذي يقرره في كتبه: أنه يفرق بين العالم بما يفعل من كفريات وشركيات وردة وبين الجاهل لذلك، ثم هو يفرق في الجاهل بين الذي يعذر بجهله وبين الذي لا يعذر به.
فالحمد لله على نعمة الإسلام الحق.
ـ[ابو ربا]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 10:21]ـ
هل الرافضة عند من يكفرهم كفار اصليون ام مرتدون؟
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 11:00]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// قال الخلال: (أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سألت عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الإسلام. قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي (ص) ليس لهم سهم، أو قال: نصيب في الإسلام) [السنة رقم 779].
/// ويقول: (أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عمن يشتم رجلا من أصحاب النبي (ص) فقال:: ما أراه على الإسلام) [السنة رقم 782].
/// ويقول: (أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال: ثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجلٌ يسأله عمن يشتم أبا بكرٍ قال: كافر، قال: فيُصلّى عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال: لا تلمسوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته) [السنة رقم 794].
/// ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بقتلِ من سب الصحابة، وكفرِ الرافضةِ ... قال أحمد بن يونس: لو أنَّ يهوديًّا ذبح شاةً، وذبح رافضيٌّ [أي: شاةً] لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنه مرتد عن الإسلام.
وكذلك قال أبو بكر بن هانئ: لا تؤكل ذبيحة الروافض والقدرية، كما لا تؤكل ذبيحة المرتد. مع أنه تؤكل ذبيحة الكتابي، لأن هؤلاء يقومون مقام المرتد، وأهل الذمة يقرون على دينهم، وتؤخذ منهم الجزية.
وكذلك قال عبد الله بن إدريس - من أعيان أئمة الكوفة -: ليس لرافضيٍّ شفعةً؛ لأنه لا شفعة إلا لمسلمٍ ... ) [الصارم المسلول 3: 1061 - 1063].
/// ويقول ابن حزمٍ: (فإن الروافض ليسوا من المسلمين إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله (ص) بخمسٍ وعشرين سنةً، وكان مبدؤها إجابة ممن خذله الله تعالى لدعوة من كادَ للإسلام، ... ) [الفِصل في الملل 1: 331].
/// فتبين أنه من كفّرَهم لم يكن عَريًّا عن سَلَفٍ له أئمةٍ من أمصارِ المسلمين، أما من التمسَ طمسَ الحقِّ، فإنما يهلكُ نفسَه، فهو كمن ينكرُ الشمسَ وَهِي في كَبِدِ السماءِ!!، واللهُ يتولى الصالحينَ.
ـ[أبوالبراء الجزائري]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 05:40]ـ
هل الرافضة عند من يكفرهم كفار اصليون ام مرتدون؟
وكيف لمن لم يكن يوما مسلما أن يرتد؟!!
_______
ـ[أبوالبراء الجزائري]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 05:41]ـ
أعطوني رافضياً واحداً لا يفعل شيء من الآتي:
{الإعتقاد بأن القرآن محرّف - دعاء غير الله والإستغاثة به - الطعن في عرض أمهات المؤمنين رضي الله عنهن - تكفير و شتم وسب الصحابة رضي الله عنهم - إعتقاد أن من غير الأنبياء معصومون - جحود السنة النبوية المطهرة - استحلال الزنا تحت مسمى المتعة}
تنبيه: من لم يعتقد بعقيدة الرافضة لا يقال له رافضي أصلاً
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في "الصارم المسلول": (من زعم أن القرآن نقص منه آيات، أو كتمت، أو زعم أن له تأويلًات باطنةً تسقط الأعمال المشروعة، فلا خلًاف في كفرهم، ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرًا قليلًا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا، أضو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضًا في كفره، لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم، والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالًة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}، وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارًا أو فساقًا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلًام).
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 12:23]ـ
/// قال الخلال: (أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سألت عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الإسلام. قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي (ص) ليس لهم سهم، أو قال: نصيب في الإسلام) [السنة رقم 779].
/// ويقول: (أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عمن يشتم رجلا من أصحاب النبي (ص) فقال:: ما أراه على الإسلام) [السنة رقم 782].
/// ويقول: (أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال: ثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجلٌ يسأله عمن يشتم أبا بكرٍ قال: كافر، قال: فيُصلّى عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال: لا تلمسوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته) [السنة رقم 794].
/// ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بقتلِ من سب الصحابة، وكفرِ الرافضةِ ... قال أحمد بن يونس: لو أنَّ يهوديًّا ذبح شاةً، وذبح رافضيٌّ [أي: شاةً] لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنه مرتد عن الإسلام.
وكذلك قال أبو بكر بن هانئ: لا تؤكل ذبيحة الروافض والقدرية، كما لا تؤكل ذبيحة المرتد. مع أنه تؤكل ذبيحة الكتابي، لأن هؤلاء يقومون مقام المرتد، وأهل الذمة يقرون على دينهم، وتؤخذ منهم الجزية.
وكذلك قال عبد الله بن إدريس - من أعيان أئمة الكوفة -: ليس لرافضيٍّ شفعةً؛ لأنه لا شفعة إلا لمسلمٍ ... ) [الصارم المسلول 3: 1061 - 1063].
/// ويقول ابن حزمٍ: (فإن الروافض ليسوا من المسلمين إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله (ص) بخمسٍ وعشرين سنةً، وكان مبدؤها إجابة ممن خذله الله تعالى لدعوة من كادَ للإسلام، ... ) [الفِصل في الملل 1: 331].
/// فتبين أنه من كفّرَهم لم يكن عَريًّا عن سَلَفٍ له أئمةٍ من أمصارِ المسلمين، أما من التمسَ طمسَ الحقِّ، فإنما يهلكُ نفسَه، فهو كمن ينكرُ الشمسَ وَهِي في كَبِدِ السماءِ!!، واللهُ يتولى الصالحينَ.
/// وقال الخلال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الثقفي النيسابوري، أن أبا عبد الله سئل عن رجل له جار رافضي يسلم عليه؟. قال: (لا، وإذا سلم عليه لا يرد عليه). [الآداب الشرعية لابن مفلح 1: 86].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 11:33]ـ
من منهاج السنة ابن تيمية يقول بعد عرض احدى شبهات ابن المطهر الحلي:
والجواب بعد أن يقال الله أكبر على هؤلاء المرتدين المفترين أتباع المرتدين الذين برزوا بمعاداة الله ورسوله وكتابه ودينه ومرقوا من الإسلام ونبذوه وراء ظهورهم وشاقوا الله ورسوله وعباده المؤمنين وتولوا أهل الردة والشقاق .......(/)
كيفية معاملة الرافضة وفوائد أخرى .... العلامة سلمان العودة
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 09:54]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان: ((وهؤلاء - يعني من معهم إيمان مجمل - يثابون على إسلامهم، وإقرارهم بالرسول مجملا، وقد لا يعرفون أنه جاء بكتاب وقد لا يعرفون أنه جاءه ملك، ولا أنه أخبر بكذا، وإذا لم يبلغه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك لم يكن عليهم الإقرار المفصل به، ولكن لا بد من الاقرار بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه صادق في كل ما يخبر به عن الله)))
قال الشيخ د. ياسر برهامي بعد نقا هذا الكلام: فانظر أخي الكريم كيف افترض شيخ الاسلام هذا الفرض البعيد للغاية الذي لا يكاد يوجد حتى في الكفار، وهو عدم المعرفة بوجود القرآن أو نزول جبريل عليه السلام فضلا عما يحتويه من العقائد والأعمال، فأخبر: أن من أقر مجملاً بالرسول وصدقه يثاب على ذلك.)) اه من فضل الغني الحميد ص 196
ثالثاً أود نقل هذه الفتاوى:
الأولى لابن عثيمين
سؤال: بالنسبة للرافضة هل يعتبرون كفرة؟ وكيف يكون تعامل المسلم معهم لأنهم كثيرا ما
يظهرون الحقد والبغض لأهل السنة؟
الجواب: الرافضة - بارك الله فيك - كغيرهم من أهل البدع، إذا أتوا بما يوجب الكفر صاروا
كفارا وإذا أتوا بما يوجب الفسق صاروا فساقا، وإذا كان لشيء من أقوالهم القريبة من أقوال أهل
السنة شيء من النظر، وصار محل اجتهاد فهم فيه كغيرهم، فلا يمكن أن يجاء بجواب عام
ويقال:كل الرافضة كفار، أو كل الرافضة فساق، لا بد من التفصيل والنظر في بدعتهم،
ويجب علينا أن ندعوهم إلى الحق، وأن نبيّنه لهم، وإذا كنا نعلم من أي فرقة هم، فعلينا أن نبيّن
عيب هذه الفرقة، ولا نيأس، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل، ربما
يهديهم الله على أيدينا، فيحصل لنا خير كثير، والانسان الذي يهتدي بعد أن كان غير مهتد قد
تكون فائدته للمجتمع أكثر وأكبر من الذي كان مهتديا من الأول، لأنه عرف الباطل ورجع عنه
، وبيّنه للناس فيكون بيانه للناس عن علم.
لقاءات الباب المفتوح رقم السؤال 1557رقم اللقاء 70
3/ 520 طبعة دار البصيرة
الشيخ سلمان العودة
سؤال عن الشيعة: ما هو موقف السني من الشيعي؟ علماً أن هناك ممن يحبونكم ويستمعون لأشرطتكم، ووجدت منه ميلاً للشيعة وانخداعاً بهم بسبب تقيتهم، وعندما ناقشته مراراً لم يقتنع، ويقول هؤلاء الشيعة أفضل منا، ويدعون إلى وحدة المسلمين.
الجواب
موضوع الشيعة فيه تفصيل؛ فإن في كتبهم ما هو كفر صريح، ومنها ما هو بدعة غليظة أو دون ذلك، أو فيها ما هو كسائر الكلام.
أما الأشخاص فيحكم عليهم بحسب اعتقادهم الذي نعلمه فمن طعن في القرآن، أو أنكر قطعياً معلوماً بالضرورة من الدين، أو اتهم عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها – بالزنا، فهو كافر بالله العظيم.
ومن كانت بدعته دون ذلك، كتفضيل علي - رضي الله عنه - على الشيخين فهو مخطئ مبتدع، لكنه لا يكفر بها .. ، والتفصيل خير من الإجمال.
أما الدعوة إلى وحدة المسلمين فهي حق، ويجب علينا جميعاً السعي في وحدة الأمة ورص الصفوف، خصوصاً في عصر التحديات الضخمة وفي مواجهة تيار العولمة الجارف….
لكن لا ينبغي أن تكون دعوة الوحدة شعاراً نزايد به، بل يجب أن تكون منهجاً نسعى في تكريسه والقضاء على أسباب الخلاف والفرقة بصورة جوهرية، ويجب أن تكون برنامجاً تربوياً يتربى عليه أفراد الأمة.
http://www.islamtoday.net/pen/show_q...t1.cfm?id=1044
العنوان الموقف من الشيعة. المجيب سلمان العودة
السؤال
لدينا مشكلة نرجو منكم حلها، وهي: أننا مجموعة من المدرسين ولكن –للأسف- يوجد من العاملين بالمدرسة بعض الرافضة، وقد اختلفنا مع الإخوة في هذه المدرسة، فهم يقولون: نعاملهم بالحسنى أي نجالسهم ونضاحكهم ونتكلم معهم، بل ونأكل من طعامهم فنعاملهم معاملة المنافقين، ولعلهم يتأثر منهم أحد بحسن خلقنا، مع العلم -يا شيخنا- أنهم لا يدعونهم للحق وإيضاح العقيدة الصحيحة، ولي رأي وإن لم يوافقني عليه الإخوة، وهو: أنهم ليسوا من أهل النفاق بل كفار، وذلك لأنهم يظهرون شعائر دينهم، فهم لا يصلون معنا، ويصلون لوحدهم، وذلك بمشهد من الجميع، والسؤال -يا شيخنا-:
(يُتْبَعُ)
(/)
1.هل يجوز أكل طعام الرافضة من سمك وغيره، مع إظهارهم لمذهبهم؟
2.أحد الإخوة ممن يأكل أكلهم طالبُ علم يدرّس، وله حلقات علم أليس من الأولى عدم أكله؛ لوجاهته؟ وحتى لا يغتر به العامة؟
3.ما الأسلوب الأمثل للتعامل مع الرافضة؟
الجواب
فهمت الخلاف الذي يدور بينكم حول الموقف من الشيعة وكيفية التعامل معهم، ومثل هذه المسائل تتطلب قدراً كبيراً من الهدوء والروية والأناة، وهذا الذي لاحظته في رسالتك –والحمد لله-، والجواب على ما سألت عنه يكون في عدة مسائل: المسألة الأولى: الحكم على الشيعة: وإذا كان الحكم على الشيء فرعاً عن تصوره فإن معتقدات الشيعة تتفاوت تفاوتاً كبيراً، فمنهم الزيدية، ومنهم الإثنا عشرية سموا بذلك؛ لأنهم يقولون: بإثني عشر إماماً معصوماً، وقد يسمون بالجعفرية نسبة إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، وهو من أئمة أهل البيت الملتزمين بالسنة المحاربين للبدعة، وله في ذلك مواقف ومناظرات، فنسبتهم إليه غير صحيحة إلا باعتبار الشهرة، كما يقال: العلويون، أو المسيحيون، أو نحوهما. ومن أسمائهم: الرافضة؛ لأنهم رفضوا أبا بكر وعمر، ونازعوا في ولايتهم وأحقيتهم بالخلافة، أو لأنهم رفضوا زيد بن علي زين العابدين. ومن أسمائهم: الإمامية لحال الأئمة عندهم، وغالب الشيعة الموجودين اليوم من هذه الطائفة. والإثنا عشرية يقوم أساس معتقدهم على عصمة الأئمة الإثني عشر، ثم هم على باطل لا ينضبط. ومن أسس مذهبهم: ذم الصحابة وسبّهم، وكثير منهم يقولون بتكفيرهم، والسب له صور: منها: ما هو كفر بالإجماع كرميهم بالنفاق أو الردة، وتعميم ذلك عليهم إلا نزراً يسيراً، وقد حكى الإجماع على كفر من يفعل هذا جماعة كابن حزم، وأبي يعلى، والسمعاني، وابن تيمية، وابن كثير، وغيرهم. ومنها: صور يعلم أنها ليست كفراً، ولكن صاحبها يستحق التفسيق والتعزير والعقوبة؛ كاتهام بعضهم بالجبن، أو البخل، أو الظلم، أو نحو ذلك. ومنها: صور مترددة بين هذا وذاك، كما أشار ابن تيمية - رحمه الله -، حيث يقول:"أما من اقترن بسبه دعوى أن علياً إله، أو أنه كان هو النبي، وإنما غلط جبريل في الرسالة، فهذا لا شك في كفره، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره. وكذلك من زعم منهم: أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أنه له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك، وهؤلاء هم القرامطة والباطنية، ومنهم التناسخية، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم. وأما سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم، مثل: وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد، ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم. وأما من لعن وقبّح مطلقاً، فهذا محل الخلاف فيه، لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد .. (الصارم المسلول 586 - 587).والخلاف الذي أشار إليه الشيخ أن بعض أهل العلم ذهب إلى تعزيرهم، وتأديبهم، واستتابتهم حتى يرجعوا. وهذا مذهب أحمد انظر: الخلال (389)، واللالكائي (4/ 1263 - 1266)، وإسحاق بن راهويه، وابن المنذر، وهو المشهور من مذهب مالك، وذهبت طائفة من فقهاء الكوفة إلى تكفيرهم ووجوب قتلهم (انظر: الصارم المسلول 567 - 571).ومما ينبغي أن يكون واضحاً أن تكفير جميع الصحابة كفر؛ لأنهم هم نقلة الدين ورواة الشريعة، والأمناء على الوحي نقلاً وتبليغاً بقولهم وفعلهم، وهم خيرة الله لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فيهم أزواجه أمهات المؤمنين، وفيهم أنسابه وأصهاره وخاصته، وخلفاؤه ووزراؤه وقادته، وموضع سره ونوّابه، وأي طعن في الرسول -صلى الله عليه وسلم- أعظم من اتهامه بالفشل المطبق في حياته، وفي مجهوده التربوي والدعوي مع خاصة أصحابه وخلاصة رفاقه؟ المسألة الثانية: ما سبق يتعلق بالحكم على المقالة، أو العقيدة، أو المذهب، فإذا كان صاحب المذهب يظهر خلافه، وينكر أن يكون قال بكذا وكذا فهذا يؤخذ بالظاهر، ويوكل باطنه إلى الله –تعالى- شريطة ألا يعاند الواقع أو يكابره، ومن العقائد عند كثير من الشيعة: القول بالتقية مع مخالفيهم حتى من أهل الإسلام، ولذلك قال ابن تيمية: "إن النفاق فيهم أكثر منه في سائر فرق المسلمين وطوائفهم" (انظر: الفتاوى 28\ 479).فإذا قال المنتسب لمذهبهم: إن ادعاء سبّ الصحابة كذب على مذهبنا، فهو مكابر؛ لأن كتبهم
(يُتْبَعُ)
(/)
مشحونة بمثل هذا، وهي مطبوعة متداولة، وإن كان مثل هذا الكلام قد يروج على غير المطلعين. لكن إذا قال: أنا أبرأ من مثل هذا الكلام ولا أقرّه وإن كان موجوداً في المذهب، فهذا يؤخذ بظاهره. وهكذا إذا قال: أنا أعتقد أن القرآن محفوظ من الزيادة والنقصان قُبِل منه، لكن إن قال: إن دعوى التحريف أو النقص كذب على المذهب ولا يوجد في كتبنا شيء من ذلك، فهذا من التقية المردودة؛ لأن الواقع يكذبها، وهكذا إن قال: أنا أرفض التقية، ولا أقول بها ولو كانت من المذهب، فهذا يُقبل منه قوله، وسريرته إلى الله –تعالى-، حتى لو كان منافقاً في الباطن، فيقول خلاف ما في قلبه، فلنا ظاهره وعلانيته، وسره إلى الله –تعالى-.لكن لو ادعى أن لا تقية في المذهب لم يقبل منه؛ لأنها مغالطة مكشوفة، وعلى فرض أنه يجهل ذلك فإنه يوقف عليه ويبين له. فالخلاصة: أنه ينظر في حال صاحب المذهب، فإن أظهر موافقة الحق ورد الباطل وبرئ منه ولو كان في كتبهم ومذهبهم، فهذا خير - والحمد لله -، وإن أظهر ما يدل على المراوغة والمداورة حكمنا عليه بما يقتضيه حاله، على ما سيأتي ذكره. ولذلك كان العلماء يفرقون بين المقالة وبين صاحبها، فليس الحكم على المقالة حكماً- بالضرورة - على المنسوبين إليها، لوجوه: (الأول) أنه قد يوجد في كتب القوم ومصنفاتهم أقوال مهجورة، أو متناقضة، أو ضعيفة حسب قواعدهم، ومن المعلوم في سائر المذاهب أنه يوجد في المسألة الواحدة أقوال عديدة، كما هو موجود عند الشيعة في مسألة تحريف القرآن. فعندهم قول بالتحريف في كتبهم المعتمدة، ولبعضهم في ذلك مصنف خاص، وهذا كفر لا خلاف فيه، وعندهم قول آخر في كتبهم المعتمدة بنفي التحريف وإبطاله، واعتقاد أن المصحف هو ما بين الدفتين، حتى إن في بعضها تكفير من يقول بالتحريف. وقد يرجح بعضهم هذا القول أو ذاك، فالحكم على الطائفة أو الفرد المعين مبني على معرفة كونهم يقولون بهذا أو لا يقولون. (الثاني) وهو تفريع عن الأول، أننا نعلم أن كثيراً من أصحاب المذاهب - حقاً كانت أو باطلاً - يجهلون مذهبهم، ولا يعرفون تفاصيله، بل ولا جمله وقواعده أحياناً، وأن كثيراً من المنتسبين للمذاهب يتعصبون لها، ويدافعون عنها بالحمية والهوى من غير معرفة بخصوصية المذهب، فالشيعة يستدرون عواطف العوام بمحبة آل البيت، ودعوى رفع الظلم عنهم. والصوفية قد يضربون على وتر محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو محبة الأولياء. والخوارج يحكمون عوامهم من باب تعظيم حرمات الله، وعدم التفريط أو التساهل في الدين، وهكذا على ما عند كل طائفة من هؤلاء من المنكرات الظاهرة في الأعمال، والمخالفات الظاهرة في المعتقدات والأقوال. (الثالث) أن الحكم على الشخص المعين لا يكفي فيه أن يقول أو يفعل ما هو كفر، حتى تتوفر الشروط وتزول الموانع. وفي هذا يقول ابن تيمية في (الفتاوى 12/ 478 - 488):"التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع .. " ثم ذكر الأدلة الشرعية على هذا الأصل .. ثم قال:" .. وأما الحكم على المعين بأنه كافر، أو مشهود له بالنار، فهذا يقف على الدليل المعين، فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه، وانتفاء موانعه". وحكى - رحمه الله - في بعض المواضع الإجماع على هذا الأصل. (المسألة الثالثة) أن الدعوة إلى الله –تعالى- واجبة بقدر الاستطاعة. ودليل الوجوب، قوله –تعالى-: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " الآية [النحل: 125]، وقوله –تعالى-: "وادع إلى ربك" الآية [الحج: 67]. وقوله: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" [المائدة: 67]، وقوله: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" الآية [آل عمران: 110].وهذه النصوص وما في معناها تدل على وجوب دعوة الناس كافة، عربهم وعجمهم، كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم. وتدل على وجوب دعوة غير المسلمين من كتابيين ووثنيين إلى الإسلام، كما تدل على وجوب دعوة المسلمين المنحرفين إلى جادة الصواب وطريق السنة والاستقامة، أياً كان لون الانحراف لديهم، عقدياً أو سلوكياً، قليلاً أو كثيراً. فالنصارى يُدعَون، واليهود يدعون، والخوارج يدعون، والرافضة يدعون، وصرعى الشهوات يدعون ... ولا يملك أحد كائناً من كان أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يستثني من هذا العموم، أو يخصص فئة، أو طائفة بأنه لا توجه إليهم الدعوة. إذا تقرر هذا، فمن المعلوم بداهة أن الدعوة لا تجامع الهجر، فمن تدعوه لا بد أن تجالسه وتحادثه وتصبر عليه، وتعامله بالحسنى رجاء أن يفتح الله قلبه، فيكون لك في ذلك الأجر الموعود في الحديث "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" أخرجه البخاري (2942) ومسلم (2406) من حديث سهل بن سعد مرفوعاً. ولا يشك أحد، كيف كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو كفار قريش، وهم مشركون وثنيون؟ ولا كيف كان - صلى الله عليه وسلم - يدعو يهود المدينة؟ ولا كيف دعا المسلمون المجوس في (هجر) (وخراسان) وغيرها، فالدعوة تكون بالكلام الليّن قال –تعالى-: "فقولا له قولا ليناً لعله يتذكر أو يخشى" [طه: 44]. وتكون بالخلق الطيب المحبب إلى النفوس. فإذا استفرغ المرء وسعه، وبذل جهده، وأيس من صلاح المدعو، أو تخفيف ما هو عليه من الشر، آل الأمر إلى هجره ومباعدته، لعدم المصلحة في مخالطته ومحاسنته. (المسألة الرابعة) وبما سبق يعلم أنه يمكن القول بوجود الأصناف الثلاثة في أهل البدعة (المسلمون –والمنافقون– والكفار).فالمسلمون هم الذين يلتزمون بأصول الإسلام، ولا ينقضونها بقول ولا فعل ولا اعتقاد، وإن كان عندهم مخالفات وبدع لكنها ليست مكفرة، كمن يقول بتفضيل علي -رضي الله عنه- على عثمان -رضي الله عنه-، أو حتى على الشيخين (أبي بكر وعمر) ـ رضي الله عنهم -، فهذا بمجرده ليس كفراً قطعاً. والمنافقون هم الذين يظهرون الموافقة للمسلمين على ما هم عليه ويبطنون الكفر، كمن يبطن القول بتحريف القرآن ويظهر القول بعدم ذلك، أو يبطن القول بكفر الصحابة أجمعين، ويظهر عدالتهم، أو نحو هذا، فهذا في الباطن كافر، وفي الظاهر له حكم الإسلام، كما هو الشأن في المنافقين، ومعلوم كيف كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتعامل معهم، فكان يقبل علانيتهم، ويحقن دماءهم، ويعاملهم في الأخذ والعطاء والتوريث وغيره كمعاملة المسلمين، ويكل سرائرهم إلى الله –تعالى-.تبقى الفئة الثالثة، وهم الكفار المعلنون، وهم الذين يجهرون بعقائد كفرية صريحة، كمن يقول بألوهية علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أو يخّون جبريل - عليه السلام-، أو يقول بتحريف القرآن، أو يكفر الصحابة، أو أكثرهم إلا نزراً يسيراً منهم. فهذه العقائد متى ثبتت عن شخص وجب استتابته، فإن أصر على ضلاله وبدعته، فهو مرتد خارج عن اسم الإسلام، نُثْبِتُ له أحكام الردة كلها، ولا يجوز التعامل معه، ولا أكل ذبيحته، ولا ولايته، وما له في الآخرة من خلاق، إلا أن يراجع دينه، والله الهادي إلى سواء السبيل.
http://www.islamtoday.net/pen/show_q...t1.cfm?id=1041
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 06:16]ـ
بارك الله فيك ... على الفوائد
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:43]ـ
وفيكم بارك
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 10:37]ـ
وفقكم الله وبارك في الشيخ المفضال أبي معاذ ونفع به
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 06:24]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[خالد المصرى]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 01:34]ـ
شكر اخى الفاضل
بارك الله فيك
وبارك الله فى شيخنا الجليل سلمان
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[المرجان]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 04:33]ـ
أخي الكريم فرق شاسع بين كلان العثيمين والعودة ..
فالعثيمين يحظ على دعوتهم في قوله:
ويجب علينا أن ندعوهم إلى الحق، وأن نبيّنه لهم، وإذا كنا نعلم من أي فرقة هم، فعلينا أن نبيّن
عيب هذه الفرقة، ولا نيأس، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل، ربما
يهديهم الله على أيدينا،
بينما العودة لا يرى باس بالتقارب معهم في ظل الدعوة لوحدة المسلمين!
فهل توافقه أنت على امكان الاتحاد مع الرافضة وهم مقيمون على ما هم عليه من البدع؟
أما الدعوة إلى وحدة المسلمين فهي حق، ويجب علينا جميعاً السعي في وحدة الأمة ورص الصفوف، خصوصاً في عصر التحديات الضخمة وفي مواجهة تيار العولمة الجارف
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 02:38]ـ
جواب الدكتور سلمان العودة جيد
ولكن المشكلة في التناقض في فتاوى الدكتور فهو متسامح جداً مع أهل البدع
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 03:52]ـ
الأخ الكريم: أبا العباس الأثري. للفائدة: الشيخ ابن باز رحمه الله قال عن العودة (علامة). وقال عن العمر (علامة). فلا داعي للاندفاع.
رأيي الخاص - ولا ألزم أحدًا - أن يُكتفى في المعاصرين بـ (شيخ) سواء للعودة أو ربيع أو غيرهم (إلا من اجتمع عليه أهل السنة: ابن باز - ابن عثيمين - الألباني) .. وتُترك المبالغات. وظني أن مقصد سماحة الشيخ هو تشجيعهم ودعمهم في بداية الدعوة. وأتعجب من بعض المبالغين في الألقاب: (العلامة) (حامل راية الجرح) .. الخ، تراهم لايأنفون أن يقولوا: قال أبوبكر. قال عمر. (وإذا رأيت معظم العصر يطرب للألقاب فاعلم أن في الأمر خللا يحتاج لعلاج).
- والمهم بعد هذا التركيز على قول القائل.
وفقكم الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 05:05]ـ
الأخ الكريم: أبا العباس الأثري. للفائدة: الشيخ ابن باز رحمه الله قال عن العودة (علامة). وقال عن العمر (علامة). فلا داعي للاندفاع.
رأيي الخاص - ولا ألزم أحدًا - أن يُكتفى في المعاصرين بـ (شيخ) سواء للعودة أو ربيع أو غيرهم (إلا من اجتمع عليه أهل السنة: ابن باز - ابن عثيمين - الألباني) .. وتُترك المبالغات. وظني أن مقصد سماحة الشيخ هو تشجيعهم ودعمهم في بداية الدعوة. وأتعجب من بعض المبالغين في الألقاب: (العلامة) (حامل راية الجرح) .. الخ، تراهم لايأنفون أن يقولوا: قال أبوبكر. قال عمر. (وإذا رأيت معظم العصر يطرب للألقاب فاعلم أن في الأمر خللا يحتاج لعلاج).
- والمهم بعد هذا التركيز على قول القائل.
وفقكم الله ..
جزاكم الله خيراً شيخ سليمان على هذا التنبيه الجيد ...
لكن لم أفهم جيداً قولكم: (وإذا رأيت معظم العصر)، فلعلكم توضحون ذلك بارك الله فيكم ...
و صدق الذهبي حين قال ـ رحمه الله ـ: (فلا تحط ـ يا أخي ـ على العلماء مطلقا، و لا تبالغ في تقريظهم مطلقا، و اسأل الله أن يتوفاك على التوحيد) ...
و ما أطرف ما قاله الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ: (و اعتبر ذلك في كلمة (سيدي)، و أنها ما راجت بيننا، و شاعت فينا، إلا يوم أضعنا السيادة، و أفلتت من أيدينا القيادة، و لماذا لم تشع في المسلمين يوم كانوا سادة الدنيا على الحقيقة، و لو قالها قائل لعمر لهاجت شرته، و لبادرت بالجواب درته) ...(/)
بعض كلام شيخ الإسلام في عصمة الأنبياء من الصغائر
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 09:57]ـ
قال الشيخ صالح الفوزان في كتابه الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد
عصمة الأنبياء:
(العصمة): المنعة، و (العاصم): المانع الحامي، و (الاعتصام): الامتساك بالشيء. والمراد بالعصمة هنا حفظ الله لأنبيائه من الذنوب والمعاصي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية حاكيا للخلاف ومبينا الراجح في هذه المسألة: "الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون عن الله سبحانه وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة، ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه، كما قال تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
وقال: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ.
وقال: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
قال: "وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة، فإن النبي هو المنبئ عن الله، والرسول هو الذي أرسله الله تعالى، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة، فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين ... ".
إلى أن قال: "وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ الرسالة، فللناس فيه نزاع: هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع؟ ومتنازعون في العصمة من الكبائر والصغائر أو من بعضها؟ أم هل العصمة إنما هي في الإقرار عليها لا في فعلها؟ أم لا يجب القول بالعصمة إلا في التبليغ فقط؟ وهل تجب العصمة من الكفر والذنوب قبل المبعث أو لا؟
والقول الذي عليه جمهور الناس - وهو الموافق للآثار المنقولة من السلف - إثبات العصمة من الإقرار على الذنوب مطلقا، والرد على من يقول: إنه يجوز إقرارهم عليها. وحجج القائلين بالعصمة إذا حررت إنما تدل على هذا القول، وحجج النفاة لا تدل على وقوع ذنب أقر عليه الأنبياء، فإن القائلين بالعصمة احتجوا بأن التأسي بهم إنما هو مشروع فيما أقروا عليه دون ما نهوا عنه ورجعوا عنه، كما أن الأمر والنهي إنما تجب طاعتهم فيما لم ينسخ منه، فأما ما نسخ من الأمر والنهي، فلا يجوز جعله مأمورا به ولا منهيا عنه فضلا عن وجوب اتباعه والطاعة فيه. وكذلك ما احتجوا به من أن الذنوب تنافي الكمال، أو أنها ممن عظمت عليه النعمة أقبح، أو أنها توجب التغيير، أو نحو ذلك من الحجج العقلية، فهذا إنما يكون مع البقاء على ذلك وعدم الرجوع، وإلا فالتوبة النصوح التي يقبلها الله يرفع بها صاحبها إلى أعظم مما كان عليه، كما قال بعض السلف: كان داود عليه السلام بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة. وقال آخر: لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه، لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه، وقد ثبت في الصحاح حديث التوبة: لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا ... الحديث.
إلى أن قال: "وفي الكتاب والسنة الصحيحة والكتب التي أنزلت قبل القرآن مما يوافق هذا القول ما يتعذر إحصاؤه، والرادون لذلك تأولوا ذلك بمثل تأويلات الجهمية والقدرية والدهرية لنصوص الأسماء والصفات ونصوص القدر ونصوص المعاد، وهي من جنس تأويلات القرامطة الباطنية التي يعلم بالاضطرار أنها باطلة، وأنها من باب تحريف الكلم عن مواضعه، وهؤلاء يقصد أحدهم تعظيم الأنبياء فيقع في تكذيبهم، ويريد الإيمان بهم فيقع في الكفر بهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن العصمة المعلومة بدليل الشرع والعقل والإجماع - وهي العصمة في التبليغ - لم ينتفعوا بها إذ كانوا لا يقرون بموجب ما بلغته الأنبياء، وإنما يقرون بلفظ حرموا معناه، أو كانوا فيه كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني. والعصمة التي كانوا ادعوها لو كانت ثابتة، لم ينتفعوا بها، ولا حاجة بهم إليها عندهم، فإنها متعلقة بغيرهم، لا بما أمروا بالإيمان به، فيتكلم أحدهم فيها على الأنبياء بغير سلطان من الله، ويدع ما يجب عليه من تصديق الأنبياء وطاعتهم، وهو الذي تحصل به السعادة وبضده تحصل الشقاوة، وقال تعالى: فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ
والله تعالى لم يذكر في القرآن شيئا من ذلك عن نبي من الأنبياء، إلا مقرونا بالتوبة والاستغفار:
كقول آدم وزوجته: قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
وقول نوح: قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
وقول الخليل عليه السلام: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ، وقوله: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ.
وقول موسى: أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ، وقوله: قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي وقوله: فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ.
وقوله تعالى عن داود: فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ.
وقوله تعالى عن سليمان: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
وأما يوسف الصديق، فلم يذكر الله عنه ذنبا، فلهذا لم يذكر الله عنه ما يناسب الذنب من الاستغفار، بل قال: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ، فأخبر أنه صرف عنه السوء والفحشاء، وهذا يدل على أنه لم يصدر منه سوء ولا فحشاء، وأما قوله: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ، فالهم: اسم جنس تحته نوعان، كما قال الإمام أحمد: " الهم نوعان: هم خطرات، وهمّ إصرار "، وقد ثبت في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن العبد إذا هم بسيئة، لم تكتب عليه، وإذا تركها، كتبت له حسنة، وإن عملها، كتبت له سيئة واحدة، وإن تركها من غير أن يتركها لله، لم تكتب له حسنة ولا تكتب عليه سيئة، ويوسف صلى الله عليه وسلم هم هما تركه لله، ولذلك صرف الله عنه السوء والفحشاء لإخلاصه، وذلك إنما يكون إذا قام المقتضي للذنب - وهو الهم - وعارضه الإخلاص الموجب لانصراف القلب عن الذنب لله، فيوسف عليه السلام لم يصدر منه إلا حسنة يثاب عليها، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ.
إلى أن قال: "وبهذا يظهر جواب شبهة من يقول: إن الله لا يبعث نبيا إلا من كان معصوما قبل النبوة. كما يقول ذلك طائفة من الرافضة وغيرهم، وكذلك من قال: إنه لا يبعث نبيا إلا من كان مؤمنا قبل النبوة، فإن هؤلاء توهموا أن الذنوب تكون خفضا وإن تاب التائب منها، وهذا منشأ غلطهم، فمن ظن أن صاحب الذنوب مع التوبة النصوح يكون ناقصا، فهو غالط غلطا عظيما، فإن الذم والعقاب الذي يلحق أهل الذنوب لا يلحق التائب منها شيء أصلا، لكن إن قدم التوبة، لم يلحقه شيء، وإن أخر التوبة، فقد يلحقه ما بين الذنوب والتوبة من الذم والعقاب ما يناسب حاله.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه كانوا لا يؤخرون التوبة، بل يسارعون إليها ويسابقون إليها، لا يؤخرون ولا يصرون على الذنب، بل هم معصومون من ذلك، ومن أخر ذلك زمنا قليلا، كفر الله ذلك بما يبتليه به، كما فعل بذي النون صلى الله عليه وسلم، هذا على المشهور أن إلقاءه كان بعد النبوة، وأما من قال: إن إلقاءه كان قبل النبوة، فلا يحتاج إلى هذا. والتائب من الكفر والذنوب قد يكون أفضل ممن لم يقع في الكفر والذنوب، وإذا كان قد يكون أفضل، فالأفضل أحق بالنبوة ممن ليس مثله في الفضيلة. وقد أخبر الله عن إخوة يوسف بما أخبر من ذنوبهم، وهم الأسباط الذين نبأهم الله تعالى.
وقد قال تعالى: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي، فآمن لوط لإبراهيم عليه السلام، ثم أرسله الله تعالى إلى قوم لوط. وقد قال الله تعالى في قصة شعيب: قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ.
وقال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا.
وإذا عرف أن الاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية، وهذا الكمال إنما يحصل بالتوبة والاستغفار، ولا بد لكل عبد من التوبة، وهي واجبة على الأولين والآخرين، كما قال تعالى: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا.
وقد أخبرنا الله سبحانه بتوبة آدم ونوح ومن بعدهما إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وآخر ما نزل عليه - أو: من آخر ما نزل عليه - قوله تعالى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
ثم ذكر نصوصا كثيرة في استغفار النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة متظاهرة، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة، ولكن المنازعون يتأولون هذه النصوص من جنس تأويلات الجهمية والباطنية، كما فعل ذلك من فعله في هذا الباب، وتأويلاتهم تبين لمن تدبرها أنها فاسدة، من باب تحريف الكلم عن مواضعه، كتأويلهم قوله: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، المتقدم ذنب آدم، والمتأخر ذنب أمته، وهذا معلوم البطلان".
وقال أيضا: "والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم، يقولون: إنهم معصومون من الإقرار عليها، وحينئذ، فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم، فإن الأعمال بالخواتيم، وقول المخالف يلزم عليه كون النبي لا يتوب إلى الله ... " انتهى المقصود.
ويمكن تلخيص هذا الموضوع فيما يلي:
عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منها ما هو مجمع عليه بداية ونهاية، ومنها ما هو مختلف فيه بداية لا نهاية، وبيان ذلك:
1 - أجمعوا على عصمتهم فيما يخبرون عن الله تعالى وفي تبليغ رسالاته؛ لأن هذه العصمة هي التي يحصل بها مقصود الرسالة والنبوة.
2 - واختلفوا في عصمتهم من المعاصي، فقال بعضهم بعصمتهم منها مطلقا كبائرها وصغائرها؛ لأن منصب النبوة يجل عن مواقعتها ومخالفة الله تعالى عمدا، ولأننا أمرنا بالتأسي بهم، وذلك لا يجوز مع وقوع المعصية في أفعالهم؛ لأن الأمر بالاقتداء بهم يلزم منه أن تكون أفعالهم كلها طاعة، وتأولوا الآيات والأحاديث الواردة بإثبات شيء من ذلك، وقال الجمهور بجواز وقوع الصغائر منهم بدليل ما ورد في القرآن والأخبار، لكنهم لا يصرون عليها، فيتوبون منها ويرجعون عنها، كما مر تفصيله، فيكونون معصومين من الإصرار عليها، ويكون الاقتداء بهم في التوبة منها.
انتهى النقل
وهذه عبارة أخرى لابن تيمية:
قال شيخ الإسلام (20/ 88):
"وهذا القول يقوله طوائف من أهل البدع والكلام والشيعة وكثير من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو اعظم منه فى تحريف كلام الله عن مواضعه وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة وأهل الحديث والتفسير وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهور الفقهاء والصوفية وكثير من أهل الكلام كجمهور الاشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة مثل قوله تعالى وعصى آدم ربه فغوى وقوله ربنا ظلمنا أنفسنا وأن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين بعد أن قال لهما ألم أنهكماعن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين وقوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم مع أنه عوقب باخراجه من الجنة وهذه نصوص لا ترد إلا بنوع من تحريف الكلم عن مواضعه "(/)
تهْنِئة للعروس (ناصر القصبي!)، ونبشِّره بهذا الحديث!!
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 01:36]ـ
أولاً ـ وقبل كلِّ شيءٍ ـ أتمنى من المشرفين عدم حذفِ الموضوع؛ فـ (كلُ أمتى معافى إلاّ المجاهرون)! ...
بعد صلاة التراويح ليلة البارحة أقبل عليَّ أحد الشباب، وقال لي: هل رأيتَ (طاش ما طاش!)، فقلتُ: لا، ولله الحمد، وليستُ طائشاً!
فقال لي: أما الليلة؛ فعجبٌ ..
قلتُ: وماذا تعجبُ منه؟!
قال: (ناصر القصبي) عروس، تزوَّجه (عبد الله السدحان)!
قلتُ: لا أستبعد، لكن هل أنتَ متأكدٌ مما قلتَ؟
فقال هو وكلُّ الشباب [عند المسجد]: نعم!
فقلتُ: لعلي أتأكدُ من هذا الشيءِ بنفسي ..
فتأكدتُ؛ فإذا هذا الوقحُ يركِّبُ شعراً طويلاً، ويمكيجُ نفسه، ويلبسُ الاكسسوارات [كأنه عروس] بكل تخنثٍ وتكسر! وزوجه الوقحُ (عبد الله السدحان) يقبله على خده!!!
أنسوا أولئك الفسقة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (لعنَ الله المتشبهين من الرجالِ بالنساء)؟!
أم أنَّه نصٌ عامٌ يخصص بالمسلسلات الطائشة؛ كـ (طاش)!
أبعدَ هذا الفسوق ـ الذي نبرأ إلى الله منه ـ يدافعُ الجهلةُ عن هذا العبثِ الطائش .. ؟!
أبعد هذه المجاهرات بالمعاصي يُتَساهلُ في إصدار فتوى صارمة مفصَّلة عن هذا المسلسل القذر؟!
واأسفاه على شبابنا، إذا رأوا مثلَ هؤلاء الفُساق في الأسواق والمطاراتِ ركضَ إليه ابتغاء مصافحته؛ ليقول للناس: " قد صافحني ناصرُ القصبي "!!
إلى زوجة البطلِ (ناصر) الدكتورة فقيهة العصر / بدرية البشر: متى سيصدرُ كتابك " طاش ماطاش وذهنية النحريم في المجتمع السعودي"؟!
أهنؤكَ أولاً؛ لأنكِ أرجلُ من زوجك ... !
أما نحنُ فلا نقفُ عند ذهنية التحريم، بل إن زوجك وصاحبه من أهل الكبائر ـ والله ـ، ولا يجوزُ أن تقبلَ شهادتهم أبداً، فهما ساقطا العدالة .. !
هذه زفرةُ إنكارٍ أرجو أن تُفهمَ على وجهها؛ حتى لا يأتي أحدُ الحمقى، ويقول: أحد الكُتاب لعنَ القصبي، وجعله من المخلدين في النار، فليتق الله أصحاب هذا الفهم السقيم، فإني وأنا أكتبُ أعتقد اعتقاد أهل السنَّة والجماعة، فقد يكون من كتبتُ فيهم من أهل الجنة، وأنا المسكينُ ممن تسعر به النار ـ أعاذنا اللهُ منها، وأعتقَ اللهُ رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار ـ ..
وإلى من يقول: ينبغي للإسلاميين أن يكونوا منصفين، فيهاجموا كل المسلسلات دون تخصيص (طاش ما طاش) .. أقول له: اسكت عن هذا السخف، فالعاقل يعرفُ الفرقَ!
وهذا المسلسل لقي من الدفاع، والمسلسلات الأخرى لم يُدافع عنها أصلاً ..
وأخيراً أذكركم ونفسي .. ((لَتَأمُرُنَّ بالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، وَلَتَأخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، وَلَتَأطِرُنَّهُ عَلَى الحَقِّ أطْراً، وَلَتَقْصُرُنَّه عَلَى الحَقِّ قَصْراً، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللهُ بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ ليَلْعَننكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ))
_________
وهذا نداءٌ للأحبة الذين لهم اشتراكاتٍ في منتديات كبيرة ـ كالساحات ـ أن ينقلوا هذا المقال دون قصٍ من شيءٍ، ولهم منا الدعاء؛ فليس لنا اشتراكٌ في تلك المنتديات؛ لأنها موقفة التسجيل ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 01:52]ـ
شكر الله لك أخي الكريم
وليس في المقال ما يستوجب الحذف
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 01:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك
صدقت اخي في قولك (. ((((.أبعدَ هذا الفسوق ـ الذي نبرأ إلى الله منه ـ يدافعُ الجهلةُ عن هذا العبثِ الطائش .. ؟))))!
.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 02:08]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، ونفع بك.
إن مما يُحزن أن نجد رجل -لهذه الكلمة وقع كبير عند من تشملهم هذه الكلمة- يتخنث، ويرضى لنفسه بالهوان، والذل، وأن يكون مرأة.
فيما مضى من الزمن الغابر كان الرجل لا يقبل أن تمس كرامته، وأن لا يمس ذِكره بين الرجال، وأن لا يُتعدى على رجولته، ولكن للأسف الشديد عشنا لنرى أن بعض الرجال ترك رجولته.
أعجب والله أن أجد من هؤلاء الحثالة من يقوم بتمثيل دور مرأة؛ ليضحك الناس، ويوسم بخفة الدم، وأنه كوميدي، ووالله أن من يفعل هذا الأمر لهو موصوف بأعظم وصف وهو "اللعن"، فماذا يُرجى من الدنيا والإنسان فيها ملعون -لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم- أي حياة هذه.
ولكن الإنسان يبقى على غيه حتى يرى وعد الله، حينها فقط يعلم أن وعد الله حق، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 02:30]ـ
الإخوة: الحمادي، أبا محمد الغامدي، وليد الدلبحي ..
شكراً للمرور ..
ألا من متبرعٍ لنقل هذا للساحات .. ؛ تنشيطاً لإحساس القلب بالمنكر .. ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 02:05]ـ
وهذه صورة (الفاسق النجومي البطل فخر السعوديين!!!)
########حذف (المشرف) ##########
ـ[المرجان]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 02:57]ـ
كل هذا متوقع من أرباب الدياثة والمجون، لكن الغريب أن نجد في الصفوف من يقول أن هذا البرنامج اصلاحي وأن فيه نقد لبعض الظواهر السلبية في لدينا .. سبحان الله!!
هزلت ثم هزلت .. أدولة زاخرة بالعلماء والمصلحين يتولى النقد والإصلاح فيها أمثال هؤلاء السفلة .. ؟؟!!
إن كان كذلك عياذا بالله -وليس كذلك- فلنترحم على أمة كهذه ولنكبر عليها أربعا .. !
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 12:39]ـ
من آخر أخبار هذا (المتخنث) ما نشرته اليوم جريدة [النخبة] .. من أنه استُخدِم ثلاثةٌ من العمَّال البنقاليين لإزالة شعر ساقي (ناصر) وجسمه .. !!
فوالله ماهو بناصر ولا كاسر .. وإنما هو مسخرةٌ لنفسه، وزوجته الدكتورة بدرية!! ـ فقيهة العصر ـ
يا حليلك يا (ناصر) نظيييييييييييف بالحيل!
ـ[المجتهدة]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 01:43]ـ
إخواني ادعوا لهم بالهداية ...
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً.
ـ[النجدية]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 03:19]ـ
بسم الله ...
و الله إنه لحديث مخيف، يقف منه شعر الرأس!!!
و هناك الكثير من المسترجلين، يمثلون دور النساء ببرامج أخرى غير (طاش ... )!!
يا رب سلم سلم!!
و احفظنا و أهلينا، و أحبابنا و أبناءنا، و ذرارينا ...
أساتذتي، إخوتي ... اسألوا الله السلامة
و دمتم في حفظ المولى ...
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 07:25]ـ
...
لا أقول بأن فعله حسن، بل أنا ضده تماماً، وربما لأني لا أشاهد مثل هذه الأشياء فلا أدري عنهم، ولكن أقول: مع انتشار الفسق، يرى كثير من الناس أنه أمر عادي، والواجب على من علم أن ينذر من جهل، وإن كان غاوياً، حُذِّر منه.
ولا أقول قولكم حسن، بل ليس فيه نصيحة. وإن كان ظاهره أمر بمعروف ونهي عن منكر.
وانتقل الحوار الذي هو (دعوة إلى الله) وإلى الرجوع إلى الحق، سالكين غير مقتفين لا حكمة ولا موعظة حسنة، الله الله في نقدكم ودعواكم.
واحمدوا الله على ما هداكم ... {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً}
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 11:44]ـ
فتأكدتُ؛ فإذا هذا الوقحُ يركِّبُ شعراً طويلاً، ويمكيجُ نفسه، ويلبسُ الاكسسوارات [كأنه عروس] بكل تخنثٍ وتكسر! وزوجه الوقحُ (عبد الله السدحان) يقبله على خده!!!
..
أعوذ بالله!!
معقول الكلام هذا؟!!
أستغفر الله. . يا رب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 11:54]ـ
أحس بالغثيان ...
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 12:16]ـ
الله المستعان
حسبت إحداهن تزوجت وأنتم تباركون!!
علمي أن النساء يقصرن شعورهن. فهلا حدثتموه بأن يراعي الموضة.!!
أو حدثتم النساء بأن لا داعي للتشبه بالرجال،وإن في طول الشعر أنوثة، وإن في المكياج (قرف)!!.فردوا على الغرب بضاعته حتى لو كان مكياجاً وثياباً. ردوه .. . ردوه فوالله ما به من جمال.
أراهن يترجلن، وارى بعضهم يتخنث، وقد دب المرض وانتشر في كل مكان.
أسمع الآن في سيرة عمر، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول له (رأيت إمرأة بجوار قصر في الجنة تتوضأ .... فذكرت غيرة عمر ... )
اييييييه .. رحم الله عمر. وقوماً على درب عمر.
.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 07:23]ـ
نسأل الله العافية مما ابتلوا به
اللهم ردنا إليك ردا جميلا
ـ[البتيري]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 09:25]ـ
وهل نسيتم عبد العزيز النمش (ام عليوي) الذي لم يمثل في حياته دور رجل اطلاقا حتى توفاه الله تعالى.
ـ[روعة الخاطر]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 11:17]ـ
بوركتم اخواني ولكني كعضوة جديده استغرب نشر الاسماء منكم .......
فلماذا لاتكتفون بذكر والكل سيعرفه؟
اما زوجته فليس هذا مجال لذكر اسمها ........
واعتقد هذا فيه من الرفعه لهم بذكرهم وذكر مايتفرع لهم .......
اللهم لاشماته ............(/)
اين الروايه الثانيه عن ابي حنيفة فى تعريف الايمان
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 03:48]ـ
لابي حنيفة روايتان فى تعريف الايمان الاولى امكن ايجادها فى كتاب الفقه الاكبر لابي حنيفة التى تنص على (الإيمان هو الإقرار والتصديق) اما الروايه الثانيه فهى تنص على ان الايمان التصديق لكن اين سندها و اين توجد فى اى كتاب وهذا لتوثيق احد شروحات الشيوخ المعروفه
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 03:02]ـ
هل من مجيب
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 02:24]ـ
لا يوجد و لا رد واحد(/)
موقف بولس من المرأة
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 10:22]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فما زال يحيرني موقف النصارى من بولس!!!!
إذ أنهم يطبعون رسائله مع الكتاب المقدس على أنها جزء منه
ويكتبون ((رسائل بولس الرسول))
نعم هو رسول عندهم لا أعرف له دليلاً واحداً على نبوته
ومع ذلك يصدقونه ويكذبون محمداً (ص)
ومعظم الطعونات في نبوة محمد (ص) تنعكس بشكل أقوى على رسالة بولس
غير أن بولس لم يكن قبل رسالته المزعومة صادقاً أميناً مثل محمد (ص)
بل يصف نفسه قبل الرسالة!!!! في رسالته الأولى لتيموثاوس بقوله ((انا الذي كنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا. ولكنني رحمت لاني فعلت بجهل في عدم ايمان))
وسأتعرض هنا إلى بعض مواقف بولس من المرأة في رسالته المذكورة
يقول بولس ((وكذلك ان النساء يزيّنّ ذواتهنّ بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر او ذهب او لآلىء او ملابس كثيرة الثمن))
هنا يحث على الحشمة وهذا غير موجود في واقع الكثير من النصرانيات بل منهن من يدعون نساء المسلمين إلى السفور في الحملات التنصيرية
ويتابع بولس قائلاً ((لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع.
ولكن لست آذن للمرأة ان تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت.
لان آدم جبل اولا ثم حواء.
وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي))
هنا ينهى بولس عن أن تكون المرأة معلمة ويحملها مسؤولية خروج آدم من الجنة
ويقول في رسالته إلى أهل كورنثوس ((واما من جهة الامور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل ان لا يمسّ امرأة.
ولكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها))
قلت يستفاد من هذا تحريم مصافحة المرأة الأجنبية فهل يعمل النصارى بهذا؟
ويقول في نفس الرسالة ((واما المتزوجون فاوصيهم لا انا بل الرب ان لا تفارق المرأة رجلها.
وان فارقته فلتلبث غير متزوجة او لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته))
قلت إذن يحرم على المطلقة أن تتزوج رجلاً آخر!!!!!
ويقول في نفس الرسالة ((واما العذارى فليس عندي امر من الرب فيهنّ ولكنني اعطي رأيا كمن رحمه الرب ان يكون امينا.
فاظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر انه حسن للانسان ان يكون هكذا))
هكذا يشرع من عند نفسه للعذارى أن يبقين كما هن ولعله تشريع مرحلي
ويقول بعدها مباشرةً ((انت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال. انت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة))
قلت يستفاد من هذا تحريم طلب الإنفصال!!!
وقال ((ولكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح. واما راس المرأة فهو الرجل. وراس المسيح هو الله))
قلت تفضيل الرجل هنا واضح
ويقول ((كل رجل يصلّي او يتنبأ وله على راسه شيء يشين راسه.
واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.
اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها. وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط.
فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده. واما المرأة فهي مجد الرجل.
لان الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل.
ولان الرجل لم يخلق من اجل المرأة بل المرأة من اجل الرجل.
لهذا ينبغي للمرأة ان يكون لها سلطان على راسها من اجل الملائكة.
غير ان الرجل ليس من دون المراة ولا المرأة من دون الرجل في الرب.
لانه كما ان المرأة هي من الرجل هكذا الرجل ايضا هو بالمرأة. ولكن جميع الاشياء هي من الله.
احكموا في انفسكم. هل يليق بالمرأة ان تصلّي الى الله وهي غير مغطاة.
أم ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له))
قلت في هذا النص فوائد عظيمة
الأولى وجوب تغطية المرأة لرأسها عند الصلاة وإنها إن لم تفعل كانت كالصلعاء
الثانية أن المرأة خلقت من أجل الرجل
الثالثة أن المرأة خلقت من الرجل
ويقول ((لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنّ ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس ايضا.
ولكن ان كنّ يردن ان يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة))
قلت أما اليوم فهن لا يتكلمن فقط بل يعظن ويترنمن مخالفاتٍ في ذلك أمر الرسول المزعوم بولس
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 04:09]ـ
الأ خ الفاضل عبد الله مشاركة جميله وان كانت فيها اشارة لأرقام هذه الاصحاحات ومواضعها لكان هذا أجمل
وفقك الله لكل خير
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 09:38]ـ
جزاك الله خيرا
موضوع أكثر من رائع
واصل وصلك الله بطاعته
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 04:40]ـ
مقال رائع .. كروعة صاحبه الموفق. وحبذا التوثيق ليُنشر بين النصارى العرب.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 08:26]ـ
سأوثق إن شاء الله
ومنعني من ذلك أن المسلمين لا يعرفون طريقة النصارى في الترقيم
وسأشرحها وأضع التوثيقات إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 08:49]ـ
أما النص الأول الذي يقول فيه بولس ((انا الذي كنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا. ولكنني رحمت لاني فعلت بجهل في عدم ايمان))
فهو في رسالة تيموثاوس الأولى الإصحاح الأول فقرة رقم 13
وقوله ((وكذلك ان النساء يزيّنّ ذواتهنّ بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر او ذهب او لآلىء او ملابس كثيرة الثمن
))
ففي الإصحاح الثاني من هذه الرسالة فقرة رقم 9
وقوله ((لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع.
ولكن لست آذن للمرأة ان تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت.
لان آدم جبل اولا ثم حواء.
وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي))
ففي الإصحاح الثاني من الرسالة المذكورة الفقرات من 11 إلى 14
وأما قوله ((واما من جهة الامور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل ان لا يمسّ امرأة.
ولكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها))
ففي رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح السابع الفقرتان الأولى والثانية
وقوله ((واما المتزوجون فاوصيهم لا انا بل الرب ان لا تفارق المرأة رجلها.
وان فارقته فلتلبث غير متزوجة او لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته))
ففي الإصحاح السابع من الرسالة المذكورة الإصحاح السابع الفقرتان 11 و12
وقوله ((واما العذارى فليس عندي امر من الرب فيهنّ ولكنني اعطي رأيا كمن رحمه الرب ان يكون امينا))
ففي الإصحاح السابع من الرسالة المذكورة فقرة رقم 25
وأما قوله ((انت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال. انت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة))
ففي نفس الرسالة والإصحاح فقرة رقم 27
وقوله ((ولكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح. واما راس المرأة فهو الرجل. وراس المسيح هو الله))
ففي الرسالة المذكورة الإصحاح 11 فقرة رقم 3
وقوله ((واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.
اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها. وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط.
فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده. واما المرأة فهي مجد الرجل.
لان الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل
ولان الرجل لم يخلق من اجل المرأة بل المرأة من اجل الرجل.
لهذا ينبغي للمرأة ان يكون لها سلطان على راسها من اجل الملائكة))
ففي نفس الرسالة ونفس الإصحاح الفقرات من 5 إلى 10
وقوله ((لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنّ ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس ايضا))
ففي الرسالة نفسها الإصحاح 14 فقرة رقم 34
وارجو من الأخوة نشر هذه النصوص لإخراص المنصرين ونرجو من الله أن يهدي بها فئاماً من الناس
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 09:31]ـ
وهذه نصوص جديدة لمن طلب الإستزادة قال بولس في رسالته إلى تيطس الإصحاح الثاني فقرة4وفقرة رقم 5 ((لكي ينصحن الحدثات ان يكنّ محبات لرجالهنّ ويحببن اولادهنّ
متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهنّ صالحات خاضعات لرجالهنّ لكي لا يجدف على كلمة الله))
هنا يأمر بولس النساء بأن يكن خاضعات للرجال فهو يؤمن بقوامة الرجل على المرأة وينصح المرأة أن تلازم بيتها وهذا متجانس تماماً مع الأوامر في الكتاب والسنة
ويقول في رسالته إلى أهل أفسس الإصحاح 5 الفقرات من 22 إلى 24 ((ايها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب.
لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة. وهو مخلّص الجسد.
ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهنّ في كل شيء))
قلت هذا النص خطير فيه أن خضوع المرأة لزوجها ينبغي أن يكون كخضوعها للرب!!!
ويؤكد هذا المعنى في رسالته إلى أهل كولوسي الإصحاح الثالث فقرة رقم 18 فيقول ((ايتها النساء اخضعن لرجالكنّ كما يليق في الرب))
ـ[محب المؤمنين]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 11:40]ـ
ما شاء الله .. ما شاء الله .. بارك الله فيك ..
موضوع جدآآآآ رائع .. أسأل الله أن يستعملني وإياك لطاعته والدعوة إلى دينه(/)
مع شريط "فرَّ من الحزبية فرارك من الأسد" للشيخ عائض القرني
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 03:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع شريط "فرَّ من الحزبية فرارك من الأسد" للشيخ عائض القرني
بداية و حتى أختصر الطريق على من اعتاد قراءة العناوين و ترك المضامين؛ أشير إلى أن هذا المقال للتبرئة و ليس للتخطئة، فأقول:
من الكلمات و الأقوال التي أخذت على الشيخ عائض القرني ـ وفقه الله ـ قوله في شريط "فرَّ من الحزبية فرارك من الأسد": (من أوجب على الناس أن يكون أحدهم إخوانيا أو تبليغيا أو سلفيا فإنه يستتاب، فإن تاب و إلا قتل).
و مما يفرح كل ناصح صادق أن الشيخ قد تراجع عن هذا القول منذ مدة ليست بالقصيرة، حيث قال ـ زاده الله توفيقا ـ في رسالته " معالم في المنهج":
(ما قلته في شريط "فر من الحزبية فرارك من الأسد" من أن من أوجب على الناس أن يكونوا سلفيين فإنه يستتاب، فإن تاب و إلا قتل، فإني قصدت من أنشأ جماعة تحت حزب يسمى (السلفيون)، لا أقصد السلف الصالح و إنما أقصد أي جماعة محدثة تحتكر الاسم، و لها تنظيم خاص بها، و حزب مستقل، و لا أقصد معتقد السلف الصالح ـ معاذ الله ـ، فإني سلفي و أفخر بذلك، و أدعو إلى ذلك، و أشهد الله و ملائكته و حملة عرشه على ذلك. و كل منهج غير منهج السلف فهو خطأ و ضلال و انحراف.
و إن فهم من كلمتي في الشريط غير الحق و غير الصواب، فإني أستغفر الله و أتوب إليه، و ما قصدت إلا الحق، و أرجع عن كل قول يخالف الحق و الصواب) اهـ من كتاب "و لكن كونوا ربانيين" (ص 199 ـ ط. الأولى 1421هـ).
و يشهد الله أن مما يفرحنا أشد الفرح رجوع المخطئ ـ و كلنا كذلك ـ عن أيِّ قول أو فعل يخالف الحق و الصواب، و الحمد لله.
و لكن مما يعكِّر على هذا أني رأيت بعض طلبة العلم ممن كتب كتابات قريبة العهد قد أنكروا على الشيخ عائض هذا القول، مع أنه ـ سدده المولى ـ قد تراجع عنه كما سبق بيانه، و هذا مما لا يسوغ في مجال الرد على المخالف.
من ذلك ما جاء في كتاب "تخليص العباد" للشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري ـ حفظه الله ـ (ص133 ـ ط. الجزائر 1424هـ) و كتاب "الكواشف الجلية" للأخ خالد عثمان المصري ـ وفقه الله ـ (ص 129 ـ ط. الأولى 1426هـ)، فأرجو أن تتم مراجعة هذا، و الله الموفق لا رب سواه، و لا إله غيره.
و أختم المقال بما قاله الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في "شرح الأربعين النووية" (ص308 - 309) ناصحاً:
(إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل الخوارج و المعتزلة و الجهمية و الرافضة، ثم ظهرت أخيراً إخوانيون و سلفيون و تبليغيون و ما أشبه ذلك، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار و عليك بالإمام و هو ما أرشد إليه النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في قوله: "عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين".
و لا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يسمى (السلفيين)، و الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى ما يسمى (السلفيون)، فهناك طريق السلف و هناك حزب يسمى (السلفيون) و المطلوب اتباع السلف، إلا أن الإخوة السلفيين هم أقرب الفرق إلى الصواب و لكن مشكلتهم كغيرهم أن بعض هذه الفرق يضلل بعضاً و يبدعه و يفسقه، و نحن لا ننكر هذا إن كانوا مستحقين، لكننا ننكر معاجة هذه البدع بهذه الطريقة .. ) اهـ.
فريد المرادي.
الجزائر في 20 رمضان 1428هـ.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 04:25]ـ
بارك الله فيك ..
والشيخ عائض - وفقه الله - جاري منذ 14سنة تقريبًا، وماعهدتُه إلا رجاعًا للحق، وقد جرّبتُ هذا معه مرارًا، وزلاته في الغالب لا تأتي مع سابق تعمد وترصد، ولأنه ممن غلب عليه الأدب، فقد كثر خروجه عن النص! ثم يعود سريعًا! مما أتعب محبيه.
وأذكر أن مجموعة من الفضلاء ألحوا عليه أن يُركز جهوده في جانب الوعظ والسيرة، فهو فريدُ عصره فيها، لا يُمل حديثه مهما تردد، أحسبه ممن طُرح له القبول عند الناس، ولا أزكيه على الله.
وألحوا عليه أن يدع عنه الإفتاء، ويحيل إن سُئل إلى اللجنة الدائمة، وأن لا يُكثر من اللقاءات الصحفية التي تُستغل طيبته فيها من أبالسة الإعلام.
والله الموفق ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 05:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك .. والشيخ عائض - وفقه الله من الدعاة اللذين نفع الله بهم من خلال دروسه ومحاضراته الكثيرة
وليس بالمعصوم ونحسبه على خير ولا نزكي على الله احدا.
ـ[نجيب]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 05:45]ـ
أخي سليمان بارك الله فيك لكن هل نشر الشيخ عائض توبته من سب الصحابي الأقرع بن حابس
لأن غلطته في سب صحابي عظيمة فعليه أن ينشر توبته على الملىء وأقل ما يطالب به أنة تكون عبر الفضائيات
وبشرط أن يقول قلت كذا وكذا في حق الصحابي الجليل وهذا غلط وجريمة وأنا أتوب منه وأقول كذا وكذا وهو الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 01:27]ـ
أخي نجيب: أرسل لي هذا، ونشرتُه في حينه.
فإن كنتَ - رعاك الله - ممن شعارهم: (يُستتاب فإن تاب قُتل)! فلا أظنه يكفيك أن يُعلن التوبة في يوم عرفة على جبلها.
وفقكم الله ..
ـ[نجيب]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 10:19]ـ
فأين هو من قول ابن عباس أستغفر الله وأتوب إليه.
أيعجز أن يتوب من ذلك أمام الملأ كما سبه أمام الملأ
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 10:34]ـ
أخي نجيب: أرسل لي هذا، ونشرتُه في حينه.
فإن كنتَ - رعاك الله - ممن شعارهم: (يُستتاب فإن تاب قُتل)! فلا أظنه يكفيك أن يُعلن التوبة في يوم عرفة على جبلها.
وفقكم الله ..
ليس ذلك ببعيد ..
أويظن بالشيخ عائض أنه يسب الصحابة؟؟!!
سيأتي الآن ((نجيب))، ويقول: وهل عائض معصوم .. ؟
والله لئن لم تترك عنك هذا الأسلوب يا ((نجيب))؛ لأقعدنَّ لك كل مرصد أنقض تناقضاتك، وما تدندن حوله ..
فاتق الله يا مسلم ..
أو ابحث عن معرفٍ آخر، وكن أكثر لباقةً!! ((ابتسامة))
على قول العوَّام: (أشغلتنا: الله لا يشغلنا إلا بالطاعة)
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 10:37]ـ
هل نشر الشيخ عائض توبته من سب الصحابي الأقرع بن حابس
لأن غلطته في سب صحابي عظيمة فعليه أن ينشر توبته على الملىء وأقل ما يطالب به أنة تكون عبر الفضائيات
وبشرط أن يقول قلت كذا وكذا في حق الصحابي الجليل وهذا غلط وجريمة وأنا أتوب منه وأقول كذا وكذا وهو الحق
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[نجيب]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 10:47]ـ
[ CENTER] ليس ذلك ببعيد ..
أويظن بالشيخ عائض أنه يسب الصحابة؟؟!!
/ CENTER]
أنت بعيد عن الساحة يا أخي!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 10:58]ـ
أنت بعيد عن الساحة يا أخي!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يعني: أنت متابع، وعائض يسب ويشتم في الصحابة!!
أولستم تذمون من يتابع الساحة .. ؟؟
أصبحتم تذموننا أن أصبحنا بعيدين!!
على فكرة: ليش حاسدين القرني؟؟
لأن له قبول ..
مستعد أخدمك: إذا تبغى برنامج في الفضائيات أخبرني على الخاص ..
واختر القناة المفضلة، وسأتوسط لك بإذن الله ـ حسب القدرة طبعاً ـ!!
والبشت على حسابي ..
ولتكن دروسك: "" كيف تعضعض لحوم الناس""
دراسة على ضوء ............................
تحية طيبة يا مسكين ..
والله إن لم تتأدب؛ فسأظهر حقيقتك .. !!
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 11:16]ـ
لا أصدق أن صاحب هذا المقال ..
وانتصف الشهر،، فلنسارع لاستغلال الأجر ..
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7494
وأنت الآن في العشر لم يسلم منك لا عائض القرني ولا سيد قطب ..
وشكل الباقي في الطريق.!!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 02:14]ـ
بارك الله فيك ..
والشيخ عائض - وفقه الله - جاري منذ 14سنة تقريبًا، وماعهدتُه إلا رجاعًا للحق، وقد جرّبتُ هذا معه مرارًا، وزلاته في الغالب لا تأتي مع سابق تعمد وترصد، ولأنه ممن غلب عليه الأدب، فقد كثر خروجه عن النص! ثم يعود سريعًا! مما أتعب محبيه.
وأذكر أن مجموعة من الفضلاء ألحوا عليه أن يُركز جهوده في جانب الوعظ والسيرة، فهو فريدُ عصره فيها، لا يُمل حديثه مهما تردد، أحسبه ممن طُرح له القبول عند الناس، ولا أزكيه على الله.
وألحوا عليه أن يدع عنه الإفتاء، ويحيل إن سُئل إلى اللجنة الدائمة، وأن لا يُكثر من اللقاءات الصحفية التي تُستغل طيبته فيها من أبالسة الإعلام.
والله الموفق ..
و فيكم بارك الله شيخ سيلمان لمروركم و تعليقكم ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 02:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك .. والشيخ عائض - وفقه الله من الدعاة اللذين نفع الله بهم من خلال دروسه ومحاضراته الكثيرة
وليس بالمعصوم ونحسبه على خير ولا نزكي على الله احدا.
و عليك السلام، و بارك الله فيك ...
ـ[المرجان]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 03:37]ـ
الشيخ القرني واعظ ممتاز واستفدنا منه كثير في ما مضى، لكن يعاب عليه وعلى بعض الدعاة تهاونهم في معاملة أهل البدع، وليس أدل على ذلك من زيارته لفدعق أحد الصوفية المشهورين في مكة، وأيضا الصور التي نشرت له في بعض الصحف هو والعودة بصحبة بعض الصوفية أظن منهم الجفري إلم تخني الذاكرة ..
فنسأل الله للجميع الهداية
ـ[المستفيد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 08:18]ـ
الشيخ القرني واعظ ممتاز واستفدنا منه كثير في ما مضى، لكن يعاب عليه وعلى بعض الدعاة تهاونهم في معاملة أهل البدع، وليس أدل على ذلك من زيارته لفدعق أحد الصوفية المشهورين في مكة، وأيضا الصور التي نشرت له في بعض الصحف هو والعودة بصحبة بعض الصوفية أظن منهم الجفري إلم تخني الذاكرة ..
فنسأل الله للجميع الهداية
وعندما يرونهم العامة متساهلين مع أهل البدع يهون أمر أهل البدع عند العامة
وهذا من الأمور المؤسفة، أسأل الله أن يوفقهم لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 03:07]ـ
الأخوان الكريمان المرجان و المستفيد: بارك الله فيكما، و وفق الله الجميع لما فيه رضاه ...
ـ[أبوعمر السحيم]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 03:30]ـ
أنصح جميع الإخوة بقراءة كتاب: (الصحوة ضوابط وتوجهيات) للإمام: ابن عثيمين رحمه الله تعالى ..
ففيه توجيهات رائعة مهمة لا يستغنى عنها ألبتة .. ويكفيك إمامة مؤلفه .. رحمه الله تعالى ..
وفقكم الله ..
ـ[مسلم محب]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 01:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت شريط الشيخ عائض فر من الحزبية فرارك من الاسد وسمعت مقولته المذكورة ولم أفهم مافهمه البعض للاسف لان الموضوع أصلا عن التحزب والتحزب ممقوت في الشرع مثلا -أن نجعل شخصا نوالي ونعادي عليه لمجرد أي مخالفة وإن كانت إجتهادية أو مجموعة من المشايخ المعدودين لا نخرج عليهم وإن كان على حساب الكتاب والسنة وسلف الامة بدعوى المنهج والجرح والتعديل
حتى فرقوا بين بعض الشباب وطلبة العلم وشعلوا فتنا هنا وهناك لدرجة التشكيك في مصداقية لجنة الافتاء والقائمين عليها حفظهم الله ومع مرور الوقت نرى العجب ينقلب الاحباب أعداء لاتفه الاسباب كما هو واقع هذه الايام للاسف في بعض الدول العربية تحت عنوان إما معنا أو معهم ولا داعي لذكر الفتنة القائمة-
اما كلام الشيخ فهي توضيح وبيان لقاصري الفهم أو القصد لا تراجع عن خطأ.
واستسمح
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 03:02]ـ
الأخ الكريم أبا عمر السحيم: بارك الله فيك على نصيحتك الغالية، نِعم الكتاب - رحم الله الشيخ العثيمين - ...
===
الأخ الكريم مسلم محب: صدقتَ، وكلام الشيخ العثيمين الذي أوردتُه يثبتُ قولك، دمتَ محباً ...(/)
تقي الدين الهلالي يدافع عن أبي الحسن الأشعري
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 04:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقي الدين الهلالي يدافع عنأبي الأحسن الأشعري
بينما كنت اتصفح أحد أعداد مجلة "دعوة الحق" المغربية وبالضبط عدد مارس 1974م إذا بي أجد الدكتور محمد تقي الدين الهلالي ينافح بكل قوة وصدق عن الإمام أبي الحسن الأشعري فأحببت - تعميما للفائدة - أن اقتطف من كلامه هذه اللقطات بلفظه:
"قال محمد تقي الدين فإن قلت أليس مؤلفو كتب الأشعرية المتأخرون الذين طعنت في عقائدهم قد أخذوا عقائدهم عن الإمام الأشعري وهو علم من أعلام السنة؟
فالجواب:إن أبا الحسن الأشعري رحمه الله بريء منهم براءة الذئب من دم يعقوب - هكذا والصواب من دم يوسف - فإنه رحمه الله ذكر عقيدته التي هي عقيدة جميع أهل السنة في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين وهو مطبوع موجود في الأسواف وذكر عقيدته أيضا في كتايه الإبانة في أصول الديانة وهو مطبوع كذلك في حيدر اباد الهند، وذكر الحافظ ابن عساكر عقيدة الإمام الأشعري،فهذه الكتب الثلاثة تبين كذب المفتري فيما نسب الى أبي الحسن الأشعري
فهذه الكتب الثلاثة تبريء أبا الحسن الأشعري من عقيدة الجهمية التي نسبها إليه المتأخرون كذبا وافتراء وينبغي أن يعلم أن هذا الإمام مرت عليه ثلاثة أطوار كان في أول أمره معتزليا ثم صار كلابيا ثم انتقل إلى عقيدة السلف وألف ما تقدم فلا يحل لأحد أن ينسب إليه شيئا من العقائد التي تاب منها ورجع عنها، وسأنقل هنا نبذة يسيرة من كلام الإمام رحمه الله تعالى
قال الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري في الكتاب المذكور أعلاه صفحة 320 طبعة مكتبة النهضة المصرية سنة 1369م ما نصه:" جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله ومارواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئا وأن الله سبحانه إله واحد فرد صمد " ثم مضى في ذكر صفات الله تعالى إلى أن قال:" وأن الله سبحانه على عرشه كما قال {الرحمن على العرش استوى} وأن له يدين بلا كيف كما قال {خلقت بيدي} وكما قال {بل يداه مبسوطتان} وأن له عينين بلا كيف وكما قال {تجري بأعيننا} وأن له وجها كما قال {ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام} - ومضى إلى أن قال:" ويقولون إن القرآن كلام الله غير مخلوق والكلام في الوقف واللفظ من قال باللفظ أو بالوقف فهو مبتدع عندهم ... "
" و يقولون إن الله سبحانه يرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر يراه المومنون ولا يراه الكافرون لأنهم محجوبون، قال الله عزوجل {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} - ومضى إلى أن قال " ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر كما جاء في الحديث ويأخذون بالكتاب والسنة كما قال الله تعالى {فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول} ويرون اتباع من سلف من أئمة الدين وألا يبتدعوا في دينهم ما لم ياذن به الله ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال {وجاء ربك والملك صفا صفا} وأن الله يقرب من خلقه كيف يشاء كما قال {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} ويرون العيد والجمعة خلف كل إمام بر وفاجر " ومضى الى أن قال في آخر المقال:"ولكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب وما توفيقنا إلا باله وهو حسبناونعم الوكيل وبه نستعين وعليه نتوكل وإليه المصير انتهى.
إنها مرافعة خبير مطلع فهل من رأي آخر؟ آمل أن يناقش هذا الموضوع على ضوء ماجاء في المقال بكل نزاهة وتجرد والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 04:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... كلام صحيح رحم الله علامة المغرب محمد تقي الدين الهلالي
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 04:43]ـ
الرجاء من الإخوة المشرفين بارك الله فيهم تصحيح كلمة"يافع" في العنوان لتصبح "يدافع "جازاهم الله خيرا
ـ[أبوأيمن المغربي]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 05:39]ـ
جزاكم الله خيرا ورحم الله الشيخ تقي الدين الهلالي. ونرجو الله أن يهدي المغاربة وجميع المسلمين إلى صحيح الإعتقاد في الدين.
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 11:25]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة
كلام متين من الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله و لا غرو فقد سبقه الى ذلك جماعة كابن تيمية و ابن القيم و غيرهما
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 03:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وينبغي أن يعلم أن هذا الإمام مرت عليه ثلاثة أطوار كان في أول أمره معتزليا ثم صار كلابيا ثم انتقل إلى عقيدة السلف وألف ما تقدم فلا يحل لأحد أن ينسب إليه شيئا من العقائد التي تاب منها ورجع عنها،
هذا ما اشتهر عند المتأخرين فهل يصح عن الامام الأشعري؟؟ .... فقد ذكر شيخ الاسلام أن الأشعري مر بمرحلتين لا غير من الاعتزال الى ما استطاع تحصيله من مذهب أهل السنة و اللذين توهموا أن له مرحلتين انما أخذوه مما حكاه عنه الجويني واشتهر من ان له قولين في اتباث الصفات الخبرية مع انه لا يعرف للأشعري غير قول واحد بعد توبته من الاعتزال؟؟ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السعيد وعزوز]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 02:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل على إدراج هذا المقال الذي يضم تبيان الحق في الإمام أبي الحسن الأشعري من قبل العلامة محمد تقي الدين الهلالي المغربي الإمام الفاضل شيخ السلف والسنة والدعوة إلى الحق
جزاك الله كل خير
ـ[سيدي صالح الدرعي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 10:03]ـ
جزى الله الدكتور المعيار على البيان
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 10:06]ـ
جزى الله كل الإخوة الذين أبدوا رأيهم في الموضوع و نتمنى المزيد إن شاء الله ...
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اتباع المتشابه من كلام الأئمة الأعلام ـ كالإمام الأشعري ـ وحمله على ما محامل فاسدة، وترك المحكم منه، سنة متبعة من كل من جانب الحق في العقائد النظرية، وإلا فللإمام أبي الحسن الأشعري قواعد محكمة متقنة لا تزلزلها الشبهات، وتمنع أهل البدع من حمل مقالاته على أهوائهم، ومعلوم أن أصحاب الإمام الأشعري ينقلون عنه قولا خاصا في مسألة الصفات الخبرية وأنها صفات وجودية قديمة قائمة بذات الله تعالى، الله أعلم بحقيقتها ـ أي كيفيتها ـ وأعلم بتعلقاتها.
وبكل بساطة يستحيل توجيه كلام الإمام أبي الحسن على مقتضى قواعد السلفية أهل هذا المنتدى لأنه يحيل حلول الحوادث بذات الله تعالى، ويحيل أن تكون ذات الله تعالى محلا لفعله، ويحيل التسلسل مطلقا بجميع أصنافه، ويعتمد حدوث العالم دليلا على معرفة الله تعالى، وغير ذلك من الأصول الراسخة، فخرافة أنه مر بأطوار ثلاثة لا يقبلها إلا ضعفاء القلوب. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 11:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اتباع المتشابه من كلام الأئمة الأعلام ـ كالإمام الأشعري ـ وحمله على ما محامل فاسدة، وترك المحكم منه، سنة متبعة من كل من جانب الحق في العقائد النظرية، وإلا فللإمام أبي الحسن الأشعري قواعد محكمة متقنة لا تزلزلها الشبهات، وتمنع أهل البدع من حمل مقالاته على أهوائهم، ومعلوم أن أصحاب الإمام الأشعري ينقلون عنه قولا خاصا في مسألة الصفات الخبرية وأنها صفات وجودية قديمة قائمة بذات الله تعالى، الله أعلم بحقيقتها ـ أي كيفيتها ـ وأعلم بتعلقاتها.
وبكل بساطة يستحيل توجيه كلام الإمام أبي الحسن على مقتضى قواعد السلفية أهل هذا المنتدى لأنه يحيل حلول الحوادث بذات الله تعالى، ويحيل أن تكون ذات الله تعالى محلا لفعله، ويحيل التسلسل مطلقا بجميع أصنافه، ويعتمد حدوث العالم دليلا على معرفة الله تعالى، وغير ذلك من الأصول الراسخة، فخرافة أنه مر بأطوار ثلاثة لا يقبلها إلا ضعفاء القلوب. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الحمدلله و بعد
فيما كتبته جملة من المغالطات و الجواب عنها من وجوه:
الوجه الأول: أين هذه القواعد المتقنة إبان إعتزاله؟ هذه واحدة
الوجه الثاني:
ان أبا الحسن الأشعري قد صرّح بنفسه على إتباع الإمام أحمد بن حنبل و هذا دليل على أنه ترك من كان يتبعه كابن كلاّب و تفصيله في الوجه الثالث:
الوجه الثالث: و هو ان الأشعري رحمه الله كان يفرّق بين أهل الحديث الذي ينتسب لهم كما بيّن في مقالاته و بين أتباع الكلابية , فقد كان يحكي مقالات عبدالله ابن كلاّب بعد مقالات أهل الحديث و السنة فيقول في مقالات الإسلاميين: (واختلفت أصحاب عبد الله بن كلاب في القول بأن الله قديم بقدم أم لا بقدم على مقالتين: فمنهم من زعم أن الله قديم لا بقدم ومنهم من زعم أنه قديم بقدم.)
و يقول في موضع آخر: (وقال أصحاب الحديث: لسنا نقول في ذلك إلا ما قاله الله عز وجل أو جاءت به الرواية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول: وجه بلا كيف ويدان وعينان بلا كيف.
وقال عبد الله بن كلاب: أطلق اليد والعين والوجه خبراً لأن الله أطلق ذلك ولا أطلق غيره فأقول: هي صفات لله عز وجل كما قال في العلم والقدرة والحياة أنها صفات.)
و في هذه النصوص دليل على أنه ترك طريقة ابن كلاّب بينما أتباعه يتبعون ابن كلاب و يقولون عنه: قال شيخنا سعيد ابن كلاّب!
(يُتْبَعُ)
(/)
و هذا الرجوع منه عن طريقة الكلابية الى طريقة أهل الحديث: هو ما نص عليه غير واحد من الأئمة انها المرحلة الثالثة و التي ينكرها الأشاعرة لأن فيها ردا عليهم , فأول مرحلة له كانت على مذهب الاعتزال ثم المرحلة الثانية و هي مذهب ابن كلاّب و الثالثة هو الرجوع الى مذهب أهل السنة و على هذا يُفهم ذكره لابن كلاب و أصحابه بإعتبارهم فرقة لم ينص على انه متبع لهم و لا قال بأنه شيخنا ابن كلاب! كما قالها جماعة من المنتسبين للأشعري كالشهرستاني في الملل و النحل .. في آخرين
الوجه الرابع: ان ما قلته من كون الأشعري لا يُثبت حلول الحوادث المخلوقة بالذات الالهية المقدسة فهذا كلنا لا نثبته! إنما الخلاف في أفعاله تعالى و التي تصفونها بالخلق فتقولون ان الفعل هو المفعول المخلوق! بينما أهل السنة يقولون ان الفعل صفة لله تعالى
قال إمامنا حافظ الدنيا أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتابه الجليل: خلق أفعال العباد " -:
((اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول
فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر
وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله
وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا كن مخلوق
وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/ 439 وهو في المطبوع بنحوه.
و لهذا فالأشعري مخالف لكم في ذلك فهو ينص على ان الله تعالى يجيء يوم القيامة! و ينص على نزول الجبار الى سماء الدنيا كل ليلة!
قال رحمه الله في الإبانة:
(ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل عن النزول إلى سماء الدنيا، وأن الرب عز وجل يقول: (هل من سائل، هل من مستغفر)، وسائر ما نقلوه و أثبتوه خلافا لما قاله أهل الزيغ والتضليل.
ونعوِّل فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا عز وجل، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين، وما كان في معناه، ولا نبتدع في دين الله (2/ 30) ما لم يأذن لنا، ولا نقول على الله مالا نعلم.
ونقول: إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة، كما قال سبحانه: (وجاء ربك والملك صفا صفا) (22/ 89).
وأن الله مقرب من عباده كيف شاء بلا كيف، كما قال تعالى: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) من الآية (16/ 50)، وكما قال سبحانه: (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) (8 - 9/ 53).اهـ من إبانته
فهو يثبت الصفات الفعلية الإختيارية لله تعالى = و هي حلول الحوادث عندكم!!!
فهو مخالف لكم فيها
اما ما صدر عنه من مخالفة لأهل الحديث بعد رجوعه الى منهج الحق - على فرض وقوعه منه - فالجواب على ذلك: ان الرجل كان عارفا بأصول المبتدعة معرفة لا نظير لها في وقته فإذا قرر قولهم: قرره بأحسن تقرير , بينما معرفته بأقوال أهل السنة و الحديث مجملة , فقد أخذ أصول السنة و الحديث عن مجسم كبير عندكم كما يقول شيخكم سعيد فودة! و هو الإمام الجبل , الشيخ المقدّم و الهزبر الغشمشم الحافظ الهمام الإمام أبو زكريا يحيي الساجي رحمه الله , فلما أبان الله له الحق قرر مذهب أهل الحق على الوجه المجمل و اقتنع به و لم يكن يعرف كثير من تأصيلاتهم في الرد على المبتدعة فلهذا يُعذر بما عرفه رحمه الله فإنه طلب الحق فأوصله الله تعالى له.
لهذا تراه يحكي في المقالات و الإبانة أقوال أهل الحديث و السنة و قد نص في مقدمة إبانته انه على مذهبهم ,,,
فما صدر منه بعد إبانته و تأكيده للناس أجمع انه رجع الى عقيدة أهل السنة و الى طريقة الإمام المبجل أحمد بن حنبل نضّر الله وجهه , أمر حسن منه , فإن أخطأ في مسألة أو أكثر على مذهب أهل الحق = فهو مما لم يعرفه على وجهه فيُعذر فيه رحمه الله
و الرجل في إبانته قرر مذهب أهل السنة في الجملة بأحسن تقرير و لو لم يصنف بعد رجوعه الى عقيدة أهل السنة سوى المقالات و الإبانة لكفته
و لأجل ما صدر من هذا الامام الأشعري من تحرٍّ للحق و تقرير له: انتدب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مدافعا عنه و نص بصريح العبارة على ان تقريره لعقيدة السنة خير من تقرير بعض المتكلمين المتأخرين المنتسبين للإمام أحمد.
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 11:57]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
طبعا أتوقع إستعدادك للطعن في كتاب الإبانة - تلاعبت به الأيدي الأثيمة , نسخه الخطية لا تطمئن ... الخ الهذرمات المعروفة و التي لا تنفع الا في محاججة الجهلة و الصبيان -: فإن حصل ذلك منك: فلأهل السنة أجوبة وافية على كل ما ستأتي به بإذن الله , فلا تحد عن الموضوع رجاءا! و اترك الإبانة و شأنها!!
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 12:24]ـ
المشكلة مع الإخوان السلفيين أنهم جعلوا بعض المسائل المتنازع فيها قواعد لهم، وكأنها مسلَّمة لهم، وليس الأمر كذلك، فنحن أهل السنة والجماعة أصحاب الإمام الأشعري الذي لم يكن له طور ثالث بعد الاعتزال ندعي أننا على منهج الإمام أحمد، كما كان الإمام الأشعري كذلك، بينما السلفيون يقررون من رؤوسهم أن الأشعري كان في فترة من فتراته بعد رجوعه من الاعتزال مخالفا للإمام أحمد والسلف الصالح، وهذا محض خيال وافتراء.
لم يتجاوز الإمام الأشعري ومن قبله الإمام أحمد على ذكرالنصوص شيئا، فهم لم يقولوا كما قال السلفية وإمامهم ابن تيمية أن الحركة والسكون من لوازم الحياة مثلا، وأن الله حي فهو يتحرك ويسكن كما يشاء، وأن المتحرك أكمل من الساكن، وأن لازم الحق ـ على زعمهم ـ حق، ولم يقولوا بأن الله تعالى يفعل خارج ذاته بتوسط ما يوجد في ذاته، ولم يقولوا بأن أفراد الصفات الإلهية حادثة أو محدثة وجنسها قديم، ولم يقولوا بكثير من الطامات التي التزمها السلفية اقتداءا بابن تيمية والسلف في زعمهم، والسلف لم يصرحوت بذلك أبدا.
ولا يضر أهل السنة والجماعة أتباع الإمام الأشعري أن يقولوا بأن لله تعالى يدا ونزولا ومجيئا وسائر ما ورد به الكتاب وصحيح السنة، لكنهم رضي الله عنهم أجمعين لا يتجاوزون ذلك إلى القول باللوازم الفاسدة كالحد الذي من لازمه المحدودية ولو من جهة، ولا إلى القول بالجلوس على العرش استقرارا، ولا إلى غير ذلك مما ابتدعه المتأخرون لفظا ونسبوه للسلف الصالح بحجة واهية وهي أن لازم الحق ـ في زعمهم ـ حق.
فكيف وللإمام الأشعري في مقالاته وغيرها عبارات في تسفيه قول من يجعل الله تعالى محلا للصفات الحادثة، وتسفيه لمن يجوز تسلسل الحوادث بلا أول، وغير ذلك مما يقول به السلفية اليوم بكل جرأة.
أما خرافة أن ابن تيمية يدافع عن الأشعري فهي واهية أيضا، بل إنه غفر الله تعالى له نسب للإمام الأشعري قولا تقشعر منه الجلود، مستندا في ذلك النقل عن ألد أعداء الله الراوندي، وهو أن الإمام الأشعري تكافأت عنده أدلة وجود الله من عدمه وتحير فيها. وهو نقل خبيث عن خبيث، ما كان أحرى بابن تيمية أن يتجنب توظيفة.
ثم دعني أختم ببيان حجم الخلاف بينكم ـ السلفية ـ وبين الإمام الأشعري وأتباعه أهل السنة والجماعة، وهو للأسف خلاف عميق جدا جدا، فالأشعري وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين يؤمنون بوجود إله له جميع صفات الكمال أزلا وأبدا وغير متحيز ولا في جهة، والسلفية لا يؤمنون بإله غير متحيز ولا في جهة، فمن أين سيكون التقريب؟؟ وكيف تتجرأون في نسبة الإمام الأشعري إليكم مع أنه يناقضكم في أهم الأصول، لو تركتكم التشبث بالمتشابه من كلامه.
خلاصة القول أن أهل السنة الأشاعرة وهم ألوف وأجيال من العلماء في شتى العلوم لا يطعنون في الأشعري ولو بحرف، ويسيرون على منهجه وأصوله الاستدلالية، وقد رضوا بمنهجه سبيلا، أما أنتم السلفية فلكم منهجكم الخاص ولكم مراجعكم الخاصة فما لكم وما للإمام الأشعري؟؟ اتركوه وأصحابه وخلوا سبيلهم، ويكفيكم ما لكم من المراجع التي أصلت لقواعدكم بنصوص صريحة. وباختصار لكم دينكم ولأهل السنة الأشعرية دينهم. والله يفصل بينهم وبينكم يوم القيامة. أما في الحياة الدنيا فسيبقى الخلاف وسيبقى انقسام الناس في العقائد إلى مخطئ ومصيب، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 12:52]ـ
و مشكلة الأخوة الأشاعرة انهم إذا خنقتهم الحجج وأخذت بحلوقهم الأدلة وأفلسوا من كل إقناع يؤيد فكرهم, أخذوا بترداد مقولة: إنما نحن أكثر! أليس منا فلان و علان! و نحن نتبع الامام أحمد! .. ألخ الكلام الذي لا يُعقل الا ممن أفلس عن الحجج و خنقته الأدلة!
(يُتْبَعُ)
(/)
و إلا فالسلف و الإمام أحمد أين و أنتم أين! و هل قرأ أحدكم هذه الكتب السلفية ككتاب البخاري خلق أفعال العباد و كتاب الرد على الجهمية للامام أحمد و كتاب ابن خزيمة الموصوف بكتاب الشرك عند حذاقكم! و غير ذلك مما لا يستطيع الحاصر حصره في هذا الموضوع
و الأخ نزار كغيره من الأشعرية إذا ما نوظروا و أُفحموا بالأدلة و الحجج: أقحموا الكلام المكرر المعروف و بدأوا بإلقاء الأراجيف التي يعرف الصبيان انها من الأكاذيب و البهتان! و إلا فأين قرر أهل السنة التحيز و لوازم المحدودية المخلوقة و غير ذلك من الأراجيف التي تقولها؟
أما ان كل حي فعّال فهذا قرره شيخ الإمام أبي عبدالبخاري رحمه الله: الإمام نعيم بن حماد من كبار المجسمة عندكم و لا ريب! و كلامه معروف نقله تلميذه البار الامام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد و نص على اتفاق المسلمين على ذلك , و تقريره في القرآن و السنة معروف.
أما لازم الحق فهو حق دائما قولاً واحداً
و أما تقرير ان من يفعل أكمل ممن لا يفعل: فهذا صواب , قال تعالى (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
قال الإمام البخاري رحمه الله (وقال السلف التخليق فعل الله)
أما أفراد أفعاله تعالى كمجيئه يوم القيامة وغير ذلك مما جاء في الكتاب و السنة: فهذا المجيء ليس قديما قبل يوم القيامة , و حدث الله تعالى لا يشبه حدث المخلوقين لأن الله تعالى قال (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)
قال إمامنا إمام أهل الحديث بلا مدافعة: أبو عبدالله البخاري حافظ الدنيا رحمه الله في صحيحه:
(وَقَوْلِهِ تَعَالَى
{لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}
وَأَنَّ حَدَثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}) اهـ من صحيح الإمام المبجل أبي عبدالله البخاري رحمه الله
و قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
(في البداية و النهاية الجزء 10 ص 298:
" ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [الانبياء: 2] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [الاعراف: 11] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد.) اهـ
ثم ان اهل السنة يرون ان لله تعالى جميع صفات الكمال أزلا وأبدا.
و مسألة العلو: مقررة عند أهل السنة منذ القدم , فجاء تقريرها في كتاب الله تعالى بل في كل كتاب أنزل على نبي من الأنبياء صلوات الله عليهم , و تقريرها في القرآن مشهور غير مدفوع حتى ان ذلك ألجأ غير واحد من الأشاعرة كالغزالي و العز بن عبدالسلام و التفتازاني و غيرهم الى الاعتراف بأن الغالب على الناس التجسيم و ان القرآن مشعر بتقرير الجهة .. الخ كلامهم و لا يضرنا تسميتكم لها بالجهة او التحيز او غير ذلك من الأراجيف و الشقاشق و المخارق.
ثم انهم ينصون على ان تقرير عقيدتهم اللاداخلة و اللاخارجة: لا تُعرف الا بمقدمات صعبة جدا! فهل كان الله تعالى عاجزا عن تقرير هذه المقدمات في كتابه؟ جل الله عن ذلك و لكنها الوساوس و الخرافات الأفلاطونية و الحدود الأرسطوية التي اشتهر بها بعض متكلميهم غفر الله له حتى ذكر أحد المؤرخين انه وجد الرازي - في بلده - قد أشغل الناس بكتب أرسطو و أتباعه و الله المستعان
أما دفاع الامام ابن تيمية عن الإمام أبي الحسن الأشعري: فصحيح و ليس له مثيل , و طالما حاجج أتباعه بكلامه.
اما القول المنقول عن ابن الرواندي في أبي الحسن الاشعري و الذي نصره شيخ الإسلام كما تقول: فلم اطلع عليه فهات نص كلامه لأراه.
و العجب من قولك أهل السنة الأشعرية! ألا تستطيع ان تقول أهل السنة فقط؟ أم ان اهل السنة شعار و دثار حين يُطلق لا يُعرف به إلا أهل السنة فقط؟ فكيف يُدخل فيهم من كان مخالفا لهم في أصولهم كالأشعرية؟ حاشا من قال بكتاب الإبانة بالجملة فهذا من أهل السنة
ثم ان كنتَ ترى انه لا تقريب بيننا: فلمَ انت حال في منتدانا؟ أمر عجيب!
هداك الله و أصلحك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 01:20]ـ
ما أفعل لك إذا كنت ممن يهوون القص واللصق من هنا وهناك ولم تتطلع على كتب ابن تيمية بالتفصيل؟ نعم جلها لا يفقهه إلا من له دراية بالعقليات، وهي بعيدة عنك بعد السماء عن الأرض.
كي لا يتشتت الحديث
أنصحك بالتالي:
نأخذ المسائل مسألة مسألة.
المسألة الأولى: من أصولكم ايها السلفية أن الله تعالى يحدث الصفات في ذاته.
وأنت تستدل على ذلك بقوله تعالى: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ)
ما وجه الدليل من هذه الآية على أن الله تعالى يوجد الأفعال والصفات الحادثة في ذاته؟؟
نعم الله تعالى فعال لما يريد، ولا ينكر ذلك مسلم، لكن من اين لكم أنه فعال في ذاته لما يريد؟؟
المجيئ عندك كما صرحت يقوم بذات الله تعالى، وهو حادث كما صرحت أيضا بقولك: ليس بقديم. فهل المجيئ كمال عندك أم لا؟ وعلى التقديرين يلزمك وصف الله تعالى بالنقص. ولا مفر لك من هذا أبدا. فإن كل ما يقوم بذات الله تعالى إما أن يكون كمالا أو نقصا، ولا واسطة بينهما.
وهذا أصل يبطل جميع خرافاتكم. فتأمله لعل الله يهديك:
أيها السلفية: تقولون بأن الله تعالى يفعل في ذاته صفات حادثة، وتسمونها صفات اختيارية، فهذه الصفات الحادثة لا يخلو إما أن تكون كمالات أو، نقص، أو ليست بكمالات ولا بنقص.
ـــ فإن كانت كمالات فلا يمكن أن تكون إلا أزلية قديمة وإلا خلت ذات الله عنها في الأزل ويلزم من ذلك النقص في الأزل.
ـــ وإن كانت نقصا فيتنزه الله تعالى عنها بالإجماع.
ـــ وإن كانت ليست بكمالات ولا بنقص ـ وهو باطل لبطلان الواسطة بينهما ـ فلم الإنكار على من ينفيها؟
تأملوا أيها السلفية وأعملوا عقولكم قليلا.
لا يجوز وصف الله تعالى بالصفات الحادثة ثم الافتراء بأنها صفات اختيارية، وتستدلون بكلام لا علاقة له بذلك المعتقد الفاسد كقوله تعالى: (فعال لما يريد) تأملوا لعل الله تعالى يهدي بعضكم ويراجع به وإن بعدت المسافة بينه وبين الحق.
المقدادي لا تشتت الموضوع إن كنت طالبا للحق، وركز الكلام في مسألة تأثير الله تعالى في ذاته وهي الأصل الفاسد لجميع ما خالفتم فيه الحق.
التحيز تنكرونه لفظا فقط لكنه مستقر في قلوبكم.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 01:25]ـ
بالنسبة للافتراء الذي نقله ابن تيمية عن أحد الخبثاء ونسبه للإمام أبي الحسن الأشعري، فاستشر شيخك الجوجل أو غيره من محركات البحث، فإذا وجدته فبها، وإلا أسعفتك به:)
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 01:47]ـ
أين القص و اللصق يا رعاك الله؟ إنما أدلل على كلامي بالكتاب و السنة و أقوال السلف و أتباعهم! أفهذا قص؟
أنا مستعد على النقاش معك شريطة الجدية و عدم رمي الأقوال هباءا منثورا
أولا: اعتبرني لم أقرأ كتب ابن تيمية بالتفصيل: فهات لي نص كلام في أبي الحسن الأشعري بما ذكرته انت سابقا , و انا أشكرك بعدها
ثانيا: قبل ان تناقشني في معتقدي: إما ان تكون على دراية به أو لا , فإن كانت الأولى فلا تنسب لي ما لا أقول به و ان كانت الثانية: فاسأل عما خفي عليك
و تبرعا مني أجيبك على ما ذكرته و لكن تذكر ما اشترطته عليك الآن:
فأما صفات الله تعالى:
1 - فهي أزلية لله تعالى
2 - فعله تعالى صفة له كما مقرر
3 - فما شاء أن يفعله يوم القيامة كمجيئه تعالى: فهذا من أفعاله غير مخلوق , سواء سميته محدثا أو غير ذلك , فالمهم ان الله تعالى ذكر انه يجيء يوم القيامة و الملك صفا صفا , فحدده تعالى بيوم القيامة و هذا حلول حوادث مخلوقة عندكم أما عندنا فهو من الله تعالى و ما كان من الله تعالى فهو غير مخلوق
أما تأصيل هذه المسألة فمن كلام الله تعالى قال تعالى (و جاء ربك و الملك صفا صفا) و هذا يوم القيامة , فهل تقول ان الله تعالى جاء يوم القيامة قبل يوم القيامة؟ أجب بصراحة
فأما قولك: (فهل المجيئ كمال عندك أم لا؟ وعلى التقديرين يلزمك وصف الله تعالى بالنقص. ولا مفر لك من هذا أبدا. فإن كل ما يقوم بذات الله تعالى إما أن يكون كمالا أو نقصا، ولا واسطة بينهما.)
فهذا من أراجيف الجهمية لأنهم أرادوا نفي الفعل عن الله تعالى , و لأهل السنة جواب عن هذا فلم يكن مثل شبهتكم هذه لتفوتهم:
فالجواب عليها من وجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: ان ذلك ليس نقصا و لا كمالا , فلما وجدت كانت كمالا لله تعالى
الثاني: ان ذلك ليس نقصا بل لو وجدت قبل وجودها لكان نقصا مثال ذلك تكليم الله لموسى عليه السلام ونداؤه له فنداؤه حين ناداه صفة كمال؛ ولو ناداه قبل أن يجيء لكان ذلك نقصا؛ فكل منها كمال حين وجوده؛ ليس بكمال قبل وجوده؛ بل وجوده قبل الوقت الذي تقتضي الحكمة وجوده فيه نقص و كذلك مجيئه تعالى يوم القيامة لو كان قبل يوم القيامة لكان هذا النقص لا العكس , فإن مجيئه تعالى يوم القيامة لا قبله لا نقص فيه
الثالث: أن هذا يرد في كل ما فعله الرب وخلقه. فيقال: خلق هذا المخلوق إن كان نقصا فقد اتصف بالنقص وإن كان كمالا فقد كان فاقدا له؛ فإن قلتم: " صفات الأفعال " عندنا ليست بنقص ولا كمال. قيل: إذا قلتم ذلك أمكن المنازع أن يقول: هذه الحوادث ليست بنقص ولا كمال
و قولك: (كانت ليست بكمالات ولا بنقص) فهذه قبل وجودها فلما وجدت كانت كمالا لله تعالى فنحن نؤمن بهذا الكمال لله تعالى , فالإنكار متوجه على نفى أفعاله تعالى
أما قولك: (لا يجوز وصف الله تعالى بالصفات الحادثة ثم الافتراء بأنها صفات اختيارية، وتستدلون بكلام لا علاقة له بذلك المعتقد الفاسد كقوله تعالى: (فعال لما يريد) تأملوا لعل الله تعالى يهدي بعضكم ويراجع به وإن بعدت المسافة بينه وبين الحق.)
فيا الله العجب! فقولنا ان صفاته تعالى أزليه و فعله صفة له , و لم نقل ان صفاته حادثة! فالله تعالى يفعل ما يشاء و لكن المشكلة فيمن أغلق عينيه و فهمه عن الكتاب و السنة و فهم سلف الامة فقال ان الفعل هو المفعول! فجعل أفعال الله تعالى مخلوقات منفصلة عنه خوفا من حلول الحوادث المزعوم! فهل وجدت في كتاب الله تعالى ما ينفي المجيء يوم القيامة و مناداته لموسى عليه السلام و إتيانه تعالى في ظلل من الغمام .. الخ؟؟ أم وجدت العكس تماما و هو إثبات ذلك؟ فيالله العجب!
و هل تقصد بكلامك هذا الإمام البخاري و شيخه و جميع المسلمين ممن نقل البخاري إجماعهم على ذلك؟
اتق الله في نفسك و دع عند عقيدة المعطلة
هداك الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 01:49]ـ
بالنسبة للافتراء الذي نقله ابن تيمية عن أحد الخبثاء ونسبه للإمام أبي الحسن الأشعري، فاستشر شيخك الجوجل أو غيره من محركات البحث، فإذا وجدته فبها، وإلا أسعفتك به:)
لست مثلك انقل من شيخك قوقل انما عندي كتب الأئمة الاعلام رحمهم الله
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 06:03]ـ
في الكتاب العظيم موقف ابن تيمية من الأشاعرة تحقيق جيد جدا للتطور الاعتقادي عند الامام الأشعري و عرض لاختلافات الأشاعرة و الحنابلة و الباحثين و المحققين و المؤرخين و المستشرقين حول المسألة
أما قضية تكافؤ الأدلة الذي اعرفه أنه دائما يذكره عنه بصيغة التمريض و مع هذا فهي أيضا نقطة مهمة تدل على عظم قدر هذا الامام اذ أن التهمة وردت من غير طريق ابن الراوندي و لا أتذكر الموضع فالامام ابن تيمية ذكرها و لكن ما لايحب البعض ذكره و يبتره أن شيخ الاسلام بعد ذكره لها وجهها على فرض صحتها الى أن المقصود أن الامام الأشعري في آخر حياته تكافأت عنده الأدلة الكلامية- و خاصة ما تضمنه دليل الأعراض في اتباث الحدوث - لا الأدلة باطلاق و رجح ذلك بما كتبه الامام الأشعري من ذم هذه المسالك و تبديعها في كتبه المتأخرة كرسالته لأهل الثغر ...
قال في الدرء
"وقد حكي عن طائفة من رؤوس أهل الكلام أنهم كانوا يقولون بتكافؤ الأدلة وأن الأدلة قد تكافأت من الجانبين حتى لا يعرف الحق من الباطل ومعلوم أن هذا إنما قالوه فيما سلكوه هم من الأدلة "
و قال في الفتاوى
"وقد قيل: إن الأشعري - مع أنه من أقربهم إلى السنة والحديث وأعلمهم بذلك - صنف في آخر عمره كتابا في تكافؤ الأدلة يعني أدلة علم الكلام فإن ذلك هو صناعته التي يحسن الكلام فيها وما زال أئمتهم يخبرون بعدم الأدلة والهدي في طريقهم كما ذكرناه عن أبي حامد وغيره حتى قال أبو حامد الغزالي " أكثر الناس شكا عند الموت أهل الكلام "
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل من دفاع بعد هذا الدفاع؟؟؟؟ الا فليتق الله بعض الناس رأوا هذا الامام تعرض بحق لكبار الباطنية من فلاسفة الصوفية ألفوا مجلدات لا يتناطح في امتناع تأويل كفرها و مناقضتها للدين بعامة- لا للاسلام فقط - حتى أصحابهم فقالوا ... فلنحط عليه بتكبير ما دق من كلامه و لنكثر من التشنيع على أصحابه بها و تضخيمها و نملأ الدنيا ضجيجا فلا نترك امامهم بما اختلط من نقدنا حتى يتركوا أئمتنا بما وضح من نقدهم ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 06:38]ـ
نرجو من الأخ نزار أن يلتزم بأدب المباحثة العلمية وأن يتوقف عن إلقاء التهم، وعليك بتوثيق كلامك، أراك تلقي بكلام لا خطم له.
أين توثيق هذا الكلام:
وبكل بساطة يستحيل توجيه كلام الإمام أبي الحسن على مقتضى قواعد السلفية أهل هذا المنتدى لأنه يحيل حلول الحوادث بذات الله تعالى، ويحيل أن تكون ذات الله تعالى محلا لفعله، ويحيل التسلسل مطلقا بجميع أصنافه، ويعتمد حدوث العالم دليلا على معرفة الله تعالى، وغير ذلك من الأصول الراسخةوأين قال:
فكيف وللإمام الأشعري في مقالاته وغيرها عبارات في تسفيه قول من يجعل الله تعالى محلا للصفات الحادثة، وتسفيه لمن يجوز تسلسل الحوادث بلا أول، وغير ذلك مما يقول به السلفية اليوم بكل جرأة.
وكيف تتجرأون في نسبة الإمام الأشعري إليكم مع أنه يناقضكم في أهم الأصول، لو تركتكم التشبث بالمتشابه من كلامه.
أين كلام الأشعري - رحمه الله - المحكم عندك الذي يناقض كلام أهل السنة هاته هداك الله.
ما أفعل لك إذا كنت ممن يهوون القص واللصق من هنا وهناك ولم تتطلع على كتب ابن تيمية بالتفصيل؟ نعم جلها لا يفقهه إلا من له دراية بالعقليات، وهي بعيدة عنك بعد السماء عن الأرض.
عليك بالتزام الأدب ودع عنك إلقاء التهم، أين القص واللصق في كلام الرجل؟!!!
المسألة الأولى: من أصولكم ايها السلفية أن الله تعالى يحدث الصفات في ذاته.
وأنت تستدل على ذلك بقوله تعالى: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ)
ما وجه الدليل من هذه الآية على أن الله تعالى يوجد الأفعال والصفات الحادثة في ذاته؟؟
أين هذا الاستدلال في كلام أخينا المقدادي، عبارته هي:
و أما تقرير ان من يفعل أكمل ممن لا يفعل: فهذا صواب , قال تعالى (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
وقولك:
بالنسبة للافتراء الذي نقله ابن تيمية عن أحد الخبثاء ونسبه للإمام أبي الحسن الأشعري، فاستشر شيخك الجوجل أو غيره من محركات البحث، فإذا وجدته فبها، وإلا أسعفتك به
لا نريد حيدة وهروبًا وثق ما تنقل!!!
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 08:10]ـ
آمل أن ينحصر الكلام بيني وبين المقدادي، فالمداخلات الجانبية تشتت الحوار لا غير.
يا مقدادي: كون فعل الله تعالى صفة له، هو محل الخلاف، فلم تقول: إنه مقرر؟؟ ألم أقل لك لا تقرر من عند نفسك القواعد وتدرجها مسلمة في دليلك.
تبعا أجيب على سؤالك، فالرب تعالى يجيئ يوم القيامة كما قال سبحانه، ومنكر ذلك جاهل مكابر لورود الآية، لكن أهل السنة لا يقولون بأنه جاء بفعل حادث قام بذاته. ودونك خرط القتاد لإثبات أنه أحدث في ذاته فعلا سماه مجيئا.
ثم كيف ينقلب الشيء عندك من عدم الكمال إلى الكمال؟ ما الموجب للانقلاب؟
ثم كيف تقول بأن الله تعالى اتصف بكمال فيما لا يزال، وذلك من لوازمه البينة خلوه عن ذلك الكمال قبل الاتصاف به، والخلو عن الكمال نقص، ولا واسطة بينهما وإن أبيت أنت ذلك.
ثم الكمال الذي يتصف الله تعالى به لا يكون مشروطا بحكمة الله تعالى كما تزعم، فإن العقل والنقل والحكمة ترشد إلى أن الكمال لله تعالى يجب أن يكون متحققا في الأزل لا فيما لا يزال، وأي حكمة في أن يكون الله تعالى خاليا عن صفة كمال في الأزل؟؟ ولعلك تقول: استحال اتصاف الله تعالى به في الأزل، وأي نقص أكبر من استحالة الاتصاف بالكمال في الأزل.
ثم نسبتك صفات الكمال الحادثة إلى حكمة الله تعالى مجرد مصادرة على المطلوب، فالمستحيل هو أن تكون صفاته تعالى متعلق أفعاله، إذ الصفات الكمالية قديمة أزلية، ولا تكون إلا كذلك، والقديم الأزلي لا يكون متعلق الفعل الحادث.
أفعال الله تعالى لا يتصف بها، بل هي أعيان خارجة عن ذاته تعالى، وفعل الله تعالى ناتج عن قدرته وإرادته، وكماله سبحانه وتعالى لا يكون بأفعاله، بل يكون بصفاته، وهي قديمة أزلية، وتعلقاتها حادثة ولا يستكمل بها، وشتان بين إثبات الكمال الأزلي بالصفات القديمة، والاستكمال بالصفات والأفعال الحادثة كما تدعون.
وأرجو من العقلاء أن يتأملوا في هذا الكلام، فهو الذي يبين فساد من اعتقد أن الله تعالى يتصف بصفات كمال حادثة بمشيئته واختياره كما يدعي السلفية تبعا لابن تيمية، وما قاله المقدادي إنما هو قص ولصق من فتاوى ابن تيمية ودرء التعارض، ولو أنصف لوثق كلامه، وابن تيمية في مسالة حلول الحوادث بذات الله تعالى متهافت جدا، ولا أدل من ذلك من المكابرة وإخلاء الصفة عن الكمال والحدوث، ثم ادعاء انقلابها إلى كمال حينما اتصف الله تعالى بها، بحكمة الله على زعمه، ويلزمه محاذير عديدة ذكرنا بعضها.
أما عن النقل الخبيث عن الإمام الأشعري، فهو من درء التعارض، وسأمهلك قليلا يا مقدادي قبل نقله إليك، فإني أراك تبحر في موسوعات ابن تيمية وتنقل منها، فلن يعجزك البحث عن النقل في الدرء لتقف بنفسك عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 09:49]ـ
آمل أن ينحصر الكلام بيني وبين المقدادي، فالمداخلات الجانبية تشتت الحوار لا غير.
يا مقدادي: كون فعل الله تعالى صفة له، هو محل الخلاف، فلم تقول: إنه مقرر؟؟ ألم أقل لك لا تقرر من عند نفسك القواعد وتدرجها مسلمة في دليلك.
تبعا أجيب على سؤالك، فالرب تعالى يجيئ يوم القيامة كما قال سبحانه، ومنكر ذلك جاهل مكابر لورود الآية، لكن أهل السنة لا يقولون بأنه جاء بفعل حادث قام بذاته. ودونك خرط القتاد لإثبات أنه أحدث في ذاته فعلا سماه مجيئا.
ثم كيف ينقلب الشيء عندك من عدم الكمال إلى الكمال؟ ما الموجب للانقلاب؟
ثم كيف تقول بأن الله تعالى اتصف بكمال فيما لا يزال، وذلك من لوازمه البينة خلوه عن ذلك الكمال قبل الاتصاف به، والخلو عن الكمال نقص، ولا واسطة بينهما وإن أبيت أنت ذلك.
ثم الكمال الذي يتصف الله تعالى به لا يكون مشروطا بحكمة الله تعالى كما تزعم، فإن العقل والنقل والحكمة ترشد إلى أن الكمال لله تعالى يجب أن يكون متحققا في الأزل لا فيما لا يزال، وأي حكمة في أن يكون الله تعالى خاليا عن صفة كمال في الأزل؟؟ ولعلك تقول: استحال اتصاف الله تعالى به في الأزل، وأي نقص أكبر من استحالة الاتصاف بالكمال في الأزل.
ثم نسبتك صفات الكمال الحادثة إلى حكمة الله تعالى مجرد مصادرة على المطلوب، فالمستحيل هو أن تكون صفاته تعالى متعلق أفعاله، إذ الصفات الكمالية قديمة أزلية، ولا تكون إلا كذلك، والقديم الأزلي لا يكون متعلق الفعل الحادث.
أفعال الله تعالى لا يتصف بها، بل هي أعيان خارجة عن ذاته تعالى، وفعل الله تعالى ناتج عن قدرته وإرادته، وكماله سبحانه وتعالى لا يكون بأفعاله، بل يكون بصفاته، وهي قديمة أزلية، وتعلقاتها حادثة ولا يستكمل بها، وشتان بين إثبات الكمال الأزلي بالصفات القديمة، والاستكمال بالصفات والأفعال الحادثة كما تدعون.
وأرجو من العقلاء أن يتأملوا في هذا الكلام، فهو الذي يبين فساد من اعتقد أن الله تعالى يتصف بصفات كمال حادثة بمشيئته واختياره كما يدعي السلفية تبعا لابن تيمية، وما قاله المقدادي إنما هو قص ولصق من فتاوى ابن تيمية ودرء التعارض، ولو أنصف لوثق كلامه، وابن تيمية في مسالة حلول الحوادث بذات الله تعالى متهافت جدا، ولا أدل من ذلك من المكابرة وإخلاء الصفة عن الكمال والحدوث، ثم ادعاء انقلابها إلى كمال حينما اتصف الله تعالى بها، بحكمة الله على زعمه، ويلزمه محاذير عديدة ذكرنا بعضها.
أما عن النقل الخبيث عن الإمام الأشعري، فهو من درء التعارض، وسأمهلك قليلا يا مقدادي قبل نقله إليك، فإني أراك تبحر في موسوعات ابن تيمية وتنقل منها، فلن يعجزك البحث عن النقل في الدرء لتقف بنفسك عليه.
هذا الكلام مليء بالأخطاء وعدم الفهم لمذهب أهل السنة، لكن نزولا على رغبتك في حصر الحوار بينك وبين الشيخ الفاضل المقدادي فسأترك له الكلام وهو أهل للرد عليك بفضل الله وإن كان شرطك هذا لا يناسب المنتديات وأنا أعتبره حيدة عما وجهته لك من أسئلة لكن نتظر تعليق أخينا المقدادي.
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 12:30]ـ
الحمدلله و بعد
الأخ نزار:
ألا ترى ان تلقي التهم جزافا و تعرض عن الأدلة إعراضا؟
أتيت لك بالأدلة من كتاب ربنا و من كلام سلفنا فقلت: هذا قص و لصق!
تسألني عن إجابة تساؤلاتك فأجيبك فتقول: اخذته من ابن تيمية!
هب انني فعلت ذلك كله , بل هب ان طائرا أتى و ألقى لي ورقة فيها كل ما ذكرته سابقاً فنقلتُ عنها: فكان ماذا؟ و لمَ انتَ حانق؟ أجب عما أوردته عليك فسواء استدللت على بطلان حجتك بأي طريقة فليس لك إلا الجواب فقط دون الخوض في غير ذلك , و كلامك كله إنشائيات يستطيعه من يعدم الحجة و البرهان!!!! و لم أجد حتى لحظتي هذه شيئا يقوم به ردك إنما هي إنشائيات: فلا حجج نقلية فيها و لا عقلية! بل غاية ما فيها: من المستحيل , أهل السنة لا يقولون .. الخ
ثم انك هربتَ من إلزاماتي لك بسلف الأمة كالإمام البخاري و شيخه , خوفا من الطعن الصريح عليهما فينكشف للناس معنى عقيدتك , و ما تفتأ تذكر ابن تيمية في كل روحة لك و غدوة! فيا لله العجب! اترك الرجل في حاله و أجب فقط!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولك ان الله تعالى يجيء يوم القيامة: فما معناه عندك؟ غاية ما فيه انك تزعم ان مجيئه هو مجيء أمره تعالى لا مجيئه بنفسه! و قد رد أئمة السنة على هذا الهمط و الخرط
ثم ان حججك كلها ضعيفة لم تزيّف بها حجة واحدة لما ذكرته لك
فأما قولك:
(كون فعل الله تعالى صفة له، هو محل الخلاف، فلم تقول: إنه مقرر؟؟)
فهو مقرر عندنا بكتاب الله تعالى و كلام نبيه صلى الله عليه و سلم و كلام السلف
و لما نقلت لك كلام الإمام البخاري و هو عمدة في نقض مذهب الجهمية: تحاشيت الرد عليه لأنه في الصميم! هذه واحدة
الأمر الآخر: ان المجيء و النزول و غير ذلك هي من الأفعال بالإطلاق , هذا معناها عند العرب فإذا أضيفت الى مخلوق كانت بحسبه و إذا أضيفت الى من ليس كمثله شيء كانت كذلك
فهل تقر بهذا أم لك مذهب آخر فيها تخالف به ما يعرفه العرب من هذه الألفاظ؟
اما قولك: (فالرب تعالى يجيئ يوم القيامة كما قال سبحانه) إذا كنتَ تقر بذلك فعلا انتهى الخلاف بيننا!!! فنحن نقول انه تعالى يجيء يوم القيامة: و لكنك الظاهر تحرّف معنى هذا فعند التحقيق لا تثبت مجيئه تعالى بنفسه رغم وضوح الآيات فهل تؤول هذه الآية أم تثتبتها كما جاءت؟
أما قولك: (ودونك خرط القتاد لإثبات أنه أحدث في ذاته فعلا سماه مجيئا)
قد قال تعالى في كتابه انه يجيء يوم القيامة فما معنى هذا غير إثبات فعله تعالى؟
سبحان الله! خالفت أدلة المنقول و المعقول هروبا من الإلزامات!
هل المجيء عند العرب من الأفعال أم انه لفظ لا معنى له بل هو مثل حروف المعجم: أ ب ت ث ج ..... ألخ؟؟؟
هذا سؤال مهم بإجابته تتضح الصورة
و قولك: (ثم كيف ينقلب الشيء عندك من عدم الكمال إلى الكمال؟ ما الموجب للانقلاب؟)
حجة ضعيفة , فإن الكمال في القدرة على الفعل لا تعطيل الفعل , و لكن لما كان الجهمية يقولون ان الفعل هو المفعول كما أخبر إمامنا البخاري رحمه الله: عز عليهم إثبات أفعال الله تعالى حتى جرّهم هذا الى إثبات خلق القرآن فقالوا: ان القرآن عبارة عن كلام الله تعالى لا كلام الله تعالى نفسه , و لهذا يقررون خلق القرآن في مقام التعليم كما صرّح الباجوري و غيره
و قولك (ثم كيف تقول بأن الله تعالى اتصف بكمال فيما لا يزال، وذلك من لوازمه البينة خلوه عن ذلك الكمال قبل الاتصاف به، والخلو عن الكمال نقص، ولا واسطة بينهما وإن أبيت أنت ذلك.)
فلا أدري هل تقرأ ما اكتب لك أم لا؟ قد رددت على ذلك في مشاركتي السابقة و ما زلت تكرره! و هذا دليل ضعف و خواء علمي لديك ,
ثم ان قولك: (و ان أبيت ذلك) لم تذكر عليه حجةً و لا برهاناً! بل غايته إلزام ضعيف منك لي! و بكل سهولة أستطيع الرد و القول: نعم أنا أرفض كلامك هذا! و قد أقمتُ حججي عليه و أنت لم تقم عليه سوى المصادرة على المطلوب و الاستدلال بالحجة على الحجة! و هذا غاية في الضعف!
أما قولك (الكمال الذي يتصف الله تعالى به لا يكون مشروطا بحكمة الله تعالى كما تزعم، فإن العقل والنقل والحكمة ترشد إلى أن الكمال لله تعالى يجب أن يكون متحققا في الأزل لا فيما لا يزال، وأي حكمة في أن يكون الله تعالى خاليا عن صفة كمال في الأزل؟؟ ولعلك تقول: استحال اتصاف الله تعالى به في الأزل، وأي نقص أكبر من استحالة الاتصاف بالكمال في الأزل.)
كلامنا هنا عن الفعل الذي هو صفة لله تعالى: فالحكمة فيما يفعله الله تعالى و لما أوردت عليك من القرآن الكريم مثال مناداة الله تعالى لموسى عليه السلام و قررت ذلك لك: لم تجب عليه البتة! و هذا إغفال عجيب منك ان لا تجيب على أدلتي ثم تكرر أدلتك بما أجبتك عنه سابقاً!
و صفة الكمال لله تعالى له أزلا و أبدا و كلامنا هنا عن الأفعال المعينة كمناداته لموسى عليه السلام و مجيئه يوم القيامة و غير ذلك
فلا يقول عاقل ان مناداته لسيدنا موسى عليه السلام كانت في الأزل! فإن قاله شخص ما فقد نسب الله تعالى الى النقص و العياذ بالله! فأي كمال في مناداته تعالى لمن لم يُخلق بعد؟ بل لو فعله انسان لاتُهم في عقله فكيف بالله العلي العظيم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هب انك جلست في غرفة لوحدك و صرت تنادي على فلان و علان و تقول: قم يا سالم و تعال يا محمد و افعل كذا يا خالد .. ألخ و لا وجود لسالم و لا محمد و لا خالد! فماذا يُسمى هذا؟ ان كان هذا في حق المخلوق الضعيف من جملة الجنون و النقص فكيف بالله العلي العظيم الذي تزعم انه كلّم نبينا موسى في الأزل ثم أسمعه الكلام الأزلي!! سبحان الله العظيم!
و هذا إلزام قوي على مذهبك , و لا طاقة لك بالرد عليه أبداً و هذا مجرّب في المناظرة مع الأشاعرة.
اما قولك (ثم نسبتك صفات الكمال الحادثة إلى حكمة الله تعالى مجرد مصادرة على المطلوب، فالمستحيل هو أن تكون صفاته تعالى متعلق أفعاله، إذ الصفات الكمالية قديمة أزلية، ولا تكون إلا كذلك، والقديم الأزلي لا يكون متعلق الفعل الحادث.)
أما صفات الله تعالى فهي أزلية غير حادثة
و كلامنا هنا عن أفعاله المعينة فهي الكمال , لأن الكمال في وقوعها متى شاء تعالى لا العكس , و قد قررت ذلك بكلام الله تعالى ثم كلام الامام البخاري و دللت على ذلك بأمثلة , أما انت فقررت انها من المستحيل دون ان تقيم عليها أي بينة او حجة!
اما قولك ان الصفات الكمالية أزلية لله تعالى: فصحيح , و لكنك لا تقول ان الفعل صفة لله تعالى! بل تزعم انه هو المفعول! و هذا قول الجهمية كما نقله الامام البخاري رحمه الله!
اما قولك ان القديم لا يتعلق بالحادث: فإن قصدتَ الحادث المخلوق فهذا صحيح و ان قصدتَ الحادث غير المخلوق فهذا غلط أكيد منك , فما كان من الخالق لا يقال عنه مخلوق سواء كان قديما أو محدثا قال تعالى ({لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}
قال إمامنا إمام أهل الحديث بلا مدافعة: أبو عبدالله البخاري حافظ الدنيا رحمه الله في صحيحه مفسرا الآية:
(وَأَنَّ حَدَثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}) اهـ من صحيح الإمام المبجل أبي عبدالله البخاري رحمه الله
فهذا دليل على ان الحدث من الله تعالى غير مخلوق و هذا من الحجة على المعطلة
و للشيخ محمد أنور الكشميري الماتريدي كلام جيد في المسألة في شرحه على البخاري و كذا في شرحه على الترمذي تعقب فيها من زعم انه لا فرق بين المخلوق و المحدث و أطال في تقرير ذلك رغم ماتريديته!
ثم انك صرّحت بمعتقد الجهمية فقلت:
(أفعال الله تعالى لا يتصف بها، بل هي أعيان خارجة عن ذاته تعالى، وفعل الله تعالى ناتج عن قدرته وإرادته، وكماله سبحانه وتعالى لا يكون بأفعاله، بل يكون بصفاته، وهي قديمة أزلية، وتعلقاتها حادثة ولا يستكمل بها، وشتان بين إثبات الكمال الأزلي بالصفات القديمة، والاستكمال بالصفات والأفعال الحادثة كما تدعون)
فهذا عينه معتقد الجهمية كما نص عليه الإمام البخاري رحمه الله فقال:
((اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول
فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر
وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله
وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا كن مخلوق
وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/ 439 وهو في المطبوع بنحوه.
و نحن لم ندّع ذلك بل قلنا مقررين من الكتاب و السنة و كلام سلف الأمة أما انت: فما دليلك من الكتاب على ان الأفعال منفصلة عن الله تعالى؟. و أين كلام السلف في ان الفعل ليس صفة لله تعالى؟ من الصعب ان تثبت ذلك عنهم بل من المستحيل!
بقي كلام الخبيث كما وصفته عن أبي الحسن الأشعري و نصرة شيخ الإسلام له: إن كان هذا النص الذي نقله شيخنا ابن الرومية: فهذا لا حجة لك فيه فلم ينصر هذا الكلام انما نقله بأسلوب التضعيف , و طلبي كان:
(اما القول المنقول عن ابن الراوندي في أبي الحسن الاشعري و الذي نصره شيخ الإسلام كما تقول: فلم اطلع عليه فهات نص كلامه لأراه)
و الآن هذه اسئلتي أجب عنها و لا تحد و لا تكرر ما نقضته عليك سابقا:
س1: ان المجيء و النزول و غير ذلك هي من الأفعال بالإطلاق , هذا معناها عند العرب فإذا أضيفت الى مخلوق كانت بحسبه و إذا أضيفت الى من ليس كمثله شيء كانت كذلك
فهل تقر بهذا أم لك مذهب آخر فيها تخالف به ما يعرفه العرب من هذه الألفاظ؟
س 2: لا يقول عاقل ان مناداته تعالى لسيدنا موسى عليه السلام كانت في الأزل! فإن قاله شخص ما فقد نسب الله تعالى الى النقص و العياذ بالله! فأي كمال في مناداته تعالى لمن لم يُخلق بعد؟ بل فعله انسان لاتُهم في عقله فكيف بالله العلي العظيم؟ فكيف صار الكمال في مناداته في الأزل قبل خلقه؟
س3: هل المجيء عند العرب من الأفعال أم انه لفظ لا معنى له بل هو مثل حروف المعجم: أ ب ت ث ج ..... ألخ؟؟؟
س4: ذكرت لك كلام الإمام البخاري في ان الفعل صفة لله تعالى و انت لا ترتضيه لانه كلام المجسمة: فما دليلك من الكتاب و السنة على ان الأفعال منفصلة عن الله تعالى؟.
س 5: أين كلام السلف في ان الفعل ليس صفة لله تعالى؟ هات كلام إمام سلفي من أهل القرون الفاضلة كالإمام أحمد او سفيان بن عيينة او الإمام الشافعي و نحوهم بكلام صحيح صريح عنهم في ان الفعل هو المفعول
س 6: هل الإمام البخاري رحمه الله مجسم عندك لأنه قال ان الفعل صفة لله تعالى؟
تفضل ,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 12:38]ـ
بارك الله في الشيخين الفاضلين: ابن الرومية و علي أحمد عبدالباقي و نفع بهما.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 12:51]ـ
حمل المجيء على معنى أن الله تعالى فعل في ذاته العلية فعلا حادثا لا سبيل إليه، ولم يقل به سني ولا سلفي معتبر، وتمسكك بأن ذلك هو الظاهر من الآية هو مجرد مصادرة على المطلوب لأن خصمك العربي الذي يفقه اللغة أكثر منك ومن مشايخك لا يقول بذلك. فكف عن التمسك بأن ذلك هو المقصود.
لقد صرحت يا مقدادي بأن أفعال الله تعالى الحادثة تقوم بذاته، وأنه يتصف بالصفة بعد أن لن يكن متصفا بها، وأن تلك الصفة لم تكن كمالا قبل أن يتصف بها، ثم صارت كمالا بعد أن اتصف بها، ومعنى ذلك بصراحة وبلا تكلف أنه لم يكن متصفا بكمال ثم صار متصفا به، وأي عاقل يفهم الكلام يقول بأن حاصل كلامك أن الله تعالى كان غير متصف بكمال ثم صار متصفا به، وأي عاقل يفهم من ذلك نقص الله تعالى قبل أن يصير متصفا بتلك الصفة الحادثة، وحاشا لحكمة الله تعالى أن تقتضي أن يصير سبحانه متصفا بكمال بعد أن لم يكن متصفا به.
أعلم أنك لن تفهم هذا الكلام إذا بقيت على مجرد التمسك بالدعاوى الباطلة واعتبارها مسلمة الصحة. لكن الواجب تنبيهك وقد فعلنا .. سلاما.
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 01:08]ـ
أين الجواب على ما أوردته عليك؟ أوَ عندما أمسكت بحلقك الأدلة و خنقتك الحجج لم تستطع سوى كتابة أسطر معدودة - تلخص فيه ما ذكرته لك أصلاً! و ربما لخصتَ ما فهمته بفهمك؟ - إستعدادا للفرار؟؟
أمر عجيب! و ما رأيت كاليوم عجبا! أورد عليه الأدلة النقلية و العقلية فيقول: معك دعاوى باطلة! و لا يبطلها لأنه يعلم يقينا انه الدعاوى الباطلة إنما هي معه! و ماذا سيقول؟ هل سيقول: قال الرازي مثلا؟ و من هو الرازي و ما الرازي و الآمدي , و أين هما من الإمام البخاري و هو هو! سبحان الله!
الحمدلله الذي هدانا لهذا و ما كنا سنهتدي لولا ان هدانا الله تعالى
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 11:47]ـ
كلام لا شك في صحته ولا مين ولا مراء فيه فأبو الحسن الأشعري غير أتباعه ويدري هذا قال الشيخ الإمام:
حافظ بن أحمد بن علي الحكمي الجيزاني: {1377:ت}:
التنبيه إلى أن الأشعرية غير الأشعري
وأقول و الحق يقال لا نشك أن ابن القيم هذا و شيخه ابن تيمية رحمهما الله تعالى من أعلم من صنف في المقالات و الملل و النحل و أدراهم بمواردها و مصادرها و أبصرهم برد الباطل منها و إدحاضه و أوفاهم تقريرا لمذهب السلف أهل السنة و الجماعة و أشدهم تمسكا به و نصرة له و أكملهم تحريرا لبراهينه عقلا و نقلا و أكثرهم اشتغالا بهذا الباب و تنقيبا عن عامل البدع فيه و اجتثاثا لأصولها و لكن هذا الذي ذكره رحمه الله تعالى عن الأشعري في مسألة القرآن هو الذي وجدناه عمن ينتسب إلى الأشعري و يسمون أنفسهم أهل الحق و يقرون ذلك و يكررونه في كتبهم و يناظرون عليه و أما أبو الحسن الأشعري نفسه رحمه الله تعالى فالذي قرره في كتابه الإبانة الذي هو من آخر ما صنف هو قول أهل الحديث ساقه بحروفه و جاء به برمته و احتج فيه ببراهينهم العقلية و النقلية ثم نقل أقوال الأئمة في ذلك كأحمد بن حنبل و مالك بن أنس و الشافعي و أصحابه و الحمادين و السفيانين و عبد العزيز بن الماجشون و الليث بن سعد و هشام و عيسى بن يونس و حفص بن غياث و سعد بن عامر و عبد الرحمن بن مهدي و أبي بكر بن عياش ووكيع و أبي عاصم النبيل و يعلى بن عبيد و محمد بن يوسف و بشر بن المفضل و عبد الله بن داود و سلام بن أبي مطيع و ابن المبارك و علي بن عاصم و أحمد بن يونس و أبي نعيم و قبيصة بن عقبة و سليمان بن داود و أبي عبيد القاسم بن سلام و غيرهم و لولا خوف الإطالة لسقنا فصول كاملة بحروفه فإنه و إن أخطأ في تأويل بعض الآيات و أجمل في بعض المواضع فكلامه يدل على أنه مخالف للمنتسبين إليه من المتكلمين في مسألة القرآن كما هو مخالف لهم في إثباته الاستواء و النزول و الرؤية و الوجه و اليدين و الغضب و الرضا و غير ذلك و قد صرح في مقالاته بأنه قائل بما قال الإمام أحمد بن حنبل وأئمة الحديث معتقد ما هم عليه مثبت لما أثبتوه محرم ما أحدث المتكلمون من تحريف الكلم عن مواضعه و صرف
(يُتْبَعُ)
(/)
اللفظ عن ظاهره و إخراجه عن حقيقته و بالجملة فبينه و بين المنتسبين إليه بون بعيد بل هو بريء منهم و هم منه برآء و الموعد الله و كفى بالله حسيبا وهو حسبنا و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله
وفي هوامش كتاب "شرح العقيدة السفارينية للشيخ محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهبي التميمي القصيمي: {1421:ت}:
الأشاعرة: هي فرقة تنسب إلى علي بن إسماعيل، المشهور بأبي الحسن الأشعري في طوره الثاني الذي سلك فيه طريقة ابن كلاب بعد أن رجع عن الإعتزال وقبل أن يستقر أمره على مذهب السلف، حيث صرح في كتابه الإبانة ـ وهو ثابت النسبة إليه ـ اتباعه لمذهب السلف، ولكنه لم يسلم من والوقوع في بعض الأخطاء، وقد سلك منهج الأشعري رحمه الله - قبل توبته - وقال بأقواله وحمل مذهبه جيلا بعد جيل جماعة، كالغزالي، والجويني، والشهرستاني، والرازي - قبل توبتهم - وغيرهم، الذين عرفوا بالأشاعرة، وقد اثبت الأشاعرة بعض صفات الله بالعقل مع تأويلهم لبعضها ونفوا باقي الصفات، وهم في الإيمان مرجئة، وفي القدر جبرية، وينكرون السببية في أفعال المخلوقات، وينكرون المعرفة الفطرية لله سبحانه ويشترطونها بالنظر، ويرون أنفسهم بأنهم أهل السنة والجماعة!
وفي كتاب عقيدة التوحيد للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان الدوسري: {حفظه الله}:
الأشاعرة [هم أتباع مذهب أبي الحسن الأشعري ـ قبل رجوعه إلى مذهب أهل السنة ـ ولم يرجعوا عما رجع عنه، فانتسابهم إليه غير صحيح.]
يقول الشيخ: حماد بن محمد الأنصاري الخزرجي السعدي: {1418:ت} في كتابه " أبو الحسن الأشعري وعقيدته:
رجوع أبي الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى عقيدة السلف:
قال الحافظ مؤرخ الشام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي المتوفى سنة 571ه في كتابه (التبيين):
قال أبو بكر إسماعيل بن أبي محمد بن إسحاق الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة: إن أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً وأنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة، وكان لهم إماماً ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوماً، فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة، وقال: معاشر الناس إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي حق على باطل ولا باطل على حق، فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده، كما انخلعت من ثوبي هذا، وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به ودفع الكتب إلى الناس، فمنها كتاب اللمع وغيره من تواليفه الآتي ذكر بعضها قريباً إن شاء الله: فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة أخذوا بما فيها وانتحلوه واعتقدوا تقدمه واتخذوه إماما حتى نسب مذهبهم إليه فصار عند المعتزلة ككتابيٍ أسلم وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى أهل الذمة.
وكذلك أبو الحسن الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة، فهم يشنعون عليه وينسبون إليه الأباطيل وليس طول مقام أبي الحسن الأشعري على مذهب المعتزلة، مما يفضي به إلى انحطاط المنزلة، بل يقضي له في معرفة الأصول بعلو المرتبة ويدل عند ذوي البصائر له على سمو المنقبة، لأن من رجع عن مذهب كان بعواره أخبر وعلى رد شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر، وبتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي باستبصاره أبصر، فاستراحة من يعيره بذلك كاستراحة مناظر هارون بن موسى الأعور.
وقصته أن هارون الأعور كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامه وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو، وناظره إنسان يوماً في مسألة فغلبه هارون فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له: أنت كنت يهودياً فأسلمت فقال له هارون فبئس ما صنعت فغلبه هارون في هذا. واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة - سيفاً مسلولاً ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة، ولم يكن أبو الحسن الأشعري أول متكلم بلسان أهل السنة وإنما جرى على سنن غيره وعلى نصرة مذهب معروف، فزاده حجة وبياناً، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً
(يُتْبَعُ)
(/)
انفرد به وليس له في المذهب أكثر من بسطه وشرحه كغيره من الأئمة.
وقال أبو بكر بن فورك: رجع أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة سنة 300ه.
وممن قال من العلماء برجوع الأشعري عن الاعتزال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان الشافعي المتوفى سنة 681ه قال في (وفيات الأعيان) الجزء الثاني صفحة 446: كان أبو الحسن الأشعري معتزلياً ثم تاب.
ومنهم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 774ه.
قال في البداية والنهاية الجزء الحادي عشر صفحة 187:"إن الأشعري كان معتزلياً فتاب منه بالبصرة فوق المنبر ثم أظهر فضائح المعتزلة وقبائحهم ".
ومنهم شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي الشافعي الشهير بالذهبي المتوفى سنة 748 قال في كتابه (العلو للعلي الغفار):
"كان أبو الحسن أولاً معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة، ووافق أئمة الحديث، فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها - لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماء الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله".
وممن قال برجوعه تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى سنة 771ه قال في طبقات الشافعية الكبرى، الجزء الثاني صفحة 246: أقام أبو الحسن على الاعتزال أربعين سنة حتى صار للمعتزلة إماماً فلما أراده الله لنصرة دينه وشرح صدره لاتباع الحق غاب عن الناس في بيته، وذكر كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه.
ومنهم برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري المدني المالكي المتوفى سنة 799ه قال في كتابه (الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب) صفحة 193: كان أبو الحسن الأشعري في ابتداء أمره معتزلياً، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق، ومذهب أهل السنة فكثر التعجب منه وسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره، فكان ذلك والحمد لله تعالى.
ومنهم السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى الحنفي المتوفى سنة 1145ه قال في كتابه (إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين) الجزء الثاني صفحة 3. قال: أبو الحسن الأشعري أخذ علم الكلام عن الشيخ أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة. ثن فارقه لمنام رآه، ورجع عن الاعتزال، وأظهر ذلك إظهاراً. فصعد منبر البصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني، أنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرآن، وإن الله لا يرى بالدار الآخرة بالأبصار وإن العباد يخلقون أفعالهم.
وها أنا تائب من الاعتزال معتقداً الرد على المعتزلة، ثم شرع في الرد عليهم والتصنيف على خلافهم.
ثم قال: قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال:
أولها حال الانعزال التي رجع عنها لا محالة.
والحال الثاني إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك [2].
والحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً.
وبهذه النقول عن هؤلاء الأعلام ثبت ثبوتاً لا شك فيه ولا مرية أن أبا الحسن الأشعري استقر أمره أخيراً بعد أن كان معتزلياً على عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم وسنة النبي عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم.
ويقول الشيخ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا بن علي خليفة القلموني البغدادي الطرابلسي الحسيني القاهري المصري: {1354:ت} في "تفسير المنار":
وَقَدْ رَجَعَ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ شَيْخُ الْمُتَكَلِّمِينَ وَالنُّظَّارِ إِلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ فِي نِهَايَةِ أَمْرِهِ، وَصَرَّحَ فِي آخِرِ كُتُبِهِ وَهُوَ (الْإِبَانَةُ) بِذَلِكَ، وَأَنَّهُ مُتَّبِعٌ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ شَيْخِ السُّنَّةِ وَالْمُدَافِعِ عَنْهَا رَحِمَهُمُ اللهُ أَجْمَعِينَ.
وفي تفسير الآية (7) من سورة آل عمران يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالسَّلَفُ الْأَثَرِيُّونَ يَقُولُونَ: لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ صِفَاتِ اللهِ - تَعَالَى - الَّذِي أَثْبَتَهَا لِنَفْسِهِ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ. وَإِنَّمَا هَذَا خِلَافٌ فِي التَّنْزِيهِ وَفِي كَوْنِ كُلِّ مَا جَاءَ عَنِ اللهِ فِي ذَلِكَ حَقٌّ، وَلَوْلَا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ انْقَسَمُوا إِلَى مَذَاهِبَ عَنَى أَهْلُ كُلِّ مَذْهَبٍ مِنْهَا بِإِثْبَاتِ مَذْهَبِهِمْ وَتَأْيِيدِهِ وَإِبْطَالِ مُخَالِفِهِ وَتَفْنِيدِهِ لَزَالَ هَذَا الْخِلَافُ وَعَرَفَ الْأَكْثَرُونَ الْحَقَّ صُورَةً وَمَعْنًى حَتَّى لَا يُشَنِّعَ أَشْعَرِيٌّ عَلَى حَنْبَلِيٍّ وَلَا أَثَرِيٌّ عَلَى نَظَرِيٍّ ; وَلِذَلِكَ تَرَى مُحَقِّقِي الْمُتَكَلِّمِينَ رَجَعُوا فِي آخِرِ عَهْدِهِمْ إِلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ. وَبِذَلِكَ صَرَّحَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ فِي (الْإِبَانَةِ) وَأَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ فِي (إِلْجَامِ الْعَوَامِّ عَنْ عِلْمِ الْكَلَامِ) وَغَيْرِهِ مِنْ كُتُبِهِ الَّتِي أَلَّفَهَا فِي آخِرِ حَيَاتِهِ.اهـ
ويقول شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن تيمية الحنبلي الدمشقي: {728:ت}:
وَأَنَا قَدْ أَحْضَرْت مَا يُبَيِّنُ اتِّفَاقَ الْمَذَاهِبِ فِيمَا ذَكَرْته وَأَحْضَرْت (كِتَابَ تَبْيِينِ كَذِبِ الْمُفْتَرِي فِيمَا يُنْسَبُ إلَى الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - تَأْلِيفُ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -. وَقُلْت: لَمْ يُصَنَّفْ فِي أَخْبَارِ الْأَشْعَرِيِّ الْمَحْمُودَةِ كِتَابٌ مِثْلُ هَذَا، وَقَدْ ذَكَرَ فِيهِ لَفْظَهُ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ " الْإِبَانَةِ ".
ويقول الشيخ ويقول الشيخ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا بن علي خليفة القلموني البغدادي الطرابلسي الحسيني القاهري المصري: {1354:ت} في "مجلة المنار": عن الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتابه نقلاً عن الإمام أحمد بن حنبل الشيباني:ما نصه بحروفه: (فإن قال
قائل قد أنكرتم قول المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والحرورية، والرافضة،
والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون- قيل له: قولنا الذي
به نقول، وديانتنا التي بها ندين التمسك بكتاب الله، وسنة نبيه- صلى الله عليه
وسلم - وما روي عن الصحابة والتابعين، وأئمة الحديث؛ فنحن بذلك معتصمون،
وبما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل - نضر الله وجهه - قائلون، ولمن خالف قوله
مجانبون؛ لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور
الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به المبتدعين؛ فرحمة الله عليه من إمام مقدم
وكبير مفهم وعلى جميع أئمة المسلمين) مجلة المنار ج 8 صـ 614
والله المستعان وعليه التكلان، اللهم اهدنا إلى طريق الحق
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 12:57]ـ
# (فنحن أهل السنة والجماعة أصحاب الإمام الأشعري الذي لم يكن له طور ثالث بعد الاعتزال ندعي أننا على منهج الإمام أحمد)!؟
# راجع كتاب " الرسالة الواضحة في الرد على الاشاعرة " لإبن الحنبلي!
- الرسالة حققها الشيخ علي الشبل حفظه الله-مكتبة الرشد- ماجستير-مجلدين.(/)
""""""""""" عنز بدو مؤدلجة """""""""""
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 04:02]ـ
من الأمثال الشعبية الدارجة عندنا قولهم: (عنز بدو طاحت في مريسة) .. والمريسة طعامٌ حلوٌ لذيذ مكوّن من خليط التمر والماء بعد هرسهما ومرسهما، ولم يكن معروفاً عند البدو، فإذا رأته عنزهم التي لم تعتد إلا على أكل البرسيم؛ انهمكت في الأكل منه بشراهة ..
تذكّرت هذا المثل عند قراءتي لمقال لأحد الكُتّاب المحلّيّين الذي عُرف عنه كثرة الحديث عن قصص الغزل والغرام وما يتعلّق بالنساء والغناء والأندية الرياضية ... وفي المقابل هجومه المتواصل على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمراكز الصيفية وضرورة إغلاقها في أسرع وقت ممكن لأنّها في نظره هي مصدر الإرهاب!!
وفي مطلع الإجازة الصيفية الماضية، نشرت الجريدة التي يكتب فيها، خبراً عن افتتاح عدد من المراكز الصيفية، فثارت ثائرته، ودبّج مقالاً يعيد فيه اسطوانته السنوية المشروخة بضرورة إغلاق المراكز الصيفية، وصرف الشباب قصراً إلى الأندية الرياضية (الهلال، الاتحاد، النصر) على حد تعبيره .. لكنّه في هذه المرّة أضاف إضافة جديدة تُعدّ في هذه الأيّام موضة صحفية جديدة لمن أراد أن يكون كما يقال ليبرالياً متحرّراً!!، هذه الإضافة هي ترديد مصطلح (الأدلجة) وتصريفه، حيث كرّر الكاتب هذه الكلمة ومشتقاتها في مواضع عدّة من مقاله القصير بشكل يدعو إلى الاشمئزاز، ومن ذلك قوله: (الأسئلة المبطّنة بالأيدلوجيا)، (أفكار وأيدلوجيا)، (حماس أيدلوجي)، (مسألة أيدلوجية)، (التوجيه الأيدلوجي) وهلمّ جرّاً ... !!! ثمّ اطلعت له على مقال آخر كرر في هذه الكلمة تسع مرّات، إحداها في العنوان!!!.
وهذا الكاتب يُعد من الكّتّاب التافهين الذين لا يحملون فكراً يستحقّ أن يُردّ عليه، لكنّه رأى الموجة المتهالكة المسمّاة بالليبرالية قادمة فركبها، على حدّ قول المثل الشعبي الآخَر: (مع الخيل يا شقرا)، وحتّى يُقال إنّه مثقّف ..
أمّا أصحاب ما يُسمّى بالفكر الليبرالي؛ فإنّهم عند حديثهم عن خصومهم الذين ينعتونهم استهزاءً بالإسلامويين (!) والصحويين (!) يتعمّدون إيراد هذا المصطلح وترديده لما يحمل في مضمونه من أبشع أنواع الاتهام والتشويه والتضليل وسوء الظنّ، في الوقت الذي يتحدّثون فيه كثيراً عن وجوب إحسان الظنّ بالآخر المختلف، والتسامح معه، ويعنون بذلك أنفسهم!!
وبعيداً عن أدلجة هؤلاء وركاكتهم ومكرهم، فنحن لدينا (أدلجة) أخرى حثّنا عليها نبيّنا الكريم - عليه من ربّه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم - وذلك بقوله: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله هي الجنّة)).
ومعنى أدلج: أي سار بالليل، لأنّ الذي يسير بالليل تُطوى له الأرض فيقطع من المسافة ما لا يقطعها من يسير بالنهار، والمقصود هنا السير الحثيث إلى الآخرة والجنّة، فلله ما أفصحك وأنصحك لأمتك يا رسول الله:
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا كفى لمطايانا بذكرك هاديا
وفي الختام، اسمحوا لي أن أعيد مطلع مقالتي هذه على الطريقة الليبرالية:
(من الأمثال الشعبية الأيدلوجية الدارجة عندنا قولهم: (عنز بدو مؤدلجة، طاحت في مريسة أيدلوجية)، والمريسة طعام حلو لذيذ مؤدلج، مكون من خليط التمر والماء الأيدلوجيين بعد هرسهما ومرسهما، ولم يكن معروفاً عند البدو المتأدلجين، فإذا رأته عنزهم المؤدلجة التي لم تعتد على البرسيم الأيدلوجي، انهمكت في الأكل منه بشراهة أيدلوجية ... الخ .. ).
وسلامتكم أيّها المتأدلجون.
د. محمد بن عبدالعزيز المسند(/)
(طاش!) وركامُ الزندقة والحماقات [الشيخ د. عبد العزيز آل عبد اللطيف]
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 08:02]ـ
(طاش) وركام الزندقة والحماقات
http://www.almoslim.net/articles/sho...in.cfm?id=2365
د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
14/ 9/1428
ـ فاق سفهاءُ (طاش) اليهودَ القائلين في بروتوكولاتهم: (وقد عنينا عنايةً عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين " غير اليهود " في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا ... ) برتوكولات حكماء صهيون ص 187.
فهؤلاء الحمقى لم يسخروا بالعلماء فحسب بل استخفوا بالقضاة والدعاة و الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومعلمي الخير، ومظاهر الفضيلة والتدين.
قال الشاعر الشعبي:
من دون صهيون بذّتنا صهاينا
تكفر بالإسلام وتركب كماينها
ـ والاستهزاء بالعلماء والصالحين صفة من صفات الكافرين والمجرمين، وخصلة من خصال المنافقين، كما جاء في غير آية من كتاب الله تعالى.
قال عز وجل: "زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [البقرة212]
وقال سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ" [المطففين30,29]
وقال تعالى في شأن المنافقين: "وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ" [البقرة14]
وهذا الخُلُق المشين صار وصفاً لازماً لأفراخ المنافقين في (طاش) ومنذ سنين عديدة مع سبق الإصرار والعناد!
ـ والاستهزاء بالعلماء الشرعيين لكونهم علماء، وكذا الاستهزاء بأهل الصلاح والحسبة من أجل استقامتهم على الدين، وقيامهم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فهذا كفر، إذ الاستهزاء متوجه إلى الدين والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله -: (إن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها، أو بعمل يعمل به ... ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وبأهله وعدم احترامهم لأجله) قرة عيون الموحدين ص 217
وقد قال تعالى: "قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" [التوبة65،66]
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: (سبّ الدين والاستهزاء بشيء من القرآن والسنة، والاستهزاء بالمتمسك بها، نظراً لما تمسك به كإعفاء اللحية وتحجب المسلمة، هذا كفر إذا صدر من مكلف، وينبغي أن يبيّن له أن هذا كفر، فإن أصر بعد العلم فهو كافر) فتاوى اللجنة الدائمة 1/ 56.
وقد ذكر الله عز وجل أن الاستهزاء والسخرية بالمؤمنين سبب في دخول نار جهنم وعدم الخروج منها.
فعندما ينادي أهل النار قائلين: "رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ" [المؤمنون107]
يقول الله جواباً عن طلبهم:"قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ" [المؤمنون 108 - 110]
يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -:
" قوله في هذه الآية: "إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي" الآيتين يدل فيه لفظ "إنّ" المكسورة المشددة على أن من الأسباب التي أدخلتهم النار هو استهزاؤهم وسخريتهم من هذا الفريق المؤمن .. " أضواء البيان 5/ 827.
وحمقى (طاش) قد أدمنوا على ذلك التمسخر والاستخفاف ومنذ أعوام، إلا أنهم ضاعفوا جرعة الإدمان في السنتين الأخيرتين.
فنسأل الله تعالى أن يريح البلاد والعباد من كل منافق زنديق.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أفتى مشايخ اللجنة الدائمة للإفتاء فتوى محررة ومطولة بشأن هذا البرنامج، كما حذر المشايخ والدعاة من هذا السفه، لكن دون جدوى، فالإعلام لم يلتفت إلى التحذيرات والفتاوى، وليس من مصلحة البلد - حكومة ورعية – أن تهمل هذه الفتوى الصادرة من أعلى جهة فتيا، إذ لم تقم لها وزارة الإعلام وزناً طوال السنين السابقة، ولا داعي للاعتذار بأن (طاش) يقدم من قناة خارجية mbc، فالجهات المعنية - إن أرادت - قادرة على إيقاف هذا السفه والطيش.
ـ هذا الطيش المتكرر يقتصر على محيط أهل السنة في هذه البلاد المباركة من علمائها وقضاتها ودعاتها ورجال الحسبة ونحوهم، لكن شيعة القطيف وإسماعيلية نجران ونحوهم في منأى عن سخرية أولئك " السوقية ".
وموجب السخرية والاستخفاف بالأكثرية، والذعر والصمت مع الأقلية هو بإيجاز: من أمن العقوبة أساء الأدب!
ـ الفجور في الخصومة وصف لازم لهذا السفه، فعندما تهكموا بالإرهاب والتفجير - سنة 1427هـ - أقحموا معه المراكز الصيفية والاحتساب على منكرات الإعلام!
وهذا خُلُق المنافقين قديما ًوحديثاً {إذا خاصم فجر}، ودعوى الإصلاح التي ينعق بها أولئك النوكى، إذ يسخرون ويلمزون بدعوى أنهم من المصلحين! هذه دعوى أسلافهم "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ" [البقرة12,11]
ـ وفي رمضان هذا العام (1428هـ) وفي ظل الانفلات المتكرر والإصرار المتعمد من هذا البرنامج التعيس، لا يزال التمسخر بالدين وأهله والحنق على مظاهر الخير والاستقامة هو الباعث المحرّك لهؤلاء المعتوهين.
ومن هذه الحلقات: الشغب على القنوات الإسلامية، فلما بدا هُزال هؤلاء المفلسين وانكشف عوارهم في قنوات المستنقعات، عندئذ تهكموا بالقنوات الإسلامية والتي عمّ نفعها، وظهر أثرها، واكتسحت قنوات الفجور والمجون، ورموها باللعب بمشاعر الناس أكل المال! " رمتني بدائها وانسلت " " وكل إناء بالذي فيه ينضح "
وفي ثنايا هذه الحلقة الباهتة سخرية فجة بالتائبين والعائدين إلى الله عز وجل، وطعن مكشوف في صدق توبتهم ورجوعهم إلى الله سبحانه.
إن الله تعالى، يفرح بتوبة العبد، أما أصحاب (الطيش) فهم في غمّ وحزن من ذلك، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، والمذكور آنفاً يتفطّر قلبه غيظاً وغضباً لحال التائبين وما هم عليه من طهر ونقاء، قل موتوا بغيظكم.
ويتكرر التمسخر بالدين وأهله في حلقة أخرى، فيوصف المتدينون بالجهل والسذاجة والقذارة، ويعمل هذا البرنامج السخيف إلى التسوية بين جواز البرقية – في بادئ الأمر – وبين انفلات المرأة وإسقاط قوامة الرجل، فالبرقية جائزة فكذا انفلات المرأة وخروجها وهي تقود سيارتها إلى دار السينما!! فهذا قياس من أعمى الله بصائرهم وطمس على قلوبهم، فسووا بين المتفرقات وفرّقوا بين المتماثلات.
ويلوح في ثنايا هذه الحلقة الترغيب في (الدياثة) والتهكم بالغيرة على الأعراض والحرمات!
وثالثة الأثافي في حلقة عن قضاة هذه البلاد، إذ طالهم التمسخر والهزؤ، إذ الكاميرا تعرض مراراً مبنى المحكمة العامة بالرياض، ثم تعرض مشاهد متنوعة من أحوال القضاة وأحكامهم فالقضاة – حسب عقول أهل (الطيش) – لا يحسنون التعامل مع الخصوم، وأحكامهم مجرد تخرص، فهي تصدر جِزافاً دون علم واجتهاد، ومن تلك الأحكام التي لا تخلو من عجائب وغرائب، غسل السيارات وتنظيف دورات المياه!!
وفي مشهد آخر يبرز هذا البرنامج السمج حال شاب تارك للصلاة، ويجاهر بذلك الإصرار، ويستخف بشعائر الله تعالى.
هذه الحلقة تزيّن للمشاهد أن القضاة أرباب صَلَف في التعامل مع الخصوم، ولا يجيدون إقناع الآخرين، وهم أصحاب تخرص وأحكام قاسية في حق الضعفة وأصحاب القضايا اليسيرة، وأما " الملأ " أرباب الجرائم الكبيرة فهم في عافية من أحكام القضاء.
وبالجملة فإن حمى هذا الطيش تتقصد التهكم المتكلَّف والسخرية الممجوجة، فالقضاة والمحتسبون والمتديّنون هم محل التندر والسخرية من قبل " الرويبضة " طاش، الذين إن وجدوا خيراً دفنوه، أو لحظوا تقصيراً أذاعوه وبالغوا فيه، فليس لهم مشروع إصلاحي، وليسوا أرباب رسالة أو رؤية نبيلة، فلا هم لهم إلا إشباع نفوسهم الموبوءة، وإرضاء صدورهم الموغرة، فأكبر همهم ومبلغ علمهم هو الإدمان على التهكم والتهريج، والولع بالسخرية بالصالحين.
ومع هذا كله فهذا الحمق المتكرر والتمسخر المتتابع في (طاش) يبعث تفاؤلاً واستبشاراً، بأن انتشار التدين الصحيح، وكونه صار غالباً ومشاهداً، وظهور الأثرُ الفاعل للعلماء والقضاة والدعاة والمحتسبين .. كل ذلك أوجع من في قلوبهم مرض، فنعقوا بالاستخفاف والتمسخر وعلى قدر الألم يكون الصراخ.
وأصحاب الرسالات العظيمة يستحيل أن يخلو طريقهم من هؤلاء الناقمين، قال تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً"] الفرقان31 [
والواجب ألّا نعد هذا السفه عقبة كؤوداً في هذه الحياة الدنيا، إذ هي متسعة لنذالة الشانئين، وسخرية المجرمين، وإن أمكن الأخذ على أيدي سفهاء طاش فالحمد لله، وإلا "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ" (الروم60)، فإن الله يمهل ولا يهمل، والعقوبة بالمرصاد، والله حسبنا ونعم الوكيل.
_________________
قال المُسَيْكين ـ كان اللهُ لهُ ـ: " كتب الشيخ هذا قبل عرض الحلقة الخاصة بـ (سوزان القصبي) قبحها الله!(/)
فليُسعد النطق إن لم تُسعد الحال
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 04:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ فليُسعد النطق إن لم تُسعد الحال ‘‘
أكتب اليوم و قلبي يعتصر من الألم و الحزن، ولكني تذكرت قول الله في كتابه: {و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران:139]، فاللهم رحماك.
و صدق الله إذ يقول ـ مخاطبا نبيه الكريم ـ: ((إنا كفيناك المستهزئين)) [الحجر:95].
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله في "تفسيره" (ص410):
(و قد فعل تعالى، فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه و سلم و بما جاء به؛ إلا أهلكه الله و قتله شر قتله).
ذكرت بعض الصحف المحلية عندنا أن أحد العمال الأمريكيين في إحدى الشركات البترولية العاملة في صحراء الجزائر كتب رسالة إلكترونية مسيئة لله تعالى و لرسوله و للإسلام، ثم قام بإرسالها لعدد من العمال المسلمين في الشركة في أول أيام شهر رمضان المبارك.
فما كان من العمال المسلمين في تلك الشركة إلا الإضراب عن العمل؛ احتجاجا على ما قام به ذلك الحاقد الموتور، حتى اضطر مدير الشركة إلى انهاء عقده و ترحيله من الجزائر، و إصدار بيان يعتذر فيه عن تلك الجريمة النكراء. [انظر جريدة "الخبر" و جريدة "الشروق اليومي" بتاريخ (02/ 10/2007م)]
و انظر أيها المسلم إلى هؤلاء الكفار الذين يعيشون على نهب ثرواتنا، ثم يسبون نبيَّنا و يسفهونا ديننا، كما قيل في المثل الشعبي عندنا: يأكل الغلَّة و يسب الملًّة، و الله المستعان على غربة الدين في هذه الأوطان.
و نحن ـ باسم جميع المسلمين الجزائريين ـ إذ نشكر لعمال تلك الشركة هبتهم لنصرة نبيهم و دينهم، ندعو الحكومة إلى الوقوف بحزم لمثل هذه الأفعال الشنيعة، حتى لا يحدث ما لا تحمد قعباه.
قال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله:
(معلوم أن أنبياء الله ورسله هم خير البشر، وهم الذين اختارهم الله لحمل رسالاته، وإبلاغها لعامة الخلق، فواجب الخلق تجاههم الايمان بهم، ونصرتهم، وتعزيرهم، وتوقيرهم، وقبول ما جاءوا به من عند الله، قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَّبِّهِ وَالمُؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [البقرة:285].
وقد أخبر سبحانه أن رسله منصورون بنصره، فقال: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشهَادُ} [غافر:51].
وإننا إذ نستنكر هذا البهتان العظيم الموجه لنبي الاسلام وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام لعلى يقين بأن الله سبحانه ناصر لنبيه، وخاذل لأعدائه، كما قال سبحانه: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثنَينِ إِذ هُمَا فِي الغَارِ إِذ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحزَن إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} [التوبة:40]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة:61]، وقال سبحانه: {إِنَّا كَفَينَاكَ المُستَهزِئِينَ} [الحجر:95]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُم عَذَاباً مُّهِيناً} [الأحزاب:57]، وقال سبحانه: {وَاللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67]، وقال: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ} [الكوثر:3]، ووعده سبحانه حق، وقوله الصدق.
ومعلوم أن سب الرسول والاستهزاء به؛ انتهاك لحرمته، وتنقيص لقدره، وإيذاء لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، وتشجيع للنفوس الكافرة والمنافقة على اصطلام أمر الاسلام، وطلب إذلال النفوس المؤمنة، وإزالة عز الدين، واسفال كلمة الله. وهذا من أبلغ السعي فسادا، وقد أخبرنا الله سبحانه أن أعداءه سيواصلون شرهم وأذاهم، وأمرنا بالصبر والمصابرة. فقال تعالى: {لَتُبلَوُنَّ فِي أَموَالِكُم وَأَنفُسِكُم وَلَتَسمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُمء وَمِنَ الَّذِينَ أشركوا أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ} [آل عمران:186].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجب على كل مسلم نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزيره وتوقيره، كما قال تعالى: {لِتُؤءمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح:9]، وتعزيره: يشمل نصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الاجلال والاكرام، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار) اهـ. "موقف علمائنا الأبرار في الانتصار للنبي المختار" (ص5 - 7 ـ ط. منار السبيل/ الجزائر).
و قال فضيلة الشيخ ربيع بن هادي وفقه الله:
(ونقول لهؤلاء المجرمين ولمن وراءهم من الحاقدين في أوروبا وأمريكا: رمتني بدائها وانسلت.
فمحمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وصحابته الأكرمون لم ينشؤوا مصانع حتى للأسلحة البدائية من السيوف والرماح فضلاً عن القنابل الذرية والصواريخ العابرة للقارات وسائر أسلحة الدمار الشامل.
لم ينشيء محمد صلى الله عليه وسلم مصنعاً واحداً لأنه بعث رحمة للعالمين ولهداية البشر أجمعين إلى ما يسعدهم في دنياهم وأخراهم وليقوموا بحق خالقهم الذي خلقهم لعبادته فمن أبى ذلك فهو مجرم يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة من رب العالمين سيد هذا الكون وخالقه.
أما أنتم أيها الغربيون المُدّعون للحضارة فنقول: إن لديكم الدساتير والقوانين التي تدمر الأخلاق وتبيح ألوان المحرمات ومنها الزنا والشذوذ الجنسي ومنها الربا الذي يدمر اقتصاد الأمم ومنها إباحة أكل الميتة ولحوم الخنازير التي تورث الدياثة فلا يغار الرجل على زوجته وأخته وبنته فلها أن تزني وتخادن من شاءت وهذه من وسائل الدمار التي حرمتها كل الرسالات.
أما القنابل وسائر أسلحة الدمار ووسائلها من طائرات حربية ودبابات وصواريخ عابرات القارات فأنتم مهندسوها وصُنّاعها بعقولكم الشيطانية التي لا تفكر إلا في البغي والعدوان والظلم والبطش والطغيان والاستعلاء على أصناف البشر واستعبادهم وسفك دمائهم وابتزاز ثرواتهم ولا تفكر إلا في إبادة من ناوأكم ووقف في وجه مطامعكم وبغيكم وعدوانكم وكل ذلك مغلف باسم الحضارة وحقوق الإنسان والحرية والعدالة.
وكل عقلاء البشر يعرفون هذا عنكم وتاريخكم الأسود زاخر بأعمالكم الوحشية والإرهابية ذلكم التاريخ الذي سجله عليكم العدو والصديق) اهـ. "حقوق النبي صلى الله عليه و سلم و الانتصار له و لشريعته" ـ مجموعة مقالات للشيخ ربيع ـ (ص76 - 77 ـ ط. مجالس الهدى/ الجزائر)، و "موقف علمائنا الأبرار" (ص9 - 10).
و إنه لمن عاجل بشرى المسلمين في الجزائر؛ أن عدد الغربيين الذين أشهروا إسلامهم بين ظهرانيهم في تزايد مستمر، و خاصة في هذا الشهر المعظم حيث لا تكاد تخلو صحيفة في يوم من الأيام بأخبار من اعتنق الإسلام حديثا في عدد من مدن البلاد، و لله الحمد.
قال الله جل و علا: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون} [الصف:9]، و قال سبحانه: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون} [التوبة:32].
و ما أحسن ما قاله العلامة ابن القيم رحمه الله في خاتمة "نونيته":
هذا و نصر الدين فرض لازم * لا للكفاية بل على الأعيان
بيد و إما بلسان فإن عجز * ت فبالتوجه و الدعا بجنان
بحياة وجهك خير مسئول به * و بنور وجهك يا عظيم الشان
و بأنك الله الإله الحق معـ * ـبود الورى متقدس عن ثان
إنا توجهنا إليك لحاجة * ترضيك طلبها أحق معان
انصر كتابك و الرسول و دينك * العلي الذي أنزلت بالبرهان
و انصره بالنصر العزيز كمثل ما * قد كنت تنصره بكل زمان
يا رب انصر خير حزبينا على * حزب الضلال و عسكر الشيطان
يا رب و اجعل حزبك المنصور * أهل تراحم و تواصل و تدان
يا رب و اهدهم بنور الوحي كي * يصلوا إليك فيظفروا بجنان
يا رب كن لهم وليا ناصرا * واحفظهم من فتنة الفتَّان
و انصرهم يا رب بالحق الذي * أنزلته يا منزل القرآن
و أقم لأهل السنة النبوية الـ * أنصار و انصرهم بكل زمان
و أعزهم بالحق و انصرهم به * نصرا عزيزا أنت ذو سلطان
و اغفر ذنوبهم و أصلح شأنهم * فلأنت أهل العفو و الغفران
و لك المحامد كلها حمدا كما * يرضيك لا يفنى على الأزمان.
آمين، و الحمد لله رب العالمين.
فريد المرادي: في 21 رمضان 1428هـ
الجزائر العاصمة ـ حرسها الله و سائر بلاد المسلمين ـ.(/)
القوة في الفكر الاستراتيجي
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 05:08]ـ
مبحث رائع كنت قد قرأته في التقرير الاستراتيجي لمجلة البيان الأصدار الثاني،وفي مجلة "إستراتيجيات"للأستاذ طلعت رميح،فأحببت نقله لإخواني في المجلس لتعم الفائدة به.
رابط آخر من مدونتي
http://alrawahel.maktoobblog.com/554038/%C7%E1%DE%E6%C9_%DD%ED_%C7%E1% DD%DF%D1_%C7%E1%C3%D3%CA%D1%C7 %CA%ED%CC%ED(/)
الاختلاط المحرم في الإذاعة والتلفاز بقنواته الثلاث في رعاية الوزارة.
ـ[علي التمني]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 10:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين القائمين بأمره ونهيه الواقفين عند حدوده، ناصر من نصره مذل من عصاه وخالف أمره.
أما بعد
قال الله تعالى (فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ) (هود:116)
فلا يخفى على أحد وجود الاختلاط المحرم في الإذاعة السعودية ببرنامجيها العام من الرياض والثاني من جدة والتلفزيون السعودي بقنواته الثلاث الأولى والثانية " الرياضية " والإخبارية، حيث تعمل نساء في الإذاعة ببرنامجيها مذيعات مع الرجال ويعملن ساعات في اليوم حيث يظهرن بأصواتهن في الإذاعة يقدمن البرامج ويظهرن بالصوت والصورة في التلفزيون بقنواته الثلاث الأولى والثانية " الرياضية" والإخبارية وهن يقدمن برامج، وكل ذلك لا يتم إلا بالاختلاط المحرم مع المذيعين والإداريين والفنيين في الأستوديوهات وغيرها، وهو اختلاط العمل الذي لا يستطيع أي مسؤول في وزارة الثقافة والإعلام إنكاره، وحيث يقوم المذيعون باستضافة النساء في أستوديوهات الإذاعة والتلفزيون – برنامج سهرانين على سبيل المثال من أبها والشرقية على سبيل المثال خلال الأسابيع الماضية – وحيث تقوم النساء والرجال بتقديم برامج مشتركة.
إن هذا الاختلاط محرم في دين الله تعالى، بين ذلك العلماء في بياناتهم وفتاويهم وكتبهم، ثم عززت ذلك الدولة بإصدار خادم الحرمين الشريفين ملك البلاد أمره السامي بمنع جميع أشكال الاختلاط في العمل في جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في جميع أنحاء البلاد استنادا إلى تحريمه، ومعلوم أن هذه البلاد منذ أسست وهي القدوة في تطبيق شريعة الله والتزام طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم التقيد بفتاوى العلماء المعتبرين الراسخين، ومعلوم أن كل ما حرمه الله تعالى فهو شر على البلاد والعباد وباب للفساد والفتن، وها هي وزارة الثقافة والإعلام تكرس لهذه الجريمة المحرمة الهدامة المفسدة جريمة الاختلاط عبر إذاعتيها ببرنامجيها وعبر قنواتها التلفزيونية الثلاث الأولى والثانية والإخبارية، فهل هذه الوزارة مستثناة من التزام شرع الله الذي يحرم الاختلاط المحرم المفضي إلى الفساد الكبير؟ فإذا كانت وزارة من وزارات الدولة تعمد إلى هذا المحرم فتعمل به وتعاند شريعة الله بمخالفة شرعه وتكريس جريمة الاختلاط وتعاند نظام الحكم الأساسي والأوامر السامية وتعاند مصلحة الشعب السعودي وما قام عليه هذا الكيان السعودي الإسلامي قلبا وقالبا، إذا كانت وزارة الثقافة والإعلام وهي من وزارات الدولة تسمح للاختلاط المحرم في الإذاعة والتلفاز بقنواته الثلاث فمن ذا الذي سيرعى الأمانة إذا كان الأمر على هذا الحال، وإذا كانت وزارة الثقافة والإعلام تقدم المثل الحي والمباشر لمن يعاند أحكام الله وأوامر ولي الأمر الذي يدرك مصلحة البلاد والعباد بينما تطوح بهما هه الوزارة بتعمد مخالفة شرع الله ثم أمر ولي الأمر سدده الله وأخذ بيد إلى كل خير وأعانه على تحمل الأمانة؟.
إننا نطالب بأن تتقيد وزارة الثقافة والإعلام بالشريعة في كل شؤونها وأنشطتها وفي رسالتها الثقافية والإعلامية، وأن تمنع جريمة الاختلاط فورا لما سيؤدي إليه وجودها من الاستهانة بحرمات الله وحدوده وأحكامه، ولما سيؤدي إليه وجودها من إظهار للفساد وتمكين له ومن فتح باب الفساد والعناد لشرع الله على المجتمع السعودي والبلاد السعودية قاطبة، قال تعالى (وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص: من الآية77).
وقال تعالى (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة: من الآية205).
علي التمني
أبها / الأربعاء 21/ 9/1428
ـ[المرجان]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 03:49]ـ
للاسف الاختلاط موجود في كثير من المؤسسات الخاصة، بل سمعت أن وزارة العمل عممت على الشركات والمؤسات أن توظيف سعودية واحدة يعدل توظيف اثنين من السعوديين الرجال في نظام السعودة .. هذا ما بلغني من أحد أقاربي مدير في أحد شركات القطاع الخاص .. والله أعلم
ـ[علي التمني]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 05:06]ـ
بسم الله
أخي المرجان بارك الله فيك، فعلا وزارة العمل تعمل على إفساد البلاد والتمكين لجريمة الاختلاط في المجتمع السعودي، وقل مثل عن وزارة الصحة والكثير من المؤسسات الخاصة والفنادق وغيرها وهذا ما يستنفر الجميع لدرء هذا الخطر الماحق على الدين وعلى الشعب السعودي.
إن الاختلاط هدم للدين وهدر لحقوق الشعب السعودي الذي ينظر إليه وكأنه لا وجود له من قبل من يعمل على نشر جريمة الاختلاط في المجتمع السعودي.
ومن ذلك التواصل مع كبار العلماء: المفتي ورئيس مجلس القضاء الأعلى وأعضاء مجلس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة والقضاة والعلماء العاملين والدعاة والوعاظ والكتاب والصحفيين والخطباء والأدباء، ومناقشة هذه المسألة - ومناقشة حرمتها ومعارضتها لدين الإسلام وخطرها الماحق الذي لايخفى على كل ذي فهم وعقل ودين - في كل مجلس وناد ومنتدى وصحيفة ومجلة ومحاضرة ومطالبة المحاضرين بالاهتمام باقتلاع هذه الجريمة من بلاد الحرمين التي تريد أن تدنسها، وتوعية الشعب السعودي كذلك حول حرمة هذه الحريمة وآثارها المدمرة.
22/ 9/1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 10:22]ـ
بسم الله
الاختلاط نازل جديد بالأمة، لم تعرفه أمة الإسلام حتى في أوقات انحطاط السياسة فيها، ولم تعرفه حتى المجتمعات المسلمة التي استهانت بحرمات الله تعالى في بعض الفترات، وهو من عادات الغرب الكافر بالله وكتبه ورسله خاصة في هذا العصر، وقد نجم في صورته القائمة اليوم في الغرب وفي البلاد المسلمة التي قلدت الغرب الكافر بالله الجاحد لرسالاته وكتبه ورسله عن دعوات تحرير المرأة ودعوات الثورة الجنسية التي عبرت عنها المظاهرات والتجمعات التي قامت في جميع انحاء الغرب في عشرينات القرن الميلادي العشرين وعززتها الثورة الطلابية في فرنسا في أواخر ستينات القرن الماضي الميلادي العشرين.
المهم أن الاختلاط لم يعرفه المسلمون أبدا، ويجدر بنا أن نتبنه إلى ما يحاول المرجفون قياسه بالاختلاط حين يصورون وجود النساء في المسجد الحرام أو الحج أو المساجد على أنها اختلاط، وهي ليست اختلاطا لأن تعريف الاختلاط هو: وجود نساء ورجال في موقع واحد لأداء رسالة عمل مشتركة - عمل أو دراسة أو نقاش - ينجم عنها التعارف الحتمي الذي يفضي بالتالي إلى هدم حدود الله بين الرجال والنساء الأجنبيات عن الرجال. فلنتأمل في الأمر ولنعد لهؤلاء فهما وفقها للمسألة، رد الله عنا كيدهم.
6/ 10/1428
ـ[علي التمني]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 03:09]ـ
يرفع
21/ 11/1428
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 06:31]ـ
-
الأصل عدم خلطة الرجال بالنساء الا لحاجة مع مراعاة الآداب الشرعية
فقبل آية الحجاب كان وجه زينب الى الحائط حتى انصرف الرجال وكانت الخلطة بقدر الحاجة لضيق المكان
والخلطة في الطواف للحاجة و عند البيع والشراء وعند التداوي كما في الغزوات
ومتى زالت الحاجة منعت الخلطة لظاهر الأدلة من الكتاب والسنة بمجانبة الرجال
والحقيقة أن عرف الناس واختلاف ازمنتهم وامكنتهم له تأثير على المسألة
لأن العرف يجري بحالهم ومثل ذلك اذا توسعوا في الدور لم يسغ خلطة الرجال بالنساء
واذا ضاقت عليهم دورهم كما هو الحال في بعض الدول جازت الخلطة بقدر الحاجة مع التزام الآداب الشرعية
ولا حاجة لظهور النساء في الإعلام
ومما يزيد الأمر سوء ما يظهر منهن من تبرج و تزين واصباغ وموديلات و تضاحك و خضوع في القول و تغنج في الكلام
ولاحول ولا قوة الا بالله
بلاد السنة وفيها هذا الفجور الإعلامي المدفوع من الزنادقة و مطاياهم الإمعات وفروخ المتصوفة و الروافض،،
بارك الله فيكم
،
ـ[علي التمني]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 02:40]ـ
بسم الله
الاختلاط باب للفاحشة لا شك في ذلك ولا ريب، ولذا حرمه الإسلام على التأبيد، وأعني هنا الاختلاط المحرم الذي ينطوي على قيام النساء والرجال بعمل مشترك في موقع واحد تحت رئاسة او إدارة واحدة ساعات محددة كل يوم وفي تعامل تنتفي عنه الحواجز الشرعية التي وضعتها الشريعة بين الرجال الأجنبي والمراة الأجنبية التي لا تحل له أو لا يحرم عليه نكاحها على التأبيد، وهو الأمر الذي لايقيم له الغرب وزنا والذي نقل إلى بلاد المسلمين جريمة اختلاطه زمرة من المتغربين الذين تأثروا باخلاق الغرب وعاداته المجرمة وأحبوها وتطبعوا بها ففرضوا هذا الاختلاط على بلاد المسلمين، وفي كل مرة يقولون ضمن الضوابط الشرعية التي لا وجود لها ولا قيام مع وجود الاختلاط، وهذا الاختلاط يؤدي إلى التفريط في إحدى الضرورات الخمس (حفظ الدين والعقل والعرض والمال والنفس) التي جاء الإسلام بحفظها، وجريمة الاختلاط تضحي بضرورة حفظ العرض فتعرضه للفساد والهتك، فهل ننتظر حتى يهدم الاسلام عروة عروة بمعول الاختلاط المجرم؟.
شكر الله لك اخي أبا عمر القرشي،،
8/ 12/1428
ـ[علي التمني]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 01:39]ـ
بسم الله
وزارة الثقافة والإعلام - بوزيرها إياد مدني ووكيله للشؤون الثقافية الدكتورعبدالعزيز السبيل - تسعى بكل جهد وفي سباق مع الزمن لتغريب البلاد ونشر الفساد على كل نطاق، فهل سيستمر صمت العلماء عن هذه الوزارة وفسادها الواضح الذي لا يحتاج إلى دليل؟.
1/ 6/1429(/)
(قضية مهمة في النقد) "ثقافة القضاء في مهب التمثيل المؤدلج! ولطيفة!
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 01:01]ـ
سبحان الله ليس فقط أنهم يستهزئون بالدين أو شعائره بل لو نظرنا الى المادة العلمية لنظرنا أنهم مُفلسين في ذلك والدليل هو .... اقرأ المقالة)
ثقافة القضاء في مهب التمثيل المؤدلج! ولطيفة!
د. سعد بن مطر العتيبي
15/ 9/1428
تناقلت عدد من وسائل الإعلام دفاع (وزير الداخلية الإيطالي) جوليانو أماتو عن الحجاب الإسلامي في مقابلة مع صحيفة (إل كوريري ديلا سيرا)، بقوله: " المرأة التي حظيت بأكبر نصيب من المحبة على مر التاريخ ألا وهي السيدة العذراء تصور دائماً وهي محجبة "، وتابع جوليانو: " ولكن على ألا يغطى كامل الوجه، ولا أود أن يصل التطرف بالبعض درجة المطالبة بتعديل رسوم مريم العذراء بحيث تصور وهي سافرة لكي تتلاءم وشعاراتهم ".
الجملة الأخيرة المروية عن جوليانو أماتو، أشعرتني أنه يخاطب بعض بني جلدتنا، عندما يتعرضون لمسألة شرعية من خلال الحديث عن شخصية علمية أو مؤسسة يتولاها أهل العلم الشرعي فيتجاوزون ثوابت الدين ومسلمات الأمة ..
1) وقبل الدخول في الموضوع أودّ التأكيد على أمرين:
الأول: أنَّ تدخل الكتّاب والصحفيين من غير أهل العلم والتخصص فيما يكتبون فيه، فضلاً عن كتّاب الأفكار وممثلي الأدوار ممن هم أقلّ شأناً من أن يعبِّروا عن رأيٍ في القضايا الكبار – أقول إن تدخل هؤلاء في الأمور الكبيرة التي لا يعي حقائقها إلا أهل الشأن وأهل المعرفة من المثقفين الحقيقيين، لهي من الابتلاءات التي تمرّ بها الأمّة، وإنني لأتذكر في هذا الشأن الحديث العظيم الذي هو إعجاز نبوي: أن يتحدث الرويبضة في أمر العامة!
ومن تلك الأمور: ما يعرف باختلاف الأحكام أو تفاوت العقوبات التي تصدر من القضاة! وهو موضوع لا يختص ببلد دون بلد ولا بمدرسة قانونية دون أخرى، وهذا ما سأوضحه إن شاء الله تعالى في الأسطر الآتية ..
علماً أن مجال التفاوت لا يتطرق إلى الأحكام المقرّرة في الشرع كالحدود والقصاص والإرث ونحوها، ومع ذلك لم تسلم من نقد حملة الأفكار الأجنبية والتأثرات الخارجية، وقد أوضحت شيئاً من ذلك في مقالات: محاولات التسلل إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا، ومقال: الحملة الصحفية على المحاكم الشرعية.
الثاني: أنني هنا لا أكتب دفاعاً عن عالمٍ شرعي، أو جهازٍ قضائي له مؤسساته التي تجب عليها حمايته، ولا عن خطأ قد يقع من شخصٍ أو مؤسسة ما؛ ولكنني أكتب دفاعاً عن (قاضٍ في الجنّة)، أراد بعض كتبة الأفكار وممثلي الأدوار أن ينالوا منه في مشاهد ساخرة، تحت ذرائع باطلة ووسائل قديمة، قِدم الحرب على الإسلام ليس أخبثها بناء مسجد ضرارٍ ودعوة محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم لافتتاحه!! في كمين ماكرٍ فضحه الله من فوق سبع سماوات ..
كتبة الأفكار و ممثلوا الأدوار ممن لا تقبل شهادتهم – عند قاضٍ في الجنّة - في دخول شهر رمضان فضلاً عن خروجه، يبدو أنهم أقلّ ثقافة من حاملي (الكاميرات) التي تصورهم وهم يمارسون الإثم والتلبيس، كما لو كان عملهم نيابة عن مردة الشياطين المصفّدة في هذا الشهر الكريم الذي جعلوه وقتاً لبثّ ما أُشربوه من سموم أجنبية ..
2) إنَّ تفاوت القضاء في الوقائع المتقاربة في حدود سلطة القاضي التقديرية، لا يُعدّ تناقضاً عند أهل الشأن المتمرسين من قضاة الشرع، بل وقضاة الوضع، وكذا عند من له معرفة بأمور القضاء من دارسي الشريعة وخريجي كليات الحقوق، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين .. وهنا لن أُعرِّج على الثقافة القضائية في الفقه الشرعي المستهدَف من أهل الباطل، ولا بتفاصيل التفريد القضائي ومعايير تحقيق العدالة عند التقدير، فهذا موضوع تخصصي يطول الحديث عنه؛ ولكنني أكتفي بذكر بعض ما يتعلق بهذا الموضوع في القوانين الغربية التي يركن إليها بعض القوم؛ مُفيداً من مؤلّفات متخصِّصة، ومقالاتٍ علمية بهذا الشأن. وذلك تفريقاً بين السياسات القضائية العقابية وتفاوت العقوبات تبعاً لذلك، وبين التناقض في الأحكام الذي يُريد المغرضون الإيحاء به كصفة من صفات القضاء الإسلامي في بلادنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فربما لا يعلم كتبة الأفكار و ممثلو الأدوار ومن يُصفِّق لهم من تلاميذ المسلسلات: أنَّ النظام القانوني الإنجليزي والنظم التابعة لمدرسته كالاسترالي مثلاً، تُعد أكثر النظم توسعاً فيما تمنحه للقاضي من سلطة تقديرية في تطبيق العقوبة، فلا يقيد القاضي إلا الحدّ الأقصى الذي يقرِّره القانون لكل جريمة إن كانت العقوبة مدونة في تقنين أو سابقة.
وأنَّه إذا وجد خطأ خارج هذا الإطار، فليس مردّه السلطة التقديرية التي يُفتَرضُ فيها توخّى العدالة، وإنَّما يرجع إلى أسباب أخرى تمثل انحرافاً عن العدالة المطلوبة في القانون العقلي، وهذا أمر يشهد به أساتذة القانون، من مثل king و radzinowicz إذ قالا: " لقد اتخذ القضاة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وانجلترا وفرنسا من السلطة التقديرية الممنوحة لهم ذريعة لإرضاء الرأي العام عند اختيار العقوبة، وقاموا بتوجيه الاستجواب وجهة غالباً ما تكون غير ذات صلة بموضوع الجريمة، ومن ثمّ استُخدمت هذه السلطة كأداة خرجت عن الغاية التي من أجلها مُنحت ".
ولكشف ما يرمي إليه الأستاذان، يحسن أن أذكر أن الدراسات الإحصائية التي قام بها متخصصون في مقاطعة نيويورك الجنوبية سنة 1972م، قد أسفرت عن وجود تفاوت في العقوبة، ولو تساوت في النوع، إذ قد تبيّن أنّ الأحكام الصادرة بعقوبة السجن، أطول في مدتها بالنسبة للمتهمين السود عن نظرائهم من البيض!، في ذات الجرائم التي يرتكبونها، ومع تماثل ظروف ارتكابها.
3) إن وجود قضاء لا يتفاوت فيه تقدير العقوبة تبعاً لبعض المتغيرات المؤثِّرة في العقوبة تخفيفا وتغليظا، أو ما يعرف بظروف الواقعة: المشدّدة أو المخفّفة، هو في الحقيقة قضاء ظالم، والحلم به جهل بالحقائق، و حلم بالظلم.
ولذلك فشلت محاولات التجاوب المتعدِّدة مع الانتقادات التي وُجِّهت للنظرية القضائية الأمريكية بسبب اختلاف عقوبات الجنايات والجرائم المتشابهة بعد أن اقتُرِح تشريع قانون بعقوبات إجبارية محدّدة بدقة وغير خاضعة لأي تغيير أو تبديل، ومثالها معاقبة اللصوص جميعاً بالسجن لمدة سنة واحدة، مهما كانت الدوافع والأحوال! ولكن تعدد نوعية السرقات وأحوال اللصوص، واختلاف درجات خطورتها، جعل هذا الحكم فاشلاً من الناحية الموضوعية باعتراف القوم أنفسهم.
وقد اعترض القضاة والمحامون وشراح القانون على بعض القوانين التي تسلب القاضي سلطته التقديرية، مع أنَّها وُضعت كحلٍّ لمنع التفاوت؛ وذلك بحجة عدم ملاءمتها، وبعدها عن تحقيق العدالة.
وتقريبا للصورة، وبياناً لجهالة كتّاب الأفكار فضلاً عن ممثلي الأدوار، فإننا كثيراً ما نسمع بين العامّة جواباً لمعترضٍ على تغليظ كلامٍ أو عقوبة على آخر، يقول له الجملة الدّارجة: أنت ما تدري وش سوّى! وما إن يُفصِّل له بعض الأمور ويفسِّر له مثلَها، حتى يجيبه المعترِض: أعوذ بالله! آسف، لا والله أجل أنت على حق!
إنَّ علاج مرض السكّر يختلف من شخصٍ إلى آخر! فربّ مريضٍ بهذا الداء - ذي المسمّى الواحد - ينفعه الله بالحمية، وآخر يجعل الله شفاءه في أكل الحبوب، وثالث لا يفيده _بإذن الله_ إلا حقنة الإنسولين ..
إن وجود قضاء لا يتفاوت فيه تقدير العقوبة تبعاً لشخصية الجاني الإجرامية ومؤثِّرات التفاوت المعروفة، هو في الحقيقة قضاء ظالم، والحلم به جهل بالحقائق، و حلم بالظلم.
هذه باختصار حكاية التفاوت في الأحكام القضائية إذا صدرت من قاضٍ يقضي قضاء قاضٍ في الجنّة. أمَّا تناقض الأحكام فشأن آخر، أوضحه بمثال من القوانين الفيدرالية، ذلك أنَّ جريمة القتل: تكون عقوبتها في ولاية القتل! و في ولاية أخرى السجن! مع أنَّهما تحت حكم دولة واحدة! يحمل مواطنوها جنسية واحدة. وهذا ما يجعل بعض محترفي الإجرام يستدرج ضحيته للولاية الأخف عقوبة!!
4) ومن لطيف ما يكشفه الله ولو بعد حين، ما كشفته الحلقة التي أظهرت المتلبرلين من أهل الشراب والسكر! وفقدان التربية - وفاقد الشيء لا يعطيه - وإن كانت الهداية بيد الله تعالى، إلا أنَّه قد صح في الحديث (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ..
ولئن ساد انطباع مقزِّز من الليبرالية عند مشاهدي هذه الحلقة من البريئين، وانطباع ناقم من كشف شيءٍ من المستور من المُتَهمين، إلا أنَّني تذكرت – وأنا أتابع ردود الفعل تجاه هذه الحلقة - عدداً من المقالات الغاضبة - في أوقات مضت - على المؤسسات الحكومية، التي تكشف مصانع خمرة متستِّرة بين حين وآخر، وتُريق كميات هائلة من منتجاتها المحرّمة علناً، كما تذكّرت تلك المقالات الناقمة من حماة الفضيلة الرسميين في بلاد الفضيلة على جميع المستويات، وهكذا المؤسسات التي تلاحق من وراء هذا النوع من المجرمين وتُقدِّمه للعدالة، وصولاً إلى المحاكم الشرعية ولاسيما تلك التي تختص بنظر مثل هذا النوع من القضايا ..
فهل يمكن للمتابع أن يقرأ تلك المقالات مرة أخرى في ضوء مشهد الشارب والساقي من جهة، ومشهد الغفلة عن التربية أو عدم الاهتمام بالقيم الفضيلة باسم الحرية من جهة أخرى!! وهل له أن يتأوّل قول الله تعالى: " وشهد شاهد من أهلها " في مواقف يمثلها من له عند القوم احتفاء ومن أجندتهم قرب؟!
نسأل الله أن يحفظ لنا إيماننا وأمننا، وأن يبطل كيد الكائدين، ويهدي ضال المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 10:54]ـ
بسم الله
على بركة الله أيها الكبير الفاضل د سعد بن مطر العتيبي،،
هكذا يكون العلم والفهم وإلا فلا، وهكذا تفضح أعداء الإسلام الذين جعلوا من دين الله لهوا ولعبا،،
زادك الله علما وفهما وفقها،، وثبتك على الحق،، وجعلك من كبار أهل الجنة كما أنت كبير بغيرتك وحبك لدين الله وللمسلمين في الحياة الدنيا.
وشكر الله للناقل وجزاه خير الجزاء.
أبها 23/ 9/1428(/)
كتب الردود تقسي القلوب
ـ[نجيب]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 09:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص السؤال أثابكم الله، يقول: ما رأي فضيلتكم فيمن يقول أن كتب الردود تقسي القلوب؟
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00347-39.ra
وهذا التفريغ
نص السؤال أثابكم الله، يقول: ما رأي فضيلتكم فيمن يقول أن كتب الردود تقسي القلوب؟
الجواب
لا ترك الردود هو الذي يقسي القلوب لأن الناس يعيشون على الخطأ وعلى الضلال فتقسو قلوبهم أمّا إذا بيّن الحق وردّ الباطل فهذا مما يلين القلوب، لاشك.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء -حفظه الله-
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 09:27]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا (نجيب).
وحفظ الله الشيخ الفوزان ونفع المسلمين بعلمه.
وأمر الردود كما تفضل فضيلة الشيخ وبيَّن، وهو جادة مسلوكة عند أهل العلم للمنافحة والدفاع عن حياض العقيدة.
فقد صنف الشافعي رحمه الله في الرد على من يقولون بالاستحسان كتابه ((إبطال الاستحسان)) وتبعه كثير من أهل العلم في هذا الباب.
وصنف أيضًا ((الرد على محمد بن الحسن)).
وصنف الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على بشر المريسي الجهمي العنيد.
وصنف أيضًا في الرد على الجهمية، وكذا الإمام أحمد والإمام ابن منده وغيرهم.
كما صنف شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على المنطقيين، والرد على الأخنائي والرد على ابن سينا، والرد على ابن عربي، والرد على البكري، وغير ذلك كثير مما لو أفرد لخرج في مصنف لطيف.
لكن لابد لمن يرد على أهل البدع ويدافع عن العقيدة الصحيحة من شروط سجلها أهل العلم في كتب آداب البحث والمناظرة. والله أعلم.
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 04:14]ـ
الاشتغال بالردود هو الذي يقسي القلب، فيصبح الراد لا هم له إلا تتبع سقطات المردود، ويشتغل بضم النظير إلى نظيره من الشبه والعموميات حتى يضخم كتابه الذي عنوانه الرد الفاصل أو المفحم .... فبهذه النفسية التي يغلب على صاحبها سوء الظن - وربما في حالة رده فقط - حتى يرى ماليس بخطأ خطأ .... يقسو القلب
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 04:53]ـ
الاشتغال بالردود هو الذي يقسي القلب، فيصبح الراد لا هم له إلا تتبع سقطات المردود، ويشتغل بضم النظير إلى نظيره من الشبه والعموميات حتى يضخم كتابه الذي عنوانه الرد الفاصل أو المفحم .... فبهذه النفسية التي يغلب على صاحبها سوء الظن - وربما في حالة رده فقط - حتى يرى ماليس بخطأ خطأ .... يقسو القلب
قسوة القلب مرض قلبي تقود إليه المعاصي والذنوب ...
والذي يكثر من الردود إذا أصلح نيته وضبط ردوده وفق الشروط المرعية =هو في طاعة الله ومرضاته وهو بمنزلة المجاهد كما نص أهل العلم ...
ولله در شيخ الإسلام ما أكثر ردوده وأرق قلبه ...
ورحم الله شيخ الأجيال ابن باز كم تعددت ردوده ونصائحه ... وكم شهد له برقة القلب من شاهد ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 05:05]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا جميعًا.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 09:39]ـ
الردود التي تكون بالعلم والحق ومحبة النصح والخير هي من الجهاد ومن البلاغ ..
أما تتبع الأخطاء والزلات وترك الحق والحسنات والخير وتصنيف الناس .. إلخ. فهذا منهج غير سديد ابتلي به بعض الناس ياشيخ نجيب، وأصبح بضاعتهم التي يقدمونها للناس، ويربون عليها الصغار.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 11:16]ـ
القدحُ ليس بغيبةٍ في ستةٍ
متظلمٍ ومعرفٍ ومحذرٍ
ومجاهر فسقاً ومستفت ومن
طلب الإعانة في إزالة منكر
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: \" اعلم أن ذكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذم والعيب والنقص.
فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين أو خاصة لبعضهم، وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة، فليس بمحرم، بل مندوب إليه.
وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل، وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين
الغيبة، وردوا على من سوى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه ولا فرق بين الطعن في
رواة ألفاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في
فهم معاني الكتاب والسنة، وتأول شيئا منها على غير تأويله، وتمسك بما لا يتمسك به، ليحذر من
الاقتداء به فيما أخطأ فيه.
وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضا، ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير، وشروح الحديث، والفقه، واختلاف العلماء، وغير ذلك، ممتلئة من المناظرات، وردوا أقوال من تضعف أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم، ولا ادعى فيه طعنا على من رد عليه قوله، ولا ذما، ولا نقصا ... اللهم إلا أن يكون المصنف ممن يفحش في الكلام، ويسيء الأدب في العبارة، فينكر عليه فحاشته وإساءته، دون أصل رده ومخالفته إقامة بالحجج الشرعية، والأدلة المعتبرة.
وسبب ذلك أن علماء الدين كلهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمته هي العليا، وكلهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم، ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين، فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم، وإن كان صغيرا، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم \" اهـ.(/)
الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
ـ[نجيب]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 09:38]ـ
الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص
أنزل الله كل كتبه وأرسل كل رسله وشرع كل شرائع دينه موعظة لخلقه، قال الله تعالى عن رسوله موسى وكتابه التوراة: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ} (لأعراف:145)، وقال الله تعالى عن رسوله عيسى وكتابه الإنجيل: {وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (المائدة:46)، وقال تعالى عن خاتم رسله وكتابه القرآن: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} (البقرة:231) بعد ذكر أحكام الطلاق في سورة البقرة، قال أكثر المفسرين الأوائل القدوة: الحكمة هي السنة، وقال بعضهم: الحكمة الدين، وقال آخرون: الحكمة الشرع، والمعنى واحد.
وقال الله تعال في بيان كفارة الظهار: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ} (القصص:3).
وقال تعالى عن قول الإفك: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (النور:17).
وقال تعالى عن كل أمره ونهيه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} إلى قوله: {يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90).
وقال تعالى عن موعظة لقمان لابنه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان:13)، {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (لقمان:17).
وكان الأمر بإفراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك بالله في عبادته أول ما دعا إليه رسل الله (صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم أجمعين) في مواعظهم لأقوامهم استجابة لأمر الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل:36)، ثم التزام ما أمر الله به من حقوق التوحيد، واجتناب ما نهى الله عنه مما هو دون الشرك كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء:48).
وعلى هذه السنة ثبت فقهاء القرون المفضلة لا يرون الموعظة إلا الدعوة إلى الله على بصيرة من الكتاب والسنة تذكيراً بالله وحثاً على فعل ما أمر به، ونهياً عما نهى عنه، وتعليماً لأحكام شريعته في الاعتقاد أولاً ثم العبادات ثم المعاملات.
ثم خلقت من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون، وبخاصة بعد أن ذرّ قرن الفكر الموصوف زوراً بالإسلامي بعودة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من باريس ودعوتهما إلى (تحرير الفكر من قيد التقليد)، وكانت بداية الانحراف ـ في هذا العصر ـ عن الوحي والفقه إلى الفكر والظن والعاطفة، وهان على كثير من المسلمين ـ مهما كان مبلغهم من العلم وجوداً أو عدماً ـ القول على الله والحكم على شرعه حسب فكرهم واقتناعهم أي: حسب هواهم، وقد حذّر الله عباده من سوء هذا المنقلب فقال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (النجم:23).
وتبعاً لذلك تحول أكثر مشاهير شباب الدعاة عن منهاج النبوة في الدعوة إلى الله من الموعظة الحسنة بآيات الكتاب المبين والصحيح من سنة الرسول الكريم كما فهمها سلف الأمة المعتدَّ بهم (لتثبيت الاعتقاد وتعليم أحكام الإسلام، وتحبيب الخالق إلى خلقه وترغيبهم في ثوابه وترهيبهم من عقابه) إلى ما أنتجه الفكر غير المعصوم من تلاعب بالألفاظ وتخيلات ظنّية لأخبار ظنّية عن الحوادث والطوارئ السابقة واللاحقة، وتحولت الدعوة إلى الله موعظة شرعية للفرد أو الجماعة إلى (محاضرات) و (ندوات) و (مهرجانات) يختلط فيها الحق بالباطل والآية (المحكمة والمتشابهة) والحديث (الصحيح والضعيف والموضوع) بالقصص والشعر والأمثال والفكاهة وفنون اللغة الدّارجة، يغلب عليها الاهتمام
(يُتْبَعُ)
(/)
بالأدنى دون الأعلى وبالمهم (أو غير المهم) قبل الأهم.
ولأن النّفس أمّارة بالسّوء إلاّ ما رحم ربي، ولأن الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم، ولأن الأهواء تتجارى بالعواطف كما يتجارى الكلَب بصاحبه، ولأن أكثر الناس لا يؤمنون ولا يشكرون ولا يعلمون ولا يفقهون كما بين الخالق المعبود سبحانه وبحمده، فإن أكثر المسلمين ـ بعد أن غيّر الدعاة القصّاص فطرتهم ـ صاروا يقبلون عليهم وينفرون من الدّعوة على منهاج النبوة فازداد عدد القصّاص ونقص عدد الواعظين مما يذكّر بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (الجن:6) على الرّأيين في مرجع الضّمير في قوله: {فَزَادُوهُمْ}، فالجناية على الدّعوة والجاني القاصّ والمعجبون به معاً وقد بدأ الانحراف من الواعظ إلى القصص مبكراً، ولكن فقهاء الصحابة رضي الله عنهم ومن تبع منهاجهم وقفوا له بالجهاد وبيّنوا ضلاله ونهوا عنه؛ تجد ذلك مفصّلاً في:
1) (كتاب القصّاص والمذكرين)، لابن الجوزي (ت 597) رحمه الله.
2) عدد من مؤلفات ابن تيمية (ت 728) رحمه الله، تصدّى للقصّاص فيها.
3) (كتاب الباعث على الخلاص من حوادث القصّاص) للحافظ العراقي (ت806) رحمه الله.
4) (كتاب تحذير الخواص من أكاذيب القصّاص) للسيوطي (ت 911) رحمه الله.
وإليك طرفاً مما تضمّنته هذه المؤلفات تعريفاً بالقُصّاص وتحذيراً منهم ورداً إلى الله:
قال محقق (تحذير الخواص): القصص في الاستعمال من مخاطبة العامة بالاعتماد على القصّة، وقد أشار ابن الجوزي إلى هذا فقال "فالقاص هو الذي يُتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها"، فقلت: وشرٍّ منها الحكايات الجديدة والإشاعات، وأخبار وسائل الإعلام، والشعر والتمثيل والفكاهة.
وروى ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر"، ورواه أحمد والطبراني عن السائب بن يزيد بنحوه، وفي رواية عن ابن عمر: "إنما كان القصص حيث كانت الفتنة"، وروى الطبراني بسند جيد عن عمرو بن دينار أن تميماً الدّاريّ استأذن عمر في القصص فأبى أن يأذن له (مرتين)، وفي الثالثة قال له "إن شئت" وأشار أنه الذبح.
وروى الطبراني عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن بني إسرائيل لمّا هلكوا قصّوا".
وروى الطبراني عن عمر بن زرارة قال: وقف علىّ عبد الله بن مسعود وأنا أقص فقال: "يا عمرو، لقد ابتدعت بدعة ضلالة، أو أنك أهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه"، قال عمرو: فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد.
وأخرج عبد بن حميد في تفسيره عن قيس بن سعد قال: جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقصّ، فقال له: " {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيم} (مريم:41) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ} (مريم:54) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ} (مريم:56) ذكّر بأيام الله، واثن على من أثنى الله عليه".
وأخرج ابن أبي شيبة عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قوله: "القصص أمر محدث أحدثه هذا الخلق من الخوارج".
وأخرج أحمد في (الزهد) عن أبي المليح قال ذكر ميمون القُصّاص فقال: "لا يخطئ القاصّ ثلاثاً: إما أن يسمن قوله بما يهزل دينه، وإما أن يُعجب بنفسه، وإما أن يأمر بما لا يفعل".
وقال ابن الحاج في (المدخل): "مجلس العلم الذي يُذكر فيه الحلال والحرام واتباع السلف رضي الله عنهم، لا مجالس القُصّاص فإن ذلك بدعة، وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن الجلوس إلى القُصّاص، فقال: "ما أرى أن يجلس إليهم وإن القَصص لبدعة".
وروى عن يحيى بن يحيى (عالم الأندلس في عصره): سمعت مالكاً يكره القَصص فقيل له: يا أبا عبد الله فإن تكره مثل هذا فعلام كان يجتمع من مضى؟ قال: "على الفقه".
وفي تاريخ ابن جرير في حوادث سنة 279: "نودي في بغداد: ألاّ يقعد على الطريق ولا في المسجد الجامع ينهى الناس عن الاجتماع إلى قاص ويُمنع القصاص من القعود" اهـ.
وختم الحافظ العراقي كتابه: (الباعث على الخلاص من حوادث القصاص) بقوله: "فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام مع الناس".
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الحافظ ابن الجوزي في أول (كتاب القصاص والمذكرين) من أسباب كراهية السلف القصص:
1) أنهم إذا رأوا ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروه.
2) أن القصص لأخبار المتقدمين يندر صحته.
3) أنه يشغل عما هو أهم من تدير القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين.
4) أن في القرآن والسنة من العظة ما يغني عن غيره ممّا لا يُتيقن صحته.
5) أن عموم القصاص لا يتحرون الصواب.
6) اغترار العوام [وأشباههم من المثقفين والمفكرين والحركيين] بما يسمعون من القصاص فلا ينكرون ما يقولون، ويخرجون من عندهم فيقولون: قال العالم، فالعالم عند العوام من صعد المنبر.
7) أن القصاص يأخذون الحديث شبراً [بلا تمحيص] فيجعلونه ذراعاً.
قال محقق (تحذير الخواص) في مقدمته: "يتمثل تأثير القصاص السيئ على العامة في أن حقيقة الإسلام قد شوهت في أذهانهم فاعتقدوا البدعة سنة والسنة بدعة، وأصبحت الأكاذيب عندهم ممزوجة بنصوص الدّين الثابتة ... فكان العوام ودعاة الابتداع أبداً معارضين لكل مصلح صادق من الدعاة والعلماء ... وآثر فريق من العلماء المسالة فسكتوا خوفاً من القصاص وسلطانهم [على العامة] وإيثاراً للعافية ... وترى القصاص رغبة في قبول السامعين لهم يسارعون في ابتغاء مرضاة العامة أكثر من حرصهم على تقويمهم وتعليمهم وأضحى القاص كالمغني [والممثل والمهرّج] لا همّ له إلا إطراب السامعين. إن هؤلاء القصاص قوم مهمتهم الكلام وغايتهم أن يستحوذ على إعجاب السامعين".
والواقع أن دعاة القصص والشعر والفكاهة والتهريج والتّهييج ـ وهم أشهر وأكثر الدعاة اليوم عفا الله عنا وعنهم ـ حوّلوا الموعظة بل وخطبة الجمعة المفروضة إلى ما يشبه برامج (ما يطلبه المستمعون) في الإذاعات العربية لرغبة الأغلبية في الهزل ورغبتهم عن الجد، فقدم القصاص لعامة الناس ما يرضيهم ـ لا ما ينفعهم مما شُرعت الموعظة لتحقيقه في مقابل شهرتهم وإذاعة صيتهم والإقبال على مجالسهم، مما يذكّر بقول الله تعالى عن الضالين والمضلين من الإنس والجن: {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} (الأنعام:128).
جنبنا الله وإياهم مصيرهم، وردنا وردهم إلى منهاج النبوة في الدين والدعوة ـ رداً جميلاً.
وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله وخاتم رسله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.
مقال للشيخ سعد الحصين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 11:03]ـ
/// إجمال القول بمخالفة الدعوة إلى الله بالقص لمنهج السلف أوالكتاب والسُّنَّة غلطٌ ينبغي تحريره، والناس في هذا الباب بين غالٍ وجاف!
/// لا تعارض بين الدعوة إلى الله بالوعظ أوبالقص، وليس شيءٌ منهما مخالفٌ لنهج الوحيَيْن أو للطريقة التي كان عليها النَّبي (ص) ثم السَّلف الذين كانوا على هديه.
/// وقد تقدَّم بيان هذا بالتفصيل في موضوع سابق، على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6229
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 03:38]ـ
الشيخ الكريم: عدنان البخاري ـ وفقه الباري ـ: جزاكم الله خيراً على التوضيح و التفصيل ...
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 03:39]ـ
الأخ (نجيب) لعلي أرسل لك بعض القصص على الخاص؛ لتتعظ وتتذكر!!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 04:43]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا يا شيخ عدنان،ونفع بأخينا نجيب.
الأخ الكريم / المُسيكين:
غفر اللَّهُ لكم.
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 10:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الكريم وصلنا مقالك وصلك الله بمغفرته ولكن بعض أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذكر فيها بعض القصص مثل قصة أصحاب الغار و قصة الرجل الذي قتل99 نفسا و أكمل المائة و قصة البغية التي دخلت الجنة في كلب سقته إلى غير ذلك.
فلعل في زماننا بعض القصص التي يتعض منها البشر و أنا لا أدعو إلى إتخاذها اسلوبا و منهجا للدعوة و لكن نستعملها للإستشهاد و الدلالة.
هذا والله اعلم و غفلر الله لي ما كتبت و ما قلت والسلام عليكم و وفقكم الله لما يحب و يرضى
ـ[معترك النظر]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 12:07]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا تفعل يا نجيب أنت وصاحبك الحصين بمئة قصة في كتاب الله قال بعد أطولها {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} أم أنكم لستم من أولي الألباب!!؟
والله المستعان
وفي موضوع الشيخ عدنان مزيد تفصيل
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 01:51]ـ
أخي الفاضل سلمان أبو زيد ...
والله إني ممن أحبك في الله .. وأثني على أدبك الجمِّ وإنصافك ...
أما الأخ نجيب، فلنا معه صولات وجولات،، فأرجو أن لا تفهمني على غير وجه الحقيقة ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 11:33]ـ
/// بارك الله في الأخوة الكرام جميعًا وجزاهم خيرًا على مشاركاتهم، واعتذر عن التأخُّر في الرَّدِّ فالشواغل كثيرةٌ هذه الأيام شغلنا الله بمحابِّه دومًا.
/// وبالنِّسبة لمسألة اتِّخاذ القصص للاستشهاد (فقط) لا طريقةً للدَّعوة فلا دليل على هذا الحصر والمنع؛ بل الدليل أظهر على ندب واستحباب الاقتداء بطريقة الوحيين في اتِّخاذه طريقة وأسلوبًا للدَّعوة -ضمن أساليب عديدة-، وهو ظاهر بيِّن؛ كما في أمثال قوله تعالى: ((فاقصص القصص))، وهذا أمرٌ منه تعالى لنبيِّه (ص).
/// وقد يدندن أحد الناس حول مسألة الكثرة والقِلَّة في الدعوة بالقصص فلْينظُر إلى كتاب الله -على الأقل- ليدرك نسبة الآيات التي فيها قصص إلى غيرها، كم تمثِّل من جملة آيات الكتاب العزيز.
/// ثمَّ الله عزَّوجلَّ قد قصَّ علينا في كتابه كثيرًا جدًّا وذكر ذلك، فقال: ((إنَّ هذا لهو القصص الحق))، وقال: ((ورسلاً قد قصصناهم عليك ورسلًا لم نقصصهم عليك))، وقال: ((نحنُ نقصُّ عليك أحسن القصص))، وقال: ((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب))، وقال: ((نحن نقصُّ عليك نبأهم بالحقِّ))، وقال: ((إنَّ هذا القرآن يقصُّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون))، وقال: ((منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك))، وقال: ((وكلاًّ نقصُّ عليك من أنباء الرسل ما نثبِّتُ به فؤادك وجاءك في ههذه الحق ... ))، وقال: ((ذلك من أنباء القُرى نقصُّه عليك))، وقال بعد ذكره جملة قصصٍ: ((تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك))، وغيرها كثيرٌ.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 05:25]ـ
أخي نجيب جزاك الله خيراً على هذا النقل الطيب عن الشيخ سعد الحصين
والقصص إذا جاءت من عالم فهي نور على نور
وإذا جاءت من جاهل ففيها من الشر والخطر
الشيء الكثير
ومبالغة أهل عصرنا في القصص وجعلها مادة أساسية للوعظ يوجب النصيحة وعدم السكوت على أهل العلم
والله الموفق,,,
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 08:59]ـ
ومبالغة أهل عصرنا في القصص وجعلها مادة أساسية للوعظ يوجب النصيحة وعدم السكوت على أهل العلم
والله الموفق,,,
/// قد تقدَّم البيان والتوضيح بالحُجَّة أنَّه لا إشكال في جعل القصص مادة أساسيَّة في الوعظ، ومن خالف في هذا فلا بد من ذكر حُجَّته من الكتاب أوالسُنَّة.(/)
إِذَا هَجَمَتِ الفِتْنَةُ ... فَبِأَيِّ قَلْبٍ نُواجِهُهَا؟! لشيخنا الحَلَبِيّ
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 12:20]ـ
إِذَا هَجَمَتِ الفِتْنَةُ ...
فَبِأَيِّ قَلْبٍ نُواجِهُهَا؟!
21 - رمضان-1428هـ عَلِيُّ بْنُ حَسَنٍ الحَلَبِيُّ الأَثَرِيُّ
إِنَّ الحَمْدَ لِله، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِن شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ الله؛ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضْلِلْ؛ فَلاَ هَادِيَ لَه.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله -وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه-، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْد: فَإِنَّ مِنْ طَبَائِعِ بَنِي الإِنْسَانِ: الخَطَأَ وَالزَّلَلَ؛ كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا -صلى الله عليه وسلم-: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» ...
وَلَئِنْ كَانَ هَذَا الحَدِيثُ مَقولاً فِيمَنْ يُنْتَقَدُ مِنَ النَّاسِ، أَوْ يُوَجَّهُ لَهُ سَهْمُ التَّخْطِئَةِ –مِنْهُم-؛ فَإِنَّهُ مَقُولٌ –أَيْضًا- فِي المُنْتَقِدِ –نَفْسِهِ-، وَالمُخَطِّئِ –ذَاتِهِ-سَواءً بِسَواء-؛ كَمَا قَالَ الإِمَامُ ابْنُ القَيِّمِ: «وَالإِنْصَافُ أَنْ تَكْتَالَ لِمُنَازِعِكَ بِالصَّاعِ الَّذِي تَكْتَالُ بِهِ لِنَفْسِكَ؛ فَإِنَّ فِي كُلِّ شَيءٍ وَفَاءً وَتَطْفِيفًا» -كَمَا فِي «تَهْذِيب السُّنَن» (1/ 122) -.
وَمِصْدَاقُ هَذَا: قَوْلُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».
أَقُولُ هَذَا فِي أَوَانٍ خَاضَ فِيهِ بِالخَرْصِ الكَثيرُونَ –لِفِتْنَةٍ وَقَعَتْ! -، وَتَلَبَّسَ فِيهِ بِالظَّنِّ الأَكْثَرُونَ –لِمِحْنَةٍ نَجَمَت! -، وَمَا سَأَلْتُ –أَو سَاءَلْتُ- أَحَدًا مِنْ هَؤُلاَءِ أَوْ أُولَئِكَ –بِمَا خَاضَ وَوَلَج – إِلاَّ قَالَ -بِلاَ حَرَج! -:
سَمِعْتُ .. قِيلَ .. بَلَغَنِي .. قَالُوا ... !!! وَالمُصِيبَةُ تَعْظُمُ وَتَزْدَادُ لَمَّا يَجْعَلُ وَاحِدُهُم نَفْسَهُ -بِهَوَاه- خَصْماً وَحَكَماً -فِي آن-!!!
أَلَمْ يَعْلَمْ هَذَا وَذَاكَ وَذَيَّاكَ بِقَوْلِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «كَفَى بِالمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»،
وَفِي رِوَايَةٍ: «كَفَى بِالمَرْءِ كَذِبًا ... »، وَقَوْلِهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُم لادَّعَى نَاسٌ دِماءَ قَومٍ وَأَمْوَالَهُم»؟!
أَلَيْسَ فِي شَرْعِنَا الحَكِيمِ قَوَاعِدُ عِلْمِيَّةٌ مُنْضَبِطَةٌ؛ تُغْنِينَا عَنْ كَثِيرٍ مِن هَذَا الخَوْضِ، وَتَنْأى بِنَا عَنْ جُلِّ هَذَا التَّخَبُّطِ؟!
أَلَيْسَ فِيهَا –مَثَلاً- قَوْلُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «البَيِّنَةُ عَلَى المُدَّعِي، وَاليَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ»؟!
وَهَذَا –وَحْدَهُ- كَافٍ لِكُلِّ مَنْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ... بدَلاً مِنَ ذَاكَ التَّقَوُّلِ وَالتَّقْوِيل .. وَالقَالِ وَالقِيل!!!
وَلَئِنْ كَانَ فِي (شَيءٍ) مِمَّا يَقُولُهُ الخَائِضُونَ - أَوْ يَخُوضُهُ القَائِلُونَ! - بَعْضُ حَقٍّ؛ فَلِمَاذَا هُمْ يُضَخِّمُونَهُ فِي نَفْسِهِ –مِنْ جِهَةٍ- زِيَادَةَ بَلاَء؟! وَيُوَسِّعُونَ دَائِرَتَهُ إِلَى غَيْرِهِ –مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى-تُهْمَةَ أَبْرِيَاء؟! كُلُّ ذَلِكَ بِالظُّنُونِ الحَمْقَاء! وَالشَّمَاتَةِ الخَرْقَاء! مَعَ عَجْزٍ وَتَعاجُزٍ عَنْ أَيِّ مُجَابَهَةٍ أَوْ لِقَاء!!!
فَهَلْ هَذَا هُوَ الحَقُّ؟! بَلْ ... هَلْ هَذَا مِنَ الحَقِّ؟! بَلْ قَدْ طُلِبَ مِنْ بَعْضِ أُولَئِكَ المُفْتَرينَ (المُبَاهَلَةُ) –جَزَاءَ كَذِبِهِم! - فَحَارُوا ... وَمَارُوا!!
وَالوَاقِعُ المُعَاشُ يُؤَكِّدُ –بِلاَ أَدْنَى رَيْبٍ – أَنَّ الفِتَنَ عِنْدَمَا تَقَعُ تَكْشِفُ مِنَ النَّاسِ أَصْنافاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 – ذُو النَّفْسِ المَرِيضَةِ مِنَ (القَرِيبِينَ)؛ الَّذِينَ (تُسَيَّرُ) حِسَابَاتُهُم عَلَى غَيْرِ الشَّرْعِ، وَتَمْشي المُطَيْطَاءَ (!) مُخَالِفَةً للهُدَى؛ تَنْظُرُ المَصَالِحَ الضَّيِّقَةَ، وَتَتَغَاضَى عَنْ المَصْلَحَةِ الكُبْرَى؛ مُنْتَظِرَةً الهَفْوَةَ وَالزَّلَّة –مِنَ الهَوَاء-وَبِالأَهْوَاء-!!
2 – الخَصْمُ المُتَرَبِّصُ (مِنَ البَعِيدَينَ)؛ الَّذِي يَرْفُضُكَ ابْتِدَاءً، وَلاَ يَقْبَلُكَ أَصْلاً، فَهُوَ يَزْدَادُ سُوءًا بِمُجَرَّدِ بُعْدِهِ؛ فَكَيْفَ الحَالُ مَعَهُ –إِذَنْ- بِأَيِّ خَبَرٍ يَصِلُ إِلَيْهِ عَنْكَ؛ غَاضًّا طَرْفَهُ وَعَقْلَهُ وَقَلْبَهُ عَنْ طَلَبِ البَيِّنَةِ، أَوْ تَطَلُّبِ الدَّلِيلِ!؟!
3 – ضَعِيفُ الشَّخْصِيَّةِ (المُتَذَبْذِبُ)؛ الَّذِي تَغُرُّهُ شَائِبَةُ رِيبَة، وَتُفْسِدُ قَلْبَهُ أَقَلُّ كَلِمَة، وَتُحِيطُ بِهِ –لتَرْمِيَهُ! - أَدْنَى شُبْهَة!!
4 – القَوِيُّ الصَّادِقُ (الثَّابِتُ)؛ الَّذِي يَطْلُبُ الصَّوَابَ، وَيَتَطَلَّبُ البَيِّنَةَ، وَيُقِيلُ العَثْرَةَ، وَيُقَدِّمُ النُّصْحَ، وَيُبَاشِرُ التَّوَاصِيَ بِالحَقِّ وَالصَّبْرِ وَالمَرْحَمَةِ؛ مُرَجِّحاً المَصْلَحَةَ الشَّرْعِيَّةَ الكُبْرَى عَلَى المَصَالِحِ الذَّاتِيَّةِ الصَّغِيرَة!!
... وَهَذِهِ القِسْمَةُ الرُّبَاعِيَّةُ –وَمَا قَدْ يَتَفَرَّعُ عَنْهَا- لاَ تَخْرُجُ عَمَّا قَالَهُ الإِمَامُ ابْنُ القَيِّمِ فِي «إِعْلاَم المُوَقِّعِين» (4/ 2000):
«وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا قُرِنَ شَيْءٌ إلَى شَيْءٍ أَحْسَنَ مِنْ عِلْمٍ إلَى حِلْمٍ.
وَالنَّاسُ هَهُنَا أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ:
فَخِيَارُهُمْ: مَنْ أُوتِيَ الْحِلْمَ وَالْعِلْمَ، وَشِرَارُهُمْ: مَنْ عَدِمَهُمَا، الثَّالِثُ: مِنْ أُوتِيَ عِلْمًا بِلَا حِلْمٍ، الرَّابِعُ: عَكْسُهُ.
فَالْحِلْمُ زِينَةُ الْعِلْمِ وَبَهَاؤُهُ وَجَمَالُهُ، وَضِدُّهُ الطَّيْشُ وَالْعَجَلَةُ، وَالتَّسَرُّعُ وَعَدَمُ الثَّبَاتِ.
فَالْحَلِيمُ لَا تَسْتَفِزُّهُ الْبَدَوَاتُ، وَلَا يَسْتَخِفُّهُ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ، وَلَا يُقْلِقُهُ أَهْلُ الطَّيْشِ وَالْخِفَّةِ وَالْجَهْلِ.
بَلْ هُوَ وَقُورٌ ثَابِتٌ ذُو أَنَاةٍ، يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ وُرُودِ أَوَائِلِ الْأُمُورِ عَلَيْهِ، وَلَا تَمْلِكُهُ أَوَائِلُهَا، وَمُلَاحَظَتُهُ لِلْعَوَاقِبِ تَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ تَسْتَخِفَّهُ دَوَاعِي الْغَضَبِ وَالشَّهْوَةِ.
فَبِالْعِلْمِ تَنْكَشِفُ لَهُ مَوَاقِعُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالصَّلَاحِ وَالْفَسَادِ، وَبِالْحِلْمِ يَتَمَكَّنُ مِنْ تَثْبِيتِ نَفْسِهِ عِنْدَ الْخَيْرِ، فَيُؤْثِرُهُ وَيَصْبِرُ عَلَيْهِ، وَعِنْدَ الشَّرِّ: فَيَصْبِرُ عَنْهُ؛ فَالْعِلْمُ يُعَرِّفُهُ رُشْدَهُ، وَالْحِلْمُ يُثَبِّتُهُ عَلَيْهِ».
فَأَيْنَ أَنْتَ –يَا عَبْدَ اللهِ- مِنْ هَذِهِ –أَوْ بَعْضِهَا-؟!
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} ...
وَهَذَا كُلُّهُ -كَيْفَمَا كَان! -لاَ يَمْنَعُ -البَتَّةَ- أَنْ يُقَالَ للمُخْطِئِ: أَنْتَ مُخْطِئٌ ...
وَأَنْ يُشْكَرَ النَّاصِحُ عَلَى نُصْحِهِ ... وَأَنْ يُدْعَى للمُشْفِقِ عَلَى سَلامَةِ صَدْرِهِ ...
وَأَنْ يُصْبَرَ عَلَى المُتَرَدِّدِ؛ لَعَلَّهُ يَنْصَلِحُ ... وَأَنْ يُزْجَرَ الظَّالِمُ؛ لَعَلَّهُ يَكُفُّ وَيَنْكَفُّ ...
... وَخِتَامًا؛ انْظُرْ لِنَفْسِكَ –يَا أَخِي- مَوَاقِعَ أَقْدَامِهَا، وَاحْذَرْ -حَذَرَ الخَائِفِ المُتَرَقِّبِ اليَقِظِ- مِمَّنْ وَصَفَهُمُ العُلَمَاءُ النَّاصِحُونَ بـ (إِخْوَان العَلاَنِيَة، أَعْدَاء السِّرّ!!)؛ فَهُمْ -كَمَا قَالَ الإِمَامُ الخَطَّابِي فِي كِتَابِهِ «العُزْلَة» (ص111) -:
«إذَا لَقَوْك تَمَلَّقُوا لك، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهُمْ سَلَقُوك، وَمَنْ أَتَاك مِنْهُمْ: كَانَ عَلَيْك رَقِيبًا، وَإِذَا خَرَجَ: كَانَ عَلَيْك خَطِيبًا، أَهْلُ نِفَاقٍ، وَنَمِيمَةٍ، وَغِلٍّ، وَحِقْدٍ، وَخَدِيعَةٍ ... »!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنَّ هَذَا الصِّنْفَ (!) لَيَكْثُرُ وَيَزْدَادُ –بَلْ يَتَكَاثَرُ! - فِي ظِلاَلِ عَصْرِ التُّكْنُولُوجيَا –المُنْفَلِتَةِ! - الَّذِي نَعِيشُهُ؛ حَيْثُ صَفَحَاتُ الإِنْتَرْنِت، وَالمُدَوَّنَاتُ الخَاصَّةُ، وَالمَوَاقِعُ المَشْبُوهَةُ؛ إِذْ يَكْتُبُ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ! بِلاَ رَقِيبٍ وَمِنْ غَيْرِ حَسِيبٍ؛ مُتَسَتِّرًا –مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ! - بِأَسْمَاءٍ كُبْرَى كَاذِبَة، وَمُنْدَسًّا خَلْفَ أَلْقَابٍ عُظْمَى خاوِيَة – جَهْلاً، وَجُبْنًا، وَفَسَادًا، وَإِفْسَادًا -!
وَمِثْلُ ذَلِكَ -تَمَامًا- أَصْحَابُ رَسَائِلِ الهَوَاتِفِ النَّقَّالَةِ –المَجْهُولُونَ الجَاهِلُون-؛ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ مَا يَشْتَهُونَ، وَيُشَوِّشُونَ، وَيَسُبُّونَ، بَلْ يَلْعَنُون!! لاَ جَواباً يَنْتَظِرُون! وَلاَ حَقًّا يَأْمُلُون!!
يَكْتُبُ هَؤُلاَءِ وَأُولَئِكَ –وَكَأَنَّهُم يَحْسَبُونَ أَنَّ رَبَّهُم عَنْ فَعَائِلِهِم غَافِلٌ! - لِيُسْمِعُوا غَيْرَهُم هَذْيَهُم -فَقَط-؛ دُونَ انْتِظَارِ أَنْ يَسْمَعُوا مِنْهُم مَا يَكْشِفُ –لَهُم- مَا فِيهِم مِنَ الغَلَطِ والشَّطَط؛ وَيْكَأَنَّ كَلاَمَ الوَاحِدِ مِنْهُمْ {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}!!
نَعَمْ؛ الوَاحِدُ مِنْهُم (!) لاَ يَظُنُّ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ –وَلَوْ فِي أَدْنَى أَمْرِهِ! - لَكِنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ بَابِ {جََعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}!!! وَهُمْ –جَمِيعاً- عِنْدَ التَّأَمُّلِ- لاَ يَضُرُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم {لوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} –بَيْنَ غِيبَةٍ، وَنَمِيمَةٍ، وَسُوءِ ظَنٍّ- ...
وَلَوْ أَرَادُوا الحَقَّ .. لَدَخَلُوا أَبْوَابَهُ، وَعَرَفُوا أَسْبَابَهُ، وَوَاجَهُوا طُلاَّبَهُ، وَقَبِلُوا هَدْيَهُ وَصَوَابَهُ ...
فَأُولَئِكَ -بِجَهْلِهِم وَجَهَالاَتِهِم- مُخَالِفُونَ لِلنُّصُوصِ الشَّرْعِيَّة، بَل القَوَانِين الوَضْعِيَّة (!) الَّتِي تَفْسَحُ لأَيِّ مُتَّهَمٍ حَقَّ المُدافَعَةِ عَنْ نَفْسِهِ!!!
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} ...
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ –عِنْدَ الفِتْنَةِ أَوِ المِحْنَةِ- طَرِيقاً تَسْلُكُ بِهِ دَرْبَكَ: قَلْباً أَعْمَى لاَ يَهْتَدِي وَلاَ يُمَيِّزُ، أَمْ قَلْباً مُمْتَحَناً بِالتَّقْوَى، وَمُشْرِقاً بِالتَّسْدِيد؟!
وَعَليهِ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ القَوْلِ وَالقَوْلِ المُضَادِّ –تَبَعاً لِلقَلْبِ وَتَقَلُّبَاتِهِ! - تُفْسِدُ وَتُمْرِضُ وَتُهْلِك، وَلاَ مَخْرَجَ مِنْهَا إِلاَّ بِتَطْبِيق هَدْيِ قَوْلِ اللهِ -تَعَالَى-:
{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} ... {وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}، {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}؟!
ـ[سامي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 05:33]ـ
جزاكم الله خيرا
بماذا تشكل ياأخي النصوص؟!
هل عندك برنامجا خاصا، أم تشكل بلوحة المفاتيح كل حرف على حدة ... ؟
ـ[شلاش]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 08:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِ وسلم على عبدك و رسولك محمد (ص).///
عندما قرأت أول المقال، فرحتُ و ظننتُ أن المسائل الخلافية القديمة، قد ضربت بجرانها على
أرض الحق، وأن الحرب قد وضعتْ أوزارها، طاعةً لله ورسوله (ص)، وذلك بالاحتكام للكتاب
والسنة، بفهم السلف رضي الله عنهم.///
وظننتُ أن إخواننا قد سئموا من الفرقة والافتراق، وطول الشتات - الذي تجاوز عقدا من الزمان - وأنهم قد حنّوا إلى تلك الأيام الخالية، والتي فاق حنيننا إليها، حنين النسور إلى أوكارها.///
تلك الأيام الخالية، والتي كنّا فيها صفّا واحدا في الذب عن سنة المصطفى (ص) والذود عن حياض هذا الدين، في إلفةٍ و وئام و اجتماع.
كما قيل
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً = من الدَّهْرِ حتى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا
فلما تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا = لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لم نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا
فلما أكملت قراءة المقال، وجدتُ صاحبه لازال يفتل في الذروة و الغارب، ووجدتُ تلك الكلمات المتظلمة و المتسخطة على المجتمع عموما بهجر من القول، وبحسبك من شرٍّ سماعه، فتارة مُحذّرة، وتارة مُنفّرة عن هذا المجتمع، الذي يقول لسان حاله عنهم (قد هلك الناس)
لن أترك العنان لقلمي حتى يخوض في فتنة عافني الله منها أكثر من عقد من الزمن، وأسأل الله
العافية في الدنيا و الآخرة.
فقد كفاني أهلُ الفضل حرّها و قرّها
إنما كتبتُ هذه الكلمات لأمرٍ واحد فقط.
وهو أن القوم حريصون على تبيان الأحاديث الصحيحة من السقيمة، وهذه المقالة على قصرها
فيها ثلاثة أحاديث ضعيفة.
وهذه هي الأحاديث، إرشاداً لهم، ونصيحة لأمة محمد (ص)
الحديث الأول: ((كل بني آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون))
هذا حديث ضعيف منكر
فقد تفرد به علي بن مسعدة الباهلي
وهو من منكراته، ومثله لايحتمل تفرده ولا يقبل.
وعلى قلة روايته فقد أختلف في توثيقه
أمّا الحديث فقد نصّ على نكارته الأئمة السابقون -رحمهم الله-
فال الأمام أحمد -رحمه الله-: ((هذا حديث منكر)) (المنتخب من علل الخلال) (92)
وقال أبو أحمد الحاكم -رحمه الله- في (الكنى) (4/ 81): ((هذا حديث منكر لا يتابع عليه علي بن مسعدة، وله من هذا الضرب أحاديث رواها عن قتادة، رواها عنه الثقات)).
وكذلك حشره في منكراته:
ابن عدي في (الكامل) (5/ 207)
ابن حبان في (المجروحين) (2/ 111)
والذهبي في (الميزان) (3/ 156)
الحديث الثاني: ((كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ماسمع)).
وهو حديث مرسل ضعيف.
أخطأ فيه علي بن حفص المدائني
فوصله وخالف جمعاً من الحفاظ أرسلوه، وهم من أوثق أصحاب شعبة.
وقد نصّ الأئمة السابقون -رحمهم الله- على ذلك.
قال أبو داود في (السنن) (4/ 298): ((لم يسنده إلا هذا الشيخ -يعني علي بن حفص المدائني))
ونصّ الدارقطني في (العلل) (10/ 257) أنه مرسل، وكذلك في (التتبع) (175 - 176).
أمّا إخراج مسلم له فقد أخرجه مع بيان علته، كما قال الشيخ مقبل -رحمه الله-: ((والعذر لمسلم واضح، وهو أنه قدم المرسل، ثم الحديث المسند، وأيضا ذكره في المقدمة ولم يذكره في أصل كتابه)) ا. هـ
الحديث الثالث: ((البينة على المدعي و اليمين على من أنكر))
الحديث في الصحيحين بغير هذا اللفظ ودون هذه الزيادة الضعيفة
ففي الصحيحين عن ابن عباس عن النبي (ص) قال: ((اليمين على المدّعى عليه))
أما اللفظ الأول الضعيف فقد تفرد به الحسن بن سهل دون غيره من الثقات والحفاظ الذين
رووا هذا الحديث.
كما نصّ على تفرده بهذه الرواية الطبراني في (المعجم الأوسط) (8/ 104).
وهو الحسن بن سهل الحنّاط
وهو قليل الرواية، ولم يوثقه معتبر، ذكره ابن حبان في (الثقات).
ومن كان هذا حاله لا يقبل تفرده ولا يحتمل.
وقد تتابع الناس على تحسينه وتصحيحه تبعاً للنووي في (الأربعين) وغيرها.
والحديث و إن كان معناه صحيحاً إلا أنه لايجوز أن نرفعه للنبي (ص) , بل حتى لو كان متواترا
كما نبهتم على حديث ((خير القرون قرني .......... )) مع أن معناه صحيح.
والفيصل والحكم في ما يرفع للنبي (ص) هو الإسناد وصحته.
أرجو أن تقبلها مني بصدر رحب
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن قال فيهم {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 09:16]ـ
أخي سامي: تُشَكل النُّصوص يدوياً، أما البرامج الخاصة في التشكيل فلا تصلح ...
أخي شلاش: لقد كافني في الرد عليك أخ فاضل في (الساحة الإسلامية)، وملاحظاتك هذه يعرفها فضيلة الشيخ الحلبي منذ زمنٍ بعيد، ولم تخف عليه -ولله الحمد، وزاده الله علماً، ونفع بعلمه المسلمين- ...
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 10:43]ـ
أخي سامي: تُشَكل النُّصوص يدوياً، أما البرامج الخاصة في التشكيل فلا تصلح ...
أخي شلاش: لقد كافني في الرد عليك أخ فاضل في (الساحة الإسلامية)، وملاحظاتك هذه يعرفها فضيلة الشيخ الحلبي منذ زمنٍ بعيد، ولم تخف عليه -ولله الحمد، وزاده الله علماً، ونفع بعلمه المسلمين- ...
سبحان الله!
لقد أجاد الأخ شلاش في بيان ضعف الأحاديث الواردة في مقال الحلبي، ولعجب كل العجب من الذي يريد الخير ويريد بيان الحق ويرد في الساحاث!!!!
الموضوع في الأولكة والناس تنظر له في الأولكة فلماذا يريد ذيلك (الأخ الفاضل) في الساحاث؟!
واعجب من الحلبي يعرف هذه العلل، وكلام الأئمة المتقدمين ثم يقدم عليه قول الألباني أو قول غيره!
على العموو نحن ننتظر كلام (الأخل الفاضل) لتنقله لنا فنحن قد قلينا الساحة التي أصبحت مرتعا للجهلة، وصورة مشوهة للمنهج السلفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 06:49]ـ
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 11:39]ـ
أخي شلاش: لقد كافني في الرد عليك أخ فاضل في (الساحة الإسلامية)، وملاحظاتك هذه يعرفها فضيلة الشيخ الحلبي منذ زمنٍ بعيد، ولم تخف عليه -ولله الحمد، وزاده الله علماً، ونفع بعلمه المسلمين- ...
أمرك عجيب ,, الرجل يبين كلام الائمة على الحديث وانت تقول يكفي في الرد عليك ,,
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 11:41]ـ
[ quote= أبو عاصم العتيبي;57237] سبحان الله! واعجب من الحلبي يعرف هذه العلل، وكلام الأئمة المتقدمين ثم يقدم عليه قول الألباني أو قول غيره!
صدقت ابا عاصم ,, وليس الحلبي فقط بل الكثير والكثير ,, ممن يرفض احكام الائمة لاجل كلام الشيخ الالباني.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 01:20]ـ
[ quote= أبو عاصم العتيبي;57237] سبحان الله! واعجب من الحلبي يعرف هذه العلل، وكلام الأئمة المتقدمين ثم يقدم عليه قول الألباني أو قول غيره!
صدقت ابا عاصم ,, وليس الحلبي فقط بل الكثير والكثير ,, ممن يرفض احكام الائمة لاجل كلام الشيخ الالباني.
اتقِ الله - يا عزّي - أدنى طالب علم يعلم أن مسائل تصحيح الأحاديث، والحكم عليها بالصحة أو العكس، هي من المسائل الاجتهادية، فلماذا هذا التهويل؟!! والتطبيل؟!! ألأنه الحلبي؟!
إن من أقوى مشايخ الحديث - دون مبالغة - وبشهادة أهل الاختصاص - الشيخ علياًّ الحلبي.
وإن الشيخ يحقق الكتب، ويستفيد منها مشايخك، قبل أن تطلب العلم.
والعدل والإنصاف محبوب إلى الله عز وجل، ولكن الإنصاف عزيز في هذه الأيام.
والله المستعان.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 05:27]ـ
جزيت خيرا أخانا أبا عثمان.
وبارك الله فيك أخي الحبيب علي الفضلي.
وقد استمعت إلى شيئ مما كتبت يداك عن مكانة الشيخ في علوم الحديث بصوت الشيخ وصي الله عباس الهندي حفظه الله.
أخوكم كمال الجزائري.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 06:23]ـ
[ quote= ابن رجب;79120]
اتقِ الله - يا عزّي - أدنى طالب علم يعلم أن مسائل تصحيح الأحاديث، والحكم عليها بالصحة أو العكس، هي من المسائل الاجتهادية، فلماذا هذا التهويل؟!! والتطبيل؟!! ألأنه الحلبي؟!
إن من أقوى مشايخ الحديث - دون مبالغة - وبشهادة أهل الاختصاص - الشيخ علياًّ الحلبي.
وإن الشيخ يحقق الكتب، ويستفيد منها مشايخك، قبل أن تطلب العلم.
والعدل والإنصاف محبوب إلى الله عز وجل، ولكن الإنصاف عزيز في هذه الأيام.
والله المستعان.
ليس على حساب مخالفة الائمة ,, وماقاله العتيبي حق موجود في اصحاب الالباني يتركون الائمة لاجل الشيخ وليس في كلامه اي تهويل ,,
إن من أقوى مشايخ الحديث - دون مبالغة - وبشهادة أهل الاختصاص - الشيخ علياًّ الحلبي.
وإن الشيخ يحقق الكتب، ويستفيد منها مشايخك، قبل أن تطلب العلم
هذا أمر مضحك جدا.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 06:41]ـ
تعرف يا أبو عثمان "الحلبي"
ماذا يجب أن يفعل المسلمون لما تطل الفتنة برأسها بينهم؟
تعرف ماذا فعل هشام ابن عبد الملك وعامله بالعراق عبد الله القسري بالجعد؟
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:34]ـ
أخي ابن رجب؛
لطالما أحببت مواضيعك و مشاركاتك، و لكنك في هذه المرة أخطأت الهدف
فكيف تبرر يا أخي قيامك بنشرك لموضوع آخر رد فيه هو يوم 20 - 10 - 2007
و تأتي أنت في يوم 10 - 1 - 2008 لتنشر رداً جديداً على أبي عثمان، و ذلك لتعرض الموضوع من جديد لا لفائدة فيه و لكن لتكثير الردود خارج موضوعه، و من بعدها يدخل الناس في حوار حول السلفية و مدلولها الحقيقي الذي هو خارج الحزبية المقيتة و إن كانت سلفية وووووو
ثم أريد أن أعرف شيئاً:
موضوع كتب قبل 70 يوماً بحثت فيه لتخرجه بتعليقك هذا الذي لم يفد شيئاً ألبتة .. !
هل بلغ بك الفراغ إلى هذه الدرجة؟
إن كنت حريصاً على الفائدة فلا تبحث عن مواضيع في أيام غابرة ثم تأتي بـ
لا شيئ
وإن كانت عندك نصيحة فأرسل بها إلى أبي عثمان على الخاص
خصوصاً أنه قد غاب فترة طويلة لم نر له فيها موضوعاً موالفاً أو مخالفاً
أفلا تذكر أخاك بشيء غير ما فعلت؟؟
لعله قد مرض فغاب عنا
لعله قد سافر
ولعله قد مات
ثم قولك في آخر ردك على الأخ علي الفضلي
(هذا أمر مضحك جداً)
قولك هذا هو المضحك جداً و والله ما كنت أظن ابن رجب يقول هذا الكلام الذي لا يقوله منصف، فكُتْبُ الشيخ علي الحلبي تشهد له، ولا تعني مخالفة الشيخ في مسألة الإيمان أن ننفي علمه في المجالات الأخرى، و يبقى له حق الأخوة في الله -و إن خالف- كما هو لك.
و لعلك تطلع على موضوع الفاضل عبد العزيز بن عبد الله هنا:
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=6696
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:12]ـ
بغض النظر عن كلام الشيخ الحلبي لكن الواقع يحمل هذه الإفرازات الموجودة في المقال وعدم التأدب بأدب وفقه الخلاف وعدم رعاية حرمة المسلم وحرمة غيبته وانتهاك عرضه لأتفه الأشياء وأوهى الأسباب وأرى إخواني هنا خرجوا عن مقصود المقال وبعضهم خرج عن أدب الخلاف فلا تزيدوا الفتنة واتقوا الله في إخوانكم وعليكم بالرفق واللين وحسن الظن وتلمس الأعذار لا الأخطاء وقد قيل "من جر ثوب الناس جر الناس ثوبه" فلعل ثوبك يجر منك بسبب جر ثوب غيرك فماذا أنت فاعل؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 02:05]ـ
أخي ابن رجب؛
لطالما أحببت مواضيعك و مشاركاتك، و لكنك في هذه المرة أخطأت الهدف
فكيف تبرر يا أخي قيامك بنشرك لموضوع آخر رد فيه هو يوم 20 - 10 - 2007
و تأتي أنت في يوم 10 - 1 - 2008 لتنشر رداً جديداً على أبي عثمان، و ذلك لتعرض الموضوع من جديد لا لفائدة فيه و لكن لتكثير الردود خارج موضوعه، و من بعدها يدخل الناس في حوار حول السلفية و مدلولها الحقيقي الذي هو خارج الحزبية المقيتة و إن كانت سلفية وووووو
ثم أريد أن أعرف شيئاً:
موضوع كتب قبل 70 يوماً بحثت فيه لتخرجه بتعليقك هذا الذي لم يفد شيئاً ألبتة .. !
هل بلغ بك الفراغ إلى هذه الدرجة؟
إن كنت حريصاً على الفائدة فلا تبحث عن مواضيع في أيام غابرة ثم تأتي بـ
لا شيئ
وإن كانت عندك نصيحة فأرسل بها إلى أبي عثمان على الخاص
خصوصاً أنه قد غاب فترة طويلة لم نر له فيها موضوعاً موالفاً أو مخالفاً
أفلا تذكر أخاك بشيء غير ما فعلت؟؟
لعله قد مرض فغاب عنا
لعله قد سافر
ولعله قد مات
ثم قولك في آخر ردك على الأخ علي الفضلي
(هذا أمر مضحك جداً)
قولك هذا هو المضحك جداً و والله ما كنت أظن ابن رجب يقول هذا الكلام الذي لا يقوله منصف، فكُتْبُ الشيخ علي الحلبي تشهد له، ولا تعني مخالفة الشيخ في مسألة الإيمان أن ننفي علمه في المجالات الأخرى، و يبقى له حق الأخوة في الله -و إن خالف- كما هو لك.
و لعلك تطلع على موضوع الفاضل عبد العزيز بن عبد الله هنا:
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=6696
أهلا بابن هاشم ,, وشكرا الله لكم تواضعكم الجم ,,,
أما بالنسبة للموضوع وكتابته قبل شهرين هذا لاعلم لي فانا لي فترة انقطعت على الموقع ولما رايت الموضوع احببت التعليق عليه بما أراه ,, ولايلزم من كوني ابحث واعلق على مواضيع لها اشهر او سنين ان فارغ كما زعمت ,,.
اما عن ابي عثمان انا لا اعرفه وماعندي له نصيحة ولو عندي لارسلت على الخاص وهذا من منهجي ,, لكن المشكلة التستر وراء المعرفات فلايبعد أن يكون للرجل اكثر من 3معرفات.
ولا أعني ابا عثمان.
واما كلام الفضلي كلام مضحك ماسمعنا احد من المشايخ يقول هذا الا الفضلي وقد تفرد بهذه المقولة في ما أعلم ,,(/)
الكلمات النافعة في الموالاة والمعاداة
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 03:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي فرض على عباده الولاء والبراء، وجعل ذلك من لوازم التوحيد، والصلاة والسلام على القائل: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين.
وبعد:
إن قضية الولاء والبراء هي من القضايا الهامة والأساسية في دين الله عزوجل، وذلك لما يترتب على هذه القضية من أحكام وواجبات وتبعات خطيرة على واقع جماعة المسلمين، ولذلك تجد أن النصوص الشرعية المستفيضة من الكتاب والسنة والإجماع قد ركزت على بيان هذه القضية بياناً واضحاً لا لبس فيه. يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصرالسعدي رحمه الله عن أهمية الولاء والبراء: (فهذه مسألة مبنية على أصل كبير، وهو أن الله تعالى عقد الأخوة والموالاة والمحبة بين المؤمنين كلهم، ونهى عن موالاة الكافرين كلهم من يهود ونصارى ومجوس ومشركين وملحدين ومارقين وغيرهم، ممن ثبت في الكتاب والسنة الحكم بكفرهم. وهذا الأصل متفق عليه بين المسلمين، ودلائل هذا من الكتاب والسنة كثيرة معروفة. فكل مؤمن موحد تارك لجميع المكفرات الشرعية، فإنه يجب محبته وموالاته ونصرته، وكل من كان بخلاف ذلك، فإنه يجب التقرب إلى الله ببغضه ومعاداته، وجهاده باللسان واليد بحسب القدرة) إهـ الفتاوي السعدية (111).
قلت: ومن هنا نعلم يقيناً أن قضية الولاء والبراء هي قضية شرعية محسومة في دين الله بالأدلة الشرعية قطعية الدلالة والثبوت فهي خارجت عن حيزالإجتهاد والرأي بحيث لايمكن لأحد أن يحرف أويميع هذه القضية العقدية الخطيرة أويتكلم فيها بالجهل والهوى. ولذا كانت قضية الولاء والبراء هي الركن الركين في دين الله لا يستقيم الإسلام أو يتحقق التوحيد أو يكتمل الإيمان إلا بحصولها في واقع المسلمين.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (هذا الموضع غلط فيه كثير من العامة؛ بل ومن السالكين، فمنهم من يشهد القدر فقط ويشهد الحقيقة الكونية دون الدينية، فيرى أن اللّه خالق كل شيء وربه، ولا يفرق بين ما يحبه اللّه ويرضاه، وبين ما يسخطه ويبغضه، وإن قدره وقضاه ولا يميز بين توحيد الألوهية، وبين توحيد الربوبية، فيشهد الجمع الذي يشترك فيه جميع المخلوقات سعيدها وشقيها مشهد الجمع الذي يشترك فيه المؤمن والكافر، والبر والفاجر والنبي الصادق والمتنبئ الكاذب، وأهل الجنة وأهل النار، وأولياء اللّه وأعداؤه، والملائكة المقربون والمردة الشياطين؛ فإن هؤلاء كلهم يشتركون في هذا الجمع وهذه الحقيقة الكونية، وهو أن الله ربهم وخالقهم ومليكهم لا رب لهم غيره. ولا يشهد الفرق الذي فرق الله به بين أوليائه وأعدائه، وبين المؤمنين والكافرين، والأبرار والفجار، وأهل الجنة والنار وهو توحيد الألوهية، وهو عبادته وحده لا شريك له، وطاعته وطاعة رسوله، وفعل ما يحبه ويرضاه، وهو ما أمر اللّه به ورسوله أمر إيجاب، أو أمر استحباب، وترك ما نهى اللّه عنه ورسوله، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد الكفار والمنافقين بالقلب واليد واللسان، فمن لم يشهد هذه الحقيقة الدينية الفارقة بين هؤلاء وهؤلاء، ويكون مع أهل الحقيقة الدينية وإلا فهو من جنس المشركين، وهو شر من اليهود والنصارى ... وأما الذي يشهد الحقيقة الكونية، وتوحيد الربوبية الشامل للخليقة، ويقر أن العباد كلهم تحت القضاء والقدر، ويسلك هذه الحقيقة، فلا يفرق بين المؤمنين والمتقين الذين أطاعوا أمر اللّه الذي بعث به رسله، وبين من عصى اللّه ورسوله من الكفار والفجار، فهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى) إهـ مجموعة الرسائل والمسائل (1/ 7).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله: (والمرء قد يكره الشرك، ويحب التوحيد، لكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم؛ فيكون متبعاً لهواه، داخلاً من الشرك في شعب تهدم دينه وما بناه، تاركاً من التوحيد أصولاً وشعباً، لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه، فلا يحب ولا يبغض لله، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسواه؛ وكل هذا يؤخذ من شهادة أن لا إله إلا الله.) إهـ الدررالسنية (8/ 396). ومن هنا نعلم يقيناً أن المرء لا يثبت له حكم الإسلام إلا بتحقيق أصل الولاء والبراء في واقع حياته العملية، لأن هذه القضية هي الأساس في التفريق بين التوحيد والشرك، والإيمان والكفر.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله: (إنما يصير الرجل مسلماً حنيفاً موحداً إذا شهد أن لا إله إلا الله، فعبد الله وحده بحيث لا يشرك معه أحداً في تألهه، ومحبته له وعبوديته وإنابته إليه، وإسلامه له، ودعائه له، والتوكل عليه، وموالاته فيه، ومعاداته فيه، ومحبته ما يحب؛ وبغضه ما يبغض) إهـ مجموع الفتاوى (8/ 164).
ولذا كان من لوازم شهادة أن" لاإله إلا الله " أن يتولي أهل الإيمان بعضهم بعضاً برابطة الإسلام منفصلين في ذلك عن الكفار والمشركين على اختلاف مللهم الكفرية، ومتى لم يقوموا بهذا الواجب الشرعي تكن فتنة في الإرض وفساد كبير.
يقول الله تعالى: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الإرض وفساد كبير) سورة الأنفال الآية:73.
قال الشيخ محمد بن عبد الطيف آل الشيخ رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: (قال بعض العلماء الفضلاء: الفتنة في الأرض الشرك، والفساد الكبير اختلاط المسلم بالكافر، والمُطيع بالعاصي، فعند ذلك يختل نظام الإسلام وتضمحل حقيقة التوحيد، ويحصل من الشر ما الله به عليم؛ فلا يستقيم الإسلام، ويقوم قائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرتفع علم الجهاد، إلاَّ بالحب في الله والبغض فيه، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، والآيات الدالة على ذلك، أكثر من أن تُحصر، وأما الأحاديث، فأشهرمن أن تُذكر) إهـ الدررالسنية (8/ 447).
والمقصود بيان أن من أكبر أسباب حصول الفتنة والفساد في الأرض هو ترك موالاة المؤمنين واتخاذ الكفارأولياء، فعندها يختل نظام الإسلام ويقع الشر والبلاء .. وهكذا فإنه لما هدمت قواعد الدين، وطمست آثار التوحيد، واندثرت معالم ملة إبراهيم عليه السلام في هذا الزمان الذي اشتدت فيه غربة الدين وعادت فيه الجاهلية، وانقلبت فيه الحقائق الشرعية عند الأكثرين حتى عاد المعروف عندهم منكراً والمنكر معروفاً، فاختلط أهل الإيمان بأهل الكفر، وألتبست الملة الإسلامية بالملل الشركية، واختل ميزان الحب والبغض والولاء والبراء عند كثير من المنتسبين إلى الإسلام، فصاروا يوالون الكفرة المشركين ويحبونهم ويقربونهم، ويتبرأون من المؤمنين الموحدين ويبغضونهم ويبعدونهم، وقد ساعد على ظهور هذه الفتنة وتثبيت أوتادها كثير من أدعياء العلم والتوحيد من المنتسبين إلى السلفية زوراً وكذباً الذين نراهم يصدرون الفتاوي الضالة المضلة يتبرأون فيها من الموحدين والمجاهدين ويعتبرونهم خوارج العصر، بينما يوالون الحكام الكفرة الذين يحاربون الله ودينه ويسعون في الإرض فساداً، ويفرضون الدساتير العلمانية ويحكمون بالقوانين الوضعية ويتسابقون في سياسة التطبيع مع إسرائيل ويقفون في صف الصليببن لقتال المسلمين، فعظمت الفتنة وظهر الفساد في البر والبحر، وأصبح الدين الحق غريباً وأهله المتمسكين به هم الغرباء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولذا كان من الضروري على المسلم ــ في هذا العصرـ أن يتنبه إلى خطورة الإنحراف الحاصل في قضية الولاء والبراء حتى لا تلتبس عليه الحقائق الشرعية والواقعية، أو يختلط عليه سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين فيضع الأمور في غير موضعها الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول شهيد الإسلام سيد قطب رحمه الله عن ضرورة التفريق بين المسلمين والكفار: (إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح، واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني ... ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف المجرمين وفي سبيلهم ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين وفي سبيلهم .. فهما صفحتان متقابلتان، وطريقان مفترقتان .. ولا بد من وضوح الألوان والخطوط .. ومن هنا يجب أن تبدأ كل حركة إسلامية بتحديد سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين.
يجب أن تبدأ من تعريف سبيل المؤمنين وتعريف سبيل المجرمين؛ ووضع العنوان المميز للمؤمنين، والعنوان المميز للمجرمين في عالم الواقع لا في عالم النظريات.
فيعرف أصحاب الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية من هم المؤمنون ممن حولهم ومن هم المجرمون بعد تحديد سبيل المؤمنين ومنهجهم وعلامتهم، وتحديد سبيل المجرمين ومنهجهم وعلامتهم، بحيث لا يختلط السبيلان ولا يتشابه العنوانان، ولا تلتبس الملامح والسمات بين المؤمنين والمجرمين ... وهذا التحديد كان قائماُ، وهذا الوضوح كان كاملاً، يوم كان الإسلام يواجه المشركين في الجزيرة العربية؛ فكانت سبيل المسلمين الصالحين هي سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه، وكانت سبيل المشركين المجرمين هي سبيل من لم يدخل معهم في هذا الدين ... يجب أن تبدأ الدعوة إلى الله باستبانة سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين ... ويجب ألا تأخذ أصحاب الدعوة إلى الله في كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة، وألا تأخذهم فيها خشية ولا خوف؛ وألا تقعدهم عنها لومة لائم، ولا صيحة صائح .. ) إهـ في ظلال القرآن الكريم.
قلت: ومن هنا يتضح أن ضرورة معرفة المسلم من المشرك، وتمييز المؤمن من الكافر هو من أكبر مطالب الشريعة الإسلامية، وأعظم مقصد من مقاصدها لمن فهم طبيعة هذا الدين الرباني.
إن قضية الولاء والبراء هي من لوازم ومقتضيات كلمة التوحيد: (لا إله إلاّ الله) إذ معنى ذلك أن المسلم يجب عليه أن يحب ويبغض ويوالي ويتبرأ في الله ومن أجل دين الله عزوجل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فإن تحقيق الشهادة بالتوحيد يقتضي ألا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله، ولا يوالي إلا لله، ولا يعادي إلا لله، وأن يحب ما يحبه الله، ويبغض ما أبغضه، ويأمر بما أمر الله به وينهى عما نهى الله عنه، وإنك لا ترجو إلا الله، ولا تخاف إلا الله، ولا تسأل إلا الله، هذا ملة إبراهيم، وهذا الإسلام الذي بعث الله به جميع المرسلين) إهـ مجموع الفتاوى (8/ 164).
والمقصود أن شهادة أن لا إله إلا الله تتضمن أمران أساسيان وهما:
الأول: نفي العبادة عن غير الله من الآلهة الباطلة كالطواغيت والأنداد والأرباب والأصنام.
والثاني: إثبات العبادة لله وحده لا شريك له.
وهذا المعنى الشرعي العظيم في النفي والإثبات يستفاد من آيات كثيرة في القرآن الكريم.
يقول الله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) سورة البقرة الآية:256.
وقال عزوجل: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) سورة النحل الآية:36.
ويقول عزمن قائل: (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشرعباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أؤلئك الذين هداهم الله وأؤلئك هم أولوا الألباب) سورة الزمرالآية:18.
فمن خلال هذه الآيات القرانية الكريمة يتضح لنا بجلال أنه لابد مع الإيمان بالله من الكفربالطواغيت واجتناب أعوانهم والتبرؤ منهم ومفاصلتهم وبغضهم ومعاداتهم.
يقول الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: (اعلم رحمك الله تعالى أن أول ما فرض الله على بني آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ... فأما صفة الكفر بالطاغوت، فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها، وتبغضها، وتكفّر أهلها، وتعاديهم، وأما معنى الإيمان بالله: فأن تعتقد أن الله هو الإلَه المعبود وحده، دون من سواه، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله، وتنفيها عن كل معبود سواه، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله، وتنفيها عن كل معبود سواه، وتحب أهل الإخلاص، وتواليهم، وتبغض أهل الشرك، وتعاديهم؛ وهذه ملة إبراهيم التي
(يُتْبَعُ)
(/)
سفه نفسه من رغب عنها) إهـ الدرر السنية (1/ 162).
قلت: فهذه هي حقيقة التوحيد الذي فرضه الله على العباد، وهذا هو معنى لا إله إلا الله: إخلاص وتوحيد وإفراد الله عزوجل في العبادة، والولاء لدينه ولأولئائه المؤمنين، وكفر وبراءة من كل معبود سواه، ومعاداة أعدائه الكافرين؛ فهو توحيد اعتقادي قولي، وعملي طلبي في آن واحد .. فسورة الإخلاص دليل على الإعتقادي منه، وسورة الكافرون دليل على العملي منه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من القراءة بهاتين السورتين ويداوم عليها في سنة الفجر وغيرهما لأهميتهما البالغة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهذا مما يحقق أن الإيمان والتوحيد لابد فيهما من عمل القلب كحب القلب، فلابد من إخلاص الدين لله، والدين لا يكون ديناً إلاّ بعمل، فإن الدين يتضمن الطاعة والعبادة، وقد أنزل الله عزوجل سورتين الإخلاص " قل يا أيها الكافرون" و"قل هو الله أحد" أحدهما في توحيد القول والعلم، والثانية في توحيد العمل والإرادة) إهـ مجموع الفتاوى (2/ 291).
ومن هنا يتضح لنا بجلاء أن الولاء والبراء هو من توحيد الألوهية والعبادة، ولذلك كان داخل في أصل الدين كما قررذلك الأئمة وسلف الامة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أصل الدين أن يكون الحب لله والبغض لله والموالاة لله والمعاداة لله والعبادة لله ... وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمره أمر الله ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله) إهـ منهاج السنة النبوية (3/ 64).
وقال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله: (وأصل دين الإسلام معرفة الشرك والبراءة منه وإنكاره ومعاداة أهله، ومعرفة التوحيد على الحقيقة وقبوله ومحبته وموالاة أهله) إهـ مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (2/ 59).
ومن هذه النقول الواضحة لشيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة عبد الرحمن بن حسن رحمهما الله تعالى يتبين لنا بجلاء خطأ قول المرجئة والجهمية الجُدد في زعمهم أن الولاء والبراء ليس من أصل الدين!.
إن الولاء والبراء هو أوثق عرى الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم: (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله) رواه الطبراني.
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله: (فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد، أوعلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرإلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله والموالاة في الله، ولوكان الناس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غيرعداوة ولابغضاء، لم يكن فرقاناً بين الحق والباطل، ولابين المؤمنين والكفار، ولابين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان) إهـ رسالة أوثق عرى الإيمان (38).
وبالجملة فالحب في الله والبغض في الله أصل عظيم من أصول الدين يجب على العبد مراعاته.
إن الولاء والبراء قائم على الحب والبغض، وأصل الإيمان أن تحب في الله أنبياءه وأتباعهم، وأن تبغض في الله أعداء رسله، فالولاء لله هو محبة الله ونصرة دينه ومحبة أوليائه ونصرتهم، والبراء هو بغض أعداء الله ومعاداتهم وتكفيرهم ومجاهدتهم بقدرالإمكان.
والعباد ينقسمون إلى فريقان لا ثالث لهما، الفريق الأول: (أولياء الله) والفريق الثاني: (أولياء الشيطان).
قال الله تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النوروالذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجهم من النور إلى الظلمات أؤلئك أصحاب النار هم فيها خالدون) سورة البقرة الآية:257.
يقول العلامة صديق حسن خان القنوجي رحمه الله معلقاً على هذه الآية الكريمة: (فالآية تقتضي أن الناس قسمان: الذين آمنوا وليهم الله تعالى أي لا غيره، فليس لهم مولى دون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ الله مولانا ولامولى لكم، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت فلا واسطة، فمن اتخذ الطاغوت ولياً دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً وارتكب خطباً جسيماً فليس إلا ولي الله أو ولي الطاغوت فلا شركه بوجه من الوجوه النتة كما تقتضيه الآية) إهـ العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة (244).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئاً) رواه ابن رجب الحنبلي في (جامع العلوم والحكم).
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله: (قوله"وولى في الله"هذا بيان لازم المحبة في الله وهي الموالاة فيه إشارة إلى أنه لايكفي في ذلك مجرد الحب بل لابد مع ذلك من الموالاة التي هي لازم الحب وهي النصرة والإكرام والإحترام والكون مع المحبوبين باطناً وظاهراً، وقوله"وعادى في الله"هذا بيان لازم البعض في الله وهو المعاداة فيه أيّ إظهار العداوة بالفعل كالجهاد لأعداء الله والبراءة منهم والبعد عنهم باطناً وظاهراً إشارة إلى أنه لا يكفي مجرد بغض القلب بل لابد مع ذلك من الأتيان بلازمه كما قال تعالى:" لقد كان لكم أسوة حسنة) إهـ تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد (422).
واعلم رحمك الله أن الحب في الله والبغض في الله وإن كان من أعمال القلوب إلاّ أنه لابد لمقتضياتهما أن تظهر على اللسان والجوارح.
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله: (وأصل الموالاة الحب واصل المعاداة البغض وينشأ عنهما من أعمال القلوب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة كالنصرة والأنس والمعاونة كالجهاد والهجرة ونحو ذلك من الأعمال) إهـ الدرر السنية (2/ 157).
والولاء يكون في الأصل لله تعالى ثم للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين تبع، فلا يتولى المسلم غير المسلمين ولا يتولى بغير ولاية الإسلام ولا يتولى إلاّ تبعاً لولاية الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ولله وفي الله وبولاية الإسلام وليس بغير ذلك.
قال الله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) سورة المائدة الآية:55.
والبراءة من الكفار تكون ببغضهم وعداوتهم وتكفيرهم ومفارقتهم وعدم مشايعتهم على دينهم الباطل.
قال تعالى: (لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) سورة الممتحنة الآية:4.
وفي الحديث عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع فقلت: يا رسول ابسط يدك حتى أبايعك واشترط عليَّ فأنت أعلم قال: أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين،وتفارق المشركين) رواه الإمام أحمد. وبالجملة فلا يدخل العبد في الإسلام ولا يعصم دمه وماله إلا بتحقيق أصل الولاء والبراء في واقع حياته.
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: (اعلم وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى أنه لا يستقيم للعبد اسلام ولادين إلا بمعاداة أعداء الله ورسوله وموالاة أولياء الله ورسوله ورسوله، قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان" سورة التوبة الآية:23.
قال تعالى:"الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً " سورة النساء الآية:139.
وقال تعالى:" لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله" سورة المجادلة الآية:22.
فالواجب على من أحب نجاة نفسه وسلامة دينه، أن يعادي من أمره الله ورسوله بعداوته، ولو كان أقرب قريب، فإن الإيمان لا يستقيم إلا بذلك والقيام به، لأنه من أهم المهمات، وآكد الواجبات.) إهـ الدررالسنية في الاجوبة النجدية (8/ 37).
فالله الله أخي المسلم ... أحرص أشد الحرص على تحقيق هذا الأصل العظيم الذي ضيعه كثير من الخلق في هذا الزمان، وعضد عليه بالنواجذ وتمسك به، واجعل ميزانك في الحب والبغض، و الولاء والبراء، قائم على رابطة الإيمان والإسلام، وليس على رابطة الأهل أوالعشيرة أوالطائفة أوالوطنية أوالقومية أوالجنسية أو الإنسانية أوغيرها من دعاوي الجاهلية
] والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[بنت الأكرمين]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 09:45]ـ
أجدتم ونفعتم بارك الله فيكم ورفع قدركم(/)
سخرية اليهود و النصارى من المنتديات الإسلامية
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 03:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ}
سورة إبراهيم 25
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سخريه من أعضاء المنتديات العربيه::على لسان اليهود والنصارى
قرأت هذا الموضوع واحسست باهميته ونقلته لكم
أمريكي يسخر من أعضاء المنتديات العربية!!
ديفيد رسام ومصور وخبير فوتوشوب .. له عدة مواهب .. يكره المسلمين من صغره عندما شاهد أحداث الرسومات الكركتيرية المسيئة للمسلمين .. في الصحف الأوروبية .. أسعده وسره .. حاول أن يفعل شيئا يغيظ المسلمين .. لكي يذوق السرور!!
**قام برسم كركتيرات مسيئة للإسلام .. مسيئة لله ولآياته .. وضع لفظ الجلالة في مكان نجس .. كتب (لا إله إلا الله) في موضع لا يليق .. (ولا داعي لذكر الموضع تعظيما للشهادة) ركّب صور وجوه مسلمين على حيوانات .. كتب سورة الفاتحة على فستان امرأة مبرقعة ..
**ذهب ديفد وبيده ملف يحوي أعماله القذرة .. إلى احدى الجرائد العريقة .. دخل على رئيس التحرير وأراه إياها .. طلب منه أن ينشرها في جريدته وقال أنه تعِب عليها .. ولكن رئيس التحرير رفض ذلك وقال: نحن مجانين لو فعلنا ذلك، أما تعرف كيف انقلب العالم بعد أحداث الدنمارك؟ عاد ديفيد إلى بيته يائسا ..
**في عصر يوم من الأيام .. افترش ديفيد الأرض وجلس يشاهد التلفازوأمامه كوب قهوة، ورقه، وقلم .. يتسلى بالرسم .. اتصل به صديقه ودعاه للخروج للبحر .. وعلى البحر .. أخبر ديفيد صديقه بأعماله ; وأخبره ; بذهابه للصحيفة ومحاولة نشرها وكيف رفضوا ..
قال له صديقه: وماحاجتك للصحيفة وعندك الإنترنت؟؟
ديفيد: هل تقارن صحيفة بموقع انترنت؟
صديقه: ديفيد، اسمع سأخبرك شيئا .. أنت لست بحاجة لعمل موقع تنشر فيها أعمالك .. فقط ادخل على منتدى عربي وانشر أعمالك .. وبعد اسبوع، ابحث عن أعمالك في قوقل .. ستجدها قد انتشرت في 80 منتدى عربي مسلم = يُفترض!! وبعد اسبوعين .. ستنتشر في 400 منتدى عربي ..
وهكذاديفيد يحك ذقنه: أنشرها في منتديات عربية وتنتشر؟ اعتقد أنك لست في وعيك
صديقه: يا ديفيد يا ديفيد .. افعل فقط واترك هذي الأسئلة.
**وفي صباح اليوم التالي .. بعد أن نام ديفيد والأفكار في عقله متجمهرة .. استيقظ وجلس على لاب توبه الجديد وعينه تصارع النوم اتصل بزميله جورج .. (نصراني عربي) .. وطلب منه أن يعينه على إيجاد المنتديات العربية .. فديفيد لا يحسن من العربية إلا بضع كلمات .. رحب جورج بالفكرة بعد أن ضحك ضحكات غريبه .. ثم .. نشروا أول صورة في منتدى سوري .. وهي صورة المرأة المبرقعة .. المكتوب على لباسها سورة الفاتحة ..
قال جورج: ديفيد، كيف سأنشرها، سوف أطرد ويُحذف الموضوع!!
سكتوا لحظة .. جورج صارخا: نعم .. سأكتب كلمات بسيطة تقلب الطرد إلى ترحيب؟ أمسك جورج كيبورده المُعَرَّب.
......... وكتب
بسم الله الرحمن الرحيم يا ناس شوفوا الصورة: (هنا وضعها) وتحت الصورة كتب والضحكة تخنقه:حسبي الله ونعم الوكيل ..
قال ديفيد: أخبرني ماذا تكتب .. ماذا فعلت ..
قال جورج: بعض المسلمين أغبياء جهلة، يعتبرون الصور كفرية إذا كانت في صحف أوروبيه أو حتى عربية، ويعتبرون نشرها مسيئ ومحرم وكفر .. ولكن الأمر يختلف في منتدياتهم!! في منتدياتهم تجد الأمر طبيعي، فقط اذكر الله في الموضوع ونزَّل ماشئت من ; كفريات ; .. استهزئ كما تشاء ..
**وبعد اسبوع .. أخبر جورج صديقه ديفيد يبشره .. أن الصورة انتشرت انتشارا واسعا في المنتديات العربية .. قال ديفيد: ما أبله هؤلاء الحقراء، سأصمم الليلة صورة عن الكعبة وأرسلها لك غدا لتنشرها ..
جورج: انتظر قليلا وانشرها بعد اسبوعين، دعهم يشتاقون لأعمالك ولا تحرقها جميعها ..
ديفيد ضاحكا: صدقني لا يوجد معرض يفي بالغرض .. مثل الإنترنت وبعض عملاء التوزيع المسلمين فيه ..
((أخذت القصة من مذكرات ديفيد وويلز، طالب جامعي أمريكي))
وللعلم فإن نشر أي صورة أو رسمة أو موضوع فيه سخرية من الله وآياته فهو من كبائر الذنوب و الله تعالى أعلم ..
من قول و هناك أيضاً منتديات علمانيه عربيه لا تحضرني الان تفتعل و تبتكر أشياء و مواضيع و قصص و يضعون الصور لكي يثبتوا لنا انها حقيقه و اسماء لاشخاص على انها علماء و اكتشفت هذا الشيئ كي نصدق كذبهم و يفعلون ذلك كي يبرهنوا اننا لا نفقه شيئا و نصدق اي شيئ يقال لناو أن المسلمون أضحوكه و العياذ بالله و نحن بسذاجتنا ننقلها ظناً منا ننشرها لافاده المسلمين و كي نبرهن ان الله على كل شيئ قدير
أخواني و اخواتي ان كانت هذة الاشياء او لم تكن علينا الايمان بأن الله عز و جل أمرة بين الكاف و النون (كن) و ان الله عز و جل على كل شيئ قديرو لا يعجزة تبارك و تعالى أي شيئ في الارض و لا في السماء و لا حتى في ملكوته الذي خلقه و الذي لا يعلمه الا سبحانه و تعالى ان اراد الله عز و جل ان يبين أية للناس فسيريها عز و جل لجميع خلقه
فعلينا الانتباه لهذة المكايد التي ينصبوها لنا كي نقع في شركهم
قرأنا عن الرسول عليه الصلاة و السلام و أزواجه و صحابته رضي الله عنهم و الرسل و الانبياء عليهم الصلاة و السلام سواء من القرآن الكريم او من السنه الشريفه عنهم و لم نراهم هل نحتاج لان نراهم كي نصدق ما فعلوا او ما قالوابالطبع لا لان القرآن و السنه محفوظتان بحفظ رب العالمين و أيضاً عندما رسم الدنماركي الحقير الصور للرسول عليه الصلاة و السلام قام بعض المسلمين بنشرها و كان هدفهم التنبيه منها و نسواانهم ينشروها كما أراد راسمها و العياذ بالله و قمنا مع بعض الاخوه بتذكيرهم و الحمد لله لقينا كل احترام و حذفت الصورلانه هدفهم نشرها و نحن بسذاجتنا ننشرها سبحان الله لا يفعلها المجرمون و نفعلها نحن
الانتباه و الحذر واجب
نسأل الله العفو و العافيه و ان يثبتنا الله عز و جل على الحق
دمنا بحفظ الله و هداه
منقول للاهمية
تحياتي للجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 05:01]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا فاطمة على هذا التنبيه، وهذا من الفقه في دين الله ومن فقه الواقع الذي نعيشه، ينبغي أن نعلم أن أعداء الله وأعداءَ رسوله يأكلُ الغيظُ قلوبَهم كلَّما وجدوا كلمة المسلمين مجتمعةً على أي شيء فما بالنا أذا وجدوا هذا الاجتماع على نصرة نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن نقول لهم: {موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور} (آل عمران/119). وسوف يردُّ الله الذين كفروا بغيظهم لن ينالوا خيرًا.
لذلك ينبغي أن نميت تلك الموضوعات ولا ننشرها ولا ننشر روابطها، وعلينا بالصبر أيها المسلمون فتلك بوادر النصر، ولولا خشيتهم من محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه لما أكل الحسد قلوبهم.
ووالله أني لأستشعر أن الأرض برمتها تنادي جيش محمد القادم ليبدد هذه الجاهلية الغاشمة التي يقودها اليهود والنصارى لإغراق الناس في شهواتهم التي لا نهاية لها، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}. (آل عمران/200).
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 06:19]ـ
جزآكم الله خيراً، موضوع متميز.
ـ[حرث]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 11:06]ـ
برأيك يا أخي الفاضل
هل نحن سبب فيما يقوله هذا الرجل، أم أننا لم نقصر، ولم يشوه بعضنا صورة الدين الحنيف؟
اللهم رد المسلمين جميعا الى الحق ردا جميلا واملأ قلوبهم رحمة ونورا وعلما
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 01:31]ـ
:قال الخبيث بعض المسلمين أغبياء جهلة، يعتبرون الصور كفرية إذا كانت في صحف أوروبيه أو حتى عربية، ويعتبرون نشرها مسيئ ومحرم وكفر .. ولكن الأمر يختلف في منتدياتهم!! في منتدياتهم تجد الأمر طبيعي، فقط اذكر الله في الموضوع ونزَّل ماشئت من ; كفريات ; .. استهزئ كما تشاء.
اقول فعلا بعض الجهال من المسلمين يغترون بظواهر الامور ولاينظرون الى الحقائق
لايعرفون عن دعاة الشر من بني جلدتهم وممن يتكلمون بالسنتهم ماثبت من قوله صلى الله عليه وسلم
دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) رواه البخاري
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 08:42]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا فاطمة.
وقد كنت فعلا أنادي بعدم نشر أي شيء من تلك الاشياء المسيئة لنا _ نحن المسلمين _.
ومن هذه الاشياء أيضا مواقع التصويت لصالح المسلمين _ المزعوم _ ... يقولون: ادخل صوت من أجل النقاب أو من أجل كذا وهكذا ... يضحكون علينا.
أفيقوا أيها المسلمون!(/)
النصوص ظنية الثبوت هل هي ميدان للعقل والفكر. (دعوة للنقاش)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 07:44]ـ
هناك نصوص في ديننا قطعية المصدر, جاءت عن الله تعالى .. وعن رسوله صلى الله عليه وسلم, ومنها ظني الصدور عن رسول الله, وهناك قطعيات في الدلالة من النصين السابقين, أما ما عدا ذلك من الظنيات فهي ميدان للعقل والفكر البشري, في فهمها وتطبيقها بشرط رعاية أصول التعامل مع هذه النصوص, فقد رأينا أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يعملون عقولهم محاولين للفهم, ومطبقين لما فهموه من النص .. وقد يختلفون في فهمهم له ما دام النص يسمح بهذا التعدد .. وما دامت مقاصد النص واضحة للمجتهد.
هذه فقرة من مقال كتبه أحد المفكرين المسلمين، فما رأيكم؟
ـ[حرث]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 07:56]ـ
فهي ميدان للعقل والفكر البشري
تحتاج الى توضيح هذه العباره؟ فهي فضفاضة تحمل في طياتها الكثير!!
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 08:02]ـ
أي هي قابلة للتفكير وتعرض على العقل البشري لتحليلها، والنظر فيها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 08:51]ـ
العبارة تحتمل معاني متعددة، وإذا أحسنا الظن بالكاتب، فيمكن أن يحمل الكلام على أن النصوص منها ما هو قطعي ومنها ما هو ظني، والظني هو ما يحتمل الاختلاف في وجهات النظر، مثل اختلاف الصحابة في فهم بعض النصوص، واختلاف الأئمة الأربعة في كثير من الأحكام، وهذه الاختلافات لا ترد على الثوابت والقطعيات الشرعية المتفق عليها.
ولكن ينبغي أن نفهم قاعدة مهمة جدا أشار إليها شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم المتقنين، وهي وجوب رد الظني إلى القطعي، وفهم المحتمل بناء على المؤكد، وإرجاع المتشابه إلى المحكم، فإن كل ضلالة جاءت من جميع الفرق المعروفة إنما سببها تقديم بعضهم المتشابه على المحكم، فالجبرية قدموا نصوص العلم على نصوص العدل، والقدرية قدموا نصوص العدل على نصوص العلم، والخوارج قدموا نصوص الوعيد، والمرجئة قدموا نصوص الوعد، وهكذا.
فلا تجد بدعة أبدا إلا وهي مستندة إلى نصوص شرعية متشابهة مع إغفال النصوص المحكمة.
فإذا كان المقصود (فهم النصوص المحتملة أي المتشابهة بناء على النصوص القطعية أي المحكمة) فهذا أصل أصيل في شرع رب العالمين، سواء في المسائل العقدية أو في المسائل الفرعية.
ـ[أمل*]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 12:55]ـ
أما ما عدا ذلك من الظنيات فهي ميدان للعقل والفكر البشري, في فهمها وتطبيقها بشرط رعاية أصول التعامل مع هذه النصوص,
بارك الله فيكم،أظن أن الكاتب في الفقرة السابقة يقصد أن الظنيات يجوز فيها الإجتهاد والنظر لذلك قال (ميدان للعقل والفكر البشري في فهمها وتطبيقها بشرط رعاية التعامل مع هذه النصوص) أي بشرط أن يكون الإجتهاد وفق الكتاب والسنة، وهذا الكلام صحيح، والله أعلم
ـ[حرث]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 03:17]ـ
هل يمكن للاخ وليد ان يذكر لنا مثالا من هذه الظنيات، وكيف يراها من خلال اعمال العقل؟
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 03:31]ـ
حياكم الله جميعًا، وشكر الله لكم مروركم الكريم.
كاتب المقال يقصد -والله أعلم- أن الظنيات يعرضها على العقل البشري، فهي محل إجتهار ونظر، وما خالف منها العقل البشري، يطرح، هذا ما فهمته أنا من كاتب المقال، وهذا الكاتب لم يمثل بالظنيات، وإنما ذكر هذا الكلام الذي يُشكل على قارئه، ويجعله في حيرة من أمره، ولذا قمت بعرض هذا النص هنا للنظر والتشاور في طريقة عرضها دون تفصيل.
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 04:43]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاةُ والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
على الله توكلنا، سأبدأ في تحليل قوله، لئن وفقت فَمِن الله -عز وجل- وتوفيقه لي، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان. ولكم النظر - والنقد مقبول فـ (الدين النصيحة) هداني الله وإياكم جميعًا.
ـــــــــــــــــ
المسألة الأولى:
هذه فقرة من مقال كتبه أحد المفكرين المسلمين، فما رأيكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
[قلت: رضي الله عنك، فاتخذ الناس رؤوسًا جُهَّلاً فسُئِلوا فأفتوا بغير علمٍ فَضّلُّوا وأضّلُّوا. وهذا ما يعاني منه عوام المسلمين من الوقوع فريسة لمقالات تنشر، يعتلي كل واحد منبر الاجتهاد وهو لم يسبق له العلم، بل لا تكاد معرفته بالآثار التي بتحدث عنها معرفة العوام - فالله المستعان.]
ـــــــــــــــــ
المسألة الثانية: هناك نصوص في ديننا قطعية المصدر, جاءت عن الله تعالى ..
(أي: القرآن الكريم)
وعن رسوله صلى الله عليه وسلم,
(أي: صحيح السنة)
ومنها ظني الصدور عن رسول الله,
[قلت: وقد اختصها بالسنة تحديداً، إذ قال (عن رسول الله)]
(أي: أخبار وآثار ضعيفة، واستخدام كلمة الصدور بعد كلمة ظنية تُفيد تخصيص السند بالحديث)
[قلت: ولربما أيضًا أنه يتحدث عن آحاديث الآحاد يُحاول أن يسلك مسلك أهل الضلال من قبل] وجهان لهذا القول
وهناك قطعيات في الدلالة من النصين السابقين,
(أي: القرآن والسنة، لوصفها بالقطعي ويتبين أيضًا فيما بعدها التحدث عن الظني)
أما ما عدا ذلك من الظنيات فهي ميدان للعقل والفكر البشري, في فهمها وتطبيقها بشرط رعاية أصول التعامل مع هذه النصوص,
(أي: في التعمل مع النصوص الغير ثابتة)
[قلت: لربما يتحدث عن احدى المدارس التي كانت موجودة من قبل في استخدام الآثار الضعيفة في فضائل الأعمال، وكما يتبين من مؤلفات ابن الجوزي وما ورد فيها من آثار ضعيفة كثيرة وهو على دراية بالصحيح من السقيم]
أو:
[قلت: إن كان يتحدث عن الأحاديث الصحيحة متبنيًا ما قد سلكه المعتزلة ليرد العقائد ويثبت الأحكام الفقهيه، فهذا مذهب أهل الهوى. وأما كلمة الأصول، فتحتمل وجهان: أحدهما صحيح والآخر باطل - وفيه تفصيل. ومنهج الأصول في العقيدة وهو المعروف باسم (منهج التلقي والاستدلال) فلا يخفى الفارق بين أهل السنة والمبتدعة فيه، والأصول والقواعد الكلية في الشريعة يختلف فيها جمهور أهل السنة عن المتكلمين، فلطالما بثوا السموم في أصول الفقه للوصول إلى غايتهم في العقيدة.]
فقد رأينا أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يعملون عقولهم محاولين للفهم, ومطبقين لما فهموه من النص .. وقد يختلفون في فهمهم له ما دام النص يسمح بهذا التعدد .. وما دامت مقاصد النص واضحة للمجتهد.
[قلت: وهذا للصحابة لما رأوه من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن تنفيذه أمر الله - عز وجل، فهل هذه الميزة عند غيرهم ليقاس عليهم؟
أما كلمة المجتهد ... فتراها في آخر الزمان أكثر من أوله، فسبحان الله].
ـ[حرث]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 07:02]ـ
اقتباس
على الله توكلنا، ...... [قلت: رضي الله عنك، فاتخذ الناس رؤوسًا جُهَّلاً فسُئِلوا فأفتوا بغير علمٍ فَضّلُّوا وأضّلُّوا. وهذا ما يعاني منه عوام المسلمين من الوقوع فريسة لمقالات تنشر، يعتلي كل واحد منبر الاجتهاد وهو لم يسبق له العلم، بل لا تكاد معرفته بالآثار التي بتحدث عنها معرفة العوام - فالله المستعان.]
من البداية حكمت على القائل او كاتب المقال بالجهل وان الناس تتخذ امثاله من الجهلاء رؤوسًا ليكن قولك صوابا اذا عرفتنا بهذا الجاهل ونكن لك من الشاكرين
دم طيبا حيثما كنت
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 07:12]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم أسامة، وبارك فيك، وقائل هذه المقولة ليس رجلاً جاهلاً، بل هو مفكر عربي معروف، والنقاش العلمي يكون فيما قيل أو كتب، بعيداً عن الشخص، بارك الله فيكم.
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 08:22]ـ
أحسن الله إليكم ...
ذهبتم بعيدًا أيها الفضلاء ... فالمسألة ليست شخص بعينه بل المسألة أكبر من هذا.
(المفكرون العرب) أو (المفكرون المسلمون)، مصطلح حديث - يعني به أصحابه: أنهم ذوي العقول والعلم وأصحاب الاجتهاد الحديث.
وهذه المدرسة الحديثة جاءت مصاحبة لمدرسة الاستشراق، والمتعمن في أمرهم ويعلمهم عن قرب، يرى في أقوالهم مخالفات ظاهرة وأقوال مجملة تحتمل.
إذن هي مدرسة بالفعل موجودة، تراها على الجرائد ناشرة أقوالها، هذا يطعن في عدالة الصحابة، وآخر يطعن في نصوص السنة الصحيحة، وآخر يطعن في أحاديث الآحاد، وآخر يدعي العلم ويقول بنصوص من الكتاب فسرها على ما يوافق فهم هواه لاباحة محرم ... وهذا الباب جميع من فيه (يدعي الاجتهاد).
فقلت: رضي الله عنكم
الرؤوس الجهال ... هم الذين يجهلون القرآن والسنة، وما معهم من علم إلا نذر من هنا وهنالك، وهذه الطائفة من الناس تدعي علم الأصول، فلما يسمعهم العوام أو طلاب العلم في بداية الطلب ... يظن أنهم علماء ثقال أو على الأقل لا يستهان بهم.
قلت: يرحمكم الله ... انظر إلى السبكي حين قال: وجدت في الإحياء أكثر من ألف حديث ليس لهم أصل. قلت: وصاحبه من أصحاب الفكر والرأي والقياس والأصول والمنطق ... وأكثر من ذلك.
فلا تعجب حين ترى العجب في كتبه وكثرة تخبطه.
قلت: عفا الله عني وعنه وعنكم جميعًا ... اللهم استجب.
فالخوف ليس على أهل العلم، إنما على عامة المسلمين.
ولكم هذا السؤال:
ماذا سيكون واقع هذا الكلام على آحاد الناس ما إذا قرأوه؟
قائله (مفكر مسلم) وكاتب عربي معروف ...
انظر للتاريخ يحدثك بما وقع على عامة الناس من قول ابن سبأ فاستصاغه الناس وقالوا: ولما لا؟ وهو ابن عم رسول الله (ص) وزوج سيدة نساء أهل الجنة وولداه سيدا شباب الجنة.
وأما أهل العلم فردوا عليهم بـ (علم).
وهنا مسألة أخرى ...
العلم ما كان يقينًا، وأما المعرفة فظنية.
والعلم مع العلماء.
والمعرفة مع المفكرين.
وقد يُسمع للباطل ويستصاغ وكأنه الحق، وهو ما يُعرف بالتلبيس.
وكفى بكتاب (تلبيس إبليس) شاهداً على كثير من الحوادث على مر الزمان.
نسأل الله الهدى والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البريك]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 10:09]ـ
السلام عليكم ..
والنقاش العلمي يكون فيما قيل أو كتب، بعيداً عن الشخص، بارك الله فيكم.
هذا هو المنهج العلمي الحق ..
أما ما قاله المفكر ... فهو ما يقوله الأصوليون .. لكن الأغراض قد تختلف .. ويفسر ذلك الظرف الذي كتب فيه والمجال الذي نشر فيه .. فأهل مكة أدرى ... أي أن الأصوليين هم أولى بطرح هذا الموضوع لمزيد النقاش فيه وفق المناهج والقواعد المرعية .. فالأمر يتعلق بنصوص الشرع قبولا وردا وفهما وتوجيها ..
فمناهج إثبات النصوص وفهمها هو لب تخصص علماء الشريعة .. فلا يفتأت عليهم في تخصصهم ..
أما من دونهم فشفاؤهم السؤال .. وإن سمو بأهل الفكر .. فميدان الاجتهاد له شروطه وضوابطه ..
ولا ينبغي أن يفهم ـ في نظري ـ أن في استعمال العقل والفكر خطرا علينا .. فإذا لم نعتد نحن بالعقل فمن يعتد به .. ؟ أليس هو مناط التكليف؟ إنما العقول أنواع. وطرق التفكير تختلف بحسب البيئات والخلفيات ..
أما العقل الذي من شأنه الخوض في عباب الاجتهاد في الظنيات: فهو العقل المسدد بالشرع، والذي يكون صاحبه " ريان من علوم الشريعة" كما قال الشاطبي ..
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 11:13]ـ
لا أدري من كاتب هذا المقال ولم أعلم اسمه قبل كتابتي، وحتى بعد أن علمت اسمه لا أدري من هو (ابتسامة)
وليعلم، ما فرق أحد بين المقال وقائله في تاريخ الإسلام قط. وإن كنا نقول بأن الأقوال تُعرض على القرآن والسنة ثم نقبلها أو نردها، هذا لا يتنافى مع أن قائله لا ينفك عنه. ومن قال بغير ذلك ووصفه بأن هذا هو المنهج العلمي، فمن ناحية النقدية فنعم، وإجمالاً فلا.
فلئن قال أحد الأشخاص: قال أحد المستشرقين، قال أحد المعطلة، قال أحد الفلاسفة، قال أحد العلماء، قال أحد الأدباء، قال أحد العلمانين ... فبينهم فروق كبيرة وعظيمة.
فتمعن في قولي وما قد كتب بالأعلى.
فدراسة المناهج الفكرية شيء مهم جدًا. ليس الآن فقط ... بل في كل عصر، ولذا ترى في مقدمة أهل التحقيق دراسة عصر المؤلف والمدارس الفكرية التي تأثر بها ونحوه، وتنظر في مقاله، ويُقبل منه ويرد عليه (كل هذا راجع عليه وإن كان تعاملك مع أقواله).
ـــــــــــ
سوف أنقل لكم المقال كاملاً في المشاركة التي تليها ... إن شاء الله.
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 11:17]ـ
حرية الفكر
بقلم د. محمد الأحمري ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=244)
( المصدر: مجلة العصر [اضغط هنا ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=4221) وهنا ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=4228)])
قال الحسن البصري: "اعلم أن التفكير يدعو إلى الخير والعمل به"، ومنذ مائة عام: "حذر شاعر ألماني -هاينه- الفرنسيين ألا يقللوا من قدرة الأفكار، ففكرة يقولها أستاذ في غرفة درسه قد تدمر حضارة". لعل من المناسب – بداية- تعريف الفكر على النحو التالي: "الفكر عمل العقل لإدراك ما يحيط به" .. وله منازل: فالأولى: مرحلة عامة يشترك فيها أغلب الناس، بناء على الثقافة العامة أو البراعة في مهنة أو عمل، بشكل يجعل هذه الخبرة ممكنة الوروث والتأثير. ثم مرحلته الثانية الأعلى منها: وهي التقدم في معرفة الروابط بين المؤثرات من حوله، ليعرفها، ثم يفهم طريقة عملها. ومرحلته الأعلى: التأثير فيها.
والحقيقة أنه يصعب رؤية الخط الفارق بين المفكر والفيلسوف، إلا من اتضح لديه أن المفكر صاحب دور حيوي مباشر في الحركة اليومية للأفكار والسياسة والدين والأدب والخلق، وقد يكون المفكر على مستوى الفليسوف معرفة، ولكنه يتميز بالعمل، إذ كثير من الفلاسفة علماء فلسفة، بأفكار معتادة مكرورة، أجادوا معرفتها ولم يستطيعوا تحريكها في الحياة، وهناك من الفلاسفة من يَجدُ أكثر من المفكرين في العمل في الإقناع برأيه، أو عمله. أما المفكر فهو مساهم حيوي مؤثر في الحياة اليومية للناس، وإن لم يكن له نصيب مما سماه الناس فلسفة، ولكن له مشروعه العملي في الوجود. والله أعلم.
الاحتفاء بالفكر:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن زمن القوة الإيمانية والقوة المادية هو زمن نُصرة الفكر وفتح الحرية له، وخير الأزمان التي مر بها الفكر هو عصور الإسلام الأولى، إذ انطلق التفكير في النص، والتفكير في التطبيق، والتفكير في توليد الأعمال والمفاهيم، واجتلاب الصالح منها بطريقة لم يسبق للأمة العربية أن عرفتها من قبل. ولا أثيرت الأفكار والمبادرات كما أثيرت في زمن الرسالة .. مما حدى بأحدهم أن يكتب كتابًا عن دولة الإسلام الأولى بأنها دولة الفكرة .. ففكرة الخندق، وفكرة الخاتم، ولباس الحلة للوفود، بل وقبوله صلى الله عليه وسلم لقول أحدهم والحديث في البخاري: "اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه"، وقبوله صلى الله عليه وسلم لها وتأييده .. ثم قبول التدوين والدواوين وغيرها. وهكذا كانت دولة محمد بن عبد الوهاب .. وهكذا الدول المؤثرة في العصور الحديثة نتاج فكر وممارسة لهذا الفكر.
حرية الفكر:
والأمة التي ترعى الفكر وحريته تسود، والذين يحقرونه ويطاردونه يذلون ويخسرون، إن حرية الفكر تعني الإذن بالوعي، وتعني فتح آفاق المعرفة، تعني التخلص من تأسيس فرق الباطنية، والفرق المفزعة المنحرفة المدمرة، التي تنمو في الظلام، وتجتاح المجتمع في أي لحظة بلا رقيب، وبلا حساب من أحد، تجد المجتمعات المغلقة مصيرها في أكف مجهولة، وتحت إرادة فرق غريبة، ومفاهيم شاذة، والسبب هم الذين يرون سيادة معرفتهم وفهمهم ويغلقون على الناس الدروب فتنفجر في وجوههم ذات يوم بلا حساب ولا تقدير. حرية التفكير تعني أن نفتح الباب لخير ما عندنا، فنقبله ونتدارسه ونطوره، ونجعله أكثر دقة وجمالاً وتعبيرًا عن الحق والوحي والخير والعدل، أما كبت الناس فتعني السماح بنشر الفساد، تعني تدمير العقل، تعني قتل روح الدين والتدين، تعني قفل أبواب المعرفة والاجتهاد، تعني سيطرة ثقافة الشرطة، وتمكنهم من توجيه الفكر والثقافة، وحشر عقول الأمة وقلوبها وتطلعاتها في يد عسكر باطش، وجاسوس خائف، يفرج عن جهله وخوفه من شرطيه الآخر بقتل تطلعات الأرواح، وقتل ثمار العقول، وتقييد حرية الفهم.
إن حرية الفكر ليست حرية تآمر، وليست حرية فتنة ولا خلاف، إنها خيرٌ عميمٌ، ومصلحة للأمة تتجاوز الأفراد فلا يتفهمها ذوو المصالح الضيقة العاجلة، ولا يستطيع إدراك أهميتها من لا يفكر عقله إلا برغباته .. ولا من يجعل من حرية الفكر هروبًا من كل التزام، إنها حرية الفكر التي سادت في عهد الرسالة وفي عهود السلف المبكرة، والتي أنتجت المذاهب الإسلامية التي ننعم بخيرها، وحرمنا من منهجيتها الرائعة التي بنت الأمة وأيقظت الهمة وأوقدت العقول وهزت الهمم وأصلحت الأمم. لقد كانت مهمازًا كبيرًا للعقل البشري في الغرب خاصة، نفعهم كثيرًا، ولكننا بلا شك قد استفدنا من نتائجه التي جاءتنا بعد تعديلات وصياغة وتطوير، جاءت متأخرة جدًا نتائج عقولنا قديمًا، ربما عادت لنا أسلحة قاتلة، وعادت لنا أعجمية، ملطخة بالوثنية والثقافة الغربية، نعم مليئة بكثير لا نريده، ولكننا أفدنا منها، وإن رشدنا أعدناها لتستوطن عندنا مرة أخرى.
وحرية التفكير لا تعني شيئًا ما لم يصاحبها حرية التعبير، فالتعبير هو الآلة التي توصل الفكرة، بَرةٌ كانت أو فاجرةٌ للناس، ولا يقتل الفكرة إلا الصمت عنها، أو خذلانها من الوصول للناس، وكم من حق ورشد قتله الصامتون، وكم من مظلمة قهرت الناس بسبب سكوت العارفين، والكبت والصمت عن التعبير عن الحق يلازم لحظات الانحطاط في إنسانية الإنسان، وتردي مشاعره، وموت ضميره. وهناك لا يستطيع أحد أن ينادي فقط بحرية الفكر، لأن الفكر ينمو في الهواء الطلق، والجهل يكبر ويسود وينتصر في أجواء الانغلاق والعفونة. فتتلازم الدعامتان: حرية التعبير، ونضوج الفكر تلازمًا مصيريًا، لأن الفكر الذي قد يسود، أو يجبر عليه الناس، قد لا يكون صحيحًا، ولا معقولاً، وجهلاً مركبًا، ولكنه يستمد قوته من تحريم غيره. وما حدث في الدول الشيوعية جدير بفهم الناس له، وتقدير حقيقة خطر الانغلاق الفكري. ومعظم المجتمعات البشرية تمارس شرورًا من هذا القبيل، غير أن الطغيان المذل يقتل أهم جوانب عزة الإنسان، ويحطم قواه الذهنية، ويجعل من يتنفج بالتِحكم ضحية لتحكمه، ومغلوبًا تحت سيطرة من أعطى نسبة أعلى من حرية التفكير والتعبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتلك من أهم مقومات المجتمع الإسلامي في لحظات بنائه الأولى، ثم في مراحل قوته الكبيرة، ومن قرأ العصر الأموي والعصر العباسي الأول الذي يقف عند نهاية القرن الثاني الهجري، يجد حقيقة مهما كرهناها ولكنها واقعة، وهي وجود حريات واسعة في المجتمع الإسلامي أثرت الحياة العقلية آنذاك وفيما بعد، وقد أفادت مهما انتقد المتأخرون الكثير من تلك المدارس.
الوحي والفكر والتراث:
هناك نصوص في ديننا قطعية المصدر، جاءت عن الله تعالى .. وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنها ظني الصدور عن رسول الله، وهناك قطعيات في الدلالة من النصين السابقين، أما ما عدا ذلك من الظنيات فهي ميدان للعقل والفكر البشري، في فهمها وتطبيقها بشرط رعاية أصول التعامل مع هذه النصوص، فقد رأينا أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يعملون عقولهم محاولين للفهم، ومطبقين لما فهموه من النص .. وقد يختلفون في فهمهم له ما دام النص يسمح بهذا التعدد .. وما دامت مقاصد النص واضحة للمجتهد.
وكما تعرضت نصوص في فترات عديدة الفرق المنحرفة محاولة العبث بها، وتأويلها حسب هواها، مما سبب خوفًا من العلماء والمجتهدين عبر العصور أن تبتذل النصوص، واللغة والعقل، ثم تؤول بما يخدم آراء المجموعات المنحرفة، ويصرف النص عن مراده؛ فشددت على إلزام المتأخرين بما قيل في النصوص من قبل - وإن كان القول السابق اجتهادًا واضحًا - ومنعت المتأخر من حق الاجتهاد، لا لأن ليس له حق ولكن بدافع الخوف، ثم جاء دافع التقليد، والرغبة في الحفاظ على أقوال السابقين .. وتكاثر الاهتمام بحفظ النصوص وإن كان الحفظ على حساب الفهم، وجرت المبالغة في تقديس المحفوظ ووضع الحفظ معيارًا، وهذه من مبالغات أهل النصوص، مما أوصل العقل المسلم إلى درجة من الركود خطيرة، عادت بانهيار الحركة العلمية والفكرية عند المسلمين، وفتحت قلوبهم وأعينهم وبلدانهم لمن عنده حيوية فكرية وعلمية، فسنة الله في الإنسان التطلع للجديد، والبحث عن المفيد، ولما قيدت المعرفة بقيود العجز والخوف والجمود، وبالغ أصحابها في طريقة التعرف عليها بأن حولوها نصوصًا معقدة، أو مثاليات ومبالغات في الحفظ والاستذكار، خرج الناس من الحق ورتعوا في غياهب الباطل - الوافد من أمم أخرى - الذي يستطيعون أو يخيل لهم أنهم يستطيعون فهمه والتعامل معه.
وكم من عمل قام لهدف نبيل أدى لعكس مراده، وكم من فكرة صحيحة ولدت عكس هدفها، فالحرص على التقيد خوف التفلت وَلَّد جمودًا، ولم يطق الناس هذا الجمود فحاولوا تكسيره حتى باستخدام خصومه، بوعي أو بدونه، فالجمود ضد الفطرة وضد الدين .. ومن هنا نعلم أن الجمود نوع من الإضرار بالدين والصد عنه، وأثره لا يقل كثيرًا عن أثر الهجران له، يدرك ذلك من سبر أثره في أمة الإسلام، وهو أوضح عند أمم أخرى. إنها خطوط صعبة ودقيقة بين الطرفين، غير أن العلم والوعي والتجرد تعين بإذن الله على السلوك الصحيح بين أوهام هذا التضاد.
فمتى ما تبين لنا الفارق بين النص وفهم النص، استطعنا احترام النص وفهم النص، وما دمنا نكثف المساحة حول النص، ونملأها بأقوال الناس وأفهامهم، ثم نلقي عليها قداسة النص القطعي فإن هذا الأسلوب الحمائي لا يخدم الشرع، ولا يطور الفهم، ولا يجدد الحياة العلمية والعملية، بل الدور المهم الأعظم لرائد الإصلاح أن يجلي النص من ملابسات أقوال الناس وأفهامهم، حتى يواجهوا خطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم دون تلبيس ولا تعقيد .. ثم يعمل الناس فهمهم في النص في كل زمان إذا توفرت لهم أدوات اللغة كما فهم السلف، دون قطيعة مع السلف ولا تقديس لفهم يزيد عن مراد الشارع .. وهذا مما نقصد به الفكر.
أما التراث فهو كثير من أقوال السلف، وممارساتهم، واجتهاداتهم، نستصحبها ولا توقفنا عند حدها ما دام النص لغة وغاية يتجاوز الزمان، ويتجاوز التجارب الإسلامية. والبديل عن ذلك أن نجعل التراث شرعًا، ونقدس غير المقدس وبهذه الطريقة نفتح المجال الأكبر للتفلت من الشرع لكثرة التراث فيه، ونجعله عائقًا عن الفهم ليس فقط بسبب ضخامته ولكن أيضًا لتنافر منهجياته وتعددها. إن التراث مهم للمفتي وللقاضي، ولكن ليس للمفتي والقاضي أن يلتزمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي زماننا زاد الخوف من الفكر الغربي، ومن مشكلات العصر الكبيرة، فكان أحد ملاجئ الهروب الفخر بالتراث، وهذه سنة للمغلوب الذي يبحث عن ذاته أمام الاستلاب الحضاري، سلب النفس والقيمة، ثم المبالغة في دور وقيمة التراث، وبالتالي إكساب التراث لباس الشرع والقداسة، وهو موقف دفاعي وليس موقفًا إحيائيًا، فالإحياء يقتضي التخفف من الأثقال، والشفافية والفاعلية، والمرهق بهذه الثقافات والقيود ومجاميع التراث، وتقديس الموروث يجد نفسه كليلاً عن النهوض بالعبء فيخطئ من يقوم، ويتهمهم بالتهاون والتساهل، بل وبالخروج عن طريقة السلف الصالح. وهو محق في بعض اتهامه أنهم خرجوا أو سيخرجون عن بعض ميراث السلف، ولكن هذا بعض مقتضيات تجديد الحياة، ولكنه بالمقابل لا يملك حلاً سوى تمجيد التقليد.
ولا يعترف كثير من المسلمين الطيبين أنهم بمهاجمتهم للفكر الغربي والدعوة لمنهج السلف يقعون أحيانًا فيما هربوا منه، لأنهم في تعلقهم بكل شيء سلف إنما هو تعلق تاريخي، وتقليد للناس، لا احتكامًا للدين، لأنهم يغرقون في أفكار السلف، وهم بشر، عندهم حق وباطل، ويصيبون ويخطئون، فيسمي بعضًا قولهم وأفكارهم سلفية يقدسها، رغم ما يمكن أن يكون فيها من غيرها، ويسمي من عداه منحرفًا، وإن كان يجره للقرآن .. إنها عملية أعقد مما يحب قوم تبسيطها، بالتحذير عن المصطلحات واللغة المعاصرة، والثقافة المعاصرة، وهذه سلبية وهروب من الحقيقة والواقع المتعب حيث الهدوء بقراءة ما سبق قوله مرات في كل زمن. ويحاول محسن عبد الحميد أن يفصل بين الوحي والفكر الإسلامي ويشرح هذه الملابسات التي حدثت عن قصد أو غيره فيقول: "إن منهج التغيير الإسلامي لابد أن يضع خطًا فاصلاً واضحًا بين ما هو وحي إلهي وبين ما هو جهد بشري، أو فكر بشري، أو تصور بشري لمسائل الوحي الإلهي وتفسيره وشرحه في إطار قواعده وأصوله، وفي ضوء المراحل التاريخية المتتابعة. إن تسمية الوحي وما حوله من فكر بالفكر الإسلامي أو الفكرة الإسلامية لدى كثير من الإسلاميين أنفسهم خطأ كبير، شجع أرباب المذاهب المادية والعلمانية على الجرأة في تسميتهما معًا بالتراث .. فهؤلاء عندما يريدون أن يراجعوا التراث، يراجعونه من حيث هو كل في نظرهم لا يتجزأ. والنتيجة الطبيعية عند هؤلاء أن الوحي الإلهي يخضع للمرحلة الزمنية، فهو من التراث الذي يتعلق بالماضي .. والحال أن الوحي من حيث هو علم الله الكامل لا يمثل ذلك الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، بل هو يمثل الحقيقة الأزلية التي لا ترتبط بالزمن ولا تخضع له .. فهو ليس تاريخا للبشرية، أو حركة حضارية تختص بمرحلة من مراحل تطور تاريخ أمة من الأمم".
عصر الفكر الإسلامي:
ليس صحيحًا أن نقول بأن العصر الإسلامي الأول عصرًا لجانب واحد من جوانب التفكير والعمل، فلا نقول بأن زمن الرسول صلى الله عليه وسلم هو زمن للنص بلا فكر، ولا زمن للفكر بلا نص، بل هو العصر الذي تكامل فيه العقل مع النص، فهو زمن النص وزمن الفكر، لا عداء ولا خصومة، ولا مدرسة للرأي تختصم مع مدرسة الحديث، ولا فريقان يروج كل منهما لأتباعه أو لفريقه ويسخر من الآخرين، وما نراه في زماننا من صراع مصدره الجهل والهوى، بين المتخاصمين، فمتى كان الدين خصمًا للعقل، ومتى تصور المسلم الانفصام بين الأمرين إلا بدوافع المشكلات الكلامية المتأخرة، وهي نتاج لمشكلات لا حل لها، ولا نتوقع أنها قادرة على ذلك، فلم تجلب للماضين خيرًا فأنى لها أن تجلبه لنا! ولا تزيدنا إلا حيرة، ولا نستفيد منها إلا انزواء في زوايا الكلام المذموم، وغربة عن التأثير والمنفعة من الوحي ومن الحياة الجارية.
فأزهى عصور الفكر الإسلامي هي العصور الأولى للإسلام، الذي تجلت فيها الاجتهادات والمدارس والأعمال والفرق، عصور محاولة فهم النص ومحاولة تطبيقه، عصور تجاوب الأمة مع كتابها دون حواجز من التاريخ، ولا عوائق من الفلسفات الأخرى، ولا عوائق جمود من داخل المجتمع.
ثم تتنوع العصور وتعلو القدرات وتسقط ويوجد في كل زمن رجاله القادرون على الصياغة والتجديد، ويسمى كل عصر بأبرز جوانب النبوغ فيه، أو جوانب الانهيار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يمكننا أن نقول أن تاريخ ثقافتنا الإسلامية ومدارسها التي تعددت واختلفت منذ نهاية العصر الراشدي إلى الآن ليست مدارس فكرية، ولا أن نقول أن مدرسة محددة ليست فكرية، والأخرى فكرية، ليس لأن الموقف هذا فيه كثير من الاعتباط، وتكلف زعم العصمة لمن يرى فكرته علمًا فقط، ولكن لأن ما عدا النص فهو فكر، بدءًا من طريقة التعامل مع النص، وأسلوب استيعابه، وطريقة تقديمه، وجميع مدارس الفقه وأصول الفقه، وأسس النظر في النصوص إنما هي إعمال للعقل بأدواته، في التعامل مع النص .. ومن هذه الأساليب ما انضبط مع الزمن وقامت قواعده، وتيسرت تطبيقاته فأصبح أشبه بالعلم، ومنها ما هو قابل للأخذ والرد، ولم تسلم بعد تطبيقاته من نظر، وهو ما بقي في أذهان الناس فكرًا، وكلما اتسعت دائرة المفكر فيه من هذه العلوم والقواعد كلما عاد نشاط الفكر ونضج العلم، وتخلص من أوهام حسبها ذات يوم علومًا قطعية منتهية.
العقيدة والفكر:
ما هي المسائل العقدية وما هي المسائل الفكرية والفرق بينهما؟ وما الذي يجعل مسألة الإمامة، والمسح على الخفين، والمتعة، وخلق القرآن، والعلاقة بين النقل والعقل، ومسألة القبور، من الحاكمية أو خارجها؟ وهل لمرور الزمن أثر في إدخال بعضها للاعتقاد وتأجيل البعض؟
وقبل التفصيل في هذا من المهم أن نعلم بدور النص كهاد ومسيطر على وضع الأحكام النهائية، وهذا النص يحكم به شخص على شيء أو فكرة خارجه، وحكمه مهما يكن متأثر بحال من يصدر الحكم وحال المحكوم فيه .. تحقيق المناط وتنقيح المناط .. فهناك عملية بشرية طويلة من بدء الأمر إلى منتهاه منفصلة عن النص ومتأثرة بالشخص الذي يؤمن أو لا يؤمن على حكم الله.
ثم الوهم الذي يقع في عقول الناس بأن المعلومة مجردة هي أول شيء وآخره، هذا وهم لا يقره الشرع ولا يشفع له الواقع، فقد يعلم المسألة غير المؤمن، وقد يحفظ النص من هو ضعيف الفطنة، قاصر الفهم، ضعيف الاستنباط، وهذه العلل تعتور من يقول أو يقول عنه الناس أن عنده علم .. ولهذا كانت هناك حاجة ملحة لمعرفة قدرات العالم فيما سوى استحضار النص.
إن بحث العقائد وتطورها وتطور مناقشاتها والخلاف حولها في عصر الإسلام الأول ما هو إلا دلالة على جسارة العقل المسلم، وشجاعته، ورغبته الجامحة في ارتياد المجهول، ومصاولة المخالفين، وما جاء مفكر طموح منصف مصيب إلا كان مقابله منحرف في الاعتقاد، أو مخالف في السلوك؛ فالعقائد قصة العقول النابهة، والمتوثبة المهتدية والضالة على السواء.
مسائل الاعتقاد بين الثبات والتغير:
نعلم أن مصطلح كلمة عقيدة مصطلح لاحق متأخر، جمعت تحته مسائل المعرفة بالله وأسمائه وصفاته .. وقد تظهر في بعض الأزمنة مسائل تهم الناس وتمس معرفتهم بربهم وكتابهم ونبيهم، فتحتاج هذه المسائل إلى وضع الإجابات اللازمة، ويسابق علماء الأمة إلى شرح هذه الجوانب، وبيان الحق فيها، وبحسب علاقتها بالشرع وعلاقتها بالحياة الفكرية والسلوكية للأمة تأخذ مكانها، ومن هذه المسائل مسألة خلق القرآن، وقبل ذلك مسائل التشيع والخوارج، وقبلها الإمامة.
ثم فيما بعد رأينا الباقلاني يضيف مسائل الإمامة لبحث في العقيدة ويبين عذره في ذلك، وظهرت في عصر ابن تيمية مسائل نقد الشيعة، ومسائل العقل والنقل وغيرها، وقد واجه هذه المسائل بطريقة علمية فكرية، وأخذت هذه المسائل طريقها لكتب السلف تعرف وتنتقد وتؤيد .. وهل نخرجها من مسائل الاعتقاد لتأخر زمانها؟ ونعتبر ما عداها لتقدم زمانها .. أم أنها تكتسب الشرعية عندما تلاقي القبول وتكون صحيحة وتتأسس للأجيال السابقة .. ومن هذه القضايا قضية الفكر مثلاً، فهناك مسائل كالشمول والموقف من عقائد وممارسات كالديموقراطية سوف تكسب فيما بعد مكانًا عقديًا مهمًا، كما نالت مسائل بعض العلماء كابن باز وغيره مكانة، ومسألة الولاء والبراء مكانة، سوف يكون مهمًا ويستخدم ويؤثر ما دام الناس يعانون الخضوع لغيرهم من المذاهب الأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومسألة الإمامة لولا الخلاف مع الشيعة والخوارج لكان للموضوع شكل آخر .. إن علمًا من أشرف ما توصل له الفقهاء المتأخرون بدأه الجويني، ثم الغزالي، ووضحه وقعده وشرحه الشاطبي، أصبح من النظريات الجامعة في أصول الفقه وفهم مقاصد الشرع .. وقال هؤلاء بما لم يقله أحد قبلهم، أي بلا سابقة خاصة في هذا. وهكذا مسائل عديدة منها الإجماع وفهم الشافعي فيه، وغيره .. مما انتقد في زمانه، ثم قُبل عند المتأخرين.
الفقه والفكر:
الفكر يشمل الاجتهاد الفقهي في المسائل الفقهية والعقدية وغيرها، لأنه على تعريفنا السابق منسجم معه، ويرى هذا كُتاب معاصرون. (5) وقد كان الضعف الفكري عند المسلمين من أهم الأسباب التي أوهنت الأمة، وجعلت ذريتها نهبًا للفرق والمذاهب المنحرفة من داخلها أو من خارجها، وسبب ذلك أن انتصار السنة على المعتزلة والفلاسفة، أشاع الثقة وجو الانتصار، فلم يعودوا يأبهون بهذه الانحرافات، ثم الجو السياسي الذي كان بعيدًا عن المعرفة زمن خلفاء العباسيين في العصر الثالث ثم ما تلاه، من تعاقب أمم أعجمية بدوية على الحكم كالترك، أضعف الثقافة الفكرية والمذهبية ولم يعد بالإمكان إلا دراسة ما تمت دراسته، وشرحه واختصاره، بينما تنموا المدارس المنحرفة وتعبث بالعقول والأفهام، واتجه الاهتمام للفقه، وتُرك أو ضعف كثيرًا الاهتمام بالملل والعقائد بعد ابن حزم، حتى جاء ابن تيمية ولاحظ هذا الخلل الكبير، من إقبال الناس على الفقه وترك الميدان الفكري والسلوكي للفرق المنحرفة، وأحس بكفاءته في مواجهة هذه الانحرافات، فانبرى لها، واسمعه يقول لتلميذه الحافظ البزار بعد أن سأله عن ذلك: "الفروع أمرها قريب ومن قلد فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه، وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية، والملاحدة القائلين بوحدة الوجود، والدهرية، والقدرية، والنصيرية، والجهمية، والحلولية، والمعطلة، والمجسمة، والمشبهة، والراوندية، والكلابية، والسلمية، وغيرهم من أهل البدع، قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال، وبان لي أن كثيرًا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية، الظاهرة العلية على كل دين، وأن جمهورهم أوقع الناس في التشكيك في أصول دينهم، ولهذا قل أن سمعت أو رأيت معرضًا عن الكتاب والسنة مقبلاً على مقالاتهم إلا وقد تزندق، أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده.
فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي أنه على كل من يقدر على دفع شبههم، وأباطيلهم، وقطع حجتهم، وأضاليلهم، أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم، ذبًا عن الملة الحنفية والسنة الصحيحة الجلية". (6)
وما كان لابن تيمية أن ينصر عقائد الملة وهو ضعيف المعرفة بالثقافة الأخرى المختلفة والمنحرفة، بل تمكنه من عقائد الكفر وملل الضلال ورده عليها، هو الذي أعطاه هذا الوزن في دين الإسلام، وإلا فكم من نابغة قصر فكره وعقله ومعارفه في علوم قليلة، ومذاهب قريبة، فلم يقدر له أن يعي العالم المحيط، ولم يقدر له أيضًا أن ينصر عقيدته كما يليق بقدرته، بل القدرة متوقفة أصلاً على المعرفة.
ومعرفة الدين نفسه مختلفة عند من له إلمام معرفي واسع ومن لم يكن له هذا الإلمام المعرفي، فمعرفة الدين وثيقة الصلة بغيرها، وعقل الإنسان ليس جمادًا، بل هو أخذ ورد مستمرين وتجاوب مع ما حوله، فهذه المعارف التي قد تبدو لقصير النظر بعيدة عن الدين ليست كذلك، فالمعارف الدينية ليست أمرًا ونهيًا فقط، بل هي أدلة للمعرفة تتطلب السعي لغيرها وفهم ما عداها وما يحيط بها في سبيل تطبيق ووعي بها أكبر، ثم لكل فهم واسع أثر أكبر على معرفة الإسلام .. ومن انفتق ذهنه واتسعت معرفته لن يستطيع إعادته لحجم أقل ولمقدرة أضيق وإن تمنى ذلك، فلنجعل من المعرفة الواسعة عمقًا ورافدًا وسلاحًا يجعل معارفنا في الدين أكثر مضاءًا .. وتلمسنا للطريق أهدى بهدي كتاب الله وسنة رسوله ثم بتجارب القرون ورصيد المعارف المتطورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا موقف يوافقنا فيه كبار عقلاء الشيعة، فيرى مرتضى المطهري: "أن أحد أسباب ضعف المسلمين هو ضعف الاهتمام بالعلوم العقلية" (7) لذا فقد ألزم نفسه الاهتمام بهذه الجوانب .. ويرى أن من يدافع عن الإسلام عليه أن يتسلح بالثقافة الإسلامية، والإطلاع على الثقافة الأجنبية، وتعزيز وإكمال منهجية الاجتهاد، ولا يعني هنا الاجتهاد الفقهي. (8)
وقد جد في زماننا من الفرق والمذاهب والآراء ما يقف الجمع عاجزًا عن استيعابه فضلاً عن مواجهته. وفي كل يوم تصب في آذان المسلمين بدعة، وتواجههم تحديات غير سابقة، وكل هذا يستوجب نفيرًا متدربًا منفتحًا جادًا صادق النية راسخ المعرفة بدينه يتجه لشيء من هذه المدارس لا يقول كلمة خطأ، ولكن ليفهم ويقر النفع ويرد عن ثقة.
كثرة أخطاء المفكرين:
لماذا يخطئ المفكرون أكثر من غيرهم؟
إنها حقيقة أن للمفكرين أخطاء تتجاوز أخطاء غيرهم، ولكن لو عرفنا سبب ذلك لكنا أكثر احترامًا لهم وتمجيدًا لعملهم، فمن أسباب ذلك إن كنا قبلنا، أن المفكر هو الذي يعايش زمانه ويراقبه وينقده ويصلحه.
- أولا: لأن الموضوعات التي يعالجها المفكر تكون غالبًا مما لم يدرج عليه النقاش في عصور سابقة، ولم يتدارسوه في كتب ومساجد وجامعات ويصلوا فيه إلى جواب حاسم، بل هو يواجه حوادث ومؤثرات معاصرة له، ينظر في حسنها وأقربها لدينه فيأخذ به، ويراقب سيئها فيبدي عيوبه ويحذر منه، وقد لا يجد له سلفًا في المسألة المطروحة لأنه لم يسبق أن عرضت من قبل.
- ثانيًا: أنه في لحظة المواجهة يكون في زمن صناعة الموقف الإسلامي من النازلة، وزمن صناعة الموقف الفكري غير زمن استقرار الرد، فنحن في زماننا لا نعاني من مشكلة صياغة رد على المعتزلة، إذ نقف على قمة جبل من المادة المتوفرة والتي لا تحتاج إلا فتح كتاب وقدرة على استذكار الأدلة، ولكننا لو عدنا لزمن صناعة الموقف من حوار المعتزلة ودرسنا مرحلة المحنة لوجدناها محنة للعلماء أنفسهم، ولعلمهم، ولعقولهم، ولقدراتهم، ولمهارات الحوار وصناعة الموقف، ثم محنة لهم أنفسهم فيما بينهم وما اختلفوا عليه، فتوتر العلاقات والهجر بين رجال من خيرة الأمة آنذاك، ليس مما يمكن المرور السطحي عليه، ثم أثر هذا الخلاف بين علماء السنة الذين لم يكونوا معتزلة على تفصيلات الموقف، واللوم الذي وجهه بعض علماء الأمة للإمام الجليل أحمد وموقفه ممن خالفه ليس مما يسهل على المنصف تجاهله، ولا يفهمن أحد من سياقي هذا تخطئة أحمد، ولكني أذكر بصعوبة بناء موقف فكري في نازلة ما أسهل أن تعجب بسياق كتاب الحيدة على جمال صياغته وقوة حجته وجمالها، ولكن هل فكرت في بناء وزمن بناء تلك الحجج؟ علينا أن نفكر في المرحلة الفكرية قبل أن يصبح الأمر عقيدة مسلم بها بين أهل السنة .. واكتمل بناء الفكرة والتدليل عليها وترتيب أصولها حتى سهلت على المتأخرين الذين يقولون إنها حجج علمية واضحة سهلة السياق والإقناع!
وهكذا صياغة ابن تيمية لموقفه من المغول وكتبهم ونظام حكمهم، وموقفه من شيخه الذي درج في شبابه على تمجيده باعترافه هو ابن عربي ثم بنائه لنقض أسس شيخه وهدمها .. وهكذا موقفه من بناء شبكة أفكاره تجاه ما سبق وما لحق من نوازل الفكر في زمنه .. ومجده إنما جاء من معالجته ومقدرته الفكرية إن قلنا أنها شيء غير فقهه الشرعي .. إن بإمكان القارئ أن يبحث في كتاب المغني عن ترجيح ودراسة لأقوال الفقهاء، ولكن ابن تيمية العظيم في تاريخ الإسلام هو المفكر. ومحمد بن عبد الوهاب بنى مدرسته الفكرية لمواجهة الانحراف المعاصر له، وليس الأثر والخلود له فقيهًا، ولكن داعية، مجدد، مفكر، مصلح، ومساهماته الفقهية لا تكاد تذكر.
وصياغات مفكرين معاصرين ومصلحين مؤثرين مهما كانت الملاحظات عليهم كانت مهمة في صياغة الجواب الإسلامي على الانحراف من داخل المجتمع الإسلامي وخارجه .. فهذا المودودي عالج مسائل العقل والنقل ومسائل المعاصرة وتأليه الخبرة البشرية، وكان له دوره العظيم في مواجهة القومية وأفكار المستعمرين التي كانوا يمررونها على المسلمين ومنها القاديانية، والموقف من الجهاد ومكان الحكومة في الدين. وأعطى سيد قطب دورًا كبيرًا لتطوير الحجاج مع الخطوط العلمانية المنحرفة وكان لكتبه من الدور العاطفي وإعادة الثقة بالدين ما جابز به ابن الجوزي في زمنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والدور الذي قام به مالك بن نبي، وهو دور يبحث عن طريق لتحريك مفاهيمه، فرغم قرابة ثلاثين عامًا من وفاته إلا أن آراءه في مسائل القابلية للاستعمار، وشروط النهضة لم تزل مادة فكرية محفزة على الوعي والتفكير، وبناء موقف حضاري إسلامي، وهل له أخطاء؟ ليس هذا طريق حديثنا، ولكن لو لم يعمل لم يخطئ .. فمراقبته ومعرفته الكبيرة بالمجتمع الغربي وفكره ومعرفته بكثير من أصول الإسلام، وحميته لدينه وأمته، وحرقته الصادقة، جعله هذا كله ينجز أعمالاً فكرية هادية تستحق الاهتمام والدراسة .. نعم هناك كثيرون جدًا لا يخطئون؛ لأنهم لا يغامرون بمواجهة فكر، ولا يغامرون بتعلم قضية مهمة، ويكتفون بحفظ ما هو محفوظ ومعروف للجميع ويطلقون نيران النقد على من تعلم دينه وواجه أنواع الغزو التي لا يدركونها.
- ثالثا: صعوبة واتساع القضايا الفكرية التي يواجهها المفكر المسلم المعاصر، فإذا كان التمكن في علوم الشريعة يحتاج فيه دارسه إلى كل هذا الجهد رغم استقرار مؤسساته، فكيف بعواصف الفكر العالمي التي تجتاح الأمة، بجذورها الفلسفية الضاربة في أعماق عديدة وتستنصر بالعلوم المعاصرة والأدب والتاريخ والطب .. لكم كنت أستغرب أن أجد أن نظرية داروين ذات أبعاد سياسية، واقتصادية مرتبطة بنظرية مالتوس في مسائل السكان، ومرتبطة بقضايا الانتداب والعنصرية، وأن مسائل فرويد ذات أعماق تاريخية واجتماعية ضاربة في ُينا، وأن الشيوعية أفادت أوربا اجتماعيًا، تلك الدول التي لم يحكمها الشيوعيون.
إن كمية المعلومات والفلسفات والممارسات والتاريخ والاجتماع تقف عائقًا دون استكمال رؤية فكرية متكاملة ومفيدة، والحاجة الكبيرة لتمكن المفكر من دينه وأصوله يمثل تحديًا كبيرًًا لبناء هذه القدرة على الفهم والتوعية، ولهذا علينا قبول التقصير لاستحالة الكمال، واتساع الأمر عن قدرة المفكر والعالم والأفكار أن نجمعها في شخص.
أولوية الفكر:
في المجتمع الذي يقل فيه العلماء الشرعيون ويوجد مفكرون مؤثرون، من المهم جلب التوازن للبيئة وسد الفراغ، فما يقوم الأمر على جانب دون الآخر .. وإن ساد فن الفقه ولم ينتشر الفكر كان الخطر كبيرًا من أن تغيب كثير من مبادئ الدين وأسسه ومعالمه ومواقفه العقدية والسلوكية، وقد يلتزم الناس طقوسًا وقواعد بلا روح تدين، وإن انتشر الفكر دون العلم كانت الصراعات المذهبية والفلسفية كبيرة، وكان احتمال تمزق المرجعية الفقهية والسلوكية مشكلة، وترنحت القوانين والشرائع في شتى الآفاق. وقد يصرف العمل والمشاغل الإسلاميين عن تقدير المواقف والمتطلبات الفكرية للمرحلة، وهذا أسوأ ما يجرون له فسيجدون العمل يذهب هباء لأنهم لا يعرفون مرادهم، ولا يقدرون خصومتهم وولاءهم، ولا يرتبون مواقفهم الفكرية ولا يعرفون أي المواقف أولى بالإتباع وأيها أولى بالابتعاد، إنه لا يشغل عن الفكر شاغل في مراحل الصياغة والتغيرات والمتابعة. وإنك لتجد للإسلاميين عشرات المساجد يتقاتلون عليها والمؤسسات الخيرية ومشاريع المال والاستثمار وخدمات الدعوة، ثم لا تجد لهم مؤسسة فكرية تقوم بصياغة أفكارهم ونشرها وتصويبها وإجراء الحوار والتعديل والتصويب فيها.
ـ[المرجان]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 12:03]ـ
الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ونحن هنا لا نستطيع معرفة الأصول التي ينطلق منها هذا المفكر، فلا نعرف مقصوده بالظني! وهل يريد جميع الآحاد؟
ورغم أنه قيد قوله: (وهناك قطعيات في الدلالة من النصين السابقين, أما ما عدا ذلك من الظنيات فهي ميدان للعقل والفكر البشري,) بـ: (بشرط رعاية أصول التعامل مع هذه النصوص,) لكن يرد سؤالا في غاية الأهمية .. هل يقصد بأصول التعامل؛ الأصول التي قررها السلف؟
ومع هذا فأن قوله العقل والفكر البشري بإطلاق تعطي فهما أن ذلك متاحا للجميع بلا استثناء!، وهذا ما لا يقوله عاقل فاعمال العقل والفكر -الاجتهاد- لا يكون إلا لمن يملك أدواته.
والله تعالى اعلم ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 12:37]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لن أتوقف عند سؤال الأخ وليد – وفقه الله -. إنما سأنتقل لمقال الدكتور الأحمري – سدده الله -، وأعجبني أنه قد صيغ صياغة هادئة، وفيه وضح تقدير الدكتور لعلماء الأمة، وهذا مما يُستحسن من مفكر جاد؛ يريد نفع الأمة؛ كالأحمري، فالعلاقة إذا كانت بين أهل العلم، وأهل الفكر المهتمين بالقضايا السياسية خاصة، طيبة، والثقة متبادلة؛ كان نتيجة هذا عملا نافعًا – بحول الله -.
وقد أجاد الدكتور – رعاه الله -، إلا أني أود منه إعادة النظر في هذه النقاط، أذكرها بإيجاز، يستوعب مقصدي منه الدكتور اللماح:
1 - (والأمة التي ترعى الفكر وحريته تسود ... الخ) ليته ذكر أمثلة لهذا الفكر المقيد الذي يريد حريته.
2 - (إنها حرية الفكر التي سادت في عهد الرسالة وفي عهود السلف المبكرة، والتي أنتجت المذاهب الإسلامية التي ننعم بخيرها)! أي مذاهب يقصد؟ ليس ثم هناك إلا سنة وبدعة! وقد نزلت في الأسواق قبل أيام رسالة مهمة بعنوان " موقف الصحابة من الفرق " لعل الدكتور يطلع عليها؛ لا سيما وقد مدح موقف وعصر الصحابة رضي الله عنهم.
3 - القطعي والظني، مبحث يطول عرضه وبيان الحق فيه من الباطل؛ لأنه أصبح في السنوات الأخيرة ميدانًا لبعض من يريد التملص من بعض أحكام الشريعة. (وفي رسالة الدكتور سعد الشثري " القطعي والظني " 2 مجلد ما يجليه).
4 - (بل الدور المهم الأعظم لرائد الإصلاح أن يجلي النص من ملابسات أقوال الناس وأفهامهم، حتى يواجهوا خطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم دون تلبيس ولا تعقيد). ولكن يفهمه بفهم الصحابة الذين نزل عليهم، والذين قال الله عن غيرهم: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا). وبدون هذا الفهم سيقع العالم أو المفكر في البدع والأهواء!
5 - (ولا يمكننا أن نقول أن تاريخ ثقافتنا الإسلامية ومدارسها التي تعددت واختلفت منذ نهاية العصر الراشدي إلى الآن ليست مدارس فكرية، ولا أن نقول أن مدرسة محددة ليست فكرية، والأخرى فكرية). لا أدري ما يقصد الدكتور بالمدارس؟ إن كانت الفرق، فهي سنة أو بدعة فقط. وإن كانت المذاهب الفقهية السنية، فلا خلاف بين أئمتها في العقيدة، فكلهم من أهل السنة. (يُنظر كتاب الدكتور القفاري " أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة ").
6 - (وما الذي يجعل مسألة الإمامة، والمسح على الخفين، والمتعة، وخلق القرآن، والعلاقة بين النقل والعقل، ومسألة القبور، من الحاكمية أو خارجها؟ وهل لمرور الزمن أثر في إدخال بعضها للاعتقاد وتأجيل البعض؟) الذي يجعلها: النصوص. وما خالف فيه أهل البدع نص الأئمة عليه لهذا الغرض.
7 - (نعلم أن مصطلح كلمة عقيدة مصطلح لاحق متأخر .. الخ) هذا يردده حسن المالكي وأشياعه! وقد رد عليه العلماء وبينوا كذبه. (تراجع ردودهم في صفحة الرد عليه في موقع صيد الفوائد).
8 - (وقد جد في زماننا من الفرق والمذاهب والآراء ما يقف الجمع عاجزًا عن استيعابه فضلاً عن مواجهته). لا أظن! فهذه مبالغة من الدكتور. وقد كتب عشرات الدكاترة في مختلف جامعات العالم الإسلامي أبحاثًا سديدة في كل هذه المذاهب. (يراجع موقع الكاشف قسم الشخصيات والفرق فقد نقلت عن بعضهم).
9 - (أولوية الفكر). بل أولوية نشر المعتقد الصحيح، والعلم الشرعي النافع، والسلوك الإسلامي المتمثل في أركان الإسلام وواجباته.
وفق الله الدكتور لكل خير، ونفع به أمته. وإن كان ثمّ اقتراح له، وهو ممن أوتي معرفة بمذاهب ومدارس الغرب، أن يُخصص كتابًا أو كتبًا يشرحها ويبين موقف الإسلام من كلٍ منها. والله الهادي.
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 12:44]ـ
شيخنا الجليل، وفقك الله وسددك.
وقد اتضح لنا الكثير من النقاط بعد قراءة المقال كله.
جزاك الله خيراً.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 02:51]ـ
بارك الله فيكم أحبابي الكرام، ونفع بكم جميعاً
[ COLOR="SeaGreen"]COLOR]
هذه فقرة من مقال كتبه أحد المفكرين المسلمين، فما رأيكم؟
كاتب هذه الفقره هو الأخ الدكتور محمد بن حامد الأحمري، ومقاله كاملاً وضعه الأخ أسمة وفقه الله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 01:45]ـ
للفائدة- سئل فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله
: عن مصطلح (فكر إسلامي) و (مفكر إسلامي)؟
فأجاب قائلا: كلمة (فكر إسلامي) من الألفاظ التي يحذر عنها، إذ مقتضاها أننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد، وهذا خطر عظيم أدخله علينا أعداء الإسلام من حيث لا نشعر.
أما (مفكر إسلامي) فلا أعلم فيه بأسا لأنه وصف للرجل المسلم والرجل المسلم يكون مفكرًا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 03:19]ـ
كلام العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- إنما يَرِد إن قلنا (الإسلام فكر)، أما قولنا (فكر إسلامي) فهو مثل (مفكر إسلامي)؛ لأنه إذا كان هذا المسلم مفكرا، فالفكر الذي يخرجه منسوب إليه من جهة كونه مسلما، وإلا لم تصح النسبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 07:26]ـ
تقول اخي الكريم أما قولنا (فكر إسلامي))) فهو مثل (مفكر إسلامي)
؛قلت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقصد اوامر الشرع نواهيه فهذه من الوحي الالهي وليست فكرشخص مسلم اواشخاص مسلمين
لان الافكار قابلة كماقال الشيخ للاخذ والردواومر الشرع ونواهيه يجب قبولها ولايجوز ردها او الاعتراض عليها
وانظر الى قول الاحمري
مما حدى بأحدهم أن يكتب كتابًا عن دولة الإسلام الأولى بأنها دولة الفكرة فهل كلام الكاتب الغربي مسلم ام لا
والمعروف عندنا ان قيام دولة الإسلام الأولى على الوحي من هجرة وجهادوغير ذلك
فهذه الكلمة خطيرة كما قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله وهذا خطر عظيم أدخله علينا أعداء الإسلام من حيث لا نشعر.
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 07:58]ـ
المفكر الإسلامي ... لا يخرج عن كونه أديباً له نزعة دينية، وليس عالماً له نزعة أدبية.
وشتان بين هذا وذاك.
وكلام العلامة شيخ العصر ابن عثيمين محمول على ما أوضحه كثيراً في شروحه وتأصيله ... بأن الإسلام شرع، والشرع لا يؤخذ إلا بالوحي، وما قام عليه الدليل.
قلت: يخرج بين الحين والآخر، من الذين عاصروا عهد الصحابة حتى اللحظة، من يعصر ذهنه فيخرج لنا منها زبالة الأفكار وفي أمور عظيمة وتمس كثير من المسلمين، وخصوصاً مع القضايا المستحدثة، وفي هذا يبين الله لنا كي لا نضل، فقال سبحانه وتعالى:
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً}
فرد الأمور ليس لأصحاب الأفكار والرأي، بل لأولي العلم بدين الله -عز وجل-، ولئن رُّدَّ إليهم لعلمه {الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}، وكلمة {مِنْهُمْ} تعني أهل الإستنباط.
وأهل الفكر يدعونه، قلت: سبحانك ربي، أيستنبط رجل مما لا يعلم؟
ـ[المرجان]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 03:54]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
لن أتوقف عند سؤال الأخ وليد – وفقه الله -. إنما سأنتقل لمقال الدكتور الأحمري – سدده الله -، وأعجبني أنه قد صيغ صياغة هادئة، وفيه وضح تقدير الدكتور لعلماء الأمة، وهذا مما يُستحسن من مفكر جاد؛ يريد نفع الأمة؛ كالأحمري، فالعلاقة إذا كانت بين أهل العلم، وأهل الفكر المهتمين بالقضايا السياسية خاصة، طيبة، والثقة متبادلة؛ كان نتيجة هذا عملا نافعًا – بحول الله -.
وقد أجاد الدكتور – رعاه الله -، إلا أني أود منه إعادة النظر في هذه النقاط، أذكرها بإيجاز، يستوعب مقصدي منه الدكتور اللماح:
1 - (والأمة التي ترعى الفكر وحريته تسود ... الخ) ليته ذكر أمثلة لهذا الفكر المقيد الذي يريد حريته.
2 - (إنها حرية الفكر التي سادت في عهد الرسالة وفي عهود السلف المبكرة، والتي أنتجت المذاهب الإسلامية التي ننعم بخيرها)! أي مذاهب يقصد؟ ليس ثم هناك إلا سنة وبدعة! وقد نزلت في الأسواق قبل أيام رسالة مهمة بعنوان " موقف الصحابة من الفرق " لعل الدكتور يطلع عليها؛ لا سيما وقد مدح موقف وعصر الصحابة رضي الله عنهم.
3 - القطعي والظني، مبحث يطول عرضه وبيان الحق فيه من الباطل؛ لأنه أصبح في السنوات الأخيرة ميدانًا لبعض من يريد التملص من بعض أحكام الشريعة. (وفي رسالة الدكتور سعد الشثري " القطعي والظني " 2 مجلد ما يجليه).
4 - (بل الدور المهم الأعظم لرائد الإصلاح أن يجلي النص من ملابسات أقوال الناس وأفهامهم، حتى يواجهوا خطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم دون تلبيس ولا تعقيد). ولكن يفهمه بفهم الصحابة الذين نزل عليهم، والذين قال الله عن غيرهم: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا). وبدون هذا الفهم سيقع العالم أو المفكر في البدع والأهواء!
5 - (ولا يمكننا أن نقول أن تاريخ ثقافتنا الإسلامية ومدارسها التي تعددت واختلفت منذ نهاية العصر الراشدي إلى الآن ليست مدارس فكرية، ولا أن نقول أن مدرسة محددة ليست فكرية، والأخرى فكرية). لا أدري ما يقصد الدكتور بالمدارس؟ إن كانت الفرق، فهي سنة أو بدعة فقط. وإن كانت المذاهب الفقهية السنية، فلا خلاف بين أئمتها في العقيدة، فكلهم من أهل السنة. (يُنظر كتاب الدكتور القفاري " أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة ").
6 - (وما الذي يجعل مسألة الإمامة، والمسح على الخفين، والمتعة، وخلق القرآن، والعلاقة بين النقل والعقل، ومسألة القبور، من الحاكمية أو خارجها؟ وهل لمرور الزمن أثر في إدخال بعضها للاعتقاد وتأجيل البعض؟) الذي يجعلها: النصوص. وما خالف فيه أهل البدع نص الأئمة عليه لهذا الغرض.
7 - (نعلم أن مصطلح كلمة عقيدة مصطلح لاحق متأخر .. الخ) هذا يردده حسن المالكي وأشياعه! وقد رد عليه العلماء وبينوا كذبه. (تراجع ردودهم في صفحة الرد عليه في موقع صيد الفوائد).
8 - (وقد جد في زماننا من الفرق والمذاهب والآراء ما يقف الجمع عاجزًا عن استيعابه فضلاً عن مواجهته). لا أظن! فهذه مبالغة من الدكتور. وقد كتب عشرات الدكاترة في مختلف جامعات العالم الإسلامي أبحاثًا سديدة في كل هذه المذاهب. (يراجع موقع الكاشف قسم الشخصيات والفرق فقد نقلت عن بعضهم).
9 - (أولوية الفكر). بل أولوية نشر المعتقد الصحيح، والعلم الشرعي النافع، والسلوك الإسلامي المتمثل في أركان الإسلام وواجباته.
وفق الله الدكتور لكل خير، ونفع به أمته. وإن كان ثمّ اقتراح له، وهو ممن أوتي معرفة بمذاهب ومدارس الغرب، أن يُخصص كتابًا أو كتبًا يشرحها ويبين موقف الإسلام من كلٍ منها. والله الهادي.
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ونور الله بصيرتكم ونفع بكم .. نرجو منك تفضلا أن تعطينا رايك في مصطلح فكر اسلامي ..
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البريك]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 05:29]ـ
السلام عليكم ..
إلى الأخ المشرف أبي مالك العوضي .. جزاك الله خيرا.
معذرة عما صدر مني وهو في الحقيقة ردة فعل لا أكثر ... ندمت عليها كثيرا ..
الموضوع كان للمناقشة .. ولقد حدت أنا والأخ أسامة عن صلب الموضوع .. ابتعدنا عن الفكرة وأطلقنا ألسنتنا على بعضنا ..
فالله المستعان على أنفسنا وعلى الشيطان ..
ومعذرة للأخ أسامة لقد غضبت فعلا .. ولكن يعلم الله حالي لما سكت عن أخيك الغضب .. أخذت أراجع نفسي في موضوع هذا المجلس المبارك والشروط التي وافقت عليها عند تسجيلي فيه .. والمسلمون عند شروطهم ..
عموما المجالس والمنتديات والملتقيات العلمية ينبغي أن تبقى علمية، تبقى قناة للتواصل بين طلبة العلم والباحثين .. الهم الوحيد والأوحد هو الاستفادة والإفادة ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 04:32]ـ
هذا مقطع له صلة أشارك به من مقال كنت قد شرعت فيه في هذا المنتدى ولم أكمله بعد:
الاستفادة من التصنيف المعاصر للحقول المعرفية في إثبات حجية السنة و نقض حجج القرآنيين
إن من أكبر الحجج التي يستند إليها منكري حجية السنة هو إنكار ثبوتها بطريق القطع، أي قولهم أن السنة ظنية الثبوت مهما كانت القرائن متوافرة على صحة بعضها فإنها تبقى ظنية، دلالة و ثبوتا. والأمر الذي يعنيني هنا هو جانب الثبوت. ومن خلال تأمل مسلكهم في الاحتجاج تبين لي موافقتهم - من حيث يشعرون أو من حيث لا يشعرون - لطريقة الآخذين بمسلك "الشك المنهجي" [1]، وهو طريق وعر كثير القلق و الريب ومزلة قدم لكل من جعل هذا المنهج إماما يهتدي به في ظلمات الجهل.
لن أتطرق لقضية تدوين السنة وإن كانت مرتبطة بموضوعنا.
إن تصنيف المعارف المعاصر يقضي بانتماء المعارف لحقول مختلفة ولكل حقل أداة القياس التي تناسبه للتحقق من مصداقيته. وهذه القضية مهمة جداً، أكرر: لكل حقل معرفي أدواته التي يُتحقق بواسطتها من مصداقية ذلك الحقل.
التصنيف المعاصر يقسم الحقول المعرفية إلى: معارف قطعية و معارف ظنية [2]، صحيح أن هذا ليس بجديد علينا ولكن الجديد في إقرار فلاسفة العلوم (أبرزهم كارل بوبر) بأن كل خبرة معرفية يمكننا التحقق من صحتها ما دام أنها قابلة للنفي، أي يمكن إخضاعها للتحقق بحيث لا تخرج في المحصلة النهائية عن كونها إما خطاً أو صواباً، إلا حقل معرفي واحد هو التاريخ، فهو مما لايمكن التحقق من صحته بطريقة القابلية للنفي. إن الحقول المعرفية التي تخضع لهذا النوع من الاختبار هي العلوم القطعية كالرياضيات والحساب وغيرها. أما العلوم الأخرى كعلم الاجتماع والنفس (وعلم الحديث عندنا) فهي حقول معرفية لا تخضع لهذا النوع من الاختبار لأنها حقل معرفي مختلف فلا يصلح أن تستعمل له اداة القياس التي تستعمل لقياس موثوقية المعارف القطعية، لأن من يفعل ذلك يكون كمن يستعمل المسطرة لقياس كمية الهواء أو من يستعمل – كما في لغة الفقهاء – الكيل لقياس ما حقه الوزن. مشكلة من ينكر ثبوت السنة أنه يستعمل اداة قياس للتحقق من ثبوتها هي أليق بالعلوم العقلية التي لايجوز القول فيها إلا بخطأ أو صواب، أي إما أسود أو أبيض كما يقال، وهم لا يعقلون أن الأحاديث تنتمي إلى حقل معرفي له أدواته التي تناسبه في التحقق من مصداقية ثبوتها. ذلك أن الأحاديث وغيرها من المعارف المنتمية لهذا الحقل أدواته المناسبه هو منهجية جمع القرائن وحشد الدلائل، أي التعامل مع المعطيات المتاحة أمامك، فعلم الرجال الموجود هو معطى متاح لا يسعنا أن نأخذ بغير ما فيه، أي لا يمكننا ان نسافر عبر الزمن إلى الماضي وننظر بأم أعيننا حقيقة جرح هذا الرجل أو تعديله، والله تعالى لا يكلف ابن آدم أن يتعامل مع معطيات غائبة عن مجال وجوده، إنما يكلفه أن يعمل بما هو متوافر بين يديه ((وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم)) ((وما كنت بجانب الغربي)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك وقع هؤلاء في خلل منهجي بتبنيهم لمسلك "الاحتمال العقلي"المتفرع عن الفلسفة المثالية في مقابل "الاحتمال الطبعي" المتفرع عن الفلسفة الواقعية ... كما ذكرت، وقع هؤلاء في مشكلة الاحتمال العقلي وجعلوه حاكماً على غير ميدانه و قاضياً على مالا يناسبه، ذلك أن الاحتمال العقلي لامتناهي ويهمل قوة القرائن و اجتماع الدلائل ولذلك يستعمله القوم في فنون و علوم خاصة به كعلم الرياضيات البحتة ( pure mathematics) لأنها مبنية على تخيل كل ما يمكن من الاحتمالات الرياضية الممكنة حتى ولو لم يوجد ما يطابقها في الخارج (الواقع) [3]. فهذا المنهج استعملوه في غير حقله حيث قاموا بقياس موثوقية النقل في السنة على ضوء الاحتمال العقلي فوقعوا في الظن الذي منه يفرون وبه يشغبون على أهل النقل ويقولون (احتمال الراوي كذب، احتمال الراوي دلس، احتمال الراوي أخطأ، احتمال الراوة حابوا بعض أمراء بني أمية فوضعوا الحديث تحت الإكراه أو نصرة للسياسة، احتمال احتمال احتمال ... إلى مالا نهاية) وهذا منهج معرفي عقيم في التحقق من موثوقية وقائع النقل بل هو أبعد ما يكون حتى عن مايسمى بـ "الشك المنهجي" إذ صار "شكاً لا منهجياً". ولذلك اتفق العقلاء أن قانون الاحتمال العقلي احتمالاته أضعف الاحتمالات، بعكس قانون الاحتمال الطبعي فاحتمالاته أقوى، ولنضرب مثالاً:
- لو أن رجلاً أخذ بقانون الاحتمال العقلي قبل خروجه من بيته فقال: احتمال تسقط علي شجرة، احتمال يصيبني نيزك، احتمال تخسف بي الأرض، ... الخ) فإنه لن يخرج من بيته مع أن هذه الاحتمالات هي النهاية في الضعف و الوهن.
- لو أن إنساناً عليه دين لجاره الذي هو غريمه قيل له: لا تخرج من بيتك فيراك جارك الذي يصلي في المسجد خمس مرات، والذي يخرج النفايات من بيته كل صباح، وقد يراك وهو خارج لدوامه، وقد يلاحظك أولاده) فإنه قد لا يخرج من بيته كذلك ولكن دلالة هذه القرائن أقوى بكثير وأدعى لأن يُتمسّك بلوازمها، لأنها مؤيدة بالأدلة الواقعية المحتفة بها. هذا الأخير هو الاحتمال الطبعي، وهو المسلوك من قبل النقاد المحدثين والرواة الحفاظ في نقل السنة، فهم يستعملون أداة القياس المناسبة للحقل المعرفي المناسب (استعملوا اللتر لقياس الماء ولم يستعملوا المسطرة التي محلها شيء آخر). المحدثون اعتمدوا القرائن والأدلة قوة وضعفاً، كثرة وقلة، ولم يجعلوا الاحتمال العقلي الذي يستعمله الجهلة من منكري حجية السنة قاضياً على مصداقيتها الثبوتية. ولذلك وقع ابن دقيق العيد في اشكال عندما استعمل هذا الأخير في تعقبه لقول من قال أنه يُقبل إقرار الكاذب من الرواة بكذبه في حديث فقال: احتمال أنه كذب في إقراره بأنه كذب وهذا عملٌ بقوله بعد اعترافه بالوضع [4]. هذا وارد كاحتمال عقلي ولكن لا قيمة له من حيث الواقع لأن الاحتمال الطبعي (احتمال العادة والتغليب) يدحر هذا الاحتمال ويقصيه .... وللحديث بقية، والله أسأل أن ينفعني وإياكم بكل علم نافع.
============================== ======
[1] وقد تحدث عن طرف من إشكالية هذا المأخذ االدكتور خالد الدريس في "العيوب المنهجية في كتابات المستشرق شاخت المتعلقة بالسنة النبوية"، دار المحدث.
[2] هذا في الجملة - وهو تقسيم مجرب معروف - وإلا فهناك تقسيمات حديثة مفصلة و كثيرة أبرز من تناولها فيلسوفهم المعاصر "كن والبر".
[3] ويقابلها علم الرياضيات التطبيقية، وهي أضيق مجالاً لأنها مقيدة بما يمكن تنزيله وتطبيقه على أرض الواقع من عالم الرياضيات كتصميم الآلات والمنشآت و تطويرها وغير ذلك.
[4] التقييد والإيضاح للعراقي، ص128، مؤسسة الكتب الثقافية.(/)
دور مؤسسات الفكر والرأي في السياسة الخارجية الإمريكية
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 06:25]ـ
تبحث هذه الدراسة في الدور الذي تلعبه مراكز الأبحاث في صوغ السياسة الخارجية الأميركية. ويلخص فيها مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية الفوائد الرئيسية التي توفرها مؤسسات الفكر والرأي لصانعي السياسة الأميركية. كما يعرض خبيران في الموضوع تاريخ وتطور دور هذه المؤسسات في السياسة الخارجية الأميركية، وينوهان بانتشار هذه المؤسسات مؤخراً على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. في حين يشرح رئيسا اثنين من هذه المؤسسات والنائب التنفيذي لرئيس مؤسسة منها كيفية عمل مؤسسة فكر ورأي رئيسية أميركية، والدور الخاص الذي سنّه الكونغرس لمؤسسات الفكر والرأي، وكيف تعمل واحدة من أكبر هذه المؤسسات مع القوات الأميركية المسلحة. وأخيرا، تظهر ثلاثة أمثلة عملية تأثير مؤسسات الفكر والرأي على قضيتين سياسيتين رئيسيتين وتوضح كيفية إقامة مؤسسة فكر ورأي، مستخدمة هندوراس مثالا لذلك.
منقول عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات
http://www.alzaytouna.net/arabic/?c=201&a=48055(/)
دكتورةلبنانية متحررةتكشف آخر أوراق دعاة التغريب! (مهم لكاتبات الصحافة)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 12:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما رأت إحدى النساء المصريات ما جنته دعوة قاسم أمين التغريبية في المجتمع المصري، كتبت تقول: " لم ينشد لنا نصيرنا قاسم أمين هذا الذي اخترعته المرأة وتفننت فيه، ولو كان يعلم الغيب لألقاها في غيابة السجن لا تخرج منه أبداً، أراد قاسم أن تتعلم المرأة وطلب مساواتها بالرجل "! فقال الشيخ مصطفى صبري آخر شيوخ الإسلام في الدولة العثمانية، وكانت له جهود مشكورة في التصدي للتغريب في مصر بعد أن هاجر إليها – رحمه الله – قال رادًا على القول السابق: "ونحن نقف هنا وقفة فنقول للسيدة الكاتبة: بل هذا هو الذي نشده قاسم أمين وأضرابه من أنصار السفور، وكان كل من له عقل وخبرة بأهواء الرجال والنساء وميولهم الغريزية يعرف أن عاقبة السفور ستكون هذه المخازي، لأن فكرة السفور حصلت فينا تقليداً للغرب، وكنا عالمين بأن سفور المرأة الغربية غير مقتصر على كشف وجهها، ومما يدل على كوننا لم نتعظ بعد هذه التجارب المخجلة لدعاة السفور فينا ظننا بأن السفور في الغرب لا يتضمن تلك المخزيات المنافية للآداب والأخلاق، حتى أصبح كالعادة عند الذين يجلسون للوعظ والإرشاد من دعاة التجديد الذي فيه السفور وغيره أن ينبهوا على الفرق بيننا وبين الغربيين في الاستعداد للحرية، ويوصونا بمراعاة التدرج إلى أن نبلغ مبلغهم في العلم والرقي!! ولكن لا العلم والرقي، ولا أي شيء آخر يغلب الطبيعة البتة، فالسفور على حد انكشاف نساء الغرب - الذي هو قدوة الشرق اليوم- واختلاط المرأة بالرجال يكون لهما أثرهما الطبيعي إلا في النادر الذي لا يُبنى عليه الحكم، وليس التدرج في السفور، ولا الاستعداد له إلا تدرجاً في المفسدة، وإلا استعداداً لما ينجرّ إليه، فلا تغرَّنَّكم كلمات دعاة السفور المموهة، والقيود الاحترازية التي ذكروها لتبرير دعايتهم ". (قولي في المرأة، ص 41 - 42).
قلتُ: صدق - رحمه الله -؛ لأن الأمور التي تنبني على شهوات النفوس الفطرية، لا يمكن ضبطها إلا بإحاطتها بسياج منيع يمنع الخطوة الأولى من خطوات الشيطان التي تتدرج بعدها الخطوات، وهذا ما فعلته الشريعة الربانية في موضوع المرأة؛ حفظًا للمجتمع المسلم - رجالا ونساء -. ولهذا رأينا المفسد قاسم أمين كان يقاتل ويُصارع لإقناع المجتمع المصري بكشف الوجه؛ لأنه إن تحقق فسيسهل مابعده، وينتشر ما يريد بين العموم. والنادر لا حكم له. فمن ظن من الطيبين أن الأمر لن يتعد كشف الوجه؛ لأنه سيضع له ضوابط كثيرة، فهو واهم، وقد رأينا من يحتج بقول فلان لا يأبه لضوابطه أبدًا.
============================== ====
يتساءل البعض - من الرجال والنساء -: (إلى أين سيصل دعاة تغريب المرأة في خطواتهم)؟ أي: متى يصح أن نقول: إن المرأة الآن بلغت غاية التحرر التي لا مطلب بعدها؟ هل المطلب النهائي أن تتحول إلى رجل في الخلقة؟ لايمكن هذا؛ لأنه مخالف لسنة الله الكونية التي لا تتغير ولا تتبدل. ولا أظن عاقلا سيطالب بهذا؛ للسبب السابق، ولأنه لو غالط وقال يمكن ذلك بواسطة الطب!، فسننزل لمستواه العقلي، ونقول: هذا لو حدث فمعناه انقراض نوع الإنسان؛ لعدم وجود من يحمل ويلد!
إذًا نعود إلى سؤالنا الأول .. كشفت المرأة وجهها، فهل هذا يكفي؟ لا .. فقد جاء من يطالب بعد الكشف بالاختلاط. اختلطت، هل هذا يكفي؟ لا .. جاء من يطالب بالحقوق السياسية. شاركت، فهل هذا يكفي؟ لا .. وهكذا .. لن ترض المرأة " المتمردة " مهما زاحمت الرجال؛ لأن الشعور بالتفاوت سيبقى في نفسها، وإن كابرت، و لم تعترف بذلك. إلا أن تخالف سنة الله الكونية، وهذا لا يمكن. فكان الأولى بالمرأة العاقلة أن ترضى باختيار الله، وتوقن أنه حكيم عادل، لا يظلم مثقال ذرة، وأن وجود الزوجين - في كل شيئ - مهم لاستمرار الحياة، وطبيعتها. وأن هذا لا علاقة له بأمور الإيمان في الدنيا والآخرة. فمن تحقق منه الإيمان والعمل الصالح، فسيعيش (حياة طيبة) - كما أخبر الله -، سواء أكان امرأة أو رجلا. وهكذا في الآخرة، سيدخل الجنة دون نظر إلى جنسه. ولهذا قال الله تعالى: (ولا تتمنوا ما
(يُتْبَعُ)
(/)
فضّل الله به بعضكم على بعض. للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن. واسألوا الله من فضله). وللزيادة عن هذه المسألة المهمة لنساء كثيرات، يُنظر هذا الرابط:
http://www.kabah.info/uploaders/Hoar.rar
============================== ====
أما المرأة المتمردة المستكبرة عن شرع الله وحكمه الكوني، فستلهث وراء السراب، وستسير مع خطوات الشيطان، كلما انتهت من خطوة انتقلت إلى ما بعدها؛ لأنها لم تجد ولن تجد ما تؤمل من " التحرير " (لأن التحرير الحقيقي والاستقرار النفسي لا يأتي به إلا الإيمان والتسليم لأمر الله والرضا)، وهكذا ستتنقل مع خطوات التحرير الشيطانية إلى أن يكون حالها - إن استمرت في الإيغال بهذا الطريق - كحال الدكتورة إلهام منصور.
فما هي قصة الدكتورة إلهام منصور؟
هي امرأة لبنانية، استهوتها حركة تحرير المرأة، فخطت فيها خطوات كثيرة - كما هو حال لبنان إلا بقية من أهل الإيمان -، ولكن كل هذا التحرير المزعوم الذي حدث في لبنان لم يُرضها ويورثها السكينة والاطمئنان! (كشف وجه، بل كشف غيره!، واختلاط، وسياسة، وغناء، وتمثيل، ورقص ... الخ الخطوات). لهذا فقد ألفت - قبل سنوات - كتابًا بعنوان: (تحرير المرأة في لبنان)!! ولا أدري ما الذي بقي من خطوات التحرير لم تبلغه لبنان؟ ولكن من قرأ الكتاب عرف الخطوة الأخيرة - كما أظن - التي سيوصلها التدرج في التحرير المزعوم لا محالة، ولو من البعض الجريئ.
قالت في هذا الكتاب (ص 197): (الدين هو أول عائق خارجي في سبيل تحرير المرأة). ثم تتجرأ أكثر وتخطو خطوة شيطانية (ص 211) لتقول: (المشكلة الأساسية بالنسبة للدين الإسلامي هي مشكلة النصوص، أي في كونها مُنزلة، فهذا مما يجعل تحرير المرأة المسلمة أصعب بكثير من تحرير المرأة المسيحية، وثورة المرأة المسلمة يجب أن تكون أعنف وأقوى من ثورة المرأة المسيحية؛ لأنها ستقوم ضد النصوص)! ثم تجهر بخطوتها الأخيرة (ص 340) قائلة: (لا تُمارس المرأة اللبنانية حقوقها هذه؛ لأنها محرومة من الحق الأساسي، أي حق التحرر الجنسي، والعلائقي، الذي مازال وقفًا على الرجل، وحقًا له وحده .. والمجتمع اللبناني الذي يحجب عن المرأة أي حق بإقامة علاقة جنسية خارج الزواج يُرغمها إما على الانحراف لإشباع حاجاتها بطرق وأساليب غير طبيعية، وإما أن تلجأ إلى الكبت .. ، أو تلجأ لأساليب الجنس الشاذة؛ كالسحاق)!!! وتقول (ص 346): (أول ما يُقصد بالتحرر الجنسي؛ هو المطالبة بعدم دمج الأخلاق بالجنس)! ثم تحاول أن تطمئن اللبنانيين أن هذا التحرر الجنسي (الزنا) لن يؤثر على العائلة! لأنه سيكون مُنظمًا!! إذن فقد رمت هذه المتحررة المتمردة بآخر ورقة، وخطت آخر خطوة في ميدان تحرير المرأة، وهو دعوتها (((لإباحة الزنا)))، لأنها تراه من متطلبات دعوة التحرير. وفي هذا عبرة لكل امرأة مسلمة خطت خطوتها الأولى أو الثانية أو الثالثة على هذا الطريق الموحش مغترة بزخارف أهله، أن تعود إلى رشدها ودينها، قبل أن تنتقل الخطوة من مجرد كونها معصية؛ بكشف وجه أو غيره، إلى أن تُصبح ((ردة)) عن دين الله؛ إذا ماهي بدأت في الاعتراض على نصوص الوحي، وتجرأت على أحكام الشريعة. فالأمر خطير؛ خاصة بالنسبة لكاتبات الصحافة - هداهن الله -، اللواتي يخضن في دين الله دون علم، إنما لمجرد الخوض، أو التلبيس، أو مشاقة أحكام الشرع بدعوتهن التمردية. فليتقين الله، وليتذكرن قوله تعالى عن أهل النار: (ما سلككم في سقر .. وكنا نخوض مع الخائضين)، وقوله: (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يُلاقوا يومهم الذي يوعدون) .. أسأل الله لهن الهداية والتوفيق، وأن يُسخرن أقلامهن فيما ينفعهن بعد الممات. والله الهادي.
ـ[حرث]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 03:15]ـ
إلهام منصور
لتكون اسلاميا (فاسده او لا قيمة لكلامها، لا - ا لن نتعرف على الاسلام من خلال طروحاتها) لكن للحق هي من حيث الفن والادب هي روائية ممتازة
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 08:39]ـ
إلهام منصور
لتكون اسلاميا (فاسده او لا قيمة لكلامها، لا - ا لن نتعرف على الاسلام من خلال طروحاتها) لكن للحق هي من حيث الفن والادب هي روائية ممتازة
(يُتْبَعُ)
(/)
هداك الله, وما لكونها روائية ممتازة بمحور النقاش هنا؟؟ أم هو تطبيق آخر لمنهج (العدل مع المخالفين)؟؟ عفواً: أقصد (المخالفات)؟؟
ـ[عادل امين]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 09:41]ـ
سؤال
من للحقيقة اذ يهيض جناحها زيف يطول على اللبيب مطاله
زيف من التقليد اعمى امة ابت الصواب و فاتها منواله
و تغلب ظلم العباد ببغيه قد كدرت صفوهم اوحاله؟
الجواب
ابدي صراح القول غير موارب و الحق يعلوا لو امر فتاله
الدين امر لازم تحقيقه بمراده و مراده اجماله
و الاصل في امر الخطاب و نهيه الحتم فورا و العموم مآله
ثم النواهي لا يباح حريمها و النهي حتم ظاهر اعماله
و يجيء بينهما منادح رحمة حطت بها عن ديننا اغلاله
السيف حرز الوحي ضد مكابر و العقل نبراس الهدى و نباله
لغة العروبة في الحنايا حية و ضمانها الدين الممنع جاله
لغة الكتاب يحوطها و يصونها من انزل الذكر الحكيم مقاله
هيهات ان يحظوا بفرحة حائد نقل المعاني و اشمخر الاله
لئن كان بعض الخلف طارت قلوبهم ** أو ارتد منهم حشوة كالبهائم
وإن تك بغداد أصيبت بملكها ** وصارت اسيرا للعبيد الاعاجم
و إن يك أتباع لأحمد جرعوا ** شدائد من أسر وجز جماجم
تولتهم أيدى الطغاة فلم تنل ** قضاياهم من ذاك وصمة واصم
ولا عجب من نكبة أو ملمة ** تصيب الكريم الحر وابن الأكارم
وما ذاك إلا فى تضاعيف غفلة ** عرتنا وصرف الدهر جم الملاحم ح
ولما تنازعنا الأمور تخاذلا ** ودالت لأهل الجهل دولة ظالم ح
وثبتم على أطرافنا عند ذلكم ** وثوب لصوص عند غفلة نائم ح
فطرتم سرورا عند ذاك ونخوة ** كفعل المهين الناقص المتعاظم ح
وما الفخر فى ركض على أهل غرة ** وهل ذاك إلا من مخافة هازم
سلبناكم دهرا ففزتم بكرة ** من الدهر أفعال الضعاف العزائم ح
فما لكم إلا الأمانى وحدها ** بضائع نوكى تلك أضغاث حالم ح
فأنتم على خسر وإن عاد برهة ** إليكم حواشيها لغفلة حاكم
ونحن على فضل بما فى أكفنا ** وفخر عليكم بالأصول الجسائم
ونرجو وشيكا أن يسهل ربنا ** لرد خوافى الريش تحت القوادم
فلابد من عود الجميع بأسره ** إلينا بعزم قاهر متعاظم ح
تعالوا نحاكمكم ليحكم بيننا ** إلى الوحي أن الوحي أعدل حاكم
إلى ملة الإسلام توحيد ربنا ** فما دين ذى دين لنا بمقاوم
وصدق رسالات الذى جاء بالهدى ** محمد الآتى برفع المظالم
إلى أن يرى الإسلام قد عم حكمه ** جميع البلاد بالجيوش الصوارم ح
و قلتم ملكناكم بجور قضاتكم ** وبيعهم أحكامهم بالدراهم
ملكنا عليكم حين جار قويكم ** وعاملتم بالمنكرات العظائم
قضاتكم باعوا جهارا قضاءهم ** كبيع ابن يعقوب ببخس دراهم
شيوخكم بالزور طرا تشاهدوا ** وبالبز والبرطيل فى كل عالم
وفى ذاك إقرارا بصحة ديننا ** وأنا ظلمنا فابتلينا بظالم
عسى عطفة لله فى أهل دينه ** تجدد منهم دارسات المعالم ح
مواعيد للرحمن فينا صحيحة ** وليست كأمثال العقول السقائم ح
رويدا فوعد الله بالصدق وارد ** بتجريع أهل الكفر طعم العلاقم ح
فنحن جلبنا الخيل تعلك لجمها ** ويلعب منها بعضها بالشكائم
سيأتيكم منهم قريبا عصائب ** تنسيكم تذكار أخذ العواصم ح
وأموالكم فئ لهم ودماؤكم ** بها يشتفى حر النفوس الحوائم ح
رويدا يعد نحو الخلافة نورها ** ويكشف مغبر الوجوه السواهم ح
خليفة حق ينصر الدين حكمة ** ولا يتقى فى الله لومة لائم ح
ودع كل باغ غالب لا تعده ** إماما ولا من محكمات الدعائم ح
فشجانا ان تمنى الامور بخائن لا اصله اهل و لا افعاله
اطيعوا جميعا عهد احمد حسبة ان الخليفه من زكت اجذاله
ان الأئمة من قريش شرعة حكم الرسول فلا يرام اعلاله
نص صحيح لا يؤول ظاهر لم يحتمل تاويله نقاله
و ظواهر الآثار ضربة لازب من حاد عنها فالغواية فاله
شيم امام المسلمين بعصرهم كل جميع مطبق خذاله
لله فيه حكمة و خبيئة و قضاء ربك لا يرد مآله
و كفاه من ميسور ماله بلغة اذ جاوزوا امرا بدا ابساله
ما باع دينه بالتزلف خلسة و له اليراع فما يفل مقاله
و سعى بارجاء البلاد مجادلا حرا و سربال التقى سرباله
شيخ تمكن في الشريعة فقهه شيخ تمكن في الحشا اجلاله
هذا كتاب الله حسبك حفظه ان الائمة في الورى حماله
يرضيك للوجدان عذب بيانه و يتيه دوما بالدليل مصاله
تغري حديث العهد فيح سهوله و تشده للمعضلات قلاله
يا صاحب العلم الغزير مجادلا و قمعت من غلب العقول هزاله
ان قيل من للحكم فهو فقيهه او قيل من للنقل فهو صقاله
غريب وحيد لم تعنه عشيرة ** ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم ح
ولا عنده مال عتيد لناصر ** ولا دفع مرهوب ولا لمسالم ح
ولا يعد الأنصار دنيا تخصهم ** بلى هو معتصم باعظم عاصم ح
فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة ** لحق يقين بالبراهين ناجم ح
كما دان فى صنعاء يا لك دولة ** وأهل عمان حيث رهط الجهاضم ح
وسائر أملاك اليمانين أسلموا ** ومن بلد البحرين قوم اللهازم ح
أجابوا لدين الله دون مخافة ** ولا رغبة تحظى بها كف عادم ح
حاباه بالنصر المليك إلاهه ** وصير من عاداه تحت المناسم ح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 02:43]ـ
الشيخ الفاضل سليمان الخراشي: مقال في الصميم، فجزاكم الله كل خير ...
و يا ليت قومي يعلمون ...
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 07:20]ـ
الشيخ سليمان الخراشي
جزآكم الله خيراً علي هذه المقالة الرائعة والتي تفضح فيها "إدعياء تحرير المرأة"وما يريدون من تحريرها سوي تحريرها من ربقة الدين لترتمي في أحضان الكافرين،وها هي هذه الكاتبة قد أفصحت عن ذلك بدعوتها إلي حرية "الزنا".
وهذا يدعونا إلي فهم لماذا يركز العلمانيون في دعوتهم إلي تحرير المرأة بدعوي أنها مظلومة في ظل الشريعة الإسلامية وها هو فؤاد زكريا يدّعي أن الشريعة الإسلامية تلعب على المرأة فيقول ..... "لو لم تكن المسألة في حقيقتها لعبة بارعة أتقنها الرجل لكي يخدر المرأة،ويحقق بها مصالحه لاتجهت دعوته إلى أن يتحمل هو جزءاً من العبء على الأقل ....... الخ"وكأن الشريعة رجل وليست شرعاً إلهياً (انظر طرق الطرق العلماني للدكتور عمر المديفر".
-،وعلى ضوء هذا نفهم كثرة المؤتمرات التي تؤيد المرأة وتزعم أن حقوقها مهضومة وخاصة في ظل الشريعة الإسلامية"وهكذا قامت عدّة مؤتمرات للمرأة مثل "مؤتمر السكان في مصر"إذ كان من أهم أهدافه إباحة الإجهاض والشذوذ الجنسي، ومؤتمر بكين للمرأة الذي ظهرت فيه هو ومؤتمر القاهرة دعوة نسائية علمانية تسمي "الفمنزم" feminism"" وهى نظرية المساواة بين الجنسين سياسيا واقتصاديا واجتماعياً.
فجزآكم الله خيراً علي التوعية وتحذير الغافلين والغافلات.(/)
وقفات في الرد على مبحث مناط الكفر في الموالاة للشيخ عبد الله القرني ...
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 03:54]ـ
هذه بعض مشاركات مجموعة لي في سياق التعليق على مبحث (مناط الكفر في الموالاة للشيخ عبد الله القرني) حاولت أن أوفق بينها لتكون في سياق مؤتلف يسهل الاستفادة منها - إن وجد فيها شيء يستفاد منه - وهذا بناءا على طلب بعض الإخوان ... والله الموفق
***************
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وأعمالنا والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن الشيخ عبد الله القرني وفقه الله من أهل العلم الفضلاء وإني وإن لم أتشرف بلقائه والحديث معه فلقد رأيته مرة واحدة في مدينة جدة منذ قرابة العشر سنوات وهممت بعد التعرف عليه والثناء على جهده أن اذكر له بعض الملاحظات على كتابه الضوابط كي يتم الكتاب على ما ينبغي أن يكون مرجعا صحيحا خاليا من الشوائب خاصة في هذه المسائل، ولكن كعادة أهل العلم بعد المحاضرة يلتف الناس حولهم ولم تكن ثمة فرصة غير هذه للقائه فقدر الله وما شاء فعل ...
ولعل في التعليق على مبحث الشيخ (مناط الكفر بموالاة الكفار) أتعرض لبعض المؤاخذات على كتابه الضوابط فإن هذا المبحث يعد كالتطبيق لما قد قرره الشيخ من أصول أعتقد أنها خاطئة في الكتاب المذكور وأسأل الله أن يتسع صدر الشيخ لنا في هذه التعليقات وأن يسامحنا إن تجاوزنا حدود الأدب أو اللياقة وان يصحح لنا ما قد نخطئ فيه والله ولينا ومولانا وهو المستعان سبحانه ...
واشرع في التعليق على مبحث (مناط الكفر بموالاة الكفار) فإن الشيخ وفقه الله قد
أقامه على أصلين ذكرهما في مقدمة مبحثه وفي آخره وكررهما في ثناياه ...
أولهما:
أن المولاة والمعاداة أصلها في القلب وهي في أصلها المحبة والبغض أو القرب والبعد ..
ثم بنى وفقه الله على هذا الأصل (مسألته): وهي أن من أتى بالمحبة للمؤمنين والبغض للكافرين فقد أتى بأصل الولاء وما دون ذلك من الأعمال الظاهرة والباطنة فإنه يدخل في كمال الولاء ...
والأصل الثاني: هو دلالة قصة حاطب رضي الله عنه على أن الكفر بالموالاة ومظاهرة المشركين مقيد بأن يكون على الدين وأنه إذا كان لغرض دنيوي فإنه يكون كفرا دون كفر أو معصية من المعاصي ....
قال وفقه الله:
" ويستند التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وبين موالاتهم لغرض دنيوي إلى أساسين:
- أحدهما: حقيقة أصل الولاء والبراء، وما يقتضيه بيان تلك الحقيقة من التفريق بين ما ينافي أصل الولاء والبراء وما ينافي كماله، ......
- وأما الأساس الثاني للدلالة على التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وموالاتهم لمجرد غرض دنيوي فيستند إلى دلالة النصوص على أن موالاة الكفار لغرض دنيوي ليست كفراً لذاتها، ويكفي في الدلالة على ذلك ما جاء في قصة حاطب ? ..... "
- وقرر الشيخ وفقه الله في ثنايا بحثه " أصلا ثالثا" وإن لم يسمه أصلا وهو أن الكفر المتعلق بهذه المسالة كفر باطن لا تعلق له بالظاهر (كالنفاق ولا يدل عليه عمل ظاهر وليس من سبيل لمعرفة هذا لكفر الباطن إلا بإقرار صاحبه واستفصاله ...
حيث قال: " والمقصود هنا أن النهي عن موالاة الكافرين جاء في سياق أنه من صفات المنافقين، الذين لم يحققوا الإيمان الباطن وإن أظهروا الإسلام، ومع أن كفر المنافقين باطن فقد ذكر الله من موالاتهم للكفار ما هو من الموالاة الظاهرة لهم، كقعودهم معهم وهم يستهزئون بآيات الله، ونصرتهم للكافرين، حتى أمكن أن يقولوا لهم ما ذكره الله عنهم أنهم قالوا للكفار ? ?????? ???????????? ?????????? ????????????? ????? ??????????????? ? [النساء:141]، وجاء في وصفهم كما في السياق السابق من سورة المائدة قوله تعالى: ? ??????? ????????? ??? ?????????? ????•? ???????????? ??????? ? [المائدة:2 5] قال الإمام ابن جرير: (يعني بمسارعتهم فيهم مسارعتهم في موالاتهم ومصانعتهم) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ومقتضى ذلك ألا يكون في مجرد ما يظهرونه من موالاة الكفار ما يدل لذاته على كفرهم في الظاهر، ولذا كان كفرهم باطناً لا ظاهراً، وإذا كان الكفر بما يظهره المنافقون من موالاة الكفار مقيداً بالباطن أمكن أن تحصل الموالاة للكفار في الظاهر ممن يضعف إيمانه من المؤمنين، دون أن يلزم من ذلك الكفر، لا في الظاهر ولا في الباطن، فيمكن على هذا أن تحصل من المؤمن المظاهرة للمشركين وإعانتهم على المسلمين، لمجرد غرض دنيوي، مع ثبوت أصل البراءة من الكفار.
وإذا كان الكفر قد يكون باطناً دون أن يكون عليه دليل في الظاهر، كحال المنافقين، وقد يكون ظاهراً، بحيث يمكن العلم به من حال المعين، مما يظهر منه من قول أو فعل، فإنه لا يجوز الحكم على معين بالكفر لمجرد ما يظن أنه حقيقة حاله في الباطن، وإنما يحكم عليه بالكفر استناداً إلى ما يقتضي الحكم عليه بذلك في الظاهر، ... "
فهذه هي الأصول التي كانت منطلق الشيخ في مبحثه ...
الأول راجع لحقيقة ومعنى الولاء والبراء، وأنهما في القلب ...
والثالث راجع أن من أنواع الكفر وان منه كفر باطن لا تدل عليه الأعمال الظاهرة ولا يستلزم شيئا منها ...
والثاني راجع لدلالة قصة حاطب رضي الله عنه في أن المولاة ليس منها شيء مكفرا إلا إذا كان مقيدا بمحبة الكفار على دينهم لا لغرض دنيوي ...
فهي في الحقيقة مقدمات يبنى بعضها على بعض ...
وسيكون الرد على هذا أيضا مقسما على قسمين قسم يختص بالأصل الأول والثالث والقسم الأخر حول قصة حاطب رضي الله عنه وإبطال الاستدلال بهذه القصة على ما ذهب إليه الشيخ وفقه الله ..
فأما الأصل الأول وما يتعلق به مما هو في الأصل الثالث فالرد عليه من وجوه:
الأول: تقرير قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن وبيان أن الشيخ وفقه الله قد اخطأ تقريرها في كتابه " ضوابط التكفير" وأهمل إعمالها في هذه المسالة!!!
فإن قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن هي القاعدة المحكمة والفاصلة بين أهل السنة والمرجئة، ولعل هذا البحث كان ثمرة لهذا الخطأ!
فالشيخ وفقه الله قد قسم هذه القاعدة في كتابه إلى أربعة أقسام مما أذهب بقاعدتيها وكونها أصلا فاصلا بين أهل السنة والمرجئة!
يقول الشيخ وفقه الله في كتابه:
الحالة الأولى: الكفر الباطن.
وذلك كحال المنافقين، الذين هم في حقيقة أمرهم كفار، لكن لا يمكن الحكم عليهم بالكفر لتظاهرهم بالإسلام. ..
- الحالة الثانية: الدلالة القطعية للظاهر على الباطن.
وذلك كسب الله أو رسوله أو دينه، فإن ذلك كفر ظاهر، ولا يمكن أن يصدر عن مؤمن يحب الله ورسوله ودينه. فإن السب بغض وكراهية، ولا يكون إيمان أبداً في قلب من لم يحب الله ورسوله ودينه. ولا ينظر هنا إلى استحلاله أو عدمه، فإن السب كفر بذاته، وهو دال دلالة قطعية على قصد من تلبس به، وإذا اجتمع الكفر الظاهر مع القطع بأن القصد غير محتمل غير ما به الكفر لزم تكفير من تحقق منه ذلك.
الحالة الثالثة: الاحتمال في الفعل الظاهر.
وذلك بأن يكون الفعل داخلاً في عموم المخالفة، لكن لا يكون قاطعاً في الدلالة على أنه كفر، ...
الحالة الرابعة: الاحتمال في القصد.
في هذه الحالة يفترق الحكم على الفعل عن الحكم على الفاعل. فقد يكون الفعل كفراً بالأدلة الشرعية على ذلك، لكن لا يكون القصد بالفعل مطابقاً للفعل. ا. هـ
فهذه الحالات الأربع في الحقيقة تبطل قاعدة التلازم!
وهذا التقسيم لا دليل عليه وهو محض تحكم لم يسبق اليه شيخنا وفقه الله
فالحالة الأولى والثالثة والرابعة لا تلازم فيها بين الباطن والظاهر ..
والحالة الثانية التلازم فيها مطلق (هكذا تحكما)!!
فأربعة أقسام قسم واحد لأهل السنة وثلاثة أقسام هدية سلفية لأهل الإرجاء!
وأصل هذه كله هو الخلط بين الكفر على الحقيقة والكفر الحكمي المبني على الظاهر وكفر النوع وكفر المعين وأحكام الدنيا وأحكام الآخرة ...
ومنشأه إعمال قواعد هذه في هذه ...
فالتلازم بين الظاهر والباطن حكم يخص العموم والحقيقة لا العين والحكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
كقولنا حقيقة الإيمان قول وعمل واعتقاد فنحن نقرر الحقيقة وندخل فيها الاعتقاد وإن كنا لا نطلع عليه وليس لنا ان نشق عن الصدور ونقف على الاعتقاد بل نتعامل فقط عند الحكم على الناس مع العمل الظاهر والقول الظاهر كأسباب ظاهرة ولكن عند تقرير الحقيقة فإننا نقررها كما هي في الظاهر والباطن ...
والتلازم بين الظاهر والباطن من هذا القبيل .. فنحن نقرر التلازم لتقرير حقيقة الإيمان والربط بين أجزائها لا للتحقق من موافقة الظاهر للباطن وتعليق الأحكام عليها لموافقة الحقيقة بل الأحكام تكون على الظاهر على كل حال بإجماع المسلمين ...
والذي يقرر أن بعض أعمال القلوب لا تستلزم أعمال الجوارح الظاهرة التي تحققها أو تنافيها هو كمن يقول أن كل أعمال القلوب لا تستلزم أيا من أعمال الجوارح تماما!
أو كمن يقول عدم التلازم أصلا!!!
ومعلوم أن هذه القاعدة هي من أهم قواعد أهل السنة في الرد على المرجئة الذي يخرجون العمل الظاهر من الإيمان ...
والشيخ هنا في هذا المبحث يجعل المحبة التي هي أعظم أعمال القلوب - كما قرر هو- في كتابه والتي هي أصل جميع أعمال القلوب واصل الولاء والبراء لا تستلزم أعمالا ظاهرة تحققها أو تنافيها! فإن كان هذا العمل الجليل القدر العظيم الشأن الذي يقوم عليه مدار الدين كله لا يستلزم أعمالا في الظاهر تحققه فما الذي يستلزم من بقية الأعمال؟
وماذا بقي من التلازم إذا كانت أصل جميع الأعمال لا تلازم بينه وبين الظاهر؟!
فهذا خرق لهذه القاعدة على الحقيقة مهما قيل أننا نقررها ونحتج بها ...
ثانيا:
ذكر الشيخ وفقه الله في كتابه الضوابط تقريرا لهذه المسالة واحتج لها ببعض الأقوال عن شيخ الإسلام رحمه الله فأنقلها وما يليها حيث قال:
(فلو بطلت مسألة المحبة بطلت جميع مقامات الإيمان و الإحسان ولتعطلت منازل السير إلى الله. فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل. فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه. ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها بل هي حقيقة الإخلاص. بل هي نفس الإسلام. فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله. فمن لا محبة له لا إسلام له البتة. بل هي حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله، فإن الإله هو الذي يألهه العباد حباً وذلاً وخوفاً ورجاءً وتعظيماً وطاعة له مألوه، وهو الذي تألهه القلوب أي تحبه وتذل له. و أصل التأله التعبد. والتعبد آخر مراتب الحب، يقال عبده الحب وتيمه إذا ملكه وذلله لمحبوبه. فالمحبة حقيقة العبودية)
ومن عجيب الأمر أن الشيخ وفقه الله قد جعل المحبة القلبية أصل أعمال القلوب جميعها بل أصل الدين كله! .. ليس فقط أصل الولاء .. كما في هذا المبحث وقرر وفقه الله أن هذه المحبة لها لوازم ظاهرة وباطنة بدونها تكون هذه المحبة غير معتبرة، ولا أدري لماذا رجع في هذا المبحث القهقري وأبطل ما كان قرره في كتابه؟!
يقول الشيخ وفقه الله في كتابه الضوابط:
(إذا كانت حقيقة العلاقة بين العبد وربه هي المحبة لله والافتقار إليه فإن لها لوازم وعلائم لا تصح إلا معها. إذ ليست مجرد دعوى يدعيها العبد بلا بينة ولا تحقيق. بل لابد لتحقيق هذا الأصل من تحقيق لوازمه ومقتضياته الظاهرة والباطنة.
فأما للوازم الباطنة فأعمال القلوب من الرجاء والخوف والإنابة والإخلاص وغيرها، لأنه إذا تحققت المحبة وصحت تبعها عمل القلب ويندرج في هذا جميع أعمال القلوب، فهي كلها تابعة للمحبة نابعة عنها. لأن المحبة هي مدار الدين كله ظاهره وباطنه.
و إذا لم تتحقق أعمال القلوب لم تكن المحبة حقيقية ولا صادقة، ..................
وأما اللوازم الظاهرة فتتلخص في إتباع أوامر الله واجتناب نواهيه والدعوة إلى دين الله.
وأصل ذلك أن من أحب الله حقيقة لا بد أن تكون إرادته تابعة لإرادة الله ومحبته، فما أحبه الله وأمر به أحبه العبد والتزم به. وما كرهه الله ونهى عنه كرهه العبد وانتهى عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتحقيق ذلك بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والالتزام بالشريعة، وقد قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}. فمن أحب الله حقيقة فلا بد أن يتبع رسوله، فعلم أن من لم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يلتزم بشريعته فليس محباً لله. فلا تكون المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم إلا بتحقيق المحبة، كما لا تصح المحبة إلا بتحقيق الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم فهما أمران متلازمان لا يصح أحدهما إلا بالآخر.
وعلى قدر قوة المحبة وضعفها يكون الإتباع كذلك، وفي هذا المقام يتفاوت الناس تفاوتاً عظيماً. وهذه هي حقيقة زيادة الإيمان ونقصانه، حتى إذا انتفى الإتباع بالكلية انتفت المحبة بالكلية ............................. ف كما لا يصرف المؤمن عن ربه محبوبات الدنيا وشهواتها، فكذلك لا يصرفه خوف لو كان التحريق بالنار عن محبته و الإيمان به.
وهكذا تبين من كل ما تقدم من البحث عن حقيقة الإلوهية – أو العبودية – أنها محبة لله تستلزم طاعته والالتزام بشرعه. أو قل هي كمال
الطاعة لكمال المحبة. فالمحبة هي الأصل في العلاقة بين العبد والرب والطاعة ناشئة عنها ولازمة لها.)
وهذا النقل يوضح أن ثمة تناقض أو قل اختلاف في أقوال الشيخ سواء في نفس الكتاب أو بين الكتاب وبين هذا المبحث فتأمل قول الشيخ: " فلا تكون المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم إلا بتحقيق المحبة، كما لا تصح المحبة إلا بتحقيق الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم فهما أمران متلازمان لا يصح أحدهما إلا بالآخر."
كيف لمن يقرر هذا التقرير البديع أن يتوصل في مبحث كهذا أن من يقود الجيوش ضد هذا الرسول ليقاتله أو يقاتل أتباعه فيبذل نفسه أو ماله في سبيل إظهار الكفار عليه أو على المؤمنين من الممكن أن يكون لديه المحبة وأصل الولاء له؟!
- وهذا الاختلاف يظهر بالمقارنة بين شقي كتاب الضوابط، ..
الشق الأول: وهو الجزء البديع من الكتاب - إلا هنات قليلة – وهو الباب الأول والثاني وفيه تقرير لحقيقة الإيمان الكفر والرد على المرجئة والخوارج في بابين من أبدع ما يكون وفيه تقرير لقاعدة التلازم على وفق منهج أهل السنة والجماعة وحق لهما أن يكونا مرجعا علميا للباحثين عن الحق في هذه المسائل خاصة وان تقريرهما من قرابة عقدين من الزمان يوم أن كان هذا الكلام عزيزا جدا ..
الشق الثاني: وهو يبدأ من باب ضوابط تكفير المعين وشروط التكفير وموانعه والمدقق فيه يشك أن شخصا آخر هو الذي كتب هذا المبحث ليس هو من قرر هذا التقرير البديع في أول الكتاب!
وأنا إن كنت لا أحب أن أجعل التعليق هنا تعلقا على الكتاب ولكن أجدني مضطرا لشيء من ذلك وسأحاول أن يكون بقدر الإمكان متعلقا بما في هذا المبحث ..
فالشيخ وفقه الله قرر تقريرا بديعا لمسالة التلازم في أول كتابه واحتج به على المرجئة وقرره بما يتوافق مع كلام أهل السنة والجماعة تلازما مطلقا في إطار تقرير مسالة الإيمان وجنس العمل، ثم جاء في الباب الثالث (ضوابط التكفير) وأقحم هذه القاعدة وقيدها بشروط وموانع لا دليل عليها بما يرجع على هذه القاعدة بالنقض!!!
... والأهم من ذلك هو أن مسالة التلازم بين الظاهر والباطن لا دخل لها في الحكم على المعين بالكفر والإسلام،فهذا باب آخر لا علاقة له بهذه القاعدة إطلاقا كما سبقت الإشارة إلى ذلك ...
فمحل القاعدة كما سبق هو بيان حقيقة الإيمان والكفر من جهة التنظير والرد على أهل البدع الذين اخرجوا موجب أعمال القلوب الباطنة من الإيمان بحجة أن هذا يستلزم تجزيء الحقيقة الواحدة وفصلوا بين الظاهر والباطن فكانت هذه القاعدة المطلقة للتتميز بين أهل السنة والمرجئة في هذا الباب كغيرها من حقائق الدين كالتوحيد والإيمان وأنواع الكفر ... ...
أما الحكم على المعين فبابه العمل الظاهر فقط ...
... وهذا من أظهر الأخطاء في هذا المبحث!
ولكن من يتأمل ما جاء به الشيخ يجد أنه يبني أخطاء على أخطاء فهو وفقه الله لما فرق بين الحكم بالإسلام وبين الحكم بالكفر فجعل الأول على الظاهر فقط، بينما الحكم بالكفر يكون على الظاهر والباطن معا! كان لابد أن يقحم هذه القاعدة حيث لا مجال لها ...
وكما هو معلوم أن الأحكام الدنيوية جميعها هي على الظاهر كما هو إجماع أهل السنة والأدلة المعتبرة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أيضا أن الشروط والموانع التي وضعها أهل السنة لتكفير المعين شيء آخر لا دخل لها بمسالة التلازم كما أنها لم توضع لأجل التحقق من الكفر الباطن أصلا كما يقرر الشيخ فهذا خطأ شنيع ما كان ليصدر من مثله ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " وبالجملة فأصل هذه المسائل أن تعلم أن الكفر نوعان: كفر ظاهر، وكفر نفاق، فإذا تُكلم في أحكام الآخرة كان حكم المنافق حكم الكفار، وأما في أحكام الدنيا فقد تجري على المنافق أحكام المسلمين".
ويقول: "وهكذا كان حكمه ? في دمائهم وأموالهم كحكمه في دماء غيرهم، لا يستحل منها شيئاً إلا بأمر ظاهر، مع أنه كان يعلم نفاق كثير منهم".
ويقول الشاطبي: "إن أصل الحكم بالظاهر مقطوع به في الأحكام خصوصاً، وبالنسبة إلى الاعتقاد في الغير عموماً، فإن سيد البشر مع إعلامه بالوحي، يُجري الأمور على ظواهرها في المنافقين وغيرهم، وإن علم بواطن أحوالهم، ولم يكن ذلك بمخرجه عن جريان الظواهر على ما جرت عليه". الموافقات (2/ 205)
يقول الحافظ ابن حجر ((من بدل دينه فاقتلوه)).: " هو عام، يُخَص منه من بدله في الباطن ولم يثبت عليه ذلك في الظاهر، فإنه تجرى عليه أحكام الظاهر ... وإظهار الإيمان يحصن من القتل، وكلهم أجمعوا على أحكام الدنيا على الظاهر، والله يتولى السرائر". فتح الباري (12/ 273 - 274)
فهذا إجماع صريح في أن الأحكام في الدنيا سواء كانت في الكفر كما تقدم أو الإسلام على الظاهر فلزم بيان خطأ الشيخ وفقه الله في هذه المسالة وما بناه عليها فهو خطا لا شك فيه
كما أن استحداث الشيخ شرط القصد بالفعل أو الباعث على الفعل وهو في الحقيقة
(قصد الكفر) في إجراء الأحكام الظاهرة من أكبر المؤاخذات عليه ولا دليل على اعتبار هذا القصد إطلاقا، وهو قد لجأ إليه لما قرر أن الحكم بالكفر يكون على الظاهر والباطن معا وليس على الظاهر فحسب كما سبق، وإن تجاوزنا اللفظ فيكون في الأعمال المحتملة الدلالة على مراد فاعلها فحسب فما بال الشيخ يفتح الباب على مصراعيه؟!
وكما سبق فإن تقسيم الشيخ لحالات التلازم الأربع هي من عجائبه!
ودليها محض تحكم فما الذي يمنع مثلا أن تدخل الحالة الثانية في الحالة الرابعة إلا محض التحكم ولماذا لا يرد الاحتمال في القصد على الساب؟! .. لماذا؟ اللأن هذا غير معقول كما يقول الشيخ؟ ... هل هذا تأصيل علمي مقبول؟!
وهل يرد هذا الاحتمال على من يقول جاهلا إن الله ثالث ثلاثة؟ أو إن المسيح ابن الله؟ أو يرد على من يسجد للصنم؟
فما فعله الشيخ وفقه الله في هذه القاعدة نقض لها وتفتيت لا دليل عليه والصحيح الذي هو مقتضى عموم الأدلة الشرعية وكلام أهل العلم والمحققين منهم أن التلازم بين الظاهر والباطن تلازم مطلق، وأن هذا لا دخل له في مسالة تكفير المعين ولا شروطه وموانعه فهذا كله خلط لا دليل عليه ...
وللمرجئة الذي احتج عليهم الشيخ بالتلازم أن يرجعوا عليه في مسالة جنس العمل ويقولوا أن تخلف العمل الظاهر لا يلزم منه بالضرورة تخلف الإيمان الباطن .. فكما أن الكفر الأكبر الذي في القلب (موالاة الكفار) لا يوجب في الظاهر عملا مع وجوده في الباطن فكذلك قد يوجد أصل الإيمان في الباطن مع تخلف موجبه في الظاهر ..
وجواب الشيخ عن هذا هو جوابنا في هذه المسالة ..
ولكن خطورة هذا الكلام أنه في مقام التأصيل ووضع الضوابط ومع ذلك فأدلته لا تساعد على تقريره ...
والتلازم في الحالة الرابعة يفتح الباب لجميع النواقض المكفرة أن تتعلق بالباطن رغم تكرار الشيخ انه بهذا لا يعلق الحكم على الأمور الباطنة ولكنا نقول إن لم يكن هذا كذلك فماذا يكون؟!
ومحاولة جعل السب وبعض الإعمال في حالة خاصة وتسميتها بالقطعية واستثنائها من الحالة الرابعة ليس بصحيح ولا يسلم للشيخ فيها!
بل نجعل الحالة الثانية (القطعية) حجة على الحالة الرابعة إذ لا فرق بينها فكلها نواقض مكفرة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، فجعل بعضها قطعي الدلالة على القصد والأخرى ليست قطعية تحكم بلا دليل، ومن فرق فعليه الدليل.
ولا دليل على ذلك إلا الرأي المجرد فضلا أنه لا دليل على هذا التقسيم أصلا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فإذا كانت جميع المكفرات تتوقف على إقرار صاحبها بقصده للكفر فهي بذلك ترجع جميعا إلى الحالة الثالثة وهي مسالة العمل المحتمل الدلالة والقصد المحتمل والتي يتوقف فيها الحكم على المكلف وقصده من عمله،وفي هذا إبطال لدلالة الأعمال المكفرة على ذلك وجعلها بمنزلة الأعمال محتملة الدلالة التي يستفصل عن قصد صاحبها من عمله هل أراد به الكفر أم لا؟!
.... وهذا كله لم يسبق إليه الشيخ وفقه الله ...
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" الإيمان والنفاق أصله في القلب وإنما الذي يظهر من القول والفعل فرعٌ له ودليل عليه، فإذا ظهر من الرجل شيء من ذلك ترتب الحكم عليه. ومعلومٌ أنه إذا حصل فرع الشيء ودليله حصل أصله المدلولُ عليه اهـ 2/ 453
وقال رحمه الله:
" فلا يجوز أن يدعى أنه يكون في القلب إيمان ينافي الكفر بدون أمور ظاهرة لا قول ولا عمل وهذا هو المطلوب، وذلك لأن القلب إذا تحقق ما فيه أثر في الظاهر ضرورة لا يمكن انفكاك أحدهما من الآخر فالإرادة الجازمة للفعل مع القدرة التامة توجب وقوع المقدور " 7/ 645
وقال:
" وهنا أصول تنازع الناس فيها، منها إن القلب هل يقوم به تصديق أو تكذيب ولا يظهر قط منه شيء على اللسان والجوارح وإنما يظهر نقيضه من غير خوف. فالذي عليه السلف والأئمة وجمهور الناس أنه لا بد من ظهور موجب ذلك على الجوارح "
قال ابن القيم رحمه الله:
(الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذرية.
ولا يجزىء باطن لا ظاهر له الا اذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الايمان. الفوائد ص 117
- وما يقال في الإيمان يقال في الولاء فإنه ركن فيه فيقال فيه أيضا" ولا يجزئ باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه "
أما كفر النفاق والذي بنى عليه الشيخ الحالة الأولى من حالات عدم التلازم ثم بنى على ذلك أن ثمة كفر باطن لا يستلزم عملا ظاهرا فهذا من أعجب ما رأيت!!
فإنه من المعلوم أن ليس ثمة عمل في القلب اسمه " نفاق " وإنما هو نوع يرجع إلى تخلف بعض الأعمال القلبية أو فسادها كأصل الإخلاص والتعظيم والمحبة وغير ذلك وكل هذا أعمال للقلوب تستلزم في الظاهر ما يحققها بحسب قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن .. فإن كان ثمة عارض منع ذلك كخشية السيف،فإنها لا تظهر أو تظهر على وجه لا تقوم به البينة الشرعية ..
وهذا لا يقال فيه أنه لا تلازم بين الظاهر والباطن لوجود العارض والمانع الذي لا يعود على القاعدة بالإبطال أو حتى الاستثناء كما فعل الشيخ وجعله قسما في المسالة ..
والنفاق كما قلنا يرجع لتخلف أعمال القلوب ولذا حكى الله سبحانه عن المنافقين أعمال الكفر كالاستهزاء والسب وغير ذلك مما جاءت به الآيات فهل يقال أنه كفر باطن ليس من الأعمال ما يدل عليه كما فعل الشيخ بالمحبة؟!
وهذا كما يقال إن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية ومعلوم أن كثير من المشركين قد يحقق الكثير من معاني توحيد الربوبية ومع ذلك لا يوحد الله في الإلوهية لوجود العارض ولا يعود ذلك على القاعدة بالإبطال ..
- وأيضا فإن تصديق القلب يستلزم عمله من المحبة الانقياد أو بحسب الأمر المصدق به فهذا كله ما لم يكن ثمة عارض فإذا وجد عارض يحول بين تصديق القلب ومحبته وانقياده فإن هذا لا يعود على التلازم الذي بينهما بالإبطال ...
ومسالة أن هذا كفر نفاق لا يعني أن هذا الكفر كفر باطني كما يقرر الشيخ ولا يستدل بأي من الأعمال عليه وإلا فالكثير من المكفرات المجمع عليها قد ترجع في الأصل إلى كفر النفاق ككفر السب والاستهزاء:
قال تعالى:
(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * أولئك الذين أشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين)
فالاستهزاء في الأصل هو من عمل المنافقين فهل يقال له هو كفر نفاق باطن؟
وقال تعالى:
" يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم "
قال شيخ الإسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
(و أيضا فإن المنافقين الذين نزل فيهم قوله تعالى: (و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن قل أذن خير لكم ـ إلى قوله ـ لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
وقال -رحمه الله
: وقول من يقول عن مثل هذه الآيات أنهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أولا بقلوبهم لا يصح لأن الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر فلا يقال قد كفرتم بعد إيمانكم فإنهم لم يزالوا كافرين فى نفس الأمر وان أريد أنكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان فهم لم يظهروا للناس إلا لخواصهم وهم مع خواصهم ما زالوا هكذا بل لما نافقوا وحذروا أن تنزل سورة تبين ما فى قلوبهم من النفاق وتكلموا بالإستهزاء صاروا كافرين بعد إيمانهم ولا يدل اللفظ على أنهم ما زالوا منافقين وقد قال تعالى يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والآخرة فهنا قال وكفروا بعد إسلامهم فهذا الإسلام قد يكون من جنس إسلام الأعراب فيكون قوله بعد إيمانهم وبعد إسلامهم سواء وقد يكونون ما زالوا منافقين فلم يكن لهم حال كان معهم فيها من الإيمان شيء لكونهم أظهروا الكفر والردة ولهذا دعاهم الى التوبة فقال فإن يتوبوا يك خير لهم وان يتولوا بعد التوبة عن التوبة يعذبهم عذابا أليما فى الدنيا والآخرة وهذا انما هو لمن أظهر الكفر فيجاهده الرسول بإقامة الحد والعقوبة .. "
فما الفرق بين هذا وبين قوله تعالى " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا "
فكونهم منافقين لا يعني ان كفرهم باطن وانهم لا يصدر منهم أعمالا تدل على نفاقهم وكفرهم
ثالثا:
وعلى فرض أن الشيخ وفقه الله أصر على أن أصل الولاء والبراء الذي هو ركن التوحيد والإيمان لا يستلزم عملا ظاهرا ثبوتيا يحققه ولا منافيا يناقضه وجعله مدفونا هكذا في القلب لا يظهر إلا كماله ولا ينقض إلا بزواله!
فرغم بطلان ما سبق ...
فإنا نحتج على الشيخ وفقه الله بالأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بما تنقض هذا الأصل وتثبت أن لأصل الولاء صور ظاهرة لا محالة تنقضه وتبطله ويلزم من وجودها في الظاهر زواله وبطلانه في الباطن ..
قال تعالى:
" لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة"
فهذه الآية نص في كفر من يتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين إلا ما كان مكرها على ذلك فله حكم المكره.
قال الإمام الطبري رحمه الله:
إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل
قال الإمام البغوي رحمه الله:
ومعنى الآية أن الله تعالى نهى المؤمنين عن موالاة الكفار ومداهنتهم ومباطنتهم إلا أن يكون الكفار غالبين ظاهرين أو يكون المؤمن في قوم كفار يخافهم فيداريهم باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان دفعا عن نفسه من غير أن يستحل دما حراما أو مالا حراما أو يظهر الكفار على عورة المسلمين والتقية لا تكون إلا مع خوف القتل وسلامة النية قال الله تعالى إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ثم هذا رخصة فلو صبر حتى قتل فله أجر عظيم
قال ابن كثير رحمه الله:
" أي إلا من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته "
وهذا التفسير من الأئمة يوضح بجلاء أن المولاة تكون ظاهرا وباطنا وأن المسلم منهي عنها في الظاهر والباطن ...
فلو قيل إن الموالاة التي تستحق أن يكون المرء ليس من الله في شيء - يعني كافرا - هي الموالاة الباطنة لما كان لقوله تعالى إلا أن تتقوا منهم تقاة معنى!
فهي كقوله سبحانه وتعالى: من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره " كما ذكر أكثر المفسرين ...
فلو كان الكفر المذكور في الباطن كما يقول الشيخ لما كان لاستثناء المكره فائدة لأن الإكراه لا يكون على ما في الباطن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
واستثناء الإكراه والتقية في كلا الآيتين يدل على أن الكفر المقصود هو الكفر الظاهر لا الباطن وإلا لما كان للاستثناء معنى وهذا يجليه قول الامام الطبري السابق:
(ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل
)
فهذه الآية قاطعة في أن الكفر في مسالة الولاء يكون باطنا وظاهرا وان قول الشيخ أنه كفر نفاق أو كفر باطن لا يعني أنه لا يستلزم كفر في الظاهر .. وهذا واضح مع ما سبق بفضل الله ..
ومما هو جدير بالذكر أن الشيخ وفقه الله كان ينبغي عليه في مبحثه أن يطرح كل ما في الموضوع من آراء، ثم يرجح أيا ما يشاء! لا أن يخلي البحث إلا من قوله وكان المسألة ليس فيها إلا ما أبداه، فهل يخفى على الشيخ وفقه الله أقوال أهل العلم في التكفير بمظاهرة المشركين على المسلمين مجردة عن الاعتقاد
هل يخفى على الشيخ حفظه الله نواقض الإسلام العشرة للشيخ محمد ابن عبد الوهاب ومنها مظاهرة المشركين على المسلمين .. أم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قيد النواقض كلها بالاعتقاد؟!
هل يخفى على الشيخ وفقه الله الإجماع الذي ذكره الشيخ ابن باز في كفر من أعان الكفار بأي نوع من أنواع المعاونة ومن قبله إجماع ابن حزم وغيره
فإن خفي عليه وأظنه لا يخفى إن شاء الله فنذكره بطرف من ذلك ونحيله على البقية ...
لان في قلوبنا حزن أن يصف الشيخ مخالفه بأن لديه غلو في التكفير والله المستعان:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
(وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم) مجموع الفتاوى والمقالات 1/ 274
فهل مثل هذا الإجماع يترك ولا يشار إليه ويستدل بكلام غيره من المعاصرين؟!!
إن قوة هذا النقل ليست في أنه رأي عالم مثل الشيخ رحمه الله ولكن قوته تكمن في أنه ينقل إجماعا يقضي على كل خلاف ...
وحتى لو كان رأيا مجردا للشيخ فهو من القوة بمكان ألا يهمل فضلا من أن يوصف صاحبه بأن لديه غلو في التكفير!
وهذا الإجماع منقول ومقرر معناه ويفسر بعضه بعضا ودليه واحد عبر القرون وهو قوله تعالى: " ومن يتولهم منكم فإنه منهم "
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين".). الدرر السنية 10/ 92
وقال أيضا:
(إن الأدلة على كفر المسلم إذا أشرك بالله أو صار مع المشركين على المسلمين ـ ولو لم يشرك ـ أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم المعتمدين). الرسائل الشخصية ص 272
وتأمل هذا النقل الصريح للشيخ رحمه الله والذي يقطع الطريق على كل من يوهم بأن الشيخ يقيد كفر الموالاة باية قيود:
قال رحمه الله في رسالته للشريف:
"" النوع الثالث: من عرف التوحيد وأحبه واتبعه. وعرف الشرك وتركه, ولكن يكره من دخل في التوحيد ويحب من بقي على الشرك. فهذا أيضاً كافر, وهو ممن ورد فيه قوله تعالى:
(ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم).
النوع الرابع: من سلم من هذا كله ولكن أهل بلده مصرحون بعداوة التوحيد واتباع أهل الشرك وساعون في قتالهم ويتعذر أن تركه وطنه يشق عليه, فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ويجاهد بماله ونفسه. فهذا أيضاً كافر .. "
فتأمل النوع الرابع الذي ذكر الشيخ عنه أن صاحبه ممن عرف التوحيد وأحبه واتبعه وعرف الشرك وتركه وسلم من كره الموحدين وبغض المشركين لكنه فقط قاتل أهل التوحيد مع أهل بلدته من المشركين فكان كافرا ... فهل الشيخ محمد ابن عبد الوهاب غال في التكفير؟ وهل مثل هذه الأقوال الصريحة تترك وينقل عن غيره؟!
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمهم الله (الدرر8/ 326): "فمن أعان الكفار أو جرّهم إلى بلاد أهل الإسلام أنها ردة صريحة بالاتفاق"
وقال الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله (الدرر15/ 479): فيمن تولى الكفار ونصرهم وأعانهم على المسلمين أن هذه ردة من فاعله يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة المقتدى بهم" ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله "إن نصرة الكفار على المسلمين - بأي نوع من أنواع النصرة أو المعاونة ولو كانت بالكلام المجرد - هي كفر بواح، ونفاق صراح، وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام - كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم - غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء" .. , وما أكثر ما يختلف الشيخ مع شيخه في هذه المسالة وفي غيرها!!
لاحظ معي اخي الكريم أن ما سبق كله تقرير من اهل العلم - ومنهم المحققون بلا شك - أن المسالة مجمع عليها وكلهم يفسر التولي المكفر بالنصر والمظاهرة والمعاونة وكلهم يستدل بالآية نفسها على وقوع الكفر بمجرد الفعل ...
وأخيرا نصل إلى أقدم إجماع في المسالة ألا وهو:
قال ابن حزم رحمه الله في المحلى (11/ 138):
(صح أن قوله تعالى "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين)
ولقد أثار البعض شغبا حول هذا الإجماع ومراد ابن حزم رحمه الله من معنى التولي حتى أنهم حملوه وفسروه على أن التولي المذكور في الآية هو التولي على الدين!
ولكي أبين خطا هذا التوجه أنقل من كلام ابن حزم نفسه ما يوضح أنه رحمه الله قد عمل بمقتضى هذا الإجماع رغم وضوحه:
قال رحمه الله:
(وكذلك من سكن بأرض الهند والسند والترك والسودان والروم من المسلمين، فإن كان لا يقدر على الخروج من هنالك لثقل ظهر أو لقلة مال أو لضعف جسم أو لامتناع طريق؛ فهو معذور، فإن كان هنالك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة أو كتابة؛ فهو كافر) اهـ.
المحلى 11/ 200
وقال أيضا: (ولو أن كافرا غلب على دار من دور الإسلام وأقر المسلمين بها على حالهم، إلا أنه هو المالك لها المنفرد بنفسه في ضبطها، وهو معلن بدين غير الإسلام؛ لكفر بالبقاء معه كل من عاونه وأقام معه، وإن ادعى أنه مسلم) [اهـ.
فهل يقال بعد ذلك أن من يذهب لتكفر المعاون والمناصر والمظاهر للكفار عنده غلو في التكفير؟!
هذا ولا أظن يخفى عليكم عشرات النقولات عن الأئمة رحمهم الله في هذا المعنى
رابعاً:
أقول الأصل الأول الذي انطلق منها الشيخ حفظه الله في معنى الموالاة قاصر!
فالولاء وإن كان أصله القرب والمحبة والقرب إلا أنه أنواع وصور متعددة وهو كما فسر بالمحبة فقد فسر بغيرها واستعمل فيها أكثر مم استعملت في المحبة كالنصرة والمعاونة فهي أيضا من معانيه في أصل الوضع ...
وكون اللفظ أصله في اللغة كذا لا يعني بالضرورة أن ترجع جميع معانية على ذلك الصل لأنه قد ينتقل في استعمل الشرع عن هذا الأصل كما هو معلوم ومن ذلك لفظ افيمان في اللغة والصلاة والحج وغير ذلك ... فكيف إذا كانت النصرة هي اظهر معاني الولاء في اللغة والشرع؟!
وقد عرفه العلماء بهذا وهذا وغيره من المعاني لكن ما يهمنا التركيز عليه هو معنى النصرة والمظاهرة التي أطبق المفسرون على تفسير آيات التولي بها والتي يغفلها كل من يتكلم من المخالفين ...
والعجيب أن الشيخ حفظه الله قد نقل من أقوال أهل اللغة ما يعضد ذلك ولكنه حصر جميع هذه المعاني في المعنى الذي أراده وجعله أصله ومنطلقه ...
قال الشيخ وفقه الله في رسالته:
وجاء في الصحاح: (الوَلْيُ: القرب والدنو، يقال: تباعد بعد وَلْيٍ والوليّ ضد العدو، والموالاة ضد المعاداة والمولى الحليفُ)
) والوِلاية بالكسر: السلطان. والوَلاية والوِلاية: النصرة. يقال: هم عليَّ وِلاية أي: مجتمعون في النصرة) فما بال الشيخ وفقه الله اختزل كل هذه المعاني في المحبة ...
وأزيد هنا ما جاء في لسان العرب من معنى الولاء:
" قال: والمَوْلى الحَلِيفُ، وهو من انْضَمَّ إِليك فعَزَّ بعِزِّك وامتنع بمَنَعَتك؛ قال عامر الخَصَفِي من بني خَصَفَةَ:
همُ المَوْلى وإِنْ جَنَفُوا عَلَيْنا وإِنَّا مِنْ لِقائِهم لَزُورُ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أَبو عبيدة: يعني المَوالِي أَي بني العم، وهو كقوله تعالى: {ثم يخرجكم طِفْلاً والمَوْلى: المُعْتَقُ انتسب بنسبك، ولهذا قيل للمُعْتَقِين المَوالي، قال: وقال أَبو الهيثم المَوْلى على ستة أَوجه: المَوْلى ابن العم والعمُّ والأَخُ والابنُ والعَصباتُ كلهم، والمَوْلى الناصر، والمولى الولي الذي يَلِي عليك أَمرك، قال: ورجل وَلاء وقوم وَلاء في معنى وَلِيَّ وأَوْلِياء لأَن الوَلاء مصدر، والمَوْلى مَوْلى المُوالاة وهو الذي يُسْلِمُ على يدك ويُواليك، "
وجاء في القاموس المحيط:
"الوَلْيُ: ي القُرْبُ، والدُّنُوُّ، والمَطَرُ بعدَ المَطَرِ، وُلِيَتِ الأرضُ، بالضم. والوَلِيُّ: الاسمُ منه والمُحِبُّ، والصَّدِيقُ، والنَّصيرُ. ووَلِيَ الشيءَ، وـ عليه وِلايَةً وَوَلايَةً، أَو هي المَصْدَرُ، وبالكسر: الخُطَّةُ، والإمارَةُ، والسُّلطانُ. وأوْلَيْتُه الأمْرَ: وَلَّيْتُه إياهُ. والوَلاءُ: المِلْكُ. والمَوْلَى: المالِكُ، والعَبْدُ، والمُعْتِقُ، والمُعْتَقُ، والصاحِبُ، والقريبُ كابنِ العَمِّ ونحوِه، والجارُ، والحَليفُ، والابنُ، والعَمُّ، والنَّزيلُ، والشَّريكُ، وابنُ الأُخْتِ، والوَلِيُّ، والرَّبُّ، والناصِرُ، والمُنْعِمُ والمُنْعَمُ عليه، والمُحِبُّ، والتابِعُ، والصِّهْرُ"
فإذا كان الولاء له كل هذه المعاني والتي كانت النصرة من أبرز معانيه مع المحبة وغير ذلك مما ذكر وكل هذا في أصل الوضع ...
فمن الخطأ أن نقرر أن هذا اللفظ أصله كذا في اللغة ثم نحمل كل استعمالات الشارع عليه!
وهذا كمن فسروا الإيمان فقالوا إن أصله في اللغة هو التصديق وإن الله سبحانه وتعالى قد خاطب العرب بهذه اللغة فيكون معنى الإيمان في استعمالات الشارع ومراده هو التصديق فاخطئوا خطا بينا!
وكان جواب أهل السنة عليهم انه لا يلزم أن يكون اللفظ في اللغة على معنى أن يكون في الشرع على نفس هذا لمعنى وضربوا الأمثلة على ذلك بلفظ الحج والصلاة وغيرها … محتجين عليهم أن اللفظ قد ينتقل عن معناه في أصل الوضع ...
بل ذكر المحققون منهم أن الإيمان في اللغة عند التدقيق ليس معناه التصديق فحسب بل فيه معنى زائد على ذلك وهو الأمن ... وكل هذا مقرر في مظانه من كتب شيخ الإسلام
** ففي هذه المسألة .. فإذا كان الولاء في اللغة هو المحبة فهذا لا يلزم أن يكون في الشرع كذلك، فلقد استعمل على غير هذا المعنى في مواطن عديدة من كتاب الله،
ولا أدل من إطباق المفسرين على تفسير آيات التولي بالنصرة والمعاونة ...
فكيف إذا انضم ألى ذلك أن الولاء في اللغة أيضا يكون على معنى النصرة والمعاونة؟!
فالواجب أن نحدد استعمال الشرع لأي من هذه المعاني بدلا من أن نجعلها في صورة واحدة ونغض الطرف عن بقية الصور وكأن هذه الصور والمعاني ليست من معناه ... فأين التحقيق العلمي؟
فإن قيل في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " يعني نصراء وأحلاف فهو تفسير صحيح لغة واصطلاحا،إن قيل أحبابا فهو أيضا صحيح لغة واصطلاحا وإن قيل موالي لكان صحيحا لغة واصطلاحا ...
ولكن أيهم انسب للسياق وأيهم مراد الشارع والذي يستحق حكم الكفر لمن يفعله بقوله " ومن يتولهم منكم فإنه منهم " هذه مهمة المحققين من أهل العلم
ولقد فسر المفسرون هذا الموالاة بمقتضى ما سبق من معاني ...
فجاء في تفسير القرطبي رحمه الله:
" قوله تعالى {ومن يتولهم منكم} أي يعضدهم على المسلمين {فإنه منهم} بين تعالى أن حكمه كحكمهم؛ وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، وكان الذي تولاهم "ابن أبي" ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة في قطع الموالاة؛ وقد قال تعالى {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} (هود: 113) وقال تعالى في (آل عمران) {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} (آل عمران: 28) وقال تعالى {لا تتخذوا بطانة من دونكم} (آل عمران: 118) وقد مضى القول فيه. وقيل: إن معنى {بعضهم أولياء بعض} أي في النصر {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} شرط وجوابه؛ أي أنه قد خالف الله تعالى ورسوله كما خالفوا، ووجبت معاداته كما وجبت معاداتهم، ووجبت له النار كما وجبت لهم؛ فصار منهم أي من أصحابهم " ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من المفسرين على ذلك منهم من يفسرها بالمحبة ومنهم من يفسرها بالنصرة ومنهم من يفسرها بالولاء (العتق)
ولكن لما كان الحكم المقرر لهذا العمل هو الكفر فقد يقيد البعض هذه المعاني بما يضبطه، كالمحبة مثلا فلما كانت المحبة قد تختلط بالمحبة الفطرية أو غيرها من أنواع المحبة الجائزة أو المباحة أو حتى المحرمة قيدت بالمحبة على الدين ليكون السياق متفق مع الحكم الذي حكم الله به.وهذا لا إشكال فيه وأكثر صور الولاء على هذا القيد ومع ذلك فهذا لا يتعارض مع التكفير بالنصرة والمظاهرة فهي من أبرز معاني التولي، فمن فسر بالمحبة وقيدها بالمحبة الدينية لم يمنع تفسيرها بالنصرة بدون هذا القيد بل جعل بعضهم النصرة لازمة للمحبة على الدين أو إرادة ظهور الكافرين وإن لم يحب دينهم ويرضاه في الحقيقة كما ذكر الإمام الطبري وقد يستخدم هذا المعنى في سياق والمعنى الأخر في سياق آخر وكلها صحيحة فيقيد هنا ولا يقيد هناك كما سبق عن القرطبي في تفسيره لآيات التولي وفي قصة حاطب ...
وسيأتي مزيد بيان حول هذا إن شاء الله ... والله اعلم
هذا وإن المشكلة أحيانا تحصل من أن تهيمن فكرة معينة على الباحث عند بحثه فيتخذها مرتكزا ويجعلها منطلقا، وهذا يجعل الباحث أحيانا في تعامله مع النصوص وأقوال أهل العلم حاكما عليها لا محتكما إليها وهو أشبه بمن قيل فيه " اعتقد ثم استدل"، ولذا تجده يعتصر النص أو النقل حتى يخرج بما يشبه الفكرة التي سيطرت عليه فإن وجد فيها إشارة أو ذكر لما يريد ولو لم يكن له صله بالموضوع عظمه وكبره وسلط الضوء عليه، ولذا تجده يحيط بالنص إحاطة السوار بالمعصم، فيوجه القارئ قبل النقل وبعده وربما أثناءه ويفسر قول العالم في هذا المكان بقول آخر له في سياق مختلف بل لعله يفسره بنقل لعالم آخر!
ليتصور القارئ وكأنه أمام سياق واحد في نقل واحد فلا يعطي للقارئ فرصة أن يتأمل المعنى أو يتدبر ما أمامه، وهو مع كل ذلك لا يدعي انه استنباط أو تأويل أو ملحظ بل يزعم دائما انه نص الآية ومنطوقها ...
و الذي يحزن القلب أن يحصل هذا من الفضلاء أهل العلم والفضل يتبعون مثل هذا الأسلوب (أحيانا) فهو يعلم أن للعالم هذا مخالفون كثر أو أنه أوثق منه ,وأضبط بل إن لهذا العالم أقوالا واضحة وصريحة فيبدأ بما يتوافق معه من متشابه كلام العالم ومحتمله ثم يضعه في صورة المحكم بالأسلوب الذي سبق الإشارة إليه ثم يحمل كلامه الأخر على هذا المعنى ليحمل القارئ على ما أراد هو من النقل لا ما أراد صاحبه فيتصور القارئ أن ليس في المسالة غير هذا وأنها على قول واحد لا يرد عليه اختلاف بل ويزيد أن المخالف لهذا غال وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
و لو سألنا عن معنى التولي الذي فسره العلماء في قوله تعالى:
" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض "
أهو المحبة؟! أهو النصرة والمعونة؟ أهو الميراث؟ أهو العتق؟ أهو الولاية والسلطان؟
أي من هذه المعاني التي هي من معنى التولي لغة واصطلاحا أراد الله سبحانه وتعالى؟
نجد الشيخ وفقه الله وغيره لم يتعرض لهذا إطلاقا!
إنما التركيز على نقطة معينة هي المنطلق والأساس أن التولي على الدين هو ما يستحق حكم الآية!
ما معنى هذا التولي؟
لماذا لا تطرح التفاسير المعتمدة لهذه الآية وتترك للمتأمل أن يتأملها والقارئ أن يتدبرها؟!
هذا وإن منطلقنا دائما وحجتنا الباقية والمتوافقة مع كلام أهل العلم وقواعدهم في الأصول والتفسير أن التولي في الآية هو" النصرة والمعونة" وهو ما عليه عامة المفسرين على اختلاف عباراتهم، وان هذا المعنى الذي فسروا به التولي هو لغة واصطلاحا من معاني الولاء، وأن الحكم في الآية ومن يتولهم منكم فإنه منهم صريح في تكفير من يظاهر الكفار وينصرهم ويعاونهم على المسلمين دون قيود، وانه باعتراف الشيخ وفقه الله ليس ثمة دليل على أية قيود وإنما الأمر كما ذكر وفقه الله يرجع لمعنى التولي!
قال الشيخ في مبحثه:
" والحاصل مما تقدم أن تقييد الكفر بموالاة الكفار بأن تكون الموالاة لأجل دين الكفار إنما يستند إلى حقيقة الولاء و البراء .....
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: وهذا معنى ما قرره العلماء في النقول السابقة عنهم، على اختلاف عباراتهم، ويبين استنادهم إلى هذا الوجه، وكونه كافيا عندهم في الدلالة على تقييد الكفر بموالاة الكفار لأجل دينهم أنهم لم يذكروا في مستند تقييدهم للموالاة أنه قد وردت نصوص أخرى تقيد الإطلاق في الآيات الواردة في الحكم بالكفر بموالاة الكفار، وأهمية ذلك أن يعلم أنه ولو لم يستدل بالنصوص الدالة على عدم الكفر بموالاة الكفار لمجرد غرض دنيوي فإن مجرد العلم بحقيقة الولاء والبراء، والتفريق بين ما ينافي أصله وبين ما ينافي كماله فيه الدلالة الكافية على أن الكفر بموالاة الكفار ليس مطلقاً، بحيث يشمل كل موالاة لهم، وإنما هو مقيد بموالاتهم لأجل دينهم ". ا.هـ
يعني ليس ثمة نصوص مقيدة
وقد أثبتنا فيما سبق الكثير من معاني التولي في أصل الوضع والاصطلاح ..
وبعد هذا نزعم أن معنى الآية واضح وصريح ومدعم بإجماع الأمة الذي سبق نقله فأي حجة بعد هذه الحجة وأي وضوح بعد هذا الوضوح ...
وقد سبق طرف من كلام أهل العلم حول هذا المعنى ..
بعدما أظهرنا المنطلق الذي ننطلق منه وهو بإبراز معاني الولاء لغة وشرعا وبينا أن هذه المعاني قد تتلازم مع المحبة وقد لا تتلازم وأن المعنى المتفق عليه بين المفسرين في معنى الولاء في الآية هو النصرة والمعونة ...
نذكر هنا منطلقا أخر يمليه العمل بمقتضى قواعد الأصول ألا وهو:
أن لفظ الولاء هنا (يتولهم) لفظا مطلقا (يشتمل كل معاني الولاء المذكورة سابقا) وعلى فرض أن السياق أو نص الآيات لم تحدد أيا من هذه المعاني هو المقصود ..
وقد حكم الله سبحانه وتعالى على من يتخذ الكفار أولياء بالكفر وانه منهم ..
فالأصل أن يكون هذا الحكم على إطلاقه في كل صورة من صور الولاء إلا ما استثنى الشارع نفسه ..
هذا هو الأصل وهو الذي تدل عليه قواعد أصول الفقه واللغة ..
فإن جاء وقال البعض أنتم تكفرون بكل صور الولاء نقول له: نعم هذا هو الأصل إلا ما دل الدليل على إخراجه من هذا الأصل،كمحبة الأب والأم الكافرين الفطرية وإكرامهم والانبساط لهم وطاعتهم في الحدود التي ذكر الشرع ... وكقصة حاطب رضي الله عنه وما روري عن ابي لبابة رضي الله عنهم أجمعين وغير ذلك ....
على تفصيل يرجع كله لهذا الأصل ..
يتبع
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 03:56]ـ
وهذا طرف من كلام آهل العلم:
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير الآية:
1 - والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله، وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله والمؤمنين، فإنَّه منهم في التحزّب على الله وعلى رسوله والمؤمنين، وأن الله ورسوله منه بريئان. وقد يجوز أن تكون الآية نزلت في شأن عُبادة بن الصامت وعبد الله بن أبيّ ابن سلول وحلفائهما من اليهود، ويجوز أن تكون نزلت في أبي لُبابة بسبب فعله في بني قريظة، ويجوز أن تكون نزلت في شأن الرجلين اللذين ذكر السدّيّ أن أحدهما همّ باللحاق بدهلك اليهودي والآخر بنصراني بالشأم، ولم يصحّ بواحد من هذه الأقوال الثلاثة خبر يثبت بمثله حجة فيسلم لصحته القول بأنه كما قيل. فإذ كان ذلك كذلك فالصواب أن يُحْكم لظاهر التنزيل بالعموم على ما عمّ، ويجوز ما قاله أهل التأويل فيه من القول الذي لا علم عندنا بخلافه غير أنه لا شك أن الآية نزلت في منافق كان يوالي يهودَ أو نصارى، خوفا على نفسه من دوائر الدهر، لأن الآية التي بعد هذه تدل على ذلك، وذلك قوله: فَتَرى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أنْ تُصِيبَنا دَائِرَةٌ ... الآية.
فهذا تفسير صريح من إمام المفسرين لمعنى التولي في هذه الآية بلا شك ..
القول في تأويل قوله تعالى: إنَّ اللّهَ لا يَهْدِى القَوْمَ الظَّالِمِينَ.
2 - يعني تعالى ذكره بذلك، أن الله لا يوفق من وضع الولاية في غير موضعها فوالَى اليهود والنصارى مع عداوتهم الله ورسوله والمؤمنين على المؤمنين، وكان لهم ظهيرا ونصيرا، لأن من تولاهم فهو لله ولرسوله وللمؤمنين حرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أُولئكَ بعضُهمْ أوْلياءُ بَعْضٍ يقول: هاتان الفرقتان، يعني المهاجرين والأنصار، بعضهم أنصار بعض، وأعوان على من سواهم من المشركين، وأيديهم واحدة على من كفر بالله، وبعضهم إخوان لبعض دون أقربائهم الكفار. وقد قيل: إنما عنى بذلك أن بعضهم أولى بميراث بعض، وأن الله ورَّث بعضهم من بعض بالهجرة والنصرة دون القرابة والأرحام، ...
4 - والَّذِينَ آمَنُوا الذين صدقوا بالله ورسوله، ولَمْ يُهاجِرُوا قومهم الكفار، ولم يفارقوا دار الكفر إلى دار الإسلام. ما لَكُمْ أيها المؤمنون بالله ورسوله المهاجرون قومهم المشركين وأرضَ الحرب، مِنْ وَلايَتِهِمْ يعني: من نصرتهم وميراثهم. وقد ذكرت قول بعض من قال: معنى الولاية ههنا الميراث،
5 - القول في تأويل قوله تعالى:
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ?لأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
يقول تعالى ذكره: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بالله ورسوله، بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْضٍ يقول: بعضهم أعوان بعض وأنصاره، وأحقّ به من المؤمنين بالله ورسوله.
6 - (من اتخذ الكفار أعواناً وأنصاراً وظهوراً يواليهم على دينهم ويظاهرهم على المسلمين فليس من الله في شيء، أي قد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر)
وقوله على دينهم لا إشكال فيه لأنه قال بعد ذلك: (ومن تولى اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه منهم، أي من أهل دينهم وملتهم. فإنه لا يتولى متولٍ أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه، وصار حكمه حكمه)
فهذا هو المفهوم الصحيح لكلام هذا الإمام فلا يتولى متولٍ أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض ...
شاء أم أبى لأنه لازم له لا محيد له عنه لا أنه قيد!!!
- الإمام النسفي:
1 - {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء} أي لا تتخذوهم أولياء تنصرونهم وتستنصرونهم وتؤاخونهم وتعاشرونهم معاشرة المؤمنين. ثم علل النهي بقوله {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الانفال:37] وكلهم أعداء المؤمنين، وفيه دليل على أن الكفر كله ملة واحدة {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:15] من جملتهم وحكمه حكمهم، وهذا تغليظ من الله وتشديد في وجوب مجانبة المخالف في الدين {إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ} [المائدة:15] لا يرشد الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفرة {فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} [المائدة:25] نفاق {يُسَـ?رِعُونَ} حال أو مفعول ثانٍ لاحتمال أن يكون من رؤية العين أو القلب {فِيهِمْ} في معاونتهم على المسلمين وموالاتهم {يَقُولُونَ} أي في أنفسهم لقوله على «ما أسروا» {نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة:25] أي حادثة تدور بالحال التي يكونون عليها {فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ} [المائدة.
2 - {أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الانفال:27] أي يتولى بعضهم بعضاً في الميراث، وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة وبالنصرة دون ذوي القرابات حتى نسخ ذلك بقوله {وَأُوْلُو ?لاْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ} [الأحزاب:6] وقيل: أراد به النصرة والمعاونة.
البيضاوي:
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى ?لاٌّرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} في الميراث أو المؤازرة، وهو بمفهومه يدل على منع التوارث أو المؤازرة بينهم وبين المسلمين. {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ} إلا تفعلوا ما أمرتم به من التواصل بينكم وتولى بعضكم لبعض حتى في التوارث وقطع العلائق بينكم وبين الكفار.
الثعالبي:
1 - وقوله سبحانه: {وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الانفال:37]؛ وذلك يجمع الموارثَةَ والمعاوَنَةَ والنُّصْرة،
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وقوله سبحانه: {يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ?لْيَهُودَ وَ?لنَّصَـ?رَى? أَوْلِيَاء} [المائدة:15]: نهى اللَّه سبحانه المؤمنين بهذه الآية عَن اتخاذِ اليهودِ والنصارَى? أولياءَ في النُّصْرة والخُلْطة المؤدِّية إلى الِ?متزاج والمعاضَدَة، وحُكْمُ هذه الآيةِ باقٍ، وكلُّ مَنْ أكثر مخالطةَ هذَيْن الصِّنْفين، فله حَظُّه من هذا المَقْت الذي تضمَّنه قوله تعالى: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ..
- القرطبي:
وقد سبق النقل عنه وأيضا قال رحمه الله:
{أُوْلَـ?ئِكَ} رفع بالابتداء. {بَعْضُهُمْ} ابتداء ثان {أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ} خبره، والجميع خبر «إنّ». قال ?بن عباس: «أولياء بعض» في الميراث؛ فكانوا يتوارثون بالهجرة، وكان لا يرث من آمن ولم يهاجر من هاجر فنسخ الله ذلك بقوله «وَأُولُوا الاٌّرْحَامِ» الآية. أخرجه أبو داود. وصار الميراث لذوي الأرحام من المؤمنين. ولا يتوارث أهل ملّتين شيئاً. ثم جاء قوله عليه السلام:
«ألحِقوا الفرائض بأهلها»
على ما تقدّم بيانه في آية المواريث. وقيل: ليس هنا نسخ، وإنما معناه في النصرة والمعونة؛ كما تقدّم في «النساء». {وَ?لَّذِينَ آمَنُواْ} ابتداء والخبر {مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ} وقرأ يحيى بن وثَّاب والأعمش وحمزة «من وِلايتهم» بكسر الواو. وقيل هي لغة. وقيل: هي من وليت الشيء؛ يقال: ولِيٌّ بيّن الوَلاية. ووالٍ بيّن الوِلاية. والفتح في هذا أبيَن وأحسن؛ لأنه بمعنى النصرة والنسب. وقد تطلق الوِلاية والوَلاية بمعنى الإمارة ....................... ....... الرابعة ـ قوله تعالى: {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ} الضمير عائد على الموارثة والتزامها. المعنى: إلا تتركوهم يتوارثون كما كانوا يتوارثون؛ قاله ?بن زيد. وقيل: هي عائدة على التناصر والمؤازرة والمعاونة و?تصال الأيدي.
ولتراجع الآية وكلام القرطبي رحمه الله ففيها تنوع استخدام أهل العلم لمعنى الولاء للكثير من معانيه ...
الإمام البغوي:
1 - {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}، في العون والنصرة ويدهم واحدة على المسلمين، {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ}، فيوافقهم ويعينهم، {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ}.
{فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ}، أي: نفاق يعني عبد الله بن أُبي وأصحابه من المنافقين الذين يُوالون اليهود، {يُسَـ?رِعُونَ فِيهِمْ}، (أي في معونتهم وموالاتهم، {يَقُولُونَ نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ}، دولة، يعني: أن يدول الدهر دولته فنحتاج إلى نصرهم إيّانا، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: معناه نخشى أن لا يتمّ أمر محمد فيدور الأمر علينا، وقيل: نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه من جدب وقحط، ولا يعطنا الميرة والقرض، {فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ}، قال قتادة ومقاتل: بالقضاء الفصل من نصر محمد على من خالفه، وقال الكلبي والسدي: فتح مكة، وقال الضحاك: فتح قرى اليهود مثل خيبر وفدك، {أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}، قيل: بإتمام أمر محمد، وقيل: (هذا) عذاب لهم، وقيل: إجلاء بني النضير، {فَيُصْبِحُواْ}، يعني: هؤلاء المنافقين، {عَلَى? مَآ أَسَرُّواْ فِى? أَنفُسِهِمْ}، من موالاة اليهود ودسّ الأخبار إليهم، {نَـ?دِمِينَ}.
2 - {أُوْلَـ?ئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}، دون أقربائهم من الكفار. قيل: في العون والنصرة. وقال ابن عباس: في الميراث وكانوا يتوارثون بالهجرة، فكان المهاجرون والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام، وكان من آمن ولم يهاجر لا يرث من قريبه المهاجر حتى كان فتح مكّة انقطعت الهجرة وتوارثوا بالأرحام حيث ما كانوا، وصار ذلك منسوخاً بقوله عزّ وجلّ: {وَأُوْلُواْ ?لأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ فِي كِتَـ?بِ ?للَّهِ} (الأنفال: 75)، {وَ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلـ?يَتِهِم مِّن شَىْءٍ}، يعني: في الميراث، {حَتَّى? يُهَاجِرُواْ}، قرأ حمزة: {وَلـ?يَتِهِم} بكسر الواو والباقون بالفتح، وهما واحد كالدلالة والدلالة. {وَإِنِ ?سْتَنصَرُوكُمْ فِى ?لدِّينِ}، أي: استنصركم المؤمنون الذين لم يهاجروا ...
وألخص ما سبق لننتقل إلى قضية الغرض الدنيوي وأثرها في التكفير وضوابطه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرت فيما سبق أن كون الولاء أصله المحبة الباطنة يجاب عليه بأمرين:
الأول: أن هذا لا يعني أن لا يستلزم أعمالا ظاهرة تدل عليه ..
والثاني: أن الولاء من معانية في أصل الوضع والاصطلاح النصرة والمعاونة
- وذكرت أن الانطلاق في البحث من هذا المنطلق خطا ظاهر وغير منضبط ...
- واظهر دليل بالإضافة إلى ما سبق أن أصل الإيمان في القلب ولم يقل أن من حققه في الباطن فقد حقق أصل الإيمان إلا أهل التجهم والإرجاء
أيضا فإن العبادة أصلها الخضوع والتذلل ولا يقال أن من حقق هذا الخضوع وهذا التذلل في القلب فقد حقق العبادة المطلوبة ..
- بل إن أصل الإيمان في عبارات ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة جعله التصديق والمحبة وعبر بلفظ المحبة عن أعمال القلوب ولا يقال طبعا أن من حقق المحبة المذكورة دون لوازمها فقد حقق أصل الإيمان
- الولاء لا يقتصر معناه على المحبة فقط بل إن من معانيه في اللغة والاصطلاح النصرة وإن لم تكن ثمة محبة فقد تتلازم مع المحبة وقد لا تتلازم كما قال الله سبحانه وتعالى عن الكافرين من اليهود والنصارى " بعضهم أولياء بعض " مع قوله سبحانه وتعالى في اليهود {وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} وقال في النصارى {فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة}.
والآيات في ذلك كثيرة ...
وكذلك من معاني الولاء العتق والسلطان والميراث وغير ذلك من المعاني وقد نقلت من ذلك شيئا فيما سبق ..
- وذكرت أن تفسير العلماء للولاء بالنصرة في آية التولي وغيرها هو الصحيح وهو ما يتوافق مع السياق ومنهم من يفسرها بالمحبة والمودة ويقيدها بأن تكون على الدين وهذا صحيح لا إشكال فيه ولا تعارض بين التفسيرين فالنصرة والمحبة من معاني الولاء وكذا الميراث والعتق وقد فسرت الآية وغيرها على كل هذه المعاني فما كان يستحق التقيد بأن يكون على الدين كالمحبة وغيرها قيد وما كان لا يلزم منه ذلك كالنصرة والمظاهرة فلا يقيد والأصل عدم التقييد ...
- علما بأن أخر الآية يؤكد صدق تفسير الولاء بالنصرة والمعونة للكافرين على المسلمين،
وأن التولي المذكور لم يكن على الدين بل كان لغرض دنيوي وهو نص لا ادري كيف تذهب بنا الغفلة فنتجاوزه إلى التقاط الكلمات من هنا وهناك ...
فقوله سبحانه:" فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ..... " ... لم يسارعون فيهم؟ هل لأجل محبتهم أو محبة دينهم أبدا والله بل كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في حرب ضروس وبغضاء وتقاتل فهل جاء الإسلام ليحبب المشركين في اليهود ودينهم؟!!!
بل كما ذكر الله سبحانه وتعالى سبب المسارعة وهو قوله سبحانه " يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "
فمن أصدق من الله قيلا؟
- وذكرت ايضا ان المنطلق الصحيح المتوافق مع أصول البحث والاستدلال على فرض عدم التسليم بهذا التفسير هو أن يقال أن لفظ الموالاه هنا عام مطلق يشمل كل معاني التولي بلا قيود ومن يتولهم بأي نوع من التولي فهو منهم فيقال أن جميع الصور تدخل في الآية ولا يستثنى منها إلا بنص فتكون كل صور التولي مكفرة إلا ما يدل الشرع على إخراجه من هذه الصور .... وهذا أصل
الغرض الديني أو الدنيوي وتأثير على الأحكام الظاهرة:
أولا: الغرض الديني أو الدنيوي لا اعتبار له في الأحكام الظاهرة لأنه أولا:
أمر باطن والأحكام تناط بالأعمال الظاهرة بإجماع أهل السنة ..
فهو ليس وصفا ظاهرا تناط به الأحكام وهذا يعتبر علة قادحة في التعليل بمثله كما هو معلوم عند كافة الأصوليين ...
وثانيا: الغرض الدنيوي ليس وصفا منضبطا له حدود يمكن أن تناط به الأحكام فلا هو ظاهر ولا هو منضبط وأي منهما يبطل اعتباره في الأحكام الظاهرة ..
ثالثا: لا دليل صريح على اعتبار الغرض الديني أو الدنيوي في الأحكام الظاهرة ..
بل الأدلة على عدم اعتباره وهو أشبه بالأوصاف الطردية التي لا تعلل بها الأحكام لعدم مناسبتها وإذا اعتبرت فيتعلق الحكم بمظنتها لا بها لخفائها وعدم ضبطها.
رابعا: إذا كانت الأعمال الظاهرة كمظاهرة الكافرين على المشركين ومعاونتهم بالنفس والمال والسلاح وغير ذلك كما يقول الشيخ هي من قبيل المعاصي دون الكفر ولا تدل بذاتها على محبة ظهور الكافرين أو محبة دينهم فما هو تاثيرالغرض الدنيوي أو الديني هنا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولماذا إقحامه إذا تقرر أن العمل في أصله معصية؟
فإن قيل أنه معصية إذا كان لغرض دنيوي قلنا فما حكم هذا العمل في الأصل؟
فإن قيل هو كفر في الأصل وإذا كان لغرض دنيوي فهو معصية قلنا ما الدليل على كونه كفر في الأصل؟ فإن قيل الآيات تدل على ذلك قلنا وما بال المحبة القلبية هنا؟ ولماذا لم تفسر بها الموالاة؟
وإن قيل هو في الأصل معصية قيل فما تأثير الغرض هاهنا إذا كان العمل في اصله معصية؟
فإن قيل إذا دخل الغرض الديني عليه صار كفر ا
قلنا وهل يصح أن نقول على هذا الاعتبار أن جميع المعاصي كفر على اعتبار إن استحلها أصحابها؟ بمعنى أن نقول الزنا كفر والسرقة كفر وشرب الخمر كفر وعقوق الوالدين كفر باعتبار إذا استحلها أصحابها؟!
والخلاصة
أن الأعمال في ذاتها مجردة عن الغرض الديني والغرض الدنيوي إما أن تكون كفرا وإما أن تكون معصية هذا من جهة الدليل الشرعي ...
وفي مسالة الولاء كذلك إما أن يكون موالاة الكافرين كفرا وإما أن تكون معصية دون الكفر وإما أن تنقسم إلى صور يكون منها كفرا ومنها دون ذلك ...
فإن كانت كفرا فلا تأثير لأي من الغرضين لأن المرجع هو الدليل وإن كانت معصية فلا تأثير أيضا لأن المرجع هو الدليل، وإن قيل أن ثمة صور محتملة للكفر وغيره يعمل فيها بمثل هذا الغرض فيقال هذا هو المطلوب ... وليس كل الأعمال على هذه الصورة ...
خامسا: قد قيد آخرون جميع المكفرات بنفس القيد الذي قيد به الشيخ الكفر في مسالة الموالاة واستدلوا بنفس دليله على أن الكفر إذا كان لغرض دنيوي فلا يكون كفرا مخرجا من الملة فبماذا يرد الشيخ وفقه الله على ذلك؟
فإن قال هو دليل خاص قيل لا دليل على التخصيص والأصل أن لا تخصيص إلا بنص ... فإن قال نعم هو عام في جميع المكفرات - وهذا ما نلزمه به - فقد ولج بابا عظيما من الإرجاء لم يسبق إليه ونحن يقينا ننزه الشيخ عن ذلك ولكن يبقى أن يبقى أنه يوافق هؤلاء على شيء من منهجهم الباطل ...
سادسا: الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة تدل على عدم اعتبار هذا الغرض في الأحكام الظاهرة، بل جعله الله سبحانه وتعالى في غير ما آية سببا لكفر جميع الكفار بل للمعاندين منهم الذين هم أشد الناس كفرا وجحودا ..
قال تعالى عن الكفار:
{مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَليْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}
فأخبر سبحانه أنه لم يحملهم على الكفر إلا حظوظ الدنيا، فآثروها على الآخرة ... فكيف يكون سبب كفرهم عذرا لهم ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
وقال أيضاً: ((قوله: {مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَليْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ. أُوْلئِكَ الذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ. لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الْخَاسِرُونَ}، فقد ذكر تعالى من كفر بالله من بعدِ إيمانِهِ وذكر وعيدَه في الآخرة، ثم قال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ} وبَيَّن تعالى أَنَّ الوعيد استحقوه بهذا.
ومعلومٌ أَنَّ باب التَّصديق والتَّكذيب والعلم والجهل ليس هو من باب الحبِّ والبُغْضِ، وهؤلاء يقولون إِنَّما استحقُّوا الوعيدَ لزوال التَّصديق والإيمان من قلوبهم، وإِنْ كان ذلك قد يكون سببه حبَُ الدُّنيا على الآخرة، والله سبحانه وتعالى جعل استحبابَ الدُّنيا على الآخرة هو الأصل الموجب للخُسْران. واستحباب الدُّنيا على الآخرة قد يكون مع العلم والتَّصديق بأَنَّ الكفر يضرُّ في الآخرة، وبأَنَّه مالَه في الآخرة من خَلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
و "أيضاً" فإِنَّه سبحانه استثنى المكْرَه من الكفار، ولو كان الكفر لا يكون إلاّ بتكذيب القلب وجهله لم يُسْتَثْنَ منه المُكرَه، لأَنَّ الإكراه على ذلك ممتنعٌ فعُلِمَ أَنَّ التَّكلُّم بالكفر كفر إلاَّ في حال الإكراه.
وقوله تعالى: {وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا}. أي: لاستحبابه الدُّنيا على الآخرة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينَه بعَرَضٍ من الدُّنيا) فمن تكلَّم بدون الإكراه، لم يتكلَّم إلاَّ وصدرُه منشرحٌ به))
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
والثانية قوله تعالى: ((ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة)).
فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد أو الجهل أو البغض للدين أو محبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا فآثره على الدين. (كشف الشبهات)
وقال تعالى في اليهود: " {أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون}."
وقال تعالى: "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهما مما يكسبون " فهل هناك أصرح من هذا؟!
وقال تعالى: "من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون"
وقال جل شأنه: "وويل للكافرين من عذاب شديد * الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال مبين"
وقال تعالى: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ... ) وهذا نص في مسالة المولاة
- وقال تعالى: " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا "
وهذا أيضا نص في الموالاة ...
قال الطيري رحمه الله: (القول في تأويل قوله تعالى الذين يتخذون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا)
أما قوله جل ثناؤه الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين فمن صفة المنافقين
يقول الله لنبيه يا محمد بشر المنافقين الذين يتخذون أهل الكفر بي والإلحاد في ديني أولياء يعني أنصارا وأخلاء من دون المؤمنين يعني من غير المؤمنين
أيبتغون عندهم العزة يقول أيطلبون عندهم المنعة والقوة باتخاذهم إياهم أولياء من دون أهل الإيمان بي فإن العزة لله جميعا يقول فإن الذين اتخذوهم من الكافرين أولياء ابتغاء العزة عندهم هم الأذلاء الأقلاء فهلا اتخذوا الأولياء من المؤمنين فيلتمسوا العزة والمنعة والنصرة من عند الله الذي له العزة والمنعة الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء فيعزهم ويمنعهم وأصل العزة الشدة ... "
وقال الإمام البغوي:
" (الذين يتخذون الكافرين أولياء) يعني يتخذون اليهود أولياء وأنصارا أو بطانة (من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة) أي المعونة والظهور على محمد ? وأصحابه وقيل أيطلبون عندهم القوة (فإن العزة) أي الغلبة والقوة والقدرة (لله جميعا) "
قال أبو السعود في تفسيره:
(أيبتغون عندهم العزة) إنكار لرأيهم وإبطال له وبيان لخيبة رجائهم وقطع لأطماعهم الفارغة والجملة معترضة مقررة لما قبلها أى أيطلبون بموالاة الكفرة القوة والغلبة قال الواحدى أصل العزة الشدة ومنه قيل للأرض الشديدة الصلبة عزاز .. "
وقال الشيخ السعدي:
" أي الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر بأقبح بشارة وأسوئها وهو العذاب الأليم وذلك بسبب محبتهم الكفار وموالاتهم ونصرتهم وتركهم لموالاة المؤمنين فأي شيء حملهم على ذلك (أيبتغون عندهم العزة) وهذا هو الواقع من أحوال المنافقين ساء ظنهم بالله وضعف يقينهم بنصر الله لعباده المؤمنين ولحظوا بعض الأسباب التي عند الكافرين وقصر نظرهم عما وراء ذلك فاتخذوا الكافرين أولياء يتعززون بهم ويستنصرون .. "
وقوله (فأي شيء حملهم على ذلك) أليس هو الباعث الذي جعله الشيخ مانعا من التكفير؟
!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافر ويمسي مؤمنا ويصبح كافر يبيع دينه بعرض من الدنيا " الحديث
قال الشيخ ابن باز رحمه الله " وذلك بأن يتكلم بالكفر، أو يعمل به من أجل الدنيا، فيصبح مؤمناً، ويأتيه من يقول له: تسب الله تسب الرسول، تدع الصلاة ونعطيك كذا وكذا، تستحل الزنا، تستحل الخمر، ونعطيك كذا وكذا، فيبيع دينه بعرض من الدنيا، ويصبح كافراً أو يمسي كذلك، أو يقولوا: لا تكن مع المؤمن ونعطيك كذا وكذا لتكون مع الكافرين، فيغريه بأن يكون مع الكافرين، وفي حزب الكافرين، وفي أنصارهم، حتى يعطيه المال الكثير فيكون ولياً للكافرين وعدواً للمؤمنين، وأنواع الردة كثيرة جداً، وغالباً ما يكون ذلك بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة؛ ...
فهذه آيات من كتاب الله تعالى وأحاديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم تبين بجلاء ان سبب اتخاذ الكافرين أولياء ومسارعتهم فيها هو الأغراض الدنيوية من المال والعزة والقوة، ولم يجعل أيا منها مانعا من التكفير أي من علماء الإسلام ...
واختم بكلام لشيخ الاسلام رحمه الله:
"- والنبي إذا أمر بالقتل أو غيره من العقوبات والكفارات عقب فعل وصف له صالح لترتب ذلك الجزاء عليه كان ذلك الفعل هو المقتضي لذلك الجزاء لا غيره كما أن الأعرابي لما وصف له الجماع في رمضان أمره بالكفارة، ولما أقر عنده ماعز والغامدية وغيرهما بالزنا أمر بالرجم، وهذا مما لا خلاف فيه بين الناس نعلمه، نعم قد يختلفون في نفس الموجب هل هو مجموع تلك الأوصاف أو بعضها، وهو نوع من تنقيح المناط، فأما أن يجعل ذلك الفعل عديم التأثير والموجب لتلك العقوبة غيره الذي لم يذكر فهذا فاسد بالضرورة.
لكن يمكن أن يقال فيه ما هو أقرب من هذا: وهو أن هذا الرجل كذب على النبي كذبا يتضمن انتقاصه وعيبه، لأنه زعم أن النبي حكمه في دمائهم وأموالهم، وأذن له أن يبيت حيث شاء من بيوتهم و مقصودة بذلك أن يبيت عند تلك المرأة ليفجر بها، ولا يمكنهم الإنكار عليه إذا كان محكما في الدماء والأموال.
ومعلوم أن النبي لا يحلل الحرام، ومن زعم أنه أحل المحرمات من الدماء والأموال والفواحش فقد انتقصه وعابه، ونسب النبي إلى أنه يأذن له أن يبيت عند امرأة أجنبية خاليا بها، وأنه يحكم بما شاء في قوم مسلمين، وهذا طعن على النبي وعيب له، وعلى هذا التقدير فقد أمر بقتل من عابه وطعن عليه من غير استتابة وهو المقصود في هذا المكان، فثبت أن الحديث نص في قتل الطاعن عليه من غير استتابة على كلا القولين.
ومما يؤيد القول الثاني أن القوم لو ظهر لهم أن هذا الكلام سب وطعن لبادروا إلى الإنكار عليه، ويمكن أن يقال: ربهم أمره، فتوقفوا حتى استبانوا ذلك من النبي لما تعارض وجوب طاعة الرسول وعظم ما أتاهم به هذا اللعين، ومن نصر القول الأول قال: كل كذب عليه فإنه متضمن للطعن عليه كما تقدم.
ثم إن هذا الرجل لم يذكر في الحديث أنه قصد الطعن والإزراء، وإنما قصد تحصيل شهوته بالكذب عليه وهذا شأن كل من تعمد الكذب عليه فإنه إنما يقصد تحصيل غرض له إن لم يقصد الاستهزاء به، والأغراض في الغالب إما مال أو شرف كما أن المسيء إنما يقصد - إذا لم يقصد مجرد الإضلال - إما الرياسة بنفاذ الأمر وحصول التعظيم، أو تحصيل الشهوات الظاهرة، وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كُفر كَفر بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافرا إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله. "
يتبع
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 03:59]ـ
قصة حاطب رضي الله عنه ..
ذكر الشيخ وفقه الله حديث علي رضي الله عنه: (بعثني رسول الله والزبير والمقداد بن الأسود، وقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب، فخذوه منها، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب فإذا فيه: من حاطب بن?أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله:?، فقال رسول الله ?أبي بلتعة إلى أناس من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله يا حاطب ما هذا؟ قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت امرءًا ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
قرابات بمكة، يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول: قد صدقكم. فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. قال: إنه قد?الله شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله أن يكون قد أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)
وعلق الشيخ وفقه الله: وفي هذا الحديث الدلالة على أصلين، هما قوام الاستدلال على أن موالاة الكفار لمجرد غرض دنيوي ليست كفرًا. فأما الأصل من مكاتبة قريش وإفشاء سر رسول الله?الأول فما دل عليه الحديث من أن ما فعله حاطب داخل في عموم موالاة الكفار ومظاهرتهم على المسلمين، وأما الأصل الثاني فما دل? لم يكفر بتلك الموالاة؛ لأنها لم تكن موالاة للمشركين?عليه الحديث من أن حاطبًا على دينهم، وإنما كانت لمجرد غرض دنيوي وهو حماية أهله وماله بمكة.
والتعليق على هذا أقول:
أما الأصل الأول وهو دخول فعل حاطب رضي الله عنه في عموم الموالاة فنعم وأهل العلم في التفريق بين الموالاة والتولي على حالين:
فمنهم من يفرق بينهما ويجعل التولي كفرا والمولاة ليست بكفر إلا أن تكون على الدين
ومنهم من يجعله بابا واحدا ويقسمه إلى موالاة مكفر ة ومولاة غير مكفرة ..
وهذا التقسيم بحد ذاته والذي يقول به بعض من يحتج بهم الشيخ وفقه الله على مذهبه
كالعلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ هو حجة على من يجعل كل صور الموالاة أو التولي دون الكفر ...
وعلى ذلك فأن إدراج بعض العلماء لفعل حاطب في باب الموالاة الغير مكفرة ليس معناه انه يعد جميع الصور كذلك .. فينبغي معرفة منهج من يحتج بكلامه في هذا الباب .. وسيأتي كلام الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ ...
والفعل قد يكون جنسه كفرا وهو ليس بكفر كالحلف بغير الله فهو كما جاء في الحديث "من حلف بغير الله فقد أشرك " ومع ذلك فهو ليس بشرك اكبر إلا على أوجه ذكرها أهل العلم
أو كالطواف حول القبر وغير ذلك
وفعل حاطب يدخل في عموم الموالاة بل في عموم الإعانة أيضا ومع ذلك فقد يصل إلى الكفر وقد لا يصل لأنه حالة خاصة و صورة محتملة كما سيأتي ... ..
والصورة المحتملة تختلف عن القطعية في أن القطعية واضحة الدلالة على الإعانة وإرادة ظهور الكفار كمن يقاتل في صفوف الكفار أو يتبرع لهم بماله وسلاحه ورأيه،فهذا لا يشك عاقل في انه قصد أعانتهم ومظاهرتهم أراد ظهورهم وانتصارهم، أما المحتملة فهي وإن كانت من هذا الجنس إلا أنها لا يقطع معها بهذا المعنى لما يحيط بها من قرائن تدل على ذلك وهذه الصور المحتملة هي التي يجب فيها الإستفصال دون غيرها لورود الاحتمال على دلالتها ...
و لان التكفير لا يقع بالظنون ولا بما يحتمل، بل لا بد من القطع عند ورود الاحتمال ...
أما الصور الظاهرة القاطعة فلا يقال فيها بالاستفصال لأنها ظاهرة الدلالة وهذا أمر معروف لا يخفى على أحد ..
والمخالف يقول لكن المكاتبة وما فعله حاطب هو إعانة فعلية ولها أثرها في الحروب ... والجواب عليه أننا لم نقل أن فاعلها مسلم مطلقا بل قلنا كما قال الشافعي ليس هذا بكفر بين ... فعله محتمل للكفر وغيره يدل على عظم عمله وخطورته ... هذا أولا
وثانيا:أن كون عمله إعانة فعلية لا يغير من الأمر شيئا فكونه لا يقصد الإعانة أو أن عمله لا يدل على ذلك بصورة قاطعة هو مناط الحكم عليه أما كونه إعانة للكفار فقد يعينهم بالكثير من الطرق عن طريق الخطأ فقد يمكن الكفار من المسلمين بجهله وحماقته إذا كان قائدا وكل هذا لا يعني أنه ظاهرهم أو أعانهم على المسلمين وأبواب الإعانة الفعلية كثيرة كالتجارات والكثير من المعاملات وغيرها فهي إعانة فعلية ولكن هذا باب آخر يختلف عن ما نحن فيه ..
والصور المحتملة مثل ما يقال في ألفاظ السب الصريح والمحتمل فما كان صريحا في السب والاستهزاء فانه قاطع في استحقاق الحكم بالكفر على قائله ولو ادعى خلافه أما ما كان محتملا فالقول قول قائله ويجب هنا الاستفصال لورود الاحتمال في قصده للمعنى المكفر من اللفظ لا لقصده الكفر! ولذا قال سبحانه وتعالى " لا تقولوا راعنا " لما كان اليهود يقصدون به الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ لأنهم يعنون به الرعونة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبدله سبحانه بقوله " وقولوا انظرنا " .. والألفاظ قد تكون في أصل الوضع على معنى وفي الاستعمال والاصطلاح على معاني أخرى، فيراعى معنى اللفظ في عرف الاستعمال خاصة في ألفاظ السب والتنقص وهل هذا اللفظ صريح في هذا المعنى أو لا في عرف الاستعمال فإن كان صريحا اخذ به وإلا فلابد من الاستفصال عند احتمال اللفظ لأكثر من معنى ...
وهذا أصل (أي التفريق بين الصريح في الدلالة والمحتمل) جاءت به الشريعة وقررته في الكثير من أبوابها ...
فمثلا في باب الشرك اختلف العلماء في صورة الطواف بالقبر هل هي شرك بذاتها أم أنها بدعة لا تكون شركا إلا إذا قصد تعظيم المقبور واتفقوا على الكثير من صور الشرك الصريح كالدعاء والذبح وغير ذلك
فإذا جاء وقال قائل نستفصل في كل صور الشرك فلا شك انه مخطئ ويحتاج أن يراجع أصوله ...
وهنا في قصة حاطب رضي الله عنه جاء الشيخ وفقه الله مع إقراره أن فعل حاطب - محتمل الدلالة - وسحب حكم فعل حاطب على جميع صور الموالاة وجعلها جميعا في حكم المحتمل من الأفعال ولم يراعي أنه صورة محتملة من جنس صور قطعية ...
فنحن لدينا ثلاثة أنواع من صور الموالاة:
1 - صور قطعية الدلالة على المولاة أو التولي وحكمها كفر مخرج من الملة ومن أظهرها التصريح بمحبة دين الكافرين والرضى به وكذلك من ينصرهم الكفار ويظاهرهم على المسلمين بالرأي والنفس والمال وغير ذلك .. وإن كان لا يحب دينهم أو يرضى به فهذا كفر مخرج من الملة ...
2 - صور محتملة الدلالة على الموالاة فهي تدخل في عمومها وهي من جنس الصور السابقة كما أن الحلف والريا من جنس الشرك ولكنها تكون تارة على وجه الكفر وتارة تكون كبيرة من الكبائر والفرق بينها وبين التي تليها أن ذات العمل محتمل بحسب القرائن وما يحيطه فتارة يكون موالاة ومظاهرة وتارة لا يكون كذلك كفعل حاطب رضي الله عنه
3 - صور محرمة تدخل في عموم الموالاة كبعض أنواع التشبه والمصادقة والركون والبشاشة والمحبة وغير ذلك ..
فإذا رجعنا إلى فعل حاطب رضي الله عنه فنجده فعلا يدخل في عموم الموالاة وهو من جنس المعاونة والمظاهرة إلا انه فعلا محتملا في ذاته على هذا المعنى الأخير والشيخ يقر بذلك ..
والدليل على أن فعل حاطب من هذا النوع (الثاني) من صور الموالاة:
أذكر دلالتين على ذلك الأولى من كلام الشافعي رحمه الله:
والثانية هي اختلاف العلماء في حكم فعل حاطب
وكلا الدلالتين تقضيان أن صورة فعل حاطب رضي الله عنه من الصور المحتملة ... وهذا لا يعني أن لا يوجد صور صريحة ... هذا بالضرورة
قال الشافعي رحمه الله: " في هذا الحديث - مع ما وصفنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون؛ لأنه لما كان" الكتاب يحتمل" أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكاً في الإسلام , وأنه فعله ليمنع أهله , ويحتمل أن يكون زلة لا رغبة عن الإسلام , " واحتمل المعنى الأقبح ," " كان القول قوله فيما احتمل فعله" , وحكم رسول الله فيه بأن لم يقتله ولم يستعمل عليه الأغلب "
وفي سؤال الربيع وجواب الشافعي رحمه الله درر كثيرة ازعم أنها تحل الإشكال في هذه المسالة لمن يتأملها حق التأمل منها:
1 - قول الربيع رحمه الله في بداية النقل: " قيل للشافعي رحمة الله عليه: أرأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم، أو بالعورة من عوراتهم، هل يحل ذلك دمه، ويكون ذلك دلالة على ممالأة المشركين على المسلمين؟.
" فقوله " ويكون ذلك دلالة على ممالأة المشركين على المسلمين " تدل أن ممالأة المشركين بمعنى مظاهرتهم ونصرتهم على المسلمين كفر وأن هذا مقرر عند الشافعي والربيع والإشكال في دلالة هذه الأعمال على هذا المعنى المكفر ....
ولو قيل فقط ممالة المشركين لكان يمكن تفسيرها على المحبة أو الموافقة ولكن العبارة " ممالأة المشركين على المسلمين " فهل هناك أوضح من ذلك؟
2 - أن الشافعي بنى حكمه وكلامه على كتاب حاطب الذي يضعف الشيخ وفقه الله سند ثبوته وشنع على من ذكره من أهلا لعلم حيث قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وأما ما استند إليه في تبرير إخراج فعل حاطب عن كونه موالاة للكفار من أن حاطبًا قد كتب إلى المشركين يتوعدهم، ويدعوهم إلى الإسلام، فلم يذكر لقوله إسنادًا يحكم عليه، وقد ذكر الإمام القرطبي نحو ما ذكره، وقال بعده: (ذكره بعض المفسرين). وذكره الحافظ ابن حجر ونسبه إلى بعض أهل المغازي، ولم يحكم عليه، وحكاه الشوكاني عن السهيلي، ولم يحكم عليه أيضًا (فأي حجة في مثل هذا. "
فالشيخ هنا لا يقر بما ورد عن كتاب حاطب للمشركين ومع هذا فإنه نقل كلام الإمام الشافعي الذي يدورجل كلامه على كتاب حاطب وما يحتويه!!!
هل يترك كلام الشافعي رحمه الله كله لأنه بناه على ما لا يحتج به عنده؟!
هذا أمر هام غفل عنه الشيخ ونحن نتظر تعليق الشيخ على هذا ..
3 - الشافعي رحمه الله صرح بان الكتاب الذي أرسله للكفار وما يحتويه يتضمن احتمال ثلاثة أوجه وهي:
- يحتمل أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكاً في الإسلام , وأنه فعله ليمنع أهله
- ويحتمل أن يكون زلة لا رغبة عن الإسلام
- ويحتمل أن يكون على المعنى القبيح
فالشافعي رحمه الله يتكلم هنا عن كتاب وما يحتويه من كلمات ... يعني ركن مادي وعمل ظاهر، وذكر أن هذا الكتاب يحتمل أن يكون على الثلاثة أوجه السابقة فالمرجع في احتمالية العمل هو الكتاب وما تحيطه من قرائن ظاهرة مقالية وحالية تدل على صدق حاطب فيما اخبر عند الاستفصال ولذا قال رحمه الله: في هذا الحديث مع ما وصفنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون، فالحكم كان على الظاهر وبني على عمل ظاهر .. فأين محل الغرض الدنيوي في كلام الشافعي رحمه الله؟
4 - الإمام الشافعي رحمه الله يؤصل القاعدة التي سبق ذكرها وهي أن العمل يكون فيه الاستفصال عند ورود الاحتمال على دلالته وذلك بقوله " كان القول قال: ((قد?قوله فيما احتمل فعله" وقوله ": أفرأيت إن قال قائل: إن رسول الله صدق)) إنما تركه لمعرفته بصدقه، لا بأن فعله كان يحتمل الصدق وغيره، فيقال له: قد في? أن المنافقين كاذبون، وحقن دماءهم بالظاهر، فلو كان حكم النبي ?علم رسول الله حاطب بالعلم بصدقه كان حكمه على المنافقين بالعلم بكذبهم، ولكنه إنما حكم في كل منهم السرائر"?بالظاهر، وتولى الله
5 - الاحتمال هنا في العمل ودلالته كما ذكر الشافعي رحمه الله وهو مضمون كتاب حاطب الذي بنى الشافعي حكمه عليه وذكر ما يتضمنه من احتمالات " كعمل ظاهر" وذكر أن هذا الحديث فيه طرح الحكم باستعمال الظنون، والقرائن تدل على صدقه من أنه كان لصيقا في قريش ولم يكن منها وان له أموالا وأولادا يريد أن يحفظها بهذا الكتاب وانه يوقن بأن الله ناصر دينه ومعلي كلمته فالقرائن الحالية والمقالية تدل على صدقه مع احتمال الوجه القبيح ... كل هذا في " عمل ظاهر " رسالة مكتوبة "
ولكن الشيخ وفقه الله غض الطرف عن كل هذا وجعل الاحتمال ليس في عمل حاطب الظاهر" الكتاب وما يحتويه " ولكن في " قصد حاطب " الباطن فجعل مدار الأمر على قصد الكفر أو مودة الكافرين لدينهم دون اعتبار للعمل الظاهر! ... وهذا خطأ ظاهر لمن يتأمله!
وليته وفقه الله قصر هذا الأمر على فعل حاطب بل سحب حكمه على كل صور المولاة هكذا بضربة لازب
لا فرق بين محتمل الدلالة ولا قطعيها ولا ادري ما فائدة أن يقرر الشيخ وفقه الله احتمالية فعل حاطب بقوله:
" وما ذكره الإمام الشافعي في دلالة قصة حاطب ? على الاحتمال في فعله، وأن النبي ? لم يكفر حاطبًا؛ لأن فعله يحتمل الكفر وما دونه فقه متين، والدلالة فيه واضحة، لا ينكرها إلا جاهل بما بينه الإمام الشافعي أو جاحد معاند .. "
فأي فقه استفيد من كلام الشافعي وكلامه رحمه الله عن الحكم الظاهر وكلام الشيخ كله الحكم بالظنون والبواطن والأغراض؟!
6 - مما يؤكد أن فعل حاطب رضي الله عنه كان فعلا محتملا قول الشافعي رحمه الله:
" وليس الدلالة على عورة مسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها، أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيّن.
"
فقوله ليس بكفر بين يعني أمورا منها:
- أن من صور الموالاة ما يكون كفرا بينا في الظاهر وهي مظاهرة المشركين وممالأتهم على المسلمين كما سبق من التعليق على السؤال الذي أجاب عنه الإمام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- ويعني أيضا أن فعل حاطب ليس بكفر بين ومثل هذا لا يقال في الذنوب والمعاصي فمثلا الزنا وغيره من الكبائر لا يقال فيه ليس بكفر بين بل يقطع أنه ليس بكفر فقوله ليس بكفر بين يدل على انه يحتمل الكفر بذاته ويحتمل أن يكون غير ذلك بحسب القرائن على ما سبق عنه رحمه الله ورضي الله عنه ..
7 - قول الشيخ وفقه الله "وكان جواب الإمام الشافعي بأن ما ذكر مما هو من مظاهرة المشركين، وما هو أبلغ منه في المظاهرة، وهو التقدم في نكاية المسلمين، بأن يقاتل المسلمين مع المشركين ليس من الكفر البين. وإنما قال الإمام الشافعي إن التقدم في نكاية المسلمين ليس بكفر بين " مغالطة واضحة أسأل الله أن يغفر له
فقول الشافعي رحمه الله "" وليس الدلالة على عورة مسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها، أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيّن. " فقوله أو يتقدم عائد على الكافر الذي يحذر الغرة لا على المسلم الذي يدل على العورة والدليل على ذلك استدلاله بحديث حاطب رضي الله وليس فيه سوى الدلالة ..
وأيضا السؤال الذي ذكره الربيع رحمه الله كان حكم المكاتبة إلى الكفار ومدى دلالتها على ممالأة المشركين على المسلمين وذلك بقوله: " قيل للشافعي رحمة الله عليه: أرأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم، أو بالعورة من عوراتهم " فكيف يقال أن الشافعي أجاب عن حكم ممالأة المشركين على المسلمين رأسا واستدل بفعل حاطب ففهم الشيخ وفقه الله أن النكاية بالمسلمين حصلت من المسلم خطا والله أعلم ..
وما بناه على ذلك أيضا خطا وتكرار الشيخ أن الشافعي أجاب عن حكم " مظاهرة المشركين" مرارا لا إيهام لا ينفعه، وليس بصحيح، فالشافعي أجاب عن سؤال واضح بإجابة سبق التعليق عليها والدليل مطابق لما سئل عنه ...
ولذلك فإن قول الشيخ:
-))) وكان جواب الإمام الشافعي بأن ما ذكر مما هو من مظاهرة المشركين، وما هو أبلغ منه في المظاهرة، وهو التقدم في نكاية المسلمين، بأن يقاتل المسلمين مع المشركين ليس من الكفر البين ...
- ومقتضى قول الإمام الشافعي هذا أنه يجزم بالإحكام في دلالة حديث حاطب على عدم التكفير بمظاهرة المشركين لغرض دنيوي
- على أن مظاهرة المشركين ليست من الكفر البين?ومستند الإمام الشافعي في قصة حاطب لم يحكم بكفر حاطب بمجرد ما حصل منه من مظاهرة المشركين، مع أنه لا أحد?أن النبي يمكن أن يأتي في مظاهرة المشركين ...
- ومع تشديد الإمام الشافعي في شأن ما حصل من حاطب من مظاهرة المشركين إلا أن ذلك عنده ليس من الكفر البيّن؛ لأن فعل ....
- ثم نبه الإمام الشافعي بعد ذلك على أمر مهم، وهو أنه قد يقع في النفس ترجيح الاحتمال بالكفر بمجرد الموالاة الظاهرة للمشركين، ...
ويحذر الإمام الشافعي من الاستناد إلى مجرد دلالة الفعل في ذلك، وإن غلب على النفوس من ذلك ما يغلب، والاكتفاء بدلالة القول، لكونه وحده المنبئ عن الاعتقاد الباطن في حال مظاهرة المشركين لأجل دينهم .... ))) ا. هـ
* كل ما سبق وغيره إيهام أو إيحاء للقارئ بإغراقه بالتكرار أن الشافعي أجاب عن حكم " مظاهرة المشركين" خطا يؤخذ على الشيخ غفر الله له ونجل الشيخ أن يفعل مثل هذا ...
ومن يتأمل السؤال والجواب ودليله ينبغي أن يجل الإمام الشافعي رحمه الله ويحفظ له قدره ...
ولكن الإشكال في نظري هو في تركيب المعاني! فلما جزم الشيخ وفقه الله أن المكاتبة والدلالة هي من جنس المظاهرة (وهذا صحيح) بل جعلها اشد أنواع المظاهرة ضررا بالمسلمين فتصور - مع ما سبق التنبيه عليه - أن الشافعي أجاب عن حكم المظاهرة واخذ يكرر هذا ويستعمله في أكثر من عشر مواضع في صفحة أو صفحتين وهذا خطأ قصده الشيخ أم لم يقصده ...
فليس من شك أن تأمل السؤال والجواب واجب وانعام النظر فيهما يقتضي أنه إذا كان السؤال عن مدى دلالة هذه الأعمال على المظاهرة أو الممالأة وكان الجواب هو أن هذه الأعمال محتملة الدلالة على ذلك المعنى والدليل هو حديث حاطب فكيف جاء هذا الفهم الغريب؟!
فالدلالة وما فعل حاطب عمل ظاهر وهو من جنس المظاهرة والموالاة والممالأة لا شك ولكن الشافعي جعله محتملا بذاته على هذه المعاني فكيف نسحب حكم هذه الصورة على الأصل الذي لم تتحقق دلالة هذه الصورة عليه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن ثمة أعمال هي اقطع في الدلالة منه فمن يقود جيوش الكفار رافعا رايتهم لقتال المسلمين أو يمدهم بالسلاح والرأي والمشورة تبرعا منه أظهر في الدلالة على الممالأة والموالاة من من يكاتبهم من بعيد وفي خفيه ومقابل مال مثلا على إرادة ظهور الكفار ورفع راية الكفر وإن كانوا في الكفر سواء ... إلا أن يدل دليل ظاهر أو قرائن حالية أو مقالية على أن الأخير كان كفعل حاطب وأنى له. .
8 - قول الشيخ بناءا على ما سبق:
" وما ذكره الإمام الشافعي هنا عام في التفريق بين ما هو كفر لذاته وبين ما يكون الكفر به متعلقًا بالباطن، بحيث لا يحكم على فاعله بالكفر إلا من جهة دلالة القول على الكفر الباطن. فما كان كفرًا لذاته لم يشترط في تكفير المعين به التثبت من اعتقاده الباطن بدلالة القول عليه، وإنما يكتفى بالتثبت من تحقق شروط التكفير وانتفاء موانعه في حقه، بخلاف الذنوب التي دون الكفر، فإنها لا تكون كفرًا لذاتها، وإنما يكون الكفر بما يكون في الباطن من الاعتقاد الذي هو كفر، كاستحلال المعصية"
* أقول تقسيم الكفر إلى ما هو كفر لذاته وبين ما يكون الكفر به متعلقًا بالباطن ... يفهم منه أن جميع المعاصي والذنوب يمكن أن يطلق عليها أنها كفر مخرج من الملة ولكن على قسمين قسم هو كفر لذاته وقسم يكون الكفر فيه متعلقا بالباطن .. وهذا تقسيم محدث لم يسبق إليه!!!
فالذنوب تنقسم إلى كفر وما دون الكفر أي معاصي وذنوب وليس هناك نوع كفر يسمى كفر متعلق بالباطن بل الأعمال على قسمين كفر أكبر مخرج من الملة، وذنوب دون ذلك ..
كبائر وصغائر لا تكون كفر إلا بالاستحلال أو الجحود ...
ولا تسمى كفرا متعلقا بالباطن يعني لا تعد نوعا من الكفر وإلا فجميع الذنوب قد نعدها من هذا النوع من الكفر ... ولم يقل بذلك احد!
والشيخ وفقه الله في غالب مباحثه وكتبه يميل إلى تأصيل نظرياته بوضعها أصولا وقواعد كما في كتابا لضوابط وهذا مكمن خطورته وهو أيضا ما يستدعي التدقيق في كلامه وفقه الله ..
فأراد الشيخ هنا وفقه الله أن يحدث نوعا من الكفر متعلقا بالباطن ليقول بعد ذلك أن الكفر في الموالاة كفر نفاق باطن وان هذه الأعمال تدخل في هذا النوع وان كلها ليست دليلا عليه بذاتها بل تفتقر إلى الإستفصال كما حدث مع حاطب، بحيث لا يحكم على فاعله بالكفر إلا من جهة دلالة القول على الكفر الباطن للتحقق من كفر الباطن الذي ذكره وهذا كلام غير مسئول وبعيد عن التحقيق العلمي تماما ....
وقول الشيخ:" فما كان كفرًا لذاته لم يشترط في تكفير المعين به التثبت من اعتقاده الباطن " خطا أيضا لانه لا دخل للباطن في كلا الحالتين سواء في الكفر بذاته أو ما كان الكفر فيه بالاستحلال وغيره فالحكم كله على الظاهر فمن استحل المحرمات كفر بالاستحلال وقوله أني استحل هذا في الباطن أو لا، لا اعتبار له في الأحكام الظاهرة ومسالة الإستفصل ليست للتحقق من الباطن كما يذهب الشيخ بل هي للتحقق من قصد المكلف للعمل المكفر أو المعنى المكفر لعدم قطعية دلالة العمل على هذا ...
فلو قال لفظا يحتمل التنقص للنبي صلى الله عليه وسلم أو قال كلاما يحتمل الإقرار بحاكمية غيرا لله سبحانه وتعالى كلفظ الديمقراطية مثلا فالإستفصل هو عن المعنى المقصود من اللفظ وهل هو يقصد المعنى المكفر من اللفظ أم المعنى الأخر فإن قال أقصد بالديمقراطية الحرية والتمدن والاستفادة مما فيها من تكنولوجيا تخدم الدعوة والإسلام مثلا فقد قصد معنى يحتمله اللفظ لا سيما وهو لفظ محدث، كان القول قوله فيما احتمل ...
ولا نقول هنا كل الألفاظ ترجع إلى هذه القاعدة أو أن جميع الألفاظ مبنية على هذا اللفظ ... فهذا خطا لا شك في ذلك
والصحيح هو ما قرر بفضل الله من كلام الشافعي رحمه الله من أن نفس كتاب حاطب والذي هو "العمل الظاهر" يحتمل في نفسه ما ذكره فكان الإستفصال في مورد الاحتمال لا أن الحكم متعلق بالباطن وان الإشكال في القصد والغرض أو غير ذلك ...
وكانت صورة الدلالة أو المكاتبة تحتمل أن تكون كفرا وتلحق بالممالأة أو المظاهرة ويحتمل أن تكون غير ذلك بحسب القرائن الظاهرة ويكون حكم فعل حاطب أصلا في هذه الصورة فقط لا سيما وهي قضية عين، وتبقى دلالة النصوص في صورة المظاهرة والنصرة على ما هي عليه بحسب ما سبق .. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
فيما سبق سلطنا الضوء على كلام الإمام الشافعي رحمه الله وأظهرنا دلالته ..
وبينا أن الشافعي رحمه الله بنى كلامه وحكمه مبني على ما احتواه كتاب حاطب رضي الله عنه وأن هذا هو الظاهر الذي بنى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام حكمه مع قول حاطب لما استفصل منه
وذكرنا أن الشافعي رحمه الله قرر أن فعل حاطب من الأفعال المحتمة للكفر وغيره وان هذا أصل في هذه القاعدة
وهذا دليل في حد ذاته على أن من الأعمال ما هو قطعي في الدلالة لمن يتأمل ..
وبينا خطا الشيخ وفقه الله في سحب هذه القاعدة على الأعمال الصريحة الدلالة ...
وبينا أن الدلالة والمكاتبة للكفار بعورات المسلمين هي وإن كانت من جنس المعاونة والموالاة إلا أنها قد تحتمل معنى آخر إذا كانت على مثل فعل حاطب، وذكرنا أمثلة على ذلك
وذكرت أن الشيخ وفقه الله (فيما أرى) قد اختلط عليه كلام الشافعي رحمه الله مما ذهب به إلى ان الشافعي يقرر حكم مظاهرة المشركين على المسلمين وليس كذلك كا سبق ... وهذا من خلال أمرين:
الأول: قول الشافعي رحمه الله " وليس الدلالة على عورة مسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها، أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيّن.
" فظن وفقه الله أن قول الشافعي رحمه الله " أو يتقدم في نكاية المسلمين " عائد على المسلم الذي دل وخابر والصحيح انه يعود على الكافر وقد سبق بيان الدليل
والثاني: أنه ظن أنه طالما ان الدلالة والمكاتبة قد تكون اخطر على المسلمين من غيرها من الصور وأنها من جنس المناصرة والمظاهرة فإن كلام الشافعي يشملها تضمينا أو لزوما وهذا خطا وقد بينا انه لا يلزم أن يكون الشيء من جنس معين أن يكون له حكمه وكلام شيخ الاسلام السابق يوضح ذلك ...
والمسالة لا تقاس بالخطورة إطلاقا!!!
وهذا خطا يقع فيه الكثير من الفضلاء فإن المرء يكفر بمجرد محبة دين الكافرين أو إرادة ظهور الكفار وهو عمل قلبي لا يمثل أيه خطورة وينتقض معه ولاء المسلم ويكفر ويخرج من الملة ويكون بذلك عدوا لله ولرسوله وللمسلمين ...
وفي الجهة المقابلة قد يقتل المسلم النفر الكثير من المسلمين ويهدم منازلهم ويستولي على أموالهم ويظلمهم ويرتكب العظائم كما فعل الحجاج بن يوسف أكثر من ذلك ومع كل هذا لم يكفره احد من أهل العلم رغم كل ما فعله ومن كفره كفره لغير هذا المعنى ... بل عد هذا من فسوقه وضرب به المثل في الظلم …
فالقضية ليست خطورة العمل -وإن كان لها وزنها من جهة تغليظ العقوبة - وهي شبهة استحكمت على الكثير ...
القضية أن إرادة ظهور الكفار على المسلمين كفر مخرج من الملة وهو عمل قلبي مكفر ...
وهذا العمل القلبي له لوازم في الظاهر تحققه شأنه شان جميع أعمال القلوب ....
هذه اللوازم بالضرورة هي أعمال ظاهرة، قد تكون قطعية الدلالة على تحقيق هذا العمل القلبي وقد تكون محتملة ومنها أعمال محرمة ليست ملزومة له
الشيخ وفقه الله يجعل هذا العمل لقلبي دفين القلب ليس له لازم يحققه قياسا على النفاق .... وهذا خطا سبق بيانه ...
والإشكال ليس في هذا المبحث بل الإشكال راجع لكتاب الضوابط حيث خرق قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن وفتتها وأبطلها وكسر الحاجز المميز بين أهل السنة والمرجئة فلم يبقي لنا من قاعدة التلازم أي تلازم! ... واحتاجت الضوابط إلى ضوابط وروابط! وليس هذا حديثنا ولكن الشيخ وفقه الله هذا منطلقه والله يوفقنا واياه إلى سواء السبيل ..
هذا العمل القلبي وهو إرادة ظهور الكفار وانتصارهم على المسلمين يحققه قطعا مظاهرتهم ومناصرتهم ومعونتهم بالنفس والمال والرأي والمشورة ولذا كان الإجماع على كفر من يظاهر المشركين على المسلمين ظاهرا وأدلته واضحة والفتوى على ذلك على مر العصور، وكان من المقررات في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن من نواقض الإسلام العشرة: الناقض الثامن:ـ هو مظاهرة المشركين على المسلمين والدليل هو قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم " ولما سأله الشرفاء على ماذا يقاتل ومن يقاتل لخص دعوته وأجمل كلامه وقال بوضوح: النوع الرابع: من سلم من هذا كله ولكن أهل بلده مصرحون بعداوة التوحيد وإتباع أهل الشرك وساعون في قتالهم ويتعذر أن تركه وطنه يشق عليه, فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ويجاهد بماله ونفسه. فهذا أيضاً كافر .. " وتوارث هذا الفقه أجيال
(يُتْبَعُ)
(/)
من بعده، حتى جاء الشيخ وفقه الله مع بعض " الشرفاء " الذين لم يتأملوا رسالة جدهم وقالوا هذا كله غلو في التكفير!!! فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
- هذا العمل القلبي (إرادة ظهور الكفار) هو كالتعظيم وما ينافيه من أعمال في الظاهر كالسب وغيره هو من لوازمه وهكذا في كل أعمال القلوب كما هي قاعدة أهل السنة والجماعة في تلازم الظاهر بالباطن ...
ومع ذلك كله قد تأتي أعمال محتمله في السب والشرك والحكم والموالاة وسائر أعمال الكفر يستفصل فيها عن قصد قائلها أو فاعلها لاحتمالها وعدم قطعية دلالتها على هذا العمل القلبي المكفر ..
وهذا الإستفصال عن القصد ليس هو " قصد الكفر " كما يقول البعض و ليس للتعرف على الباطن كما يقول الشيخ!
بل للتحقق من أنه قصد المعنى المكفر الذي يحتمله القول أو الفعل أو قصد المعنى الآخر الذي يحتمله أيضا القول أو الفعل ...
فاحتمالية العمل تسبق احتمالية القصد .. لا أن العمل قد يكون قطعيا والقصد يحتمل كما يقرر الشيخ في الضوابط!
والحكم بالظاهر على طول الخط وليس للباطن أي اتصال بالحكم الظاهر إلا قصد العمل وإرادة المعنى والذي قد يكون العمل قطعي الدلالة عليه وقد يحتمل فيستفصل ...
هذا ما اردت تثبيته لتصور فعل حاطب رضي الله عنه ووضعه في موضعه الصحيح مع ما سبق من تعليق على كلام الشافعي رحمه الله ...
- يقول الشيخ وفقه الله: "والذي يستنتج من كلام الإمام الشافعي أن الكفر بموالاة الكفار عنده هو من الكفر الباطن، الذي يكون به النفاق وإن لم يدل عليه دليل في الظاهر، وأن ما يكون في الظاهر من موالاة الكفار لا يكفي لذاته عند الإمام الشافعي دليلًا على الكفر الباطن، وأنه لا سبيل إلى ذلك إلا بدلالة القول"
والتعليق على هذا
أنه قد سبق بيان بطلان ذلك وان ليس في كلام الشافعي أن ثمة نوع من أنواع الكفر يسمى كفر الباطن يبقى دفين القلب لا لوازم له تنقضه في الظاهر،
وإذا تجاوزنا هذا اللفظ فنقول إن هذا يكون كما قرر الشافعي بلفظه في صور محتملة يكون فيها الاستفصال عن (الكفر الباطن) لا يجري حكمها بالضرورة على الصور الواضحة والصريحة والتي من أبرز صورها مظاهرة المشركين على المسلمين بالنفس والمال والسلاح والرأي والمشورة ...
وذكرت فيما سبق أن ليس هناك شيء اسمه كفر باطن لا دليل عليه في الظاهر، .. فلا تعلق لأي من أنواع الكفر بالباطن حتى النفاق وهو كفر باطن له في الظاهر ما يلزمه من أعمال وإن أخفاها المنافق تحت عارض السيف ولكن كما قال سبحانه " وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن " فالمنافق يظهر ما في باطنه من كفر ونفاق فما أسر من سريرة إلا ظهرت على صفحات وجهه وفلتات لسانه ... وقال سبحانه " ولتعرفنهم في لحن القول "
فلا يقول بمسألة الكفر الباطن إلا من خرق قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن وقد سبق الإشارة إلى موقف الشيخ وفقه الله وأنه وفقه الله جعلها مرقا بيننا وبين أهل الإرجاء فأعطانا جزءا وجعل لأهل الإرجاء منها ثلاثة أجزاء - هدية للمرجئة من عالم سلفي - بعد أن كانت قاعدة مصمتة لا ترى فيها عوجا ولا أمتا نضرب بها في وجوه المرجئة أو من تأثر بهم فالله المستعان
وقول الشيخ واستنباطه:
" .. فإنه إذا كان ما فعله حاطب من مظاهرة المشركين هو أظهر ما يكون من موالاة الكفار في الظاهر، ولم يمكن الحكم على حاطب بالكفر لعدم إمكان دلالة الفعل لذاته على ذلك لم يمكن الحكم على شيء من الموالاة الظاهرة للكفار أنها كفر لذاتها، لأنها دون ما حصل من حاطب من. وهذه النتيجة المستنبطة من قصة حاطب عند الإمام?مظاهرة المشركين على رسول الله الشافعي تتفق مع ما سبق تقريره في بيان دلالة الآيات الواردة في الحكم بالكفر بموالاة الكفار، وأنها مقيدة بموالاة الكفار على دينهم، على ما سبق تفصيله."
هذا كلام غير صحيح والشافعي رحمه الله لم يتعرض إطلاقا لحكم مظاهرة المشركين والذي يتأمل السؤال والجواب والدليل الذي هو قصة حاطب يعرف ذلك جيدا.
يقول الشيخ وفقه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمّل بإنصاف جواب حاطب ? للنبي ?، وأنه قد فرق بين موالاة الكفار لأجل دينهم وبين موالاتهم لمجرد غرض دنيوي، حيث نفى عن نفسه أن يكون قد ظاهر المشركين عن شكٍّ في الإسلام وردة عنه، لكنه أقرَّ بأنه قد فعل ما فعل لحماية أهله وماله بمكة، ومع علمه أن موالاة الكفار لغرض دنيوي معصية شنيعة إلا أنه يعلم أيضًا أنها ليست كفرًا، ولو كان حكمهما عنده واحدًا ما كان لاعتذاره وتفريقه بين الحالين معنى، وقد أقرّه النبي ? على هذا التفريق، وأخبر بصدقه في نفي النفاق عن نفسه، وأخبر بأن ما حصل منه من المعصية التي دون الكفر قد غفرها الله له بشهوده بدرًا، فأي حجّة لمن يدّعي المساواة بين موالاة الكفار على دينهم وبين موالاتهم لمجرد غرض دنيوي بعد هذا؟!
أقول الإنصاف عن هذا الاستنتاج بعيد!
فمن تأمل بإنصاف يجد أن رد حاطب يؤكد أن هذا العمل مستقر في نفسه أنه كفر مخرج عن الملة ولذا ذهب يصرفه عن نفسه ..
ولو كان على معصية الزنا مثلا وضبط متلبسا فلن يكون رده أني لم افعله ردة عن ديني ولا شكا في إسلامي سيكون الجواب غير ذلك بالضرورة ولكن لما كان متقررا في نفوس الصحابة أن هذا العمل جنسه كفر كان هذا الجواب من حاطب وكان هذا لموقف الصريح من عمر حيث قال: دعني أضرب عنق هذا المنافق ...
ولا يقال مثل هذا في المعاصي مهما كبرت ....
هذا مقتضى الإنصاف بل هو مقتضى اللغة وفقه المسألة والبحث العلمي الدقيق ... فما بالنا نترك هذا للإنصاف الذي هو أعز ما يكون في هذا الزمان؟!
والشيخ وفقه الله لما بنى بحثه كله على أن فعل حاطب مظاهرة للمشركين وان حكمها متعلق بالغرض الدنيوي وجودا وعدما اخذ يحمل كل أقوال العلماء الواردة في قصة حاطب رضي الله عنه على أنها في مظاهرة المشركين وهذا إن كان الشيخ يعلم أن مخالفه لا يسلم له بذلك فهو منقصة للشيخ نربأ به أن يقع فيها ..
فالعلماء على ما سبق القول في مسالة الموالاة يجعلون منها الصور المكفرة ومنها دون ذلك كما سبق
وعليه فما قرره عن شيخ الإسلام وابن كثير والقرطبي والشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمهم الله تعالى أن كلامهم في مظاهرة المشركين ليس صحيحا وهو قائم على طريقة انتقائية لأقوالهم وسنضرب لذلك أمثلة من أقوالهم توضح ذلك ولنبدا بالإمام القرطبي رحمه الله:
قال الشيخ وفقه الله: " وممن نص على أن مظاهرة المشركين لمجرد غرض دنيوي ليست كفرًا استنادًا إلى قصة حاطب الإمام القرطبي، حيث قال: (من كثر تطلعه على عورات المسلمين، وينبه عليهم، ويعرف عدوهم بأخبارهم، لم يكن بذلك كافرًا، إذا كان فعله لغرض دنيوي، واعتقاده على ذلك سليم، كما فعل حاطب حين قصد بذلك اتخاذ اليد، ولم ينو الردة عن الدين)
وهذا خطأ لا شك فيه فليس كلام القرطبي رحمه الله عن مظاهرة المشركين على المسلمين ولكن سبق ذكر طريقة الشيخ في اعتماد هذا الأسلوب الغير لائق بمثله وإذا رجعنا لتفسر آيات التولي عند الإمام القرطبي رحمه الله نجده على أصول الشيخ غال في التكفير بل ومتناقض تناقضا شديدا حيث فسر التولي بالنصرة وجعله ردة عن الإسلام ...
قال القرطبي رحمه الله:
الثانية قوله تعالى (ومن يتولهم منكم) أي " يعضدهم" على المسلمين (فإنه منهم) بين تعالى أن حكمه كحكمهم وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد وكان الذي تولاهم بن أبي ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة في قطع المولاة وقد قال تعالى ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار هود وقال تعالى في آل عمران لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين آل عمران وقال تعالى لا تتخذوا بطانة من دونكم وقد مضى القول فيه وقيل إن معنى (بعضهم أولياء بعض) أي في" النصر" (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) شرط وجوابه أي لأنه قد خالف الله تعالى ورسوله كما خالفوا ووجبت معاداته كما وجبت معاداتهم ووجبت له النار كما وجبت لهم فصار منهم أي من أصحابهم
قوله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض) شك ونفاق وقد تقدم في البقرة والمراد بن أبي وأصحابه (يسارعون فيهم) أي في موالاتهم ومعاونتهم (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) أي يدور الدهر علينا إما بقحط فلا يميروننا ولا يفضلوا علينا وإما أن يظفر اليهود بالمسلمين فلا يدوم الأمر لمحمد e وهذا القول أشبه بالمعنى كأنه من دارت تدور أي نخشى أن يدور الأمر "
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل هذا عند شيخ اسلام رحمه الله وغيره ممن تكلم في حكم فعل حاطب رضي الله عنه
ومثالا آخر وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ حيث نقل الشيخ وفقه الله عنه قوله:
" وللشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ رسالة مفردة في حكم موالاة الكفار وبعض مسائل التكفير، ذكر في أولها أن الباعث له على كتابتها أن بعض أهل زمانه ممّن يدعي العلم غلوا في التكفير، حيث كفروا حكام زمانهم، بحجة أنهم يكاتبون من يعتقد أولئك الغلاة كفرهم، بل إنهم كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين، وذكر عنهم أنهم خاضوا في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة، والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا ().
وقد ذكر في الرد عليهم دلالة قصة حاطب ? على عدم التكفير بمطلق الموالاة، وأن ما فعله حاطب ? لم يكن من الكفر؛ لأنه «إنما فعل ذلك لغرض دنيوي»، ثم بين أن الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار لا تعارض ذلك، لأنها مقيدة بالموالاة المطلقة العامة.
"وهذا الذي ذكره الشيخ حق لا شك فيه ولكنه غفل وفقه الله أن الشيخ العلامة عبد اللطيف يقسم أعمال الموالاة إلى قسمين كفر وما دون الكفر ... وهذا التقسيم بحد ذاته حجة عليه لمن يتأمل!
فجعل بعض الأعمال كفرا مخرجا من الملة دون قيود وجعل غيرها معاصي وكبائر
وأدرج فعل حاطب في الموالاة الغير مكفرة وقيدها بما تكون المعاصي كفرا فما حجة الشيخ في ذلك؟!
وهذا نتف من كلام الإمام حيث قال رحمه الله: "
( ... وعرفتم أن مسمى الموالاة يقع على شعب متفاوتة، منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية، ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات، وعرفتم قوله تعالي {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) الممتحنة 1 وأنها نزلت فيمن كاتب المشركين بسر الرسول صلى الله عليه وسلم وقد جعل ذلك من "الموالاة المحرمة " وإن اطمئن قلبه بالإيمان .... ) الدرر صـ 8/ 342
"
فليس أوضح من قوله رحمه الله منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية ومنها ما دون ذلك وقد عد الشيخ رحمه الله فعل حاطب من الموالاة المحرمة ولذا قيدها بما تكون كفرا ولم يقل أنها مظاهرة للمشركين ولا أن جميع صور الموالاة مقيدة بمحبة دين الكافرين كما يذهب الشيخ فالحقيقة أن كلام الشيخ عبد اللطيف يتفق ما ما قررته لا مع ما قرره الشيخ وفقه الله ...
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله:
"وتعزيرهم وتوقيرهم – يعني الكفار – تحته أنواع أيضاً:
أعظمها رفع شأنهم، ونصرتهم على أهل الإسلام ومبانيه، وتصويب ما هم عليه، فهذا وجنسه من المكفرات. ودونه مراتب من التوقير بالأمور الجزئية، كلياقة الدواة ونحوه "
(الدرر 8/ 360)
وما يهمني في النقل ليس فقط أن مذهب الإمام عبد اللطيف يختلف ويتناقض مع ما ذهب إليه الشيخ وفقه الله في مبحثه بل أيضا إبطال نظرية الشيخ أن الموالاة من الكفر الباطن الذي لا يدل عليه عمل ظاهر ويرجع فيه عند الإستفصال لمعرفة الباطن إلى القول فقط .... ولعل هذا واضح في كلام الشيخ السابق بلا إشكال
وقال الإمام عبد اللطيف رحمه الله:
(قال شيخ الإسلام في اختياراته: من جمز إلى معسكر التتار ولحق بهم، أرتد وحل دماه ودمه) (الدرر السنية 8/ 338)
ولهذا لم أنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية ما ينقض ما فهمه الشيخ وفقه الله عنه في كلامه عن حاطب وتركت النقل لهذا الإمام عنه فلعله قد وضح ألان أن كلام أهل العلم عن حكم فعل حاطب رضي الله عنه ليس هو عن مظاهرة المشركين وإن كانت من جنسها ..
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 07:23]ـ
جزآكم الله خيراً علي هذا الجهد الطيب أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 05:55]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الموحد
يا ليتك تنزله على الوورد
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 11:10]ـ
وإياكم أخي الكريم
وقد حاولت ان اعمله ملفا مرفقا فما عرفت الطريقة
ولو عمله من يعرف من الاخوان فجزاه الله خيرا
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 07:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المبحث مرفق بالمشاركة.
ـ[المسندي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 07:55]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كفيت ووفيت
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 08:14]ـ
أخي المسندي بارك الله فيك
ـ[ناصر السلفي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 08:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم من كتاب الأم كلام الشافعي تاماً وبشرحه لكلامه
" أرأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم أوبالعورة من عوراتهم هل يحل ذلك دمه ويكون في ذلك دلالة على ممالاة المشركين؟ (قال الشافعي) رحمه الله تعالى: لا يحل دم من ثبتت له حرمة الاسلام إلا أن يقتل أو يزنى بعد إحصان أو يكفر كفرا بينا بعد إيمان ثم يثبت على الكفر وليس الدلالة على عورة مسلم ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بين، فقلت للشافعي: أقلت هذا خبرا أم قياسا؟ قال قلته بما لا يسع مسلما علمه عندي أن يخالفه بالسنة المنصوصة بعد الاستدلال بالكتاب فقيل للشافعي فذكر السنة فيه، قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد عن عبيدالله بن أبى رافع قال سمعت عليا يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والمقداد والزبير فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظغينة معها كتاب فخرجنا تعادى بنا خيلنا فإذا نحن بالظعينة فقلنا لها أخرجي الكتاب فقالت ما معى كتاب، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه (من حاطب بن أبى بلتعة إلى ناس من المشركين ممن بمكة) يخبر ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما هذا يا حاطب؟) قال لا تعجل على يا رسول الله إنى كنت امرءا ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم ولم يكن لى بمكه قرابة فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يدا والله ما فعلته شكا في ديني ولا رضا لا كفر بعد الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه قد صدق) فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله عزوجل قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) قال فنزلت (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء) (قال الشافعي) رحمه الله تعالى:
في هذا الحديث مع ما وصفنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون لانه لما كان الكتاب يحتمل أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكا في الاسلام وأنه فعله ليمنع أهله ويحتمل أن يكون زلة لا رغبة عن الاسلام واحتمل المعنى الاقبح كان القول قوله فيما احتمل فعله وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بأن لم يقتله ولم يستعمل عليه الاغلب ولا أحد أتى في مثل هذا أعظم في الظاهر من هذا لان أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مباين في عظمته لجميع الآدميين بعده فإذا كان من خابر المشركين بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غرتهم فصدقه ما عاب عليه الاغلب مما يقع في النفوس فيكون لذلك مقبولا كان من بعده في أقل من حاله وأولى أن يقبل منه مثل ما قبل منه قيل للشافعي أفرأيت إن قال قائل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد صدق إنما تركه لمعرفته بصدقة لا بأن فعله كان يحتمل الصدق وغيره فيقال له قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المنافقين كاذبون وحقن دماءهم بالظاهر فلو كان حكم النبي صلى الله عليه وسلم في حاطب بالعلم بصدقه كان حكمه على المنافقين القتل بالعلم بكذبهم ولكنه إنما حكم في كل بالظاهر وتولى الله عزوجل منهم السرائر ولئلا يكون لحاكم بعده أن يدع حكما له مثل ما وصفت من علل أهل الجاهلية وكل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عام حتى يأتي عنه دلالة على أنه أراد به خاصا أو عن جماعة المسلمين الذين لا يمكن فيهم أن يجعلوا له سنة أو يكون ذلك موجودا في كتاب الله عزوجل قلت للشافعي أفتأمر الامام إذا وجد مثل هذا بعقوبة من فعله أم تركه كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال الشافعي إن العقوبات غير الحدود فأما الحدود فلا تعطل بحال وأما العقوبات فللامام تركها على الاجتهاد وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (تجافوا لذوى الهيئات) وقد قيل في الحديث (ما لم يكن حد) فإذا كان هذا من الرجل ذى الهيئة بجهالة
(يُتْبَعُ)
(/)
كما كان هذا من حاطب بجهالة وكان غير متهم أحببت أن يتجافى له وإذا كان من غير ذى الهيئة كان للامام والله تعالى أعلم تعزيره وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الاسلام يردد المعترف بالزنا (1) فترك ذلك من أمر النبي صلى الله عليه وسلم
لجهالته يعنى المعترف بما عليه وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم عقوبة من غل في سبيل الله فقلت للشافعي أرأيت الذى يكتب بعورة المسلمين أو يخبر عنهم بأنهم أرادوا بالعدو شيئا ليحذروه من المستأمن والموادع أو يمضى إلا بلاد العدو مخبرا عنهم قال يعزر هوءلاء ويحبسون عقوبة وليس هذا بنقض للعهد يحل سبيهم وأموالهم ودماءهم وإذا صار منهم واحد إلى بلاد العدو فقالوا: لم نر بهذا نقضا للعهد فليس بنقض للعهد ويعزر ويحبس قلت للشافعي أرأيت الرهبان إذا دلوا على عورة المسلمين؟ قال يعاقبون وينزلون من الصوامع ويكون من عقوبتهم إخراجهم من أرض الاسلام فيخيرون بين أن يعطوا الجزية ويقيموا بدار الاسلام أو يتركوا يرجعون فإن عادوا أودعهم السجن وعاقبهم مع السجن قلت للشافعي أفرأيت إن أعانوهم بالسلاح والكراع أو المال أهو كدلالتهم على عورة المسلمين؟ قال إن كنت تريد في أن هذا لا يحل دماءهم فنعم وبعض هذا أعظم من بعض ويعاقبون بما وصفت أو أكثر ولا يبلغ بهم قتل ولاحد ولا سبي فقلت للشافعي فما الذى يحل دماءهم؟ قال إن قاتل أحد من غير أهل الاسلام راهب أو ذمى أو مستأمن مع أهل الحرب حل قتله وسباؤه وسبى ذريته وأخذ ماله فأما ما دون القتال فيعاقبون بما وصفت ولا يقتلون ولا تغنم أموالهم ولا يسبون." أنتهى
أرجوا قراءة المقال مرة ومرتين وأكثر حتى يفهم ثم الحكم هل عند الشافعي أن ظاهر إعانة الكافر على المسلم كفرا أم لا.
الأخ الموحد السلفي بارك الله فيك لعلك لم تعد لكلام الشافعي في كتاب الأم ولذلك أوّلت مقصود الشافعي في قوله "أن الدلالة على عورات المسلمين ليست كفرا بينا" بناءاً على مسلّمات عندك بكفر المظاهر للكافر على المسلم
والمولاة تكون كفرا بإرادة انتصار الكفر على الإسلام وليس بإرادة انتصار قوم من الكفار على قوم من المسلمين
وجزاكم الله خيرا ووفقني وأياكم لما يحب ويرضى
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 11:26]ـ
الأخ الكريم ناصر وفقه الله
أنا لم أوؤل شيئا في كلام الإمام الشافعي رحمه الله أنا نقلت نصه حيث قال: " وليس الدلالة على عورة مسلم ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بين"
والسؤال بارك الله فيك كان: "أرأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم أوبالعورة من عوراتهم هل يحل ذلك دمه ويكون في ذلك دلالة على ممالاة المشركين؟ "
فهذا السؤال وذاك الجواب ...
وتأمل قوله رحمه الله في السؤال ويكون في ذلك دلالة على ممالاة المشركين؟ " تجد أن ممالاة المشركين يعني مظاهرتهم والقتال معهم كان أمرا مستقرا حكمه لدى الشافعي والربيع الذي ساله وأنه من الكفر البين ومما يبح الدم، دلالة ذلك ايضا ما جاء في آخر كلام الشافعي الذي نقلته أنت وجعلته باللون الأمر من تفريق الشافعي رحمه الله بين القتال وما دونه في وجوب القتل والسبي للراهب والذمي الذي يقاتل مع أهل الحرب وقوله:"فأما ما دون القتال فيعاقبون بما وصفت ولا يقتلون ولا تغنم أموالهم ولا يسبون"
ففيه إشارة واضحة للتفريق بين القتال وما دون ذلك عن الإمام رحمه الله ...
ولعلك أنت أخي الفاضل قد اطلعت على كلام الإمام الشافعي في مصدرة الرئيس وقرأته مرة ومرتين وثلاث فحبذا لوتكرمت تسجل لنا ما يستفاد منه ...
بارك الله فيك
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:05]ـ
ومما جاء في معنى الممالأة:
قال الإمام أبو منصور محمد ابن أحمد الأزهري في كتابه " تهذيب اللغة: 15/ 404 - 406. ":
الملأ: أشراف الناس ووجوههم؛ قال الله - عز وجل -: (أَلَمْ تَرَ إلَى المَلأِ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ) [البقرة: 246]، وقال: (قَالَ المَلأُ مِن قَوْمِهِ) [الأعراف: 60].
ورُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع رجلاً من الأنصار - مرجعه من غزوة بدر- يقول: ما قتلنا إلا عجائز صلعاً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أولئك الملأ من قريش، لو حضرت فعالهم لاحتقرت فعلك).
(يُتْبَعُ)
(/)
والملأ أيضاً: الخُلُق: يقال: أحسنْ مَلأك أيها الرجل، وأحسنوا أملاءكم، وفي حديث أبي قتادة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تكابُّوا على الماء في تلك الغزاة - خيبر - لعطش نالهم، قال: (أحسنوا أملاءكم فكلكم سيروى) أي أحسنوا أخلاقكم.
ومنها قول الشاعر: تنادَوا يالَ بُهثة إذ رأَوْنا فقلنا أحسِني مَلأً جُهيِنا ويقال: أراد: أحسني ممالأة، أي معاونة، من قولك: مالأتُ فلاناً، أي عاونته وظاهرته. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنه قتل سبعة نفر بصبي قتلوه غيلة، وقال: لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به.
والملأ: الرؤساء، سُمُّوا بذلك لأنهم مِلاء بما يحتاج إليه.
قال أبو إسحاق: الملأ: الخَلْق.
قال أبو عبيد: يقال للقوم إذا تتابعوا برأيهم على أمر: قد تمالؤوا عليه.
وقال شَمِر: يقال: فلان أملأ لعيني من فلان، أي: أتم في كل شيء، منظراً وحسناً.
وهو مالئ للعين، إذا أعجبك حسنه وبهجته.
وقال ابن الأعرابي: (مالأه، إذا عاونه).
وقال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن - 473:
الملأ: جماعة يجتمعون على رأي، فيملئون العيون رواءً ومنظراً، والنفوس بهاءً وجلالاً، قال - تعالى -: (أَلَمْ تَرَ إلَى المَلأِ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ) [البقرة: 246] وقال: (وقَالَ المَلأُ مِن قَوْمِهِ) [المؤمنون: 33]، (إنَّ المَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ) [القصص: 20]، (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ) [النمل: 29] .. الخ.
يقال: فلان مِلء العيون: أي مُعظَّم عند من رآه، كأنه ملأ عينه من رؤيته، ومنه قيل: شاب مالئ العين.
والملأ: الخَلق المملوء جمالاً، قال الشاعر: فقلنا أحسني ملأ جهينا ..
ومالأته: عاونته وصرت من ملئه: أي جمعه، نحو شايعته: أي صرت من شيعته
وقال العلامة اللُّغوي ابن منظور في لسان العرب: 1/ 153 – 155:
الملأ: الرؤساء، سموا بذلك لأنهم مِلاء بما يُحتاج إليه. والملأ مهموز ومقصور: الجماعة. وقيل: أشراف القوم ووجوههم ورؤساؤهم، ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم .. والجمع: أملاء. وحكى أحمد بن يحيى قال: رجل مالئ: جليل العين بجُهرته، وشابّ مالئ العين: إذا كان فخماً حسناً، ويقال: فلان أملأ لعيني من فلان: أي أتمُّ في كل شيء، منظراً وحسناً. وهو رجل مالئ العين: إذا أعجبك حسنه وبهجته. وحكى: ملأه على الأمر يملؤه و مالأه. وكذلك الملأ: إنما هم القوم ذوو الشأن والتجمع للإدارة. والملأ على هذا صفة غالبة، وقد مالأته على الأمر ممالأة: ساعدته عليه وشايعته، وتمالأنا: اجتمعنا، والملأ في كلام العرب: الخُلُق، والملأ: العِلْيَة. وما كان هذا الأمر عن ملاً منا: أي عن تشاور واجتماع
وقال الآلوسي في روح المعاني: 2/ 164:
الملأ من القوم: وجوههم وأشرافهم، وهو اسم للجماعة لا واحد له من لفظه، وأصل الباب: الاجتماع فيما لا يحتمل المزيد. وإنما سمي الأشراف بذلك؛ لأن هيبتهم تملأ الصدور، أو لأنهم يتمالئون: أي يتعاونون بما لا مزيد عليه
وقال الإمام الخطابي في غريب الحديث: 2/ 151
(لو تمالأت عليه أهل صنعاء .. )، تمالأ: مهموز من الملأ: أي لو صاروا كلهم ملأً واحداً في قتله، ويقال: مالأتُ الرجل على الشيء إذا واطأتُه عليه [7]. ما مالأت: معناه طابقت وساعدت، وأصله مالأتُ - مهموزاً - من ملأ القوم، يريد أنه لم يدخل في مِلأئهم، ولم يطابقهم على رأيهم. ويقال: ما كان هذا الأمر عن ملاء منا: أي تشاور واجتماع عليه
هذا ولا شك أن الممالأة في كلام الربيع رحمه الله هي بمعنى المظاهرة والمشايعة والمعاونة كما سبق ..
- وانا أشكر الأخر ناصر وفقه الله أن ردنا إلى المصدر الأصلي لنقل الشافعي رحمه الله وفيه الإقتصار على قول الربيع:ويكون في ذلك دلالة على ممالاة المشركين؟ وليس كما جاء في كلام الشيخ عبد الله القرني وفقه الله وتابعنه عليه خطأ أنه: ويكون في ذلك (أي المكاتبة) دلالة على ممالاة المشركين على المسلمين؟
ولقد ذكرت في ثنايا الرد أنه لو كان اقتصر القول على " ممالأة المشركين" لكان يمكن تفسيرة بالمحبة أو الموافقه وعند التأمل والرجوع لتفسير الممالأة كما سبق وجدت أنه لا يخرج عما ذهبت اليه من معنى المظاهرة والمعاونة والمشايعة وخاصة في هذا السياق الذي ورددت فيه من كلام الربيع ... والله أعلم
ـ[ناصر السلفي]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
آسف على التأخير فإني نادر الدخول للإنترنت
أما ردك فما استظهرت منه أنك تفرق بين المعاون لهم بالقول كالجاسوس والمعاون لهم بالسلاح أو القتال فتكفر الثاني فقط أما الأول فلا
فردي عليك:
1 - كل الذين يكفرون في عصرنا الحالي يقولون بالتكفير بأي نوع من الدعم ولم يستثنوا القول بل بعضهم نص عليه
ثم إن الجاسوس يكون أشد خطراً من المقاتل أو المعين بالسلاح. ولا يخفى عليك ما يفعل أصحاب منظمة حماس بالجواسيس (فإنهم يكفرونهم ويسحلونهم سحلاً في الشوارع) وأنا لست بصدد مسألة جواز قتلهم (مع أن الأمة الأربعة لا يجيزون قتل الجاسوس فكيف بتكفيره) ولكن المشكلة هي تكفيرهم.
2 - ثم انظر إلى قول الشافعي: "في هذا الحديث مع ما وصفنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون لانه لما كان الكتاب يحتمل أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكا في الاسلام وأنه فعله ليمنع أهله ويحتمل أن يكون زلة لا رغبة عن الاسلام واحتمل المعنى الاقبح كان القول قوله فيما احتمل فعله وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بأن لم يقتله ولم يستعمل عليه الاغلب ولا أحد أتى في مثل هذا أعظم في الظاهر من هذا لان أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مباين في عظمته لجميع الآدميين بعده فإذا كان من خابر المشركين بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غرتهم فصدقه ما عاب عليه الاغلب مما يقع في النفوس فيكون لذلك مقبولا كان من بعده في أقل من حاله وأولى أن يقبل منه مثل ما قبل منه" انتهى
انظر هنا ذهب الشافعي إلى عدم التكفير بالظن وربط التكفير في قضية الإعانة بالشك في الإسلام و بالرغبة عنه.
3 - واقرأ قول الشافعي في المعاهدين:"قلت للشافعي أفرأيت إن أعانوهم بالسلاح والكراع أو المال أهو كدلالتهم على عورة المسلمين؟ قال إن كنت تريد في أن هذا لا يحل دماءهم فنعم وبعض هذا أعظم من بعض ويعاقبون بما وصفت أو أكثر ولا يبلغ بهم قتل ولاحد ولا سبي فقلت للشافعي فما الذى يحل دماءهم؟ قال إن قاتل أحد من غير أهل الاسلام راهب أو ذمى أو مستأمن مع أهل الحرب حل قتله وسباؤه وسبى ذريته وأخذ ماله فأما ما دون القتال فيعاقبون بما وصفت ولا يقتلون ولا تغنم أموالهم ولا يسبون." أنتهى
وانظر متى أحل الشافعي دماءهم وقيد ذلك بإن كانوا من غير أهل الإسلام أي أنهم لو كانوا مسلمين فلا يجوز قتلهم ولا سبيهم - طبعا لا يقصد الشافعي أثناء المعركة-.
4 - الإمام ابن تيمية ذكر في مجموع الفتاوى عن معاملة التتار "وسئل
عن معاملة التتار هل هي مباحة لمن يعاملونه
فأجاب أما معاملة التتار فيجوز فيها ما يجوز فى أمثالهم و يحرم فيها ما يحرم من معاملة أمثالهم فيجوز أن يبتاع الرجل من مواشيهم و خيلهم و نحو ذلك كما يبتاع من مواشي التركمان و الأعراب و الأكراد و خيلهم و يجوز أن يبيعهم من الطعام و الثياب و نحو ذلك ما يبيعه لأمثالهم
فاما ان باعهم و باع غيرهم ما يعينهم به على المحرمات كالخيل و السلاح لمن يقاتل به قتالا محرما فهذا لا يجوز قال الله تعالى و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الاثم و العدوان و فى السنن عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه لعن فى الخمر عشرة لعن الخمر و عاصرها و معتصرها و حاملها و المحمولة اليه و بائعها و مبتاعها و ساقيها و شاربها و آكل ثمنها فقد لعن العاصر و هو انما يعصر عنبا يصير عصيرا و العصير حلال يمكن أن يتخذ خلا و دبسا و غير ذلك .... " أنتهى
وهنا قال بحرمة بيع السلاح للتتار ولم يقل بكفر من باع السلاح ولو كان كفرا لبين ذلك ليرتدع الناس. وفيه رد على من يحرمون الشراء من البضائع الأمريكية و اليهودية.
5 - وهناك رسالة لشيخ الإسلام لأهل -مدينة أو قرية لا أذكر لعل اسمها دارين- ويذكر فيها حرمة معاونة الكفار بالقتال ولم يقل بكفر المعاون -
لو يستطيع أحد أن يحيلنا على القصة لنستفيد بارك الله فيكم
إن حب وتولي المشركين ومعاونتهم ولو بالقول ضد المسلمين لحب انتصار الكفر على الإسلام هذا هو الكفر الذي نقل الأئمة الإجماع عليه.
وجزاكم الله خيرا ووفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[ناصر السلفي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 09:30]ـ
وأحب أن أذكر أحوال من كُفّروِا بسبب الموالاة وأُلِفت الكتب و الرسائل في تقرير كفر من أعان الكفار على المسلمين من أجلهم
1 - الذين شاركوا الأمريكان في قتال طالبان ولا يخفى علينا كيف كانت المعارك بين المسلمين دائرة قبل دخول أمريكا. ألا ترى أن في مساعدته لأمريكا تحقيقا لمصالحهم على دولة طالبان التي قضت عليهم وقتلت كثيرا من أفرادهم وهم يرونها أنها دولة جائرة عليهم. وهذا صارف واضح عن حبهم للكفر وإرادتهم انتصاره على الإسلام وهو أوضح من قصة حاطب ولا ينكر وضوحه إلا مكابر.
2 - الدول التي ساعدت أمريكا لدخول العراق لا يخفى عليكم أيضا أنهم صرحوا بعدم موافقتهم للعدوان أولا وثانيا عدم قدرتهم على منع أمريكا من استخدام هذه القواعد ومن أعان منهم الأمريكان فإما للعداوة السابقة بينهم مع العراق وخوفهم من اعتدائه عليهم مستقبلا أو لعدم استطاعتهم رفض ما تطلبه أمريكا.
فكل هذه صوارف واضحة جلية تصرف عن القول بكفرهم.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 01:29]ـ
بارك الله فيك يا اخي
ـ[أبومروة]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 02:24]ـ
ماشاء الله
تأصيل دقيق للمسألة
لافض فوك ولاعاش حاسدوك أخي الموحد السلفي
وجزى الله خيرا أخونا ناصر السلفي
بارك الله فيكما ونفع الله بكما
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 02:41]ـ
جزاك الله خير عندي سؤالين ....................
س1:هل هناك كتب معاصرة تكلمت عن مناط الكفر بشكل جيد؟
س2: مارأيك في كتاب الشيخ القرني في غير هذا المبحث أعني ماذكره من أصول وضوابط وغيرها؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 02:28]ـ
اليكم هذا الكتاب وهو للشيخ ناصر الفهد اسمه وقفات مع الوقفات فهو ماتع فى الرد على هذه الشبة الإرجائية التى دخات على كثير ممن انسبوا الى السلفية والله المستعان
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 05:56]ـ
جزاك الله خيرًا
والمسألة محل بحث إن شاء الله(/)
الخلافات بين الفرق والجماعات الإسلامية (*)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 05:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد/السادة: .......................... المحترمين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وبعد،
الموضوع: الخلافات بين الفرق والجماعات الإسلامية
يقول سبحانه وتعالى في سورة آل عمران 3 – آية103 (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، فالإجتماع على كلمة واحدة هو أمر من الله ولا يجوز التفرق لأي سبب من الأسباب، أما الإختلاف فهو وارد في كل لحظة وكل حين، يقول صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) (صحيح)، فليس منا من هو معصوم عن الخطأ، وقد نخطئ أحياناً مع أننا نجتهد للقيام بالصواب، فلا ندرك أننا مخطئين، فما بالك عندما يقوم شيخ أو داعية أو مفكر أو فرقة أو مجموعة إسلامية بالتوجه إلى الناس بأي وسيلة من الوسائل سواءً بإعطائهم دروس شفوية أو مكتوبة أو قام بطباعة مطوية أو كتاب أو نشر بحث، وكان في هذا الذي توجه به للناس فيه خطأ، ماذا سيكون موقفنا من هذا الأمر:-
1 - عليك أولاً التأكد بأقصى ما يمكنك أنه حقاً مخطئ، بالعودة لكتاب الله وسنة رسوله وبسؤال أهل الذكر، وليكون سؤالك أولاً بدون ذكر اسم المخطئ تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة) (صحيح مسلم).
2 - ثم عليك الإجتهاد بالبحث عن الصواب في الموضوع الذي طرحه، مدعماً كل هذا الصواب بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة.
3 - ثم عليك أن تقدم نتيجة بحثك لأخوك الذي أخطأ، وعليك أن تأخذ بعين الإعتبار (انه لا يزل من الممكن أنه هو الصواب وأنك المخطئ)، فتقديمك لما وصلت له يجب أن يكون بأدب ويجب أن يكون بهدف البحث عن الصواب (أنت قلت كذا وأنا ارى كذا)، والغاية الوصول للصواب والحق.
4 - فإذا قبل البحث عن الصواب فهذا خير عظيم، وعليكما الإثنين العمل (كفريق)، معتصمين بحبل الله، مخلصين له الدين، غايتكم رضاه عز وجل، للوصول إلى الصواب، فإذا وصل المخطئ إلى أنه فعلاً مخطئ وعاد عن خطئه وأصلح ما كان قد أخطاءه كان به ونعمة، وإلا فعلينا الإستعانة بباقي إخواننا المسلمين للوصول إلى الصواب.
5 - أساس النقاش يجب أن يقوم على مبدأ الفصل ما بين (الشخص) وما بين (المعلومة)، أما الشخص فهو اخي في الإسلام أحبه وأحب له الخير، ومقصدي ومقصده يجب أن يكون إرضاء الله، وأما المعلومة فهي التي أنظر لها بعين الصواب أو الخطأ.
6 - بناءاً عليه فعلى من يُوجَه له نداء الإنضمام للبحث في خطأ قاله أو قام به، عليه قبول هذا النداء، ورفضه للإنضمام مخالفٌ لشريعة الله، فهو مدعو لمناقشه كلماته وتثبيت ما كتب بالأدله الشرعية التي لا تقبل الشك يقول عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (الانفال8:24).
7 - إختلاف المسلمين على (معلومة) يجب أن لا ينتقل من الإختلاف على معلومة للإختلاف بعضا على بعض، ونقل الخلاف من المعلومة للشخص إنما يدل على ضعف الناقل في إثبات حجته على المادة فيحول النظر من المادة إلى الشخص.
8 - عند الإختلاف على (مادة) ما هي الإحتمالات هنا 1) انت مصيب وهو مخطئ 2) أنت مخطئ وهو مصيب 3) أنت وهو مصيبان 4) أنت وهو مخطآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - إن كنت أنت مصيب وهو مخطئ، عليك أن تنصح المخطأ بالله أن يرجع عن خطأه، كيف؟ إنظر أولا كيف يجب ان نكلم أهل الكتاب والمشركين (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، فما بالك في كيفية الكلام ما بين المسلم والمسلم، قإثبات الصواب الذي ينقص عند أخيك يحب أن يكون على درجة عالية من الإحترام ومدعماً بالحجج والبراهين، ثم لمَ هو هذا الإثبات، كي يعلم الناس إنك تستطيع الإثبات، إن كان هذا هو المقصد فتب من مقصد، ولكن يجب أن يكون المقصد أن تُخرج أخوك من خطأه محبةً فيه إرضاءاً لله وللرسول، ولا ننسى أن هذا هو عمل الأنبياء إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ظلم أنفسها لأنفسهم للحق، ومن جور معلوماتهم إلى دين الإسلام.
10 - وإن كنت أنت مخطئ وهو مصيب، فما العمل، هل ستصر على أنك مصيب وتذهب وتبحث عن دليل يدعم كلامك حتى لو كان هذا الدليل من حديث ضعيف أو موضوع ومكذوب على الرسول متجاهلاً قوله صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) (البخاري)، وتصر على أنك خير منه، هذه الكلمة التي قالها إبليس وأخرجته من رحمة الله، وتبقي الكبر شامخاً في نفسك، هذا الكبر الذي ذرة منه ستمنعك من دخول الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس) (مسلم)، أم أنك ستقول (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة:285).
11 - وإن كنتما الإثنين مصيبان، فأين المشكلة أن يبيح الله لنا من الأمر ما يمكن لكل منا أن يختار كل واحد منا المناسب له بلا إثم ولا عدوان ولا تباغض ولا تحاسد، جاء في صحيح البخاري (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها).
12 - وأما إن كنتما الإثنين مخطآن فهذه والله مصيبة عظيمة أن يخطأ شخص ولا يجد من يصححه إلا مخطأ مثلة، (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) (هود:78)، نتوب لله ونعوذ به من شرور أنفسنا وما اكتسبت من إثم. الإعتذار لله توبة، والتوبة مغفرة، والمغفرة رحمة، والرحمة جنة، جعلنا وإياكم من أهلها.
وما نراه على الساحة اليوم بعيداً جداً عن هذا الأمر، فالإختلاف أصبح فن، والجدال أصبح عمل ومهنة، لذلك رأيت أن أقوم بجمع مواضيع الإختلاف للمفكرين والفرق والجماعات الإسلامية في فلسطين مبتدأ من بيت المقدس، والبحث في كل نقطة منها، وجمع آراء وردود كل البقية عليها، لعل الله أن يشرح قلوبنا للإتفاق بدل الإفتراق،
لهذا أبعث رسالتي هذه لكل داعية ولكل مدرس وكل مرشد وكل فرقة وكل جماعة، أولا لطلب العون، وثانيا أدعوكم للمشاركة بهذا الموضوع، فإن أحببت الإنضمام لكي نفتح قناة إتصال لمناقشة كل موضوع من هذه المواضيع، أعلمُ ان الأمرَ شاق، وربما شاق جداً، ولكن الثواب على قدر المشقة، والغاية رضى الله عز وجل، وكلنا يعلم أن المسجد الأقصى وما حوله من أرض فلسطين هي مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين، والأرض التي إليها محشر العباد، ومنها يكون المنشر، وفيها مقتل الدجال وأتباعه، وفيها يشهد نطق الحجر والشجر وفيها ستعود الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فهي الأرض التي باركها الله للعالمين، ولا مقاماً للمجرمين فيها. من أجل هذه الغاية تم إنشاء موقع على شبكة الإنترنت باسم www.al-ferq.com سنضم فيه كل الأسئلة والردود للفرق إحداها للآخر، ثم الرد على الردود وهكذا، حتى نصل إن شاء الله لإتفاق، هذا الموقع ليس بمنتدى، لذلك لن يتمكن أي شخص من إدخال بياناته ومعلوماته مباشرةً، ولكن من خلال إرسالها بالبريد الإلكتروني على العنوان: khm@khm2000.com كما لن يستطيع أي شخص من حذف هذه المعلومات، إلا أنه يستطيع أن يزيد أو يعْدِل عن آرائه وأفكاره إذا وجد ما هو أصوب منها، يقول عز وجل (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، نفع الله بكم الإسلام والمسلمين وأعانكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ملاحظة: هذه الرسالة سيتم إرسالها لكل مفكر وكل فرقة وجماعة تعمل لخدمة الإسلام في فلسطي، ومع أننا نبحث بنقاط الخلاف داخل فلسطين، ولكن بإمكان الأخوة من خارج فلسطين المساهمة في إيجاد أو إقتراح حلول.
يرجى إرسال الرد على البريد الإكتروني التالي: khm@khm2000.com
أخوكم الشيخ خالد المغربي - القدس - المسجد الأقصى
تحريراً في 20 رمضان 1428
ـــــــــــــــــ
دعوة للتعاون والتواصل ومواصلة البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 10:16]ـ
غياب الردود والتفاعل أمر غير مشجع لمزيد من التواصل ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 07:03]ـ
جزاكم الله خيرا أخي العزيز ... موضوع هام جدا ..
و ثمة كتاب باهر ذو علاقة ... و هو الرسائل الشمولية للشيخ الجليل عبدالعزيز الحميدي .. أعرضه هنا في الألوكة في القسم الشرعي ... حفظكم الله.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 02:14]ـ
طلب خاص الى من أحب التعاون
الرجاء الإهتمام بهذا الموضوع للتوسع والتلخيص المفيد.
ـ[أحمد بن حسينى]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 07:52]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابا الريان النابلسي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 11:11]ـ
التنازل اولا فلا تقل انا كل الصواب
واخذ نصائح بعضنا بعض اذا نصحت فنصح لله
لا تباغض ولا تنافر حتى اذا اتى رجل من جماعة ما فنقول اتى.,.,., كلنا اخوانا ولنا ماظهر
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 02:01]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
نتابع(/)
هل يستدل بالآية على دوران الأرض؟ للعلامة ابن عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 01:38]ـ
هل يستدل بالآية على دوران الأرض؟
السؤال: بارك الله فيكم هذا سؤال من المستمعة ابتسام محمد احمد من العراق الأنبار تقول ما معنى قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟
اجاب العلامة ابن عثيمين رحمه الله
فقال: بالنسبة لسؤال المرأة عن قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون) فهذه الآية في يوم القيامة لأن الله ذكرها بعد ذكر النفخ في الصور وقال (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين * وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون * من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزعه يوم إذن آمنون) فالآية هذه في يوم القيامة بدليل ما قبلها وما بعدها وليست في الدنيا وقوله تحسبها جامدة أي ساكنة لا تتحرك ولكنها تمر مر السحاب لأنها تكون هباءً منثوراً يتطاير وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليس كذلك هذا الاستدلال غير صحيح لما ذكرنا من أنها تكون يوم القيامة ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانت هكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إن الأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 11:56]ـ
كلام حكيم من فقيه الأمة
ليت الإخوة الذين يتعبون أنفسهم في مناقشات في هذه المسألة يحذون حذو الشيخ.
كتاب يؤلف في هذه المسألة ومناقشات طويلة وفي الأخير لا طائل من وراء ذلك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 11:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:56]ـ
قال الحافظ ابن رجب:
وقد أنكر الأمام أحمد الاستدلال بالجدي وقال إنما ورد ما بين المشرق والمغرب قبلة: يعني لم يرد اعتبار الجدي ونحوه من النجوم. وقد أنكر ابن مسعود على كعب قوله أن الفلك تدور وأنكر ذلك مالك وغيره وأنكر الإمام أحمد على المنجمين قولهم أن الزوال يختلف في البلدان. وقد يكون إنكارهم أو إنكار بعضهم لذلك لأن الرسل لم تتكلم في هذا وإن كان أهله يقطعون به وإن كان الاشتغال به ربما أدى إلى فساد عريض.
وقد اعترض بعض من كان يعرف هذا على حديث النزول ثلث الليل الآخر وقال ثلث الليل يختلف باختلاف البلدان فلا يمكن أن يكون النزول في وقت معين. ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام قبح هذا الاعتراض. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أو خلفاءه الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ناظروه بل بادروا إلى عقوبته وإلحاقه بزمرة المخالفين المنافقين المكذبين.
(
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 05:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 05:46]ـ
وفيكم بارك الله ,,
هل لازال عندك الخاص مقفل ,,,
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل ابن رجب وفقك الله
تقول هل لازال عندك الخاص مقفل ,,,
الجواب بل هو مفتوح
اخي الكريم بائع الزهور وفقك الله
العلامة ابن عثيمين رحمه الله لم ينكر دورانها ولم بثيته في جوابه وانمارد على الاستدلال بالاية على ذلك
وقال ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك
وانا اقول كماقال بعضهم ان دارت فبامر الله وان وقفت فبامر الله
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 09:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل ابن رجب وفقك الله
تقول هل لازال عندك الخاص مقفل ,,,
الجواب بل هو مفتوح
اخي الكريم بائع الزهور وفقك الله
العلامة ابن عثيمين رحمه الله لم ينكر دورانها ولم بثيته في جوابه وانمارد على الاستدلال بالاية على ذلك
وقال ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك
وانا اقول كماقال بعضهم ان دارت فبامر الله وان وقفت فبامر الله
أحسنت ,,, بالنسبة للخاص قبل فترة كان مقفل وقدر ارسلت لاحد المشرفين عن سبب اقفاله ,,
وبالنسبة لما نقلته عن الحافظ ابن رجب هو من باب الفائدة ,, ولكن نسيت ان اكتب فائدة.
وجزاكم الله خيرا هذا التنبيه ,,
يابائع .......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 03:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
كلمة التوحيد أساس توحيد الكلمة للدكتور سفر الحوالي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 02:03]ـ
كلمة التوحيد أساس توحيد الكلمة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة
ونأتي أخيراً إلى الشعار الذي اتخذه القوم ستاراً للطعن في عقيدة السلف سراً وجهراً حتى إذا قام أحد يرد عنها السهام صاحوا في وجهه: " لا تفرق كلمة المسلمين، إن وحدة الكلمة أهم من هذه القضايا.
لماذا تثير خلافات عفى عليها الزمان واندثرت؟
لماذا الاهتمام بالقشور والشكليات؟
والحق أنه لو سكت كل أعداء الحق عن محاربته -ولن يسكتوا أبداً- لما جاز لنا أن نسكت عن بيانه للناس ودعوتهم إليه، فكيف يجوز أن نسكت وهو يحارب والذي يطالبنا بالسكوت هو المحارب المهاجم.
هذه الأمة الممزقة المقطعة الأوصال، يراد منا أن نسكت عن بيان طريق الخلاص لها وندعها تتخبط في ظلمات البدع حتى لا نفرقها بزعمهم.
وكأن القوم لا يعلمون ما الذي فرقها بعد أن كانت مجتمعة.
إن دعوى تقديم توحيد الكلمة على كلمة التوحيد مصادمة للحق من جهة ولسنن الله في الحياة من جهة أخرى.
وأمام القائلين بها خياران لا ثالث لهما:
1 - إما أن يلتزموا تعميم هذا الحكم على كل من انتسب للإسلام وعليه فلا يجوز أن نثير أو نبحث خلافاً أو نكتب رداً على أي فرقة تدعي الإسلام كالقاديانية والبهائية والدروز والنصيرية والرافضة والبهرة والصوفية الحلولية وسائر الطوائف الكافرة بل ندعوها جميعاً إلى جمع الصف ووحدة الكلمة لمحاربة الشيوعية والصهيونية وما منها إلا من هو مستعد لذلك إن صدقاً وإن كذباً.
ومن لوازم هذا -على كلامهم- حرق أو إخفاء كتب عقيدة الأشاعرة لأنها تثير الخلاف مع المعتزلة وغيرهم، فهي إذن تمزق الصف وتشتت الكلمة بل هي كما يعلم الصابوني وأمثاله تشتم أهل السنة والجماعة وهم أكثر المسلمين.
ومما يجب إعدامه أيضاً مقالات الصابوني نفسها؛ لأنه كرر فيها حكمه بالتضليل للخوارج والرافضة وهذا بلا شك يغضب الشيعة والإباضية فهو -على كلامه- قد فرق كلمة المسلمين أيما تفريق!!
2 - وإما أن يقولوا: كلا. لا يعم هذا الحكم كل المنتسبين للإسلام، بل لا بد من بيان كفر وضلال تلك الفرق وليس في ذلك تفريق ولا تمزيق، وإنما نريد توحيد صف أهل السنة والأشاعرة أو الفرق التي ليست ضالة ولا منحرفة!!
فنقول لهم حينئذ:
أولاً: قد نقضتم قاعدتكم بأنفسكم فلا ترفعوا هذا الشعار إلا مقيداً مشروطاً إن كنتم صادقين، لكن أخبرونا بأي معيار من معايير العدل تريدون السكوت عن إثارة الخلاف مع هذه وتحكمون بعدم ضلالها، ووجوب إثارته مع تلك وتحكمون بضلالها، أنُهاجم الإباضية ونتآخى مع الرافضة مثلاً أم العكس؟
أو نشنع على الرافضة ونصمت عن الصوفية؟
أم ماذا؟ ماهو المعيار؟
وهل هناك حقاً فرق غير ضالة، فأخبروني ما هو الضلال إذاً؟
قد تقولون: "نتعاون جميعاً فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".
فنقول:
إنه ما من فرقة ظهرت على الأرض تدعي الإسلام إلا ونحن متفقون معها على أشياء ومختلفون على أشياء، حتى القاديانية نتفق معها على الإيمان بالله وصحة نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والإيمان بالآخرة وتعظيم القرآن، وهم يعلنون محاربة الشيوعية والصهيونية وغير ذلك.
فإذا عذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه مثل نبوة أحمد القادياني ونسخ شريعة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحوهما، فماذا تكون النتيجة؟!
وهل ترضون ذلك أم نعود من جديد للمطالبة بالمعيار الذي به نرد القاديانية ونقبل غيرها مع اشتراك الكل في أصل الضلال والانحراف.
إن سلمتم أن كل ضال لا بد من بيان ضلاله، وأن المسلمين لن يجتمعوا إلا على الحق، فقد بينا لكم -وما نزال مستعدين لمزيد بيان- أن الأشاعرة فرقة ضالة عن المنهج الصحيح، فهاهي ذي إذاً الفرصة الذهبية لتوحيد المسلمين، وهي أن يعلن الأشاعرة في كل مكان رجوعهم إلى مذهب السلف ومنهج الحق، وحينئذ يتحقق هذا الحلم الرائع الجميل.
فإن لم تفعلوا فاعلموا أن غيركم أبعد عن الإجابة؛ لأنكم أنتم أقرب الفرق إلينا وترفضون!! فما بالكم بالبعيدين؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا تناقضوا أنفسكم إذاً، وترفعوا شعار الوحدة وأنتم أول من يعاديه ويأباه، وتعلمون منافاته لسنة الله في المبتدعة والزائغين الذين أشربوا في قلوبهم البدعة بضلالهم.
واعلموا أن هذا الشعار إن صلح في موقف سياسي أو حركي معين فهو عن المبادئ والأصول أبعد شيء.
ثانياً: إن دعوتمونا إلى أن نتحد نحن وأنتم فقط ضد سائر الفرق كالخوارج والرافضة وغيرها وضد الشيوعية ومن شايعها قلنا قد سهل الخطب إذاً، لكن لا بد لكم من بيان منطلق التوحيد وموقعه وذلك بأن تلتزموا بوضوح بأحد قولين:
1 - إما أنكم أنتم وحدكم أهل السنة والجماعة ولكن تقبلون التوحد معنا تنازلاً وتفضلاً على ما فينا بزعمكم من "تشبيه وتجسيم وحشو وكفر وضلال".
2 - وإما أنكم لستم من أهل السنة والجماعة ولكن تريدون التوحد معهم طالبين منهم التنازل والتفضل بقبولكم على ما فيكم من بدعة وضلالة.
فإذا حددتم أحد الموقعين أمكن بعد ذلك عرض موضوعكم إما على أصول العقيدة وقواعدها إن اخترتم الأول، وإما على ضوابط المصلحة وحدودها الشرعية إن أقررتم بالآخر، فأمامكم الخيار وإنا لفي الانتظار.
أما أن نظل نحن وأنتم مختلفين متصارعين منذ أيام أحمد بن حنبل وابن كُلَّاب، ثم أيام البربهاري والأشعري ثم أيام الشريف أبي جعفر وابن القشيري ثم أيام عبد القادر الجيلاني وأبي الفتوح الإسفرائيني ثم أيام شَيْخ الإِسْلامِ والسبكي، ثم أيام محمد بن عبد الوهاب ومعاصريه منكم، ثم أيام المعلمي والكوثري، ثم أيام الألباني وأبي غدة، وأخيراً إلى الفوزان والصابوني.
وبعد هذا كله ومعه تقولون: إننا وإياكم فرقة واحدة ومنهج واحد، فهذا ما لا يعقله عقل ولا يصدقه تاريخ.
غير أننا لا بد أن نذكّر بحقيقة كبرى وهي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قال: {ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة} وهذا الخبر الصادق لا يمكن معه اختصار الفرق إلى سبعين ولا إلى سبع فضلاً عن واحدة.
فالخير إذاً كل الخير أن يبحث الإنسان عن الحق ويعتقده، ويدعو إليه وإن خالفته الدنيا كلها، وأن يجتنب الضلال ويدعو إلى نبذه ولو داهنه أصحابه كلهم، هذا هو الذي سار عليه رسل الله وأمر به الله فلا تصادموا سنة الله وتخالفوا منهج رسله، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 02:32]ـ
قال تعالى
" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
فحبل الله هو الاسلام
ونخرج من هذه الاية بأن
الاجتماع مشروع والتفرق مذموم
ولكن!!!
مع من اوجب الاجتماع وعدم التفرق؟
فالصوفية ينتسبون للاسلام
والاشاعرة والماتريدية والزيدية والاباضية وغيرهم
فالاشكال هنا:
هل يلزم الاجتماع وعدم التفرق مع من أخالفهم بقبول باطلهم؟
فإن كان الجواب بلا
فهل يلزم مقاطعتهم ومعاداتهم والنيل منهم وملاحفتهم بكل شاردة وواردة؟
حقيقة هذا الموضوع موضوع مهم جدا على مستوى الأمة وخاصة في هذا الوقت العصيب
الذي بدأ الاعداء يتلاعبون بالمسلمين من واقع تفرقهم بمسميات وتعصبهم لها بما لم ينزل الله بها من سلطان
وفقكم الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 11:52]ـ
أنعم وأكرم بالشيخ الجليل العالم الفحل سفر الحوالي ..
شفاه الله وعافاه ..
وأكرمك الله أخي الغامدي على هذا النقل الطيب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 11:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 05:57]ـ
بارك الله فيك أخي الغامدي
وماذكره الشيخ سفر هو المتقرر عند أهل السنة قديماً وحديثاً ومع ذلك وللأسف صار هذا الأمر مجهولاً عند
الكثيرحتى من المنتسبين للسنة, بل ممايزيد الأمر مرارة هو أن كثيراً ممن يقول هذا الكلام ويقرره لايطبقه
في واقع الأمر بل ينزله على من يشاء كيف يشاء متى يشاء
فالمنافح عن الأشعرية والعاد لهم من أهل السنة صديقنا وحبيبنا
والطاعن في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو أخونا وحبينا
والناقد لبعض الدعاة هو بغيضنا ومفرق لشمل المسلمين
والله المستعان,,,
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 01:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم.اخي السلفي النجدي على تعليفكم المفيد و بارك الله فيكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:40]ـ
يرفع للفائدة
ـ[العز بن عبد الغني]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 01:07]ـ
نشكرك أبا محمد على هذا النقل لأنك أخي وقعت على الجرح الدامي، هذه الحوارات ليل نهار شمال غرب، يكاد الناس يبحثون عن حل في السماء وفي باطن الأرض حتى يقربون بين الأديان أو على الأقل يفعّلون قضية التسامح الديني وقبول الآخر ولم يقرأوا قول الله تعالى:
(إن الدين عند الله الاسلام) (فمن تبعني فإنه مني)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 02:45]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 11:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي استفسار في مسألة متعلقة بالصفات وهي ليست من المسائل التي تُطرح وتُناقش غالبا في المنتديات لكنها تطرأ احيانا خاصة في المنتديات الأنجليزية ولم امر عليها من قبل سوى قبل شهر تقريبا ورأيتها اليوم ايضا ولدي فيها اسئلة
وأفضل ان لا اسأله في المنتدى وان اسأل احد اهل العلم فيها ممن هو متخصص في العقيدة ومسائل الصفات
يمكنني ان اراسله عن طريق الإيميل او الخاص
فمن استطيع مراسلته ليجيب على استفساراتي؟
جزاكم الله خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 12:37]ـ
لعل الأفضل أن يطرح السؤال هنا مباشرة كي يعم النفع، والله الموفق للسداد.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 02:27]ـ
السؤال متعلق بصفة الخلق
قرأت في احدى المنتديات أن الله يخلقُ منذ الأزل
وفي منتدى آخر أن الله دائما يخلق يعني يخلق بإستمرار ولا يتوقف عن خلق الأشياء
يعني فعل الخلق وليس اتصافه بها
فمن المعلوم ومن غير شك ان الله دائما خالق ويخلق ما يشاء ولا يعجز ابدا عن خلق الأشياء، وهو متصف بهذه الصفة منذ الأزل
ولكن المسألة متعلقة بالفعل
يعني فهمت منها أن الله يخلق الأشياء بإستمرار، دائما ومنذ الأزل
فهل هذا اعتقاد أهل السنة؟
وإذا كان الجواب لا
فما اعتقاد أهل السنة والجماعة في هذه المسألة؟
بارك الله فيكم
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 10:26]ـ
مجموع الفتاوى – العقيدة – كتاب الأسماء والصفات (الجزء الثاني) – فصل في الصفات الاختيارية – فصل: في وصفه تعالى بالصفات الفعلية
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
فَصْلٌ
وَصْفُهُ تَعَالَى " بِالصِّفَاتِ الْفِعْلِيَّةِ " - مِثْلُ الْخَالِقِ وَالرَّازِقِ وَالْبَاعِثِ وَالْوَارِثِ وَالْمُحْيِي وَالْمُمِيتِ –
قَدِيمٌ عِنْدَ أَصْحَابِنَا وَعَامَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ: مِنْ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالصُّوفِيَّةِ.
ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ الكلاباذي حَتَّى الْحَنَفِيَّةِ والسالمية والكرامية.
وَالْخِلَافُ فِيهِ مَعَ " الْمُعْتَزِلَةِ " وَ " الْأَشْعَرِيَّةِ ".
وَكَذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ عَقِيلٍ " فِي الْإِرْشَادِ " وَبَسَطَ الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ وَزَعَمَ أَنَّ أَسْمَاءَهُ الْفِعْلِيَّةَ - وَإِنْ كَانَتْ قَدِيمَةً - فَإِنَّهَا مَجَازٌ قَبْلَ وُجُودِ الْفِعْلِ وَذَكَرَ ذَلِكَ عَنْ الْقَاضِي فِي " الْمُعْتَمَدِ " فِي مَسَائِلِ الْخِلَافِ مَعَ السالمية؛ وَالْقَاضِي إنَّمَا ذَكَرَ لِلْمَسْأَلَةِ ثَلَاثَةَ مَآخِذَ:
أَحَدُهَا:
أَنَّهُ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: خُبْزٌ مُشْبِعٌ وَمَاءٌ مَرْوِيٌّ وَسَيْفٌ قَاطِعٌ؛ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَجَازِ؛ لِأَنَّ الْمَجَازَ مَا يَصِحُّ نَفْيُهُ.
كَمَا يُقَالُ عَنْ الْجَدِّ لَيْسَ بِأَبٍ؛ وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ عَنْ السَّيْفِ الَّذِي يَقْطَعُ لَيْسَ بِقَطُوعِ وَلَا عَنْ الْخُبْزِ الْكَثِيرِ وَالْمَاءِ الْكَثِيرِ لَيْسَ بِمُشْبِعِ وَلَا بِمَرْوِيٍّ؛ فَعُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ حَقِيقَةٌ. هَذَا تَعْلِيلُ الْقَاضِي.
قُلْت: وَهَذَا لِأَنَّ الْوَصْفَ بِذَلِكَ يَعْتَمِدُ كَمَالَ الْوَصْفِ الَّذِي يَصْدُرُ عَنْهُ الْفِعْلُ لَا ذَاتُ الْفِعْلِ الصَّادِرِ.
وَعَلَى هَذَا فَيُوصَفُ بِكُلِّ مَا يَتَّصِفُ بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْهُ.
قُلْت: وَقَدْ اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِي قَوْلِ أَحْمَدَ: " لَمْ يَزَلْ اللَّهُ عَالِمًا مُتَكَلِّمًا غَفُورًا " هَلْ قَوْلُهُ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا مِثْلُ قَوْلِهِ غَفُورًا أَوْ مِثْلُ قَوْلِهِ عَالِمًا؟ عَلَى " قَوْلَيْنِ ".
الْمَأْخَذُ الثَّانِي:
أَنَّ الْفِعْلَ مُتَحَقِّقٌ مِنْهُ فِي الثَّانِي مِنْ الزَّمَانِ كَتَحَقُّقِنَا الْآنَ أَنَّهُ بَاعِثٌ وَارِثٌ قَبْلَ الْبَعْثِ وَالْإِرْثِ وَهَذَا مَأْخَذُ أَبِي إسْحَاقَ بْنِ شاقلا وَالْقَاضِي أَيْضًا وَهَذَا بِخِلَافِ مَنْ يَجُوزُ أَنْ يَفْعَلَ وَيَجُوزُ أَنْ لَا يَفْعَلَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهَذَا يُشْبِهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ وَصْفَ النَّبِيِّ قَبْلَ النُّبُوَّةِ؛ بِأَنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَخَاتَمُ الرُّسُلِ.
وَوَصْفَ عُمَرَ بِأَنَّهُ فَاتِحُ الْأَمْصَارِ كَمَا قِيلَ وُلِدَ اللَّيْلَةَ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَكَمَا قَالَ: {اقْتَدُوا بِاَللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ} ".
وَقَدْ ذَكَرَ طَائِفَةٌ مِنْ الْأُصُولِيِّينَ أَنَّ إطْلَاقَ الصِّفَةِ قَبْلَ وُجُودِ الْمَعْنَى مَجَازٌ بِالِاتِّفَاقِ وَحِينَ وُجُودِهِ حَقِيقَةٌ وَبَعْدَ وُجُودِهِ وَزَوَالِهِ مَحَلُّ الِاخْتِلَافِ؛ لَكِنَّ هَذِهِ الْحِكَايَةَ مَرْدُودَةٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ فَيُفَرِّقُونَ بَيْنَ مَنْ يَتَحَقَّقُ وُجُودَ الْفِعْلِ مِنْهُ وَبَيْنَ مَنْ يُمْكِنُ وُجُودُ الْفِعْلِ مِنْهُ.
ثُمَّ قَدْ يُقَالُ: كَوْنُهُ خَالِقًا فِي الْأَزَلِ لِلْمَخْلُوقِ فِيمَا لَا يَزَالُ بِمَنْزِلَةِ كَوْنِهِ مُرِيدًا فِي الْأَزَلِ وَرَحِيمًا وَبِهَذَا يَظْهَرُ الْفَرْقُ بَيْنَ إطْلَاقِ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَإِطْلَاقِ الْوَصْفِ عَلَى مَنْ سَيَقُومُ بِهِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنْ الْمَخْلُوقِينَ؛ فَعَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ: يَكُونُ الْخَالِقُ بِمَنْزِلَةِ الْقَادِرِ وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ يَكُونُ الْخَالِقُ بِمَنْزِلَةِ الرَّحِيمِ وَهَذَا الْفَرْقُ يَعُودُ إلَى الْمَأْخَذِ الثَّالِثِ.
وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ " فِي ذَاتِهِ " حَالُهُ قَبْلَ أَنْ يَفْعَلَ وَحَالُهُ بَعْدَ أَنْ يَفْعَلَ سَوَاءٌ لَمْ تَتَغَيَّرْ ذَاتُهُ عَنْ أَفْعَالِهِ وَلَمْ يَكْتَسِبْ عَنْ أَفْعَالِهِ صِفَاتِ كَمَالَ كَالْمَخْلُوقِ.
وَهَذَا الْمَأْخَذُ نَبَّهَ عَلَيْهِ الْقَاضِي أَيْضًا فَقَالَ: وَأَيْضًا فَقَدْ ثَبَتَ كَوْنُهُ الْآنَ خَالِقًا وَالْخَالِقُ ذَاتُهُ وَذَاتُهُ كَانَتْ فِي الْأَزَلِ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ خَالِقًا وَصَارَ خَالِقًا لَلَزِمَهُ التَّغَيُّرُ وَالتَّحْوِيلُ وَاَللَّهُ يَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الرَّحِيمِ وَالْحَلِيمِ.
الْمَأْخَذُ الرَّابِعُ:
أَنَّ الْخَلْقَ صِفَةٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ لَيْسَتْ هِيَ الْمَخْلُوقَ وَجَوَّزَ الْقَاضِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنْ يُقَالَ: هُوَ قَدِيمُ الْإِحْسَانِ وَالْإِنْعَامِ وَيَعْنِي بِهِ أَنَّ الْإِحْسَانَ صِفَةٌ قَائِمَةٌ بِهِ غَيْرُ الْمُحْسِنِ بِهِ وَمَنَعَ أَنْ يُقَالَ: يَا قَدِيمَ الْخَلْقِ لِأَنَّ الْخَلْقَ هُوَ الْمَخْلُوقُ وَهَذَا أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ لِأَصْحَابِنَا وَهُوَ قَوْلُ الكرامية وَالْحَنَفِيَّةِ وَتُسَمِّيهَا فِرْقَةُ التَّكْوِينِ.
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ الْخَلْقَ هُوَ الْمَخْلُوقُ كَقَوْلِ الْأَشْعَرِيَّةِ.
قَالَ الْقَاضِي فِي عُيُونِ الْمَسَائِلِ: مَسْأَلَةٌ وَالْخَلْقُ غَيْرُ الْمَخْلُوقِ فَالْخَلْقُ صِفَةٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ وَالْمَخْلُوقُ هُوَ الْمَوْجُودُ الْمُخْتَرِعُ لَا يَقُومُ بِذَاتِهِ قَالَ: وَهَذَا بِنَاءً عَلَى الْمَسْأَلَةِ الَّتِي تَقَدَّمَتْ وَأَنَّ الصِّفَاتِ الصَّادِرَةَ عَنْ الْأَفْعَالِ مَوْصُوفٌ بِهَا فِي الْقِدَمِ.
قُلْت: ثُمَّ هَلْ يَحْدُثُ فِعْلٌ فِي ذَاتِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ إرَادَةٍ عِنْدَ وُجُودِ الْمَخْلُوقَاتِ فِيهِ خِلَافٌ بَيْنِ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ مَبْنِيٌّ عَلَى " الصِّفَاتِ الْفِعْلِيَّةِ " مِثْلُ الِاسْتِوَاءِ وَالنُّزُولِ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مَوْصُوفًا بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا بِهَا؛ لَمْ يَتَجَدَّدْ لَهُ صِفَةُ كَمَالٍ؛ لَكِنَّ أَعْيَانَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ هَلْ هِيَ قَدِيمَةٌ أَمْ الْكَمَالُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مَوْصُوفًا بِنَوْعِهَا؟.
وَتَلْخِيصُ الْكَلَامِ هُنَا أَنَّ كَوْنَهُ خَالِقًا وَكَرِيمًا هَلْ هُوَ لِأَجْلِ مَا أَبْدَعَهُ مُنْفَصِلًا عَنْهُ مِنْ الْخَلْقِ وَالنِّعَمِ؟ أَمْ لِأَجْلِ مَا قَامَ بِهِ مِنْ صِفَةِ الْخَلْقِ وَالْكَرَمِ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الثَّانِي هُوَ قَوْلُ الْحَنَفِيَّةِ والكرامية وَكَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَأَصْحَابِنَا فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ؛ بَلْ فِي أَصَحِّهِمَا وَعَلَيْهِ يَدُلُّ كَلَامُ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ مِنْ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يُقَالُ: إنَّهُ لَمْ يَزَلْ كَرِيمًا وَغَفُورًا وَخَالِقًا.
كَمَا يُقَالُ: لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا وَيَكُونُ فِي تَفْسِيرِ ذَلِكَ " قَوْلَانِ " كَمَا فِي تَفْسِيرِ الْمُتَكَلِّمِ " قَوْلَانِ " هَلْ هُوَ يَلْحَقُ بِالْعَالِمِ أَوْ بِالْغَفُورِ؟
و " الْأَوَّلُ " هُوَ قَوْلُ الْأَشْعَرِيَّةِ؛ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْخَلْقَ هُوَ الْمَخْلُوقُ.
وَعَلَى هَذَا: فَقَوْلُ أَصْحَابِنَا: كَانَ خَالِقًا فِي الْأَزَلِ إمَّا بِمَعْنَى الْقُدْرَةِ التَّامَّةِ كَمَا يُقَالُ: سَيْفٌ قَاطِعٌ أَوْ بِمَعْنَى وُجُودِ الْفِعْلِ قَطْعًا فِي الْحَالِ الثَّانِي كَمَا يُقَالُ: هَذَا فَاتِحُ الْأَمْصَارِ وَهَذَا نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ؛ وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى فَالْخَلْقُ مِنْ الصِّفَاتِ النِّسْبِيَّةِ الْإِضَافِيَّةِ.
وَإِذَا جَعَلْنَا الْخَلْقَ صِفَةً قَائِمَةً بِهِ فَهَلْ هِيَ الْمَشِيئَةُ وَالْقَوْلُ أَمْ صِفَةٌ أُخْرَى؟ عَلَى قَوْلَيْنِ.
" الثَّانِي " قَوْلُ الْحَنَفِيَّةِ وَأَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ؛ كَمَا اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِي الرَّحْمَةِ وَالرِّضَا وَالْغَضَبِ هَلْ هِيَ الْإِرَادَةُ أَمْ صِفَةٌ غَيْرُ الْإِرَادَةِ؟ عَلَى " قَوْلَيْنِ " أَصَحُّهُمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ هِيَ الْإِرَادَةَ.
فَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَهُوَ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ.
وَأَمَّا قَوْلُنَا: هُوَ مَوْصُوفٌ فِي الْأَزَلِ بِالصِّفَاتِ الْفِعْلِيَّةِ مِنْ الْخَلْقِ وَالْكَرَمِ وَالْمَغْفِرَةِ؛ فَهَذَا إخْبَارٌ عَنْ أَنَّ وَصْفَهُ بِذَلِكَ مُتَقَدِّمٌ؛ لِأَنَّ الْوَصْفَ هُوَ الْكَلَامُ الَّذِي يُخْبِرُ بِهِ عَنْهُ وَهَذَا مِمَّا تَدْخُلُهُ الْحَقِيقَةُ وَالْمَجَازُ وَهُوَ حَقِيقَةٌ عِنْدَ أَصْحَابِنَا؛ وَأَمَّا اتِّصَافُهُ بِذَلِكَ فَسَوَاءٌ كَانَ صِفَةً ثُبُوتِيَّةً وَرَاءَ الْقُدْرَةِ أَوْ إضَافِيَّةً. فِيهِ مِنْ الْكَلَامِ مَا تَقَدَّمَ.
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 10:41]ـ
لمزيد من الفائدة ... مبحث هام للأخت الفاضلة / كاملة الكواري، بعنوان:
إعلام الناشئة المؤلفة بالفرق بين قول ابن تيمية وقول الفلاسفة
وقد أوضحت هذه الأقوال وتفنيدها، في كتيب صغير قَدَّم له الشيخ الحوالي، وهذه المباحث تحتاج إلى طالب متمكن في العقيدة لفهمها بشكل جيد.
قد قام بتفريغها أخوة على شبكة أنصار أهل البيت (هنا ( http://www.ansar.org/arabic/kamela1.htm))
وهو تمهيد وخمسة مباحث وخاتمة، وهو بحث قَيِّم للتوسع في المسألة ... ومعرفة الأقوال ومن ثم الردّ عليها.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 11:59]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل لكن سؤالي لم يكن عن كون الله متصفا بأنه الخالق منذ الأزل
سؤالي عما إذا كان اهل السنة يؤمنون بأن الله عز وجل يخلق الأشياء بإستمرار (بدون توقف) منذ الأزل
فهذا يلزم منه وجود مخلوقات منذ الأزل
اما كون الله عز وجل متصفا بأنه الخالق، فلا اشكال في ذلك، فلا يلزم أن يخلق الله شيئا حتى يتصف بأنه الخالق، هو متصف بأنه الخالق لقدرته على أن يخلق ما يشاء متى شاء حتى وإن لم يفعله.
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 12:18]ـ
أخي الكريم العقيدة هذه مقدمات مبسطة للمسألة التي تقصدها و هي مسألة حوادث لا أول لها - و جوازها لا منعها - و التي شنّع المبتدعة فيها على شيخ الإسلام
المقدمة الأولى: إن الله أول بلا ابتداء.
الثانية: كان الله ولا شيء معه.
الثالثة: لم يزل الله فاعلاً خالقاً.
فتحصل من ذلك:
إن وجود الباري أسبق من وجود كل مخلوق.
أن كل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله.
أن ذلك ـ يعني الثاني ـ لا إلى أول لأن الله هو الأول.
يعني أن المخلوق ليس أزلياً، ولكن المخلوق الأول لن تصل إليه أبداً لأن الأزل لا يحد.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 12:18]ـ
لمزيد من الفائدة ... مبحث هام للأخت الفاضلة / كاملة الكواري، بعنوان:
إعلام الناشئة المؤلفة بالفرق بين قول ابن تيمية وقول الفلاسفة
وقد أوضحت هذه الأقوال وتفنيدها، في كتيب صغير قَدَّم له الشيخ الحوالي، وهذه المباحث تحتاج إلى طالب متمكن في العقيدة لفهمها بشكل جيد.
قد قام بتفريغها أخوة على شبكة أنصار أهل البيت (هنا ( http://www.ansar.org/arabic/kamela1.htm))
وهو تمهيد وخمسة مباحث وخاتمة، وهو بحث قَيِّم للتوسع في المسألة ... ومعرفة الأقوال ومن ثم الردّ عليها.
جزاك الله خيرا
بحثها مهم .. ما شاء الله
اقوم بتحميلها الآن وسأقرأه إن شاء الله
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 12:23]ـ
أخي الكريم العقيدة هذه مقدمات مبسطة للمسألة التي تقصدها و هي مسألة حوادث لا أول لها - و جوازها لا منعها - و التي شنّع المبتدعة فيها على شيخ الإسلام
المقدمة الأولى: إن الله أول بلا ابتداء.
الثانية: كان الله ولا شيء معه.
الثالثة: لم يزل الله فاعلاً خالقاً.
فتحصل من ذلك:
إن وجود الباري أسبق من وجود كل مخلوق.
أن كل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله.
أن ذلك ـ يعني الثاني ـ لا إلى أول لأن الله هو الأول.
يعني أن المخلوق ليس أزلياً، ولكن المخلوق الأول لن تصل إليه أبداً لأن الأزل لا يحد.
و الاشاعرة يتفقون مع اهل السنة في حوادث لا نهاية لها فيقال لهم: كما عقلتم حوادث لا آخر لها و لم يخالف ذلك عندكم ان الله تعالى هو الآخر فاعقلوا حوادث لا اول لها و لا يخالف ذلك ان الله تعالى هو الأول و انتهى الموضوع!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 12:25]ـ
الحمد لله فهمت كلامك بخصوص ان المخلوق ليس ازليا حيث ان له بداية، فالله خلقه بعد ان لم يكن
لكن لم افهم هذا الجزء
أن كل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله.
يجب ان يكون هناك مخلوق اول .. بمعنى اول شيء خلقه الله عز وجل
فكيف نقول بأن كل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله
وما الدليل على هذا القول؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 12:28]ـ
و الاشاعرة يتفقون مع اهل السنة في حوادث لا نهاية لها فيقال لهم: كما عقلتم حوادث لا آخر لها و لم يخالف ذلك عندكم ان الله تعالى هو الآخر فاعقلوا حوادث لا اول لها و لا يخالف ذلك ان الله تعالى هو الأول و انتهى الموضوع!
عفوا أخي الفاضل
ماذا تقصد "بالحوادث" هنا؟
هل تقصد المخلوقات؟
ام شيئا آخر؟
اما بالنسبة لحوادث لا نهاية لها فلا اشكال في ذلك
ولله الحمد
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 12:50]ـ
الحمد لله فهمت كلامك بخصوص ان المخلوق ليس ازليا حيث ان له بداية، فالله خلقه بعد ان لم يكن
لكن لم افهم هذا الجزء
يجب ان يكون هناك مخلوق اول .. بمعنى اول شيء خلقه الله عز وجل
فكيف نقول بأن كل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله
وما الدليل على هذا القول؟
اخي هذا مبني على مسألة ان الله عزّ وجل لم يكن معطلاً عن الفعل بل هو الفعال لما يريد و من يقول بامتناع حوادث لا اول لها فهو يقول بتعطيل صفة الخلق لله تعالى وقد قال عزّ وجل {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}:
وكون الفاعل لم يزل يفعل فعلاً بعد فعل فهذا من كمال الفاعل.
و قد أخبرنا الله تعالى عن بعض المخلوقات الموجودة قبل خلق السماوات والأرض وما بينهما، لكنه لم يخبرنا عن وقت خلقها، ولم يخبرنا هل هي أول المخلوقات أم لا؟
و نحن هنا نتكلم عن جواز لا عن وجوب حوادث لا اول لها لان القول بامتناعها يقضي بأن الله كان معطلا عن الفعل
و بما انك فهمت مسألة حوادث لا نهاية لها فالأمر سهل فطبق هذه على تلك
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 12:57]ـ
عفوا أخي الفاضل
ماذا تقصد "بالحوادث" هنا؟
هل تقصد المخلوقات؟
ام شيئا آخر؟
اما بالنسبة لحوادث لا نهاية لها فلا اشكال في ذلك
ولله الحمد
نعم المخلوقات
و كلامنا هنا عن نوع المخلوقات لا عينها (اي ليس عن احادها)
فكما أن آحاد حوادث نعيم أهل الجنة له آخر، فإن نوعها باقي سرمدي , و مع ذلك لم يكن ذلك منافيا ان الله تعالى هو الآخر الذي لا شيء بعده
و راجع رد الحافظ السرمري على السبكي في مسألة حوادث لا اول لها و قصيدته موجودة في المجلس العلمي بعنوان: الحمية الاسلامية في الانتصار لمذهب شيخ الاسلام ابن تيمية
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 05:58]ـ
اخي هذا مبني على مسألة ان الله عزّ وجل لم يكن معطلاً عن الفعل بل هو الفعال لما يريد و من يقول بامتناع حوادث لا اول لها فهو يقول بتعطيل صفة الخلق لله تعالى وقد قال عزّ وجل {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}:
وكون الفاعل لم يزل يفعل فعلاً بعد فعل فهذا من كمال الفاعل.
لا اشكال في هذا
لكن أفعال الله عز وجل كثيرة
وهناك فرق بين أن نقول أن الله لم يزل يفعل فعلا وبين ان نقول أن الله لم يزل يخلق خلقا
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأول لا يلزم منه أن الله يخلق الأشياء في كل لحظة (وإن كان هذا لا يستحيل في العقل حيث ان افعالنا مخلوقة وفي كل لحظة يولد طفل وتنبت نبتة وتولد بهيمة) ولكن يلزم منه أن الله يفعل فعلا قد يكون غير الخلق.
وملاحظة مهمة
أنا لا احاول ان احكم عقلي هنا، لهذا سألت ما هو اعتقاد أهل السنة اولا، ثم اريد الدليل على هذا الإعتقاد
فهل هناك دليل على ان الله لا يتوقف عن الخلق، ويفعله منذ الأزل؟
اقصد الفعل نفسه وليس اتصافه بأنه الخالق كما وضحت سابقا.
فإن كان الدليل هو ما قلته بأنه من الكمال أن يكون فاعلا ولا يتعطل عن الفعل فما هو الدليل على ان هذا الفعل هو الخلق؟ لماذا لا نقول يفعل فعلا (قد يكون الخلق او الكلام او غيره) بدل يخلق خلقا؟
و قد أخبرنا الله تعالى عن بعض المخلوقات الموجودة قبل خلق السماوات والأرض وما بينهما، لكنه لم يخبرنا عن وقت خلقها، ولم يخبرنا هل هي أول المخلوقات أم لا؟
نعم صحيح
لكن سؤالي هو:
ألا يوجد هناك مخلوق هو أول المخلوقات وليس قبله مخلوق
فالله عز وجل هو الأول بلا ابتداء
فيجب ان يكون هناك مخلوق هو اول مخلوق خلقه الله عز وجل صح؟
لهذا لم افهم قولك بأن كل مخلوق يسبقه مخلوق قبله
فأول مخلوق لا يكون قبله مخلوق لأنه اول مخلوق
و نحن هنا نتكلم عن جواز لا عن وجوب حوادث لا اول لها لان القول بامتناعها يقضي بأن الله كان معطلا عن الفعل
و بما انك فهمت مسألة حوادث لا نهاية لها فالأمر سهل فطبق هذه على تلك
نعم المخلوقات
و كلامنا هنا عن نوع المخلوقات لا عينها (اي ليس عن احادها)
أخي الفاضل
ظننتك قصدت عندما قلت "حوادث لا أول لها" انك تقصد أفعال الله عز وجل والتي ليست مخلوقة
فإذا كان كذلك فلا اشكال
لكن انت تقول مخلوقات
وتقول (لان القول بامتناعها يقضي بأن الله كان معطلا عن الفعل)
وهنا يرد سؤالي السابق وهو:
الله يفعل أفعالا كثيرة فلماذا نقول انه يجب أن يخلق باستمرار حتى لا يكون معطلا عن الفعل؟
فهناك أفعال أخرى لله عز وجل
وكما ذكرت
ما هو الدليل على هذا غير القول بـ (وكون الفاعل لم يزل يفعل فعلاً بعد فعل فهذا من كمال الفاعل.) فهذا لا اشكال فيه
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 09:16]ـ
بارك الله فيكم
قد أجبتُ عن أكثر استشكالاتك في مشاركاتي السابقة
فمثلا: قولك:
وهنا يرد سؤالي السابق وهو:
الله يفعل أفعالا كثيرة فلماذا نقول انه يجب أن يخلق باستمرار حتى لا يكون معطلا عن الفعل؟
لم يقل احد ان الله تعالى يجب ان يخلق بإستمرار بل قلتُ لك أعلاه:
بواسطة المقدادي
نحن هنا نتكلم عن جواز لا عن وجوب حوادث لا اول لها لان القول بامتناعها يقضي بأن الله كان معطلا عن الفعل
و الحادث هو ما كان بعد ان لم يكن
فهو من الله تعالى فعل له كإستوائه على عرشه و اما في المفعول فهو مخلوق كالسموات و الارض
و الفعل إسم شامل لصفاته الإختيارية , فهو اذا شاء تكلم و اذا شاء خلق و هكذا
و من قال بأن الله تعالى لم يتكلم الا في الازل و لم يكلم نبيه موسى عليه السلام بل أسمعه كلامه القديم كما تقول بعض الفرق المخالفة فهو ايضا عطل هذه الصفة
و هكذا
و لكن مسألة الخلق هنا لها علاقة بمسألة خلق العالم و افتراق الناس فيه , و سأوضحه بعد قليل
اما قولك:
لا اشكال في هذا
لكن أفعال الله عز وجل كثيرة
وهناك فرق بين أن نقول أن الله لم يزل يفعل فعلا وبين ان نقول أن الله لم يزل يخلق خلقا
فالأول لا يلزم منه أن الله يخلق الأشياء في كل لحظة (وإن كان هذا لا يستحيل في العقل حيث ان افعالنا مخلوقة وفي كل لحظة يولد طفل وتنبت نبتة وتولد بهيمة) ولكن يلزم منه أن الله يفعل فعلا قد يكون غير الخلق
أولا: أفعاله تعالى كلها بمشيئته
ثانيا: يجب التفريق بين الفعل و المفعول فالفعل صفة لله تعالى و المفعول مخلوق
قال الإمام البخاري في آخر الصحيح في كتاب الرد على الجهمية:
((باب: ما جاء في تخليق السموات والأرض ونحوهما من الخلائق، وهو فعل الرب وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مخلوق مفعول مكون))
وأوضح وفصل في خلق أفعال العباد فقال-:
((اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول
فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله
وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا كن مخلوق
وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/ 439.
و كلامه واضح إن شاءالله
ثالثا: الأفعال نوعان: لازمة ومتعدية فالفعل اللازم لا يقتضي مفعولاً، والفعل المتعدي يقتضي مفعولاً، و الفعل اللازم كالاستواء و غيره و الفعل المتعدي كالتخليق و هو الذي يقتضي مفعولا اي مخلوقا كالسموات و الارض
و عليه: فالله تعالى فعّال لما يريد كما قال في كتابه , و الكلام و الخلق و غيرها كلها بمشيئته تعالى
و قولك: " نقول أن الله لم يزل يخلق " فزد عليه: إذا شاء , و هذا ما ورد عن الأئمة في صفات أفعاله تعالى
بمعنى: انه تعالى ما دام متصفا بصفة الخلق فممكن أن يخلق وممكن أن لايخلق و ذلك راجع لمشيئته وإرادته سبحانه و تعالى
و قولك:
[ QUOTE= العقيدة;55411]
وملاحظة مهمة
أنا لا احاول ان احكم عقلي هنا، لهذا سألت ما هو اعتقاد أهل السنة اولا، ثم اريد الدليل على هذا الإعتقاد
فهل هناك دليل على ان الله لا يتوقف عن الخلق، ويفعله منذ الأزل؟ اقصد الفعل نفسه وليس اتصافه بأنه الخالق كما وضحت سابقا.
فإن كان الدليل هو ما قلته بأنه من الكمال أن يكون فاعلا ولا يتعطل عن الفعل فما هو الدليل على ان هذا الفعل هو الخلق؟ لماذا لا نقول يفعل فعلا (قد يكون الخلق او الكلام او غيره) بدل يخلق خلقا؟
المظلل باللون الاحمر تم الجواب عنه بأعلاه
اما الدليل هو قوله تعالى:
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}:
و صيغة المضارع تفيد الاستمرارية كما لا يخفى
قولك: "ولا يتعطل عن الفعل فما هو الدليل على ان هذا الفعل هو الخلق؟ لماذا لا نقول يفعل فعلا (قد يكون الخلق او الكلام او غيره) بدل يخلق خلقا "
وأصل هذه المسألة هو الرد على الفلاسفة
فالناس كانوا منقسمين في مسألة العالم الى قسمين:
الاول: يرى انه لا يوجد اله في هذا الكون و لا خالق فيعتقدون قدم العالم و هم الدهرية
و الثاني: يرى ان الله تعالى موجود و هو الخالق و هو الذي خلق العالم و هم الرسل الكرام و اتباعهم
فأتي جماعة من الفلاسفة المتأخرين و أحدثوا قولا ثالثا و هو ان هناك اله في هذا الكون و ان العالم قديم ملازم لذاته لا ينفك عنه
فلما أتت بعض الفرق المخالفة - كالاشاعرة و غيرهم - لترد عليهم لم تستطع الا ان تمنع حوادث لا اول لها خوفا من استلزام القول بقدم العالم فعطلوا الله تعالى عن صفة الخلق فرأوا انهم بهذا ردوا على الفلاسفة
و لكن شيخ الاسلام ابن تيمية رأى ان هذا مخالف لصريح القرآن و السنة و انه ليست بهذه الطريقة يُرد على الفلاسفة سيما وان القول بجواز حوادث لا اول لها – و هو الذي قرره – لا محذور فيه بل لو قارن منصف بين هذا القول و قول من منعه لعلم ان قول من اجازه أقرب الى المنقول و المعقول ممن منعه
هذه الحكاية بإختصار
و قولك:
نعم صحيح
لكن سؤالي هو:
ألا يوجد هناك مخلوق هو أول المخلوقات وليس قبله مخلوق
فالله عز وجل هو الأول بلا ابتداء
فيجب ان يكون هناك مخلوق هو اول مخلوق خلقه الله عز وجل صح؟
لهذا لم افهم قولك بأن كل مخلوق يسبقه مخلوق قبله
فأول مخلوق لا يكون قبله مخلوق لأنه اول مخلوق
قد قلتُ سابقا:
بواسطة المقدادي
فتحصل من ذلك:
إن وجود الباري أسبق من وجود كل مخلوق.
أن كل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله.
أن ذلك ـ يعني الثاني ـ لا إلى أول لأن الله هو الأول.
يعني أن المخلوق ليس أزلياً، ولكن المخلوق الأول لن تصل إليه أبداً لأن الأزل لا يحد.
فأنا لم انكر وجود مخلوق أول و لكن ذكرت لك كل مخلوق يسبقه مخلوق في الماضي كما ان كل مخلوق يعقبه مخلوق في المستقبل و لم يمنع هذا ان يكون الله تعالى هو الآخر الذي لا شيء بعده
فالمقصود بحوادث لا اول لها نوعها لا آحادها و لهذا فإن بعض الجهلة من المبتدعة ظن ان لازم قول شيخ الاسلام هو القول بقدم العالم! وهذا جهل من هؤلاء
فشيخ الاسلام لا ينازع أصلا في كون الحادث المعين له أول , فلا معنى لإلزامه بما لا يلتزمه أصلا بل له اقوال صريحة في الرد على معتقدي قدم العالم
قولك:
" أخي الفاضل
ظننتك قصدت عندما قلت "حوادث لا أول لها" انك تقصد أفعال الله عز وجل والتي ليست مخلوقة
فإذا كان كذلك فلا اشكال
لكن انت تقول مخلوقات
وتقول (لان القول بامتناعها يقضي بأن الله كان معطلا عن الفعل)
فهناك أفعال أخرى لله عز وجل
وكما ذكرت
ما هو الدليل على هذا غير القول بـ (وكون الفاعل لم يزل يفعل فعلاً بعد فعل فهذا من كمال الفاعل.) فهذا لا اشكال فيه "
ملاحظة مهمه:
هناك فرق بين مسألة قيام الافعال الاختيارية بذاته تعالى و التي يسميها المبتدعة حلول حوادث و يقصدون بها صفات الله تعالى الفعلية كالاستواء على العرش و النزول و غيرها
و بين مسألة حوادث لا اول لها
فالمسألة الاولى عن صفات الله الفعلية تعالى
و المسألة الثانية عن المفعولات و هي المخلوقات
و الحادث هو ما كان بعد ان لم يكن و لا يلزم ان يكون الحادث مخلوقا
فإستواء الله تعالى على عرشه كان بعد خلق العرش و لا يقول عاقل انه منذ الازل!!
و مع ذلك فالاستواء ليس مخلوقا بل هو صفة فعل لله تعالى
و ان اردت خلاصة الموضوع في مسألة حوادث لا اول لها فهي كالآتي:
و هو ان يقال: هل كان الله تعالى في الأزل قادراً على ان يخلق أم لا؟
فإن قيل: " إنه غير قادر على ان يخلق ثم خلق " كان ذلك تعطيلاً لله سبحانه و تعالى من الفعل. و انتهى النقاش مع مثل هذا الشخص
وإن قيل:"إن الفعل كان ممكناً ولكن تأخر" قيل له: هل التأخر واجب أم جائز؟
فإن كان واجباً: فمن الذي أوجبه؟!
وإن كان جائزاً فهذا قول بحوادث لا أول لها لأن الرب أزلي ومنذ كان خالقاً أمكن إن يخلق فهذا هو القول بحوادث لا أول لها
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 12:02]ـ
ما شاء الله ولا قوة إلا بالله فهم عالي من أخينا المقدادي لعقيدة أهل السنة، وخصوصًا لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنا أوافق على كل ما قال عدا نقتتين صغيرتين:
الأولى قوله:
و قولك: " نقول أن الله لم يزل يخلق " فزد عليه: إذا شاء , و هذا ما ورد عن الأئمة في صفات أفعاله تعالى
بمعنى: انه تعالى ما دام متصفا بصفة الخلق فممكن أن يخلق وممكن أن لايخلق و ذلك راجع لمشيئته وإرادته سبحانه و تعالى.
بارك الله فيك هنا خلط بين آحاد المخلوقات وبين جنس المخلوقات، فآحادها على التخيير، فالله عز وجل إذا شاء خلق الناس وإذا شاء لم يخلقهم.
لكن لا يجوز أن يكون الله بلا خلق، قال تعالى: {أفمن يخلق كمن لا يخلق}. فجنس صفة الخلق واجبة لله تعالى، ولا يمكن أن نتصور إله بلا خلق.
والله أعلم.
وقولك:
اما الدليل هو قوله تعالى:
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}:
و صيغة المضارع تفيد الاستمرارية كما لا يخفى
هذا دليل على أن جنس صفة الخلق واجبة وأن الله لم يزل يخلق ولا يزال يخلق، لذلك فجنس صفة الخلق واجبة بينما آحادها على التخيير.
قد قلتُ سابقا:
فأنا لم انكر وجود مخلوق أول و لكن ذكرت لك كل مخلوق يسبقه مخلوق في الماضي كما ان كل مخلوق يعقبه مخلوق في المستقبل و لم يمنع هذا ان يكون الله تعالى هو الآخر الذي لا شيء بعده
فشيخ الاسلام لا ينازع أصلا في كون الحادث المعين له أول , فلا معنى لإلزامه بما لا يلتزمه أصلا بل له اقوال صريحة في الرد على معتقدي قدم العالم
شيخنا الفاضل فرق بين كون الحادث المعين له أول، وبين كون جنس المخلوقات له أول، فشيخ الإسلام يقول بأن المخلوقات جميعًا حادثة وليس قديمة لكن يقول إنها متسلسلة لا إلى أول ولتقريب المسألة.
نحن نقول الجنة أزلية، لكن الله آخر ليس بعده شيء فهل نقول هناك مخلوق آخر المخلوقات، لو قلنا بهذا لزم القول بفناء الجنة والنار.
لكن نقول المخلوقات حادثة متسلسلة لا إلى أول. والله أعلم.
المخلوقات نوعًا وجنسًا مسبوقة بعدمها ومسبوقة بخالقها، لذلك فالعالم حادث وليس قديم.
لكن كل مخلوق يسبقه غيره لا إلى أول، وكذلك كل مخلوق يعقبه مخلوق لا إلى آخر، والله أعلم.
و ان اردت خلاصة الموضوع في مسألة حوادث لا اول لها فهي كالآتي:
و هو ان يقال: هل كان الله تعالى في الأزل قادراً على ان يخلق أم لا؟
فإن قيل: " إنه غير قادر على ان يخلق ثم خلق " كان ذلك تعطيلاً لله سبحانه و تعالى من الفعل. و انتهى النقاش مع مثل هذا الشخص
وإن قيل:"إن الفعل كان ممكناً ولكن تأخر" قيل له: هل التأخر واجب أم جائز؟
فإن كان واجباً: فمن الذي أوجبه؟!
وإن كان جائزاً فهذا قول بحوادث لا أول لها لأن الرب أزلي ومنذ كان خالقاً أمكن إن يخلق فهذا هو القول بحوادث لا أول لها
و الله أعلم
إن تأخر المعلول عن العلة عند أهل السنة تأخر رتبة بلا فاصل زمني، لذلك غير ممكن في العقول أن يكون الله ولا خلق فمعنى أن الله لم يزل يخلق أنه لم يخلو أبدًا عن صفة الخلق لكن المخلوقات متأخرة عن الله تعالى تأخر المعلول عن العلة.
لذلك قولك بأن الخلق على التخيير وليس الوجوب هذا في آحاد المخلوقات بينما هو على الوجوب في جنسها، فلا يمكن أن نتصور الله عز وجل معطلا عن الخلق، قال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}:
والله أعلى وأعلم، ولا شك أن هذه قضايا شاكة، والكلام فيها على هذه الطريقة ليس من هدي سلف الأمة، لكن تكلم بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله للرد على المبتدعة والفلاسفة، وإن كنت قد أخطأت في شيء من ذلك فأنا راجع عنه إلى عقيدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف الأمة. بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 12:21]ـ
بارك الله فيكم
قد أجبتُ عن أكثر استشكالاتك في مشاركاتي السابقة
فمثلا: قولك:
لم يقل احد ان الله تعالى يجب ان يخلق بإستمرار بل قلتُ لك أعلاه:
و الحادث هو ما كان بعد ان لم يكن
فهو من الله تعالى فعل له كإستوائه على عرشه و اما في المفعول فهو مخلوق كالسموات و الارض
(يُتْبَعُ)
(/)
و الفعل إسم شامل لصفاته الإختيارية , فهو اذا شاء تكلم و اذا شاء خلق و هكذا
و من قال بأن الله تعالى لم يتكلم الا في الازل و لم يكلم نبيه موسى عليه السلام بل أسمعه كلامه القديم كما تقول بعض الفرق المخالفة فهو ايضا عطل هذه الصفة
و هكذا
و لكن مسألة الخلق هنا لها علاقة بمسألة خلق العالم و افتراق الناس فيه , و سأوضحه بعد قليل
اما قولك:
أولا: أفعاله تعالى كلها بمشيئته
ثانيا: يجب التفريق بين الفعل و المفعول فالفعل صفة لله تعالى و المفعول مخلوق
قال الإمام البخاري في آخر الصحيح في كتاب الرد على الجهمية:
((باب: ما جاء في تخليق السموات والأرض ونحوهما من الخلائق، وهو فعل الرب وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مخلوق مفعول مكون))
وأوضح وفصل في خلق أفعال العباد فقال-:
((اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول
فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر
وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله
وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا كن مخلوق
وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/ 439.
و كلامه واضح إن شاءالله
ثالثا: الأفعال نوعان: لازمة ومتعدية فالفعل اللازم لا يقتضي مفعولاً، والفعل المتعدي يقتضي مفعولاً، و الفعل اللازم كالاستواء و غيره و الفعل المتعدي كالتخليق و هو الذي يقتضي مفعولا اي مخلوقا كالسموات و الارض
و عليه: فالله تعالى فعّال لما يريد كما قال في كتابه , و الكلام و الخلق و غيرها كلها بمشيئته تعالى
و قولك: " نقول أن الله لم يزل يخلق " فزد عليه: إذا شاء , و هذا ما ورد عن الأئمة في صفات أفعاله تعالى
بمعنى: انه تعالى ما دام متصفا بصفة الخلق فممكن أن يخلق وممكن أن لايخلق و ذلك راجع لمشيئته وإرادته سبحانه و تعالى
الذي فهمته من كلامك كله أن اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله يخلق متى شاء
وليس أن الله يخلق بإستمرار بدون توقف
يعني يجب وضع "متى شاء" وهذا ما كان في نفسي
فالثاني (بدون متى شاء) يُفهم منه ان هذا واجب على الله (انه يخلق الأشياء باستمرار بدون توقف وهذا ينافي ان يكون على إرادته ومشيئته)
أما لو قلنا "يخلق ما شاء متى شاء" فيُفهم منه انه لا يجب عليه ذلك وأنه يجوز ان يخلق بإستمرار إذا أراد ذلك.
هل كلامي وفهمي صحيح؟
اما الدليل هو قوله تعالى:
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}:
و صيغة المضارع تفيد الاستمرارية كما لا يخفى
نعم هذا دليل على ما قلته فوق انه يخلق متى شاء ويجوز ان يخلق بإستمرار إذا شاء ذلك.
وهو ينقض قول الأشاعرة بأن الله تكلم في الأزل وانتهى .. فلو كان كذلك لكانت صيغة الماضي وليس المضارع.
لدي سؤال: هل الأشاعرة يقولون هذا في كل افعال الله عز وجل ام فقط الكلام؟
يعني انه خلق في الأزل وانتهى
وانه استوى في الأزل وانتهى
وانه علم في الأزل وانتهى وهكذا
قولك: "ولا يتعطل عن الفعل فما هو الدليل على ان هذا الفعل هو الخلق؟ لماذا لا نقول يفعل فعلا (قد يكون الخلق او الكلام او غيره) بدل يخلق خلقا "
وأصل هذه المسألة هو الرد على الفلاسفة
فالناس كانوا منقسمين في مسألة العالم الى قسمين:
الاول: يرى انه لا يوجد اله في هذا الكون و لا خالق فيعتقدون قدم العالم و هم الدهرية
و الثاني: يرى ان الله تعالى موجود و هو الخالق و هو الذي خلق العالم و هم الرسل الكرام و اتباعهم
فأتي جماعة من الفلاسفة المتأخرين و أحدثوا قولا ثالثا و هو ان هناك اله في هذا الكون و ان العالم قديم ملازم لذاته لا ينفك عنه
فلما أتت بعض الفرق المخالفة - كالاشاعرة و غيرهم - لترد عليهم لم تستطع الا ان تمنع حوادث لا اول لها خوفا من استلزام القول بقدم العالم فعطلوا الله تعالى عن صفة الخلق فرأوا انهم بهذا ردوا على الفلاسفة
و لكن شيخ الاسلام ابن تيمية رأى ان هذا مخالف لصريح القرآن و السنة و انه ليست بهذه الطريقة يُرد على الفلاسفة سيما وان القول بجواز حوادث لا اول لها – و هو الذي قرره – لا محذور فيه بل لو قارن منصف بين هذا القول و قول من منعه لعلم ان قول من اجازه أقرب الى المنقول و المعقول ممن منعه
هذه الحكاية بإختصار
(يُتْبَعُ)
(/)
و قولك:
قد قلتُ سابقا:
فأنا لم انكر وجود مخلوق أول و لكن ذكرت لك كل مخلوق يسبقه مخلوق في الماضي كما ان كل مخلوق يعقبه مخلوق في المستقبل و لم يمنع هذا ان يكون الله تعالى هو الآخر الذي لا شيء بعده
فالمقصود بحوادث لا اول لها نوعها لا آحادها و لهذا فإن بعض الجهلة من المبتدعة ظن ان لازم قول شيخ الاسلام هو القول بقدم العالم! وهذا جهل من هؤلاء
فشيخ الاسلام لا ينازع أصلا في كون الحادث المعين له أول , فلا معنى لإلزامه بما لا يلتزمه أصلا بل له اقوال صريحة في الرد على معتقدي قدم العالم
قولك:
ملاحظة مهمه:
هناك فرق بين مسألة قيام الافعال الاختيارية بذاته تعالى و التي يسميها المبتدعة حلول حوادث و يقصدون بها صفات الله تعالى الفعلية كالاستواء على العرش و النزول و غيرها
و بين مسألة حوادث لا اول لها
فالمسألة الاولى عن صفات الله الفعلية تعالى
و المسألة الثانية عن المفعولات و هي المخلوقات
و الحادث هو ما كان بعد ان لم يكن و لا يلزم ان يكون الحادث مخلوقا
فإستواء الله تعالى على عرشه كان بعد خلق العرش و لا يقول عاقل انه منذ الازل!!
و مع ذلك فالاستواء ليس مخلوقا بل هو صفة فعل لله تعالى
و ان اردت خلاصة الموضوع في مسألة حوادث لا اول لها فهي كالآتي:
و هو ان يقال: هل كان الله تعالى في الأزل قادراً على ان يخلق أم لا؟
فإن قيل: " إنه غير قادر على ان يخلق ثم خلق " كان ذلك تعطيلاً لله سبحانه و تعالى من الفعل. و انتهى النقاش مع مثل هذا الشخص
وإن قيل:"إن الفعل كان ممكناً ولكن تأخر" قيل له: هل التأخر واجب أم جائز؟
فإن كان واجباً: فمن الذي أوجبه؟!
وإن كان جائزاً فهذا قول بحوادث لا أول لها لأن الرب أزلي ومنذ كان خالقاً أمكن إن يخلق فهذا هو القول بحوادث لا أول لها
و الله أعلم
عندما بدأت اقرأ كلامك (الجزء الأول منه) لم استوعبه وقلت ساعيد قراءته فيما بعد إذا لم استوعبه اول مرة لكن عندما وصلت للجزء الأخير وهو الذي باللون الأزرق بدأت افهمه قليلا ثم الجملة الأخيرة التي تحتها خط هي التي سهلت علي فهم المسألة كلها، ولو ان مسألة الأزل نفسها صعب استيعابها كليا حيث ان عقولنا محدودة، ولا يجب استيعابه كليا لكن فهمه عموما ممكن ومعقول ولله الحمد
بارك الله فيك على شرحها لي خاصة الجزء الأخير الذي هو اوضحها
اما بالنسبة لقول أهل البدع
فلولا ان لعن المسلم حرام للعنتهم لإضطراري للخوض في هذه المسائل لفهمها والتكلم في الله عز وجل بهذه الطريقة للرد على باطلهم!
اعوذ بالله من الضلال وأهل البدع
والله المستعان
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 12:32]ـ
ولا شك أن هذه قضايا شاكة، والكلام فيها على هذه الطريقة ليس من هدي سلف الأمة، لكن تكلم بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله للرد على المبتدعة والفلاسفة،
نعم
هذا الذي جعلني اسال فيها للرد عليهم
فهم يثيرون مثل هذه المسائل ويضللون بها الناس
وانا اكره الكلام في هذه المسائل ولكن مضطر ان اتكلم فيها وافهمها بسببهم!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 12:59]ـ
نعم
هذا الذي جعلني اسال فيها للرد عليهم
فهم يثيرون مثل هذه المسائل ويضللون بها الناس
وانا اكره الكلام في هذه المسائل ولكن مضطر ان اتكلم فيها وافهمها بسببهم!
أفهم هذا بارك الله فيك وأقدر جهدك، وعلم الله أني أحبُّك في الله، أسأل الله أن ينفع بك وأن يبارك فيك.
وقول الفاضل (العقيدة):
الذي فهمته من كلامك كله أن اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله يخلق متى شاء
وليس أن الله يخلق بإستمرار بدون توقف
يعني يجب وضع "متى شاء" وهذا ما كان في نفسي
فالثاني (بدون متى شاء) يُفهم منه ان هذا واجب على الله (انه يخلق الأشياء باستمرار بدون توقف وهذا ينافي ان يكون على إرادته ومشيئته)
أما لو قلنا "يخلق ما شاء متى شاء" فيُفهم منه انه لا يجب عليه ذلك وأنه يجوز ان يخلق بإستمرار إذا أراد ذلك.
هل كلامي وفهمي صحيح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك، نعم الله يخلق باستمرار وهو خلاق عليم، لكن عبارة ((يخلق ما شاء متى شاء)) لا تعني أنه يخلق على التخيير فإن شاء خلق مطلقًا وإن شاء لم يخلق، وإنما معناها أنه إن شاء خلق الإنسان وإن شاء خلق غيره وإن شاء خلق هذا الأمر الساعة وإن شاء خلقه بعد قرن، فهذا كما سبق متعلق بعين كل مخلوق يخلقه الله إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء، سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
لكن لا يجوز أن يتعطل الله من صفة الخلق فهو دائم الخلق لم يزل يخلق ولا يزال يخلق سبحانه وتعالى. والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 04:37]ـ
نعم فهمت بارك الله فيك
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 06:12]ـ
بارك الله فيكم و نفع الله بكم شيخنا علي أحمد
هنا خلط بين آحاد المخلوقات وبين جنس المخلوقات، فآحادها على التخيير، فالله عز وجل إذا شاء خلق الناس وإذا شاء لم يخلقهم.
لكن لا يجوز أن يكون الله بلا خلق، قال تعالى: {أفمن يخلق كمن لا يخلق}. فجنس صفة الخلق واجبة لله تعالى، ولا يمكن أن نتصور إله بلا خلق.
والله أعلم.
.
جزاكم الله خيرا , و لكن انا قد ذكرت سابقا:
فكما أن آحاد حوادث نعيم أهل الجنة له آخر، فإن نوعها باقٍ سرمدي , و مع ذلك لم يكن ذلك منافيا ان الله تعالى هو الآخر الذي لا شيء بعده
فميزت بين الجنس و النوع
و كلامي هنا نفس كلامك شيخنا الفاضل فأنا قلت: " فممكن أن يخلق وممكن أن لايخلق و ذلك راجع لمشيئته " اي ان المشيئة تتعلق بصفات الله تعالى الاختيارية كالكلام و غيره و لهذا كان ائمة السلف يقولون ان الله يتكلم كما يشاء اذا شاء
و انت قلتَ: " فالله عز وجل إذا شاء خلق الناس وإذا شاء لم يخلقهم "
الا ان كان هناك أمر غاب عني فأرجو توضيحه
فرق بين كون الحادث المعين له أول، وبين كون جنس المخلوقات له أول، فشيخ الإسلام يقول بأن المخلوقات جميعًا حادثة وليس قديمة لكن يقول إنها متسلسلة لا إلى أول ولتقريب المسألة.
نحن نقول الجنة أزلية، لكن الله آخر ليس بعده شيء فهل نقول هناك مخلوق آخر المخلوقات، لو قلنا بهذا لزم القول بفناء الجنة والنار.
لكن نقول المخلوقات حادثة متسلسلة لا إلى أول. والله أعلم.
المخلوقات نوعًا وجنسًا مسبوقة بعدمها ومسبوقة بخالقها، لذلك فالعالم حادث وليس قديم.
لكن كل مخلوق يسبقه غيره لا إلى أول، وكذلك كل مخلوق يعقبه مخلوق لا إلى آخر، والله أعلم.
معذرة شيخنا الكريم لم أفهم وجه الاعتراض هنا:
هل تقصد ان الحادث المعين لا أول له؟ بمعنى ان كل مخلوق لا اول له؟
و لكن الامام ابن القيم في شفاء العليل ذكر إجابة طائفة من اهل السنة التزموا بالتسلسل فقالوا في معرض ردهم على المخالفين:
" وأما التسلسل الممكن فالتسلسل في مفعولاته من هذا الطرف، كما يتسلسل في طرف الأبد، فإنه إذا لم يزل حياً قادراً مريداً متكلماً، وذلك من لوازم ذاته، فالفعل ممكن له بوجوب هذه الصفات له، وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل، ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه، فإنه سبحانه متقدم على كل فرد فرد من مخلوقاته تقدماً لا أول له، فلكل مخلوق أول، والخالق سبحانه لا أول له، فهو وحده الخالق، وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن. "
اما ان كان هناك أمر آخر لم أفهمه فأرجو التوضيح جزاكم الله خيرا
تأخر المعلول عن العلة عند أهل السنة تأخر رتبة بلا فاصل زمني، لذلك غير ممكن في العقول أن يكون الله ولا خلق فمعنى أن الله لم يزل يخلق أنه لم يخلو أبدًا عن صفة الخلق لكن المخلوقات متأخرة عن الله تعالى تأخر المعلول عن العلة.
لذلك قولك بأن الخلق على التخيير وليس الوجوب هذا في آحاد المخلوقات بينما هو على الوجوب في جنسها، فلا يمكن أن نتصور الله عز وجل معطلا عن الخلق، قال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}:
نعم - أحسن الله إليكم - و انا لم اخالف في ذلك و أصل مسألة حوادث لا أول لها التي قررها شيخ الاسلام انها جائزة لا واجبة و هذا كله في آحادها
و لكن يظهر انني لم اعبّر بشكل جيد عن كلامي فحصل بعض القصور و الله المستعان
و جزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 06:24]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي فهمته من كلامك كله أن اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله يخلق متى شاء
وليس أن الله يخلق بإستمرار بدون توقف
يعني يجب وضع "متى شاء" وهذا ما كان في نفسي
فالثاني (بدون متى شاء) يُفهم منه ان هذا واجب على الله (انه يخلق الأشياء باستمرار بدون توقف وهذا ينافي ان يكون على إرادته ومشيئته)
أما لو قلنا "يخلق ما شاء متى شاء" فيُفهم منه انه لا يجب عليه ذلك وأنه يجوز ان يخلق بإستمرار إذا أراد ذلك.
هل كلامي وفهمي صحيح؟
بارك الله فيك , و قد اجاب الشيخ علي عن ذلك فأغنى عن الإعادة فكما قال: اذا تعالى شاء خلق هذا الأمر الساعة وإن شاء خلقه بعد قرن , فهذا عائد الى مشيئته سبحانه و تعالى فكما ان الله تعالى لم يزل متكلما اذا شاء كلّم سيدنا موسى عليه السلام في ذلك الوقت و كلّم غيره في غير ذلك الوقت و هكذا ففهمك صحيح ان قصدت هذا , فلم يكن الله تعالى متكلما بعد ان لم يكن كذلك كما يقول الكرامية و لم يكن تعالى خالقا بعد ان لم يكن كذلك
لدي سؤال: هل الأشاعرة يقولون هذا في كل افعال الله عز وجل ام فقط الكلام؟
يعني انه خلق في الأزل وانتهى
وانه استوى في الأزل وانتهى
وانه علم في الأزل وانتهى وهكذا
الذي أعرفه من عقيدتهم انهم لا يثبتون صفات الافعال بل هي حادثة عندهم , و لذلك يرجعون التعلقات كلها عندهم الى الارادة
اما الاستواء فهم يتخذون التأويل مخرجا لهم , اما من يفوض منهم فلا يدري ما معنى استوى انما هو بمثابة الحروف المعجمية: ا س ت و ى
و لكن مذهب محققيهم هو التأويل في هذه الصفات كالاستواء و النزول
اما العلم فلهم فيه تفصيل ليس هذا محله , و لكن بالمجمل العام: فصفاته تعالى قديمة عندهم لهذا اضطروا ان يأتوا بتأويلات متكلفة ليتخلصوا من حرجهم هذا فقالوا ان الله تعالى لم يكلّم موسى عليه السلام حين ناداه بل أسمعه الكلام النفسي - فهو إلهام لا تكليم على التحقيق عندهم -
و هكذا كلما أتوا لصفة صرفوها بمستشنعات التأويل و التحريف و الله المستعان
هذا ما اعرفه و الله أعلم
عندما بدأت اقرأ كلامك (الجزء الأول منه) لم استوعبه وقلت ساعيد قراءته فيما بعد إذا لم استوعبه اول مرة لكن عندما وصلت للجزء الأخير وهو الذي باللون الأزرق بدأت افهمه قليلا ثم الجملة الأخيرة التي تحتها خط هي التي سهلت علي فهم المسألة كلها، ولو ان مسألة الأزل نفسها صعب استيعابها كليا حيث ان عقولنا محدودة، ولا يجب استيعابه كليا لكن فهمه عموما ممكن ومعقول ولله الحمد
بارك الله فيك على شرحها لي خاصة الجزء الأخير الذي هو اوضحها
جزاك الله خيرا و بورك فيك و رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول و العمل
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 10:05]ـ
إلا إن كان هناك أمر غاب عني فأرجو توضيحه
لا يا أخي بارك الله فيك، كلامك جيد وإنما قصدت زيادة الإيضاح. وأرجو أن لا أكون قد فعلت العكس.
معذرة شيخنا الكريم لم أفهم وجه الاعتراض هنا:
هل تقصد ان الحادث المعين لا أول له؟ بمعنى ان كل مخلوق لا اول له؟
لا يا أخي بارك الله فيك فكل مخلوق له أول، وهو مسبوق بعدمه وبخالقه.
كل ما أردت قوله ولعلي لم أحسن التعبير أن كل مخلوق يسبقه مخلوق آخر وهكذا تسلسل ولا يمكن أن نأتي إلى مخلوق بعينه فنقول هذا أول مخلوق ولا يمكن تصور ذلك، وهذا ما عبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: ((لا إلى أول)) فلا يمكن تصور أول للمخلوقات وهذا ما جعل الفلاسفة يلزمون شيخ الإسلام بالقول بقدم العالم.
لكن حاشاه عن ذلك وإنما قال بأن المخلوقات تتسلسل لا إلى أول، لكن جنس هذه المخلوقات مسبوق بعدم نفسه ومسبوق بخالقه جل وعلا وما كان مسبوقًا بغيره فليس قديمًا. والله أعلم.
وأعرف أننا غير مختلفين فيما سبق بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 10:55]ـ
جزاكم الله خيراً و أحسن إليكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 11:35]ـ
للفائدة:
قال الإمام الحافظ أبو المظفر يوسف السرمري الحنبلي رداً على السبكي:
أما حوادث لا مبدا لأولها ... فذاك من أغرب المحكي وأعجبهِ
قصّرتَ في الفهمِ فاقصر في الكلامِ فما ... ذا عشك ادرج فما صقر كعنظبهِ
لو قلتَ قال كذا ثم الجوابُ كذا ... لبان مخطئ قولٍ من مصوِّبهِ
أجملتَ قولاً فأجملتُ الجوابَ ولو ... فصّلتَ فصّلتُ تبياناً لأغربهِ
إن قلتَ كان ولا علم لديه ولا ... كلام لا قدرة أصلاً كفرتَ بهِ
أو قلتَ أحدثها بعد استحالتها ... في حقه سَمْتُ نقصٍ ما احتججتَ بهِ
وكيف يوجدها بعد استحالتها ... فيه أيقدر ميت رفع منكبهِ
أو قلت فعل اختيار منه ممتنع ... ضاهيت قول امرئ مغوِ بأنصبهِ
ولم يزل بصفات الفعل متصفا ... وبالكلام بعيداً في تقربهِ
سبحانه لم يزل ما شاء يفعله ... في كل ما زمن مامن معقبهِ
نوع الكلام كذا نوع الفعال قديـ ... ـم لا المعيّن منه في ترتبهِ
وليس يفهم ذو عقل مقارنة الـ ... ـمفعول مع فاعل في نفس منصبهِ
يحب يبغض يرضى ثم يغضب ذا ... من وصفه، أرضِهِ بُعداً لمغضبهِ
والخلق ليس هو المخلوق تحسبه ... بل مصدر قائم بالنفس فادر بهِ
وقول كن ليس بالشيء المكوَّن والصـ ... ـغير يعرف هذا مع تلعبهِ
فالمصطفى قال كان الله قبل ولا ... شيء سواه تعالى في تحجبهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخلال]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 06:15]ـ
ولكن تبقى الإشكالات الآتية:
1 - كونه قد ورد في الصحيح أنّ أول الخلق القلمُ! فهذا يدلُّ في ظاهره على بطلان حوادث لا أول لها، كما أشار لذلك الشيخ ناصر الألباني.
2 - إشكاليةُ ربطِ كمال اللهِ عزوجل بوجود خلقهِ، فمن المعلوم من الدين بالضرورة أنَّ الله عز وجل لو لم يخلق الخلق _وليس عدم اتصافه بها_ لا ينقص ذلك من كماله، لأنَّ كمالَهُ ذاتي وليس متعلقاً بغيره.
3 - ولو سحبنا الكلام في صفة الخلق على باقي الصفات لوردت إشكاليَّةٌ أخرى، فمثلاً صفة التواب تستلزم وجود من يتوب عليهم أزلاً، وكذا المغفرة وغيرها، فمن أين لنا أنّ هناك بشراً في الأزل وقد علمنا أن أول البشر آدم؟
4 - حديث كان الله ولا شيء معه، حديث صريح في منع وجود حوادث لا أول لها.
أنا أميل لكلام الشيخ ناصر الدين الألباني.
ـ[أسامة السلفي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 07:38]ـ
الأخوة الكرام - بارك الله فيكم
المسألة تحتاج إلى تحرير وبحث، والشيخ / الألباني - رحمه الله، لم يضع تفصيلاً للمسألة، ويا ليته كان قد فعل.
كما أن هناك أيضًا فارق ليس بخفي بين: (لا إلى أول) وبين (لا أول له).
والأسلم هو السكوت حتى نكون على بينة من أمرنا.
فهذه المسائل مزلات عظيمة للأقدام لما فيها من مضلات للأفهام.
ألهمنا الله الصبر والعلم والتقى.
فالحذر الحذر، سلمنا الله وإياكم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 08:34]ـ
الاخ الفاضل الخلال:
قد تم إستيفاء الرد على جميع ما طرحته في ثنايا المشاركات السابقة و لعلك لم تفهم المسألة جيدا و الا ما طرحت استشكالاتك هذه:
1 - كونه قد ورد في الصحيح أنّ أول الخلق القلمُ! فهذا يدلُّ في ظاهره على بطلان حوادث لا أول لها، كما أشار لذلك الشيخ ناصر الألباني.
ذكرت سابقا اننا لا نعرف ما هو أول مخلوق بالتحديد
و الاستدلال بهذا الحديث أُجيب عنه:
بأن هذا الحديث لا يخلو معناه من أمرين:
1 - أنه عند أول خلقه قال له تعالى:" اكتب "
2 - انه أول مخلوق من هذا العالم
فعلى التقديرين فليس فيه أنه أول مخلوق حيث ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء " فهذا صريح أن التقدير وقع بعد خلق العرش، والتقدير وقع عند أول خلق القلم. و قد قال العلامة المحدّث المباركفوري في شرح الترمذي (6/ 369): -
"فالأولية إضافية "
2 - إشكاليةُ ربطِ كمال اللهِ عزوجل بوجود خلقهِ، فمن المعلوم من الدين بالضرورة أنَّ الله عز وجل لو لم يخلق الخلق _وليس عدم اتصافه بها_ لا ينقص ذلك من كماله، لأنَّ كمالَهُ ذاتي وليس متعلقاً بغيره.
لم يربط أحد منا الكمال لله تعالى بوجود خلقه بل قلنا ان غاية الكمال في إتصافه تعالى بأفعاله و انها بمشيئته تعالى و الله تعالى قال:: {أفمن يخلق كمن لا يخلق}. فبيّن تعالى ان الذي يخلق ليس كمن لا يخلق فالذي يخلق كامل بعكس الذي لا يستطيع الخلق
فتعطيل صفة الخلق و الزعم ان الله تعالى ممتنع عليه الخلق منذ الازل ثم خلق: هذا هو التعطيل
اما من قال بجواز ذلك فهذا أثبت لله تعالى ما يستحقه من جلال نعوته وصفاته
3 - ولو سحبنا الكلام في صفة الخلق على باقي الصفات لوردت إشكاليَّةٌ أخرى، فمثلاً صفة التواب تستلزم وجود من يتوب عليهم أزلاً، وكذا المغفرة وغيرها، فمن أين لنا أنّ هناك بشراً في الأزل وقد علمنا أن أول البشر آدم؟
كلامنا هنا في جواز حوادث لا اول لها اي المفعولات = المخلوقات
و لم نتطرق الى مسألة أفعاله تعالى الاختيارية الأخرى , و لا إشكال لمن رُزق الفهم , فكما عرفت ان ربك لم يزل متكلما إذا شاء قل في باقي صفاته الفعلية مثل هذا
فالمغفرة و التوبة و غيرها من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله وقدرته وهي غير متعدية كصفة الرزق و الخلق و قد سبق ووضحتُ أعلاه الفرق بين الافعال المتعدية و الافعال اللازمة
قال تعالى:
((فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيمُ))
فبيّن تعالى انه تاب على نبينا آدم عليه السلام بعد تلقيه كلمات من ربه
و لا يقول عاقل ان الله تعالى تاب على نبينا آدم عليه السلام منذ الأزل!
فالتوبة و المغفرة و الرحمة صفات فعلية قديمة النوع حادثة الآحاد فالله عز وجل يرحم من خلقه من شاء ومتى شاء، و يتوب على خلقه متى شاء
4 - حديث كان الله ولا شيء معه، حديث صريح في منع وجود حوادث لا أول لها.
ليس صريحا و هذا الحديث محمول على المعية المقارنة لله من أعيان المخلوقات والقائل به كافر بالله كما هو قول الفلاسفة ولهذا قال ابن حبان في صحيحه (14/ 10]: ولا شيء معه لأنه خالقها ا0هـ
و هذا خارج عن كلامنا فقد سبق و قُرر أعلاه الاتي:
قول الفلاسفة ان الله تعالى كان مع الخلق منذ الأزل فقال بقدم العالم
قول أهل السنة: مذ كان الله تعالى فهو الفعال
قول المتكلمين: كان ثم خلق
ثم ان الموجود في صحيح البخاري رواية: كان الله و لا شيء قبله و كان الله و لا شيء غيره
و رواية كان الله و لا شيء معه ليست موجودة فيه
أنا أميل لكلام الشيخ ناصر الدين الألباني.
الشيخ الالباني رحمه الله يُفهم من كلامه في السلسلة الصحيحة انه لا يجيز تسلسل الحوادث الى مالانهاية أيضاً حيث قال " و لكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول هو و غيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول"
فهل تقول أنت بامتناع حوادث الى ما لا نهاية؟
علما بأن الشيخ الالباني تراجع عن هذا كما نقل عنه تلميذه الشيخ عصام هادي و اعتذر بأنه لم يفهم كلام شيخ الاسلام و سآتيك بالرابط لاحقا
و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخلال]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 02:19]ـ
و الاستدلال بهذا الحديث أُجيب عنه:
بأن هذا الحديث لا يخلو معناه من أمرين:
1 - أنه عند أول خلقه قال له تعالى:" اكتب "
2 - انه أول مخلوق من هذا العالم
أخي الكريم
قوله عليه الصلاة والسلام: (أول ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة وذلك قوله تعالى: "ن والقلم" ثم قال له اكتب}.
نحن ندَّعي بأنَّ لفظ القلم خبرُ أول، ولذلك لا نقول بتفسيرك الأول، وأما تفسيرك الثاني فهو تخصيصٌ بلا مخصِّص.
لم يربط أحد منا الكمال لله تعالى بوجود خلقه بل قلنا ان غاية الكمال في إتصافه تعالى بأفعاله و انها بمشيئته تعالى
كيف لم تربط كمالَ الله عزوجل بوجود خلقه؟! فهل تقول بجواز أن لا يخلق اللهُ خلقاً أصلاً؟ إنْ قلتَ: نعم، بطل إستدلالك بالآية، وإن قلت: لا، فقد تم الربط بين الكمال والخلق.
قلتَ: {أفمن يخلق كمن لا يخلق}. فبيّن تعالى ان الذي يخلق ليس كمن لا يخلق فالذي يخلق كامل بعكس الذي لا يستطيع الخلق
إذن الكلام عن اتصافه بها بالقوة لا بالفعل، لأنَّ الكلامَ في الآية لا يستلزم وجود الخلق حقيقة، بل تصح المعارضة بوجود الإستطاعة فحسب، كما ذكرتَ أنت في حق المخلوق.
قلتَ:فتعطيل صفة الخلق و الزعم ان الله تعالى ممتنع عليه الخلق منذ الازل ثم خلق: هذا هو التعطيل
ما معنى التعطيل؟
هل هو تعطيل اتصاف الله عزوجل بالخالقية؟
هذا لا يقول به أحد من المسلمين!
أم هو عدم وجود آثار الصفة في الأزل؟
فهذا حقٌ، وهو محل الخلاف.
والخلاصة أخي كالتالي:
1 - إما أن نقول إنّ وجود حوادث لا أول لها واجبٌ، فهذا يلزم عنه باطلان:
اللازمُ الأول: أنَّ الله عزوجل ليس مختاراً وليست له الإرادة المطلقة، فإنّ إيجاب وجود الخلق يستلزم نفي الإختيار.
اللازم الثاني: أنّ كمال الله عزوجل يتعلق بوجود الخلق، إذ لو كان الخلق واجباً لستلزم عدمه نقصاً، لأنّ وجوده كمالٌ في حق الله _كما استدللتَ بالآية _ وكل ما كان كمالاً وجب إثباته في حق الله تعالى، فعلى هذا لا يجوز أن لا يخلق الله شيئاً، وهذا لازم شنيع.
2 - أو نقول إنَّ الحوادث جائزة وليست بواجبة، فهذا ليس ممتنعاً عقلاً، وإلا للزم أن نقول بإمتناعه أبداً، وإنما منْعُهُ من جهة النقل فحسب، ومن ذلك حديث {أول ما خلق الله القلم} وحديث {كان الله ولا شيء معه}.
ولا يلزم من ذلك أن نعطل صفة الخلق، لأن التعطيل هو أن تنفي الإستطاعة أي استطاعة الخلق، وعلى هذا يستبين معنى قول الله عزوجل {أفمن يخلق كمن لا يخلق}.
و رواية كان الله و لا شيء معه ليست موجودة فيه
صحيح أنها ليست في الصحيح، لكن ذكرها ابن حجر في الفتح في معرض الاحتجاج فيما أذكر.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 04:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
في صحيح البخاري / كتاب التفسير / باب سورة (حم) السجدة.
قال البخاري - رحمه الله -: ((وقال المنهال: عن سعيد قال: قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي؛ قال: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}. (المؤمنون/101) .......... وقال تعالى: {وكان الله غفورًا رحيمًا}، {عزيزًا حكيمًا}، {سميعًا بصيرًا}، فكأنَّه كان ثم مضى.
وكان جواب ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك قوله:
((سمَّى نفسه ذلك، وذلك قوله، أي: لم يزل كذلك، فإن الله لم يُرد شيئًا إلَّا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن، فإنَّ كلًا من عند الله. انتهى من الصحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
وهذا ما نقول به، ونعتقده في جميع الصفات الفعلية، مع اعتقادنا بأن الله أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء، وكل ما عداه فهو من خلقه، وكل ما عدا الله فهو حادث مخلوق، والله وحده هو القديم الباقي جل جلاله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (16/ 95):
((فيقال: بل كلُّ مخلوقٍ فهو محدثٌ مسبوقٌ بعدمِ نفسه، وما ثَمَّ قديمٌ أزلىٌّ إلا الله و حده. و إذا قيل: (لم يزل خالقًا)، فإنَّما يقتضى قِدَم نوْعِ الخلقِ.
ودوام خالقيته لا يقتضى قدم شيء من المخلوقات فيجب الفرق بين أعيان المخلوقات الحادثة بعد أن لم تكن فإن هذه لا يقول عاقل إن منها شيئًا أزليًّا)).
ولا شك أن المسألة شائكة والوقوف عند كتاب الله وسنة رسوله وما نقل عن سلف الأمة أولى بنا. والله أعلى وأعلم.
ـ[الخلال]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 04:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
في صحيح البخاري / كتاب التفسير / باب سورة (حم) السجدة.
قال البخاري - رحمه الله -: ((وقال المنهال: عن سعيد قال: قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي؛ قال: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}. (المؤمنون/101) .......... وقال تعالى: {وكان الله غفورًا رحيمًا}، {عزيزًا حكيمًا}، {سميعًا بصيرًا}، فكأنَّه كان ثم مضى.
وكان جواب ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك قوله:
((سمَّى نفسه ذلك، وذلك قوله، أي: لم يزل كذلك، فإن الله لم يُرد شيئًا إلَّا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن، فإنَّ كلًا من عند الله. انتهى من الصحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
وهذا ما نقول به، ونعتقده في جميع الصفات الفعلية، مع اعتقادنا بأن الله أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء، وكل ما عداه فهو من خلقه، وكل ما عدا الله فهو حادث مخلوق، والله وحده هو القديم الباقي جل جلاله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (16/ 95):
((فيقال: بل كلُّ مخلوقٍ فهو محدثٌ مسبوقٌ بعدمِ نفسه، وما ثَمَّ قديمٌ أزلىٌّ إلا الله و حده. و إذا قيل: (لم يزل خالقًا)، فإنَّما يقتضى قِدَم نوْعِ الخلقِ.
ودوام خالقيته لا يقتضى قدم شيء من المخلوقات فيجب الفرق بين أعيان المخلوقات الحادثة بعد أن لم تكن فإن هذه لا يقول عاقل إن منها شيئًا أزليًّا)).
ولا شك أن المسألة شائكة والوقوف عند كتاب الله وسنة رسوله وما نقل عن سلف الأمة أولى بنا. والله أعلى وأعلم.
بارك اللهُ بك شيخنا، فالمسألة إن لم يوردها مبتدع فهي من فضول العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 04:56]ـ
اخي الكريم الخلال:
ما زلتَ تورد ما تم الجواب عنه في المشاركات السابقة!!
قوله عليه الصلاة والسلام: (أول ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة وذلك قوله تعالى: "ن والقلم" ثم قال له اكتب}.
نحن ندَّعي بأنَّ لفظ القلم خبرُ أول، ولذلك لا نقول بتفسيرك الأول، وأما تفسيرك الثاني فهو تخصيصٌ بلا مخصِّص.
لم تُجب على إيرادي السابق حول سبق خلق العرش للقلم
و لم تعطنا معنى آخر للحديث! فأبطلتَ المعنى الاول و الثاني و لم تعطنا المعنى الثالث!
كيف لم تربط كمالَ الله عزوجل بوجود خلقه؟! فهل تقول بجواز أن لا يخلق اللهُ خلقاً أصلاً؟ إنْ قلتَ: نعم، بطل إستدلالك بالآية، وإن قلت: لا، فقد تم الربط بين الكمال والخلق.
هذا دليل واضح و جلي انك لم تستوعب كلامي و كلام الشيخ علي بأعلاه
فقد ذكرنا ان الله تعالى متصف بالخلق فجنس الخلق واجب عليه , اما آحاده فهو على التخيير و لا يبطل هذا من إستدلالي بالآية فتأمل
قلتَ
إذن الكلام عن اتصافه بها بالقوة لا بالفعل، لأنَّ الكلامَ في الآية لا يستلزم وجود الخلق حقيقة، بل تصح المعارضة بوجود الإستطاعة فحسب، كما ذكرتَ أنت في حق المخلوق.
بل إتصافه بالفعل فالخلق صفة فعلية و هذا راجع للمشيئة و قد سبق توضيح ذلك فراجع المشاركات
ما معنى التعطيل؟
هل هو تعطيل اتصاف الله عزوجل بالخالقية؟
هذا لا يقول به أحد من المسلمين!
أم هو عدم وجود آثار الصفة في الأزل؟
فهذا حقٌ، وهو محل الخلاف.
يا اخي قد قلنا مرارا و تكرارا ان التعطيل ان تقول ان الخلق ممتنع عليه منذ الأزل
فكان الله تعالى ممتنعا عن الخلق ثم خلق لا انه تعالى متصف بأنه فعّال منذ الأزل
والخلاصة أخي كالتالي:
1 - إما أن نقول إنّ وجود حوادث لا أول لها واجبٌ، فهذا يلزم عنه باطلان:
اللازمُ الأول: أنَّ الله عزوجل ليس مختاراً وليست له الإرادة المطلقة، فإنّ إيجاب وجود الخلق يستلزم نفي الإختيار.
اللازم الثاني: أنّ كمال الله عزوجل يتعلق بوجود الخلق، إذ لو كان الخلق واجباً لستلزم عدمه نقصاً، لأنّ وجوده كمالٌ في حق الله _كما استدللتَ بالآية _ وكل ما كان كمالاً وجب إثباته في حق الله تعالى، فعلى هذا لا يجوز أن لا يخلق الله شيئاً، وهذا لازم شنيع.
2 - أو نقول إنَّ الحوادث جائزة وليست بواجبة، فهذا ليس ممتنعاً عقلاً، وإلا للزم أن نقول بإمتناعه أبداً، وإنما منْعُهُ من جهة النقل فحسب، ومن ذلك حديث {أول ما خلق الله القلم} وحديث {كان الله ولا شيء معه}.
هذا تكرار للكلام اخي الكريم فقد سبق و قلنا اننا لا نوجب ذلك بل نجوّزه و انت نفسك اعترفت بأنه ليس ممتنعا عقلا , اما نقلا فالرواية التي أوردتها لا تساعدك لأن المقصود بها أعيان المخلوقات و هذا الذي قال به الفلاسفة فكفروا بذلك
فليس ذلك ممتنعا عقلا كما قلتَ و لا نقلا
و من قال بالامتناع لزمه التعطيل , لأن قال بأن الله تعالى امتنع عليه الخلق في الأزل ثم خلق
و الله أعلم و رد العلم إليه أسلم
ـ[الخلال]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 05:22]ـ
أخي الكريم
هذه هي النقطة الفاصلة
فقد ذكرنا ان الله تعالى متصف بالخلق فجنس الخلق واجب عليه
وأما أنا فأقول: لا يجب على الله شيء.
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 05:45]ـ
أخي الكريم
هذه هي النقطة الفاصلة
وأما أنا فأقول: لا يجب على الله شيء.
يعني ان صفة التخليق عندك غير واجبة لله تعالى! فليست أزلية! و هذا تعطيل للصفة كما لا يخفى
هذا ما يُفهم من كلامك
قال الإمام البخاري رادا على من قال بهذا:
((اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول
فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر
وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله
وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا كن مخلوق
وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/ 439.
فالتخليق صفة فعلية لله تعالى لا تنفك عن ذاته تعالى
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 05:49]ـ
يا أخوة يا كرام ...
ليعرف كل واحد منكم مذهب السلف ... لئن اتبعه لما استخدم مثل هذه المصطلحات أصلاً.
هذه المصطلحات إنما استحدثت بسبب الطرق الكلامية والمسائل الفلسفية.
فهل يصح أن أصف الله بالقديم، بالطبع لا، لأنه يتضمن نقصا، حيث إن القديم قد يراد به الشيء الحادث (حتى عاد كالعرجون القديم)، (إنك لفي ضلالك القديم) ... وأصَّل هذه المسائل أئمة أهل السنة كالشنقيطي وابن باز والعثيمين والألباني رحمهم الله ... وما هم منكم ببعيد.
لمعرفة الحق من الباطل ... لن تستخدم المسائل الكلامية فضلاً عن مصطلحاتها.
كلام الأخ الخلال ... هو تمام الرأي الذي أقول به ... وأتفق معه تمامًا.
وكلام شيخ الإسلام ... قد يفهم منه أكثر من معنى، لذا دخل الفلاسفة من هذا الباب، نظرًا لعلة في كلامه ... مختلطة
وهو: هل يعني بـ (الخلق) الصفة التي لله أم (الخلق) الذين هم مخلوقات الله؟
فلا يتخيل أصلاً أن يكون ربًا ولا يملك صفات ربوبيته ...
ولكن توهم أيضًا جماعة أخرى، بأنه إذا نفى الأثر بأنه قد وقع في التعطيل.
بمعنى تعطيل الصفة عن العمل ... ولئن أعملها لأصبحا كليهما متساو في الوجود.
فأيهما أضَلّ؟
هل يقول أحدكم بالأول أو الثاني؟ نعوذ بالله من الضلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:05]ـ
أخي الحبيب
أهل السنة يقسمون الصفات إلى:
1 - صفات ذاتية.
2 - صفات فعلية.
3 - صفات ذاتية فعلية.
- كلام الأخ الخلال ... هو إثباتها كصفة ذاتية لا تنفك عنه ... وأنه قادر على الخلق متى شاء وكيف شاء ... فلا يقال تعطيل.
ولكن يتحدث عن الأثر الواقع عن هذه الصفة.
لا يلزم الله به، فإن ألزمه لكان نقصًا لأنه يفعل ما يريده وما لا يريده ... وهذا ممتنع عن الله.
إذن الإثبات الذاتي بالنقل ... والاثبات الفعلي أيضًا بالنقل ...
فإن اتفقنا على هذا ... أخرجنا التوهم اللفظي منه ويدخل فيها شبهة التعطيل.
والمبحث هذا فيه مزلات عظيمة ... رحمنا الله وإياكم من الضلال.
وكل عام وأنتم بخير ...
ويرجى أن نتقي الحديث فيه حتى ننتهي من دراسته جيدًا من كلام أهل السنة، وأيضًا سؤال أهل العلم هنا وهناك ... والله الموفق.
وإن وقف أحدكم على قول، فليضعه هنا دون زيادة مملة ولا تقصير مخل.
[وبلا تعليق بجانبه ولا سبعون سطرًا معظمه اقتباس] (ابتسامة)
أحسن الله إليكم ... ادعو لي ... فإني أحتاج الدعاء.
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:18]ـ
بارك الله فيك أخي اسامة و عيد مبارك على الجميع و يسر الله أموركم و امورنا و تقبل منا و منكم سائر الأعمال
ولكن يتحدث عن الأثر الواقع عن هذه الصفة.
لا يلزم الله به، فإن ألزمه لكان نقصًا لأنه يفعل ما يريده وما لا يريده ... وهذا ممتنع عن الله.
من قال منا ان ذلك يلزم الله تعالى؟ أرجو ان تتحفني بالموضع من كلامي او كلام غيري
قال العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك في سياق جواب له عن هذه المسألة مع مسألة أخرى حول كلام للإمام الدارمي:
" وكأن السائل يُعرض بالإمام ابن تيمية حيث يقول بقدم جنس العالم أو جنس المخلوقات، أو بتسلسل الحوادث، أو بدوام الحوادث بالأزل، وهذه عبارات مؤداها واحد، ومعنى هذا: أن الله لم يزل يخلق ويفعل ما يشاء، فما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية؛ لأن الله لم يزل موجودًا، ولم يزل على كل شيء قدير، ولم يزل فعَّالاً لما يريد، فيقتضي ذلك أن المخلوقات لم تزل أو أقل ما يقال إنه يمكن ذلك، فإنه لا يلزم تسلسل الحوادث؛ لأنه لا يستلزم أن يكون شيء من الموجودات مشاركًا لله في قدمه؛ لأن كل مخلوق حادث بعد أن لم يكن، فهو مسبوق بعدم نفسه، والله تعالى- لم يسبق وجوده عدم، بل هو- سبحانه وتعالى- قديم أزلي، فلا بداية لوجوده، ولا نهاية، ومن أسمائه الأول والآخر، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والذين ينكرون على ابن تيمية هذا القول- وهو ليس قول ابن تيمية وحده، بل قول كل من يؤمن بأن الله لم يزل على كل شيء قديرًا، ولم يزل فعَّالاً لما يريد- فالذين ينكرون هذا القول لم يفهموا حقيقته، ولو فهموا حقيقته لما أنكروه، فالذين ينكرون تسلسل الحوادث في الماضي أو دوامها في الماضي، وأن ذلك ممتنع يلزمهم أن الله كان غير قادر، ثم صار قادرًا، وغير فاعل ثم صار فاعلاً، وهذا يقول به كثير ممن يقول بامتناع حوادث لا أول لها، ومن قال بامتناع دوام الحوادث في الماضي وقال مع ذلك بأن الله لم يزل قادرًا وفاعلاً كان متناقضًا ويلزمه الجمع بين النقيضين.
وبسبب اعتقاد أن دوام الحوادث في الماضي أو المستقبل ينافي أوليته- سبحانه- وآخريته، قيل بامتناع الحوادث في الماضي وفي المستقبل فنتج عن ذلك القول بفناء الجنة والنار، وهذا ما ذهب إليه جهم بن صفوان ومن تبعه، وهذا ضرب من الكفر بما أخبر الله به، ورسوله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، كما في عبارة الإمام الطحاوي، أما ما سوى الله فكلٌّ مسبوق بعدم نفسه، ومن شاء – سبحانه وتعالى- بقاءه على الدوام، وأنه لا يفنى فهو باقٍ بإبقاء الله وبمشيئته– سبحانه وتعالى- فلا يكون شيء من المخلوقات مشابهًا لله في خصائصه؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11]. "
المجيب العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -سابقا-
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=3 3575
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:19]ـ
أخي الفاضل المقدادي
لو توضح لنا ما المقصود بـ "جنس الخلق" في جملتك هذه
فقد ذكرنا ان الله تعالى متصف بالخلق فجنس الخلق واجب عليه
ربما يساعد هذا على حل الإشكال
لأنني اظن بأنني فهمته شيئا غير الذي قصدته أنت والأخ علي
وربما حصل نفس الشيء مع الأخ الخلال والله أعلم
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:26]ـ
أخي الفاضل المقدادي
لو توضح لنا ما المقصود بـ "جنس الخلق" في جملتك هذه
ربما يساعد هذا على حل الإشكال
لأنني اظن بأنني فهمته شيئا غير الذي قصدته أنت والأخ علي
وربما حصل نفس الشيء مع الأخ الخلال والله أعلم
جنس الخلق أي الصفة التي يتصف بها تعالى فهي أزلية و هو ما يصطلح عليه بعض أهل العلم بقولهم: قديم النوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:33]ـ
نعم هذا ما اعتقدته بعد ان قرأت ردك الأخير على الأخ الخلال
وقد كنت قبل ذلك اعتقد انك والأخ علي تقصدون بالخلق في "جنس الخلق" = المخلوقات
أرجو أن تسجل هذا عندك عند توضيح هذه المسألة ومناقشتها مع اي شخص ان تبين لهم ما المقصود بـ "جنس الخلق"
حتى لا يحصل سوء فهم من الطرف الآخر، خاصة من لغتهم العربية فيها ضعف مثلي.
بارك الله فيكم
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:34]ـ
ببساطة ... دون مراجعة لما قرأته ولا اقتباس
أنت تقول بأن لا يتصور وجود خالق بلا خلق ... كما لا يتصور وجود عالم بلا علم.
وهذا الذي بيننا وبين المعتزلة وأفراخهم.
هل يُقصد [خلق] (صفة الله) أم (مخلوقات)؟ حتى لا يكون تعطيلا.
أنت قلت: جنس الخلق أي الصفة التي يتصف بها تعالى فهي أزلية، وإن شئت قلت ذاتية لأن الأزل غير محدود عند أصحاب القول به، وتحديده من قبل بعض أهل العلم لا يستند إلى مستند.
والآن ... دعنا نقول الخلاصة ...
الاسم: الخالق.
الصفة: الخلق (القدرة على الخلق).
الأثر: أن الله يخلق بها.
هل يلزم الله من وجود الأول والثاني وجود الثالث، لما أنه اسم لازم؟
إن ألزمناه ... به لزمنا القول بقِدِم العالم ... وهذا باطل.
إن قلت لا ... فنكون جميعًا متفقون.
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:36]ـ
و فيكم بورك و المعذرة ان حصل تقصير في التوضيح و ما انا لا ناقل لكلام أهل العلم و فهمهم
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:39]ـ
والآن ... دعنا نقول الخلاصة ...
الاسم: الخالق.
الصفة: الخلق (القدرة على الخلق).
الأثر: أن الله يخلق بها.
هل يلزم الله من وجود الأول والثاني وجود الثالث، لما أنه اسم لازم؟
.
يا اخي ليس لازماً و لم نتكلم أصلا في اللزوم بل كلامنا في الإمكان منذ الأزل الذي نقوله نحن و الامتناع الذي يقوله غيرنا
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 07:06]ـ
الحمد لله رب العالمين ...
الشكر موصول للفاضل / العقيدة .. بهذا السؤال الذي أوضح إشكالية ... لأن كلمة (جنس) إنما تستعمل كـ جنس البشر، جنس الحيوان، جنس الخلق ... أي: نوعيته ... فتحمل على المحمل الثاني لا الأول.
إذن اتضح الإشكال والحمد لله رب العالمين ...
بارك الله في الشيوخ الأفاضل / العقيدة، المقدادي، عليّ، الخلال.
حفظكم الله جميعًا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 07:24]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن لست شيخا ولا حتى من قريب
بل طالب علم مبتدئ ما زال في بداية طريق طلب العلم
ونسأل الله ان يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
والله المستعان
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 07:38]ـ
قُلتُ: من تواضع لله رفعه ... رفع الله شأنك ... وثبتنا وإياكم على الحق.
وكلنا هذا الرجل [طالب علم] ... علمنا الله وإياكم العلم النافع، وهدانا إلى العمل الصالح
ـ[الخلال]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 09:57]ـ
جنس الخلق أي الصفة التي يتصف بها تعالى فهي أزلية و هو ما يصطلح عليه بعض أهل العلم بقولهم: قديم النوع
إذن لا خلاف بيني وبينك.
والأوْلى أخي الفاضل أن تعبر بـ "يجب لله" بدلاً من "يجب عليه" وأظن الفرق واضحاً.
أخي الفاضل أسامة
بارك اللهُ بك على هذا الأسلوب الراقي في الحوار، ودمتَ برعايته.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 06:11]ـ
جنس الخلق أي الصفة التي يتصف بها تعالى فهي أزلية و هو ما يصطلح عليه بعض أهل العلم بقولهم: قديم النوع
لا أخي الفاضل،
بل يراد بمصطلح "جنس الخلق": جنس المخلوقات.
وأما القدرة على التخليق أو وقوع التخليق فيعبرون عن ذلك بـ "أصل الصفة" و "الخالقية"
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 06:29]ـ
والآن ... دعنا نقول الخلاصة ...
الاسم: الخالق.
الصفة: الخلق (القدرة على الخلق).
الأثر: أن الله يخلق بها.
هل يلزم الله من وجود الأول والثاني وجود الثالث، لما أنه اسم لازم؟
إن ألزمناه ... به لزمنا القول بقِدِم العالم ... وهذا باطل.
إن قلت لا ... فنكون جميعًا متفقون.
شيئ من التصحيح:
الموصوف: الخالق.
الصفة: القدرة على الخلق أزلا وأبدا
الصفة: إرادة الخلق شيئا بعد شيء
الأثر: وجود مخلوق شيئا بعد شيء
ومعلوم أن وجود المخلوق المعين يسبقه حصول الإرادة المعينة له من الخالق.
لكن بما أن الخالق قديم أبدي، فليس لتسلسل الآثار والمخلوقات بداية ولا نهاية.
وقد يسمى هذا: "قدم حنس المخلوق". وليس ذلك بباطل أصلا، بل هو عين الحق - بخلاف قدم مخلوق معين أو مخلوقات معينة.
و"الجنس" من "الكليات"، فلا يوجد في الخارج إلا معيّنا بطريق البدل - وكل واحد من أعيانه حادث مسبوق بالعدم ومسبوق بالإرادة.
وخلاصة الكلام أن نقول:
إن الله تعالى فعال لما يريد، وهو الخلاق العليم، قديم الإحسان ودائم الجود والامتنان، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له "كن! " فيكون.
وأما وقوع ذلك، فنحن نعلم بالخبر أن الله قد خلق خلائق فبل السماوات والأرض كالوح والقلم والعرش والماء. وأما ما خلقه الله قبل العرش والماء فلا سبيل للعباد إلى معرفته، كما لا سبيل لهم إلى معرفة ما خلقه الله تعالى بعد دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 06:46]ـ
شيئ من التصحيح:
لا بأس
الموصوف: الخالق.
الصفة: القدرة على الخلق أزلا وأبدا
الصفة: إرادة الخلق شيئا بعد شيء
الأثر: وجود مخلوق شيئا بعد شيء
رأيت وكأنك تنكر أنه اسمًا فقلت: الموصوف ... فهل تقول بأن الاسم لا يثبت عندك؟
جميع الصفات يشترك فيها القدرة والإرادة، إلا إذا كنت تختلف في هذا فلنناقشه سويًا، إن لا، فلما التفصيل؟ يُرجي التوضيح.
ما معنى الأزل؟ هل تقصد بهذا السرمدية؟ أي لا أول له ولا آخر؟
وهل تعني بـ {شيئًا بعد شيء} خلقًا من بعد خلق؟ أم شيء آخر؟ يُرجي التوضيح.
ومعلوم أن وجود المخلوق المعين يسبقه حصول الإرادة المعينة له من الخالق.
لكن بما أن الخالق قديم أبدي،
ما معنى كلمة قديم؟ وهل كان حادثًا فأصبح قديم؟ أم هذه صفة يونانية؟ وهل تثبتها لله فضلاً عن أن تسميه بها؟
أماالنقطة الأخيرة تحتاج إلى مزيد توضيح:
فليس لتسلسل الآثار والمخلوقات بداية ولا نهاية.
وقد يسمى هذا: "قدم حنس المخلوق".
لكن هذا "الجنس" لا يوجد في الخارج إلا معيّنا بطريق البدل - وكلها حادث مسبوق بالعدم ومسبوق بالإرادة.
1 - قِدَم جنس المخلوق
2 - كلها حادث مسبوق بالعدم ومسبوق بالإرادة.
فهل هذا على سبيل الجمع بين المتناقضات؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 10:44]ـ
الأخ أسامة. . . رعاك الله؛
رأيت وكأنك تنكر أنه اسمًا فقلت: الموصوف ... فهل تقول بأن الاسم لا يثبت عندك؟
يعنى أنت ما تراني أنا إلا من أخبث الناس على وجه الأرض؟
سمى الله تعالى نفسه بذلك الاسم الشريف وأنا أنكره. . .؟!
يا أخي - سامحك الله - ما عدلت من قولك "الاسم" إلى قولي "الموصوف" إلا لاقتضاء المقام وتناسب السياق. فـ"الصفة" يقابله "الموصوف" كما أن "الاسم" يقابله "المسمى". فأنا قلت "الموصوف" ثم عرفته باسمه، وهذا هو المناسب كما أن قلنا بعده "الصفة" ثم ذكرنا اسم الصفة.
جميع الصفات يشترك فيها القدرة والإرادة، إلا إذا كنت تختلف في هذا فلنناقشه سويًا، إن لا، فلما التفصيل؟ يُرجي التوضيح.
ليس كذلك! بل من صفاته تعالى ما لا تعلق لها بالقدرة أصلا ولا الإرادة، كالحياة والوجه واليد والعظمة.وإنما تتعلق بهما ما كان من الصفات الفعلية الاختيارية. أظنه واضح.
ما معنى الأزل؟ هل تقصد بهذا السرمدية؟ أي لا أول له ولا آخر؟
معنى "الأزل" معروف. وهو ما لا أول له من الزمان أو ما لا يسبقه العدم. فما الأزل إلا عبارة عن عدم البداية.
وهل تعني بـ {شيئًا بعد شيء} خلقًا من بعد خلق؟ أم شيء آخر؟ يُرجي التوضيح.
يُعنى به ما كان أحادها حادث وجنسه دائم.
ما معنى كلمة قديم؟ وهل كان حادثًا فأصبح قديم؟ أم هذه صفة يونانية؟ وهل تثبتها لله فضلاً عن أن تسميه بها؟
معنى القديم في هذا الموضع معروف، وهو ما لا يسبقه غيره. فما هذه اللفظة إلا ترجمة اصطلاحية - أو لغوية واصطلاحية - لاسمه تعالى "الأول" - وقد فسره الرسول (ص) بقوله: "فليس قبلك شئء". فهذا من باب الخبر عنه تعالى لا باب الوصف والمدح والثناء.
وجدير بالذكر أن لكل من القدم والأولية معنى مطلق ومعنى نسبي. فالمطلق كأن قيل: "الخالق قديم بلا ابتداء" وأن قيل: "هو الأول فليس قبله شيء". وأما النسبي فضد "الجديد" و"المتأخر"، نحو قوله تعالى: "حتى عاد كالعرجون القديم" وقوله: "قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم" وقوله: "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" وقوله: "أ فعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد" وقوله: "ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون"
أماالنقطة الأخيرة تحتاج إلى مزيد توضيح:
1 - قِدَم جنس المخلوق
2 - كلها حادث مسبوق بالعدم ومسبوق بالإرادة.
فهل هذا على سبيل الجمع بين المتناقضات؟
كلا. . . أبدا!! بل هو على سبيل التفريق بين المختلفين وعدم القياس عند وجود الفارق المؤثر.
مفتاحه أن تفهم الفرق بين "الجنس" و "الأعيان" أو بين "النوع" و "الأفراد"، وعندها تزول عنك الاشتباه بإذن الله تعالى.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 12:51]ـ
شيئ من التصحيح:
لكن بما أن الخالق قديم أبدي، فليس لتسلسل الآثار والمخلوقات بداية ولا نهاية.
وقد يسمى هذا: "قدم حنس المخلوق". وليس ذلك بباطل أصلا، بل هو عين الحق - بخلاف قدم مخلوق معين أو مخلوقات معينة.
و"الجنس" من "الكليات"، فلا يوجد في الخارج إلا معيّنا بطريق البدل - وكل واحد من أعيانه حادث مسبوق بالعدم ومسبوق بالإرادة.
أرجو منك توضيح هذا الجزء أكثر
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 07:29]ـ
الله المستعان ...
- يُعْدَل عن استخدام الاسم، في حال عدم ثبوت الاسم، ويستخدم بعض أهل العلم كلمة الموصوف لما اقتضه الصفة دون إثبات الاسم.
ولاقتضاء المقام يدخل ضمنًا إثبات الاسم، لأن الحديث مرتبط أيضًا بالأسماء اللازمة في عمومها، وبالأخص على أثر الصفة الفعلية، والتي قد وصفنافي مشاركة سابقة أن جميع الصفات (الفعلية) المرتبطة بالصفات (الذاتية) تدخل تحت المشيئة والقدرة وهذا الواضح أيضًا من سياق الحديث.
ودعك من كل هذا ... وليكون التركيز على:
- قولك: وقد يسمى هذا: "قدم حنس المخلوق". وليس ذلك بباطل أصلا، بل هو عين الحق - بخلاف قدم مخلوق معين أو مخلوقات معينة.
لا يتصور أصلاً وجود جنس بلا آحاد له ... فماذا تعني بقولك؟ يرجي التوضيح.
- قل لي قال الله قال رسول الله ... وأما ما اصطلح عليه أهل الزيغ الذين لا يهندون بقرآن ولا سنة، فلهم مصطلحاتهم، ولا أستصيغ أيّ منهما.
لا يقول لي: قال شيخ الإسلام كذا ... شيخ الإسلام له كتبه في العقيدة التي قد أملى فيها عقيدته السلفية الناصعة، كالواسطية مثلاً، لا يستخدم فيها الهذيان اليوناني فيما يعتقده، وإنما استخدم عباراتهم للرد عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 10:45]ـ
أرجو منك توضيح هذا الجزء أكثر
سلام الله عليكم أخي الفاضل (العقيدة) ورحمته وبركاته.
هاكم البيان مختصرا:
لكن بما أن الخالق قديم أبدي، فليس لتسلسل الآثار والمخلوقات بداية ولا نهاية.
إن الله هو الحي القيوم الخلاق العليم فعال لما يريد.
فمعنى هذا أنه تعالى موصوف بالخالقية وصفا لازما من الأزل إلى الأبد،
فإذا أراد شيئا من الخلق كوّنه متى شاء وكيف شاء ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.
فيمتنع عقلا وشرعا أن يكون هناك وقت معين يكون الرب قبله معطلا عن التخليق - سواء قيل: معطلا عن القدرة على الخلق (وهو قول المعتزلة)، أو قيل: معطلا عن إرادة الخلق، أو قيل: معطلا عن فعل التخليق، أو قيل: معطلا عن صلاحية التخليق صلاحية تنجيزية (وهو قول الأشاعرة).
كما أنه يمتنع عقلا وشرعا أن يكون هناك وقت معين يكون الرب بعده موقوف عن التخليق - سواء قيل: موقوف عن القدرة على الخلق، أو قيل: موقوف عن إرادة الخلق، أو قيل: موقوف عن فعل التخليق.
وأثر هذا التخليق هو وجود المخلوق عقبه من غير تأخير بمدة من الزمان، بل وجود المخلوق تابع لحصول التخليق مباشرة كحصول الانكسار عقب الكسر والانقطاع عقب القطع. فإنما أمره تعالى إذا أراد شيئا أن يقول له "كن! " فيكون. وهكذا كل مرة من التخليق: أراد الله شيئا، فكوّنه، فتوجد ذلك المكوَّن بعد التكوين مباشرة. فكل واحد من المخلوقات مسبوق بإرادة الله له وتكوينه إياه. لكن ليس هناك مخلوق معين هو أول المخلوقات بإطلاق - بحيث لا يكون قبله مخلوق أصلا. فإن هذا القول يستلزم تعطيل الله تعالى عن الخالقيه قبل ذلك الزمن الذي خلق فيه ذلك المخلوق. وهو ممتنع عقلا وشرعا كما سبق. فإن الذي لم يخلق شيئا من الخلق منذ الأزل لا يوصف بالخلاق - فيتعالى الله سبحانه عن وصف الظالمين الذين لا يقدرونه حق قدره علوّا كبيرا.
وهذا معنى قولنا "ليس لتسلسل الحوادث بداية ولا نهاية". أى: ليس لتسلسل وجود المخلوقات وأعراضهم حد من الزمن في الماضي ولا في المستقبل، لأن تسلسل فعل التخليق من الله تعالى - تخليق بعد تخليق - لا بداية له ولا نهاية، فيلزم منه تسلسل آثارها التي هي وجود المخلوقات واحدا تلو الآخر منذ الأزل وإلى الأبد. وهو تعالى لم يزل ولا يزال يخلق ما يشاء من المخلوقات متى شاء وكيف شاء وهو على كل شيئ قدير.
وقد يسمى هذا: "قدم حنس المخلوق". وليس ذلك بباطل أصلا، بل هو عين الحق - بخلاف قدم مخلوق معين أو مخلوقات معينة.
و"الجنس" من "الكليات"، فلا يوجد في الخارج إلا معيّنا بطريق البدل - وكل واحد من أعيانه حادث مسبوق بالعدم ومسبوق بالإرادة.
يراد بوجود جنس المخلوق: وجود مخلوق ما من غير تعيين.
فمثلا: قبل أن يخلق الله العرش والماء هناء مخلوق ما هو العماء أو السحاب، فليس الله إذ ذاك وحيدا لا مخلوق له، بل هناك خالق ومخلوق وهما الله والعماء (أو هما: الله والعماء مع الهواء). وبعد أن يخلق الله الماء والعرش، يوجد هناك أيضا خالق ومخلوق، وهما: الله والعرش مع الماء. ثم بعده صار أن يوجد من الموجودات: الله الخالق، والعرش مع الماء مع اللوح مع القلم المخلوقات. وهكذا، فما من وقت من الأوقات إلا ويكون هناك مخلوق ما لله تعالى قليل أو كثير، وكل من هذه المخلوقات مدبر مربوب، فكل يوم هو في شأن - جل جلاله.
وأما "قدم مخلوق معين أو مخلوقات معينة" فأن يقال مثلا: "العرش قديم مع الله تعالى"، أو قيل: "العقل الثاني قديم كقدم العقل الأول"، أو قيل: "الباري قديم مع بعض مخلوقاته من العرش والماء واللوح والقلم"، أو قيل: "العقول العشرة والنفوس التسع والأفلاك التسعة كلها قديم"، أو قيل: "المجردات والمفارقات كلها قديم كقدم العلة الأولى"، أو غير ذلك من القيل والقال الذي يقطع كل عاقل - فضلا عن مسلم - أنه من المعلوم بطلانه بالضرورة والبداهة عقلا ونقلا.
أرجو أن قد اتضح المقصود، والله الموفق للسداد.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 11:56]ـ
الله المستعان ...
- يُعْدَل عن استخدام الاسم، في حال عدم ثبوت الاسم، ويستخدم بعض أهل العلم كلمة الموصوف لما اقتضه الصفة دون إثبات الاسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاقتضاء المقام يدخل ضمنًا إثبات الاسم، لأن الحديث مرتبط أيضًا بالأسماء اللازمة في عمومها، وبالأخص على أثر الصفة الفعلية، والتي قد وصفنافي مشاركة سابقة أن جميع الصفات (الفعلية) المرتبطة بالصفات (الذاتية) تدخل تحت المشيئة والقدرة وهذا الواضح أيضًا من سياق الحديث.
أخي الكريم أسامة. . . أكرمك الله،
أنصحك أن تتأمل جيدا قبل الرد والاعتراض، حتى لا تضع الكلام في غير محله ولا ترد شيئا هو ليس مناقضا لما تنصره.
أنا قلت: (الموصوف: الخالق).
فقولي "الموصوف" هو ذكر للذات الإلهية، وقولي: "الخالق" هو تسمية تلك الذات بأحد أسمائها.
فأين هذا من "إنكار الأسماء". . .؟!
ثم إن هذه المباحثة إنما ترتكز في "الصفات"، فأيهما أنسب؟ أن نقول: (الاسم: .... ، الصفة: .... ) أم نقول: (الموصوف: .... ، الصفة: ... )؟
فإن أردت الزيادة والتوسعة، فليكن هكذا: (المسمى والموصوف: .... ؛ الاسم: .... ، الصفة: .... )
أو هكذا: (المسمى والموصوف والفاعل: .... ؛ الاسم: .... ، الصفة: .... ، الفعل: .... ، المفعول به: .... ).
ودعك من كل هذا ... وليكون التركيز على. . .
عليك أولا أن تدعه مسلّما لصاحبه من غير تعليق قبل أن تأمر بذلك غيرك، وإلا فقد جنيت - والله المستعان.
لا يتصور أصلاً وجود جنس بلا آحاد له ... فماذا تعني بقولك؟ يرجي التوضيح.
أما وجوده في الذهن والعلم، فقد يتصور الإنسان جنس الشيء من غير تعيين لأفراده.
وأما وجوده في الخارج، فالجنس لا يوجد في الخارج جنسا، بل يوجد فردا أو أفرادا. لأن الكلي أو المطلق لا يوجد في الخارج إلا جزئيا أو معينا مشخصا. فليس في الخارج مخلوق مطلق بلا تعيين، بل فيه مخلوق معين أو مخلوقات معينة. وكل من هذه المخلوقات مسبوقة بأختها في الماضي لا إلى أول. كما أن حدوثها ملحوقة بحدوث أختها لا إلى آخر. فأعيان تلك المخلوقات الحادثة هي التي تسمى "آحادها"، وسلسلتها الدائمة التي لم تزل ولا تزال هي التي تسمي بـ"قدم جنس المخلوق".
والفرق بين هذا وهذا قد أوضحته في جوابي للأخ (العقيدة) قبل قليل.
- قل لي قال الله قال رسول الله ... وأما ما اصطلح عليه أهل الزيغ الذين لا يهندون بقرآن ولا سنة، فلهم مصطلحاتهم، ولا أستصيغ أيّ منهما.
لا يقول لي: قال شيخ الإسلام كذا ... شيخ الإسلام له كتبه في العقيدة التي قد أملى فيها عقيدته السلفية الناصعة، كالواسطية مثلاً، لا يستخدم فيها الهذيان اليوناني فيما يعتقده، وإنما استخدم عباراتهم للرد عليهم.
وكأني بك - يا أخي - أظن بشيخ الإسلام ظن السوء، بحيث أحسبه رحمه الله لا يفرق بين المعانى المحققة وبين الترهات المزوقة من تلك المباحث المعقدة. وما الذي يفعله شيخ الإسلام إلا التبيين والتوضيح لمعانى الكتاب والسنة! فتارة يبينها بألفاظ مأثورة عن الرسول (ص) وسلف الأمة رضي الله عنهم، وتارة يبينها بألفاظ مألوفة معروفة مشهورة عند كثير من الناس وإن لم ينطق بها أحد من أهل القرون الأولى، وتارة يبينها بمصطلحات الفلاسفة أو المتكلمين لاعتياد هؤلاء لها. فطرق التبيين والتوضيح فيه سعة - بخلاف الإطلاقات الملزمة التي يوالى من أجلها أو يعادى، فهذا الأخير لا يكون إلا بألفاظ مأثورة من الكتاب والسنة أو ما يقوم مقام ترجمتها من عبارات السلف أو غيرها.
ثم إنك قبل قليل قد استخدمت مصطلح (الوجود) ومصطلح (الجنس) ومصطلح (الآحاد) ومصطلح (اللزوم) ومصطلح (العموم) ومصطلح (الخصوص) ومصطلح (الفعلية) ومصطلح (الذاتية) وغيرها من المصطلحات التي لم نجد في ألفاظ الكتاب والسنة نطقا بها. فهل هذا من باب (الكيل بالمكيالين) أم (التحدث باللسانين)؟ نسأل الله العافية!
أخي الكريم:
قال الله تعالي: (لا إلله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم)
وقال: (إن ربك فعال لما يريد)
وقال: (إن ربك هو الخلاق العليم)
وقال: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)
وقال: (أفمن يخلق كمن لا يخلق، أفلا تذكرون؟)
وقد قال الإمام البخاري في صحيحه:
(يُتْبَعُ)
(/)
باب قول الله: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ، مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ، وقوله: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا. وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. وذكر عنده حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحدث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة.
ففيه تنبيه على ما سبق.
أفلم يكن هذا القدر من النصوص يكفنا. . .؟
فما الذي جعلنا نخصص اتصاف الله تعالى بهذه الصفات الكمالية وقتا دون وقت، أو دهرا دون ما قبله وبعده. . .؟
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 12:29]ـ
مهلاً ... مهلاً ...
إنها ليست مبارزة
العموم والخصوص وما قد استخدمته من ألفاظ لا تخرج من أقوال السلف، وكأنما تجده في الرسالة مثلاً للشافعي رحمه الله.
والبيان بين أهل السنة يختلف مع غيرهم، لذا قلت لك، لا يحسن بنا أن نستخدم لسانهم، ولا أن نطعم الأقوال بشيء من القرآن أو السنة ... ولكن بيان ما في فيهما.
والفرق بينهما واضح جليّ.
ـــــــــــــــــ
والآن أجمع لك بعضًا من أقوالك:
وقد يسمى هذا: "قدم حنس المخلوق". وليس ذلك بباطل أصلا، بل هو عين الحق - بخلاف قدم مخلوق معين أو مخلوقات معينة.
و"الجنس" من "الكليات"، فلا يوجد في الخارج إلا معيّنا بطريق البدل - وكل واحد من أعيانه حادث مسبوق بالعدم ومسبوق بالإرادة.
الفرق بين "الجنس" و "الأعيان" أو بين "النوع" و "الأفراد"
يراد بوجود جنس المخلوق: وجود مخلوق ما من غير تعيين.
فمثلا: قبل أن يخلق الله العرش والماء هناء مخلوق ما هو العماء أو السحاب، فليس الله إذ ذاك وحيدا لا مخلوق له، بل هناك خالق ومخلوق وهما الله والعماء (أو هما: الله والعماء مع الهواء). وبعد أن يخلق الله الماء والعرش، يوجد هناك أيضا خالق ومخلوق
فما من وقت من الأوقات إلا ويكون هناك مخلوق ما لله تعالى قليل أو كثير
أما وجوده في الذهن والعلم، فقد يتصور الإنسان جنس الشيء من غير تعيين لأفراده.
وأما وجوده في الخارج، فالجنس لا يوجد فيه جنسا، بل يوجد فردا أو أفرادا.
تمعن في هذه الأقوال.
والله الموفق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 12:54]ـ
أين النقد المفصل؟ لم نر من المشاركة الأخيرة إلا (المبارزة).
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 01:20]ـ
الله المستعان ...
بمجرد تجريد بعض الأقوال .. تصفها بالمبارزة؟ إن كان كهذا ... فهو في دين الله له مسمى آخر
اسمه: المراء، والمراء في الجدال على سبيل المغالبة.
وهذا ما كان إلا عرضًا له ... ولن أتبعه بشيء ... فما قلت إلا: تمعن ... واقبل أو ارفض ما فيه.
سلمنا الله جميعًا.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 09:30]ـ
لكن ليس هناك مخلوق معين هو أول المخلوقات بإطلاق - بحيث لا يكون قبله مخلوق أصلا
هل معنى كلامك أن هناك مخلوقات أزلية؟ موجودة مع الله عز وجل منذ الأزل؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 12:20]ـ
هل معنى كلامك أن هناك مخلوقات أزلية؟ موجودة مع الله عز وجل منذ الأزل؟
لا يا أخي. . . ليس في كلامي شيئا من ذلك أصلا.
كل مخلوق حادث (وجوده مسبوق بعدمه) - فإن القديم لا يسمى مخلوقا،
لكن سلسلة التخليق - سلسلة الأفعال التكوينية - من الله تعالى دائمة منذ الأزل إلى الأبد،
وذلك بحصول إرادات له تعالى واحدة بعد أخرى لتكوين ما اقتضته تلك الإرادات من المخلوقات.
فينتج هذا: دوام سلسلة حدوث المخلوقات واحدا تلو الآخر منذ الأزل إلى الأبد.
و "الأزل" ليس نقطة زمنية معينة، وإنما هو عبارة عن (عدم البداية) - كما أن "الأبد" عبارة عن عدم النهاية.
فهذا المعنى هو المعبر عنه بقولنا: حوادث لا أول لجنسها.
فمثلا: الآن يريد الله تعالى خلق الأرض، فتوجد الأرض بأمره،
وقبل ذلك أراد الله خلق السماء، فيوجد السماء بأمره،
وقبل ذلك أراد الله خلق الدخان، فيوجد الدخان عندئذ بأمره،
وقبل ذلك خلق الله اللوح والقلم، وقبلهما خلق العرش والماء، وقبلهما خلق العماء والهواء،
وهكذا لا إلى أول. فالله قبل أن يخلق العماء والهواء قد خلق من مخلوقاته ما يشاء متى شاء وكيف شاء.
ولا بداية لهذه السلسلة في الماضي، كما أنه لا نهاية لها في المستقيل.
ولتوضيح أكثر تلاحظ هذه الصورة:
الماضي <----- أ -- ب -- ج -- د -- هـ -- و -- ز -----> المستقبل
أ ب ج د هـ و ز: هي مخلوقات معينة حادثة الوجود في أزمان معينة.
فأنت ترى أن كل حادث في هذا الخط الزمني مسبوق بحادث قبله لا إلى بداية،
كما أنه ملحوق بحادث بعده لا إلى نهاية.
فقبل (د) وُجِدت (ج)
وقبل (ج) وجدت (ب)
وقبل (ي) وجدت (أ)
وقبل (أ) وجدت غيرها. . . وهكذا إلى الأزل (أي لا إلى البداية)
وبعد حدوث (د) تحدث (هـ)
ثم تحدث (و)
ثم تحدث (ز)
وهكذا متسلسلا إلى الأبد (أي متسلسلا إلى ما لا نهاية له).
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 12:53]ـ
الله المستعان ...
بمجرد تجريد بعض الأقوال .. تصفها بالمبارزة؟ إن كان كهذا ... فهو في دين الله له مسمى آخر
اسمه: المراء، والمراء في الجدال على سبيل المغالبة.
وهذا ما كان إلا عرضًا له ... ولن أتبعه بشيء ... فما قلت إلا: تمعن ... واقبل أو ارفض ما فيه.
سلمنا الله جميعًا.
نعم. سلمك الله وإيانا من المراء والخوض بالباطل أو القول عن جهل أو الانتساب الساذج إلى أهل الفضائل.
ونعوذ به تعالى من علم بلا تحقيق، ونظر بلا توثيق، وقلب بلا تصديق، وعمل بغير إخلاص ولا توفيق.
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 01:39]ـ
سؤال: هل فعل التخليق اختياري تابع للمشيئة؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 03:02]ـ
سؤال: هل فعل التخليق اختياري تابع للمشيئة؟
كل فعل من أفعاله تعالى تابع لمشيئته. فهو سبحانه فعال لما يريد كما مرّ مرارًا.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 08:40]ـ
ولكنك ترفض القول بأن هناك مخلوق هو أول المخلوقات!
ما دليلك على ذلك شرعا؟
وأفهم أنك تقول بأن ذلك ممتنع عقلا لهذا السبب الذي ذكرته انت في ردودك السابقة:
فيمتنع عقلا وشرعا أن يكون هناك وقت معين يكون الرب قبله معطلا عن التخليق - سواء قيل: معطلا عن القدرة على الخلق (وهو قول المعتزلة)، أو قيل: معطلا عن إرادة الخلق، أو قيل: معطلا عن فعل التخليق، أو قيل: معطلا عن صلاحية التخليق صلاحية تنجيزية (وهو قول الأشاعرة).
نحن لا نقول بأن الله عز وجل كان معطلا عن التخليق، ولكننا نقول بأنه يفعل ما يشاء متى شاء ولا يجب عليه ان يخلق منذ الأزل حتى يكون خالقا ولكنه يخلق متى شاء ولا يتعطل عن التخليق والقدرة على ذلك منذ الأزل ولكنه يخلق متى شاء
وأنت لا تدري أنه شاء أن يخلق منذ الأزل في كل لحظة، ولهذا نقول بجواز ذلك لكن لا نقول بوجوبه لأن الله يخلق بمشيئه، ونحن لا علم لنا بمشيئة الله عز وجل (إذا شاء ان يخلق منذ الأزل ام لا)
لكنه بدون شك شاء ان يخلق المخلوقات فهو خلق العرش والقلم والعالم والجنة والنار .. الخ
وهذه كلها تكفي لإثبات أن الله عز وجل خالق وأنه قادر على الخلق متى شاء، ولا يلزم أن يخلق منذ الأزل حتى لا تتعطل صفة الخالقية فهي مرتبطة بمشيئته ... يعني هذا لا يمتنع في عقلي
فما دليلك على قولك من الشرع؟
لكن ليس هناك مخلوق معين هو أول المخلوقات بإطلاق - بحيث لا يكون قبله مخلوق أصلا. فإن هذا القول يستلزم تعطيل الله تعالى عن الخالقيه قبل ذلك الزمن الذي خلق فيه ذلك المخلوق. وهو ممتنع عقلا وشرعا كما سبق.
الدليل على ذلك شرعا؟
أن هذا الإعتقاد (أن هناك مخلوق هو أول المخلوقات وأنه لا يسبقه إلا الله عز وجل فلا يسبقه مخلوق قبله) يستلزم تعطيل الله عز وجل عن الخالقية قبل ذلك الزمن؟
فكلامك هذا يستلزم وجوب ذلك على الله في فهمي
الوجوب ينافي المشيئة
فإن الذي لم يخلق شيئا من الخلق منذ الأزل لا يوصف بالخلاق - فيتعالى الله سبحانه عن وصف الظالمين الذين لا يقدرونه حق قدره علوّا كبيرا.
لغتي العربية فيها ضعف
ولكنني أفهم أن معنى "الخلاق": الذي يكثر من فعل الخلق صح؟
ام أن فهمي لها خطأ؟
فمثلا: قبل أن يخلق الله العرش والماء هناء مخلوق ما هو العماء أو السحاب، فليس الله إذ ذاك وحيدا لا مخلوق له، بل هناك خالق ومخلوق وهما الله والعماء (أو هما: الله والعماء مع الهواء). وبعد أن يخلق الله الماء والعرش، يوجد هناك أيضا خالق ومخلوق، وهما: الله والعرش مع الماء. ثم بعده صار أن يوجد من الموجودات: الله الخالق، والعرش مع الماء مع اللوح مع القلم المخلوقات. وهكذا، فما من وقت من الأوقات إلا ويكون هناك مخلوق ما لله تعالى قليل أو كثير، وكل من هذه المخلوقات مدبر مربوب، فكل يوم هو في شأن - جل جلاله.
يعني أفهم من كلامك هذا أنه منذ الأزل كان مع الله مخلوقات؟
لم تكن هناك اي لحظة كان فيها الله وحده وليس معه شيء؟
إذا كان كذلك فما هو دليلك شرعا؟
ومن من السلف أو علماء أهل السنة قالوا بكلامك هذا؟ (عدم وجود مخلوق هو أول المخلوقات لا يسبقه إلا الله عز وجل ... الخ)
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 03:12]ـ
جزاكم الله خيرًا أيها الفضلاء ...
هناك عمدة في هذا الموضوع ... وهو كلام لشيخ الإسلام، وهو أيضًا متناسب مع السؤال الأخير الذي قد سألته ... وأيضًا مع ما قد خَطَّه الشيخ / العقيدة - جزاه الله خيرًا.
رجاء من الأخوة الفضلاء أن يقرأ كل واحد كلام شيخ الإسلام بشكل جيد، لأن هناك مسائل سوف تُطْرح، فيجب تصور هذا الكلام بشكل جيد.
بارك الله فيكم.
لأن ما سيأتي بعده، هو العمق لهذه المسائل بعد تصورها. والله المستعان.
كذلك متابعة أقوال الشيوخ الفضلاء ... في المشاركات السابقة.
الشيخ /عليّ، المقدادي، العقيدة، الخلال، نضال.
والحمد لله الذي جمعنا على العقيدة السلفية وجعلنا أخوة في دينه، فنسأل الله أن يبارك لنا في أوقاتنا التي نتدارس فيها عقيدتنا، وأن يهدينا إلى الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 03:14]ـ
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام
أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرَّاني ثم الدمشقي
الحديث – كتاب الحديث
رسالة في شرح حديث عمران بن حصين – رضي الله عنه
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.
فَصْلٌ
فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
{يَا بَنِي تَمِيمٍ اقْبَلُوا الْبُشْرَى
قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتنَا فَأَعْطِنَا
فَأَقْبَلَ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْيَمَنِ اقْبَلُوا الْبُشْرَى؛ إذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ
فَقَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالُوا: جِئْنَاك لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَك عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ
فَقَالَ: كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَفِي لَفْظٍ مَعَهُ وَفِي لَفْظٍ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}
وَفِي لَفْظٍ: {ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} ثُمَّ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: أَدْرِكْ نَاقَتَك فَذَهَبْت فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا فَوَاَللَّهِ لَوَدِدْت إنِّي تَرَكْتهَا وَلَمْ أَقُمْ.
قَوْلُهُ: {كَتَبَ فِي الذِّكْرِ} يَعْنِي: اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ كَمَا قَالَ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} أَيْ: مِنْ بَعْد اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ يُسَمَّى مَا يُكْتَبُ فِي الذِّكْرِ ذِكْرًا كَمَا يُسَمَّى مَا يُكْتَبُ فِيهِ كِتَابًا كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ}.
وَالنَّاسُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى قَوْلَيْنِ:
مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إنَّ مَقْصُودَ الْحَدِيثِ إخْبَارُهُ بِأَنَّ اللَّهَ كَانَ مَوْجُودًا وَحْدَهُ ثُمَّ إنَّهُ ابْتَدَأَ إحْدَاثَ جَمِيعِ الْحَوَادِثِ وَإِخْبَارُهُ بِأَنَّ الْحَوَادِثَ لَهَا ابْتِدَاءٌ بِجِنْسِهَا وَأَعْيَانِهَا مَسْبُوقَةٌ بِالْعَدَمِ وَإِنَّ جِنْسَ الزَّمَانِ حَادِثٌ لَا فِي زَمَانٍ وَجِنْسِ الْحَرَكَاتِ والمتحركات حَادِثٌ وَإِنَّ اللَّهَ صَارَ فَاعِلًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ يَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ الْأَزَلِ إلَى حِينِ ابْتَدَأَ الْفِعْلَ؛ وَلَا كَانَ الْفِعْلُ مُمْكِنًا.
ثُمَّ هَؤُلَاءِ عَلَى قَوْلَيْنِ:
مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: وَكَذَلِكَ صَارَ مُتَكَلِّمًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءِ بَلْ وَلَا كَانَ الْكَلَامُ مُمْكِنًا لَهُ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْكَلَامُ أَمْرٌ يُوصَفُ بِهِ بِأَنَّهُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ لَا أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ بَلْ هُوَ أَمْرٌ لَازِمٌ لِذَاتِهِ بِدُونِ قُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ.
ثُمَّ هَؤُلَاءِ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هُوَ الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ الْمَقْرُوءِ عَبَّرَ عَنْهُ بِكُلِّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: بَلْ هُوَ حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ لَازِمَةٌ لِذَاتِهِ لَمْ تَزَلْ وَلَا تَزَالُ وَكُلُّ أَلْفَاظِ الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا وَغَيْرُ ذَلِكَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْقَوْلُ الثَّانِي فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ: إنَّهُ لَيْسَ مُرَادُ الرَّسُولِ هَذَا؛ بَلْ إنَّ الْحَدِيثَ يُنَاقِضُ هَذَا وَلَكِنَّ مُرَادَهُ إخْبَارُهُ عَنْ خَلْقِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَشْهُودِ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ كَمَا أَخْبَرَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ بِذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَقَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {قَدَّرَاللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
فَأَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ تَقْدِيرَ خَلْقِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَخْلُوقِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ حِينَئِذٍ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ.
كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ الْمُتَقَدِّمُ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ؛ عَنْ عِمْرَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَمِنْ هَذَا: الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو داود والترمذي وَغَيْرُهُمَا عَنْ عبادة بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
{أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اُكْتُبْ قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ. قَالَ: مَا هُوَ كَائِنٌ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}
فَهَذَا الْقَلَمُ خَلَقَهُ لِمَا أَمَرَهُ بِالتَّقْدِيرِ الْمَكْتُوبِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَكَانَ مَخْلُوقًا قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ أَوَّلُ مَا خُلِقَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ وَخَلَقَهُ بَعْدَ الْعَرْشِ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصُوصُ وَهُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ السَّلَفِ كَمَا ذَكَرْت أَقْوَالَ السَّلَفِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَالْمَقْصُودُ هُنَا: بَيَانُ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ نُصُوصُ الْكِتَاب وَالسُّنَّةِ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الثَّانِي وُجُوهٌ:
أَحَدُهَا
أَنَّ قَوْلَ أَهْلِ الْيَمَنِ: {جِئْنَاك لِنَسْأَلَك عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ}
إمَّا أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ الْمُشَارُ إلَيْهِ هَذَا الْعَالَمُ أَوْ جِنْسُ الْمَخْلُوقَاتِ فَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ هُوَ الْأَوَّلَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَجَابَهُمْ؛ لِأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَوَّلِ خَلْقِهِ هَذَا الْعَالَمِ وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ الثَّانِيَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَجَابَهُمْ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَ الْخَلْقِ مُطْلَقًا؛ بَلْ قَالَ: {كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}
فَلَمْ يَذْكُرْ إلَّا خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَمْ يَذْكُرْ خَلْقَ الْعَرْشِ مَعَ أَنَّ الْعَرْشَ مَخْلُوقٌ أَيْضًا فَإِنَّهُ يَقُولُ: " وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " وَهُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ: الْعَرْشُ وَغَيْرُهُ وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ: الْعَرْشُ وَغَيْرُهُ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي رَزِينٍ قَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَلْقِ الْعَرْشِ.
وَأَمَّا فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ فَلَمْ يُخْبِرْ بِخَلْقِهِ؛ بَلْ أَخْبَرَ بِخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَعُلِمَ أَنَّهُ أَخْبَرَ بِأَوَّلِ خَلْقِ هَذَا الْعَالَمِ لَا بِأَوَّلِ الْخَلْقِ مُطْلَقًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِذَا كَانَ إنَّمَا أَجَابَهُمْ بِهَذَا عُلِمَ أَنَّهُمْ إنَّمَا سَأَلُوهُ عَنْ هَذَا لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْ أَوَّلِ الْخَلْقِ مُطْلَقًا فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَجَابَهُمْ عَمَّا لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ وَلَمْ يُجِبْهُمْ عَمَّا سَأَلُوا عَنْهُ بَلْ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ مَعَ أَنَّ لَفْظَهُ إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى هَذَا؛ لَا يَدُلُّ عَلَى ذَكَرَهُ أَوَّلَ الْخَلْقِ وَإِخْبَارِهِ بِخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بَعْدَ أَنْ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ يَقْصِدُ بِهِ الْإِخْبَارَ عَنْ تَرْتِيبِ بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ عَلَى بَعْضٍ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْ مُجَرَّدِ التَّرْتِيبِ وَإِنَّمَا سَأَلُوهُ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ فَعُلِمَ أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ مَبْدَأِ خَلْقِ هَذَا الْعَالَمِ فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ كَمَا نَطَقَ فِي أَوَّلِهَا فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ {خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}.
وَبَعْضُهُمْ يَشْرَحُهَا فِي الْبَدْءِ أَوْ فِي الِابْتِدَاءِ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ.
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ فِيهَا الْإِخْبَارَ بِابْتِدَاءِ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَنَّهُ كَانَ الْمَاءُ غَامِرًا لِلْأَرْضِ وَكَانَتْ الرِّيحُ تَهُبُّ عَلَى الْمَاءِ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ هَذَا مَاءً وَهَوَاءً وَتُرَابًا وَأَخْبَرَ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَفِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}
وَقَدْ جَاءَتْ الْآثَارُ عَنْ السَّلَفِ بِأَنَّ السَّمَاءَ خُلِقَتْ مِنْ بُخَارِ الْمَاءِ وَهُوَ الدُّخَانُ.
وَالْمَقْصُودُ هُنَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَابَهُمْ عَمَّا سَأَلُوهُ عَنْهُ وَلَمْ يَذْكُرْ إلَّا ابْتِدَاءَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُمْ: {جِئْنَا لِنَسْأَلَك عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ} " كَانَ مُرَادُهُمْ خَلْقَ هَذَا الْعَالَمِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
أَنَّ قَوْلَهُمْ: " هَذَا الْأَمْرِ "
إشَارَةٌ إلَى حَاضِرٍ مَوْجُودٍ وَالْأَمْرُ يُرَادُ بِهِ الْمَصْدَرُ وَيُرَادُ بِهِ الْمَفْعُولُ بِهِ وَهُوَ الْمَأْمُورُ الَّذِي كَوَّنَهُ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَهَذَا مُرَادُهُمْ فَإِنَّ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُ: كُنْ لَيْسَ مَشْهُودًا مُشَارًا إلَيْهِ بَلْ الْمَشْهُودُ الْمُشَارُ إلَيْهِ هَذَا الْمَأْمُورُ بِهِ
قَالَ تَعَالَى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}
وَقَالَ تَعَالَى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} وَنَظَائِرُهُ مُتَعَدِّدَةٌ.
وَلَوْ سَأَلُوهُ عَنْ أَوَّلِ الْخَلْقِ مُطْلَقًا لَمْ يُشِيرُوا إلَيْهِ بِهَذَا؛ فَإِنَّ ذَاكَ لَمْ يَشْهَدُوهُ.
فَلَا يُشِيرُونَ إلَيْهِ بِهَذَا بَلْ لَمْ يَعْلَمُوهُ أَيْضًا؛ فَإِنَّ ذَاكَ لَا يُعْلَمُ إلَّا بِخَبَرِ الْأَنْبِيَاءِ وَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُخْبِرْهُمْ بِذَلِكَ وَلَوْ كَانَ قَدْ أَخْبَرَهُمْ بِهِ لَمَا سَأَلُوهُ عَنْهُ فَعُلِمَ أَنَّ سُؤَالَهُمْ كَانَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَشْهُودِ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
أَنَّهُ قَالَ: {كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ} وَقَدْ رُوِيَ: " مَعَهُ " وَرُوِيَ: " غَيْرُهُ " وَالْأَلْفَاظُ الثَّلَاثَةُ فِي الْبُخَارِيِّ وَالْمَجْلِسُ كَانَ وَاحِدًا وَسُؤَالُهُمْ وَجَوَابُهُ كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَعِمْرَانُ الَّذِي رَوَى الْحَدِيثَ لَمْ يَقُمْ مِنْهُ حِينَ انْقَضَى الْمَجْلِسُ؛ بَلْ قَامَ لَمَّا أُخْبِرَ بِذَهَابِ رَاحِلَتِهِ قَبْلَ فَرَاغِ الْمَجْلِسِ وَهُوَ الْمُخْبِرُ بِلَفْظِ الرَّسُولِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ إنَّمَا قَالَ أَحَدُ الْأَلْفَاظِ وَالْآخَرَانِ رَوَيَا بِالْمَعْنَى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَحِينَئِذٍ فَاَلَّذِي ثَبَتَ عَنْهُ لَفْظُ " الْقَبْلِ "؛ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: {أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَك شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَك شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَك شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَك شَيْءٌ} وَهَذَا مُوَافِقٌ وَمُفَسِّرٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}.
وَإِذَا ثَبَتَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَفْظُ [الْقَبْلِ] فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ وَاللَّفْظَانِ الْآخَرَانِ لَمْ يَثْبُتْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا أَبَدًا وَكَانَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْحَدِيثِ إنَّمَا يَرْوُونَهُ بِلَفْظِ الْقَبْلِ: {كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ قَبْلَهُ} مِثْلُ الحميدي والبغوي وَابْنُ الْأَثِيرِ وَغَيْرُهُمْ.
وَإِذَا كَانَ إنَّمَا قَالَ: {كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ} لَمْ يَكُنْ فِي هَذَا اللَّفْظِ تَعَرُّضٌ لِابْتِدَاءِ الْحَوَادِثِ وَلَا لِأَوَّلِ مَخْلُوقٍ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
أَنَّهُ قَالَ فِيهِ: {كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ أَوْ مَعَهُ أَوْ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ} فَأَخْبَرَ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ بِلَفْظِ الْوَاوِ لَمْ يَذْكُرْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا ثُمَّ وَإِنَّمَا جَاءَ ثُمَّ فِي قَوْلِهِ؛ " خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ".
وَبَعْضُ الرُّوَاةِ ذَكَرَ فِيهِ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بِثُمَّ وَبَعْضُهُمْ ذَكَرَهَا بِالْوَاوِ.
فَأَمَّا الْجُمَلُ الثَّلَاثُ الْمُتَقَدِّمَةُ فَالرُّوَاةُ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ ذَكَرَهَا بِلَفْظِ الْوَاوِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ لَفْظَ الْوَاوِ لَا يُفِيدُ التَّرْتِيبَ عَلَى الصَّحِيحِ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ فَلَا يُفِيدُ الْإِخْبَارَ بِتَقْدِيمِ بَعْضِ ذَلِكَ عَلَى بَعْضٍ وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّ التَّرْتِيبَ مَقْصُودٌ إمَّا مِنْ تَرْتِيبِ الذِّكْرِ لِكَوْنِهِ قَدَّمَ بَعْضَ ذَلِكَ عَلَى بَعْضٍ وَإِمَّا مِنْ الْوَاوِ عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بِهِ فَإِنَّمَا فِيهِ تَقْدِيمُ كَوْنِهِ عَلَى كَوْنِ الْعَرْشِ عَلَى الْمَاءِ وَتَقْدِيمُ كَوْنِ الْعَرْشِ عَلَى الْمَاءِ عَلَى كِتَابَتِهِ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَتَقْدِيمُ كِتَابَتِهِ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى تَقْدِيمِ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَيْسَ فِي هَذَا ذِكْرُ أَوَّلِ الْمَخْلُوقَاتِ مُطْلَقًا بَلْ وَلَا فِيهِ الْإِخْبَارُ بِخَلْقِ الْعَرْشِ وَالْمَاءِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كُلَّهُ مَخْلُوقًا كَمَا أَخْبَرَ بِهِ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ لَكِنْ فِي جَوَابِ أَهْلِ الْيَمَنِ إنَّمَا كَانَ مَقْصُودُهُ إخْبَارَهُ إيَّاهُمْ عَنْ بَدْءِ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَهِيَ الْمَخْلُوقَاتُ الَّتِي خُلِقَتْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ لَا بِابْتِدَاءِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الْخَامِسُ
أَنَّهُ ذَكَرَ تِلْكَ الْأَشْيَاءَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهَا وَوُجُودِهَا وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِابْتِدَاءِ خَلْقِهَا وَذَكَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى خَلْقِهَا وَسَوَاءٌ كَانَ قَوْلُهُ: " وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ " أَوْ " ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ " فَعَلَى التَّقْدِيرَيْنِ أَخْبَرَ بِخَلْقِ ذَلِكَ وَكُلُّ مَخْلُوقٍ مُحْدَثٌ كَائِنٌ بَعْدَ إنْ لَمْ يَكُنْ وَإِنْ كَانَ قَدْ خُلِقَ مِنْ مَادَّةٍ كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
{خَلَقَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورٍ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخَلَقَ آدَمَ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَإِنْ كَانَ لَفْظُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثُمَّ خَلَقَ " فَقَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بَعْدَ مَا تَقَدَّمَ ذَكَرَهُ مِنْ كَوْنِ عَرْشِهِ عَلَى الْمَاءِ وَمِنْ كِتَابَتِهِ فِي الذِّكْرِ وَهَذَا اللَّفْظُ أَوْلَى بِلَفْظِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا فِيهِ مِنْ تَمَامِ الْبَيَانِ وَحُصُولِ الْمَقْصُودِ بِلَفْظَةِ التَّرْتِيبِ وَإِنْ كَانَ لَفْظُهُ الْوَاوَ فَقَدْ دَلَّ سِيَاقُ الْكَلَامِ عَلَى أَنَّ مَقْصُودَهُ إنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ؛ وَكَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ سَائِرُ النُّصُوصِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ عُلِمَ إنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَقْصُودُهُ.
الْإِخْبَارَ بِخَلْقِ الْعَرْشِ وَلَا الْمَاءِ؛ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَقْصِدَ إنَّ خَلْقَ ذَلِكَ كَانَ مُقَارِنًا لِخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِي اللَّفْظِ مَا يَدُلُّ عَلَى خَلْقِ ذَلِكَ إلَّا مُقَارَنَةَ خَلْقِهِ لِخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ - وَقَدْ أَخْبَرَ عَنْ خَلْقِ السَّمَوَاتِ مَعَ كَوْنِ ذَلِكَ - عَلِمَ أَنَّ مَقْصُودَهُ أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حِينَ كَانَ الْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ وَحِينَئِذٍ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْعَرْشُ كَانَ عَلَى الْمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ حَيْثُ قَالَ:
{قَدَّرَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
فَأَخْبَرَ أَنَّ هَذَا التَّقْدِيرَ السَّابِقَ لِخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حِينَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ.
الْوَجْهُ السَّادِسُ
إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إمَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ قَالَ:
{كَانَ وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ شَيْءٌ}؛ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ قَالَ: " وَلَا شَيْءَ مَعَهُ "؛ أَوْ غَيْرُهُ".
فَإِنْ كَانَ إنَّمَا قَالَ اللَّفْظُ الْأَوَّلُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ تَعَرُّضٌ لِوُجُودِهِ تَعَالَى قَبْلَ جَمِيعِ الْحَوَادِثِ.
وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ الثَّانِي أَوْ الثَّالِثَ فَقَوْلُهُ:
{وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مَعَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ}:
إمَّا أَنْ يَكُونَ مُرَادُهُ أَنَّهُ حِينَ كَانَ لَا شَيْءَ مَعَهُ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ؛ أَوْ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ.
فَإِنْ أَرَادَ الْأَوَّلَ كَانَ مَعْنَاهُ " لَمْ يَكُنْ مَعَهُ شَيْءٌ " مِنْ هَذَا الْأَمْرِ الْمَسْئُولِ عَنْهُ وَهُوَ هَذَا الْعَالَمُ وَيَكُونُ الْمُرَادُ أَنَّهُ كَانَ اللَّهُ قَبْلَ هَذَا الْعَالَمِ الْمَشْهُودِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ.
وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّالِثُ؛ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ كَانَ لَا شَيْءَ مَعَهُ وَبَعْدَ ذَلِكَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَلَيْسَ فِي هَذَا إخْبَارٌ بِأَوَّلِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مُطْلَقًا بَلْ وَلَا فِيهِ إخْبَارُهُ بِخَلْقِ الْعَرْشِ وَالْمَاءِ بَلْ إنَّمَا فِيهِ إخْبَارُهُ بِخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا صَرَّحَ فِيهِ بِأَنَّ كَوْنَ عَرْشِهِ عَلَى الْمَاءِ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ بَلْ ذَكَرَهُ بِحَرْفِ الْوَاوِ وَالْوَاوِ لِلْجَمْعِ الْمُطْلَقِ وَالتَّشْرِيكِ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ.
وَإِذَا كَانَ لَمْ يُبَيِّنْ الْحَدِيثَ أَوَّلَ الْمَخْلُوقَاتِ وَلَا ذَكَرَ مَتَى كَانَ خَلْقُ الْعَرْشِ الَّذِي أَخْبَرَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْمَاءِ مَقْرُونًا بِقَوْلِهِ: {كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ}
(يُتْبَعُ)
(/)
دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْصِدْ الْإِخْبَارَ بِوُجُودِ اللَّهِ وَحْدَهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَبِابْتِدَاءِ الْمَخْلُوقَاتِ بَعْدَ ذَلِكَ؛ إذَا لَمْ يَكُنْ لَفْظُهُ دَالًّا عَلَى ذَلِكَ وَإِنَّمَا قَصَدَ الْإِخْبَارَ بِابْتِدَاءِ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ.
الْوَجْهُ السَّابِعُ
أَنْ يُقَالَ: لَا يَجُوزُ أَنْ يَجْزِمَ بِالْمَعْنَى الَّذِي أَرَادَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَّا بِدَلِيلِ يَدُلُّ عَلَى مُرَادِهِ فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ لَفْظَهُ يَحْتَمِلُ هَذَا الْمَعْنَى وَهَذَا الْمَعْنَى لَمْ يُجْزِ الْجَزْمَ بِأَحَدِهِمَا إلَّا بِدَلِيلِ فَيَكُونُ إذَا كَانَ الرَّاجِحُ هُوَ أَحَدُهُمَا فَمَنْ جَزَمَ بِأَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ ذَلِكَ الْمَعْنَى الْآخَرَ فَهُوَ مُخْطِئٌ.
الْوَجْهُ الثَّامِنُ:
أَنْ يُقَالَ: هَذَا الْمَطْلُوبُ لَوْ كَانَ حَقًّا لَكَانَ أَجَلَّ مِنْ أَنْ يُحْتَجَّ عَلَيْهِ بِلَفْظِ مُحْتَمَلٍ فِي خَبَرٍ لَمْ يَرْوِهِ إلَّا وَاحِدٌ وَلَكَانَ ذِكْرُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ مِنْ أَهَمِّ الْأُمُورِ؛ لِحَاجَةِ النَّاسِ إلَى مَعْرِفَةِ ذَلِكَ؛ لِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ الِاشْتِبَاهِ وَالنِّزَاعِ وَاخْتِلَافِ النَّاسِ.
فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ فِي السُّنَّةِ مَا يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَطْلُوبِ؛ لَمْ يَجُزْ إثْبَاتُهُ بِمَا يَظُنُّ أَنَّهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ بِسِيَاقِهِ وَإِنَّمَا سَمِعُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
{كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ}
فَظَنُّوهُ لَفْظًا ثَابِتًا مَعَ تَجَرُّدِهِ عَنْ سَائِرِ الْكَلَامِ الصَّادِرِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَظَنُّوا مَعْنَاهُ الْإِخْبَارَ بِتَقَدُّمِهِ تَعَالَى عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَبَنَوْا عَلَى هَذَيْنِ الظَّنَّيْنِ نِسْبَةَ ذَلِكَ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ بِوَاحِدَةٍ مِنْ الْمُقَدِّمَتَيْنِ عِلْمٌ بَلْ وَلَا ظَنٌّ يَسْتَنِدُ إلَى أَمَارَةٍ.
وَهَبْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجْزِمُوا بِأَنَّ مُرَادَهُ الْمَعْنَى الْآخَرُ فَلَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يُوجِبُ الْجَزْمَ بِهَذَا الْمَعْنَى وَجَاءَ بَيْنَهُمْ الشَّكُّ وَهُمْ يَنْسُبُونَ إلَى الرَّسُولِ مَا لَا عِلْمَ عِنْدَهُمْ بِأَنَّهُ قَالَهُ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}. وَهَذَا كُلُّهُ لَا يَجُوزُ.
الْوَجْهُ الْعَاشِرُ
أَنَّهُ قَدْ زَادَ فِيهِ بَعْضُ النَّاسِ: " وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ " وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ إنَّمَا زَادَهَا بَعْضُ النَّاسِ مِنْ عِنْدِهِ وَلَيْسَتْ فِي شَيْءٍ مِنْ الرِّوَايَاتِ.
ثُمَّ إنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَتَأَوَّلُهَا عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مَعَهُ الْآنَ مَوْجُودٌ بَلْ وُجُودُهُ عَيْنُ وُجُودِ الْمَخْلُوقَاتِ كَمَا يَقُولُهُ أَهْلُ وَحْدَةِ الْوُجُودِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: عَيْنُ وُجُودِ الْخَالِقِ هُوَ عَيْنُ وُجُودِ الْمَخْلُوقِ. كَمَا يَقُولُهُ ابْنُ عَرَبِيٍّ؛ وَابْنُ سَبْعِينَ؛ والقونوي؛ والتلمساني؛ وَابْنُ الْفَارِضِ؛ وَنَحْوُهُمْ.
وَهَذَا الْقَوْلُ مِمَّا يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ شَرْعًا وَعَقْلًا أَنَّهُ بَاطِلٌ.
الْوَجْهُ الْحَادِي عَشَرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَجْعَلُونَ هَذَا عُمْدَتَهُمْ مِنْ جِهَةِ السَّمْعِ: أَنَّ الْحَوَادِثَ لَهَا ابْتِدَاءٌ وَأَنَّ جِنْسَ الْحَوَادِثِ مَسْبُوقٌ بِالْعَدَمِ إذْ لَمْ يَجِدُوا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا يَنْطِقُ بِهِ؛ مَعَ أَنَّهُمْ يَحْكُونَ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَا يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا فِي كُتُبِ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ الْمُبْتَدَعِ فِي الْإِسْلَامِ الَّذِي ذَمَّهُ السَّلَفُ؛ وَخَالَفُوا بِهِ الشَّرْعَ وَالْعَقْلَ.
وَبَعْضُهُمْ يَحْكِيهِ إجْمَاعًا لِلْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ مَعَهُمْ بِذَلِكَ نَقْلٌ لَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَلَا عَنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ هُوَ قَوْلَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ.
وَبَعْضُهُمْ يَظُنُّ أَنَّ مَنْ خَالَفَ ذَلِكَ فَقَدْ قَالَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ وَوَافَقَ الْفَلَاسِفَةَ الدَّهْرِيَّةَ؛ لِأَنَّهُ نَظَرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ كُتُبِ الْكَلَامِ فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا إلَّا قَوْلَيْنِ: قَوْلَ الْفَلَاسِفَةِ الْقَائِلِينَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ إمَّا صُورَتُهُ وَإِمَّا مَادَّتُهُ سَوَاءٌ قِيلَ: هُوَ مَوْجُودٌ بِنَفْسِهِ؛ أَوْ مَعْلُولٌ لِغَيْرِهِ.
وَقَوْلَ مَنْ رَدَّ عَلَى هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ: الجهمية؛ وَالْمُعْتَزِلَةِ؛ والكرامية؛ الَّذِينَ يَقُولُونَ: إنَّ الرَّبَّ لَمْ يَزَلْ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا وَلَا يَتَكَلَّمُ بِشَيْءِ ثُمَّ أَحْدَثَ الْكَلَامَ وَالْفِعْلَ بِلَا سَبَبٍ أَصْلًا.
وَطَائِفَةٌ أُخْرَى كالكلابية وَمَنْ وَافَقَهُمْ يَقُولُونَ: بَلْ الْكَلَامُ قَدِيمُ الْعَيْنِ إمَّا مَعْنًى وَاحِدٌ وَإِمَّا أَحْرُفٌ وَأَصْوَاتٌ قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ قَدِيمَةُ الْأَعْيَانِ وَيَقُولُ هَؤُلَاءِ: إنَّ الرَّبَّ لَمْ يَزَلْ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا وَلَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ ثُمَّ حَدَثَ مَا يَحْدُثُ بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ إمَّا قَائِمًا بِذَاتِهِ أَوْ مُنْفَصِلًا عَنْهُ عِنْدَ مَنْ يُجَوِّزُ ذَلِكَ [وَ] إمَّا مُنْفَصِلًا عَنْهُ عِنْدَ مَنْ لَمْ يُجَوِّزْ قِيَامَ ذَلِكَ بِذَاتِهِ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ أَشْبَهُ بِمَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ فَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إلَّا هَذَانِ الْقَوْلَانِ وَكَانَ مُؤْمِنًا بِأَنَّ الرُّسُلَ لَا يَقُولُونَ إلَّا حَقًّا يَظُنُّ أَنَّ هَذَا قَوْلَ الرُّسُلِ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ.
ثُمَّ إذَا طُولِبَ بِنَقْلِ هَذَا الْقَوْلِ عَنْ الرُّسُلِ لَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ وَلَمْ يُمْكِنْ لِأَحَدِ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةِ وَلَا حَدِيثٍ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ لَا نَصًّا وَلَا ظَاهِرًا بَلْ وَلَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَنْقُلَ ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ.
وَقَدْ جَعَلُوا ذَلِكَ مَعْنَى حُدُوثِ الْعَالَمِ الَّذِي هُوَ أَوَّلُ مَسَائِلِ أُصُولِ الدِّينِ عِنْدَهُمْ.
فَيَبْقَى أَصْلُ الدِّينِ الَّذِي هُوَ دِينُ الرُّسُلِ عِنْدَهُمْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَعْلَمُونَ بِهِ أَنَّ الرَّسُولَ قَالَهُ وَلَا فِي الْعَقْلِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ؛ بَلْ الْعَقْلُ وَالسَّمْعُ يَدُلُّ عَلَى خِلَافِهِ.
وَمَنْ كَانَ أَصْلُ دِينِهِ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُ دِينُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لَا يَعْلَمُ أَنَّ الرَّسُولَ جَاءَ بِهِ كَانَ مِنْ أَضَلِّ النَّاسِ فِي دِينِهِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي عَشَرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَّهُمْ لَمَّا اعْتَقَدُوا أَنَّ هَذَا هُوَ دِينُ الْإِسْلَامِ أَخَذُوا يَحْتَجُّونَ عَلَيْهِ بِالْحَجِّ الْعَقْلِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ لَهُمْ وَعُمْدَتُهُمْ الَّتِي هِيَ أَعْظَمُ الْحُجَجِ مَبْنَاهَا عَلَى امْتِنَاعِ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا وَبِهَا أَثْبَتُوا حُدُوثَ كُلِّ مَوْصُوفٍ بِصِفَةِ وَسَمَّوْا ذَلِكَ إثْبَاتًا لِحُدُوثِ الْأَجْسَامِ فَلَزِمَهُمْ عَلَى ذَلِكَ نَفْيُ صِفَاتِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ عِلْمٌ وَلَا قُدْرَةٌ وَلَا كَلَامٌ يَقُومُ بِهِ بَلْ كَلَامُهُ مَخْلُوقٌ مُنْفَصِلٌ عَنْهُ وَكَذَلِكَ رِضَاهُ وَغَضَبُهُ وَالْتَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ الْعَرْشِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اللَّوَازِمِ الَّتِي نَفَوْا بِهَا مَا أَثَبَتَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَكَانَ حَقِيقَةُ قَوْلِهِمْ تَكْذِيبًا لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَسَلَّطَ أَهْلُ الْعُقُولِ عَلَى تِلْكَ الْحُجَجِ الَّتِي لَهُمْ فَبَيَّنُوا فَسَادَهَا.
وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا سُلِّطَ لِلدَّهْرِيَّةِ الْقَائِلِينَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ لَمَّا عَلِمُوا حَقِيقَةَ قَوْلِهِمْ وَأَدِلَّتِهِمْ وَنَسَوْا فَسَادَهُ.
ثُمَّ لَمَّا ظَنُّوا أَنَّ هَذَا قَوْلُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتَقَدُوا أَنَّهُ بَاطِلٌ قَالُوا: إنَّ الرَّسُولَ لَمْ يُبَيِّنْ الْحَقَائِقَ سَوَاءٌ عَلِمَهَا أَوْ لَمْ يَعْلَمْهَا وَإِنَّمَا خَاطَبَ الْجُمْهُورَ بِمَا يُخَيَّلُ لَهُمْ وَمَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ.
فَصَارَ أُولَئِكَ الْمُتَكَلِّمُونَ النفاة مُخْطِئِينَ فِي السَّمْعِيَّاتِ وَالْعَقْلِيَّاتِ وَصَارَ خَطَؤُهُمْ مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِ تَسَلُّطِ الْفَلَاسِفَةِ لَمَّا ظَنَّ أُولَئِكَ الْفَلَاسِفَةُ الدَّهْرِيَّةُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا الْمَطْلُوبِ إلَّا قَوْلَانِ: قَوْلُ أُولَئِكَ الْمُتَكَلِّمِينَ وَقَوْلُهُمْ.
وَقَدْ رَأَوْا أَنَّ قَوْلَ أُولَئِكَ بَاطِلٌ فَجَعَلُوا ذَلِكَ حُجَّةً فِي تَصْحِيحِ قَوْلِهِمْ مَعَ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْفَلَاسِفَةِ الدَّهْرِيَّةِ عَلَى قَوْلِهِمْ بِقِدَمِ الْأَفْلَاكِ حُجَّةٌ عَقْلِيَّةٌ أَصْلًا وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ هَذَا أَنَّهُمْ لَمْ يُحَقِّقُوا مَعْرِفَةَ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 03:16]ـ
الْوَجْهُ الثَّالِثَ عَشَرَ:
أَنَّ الْغَلَطَ فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ هُوَ مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ بِنُصُوصِ الْكِتَاب وَالسُّنَّةِ بَلْ وَالْمَعْقُولِ الصَّرِيحِ؛ فَإِنَّهُ أَوْقَعَ كَثِيرًا مِنْ النُّظَّارِ وَأَتْبَاعَهُمْ فِي الْحَيْرَةِ وَالضَّلَالِ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا إلَّا قَوْلَيْنِ: قَوْلَ الدَّهْرِيَّةِ الْقَائِلِينَ بِالْقِدَمِ وَقَوْلَ الجهمية الْقَائِلِينَ بِأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُعَطَّلًا عَنْ أَنْ يَفْعَلَ أَوْ يَتَكَلَّمَ بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ وَرَأَوْا لَوَازِمَ كُلِّ قَوْلٍ تَقْتَضِي فَسَادَهُ وَتَنَاقُضَهُ فَبَقُوا حَائِرِينَ مُرْتَابِينَ جَاهِلِينَ وَهَذِهِ حَالُ مَنْ لَا يُحْصَى مِنْهُمْ وَمِنْهُمْ مَنْ صَرَّحَ بِذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الرَّازِيَّ وَغَيْرُهُ.
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ذَلِكَ أَنَّهُمْ نَظَرُوا فِي حَقِيقَةِ قَوْلِ الْفَلَاسِفَةِ فَوَجَدُوا أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ الْمَفْعُولُ الْمُعَيَّنُ مُقَارِنًا لِلْفَاعِلِ أَزَلًا وَأَبَدًا وَصَرِيحُ الْعَقْلِ يَقْتَضِي بِأَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَتَقَدَّمَ الْفَاعِلُ عَلَى فِعْلِهِ وَأَنَّ تَقْدِيرَ مَفْعُولِ الْفَاعِلِ مَعَ تَقْدِيرِ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُقَارِنًا لَهُ لَمْ يَتَقَدَّمْ الْفَاعِلُ عَلَيْهِ؛ بَلْ هُوَ مَعَهُ أَزَلًا وَأَبَدًا: أَمْرٌ يُنَاقِضُ صَرِيحَ الْعَقْلِ.
وَقَدْ اسْتَقَرَّ فِي الْفِطَرِ أَنَّ كَوْنَ الشَّيْءِ الْمَفْعُولِ مَخْلُوقًا يَقْتَضِي أَنَّهُ كَانَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلِهَذَا كَانَ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِمَّا يُفْهِمُ جَمِيعَ الْخَلَائِقِ أَنَّهُمَا حَدَثَتَا بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُونَا وَأَمَّا تَقْدِيرُ كَوْنِهِمَا لَمْ يَزَالَا مَعَهُ مَعَ كَوْنِهِمَا مَخْلُوقَيْنِ لَهُ فَهَذَا تُنْكِرُهُ الْفِطَرُ وَلَمْ يَقُلْهُ إلَّا شِرْذِمَةٌ قَلِيلَةٌ مِنْ الدَّهْرِيَّةِ كَابْنِ سِينَا وَأَمْثَالِهِ.
وَأَمَّا جُمْهُورُ الْفَلَاسِفَةِ الدَّهْرِيَّةِ كَأَرِسْطُو وَأَتْبَاعِهِ فَلَا يَقُولُونَ: إنَّ الْأَفْلَاكَ مَعْلُولَةٌ لِعِلَّةِ فَاعِلَةٍ كَمَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ؛ بَلْ قَوْلُهُمْ وَإِنْ كَانَ أَشَدَّ فَسَادًا مِنْ قَوْلِ مُتَأَخِّرِيهِمْ فَلَمْ يُخَالِفُوا صَرِيحَ الْمَعْقُولِ فِي هَذَا الْمَقَامِ الَّذِي خَالَفَهُ هَؤُلَاءِ.
وَإِنْ كَانُوا خَالَفُوهُ مِنْ جِهَاتٍ أُخْرَى وَنَظَرُوا فِي حَقِيقَةِ قَوْلِ أَهْلِ الْكَلَامِ الجهمية وَالْقَدَرِيَّةِ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ فَوَجَدُوا أَنَّ الْفَاعِلَ صَارَ فَاعِلًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلًا مِنْ غَيْرِ حُدُوثِ شَيْءٍ أَوْجَبَ كَوْنَهُ فَاعِلًا وَرَأَوْا صَرِيحَ الْعَقْلِ يَقْتَضِي بِأَنَّهُ إذَا صَارَ فَاعِلًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلًا فَلَا بُدَّ مِنْ حُدُوثِ شَيْءٍ وَأَنَّهُ يَمْتَنِعُ فِي الْعَقْلِ أَنْ يَصِيرَ مُمْكِنًا بَعْد أَنْ كَانَ مُمْتَنِعًا بِلَا حُدُوثٍ وَأَنَّهُ لَا سَبَبَ يُوجِبُ حُصُولَ وَقْتَ حَدَثَ وَقْتَ الْحُدُوثِ؛ وَأَنَّ حُدُوثَ جِنْسِ الْوَقْتِ مُمْتَنِعٌ فَصَارُوا يَظُنُّونَ إذَا جَمَعُوا بَيْنَ هَؤُلَاءِ أَنَّهُ يَلْزَمُ الْجَمْعُ بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ قَبْلَ الْفِعْلِ وَأَنَّهُ يَمْتَنِعُ أَنْ يَصِيرَ فَاعِلًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ فَيَكُونُ الْفِعْلُ مَعَهُ فَيَكُونُ الْفِعْلُ مُقَارِنًا غَيْرَ مُقَارَنٍ بِأَنْ كَانَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ حَادِثًا مَسْبُوقًا بِالْعَدَمِ فَامْتَنَعَ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ فِعْلُ الْفَاعِلِ مَسْبُوقًا بِالْعَدَمِ وَوَجَبَ عَلَى التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ أَنْ يَكُونَ فِعْلُ الْفَاعِلِ مَسْبُوقًا بِالْعَدَمِ وَوَجَدُوا عُقُولَهُمْ تَقْصُرُ عَمَّا يُوجِبُ هَذَا الْإِثْبَاتَ وَمَا يُوجِبُ هَذَا النَّفْيَ وَالْجَمْعُ بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ مُمْتَنِعٌ فَأَوْقَعَهُمْ ذَلِكَ فِي الْحَيْرَةِ وَالشَّكِّ.
وَمِنْ أَسْبَابِ ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا حَقِيقَةَ السَّمْعِ وَالْعَقْلِ فَلَمْ يَعْرِفُوا مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَلَمْ يُمَيِّزُوا فِي الْمَعْقُولَاتِ بَيْنَ الْمُشْتَبِهَاتِ وَذَلِكَ أَنَّ الْعَقْلَ يُفَرِّقُ بَيْنَ كَوْنِ الْمُتَكَلِّمِ مُتَكَلِّمًا بِشَيْءِ بَعْدَ شَيْءٍ دَائِمًا وَكَوْنِ الْفَاعِلِ يَفْعَلُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ دَائِمًا وَبَيْنَ آحَادِ الْفِعْلِ وَالْكَلَامِ فَيَقُولُ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَفْعَالِهِ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَسْبُوقًا بِالْفَاعِلِ وَأَنْ يَكُونَ مَسْبُوقًا بِالْعَدَمِ وَيَمْتَنِعُ كَوْنُ الْفِعْلِ الْمُعَيَّنِ مَعَ الْفَاعِلِ أَزَلًا وَأَبَدًا وَأَمَّا كَوْنُ الْفَاعِلِ لَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ فِعْلًا بَعْدَ فِعْلٍ فَهَذَا مِنْ كَمَالِ الْفَاعِلِ فَإِذَا كَانَ الْفَاعِلُ حَيًّا وَقِيلَ: إنَّ الْحَيَاةَ مُسْتَلْزِمَةٌ الْفِعْلَ وَالْحَرَكَةَ كَمَا قَالَ ذَلِكَ أَئِمَّةُ أَهْلِ الْحَدِيثِ كَالْبُخَارِيِّ والدارمي وَغَيْرِهِمَا وَأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَبِمَا شَاءَ وَنَحْوَ ذَلِكَ كَمَا قَالَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَد وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ: كَانَ كَوْنُهُ مُتَكَلِّمًا أَوْ فَاعِلًا مِنْ لَوَازِمِ حَيَاتِهِ وَحَيَاتُهُ لَازِمَةٌ لَهُ فَلَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا فَعَّالًا؛ مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّ الْحَيَّ يَتَكَلَّمُ وَيَفْعَلُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَأَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ وُجُودَ كَلَامٍ بَعْدَ كَلَامٍ وَفِعْلٍ بَعْدَ فِعْلٍ فَالْفَاعِلُ يَتَقَدَّمُ عَلَى كُلِّ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِعْلٍ مِنْ أَفْعَالِهِ وَذَلِكَ يُوجِبُ أَنَّ كُلَّ مَا سِوَاهُ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ وَلَا نَقُولُ: إنَّهُ كَانَ فِي وَقْتٍ مِنْ الْأَوْقَاتِ وَلَا قُدْرَةَ حَتَّى خُلِقَ [لَهُ قُدْرَةٌ] وَاَلَّذِي لَيْسَ لَهُ قُدْرَةٌ هُوَ عَاجِزٌ وَلَكِنْ نَقُولُ: لَمْ يَزَلْ اللَّهُ عَالِمًا قَادِرًا مَالِكًا لَا شِبْهَ لَهُ وَلَا كَيْفَ.
فَلَيْسَ مَعَ اللَّهِ شَيْءٌ مِنْ مَفْعُولَاتِهِ قَدِيمٌ مَعَهُ.
لَا بَلْ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ لَهُ وَكُلُّ مَخْلُوقٍ مُحْدَثٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ وَإِنْ قُدِّرَ إنَّهُ لَمْ يَزَلْ خَالِقًا فَعَّالًا.
وَإِذَا قِيلَ: إنَّ الْخَلْقَ صِفَةُ كَمَالٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} أَمْكَنَ أَنْ تَكُونَ خالقيته دَائِمَةً وَكُلُّ مَخْلُوقٍ لَهُ مُحْدَثٌ مَسْبُوقٌ بِالْعَدَمِ وَلَيْسَ مَعَ اللَّهِ شَيْءٌ قَدِيمٌ؟
وَهَذَا أَبْلَغُ فِي الْكَمَالِ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُعَطِّلًا غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى الْفِعْلِ ثُمَّ يَصِيرَ قَادِرًا وَالْفِعْلُ مُمْكِنًا لَهُ بِلَا سَبَبٍ.
وَأَمَّا جَعْلُ الْمَفْعُولِ الْمُعَيَّنِ مُقَارِنًا لَهُ أَزَلًا وَأَبَدًا فَهَذَا فِي الْحَقِيقَةِ تَعْطِيلٌ لِخَلْقِهِ وَفِعْلِهِ فَإِنَّ كَوْنَ الْفَاعِلِ مُقَارِنًا لِمَفْعُولِهِ أَزَلًا وَأَبَدًا مُخَالِفٌ لِصَرِيحِ الْمَعْقُولِ.
فَهَؤُلَاءِ الْفَلَاسِفَةُ الدَّهْرِيَّةُ وَإِنْ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ يُثْبِتُونَ دَوَامَ الْفَاعِلِيَّةِ فَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ مُعَطِّلُونَ لِلْفَاعِلِيَّةِ وَهِيَ الصِّفَةُ الَّتِي هِيَ أَظْهَرُ صِفَاتِ الرَّبِّ تَعَالَى وَلِهَذَا وَقَعَ الْإِخْبَارُ بِهَا فِي أَوَّلِ مَا أُنْزِلَ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ أَوَّلَهُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
فَأَطْلَقَ الْخَلْقَ ثُمَّ خَصَّ الْإِنْسَانَ وَأَطْلَقَ التَّعْلِيمَ ثُمَّ خَصَّ التَّعْلِيمَ بِالْقَلَمِ وَالْخَلْقُ يَتَضَمَّنُ فِعْلَهُ وَالتَّعْلِيمُ يَتَضَمَّنُ قَوْلَهُ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ بِتَكْلِيمِهِ وَتَكْلِيمُهُ بِالْإِيحَاءِ؛ وَبِالتَّكَلُّمِ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَبِإِرْسَالِ رَسُولٍ يُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ
قَالَ تَعَالَى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ}
وَقَالَ تَعَالَى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}
وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
وَقَالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَنِ} {عَلَّمَ الْقُرْآنَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ} {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}.
وَهَؤُلَاءِ الْفَلَاسِفَةُ يَتَضَمَّنُ قَوْلُهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ أَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْ وَلَمْ يُعَلِّمْ فَإِنَّ مَا يُثْبِتُونَهُ مِنْ الْخَلْقِ وَالتَّعْلِيمِ إنَّمَا يَتَضَمَّنُ التَّعْطِيلَ فَإِنَّهُ عَلَى قَوْلِهِمْ لَمْ يَزَلْ الْفَلَكُ مُقَارِنًا لَهُ أَزَلًا وَأَبَدًا فَامْتَنَعَ حِينَئِذٍ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا لَهُ فَإِنَّ الْفَاعِلَ لَا بُدَّ أَنْ يَتَقَدَّمَ عَلَى فِعْلِهِ وَعِنْدَهُمْ أَنَّهُ لَا يُعَلِّمُ شَيْئًا مِنْ جُزْئِيَّاتِ الْعِلْمِ وَالتَّعْلِيمُ فَرْعُ الْعِلْمِ فَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ الْجُزْئِيَّاتِ يَمْتَنِعُ أَنْ يُعَلِّمَهَا غَيْرَهُ وَكُلُّ مَوْجُودٍ فَهُوَ جُزْئِيٌّ لَا كُلِّيٌّ كَذَا الْكُلِّيَّاتُ إنَّمَا وُجُودُهَا فِي الْأَذْهَانِ لَا فِي الْأَعْيَانِ فَإِذْ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئًا مِنْ الْجُزْئِيَّاتِ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئًا مِنْ الْمَوْجُودَاتِ فَامْتَنَعَ أَنْ يُعَلِّمَ غَيْرَهُ شَيْئًا مِنْ الْعِلْمِ بِالْمَوْجُودَاتِ الْمُعَيَّنَةِ.
وَمَنْ قَالَ مِنْهُمْ: لَا يَعْلَمُ لَا كُلِّيًّا وَلَا جُزْئِيًّا فَقَوْلُهُ أَقْبَحُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَنْ قَالَ: يَعْلَمُ الْكُلِّيَّاتِ الثَّابِتَةَ دُونَ الْمُتَغَيِّرَةِ فَهُوَ عِنْدَهُمْ لَا يَعْلَمُ شَيْئًا مِنْ الْحَوَادِثِ وَلَا يَعْلَمُهَا لِأَحَدِ مِنْ خَلْقِهِ كَمَا يَقْتَضِي قَوْلُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْهَا فَعَلَى قَوْلِهِمْ لَا خَلْقَ وَلَا عِلْمَ وَهَذَا حَقِيقَةُ قَوْلِ مُقَدِّمِهِمْ أَرِسْطُو فَإِنَّهُ لَمْ يُثْبِتْ أَنَّ الرَّبَّ مُبْدِعٌ لِلْعَالَمِ وَلَا جَعَلَهُ عِلَّةً فَاعِلَةً بَلْ الَّذِي أَثْبَتَهُ أَنَّهُ عِلَّةٌ غائية يَتَحَرَّكُ الْفَلَكُ لِتَشَبُّهِهِ بِهِ كَتَحْرِيكِ الْمَعْشُوقِ لِلْعَاشِقِ وَصَرَّحَ بِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ فَعِنْدَهُ لَا خَلْقَ وَلَا عِلْمَ.
وَأَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
الْوَجْهُ الرَّابِعَ عَشَرَ:
أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ لِدَعْوَةِ الْخَلْقِ إلَى عِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ مَعْرِفَتَهُ لِمَا أَبْدَعَهُ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ وَهِيَ الْمَخْلُوقَاتُ الْمَشْهُودَةُ الْمَوْجُودَةُ: مِنْ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَأَخْبَرَ [فِي] الْكِتَابِ الَّذِي لَمْ يَأْتِ مِنْ عِنْدِهِ كِتَابٍ أَهْدَى مِنْهُ بِأَنَّهُ خَلَقَ أُصُولَ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ الْمَوْجُودَةِ الْمَشْهُودَةِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ.
وَشَرَعَ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ أَنْ يَجْتَمِعُوا كُلَّ أُسْبُوعٍ يَوْمًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فِيهِ وَيَحْتَفِلُونَ بِذَلِكَ وَيَكُونُ ذَلِكَ آيَةً عَلَى الْأُسْبُوعِ الْأَوَّلِ الَّذِي خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ.
وَلَمَّا لَمْ يُعْرَفْ الْأُسْبُوعُ إلَّا بِخَبَرِ الْأَنْبِيَاءِ فَقَدْ جَاءَ فِي لُغَتِهِمْ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ أَسْمَاءُ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ فَإِنَّ التَّسْمِيَةَ تَتْبَعُ النُّصُوصَ فَالِاسْمُ يُعَبِّرُ عَمَّا تَصَوَّرَهُ فَلَمَّا كَانَ تَصَوُّرُ الْيَوْمِ وَالشَّهْرِ وَالْحَوْلِ مَعْرُوفًا بِالْعَقْلِ تَصَوَّرَتْ ذَلِكَ الِاسْمَ وَعَبَّرَتْ عَنْ ذَلِكَ وَأَمَّا الْأُسْبُوعُ فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ فِي مُجَرَّدِ الْعَقْلِ مَا يُوجِبُ مَعْرِفَتَهُ فَإِنَّمَا عَرَفَ بِالسَّمْعِ صَارَتْ مَعْرِفَتُهُ عِنْدَ أَهْلِ السَّمْعِ الْمُتَلَقِّينَ عَنْ الْأَنْبِيَاءِ دُونَ غَيْرِهِمْ وَحِينَئِذٍ فَأَخْبَرُوا النَّاسَ بِخَلْقِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَوْجُودِ الْمَشْهُودِ وَابْتِدَاءِ خَلْقِهِ وَأَنَّهُ خَلَقَهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامِ وَإِمَّا مَا خَلَقَهُ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فَهَذَا بِمَنْزِلَةِ مَا سَيَخْلُقُهُ بَعْدَ قِيَامِ الْقِيَامَةِ وَدُخُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ مَنَازِلَهُمَا.
وَهَذَا مِمَّا لَا سَبِيلَ لِلْعِبَادِ إلَى مَعْرِفَتِهِ تَفْصِيلًا.
وَلِهَذَا قَالَ {عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ} رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُمْ بِبَدْءِ الْخَلْقِ إلَى دُخُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَنَازِلَهُمَا.
وَقَوْلُهُ: " بَدَأَ الْخَلْقَ " مِثْلُ قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: {قَدَّرَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}
فَإِنَّ الْخَلَائِقَ هُنَا الْمُرَادُ بِهَا الْخَلَائِقُ الْمَعْرُوفَةُ الْمَخْلُوقَةُ بَعْدَ خَلْقِ الْعَرْشِ وَكَوْنِهِ عَلَى الْمَاءِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلِهَذَا كَانَ التَّقْدِيرُ لِلْمَخْلُوقَاتِ هُوَ التَّقْدِيرُ لِخَلْقِ هَذَا الْعَالَمِ كَمَا فِي حَدِيثِ الْقَلَمِ: {إنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اُكْتُبْ قَالَ: وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اُكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}.
وَكَذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {إنَّ اللَّهَ قَدَّرَ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الصَّحِيحِ: {كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}
يُرَادُ بِهِ أَنَّهُ كَتَبَ كُلَّ مَا أَرَادَ خَلْقَهُ مِنْ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ لَفْظَ كُلِّ شَيْءٍ يَعُمُّ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِحَسَبِ مَا سِيقَتْ لَهُ
كَمَا فِي قَوْلِهِ: {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
و {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
وَقَوْلِهِ: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}
وَ {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ}
{وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}
وَ {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}
{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}
وَأَخْبَرَتْ الرُّسُلُ بِتَقَدُّمِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ
كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}.
{سَمِيعًا بَصِيرًا}.
{غَفُورًا رَحِيمًا} وَأَمْثَالَ ذَلِكَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كَانَ وَلَا يَزَالُ ".
وَلَمْ يُقَيِّدْ كَوْنَهُ بِوَقْتِ دُونَ وَقْتٍ وَيَمْتَنِعُ أَنْ يُحْدِثَ لَهُ غَيْرُهُ صِفَةً بَلْ يَمْتَنِعُ تَوَقُّفُ شَيْءٍ مِنْ لَوَازِمِهِ عَلَى غَيْرِهِ سُبْحَانَهُ فَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِغَايَةِ الْكَمَالِ وَذَاتُهُ هِيَ الْمُسْتَوْجِبَةُ لِذَلِكَ.
فَلَا يَتَوَقَّفُ شَيْءٌ مِنْ كَمَالِهِ وَلَوَازِمِ كَمَالِهِ عَلَى غَيْرِهِ بَلْ نَفْسُهُ الْمُقَدَّسَةُ وَهُوَ الْمَحْمُودُ عَلَى ذَلِكَ أَزَلًا وَأَبَدًا وَهُوَ الَّذِي يَحْمَدُ نَفْسَهُ وَيُثْنِي عَلَيْهَا بِمَا يَسْتَحِقُّهُ.
وَأَمَّا غَيْرُهُ فَلَا يُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ بَلْ هُوَ نَفْسُهُ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ كَمَا قَالَ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ:
{اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاك مِنْ سَخَطِك وَبِمُعَافَاتِك مِنْ عُقُوبَتِك وَأَعُوذُ بِك مِنْك لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْك؛ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْت عَلَى نَفْسِك}.
وَإِذَا قِيلَ: لَمْ يَكُنْ مُتَكَلِّمًا ثُمَّ تَكَلَّمَ أَوْ قِيلَ: كَانَ الْكَلَامُ مُمْتَنِعًا ثُمَّ صَارَ مُمْكِنًا لَهُ كَانَ هَذَا مَعَ وَصْفِهِ لَهُ بِالنَّقْصِ فِي الْأَزَلِ وَأَنَّهُ تَجَدَّدَ لَهُ الْكَمَالُ وَمَعَ تَشْبِيهِهِ لَهُ بِالْمَخْلُوقِ الَّذِي يَنْتَقِلُ مِنْ النَّقْصِ إلَى الْكَمَالِ: مُمْتَنِعًا؛ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْمُمْتَنِعَ لَا يَصِيرُ مُمْكِنًا بِلَا سَبَبٍ وَالْعَدَمُ الْمَحْضُ لَا شَيْءَ فِيهِ فَامْتَنَعَ أَنْ يَكُونَ الْمُمْتَنِعُ فِيهِ يَصِيرُ مُمْكِنًا بِلَا سَبَبٍ حَادِثٍ.
وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: كَلَامُهُ كُلُّهُ مَعْنًى وَاحِدٌ لَازِمٌ لِذَاتِهِ لَيْسَ لَهُ فِيهِ قُدْرَةٌ وَلَا مَشِيئَةٌ كَانَ هَذَا فِي الْحَقِيقَةِ تَعْطِيلًا لِلْكَلَامِ وَجَمْعًا بَيْنَ الْمُتَنَاقِضَيْنِ إذْ هُوَ إثْبَاتٌ لِمَوْجُودِ لَا حَقِيقَةَ لَهُ بَلْ يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ مَوْجُودًا مَعَ أَنَّهُ لَا مَدْحَ فِيهِ وَلَا كَمَالَ.
وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: كَلَامُهُ كُلُّهُ قَدِيمُ الْعَيْنِ وَهُوَ حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ قَدِيمَةٌ لَازِمَةٌ لِذَاتِهِ لَيْسَ لَهُ فِيهِ قُدْرَةٌ وَلَا مَشِيئَةٌ كَانَ هَذَا مَعَ مَا يَظْهَرُ مِنْ تَنَاقُضِهِ وَفَسَادِهِ فِي الْمَعْقُولِ لَا كَمَالَ فِيهِ إذْ لَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَلَا قُدْرَتِهِ وَلَا إذَا شَاءَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَّا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: لَيْسَ كَلَامُهُ إلَّا مَا يَخْلُقُهُ فِي غَيْرِهِ فَهَذَا تَعْطِيلٌ لِلْكَلَامِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وَحَقِيقَتُهُ أَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ كَمَا قَالَ ذَلِكَ قُدَمَاءُ الجهمية وَهُوَ سَلْبٌ لِلصِّفَاتِ؛ إذْ فِيهِ مِنْ التَّنَاقُضِ وَالْفَسَادِ حَيْثُ أَثْبَتُوا الْكَلَامَ الْمَعْرُوفَ وَنَفَوْا لَوَازِمَهُ - مَا يَظْهَرُ بِهِ أَنَّهُ مِنْ أَفْسَدِ أَقْوَالِ الْعَالَمِينَ بِأَنَّهُمْ أَثْبَتُوا أَنَّهُ يَأْمُرُ وَيُنْهِي؛ وَيُخْبِرُ وَيُبَشِّرُ؛ وَيُنْذِرُ وَيُنَادِي؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقُومَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ كَمَا قَالُوا: إنَّهُ يُرِيدُ وَيُحِبُّ وَيُبْغِضُ؛ وَيَغْضَبُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقُومَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ وَفِي هَذَا مِنْ مُخَالَفَةِ صَرِيحِ الْمَعْقُولِ وَصَحِيحِ الْمَنْقُولِ مَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَأَمَّا الْقَائِلُونَ بِقِدَمِ هَذَا الْعَالَمِ فَهُمْ أَبْعَدُ عَنْ الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ؛ وَلِهَذَا أَنْكَرُوا الْكَلَامَ الْقَائِمَ بِذَاتِهِ وَاَلَّذِي يَخْلُقُهُ فِي غَيْرِهِ وَلَمْ يَكُنْ كَلَامُهُ عِنْدَهُمْ إلَّا مَا يَحْدُثُ فِي النُّفُوسِ مِنْ الْمَعْقُولَاتِ والمتخيلات وَهَذَا مَعْنَى تَكْلِيمِهِ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَهُمْ فَعَادَ التَّكْلِيمُ إلَى مُجَرَّدِ عِلْمِ الْمُكَلِّمِ.
ثُمَّ إذَا قَالُوا مَعَ ذَلِكَ: إنَّهُ لَا يَعْلَمُ الْجُزْئِيَّاتِ فَلَا عِلْمَ وَلَا إعْلَامَ وَهَذَا غَايَةُ التَّعْطِيلِ وَالنَّقْصِ وَهُمْ لَيْسَ لَهُمْ دَلِيلٌ قَطُّ عَلَى قِدَمِ شَيْءٍ مِنْ الْعَالَمِ بَلْ حُجَجُهُمْ إنَّمَا تَدُلُّ عَلَى قِدَمِ نَوْعِ الْفِعْلِ؛ وَأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ الْفَاعِلُ فَاعِلًا أَوْ لَمْ يَزَلْ لِفِعْلِهِ مُدَّةٌ؛ أَوْ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِلْمَادَّةِ مَادَّةٌ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدِلَّتِهِمْ مَا يَدُلُّ عَلَى قِدَمِ الْفَلَكِ وَلَا قِدَمَ شَيْءٍ مِنْ حَرَكَاتِهِ؛ وَلَا قِدَمَ الزَّمَانِ الَّذِي هُوَ مِقْدَارُ حَرَكَةِ الْفَلَكِ.
وَالرُّسُلُ أَخْبَرَتْ بِخَلْقِ الْأَفْلَاكِ وَخَلْقِ الزَّمَانِ الَّذِي هُوَ مِقْدَارُ حَرَكَتِهَا مَعَ إخْبَارِهَا بِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ مَادَّةٍ قَبْلَ ذَلِكَ وَفِي زَمَانٍ قَبْلَ هَذَا الزَّمَانِ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَسَوَاءٍ قِيلَ: أَنَّ تِلْكَ الْأَيَّامَ بِمِقْدَارِ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْمُقَدَّرَةِ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا؛ أَوْ قِيلَ: إنَّهَا أَكْبَرُ مِنْهَا كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: إنَّ كُلَّ يَوْمٍ قَدْرُهُ أَلْفُ سَنَةٍ فَلَا رَيْبَ أَنَّ تِلْكَ الْأَيَّامَ الَّتِي خُلِقَتْ فِيهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ غَيْرُ هَذِهِ الْأَيَّامِ وَغَيْرُ الزَّمَانِ الَّذِي هُوَ مِقْدَارُ حَرَكَةِ هَذِهِ الْأَفْلَاكِ.
وَتِلْكَ الْأَيَّامُ مُقَدَّرَةٌ بِحَرَكَةِ أَجْسَامٍ مَوْجُودَةٍ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ.
وَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ {اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}
فَخُلِقَتْ مِنْ الدُّخَانِ وَقَدْ جَاءَتْ الْآثَارُ عَنْ السَّلَفِ إنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ بُخَارِ الْمَاءِ؛ وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي كَانَ الْعَرْشُ عَلَيْهِ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِ: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي مُدَّةٍ وَمِنْ مَادَّةٍ وَلَمْ يَذْكُرْ الْقُرْآنُ خَلْقَ شَيْءٍ مِنْ لَا شَيْءٍ بَلْ ذَكَرَ أَنَّهُ خَلَقَ الْمَخْلُوقَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا كَمَا قَالَ: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} مَعَ إخْبَارِهِ أَنَّهُ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ.
وَقَوْلُهُ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} فِيهَا قَوْلَانِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ خَالِقٍ بَلْ مِنْ الْعَدَمِ الْمَحْضِ؟
كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ}
وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ}
وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}.
وَقِيلَ: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ مَادَّةٍ؟
وَهَذَا ضَعِيفٌ لِقَوْلِهِ بَعْدَ ذَلِكَ: {أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ التَّقْسِيمَ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ خَالِقٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ؟
وَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ مِنْ غَيْرِ مَادَّةٍ لَقَالَ: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ؟
فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ أَنَا خَالِقُهُمْ لَا مَادَّتُهُمْ.
وَلِأَنَّ كَوْنَهُمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ مَادَّةٍ لَيْسَ فِيهِ تَعْطِيلُ وُجُودِ الْخَالِقِ فَلَوْ ظَنُّوا ذَلِكَ لَمْ يَقْدَحْ فِي إيمَانِهِمْ بِالْخَالِقِ بَلْ دَلَّ عَلَى جَهْلِهِمْ وَلِأَنَّهُمْ لَمْ يَظُنُّوا ذَلِكَ وَلَا يُوَسْوِسُ الشَّيْطَانُ لِابْنِ آدَمَ بِذَلِكَ بَلْ كُلُّهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَلِأَنَّ اعْتِرَافَهُمْ بِذَلِكَ لَا يُوجِبُ إيمَانَهُمْ وَلَا يَمْنَعُ كُفْرَهُمْ.
وَالِاسْتِفْهَامُ اسْتِفْهَامُ إنْكَارٍ مَقْصُودُهُ تَقْرِيرُهُمْ إنَّهُمْ لَمْ يُخْلَقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ فَإِذَا أَقَرُّوا بِأَنَّ خَالِقًا خَلَقَهُمْ نَفَعَهُمْ ذَلِكَ وَأَمَّا إذَا أَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ مَادَّةٍ لَمْ يُغْنِ ذَلِكَ عَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا.
الْوَجْهُ الْخَامِسَ عَشَرَ:
أَنَّ الْإِقْرَارَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَتَكَلَّمُ بِمَا يَشَاءُ هُوَ وَصْفُ الْكَمَالِ الَّذِي يَلِيقُ بِهِ؛ وَمَا سِوَى ذَلِكَ نَقْصٌ يَجِبُ نَفْيُهُ عَنْهُ فَإِنَّ كَوْنَهُ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا ثُمَّ صَارَ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ أَوْ الْفِعْلِ مَعَ أَنَّهُ وَصْفٌ لَهُ؛ فَإِنَّهُ يَقْتَضِي أَنَّهُ كَانَ نَاقِصًا عَنْ صِفَةِ الْقُدْرَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ وَاَلَّتِي هِيَ مِنْ أَظْهَرِ صِفَاتِ الْكَمَالِ فَهُوَ مُمْتَنِعٌ فِي الْعَقْلِ بِالْبُرْهَانِ الْيَقِينِيِّ فَإِنَّهُ إذَا لَمْ يَكُنْ قَادِرًا ثُمَّ صَارَ قَادِرًا فَلَا بُدَّ مِنْ أَمْرٍ جَعَلَهُ قَادِرًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ إلَّا الْعَدَمُ الْمَحْضُ امْتَنَعَ أَنْ يَصِيرَ قَادِرًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ وَكَذَلِكَ يَمْتَنِعُ أَنْ يَصِيرَ عَالِمًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ هَذَا بِخِلَافِ الْإِنْسَانِ فَإِنَّهُ كَانَ غَيْرَ عَالِمٍ وَلَا قَادِرٍ ثُمَّ جَعَلَهُ غَيْرُهُ عَالِمًا قَادِرًا وَكَذَلِكَ إذَا قَالُوا: كَانَ غَيْرَ مُتَكَلِّمٍ ثُمَّ صَارَ مُتَكَلِّمًا.
وَهَذَا مِمَّا أَوْرَدَهُ الْإِمَامُ أَحْمَد عَلَى الجهمية؛ إذْ جَعَلُوهُ كَانَ غَيْرَ مُتَكَلِّمٍ ثُمَّ صَارَ مُتَكَلِّمًا.
قَالُوا: كَالْإِنْسَانِ قَالَ: فَقَدْ جَمَعْتُمْ بَيْنَ تَشْبِيهٍ وَكُفْرٍ.
وَقَدْ حَكَيْت أَلْفَاظَهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَإِذَا قَالَ الْقَائِلُ: كَانَ فِي الْأَزَلِ قَادِرًا عَلَى أَنْ يَخْلُقَ فِيمَا لَا يَزَالُ كَانَ هَذَا كَلَامًا مُتَنَاقِضًا لِأَنَّهُ فِي الْأَزَلِ عِنْدَهُمْ لَمْ يَكُنْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْعَلَ وَمَنْ لَمْ يُمْكِنْهُ الْفِعْلُ فِي الْأَزَلِ امْتَنَعَ أَنْ يَكُونَ قَادِرًا فِي الْأَزَلِ؛ فَإِنَّ الْجَمْعَ بَيْنَ كَوْنِهِ قَادِرًا وَبَيْنَ كَوْنِ الْمَقْدُورِ مُمْتَنِعًا جَمْعٌ بَيْنَ الضِّدَّيْنِ فَإِنَّهُ فِي حَالِ امْتِنَاعِ الْفِعْلِ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا.
وَأَيْضًا يَكُونُ الْفِعْلُ يَنْتَقِلُ مِنْ كَوْنِهِ مُمْتَنِعًا إلَى كَوْنِهِ مُمْكِنًا بِغَيْرِ سَبَبٍ مُوجِبٍ يُحَدِّدُ ذَلِكَ وَعَدَمٍ مُمْتَنِعٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَيْضًا فَمَا مِنْ حَالٍ يُقَدِّرُهَا الْعَقْلُ إلَّا وَالْفِعْل فِيهَا مُمْكِنٌ وَهُوَ قَادِرٌ وَإِذَا قُدِّرَ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئًا شَاءَهُ اللَّهُ فَالْأَمْرُ كَذَلِكَ فَلَمْ يَزَلْ قَادِرًا وَالْفِعْلُ مُمْكِنًا؛ وَلَيْسَ لِقُدْرَتِهِ وَتَمَكُّنِهِ مِنْ الْفِعْلِ أَوَّلَ فَلَمْ يَزَلْ قَادِرًا يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْعَلَ فَلَمْ يَكُنْ الْفِعْلُ مُمْتَنِعًا عَلَيْهِ قَطُّ.
وَأَيْضًا فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ يَمْتَنِعُ فِي الْأَزَلِ وَالْأَزَلُ لَيْسَ شَيْئًا مَحْدُودًا يَقِفُ عِنْدَهُ الْعَقْلُ بَلْ مَا مِنْ غَايَةٍ يَنْتَهِي إلَيْهَا تَقْدِيرُ الْفِعْلِ إلَّا وَالْأَزَلُ قَبْلَ ذَلِكَ بِلَا غَايَةٍ مَحْدُودَةٍ حَتَّى لَوْ فُرِضَ وُجُودُ مَدَائِنَ أَضْعَافِ مَدَائِنِ الْأَرْضِ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ الْخَرْدَلِ مَا يَمْلَؤُهَا؛ وَقُدِّرَ إنَّهُ كُلَّمَا مَضَتْ أَلْفُ أَلْفُ سَنَةٍ فَنِيَتْ خَرْدَلَةٌ فَنَى الْخَرْدَلُ كُلُّهُ وَالْأَزَلُ لَمْ يَنْتَهِ وَلَوْ قُدِّرَ أَضْعَافُ ذَلِكَ أَضْعَافًا لَا يَنْتَهِي.
فَمَا مِنْ وَقْتٍ يُقَدَّرُ إلَّا وَالْأَزَلُ قَبْلَ ذَلِكَ.
وَمَا مِنْ وَقْتٍ صَدَرَ فِيهِ الْفِعْلُ إلَّا وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مُمْكِنًا.
وَإِذَا كَانَ مُمْكِنًا فَمَا الْمُوجِبُ لِتَخْصِيصِ حَالِ الْفِعْلِ بِالْخَلْقِ دُونَ مَا قَبْلَ ذَلِكَ فِيمَا لَا يَتَنَاهَى؟.
وَأَيْضًا فَالْأَزَلُ مَعْنَاهُ: عَدَمُ الْأَوَّلِيَّةِ لَيْسَ الْأَزَلُ شَيْئًا مَحْدُودًا فَقَوْلُنَا: لَمْ يَزَلْ قَادِرًا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِنَا: هُوَ قَادِرٌ دَائِمًا وَكَوْنُهُ قَادِرًا وَصْفٌ دَائِمٌ لَا ابْتِدَاءَ لَهُ فَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَلَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ مَا شَاءَ يَقْتَضِي دَوَامَ كَوْنِهِ مُتَكَلِّمًا وَفَاعِلًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَإِذَا ظَنَّ الظَّانُّ أَنَّ هَذَا يَقْتَضِي قِدَمَ شَيْءٍ مَعَهُ كَانَ مِنْ فَسَادِ تَصَوُّرِهِ فَإِنَّهُ إذَا كَانَ خَالِقَ كُلِّ شَيْءٍ فَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ مَسْبُوقٌ بِالْعَدَمِ فَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ قَدِيمٌ بِقِدَمِهِ.
وَإِذَا قِيلَ: لَمْ يَزَلْ يَخْلُقُ كَانَ مَعْنَاهُ لَمْ يَزَلْ يَخْلُقُ مَخْلُوقًا بَعْدَ مَخْلُوقٍ كَمَا لَا يَزَالُ فِي الْأَبَدِ يَخْلُقُ مَخْلُوقًا بَعْدَ مَخْلُوقٍ نَنْفِي مَا نَنْفِيهِ مِنْ الْحَوَادِثِ وَالْحَرَكَاتِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ.
وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ إلَّا وَصْفُهُ بِدَوَامِ الْفِعْلِ لَا بِأَنَّ مَعَهُ مَفْعُولًا مِنْ الْمَفْعُولَاتِ بِعَيْنِهِ.
وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّ نَوْعَهَا لَمْ يَزَلْ مَعَهُ فَهَذِهِ الْمَعِيَّةُ لَمْ يَنْفِهَا شَرْعٌ وَلَا عَقْلٌ بَلْ هِيَ مِنْ كَمَالِهِ قَالَ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}
وَالْخَلْقُ لَا يَزَالُونَ مَعَهُ وَلَيْسَ فِي كَوْنِهِمْ لَا يَزَالُونَ مَعَهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مَا يُنَافِي كَمَالِهِ وَبَيْنَ الْأَزَلِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مَعَ أَنَّهُ فِي الْمَاضِي حَدَثَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ إذْ كَانَ كُلُّ مَخْلُوقٍ فَلَهُ ابْتِدَاءٌ وَلَا نَجْزِمُ أَنْ يَكُونَ لَهُ انْتِهَاءٌ.
وَهَذَا فَرْقٌ فِي أَعْيَانِ الْمَخْلُوقَاتِ وَهُوَ فَرْقٌ صَحِيحٌ لَكِنْ يَشْتَبِهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ النَّوْعُ بِالْعَيْنِ كَمَا اشْتَبَهَ ذَلِكَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ فِي الْكَلَامِ فَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ كَوْنِ كَلَامِهِ قَدِيمًا بِمَعْنَى إنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَبَيْنَ كَوْنِ الْكَلَامِ الْمُعَيَّنِ قَدِيمًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَذَلِكَ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ كَوْنِ الْفِعْلِ الْمُعَيَّنِ [قَدِيمًا وَبَيْنَ كَوْنِ نَوْعِ الْفِعْلِ] الْمُعَيَّنِ قَدِيمًا كَالْفَلَكِ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ مَسْبُوقٌ بِالْعَدَمِ وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا سِوَاهُ وَهَذَا الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْآثَارُ وَهُوَ الَّذِي تَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَعْقُولَاتُ الصَّرِيحَةُ الْخَالِصَةُ مِنْ الشُّبَهِ كَمَا قَدْ بَسَطْنَا الْكَلَامَ عَلَيْهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَبَيَّنَّا مُطَابَقَةَ الْعَقْلِ الصَّرِيحِ لِلنَّقْلِ الصَّحِيحِ.
وَإِنْ غَلِطَ أَهْلُ الْفَلْسَفَةِ وَالْكَلَامِ أَوْ غَيْرِهِمْ فِيهِمَا أَوْ فِي أَحَدِهِمَا وَإِلَّا فَالْقَوْلُ الصِّدْقُ الْمَعْلُومُ بِعَقْلِ أَوْ سَمْعٍ يَصْدُقُ بَعْضُهُ بَعْضًا لَا يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضًا
قَالَ تَعَالَى {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} بَعْدَ قَوْلِهِ: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ} وَإِنَّمَا مَدَحَ مَنْ جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَاءَهُ.
وَهَذِهِ حَالُ مَنْ لَمْ يَقْبَلْ إلَّا الصِّدْقَ وَلَمْ يَرُدَّ مَا يَجِيئُهُ بِهِ غَيْرُهُ مِنْ الصِّدْقِ بَلْ قَبِلَهُ وَلَمْ يُعَارِضْ بَيْنَهُمَا وَلَمْ يَدْفَعْ أَحَدَهُمَا بِالْآخَرِ بِخِلَافِ حَالِ مَنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَنَسَبَ إلَيْهِ بِالسَّمْعِ أَوْ الْعَقْلِ مَا لَا يَصِحُّ نِسْبَتُهُ إلَيْهِ أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ فَكَذَّبَ مَنْ جَاءَ بِحَقِّ مَعْلُومٍ مِنْ سَمْعٍ أَوْ عَقْلٍ
وَقَالَ تَعَالَى عَنْ أَهْلِ النَّارِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَوْ حَصَلَ لَهُمْ سَمْعٌ أَوْ عَقْلٌ مَا دَخَلُوا النَّارَ
وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
وَقَالَ تَعَالَى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} أَيْ: أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَيُرِي عِبَادَهُ الْآيَاتِ الْمَشْهُودَةَ الْمَخْلُوقَةَ حَتَّى يَتَبَيَّنَ أَنَّ الْآيَاتِ الْمَتْلُوَّةَ الْمَسْمُوعَةَ حَقٌّ.
وَمِمَّا يُعْرَفُ بِهِ مَنْشَأُ غَلَطِ هَاتَيْنِ الطَّائِفَتَيْنِ غَلَطُهُمْ فِي الْحَرَكَةِ وَالْحُدُوثِ وَمُسَمَّى ذَلِكَ.
فَطَائِفَةٌ - كَأَرِسْطُو وَأَتْبَاعِهِ - قَالَتْ: لَا يُعْقَلُ أَنْ يَكُونَ جِنْسُ الْحَرَكَةِ وَالزَّمَانِ وَالْحَوَادِثِ حَادِثًا؛ وَأَنْ يَكُونَ مَبْدَأَ كُلِّ حَرَكَةٍ وَحَادِثٍ صَارَ فَاعِلًا لِذَلِكَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ وَأَنْ يَكُونَ الزَّمَانُ حَادِثًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ حَادِثًا مَعَ أَنَّ قَبْلَ وَبَعْدَ لَا يَكُونُ إلَّا فِي زَمَانٍ وَهَذِهِ الْقَضَايَا كُلُّهَا إنَّمَا تَصْدُقُ كُلِّيَّةً لَا تَصْدُقُ مُعَيَّنَةً ثُمَّ ظَنُّوا أَنَّ الْحَرَكَةَ الْمُعَيَّنَةَ وَهِيَ حَرَكَةُ الْفَلَكِ هِيَ الْقَدِيمَةُ الْأَزَلِيَّةُ وَزَمَانُهَا قَدِيمٌ فَضَلُّوا ضَلَالًا مُبِينًا مُخَالِفًا لِصَحِيحِ الْمَنْقُولِ الْمُتَوَاتِرِ عَنْ الْأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ مَعَ مُخَالَفَتِهِ لِصَرِيحِ الْمَعْقُولِ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُقَلَاءِ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين.
وَطَائِفَةٌ ظَنُّوا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ جِنْسَ الْحَرَكَةِ وَالْحَوَادِثِ وَالْفِعْلِ إلَّا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُ الْجَمِيعِ لَمْ يَزَلْ مُعَطَّلًا ثُمَّ حَدَثَتْ الْحَوَادِثُ بِلَا سَبَبٍ أَصْلًا وَانْتَقَلَ الْفِعْلُ مِنْ الِامْتِنَاعِ إلَى الْإِمْكَانِ بِلَا سَبَبٍ وَصَارَ قَادِرًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ بِلَا سَبَبٍ وَكَانَ الشَّيْءُ بَعْدَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي غَيْرِ زَمَانٍ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِفُ صَرِيحَ الْعَقْلِ.
وَهُمْ يَظُنُّونَ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ هَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْمِلَلِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَلَيْسَ هَذَا الْقَوْلُ مَنْقُولًا عَنْ مُوسَى؛ وَلَا عِيسَى؛ وَلَا مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ؛ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِمْ إنَّمَا هُوَ مِمَّا أَحْدَثَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْبِدَعِ وَانْتَشَرَ عِنْدَ الْجُهَّالِ بِحَقِيقَةِ أَقْوَالِ الرُّسُلِ وَأَصْحَابِهِمْ فَظَنُّوا أَنَّ هَذَا قَوْلُ الرُّسُلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ وَصَارَ نِسْبَةُ هَذَا الْقَوْلِ إلَى الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ يُوجِبُ الْقَدْحَ فِيهِمْ: إمَّا بِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَقِّ فِي هَذِهِ الْمَطَالِبِ الْعَالِيَةِ وَإِمَّا بِعَدَمِ بَيَانِ الْحَقِّ.
وَكُلٌّ مِنْهُمَا يُوجِبُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ أَنْ يَعْزِلُوا الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَآثَارَ السَّلَفِ عَنْ الِاهْتِدَاءِ.
وَإِنَّمَا ضَلُّوا لِعَدَمِ عِلْمِهِمْ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ.
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرْسَلَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 01:05]ـ
مهلاً ... مهلاً ...
... والآن أجمع لك بعضًا من أقوالك:
تمعن في هذه الأقوال.
والله الموفق.
الأخ أسامة. . . رعاك الله؛
أنا قلت:
وقد يسمى هذا: "قدم حنس المخلوق". وليس ذلك بباطل أصلا، بل هو عين الحق - بخلاف قدم مخلوق معين أو مخلوقات معينة.
وفيما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
أَنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَجْعَلُونَ هَذَا عُمْدَتَهُمْ مِنْ جِهَةِ السَّمْعِ: أَنَّ الْحَوَادِثَ لَهَا ابْتِدَاءٌ وَأَنَّ جِنْسَ الْحَوَادِثِ مَسْبُوقٌ بِالْعَدَمِ إذْ لَمْ يَجِدُوا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا يَنْطِقُ بِهِ؛ مَعَ أَنَّهُمْ يَحْكُونَ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَا يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا فِي كُتُبِ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ الْمُبْتَدَعِ فِي الْإِسْلَامِ الَّذِي ذَمَّهُ السَّلَفُ؛ وَخَالَفُوا بِهِ الشَّرْعَ وَالْعَقْلَ. وَبَعْضُهُمْ يَحْكِيهِ إجْمَاعًا لِلْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ مَعَهُمْ بِذَلِكَ نَقْلٌ لَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَلَا عَنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ هُوَ قَوْلَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ.
وأنا قلت:
و"الجنس" من "الكليات"، فلا يوجد في الخارج إلا معيّنا بطريق البدل - وكل واحد من أعيانه حادث مسبوق بالعدم ومسبوق بالإرادة.
وفيما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
وَكُلُّ مَوْجُودٍ فَهُوَ جُزْئِيٌّ لَا كُلِّيٌّ كَذَا الْكُلِّيَّاتُ إنَّمَا وُجُودُهَا فِي الْأَذْهَانِ لَا فِي الْأَعْيَانِ
وأنا قلت:
الفرق بين "الجنس" و "الأعيان" أو بين "النوع" و "الأفراد"
وفيما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
وَذَلِكَ أَنَّ الْعَقْلَ يُفَرِّقُ بَيْنَ كَوْنِ الْمُتَكَلِّمِ مُتَكَلِّمًا بِشَيْءِ بَعْدَ شَيْءٍ دَائِمًا وَكَوْنِ الْفَاعِلِ يَفْعَلُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ دَائِمًا وَبَيْنَ آحَادِ الْفِعْلِ وَالْكَلَامِ فَيَقُولُ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَفْعَالِهِ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَسْبُوقًا بِالْفَاعِلِ وَأَنْ يَكُونَ مَسْبُوقًا بِالْعَدَمِ وَيَمْتَنِعُ كَوْنُ الْفِعْلِ الْمُعَيَّنِ مَعَ الْفَاعِلِ أَزَلًا وَأَبَدًا وَأَمَّا كَوْنُ الْفَاعِلِ لَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ فِعْلًا بَعْدَ فِعْلٍ فَهَذَا مِنْ كَمَالِ الْفَاعِلِ
وأنا قلت:
يراد بوجود جنس المخلوق: وجود مخلوق ما من غير تعيين.
وفيما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
وَالرُّسُلُ أَخْبَرَتْ بِخَلْقِ الْأَفْلَاكِ وَخَلْقِ الزَّمَانِ الَّذِي هُوَ مِقْدَارُ حَرَكَتِهَا مَعَ إخْبَارِهَا بِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ مَادَّةٍ قَبْلَ ذَلِكَ وَفِي زَمَانٍ قَبْلَ هَذَا الزَّمَانِ
وقال: فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي مُدَّةٍ وَمِنْ مَادَّةٍ وَلَمْ يَذْكُرْ الْقُرْآنُ خَلْقَ شَيْءٍ مِنْ لَا شَيْءٍ
وأنا قلت:
فمثلا: قبل أن يخلق الله العرش والماء هناك مخلوق ما هو العماء أو السحاب، فليس الله إذ ذاك وحيدا لا مخلوق له، بل هناك خالق ومخلوق وهما الله والعماء (أو هما: الله والعماء مع الهواء). وبعد أن يخلق الله الماء والعرش، يوجد هناك أيضا خالق ومخلوق
وفيما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
فَهَذَا الْقَلَمُ خَلَقَهُ لِمَا أَمَرَهُ بِالتَّقْدِيرِ الْمَكْتُوبِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَكَانَ مَخْلُوقًا قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ أَوَّلُ مَا خُلِقَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ وَخَلَقَهُ بَعْدَ الْعَرْشِ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصُوصُ وَهُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ السَّلَفِ كَمَا ذَكَرْت أَقْوَالَ السَّلَفِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وأنا قلت:
فما من وقت من الأوقات إلا ويكون هناك مخلوق ما لله تعالى قليل أو كثير
وفيما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَخْبَرَتْ الرُّسُلُ بِتَقَدُّمِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}. {سَمِيعًا بَصِيرًا}. {غَفُورًا رَحِيمًا} وَأَمْثَالَ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كَانَ وَلَا يَزَالُ ". وَلَمْ يُقَيِّدْ كَوْنَهُ بِوَقْتِ دُونَ وَقْتٍ وَيَمْتَنِعُ أَنْ يُحْدِثَ لَهُ غَيْرُهُ صِفَةً بَلْ يَمْتَنِعُ تَوَقُّفُ شَيْءٍ مِنْ لَوَازِمِهِ عَلَى غَيْرِهِ سُبْحَانَهُ فَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِغَايَةِ الْكَمَالِ وَذَاتُهُ هِيَ الْمُسْتَوْجِبَةُ لِذَلِكَ. فَلَا يَتَوَقَّفُ شَيْءٌ مِنْ كَمَالِهِ وَلَوَازِمِ كَمَالِهِ عَلَى غَيْرِهِ بَلْ نَفْسُهُ الْمُقَدَّسَةُ وَهُوَ الْمَحْمُودُ عَلَى ذَلِكَ أَزَلًا وَأَبَدًا وَهُوَ الَّذِي يَحْمَدُ نَفْسَهُ وَيُثْنِي عَلَيْهَا بِمَا يَسْتَحِقُّهُ.
وأنا قلت:
أما وجوده في الذهن والعلم، فقد يتصور الإنسان جنس الشيء من غير تعيين لأفراده. وأما وجوده في الخارج، فالجنس لا يوجد فيه جنسا، بل يوجد فردا أو أفرادا.
وفيما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
فَطَائِفَةٌ - كَأَرِسْطُو وَأَتْبَاعِهِ - قَالَتْ: لَا يُعْقَلُ أَنْ يَكُونَ جِنْسُ الْحَرَكَةِ وَالزَّمَانِ وَالْحَوَادِثِ حَادِثًا؛ وَأَنْ يَكُونَ مَبْدَأَ كُلِّ حَرَكَةٍ وَحَادِثٍ صَارَ فَاعِلًا لِذَلِكَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ وَأَنْ يَكُونَ الزَّمَانُ حَادِثًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ حَادِثًا مَعَ أَنَّ قَبْلَ وَبَعْدَ لَا يَكُونُ إلَّا فِي زَمَانٍ وَهَذِهِ الْقَضَايَا كُلُّهَا إنَّمَا تَصْدُقُ كُلِّيَّةً لَا تَصْدُقُ مُعَيَّنَةً ثُمَّ ظَنُّوا أَنَّ الْحَرَكَةَ الْمُعَيَّنَةَ وَهِيَ حَرَكَةُ الْفَلَكِ هِيَ الْقَدِيمَةُ الْأَزَلِيَّةُ وَزَمَانُهَا قَدِيمٌ فَضَلُّوا ضَلَالًا مُبِينًا مُخَالِفًا لِصَحِيحِ الْمَنْقُولِ الْمُتَوَاتِرِ عَنْ الْأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ مَعَ مُخَالَفَتِهِ لِصَرِيحِ الْمَعْقُولِ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُقَلَاءِ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين.
وقد مر فيما سبق قوله رحمه الله:
الْكُلِّيَّاتُ إنَّمَا وُجُودُهَا فِي الْأَذْهَانِ لَا فِي الْأَعْيَانِ
واسم رسالته تلك: رسالة في شرح حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.
فالظاهر أنها موجهة إلى أهل السنة وغيرهم، فلا يختص استعمال هذه المصطلحات بكلامنا مع أهل الكلام والفلسفة - بل حسب الحاجة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 01:31]ـ
هذا معناه [أنا لم أخطيء]، لمجرد وجوده ضمن كلام قاله أحد الأئمة، وهذا لا يقتضي التسليم له بالصحة.
لذا قلنا آنفًا ... تدارس ... وليس ترديد.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:01]ـ
ولكنك ترفض القول بأن هناك مخلوق هو أول المخلوقات!
ما دليلك على ذلك شرعا؟
وأفهم أنك تقول بأن ذلك ممتنع عقلا لهذا السبب الذي ذكرته انت في ردودك السابقة:
الأدلة ذكرتها أكثر من مرة، فلتراجع رضي الله عنك.
نحن لا نقول بأن الله عز وجل كان معطلا عن التخليق، ولكننا نقول بأنه يفعل ما يشاء متى شاء ولا يجب عليه ان يخلق منذ الأزل حتى يكون خالقا ولكنه يخلق متى شاء ولا يتعطل عن التخليق والقدرة على ذلك منذ الأزل ولكنه يخلق متى شاء. وأنت لا تدري أنه شاء أن يخلق منذ الأزل في كل لحظة، ولهذا نقول بجواز ذلك لكن لا نقول بوجوبه لأن الله يخلق بمشيئه، ونحن لا علم لنا بمشيئة الله عز وجل (إذا شاء ان يخلق منذ الأزل ام لا)
لكنه بدون شك شاء ان يخلق المخلوقات فهو خلق العرش والقلم والعالم والجنة والنار .. الخ
وهذه كلها تكفي لإثبات أن الله عز وجل خالق وأنه قادر على الخلق متى شاء، ولا يلزم أن يخلق منذ الأزل حتى لا تتعطل صفة الخالقية فهي مرتبطة بمشيئته ... يعني هذا لا يمتنع في عقلي
ما معنى (الجواز)؟
هل تقول أنه من الممكن أن لا تخلق الله تعالى شيئا من المخلوقات منذ الأزل إلى حين خلقه ذلك المخلوق الأول؟ وما دليلك على إمكانية ذلك عقلا وشرعا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أعلم أن هذا القول هو ما أدى إليه اجتهاد الباحثة كاملة الكواري في أحد أبحاثها، وقد نسبته إلى شيخ الإسلام - تفهما لا نقلا مصرحا -، لكنني حتى الآن لا أجد مصداقية ذلك في أي كتاب من كتبه رحمه الله. بل الظاهر خلافه.
الدليل على ذلك شرعا؟
أن هذا الإعتقاد (أن هناك مخلوق هو أول المخلوقات وأنه لا يسبقه إلا الله عز وجل فلا يسبقه مخلوق قبله) يستلزم تعطيل الله عز وجل عن الخالقية قبل ذلك الزمن؟
فكلامك هذا يستلزم وجوب ذلك على الله في فهمي
الوجوب ينافي المشيئة
لا يا أخي الكريم!
الوجوب هنا هو وجوب أن لا يكون الله تعالى معطلا عن إرادة الخلق، لأنه ليس من يخلق كمن لا يخلق. فمن لا يقدر على الخلق ناقص، ومن لا يخلق منذ الأزل ناقص أيضا لتعطله عن الإرادة والرحمة والترزيق والإحسان والجود والامتنان.
لغتي العربية فيها ضعف.
ولكنني أفهم أن معنى "الخلاق": الذي يكثر من فعل الخلق صح؟
ام أن فهمي لها خطأ؟
أما العربية فلست أنا من أهلها.
لكن أنقل لك بعض ما قاله أهل العلم رحمهم الله:
قال الشيخ الشنقيطي في تفسيره: (والخلاق والعليم: كلاهما صيغة مبالغة)؛ وقال ابن عجيبة صاحب (البحر المديد): (والخلاق أبلغ من الخالق باعتبار اللغة، وأفعال الله تعالى كلها عظيمة كثيرة)؛ وقال الإمام الطبري: (فإنه تعالى الخلاق، الذي جميع المخلوقات، متقدمها ومتأخرها، صغيرها وكبيرها، كلها أثر من آثار خلقه وقدرته، وأنه لا يستعصي عليه مخلوق أراد خلقه)؛ وقال ابن كثير: (فإنه الخلاق الذي لا يعجزه خلق ما يشاء). قلت: وهذا وصف لازم له تعالى كما قال تعالى: (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون). وليس عندنا دليل واحد على تخصيص ذلك وقتا دون وقت، فالتمسك بالظاهر والعموم أولى.
يعني أفهم من كلامك هذا أنه منذ الأزل كان مع الله مخلوقات؟
لم تكن هناك اي لحظة كان فيها الله وحده وليس معه شيء؟
إذا كان كذلك فما هو دليلك شرعا؟
ومن من السلف أو علماء أهل السنة قالوا بكلامك هذا؟ (عدم وجود مخلوق هو أول المخلوقات لا يسبقه إلا الله عز وجل ... الخ)
لم يزل الله تعالى ولا يزال فعال لما يريد. ومن جملة أفعاله تعالى: الخلق والكلام.
فمع هذا كيف يقال إنه في وقت من الأوقات يجوز أن يكون الله معطلا عن فعل التخليق منذ الأزل؟ ولعلك - بارك الله فيك - تراجع كتب شيخ الإسلام ونقوله عن السلف مثل نقله قول الإمام أحمد وغيره عن صفة الكلام وكلام ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن صفة الغفران والرحمة. والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:04]ـ
هذا معناه [أنا لم أخطيء]، لمجرد وجوده ضمن كلام قاله أحد الأئمة، وهذا لا يقتضي التسليم له بالصحة.
لذا قلنا آنفًا ... تدارس ... وليس ترديد.
وجزاكم الله خيرًا.
فما المانع أخي الكريم من (التسليم)؟ والأدلة قد ظهرت ظهورا بينا.
وقد مر اعتبارك لكلامه رحمه الله (عمدة في الباب).
أم أن عندك غيره؟
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:18]ـ
جزاك الله خيرًا ...
كل هذا ليس بجديد ... وأما الأدلة فتعارض أدلة أخرى ... وهذا ما ذكرناه آنفًا من قبل هذا الخوض، بأن هذه المسألة شائكة.
وأما اقحام كلام شيخ الإسلام لموافقة الفلاسفة، فمردود.
وأما التسليم له في حال تعارض مع أصول أخرى ... ففيه نظر.
وذكرنا أن هذا تدارس ... وكلمة العمدة، لا تعني التسليم، ولكن تعني أن هنا كلام يرتكز عليه الكثير، وهذا لا يعني أن هناك مقولة واحدة في هذا الباب.
وإلا ويتضح لك كلام بعض الأئمة، كمثل قولهم: وما علمنا عن شيخ الإسلام إلا وأن عقيدته سلفية ناصعة، إلا وأننا نختلف معه في شيء منها.
وهذا الكلام تجده على لسان الإمام الذهبي وابن كثير وغيرهم.
وهو شيخهم وشيخنا بل وشيخ الإسلام - رحمه الله ... وتدارس المسألة يختلف تمامًا عن التقليد، إلا بالتقليد فيما هو مُسَّلم به، وهذا يسمى الاتباع، أما غير المسَّلمات فمن يقول بهذا؟ لا أحد بلا شك و لا أظتك أنت تقول بهذا.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:06]ـ
أنا قلت:
اقتباس:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يسمى هذا: "قدم جنس المخلوق". وليس ذلك بباطل أصلا، بل هو عين الحق - بخلاف قدم مخلوق معين أو مخلوقات معينة.
وفيما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
اقتباس:
أَنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَجْعَلُونَ هَذَا عُمْدَتَهُمْ مِنْ جِهَةِ السَّمْعِ: أَنَّ الْحَوَادِثَ لَهَا ابْتِدَاءٌ وَأَنَّ جِنْسَ الْحَوَادِثِ مَسْبُوقٌ بِالْعَدَمِ إذْ لَمْ يَجِدُوا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا يَنْطِقُ بِهِ؛ مَعَ أَنَّهُمْ يَحْكُونَ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَا يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا فِي كُتُبِ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ الْمُبْتَدَعِ فِي الْإِسْلَامِ الَّذِي ذَمَّهُ السَّلَفُ؛ وَخَالَفُوا بِهِ الشَّرْعَ وَالْعَقْلَ. وَبَعْضُهُمْ يَحْكِيهِ إجْمَاعًا لِلْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ مَعَهُمْ بِذَلِكَ نَقْلٌ لَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَلَا عَنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ هُوَ قَوْلَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ.
لاحظ أخي الكريم انك قلت جنس (المخلوق)
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: جنس (الحوادث)
وهناك فرق بين هذا وذاك
فكل مخلوق حادث وليس كل حادث مخلوق
أما قولك بأنك ذكرت الأدلة الشرعية لقولك فأين هو؟
لم اراك تذكر آيات واحاديث سوى حديث العماء
ما معنى (الجواز)؟
هل تقول أنه من الممكن أن لا تخلق الله تعالى شيئا من المخلوقات منذ الأزل إلى حين خلقه ذلك المخلوق الأول؟
لما لا إذا لم يشأ الله ذلك؟
حيث أن الله عز وجل يفعل ما يشاء متى شاء
(ملاحظة: أنا لا اقول هذا جزما لأنني لم أرى الأدلة الواضحة بعد في المسألة كلها
فأنا متوقف حاليا في هذه المسألة
وأناقشها للتدارس)
وما دليلك على إمكانية ذلك عقلا وشرعا؟
أخي الفاضل ما دليلك أنت على قولك؟
ففي أمور الدين يجب ان يكون لديك دليل لإثبات قولك وليس نفيه.
هذا ما أعرفه
وإن كنت اخطأت فأرجو تصويبي
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:16]ـ
ومن لا يخلق منذ الأزل ناقص أيضا لتعطله عن الإرادة والرحمة والترزيق والإحسان والجود والامتنان.
راجعت كلامك هذا وهو معقول
إلا ان صفة الإرادة لا تتعطل بعدم وجود الخلق لكن ربما الصفات الأخرى التي ذكرتها
لكن ما لم استعوبه هو قولك بوجود جنس المخلوقات منذ الأزل وعدم وجود مخلوق أول لا يسبقه إلا الله عز وجل
فهذا في عقلي يستلزم وجود مخلوقات مع الله منذ الأزل يعني متساوية في وجودها مع الله
وهذا يناقض قولنا (كان الله ولا شيء معه)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:21]ـ
لم يزل الله تعالى ولا يزال فعال لما يريد. ومن جملة أفعاله تعالى: الخلق والكلام.
فمع هذا كيف يقال إنه في وقت من الأوقات يجوز أن يكون الله معطلا عن فعل التخليق منذ الأزل؟ ولعلك - بارك الله فيك - تراجع كتب شيخ الإسلام ونقوله عن السلف مثل نقله قول الإمام أحمد وغيره عن صفة الكلام وكلام ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن صفة الغفران والرحمة. والله أعلم.
أين أجد هذه النقولات في كتبه؟
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 07:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أيها الفضلاء.
عرض موجز للمسائل الأخيرة.
صفة الخلق:
صفة ذاتية فعلية لله تعالي. (ولا يوجد خلاف في هذه النقطة)
التخليق:
بلا أدنى شك أنها فعلية إختيارية لله تعالى.
ولا يصح فيها الإلزامات.
إن كان لله تعالى القدرة والمشيئة على أن يخلق وقتما شاء وكيفما شاء، فيكون الفعل تحت المشيئة، إن شاء فعل وإن لم يشأ فلا ... فإن أثبتنا لله عز وجل فعله، لأثبتنا مشيئته بما شاء (فأين الدليل؟) أم ألزمناه بما لم يشأ؟ (فهذا باطل).
فلا يستلزم دفع تعطيل بشيء هو تحت المشيئة دون إخبار به، فيخرج من شبهة التعطيل إلى القول على الله بلا علم ... وكلاهما باطل.
فما كان تعطيلاً في أصله ليُدفع ... ولا حق فيُتَّبع.
المخلوق:
إن وقع ظن أحد الأخوة أنه قديم سواءً بآحاده أو نوعه أو جنسه، فقد ذهب بعيدًا، وفصل الآحاد عن الجنس والنوع للمخلوق، فلا يستند إلى دليل يقام به حُجَّة.
فأرجو أن لا يكون فيه إلتباس.
وأما الخلاف الواقع:
هي مسألة الإرادة المثبتة للفعل الاختياري كيّ لا يكون تعطيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورأيت كثيرًا من الفضلاء قد أحجموا عن الحديث في هذه المسألة إحجام فطنة منهم، ولا أرى نفسي إلا أن أكون معهم لأن هذه المسألة ليس فيها قول معتمد.
نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا، ويعصمنا من الزلات.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 11:52]ـ
الأخ أسامة. . . حفظك الله؛
قلت إن استدلالات شيخ الإسلام تعارضها (أدلة أخرى) وألمحت إلى مخالفتها لـ (أصول أخرى). فهلا أوضحت لنا تلك الدلائل والأصول حتى لا تلقى هذه الدعوى على عواهنها؟ وأشرت ضمنيا أن هناك أقوال أخرى من أئمة أهل السنة تضاد ما أدت إليه بحوث الشيح رحمهم الله - أي بخصوص هذه المسألة بالذات. فمن هم، وأين النقول عنهم فتوى أو استدلالا؟ أرجوا الاعتناء بهذه النقطة، فإنها بيت القصيد. ولسنا في هذا الأمر - ولله الحمد - بمقلدين، وإنما ذكر الأئمة تلك المسائل بدلائلها فاتبعناهم على ذلك وقلنا بموجبها.
وأما قولتك العجيبة: وأما اقحام كلام شيخ الإسلام لموافقة الفلاسفة، فمردود. فلا أرى لذكرها حاجة، فأين أقوال معطلي الإرادة من كلام شيخ الإسلام. . .؟ اللهم سلّم!
قولك: إن كان لله تعالى القدرة والمشيئة على أن يخلق وقتما شاء وكيفما شاء، فيكون الفعل تحت المشيئة، إن شاء فعل وإن لم يشأ فلا ... فإن أثبتنا لله عز وجل فعله، لأثبتنا مشيئته بما شاء (فأين الدليل؟) أم ألزمناه بما لم يشأ؟ (فهذا باطل). فلا يستلزم دفع تعطيل بشيء هو تحت المشيئة دون إخبار به، فيخرج من شبهة التعطيل إلى القول على الله بلا علم ... وكلاهما باطل. فما كان تعطيلاً في أصله ليُدفع ... ولا حق فيُتَّبع.
إن الجزم - يا أخي - بوجود أول المخلوقات أولية مطلقة لهو تعطيل الله سبحانه وتعالى عن (إرادة التخليق) فيما لم يزل - تعطيلا مطلقا - بحيث إنه تعالى منذ الأزل إلى حين خلقه ذلك المخلوق الأول - على مقتضى هذا القول - لم يكن يريد شيئا من الخلق ولو مرة واحدة، وهو فيما لم يزل إلى ذلك الوقت لم يخلق مخلوقا ولو مرة، ولا يرزق مرزوقا، ولا يرحم مرحوما، ولا يحسن أحدا غيره، ولا يرب مربوبا، ولا يدبر أمر مدبّر، ولا يجود على فقير، ولا. . ولا. . . فلم يكن عندئذ خلاّقا بالفعل، ولا رزّاقا بالفعل، ولا قيّوما بالفعل، ولا رحيما بالفعل، ولا جوادا بالفعل، ولا ولا. . .
وأما القول بالجواز فهه شبيه بذلك - وإن كان أخف منه ضررا. فليس معنى التجويز إلا " تجويز أن يكون الله معطلا عن وقوع تلك الأفعال المتعدية منه تعالى". فأيهما أصدق في العقل والشرع والفطرة: (منع التعطيل) أم (جوازه)؟ أظن أن الإجابة ظاهرة في قلوبكم اليقظة.
وأما قولك: إن وقع ظن أحد الأخوة أنه قديم سواءً بآحاده أو نوعه أو جنسه، فقد ذهب بعيدًا، وفصل الآحاد عن الجنس والنوع للمخلوق، فلا يستند إلى دليل يقام به حُجَّة. فأرجو أن لا يكون فيه إلتباس.
فهو عندي عين البعد والالتباس. فإنه ليس المراد بذلك القول: فصل الآحاد عن الجنس (أو بعبارة أدق: فصل الجنس عن آحاده). بل المراد أن كل واحد من المخلوقات حادث مسبوق بالعدم، لكن جنسها تابع لجنس التخليق. والتخليق نفسه: فعل دائم الجنس والنوع، حادث الآحاد والأفراد. تماما كما قال تبارك وتعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). فصلاحية حصول الإرادة منه تعالى دائمة لا يختص بوقت دون وقت - فضلا عن تعطله تعالى عنها في الأزل أو جواز تعطله عنها فيه.
والله أعلى وأعلم، وله الحمد في الأولى والآخرة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 12:38]ـ
راجعت كلامك هذا وهو معقول
إلا ان صفة الإرادة لا تتعطل بعدم وجود الخلق لكن ربما الصفات الأخرى التي ذكرتها
لله الحمد من قبل ومن بعد.
أردت بـ (الإرادة) هنا: إرادة التخليق.
لكن ما لم استعوبه هو قولك بوجود جنس المخلوقات منذ الأزل وعدم وجود مخلوق أول لا يسبقه إلا الله عز وجل. فهذا في عقلي يستلزم وجود مخلوقات مع الله منذ الأزل يعني متساوية في وجودها مع الله. وهذا يناقض قولنا (كان الله ولا شيء معه)
ليس وجود تلك المخلوقات بمتساو مع الله، فإن كل منها مسبوق بالعدم، مخلوق لمدبر العالم. لكن بما أن إحسان الله تعالى ورحمته وجَوده دائمة منذ الأزل، فجنس مفعولات تلك الأفعال المتعدية دائمة أيضا، وإن كان آحادها حادثة. وأما قول القائل: (كان الله ولا شيء معه) فإنما يناقض هذا لو أريد به أن (كان الله ولا شيء معه من الخلق مطلقا - لا العرش ولا الماء ولا العماء ولا الهواء ولا غيرها من المخلوقات ألبتة). فأما إن أريد به ما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم - والله أعلم - من أن الله عند كون عرشه على الماء لم يكن معه شيء من هذا العالم المشهود، أو أريد به أن الله لا يسبقه شيء من مخلوقاته، فهذا حق وليس فيه نقض لما أثبتناه - لأن الله هو الأول الذي ليس قبله شيء، أي ليس لوجوده تعالى بصفاته الذاتية: (قبل) ولا (بعد).
وأما النقولات عن أئمة السلف، فلي عودة لإتيانك بها - ولا أظنه كثيرا. والله الموفق للسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 01:01]ـ
قررت ان انسحب من مناقشة هذا الموضوع
وسأتوقف فيها إن شاء الله
فلا أرى فائدة كبيرة من مناقشتها
بل أرى أنها تضرني أكثر مما تنفعني
وأخشى أن أتكلم عن الله بغير علم سبحانه وتعالى
وإذا ذكر أهل البدع هذه المسألة (ويظهر لي ان ذلك نادر الحدوث والله أعلم) أتركها لأهل الإختصاص ولا ادخل فيها
ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 02:07]ـ
أخي نضال ...
لربما قلت آنفًا ... أنه يجب التفطن ... ودعني أطرح عليك طرحًا.
جميع المخلوقات آحاد ... وجميعها مربوب ... وجميعها كانت لم تكن شيئًا.
فخلقها الله تعالى.
هلا أخرجت جميع الآحاد ... ماذا بقي؟
لا داعي للرد ...
فلا أرى أننا في مدارسة فعلية ... بارك الله فيكم.
وكما فعل الفاضل المتفطن / العقيدة ... أتبعه أيضًا بالانسحاب.
غفر الله لنا ولكم.
ـ[المسندي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 01:58]ـ
كما لا سبيل لهم إلى معرفة ما خلقه الله تعالى بعد دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
سبحان الله هذا رجمُ بالغيب!
وما يدريك وما دليلك غفر الله لك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 02:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حقيقة الأمر أن مسألة الصفات الفعلية، وقضية التسلسل هي من أعوص المسائل في باب الصفات، لذلك لا يحسن إطالة الكلام فيها أكثر من ذلك.
والحمد لله الجميع هنا متفق على إثبات تلك الصفات، وأن الله يفعلها متى شاء وكيف شاء، ولم يزل الله متصفًا بتلك الصفات، ولا يزال متصفًا بها سبحانه وتعالى.
مع الإقرار والتسليم بأن الله خالق كل شيء وأن ماعداه مخلوق، وأن كل مخلوق مسبوق بعدم نفسه ومسبوق بخالقه سبحانه وتعالى.
وأن الله أول بلا ابتداء، وآخر بلا انتهاء سبحانه وتعالى، لا رب غيره ولا معبود بحق سواه.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو صهيب صلاح الدين]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لقد اطلعت على استفسارك أخي العقيدة و لعل الجواب أبسط مما تتصوره:
صفة الخلق من صفات الله الفعلية و هي متعلقة بمشيئته عز و جل , يخلق ما شاء و متى شاء , و هو متصف بصفة الخلق منذ الأزل. فهناك فرق بين الصفة و الفعل.
أرجو أن أكون قد أجبت عن استفسارك أخي زادك الله علما و فهما.
ملحوظة: لم أطلع على جميع الردود على استفسارك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 03:16]ـ
سلان الله عليكم - إخوتي الكرام - ورحمته وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛
وبعد: فأعتذر أنا قبلا على التأخر في الرد - وعسى الله أن يزيدنا الحرص والعزم في المستقبل للتفقه في الدين علما وعملا.
قررت ان انسحب من مناقشة هذا الموضوع
وسأتوقف فيها إن شاء الله
فلا أرى فائدة كبيرة من مناقشتها
بل أرى أنها تضرني أكثر مما تنفعني
وأخشى أن أتكلم عن الله بغير علم سبحانه وتعالى
وإذا ذكر أهل البدع هذه المسألة (ويظهر لي ان ذلك نادر الحدوث والله أعلم) أتركها لأهل الإختصاص ولا ادخل فيها
ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
نسأل الله أن يبارك الله فيك أخي الكريم ويصرفك عما لا يعنيك ويجنبك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. الحقيقة، أن المسألة - كما أشار إليه فضيلة المشرف الشريف - من محارات العقول، فلا يقدم فيه إلا من استعد للغوص في بحار المعاني متمسكا فيه بهدي الكتاب والسنه وكلام أئمة الأمة رضي الله عنهم أجمعين. فإن أنت قررت - أخي الفاضل - أن تبتعد عن هذه المسألة خوفا من الضرر والفساد في الدين، فحق لك ذلك. ولعله أسلم وأصلح لك ولمن يخاطبك من هؤلاء المذكورين. إلا أن مثلي ومثل كثير من الناس ممن لهم عادة التعايش مع هذه القضايا العقدية والتعامل مع شبهات هؤلاء المبطلين من أهل الكلام والفلسفة - أو حتى التعامل مع تفاسير بعض الآيات وشروح بعض الأحاديث المتعلقة بهذا الأمر - لا يسعنا الإعراض عن مدارسة هذه المسألة والتعمق في فروع قضاياها، بغية الوصول إلى الحق المنشود والرشد المطلوب كي تنشرح بها الصدور وتطمئن بها العقول فزالت عنها الشبهات وذهبت منها الشطحات وأقبلت على ما في النصوص البينات من المعاني المحكمات الطيبات.
فأحثك - بناء على هذا - أن لا تدع رد بدعهم بالكلية، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم سمات أهل السنة في كل الأزمان. بل يكفيك أن ترد عليهم بأن تمنعهم من دعوى استحالة قيام الأفعال الاختيارية بذات الله تعالى أزلا وأبدا، وتمنعهم كذلك من دعوى حدوث الخلق بلا سبب حادث. والأدلة العقلية والنقلية في هذا الأمر - بحمد الله - كثيرة جدا، وهي إلى القوة ما هي. وأما مسألة "وقوع التخليق" منه تعالى قبل زمن معين في الماضي فيكفيك أن تقول: إنه غير مستحيل! - بغض النظر عن وقوعه بالفعل أو عدم وقوعه.
هذا ما لزم، والله الموفق للسداد. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 03:33]ـ
سبحان الله هذا رجمُ بالغيب!
وما يدريك وما دليلك غفر الله لك.
وما يدريك - سامحك الله وإيانا - أنه رجم بالغيب؟
أفلا يلزم المعترض أن يأتي بالبينة قبل الوصف والحكم والقضاء؟!
الدليل - أخي المتحمس - قول ربنا جل في علاه: (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء). يقول المفسرون: أي إلا بما بيّن. وقد قال الفاروق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: قام فينا رسول الله مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم واهل النار منازلهم. وفي حديث القلم المشهور: أن الله لما خلقه قال اكتب، قال وماذا أكتب، قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
فالذي لم يبين الله تعالى أمره في الكتاب ولم يكن يكتبه عند خلقه القلم ولا بينه الرسول (ص) في حديثه، كيف يتاح للعباد أن يعرفوا ذلك؟ وهل لهم مصادر العلم بذلك غير ما ذكرت؟! يقول الرب سبحانه: (ويخلق ما لا تعلمون). وقال في أمر النار أو عموما: (إلا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد).
فلذلك يقول شيخنا ابن تيمية - ذلك النحرير الفاضل المحقق رحمه الله - كما في الفتاوى (18/ 231):
(فأخبروا الناس بخلق هذا العالم الموجود المشهود وإبتداء خلقه وأنه خلقه فى ستة أيام وأما ما خلقه قبل ذلك شيئا بعد شىء فهذا بمنزلة ما سيخلقه بعد قيام القيامة ودخول أهل الجنة وأهل النار منازلهما وهذا مما لا سبيل للعباد إلى معرفته تفصيلا).
أرجو أن قد اتضح لك الأمر والله المستعان. . .
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 04:18]ـ
أخي نضال ...
لربما قلت آنفًا ... أنه يجب التفطن ... ودعني أطرح عليك طرحًا.
جميع المخلوقات آحاد ... وجميعها مربوب ... وجميعها كانت لم تكن شيئًا.
فخلقها الله تعالى.
هلا أخرجت جميع الآحاد ... ماذا بقي؟
لا داعي للرد ...
فلا أرى أننا في مدارسة فعلية ... بارك الله فيكم.
وكما فعل الفاضل المتفطن / العقيدة ... أتبعه أيضًا بالانسحاب.
غفر الله لنا ولكم.
أخي أسامة سامحك الله؛
كيف يحق لك أن تطرح طرحا خبيثا ثم تمنع غيرك من أعضاء هذه الملتقى المباركة أن يردوا عليه؟ وتقرر أنت الانسحاب من (المدارسة) التى لم تكن تتفاعل أنت فيها والتى زعمت جورا أو خطأ أن غيرك أيضا لم يكونوا يدارسونها بالفعل؟!
فالذي ألقيته - أخي في الله - ليس شيئا جديدا! بل هي شبهة قديمة عنيقة مشهورة مكشوفة لهؤلاء المجادلين الذين يحاولون قصدا أو جهلا أن ينكروا قيام الأفعال الاختيارية بالله تعالى. قالوا: كل فعل من الأفعال حادث كائن بعد أن لم يكن، فالمجموع إذن حادث، فليس للباري تعالى فعل في الأزل، لبطلان حوادث لا أول لها مطلقا (!)
وقد رد (العمدة) على أمثال هذه الشبهات في غير ما موضع. ففي الدرء، وفي المنهاج، وفي الجواب، وفي الصفدية، وفي نقض التأسيس، وفي النبوات، وفي كثير من تفاسير الآيات وشروح الأحاديث الموجودة بالفتاوى.
قديما يقول الآمدي رحمه الله: (وإذا لم يكن شيء من الأبعاض موجودا في الأزل، فالجملة غير موجود في الأزل. فإنه لا وجود للجملة دون وجود أبعاضا). وهذا عين ما طرحته سابقا - وكنت أرجو رجاء شديد أن لا تناقض منهجك الأول الذي طالبت به غيرك: (قل لي قال الله قال رسول الله!).
والرد على أمثال هذه الشبهة الخبيثة سهلة ميسرة - بحمد الله سبحانه. منها هذه الكلمات من (العمدة): فتبين أن الجواب فيه مغلطة وحقيقة الجواب أنه يجب الحكم على الجملة بما يحكم به على أفرادها، وقد بين هو وغيره فساد هذا الجواب. وقبله: والمنتفي إنما هو وجود شيء من أبعاضها في الأزل ولا يلزم من انتفاء كون الواحد من أبعاضها قديما أزليا أن لا يكون موجودا.
والحمد لله رب العالمين.(/)
نص يحتاج رأيكم هل يصح أم لا؟
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 04:32]ـ
السلام عليكم
مررت على إحدى النصوص الأدبية لمن عرف عنها الورع إن شاء الله
ولكني احترت في مقطع في النص هل يصح أن يكون أم لا
النص الذي احترت فيه هو:
سألتني مفكرة: أأنت الذي أصبت بكذا وكذا!
أجبت: نعم!
سألت: كيف عشت وكل البلايا على ظهرك!
قلت: كما عاش الأنبياء!
قلت: مثل هؤلاء مصابون بمرض الفرح!
الذي استنكرته هو وصف الأنبياء على أنهم مريضين بالفرح
ثم هل يجوز أن نقول نعيش كما يعيش الأنبياء
حتى وإن كان ذلك كناية عن الصبر
شاكرة لكم التعليق والإفادة
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 10:13]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بخصوص الشق الثاني من السؤال: هل يجوز أن نقول: نعيش كما يعيش الأنبياء.
نعم يجوز، إلا إذا أراد المتكلم تزكية نفسه فأخبر أنه يعيش كما كان يعيش الأنبياء من الزهد والتقوى فهنا لا يجوز مثل هذا لقوله تعالى: {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} (النجم/32).
أما إن قصد ضرب المثل بالأنبياء وتصبير النفس بما مر بهم من البلاء فلا بأس بهذا كما في النص المنقول هنا، والله أعلم.
وأما بخصوص السؤال الأول فأرى أن النص يحتاج إلى نقل أطول لمعرفة السياق كاملا: السباق واللحاق، فمعنى الجملة لم يتضح لي تمامًا. والله أعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 11:05]ـ
هؤلاء: إشارة ... ولكن إلى من؟
إن كان وصف لحال أناس مستنكرًا عليهم شيء ... فله أوجه يمكن قبولها وأخرى لا يمكن قبولها.
وإن كان وصفًا للأنبياء - صلوات ربي وسلامه عليهم جميعًا - فزندقة.
ولا يمكن الحكم إلا بمعرفة المقصود من سياق الكلام كما تفضل الشيخ / عليّ - حفظه الله تعالى.
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 03:30]ـ
والفجر قد بان!
وشيخي نام!
وأنا قد روى لي الأنام!
أن المكوث مع الشيوخ!
يورث الهدوء!
ويلزم القلب الركود!
ولابد أن نفعل فعل الشيخ!
و .... ننام!
سألتني مفكرة: أأنت الذي أصبت بكذا وكذا!
أجبت: نعم!
سألت: كيف عشت وكل البلايا على ظهرك!
قلت: كما عاش الأنبياء!
قلت: مثل هؤلاء مصابون بمرض الفرح!
رصعت تاجها بالألماس الأبيض والأزرق!
ثم عافت أن تلبسه ... وألبسته الأرفف!
قلت: وحتى متى تنعم الأرفف بالجمال
ينتابنا حين نتخم بالحرف حالة من الوجع!
ليس لأن الحرف موجع ..
لكن إزدحامه للخروج يولد الوجع!
ومروره على كابينة التنقية تفرز الجمال!
الأحيان هي مذ عرفنا الأحيان بساتين!
ومسورة بلحظات تطول وتقصر!
وحول الأحيان تتكاثر بمرض صنوف الأشياء ..
ولا تدخل إلى بستان الأحيان إلا بعد دورات في الحياة!
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 04:45]ـ
عذرًا، فلا أظنه من قبيل الكلام، فهو أقرب للهذيان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 06:36]ـ
هذا من اللعب اللفظي .. لحصول الاندهاش عند السامع مع المتناقضات
ولا يصح أن يقال: مرض الأنبياء بالفرح ..
فهذا لا يصح من وجهين:-
-ليس الفرح مرضا .. اللهم إلا من يفرح بالظلم أو الإثم
-والفرح حالة قلبية .. فنسبته إلى المرض .. نسبة لقلوب الأنبياء بهذا المرض ..
وإذا جاز التنزل الإبداعي الأدبي بعامة .. فإن الأمر إذا تعلق بالدين ممنوع
والله أعلم
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 02:17]ـ
الكريم/ اسامة
جزاك الله خير
الكريم
أبو القاسم , هل يعني ذلك أن النص فيه تجاوز ديني؟
كيف أستطيع إيصال ذلك لصاحبة النص بحجة قطعية.
مع شكري الجزيل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 04:42]ـ
أخي الفاضل .. ضمير
هذا الأمر بدهي ..
فلو أنك قلت لأي عاقل: أنت مريض بالفرح .. لم يرتض هذا الوصف
فليس هو من المدح في شيء .. بل قصاراه أن يكون ذما بما يشبه المدح
وإذ تعلق الأمر بالأنبياء .. والحقائق الشرعية ..
فلايجوز استعمال ألفاظ موهمة فضلا عن المنكرة ..
فهل نتطلب الدليل على منع إساءة الأدب مع الصالحين فضلا عن الأنبياء؟
فإن قيل ليس في هذا إساءة .. فالجواب النية وحدها لا تكفي في تقرير ذلك
فرب كلمة يقولها قائلها من سخط الله لا يلقي لها بالا فتلقي به في النهار سبعين خريفا ..
والله أعلم
ـ[أبو صالح المصري]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 06:27]ـ
السلام عليكم أخي الحبيب ..
تستطيع أن تقنع صاحبة النص ببساطة بأن تسألها إن كانت كلمة مرض"الفرح" صفة نقص أو صفة يمتدح بها المرء؟ بحيث إذا ناديتها أو وصفتها بهذه الصفة هل ستعد هذا ذما أو مدحا ..
فإذا كانت المسألة واضحة بأنها صفة نقص فلا ينبغي حينئذ أن ننتقص أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام, الذين اصطفاهم ربنا تبارك وتعالى ليبلغوا رسالته إلى عباده ..
ومن انتقص أحدا من الأنبياء أو جحد نبوة واحد منهم فقد كفر, وإذا كان الأمر متعلقا بالكفر والإيمان فلا يجب حتى التعريض ولا المجازفة بحجة الإبداع الأدبي أو ما سوى ذلك .. والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 04:07]ـ
أخي الفاضل .. ضمير
هذا الأمر بدهي ..
فلو أنك قلت لأي عاقل: أنت مريض بالفرح .. لم يرتض هذا الوصف
فليس هو من المدح في شيء .. بل قصاراه أن يكون ذما بما يشبه المدح
وإذ تعلق الأمر بالأنبياء .. والحقائق الشرعية ..
فلايجوز استعمال ألفاظ موهمة فضلا عن المنكرة ..
فهل نتطلب الدليل على منع إساءة الأدب مع الصالحين فضلا عن الأنبياء؟
فإن قيل ليس في هذا إساءة .. فالجواب النية وحدها لا تكفي في تقرير ذلك
فرب كلمة يقولها قائلها من سخط الله لا يلقي لها بالا فتلقي به في النهار سبعين خريفا ..
والله أعلم
جزاك الله خير واجزل لك الثواب
وهو كذلك , وإن كان في المدح مايشكك القارئ فلنبرأ منه
ولكن نلحظ الخط الأدبي يسير على الرمزية التي نشك فيها كثيراً ونبرأ منها
وإن ناقشنا كتابها قالوا / ليس لكم في الأدب من شئ
وعند الله تجتمع الخصوم , حسبنا ننصحهم ,
أختك /ضمير مستتر
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 04:17]ـ
السلام عليكم أخي الحبيب ..
تستطيع أن تقنع صاحبة النص ببساطة بأن تسألها إن كانت كلمة مرض"الفرح" صفة نقص أو صفة يمتدح بها المرء؟ بحيث إذا ناديتها أو وصفتها بهذه الصفة هل ستعد هذا ذما أو مدحا ..
فإذا كانت المسألة واضحة بأنها صفة نقص فلا ينبغي حينئذ أن ننتقص أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام, الذين اصطفاهم ربنا تبارك وتعالى ليبلغوا رسالته إلى عباده ..
ومن انتقص أحدا من الأنبياء أو جحد نبوة واحد منهم فقد كفر, وإذا كان الأمر متعلقا بالكفر والإيمان فلا يجب حتى التعريض ولا المجازفة بحجة الإبداع الأدبي أو ما سوى ذلك .. والله المستعان
وعليكم السلام / للعلم أنا أختك.
هذا الحوار الذي اقترحته سأعمل بِه الان
شاكرة لك
أسأل الله أن يغفر لنا ولكم ويثبتنا واياكم على القول الثابت في الدنيا والاخرة.
ـ[ليث المستقبل]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 08:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،أولاً: شكراً لضمير مستتر على الدقة والتحليل،ثم كانت الرغبه في معرفة القائل وأيضاً عنوان النص؛لإن هذا له دور في معرفة مقصده ظاهراً فقط. وعليه فيجب حمل هذا الكلام على أحسن محمل، ولو كان الحمل ضميراً مستتراً مجازياً. وبالله التوفيق.
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 08:27]ـ
القائل أخي ليث
اسم مستعار عرف عن من تكتبه به الصلاح إن شاء الله والتزام الشريعة (نحسبها كذلك)
عنوان النص كان عنوان عام لثرثرة أدبية (تعلمون كيف هي ثرثرة المنتديات)
يعني النص لم يك فكرة واحدة مركزة يتكئ عليها الذي جلبته لكم
بل كان قطعة صغيرة في السرد وإحدى لوحاته.
هل هذا يكفي؟
اشكر لك تفاعلك , لاحرمك الله أجرا
ـ[لامية العرب]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 06:46]ـ
مريض بالفرح .. لفظ أقرب الى المصطلحات النفسية من الفرح الذي ليس في موضعه ولا ينبغي أن يوصف به الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم
وهذا من التلاعب بالألفاظ ووضعها في مكان غير لائق بها
وهو كلام غير مقبول
ـ[الوجيه]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 10:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يطيب لي مشاركتكم برأيي في بيت الشعر الذي يقول:
ألم تر أن السيف ينقص قدره .. .. .. .. إذا قيل أن السيف أمضى من العصا
وما أكثر هؤلاء الكتاب العابثين بالألفاظ جزافا ً ليوهموا أنفسهم بأنه أدب
هذا ليس أدبا ً إنما هو كما قال أخي أسامة أقرب للهذيان بل هذيانا ً.
شكرا ً لك أختي الكريمة.
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 11:10]ـ
لامية العرب
الوجيه
أحسن الله إليكم ..
وهذا بين أيديكم , أرجو تفاعلكم
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=80291#post802 91(/)
" خطورة الأفلام والمسلسلات الدينية على الإسلام والمسلمين "
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 04:49]ـ
" خطورة الأفلام والمسلسلات الدينية على الإسلام والمسلمين "
بقلم: أحمد بوادي
http://bawady.maktoobblog.com/565540/%22_%CE%D8%E6%D1%C9_%C7%E1%C3% DD%E1%C7%E3_%E6%C7%E1%E3%D3%E1 %D3%E1%C7%CA_%C7%E1%CF%ED%E4%E D%C9_%DA%E1%EC_%C7%E1%C5%D3%E1 %C7%E3_%E6%C7%E1%E3%D3%E1%E3%E D%E4__%22/?postView=1
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
فهذا هو اسم الإسلام يُتَّخذُ لأرذل الأعمال، وأقبحها، وأشدها فساداً؛ على الدين وأهله، باسم مسلسلات وأفلام الدين
التي ينادي بها أصحابها ترويجاً لبضائعهم الرخيصة، باغين بذلك عرض الحياة الدنيا، زائغين عن الآخرة.
فلقد سلك هؤلاء الناس طريقاً ذا اعوجاج يريدون به إيصال الناس إلى معرفة دين الإسلام مبتعدين كل البعد عن نهج سيد الأنام محمد ? سالكين بذلك وسائلَ غيرَ شرعية للوصول إلى مطالب دنيوية، صارفين الناس عن الصورة الحقيقية لهذا الدين من خلال هذه الأفلام؛ مصوّرين لهم أن ما يحدث فيها هو الحق الذي لا لُبس فيه، وأن ما يسمع من غيرهم وما لا يشاهد في أفلامهم هو الباطل.
كيف لا يقال هذا؛ والقائم على إخراج نصوص هذه الأفلام؛ رجال دين، وعلماء، ومشايخ؟! كيف لا يقال مثل هذا؛ وهذا مسلسل ديني وتلك مسرحيّة إسلاميّة،
أيعقل أن يشاهَدَ على التلفاز حقائق كاذبة؟!!
كيف لا يقال هذا وهناك من علماء الدين؟؟!!! قد افتوا بالجواز
حتى جاء في كلام القرضاوي الضال:
وقد اصبح التمثيل في عصرنا من مميزات الحياة المعاصرة، واصبحت له معاهدة وكلياته وخريجوه، وصار له عشاقه ومريدوه وغدت له صور شتى في المسرح وفي الافلام وفي المسلسلات وغيرها. كما غدا يطرق أبواب الحياة الفردية والاسرية والاجتماعية والسياسية والدولية وغيرها. وأمسى له تأثيراته الهائلة في حياة الناس ايجابا وسلبا. انتهى.
هذه حجة من سيرفض قول الآخرين ولا يستجيب إلاّ إلى تلك البرامج من أفلام الدين لأنَّهم يرون أنَّ الحقّ ما يقوله ذلك الفيلم حتى يصل الأمر عند البعض إلى أن يأخذ الأحكام الشرعية من هذه الأفلام السينيمائية ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ.
وحتى يكون المسلم على بينة من أمره فسأُبين فساد هذا الاعتقاد وأنه اعتقاد باطل وأن ما يشاهد في تلك الأفلام إنما هو الكذب والتضليل والحق ما قاله الآخرون من بطلان هذا التمثيل. وباللّه العصمة وعليه وحده التكلان.
حكم التمثيل:
لا بد أن تعلم أخي المسلم وفقني الله وإياك أنَّ التمثيل الذي يشاهد على شاشات التلفاز تمثيل محرم لا لُبس فيه ولا اختلاف.
وكل من يقول بغير هذا فهو متهم بأخلاقه وحسن إسلامه لأنَّ هذا التمثيل قائم على السفور والمجون والكذب والتضليل، وسأتكلم عن هذا -إن شاء الله –؛ وأمّا الاختلاف الواقع في حكم التمثيل؛ فإنّما هو في التمثيل الذي لا يكون فيه الاختلاط، والتعري، والفسق، والغناء، والمجون، و التمثيل الخالي من ارتكاب المعاصي، والذنوب.
القائمون على التمثيل:
لا بد أن يعرف المسلم؛ أن القائمين على هذه الأفلام إنّما هم يهود، ونصارى يريدون الكيد للإسلام والمسلمين، ويشاركهم مسلمون ارتموا في أحضانهم، ووقعوا في شباكهم، تابعين لأفكارهم وآرائهم، فلا يميزون بين حلال ولا حرام، فتراهم يميلون نحو اليمين والشمال، غير عابئين بأحكام الإسلام منفذين ما يطلب منهم من الأدوار مخالفين بذلك شرع الله –عزّ وجلّ، فيمثّلون قصص الحب والغرام؛ وكأن هذا من دين الإسلام، فلا تفرقهم عن أسيادهم من الكفار نساءً كانوا أم رجالاً، متبرجين ومتبرجات.
فهل هؤلاء ممن يؤخذ منهم دين الإسلام؟!!
وقد ذكرهم الشيخ محمد قطب واصفاً إياهم في كتابه النافع واقعنا المعاصر بصفات الانحلال والمجون فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
«ورجال الفن ونساؤه الذين يقومون بدور الترويج والترفيه عن الجماهير كلهم بطبيعة الحال ـ من الذين انحلت اخلاقهم من قبل، فكان الانحلال ذاته هو المؤهل الذي يؤهلهم لدخول عالم الفن! وهؤلاء قد جعلت منهم الصحافة «نجوماً)) و «أبطالاً)) يسعى الأولاد والبنات إلى تقليدهم والتشبه بِهم، ولا يَكُفُ المجتمع عن التطلع إليهم، والإشادة بهم، والتحدُّث عنهم، والإهتمام بشأنهم.
بل أصبحوا «الطبقة)) المرموقة التي تحظى بالاحترام وتحظى بالتقدير!
فأي شيء بقي في حياة الناس لا تشكله أيدي المنسلخين من الدين، الداعين إلى التغريب تحت عنوان من العناوين؟!)) ().
فهل يُؤْخَذ الدين ممن هذا هو حالهم ووصفهم يا مسلمين؟!!
ومما يؤسف له أننا نرى في هذه الأفلام ممثلين وممثلات لا خلق لهم ولا خلاق يصورون الصحابة والصحابيات بأشخاصهم القذره فيظهر الممثل الكافر الذي أشرك بالله بدور هؤلاء الصحابة الكرام
ثم نجد ممن ارتمى في أحضانهم ووقع في شباكهم من المسلمين يمثلون مثل تلك الأدوار متشبهين بالرسل والصحب الكرام فتراه يمثل بالأمس دور الحل والانحطاط بمشاهد الفسق والمجون ـ وما هذه المشاهد إلاّ الصورة التي يعبرون بها عن واقعهم الذي يعيشون فيه وإن لم يكن هذا حالهم لما رضوا فيه ثم يمثلون بعد ذلك دور الصحابة الأجلاّء الذين أثنى الله ـ عز وجل ـ عليهم في كتابه العزيز: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} ().
وقال عنهم صلى الله عليه وسلم: «من سب أصحابي، فعليه أستغفر اللهأستغفر اللهأستغفر اللهأستغفر الله الله والملائكة، والنّاس أجمعين)) ().
فكيف بمن ينتَقص من قدرهم بأن يتمثل بشخصهم، كمثل هؤلاء الفسقة المجرمين.
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً، ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه)) ().
أم أن هؤلاء المنحرفين يطمعون في نيل شيء من صفات الصحب الكرام
ولقد صدق الشاعر بقوله:
ألم تر أنَّ السيف ينقص قدره ..... إذا قِيل إنَّ السيفَ أمضى مِن العصا
فكيف إذا كان هذا الممثل يضع نفسه في ذلك الْجُحر، الضيق ذلك المأزق الحرج مع الرسل والصحابة الكرام.
ومما يزيد الطين بِلَّة أن نرى الممثلات الكاسيات، العاريات، المائلات، المميلات؛ يمثلن أدورا الشريفات العفيفات الطاهرات الكريمات، يمثلن قصص حياتهن وفيهنّ ما فيهن من البعد والابتعاد عن دين الله.
بل البعض فرق في عدم جواز تمثيل العشرة المبشرون بالجنة والحسن والحسين
وأجاز تمثيل غيرهم من الصحابة؟؟!!!
ولا اعلم على أي مستند أو أي ضابط قام هذا التأصيل بالتفريق
فإن كان التمثيل لا ينقص من قدر الصحابة فما المانع من تمثيل الصديق وعمر وعثمان وعلي وحتى زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؟؟!!!.
وإن كان تمثيلهم ينقص من قدر هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم
أو أنه عيب في حقهم فهل يباح الإنتقاص والمساس بغيرهم من الصحابة؟؟!!!.
فأي غيرة عند المرء المسلم، وأي شعور بل وأي دين يدعيه هؤلاء يجعله ينظر إلى مثل هذه الجريمة الشنعاء بعينيه منشرحاً بها صدره، بما يرى ويسمع، أي غيره على الإسلام، وأي دين عند هؤلاء يجعلهم ينظرون إلى من ظهرت بمشاهد الفسق والفجور تظهر بدور الشريفات العفيفات أمثال: أسماء بنت أبي بكر، وهند بنت عتبة، أو أم عميس، أو أم مَرْثد، وغيرهن من الصحابيات العفيفات الطاهرات.
أم أن القلوب قست وأصبحت كالحجارة لا تفرق بين الأحياء ولا الأموات، ولا بين الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور، ولا بين الخلق والفجور، ولا بين الصحابيات و العاهرات الماجنات.
إن المسلم الحق الغيور لا يقبل لمثل هؤلاء أن يتمثلن بشخص احدى بناته أو زوجاته لقلة حيائهن، وسوء أخلاقهن، وكثرة فجورهن ذلك أن فيه مساساً لكرامتهن وعفافهن، ذلكم أن التي تريد أن تتمثل بأشخاصهن فلا بد لها
وأن تكون ولو أقل القليل في مستواهن الأخلاقي، والديني بل والاجتماعي، فكيف إذا كان لا خلق ولا دين فلا يقبل مثل هذا العمل، للفارق الكبير بينهن فكيف إذا كان هذا التشبيه مع أطهر وأعف خلق الله ـ رضي الله عنهن وأرضاهن ـ فالفارق كبير كبير كبير …
فأفيقوا أفيقوا يا مسلمين.
محذورات شرعية في التمثيل
(يُتْبَعُ)
(/)
لا اخفيكم مدى استغرابي وذهولي وحزني وأنا اقرأ للبعض ممن يبيح هذه الأفلام والمسلسلات اشتراطه لإباحتها بالضوابط الشرعية؟؟!!!.
وكأن قائل هذا الكلام لا يدري حال الواقع، أو لم يطلع عليه، أو لم يشاهد ما يجري من مصائب من جراء هذا التمثيل،
وحسن النية وسلامة الصدر في مثل هذه الأمور لا تصلح لأن الذي يعاملك يكيد للإسلام وأهله فينبغي على الداعية أن يكون حذرا في فتواه
بل أشك أن مثل هذه الفتاوى للأسف الشديد قد تجعل من القول بإباحتها بتلك الضوابط مخرجا سهلا لمن يروج لها
وكما لا يخفى الحال أن هؤلاء سيعمدون إلى بعض الأمور التي يعتقدون أنها شرعية أو يلبسون على المجتمع بذلك فيقارنوا هذه المسلسلات الدينية بأفلام العهر والمجون ويقولون انها تختلف عنها ولا يوجد فيها تبرج ولا غناء صاخب أو ماجن فيلبسونها ثوب الإسلام
فالواجب على أهل العلم وطلابه أن لا يستغلوا في مثل هذه الأمور مع هؤلاء لأن حقيقتهم الممسوخة عن الإسلام وتعاليمه مفضوحة مكشوفة وأن لا يتركوا لهم أي مخرج مهما كان ضعيفا أو صغيرا قد يستغله هؤلاء بمكرهم
فيجب التعامل معهم بحزم وقوة، وأن ينظروا بعين بصيرة إلى حقيقة المجتمع الذي يعيشونه ويعلموا جيدا أن فتاواهم ستستخدم بإسلوب ماكر وخبيث لتمرير مخططاتهم ومآربهم الدنيوية
وللننظر إلى بعض المخالفات الشرعية في تلك المسلسلات التي يسمونها إسلامية؟؟!!!
(شرك وكفر في الأفلام والمسلسلات بعذر التمثيل)
يُقسم أهل العلم الشرك إلى قسمين:
1ـ شرك أكبر: وهو مخرج من دين الإسلام.
2ـ وشرك أصغر: لا يخرجه منه ولكن يستوجب الإثم والعقوبة، وهذا الشرك الأصغر يقع فيه كثير من الناس - من حيث لا يشعرون ـ
والبعض إذا بينت له ذلك يحتج عليك بنيته، ويقول: أنا نيتي صادقة ولا أقصد
هذا الشرك، ويبقى على عمله والعياذ بالله، وهذا أمر في غاية الخطورة على دينه
فلقد قال صحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال: «أجعلتني لله نداً؟!! بل ما شاء الله وحده)) ()
فهذا الصحابي ـ رضي الله عنه ـ قال مثل هذا الكلام ولا يقصده، ولو كان قاصداً هذا الكلام لحل دمه؛ ومع ذلك نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أحببت أن أضع هذه المقدمة أمام الكلام حتى لا يعترض معترض فيقول ما يحدث في الأفلام الدينية ليس مقصوداً وإنّما هو تمثيل وليس حقيقة؛ فنكون قد أجبنا عليهم –كما ذكرت آنفاً -،
وزيادةً في البيان أقول إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرّم تحديث النّاس بالكذب لإضحاكهم بما يسمى عند العوام أنَّها (نكته)؛
لأنها كذب فقال صلى الله عليه وسلم: «ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب! ويل له! ويل له)) () ومع أنَّ هذا لم يكن يقصد الكذب وإنّما هو إضحاك الناس؛ فقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه في ذاته كذب.
وهؤلاء الممثلون والممثلات تجدهم يعكفون عند الأصنام، يسجدون لها ويدعونها ويقسمون بها
بل ويطوفون حول مجسم يضعونه يمثلون أنه الكعبة وكل هذا شرك ولا يجوز وإن كانوا لا يقصدون.
وأضف إلى ذلك سخريتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم عند قيامهم بتمثيل أدوار المشركين لما يستلزم ذلك منهم لبيان حال المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان المشركون يعاملونه ويسخرون منه بأبي وأمي هو صلى الله عليه وسلم وهذا من الكفر والعياذ بالله
قال تعالى:
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) (التوبة:65،66)
(وقد يقول قائل منهم أن هذا نقل للكفر وناقل الكفر ليس بكافر.)
أقول:
إن مثل هذا القول لا يصح لأن ناقل الكفر إنما يخبر الكفر عمن نقل عنه وهؤلاء يقومون بأنفسهم بعمل هذا الكفر ومثال ما نحن فيه يقول رجل أن المشركين كانوا يسخرون من الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون أقوالهم بذلك فهذا النقل منه جائز.
أما أن يقوم شخص فيسخر من الرسول بأقواله وأفعاله وإذا سألناه ماذا تفعل قال أنا أمثل ما كان يفعله المشركون مع رسول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا لا يصح فلم يأت الشرع ويبيح له أن يسخر من الرسول والصحابة ليمثل للناس كيف كانوا يسخرون منه صلى الله عليه وسلم
فإن المرء منا ليتقطع فؤاده وهو ينقل الكفر
بلسانه للحاجة أحيانا فكيف القيام بتمثيلها والنطق بها على لسانه وهو منشرح بها صدره، فهل هؤلاء الممثلين وهم يمثلون تلك الأدوار مثلوها وقلوبهم تتألم وتتقطع لما كان من حال المشركين مع الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أو كان همهم نجاح عملهم في هذا التمثيل وكم من المال سيجنون منه إن اتقن الرجل منهم مسبة الرسول!!!.
فانظر إلى أين قادهم الجهل وحب الدرهم والدينار.
وإن كان تعذرهم بأن هذا الفعل من التمثيل!!! فهل يجوز لهم أن يمثلوا دور صحابي أو جاهلي ارتكب جريمة الزنا أو شرب الخمر؛ على أن يشرب الخمر حقيقة أو يزني حقيقة حتى يصح له التمثيل؟؟!!!.
وقائع تاريخية كاذبة
لقد وصل الأمر من بعض هؤلاء الجاهلين المضلين من مفتين ومخرجين بأن يجعلوا من الكذب على الله ورسوله ربحاً مادياً لهم وذلك بتصوير أحداث كاذبة من التاريخ الإسلامي وعرضها على الناس.
وما علم هؤلاء أن الكذب على الله ورسوله من أقرب الطرق إلى جهنم وبئس المصير، وما علموا أن تشويه التاريخ الإسلامي بالحقائق الكاذبة من أكبر الجرائم في حق الأُمة، ذلكم أنّ التاريخ هو الحضارة التي تبني عليها الأمة أمجادها فكيف إذا كان هذا التاريخ تاريخ أمة إسلامية تتعلق فيها أحكام الشريعة الإسلامية
(وقد ذكر العلامة الألباني - رحمه الله – في ذلك كلاماً مفيداً في «سلسلته الصحيحة))، قال – رحمه الله -:
«وقد يظن بعضهم أنَّ كلّ ما يروى في كتب التاريخ والسيرة أنَّ ذلك صارَ جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي، لا يجوزإنكار شيء منه! وهذا جهلٌ فاضح، وتنكرٌ بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع، الذي يتميز عن تواريخ
الأُمم الأخرى؛ بأنه – هو وحده – الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح، وهي نفس الوسيلة التي يُميَّز بها الحديث الصحيح من الضعيف، ألا وهو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف: لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
ولذلك لما فقدت الأمم الأُخرى هذه الوسيلة العظمى، امتلأ تاريخها بالسخافات والخرافات، ولا نذهب بالقراء بعيداً فهذه كتبهم التي يسمونها بالكتب المقدسة، اختلط فيها الحابل بالنابل فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف، مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم، ولا معرفة شيء من تاريخ حياتهم، أبد الدهر، فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون، وفي دياجير الظلام يتيهون!
فهل يريد منّا أولئك النّاس أن نستسلم لكل ما يقال: إنَّه من التاريخ الإسلامي.
ولو أنكره العلماء ولو لم يرد له ذكر إلاّ في كتب العجائز من الرجال والنساء؟! وأن نَكْفر بهذه المزية التي هي من أعلى وأغلى ما تميز به تاريخ الإسلام؟!
وأنا أعتقد أنَّ بعضهم لا تخفى عليه المزية، ولا يمكنه أن يكون طالب علم [بله] عالماً دونها، ولكنّه يتجاهلها، ويغض النظر عنها ستراً لجهله بما لم يصح منه، فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي، ويبالغ في الإنكار على ما يعرف المسلمين ببعض ما لم يصح منه، بطراً للحق، وغمصاً للناس، والله المستعان)) () ا. هـ
وسأضرب أمثلة على بعض تلك الوقائع التاريخيه الكاذبة التي تشوه صورة الإسلام والتي تعرض في تلك الأفلام السينمائية المجرمة فمنها:
ـ تلك المشاهد المخزية من:
1ـ قصص الحب والغرام المجرمة
التي تكون في أثناء تلك الأفلام وهم يصورون التاريخ الإسلامي على أنَّ هذه حقائق في هذا التاريخ، ولمن؟!! لأفضل الخلق في تاريخ الأمّة الصحابة، والتابعين
فيكون العشق والحب والغرام بين الرجال والنساء مقبولاً بكل حبٍ واحترام، كيف لا وقد كان في أفضل العصور وأحسنها على الإطلاق هكذا يدخلون إلى النفوس المريضة من الناس بحجة أن هذه الأفلام دينية. وهذه الطريقة التي يعلمها إبليس لأعوانه للتلبيس عليهم في أمر دينهم باسم الدين فقد جاء عن الحسن بن صالح رحمه الله أنه قال: (إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد به بابا من الشر). فالله المستعان
2ـ نوم علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مما لم يثبت بنص صحيح في السيرة النبوية، وقد جاءت بروايات ضعيفة أن المشركين اجتمعوا وأرادوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وأن جبريل أخبره صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بأمرهم، وأمره أن لا يبيتَ في فراشِه، فجعل مكانه عليا رضي الله عنه
3ـ وجود بيت العنكبوت على غار ثور
الذي اختبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ووجود حمامتين وحشيتين على فم الغار وقد باضت ثلاث بيضات)) ().
بل إن عدم وجود مثل هذا البيت للعنكبوت والحمامة والبيض إنما يدل على كمال حفظ الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن الله قادر على حفظه بدونهما، كيف يكون هذا وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ يقول لو أن أحدهم نظر أسفل قدميه لرآنا فكيف تجتمع هذه الرؤية مع وجود بيت العنكبوت والبيض.
4ـ استقبال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالدفوف فرحاً بقدومه وإنشادهم من ثنيات الوداع طلع البدر علينا)
ومن مثل هذه الحادثة غير الصحيحة استدل البعض على جواز استخدام الدفوف والأناشيد فلو نظرت إلى استدلالات هؤلاء لوجدتها استدلالات ضعيفة أو محرفة فهذه القصة لم تثبت من حيث السند والمتن، أما المتن فقد ذكر ابن القيم بـ «الزاد)) أن ثنية الوداع إنما هي من جهة تبوك لا مكة وكانت عند رجوعه من تبوك أما من جهة السند فهو معضل كما قال الحافظ العراقي بـ «تخريج الاحياء)) ().
5ـ قصة إسلام عمر ـ رضي الله عنه ـ
التي فيها أنّه دخل على أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو –وكانا قد أسلما عندما علم بإسلامهما وكان عندهما خباب بن الأرت ومعه صحيفة فيها سورة: طه يُقرئهما إياها ـ، فدخل عليهما وخبئا الصحيفة، وضربَ أخته، ثم ندم على ذلك، وطلب أن يقرأ الصحيفة، فقالت له أخته: يا أخي! إنك نجس على شركك وإنه لا يمسها إلاّ طاهر، فقام واغتسل وقرأ منها، وقال: ما أحسن هذا الكلام وانتهت الواقعة بإسلامه ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ ().
6 ـ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما فعلت)) ())
قوله هذا صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب انتشر مع عدم صحته
7_ قصص تاريخية كثيرة
لم تثبت صحتها لأصحابها كمثل قصة تقبيل عبد الله بن حذافة السهمي لرأس ملك الروم، وإحراق طارق بن زياد للسفن وما إلى غير ذلك من القصص التي لم يصح سندها وهذا غيض من فيض
(اللباس:)
ومن المخالفات الشرعية في تلك الأفلام ذلك اللباس الذي تلبسه تلك الغانيات في المسلسلات والأفلام عندما يمثلون دور الصحابيات والصالحات؛ فيظن عوام الناس أنَّ هذا هو اللباس الشرعي الذي يجب أن تلتزم به المرأة المسلمة وهو لباس غير شرعي فبعض هذا اللباس تبدو فيه النساء كاشفات لسيقانهن، أو لسواعدهن،أوعن رؤوسهن، وبملابس ضيقة قد زينت بالألوان والأشكال.
فهم يُلبّسون على العوام فيعتقدون أنَّه اللباس الشرعي كما ذكرت. ولقد سمعنا بآذاننا ممن يحتج علينا يقول لنا: انظروا كيف كانت تلبس النساء في الماضي، عند مشاهدة العوام لتلك الأفلام.
الموسيقى والغناء:
يسمع في هذه الأفلام الموسيقى والغناء فيقول من يشاهد هذه الأفلام لو كانت الموسيقى حراماً لما سمعت في فيلم ديني، وهؤلاء الصحابة والتابعون يسمعون الموسيقى والغناء. فهم يصورون للناس ذلك {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم} ()، {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} ().
فالموسيقى والغناء محرمان في كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {ومن الناس من يشتري لهْوَ الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لَهُم عذابٌ مُهين} (). وقال صلى الله عليه وسلم: «ليكونن من أمتي أقوام يستلّحون الحر والحرير والخمر والمعازف)) ().
التصوير:
هذه الأفلام لا تخلو من التصوير؛ بل جميع هذه الأفلام تصوير، منه ما هو تصوير فوتوغرافي، ومنه ما هو تصوير بالرسم، ومنه ما هو تصوير بعمل التماثيل،، قال صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه -: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة)) (). وقال صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان التصوير الفوتوغرافي محل خلاف وجدل واسع لكن المشكلة لا تتوقف هنا بل بعمل تماثيل وباسماء آلهة ويمثلون أنهم يعبدونها
وكل هذا شرك بالله العظيم، وهل التعذر بالتمثيل يبيح للإنسان أن يعصي الله بنفسه
(وكما نبهت آنفا:
أن من أهل الجاهلية من كان يشرب الخمر ويزني
فهل يباح أن يمثل الرجل دور أحدهم فيعمد إلى امرأة فيزني بها، أو إلى كاس خمر فيشربه؟؟!!!.)
نصيحتي إلى إخواني المسلمين:
أقول لكم هذه بعض المنكرات والضلالات في تلك الأفلام والمسلسلات حتى تعلم خطورة هذا الأمر العظيم وتجتنبوه.
أكتب لكم هذا حتى تعلموا ما يخطط لكم الأعداء، وما يخطط لهذا الدين للقضاء عليه والنيل من دعاته حتى يُبعدوا المسلمين عن الكتاب المبين وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.
(أخي المسلم
كن ممن يقبض على الجمر حتى تنال الأجر العظيم عند الله. كن من الغرباء الذين يصلحون وقت فساد الناس، كن من الطائفة المنصورة القاهرة لعدوها الظاهرة على الحق …
أخي المسلم:
كن غيوراً على دينك مدافعاً عنه يقظاً لا يُأتي من قبلك، ولاتكن إمعة تقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساء الناس أسأت
أخي المسلم:
اعرف دينك من كتاب ربك وسنة نبيك علما تتعلمه من العلماء العاملين، لا من الأفلام والمسلسلات القائم عليها من لا خلق لديهم ولا خلاق …
وإليكم أيها الممثلون
الضالون المضلون وعن نهج رب العالمين مبتعدون ألا تتقون الله ألا تخشوه وأنتم تقفون أمامه موقف الرفض والتحدي لأوامره ونواهيه ألا تتقون يوماً يجعل الولدان شيبا.
ألا تتقون يوماً مقداره خمسون ألف سنة مما تعدون.
ألا تتقون يوماً تذهل فيه كل مرضعةٍ عما أرضعت.
ألا تتقون يوماً يكون الناس فيه سكارى وما هم بسكارى، ألا تتقون عذاب ربكم.
ألا تخيّلت نفسك أيّها الممثل ويا أيّتها الممثلة وأنتما تقفان أمام الله؛ وهو سائلكم عمّا ارتكبتم من الذنوب والمعاصي، من الإباحة والسفور، والفجور، والرقص، والغناء، والمجون.
قال تعالى: {وقفوهم أنهم مسئولون} (). وقال تعالى: {أفحسِبتُم أنّما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون} ().
لا تكونوا من الذين قال الله عنهم.
{ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نُرَدُ ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} ().
فاستغفروا الله وارجعوا إلى دينكم واستقيموا على الطاعة واعلموا أنّ العمر قصير والقبر موحش والعذاب أليم شديد، والله ناظرٌ إليكم في السر والعلانية ولكن يؤخركم إلى يوم عظيم.
{يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم} ().
وقد قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «إذا أراد الله بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبد شراً أمسك عليه ذنوبه حتى يوافيه يوم القيامة)) ().
(وإليكم أيها المشايخ الضالون المضلون، وعن نهج رب العالمين من الزائغين،)
نعم هكذا سماكم رسولكم الأمين محمد ?: «إنما أخاف على أُمتي الأئمة المضلين)) () فمع كونهم أئمة ولكن لا يقتدى بهم ولا يؤخذ من أقوالهم ولا ينظر إلى أفعالهم على أنها نافعة، فهم على ضلال كبير اتبعوا أهواءهم وشهواتهم وكثيرٌ منهم يعلمون ولكن للحق يعاندون.
فإن كانوا لا يدرون فتلك مصيبةٌ أخرى كما قال الشاعر:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ .... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
(نقول لهؤلاء أنكم وقعتم في معاصٍ كثيرة بل وخطيرة فمنها:)
أنكم غششتم المؤمنين، فصورتم لهم وقائع تاريخية كاذبة،
ومن أعظم تلك الوقائع: تلك القصص الغرامية،
ثم استدللتم بأحاديث ضعيفة - في بعض الوقائع التاريخية -،
ثم قبلتم أن تكونوا شركاء في تلك الأفلام بمساعدتكم للمخرجين، والمؤلفين، والممثلين؛ بإخراج النصوص التاريخية لهم، فقد شاركتموهم وأقررتموهم على ماهم عليه من الوقوع في المعصية والرذيلة، من ذلك:
اختلاط الرجال بالنساء وظهورهن متبرجات، وسماع الموسيقى والغناء وغير ذلك مما لا يخفى على أحد من الناس، فلو لم يكن إلا هذا في تلكم الأفلام لكفى في المعصية والخذلان …
فكيف لا تريدون مني أن أسميكم بأنكم أنتم أصحاب الضلال الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في الحديث.
حتى تمثل فيكم قوله – تعالى-:
{أفرأيت من اتّخذ إلههُ هواه وأضله الله على علم} ()
أخي المسلم
إن دعوتي إليك أن تأخذ دينك من كتاب ربِّك وسنة نبيِّك محمد ? ولا تكون عوناً لهؤلاء على العمل لهدم الدين.
أخي في الله:
اترك كل هؤلاء والتزم بدينك، وصاحب من يعينك على ذلك من أهل
التقوى، وأهل الصلاح {فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} ()
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 02:26]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم أحمد بوادي
ووالله الذي لا إله إلا هو ما أفسد بناتنا وأخواتنا إلا هذه المسلسلات والافلام التي لا تريد بالإسلام وأهله إلا شراً.
ونهيب بعلماء الإسلام إلى الإنكار أشد الإنكار على المحطات (التلفزيونية)، وتحذير ولاة امور المسلمين من هذه الفتن.
نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.(/)
التنصير
ـ[الورد الجوري]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 04:57]ـ
التعريف:
التنصير حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة وبين المسلمين بخاصة بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب.
ويساعدهم في ذلك ثلاثة عوامل:
- انتشار الفقر والجهل والمرض في معظم بلدان العالم الإسلامي.
- النفوذ الغربي في كثير من بلدان المسلمين.
- ضعف بعض حكام المسلمين الذين يسكتون عنهم أو ييسرون لهم السبل رغبا ورهبا أو نفاقا لهم.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• ريمون لول: أول نصراني تولى التبشير بعد فشل الحروب الصليبية في مهمتها إذ إنه قد تعلم اللغة العربية بكل مشقة وأخذ يجول في بلاد الشام مناقشاً علماء المسلمين.
• منذ القرن الخامس عشر وأثناء الاكتشافات البرتغالية دخل المبشرون الكاثوليك إلى إفريقيا وبعد ذلك بكثير أخذت ترد الإرساليات التبشيرية البروتستانتية إنجليزية وألمانية وفرنسية.
• بيتر هيلنغ: احتك بمسلمي سواحل إفريقيا منذ وقت مبكر.
• البارون دوبيتز: حرك ضمائر النصارى منذ عام 1664م إلى تأسيس كلية تكون قاعدة لتعليم التبشير المسيحي.
• المستر كاري: فاق أسلافه في مهنة التبشير وقد ظهر إبان القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر.
• كان للمبشر هنري مارتن ت 1812م يد طولى في إرسال المبشرين إلى بلاد آسيا الغربية وقد ترجم التوراة إلى الهندية والفارسية والأرمنية.
• في عام 1795م تأسست جمعية لندن التبشيرية وتبعتها أخريات في اسكوتلانده ونيويورك.
• في سنة 1819م اتفقت جمعية الكنيسة البروتستانتية مع النصارى في مصر وكونت هناك إرسالية عهد إليها نشر الإنجيل في إفريقيا.
• دافيد ليفنستون 1813 - 1873م: رحالة بريطاني اخترق أواسط إفريقيا وقد كان مبشرا قبل أن يكون مستكشفا.
• في سنة 1849م أخذت ترد إرساليات التبشير إلى بلاد الشام وقد قامت بتقسيم المناطق بينها.
• وفي سنة 1855م تأسست جمعية الشبان المسيحية من الإنجليز والأمريكان وقد انحصرت مهمتها في إدخال ملكوت المسيح بين الشبان كما يزعمون.
• في سنة 1895م تأسست جمعية اتحاد الطلبة المسيحيين في العالم، وهي تهتم بدراسة أحوال التلاميذ في كل البلاد مع العمل على بث روح المحبة بينهم (المحبة تعني التبشير بالنصرانية).
• صموئيل زويمر: رئيس إرسالية التبشير العربية في البحرين ورئيس جمعيات التنصير في الشرق الأوسط كان يتولى إدارة مجلة العالم الإسلامي الإنجليزية التي أنشأها سنة 1911م وما تزال تصدر إلى الآن من هارتيفورد، دخل البحرين عام 1890م ومنذ عام 1894م قدمت له الكنيسة الإصلاحية الأمريكية دعمها الكامل. وأبرز مظاهر عمل البعثة التي أسسها زويمر كان في حقل التطبيب في منطقة الخليج وتبعا لذلك فقد افتتحت مستوصفات لها في البحرين والكويت ومسقط وعمان، ويعد زويمر من أكبر أعمدة التنصير في العصر الحديث وقد أسس معهدا باسمه في أمريكا لأبحاث تنصير المسلمين.
• كنيث كراج: خلف صموئيل زويمر على رئاسة مجلة العالم الإسلامي وقام بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة فترة من الوقت وهو رئيس قسم اللاهوت المسيحي في هارتفيفورد بأمريكا وهو معهد للمبشرين ومن كتبه (دعوة المئذنة) صدر عام 1956م.
• لويس ماسينيون: قام على رعاية التبشير والتنصير في مصر وهو عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة كما أنه مستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون شمال إفريقيا.
• دانيال بلس: يقول: إن كلية روبرت في استانبول (الجامعة الأمريكية حاليا) كلية مسيحية غير مستترة لا في تعليمها ولا في الجو الذي تهيئه لطلابها لأن الذي أنشأها مبشر ولا تزال إلى اليوم لا يتولى رئاستها إلا مبشر.
• الأب شانتور: رأس الكلية اليسوعية في بيروت زمنا طويلا أيام الانتداب الفرنسي.
• مستر نبورز: ترأس جامعة بيروت الأمريكية عام 1948م يقول: لقد أدى البرهان إلى أن التعليم أثمن وسيلة استغلها المبشرون الأمريكيون في سعيهم لتنصير سوريا ولبنان.
(يُتْبَعُ)
(/)
• دون هك كري: كان أكبر شخصية في مؤتمر لوزان التبشيري عام 1974م وهو بروتستانتي عمل مبشرا في الباكستان لمدة عشرين سنة وهو أحد طلبة مدرسة فلر للتبشير العالمي وبعد مؤتمر كولورادو التبشيري عام 1978م وهو أحد طلبة مدرسة فلر للتبشير العالمي وبعد مؤتمر كولورادو التبشيري عام 1978م أصبح مديرا لمعهد صموئيل زويمر الذي يضم إلى جانبه داراً للنشر ولإصدار الدراسات المختصة بقضايا تنصير المسلمين ومقرها في كاليفورنيا وهو يقوم بإعداد دورات تدريبية لإعداد المبشرين وتأهيلهم.
• يرى بابا الفاتيكان بعد سقوط الشيوعية أن من مصلحة الكنيسة ومصلحة رجال السياسة توجيه عموم الشعب المسيحي نحو خصم جديد يخيفه به وتجنده ضده والإسلام هو الذي يمكن أن يقوم بهذا الدور في المقام الأول ويقوم البابا بمغادرة مقره بمعدل أربع رجلات دولية لكسب الصراع مع الأيديولوجيات العالمية وعلى رأسها الإسلام وتوجد بلايين الدولارات تحت تصرفه للإنفاق منها على إرسال المنصرين وإجراء البحوث وعقد المؤتمرات والتخطيط لتنصير أبناء العالم الثالث وتنظيم وتنفيذ ومتابعة النشاط التنصيري في كل أحاء العالم وتقويم نتائجه أولا بأول.
الأفكار والمعتقدات:
• أفكارهم:
• محاربة الوحدة الإسلامية: يقول القس سيمون: إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية وتساعد على التملص من السيطرة الأوروبية والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة من أجل ذلك يجب أن نجول بالتبشير باتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية.
• يقول لورنس براون إذا اتحد المسلمون في امبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة علىالعالم وخطرا أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير.
• يقول مستر بلس: إن الدين الإسلامي هو العقبة القائمة في طريق تقدم التبشير بالنصرانية في إفريقيا.
• لقد دأب المنصرون على بث الأكاذيب والأباطيل بين أتباعهم ليمنعوهم من دخول الإسلام وليشوهوا جمال هذا الدين.
• انتشار الإسلام بالسيف: يقول المبشر نلسون: وأخضع سيف الإسلام شعوب إفريقيا وآسيا شعبا بعد شعب.
• يقول هنري جسب الأمريكي: المسلمون لا يفهمون الأديان ولا يقدرونها قدرها إنهم لصوص وقتلة ومتأخرون وإن التبشير سيعمل على تمدينهم.
• لطفي ليفونيان وهو أرمني ألف بضعة كتب للنيل من الإسلام يقول إن تاريخ الإسلام كان سلسلة مخيفة من سفك الدماء والحروب والمذابح.
• أديسون الذي يقول عن محمد صلى الله عليه وسلم محمد لم يستطع فهم النصرانية ولذلك لم يكن في خياله إلا صورة مشوهة بنى عليها دينه الذي جاء به العرب.
• المبشر نلسن يزعم بأن الإسلام مقلد وأن أحسن ما فيه إنما هو مأخوذ من النصرانية وسائر ما فيه أخذ من الوثنية كما هو أو مع شيء من التبديل.
• المبشر ف. ج هاربر يقول: إن محمدا كان في الحقيقة عابد أصنام ذلك لأن إدراكه في الواقع كاريكاتور.
• المبشر جسب يقول: إن الإسلام مبني على الأحاديث أكثر مما هو مبني على القرآن ولكننا إذا حذفنا الأحاديث الكاذبة لم يبق من الإسلام شيء.
• ويقول كذلك: الإسلام ناقص والمرأة فيه متعبدة.
• المبشر جون تاكلي يقول: يجب أن نري هؤلاء الناس أن الصحيح في القرآن ليس جديدا وأن الجديد فيه ليس صحيحا.
• أما القس صموئيل زويمر فيقول في كتابه العالم الإسلامي اليوم يجب إقناع المسلمين بأن النصارى ليسوا أعداء لهم.
• يجب نشر الكتاب المقدس بلغات المسلمين لأنه أهم عمل مسيحي.
• تبشير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها.
• ينبغي للمبشرين أن لا يقنطوا إذا رأوا نتيجة تبشيرهم للمسلمين ضعيفة إذ إن من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوربيين وتحرير النساء.
• وقال صموئيل زويمر كذلك في مؤتمر القدس التنصيري عام 1935م: … لكن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريما وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
• إنكم أعددتم نشئاً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي فقد جاء النشء طبقا لما أراده الاستعمار لا يهتم بعظائم الأمور ويحب الراحة والكسل فإذا تعلم فللشهرة وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهرة يجود بكل شيء.
• وقد كتب أحد المبشرين في بداية هذا القرن الميلادي يقول: سيظل الإسلام صخرة عاتية تتحطم عليها كل محاولات التبشير مادام للمسلمين هذه الدعائم الأربع: القرآن والأزهر واجتماع الجمعة الأسبوعي ومؤتمر الحج السنوي العام.
مؤتمراتهم:
• لقد كان لهم وما يزال الكثير من المؤتمرات الإقليمية والعالمية ومن ذلك:
• مؤتمر القاهرة عام 1324هـ 1906م وقد دعا إليه زويمر بهدف عقد مؤتمر يجمع الإرساليات التبشيرية البروتستانتية للتفكير في مسألة نشر الإنجيل بين المسلمين وقد بلغ عدد المؤتمرين 62 شخصا بين رجال ونساء وكان زويمر رئيسا لهم.
• المؤتمر التبشيري العالمي في أدنبرة باسكوتلندة عام 1328هـ 1910م وقد حضره مندوبون عن 159 جمعية تبشيرية في العالم.
• مؤتمر التبشير في لكهنؤ بالهند عام 1339هـ 1911م حضره صموئيل زويمر وبعد انفضاض المؤتمر وزعت على الأعضاء رقاع مكتوب على أحد وجهيها تذكار لهكنؤ سنة 1911م وعلى الوجه الآخر اللهم يا من يسجد له العالم الإسلامي خمس مرات في اليوم بخشوع انظر بشفقة إلى الشعوب الإسلامية وألهمها الخلاص بيسوع المسيح.
مؤتمرات التبشير في القدس:
• في عام 1343ه 1924م.
• في عام 1928م مؤتمر تبشيري دولي.
• في عام 1354ه 1935م وقد كان يضم 1200 مندوب.
• في عام 1380ه 1961م.
• مؤتمر الكنائس البروتستانتية عام 1974م في لوزان بسويسرا.
• وأخطر المؤتمرات مؤتمر كولورادوا في 15 اكتوبر 1978م تحت اسم مؤتمر أمريكا الشمالية لتنصير المسلمين حضره 150 مشتركا يمثلون أنشط العناصر التنصيرية في العالم استمر لمدة أسبوعين بشكل مغلق وقدمت فيه بحوث حول التبليغ الشامل للإنجيل وتقديمه للمسلمين والكنائس الديناميكية في المجتمع المسلم وتجسيد المسيح وتحبيبه إلى قلب المسلم ومحاولات نصرانية جديدة لتنصير المسلمين وتحليل مقاومة واستجابة المسلم واستخدام الغذاء والصحة كعنصرين في تنصير المسلمين وتنشيط دور الكنائس المحلية في تنصير العالم الإسلامي.
• وقد انتهى المؤتمر بوضع استراتيجية بقيت سرية لخطورتها مع وضع ميزانية لهذه الخطة مقدارها (1000) مليون دولار وقد تم جمع هذا المبلغ فعلا وتم إيداعه في أحد البنوك الأمريكية الكبرى.
• المؤتمر العالمي للتنصير الذي عقد في السويد في شهر اكتوبر 1981م تحت إشراف المجلس الفيدرالي اللوثراني الذي نوقشت فيه تنائج مؤتمري لوزان وكولورادو وخرج بدراسة مستفيضة عن التنصير لما وراء البحار بهدف التركيز على دول العالم الثالث.
• ومن مؤتمراتهم كذلك:
• مؤتمر استانبول.
• مؤتمر حلوان بمصر.
• مؤتمر لبنان التبشيري.
• مؤتمر لبنان بغداد البتشيري.
• مؤتمر قسطنطينية التبشيري في الجزائر وذلك قبل الاستقلال.
• مؤتمر شيكاغو.
• مؤتمر مدارس التبشيري في بلاد الهند وكان ينعقد هذا المؤتمر كل عشر سنوات.
• مؤتمر بلتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية 1942م وهو مؤتمر خطير جدا وقد حضره من اليهود بن غوريون.
• بعد الحرب العالمية الثانية تخذت النصرانية نظاما جديدا إذ ينعقد مؤتمر للكنائس مرة كل ست أو سبع سنوات متنقلا من بلد إلى آخر.
• مؤتمر امستردام 1948م هولندا.
• مؤتمر ايفانستون 1954م أمريكا.
• مؤتمر نيودلهي 1961م الهند.
• مؤتمر أوفتالا 1967م أوفتالا بأوروبا.
• مؤتمر جاكرتا 1975م أندونيسيا وقد اشترك فيه 3000 مبشر نصراني.
• عقد المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي في يوليو سنة 1980م في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وقد حث المؤتمر على ضرورة زيادة البعثات التنصيرية بين مسلمي الشرق الأوسط خاصة في دول الخليج العربي.
أشهر المراكز والمعاهد التنصيرية:
• معهد صموئيل زويمر في ولاية كاليفورنيا فقد تم إنشاؤه بناء على توصية من قرارات مؤتمر كولورادو.
• المركز العالمي للأبحاث والتبشير في كاليفورنيا الذي قام بتقديم الأشخاص اللازمين للإعداد لمؤتمر كولورادو مع تهيئة عوامل نجاح هذا المؤتمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
• الجامعة الأمريكية في بيروت الكلية السورية الإنجيلية سابقا أنشئت عام 1865م.
• الجامعة الأمريكية في القاهرة أنشئت لتكون قريبة من الأزهر ومنافسة له.
• الكلية الفرنسية في لاهور.
• جمعية التبشير الكنيسية الإنجليزية وهي أهم جمعية بروتستانتية وقد مضى على إنشائها قرابة قرنيين من الزمان.
• إرساليات التبشير الأمريكية أهمها الجمعية البشيرية الأمريكية والتي يرجع عهدها إلى سنة 1810م.
• جمعية إرساليات التبشير الألمانية الشرقية أسسها القسيس لبسيوس سنة 1895م وقد بدأ عملها فعلا سنة 1900م.
• أسس الإنجليز في سنة 1809م الجمعية اللندنية لنشر النصرانية بين اليهود وبدأ عملها بأن ساقت اليهود المتفرقين في شتات الأرض إلى أرض فلسطين.
بعض الكتب ووسائل الدعاية التنصيرية:
• صنف زويمر كتابا جمع فيه بعض التقارير عن التبشير أسماه العالم الإسلامي اليوم تحدث فيه عن الوسائل المؤدية للاحتكاك بالشعوب غير المسيحية وجلبها إلى حظيرة المسيح مع بيان الخطط التي يجب على المبشر اتباعها.
• تاريخ التبشير: للمبشر أدوين بلس البروتستانتي.
• كتاب المستر فاردنر: ركز فيه حديثه عن إفريقيا وسبل نشر النصرانية فيها وعائق ذلك ومعالجاته.
• مجلة إرساليات التبشير البروتستانتية التي تصدر في مدينة بال بسويسرا والتي تحدثت عن مؤتمر أدنبره سنة 1910م.
• مجلة الشرق المسيحي الألمانية تصدرها جمعية التبشير الألمانية منذ سنة 1910م.
• دائرة المعارف الإسلامية التي صدرت بعدة لغات حية.
• موجز دائرة المعارف الإسلامية.
• طبع الإنجيل بشكل أنيق وبأعداد هائلة وتوزيعه مجانا وإرساله بالبريد لمن يطلبه وأحيانا لمن لا يطلبه أيضا.
• توزيع أشرطة الفيديو والكاسيت المسجل عليها ما يصرف المسلم عن دينه واستخدام الموجات الإذاعية والتليفزيونية التي تبث سمومها وتصل إلى المسلمين في مخادعهم وتعتمد على التمثيليات والبرامج الترفيهية والثقافية والرياضية من أجل خدمة أهدافهم الخبيثة.
وسائل أخرى لها تأثير واسع:
• من هذه الوسائل:
• تقديم الخدمات الطبية بهدف استغلال هذه المهنة في التنصير:
• بول هاريسون له كتاب الطبيب في بلاد العرب يقول: لقد وجدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى.
• س. أ. موريسون محرر في مجلة العالم الإسلامي يقول: وحينئذ تكون الفرصة سانحة حتى يبشر هذا الطبيب بين أكبر عدد ممكن من المسلمين في القرى الكثيرة في طول مصر وعرضها.
• المبشرة ايد هاريس تقول: يجب على الطبيب أن ينتهز الفرصة ليصل إلى أذان المسلمين وقلوبهم.
• المستر هاربر يقول بوجوب الإكثار من الإرساليات الطبية لأن رجالها يحتكون دائما بالجمهور ويكون لهم تأثير على المسلمين أكثر مما للمبشرين الآخرين مؤتمر القاهرة 1906.
• من المبشرين الأطباء: آن أساوودج، فورست، كار نيليوسي فانديك، جورج بوست، وتشارلز كلهون، ماري أوي، الدكتور طومسون.
التعليم:
• إنهم يضعون كل ثقلهم في استغلال التعليم وتوجيهه بما يخدم أهدافهم التنصيرية.
• إنشاء المدارس والكليات والجامعات والمعاهد العليا وكذلك إنشاء دور للحضانة ورياض للأطفال واستقبال الطلبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
• لقد وزعوا خلال مائة وخمسين عاما ما يزيد عن ألف مليون نسخة من نسخ العهد القديم والجديد مترجمة إلى 1130 لغة عدا النشرات والمجلات التي تبلغ قيمتها بم يقدر بـ 7000 مليون دولار.
• الاستشراق والتنصير يتعاونان تعليميا في خدمة أهدافهما المشتركة.
الأعمال الاجتماعية:
• إيجاد بيوت للطلبة من الذكور والإناث.
• إيجاد الأندية.
• الاهتمام بدور الضيافة والملاجيء للكبار ودور لليتامى واللقطاء.
• الاعتناء بالأعمال الترفيهية وحشد المتطوعين لأمثال هذه الأعمال.
• إنشاء المكتبات التبشيرية واستغلال الصحافة بشكل واسع.
• إنشاء مخيمات الكشافة التي تستغل أفضل استغلال في التنصير.
• زيارة المسجونين والمرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا والخدمات لهم.
• تكلمت المس ولسون ومس هلداي في مؤتمر القاهرة 1906م عن دور المرأة كمبشرة لتقوم بنشر ذلك بين نساء المسلمين المسلمات.
النسل:
(يُتْبَعُ)
(/)
• في اجتماع البابا شنودة في 5/ 3/1973م مع القساوسة والأثرياء في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية طرحوا بعض المقررات وقد كان منها تحريم تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة وتشجيع الإكثار من النسل بوضع الحوافز والمساعدات المادية والمعنوية مع تشجيع الزواج المبكر بين النصارى وبالمقابل تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين خاصة علما بأن أكثر من 65% من الأطباء وبعض القائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة.
الفتن والحروب:
• يعملون على تشجيع الحروب والفتن وذلك لإضعاف الشعوب الإسلامية.
• إثارة الاضطرابات المختلفة بإذكاء نار العداوة والبغضاء وإيقاظ روح القوميات الإقليمية الطائفية الضيقة كالفرعونية في مصر والفينيقية في الشام وفلسطين ولبنان والآشورية في العراق والبربرية في شمال إفريقيا واستغلال جميع ذلك في التنصير.
• يقول زويمر في مؤتمر التبشير في لكهنؤ بالهند 1911م إن الانقسام السياسي الحاضر في العالم الإسلامي دليل بالغ على عمل يد الله في التاريخ واستثارة للديانة المسيحية كي تقوم بعملها.
الإمكانات:
• في إندونيسيا يسيطرون على وسائل الاعلام ولديهم إذاعات تبشيرية وصحف قومية وإحصائية 1975م تكشف بأن فيها 8919 كنيسة لطائفة البروتستانت و 3897 قسيسا و 8504 مبشرين متفرغين ولطائفة الكاثوليك 720 كنيسة و 2630 قسيسا و 5393 مبشرا متفرغا وقد وضعوا خطة للانتهاء من تنصيرها في عام 2000 ميلادية.
• في بنجلاديش إرساليات تبشيرية كثيرة لتنصير المسلمين هناك.
• في كينيا: يعدون لتنصيرها تماما في عام 2000 ميلادية أيضا.
• ذكر في مؤتمر عدم الإنحياز في كوالالمبور بأن هناك حوالي 2500 محطة إذاعية بـ 64 لغة قومية تشن هجوما صريحا وضارياً ضد الإسلام.
• مجموع الإرساليات الموجودة في 38 بلدا إفريقيا يبلغ 111.000 إرسالية بعضها يملك طائرات تنقل الأطباء والأدوية والممرضات لعلاج المرضى في الغابات وأحراش الجبال.
• يوجد الآن في العالم ما يربو على 220 ألف مبشر منهم 138.000 كاثوليكي والباقي 82.000 بروتستانتي وفي إفريقيا وحدها 119.000 مبشر ومبشرة ينفقون بليوني دولار سنويا.
• يستخدمون سفناً معدة إعدادا خاصا يسمح بإقامة الحفلات على ظهرها للاستعانة بها في توزيع المطبوعات الكنسية وإقامة الحفلات التي تستغل لأهدافهم الخاصة في التنصير ويعلنون عنها باسم إقامة معرض عائم للكتاب.
• يقوم مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان وهيئات أخرى بالإشراف والتوجيه والدعم المالي لكافة الأنشطة التنصيرية وتتوفر مصادر تمويل ثابة من مختلف الحكومات والمؤسسات في الدول الغربية وعن طريق المشروعات الاقتصادية والأراضي الزراعية والأرصدة في البنوك والشركات التابعة لهذه الحركات التنصيرية مباشرة وحملات جمع التبرعات التي يقوم بها القساوسة من حين لآخر، وتوجد هيئات ومراكز للبحوث والتخطيط يعمل بها نخبة ممتازة من الباحثين المؤهلين ومن أهم هذه المراكز:
• مركز البحوث التابع للفاتيكان.
• مركز البحوث التابع لمجلس الكنائس العالمي.
• حركة الدراسات المسيحية في كاليفورنيا.
• مركز البحث في كولورادو.
• المركز المسيحي في نيروبي (كينيا وقد أنشيء في عام 1401هـ)
• مركز المعلومات المسيحي في نيجيريا.
• المركز المسيحي الدراسي في روالبندي (باكستان) وقد تأسس سنة 1966م ويعتبر من أكبر المراكز في آسيا.
الجذور الفكرية:
• يبلغ عدد المبشرين في أنحاء العالم ما يزيد على 220 ألف منهم 138000 كاثوليكي والباقي وعددهم 62000 من البروستانت.
• لقد بدأ التنصير وتوسع إثر الانهزامات التي مني بها الصليبيون طوال قرنين من الزمان 1099 - 1254 أنفقوهما في محاولة الاستيلاء على بيت المقدس وانتزاعه من أيدي المسلمين.
• الأب اليسوعي ميبز يقول: إن الحروب الصليبية الهادئة التي بدأها مبشرونا في القرن السابع عشر لا تزال مستمرة إلى أيامنا إن الرهبان الفرنسيين والراهبات الفرنسيات لا يزالون كثيرين في الشرق.
• يرى المستشرق الألماني بيكر بأن هناك عداء من النصرانية ضد الإسلام بسبب أن الإسلام عندما انتشر في العصور الوسطى أقام سدا منيعا في وجه انتشار النصرانية في أساسه يهدف إلى تمكين الغرب النصراني من البلاد الإسلامية وهو مقدمة أساسية للاستعمار وسبب مباشر لتوهين قوة المسلمين وإضعافها.
الانتشار ومواقع النفوذ:
• لقد انتشر التنصير وامتد إلى كل دول العالم الثالث.
• إنه يتلقى الدعم الدولي الهائل من أوروبا وأمريكا ومن مختلف الكنائس والهيئات والجامعات والمؤسسات العالمية.
• إنه يلقى بثقله بشكل كثيف حول العالم الإسلامي عن طريق فتح المدارس الأجنبية وتصدير البعوث والإرساليات التبشيرية وتشجيع انتشار المجلات الخليعة والكتب العابثة والبرامج التلفزيونية الفاسدة والسخرية من علماء الدين والترويج لفكرة تحديد النسل والعمل على إفساد المرأة المسلمة ومحاربة اللغة العربية وتشجيع النعرات القومية.
• إنه يتمركز في أندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش والباكستان وفي إفريقيا بعامة.
• يزداد تيار التنصير نتيجة لسياسة التساهل من قبل الحكام في بعض البلدان الإسلامية فبعضهم يحضر القداس بنفسه وبعضهم يتبرع بماله لبناء الكنائس وبعضهم يتغافل عن دخول المسيحيين بصورة غير مشروعة والمطلوب اتخاذ سياسة حازمة لإيقاف تيار التنصير قبل فوات الأوان.
ويتضح مما سبق:
• أن التنصير حركة سياسية استعمارية تستهدف نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث عامة وبين المسلمين على وجه الخصوص ويستغل زعماؤها انتشار الجهل والفقر والمرض للتغلغل بين شعوب تلك الأمم متوسلين بوسائل الإعلام التقليدية من كتب ومطبوعات وإذاعة وتلفاز وأشرطة سمعية ومرئية فضلا عن المخيمات والتعليم والطب إلى جانب الأنشطة الاجتماعية الإنسانية والإغاثية الموجهة لمنكوبي الفتن والحروب وغفلة وتساهل حكام بعض الدول الإسلامية، وتعتمد تلك الحركة في تحقيق أهدافها على تشويه صورة الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم مسخرين إمكاناتهم الضخمة لتحقيق مآربهم.(/)
إلى إعلام الفتنة وصحيفة الفتنة ومالكيها ومنسوبيها: الإسلام والشعب لن يكوناكبش الفداء
ـ[علي التمني]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 09:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صحيفة الوطن وامتهان الحرب على الإسلام: هذا إفساد لا أصلاح.
اختطت صحيفة الوطن السعودية منذ أول يوم لها خطا واضحا في العداوة للإسلام وأهله، وهذا الأمر واضح وضوح الشمس في رابعة نهار لا سحاب فيه، ولا شك أن العداوة للإسلام هي عداوة لبلد الإسلام وأصله ومهده، وأعني بذا العداوة للبلاد السعودية، وصحيفة الوطن - التي هي صحيفة الفتنة – لا يخلو عدد من أعدادها من إظهار البغض لأحكام الإسلام ولشريعته، وقد اختطت في هذا الصدد خطة ذكية - من وجهة نظرها - وهي ليست إلا غباء منها وهي مهاجمة وسائل الدعوة و أهل الدعوة كل في مجاله: مهاجمة خطباء الجمعة ومهاجمة أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومهاجمة المناهج الشرعية والعربية ومهاجمة الجمعيات الخيرية التي تقف في وجه التنصير حول العالم وليخلو الجو للتنصير والكنيسة تعيث في العالم الإسلامي كيف تشاء، ومثل ذلك مهاجمة رجال القضاء – ونحن لا نعتقد لهم العصمة ولا الخلو من الأخطاء وهذا موجود في كل بشر – ولكن الهجوم عليهم في الواقع لأسباب " أخرى " هي من مزايا رجال القضاء، ومثل ذلك هجوم الصحيفة الدائم على قرار المرأة في بيتها ودعوتها الدائمة إلى التفسخ والفجور والاختلاط وترك الحجاب، كما أن من منهج الصحيفة الإعراض عن أحكام الله تعالى في شان نشر أخبار وثقافة الفساد والانحلال المسمى فنا ونشر صور الفاسدات المنحرفات - والمنحرفين - وتقديمهن قدوة لبنات المسلمين، ومثل ذلك مهاجمة منهج الإسلام في الحكم ودعوة الصحيفة المستمرة إلى الدولة العلمانية التي سمتها الدولة المدنية ودعوتها إلى تفريق الصف وظهور الأحزاب العلمانية في البلاد لتكون بلاد الحرمين نسخة من بلاد الغرب غير المسلمة.
منذ الجاهلية إلى اليوم لم يصلح هذه الجزيرة إلا الإسلام وكل ماعداه فهدم وإفساد:إن بلاد الحرمين السعودية ليست كأي بلد أخر، فهي لم تصلح ولن تصلح إلا بالإسلام، وهذا تاريخها شاهد على ذلك منذ الجاهلية، فقبل الإسلام كانت هذه الجزيرة – التي تمثل البلاد السعودية اليوم أسها وأساسها – ممزقة بفعل العصبيات القبلية وغيرها، وكانت الحروب هي الثابت الأول والأبرز فيها، حتى من الله عليها برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالإسلام فصلحت بعد فساد وانتظمت بعد اختلال وتوحدت بعد شتات، وقبل عهد الإمامين محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود رحمها الله - وجعلنا أوفياء لسيرتهما ونهجهما - كانت البلاد حينما تخلت قليلا أو كثيرا عن أحكام الإسلام، كانت ممزقة مختلة في جميع جوانب الحياة فلا أمن ولا وحدة سياسية ولا علم ولا دعوة، فلما نصرا الإسلام نصرهما الله ونعمت هذه البلاد بالخير والفلاح والعز والأمن والأمان، ثم كانت هذه الدولة التي جمع شملها الموحد عبدالعزيز رحمه الله فكان هذا الأمن والسكينة والوحدة، التي نعمت بها هذه البلاد وشعبها إلى اليوم – وهنالك اليوم من ضاق بهذا؟؟؟؟؟ - وكانت تلك الانطلاقة الكبيرة للبناء والتنمية التي تسعى صحيفة الوطن ومن على شاكلتها إلى إيقافها بعد أن عز عليها أن ترى هذه البلاد تنعم بالأمن والوحدة والاستقرار والسير بخطى ثابتة للتقدم والتنمية، وهاهي صحيفة الفتنة تعيق هذه المسيرة هي ومن على شاكلتها، وها هي تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وخطى المسير إلى الخلف: فتريد أن تعود العصبية القبلية ولكن بثوب آخر هو العصبية الحزبية العلمانية التي تريد أن تنسف الإسلام والمسلمين، وتريد أن تنسف هذه الدولة بدعوتها المستمرة وحملتها الضارية على أساس البلاد الذي ببقائه بقاؤها وبذهابه ذهابها وهو الإسلام بشريعته في جميع مجالات الحياة.
البلاد السعودية، بلاد الحرمين ليست كغيرها، ولهذا تعمل صحيفة الوطن ضدها:إن صحيفة الوطن تعلم أن هذه البلاد ليست كغيرها، فهي بالإسلام وله لأن بها مهبط الوحي وقبلة المسلمين، وبالتالي فهي لن تصلح إلا بالإسلام كما لم تصلح في كل أطوارها إلا به، وبقدر تخليها عن الإسلام وأحكامه تحل الفتن وتظهر النقم وينقطع نظام الوحدة والاستقرار ولأمن والأمان، ولأنها تعلم ذلك ولأن هذه الصحيفة لا تريد بهذه البلاد ولا بهذه الدولة خيرا فهي تعمل لهدم أساس هذه الدولة وأس وجودها، وذلك لتضمن تحقق أهدافها وأهداف من يسيرها لبتر كل أسباب قوة هذه البلاد ووحدتها وتماسكها وأمنها وأمانها.
الإسلام والشعب السعودي لن يكونا كبش الفداء:إن هذه البلاد ليست كغيرها، وصحيفة الوطن " الفتنة " - ومن يعمل بها ويسيرها - تعلم ذلك، وهي بهذا تلعب بالنار، بل تعلب بمستقبل الشعب السعودي وحقه في الوحدة والاستقرار، لأن التلاعب بدين الله وبأحكام شريعته والنهج الثابت لهدم الدعوة إنما هو لعب بأخطر مقومات هذه البلاد وتوظيف للفتنة في أجلى صورها ضد أمن الشعب وسلامته، ولا ريب أن منسوبي صحيفة الفتنة الوطن وأصحابها يعلمون أنهم يلعبون ليس بالنار، بل يلعبون باليورانيوم حينما يتلاعبون بدين الله، وهم يعلمون أن الشعب السعودي لن يسمح بان يكون دين الله هو كبش الفداء للمشروع الإفسادي الخطير الذي تريده هذه الصحيفة في جزيرة الإسلام بلاد الحرمين البلاد السعودية.
علي التمني
أبها / الأربعاء 28/ 9/1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 07:02]ـ
جزاك الله خيراً ورفع الله قدرك وذب الله عن وجهك النار
ونسأل الله جل وعلا أن يُقيض لهم من يُوقفهم عند حدهم ويكفينا شرهم
ـ[علي التمني]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 04:34]ـ
بسم الله
شكر الله لك أخي أبا حازم الحربي وذب عن وجهك العذاب
ونسأل تعالى أن جعل ولايتنا في عهد من يخافه ويتقيه ويتبع شرعه ورضاه
في 15/ 9/1429(/)
شارك في الدعوة إلى الله بلغات مختلفة وإن لم تكن تتقنها
ـ[أبو صالح المصري]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 08:34]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله محمد وعلى آله وصحبه ..
نعم أخي الحبيب/ أختي الكريمة يمكنكم المشاركة في الدعوة إلى الله تعالى بلغات مختلفة, مستعينا بهذا الموقع المبارك, ففي هذا الموقع أحبائي والذي أنصحكم بزيارته توجد فتاوى كثيرة لعلماء أهل السنة (بن عثيمين, بن باز, بن الجبرين, وغيرهم .. ) وكذا فتاوى اللجنة الدائمة ..
الفتاوى مبوبة ومنسقة تنسيقًا متميزًا, فسوف تجدون أقسام: العقيدة, القرآن وعلومه, الحديث وعلومه, الفقه وأصوله, فقه الأسرة, وباب مخصص لغبر العرب أو المقيمين منهم في بلاد الكفر يسمى "فقه الأقليات", يُعنى بالجواب عن كل المسائل التي يحتاجون إليها, ثم قسم الأخلاق والآداب والرقائق, والتاريخ والسيرة, والعلم والدعوة .. )
والمميز والنافع جدا في هذا الموقع الأغر أنه بعدة لغات كما أسلفت, فيستفيد منه الإخوة الدعاة في البلاد غير العربية .. وتستطيع أن تنشر الفتاوى بأي لغة موجودة حتى وإن لم تكن تتكلم أو تقرأ هذه اللغة .. مستفيدا بخاصية البحث عن الموضوعات أو الأسئلة, فقط قم بالبحث عن الفتوى باللغة العربية , وبعد تحميل الصفحة قم بالضغط على اللغة التي تريد ترجمة الفتوى إليها - توجد عدة لغات, منها (الانجليزية, الفرنسية, الإسبانية, الأردية - لغة باكستان والهند وبعض أقاليم مجاورة لهما - والصينية, واليابانية, والإندونيسية .. ولغة أخري لا أعرفها .. ) وإن شاء الله اللغات التي سيترجم إليها الموقع في ازدياد ..
كما يوجد كذلك تبويب للفتاوى الموجودة بالموقع إذا لم تكن تجيد استخدام خاصية البحث, فيمكنك الوصول إلى الفتوى أو الموضوع الذي تريد عن طريق هذه الأبواب, وسوف تجدون أبوابًا خاصة بالمرأة المسلمة, وفقه العبادات, صحيح الاعتقاد, المعاملات المعاصرة, وباب الاستشارات الخاصة, وسوف تجدون بابًا جديدًا يسمى "تعرف على الإسلام" يقوم أهل العلم فيه بالرد على الأسئلة التي ترد من غير المسلمين ويساعدهم في التعريف على الإسلام من معينه الصافي الكتاب والسنة, ولقد انتفعت كثيرًا كثيرًا بهذا الموقع كما انتفع الكثير من الدعاة على شبكة (الإنترنت) وغيرها ..
والموقع مميز جدا في عرض الفتاوى بأدلتها التفصيلية وتفنيد الآراء المختلفة والترجيح فيما بينها, يعني فتاوى علمية مؤصلة مائة بالمائة على منهج أهل السنة .. المشرف على الموقع هو فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد (حفظه الله) ..
والموقع عنوانه سهل جدا, ولكي لا تنسوه فهو بالعربية: "الإسلام سؤال وجواب"
وسؤال بالانجليزية: Quistion - اختصر في حرف الـ Q
وجواب معناه: Answer - اختصر كذلك في حرف الـ A
فيكون العنوان كاملا كالتالي: www.islamqa.com
أرجو أن تنتفعوا وتنفعوا به, بارك الله فيكم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال, وهدانا إليها ..
كما أرجو نشر هذا الموضوع في المنتديات الأخرى إذا كان أحدكم مشتركًا فيها, ولا يشترط ذكر أنه منقول .. ولا تنسوني من صالح دعائكم
ـ[أبومنصور]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 01:51]ـ
هذا الموقع – جزى الله القائمين عليه كل خير – استفدت منه فائدة عظيمة بحكم اقامتي في الغرب , وسهل لي سبيل الدعوة الى حد كبير جدا .. ولعل من المصادفات العجيبة انني كنت قبل قليل افكر في كتابة رسالة للشيخ المنجد لاشكره على هذا المجهود الضخم الذي يقومون به ولاقترح بعض الاقتراحات الدعوية فوجدت هذا الموضوع فاشكرك اخي الكريم على هذا التقديم والتعريف.
تقييم الموقع عندي 10/ 10
وجزاكم الله خيرا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 02:15]ـ
وسؤال بالانجليزية: Quistion - اختصر في حرف الـ Q
تصحيح خطأ مطبعي:
Quistion = Question
ـ[أبو صالح المصري]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 03:59]ـ
أخي الكريم أبو منصور .. الحمد لله, وأنا أيضا استفدت من هذا الموقع كثيرًا, وفي الحقيقة لا أثق في أي مصدر للفتوى الآن غيره,
سواء كنت في الخارج أو في بلدي .. اسأل الله تعالى أن يجزي القائمين عليه خيرًا, وبارك الله فيك ..
-الأخ الآخر المعترض على الخطأ (المطبعي) , في الحقيقة هو خطأ كتابي وليس مطبعيًّا ..(/)
هل من يسب قاضيا اومفتيا يسب الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 02:12]ـ
بعض الجهال يسب القضاة والمفتين اذا قضوا عليه او افتوه بماثبت في الكتاب والسنة
وهذا الامر خطيرغلى اعتقادهم
قال الامام ابن تيمية رحمه الله في اثناء شرحه لحديث سب الدهر
/وهذا كرجل قضي عليه قاض بحق أو أفتاه مُفْتٍ بحق، فجعل يقول: لعن الله من قضى بهذا أو أفتى بهذا، ويكون ذلك من قضاء النبي صلى الله عليه وسلم وفتياه فيقع السب عليه، وإن كان الساب ـ لجهله ـ أضاف الأمر إلى المبلغ في الحقيقة، والمبلغ له فعل من التبليغ،
يخلاف الزمان فإن الله يقلبه ويصرفه.(/)
هل سمعت بـ " القارونية الفكرية"؟؟؟؟؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 01:24]ـ
الفكر لفظ يطلق على الإجراء وعلى النتيجة , فعمل العقل وتأمله ومقارناته واستنتاجاته تسمى (فكراً) ونتائج ذلك من مقروء أو مسموع أو مرئي يسمى (فكراً) كذلك , وأعني هنا الأفكار المتعلقة بذات الإنسان عقلاً وشعوراً وإرادة , أو ما يعرف بالفلسفة والعلوم الإنسانية , وفي هذا الزمان كثرت الأفكار, وكثر المفكرون ,وأصبح عددهم يقارب أعداد علب البيبسي , كل يدعي أنه مثقف ومفكر, وكما قال المتنبي:
كدعواك كل يدعي صحة العقل ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
بيد أ ن من أبشع مظاهر هذه الظاهرة أن فئة من الناس أصابها الغرور النفسي وأدركها الطغيان القاروني , إما لكثرة قراءة وإطلاع , وإما لكثرة كتابة وتأليف أو لكثرة كلام وتحدث.
إذا رأيت هذا الصنف من الناس رأيت عجبا من حالات الاستعلاء والعجب والتعالي بالمعلومات والثقافة , يخرج بعضهم على الناس (بزينة) الفكرية (مقال) أو (كتاب) أو (حديث) فيقول بعض الناس (يا ليت لنا مثلما أوتي قارون) ويذهل آخرون ويندهشون, ويشيدون بسعة المعلومات وعمق الثقافة , وما علموا أن إبليس أكثر ثقافة من أي مثقف وأوسع اطلاعاً وأعرف بأحوال كثيرة لايعرفها جماعة من المثقفين والمتفلسفين فضلاً عن آحادهم.
وإذا سألت قاروناً فكرياً من أين لك هذا؟ وما مستندك؟ تمطى وقال (إنما أوتيته على علم عند ي) ناسياً الذي وهبه العقل وسخر له المعلومات , بل بعضهم يستخدم هذه الموهبات الربانية لنقض التدين ونقد الدين (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولاكتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله بغير علم).
انظر إلى (قارون الفكر) وهو يرد النص الشرعي , وينادي بتقد يم العقل عليه , أو بتحكيم العقل فيه , أو بإلغاء قدسية النص , أو بأنسنة الوحي , ثم انظر إلى المخدوعين والمشدوهين الذين يرون في الهراء ذكاء , وفي التخبط جودة , وفي الجهالة علما وإدراكا وبصيرة (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)
(القارونية الفكرية) تشابه القارونية المالية في التعاظم والاتنفاش , وتشابه الزبد الذي يظهر على وجه الماء وهو منتفخ منتفش ولكنه لا يلبث أن يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض, وكما خسف الله بقارون الأول الأرض , فقد خسف بقارونة كثر, فقارونية أرسطو خسفت بها فلسفات حديثة , وقارونية ماركس خسفت به حاجات الفرد الفطرية , وقارونية " داروين خسفت بها الحقائق العلمية , وقارونية السوبرمان النتشوية العنصرية خسفت بها اضطرار العقل إلى المساواة في الخلق, وقارونية الحداثة خسفت بها ما بعد الحداثة , وهكذا كل قارونية فكرية ستظهر سيأتي عليها خسف أو مسخ أو زلزال , وما هي عن اللبرالية والعلمنة والعولمة ببعيد (والله متم نوره ولو كره الكافرون) ولكن الذين لا يرون إلا أنوفهم لا يدركون هذه الحقيقة , والذين لا يؤمنون بناموس الله في الكون لا يفهمون معنى قوله تعالى (فذرهم في خوضهم يلعبون) ولا يعقلون مضمون قوله تعالى (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم والويل مما تصفون)
سعيد بن ناصر الغامدي26/ 2/1426هـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 06:08]ـ
هذه (القارونية الفكرية!) لا يمكن أن تأتي نتيجة كثرة قراءة واطلاع، أو كثرة بحث وتأليف!!
نعم قد تقترن بشيء من ذلك، ولكنها لا تكون نتيجة شيء من ذلك.
وإنما تأتي نتيجة (كبر!) دفين في النفس
أو تأتي نتيجة (ضعف!) مترسخ في العقل
أو تأتي نتيجة (فساد!) قديم في النشأة
أو تأتي نتيجة (جهل!) بأشياء أهم مما يعلم
أو تأتي نتيجة (ضلال!) متأصل في النفس
أو تأتي نتيجة (شهوة!) رابضة في القلب
أما القراءة والاطلاع والعلم والبحث والنظر، فلا يزيد صاحبه إلا تواضعا، ولا يفيده إلا عمقا في الفهم، ولا يعطيه إلا سعة في التصور، وذلك عند الخلو من الأمراض السابقة.
أما عند وجودها، فالنتيجة تكون للفائز منها.(/)
معني لا تنقض الشهادة
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 01:26]ـ
يوجد نقل عن الامام احمد بن حنبل من رواية القرشي يقول فيه
و لا نشهد على احد من اهل القبلة انه فى النار لذنب عمله و لا بكبيرة اتاها الا ان يكون فى ذلك حديث فنروى الحديث كما جاء على ما روى و نصدق به و نعلم انه كما جاء و لا تنقض الشهاده
فما معنى تنقض الشهادة؟
ملحوظه: نحن نبحث عن معنى هذا النقل و لا نبحث عن ثبوت الروايه من عدم ثبوتها
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 03:00]ـ
من اكثر كلام الامام احمد غموضا لذلك يحتاج الى جهد فى الفهم و تركيز فى ربط الكلام مع بعضه
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 01:30]ـ
السلام عليكم
أولاً:
يبدو أن سبب الغموض هو: وقوع التحريف في نص العبارة.
ونصها جاء على وجوه، أشهرها وجهان:
الأول: " ننص الشهادة ".
والثاني: " بنص الشهادة ".
والعبارة كما في " مجمل اعتقاد السلف رواية حرب الكرماني " و " حادي الأرواح " لابن القيم (ص 289):
و لا نشهد على أحد من أهل القبلة انه في النار لذنب عمله و لا لكبيرة أتاها إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء في حديث ولا بنص الشهادة و لا نشهد لأحد انه في الجنة بصالح عمله و لا لخير أتاه إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي و لا بنص الشهادة.
انتهى
ثانياً:
وأما تفسيرها:
فقد قال الشيخ عبد الله بن جبرين – حفظه الله -:
فأما ما روي عنه أنه قال: ولا نشهد على أحد من أهل القبلة أنه في النار لذنب عمله، ولا على أحد أنه في الجنة لصالح عمله، إلا أن يكون ذلك في حديث فنصدقه ونعلم أنه كما جاء، ولا ننص الشهادة - (هامش) كما في رسالة العقيدة المذكورة في طبقات الحنابلة 1/ 26 رواية أحمد بن جعفر (الاصطخري) عن أحمد، وزاد: إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي فنصدقه -: فقد فسر القاضي أبو يعلى قوله: ولا ننص الشهادة. بأن معناه: ولا نقطع على ذلك. ورد عليه شيخ الإسلام وبين أن مراده: لا نشهد على معين. وأبطل تفسير القاضي بقوله في شأن الحديث: ونعلم أنه كما جاء، فإنه يقتضي صريحا إفادة العلم عنده.
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=2&book=55&page=2907
وفيه أصل وتتمة لا بد من قراءتهما.
= وانظر تعليق ابن تيمية والذهبي على العقيدة التي نقلها الاصطخري عن الإمام أحمد في:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1470
= وجاء ضبط اللفظة في كتاب " العقيدة "للإمام أحمد بن حنبل (ص 75) رواية أبي بكر الخلال، تحقيق: عبد العزيز عز الدين السيروان
" ولا نشهد على أحد من أهل القبلة أنه في النار لذنب عمله ولا لكبيرة أتاها إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي نصدقه ونعلم أنه كما جاء ولا تنصر الشهادة!! ".
انتهى
= وجاء أيضا لها ضبط: " ولا بنص الشهادة " وكذا جاء في " الدرر السنية " (1/ 348).
ثالثاً:
وإذا ثبتت الرواية، وكانت العبارة " تنقض الشهادة " - ويمكن ضبطها بضم التاء، أو " ننقض " بفتح النون -: فالظاهر أن لها معنيين:
الأول: أننا لا نحكم بكفر فاعل الكبيرة، ولا نلغي الشهادة التي ثبتت له، حتى يأتينا اليقين بتعمده الوقوع في الكفر والشرك، فحينئذ تنتقض الشهادة وينتفي الإسلام.
الثاني: ويحتمل قوله " ولا تنقض الشهادة ": أننا نشهد أيضا لمن جاء الحديث الصحيح بالشهادة له بالجنة أو بالنار، ولا ننقض الشهادة بأن نقولَ خلافَها، أو ننكر ما ورد فيها، بل نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة عن عالم الغيب إيمانا راسخا.
والله أعلم(/)
رد الشيخ شعيب الأرنؤوط على أشعري جلد تهجم على الإمام الذهبي وأئمة السنة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 01:26]ـ
السلام عليكم
(الذي بين القوسين الزرق هو كلام الأشعري)
http://1.blurg.com/i/0/0/1/9/5/001953700laAsha.jpg
كلام الشيخ شعيب الأرنؤوط -حفظه الله- الذي بالأعلى موجود في هامش صفحة 508 الجزء 18
وكلام الأشعري كان تعليقا على ما تحته خط (بالأسفل) في حادثة حصلت في سيرة إمام السنة أبو إسماعيل الهروي رحمه الله:
سير أعلام النبلاء - (ج 18 / ص 507)
قال ابن طاهر: وسمعت أبا إسماعيل يقول: قصدت أبا الحسن الخرقاني الصوفي، ثم عزمت على الرجوع، فوقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري، وألتقيه - وكان مقدم أهل السنة بالري، وذلك أن السلطان محمود بن سبكتكين لما دخل الري، وقتل بها الباطنية، منع الكل من الوعظ غير أبي حاتم، وكان من دخل الري يعرض عليه اعتقاده، فإن رضيه،
أذن له في الكلام على الناس، وإلا فمنعه - قال: فلما قربت من الري، كان معي رجل في الطريق من أهلها، فسألني عن مذهبي، فقلت: حنبلي، فقال: مذهب ما سمعت به! وهذه بدعة.
وأخذ بثوبي، وقال: لا أفارقك إلى الشيخ أبي حاتم.
فقلت: خيرة، فذهب بي إلى داره، وكان له ذلك
اليوم مجلس عظيم، فقال: هذا سألته عن مذهبه، فذكر مذهبا لم أسمع به قط.
قال: وما قال؟ فقال: قال: أنا حنبلي.
فقال: دعه، فكل من لم يكن حنبليا، فليس بمسلم.
فقلت في نفسي: الرجل كما وصف لي.
ولزمته أياما، وانصرفت (1).
سؤال: من ابن طاهر (راوي الحادثة)؟
ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 06:47]ـ
ربما كان محمد بن طاهر المقدسي (448 - 507 هـ).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - May-2008, مساء 10:58]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هو بلا شك: محمد بن طاهر المقدسي، المعروف بـ: ابن القيسراني (ت: 507 هـ).
وقد ذكر هذه القصة في كتابه: "المنثور من الحكايات والسؤالات"، كما في: "ذيل ابن رجب" 1/ 118 - 119، وفيه: (وإنَّما عَنى أبوحاتم: في الأصول). يعني: مَن لم يكن حنبليًّا في أصول الاعتقاد، فليس بمسلم. وكذا قال الذهبي في "التاريخ" 29/ 304: (يريد: في النِّحْلَة).
واستدراك الذهبي في: "السير" 18/ 509 على قول أبي حاتم السابق، بأنه: (محل نظر). (لعله): محل نظر؛ ذلك: أنه كان يقتضي قبل الاستدراك على أبي حاتم مراعاة قرائن الحال التي دعت أبا حاتم إلى قول ما قاله، فقد ورد في "المنثور" عن أبي إسماعيل الهروي، قوله: (وقع في نفسي أْن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بـ: الرَّيِّ، وألتقي به، وكان مُقدَّمَ أهل السُّنة بـ: الرَّيِّ، وذلك أنَّ السُّلطان محمود بن سَبَكْتَكِين لما دخل الرَّيَّ، قتل بها الباطنية، ومنع سائر الفِرَق من الكلام على المنابر غير أبي حاتم، وكان مَن دخل الرَّيَّ من سائر الفرق، يَعرض اعتقاده عليه؛ فإنْ رضيه أذن له في الكلام على النَّاس، وإلا منعه ... ).إلخ فهذا هو واقع الحال .. وسياقه ..
وبهذا يَبطل تهجُّم المبتدعة (من الرافضة ومَن لفَّ لفهم) على أهل السُّنة بأنهم ينهجون منهج التكفير لكلِّ مَن خالفهم، ولو في المذهب الفقهي، فقد رأيت وسمعت أحد الرافضة يستدل بنص ابن خاموش على ما ذُكِر ...
ومن هذا، فإنَّ الأبيات المشهورة عن أبي إسماعيل الهروي:
أنا حنبليٌّ ما حييت وإن أمت * فَوَصيَّتي للنَّاس أنْ يَتَحَنْبَلُوا
إنما هي في باب الاعتقاد أيضا
أما قوله: (مذهبُ أحمد، أحمدُ مَذْهَب).
فهو أشبه بباب الفروع، والمذهب الفقهي، لا العقدي، والله أعلم وأحكم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - May-2008, صباحاً 11:07]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 05:25]ـ
بارك الله فيكم شخنا أشرف على هذا التوجيه و في الناقل
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 02:17]ـ
صورة الرد مرة أخرى:
http://www.imagesfly.com/images/16846Shuayb-Arnaut-rad-3ala-Asha.jpg
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 06:20]ـ
ومن هذا، فإنَّ الأبيات المشهورة عن أبي إسماعيل الهروي:
أنا حنبليٌّ ما حييت وإن أمت * فَوَصيَّتي للنَّاس أنْ يَتَحَنْبَلُوا
إنما هي في باب الاعتقاد أيضا ...
جاء في "طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى 3/ 460 - 461 عثيمين:
(أنشدنا محمد بن أحمد الأصفهاني، قال: حدثنا محمد بن علي الهمذاني - بها -، قال: أنشدنا عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي الحنبلي شيخ الإسلام، لنفسه، من قصيدة له في ((السُّنَّة)):
أنا حنبليٌّ ما حييتُ فإنْ أمُت ** فوصيّتي ذاكُم إلى إخواني
إذْ دِيْنُه دِيْنِي ودِيْنِي دِيْنُه ** ما كنت إمّعةً له دِيْنان).
وقال ابن رجب في "الذيل" 1/ 121 - 122:
(ولشيخ الإسلام - الهروي - قصيدة نونيّة طويلة مشهورة ذكر فيها ((أصول السُّنّة))، ومدح أحمد وأصحابه). فذكر أبياتا منها إلى قوله:
إذْ دِيْنُه دِيْنِي ودِيْنِي دِيْنُه ** ...(/)
وَسُئلَ شَيْخُ الإسْلام ابن تَيمية عن المؤمن: هل يَكْفُر بالمعصية أم لا؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 06:12]ـ
وَسُئلَ شَيْخُ الإسْلام أبو العبَّاسِ تَقي الدين ابن تَيمية ـ رحمه الله
عن العبد المؤمن: هل يَكْفُر بالمعصية أم لا؟
فأَجَابَ:
لا يكفر بمجرد الذنب , فإنه ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف أن الزاني غير المحْصَن يُجْلَد ولا يقتل , والشارب يجلد , والقاذف يجلد , والسارق يقطع.
ولو كانوا كفارًا لكانوا مرتدين , ووجب قتلهم , وهذا خلاف الكتاب والسنة وإجماع السلف. قلت يضاف الى ذلك لا يكفر بمجرد الذنب مالم يستحله كماقال صاحب الطحاوية
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 12:34]ـ
بارك الله فيك يا شيخ، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا ما ندين الله به ونعتقده، وهذه المسألة كانت أول خلاف بين المسلمين نتج عنه (الخوارج، المرجئة) وكلاهما مختلف إختلاف تام في هذه المسألة إختلافًا تامًا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 01:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو ربيع السلفي]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 07:33]ـ
قلت يضاف الى ذلك لا يكفر بمجرد الذنب مالم يستحله كماقال صاحب الطحاوية
بارك الله فيك أبا محمد:
لو قلنا (ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب - دون الكفر - ما لم يستحله .. ) لكان أضبط!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أبا محمد:
لو قلنا (ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب - دون الكفر - ما لم يستحله .. ) لكان أضبط!
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على الاضافة القيمة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 06:43]ـ
"لا يكفر بمجرد الذنب"
هذا أضبط من قول السائل:
"هل يَكْفُر بالمعصية أم لا؟ "
لأن إبليس عصى ربه فكفر، وآدم عصى ربه ولم يكفر.
وقول الشيخ: (مجرد الذنب) واضح في أنه دون الشرك الأكبر والكفر الأكبر ودون استحلال الحرام الذي هو التقول على الشارع.(/)
جماعة متأثرة بالصوفية: الديوبندية في الهند
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 01:34]ـ
جماعة متأثرة بالصوفية: الديوبندية في الهند
قرا ت مقالا لاحد الاخوة في هذا المنتدى واثنى فيه على هذه الطائفة فوجدت هذه المعلومات عنها فذكرتها للفائدة
جماعة متأثرة بالصوفية: الديوبندية إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي التعريف: تنسب الديوبندية إلى جامعة ديوبند - دار العلوم في الهند. فهي مدرسة فكرية عميقة الجذور طبعت كلَّ خريج منها بطابعها العلمي الخاص، حتى أصبح ينسب إليها.
التأسيس وأبرز الشخصيات: • أسس جامعة ديوبند مجموعة من علماء الهند بعد أن قضى الإنجليز على الثورة (*) الإسلامية في الهند (*) عام 1857م فكان تأسيسها ردً فعل قويٍّ، لوقف الزحف الغربي ومدنيته الماديَّة على شبه القارة الهندية لإِنقاذ المسلمين من مخاطر هذه الظروف، خاصة وأن دلهي العاصمة قد خرِّبت بعد الثورة، وسيطر عليها الإنجليز سيطرة كاملة، وخاف العلماءُ أن يُبْتَلع دينُهم، فأخذ الشيخ إمداد الله المهاجر المكي وتلميذه الشيخ محمد قاسم الناناتووي وأصحابهم برسم الخطط للمحافظة على الإسلام وتعاليمه. فرأوا أن الحل بإقامة المدارس الدينية، والمراكز الإسلامية. وهكذا أسست المدرسة الإسلامية العربية بديوبند كمركز للدين والشريعة في الهند في عصر حكومة الإنجليز. ـ وقد بدأت دار العلوم بمدرسة دينية صغيرة بقرية ديوبند تأسست في 15 محرم 1283هـ الموافق 30 أيار (مايو) 1866م، ثم أصبحت من أكبر المعاهد الدينية العربية في شبه القارة الهندية. ـ وفي عام 1291هـ تم إنشاء البناء الخاص بالجامعة، بعد بقائها تسع سنوات بدون بناء وكانت الدروس في ساحة المسجد الصغير وفي الهواء الطلق. من أبرز شخصيات هذه المدرسة الفكرية: • الشيخ محمد قاسم ولد بناتوته سنة 1248هـ ورحل إلى سهارنبور في صغر سنه وقرأ المختصرات على الشيخ محمد نواز الهارنبوري. ثم سافر إلى دهلي وقرأ على الشيخ مملوك على النانوتي سائر الكتب الدراسية، وأخذ الحديث على الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، وأخذ الطريقة عن الشيخ الحاج إمداد الله العمري التهانوي المهاجر المكي، وكان ممن قام ضد الاستعمار (*) البريطاني في الثورة المشهورة سنة 1273هـ. وفي 15 محرم 1273هـ أسس مدرسة دار العلوم بديوبند وتحمل مسؤلية إدارتها وشاركت في تربية طلابها رفيقة الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي. وقد لخص هدفها في رده على اللورد ميكالي الإنجليزي بقوله: " إن غرضنا من التعليم هو إيجاد جيل يكون بلونه وعنصره هندياً، يتنور قلبه وعقله بنور الإسلام، وتموج نفسه بالعواطف الإسلامية، ثقافة وحضارة وسياسة ". وذلك رداً على قول اللورد ميكالي " إن الفرصة من خطتنا التعليمية هو إنشاء جيل من الهند، يكون هندي النسل واللون، وأوربي الفكر والذهن ". • الشيخ أحمد الكنكوهي: أحد أعلام الحنفية وأئمتهم في الفقه والتصوف قرأ على كبار مشايخ عصره حتى برع وفاق أقرانه في المنقول والمعقول واستفاد منه خلق كثير. وهو أحد الذين بايعوا الشيخ إمداد الله المهاجر المكي على الطريقة. وكان زميلاً للشيخ محمد قاسم الناناتوي. وله مؤلفات عديدة منها مجموعة فتاواه في عدة مجلدات، توفي عام 1323هـ. • الشيخ حسين أحمد المدني والملقب بشيخ الإسلام: ولد في التاسع عشر من شوال سنة 1296هـ وتلقى مبادئ العلوم في تانده من مديرية فيض آباد الهند وطن آبائه. وفي سنة 1309هـ سافر إلى دار العلوم الديوبندية وفيها تعلم الحديث عن الشيخ محمود حسن الديوبندي الذي لازمه مدة طويلة وكذلك تلقى من الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، وبايع (*) على الطريقة (*) على يد الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي الذي أجازه على البيعة (*) والإرشاد والتلقين. ولا شك أن هذا السلوك سلوك مبتدع لم يعرفه السلف الصالح. ـ سافر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، بصحبة والده أيام الحرب العالمية فأسره ولاة الأمر ـ الشريف حسين بعد خروجهم على الدولة العثمانية ـ وتم ترحيله بصحبة شيخه محمد حسن الديوبندي إلى مصر ثم إلى مالطا أسرى لمدة ثلاثة سنين وشهرين. وفي عام 1338هـ أفرج عنه ثم عاد إلى الهند وقام بتدريس الحديث وإلقاء المحاضرات والخطب الحماسية ضد الاستعمار (*) الإنجليزي فتم القبض عليه مرة أخرى في جماد الآخرة 1361هـ وسجن
(يُتْبَعُ)
(/)
لمدة سنتين وعدة أشهر في سجن مراد آباد وسجن إله آباد إلى أن أطلق سراحه في السادس من رمضان 1363هـ. استمر في جهاده (*) بالتعليم ومناهضة الاستعمار إلى أن وافاه الأجل في الثالث عشر من جماد الأولى سنة 1377هـ. ومن مؤلفاته: نقش حيات في مجلدين، وكتاب الشهاب الثاقب على المسترق الكاذب. • محمد أنور شاه الكشميري: أحد كبار فقهاء الحنفية وأساطين مذهبهم تخرج في جامعة ديوبندي وولي التدريس في المدرسة الأمينية بدلهي، ثم شغل مشيخة الحديث في جامعة ديوبند. في عام 1346هـ تولى رئاسة التدريس وشياخة الحديث فيها إلى جامعة دابهيل كجرات وله مؤلفات عديدة. ويعد من أبرز علماء عصره في قوة الحفظ وسعة الإطلاع. وكان أحد الذين لعبوا دوراً هامًّا في القضاء على فتنة القاديانية في شبه القارة الهندية. توفي عام 1352هـ.
• ومن أعلام الديوبندية الحديثة: ـ الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، رئيس جامعة ندوة العلماء في لكنهو ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وهو داعية مشهور. • والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي. الأفكار والمعتقدات: • ترجح الديوبندية مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الفقه والفروع ومذهب أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد والأصول، وتنتسب من طرق الصوفية إلى طرق النقشبندية الجشيتية والقادرية السهروردية طريقاً وسلوكاً. •
ويمكن تلخيص أفكار ومبادئ المدرسة الديوبندية بما يلي:
ـ المحافظة على التعاليم الإسلامية، والإبقاء على شوكة الإسلام وشعائره. ـ نشر الإسلام ومقاومة المذاهب (*) الهدَّامة والتبشيريّة. ـ نشر الثقافة الإسلامية ومحاربة الثقافة الإنجليزية الغازية. ـ الاهتمام بنشر اللغة العربية، لأنها وسيلة الاستفادة من منابع الشريعة الإسلامية. ـ الجمع بين القلب والعقل (*) وبين العلم والروحانية. الجذور الفكرية والعقائدية: • القرآن والسُّنة هما أساسها العقائدي والفكري وذلك على أساس: ـ مذهب (*) أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد. ـ مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان في الفقه (*) والفروع. ـ سلاسل الطرق الصوفية من النقشبندية والجشتية والقادرية والسهروردية في السلوك والإتباع.
الانتشار ومواقع النفوذ: •
لم تمض سوى فترة قصيرة على تأسيس دار العلوم بديوبند حتى اشتهرت وتقاطرت إليها قوافل طلاب العلوم الإسلامية من أطراف القارة الهندية. • وقد لعبت دارُ العلوم دوراً هاماً في نشر الثقافة الإسلامية خارج الهند، وقد انتشرت المدارس الشرعية التابعة لدار العلوم في أقطار عديدة منها الهند وباكستان. • وقد أسس أحد خريجي دار العلوم المدرسة الصولتيَّة في مكة المكرمة في بداية هذا القرن. وهي المدرسة التي قدمت خدمة جليلة من نشر العلوم الشرعية، وكذلك المدرسة الشرعية في المدينة المنورة - بجوار الحرم المدني وقد أسستها أسرة الشيخ حسين أحمد المدني رئيس هيئة التدريس في دار العلوم سابقاً الذي ظل سبع عشرة سنة يدرس في الحرم النبوي بعد هجرته إلى المدينة أثناء الاضطرابات في الهند. •
ومعلومٌ أن أغلب رجال جماعة التبليغ المشهورة في الهند والعالم الإسلامي، هم من خريجي دار العلوم مثل الشيخ محمد يوسف مؤلف كتاب حياة الصحابة والشيخ محمد إلياس مؤسس الجماعة. • بالنسبة لندوة العلماء في لكنهو بالهند فإنَّ أغلب علمائها من خريجي دار العلوم أيضاً، ومنهم رئيسها الحالي العلاّمة الداعية أبو الحسن الندوي. مما يؤخذ على الديوبندية: اتباعها في العقيدة للمذهب الماتريدي المخالف للكتاب والسنة وعقيدة السلف، وتعلقها بالتصوف البدعي، وتعصبها للمذهب الحنفي في الفقه.
ويتضح مما سبق:
أن الديوبندية مدرسة فكريَّة أسسها مجموعة من علماء الهند ونمت حتى أصبحت أكبر المعاهد الدينية العربية للأحناف في الهند. ومن أعلامها المعاصرين الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي. ومن أهداف هذه المدرسة المحافظة على التعاليم الإسلامية ونشر الإسلام ومقاومة المذاهب (*) الهدَّامة ومحاربة الثقافة الأجنبية والاهتمام بنشر اللغة العربية باعتبارها أداة فهم الشريعة الغراء. وترجِّح الديوبندية المذهب الحنفي في مجال الفقه - مع تعصب شديد له - والعقيدة الماتريدية في مجال الاعتقاد والطرق الجشتية والسهوردية والنقشبندية والقادرية والصوفية في مجال السلوك والإتباع. وهذا كله مما يؤخذ عليها. فالواجب على عقلاؤها التخلص من هذه الانحرافات، والعودة إلى دعوة الكتاب والسنة. ---------------------------------------------------
- مراجع للتوسع: مراجع الديوبندية: ـ جامعة ديوبند رسالتها وإنجازاتها لعدد من العلماء. ـ جامعة دار العلوم بديوبند تاريخها وخدماتها. ـ مائة وسبعة عشر عاماً للجامعة الإسلامية ـ دار العلوم بديوبند ـ الهند ـ في ضوء خدماتها العلمية والدعوية والاجتماعية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 06:58]ـ
يرفع للفائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 11:37]ـ
مطاعن شيوخ الديوبندية في الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
أفكار الشيخ حسين احمد الحنفي الديوبندي الجشتي:
هو شيخ الحديث ورئيس التدريس في دار العلوم ديوبند – الديوبنديون يسمونه شيخ
الإسلام وهو من كبار مشائخ جماعة التبليغ – يقول:
اعلموا أن محمد بن عبدالوهاب ظهر أمره في أوائل القرن الثالث عشر في نجد وكانت
له عقائد فاسدة ونظريات باطلة فلذلك قتل وقاتل أهل السنة … .. وكان يستحل نهب
أموالهم ويظن في قتلهم أجرا وثوابا سيما أهل الحجاز فإنه آذاهم أشد الإيذاء وكان
يسب السلف الصالح …… والحاصل أنه ظالم باغ سفاك فاسق ولذلك أبغضته العرب
أشد من اليهود والنصارى!!!
وهذا الحنفي قد سكن المدينة سنين عديدة في زمن الشريف والأتراك وقد عرف عقيدة
الإمام محمد بن عبدالوهاب ولكنه خاف من أهل البدعة والشرك البريلويين وارتعش
أن ينسبه الناس إلى الوهابية فسب الإمام وعلماء نجد ونسب إليهم ما ليس فيهم.
ويقول: ليس فضل الأنبياء بأعمالهم بل يفوقهم بعض أتباعهم في الأعمال!!!
الشيخ أنور شاه كشميري الحنفي الديوبندي الجشتي:
وهؤلاء الفقهاء من أبناء ديوبند يخافون من الوهابية ويرتعشون منها ويسبون الإمام
محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رحمة واسعة
يقول شيخ الجامعة الديوبندية السيد أنور شاه في كتابه فيض الباري:
أما محمد بن عبدالوهاب النجدي فإنه كان رجلا بليدا قليل العلم فكان يتسارع إلى
الحكم بالكفر ……
يتبع ..
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 11:43]ـ
بعد أن رأيت البعض قد إغتر بما عند الديوبندية من علوم وأصبح يعدهم من أهل السنة والجماعة حاولت أن أبحث عن حقيقة هذه الفرقة فوقعت على الخبير بهم ألا وهو شمس الدين الأفغاني والرجل صاحب خبرة واسعة في أحوالهم فقد خالط علمائهم وقرأ مؤلفات كبار مشايخهم فأوقفنا على حقيقة هذه الفرقة بالنقل الصحيح من كتبهم ...
وذلك في كتابه العظيم:"جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية"
والذي أنصح بقراءته بشده فالكتاب عظيم في بابه ...
وإليك مقتطف من كتابه
يقول رحمه الله معرفاً بفرقة الديوبندية:
"لقد كنت أحسن الظن بالديوبندية؛ لما عندهم من العلوم الجمة والعقول والرد على القبورية في كثير من البدع والشركيات.
ولكن رأيت عندهم من الشركيات والقبوريات الوثنيات، وتصرف الأرواح والاستفاضة من القبور والاستمداد من روحانية المشائخ شيئاً كثيراً، هو كنموذج من خرافاتهم القبورية التي لم اطلع عليها وهي تدل على ما وراءهما مما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
ولقد توصلت إلى أنه لا فرق بين البريلوية وبين الديوبندية في هذه القبوريات إلا في أمور:
الأول: الإفراط في الغلو: فإن البريولية قد أفرطوا في الغلو في الصالحين؛ فهم غلاة الغلاة بخلاف الديوبندية فإنهم من الغلاة، ولكنهم دون البريولية.
الثاني: أن البريلوية يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما كان وما يكن بخلاف الديوبندية.
الثالث: أن البريلوية يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم نور لا بشر، بخلاف الديوبندية.
الرابع: أن البريولية صرحاء في القبورية والوثنية بخلاف الديوبندية فإنهم يتظاهرون بالتوحيد.
الخامس: أن البريولية مطردون لأقوالهم في الوثنية؛ فهم غير متناقضين، بخلاف الديوبندية فإنهم تارة يردون على القبورية، ثم تراهم يرتكبون أفكاراً قبورية، فهم بالنسبة إلى البريلوية كالماتردية والأشعرية بالنسبة إلى الجهمية الأولى.
السادس: أنه يوجد بين الديوبندية من وفق لمطالعة كتب الأئمة الأعلام: شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) وابن القيم (751هـ) ومجدد الدعوة الهمام (1206هـ) فعرفوا جانباً كبيراً من توحيد الألوهية فتجردوا للرد على القبورية كالفنجفرية ونحوهم ممن عرفوا بعض جوانب التوحيد، بخلاف البريلوية فهم كلهم قبورية وثنية والله المستعان على ما يصفون.
ولذلك ألف أرشد القادرية أحد كبار كتاب البريلوية كتاباً بعنوان (الزلزلة) ذكر فيه نصوصاً كثيرة جداً من كتب الديوبندية المقدسة عندهم كبار أئمة الديوبندية أمثال: (الأرواح الثلاثة) و (السوانح القاسمية) و (أشراف السوانح) و (الأنفاس القدسية) و (الكرامات الإمدادية) و (تذكرة الرشيد) و (نقش الحياة) و (حياة الولي) وغيرها من كتبهم المقدسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه النصوص التي ذكرها ذلك البريولي في كتابه (الزلزلة) تنادي وتصرح بالوثنية الأولى.
وإنما جمع ذلك البريولية تلك النصوص في كتب الديوبندية ليبين لأهل الإنصاف أن البريلوية ليسوا متفردين بتلك العقائد القبورية بل الديوبندية شركاؤهم وخلطاؤهم في ذلك كله.
فلم هذا الطعن في البريولية فقط؟ ولم هذا التنابز والتنابذ والتقاطع للبريولية دون الديوبندية؟ هذا هو موضوع كتاب (الزلزلة).
وهذا الكتاب قد زلزل الديوبندية كلهم بدون شك، ولا محيد لهم ولا مفر إلا أن يتوبوا إلى الله عز وجل، أو ليقولوا للبريولية: نحن وأنتم إخوان خلطاء في القبورية.
قلت: أصل السر والسبب الوحيد لانخراط الديوبندية في العقائد القبورية هو أنهم صوفية نقشبندية أصحاب بيعة.
ولذلك اعترف بهذا السبب أحد كبار كتاب الديوبندية؛ ألا وهو الشيخ عامر العثماني مدير مجلة التجلي بديوبند في صدد كلامه على كتاب الزلزلة معترفاً بجميع ما نسب فيه إلى الديوبندية من الخرافات القبورية مبيناً سبب انخراط مشايخه الديوبندية في القبوريات.
وقال: إن السبب الوحيد لوقوع مشايخنا الديوبندية في الخرافات القبورية هو أنهم كانوا صوفية مع علومهم الجمة، والشخص مهما كان محتاطاً في التصوف وعلى حذر منه يدخل عليه التصوف أنواعاً من الكشوف والكرامات وأنواعاً من الأساطير في التصوف في الكون.
ثم مما زاد الطين بله: أن هؤلاء المريدين للمشايخ لأجل غلوهم في المشايخ يبالغون في تعظيمهم فينسجون حولهم ما يضاد الكتاب والسنة والعقائد الإسلامية، ولذا يقول الذين يرون الكتاب والسنة معياراً وميزاناً للحق: إن التصوف أفيون وتخدير وسفسطة وعدو للشريعة.
وكل ما أورده أرشد القادري من النصوص عن كتب مشايخنا الديوبندية فهو موجود في كتب مشايخنا، وإن صاحب الزلزلة لم يكتب أي نوع من الخيانة في النقل؛ فهو قد نقل تلك النصوص بغاية الأمانة والدقة.
وقد كشف لنا أرشد القادري بكتابه الزلزلة عجائب من الخرافات التي توجد في كتبنا المقدسة؛ بحيث اندهشت من تلك الخرافات وأقول: أستغفر الله ثم أستغفر الله.
وأقول: إن جرائد الفسق والفجور لم تضر الإسلام كما ضرت تلك الكتب التي نقدسها ونعظمها.
وأقول أيضاً: إن ما أورده أرشد القادري في كتابه الزلزلة على مشايخنا من الإيرادات والاعتراضات فهي حق وثابتة لا يمكن أن يجيب عنها شخص منطقي كبير، ولا علامة الدهر؛ لأنها حقائق ثابتة موجودة في كتب مشايخنا.
وقد ذكر الشيخ عامر العثماني سببا ً أخر أيضاً: وهو أن التقليد الأعمى الذي هو داء عضال قد سرى في عروق الديوبندية فهم يزعمون أن مشايخنا محفوظون عن الخطأ، ويعظمون مشايخهم إلى حد لا يرون الفضل إلا فيهم؛ فكل ما يصدر عنهم فهم يسلمونه كالحقائق المسلمة إلى أخر ما ذكره واعترف به الشيخ عامر العثماني أحد كبار كتاب الديوبندية.
يتبع ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 01:00]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 11:04]ـ
وفيك بارك أخي الفاضل ونفع الله بك
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - May-2008, مساء 10:34]ـ
عداء الطائفة الديبوندية للدعوة السلفية .. !
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:.
نبذة قصيرة التعريف بـ (الديوبندية)
الديوبندية هم طائفة من الحنفية في شبه القارة الهندية وغيرها.
وعلماء ديوبند: أحناف مذهبًا، وصوفية سلوكاً، وماتريديون عقيدةً، وجشتيون طريقةً،، بل إنهم يجمعون بين سلاسل الصوفية وطرقهم كلها، نقشبندية، قادرية، جشتية، سهروردية، ويقلدون محمد قاسم النانوتوي في الأصول، ورشيد أحمد الكنكوهي في الفروع.
وعلماء ديوبند يتبرؤن من أهل الحديث، ووجهوا سهام الطعن والافتراء إلى كل من شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية، والإمام ابن القيم، والإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، كما أنهم وجهوا سهام الطعن والافتراء إلى أهل الحديث في شبه القارة الهندية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـــ يقول شيخ الجامعة الديوبندية، محمد أنور شاه الكشميري في كتابه " فيض الباري على صحيح البخاري " 4/ 447: (وأما الحافظ ابن تيمية فحققها في الخارج حتى قارب التشبيه، كما كنت سمعت من حاله أنه كان جالساً على المنبر فسأله سائل عن نزوله تعالى فنزل ابن تيمية إلى الدرجة الثانية فقال هكذا النزول، فحققه في الخارج وبالغ فيه حتى أوهم كلامه التشبيه).
وطعن في الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، في كتابه (فيض الباري، 1/ 171) فقال: (أما محمد بن عبدالوهاب النجدي فإنه كان رجلاً بليداً قليل العلم، فكان يتسارع إلى الحكم بالكفر، ولا ينبغي أن يقتحم في هذا الوادي إلا من يكون متيقظاً متقناً عارفاً بوجوه الكفر وأسبابه).
ـــ وقال: محمد حسن السنبهلي في حاشية (نظم الفرائد على شرح العقائد للنسفي): " خلفاء هذه الملة أربعة: ابن تيمية وابن القيم والشوكاني، فيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، وإذا انضم إليهم ابن حزم، وداود الظاهري بأن صاروا ستة، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب.
ـــ وقال سيد حسين أحمد المدني، في كتابه (الشهاب الثاقب على المسترق الكاذب): (اعلموا أن محمد بن عبدالوهاب ظهر أمره في أوائل القرن الثالث عشر في نجد، وكانت له عقائد فاسدة ونظريات باطلة فلذلك قتل وقاتل أهل السنة وأجبرهم أن يذعنوا لعقائده ونظرياته، وكان يستحل نهب أموالهم ويظن أن في قتلهم أجراً وثواباً، سيما أهل الحجاز، فإنه آذاهم أشد الإيذاء، وكان يسب السلف الصالح، ويأتي في شأنهم بغاية سوء الأدب، وقد استشهد كثير منهم على يديه، والحاصل أنه ظالم باغ سفاك فاسق، ولذلك أبغضته العرب أشد من اليهود والنصارى).
وقال ايضاً: (إنا نتوسل بالأنبياء بل برجال شجرة أهل التصوف كالجشتية والنقشبندية وما سواهما من مشائخ السلاسل)
وقال ايضاً: (إن الوهابية يسيئون الأدب بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون ليس له علينا إلا فضيلة قليلة، وليس له علينا حق ولا إحسان، ولا يفيدنا شيئا بعد موته صلى الله عليه وسلم، وتقول أكابر الوهابية: إن عصاي هذه أنفع لنا من النبي صلى الله عليه وسلم، أذود بها الكلاب وأدفهم بها، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينفع شيئا).
ـــ ويقول: خليل احمد السهارنفوري، في كتابه (المهند على المفند) في بيان معتقدات علماء ديوبند والرد على الامام محمد بن عبدالوهاب ودعوته.
(ليعلم أولا قبل أن نشرع في الجواب أنا بحمد الله ومشائخنا، رضوان الله عليهم أجمعين، وجميع طائفتنا وجماعتنا مقلدون لقدوة الأنام وذروة الإسلام الإمام الهمام الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه في الفروع، ومتبعون للإمام الهمام أبي الحسن الأشعري والإمام الهمام أبي منصور الماتريدي رضي الله عنهما في الاعتقاد والأصول، ومنتسبون من طرق الصوفية إلى الطريقة العلية المنسوبة إلى السادة النقشبندية والطريقة الزكية المنسوبة إلى السادة الجشتية وإلى الطريقة البهية المنسوبة إلى السادة القادرية والى الطريقة المنسوبة إلى السادة السهروردية، رضي الله عنهم أجمعين).
ــــ ويقول شيخ مشايخ الديوبندية الحاج إمداد الله المهاجر المكي، في كتابه (شمائم امدادية): (القول بوحدة الوجود حق وصواب، وأول من خاض في المسألة هو الشيخ محي الدين ابن عربي).
ـــــ ومن عقائدهم الكفرية: عقيدة تصور الشيخ، والاشتغال بأشغال الصوفية ووصول الفيوض الربانية، وقراءة دلائل الخيرات وقصيدة البردة وغيرها، والاستغاثة بأرواح الأولياء الأحياء، والاستغاثة بالصالحين بعد مماتهم، والاستفادة من المقبورين، والأرواح تتمثل بالأجساد
طي الزمان " مشايخ ديوبند يطوون مسافات بعيدة خلال لحظات ".
التصرف في الكون " مشائخ ديوبند يملكون الموت والحياة ".
شفاء المرضى والمصابين حيث أن علماء ديوبند يعتقدون في أكابرهم انهم يقدرون على شفاء المرضى والمصابين، نداء يا رسول الله أو يا جيلاني أو غيره لتفريج الكربات وقضاء الحاجات، المراقبة عند القبور، كشف القبور، كشف القلوب، العلم بالآجال، العلم بما في الصدور، العلم بموعد نزول الغيث أو القدرة على حبس المطر، العلم بما في الأرحام.
علم الغيب " علم النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والأولياء للغيب ".
أشرف علي رسول الله.
شد الرحال لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وبالأنبياء والصالحين ز
رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في اليقظة رأي العين.
للأهمية راجع كتاب / الديوبندية، تعريفها ـ عقائدها / تأليف أبي اسامة سيد طالب الرحمن
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 09:24]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 01:59]ـ
جزاكم الله خير .. و الديوبندية جماعة صوفيه منحرفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 08:58]ـ
-سيرة علماء الديوبندية قريبة من سيرة بديع الزمان النورسي! لماذا؟!
-ومن أعلام الديوبندية الحديثة: ـ الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، رئيس جامعة ندوة العلماء في لكنهو ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وهو داعية مشهور
-ومعلومٌ أن أغلب رجال جماعة التبليغ المشهورة في الهند والعالم الإسلامي، هم من خريجي دار العلوم مثل الشيخ محمد يوسف مؤلف كتاب حياة الصحابة والشيخ محمد إلياس مؤسس الجماعة. • بالنسبة لندوة العلماء في لكنهو بالهند فإنَّ أغلب علمائها من خريجي دار العلوم أيضاً، ومنهم رئيسها الحالي العلاّمة الداعية أبو الحسن الندوي.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 04:47]ـ
جزاكم الله خير ا(/)
(واهجرهم هجرا جميلا) ماالمقصوود ?
ـ[مناهل]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 08:12]ـ
في كتاب الله العظيم كثيرا ماتستوقفني بعض الآيات قد يكون معناها واضح لكن مغزاها مستتر
من الآيات التي أقف عندها كثيرا قولة (واهجرهم هجرا جميلا!!!
ماالهجر الجميل وهل يكون الهجر جميلا؟؟؟
هل المقصد الصبر على الأذى أم ثوابة الجميل!!
أيضا قولة تعالى (واصبر وماصبرك الا بالله)
أشعر أن هناك تشابة بين هاتين الآيتين
لاأعلم لكن بانتظار تأملاتكم في قول الكريم المنان
ـ[أمل*]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 09:00]ـ
سئل الشيخ الإمام، العالم العامل، الحبر الكامل، شيخ الإسلام، ومفتي الأنام، تقي الدين بن تيمية أيده الله وزاده من فضله العظيم، عن الصبر الجميل والصفح الجميل، والهجر الجميل، وما أقسام التقوى والصبر الذي عليه الناس؟ فأجاب رحمه الله: الحمد لله، أما بعد فإن الله أمر نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل، فالهجر الجميل هجر بلا أذى، والصفح الجميل صفح بلا عتاب، والصبر الجميل صبر بلا شكوى، قال يعقوب عليه الصلاة والسلام: " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " مع قوله: " فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون " فالشكوى إلى الله لا تنافي الصبر الجميل.
من موقع سحاب
ـ[مناهل]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 09:02]ـ
جزاك الله خيرا أختي أمل على الفائدة ونفع بعلمك وزادك من فضلة ورفع قدرك بالدارين
فالهجر الجميل هجر بلا أذى،
ـ[أمل*]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 10:00]ـ
جزاك الله خيرا أختي أمل على الفائدة ونفع بعلمك وزادك من فضلة ورفع قدرك بالدارين
اّمين، وإياك أختي الكريمة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 01:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شلاش]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 02:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا.
الصحيح أن الآية منسوخة نسختها آية السيف في براءة.
فالهجر في حق المشرك منسوخ بالقتال.
ولكن هناك فائدة في معرفة معنى هذه الآية.
قال ابن العربي في (أحكام القرآن) (4/ 1880)
فيها مسألتان:
المسألة الأولى: هذه الآية منسوخة بآية القتال، وكل منسوخ لافائدة لمعرفة معناه، لاسيما في هذا الموضع، إلا على القول بأن المرء إذا غُلِب بالباطل كان له ان يفعل ما فعله النبي (ص) حين غلبوه، وهي
المسألة الثانية: فأمّا الصبر على مايقولون فمعلوم، وأمّا الهجر الجميل فهو الذي لا فحش فيه، وقيل: هو السلام عليهم، وبالجملة فهو مجرد الإعراض. ا. هـ
والله أعلم
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 02:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
(والصبر الجميل:صبر بغير شكوى إلى المخلوق. ولهذا قرئ على أحمد بن حنبل فى مرضه: أن طاووسا يكره أنين المريض ويعده من الشكوى. فما أن حتى مات.
وأما الشكوى إلى الخالق فلا تنافى الصير الجميل ...... ) كتاب العبودية لشيخ الإسلام بن تيمية
ـ[مناهل]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 04:16]ـ
جزاكم الله خيرا على اضافاتكم القيمة ومشاركتكم ورفع قدركم
ـ[فارس الحرمين]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 05:16]ـ
فائدة جميلة ما شاء الله
أسأل الله لكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً(/)
ماذا ينقِمُ الشيعة العرب من الفاروق رضي الله عنه.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 08:17]ـ
ماذا ينقِمُ الشيعة العرب
من الفاروق رضي الله عنه
لماذا هذا العداء الحاد من قبل الشيعة العرب ـ لا سيما شيعة العراق و بالأخص شيعة البصرة و الكوفة "المتاخمة للنجف"ـ للخليفة الفاروق رضي الله عنه.
و هل سنجد حين نستعرض سيرة الفاروق رضي الله عنه ما يبرر ذلك العداء التاريخي و العقدي له رضي الله عنه؟؟ فلنجرِّب إذاً!.
العراق في عهد عمر رضي الله عنه:
اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية ـ، إذ له رضي الله عنه إنجازات تنموية رائدة في تاريخ الاسلام و المسلمين، بل في تاريخ البشرية جمعاء، لا سيما في ارض الرافدين "العراق"بالأخص.
فقد فُتِحت في عهده ـ رضي الله عنه ـ كل من بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان.
و تخلَّصت العراق ـ جرَّاء تلك الفتوحات ـ من احتلال فارسي استمر قرونا عديدة و أزمنة مديدة بنى فيها الفرس مدينة كسروية هي المدائن حفلت بجميع مظاهر الابهة و الفخامة للحاكم الفارسي، و بجميع انواع الاستبداد ضد الجنس العربي و اهل السواد.
و لكسر شوكة الثوار من العرب و اهل السواد ابتنى الفرس مدينة الحيرة على نهر الفرات غربا بين مدينتي الأنبار و موقع مدينة الكوفة الحالي على مسيرة ثلاثة أميال من الاخيرة، و اسكنوا فيها بعض العشائر العربية الموالية لهم، و التي كانت تقوم نيابةً عن الفرس بصد هجمات القبائل العربية المضطهدة ضد المملكة الفارسية.
بناء البصرة:
عندما فتح المسلمون مدينة (الأبلة)، في شهر شعبان من السنة الرابعة عشرةَ للهجرةِ، كان قوامُ الجيش الإسلامي الذي حرَّرها ستمائةِ رجلٍ. فلما استقروا فيها كتب عتبةُ بن غزوان إلى الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يستأذنه في بناء دُور للمقاتلين مؤكداً أنه لابدَّ للمسلمين من منزل إذا شتا الوقت شتوا فيه، وإذا رجعوا من قتالهم لجؤوا إليه فكتب إليه عمر (رضي الله عنه): إن أردت لَهم منزلاً قريباً من المراعي والماء فاكتب إليَّ بصفتهِ. فكتبَ اليه: إني قد وجدت أرضاً كثيرةَ القضَّةِِ "نوع من العشب" في طرف البرِّ إلى الريف، ودونها منافع، وفيها ماءٌ وقصبٌ. فلما وصلَ هذا الجوابُ إلى الخليفة أذنَ لعتبةَ بالبناءِ، فبنى مسجدَها ودارَ أمارتِها ودورَها.
حفر أبي موسى "حفر الباطن":
لما بُنيت البصرة في عهد عمر رضي الله عنه، وكثر الحجاج القادمون منها رأى
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن يحفر أباراً على جادة البصرة إلى مكة، في المنزل "الخامس" من منازل طريق الحج من البصرة إلى مكة المكرمة، فوجد بها مياهاً عذبة، فكثر الناس حولها.
بناء الكوفة:
و في السنة الثامنة عشر للهجرة بعد أن بنى عمر رضي الله عنه البصرة رأى رضي الله عنه أن مجاري انهار العراق تحول عن الاتصال المباشر به، فعمد لبناء الكوفة لتكون رباطا متقدما لجيوش المسلمين ينطلقون منها لفتوحات الشرق ويلجؤون اليها اذا اصابهم هجوم مباغت. ويذكر الطبري في تاريخه (اخبار العام 18هجرية) في سبب بنائها ان سعد بن ابي وقاص بعد ان فتح العراق وتغلب على الفرس ثم نزل في عاصمتهم المدائن بعث ـ عند ذلك ـ وفداً الى الخليفة عمر بن الخطاب يخبره بذلك الفتح، فلما وصل الوفد الى عمر راى ألوانهم تغيرت وحالهم قد تبدل، فسألهم عن سبب ذلك فا جابوه: تخوم البلاد غيرتنا، فامرهم ان يرتادوا منزلا يُنزِلون فيه المسلمين، لان العرب لا يلائمهم طقس بلد الا اذا جاء ملائما لمزاج ابلهم وكتب الى سعد: "ابعث سليمان وحذيفة رائدين ليرتادا منزلا بحريا ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر". فارتاد سليمان وحذيفة جانبي الفرات نزولا من الانبار فلم يجدا افضل من موقع الكوفة الآن لحصانته وارتفاعه، بحيث لا يرِدُه ماء الفيضان، ولقربه ـ أيضاً ـ من ماء الفرات، فامر سعد بن ابي وقاص بتاسيس مدينة الكوفة " التي تتنكَّر اليوم لبُناتِها" في يوم 23 كانون الكاني (يناير) من عام 638م.
نهر الأبُلَّة "بالبصرة":
لما بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه البصرة أمر أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أن يحتفر لأهلها نهرًا يسقون منه، فابتدأ الحفر من الإجانة وقاده ثلاثة فراسخ حتى بلغ به البصرة.
فصار طول نهر الابلة أربعة فراسخ.
ثم إنه انطمَّ منه ما بين البصرة وبثق الحيرى وذلك على قدر فرسخ من البصرة، فأعاده زياد بن أبي سفيان ـ حين كان على بيت مال و ديوان البصرة ايام ولاية عبد الله بن عامر بن كريز على البصرة من قبل عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ فأنفذ حفر نهر الابلة من حيث انطمَّ حتى بلغ به البصرة.
نهر معقل "بالبصرة ":
ثم رأى عمر رضي الله عنه ان يحفر لأهل البصرة نهرا آخر،فأمر أبا موسى بحفره، و أن يجريه على يد معقل بن يسار المزني رضي الله عنه، فاحتفره معقلٌ، فنسب إليه وسمِّي "نهر معقل"، و فيه المثل المشهور "اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل".
روى محمد بن سعد عن الواقدي وغيره أن عمر بن الخطاب أمر أبا موسى بحفر النهر الآخر وأن يجريه على يد معقل بن يسار المزني فنسب إليه.
هذا بعض ما أدَّاه الخليفة الراشد الى هاتين المدينتين، فهل يعي شيعة العراق ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 06:51]ـ
العقيدة الفاسدة تجعلهم يبغضون الفاروق رضي الله عنه وبقية الصحابةرضي الله عنهم
واذاكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار).
رواه البخاري
فكيف بمن ابغض المهاجرين والانصار
ـ[العرب]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 01:45]ـ
الأمر عقدي فاسد
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 04:32]ـ
معلومات قيمة
بورك فيك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 11:23]ـ
و اياكم
وشكرا على المرور الكريم.
ـ[المستنبط]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 09:46]ـ
من الذي سقطت على يدية دولة الفرس عباد النار هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه لهذا في إيران تعظيم لقبر ابي لؤلؤة المجوسي ويطوفون حوله لأنه قتل الذي اسقط دولة المجوس عليهم من الله ما يستحقون.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 06:44]ـ
بارك اله فيك اخي العزيز
ـ[ابو طلحه العراقي]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 11:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة السلام على رسوله الامين محمد صلى الله عليه وسلم
اما بعد
فان حقد الشيعه الروافض على امير المؤمنين حقد دفين ومتجسد في نفسيتهم المريضه حتى انهم في مذهبهم المسمى بالمذهب الجعفري يشرعون كره الصحابه ويعتبرونه قربة الى الله والشرك متجسد في عقيدتهم بكل اشكاله ونحن في العراق عايشنا هذا الحقد والاجرام بكل جوانبه وذقنى مرارة حقدهم حتى انهم بداو ببيع كل من يحمل اسم عمر بالدولار لكي يستمتعوا بقتله بابشع الطرق والله المستعان لذلك احذرو اخوتي كل الحذر من منهج الشعه الروافض والابتعاد عن اي تقارب بينهم وبين اهل السنة والجماعه لانهم سرطان هذه الامة
والله الموفق
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 01:01]ـ
بارك الله فيك أخي ابا طلحة
و شكرا على تعقيبك الكريم.
ـ[::أبوالريان::]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 07:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخي محمد المبارك جعلك الله مباركا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 09:53]ـ
و إياكم أخي العزيز أبا الريان.
بارك الله فيك و نفع بك.(/)
هل نقول نحن في جاهلية القرن العشرين؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 02:34]ـ
هل نقول نحن في جاهلية القرن العشرين
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
فإذا تبين ذلك فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جهال وإنما يفعله جاهل وكذلك كل ما يخالف ما جاء به المرسلون من يهودية ونصرانية فهي جاهلية وتلك كانت الجاهلية العامة
فأما بعد ما بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم فالجاهلية المطلقة قد تكون في مصر دون مصر كما هي في دار الكفار وقد تكون في شخص دون شخص كالرجل قبل أن يسلم فإنه يكون في جاهلية وإن كان في دار الإسلام فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة
والجاهلية المقيدة قد تقوم في بعض ديار المسلمين وفي كثير من المسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم أربع في أمتي من أمر الجاهلية وقال لأبي ذر إنك امرؤ فيك جاهلية ونحو ذلك
فقوله في هذا الحديث ومبتغ في الإسلام سنة جاهلية يندرج فيه كل جاهلية مطلقة أو غير مقيدة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو صابئة أو وثنية أو شركية من ذلك أو بعضه أو منتزعة من بعض هذه الملل الجاهلية فإنها جميعها مبتدعها ومنسوخها صارت جاهلية بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان لفظ الجاهلية لا يقال غالبا إلا على حال العرب التي كانوا عليها فإن المعنى واحد
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 04:25]ـ
يبدو -أخي أبا محمد - أن قول محمد قطب أو غيره:"جاهلية القرن العشرين" أو الواحد والعشرين لا يصح أن يطلق على عصر من عصور ما بعد الإسلام ...
لقد جاءت الكلمة في القرآن في أربعة مواضع هي: {يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية} آل عمران:154 / {أفحكم الجاهلية يبغون} المائدة:50 / {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} الأحزاب:33 / {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية} الفتح:26 - وكلها تعني بالجاهلية الفترة المعروفة قبل الإسلام
يقول ابن عطية في " المحررالوجيز في تفسير الكتاب العزيز:"وقوله - تعالى - {ظن الجاهلية} ذهب جمهور الناس إلى أن المراد مدة الجاهلية القديمة قبل الإسلام وهذا كما قال: {حمية الجاهلية} و {تبرج الجاهلية} وكما تقول شعر الجاهلية وكما قال ابن عباس: سمعت أبي في الجاهلية يقول:اسقنا كأسا دهاقا "
وفي الحديث:"خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا"
إن الأمر يتعلق بعصر كان جاهليا من حيث معبوداته وعقائده ولا يقبل أن يطلق على ما بعد الإسلام مهما كانت فيه من نقائص ما دامت تقام الصلوات وينادى من على الصوامع شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله ....
والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 05:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو الصقر العمراني]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 05:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
انا اتفق معك علا انا في جاهليت القرن العشرين فان الجاهليه هنا اقواء والشد بما كانوا عليه قبل الايلام فان الجاهليه هناك كانت عن عذر في العلم عكسالعلم الجهل ولاكن هنا كان [الاعكس فان الامه اليوم تعلم ولاكنها تتجاهل والله المستعان على امت العرب وخاصه العلماء بارك الله فيهم ونور دربهم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 05:29]ـ
أرجو تصحيح مداخلة الأخ العمراني لنفهم ماذا يريد أن يقول مامعنى: علا / جاهليت / اقواء/ الشد/ الأعكس / أمت؟؟؟؟؟؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 06:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
انا اتفق معك علا انا في جاهليت القرن العشرين فان الجاهليه هنا اقواء والشد بما كانوا عليه قبل الايلام فان الجاهليه هناك كانت عن عذر في العلم عكسالعلم الجهل ولاكن هنا كان [الاعكس فان الامه اليوم تعلم ولاكنها تتجاهل والله المستعان على امت العرب وخاصه العلماء بارك الله فيهم ونور دربهم
يبدو لي بعد التأمل أنها هكذا:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أنا اتفق معك على أننا في جاهلية القرن العشرين فإن الجاهلية هنا (يعني في هذا العصر) أقوى وأشد مما كانوا عليه قبل الإسلام فان الجاهلية هناك كانت عن عذر في العلم -عكس العلم الجهل- ولكن هنا كان العكس فان الأمة اليوم تعلم ولكنها تتجاهل والله المستعان على أمة العرب وخاصه العلماء بارك الله فيهم ونور دربهم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 07:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة ابو الصقر العمراني و محمد عزالدين المعيار والحمادي
شكرالكم وبارك الله فيكم
وبالنسبة لكلام الاخ ابو الصقر العمراني ففيه نظرلانه كماقال الامام ابن تيمية ليست هناك جاهليةمطلقةوانظر الى قوله
((((فالجاهلية المطلقة قد تكون في مصر دون مصر كما هي في دار الكفار وقد تكون في شخص دون شخص كالرجل قبل أن يسلم فإنه يكون في جاهلية وإن كان في دار الإسلام فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة)))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 11:02]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلي تعليقات على عبارة {جاهلية القرن العشرين}:
1 - قولك القرن العشرين يعني أنك تستخدم تقويم النصارى - ولا يسعني أن أوافقك على هذا - إلا إن كنت تستخدمه على سبيل التهكم، مع العلم أننا الآن - حسب تقويمهم - في قرنهم الحادي والعشرين، فاعتمادُ تقويمهم فيه ما فيه:
وقال الإمامُ البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب 50:
3456 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِى زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ «فَمَنْ». طرفه 7320 - تحفة 4171
وقال في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب 14:
7319 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِى بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ». فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ. فَقَالَ «وَمَنِ النَّاسُ إِلاَّ أُولَئِكَ». تحفة 13025
2 - في قول الله تعالى {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} فوصْفُ الجاهلية هنا بالأولى لعله يشير إلى جاهلية أخرى، وقد وردت أحاديث كثيرة في رفع العلم ونزول الجهل، أذكر منها على سبيل المثال:
قال الإمام البخاري في كتاب العلم، باب 21:
80 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِى التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا». أطرافه 81، 5231، 5577، 6808 - تحفة 1696
81 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثاً لاَ يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ». أطرافه 80، 5231، 5577، 6808 - تحفة 1240 - 31/ 1
وقال في باب 24، من كتاب العلم
85 - حَدَّثَنَا الْمَكِّىُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «يُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ وَالْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ، فَحَرَّفَهَا، كَأَنَّهُ يُرِيدُ الْقَتْلَ. أطرافه 1036، 1412، 3608، 3609، 4635، 4636، 6037، 6506، 6935، 7061، 7115، 7121 - تحفة 12912
والذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة هذا قد رأيناه كله!
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 11:52]ـ
إن استعمال عبارة جاهلية القرن العشرين ليست من مبتدعات الأخ الغامدي كما تقدم بل هناك كتاب معروف لمحمد قطب عنوانه جاهلية القرن العشرين وعلى رأي الأخ أبي مريم فماذا يقترح؟ هل يقبل بدل ذلك عبارة: جاهلية القرن الخامس عشر - مثلا -؟؟؟
أما فيما يتعلق بمعنى الجاهلية فليست من الجهل الذي هو ضد العلم كما يعتقد بعض الناس وإنما هي من الجهل الذي هو ضد الحلم ومنه قول الشاعر عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن علينا أحد * * * فنجهل فوق جهل الجاهلينا
للحديث بقية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 12:46]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
هنا فتوى مطولة فيها فوائد متعددة:
http://islamqa.com/index.php?ref=103660&ln=ara
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 12:50]ـ
أما فيما يتعلق بمعنى الجاهلية فليست من الجهل الذي هو ضد العلم كما يعتقد بعض الناس وإنما هي من الجهل الذي هو ضد الحلم ومنه قول الشاعر عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن علينا أحد * * * فنجهل فوق جهل الجاهلينا
للحديث بقية
الأخ الفاضل عزالدين المعيار بارك الله فيك.
واسمح لي أن أصوب البيت:
ألا لا يجهلن أحدٌ علينا **** فنجهل فوق جهل الجاهلينا.
فهو بالصورة التي كتبتها مكسور.
وفي الحقيقة لا أدري هل فعلتها عن عمد لهدف أو هو سبق قلم. بارك الله فيك ونفع بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 12:59]ـ
الاخ الفاضل أبو مريم وفقك الله
مرادي هل يقال ان البشرية كلها الان في جاهلية فبعض الناس يقول ذلك وهذا خطا كما هو واضح من كلام الامام ابن تيمية
واقولها كذلك على سبيل السخرية والتهكم فانا لااحب النصارى ولاتقويمهم حتى انني اعتب على المواقع الاسلامية ومنها هذا المنتدى ان التواريخ فيها بغير الهجر ي
واقول للاخ الفاضل محمد عزالدين المعياروفقك الله
لعلك لم تتامل كلام الامام ابن تيمية وانها منسوبة الى الجهل الذي هو ضد العلم
قال رحمه الله فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل
فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جهال وإنما يفعله جاهل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 01:05]ـ
الاخوة الافاضل سليمان الخراشي علي أحمد عبد الباقي
شكرا لكم.على تعليقكم المفيد. و بارك الله فيكم ...
ـ[البريك]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:07]ـ
سيد قطب في كتابه جاهلية القرن العشرين، انتقد فيه بشدة ما وصل به حال الأمة من تبعبية عمياء للغرب .. وهو بذلك يرد على من يلهث وراء حضارة القرن العشرين .. فلما كانت النخبة (المفكرة) هي الموجهة لمسار الأمة الفكري و و .. و تلهج بالحضارة الغربية وتصفها بحضارة العلم و و و. كان رد فعل كثير من الكتابات الإسلامية .. منهاما كتبه سيد وغيره ...
فمصطلح جاهلية القرن العشرين تهكم وسخرية من مصطلح حضارة القرن العشرين ..
ولا يخفى مذى انبهارنا ـ بدون مكابرة ـ بالحضارة الغربية وعدم استفادتنا منها في جانبها الإيجابي .. وإن كانت فئة لم تتأثر بهذه الحضارة فهي قليلة مقارنة مع من تأثر.
أما التأريخ بتاريخ النصارى .. فهو من مخلفات وآثار الثقافة الغربية .. وليس هذا وحسب .. بل حتى أسماء الدول!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:16]ـ
اخي الفاضل البريك وفقك الله
قلت سيد قطب في كتابه جاهلية القرن العشرين،
الصواب ان الكتاب لمحمدقطب حفظه الله وليس لاخيه سيد رحمه الله وهوكتاب قيم في بابه
وكلامنا في التسمية وربما كماقلت ان الشيخ حفظه الله قالهاعلى سبيل السخرية وهذه التسمية منتشرة على السنةكثير من الناس
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 04:34]ـ
جزاكم الله خيراً ...
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في "شرح مسائل الجاهلية" (ص15 ـ ط. دار البصيرة!):
(لا يصح إطلاق من أطلق (جاهلية القرن العشرين) أو نحوها من العبارات التي يستعملها من لم يدقق، لأنه بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم انقضت الجاهلية المطلقة، و لا يزال في أمته من ينافح عن هذا الدين و يرفع رايته، فليس ثم جاهلية منسوبة إلى زمن كالقرن العشرين، و أنما تكون منسوبة إلى وقت من الأوقات فيما إذا ظهرت بعض الصفات ثم يجاهدها و يظهر عليها أهل الحق بالإنكار فلا تصبح جاهليةً يعني في الزمن.
فمثلا تقول: القرن العشرين ظهرت فيه أنواع من الجاهليات كثيرة، لكن ما نطلق نقول: جاهلية القرن العشرين ... ).
و قال حفظه المولى و نفع به (ص49):
(قوله هنا [أي أحد السائلين]: (ألأا تحمل على أن معظم الناس اليوم في جاهلية) هذا الكلام ليس بصحيح، قد يكون في بعضهم جاهلية لكن معظم الناس في جاهلية هذا غير دقيق؛ لأن قوله (في جاهلية) يعني جاهلية كاملة؛ يعني الكفر، و هذا غلط.
لأنه لو قال الأخ: على أن معظم الناس عندهم خصال من الجاهلية لكان صحيحاً، أما أن يقال في جاهلية اليوم فهذا تعبير لا يستعمله أهل العلم).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 05:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك.اخي. فريد المرادي. على الاضافة القيمة
بارك الله فيك .. وفي معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:42]ـ
شكرا لأخي علي أحمد عبد الباقي على تنبيهه وإصلاحه في الوقت نفسه لبيت عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وقد وقع فعلا سبق قلم فكتبت الشطر الأول هكذا: *ألا لايجهلن علينا أحد *
(يُتْبَعُ)
(/)
والغريب أني رجعت الى بعض شروح المعلقات لمعرفة ما قالوا في معنى الجهل في البيت فلم أنتبه للخطإ الذي وقعت فيه دون شعور / بارك الله فيك أخي وجازاك على هذا التصويب وستر عيوبنا جميعا بستره ...
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 07:43]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فيا أبا محمد - وفقك الله - لا أرى أن يقال {البشرية كلها الان في جاهلية}:
قال أبو عبد الله البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة:
10 - باب قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ يُقَاتِلُونَ». وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ. (11)
7311 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لاَ يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ». طرفاه 3640، 7459 - تحفة 11524 - 125/ 9
وقال قبل ذلك في كتاب العلم باب 13:
71 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيباً يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِى الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِى، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللَّهِ». أطرافه 3116، 3641، 7312، 7460 - تحفة 11409 - 28/ 1
وقال في كتاب المناقب باب 28:
3641 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِى عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِى أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ». قَالَ عُمَيْرٌ فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ قَالَ مُعَاذٌ وَهُمْ بِالشَّأْمِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذاً يَقُولُ وَهُمْ بِالشَّامِ. أطرافه 71، 3116، 7312، 7460 - تحفة 11432، 11360
وقال الإمام مسلم في كتاب الإمارة باب 53:
5059 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِىُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ - عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ». وَلَيْسَ فِى حَدِيثِ قُتَيْبَةَ «وَهُمْ كَذَلِكَ». تحفة 2102 - 1920/ 170
وقال:
5066 - حَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ حَدَّثَنَا عَمِّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِى يَزِيدُ بْنُ أَبِى حَبِيبٍ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُمَاسَةَ الْمَهْرِىُّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَىْءٍ إِلاَّ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ. فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ يَا عُقْبَةُ اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ. فَقَالَ عُقْبَةُ هُوَ أَعْلَمُ وَأَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِى يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ لاَ يَضُرُّهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ». فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَجَلْ. ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا كَرِيحِ الْمِسْكِ مَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ فَلاَ تَتْرُكُ نَفْساً فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ إِلاَّ قَبَضَتْهُ ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ. تحفة 9934، 7879 ل - 1924/ 176
في أحاديث كثيرة صحيحة بهذا المعنى ونحو هذه الألفاظ، فلا يستقيمُ أن نقول أن البشرية اليوم كلها في جاهلية، لأنه لا تزال طائفةٌ من الأمة على الحق إن شاء الله حتى يأتي أمر الله، كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن ذلك لا ينفي - بل يؤكد - انتشار الجهل، ونسأل الله تعالى العافية، والعلمَ، بطبيعة الحال، قولوا آمين
وأما الجاهلية والقول أنها منسوبةٌ إلى الجهل الذي هو ضد الحلم، فأين ذلك من قول الله تعالى، في صورة الصافَّات:
{إنهم ألفوا ءابآهم ضآلين (69) فهم على ءاثرهم يهرعون (70)}
وقول الله تعالى في السورة نفسها:
{وإن كانوا ليقولون (167) لو أنَّ عندنا ذكرا من الأولين (168) لكنا عباد الله المخلصين (169)}؟؟
وأما قول الأخ محمد عز الدين المعيار {وعلى رأي الأخ أبي مريم فماذا يقترح؟ هل يقبل بدل ذلك عبارة: جاهلية القرن الخامس عشر - مثلا -؟؟؟}
فلا حول ولا قوة إلا بالله!
أولم يَقُلِ الله تعالى {لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيرا منهم (11) الحجرات}؟
بل أقترح أن نشير إلى الروم (وهم الذين يشير إليهم أهل هذا الزمان بالأوروبيين) ثم نقول لإخواننا ممن يسارعون فيهم، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة: كما قال موسى لقومه {إنكم قومٌ تجهلون (138) إن هؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه، وبطلٌ ما كانوا يعملون (139) الأعراف}،
ثم نبين لهم حقيقة هذه الحضارة الزائفة - أم أن حقي أن أقول (الزيف الحضاري)؟ - من كتاب الله، ومن سورة الروم:
قال تعالى: {يعلمون ظهرا من الحيوة الدنيا وهم عن الاخرة هم غفلون (7)}
ثم نقول لهم: هل ننبئكم بخير من ذلكم، وندعوهم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأما مصطلح (الغرب) الذي يعني به كثيرٌ من المسلمين اليوم الرومَ فهو مصطلح صليبي، من اختراع الإنجليز والفرنجة، فيما أعلم، والله تعالى أجلُّ وأعلم، وهذا ظاهرٌ - إن شاء الله تعالى - لأن من بلاد المسلمين ما هو أبعد من بلادهم غربا،
الاخ الفاضل أبو مريم وفقك الله
مرادي هل يقال ان البشرية كلها الان في جاهلية فبعض الناس يقول ذلك وهذا خطا كما هو واضح من كلام الامام ابن تيمية
واقولها كذلك على سبيل السخرية والتهكم فانا لااحب النصارى ولاتقويمهم حتى انني اعتب على المواقع الاسلامية ومنها هذا المنتدى ان التواريخ فيها بغير الهجر ي
واقول للاخ الفاضل محمد عزالدين المعياروفقك الله
لعلك لم تتامل كلام الامام ابن تيمية وانها منسوبة الى الجهل الذي هو ضد العلم
قال رحمه الله فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جهال وإنما يفعله جاهل
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 09:59]ـ
أولا أرجومن أخي أبي مريم أن لا يظن بي إلا خيرا فحاشا لله ان أسلك سبيل الجاهلين
أما فيما يتعلق بأن شيخ الإسلام ابن تيمية قال إن الجاهلية من الجهل الذي يقابل العلم فلم أقف عليه وسأكون ممنونا للأخ لو أحالني على الجزء والصفحة من كتاب ابن تيمية الذي ذكرفيه ذلك حتى أجعله في الاعتبار قبل أن أدلي برأيي في الموضوع وشكرا سلفا
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 11:42]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فأدعو أخي الحبيب في الله محمد عز الدين المعيار إلى التأمل معي في هذه المسألة:
قال الإمام البخاري رحمه الله في كتاب أحاديث الأنبياء باب8:
3353 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِى سَعِيدُ بْنُ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ قَالَ «أَتْقَاهُمْ». فَقَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ «فَيُوسُفُ نَبِىُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِىِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِىِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ». قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ «فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونَ خِيَارُهُمْ فِى الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِى الإِسْلاَمِ إِذَا فَقُهُوا». قَالَ أَبُو أُسَامَةَ وَمُعْتَمِرٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم. أطرافه 3374، 3383، 3490، 4689 تحفة 12987، 14307
والجاهلون (من الجهل الذي هو ضد الحلم) لايعدون من خيار الناس
ثم إن الله تعالى وصف أهل الجاهلية:
قال تعالى {لتنذر قوما مآ أنذر ءابآؤهم فهم غافلون} سورة يس (6)
وراجع أيضا الآية الثالثة من سورة السجدة {بل هو الحق من ربك لتنذر قوما مآ أتهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون}
فالمشكلة عندهم أنه ليس عندهم علم،
وقد عاب الله تعالى المشركين في الآيات 136 - 140 من سورة الأنعام
فما ترى يا أخي؟ أليس ذلك كله من جهلهم (الذي هو ضد العلم)؟
أولا أرجومن أخي أبي مريم أن لا يظن بي إلا خيرا فحاشا لله ان أسلك سبيل الجاهلين
أما فيما يتعلق بأن شيخ الإسلام ابن تيمية قال إن الجاهلية من الجهل الذي يقابل العلم فلم أقف عليه وسأكون ممنونا للأخ لو أحالني على الجزء والصفحة من كتاب ابن تيمية الذي ذكرفيه ذلك حتى أجعله في الاعتبار قبل أن أدلي برأيي في الموضوع وشكرا سلفا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 12:44]ـ
للاخ الفاضل محمد عزالدين المعياروفقك الله
كلام ا بن تيمية
موجودافي كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
المؤلف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
تحقيق: محمد حامد الفقي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 12:48]ـ
الاخ أبو مريم تقول فيا أبا محمد - وفقك الله - لا أرى أن يقال {البشرية كلها الان في جاهلية}:
اسالك اخي هل انا قلته او انا منكر على من قاله؟؟؟؟
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 10:23]ـ
الاخ الفاضل أبو مريم وفقك الله
مرادي هل يقال ان البشرية كلها الان في جاهلية فبعض الناس يقول ذلك وهذا خطا كما هو ....
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فيا أبا محمد - حفظك الله - إنك قلت: هل يقال .. ؟ فأجبتك بأني: لا أرى أن يقال ...
ولم أقل أنك أنت الذي قلت ... ، وكلانا بنى للمجهول، فهذه موافقةٌ مني لك، وليس في النداء ما يدل على تهمة، إلا أنك وجهت إلي كلامك، فكان لرد الكتاب حقٌ كرد السلام على ما رأى عبد الله بن عباس، ورواه عنه البخاري في الأدب المفرد
والله تعالى الموفق ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 01:16]ـ
اخي الفاضل ابو مريم هشام بن محمدفتحي
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فيا أبا مريم - حفظك الله - تقول .. أجبتك بأني: لا أرى أن يقال ...
ولم أقل أنك أنت الذي قلت ... ، وكلانا بنى للمجهول، فهذه موافقةٌ مني لك،
قلت اثابك الله وغفر لي ولك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 05:34]ـ
لا أرى مانعا ألبتة .. من إطلاق جاهلية القرن العشرين .. ونحن بالمناسبة في جاهلية القرن الواحد والعشرين
والذين اعترضوا على المفكر العالم محمد قطب .. غلبت عليهم التأثر لتوجهات بعينها .. في الغالب
وكل ما سيق من أدلة لمنع هذا اللفظ .. لا ترقى أبدا لمستوى الدلالة على ذلك ..
فجاهلية القرن الواحد والعشرين .. لايراد بها أن كل من على الأرض في جاهلية جهلاء ..
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر -وهو من هو رضي الله عنه-من أبلغ الأدلة على أنه لا مشاحة في ذلك
بل الجاهلية النوعية اليوم أسوأ من تلك الجاهلية الأولى
ـ[البريك]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:00]ـ
لا أرى مانعا ألبتة .. من إطلاق جاهلية القرن العشرين .. ونحن بالمناسبة في جاهلية القرن الواحد والعشرين
والذين اعترضوا على المفكر العالم محمد قطب .. غلبت عليهم التأثر لتوجهات بعينها .. في الغالب
وكل ما سيق من أدلة لمنع هذا اللفظ .. لا ترقى أبدا لمستوى الدلالة على ذلك ..
فجاهلية القرن الواحد والعشرين .. لايراد بها أن كل من على الأرض في جاهلية جهلاء ..
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر -وهو من هو رضي الله عنه-من أبلغ الأدلة على أنه لا مشاحة في ذلك
بل الجاهلية النوعية اليوم أسوأ من تلك الجاهلية الأولى
لقد لامست جوهر القضية .. فوراء الأكمة ما وراءها .. القضية ليست اصطلاحية .. كلام ابن تيمية لا يراد به ما يطلق عليه الآن جاهلية ..
لا أدري لو عاش ابن تيمية في عصرنا كيف كان سيصف حالنا .. وهل سيكتفي بتسليط فتاواه (وهو في غرفته المكيفة بالطراز الألماني!!) على كل من رام التفكير ـ مجرد التفكيرـ في حال الأمة ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء ما هي فيه الآن ..
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:11]ـ
ما هو الإشكال في هذه التسمة!!؟
تبقى المسألة أنها تسمية، وهذه التسمية مجرد إصطلاح لاغير، وهذا التسمية تلمس شيئاً حقيقيًا في هذا القرن، ففي هذا القرن والقرن الماضي جاهلية كبيرة، جاهلية في الدين، وفي المعرفة، وفي وسائل الحياة الآخرى.
المفكر الأستاذ محمد قطب، هو مفكر كبير، وصاحب تجربة كبيرة، بعض الإخوة -وفقهم الله- لا يرتضون هذا الرجل لأسباب شخصية، أو لمخالفتهم في ماذهب إليه من فكر يؤمن به ويرتضيه، وهذا الأمر في نظري أنه خطأ كبير، فالخلاف في المبادئ أو الإجتهادات لا يمنع الإنسان من الإستفادة من غيره، والحق أحق أن يتبع.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 09:12]ـ
الاخوة الكرام مرادي من المقال هل يقال ان البشرية كلها الان في جاهلية؟؟
فبعض الناس يقول ذلك وهذا خطا
ولانريد الاعتراض على الشيخ الفاضل محمد قطب حفظه الله فانا لم اذكره ابدا
وانما المراد التنبيه على هذا المصطلح كماهو واضح من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله حيث يقول (((فأما بعد ما بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم فالجاهلية المطلقة قد تكون في مصر دون مصر كما هي في دار الكفار وقد تكون في شخص دون شخص كالرجل قبل أن يسلم فإنه يكون في جاهلية وإن كان في دار الإسلام فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 12:58]ـ
أشاطرك القول أخي أبا محمد وفي ذلك تأكيد على أن الخير باق في هذه الأمة إلى قيام الساعة وأن كل تشكيك للمسلمين فيما هم عليه من العقيدة والشريعة ليس سوى ذريعة لإثارة الفتن والقلاقل وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكم " على أن هذا لايتنافى مع ضرورة القيام بواجب الدعوة الى الرقي بالأمة الى ما هو أفضل وتصحيح مسارها حتى لا تزل عن الصراط المستقيم / والله تعالى أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 01:33]ـ
أشكرك أخي الكريم البريك ..
أخي أبا محمد
كلام شيخ الإسلام .. ليس فيه معارضة لما نقول .. بل هو توكيد له
فنفيه إنما هو للجاهلية المطلقة .. كما هو واضح من كلامه ..
وقولنا جاهلية القرن الفلاني .. هو كقولنا: كفر العصر العشرين أسوأ من الكفر السابق وهكذا .. فالمراد الكفر المعين
مثلما قال ابن عبد الوهاب عن مشركي اليوم وأنهم أسوأ من مشركي الأمس ..
فهذا يقتضي أن نقول: شرك القرن العشرين .. ونقارنه بالشرك الأول
والأمر واسع .. ولا داعي للمبالغة ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 01:45]ـ
تقول للاخوة الذين لم يعجبهم المقال
وعلى افتراض ان الشيخ محمد قطب حفظه الله اخطا في المصطلح اوفي عنوان كتاب
فهل التنبيه على الخطا بادب واحترام ينقص من قدر الشيخ اومن جهوده في الدعوة الى الله لاسيما
وانه ممن اوذي في سبيل الدعوة الى الله معاذالله ان نغمط الناس حقهم وفضلهم ودعوتهم
ثم ان الدخول في نيات الناس ومقاصدهم امر خطير ونقول لمن وقع في ذلك لفد ارتقيت مرتقى صعبا
حيث قال الاخ الفاضل البريك ((( .. فوراء الأكمة ما وراءها .. القضية ليست اصطلاحية))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 02:41]ـ
الى اخي ابو القاسم وفقه الله
على تعريف القرن بانه مائة عام فهل كل من عاش في هذه المائة عام من البشر في زماننا يعيشون في جاهلية
اليس فيهم مسلمون؟؟ لوقيل جاهلية اوربا المعاصرة اوغيرها لكان اهون او جاهلية امريكا اوفرنسا اوغيرها من دول الكفر وكلام الشيخ المجدد محمدبن عبد الوهاب لاغبارعليه فهو لم يقل اهل القرن مشركون اعظم من اهل قرن اخر
ـ[البريك]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 01:12]ـ
اخي الفاضل البريك وفقك الله
قلت سيد قطب في كتابه جاهلية القرن العشرين،
الصواب ان الكتاب لمحمدقطب حفظه الله وليس لاخيه سيد رحمه الله وهوكتاب قيم في بابه
وكلامنا في التسمية وربما كماقلت ان الشيخ حفظه الله قالهاعلى سبيل السخرية وهذه التسمية منتشرة على السنةكثير من الناس
جزاك الله خيرا على التصويب ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:07]ـ
انا بعيد عهد عن الكتاب و لكن الذي اذكره منه انه تحدث بالدرجة الاولى عن الحكومات و انها تحكم بغير ما انزل الله وضرب لذلك امثله.
و اتى بكل قضية و فصل فيها مثل (قضايا الاقتصاد و الاحوال الشخصية و السياسة و غيرها)
و عرج كذلك على الشعوب التي غرقت في التصوف و القبور و غير ذلك، فهو عدد في كتابه المظاهر الجاهلية، و كيف ان كثيرا من الناس او الحكومات نصت في دستورها انها تحكم بغير ما انزل الله!!
و لكنه لم ـ فيما اذكر ـ لم يكفر الشعوب او العالم لوجود هذه المنكرات بينهم، بل انه قارن بين حالنا و حال الجاهليين.
و اود ان انبه ان حالنا الان ـ من حيث انتشار الاسلام و ذيوعه و كثرة المتمسكين به من المسلمين ـ افضل من احوالنا حين اصدر الكتاب، كما انه من الظلم ان نحكم على كتاب يخاطب العالم و الامة الاسلامية من خلال مجتمعنا الضيق.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:09]ـ
هذا اللازم اللغوي غير صحيح أخي العزيز أبا محمد
فيقال .. جاهلية القرن .. أو الجيل .. أي الجاهلية الموجودة في هذا القرن أو الجيل
كما يقال كفر أمريكا .. أي الكفر الموجود في أمريكا ..
فهذه الإضافة لايلزم منها ما فهمته لغة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:31]ـ
سؤال محدد لجميع من عقب على المقال هل اصاب ابن تيمية رحمه الله او اخطا حين قال (((فأما بعد ما بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم فالجاهلية المطلقة قد تكون في مصر دون مصر كما هي في دار الكفار وقد تكون في شخص دون شخص كالرجل قبل أن يسلم فإنه يكون في جاهلية وإن كان في دار الإسلام فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة))
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:38]ـ
هذا هوالصواب الذي يبعث على الثقة في خيرية هذه الأمة التي ستظل طائفة منها على الحق حتى تقوم الساعة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 06:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 01:14]ـ
الأخ الكريم الشيخ أبو محمد الغامدي السلام عليكم
لم يخطئ شيخ الاسلام ابن تيمية فيما ذهب إليه و لكن الاستدلال بما قاله شيخ الاسلام على ما عنونت به المشاركة
"هل نقول نحن في جاهلية القرن العشرين؟؟؟ " هو موطن اعتراض الإخوة الذين رأوا أن الأمر أهون من الاحتجاج عليه بكلام شيخ الاسلام
و الذي أراه أنه لولا ما فهمه بعض الشباب و استنبطوه خطأً من هذه العبارة لما كان فيها من إشكال من ناحية اللغة أو الشرع
و لاشك أن جاهلية القرن العشرين لها ما يخصها عن الجاهليات السابقة مما يستدعي افرادها باسم يدل عليها
أما عن استخدام لفظة القرن العشرين فإن لهذا التركيب خاصية لايدل عليها إلا هذا اللفظ حيث ارتبط في أذهان الناس القرن العشرين بالتقدم و المدنية و الرقي فحين ينسب هذا القرن الى الجاهلية يظهر التناقض الذي قصده الاستاذ محمد قطب رحمه الله
وغني عن الذكر أن الوصف بالجاهلية ليس حكماً بالتكفير
كماأن وصف هذا القرن بالجاهلية لما غلب عليه من أحكام الجاهلية و عاداتها و عقائدها ليس فيه مبالغة و لايعترض على هذا بأن الأمة فيها القائمين على الحق إلى يوم القيامة لأن هذا مما لاخلاف عليه و لكن هذا لا يفيد غلبة الخير ويكفي في هذا الإطلاق - مع الوعي الصحيح بمعناه - غلبة الشر و هو غالب و لاريب.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ
كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَر قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ (رواه البخاري في صحيحه)
ولست أرى - والله أعلم - أن هناك فرق بين أن يقال شر أو جاهلية ولو قال شيخ الإسلام ابن تيمية أنه ليس بعد الرسول صلى الله عليه و سلم شر مطلق لصح كلامه و لاحتججنا على ذلك بوجود الطائفة المنصورة القائمة على أمر الله
وما هو الدليل على أن نفي وجود الجاهلية المطلقة دليل على نفي اطلاق الجاهلية في الزمان الذي يغلب فيه الشر؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 07:01]ـ
تقول للاخوة الذين لم يعجبهم المقال
وعلى افتراض ان الشيخ محمد قطب حفظه الله اخطا في المصطلح اوفي عنوان كتاب
فهل التنبيه على الخطا بادب واحترام ينقص من قدر الشيخ اومن جهوده في الدعوة الى الله لاسيما
وانه ممن اوذي في سبيل الدعوة الى الله معاذالله ان نغمط الناس حقهم وفضلهم ودعوتهم
ثم ان الدخول في نيات الناس ومقاصدهم امر خطير ونقول لمن وقع في ذلك لفد ارتقيت مرتقى صعبا
حيث قال الاخ الفاضل البريك ((( .. فوراء الأكمة ما وراءها .. القضية ليست اصطلاحية))
بل ما نقلتم عن شيخ الإسلام ابن تيمية واضح في المنع حفظكم الله
وفتوى موقع (الإسلام سؤال وجواب) غاية في الوضوح.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأستاذ محمد قطب بشر الخطأ منه جائز كما هو جائز من غيره، والتنبيه على خطئه لا يعني بحال اسقاطه!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 08:24]ـ
بارك الله فيكم، الذي أراه - والله أعلم - أن إطلاق هذه العبارة هو من المتشابهات التي تحتاج إلى استفصال عن مراد صاحبها .. فهو لم يقل "القرن العشرين الجاهلي" مثلا، ولو قالها للزم النكير عليه دون استفصال.
ولكن الإضافة في هذا التعبير (جاهلية القرن) عند التأمل قد تحتمل توجيهين من حيث اللغة:
/// أن يكون المراد بمعنى (في) أي الجاهلية الموجودة في القرن، وذلك على وجه التمييز لها - على التغليب - عما سواها مما يوجد في القرون الأخرى من جاهليات، ولا يلزم من ذلك وصف القرن كله بالجاهلية .. وذلك نظير قولك (صناعات القرن) أي جنس الصناعات الذي تميز به هذا القرن عما سواه من القرون، وقولك (تدين هذا الزمان) وأنت تريد ما يغلب فيه من صور التدين، تمييزا له عن تدين أهل القرون السالفة، لا أن أهل هذا الزمان كلهم متدينون، وهكذا ..
/// أن يكون المراد بمعنى الوصف، كقولك (سفاهة الرجل) فهو وصف للرجل بالسفاهة - كله لا بعضه إذ لا تبعيض في هذا.
والمشكلة أن الفهم الأقرب إلى الأذهان عند إطلاق هذه العبارة هو هذا الأخير (تعميم الوصف للقرن).
ولهذا فالأولى ترك استعماله والعدول عنه إلى ما هو أضبط وأبعد عن الشبهة، كأن يقال - مثلا - "جاهليات القرن العشرين"، إذ بهذا اللفظ ينتفي إمكان حمل الإضافة على معنى الوصف، فلا يتطرق إلى الذهن حينئذ احتمال أن يكون مراد المتكلم أن القرن العشرين متصف كله بالجاهلية اتصافا مطلقا، وإنما يتوجه الذهن إلى تعديد صور من الجاهلية موجودة في القرن - وهو متميز بها عن غيره من القرون - بخلاف لو قال "جاهلية القرن"، والله أعلم.
وفي الحقيقة فإن إرادة معنى تميز هذا القرن أو أي قرن من القرون بجنس من الجاهلية لم يكن موجودا كله فيما سبقه من القرون، هذا فيه نظر عندي وتفصيل، وليس ههنا محل البسط في هذا على أي حال.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 08:40]ـ
أخي أبا الفداء, وفقك الله للسداد في القول والعمل
تفصيلك فيه تكلف لا مقتضى له
بل الأسبق للذهن:الجاهلية التي في القرن العشرين كما يقال: أدب القرن الرابع عشر
وغالب البقاع على أديم الأرض مرتكسة في حمأة الجاهلية
قل ذلك أو كثر من صقع إلى صقع, وهي أشد من الجاهلية الأولى بكثير كما قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب
عن أفعال بعض مشركي زماننا مثلا, بأنها أشد من شرك الجاهلية الأولى كما في القواعد الأربع
ولو أن صاحب الكتاب هو أحد من يبجلهم المعترضون لما سمعنا كل هذا اللغط والمبالغات في النكير
ولكن هو التشنج من بعض الشخوص فيُرى القذى بين سطور ما سودوه جذوعاً كبيرة
وقد جربت هذا ورأيته رأي العين وهو علاقة النقد باسم كاتبه دون تجرد للحق نفسه
ومعلوم أن أسرة آل قطب المباركة تستفز فئاماً من الناس فلهذا تثار هذه الأمور بين فترة وأخرى بحسب سوق العرض والطلب, وإلا فهناك أسماء كتب أولى أن ينقد أصحابها عليها
ولا نسمع لذلك أثراً
والله المستعان
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 08:42]ـ
استطراد: وبالنظر إلى عنونة الشيخ أبي محمد حفظه الله، إذ يسأل "هل يقال نحن في جاهلية القرن العشرين"، فإن ما تفضل به من نقل عن شيخ الإسلام هو ما يجاب به على هذا السؤال ولا شك، إذ الإضافة هنا اقترنت بقرائن وجهتها إلى معنى الوصف والتعميم، ألا وهي قوله "نحن في" .. فالذي يقول نحن في جاهلية القرن العشرين، هذا لا يظهر من كلامه إلا تعميم أهل القرن جميعا بوصف الجاهلية، إذ لفظة "نحن" ههنا - على هذا الإطلاق - تفيد العموم ..
وهذا ما يتوجه إليه نكير من ينكر في سلك ما أورده الإخوة، وما في فتوى موقع الشيخ المنجد من النكير على إطلاق لفظ الجاهلية على عموم مجتمعات ما بعد البعثة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 08:47]ـ
ولكن هو التشنج من بعض الشخوص فيُرى القذى بين سطور ما سودوه جذوعاً كبيرة
وقد جربت هذا ورأيته رأي العين وهو علاقة النقد باسم كاتبه دون تجرد للحق نفسه لا داعي لهذا الظن أخي الفاضل ولا أرى أثرا لهذا التشنج ولا رؤية القذى جذوعا ولا شيء من هذا الذي تقول، ولم يذكر صاحب الموضوع محمد قطب أصلا، وإنما دخل أحد الإخوة بتحفظ على مجرد طرح المسألة ظنا منه بأن الأمر لا يستحق حتى المدارسة، وكأنه لا يطرحها أحد إلا وهو يريد الطعن في آل قطب ولو بالتعريض من مكان بعيد! ليس الأمر كذلك فهون عليك بارك الله فيك.
وعلى أي حال فقد بينت أن مناط الحكم النظر في السياق والاستفصال حتى يتضح التوجيه الصحيح لمراد المتكلم من تلك الإضافة ..
ولا أظنك تخالف صاحب الموضوع في أن السؤال الذي عنون به يدخل بنا - بسبب سياق استعمال ذلك التعبير - في التوجيه المستنكر ..
وفقنا الله وإياك إلى الرشاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 08:49]ـ
نحن حقاً في جاهلية القرن الواحد والعشرين, ونحن في فساد القرن الواحد والعشرين
ونحن في علمانية القرن الواحد والعشرين , ونحن في ذلة القرن الواحد والعشرين
وما شئت أن تقول أضفه للقرن, فهو حق بمقتضى الشرع واللغة حتى لو كانت هذه الجاهلية منحسرة ,فكيف وهي طاغية؟
ولولا أن الأمر لا يستحق
لجلبت لك من بطون الكتب ما يشابه هذا
ونسأل الله أن ينصرنا على أنفسنا أولا
ثم على أعدائنا ثانياً
وليس في الأمر ظن وفقك الله فكلامي عام
يأخذ حظه منه كل من لامس من نفسه ذلك
والله المستعان
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 08:55]ـ
ولولا أن الأمر لا يستحق
لجلبت لك من بطون الكتب ما يشابه هذاوأنا لم أنكر أن في بطون الكتب أمثال هذه الإضافة، ولم أنكر أنها تصح في سياقات يسلم فيها المتكلم من ذلك التشابه (بخلاف ما هو الحال في السؤال المطروح في عنوان الموضوع مجردا) .. فترو في تأمل كلام أخيك قبل الرد عليه، بارك الله فيك.
والذي أراه أن قولك "نحن في جاهلية القرن العشرين" لا يصح بهذا الإطلاق تجردا إذ ظاهره عموم موهم ينبغي أن يكون في سياق كلام المتكلم ما يدفعه. وأرجو منك إن نقلت من "بطون الكتب" نظائر هذا التعبير، ألا يفوتك النقل بالسياق الكامل للكلام، لأن هذا ما عليه مناط النظر.
ثم إن كان الأمر عندك لا يستحق فما وجه حشر هذا الكلام في هذه الصفحة:
ومعلوم أن أسرة آل قطب المباركة تستفز فئاماً من الناس فلهذا تثار هذه الأمور بين فترة وأخرى بحسب سوق العرض والطلب؟؟؟؟؟
لا يفهم الناس من هذا إلا أنك تتهم من "يثيرون هذه الأمور" للمباحثة العلمية كما هو الحال هنا بهذه التهمة، أنهم لا يقدمون على هذا إلا لأنهم تستفزهم أسرة قطب!
فيا أخي خير عندي والله أن تفرغ من وقتك ما تخرج به من بطون الكتب ما تشاء من فائدة لتثبت وجهة نظرك العلمية وتنفع إخوانك، من أن تقطع ذلك وتعدل عنه تقول إن الأمر لا يستحق، متعللا بهذا الكلام!!! هذه مباحثة علمية صرفة لا دخل فيها للكلام عن آل قطب، والله المستعان.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 09:04]ـ
وجهه سددك الله وباركك:أنه ظاهرة منتشرة لا تخفى على مشرف فطن مثلك
وأراني مدفوعا بواجب النصح مستغلا أي رد, فلا تأخذك الحمية للرد كأنما الأمر شخصيّ
فحسبك أن تعرف منهج أي شخص بسؤاله ثلاثة أسئلة (ولن أذكرها)
وإن كنت استأت أن يرد مثلي على مثلك, فاشطب ما أشعرك بأنه شخصي
واترك أصل النصيحة
والله المستعان
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 09:11]ـ
وجهه سددك الله وباركك:أنه ظاهرة منتشرة لا تخفى على مشرف فطن مثلك فهل يخفى على عضو فطن مثلك ما يفضي إليه مثل هذا الكلام - إن سلمنا بصحته - من إثارة للمتعصبين لآل قطب والمتعصبين ضدهم في سياق هذه المباحثة العلمية مما يضربها في مقتل؟؟؟
وإن كنت استأت أن يرد مثلي على مثلكما مثلي ومثلك إلا طلبة نريد أن نتباحث في مسائل العلم ودقائق اللغة حتى نستفيد ويستفيد القراء، فلا تعكر الماء علينا، وفقك الله
وأرجو من الإخوة الكرام ترك الكلام عن آل قطب وعن مقاصدهما مما كتبا فليس الموضوع عنهما، بارك الله فيكم(/)
متى يتحقق لطالب المعاهد الأزهرية دراسة عقيدة أهل السنة و الجماعة؟
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 03:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال إلى كل من يعنيه الأمر ...
متى يتحقق لطالب المعاهد الأزهرية خاصة فى مراحله الأولى من الدراسة (المرحلة الابتدائية - المرحلة الاعدادية) دراسة العقيدة الصحيحة لأهل السنة والجماعة (عقيدة الفرقة الناجية) بدلا من دراسة عقيدة الأشاعرة والماتريدية؟
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 03:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الأزهر كمؤسسة، فقد أنشأها أتباع عبيد الله بن القداح الزنديق، وقد وُصِفوا زورًا وبهتانًا أنهم: فاطميون.
ثم توالت الأمور في مصر إلى أن صار لا أحد في مصر على العقيدة الصحيحة إلا بقية من الحنابلة.
وكذا ذكره غير واحد من المؤرخين.
ولذا كانت الفترة التي كان يعيش فيها صاحب الفتح من أصعب الفترات وكذلك السيوطي رحمهما الله تعالى.
لذا عندنا في مصر ... يقال للمتمسك بالسنة (ياأخي ماتبئاش حنبلي).
قلتُ: أي: (كن مبتدعًا).
والأزهر حاليًا يختلف عن تمامًا عما كان عليه، فانتشر فيه الأشاعرة يعبثون فيه، والماتوريدية من ورائهم، فالسبعينية يوالون بعضهم البعض.
وانتشر الإرجاء، والصوفية ... وكلٌّ على ضلال.
ولا يخلو المكان من أصحاب العقيدة الناصعة من أهل السنة والجماعة، متمسكون بما جاء به الحق، ولكن أفراد في وسط مؤسسة.
ومهما تغير الأفراد، فلازالت المؤسسة كما هي بأسلوبها وشبهاتها العقدية، بل يبث فيها الطغاة حقدهم على أهل السنة.
فإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون.
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 04:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخى أسامة على ردكم السريع على سؤالى. ولكن من يحمل على عاتقه مهمة تصحيح العقيدة لهؤلاء الطلاب فى تلك المراحل المبكرة التى تتشكل فيها العقول وتكثر فيها الأسئلة؟
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 04:48]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كما تفضلتم منذ قليل بقولكم (تصحيح العقيدة لهؤلاء الطلبة)
وهذه هي المصيبة الحقيقة ... ألا وهي: تشويه الفطرة السليمة بمسائل فاسدة ثم إعادة تصحيح هذه المسائل ومناقشة الشبهات، وهذا أمر يطول، والكثير منهم يصبح سجينًا في الشبهات، وتتقاذف به الأهواء والمسائل التي إعتاد أن يستخدم عقله فيها، وهي مسائل خبرية، لا طاقة للإنسان أن يُعْمِل فيها عقله.
فتصحيح الأمر، يجب أن يكون من أصوله، وهذا أمر أيضًا غير متاح لأن المؤسسة الأزهرية هي المؤسسة الدينية الرسمية في مصر.
ولتغيير مِثل هذا، لابُّد وأن يكون قرارًا ممن يعلم، وإلا فمن؟
ومن تابع التاريخ ومجراه، والدولة المعتزلية وأصحاب السُّنَّة والمأمون ... يعلم أن السُّنَّة ما قد نُصرت إلا من هذا الطريق.
بالثبات من أهل السنة، ودعوتهم إلى الحق، والإلتزام بالسنة لا يحيد عنها أحد ... ثم يأتي الفرج من عند الله.
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخى الكريم ولكن ما الذى تعنيه بقولك: (ولتغيير مِثل هذا، لابُّد وأن يكون قرارًا ممن يعلم، وإلا فمن؟)
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 01:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سؤال جيد
أعني به ... لتغيير ما أشرت إليه آنفًا، من تغيير المناهج الدراسية والتوجه العام للمؤسسة الدينية الكبرى، هذا لن يتم مِنْ قِبَل الأفراد.
مثال:
المنهج الدراسي: العقيدة الفاسدة، فيتوجه الشيخ إلى تعليم الصبية العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة، فيأتي الإمتحان عبارة عن مسائل كلامية أو براهين فلسفية ونحوه، ولا يجيب الطالب على هذه المسائل، فبالتالي أصبح فاشلاً دراسيًا وهو متعلم للصحيح السليم وهم يريدونه أن يكون من أئمة الضلال.
وآخر يتعلم الفاسد ويصبح فيه مُؤصَّلاً، ومن ثَمَّ يُعيَّن كباحث فماجيستير فدكتوراه، ويتولى الفاسد المنصب الكبير.
ثم يأتي دور مَنْ لا يَعْلَم ليختار واحدًا منهم، نظرًا لأن المناصب العليا بالتعيين، فيختار أحد المتميزين من الفاسدين.
ويبقى الحال كما هو عليه، من فساد إلى ما هو ليس بخير منه.
وهكذا ...
ولتغيير كل هذا ... لابد من اختيار أشخاص ذوي عقيدة سليمة لهذه المناصب العليا، ولكن الذي يختارهم جاهل ... وربما يحتاج إلى جماعة من المميعين، لتسهيل بعض الأمور، وقَدْ أُنْبِئنا عن أصحاب السبت، وما هُم منهم ببعيد.
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 03:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخى الكريم على سعة صدركم وبارك فيكم
هل أفهم من قولك: (لتغيير ما أشرت إليه آنفًا، من تغيير المناهج الدراسية والتوجه العام للمؤسسة الدينية الكبرى، هذا لن يتم مِنْ قِبَل الأفراد.) أنك تعنى أن التغيير لابد أن يبدأ من قمة الهرم التعليمى فى هذه المؤسسة الدينية و ليس من قاعدته فإن كان الأمر كما فهمت وقد حكمت عليه أخى الكريم بأنه بعيد التحقيق وذلك من قولك: (ولتغيير كل هذا ... لابد من اختيار أشخاص ذوي عقيدة سليمة لهذه المناصب العليا، ولكن الذي يختارهم جاهل ... وربما يحتاج إلى جماعة من المميعين،) فما الذى يجب علينا وعلى كل من يعلم بفساد هذه المناهج حتى نكون قد أدينا حق الله ورسوله والمؤمنين وحتى نعد للسؤال إجابة بين يدى الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخير الشامي]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 06:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لم أطلع على المناهج الأزهرية، فأرجو ذكر المسائل التي انتقدتموها في المناهج الأزهرية، فهناك بعض المسائل التي اختلف فيها كبار العلماء ولا يُعَدُّ هذا الخلاف خروجاً عن أهل السنة والجماعة، وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري بعضاً منها، وكذلك تطرق ابن دقيق العيد لها في إحكام الأحكام.
فأرجو توضيح مرادكم وعدم إثارة الخلاف في المسائل أو الفروع التي يسع الخلاف فيها، فنحن متفقون على أن الإمام الغزالي وابن حجر واللقاني والباجوري هم من أهل السنة والجماعة، وليسوا أصحاب عقيدة فاسدة، وأيضاً الشيخ الصابوني صاحب صفوة التفاسير ليس بصاحب عقيدة فاسدة.
وإن كانت بعض الأراء في بعض المسائل هي مرجوحة أو خاطئة وخلاف ما ذهب إليه السلف ولكن هناك من قال بها من كبار العلماء، فلا ينبغي اخراج أصحاب هذا الآراء عن أهل السنة والجماعة أو وصف عقيدتهم بالفاسدة، بل نقول عند ذكر تلك المسائل: اختلف الخلف في هذه المسألة والصواب ما ذهب إليه السلف والكل هم من أهل السنة والجماعة.
فأدعو لعدم التفرقة وأدعو أيضاً إلى الدعوة إلى عقيدة السلف بالحكمة والموعظة الحسنة وتوجيه جهودنا لمواجهة أصحاب الفرق الضالة التي يزداد خطرها يوماً بعد يوم على كلٍّ من الأزهر وغير الأزهر.
ذكرت هذه المداخلة حرصاً مني على عدم إخراج أحد عن أهل السنة والجماعة لمجرد قولهم بآراء قد اختلف فيها كبار العلماء، مجميعنا أصحاب عقيدة واحدة.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 11:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لم أطلع على المناهج الأزهرية، فأرجو ذكر المسائل التي انتقدتموها في المناهج الأزهرية
هي ليست مسائل أخي الفاضل , بل مناهج ........
فالأزهر يعتمد العقيدة الأشعرية عقيدة رسمية , و نحن ندين الله - عز و جل - أنها عقيدة فاسدة مخالفة لعقيدة السنة و الجماعة في كثير من أصولها و فروعها ....
فهناك بعض المسائل التي اختلف فيها كبار العلماء ولا يُعَدُّ هذا الخلاف خروجاً عن أهل السنة والجماعة
فلتعلم اخي الفاضل أن الصحابة قد اختلفوا في مابينهم في العديد من مسائل الفقه و الحديث , كما اختلفوا في مسائل السياسة حتى تقاتلوا و سالت دمائهم. إلا أنهم بفضل الله لم يختلفوا في مسألة واحدة من مسائل العقيدة ... قولا واحدا. بل ظهر الخلاف في من بعدهم ممن تأثر بفلسفة اليونان و علم الكلام و ما الى ذلك. فتنبه رعاك الله.
فأرجو توضيح مرادكم وعدم إثارة الخلاف في المسائل أو الفروع التي يسع الخلاف فيها
كما قلت لك مسائل العقيدة ليست مما يسع الخلاف فيه. و هي ليست من الفروع بل هي أصل الأصول.
فنحن متفقون على أن الإمام الغزالي وابن حجر واللقاني والباجوري هم من أهل السنة والجماعة، وليسوا أصحاب عقيدة فاسدة، وأيضاً الشيخ الصابوني صاحب صفوة التفاسير ليس بصاحب عقيدة فاسدة.
في هذا الكلام نظر كثير. فكل من ذكرتهم لهم تخبيطات و تخليطات قبيحة في العقيدة. تقل عند بعضهم نسبيا (كابن حجر العسقلاني) , و تكثر لدرجة الفحش عند البعض الآخر (كالغزالي و ابن حجر الهيتمي).
حبذا لو ترجع الى هذه الكتب , فستوضح لك الأمر بجلاء أكثر - ان شاء الله -:
منهج الأشاعرة في العقيدة (للشيخ / سفر الحوالي):
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=539
الأشاعرة في ميزان أهل السنة: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6992&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D 1%C9+%E3%ED%D2%C7%E4+%C7%E1%D3 %E4%C9
التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير (للعلامة / بكر ابوزيد):
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3356&highlight=%C7%E1%D5%C7%C8%E6%E 4%ED
من هم الأشاعرة:
http://www.alkashf.net/mthahb/7.htm
وفقنا الله و إياك ......
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 12:54]ـ
بارك الله فيك أخي ابن عبدالكريم .. ولعل الأخ أباالخير - وفقه الله - يستفيد من الروابط التي وضعتها. وخطأ من أخطأ من العلماء لا يعني أن نتابعه عليه؛ أو نسوّغ الخلاف لأجله، بل نرد خطأه بعلم. وندعو الأمة إلى عقيدة أهل السنة، عقيدة الصحابة رضي الله عنهم. وإلى نبذ ما خالفها.
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا أيها الفضلاء، وبارك فيكم وفي حرصكم.
أخونا الشيخ / ابن عبدالكريم، لم يترك شيء إلا وأوضحه، بارك الله في علمه ورفع قدره.
وأتبعه الشيخ / سليمان الخرشي، بهذه النصيحة القيمة.
وعودة للطرح ...
بكل تأكيد لا يمكن الوصول إلى الغاية المطلوبة من تعليم الطلاب الصحيح وترك ما ذهب إليه أهل الباطل إلا بتغيير المناهج الأساسية، واستبدالها بالقرآن والسنة وبيان المسائل العقدية من كل منهما.
وهذا هو الإصلاح الحقيقي، وبعد تأصيل العقيدة السليمة من القرآن والسنة، سيكون لدى الطلاب الأدوات الحقيقية لمعرفة الصحيح من السقيم.
ولكن منهج التلقي والاستدلال الذي يتم تدريسه لهؤلاء الطلاب هو منهج التلقي والاستدلال عند المبتدعة والذي يخالف المنهج الإسلامي ويتلاعب بالنصوص وغير ذلك.
فبلا أدنى شك ... الحاجة إلى التغيير من أعلى الهرم وليس من القاعدة.
والآن ... كل ما نستطيع فعليًا القيام به، هو التصحيح من خلال البيوت وكذلك المساجد ودور تحفيظ القرآن، وكذلك نصيحة المدرسين بأن هذا باطل وفاسد.
وهذا أيضًا له مساوىء عظيمة تقع على نفوس الطلاب.
لأنهم وبلا أدنى شك سيعلم كل واحد منهم حين يكبر ويدرس أنه كان يدرس الباطل، حتى وإن أصبحنا على أن جميع هيئة التدريس سنية والمناهج التي سيمتحن فيها الطلاب مناهج فاسدة، سيكون هناك اضطرار لتدريس الفاسد.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 04:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أيها الاخوة الفضلاء وبارك فيكم ونفع بكم.
الأخ الكريم الشيخ / ابن عبد الكريم سبقتنى بالايضاح للأخ الكريم / أبو الخير فكفيت ووفيت فبارك الله فى علمكم ورفع قدركم.
الأخ الكريم الشيخ / سليمان الخراشى سعدت بمشاركتكم فى الرد بإسداء النصح فبارك الله فيكم وفى علمكم.
الأخ الكريم / أسامة جزاكم الله عنى خير الجزاء فقد منحت الكثيرمن وقتك لهذا الموضوع فبارك الله فيك وفى وقتك وثقل الله بعملك هذا الموازين يوم القيامة.
عودة للطرح ....
بالرجوع إلى قولك (بكل تأكيد لا يمكن الوصول إلى الغاية المطلوبة من تعليم الطلاب الصحيح وترك ما ذهب إليه أهل الباطل إلا بتغيير المناهج الأساسية، واستبدالها بالقرآن والسنة وبيان المسائل العقدية من كل منهما. وهذا هو الإصلاح الحقيقي، وبعد تأصيل العقيدة السليمة من القرآن والسنة، سيكون لدى الطلاب الأدوات الحقيقية لمعرفة الصحيح من السقيم.) فهل تجد أنه
وتبعا لقولك أيضأ (التصحيح من خلال البيوت وكذلك المساجد ودور تحفيظ القرآن، وكذلك نصيحة المدرسين بأن هذا باطل وفاسد.) أن ذلك فيه الكفاية أم أن علينا الكثير الذى لابد لنا من القيام به ولكننا قصرنا فى آداء ما علينا لله ولرسوله وللمؤمنين؟؟؟
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 05:24]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حقيقة، هذا الطرح له أكثر من جانب ... وقد يُدْخلنا في مسائل أكثر صعوبة لفهم الواقع الحالي بداخل المجتمع المصري على الخصوص.
ولابُّد من مقدمة بسيطة لكي يكون الأمر أكثر وضوحًا:
الأمر الواضح للعامة من الناس أن هناك تيارين في مصر، أحدهم ديني والآخر دنيوي.
الدنيوي:
فهو الأمر الذي قد آل إليه الحال تبعًا للتخبط الذي أتى بعد نهاية فترة الاستعمار، والبحث عن طريقة للنهوض، وقد جربوا أكثر من نوعية منها الشيوعية ولم تفلح، ومنها ... ومنها ... إلخ.
وأتى مع بعض الذين ادعو بأنهم قد تعلموا بالخارج من فئة الأدباء نعرات جديدة، منها تحرير المرأة وغير ذلك من الأمور الفاسدة، حتى تلوث فكر العامة من الناس.
وأما التيار الديني:
وجود أكثر من تيار بداخل مصر، فهذا أمر قديم، فلا عجب من وجود التيارات الصوفية بأشكالها المتنوعة، والأشاعرة، والماتوريدية ... إلى غير ذلك.
ولكن ... بدء ظهور تيارات جديدة في مصر، ليست فقط المعروفة لنا جميعًا بالسابق ولا نجدها في كتب أحد من المتقدمين.
منها تيار الإخوان المسلمين:
وهذا التيار، هو التيار المناهض للدولة (الحكومة) المصرية، وهو الذي يدعو إلى تحكيم كتاب الله وستة رسوله.
وهذا بلا شك جميعنا يدعو إليه، ولكن ...
هذا التيار عليه مؤخذات عظيمة، ودخل منه أيضًا من يبحثون عن الحكم والسلطة، وأصبح تيارًا معاديًا للدولة والدولة معادية له.
ولعظم هذا التيار مع انتشار الجهل بين العامة من الناس سواء المتنوطين المناصب أم رجل الشارع، فلا يعي أحدهم الفارق بين الدعوة الصحيحة وما دونها.
لذا، الدولة تحارب هؤلاء الناس أصحاب اللحى، بلا تفريق بين هذا وذاك.
لِمَا؟
لأن هؤلاء الذين يبحثون عن السلطة، وسيجعلوا من الناس تمكث في بيتها، ويجلعونهم غرابيب سود.
(والإسلام مش كده دول ناس متعصبين، دول اللي شوهوا الإسلام، كل حاجة حرام، الناس دي اللي هاتودينا في ستين داهية، والنقاب مش فرض، ده دول أوسخ ناس، مايغركش دقنهم دي، ده فلان شاف وفلان عمل وفلان سوى، احنا دلوقتي في عصر تاني، الناس دي اللي هاترجعنا لورا)
وهذه هي نوعية الكلام عند العامة من الناس، لا يفرق أصلاً بين الصحيح والفاسد.
وحتى الشباب، من يريد منهم أن (يلتزم) [والأصح: أن يستقيم] أن يصلي (لأنه في الأصل تارك للصلاة) وإن أراد أن يكون أحد الصفوة، يحفظ القرآن (وكثير من الذين قد حفظوا القرآن يسغيثون بغير الله وينذرون للأوثان وعقيدتهم فاسدة).
فحتى الشباب الذين عندهم الرغبة في الاستقامة لا يعلمون الطريق.
وإن دعاهم أحد الأشخاص لسماع خطبة أو درس في المسجد، يقول له أهله: (دول لو مشيت وراهم هاتدخل السجن ... ابعد عنهم يا ابني أبوك مش بتاع بهدلة).
خلاصة الموضوع:
التوعية المطلوبة لن تأتي والدولة (الحكومة والشعب) لا يعرف الحق من الباطل، فهذا وقت الدعوة لدين الله، والتعريف ...
فهؤلاء لا يعلمون الفارق بين أهل السنة والجماعة وبين الإخوان المسلمين ولا التكفير والهجرة ولا الأشاعرة ولا الصوفية ولا غيرهم.
ولهذا يمكن أن نجد من يحارب الدعوة ... بلا مبرر أصلاً.
ولا يعرف الفارق بين الصحيح والفاسد.
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله أخى الكريم وبارك فيكم
ردا على قولكم: (خلاصة الموضوع: التوعية المطلوبة لن تأتي والدولة (الحكومة والشعب) لا يعرف الحق من الباطل، فهذا وقت الدعوة لدين الله، والتعريف ...
فهؤلاء لا يعلمون الفارق بين أهل السنة والجماعة وبين الإخوان المسلمين ولا التكفير والهجرة ولا الأشاعرة ولا الصوفية ولا غيرهم. ولهذا يمكن أن نجد من يحارب الدعوة ... بلا مبرر أصلاً.
ولا يعرف الفارق بين الصحيح والفاسد.) فقد قامت الحجة على كل من يعلم الفارق بين أهل السنة والجماعة وبين الإخوان المسلمين وغيرهم أن يعمل على أن يصل هذا العلم إلى غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا بلا أدنى شك ... ولكن ... المواقف الفردية لن تحل مشكلة ولا تغير أوضاع.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 08:45]ـ
إلى السلفيين المتكالبين على دخول الأزهر .... إقرأ هذا
السؤال:
هل مذهب الأشاعرة هو مذهب أهل السنة والجماعة
الفتوى:
نقول وبالله التوفيق تتكون جماعة أهل السنة من فريقي الأشاعرة: وهم أتباع أبى الحسن الأشعرى، والماتريدية: وهم أتباع أبى منصور الماتريدى. وقد نشأت جماعة أهل السنة بعد ما رفع الخليفة العباسى * المتوكل * المحنة عن الفقهاء والمحدثين وأبعد المعتزلة، وكانت الشبهات التى كتبها المعتزلة قد أنتشرت فى البيئة الإسلامية، فقيض الله تعالى للدفاع عن الإسلام إمامين جليلين هما أبو الحسن الأشعرى فى بلاد العراق وأبو منصور الماتريدى ببلاد ما وراء النهر، وقد قاد هذان الإمامان الحركة الفكرية قيادة حكيمة لا تطرف فيها من ناحية العقل كالمعتزلة، ولا وقوف عند النص كالمحدثين، وساروا فى طريقتهم فى فهم العقائد على طريقة السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وفى كتب التوحيد والفرق الإسلامية المزيد لمن أراد الإستزادة
والله أعلم.
هذه الصفحة من موقع:الازهر
http://www.alazharonline.org
****************************** ********************
ما رأي السادة الفضلاء الذي يتكالبون على دخول الأزهر أو يرسلون أبناءهم إليه
؟؟!!!! هل علمتم ماذا ستتعلمون هناك؟
أنا أقصد بكلامى أناس ملتزمون بمنهج ينتسب إلى السلف الصالح وبدلاً من طلب العلم الشرعى ومنه علم الحديث والأصول والفقه على يد أهل العلم في بلدنا وهم كثيرون بحمد الله .. يتركون هذا ويحاولون الالتحاق بالأزهر!!
وتجد منهم المالكي والحنفي!!!!!
لم تكن السلفية هكذا .... ... ... لا أدري ما سبب هذه الفتنة.
أقول لك السبب ...
اخواننا السلفيون للأسف يتصرفون برد الفعل وبخاصة فى مصر هنا ... وخلال العقدين الأخيرين كان الإعلام وعلماء السلطة يتهمونهم بعدم العلم وأنهم لم يدرسوا الدين فى الأزهر (حيث يعتقد الناس هنا في مصر أن الأزهر هو الجهة
الوحيدة التى تمنح صكوك العلم الشرعي!!) فحدث تكالب خلال الحقبة الأخيرة على الدراسة بالأزهر .... وتجد الواحد منهم يقرأ فى حاشية أو يحفظ متناً حنفياً أو مالكياً وفي الوقت نفسه اذا ذكرت له الفقه الحديثي أو حتى كتب الألباني أو كتب الحديث عموما سخر منك .... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
واستغل بعض الأزهريين ذلك واخترقوا التيارات السلفية فى مصر ومن هؤلاء أحناف وأشاعرة ... وغداً ستجد من أتباع السلفية أشاعرة ومعتزلة بعد أن ظهر فيهم أحناف ومالكية ...
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 09:12]ـ
أخي أبا الفضل حفظك المولى
الباطل لا يرد بمثله
منذ متى كان التمذهب من غير تعصب مذموما مناقضا للسلفية
منذ متى كان حفظ المتون ليس من المنهج السلفي في التلقي والتعلم
لقد كان أصحاب ابن مسعود على طريقته في التفقه كعلقمة والأسود ونحوهم وتبعهم على ذلك أهل الكوفة كإبراهيم وحماد والحكم وغيرهم
وكان أصحاب ابن عباس على طريقته كعطاء وطاوس وتبعهم على ذلك أهل مكة كابن جريج وابن عيينة والزنجي وغيرهم
وكان أصحاب ابن عمر على طريقته كسالم ونافع وتبعهم على ذلك أهل المدينة كالزهري ومالك والماجشون وغيرهم
ثم انفصل الأمر على طريقة أهل الكوفة أهل الرأي وطريقة أهل الحجاز أهل الحديث
ثم انفصل الأمر على المذاهب الأربعة
قال الإمام عبد الله بن وهب ديوان العلم "كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال ولولا الليث ومالك لضللنا"
فالمذاهب الأربعة خير وسيلة لفهم الكتاب والسنة الفهم الصحيح وإنما هي وسيلة
والمتون الفقهية غير وسيلة لفهم المذهب فإن فيها تصويرا للمسائل التصوير الصحيح
ولا زال العلماء السلفيون يتمذهبون بأحد المذاهب الأربعة من غير تعصب
نسأل الله التوفيق والهداية
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 09:52]ـ
الأخوة الأفاضل ... أبو محمد وأمجد ... بارك الله فيكما.
لابُّد وأن يكون هناك تفهم جيد بين الاختلافات المتنوعة الموجودة.
فهناك تعدد فقهي، كالحنابلة والشافعية والمالكية والأحناف والظاهرية، ومدارس أخرى، كالأوزاعي في الشام والليث بن سعد في مصر ... وغيرهم.
إلا أن الخلاف في العقيدة، أمر مختلف تمامًا عن هذا.
فيجب التفطن لهذا جيدًا حتى لا يحدث خلط بين الفقه والعقيدة.
وهذا لا يعني أن الفقه والعقيدة لا يوجد بينهما صلة، فهذا لا يقوله إلا مغفل أو جاهل.
فمسائل الردة ونحوها قد أفردها الفقهاء بأبواب في الفقه.
وأيضًا فإن المتكلمين قد دخلوا من باب أصول الفقه للنيل من العقيدة.
إلا أنه الاختلاف الفقهي موجود سواء كانت عقيدته صحيحة أم فاسدة.
الأزهر ... قد قلنا فيه مقولة لا تخفى على من قرأ الذي ذكرناه آنفًا، إلا وأنه له دور عظيم لا ينكره أحد في خدمة القرآن والفقه واللغة العربية.
فإن كان عليهم مؤاخذات عظيمة من الناحية العقدية، إلا وأن لهم دور بارز أيضًا في هذه التواحي، فالانصاف من سمات أهل السنة ... ولا نبخس الأزهر مميزاته.
فالحاجة لـ (الاصلاح) إصلاح الفاسد، والاستفادة من الجيد.
وهؤلاء ليسوا بالأشاعرة الذين تقرأ عنهم، بل الخلل عندهم عظيم.
فهو أشعري ماتوريدي صوفي مرجيء معتزلي سني ... لا تدري ما هي عقيدته أصلاً ولا هو يدري.
ومنهم صنف خبيث، ومنهم أيضًا السلفي ... فالدعوة إلى الاصلاح ... وبيان العقيدة الصحيحة ... وتدريس العقيدة الصحيحة دون حيد عنها.
وكثير من الأشاعرة يظنون أنهم على الحق لشبهات عندهم.
وكثير من الماتوريدية يظنون أنهم على الخق أيضًا لنفس السبب.
والصوفية يظنون أنهم أصحاب الدرجات والكشوفات وغير ذلك من الفساد.
دعونا نركز على الاصلاح ... بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 10:00]ـ
جزاكم الله خير وأخص بالشكر الشيخ/أسامة الذي أفادنا من معلوماته القيمة
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 12:51]ـ
أخي أبا الفضل حفظك المولى
الباطل لا يرد بمثله
منذ متى كان التمذهب من غير تعصب مذموما مناقضا للسلفية
منذ متى كان حفظ المتون ليس من المنهج السلفي في التلقي والتعلم
لقد كان أصحاب ابن مسعود على طريقته في التفقه كعلقمة والأسود ونحوهم وتبعهم على ذلك أهل الكوفة كإبراهيم وحماد والحكم وغيرهم
وكان أصحاب ابن عباس على طريقته كعطاء وطاوس وتبعهم على ذلك أهل مكة كابن جريج وابن عيينة والزنجي وغيرهم
وكان أصحاب ابن عمر على طريقته كسالم ونافع وتبعهم على ذلك أهل المدينة كالزهري ومالك والماجشون وغيرهم
ثم انفصل الأمر على طريقة أهل الكوفة أهل الرأي وطريقة أهل الحجاز أهل الحديث
ثم انفصل الأمر على المذاهب الأربعة
قال الإمام عبد الله بن وهب ديوان العلم "كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال ولولا الليث ومالك لضللنا"
فالمذاهب الأربعة خير وسيلة لفهم الكتاب والسنة الفهم الصحيح وإنما هي وسيلة
والمتون الفقهية غير وسيلة لفهم المذهب فإن فيها تصويرا للمسائل التصوير الصحيح
ولا زال العلماء السلفيون يتمذهبون بأحد المذاهب الأربعة من غير تعصب
نسأل الله التوفيق والهداية
التمذهب لا إشكال فيه في باديء الأمر ولكن التعصب هو المشكل
والجمود على المذهب مع امكانية التحرر منه محل نقد
ولكن لا يعني هذا أن نغلو فلنصق التقليد بالأئمة الكبار
فمن أين لك أن أصحاب ابن عباس كان يقلدونه (بمعنى يتقيدون بأقواله ولا يخرجون عنها)؟!!
بل من أين لك أنهم لك يكونوا يأخذون الفقه أو التفسير إلا عنه؟
فإن قلت ليس هذا قصدي
قلنا فما الداعي لذكر هذا في الكلام على التمذهب
بل العجيب ذكرك لبعض المجتهدين وأنت تمثل للمتمذهبين مثل الإمام مالك وابن الماجشون
والموافقة في المنهج لا يعني التمذهب أو التقليد
فأهل الحديث قاطبةً يتفقون على أصول التشريع الأساسية
واليوم وجدت الكثير من المتون الميسرة التي تعنى بالدليل وهي أقرب إلى من كثير من كتب المذاهب
فلا داعي للتشديد في هذه المسألة
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 01:25]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم عبد الله الخليفي
يظن البعض أن دراسة الفقه على مذهب من المذاهب الأربعة مرحلة ضرورية للفقه!!! والفهم!!! ثم يعمل بما يترجح له وهذا ضرب من المحال ...
قال العز بن عبد السلام رحمه الله: ما رأيت أحداً رجع عن مذهب إمامه إذا ظهر له الحق في غيره بل يصير عليه مع علمه بضعفه وبعده ... (قواعد الأحكام في مصالح الآنام 2 - 305)
وصدق رحمه الله ... وتأمل الأقوال التى سأنقلها عن أقوام من المقلدة:
قال الكرخى: كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي إما مؤولة أو منسوخة وكل حديث كذلك إما مؤول أو منسوخ
وقال الصاوي في حاشيته على الجلالين (3 - 10): إن من خرج عن المذاهب الأربعة فهو ضال مضل ولو وافق الصحابة والحديث الصحيح والآية وربما أداه ذلك إلى الكفر لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر ...
وقال صاحب شرح العناية على الهداية (1/ 225 - 226) إن حضور النساء الجماعات متروك بإجماع المتأخرين ... !!!
وكأنه لم يسمع بالحديث الذي رواه الشيخان ((إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها))
قال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المختار 4 - 262 في باب قتال أهل البغي:
كما وقع في زماننا في أتباع محمد بن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين, وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة, لكنهم اعتقدوا أنهم المسلمون وأن من خالفهم مشركون, " واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم " عساكر المسلمين " عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف.!!! أ. هـ.
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 02:32]ـ
الأخوة الفضلاء ... حياكم الله
القاعدة:
الواجب على مَنْ عَلِمَ الدليل إتباع الدليل ولو خالف من خالف من الأئمة، ما لم يخالف إجماع الأمة.
فيكون هذا الأمر للمتعصبة إذا ظهر لهم الدليل فخالفوه بعلم ... لأنه ربما خالفه عن جهل ... فيُعْذَر.
ولكن لا ننكر عمومًا على الشيخ / أبي الفضل لأنه ظاهريًا، ولا على الشيخ الخليفي لأنه حنبليَا.
والمذهب، ليس أقوال الإمام الشافعي وحده، بل يتطور ليصبح مذهبًا عبر كثير من الأئمة، وليس معنى ذلك أن جميع هؤلاء جهالاً بالقرآن والسنة أو أن أحدهم يتبع الهوى ... بل اتبع الدليل الراجح عنده.
وإن كنت أرى أن الحنابلة أكثر إلتزامًا بالدليل من غيرهم ... اعتقادًا وفقهًا.
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 03:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أيهاالإخوة الفضلاء وبارك فيكم
الأخ الكريم / أبو الفضل تعقيبا على قولكم (ما رأي السادة الفضلاء الذي يتكالبون على دخول الأزهر أو يرسلون أبناءهم إليه
؟؟!!!! هل علمتم ماذا ستتعلمون هناك؟
أنا أقصد بكلامى أناس ملتزمون بمنهج ينتسب إلى السلف الصالح وبدلاً من طلب العلم الشرعى ومنه علم الحديث والأصول والفقه على يد أهل العلم في بلدنا وهم كثيرون بحمد الله .. يتركون هذا ويحاولون الالتحاق بالأزهر!!) أتوجه إليكم بهذه الأسئلة:
أولا: ماهى الجهة البديلة من وجهة نظركم التى يمكن للأباء أن يرسلوا أبناءهم إليها للحصول على العلم الشرعى بداية من مرحلة الروضة فما بعدها؟
ثانيا: على يد من تلقى أهل العلم (الذين أشرت إليهم) علمهم؟
ثالثا: وتعقيبا على قولكم (واستغل بعض الأزهريين ذلك واخترقوا التيارات السلفية فى مصر ومن هؤلاء أحناف وأشاعرة ... وغداً ستجد من أتباع السلفية أشاعرة ومعتزلة بعد أن ظهر فيهم أحناف ومالكية ... ) فلماذا لاتخترق السلفية الأزهر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 05:25]ـ
بارك الله فيكم جميعا
يظن البعض أن دراسة الفقه على مذهب من المذاهب الأربعة مرحلة ضرورية للفقه!!! والفهم!!! ثم يعمل بما يترجح له وهذا ضرب من المحال ...
وفقك الله
من أين لك جعله من المحال؟!!
ألم تقرأ ترجمة الإمام العز بن عبد السلام الذي نقلت عنه؟
وماذا عن محمد بن نصر المروزي وابن خزيمة والطبري وابن تيمية وغيرهم؟
طالب العلم في أول حياته العلمية سيقلد سيقلد شاء أم أبى
جميع أهل الاجتهاد قلدوا ثم ترقوا حتى بلغوا ما بلغوا
أما أن يعمد الطالب في بداية حياته العلمية إلى الترجيح - ولما يستكمل آلته - فهو يضيع وقته ويهدر طاقته
وليس تقليد الأخ الفلاني للإمام الفلاني بأولى من تقليدي لمذهب بدأ بإمام من الأئمة الأربعة ثم تتابع عليه أئمة فحول تنقيحا وتعليلا بما يفتح الذهن ويقوي الملكة الفقهية
مما يساعد على الانتقال إلى مرتبة الترجيح فيما بعد
قال العز بن عبد السلام رحمه الله: ما رأيت أحداً رجع عن مذهب إمامه إذا ظهر له الحق في غيره بل يصير عليه مع علمه بضعفه وبعده ... (قواعد الأحكام في مصالح الآنام 2 - 305)
وصدق رحمه الله ...
إن كان كلامه - رحمه الله - عن أهل عصره فقد يصح
أما إن كان عن جميع العصور فهو خطأ قطعا
وأراه يتكلم عن التعصب المذهبي
لا عن الدراسة المذهبية
فائدة:
قال الإمام العز بن عبد السلام - رحمه الله - في الكتاب الذي نقل عنه الأخ الكريم وقبل نقله بأسطر قليلة:
". . . وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ الْعَامَّةُ فَإِنَّ وَظِيفَتَهُمْ التَّقْلِيدُ لِعَجْزِهِمْ عَنْ التَّوَصُّلِ إلَى مَعْرِفَةِ الْأَحْكَامِ بِالِاجْتِهَادِ، بِخِلَافِ الْمُجْتَهِدِ فَإِنَّهُ قَادِرٌ عَلَى النَّظَرِ الْمُؤَدِّي إلَى الْحُكْمِ، وَمَنْ قَلَّدَ إمَامًا مِنْ الْأَئِمَّةِ ثُمَّ أَرَادَ تَقْلِيدَ غَيْرِهِ فَهَلْ لَهُ ذَلِكَ؟ فِيهِ خِلَافٌ، وَالْمُخْتَارُ التَّفْصِيلُ، فَإِنْ كَانَ الْمَذْهَبُ الَّذِي أَرَادَ الِانْتِقَالَ إلَيْهِ مِمَّا يُنْقَضُ فِيهِ الْحُكْمُ؛ فَلَيْسَ لَهُ الِانْتِقَالُ إلَى حُكْمٍ يَجِبُ نَقْضُهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَجِبْ نَقْضُهُ إلَّا لِبُطْلَانِهِ، فَإِنْ كَانَ الْمَأْخَذَانِ مُتَقَارِبَيْنِ جَازَ التَّقْلِيدُ وَالِانْتِقَالُ لِأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَالُوا مِنْ زَمَنِ الصَّحَابَةِ إلَى أَنْ ظَهَرَتْ الْمَذَاهِبُ الْأَرْبَعَةُ يُقَلِّدُونَ مَنْ اتَّفَقَ مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ غَيْرِ نَكِيرٍ مِنْ أَحَدٍ يُعْتَبَرُ إنْكَارُهُ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ بَاطِلًا لَأَنْكَرُوهُ " ا. هـ
فائدة ثانية:
كان الإمام العز بن عبد السلام من الشافعية - يقلد - ثم اجتهد
فتأمل
- قال اليونيني (ذيل مرآة الزمان 1/ 505):
"وكانت الفتاوى تأتيه من الأقطار، وكان في آخر عمره لا يتقيد قي فتاويه بما يقتضيه مذهب الإمام الشافعي، بل يفتي بما يؤدي إليه اجتهاده، ويترجح عنده بالدليل" ا. هـ
- وقال ابن قاضي شهبة (طبقات الشافعية 2/ 137):
"برع في المذهب، وفاق فيه الأقران والأضراب، وجمع بين فنون العلم من التفسير والحديث والفقه والأصول والعربية واختلاف أقوال الناس ومآخذهم حتى قيل إنه بلغ رتبة الاجتهاد، ورحل إليه الطلبة من سائر البلاد" ا. هـ
- وقال ابن شاكر الكتبي (فوات الوفيات 2/ 351):
"درَّس وأفتى وصنَّف، وبرع في المذهب، وبلغ رتبة الاجتهاد" ا. هـ
- وقال ابن كثير (البداية والنهاية 13/ 235):
"انتهت إليه رياسة المذهب، وقُصد بالفتوى من سائر الآفاق، ثم كان في آخر عمره لا يتقيد في فتاويه بما يقتضيه مذهب الإمام الشافعي، بل يفتي بما يؤدي إليه اجتهاده، ويترجح عنده بالدليل" ا. هـ
قال الكرخى: كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي إما مؤولة أو منسوخة وكل حديث كذلك إما مؤول أو منسوخ
أبو بكر بن عبدالوهاب27 - 02 - 2005, 03:54 Am
جزاكم الله خيرا
عبارة الكرخي بتمامها ص 169/ 170/171:
الأصل أن كل آية تخالف قول أصحابنا فإنها تحمل على النسخ أو على الترجيح والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: من مسائله أن من تحرى عند الاشتباه واستدبر الكعبة جاز عندنا لأن تأويل قوله تعالى ((فولوا وجوهكم شطره)) إذا علمتم به وإلى حيث وقع تحريكم عند الاشتباه، أو يحمل على النسخ كقوله تعالى ((ولرسوله ولذي القربى)) في الآية ثبوت سهم ذوي القربة في الغنيمة ونحن نقول انتسخ ذلك بإجماع الصحابة رضي الله عنهم، أو على الترجيح كقوله تعالى ((والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا)) ظاهره يقتضي أن الحامل المتوفى عنها زوجها تنقضي عدتها بوضع الحمل قبل مضي أربعة أشهر وعشرة أيام لأن الآية عامة في كل متوفى عنها زوجها حاملا أو غيرها، وقوله تعالى ((وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن)) يقتضي انقضاء العدة بوضع الحمل قبل مضي الأشهر لأنها عامة في المتوفى عنها زوجها وغيرها لكنا رجحنا هذه الآية بقول ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت بعد نزول تلك الآية فنسختها، وعلي رضي الله عنه جمع بين الأجلين احتياطا لاشتباه التاريخ.
الأصل أن كل خبر يجيء بخلاف قول أصحابنا فإنه يحمل على النسخ أو على أنه معارض بمثله ثم صار إلى دليل آخر أو ترجيح فيه بما يحتج به أصحابنا من وجوه الترجيح أو يحمل على التوفيق وإنما يفعل ذلك على حسب قيام الدليل فإن قامت دلالة النسخ يحمل عليه وإن قامت الدلالة على غيره صرنا إليه.
قال: من ذلك أن الشافعي يقول بجواز أداء سنة الفجر بعد أداء فرض الفجر قبل طلوع الشمس لما روى عن عيسى رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلي ركعتين بعد الفجر فقال: ما هما فقلت: ركعتا الفجر كنت لم أركعهما فسكت. قلت هذا منسوخ بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، وأما المعارضة فكحديث أنس رضي الله عنه أنه كان يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا فإنه معارض برواية عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا ثم تركه. فإذا تعارضا روايتاه تساقطا فبقي لنا حديث ابن مسعود وغيره رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرين يدعو على أحياء من العرب ثم تركه، وأما التأويل فهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد وهذا دلالة الجمع بين الذكرين من الإمام وغيره، ثم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده قولوا ربنا لك الحمد قسم والقسمة تقطع الشركة فيوفق بينهما فنقول الجمع للمنفرد والإفراد للإمام والمقتدي، وعن أبي حنيفة أنه يقول الجمع للمتنفل والإفراد للمفترض.
الأصل إن الحديث إذا ورد عن الصحابي مخالفا لقول أصحابنا فإن كان لا يصح في الأصل كفينا مؤنه وجوابه، وإن كان صحيحا في مورده فقد سبق ذكر أقسامه إلا أن أحسن الوجوه وأبعدها عن الشبه أنه إذا ورد حديث الصحابي في غير موضع الإجماع أن يحمل على التأويل أو المعارضة بينه وبين صحابي مثله.
قال نجم الدين عمر النسفي: معنى قوله ((لا يصح في الأصل)) أن لا يكون رواية عدل فهذا غريب ثابت، فليس لأحد أن يتمسك به فلا يفتقر إلى التقصي عنه فأما إذا أسنده عدل فقد ثبت واحتيج إلى التقصي فنعارض بقول صحابي آخر، فهو كاختلاف الصحابي في الجد والأخوة وفي هدم الزوج الثاني الطلقة والطلقتين وفي مسألة تكبيرات أيام التشريق.
--------------------------------------------------------------------------------
أبو بكر بن عبدالوهاب27 - 02 - 2005, 04:30 Am
شيخنا النبيل
ألا ترون أن كلام الكرخي هذا يوافقه عليه عامة أهل العلم
فإن قوله
((الأصل أن كل آية تخالف قول أصحابنا فإنها تحمل على النسخ أو على الترجيح والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق))
معناه أن الآية عندهم إن خالف ظاهرها اختيارهم فإنها لا شك محمولة عندهم على محمل حسن مما ذكر
وإلا كيف يسوغون خلاف كتاب الله
وهذا الظن بأمثالهم
وله تشهد فروع تخريجاته للأمثلة
والعمل على هذا عند أهل العلم
وهو ظاهر
فإنهم لا يَدَعون ظواهر الكتاب والسنة بغير برهان
ومن نسب إليهم غير هذا
فقد أعظم الفرية عليهم
ونسبهم إلى الكفر والمروق من الدين
إن الآية التي ظاهرها يخالف قول الشافعية مثلا
لا بد أنهم عدلوا عن هذا الظاهر لحجة
أيا كانت الحجة
نسخا أو ترجيحا أو تأويلا
(يُتْبَعُ)
(/)
والحجة هذه إما أن تصح وتعتبر وإما لا
فإن كانت من الأولى فبها ونعمت
وإن الثانية فلهم أجر المخطىء
نعذرهم وندع قولهم
وحريٌّ بنا أن لا نجعل هذه العبارة من الغلظة بمكان لما تقدم
وإن كان الأحرى بالكرخي أن يسبك عبارته على غير هذا المنوال
لهيبة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في النفوس
وأما فروع كلام الكرخي فليس هذا محل بحثها
محبكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=506305&postcount=8 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=506305&postcount=8)
وقال الأخ ابن سفران الشريفي:
وبالنسبة لكلمة الكرخي فقد وجهها الشيخ عبد الله ابن غديان بقريب من توجيه الإخوان
ولو أزلنا كلمة أصحابنا وجعلنا بدلا منها بعض أهل العلم لما رأينا فيها أي شناعة، ولا شك أن أصحابه هم بعض أهل العلم.
ولقد قال ابن حزم أشد منها في الإحكام دفاعاً عن الظاهرية، فقال ما معناه أن كل حديث يخالفونه ليس بصحيح البتة، وليس كما قال الكرخي الأصل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=506393&postcount=9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=506393&postcount=9)
وقال الصاوي في حاشيته على الجلالين (3 - 10): إن من خرج عن المذاهب الأربعة فهو ضال مضل ولو وافق الصحابة والحديث الصحيح والآية وربما أداه ذلك إلى الكفر لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر ...
قول الصاوي مردود عليه، وليس حجة على المذاهب الأربعة
فيشنع به على الصاوي وحده
ولم يقل الإخوة موتوا على مذهب من الأربعة حتى تورده
إنما الدراسة المذهبية مرحلة
وقال صاحب شرح العناية على الهداية (1/ 225 - 226) إن حضور النساء الجماعات متروك بإجماع المتأخرين ... !!!
وكأنه لم يسمع بالحديث الذي رواه الشيخان ((إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها))
هل هذا المعتمد لدى الحنفية؟
وإن كان
فما تعليله لديهم؟
قال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المختار 4 - 262 في باب قتال أهل البغي:
كما وقع في زماننا في أتباع محمد بن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين, وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة, لكنهم اعتقدوا أنهم المسلمون وأن من خالفهم مشركون, " واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم " عساكر المسلمين " عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف.!!! أ. هـ.
أخي الحبيب
ما لهذا وما نحن فيه؟!!
دائما ما تنقله في غير موضعه
أرجو أن يكون لغير الاستثارة
وعامة
العلامة ابن عابدين - رحمه الله - تكلم بما بلغه
وما بلغه كان من الكذب الذي أشاعه أعداء دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -
ولمَ لمْ تنقل قول العلامة المؤرخ الجبرتي الحنفي - رحمه الله - في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه؟
وهل يلزم من كون طالب العلم ينتسب إلى الحنفية أو المالكية في الفقه أن يكون من غير أهل السنة؟!
حفظك الله، ورعاك، وجعل الجنة مثواك
معذرة من الخروج عن الموضوع الأصلي
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 03:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم / عمر الإمبابي جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم
طالب العلم الذى يدرس الفقه الحنفى أو المالكى لايعتبر نفسه منتسبا لذلك المذهب فهو بالنسبة إليه مادة دراسة وكثيرا مايجد الطالب نفسه مدفوعا لمعرفة الفقه الحنبلى والشافعى لأنه يجد أن فقهه هو نفسه فى حياته اليومية خليط من هذه المذاهب الأربع.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 07:29]ـ
أخونا الشيخ / ابن عبدالكريم .....
الأخ الكريم الشيخ / ابن عبد الكريم .....
1 - غفر الله لكما , لست بشيخ ... بل أنا أقل من ذلك بكثير. لذا وجب التنبيه.
2 - الدراسة الفقهية شيء , و دراسة العقيدة - و هي موضوعنا - شيء آخر مختلف. فحبذا لو يركز الاخوة على الموضوع الأصلي حتى لا يتشعب النقاش.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 07:33]ـ
الأخ الفاضل عمر الإمبابي
قول الأخ ابن سفران الشريفى
(( ..... ولقد قال ابن حزم أشد منها في الإحكام دفاعاً عن الظاهرية، فقال ما معناه أن كل حديث يخالفونه ليس بصحيح البتة، وليس كما قال الكرخي الأصل.))
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وهم بالتأكيد في نقله فهو غير موجود في كتب ابن حزم فلم يسبق أن قرأته من قبل وبحثت في المكتبة الشاملة بطرق عديدة فلم أجده أو نصاً يشبهه.
وهذا الكلام أصلاً صرح ابن حزم بخلافه في مواضع عديدة!!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 07:38]ـ
التمذهب لا إشكال فيه في باديء الأمر
هذا هو المراد
فطالب العلم في مبتدأ حاله يتمذهب بمذهب من المذاهب فيشرع في متن من متونه حفظا ودرسا ثم شرحا
ولا يذهب يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة وهو لم يتأهل بعد مع أن تعلم فقه المذهب وسيلة لفهم الكتاب والسنة
ومن ذكر من العلماء آنفا كانوا على هذه الطريقة بمعنى أن منهم من نشأ على فقه ابن عباس ومدرسته ومنهم من نشأ على فقه ابن مسعود ومدرسته وهكذا
ثم وصلوا إلى رتبة الاجتهاد بعد أن مروا في هذه المرحلة
فمن أنكر التمذهب وحفظَ متن من متون المذاهب فلا يخلوا إما أن يقول على الطالب أن يذهب إلى الكتاب والسنة مباشرة فيستنبط منها الأحكام وإما أن يقول بل يذهب إلى شيخ من مشايخه يدرس عليه الفقه وإما أن يقول بل يدرس في كتب الخلاف العالي ثم يرجح بين الأقوال ليسلم من رق التقليد وإما أن يقول بل يحفظ متنا من غير متون المذاهب الأربعة كالدرر للشوكاني ونحوه
أما الأول فظلم لأنه وضع الشيء في غير موضعه لأن المبتديء ليس أهلا للاستنباط لأن الاستنباط له شروط
وأما الثاني فهذا الشيخ إما أن يدرسه متنا من متون المذاهب فتتفقون معنا لأنه المطلوب
وإما أن يدرسه مذهب نفسه (الراجح عنده) فينشأ الطالب على طريقة وفقه هذا الشيخ وبذلك نكون تركنا فقه الشافعي وأمثاله لفقه هذا الشيخ وشتان ما بينهما
وأما الثالث ففيه مناقضة للمنهجية السليمة في تلقي العلوم وهي منهجية السلف إذ يُبدأ بصغار العلم قبل كباره
ولأن فيه تشتيت لذهن الطالب وسوء تصور للمسائل
وأما الرابع فمن فضل فقه الشوكاني ونحوه على فقه السلف كفقه الأربعة فعلى عقله السلام
فقه إمامه مالك يفضل عليه فقه الشوكاني
فقه خدم أكثر من عشرة قرون يفضل عليه فقه لم يخدم إلا بشرح أو شرحين من عالمين أو ثلاثة
فقه تتابع على خدمته آلاف العلماء فجمع في متن أو متنين على طبق من ذهب يفضل عليه فقه خدم من عالم أو عالمين
الخلاصة أن المذاهب الأربعة أفضل وسيلة لفهم الكتاب والسنة الفهم الصحيح
واليوم وجدت الكثير من المتون الميسرة التي تعنى بالدليل وهي أقرب إلى من كثير من كتب المذاهب
المتون لم توضع للتدليل على المسائل بل لجمعها وتصويرها وحفظها ثم من طلب الأدلة وجدها في كتب المذهب المتقدمة وفي غيرها
فطالب العلم في مبتدأ طلبه لا يصرف همه إلى الترجيح والاستدراك والتعقيب لا بل ينبغي أن يتأهل قبل ذلك ويتصور المسائل ويسكت أكثر مما يتكلم فإذا أخذ هذا العلم بحقه نظر ورجح والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 07:48]ـ
أخي الحبيب أبا الفضل وفقه الله ونفع به
ما رأيكم أخي الحبيب في هذا النص من كلام الإمام ابن حزم رحمه الله:
(كل حديث صحَّ عندنا أنه ناسخ، ولم يأت له معارض، وكل آية وردت كذلك لا معارض لها، أو كل نص من حديث صحيح أو آية عارضهما نص آخر منهما، فإنَّ الزائد في حكمه على الآخَر: هو الحق المتيقَّن؛ لأنه شرع وارد من عند الله تعالى لا يحل تركه إلا بنص يبيِّن أنه منسوخ أو مخصوص. فما كان هكذا من النصوص كلها: فنحن موقنون بأننا في اعتقاد موجبها، محقِّون عند الله عز و جل، وأنَّ مخالفنا فيها مخطىء عند الله عز و جل).اهـ
ما رأيكم: هل يُشبه هذا النص تمام عبارة الكرخي رحمه الله؟
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:00]ـ
الأخ الفاضل عمر الإمبابي
الأمثلة التى ذكرتها لمن خالف المذهب للدليل أمثلة نادرة وجمهور المقلدة بخلافها
أما عن التبرير الذى نقلته لكلام الكرخي فهو متكلف جداً وكلام الكرخي وتعصبه
مشهور
وكلامك عن ابن عابدين
ما لهذا وما نحن فيه؟!!
دائما ما تنقله في غير موضعه
أرجو أن يكون لغير الاستثارة
وعامة العلامة ابن عابدين - رحمه الله - تكلم بما بلغه
وما بلغه كان من الكذب الذي أشاعه أعداء دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه
الله -
هذا الكلام في موضعه تماماً
دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب قامت على اتباع الدليل في العقيدة والفكر وكل شئ
في عصره رضى الله عنه ونور ضريحه وأمطر عليه سحائب الرحمة قامت دعوة
التوحيد في جزيرة العرب وكان يتبع الدليل ولما هاجمه الجهلة وادعوا أنه مذهب
خامس اتبع أتباعه من بعده سياسة رد الفعل المنهزم وقالوا نحن حنابلة!!! تحركهم
عقدة نفسية قديمة وهى تجنب مخالفة الجمهور رغم أنهم خالفوهم في العقيدة إلا أنهم
استهانوا بالرأي والتقليد ومرروهما وكان الواجب إلتزام أتباع الدعوة الوهابية بمنهج
مدرسة اتباع الدليل والاجتهاد في الفقه وأصوله كما اتبعوها فى العقيدة والأخلاق.
وجرى على نفس النهج أتباع السلفية المتأخرة بعدما أنشأوا دولتهم المباركة
حتى بعد إنشاء الجامعات الشرعية في بلادهم أصبحوا يدرسون في أصول الفقه كتب
الجويني الأشعري!! وعندما طبعوا كتاب السنة لعبد الله بن أحمد قاموا بحذف باب
كامل في ذم الرأي وطريقة أبي حنيفة مجاملة للأحناف!! وممالأة للجمهور فاستغلهم
أهل الرأى وجندوهم دون أن يدروا لمحاربة الاجتهاد والإلتزام بالنص عن طريق
الضغط عليهم وتحريك عقدة الجمهور الكامنة فيهم.والله المستعان
الأخ الفاضل أسامة
قولك
ولكن لا ننكر عمومًا على الشيخ / أبي الفضل لأنه ظاهريًا،
××× الصواب ظاهريُُ
أخى الكريم أنا لست شيخاً بل طالب علم مبتدئ ومقصر جداً ... وما أكتبه هنا مقتبس
من كتابات أخيكم أبي محمد المصرى والأخوة في منتدى أهل الظاهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:05]ـ
أخي الحبيب أبا الفضل وفقه الله ونفع به
ما رأيكم أخي الحبيب في هذا النص من كلام الإمام ابن حزم رحمه الله:
(كل حديث صحَّ عندنا أنه ناسخ، ولم يأت له معارض، وكل آية وردت كذلك لا معارض لها، أو كل نص من حديث صحيح أو آية عارضهما نص آخر منهما، فإنَّ الزائد في حكمه على الآخَر: هو الحق المتيقَّن؛ لأنه شرع وارد من عند الله تعالى لا يحل تركه إلا بنص يبيِّن أنه منسوخ أو مخصوص. فما كان هكذا من النصوص كلها: فنحن موقنون بأننا في اعتقاد موجبها، محقِّون عند الله عز و جل، وأنَّ مخالفنا فيها مخطىء عند الله عز و جل).اهـ
ما رأيكم: هل يُشبه هذا النص تمام عبارة الكرخي رحمه الله؟
لا أخي الحبيب ... بينهما كما بين السماء والأرض
كلام ابن حزم واضح جداً في معنى النسخ أم كلام الكرخي فهو يبين أن أصحابه أحاطوا بكل الفهم وأن فهمهم صواب تماماً بحيث لو ظهرت آية أو حديث بخلافه ففهمهم أرجح لدرجة أنهم يشكون في احتمال النسخ حينها أو التأويل.
أي أن قياسهم ورأيهم وفهمهم يقيني له قوة النصوص
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:13]ـ
أحسن الله إليكم
قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات:
(( ... لأنَّ العلماءَ لا يتناقضُ كلامُهم، ولا ينبغي أن يحملَ على ذلك ما وُجِدَ إلى غيره سبيلٌ، وهذا جواب يكفي المقلد في الفقه وأصوله، ويُورَدُ على العالم من باب تحسين الظن بمن تَقَدَّمَ من السلف الصالح؛ ليتَوَقَّفَ ويتأملَ، ويلتمسَ المخرج، ولا يتعسف بإطلاق الرد)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(ومن أعظم التقصير: نسبة الغلط إلى متكلم مع إمكان تصحيح كلامه، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس، ثم يُعتبر أحد الموضعين المتعارضين بالغلط دون الآخر ... ) مجموع الفتاوى (31/ 114)
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:19]ـ
الأخوة الفضلاء
يرجى الالتزام بالموضوع
بارك الله فيكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:31]ـ
أخي الحبيب أبا الفضل، عبارة الكرخي:
(الأصل أن كل آية تخالف قول أصحابنا فإنها تحمل على النسخ أو على الترجيح والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق ... الأصل أن كل خبر يجيء بخلاف قول أصحابنا فإنه يحمل على النسخ أو على أنه معارض بمثله ثم صار إلى دليل آخر أو ترجيح فيه بما يحتج به أصحابنا من وجوه الترجيح أو يحمل على التوفيق وإنما يفعل ذلك على حسب قيام الدليل فإن قامت دلالة النسخ يحمل عليه وإن قامت الدلالة على غيره صرنا إليه).اهـ
تأمل قوله: ( ... وإنما يفعل ذلك على حسب قيام الدليل فإن قامت دلالة النسخ يحمل عليه وإن قامت الدلالة على غيره صرنا إليه).اهـ
وتأمل عبارة ابن حزم:
(كل حديث صحَّ عندنا أنه ناسخ، ولم يأت له معارض ... ).اهـ
تأمل: (صحَّ عندنا ... ).اهـ
ألا يوجَد تشابها؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:32]ـ
الشيخ الفاضل أمجد جزاك الله خيرا على هذه النقول الرصينة ..
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:43]ـ
أخي الفاضل أشرف
إقرأ ما قبل كلمة ابن حزم وما بعدها يتضح لك مرادي
الأخ الفاضل أمجد الفلسطيني
أنا لا أقول أن يأتي الرجل من الحقل أو الشارع ويفتح القرآن الكريم أو صحيح البخارى ويستخرج الأحكام وكذلك طالب العلم المبتدئ
من لا ينادي بالتقليد كالظاهرية وبعض السلفيين يقولون
إذا أفتى الشيخُ، أو الإمامُ، بكتابِ الله، وسُنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع ترك الأحاديث الضعيفة، فوجب على المسلم اتباع ما أفتى به، لأن المسلم في هذه الحالة لا يتبع الشيخ والإمام، ولكنه يتبع القرآنَ، وهديَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
فتوى اللجنة الدائمة رقم (16011) وتاريخ: 8/ 5/1414هـ.
الذي يُقبل قوله مطلقاً، بدون مناقشة ولا معارضة، هو رسولُ اللهِ.
لقول الله تعالى: ?وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا?.
وقوله تعالى: ?وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى?
أما غيرُه من البشر مهما بلغ من العلم، فإنه لا يُقبل قولُهُ إلاَّ إذا وافقَ الكتابَ والسُّنَّةَ،
ومن زعم أن أحداً تجب طاعتُه بعينة مطلقًا، غيرَ رسولِ اللهِ، فقد ارتَدَّ عن الإسلام. وذلك لقوله تعالى: ?اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون?.
وقد فسر العلماء هذه الآية بأن معنى اتخاذهم أرباباً من دون الله: طاعتهم في تحليل الحرام، وتحريم الحلال.
انتهت الفتوى
والشاهد أنه لا يصح اتباع مذهب معين سواء الحنفي أو غيره وكتاب معين سواء رد المحتار أو المحلى يأخذه كله بأقواله بل يسأل ويتعلم أي مسألة بدليلها من أي مذهب أو كتاب ويضع فى ذهنه أنه يتبع النبي عليه السلام ويبحث عن هديه وإن اعتبر أن أبا حنيفة أو ابن حزم أو غيرهم يجوز اتباعهم كفر وارتد عن الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:49]ـ
أخي الحبيب أبا الفضل تقول لي (إقرأ ما قبل ... ) إلخ
أخي الفاضل أنا الذي أتيت بكلام ابن حزم رحمه الله، وقمت بتنسيقه:)
فكيف لم أقرأه
وأحسب أني قرأته ووعيته على الوجه
وهو يسير موائما لكلام الكرخي .. إنْ استحضرنا ما نقله الشيخ الفاضل أمجد وفقه الله
وفقك الله ونفع بك أخي الفاضل
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 09:08]ـ
أخي الحبيب أشرف أعتذر عن طريقة كلامي فقد أخذنى الحماس
لا يمكن لأحد يعرف ابن حزم وطريقته ونقده لشيخه داوود في الكثير من المسائل أن يفهم بخلاف فهمى وأنت أعلم بذلك ولكنك تأثرت بكلام ابن سفران القحطانى وفقه الله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 09:12]ـ
أخي الحبيب
أرجو الرد على م 34
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 09:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أيها الأخوة الفضلاء
الأخ الكريم / أسامة جزاكم الله خيرا لطلبكم الالتزام بالموضوع
الأخ الكريم / أبو الفضل أرجو أن تتفضل على بالإجابة عن أسئلتى السابقة(/)
توريث المرأة في الكتاب المقدس عند النصارى
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 08:20]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على خير عباد الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
جاء في سفر التثنية الإصحاح 25 الفقرات من 5 إلى 9 ((إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، فَلاَ تَصِرِ امْرَأَةُ الْمَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُل أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ.
وَالْبِكْرُ الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ، لِئَلاَّ يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيلَ.
وَإِنْ لَمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ، تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَى الْبَابِ إِلَى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ.
فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلَّمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَالَ: لاَ أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا.
تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ، وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ، وَتُصَرحُ وَتَقُولُ: هكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ))
قلت الناظر إلى هذا التشريع يجد أموراً يتوقف عندها القاريء
الأمر الأول أن هذا التشريع فيه اجبار للرجل على الزواج من امرأة لا يرغب بها وإلا تعرض للفضيحة
الأمر الثاني اعتبار المرأة التي لم تلد متاعاً يرثه الأخ من أخيه
الأمر الثالث نسبة الإبن إلى غير أبيه الحقيقي
هذه الأمور كلها ممنوعة في الإسلام
غير أن من العجائب والعجائب كثيرة أن نجد من يعترض على كون ميراث المرأة في الإسلام _في بعض الفرائض_
ولا نجده يعترض على هذا التشريع الإلهي عندهم في جعل المرأة متاعاً يورث
ومن المعلوم أن إخراجها من حيز الموروثات إلى حيز الوارثين أرفع مقاماً لها
فإن قال النصراني: هذا التشريع منسوخ ولا علاقة لنا بالعهد القديم
قلنا: بعض بني جلدتك ينكرون النسخ على المسلمين وهذا النص يلزمهم به وإلا لزمهم الإلتزام بهذا التشريع
ثم إن هذا التشريع لم يشكل عندك طعناً في نبوة النبي الذي نزل عليه هذا الوحي (والعهد وحي عندهم لذا يطبعونه مع العهد الجديد باسم الكتاب المقدس)
فماذا تطعن في نبوة محمد (ص) بما هو أقل من هذا؟
وقد عمل بهذا التشريع يهوذا النبي الزاني عند القوم
ففي سفر التكوين الإصحاح 38 الفقرات من 6 إلى 11 ((واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب. فأماته الرب فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها واقم نسلا لاخيك فعلم أونان ان النسل لا يكون له. فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه فقبح في عيني الرب ما فعله. فاماته ايضا فقال يهوذا لثامار كنته اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر شيلة ابني. لانه قال لعله يموت هو ايضا كاخويه. فمضت ثامار وقعدت في بيت ابيها))
قلت فانظر رحمك كيف توارد عليها الأخوة وكيف أن أن يونان لم يحب أن ينسب نسله لأخيه
وتتمة القصة فيها ذكر زنا يهوذا النبي بزوجة ابنيه!!
ولا تستغرب فالأنبياء غير معصومين من الزنا في الكتاب المقدس!!
وليس هذا محل بسط هذه المسألة
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
وقفة على جريمة (مؤتمر الخريف)
ـ[الخلافة الراشدة]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 01:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة على جريمة (مؤتمر الخريف)
لقد دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى عقد مؤتمر دولي لإنهاء القضية الفلسطينية وإحلال السلام في المنطقة في واشنطن في نوفمبر تشرين الثاني المقبل، وقد أطلق على هذا المؤتمر في وسائل الإعلام اسم (مؤتمر الخريف)،هذا المؤتمر الذي وصفه (رئيس وزراء سلطة أوسلو) المدعو سلام فياض بأنه "فرصة" لدفع القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام الدولي مجدداً.
أيها المسلم الحرّ الغيور المعتز بربّه ودينه:
في غياهب هذه المؤامرات الصليبية ... وفي أوحال هذه الخيانات التي تتكاتف مع بعضها للنيل من قدسية الأقصى، وإسلامية فلسطين لجرّها بعيداً عن البديهيات التي وطد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه أركانها بدماء الشهداء وجماجم الفاتحين ... نقف هنا متمترسين كالجبال لنسأل:
منذ متى كانت فلسطين لأهل فلسطين دون المسلمين؟ ومن أين لهم الحق بالتصرف في شأنها بمعزل عن بقية المسلمين؟ وهل هذا المؤتمر يمثل فرصة لحل القضية الفلسطينية؟ وهل يرجى من أميركا رأس الكفر المجرمة خيرٌ للإسلام والمسلمين؟ أم هل كان اليهود أصحاب العهود والمواثيق ليأمن المسلمون جانبهم؟!
أما فلسطين وبعد ضربنا عرض الحائط بخرافة الحق التاريخي لإثبات أحقية المسلمين بها ... ذلك الحق الموهوم المزعوم الذي لا يثبت للمسلمين حقاً لا في فلسطين ولا في الأندلس ولا في غيرهما، لأن إسلامية فلسطين إسلامية عقائدية إيمانية، قبل أن تكون إسلامية تاريخية جغرافية، وقد أصبحت إسلاميتها القرآنية أرسخ من كل حقائق التاريخ والجغرافيا منذ أن أصبحت مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ترجمت هذه الإسلامية الفلسطينية إلى إسلامية تاريخية جغرافية بالفعل عندما فتحها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... قال تعالى في محكم سورة الإسراء: ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? (الإسراء/ 1). فقد قرن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة بين قدسية المسجد الأقصى وقدسية المسجد الحرام سواء بسواء، كما ان الله سبحانه وتعالى جعل من المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث المساجد التي لا تشدّ الرحال إلاّ إليها.
إنّ فلسطين أرض لجميع المسلمين في كلّ أرجاء المعمورة، وهي ليست ملكاً لأهلها أو ساكنيها من (الفلسطينيين)، ذلك لأن الإسلام قد جعلها أرضاً خراجية لا يملك رقبتها أحد، بل تكون ملكية رقبتها لعموم المسلمين حتى يوم القيامة، فقد قال الله تعالى فيها و في أمثالها من الأراضي الخراجية:
- ?مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ? الحشر 7.
- ثم أضاف إلى هؤلاء غيرهم فقال تعالى: ?وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? الحشر 9.
- ثم زاد وأضاف غيرهم حتى شملت الآيات المسلمين جميعاً إلى يوم القيامة فقال سبحانه: ?وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? الحشر 10 ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فلا يجوز أن يكون التصرف فيها خاصاً بالفلسطينيين فقط حتى ولو كان تصرفهم بها موافقاً للحكم الشرعي، فما بالك بهذا التصرف إذا كان هذا مخالفا لبديهيات الإسلام، بل كان ذاك التصرف خيانة عظمى وجريمة كبرى في حق أرض الإسراء والمعراج، وحق الفاتحين، وحق أهلها من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين.
- روى الإمام ابن سعد في طبقاته عن الأمام الأوزاعي رضي الله عنه أنه قال: " أول من تولى قضاء فلسطين عبادة بن الصامت, وكان معاوية قد خالفه في شيء أنكره عليه عبادة في الصرف, فأغلظ له معاوية في القول, فقال له عبادة: لا أساكنك بأرض واحدة أبداً ورحل إلى المدينة. فقال: له عمر ما أقدمك فأخبره, فقال: ارجع إلى مكانك فقبح الله أرضاً لست فيها ولا أمثالك. وكتب إلى معاوية لا إمرة لك على عبادة. " ... هذا وغيره الكثير من الأخبار يثبت أن فلسطين هي تلك الأرض المباركة التي حوت قبور وعظام عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين , فهل سيترك المسلمون المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأولى القبلتين وثالث الحرمين يدنس من قبل المجرمين إخوان القردة والخنازير؟؟ وهل سيتركون عظام أصحاب رسول الله عبادة وشداد وغيرهم تداس من قبل أرجل يهود النجسة؟؟ فإنهم إن فعلوا ذلك فإنما هو خزي الدنيا والآخرة، نعوذ بالله من ذلك.
أما أميركا ودول الغرب الكافر قاطبة فهي دول عدوة لله ولرسوله وللمسلمين، ولا يُرجى منها خير للمسلمين مقدار قطمير، يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل:
- ?وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ? البقرة120.
- ويقول أيضاً: ?مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ? البقرة 105.
فهل يُرجى من مؤتمرهم هذا خير للمسلمين؟؟ وهل تتمثل فيه حقاً فرصةً لحلّ قضية فلسطين؟؟
أما يهود فإنهم لم يكونوا يوماً ولن يكونوا في يوم من الأيام أصحاب عهود ومواثيق، بل إنهم هم الذين كان وما زال ديدنهم نقض العهود والخيانة قال تعالى: ?أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ? البقرة 100.
أيها المسلم الحرّ الغيور المعتز بربّه ودينه:
إن فلسطين بدأت مشوارها درةً في تاريخ المسلمين منذ أن ربطها الله سبحانه مع بيته الحرام برباط واحد لمّا أسرى برسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، مصداقاً لقوله تعالى: ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? (الإسراء/ 1). فجعلها أرضاً طيبةً مباركةً. وقد شدّ قلوب المسلمين إلى حاضرة فلسطين (بيت المقدس) بأن جعلها قبلتهم الأولى قبل أن يولي الله المسلمين قبلتهم الثانية (الكعبة المشرفة) بعد الهجرة بستة عشر شهراً. وقد كان هذا كله قبل أن تصبح فلسطين تحت سلطان الإسلام الفعلي عندما فتحها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 15 للهجرة، وقد تسلمها من صفرونيوس وأعطاه عهدته المشهورة (العهدة العمرية) التي كان من نصوصها، بناءً على طلب النصارى فيها، (أن لا يساكنهم فيها يهود).
لقد كانت فلسطين درةً في تاريخ المسلمين قبل أن تفتح وبعد أن فتحت، وقد كانت وما زالت مركز الثقل في بلاد المسلمين، فكلما اعتدى عليها معتدٍ تحطَّم جبروته وتكسّر عدوانه على صخرة إسلامها مهما طال هذا الجبروت والعدوان. فيها كانت المعارك الفاصلة مع الصليبيين في حطين (583هـ - 1187م)، وفيها كانت المعارك الفاصلة مع التتار في عين جالوت (658هـ - 1260م) ... وستتبعها بإذن الله المعارك الفاصلة التي ستمحو منها أي أثر لكيان يهود، لتعود بإذن الله فلسطين كما كانت خالصةً نقيةً إلى ديار الإسلام.
أيها المسلم الحرّ الغيور المعتز بربّه ودينه:
(يُتْبَعُ)
(/)
- لقد بدأت قضية فلسطين تتحرك دولياً في العصر الحديث منذ عهد الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني رحمه الله، حيث سعى دهاقنة يهود بالتعاون مع دول الكفر آنذاك، وبخاصة بريطانيا ليجدوا لليهود موطئاً في فلسطين محاولين أن يستغلوا الأزمة المالية لدولة الخلافة العثمانية، فعرض هرتزل كبير يهود في عام 1901م دفع الأموالٍ لخزينة الدولة مقابل ذلك، فرفض الخليفة عبد الحميد مقابلته، وكان جواب الخليفة المشهور الموجه للصدر الأعظم لينقله لهرتزل جواباً على عرضه المالي المغري: " انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطواتٍ جديةً في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، لقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض وروّاها بدمه ... فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزّقت دولة الخلافة يوماً ما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن ... أما وأنا حيّ، فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة، وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة ". وقد صدق توقعه رحمه الله، فبعد أن قُضي على الخلافة جاء من الحكام العملاء في بلاد المسلمين من مكّن اليهود من احتلال فلسطين، بل والهيمنة على غير فلسطين.
- وقد استمرت أطماع الكفار الحاقدين على الإسلام ودرته فلسطين دون انقطاع، منذ التحرير الصلاحي الذي قضى على رجس الاحتلال الصليبي، حتى إذا دخلوا فلسطين في 11/ 12 1917م في الحرب العالمية الأولى قال قائد جيش الحلفاء الجنرال الإنجليزي ألنبي: " الآن انتهت الحروب الصليبية " معتبراً أن الخلافة العثمانية ليست إلا استمرارا لنفس السلطان والحكم الإسلامي الذي دحر احتلال أسلافه من الصليبيين قبل ثمانية قرون، وأن الإنجليز بهدمهم للخلافة واحتلالهم لفلسطين أعادوا الصليبيين مرة أخرى إلى بلاد المسلمين، ممنياً نفسه أن تكون هذه المعركة نهاية مطاف الحروب الصليبية.
- وفي يوم 2/ 11/1917م من السنة نفسها أعطى الإنجليز وعداً سمي (بوعد بلفور) على اسم وزير خارجيتهم آنذاك، تتعهد بريطانيا فيه أن تمكّن اليهود من احتلال فلسطين وإنشاء دولة لهم فيها.
- وعند القضاء على دولة الخلافة العثمانية مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، أنشأت الدول المنتصرة (عصبةَ الأمم) التي فرضت بدورها (صك الانتداب) البريطاني على فلسطين في عام 1922م، ذلك الصكّ الذي ترجمت فيه بريطانيا تنفيذ (وعد بلفور) تنفيذاً عملياً بفرضه أمراً واقعاً جديداً في فلسطين.
- وقد توالت بعد ذلك سلسلة من المحطات التاريخية على قضية فلسطين , فجاء تشجيع الإنجليز لهجرة يهود إلى فلسطين , ليتبعه عام 1947م صدور قرار هيئة المم المتحدة رقم 181 القاضي بتقسيم أرض فلسطين لدولتين يهودية وعربية، ثم أعقبت ذلك مسرحية حرب عام 1948م المهزلة، التي هزمت فيها جيوش ست دول عربية آنذاك أمام جيش كيان يهود الهزيل, ثم جاء اعلان الاستقلال المزعوم لهذا الكيان المسخ الذي تلاه تسابق الدول الكبرى النصرانية للاعتراف به مباشرة.
- ثم جاءت حرب عام 1956م , التي تبعتها سريعاً مسخرة ما يسمى بحرب الأيام الستة في عام 1967م.
- ثم جاء بعد ذلك مؤتمر مدريد، فأتبعه اتفاق أوسلو، ثم اتفاقية وادي عربة, ثم واي ريفر, وخرائط الطرق المتعددة.
- وما بين هذا التنازل وذاك عقدت قمم عربية كثيرة, بدأت قراراتها بضرورة مكافحة الهجرة اليهودية في قمة أنشاص عام 1946م , ثم لاءات الخرطوم الثلاث, فاعتراف بحصر التمثيل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية , لتختتم مسيرة القمم العربية في بيروت باعتراف كامل بكيان يهود مع دعوة للتطبيع مقابل ما بقي من الضفة وغزة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم ... هذه هي قضية فلسطين منذ هدم الخلافة الإسلامية، أحداث تدافعها أحداث ... مؤامرات تتلوها مؤامرات ... نكبات تتلوها نكسات ... مشاريع دولية حثيثة لحلّ مشكلة اليهود بتثبيت كيانهم في فلسطين على حساب وجود أهلها المرتبط بجذورها وجذورهم الإسلامية ... هذا وغيره الكثير، والكل يعلم أنّ الدور المركزي الأساسي المحرك والمقرّر في كل هذا ليس إلا الدول الكبرى, وما الأنظمة العربية في ذلك كله إلا بيادق شطرنج تحركها الدول الكبرى متى شاءت وكيفما شاءت وأنّما شاءت ... انقلبت كل لاءات حكام الخسة والعار إلى نعم ... وتحولت كل الثورات بتآمر الحكام إلى عدم ... فلبئست البداية بدايتهم بعد هدمهم للخلافة وتآمرهم على فلسطين، ولبئست الخاتمة خاتمة كلّ من سلّم وتآمر وركع وخنع منهم عند عودة دولة الخلافة لتحرير فلسطين ...
أيها المسلم الحرّ الغيور المعتز بربّه ودينه:
لقد حققت الدول الكبرى أهدافاً كثيرة بعد أن عبثت في قضية فلسطين عبث المغتصبين بالأخيذة البكر, فكان من أهم ما حققه المستعمرون الأوباش المغتصبون هدفين كبيرين:-
الأول: أنهم نجحوا بزرع جسم غريب بين المسلمين في المنطقة يعوق تواصلهم ويبعد وحدتهم في دولة واحدة.
والثاني: أنهم استطاعوا إلهاء المسلمين عن عدوهم الأصلي، بحصر الصراع في المنطقة مع يهود دون العدو الغربي الصليبي.
إن المراقب للسياسة الغربية يرى أنّ القوم قد دخلوا بقضية فلسطين هذه الأيام في المرحلة الأخيرة من جرائمهم, إنها مرحلة تصفية القضية تصفية نهائية بمعاونة الأنظمة والأدوات العربية، وعلى رأس هذه الأدوات سلطة أوسلو ودول الطوق وما يسمى بالدول العربية الكبيرة, فكلّ هذه الأدوات الخانعة المهطعة رأسها قد استجابت لدعوة إلهها الأميركي للذهاب إلى مؤتمر الخريف القادم الذي دعا إليه ربّهم الفرعون بوش, وقد أعلنوا أن هذا المؤتمر لن تبحث فيه إلا قضايا الحل النهائي, اللاجئون والقدس، إيذاناً بتصفية ما تبقى من قضية فلسطين ...
إن المتتبع لما يصدر عن الساسة المجرمين ليجزم أو يكاد بأن حلّهم لمشكلة القدس سيكون بتقسيمها، وإعطاء سلطة أوسلو سلطة إدارية على جزء منها, وابقاء الصلاحيات الأمنية فيها بيد كيان يهود, ليبقى بذلك مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله سلم يئن تحت حراب يهود (الشرعية) المشرعة , وقد أعلن محمود عباس رئيس سلطة أوسلو أنه سيطرح ما تتمخض عنه مفاوضات (مؤتمر الخريف) التآمري الاستسلامي على استفتاء شعبي ...
أما قضية اللاجئين، فبعد أن حوّلوها إلى قضية مالية بدل أن تكون كما ينبغي أن تكون قضية تحرير، أصبح حلّ هذه القضية عند القوم يتمثل في توطين اللاجئين في أماكن تواجدهم في دول الشتات مع دفع شيء من التعويضات ... لتؤول أراضيهم وبيوتهم لليهود بصك ملكية شرعي مدموغ باعتراف الخونة وشرعة التآمر الدولية ...
أيها المسلمون الأحرار الأغيار المعتزون بربّهم ودينهم:
لقد كان من أكبر الضلال والتضليل تحويل قضية فلسطين إلى قضية قومية عربية، وكان من أكبر الظلم والتجني تحويلها إلى قضية وطنية فلسطينية ... وكان من أعظم الجرائم عقد وحضور مثل هذا المؤتمر الذي يكرس هذا التقسيم وهذه التجزئة لترسيخ فصل قضية فلسطين عن باقي قضايا الأمة الإسلامية، لذلك كان من أعظم الواجبات إعادة قضية فلسطين إلى وضعها الأصلي الذي وضعها الله سبحانه وتعالى فيه، بأن تكون قضية كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله في كلّ أرجاء المعمورة.
إنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم علمنا أن لا نكره أحدا على اعتناق العقيدة الاسلامية، ولكنه علمنا أيضأً أن قضية بسط سلطان الإسلام على كل الأرض هي قضية مصيرية، وفرضية حتمية تحمل بالدعوة والجهاد، وتبذل في سبيلها المهج والأرواح، وعلمنا كذلك صلى الله عليه وآله وسلم أن الأرض إذا هاجمها الكفار لانتزاعها من يد المسلمين، أضحى الجهاد لمنع وقوعها تحت سلطان الكفر فرض عين على كل المسلمين، حتى تخرج الأمة دون إذن وليها، والولد دون إذن أبويه، والعبد دون إذن سيده، وفي كلّ الأحوال تبذل كلّ المهج وألأرواح لمنع وقوعها تحت سلطان الكفار. ولئن كان هذا هو حكم الله في كل بقعة فتحها المسلمون عامة، فإن قداسة فلسطين التي لم يرد ذكرها في كتاب الله إلا مقروناً
(يُتْبَعُ)
(/)
بالبركة والتقديس ... كان الجهاد لإرجاعها درة لتاج الدولة الإسلامية من أشرف الأعمال وأعظمها عند كل مسلم حرّ غيور معتزّ بربه ودينه.
فكيف بنا اليوم ونحن نرى أقواماً يسارعون في نقيض ذلك كله، فيتآمرون على هذه البقعة المشرفة المقدسة المباركة ليهبوها لأنذل خلق الله من يهود، ويوقعوا معهم الصكوك المشفوعة بالتنازل تلو التنازل، ويتصرفون بها كما لو كانت ملك أيمانهم، ويلهون بقداستها كما لو كانت دماء أشراف الصحابة ممن رووا هذه الأرض، ودماء الشهداء الذين علقت أرواحهم في أجواف طير خضر أحياء عند ربهم يرزقون، كأن هذه الدماء الطاهرة عبر التاريخ كانت من أجل أن يتسلم هؤلاء الخونة المتآمرون حكماً مسخاً أشوه في كانتون لا يتحرك وزير من وزرائه عبر الحواجز إلا بإذن أصغر صعلوك من صعاليك يهود.
أيها المسلمون الأحرار الأغيار المعتزون بربّهم ودينهم:
لقد أصبح من البديهي لديكم أن حكامكم لا يبذلون ملياراتكم في تجهيز الجيوش وتسليحها إلا من أجل الاستعراضات أو قتلكم، أومن أجل حماية أنظمتهم الغارقة في العمالة للكفار المستعمرين، فقد جعلوا من جيوشكم خطوط دفاع عن الكافر المستعمر لا تسمح لنملة أن تعبر الحدود لقتال الأعداء، علاوة على أن تعبروها مجاهدين في سبيل الله باذلين المهج والأرواح لتحرير مقدساتكم وانقاذ أهلكم، بل لقد أصبح حكامكم الذين لا يستحيون من الله بأنفسهم مقدمة لجحافل الصليبيين لبسط سيطرتهم على بلاد المسلمين ثغرا إثر ثغر ...
أيها المسلمون الأحرار الأغيار المعتزون بربّهم ودينهم:
إنّ إثم التخاذل عن نصرة العاملين المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ... لإثم عظيم عظيم ...
إن جرم القعود عن تجييش هذه الجيوش تحت راية خليفة المسلمين لتحرير فلسطين والعراق والشيشان وكشمير وغيرها من بلاد المسلمين ... لجرم فظيع فظيع ...
فاعملوا على نفض غبار الواقع الفاسد عنكم، واخلعوا رداء اليأس والركون إلى الدنيا عن كاهلكم، واعملوا مع العاملين المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، لتحرر فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين من سلطان الكافرين فتعودوا كما أراد الله لكم دولة قوية واحدة ترهبون عدو الله وعدوكم ... اللّهم إنّا قد بلغنا، اللهم فاشهد.
كتائب العقاب لحمل الدعوة(/)
معتقد الشيعة اللئام في الملائكة الكرام.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 03:48]ـ
خلق الملائكة عند الرافضة:
خلقوا من نور الأئمة، قالوا: [خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة. وقالوا: إن الله تعالى خلق الملائكة من نور علي] " أصول مذهب الشيعة".
والملائكة عند الرافضة ليس لهم شغل إلا الأئمة وأبناء الأئمة وقبور الأئمة وزوار قبور الأئمة!! حتى تجرأوا وقالوا إن الملائكة خدم للأئمة ولمحبي الأئمة، قالوا: [إن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا] " أصول مذهب الشيعة".
وزعموا أنه قيل لأبي نواس الشاعر الماجن!: لِمَ لَمْ تمدح الإمام علي الرضا؟
فقال:
لماذا تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه
قلت: لا أستطيع مدح إمام
كان جبريل خادما لأبيه!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية الإمام - رحمه الله تعالى عن هذه الأبيات في "منهاج السنة": [وهي لو كانت صدقا لم تصلح أن تثبت فضائل شخص بشهادة شاعر معروف بالكذب والفجور الزائد الذي لا يخفى على من له أدنى خبرة بأيام الناس فكيف والكلام الذي ذكره فاسد .... ثم كون الرجل من ذرية الأنبياء قدر مشترك بين الناس فإن الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام ومن ذرية آدم وبنو إسرائيل يهوديهم وغير يهوديهم من ذرية إبراهيم وإسحاق ويعقوب،
وأيضا فتسمية جبريل رسول الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم خادما له عبارة من لا يعرف قدر الملائكة وقدر إرسال الله لهم إلى الأنبياء ولكن الرافضة غالب حججهم أشعار تليق بجهلهم وظلمهم وحكايات مكذوبة تليق بجهلهم وكذبهم، وما يثبت أصول الدين بمثل هذه الأشعار إلا من ليس معدودا من أولى الأبصار].انتهى باختصار.
وقال ابن أبي العز في " شرح العقيدة الطحاوية": [وحملني على بسط الكلام هنا - أي المفاضلة بين الأنبياء والملائكة - أن بعض الجاهلين يسيئون الأدب بقولهم: كان الملك خادما للنبي صلي الله علية وسلم أو إن بعض الملائكة خدام بني آدم؛ يعنون الملائكة الموكلين بالبشر، ونحو ذلك من الألفاظ المخالفة للشرع المجانبة للأدب].
بل زعموا أن الملائكة تدعوا الله أن يرزقها شرف خدمة الأئمة!! كما جاء في حديث طويل لهم: [إن جبريل دعا أن يكون خادما للأئمة قالوا: فجبريل خادمنا] " بحار الأنوار"
وتفضيل الأئمة على الملائكة أمر مشهور عنهم ذكروه في كتبهم:
قال المجلسي: [باب تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء وعلى جميع الخلق وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم!!] " بحار الأنوار".
وهذه العقيدة مستمرة فيهم حتى يومنا هذا، ولهذا لما ظهر الخميني الهالك أكد على هذه العقيدة ودعا إليها فمما قاله في هذا الباب: [إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل ... وقد ورد عنهم – أي الأئمة – أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل]. " الحكومة الإسلامية".
[ولذلك زعموا أن الملائكة مكلفون بمسألة الولاية، ولكنهم يقولون بأنه لم يستجب منهم إلا طائفة المقربين، والعقوبة تحل بمن أبى، حتى إن أحد الملائكة عوقب بكسر جناحه لرفضه ولاية أميرالمؤمنين!!، ولم يبرأ إلا حينما تمسح وتمرغ بمهد الحسين،
ولم تتشرف الملائكة إلا بقبولها ولاية علي؛
وحياة الملائكة موقوفة على الأئمة والصلاة عليهم وعلى محبيهم والاستغفار لشيعتهم المذنبين!!!] " أصول مذهب الشيعة".
ومما رووه عن الأئمة في ذلك: قال أبو عبد الله – أي: جعفر الصادق- وهذا الكلام [[ليس من قوله بل من كذبهم عليه]]: [إن الملائكة لتنزل علينا في حالنا وتتقلب على فرشنا وتحضر موائدنا وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس، وتقلب علينا أجنحتها، وتقلب أجنحتهاعلى صبياننا، وتمنع الدواب أن تصل إلينا، وتأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا، وما من يوم يأتي علينا ولا ليل إلا وأخبار أهل الأرض عندنا وما يحدث فيها!، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلا وتأتينا بخبره وكيف كانت سيرته في الدنيا].، [وزعموا أن الملائكة تتولى رعاية أبناء الأئمة، وأن وسائد وقلائد أبنائهم يأخذونها من أجنحة الملائكة] " أصول مذهب الشيعة ".
ومثل هذا كثير من الأساطير التي ورثوها عن المجوس وحكاياتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أبشع اعتقاداتهم في الملائكة – و عامة ما عندهم بشع شنيع- ما تعتقده بعض فرقهم الغرابية منهم حيث زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشبه بعلي من الغراب بالغراب، وأن الله عز وجل بعث جبريل عليه السلام بالوحي إلى علي فغلط جبريل بمحمد، ولا لوم على جبريل في ذلك لأنه غلط.
وقالت طائفة منهم: بل تعمد ذلك جبريل وكفروه ولعنوه!!!، لعنهم الله." الفصل".
وقال القاضي عياض: [وفي النوادر عن مالك في من قال: إن جبريل أخطأ بالوحي وإنما كان النبي علي بن أبي طالب، استتيب وإلا قتل؛
ونحوه عن سحنون وهذا قول الغرابية من الروافض سموا بذلك لقولهم: النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بعلي من الغراب بالغراب] " الشفا".
وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -: [جبريل عليه السلام معروف بأمين الوحي، وقد وصفه بذلك، وفيه رد على الرافضة الكفرة الذين يقولون: بأن جبريل أمر أن يوحي إلى علي فأوحى إلى محمد!! صلى الله عليه وسلم؛ ويقولون: خان الأمين فصدها عن حيدرة. وحيدرة لقب علي]." القول المفيد ".
[ومن مزاعمهم أن جبريل لا زال ينزل على أئمتهم، وأنه أول ما نزل على فاطمة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: وإن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟!! مصحف فيه مثل قرآنكم هكذا ثلاث مرات!!، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد؛ وأما كيف جاء فاطمة هذا المصحف، فإن فاطمة لما مات النبي صلى الله عليه وسلم حزنت حزنا شديدا فأرسل الله إليها جبرائيل يسليها ويحدثها!!، وكان علي – رضي الله عنه – مختبئا خلف الستار يكتب كلامه!!!، فهذا هو مصحف فاطمة بزعمهم] " عقيدة ختم النبوة "، " أصول مذهب الشيعة".
أما القبور وهم عبادها فلها عند الشيعة شأن عظيم، لن تجد فرقة من الفرق الإسلامية رفعت من شأن القبور واتخذتها دينا وسمتها مشاهد مثل الشيعة، فقد حرصوا على بناء القبور التي تحت أيديهم وسموا زيارتها حجا وألفوا في آدابها وأدعيتها المؤلفات، وعامة ما يجمعون الناس عليه اليوم إما زيارة القبور أو البكاء على أهلها الذين ماتوا ظلما بزعمهم، ومن وظائف الملائكة عندهم أنها حافة بقبور أئمتهم.
قالوا: [ومن خرج من منزله يريد زيارة الحسين كتب الله له بكل خطوة حسنة ...... إلى أن قال: وإذا قضى مناسكه أتاه ملك فقال: أنا رسول ربك يقرئك السلام ويقول لك استأنف فقد غفر لك ما مضى]. " أصول مذهب الشيعة".
ولم يكتفوا بذلك كعادتهم في الغلو والمبالغة بل زعموا أن الله تعالى عما يقوله الظالمون علوا كبيرا يزور قبور الأئمة فقالوا: [إن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون!!!] " أصول مذهب الشيعة".
هذه عقائد هؤلاء الغلاة الضلال في الملائكة على وجه الإجمال، فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.
والحمد لله رب العالمين.
من كتاب: " معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنيين في الملائكة المقربين ".بتصرف
للشيخ الدكتور: محمد بن عبد الوهاب العقيل.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 04:49]ـ
الأخ الكريم علي الفضلي: جزاكم الله خيراً على هذا المقال و غيره من المقالات النافعة في هذا المنتدى و في غيره من المنتديات، و لكن لا تنسى البسملة، بارك الله فيكم و نفع بكم ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:21]ـ
الأخ الكريم علي الفضلي: جزاكم الله خيراً على هذا المقال و غيره من المقالات النافعة في هذا المنتدى و في غيره من المنتديات، و لكن لا تنسى البسملة، بارك الله فيكم و نفع بكم ...
أبشر، حبا وكرامة.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 04:26]ـ
جزاك الله خيرا أخى الفضلى فى فتح ملف الشيعة وعقيدتهم الفاسدة الخبيثة، فهؤلاء القوم ساروا فى مسار اليهود كما نص العلامة ابن حزم رضى الله عنه، ولقد تتبعت عقائد القوم وكانت لى مناظرات مع بعضهم، وتبين لى من واقع التنظير والحوار أنهم أخف الناس عقولا ن وأكذبهم حديثا، وأكثرهم تدليسا، وكنت قد أعددت كتابا سميته احذروا العدو القادم الشيعة وذلك عقب إعدام الرئيس الراحل صدام حسين، ولكنى توقفت عن نشره لما عن لى من زيادات وتحقيقات ساضيفها بعون الله إن أنسا الله لنا فى العمر وللحديث بقية وجزاكم الله خيرا واستمر فى فتح باقى اعتقاداتهم خاصة موقفهم من القرآن والله نسأله العون
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 09:13]ـ
جزاك الله خيرا أخى الفضلى ..... وكنت قد أعددت كتابا سميته احذروا العدو القادم الشيعة وذلك عقب إعدام الرئيس الراحل صدام حسين، ولكنى توقفت عن نشره لما عن لى من زيادات وتحقيقات ساضيفها بعون الله إن أنسا الله لنا فى العمر وللحديث بقية وجزاكم الله خيرا واستمر فى فتح باقى اعتقاداتهم خاصة موقفهم من القرآن والله نسأله العون
وإياكم أخي الفاضل الدكتور عبد الباقي، وأسأل الله تعالى أن يبارك في جهودك لنصرة أهل السنة والجماعة، وبانتظار كتابك - وفقك الله تعالى -.
ملاحظة: لم أر مشاركتك إلا الساعة فعذرا.(/)
شرح الرسالة التدمرية (14 محاضرة مرئية) لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 05:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الآن
:: شرح الرسالة التدمرية::
الجزء الأول من المجلد الثالث من مجموع فتاوى شيخ الإسلام
جديد.:: (14 محاضرة بالصوت والصورة)::. جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=104 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=104)
http://www.rslan.com/images/index/sharh.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=104)
نبذة عن السلسلة: فهذا شرح وتعليق على «الرسالة التدمرية» (تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع) , وهو الجزء الأول من المجلد الثالث من «مجموع الفتاوى» , وفيه مجمل اعتقاد السلف, للعالم الرباني, بحر العلوم, مفتي الأمة, الجامع بين العلوم النقلية والعقلية بأنواعها, ومذاهب أهل الملل والنحل, وآراء المذاهب, ومقالات الفِرَق؛ ما لا يُعلم مثله عن أحد من أهل الأرض لا قبله ولا بعده, الإمام النبيل, أَوحَد الدهر, وفريد العصر «أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحَرَّاني» قَدَّسَ الله روحه, ونور ضريحه, وجمعنا به مع نبينا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في الفردوس الأعلى من الجنة إنه على كل شيء قدير.
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 بداية من «مقدمة الرسالة وأسباب التأليف» إلى «ذكر مذهب الباطنية وأنهم يشبهونه تعالى بالممتنعات»
2 بداية من «طائفة من الفلاسفة وأتباعهم وصفوه بالسلوب والإضافات» إلى «يتبين هذا بأصلين شريفين ومثلين مضروبين»
3 بداية من «الأصل الأول: القول في بعض الصفات كالقول في بعض» إلى «الأصل الثاني: القول في الصفات كالقول في الذات»
4 الخاتمة الجامعة: القاعدة الأولى, القاعدة الثانية
5 القاعدة الثالثة, القاعدة الرابعة
6 بداية من «القاعدة الرابعة» إلى «القاعدة الخامسة»
7 القاعدة الخامسة
8 تتمة القاعدة الخامسة
9 بداية من «القاعدة السادسة» إلى «تحقيق حول القدر المشترك بين المسميات»
10 تتمة القاعدة السادسة
11 القاعدة السابعة
12 الأصل الثاني: وهو التوحيد في العبادات
13 الأول من الأصلين: لا إله إلا الله (توحيد الإلهية)
14 بداية من «الأصل الثاني: أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم» إلى نهاية الرسالة التدمرية
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=104[/ ... ]
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:17]ـ
جزاك الله خيرًا(/)
تغطية المرأة لوجهها في الكتاب المقدس عند النصارى
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 09:16]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فقد تتعدد الحملات التغريبية والتنصيرية على المرأة المسلمة باسم تحرير المرأة تارة وباسم اعطاء المرأة حقوقها تارةً أخرى
ولطالما سخر التغريبيون والتنصيريون من تغطية النساء المسلمات لوجوههن
وهذا لا يضيرهن فالتي تغطي وجهها ابتغاء مرضاة الله عز وجل لا يهمها ما سواه
غير أنني أحببت أن أبين أن تغطية المرأة لوجهها سنة قديمة لزوجات الأنبياء وأزواج أبنائهم كما شهد بذلك الكتاب المقدس عند النصارى
فقد جاء في سفر التكوين الإصحاح 24 الفقرة 65 في ذكر قصة زواج إسحاق (ص) من رفقة ((وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ))
قلت ومعلوم أن البرقع غطاء للوجه وهذه التي تغطت من إسحاق أصبحت زوجته لاحقاً
وفعلها كان جبلياً يدل على أن هذه هي عادة النساء في ذلك الوقت
واليوم لا يقتدي بها أحد من اليهوديات أو النصرانيات ولا يقتدي يها إلا المسلمات
وفي سفر التكوين الإصحاح 38 الفقرة 14 ((فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً))
هذه المذكورة هي ثامار زوجة ابني يهوذا النبي وأذكر أنني رأيت في بعض نسخ الكتاب المقدس كلمة خمار بدلاً من كلمة برقع
وهذا امر معتاد في الكتاب المقدس ومع ذلك هو مقدس!!
وفي سفر أشعياء الإصحاح الثالث الفقرات من 16 إلى 19 ((وَقَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ، وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ، وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ، وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ، وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ،
يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.
يَنْزِعُ السَّيِّدُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ زِينَةَ الْخَلاَخِيلِ وَالضَّفَائِرِ وَالأَهِلَّةِ،
وَالْحَلَقِ وَالأَسَاوِرِ وَالْبَرَاقِعِ))
قلت انظر رحمك الله ذكره للبراقع يدل على أنه زي معتاد لبنات صهيون مثل الحلق والأساور والخلاليل
بل يعتبر هذا النص البراقع من الزينة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 12:19]ـ
لله درك يا شيخ عبد الله, واصل نفع الله بك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 07:04]ـ
جزاكم الله خيرا،
ـ[شريف بن عبد السميع]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
لعلّ هذا بقنع المسلمين الذين يرون كل ما في الإسلام تخلفا! و إلى الله نشكو حال ال مسلمين!
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 08:56]ـ
أقطع بأن نصوص الكتاب والسنة تكفينا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 09:32]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبدالله ,,,,
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 07:08]ـ
رائع جدا
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 08:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، موضوع جد مفيد.
لدي سؤال لو سمحت، هل كتاب النصارى العرب هو نفسه عند النصارى غير العرب؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 09:51]ـ
وفي سفر أشعياء الإصحاح الثالث الفقرات من 16 إلى 19 ((وَقَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ، وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ، وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ، وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ، وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ،
يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.
يَنْزِعُ السَّيِّدُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ زِينَةَ الْخَلاَخِيلِ وَالضَّفَائِرِ وَالأَهِلَّةِ،
وَالْحَلَقِ وَالأَسَاوِرِ وَالْبَرَاقِعِ))
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحان الله .. هذا النص والله أكاد أشم فيه رائحة كلام الله، - والله تعالى أعلم - وان كان قد ساحت معالمه وضاعت من تتابع أقلام المترجمة والمحرفة والعابثة فيه بخيالهم، لعنهم الله! لكأني بالرب العادل في عليائه يوقع ببني اسرائيل عقوبة مستحقة، ويخبرهم بها على نبي من أنبيائهم، ولطالما كانوا أهلا لكل عقوبة! فبما علوهم واستكبارهم وتطاولهم على رب العالمين جل جلاله، و"تشامخهم" العنصري الجاهلي الملعون، استحقوا العقوبة تلو العقوبة، من تشديد وتعنيت في التكليف، ومن تشتيت في الأرض وسبي واستعباد، وغيره مما تعلمون ..
تاريخ أسود مرير والله، تاريخ بني اسرائيل، وهم يزعمون أن لهم فيه كرامة وشرفا! بل الكرامة للنبيين ومن تبعهم من أي أمة كانوا، ولو كرهتم يا اخوان الخنازير!! وما كان تفضيلكم بنسل الأنبياء يخلف بعضهم بعضا الا ابتلاءا لكم وامتحانا، وقد أبليتم فيه أسوأ البلاء، فصرتم أحقر وأخبث الخلق جميعا عن جدارة واستحقاق ..
اللهم العن كل من حرف كلامك وبدله في الدنيا والآخرة يا رب العالمين ..
والنصارى - وعلى ذكر موضوع الصفحة - لا ينكرون أن بني اسرائيل الأوائل كانوا مكلفين بهذه التكاليف، ولكنهم يؤمنون بأن بولس قد أسقطها عنهم وجعلها على التخيير لا على الوجوب - أعني الشريعة كلها بمجملها - بل انهم من افكهم يزعمون أن الرب في العهد القديم كان شديدا غليظا مع بني اسرائيل على نحو ما يظهر في النصوص بينما كانت رسالته في العهد الجديد رسالة محبة تبدو على النقيض المقابل، بسبب الفرق في التدرج التربوي - على زعم فلاسفتهم - بين أهل الزمان المتقدم الغلاظ غير المهذبين، وأهل الزمان المتأخر - بعد المسيح - والذين قد سرت فيهم نور الروح القدس - بزعمهم - فصارت توجههم الى مزيد من السمو الروحي الذي يجعل مجرد الدخول في معية تلك الروحواستبطانها في النفوس كافيا للتبرر أمام الرب دون تكليف ولا شرع ولا شيء من ذلك الذي تجدونه من نصوص الشريعة وآثارها في كتبهم! وهذا في زعمهم ماض على وفق ما يسمونه بخطة الرب لتحقيق الخلاص للبشر حتى تتأهل البشرية لمجيء الملكوت، والذي هو على حسب عقيدتهم مُلك المسيح بعد نزوله من السماء ..
فالقوم اذ حرفوا وبدلوا وضيعوا، لم يجدوا بدا من أن يتفلسفوا ويتأولوا أيما تأويل، للجمع بين نقيضين متنافرين في العهدين القديم والجديد لا حيلة لهم ازاء تنافرهما الا بالفلسفة!
فاليوم سيقول قائلهم: هذا فيمن كان قبلنا ولا يلزمنا .. !! فما أسهل ذلك!! قاتلهم الله ولعنهم!
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك خيرا ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 11:17]ـ
هل يجوز ان نقول (أشم فيه رائحة كلام الله)؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف تستطيع ان تميز النص المحرف بالكامل, عن النص الذي حرف بعضه,
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 12:37]ـ
يقصد اخينا ابوالفداء حفظه الله-والله اعلم- ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (والصحيح أن هذه التوراة, والانجيل الذي بأيدي أهل الكتاب , فيه ما هو حكم الله, وان كان قد بدل, وغير بعض ألفاظهما لقوله تعالى: (يا أيها الرسول لا يحزنك .. ) الى قوله: (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله).
فعلم أن التوراة التي كانت موجودة بعد خراب بيت المقدس , بعد مجئ "بختنصر" , وبعد مبعث المسيح, وبعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم, فيها حكم الله .....
فعلم أن في هذا الانجيل حكما أنزله الله تعالى, لكن الحكم هو من باب الامر والنهي, وذلك لا يمنع ان يكون التغيير في باب الإخبار, وهو الذي وقع فيه التبديل لفظا.
وأما الأحكام التي وردت في التوراة, فما يكاد أحد أن يعي التبديل في ألفاظها). "الجواب الصحيح: 1/ 368 - 369"
نقلا عن مجلة الحكمة, صفحة (121 - 123) العدد الاول 1/ 5/1414 هجري, رسالة باسم شهادة الانجيل.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 06:50]ـ
هل يجوز ان نقول (أشم فيه رائحة كلام الله)؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف تستطيع ان تميز النص المحرف بالكامل, عن النص الذي حرف بعضه,
سبحان الله ..
أخي
/// ان كنت سائلا، فجوابي أن لا، لا يصح أن يقول قائل أشم رائحة كلام الله لما فيه من الجزم بما لا يمكن الجزم به ..
أما التمييز بين النص المحرف بالكامل والمحرف بعضه فقد ميز أهل العلم في كتب بني اسرائيل بين ما يوافق كلام الله ورسوله، وبين ما لا يوافقه ولا يخالفه، وبين ما يخالف كلام الله ورسوله، فالأول يقبل، والثاني يتوقف فيه، والثالث يرد! ولا شك أن التحريف في الثالث ليس كالتحريف في الأول والثاني عند كل ذي لب وبصر!!
/// أما ان كنت مستنكرا، فأنا ما قلت أشم، وانما قلت (أكاد أشم) وقد حرصت على هذا التحرز الواضح في كتابة اللفظ بهذا، ولم تحرص أنت - هداك الله - قبل النقد على قراءته والتأمل فيه!!
وقد بينت مرادي وتعليلي لهذا الظن، مبينا أن المعنى العام الذي يظهر من هذا السياق، يجعلني أميل الى الظن - ولا يمكنني الجزم ولا شك - بأن أصل هذا النص كان كلاما لله حقا ولكنه حرف - سواءا عن عمد أو عن غير عمد، لأن مجرد عبث المترجمين وتتابعهم على النصوص يفسدها وان لم يتعمدوا تحريفها!
فهلا تأنيت يا رعاك الله قبل النقد والهجوم؟
أسأل الله أن يرزقني واياك سلامة النظر وحسن الاحتراز في اللفظ، والدقة في التحقيق .. آمين.(/)
تأثر ابن حجر بالأشاعرة في مسائل الإيمان والصفات
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 02:51]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد:
فإن مذهب ابن حجر رحمه الله في مسألة الإيمان والصفات ومدى تأثره رحمه الله بمنهج الأشاعرة في ذلك هو من الأهمية بمكان أن يسلط عليه الضوء، خاصة وأن الكثير من المشائخ وفقهم الله وفي كثير من البلدان، قد تكلموا في مسالة الإيمان معتمدين على ما ذكر ابن جحر رحمه الله في الفتح ونسبه إلى السلف، فإذا ثبت تأثر ابن حجر رحمه الله بالأشاعرة فوجب تنبيههم إلى ذلك والرجوع إلى منهج السلف الصالح وما عليه إجماع الأمة في ذلك ...
وهذا الموضوع أجعله مدارسة بيني وبين إخواني طمعا في الفائدة ... والله الموفق
فإن الأشاعرة ومنذ بداية نشأتهم وهم في تردد وتذبذب في تقرير عقائدهم وأصولهم، وهذا يرجع لطبيعة المراحل التي مر بها إمامهم الأول أبو الحسن الأشعري رحمه الله .. فقد تربى رحمه الله على منهج المعتزلة دهرا طويلا ثم انتقل إلى منهج ابن كلاب والحارث المحاسبي وغيره، والذي يعتبره المحققون مزيجا بين منهج السلف وأهل الكلام والاعتزال، ثم ما كان في آخر حياته رحمه الله من التزامه بمنهج السلف وكتابه الإبانة ونصرة مذهب أحمد رحمه الله ...
هذه المراحل أضفت طبيعة متذبذبة مترددة على هذا المنهج الأشعري ... والذي زاد الأمر سوءا أن المتأخرين قد تلقوا هذا التراث بكل مراحله ملتزمين به مقررين له رغم اختلافه وتناقضه، فخلطوا بين الأمور ومزجوا بين المراحل وصار الأمر عندهم خليط لا يعرف غثه من سمينه!
فبينما يثبت بعضهم شيئا من الصفات يذهب غيره إلى تأويلها وبينما يؤول البعض صفة ما يثبتها غيرهم، حتى يحار المرء عند تحقيق مذهبهم أيما يعتمد في هذا الأمر وقد يرجع بعد طول بحث و عناء صفر اليدين حسيرا يحمد الله سبحانه أن هداه إلى منهج السلف وأهل السنة ..
والمتتبع لأقوال أئمتهم من زمن ابن كلاب والأشعري مرورا بابن فورك والباقلاني ثم البيهقي وصولا إلى الجويني والغزالي والرازي والآمدي والأرموي والإيجي في عصر شيخ الإسلام رحمه الله ليجد العجب العجاب والاضطراب والتناقض ...
هذا التردد والاضطراب انعكس على كل من تأثر بهم في تقرير هذه المسائل خاصة ومن هؤلاء الإمام ابن حجر والإمام النووي رحمهما الله ...
وهما أئمة للسنة قاموا وانتصبوا لرفع راية السنة ومنهج السنة لكنهم كانوا في بيئة يسيطر عليها منهج الأشاعرة كما ذكر ذلك المحققون فتأثروا بهذا المنهج وحاولوا التوفيق بينه وبن منهج السلف أو حاولوا تقرير منهج السلف من خلال ما تأثروا به من علم الكلام فوقعوا في نفس التردد والاضطراب الذي هو من طبيعة منهج الأشاعرة فبينما يقررون أن منهج السلف كذا وكذا يذهبون إلى خلافه في بعض ما تأثروا به من علم الكلام ..
ومن الأهمية بمكان أن يركز هنا البحث على عدة أمور منها:
- إن ذكر ابن حجر أن مذهب السلف كذا وكذا لا يعني بالضرورة أنه يتبنى ذلك ويتبعه فإنه صرح في غير ما موضع من الفتح بمنهج السلف وأهل السنة في الصفات وأنه إمرارها كما جاءت على ظاهرها ومع ذلك فقد نهج منهج الأشاعرة في كثير منها كما هو معلوم ...
- والأمر كذلك في مسألة الإيمان ففي أكثر من مكان في الفتح يذكر أن الإيمان حقيقته التصديق وان الأعمال ثمرة للإيمان وإن كان يذهب إلى أن النصوص أطلقت على بعض الأعمال وأنها من الإيمان ولكنه يعدها ثمرة له ...
كل هذا مع نقله عن البخاري وغيره قوله في الإيمان واطلاعه على إجماع أهل السنة بأن الإيمان قول وعمل ....
- إن حكاية ابن حجر رحمه الله لمنهج السلف قد لا تعتمد خاصة في هذه المسائل، لأنه قد يدخل الأشاعرة فيهم أويعني بقوله السلف الأشاعرة أنفسهم وهذا خطير جدا كما سيأتي!
وهذه بعض أقوال العلماء التي وقفت عليه في هذا الباب:
1 - قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
" فكل حجة تحتجون بها تجدها مبسوطة في القرآن وبعضها في مواضع كثيرة، فأحضر بقلبك أن الحكيم الذي أنزل كتابه شفاء من الجهل فارقا بين الحق والباطل لا يليق منه أن يقرر هذه الحجج ويكررها مع عدم حاجة المسلمين إليها ويترك الحجج التي يحتاجون إليها ويعلم أن عباده يفترقون حاشا أحكم الحاكمين من ذلك ومما يهون عليك مخالفة من خالف الحق وإن كان من أعلم الناس وأذكاهم وأعظمهم جهلا ولو اتبعه أكثر الناس ما وقع في هذه الأمة من افتراقهم في أصول الدين وصفات الله تعالى وغالب من يدعي المعرفة، وما عليه المتكلمون وتسميتهم طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حشوا وتشبيها وتجسيما مع أنك إذا طالعت في كتاب من كتب الكلام مع كونه يزعم أن هذا واجب على كل أحد وهو أصل الدين تجد الكتاب من أوله إلى آخره لا يستدل على مسألة منه بآية من كتاب الله ولا حديث عن رسول الله اللهم إلا أن يذكره ليحرفه عن مواضعه، وهم معترفون أنهم لم يأخذوا أصولهم من الوحي بل من عقولهم، ومعترفون أنهم مخالفون للسلف في ذلك مثل ما ذكر في فتح الباري في مسألة الإيمان على قول البخاري، وهو قول وعمل ويزيد وينقص فذكر إجماع السلف على ذلك، وذكر عن الشافعي أنه نقل الإجماع على ذلك، وكذلك ذكر أن البخاري نقله ثم بعد ذلك حكى كلام المتأخرين ولم يرده فإن نظرت في كتاب التوحيد في آخر الصحيح ـ فتأمل تلك التراجم ـ وقرأت في كتب أهل العلم من السلف ومن أتلاعهم من الخلف ونقلهم الإجماع على وجوب الإيمان بصفات الله تعالى وتلقيها بالقبول وأن من جحد شيئاً منها أو تأول شيئاً من النصوص فقد افترى على الله ... "
2 - و قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب التميمي:
( .. ثم إن شيخنا رحمه الله تعالى بعد رحلته إلى البصرة وتحصيل ما حصل بنجد وهناك رحل إلى الإحساء، وفيها فحول العلماء منهم عبد الله بن فيروز أبو محمد الكفيف ووجد عنده من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ما سر به وأثنى على عبد الله هذا بمعرفته بعقيدة الإمام أحمد، وحضر مشايخ الإحساء ومن أعظمهم عبد الله بن عبد اللطيف القاضي، وطلب منه أن يحضر الأول من فتح الباري على البخاري وبين له ما غلط فيه الحافظ في مسألة الإيمان وبين أن الأشاعرة خالفوا ما صدّر البخاري كتابه من الأحاديث والآثار وبحث معهم في مسائل وناظر هذا أمر مشهور يعرفه أهل الإحساء وغيرهم من أهل نجد .. ) المقامات ص_7
3 - وأيضا أشار إلى ذلك الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله كما في معارج القبول (2/ 31)
(والفرق بين هذا وبين قول السلف الصالح أن السلف لم يجعلوا كل الأعمال شرطاً في الصحة بل جعلوا كثيراً منها شرطاً في الكمال كما قال عمر بن عبد العزيز فيها من استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان والمعتزلة جعلوها كلها شرطاً في الصحة والله أعلم .. )
4 - الشيخ الألباني رحمه الله في شريط من الكافر والمبتدع حيث عده من الأشاعرة رأسا وقال: (أنا أعرف أنه أشعري ولكن لا نقول مبتدعا .. ) أو كما قال رحمه الله
5 - الشيخ ابن باز في حوار مع مجلة المشكاة:
ــ المشكاة: ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عندما تكلم على مسألة الإيمان والعمل، وهل هو داخل في المسمى، ذكر أنه شرط كمال، قال الحافظ: (والمعتزلة قالوا: هو العمل والنّطق والاعتقاد، والفارق بينهم وبين السّلف أنّهم جعلوا الأعمال شرطاً في صحّته والسّلف جعلوها شرطاً في كماله).
فأجاب الشيخ: لا، هو جزء، ما هو بشرط، هو جزء من الإيمان، الإيمان قول وعمل وعقيدة أي تصديق، والإيمان يتكون من القول والعمل والتصديق عند أهل السنة والجماعة.
ــ المشكاة: هناك من يقول بأنه داخل في الإيمان لكنه شرط كمال؟
ــ الشيخ: لا، لا، ما هو بشرط كمال، جزء، جزء من الإيمان. هذا قول المرجئة، المرجئة يرون الإيمان قول وتصديق فقط، والآخرون يقولون: المعرفة. وبعضهم يقول: التصديق. وكل هذا غلط. الصواب عند أهل السنة أن الإيمان قول وعمل وعقيدة، كما في الواسطية، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
ــ المشكاة: المقصود بالعمل جنس العمل؟
ــ الشيخ: من صلاة وصوم وغير [ذلك من] عمل القلب من خوف ورجاء.
ــ المشكاة: يذكرون أنكم لم تعلقوا على هذا في أول الفتح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ــ الشيخ: ما أدري، تعليقنا قبل أربعين سنة، قبل أن نذهب إلى المدينة، ونحن ذهبنا للمدينة في سنة 1381 هـ، وسجلنا تصحيحات الفتح أظن في 1377 هـ أو 87 [لعلها 78] أي تقريباً قبل أربعين سنة. ما أذكر يمكن مر ولم نفطن له.
(نقلا عن مجلة المشكاة المجلد الثاني، الجزء الثاني، ص 279، 280)
6 - الشيخ ناصر البراك في تعليقه على الفتح:
– قال الحافظ في الفتح 1/ 46:قوله: (وهو) أي الإيمان (قول وفعل يزيد وينقص) ... والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد. والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطًا في صحته، والسلف جعلوها شرطًا في كماله.
قال الشيخ البراك: قوله: "والفارق بينهم وبين السلف .... الخ": هذا الفرق بين المعتزلة والسلف لا يستقيم سواء أريد بشرط الصحة أو شرط الكمال: جنس العمل، أو أنواع العمل الواجبة، أو الواجبة والمستحبة؛ فإن الأعمال المستحبة من كمال الإيمان المستحب، فلا تكون شرطاً لصحة الإيمان، ولا لكماله الواجب.
وأما الأعمال الواجبة: فليس منها شرط لصحة الإيمان عند جميع أهل السنة، بل بعضها شرط لصحة الإيمان عند بعض أهل السنة كالصلاة.
وأما عند المعتزلة: فالمشهور من مذهبهم ومذهب الخوارج أن ما كان تركه كبيرة فهو شرط لصحة الإيمان، وعلى هذا فلا يصح أن يقال: إن جنس العمل عندهم شرط لصحة الإيمان؛ لأن ذلك يقتضي أن الموجب للخروج عن الإيمان عندهم هو ترك جميع الأعمال، وليس كذلك، بل يثبت عندهم الخروج عن الإيمان بارتكاب ما هو كبيرة.
وأما عند السلف: فعمل الجوارح تابع لعمل القلب، وجنس عمل القلب شرط لصحة الإيمان، وجنس عمل الجوارح تابع أو لازم لعمل القلب، فيلزم من انتفاء اللازم انتفاء الملزوم؛ فإن الإعراض عن جميع الأعمال دليل على عدم انقياد القلب.
هذا، ولا أعلم أحدا من أئمة السلف أطلق القول بأن الأعمال شرط أو ليست شرطا لصحة الإيمان أو كماله، وإنما المأثور المشهور عنهم قولهم: "الإيمان قول وعمل" أو "قول وعمل ونية"؛ يقصدون بذلك الرد على المرجئة الذين أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان، وخصوا الإيمان بالتصديق، أو التصديق والإقرار باللسان.
وبهذا يتبين أن ما ذكره الحافظ بإطلاق القول بأن الأعمال شرط لصحة الإيمان عند المعتزلة، وشرط لكماله عند السلف ليس بمستقيم لما تقدم.
7 - الشيخ علي بن عبد العزيز بن علي الشبل في تكملة تعليق ابن باز على الفتح وقرظ الكتاب جملة من العلماء منهم:
8 - الشيخ د. صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان.
9 - والشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع.
10 - والشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل.
11 - والشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان.
12 - والشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حفظهم الله تعالى جميعا:
قال الشيخ على الشبل تعليقا على أحد المواضع في الفتح:
قال الحافظ في الفتح 1/ 164: "وأما الإيمان بمعنى التصديق فلا يحتاج إلى نية كسائر أعمال القلوب – من خشية الله وعظمته ومحبته والتقرب إليه – لأنها متميزة لله تعالى فلا تحتاج لنية تميزها. . "اهـ.
ت: هذا القول متعقب؛ إذ هو قول الأشاعرة، لأن الإيمان في اللغة ليس مجرد التصديق؛ بل هو التصديق وزيادة الإقرار، فهو لغة مشتق من الأمن. وقد نبَّه على هذا أبو العباس ابنُ تيمية في كتابه الإيمان الكبير 7/ 289 - 293 ضمن الفتاوى أما في الشرع فالإيمان؛ الاعتقاد بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح والأركان.
وأذكّر أن هذا التعقيب مر على كل هؤلاء المشائخ المذكورين فصار من قولهم ...
13 - الشيخ سفر الحوالي في كتابة منهج الآشاعرة في العقيدة وغيره
14 - الشيخ محمد إسحاق كندو في رسالة ماجستير وهي تحقيق علمي قائم على استقراء وأبعد ما يكون عن وجهات النظر والتحليلات التي نراها اليوم من البعض ..
15 - الشيخ حامد العلي في كتابة الإيمان والرد على مرجئة العصر قال:
" قلت: رحم الله الإمام ابن حجر وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، غير أن ما ذكره هنا عن السلف والتفريق بين قولهم وقول المعتزلة لا يخلو من نظر، والصواب خلافه. "
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاء جميعا مع اختلاف عباراتهم إلا إنهم اتفقوا على أشعرية ابن حجر في مسألة الإيمان والصفات وغيرها ومنهم من وصف قوله بالإرجاء كالشيخ البراك والشيخ ابن باز وغيرهم مع ما سبق النقل عن الشيخ الألباني في عده من الأشاعرة عموما!
ومما سبق يجدر التنبيه على أمرين سبق الإشارة إليهما لدى ابن حجر رحمه الله والأشاعرة عموما:
الأول: أن الآشاعرة عموما وابن حجر متأثرا بهم في هذا تنسب مذهبها وأقوالها إلى السلف وأهل السنة! وخاصة في هذه المسائل التي خالفت فيها حقيقة منهج السلف لكونهم يعدون الأشعري وابن كلاب وغيرهم هم السلف وهذا مذهب كل شراح البخاري رحمه الله وجميعهم أشاعرة خلا ابن رجب الحنبلي رحمه الله وهم المعتمدون في تفسير ابن حجر لمن يتأمل ومن ذلك:
- قول الحافظ في المقدمة ص 208:
قوله: (أطولهن يدًا) أي: أسمحهن، ووقع ذكر اليد في القرآن والحديث مضافًا إلى الله تعالى، واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة التي هي من صفات المحدثات، وأثبتوا ما جاء من ذلك وآمنوا به؛ فمنهم من وقف ولم يتأول، ومنهم من حمل كل لفظ منها على المعنى الذي ظهر له، وهكذا عملوا في جميع ما جاء من أمثال ذلك. اهـ
قال الشيخ البراك تعليقا: قوله: "واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة ... الخ":
وقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "واتفق أهل السنة والجماعة": يدخل فيهم الأشاعرة ونحوهم من طوائف الإثبات كما يقتضيه آخر كلامه، ومذهبهم في صفة اليدين لله نفي حقيقتهما"
وفي موضع ثاني:
- يقول الحافظ: 1/ 514 " لأن الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضو مخصوص، ولا مقابلة، ولا قرب ... ".
قال الشيخ البراك: قوله: "لأن الحق عند أهل السنة والجماعة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضوا ... الخ":
مراد الحافظ بأهل السنة هنا الأشاعرة، وهو يشير ـ عفا الله عنه ـ بهذا الكلام إلى مذهبهم في الرؤية؛ أي في رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وهو أنه سبحانه وتعالى يُرى لا في جهة؛ فلا يقولون إن المؤمنين يرونه من فوقهم، ولا بأبصارهم، ولامع مقابلة.
وفي موضع آخر:
– قال الحافظ 7/ 156 على حديث رقم (3803) قال: " ومع ذلك فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شيء ... ".
قال الشيخ البراك: قوله: " أن الله منزه عن الحركة والتحول .... ": لفظ الحركة والتحول مما لم يرد في كتاب ولا سنة، فلا يجوز الجزم بنفيه، ونسبة نفيه إلى السلف والأئمة من أهل السنة والجماعة لا تصح ............... ونفي الحركة يتفق مع مذهب نفاة الأفعال الاختيارية من الأشاعرة وغيرهم، وهو الذي يقتضيه كلام الحافظ رحمه الله، وأما لفظ التحول فالقول فيه يشبه القول في لفظ الحركة."
وأيضا أنظر لشرح علي القاري على منظومة بدء الأمالي - وهي في اعتقاد الأشاعرة ... "
فمما سبق يتبن انه رحمه الله يعد الآشاعرة من السلف وأهل السنة فينسب للسلف القول ويقصد به الأشاعرة وهذا من أخطر الأمور لمن لم ينتبه لأخطائهم في هذه المسائل!
الأمر الثاني:
هو أن أخطاء الحافظ رحمه الله المتناثرة في الفتح تأتي على وجهين:
الأول: - وجه الابتداء وهو أن يقرر بنفسه المسألة على مذهب الأشاعرة وينسبها إلى السلف وأهل السنة كما سبق ..
الثاني: - هو النقل عن الأشاعرة من شراح البخاري وغيرهم دون رد أو بيان لخطأهم وهذا أكثر الأخطاء وهو مما انتقده فيه الشيخ محمد ابن عبد الوهاب كما سبق، بحيث قد يختلط على البادئ مع كثرة ما ينقل من أقوال يجمع فيها بين قول أهل السنة والأشاعرة أيهما أولى بالصواب.
ومن أقواله رحمه الله فيما يخص مسالة الإيمان على الوجهين السابقين:
" والإيمان لغة التصديق وشرعا تصديق الرسول فيما جاء به عن ربه وهذا القدر متفق عليه ثم وقع الاختلاف هل يشترط مع ذلك مزيد أمر من جهة إبداء هذا التصديق باللسان المعبر عما في القلب إذ التصديق من أفعال القلوب أو من جهة العمل بما صدق به من ذلك كفعل المأمورات وترك المنتهيات كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى والإيمان فيما قيل مشتق من الأمن وفيه نظر لتباين مدلولي الأمن والتصديق الا أن لوحظ فيه معنى مجازي فيقال أمنة إذا صدقه أي أمنة التكذيب"1/ 46
وقال أيضا: " .. وقوله في الحديث إيمان بالله في جواب أي العمل أفضل دال على أن الاعتقاد والنطق من جملة الأعمال فإن قيل الحديث يدل على أن الجهاد والحج ليسا من الإيمان لما تقتضيه ثم من المغايرة والترتيب فالجواب أن المراد بالإيمان هنا التصديق هذه حقيقته والإيمان كما تقدم يطلق على الأعمال البدنيه لأنها من مكملاته ... " 1/ 77
وقال في 11/ 456:
" قال الطيبي هذا يؤذن بأن كل ما قدر قبل ذلك بمقدار شعيرة ثم حبة ثم خردلة ثم ذرة غير الإيمان الذي يعبر به عن التصديق والإقرار بل هو ما يوجد في قلوب المؤمنين من ثمرة الإيمان وهو على وجهين أحدهما ازدياد اليقين وطمأنينة النفس لأن تضافر الأدلة أقوى للمدلول عليه وأثبت لعدمه والثاني أن يراد العمل وان الإيمان يزيد وينقص بالعمل "
وقال رحمه الله في:12/ 61
" قال بن بطال وبيان ذلك أن الإيمان هو التصديق غير أن للتصديق معنيين أحدهما قول والآخر عمل فإذا ركب المصدق كبيرة فارقه اسم الإيمان فإذا كف عنها عاد له الاسم لأنه في حال كفه عن الكبيرة مجتنب بلسانه ولسانه مصدق عقد قلبه وذلك معنى الإيمان قلت وهذا القول قد يلاقي ما أشار إليه النووي فيما نقله عن بن عباس ينزع منه نور الإيمان لأنه يحمل منه على أن المراد في هذه الأحاديث نور الإيمان وهو عبارة عن فائدة التصديق وثمرته وهو العمل بمقتضاه"
هذا ما تيسر ولعل الموضوع يحتاج مع ذلك إلى مزيد تحرير وبحث والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
اراد الصد عن دين الاسلام فدخلوا في الاسلام
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 10:17]ـ
اراد الصد عن دين الاسلام فدخلوا في الاسلام
يهودي يريد صد الناس عن الاسلام فيدخل هولاء الناس في الاسلام
يحدثني احد الاخوة انه في احدى الدول الغربية الكافرة كتب صحفي هناك ضد المسلمين وانهم لايعطون المراة حقوقها فاتصل بهذا الصحفي عشرات النسوة من النصرانيات وفالوا ماالحل؟؟
قال ان تذهبو الى المساجد والمراكز الاسلامية وتعملوا مظاهرات تندد بالمسلمين فعمل اولئك النسوة بتلك النصيحة فخرج ائمة المساجد ورؤساء المراكز الاسلامية في تلك الدولة وكانما هم على قلب رجل واحد وقالوا لاولئك النسوة من قال لكم ان الاسلام لايعطي المراة حقوقها قالوا فلان الصحفي فقالوا لهن هذ اصحفي يهودي خبيث واليهود هم قتلة الانبياء عليهم السلام وقد اتهموا مريم عليها السلام بما براها الله عندنا في القران ثم بينوا لهولاء النسوة حقوق المراة في الاسلام فدخلن اولئك النسوة في الاسلام
وصدق الله اذ يقول (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
ـ[فارس الحرمين]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 03:14]ـ
ما شاء الله
شيء جميل؛ حين نشاهد أعداد الداخلين في الإسلام تزداد.
وفي نفس الوقت: يستوجب علينا أن نطبق الإسلام بحذافيره؛ لنكون قدوة حسنة, وننقل الإسلام بتواصل مع المسلمين الجدد؛ كي نجعلهم في تواصل مع دينهم ومنهجهم, ويكونون فيه على بينة ومعرفة, ولا يشكل عليه أمر فلا يجدون من يساعدهم في إيضاح الأمر لهم, فيحدث الإشكال ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 06:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
من التصوف إلى الرفض ..... خبر محزن (الجفري يعلن تشيعه!)
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 12:16]ـ
عجباً ماذا ترجون من الجفري وأمثاله؟؟
ذكرني خبر تشيعه قول بعض السلف
قال ابن عمر"ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيا، ولا تركت سنة إلا ازدادت هويا"
وقال أيوب السخيتاني " ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا ازداد من الله بعداً ".
وقال عامر بن عبد الله "ما ابتدع رجل بدعة، إلا أتى غدا بما كان ينكره اليوم."
وهذا تحذير من البدعة. يعني أنه تتطور به البدع من بدعة إلى بدعة، تجده اليوم يأتي بدعة، ثم غدا يأتي ببدعة أعظم منها، وينكر البدعة الأولى، ثم يأتي من الغد ببدعة أكبر. وهكذا تتطور البدع وتزيد، حتى ينسلخ الإنسان من الدين، ولا حول ولاقوة إلا بالله؛ لأن البدع والمعاصي بريد الكفر، فالواجب الحذر من البدع؛ حتى لا تزل به القدم.
كان هذا الخرافي القبوري الحقود على أهل السنة أفصح بشيئ من التصريح في الرد على الرافضة وله مقال
,,,تم حذف الرابط من قبل المشرف,,,
لكن هذه الأيام شاع وانتشر في كثير من المواقع الخبر التالي
الجفري يعلن تشيعه
اعلن على الملأ تشيعه و اتخاذه لمذهب أهل البيت عليهم السلام مذهبا له وذلك في مقابلة جرت معه على قناة أقرأ الخميس الماضي مساءً
وقال فيها انه قد عمل على دراسة للمقارنة بين المذهبين الشيعي و السني لمدة ثلاث سنوات وانه توصل في النهاية الى أحقية و اصحية المذهب الشيعي على باقي المذاهب واضاف انه عندما كان صوفيا كان يتخذ من بعض السادة و العلويين الذين يجعلون منهم الصوفيين أئمة له وقد علم انهم اقل منزلة من ائمة اهل البيت عليهم السلام لذا كان الأقتداء بإئمة اهل البيت عليهم السلام اصح وأولى وانه قد اتخذ من سماحة السيد آية الله علي السيستاني مرجعا دينيا له.
وقد اثار اعلانه هذا حفيظة مشاهدي اقرأ ... حتى ان الكثير منهم قد اتصلوا عليه بالبرنامج ليبلغوه عن عدم رضاهم عن ماصار اليه من انتقاله لمذهب يسب فيه اصحابه عائشة ام المؤمنين على حد قولهم كما لوحظ جيدا انزعاج مقدم البرنامج الشديد منه
والله أعلم بصحة الخبر , وأتمنى أن يكون كذبا , وذلك لما قد يكون لذلك من الأثر البالغ على بعض أهل السنة من العوام ممن يبجله , وأقول:
سواء صح الخبر أم لم يصح , فإن الرجل قد غرق في أنواع من الضلالات ومنها ما هو شرك صريح وقد كفره بعض العلماء بسببها ...
ولا سبيل إلى إظهار الإنتصار على أهل السنة لأن الرجل بعيد كل البعد عن السنة وأهلها.
وقد طار بالخبر الرافضة محاولين إبراز ما يدعونه من انتشار مذهبهم الخبيث وانتصاره في كل مكان .....
مبارك للزنادقة بهذا القبوري!! والطيور تقع على أشكالها!
هل من تعليق - حفظكم الله - , وهنا تحذير للشيخ عبيد الجابري حفظه الله ونفع به من موقع المجهر الفاضح للجفري.
(((((((إسعاف الذكي بالكشف عن حال المدعو الحبيب علي الجفري))))))) ( http://www.almijhar.net/jabry.htm)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 01:05]ـ
وهل بعد الكفر ذنب!!!!؟
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 01:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الجفري القبوري الخرافي اعطي حجما اكبر من حجمه ... والله المستعان.
مذهب الرافضه هو منبع كل المذاهب الشركية القبورية من صوفيه وغيرها فلاغرابة ان يعلن الجفري تشيعه , والله المستعان.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 01:44]ـ
ذكر ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان حاكياً حال بعض النصارى في التنقل من كفرِ إلى ما هو أكفر منه (2/ 295)، فقال:
" فكانوا فى ذلك كمجوسى أسلم، فصار رافضيا. فدخل الناس عليه يهنئونه، فدخل عليه رجل وقال: إنك إنما انتقلت من زاوية من النار إلى زاوية أخرى [!] ".
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 01:47]ـ
قيل لأحد السلف إن فلانا كان يهوديا ثم صار رافضيا فقال
هو فى النار ولكنه إنتقل من ركن إلى ركن آخر
ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 02:15]ـ
هل هناك مقطع مرئي لكلامه؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 06:28]ـ
التشيع والتصوف كما ذكر الأخوة الكرام متلازمان، وانظر كتاب الشيبي الصلة بين التصوف والتشيع، وكتاب إحسان إلهي ظهير(/)
ما هو الفرق بين علم الجرح و التعديل و قواعد أهل العلم في التبديع؟
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 12:49]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله هذا السؤال:
سماحة الشيخ من هم علماء الجرح والتعديل في عصرنا الحاضر؟
فأجاب حفظه الله:
((والله ما نعلم أحداً من علماء الجرح والتعديل في عصرنا الحاضر، علماء الجرح والتعديل في المقابر الآن، ولكن كلامهم موجود في كتبهم كتب الجرح والتعديل.
والجرح والتعديل في علم الإسناد وفي رواية الحديث، وماهو الجرح والتعديل في سبِّ الناس وتنقصهم، وفلان فيه كذا وفلان فيه كذا، ومدح بعض الناس وسب بعض الناس، هذا من الغيبة ومن النميمة وليس هو الجرح والتعديل.))
و سئل الشيخ عبد الله بن غديان حفظه الله هذا السؤال:
يا شيخ هل هذا صحيح هناك من يقول أنه يوجد علماء الجرح و التعديل في هذا الزمان فهل هذا صحيح؟
فأجاب الشيخ: و الله يا أخي علم الجرح و التعديل موجود في الكتب
السائل: في وقتنا هذا هل يوجد؟
فأجاب الشيخ: لا، علم الجرح و التعديل عن علماء الحديث الذين نقلوا لنا الأحاديث بالأسانيد موجود في كتب الجرح و التعديل فما نحتاج إلى أحد الحين.
و سئل الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله هذا السؤال:
فأجاب الشيخ: الجرح و التعديل للحديث إنتهى و قته، ما هو في هذا الزمن.
و في المقابل الثناء المشهور للشيخ الألباني على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي و وصفه بأنه حامل لواء الجرح و التعديل في هذا العصر.
فاستشكلت لدي بعض المسائل و هي:
هل الجرح و التعديل موجود في هذا العصر؟
هل قواعد الجرح و التعديل هي نفسها قواعد التبديع؟
و أرجو من مشايخ هذا المجلس المبارك أن يبينوا لي الحق في هذه المسائل و جزاكم الله خير.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 01:46]ـ
اجابة على السؤال الاول هل الجرح و التعديل موجود في هذا العصر؟
القول ماقاله علماؤنا حفطهم الله ورحم الله الشيخ الالباني وان ثبت قوله ففيه نظر
واجابة على السؤال الثاني نقول من الخطأ: الاستعجال في الحكم علي المخالفين بالخروج، أو المفارقة، أو المروق من الدين وانهم مبتدعة دون رجوع إلي قواعد الشرع وأصول الحكم، ومناهج أئمة الدين في ذلك، لأن التكفير والتبديع له ضوابطه وأصوله،،كحصول الشروط وانتفاء الموانع وذلك لأن ترتيب الأحكام عليهم بالكفر، او البدعة أو بالبراء والبغض والهجر، والتحذير من المخالف مطلقاً، دون التثبت ودون إقامة الحجة عليه لا يجوز، أعني بذلك: أنه لا ينبغي لكل من رأي أي بدعة في شخص أن يصفه بالمبتدع، ولا كل من رأي أمرًا مخالفًا للشرع والدين والسنة أن يصفه بالمفارقة،
لأن من الناس من يجهل الأحكام، والجاهل معذور حتي يعلم،
ومن الناس من يكون مكرهًا في بيئة، أو في مكان ما، علي ممارسة بعض الأعمال التي لا تجوز شرعًا، ويكرهون علي ذلك، ولو لم يفعلوا لقتلوا، أو عذبوا، أو انتهكت أعراضهم، أو نحو ذلك.
إذاً: فإن عارض الإكراه لا بد أن يرد في ذهن الحاكم علي الناس بأي حكم من الأحكام،
وقد يكون فاعل البدع، أو معتقد الضلالة متأولاً، ولم تقم عليه الحجة، فلا بد من إقامة الحجة علي الناس، فقد يري أحد منا إنساناً يرتكب بدعة من البدع التي عادة إنما يرتكبها أهل الافتراق ـ كبدعة المولد مثلاً ـ فإذا فعلها إنسان عامي جاهل فلا يعني أن يوصف بالابتداع، حتي يبين له الأمر، وتقام علي الحجة، ثم يصر على فعله ولايوصف بانه من الفرق الهالكة بمجرد رؤية بدعة أظهرها حتي تقام عليه الحجة والله اعلم
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 03:51]ـ
أذكر هذا لأن الكثير من الإخوة الطيبين لجوا في فتن كقطع الليل المظلم بناء على أصل فاسد: و هو أن فلانا بن فلان هو حامل لواء الجرح و التعديل في الجزائر، و الآخر في ليبيا، و الآخر في مصر، بما مجرد أن يتسلم الطالب الهمام هذا اللواء من شيخه يبدأ يفري في أعراض إخوانه من طلبة العلم، فيرفع هذا و يضع هذا لابسا ثوب الجرح و التعديل ملبسا على الكثير من الفضلاء و الطيبين دينهم فضل و أضل و صد عن سواء السبيل، فإذا حاورت أحد هؤلاء الطيبين و سألته: لماذا لا تحضر دروس الشيخ الفلاني المعروف بصفاء عقيدته و سلوكه و منهجه في الدعوة إلى الله كان
(يُتْبَعُ)
(/)
آخر ما لديه هو: أن الشيخ الفلاني هو حامل لواء الجرح و التعديل في الجزائر و قد حذر منه.
و بهذا تتباعد القلوب و تتنافر النفوس بين الإخوة الطيبين بناء على أصل فاسد و هو أن الشيخ الفلاني هو حامل لواء الجرح و التعديل.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 06:06]ـ
أذكر هذا لأن الكثير من الإخوة الطيبين لجوا في فتن كقطع الليل المظلم بناء على أصل فاسد: و هو أن فلانا بن فلان هو حامل لواء الجرح و التعديل في الجزائر، و الآخر في ليبيا، و الآخر في مصر، بما مجرد أن يتسلم الطالب الهمام هذا اللواء من شيخه يبدأ يفري في أعراض إخوانه من طلبة العلم، فيرفع هذا و يضع هذا لابسا ثوب الجرح و التعديل ملبسا على الكثير من الفضلاء و الطيبين دينهم فضل و أضل و صد عن سواء السبيل، فإذا حاورت أحد هؤلاء الطيبين و سألته: لماذا لا تحضر دروس الشيخ الفلاني المعروف بصفاء عقيدته و سلوكه و منهجه في الدعوة إلى الله كان آخر ما لديه هو: أن الشيخ الفلاني هو حامل لواء الجرح و التعديل في الجزائر و قد حذر منه.
و بهذا تتباعد القلوب و تتنافر النفوس بين الإخوة الطيبين بناء على أصل فاسد و هو أن الشيخ الفلاني هو حامل لواء الجرح و التعديل.
ليس في جعل فلان من الناس ((حامل لواء الجرح والتعديل)) أي فساد
فهو نظير جعل آخر ((محدث العصر)) أو ((فقيه العصر)) أو ((أصولي الجزيرة))
وهذه الألقاب بحسب ما يشتهر عن الشخص ويتميز به عن غيره
وكلمة الألباني ثابتة ومشهورة ولا مجال للتشكيك بها وقد سمعتها مراراً كما سمعها المئات غيري
والمشايخ المذكورون إنما قصدوا بجوابهم جرح وتعديل الرواة
وإلا فهم أنفسهم يجرحون ويعدلون
فلو سألت الفوزان أو الغديان عن الجفري مثلاً فسيقول ((مبتدع)) أو كلمة نحوها
فهذا جرح
وإذا سألتهم عن أحد المشايخ السلفيين الأفاضل مثل الشيخ اللحيدان مثلاً فسيثني عليه
وهذا تعديل
إذن الجرح والتعديل لم ينقطع منه إلا الكلام في الرواة ابتداءً وإلا فالكلام في الرواة بناءً على أحكام السلف لم ينقطع
وأما التبديع فمن كانت أصوله بدعية كأن يكون يقدم العقل على النقل أو يرد الأحاديث الصحيحة أو لا يعتد بفهم السلف فهذا مبتدع أصلي كالكافر الأصلي
وأما إذا كان الرجل أصوله سنية سلفية ولكن طرأت عليه بدعة لتأويل أو غيره فإنه تقام عليه الحجة فإن أصر كان مبتدعاً وإن لم تقم عليه الحجة فلا سبيل إلى تبديعه
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 06:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي نبيل:إذا كان بالمعنى اللغوي فنعم قد يكون ذلك صحيحا أما بالمعنى العلمي فقد ولى وانتهى كما قال الشيخ/الفوزان وغيره.
أما مقصد الشيخ الالباني فهو اللغوي بالتأكيد ولا يمكن أن يكون مقصده في الجرح والتعديل من حيث أنه علم. أرجوا أن تكون المعلومة واضحة. أما من حيث هل هو محمود أو مذموم فهذه قضية أخرى وتبحث لوحدها.
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:03]ـ
بارك الله فيكم على ما تفضلتم به
لم تتضح لي بعض المسائل الرجاء التوضيح و هي:
هل قواعد الجرح و التعديل التي اعتمد عليها علماء الحديث في الحكم على الرواة هي نفس القواعد التي يعتمد عليها بعض المعاصرين في الحكم على طلبة العلم؟
و هل الجرح و التعديل الذي قصده الشيخ الألباني رحمه الله هو نفسه التزكية و التبديع الذي له قواعده؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:42]ـ
أقوال العلماء - حفظهم الله وحفظكم جميعًا - واضحة بينَّة.
ونفى الشيخ / صالح الفوزان [عضو هيئة كبار العلماء] وجودهم في الحاضر لعلة أوضحها بقوله:
{وماهو الجرح والتعديل في سبِّ الناس وتنقصهم، وفلان فيه كذا وفلان فيه كذا، ومدح بعض الناس وسب بعض الناس، هذا من الغيبة ومن النميمة وليس هو الجرح والتعديل}
وهذا هو الحق، لأن الحكم بالتبديع ونحوه [حكم في العقيدة] أما الجرح والتعديل فـ[علم الحديث]
والجرح والتعديل لا يقف فقط على عدالة الراوي، فقد لا يجرح في عدالته ويجرح في ضبطه.
فكان استخدام الأئمة لهذا العلم، استخدام المحتاط إلى دينه المحافظ على سنة رسوله، لا الذي يبدع ويفسق ويستخدمه للنيل من أشخاص، ولا يخلو هذا من دخول التشفي الشخصي.
لذا وقف علماء الجرح والتعديل وقفة للأقران ... ولم يأخذوا به.
لذا ... فإن قال أحدهم أنا حامل راية الجرح والتعديل ليضرب في أحد أقرانه، فهو عند أصحاب الفن نفسه غير مسموع الرأي. (لا عبرة لكلامه أصلاً).
هذا في حال حديثه عن أحد من أهل السنة والجماعة مما يراهم من المخالفين.
أما إذا كان مبتدعًا، فهذا لا خلاف فيه ... ولكن هل سيجرحه في عدالته أم في ضبطه أم ماذا؟
هل سيكون علم الجرح والتعديل [الحديث]؟
نسأل الله السلامة في الدين والدنيا والآخرة.
وما حدثت فتنة قط ولا بدعة إلا كان سببها الغلو.
فالحذر الحذر ...
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:42]ـ
وأما إذا كان الرجل أصوله سنية سلفية ولكن طرأت عليه بدعة ......
هذا فيه إجمال
فالبدع متفاوتة وليست كل بدعة مخرجة من دائرة أهل السنة إلى دائرة أهل البدعة
ثم ينبغي النظر في حال هذا المتلبس بهذه البدعة هل قالها عن اجتهاد وعلم أم لا هل تأويله له حظ من النظر أم هل هو إمام في السنة أم دون ذلك وغير هذه الأمور
فهذه الأمور ينبغي مراعاتها فليس كل من زلّ بأن وقع في بدعة بدعناه وهجرناه ولكن نحو هذه المسائل يكثر فيها التفصيل
والإجمال فيها يفسد بعض الناس كما هو مشاهد الآن
فينبغي للداعي أو طالب العلم إذا تكلم في هذه الأمور أن يبتعد عن الإجمال ما أمكن
بارك الله فيكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 10:35]ـ
قلت
ثم ان الجرح والتعديل كماقال اخوناالفاضل اسامة هوفي علم الحديث وهو في هذاالعصر ان لم يكن مبنيا على كلام الحفاظ السابقين ممن عاصررواة الحديث ووثقهم اوجرحهم فهو غير مقبول وان كان مبنيا عليه فهو مقلد للائمة السابقين ولم يات بجديد
وهذا هو الحق، واعجبني قول الاخ الفاضل
لأن الحكم بالتبديع ونحوه [حكم في العقيدة] أما الجرح والتعديل فـ[علم الحديث]
حفظ الله علمائنا الذين هم كالنجوم الساطعة وجزى الله الجميع خيرا
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 01:02]ـ
بارك الله في الجميع على الإفادة
سأضرب مثالا في هذا حتى تتضح المسائل:
مثلا طالب علم على منهج السلف الصالح في العقيدة و الفقه و السلوك و الدعوة إلى الله معروف بدعوته و نشره للخير من توحيد و فقه و إنكار للبدع يأتي طالب آخر له إجازة في الجرح و التعديل من شيخه فيتكلم فيه، فكلامه هذا لا يخلو من ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أنه يحذر من خطأ و قع فيه الطالب الأول، و التحذير من أخطاء أهل العلم فرض كفائي بلا خلاف بين أهل العلم لكن بضوابطه المعروفة، و هذا يدخل في باب الرد على المخالف. لكن لا يعني هذا أن التحذير من أخطاء أهل العلم يعني التحذير من أهل العلم بل يقتصر على التحذير من خطئه و ينصح بدروسه و كتبه الأخرى.
الحالة الثانية: أنه يحذر منه جملة و تفصيلا، و يأمر بهجره و ترك دروسه و هنا يأتي السؤال:
لماذا يحذر منه:
الجواب:
- إما أنه ضال مضل يدعو إلى ضلالة التي قد تكون كفرا أو بدعة أو فسقا، فهذا لا خلاف بين أهل العلم في وجوب التحذير منه بعد إقامة الحجة عليه مثل تحذير الشيخ صالح الفوزان من الجفري و لا حرج في تسمية هذا التحذير جرحا أي الجرح بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الاصطلاحي عند أهل الحديث الذي هو: [وصف الراوي بما يقتضي رد روايته].
- إما أنه وقع في أخطاء - لا خلاف بين أهل العلم بأنها أخطاء- و نوصح لكنه أصر على أخطاءه، فهنا يجب مراعاة المصالح و المفاسد قبل التحذير منه، فالمملكة العربية السعودية ليست كالجزائر، و الجزائر ليست كتونس من حيث كثرة أهل السنة أو قلتهم، و من حيث انتشار السنة أو غربتها، و من حيث وجود العلماء أو انعدامهم.
- إما أن هذا الجارح صاحب هوى يلبس على العوام و الجهلة أمر دينهم باسم الجرح و التعديل، حيث أنك إذا سألته لمذا تكلمت في فلان:
أجابك أنه مجروح، فاللبيب الفطن يطلب التفصيل و يسأل:
هل تقصد بجرحه: الجرح المصطلح عليه عند أهل الحديث: [وصف الراوي بما يقتضي رد روايته]
أو الجرح المصطلح عليه عند المعاصرين الذي هو: [وصف العالم أو طالب العلم بما يقتضي رد علمه و فضله و دعوته و كله].
فجوابه سيكون بلا شك: مجروح الجرح المصطلح عليه عند المعاصرين.
ثم يسأله:
لماذا جرحته (أي جرح المعروف عند المعاصرين)؟
فجواب الجارح لا يخلو من حالات:
- الحالة الأولى: إما أنه مبتدع.
هنا يسأله: ما هي بدعته التي جعلته مجروحا (الجرح المعروف عند المعاصرين)؟
فيكون جوابه بأن تكون هذه البدعة: إما بدعة مجمع عليها: كبدع الخوارج و المعتزلة و الأشاعرة و الروافض و غيرها من البدع، و هذا الجواب نادرا جدا في الواقع.
إما بدعة مختلف فيها: كالإنتماء للجماعات الإسلامية.
إما حسنة و هذا هو الغالب: كتوزيع رسالة الشيخ عبد المحسن العباد " رفقا أهل السنة بأهل السنة " أو عدم عقد الولاء و البراء على شيخ أو طائفة إلى غير ذلك من الحسنات التي هي بدع في ذهن الجارح. و لا يقلده في جرحه هذا إلا جاهل أو صاحب هوى متجاهل.
الحالة الثانية: له أخطاء؟
هنا يسأله الشاب الفطن: ما هي أخطاؤه يا شيخ؟
فجواب الجارح لا يخلو من هذه الثلاث:
-إما خطأ عقدي: و هذا الجرح مقبول لكن بعد إقامة الحجة و استيفاء الشروط و انتفاء الموانع.
-إما خطأ فقهي: و هذا لا يشنع فيه غلى المخطئ و يرد خطؤه.
-إما خطأ دعوي أو منهجي كما يقال: فالأخطاء المنهجية قسمان:
* أخطاء جماعية: كأخطاء الجماعات الإسلامية في الدعوة إلى الله: كتأخير الدعوة إلى التوحيد و غيرها.
* أخطاء فردية: و هذه لا يسلم منها أحد و هذا لا يشنع فيها على المخطئ و يرد خطؤه.
هنا يسأله الشاب الفطن: يا شيخ هل أنت معصوم من الخطأ؟
فإذا أجابه: بنعم أنا معصوم. فهذا كفر بلا خلاف بين أهل العلم.
أما إذا أجابه: بأن له أخطاء كغيره، فهنا يقال له: تصحيح أخطائك أولى من تصحيح أخطاء غيرك يا شيخ.
وهكذا يُلبس على الكثير من الطيبين باسم الجرح و التعديل، و يلبس عليهم بالإجمال في مقام التفصيل و بالتفصيل في مقام الإجمال
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 02:52]ـ
لا أقصد بكلامي هذا الشيخ ربيع المدخلي - حفظه الله - فهو عالم من علماء أهل السنة، يصيب و يخطئ،
و الواجب رد أخطاءه برفق و لين دون تشهير و لا تنفير، و لا يجوز متابعته في أخطائه.
لكنني أقصد طلبة الشيخ الربيع هنا و هناك، الذين لم يكتفوا بمتابعة الشيخ في أخطاءه، بل تعصبوا له و تحزبوا على ز لاته، فجعلوها أصولا و قواعدا من بنى عليها فهو الحبيب المقرب و من خالفها فهو الضال المضل الأجرب، و العجيب أنهم يُعلِمون العقيدة و يشرحون كتب السلف، و لم يعلموا أنه لم تنشق طائفة من الطوائف عن جماعة المسلمين إلا بعد اجتماعها على أصول أو أصل فاسد.
و الله أعلم
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 03:02]ـ
لا أقصد بكلامي هذا الشيخ ربيع المدخلي - حفظه الله - فهو عالم من علماء أهل السنة
من الذي سبقك من أهل العلم بهذا الوصف؟
وهل هذا مسلك العلماء؟
ألم يذكر شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية مسلك أهل السنة والجماعة في التعامل؟
ألم يذكر الإمام الطحاوي هذا في عقيدته الطحاوية؟
من قال بأن التعامل ليس من أبواب العقيدة ... فلا أظنه قد درسها أصلاً.
من قال بأن أهل السنة فيهم غلو؟ من سمات أهل السنة التوسط والاعتدال.
وما رأيت غلو قط إلا عند المبتدعة.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 11:33]ـ
هنا أود التنبيه على عدة
الأول أن كلام الأقران الذي يرد له أمارات وعلامات
الأولى أن يكون بين اثنين قد تقاربا أو استويا في السن أو الرتبة العلمية
الثانية أن يكون الكلام عامته شخصي وعاري عن الدليل أو بدليل ضعيف
الثالثة ألا يخظى أحدٌ منهما بتأييد العلماء الأكابر
وكلام الأخ نبيل فيه تحامل واضح
فهو يحمل الأخطاء الفردية ويجعلها عامة ويقع فيما ينهى عنه
وقول الأخ أمجد أن ليس كل بدعة مخرجة من دائرة أهل السنة والجماعة
فإن كان يقصد ((حتى بعد قيام الحجة)) فهذا خطأ
وإلا كيف يكون من أهل السنة وهو يصر على البدعة؟
فسرها لي هذه
وإن كان يعني قبل قيام الحجة فلا وجه لتعقب كلامي
ووصف الشيخ المدخلي بأنه من علماء أهل السنة
قال به الشيخ عبيدالله الرحماني المباركفوري في إجازته له حيث قال ((أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى الله أبو الحسن عبيد الله الرحماني تلميذاً، السلفي الأثري مسلكاً، المباركفوري موطناً، ابن العلامة الشيخ عبدالسلام المباركفوري مؤلف "سيرة البخاري": إنّ أخانا في الله العالم النبيل، الفاضل الجليل، الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي من أهل قرية "الجرادية" من ضواحي "صامطة"))
وقد سئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ عن الشيخ ربيع بن هادي والشيخ محمد أمان فقال: ((بخصوص صاحبي الفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، كلاهما من أهل السنة، ومعروفان لدي بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة، وقد توفي الدكتور محمد أمان في ليلة الخميس الموافقة سبع وعشرين شعبان من هذا العام رحمه الله، فأوصي بالإستفادة من كتبهما، نسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وأن يغفر للفقيد الشيخ محمد أمان وأن يوفق جميع المسلمين لما في رضاه وصلاح أمر عباده إنه هو السميع قريب)) [شريط الأسئلة السويدية]
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:05]ـ
بارك الله فيك على هذه النقول
ولكن
الإجازات عمومًا، وما قد عهدناه فيها، أن مِثل هذه الأشياء وكأنها عادات متبعة.
وأما كلام الإمام ابن باز - رحمه الله - لم يذكر فيه (العالم) ولا (العلامة)، والعلم لدى الجميع وليس حكرًا على أحد، وإن سُئِل - رحمه الله - عن أحد من مجروحيهم من أهل السُّنَّة لقال مِثل مقالته - رحمه الله.
وعليه، فما قد سمعته على لسان الأخير من إتهامات وتجريح في أهل السنة، لا يعد منه عند أصحاب الفن من الجرح والتعديل أصلاً، بل من البذاءات والشتائم والسباب والغيبة.
فلا حول ولا قوة إلا بالله، ما كان العلماء الذين هم قدوة يقتدي بها طلبة العلم هكذا.
لذا فانظر - رحمنا الله وإياك - إلى طلبة علم لأحد العلماء المعتبرين، وبين متبعي الأخير ...
يا الله ... شتان بين هذا وذاك ...
هذا طالب علم ... يتعلم ويدرس ليتقرب إلى الله حقًا ...
والآخر لسانه قبيح بذيء يطعن ويجرح ويسب في [العلماء]
حتى وصل الأمر للنيل من بعض أعضاء اللجنة الدائمة، وخاصة من قد كتب في هذه الفتنة.
هذا، غير المواقع التي فيها التحذير من [العلماء] ... فسبحان الله.
* نشر منذ قليل أحد الأخوة كتابًا في مكتبة المجلس، فنظرت فيه، فإذ هو كتاب لأحد المداخلة، واسمه: زيد المدخلي ... وكتابه ذو اسم برَّاق.
حملت الكتاب ونظرت فيه ... فأجد ...
تحدث عن توحيد الألوهية في ستة أسطر فقط، وتحدث عن مبرراته لتسمية بعض الناس باسم ابتكره من عند نفسه وسرد مببراته في سبعة أسطر.
وهذا هو حامل راية الدعوة وتوحيد الله ...
فلا والله ... لا يُنسب للسلف ومن اتبعهم مثل هذه البذاءات ... ولا هُم منهم، والسلف منهم بُراء ...
بل إن شئت ... قل هم احدى الفرق التي توافق أهل السنة في التوحيد والإيمان، وتخالفهم في المنهج والسلوك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 01:54]ـ
أظن أن الموضوع بدأ ينحرف عن مساره فأحيلكم للفائدة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6258
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 04:32]ـ
بارك الله فيك على هذه النقول
ولكن
الإجازات عمومًا، وما قد عهدناه فيها، أن مِثل هذه الأشياء وكأنها عادات متبعة.
وأما كلام الإمام ابن باز - رحمه الله - لم يذكر فيه (العالم) ولا (العلامة)، والعلم لدى الجميع وليس حكرًا على أحد، وإن سُئِل - رحمه الله - عن أحد من مجروحيهم من أهل السُّنَّة لقال مِثل مقالته - رحمه الله.
وعليه، فما قد سمعته على لسان الأخير من إتهامات وتجريح في أهل السنة، لا يعد منه عند أصحاب الفن من الجرح والتعديل أصلاً، بل من البذاءات والشتائم والسباب والغيبة.
فلا حول ولا قوة إلا بالله، ما كان العلماء الذين هم قدوة يقتدي بها طلبة العلم هكذا.
لذا فانظر - رحمنا الله وإياك - إلى طلبة علم لأحد العلماء المعتبرين، وبين متبعي الأخير ...
يا الله ... شتان بين هذا وذاك ...
هذا طالب علم ... يتعلم ويدرس ليتقرب إلى الله حقًا ...
والآخر لسانه قبيح بذيء يطعن ويجرح ويسب في [العلماء]
حتى وصل الأمر للنيل من بعض أعضاء اللجنة الدائمة، وخاصة من قد كتب في هذه الفتنة.
هذا، غير المواقع التي فيها التحذير من [العلماء] ... فسبحان الله.
* نشر منذ قليل أحد الأخوة كتابًا في مكتبة المجلس، فنظرت فيه، فإذ هو كتاب لأحد المداخلة، واسمه: زيد المدخلي ... وكتابه ذو اسم برَّاق.
حملت الكتاب ونظرت فيه ... فأجد ...
تحدث عن توحيد الألوهية في ستة أسطر فقط، وتحدث عن مبرراته لتسمية بعض الناس باسم ابتكره من عند نفسه وسرد مببراته في سبعة أسطر.
وهذا هو حامل راية الدعوة وتوحيد الله ...
فلا والله ... لا يُنسب للسلف ومن اتبعهم مثل هذه البذاءات ... ولا هُم منهم، والسلف منهم بُراء ...
بل إن شئت ... قل هم احدى الفرق التي توافق أهل السنة في التوحيد والإيمان، وتخالفهم في المنهج والسلوك.
البذاءات هي ما تتفوه به الآن
الشيخ ابن باز وصف الشيخ ربيع ((بأنه من خواص أهل العلم))
والرجل أستاذ دكتور
فهذا لا يستكثر عليه لقب عالم إلا ناقم
ثم من قال أن هذا اللقب حكرٌ عليه
بل إن كثيراً ممن لم ينالوا نصف هذه التزكيات يقال عنهم ((علامة)) وأنت تعرفهم جيداً
فلماذا الإنكار هنا بالذات؟
وزقنا الله وإياك الإنصاف
وكل فرقة لا تخلو من سيئي أخلاق
ولكن التعميم الجائر هو المرفوض
وما تراه غيبة يرونه تحذيراً
كما أنك الآن تغتابهم وتعتبر هذا تحذيراً حتى إنك لتحوم على إخراجهم من عموم أهل السنة والجماعة
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 04:54]ـ
1 - اذكر لي ما وصفته بالبذاءات من حديثي ... فالكلام أمامك ولسنا منه ببعيد.
2 - كلام الشيخ ابن باز - رحمه الله - كان إشارة لشيء يعلمه أهل التتبع، ألا وهو: أنه كان هناك اجتراء على بعض أهل العلم في مقال مطول وله علاقة بالعلوم الحديثية وأرسل الإمام له رسالة، يطلب منه الرد على هذا المقال، وكان هذا حين كان الإمام رئيسًا الجامعة.
3 - كلمة {كل فرقة لا تخلو من سيئي الخلق}
هل هم فرقة؟ ومنهم سيئي الخلق؟ أم هم من أهل السنة والجماعة وسيئي الخلق؟
4 - أهل السنة والجماعة ... من هم أهل السنة والجماعة؟
أهل السنة والجماعة ... هم الجماعة، هم كمثل ما كان عليه رسول الله (ص) وأصحابه، هل كان رسول الله (ص) وأصحابه على هذا؟
إن قيل نعم، لكان طعنًا في الدين.
وإن قيل لا، فهذا إخراج لهم من الفرقة الناجية.
ولكن نقول: يوافقونهم في أشياء، ويخالفونهم في أشياء.
فتعمن ... بارك الله فيك.
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 05:06]ـ
أخي الكريم ... بارك الله فيك
هناك فارق كبير وشاسع بين:
1 - الجرح والتعديل
2 - التحذير
3 - الغيبة
4 - النميمة
5 - سوء الخلق
6 - النقد
فلابد من النظر للكلمات ومعانيها قبل استخدام أيّ منها.(/)
الحدود في الكتاب المقدس عند النصارى
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 05:21]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فكثيراً ما نسمع الإنتقادات الموجهة للمسلمين من قبل المنصرين وغيرهم بسبب الحدود في الإسلام
وكنت قد كتبت مقالتين قصيرتين احداهما في حد الردة عند النصارى وأخرى في حد السرقة والسطحية النصرانية
وقد ارتأيت أن أذكر الحدود في الكتاب المقدس عند القوم ليعلموا أنهم بانتقادهم هذه الأمور عند المسلمين كمن يرمي الناس بالحجارة وبيته زجاجي!!
حد القاتل
جاء في سفر العدد الإصحاح 35 الفقرات من 15 إلى 21 ((لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ وَلِلْمُسْتَوْطِنِ فِي وَسَطِهِمْ تَكُونُ هذِهِ السِّتُّ الْمُدُنِ لِلْمَلْجَأِ، لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا سَهْوًا.
«إِنْ ضَرَبَهُ بِأَدَاةِ حَدِيدٍ فَمَاتَ، فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ الْقَاتِلَ يُقْتَلُ.
وَإِنْ ضَرَبَهُ بِحَجَرِ يَدٍ مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ فَمَاتَ، فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ الْقَاتِلَ يُقْتَلُ.
أَوْ ضَرَبَهُ بِأَدَاةِ يَدٍ مِنْ خَشَبٍ مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ، فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ الْقَاتِلَ يُقْتَلُ.
وَلِيُّ الدَّمِ يَقْتُلُ الْقَاتِلَ. حِينَ يُصَادِفُهُ يَقْتُلُهُ.
وَإِنْ دَفَعَهُ بِبُغْضَةٍ أَوْ أَلْقَى عَلَيْهِ شَيْئًا بِتَعَمُّدٍ فَمَاتَ،
أَوْ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ بِعَدَاوَةٍ فَمَاتَ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الضَّارِبُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ. وَلِيُّ الدَّمِ يَقْتُلُ الْقَاتِلَ حِينَ يُصَادِفُهُ))
حد من سب والديه
جاء في سفر اللاويين الإصحاح 20 الفقرة 9 ((كُلُّ إِنْسَانٍ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. قَدْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ))
قلت هذا الحكم غير موجود في الإسلام مع القول بشناعة الفعل فألفاظ التضجر منهيٌ عنها فضلاً عن السب قال تعالى ((ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما))
غير أن هذه شريعة موسى فهل هو ارهابي؟
أو متعطش للدماء؟
وهل سيرسمون رسوماً مهينةً له على أنه جزار مثلاً؟
وهل سيطعنون في نبوته لوجود هذه التشريعات في شريعته كما فعلوا مع النبي محمد (ص)؟
حد الزنا مع امرأة القريب
وفي الفقرة التالية من سفر اللاويين الإصحاح المذكور ((وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ، فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ))
قلت في الإسلام لا يقتل إلا إذا كان محصناً
حد الإضطجاع مع امرأة الأب والكنة واللواط
وفي الفقرة التي بعدها ((وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ أَبِيهِ، فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.
وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ كَنَّتِهِ، فَإِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. قَدْ فَعَلاَ فَاحِشَةً. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَاوَإِذَا اضْطَجَعَ
رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا))
حد الجمع بين الأم والبنت
وفي الفقرة التي بعدها ((وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا، لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ))
قلت هذه عقوبة قاسية وفي الإسلام لا يجوز الإحراق بالنار
وهناك عقوبات أخرى أعرضت عن ذكرها فإن في هذا كفاية للمنصف
حد من به جان!!!!
وفي الإصحاح السابق الفقرة 27 ((وَإِذَا كَانَ فِي رَجُل أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ))
ما رأي المؤمنين بيسوع إله المحبة؟
هل هذه بربرية؟
حد من اضطجع مع امرأة حائض
وفي الإصحاح نفسه الفقرة 18 ((وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ طَامِثٍ وَكَشَفَ عَوْرَتَهَا، عَرَّى يَنْبُوعَهَا وَكَشَفَتْ هِيَ يَنْبُوعَ دَمِهَا، يُقْطَعَانِ كِلاَهُمَا مِنْ شَعِبْهِمَا))
قلت لعل المقصود من هذا النفي
حد من ضرب عبده أو أمته
جاء في سفر الخروج الإصحاح 21 الفقرة 20 و21 ((وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ يُنْتَقَمُ مِنْهُ.
لكِنْ إِنْ بَقِيَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ لاَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ لأَنَّهُ مَالُهُ))
جاء في سفر التثنية الإصحاح 24 الفقرة 16 ((لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ))
قلت إذا كان كل إنسان يتحمل خطيئته فلم نحن نتحمل خطيئة آدم كما يزعم النصارى وإذا كان الأمر كذلك فلم يفتدينا يسوع بنفسه؟!!
أكتفي بهذا القدر الآن وسأكمل في مشاركة أخرى إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:02]ـ
حد العمل في يوم السبت
جاء في سفر الخروج الإصحاح 21 الفقرات 14 و15 ((فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا.
سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْسَّابعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً))
حد دخول بيت الرب
جاء في أخبار الأيام الثاني الإصحاح 23 الفقرات 6و7 ((وَلاَ يَدْخُلْ بَيْتَ الرَّبِّ إِلاَّ الْكَهَنَةُ وَالَّذِينَ يَخْدِمُونَ مِنَ اللاَّوِيِّينَ، فَهُمْ يَدْخُلُونَ لأَنَّهُمْ مُقَدَّسُونَ، وَكُلُّ الشَّعْبِ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ.
وَيُحِيطُ اللاَّوِيُّونَ بِالْمَلِكِ مُسْتَدِيرِينَ، كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ. وَالَّذِي يَدْخُلُ الْبَيْتَ يُقْتَلُ. وَكُونُوا مَعَ الْمَلِكِ فِي دُخُولِهِ وَفِي خُرُوجِهِ))
حد الزنا قبل الزواج
جاء في سفر التثنية الإصحاح 22 الفقرات من 13 إلى 21 ((«إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَحِينَ دَخَلَ عَلَيْهَا أَبْغَضَهَا،
وَنَسَبَ إِلَيْهَا أَسْبَابَ كَلاَمٍ، وَأَشَاعَ عَنْهَا اسْمًا رَدِيًّا، وَقَالَ: هذِهِ الْمَرْأَةُ اتَّخَذْتُهَا وَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهَا لَمْ أَجِدْ لَهَا عُذْرَةً.
يَأْخُذُ الْفَتَاةَ أَبُوهَا وَأُمُّهَا وَيُخْرِجَانِ عَلاَمَةَ عُذْرَتِهَا إِلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْبَابِ،
وَيَقُولُ أَبُو الْفَتَاةِ لِلشُّيُوخِ: أَعْطَيْتُ هذَا الرَّجُلَ ابْنَتِي زَوْجَةً فَأَبْغَضَهَا.
وَهَا هُوَ قَدْ جَعَلَ أَسْبَابَ كَلاَمٍ قَائِلاً: لَمْ أَجِدْ لِبِنْتِكَ عُذْرَةً. وَهذِهِ عَلاَمَةُ عُذْرَةِ ابْنَتِي. وَيَبْسُطَانِ الثَّوْبَ أَمَامَ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ.
فَيَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الرَّجُلَ وَيُؤَدِّبُونَهُ
وَيُغْرِمُونَهُ بِمِئَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَيُعْطُونَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ، لأَنَّهُ أَشَاعَ اسْمًا رَدِيًّا عَنْ عَذْرَاءَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ.
وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ.
يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ))
قلت المرأة الزانية لا ترجم في الإسلام إلا إذا كانت محصنة
ويقابل هذه العقوبة القاسية في الكتاب المقدس عقوبة أخرى مخففة في حق من زنا بعذراء غير مخطوبة
فقد جاء في نفس الإصحاح الفقرات 28 و29 ((إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجِدَا.
يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ))
قلت مفهوم هذا النص أن النكاح إذا بدون مقدمة سيئة فإنه يصح له الطلاق وسيأتي بسط موضوع الطلاق وتعدد الزوجات في الكتاب المقدس لاحقاً إن شاء الله
تعطيل الأنبياء للحدود في الكتاب المقدس
جاء في سفر صموئيل الثاني الإصحاح 13 الفقرات من 1 إلى 39 قصة مفادها أن داود عليه السلام كان له بنت جميلة اسمها ثَامَارُ عشقها أخوها أمنون واستدرجها حتى زنى بها وعلم داود بذلك وسكت واكتفى بالغضب كما في الفقرة 21 فقام أبشالوم ابن داود بقتل أخيه انتقاماً لشرف أخته فحزن داود على ابنه الزاني حزناً شديداً وناح عليه وهرب أبشالوم خوفاً من أبيه
كذا يصور لنا الكتاب المقدس نبي الله على أن بيته بيتٌ يقع فيه الزنا بين المحارم ويسكت على هذا ولا يقيم الحدود الشرعية والله المستعان
ونحن ننزه نبي الله داود عن هذا الفحش
وعوداً إلى البدء نقول يلزم كل يهودي ونصراني يؤمن بقدسية هذه النصوص وينكر النسخ أن يعمل بهذه التشريعات أو على الأقل يقول بوجوبها ويعلمها للشعب على أنها حكم الله
ولا ينتقد المسلمين على ما هو دونها
وحتى الذي يقول بالنسخ من اليهود والنصارى تلزمه هذه التشريعات إذ لا ناسخ لها والأصل في الأحكام في العهد القديم أنها غير منسوخة
لقول يسوع في إنجيل متى الإصحاح الخامس الفقرة 17و18 ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.
فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ))
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:06]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب الخليفي على سلسلتك المتميزة الشيقة ..
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:21]ـ
وإياك أخي الحبيب
ـ[الجندى]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 06:18]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 09:16]ـ
جزاك الله خيرًا على هذه الإفادات(/)
رد على كتاب (مفاهيم يجب أن تصحح لمحمد بن علوي المالكي). doc
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعله لا يخفى عليكم محمد بن علوي المالكي ونشاطه الصوفي الواضح، حتى أنه يقوم بتأليف الكتب في سبيل نشر هذه الصوفية المحترقة.
وقد ابتُليتُ بشراء أحد هذه الكتب، واسمه (مفاهيم يجب أن تصحح) من تأليفه، واطلعتُ عليه وهالني ما رأيتُه من تفكير هذا الشخص واعتقاده التالف.
ولقد قام فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بكتابة رد على هذا الكتاب بعنوان " هذه مفاهيمنا".
وقمتُ برفع هذا الرد على هذا الرابط لتتم الاستفادة منه:
ftp://ia341231.us.archive.org/0/items/MAFAHEEM/
نسأل الله عز وجل أن يجزي الشيخ صالح بن عبد العزيز عنا خيرا وأن يقيض لهذا الإسلام من يدفع عنه غائلة المعتدين، آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 08:02]ـ
للرفع للاستفادة
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 07:08]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 07:06]ـ
جزانا وإياكم، ونفعنا الله جميعا به
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 07:35]ـ
بارك الله فيك
هل نجد الكتاب مصورا على هيئة بي دي أف
===========
أبو عثمان
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 09:28]ـ
يُسأل في هذا الشأن الشيخ / أسامة بن الزهراء متخصص البي دي إف، حفظه الله تعالى
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 01:46]ـ
بارك الله فيك
هل نجد الكتاب مصورا على هيئة بي دي أف
:)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 10:53]ـ
هو موجود على " نداء الإيمان " للقراءة، والله أعلم هل يمكن تنزيله منه؟:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=318&CID=1(/)
ما قاله الشيخ عطية صقر عن الوهابية
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا قال الشيخ / عطية صقر عليه رحمة الله تعالى عندما سُئل عن الوهابية ومحمدِ بن عبد الوهاب؟
انظره هنا ( http://www.archive.org/details/AtyaSakr) وهو يتكلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:26]ـ
الصوت مركب على الصورة
شفتاه تتحركان بغير المنطوق ... واحتمالية أن الصوت يسبق الصورة أو متأخر عنها غير وارد إذا تمعنت.
بارك الله فيك.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:34]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن هل ترى إذا كان كلامك صحيحا فعلا - لو سلمنا بذلك - أليس قائل (كل) كلمة هو الشيخ عطية صقر، بصرف النظر عن الفيديو؟
ـ[المديني]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 01:46]ـ
نعم اخى العزيز الشيخ عطية هو القائل و لقد رأيت هذا الفيديو في موقع آخر بصوت وصورة متوافقين تماما وهو كلام صادر عنه رحمه الله بلا شك
جزاكما الله خيرا
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 02:57]ـ
للاسف لم اسمع كلام الشيخ رحمه الله ويهمنى ان اعرف ماقال ولو مختصرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 03:01]ـ
أنا لم أسمع أيضا
وفضيلة الشيخ عطية صقر رحمه الله من العلماء الكبار نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يتجاوز عنه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 03:34]ـ
لقد شاهدت المقطع
والصوت صوت الشيخ -رحمه الله- بلا ريب
ولقد بالغ الشيخ في الثناء على الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهَّاب رحمه الله، وقال بأنه صاحب نهضة إصلاحية دينية، دعا إلى توحيد الله ونبذ الشرك، ووصفه بـ "الشيخ العظيم"، ثم حذَّر الشيخ من التغالي في الحب وذكر بأنه منكر عظيم وداعية إلى الكفر، ثم ذكر بأن بعض تلاميذ الشيخ قد غالوا في الدعوة إلى التوحيد، مما أدى إلى بعضهم المسارعة في نسبة الكفر إلى بعض الناس .. فالمغالاة في كل شيء مرفوضة ...
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 08:55]ـ
رحمنا الله وإياكم.
أنا لم أطعن في نسبة الكلام له، ولكن أنكرت أن يكون كلاً من الصوت والصورة متوافقين.
فلربما كان تسجيلاً صوتيًا، وزاد عليه أحد الشباب الصورة ... لأن موافقة الكلام للصورة غير وارد.
أما الصوت ... فصوته.
وأما الصورة ... فصورته.
أما الاثنان معًا ... فهما له دون توافق.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 11:26]ـ
رحمنا الله وإياكم.
أنا لم أطعن في نسبة الكلام له، ولكن أنكرت أن يكون كلاً من الصوت والصورة متوافقين.
فلربما كان تسجيلاً صوتيًا، وزاد عليه أحد الشباب الصورة ... لأن موافقة الكلام للصورة غير وارد.
أما الصوت ... فصوته.
وأما الصورة ... فصورته.
أما الاثنان معًا ... فهما له دون توافق.
الأخ الفاضل / أسامة
جزاك الله خيرا عن توضيحك هذا، ولا نخالفك الرأي بإذن الله تعالى، بارك الله فيك.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 04:36]ـ
رابط مباشر للتحميل
http://ia351404.us.archive.org/3/items/AtyaSakr/alwhabeya-sqr_64kb.mp4
أما عن سبب اختلاف الصوت والصورة فهو من بعض برامج الضغط التى تصغر حجم الفيديو
وكلمة الشيخ عطية صقر رائعة
وله كلمة أخرى في الثناء على ابن حزم وكتابه المحلى ... لكنها ليست عندى الآن.
رحمه الله فما أقل الإنصاف فيمن ينتسب إلى العلم في بلادنا.
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 04:46]ـ
كلام الشيخ ... كلمة حق في حق دعوة التوحيد ... أدامها الله.
الإمام ابن حزم ... أحد كبار الأئمة بلا شك.
وكتاب المحلَّى ... من الكتب المعتبرة عند أهل العلم بلا شك.
خلافًا إلى ما يتوهمه البعض بأن فلان ضد إمامهم إذا خالفوه في مسألة أو مسائل.
والكل [بلا استثناء] يؤخذ منه ويُردّ، إلا رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم.
فهلا اجتمعتم عليه!
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:46]ـ
خلافًا إلى ما يتوهمه البعض بأن فلان ضد إمامهم إذا خالفوه في مسألة أو مسائل.
هذا لو كان الفلان يتكلم بكلام علمي وليس نقلاً عن بعض المذهبيين الحاقدين بسبب كشف عوارهم
والكل [بلا استثناء] يؤخذ منه ويُردّ، إلا رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم.
فهلا اجتمعتم عليه!
هذا ما ندعو إليه بخلاف الكثير من الآخرين ... بل يكرهوننا بسببه!
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:49]ـ
لا يا أخي الغالي ... لا نقول كلمة [المذهبيين الحاقدين]
فهذه وكأنها عقدة المؤامرة ... بل نحن جميعًا إخوان إن شاء الله ... نتعاون على البر والتقوى
والحق أحب إلينا من شيخنا ... بارك الله فيك.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 09:43]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 08:26]ـ
[ quote= أشرف بن محمد;57437] لقد شاهدت المقطع
والصوت صوت الشيخ -رحمه الله- بلا ريب
ولقد بالغ الشيخ في الثناء على الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهَّاب رحمه الله، وقال بأنه صاحب نهضة إصلاحية دينية، دعا إلى توحيد الله ونبذ الشرك، ووصفه بـ "الشيخ العظيم"، ثم حذَّر الشيخ من التغالي في الحب وذكر بأنه منكر عظيم وداعية إلى الكفر، ثم ذكر بأن بعض تلاميذ الشيخ قد غالوا في الدعوة إلى التوحيد، مما أدى إلى بعضهم المسارعة في نسبة الكفر إلى بعض الناس .. فالمغالاة في كل شيء مرفوضة ..
لو تذكر لنا من هؤلاء الغلاة؟؟؟؟؟ اهم تلاميذ الشيخ المجدد
؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 08:21]ـ
هذا يشبه كلام حاتم الشريف في الشيخ محمد بن عبد الوهاب و قد رد عليه الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف
اللمز الجلي والخفي لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله –
http://www.google.com.sa/url?sa=t&source= ... &ct=res&cd=3&url=http%3A%2F%2Fwww.alabdullt if.net%2Findex2.php%3Foption%3 D*******%26task%3Dview%26id%3D 10169%26pop%3D1%26page%3D0&ei=fCWmSZyBN4mb_gaa19joDw&usg=AFQjCNF48Mo5U7csQe0hplkizO wXHOuFAA&sig2=9lIfSECmwqPYtY6WVO86Mw
و اليكم فتوى لعطية صقر الذي جعل نفسه حكماً على امام الموحدين يصحح و يخطيء:
حكم الصلاة فى المساجد التى فيها قبور
السؤال
الصلاة فى المساجد التى فيها قبور حرام ولا لا والقبور فى مكان بعيد شوية عن المكام اللى احنا بنصلى فية
المفتى الشيخ عطية صقر
الرد
يقول الشيخ عطية صقر من كبا ر علماء الأزهر:
روى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " قاتل الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " وروى مسلم أنه قال قبل أن يموت بخمس:" إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إنى أنهاكم عن ذلك " وروى الجماعة إلا البخارى وابن ماجه قوله: " لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها".
تحدث العلماء عن هذه الأحاديث فقال بعضهم: محل الذم أن تتخذ المساجد على القبور بعد الدفن، وليس ذلك مذمومًا إذا بنى المسجد أولاً وجعل القبر فى جانبه ليدفن فيه واقف المسجد أو غيره.
لكن العراقى قال: الظاهر أنه لا فرق، وأنه إذا بنى المسجد لقصد أن يدفن فى بعضه أحد فهو داخل فى اللعنة، بل يحرم الدفن فى المسجد، وإن شرط أن يدفن فيه لم يصح الشرط، لمخالفته لمقتضى وقفه مسجدا.
وإذا كان بعض العلماء قد حمل النهى على التحريم فإن البعض الآخر حمل على الكراهة، بمعنى أن الصلاة إلى القبر صحيحة لكن مع الكراهة.
والذين قالوا بصحتها مختلفون، فقال بعضهم: هى مكروهة سواء أكان القبر أمام المصلى أم خلفه أم عن يمينه أم عن يساره. وقال آخرون: محل الكراهة إذا كان القبر أمامه، لأن هذا الوضع هو الذى يراد من اتخاذه مسجدًا ومن الصلاة فيه أو إليه. أما إذا كان القبر خلفه أو عن يمينه أو عن يساره فلا كراهة.
والأئمة الثلاثة قالوا بصحة الصلاة وعدم كراهتها، اللهم إلا إذا كان القبر أمام المصلى فتكون مكروهة مع الصحة. أما أحمد بن حنبل فهو الذى حرم الصلاة وحكم ببطلانها - ومحل هذا الخلاف إذا كان القبر فى المسجد، أما إذا كان مفصولاً عنه والناس يصلون فى المسجد لا فى الضريح أو الجزء الموجود فيه القبر فلا خلاف أبدًا فى الجواز وعدم الحرمة أو الكراهة.
وأختار أنه إذا كان القصد من الصلاة إلى القبر تعظيمه فهى حرام وباطلة، بصرف النظر عن وضع القبر، وإذا انتفى هذا القصد كانت مكروهة مع الصحة إذا كان القبر أمام المصلى وإلا فلا كراهة.
والله أعلم
http://majdah.maktoob.com/vb/majdah45810/(/)
عقيدتنا في القضاء والقدر (بالصوت والصورة) لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدتنا في القضاء والقدر
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1355 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1355)
http://www.rslan.com/images/index/akidatona.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1355)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: والسادسُ الإيمانُ بالأقدارِ **** فأيقنن بها ولا تمارِ
فكلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدر **** والكلُّ في أمِّ الكتابِ مُستَطَر
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1355[/ ... ](/)
الطريق الثالث أو الحل الثالث أو الخيار الثالث
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 07:47]ـ
الطريق الثالث أو الحل الثالث أو الخيار الثالث
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
"الطريق الثالث" أو الحل الثالث أو الخيار الثالث مصطلح أو وصف ظهر في هذا العصر على لسان أوساط الأحزاب اليسارية الأوروبية والغربية في السنوات الأخيرة من الألفية الماضية.
وهذه النظرية تحاول التوسط بين الطريقين الرئيسيين في إدارة الاقتصاد والسياسة في الدول الأوروبية.
فالطريق الثالث هو الطريق الوسط الذي يحاول أن يجمع عناصره من إيجابيات كل من الطريقين الآخرين , ويعتبر المنظر البريطاني أنتوني غيدنز المفكر الاجتماعي ورئيس كلية لندن للاقتصاد والعلوم الاجتماعية، مؤسس أطروحة الطريق الثالث والمعلم الأكبر لتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق , والذي تبنى هذه الأطروحة.
فهذه النظرية بعبارة أبسط قول وسط يجمع بين قولين يحتملان التعارض.
وهذه النظرية أو الأطروحة كفكرة في الحقيقة موجودة لدى علماء المسلمين في السابق واللاحق , ومن أكثر من وجد في كلامه هذه النظرية شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ففي كثير من المسائل التي يجيب فيها شيخ الإسلام أو تلميذه ابن القيم لا يرتضيان الجواب إلا بالخيار الثالث وهو خيار التفصيل ومن الأمثلة على ذلك:
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمه الله
أيما أفضل العلم أو العقل؟
فأجاب: إن أريد بالعلم علم الله تعالى الذي أنزله الله تعالى وهو الكتاب كما قال تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} فهذا أفضل من عقل الإنسان لأن هذا صفة الخالق والعقل صفة المخلوق , وصفة الخالق أفضل من صفة المخلوق.
وإن أريد بالعقل أن يعقل العبد أمره ونهيه؛ فيفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه فهذا العقل يدخل صاحبه به الجنة, وهو أفضل من العلم الذي لا يدخل به الجنة كمن يعلم ولا يعمل وإن أريد العقل الغريزة التي جعلها الله في العبد التي ينال بها العلم والعمل؛ فالذي يحصل به أفضل لأن العلم هو المقصود وغريزة العقل وسيلة إليه والمقاصد أفضل من وسائلها.
وإن أريد بالعقل العلوم التي تحصل بالغريزة فهذه من العلم فلا يقال أيما أفضل العلم أوالعقل ولكن يقال أيما أفضل هذا العلم أو هذا العلم.
فالعلوم بعضها أفضل من بعض فالعلم بالله أفضل من العلم بخلقه , ولهذا كانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن لأنها صفة الله تعالى وكانت {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن ثلاثة أثلاث ثلث توحيد وثلث قصص وثلث أمر ونهى , وثلث التوحيد أفضل من غيره.
والجواب في هذه المسألة مسألة العلم والعقل لا بد فيه من التفصيل لأن كل واحد من الاسمين يحتمل معان كثيرة فلا يجوز إطلاق الجواب بلا تفصيل ولهذا أكثر النزاع فيها لمن لم يفصل ومن فصل الجواب فقد أصاب والله اعلم.
مجموع الفتاوى (9|306)
وسئل شيخ الاسلام
عن صالحى بنى آدم والملائكة أيهما أفضل
فأجاب:
بأن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية والملائكة أفضل باعتبار البداية فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى منزهين عما يلابسه بنوا آدم مستغرقون في عبادة الرب ولا ريب أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال البشر.
وأما يوم القيامة بعد دخول الجنة فيصير صالحوا البشر أكمل من حال الملائكة قال ابن القيم: وبهذا التفصيل يتبين سر التفضيل وتتفق أدلة الفريقين ويصالح كل منهم على حقه.
مجموع الفتاوى (4|343)
وسئل كذلك رحمه الله عن أيهما أفضل يوم الجمعة أم يوم النحر؟
فأجاب: يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع ويوم النحر أفضل أيام العام.
وسئل عن خديجة وعائشة فأجاب:
خديجة إيثارها في أول الإسلام ونصرها وقيامها في الدين لم تشركها عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين , وإيثار عائشة في آخر الإسلام وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة وإدراكها من العلم لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها ..
وعن الفقير الصابر والغني الشاكر فأجاب:
الغني الشاكر والفقير الصابر أفضلهما أتقاهما لله تعالى.
انظر الفتاوى الكبرى (5|379) بتصرف
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عشر ذي الحجة أو العشر الأخير من رمضان فأجاب أن الصواب أن يقال: ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان , وبهذا التفصيل يزول الاشتباه ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي وعشر ذي الحجة إنما فضل باعتبار أيامه إذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل قال: ليلة الإسراء أفضل من ليلة القدر وقال آخر: بل ليلة القدر أفضل فأيهما المصيب؟
فأجاب: ليلة الإسراء أفضل في حق النبي صلى الله عليه وسلم وليلة القدر أفضل بالنسبة إلى الأمة.
زاد المعاد (1|54) بتصرف
وسئل ابن القيم رحمه الله عن التفضيل بين الذاكر والمجاهد؟ فأجاب:
الذاكر المجاهد أفضل من الذاكر بلا جهاد والمجاهد الغافل والذاكر بلا جهاد أفضل من المجاهد الغافل عن الله تعالى فأفضل الذاكرين المجاهدون وأفضل المجاهدين الذاكرون.
الوابل الصيب (56)
ويقول ابن القيم رحمه الله في تقعيد هذه القاعدة المهمة وأهمية التفصيل في كثير من المسائل المشتبهة , وأهمية الرجوع إلى الخيار الثالث.
قال رحمه الله:
لا يجوز للمفتي إطلاق الفتوى في مسألة فيها تفصيل
الفائدة الثامنة عشرة: ليس للمفتي أن يطلق الجواب في مسالة فيها تفصيل إلا إذا علم أن السائل إنما سأل عن أحد تلك الأنواع بل إذا كانت المسالة تحتاج إلى التفصيل استفصله كما استفصل النبي صلى الله عليه وسلم ماعزا لما أقر بالزنا هل وجد منه مقدماته أوحقيقته فلما أجابه عن الحقيقة استفصله هل به جنون فيكون إقراره غير معتبر أم هو عاقل فلما علم عقله استفصله بأن أمر باستنكاهه ليعلم هل هو سكران أم صاح فلما علم أنه صاح استفصله هل أحصن أم لا فلما علم أنه قد أحصن أقام عليه الحد.
ومن هذا قوله لمن سألته هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت فقال: نعم إذا رأت الماء.
فتضمن هذا الجواب الاستفصال بأنها يجب عليها الغسل في حال ولا يجب عليها في حال ومن ذلك أن أبا النعمان بن بشير سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشهد على غلام نحله ابنه فاستفصله وقال: أكل ولدك نحلته كذلك فقال لا فأبى أن يشهد وتحت هذا الاستفصال إن ولدك إن كانوا اشتركوا في النحل صح ذلك وإلا لم يصح.
ومن ذلك أن ابن أم مكتوم استفتاه هل يجد له رخصة أن يصلي في بيته فقال هل تسمع النداء قال نعم قال فأوجب فاستفصله بين ان يسمع النداء أولا يسمعه ...
ثم ذكر ابن القيم أمثلة على ذلك ثم قال:
والمقصود التنبيه على وجوب التفصيل إذا كان يجد السؤال محتملا وبالله التوفيق فكثيرا ما يقع غلط المفتي في هذا القسم فالمفتي ترد إليه المسائل في قوالب متنوعة جدا فإن لم يتفطن لحقيقة السؤال وإلا هلك وأهلك فتارة تورد عليه المسألتان صورتهما واحدة وحكمهما مختلف فصورة الصحيح والجائز صورة الباطل والمحرم ويختلفان بالحقيقة فيذهل بالصورة عن الحقيقة فيجمع بين ما فرق الله ورسوله بينه وتارة تورد عليه المسالتان صورتهما مختلفة وحقيقتهما واحدة وحكمهما واحد فيذهل باختلاف الصورة عن تساويهما في الحقيقة فيفرق بين ما جمع الله بينة وتارة تورد عليه المسالة مجملة تحتها عدة أنواع فيذهل وهمه إلى واحد منها ويذهل عن المسئول عنه منها فيجيب بغير الصواب وتارة تورد عليه المسالة الباطلة في دين الله في قالب مزخرف ولفظ حسن فيتبادر إلى تسويغها وهي من أبطل الباطل وتارة بالعكس فلا إله إلا الله كم هاهنا من مزلة أقدام ومجال أوهام وما دعا محق إلى حق إلا أخرجه الشيطان على لسان أخيه ووليه من الإنس في قالب تنفر عنه خفافيش البصائر وضعفاء العقول وهم أكثر الناس و ما حذر أحد من باطل إلا أخرجه الشيطان على لسان و ليه من الإنس في قالب مزخرف يستخف به عقول ذلك الضرب من الناس فيستجيبون له و أكثر الناس نظرهم قاصر على الصور لا يتجاوزونها إلى الحقائق فهم محبوسون في سجن الألفاظ مقيدون بقيود لعبارات كما قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس و الجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا و لو شاء ربك ما فعلوه فذرهم و ما يفترون و لتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة و ليرضوه و ليقترفوا ما هم مقترفون}
(يُتْبَعُ)
(/)
وأذكر لك من هذا مثالا وقع في زماننا وهو أن السلطان أمر أن يلزم أهل الذمة بتغيير عمائمهم وأن تكون خلاف ألوان عمائم المسلمين فقامت لذلك قيامتهم وعظم عليهم وكان في ذلك من المصالح وإعزاز الإسلام و إذلال الكفرة ما قرت به عيون المسلمين فألقى الشيطان على ألسنة أوليائه وإخوانه أن صوروا فتيا يتوصلون بها إلى إزالة هذا الغبار وهي ما تقول السادة العلماء في قوم من أهل الذمة ألزموا بلباس غير لباسهم المعتاد وزى غير زيهم المألوف فحصل لهم بذلك ضرر عظم في الطرقات والفلوات وتجرأ عليهم بسببه السفهاء والرعاة وآذوهم غاية الأذى فطمع بذلك في إهانتهم والتعدي عليهم فهل يسوغ للإمام ردهم إلى زيهم الأول وإعادتهم إلى ما كانوا عليه مع حصول التميز بعلامة يعرفون بها وهل في ذلك مخالفة للشرع أم لا؟
فأجابهم من مسع التوفيق وصد عن الطريق بجواز ذلك وأن للإمام إعادتهم إلى ما كانوا عليه قال شيخنا فجاءتني الفتوى فقلت: لا تجوز إعادتهم ويجب إبقاؤهم على الزى الذي يتميزون به عن المسلمين فذهبوا ثم غيروا الفتوى ثم جاءوا بها في قالب آخر فقلت لا تجوز إعادتهم فذهبوا ثم أتوا بها في قالب آخر فقلت هي المسألة المعينة وإن خرجت في عدة قوالب ثم ذهب إلى السلطان وتكلم عنده بكلام عجب منه الحاضرون فأطبق القوم على إبقائهم ولله الحمد.
ونظائر هذه الحادثة أكثر من أن تحصى فقد ألقى الشيطان على ألسنة أوليائه أن صوروا فتوى فيما يحدث ليلة النصف في الجامع وأخرجوها في قالب حسن حتى استخفوا عقل بعض المفتين فأفتاهم بجوازه , وسبحان الله كم توصل بهذه الطرق إلى إبطال حق وإثبات باطل وأكثر الناس إنما هم أهل ظواهر في الكلام واللباس والأفعال وأهل النقد منهم الذين يعبرون من الظاهر إلى حقيقته وباطنه لا يبلغون عشر معشار غيرهم ولا قريبا من ذلك فالله المستعان.
إعلام الموقعين (4|194)
والشاهد من هذا المقال أن المسلمين سبقوا إلى فكرة هذه النظرية والأطروحة ألا وهي نظرية الخيار الثالث أو الحل الثالث التي بها حل لكثير من الإشكالات والأمور والمسائل التي تحتمل التعارض.
والله أعلم
ـ[احمد حامد الشافعى]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 08:35]ـ
بارك الله فيك
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 09:16]ـ
السلام عليكم
يا أخي الكريم عن أي نظرية أو أطروحة تتحدث؟
تشعرني بمقالك!! بأن شيخا الاسلام ويكأنهما كانا يبحثان عن قول ثالث فقط من أجل الخروج من خلاف أو تعارض، وليس الأمر كذلكم على اطلاقه!!
بل لأن الحق في قول ثالث غير ما ذكر في القولين المتعارضين في المسائل المطروحة، والا فإن شيخا الاسلام قد قالا بأحد قولين مختلف فيهما ولم يقولا بالقول الآخر المختلف ولم يأتيا بقول ثالث كذلكم للتوفيق بينهما، على حسب تلكم الاطروحة أو النظرية المزعومة!
والله أعلم.(/)
الأصول التي ترجع اليها مسألة عذر الجاهل عند كلا الفريقين
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 11:36]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه ... وبعد:
فهذه كلمات أرتبها في حلقات في مسالة العذر بالجهل التي اتخذت عند البعض معقدا للولاء والبراء،و جعلت فتنة بين أهل الصلاح والالتزام يختبر المرء منهم أخاه هل يعذر بالجهل أم لا يعذر؟ فإن كان على ما هو عليه وإلا تغير قلبه عليه وحذر منه وصد عنه وعاداه وعده من جماعة أخرى مبتدعة لأجل مخالفته في هذه المسالة،وإن كان موافقا في كل مسائل الشريعة! ... والله المستعان
بل وصل الامر أن نودي على المنابر أن من لم يعذر بالجهل فهو تكفيري خارجي! وعلى الطرف الأخر نودي أن من يعذر بالجهل فهو مرجىء جهمي! ..
والكلام هنا ليس سردا لأدلة الفريقين ولا نقاشا حولها، بل هو بمثابة التنبيه إلى أصول ومنطلقات الأقوال لكلا الفريقين أتناول في كل حلقة جزأ منها وأحرص على ذكر بعض الجوانب المغيبة في المسالة، وأتناولها بطريقة مختلفة عن الطريقة التقليدية في سرد الأدلة وحشد النقولات، لعل أن تتكشف بعض المعاني التي قد تغيب عنا في زحمة الردود وحماس المناقشات، فتساعد على تصور المسالة بصورة صحيحة، فتتلاشى الخلافات الوهمية ويركز على الخلافات الحقيقية والتي قد يكون الحوار فيها أهم من مسالة العذر بالجهل نفسها .....
لان غياب الأصول التي ينطلق منها كل فريق من المتنازعين عن الآخر - بل عن صاحب القول نفسه أحيانا - قد يؤدي إلى عدم تصور موقف كل طرف من الأطرف في المسألة كما ينبغي،وبالطبع فإن هذا يعمل على استمرار الخلاف قائما بينهم دونما فرصة جدية للتوافق أو محاولة تقليص الخلاف أو حتى تصوره تصورا صحيحا ..
لذا فسأذكر هنا ما أراه أصولا من وجهة نظري لكل طرف من خلال طرحه لها، وقد أتعرض لبعض هذه الأصول للتنبيه على خطأها أو صوابها – أيضا من وجهة نظري- وقد اكتفي بذكرها ...
وبالوقوف على تلك الأصول لكلا الفريقين أرى أنه قد يتوصل في وقت ما إلى توافق بين الفريقين أو على الأقل تقارب وتفهم، إذا ركزت الجهود في مناقشة تلك الأصول والتوافق عليها ... والله الموفق
******************
الحلقة الأولى:
أبدأ أولا بذكر الأصول التي ينطلق منها الطرف الأول والذي يقرر من خلالها عدم العذر بالجهل في التوحيد وأصل الدين على تفصيل يأتي بيانه إن شاء الله ...
ومن أهمها:
الأصل الأول: حقيقة الإيمان الكفر ..
-فالإيمان والكفر متقابلان إذا زال احدهما خلفه الآخر، ولا يجتمع أصل الإيمان وأصل الكفر قط، كما لا يرتفع أصل الإيمان واصل الكفر قط كما قال سبحانه:"هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن " فهما لا يجتمعان ولا يرتفعان في آن واحد، ولكن قد تجتمع شعبة من شعب الكفر مع أصل الإيمان إذ أن الكفر أصل ذو شعب، كما قد تجتمع شعبة من شعب الإيمان مع أصل الكفر فالإيمان أيضا أصل ذو شعب ... وهذا من أعظم أصول أهل السنة والجماعة ...
وعندما نتكلم عن الإيمان الذي يقابله الكفر فإننا لا نتكلم عن الإيمان الكامل أو الواجب، بل نتكلم عن أصله وحقيقته وهو توحيد الله سبحانه وتعالى ...
هذه الحقيقة التي خلق الله الخلق لأجلها وفطرهم عليها وأرسل إليهم رسله وانزل كتبه ليعبد الله وحده لا شريك له، و يعبد بما شرع على ألسنة رسله صلوات الله وسلامه عليهم ....
قال سبحانه:" وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"
وقال سبحانه:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"
والكفر في اللغة هو الستر والتغطية
- وفي الاصطلاح فهو: " ضد الإيمان"
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
(والكفر عدم الإيمان باتفاق المسلمين سواء " اعتقد نقيضه وتكلم به" أو " لم يعتقد شيئا ولم يتكلم" ولا فرق في ذلك) مجموع الفتاوى (20/ 86)
ومعنى قوله رحمه الله أن الكفر عدم الإيمان،أن من لم يأت بالإيمان فقد كفر ...
وهو على ضربين:-
- ضرب لم يأت به ولم يحققه وهذا هو الكافر الأصلي ..
- وضرب أتى بالإيمان ثم ارتكب بعد ذلك بما ينقضه من المكفرات القولية أو العملية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل من لم يأت بالإيمان أو يحققه سواء من لم يأت به أصلا أو أتى به ثم نقضه فقد لابس الكفر قطعا .. وسواء كان كفره أصليا أو طارئا ....
قال ابن القيم رحمه الله: (والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله وإتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل .. )
فما لم يأت العبد بالإيمان فليس بمسلم سواء اعتقد نقيضه وتكلم به" أو " لم يعتقد شيئا ولم يتكلم" ولا فرق في ذلك ...
وكل ما يحيد بالمكلف عن تحقيق هذا فليس بعذر في كون صاحبه ليس بمسلم .. سواء كان جاهلا أو غير ذلك، وإن كان قد يعذر لعدم البلاغ في لحوق العذاب به ...
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " ... وفى السنن عن عوف بن مالك قال قال رسول الله أتاني آت من عند ربى فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة وهى لمن مات لا يشرك بالله شيئا وفى لفظ قال ومن لقي الله لا يشرك به شيئا فهو في شفاعتي وهذا الأصل وهو التوحيد هو أصل الدين الذي لا يقبل الله من الأولين والآخرين دينا غيره وبه أرسل الله الرسل وأنزل الكتب كما قال تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ... "
هذا هو الأصل الأول الذي ينطلق منه من لا يعذر بالجهل على تفصيل يأتي بعد ذلك ...
وخلاصته أن حقيقة الإيمان التي قررها الشارع سبحانه منتفية في حق المشرك الذي أشرك بربه، فإذا ثبت الكفر والشرك فقد انتفى عنه الإيمان ضرورة ..
فمن يثبت له الإيمان بعد ذلك فإنما يثبته بغير موجب أو يثبته على غير قواعد أهل السنة والجماعة ..
الأصل الثاني:
- النصوص الواردة في المسالة ..
لا يوجد نص صريح في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع للأمة يدل على العذر بالجهل في التوحيد وأصل الدين فضلا عن عموم العذر بالجهل في كل مسائل الشريعة ...
ولاشك أنه مع تقرير الأصل السابق لا يمكن أن يكون ثمة نص أو نصوص من الكتاب والسنة تثبت الإسلام لمن يشرك بالله سبحانه وتعالى الشرك الأكبر المخرج من الملة ...
فيمتنع أن توجد نصوص تقرر اجتماع الإسلام والكفر، والشرك والتوحيد في رجل واحد في آن واحد ... هذا لا يكون قط في شرع الله ...
الأصل الثالث:
وهي اختلاف الجهل كعذر عن غيره من الأعذار الأخرى كالخطأ والنسيان والإكراه ..
فالجهل في حد ذاته لا يمنع من قيام حقيقة الكفر في نفس العبد، ولا يحول دون تلازم الظاهر بالباطن، فالذي يشرك بربه سبحانه وتعالى ما أشرك في عبادته إلا وقد سبق ذلك الشرك شرك آخر في ربوبيته وأسماءه وصفاته، فلا يستغيث بغير الله في مالا يقدر عليه إلا الله إلا ويعتقد في المستغاث قدرة لا تكون إلا لله وعلما لا تكون إلا لله وصفات لا تكون إلا لله وهكذا في كل نوع شرك يشرك بالله فيه .... وهذا لا فرق فيه بين العالم والجاهل ...
والذي يسب الله جاهلا أن حكم هذا العمل كفر، هو كمن يسبه عالما أن حكم هذا العمل كفر .. فكلاهما زال عنه عمل القلب وهو تعظيم الرب سبحانه وتعالى،إلا أن العالم يزيد كفره عن كفر الجاهل بما يوجب له تغليظ العقوبة ..
فالكفر يزيد في دركاته كما أن الإيمان يزيد في درجاته ...
قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ" آل عمران
وقال سبحانه: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً " النساء
والمشرك الجاهل تقوم في نفسه من حقائق العبودية لغير الله كما تقوم في العالم تماما وكما كانت قائمة في أهلها قبل مبعث جميع الرسل، وإن كان لا يتصور عالما يشرك بالله إلا على وجه يتأول فيه هذا الشرك بنوع من الجهل كما ذكر سبحانه عنهم: "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"
-وهذا بخلاف بقية الأعذار كالخطأ والنسيان والإكراه،فلا تقوم بها حقيقة الكفر في نفس العبد ولا يتلازم الظاهر بالباطن مع وجوده هذه الأعذار ضرورة انتفاء القصد والإرادة والاختيار ..
- بل شرط كونها عذرا لصاحبها أن يطمئن قلبه بالإيمان ولا ينشرح بالكفر صدره ومع ذلك فالأدلة على ثبوت وعموم هذه الأعذار صريحة وقاطعة بخلاف الجهل ...
- ولذلك لا يمكن أن يقال عن الجاهل الذي يشرك بربه أنه وحد الله في العبادة،أو أنه أخلص العبادة لله .. أو يقال هذا موحد ... هذا لا يتأتى عقلا (إلا على مذهب أهل التثليث) فضلا عن تقريره شرعا ..
فالشرك نقض لحقيقة الدين وأصل الرسالة،فلا ينفع مع هذا كون فاعله جاهل أو غيره ... وبيان هذا واجب متحتم على كل موحد ... وبيان غيره تغرير بالجاهل وتغيب لحقيقة الدين التي أرسل الله لها جميع رسله وأنزل جميع كتبه ...
****************
هذه هي الأصول الهامة التي تعد منطلقا فيما أرى، وثمة أصول أخرى ذات علاقة بالموضوع جائت ردا على أصول وأدلة الطرف الآخر منها:
- أنه لا تلازم بين أحكام الكفر والإيمان في الدنيا وأحكام الثواب والعذاب في الآخرة ..
- أنه لا فرق بين الكافر الأصلي وبين الكافر الطارئ في أن كلاهما لم يأتي بحقيقة الإيمان ..
- ثبوت وصف الشرك قبل قيام الحجة الرسالية وعدم تأثير الجهل على ذلك ...
- تقرير أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل،فمن يشرك بالله فقد نقض ركن العمل ولا يثبت له الإسلام بالقول دون العمل إلا على منهج المرجئة ...
- تقرير أن قصد الكفر غير معتبر في التكفير والدليل على ذلك إجماع الأمة على كفر الهازل مع عدم قصده للكفر قطعا ...
هذا ما يظهر لي والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تتبع
الحلقة الثانية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 04:28]ـ
لا يوجد نص صريح في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع للأمة يدل على العذر بالجهل في التوحيد وأصل الدين فضلا عن عموم العذر بالجهل في كل مسائل الشريعة ...
الحلقة الثانية
جزاك الله خيرا على تفصيلك الماتع، ولكن لا أرى موافقتك على هذه العبارة، أرجو منك مراجعتها مرة أخرى، لعل وعسى.
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم وبعد ..
دلالات الإسلام كالصلاة لا يعتبر بها إذا كنا نعرف أننا نعيش وسط قوم يشركون بالله، ولو كان ذلك لأبطلنا الدين كله وقد حصل، فمرة تقول أن من أشرك فهو مشرك جاهلا كان أو عالما، وأن من أفتاه بجواز الشرك كافر وإن كان متأولا، ثم تثبت له الإسلام بصلاته وتهدر تلك القاعدة الأولى، وإن لم يكن الشرك موجبا للتكفير فما الموجب؟!
أنا لا أعتقد بأن الجهل هو المكفر بذاته، وإنما الجهل هو مانع من الإسلام، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فهو مشرك كافر، وفي المقابل فإن العلم بالإسلام ليس هو الإسلام، وليس هو المدخل في الإسلام، وإنما الإسلام لا يقوم إلا بعد العلم به.
وأظن أن الغلمان اللاهين يدركون هذا، أما نحن الذين نحمل الأقلام فرحنا نتفلسف تلك الفلسفة العقيمة، ونقيم الأدلة على أن العمل لا يتحقق إلا بعد معرفته.
نسأل الله الهداية للجميع وأن نحتكم إلى كتابه الكريم وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فمن تبين له الحق فلا يتبع خطوات الشيطان وليتبع ما تبين له من الهدى ولا يتعصب، آمين والحمد لله رب العالمين.
-------------------------
موقع البيان الإسلامي
www.bayanislami.com
-------------------------
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 09:28]ـ
للربط(/)
من أيام الجامعة ... في صحبة د. خالد كبير علال
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 11:58]ـ
من أيَّام الجامعة
في صحبة د. "خَالِد كَبِير علاَّل"
قبل عامين من كتابة هذه السطورـ وتحديدا ابتداء من صائفة عام 2004م ـ كنت أصرف سواد ليلي وبياض نهاري في التَّحضير لشهادة البكالوريا، وقد توِّج ذلك الإجتهاد ـ ولله الحمد ـ بالنجاح والتفوُّق، وما إن خرجت من ذلك الإضطراب النفسي الذي يلاحق عادة المترشحين لمثل هذه الشهادات، حتى وقعت في حيرة واضطراب من نوع آخر، كان سببه ازدحام التخصصات بين يدي وترددي في اختيار التخصص الذي يرضي ميولي ويناسب طبعي، وصرت كما قال القائل:
تكاثرت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد
فأي تخصص سأختار؟ وأنا الذي تتجدَّد ميولاتي ـ بل سَمِّها أهوائي ـ بين الحين والآخر، فتارة أغرم بالفلسفة، فتجدني أقرأ عن "ماركس" و"سارتر" وغيرهما، وتارة أميل للشريعة والتدين، فأرتدي جبَّة الفقيه وأقرأ لـ"ابن تيمية" و"ابن عبد الوهاب" وتارة أخرى يستحوذ علي الإعلام، فتجدني متابعا للأحداث، أقتني الجرائد وأكدِّسها، وأتابع البرامج الإخبارية، وهلم جرا، غير أني أدركت لاحقا أن تلك الميول والأهواء لم تكن في حقيقة الأمر سوى مراهقة فكرية، كان يغذيها الفضول وحب الإطلاع والتطفل، وكأنني أردت أن أحيط بكل علم وبكل فن، وأضرب في كل ميدان بسهم، فكنت أرهق نفسي وأشتِّتها في المطالعات المتنوعة التي ينقصها التوجيه والتهذيب، ولكن في الغالب لم تخرج تلك الميولات على تنوعها وتعددها عن الحيز الأدبي، فقد نفرت من العلوم الطبيعية والتقنية، بعد أن اكتويت بنار التكنولوجيا والكمياء والرسم البياني والرياضيات مدة حولين كاملين، وليس ذاك النفور لعجز فينا ـ عَلِمَ الله ـ فقد كنت مُبَرِّزا في الرياضيات ومولعا بالفيزياء والفلك ـ خاصة في المرحلة الإكمالية ـ المتوسطة ـ وذلك قبل أن تصرفني نوائب الحدَثَان وحوادث الأيام عن كل ما يتصل بلغة الأعداد، وإلا فلولا تلك المعوِّقات لكنت كما قال شيخنا "الطيب العقبي" رحمه الله:
لولا الحوادث قد حططن رحالا ... بحماي كنت الشاعر المفضالا
وسموت في طلب الكمال مبُرِّزا ... وتركت خلفي في الحضيض رجالا
...
وكان أثناء ذلك أن اهتديت إلى صديق قد خَبِرَ الحياة الجامعية، واكتوى بحلوها ومرها، وتقلَّب في نعيمها وجحيمها، أفضيت إليه بما أجد، وبما وقع لي من الحيرة والإضطراب بشأن هذه الميولات التي تتنازعني، فكان أن أشار علي باختيار أحد شعب "المدرسة العليا في الآداب والعلوم الإنسانية" للإمتيازات التي تتوفر عليها ـ كعقد التوظيف ـ وما إلى ذلك، ورغبني فيها ومدحها لي وشوَّقني إليها، حتى تمكَّن هواها من قلبي ونسخ ما كان يتنازعني من الأهواء، حتى خُيِّل إلي أني أشقى إنسان إذا لم أوفق للتسجيل في هذه المدرسة، وقد وَجَدتُنِي مطمئنا منشرح الصدر لهذا الإختيار، خاصة وأن هذه المدرسة تتواجد بعاصمة البلاد ـ الجزائر ـ ولا ينتسب إليها إلا المتفوقون، بل وقبل ذلك كنت كارها أن أوجه تلقائيا لمزاولة الدراسة غرب البلاد، لإعتقادي أنه لا يتوفر على ما تتوفر عليه العاصمة من المكتبات، والنوادي العلمية والثقافية، كما هو الواقع.
ولما رأى صديقي اطمئناني إلى ما أشار به علي، أخذ يلح علي مرة أخرى في اختيار شعبة التاريخ، وأخذ ـ مرة أخرى ـ في مدحها، خاصة وأنها الشعبة التي قضى فيها مدَّة خمس سنوات كاملة، غير أن صاحبي لم يدر أنه بعث في نفسي هوى قديما تعلقت به مذ دخلت سن التمييز وأخذت أعقل، لكنه يبقى هوى قديما تعاقبت عليه أهواء أخرى، إذا ما الذي سيغريني بالتاريخ؟ ربما ضرب زميلي على وتر العلامة النادرة التي تحصلت عليها في مادة التاريخ وهي علامة 17.5 من أصل 20 نقطة، وهي علامة نادرة في المواد الإنسانية ـ حسب ما أزعم ـ فربما عوَّل زميلي على هذه العلامة ليصرفني إلى شعبة التاريخ، وأنا أعتقد أن هذا لم يكن كافيا ليغريني بالتاريخ، خاصة وأني شغفت في تلك الأيام بالفلسفة، التي كنت متفوقا فيها وأخذت في تدريسها لزملائي بطريقة أبسط من تلك التي كان ينتهجها الأستاذ على حسب رأي البعض، ولشدة تعلقي بالفلسفة حينها كان البعض يطلق عليا بالمجان أسماء الفلاسفة والمفكرين، وكان يبدو لي أن الفلسفة هي قدري الذي لا مناص منه، بل وكنت
(يُتْبَعُ)
(/)
أعتقد أني لن أجيد غيرها، وكان البعض يعتقد جازما أن الفلسلفة هي خياري الذي لن أتزحزح عنه.
إذا فهل سينجح صديقي " مصطفى" في صرفي عن الفلسلفة إلى التاريخ؟ أقول ـ وبكل صراحة ـ أنه كان سيفشل فشلا ذريعا، وكنت سأخيب أمله لو لم يحدثني عن واحد من أساتذة التاريخ بالمدرسة العليا، واحد ـ قال لي عنه ـ" أنه من المعادن النفيسة، بل ومن الكنوز النادرة التي تزخر بها الجزائر، واحد ستسعد كثيرا لو سنحت لك فرصة الإلتقاء به والتتلمذ على يديه" هكذا قال لي صديقي في حماس غير معهود، ثم أفاض الزميل الناصح مسترسلا في تعداد خلاله ومآثره، وكأن صديقي كان يشفق علي إذا لم أوفق في التتلمذ عليه.
انه خيار صعب يستدعي من أي أحد التريث والتأني قبل الإقدام، وليس من السهل أن أنقلب فجأة بين عشية وضحاها من مولع بالفلسفة غارق فيها إلى مولع بالتاريخ، إن تعلقي بالتاريخ استدعى من صاحبي أياما صرفها في تذكيري بمحاسن التاريخ وفضائله، حتى قلب الجو الفلسفي الذي كنت أعيشه إلى جو كله تاريخ وأحداث، ولكن أشد ما جذبني إلى هذا الفن هو ذلك الأستاذ الذي حدثني عنه صاحبي وأطنب في مدحه وسرد ومناقبه، وحقيقة استوقفني حديث زميلي عن هذا الرجل، واسترعى اهتمامي، حتى وجدتني متشوقا إلى لقاءه ومصافحته والتحدث إليه، قال زميلي " إنه ليس من جنس من درست عليهم، ولا من جنس من سمعت لهم، إنه من معدن نفيس نادر، ومن جنس فريد" وكنت لن أعير هذه العبارات أدنى اهتمام، لو قالها لي واحد من المهوِّلين المنبهرين الذين يصفقون لكل دَعِي متشدق متفيهق، فصديقي ليس من هذا القبيل، كنت أعرف منه النزاهة في الشهادة، والصدق في النصيحة، وخاصة وهو الذي ردَّد على مسامعي كثيرا قول ابن سيرين:" إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" كنت أعرف أن زميلي ليس من المبالغين، وهذا ما جعلني أعير اهتماما بالغا لما أدلاه من شهادات بخصوص هذا الأستاذ، وصديقي بهذا يكون قد رسم في ذهني صورة تزدهي بالألوان، تغري وتستوقف المرء أيَّا كان.
...
وكنت دائما أرغب في الجلوس بين يدي العلماء، العلماء الذين أثنى الله عليهم في كتابه والرسول في حديثه، العلماء الذين قرأت عن كثير منهم، ورأيت كيف كانوا يقطعون المفازات والمهالك، لأجل حديث واحد، وكنت أقول في قرارة نفسي أين أجد هؤلاء العلماء؟ بحثت عنهم في بلدي الصغير كله فلم أجد أحدا؟؟ وأخير بدا يخيَّل إلي أن هؤلاء العلماء قد أقفرت منهم البلاد وانقرضوا وكدت أقطع الأمل في لقائهم، إلى أن جاء صديقي بنبأ ذلك الأستاذ، وقلت لعله آن لي أن أجلس إلى العلماء، وآن لي أن أسعد بالتتلمذ على يد واحد كالذين قرأت عنهم.
...
لم يكن ذلك الأستاذ الذي حدَّثني عنه صديقي مطولا، واخترنا التاريخ أملا في لقائه والتتلمذ على يديه، إلا أستاذنا الكبير:" خالد كبير علال" ـ حفظه الله ورعاه ـ
" خالد كبير علال": اسم لم يطرق قط مسامعي من قبل، كما لم يطرق مسامع كثير من المنتسبين إلى العلم والثقافة في بلادي، فضلا عن غيرها، وهكذا هي الجزائر دائما، وهذا هو حظ علمائها وأبنائها منها، وقد عبر الشاعر "محمد العيد" عن هذه الغربة التي يحياها أهل العلم في الجزائر، وعن ذلك التهميش الذي طالهم فيقول:
ما في الجزائر مجلس أُغنِي به ... نفسي وأستهوي إليه فؤادي
أصبحتُ لا منها ولا من أهلها ... والقوم قومي والبلاد بلادي
ومثله ما قاله الأستاذ الشاعر حمزة بوكوشة:
بئس أرض الجزائر اليوم أرض ... لا تحب الكرام والزعماءَ
بؤرة تبلع النبوغ وتصفو ... للمُرائِي وتفضح الأوفياءَ
وأحسن من هذا وذاك وأبلغ قول الشاعر الجزائري "محمد سعيد الزاهري" ذاتَ يأس:
وتغربت أنشر العلم في قو ... مي، فلم يأبهوا بنشر العلومِ
لم أجد في الشقاء من هو أشقى ... بحياة من علم محرومِ
لا ولا في متاعب الدهر صعبا ... مثل نشر العلوم بين العمومِ
أنا والله عفت فيهم حياتي ... وبقائي فوق هذا الأديم
ليتني ما تعلمت حرفا ولا ... أعرف فرقا بين كاف وجيمِ
...
والحاصل أني في آخر الأمر وجدت نفسي مطمئنا كل الإطمئنان لشعبة التاريخ، بل وأخذ ينتابني الخوف من توجيهي غير الوجهة التي استقر عليها رأيي، مما حذا بي إلى الإكثار من الدعاء رجاء أن لا يخيب أملي بعد ان تأكدت رغبتي وصحت عزيمتي في اختيار تلك الشعبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحمد لله فلم يخب أملي، فما هي إلا أيام حتى أتتني رسالة تزف إلي البشرى، وكان ما اختاره الله لنا موافقا لما اطمئنت إليه نفسي، فالآن صار في وسعي أن أنام قرير العين هانيها، خالي البال، سابحا في الأحلام منتظرا بفارغ الصبر مجيء تلك الأيام التي نلتقي فيها أستاذنا الجليل "خالد كبير علال" ـ حفظه الله ـ.
...
وجاءت أيام التسجيل الجامعي فاصطحبت معي صديقي " مصطفى" الذي كان ولا يزال مرشدي ودليلي وخير معين لي ـ فبارك الله فيه ـ فانطلقنا في الصباح الباكر ووجهتنا العاصمة، وما كادت الخيوط الأولى من الصباح تطل حتى كنا في العاصمة ونزلت مِنْ على الحافلة، وخيِّل إلي وكأنني سافرت عبر الزمن لآجد نفسي في الحقبة العثمانية، رغم مظاهر التفرنج والطابع الأوربي الذي يطغى على العاصمة، ووجدتني أردد مقاطع شعرية من إلياذة الجزائر وبدا لي في الأخير أني في حلم سعيد لن أستيقظ منه، لأني استيقظت وهو بعد مستمر لم ينتهي ... "فما أسعدني بك أيتها العاصمة"
ثم ضمتني جدران "المدرسة العليا" العتيقة، بطابعها العثماني، وأخذت هذه المرة أنظر لكل شيء بدهشة الأطفال وانبهارهم وأخذ يتنزل عليَّ بين الحين والآخر البيت والبيتين من الشعر، وصرت أحلق في أجواء المدرسة كالطائر الغرَّاد.
ثم دفعنا للإدارة ملف التسجيل واجتزنا ـ بنجاح ـ الإمتحان الشفوي وتم قبولنا ورجعت إلى الدار حاملا بطاقة الطالب والفرحة تغمرني.
...
ثم أقبلت أيام الدخول الجامعي وكان أن صادَفت دخول شهر رمضان، فاحترت بين أن أصوم مع الأهل، وبين أن أصوم في الجامعة، ورأيت أنه يحسن بي أن أصوم بضعة أيَّام مع الأهل وبضعة في الجامعة، فسافرت للدراسة تاركا الأهل والأصحاب والجلسات والسهرات التي أدمنتها إلى عالم جديد ليس لي فيه أهل ولا صاحب ولا خليل، استيقظت باكرا ذلك اليوم وركبت الحافلة، وهذه المرة كنت وحدي بعد أن ألفت اصطحاب صديق "مصطفى" ووصلت العاصمة وتوجهت مباشرة إلى "المدرسة العليا" وكان أن تفاجأت حين وجدتها شبه خالية إلا من الموظفين وبعض الأساتذة، فأصبت بصدمة عنيفة وبشيء من الإحباط وخيبة الأمل، بعد أن تصورت أني سأجدها عامرة بالطلبة والباحثين، ورغم هذا أخذت أتعرف على أركان المدرسة، توجهت إلى عدة قاعات، فوجدت قاعات مرقمة وقاعات تحمل اسم شخصيات تاريخية، تعرفت على قسم التاريخ والجغرافيا، وعلى سائر الأقسام الأخرى، كما تعرفت على المكتبة، وقاعة المطالعة، والنادي والمطعم، وبعد هذه الجولة السريعة دوَّنت في كراستي البرنامج الأسبوعي ـ التوقيت ـ وتوجهت إلى المكتبة لأجدها هي الأخرى مهجورة خالية من روَّادها، غير إني سعدت هذه المرة بكونها فارغة ليتسنى لي تصفح الفهارس والإطلاع على ما فيها من الكتب دون أن يزاحمني أحد من الطلبة، وكان أن بحثت أول ما بحثت عن كتب الدكتور "خالد كبير علال" التي حدَّثني صديقي عنها، فوجدت له عنوانين الأول حول تاريخ أهل السنة في بغداد، والثاني عن قضية التحكيم في موقعة صفين، وكان أن شد انتباهي هذا العنوان الأخير، إذ أن القضية التي يتناولها حساسة للغاية زلَّت فيها أقدام وضلت فيها أقوام، وغمرني الفضول لقراءة هذه الدراسة لأتعرف على وجهة نظر الأستاذ، وربما لم يكن حينها يسمح بإعارة الكتب مما حذا بي إلى البحث عنه في المكتبات العامة لاقتنائه، فبحثت طويلا ولكن دون جدوى، وبدا لي وكأن نسخ هذا الكتاب قد نفدت، ولكن الله وفقني إلى أحد المكتبات المتواضعة في ساحة الشهداء قرب مسجد كتشاوة لأكتشف فيها كتابا آخر للدكتور "علال" كان حول الثورة على الخليفة عثمان ـ رضي الله عنه ـ وبدا لي أني أطرق الآن أرضا بِكرًا لم أطأها من قبل، أقرأ موضوعا كان محظورا عليَّ من قبل، بل كنت أتحاشاه، خشيت أن أسيء الأدب مع صحابي جليل من غير قصد، ولكن أدركت بعد ذلك أن الكثير من الباحثين والكثير من طوائف المسلمين، تقرأ حوادث الفتنة الكبرى بصورة مشوَّهة، بعيدا عن الحقيقة والواقع والموضوعية، مما جعلها منفذا خطيرا من منافذ الطعن في الإسلام، وذلك بالطعن في الصحابة الذين هم نقلة هذا الدين، وهذا ما يستدعي من الباحثين والمؤرخين المنصفين اعادة تسجيل تلك الحوادث بصورة موضوعية منصفة، وهذا ما فعله أستاذنا "خالد كبير علال" مشكورا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما جعلني أقبل على قراءة كتاب الثورة على عثمان ـ رضي الله عنه ـ بكل انشراح ورحابة صدر أن صاحبه ـ الأستاذ "خالد كبير علال" ـ قد وقَّر الخليفة بأن دعاه "سيدنا" في عنوان الكتاب مما يفهم منه أنه دفاع عن هذا الصحابي الجليل الذي كثيرا ما طعن فيه الطَّاعنون.
أخذت الكتاب لأقرأه في أقل من نصف ساعة، ثم أعدت قراءته مرارا وتكرارا، ولمحت من خلال الكتاب على وجازته مدى احاطة هذا الدكتور ومدى تبحره في علوم الحديث والجرح والتعديل فضلا عن علم التاريخ، وأدركت أنه كثير الإطلاع، قد أحاط بالقضية التي يتناولها من كل الجوانب حتى لم يدع منفذا لطاعن أو لاعن، فرد كل الشبهات، وبدَّد كل الشكوك التي كانت تحوم حول ذلك الخليفة المظلوم والشهيد "عثمان بن عفان" ـ رضي الله عنه ـ فكان هذا الكتاب كالجواب الكافي والدواء الشافي لسؤال كان يعتلج في صدري قديما ولا أجد له جوابا.
إن قراءة ذلك الكتاب كانت كافية لتزيد في دفعي للتَّعرف أكثر على صاحبه عن كثب، وكان مما يحز في صدري أن لا أتمكن من التتلمذ على يدي الأستاذ "خالد" إلا في السنة الجامعية الثانية، مما جعلني أتحمل مكرها مرارة عام كامل في الصبر والإنتظار.
وكم كان ذلك العام مرَّا وقاسيا، كدت أن أندم أثناءها على اختياري، خاصة عندما وجدتني أدرس وحدات كنت نافرا منها لا أستسيغها كالإحصاء الوصفي وما قبل التاريخ والجغرافيا، بل أكثر من ذلك أن أجد الأستاذ (ة) المحاضر (ة) في وحدة "صدر الإسلام" مخيِّبا للآمال، مثبطا للهمم، فقد كان ركيكا في لغته، مضجرا في طريقته، وشحيحا في معلوماته، مما جعلني أهجر أغلب ساعات المحاضرات لأتوجه إلى "المكتبة الوطنية" التي كانت عزائي الوحيد في تلك الصدمة التي أصبت بها.
ومن حسن طالعي في تلك الأيام الرمضانية التي قضيتها في المدرسة في أول عهدي بها أن وُفِّقت إلى الإستماع إلى محاضرة للأستاذ " خالد كبير علاَّل"، كانت في 17 من رمضان بمناسبة غزوة بدر وكان معلنا عن هذه المحاضرة في أحد الأروقة، وكنت لن أعيرها كبير اهتمام ولن أحضرها لو لم ألمح اسم الدكتور ضمن قائمة المحاضرين.
وسبحان الله، كانت تلك المحاضرة مبرمجة في اليوم الذي عزمت فيه على العودة إلى الديار، مما حذا بي إلى تأجيل وقت العودة إلى ساعة متأخرة كي لا أفوِّت مثل هذه الفرصة النادرة.
فتوجهت إلى قاعة المحاضرات لأجدها ـ على غير المتوقع ـ مكتظة بالطلبة في انتظار حضور الأساتذة المحاضرين، وما هي إلا لحظات حتى دخل ثلاثة أساتذة وكنت إلى ذلك الحين لم أتعرف على وجه الأستاذ "خالد"، ولكن ما أن ارتقى الثلاثة منصَّة المحاضرة، وبدأ المقدم في كلمته حتى أشار للأستاذ وأعطى له الكلمة كأول محاضر، وأخذ الأستاذ في إلقاء كلمة ارتجالية حول غزوة بدر، وسكت كل الطلبة كأن على رؤوسهم الطير وكلهم اعجاب وانبهار بما يقدمه هذا الأستاذ من العلم والأفكار الجديدة، وبدا لي كما بدا للجميع أن الأستاذ "خالد كبير علال" كان فارس الحلبة بلا منازع، ثم جاء دور الأسئلة وكانت فرصة لا تضيع لأسأل الأستاذ سؤالا فضوليا خارجا عن موضوع المحاضرة، كان حول الاستشراق والشيعة، وكان حاصل جواب الأستاذ أن الإستشراق اتخذ من مرويات الشيعة منفذا للطعن في الإسلام بالطعن في عدالة الصحابة ونزاهتهم، وأن الإستشراق ضرره أكبر من نفعه، ولا خير فيه.
وبعد أن انفضَّت جموع الحاضرين وددت لو أتمكن من مصافحة الأستاذ وشكره شكرا خاصا على ما يبذله من جهود لكتابة تاريخ صدر الإسلام بصورة موضوعية نزيهة، ولكن حال دون ذلك حيائي وهيبة الأستاذ ووقاره.
ولكن سعدت بعد ذلك بمصافحة الأستاذ ومحادثته ـ في عامي الأول ـ مرتين احداهما حين استوقفته وهو خارج من "المدرسة العليا للأساتذة" لأسأله عن موقف الصحابي الجليل "عمار بن ياسر" ـ رضي الله عنه ـ من الفتنة الكبرى، أو دوره فيها، خاصة وأني كنت قد قرأت في أحد الكتب أنه كان من المحرضين على الخليفة عثمان ـ رضي الله عنه ـ فنفى ذلك وقال لي بأنه سيصدر له قريبا كتاب حول رؤوس الفتنة، فيه الجواب الكافي لسؤالي هذا، ولم يدم اللقاء إلا بضع دقائق، رأيت فيها من الأستاذ تواضعا جمًّا، ورأيت كيف أنه لم يتحرج من محادثة طالب على قارعة الطريق، وكم وددت أن أهطل عليه بوابل من الأسئلة التي يختلج بها صدري، ولكن لم يكن لا الوقت ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
المكان مناسبان لمثل هذه الأسئلة.
وأذكر أني سألته حينها عن مكان وجود كتبه لإقتنائها، فقال لي ربما سأجدها في "دار البلاغ" بباب الزوَّار، فهي التي طبعت كتاباته حول الفتنة الكبرى، وحقيقة ذهبت إلى باب الزوَّار وإلى "دار البلاغ" ولم أجد عندها إلا كتابا واحدا للأستاذ "خالد" كان عنوانه "مدرسة الكذَّابين في التَّاريخ الإسلامي" فاقتنيته واستفدت منه كثيرا.
أما المرة الثانية التي حادثته فيها فقد كانت بعد نجاح صديقي "مصطفى" في امتحان شهادة الماجستير، وبداية بحثه عن موضوع لرسالته، ومشرف عليها، ولم يكن ذلك المشرف إلا الأستاذ "خالد كبير علال" الذي وقف معنا بتواضعه المعهود، لأكثر من ساعة نتجاذب أطراف الحديث حول الكثير من قضايا التاريخ ومسائل العلم، وبدا فيها كالبحر المحيط، أو كالموسوعة الشاملة، كان واثقا كل الثقة من آرائه وأقواله، يلقيها ويحشد لها الأدلة والحجج، مما لا يدع مجالا لمتكلم، فلا يمكنك أمام ذلك الدفق الهائل من العلم إلا أن تسكت وتنصت، ولا مجال أمامك للرد أو الجدال، لا يمكنك أمام ذلك إلا أن تسأل وتسأل حتى تنتهي سؤالاتك، وتخرج من موضوع إلى موضوع، والأستاذ مسترسل في الإجابة والتوضيح كالفارس البطل الذي تهابه الفرسان والشجعان، وكان إلى ذلك يحيلنا في كل مسألة إلى المصدر الفلاني أو المرجع الفلاني للإستزادة، ولنكون على اطمئنان لما يلقيه.
وكان إلى جانب ذلك كله يصغي للآخر باحترام كامل، ويقدر رأيه وموقفه، ولا يلزم أحدا باتباع رأيه وقوله، بل كل ما يلزمنا به هو البحث والإجتهاد.
وفي الحقيقة كان هذا اللقاء من أسعد اللحظات التي عشتها في حياتي، تبين لي حينها أن صديقي "مصطفى" لم يجانب الصدق والحقيقة في كل ما قد قاله لي سابقا بخصوص الأستاذ، وأني كنت موفقا في اختياري لشعبة التاريخ.
وهكذا انقضى العام الجامعي الأول بفرحة منغصة بعض الشيء، ولكن استفدنا خلالها كثيرا من المكتبات العاصمية، والمحاضرات، والأمسيات الشعرية التي كنت قلَّما أفوِّتها.
...
وجاء العام الذي طالما انتظرته بفارغ الصبر، وجاءت الساعات الذهبية الموعودة، وصار بوسعي أن أرى الأستاذ "خالد كبير علال" بانتظام، وأحادثه وأنهل من علمه كل يوم ثلاثاء مدة ثلاث ساعات كاملة، ساعة ونصف صباحا في المحاضرة، ومثلها مساء في الأعمال الموجهة، وما أسعدني بتلك الساعات التي لو لم أستفد من الحياة الجامعية إلاها لكفتني، فكفى بها ساعات لا تعوض بثمن. وحقيقة كانت ستكون سنوات الجامعة مرَّة ومنغصة لولا تلك الساعات، التي استفدنا منها كل جديد ومفيد، وتعلمنا منها الشيء الكثير، وكأن تلك الساعات هي التي بعثت فينا الحياة من جديد، ودفعتنا للإجتهاد والبحث والمطالعة، ولو صرفت عشرات الصفحات في مدح تلك الساعات لكنت مقصرا وما وفيتها حقها، ويشاركني في هذا الإحساس وفي هذا الشعور عشرات ـ بل المئات ـ ممن تتلمذوا على يد الأستاذ "خالد كبير علال"
...
كانت قاعة المحاضرات تكتَّظ ـ وعلى غير العادة ـ بالطلبة الذين أدمنوا محاضرات الأستاذ "خالد كبير علال"وصار الواحد منهم يتأسف أشد الأسف إن هو ضاعت منه بضع دقائق من المحاضرة، فضلا عن ضياع المحاضرة كلها.
كان الواحد منا إذا تغيب عن محاضرة من محاضرات الأستاذ يعلم أن ضاع منه خير كثير فنقوم لتعزيته في مصابه الجلل، وهذا ما وقع معي مرة، إذ غبت عن المحاضرة لأني شغلت بالمطالعة في "المكتبة الوطنية" إلى ساعة متأخرة، والمكتبة تبعد عن "المدرسة العليا" مسافة 20 كلم أو أكثر، ومع الإزدحام المزمن الذي تعاني منه العاصمة، ضاعت مني المحاضرة، ولما دخلت المدرسة العليا التقيت أحد أصدقائي، وقال لي " عظم الله أجرك، اصبر واحتسب" وهَالَني الأمر، وحسبت أن مكروها قد أصاب أحد معارفي أو أقاربي، فتزايدت نبضات قلبي واحمر وجهي، ثم قلت له "ما الأمر؟ " فقال لي:" فاتك خير كثير جراء غيابك عن محاضرة الأستاذ خالد" فقلت له: "روعتني، لكن صدقت والله".
...
كان الطلبة يتسابقون أوقات محاضرة الأستاذ على المقاعد الأمامية، كي لا يفوِّتوا شاردة ولا ورادة، مما يقوله الأستاذ ـ والحمد لله ـ لم يضع مني المقعد المجاور لمكتب الأستاذ خالد إلا مرة أو مرتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد بارك الله في أوقات أستاذنا فكان يجعل شطرا من المحاضرة للنقاش والحوار، وشطرها الآخر لتدوين وتقييد تلك العلوم، وكان الأستاذ كعادته، ـ وعلى غير عادة كثير من الأساتذة ـ يملي علينا محاضراته بأسلوبه السهل الجزل الغير معقد الخالي من التكلُّف من حافظته دون الرجوع إلى الكراسات والدفاتر، وهذا دليل آخر على أنه مدرك لما يقول محيط بالمسألة التي هو بصدد الحديث عنها ومناقشتها.
كما أن الأستاذ "خالد كبير علال" آية في حفظ التواريخ والأحداث وأسماء الأعلام والبلدان والكتب وغيرها، كما هو آية في الذكاء، يجيب على البديهة جوابا محكما، وكأنه يقرأ من كتاب.
...
أدركت الآن بنفسي أنَّ الأستاذ "خالد كبير علال" مميز بكل معنى الكلمة، وليس كسائر الأساتذة، ولا كسائر الدَّكاترة، فهو جادُّ مخلص للقضية التي يؤمن بها، مثالُ في الجد والإجتهاد والمثابرة، والنزاهة والموضوعية.
كان ـ حفظه الله ـ ولايزال يصرف سائر أوقاته في المطالعة والبحث والتأليف، وتكوين الأساتذة والأجيال، إنه بحر زاخر وجهبذ من جهابذة الجزائر، يكتب في المسألة الواحدة الصفحات الكثيرة والطويلة، حتى أنه لا يمل من الكتابة، يكتب جالسا ما شاء الله أن يكتب، فإذا شعر بالتعب أو أحس بالألم، لا يرتاح وإنما يكتب واقفا، ثم يكتب ماشيا، حتى أنه يكتب مستلقيا على ظهره أو على جنبه، وهذا يعرفه كل من درس على الأستاذ أو جالسه واستفاد منه.
وأجزم أنه لا يوجد كتاب في "المكتبة الوطنية" خال من بصمات الأستاذ "خالد كبير علال" فقد فلاها فليا، ونظر في كل كتبها، وأحاط بها احاطة البحر بالجزر، والهالة بالقمر، فليس هناك مصدر من مصادر التاريخ الإسلامي إلا نظر فيه، واستفاد منه، يقرأ كثيرا لعلماء مدرسة أهل الحديث، كابن تيمية، وابن القيم، والذهبي وابن كثير وغيرهم.
كان يثير استغراب الناس من حوله، حين يرونه وهو في الحافلة يكتب واقفا أو جالسا أو متَّكئا، رغم سير الحافلة واهتزازها.
وقد أثمرت مطالعاته بأن حاز على شهادة الدكتوراه في زمن قياسي ـ مدة أربع سنوات فقط ـ وكانت حول "الحركة العلمية الحنبلية و أثرها في المشرق الإسلامي، خلال القرنين السادس و السابع الهجريين "
والأستاذ بعيد كل البعد عن حب الظهور والتصدر والرياسة، فليس له همُّ إلا العلم والإستزادة منه، وهو بعيد عن كل المناصب الإدارية ليتفرغ لخدمة الطلبة وتكوينهم التكوين الجيد، وتوجيههم التوجيه السليم، يعمل بإخلاص متقنا لعمله، متفانيا فيه، يقول رأيه ووجهةَ نظره صراحة بلا مراء ولا مداهنة أو مداراة ولو أثارت استغراب البعض أو نفورهم.
وهو مع هذا حريص على نصرة الحق، غيور على السنة محبُّ لها، شديدٌ على البدعة وأهلها، لا يخاف في الله لومة لائم، وحين رأى أن معظم الطلبة يدرسون في وحدة ما قبل التاريخ نظرية "دارون" حول التطور والإرتقاء، ألَّفَ في دحضها كتابا قيِّما عنوانه "الداروينية في ميزان الإسلام والعلم" كي لا يغتَّر الطلبة بهذه النظريات، وهذا من غيرته على الإسلام، ونصحه للطلبة.
...
ولد الأستاذ "خالد كبير علاَّل" يوم التَّاسع من شهر ماي سنة 1961 بالجزائر، وتحصل على شهادة الماجستير سنة 1996، من جامعة الجزائر، وكان موضوع الرسالة: "الحركة الحنبلية و أثرها في بغداد (ق: 3 - 5هـ) "، وحاز على شهادة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي سنة 2003 من جامعة الجزائر وكان موضوعها ـ كما أشرت قبل قليل ـ: "الحركة العلمية الحنبلية و أثرها في المشرق الإسلامي، خلال القرنين السادس و السابع الهجريين"، وهو الآن يشغل منصب أستاذ محاضر ودائم بالمدرسة العليا للأساتذة في الآداب و العلوم الإنسانية بالجزائر العاصمة، وأستاذ مؤقت بقسم التاريخ بجامعة الجزائر.
والأستاذ "خالد كبير علال" له الكثير من المؤلفات التي لم تر النور بعد، وهي تعد بالعشرات، والمطبوع منها قليل، أهمها "أخطاء المؤرخ ابن خلدون في كتابه المقدمة", "صفحات من تاريخ أهل السنة و الجماعة في بغداد (ق: 2 - 3 هـ) "، - "الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث –خلال القرنين:5 - 6 الهجريين-"، كما أن له تحت الطبع كتاب "التعصب المذهبي في التاريخ الإسلامي" وكتاب "رؤوس الفتنة في الثورة على عثمان". كما أن له مخطوطا ينتظر النشر عنوانه: "مقاومة أهل السنة للفلسفة اليونانية –خلال العصر الإسلامي"
...
أكتب هذه الشهادة في حق أستاذنا الجليل "خالد كبير علال" وأنا مجرد فرد واحد سعدت يوما ما بلقاءه والتتلمذ على يديه، أكتبها شهادة لله وللتاريخ، أملاها حبُّنا له وإعجابنا به وتقديرنا واحترامنا له، وأعلم جيِّدا أننَّي مقصِّر ـ ولا شك ـ في حقه، وربما يستطيع غيري ممن صحبه ولزمه أن يسجل له أكثر مما سجلت له من المواقف والمآثر، ولكن هذه مجرد لفتة، رجونا من خلالها أن يتعرف طلبة العلم وحملته على واحد من جنس الرعيل الأول لا يزال بين ظهرانينا. والله من وراء القصد.
وكتبها: جيلالي بن فرج حسين، يوم الجمعة 19 أكتوبر 2007م(/)
من أيام الجامعة ... في صحبة د. خالد كبير علال
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 11:58]ـ
من أيَّام الجامعة
في صحبة د. "خَالِد كَبِير علاَّل"
قبل عامين من كتابة هذه السطورـ وتحديدا ابتداء من صائفة عام 2004م ـ كنت أصرف سواد ليلي وبياض نهاري في التَّحضير لشهادة البكالوريا، وقد توِّج ذلك الإجتهاد ـ ولله الحمد ـ بالنجاح والتفوُّق، وما إن خرجت من ذلك الإضطراب النفسي الذي يلاحق عادة المترشحين لمثل هذه الشهادات، حتى وقعت في حيرة واضطراب من نوع آخر، كان سببه ازدحام التخصصات بين يدي وترددي في اختيار التخصص الذي يرضي ميولي ويناسب طبعي، وصرت كما قال القائل:
تكاثرت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد
فأي تخصص سأختار؟ وأنا الذي تتجدَّد ميولاتي ـ بل سَمِّها أهوائي ـ بين الحين والآخر، فتارة أغرم بالفلسفة، فتجدني أقرأ عن "ماركس" و"سارتر" وغيرهما، وتارة أميل للشريعة والتدين، فأرتدي جبَّة الفقيه وأقرأ لـ"ابن تيمية" و"ابن عبد الوهاب" وتارة أخرى يستحوذ علي الإعلام، فتجدني متابعا للأحداث، أقتني الجرائد وأكدِّسها، وأتابع البرامج الإخبارية، وهلم جرا، غير أني أدركت لاحقا أن تلك الميول والأهواء لم تكن في حقيقة الأمر سوى مراهقة فكرية، كان يغذيها الفضول وحب الإطلاع والتطفل، وكأنني أردت أن أحيط بكل علم وبكل فن، وأضرب في كل ميدان بسهم، فكنت أرهق نفسي وأشتِّتها في المطالعات المتنوعة التي ينقصها التوجيه والتهذيب، ولكن في الغالب لم تخرج تلك الميولات على تنوعها وتعددها عن الحيز الأدبي، فقد نفرت من العلوم الطبيعية والتقنية، بعد أن اكتويت بنار التكنولوجيا والكمياء والرسم البياني والرياضيات مدة حولين كاملين، وليس ذاك النفور لعجز فينا ـ عَلِمَ الله ـ فقد كنت مُبَرِّزا في الرياضيات ومولعا بالفيزياء والفلك ـ خاصة في المرحلة الإكمالية ـ المتوسطة ـ وذلك قبل أن تصرفني نوائب الحدَثَان وحوادث الأيام عن كل ما يتصل بلغة الأعداد، وإلا فلولا تلك المعوِّقات لكنت كما قال شيخنا "الطيب العقبي" رحمه الله:
لولا الحوادث قد حططن رحالا ... بحماي كنت الشاعر المفضالا
وسموت في طلب الكمال مبُرِّزا ... وتركت خلفي في الحضيض رجالا
...
وكان أثناء ذلك أن اهتديت إلى صديق قد خَبِرَ الحياة الجامعية، واكتوى بحلوها ومرها، وتقلَّب في نعيمها وجحيمها، أفضيت إليه بما أجد، وبما وقع لي من الحيرة والإضطراب بشأن هذه الميولات التي تتنازعني، فكان أن أشار علي باختيار أحد شعب "المدرسة العليا في الآداب والعلوم الإنسانية" للإمتيازات التي تتوفر عليها ـ كعقد التوظيف ـ وما إلى ذلك، ورغبني فيها ومدحها لي وشوَّقني إليها، حتى تمكَّن هواها من قلبي ونسخ ما كان يتنازعني من الأهواء، حتى خُيِّل إلي أني أشقى إنسان إذا لم أوفق للتسجيل في هذه المدرسة، وقد وَجَدتُنِي مطمئنا منشرح الصدر لهذا الإختيار، خاصة وأن هذه المدرسة تتواجد بعاصمة البلاد ـ الجزائر ـ ولا ينتسب إليها إلا المتفوقون، بل وقبل ذلك كنت كارها أن أوجه تلقائيا لمزاولة الدراسة غرب البلاد، لإعتقادي أنه لا يتوفر على ما تتوفر عليه العاصمة من المكتبات، والنوادي العلمية والثقافية، كما هو الواقع.
ولما رأى صديقي اطمئناني إلى ما أشار به علي، أخذ يلح علي مرة أخرى في اختيار شعبة التاريخ، وأخذ ـ مرة أخرى ـ في مدحها، خاصة وأنها الشعبة التي قضى فيها مدَّة خمس سنوات كاملة، غير أن صاحبي لم يدر أنه بعث في نفسي هوى قديما تعلقت به مذ دخلت سن التمييز وأخذت أعقل، لكنه يبقى هوى قديما تعاقبت عليه أهواء أخرى، إذا ما الذي سيغريني بالتاريخ؟ ربما ضرب زميلي على وتر العلامة النادرة التي تحصلت عليها في مادة التاريخ وهي علامة 17.5 من أصل 20 نقطة، وهي علامة نادرة في المواد الإنسانية ـ حسب ما أزعم ـ فربما عوَّل زميلي على هذه العلامة ليصرفني إلى شعبة التاريخ، وأنا أعتقد أن هذا لم يكن كافيا ليغريني بالتاريخ، خاصة وأني شغفت في تلك الأيام بالفلسفة، التي كنت متفوقا فيها وأخذت في تدريسها لزملائي بطريقة أبسط من تلك التي كان ينتهجها الأستاذ على حسب رأي البعض، ولشدة تعلقي بالفلسفة حينها كان البعض يطلق عليا بالمجان أسماء الفلاسفة والمفكرين، وكان يبدو لي أن الفلسفة هي قدري الذي لا مناص منه، بل وكنت
(يُتْبَعُ)
(/)
أعتقد أني لن أجيد غيرها، وكان البعض يعتقد جازما أن الفلسلفة هي خياري الذي لن أتزحزح عنه.
إذا فهل سينجح صديقي " مصطفى" في صرفي عن الفلسلفة إلى التاريخ؟ أقول ـ وبكل صراحة ـ أنه كان سيفشل فشلا ذريعا، وكنت سأخيب أمله لو لم يحدثني عن واحد من أساتذة التاريخ بالمدرسة العليا، واحد ـ قال لي عنه ـ" أنه من المعادن النفيسة، بل ومن الكنوز النادرة التي تزخر بها الجزائر، واحد ستسعد كثيرا لو سنحت لك فرصة الإلتقاء به والتتلمذ على يديه" هكذا قال لي صديقي في حماس غير معهود، ثم أفاض الزميل الناصح مسترسلا في تعداد خلاله ومآثره، وكأن صديقي كان يشفق علي إذا لم أوفق في التتلمذ عليه.
انه خيار صعب يستدعي من أي أحد التريث والتأني قبل الإقدام، وليس من السهل أن أنقلب فجأة بين عشية وضحاها من مولع بالفلسفة غارق فيها إلى مولع بالتاريخ، إن تعلقي بالتاريخ استدعى من صاحبي أياما صرفها في تذكيري بمحاسن التاريخ وفضائله، حتى قلب الجو الفلسفي الذي كنت أعيشه إلى جو كله تاريخ وأحداث، ولكن أشد ما جذبني إلى هذا الفن هو ذلك الأستاذ الذي حدثني عنه صاحبي وأطنب في مدحه وسرد ومناقبه، وحقيقة استوقفني حديث زميلي عن هذا الرجل، واسترعى اهتمامي، حتى وجدتني متشوقا إلى لقاءه ومصافحته والتحدث إليه، قال زميلي " إنه ليس من جنس من درست عليهم، ولا من جنس من سمعت لهم، إنه من معدن نفيس نادر، ومن جنس فريد" وكنت لن أعير هذه العبارات أدنى اهتمام، لو قالها لي واحد من المهوِّلين المنبهرين الذين يصفقون لكل دَعِي متشدق متفيهق، فصديقي ليس من هذا القبيل، كنت أعرف منه النزاهة في الشهادة، والصدق في النصيحة، وخاصة وهو الذي ردَّد على مسامعي كثيرا قول ابن سيرين:" إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" كنت أعرف أن زميلي ليس من المبالغين، وهذا ما جعلني أعير اهتماما بالغا لما أدلاه من شهادات بخصوص هذا الأستاذ، وصديقي بهذا يكون قد رسم في ذهني صورة تزدهي بالألوان، تغري وتستوقف المرء أيَّا كان.
...
وكنت دائما أرغب في الجلوس بين يدي العلماء، العلماء الذين أثنى الله عليهم في كتابه والرسول في حديثه، العلماء الذين قرأت عن كثير منهم، ورأيت كيف كانوا يقطعون المفازات والمهالك، لأجل حديث واحد، وكنت أقول في قرارة نفسي أين أجد هؤلاء العلماء؟ بحثت عنهم في بلدي الصغير كله فلم أجد أحدا؟؟ وأخير بدا يخيَّل إلي أن هؤلاء العلماء قد أقفرت منهم البلاد وانقرضوا وكدت أقطع الأمل في لقائهم، إلى أن جاء صديقي بنبأ ذلك الأستاذ، وقلت لعله آن لي أن أجلس إلى العلماء، وآن لي أن أسعد بالتتلمذ على يد واحد كالذين قرأت عنهم.
...
لم يكن ذلك الأستاذ الذي حدَّثني عنه صديقي مطولا، واخترنا التاريخ أملا في لقائه والتتلمذ على يديه، إلا أستاذنا الكبير:" خالد كبير علال" ـ حفظه الله ورعاه ـ
" خالد كبير علال": اسم لم يطرق قط مسامعي من قبل، كما لم يطرق مسامع كثير من المنتسبين إلى العلم والثقافة في بلادي، فضلا عن غيرها، وهكذا هي الجزائر دائما، وهذا هو حظ علمائها وأبنائها منها، وقد عبر الشاعر "محمد العيد" عن هذه الغربة التي يحياها أهل العلم في الجزائر، وعن ذلك التهميش الذي طالهم فيقول:
ما في الجزائر مجلس أُغنِي به ... نفسي وأستهوي إليه فؤادي
أصبحتُ لا منها ولا من أهلها ... والقوم قومي والبلاد بلادي
ومثله ما قاله الأستاذ الشاعر حمزة بوكوشة:
بئس أرض الجزائر اليوم أرض ... لا تحب الكرام والزعماءَ
بؤرة تبلع النبوغ وتصفو ... للمُرائِي وتفضح الأوفياءَ
وأحسن من هذا وذاك وأبلغ قول الشاعر الجزائري "محمد سعيد الزاهري" ذاتَ يأس:
وتغربت أنشر العلم في قو ... مي، فلم يأبهوا بنشر العلومِ
لم أجد في الشقاء من هو أشقى ... بحياة من علم محرومِ
لا ولا في متاعب الدهر صعبا ... مثل نشر العلوم بين العمومِ
أنا والله عفت فيهم حياتي ... وبقائي فوق هذا الأديم
ليتني ما تعلمت حرفا ولا ... أعرف فرقا بين كاف وجيمِ
...
والحاصل أني في آخر الأمر وجدت نفسي مطمئنا كل الإطمئنان لشعبة التاريخ، بل وأخذ ينتابني الخوف من توجيهي غير الوجهة التي استقر عليها رأيي، مما حذا بي إلى الإكثار من الدعاء رجاء أن لا يخيب أملي بعد ان تأكدت رغبتي وصحت عزيمتي في اختيار تلك الشعبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحمد لله فلم يخب أملي، فما هي إلا أيام حتى أتتني رسالة تزف إلي البشرى، وكان ما اختاره الله لنا موافقا لما اطمئنت إليه نفسي، فالآن صار في وسعي أن أنام قرير العين هانيها، خالي البال، سابحا في الأحلام منتظرا بفارغ الصبر مجيء تلك الأيام التي نلتقي فيها أستاذنا الجليل "خالد كبير علال" ـ حفظه الله ـ.
...
وجاءت أيام التسجيل الجامعي فاصطحبت معي صديقي " مصطفى" الذي كان ولا يزال مرشدي ودليلي وخير معين لي ـ فبارك الله فيه ـ فانطلقنا في الصباح الباكر ووجهتنا العاصمة، وما كادت الخيوط الأولى من الصباح تطل حتى كنا في العاصمة ونزلت مِنْ على الحافلة، وخيِّل إلي وكأنني سافرت عبر الزمن لآجد نفسي في الحقبة العثمانية، رغم مظاهر التفرنج والطابع الأوربي الذي يطغى على العاصمة، ووجدتني أردد مقاطع شعرية من إلياذة الجزائر وبدا لي في الأخير أني في حلم سعيد لن أستيقظ منه، لأني استيقظت وهو بعد مستمر لم ينتهي ... "فما أسعدني بك أيتها العاصمة"
ثم ضمتني جدران "المدرسة العليا" العتيقة، بطابعها العثماني، وأخذت هذه المرة أنظر لكل شيء بدهشة الأطفال وانبهارهم وأخذ يتنزل عليَّ بين الحين والآخر البيت والبيتين من الشعر، وصرت أحلق في أجواء المدرسة كالطائر الغرَّاد.
ثم دفعنا للإدارة ملف التسجيل واجتزنا ـ بنجاح ـ الإمتحان الشفوي وتم قبولنا ورجعت إلى الدار حاملا بطاقة الطالب والفرحة تغمرني.
...
ثم أقبلت أيام الدخول الجامعي وكان أن صادَفت دخول شهر رمضان، فاحترت بين أن أصوم مع الأهل، وبين أن أصوم في الجامعة، ورأيت أنه يحسن بي أن أصوم بضعة أيَّام مع الأهل وبضعة في الجامعة، فسافرت للدراسة تاركا الأهل والأصحاب والجلسات والسهرات التي أدمنتها إلى عالم جديد ليس لي فيه أهل ولا صاحب ولا خليل، استيقظت باكرا ذلك اليوم وركبت الحافلة، وهذه المرة كنت وحدي بعد أن ألفت اصطحاب صديق "مصطفى" ووصلت العاصمة وتوجهت مباشرة إلى "المدرسة العليا" وكان أن تفاجأت حين وجدتها شبه خالية إلا من الموظفين وبعض الأساتذة، فأصبت بصدمة عنيفة وبشيء من الإحباط وخيبة الأمل، بعد أن تصورت أني سأجدها عامرة بالطلبة والباحثين، ورغم هذا أخذت أتعرف على أركان المدرسة، توجهت إلى عدة قاعات، فوجدت قاعات مرقمة وقاعات تحمل اسم شخصيات تاريخية، تعرفت على قسم التاريخ والجغرافيا، وعلى سائر الأقسام الأخرى، كما تعرفت على المكتبة، وقاعة المطالعة، والنادي والمطعم، وبعد هذه الجولة السريعة دوَّنت في كراستي البرنامج الأسبوعي ـ التوقيت ـ وتوجهت إلى المكتبة لأجدها هي الأخرى مهجورة خالية من روَّادها، غير إني سعدت هذه المرة بكونها فارغة ليتسنى لي تصفح الفهارس والإطلاع على ما فيها من الكتب دون أن يزاحمني أحد من الطلبة، وكان أن بحثت أول ما بحثت عن كتب الدكتور "خالد كبير علال" التي حدَّثني صديقي عنها، فوجدت له عنوانين الأول حول تاريخ أهل السنة في بغداد، والثاني عن قضية التحكيم في موقعة صفين، وكان أن شد انتباهي هذا العنوان الأخير، إذ أن القضية التي يتناولها حساسة للغاية زلَّت فيها أقدام وضلت فيها أقوام، وغمرني الفضول لقراءة هذه الدراسة لأتعرف على وجهة نظر الأستاذ، وربما لم يكن حينها يسمح بإعارة الكتب مما حذا بي إلى البحث عنه في المكتبات العامة لاقتنائه، فبحثت طويلا ولكن دون جدوى، وبدا لي وكأن نسخ هذا الكتاب قد نفدت، ولكن الله وفقني إلى أحد المكتبات المتواضعة في ساحة الشهداء قرب مسجد كتشاوة لأكتشف فيها كتابا آخر للدكتور "علال" كان حول الثورة على الخليفة عثمان ـ رضي الله عنه ـ وبدا لي أني أطرق الآن أرضا بِكرًا لم أطأها من قبل، أقرأ موضوعا كان محظورا عليَّ من قبل، بل كنت أتحاشاه، خشيت أن أسيء الأدب مع صحابي جليل من غير قصد، ولكن أدركت بعد ذلك أن الكثير من الباحثين والكثير من طوائف المسلمين، تقرأ حوادث الفتنة الكبرى بصورة مشوَّهة، بعيدا عن الحقيقة والواقع والموضوعية، مما جعلها منفذا خطيرا من منافذ الطعن في الإسلام، وذلك بالطعن في الصحابة الذين هم نقلة هذا الدين، وهذا ما يستدعي من الباحثين والمؤرخين المنصفين اعادة تسجيل تلك الحوادث بصورة موضوعية منصفة، وهذا ما فعله أستاذنا "خالد كبير علال" مشكورا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما جعلني أقبل على قراءة كتاب الثورة على عثمان ـ رضي الله عنه ـ بكل انشراح ورحابة صدر أن صاحبه ـ الأستاذ "خالد كبير علال" ـ قد وقَّر الخليفة بأن دعاه "سيدنا" في عنوان الكتاب مما يفهم منه أنه دفاع عن هذا الصحابي الجليل الذي كثيرا ما طعن فيه الطَّاعنون.
أخذت الكتاب لأقرأه في أقل من نصف ساعة، ثم أعدت قراءته مرارا وتكرارا، ولمحت من خلال الكتاب على وجازته مدى احاطة هذا الدكتور ومدى تبحره في علوم الحديث والجرح والتعديل فضلا عن علم التاريخ، وأدركت أنه كثير الإطلاع، قد أحاط بالقضية التي يتناولها من كل الجوانب حتى لم يدع منفذا لطاعن أو لاعن، فرد كل الشبهات، وبدَّد كل الشكوك التي كانت تحوم حول ذلك الخليفة المظلوم والشهيد "عثمان بن عفان" ـ رضي الله عنه ـ فكان هذا الكتاب كالجواب الكافي والدواء الشافي لسؤال كان يعتلج في صدري قديما ولا أجد له جوابا.
إن قراءة ذلك الكتاب كانت كافية لتزيد في دفعي للتَّعرف أكثر على صاحبه عن كثب، وكان مما يحز في صدري أن لا أتمكن من التتلمذ على يدي الأستاذ "خالد" إلا في السنة الجامعية الثانية، مما جعلني أتحمل مكرها مرارة عام كامل في الصبر والإنتظار.
وكم كان ذلك العام مرَّا وقاسيا، كدت أن أندم أثناءها على اختياري، خاصة عندما وجدتني أدرس وحدات كنت نافرا منها لا أستسيغها كالإحصاء الوصفي وما قبل التاريخ والجغرافيا، بل أكثر من ذلك أن أجد الأستاذ (ة) المحاضر (ة) في وحدة "صدر الإسلام" مخيِّبا للآمال، مثبطا للهمم، فقد كان ركيكا في لغته، مضجرا في طريقته، وشحيحا في معلوماته، مما جعلني أهجر أغلب ساعات المحاضرات لأتوجه إلى "المكتبة الوطنية" التي كانت عزائي الوحيد في تلك الصدمة التي أصبت بها.
ومن حسن طالعي في تلك الأيام الرمضانية التي قضيتها في المدرسة في أول عهدي بها أن وُفِّقت إلى الإستماع إلى محاضرة للأستاذ " خالد كبير علاَّل"، كانت في 17 من رمضان بمناسبة غزوة بدر وكان معلنا عن هذه المحاضرة في أحد الأروقة، وكنت لن أعيرها كبير اهتمام ولن أحضرها لو لم ألمح اسم الدكتور ضمن قائمة المحاضرين.
وسبحان الله، كانت تلك المحاضرة مبرمجة في اليوم الذي عزمت فيه على العودة إلى الديار، مما حذا بي إلى تأجيل وقت العودة إلى ساعة متأخرة كي لا أفوِّت مثل هذه الفرصة النادرة.
فتوجهت إلى قاعة المحاضرات لأجدها ـ على غير المتوقع ـ مكتظة بالطلبة في انتظار حضور الأساتذة المحاضرين، وما هي إلا لحظات حتى دخل ثلاثة أساتذة وكنت إلى ذلك الحين لم أتعرف على وجه الأستاذ "خالد"، ولكن ما أن ارتقى الثلاثة منصَّة المحاضرة، وبدأ المقدم في كلمته حتى أشار للأستاذ وأعطى له الكلمة كأول محاضر، وأخذ الأستاذ في إلقاء كلمة ارتجالية حول غزوة بدر، وسكت كل الطلبة كأن على رؤوسهم الطير وكلهم اعجاب وانبهار بما يقدمه هذا الأستاذ من العلم والأفكار الجديدة، وبدا لي كما بدا للجميع أن الأستاذ "خالد كبير علال" كان فارس الحلبة بلا منازع، ثم جاء دور الأسئلة وكانت فرصة لا تضيع لأسأل الأستاذ سؤالا فضوليا خارجا عن موضوع المحاضرة، كان حول الاستشراق والشيعة، وكان حاصل جواب الأستاذ أن الإستشراق اتخذ من مرويات الشيعة منفذا للطعن في الإسلام بالطعن في عدالة الصحابة ونزاهتهم، وأن الإستشراق ضرره أكبر من نفعه، ولا خير فيه.
وبعد أن انفضَّت جموع الحاضرين وددت لو أتمكن من مصافحة الأستاذ وشكره شكرا خاصا على ما يبذله من جهود لكتابة تاريخ صدر الإسلام بصورة موضوعية نزيهة، ولكن حال دون ذلك حيائي وهيبة الأستاذ ووقاره.
ولكن سعدت بعد ذلك بمصافحة الأستاذ ومحادثته ـ في عامي الأول ـ مرتين احداهما حين استوقفته وهو خارج من "المدرسة العليا للأساتذة" لأسأله عن موقف الصحابي الجليل "عمار بن ياسر" ـ رضي الله عنه ـ من الفتنة الكبرى، أو دوره فيها، خاصة وأني كنت قد قرأت في أحد الكتب أنه كان من المحرضين على الخليفة عثمان ـ رضي الله عنه ـ فنفى ذلك وقال لي بأنه سيصدر له قريبا كتاب حول رؤوس الفتنة، فيه الجواب الكافي لسؤالي هذا، ولم يدم اللقاء إلا بضع دقائق، رأيت فيها من الأستاذ تواضعا جمًّا، ورأيت كيف أنه لم يتحرج من محادثة طالب على قارعة الطريق، وكم وددت أن أهطل عليه بوابل من الأسئلة التي يختلج بها صدري، ولكن لم يكن لا الوقت ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
المكان مناسبان لمثل هذه الأسئلة.
وأذكر أني سألته حينها عن مكان وجود كتبه لإقتنائها، فقال لي ربما سأجدها في "دار البلاغ" بباب الزوَّار، فهي التي طبعت كتاباته حول الفتنة الكبرى، وحقيقة ذهبت إلى باب الزوَّار وإلى "دار البلاغ" ولم أجد عندها إلا كتابا واحدا للأستاذ "خالد" كان عنوانه "مدرسة الكذَّابين في التَّاريخ الإسلامي" فاقتنيته واستفدت منه كثيرا.
أما المرة الثانية التي حادثته فيها فقد كانت بعد نجاح صديقي "مصطفى" في امتحان شهادة الماجستير، وبداية بحثه عن موضوع لرسالته، ومشرف عليها، ولم يكن ذلك المشرف إلا الأستاذ "خالد كبير علال" الذي وقف معنا بتواضعه المعهود، لأكثر من ساعة نتجاذب أطراف الحديث حول الكثير من قضايا التاريخ ومسائل العلم، وبدا فيها كالبحر المحيط، أو كالموسوعة الشاملة، كان واثقا كل الثقة من آرائه وأقواله، يلقيها ويحشد لها الأدلة والحجج، مما لا يدع مجالا لمتكلم، فلا يمكنك أمام ذلك الدفق الهائل من العلم إلا أن تسكت وتنصت، ولا مجال أمامك للرد أو الجدال، لا يمكنك أمام ذلك إلا أن تسأل وتسأل حتى تنتهي سؤالاتك، وتخرج من موضوع إلى موضوع، والأستاذ مسترسل في الإجابة والتوضيح كالفارس البطل الذي تهابه الفرسان والشجعان، وكان إلى ذلك يحيلنا في كل مسألة إلى المصدر الفلاني أو المرجع الفلاني للإستزادة، ولنكون على اطمئنان لما يلقيه.
وكان إلى جانب ذلك كله يصغي للآخر باحترام كامل، ويقدر رأيه وموقفه، ولا يلزم أحدا باتباع رأيه وقوله، بل كل ما يلزمنا به هو البحث والإجتهاد.
وفي الحقيقة كان هذا اللقاء من أسعد اللحظات التي عشتها في حياتي، تبين لي حينها أن صديقي "مصطفى" لم يجانب الصدق والحقيقة في كل ما قد قاله لي سابقا بخصوص الأستاذ، وأني كنت موفقا في اختياري لشعبة التاريخ.
وهكذا انقضى العام الجامعي الأول بفرحة منغصة بعض الشيء، ولكن استفدنا خلالها كثيرا من المكتبات العاصمية، والمحاضرات، والأمسيات الشعرية التي كنت قلَّما أفوِّتها.
...
وجاء العام الذي طالما انتظرته بفارغ الصبر، وجاءت الساعات الذهبية الموعودة، وصار بوسعي أن أرى الأستاذ "خالد كبير علال" بانتظام، وأحادثه وأنهل من علمه كل يوم ثلاثاء مدة ثلاث ساعات كاملة، ساعة ونصف صباحا في المحاضرة، ومثلها مساء في الأعمال الموجهة، وما أسعدني بتلك الساعات التي لو لم أستفد من الحياة الجامعية إلاها لكفتني، فكفى بها ساعات لا تعوض بثمن. وحقيقة كانت ستكون سنوات الجامعة مرَّة ومنغصة لولا تلك الساعات، التي استفدنا منها كل جديد ومفيد، وتعلمنا منها الشيء الكثير، وكأن تلك الساعات هي التي بعثت فينا الحياة من جديد، ودفعتنا للإجتهاد والبحث والمطالعة، ولو صرفت عشرات الصفحات في مدح تلك الساعات لكنت مقصرا وما وفيتها حقها، ويشاركني في هذا الإحساس وفي هذا الشعور عشرات ـ بل المئات ـ ممن تتلمذوا على يد الأستاذ "خالد كبير علال"
...
كانت قاعة المحاضرات تكتَّظ ـ وعلى غير العادة ـ بالطلبة الذين أدمنوا محاضرات الأستاذ "خالد كبير علال"وصار الواحد منهم يتأسف أشد الأسف إن هو ضاعت منه بضع دقائق من المحاضرة، فضلا عن ضياع المحاضرة كلها.
كان الواحد منا إذا تغيب عن محاضرة من محاضرات الأستاذ يعلم أن ضاع منه خير كثير فنقوم لتعزيته في مصابه الجلل، وهذا ما وقع معي مرة، إذ غبت عن المحاضرة لأني شغلت بالمطالعة في "المكتبة الوطنية" إلى ساعة متأخرة، والمكتبة تبعد عن "المدرسة العليا" مسافة 20 كلم أو أكثر، ومع الإزدحام المزمن الذي تعاني منه العاصمة، ضاعت مني المحاضرة، ولما دخلت المدرسة العليا التقيت أحد أصدقائي، وقال لي " عظم الله أجرك، اصبر واحتسب" وهَالَني الأمر، وحسبت أن مكروها قد أصاب أحد معارفي أو أقاربي، فتزايدت نبضات قلبي واحمر وجهي، ثم قلت له "ما الأمر؟ " فقال لي:" فاتك خير كثير جراء غيابك عن محاضرة الأستاذ خالد" فقلت له: "روعتني، لكن صدقت والله".
...
كان الطلبة يتسابقون أوقات محاضرة الأستاذ على المقاعد الأمامية، كي لا يفوِّتوا شاردة ولا ورادة، مما يقوله الأستاذ ـ والحمد لله ـ لم يضع مني المقعد المجاور لمكتب الأستاذ خالد إلا مرة أو مرتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد بارك الله في أوقات أستاذنا فكان يجعل شطرا من المحاضرة للنقاش والحوار، وشطرها الآخر لتدوين وتقييد تلك العلوم، وكان الأستاذ كعادته، ـ وعلى غير عادة كثير من الأساتذة ـ يملي علينا محاضراته بأسلوبه السهل الجزل الغير معقد الخالي من التكلُّف من حافظته دون الرجوع إلى الكراسات والدفاتر، وهذا دليل آخر على أنه مدرك لما يقول محيط بالمسألة التي هو بصدد الحديث عنها ومناقشتها.
كما أن الأستاذ "خالد كبير علال" آية في حفظ التواريخ والأحداث وأسماء الأعلام والبلدان والكتب وغيرها، كما هو آية في الذكاء، يجيب على البديهة جوابا محكما، وكأنه يقرأ من كتاب.
...
أدركت الآن بنفسي أنَّ الأستاذ "خالد كبير علال" مميز بكل معنى الكلمة، وليس كسائر الأساتذة، ولا كسائر الدَّكاترة، فهو جادُّ مخلص للقضية التي يؤمن بها، مثالُ في الجد والإجتهاد والمثابرة، والنزاهة والموضوعية.
كان ـ حفظه الله ـ ولايزال يصرف سائر أوقاته في المطالعة والبحث والتأليف، وتكوين الأساتذة والأجيال، إنه بحر زاخر وجهبذ من جهابذة الجزائر، يكتب في المسألة الواحدة الصفحات الكثيرة والطويلة، حتى أنه لا يمل من الكتابة، يكتب جالسا ما شاء الله أن يكتب، فإذا شعر بالتعب أو أحس بالألم، لا يرتاح وإنما يكتب واقفا، ثم يكتب ماشيا، حتى أنه يكتب مستلقيا على ظهره أو على جنبه، وهذا يعرفه كل من درس على الأستاذ أو جالسه واستفاد منه.
وأجزم أنه لا يوجد كتاب في "المكتبة الوطنية" خال من بصمات الأستاذ "خالد كبير علال" فقد فلاها فليا، ونظر في كل كتبها، وأحاط بها احاطة البحر بالجزر، والهالة بالقمر، فليس هناك مصدر من مصادر التاريخ الإسلامي إلا نظر فيه، واستفاد منه، يقرأ كثيرا لعلماء مدرسة أهل الحديث، كابن تيمية، وابن القيم، والذهبي وابن كثير وغيرهم.
كان يثير استغراب الناس من حوله، حين يرونه وهو في الحافلة يكتب واقفا أو جالسا أو متَّكئا، رغم سير الحافلة واهتزازها.
وقد أثمرت مطالعاته بأن حاز على شهادة الدكتوراه في زمن قياسي ـ مدة أربع سنوات فقط ـ وكانت حول "الحركة العلمية الحنبلية و أثرها في المشرق الإسلامي، خلال القرنين السادس و السابع الهجريين "
والأستاذ بعيد كل البعد عن حب الظهور والتصدر والرياسة، فليس له همُّ إلا العلم والإستزادة منه، وهو بعيد عن كل المناصب الإدارية ليتفرغ لخدمة الطلبة وتكوينهم التكوين الجيد، وتوجيههم التوجيه السليم، يعمل بإخلاص متقنا لعمله، متفانيا فيه، يقول رأيه ووجهةَ نظره صراحة بلا مراء ولا مداهنة أو مداراة ولو أثارت استغراب البعض أو نفورهم.
وهو مع هذا حريص على نصرة الحق، غيور على السنة محبُّ لها، شديدٌ على البدعة وأهلها، لا يخاف في الله لومة لائم، وحين رأى أن معظم الطلبة يدرسون في وحدة ما قبل التاريخ نظرية "دارون" حول التطور والإرتقاء، ألَّفَ في دحضها كتابا قيِّما عنوانه "الداروينية في ميزان الإسلام والعلم" كي لا يغتَّر الطلبة بهذه النظريات، وهذا من غيرته على الإسلام، ونصحه للطلبة.
...
ولد الأستاذ "خالد كبير علاَّل" يوم التَّاسع من شهر ماي سنة 1961 بالجزائر، وتحصل على شهادة الماجستير سنة 1996، من جامعة الجزائر، وكان موضوع الرسالة: "الحركة الحنبلية و أثرها في بغداد (ق: 3 - 5هـ) "، وحاز على شهادة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي سنة 2003 من جامعة الجزائر وكان موضوعها ـ كما أشرت قبل قليل ـ: "الحركة العلمية الحنبلية و أثرها في المشرق الإسلامي، خلال القرنين السادس و السابع الهجريين"، وهو الآن يشغل منصب أستاذ محاضر ودائم بالمدرسة العليا للأساتذة في الآداب و العلوم الإنسانية بالجزائر العاصمة، وأستاذ مؤقت بقسم التاريخ بجامعة الجزائر.
والأستاذ "خالد كبير علال" له الكثير من المؤلفات التي لم تر النور بعد، وهي تعد بالعشرات، والمطبوع منها قليل، أهمها "أخطاء المؤرخ ابن خلدون في كتابه المقدمة", "صفحات من تاريخ أهل السنة و الجماعة في بغداد (ق: 2 - 3 هـ) "، - "الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث –خلال القرنين:5 - 6 الهجريين-"، كما أن له تحت الطبع كتاب "التعصب المذهبي في التاريخ الإسلامي" وكتاب "رؤوس الفتنة في الثورة على عثمان". كما أن له مخطوطا ينتظر النشر عنوانه: "مقاومة أهل السنة للفلسفة اليونانية –خلال العصر الإسلامي"
...
أكتب هذه الشهادة في حق أستاذنا الجليل "خالد كبير علال" وأنا مجرد فرد واحد سعدت يوما ما بلقاءه والتتلمذ على يديه، أكتبها شهادة لله وللتاريخ، أملاها حبُّنا له وإعجابنا به وتقديرنا واحترامنا له، وأعلم جيِّدا أننَّي مقصِّر ـ ولا شك ـ في حقه، وربما يستطيع غيري ممن صحبه ولزمه أن يسجل له أكثر مما سجلت له من المواقف والمآثر، ولكن هذه مجرد لفتة، رجونا من خلالها أن يتعرف طلبة العلم وحملته على واحد من جنس الرعيل الأول لا يزال بين ظهرانينا. والله من وراء القصد.
وكتبها: جيلالي بن فرج حسين، يوم الجمعة 19 أكتوبر 2007م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 07:45]ـ
جزاك الله خيراً على هذا المقال الماتع حقاً ...
هنا تجد بعض كتب الدكتور على الشبكة:
http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%CF.+%CE%C7%E1%CF+%DF%C8%ED% D1+%DA%E1%C7%E1
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 11:34]ـ
جزاك الله خيراً على هذا المقال الماتع حقاً ...
هنا تجد بعض كتب الدكتور على الشبكة:
http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%CF.+%CE%C7%E1%CF+%DF%C8%ED% D1+%DA%E1%C7%E1
شكرا على المرور، وجزاك الله خيرا أنت كذلك أخي فريد ومن هنا تجد موقع الدكتور خالد كبير علال على الشبكة:
موقع الدكتور خالد كبير علال ( http://kabirallal.googlepages.com/)
ـ[اسعد]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 06:23]ـ
اخي الحبيب ... الطيب العقبي
زادك الله طيبا
وعقب لك بخير
قرأت ما كتبته عن استاذكم الدكتور الفاضل خالد كبير علاَّل فكان مقالا رائعا فيه من الادب والاخلاق مع العلماء والبِر بأستاذكم الشيء الكثير
واسأل الله تعالى لك التوفيق(/)
«شرح عقيدة الشَّافعيّ للبرزنجي الحُسَيْنِيّ،شرح سماحة العلاّمة عبد اللّه بن جبرين»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 05:05]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير:
«شرح عقيدة الشَّافعيّ للبرزنجي الحُسَيْنِيّ،
شرح
سَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ.»
وصلة الشَّرح:
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3503
جزى اللَّهُ سماحة شيخنا العلاَّمة عبد اللَّه بن جِبرينٍ خير الجزاء،ونفع به.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
سَدَّدَهُ اللَّهُ فيمَا يخفي ويبدي إنه بكل خيرٍ كَفيل وعلى كل شئٍ وكِيل.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 05:30]ـ
بارك الله فيك
هناك تصحيف في اسمه صوابه البرزنجي
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 05:46]ـ
شكر اللَّهُ لكم أخانا الفاضل عبد الكريم.
تمّ التّعدِيل.(/)
خدعوك فقالوا: (عدم الاختلاط عادة سعودية)!! -القنيعير، الغنامي ... الخ
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 05:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قضية " الاختلاط " التي يُنادي بها بعض كتاب وكاتبات الصحافة - هي كما قال سماحة المفتي - (قضية قديمة تُجدد) (مجلة الدعوة - صفر - 1421). ولذا لن آتي بجديد في حكمها، فقد وضح ذلك العلماء مرارًا - ولله الحمد -، وتجد ما يُفيد على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/w.htm
ولكني سأتعرض إلى كذبة جديدة طالما رددها دعاة الاختلاط عندنا - هداهم الله -؛ حتى اغتر بهم البعض لكثرة طرقهم لها في كتاباتهم، وهي ادعاؤهم أن منع الاختلاط (عادة اجتماعية خاصة بالسعودية)!! (يقول الغنامي: إن العادات الاجتماعية التي سنت هذا الفصل قد حان وقت تغييرها! - وتكتب القنيعير مقالا بعنوان:ليست المشكلة في الاختلاط! - ومثلها إيمان القحطاني - وباشطح - والدخيلة ليلى الأحدب - وغيرهم - هداهم الله، وكفانا إفسادهم - فهم للأسف لا هم لهم إلا هذه المسائل المكرورة التي تتمحور حول المرأة مما مجه العقلاء الذين شاهدوا نتيجته في دول أخرى، فضلا عن أهل الإيمان).
وهذه ليست بأولى كذباتهم، فقد كذبوا قبلها: أن الحجاب الشرعي (تغطية الوجه) عادة محلية، بل قال بعضهم: عادة نجدية! ثم نكتشف أن نساء المسلمين جميعًا في مختلف البلاد الإسلامية كنّ يلتزمن بهذا الحجاب الشرعي، وأن كشف الوجه لم يُعرف إلا بعد سقوط معظم البلاد بيد المستعمر الكافر الذي شجع هذا، ودعم دعاته من التغريبيين؛ أمثال قاسم أمين ومهن شابهه؛ لعلمه بأنها خطوة " أولى " من خطوات الشيطان. وتجد توضيح هذه الكذبة على هذا الرابط:
https://w8.info.tm/dmirror/http/saaid.net/Warathah/Alkharashy/w.htm
ومثلها قضية الاختلاط، التي لم يعرفها العالم الإسلامي إلا بعد الاستعمار الكافر.
============================== =
لهذا فقد أحببتُ أن أنقل للقراء - وفقهم الله - كلام أهل العلم والفضلاء من غير هذه البلاد في موضوع الاختلاط؛ لعلها تكشف تلك الكذبة السابقة، فلا يعود أولئك الكتاب لترديدها على مسامعنا، ويكونون صرحاء، ويعلنونها أنهم " يريدون الاختلاط " - وإن كان محرمًا عند جميع المسلمين!
1 - يقول الشيخ حسن البنا – رحمه الله -: (هذا الاختلاط الفاشي بيننا في المدارس والمعاهد والمجامع والمحافل العامة، وهذا الخروج إلى الملاهي والمطاعم والحدائق، وهذا التبذل والتبرج الذي وصل إلى حد التهتك والخلاعة، كل هذه بضاعة أجنبية لا تمت إلى الإسلام بأدنى صلة، ولقد كان لها في حياتنا الاجتماعية أسوأ آثار. يقول كثير من الناس: إن الإسلام لم يحرم على المرأة مزاولة الأعمال العامة وليس هناك من النصوص ما يفيد هذا، فأتوني بنص يحرم ذلك، ومثل هؤلاء مثل من يقول: إن ضرب الوالدين جائز، لأن النهي عنه في الآية أن يقال لهما: "أف" ولا نص على الضرب. إن الإسلام يحرم على المرأة أن تكشف عن بدنها، وأن تخلو بغيرها، وأن تخالط سواها، ويحبب إليها الصلاة في بيتها، ويعتبر النظرة سهماً من سهام إبليس، وينكر عليها أن تحمل قوساً متشبهة في ذلك بالرجل، أفيقال بعد هذا إن الإسلام لا ينص على حرمة المرأة للأعمال العامة؟). (المرأة المسلمة، ص 21).
وقال – رحمه الله – في حديثٍ له عن " قضية المرأة " – بعد أن أورد شيئا من حقوقها الشرعية -: (وبعدُ .. فقد وقف الإسلام من هذه المسألة مواقف محددة؛ فحرّم إبداء الزينة، والإسراف فيها، والخلوة والاختلاط). (حديث الثلثاء، ص 370).
2 - ويقول الشيخ (السوري) محمد لطفي الصباغ – وفقه الله -: (هناك نوعان من الاختلاط يتهاون فيهما كثير من الصالحين ولابد من أن نشير ههنا إلى أنهما معولان يهدمان في كيان مجتمعنا الإسلامي: أما أولهما: فهو الاختلاط في التعليم، وهو بعد أن اتسع نطاق التعليم ليس ضرورة يتعين اللجوء إليها لقلة الطلاب والأساتذة كما كان يتذرع بها الذين بدأوا هذه السنة السيئة، وإن من أضراره ما نلمسه في الواقع الذي نعيش فيه وتتسرب بعض أنبائه إلى الصحف، إنه إفساد للخُلق وهبوط بالتعليم، وصرف للطاقات في غير مجال الدرس والتعليم. وإننا عندما نستطيع أن نمنعه في بلادنا الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
كلها وفي جميع مراحل التعليم نكون قد بدأنا الخطوة المتقدمة حقاً، ولا يعني ذلك أن نمنع تعليم المرأة أبدا، إن التعليم حق للمرأة كما هو حق للرجل، لكن في حدود الشرع المطهر. إن هذه الكلمة المخلصة التي أطلقها وأرفع بها صوتي أرجو أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ، يجب أن ينتهي عهد التقليد والتبعية والهدم إلى غير رجعة. يجب أن يُمنع الاختلاط في التعليم طاعة لأمر ربنا، ورعاية لأخلاق أبنائنا، وسعياً للمزيد من تحصيل العلم والمعرفة.
وأما ثانيهما: فهو الاختلاط في العمل، وهو أمر يقع فيه كثير من الطيبين والطيبات، ولا ينتبه عدد منهم إلى أنه اختلاط غير مشروع، فلا ينكرون هذا المنكر حتى في قلوبهم، وإذا آلت إلى أحدهم سلطة يستطيع بها أن يمنع هذا الشر أو يكفكف من غلوائه فإنه لا يفعل شيئاً؛ لأنه لم يحس بأن مثل هذا الوضع غير مشروع، ترى بعضهم يرسل ابنته أو زوجته لتعمل في وسط مختلط دون أن تكون هناك حاجة ملزمة ولا ضرورة مستحكمة. نعم إن للمرأة الحق في أن تعمل، كما يدل على ذلك قوله تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن). ولكن عملها هذا مشروط بأن يكون ضمن حدود الشريعة وذلك بألا يكون فيه اختلاط مستهتر، ولا خلوة محرمة، وألا يعرضها هذا العمل إلى الفتنة، وألا تكون طبيعة عملها مخاطبة الرجال، وإلانة القول لهم حتى تتألفهم لصالح العمل الذي تقوم به، وأن تكون هي ملتزمة بالحجاب والحشمة. هناك مجالات ممتازة لعمل المرأة؛ كالتعليم والتوليد والطب للنساء، فكم هو جميل أن نجد طبيبات متخصصات في الأمراض كلها ولا تعالج الطبيبة منهن إلا النساء. وعملها في مثل هذه المجالات لا يقدم لها المنفعة الخاصة فحسب بل يقدم للأمة كلها النفع الكبير، إذن فالعمل للمرأة بعيداً عن الرجال أمر لا يمانع فيه الشرع، ولكن ينبغي أن يبقى في حدود الضرورة والمحافظة على تنفيذ أحكام الله. إن عمل المرأة في خارج البيت يحدث اختلالاً في الحياة الزوجية دون شك، وإن الوضع الطبيعي للمرأة أن يكون عملها في البيت، وعمل البيت عبء غير يسير، وإنه ليحتاج إلى تفرغ تام، لا سيما إن كان هناك أطفال. أما إن لم يكن هناك ضرورة فإن عملها –كما ذكرنا- ضار مؤذ أشد الإيذاء، ذلك أن العمل يكون قد استنفذ طاقتها، فتعود إلى بيتها ضجرة متوترة الأعصاب لا تستطيع احتمال كلمة من زوجها ولا من أولادها، وغالباً ما تكون العلاقات بين الزوجة العاملة وزوجها قائمة على أساس مادي بحت، وكثيراً ما تنشأ خلافات حادة تبدد جو الود والحب، وإذا قدمت المرأة من دخلها شيئاً من المساعدة فقد الرجل قوامته ومسئوليته ولم تعد المرأة -بحكم غيابها عن المنزل- قادرة على رعاية البيت وتنشئة الأولاد. وينبغي أن نقنع بناتنا - لنحول بينهن وبين مخاطر الاختلاط في العمل- بأنه ليس من الضروري أن يستتبع تعلم المرأة أن تعمل خارج المنزل. فلتتعلم بناتنا ما شئن من العلوم ليتوسع إدراكهن وتكبر عقولهن وليشاركن في بناء الجيل المسلم المجاهد الجديد، وإنها لمهمة جليلة!! ومثل الذين يتهاونون في الخلوة والاختلاط الآثم بدعوى أنهم ربوا على الاستجابة لنداء الفضيلة ورعاية الخلق، مثل قوم وضعوا كمية من البارود بجانب نار متوقدة ثم ادعوا أن الانفجار لا يكون؛ لأن على البارود تحذيراً من الاشتعال والاحتراق!! إن هذا خيال بعيد عن الواقع ومغالطة للنفس وطبيعة الحياة وأحداثها. هذا وقد بطلت الدعوى التي يزعم قائلوها إن الاختلاط يكسر الشهوة، ويهذب الغريزة، ويزيل هذا الجنون الجنسي، ويخفف من الكبت، ويبعد الفساد، وبطلان هذه الفرية قائم متحقق بزيارة عابرة لأي بلد من بلاد أوروبا، إن مثل هذه الزيارة تقنع من كان متردداً في تكذيب هذا الادعاء، فلقد زاد الاختلاط من توقد الشهوة وعرامها وزاد من الفساد. ومثله مثل الظمآن يشرب من ماء البحر فلا يزيده شربه إلا عطشاً على عطش). (تحريم الخلوة .. والاختلاط .. ، ص 25 - 27).
*
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ويقول الشيخ (السوري) منير الغضبان – وفقه الله - بعد أن بيّن مخاطر الاختلاط -: (ماذا تريدون يادعاة الاختلاط؟ أما الاختلاط في الجامعات فماذا نقول عنه؟! ضرورة اجتماعية؟! ضرورة خُلقية؟! ضرورة قومية؟! ضرورة تربوية؟! هكذا يقولون!! ويقولون: إن المرأة والرجل قد بلغا من الرشد والمسئولية بحيث يترفعان عن العلاقة الجنسية بينهما، إنما زمالة درس وصداقة مرحلة! إنهم لكاذبون!! أما لو صح قولهم بالحديث عن الرشد لأمكن أن حاجة المرأة إلى أن تتزوج انتهت مع دخول الجامعة، وهذا يكذبه الواقع لكل ذي لب، والفضائح التي تقع في الجامعات، ويندى لها الجبين أكثر من أن تحصى .. الخ كلامه). (إليكِ أيتها الفتاة المسلمة، ص 22 - 23).
4 - وقد عقد الدكتور (السوري) مصطفى السباعي – رحمه الله - فصلا في كتابه " المرأة بين الفقه والقانون " بعنوان " الاختلاط " قال فيه (ص 186): (يتشدد الإسلام في منع اختلاط النساء بالرجال، وقد قامت حضارته الزاهرة التي فاقت كل الحضارات؛ في إنسانيتها ونبلها وسموها، على الفصل بين الجنسين، ولم يؤثّر هذا الفصل على تقدم الأمة المسلمة، وقيامها بدورها الحضاري الخالد في التاريخ).
5 - وعقد – أيضًا – الدكتور (المصري) محمد محمد حسين – رحمه الله – فصلا بعنوان " المجتمع المختلط " في كتابه " حصوننا مهددة من داخلها "، بيّن فيه مضار الاختلاط على المجتمع المسلم، وناقش دعاته من التغريبيين. فقال: (كثر كلام الناس في هذه الأيام - في الصحف وفي دور العلم، وأقسام الفلسفة ومعاهد تخريج المدرسين والأخصائيين الاجتماعيين منها خاصة- عن الكبت الجنسي ومضاره. وشاع بين كثير ممن ينتحلون الدراسات النفسية –والفرويدية منها خاصة- أن السبيل إلى تلافي الأضرار المتولدة عن هذا الكبت هي اختلاط الذكور بالإناث وتخفف النساء من الحجاب ومن الثياب، وهو تخفف لا يعرف الداعون إليه مدىً ينتهي عنده. ولعله ينتهي إلى ما انتهى إليه الأمر في مدن العراة التي نُكِست فيها المدنية فارتدت إلى الهمجية الأولى! ذلك هو "المجتمع المختلط" الذي يدعون إلى تعميمه في المدارس وفي الإدارات الحكومية وفي المصانع وفي الشركات وفي الأندية والمجتمعات. وقد أخذت هذه الدعوة سبيلها إلى التنفيذ في بعض هذه الميادين. والواقع أن هذا الاتجاه هو جزء من اتجاه أكبر وأعم يراد به فرنجة المرأة وحملها على أساليب الغرب في شتى شؤونها: في الزواج وفي الطلاق وفي المشاركة في العمل والإنتاج في شتى الميادين، وفي الزي وفي المحافل والمراقص، إلى آخر ما هنالك. وهذا الاتجاه هو بدوره جزء من اتجاه أكبر يراد به سلخنا من أدب إسلامنا وتشريعه، وإلحاقنا بالغرب في التشريع والأدب ...
وأخطر ما في هذه الدعوات الجديدة أن أصحابها يلجؤون إلى تدعيمها وتثبيت جذورها الغربية في أرضنا بأسانيد من الدين، بعد أن يحرفوا الكلم عن مواضعه في نصوصه الشريفة من قرآن أو حديث أو خبر. لذلك رأيت أن أبدأ هذه الكلمة بتقديم طائفة من الآيات القرآنية تبين بشكل قاطع حكم الإسلام الصريح في هذه الأمور ... ) – وبعد أن أورد بعض الأدلة على تحريم الاختلاط – قال: (هذا هو حكم الدين لمن أراد أن يقيمه. وتلك هي حدود الله لمن أراد أن يلتزمها. وذلك هو الخير كل الخير لمن أسلم وجهه لله وآمن بالكتاب كله، لا يحكم هواه أو أهواء الذين يضلون بغير علم ممن يتبعون الظن، فيأخذ ببعض ويدع بعضاً، ولا يطلب دليلاً على ما أُمر به، ولكنه ينقاد إليه سواء ظهر له وجه الخير فيه أو خفي عنه؛ لأن الدين يقوم على مجموعة من المسلمات يلتقي عندها الناس على اختلاف أفكارهم وأمزجتهم وبيئاتهم، فيصبحون في اتحادهم أمة واحدة، ويصبحون مع تعددهم كالفرد الواحد وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ويصبحون في توادهم وتراحمهم كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، وذلك هو أقصى ما يطمح إليه التفكير السياسي من التماسك والتآلف والاستقرار والاطمئنان ... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
- ثم بدأ بالنقاش العقلي مع دعاة التغريب ممن لا تكفيهم النصوص الشرعية – فقال: (إن إطلاق الأمر في تجاور الرجل والمرأة واختلاطهما لا يخلو من أحد أمرين: فهو إما أن يؤدي إلى إثارة الشهوة في الجنسين وزيادة حدتها، أو يؤدي إلى إضعافها وكسر حدتها. فإذا كان الاختلاط مؤدياً إلى تجاذب الذكر والأنثى على ما رُكِّب في طبيعة كل منهما ولم تكن هناك حدود لهذا الاختلاط أو نظام مرسوم تحوَّل الأمر إلى فوضى لا ضابط لها. وعند ذلك يشيع الأذى بين الناس بشيوع الأمراض التي قدر الله سبحانه أن يضرب بها الذين يقارفون الفاحشة من الزناة، ويفسد المجتمع ويضطرب نظامه ويتمزق شمل جماعته ويموج بعض الناس في بعض، بتكاثر الأحقاد والضغائن بين الآباء الذين أوذوا في بناتهم، والأزواج الذين أوذوا في نسائهم، والأولاد الذين أوذوا أمهاتهم، وبين المتنازعين والمتنازعات والمتنافسين والمتنافسات على العشيق الواحد والعشيقة الواحدة. وذلك كله مما لا خير فيه، ومما لا تسعى إليه جماعة من الناس تنشد الوحدة والطمأنينة والسلام، وتتجنب السبل التي تظن أنها لا تؤدي إليهما. وذلك هو أحد الفرضين.
أما الفرض الآخر فهو أن التجاور بين الرجال والنساء وكثرة اللقاء بينهم وبينهن أفراداً وجماعات موجب لإضعاف التجاذب بخفوت صوت الشهوة الجنسية وإضعاف حدتها أو تحويلها عن وجهها وأسلوبها، على ما يزعمه الزاعمون من بعض الباحثين في الدراسات النفسية، الداعين إلى تهذيب الغريزة الجنسية أو التنفيس عنها، ومعنى هذا أن يجد كل من الذكور والإناث لذتهم في مجرد الاستمتاع بالحديث والنظر، وأن طول التجاور والتقارب يولد في نفوسهم ونفوسهن شيئاً من الإلف لا تثور معه الرغبة في استمتاع جسد كل منهم بجسد الجنس الآخر عند رؤيته، بل مع قربه منه وملاصقته له. وذلك كله أمر معقول ومحسوس يؤيده المنطق والتجربة، لأن إلف النفس للشيء وتكرار اعتيادها إياه يُضعف أثره فيها، فالذين يطيل المكث في مكان عفن نتن يفقد الإحساس بعفنه ونتنه على مر الزمان، والذي يُدمن شم رائحة زكية يفقد الإحساس بطيبها بعد وقت قصير أو طويل .. ، فيؤدي هذا إلى " البرود الجنسي "، وهو مرضٌ يسعى المصابون به إلى الأطباء يلتمسون عندهم البرء والشفاء من أعراضه. فكيف نجعل هذا المرض غاية من الغايات نسعى إليها؟! وكيف يكون الحال لو تصورنا هذا الناموس – ناموس تجاذب الذكور والإناث – قد بطل أو فتر؟ أليس يفسد الكون كله؟ (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن) .. - إلى أن قال -: (وأنا أعلم أن كثيراً من الناس لا يقع منهم الدليل موقع الإقناع إلا إذا نُسب إلى الغرب. وإلى هؤلاء أسوق بعض ما نقلته صحف لا تتهم عندهم بالرجعية عن علماء الغرب وهيئاته. – وبعد أن نقل اعتراف بعض الغربيين بمفاسد الاختلاط أجاب عن بعض المزاعم فقال -: من هذه المزاعم كذلك ما يروِّجونه من أن الأخطاء التي نشاهدها الآن من آثار الاختلاط سوف تزول كما زالت في الغرب حسب زعمهم. وواقع الأمر أن الأخطاء لم تزل في الغرب، ولكن حياء الغربيين والغربيات هو الذي زال. ونحن أناس خُلق ديننا الحياء، والحياء خير كله كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الذي يدمن الحياة بين نتن الجيف وعفن الأقذار يفقد الإحساس بالنتن والعفن، ولكن هذا لا يعني أن النتن قد زال. ومن أعجب ما يلجأ إليه دعاة الاختلاط في بعض دعاياتهم أنهم يعارضون الإسلام بما جرى عليه العُرف عند بعض البائدين كالفراعنة، أو بمذاهب بعض الدراسات الاجتماعية والنفسية الحديثة. ومعارضة الإسلام بهذه أو بتلك لا تصدر إلا من جاحد بالله ورسالاته وكتبه " انتهى كلامه رحمه الله (ص 61 - 77 بتصرف يسير).
6 - ويقول الشيخ (المصري) محمد قطب – وفقه الله – في رسالته " معركة التقاليد " (ص 113 - 115) ساخرًا من دعاة تغريب المرأة المسلمة الذين يعلمون أن المسلمين لن يقبلوا باختلاطهم المشين، ولهذا سموه – تلبيسًا – " الاختلاط البريئ "!
يقول الشيخ: (الاختلاط .. البريئ .. !
أين يوجد؟ وماحدوده بالضبط؟ وفي أي ركن من أركان الأرض يحصل عليه الإنسان؟ هل هناك – في أي مكان على الأرض – اختلاط اسمه بريئ؟ - إلى أن يقول -: ماهذا الجنون الجنسي في أمريكا؟ والإباحية الفاضحة في أوروبا؟ والانحلال الذي ليس بعده انحلال؟ هل تغذى الفتيان بالاختلاط البريئ، وشبعوا من الجنس؛ فعفّوا عن الجريمة؟! لقد زعمت أوروبا في القرن الفائت أنها اهتدت لهذا الاختلاط البريئ؛ كحل لمشكلة الجنس المكبوت. ثم رأت بنفسها النتائج! وعرفت أنه لا يظل على براءته قيد خطوات! ومن ثَم لم يعد دعاتهم يكتبون عن الاختلاط البريئ. كانوا صرحاء مع أنفسهم. قالوا: إنهم يريدون الاختلاط، وليكن من نتائجه بعدُ ما يكون! ونحن مازلنا نردد الاسطوانة القديمة .. الاسطوانة التي بليت من سوء الاستعمال! فلنكن صرحاء، ونطلب الاختلاط في صراحة، بكل ما يترتب عليه من نتائج، وما ينشأ عنه من آثار).
7 - وتؤلف الأستاذة (القطرية) عائشة عبدالله جاسم - وفقها الله - كتابًا رائعًا تسميه (فلنكن صرحاء يا دعاة الاختلاط).
- وللمزيد من الكتب: (المرأة الكويتية إلى أين؟) أحمد المزيني - (المرأة .. ماذا بعد السقوط) بدرية العزاز - (محاذير الاختلاط) حسن هويدي - (خطر التبرج والاختلاط) عبدالباقي رمضون - (تحذير المسلمين من مفاسد اختلاط الرجال بالنساء) إمام عويس - (آفة الاختلاط) عبدالله الأثري " التركي " - (حكم الاسلام في الاختلاط) جمعية الاصلاح الكويتية - (الدعوة إلى إباحة الاختلاط أخطر بدعة تُهدد اجتماعية تُهدد المجتمع المسلم) محمد نعيم ساعي). أما المقالات فتتجاوز الحصر. والله الهادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:58]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان، ونفع بمقالك وهدى الضالين.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 12:16]ـ
أحسنت أبامصعب، بارك الله فيك
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 12:46]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 12:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 10:53]ـ
شكر الله لك جهدك
وكفانا شر دعاة الرجعية إلى تبرج الجاهلية الأولى
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 07:55]ـ
جزاكم الله خيراً و نفع بجهودكم و رد ضال المسلمين إلى الحق رداًّ جميلاً ...
للفائدة أنقل لكم كلام الشيخ الدكتور محمد علي فركوس (الجزائري) ـ حفظه الله ـ في (حكم اختلاط الرجال بالنساء):
السؤال:
مما لا يخفى أنّ ما ابتليت به الأمة الإسلامية في الوقت الراهن اختلاط النساء بالرجال في جل الأماكن العمومية وبخاصة في أماكن العمل والدراسة، فهل يترك الرجل العمل والدراسة بسبب الاختلاط؟ وهل يلحقه إثم في ذلك؟ وهل ثمّة مستثنيات تدعو فيها الحاجة إلى الاختلاط؟ وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فحالات اختلاط النساء بالرجال على ثلاث:
• الحالة الأولى: الاختلاط بين المحارم: وهو مأذون به شرعا، ولا خلاف في حليته، وكذلك الاختلاط بالمعقود عليهن عقد زواج فإنّ هذه الحالة مجمع عليها للنصوص الواردة في تحريم المحارم وفي الرجال الذين يجوز للمرأة إبداء زينتها أمامهم منها: قوله تعالى:?حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيمًا? [النساء: 23]، وقوله تعالى: ?وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ? [النور: 31].
• الحالة الثانية: الاختلاط الآثم الذي يكون غرضه الزنا والفساد فحرمته ظاهرة بالنص والإجماع، منها: قوله تعالى: ?وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً? [الإسراء: 32]، وقوله تعالى:?وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا? [الفرقان: 68].
• أمّا الاختلاط الآخر -الذي هو محلُّ النظرِ- فهو الاختلاط في أماكن الدراسة، والعمل، والاختلاط في الطرقات، والمستشفيات، والحافلات، وفي غيرها من المجالات.
فهل يجوز إذا أُمنت الفتنة أم لا يجوز مُطلقًا، أم يجوز للرجل وتَأْثَمُ المرأة بالاختلاط به؟
وجدير بالتنبيه أنّ سبب الاختلاط هذا هو خروج المرأة عن أصلها؛ وهو قرارُها في البيت ولزومها فيه مصداقًا لقوله تعالى: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى? [الأحزاب: 33].
(يُتْبَعُ)
(/)
فألزمها الشرع البيتَ، ونهاها أن تخرج من البيت إلاَّ لضرورة أو حاجة شرعية، كما ثبت ذكره من حديث سودة بنت زمعة رضي الله عنها: «قَدْ أَذِنَ اللهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ» (1 - أخرجه البخاري في «النكاح»، باب خروج السناء لحوائجهن: (4939)، ومسلم في «السلام»، باب إباحة الخروج للنساء لقضاء حاجة الإنسان: (5668)، وأحمد: (23769)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (13793)، من حديث عائشة رضي الله عنها)، أي: المرأة تخرج لحاجتها، خاصّة إذا لم يكن عندها من ينفق عليها، أو تخرج لأمور حاجيات أو واجبات، كصلة الأرحام، وغيرها من الأمور التي تقترن بها الحاجة، وجواز خروج المرأة عن محلِّ بيتها استثناءٌ من أصل قرارها في البيت.
في حين يخالف الرجل المرأة في هذا الأصل إذ الخروج لأجل التكسّب والاسترزاق حتم لازم عليه، وهو المأمور بالنفقة على البيت لقوله تعالى: ?لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ? [الطلاق: 7]، وقوله عزّ وجلّ: ? وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ? [البقرة: 233]، فجعل الله تعالى المنفقَ الرجلَ سواء كان وليًّا أو زوجًا حتى تمكث المرأة في البيت، ذلك المكان التي خصّت بمسئوليتها عليه في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَالمرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ» (2 - أخرجه البخاري في «الأحكام»، باب قول الله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر: (7138)، ومسلم في «الإمارة»، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر: (1829)، وأبو داود في «الخراج والإمارة»، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية: (2928)، والترمذي في «الجهاد»، باب ما جاء في الإمام: (1705)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما). وهذه النصوص كلّها تدعيم وتأكيد للأصل السابق وهو قوله تعالى:?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى? [الأحزاب: 33]، ولذلك لا يجوز للرجل أن يدخل على المرأة في أصلها المقرر بنص قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ» (3 - أخرجه البخاري في «النكاح»، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم: (4934)، ومسلم في «السلام»، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها: (5674)، والترمذي في «الرضاع»، باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات: (1171)، وأحمد: (16945)، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه)، والمرأة وإن كان يجوز لها الخروج من أصلها استثناء لكنّه مشروط بالضوابط الشرعية: بالتزام جلبابها، وعدم تعطرها، ومشيها على جوانب الطريق دون وسطه، من غير تمايل، أو التفات، أو حركات تشدّ أنظار الرجال، أو تثير انتباههم، وشهوتهم، اتقاء لحبائل الشيطان وتجنبا لشباكه. ذلك لأنّ الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر والنفس أمارة بالسوء والهوى يعمي ويُصِمُّ.
هذا، والفتنة الحاصلة بخروج المرأة عن أصلها من غير ما حاجة أو ضرورة دافعة إلى الخروج هي الآثمة -بلا شك- لأنّها سبب الفتنة وليس الرجلُ هو الآثمَ؛ وإن خرجت للحاجة فلا يلحقها إثم إن قطعت أسباب الفتنة بالتزامها للضوابط الشرعية علما بأنّ هذا الاختلاط ليس محرَّمًا لذاته، ولذلك انتظم ضمن القواعد الفقهية قاعدة: «مَا حُرِّمَ لِذَاتِهِ يُبَاحُ عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَمَا حُرِّمَ لِغَيْرِهِ يُبَاحُ عِنْدَ الحَاجَةِ»، فإن انتفت الحاجة فإنّه يمنع خروجها حَسْمًا للفساد وقطْعًا لمادّته، وقد جاءت نصوص السُّنَّة في تقرير هذا الأصل واضحة منها: كراهية خروج المرأة في اتبَّاع الجنائز ففي حديث أمِّ عطيَّة رضي الله عنها قالت: «كُنَّا نُنْهَى عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَلَم يُعْزَمْ عَلَيْنَا» (4 - أخرجه البخاري في «الجنائز»، باب اتباع النساء الجنائز: (1219)، ومسلم في «الجنائز»، باب نهي النساء عن اتباع الجنائز: (2166)، وأحمد: (26758)، من حديث أم عطية رضي الله عنها)، ومن أسباب الوقاية من الاختلاط: النهي عنه في الصلاة عند إقامة الصفوف، قال صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ
(يُتْبَعُ)
(/)
النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا» (5 - أخرجه مسلم في «الصلاة»، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول: (1013)، وأبو داود في «الصلاة»، باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول: (687)، والترمذي في «الصلاة»، باب ما جاء في فضل الصف الأول: (224)، والنسائي في «الإمامة»، باب ذكر خير صفوف النساء وشر صفوف الرجال: (228)، وابن ماجه في «إقامة الصلاة»، باب صفوف النساء: (1053)، وأحمد: (7565)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وكان يقال للنساء: «لاَ تَرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا» (6 - أخرجه البخاري في «الصلاة»، باب إذا كان الثوب ضيقا: (355)، ومسلم في «الصلاة»، باب أمر النساء المصليات وراء الرجال أن لا يرفعن: (987)، وأبو داود في «الصلاة»، باب الرجل يعقد الثوب في قفاه ثم يصلي: (630)، والنسائي في «القبلة»، باب الصلاة في الإزار: (766)، وأحمد: (15134)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه).
وقد أخبر النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم عن خطر الاختلاط الآثم وما يؤدِّي إليه من انتشار الرذائل والفواحش بسبب فتنة المرأة، ونسب الضرر إلى خروجها في قوله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «مَا تَرَكْتُ فِتْنَةً أَضَرَّ بِهَا عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» (7 - أخرجه البخاري في «النكاح»، باب ما يتقى من شؤم المرأة: (4808)، ومسلم في «الرقاق»، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء: (6945)، والترمذي في «الأدب»، باب ما جاء في تحذير فتنة النساء: (2780)، وابن ماجه في «الفتن»، باب فتنة النساء: (3989)، وأحمد: (21239)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما)، والحديث الآخر: «فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» (8 - أخرجه مسلم في «الذكر والدعاء»، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار: (6948)، والترمذي في «الفتن»، (2191)، وابن ماجه في «الفتن»، باب فتنة النساء: (4000)، وابن حبان: (3221)، وأحمد: (10785)، والبيهقي: (6746)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)، وفي الحديث أيضًا: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ. قَالُوا: أَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قَالَ: الحَمْوُ المَوْتُ». ويمكن الاستئناس بقول ابن عباس رضي الله عنهما مفسرًا لقوله تعالى: ?يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ? [غافر: 19]: «الرَّجُلُ يَكُونُ فِي القَوْمِ فَتَمُرُّ بِهِمْ المرْأَةُ فَيُرِيهِمْ أَنَّهُ يَغُضُّ بَصَرَهُ عَنْهَا فَإِنْ رَأَى مِنْهُمْ غَفْلَةً نَظَرَ إِلَيْهَا فَإِنْ خَافَ أَنْ يَفْطَنُوا بِهِ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا وَقَدِ اطَّلَعَ الله مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ وَدَّ أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى عَوْرَتَهَا» (9 - أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»: (13246)، وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم كما قال الجلال السيوطي في «الدر المنثور»: (7/ 282).)،.وإذا كان الله تعالى وصف اختلاس النظر إلى ما لا يحلّ من النساء بأنّها خائنة -ولو كانت في بيوت محارمها- فكيف بالاختلاط الآثم المؤدِّي إلى الهلكة. ولا يخفى أنّ التدنيَ في الأخلاق والانحراف بها عن الجادة إلى مزالق الهوى والردى ممّا يضعف شوكة الأمّة ويذهب قوتها قال الشاعر:
إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا
هذا، والرّجل إذا ارتاد إلى أماكن العمل للاسترزاق فلا يطلب منه الرجوع إلى البيت ولو لم تَخْلُ أماكن العمل من فتنة النساء، وإنّما الرجل مُطالب بقطع أسباب الفتنة: من غض البصر وتحاشي الحديث معهنّ وغيرها، وأن يتّقي الله في تجنب النساء قدر المستطاع. وإنّما يطلب ذلك من المرأة التي خالفت أصلها فهي آثمة من جهة مخالفتها للنصوص الآمرة بالمكوث في البيت، ومن جهة تبرجها وسفورها وعريها، تلك هي الفتنة المضرة بالرجال والأمم والدين، وله انتياب أماكن العمل من غير إثم لأنّ النفقة تلزمه على أهله وعياله وتبقى ذمّته مشغولة بها، وتكسبه واجبا بخلاف المرأة فهي مكفية المؤونة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا والجدير بالتنبيه أنّ المرأة إذا خرجت لحاجة شرعية كطلب العلم الشرعي الذي يتعذر عليها تحصيله إلا بالخروج إلى مظانه لتقي نفسها من النّار عملا بقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا? [التحريم: 6]، إذ الوقاية من النَّار إنّما تكون بالإيمان والعمل الصالح، ولا يمكن ذلك إلاّ بالعلم الشرعي الصحيح وما لا يتمُّ الواجب إلاَّ به فهو واجب، وإذا جاز للمرأة الخروج للتكسب عند فقدان المعيل والمنفق لإصلاح بدنها وبدن عيالها فإنّ خروجها لقوام دينها أولى ومع ذلك يشترط لها في الخروج أن يكون بالضوابط الشرعية الآمنة من الفتنة.
فالحاصل: أنّ الرجل له أن ينتاب أماكن العمل ويشتغل بالتوظيف للتكسب والاسترزاق لوجوب قوام بدنه ولزوم النفقة عليه وعلى عياله، واختلاط المرأة به في محل عمله لا يكون سببا في تركه للعمل ولا إثم عليه –إن شاء الله- إذا ما احتاط لنفسه، وإنّما الإثم على من خالف أصله في القرار في البيت وخرج إلى أبواب الفتنة من غير مسوغ وبدون ضوابط شرعية لعدم لزوم النفقة عليها، لكنّ الرجل إن خشي الوقوع في محرم لضعف نفسه أمام فتنة النساء فالواجب عليه أن يغيّر محل عمله إلى محل تنتفي فيه الفتنة أو تقل عملا بقاعدة: «دَرْءُ المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ»، أمّا الاختلاط الذي تدعو الضرورة إليه وتشتد الحاجة إليه وتخرج فيه المرأة بالضوابط الشرعية كما هو حاصل في أماكن العبادة ومواضع الصلاة ونحوها مثل ما هو واقع ومشاهد في مناسك الحجّ والعمرة في الحرمين فلا يدخل في النّهي لأنّ الضرورة والحاجة مستثناة من الأصل من جهة، وأنّ مفسدة الفتنة مغمورة في جنب مصلحة العبادة من جهة ثانية إذ «جِنْسُ فِعْلِ المَأْمُورِ بِهِ أَعْظَمُ مِنْ جِنْسِ تَرْكِ المَنْهِيِّ عَنْهُ» كما هو مقرَّر في القواعد العامّة.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 28 شعبان 1428ه
الموافق ل: 10 سبتمبر 2007م
-------------------------------------------------------
1 - أخرجه البخاري في «النكاح»، باب خروج السناء لحوائجهن: (4939)، ومسلم في «السلام»، باب إباحة الخروج للنساء لقضاء حاجة الإنسان: (5668)، وأحمد: (23769)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (13793)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
2 - أخرجه البخاري في «الأحكام»، باب قول الله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر: (7138)، ومسلم في «الإمارة»، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر: (1829)، وأبو داود في «الخراج والإمارة»، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية: (2928)، والترمذي في «الجهاد»، باب ما جاء في الإمام: (1705)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
3 - أخرجه البخاري في «النكاح»، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم: (4934)، ومسلم في «السلام»، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها: (5674)، والترمذي في «الرضاع»، باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات: (1171)، وأحمد: (16945)، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
4 - أخرجه البخاري في «الجنائز»، باب اتباع النساء الجنائز: (1219)، ومسلم في «الجنائز»، باب نهي النساء عن اتباع الجنائز: (2166)، وأحمد: (26758)، من حديث أم عطية رضي الله عنها.
5 - أخرجه مسلم في «الصلاة»، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول: (1013)، وأبو داود في «الصلاة»، باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول: (687)، والترمذي في «الصلاة»، باب ما جاء في فضل الصف الأول: (224)، والنسائي في «الإمامة»، باب ذكر خير صفوف النساء وشر صفوف الرجال: (228)، وابن ماجه في «إقامة الصلاة»، باب صفوف النساء: (1053)، وأحمد: (7565)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
6 - أخرجه البخاري في «الصلاة»، باب إذا كان الثوب ضيقا: (355)، ومسلم في «الصلاة»، باب أمر النساء المصليات وراء الرجال أن لا يرفعن: (987)، وأبو داود في «الصلاة»، باب الرجل يعقد الثوب في قفاه ثم يصلي: (630)، والنسائي في «القبلة»، باب الصلاة في الإزار: (766)، وأحمد: (15134)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
7 - أخرجه البخاري في «النكاح»، باب ما يتقى من شؤم المرأة: (4808)، ومسلم في «الرقاق»، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء: (6945)، والترمذي في «الأدب»، باب ما جاء في تحذير فتنة النساء: (2780)، وابن ماجه في «الفتن»، باب فتنة النساء: (3989)، وأحمد: (21239)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
8 - أخرجه مسلم في «الذكر والدعاء»، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار: (6948)، والترمذي في «الفتن»، (2191)، وابن ماجه في «الفتن»، باب فتنة النساء: (4000)، وابن حبان: (3221)، وأحمد: (10785)، والبيهقي: (6746)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
9 - أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»: (13246)، وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم كما قال الجلال السيوطي في «الدر المنثور»: (7/ 282).
http://www.ferkous.com/rep/month_word.php
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 03:42]ـ
بسم الله
الاختلاط نازلة في حياة المسلمين ولم يعرفوه إلا مع الاستعمار الصليبي الغربي، ومحاولة الضحك على المسملين بأن وجود النساء في المسجد الحرام أو في الحج أو في الأسواق اختلاط سخرية بالناس واستهبال للمسلمين، ذلك لأن جريمة الاختلاط تولد التعارف والتشارك في عمل محدد ساعات كل يوم وهو الأمر الذي يقتضي التعارف وتبادل المعلومات الشخصية المهمة للعمل ولا يمكن تصور تزامل امرأة ورجل أشهرا أو سنوات في عمل واحد يضمهما كل يوم دون تعارف بينهما وزوال الحواجر الشرعية بينهما باعتبارهما أجنبيين عن بعضهما، لذا لزم التذكير بهذا حتى لا تنطلي على بعض الساهين أو غير العارفين مثل هذه الألاعيب والمهازل.
شكر الله للشيخ سليمان هذا الجهد المبارك ونسأل الله أن يرد هذه الجريمة عن بلادنا بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية حرسها الله ممن يريد بها شرا وفتنة من داخلها، أما من هم خارجها فهم معروفون، وليس خطر مثل خطر.
19/ 10/1428
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 07:56]ـ
جزاك الله خيرا
مشاركة قيمة ومفيدة كعادتكم
ولأهميتها رفعتها
بارك الله فيك ونفعك ونفع بك
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 09:03]ـ
اللهم من أراد بنساء المسلمين سوء فأشغله بنفسه و رد كيده في نخره و أجعل اللهم تدبيره في تدميره و أكف المسلمين شره و أذاه ..
كأني - أحبتي في الله - أقراء سير المنافقين و مقولاتهم منذ عهد الحبيب صلوات ربي عليه الى يومنا هذا عندا أنظر الى مقولات هؤلاء المرضى بالنفاق ..
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزي الشيخ المبارك / سليمان الخراشي خير الجزاء على جهاده للمنافقين، و أن يوفقنا و أياه للصواب ..
آل أبو راجح
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 05:49]ـ
-
لطالما يحتجون بالطواف والسعي دون النظر أن الطواف والسعي الخلطة فيهما عارضة مؤقتة ليس على سبيل المداومة و ليس في السعي والطواف تعمد للخلطة وفيها التبتل لله و انشغال الذهن والروح بعبادة من اعظم العبادات و لا يكون في الطواف والسعي مناولة ولا مباشرة للرجال مع النساء الا نادراً على قدر الحاجة ومع ذلك يستدلون بهذه الأمور والحوادث المؤقتة الخارجة عن العادة الى نفي الأصل و الدليل الأصرح والأقوى فيغضون الطرف عن الأدلة الأخرى كمجانبة الرجال في مسجد المدنية فلا تختلط صفوف النساء بالرجال مع عظم المكان و عظم العبادة وشرف الزمان، وجعل لهن باباً لا يلج منه الرجال، ولا يختلطن بهم حال التعليم كحديث (غلبنا عليك الرجال .. ) وهم في اشرف زمان ومكان و مع قوم شهد الله لهم ورسوله!
وهناك من الشبه التي يلقونها ما يكون على غير ظاهرها أو تكون في حال مخصوصة أو يكون من خصوصيات المصطفى صلى الله عليه وسلم أو حملوه على غير مراده ومن امثلة ذلك ما ورد عن ابن عمر: (ان الرجال والنساء في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتوضأون جميعا في الاناء الواحد)
فحملوا كلام ابن عمر في الماء بعدم سلبه طهوريته من وضوء احدهما منفرداً أو المرأة منفردة على غير سياق الخطاب وجعلوه في الخلطة!، ومما يبين ذلك حديث: لا يغتسل الرجل بفضل طهور المرأة ولا المرأة بفضل طهور الرجل، وعن عائشة: (كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نغتسل من الجنابة من إناء واحد نغترف منه جميعا)، وعنها رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل هو وبعض أزواجه من إناء واحد يتنازعان الغسل منه جميعا من الجنابة)
وعن ابي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغتسل المرأة بفضل الرجل أو يغتسل الرجل بفضل المرأة، وليغترفا جميعا)
فكلام ابن عمر عن الماء الذي هو محل الخلاف في صحة الوضوء به لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من النهي واختلفوا في النهي على التحريم و الكراهة،،
فما ابعد المقصدين مقصد ابن عمر ومقصد زنادقة العصر
،،
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
،
ـ[علي التمني]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 02:32]ـ
بسم الله
جريمة الاختلاط يجب ألا يكون لها وجود في بلاد الحرمين وهذا ما قامن عليه هذه البلاد وهذه هي سياسة الملك عبدالعزيز الذي لا يجوز أن ننحرف عن نهجه القائم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم فتاوى العلماء الأثبات كالشيخ محمد بن ابراهيم وابن باز وابن عثيمين والمفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ فإنه لا فلاح لنا ولا قوة ولا وحدة إلا بالله ثم بالإسلام وشرعه يقول الملك عبدالعزيز رحمه الله فقد نص المؤسس الراحل الملك عبد العزيز – رحمه الله- في بيان أصدره عام 1356هـ، على هذه القضية حيث يقول: ( ... وأقبح من ذلك في الأخلاق: ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهنّ وترقيتهنّ وفتح المجال لهنّ في أعمال لم يخلقن لها حتى نبذن وظائفهنّ الأساسية من تدبير المنزل وتربية الطفل، وتوجيه الناشئة إلى ما فيه حب الدين والوطن ومكارم الأخلاق .... ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، أو إسلام، أو مروءة أن يرى زوجته أو أحداً من عائلته أو المنتسبين للخير في هذا الموقف المخزي، هذه طريق شائكة تدفع بالأمة إلى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارجٌ من دينه، خارج من عقله خارج من عربيته؛ فالعائلة هي الركن في بناء الأمم وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شيم أن يدافع عنها) أهـ نقلا عن الدرر السنية 14/ 404،403.
24/ 4/1429
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 03:08]ـ
وهذه ليست بأولى كذباتهم، فقد كذبوا قبلها: أن الحجاب الشرعي (تغطية الوجه) عادة محلية، بل قال بعضهم: عادة نجدية! ثم نكتشف أن نساء المسلمين جميعًا في مختلف البلاد الإسلامية كنّ يلتزمن بهذا الحجاب الشرعي
نعم هذا أمر متواتر وهذه صور لحجاب النساء في المغرب الأقصى وكن يغطين وجوههن.وهذا الباس اسمه الحايك وهذا اللباس كما قال الشيخ محمد بوخبزة جلب من الأندلس على يد نساء الأندلس اللواتي هاجرن منها ومن مملكة غرناطة خصوصا إلى شمال المغرب وشرقه وكان منتشراً في المغرب والأندلس.
http://www.x66x.com/download/127481860e13b493.jpg
http://www.x66x.com/download/127481860e13b493.jpg
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 03:45]ـ
وهذه صورة لإحدى المصريات (من 100 عام قبل دعوة المجرم قاسم أمين المشبوهة) بجلباب وتغطى وجهها (مع التحفظ على إظهار الجبين ففيه مخالفة)
http://www.maktoobblog.com/userFiles/b/o/bondoka_love/images/965604052bj9.jpg
http://www.maktoobblog.com/userFiles/b/o/bondoka_love/images/965604052bj9.jpg
ـ[أسماء]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 09:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن في حدود الشرع المطهر. إن هذه الكلمة المخلصة التي أطلقها وأرفع بها صوتي أرجو أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ، يجب أن ينتهي عهد التقليد والتبعية والهدم إلى غير رجعة. يجب أن يُمنع الاختلاط في التعليم طاعة لأمر ربنا، ورعاية لأخلاق أبنائنا، وسعياً للمزيد من تحصيل العلم والمعرفة.
جزاك الله كل خير شيخنا الفاضل على هذا الموضوع القيم
و بارك الله فيك على هذه النصيحة الطيب
نحن اليوم نعيش في مجتمع كله مختلط و هذه الحقيقة
قبل الاستعمار و بعد الاستعمار .... !!!!
سؤال: ماذا عن إشراك المرأة في المنتديات فيها رجال هل يعتبر هذا اختلاط ... ؟؟؟(/)
ضيق الصدر بالرأي .. والقمع الفكري
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الأسف لقد فاقنا الغرب في أدب الحوار .. واحترام الرأي الآخر
والحال أننا أولى بذلك منهم ..
فقد قال الله تعالى:"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" .. فإذا كان هذا في جدال أهل الكتاب الكفرة .. فكيف بنا معاشر المسلمين؟
في إحدى المنتديات-دون تسمية- (ليس المقصود هذا الملتقى الكريم) .. كتبت أن الشيخ فلان أعلم من الشيخ فلان ..
فقاموا بحذف الموضوع كله! .. مع ما يشتمل عليه من فوائد ..
هبني قلت رأيي .. الذي تختلف فيه وجهات النظر لأسباب عديدة .. فلمَ تضيق صدورنا؟
وفي مكان آخر .. كتب أحدهم عن تقرير جواز أمر .. هو في الواقع رأي الجمهور .. فحورب أيما محاربة ..
كأنه أتى بالكفر .. أو بشيء شاذ خارج عما اتفق عليه العقلاء
هي دعوة صادقة إن شاء الله .. أن تكون صدورنا رحيبة بالخلاف .. دون حرج
ولا داعي للوازم تقضي بتجهيل الآخر .. وتسفيه علمه .. في أمور تحتمل إبداء الرأي ..
أنشد الله كل من يقرأ مقالي هذا .. أن يربأ بنفسه عن حالة الغيظ التي تصيبه حين يرى شيئا يخالف رأيه في أمور ليست من الأصول .. خصوصا حين نعلم أن الغالب في مثل هذا المكان ونحوه .. هم طلبة العلم .. الذين ينبغي أن نحسن الظن فيهم ..
فقضية كقضية إخراج زكاة الفطر نقدا .. لم يكن النقاش فيها في أكثر من موقع .. يستحق هذا الثوران .. والمحادّة .. كما لو كانت في مسائل أصول الاعتقاد ..
دعونا نهدأ أرجوكم .. !
فهل علمتم أسوأ من مقالة عتبة بن ربيعة الوقح المشرك .. لسيد الخلق (ص) .. حين عرض عليه المال وأجمل الزوجات والتطبيب من الجن (!) .. فكان ماذا من رسول الله؟
لم يزد أن قال: أفرغت يا أبا الوليد (!)
ثم أسمعه آيات من سورة فصّلت
هكذا .. !
هبني قلت .. الشيخ العلوان أعلم عندي من العثيمين .. أو أي شخص آخر .. عَرَضا .. في مقال ما
هل أتيت بهذا منكرا من القول وزورا أو بدعة شنيعة .. أستحق أن أؤدب عليه مثلا أو أوبّخ!
أنشدكم الله يا إخوتاه ..
لنكن ألين عريكة .. وأسهل مأخذا .. وأقرب ودا ..
وإلا فلا تلوموا أصحاب التوجهات العلمانية واللادينية .. الذين يقمعون مخالفيهم لمجرد الرأي
اللهم هل بلغت ..
اللهم فاشهد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:17]ـ
من باب على رسلكما إنها صفية ..
لا أقصد إدارة هذا الملتقى الرائع حقا .. وإن كان لا يمنع أن تكون الكلمة مشتملة على الذكرى التي ينتفع بها المؤمنون
وإنما أتحدث عن بعض المنتسبين لعامة المواقع .. وبعض مشرفي المواقع الإسلامية والعلمية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:28]ـ
وفقك الله، أرجو أن تسمح لي بهذه التعليقات:
أولا:
أنت تخالف نفسك بهذا الكلام؛ لأن حذف الموضوع من حق المشرفين، فإذا كان ما قلته رأيا ارتأيته ولا ترى أنك قد أتيت منكرا فيه، فالمشرفون أيضا من حقهم حذف الموضوع دون قيد أو شرط، وليس من حقك الاعتراض، وما اشتركت في أي منتدى إلا بعد الموافقة على ذلك.
ثانيا:
إذا كان من حقك أن ترى رأيا، فمن حق من يقرأ كلامك أيضا أن يخالفك فيه، وليس لك أن تعترض على ذلك إلا إن خرج الراد عليك عن سبيل الأدب في الرد، وإن كنت ترى أنك حر في رأيك فهو أيضا حر في تعليقه على رأيك، وما دمت نشرته على الملأ فقد صار من حق من يقرأ أن يرد ويعلق؛ وإلا فلماذا تنشره؟
ثالثا:
إذا كنت ترى أن من حقك أن تحكم على العلوان - مثلا - بأنه أعلم من ابن عثيمين - مثلا - وأنت تجزم - ولا شك - بأنك لست أعلم من أي منهما، فكذلك من حق من يقرأ مقالك، حتى وإن كان أقل علما منك أن يحكم عليك أنك لست أهلا لإطلاق هذا الحكم وهذا التفضيل، وليس من حقك أن تعترض عليه، فهذا رأيه كما كان هذا رأيك، فإن رأيت أن تعترض عليه فيما وصفك به، فكذلك من حقه أن يعترض عليك في التفضيل الذي ذكرته.
رابعا:
لا أقصد بما سبق من كلامي أن أناقضك أو أنكر عليك، ولكن رأيت توضيح بعض الأمور التي قد تكون غائبة عنك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 08:43]ـ
الحمد لله .. وبعد
أما أولا .. فليس من حق المشرفين حذف أشياء ليست مشروطة في معاهدة التسجيل ..
وكلامي السابق .. ليس عن هذا المنتدى .. وإن شئت حلفت لك ..
ثانيا-لم يكن اعتراضي على من يرد بأدب .. فإني لم أزل أرد منذ المشاركة الأولى
وإلا لكانت مطالبتي هي توحيد آراء الناس! ..
ثالثا- (ضع هنا ما قلته في (ثانيا))
رابعا-جزاك الله خيرا على التوضيح الكريم ..
وبارك فيك .. وأحسن إليك
كلمة أخيرة: لايلزم من المفاضلة في علم العلماء أن يكون من يحكم أعلم من المحكوم عليهم ..
فهذا يعرف بقرائن كثيرة .. في كل فنّ .. ولم يزل طلبة العلم والعلماء الصغار يفاضلون بين الأئمة الكبار
بل إن المريض يستطيع أن يفاضل بين الأطباء .. ويكون حكمه في غالب الأحيان دقيقا ..
مع كونه يجهل الطب بالكلية ..
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 09:13]ـ
أنا أعلم أنك لا تعني هذا المنتدى فلا حاجة للقسم.
وأما حقوق الحذف والتعديل فهي محفوظة للمشرفين، ومن أراد الاعتراض فليعترض على الخاص.
(يُتْبَعُ)
(/)