الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 07:11]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه ... وبعد:
فإن مسالة عذر الجاهل المشرك قد أخذت حيزا كبيرا في النقاشات،وقبل ذلك أخذت حجما كبيرا في نفوس الكثير من الإخوان، وأذكر هنا أصلا في هذه المسالة اعتقد أنه يوضح وجهة نظر من يقول بالتفصيل في هذه المسالة خلافا لمن يطلق القول بالعذر بالجهل ...
وهذا الأصل يرجع إلى أمرين:
الأول: هو حقيقة الإيمان الكفر ..
والثاني: هو النصوص الواردة في المسالة ..
-أما الأمر الأول وهو حقيقة الإيمان والكفر ...
-فالإيمان والكفر متقابلان بل إذا زال احدهما خلفه الآخر، ولا يجتمع أصل الإيمان وأصل الكفرأبدا، ولكن قد يجتمع شعبة من شعب الكفر مع أصل الإيمان فالكفر أصل ذو شعب، كما قد يجتمع شعبة من شعب الإيمان مع أصل الكفر فالإيمان أيضا أصل ذو شعب كما جائت بذلك الأحاديث لكن لا يجتمع الأصلان قط في قلب رجل كما أنه لا يخلو قلب رجل منها في آن واحد ...
- والكفر في اللغة الستر والتغطية
- وشرعا أو اصطلاحا هو " ضد الإيمان"
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
(والكفر عدم الإيمان باتفاق المسلمين سواء " اعتقد نقيضه وتكلم به" أو " لم يعتقد شيئا ولم يتكلم" ولا فرق في ذلك) مجموع الفتاوى (20/ 86)
ومعنى قوله رحمه الله أن الكفر عدم الإيمان،أن من لم يأت بالإيمان فقد كفر وهو على ضربين:
- ضرب يأت بما ينقض الإيمان،وهذا كمن يأتي المكفرات القولية والعملية
- وضرب آخر لم يحقق الإيمان وإن لم يأت بما ينقضه ...
فكل من لم يحقق الإيمان فقد لابس الكفر قطعا ..
ولذا قال ابن القيم رحمه الله: (والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله وإتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل .. )
فما لم يأت العبد بالإيمان فليس بمسلم سواء اعتقد نقيضه وتكلم به" أو " لم يعتقد شيئا ولم يتكلم" ولا فرق في ذلك ...
وكل ما يحيد بالمكلف عن تحقيق الإيمان فليس بعذر في كون صاحبه قد كفر أو أشرك على الحقيقة سواء كان جاهلا أو غير ذلك، وإن كان قد يعذر في العذاب ...
- الأمر الأخر وهو النصوص الواردة في المسالة ..
فليس ثمة نص صريح يدل على عموم العذر بالجهل كما في الخطأ والنسيان والإكراه فالأدلة على ثبوت هذه الأعذار صريحة وقاطعة ومع ذلك فأصحاب هذه الأعذار لم تنتفي عنهم حقيقة الإيمان ولم يلابسوا الكفر بخلاف الجهل ...
وكل ما يورد في المسالة لا يفيد العموم - وإن ادعوه - وليس فيه سوى نصوص أرجح ما يقال فيها أنها تخص ما جائت فيها ومثيلاتها مما لم يتعرض بنقض حقيقة الإيمان السالف ذكرها ...
- هذان الأمران هما الأصل الذي ينطلق منه من يقول بالتفصيل في مسالة العذر بالجهل ...
وعدم التكفير في كلام بعض أهل العلم لا يعني عدم الوقوع في الكفر وملابسته فهذا أمر وذاك آخر وللكلام بقية إن شاء الله
والله أعلم
ـ[المغيرة]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 09:19]ـ
جزاك الله خيرا" الشيخ السلفي و الذى لم افهمه من كلامك هو قولك: وعدم التكفير في كلام بعض أهل العلم لا يعني عدم الوقوع في الكفر وملابسته فهذا أمر وذاك آخر
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 10:52]ـ
جزآكم الله خيراً، نرجو مواصلة حديثك بارك الله فيك.
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 01:39]ـ
الحلقة الثانية
في هذه الحلقة أتكلم عن الطرف الآخر في المسألة الذين يعذرون بالجهل واذكر بعض خصائصهم ومسالكهم وأسال الله التوفيق والسداد ..
الذين يعذرون بالجهل يمكن أن ينقسموا إلى قسمين:
الأول: ينطلق في تقرير المسألة من أدلة الشرع ونقولات أهل العلم ...
الثاني: ينطلق من أصول فاسدة لمحاولة تأصيل المسألة ثم بعد ذلك يحمل الأدلة ونقولات أهل العلم على هذه الأصول ...
القسم الأول يكاد يكون الخلاف معه قريب لأنه يحصر العذر في الجهل الذي يعجز المكلف عن رفعه وينزل المتمكن من العلم منزلة العالم ويسميه معرضا ويلحقه بالمعاند حكما في استحقاق الوصف والعقوبة ..
ثم انه يتناول المسالة من الجهة الفقهية ويجعل الخلاف فيها واردا كغيرها من المسائل الاجتهادية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
- القسم الثاني الخلاف معه ليس حول مسالة العذر بالجهل بقدر ما هو حول الأصول التي ينطلق منها لتقرير المسالة والتي بها تعظم مخالفته ويصعب التوافق معه أو تقريب وجهات النظر مالم يدع هذه الأصول أو على الأقل (يفك الارتباط) ..
ومن هذه الأصول الفاسدة:
- أن المكفرات العملية لا تخرج من الملة ما لم تقترن باعتقاد مكفر ...
- أن الجاهل المتمكن من العلم لا ينزل منزلة العالم بل عليه أثم التقصير في طلب العلم
- أن الجاهل يقول لا إله إلا الله ولا يمكن تكفيره حيث لا يقصد الكفر
- أن الجاهل لديه براءة إجمالية من الشرك
- أن الأعمال شرط كمال في الإيمان
- أن العذر بالجهل عقيدة السلف، والمخالف فيها يعد من الخوارج التكفيريين، أو هو على أحسن الأحوال عنده غلو في التكفير ...
وهذا القسم على تفاوت بينهم في التمسك بهذه الأصول عند تقرير المسالة فمنهم من يلتزم جميع هذه الأصول ومنهم من يتمسك ببعضها لكن لا يخلوا احد من هذا القسم من التمسك بواحدة منها على حد علمنا ...
ولا شك أن هذه الأصول تبعد بالمسالة أن تكون فقهية أو اجتهادية، فغالب هذه الأصول الواحد منها كفيل بان يتهم المخالف فيه على إتباعه لمنهج أهل ا لسنة ...
بخلاف القسم الأول الذي لا ينطلق إلا من أدلة الشرع في تقرير المسالة، ومع ذلك فهو يجيز الاختلاف حول دلالات هذه الأدلة ويجعل للمخالف حظه من النظر والاجتهاد، ولذا لا تجد شيئا من الشحناء أو الفرقة بينهم وبين من يخالفهم إلا أصحاب التعصب الأعمى للرجال ...
أصحاب القسم الثاني حيث يشعرون بضعف مأخذهم في المسالة أخذوا يحشدون الأدلة حشدا غير مبالين بأصول الاستدلال ولا بدلالات النصوص، ولا مراتب الأدلة، فالمفهوم كما المنطوق والنص كالظاهر والقطعي كالظني، وهكذا حيص بيص الكل يتكلم والكل يستدل،حتى وصل الأمر ببعضهم أنه اتهم موسى كليم الله بالجهل لأنه ألقى الألواح وعذره الله بالجهل!، ومنهم من اتهم إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء الموحدين وقدوة رسولنا الأمين عليه الصلاة والسلام لما قال عن القمر هذا ربي ...
بل منهم من اتهم إمام العلماء معاذ ابن جبل بجهل التوحيد الذي علمه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير واسطة حيث كان رديفه على الحمار، والذي أرسله إلى اليمن داعيا ومعلما، والذي قال فيه عليه الصلاة والسلام يسبق العلماء يوم القيامة برتوة فلا حفظوا قدر الأنبياء ولا أصحابهم العلماء لأجل تقرير مثل هذه المسالة
.. فأي غلو هذا؟ وإنا لله وإنا إليه راجعون؟!
ولكان أغنى من ذلك كله نص واحد صحيح صريح في المسالة لو وجد!
ألا يرون أن أعظم الأعذار في الشريعة وهو الإكراه لا يذكر عند تقريره إلا آية واحدة أو حديث؟!
ومع ذلك فلا يخالف فيه إلا زائغ مبتدع بالاتفاق، وأن العبرة ليست بكثرة الأدلة بقدر ثبوت الدليل وقطعية دلالته، بل الغالب أن دليلا واحدا يكفي لتقرير أعظم المسائل إذا كان نصا فيها ...
أصحاب القسم الثاني يخلطون دائما بين المنهج الدعوي الواجب وبين تقرير مسائل الشرع ...
فلا شك أن الواجب عند وجود الشرك كظاهرة نظرا لفشو الجهل وقلة العلم هو الانصراف إلى الدعوة إلى توحيد الله وإخراج هؤلاء الجهلة من براثن الشرك إلى نور التوحيد الخالص،ولا يكون هم أي عالم إلا هذا، أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده كأئمة الهدى الذين شابه عصرهم عصره عليه الصلاة والسلام كشيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب، والذي لا يعرف إلا بدعوة التوحيد وتقرير مسائلة وما يناقضه من الكفر والشرك والقتال على ذلك كله والتأليف في ذلك والتأصيل والتنظير، رغم فقهه وإلمامه الواسع بشتى فنون العلم ...
ولكن القوم بدلا من أن يجعلوا التوحيد قضيتهم جعلوه أحد قضاياهم وأخذوا يبررون للناس وقوعهم في الشرك بكثرة التلبيس الواقع ويعتذرون لهم بالجهل ...
وللحديث بقية إن شاء الله
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 08:27]ـ
فلا شك أن الواجب عند وجود الشرك كظاهرة نظرا لفشو الجهل وقلة العلم هو الانصراف إلى الدعوة إلى توحيد الله وإخراج هؤلاء الجهلة من براثن الشرك إلى نور التوحيد الخالص،ولا يكون هم أي عالم إلا هذا، أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده كأئمة الهدى الذين شابه عصرهم عصره عليه الصلاة والسلام كشيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب، والذي لا يعرف إلا بدعوة التوحيد وتقرير مسائلة وما يناقضه من الكفر والشرك والقتال على ذلك كله والتأليف في ذلك والتأصيل والتنظير، رغم فقهه وإلمامه الواسع بشتى فنون العلم ...
كلام رائع جداً فلابد من استفراغ الوسع وإستفاضة البلاغ في دعوة الناس للتوحيد وإقامة حياتهم علي قاعدة العبودية بقبول شرع الله ورفض ما سواه بدلاً من أن نجلس ندافع عن جهلهم أو نتلمس لهم المعاذير، نرجو المواصلة بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 10:34]ـ
الأخ المكرم محمد عبد المجيد بارك الله فيك ونفع الله بك وبقلمك وجعله في ميزان حسناتك
ـ[أبومنصور]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 01:34]ـ
استمر بارك الله فيك .. وياحبذا لو تضع كل هذه المقالات في موضوع واحد ورد او بي دي اف
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 07:16]ـ
أخي ابو منصور وجميع الإخوان بارك الله فيكم وكل عام وانت بخير وعافية وأسال الله أن يتقبل من ومنكم الصيام والقيام في هذا الشهر المبارك وان يعيننا علي ذلك وأن يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل ..
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 10:19]ـ
الحلقة الثالثة:
الجهل ومعناه والمقصود من قولنا " العذر بالجهل "
الجهل لغة: ضد العلم وقولهم ضد العلم أي أن للعلم حقيقة، ما لم يأت بها المرء فهو على ضدها كالكفر تماما فهو ليس له حقيقة إلا أنه ضد الإيمان الذي له حقيقة، ولعل هذا يقال في كل ما يعرف بأنه ضد مقابله في المعنى
ولهذا يقال ما هو الإيمان الذي ضده الكفر؟ وما هو العلم الذي ضده الجهل؟
العلم هو موافقة ما في النفس للأمر المعلوم على ما هو عليه في الواقع والحقيقة، أو بمعنى آخر إدراك الأشياء على ما هي عليه ...
فإن وافق على ما هو عليه فهو علم ..
- وعلى هذا فيكون الجهل خلو النفس من العلم أو العلم على خلاف الحقيقة
فكلا الأمرين يسمى جهلا وإن فرق بينهم أهل العلم،فاصطلحوا أن يكون اسم الأول جهل بسيط والأخر جهل مركب ...
وخلو النفس من العلم هو ما أشار إليه قوله تعالى: "هو الذي أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "
والمقصود هنا في مسالة العذر بالجهل كلا المعنيين ... لأنهما في معناه
والمقصود في كلا المعنيين الجهل بالحكم الشرعي ..
والبحث هو فيما يخص تأثير هذا الجهل على الوصف الشرعي للفعل والفاعل والإثم المترتب على ذلك الوصف ...
- والجهل قد يكون جهلا بالحكم، وقد يكون أيضا جهلا بالسبب الموجب للحكم مع العلم بالحكم ...
ومثال الأول رجل يجهل أن الخمر حرام فشربها جاهلا بحكمها الذي هو التحريم ...
ومثال الثاني رجل يعلم أن الجهل حرام ولكن يجهل أن هذا النبيذ قد تخمر فشربها جاهلا بالسبب الموحب للتحريم والذي هو التخمر ...
والمقصود في العذر بالجهل هو النوع الأول (الجهل بالحكم) أما الثاني فيلحق بالخطأ لانتفاء القصد فيه ...
- الجهل يختلف عن بقية الأعذار في انه لا يغير من حقيقة العمل ...
- فالجاهل من جهة مباشرة العمل كالعالم تماما بمعنى أنه يقصد العمل ويتعمده ويريده فلو كان عبادة مثلا موجهة لغير الله فتقوم في الجاهل حقائق العبودية لغير الله كما العالم تماما فهو يؤله المعبود ويقصده بالعبادة وتقوم في نفسه كل مقامات العبودية لغير الله من ذل وخضوع واستسلام ومحبة كما العالم تماما ...
- ولهذا فالجهل لا يغير حقيقة العمل بخلاف الإكراه أو الخطأ مثلا فهما ينفيان إرادة العمل وقصده،ولهذا لا يثبت وصف العمل ولا إثمه فلا يقال مثلا زان (الوصف) ولا يأثم أو يعاقب (العذاب) ...
- بخلاف الجاهل فيقال عنه زاني (الوصف الشرعي) لمباشرته الوطء عن تعمد وارداه وقصد وإن كان قد لا يعاقب لجهله كما سيأتي ..
- ولنضرب مثالا للشرك الذي يقع من الجاهل ...
فالشرك هو أعظم ذنب عصي الله به سبحانه وتعالى
فهو أعظم من السب والشتم والتنقص - بل يتضمنه - والاستحلال والجحود وغيرها من أنواع الكفر ...
فكما أن التوحيد هو العبادة الدائمة عند الموحدين فالشرك هي العبادة الدائمة عند المشركين ...
فالمشرك عرف غير الله بصفات الله فعرف الولي بما يكون لله سبحانه وتعالى،فعرفه بقدرته وكرامته،وعلمه بالغيب، وأنه يغضب ويسخط وانه القادر على عقاب من يعصيه وإبرار من يطيعه ويرضيه،وما أكثر تحذير المشركين للموحدين أن يغضب عليهم الولي إذا تعرضوا له، وأنه سيفعل بهم وينكل!
فعرفه بما يعرف به الله سبحانه وتعالى، فصرف صفاته له قبل أن يصرف عبادته إليه، فنحن عرفنا الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته ووحدناه في ذاته وأفعاله وهذا عرف الولي بما نعرف به الله واعتقد ما لله لغيره تحت اسم الكرامات والمعجزات فاعتقد أنه يرزق الفقير ويشفي العليل ويهدي الضرير ويهب البنات والبنين وينزل الغيث وبيده مقاليد الخلائق ... ولهذا كله دعوه ورجوه خوفا وطمعا، وقربوا له ما في أيديهم من القليل لينعم عليهم بالعطاء الجزيل أو يدفع عنهم السوء والبلاء العظيم، ومن عاين هؤلاء علم أن ما ذكرته قليل من كثير ...
- فكل شرك في الإلوهية سبقه أضعاف هذا الشرك في الأسماء والصفات والربوبية وهذا كله معلوم بالضرورة العقلية قبل أن يعلم بالدلائل الشرعية ...
ولهذا لو قيل ما الفرق في قيام حقيقة العبودية لغير الله بين الجاهل والعالم لما كان ثمة فرق وهي منازل في الشرك بها يتفاضلون، وضلال يتبع بعضهم بعضا في دركاته ...
وهذه حقيقة الرؤساء والمتبوعين والضلال والمضلين كلهم قامت في قلوبهم حقائق العبودية لغير الله
ولو نعتهم ليل نهار بنعوت الإسلام فلا والله ليس هذا هو الإسلام وليس هؤلاء بالمسلمين ...
- وكل هذا لا يكون مع الإكراه أو الخطأ، بل شرطه ليكون عذرا أن لا يقوم بقلبه هذا المعنى فلا ينشرح بالكفر صدرا والكفر هنا هو حقيقة الكفر لا اسم الكفر بخلاف الجاهل الذي ملئ الكفر صدره بطنه ... والله المستعان
وللحديث بقية إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 10:48]ـ
جزآكم الله خيراً أخي الحبيب.
ولمزيد بيان هذه المسأله
1ـ يراجع كتاب المتممة لكلام أئمة الدعوة فى مسألة العذر بالجهل جمع فضيلة الشيخ على بن خضير الخضير وقد تتبع فيها جذور المسألة من الناحية التاريخية وكشف اللثام من خلال كلام الشيخ محمد وأحفاده وتلاميذه وغيرهم من أهل العلم عن هذه المسألة التى طالما سببت إشكالاً للعديد من أبناء الصحوة الإسلامية بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا عذر بالجهل في ارتكاب الشرك الأكبر
2ـ ولفضيلته أيضا بحث بعنوان قواعد وأصول فى المقلدين والجهال وقيام الحجة فى الشرك الأكبر والكفر الأكبر ملخصا من كلام ابن القيم رحمه الله
3ـ وتعرض الشيخ أيضا لهذا الموضوع فى كتابه شرح كشف الشبهات
4ـ وتحت عنوان أكثر شرك العالمين سببه الجهل والتأويل لا العناد يتعرض لتقرير هذه المسألة فى كتاب حقائق التوحيد 0
5ـ ويراجع أيضا العذر بالجهل تحت المجهر الشرعى تأليف ابى يوسف مدحت بن الحسن آل فراج قدم له فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله وقال عنه هذه الرسالة اوفى ما كتب فى هذا الباب
6ـ ويراجع أيضاً كتاب عقيدة الموحدين فى الرد على الضلال والمبتدعين وهى مجموعة من الرسائل الرائعة فى هذه المسألة بالإضافة إلى فتاوى للجنة الدائمة فى هذا الموضوع
7ـ الانتصار للشيخ عبد الله أبا بطين وهو من أهم ما كتب فى ذلك وقد رد فيه على داوود بن جرجيس وأذنابه 0
8ـ منهاج التأسيس فى الرد على داود بن جرجيس للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ
9ـ يراجع كتاب كشف الشبهتين ـ وكتاب كشف الأوهام والالتباس للشيخ سليمان ابن سحمان
10ـ كتاب حد الإسلام لفضيلة الشيخ عبد المجيد الشاذلى حفظه الله
وأظن فى هذا القدر كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد 0
وإذا كنا قد اتفقناعلى ان الحهل بحقيقة الإسلام ونواقضه منتشر ومتفشي فى الأمة بصورة كبيرة ـ وسواء علينا قلنا بعذره أو عدمه ـ المهم هو إنقاذ هذا الغريق وانتشاله مما هو واقع فيه من الجهل بربه وبدينه 0
فلتكن إذن دعوتنا إلى التوحيد وبيان حقيقة الإسلام هى الغالبة على كلامنا وخطبنا ودروسنا وسرنا وجهرنا حتى يستفيض البلاغ الذى أراده الله من بعثته لأنبيائه وحتى لا يطرح موضوع الجهل بهذه الصورة بعد استفاضة البلاغ،فليسقط الجهل وليحى العلم الذى أراده الله، فالتضافر جهودنا، ولنتعاون فيما بيننا على بيان حقيقة الكلمة السواء متحابين فى الله، فطريقنا واحد بإذن الله 0
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 03:44]ـ
ومن هذه الأصول الفاسدة:
- أن المكفرات العملية لا تخرج من الملة ما لم تقترن باعتقاد مكفر ...
- أن الجاهل المتمكن من العلم لا ينزل منزلة العالم بل عليه أثم التقصير في طلب العلم
- أن الجاهل يقول لا إله إلا الله ولا يمكن تكفيره حيث لا يقصد الكفر
- أن الجاهل لديه براءة إجمالية من الشرك
- أن الأعمال شرط كمال في الإيمان
- أن العذر بالجهل عقيدة السلف، والمخالف فيها يعد من الخوارج التكفيريين، أو هو على أحسن الأحوال عنده غلو في التكفير ...
جزاك الله خيرا وأحسن إليك في الدارين
أليست هذه الأصول التي سميتها فاسدة وهي كذلك قد قال بها بعض علماءنا المعاصرين؟
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 01:05]ـ
الأخ المكرم عابر سبيل وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
نعم أخي الحبيب وانا هنا أحاول أن ابرز بعض الجوانب التي عادة لا يسلط عليها الضوء في مناقشة المسالة أو تاتي تبعا وهي كما ترى أصول ومنطلقات للمسالة ونسال الله لنا ولكم التوفيق والسداد
ـ[عبد فقير]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 07:03]ـ
أين الأخ الموحد السلفى؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 08:46]ـ
للمتابعة(/)
عقيدة القاضي عبد الوهاب المالكي
ـ[أبو زكرياء]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 09:16]ـ
هل من الممكن قرائة كتب عقيدة للقاضي عبد الوهاب المالكي خاصة شرحه للرسالة?
ـ[أبو زكرياء]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 10:36]ـ
يرفع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 10:59]ـ
ذكر الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد في "الردود" ص457، بأنه قد قيل بأن أول شارح لـ "الرسالة" القاضي عبدالوهَّاب بن نصر المالكي ت422، وقد بيعت أول نسخة من شرحه لها بمئة مثقال ذهبا. ثم ذكر الشيخ حفظه الله بأن شرح القاضي عبدالوهَّاب، وشرح آخر سمَّاه يلتقيان مع ابن أبي زيد رحمه الله على طريقة السلف، كما يفيده نقل ابن القيم عنهما في "اجتماع الجيوش الإسلامية"، والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 11:11]ـ
رابط يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73087&highlight=%C7%E1%E3%C7%E1%DF%E D(/)
أساليب الطرح العلماني (2من 2) الطرح الملتبس.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 10:55]ـ
الطرح المُمّوه الخادع (الالتباس)
بقلم/محمد عبد المجيد المصري
قبل استعراضنا لأسلوب هذا الطرح ومعرفة المرتكزات التي يرتكز إليها، يجدر بنا أن نعرف معني اللبس والالتباس.
-تعريف اللبس والتلبيس:-
قال في لسان العرب:"اللّبْس واللّبَس: اختلاط الأمر.لبس عليه الأمر يلبسه لبْساً فالتبس، إذا خلطه عليه حتى لا يعرف جهته،والتبس عليه الأمر أي اختلط واشتبه.
والتلبيس: كالتدليس والتخليط، شدد للمبالغة، وربما شدد للتكثير.
يقال:لبَسَتٌ الأمر على القوم ألبْسِه لبساً إذا شبهته عليهم،وجعلته مشكلاً"أ. ه باختصار.
وقال ابن الجوزي رحمه الله فئ (تلبيس إبليس) "التلبيس إظهار الباطل في صورة الحق"ص36
ومن ذلك قوله تعالي (ولاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 42] قال شيخ الإسلام ابن تيمية عند هذه الآية"فانه من لبس الحق بالباطل فغطاه به فغلط به لزم أن يكتم الحق الذي تبين أنه باطل إذ لو بينه زال الباطل الذي لبس به الحق"مجموع الفتاويج19/ 194.
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالي (فنهى عن لبس الحق بالباطل وكتمانه ولبسه به خلطه به حتى يلتبس أحدهما بالآخر ومنه التلبيس وهو التدليس والغش الذي يكون باطنه خلاف ظاهره فكذلك الحق إذا لبس بالباطل يكون فاعله قد أظهر الباطل في صورة الحق وتكلم بلفظ له معنيان معنى صحيح ومعنى باطل فيتوهم السامع أنه أراد المعنى الصحيح ومراده الباطل فهذا من الإجمال في اللفظ) الصواعق المرسلة3/ 926. (ولا تلبسوا الحق بالباطلص23 - 25 الصفوة.
والآن بعد هذا التعريف ندخل في أهم نقاط التي توضح لنا هذا الطرح وهى (أسلوبه-وجوده-خطورته-الخطة العملية له)
أ-اسلوبه:-"أهل هذا الأسلوب غاية في الحذر والمكر، فهم يدّعون الإسلام ويتباكون على حال المسلمين حتى يلتبس أمرهم على طالب الحق فلا يستطيع تمييزهم ولكنهم يُعرفون بصدورهم فيما يتعلق عن آراء الشواذ فيما يتعلق بالشريعة وعدم رجوعهم إلى الحق ولو أقيمت عليهم الحجة، وهم في الغالب لا ينكشفون إلا في حال فرح غامر بانتشار المنكر أو استياء شديد عند حصول نصر للإسلام،ففي هذه الحال يصدر منهم ما ينبئ بما يخفون وبهذا يتبين انتماؤهم ومنهجهم" (1).
ب-وجوده:-غالب من يسلك هذا الطريق الملتوي يعيش في بلد ترتفع فيه راية الدين فلا يمكن له التصريح بمنهجه خشية من العقوبة الرسمية أو خشية العقوبة الشعبية كرفض الشعب له ويفقد مصداقيته (2).
ج-خطورته:-" ومن أخطر الأساليب الجاهلية للفصل بين الإنسان والإسلام عندما يفرض كأمر واقع هو اتخاذ موقف المتبني له والداعي إليه، والرافع لشعار الإيمان به، وقد كانت هذه الفكرة هي علة المحاولة الساذجة التي حاولها أبرهة الحبشي، عندما يئس من هدم الكعبة فبني كعبة أخري في بلاده ليصرف الناس عن بيت الله الحرام، ومثلما بني المنافقون مسجداً ضراراً ليصرفوا الناس عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وموقف بناء الكعبة المزيفة والمسجد الضرار هو موقف الجاهلية دائماً عندما تفشل في مواجهة واقع إسلامي" (3).
د-الخطة العملية له:-هي الخطة التي وضعها المستشرقون للتلبيس،وقبل ذكر هذه الخطة، لابد من شرح الواقع الإسلامي في الفترة التي وضعت فيها مثل هذه الخطة، وبيان ذلك كالآتي:-
-حدثت نهضة إسلامية واعية في فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين الميلادي، وخاصة بعد الهزيمة من اليهود، وكانت هذه النهضة تمثل مرحلة من مراحل الإحياء الإسلامي، وكانت هذه النهضة تقوم في أكثر من مكان، ففي السعودية كانت الدعوة التي أنشأها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ما زالت في حيويتها،وفي الهند والباكستان كانت دعوة المودودي رحمه الله، وفي مصر كانت كتابات الأستاذ سيد رحمه الله تمثل أول الكتابات الصحيحة في تقييم الواقع وبدء حركة الإحياء الصحيحة من حيث تصحيح التصورات والبدء من قضية العقيدة،المهم أن هذه التحركات والأفكار أزعجت سدنة الجاهلية آنذاك، فنشط نفر من الاشتراكيين والماركسيين الفرنسيين ممن لهم اهتمام مباشر بالحركات الفكرية في العالم العربي وكان علي رأس هؤلاء النفر "روجيه جارودي"قبل إسلامه و"مكسيم رودنسون"و"وايف لاكوست"،وجّه هؤلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
الفعاليات القومية والاشتراكية في الوطن العربي إلي نقل مجال عملهم إلي" التراث الإسلامي"ذاته بدلاً من الوقوف في وجه الإسلام،فبدلاً من وقوفهم في وجه الإسلام فإنه بإمكانهم الإعلان أنهم وجدوا طريق الخلاص في الإسلام ثم من خلال تلك "الأرضية النفسية"التي تجعلهم قريبين الصلة من" الوجدان الشعبي المسلم"ليّمكنهم ذلك من طرح "الفكرة العلمانية" بجميع أشكالها وصورها من اشتراكية أو قومية أو ليبرالية ... كل ذلك يتم في ثوب إسلامي فضفاض يخدع الجميع فتصبح هناك "اشتراكية الإسلام" ... "وقومية الإسلام" ... "والحرية في الإسلام"إلي آخره من تلك الشعارات التي تستغل في محاربة الدين.
-ولقد وضع المستشرقون الثلاثة تخطيطاً شبه متكامل، دعوا فيه الماركسيين العرب والقوميين العرب إلي التزامه، والسير علي هديه وهذا المخطط الخطير اعتمد علي ثلاثة ركائز وهي:-
1 - الدعوة إلي إعادة قراءة أو كتابة التاريخ الإسلامي علي أساس أنه هناك ثمّة اتجاهات حركية فيه قد ظلمت عمداً من "مؤرخي السلاطين".
2 - إرباك العقل المسلم الحديث من خلال طرح العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتراث والتي تعمد إلي إحياء وتمجيد الاتجاهات الفكرية والحركية المنحرفة بل والخارجة عن الإسلام وعرضها في إطار ثوري جذاب،وجعها بمثابة الجذور الفكرية للنظريات والمذهبيات الأجنبية الحديثة كالماركسية وغيرها،ومن هنا تكتسب منطقاتهم الفكرية المتغربة مشروعية الانتماء إلي التراث.
3 - طرح عدد من الشعارات والمصطلحات الجديدة والتي يمكن لها أن تشكل جسوراً فكرية ونفسية تصل بين الإسلام وبين القومية أو الاشتراكية وتجهد العقل المسلم الحديث في تتبعها وضبطها وتحديد مشروعيتها مما يضيف إرباكا جديداً يشتت جهد الانطلاقة القوية نحو الإسلام (4).
4 - الدعوة إلي الاجتهاد والتجديد:-ويريدون بذلك الوصول بالاجتهاد كما يزعمون إلي الاجتهاد في ثوابت الدين المجمع عليها ومجاوزة الأحكام الشرعية والفقهية التي قررها العلماء والفقهاء علي مدي أربعة عشر قرناً والرجوع إلي القرآن والسنة بشكل مجرد ورفض أي وصاية عليهم كما يزعمون وعدم اعترافهم بكثير من شروط الاجتهاد التي وضعها السلف الصالح رضوان الله عليهم. (5)
5 - الإدعاء بأن المهم هو أساس الإسلام ورسالته المهمة في إصلاح النفوس وتزكيتها وتهذيب الأخلاق وأن هذا هو أهم من تطبيق الشريعة وإقامة الحدود والجهاد وغير ذلك من الموضوعات التي تؤذي الحس العلماني المرهف!! الذي يرضي بنقل الشرائع الغربية والقوانين الوضعية التطبيقية ونقل الفنون والانحرافات الخلقية ولا يهتم إلا قليلاً بنقل العلم المادي الذي تتفوق فيه الدول الغربية في الجولة الحالية.
6 - دعوي الحرص علي الوحدة وعدم التفرق:-تلك الدعوة القديمة المتجددة لدي العلمانيين فهم يزعمون هذا الشعار في كل مكان ويرفضون التمسك بالدين وخاصة في حكم المجتمع لأنه في حد زعمهم يوجج النزعة الطائفية ونسوا أو تناسوا فترة الحكم الإسلامي طيلة أربعة عشر قرناً، وما ساد فيها من عدل وأمان طوال هذه الفترة.
7 - القول بتغير الفتوي بتغير الزمان والمكان:-يكثر العلمانيون ترديد هذه القاعدة والإكثار من النقولات السلفية حولها وهي قاعدة صحيحة لا غبار عليها،وقد بحثها علماء الإسلام بحثاً دقيقاً وأصلوّها تأصيلاً شرعياً، ولم تحتاج الأمة إلي العلمانيين كي يذكرونا بها ... ولكن هناك فرق بين من يناقش وهو معظم لنصوص الشريعة .. ومن يناقش لكي يسقط بعض أحكام الشريعة،ولذا لم يذكر العلمانيون أن الفتاوي التي تتغيير بتغير الزمان والمكان إنما هي في أحكام المعاملات،أما العبادات وأحكام الأسرة والمواريث فهي ثابتة لا تتغيير،ونص هذه القاعدة عام في ظاهره،فالتغير في الظاهر شامل للأحكام النصية وغيرها،ولكن هذا العموم ليس مقصوداً لأنه اتفقت كلمة الفقهاء علي أن الأحكام التي تتبدل بتبدل الزمان وأخلاق الناس إنما هي الأحكام الاجتهادية فقط المبنية علي المصلحة أو علي القياس أو علي العرف أو علي العادة وعلي ذلك،فالأحكام النصية ثابتة لا تقبل التغيير ولا تدخل تحت هذه القاعدة،وقد رأي بعضهم أن يكون نص هذه القاعدة هو"لا ينكر تغير الأحكام الاجتهادية بتغير الزمان "دفعاً لهذا اللبس وهذا قيد حسن (6).
ثبت المراجع:-
(1) د. عمر المديفر "طرح الطرح العلماني".
(2) د. عمر المديفر "طرح الطرح العلماني". (هذا إذا كان الشعب واعي ويعرف قضاياه الشرعية وله موقف رافض وهذا الآن يندر نسأل الله أن يهيئ أمر رشد يفئ له الناس).
(3) الشيخ رفاعي سرور "حكمة الدعوة"ص86 - 87طبعة دار الحرمين.
(4) جمال سلطان "تجديد الفكر الديني بين الصحوة الإسلامية والعمانية"بتصرف.
(5) انظر ملف التجديد في الإسلام من موقع نور الحق www.nouralhaq.net .
(6) الوجيز في إيضاح القواعد الفقية الكلية د. محمد بن صادق البورنوص254 نقلاً عن "طرق الطرح العلماني "لعمر المديفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 10:43]ـ
بارك الله فيك يا شيخ محمد ونفع الله بك
مقال جدا رائع
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 10:52]ـ
هذا من فرط أدبك وحسن أخلاقك شيخنا الحبيب،والله أنني جد مسرور بمرورك الكريم،حفظكم الله وبارك الله فيكم،ونفعني بقلمك المعطاء.(/)
روافض الكويت يخططون وأهل السنة نائمون!!!
ـ[شرياس]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 02:26]ـ
قبل أيام معدودة تم اكتشاف ترسانة أسلحه في الكويت في بيوت أحد الروافض وهو من عائلة ((الصفار)) والتي لها امتداد في منطقة الاحساء وله شريك ايراني ومن ضمن ما هو مخزن بالاضافة الى الصواريخ والمضادات والصواريخ الراجمة هناك أيضا محركات طائرات حربية كان من المقرر بيعها الى ايران.
طبعا لم يتم اتخاذ اجراء رادع لهذا وأمثاله بل زعم الرافضي أنها مجرد خردة كان من المفترض بيعها لشريكه الايراني وانه لم يكن على علم بان شريكة ينوي بيعها على النظام الايراني وأخذ تعهد على الرافضي وشريكة وانتهى الأمر.
لاتتعجب أخي القارىء فان للروافض شأن عظيم في الكويت فبالأمس قامت قناة سعودية خاصة mbc بانتاج مسلسل يتعرض لقضية زواج المتعة والمسلسل وان كان تم تصويرة في الكويت الى أنه لاعلاقة بالحكومة الكويتية فيه وبرغم هذا كله ثار الروافض في الكويت وذهب وفد من زعمائهم في الكويت لكي تتدخل الحكومة الكويتية وبالفعل تدخل رئيس حكومة الكويت وضغط على قناة mbc وتم وقف المسلسل.
انظروا اخوتي الكرام كيف بلغ شأن الروافض في الكويت رئيس حكومة يناشد رئيس محطة فضائية ومن أجل ماذا مسلسل!!!!!!!!!!! لاشك أن روافض الكويت ارتقوا مرتقا صعبا ولكن أين هم أهل السنة في الكويت انهم نائمون أجل نائمون ولايدركون خطورة الروافض بل الأدهى والأمر أنك تجد بعض المحسوبين على الصحوة من نواب وغيرهم لايتورعون عن موالاة الرافضة بحجة ما يسمى بالوحدة الوطنية وتناسى هؤلاء أن لاوحدة في الوطن بل الوحدة هي وحدة العقيدة فقط.
الروافض اليوم نشروا ميلشيات الحرس الثوري في الكويت عبر اغراق الكويت بالعمالة الرافضية الايرانية وهذا معلوم للمراقبين بل ان الروافض في الكويت مسلحون تسليح ضخم والكل يعلم ذلك وهم مخترقون لعدة أماكن حساسة في الكويت سواء في المؤسسات الأمنية أو النفطية أو التجارية وهم لايشعرون بأدنى خوف بل وصل بهم الأمر الا رفع شعارات التهديد والوعيد في معابدهم الوثنية وما ذاك الى بسبب ضعف وخور أهل السنه هناك فكل ما على صوت أحد الصالحين هوجم وحورب وأتهم باثارة الفتنة.
مع الأسف استطاع الرافضة تخدير أهل السنة بشعار ((الوحدة الوطنية)) هذا الشعار الالحادي الكفري الذي يجعل الولاء للوطن وليس لله ورسوله (ص) والممؤمنين فالى متى يعلو شخير أهل السنه في الكويت بينما تخطط الرافضة لهدم الاسلام دون خوف ولا وجل والله المستعان.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 06:19]ـ
جزاك الله خيراً،أسال الله أن يرد كيد الخائنين والمتربصين.
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 11:55]ـ
جزاك الله خيراً،أسال الله أن يرد كيد الخائنين والمتربصين.
وجزاكم الله مثله ولكن الدعاء وحده لايكفي بل لابد من الأخ بالأسباب لننتصر على الرافضة وغيرهم من الكفرة
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 03:04]ـ
صحيح كل ما ذكرت , والروافض أعدوا لإبادة أهل السنة في الكويت , وهم منتظرون إشارة من أسيادهم في إيران , وهذا أصلا بتصريحهم في جرائد الكويت!!
ونقول أين الحكومة وأين الشعب؟ , لا شك أنهم في سبات عميق , قد لا يفيقون إلا وهم في قبورهم! .. نسأل الله السلامه لأهل السنة في كل مكان ...
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 05:19]ـ
صحيح كل ما ذكرت , والروافض أعدوا لإبادة أهل السنة في الكويت , وهم منتظرون إشارة من أسيادهم في إيران , وهذا أصلا بتصريحهم في جرائد الكويت!!
ونقول أين الحكومة وأين الشعب؟ , لا شك أنهم في سبات عميق , قد لا يفيقون إلا وهم في قبورهم! .. نسأل الله السلامه لأهل السنة في كل مكان ...
أجل هم في سبات عميق وللعلم فان رئيس أركان الجيش الكويتي السابق علي المؤمن رافضي متعصب وهو دائم التردد على الحسينيات وعند سقوط العراق نقل رفات أمه بعد أن نبش قبرها ليدفنها في النجف الأوسخ ثم بعد أن تقاعد قاموا باسناد مهمة ادراة صندوق ((تعمير)) العراق الذي تنفق عليه حكومة الكويت اليه فصار علي المؤمن هو المتصرف بالملايين الكويتية وأنفقها على الرافضة ومعابدهم في العراق والسؤال هو كيف يثقون في رافضي ليتولى أعلى منصب عسكري في الكويت!!!!!!!!!!
ـ[أبو صالح المصري]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 04:31]ـ
أرى أن هذا الكلام ينبغي توجيهه في المقام الأول إلى حكام الكويت .. وخطباء أهل السنة .. وكل من بيده استنفار المسلمين وحشد قوتهم, وإلا فإن المرء يخشى عاقبة غفلة المسلمين عما يحاك ويدبر ضدهم, وإذا قلنا الحكام فإنهم لا يبالون إلا بالاحتفاظ بكراسيهم وعروشهم, وهم يتكلون على البيت الأبيض ويراهنون على أوليائهم الأمريكان؛ فليس ببعيد ما جرى منهم إبان غزو صدام, ما سمعنا عن واحد منهم هب يدافع عن أعراض رعيته, ولا حتى بقي في البلد للحظة, بل الفرار والبكاء عند أقدام الشرق والغرب, ليعودوا متسلمين عرشهم على طبق من فضة, فلا دين ولا عرض يهم عندهم أصلا, المهم أن يبقى الكرسي ..
وإذ قلنا العلماء, فلا أقل من أن يعلو صوتهم منبهًا ومحذرًا ومنذرًا, إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا .. والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صالح المصري]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 05:10]ـ
والسؤال هو كيف يثقون في رافضي ليتولى أعلى منصب عسكري في الكويت!!!!!!!!!!
نعم أخي الكريم .. يثقون في الرافضة كما وثق مَن قبلهم في الطوسي وعينه وزيرًا إلى أن آل الأمر بذهاب ملكه وهلاك رعيته .. الطوسي قال عنه الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله -:" ولما انتهت النوبة إلى النصير الطوسي وزير هولاكو شفى نفسه من أتباع الرسول (ص) وأهل دينه فعرضهم على السيف, فقتل الخليفة المستعصم _ أقول: والذي كان يقرب الطوسي ويستعين به أيام حكمه _ والقضاة والفقهاء والمحدثين .... "اهـ. (إغاثة اللهفان 2/ 267) وقال عنه في كتاب (الصواعق المرسلة 3/ 1122): "نصير الكفر والشرك الطوسي وما جرى على المسلمين منه من قتل خليفتهم وعلمائهم وعبادهم .. " اهـ. وكان يلقب هذا الطوسي بـ" نصير الدين" ..
وهنا أقتبس فقرة من كتاب الخميني "الحكومة لإسلامية" ص142 إذ يتحر على هلاك الطوسي قائلا: "ويشعر الناس بالخسارة لفقدان نصير الطوس وأمثاله ممن قدموا خدمات جلية للإسلام .. "
فماذا سيفعل أتباع الخميني بأهل السنة إذا تمكنوا منهم؟! فوالله, لن تحسن صناعة المستقبل أمة لم تقرأ التاريخ!
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 11:54]ـ
.... وكما وثق هارون الرشيد في البرامكة
لا تستغرب وهل كان أكثر هلاك الأمم إلا لقرب عدوها وتمكينه منها بأسلوب الملاطفة أولا ثم القوة ثانيا
لنا في تاريخنا الكثير الكثير وليس في زماننا سعيد اتعظ بغيره
الله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل <<<وهذا سلاح قوي أمام مخططاتهم فالشعوب مكلومة والحل أن ترجع الى الله ليصلح حالها فسنن الله تعالى ثابتة لا تتغير
ـ[ابو نصار]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 11:54]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل على هذه الحمية لأخوانك أهل السنة في الكويت. .
لا تقلق علينا فعندنا بعد الله أسد من أسود أهل السنة و سيف من سيوف أهل السنة سله الله في وجوههم شيخنا و حبيبنا / عثمان بن محمد الخميس. . فله أشرطة و كتيبات و مطويات و الآن يشرف على مبرة متخصصة في هذا المجال و قريبا ستنطلق قناة المدينة وهو المشرف عليها.
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 03:23]ـ
أرى أن هذا الكلام ينبغي توجيهه في المقام الأول إلى حكام الكويت .. وخطباء أهل السنة .. وكل من بيده استنفار المسلمين وحشد قوتهم, وإلا فإن المرء يخشى عاقبة غفلة المسلمين عما يحاك ويدبر ضدهم, وإذا قلنا الحكام فإنهم لا يبالون إلا بالاحتفاظ بكراسيهم وعروشهم, وهم يتكلون على البيت الأبيض ويراهنون على أوليائهم الأمريكان؛ فليس ببعيد ما جرى منهم إبان غزو صدام, ما سمعنا عن واحد منهم هب يدافع عن أعراض رعيته, ولا حتى بقي في البلد للحظة, بل الفرار والبكاء عند أقدام الشرق والغرب, ليعودوا متسلمين عرشهم على طبق من فضة, فلا دين ولا عرض يهم عندهم أصلا, المهم أن يبقى الكرسي ..
وإذ قلنا العلماء, فلا أقل من أن يعلو صوتهم منبهًا ومحذرًا ومنذرًا, إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا .. والله المستعان
لو وجهت هذا الكلام لحكام الكويت لرموك في السجون بتهمة ((اثارة الطائفية))
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 03:31]ـ
.... وكما وثق هارون الرشيد في البرامكة
لا تستغرب وهل كان أكثر هلاك الأمم إلا لقرب عدوها وتمكينه منها بأسلوب الملاطفة أولا ثم القوة ثانيا
لنا في تاريخنا الكثير الكثير وليس في زماننا سعيد اتعظ بغيره
الله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل <<<وهذا سلاح قوي أمام مخططاتهم فالشعوب مكلومة والحل أن ترجع الى الله ليصلح حالها فسنن الله تعالى ثابتة لا تتغير
صدقت ولكن مع الأسف من يتعظ في هذا الزمن
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 03:36]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل على هذه الحمية لأخوانك أهل السنة في الكويت. .
لا تقلق علينا فعندنا بعد الله أسد من أسود أهل السنة و سيف من سيوف أهل السنة سله الله في وجوههم شيخنا و حبيبنا / عثمان بن محمد الخميس. . فله أشرطة و كتيبات و مطويات و الآن يشرف على مبرة متخصصة في هذا المجال و قريبا ستنطلق قناة المدينة وهو المشرف عليها.
لم أكن أقصد خطرهم العقائدي فهم ليس لهم قبول أصلا وشبهاتهم مردوده أنا أقصد خطرهم المادي وليس العقائدي فهم يملكون قوة في الكويت كما ان معابدهم مليئة بالاسلحة والحرس الثوري المجوسي منتشر في الكويت على هيئة عمالة ايرانية هذا بخلاف انتشار الرافضة في أماكن غاية في الخطورة وعلى رأسها القوة البحرية للجيش الكويتي ومؤسسة الموانيء الكويتية وهما بوابة الكويت البحرية
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 08:09]ـ
جزاكم الله خيراً .. والذي بلغنا عن حال الرافضة في الكويت أخطر من ذلك وأدهى، فقد بلغنا أن لهم معسكراتٍ في البصرة على يد مليشيات شيعية كحزب الله وحركة ثأر الله وغيرها، يتسللون من الكويت إليها لتدريبهم على كيفية زرع العبوات الناسفة وتصنيع المفخخات وقتال الشوارع، فاللهم أشغلهم بأنفسهم وردَّ كيدهم في نحورهم.
أما رافضة البحرين .. فالله المستعان، وإليه المشتكى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 07:17]ـ
الله المستعان!!!
المسالة اكبر مما تتصورون .. ليست مجردة علاقة حكومة بأفراد علاقة حكومة بطائفة تمثل 20% من الشعب ... القضية ان كل ما يقوم به الرافضة اامر تم التخطيط له من قبل ايران والكويت لا تملك الا المداراة والمداهنة فلا طاقة لهم بايران ..
دائما كنت اقول: حكومة الكويت لا تحب الشيعة فلهم سجل حافل بالمساوىء وليست احداث تفجيرات مكة ولا تفجير موكب امير الكوست جابر عنكم ببعيد،
وانما مثلهم كمثل: رجل رأى اسدا، وحيل بينه وبين الهرب،ومن شدة الخوف منه .. اقبل يمسح على رأسه ليس حبا فيه وانما طلب كفاية شره
هذا باختصار شديد واقع حكومة الكويت مع الشيعة ...
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 03:08]ـ
لاحول ولاقوة الا بالله ...
جزاك الله كل خير أخي شرياس على هذا التنبيه لأمة الاسلام ..
الحذر الحذر من هؤلاء الأنجاس الرافضة عليهم من الله مايستحقون ...
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 03:22]ـ
الأسف استطاع الرافضة تخدير أهل السنة بشعار ((الوحدة الوطنية
الله المستعان
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم أحي قلوب المسلمين من غقلتهم
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 03:25]ـ
السؤال الحقيقي الذي يجب البحث فيه وبصرف النظر عن الروافض وغير الروافض:
((((((((((((((أين هم أهل السنة الحقيقيون؟))))))))))))))
اعلم ان هذا السؤال سيغضب البعض لكني أتأمل أن يجيب كل منا عليه في قرارة نفسه أولا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 04:56]ـ
أخي الكريم: إيران دولة كبرى لها اهدافها ومخطّطاتها التي تنسجم وطموحات شعبها ومقرّرات عقيدتها فهي تسعى بكلّ جدّ لإستخلاص ارض الإسلام من (الأمويين) وإفناء (النواصب) والإنتصار ل (أهل البيت) وتجييش (المحرومين) عل (المترفين) خصوصا وقد تحرّرت من عقدة (السلبية) والعيش على (هامش التاريخ) بظهور نظرية (ولاية الفقيه) يدفعها إعتزازها بماضيها (الفارسي) الضّارب في التاريخ خصوصا وقد تغلّبت على عقدة (التبعية) للعرب و (الإنتماء) للإسلام باختراع نحلة جديدة تجمع بين العمق التاريخي والأحقيّة بالبقاء كلّ هذا بواقعية سياسية وتخطيط إستراتيجي أكسبها (مصداقية) عند الغرب والشرق وإحتراما في الشمال والجنوب ... أمّا عربستان فهي على مذهب أبي نوّاس وعلى نموذج ملوك الطوائف تجمعها المزامير وتقودها النساء -مباشرة او من وراء الستار- فما أحوجنا إلى أسياف كأسياف المرابطين و قيادة كقيادة يوسف ابن تاشفين فعسى أن تبعد (زلاّقة) جديدة هذا التيار الجارف والخطر المدلهمّ ... فقد صرنا كأيتام في مأدبة لئام تجتاحنا كلّ الألوان فمن الأحمر والأزرق مرورا بالأسود ... والقانون لا يحمي المغفّلين
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 05:00]ـ
السؤال الحقيقي الذي يجب البحث فيه وبصرف النظر عن الروافض وغير الروافض:
((((((((((((((أين هم أهل السنة الحقيقيون؟))))))))))))))
اعلم ان هذا السؤال سيغضب البعض لكني أتأمل أن يجيب كل منا عليه في قرارة نفسه أولا
بكلّ صراحة: أهل السنة الحقيقيون في مرحلة البناء والدعوة وحين تقوم دولتهم المذهبية - الدولة السعودية الثالثة دولة سنية إلاّ أنها في رأيي ليست دولة مذهبية- تبدأ الملاحم فلتوطّن نفسك على هذا ولتربيّ أبناءك عليه فليس بيننا وبينها زمن طويل
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 06:14]ـ
حفظ الله الكويت و أهلها الشّقيق من الروافض .... لا نريد عراقاً آخر ... أعان الله أهل السنة في الكويت و العراق و باقي بلاد المسلمين ....
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 03:08]ـ
واما وانك يا اباحفص قد سألت سؤالا ... وتعلم انها سيغضب البعض فأقول لك:
اهل السنة في بلادنا .. حالهم مؤسفة .. فجماعة الشيخ فلان يبدعون الجمعية الفلانية،و اتباع فلان لا يكلمون اتباع الشيخ فلان ... ولو بحثت لرأيت ان القضية لا تعدوا ان تكون مسائل يسوغ فيها الخلاف في بعض الاحيان .. كما ان النزاع الذين يقع بينهم لا يخلو من الحسد .. اي نعم الحسد .. حسد الاقران .. تجد احدهم يدعي السلفية، والسلفية منه براء .. يعظم شيخه تعظيما يجعله اصلا يوالي ويعادي عليه!!!
السلفيون في بلادنا اصناف وفرق ... ومع ذلك تريدون ان نجتمع؟؟ تريدون ان تكون لنا كلمة؟؟
هيهات
الرافضة خطرهم اليوم على بلادنا وبلاد الاسلام لم يعد خافيا على ذي عقل رشيد، واما اصحاب الوحدة الوطنية، والمغفلين من اتباع الاقطاب اللبرارلية والعلمانية فلهم شأن اخر
فهاهم اتباع شيخهم عبدالله بن سبأ بدأو يحيكون المؤامرات،، وهاهي مخططاتهم،، فأين اهل السنة؟؟
عليهم من الله ما يستحقون وكفى الله الممسلمين شرهم
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه - وهو يهجو قوما-:
بئس البنون وبئس الشيخ شيخهم:::تبّا لذلك من شيخ ومن عقبِ
وهذا يصلح في حق الرافضة
ولكن مع ذلك .. الله مولانا ومولى لهم وهو حسبنا ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 03:48]ـ
أخي الكريم أبا مصعب
إلى الله المشتكى وحسب ... ليت ابن الاثير حينما سطر نعي الاسلام والمسلمين في حينه يرى حالنا اليوم
أما اخي العاصمي المبارك
فأبشرك أني من هذه الامة التائهة وعسى أن أفلح بتربية نفسي فضلا عن تربية جيل تهتكت كتبه المدرسية بكل غث وامتلأ التلفزيون بكل فاضح واختلطت العادات في حيِّنا وقُرُبَ البعيد وغُرِّب القريب.
أما عن نفسي؟ فلست بخير من غيري، إلا أني بدأت على وجه الحقيقية بالبحث عن شويهات أعلمها كيف تعيش في شعاف الجبال أظن زمنها قد حل أو هو قريب منا فمن ظفر بما اريد الظفر به فلا يغلبنه النظر في عطفية.
حفظكم الله اخوتي
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 04:09]ـ
أسأل الله تعالى أن يوفق حكومة الكويت لإقصاء هذه الشرذمة عن الأماكن الحساسة.
وأما فعالهم، فأظن أن أجهزة الأمن ليست نائمة لهم؛ والله يعين أجهزة الأمن على هذه الشرذمة المخربة الحاقدة المدفوعة.
ـ[محمودأبوالنور]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 09:38]ـ
[
والأدهى من ذلك كله الآتى:الأخبار
منع الدروس التي تتناول قضية السيدة عائشة في المساجدعقوبات للأئمة المخالفين تصل إلى الإيقاف عن العمل
جريدة القبس 20/ 9/2010م: وجهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كتاباً لجميع الأئمة والمؤذنين في مساجد البلاد، يمنع جميع الدروس التي ستتناول قضية أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بعد أن وافقت لعدة مساجد بإقامتها مؤخراً.
وأكد الوكيل المساعد لقطاع المساجد د. وليد شعيب أن هذا القرار يأتي تماشياً مع توصيات مجلس الوزراء لدرء الفتنة، وسيكون لفترة معينة لحين تهدئة الأمور.
وتفاعلا مع توصيات مجلس الوزراء حول تكريس الوحدة الوطنية أخيرا، علمت القبس ان وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية أعادت التشديد على الأئمة والمؤذنين في المساجد لمراقبة كل ما يخص المنابر في البلاد، والإبلاغ عن أي منشورات لا تحمل خاتم الوزارة، وتسجيل كل ما يلقى من مواعظ ودروس بعد الصلاة.
وقال مصدر مسؤول ان الوزارة حذرت من خلال رسائل نصية sms تم ارسالها الى جميع أئمة وخطباء المساجد في البلاد من السب أو التطرق الى الاشخاص بالأسماء، فضلا عن مطالبتهم بالالتزام بميثاق المساجد وتناول المواضيع بالحكمة والموعظة.
وبين المصدر ان الامام سيُحاسَب في حال إلقاء أي درس من قبل أي شخص كان إلا بموافقة الإدارة التابع لها المسجد، ومن يتراخ عن عمله فستتم محاسبته قانونيا بمخالفة قد تصل الى الايقاف عن العمل.
على صعيد آخر، كشف المصدر عن حملات توعوية اعلامية ستطلقها «الأوقاف» تناشد المجتمع الابتعاد عن الطائفية وعدم الالتفات الى من يحاول اثارة الفتن بالتنسيق مع وزارة الاعلام وعدة جهات معنية وستكون هذه الحملات عن طريق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة.
ولفت المصدر الى دورات وندوات ستقام في الجامعات والمعاهد بمشاركة مشايخ «سنة وشيعة» لتوعية الشباب وتكريس الوحدة الوطنية، ناهيك عن رسائل نصية بشكل شبه يومي للحفاظ على أجيال المجتمع.
وقال المصدر ان بوسترات وكتيبات سيتم توزيعها في المدارس الفترة المقبلة وتخصيص من 5 الى 10 دقائق من بعض الحصص اليومية لتوعية التلاميذ، خصوصا في المرحلة الابتدائية، لنبذ الطائفية وحب الوطن.
حسبى الله ونعم الوكيل(/)
حكم من نفى صفة من الصفات الثابتة بالكتاب والسنة
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 12:09]ـ
هذا الأمر يحتاج إلى تأنٍّ وتريث، ثم تفصيل.
فيقال: إن الذي ينفي صفة من الصفات الثابتة بالنصوص القطعية لا يخلو من أحد ثلاثة أحوال.
أحدها: أن يكون النافي عالماً بالنص الذي ثبتت به الصفة المنفية كتاباً كان أو سنة، ولا توجد لديه شبهات قد تغير مفهومه للنص وإنما نفى لعناده، وفساد قصده، ومرض قلبه، ومشاقته للرسول من بعد ما تبين له الحق.
فهذا كافر؛ لتكذيبه كلام الله أو كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني: أن يكون النافي مجتهداً في طلب الحق، معروفاً بالنصيحة والصدق ولكنه أخطأ وتأول: لجهله بالنص، أو لعدم علمه بالمفهوم الصحيح. فحكمه أنه معذور، وخطؤه مغفور؛ لأن نفيه ناتج عن تأويل، لا عن عناد وفساد قصد.
الثالث: أن يكون النافي متعباً لهواه، مقصراً في طلب الحق، متكلماً بلا علم، ولكنه لا يقصد مشاقة الرسول، ولم يتبين له الحق تماماً فحكمه أنه عاصٍ مذنب، وقد يكون فاسقاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " وأما التكفير فالصواب أنه من اجتهد من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وقصد الحق فأخطأ لم يكفر، بل يغفر له خطؤه ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاقَّ الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين - فهو كافر. ومن اتبع هواه، وقصَّر في طلب الحق، وتكلم بلا علم - فهو عاصٍ مذنب، وقد يكون فاسقاً، وقد تكون حسناته ترجح على سيئاته؛ فالتكفير يختلف باختلاف حال الشخص؛ فليس كل مخطىء، ولا مبتدع ولا جاهل، ولا ضال يكون كافراً، بل ولا فاسقاً، بل ولا عاصياً ".
وقال - رحمه الله -: " هذا مع أنني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير، وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلِم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة، وفاسقاً أخرى، وعاصياً أخرى. وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية.
وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر، ولا بفسق، ولا بمعصية.
إلى أن قال: " وكنت أبيِّن أن ما نقل عن السلف، والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول: كذا وكذا - فهو أيضاً حق.
لكن يجب التفريق بين الإطلاق، والتعيين ".
منقول من موقع الشيخ/محمد بن إبراهيم الحمد.(/)
زعيم الفاتيكان يأسف لضعف معدل الإنجاب في أوروبا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 10:53]ـ
زعيم الفاتيكان يأسف لضعف معدل الإنجاب في أوروبا
السبت 26 من شعبان1428هـ 8 - 9 - 2007م الساعة 04:33 م مكة المكرمة 01:33 م
مفكرة الإسلام: أعرب البابا بنيديكت السادس عشر زعيم الفاتيكان عن استنكاره لضعف معدلات الإنجاب في الدول الأوروبية، واعتبر أن المواطن الأوروبي أناني ولا ينجب أطفال بالصورة الكافية.
وخلال خطابه بأحد مواقع الحج النصرانية منذ 850 عامًا في منطقة ماريازيل بالنمسا قال زعيم الفاتيكان: "أوروبا أصبحت ضعيفة في معدلات إنجاب الأطفال وأصبحنا كأوروبيين لا نفكر سوى في أنفسنا ولا نحتفظ سوى بثقة ضئيلة في المستقبل".
ووجه بنيديكت السادس عشر انتقادات لممارسات الإجهاض وأكد أنها تمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان.
وأخبر زعيم الفاتيكان أعضاء الحكومة النمساوية والسلك الدبلوماسي هوفبيرج: "لابد من استخدام العلم الحديث في أعمال الخير وإلا فإن وجود الإنسان سيكون مهددًا بالدمار".
وأضاف وفقًا لوكالة "فرانس برس: "لو أن الإنسان فقد القدرة على التمييز بين الخير والشر فإن الاكتشافات العلمية العظيمة الرائعة ستكون ذات حدين".
وشدد زعيم الفاتيكان على أن أوروبا ينتظرها مستقبل كئيب ومخيف لو استمر ضعف معدلات الإنجاب
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=50418
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 10:54]ـ
هذا الذي يقوله زعيم الفاتيكان هذه الأيام قد سبق وقال معناه الرئيس الفرنسي السابق شيراك
وسبقهم غيرهما من الغربيين وألفوا في هذا كتبا كثيرة
وهناك من ألف أو كتب بعنوان: نهاية الرجل الأبيض
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 10:55]ـ
فمتى ستختفي أوروبا؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 10:59]ـ
ومتى سيعتبر الذين يطالبون المسلمين بتحديد النسل والاقتصار على مولودين فقط؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 11:28]ـ
هنا تواجههم مشكلة عظيمة فالمسلمون في بلدانهم ينجبون بكثرة
وهذا يعني أنه مع مرور الزمن سيصبح المسلمون أكثرية
وهذا ما يخيف البابا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 01:28]ـ
صدقتم بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير الجزاء
أذكر أنني قرأتُ كلمة شبيهة بهذا المعنى في مقدمة كتاب الشيخ بكر أبي زيد حفظه الله عن (حكم الانتماء) نقلها في مقدمته حفظه الله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
صدور كتاب جديد (تقرير القرآن العظيم لحكم موالاة الكافرين) كتاب يحتاج الى تأمل
ـ[نصر]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 02:48]ـ
صدر كتاب جديد بعنوان:
(تقرير القرآن العظيم لحكم موالاة الكافرين)
للدكتور / عبدالعزيز بن أحمد بن محسن الحميدي
أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى
طبعة دار الأمين - صنعاء - 1428هـ 2007م
في هذا الكتاب:
يتكلم الدكتور / عبدالعزيز الحميدي عن مسألة عظيمة وهي مسألة موالاة
الكفار ويبين من خلال الكتاب كيف قرر القرأن العظيم حكمهم وبينه
أحسن البيان.
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب:
وسنحرر إن شاء الله حكم هذه القضية كما بينته الأدلة الشرعية, ثم فيه فصل خاص عن قصة حاطب بن ابي بلتعه وما يتعلق بها , ثم تحرير الكلام في بعض الإشكالات التي قد تشكل على ما تم تحريره وبيانه ... ا. هـ
وفي الكاتب رد على شبه ومن أهمها قول من قال من أهل الفضل والعلم
أن المظاهر لا يكفر ان كانت المظاهرة والموالاة لاجل الدنيابل هو عاصي لله عزوجل.
---------------------------
الكتاب يباع في مكتبات السعودية
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 12:41]ـ
كتاب قيّم .. قرأته .. من فاتحته إلى خاتمته
ووجدت باحثه مسددا فيما توصّل إليه .. (وإن كانت الطبعة رديئة)
لأن ما ساقه من أدلة وحجج .. تحصل به طمأنينة القلب .. وقرار النفس .. وإذعان العقل ..
خلافا لما يقرره من يضاد هذا المفهوم .. فتشعر في كلامهم تكلفا .. وتأويلا لكلام الأئمة ..
وتعسفا في فهم كلام الله الجلي في هذه القضايا العظيمة .. التي لا يتصور أن تكون مشكِلة في كلام الله تعالى
فإن الأمر كلما عظمت أهميته زاد وضوحه في الوحي
فإن الله تعالى إذا قال "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" ..
فهل يجوز دفع هذا الكلام الجلي .. بشبهة أن المتحدث عنهم منافقون؟
بل السداد أن يقال إنما استدل الله على نفاقهم بهذا العمل ..
وهذا الذي نصره الشيخ الحميدي .. هو ما قرره شيخنا الجليل سفر الحوالي والعلوان والبراك وغيرهم .. من كبار محققي عقيدة السلف
والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 02:13]ـ
ومما يتميز به الكتاب التحقيق في قصة حاطب رضي الله عنه
وخلاصته أن فعله كفر .. لكنه لم يكُفّر بسبب عذر التأويل .. واستدل على ذلك بأدلة كثيرة
وقد وافق ذلك أني سألت الله الرشاد في هذه القضية والسداد .. وكنت قد تجادلت مع أحد الإخوة
وكنت أنصر ما انتهى إليه الشيخ الحميدي أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى .. قبل أن أقرأ الكتاب
فأسعدني أنه جاء كالمنحة الربانية .. عندما قرأته
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 03:20]ـ
فإن الله تعالى إذا قال "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" ..
فهل يجوز دفع هذا الكلام الجلي .. بشبهة أن المتحدث عنهم منافقون؟
هذا فهمك يا أبو القاسم ولم يقل به أحد؟!
فالتولي كفر بالإجماع ولكن أهل العلم والفضل فرقوا بينه وبين الموالاة التي لا يُعرف حكمها إلا بالإستفصال. فتنبه للفارق
واعلم أن التأويل يعني أن صاحبه يظن أنه محسن في فعله , ولكن حاطباً رضي الله عنه أقر بالذنب وأكد بأنه فعله لحظ من حظوظ الدنيا. فتنبه لهذا أيضاً
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 07:48]ـ
سمعت الشيخ المحدث عبد الله السعد في درس الأثنين الماضي سئل عن قصة حاطب رضي الله عته فأحال السائل إلي هذا الكتاب.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 09:54]ـ
أبو القاسم حياك الله أخي الحبيب
لو استطعت أن تضع لنا الكاتب فلا تتردد بارك الله فيك.
الكتاب لايوجد خارج بلاد الحرمين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 12:50]ـ
التفريق بين التولي والموالاة .. لا يقوم على ساق .. وليس عليه دليل قط .. لا شرعا ولا لغة
ولأخي المكرم آلبوصيلي أقول .. لعله ينزل على الشبكة في قابل الأيام ..
أظن ذلك .. للحاجة الماسة التي لمسها المؤلف
غير أن وقتي أضيق من ذلك بارك الله فيكم
أخي الفاضل السعيدي أشكركم على هذه المعلومة الطيبة المهمة
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 08:56]ـ
ومما يتميز به الكتاب التحقيق في قصة حاطب رضي الله عنه
وخلاصته أن فعله كفر .. لكنه لم يكُفّر بسبب عذر التأويل .. واستدل على ذلك بأدلة كثيرة
جاء في قصة حاطب رضي الله عنه:
فَأَتَيْنَا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِمَّنْ بِمَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذَا يَا حَاطِبُ قَالَ لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِنْ قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي مِنْ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيْهِمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي؟!!
يقول حاطب رضي الله عنه: (وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي)!!
ويقول رضي الله عنه: (فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي مِنْ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيْهِمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي)!!
فحاطب رضي الله عنه يعلم أنه فعل منكراً , ولم يقل لا أعلم بأنه ذنب بل ظننت أني محسناً بفعلي ولكني اخطأت الصواب؟!!
ولكنه وهو العربي الفصيح والفقية بالدين قال لم أرضى به ولكن قادني سبب مأ لفعله
فهل يظن أحداً بأن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضى بالكفر ويقدم على فعله؟!
سبحانك هذا بهتان عظيم
فأين التأويل يا أهل التأويل؟؟؟
تم التعديل من قبل المشرف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الغريب1]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 11:35]ـ
سبحانك هذا بهتان عظيم
فأين التأويل يا أهل التأويل؟؟؟
قال الإمام ابن حجر رحمه الله: (وعذر حاطب ما ذكره فإنه صنع ذلك متأولا أن لا ضرر فيه)
اصلحك الله
ـ[عبد الله الغريب1]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 11:41]ـ
وفي المستخرجة قال ابن القاسم في الجاسوس: (يُقتل ولا تُعرف لهذا توبة، هو كالزنديق)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 01:52]ـ
قال الإمام ابن حجر رحمه الله: (وعذر حاطب ما ذكره فإنه صنع ذلك متأولا أن لا ضرر فيه)
يُقبل نقلك لكلام أهل العلم
لكن أذا استشكل بعضهم عليك نقلك يجب بيان وجه الدلالة لكلام هذا الإمام أو ذاك بما يوافقه من النص المعتمد عليه.
والأن هل تستطيع إقامة بينة على صحة كلام الحافظ رحمه الله؟
=========
وأما ما نقلته عن ابن القاسم فيعارضه إجماع متقرر عند أهل السنة والجماعة ومنقول عن طريق من احتججت بكلامه وهو الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح قال:
وَالْمَعْرُوف عَنْ مَالِك يَجْتَهِد فِيهِ الْإِمَامُ، وَقَدْ نَقَلَ الطَّحَاوِيُّ الْإِجْمَاع عَلَى أَنَّ الْجَاسُوس الْمُسْلِم لَا يُبَاح دَمه.أهـ
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 07:05]ـ
لا تأويل في فعل حاطب رضي الله عنه البتة.
ويُعرف هذا من قوله رضي الله عنه: وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي.
فهو يعلم أنه مذنب بهذا الفعل واستخفاءه بالفعل وممانعة المرأة في تسليم الصحابة خطاب حاطب رضي الله عنهم يدل على هذا.
وبالمقابل يعلم حاطب رضي الله عنه أن فعله ليس كفراً يخرجه من الملة وإن كان كبيرة من كبائر الذنوب غفرت له لسابقته في بدر.
وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: قد صدقكم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [وَقَدْ تَحْصُلُ لِلرَّجُلِ مُوَادَّتُهُمْ لِرَحِمِ أَوْ حَاجَةٍ فَتَكُونُ ذَنْبًا يَنْقُصُ بِهِ إيمَانُهُ وَلَا يَكُونُ بِهِ كَافِرًا كَمَا حَصَلَ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بلتعة لَمَّا كَاتَبَ الْمُشْرِكِينَ بِبَعْضِ أَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}].أهـ
[مجموع الفتاوى (2/ 158)]
تدبر وفقك الله قول شيخ الإسلام: (وَقَدْ تَحْصُلُ لِلرَّجُلِ مُوَادَّتُهُمْ لِرَحِمِ أَوْ حَاجَةٍ , فَتَكُونُ ذَنْبًا يَنْقُصُ بِهِ إيمَانُهُ , وَلَا يَكُونُ بِهِ كَافِرًا).
تدبر قوله (لرحم أو حاجة) وقوله (تكون ذنباً) وقوله (ولا يكون كافراً).
فالمتأول لا يسمى مذنباً إذا ثبت أنه متأول بتأويل سائغ وله حجة أو مستند لهذا التأويل.
واعلم أن هذا تأصيل من شيخ الإسلام لكل من يقع في فعل مماثل لفعل حاطب رضي الله عنه وليس تعليقاً على فعل حاطب فقط.
والظريف أن شيخ الإسلام وصم فعل عمر مع حاطب رضي الله عنهما بالتأويل وسمى فعل حاطباً ذنباً فلتتنبه.
قال شيخ الإسلام: [وَلِهَذِهِ الشُّبْهَةِ {سَمَّى عُمَرُ حَاطِبًا مُنَافِقًا فَقَالَ دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ فَقَالَ إنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا} فَكَانَ عُمَرُ مُتَأَوِّلًا فِي تَسْمِيَتِهِ مُنَافِقًا لِلشُّبْهَةِ الَّتِي فَعَلَهَا].أهـ
[مجموع الفتاوى (2/ 158)]
فالمتأول هو من يفعل الفعل وله حجة على هذا الفعل ويظن أنه مصيب في فعله وهذا لا يوجد في فعل حاطب رضي الله عنه ويبين ذلك ردة فعله عندما كُشف أمره فلم يدافع عن فعله.
وأما الحافظ ابن حجر رحمه الله قد جانب الصواب في هذا وليس لك على كلامه حجة إلا التقليد المحض لموافقة هذا الكلام لما تهواه وتشتهيه في هذه المسألة عافاك الله من هذا المسلك.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 08:03]ـ
الكتاب موجود في دار ابن الجوزي
جنوب جامعة الامام محمد بن سعود
ـ[خالد العامري]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 09:50]ـ
ما الداعي لهذه الحدة في النقاش أيها الأخوة؟!
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- (الشريط 122/ ب: لقاء الباب المفتوح):
السؤال:
من يرى بأن الموالاة كلها وكل صورها عمليةً أو قلبيةً إلا الإكراه تخرج من الملة؟ (بارك الله فيكم)
الجواب: هذا لا شك أنه خطأ لأن الموالاة أقسام، الموالاة التي هي المناصرة بحيث يناصر الكفار على ما كانوا عليه حتى لو قاتلوا المسلمين وهاجموا الإسلام فهذا مخرج عن الملة، وأما الموالاة التي تكون بسبب الأحلاف والأيمان فلا بأس بها فإن النبي صلى الله عليه وسلم عقد الحلف بينه وبين خزاعة، ولما اعتدت قريش على خزاعة جاء النبي عليه الصلاة والسلام -هذا نقضاً للعهد- وألغى الصلح الذي بينه وبين قريش؛ لأنهم اعتدوا على خزاعة الذين هم حلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام.
فالموالاة التي تخرج هي أن يوالي الكفار على ما كانوا عليه بحيث يناصرهم ويساعدهم على أي حال كانوا حتى وإن قاتلوا المسلمين فهذا هو الذي يقول الله فيهم: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51].
السائل: ولم يتطرق مثلاً إلى قصة حاطب بن أبي بلتعة، ألم تكن تلك صورة عملية ولم تكن -طبعاً- قلبية؟
حاطب رضي الله عنه بيَّن السبب في أنه كتب لقريش بأن الرسول عليه الصلاة والسلام يغزوهم بأن عندهم -أي قريش- له من الأموال والبيوت ما يخشى عليه فعذره النبي عليه الصلاة والسلام، ثم إنه أيضاً لم يعذره -بذلك- العذر التام إلا أنه كان من أهل بدر، وقد قال الله لأهل بدر: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).(/)
"تأويل النصوص" عقيدة باطنية سرت إلى عقائد المسلمين " بيان ذلك "
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 10:54]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن تأويل النصوص " التحريف " بمعنى:" صرف اللفظ عن ظاهره لمعنى آخر " دخيل على هذه الأمة , وإنه الناظر لهذا النوع من التحريف ليرى أنه سرى إلى عقائد المسلمين من مذهب الباطنية والذي بدوره اكتسبه من عقائد اليهود والنصارى والفلسفة اليونانية.
وإليك أخي الكريم بعض ملامح هذه العلاقة بين تأويل النصوص وبين مذاهب الباطنية.
تقريب الصورة في دور الباطنية في نشأة تأويل النصوص
" الباطنية" لقب أطلق على مجموعة من الفرق التي ادّعت أن للإسلام ظاهراً وباطناً وأن لكل تنزيل تأويلاً، وبالغت في "التأويل" حتى جعلته هو الأصل والقاعدة.
ويعرف أبو حامد الغزالي الباطنية بقوله:" أما الباطنية فإنما لقبوا بها لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر، وأنها بصورها توهم عند الجهال الأغبياء صوراً جليّة، وهي عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معينة".
فضائح الباطنية (11)
وبشيء من التفصيل يقول د. عبد الرحمن بدوي: "الباطنية لقب عام مشترك تندرج تحته مذاهب وطوائف عديدة، الصفة المشتركة بينها هي تأويل النص الظاهر بالمعنى الباطن تأويلاً يذهب مذاهب شتى، وقد يصل التباين بينها حد التناقض الخالص؛ فهو يعني أن النصوص الدينية المقدسة رموز وإشارات إلى حقائق خفية وأسرار مكتوبة، وأن الطقوس والشعائر، بل والأحكام العملية هي الأخرى رموز وأسرار، وأن عامة الناس هم الذين يقنعون بالظواهر والقشور، ولا ينفذون إلى المعاني الخفية المستورة التي هي من شأن أهل العلم الحق.
مذاهب الإسلاميين (7)
نشأة الفكر الباطني وبيان أن جذوره ترجع إلى اليهودية والنصرانية.
عُرف التأويل الباطني قبل الإسلام بزمن طويل، "ولم يقتصر الأمر على الكتب المقدسة، بل امتد إلى النصوص القانونية، وإلى الآثار الأدبية حين تصبح ذات سلطة, فحينما صار شعر هوميروس نصّاً ذا سلطة، أخذ المفكرون اليونانيون والأدباء في القرّن الخامس قبل الميلاد في تأويله .. "
مذاهب الإسلاميين ص 10.
ثم انتقل التأويل الرمزي إلى اليهودية على يد فيلون اليهودي في القرن الأول الميلادي، الذي يعد من أكبر ممثلي النزعة إلى التأويل في العصر القديم، وإن كان قد سبقه في اليهودية كثيرون، فسّروا "إبراهيم" بالنور أو العقل، و"سارة" بالفضيلة، لكن فيلون تميز عليهم بأن جعل من التأويل مذهباً قائماً برأسه ومنهجاً في الفهم
والذي دفع فيلون إلى اتخاذ مذهب التأويل الباطني، تلك الحملة التي قام بها المفكرون اليونانيون على ما في التوراة (المحرفة) من قصص وأساطير ساذجة أو غير معقولة ... فاضطر فيلون إلى الدفاع عن التوراة بتأويل المواضيع غير المعقولة تأويلاً بالباطن، ورأى أن التأويل الباطني هو روح النص المقدس، وأن التفسير بالمعنى الحرفي هو مجرد جسم هذا النص، وأنه يؤدي إلى الكفر ... وفي التوراة، أوّل فيلون الجنة بأنها ملكوت الروح، وشجرة الحياة بأنها خوف الله، والأنهار الأربعة في الجنة هي الفضائل الأربعة الأصيلة، وهابيل بأنه التقوى الخالصة من الثقافة العقلية، وقابيل بأنه الأناني ...
ثم انتقلت فكرة التأويل من اليهودية إلى النصرانية على يد أوريجانس الذي تأثر بفيلون، وقال إن الكتاب المقدس يفسر على ثلاثة أوجه:
1ـ فالرجل البسيط يكفيه "جسد" الكتاب المقدس.
2ـ والمتقدم في الفهم يدرك "روح" هذا الكتاب.
3ـ والكامل من الرجال هو الذي يفهمه بالناموس النفساني الذي يطلع على الغيب.
وكان أوريجانس يقف موقف الدفاع إزاء ما يثيره اليونانيون عن بعض ما حواه الإنجيل (المحرّف)، وقد أقر أوريجانس بأن كثيراً من القصص الوارد في التوراة لو أخذ بحروفه لكان محالاً غير معقول، وكذلك في الإنجيل.
لكن النهج الذي نهجه أوريجانس في التأويل لاقى معارضة شديدة بين النصارى، تولاها خصوصاً أتباع ما يعرف باسم "مدرسة إنطاكية"، ورغم ذلك استمر أنصار التأويل في نمو وازدهار.
مذاهب الإسلاميين ص 10 - 14
كيف وصل التأويل الباطني إلى المسلمين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول د. الخطيب: "والجواب على هذا السؤال يرجعنا إلى ابن سبأ اليهودي الذي تكاد معظم المصادر التاريخية تجمع على أنه كان من الأشخاص الرئيسيين الذين أوصلوا هذه المؤثرات إلى العالم الإسلامي، وخاصة أنه من اليهود المقيمين في اليمن الذين امتزجت ديانتهم فيها بالنصرانية"
الحركات الباطنية ص (41)
ويضع د. بدوي السؤال السابق في صيغة أكثر وضوحاً، فيقول: "كيف وصل التأثير اليهودي والمسيحي إلى الإسلام؟ " لكنه قبل الإجابة عليه يتساءل: "هل تأثر أصحاب مذهب التأويل بالباطن من المسلمين، بأصحاب التأويل في اليهودية والمسيحية
مذاهب الإسلاميين ص (15)
ولعل من المناسب قبل بيان تأثير اليهود والنصارى فيما يتعلق بالتأويل أن نورد شيئاً من أفكار وعقائد ابن سبأ اليهودي، التي أدخلها إلى المسلمين.
يروي الطبري في تاريخه عن يزيد الفقعسي قال: كان عبد الله بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء، أمه سوداء فأسلم زمان عثمان، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم.
فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتى أتى مصر، فاعتمر فيهم، فقال لهم فيما يقول " لعجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمداً يرجع! وقد قال الله عز وجل {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} محمد أحق بالرجوع من عيسى".
قال: فقبل ذلك عنه, ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها. ثم قال لهم بعد ذلك: إنه كان ألف نبي، ولكن نبي وصي، وكان عليٌ وصي محمد ثم قال: محمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء. ثم قال بعد ذلك: من أظلم ممن لم يُجِز وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناول أمر الأمة! ثم قال لهم بعد ذلك إن عثمان أخذها بغير حق. وهذا وصي رسول الله صلى الله علية وسلم فانهضوا في هذا الأمر، فحرّكوه، وابدأوا الطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر"
تاريخ الأمم والملوك 2/ 647.
يقول د. الخطيب: "وكان تأويل ابن سبأ لقوله تعالى {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} وقوله: "إني لأعجب ممن يقول برجعة عيسى ولا يقول برجعة محمد" أول تأويل لمعاني القرآن الكريم"
وبهذا التأويل للآية الكريمة السابقة، وضع ابن سبأ المذهب الباطني "بما فيه من قول بالرجعة، والذي نشأ عليه مذهب التناسخ، وقالت به باقي حركات الغلو الأخرى. وهذا يعني أن عبد الله بن سبأ حاول أن يوجد نفس العوامل الشبيهة التي أدت إلى تحريف وتأويل التوراة والإنجيل من قبل على غرار ما فعل فيلون وطائفة القبالية.
فكان نشره لمبدأ الوصاية ـ بمعنى أن عليّا وصي محمد صلى الله عليه وسلم ـ من جملة هذه العوامل التي أراد أن تتحقق، لذا نجده ينادي بعد ذلك بحلول جزء إلهي في علي وذريته وهو المذهب الذي يرجع إلى المؤثرات اليهودية والمسيحية المأخوذة عن الفلسفة الأفلاطونية.
الحركات الباطنية ص32
وهكذا استغل ابن سبأ التأويل الباطني ليدخل إلى الإسلام عقائد باطلة مثل الرجعة، والوصية، وألوهية علي، وإنكار موته، وهي العقائد التي تبنتها بعض فرق الشيعة، أما عن تأثر ابن سبأ بالعقائد اليهودية والمسيحية، ومحاولة إدخالها إلى الإسلام فينقل د. بدوي عن المستشرق فريد ليندر أن إنكار ابن سبأ لموت علي
وقوله أن ذلك شبه للناس، وأنه سيرجع من السحاب فكرة أصلها يرجع إلى يهود اليمن، وما يقوله الفلاشا في الحبشة من اليهود الذين تصوروا المسيح المنتظر هكذا
مذاهب الإسلاميين ص 20
وبعد هلاك ابن سبأ، استمر تلامذته في نفث سمومهم، فادّعى المختار بن أبي عبيد الثقفي أن محمد بن الحنفية ـ ابن الإمام علي ـ هو الإمام بعد أبيه لأن ابن الحنفية حمل راية أبيه يوم البصرة (معركة الجمل) دون أخوية فسموا الكيسانية.
وبدأ من خلال هذا الادعاء ببث أفكاره الضالة، فقال بـ (البداء)، وهو الظهور بعد الخفاء، أي أن تكون الحكمة قد ظهرت ولم تكن ظاهرة من قبل، وهذا يستلزم البداء، وسبق الجهل على الله سبحانه وتعالى ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ وزعم بعد ذلك أن جبرائيل يأتيه بالوحي من عند الله عز وجل، وقال بتناسخ الأرواح وبالرجعة، وبأن الدين طاعة رجل، حتى حملهم هذا الاعتقاد على تأويل الشريعة، فاعتبروا أن طاعتهم لذلك الرجل تبطل الصوم والحج والصلاة وغيرها من الفرائض
(يُتْبَعُ)
(/)
الحركات الباطنية ص (23ـ 24)، والملل والنحل (1/ 118)
وقد ذكر الإمام الشهرستاني أن " محمد بن الحنفية تبرأ من (المختار) حين وصل إليه أنه قد لبّس على الناس أنه من دعاته، ورجاله، وتبرأ من الضلالات التي ابتدعها المختار، من التأويلات الفاسدة، والمخاريق المموهة".
الملل والنحل (1/ 119)
وبعد موت محمد بن الحنفية ظهر ابنه أبو هاشم، وقال أتباعه بانتقال الإمامة إليه ولقبوا بـ "الهاشمية"، وقالوا: فإنه أفضى إليه أسرار العلوم، وأطلعه على مناهج تطبيق الآفاق على الأنفس، وتقدير التنزيل على التأويل، وتصوير الظاهر على الباطن.
وقالوا: إن لكل ظاهر باطناً، ولكل شخص روحاً، ولكل تنزيل تأويلاً
الملل والنحل (1/ 119)
مقتبس من مقال قيم عن الباطنية في موقع " فيصل نور "
ولزيادة التوضيح في هذه المسألة:
نقول: معلوم أن العلماء يقسمون التأويل إلى ثلاثة أقسام بالاستقراء:
أ-التأويل بمعنى التفسير.
ب-تأويل بمعنى عاقبة الشيء
ج- التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره بغير دليل وهو من باب التحريف.
وهنا يجدر بنا التنبيه بأن التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر لم يرد في المعاجم اللغوية المتقدمة وإنما هو من نتاج العصور المتأخرة عن عصر الرواية والاستشهاد والاحتجاج.
ذكر الأستاذ محمد السيد الجليند في كتابه الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل (30): من أقدم ما نجده من المعاجم اللغوية القديمة هو تهذيب اللغة للأزهري (أبو منصور محمد بن أحمد) المتوفى سنة 370هـ فينقل لنا عن ابن الأعرابي أن "الأول" هو الرجوع وقد آل يؤول أولا ...
وإذا تأملنا كل ما سبق من استشهادات حول كلمة التأويل نجد أن مادة " أول " في كل استعمالاتها تفيد معنى الرجوع والعود , وهكذا في بقية الأمثلة التي ذكرها الأزهري نجد أن المادة في أصلها الاشتقاقي تدور حول معنى الرجوع والعود.
ومما هو جدير بالاعتبار أن تهذيب اللغة من نتاج القرن الرابع الهجري ومعنى ذلك أن مادة" أول" حتى هذه الفترة كانت تستعمل في هذه المعاني التي وضحها وشرحها.
ومما يزيد الأمر وضوحا أن " مقاييس اللغة " لابن فارس المتوفى سنة 395هـ قد نقل إلينا هذه المعاني التي استعملت فيها الكلمة والتي بينها الأزهري في تهذيبه ولم نجد عنده ما يخالف هذا المعنى .. .
ونخرج من ذلك بنتيجة هامة هي: أن كلمة التأويل كانت تستعمل على ألسنة اللغويين من رواة ومحدثين حتى بداية القرن الخامس الهجري في معنى المرجع والمصير والعود حيث لم يرد إلينا في المعاجم التي وضعت في هذه الفترة وهي المصدر الوحيد لكل المعاجم التي وضعت بعد ذلك ما يخالف ذلك.
وإذا انتقلنا إلى "لسان العرب" وهو من نتاج القرن السابع الهجري وقد جمع فيه ابن منظور المتوفى سنة 711 هـ كل ما يتصل بمادة " أول " ومشتقاتها وما استعملت فيه من معاني نجد أنه ينقل لنا أمثلة واستشهادات تؤكد لنا هذا المعنى وتوضحه فمن ذلك: " ألت عن الشيء " ارتددت عنه .. وأول الكلام وتأوله: دبره وقدره, وأوله وتأوله: فسره ..
وفي حديث ابن عباس " اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل "
وعن الليث قال: " التأويل تفسير ما يؤول إليه الشيء ".
وإذا أضفنا إلى ما تقدم من معنى التأويل الذي بينته لنا معاجم القرن الرابع الهجري هذا المعنى الذي نقله ابن منظور عن الليث والجوهري والذي مضمونه أن من معاني التأويل التفسير والتدبر وحسن تقدير الأمور يتضح لنا أن التأويل كان يستعمل عند علماء اللغة من رواة ومحدثين في هذين المعنيين:
الأول: المرجع والمصير والعاقبة كما بينت ذلك معاجم القرن الرابع الهجري.
الثاني: التفسير والتدبر والبيان كما وضح ذلك ابن منظور ونقله عن الليث والجوهري.
وهذان المعنيان هما اللذان استعملا في عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم ولم يعرف لهما معنى آخر ...
ثم نجد ابن منظور في القرن السابع الهجري ينقل لنا عن ابن الأثير في معنى التأويل:" أنه نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ ".
وهذا المعنى ينقله الزبيدي في تاج العروس عن ابن الكمال إذ يقول: قال ابن الكمال: التأويل صرف الآية عن معناها إلى معنى تحتمله إذا كان المعنى المحتمل الذي تصرف إليه الآية موافقا للكتاب والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ينقل عن جمع الجوامع للسبكي أن التأويل: " هو حمل الظاهر على المحتمل المرجوح؛ فإن حمل لدليل فصحيح أو لما يظن دليلا ففاسد أو لا لشيء فلعب لا تأويل.
وعن ابن الجوزي – وهو من الحنابلة – أن التأويل نقل الكلام عن موضعه إلى ما يحتاج في إثباته إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ.
وبذلك يصبح للتأويل ثلاثة معان: المعنيان السابق ذكرهما , والثالث هو: نقل ظاهر اللفظ إلى ما يحتاج في إثباته إلى دليل أو بمعنى آخر صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله اللفظ.
وهذا المعنى الثالث لم يرد في المعاجم المتقدمة , وإنما ورد في لسان العرب وتاج العروس , وكلاهما من نتاج العصور المتأخرة عن عصر الرواية والاستشهاد والاحتجاج.
ثم قال بعد ذلك
:" إن استعمال التأويل بهذا المعنى كما يبدو لي نشأ تحت ظروف عقائدية خاصة وأخذ ينمو هذا الاستعمال تحت أعين حارسة عليه تحوطه وترعاه بعنايتها حتى كتب له الذيوع والانتشار.
ولو ألقينا نظرة فاحصة في تاريخ الفرق السياسية والكلامية, وخاصة في ظروف نشأة الشيعة والباطنية أقول لو تأملنا ظروف نشأة هذه الفرق فربما وجدنا بداية الطريق.
وإذا ألقينا نظرة على معتقدات هذه الفرق , وخاصة على ما أسموه بعلم الظاهر والباطن وما وضعوه من مصنفات حول هذا العلم فقد نجد ما يقوي هذا الافتراض
وإذا علمنا أن هناك أثرا تردد كثيرا في كتب الشيعة وهو" أن لكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل " أن نكون بذلك قد وضعنا يدنا على بداية الطريق.
لقد تردد الأثر المذكور في كثير من المصنفات الإسماعيلية وخاصة في كتب القاضي الفاطمي " النعمان بن حيون التميمي " مثل أساس التأويل " و" تأويل الدعائم".
وتردد أيضا في كتب المتصوفة فنجده عند الغزالي في الإحياء والمشكاة مرفوعا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وعند الشيعة مرفوعا إلى الإمام جعفر الصادق.
ولو وضعنا الأثر أمام أعيننا ووضعنا بجانبه التعريف الاصطلاحي للتأويل لوجدنا الشبه واضحا , والعلاقة قوية بين التأويل بمعناه الاصطلاحي وبين الأثر المتردد على ألسنة الشيعة والصوفية السابق ذكره.
فهنا ظاهر وباطن وتنزيل وتأويل.
وفي التأويل الاصطلاحي ظاهر غير مراد وباطن مراد يجب البحث عنه فالقول بالباطن هو الأساس الذي وضع لأجله تعريف التأويل بهذا المعنى.
ومن هنا استطاع الباطنية أن يستغلوا التأويل بهذا المعنى أسوأ استغلال مستندين في ذلك إلى الأثر المذكور (لكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل)
ووضعوا قواعد عقائدهم تحت ستار علم الباطن بعيدا عن أعين الظاهر المصروف عنه اللفظ.
وإذا كنت لا أملك الآن أدلة حاسمة تؤكد لي هذا الافتراض أو تحدد الفترة التاريخية التي بدأ استعمال التأويل فيها بهذا المعنى إلا أنه لا ريب في أن النصيب الأكبر في ذلك يرجع إلى الدور الذي قام به أصحاب الاتجاه الباطني من الصوفية والشيعة؛ يشاركهم في هذا كثير من الفرق الذين نادوا بفكرة الإمام المعصوم الذي يؤتى من لدنه تأويل التنزيل؛ فلقد ساهم هؤلاء جميعا في شيوع استعمال التأويل بهذا المعنى.
"الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل" ص (48)
وأظن لو تتبع طالب العلم هذه المسألة لوجد ملامح كثيرة في بيان ترابط تأويل الباطنية للنصوص بتأويل المتكلمين لصفات الله.(/)
ميس شلش تحصل على فتوى شخصية من الشيخ القرضاوي بالإنشاد أمام الجمهور
ـ[أبو الخير الأحمدي]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 09:44]ـ
وقد حصلت الفنانة المتميزة ميس شلش على فتوى شفوية شخصية من قبل الدكتور القرضاوي يجيز لها فيها إنشاد الأغاني أمام الجمهور من الرجال وتسجيلها على أشرطة الكاسيت، وذلك في لقاء بينهما حضرته أمها أول أمس الاثنين 28 غشت بمكناس، على هامش تنظيم حفل استقبال من قبل شبيبة العدالة والتنمية للشيخ القرضاوي بعد مشاركته في الملتقى الوطني الخامس للمنظمة نفسها حيث ألقى محاضرة تحت عنوان رسالة إلى الشباب المسلم. إقرا المزيد
بواسطة ** وسام **, السبت, 24 مارس 2007 01:47, التعليقات (0)
http://www.shlsh.com/index.php?ind=news&op=news_show_single&ide=7
فما راي شيوخنا الكرام؟
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 04:34]ـ
الأخ الفاضل وما رأي مشايخك فيها إن لم يكن قول الله وقول رسوله هو الفصل
سبحان الله!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 11:39]ـ
أمر الشيخ يوسف القرضاوي بين في مثل هذه القضايا، وموقفه معروف، والحمد لله نحن المسلمين لا نتخذ الناس أربابًا، كل يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم، والأمر لا يحتاج إلى تعليق. ((الحق أبلج والباطل لجلج)).
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 12:14]ـ
أما حين يكون الخطأ في العلن لا يصح تصويبه في السر
ومعنى لا يصح تصويبه في السر أي رد هذا القول او ذاك بدليل الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
وإن كان الحق واضح وجلي إلا أن عوام الناس قد التبس عليهم العمائم والطرابيش
والله من وراء القصد
ـ[الخلال]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 12:52]ـ
كلام الأخ عبدالباقي راقي جداً.
والإشكالية عند الشيخ يوسف حفظه الله هي التعصب الأعمى لآراءه، لا يقبل النقاش أبداً وقد حاولتُ وغيره أن ننقاشه في أبسط المسائل ولكن للأسف حاد جداً.
والعجب أنه يعيب على السلفية تعصبهم لآرائهم وهو كذلك.
حفظ اللهُ الجميع وهدانا للصواب.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 01:26]ـ
أما حين يكون الخطأ في العلن لا يصح تصويبه في السر
ومعنى لا يصح تصويبه في السر أي رد هذا القول او ذاك بدليل الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
وإن كان الحق واضح وجلي إلا أن عوام الناس قد التبس عليهم العمائم والطرابيش
والله من وراء القصد
الأخ الحبيب (عابر سبيل) لا إشكال في توضيح الأمر من أي أحد لكن المهم أن يلتزم الناقد بأدب الخلاف، ينتقد الشيخ القرضاوي في هذه القضية وفي غيرها ويناقش فيها وفي غيرها، وينتقد غيره من أراد أن يدرس شيخ الإسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية وغيرهما من الأكابر فليفعل، لكن لا يتكلم أحد بالظنون ويرجم بالغيب علينا بالالتزام بالأدب والموضوعية والتزام النصفة، ننقد لكن في نقدنا نلتزم الاعتدال والأدب، لا نكبر الصغير، ولا نصغر الكبير، ونتجنب التسفيه والخروج عن صلب الموضوع.
للفائدة: كتبت هذا الكلام لأن الموضوعات المتعلقة بالمشايخ ونقدهم غالبًا ما تخرج عن الهدف، وتنتقل إلى ما نوهت إليه في كلامي، بارك الله في الجميع ونسأل الله أن يرزقنا جميعًا العلم النافع والعمل الصالح وأن يهيئ لهذه الأمة أمرًا رشدا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 01:32]ـ
كلام الأخ عبدالباقي راقي جداً.
والإشكالية عند الشيخ يوسف حفظه الله هي التعصب الأعمى لآراءه، لا يقبل النقاش أبداً وقد حاولتُ وغيره أن ننقاشه في أبسط المسائل ولكن للأسف حاد جداً.
والعجب أنه يعيب على السلفية تعصبهم لآرائهم وهو كذلك.
حفظ اللهُ الجميع وهدانا للصواب.
أخي الحبيب (الخلال) جزاك الله خيرًا على تعليقك على كلامي.
لكن لا داعي للاتهامات لا بالتعصب الأعمى ولا غيره، ومن حق الرجل أن يناقش من شاء وأن يترك مناقشة من شاء.
ووسائل نشر الحق - بفضل الله - متعددة وكثيرة، ومن كان عنده شيء من علم فليخرجه للناس، ولا ضير عليه في ذلك مادام ملتزمًا بأدب الخلاف والنقد وبمناهج أهل العلم الراسخين في نقده، بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[الخلال]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 02:10]ـ
أخي الحبيب (الخلال) جزاك الله خيرًا على تعليقك على كلامي.
لكن لا داعي للاتهامات لا بالتعصب الأعمى ولا غيره، ومن حق الرجل أن يناقش من شاء وأن يترك مناقشة من شاء.
ووسائل نشر الحق - بفضل الله - متعددة وكثيرة، ومن كان عنده شيء من علم فليخرجه للناس، ولا ضير عليه في ذلك مادام ملتزمًا بأدب الخلاف والنقد وبمناهج أهل العلم الراسخين في نقده، بارك الله فيك ونفع بك.
عفواً أخي
ليس الأمرُ متعلقاً بمناقشته لفلان أو علان، إذاً لكان الأمرُ هيناً، ولكن الإشكالية أنها منهجٌ له، أعني تعصبه لرأيه وتسفيه الآخرين.
سأضربُ لك مثلاً قد يوضح ما أُريد، حضرتُ له ندوة فسئل عن فتواه في جواز انضمام الجندي المسلم للجيش الأمريكي في حربه على أفغانستان، فقال: نعم أفتيتُ بذلك وهذا من المصلحة إلى آخر كلامه، فقال له مقدم الندوة: لكن أليس هذا الكلام يخالف حديث النبي ............
فعندما وصل المقدم لكلمة "نبي" وإذ بالشيخ يفور غضباً ويضرب الميكرفون الذي أمام المقدم ويسقطه عليه ويقول باللهجة المصرية وهذا نص عبارته: {لا حديث ولا حاجة دنا حافظ الأحاديث كلها}.
عندها غادر أكثر الحضور، ولك أن تتأمل هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 10:41]ـ
جزاك الله خيرًا على هذا البيان، وإن كان موقفٌ واحد لا يكفي في الحكم على أحد، لكن ما أقصده أن خروجنا من الكلام في مسألة معينة مثل فتواه لهذه المرأة المذكورة في الموضوع، والكلام على تعصبه لرأيه أو عدمه سوف يجرنا إلى الكلام في شخصه ومثل هذا لا نخرج منه بطائل فمن الناس من يعتبر القرضاوي فقيه العصر ويبرر له تلك التصرفات ومنهم من يعتبره على النقيض من ذلك وغالبًا ما يخرج الأعضاء في مناقشة مثل هذه القضايا عن الموضوعية والحياد إلى الطعن والسب والمبالغات، لذلك أرى أن الأولى أن يقتصر الكلام على القضية المطروحة، هذا ما قصدت بيانه بارك الله فيك وأحسن إليك، وأشكرك على سعة صدرك.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 01:32]ـ
في الحقيقة عندما أرى النزعة الظاهرية والنزعة الاعتزالية أقول (نار التعصب المذهبي خير من جنة هاتين المدرستين)
ففي هذا العصر غاب الفقه الحقيقي - إلا من رحم - وأصبحت إما ظاهرية جامدة أو اعتزالية و عصرنة مستخفة بالنصوص الشريفة، وهذا من شؤم الابتعاد عن فقه الأئمة.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 02:36]ـ
موقف القرضاوي من الاختلاط معروف وإنكاره لهذا المصطلح معروف وعصرانيته وعقلانيته معروفة وعليكم الرجوع لما كتبه الفاضل الخراشي:" القرضاوي في ميزان أهل السنة والجماعة" مع العلم بأن هذا الكتاب يحتاج إلى تحديث لكثرة ما استجد بعده من طامات، والافتاء لبنت بالغة شابة بالتكسر والتميع أمام الشبان لاشك في بطلانه وقد رأيت ثوان من حفلة لميس شلش في غزة وسط تصفيق وصفير الشباب، فأي فقه هذا؟! وأي اجتهاد هذا؟!
ـ[النجدية]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 09:53]ـ
بسم الله ...
نشكر فضيلة الأستاذ أبو الخير الأحمدي؛ على إثارة هذا الموضوع.
و إنني قبل فترة سمعت بهذه الفتوى؛ ولكن لم أصدق!!
كما و سمعت يوما -و لست متأكدة من هذا الخبر- أنها قدمت حفلة في فندق معروف في بلدي!!!!
والله أستغرب؛ ما ملابسات مثل هذه الفتاوى؟؟
ليست فتاة صغيرة، بل هي بالغة، و أعلمت أنها مخطوبة!!
و صدمت يوما؛ حين سمعت صوتها في أحد الحافلات العامة!! -كاسيت-
أقول: اللهم أرينا الخير خيرا؛ و ارزقنا اتباعه، و أرينا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه!!
و الحمد لله الذي هدانا للحق، و الصواب، و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ...
أسأل الله أن ينوّر أبصارهم و بصائرهم ...
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 03:08]ـ
أسأل الله أن يثبتنا ولا يفتنا ..
نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ..
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 05:09]ـ
لست أدري سبب الإستغراب فالقرضاوي يجوز سماع أم كلثوم وفيروز وغيرهما من المغنيات فما المنتظر منه أن يقوله في إنشاد ميس شلش؟
وليعذرني الشيخ علي بارك الله فيه قرأنا ردود العلماء على المعتزلة فوجدناها قاسية شديدة اللهجة وما أخال القرضاوي يخرج عن هذا والرجل سقط من عل كما سمعت الشيخ الحويني يقول في بعض الأشرطة القديمة.
الرجل يترحم على البابا وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة بطلانه فهل نتعامل مع أخطائه كما نتعامل مع أخطاء عالم من علمائنا حين يخطأ؟ أعتقد أن الحال يختلف.
الرجل لا يستحق أن يأخذ منه أي علم كما قال الشيخ الحويني بارك الله فيه.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 07:27]ـ
ويضاف إلى كتاب الشيخ الفاضل الخراشي وفقه الله، كتاب الرد على القرضاوي والجديع
وهذا الكتاب قيّم ننصحكم بقراءته
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 09:59]ـ
الإخوة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير
هذه أول مشاركة وأرجو أن تكون فاتحة خير إن شاء الله عز وجل ...
تحدثتم عن فتوى الشيخ القرضاوي للفنانة المذكورة ....
وهي كما تذكرون فتوى شفهية والسؤال ما هو نص هذه الفتوى وملابساتها؟
لعل هناك قرائن تحف بالموضوع أو بالفتوى أو بالكلام تخرجه عن الإطار الذي نناقشه نحن هنا فيه ...
أرجو التثبت ...
والشيخ القرضاوي رجل من أهل العلم وجهوده في الدعوة والتعليم لا يمكن ان نضرب بها عرض الحائط بجرة قلم هنا
قضى سبعين عاماً من عمره بل ربما أكثر وهو يعلم الناس ويحببهم إلى دين الله ...
فالإنصاف يا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن نحن نخطئ حين نظن أن علماءنا معصومين من الأخطاء أيا كانوا ...
كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر
جزاكم الله خيراً ووفقكم الله
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 10:22]ـ
أخي أحمد أتعلم أن القرضاوي يجوز غناء المغنيات بل وصرح بأنه يستمع لهن.
فما المستغرب في هذه الفتوى لميس شلش؟
أعتقد أن أمر هذه الفتوى أهون من أمر المعازف والمغنيات.
أما بخصوص الإنصاف فما عرف الإنصاف الحقيقي إلا عند اهل السنة والجماعة والقرضاوي عقلاني خارج عن منهج أهل السنة والجماعة وحكاية الواقع ليس من الظلم فهذا منهج الرجل الذي يصرح به في كتبه ومحاضراته ..
وعندي سؤال لمشايخنا الكرام: هل من يخالف هذا النوع من المخالفات يستحق أن نلين له؟
من يجادل في كفر أهل الكتاب، ومن يترحم على كبير النصارى، ومن يرد أحاديث الصحيحين لأنها لم توافق عقله أو بالأصح هواه.
بل الرجل ألف كتابا خاصا في هذا الباب.
هل بعد كل هذا نقول الرجل من أهل العلم؟
أفلا قلنا بأن المعتزلة وهم أجداد العقلانيين هم أيضا من أهل العلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 10:31]ـ
الإخوة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير
هذه أول مشاركة وأرجو أن تكون فاتحة خير إن شاء الله عز وجل ...
تحدثتم عن فتوى الشيخ القرضاوي للفنانة المذكورة ....
وهي كما تذكرون فتوى شفهية والسؤال ما هو نص هذه الفتوى وملابساتها؟
لعل هناك قرائن تحف بالموضوع أو بالفتوى أو بالكلام تخرجه عن الإطار الذي نناقشه نحن هنا فيه ...
أرجو التثبت ...
والشيخ القرضاوي رجل من أهل العلم وجهوده في الدعوة والتعليم لا يمكن ان نضرب بها عرض الحائط بجرة قلم هنا
قضى سبعين عاماً من عمره بل ربما أكثر وهو يعلم الناس ويحببهم إلى دين الله ...
فالإنصاف يا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن نحن نخطئ حين نظن أن علماءنا معصومين من الأخطاء أيا كانوا ...
كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر
جزاكم الله خيراً ووفقكم الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بكم يا دكتور أحمد، نورت المجلس العلمي، في الحقيقة تعرفت عليكم من خلال مقالكم الماتع ((المدخل المقاصدي والمقاربة العلمانية)) الذي نقله أخونا عبد الرحمن السديس على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2011&highlight=%C7%E1%D8%DA%C7%E4
فأغتنم الفرصة للترحيب بكم بين إخوانكم وأحبابكم في المجلس العلمي، أسأل الله أن ينفع بكم، تاركًا التعقيب على مشاركتكم لمن يرغب في المداخلة من الإخوة الأفاضل.
وأرجو أن تمتعونا بمشاركاتكم وموضوعاتكم الماتعة خصوصًا في مناقشة الفكر العلماني، لا حرمكم الله الأجر.
ـ[المها]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 08:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه أول مشاركة لي بهذا الصرح العلمي الرائع والذي يكفيه شرفا معرفتنا بأهل الفضل القائمين عليه ..
الموضوع أيها الفضلاء عن فتوى وبيان وجه الخطأ أو الاستدراك عليها بالحجة والدليل لاينبغي أن يتحول إلى موضوع شخصي لنقد وتقييم القرضاوي نفسه .. ليس لأنه فوق النقد بللأن مثل هذه النقاشات تبعدنا عن الموضوع الأصل وهو رد الفتوى ونقدها هذا فقط ما أحببت التبيه إليه وجزيتم خيرا فأنتم أعلم مني بآداب الحوار ونقد العلماء .. وفقكم الله إخوتي لما يحب ويرضى ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 02:07]ـ
اليكم مقدمة العلامة صالح الفوزان في نقد كتاب
الحلال والحرام في الإسلام)
للقرضاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
وبعد: فقد اطلعت على كتاب قد ألفه فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وسماه: (الحلال والحرام في الإسلام) تناول فيه كثيرا من المسائل الفقهية في أحكام المعاملات والأطعمة وغيرها، فوجدته قد أخطأ في مواضع كثيرة منه. كما في موضوع موادة بعض الكفار. وموضوع لبس الحرير للرجال. وموضوع التصوير. وموضوع حكم كشف المرأة لوجهها ويديها بحضرة الرجال الأجانب. وموضوع الغناء والموسيقى. وموضوع حلق اللحية والأخذ منها. وموضوع الذكاة. وموضوع اللعب بالشطرنج. وموضوع السينما. فاقتضى واجب النصيحة، وحب التعاون على البر والتقوى أن ننبه على تلك الأخطاء. لعل المؤلف يعيد النظر في ذلك الكتاب، ويصحح هذه الأخطاء على مقتضى الدليل، حتى تتم الفائدة بكتابه، ويحصل على الأجر والثواب فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد تسجيل ملاحظاتي وجدت الأستاذ الشيخ عبد الحميد طهماز قد سبقني إلى التعقيب على ذلك الكتاب بنبذة جيدة سماها (نظرات في كتاب الحلال والحرام في الإسلام) جاء في مقدمتها بعد كلام ذكره في بيان اجتهاد الأئمة في استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها، وما لهؤلاء الأئمة من جهود طيبة جاء فيها قوله: (ولا مناص لكل باحث في أحكام الشريعة الإسلامية من الرجوع إلى آرائهم وأقوالهم، وإن كل من سولت له نفسه مخالفة أقوالهم والخروج على آرائهم وقع في الخلط والخبط والتناقض والتهافت؛ لأنه ما أحاط بالأدلة إحاطتهم، ولا فهم النصوص فهمهم، وهم أقرب منه إلى عصور الخير والصفاء تلقيا وفهما. وكان عليه قبل أن يخالفهم أن يدرس أدلة أقوالهم ليجد أنهم رحمهم الله تعالى ما خرجوا عن الكتاب، وما خالفوا السنة، بل صدروا عنهما في كل أقوالهم وآرائهم، وبين أيدينا مثال عملي لهذا، وهو كتاب الحلال والحرام في الإسلام، فقد خرج مؤلفه الشيخ يوسف القرضاوي عن آراء الأئمة في كثير من مسائله إلى أقوال شاذة، أو ضعيفة الثبوت، أو منحولة مدسوسة على قائلها. وليته قبل أن يسجلها في كتابه وازن بينها وبين الأقوال المعتمدة عند الأئمة، وقارن بين أدلة هذه وأدلة تلك، ولو فعل هذا لظهر له ضعفها وشذوذها، وبالتالي ما ثبتها في كتابه كرأي معتمد يفتي به جمهور المسلمين وأجيالهم اللاحقة، أقول هذا لأنني على يقين من حسن نيته، وصفاء طويته، فما ذكر هذه الأقوال الشاذة إلا بدافع إظهار الإسلام بمظهر اليسر والمرونة. وليس يسر الإسلام ومرونته في مجاراة أهواء الناس وميولهم. إنما يسر الإسلام في مرونة نصوصه وسهولة تكاليفه التي يستطيع القيام بها أي إنسان في أي زمان ومكان. أما أن نلجأ إلى الأقوال الشاذة والضعيفة والمنحولة فنخرق أسوار الشريعة، ونتجاوز حدودها، فلا يجوز لنا أبدا، سواء كان ذلك بحسن نية أو بسوء نية.
ولقد قرر المؤلف بنفسه هذا عندما قرر المبادئ التالية:
النية الحسنة لا تبرر الحرام. التحايل على الحرام حرام. ما أدى إلى الحرام فهو حرام. في الحلال ما يغني عن الحرام. وكما أخذ المؤلف على المقلدين الذين يسارعون إلى إطلاق كلمة حرام بدون أن يكون معهم دليل ولا شبه دليل، نأخذ عليه إسراعه إلى الأقوال الضعيفة والشاذة وتسجيلها في كتابه كأنها آراء معتبرة ومحققة يجوز الأخذ بها، والعمل بمقتضاها. اهـ.
وقد أجاد فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذا الرد وفي هذه الكلمة الضافية التي تعطي فكرة واضحة عن نهج المؤلف القرضاوي في كتابه فجزاه الله خيرا على هذا الصنيع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 09:18]ـ
أنا في الحقيقة متعجب من صنيع بعض الإخوة هاهنا.
وهل هذه الفتوى أشد أو أشنع من فتاوى القرضاوي السابقة؟!
إذا كان هو يجيز غناء فيروز وأم كلثوم ونحوهما مصحوبا بالمعازف أمام الرجال، فهل يُتوقع منه أن يمنع مثل هذا؟!
هذا نهج معروف من قديم، فما سبب العجب الآن؟!
القضية قضية منهج في التعامل مع المسائل الشرعية، وليست مسألة شذوذ في بعض الفتاوى، فتنبهوا.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 10:27]ـ
أحسنت شيخنا أبا مالك وهذا الذي أحاول توضيحه منذ البداية فهذا هو منهج القرضاوي ولا جديد في الأمر.
ولكن بعض الإخوة سامحهم الله يدخل وهو ينوي الدفاع عن الرجل قبل حتى أن يرى الكلام الذي يعاب عليه.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 10:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه أول مشاركة لي بهذا الصرح العلمي الرائع والذي يكفيه شرفا معرفتنا بأهل الفضل القائمين عليه ..
الموضوع أيها الفضلاء عن فتوى وبيان وجه الخطأ أو الاستدراك عليها بالحجة والدليل لاينبغي أن يتحول إلى موضوع شخصي لنقد وتقييم القرضاوي نفسه .. ليس لأنه فوق النقد بللأن مثل هذه النقاشات تبعدنا عن الموضوع الأصل وهو رد الفتوى ونقدها هذا فقط ما أحببت التبيه إليه وجزيتم خيرا فأنتم أعلم مني بآداب الحوار ونقد العلماء .. وفقكم الله إخوتي لما يحب ويرضى ..
مرحبًا بك وأهلا بين إخوانك، نفعك الله ونفع بك.
وتنبيهك جيد ليت الأعضاء الأفاضل يلتزمون بذلك. بارك الله فيك.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 12:59]ـ
أخي أحمد أتعلم أن القرضاوي يجوز غناء المغنيات بل وصرح بأنه يستمع لهن.
فما المستغرب في هذه الفتوى لميس شلش؟
أعتقد أن أمر هذه الفتوى أهون من أمر المعازف والمغنيات.
أما بخصوص الإنصاف فما عرف الإنصاف الحقيقي إلا عند اهل السنة والجماعة والقرضاوي عقلاني خارج عن منهج أهل السنة والجماعة وحكاية الواقع ليس من الظلم فهذا منهج الرجل الذي يصرح به في كتبه ومحاضراته ..
وعندي سؤال لمشايخنا الكرام: هل من يخالف هذا النوع من المخالفات يستحق أن نلين له؟
من يجادل في كفر أهل الكتاب، ومن يترحم على كبير النصارى، ومن يرد أحاديث الصحيحين لأنها لم توافق عقله أو بالأصح هواه.
بل الرجل ألف كتابا خاصا في هذا الباب.
هل بعد كل هذا نقول الرجل من أهل العلم؟
أفلا قلنا بأن المعتزلة وهم أجداد العقلانيين هم أيضا من أهل العلم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب المقام هنا ليس مقام تقييم للدكتور القرضاوي حفظه الله وإنما هو مناقشة جزئية معينة وهي إفتاؤه لميس شلش بالغناء أمام الرجال سؤالي كان: ما هو نص هذه الفتوى؟ وخصوصاً أنها فتوى شفهية.
لا أظن أن المقام هنا مقام تقييم لكل القرضاوي وحكم على منهجه ... وإخراجه عن منهجية أهل السنة والجماعة لقد حجرت واسعاً سامحك الله ...
لن أخوض معك في مناقشة دعاوى كبيرة جداً طرحتها في تعقيبك ... لأن لدينا أنا وأنت ما هو أهم من السجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 01:57]ـ
ليست بغريبة على القرضاوي!
فهو يسير وفق منهج " سامج " يسميه: فقه التيسير، وشتان بين التيسير الشرعي، وتيسير هذا المتميع ومن ينهج نهجه، ممن لا للحق نصروا، ولا للأعداء كسروا، بل كانوا عونًا لهم من حيث يحسبون أنهم يُحسنون صُنعًا.
وهنا بيان ذلك:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3768
=========
الأخ الكريم: الدكتور أحمد الطعان - وفقه الله -: حياك الله بين إخوانك ومحبيك. شاكرًا جهودك ومقالاتك القيمة في نقد أهل العلمنة.
قلتم: (ما هو نص هذه الفتوى؟ وخصوصاً أنها فتوى شفهية). فهل سيتغير رأيك - إن قرأت النص -؟
قلتم عن القرضاوي: (وإخراجه عن منهجية أهل السنة والجماعة). ومن خلال معرفتي بإنتاج الرجل أقول: هو في العقيدة خليط بين الأشعرية والسنة. وفي الفقهيات من رؤوس منهج التيسير غير الشرعي، الذي يبرأ منه أهل السنة.
وفق الله الجميع .. وأعلم أن بعض النفوس تأنف من النقد. ولكن هو مثل الدواء المر، لابد منه، وإلا ضاعت معالم الدين تحت راية المجاملات. والله الهادي ..
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 11:22]ـ
هل يخرج من أهل السنة من انتهج منهج التيسير المخالف للأصول العلمية الثابتة؟
فمثلا: متأخروا الحنفية أجازوا بيع الوفاء (الأشباه والنظائر لابن نجيم – دار الفكر ص 100.)، مع أنه قرض جر نفعا.
فمن ذلك ما ذكره الحنفية أنه يجوز للمحتاج الاستقراض بالربح، كما في الأشباه والنظائر لابن نجيم ص 100، وقال محمد أمين ابن عابدين في نزهة النواظر: وذلك نحو أن يقترض عشرة دنانير مثلا، ويجعل لربها شيئا معلوما في كل يوم ربحا، قال الدكتور وهبة الزحيلي في نظرية الضرورة الشرعية ص 251: هذا التعامل يختلف عن الاقتراض بفائدة محددة مشروطة لا تتأثر بالخسارة والربح. أ هـ، بمعنى أن يضمن القرض، مع ربح معلوم من تجارته إن ربح، فإن لم تربح تجارته فليس عليه إلا رأس مال القرض، وفيها شبه بالمضاربة الفاسدة التي اشترط فيها سلامة رأس المال. ولا يسلم لهم بالجواز لأنه قرض جر نفعا، ولإمكان الدخول مع التاجر في عقد مضاربة صحيح، ليشاركه في أرباحه، مع تضمينه إذا تعدى أو فرط.
وللحنفية أمثلة كثيرة في الاستحسان للعرف، أو للحاجة، ومؤداه إلى منهج التيسير الخاطئ.
وللمالكية نصيب كذلك من ترك النصوص لمخالفته عمل أهل المدينة، كما في منعهم من الاستفتاح والاستعاذة والبسملة، ومنعهم من سيام الست، ةمنعهم من خيار المجلس، وغيرها كثير من ترك الأحاديث صحيحة لمخالفتها القواعد العامة في الشريعة عندهم، ولا يسلم لهم بذلك.
فهل يخرج من انتهج منهجا أصوليا خاطئا من مذاهب أهل السنة؟
هذه مسألة تحتاج إلى نظر.
فإن قلنا بأن التفريق بين مسائل العقيدة ومسائل العمليات، وتسمية الأولى بالأصول والثانية بالفروع، من تقسيمات المعتزلة، والشريعة واحدة، فالصلاة من الأصول، مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا من الفروع، فيمكن أن يخرج من أهل السنة كل من خالف في الأصول الفقهية الثابتة،
وعليه فيخرج أهل الظاهر، وكل من قدم أصلا من الأصول على النص، كعمل أهل المدينة، والاستحسان بالعرف، والاستحسان للحاجة، ومن لم يعتبر أقوال الصحابة من الأصول - وهذا فيه إشكال كبير، ولم أجد من تجرأ بالقول به من أهل العلم المعتبرين.
ويمكن أن يقال: لا يخرج من أهل السنة والجماعة إلا من خالف في الاعتقاد،
فقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله:"و " البدعة " التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة؛ كبدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة فإن عبد الله بن المبارك ويوسف بن أسباط وغيرهما قالوا: أصول اثنتين وسبعين فرقة هي أربع: الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة قيل لابن المبارك: فالجهمية؟ قال: ليست الجهمية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم " (مجموع الفتاوى35/ 414).
وقد استمعت إلى شريط فيه كلمة لشيخ من المدينة النبوية، فوصم إحدى الحركات الدعوية بأنها خارجة عن منهج أهل والسنة، وأنها من الثلاث والسبعين فرقة، فعلق شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ بأن أهل السنة مجمعون على حصر الثلاث والسبعين فرقة في البدع الأربعالكبرى، فلا يقال بدخول فرقة فيها إلا إذا خالفت في تلك الأصول.
وعليه: فأصحاب منهج التيسير لا يخرجون عن أهل السنة بمجرد انتهاجهم لهذا النهج الأصولي المخالف للحق،
كما لم يخرج أهل العلم من أهل السنة: أهل الرأي، ومن يقدم الاستحسان بالحاجة أو العرف على النص، ومن يقدم عمل أهل المدينة على النص، ومن لا يتعتبر أقوال الصحابة حجة، ومن لا يقول بالقياس الأصولي.
وقد سبق أن حضرت مناقشة رسالة عملية بكلية الشريعة عن منهج أهل التيسير، وكان المناقش أ د. عبدالله الطريقي -حفظه الله، فعقب على قول الباحث: بأن القرضاوي أتى بما يضحك الثكلى من جواز تمثيل المرأة على المسرح. فعقب الشيخ الطريقي: بأنه إذا قال الدكتور القرضاوي بجواز الاختلاط في غير حاجة، وجواز كشف الوجه، وجواز التمثيل وأنه ليس من الكذب، فلا يستنكر عليه إفتاؤه بما ذكر الباحث، واستنكر على الباحث تهجمه، لأن تلك المسائل مما يسع فيها الاجتهاد - حسب قول الدكتور الطريقي.
وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه، فمسألة الإخراج من أهل السنة تحتاج إلى تحرير، فلعل شيخنا الحبيب - منجنيق أهل السنة - يجليها لطلبة العلم. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 01:06]ـ
قال شيخ الاسلام في معرض حديثه عن أهل البدع " وَشِعَارُ هَذِهِ الْفِرَقِ مُفَارَقَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ. فَمَنْ قَالَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ كَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ "
أما مجرد أن يفتي العالم بفتوى تخالف الجمهور فلا يتبغي ان يعتبر شذوذاً أو خروجاً عن منهج اهل السنة وما شابه ذلك من الاتهامات الشنيعة التي تلقى (وجل فتاوى الشيخ القرضاوي المنتقدة من هذا القبيل).
بل إنني أتعجب ممن يجعل القول بجواز كشف المرأة لوجهها ويديها بحضرة الرجال الأجانب قولاً شاذاً وخروجاً عن أقوال الأئمة - كما ذكر في كلام الشيخ صالح الفوزان - بالرغم من ان جمهور علماء المسلمين على ذلك - وليرجع من أراد التثبت الى أي من كتب الفقه المقارن.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 02:14]ـ
اخي الكريم شريف تقول
إنني أتعجب ممن يجعل القول بجواز كشف المرأة لوجهها ويديها بحضرة الرجال الأجانب قولاً شاذاً وخروجاً عن أقوال الأئمة - كما ذكر في كلام الشيخ صالح الفوزان - بالرغم من ان جمهور علماء المسلمين على ذلك - وليرجع من أراد التثبت الى أي من كتب الفقه المقارن.
اقول انظر اقوال المذاهب في كشف الوجه في هذا المقال للشيخ الفاضل
أحمد بن عبد العزيز الحمدان
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة
ومشرف موقع نوافذ الدعوة قال وفقه الله
كتب من يرمز لاسمه بـ (( Another)) في 11/ 5/2005م، في الساحات المفتوحة ..
تعقيباً على الكاتبة ((أثيل)) وجاء في رده خطأ علمي أحببت التنبيه عليه؛ وهو قوله: ((سيدتي الفاضلة كشف الوجه ثلاثة مذاهب أباحته))
أقول: رغبة في بيان الحق في هذه المسألة التي كثر خوض من جَهِل كلام العلماء، وجَهِل مواطن وضعهم لهذا الكلام أبيّن لـ (( Another)) ولكل من ظن ظنه الآتي:
أولاً: كشف المرأة وجهها ليس مباحاً عند الأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك والشافعي فقط، بل هو مباح، على الصحيح، عند الأئمة الأربعة، رحمهم الله، وهناك رواية عن الإمام أحمد بلزوم تغطيته ولكنها ليست الصحيح من مذهبه، وهذا أمر لا يجادل فيه إلا جاهل أو مكابر معاند، ولكن أين؟؟؟ هذا هو السؤال الذي يتهرب من الإجابة عليه من يجادل بعلم وبغير علم. إنه سؤال أشغلني أربع سنوات بحثاً ومناقشة وسؤالاً وتنقيباً في بطون كتب الفقه والحديث والتفسير والتأريخ، ومباحثة مع كبار العلماء والأكاديميين الفقهاء من السعوديين والمصريين والسوريين والباكستانيين، وفي النهاية تبين أنَّ أعداء الأمة استطاعوا خداع الأمة عقوداً من الزمن، أفسدوا النساء فيها، وأخرجوا المرأة من خدرها الذي صانت فيه عرضها وحافظت فيه على شرفها وأخرجت لنا ابن المسيب والليث بن سعد والأئمة الأربعة والقاضي أبا يعلى وابن الجوزي والنووي وابن تيمية والذهبي ومحمد بن عبد الوهاب
استطاعوا إخراجها من سبيل طهرها ومملكة عفتها إلى أن أصبحت تسير عارية، أو شبه عارية على الشاطيء في غضون بضع سنوات بعد إلقائها للحجاب، حتى لم تعد الأم التي تحترم ولا الزوجة التي يغار عليها ولا البنت التي يحنى عليها؛ لأنها تحولت من كل هذه المعاني الجميلة الرائعة العظيمة إلى قطعة لحم تغري الذئاب ثم تلفظ وترمى في مزبلة الزمن.
ونعود مرة أخرى يا (( Another)) ومن قال بقولك: متى يباح لها كشف وجهها؟
أنا لن أجيبك من كتب التاريخ، ولن أجيبك من كتب التفسير ولا الحديث، فهذا محله كتابي الذي خرج مؤخراً ((سبيل الطهر ومملكة العفاف)) ضمنته خلاصة بل عصارة بحثي أربع سنوات في أربع وستين صفحة، ولكن أجيبك من خلال استشهادك بكلام الفقهاء من المذاهب الأربعة، و ((اطمئن، اطمئن، اطمئن))، لن آتيك بقول ((عالم نجدي))، بل ولا ((عالم حنبلي))، بل بأقوال فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية الذين استشهدت بمذاهبهم أنت.
ونعود مرة أخرى يا (( Another)) ومن قال بقولك: متى يباح لمرأة كشف وجهها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يذكر الفقهاء مسألة كشف الوجه في مواطن من كتبهم الفقهية؛ وهي: 1 - كتاب الصلاة/باب شروط الصلاة/فصل عورة المرأة في الصلاة. 2 - وفي كتاب الحج/باب محظورات الإحرام/وباب ما يلبسه المحرم. 3 - وكتاب النكاح/باب الخطبة/فصل ما يرى الخاطب من المرأة. وبعضهم يذكره في كتاب البيع والشهادات ونحوهما.
وفي كل مرة يذكرون مسألة ((غطاء وجه المرأة وكشفه)) يكون لهم حديث مختلف عن غيره، ففي كتاب الصلاة يكون الحديث عن حكم كشف المرأة وجهها في صلاتها، هل هو عورة يجب ستره؟ هنا يقول الأئمة الأربعة رحمهم الله: الوجه ليس بعورة، ويجوز للمرأة كشفه، إلا رواية عن الإمام أحمد وليست هي مذهبه، أما في الحج فحكى الإجماع على أن المرأة تستر وجهها إذا خشيت نظر رجل أجنبي إليها جميع الأئمة؛ منهم: ابن عبد البر وابن رشد والنووي وغيرهم، وعمدتهم في ذلك حديث أم المؤمنين عائشة وأثر ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين، ومثله في كتاب البيوع والشهادات.
لذلك قال العلماء العورة عورتان عورة نظر وعورة صلاة، وهنا تزل أقدام من لا يعرف كلام الفقهاء، وكذا يجد مريض القلب بغيته، فيأخذ كلام الفقهاء من كتاب الصلاة ويعممه على جميع الأحوال، ويسكت، بل يتعامى عن كلامهم في كتاب الحج والبيع والنكاح والشهادات.
ولنشرع الآن في سرد أقوال الفقهاء من غير النجديين والحنابلة حتى لا يتحسس بعض الناس من ذكرهم، ويبدأ في اتهامهم بالتشدد والتنطع واتهام من يستشهد بأقوالهم بالإقليمية:
اتفق فقهاء المذاهب الثلاثة، رحمهم الله، على وجوب ستر المرأة وجهها إذا برزت أمام الرجال الأجانب، واختلفوا في سبب الوجوب؛ فبعضهم يرى أنَّ سببه كون الوجه عورة، وبعضهم يرى أنَّ سببه خوف الفتنة، وكلا الفريقين على اتفاق أنَّها ممنوعة من كشف الوجه، سواء كان الوجه عورة أم ليس بعورة.
وفيما يلي عرض لأقوال بعضهم، وهي كافية، إن شاء الله، في بيان مذهبهم في هذه المسألة، وأنَّهم إذا قالوا: الوجه ليس بعورة، فإنَّما يعنون بذلك داخل الصلاة، أمَّا فيما يتعلق بنظر الأجنبيّ إليها فهو عورة مطلقاً، أو لخوف الفتنة:
ولمزيد من التفصيل، ومعرفة المصادر والمراجع، انظر كتابي ((سبيل الطهر ومملكة العفاف)).
الحنفية: يرى فقهاء الحنفية، رحمهم الله، أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً، لذلك ذكروا أنَّ المسلمين متفقون على منع النِّساء من الخروج سافرات عن وجوههنَّ، وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
قال أبو بكر الجصاص: المرأة الشابَّة مأمورة بستر وجهها من الأجنبي، وإظهار الستر والعفاف عند الخروج، لئلا يطمع أهل الرِّيب فيها.
وقال شمس الأئمة السرخسي: حرمة النَّظر لخوف الفتنة، وخوف الفتنة في النَّظر إلى وجهها، وعامة محاسنها في وجهها أكثر منه إلى سائر الأعضاء.
وقال علاء الدين: وتُمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين الرجال.
قال ابن عابدين: المعنى: تُمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها فتقع الفتنة، لأنَّه مع الكشف قد يقع النَّظر إليها بشهوة.
وفسَّر الشهوة بقوله: أن يتحرك قلب الإنسان، ويميل بطبعه إلى اللَّذة.
ونصَّ على أنَّ الزوج يعزر زوجته على كشف وجهها لغير مَحْرَم.
وقال في كتاب الحجّ: وتستر وجهها عن الأجانب بإسدال شيءٍ متجافٍ لا يمسُّ الوجه، وحكى الإجماع عليه.
ونقل عن علماء الحنفيّة وجوب ستر المرأة وجهها، وهي محرمة، إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
وقال الطحطاويُّ: تمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين رجال.
ونصَّ الإسبيجانيُّ والمرغينانيُّ والموصليُّ على أنَّ وجه المرأة داخل الصلاة ليس بعورة، وأنَّه عورة خارجها، ورجَّح في ((شرح المنية)) أنَّ الوجه عورة مطلقاً.
وقال: أمَّا عند وجود الأجانب فالإرخاء واجب على المحرمة عند الإمكان.
وألف شيخ الإسلام مصطفى صبري، مفتي الدَّولة العثمانية، كتابه المهم ((قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب)) شنَّع فيه على دعاة سفور الوجه، وبيّن أنّ مقالتهم في أصلها تقليد غربي، وأنَّ الدَّعوة إلى السُّفور ليست قاصرة على كشف الوجه بل هو بداية لما سيأتي بعده من عري كامل كما هو حادث على بعض الشواطئ في زمنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ ظفر التَّهانوي: المرأة منهيّة عن إبداء وجهها للأجانب بلا ضرورة.
وقال: المرأة تستر وجهها في غير حالة الإحرام.
وقال سماحة مفتي باكستان محمَّد شفيع العثمانيُّ: وبالجملة فقد اتفقت مذاهب الفقهاء، وجمهور الأمَّة على أنَّه لا يجوز للنِّساء الشوابّ كشف الوجوه والأكفّ بين الأجانب، ويُستثنى منه العجائز، لقوله تعالى [وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ].
وقال السهارنفوريُّ: ويدلُّ على تقييد كشف الوجه بالحاجة: اتفاق المسلمين على منع النِّساءأن يخرجن سافرات الوجوه لاسيما عند كثرة الفساد وظهوره.
وألف نائب شيخ الإسلام في الدولة العثمانية الشيخ محمد زاهد الكوثري: كتابه ((حجاب المسلمة)) أبان فيه عن مسألة غطاء الوجه، وأنّها مما انعقد إجماع علماء المسلمين العملي على وجوبه قبل أن تقع بلادهم بيد الكافر الذي روَّج السُّفور على يد أذنابه، ثمَّ قال: ولتلك النُّصوص الصريحة في وجوب احتجاب النِّساء، تجد نساء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في غاية المراعاة للحجاب منذ قديم، في البلاد الحجازيَّة واليمنيَّة، وبلاد فلسطين والشام، وحلب والعراقين، وبلاد المغرب الأقصى إلى المغرب الأدنى، وصعيد مصر والسودان، وبلاد جبرت والزيلع وزنجبار، وبلاد فارس والأفغان والسند والهند. بل كانت بلاد الوجه البحري بمصر وبلاد الروملي والأناضول وبلاد الألبان في عداد البلدان التي تراعي فيها نساؤها الاحتجاب البالغ.
إلى أن قال: وليس بقليل بمصر من أدرك ما كانت عليه نساء مصر كلّهن من ناحية الحجاب قبل عهد قاسم أمين داعية السُّفور في عهد الاحتلال.
وألف الشيخ محمد سعيد البوطيُّ كتابه ((إلى كل فتاة تؤمن بالله)): ذكر فيه بعض أحكام الحجاب ومواطن إجماع العلماء فيه، وأن خلافهم في كشف الوجه واليدين خلاف صوري وهمي لا يتحقق في عالم الواقع؛ لأن تحقق المرأة من عدم وجود من يتعمد النظر إليها نظراً محرماً لا يمكن وقوعه؛ ولأن خروجها سافرة عن وجهها أمام الرجال الأجانب لابدَّ أن ينتج عنه نظر محرَّمٌ إليها، إمَّا بشهوة وإما بتكرار النَّظر، وكلاهما حرام؛ لذلك أجمع العلماء على منع النِّساء من الخروج سافرات.
وقال: ثبت الإجماع عند جميع الأئمَّة، سواء من يرى منهم أنَّ وجه المرأة عورة؛ كالحنابلة، ومن يرى منهم أنَّه غير عورة؛ كالحنفيَّة والمالكيَّة، أنَّه يجب على المرأة أن تستر وجهها عند خوف الفتنة، بأن كان من حولها من ينظر إليها بشهوة. ومن ذا الذي يستطيع أن يزعم بأنَّ الفتنة مأمونة اليوم، وأنه لا يوجد في الشَّوارع من ينظر إلى وجوه النِّساء بشهوة؟.
وقال الشيخ وهبي غاوجي الألباني: يجب على المرأة أن تستر جميع بدنها ووجهها وكفيها، سدّاً لذرائع الفساد وعوارض الفتن. فحكم وجه المرأة وكفيها في المذهب الحنفي، في مثل أيَّامنا هذه، كحكمه في باقي المذاهب الأربعة؛ وهو: حرمة كشف المرأة وجهها لغير ضرورة، .. إلى أن قال عن القول بجواز كشف الوجه: رأي شاذ، ليس هو رأي الحنفية، ولا رأي المذاهب الثلاثة الباقية، ولا جماهير الأئمة من السّلف الصالح.
وقال الشيخ الصابوني: يا هؤلاء كونوا عقلاء ولا تلبسوا على الناس أمر الدين. فإذا كان الإسلام لا يبيح للمرأة أن تدق برجلها الأرض لئلا يسمع صوت الخلخال وتتحرك قلوب الرجال أو يبدو شيء من زينتها، فهل يسمح لها أن تكشف عن الوجه الذي هو أصل الجمال ومنبع الفتنة ومكمن الخطر؟.
وألف الشيخ عبد الله علوان كتاباً بعنوان ((إلى كل أب غيور يؤمن بالله)) عقد فصلاً تحدث فيه عن غطاء وجه المرأة، وذكر فيه أقوال بعض المفسرين، وما جاء في ذلك من أحاديث، وأقوال العلماء فيها ومذاهبهم، وبيّن أنّ غطاء الوجه لا محيد عنه.
وبمثل ذلك نص ابن نجيم والزيلعي والكشميري وغيرهما من الحنفية.
فهذه بعض أقوال كبار فقهاء الحنفيَّة في القديم والحديث تبيّن أنَّ مذهبهم وجوب ستر المرأة وجهها إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
المالكيّة: يرى فقهاء المالكيّة، رحمهم الله، أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً؛ لذلك فإنَّ النِّساء، في مذهبهم، ممنوعات من الخروج سافرات عن وجوههنَّ أمام الرجال الأجانب. وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن العربيِّ، والقرطبيُّ: المرأة كلُّها عورة، بدنها وصوتها، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة، كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عمَّا يعنّ ويعرض عندها.
وقال الشيخ أبو عليٍّ المشداليُّ: إنَّ من كانت له زوجة تخرج وتتصرف في حوائجها بادية الوجه والأطراف، كما جرت بذلك عادة البوادي؛ ((لا تجوز إمامته))، و ((لا تقبل شهادته))، و ((لا يحلّ أن يُعطى له الزكاة إن احتاج إليها))، و ((إنَّه لم يزل في غضب الله ما دام مصرّاً على ذلك)).
وسئل الونشريسيُّ، عمن له زوجة تخرج بادية الوجه، وترعى، وتحضر الأعراس والولائم مع الرِّجال، والنِّساء يرقصن والرِّجال يكفون، هل يجرحه هذا الفعل؟
فأورد الفتوى السابقة، ثم قال: وقال أبو عبد الله الزواوي: إن كان قادراً على منعها ولم يفعل فما ذكر أبو عليٍّ (المشداليّ) صحيح. وقال سيدي عبد الله بن محمد بن مرزوق: إن قدر على حجبها ممن يرى منها ما لا يحلّ ولم يفعل فهي جرحة في حقه، وإن لم يقدر على ذلك بوجه فلا، ومسألة هؤلاء القوم أخفض رتبة مما سألتم عنه، فإنَّه ليس فيها أزيد من خروجها وتصرفها بادية الوجه والأطراف، فإذا أفتوا فيها بجرحة الزوج، فجرحته في هذه المسؤول عنها أولى وأحرى، لضميمة ما ذُكر في السؤال من الشطح والرقص بين يدي الرجال الأجانب، ولا يخفى ما يُنْتِجُ الاختلاط في هذه المواطن الرذلة من المفاسد.
ونصَّ ابن مرزوق على: أنَّ مشهور المذهب وجوب ستر الوجه والكفين إن خشيت فتنة من نظر أجنبي إليها.
وقال شيخ الأزهر سماحة الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي المالكي: التَّبرج قد نهى الله عنه بقوله سبحانه وتعالى] وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُوْلَى [الخطاب في هذه الآية الشَّريفة موجه إلى نساء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ولكنَّ الحكم عامٌّ (لكلِّ النِّساء)، ومعناه ... أن تبدي محاسنها من وجهها وجسدها، أو أن تُخْرِج من محاسنها ما تستدعي به شهوة الرجال.
فما يُشَاهَد الآن من كشف المرأة من ساقيها وذراعيها، وصدرِها ووجهِها، وما تتكلَّفه من زينة تكشف عنها، وما تفعله في غدوها ورواحها؛ من تبختر في مشيها، وتكسر في قولها، وتخلعٍ يستلفت الأنظار ويقوي الأشرار، تبرجٌ منهي عنه بالإجماع، لا تقرُّه الشَّريعة الإسلاميَّة، ولا يتَّفق مع العفَّة والآداب؛ لما يؤدي إليه من إثارة الشَّهوات، وتلويث النفوس، وإفساد الأخلاق، وإطماع ذوي النفوس المريضة. وكثيراً ما جر ذلك إلى الجنايات على الشَّرف والعفَّة والاستقامة، حتى اشتدَّ الكرب، وعمَّ الخطبُ، وأصبحت البلاد ترزح تحت آثاره الضَّارَّة ونتائجه السَّيئة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وحيث كان الأمر كما ذُكر، فالواجب على زوج المرأة وأولياءِ أمرِها منعُها من ذلك، ويجب أيضاً على كلِّ مسلم قدر على هذا، وقد آن للنَّاس أن يتداركوا أمر الأخلاق فقد أوشك صرحُها أن ينهار، وأن يُقوِّموا منها ما اعوج، ويجدِّدوا ما درس قبل أن تصبح أثراً بعد عين، والله ولي التوفيق.
وقال الشيخ يوسف الدِّجْوِي الأزهري المالكي عن مسألة غطاء الوجه: المسألة إجماعيَّة، لايختص بها إمام دون آخر من أئمة المسلمين.
وذكر وزير العدل ثمَّ المعارف المغربيّ الشيخ محمَّد الحسن بن العربيِّ الفلالي الشهير بالحجوي: أنّه كان في مجلس ملك المغرب، فقام رجل يدعو إلى سفور المرأة عن وجهها، فأشار الملك بالردَّ عليه، قال: فقام من لم تأخذه حميَّة الحزبيَّة أو الملق، وقالوا بصوت واحد: اللَّهمَّ إنَّ هذا منكر؛ يعنون السُّفور، ومن ذلك اليوم أوحى شياطين الإنس إلى إخوانهم ممن يرى إباحة السُّفور، ولو مع خوف الفتنة، إلى الأخذ بما قاله هذا الرجل، وسموه فتوى؛ كفتوى عمرو بن لحي! وأعلنوا السُّفور في شهر جمادى 1362هـ. وعليه من ذلك ما حُمّل، فكانت هذه أول سُنَّة السُّفور بالمغرب.
وبمثل هذا نص الآبي والقرافي والحطاب والدسوقي والشيخ مبارك ومحمد الكافي.
فهذه بعض أقوال كبار فقهاء المالكيَّة في القديم والحديث تبيّن أنَّ مذهبهم وجوب ستر المرأة وجهها إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشافعيَّة: يرى فقهاء الشافعيَّة، رحمهم الله، أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال، سواء خُشيت الفتنة أم لا؛ لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، ويرى بعضهم أنَّ وجهها عورة مطلقاً. وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
قال إمام الحرمين الجوينيُّ: اتفق المسلمون على منع النِّساء من الخروج سافرات الوجوه؛ لأنَّ النَّظر مظنَّة الفتنة، وهو محرك للشهوة، فاللائق بمحاسن الشرع سدُّ الباب فيه، والإعراض عن تفاصيل الأحوال، كالخلوة بالأجنبية.
ونقل ابن حجر الهيتمي: عن الزياديّ، وأقرَّه عليه: أنَّ عورة المرأة أمام الأجنبي جميع بدنها حتى الوجه والكفين على المعتمد.
وقال: قال صاحب النِّهاية: تَعَيَّنَ سترُ المرأة وجهها، وهي مُحْرِمَة، حيث كان طريقاً لدفع نظرٍ مُحَرَّم.
وقال ابن رسلان: اتفق المسلمون على منع النِّساء أن يخرجن سافرات عن الوجوه، لاسيما عند كثرة الفساق.
وقال شيخ الأزهر ورئيس القضاة عبد الله بن حجازي الشرقاويُّ الشافعي: عورة الحرَّة خارج الصلاة لنظر الأجنبيِّ إليها جميع بدنها حتَّى الوجه والكفين، ولو عند أمن الفتنة.
وقال النَّوويُّ: لا يجوز للمسلمة أن تكشف وجهها ونحوه من بدنها ليهوديَّة أو نصرانيَّة وغيرهما من الكافرات إلاَّ أن تكون الكافرة مملوكة لها، هذا هو الصحيح في مذهب الشافعيِّ.
وقال ابن حجر العسقلاني: استمر العمل على جواز خروج النِّساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات؛ لئلا يراهنَّ الرِّجال.
وقال الغزَّاليُّ: لم تزل الرجال على مرِّ الزمان مكشوفي الوجوه، والنِّساء يخرجن منتقبات.
وقال الموزعيُّ: لم يزل عمل النَّاس على هذا، قديماً وحديثاً، في جميع الأمصار والأقطار، فيتسامحون للعجوز في كشف وجهها، ولا يتسامحون للشابَّة، ويرونه عورة ومنكراً، وقد تبين لك وجه الجمع بين الآيتين، ووجه الغلط لمن أباح النَّظر إلى وجه المرأة لغير حاجة، والسلف والأئمة؛ كمالكٍ والشافعيِّ وأبي حنيفةَ وغيرِهم لم يتكلموا إلا في عورة الصلاة، فقال الشافعيُّ ومالكٌ: ما عدا الوجه والكفين، وزاد أبو حنيفة: القدمين، وما أظنُّ أحداً منهم يُبيح للشابَّة أن تكشف وجهها لغير حاجة، ولا يبيح للشابِّ أن ينظر إليها لغير حاجة.
وبمثل هذا نص البغوي والجرداني والجمل والسقاف والقليوبي من الشافعية.
فهذه بعض أقوال كبار فقهاء الشافعيَّة في القديم والحديث تبيّن أنَّ مذهبهم وجوب ستر المرأة وجهها إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
ونزيد من غير الحنابلة والنجديين:
قال الشوكاني: وأما تغطية وجه المرأة، في الإحرام، فكنّ يكشفن وجوههن عند عدم وجود من يجب سترها منه، ويسترنها عند وجود من يجب سترها منه.
وألف الأمير الصنعاني كتاباً بعنوان ((الأدلة الجلية في تحريم نظر الأجنبية))، بيّن فيه وجوب غطاء الوجه.
وقال الشيخ محمد بن سالم البيحاني اليمني: وأما خارج الصلاة فتستر بدنها كله حتى الوجه والكفين، ولم يستثن إلا ما كان للضرورة كالشهادة ونحوها.
وقال الشنقيطيُّ: إنَّ المنصف يعلم أنَّه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنِّساء في الكشف عن الوجه أمام الرِّجال الأجانب، مع أنَّ الوجه هو أصل الجمال، والنَّظر إليه من الشابَّة الجميلة هو أعظم مثير للغرائز البشريَّة، وداع إلى الفتنة، والوقوع فيما لا ينبغي.
ورد الشيخ محمَّد سعيد البوطي على القائلين بأنَّ يسر الشَّريعة يقتضي السُّفور حيث قال: من عجيب أمر بعض النَّاس أنَّهم يتعلقون بهذا الَّذي يسمُّونه ((تبدّل الأحكام بتبدّل الأزمان))، في مجال التَّخفيف والتَّسهيل والسير مع مقتضيات التَّحلل من الواجبات فقط، ولكنَّهم لا يتذكرون هذه القاعدة إطلاقاً عندما يقتضيهم الأمر عكس ذلك.
وأمَّا أنا فلست أجد مثالاً تتجلى فيه ضرورة ((تبدل الأحكام بتبدل الأزمان)) مثل ضرورة القول بوجوب ستر المرأة وجهها، نظراً لمقتضيات الزمن الذي نحن فيه، ونظراً لما تكاثر فيه.
وممَّن ردَّ على هذه الدَّعوة، وعلى قاسم أمين الأستاذ محمد طلعت حرب في رسالة ((تربية المرأة والحجاب)) نصر فيها وجوب ستر المرأة وجهها عن الرجال الأجانب.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال محمد فريد وجدي: إذا أشرنا اليومَ بوجوبِ كشفِ الوجهِ واليدين؛ فإنَّ سنةَ التدرجِ سوفَ تدفعُ المرأةَ إلى خلعِ العذار للنهايةِ في الغدِ القريب، كما فعلتِ المرأةُ الأُوربية، التي بلغتْ بها حالةُ التبذلِ درجةً ضجَّ منها الأُوربيونَ أنفسُهم. والسعيد من اتعظ بغيره!.
وقال الشيخ صالح محمَّد جمال: ما عليه الجمهور: منع كشف الوجه ووجوب تغطيته، وما كنَّا عليه نحن في هذه البلاد المقدَّسة قروناً طويلة حتى أواخر القرن الماضي الهجري، حتى منينا بهذا التقليد الأعمى الذي حذرنا منه الإسلام، وخرج منَّا ((مجتهدو آخر زمن)) لينبشوا عن آراء فقهيَّة مرجوحة؛ ليستبيحوا بها كشف وجه المرأة، ويفتوا بذلك تشجيعاً على السُّفور، وإيقاظاً للفتنة النائمة، وفرح بها بعض الشباب وتمسَّكوا بها دون التَّفكير في عواقبها الوخيمة العاجلة والآجلة؛ من إفساد وخطف وجرائم، لولا السُّفور والاختلاط لم تقع.
وألف الشيخ أحمد محمَّد جمال: رسالة بعنوان ((نساؤنا ونساؤهم)) ذكر فيها اتفاق العلماء على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه.
وقال الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد أن ساق جملة من الآيات والأحاديث الموجبة للحجاب: وليس بعد هذا البيان بيان، ومنه يُعلم أنَّ ما نحن عليه ليس من الإسلام في شيءٍ… إنَّ الإسلام يحرم على المرأة أن تكشف عن بدنها، وأن تخلو بغيرها، وأن تخالط سواها.
وعلق على قوله هذا د. محمد المقدّم، فقال: فإنَّ الأدلَّة تؤيد القول بوجوب النِّقاب كما هو ظاهر كلام فضيلة الأستاذ حسن البنا رحمه الله، وأنزله منازل الشُّهداء!!!
وقال شيخ الأزهر الشيخ عبدالحليم محمود: يجب عليها ستر الوجه والكفين سداً للذَّرائع إلى المفاسد.
ونصَّ شيخ الأزهر ومفتي مصر د. سيد طنطاوي على وجوب تغطية المرأة وجهها أمام الرِّجال الأجانب في تفسيره الوسيط عند كلامه على آية الجلباب.
ولو قال قائل: إذا كان هذا كلام أئمة الفقهاء في القديم والحديث، وحال المسلمات في جميع بلاد الإسلام كما ذكر العلماء قبل قليل، فمتى تغير الحال؟ وكيف أصبح السفور هو الأصل عند أكثر نساء المسلمين؟
الجواب: لكوني التزمت أن أرد على قدر الخطأ العلمي في كلام الكاتب (( Another)) فإني أحيل على كتابي ((سبيل الطهر ومملكة العفاف)) والله الموفق.
أخوكم أحمد بن عبد العزيز الحمدان
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة
ومشرف موقع نوافذ الدعوة: www.dawahwin.com
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 05:36]ـ
اخي أبو محمد أعتقد أن وصف القائلين بجواز كشف الوجه بالشذوذ فيه شيء من الغلو.
ومثل هذا وصف من لا يكفر تارك الصلاة بأنه فيه شيء من إرجاء.
إذا اختلف العلماء المعتبرون وكان خلافهم سائغا فوصف الرأي المقابل بأنه شاذ فيه إجحاف.
أما الأخ شريف فنقول له بأن هذا هو منهج القرضاوي الذي يصرح به في كتبه وهو منهج التيسير المتميع فليس هذا شذوذا أو خطأ في فتوى واحدة فالرجل عقلاني وعنده أشعرية في العقيدة فهل تقولون بأن الأشاعرة من أهل السنة؟
أما الفقه فما هي بالفتوى الواحدة التي عابها عليه العلماء بل هي سلسلة من الأخطاء.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 10:59]ـ
للمزيد على التدليل على أن جواز كشف الوجه هو قول الجمهور يراجع الرد المفحم للشيخ الألباني حيث أتى بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا هو قول الجمهور وكشف أخطاء الشيخ التويجري في الكتاب الذي انتقد فيه الشيخ الألباني واتهمه بالترويج للسفور!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 11:13]ـ
اخي الكريم أبو الفضل المصرى
لاادري كماقال بعض علمائنا ماهو الحجاب
اذاكان كشف الوجه هو الحجاب فعلى هذانحن الرجال محجبين لانه يظهرمنا الوجه والكفان
ولاادري كيف غاب حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري عن كثير ممن تكلم في مسالة الحجاب
وذلك في قصة الافك حيث قالت فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني،
وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي
وقد اخذالعلماء فائدتين من حديث عائشة رضي الله عنها
الاولى ان تغطية الوحه بالجلباب هو الحجاب هكذا فهم الصحابة ومنهم ام المؤمنين رضي الله عنهم اجمعين
الثانيةان المراة بعد نزول اية الحجاب والتزام امهات المؤمنين والصحابيات به
اصبح الرجل لايستطيع ان يميز هل هذه فلانه اوفلانه لانهن يسترن وجوههن بالجلباب
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 11:32]ـ
أخي الغامدي ... أنا لا أتكلم في وجوب التغطية من عدمه لكن أتكلم عن مذهب الجمهور وأن الجمهور فعلا قال بالجواز بصرف النظر عن أنهم محقون أم لا ... (أنا لست جمهورياً أحتج بالجمهور كبعضهم) ابتسامة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 01:56]ـ
أخي أبا الفضل - وفقه الله -: ادعاء أن كشف الوجه هو مذهب الجمهور وهم روجه البعض فصدقه آخرون للأسف، وقد بين حقيقته فضلاء؛ كما في هذا الرابط:
http://saaid.net/female/h54.htm
- أما رسالتا الألباني - رحمه الله - فإليك ما فيهما من تناقض، مع شيئ من الفوائد:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/30.htm
- وهنا الأدلة على أن المسلمين مجمعون (عمليًا) في جميع بلاد الإسلام على تغطية النساء لوجوههن. وأن السفور لم يُعرف إلا مع الاستعمار وأذنابه؛ كقاسم أمين ومن تابعه.
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/w.htm
- فعلى المسلمين إعادة الأمور إلى نصابها، و معرفة حقائق الأمور، وإزالة الأوهام التي بثها ربائب الاستعمار؛ فأصبحت - للأسف - عند البعض؛ كالمسلّمات. والله الهادي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 02:04]ـ
شيخنا سليمان بارك الله فيكم هل القول بجواز كشف الوجه قول شاذ؟
الكل ينتصر لرأيه لكن أن نصف الرأي المقابل بالشذوذ أليس في هذا نوع تضييق لأمر فيه سعة.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 10:39]ـ
الى الأخ أبو محمد الغامدي: تعجبك وتساؤلك " كيف غاب حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري عن كثير ممن تكلم في مسالة الحجاب " ليس له محل - حيث لم يختلف احد في وجوب احتجاب أمهات المؤمنين فالآية صريحة في الاحتجاب الا أنها خاصة بأمهات المؤمنين ولكن الاشكال فيما عداهن من النساء.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 03:34]ـ
الى الأخ أبو محمد الغامدي: تعجبك وتساؤلك " كيف غاب حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري عن كثير ممن تكلم في مسالة الحجاب " ليس له محل - حيث لم يختلف احد في وجوب احتجاب أمهات المؤمنين فالآية صريحة في الاحتجاب الا أنها خاصة بأمهات المؤمنين ولكن الاشكال فيما عداهن من النساء.
الرد عليهم بهذه الاية
((يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما))
وهي من ايات الحجاب باتفاق العلماء
ومااوردته سابقا هو فهم ام المؤمنين ان الحجاب ادناء المراة الجلباب على وجهها
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 12:22]ـ
أنا أرد فقط على تعجبك - وللعلم فإن آية الحجاب هي الآية " يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي ... " في كل كتب السنة وليست أي آية أخرى، في البخاري - عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الْآيَةِ آيَةِ الْحِجَابِ لَمَّا أُهْدِيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا الْقَوْمَ فَقَعَدُوا يَتَحَدَّثُونَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ وَهُمْ قُعُودٌ يَتَحَدَّثُونَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ إِلَى قَوْلِهِ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} فَضُرِبَ الْحِجَابُ وَقَامَ الْقَوْمُ- وهو واضح أن ذلك يخص أمهات المؤمنين.
ومسألة الاستدلال بآية " يأيها النبي قل لأزواجك ... " فيه نظر وأدعوك - بحيادية ومن غير تعصب ولا تقليد - أن تنظر في الآية كلمة كلمة وأن تستخرج منها ما يدل على تغطية الوجه؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 02:00]ـ
اخي الكريم اتمنى ان يكون هدفنا الوصول الى الحق وليس التعصب الاعمى مع وضوح الادلة
.وكون الاية التي ذكرت هي اية الحجاب كما قال الصحابي فهو لم ينف وجودغيرهاولاينافي نزول اية اخرى ففي القران والسنة على بعض مسائل الدين عشرات الادلة وانظر الى ايات الامر باقامة الصلاة وايتاء الزكاة وايات النهي عن الشرك والقتل والزنا والعقوق والنهي عن الربا وكم في السنة من دليل على وجوب حفظ اللسان وستر العورة وغيرذلك واليك كلام من هو اعلم مني ومنك في الدين
قال الامام ابن تيميّة، رحمه الله: وقبل أن تنزل آية الحجاب كان النِّساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرِّجال وجهها ويديها، وكان إذ ذاك يجوز لها أن تُظهر الوجه والكفين ... ثم لما أنزل الله -عز وجل- آية الحجاب بقوله: [يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ] حجب النِّساء عن الرِّجال
ثم اني اسالك اخي اذالم تكن هذه الاية في الحجاب فاخبرني عن موضوعها هل هي في الصو م او الزكاة اوماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل رجعت الى كتب التفسيروكلام السلف في الاية؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 05:40]ـ
للفائدة فقط:
مذهب السلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان:
أنهم لا يكفرون، ولا يفسقون، ولا يؤثمون أحدًا من المجتهدين المخطئين لا في مسألة علمية ولا عملية، ولا في الأصول ولا في الفروع، ولا في القطعيات ولا في الظنيات.
نقلا عن "معالم في أصول الفقه" (482)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 06:32]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة وإن كانت أجنبية عن الموضوع هنا، فهناك مجتهد مخطيء، وهناك مخطيء يجتهد في الخطأ ويؤصله ويسفه من خالفه، وكل من يتكلم عن الإنصاف للترهيب من رد الباطل لا يستطيع أن يثبت إنصاف مَنْ يجادلون عنهم، فما رأينا إلا ظلمهم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وإجماع الأمة، وليناقش من يناقش فقد بلغت أخطاء القرضاوي حدا لا يسكت عنه إلا جاهل بها أو مداهن في دين الله أو مفتون يريد ترويج الفتن ليتسلل من خلفها، ولو انشغل المدافعون عن الأشخاص في الدفاع عن الدين لكان حالنا غير ما نحن عليه، وليعلم المدافعون أن من ينتقد القرضاوي لا ينتقده لأي عداوة شخصية أو حزبية هذا ما أعلمه من نفسي وأظنه بإخواني، أما المدافعون فجلهم يدافعون لحزبية وعصبية وبرمجة في الدماغ على البداءة بالهجوم على كل من ينتقد رموزهم ولو خالف الرمز ما لا يحل فيه الخلاف.
وأهدي هذا النقل لمن يظنون أن القرضاوي لا يقول بوجوب النقاب لأسباب علمية لعلهم يتدبرون، يقول:"والأصل في لباس المرأة هو الخمار الذي يظهر وجهها وكفيها أما النقاب فليس هو الأصل كما يزعم البعض الذي يريد تحويل المرأة إلى خيمة متحركة لا يراها أحد ولا تتحدث مع أحد حتى أنهم حرموا إلقاء السلام عليها أو حتى رد السلام عليها ولا حتى الجلوس في مجلس النساء لتعليمها العلم إلا إذا كانت منعزلة عنهم تماما "
الرابط:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 09:43]ـ
جزاك الله خير أخي أبو عمرو
لكن لم يظهر الرابط
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 12:29]ـ
وجزاكم أخي الكريم، وهذا هو الرابط:
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3004&version=1&template_id=187&parent_id=18
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 01:38]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي أباعمرو ..
القرضاوي جريئ وسليط اللسان و" هوّال " .. إذا ما أراد التنفير من أمر شرعي لايوافق هواه.
فهو يسير على سنَن شيخه الغزالي (صاحب القصص التهويلية المكذوبة).
وللأسف أن بعض الفضلاء لا زال يعتد به وبأقواله!
ورحم الله الشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام بتركيا الذي قال عن شيخ القرضاوي القديم " محمد عبده " بأنه (غير مأمون في دينه لمناصرته لداعية السفور والفساد قاسم أمين). فماهو قائل في داعية الغناء المختلط؟
والله الهادي ..
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:42]ـ
أسعدني مروركم ودعاؤكم شيخنا الكريم، بارك الله فيكم، وسدد خطاكم، وأرجو أن يتم تحديث كتابكم عن القرضاوي وإضافة ما استجد، فقد استجد الكثير والله المستعان.
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 07:58]ـ
ليست بغريبة على القرضاوي!
فهو يسير وفق منهج " سامج " يسميه: فقه التيسير، وشتان بين التيسير الشرعي، وتيسير هذا المتميع ومن ينهج نهجه، ممن لا للحق نصروا، ولا للأعداء كسروا، بل كانوا عونًا لهم من حيث يحسبون أنهم يُحسنون صُنعًا.
وهنا بيان ذلك:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3768
=========
الأخ الكريم: الدكتور أحمد الطعان - وفقه الله -: حياك الله بين إخوانك ومحبيك. شاكرًا جهودك ومقالاتك القيمة في نقد أهل العلمنة.
قلتم: (ما هو نص هذه الفتوى؟ وخصوصاً أنها فتوى شفهية). فهل سيتغير رأيك - إن قرأت النص -؟
قلتم عن القرضاوي: (وإخراجه عن منهجية أهل السنة والجماعة). ومن خلال معرفتي بإنتاج الرجل أقول: هو في العقيدة خليط بين الأشعرية والسنة. وفي الفقهيات من رؤوس منهج التيسير غير الشرعي، الذي يبرأ منه أهل السنة.
وفق الله الجميع .. وأعلم أن بعض النفوس تأنف من النقد. ولكن هو مثل الدواء المر، لابد منه، وإلا ضاعت معالم الدين تحت راية المجاملات. والله الهادي ..
يا شيخ سليمان قرأت بعضا ًمن كتب الشيخ الفكرية و الفقهية ولا أذكر له قولاً قال فيه بقول الأشاعرة مخالفاً لأهل السنة فأتمنى منك بما أنك سبرت كتبه غفر الله له أن تبين لي ذلك لأنه مهم بالنسبة لي جزاك الله خيراً ولا أقصد به تتبع عورات المسلمين لكن لحادثة مرت بي لها تعلق بالشيخ غفر الله له.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 09:55]ـ
أخي الخالدي، كلامك هذا برهان على أن الكثيرين يتكلمون في موضوع القرضاوي بدون قراءة شيء مما تناول أفكاره، وكلما فتح موضوع عن القرضاوي ذكرنا المراجع ولكن إخواننا يأبون إلا الدفاع بلا بصيرة ولا برهان، وأعود فأقول: بين الشيخ سليمان حفظه الله ونصره ووفقه كلامه عن نسبة القرضاوي للأشعرية أوضح بيان في كتابه:" القرضاوي في الميزان" تحت عنوان: القرضاوي والأشاعرة ص/239 فراجعه بارك الله فيك.
وأعتذر للشيخ سليمان لإجابتي عن سؤال الأخ قبله.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:34]ـ
لست مدافعا عن القرضاوي و لا غيره،و لست ممن يأخذ دينه منه، و لست كذلك في مقام الشيخ سليمان نفع الله به و غيره من طلبة العلم، و لكن الرفق ما كان في شيء الا زانه، و لقد اتفق اكثر العلماء ان منهج الذهبي اوفق و اقرب للاصابه من منهج ابن حزم في نقد الرجال، و لكل شيخ ايا كان تلاميذ يهتدون بهدية و قد يتعصبون لرأية و قد يسوؤهم ما قد يناله، فهؤلاء بسبب شدتنا في النقد و اغلاظنا في القول قد يتعصبون لرأي مشايخهم و يتبنون اخطائهم، و لا شط ان هؤلاء مستهدفين اكثر من المنقود.
و كل كلمة و رأي نستطيع ايصاله بأكثر من اسلوب.
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه.(/)
على طريق إحياء الأمة .. للشيخ عبد المجيد الشاذلي
ـ[المدرس المسلم]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 01:06]ـ
الحمد لله الذي سهل طريق العبادة ورفع عن الأمة الآصار والأغلال كما أراده، وهدى من شاء من خلقه وأصلح فؤاده
وأحمده على جزيل فضله وإمداده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الخلق والملك والإرادة، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله الذي اصطفاه وفضله بالرسالة إلي جميع عباد وعلى آله وأصحابه وأحفاده وسلم تسليمًا كثيرًا
أما بعد:
إننا نتوجه في خطابنا هذا ليس فقط إلى العلماء العاملين الذين أضاءوا لهذه الأمة طريقها. . . وليس فقط إلى
الربانيين الذين يربون أمتهم على صغار مسائل العلم قبل كبارها. . .
وليس فقط إلى الدعاة الذين حملوا مشعل هذه الرسالة:) يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ (،
محتملين في سبيل هذا البلاغ ما يقابلهم به شياطين الإنس من قتل أو سجن أو تشريد أو تعذيب بأشنع
وسائل التعذيب. . .ولكن نتوجه به إلى الأمة كلها. . . علمائها وربانييها. . . دعاتها وصفوتها. .
دهمائها وعامتها. . . فإن النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
نتوجه به إلى كل من آمن بهذا الدين،إلى كل من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم بنيًا ورسولاً.
إليهم جميعًا نتوجه برسالتنا هذه. . .
إن طريق الجنة يتطلب فيما نحسب ـ في ظل أوضاعنا الراهنة أن تكون دعوتنا إلى الإسلام دعوة إلى:
1 - توحيد ننجو به من الشرك.
2 - هوية تجمع الأمة.
3 - صبغة تصطبغ بها.
4 - شريعة تحكم حياتها.
5 - عقيدة أهل السنة والجماعة ننجو بها من البدع والضلالات.
6 - الإسلام مسئولية فردية ومسئولية جماعية تضامنية.
وأنه لا مندوحة للأمة عنها أو عن بعضها.
فإلى المنادين بالإسلام كصبغة ـ سمت وهدي ظاهر دون أن يكون هوية أو عقيدة أو شريعة ـ نقول لهم:
إن أعداء الإسلام لن يتركونا كمسلمين نتمسك بهدينا وسمتنا إلى ما لا نهاية بل رأيناهم في بلغاريا يحاربون
ويقتلون المسلمين أو المنتسبين إلى هذا الدين ولو لم يحققوا منه شيئًا إلا اسمه
والانتساب إليه والتسمي بأسماء المسلمين. . .
وجدنا عدونا يحاربهم حتى لمجرد أن أسماءهم أسماء إسلامية فضلاً عن التمسك بالسمت والهدي،
وقد رأيناهم في البوسنة والهرسك يُقتلون لمجرد الانتساب إلى العروق الإسلامية
وسمعنا عن أبشع المجازر والمذابح والانتهاكات لكل من انتسب إلى هذه العروق وصدق الله تعالى:) وَلاَ يَزَالُونَ
يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ (.
ثم إننا لسنا مطالبين فقط بالتزام الكتاب والسنة في سلوكنا الفردي، بل مطالبون أيضًا الإجماع عليهما،
والعمل لتكون كلمة الله هي العليا و) حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه (،
ولا يتحقق لنا ذلك إلا بالهوية الإسلامية التي تجمعنا على الإسلام. والهوية لا تقوى على الثبات والمواجهة
في هذه الصراعات التي نعيشها في واقعنا المعاصر إلا إذا قامت على عقيدة.
والعقيدة لابد لها من تحقيق العبودية لله بقبول شرعه ورفض ما سواه وبالتالي فلابد من الشريعة ومن ثَمَّ فلا
يمكن الاحتفاظ بالسمت والهدي بدون تمكين ولا يتحقق التمكين مع الهروب من الشرائع
وعلى أحبائنا الذين أقلقهم تنحية شريعة الله تعالى وكلمته سبحانه عن الحياة وأقضت مضاجعهم بسقوط آخر
معقل من معاقل الشريعة وهي دولة الخلافة الإسلامية فنادوا بتحكيم الشريعة
كقوانين إلهية بعيدًا عن قوانين ودساتير الطاغوت التي ما أنزل الله بها من سلطان فطالبوا بذلك ودعوا إليه
دون التوحيد والعقيدة والهوية والصبغة ـ نقول لهم:
أحبائنا الكرام: إن الشريعة لابد لها من صبغة لأن شريعة الله ليست هي مجرد مجموعة قوانين تحكم حياة
الناس فقط، ولكنها صبغة كاملة تصبغ الحياة ولابد للقائمين على أمر هذه الشريعة
من صبغة يصطبغون بها وإلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه، وهذا أولاً.
وثانيًا: إن الصراع الأبدي بين الخير والشر، وبين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان إنما هو صراع لتكون كلمة
الله هي العليا أي: شريعته هي المهيمنة والمسيطرة والسائدة وأن تكون كلمة الذين
(يُتْبَعُ)
(/)
كفروا السفلى، أي: شريعتهم وشركهم هو المقهور والذليل.
وهذا لا يحققه شياطين الإنس، ولا يتحقق حتى إذا طالب به ودعا إليه كل الفضلاء والصالحين من هذه الأمة
ولا حتى إذا طالبت به كل جماهير الأمة أو أغلبها ـ بمجرد المطالبة ـ وهذا أنموذج
الجزائر ماثل أمام أعيننا حين اختارت الغالبية العظمى من الشعب الجزائري الشريعة، لتحكم حياتها،
عندها تحالفت كل قوى الشر لتحول دون أن تكون كلمة الله هي العليا،
بل وأعلن الرئيس الفرنسي أن الأمر لو احتاج إلى جيش فرنسي ينزل الجزائر لمنع هذا الأمر لفعل.
فلابد إخواننا الأحباب ـ لاستقرار الشريعة في مجتمع ـ لابد من أمة ترى أنه لامناص لها من الالتزام بالكتاب
والسنة والإجماع عليهما وأن هذه هي هويتها التي لا ترضى عنها بديلاً
فلا تجتمع على غيرها.
أمة ترفض العلمانية ـ اللادينية ـ وفصل الدين عن الدولة وترفض ولاء الكافرين والتبعية لمعسكرات الشرك
الدولية من منطلق عقيدة التوحيد، وترى أن القبول لذلك كفر يخرجها من الملة
ـ وهو كذلك في دين الله عز وجل ـ فتستبسل في التمسك بعقيدتها وهويتها وشريعتها مهما كانت الضغوط التي
تتعرض لها. وإذا وجدت تلك الأمة فهذا هو ملء الفراغ السياسي الذي يصرف
عنها كيد أعدائها ليأسهم من تغريبها عن دينها وهويتها وشريعتها، وهذا معنى تحقيق قوله تعالى:) الْيَوْمَ
يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ (،
فالشريعة لا تستقر في مجتمع بدون عقيدة واضحة وهوية واحدة مجردة من الالتباسات، ومجانبة للشرك
والأهواء.
وإلى قومنا ومثقفينا الذين ينادون بالإسلام كهوية ـ تراثًا وثقافة ـ تجمع الأمة في مواجهة الفرانكفونية
(التراث والثقافة الإفرنجية) دون التأكيد على أن يكون مع هذه الهوية،
الشريعة أو العقيدة والتوحيد أو الصبغة نقول: إنكم تبحثون عن سراب أو عن قبض الريح لأن الهوية إنما
هي رابطة تجمع، لا روابط تفريق، يجتمع كل مجموعة من
الناس حول رابطة منها ويرفضون الاجتماع حول غيرها.
وذلك أن الاجتماع على التراث والثقافة الإسلامية فقط كهوية ـ دون أن ترتكز هذه الهوية على التوحيد
الخالص ـ سيسمح بامتزاج النظم الحياتية الإسلامية مع هذه الهوية فيسمح بالاشتراكية
والديمقراطية والرأسمالية وغيرها وبالتالي يكون هناك إسلام اشتراكي له هويته وآخر رأسمالي له رابطته
وثالث ديمقراطي له محور استقطابه ورابع ليبرالي ... و وغيرها من المذاهب
الأرضية اللادينية.
في ظل هذا الالتباس ينادي أناس بالإسلام ـ كتراث وثقافة ـ من وجهة النظر العربية أو التركية أو الفارسية
أو الشرق أوسطية أو غيرها فيكون هناك إسلام عربي وإسلام تركي وإسلام فارسي
وإسلام شرق أوسطي وكذلك آخر بربري وريفي وصحراوي .. إلخ، فيتعدد الإسلام وبالتالي تتعدد الهويات
فيفقد الإسلام بذلك قدرته على الاستقطاب وتبدد هوية المسلمين.
فلذا كي تصلح الهوية الإسلامية كمحور واحد لاستقطاب المسلمين لا بد لها أن ترتكز على التوحيد الخالص
والعقيدة الصحيحة بتصديق خبر الرسول جملة وعلى الغيب والتزام
شريعة الرسول جملة وعلى الغيب مما يعني أنه لابد للهوية من توحيد وعقيدة وشريعة. ولابد للشريعة من
صبغة كما ذكرنا.
وإلى هؤلاء المخلصين الذين يدعون إلى الإسلام كتوحيد وعقيدة دون الصبغة والشريعة والهوية، إن ذلك إخواني
الأحباب سيؤول بنا إلى كوننا مجرد فرقة عقائدية من فرق المسلمين.
وإذا كان عدونا لا يتركنا ـ كما مر بنا ـ لمجرد انتسابنا إلى الإسلام فكيف مع تمسكنا بالإسلام كعقيدة صحيحة
؟.فلابد إذا لحماية هذه العقيدة الصحيحة مع اجتماع الأمة عليها ومناصرة أهل هذه العقيدة عليها وهو
ما يتطلب الهوية الإسلامية التي تجمع الأمة والصبغة التي تصطبغ بها والشريعة التي تحكم حياتها.
لذلك نقول: إن الحركة الإسلامية المعاصرة ما كان ينبغي لها أن تحصر دعوتها في عقيدة يعتقدها الناس وإن
كانت صحيحة ـ ولا سمت وهدي ظاهر ـ وإن كان حسنًا ـ ولا في هوية يجتمع الناس حولها كمقوم من مقومات
اجتماعهم وعنصر من عناصر ارتباطهم ـ وإن كانت قادرة على ذلك ـ ولا في مجموعة قوانين ـ وإن كانت إلهية
ـ تحكم حياتها دون شمولية التوجيه الرباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان لابد للحركة الإسلامية أن توجه دعوتها إلى شمولية التوجيه الرباني، فإنه من الناحية العملية
التطبيقية في واقع الممارسة اليومية لا ينبغي لها أن تحصر نفسها في إطار عمل خيري
أو حزبي أو رياضي أو كشفي أو تربوي أو تعليمي أو فقهي أو أي عمل آخر ذي مقاصد محدودة بل تخرج عن
هذه المحدودية إلى هدف أسمى وغاية أعظم وهو إحياء الأمة بالقرآن
وحول هذا المعنى يقول الإمام الشهيد حسن البنا:
«أيها الإخوان: أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزبًا سياسيًا ولا هيئة موضوعة لأغراض محدودة المقاصد ولكنكم
روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييه بالقرآن ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله وصوت
داو يعلو مرددًا دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام ومن الحق الذي لا غلو فيه أن تشعروا أنكم تحملون هذا
العبء بعد أن تخلى عنه الناس وإذا قيل لكم إلام تدعون؟ فقولوا ندعو إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله
عليه وسلم والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه. فإن قيل لكم هذه سياسة فقولوا هذا هو الإسلام
ونحن لا نعرف هذه الأقسام.
وإن قيل لكم أنتم دعاة ثورة فقولوا نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به، فإن ثرتم علينا ووقفتم في طريق
عودتنا فقد أذن الله أن ندافع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين.
وإن قيل لكم إنكم تستعينون بالأشخاص والهيئات فقولوا:) آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (.
فإن لجوا في عدوانهم فقولوا:) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (». أهـ.
ينفي رحمة الله عن الحركة الإسلامية محدودية المقاصد ولكن روح يسري في الأمة فيحييها بالقرآن وقد مر بنا
كيف أن القرآن يجمع شقي الإحياء وهما:
1 - قوة الشعور الديني.
2 - التأصيل الشرعي.
إحياء القلوب بإثارة الوجدان كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى عنه) كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّه (.
) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (.
وهذا هو الشق الأول، والشق الثاني من شقي الإحياء أن القرآن يحق الحق ويبطل الباطل ويقذف بالحق على
الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق. يؤصل ويفصل، يقول تعالى: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (.
وقد استطاعت الحركة الإسلامية المعاصرة أن تثير الشعور الديني وتستجيش المشاعر الإسلامية عند الكثيرين
ولكنها ما زالت تتعثر وتتنكب الطريق في تأصيلاتها الشرعية.
ولذلك كانت هذه الرسالة خطوة في جانب التأصيل ومشعلاً يضيء لهذه الأمة بعضً من الظلمات الحالكة التي
تحيط بها في طريقها إلى ربها.
رسالة جمعت بين أقوال أئمة من قرون مختلفة وعصور متباينة وأماكن متعددة ومدارس شتى أضاءوا لهذه
الأمة طريقها.
أئمة بهداهم نقتدي وعلى دربهم نسير، ما منعهم من اختلاف اجتهاداتهم وتنوع مشاربهم ومآخذهم
للنصوص أن يكونوا أمة واحدة:) إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون (ِ.
وإن هذه الأمة لها هدف واضح وغاية واحدة في الدنيا وهي العمل لتمكين دين الله في الأرض) حَتَّى لاَ تَكُونَ
فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه (،
وإننا لنهيب بإخواننا رجالات الحركة الإسلامية وأبنائها أن يكونوا على منهج واحد متمثلاً في:
1 - شمولية الدعوة المنبثقة عن شمولية التوجيه الرباني.
2 - الخروج عن محدودية المقاصد إلى رسالة الإحياء.
وبالتالي: إذا تحققت وحدة المنهج ـ وقد تحققت قبلها وحدة الهدف ـ فقد تحققت وحدة العمل الإسلامي وإن
تعددت أطره وتنوعت مدارسه وتوجهاته.
وإن هذه الأمة الواحدة لتدعوا أبناءها أن يخرج منهم صفوة رائدة تعزم العزمة وتمضي على الطريق تتحمل
التضحيات تثبت على المبدأ وتحتفظ بالهدف،
تخرج عن محدودية المقاصد إلى روح يسري في الأمة فيحييها بالقرآن، يتمثل فيها قول الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (.
صفوة لا تنسى أنها أمة من أمة الإسلام، جزء منها، وبعض من كل تعمل لله من أجل هذه الأمة ومصلحتها لا من
أجل نفسها وطائفتها وكيانها متبرئة في ذلك عن الوصف الذي ذمة الله تعالى:
) إِنَ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ (. متبرئة من هذا الوصف وممن اتصفوا به كما برأ
ربنا تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم منهم ..
وتقول أم المؤمنين (أم سلمة) رضي الله عنها: «إن نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب».
صفوة تخرج عن وصف التشيع المذموم المتبرئ منه شرعًا في قوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً
لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ (، إلى وصف جماعات العمل الإسلامي المحمودة شرعًا والتي
أمر الله جل وعلا بها في قوله تعالى:) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (، والتي أخبر عنها النبي في قوله:
«ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة».
ولكي تحقق ذلك لابد لها من أن:
1 - تقدم ولاءها العام للمسلمين على ولائها الخاص لطائفتها إذا تعارضا.
2 - يكون ارتباطها كإطار عمل وليس إطار انتماء.
3 - تحافظ على وحدة الهوية والعقيدة مع غيرها من جماعات أهل السنة والجماعة.
صفوة تحذر في ممارساتها اليومية من التلبس بشيء من أوصاف التشيع المذموم فلا تقدم ولاءها الخاص لإطارها
على الولاء العام ولا تنسى أن إطارها إطار عمل وليس إطار انتماء ولا تتفرق في الهوية أو العقيدة.
صفوة مؤمنة حَبَّبَ الله إليها الإيمان وزيّنه في قلوبها وكره إليها الكفر والفسوق والعصيان فضلاً منه سبحانه
ونعمة. عسى الله أن يحقق بها وعده الذي وعد عباده المؤمنين:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
-رابط موقع الشاذلي / http://www.alshazly.net/(/)
نعوذ بالله من الضلال هل هذه امة تستحق الحياة؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 01:46]ـ
نعوذ بالله من الضلال هل هذه امة تستحق الحياة
بعض قسس النصارى يؤيدون من يرتكبون الفواحش
للمرة الأولى, شاركت الكنيسة البروتستانتية اللوثرية في السويد أمس السبت 4 - 8 - 2007 في مسيرة للمثليين جنسياً (الشواذ) والتي سار فيها عشرات الآلاف تحت اشعة الشمس وعلى وقع موسيقى التكنو، والبوب والالكترو، مطالبين باحترام حقوق مثليي الجنس لمدة ساعات عدة.
وذكرت وكالة أنباء "تي تي" السويدية ان وزير المال اندرس بورغ ورئيسة الحزب الاشتراكي السويدي منى ساهلين شاركا في التظاهرة, بالاضافة الى وفد من عناصر الشرطة المثليي الجنس ببزاتهم.
وقال المتحدث باسم المنظمين وهم "ستوكهولم غاي برايد" (مثليي الجنس في ستوكهولم) ان حوالى ستين الف شخص تظاهروا امام حوالى 500 الف شخص, موضحا ان اي حادث لم يسجل خلال المسيرة.
وشارك زهاء ثلاثين قسا في المسيرة, وذلك للمرة الأولى, حاملين لافتة تحمل عبارة "الحب اقوى من كل شيء". واوضحت الكنيسة السويدية ان الهدف من هذه المشاركة "كسر جدار الصمت الكبير" في ما يتعلق بحقوق الاقليات الجنسية.
وبات الزواج بين مثليي الجنس معترفا به من الكنيسة السويدية منذ يناير/ كانون الثاني, ويبدو ان الدولة السويدية تتجه ايضا الى اضفاء الطابع القانوني على مثل هذا الزواج.
وتدرج هذه المسيرة السنوية التقليدية العاشرة في اطار الانشطة الرياضية. وندد المتظاهرون باعمال عنف تخللت خلال السنوات الاخيرة مسيرات مثليي الجنس في بعض الدول, وستستضيف ستوكهولم في صيف 2008 مسيرة اوروبا لمثليي الجنس.
وفي امستردام, تجمع 250 الف شخص على الاقل السبت في مسيرة امستردام لمثليي الجنس (امستردام غاي برايد). وجاءت المسيرة بعد سلسلة اعتداءات تعرض لها مثليو الجنس خلال الاشهر الاخيرة في المدينة, ما دفع عددا من المنظمات الى التنديد والتحذير
منقول من موقع اخباري
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 03:15]ـ
يوجد ما هو أقبح من هذا أخي الكريم.
كلنا سمعنا عن فضائح القساوسة الجنسية.
صدق فيهم قوله تعالى:"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى"
أعرضوا عن دين الله تعالى فانحدروا في هذه المهاوي حتى صارت البهائم أفضل من هؤلاء.
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 03:26]ـ
نعوذ بالله من الضلال هل هذه امة تستحق الحياة
بعض قسس النصارى يؤيدون من يرتكبون الفواحش
أعتقد أنهم اقتبسوا هذا من اخوانهم الروافض ......... !
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 05:57]ـ
الله المستعان.
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم.
سؤال /
أشكل عليّ العنوان: (هل هذه أمة تستحق الحياة)، إذ الاعتراض فيه ظاهر؟.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 01:51]ـ
جزاكم الله خيرا على تعليقاتكم النافعة
وبالنسبة لقول الاخ المسيطير عن عنوان المقال اشكل عليّ العنوان: (هل هذه أمة تستحق الحياة)، إذ الاعتراض فيه ظاهر؟ فالجواب انه ليس المقصود عموم الامة النصرانية بل هو من اللفظ العام الذي يراد به الخاص و المراد به هؤلاء اللوطيون والقسس الذين يدافعون عنهم فمن عمل عمل قوم لوط فانه يقتل الفاعل والمفعول به كما صحت به السنة
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 04:34]ـ
و المراد به هؤلاء اللوطيون والقسس الذين يدافعون عنهم فمن عمل عمل قوم لوط فانه يقتل الفاعل والمفعول به كما صحت به السنة
سؤال استفسار شيخنا الفاضل
هل يقال (اللوطيون) نسبة إلى نبينا لوط أم يقال أولئك الذين يعملون كما عمل قوم لوط كما تفضلت بنهاية تعقيبك؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 06:23]ـ
الجواب على سؤالك اخي الفاضل اقول النسبة هنا الى قوم لوط
قال بعض الفضلاء وفقنا الله واياه وقدسئل عن ذلك
((أما بالنسبة لعمل قوم لوط فإنه ينسب إلى قوم لوط عليه السلام - فهم الذين أحدثوه وابتدعوه.
وأما تسميته ذلك العمل بـ: اللواط، وتسميته من يقوم به بـ: اللوطي - فهناك من العلماء من يعترض على هذه التسمية؛ بحجة أنه لا يجوز أن تنسب هذه الجريمة النكراء إلى نبي كريم من أنبياء الله – عليهم السلام -.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن جل العلماء الذين تكلموا على هذه الجريمة نصوا على تسميتها بـ: اللواط، وعلى من يفعلها بـ: اللوطي.
ولعلهم أخذوها من حديث: اللوطية الصغرى.
وممن نص على ذلك الإمام الحافظ أبو محمد الهيثم بن خلف الدوري في كتابه (ذم اللواط) وكذلك الإمام الآجري في كتابه (تحريم اللواط).
وممن نص على هذه التسمية - أيضاً - شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه، ومنها الاستقامة 2/ 187 و 194 والإمام ابن القيم كما في الجواب الكافي ص 238 – 248 وإغاثة اللهفان ص 70 – 71، والإمام ابن رجب كما في جامع العلوم والحكم 1/ 320
قال ابن منظور: في اللسان 7/ 396 ((لاط الرجل لواط)) ولاوط: أي عَمِلَ عمل قوم لوط
قال الليث: لوط كان نبياً بعثه الله إلى قوم فكذبوه، وأحدثوا ما أحدثوا؛ فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فَعَل فِعْل قومه)) ا - هـ
وقال السفاريني: في كتابه قرع السياط في قمع أهل اللواط ص28 ((وفلان لوطي؛ أي يتعاطى عمل قوم لوط))
قلت حديث اللوطية الصغرى. حديث رقم: 6929
مسند أحمد > أول مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا هدية، ثنا همام قال: سئل قتادة عن الذي يأتي امرأته في دبرها؟ فقال قتادة: ثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هي اللوطية الصغرى
حديث حسن انظر
(غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام) للإمام الألباني رحمه الله.
وكذلك جاء في السنن لأبي داوود رحمه الله في (كتاب الحدود) (باب فيمن عمل عمل قوم لوط) أن سعيد بن جبير ومجاهد رحمهما الله يحدثان عن بن عباس رضي الله عنهما: في البكر يوجد على اللوطية؟ قال: يرجم.
وكذلك بوب الإمام الترمذي رحمه الله في (أبواب الحدود) قال: (باب ماجاء في اللوطي)،
وذكر أبوعيسى رحمه الله اختلاف أهل العلم في حد (اللوطي). والله اعلم
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 10:43]ـ
أحسنت أحسن الله إليك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 02:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
ـ[كارم محمود]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 04:26]ـ
والله ان القيامه ليست ببعيده! هذه أماراتها.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 11:02]ـ
سؤال استفسار شيخنا الفاضل
هل يقال (اللوطيون) نسبة إلى نبينا لوط أم يقال أولئك الذين يعملون كما عمل قوم لوط كما تفضلت بنهاية تعقيبك؟
وبفضل الله تفضل أخونا الشيخ أبو محمد الغامدي وأوضح وجهة نظره ودلل عليها مشكورًا لا حرمه الله الأجر، وقد رأيت من باب تتميم الفائدة أن أنقل رأي العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبي زيد في المسألة فقد تكلم في كتاب ((معجم المناهي اللفظية)) (ص476 – 480) عن لفظة ((اللواط))، فقال:
(( ... فتأيد هذا الاشتقاق لغة، ولم يمتنع هذا الإطلاق ((اللواط)) على هذه الفِعْلَة الشنعاء، و ((اللوطي)) على فاعلها، وقد أجمع على إطلاقها العلماء من غير خلاف يُعْرف، فالفقهاء يعقدون أحكام اللواط واللوطية في مصنفاتهم الفقهية والمفسرون في كتب التفسير والمحدثون في شروح السنة، واللغويون في كتب اللغة ................
وبعد تقييد ما تقدم تبين لي بعد استشارة واستخارة، أن جميعَ ما قيدته من استدلال استظهرته لا يخلو من حَميَّةٍ للعلماء الذين تتابعوا على ذلك.
والحميَّةُ لنبي الله لوط – عليه السلام – وهو معصوم أولى وأحرى، والله سبحانه وتعالى يقول: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} (الرحمن /60).
فكيف ننسب هذه الفعلة الشنعاء: ((الفاحشة)) إلى نبي الله لوط – عليه السلام – ولو باعتباره ناهيًا، ولو كان لا يخطر ببال مسلم أدنى إساءة إلى لوط، عليه السلام؟
ولعل من آثار هذه النسبة أنَّك لا تجد في الأعْلامِ مَنْ اسمه لوطٌ إلا على نَدْرةٍ، فهذا – مثلا – ((سير أعلام النبلاء)) ليس فيه من اسمه لوط سوى واحد: أبومخنف لوط بن يحيى.
هذا جميعه أقوله بحثًا لا قطعًا، فليحرره من كان لديه فضل علم زائد على ما ذكر؛ ليتضح الحق بدليله. والله المستعان)). انتهى كلام الشيخ حفظه الله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 05:55]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم على الاضافة الرائعة
وجزى الله العلامة بكر ابوزيد خيرا
ولكن مانقلته عنه فيه نظر لاطباق اهل العلم على استخدام هذه اللفظة ولثبوتها عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اللوطية الصغرى) وقد ورد في الحديث-عن عائشةرضي الله عنها صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا فترخص فيه. فبلغ ذلك ناسا من أصحابه. فكأنهم كرهوه وتنزهوا عنه. فبلغه ذلك، فقام خطيبا فقال " ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه. فكرهوه وتنزهوا عنه. فوالله! لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية ".
الحديث في صحيح مسلم - وذلك لماتقرر ان نسبة الفعل الى قوم لوط عليه السلام
وان كان يجوز ان يقال عمل قوم لوط اوفاحشة فلا مشاحة في ذلك
والامر واسع والله اعلم واحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ام ابي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 04:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
اللهم اعصم شبابنا وفتياتنا من جميع الفتن فنحن نشفق عليهم من تأخر سن الزواج والعقبات التي ما أنزل الله بها من سلطان فنراهم يهيمون على وجوههم اللهم اكفهم بحلالك واغنهم بفضلك عمن سواك
أشد ما أخاف عليهم من تقليد الغرب في الظاهر حتى استحسنوا القبيح واستنكروا الفضيل والسنة
اللهم اعصمنا من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 06:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على تعليقكم النافع
ـ[ريبال]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 08:25]ـ
هل حقا صح حديث اقتلوا الفاعل والمعفول به؟؟؟؟؟
الذي أعرفه أنه ضعيف / فهل من مخرج له؟!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 09:54]ـ
- اقتلوا الفاعل والمفعول به في عمل قوم لوط والبهيمة والواقع على البهيمة ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 4/ 257(/)
الإلزامات الداحضة .. لمذهب الرافضة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 02:08]ـ
انظر الرابط:
www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=66170 - 57k -(/)
مامعنى اسم الله القهار؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 02:01]ـ
قال ابن القيم رحمه الله
وأنه يخلق ما يشاء ويختار من خلقه من يصلح للإختيار وأنه يضع ثوابه موضعه وعقابه موضعه ويجمع بينهما في المحل المقتضي لذلك ولا يظلم أحدا ولا يبخسه شيئا من حقه ولا يعاقبه بغير جنايته هذا مع ما في ضمن هذا الابتلاء والامتحان من الحكم الراجعة إلى العبيد أنفسهم من استخراج صبرهم وشكرهم وتوكلهم وجهادهم واستخراج كمالاتهم الكامنة في نفسهم من القوة إلى الفعل ودفع الأسباب بعضها ببعض وكسر كل شيء بمقابلته ومصادمته بضده لتظهر عليه آثار القهر وسمات الضعف والعجز ويتيقن العبد أن القهار لا يكون إلا واحدا وأنه يستحيل أن يكون له شريك بل القهر والوحدة متلازمان فالملك والقدرة والقوة والعزة كلها لله الواحد القهار ومن سواه مربوب مقهور له ضد ومناف ومشارك فخلق الرياح وسلط بعضها على بعض تصادمها وتكسر سورتها وتذهب بها وخلق الماء وسلط عليه الرياح تصرفه وتكسره وخلق النار وسلط عليها الماء يكسرها ويطفئها وخلق الحديد وسلط عليه النار تذيبه وتكسر قوته وخلق الحجارة وسلط عليها الحديد يكسرها ويفتتها وخلق آدم وذريته وسلط عليهم إبليس وذريته وخلق إبليس وذريته وسلط عليهم الملائكة يشردونهم كل مشرد ويطردونهم كل مطرد وخلق الحر والبرد والشتاء والصيف وسلط كلا منهما على الآخر يذهبه ويقهره وخلق الليل والنهار وقهر كلا منهما بالآخر وكذلك الحيوان على اختلاف ضروبه من حيوان البر والبحر لكل منه مضاد ومغالب فاستبان للعقول والفطر أن القاهر الغالب لذلك كله واحد وأن من تمام ملكه إيجاد العالم على هذا الوجه وربط بعضه على بعض وإحواج بعضه إلى بعض وقهر بعضه ببعض وابتلاء بعضه ببعض وامتزج خيره بشره وجعل شره لخيره الفداء ولهذا يدفع إلى كل مؤمن يوم القيامة كافر فيقال له هذا فداؤك من النار وهكذا المؤمن في الدنيا يسلط عليه الابتلاء والامتحان والمصائب ما يكون فداءه من عذاب الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 04:54]ـ
-قال تعالى --يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار)) سورة إبراهيم - ا- الآية 48
-وقال سبحانه
((يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)) سورة غافر - الآية 16
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 12:54]ـ
سبحان الواحد القهار. . . سبحان الحي القيوم. . . لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. فتبارك اسمك ربنا ذو الجلال والإكرام.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 06:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أمل*]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 02:44]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
مشرفنا الكريم، جزاك الله خيرا وبارك في علمك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 04:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 06:08]ـ
يرفع للفائدة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 07:16]ـ
رقم الفتوى: 72964 عنوان الفتوى: شرح اسم الله تعالى القهار تاريخ الفتوى: 28 صفر 1427/ 29 - 03 - 2006 السؤال
ماهو معنى القهّار؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقهار اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، وهو مشتق من القهر, والقهار هو الذي لا موجود إلا وهو مسخر تحت قهره وقدرته عاجز في قبضته، قال أحمد بن حسين البيهقي في كتابه الاعتقاد والهداية: القهار هو القاهر على المبالغة وهو القادر فيرجع معناه إلى صفة القدرة التي هي صفة قائمة بذاته، وقيل هو الذي قهر الخلق على ما أراد. قال الطبري عند قوله تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ {غافر: 16} قال: القهار لكل شيء سواه بقدرته الغالب بعزته. انتهى.
والله أعلم.
http://www.islam ... .net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=72964&Option=FatwaId
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 08:11]ـ
ومما هو قريب جدا في المعنى اسمه القاهر:
فقد ورد في القرآن الكريم الكريم في موضعين في:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ).
وقوله تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ).
وجاء في السنة في حديث سرد الأسماء الحسنى عند ابن ماجه رحمه الله.
والقاهر في اللغة: اسم فاعل للموصوف بقهر غيره، فعله: قهر يقهر قهرا، وقهرت الشيء غلبته وعلوت عليه مع إذلاله بالاضطرار، فتقول: أخذتهم قهرا: أي من غير رضاهم.
ففيه معنى العلو على الغير مع تمام السلطان.
وعلو القهر أحد أنواع العلو الثلاثة: علو القهر وعلو الشأن وعلو الفوقية، وإليها أشار صاحب سلم الوصول، رحمه الله، بقوله:
علو قهر وعلو الشان ******* جل عن الأضداد والأعوان
كذا له العلو والفوقيه ******* على عباده بلا كيفيه
ولم يقع الخلاف بين المنتسبين إلى الملة في علو القهر والشأن، وإنما وقع في علو الباري، عز وجل، بذاته، القدسية، على عرشه، وهو أحد نوعي العلو:
العلو العام: وهو الذي يدل عليه العقل، وإن كان مدار الباب على خبر الوحي المعصوم، وهو صفة ذاتية معنوية لا تتعلق بمشيئة الله، عز وجل، فهو العلي على خلقه: أزلا وأبدا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته علوا تدرك العقول معناه وتعجز عن حده وتكييفه.
والعلو الخاص: وهو الاستواء على العرش، فمداره على خبر الوحي المعصوم، إذ لا يدل العقل عليه، وإن كان لا يحيله، فهو من محارات العقول لا محالاتها، فالاستواء: صفة فعلية تتعلق بمشيئة الباري، عز وجل، فيستوي على عرشه استواء يليق بجلاله، متى شاء كيف شاء، ولا دور للعقل فيه إلا التسليم وتدبر المعنى دون الخوض في الكيف، فلا مطمع في دركه.
والقاهر هو الغالب على جميع الخلائق على المعنى العام، الذي يعلو في قهره وقوته فلا غالب له ولا منازع له، بل كل شيء تحت قهره وسلطانه، فيستحيل أن يكون لهذا العالم إلا إله واحد، فلو فرض وجود إلهين، وأراد أحدهما شيئا، فلا يخلو الأمر من حالين:
أن يوافقه الأول: فلا يقال عندئذ إن مشيئته مطلقة، لأنه مفتقر إلى إذن الآخر وإن وافقه.
وإما أن يخالفه: فيقع التضاد بين إرادتيهما فتنفذ إرادة الأقوى، ويكون هو القاهر الغالب ويكون الآخر هو المقهور الخاسر، فلا تستقيم أمور العالم إلا بإله واحد قاهر لما سواه، متفرد بالسلطان، منزه عن الشريك والولد، غني عما سواه، ممد لخلقه بأسباب البقاء، فلا غنى لهم عنه، فكلهم فقراء إليه، وما ثم إلا: غني غناه ذاتي أصيل، وفقير فقره ذاتي أصيل.
يقول ابن جرير، رحمه الله، في تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ):
"ويعني بقوله:"القاهر"، المذلِّل المستعبد خلقه، العالي عليهم. وإنما قال: "فوق عباده"، لأنه وصف نفسه تعالى ذكره بقهره إياهم. ومن صفة كلّ قاهر شيئًا أن يكون مستعليًا عليه.
فمعنى الكلام إذًا: والله الغالب عبادَه، المذلِّ لهم، العالي عليهم بتذليله لهم، وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم، وهم دونه". اهـ
واسم القاهر يدل بالمطابقة والتضمن واللزوم على ما دل عليه اسمه: القهار، غير أن الأول يدل على القهر الكلي العام، فمعنى القهر فيه: إجمالي، بخلاف اسم القهار فهو يدل على القهر الجزئي الخاص، باعتبار آحاد المقهورين، فمعنى القهر فيه: تفصيلي، فناسب أن يرد بصيغة المبالغة الدالة على الكثرة وتعدد آحاد الفعل والمفعول.
والله أعلى وأعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 11:31]ـ
هل الاسم (القاهر) أم (القاهر فوق عباده)؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 03:41]ـ
اخي الكريم نضال
الاسم هو القاهر وقد عده العلماء من الاسماء الحسنى
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله ولما لم يصح تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، وروي عنهم في ذلك أنواع. وقد جمعت تسعة وتسعين اسماً مما ظهر لي من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن كتاب الله تعالى:
الله
الأحد
الأعلى
الأكرم
الإله
الأول
والآخر
والظاهر
والباطن
البارئ
البر
البصير
التواب
الجبار
الحافظ
الحسيب
الحفيظ
الحفي
الحق
المبين
الحكيم
الحليم
الحميد
الحي
القيوم
الخبير
الخالق
الخلاق
الرؤوف
الرحمن
الرحيم
الرزاق
الرقيب
السلام
السميع
الشاكر
الشكور
الشهيد
الصمد
العالم
العزيز
العظيم
العفو
العليم
العلي
الغفار
الغفور
الغني
الفتاح
القادر
القاهر
القدوس
القدير
القريب
القوي
القهار
الكبير
الكريم
اللطيف
المؤمن
المتعالي
المتكبر
المتين
المجيب
المجيد
المحيط
المصور
المقتدر
المقيت
الملك
المليك
المولى
المهيمن
النصير
الواحد
الوارث
الواسع
الودود
الوكيل
الولي
الوهاب
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Jul-2009, صباحاً 01:32]ـ
شيخنا. . أذن لي بمزيد من الاستفسار:
قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده)،
هل هو من باب الاسم المطلق أم من باب الاسم المقيد؟
وما دليل كونه مطلقا؟
ثم عد "الإله" اسما مغايرا للفظ الجلالة. من أين استفيدت هذه التسمية؟ أمن قوله تعالى: (وإلهكم إله واحد)؟
أوليس لفظ الجلالة (الله) هو نفسه "إله" المعرف بألف ولام؟
وهل يجوز عد (الطبيب) اسما من أسماء الله الحسنى لوروده في الحديث مطلقا بلا قيد؟
أفدوني أفادكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طويلبة مغربية]ــــــــ[20 - Jul-2009, صباحاً 02:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الفردوس الاعلى اخي الفاضل وبارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[لافي الخلف]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 12:59]ـ
قال ابن القيم رحمه الله تعالي في النونية:
وهو القدير فليس يعجزه إذا مارام شيئا قط ذو سلطان
وهو القوي له القوى جمعا تعالى الله ذو الأكوان والسلطان
وهو العزيز فلن يرام جنابه أنى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه فالعز حينئذ ثلاث معان
وهي التي كملت له سبحانه من كل وجه عادم النقصان
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 09:56]ـ
ننتظر الشرح والتدليل - بارك الله فيكم(/)
«الدين أفيون الشعوب» ما أصدق كارل ماركس حين قالها!!
ـ[الخلال]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 02:10]ـ
نعم برأيي أن هذا المنظّر الكبير للفكر الشيوعي قد صدق في هذه العبارة وأصاب، لأنَّه في الحقيقة لم يكن يعرف من الدين سوى ذلك الدين الذي ارتضى الأسلوب القمعي أسلوباً له، وارتضى أن يحجر التحصيل العلمي والعملية الفكرية على ثلّة ممن ينتسبون للدين المسيحي الكاثوليكي فحسب.
في عهد هذا المفكر كان الدين المسيحي الكاثوليكي في أسوأ حالاته على الإطلاق، باعتبار عقد القران غير الشرعي بين رجال الكنيسة ورجال السلطة الحاكمة في أوروبا القرون الوسطى، فكان رجال السياسة يفعلون كلَّ ما بدا لهم من قمعٍ وحجرٍ وإيذاءٍ وتخلفٍ تحت مظلة الدين التي هي بدورها كانت تتسع باتساع هذه الأفعال.
ومَنَع رجالُ الدين في ذلك الوقت كلَّ من أراد البحث العلمي والبحث الفكري، وكلنا يعلم ما حصل للعالم الفيزيائي جاليليو حينما أوصله تحصيله العلمي إلى أنَّ الأرض تدور، فما كان بعد ذلك إلا أن قامت الدولة بإعدامه بعد محكمةٍ تزعمها البابا "لوريني" على الرغم من كون هذا البحث مجرّد نظريَّة فحسب لا تعود بالضرر الصريح على رجال الدين أو رجال الدولة ولكن يبقى هذا الفعل دليلاً تاريخياً على المستوى الرهيب الذي وصل إليه ذلك القمع العلمي والفكري.
ومِن الأساليب التي كانت تُتخذ لمنع الشعب من الوصول إلى العلم، ما كان يفعله رجال الكنيسة مِن منع ترجمة الإنجيل والعمل على إبقائه على لغةٍ لا يعقلها إلا رجالُ الدين كي يحتكروا فهمه، ويصدروا الفتاوى التي تروق بطبيعة الحال لرجال السلطة وتبرّر أفعالهم.
وفي هذه الفترة ظهر بعضُ المصلحين وحاولوا عبَثاً القيام ببعض الإصلاحات ومن أبرزهم المصلح مارتن لوثر، وقد دعا هذا المصلحُ _إن لم يكن أول من دعا في ذلك الوقت - لترجمة القرآن الكريم لمَا رأى فيه سبيلاً لنهاية الظلام وبداية النور، وحاول هذا المصلح جاهداً أن يبطل النظام اللاهوتي للكنيسة ونادى بوجوب كون العلاقة بين الإنسان وربه علاقة مباشرة ليس بينها وسائط من قسٍّ وغيره.
وبقي النَّاسُ حائرين في ذلك ما بين ظلم الحكام الطغاة وتبريرات رجال الدين لها، حتى استفحل الأمرُ وبلغ مبلغه فقامت ثورة الشعب وردد القائمون على هذه الثورة تلك العبارة المشهورة وهي "سنشنق رقبة آخر ملك بأمعاء آخر قسيس" لينتهي بعد ذلك عهد العصور الظلامية التي عاشها الأوربيون دهراً طويلاً.
في هذا السياق جاء قول المفكر ماركس "الدين أفيون الشعوب" ونحن نقول: نعم الدين أفيون الشعوب.
ولكن ليقف إلى هنا ذهن القارئ الكريم ولينظر نظر المنصفين هل كان الدين الإسلامي كذلك حتى يقال عنه ذات العبارة "الدين أفيون الشعوب"؟!
أُعجب في زماننا بعضُ مَنْ ينتسبون إلى ديننا الإسلامي ممَّن يُسمّون "مجازاً" مفكرين بهذه النظرية وأرادوا انتزاعها من سياقها وبالتالي جرّ هذه النظرية على ديننا الإسلامي وعلى واقعنا نحن المسلمين.
ولكننا نقول لهؤلاء المعجبين: إذا كان دينهم في ذلك العصر قد مَنَعهم من العلم وتحصيله فديننا الإسلامي قد أوجب التحصيل العلمي على أتباعه، فمن العلوم ما أوجبها على سبيل العينية ومنها ما أوجبها على سبيل الكفاية، وحث في آيات أكثر من أن تدخل في إطار الحصر على السعي في تحصيل العلم وكذلك التعليم، فتارةً نجد القرآن الكريم يرفع قدر العالم إلى كونه شاهداً مع الملائكة على وحدانية الله تعالى، وتارة يحصر خشية الله تعالى في العلماء، وقد وردت الأخبار الكثيرة في السنة النبوية على صاحبها أفضل صلاةٍ وسلام تحث على طلب العلم والسعي إليه ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:"من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة".
ولاحظ هنا أنَّ لفظ "علماً " نكرة قد جاء في سياق الشرطية، وقد قال علماء الأصول إنَّ النكرة في سياق الشرط تفيد العموم، فهذا الفضل يشمل كلَّ علم شريطة أن يكون هذا العلم نافعاً في ذاته وأن ينوي به الساعي إليه نَفع الأمة والمشاركة في تقدمها.
وثمّة أخبار أُخر تغني شهرتها عن ذكرها هنا.
وإذا كان الدين المسيحي آنذاك كان يحجب وصول حكم الله تعالى إلى الناس من خلال إبقاء الإنجيل على لغةٍ لا يعقلها إلا هم فقد كان الوضع في ديننا مغايراً تماماً، حيث قال نبيُّ الهدى صلى الله عليه وسلّم في الحديث الذي رواه أبو هريرة:"من سئل عن علم فكتمَهُ ألجم يوم القيامة بلجام من نار" رواه الترمذي وأبوداود.
انظر إلى عِظم العقوبة المترتبة على ترك العلم والتعليم في ديننا ثم انظر تارة أخرى إلى عظم العقوبة لمَن صرَّح بالعلم في دينهم!!
وإذا دينهم كان يمنع الصلة المباشرة بين العبد وربّه فإن ديننا الإسلامي كان على النقيض من ذلك تماماً، فالدين الإسلامي يُحرّم أن يتخذ العبدُ واسطة بينه وبين ربه، بل إنه ما نقم على قريش وغيرهم إلا جعلهم الوسائط بينهم وبين الإله.
بعد ما سلف من أسطر نسألُ من ألبس هذه النظرية ثوب الإعجاب: هل الأمران سواء؟
وكتبَهُ
الخلال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[17 - Sep-2007, صباحاً 02:35]ـ
الله يصلحك يا الخلال، شكل معلوماتك التاريخية مش ولا بد. (ابتسامة) أمزح معاك
ماركس ظهر بعد سقوط النفوذ الكنسي، وقد عاش في إنجلترا البروتسانتية وليس الكاثوليكية.
وبالمناسبة فبيته في لندن (في حي سوهو) تحول إلى متحف.
ـ[الخلال]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 01:41]ـ
الله يصلحك يا الخلال، شكل معلوماتك التاريخية مش ولا بد. (ابتسامة) أمزح معاك
ماركس ظهر بعد سقوط النفوذ الكنسي، وقد عاش في إنجلترا البروتسانتية وليس الكاثوليكية.
وبالمناسبة فبيته في لندن (في حي سوهو) تحول إلى متحف.
جزاك الله خيراً على الإفادة، وباركَ اللهُ بك.
لكن كم كان بين سقوط النفوذ الكنسي وكارل ماركس إذا علمنا أن جاليلو العالم الفيزيائي الذي عاصر هذه الفترة توفي عام 1642 وكارل ماركس ولد عام 1818؟
ثم إني لم أقل إنّ المفكر كارل ماركس عاش في بيئة كاثوليكية بنفسه، وإنما قلتُ إنّه كان في عهدِهِ كذا وكذا وليس بلازمٍ لكلامي كونُهُ كان فيها أو منها.
مرةً أخرى شكراً على الإفادة أخي الحبيب.
ـ[الجندى]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 06:49]ـ
موضوع ذو صلة: "الدين أفيون الشعوب" .. النواقض العشر ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4403)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 05:30]ـ
الله يصلحك يا الخلال، شكل معلوماتك التاريخية مش ولا بد. (ابتسامة) أمزح معاك
ماركس ظهر بعد سقوط النفوذ الكنسي، وقد عاش في إنجلترا البروتسانتية وليس الكاثوليكية.
وبالمناسبة فبيته في لندن (في حي سوهو) تحول إلى متحف.
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب الخلال، وأقول لأخي العباسي: وإن كان ذلك كذلك، لكن يبقى الموضوع متميزا بهذه المقارنة التي تفضل بها الأخ الفاضل الخلال.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 10:24]ـ
بارك الله في أخينا الخلال وجزاك الله خيرًا على عقد هذه المقارنة بين موقف الإسلام وموقف المسيحية المحرفة من العلم.
لكن لي تحفظ على بعض العبارات منها:
نعم برأيي أن هذا المنظّر الكبير للفكر الشيوعي قد صدق في هذه العبارة وأصاب، لأنَّه في الحقيقة لم يكن يعرف من الدين سوى ذلك الدين الذي ارتضى الأسلوب القمعي أسلوباً له، وارتضى أن يحجر التحصيل العلمي والعملية الفكرية على ثلّة ممن ينتسبون للدين المسيحي الكاثوليكي فحسب.
تصديقه في هذه العبارة غير صحيح، وفرق بين صدق العبارة وبين أن نبين خطأها ونبين الظروف التي أدت إليها فالعبارة خطأ لا شك في ذلك، بل هي كفر صريح وخروج عن كل الأديان التي أرسل الله بها أنبياءه وأنزل بها كتبه، وصاحبها جاهل أحمق.
وهذا المنظر الملحد لا يفرق بين دين الإسلام ودين عبَّاد البقر في شبه القارة الهندية، فانتبه رعاك الله.
في هذا السياق جاء قول المفكر ماركس "الدين أفيون الشعوب" ونحن نقول: نعم الدين أفيون الشعوب.
لا يا أخي بل نحن نقول: ((الدين حياة القلوب))، وأما ما اعتبره هؤلاء دينًا – إن أحسنا الظن وإحسان الظن مع هؤلاء لا وجود له - فليس هو بدين، أرجو تصحيح العبارة، بارك الله فيك.
فأنا وإن كنت أرى أننا غير مختلفين على الفكرة إلا أن العرض وتلك العبارة لا يمكن أن تكون مقبولة، بارك الله فيك وأحسن إليك.
ـ[الخلال]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 11:59]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب الخلال، وأقول لأخي العباسي: وإن كان ذلك كذلك، لكن يبقى الموضوع متميزا بهذه المقارنة التي تفضل بها الأخ الفاضل الخلال.
وجزيتَ مثلَهُ، وبارك اللهُ بك.
ـ[الخلال]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 12:05]ـ
بارك الله في أخينا الخلال وجزاك الله خيرًا على عقد هذه المقارنة بين موقف الإسلام وموقف المسيحية المحرفة من العلم.
لكن لي تحفظ على بعض العبارات منها:
تصديقه في هذه العبارة غير صحيح، وفرق بين صدق العبارة وبين أن نبين خطأها ونبين الظروف التي أدت إليها فالعبارة خطأ لا شك في ذلك، بل هي كفر صريح وخروج عن كل الأديان التي أرسل الله بها أنبياءه وأنزل بها كتبه، وصاحبها جاهل أحمق.
وهذا المنظر الملحد لا يفرق بين دين الإسلام ودين عبَّاد البقر في شبه القارة الهندية، فانتبه رعاك الله.
لا يا أخي بل نحن نقول: ((الدين حياة القلوب))، وأما ما اعتبره هؤلاء دينًا – إن أحسنا الظن وإحسان الظن مع هؤلاء لا وجود له - فليس هو بدين، أرجو تصحيح العبارة، بارك الله فيك.
فأنا وإن كنت أرى أننا غير مختلفين على الفكرة إلا أن العرض وتلك العبارة لا يمكن أن تكون مقبولة، بارك الله فيك وأحسن إليك.
جزيتَ خيراً على كلامك بادئ ذي بدء.
أخي الكريم: كلامُكَ سيكون صائباً في حال كانت "الـ"التي في كلمة "الدين" جنسيَّة وليست عهديَّة، أمَا وقد عنيتُ الثانيةَ فلا يتوجه إليَّ الإشكال الذي ذكرتَه.
باركَ اللهُ بك على النصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 08:48]ـ
((الدين أفيون الشعوب)) ماركس
في أي مصدر قالها؟ .. نعم نقلها عنه ديورانت في قصة الحضارة .. ولكني أريد المصدر الرئيسي
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 11:38]ـ
((الدين أفيون الشعوب)) ماركس
في أي مصدر قالها؟ .. نعم نقلها عنه ديورانت في قصة الحضارة .. ولكني أريد المصدر الرئيسي
مصدرها مقال كتبه الهالك في نقد فلسفة هيجل في الحقوق، ولكن هذا المقال لم ينشر إلا بعد وفاته، وهذه العبارة مودعة في مقدمة هذا المقال/الورقة المسماة "نقد فلسفة هيجل في الحقوق" أو نحوه هذا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 03:47]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله الشهري،
هل أستطيع الحصول على صورة من هذا المقال
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 05:06]ـ
فإنْ لم يكن بالإمكان، فأكتفي منك بتوثيق هذه المقالة فقط، وجزاك الله خيرا.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 09:35]ـ
------
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 10:46]ـ
تفيد عدة دراسات علمية أكاديمية أن ماركس مر بمرحلتين:
الأولى: "ماركسية المنطلق والأصول "تبنى فيها أساسا مبدأ الرفض للدين رفضا سياسيا لا رفضا فلسفيا حيث انبرى لدور الدين في بنية المجتمع ووصفه بأنه دور سلبي وقف الى جانب "المستغل" بكسر الغين وصنفه بين الأيديولوجيات الاستلابية التي تمارسها البنية الفوقية للمجتمع كمخدر تبريري وعلى هذا تصدق القولة المشهورة {الدين أفيون الشعوب}
واستمر موقف الرفض للدين تحت تأثير فيورباخ واليسار الهجلي من بوير وكوبان إلى موزيس هيس وجانز ورج وغيرهم ...
والثاية: ماركسية التحول عن العداء للدين وتبدأ بشكل تدريجي منذ سنة 1844م -ربما- تحت التأثير الفرنسي من خلال مدارسه الاجتماعية ومدرسة سان سيمون بصفة خاصة ...
ثم كانت ارهاصات التحول عن العداء للدين كما يدل على ذلك مثل قوله:"الإلحاد لا معنى له لأنه إنكار للإله بلا مبررات، اللهم إلا إذا كان الهدف أن يحل الإنسان محله " ثم قوله:" الاشتراكية ليست في حاجة الى مثل هذه الشطحات التدريجية الجوفاء والمضاربة على الإله "
يتبع
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 01:33]ـ
فإنْ لم يكن بالإمكان، فأكتفي منك بتوثيق هذه المقالة فقط، وجزاك الله خيرا.
جزاك الله خيرا، عذرا على التأخير، أحيلك على موقع مخصص لكتابات وأعمال ماركس، وهذه هي ورقته النقدية مفهرسة جاهزة للقراءة:
http://www.marxists.org/archive/marx/works/1843/critique-hpr/index.htm
أما توثيق المطبوع، عبر دور النشر فهو من مطبوعات دار كيمبردج، بريطانيا، كما سيظهر على الموقع.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 02:25]ـ
... تجدها في آخر المقطع الثالث من المقدمة حيث يقول: It is the opium of the people
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 11:25]ـ
الأفيون هو مادة مخدرة يستعملها بعض الناس لطلب السعادة والراحة في هذه الحياة الدنيا.
وهي تعطي احساس بهذا الظن الموجود عند من يستعملها ولكنه ظن والظن لا يغني عن الحق شيئا.
ولاشك أن الإلحاد جعل هذا الكاتب يوصف الدين ويشبهه بهذا الوصف المشين.
ولكن من وجهة نظره المادية , صح له هذا الوصف , فصاحب الدين المؤمن بدينه والمعتقد بتفاصيله الدقيقة والمستقيم على هذا الدين لاسيما إن كان على الدين الحق وهو الإسلام كما قال ربنا سبحانه {إن الدين عند الله الإسلام}
صاحب هذا الدين يشعر بالسعادة التي تجعله يزهد بالدنيا وما فيها من زخرف مادي.
وهذه السعادة في الحقيقة هي عبارة عن الإيمان الموجود في قلب ذلك الشخص وما يقتضيه مما يظهر على جوارحه من طاعات وهو الحياة الطيبة التي وعد بها الله سبحانه المستقيمين على دينه في قوله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
فهذا الإيمان محسوس عند أهل الإيمان - نسأل الله من فضله - ويزيد وينقص بحسب جرعات الطاعة التي يعملها هذا الشخص.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن هنا يعتقد الملاحدة أن أصحاب الدين كأنهم مخدرين بمخدر يعيشون على أوهامه لما يرونهم زاهدين في بعض الماديات المحسوسة وهي الغاية عند أهل الدنيا كما قال سبحانه {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ?لْحَيَاةِ ?لدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ?لآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}.
ولكن ليعلم هولاء الفجرة الكفرة وأذنابهم بأن الإيمان حقيقي ملموس عند أهل الدين القويم والمستقيمين على شرع رب العالمين وعلى ما سلف من هدي النبي الكريم وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فليس هو بمخدر خبيث يستعبد العباد لأوهامهم أو أنه موقوت بوقت معلوم بل هو دائما ما استقاموا لربهم , وطاهر لا خبث فيه ولا وصب ويُعبّد العباد لرب العباد سبحانه ومآلهم {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُواْ ?لْحَمْدُ للَّهِ ?لَّذِي? أَذْهَبَ عَنَّا ?لْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * ?لَّذِي? أَحَلَّنَا دَارَ ?لْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}
فاحذروا يا أهل الإيمان من الإغترار بالعلوم الزائفة التي ظاهرها الرحمة ومن قِبلها العذاب , فالعلم قد جمع في كتاب {لاَّ يَأْتِيهِ ?لْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ منْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} وفسروه مَنْ قال فيه ربه تعالى {وَمَا يَنطِقُ عَنِ ?لْهَوَى? * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى?}
واعلموا أن الإيمان الذي في صدوركم هو مطلب كل حي فهو السعادة - الحياة الطيبة - التي يبحث عنها الباحثون في دنياهم وهي موجودة في آية واحدة من كتاب الله قوله {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
والإيمان الموجب لهذه السعادة هو الإستقامة على السنة , والسلامة من الدخن فضلاً عن البدع والشبهات الخطّافة ,
فاحذروا من شبهات الشياطين فهم لن يأتوكم إلا في قالب حق وظاهره سليم وقصد في أصله نصر للدين؟!
ولو علم الواحد منا أن تحقيق التوحيد المستحب - كمال التوحيد - هو الغاية لكل مؤمن , لما شغل نفسه إلا بما ينفعه , قال عليه الصلاة والسلام: " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز "
فكم منا سيموت وهو لم يصل لمبتغاه في تحصيل العلوم الغير نافعة فضلاً عن الضارة منها ,
وكم منا سيموت وهو لم يحقق التوحيد المنجي من الحساب والعذاب بل وبعضنا حتى الواجب من التوحيد لم يبلغه , وهو يزعم أن همه ما يقع ببلاد المسلمين من ذل وتمكين للكفار المعتدين.
ومن لهمك يا مسكين يوم لا ينفع تابع ولا متبوع؟!!!!!
ـ[معاذ]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 11:49]ـ
بل ما أكذب ماركس حين قالها
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 12:44]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل عبدالله الشهري، وكذا أشكر أخي الفاضل خالد العامري، فقد سبق بها على الخاص، فبارك الله فيكما.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 01:57]ـ
إذا كان ذلك الدين في تلك الظروف تعتبر " أفيون "،
فالماركسية والمادية والشيوعية: سموم للحياة الفردية والجسمانية - فضلا عن الاجتماعية والروحانية!
(مع العلم بأن ذلك الدين ليس " مسيحيا " بل " نصرانيا " منحرفا عن هدي المسيح (ص))
وإذا كان هؤلاء المنتسبين لا يسمون " مفكرين " إلا " مجازا "،
فكيف يسوغ لنا أن نلقب ماركس بـ " المفكر و المنظّر الكبير "؟!
أيكون هذا " تسمية على القلب استهزاء " من باب قوله تعالى: (إنك لأنت الحليم الرشيد)؟(/)
من قيم التوحيد-الصدق للشيخ /عبد المجيد الشاذلي
ـ[المدرس المسلم]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 04:25]ـ
من قيم التوحيد
الصدق
الكاتب/الشيخ عبد المجيد الشاذلي.
من كتاب/وصية لقمان.
http://www.alshazly.net/books.php
* أول القيم الإيمانية الصدق، والصدق والأمانة لا يفترقان، والصدق يهدي إلى البر، والكذب يهدي إلى الفجور، ومع الصدق تأتي الموضوعية والجدية والإيجابية، والمؤمن كما وصف اللهُ رسولَه يأتي بالصدق ويصدق به، فهو في برد اليقين بعيدًا عن الحيرة والتهوك وجحيم الشك والتردد، نفسه مطمئنة دائمًا بذكر الله، واثقة في عدله وحكمته ورحمته، يرجو ويخاف، وهو دائمًا بعيدٌ عن الوهم والتوهم والخرص والظن، والمؤمن شخصية تستعصي على الإيحاء والتضليل والاستغفال، لا يَضِّل ولا يُضَّل دائمًا يقول: «اللهم أرنا الحقَّ حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابه»، ليس من الذين استكبروا ولا من الذين استضعفوا*، ولا من الذين أضَلّوا ولا من الذين ضَلّوا، ولا ممن استخف بهم الطواغيت فأطاعوهم كما استخف فرعون قومه فأطاعوه، ولا من الإمَّعات، ولا ممَن هو تبعٌ في الباطل وفي الحياة عمومًا لا رأي له ولا قرار ولا قوة له في مواجهة أحد: «الذين هم فيكم تبع»، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* والمسلم المؤمن قد تحرَّر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فلا يُستَذَل لغير الله، قائمًا لله شاهدًا بالقسط لا يخشى في الله لومة لائم، وهو إذا كان هكذا فلابد أن يكون عزيزًا منيعًا غير مُستَذَل ولا مستباح ولا مطموعًا فيه ليستطيع مع غيره من المؤمنين أن يقوموا بأمر الله ويعزروا وينصروا ويوقروا رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن لا قيام له بحق نفسه لا قيام له بحق دينه وعرضه، وهو إذا قوتل دون دمه وعرضه وماله ودينه ومظلمته يقاتل عنها فإذا قُتِل فهو شهيد، وإذا قتل الآخر فهو باغ ظالم، وكان الصحابة يكرهون أن يُستذلوا وإذا قدروا عفوا.
* وإذا قيل أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين فهذا كقوله تعالى:} وَ اخْفِضْ لَهُما جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَة {ِ**، من الأخوة والتماسك والتراحم والتواصل بين المؤمنين وليس ليتحول المؤمنون إلى بغاة ظالمين وأذلة مستضعفين قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة، أما إذا قيل: «ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك» فلكي لا يتعاون مع مخابرات خمسة عشر دولة لغزو العراق إذا وقعت عليه مظلمة بالعراق، ولكي لا يتحول إلى أن يكون معاونًا مخلصًا تحت قيادة جارانج إذا وقعت عليه مظلمة بالسودان، ولكي لا يطلب الأمريكان ليحتلوا بلاده إذا جحد تلامذته حقه في الرئاسة بعد أن أخضعوا زُرَّاع الأفيون وقطَّاع الطريق في أفغانستان، ولكن من حقه أن يقاتل على مظلمته من غيره من المسلمين في الإطار الشخصي الذي لا يهدد الدولة ولا الكيان ولا يستجلب الأعداء من الكفار ليحتلوا بلاد المسلمين.
* والمسلم قد تحرَّر من الخوف إلا من الله، واستغنى عن المخلوقين بالخالق، فاستغنى واستعفف وتوكل على الله في كل أموره، فلم يستبد به الخوف والقلق، ولم يأخذ بمجامع نفسه، ولم يخلد إلى الاستكانة للأعداء والهزيمة النفسية أمامهم يأسًا من نصر الله، وإذا أحب فحبه لله وفي الله والله ورسوله أحب إليه مما سواهما، يفتقر دائمًا إلى الله ويأنس بالله سبحانه، ولا يستوحش وإن عاش وحيدًا فريدًا معزولاً فهو على صلة دائمة بربه، ولا تستبد به أو تستعبده شهوات البطن والفرج والرئاسة والملك والشرف والمال ومضلات الفتن، فهو كما استعصى على الإضلال يستعصي على الإغواء والاستعباد بالشهوات.
* وهو يراقب الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، لأنه كما قيل: «أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، لأنه يعلم أن الله يعلم السر وأخفى، ولا يحب أن يراه الله على معصية، ولا أن يفتقده في واجب، وعمله كله خالصًا لله متجردًا غير مرائي، يؤثر الآخرة على الدنيا، فما عند الله خير وأبقى، لا يعرف الرياء ولا الكبر ولا العجب ولا الحسد ولا البغي.
(يُتْبَعُ)
(/)
* والمؤمنون أمة واحد يسعى بذمتهم أدناهم تتكافأ دماؤهم وهم يدٌ على من سواهم، يقاتلون في سبيل الله صفًا كأنهم بنيان مرصوص، ولذا فهم متآخون متراحمون غير متحاسدين ولا متفرقين، يحب أحدهم لغيره ما يحبه لنفسه، يعيشون كنفس واحدة لا يعرفون الأنانية ولا الأثرة ولا الاغتراب والتمحور حول الذات وترك الاهتمام بأمور الغير، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
* والمؤمنون لأنهم قائمون بأمر الله لهم صدق عزيمة وعلو همة، ومن ثَمَّ ضراوة وخشونة في مكابدة الحياة. ”تمعددوا واخشوشنوا وانتعلوا وامشوا حفاة“، وقال عمر رضى الله عنه: «علموا أولادكم الرماية ومروهم فليثبوا على ظهر الخيل وثبًا»، بعيدًا عن الطراوة والليونة والتخنث والحياة المخملية المفعمة بالدَّعة والراحة والخلود إلى اللهو والعبث والترف بعيدون، عن الجبن والبخل والعجز والكسل والاسترخاء.
والمؤمن ذو نفس طويل، وصبر ومصابرة ومثابرة، لأنه يرجو دائمًا إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، ويعيش حياة الرباط بصدق وليس بإدعاء.
* والمؤمن يتقن كل شيء، لأنه تربَّى على الإحسان، وعلى الخيرية وعلى عدم الغش أو الخداع أو المخاتلة أو الدجل، وعلى ألا يبخس الناس أشياءهم، وهو عفيف متعفف عن أموال الناس وعن أعراضهم، لا يأكل أموال اليتامى ولا غير اليتامى بالباطل.
* وإذا كان المؤمن يعرف أنه لابد له من ولاء وبراء، ومن التزام بشرع الله وتحقيق للعبودية لله بقبول شرعه ورفض ما سواه، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فلابد له من خصوم، ولابد من مكابدة هؤلاء الخصوم، فلابد أن يكون قويًا ذا حيلة واسعة، وبصيرة نافذة وشكيمة قوية وقدرة على كسب رزقه بعيدًا عن الكفر وولاء الكافرين، وبعيدًا عن مشاركة الفاسقين، فلا يبحث دائمًا عن الرخص لعجزه عن القيام بأمر نفسه بالحق وسط هذه الدياجير، وإن هاجر إلى بلاد الكفر لأمن أو لرزق أو لطلب علم فلا ينسى الولاء والبراء له ولزوجته وأبنائه وأحفاده وأبناء أحفاده وليعتبر بغيره، وينظر دائمًا إلى المستقبل ولا يتعامى عن أمور قد تجره أو تجر ذريته إلى الكفر.
----------------------------------------------------
* {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
** سورة الإسراء، الآية: 24.
ـ[عيووووون]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 03:04]ـ
هل من الممكن نقل ترجمة للشيخ أو أي معلومات عنه وهل هو من الأحياء المعاصرين؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[المدرس المسلم]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 04:02]ـ
أخي الفاضل إن شاء الله توجدترجمة للشيخ في موقع الشاذلي (بث تجريبي)،وهو من الأحياء المعاصرين،نسأل الله ان يمتعه بالصحة والعافية ويحفظه من كل سوء ... آمين
ـ[عيووووون]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 03:43]ـ
أراك يا أخي بخلت أن تنقلها لنا أو تضع لنا رابط الموقع المذكور حتى يعم النفع لجميع رواد المنتدى
وجزاك الله خيرا على ردك
ـ[المدرس المسلم]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 02:05]ـ
أخي الفاضل /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط الموقع وضعته في المقالة من أعلي،ولكن لا بأس أخي وضعه مرة أخي
http://www.alshazly.net/
- بالنسبة للتعريف فالموقع أحق من يبث تعريف للشيخ لأنهم أكيد أقرب من الشيخ،ولكن لا بأس من بث المواقف التي قرأتها عن الشيخ حفظه الله:-
"عزله اللواء حمزة البسيوني مدير السجن الحربي في حكم عبد الناصر في الستينات في سجن إنفرادي لمدة 40 يوماً، حتي أشيع أنه مات أثناء محاضرات غسيل المخ وقيل للمعتقلين حينذاك "صلوا صلاة الغائب علي" عبد المجيد الشاذلي" .. ولقد صلي البعض صلاة الغائب على روح الشهيد الحي عبد المجيد الشاذلي الذي عاد إلينا بعد خطفه من السجن الكبير وإيداعه بعيداً عنا في سجن آخر من مباني السجون الحربية، ورغم ذلك لم تؤثر تلك الأمور ولم تهزه علي مرّ الأيام عليه بل عاد بروح صابرة ثابتة ذو يقين وصبر وروح بشوشة صابرة"الاخوان وعبدالناصر.
ومن المواقف التي تشهد له بالعلم أثناء محاضرات غسيل المخ استدعى د. محمد فتح الله بدران الأخ عبد المجيد الشاذلي وناقشه ولكن عبد المجيد كان أقوى حجة منه وأحرج الأستاذ المحاضر، فكان أن عذبوه بالكرباج وأودعوه في زنزانة وأشاعوا قتله كما ذكرت آنفا، وبكينا عليه كثيراً وصلى بعضنا علية صلاة الغائب واحتسبناه مع الشهداء.
نشر له كتاب "حدالإسلام وحقيقة الإيمان "عن جامعة أم القري قسم الدراسات العليا،وقد فاز بجائزة عن هذا المبحث وأشادبه كثيرمن العلماء مثل الدكتورناصر العقل وغيرهم.
ومن كتبه كذلك "الطريق إلي الجنة"تقديم الشيخ بن جبرين حفظه الله.
هذا ما تيسر لدي الآن وإن شاء الله نحو إضافة المزيد.(/)
خطر البرمجة اللغوية العصبية على العقيدة؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 08:23]ـ
موضوع منقول
حضرت كمن حضر بعض الدورات عن البرمجة اللغوية العصبية التي أصبحت منتشرة في مجتمعنا اليوم بموضوعات مختلفة وتحت عناويين متنوعة وإني بمقالي هذا لا أهاجم هذا العلم المسمى البرمجة اللغوية العصبية ولا أقف ضد أصحابه فلكل منا يوم القيامة بين يدي ربه شأن يغنيه، ولكني وكل مسلم ينبغي أن نقف في وجه كل علم كائنا ماكان إن تطاول بعنقه على كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم برأي يخالف قولهما.
في إحدى الدورات قال لنا المدرب: من أراد الخشوع في صلاته فلينظر ببصره إلى الجهة ... (وحددها) وسيزداد خشوعا. وبدأ يبرر ويشرح عمل فصي الدماغ وكيف أن هذا التدريب يوصلك إلى درجات عالية من الخشوع!!
فاعترضت وقلت: ولكن الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يتجه ببصره موضع سجوده وهو القائل عن نفسه فداه أبي وأمي:" أما والله إني لأخشاكم لله و أتقاكم له " وقال أيضا:" صلوا كما رأيتموني أصلي" وقال:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ".
فأراد المحاضر المبرمج أن يوضح لي الأمر ويثبت صحة ما يقول وليته لم يوضح فقال: جربي بنفسك وسترين النتائج!
واستمر النقاش بيننا ومدربنا يؤكد صحة ما يقول مستدلا بما جاء في علم البرمجة اللغوية العصبية وفلسفات الطاقة الكونية.
تمنيت لو قلت له: غفر الله لك يا أخي، إن رجلا أكل بشماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كل بيمينك. فقال: لا أستطيع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا استطعت. فما رفع الرجل يده، وأنا أقول لك كان نظر النبي صلى الله عليه وسلم موضع سجوده فتستدل بالتجربة.
أخشى والله إن رددت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولك ألا يرتد إلي بصري.
أجزم أنه قال ما قال بجهل وربما حسن نية، ولكن كم من كلمة أوردت صاحبها المهالك وضلت وأضلت.
أن تصل قناعات مسلم بهذا الأمر إلى هذا الحد فنسأل الله له الهداية وأمره إلى الله، ولكن أن يتصدر لتعليم الناس هذه القناعات فلا والله ما يرضى مسلم واحد أن يرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الهراء.
وفي دورة أخرى حضر معي ابني، تحدث المدرب عن العقل الواعي والعقل اللاواعي وكيف أن العقل اللاواعي يحذف النهي وينفذ ما بعده ... وشرح وأفاض، واقتنع ولدي وكثير من الحاضرين بهذا الكلام؛ فحاورت المحاضر ولكنه أصر على قوله واستدل بأنه استقصى كل آيات النهي في القرآن ولكنه لم يتمكن بعد من إجراء هذا الاستقصاء على أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. ودخلت معه في حوار طويل مفاده:
إن أول ما يتعلمه المسلم من الدين بالضرورة معنى الإسلام وهو الاستسلام والانقياد لله فيما أمر واجتناب مانهى، ولن تهدم هذه القناعات الواهية هذا الأساس الجليل، فلن يكون هناك استسلام ولا انقياد مادام لكل منا عقل لاواعي يقرر ويحذف دون أن نعرف!
من يقبل أن تربى أجيالنا على هذا الخواء!
ليقبل عقلك اللاواعي أو لا يقبل .. أنت كلك من أنت حتى ترفض؟! أو يسع المسلم أن يقول غير سمعنا وأطعنا بلا استقصاء ولا تفكير ولا تردد ولعل الله أن يقبل منه قوله وعمله!
ضدان يا أمتي لا يجتمعان:
منهج جيل رباه النبي صلى الله عليه وسلم على قوله تعالى ? ويؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ?، وتربى على أن إذا سمعت قول الله تعالى: ? يا أيها المؤمنون? فارعه سمعك فإنما هو خير يأمرك به أو شر ينهاك عنه.
جيل رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على الانقياد الحق فكانوا كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لم أكن أدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس
.وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًاِ
وسار سلفنا الصالح على سيرهم فكان الأوزاعي يقول: اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنهج يراد أن تربي عليه أجيالنا اليوم معتمده عقول لا واعية تحذف النهي أو تستقصي لتبحث عن سبب وإيضاح بعده!! أخشى أن تجيب الملائكة على عقولنا اللاواعية بقولها: لا وعيت ولا دريت.
لم نقرأ يوماً أن أحدا من الصحابة استقصى آية أو حديثا ليعرف سبب النهي فيها حتى يقبلها عقله اللاواعي فينتهي حيث نهي! لقد كان عبقري هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقّافا إذا قرأ الآية لم يتجاوزها.
ويدرب اليوم دعاة الإصلاح بمهارات البرمجة اللغوية عقولنا اللاواعية لتبحث عن سبب النهي في كل أمر وإلا فإن النهي سيحذف!!.
ألا فليفهم إخواننا من أصحاب البرمجة اللغوية أنني لا أهاجم أحدا ولا أرفض علم مستحدثا ولا أظن إلا الخير في كل مسلم وما مقولتي هذه إلا لتوحيد الصف على كلمة سواء، لكن فلنحذر من أن نفسد على الناس أمر دينهم من حيث نريد أن نصلح قال تعالى: ? فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ?
وهذه متدربة اخرى تقول عن تجربتها
.بل وجميع المتدربات الراغبات في السؤال أو التعقيب يسألن ويعقبن إلا واحدة هي أنا، لماذا؟ لأني كما سبق أخالف أهوائهم، أقف أمام إعجاب واندهاش الحاضرين باختراعهم وعلمهم؟! لأنهم لا يملكون الرد على ما أضعه أمامهم من نقد يُظهر ضحالة برمجتهم وسخفها ومخالفتها لمراد الله ورسوله، ولما تعلمناه من أمور دينا من قواعد وقوانين في التعامل مع النفس والآخرين!! وسنن الله في خلقه؟!! وخذ مثلاً أنهم لا يجعلون للمعاصي أدنى تأثير في حياة المرء!! فلو أن أحدنا أمر الله بعقوبة تحل عليه لذنب ارتكبه، فإن البرمجيين يجزمون لك بقدرتك على تخطي هذه العقوبة إما بـ (خط الزمن – أو نموذج ميلتون – أو ... ) غيرها من الشعوذات وصكوك الغفران!! وينسون {أو لمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم: أنّى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم} وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه}، ويزعمون قدرتهم على التسوية بين الناس في قدرتهم على استجلاب السعادة والنجاح، وأن الأمر يخضع لسعي المرء فقط – أي لتطبيقه نظريات البرمجة – وينسون قوله تعالى: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم؟ ساء ما يحكمون}، ومن أين يستمدون طاقاتهم وقوتهم في مواجهة الصعاب؟! من العقل والنفس فيعليان من شأنهما فبدلاً من ترديد (يا حي يا قيوم) يرددون (أنا قوي .. أنا ناجح)!!، ويوجبون عليك إحسان الظن حتى بالشيطان في قاعدتهم التي يطلق عليها البعض استتاراً (فرضية) وهي كالدستور لديهم (وراء كل سلوك نية إيجابية)!! ويقضون على الولاء والبراء وكأنه لا تصنيف أنزله الله للناس (مؤمن وكافر ومنافق) حين يدرسونك قاعدتهم (احترام وتقبل الآخرين كما هم)!! وينفون تفضيل الله لبعض الناس على بعض وحكمته وقضاءه وقدره وتصريفه في عباده بقاعدتهم (إذا كان أي إنسان قادراً على فعل أي شيء فمن الممكن لأي إنسان آخر أن يتعلمه ويفعله) ولا يعقبونها بـ (إذا شاء الله) ولا يجرؤون على تغيير هذه المنكرات ولو في دوراتهم، باختصار، هم لا يجعلون لله أي تأثير في عباده تماماً مثل كهنتهم الكفرة الذين أخذوا عنهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فأي استسلام وانهزامية وتبعية هذه!! وغير هذا كثير مما لا يطول تفنيده وقد وضحته الدكتورة فوز كردي ونجاح الظهار والأستاذ / أحمد بن ناصر الزهراني وفقهم الله
.قلت ومن خرافات بعض المبرمجين
قولهم اتخذ القرار لتسير على النار لمن يتدرب عنده وكانه امانبي كالخليل عليه السلام
اوولي صالح اكرمه الله بذلك
واين الاعتمادعلى القوة الذاتية
من اية ((ويوم حنين اذاعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا))
التوقيع
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 03:47]ـ
ولكن بعض فضلاء طلاب العلم ذكروا أن فيه محاسن كثيرة توافق الشريعة, وردوا على مافيه من الباطل, ومنهم فضيلة الشيخ الداعية المعروف "عوض بن محمد القرني"
ـ[معاند]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:02]ـ
أنا من الناس الذين دخلوا هذه الدورات و استمع عنها الكثير و الكثير ...
و أود أن أقول .. أن عنونتك للموضوع بالعنوان
خطر البرمجة اللغوية العصبية على العقيدة؟؟؟
لم يكن موفقًا ..
فالأصح أن تنسبي الخطر لنفس الشخص و ليس لهذا المجال نفسه ..
في إحدى الدورات قال لنا المدرب: من أراد الخشوع في صلاته فلينظر ببصره إلى الجهة ... (وحددها) وسيزداد خشوعا. وبدأ يبرر ويشرح عمل فصي الدماغ وكيف أن هذا التدريب يوصلك إلى درجات عالية من الخشوع!!
يبدو أن الفراغ العقلي خيم على صاحبنا هذا .. فلا يصح لنا أن ننسب الخلل العقدي في البرمجة ..
فهو علم كسائر العلوم نسيتطيع أن نأخذ الصحيح ونرمي بغيره .. و لسنا مُلزمين بأخذ كل ما فيه ..
أعرف أناسًا يدعون أنهم مسلمين .. و يقولون كلامًا قذرا عن الإسلام و يسبون بعض الأحكام المنزلة .. فهل يصح أن نقول أن الخطأ في الإسلام؟؟
الخطأ من نفس الشخص ..
علينا أن نفرق بين العلم و الناس .. كون أن الناس يقولون شيء باسم العلم فهذا لا يعني بالضرورة انه صحيح فقد يكون ما قد قاله نتاج جهله في جزئية معينة ..
في حفظ الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:03]ـ
اخي الكريم وان قال به اخونا الشيخ عوض القرني فقد خالفه مشايخ اخرون كثيرون
واليك ما قالوابارك الله فيك
فتاوى العلماء في التحذير من البرمجة اللغوية العصبية
نقلا عن: موقع الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه
بإشراف د. فوز كردي]
قال فضيلة الشيخ د. سفر الحوالي، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى -سابقاً- والداعية المعروف:
"يجب علينا جميعا أن نعلم أن الأمر إذا تعلق بجناب التوحيد وبقضية لا إله إلا الله وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى فإننا لابد أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام وهذه البرمجة العصبية وما يسمى بعلوم الطاقة تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية باطنية مثل الطاقة الكونية والشَكَرات والطاقة الأنثوية والذكرية، والإيمان بالأثير وقضايا كثيرة جداً، وقد روّج لها مع الأسف كثير من الناس مع أنه لا ينبغي بحال عمل دعاية لها ". وقال: " أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها أنها تافهة، فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة؟! أنتم على ثغرة وأرجو أن أجد وقتاً للمساهمة ببيان خطرها للناس فليس وراء عدم كتابتي في هذا الموضوع إلا الانشغال الشديد".
* فضيلة الشيخ عبدالرحمن المحمود
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود
"أمرها بدأ يتكشّف .... نعم انقلوا عني يجب إيقاف هذه الدورات، وأنا أحيي القائمين على تحذير الناس منها وفقهم الله ".
* فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
يقول: "أي راحة هذه التي يريد بعض أتباع الـ NLP وغيرها أن يدخلوا المسلمين في متاهاتها؟؟؟!!! استرخي .. احلم .. وتخيل .. ! ثم إذا أوقظت للعمل ثاني يوم، وإذا واجهت الواقع راحت الأحلام والخيالات!! أتضحك على نفسك؟!! ما هذا الهراء الذي يقولونه .... فعلاً إنها مأساة عقل .. ".
* د. يوسف القرضاوي
"البرمجة اللغوية العصبية تغسل دماغ المسلم وتلقنه أفكارًا في اللاواعي ثم في عقله الواعي من بعد ذلك، مفاد هذه الأفكار أن هذا الوجود وجود واحد، ليس هناك رب ومربوب، وخالق ومخلوق، هناك وحدة وجود. إنها الأفكار القديمة التي قال بها دعاة وحدة الوجود، يقول بها هؤلاء عن طريق هذه البرمجة التي تقوم علي الإيحاء والتكرار، وغرس الأفكار في النفوس. إن برامجهم التي يعلمون بها الناس تقف وراءها أهداف خبيثة، ومقاصد بعيدة، وكل هذه ألوان من الغزو ويقصدون بها غزو العقل المسلم، وهو ما ينبغي أن نحرص على أن يظل بعيدا عن هذا الغزو ".
* د. وهبة الزحيلي
هل علوم الميتافيزيقيا حرام؟ هل علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو حرام؟ وهل التلبثة (التواصل عن بعد)، قراءة الأفكار telepathic، الخروج الأثيري عن الجسد out of body experience، تحريك الأشياء بالنظر، النظر المغناطيسي، اليوجا، والتنويم الإيحائي، التاي شي، الريكي، التشي كونغ، المايكروبيوتك، الشكرات، الطاقة الكونية، مسارات الطاقة، الين واليانغ .. لأني وجدت موقع يحرمها: موقع (الأستاذة فوز كردي-السعودية)؟
فأجاب د. وهبة " هذه وسائل وهمية وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها سواء بالخيال أو الفعل، فإن مصدر العلم الغيبي هو الله وحده، ومن اعتمد على هذه الشعوذات كفر بالله وبالوحي، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف والكاهن ونحوهما".
* فضيلة الشيخ عبد العزيز مصطفى
أستاذ التفسير وعلومه والكاتب المعروف:
"أمر هذه الوافدات العقدية جميعها واضح الخطر، ولابد من تحذير الناس منها وطباعة هذا التحذير ليسهل تناوله ونشره".
* سعادة الدكتور عبد العزيز النغيمشي
الأستاذ المشارك بقسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود:
"أكثر المتخصصين في علم النفس والطب النفسي وعلماء الشرع لم يدخلوا فيها ولم ينساقوا إليها برغم كثرة ما قيل عن منافعها، فانسياق النخبة أمر مهم جدًا، ونلاحظ أن معظم من انساق وراء البرمجة هم العوام".
* فضيلة الشيخ خالد الشايع
يقول: "هذا الذي يسمى (علم البرمجة اللغوية العصبية) مما يجب تحذير أهل الإسلام من الاغترار بما فيه من الإيجابيات المغمورة بكثير من السلبيات".
د. طارق السويدان
انما أستغرب له أن يتطرف بعض المدربين في الإعلاء من شأن البرمجة اللغوية العصبية وجعلها حلا لكل مشاكلنا المستعصية حتى أن بعض المدربين ذهبوا إلى أنها علاج لكثير من الأمراض ومن بينها السرطان، وهؤلاء يجب الحجر عليهم شرعا لما يقومون به من جدل على الناس.
وأنا هنا أطالب المريض أن يذهب إلى طبيب مختص لا أن يذهب ليحضر دورة في الاسترخاء وأطالب صاحب المشكلة الإدارية أن يستشير خبيراً إداريا لا أن يجعل بعض هؤلاء يمارسون معه دجلهم وشعوذاتهم باسم البرمجة اللغوية العصبية
* كما أكد معالي الشيخ صالح الحصين وفضيلة الشيخ محمد العريفي، وفضيلة الشيخ صالح الفوزان وفضيلة الشيخ أحمد القاضي وفضيلة الشيخ عبد الله الدميجي وفضيلة الشيخ أحمد الحمدان وكوكبة من المتخصصين والمتخصصات في العقيدة والمذاهب المعاصرة على خطورتها وضرورة تحذير الناس من مخاطر الأفكار الوافدة كالبرمجة وأخواتها.
* أيّد عدد من المختصين في العلوم النفسية والطب النفسي التحذير من البرمجة اللغوية العصبية لما سببته من فوضى في البلاد ومنهم الاستشاريون النفسيون:
- د. طارق الحبيب
- د. يوسف عبدالغني
- د. عبد الرحمن ذاكر
- د. خالد بازيد
* وأستاذات الصحة النفسية:
- د. انتصار الصبان
- د. عزة حجازي
- الأستاذة هدى سيف الدين
- الأستاذة وفاء طيبة
- الأستاذة سحر كردي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 10:53]ـ
البرمجة
مزيج من علوم الإدارة
وعلوم التطوير
وأدخل بعضهم بعض الفلسفات الشرقية
فإذا خلت من الأمور التي تخالف العقيدة عادت إلى العلوم الإدارية المباحة
وأما التهويل منها
فأعتقد أن الهدف منه مادي
وفيه إدخال للعوام في مهارات تخص الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين
فيضر أكثر مما ينفع
شكرا لنقولاتك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 12:52]ـ
بارك الله في الشيخ أبي محمد الغامدي على هذه النقولات النافعة من كلام أهل العلم، ونفع الله بك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 02:27]ـ
اخي الكريم معاند تقول
و أود أن أقول .. أن عنونتك للموضوع بالعنوان
خطر البرمجة اللغوية العصبية على العقيدة؟؟؟
لم يكن موفقًا.
اقول وماتوفيقي الا بالله ولعلك تقتنع بكلام هؤلاء العلماء في خطر البرمجة على العقيدة وانها تنافي الاستعانة بالله والتوكل عليه.
وأما قول الاخ الكريم عبدالعزيز بن سعد ((ان التهويل منهافأعتقد أن الهدف منه مادي)) فهذا امرخطير ودخول في نيات ااهل العلم وحينما حذروامن خطرها على الاعتقاد
الاخ الكريم علي أحمد عبد الباقي نفع الله بنا وبكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 08:00]ـ
الخطر ليس في البرمجة اللغوية، ولكن في الذين يعطون دورات تدريبية فيها وهم لا علم لهم بها أصلا، إلا بعض الخيالات.
ومع الأسف هذا معروف عندنا فقط نحن العرب، ولا يعرف مثله أو ما يشبهه عند الغرب.
فالخطر في أمثال هؤلاء المتعالمين الذين يدعون أنهم على علم بالبرمجة، وعلى علم بالشرع، وهم لا علم عندهم لا بالشرع ولا بالبرمجة.
ـ[معاند]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 10:00]ـ
الأخ الكريم .. أبو محمد الغامدي ..
شكر الله لك سعيك و نقلك ,,
للأسف أن كلام الشيخ الدكتور سفر الحوالي و القرضاوي و المنجد و غيرهم .. لم أجد فيها نقدًا موضوعيًا في نفس البرمجة اللغوية العصبية ..
بحكم إطلاعي على العديد من الدورات وجدت أن البرمجة اللغوية العصبية أكثر ما تكون بدورة إدارية .. تعينك و تساعدك على التغلب على نفسك ..
أكره المبالغة في حقها و أنها تغير الحياة و من هذا الكلام و لا أعدها سوا دورة إدارة أو نصائح مكثفة ..
كل ما سأطلبه منك هو أن تسمع لأناس معينين .. و ليس كل من هب ودب و قال أني تعلمت البرمجة اللغوية العصبية ..
فدونك أشرطة الدكتور صلاح بن صالح الراشد أتمنى أن تطلع على بعضها مثل (كن إيجابيا) و (استراتيجية التغيير الفعال) فهو في رأيي أكثر من أتقن هذا العلم و ذلك ليس للعلم نفسه بل لأنه متخصص في الطب النفسي كذلك .. فدمج بين العلمين ..
و يبقى الموضوع موضوع أخذ ورد
في حفظ الرحمن
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 11:00]ـ
الاخ معاند وفقه الله
اولا اقترح عليك تغيير اسمك المستعار والذي تكتب به في هذا المنتدى الى اسم حسن
فمن هديه عليه السلام تغيير الاسماء غير الحسنة
أسأل الله أن يهدينا واياك إلى الحق والصواب
قلت اخي الكريم للأسف أن كلام الشيخ الدكتور سفر الحوالي و القرضاوي و المنجد و غيرهم.
. لم أجد فيها نقدًا موضوعيًا في نفس البرمجة اللغوية العصبية)
اقول ومادام اننا نقدر العلماء فلماذا لانقبل فتواهم وهل من تقديرهم وصفهم بالجهل اذ ان هذا لازم كلامك انهم افتو ا بدون طلب ايضاح من السائل عن حقيقة البرمجة اللغوية والعصبية وكانهم لايعرفون القاعدة المعروفة عند اهل العلم الحكم على الشي فرع عن تصوره وفيه اتهام لجميع السائلين للعلماء ممن حضر تلك الدورات وراو مايخالف الشرع المطهر بانهم كاذبين
وهل ماقالته الاخت صحيح في نقدها وقد حضرت بعض الدورات (((ومن أين يستمدون طاقاتهم وقوتهم في مواجهة الصعاب؟! من العقل والنفس فيعليان من شأنهما فبدلاً من ترديد (يا حي يا قيوم) يرددون (أنا قوي .. أنا ناجح)!!، ويوجبون عليك إحسان الظن حتى بالشيطان في قاعدتهم التي يطلق عليها البعض استتاراً (فرضية) وهي كالدستور لديهم (وراء كل سلوك نية إيجابية)!! ويقضون على الولاء والبراء وكأنه لا تصنيف أنزله الله للناس (مؤمن وكافر ومنافق) حين يدرسونك قاعدتهم (احترام وتقبل الآخرين كما هم)!! وينفون تفضيل الله لبعض الناس على بعض وحكمته وقضاءه وقدره وتصريفه في عباده بقاعدتهم (إذا كان أي إنسان قادراً على فعل أي شيء فمن الممكن لأي إنسان آخر أن يتعلمه ويفعله) ولا يعقبونها بـ (إذا شاء الله)
قلت وكون بعض العلوم فيه منفعة لايدل على صحته فالله فد اثبت ان الخمر فيه منفعة وهي المادية في بيعه كما قال العلماء وهو محرم باتفاق المسلمين وقد يعالج بعض الناس بالسحر والشعوذة فهل يدل ذلك على صحة هذا العلم وانه جائز شرعا
وكماقال اهل العلم رب شخص استجيب دعاؤه عند القبر فهل يدل على مشروعية الدعاء عند القبور والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاند]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 11:30]ـ
أشكرك أخي محمد على ما تفضلت به و ما قدمت لي من نصحية ..
أولا ,, بخصوص الاسم المستعار (معاند) فهو اسم مستعار اكتب به في عدة منتديات .. و لعل اسم (معاند) قد يظن البعض منه أن طبعي العناد و أني أحب المخالفة ..
كل ما في الأمر أخي الفاضل و سبب اختياري لاسم (معاند) أن الوالدة -حفظها الله- كانت كثيرا ماتزجرني و تنهاني و تكره تدليلي في بعض الأمور منذ صغري و كثيرا ما تقول لي .. ليس كل ما تشتهيه نفسك تقدمه لها .. عاندها .. عاندها .. إذا عودت نفسك على أن تجلب لها كل ما تشتهيه فإنك ستركن و نشاطك سيقل .. و ستضر عمرك، و أصعب شيء على النفس هو إيقاضها بعدما ذاقت حلاوة الركون و الجلوس .. هذا كل ما في الأمر أخي الفاضل .. فهو اسم اضعه لي في بعض المنتديات لعلي أعزز من نفسي و من سلوكي و أن لا أهيئ لها كل ما هو يساعدها على الخمول ..
أما بالنسبة للمشائخ الفضلاء أشهد الله تعالى أني أحبهم و أتقرب إلى الله بحبهم ,, و من أحب الناس إلى قلبي و أقربهم الشيخ سفر الحوالي ..
و لكن هذا الشيء لا يعني أن أجامل و أن أقول بما أنه عالم و بحر أن أقول أنه محق في كل شيء يقول ..
قلت لي (و هل من تقديرهم وصفهم بالجهل؟)
أخي الكريم بل من الإساءة لهم و للمسلمين وصفهم بالعلم في مواضع يجهلونها و لم يطلعوا عليها.
إذا أخذت كلمة (جهل) بالطريقة السوقية وهو بقصد الإساءة فهاهنا مكمن قلة الأدب و عدم التربية .. و و الله أني أكره أن أكون كذلك ..
أما إذا أخذت الجهل بما تعنيه الكلمة فلا أرى أن فيها إساءة ..
تخصصي أخي الكريم هو (التسويق) فأستطيع أن أقول أني طالب علم في مجال التسويق. و جاهل في مجال الهندسة .. !!
لا أرى عيب في ذلك .. كون أني لا أعرف في لغة الـ ++ c فأنا أعتبر (جاهل) بما تحمله الكلمة من معنى في مجال البرمجة.
و أستطيع أن أفرق المقصد من كلمة (جاهل) على حسب من هو أمامي .. إذا كان من هو أمامي شخص معرف عنه سوء الخلق فتاريخه و سوء خلقه يبين مقصده من (جاهل) أنه الإساءة لا أكثر ..
أنا أعترف (بجهلي) في الفقه الشافعي .. و لا بأس في ذلك ..
أما موضوع الخمر و أن فيه منافع و مضار و أن مضاره تغلب على منافعه .. فأقول لو أستطعنا أن نستخرج هذا النافع من (الخمر) ما الحرمة في أن نستخدمه أو أن نستعمله للعلاج؟ فدونك المخدر .. فهو لاشك بأنه محرم و لكن عندما استدعينا اهل الاختصاص و الثقة استطعنا ان نستخرج النافع و الضار .. و أن نقلب ضرره محاسن لنا.
البرمجة اللغوية العصبية إذا كانت تحت أيدي أمينة و من أهل الأختصاص و العلم الشرعي و النفسي مثل الدكتور صلاح الراشد ,, لا أرى أن هناك بأسًا فيها.
هذا كل ما أردت قوله و اعذرني إن كان في كلامي تجاوزا و أشهد الله أني لم أقصد الإساءة لا لعالم بعينه أو شخص بعينه .. كل ما في الأمر هو قول الحق .. و لا أرى أن في هذا ضرر
و أرحب بآراء و توجيهات الإخوة و لست في غنى عنكم ..
في حفظ الرحمن
ـ[معاند]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 11:43]ـ
أعتذر أخي الكريم ,, يوجد نقطة لم أعلق عليها .. و هي ما تفضلت به
من العقل والنفس فيعليان من شأنهما فبدلاً من ترديد (يا حي يا قيوم) يرددون (أنا قوي .. أنا ناجح)!!، ويوجبون عليك إحسان الظن حتى بالشيطان في قاعدتهم التي يطلق عليها البعض استتاراً (فرضية) وهي كالدستور لديهم (وراء كل سلوك نية إيجابية)!!
أخي الكريم ما الحرمة في أن يقول الشخص (أنا ناجح، أو أنا ذاكرتي قوية)؟ هذا لا ينفي التوكل على الله خصوصا إذا كان مسلما ..
و أما على موضوع (وراء كل سلوك نية إيجابية) .. فيبدو أن الأخت الفاضلة لم تبين هذا المعنى ..
دعني أشرح ما فهمته من هذه الجزئية ..
على سبيل المثال وجدت أبنك محمد - متعك الله ببره - يقارب الـ 15 من عمره ..
وجدته ذات يوم يعاند و يعصي و يزبد و يرعد و يزمجر .. كل ما يطلبه العلماء هو أن لا تركز على فعله هذا مع أنه خطأ و لكن إسأل نفسك .. لماذا يتصرف هكذا؟ بعض الأطفال تجده يصرخ على إخوته أو يعصي أو يتمرد و ذلك لأنه يريد الناس أن يحترموه ..
ألا تتفق معي بأن مطلب هذا الطفل (نية إيجابية)؟ فهنا يأتي دورك كمربي و هو أن تعزز فيه هذا الشعور .. و إذا لم يعزز هذا الشعور فيه و أن يحترم فإنه بعد حين سيتعود على التمرد و العصيان و يصبح سجية فيه و يصعب عليه أن يتغير ..
مثال آخر .. طالب في المدرسة .. قام بالـ (غش) عندما تسأل و تقول لماذا هو قام بالـ (غش) فسيكون الجواب تلقائيا لكي ينجح ..
ألا تتفق معي بأن مطلب هذا الشاب نيبة إيجابية إلا أنه أخطأ في إختيار الطريقة؟
هنا يأتي دور المعلم و المربي بأن يعلمه و يربيه و يعوده على أسس طرق المذاكرة و أن يدعمه نفسيا و يحمسه.
أليس هذا فعل سلبي و لكن وراءه نية إيجابية؟
مثال ثالث .. فتاة في ا18 عشر من عمرها .. أهلها مقصرين معها و يعاملونها بسوء و لا تشعر بالقرب من أحدهم تجاهها .. و لنقل أنها سلكت طريقا خاطئا باحثتة عن شاب يعزز فيها هذا الشعور و الكلمة الطيبة ..
- و أسأل الله أن يكفي المسلمين و المسلمات في هذا الشهر الفضيل هذه الشرور -
مقصد البنت نية إيجابية (البحث عن العاطفة) و لكن الطريقة سيئة ..
ألا تتفق معي أن السلوك السيء و السلبي لهذه البنت وراء نية إيجابية و هو البحث عن العاطفة؟
هنا يأتي دور الأهل بأن يغذوها و يعطوها ما تشعر هي أنها ناقصة فيه ..
هذا باختصار المقصود بأن وراء كل فعل سيئ نية إيجابية ..
أما عن إبليبس و آخر كلامك على كثرة دخولي لهذا المجال و الذي لم أقتنع منه 100% إلا أني لم أستمع لمثله من قبل
هذا و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 02:37]ـ
قلت لي يااخ معاند
أخي الكريم بل من الإساءة لهم و للمسلمين وصفهم بالعلم في مواضع يجهلونها و لم يطلعوا عليها
.سؤالي كيف افتوا بانها لاتجوز وهم لم يطلعواعليها وهل يجوز لعالم ان يحرم شيئا من تلقاء نفسه وهل العلماء اللذين ذكرت يجهلون خطورة القول –في الدين –بغيرعلم فالعالم في الحقيقة لا يخبر عن رأيه، وإنما يخبر عن حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكأنه يقول لمن سأله:هذا هو حكم الشرع في ذلك وقد قال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم000) سوره الاسراء.
وقال تعالى (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والا ثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ًوأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) سوره الاعراف.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح أسوة حسنة، فقد كانوا إذا سئلوا عما لا يعلمون قالوا: (لاندري)،أو (لانعلم)،أو (الله أعلم)
وإليك مثالاً واحداً على ذلك:عن جبير بن مطعم –رضي الله عنه أن رجلا سأ ل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:أي البلاد شر؟ قال (لاأدري حتى أسأل) فسال جبريل عن ذلك، فقال (لاأدري حتى أسال ربي) فانطلق فلبث ما شاء الله، ثم جاء، فقال: (إني سألت ربي عن ذلك فقال:شر البلاد الأسواق) قال الحاكم:هذاالحديث أصل في قول العالم: لاأدري
قلت أما بالنسبة للمشائخ الفضلاء أشهد الله تعالى أني أحبهم و أتقرب إلى الله بحبهم ,, و من أحب الناس إلى قلبي و أقربهم الشيخ سفر الحوالي
نقول محبة الصالحين من علماء وغيرهم ممايثاب الانسان عليه في الاخرة
واما قاعدة وراء كل فعل سيئ نية إيجابية ..
فالسؤال هل يحاسب على فعله السي ام يترك؟؟
وهل كل من ارتكب محرما نيته طيبة فمن زنى اوشرب الخمر اوقبل امراة
اوسجد لصنم؟؟
وقلت ((تخصصي أخي الكريم هو (التسويق)
سؤالي الاخيرفكيف تفتي اذا في الشرع وتعارض فتاوى العلماءالمتخصصين في الشرع
ـ[معاند]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 06:03]ـ
أبو محمد .. جزأت ما تفضلت به سالفا إلى ثلاث أقسام و لعلي أعطي كل قسم حقه .. و أشكرك على طول بالك معي .. و إن لم نخرج موافقين على بعض وجهات النظر يكفيني (شخصيا) أني تشرفت بالحديث إلى شخص كريم خُلق مثلك ..
قلت لي يااخ معاند
أخي الكريم بل من الإساءة لهم و للمسلمين وصفهم بالعلم في مواضع يجهلونها و لم يطلعوا عليها
.سؤالي كيف افتوا بانها لاتجوز وهم لم يطلعواعليها وهل يجوز لعالم ان يحرم شيئا من تلقاء نفسه وهل العلماء اللذين ذكرت يجهلون خطورة القول –في الدين –بغيرعلم فالعالم في الحقيقة لا يخبر عن رأيه، وإنما يخبر عن حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكأنه يقول لمن سأله:هذا هو حكم الشرع في ذلك وقد قال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم000) سوره الاسراء.
وقال تعالى (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والا ثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ًوأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) سوره الاعراف.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح أسوة حسنة، فقد كانوا إذا سئلوا عما لا يعلمون قالوا: (لاندري)،أو (لانعلم)،أو (الله أعلم)
وإليك مثالاً واحداً على ذلك:عن جبير بن مطعم –رضي الله عنه أن رجلا سأ ل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:أي البلاد شر؟ قال (لاأدري حتى أسأل) فسال جبريل عن ذلك، فقال (لاأدري حتى أسال ربي) فانطلق فلبث ما شاء الله، ثم جاء، فقال: (إني سألت ربي عن ذلك فقال:شر البلاد الأسواق) قال الحاكم:هذاالحديث أصل في قول العالم: لاأدري
الحكم على الشيء فرع من تصوره .. و أنا لم أقل شيء و لم أعترض على هذه الفتوى أخي الكريم إلا لأني حضرت هذه الدورات .. و رأيتها و مارست بعض منها .. فلم أجد شيء فيها يخل بالعقيدة ,, لا أعلم قد يكون السبب في ذلك أني أخذتها عند أُناس ثقات .. و أهل لها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
و لا أتوقع أن الشيخ أفتى عن جهل .. و لكن قد أفتى عن طريق شخص جاهل .. فعندما ينقل لي الشخص موضوع معين فإنه ينقله لي حسب ما يتصوره هو غالبًا و حسب فهمه، و ليس حسب ما قام عليه هذا العلم من أساسات خصوصا إذا كان قد سمع عنه حديثا ليس بمناسب .. أو أنه أخذ دورات عند أناس ليسوا بثقات ..
و سؤالي .. كيف أفتى عوض القرني بأنها جيدة و أنها مناسبة .. هل يعني هذا أن عوض القرني يرى أن الشيخ سفر الحوالي أفتى عن جهل؟
قلت أما بالنسبة للمشائخ الفضلاء أشهد الله تعالى أني أحبهم و أتقرب إلى الله بحبهم ,, و من أحب الناس إلى قلبي و أقربهم الشيخ سفر الحوالي
نقول محبة الصالحين من علماء وغيرهم ممايثاب الانسان عليه في الاخرة
واما قاعدة وراء كل فعل سيئ نية إيجابية ..
فالسؤال هل يحاسب على فعله السي ام يترك؟؟
وهل كل من ارتكب محرما نيته طيبة فمن زنى اوشرب الخمر او قبل امراة
اوسجد لصنم؟؟
أخي الكريم وراء كل سلوك نية حسنة ,, و لو على الأقل من وجهة نظر صاحبها .. http://http://www.dohamath.com/vb/images/smilies/00000502.gif
أخي الكريم ألا ترى أن هذه الفرضية و هي (وراء كل فعل سيء نية إيجابية أو حسنة) و لو على الأقل من وجهة نظر صاحبها، تحمل نوعًا من الصحة و إن لم تراها صحيحة 100%؟
ثم من قال لك أخي الفاضل أن أي شخص يعمل عملا سيئ يُترك .. بل إن معرفة مطالب المخطئ من هذا الفعل الخاطئ و مقاصده جزء من حل المشكلة و التربية و التهذيب .. فالإسلام لم ينزل العقاب من أجل العقاب و الإذلال بل من أجل التهذيب و التربية، فمتى ما اتضحت هذه الرؤية للمُعاقِب .. و المُعاقَب .. فإنه سيسهم في التهذيب و التربية ..
دعني أستلم ما عرضت من أمثلة أخي الكريم فقلت لي عن من زنى أو شرب خمرا أو قبل إمرأة أو سجد لصنم ..
كما قلت سالفا لو نظرت لفعل كل شخص منهم لوجدت نية حسنة خلف فعلهم هذا (من وجهة نظره على الأقل) .. فعابد الصنم لم يعبده إلا بحثًا عن إله .. فمتى ما عرفنا أن نيته هو العبادة و اللجوء لإله يعينه و يلجا إليه في ضعفه و يشكره في قوته .. فهذه نية حسنة (البحث و اللجوء إلى إله و شعوره و إيمانه بأن لهذه الحياة خالق) .. و لكن الفعل و السلوك خاطئ .. فهنا يوجه و يشرح له الدين الإسلامي و أنه أتى لتحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
و كذلك من شرب الخمر، واسمح لي أن أحكي لك من واقع تجربة فأنا أعيش في الخارج وسألت كذا شخص مسلمين و غير مسلمين .. ماهو الدافع وراء شُربك للخمر ,, بعضٌ من الكفار يقول أني أواجه متاعب و مشاكل في حياتي فمتى ما خانته زوجته مع شخص آخر أو ماتت أمه أو أبوه .. فإنه يلجأ لهذا المشروب لكي يريح نفسه و يزيل عقله عن ما هو عليه من حال سيء .. هنا تبادر إلى ذهني القاعدة الإيمانية العظيمة (الإيمان بالقضاء و القدر خيره و شره) و أنه ركن من أركان الإيمان و لا يتحقق إيمان العبد إلا بوجوده .. فأخذت أحدثه بعدما سألني ما هو الحل من وجهة نظري في مثل هذه المشاكل .. حدثته عن المسلمين و الإيمان بالقضاء و القدر خيره و شره و أن المسلم لا يخرج من هذه الحياة إلا و قد كسب أشياء كثيرة .. فالإسلام يكفر عن المسلم في الشوكة التي يشاكها. فرغبته في الهروب من هذه المشاكل و بحثه عن حلول (نية حسنة) و لكن أخطأ في هذا العمل ..
أما بالنسبة للزنى أخي الفاضل فلا يخفى عليك أن الدين الإسلامي تعامل مع الإنسان كروح و عقل وجسد .. فكلها تحتاج حقها و لكن بالطرق الصحيحة .. فطلبه لحقه من هذه الدنيا وهو أن يقضي و طره .. فهو نية حسنة و لكن فعله و سلوكه خاطئ فمتى ما نُبه على خطر مثل هذا العمل و وجه و تم مساعدته للزواج و محاولة ترغيبه و ترهيبه و حثه على الصبر و تذكيره بجزاء من صبر فإنه تحققت نيته و مطلبه.
و لن أطيل في مثل هذا الموضوع فقد شرعت في حل بعض الشيء و لك أن تحاول أن تستنتج بعض من التصرفات الخاطئة و أسبابها ..
وقلت ((تخصصي أخي الكريم هو (التسويق)
سؤالي الاخيرفكيف تفتي اذا في الشرع وتعارض فتاوى العلماءالمتخصصين في الشرع
لم أُفتي في الشرع أخي الكريم و لست أهلا للفتوى و إنما هذه وجهة نظر شخصية و ليس كل ما يقوله علماء الدين فإنه يعني بالضرورة رأي الشرع فهذه من الأمور التي يسوغ فيها الخلاف فعوض القرني لم يقل فيها شيء فهل يعني هذا الشيء أن الشيخ عوض القرني يعترض على حكم شرعي؟ و عكسه الشيخ المنجد فقد أفتى بأنها لا تجوز .. فأنا لم أتكلم في حكم شرعي أو أمر فقهي .. و لكن لو وجدت تفصيلا في كلام المشايخ الفضلاء و استدلالا واضحًا وجليًا لما تجرأت في الاعتراض عليها .. و أنا و لله الحمد أشكر الله أنه أنعم علي بوالدين و معلمين و مُربين علموني أن أحرص على عقيدتي قبل كل شيء .. فمتى ما وجدت أن هناك أمرًا يتعارض مع عقيدتي فلن أقبله ..
أخي محمد ... هل سبق و أن حضرت مثل هذه الدورات؟ أو استمعت لجزء منها؟ إذا كنت كذلك فهل لك أن تخبرني عند من حضرت هذه الدورات أو لمن أستمعت؟
في حفظ الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 12:29]ـ
الاخ =معاند; .. و أشكرك على طول بالك معي .. وان شاء الله هدفنا الوصول الى الحق
تقول الحكم على الشيء فرع من تصوره .. و أنا لم أقل شيء و لم أعترض على هذه الفتوى أخي الكريم إلا لأني حضرت هذه الدورات .. و رأيتها و مارست بعض منها .. فلم أجد شيء فيها يخل بالعقيدة ,, لا أعلم قد يكون السبب في ذلك أني أخذتها عند أُناس ثقات .. و أهل لها
.اخي الكريم انا لااتهم كل من حضر الدورات اوقام بتدريسها بالسوء
ولكن اقول ان بعض الاخوة ممن قام بتدريسها حاول تهذيب هذا العلم بما لايتعارض مع الاسلام وانت تعرف انه من العلوم التي جاءتنا من الغرب الكافر ولكنهم لم يستطيعوا بشهادة العدد الكبير ممن حضر تلك الورات واستفتى العلماء التخلص من تلك النظريات الخاطئة والخطيرة والتي اقتنع بها مثلك للاسف فها انت تبررلكل من فعل محرما ولوعبد صنما والعياذ بالله بان نيته حسنة ولازم ذلك انه لايؤاخذفعلى هذا فلاتنكر المنكرات لان اهلها نيتهم طيبة وما قصدوا فعل المحرم
ومن ذلك تبريرفعل من وقع في الفاحشة حيث قلت
أما بالنسبة للزنى أخي الفاضل فلا يخفى عليك أن الدين الإسلامي تعامل مع الإنسان كروح و عقل وجسد .. فكلها تحتاج حقها و لكن بالطرق الصحيحة .. فطلبه لحقه من هذه الدنيا وهو أن يقضي و طره .. فهو نية حسنة
غريب هذا الكلام؟؟؟؟؟؟
اما قولك و لم أُفتي في الشرع أخي الكريم و لست أهلا للفتوى و إنما هذه وجهة نظر شخصية
اقول وجهة نظرك هذه فتوى لمن قرا كلامك بانه مباح حضور هذه الدورات لان الاباحة احد الاحكام الشرعية الخمسة وهي الواجب والمستحب والمحرم والمكروه والمباح
اخي الكريم مادام انك تعرف اثنين من الدعاة فقط قالوا بالجواز وهم القرني والراشد
وغالب المشايخ على خلافهم فالاحوط لدينك اذا اشتبه عليك الامر هو اتقاء الشبهات
عن النعمان بن بشير انه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه: (إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
رواه مسلم
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 03:08]ـ
البرمجة اللغوية العصبية إذا كانت تحت أيدي أمينة و من أهل الأختصاص و العلم الشرعي و النفسي مثل الدكتور صلاح الراشد ,, لا أرى أن هناك بأسًا فيها.
جزاك الله خير على هذا البيان أخي معاند
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 10:19]ـ
الأخ الغامدي
قلت:
وأما قول الاخ الكريم عبدالعزيز بن سعد ((ان التهويل منهافأعتقد أن الهدف منه مادي)) فهذا امرخطير ودخول في نيات ااهل العلم وحينما حذروامن خطرها على الاعتقاد
وأقول: إن التهويل من أهميتها من قبل المدربين فيه جانب دعائي مادي
لأن الدورة تكلف على المتدرب مبالغ طائلة
فقد فهمت عكس المراد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 01:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة اخي الكريم اذاحصل سوء فهم وجزاك الله خيرا
ـ[ام ابي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 04:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
من الذين حضروا الدورات ولم استفد شيئا لأن الله من علي بحسن التفكير وكذا التخطيط ولكن خسرت المال والله يعوض
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 06:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ... وشهد شاهد ممن حضرهاومن الله عليه بحسن التفكير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 07:34]ـ
==
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك ..
. وشهد شاهد ممن حضرهاومن الله عليه بحسن التفكير
وللفائدة اقول
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل يومين تقريبا كنت استمع الى امام الحرم المكي في صلاة التراويح وهو يقرا هذه الاية ((والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون)) فخطر في ذهني انها ترد على اهل البرمجة في قولهم ان وراء كل سلوك سي نية ايجابية)) كيف كذب الله اهل مسجد الضرار في دعوى النية الحسنة عند بنائهم للمسجد
والله اعلم
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 11:56]ـ
بسمِ الله الرّحمنِ الرّحيم .. والحَمدُ للهِ ربّ العالمين .. والصلاة والسّلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين .. حبيبنا المُصطفى صلواتُ ربّى وسلامُهُ عليه وعلى آلِهِ وصَحبِهِ وتابعيهِ بإحسانٍ إلى يومِ الدّين ..
السّلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاته
****************************
الأخ الفاضِل / أبو مُحمَّد الغامِدىّ - حفظكم الله ورعاكم -
جزاكم الله خيرًا، ونفع اللهُ بِكُم.
بفضل الله تعالى قضيتُ الإجازة الصَّيفيّة الماضيّة فى البحث فى ذلك الأمر، والحمدُ لله رب العالمين ظللت عدّة شهور أقرأ آراء أهل العلم والمتخصصين النفسيين من المسلمين العرب وغير المُسلمين - أيضًا -، ونتيجة قراءة طويلة وبحث توصّلت للآتى:
** الكل مُتّفق على أن هذه العلوم بها أخطار ومخالفات عقديّة لكنّ الاختلافَ قائمٌ على الموقف منها بعد إقصاء تلك المخالفات وتعلُّمها بما يوافق عقيدتنا على رأييْن:
1 - من يرى رفض هذه العلوم رفضًا تامًا .. وأن ما صَحّ منها من حقائق هو موجود فى الكتاب والسنة وأقوال أئمّة الإسلام .. ولا حاجة لنا فى أخذ مضامين مخالفة لنا وأسلمتها .. فعندنا ما يكفى ..
ولو بُذِلَ فى الكتابِ والسُّنّة وكُتُب أئمة الاسلام الرائعة فى أعمال القلوب وعُلُوّ الهِمّة والإرادة وغيرها ربع ما بُذِلَ فى علوم البرمجة ونشرها بين الناس وعقد الدورات فيها لكان الأمر أفضل وأحسن ولرجع الناس لمنهج ربهم وأقوال نبيِّهم وتراثهم وحضارتهم ..
وهذا رأى السواد الأعظم من أهل العلم الثِّقات .. وخصوصًا أساتذة العقيدة مثل د: عبد الرحمن بن صالح المحمود والدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى ود: فوز الكُردى .. وغيرهم ..
ورأى الكثير من متخصصّى وأطباء علم النفس المُسلمين والذين يروْن أن تلك العلوم لم تأتِ بجديد - في الجزء النافع منها - ولم يتجه لها سوى العوام من الناس ..
وأيضًا رأى د: عبد الغنى ميلبارى أستاذ الهندسة النووية ومهتم بأمور علوم البرمجة اللغوية العصبية - وهو زوج الدكتورة فوز الكُردى -، ويرى أن تلك العلوم بداية لغزوٍ فكرىّ جديد وما يُسمّى ب" ال نيو إيج " ونشر مذهب وحدة الوجود .. واللادين .. (وسيأتى توضيح ذلك بإذن الله)
2 - من يرى - ويُدافع بشدّة - أنّهُ لا ضير فى أن تُدَرس تلك العلوم بما يوافقنا كمسلمين .. وأن يُستفادُ بها .. وأن أكثر أهل العلم لم يدرسوها بالتفصيل ولم يحيطوا بما فيها من نفع وفائدة .. بل يحكمون عليها من خلال ما فيها من أخطاء فحسب ..
وهذا رأى كثير من العوام،وطلبة العلم المُدرِّبين والذين يعطون دورات فى تلك العلوم .. وبعض أهل العلم من أمثال الشيخ عوض القرنى - حفظه الله وجزاه خير الجزاء -، والذى كتب الكثير من العُلماء والدُّعاة ردودًا استنكروا فيها تأييده لتلك العلوم ..
وهناك رأى وسط لكنه قليل جدًا بين الطرفين السّابقين .. وهو إعادة صياغة تلك العلوم بحيث تؤصّل تأصيلاً شرعيًا إسلاميًا .. ونبذُ كل ما يخالف العقيدة الاسلامية منها .. وإعطائها مُسمّىً يُخالف الاسم الذى يدل على المضمون المخالف للعقيدة الإسلامية فى جوانب عديدة، كما اقترح د: محمد معتز العرجاوي أن تُدَرّس تحت اسم: تحسين الأداء ..
هذا مُلخَّص لمعظم الآراء المطروحة حول تلك العُلوم ..
وحقيقةً كنتُ فى حيرةٍ شديدة إلى أن منّ الله علىّ وأصبحت على يقينٍ تام بمدى خطورتِها، بعد قراءة طويلة فى تاريخ تلك العلوم وطبيعتها وواقعها الآن ..
فما فيها من نفع قد تقرّر فى علومٍ أُخرى نافعة أثبتت بالتجربة .. كما أنه من قبل مُقرّر فى عقيدتنا وديننا العظيم .. فلِمَ نُصِرّ على البرمجة بعد ما أثبته أهل العلم من أخطار عقديّة عديدة فيها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وليتها أخطاء يُمكنُ تجنبها؛ فإننا يمكننا تجنبها إن لم تكن أساسيّة وتقوم عليها البرمجة، إنّما هذه الفلسفات هى الأصل والأساس الذى تقوم عليه علوم البرمجة .. العقل الباطن والقوة الكامِنة وتغيير مفاهيم الإنسان واعتقاداته .. وتأتى فى هذا السِّياق مجموعة المقتطفات من العلوم النافعة الأُخرى ..
بل إن الأدهى من ذلك أن من قرأ تاريخ تلك العلوم وقرأ عن مؤسسّيها، يعلمُ أن أحد مؤسسيها " ريتشاردباندلر "كان من دُعاة " الشامانيّة " وهى مجموعة من الطقوس الروحانيّة والسِّحريّة، وقد خلط كثيرًا منها مع الأسس العلميّة الصحيحة الموجودة فى البرمجة ..
ولم يتفرّد وحده بذلك بل إن كل مؤسسى هذه العلوم من المشبوهين!
وإن بحثتم - أيُّها الإخوةُ الفُضلاء - فى أى محرك بحث فى " البحث المتقدِّم " عن كلمتىْ " nlp" مع " shamanism " ستجدون العجبَ العُجاب! وستجدون مدى علاقة البرمجة بهذا النوع من الطقوس!!
كما أن معهد " أيسلاند " الذى أُجرِيَت فيه أبحاث ودراسات تطوير تلك العلوم هو من المعاهد المشبوهة والذى يُعتبر أحد أكبر المؤسسات البحثية التي تعارض الفكر الديني، وتتبنى البحث في قوى الإنسان الكامنة وتتتبع العقائد والفلسفات التي تحرر هذه القوى من إسار المعتقدات الدينية. وتكونت في المعهد طائفة تسمت بحركة "النيواييج" ( New Age Movement) ، من أهم ما يميزها أنها ترى أن العصر الجديد يستطيع الإنسان فيه مع الطبيعة والعقل والقدرات غير المحدودة له أن يكفل صناعة حياته السعيدة، بشكل يضمن اشتراك الإنسانية جمعاء معه دون تمايز ديني، ذلك التمايز الذي لم يسبب على مدى العصور السابقة – بزعمهم – إلا الحروب والكراهية.
وبالنسبة للدورات العديدة التى تُعقد فى البرمجة الآن، فأخطر قضية نبّه عليها د: محمود عبد الرّازِق الرُّضوانى هى قضية الإتيان بكلام الغرب المُلحد ثم الاستدلال عليه من القرآن والأحاديث .. يأتى بأصول غربية قد يُوفَّق فيها صاحبها أو لا يُوفّق ليضعها بين يديْ كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. حتى أننا لا نستطيع أن نميز المُحاضر هل هو داعية أم مُصلِح أم طبيب نفسى أم ماذا تحديدًا؟
والمشكلة أنه كما تقول د: فوز الكُردى تلك العلوم لا يلبث المُتدرِّب فيها أن ينتهى من مستوىً حتى يأخذَ المُستوى التّالى له .. وهى ترتفع لمستويات خطيرة جدًا!! مثل تمرينات المشى على الجمر وحالات الخروج من العقل الواعى وغير ذلك من نهايات خطيرة جدًا تنتهى إليها تلك العلوم!!
وما أجمل ما قالته د: فوز:
"تأمل – أخي الكريم – هذه الكلمات النبوية "استعن بالله ولا تعجزن " .....
إنها كلمات الحبيب صلى الله عليه وسلم يربي أمته على منهج الإيجابية والفاعلية ليس على طريقة أهل البرمجة اللغوية العصبية ..
لم يقل: تخيل قدرات نفسك ...
لم يقل: أيقظ العملاق الذي في داخلك وأطلقه ...
لم يقل: خاطب اللاواعي لديك برسائل ايجابية، وبرمجه برمجةً وهمية ...
وإنما دعاك – عليه الصلاة والسلام - إلى الطريقة الربانية وخاطبك مخاطبة عقلية بعبارات إيمانية فقال: "استعن بالله ولا تعجزن " ...
فاستعن به وتوكل عليه وخذ بما شرع لك من الأسباب الشرعية فكن دائم التفقد لقلبك مراعياً حق ربك في إخلاص نية العبودية، وخذ بعد ذلك بما أباح لك من الأسباب الكونية التي أثبتتها العلوم التجريبية استعن بقدرته ولا تعجزن بنظرك إلى قدراتك وإمكاناتك، فأنت بنفسك ضعيف ظلوم جهول .... وأنت بالله عزيز ... أنت بالله قوي ... أنت بالله قادر ... أنت بالله غني
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 12:24]ـ
وأعتذِرُ على إطالتى ..
لكننى أودّ أن أدعوَ الأخ الفاضِل / مُعانِد - وفقه الله تعالى - لقراءة مقالات وكتب وتصفح موقع د / فوز الكُردى ..
هذا هو موقِعُها على الشبكة ( http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=104&Itemid=2)
فهى ما شاء الله من الدارِسات للبرمجة اللغوية العصبية من النخاع ولم تقل كلمة فى الموضوع إلا بعد دراسة دامت لسنوات .. وهى أيضًا دكتورة فى العقيدة .. وهى أيضًا متخصصة تربويّة نفسية لها دورات عديدة فى التغيير والإيجابية وغير ذلك من العلوم الإدارية والتربويّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحمدُ لله رب العالمين هناك أختٌ فاضِلة من طالبات جامعة الإمام سعود لها رسالة ماجستير فى وسائل الاستشفاء فى الديانات والفلسفات الشّرقيّة وذكرت منها البرمجة اللغوية العصبية، أسأل الله تعالى أن ييسرَ لى الحصول على ملخصِ لها عن قريب - فيما يخص البرمجة - من إحدى الأخوات الفاضِلات.
وأخيرًا أقول:
إخواننا وأخواتنا .. لا يغُرنكم وجود منفعة فى تلك العلوم .. فهى لم تنفرد بتلك المنافع!!
ولو كشفت تلك العلوم عن فساد أصولها ومؤسسيها الغربيين وفساد غاياتها المرجوّة - بالنسبةِ لهُم - ما كان ليتبعها أحد ..
لكنّها سياسة: دس السُمّ فى العسل!!
وما أجمل قول الشيخ د / الميدانىّ فى كتابه الرائع " كواشف زيوف المذاهب الفكرية المُعاصرة ":
"إن أي مضلل بفكرة، أو مذهب، أو طريقة باطلة، لا يستطيع التأثير في مجموعة من الناس، ولا يستطيع أن يكون لآرائه الفاسدة مفسدة مسير في الأفكار، ما لم يدس ما يريد التضليل به ضمن مجموعة من الأفكار الصحيحة، والأفكار المقبولة إجمالاً، أو التي لها حظٌّ من النظر، ولو لم تثبت بعدُ صحتها.
إنه بعمله هذا يغطي ويستر الباطل البين الواضح الفساد، إن عرض جملة من الأفكار الصحيحة، والأفكار المقبولة إجمالاً، تجعل أذهان الناس تستسلم وتطمئن لسلامة قصد عارضها أو مقدمها، لا سيما حينما يزينها بزخرف من القول، وينضدها تنضيداً ذكياً، ويرتبها ترتيباً منطقياً"
وقوله - جزاه الله خيرًا -:
"وواجب المسلم الحصيف أن يستجمع كل وعيه، ويفحص كل كبيرة وصغيرة من أفكار الناس وآرائهم ومقولاتهم ومذاهبهم، فإذا لم يكن أهلاً لذلك فعليه أن يسأل أهل العلم والمعرفة والخبرة والتخصص، من أئمة المسلمين الذين يخشون الله واليوم الآخر، وعرفوا بتقواهم وصفاء أفكارهم، وقدرتهم على النقد والفحص وتمييز الحق من الباطل، وكشف زيوف الأفكار والمذاهب "
" ويجدر التنبيه أيضاً على أن مقاومة الباطل لا تكون بادعاء بطلان كل أجزاء المذهب الذي يضعه المبطلون، أو بطلان كل الأفكار التي يعرضها المبطلون أو يروجونها، ليستغلوها في تحقيق أغراضهم.
إنما تكون مقاومة الباطل بكشف عناصر الباطل الموجودة في المذهب، أو في الآراء المعروضة، وببيان بطلانها."
وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 12:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقك الله اختي الكريمة 0 (محبة القرآن والعربية)) على هذا التعقيب الرائع وجعله في ميزان حسناتك
ففي ديننا كفاية عن فلسفة الغرب وخزعبلاتهم وانظري الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم
أن عمر أتى بكتاب أصابه من بعض كتب أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب
وقال والذي نفسي بيده لو أن موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني
ـ[ريبال]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 08:14]ـ
بارك الله فيكم أبا محمد الغامدي، والأخت محبة العربية والقرآن، وكذلك كل من دعم هذا التوجه الصحيح، وهو رفض ما يأتينا من الغرب الكافر، فلهم دينهم ولنا دين، فلم نتمحك فيهم، وهم في غاية العجرفة والغطرسة والكبر،،،،
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 09:46]ـ
بارك الله فيكم أبا محمد الغامدي، والأخت محبة العربية والقرآن، وكذلك كل من دعم هذا التوجه الصحيح، وهو رفض ما يأتينا من الغرب الكافر، فلهم دينهم ولنا دين، فلم نتمحك فيهم، وهم في غاية العجرفة والغطرسة والكبر،،،،
والذي خلق السماء بغير عمد ترونها إن البرمجة العصبية ناقلة لعجرفة الغرب وغطرسته وكبره في قلب كل مؤمن
وقد دقق المدققون المؤمنون في برمجتهم هذه فوجدناها حربا على الله ورسوله وكتابه
ولو دقق من سار خلف هذه البرمجه دهرا من التيه ووقف على قوله تعالى
"والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم"
لوطأ البرمجة العصبيه بقدميه وقال
"وعجلت اليك رب لترضى"
و استبقي سهما في كنانتي
جزاك الله خيرا أيها الغامدي
بارك الله لكم فيما تبقى من رمضان
*
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 09:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم اخوتي ريبال و فلسطين بن أحمد العسكري وجزاكم خيرا
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 10:47]ـ
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«ليحملنَّ شرارُ هذه الأمَّة على سَنَنِ الذين خلوا مِن قبلهِم - أهل الكتاب - حذو القُذَّةِ بالقُذَّة».
[«الصحيحة» (3312)]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 05:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 12:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين انا اخوكم ممن اكتوى بالبرمجة اللغوية الشركية وعوض القرني معروف فكره ليس هو عالم بل والله لو كان عالما واباح ما حرم الله او رجح ماهو ليس بمرجوح يرد قوله فلا عذر لأحد فلان قال وفلان قال ولا والله لاخير يأتي من قوم أعلمنا الله حالهم في اليوم سبعة عشرة مرة ولا الضاااااااااااااااااالين فإنما الغثاء جاء من عندهم فأي خير يرتجى وأشهدبالله العظيم وأنا في العشر الأواخر من رمضان ان زميلي مدرس في دار القران في الكويت حدثني ان صلاح الراشد قال له استطيع تحريك الاشياء عن ورفعها عن طريق الطاقة فقلت تستطيع تقول هذا الكلام امامه وانا اريد اشهد على هذا الامر فلبى طلبي والكويتيون هداهم الله هم الذين نشروها في السعودية لينشروا العقيدة الفاسدة جماعة الاخوان المسلمين هداهم الله تساهلوا في كل شيئ حتى خرقوا ما لا يستطاع معه الترقيع فخير الهدى والسلوك هدى وصحبه والسلف الصالح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 10:10]ـ
رد على من قال اذا كانت البرمجة في أيدي امينة 00
طيب ممكن تكون التوراة والانجيل بأيدي امينة بيد الصحابة الم يزجر النبي صلى الله عليه وسلم الفاروق عمر رضي الله عنه المحدث وغضب من الصحيفة التي رآها بيده
أم أنتم يارعاكم الله أهدى من الصحابة وأعلم منهم وأكثر تمسكا استفيقوا!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 07:23]ـ
بارك الله فيكم ..
للفائدة، طالعوا - غير مأمورين - هذا البحث
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12916
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 04:02]ـ
علم البرمجة اللغوية العصبية علم حسنه حسن وقبيحه قبيح ...
والحقيقة أن الأثر النفسي للبرمجة اللغوية العصبية يكمن في الشخص المتلقي لعلومها فإن كان ذا دين فسينتفع بها ويفلتر ويحذف ما خالف دينه بهدوء ... وأما إن كان هذا الشخص خليطا مضطربا من القيم المتباينة فربما زاده هذا العلم أضطرابا و حيرة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 04:20]ـ
"ويفلتر ويحذف ما خالف دينه بهدوء "
ما هذا الكلام؟ بأي شرع وعقل نجيز أن يُبث في الناس هذا الهراء وقد علمنا أن فيه ما فيه من الفساد، والذي لا يصلحه تحويره على نحو ما يفعل ابراهيم الفقي وأمثاله، ونقول أن كل "متدين" من المتلقين سيقوم بتنقيته بنفسه على قدر دينه وعلمه؟؟؟؟؟ سبحان الله!!
أخي ياسر، تجرد - رعاك الله - للحق، واقرأ البحث الذي أحلتُ اليه آنفا بروية، ثم انظر بعد ذلك هل ترجح كفة منافع ذلك "العلم" المزعوم على مفاسده حقيقة أم العكس!
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 05:05]ـ
بارك الله فيك أخي أبي الفداء ..
هل أثارك ردي؟
ماذا كنت تشعر وأنت تكتب ردك؟
وماذا كنت تظن أني قائل لك في ردي القادم؟؟
أم ظننت أني لن أرد عليك؟
ضبط المشاعر والأحاسيس موضوع هام من موضوعات التنمية البشرية .. فهل تضبط مشاعرك تجاه من يخالفك في الرأي حقا؟ أتمنى هذا ..
أم لم يأمرك الشرع بضبط مشاعرك؟
هذا مثال كنت أوضح به أهمية تطوير الذات ...
لماذا رغم كونك متدينا .. تغضب مثلا .. فموضوع التنمية يضع لك دائما كلمة لماذا أمام كل ما يتعسك .. وبعد توضيح الإجابة أنت وحدك المقرر هل ستعتمد الإجابة وتعمل بها أم ترفضها ولا تقرها.
ربما كانت حلول البرمجة اللغوية العصبية حلولا غير ناجحة إذ لا يستفيد منها على الحقيقة سوى 10% ممن يدرسونها ...
ولكن أين العيب؟
هل العيب في الدواء أم في المريض؟(/)
إلا التأليب ..
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[17 - Sep-2007, صباحاً 01:39]ـ
كنا في مجلس ضم بعض فضلاء طلبة العلم .. وتحدث أحد الاخوان عن الاحتساب في التصدي للضلال الفكري المعاصر ,, ومن القواعد الجميلة التي ذكرها قاعدة "ترك التأليب والاستعداء" ,, وخلاصتها أن بعض الاخوان إذا رد على بعض المبتدعة أو الزائغين ينسى نفسه في غمرة الرد ويذكر مامن شأنه الايقاع الأمني بالمردود عليه ,, وأن هذا الأمر فيه جناية وعدوان ,, وقد يؤدي إلى المزيد من الشر والباطل ,, ويظهر طالب العلم في صورة لاأخلاقية ,, أو كما سماها صاحبنا "الأزمة الأخلاقية" ,, أعجبتني هذه الفائدة فأحببت نقلها لكم من "كناشة الفوائد" ,, وإن تيسر الأمر نقلت لكم من تلك الدروس فوائد أخرى في "قواعد الرد على أهل الباطل"(/)
لماذا هذا التشدد ايها الوهابيون؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Sep-2007, صباحاً 03:05]ـ
جريدة المدينة
محمد رابع سليمان -مكة المكرمة
أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتى العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء أن إتهام الدولة السعودية بتطبيق الإسلام المتشدد إتهام باطل، هدفه تشويه الصورة أمام المسلمين وهى إتهامات تصدر من اناس جهلة حاقدين على هذه البلاد وعلى الإسلام والمسلمين مبيناً أن التعاون بين القيادة والعلماء والشعب دليل على وحدة الصف واجتماع الكلمة وصدق النية والإخلاص والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه.
خلفيات الموضوع
وجاء رد المفتي نتيجة خروج أحد المحامين المصريين على إحدى القنوات الفضائية مكيلًا التّهم إلى علماء المملكة متّهمًا إياهم بالجمود وبتشويه صورة الاسلام في العالم!!. وأشار المفتى العام أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والتى وجدت نصرة من الإمام محمد بن سعود دعوة صالحة تتميز بالوسطية لا تعرف التشدد والغلو ولا تُكفّر أحدًا أو تتّهم أحدًا بالبدعة والضلال وإنما تستقي نصوصها من كتاب الله وسنة رسوله ,,وقال: إن تسمية السعوديين بالوهابية مرفوضة.
مصطلح الوهابية
وقال سماحته رداً على سؤال لـ (المدينة) حول تصدّر بعض الناس لشنّ الحملة على المملكة وتوجهها وتمسّكها بعقيدتها: هذا القائل أن الوهابية متشددةٌ يجب أن يتنازلوا عن بعض الأمور، أولاً لفظ الوهابية أمرٌ ما كان الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولا أتباعه يعتقدون ذلك ولا ينسبون أنفسهم بأنهم وهابيون، هم ينسبون أنفسهم للإسلام الذى شرفهم الله به وتفضل عليهم به فدعوة الشيخ رحمه الله دعوة للكتاب والسنة، ما دعا لرأيه ولا لنفسه ولا لنسبه ولا دعا لأي فكر، إنما دعا إلى كتاب الله وسنةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم فالذين يصفون الدعوة بالوهابية مقصودهم أنها دعوة لا ترتبط بالهدى وإنما ترتبط بالشخص ومنهجه وليست على الحق. هكذا يريدون وهذه كلمة إذا قصد بها فهي مرفوضة بلا إشكال،، والشيخ رحمه الله ومن ساروا على طريقته إذا سئلوا قالوا: نحن المسلمون نحن المؤمنون ولا يقولون:نحن وهابيون لأن الأعداء يريدون للوهابية أنها مبدأ خارج عن المذاهب وأنها رأى مستقل وأنها كلام باطل كما يزعمون.
علماء المملكة
وقال المفتى العام: أما من يقول عن (علماء المملكة) يجب أن يتنازلوا عن بعض ماكانوا يعتقدونه أو أنهم متشددون فهذه دعوى باطلة، الشيخ رحمه الله واتباعه الذين ساروا على طريقته هم ولله الحمد سائرون على منهج كتاب الله وسنة رسوله وماعليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ,, ليس عندهم شئ متشدد أبداً إنما هم يُحذرون من الشرك بالله ويُبينون أن الشرك بالله ضلال وأن محمداً صلى الله عليه وسلم دعا إلى توحيد الله وإخلاص الدين لله ويقرؤون القرآن ويقرؤون السنة وفيها الدعوة إلى توحيدالله وإخلاص الدين لله وإفراد الله بالعبادة هم سائرون على هذا هم لا يُكّفرون أحداً إلاّ من كفر الله ورسوله، لايُبدّعون غيرهم لايُضلّون غيرهم ولكنهم يتبعون الكتاب والسنة فيحكمون على الناس بما حكم عليه كتاب الله وبما حكمت عليه سنة محمد صلى الله عليه وسلم .. ليس لهم رأى مستقل ولا أجتهاد مخالف للحق ولا تميز عن غيرهم بشئ إنما الشيخ رحمه الله رجل وفّقه الله ففقه فى دين الله وعَلِم الحق وقارن بين الحق وبين ماكان عليه أهل زمانه فرأى واجباً عليه أن يدعو إلى الله ويُنقذ الأمة مما هم فيه من الشرك والجاهلية وهيأ الله له الناصر المؤيد الإمام محمد بن سعود رحمه الله فقاما جميعاً بالدعوة إلى الله ونشر هذه العقيدة السلفية وتطهير المعتقد من الخرافات والضلالات فالذين يقولون (التنازل) ماذا يريدون بالتنازل؟ .. هل معنى التنازل أن نقول إن الشرك بالله حق وأن عباد القبور والأوثان على حق (لا)، هؤلاء على ضلال، من عَبَدَ غير الله فهو ضالٌ، من عَبَدَ غير الله وأشرك مع الله غيره فهذا حكم الله عليه بالخلود فى النار (إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) لكن المصيبة أن بعض من يتحدث فى هذه القنوات يتحدث من فراغ وقِلَةِ علم وقِلَةِ وعي وقِلَةِ إدارك وقِلَةِ تصوّر للأخطاء التى يتكلم بها، يتفوّه لسانه بما لايدرى وبما لا يعلم حقيقته،
دعوة صالحة
فدعوة الشيخ رحمه الله دعوةٌ ولله الحمد صالحةٌ صادقةٌ تابعةٌ للكتاب والسنة، ليس فى منهجهم مايخالف الحق، بل هم على الحقّ والهدى تفضلاً من الله ولهذا قال الشيخ فى بعض رسائله وإني أُشهد الله وملائكته ومن حضر من عباده المؤمنين لو قال لي قائل فيما قُلت إنك مخالف للحق فى هذه المسألة لكنت أول الناس رجوعاً إلى الحق وعمل به ولكنى ولله الحمد على طريق مستقيم ملة إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 10:25]ـ
لو كان نصرى للنبى توهباً
فأنا المقر بأننى الوهابى
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 11:28]ـ
الوهابية كلمة إستخدمها أعداء السنة للطعن في فيها، أما علم هؤلاء أن محمد بن عبدالوهاب متبع وليس مبتدع، أما علموا أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب يدعو إلى توحيد الله بما أمر الله ورسوله، أما علموا أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب على عقيدة أئمة الدين كأمثال الشافعي وأحمد ومالك والثوري والبخاري ومسلم وشيخ الإسلام وغيرهم.
العجب كل العجب أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوسم بأنه وهابي!!!!
وهذا موجود لدى الرافضة، فلله العجب أشيخ الإسلام ابن تيمية أقدم أم الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولكن لتعلموا وفقكم الله إنما تطلق هذه الكلمة على من وحد الله، وعبده وحده، ودعا إلى إفراده بالعبادة، ونبذ الشرك والمشركين، وحاربهم وعاداهم، والله المستعان.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 04:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 12:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال عز و جل " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"
قال صلى الله عليه و سلم "بدا الأسلام غريبا و سيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء" أو كما قال صلى الله عليه و سلم
إن كان نصرتنا لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم وهابيا فأنا في الوهابية أتخبط
ـ[أبو الهدى]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 03:06]ـ
جزى الله خيراً سماحة المفتي على هذه التوضيحات, ونسأل الله أن يبارك في عمره, كما نسأله سبحانه وتعالى أن يوفق المفتيين في أنحاء العالم للإقتداء به , وتوجيه مواطنيهم إلى مافيه الخير لدينهم ودنياهم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 05:10]ـ
(جاء في دائرة المعارف البريطانية، وهي تتكلم عن الوهابية ما يلي:
الوهابية: اسم لحركة التطهير في الإسلام.
والوهابيون: يتَّبعون تعاليم الرسول وحده، ويُهملون كل ما سواها.
وأعداء الوهابية: هم أعداء الإسلام الصحيح).اهـ آل بوطامي، ص115.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 04:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... بارك الله فيكم جميعا ...
ـ[رامي وسيم]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 12:53]ـ
الاشاعرة هم جمهور الامة الوهابية متعصبون من هذه الناحية
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 01:39]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
التشنيع على العلماء لا يأتي إلا من أهل الباطل والرعاع من أتباعهم، فلا يعلمون الحق فضلاً على أن يتحدثوا فيه.
وأما وجه التسمية بالوهابية، فكان ابتداءً من العثمانين وهذا أمر قديم يعلمه الناس، وهذا للتشنيع على أحد كبار أئمة الإسلام ومن قالوا بالحق واتبع الحق ... وكان لأغراض سياسية، واستخدام المصطلح الديني للنيل من أحد الناس لغرض دنيوي ... فالله المستعان.
ولئن رأيت هؤلاء الذين يرمون العلماء بهذه الكلمة، وكأنها تعيير مثلاً، تراهم يجيزون عبادة الأوثان.
ولا يدري أحدهم أصلاً الفرق في المعنى بين الوثن والصنم، ومعنى كلمة الرب ولا معنى كلمة الإله.
ولئن كان أهل توحيد الله على الأرض اسمهم الوهابية، لكان شرفاً ما بعده شرف أن ننسب للتوحيد الخالص لله .... وليقولوا ما قالوا ... فلا عبرة لهم.
أسامة المصري السلفي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 02:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاشاعرة هم جمهور الامة الوهابية متعصبون من هذه الناحية
اقول وضح مقصودك من العبارة
ـ[ابوعائش]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 02:04]ـ
بارك الله فى الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 05:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 06:05]ـ
جزى الله حبيبنا أبا محمد كل خير
وشكر الله للجميع إفادتهم وعلى رأسهم الشيخ الكريم أشرف ففي نقله فائدة عظيمة (والوهابيون: يتَّبعون تعاليم الرسول
وحده، ويُهملون كل ما سواها). أنظر كيف عرف أعداء الإسلام حقيقة هذا الدين ومنهم دعاته الصادقون المخلصون
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 06:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير وللاسف عرف بعض أعداء الإسلام عن الاسلام كثيرا من الحقائق ولم يسلموا وبهذا تقوم الحجة عليهم
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 07:08]ـ
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
(لست ولله الحمد أدعوا إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعوا إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجوا أني لا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي حاشا رسول الله صلى الله عليه فإنه لا يقول إلا الحق .. ) مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب - القسم الخامس (الرسائل الشخصية) ص252
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 01:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 08:16]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولكم الشكر موصول .....
ـ[أبو حاتم النابلسي]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 01:36]ـ
الاشاعرة هم جمهور الامة الوهابية متعصبون من هذه الناحية
الأشاعرة جمهور الأمّة!؟
العقيدة الأشعريّة لا يفهمها إلّا أهل الكلام ..
أمّا العوام فلا يعلمون ما هي العقيدة الأشعرية
العوام لا يعلمون إلّا قال الله وقال رسول الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 01:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك يا اخي أبو حاتم النابلسي.مشاركة لطيفة .. بارك الله فيك ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 09:42]ـ
جزى الله خيراً سماحة المفتي على هذه التوضيحات, ونسأل الله أن يبارك في عمره, كما نسأله سبحانه وتعالى أن يوفق المفتيين في أنحاء العالم للإقتداء به , ....
آمين ... نعم الرجل من أهل العلم.
أما علموا أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب على عقيدة أئمة الدين كأمثال الشافعي وأحمد ومالك والثوري والبخاري ومسلم وشيخ الإسلام وغيرهم.
نعم ... كان على العقيدة السليمة والاتباع السليم وإن أبي الجمهور من الأشاعرة القبوريين المقلدة.
يقول المدعو رامى:
الاشاعرة هم جمهور الامة
أقول صدق الكذوب جمهور الأحناف والمالكية والشافعية أشاعرة (وليس أئمتهم بالطبع) وجمهور الحنابلة سلفيو العقيدة وهذه لا يماري فيها أحد ... وسمعتها من الشيخ الألبانى في بعض أشرطته ... وآن للحنابلة أن يبارزوا الجمهور بأخطائه ...
* الإمام أحمد رضي الله عنه وقف ضد الجمهور في فتنة خلق القرآن ... واتضح أنه كان على الحق ونصره الله
* في القرن السابع الهجري ظهر ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وطائفة من تلاميذهم وبعثوا روح التجديد واتباع الأدلة (فخالفوا الجمهور في مسائل عديدة في العقيدة والفقه إتباعاً للدليل) ونجحت دعوتهم المباركة رغم أنف الجمهور من الأشاعرة القبوريين المقلدة.
* منذ أكثر من قرنين قامت دعوة مباركة في جزيرة العرب على اليد الإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وخالفت الجمهور العاكف على التوسل بالقبور وغيرها من البدع وقام الجمهور المتمثل في السلطان العثماني ووالي مصر محمد على والأزهر و ... -قبحهم الله جميعاً - بمحاربة الدعوة المباركة إلا أن الله تعالى شاء أن ينتصروا في النهاية ويقيموا دولة مباركة على الكتاب والسنة رغم أنف الجمهور من الأشاعرة القبوريين المقلدة.
إلا أن متأخري الحنابلة صمتوا عن مخالفات الجمهور حتى لا يوصموا بأنهم من الشذاذ .... ولكن لا وجه للمهادنة مع هذا الجمهور:
قال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المختار 4 - 262 في باب قتال أهل البغي:
كما وقع في زماننا في أتباع محمد بن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين, وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة, لكنهم اعتقدوا أنهم المسلمون وأن من خالفهم مشركون, " واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم " عساكر المسلمين " عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. إ. هـ.
قال الصاوي المالكي المشهور صاحب الحاشية الشهيرة على تفسير الجلالين: وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد الآن في نظائرهم وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون, استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون, نسأل الله أن يقطع دابرهم. (كتاب مراءة النجدية صفحة 86)
... إخوانى الحنابلة ...
هل يليق بعد إنشاء الجامعات الشرعية في بلادكم أن تدرسوا في أصول الفقه كتب الجويني الأشعري!! وعندما طبعتم كتاب السنة لعبد الله بن أحمد حذفتم باباً كاملاً في ذم الرأي.
لا تثقوا بالجمهور المخالف في العقيدة واطعنوا في عقيدتهم وفقههم وأصولهم الفقهية وابتداعاتهم ولا تخشوا إلا الله فلن يرضى عنكم الجمهور إلا إذا كنتم مثله.
ضعوا أيديكم في أيدي إخوانكم من مدرسة النص من أهل الحديث وأهل الظاهر فهم الموافقون لكم حقاً في العقيدة وغيرها وهم المخلصون لنصوص الشرع مثلكم ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 07:23]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
آداب يتحلى بها الداعية والباحث -للشيخ عبد المجيد الشاذلي
ـ[المدرس المسلم]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 04:13]ـ
أول ما يتحلى به الداعية إلى الله هو التعبير المهذب وألا يتناول مخالفه في الرأي بالتجهيل والتسفيه والتنقص أو التهكم والاستخفاف ... وإنما المعالجة العلمية الموضوعية .. وإذا أصابه شيء من ذلك فلا يقابله بالمثل؛ وإنما يدفع بالتي هي أحسن، ولا يسمح للطرف الآخر أن يستدرجه إلى المهاترات ويخرجه عن سمته وهديه، يقول ربنا عز وجل: ((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل: 125] (((1)، (ولَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34]) (2)، هذا مع ثباته على الحق وألا يخشى فيه لومة لائم، وألا يجامل فيه أحدا: ((وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم:9)) (3)، وأن يعرف للناس أقدارهم وينزلهم منازلهم .. يقول الإمام الشاطبي في ”الموافقات“ وكذلك في ”الاعتصام“ نقلًا عن الإمام الغزالي: «أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهال أهل الحق، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدلال. ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها» (4).
2 - ترك المراء والتزام البيان لمن يقدر عليه:
يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» (5)، والأحاديث في ذلك كثيرة.
يقول الإمام الشاطبي في ”الاعتصام“ في صفة أهل البدع والأهواء:
«أما الخاصية الثانية فراجعة إلى العلماء الراسخين في العلم؛ لأن معرفة المحكم والمتشابه راجع إليهم فهم يعرفونها ويعرفون أهلها. ولكن له علاقة ظاهرة أيضًا نبه عليها الحديث (6) الذي فسرت به الآية قال فيه: «فإذا رأيتم الذين يجادولون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم»، فجعل من شأن المتبع للمتشابه أن يجادل فيه ويقيم النزاع على الإيمان، وسبب ذلك أن الزائغ المتبع لما تشابه من الدليل لا يزال في ريب وشك؛ إذ المتشابه لا يعطي بيانًا شافيًا، ولا يقف منه متبعه على حقيقة. فاتباع الهوى يلجئه إلى التمسك به، والنظر فيه لا يتخلص له، فهو على شك أبدًا. وبذلك يفارق الراسخ في العلم، لأن جداله إن افتقر إليه فهو في مواقع الإشكال العارض طلبًا لإزالتها، فسرعان ما يزول إذا بين له موضع النظر، وأما ذو الزيغ فإن هواه لا يخليه إلى طرح المتشابه، فلا يزال في جدال عليه وطلب لتأويله، ويدل على ذلك أن الآية نزلت في شأن نصارى نجران وقصدهم أن يناظروا رسول الله صلي الله عليه وسلم في عيسى ابن مريم عليه السلام مستدلين بأمور متشابهات من قوله "فعلنا " و"خلقنا " وهذا كلام الجماعة، ومن أنه يبريء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. ولم ينظروا إلى أصله ونشأته بعد أن لم يكن، وكونه كسائر بني آدم يأكل ويشرب وتلحقه الآفات والأمراض والحاصل أنهم إنما أتوا المناظرة لا يقصدون اتباع الحق، والجدال على هذا الوجه لا ينقطع، ولذلك لما بين لهم الحق ولم يرجعوا إليه دعوا إلى أمر آخر خافوا منه الهلكة فكفوا عنه وهو المباهلة وهو قوله تعالى ((فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)) (آل عمران:61)) (7)، وشأن هذا الجدال أنه شاغل عن ذكر الله ـ من غير فائدة ـ كالنرد وغيره» (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
ما ذكره الشاطبي واقع ومشاهد؛ فإن المحاجة وإقامة الأدلة لها طرق ومسارات تصل بصاحبها إلى الحق، وتكشف وجه المسألة من أقرب طريق. فإذا تجاوز الحوار هذا الحد خرج إلى حكايات وأمثلة وأرأيتيات وتفريعات لا تنضبط بقواعد محكمة، ولا يحدها تسلسل منطقي في الاستدلال يصل بها إلى قرار. فتدور المحاورات في حلقات مفرغة، وتتفرع إلى مضايق ومنزلقات ومتاهات يتمزق معها الموضوع. والسبب هو ترك الأمور المحكمة إلى متشابهات الأدلة وما ليس من الأدلة أيضًا، وهذا أمر لا يمكن أن يفضي إلى يقين.
وعلى النقيض من ذلك ما حكاه الشاطبي عن طائفة أخرى من أهل البدع، وهم أهل البدع العملية، من هربهم من المناظرة في حجية ما هم عليه يقول: «على أن أرباب البدع العملية أكثرهم لا يحبون أن يناظروا أحدًا .... فيما يفعلون خوفًا من الفضيحة ألا يجدوا مستندًا شرعيًا» (9)، إلى آخر كلامه.
وهذا المسلك أيضًا واقع ومشاهد؛ فكثير من الناس عندما تسأله عن حجته في أمر يقوله أو يفعله يقول لك نهينا عن الجدل .. وهذه أمور وجدانية ترجع إلى الذوق .. واستفت قلبك .. وما إلى ذلك. وهذان الطرفان ينبغي ألا يسلكهما الداعي إلى الله بل عليه أن يبين للناس حجة ما يقول ويفعل وما هو عليه من أمور دعوته بالدليل والبرهان وبالطرق السليمة للاستدلال بعيدًا عن الخصومات الجدلية التي غالبًا ما تقوم على المغالبات والمغالطات، وإذا حققتها بالأسلوب العلمي بهدوء وتحقيق وجدتها مليئة بالثغرات. فإذا لم يكن من أهل الاستدلال أحالهم على ما يستبينون به الحق من كتب أو رسائل أو إلى من يقدر على البيان. فإذا ما انتهت الاستدلالات وتبينت أوجه النظر في الموضوع، انتهى الحوار، لأن الاستمرار فيه بعد ذلك جدل ومراء نهينا عنه شرعًا.
يتبع إن شاء الله
الهوامش:-
(1) سورة النحل، الآية: 125.
(2) سورة فصلت، الآية: 34.
(3) سورة القلم، الآية: 9.
(4) الإعتصام، جـ2، ص230.
(5) سنن أبي داوود، كتاب الأدب. قال الألبانى: حديث حسن.
(6) جاء في مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله ? هذه الآية: ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) (آل عمران:7) الآية، «فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله عز وجل، فاحذروهم»، قال الأرنؤوط: حديث صحيح.
(7) سورة آل عمران، الآية:61.
(8) الاعتصام، جـ2، ص236 - 237.
(9) المصدر السابق، جـ2، ص151
*نقلاً عن مقدمة كتاب (حد الإسلام وحقيقة الإيمان) للشيخ عبد المجيد الشاذلي.
http://www.alshazly.net
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3569
ـ[المدرس المسلم]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 01:24]ـ
3 - القصد والاعتدال:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه؛ فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة»، وفي رواية: «سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة، القصد القصد تبلغوا» (10).
وجاء في كتاب ”اقتضاء الصراط المستقيم“ لابن تيمية رضي الله عنه:
«وعلى هذا ما في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلي الله عليه وسلم يسألون عن عبادة رسول الله صلي الله عليه وسلم فلما أخبروا بها كأنهم تقالّوها فقالوا: وأين نحن من رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر أبدًا، وقال الآخر وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم إليهم فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له. لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني»، رواه البخاري وهذا لفظه ... والأحاديث الموافقة لهذا كثيرة في بيان أن سنته هي ـ الاقتصاد في العبادة وفي ترك الشهوات ـ خير من رهبانية النصارى التي هي ترك عامة الشهوات من نكاح وغيره، والغلو في العبادات صومًا وصلاة، وقد خالف هذا بالتأويل ولعدم العلم طائفة من الفقهاء والعباد. ومثل هذا ما رواه أبو داود في سننه عن العلاء بن عبد الرحمن عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة أن رجلًا قال: يا رسول الله ائذن لي
(يُتْبَعُ)
(/)
في السياحة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله»، وفي حديث آخر: «إن السياحة هي الصيام»، أما السياحة التي هي الخروج في البّريّة من غير مقصد معين فليست من هذه الأمة، وهي من الرهبانية المبتدعة التي قال فيها النبي صلي الله عليه وسلم: «لا رهبانية في الإسلام».
ومثل ما روي ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على ناقته: «ألقط لي حصى»، فلقطت له سبع حصيات مثل حصى الخذف، فجعل يتقبضهن في كفه ويقول: «أمثال هؤلاء فارموا»، ثم قال صلي الله عليه وسلم: «أيها الناس إياكم والغلو في الدين، وإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»، رواه أحمد والنسائي وابن ماجة من حديث عوف بن أبي جميلة عن زياد بن حصين عن أبي العالية عنه، وهذا اسناد صحيح في شرط مسلم، وقوله: «إياكم والغلو في الدين»، عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال. والغلو، هو مجاوزة الحد بأن يزاد في مدح الشيء أو ذمه على ما يستحق ونحو ذلك (11)
والنصارى أكثر غلوًا في الاعتقادات والأعمال من سائر الطوائف وإياهم نهي الله ـ عن الغلو ـ في القرآن في قوله تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ً) (النساء:171) (12).
وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار، وهو داخل فيه فالغلو فيه، مثل رمي الحجارة الكبار ونحو ذلك، ثم علل بأن ما أهلك من كان قبلنا إلا الغلو في الدين كما نراه في النصارى. وذلك يقتضي أن مجانبة هديهم مطلقا أبعد من الوقوع فيما به هلكوا، وأن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه أن يكون هالكًا» (13)
وإذا كان ابن تيمية قد سوى بين مجانبة القصد في الاعتقادات والأعمال؛ فإن الشاطبي قد فرق بينهما ولكن على أن القصد في الشريعة هو الوسط الأعدل. فلا بأس عنده من الإيغال في الأعمال ولكن بشروط: منها ما هو راجع لحق الله، ومنها ما هو راجع لحق العبد، وإن كان حق العبد لا يخلو من حق الله إلا أن العبد له الخيرة فيما كان راجعًا لحقه، وهذه الشروط هي:
1 - ألا يكون في هديه وسمته مشابهًا لما نهى عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم من الرهبانية والتبتل حتى لو لم يكن في أفراد أعماله ما هو منهي عنه لعينه، كالاختصاء، والسياحة، وترك التزوج. والتبتل الذي نهى عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو الانقطاع عن الدنيا كلية والتفرغ للعبادة وترك الطيبات تطرفًا في الزهد وهو خلاف التبتل في الآية. وقد فسر التبتل في الآية (14) على ثلاثة
معاني: «التبتل بمعنى الإخلاص وهو قول قتادة ومجاهد والضحاك، والتبتل بمعنى الاتباع بمعنى اتبع الهدى واتبع أمر ربك، قاله الحسن، والتبتل بمعنى رفض الدنيا وذلك ليس بمعنى طرح اتخاذها جملة وترك الاستمتاع بها بل بمعنى ترك الشغل بها عما كلف الإنسان به من الوظائف الشرعية. قاله زيد بن أسلم» (15).
2 - ألا يقصد المشقة لعينها. وذلك هو التكلف المنهي عنه، والنهى يقتضي الفساد، وأما إذا قصد عملًا يعظم أجره لعظم مشقته فلا بأس؛ فالمشقة هنا تابعة لا متبوعة. وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «هلك المتنطعون»، قالها ثلاثًا رواه مسلم، والمتنطعون المتعمقون المتشددون في غير موضع التشديد.
وفي ”رياض الصالحين“ باب النهي عن التكلف، وهو قول وفعل مالا مصلحة فيه بمشقة، قال الله تعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (صّ:86) (16)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهينا عن التكلف، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: بينما النبي صلي الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: «مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه» رواه البخاري. وقال مالك أمره ليتم ما كان له فيه طاعة ويترك ما كان عليه فيه معصية (17).
3 - إذا لم يخف على نفسه من الانقطاع من الطريق وبغض العبادة وكراهة التكليف، وإذا أمن من إدخال الفساد على جسمه وعقله وماله وحاله «إن المنبتّ لا أرضًا قطع ولا ظهًرا أبقى» (18).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - إذا لم يخف من التقصير عند مزاحمة الوظائف المتعلقة بالعبد المختلفة الأنواع، مثل قيامه على أهله وولده إلى تكاليف أخر تأتي في الطريق. فربما كان التوغل في بعض الأعمال شاغلًا عنها وقاطعًا بالمكلف دونها، وربما أراد الحمل للطريقين على المبالغة في الاستقصاء فانقطع عنهما كما نبه عليه حديث داود عليه السلام أنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفر إذا لاقى. أي لا يوهنه الصيام عن ملاقاة العدو.
أما مجاوزة الحد في الاعتقادات فمردودة منهى عنها قولًا واحدًا، وذلك هو الغلو في الدين على الحقيقة، يقول مجاهد في تفسير قوله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) (النحل:9) (19)، قصد السبيل أي المقتصد فيها بين الغلو والتقصير، قال الشاطبي: «وذلك يفيد أن الجائر هو الغالي أو المقصر، وكلاهما من أوصاف البدع على العموم» (20).
وقال الشاطبي: «وصح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب الناس فقال: أيها الناس قد سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يمينًا وشمالًا» (21).
ولكن ليس من مجاوزة القصد في الأعمال الأخذ بالعزائم بل هو عمدة الدين وكلي الشريعة: (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ) (البقرة:63) (22)، والترخص لا يكون من أصحاب الدعوات إلا لموافقة سنة وتلك عزيمة، أو لمشقة فادحة وذلك كله من النادر العارض وليس الأصل المعمول به.
كذلك ليس من مجاوزة الحد في الاعتقادات الجهر بالحق لا يخشى فيه لومة لائم، ولو أنكره الناس لاندارس معالمه، ولكن على صاحب الحق أن:
أ- يتلطف في إبلاغه.
ب- يمهد له.
جـ- إن كان ثمة شيء فيه شديد الغرابة على واقع الناس ومفهومهم فلا يفجأهم به. وانظر إلى لطيف استدلال ابن القيم على ذلك بما جاء في القرآن من حكاية ميلاد يحي عليه السلام قبل ميلاد عيسى عليه السلام ليكون كالتقدمة له.
د- يتسلسل فيه تسلسلًا منطقيًا؛ فلا يتقدم بأحكام ثم يأتي لها بحيثيات، ولكن يقدم المقدمات فتأتي بعدها نتائجها في غاية اليسر بلا اعتساف ولا عنت.
هـ- التدرج سمة الجماعة المسلمة في نموها النظري والحركي وتأمل قوله تعالى: ((كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) (الفتح:29) (23).
و – في الحديث عن عليّ رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يفهمون أتريدون أن يكذب الله ورسوله (24)، وفي المرفوع عن ابن مسعود رضي الله عنه: ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان عليهم فتنة (25)، وحديث ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهم جميعًا قال: لو شهدت أمير المؤمنين أتاه رجل قال: إن فلانًا يقول لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانًا، فقال عمر: لأقومن العشية فأحذر هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبونهم. قلت: لا تفعل فإن الموسم ـ يعني موسم الحج ـ يجمع رعاع الناس يغلبون على مجلسك؛ فأخاف أن لا ينزلوها على وجهها فيطّيروا بها كل مطيرّ. وأمهل حتى تقدم المدينة، دار الهجرة ودار السنة، فتخلص بأصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار ويحفظوا مقالتك وينزلوها على وجهها. فقال والله لأقومن به في أول مقام أقومه بالمدينة (26)، الحديث.
نعم ليس في ديننًا أسرار. وأمانة التبليغ تقتضي ألا يكتم شى من العلم ولكن أتتطلب الدعوة كل العلم؟ أم لها ما يناسبها مما يحقق الهدف منها دون غيره، فيكون الانشغال به أولى، ثم بعد ذلك ماشأنه أن يصلهم ممن يعيه وينزله على وجهه الصحيح، ولا يسيء تأويله حتى لا تكون فتنة، وحتى يفهم الناس مقالتك على وجهها الصحيح، وما كان ذلك شأنه فالتحديد فيه أفضل: ممن؟ ولمن؟ وكيف؟ ومتى؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ز – تحديد الهدف بدقة ثم الاحتفاظ به: أي ما هي قضايا العمل الإسلامي الآن؟ وما هي المنعطفات والدوامات التي ربما استقطبت جهودنا واستنفدت طاقاتنا فيما لا طائل تحته بل وفيما يحول بيننا وبين أهدافنا الحقيقية، ولا يتيح للناس فرصة التعرف على حقيقة رسالتنا، وربما ساعد على مسخ صورتنا عندهم؛ فيقول قائلهم: ما بال هؤلاء يجهدون أنفسهم في مسائل شكلية أو سطحية ويقيمون الدنيا ويقعدونها من أجل مسائل ليس لها تأثير في مسيرة العمل الإسلامي، إننا نستهدف اليوم أجل هدف وأسمي غاية ونتحمل أعظم أمانة. إن رسالتنا ليست محدودة بقضايا الإسلام المحلية أو المعاصرة بقدر ما هي تختص في الصميم بالعقيدة الإسلامية نفسها؛ وتخليصها مما شابها، وتجليتها للناس، وهذا أمر له أثره في حاضر المسلمين ومستقبلهم، وبغض النظر عن هذا كله أو حتى مع عدم دواعيه الملحة؛ فالتصحيح أمانة علمية وتخليص عقيدة السلف مما شابها في حد ذاته رسالة عظمى. إننا نقول للناس:
1 - لقد عرضت قضية "الشريعة" على الناس على أساس أن المسألة مسألة "أفضلية" شريعة الله على الشرائع الأرضية، وهذا أمر لا شك فيه. ولكن مع تبني القضايا القومية والتسابق فيها بين الحركة الإسلامية وغيرها من الحركات من علمانية وشيوعية وما إلى ذلك، فُهم من هذه الأفضلية أن قضية الشعب الأساسية هي قضاياه القومية وأن مسألة "الأيدولوجيات" مسألة ثانوية، وأن ركونهم إلى أي من هذه الأيدولوجيات المتسابقة لتحقيق مصالحهم القومية لا يمس صميم اعتقادهم كمسلمين في شيء، أي بتحديد دقيق لم يكن هناك ربط بين قضية "الشريعة" وأصول الاعتقاد أو قضية "العقيدة".
2 - وعندما حاولنا أن نبحث عن هذا الربط وجدناه مضطربًا جدًا في مفهوم أصحاب الحركات الإسلامية حتى عند المتحمسين الغيورين جدًا. ومن أجل هذا كانت قضية الشريعة لا تعدو أن تكون ـ حتى عند هؤلاء الغيورين ـ مسألة من مسائل الانحراف في المجتمع، كقضية البدع مثلًا أو محاربة المسكرات، بعكس ما هو وثيق جدًا في القرآن الكريم الذي نجده يربط ربطًا وثيقًا محكمًا بين قضية الإيمان وقضية الشريعة في مثل قوله عز وجل: ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) (27) فهو يربط قضية الشريعة بقضية الإيمان، وقاعدة الشريعة بقاعدة الإيمان. ثم نجده يربط تفصيلات الشريعة وأحكام الفروع المختلفة بقاعدة الإيمان في مثل قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المجادلة4:3) (28)، فهو لم يكتف بربط القاعدة بالقاعدة حتى ربط بين "قاعدة الإيمان" و "فروع الشريعة".
3 - وعندما تتبعنا جذور المسألة وجدنا هناك زحزحة مضطردة (29) عبر قرون طويلة من التاريخ الإسلامي لقضية الشريعة عن مكانها من أصول الاعتقاد.
4 - وأن هناك اضطرابًا شديدًا في مفهوم الإيمان، وهو أصل الدين وقاعدته الأولى، لاختلاط مباحث العقيدة بمباحث الفلسفة (30) وذلك أيضًا منذ زمن بعيد، وصاحَبه انحراف ورثته العصور التعيسة لمفهوم الإيمان، وهو راجع إلى جرثومة الإرجاء التي تسللت إلى الفكر الإسلامي من قرون طويلة.
5 - ومن أجل عدم الوضوح هذا لم يستطع صوت الإسلام ـ ممثلًا في الحركات الإسلامية، والشعور الإسلامي العام لدى الجماهير ـ أن يتصدى للعلمانية وأن يحدد موقفه منها بوضوح منذ تسللت إلى المنطقة. وكذلك فعلت الحركات الإسلامية المعاصرة مع النظم والأوضاع المعاصرة التي ورثت العلمانية عن الاستعمار حتى أن منها الآن من يفكر في التعايش مع هذه الأوضاع والإلتقاء معها في منتصف الطريق.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - إننا الآن عندما نتصدى لهذه الأمانة لا نأتي بجديد؛ وإنما نصل ما انقطع، ونتسلم راية الهداية من ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وغيرهم بعد أن تلقوها بدورهم من إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، على بعد ما بينهم وبينه من عصور، لتخليص عقيدة السلف من توجيهات علم الكلام حتى لا تكون آراء الفرق الكلامية المختلفة هي التي تصدر التوجيه للمسلمين.
7 - فرسالتنا هي تصحيح مفهوم العقيدة، وتصحيح التوحيد، ودعوة الناس إلى التوحيد الخالص، وأن يقيموا حياتهم على قاعدة الإسلام الأولى وهي: تصديق خبر الرسول جملة وعلى الغيب، والتزام شرائعه جملة وعلى الغيب. وبناء عليه: وضْع قضية الشريعة وضعها الصحيح في أصول الاعتقاد، وتجريد مفاهيم الدعوة من التلبس بغيرها من المفاهيم الغريبة على الإسلام وكذلك تجريد الحركة الإسلامية من التلبس بغيرها .. إلخ.
ولا داعي للاستطراد أكثر من هذا في هذه المقدمة، وإنما نريد أن نقول أنه من الضروري جدًا أن نحسن التعبير عن أنفسنا حتى يستطيع الناس أن يقفوا على حقيقة دعوتنا ويفيدوا منها بعون الله تعالى حتى لا تلتبس بغيرها من الحركات والدعوات ويظن أن الفرق بين هذه وتلك هي أمور شكلية راجعة إلى نزعة متطرفة.
وبعد، فنحب أن نقول في نهاية هذا الفصل أنه ينبغي على المسلم ألا يتعجل في المضي في طريق لم تتبين معالمه حتى يتثبت أنه الحق، فإذا تيقن منه مضي فيه وثبت عليه. وليس من القصد والاعتدال في شيء متابعته لغيره في غير تبين، ولا أن يظل مترددًا لا يحسم أمره، ولا أن يمضي في أمر ثم سرعان ما يرجع عنه ويمضي في غيره أمام ضغوط الحياة، أو إيراد الشبهات عليه من غيره فلا يتريث في أمره أولًا، ولا يتريث لنكوثه ثانيا، وما أجمل ما قاله أبو الحسن في هذا المقام لكميل بن زياد:
«يا كميل، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير، والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل صائح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، ثم قال: آه. إن هاهنا علمًا ـ وأشار بيده إلى صدره ـ لو أصبت له حَمَلة، بل قد أصبت لقنا (31) يستعمل آلة الدين للدنيا، ويستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على معاصيه، أو حامل حق لا بصيرة له في إحيائه، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لا يدري أين الحق، إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر، مشغوف بما لا يدري، فهو فتنة لمن فتن به، وإن من الخير كله من عرّفه الله دينه، وكفى بالمرء جهلًا ألا يعرف دينه» (32).
يتبع إن شاء الله
(10) صحيح البخاري، كتاب الإيمان: باب الين يسر، كتاب الرقاق: باب القصد والمداومة علي العمل.
(11) يقول ابن كثير: الغلو هو مجاوزة الحد في اتباع الحق.
(12) سورة النساء، الآية: 171.
(13) اقتضاء الصراط المستقيم، ص103 - 105.
(14) سورة المزمل، آية: 8.
(15) الاعتصام، جـ1، ص336.
(16) سورة ص، الآية: 86.
(17) راجع الاعتصام، ص323 - 327.
(18) سنن البيهيقى الكبرى، كتاب الحيض.
(19) سورة النحل، الآية: 9.
(20) الاعتصام، ص59.
(21) المصدر السابق، ص77.
(22) سورة الفتح، الآية: 28.
(23) سورة البقرة، الآية: 63.
(24) صحيح البخارى، كتاب العلم.
(25) صحيح مسلم، باب النهى عن الحديث بكل ما سمع
(26) صحيح البخاري، كتاب الاعتصام: باب ما ذكر النبي r وحض أهل العلم علي الإتفاق عليه.
(27) سورة النساء، الآية: 65.
(28) سورة المجادلة، الآية: 3 - 4.
(29) في ظلال القرآن.
(30) في ظلال القرآن، سورة الأنفال.
(31) سريع الفهم.
(32) أعلام الموقعين، جـ2، ص168. تاريخ دمشق، حرف الحاء: الحسين بن أحمد بن سلمة
ـ[المدرس المسلم]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 01:25]ـ
-التوازن:
كثيرًا ما نجد في آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم قيما متقابلة، وهذه القيم المتقابلة الأخذ بطرف منها دون مراعاة الطرف الآخر مراعاة كافية كثيرًا ما يخل بالتوازن في الفهم والسلوك الإسلاميين. وهذه أمثلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (البقرة:8) «ولهذا نبه الله سبحانه وتعالى على صفات المنافقين لئلا يغتر بظاهر أمرهم المؤمنون، فيقع بذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم، ومن اعتقاد إيمانهم وهم كفار في نفس الأمر. وهذا من المحذورات الكبار: أن يظن بأهل الفجور خير» (33) إلخ.
وسورة التوبة سميت الفاضحة لأنها تكشف أمر المنافقين؛ فتعرية الباطل وكشف زيفه أمر ضرورى لأصحاب الدعوات، وقد قامت السورة بهذه التعرية لا بالنسبة للمنافقين وحدهم ولكن أيضًا بالنسبة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى حتى لايظن المسلمون أن كونهم أهل كتاب يعطيهم حرمه تمنع من قتالهم في غير حالات الدفاع ورد الاعتداء.
هذا طرف الأخذ به واجب ولكن ليس لك أن تتمادى فتقول فلان لا يهديه الله: ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص:56) (34)، وعندما قال رجل مسلم من مهاجري الحبشة عن عمر بن الخطاب أنه لن يسلم حتى يسلم حمار الخطاب وكان عمر آنذاك مشركًا، أسلم عمر وكان إسلامه خيرًا وبركة، وبشره رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجنة، ومات هذا الرجل بالحبشة متنصرًا والعياذ بالله. وكذلك ليس لك أن تقول لمن رأيته على معصية لن يغفر الله لفلان ففي الحديث: أنه كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر فوجده يومًا على ذنب فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي أبعثت علي رقيبًا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالمًا؟ أو كنت على ما في يدي قادرًا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار» (35) وفي رواية أخرى عندما قال رجل لن يغفر الله لفلان قال الله عز وجل: «من ذا الذي يتألى علي أن أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك» (36).
نعم هناك ما ينبغي كشفه وتعريته من الخداع حتى لا يفتن الناس في دينهم، وهناك ما ينبغي ستره من المعاصي. وفي هذه الحالة أوتلك ينبغي التأدب الكامل مع الرب سبحانه وتعالى؛ فلا يتقحم غيَبه أحد، ولا يتألى عليه أحد، وليس معنى ذلك أن نترك أهل الباطل يتترسون بلافتات كاذبة يحاربون من ورائها ديننا ودعوتنا ونتميع في مواجهتتم. كلا ولكن نراعي كلا الطرفين على وجه لا يخل بالطرف الآخر.
2 - كثيرًا ما يمنع حديث من أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم بعض التأثيرات الجانبية الضارة التى قد تنتج من الغلو في فهم أو تطبيق حديث آخر، فحديث: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه» (37)، يمنع أن يجر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلى تتبع العورات وإهدار حرمة المسلم في عرضه أو ماله كما أن حديث (38) السفينة يمنع من الغلو في الحفاظ على هذه الحرمة إلى الحد الذى يجر إلى ضياع المسئولية التضامنية في المجتمع لحفظ خصائص المجتمع المسلم فيه، وربما أدى فرط انشغال المسلم بنصيحة غيره من المسلمين إلى أن يصلح غيره وينسى نفسه، وتشغله عيوبهم عن عيبه؛ فيقول صلي الله عليه وسلم: «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس» (39)، ويقول عز وجل: ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44) ْ (40)، وفي الطرف الآخر إذا قعد أهل الحسبة عن واجبهم من النصيحة حتى يُخَلُّو أنفسهم من العيوب لم يقم بهذا الأمر أحد. وفي هذا خطر عظيم على المجتمع المسلم. ومراعاة الطرفين معا واجبة.
3 - إذا قلنا قياسًا على ما ذكرناه وأخذا من النصوص: لا تقلد دينك الرجال، واعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال، وكل يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلي الله عليه وسلم. وإذا قلنا أن الولاء للمبادئ والتعلق بالأفكار وليس الاشخاص لأن الولاءات الشخصية والتعلق بالزعامات سمة من سمات التشيع الذى لا يتلاءم مع المبادىء الإسلامية؛ فهذا كله حق، ولكن إذا فهم من هذا أن الحركة الإسلامية لا يتعين أن يكون لها إطار من المبادىء والمفاهيم يحدده المجتهدون من تطبيق الكتاب والسنة على الواقع فسوف تتبدد الحركة سدى وتمزقها الجهالات والخلافات ... وإذا نحن أمعنّا في هذا التحديد فربما وصلنا إلى التقليد المرذول مع الجمود على أفكار مؤسسى الحركات دون تجديد يراعى المشكلات الطارئة والوقائع المتجددة مع إفراغ هالات التقديس على الأفراد. وقديمًا لاحظ الإمام الشاطبى ذلك في كثير من الطرق مما وصفه بأنه دعوى العصمة لمشايخهم بالأفعال وإن كانوا ينكرونها بالأقوال ـ ”الاعتصام“.
يتبع إن شاء الله
(33) تفسير ابن كثير. سورة البقرة، الآية: 8.
(34) سورة القصص، الآية: 56.
(35) سنن أبي داوود، قال الألباني: حديث صحيح.
(36) صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب.
(37) صحيح مسلم، كتاب المساقة: باب أخذ الحلال وترك الشبهات.
(38) حديث السفينة «مثل القائم على حدود الله والمداهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة» البخارى، كتاب الشركة.
(39) حلية الأولياء، جـ3، جعفر بن محمد الصادق. الجامع الصغير للألباني ضعيف جدا.
(40) سورة البقرة، الآية: 44.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المدرس المسلم]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 01:26]ـ
وأخيرًا هذان الطرفان: التأثر بالواقع ومراعاته .... والنظر إلى الأصل دون أي اعتبار أخر.
فإذا أنت أمعنت في التأثر بالواقع ومراعاته فربما:
أ- تحركت تحت ضغط ردود الأفعال في مفهومك وحركتك فعالجت انحرافًا بانحراف.
ب- لم يكن لمبادئك ثبات ولا وضوح؛ إذ المقدمات فيها تبع للنتائج.
جـ- أعطيت لقاعدة أو نص من نصوص الدين أهمية ليست له، ونظمت عليها عقد الدين، وأقمت عليها صرحه. ومن هنا جاءت الفرق المختلفة في الإسلام (41).
وإذا تجاهلت الواقع تمامًا فربما:
أ- فاتك سد الذرائع؛ وهى قاعدة أصيلة وركن ركين من أركان الشريعة (42)، كذلك وقعت في كثير من الزلل بسبب عدم النظر في المآلات والنظر في المآلات معتبر شرعًا وبه تصح الفتوى (43).
ب- اعتبار المناط الخاص، فكل رسول يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وايجاب الفرائض والنهى عن المحرمات. وهناك محرمات أبدية خالدة لا تختلف من رسالة إلى أخرى، وهناك فرائض لا تخلو منها رسالة، ومع ذلك نجد أن القرآن يركز على قضايا معينة في رسالات معينة. والرسول من غير شك في سبيل بيان القواعد الشرعية يتناول كل المحرمات وكل الفرائض ويضعها في مكانها الصحيح في نطاقها الديني، وفي معالجة الانحرافات الواقعية ينشغل بقضايا معينة هى الانحرافات القائمة بالفعل وليس غيرها بحيث تكون هى ودعوة التوحيد صلب حواره معهم، وذلك في مثل قوله تعالى: ((وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) (هود84:86)
(44).
ومثل هذا مع قوم لوط، مع اختلاف الانحرافات.
ويقول الشاطبى في ”الموافقات“: «فمن ذلك أن النبى صلي الله عليه وسلم سئل في أوقات مختلفة عن أفضل الأعمال وخير الأعمال وعرف بذلك في بعض الأوقات من غير سؤال فأجاب بأجوبة مختلفة، كل واحد منها لو حمل على إطلاقه أو عمومه لاقتضى مع غيره التضاد في التفضيل.
ففي الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام: سئل أي الأعمال أفضل؟ فقال: «إيمان بالله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور»، وسئل:صلي الله عليه وسلم «أي الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة لوقتها». قال: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين». قال: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله».
وفي النسائي عن أبي أمامة: أتيت النبي صلي الله عليه وسلم فقلت: مرنى بأمر آخذه عنك، قال: «عليك بالصوم فإنه لا مثل له»، وفي الترمذي: أي الأعمال أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات»، وفي البزار: أي العبادة أفضل؟ قال: «دعاء المرء لنفسه»، وفي الترمذي: «ما من شيء أفضل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من خلق حسن»، وفي الصحيح: «وما أعطى أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر»، وفي الترمذي: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وفيه: «أفضل العبادة انتظار الفرج»، إلى أشياء من هذا النمط جميعها يدل على أن التفضيل ليس بمطلق، ويشعر إشعارًا ظاهرًا بأن القصد إنما هو بالنسبة للوقت أو إلى حال السائل؛ وقد دعا عليه الصلاة والسلام لأنس بكثرة المال فبورك له فيه وقال لثعلبة: «قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه»، وقال لأبى ذر: «يا أبا ذر إنى أراك ضعيفًا، وإني أحب لك ما أحب لنفسى؛ لا تأمّرنّ على اثنين ولا تولّينّ مال يتيم»، ومعلوم أن كلا العملين من أفضل الأعمال لمن قام فيه بحق الله، وقد قال في الإمارة والحكم: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن»، وقال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»، وفي الصحيح: «أن أناسًا جاءوا إلى النبى صلي الله عليه وسلم فقالوا: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: «وقد وجدتموه؟» قالوا: نعم، قال: «ذلك صريح الإيمان»، وفي حديث أخر: «من وجد من ذلك شيئًا فليقل آمنت بالله»، وعن ابن عباس في
(يُتْبَعُ)
(/)
مثله قال: «إذا وجدت شيئًا من ذلك فقل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شى عليم»، فأجاب بأجوبة مختلفة والعارض كله واحد.
وقبل عليه الصلاة والسلام من أبي بكر ماله كله، وندب غيره إلى استبقاء بعضه وقال: «أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك»، وجاء آخر بمثل بيضة من الذهب فردها في وجهه. وعن أبى رجاء العطاردى قال: قلت للزبير بن العوام: مالى أراكم يا أصحاب محمد من أخف الناس صلاة؟ قال: نبادر الوسواس. هذا مع أن التطويل مستحب ولكن جاء ما يعارضه»، إلخ (45).
ويعرف الشاطبى هذا المناط الخاص فيقول: «هو نظر في كل مكلَف بالنسبة إلى ما وقع عليه من الدلائل التكليفية؛ بحيث يتعرف منه مداخل الشيطان ومداخل الهوى والحظوظ العاجلة حتى يلقيها ـ يقصد التكاليف ـ هذا المجتهد على ذلك المكلَف مقيدة بقيود التحرز من تلك المداخل، هذا بالنسبة إلى التكليف المنحتم وغيره، ويختص غير المنحتم بوجه آخر: وهو النظر فيما يصلح بكل مكلَف في نفسه بحسب وقت دون وقت، وحال دون حال، وشخص دون شخص؛ إذ النفوس ليست في قبول الأعمال الخاصة على وزان واحد كما أنها في العلوم والصنائع كذلك» (46).
وكما أنه لا يمكن إجراء حكم الكليات الشرعية في جزئياتها على الإطلاق من غير اعتبار خصوصيات الأحوال والأبواب وغير ذلك من الخصوصيات الجزئية، كذلك لا يمكن إجراؤها (47) في كل مكلف على الإطلاق من غير اعتبار بخصوصياتهم، وأفعال المكلفين هى مجال الأحكام الجزئية.
ففي مجال الدعوة والتربية والفتوى لابد من مراعاة الواقع مراعاة دقيقة لتنزيل الأحكام الشرعية على ما يليق في أفعال المكلفين ولكن لايمكن أن ننقل هذا إلى مجال التقريرالمطلق للقواعد الشرعية وترتيب أهميتها وأولوياتها، فالأحاديث المتقدمة (48) مثلًا مجال فتوى وتربية والآيات) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (الاسراء: من الآية23) (49)، الآيات من سورة الإسراء، أو: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) (الأنعام: من الآية151) (50)، الآيات من سورة الأنعام مجال تقرير مطلق للقواعد الشرعية.
جـ- تجاهل الواقع ربما أدى إلى تقديم الإسلام للناس في صورة لاهوت، أو نظرية مجردة لا ترتبط ارتباطا وثيقًا بالحياة والسلوك اليومي، وهذا على العكس من طريقة القرآن: ((وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الاسراء:106) (51 (الذى أخرج للناس عقيدة من خلال حركة الجماعة وأحداثها وصراعها مع غيرها ونموها وتفاعلها مع نفسها وغيرها .. وأخرج للناس جماعة من خلال تأصيلات العقيدة وتوجيهاتها.
فربط (52) بين الحدث والتوجيه ربطًا دقيقًا مع الحفاظ على تجرد توجيهات العقيدة وقوة تأصيلها إذا ما أردت أن تستخلصها من التنزيل. وهذا أمر في منتهى الأهمية.
تم بحمد الله.
(41) شهادة الحق للمودودى.
(42) راجع أعلام الموقعين لابن القيم.
(43) راجع الموافقات، الجزء الرابع.
(44) سورة هود، الآية: 84 - 86.
(45) الموافقات، جـ4، ص 99 - 103. بتصرف يسير.
(46) الموافقات، جـ4، ص 98.
(47) يعنى الأحكام الجزئية وإجراؤها على المكلفين.
(48) أحاديث أفضل الأعمال.
(49) سورة الإسراء، الآية: 23.
(50) سورة الأنعام، الآية: 151.
(51) سورة الإسراء، الآية: 106.
(52) في ظلال القرآن.(/)
العلامة الراجحي: نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام وابن القيم باطلة
ـ[نجيب]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 05:25]ـ
سئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي -حفظه الله- ما مدى ثبوت نسبة فناء النار إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم؟
فأجاب: ليس بصحيح هذا باطل، شيخ الإسلام -رحمه الله- صريح في مؤلفاته أنه لا يقول بفناء النار، وهنا الآن رسالة دكتوراه أشرف عليها وقد طبعت وستناقش -إن شاء الله قريبًا- في كلية أصول الدين في جامعة الإمام، أثبت فيها الباحث أن شيخ الإسلام لا يقول بهذا، أثبت بالأدلة والنقول من كلامه بأنه يقول بأن الجنة والنار دائمتان لا تفنيان، أما ابن القيم ففي كتاب "حادي الأرواح" ذكر بعض الآثار وبعض الأدلة للقائلين بفناء النار، لكنه ليس صريحًا أيضًا في أنه يقول بفناء النار، لكن ذكر بعض الأدلة لمن يقول بفناء النار.
فالصواب أنهما لا يقولان، لا يقولان بفناء النار.
شرح كتاب الرد على الزنادقة للإمام أحمد
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&docid=8&page=znadq00250.Htm
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 08:54]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 03:19]ـ
لم يذكر ابن القيم رحمه الله الأدلة فقط - بل ذكر قول القائلين بالفناء أولاً ثم ثنى بعد ذلك بالرد المفصل ليثبت عكس ذلك من خمسة وعشرين وجهاً ثم قال بنصه بعد ذلك:
" فان قيل فإلي أين أنهى قدمكم في هذه المسئلة العظيمةالشأن التي هي اكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة قيل إلى قوله تبارك و تعالى ^ إن ربك فعال لما يريد ^ و إلى هنا قدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيها حيث ذكر دخول الجنة الجنة و أهل النار النار و ما يلقاه هؤلاء و هؤلاء و قال ثم يفعل الله بعد ذلك ما يشاء بل و إلى هنا ههنا انتهت أقدام الخلائق و ما ذكرنا في هذه المسألة بل في الكتاب كله من صواب فمن الله سبحانه و تعالى و هو المان به وما كان من خطا فمني و من الشيطان و الله ورسوله بريء منه و هو عند لسان كل قائل و قلبه "
ثم ما الذي يضيرنا لو قال ابن القيم ذلك أو ذهب اليه؟ فهو اجتهاد منه ويستند فيه الى براهين أو أدلة يظنها صواباً فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران - والحق بعد ذلك أكبر من ابن القيم وهو الذي ينبغي اتباعه - أما تقليد البشر على ما هم عليه مهما علا قدرهم فهو مفتاح الضلال - والله أعلم.
ـ[عبد الله المحتاج إلى ربه]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 04:21]ـ
جزاكم الله خبرا بارك الله فيكم
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 02:20]ـ
بل ذكر ذلك أيضا في مختصر الصواعق، فليراجع
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 05:15]ـ
أود من الإخوة أن يركزوا على نسبة القول بفناء النار لبعض السلف. هل هذا صحيح؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 08:02]ـ
جزاك الله خيرا، وهذه روابط مفيدة ومهمة تتعلق بالموضوع:
هل قال ابن تيمية بفناء النار؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=104398
هداية المحتار إلى إثبات القول بفناء النار!!
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=91158
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 02:50]ـ
الجزم بفناء النار ربما لا تصح نسبته اليه و لكن الميل اليه صحيح النسبة على ما يبدو كما قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي فرسالته في فناء النار هي آخر ما ألف في سجن القلعة حسب ما ذكره تلميذه العلامة الأديب الصفدي ويؤيد اتباث صحة وجودهارد الامام السبكي عليها و الا فلم يتجشم الرد على شيء مختلق؟؟؟ و ذكر تلميذه الامام ابن القيم أن ميله هذا لم يكن على درجة واحدة طوال حياته بل كان يميل اليه الشيء بعد الشيء حسب ما اجتمع له من أدلة
و الله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 09:11]ـ
وممن رأيته يثبت نسبة هذا القول لشيخ الإسلام=الشيخ عبد الكريم الحميد والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ..
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 09:26]ـ
ممن أنكر نسبة القول بفناء النار إلى ابن القيم رحمه الله: فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في كتاب التعالم، وذكر أن النسبة إليه من الخطأ الذي تتابع عليه الأكابر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوالياس المصرى]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 04:05]ـ
جزاكم الله خيرا على طرح هذا الموضوع
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 05:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بالنسبة قول الامام ابن القيم بفناء النار فهذا صحيح قال به في حادي الارواح وفي شفاء العليل وفي الصواعق قال رحمه الله بجواز فنتاء النار ولم يقطع بذلك، لكنه رحمه الله تراجع من هذا القول ونص على خلافه في كتاب الوابل الصيب الذي يعتد من اواخر ما الفه رحمه الله فقال ما نصه: ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد فانهم اذا عذبوا بقدر جزائهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض. ص 20
فنص رحمه الله ان النار التي تفنى هي نار العصاة وعلى هذا يحمل بعض كلام السلف واما نار الكافرين فلا تفنى كما ذكر ابن القيم والطحاوي قال باجماع السلف انها لا تفنى وايضا ابن حزم نقل الاجماع على عدم فناء النار بل رحمه الله كفر من خالف هذا الاجماع ومما لا يخفى على طالب العلم ان لشيخ الاسلام نقد على كتابه مراتب الاجماع، فانكر عليه شيخ الاسلام بعض الاجماع الذي نقله ولا يصح ولم ينكر عليه رحمه الله نقله للاجماع في قول ببقاء النار فهل يقول شيخ الاسلام بالفناء ولا ينكر على ابن حزم نقله للاجماع وكذلك له كلام في كتبه بقول بعدم فناء النار وقد اخطا من نسب اليه القول بفناء النار والى هذا اليوم لم ينقلوا عنه اين قال بفناء النار؟
وكذلك هل نسب اليه الائمة الذين عرفوا بدراستهم لكتب ابن تيمية هذا القول؟
وللشيخ سليمان العلوان رسالتين في هذا الباب:
الأدلة والبراهين لإيضاح المعتقد السليم والرد على المخالفين
http://saaid.net/Warathah/Al-Alwan/index.htm
http://nor3alanor.com/vb/showthread.php?t=1327 تنبيه المحتار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الاخيار
ـ[مسلم محب]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 09:29]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم ونفعنا بكم
وإن لم أخطئ أن الشيخ القرداوي حفظه الله أيضا ينفي عن شيخ الاسلام القول بفناء النار(/)
ملف شامل للعلمانية
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 11:13]ـ
إعداد/محمد عبد المجيد المصري.
أولاً:-تعريف العلمانية:-
مقدمة:
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبعد: فهذه عدة مقالات في موضوع العلمانية تبين تعريفها والموقف الشرعي منها أسأل الله العلي القدير أن تساهم هذه المقالات في رفع الالتباس حول هذا الموضوع الهام وكيف نعد أنفسنا لمواجهة هذا الخطر الداهم وكيف نرشد مسيرة الإحياء الإسلامي لمواجهة هذا الخطر الداهم.
مدخل هام:
تعريف العلمانية (1)
لفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة ( Secularism ) في الإنجليزية أو ( Secularite ) بالفرنسية وهي كلمة لا صلة لها بلفظ (العلم) على الإطلاق فالعلم بالإنجليزية والفرنسية معناه ( Science ) والمذهب العلمي نطلق عليه كلمة ( Scientism ) . )
والترجمة الصحيحة لكلمة ( Secularism ) هي اللادينية أو الدنيوية وتقول دائرة المعارف البريطانية مادة ( Secularism ) هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها، ولذلك فإن المدلول الصحيح للعلمانية هو (إقامة الحياة على غير الدين) سواء بالنسبة للأمة أو الفرد.
ويورد قاموس أكسفورد المعاني التالية لمصطلح علمانية ( Secular)
-1 ينتمي للحياة الدنيا وأمورها.
2 - مادي مرئي تمييزا له عن العالم الأزلي والروحي.
3 - مدني وعادي وزمني.
4 - يهتم بهذا العالم وحسب.
5 - غير روحي. (2)
* أول ظهور للعلمانية كان في قوم شعيب كما يقص القرآن استنكارهم ربط الدين بالدنيا حيث قال له قومه:" أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء " هود 87. فهم أرادوا بذلك ألا يكون للدين دخل في الحصول على الأموال واستثمارها وإنفاقها ومن هنا يتأكد أن الاتجاه بفصل الدين عن الحياة ليس ظاهرة جديدة وإنما هو سمة دائمة من سمات الجاهلية في غالبية مراحلها وعصورها (3)
والآن إلى تساؤل آخر ما أسباب ظهور العلمانية في الغرب؟
لقد نشأت العلمانية في الغرب نشأة طبيعية نتيجة الظروف ومعطيات تاريخية:- دينية واجتماعية وسياسية وعلمية واقتصادية – خلال قرون من التدرج والنمو الطبيعي والتجريب والتكامل حتى وصلت إلى صورتها التي هي عليها اليوم وأهم هذه الظروف والمعطيات التي برزت وأنضجت التجربة العلمانية في الغرب هي:
1 - طبيعة الديانة النصرانية:
ومبادئها الأساسية التي تقوم على الفصل بين الدين والدنيا أو بين الكنيسة والدولة ونظم الحياة المختلفة فهي ديانة روحية شعائرية لا شأن لها بنظم الحياة وشئون الحكم والمجتمع يعبر عن ذلك الشعار النصراني الشهير (دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر) ولهذا فإن النصارى أمما وشعوبا حين يندفعون للبحث عن تنظيم أمور حياتهم في العلمانية أو غيرها لا يشعرون بأي حرج من ناحية دينهم (المحرف) ومعتقدهم، بل إن طبيعة دينهم تدفعهم لهذا الأمر ولذلك فإن نشأة العلمانية وانتشارها وسيادتها في المجتمعات الغربية أمر طبيعي.
-2الصراع الذي نشأ بين الكنيسة والكشوف العلمية في جوانب الحياة المختلفة -: تبنت الكنيسة بعض النظريات العلمية القديمة من بعض العلوم ومع مرور الزمن جعلتها جزءا من الدين ويحكم على من يخالفها بالردة والمروق والهرطقة ومع تطور العلوم الطبيعية تبين أن كثيرا من تلك النظريات كان خاطئا وخلاف الصواب والحقيقة، وانبرت الكنيسة تدافع عن تلك الأخطاء باعتبارها الدين واشتعلت الحرب وسقط كثير من ضحايا التزمت الخرافي والتعصب الأعمى غير المسوغ من علماء الطبيعة ما بين مقتول ومحروق ومشنوق وحين تبين للناس الحقائق وقامت البراهين القاطعة على صحة أقوال أهل العلم انحازوا للحقيقة ونبذوا الكنيسة ودينها أو على الأصح ردوا الديانة النصرانية المحرفة إلى أصلها.
-3 ظهور حركات اجتماعية فكرية سياسية:-
وقد أدى انتصار العلم في النهاية إلى ثورة علمية وكشوف جغرافية فكان أن قامت في الغرب حركة اجتماعية فكرية سياسية شاملة نفضت غبار الماضي وثارت على كل قديم واحتدمت نيران الصراع بين القوى الاجتماعية والسياسية الجديدة والقوى القديمة التي يمثلها الإقطاع وطبقات النبلاء وانحازت الكنيسة أيضا للقوى القديمة، بينما كانت القوى الجديدة تطالب بالحريات والمساواة وترفع شعار حقوق الإنسان، ويدعمها العلم وحقائقه وتطور الحياة وسننها فالتفت الشعوب والجماهير حول القوى الجديدة الداعية إلى التقدم الاجتماعي والتطور الفكري والسياسي وكان يدعم هذا التوجه ما عاشته الشعوب من ظلم واستغلال بشع في ظل الإقطاع والكنيسة وكانت العلمانية اللادينية هي اللافتة والراية التي اجتمعت القوى الجديدة تحتها وبانتصار هذه القوى انتصرت العلمانية ((4).
يتبع إن شاء الله ....
مدونتي .. http://alrawahel.maktoobblog.com/?post=442291
ثبت المراجع:-
(1) انظر العلمانية للدكتور سفر الحوالي.
(2) العلمانية - محمد إبراهيم مبروك – البيان عدد 202
(3) كشف حساب العلمانية – د/ مصطفى محمود أبو بكر – البيان عدد 159
(4) العلمانية التاريخ والفكرة – د/ عوض محمد القرني – البيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 08:18]ـ
والإجابة هي إن العلمانية دخلت إلى العالم الإسلامي بسبب غياب المفاهيم الإسلامية الصحيحة عن واقع العالم الإسلامي مما مهد الطريق إلى دخول العلمانية إلى العالم وذلك، إننا لا نعدم أيضا في بواكير (التراث الفكري الإسلامي) بعض الجذور العميقة لتصورات ومفاهيم منحرفة عن الإسلام الصحيح ساهمت إلى حد كبير في إخصاب الأرضية الفكرية التي عملت عليها العلمانية.
فمن ذلك:- الأثر الذي تركته الفلسفة اليونانية والفارسية والهندية على فكر بعض الفرق وخاصة المعتزلة حيث شاع عندهم تقديم العقل على النقل عند توهم تعارضهما حتى عدوا ذلك أصلا من أصول الاستدلال فكانوا ينكرون ما يستطيعون من الأحاديث النبوية التي تتعارض مع المعقول بحسب تصورهم لهذا المعقول – بدعوى عدم ثبوتها أو عدم حجيتها لكونها أحاديث آحاد لا تفيد اليقين وهذه الفكرة في أحد جوانبها – من شأنها تضييق نطاق النصوص الشرعية وما يستنبط منها لحساب توسيع مجال عمل العقل الذي أخذ يحتل مكانة النصوص في منهجية الاستدلال. كما أخذوا يؤولون الآيات القرآنية – تأويلا أيا كان بعده – ليوافق أصولهم ومعارفهم العقلية التي عدوها يقينية، فكان استخدام هذا الأصل بقدر ما يعلي من قيمة العقل البشري بقدر ما يحط من قوة الإيمان بالغيب وصفاء التسليم للشريعة.
ومن ذلك أيضا:- الأثر الذي تركه الفكر الإرجائي على تصور كثير من المسلمين لحقيقة الإيمان، فقد ابتدع المرجئة القول بخروج الأعمال من حقيقة الإيمان؛ وعليه: بات يكتفي في الإيمان بتصديق وقول – على اختلاف بينهم – ومن ثم:- كثرت الأعمال التي لا تنسب إلى الإيمان وهي تشمل الحياة كلها، وبتعبير آخر: اتسعت المساحة التي يمكن أن يتحرك فيها العصيان والتبديل والانحراف بأمان تاركا الإيمان قابعا في زاوية ضيقة تسمى القول، ثم تحول هذا القول على يد المرجئة الجدد إلى مجرد ألفاظ خالية من مدلولاتها ومعانيها، ومما زاد من أثر آراء المرجئة على حياة الأمة: اندثار المرجئة الفرقة، وبقاؤها – بل وانتشارها – أفكارا وآراء.
ثم كان للصوفية نصيب من هذا الإخصاب: إذ تعانق مع الفكر الإرجائي انحراف مفهومي (العبادة) و (القضاء والقدر) عند المتصوفة، حيث تحول مفهوم الزهد الإيجابي الذي كان عليه السلف على يد المتصوفة إلى سلوك انسحابي أخذ شكل التفرغ – للعبادة – في مسجد أو زاوية أو خلوة أو حتى كهف. وأما من انصرف إلى معالجة شئون الدنيا فقد كان ينظر إليه عند هؤلاء على أنه انصرف عن العبادة، وكما رأينا اضطراب العلاقة بين العقل والنقل عند المعتزلة الذي تطور لاحقا عند (التنويريين) إلى اضطراب في العلاقة بين العلم والدين نجد هنا – على يد المتصوفة – علاقة متنافرة غريبة بين الدين والدنيا أو بين الآخرة والدنيا، فمن أراد الدين والآخرة فله المسجد لا شأن له بالدنيا، فلمن ترك هذه الدنيا؟! يتصدى لها أهل الفساد والانحراف ولا يكون ذلك مستهجنا، كما لا يكون مستغربا أن ينظموا هذه الدنيا بمنأى عن الدين الذي ترك في خلوات العبادة وحلقات الفقه وفي قول أو شعائر يؤديها الفرد المسلم بل يتم التسليم بذلك الانحراف على أنه قضاء وقدر.
أضف إلى ذلك:- إن ما روجه الصوفية عن الفرق بين الحقيقة والشريعة كان بابا واسعا للانسلاخ من الشرع والتفلت من الدين تحت مظلة ادعاء (الولاية) وقد كان هذا المفهوم مطية لتأويلات عديدة غير منضبطة بأصول شرعية أو لغوية أو عقلية.
ومن العوامل الفكرية التي ساهمت في إخصاب الأرضية التي قامت عليها العلمانية: - الفصل الحاد بين (العبادات) و (المعاملات) الذي اقتضته (الأصول الفنية) للمنهجية العلمية التي قامت عليها الكتب الفقهية المتأخرة.
وكذلك بعض الآراء الأصولية الفقهية الشاذة أو الاستخدام السيئ لبعض الأصول والقواعد الفقهية فلقد ناقش الفقهاء مسألة (نسخ القياس والإجماع للقرآن والسنة) وردها ولكن إثارتها من بعض العلماء وإن كانوا قلة – يدل على استعداد فكري مبكر لتطويع الشريعة، كما ساهم في ذلك الانحراف عن ضوابط بعض الأصول والقواعد الفقهية مثل:- الخروج بالاستحسان والمصالح المرسلة من كونها المصالح الشرعية إلى المصالح التي يرتئيها المنفذون حسب عقولهم وأهوائهم ومثل الانحراف بنظرية العرف أو قاعدة (العادة محكمة) ليكون العرف والعادة هما الأصل الذي يقدم على ما سواه ولا شك أن مجرد وجود هذه العوامل والمؤثرات كان لا يعني حتمية نشوء العلمانية في العالم الإسلامي؛ ذلك أن في الإسلام ذاته وفي العالم الإسلامي في مجلة من القيم الأخرى الأصيلة والقوى المعادلة لهذه العوامل والمؤثرات ما يبطل – أو يضعف – أثر هذه العوامل ولكن الحقيقة أيضا أن هذه العوامل والمؤثرات شكلت – عندما انتشرت وتعاظمت – حالة يمكن أن نطلق عليها (القابلية للعلمنة) شبيهه بتلك (القابلية للخضوع) التي قصدها الشيخ عبد الحميد بن باديس، والمفكر مالك بن نبي، والتي أطلقوا عليها: قابلية للاستعمار، إضافة إلى أن هذه العوامل مثلت ثغورا نفذ منها العلمانيون إلى بناء الفكري الإسلامي، وعلى ذلك:- فإن هذه العوامل والمؤثرات رغم وجودها في مسيرة الأمة إلا أنها لم تكن عناصر فاعلة إلا في القرنين الأخيرين، وذلك لأن العوامل المساعدة المنشطة التي تحث هذه العناصر على التفاعل لم تكن متوفرة بشكل كاف قبل ذلك ومن أبرز هذه العوامل المساعدة:- الهزيمة النفسية لدى المسلمين وتوجه الغرب إلى الغزو الفكري مع – أو بدلا من – الغزو العسكري الذي أثبت إخفاقه وحده عبر حروب صليبية طويلة. (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ثبت المراجع
(5) طبيعة هذا المبحث أنه مختصر، ومن أراد التفاصيل فيرجع إلى كتاب العلمانية للدكتور: سفر الحوالي.
(6) جذور العلمانية والتغريب في العالم الإسلامي – خالد أبو الفتوح – البيان 159
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 08:23]ـ
ما الوسائل التي ساعدت على انتشار العلمانية في العالم الإسلامي؟
والإجابة عن هذا التساؤل تكون بشكل مجمل، لأن الغرض هنا هو رسم صورة عامة إجمالية لهذا الموضوع والآن إلى أهم هذه النقاط:-
-1 من خلال الاحتلال العسكري الاستعماري:- فقد وفدت العلمانية إلى الشرق في ظلال الحراب العسكرية وعبر فوهات المدافع البوارج البحرية.
-2من خلال البعثات العلمية التي ذهبت من الشرق إلى الغرب لطلب العلم والتقدم فعاد الكثير منها بالعلمانية لا بالعلم، ذهبوا لدراسة الفيزياء والكيمياء والإحياء والجيولوجيا والفلك والرياضيات فعادوا بالأدب واللغات والاقتصاد والسياسة والعلوم الاجتماعية والنفسية بل دراسة الأديان وبالذات الدين الإسلامي في جامعات الغربية ولك أن تتصور حال شاب مراهق يحمل الشهادة الثانوية ويلقى به بين أساطين الفكر العلماني الغربي على اختلاف مدارسه بعد أن يكون قد سقط إلى شحمة أذنيه في حماة الإباحية والتحلل الأخلاقي، وما أوجده كل ذلك لديه من صدمة نفسية واضطراب فكري ليعود بعد عقد من السنين بأعلى الألقاب الأكاديمية وفي أهم المراكز العلمية بل القيادية في وسط أمة أصبح ينظر إليها بازدراء وإلى تاريخها بريبة واحتقار وإلى قيمها ومعتقداتها وأخلاقها – في أحسن الأحوال – بشفقة ورثاء -، إنه لن يكون بالضرورة إلا وكيلا تجاريا لمن علموه وثقفوه ومدنوه وهو لا يملك غير ذلك ولئن كان هذا التوصيف للبعثات الدراسية ليس عاما فإنه الأغلب وبالذات في أوائل عصر البعثات وما (طه حسين) و) (رفاعة الطهطاوي) إلا أمثلة خجلي أمام غيرهم من الأمثلة الصارخة الفاقعة اللون مثل (زكي نجيب محمود) و (محمود أمين العالم) و (فؤاد زكريا) و (عبد الرحمن بدوي) وغيرهم الكثير، ولئن كان هذا الدور للبعثات العلمية تم ابتداء من خلال الابتعاث لعواصم الغرب فإن الحواضر العربية الكبرى مثل (القاهرة – بغداد – دمشق) أصبحت بعد ذلك من مراكز التصدير العلماني للبلاد العربية الأخرى من خلال جامعاتها وتنظيماتها وأحزابها وبالذات لدول الجزيرة العربية -3 من خلال البعثات التبشيرية: -
فالمنظمات التبشيرية النصرانية التي جابت العالم الإسلامي شرقا وغربا من شتى الفرق والمذاهب النصرانية جعلت هدفها الأول زعزعة ثقة المسلمين بدينهم وإخراجهم منه، وتشكيكهم فيه، حتى ,عن لم يعتنقوا النصرانية وليس أجدى من العلمانية وسيلة لهذا الغرض والأمر ليس من باب التخمين والافتراض بل نطقت بهذا أفواههم وخطته أقلامهم.
-4 من خلال المدارس والجامعات الأجنبية:-
ففي أواخر الدولة العثمانية وحين سيطر الماسونيون العلمانيون على مقاليد الأمر سمح للبعثات التبشيرية والسفارات الغربية بإنشاء المدارس والكليات وانتشرت في بلاد الشام والأناضول انتشار النار في الهشيم وخرجت أجيالا من أبناء المسلمين وبناتهم أصبحوا بعد ذلك قادة الفكر والثقافة ودعاة التحرر والانحلال.
5 - من خلال الجمعيات والمنظمات والأحزاب العلمانية التي انتشرت في الأقطار العربية والإسلامية ما بين يسارية وليبرالية وقومية وأممية وسياسة واجتماعية وثقافية وأدبية بجميع الألوان والأطياف وقد تختلف هذه التجمعات في أي شيء إلا في تبني العلمانية والسعي لعلمنة الأمة كل من زاوية اهتمامه والجانب الذي يعمل من خلاله.
-6 من خلال البعثات الدبلوماسية:- سواء كانت بعثات للدول الغربية في الشرق أو للدول الشرقية في الغرب فقد أصبحت في الأعم الأغلب جسورا تمر من خلالها علمانية الغرب الأقوى إلى الشرق الأضعف من خلال الاقتداء ومن خلال المنح الدراسية وحلقات البحث العلمي والتواصل الاجتماعي والمناسبات والحفلات ومن خلال الضغوط الدبلوماسية والابتزاز الاقتصادي وليس بسر أن بعض سفارات الدول الكبرى أكثر أهمية وسلطة من القصر الرئاسي أو مجلس الوزراء في تلك الدول الضعيفة التابعة.
-7 من خلال الشركات الغربية الكبرى التي وفدت لبلاد المسلمين مستثمرة في الجانب الاقتصادي، لكنها لم تستطع أن تتخلى عن توجهاتها الفكرية، وقيمها وأنماط حياتها الاجتماعية وهذا أمر طبيعي، فكانت من خلال ما جلبته من قيادات إدارية وعمالة فنية احتكت بالشعوب الإسلامية سببا مهما في نشر الفكر العلماني وقيمه الاجتماعية وانعكاساته الأخلاقية والسلوكية، ولعل من المفارقات الجديرة بالتأمل أن بعض البلدان التي كان يعمل فيها بعض الشركات الغربية الكبرى من أمريكية وبريطانية لم تبتل بالتنظيمات اليسارية، ولم تنشأ إلا في هذه الشركات في أوج اشتعال الصراع بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الغربي. (7)
ثبت المراجع
(7) العلمانية ... التاريخ والفكرة – د/ عوض بن محمد القرني – بتصرف وانظر (ملف العلمانية) من مجلة البيان [العلمانية 159 - 161]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 08:31]ـ
وهنا تأتي الإجابة بأنه يجب إقامة [رفع الالتباس عن العلمانية] وأن الإسلام والعلمانية لا يلتقيان أبدا ومن هنا فإن الواجب الأول للدعاة إلى هذا الدين في الأرض أن ينزلوا اللافتات الخادعة المرفوعة على الأوضاع الجاهلية والتي تحمي هذه الأوضاع لسحق جذور هذا الدين في الأرض جميعا ... ونقطة البدء في أي حركة إسلامية هي تعرية الجاهلية من ردائها الزائف وإظهارها على حقيقتها .. شركا وكفرا. (8) وكشف أصنام هذا العصر من أفكار وزعماء وأحزاب ليتميز حزب الله وأوليائه عن حزب الشيطان وأتباعه ويمكن للأمة أن تتخذ موقف العداء الصحيح للأنظمة العلمانية الجاهلية بحيث يقوم هذا الموقف على أساس أن العلمانية التي تقوم عليها تلك الأنظمة تعني الرغبة عن شرع الله إلى غيره، وإباحة المحرمات، واتخاذ الولي من دون الله .. وكل هذا من الكفر والشرك الذي يتنافى مع الإسلام .. ومن ثم فلابد من رفض هذه الأنظمة العلمانية لأنها تقوم على محادة أحكام الله ومراغمة شرائعه التحاكم ابتداء إلى غير الكتاب والسنة .. ولأن القبول بهذه الأنظمة هو إعراض عن تحكيم الشريعة وهذا يعني الكفر والردة عن الإسلام.
لابد أن تتبين الأمة هذا الواقع بهذا الوضوح لتدرك أن حركات الإحياء الإسلامي إنما تريد (أن ترد ديار الإسلام للإسلام لا لشخص بعينه وللحكم الإسلامي، لا لأي حكم .. ومن ثم ينتفي عن الأمة شبهة الدافع الحزبي أو الشخصي .. وتصير القضية خالصة للإسلام. (9)
فالقضية ليست قضية حاكم يراد استبداله بآخر، .. بل خلاف في أساس (العقيدة) بين الإسلام والعلمانية .. خلاف بين عقيدة (التوحيد) التي ترى أن أولى مهماتها العمل على تحطيم مبدأ (الصنمية) في أي شكل من أشكاله، وبين عقيدة (الشرك) التي ترى في فكرة التوحيد فكرة تستهدف القضاء عليها وتسفيه أحلامها وعقائدها، ومن هنا تحاربها بكل ما تملك من قوة .. فالخلاف بين الإسلام والعلمانية في مستوى اللا التقاء ولا يمكن أن يعيش الاتجاهان في سلام ... ولا يمكن أن يقام بينهما قنطرة اتصال ... ويستحيل التوفيق بينهما في وضع واحد.
لابد أن تبين الأمة أيضا أن هذه الأنظمة العلمانية التي تقوم على مبدأ إلغاء الشريعة الإسلامية والإقرار بحق التشريع المطلق لبشر من دون الله، والتحاكم في الدماء والأموال والأعراض إلى غير ما أنزل الله .. هذه الأنظمة باطلة ولا تجوز طاعتها لأنها تمثل حالات (خروج) عن (الشرعية) و (اغتصاب) للسلطة الشرعية من المسلمين وهذا وضع يستلزم أن يقوم المسلمون بتصحيحه، وإعادة الشرعية إلى الأمة المسلمة.
لابد أن تتبين الأمة أن هذه الأنظمة العلمانية تفتقد المشروع الحضاري لأنها تنحي الإسلام عن الحياة، وترضى بالتبعية الذليلة لأعدائنا .. في صورة الرضا بمكاننا من السلم الحضاري ضمن النظام الدولي!! وهذا يجعلنا في حالة احتياج دائمة .. وهذا الاحتياج يولد التبعية مرة أخرى .. وتبقى الأمة في هذه الحلقة المفرغة التي لا خلاص منها إلا برفض هذه الأنظمة العلمانية.
لابد أن تتبين الأمة أن حقيقة هذه الأنظمة العلمانية أنها سلسلة من التآمر قسمت أدوارها في الخفاء لتجر الأمة إلى التنازل عن قيمها وأصالتها وهويتها، وتلحق بالغرب الكافر جوهرا وحقيقة .. وإن حقيقة الحكام القائمين على هذه الأنظمة أنهم (عملاء) ليس لهم غاية إلا كرسي الحكم والعض عليه بالنواجذ ولو أدى ذلك إلى تدمير الأمة وتقديمها لأعدائها ليقوموا بافتراسها فإذا تبينت الأمة كل هذا، وتحقق في حسها (الفرقان) وتميزت أمام أعينها الرايات، واتضحت الصفوف .. كانت الانطلاقة القوية للإحياء الإسلامي، ذلك لأن قوة الاندفاع بالحق لا تنشأ فقط من شعور صاحب الحق أنه على الحق ولكن كذلك من شعوره أن الذي يحاده ويحاربه إنما هو على الباطل. (10) وكلما ظهر فساد الباطل وبطلانه، أسفر وجه الحق واستنارت معالمه ووضحت سبله وتقررت براهينه) (11) إن الرحلة الطويلة لإعادة العالم الإسلامي إلى الإسلام .. وإعادة الإسلام إلى العالم الإسلامي وإلى كل أرجاء الأرض ... إنما تبدأ من هنا .. من (إسقاط اللافتات الكاذبة وكشف المقولات الغامضة وفضح الشعارات الملبسة التي تتخفى وراءها العلمانية الكافرة – بأفكارها وأفرادها وتجمعاتها لتبث بسمومها في عقول وقلوب أبناء هذه الأمة .. وتلبس على العامة أمر دينهم وعقيدتهم، بل تحفزهم ضد إخوانهم الصادقين الواعين بحقيقة هذه الصراع المنبهين إلى خطره الداهم على الدين وأهله). (12)
إن) الفرقان) بين الإسلام والعلمانية، لابد أن يكون من القوة والتحديد وكأنه (سيف بتار) لا يثنيه ثان، ولا تنزع (العقبات) نصله وتحوله إلى سيف من خشب!!.
وعندها ستكون المواجهة الصحيحة للعلمانية الجاهلية من حيث تقف هذه الجاهلية فعلا، لا من حيث تزعم والمسافة بعيدة بين الزعم والواقع .. بعيدة جدا. (13)
وبكلمة:- لقد غابت راية الإسلام عن أرض الإسلام وحكمتها نظم علمانية لا دينية تعلي أحكام الجاهلية، وتتستر بلافتة الإسلام ومن ثم وجب على كل من يضطلع بمهمة إحياء الأمة الإسلامية، أن يسقط هذه اللافتة الكاذبة عن العلمانية لتظهر على حقيقتها .. (كفرا وشركا) يناقض التوحيد والإسلام، وليس له أدنى (شرعية) في أن يحكم ديار الإسلام ... وليس لحكامه (العملاء) أدنى حق في السمع والطاعة من الأمة .. وليكون هذا (الفرقان) بين الإسلام والعلمانية هو نقطة البدء في إسقاط العلمانية وقطع الطريق على عودتها في المستقبل).
تم بحمد الله تعالي ...
ثبت المراجع:-
(8) طريق الدعوة – أحمد فائز – ص 107
(9) الجهاد الأفغاني ودلالاته – محمد قطب – ص 47
(10) في ظلال القرآن ج2 ص 1105، طريق الهجرتين ص 140
(11) معالم الانطلاقة الكبرى محمد عبد الهادي المصري ص 194، 197
(12) السابق ص 197
(13) انظر الأمة الإسلامية من التبعية إلى الريادة – د. محمد محمد بدري ص 34: 38
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجندى]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 10:49]ـ
مساهمة بسيطة لإثراء ملف العلمانية
http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=31744&postcount=9
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 04:19]ـ
ماشاء الله تبارك الله .. جعله الله بميزان حسناتك
أتمنى منكم أن تزودونا بملف مماثل عن "العصرانية والاستنارة" بمثل هذا التأصيل العلمي, واذا كنتم تعرفون كتباً في هذا الباب فلاتبخلوا بنصيحتكم؟
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 04:38]ـ
الأخ الجندي/جزآكم الله خيراً مساهمة رائعة وممتازة جعلها الله في ميزان حسناتك.
الأخ /عبد الرحمن العلي ... جزآكم الله خيراً.
-هناك عدة أبحاث في موضوع العصرانية مثل أبحاث الشيخ الفاضل /سليمان الخراشي حفظه الله، وكذلك هناك مبحث رائع أطلعت عليه للشيخ محمد بن شاكر الشريف حفظه الله بعنوان "تجديد الخطاب الديني" وهو أكثر من رائع.
رابط الكتاب:- http://albayan-magazine.com/monthly-books/index.htm(/)
متى يجوز التحاكم الى المحاكم التي تحكم بغير ما أنزل الله (مقطع مهم)
ـ[نجيب]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 07:36]ـ
قال معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ضمن شرحه لكتاب التوحيد باب قول تعالى: ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أًرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا? [النساء:60 - 62].
الحالة الثانية أنه لا يريد التحاكم؛ ولكنه حاكم إما بإجباره على ذلك كما يحصل في البلاد الأخرى أنه يجبر أن يحضر مع خصمه إلى قاض يحكم بالقانون، أو أنه علم أن الحق له في الشرع، فرفع الأمر إلى القاضي في القانون لعلمه أنه يوافق حكم الشرع، فهذا الذي رفع أمره في الدعوة على خصمه إلى قاض قانوني لعلمه أن الشرع يعطيه حقه وأن القانون وافق الشرع في ذلك:
• فهذا الأصح أيضا عندي أنه جائز.
• وبعض أهل العلم يقول يشركه ولو كان الحق له.
والله جل وعلا وصف المنافقين بقوله ?وَإِن يَّكُنْ لَهُم الحَقّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ? [النور:49]، فالذي يرى أن الحق ثبت له في الشرع وما أجاز لنفسه أن يترافع إلى غير الشرع إلا لأنه يأتيه ما جعله الله جل وعلا له مشروعا، فهذا لا يدخل في إرادة التحاكم إلى الطاغوت، فهو كاره ولكنه حاكم إلى الشرع، فعلم أن الشرع يحكم له فجعل الحكم الذي عند القانوني جعله وسيلة لإيصال الحق الذي ثبت له شرعا إليه.
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 02:31]ـ
أو كالذي يجد رفع مظلمته عند كافر فيستعين به على خصمه ليصل إلى حقه
او كالذي يستجير بكافر من عدو متربص لفقدان المعية الصالحة التي تأمنه على دينه وماله وعرضه
بخلاف من استباح التحاكم إلى القوانين الوضعية أكان بالقول أو الفعل وكلاهما بمنزلة التحاكم للطاغوت
هذا والله أعلم
والله من وراء القصد(/)
هل كان ابن تيمية رحمه الله متصوفًا؟
ـ[معاند]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 11:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلغني أن شيخ الإسلام إبن تيمية متصوفًا فهل ما قيل عنه صحيح؟
للتنبيه و الإيضاح:-
يجب التنويه بأن ابن تيمية رحمه الله كان من أهل التصوف فقد كان يقر بأعمال أهل التصوف و يفعلها من أوراد و غيره.
1 - الورد القيومي لابن تيمية:
( .. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: من واظب على يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر أربعين مرة أحيى الله بها قلبه .. ) مدارج السالكين لابن القيم الجزء 3 الصفحة 264
2 - إِبْن تَيْمِيَة يُثبت حَيَاةُ الخَضِر وَإجْتِمَاعُه بِالنَبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
http://www.frzdqi.net/alnoor/timiah/a1-88.jpg
3- قدرة الأولياء على تدبير الكون.
http://frzdqi.net/alnoor/mosharkat/a1-5.jpg
4- إِبْن تَيْمِيَة الصُوفِي يُقِرُّ بِالبِدْعَة الحَسَنةْ
5 - "الصوفية ... من أكمل صديقي زمانهم"
http://frzdqi.net/alnoor/timiah/a01211j.jpg
و غير ذلك من الأمور التي يقر بها ابن تيمية كالإحتفال بالمولد النبوي و غيرها.
و لكن كذلك يجب التنويه بأن الشيخ ابن تيمية رحمه الله سجن مرات عديدة و توفي في السجن عندما حكم عليه باتفاق علماء المذاهب الأربعة حينذاك لمخالفته الحق و استخدامه التشبيه في حق الله عزوجل و ما نحو ذلك.
و الله الموفق و الهادي إلى سواء السبيل
نرجو ممن لديه مرجع لهذا
ننتظر تعليقاتكم ..
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 03:54]ـ
ردود ابن تيمية على "المتصوفة" أشهر من أن تذكر, فكيف يجعل صوفياً؟!
عجبي؟!!
ـ[معاند]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 04:48]ـ
عبد الرحمن العلي .. ما حقيقة ما نسب إليه من الكلام أعلاه و على أنها جزء من كتاباته؟
وفقك الله ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:03]ـ
فتوى الخضر فليست له
أما باقي ما ذُكر فراجع هذه الرسالة لتقف على الحقيقة:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1854
ـ[معاند]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:23]ـ
الأخ المقدادي
شكرا لتعليقك و أشكرك كذلك على ما تفضلت بوضعه ..
في أثناء نقلي من الرسالة و وضعي لرابطها للرد على السائل ,, بحثت في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية .. فوجدته فعلا قد قال ما قال عن قصة الخضر ..
وجدتها في هذا الرابط .. فهل هناك تفسير لما قيل؟
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=252&CID=76#TOP
تجدها في جوابه على السؤال الثاني ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:29]ـ
العفو
و الفتوى هذه ليست له , و للشيخ بكر أبو زيد تعليق عليها , و هناك أدلة كثيرة على انها ليست له حتى ان الشيخ ابن قاسم لما اضافها في المجموع وضع تعليقا عليها يدل على تشكيكه في صحتها , و قد ذكر نجل ابن القيم وابن عبدالهادي - فيما أذكر - ان الشيخ له رسالة في عدم حياة الخضر عليه السلام و انه يرى انه غير حي و هي المثبتة في مجموع فتاويه و قد أطال النفس فيها
و قد تم نقاش المسألة هذه قديما في ملتقى أهل الحديث فإن وجدتُ الرابط سآتيك به ان شاءالله
ـ[معاند]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:33]ـ
جُزيت خيرًا على ما تفضلت به أخي المقدادي ..
و في انتظار وضعك للرابط .. و أتمنى من باقي الإخوة أن يتكرموا بوضع الرابط إذا توفر لديهم ..
في حفظ الرحمن.
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:36]ـ
وجدتُ الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62736&highlight=%C7%C8%E4+%CA%ED%E3% ED%C9+%ED%D1%EC+%C7%E1%CE%F3%D 6%F6%D1
و قد وهمتُ حينما قلت ان نجل ابن القيم ذكر عن الشيخ انه يرى وفاته و الصحيح ان من ذكر ذلك هو الشيخ البعلي الحنبلي في كتابه اختيارات ابن تيمية و تجده في الرابط أعلاه
ـ[معاند]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:45]ـ
جاري القراءة ..
بارك الله فيك ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:46]ـ
و فيك بارك(/)
نحو نهضة أمة-للشيخ /عبد المجيد الشاذلي.
ـ[المدرس المسلم]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 02:28]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد:-
لكي تكون هناك نهضة لابد لها من شروط أهمها:
· أولاً: تصحيح المفاهيم:
1 - تصحيح المفاهيم في التوحيد وعقيدة أهل السنة وذلك:
* بإثبات توحيد الإلوهية مع توحيد الاعتقاد خلافا للمفاهيم المغلوطة للمتكلمين.
* بيان المفاهيم الصحيحة للحاكمية.
* بيان المفاهيم الصحيحة للولاء والبراء.
* بيان علاقة التوحيد والإيمان والإسلام والقول والعمل والظاهر والباطن.
* بيان عقيدة أهل السنة والجماعة.
2 - تصحيح المفاهيم بالنسبة للشرعية:
* شرعية الوضع وشرعية الحكم، وهي التي تحدد علاقة الحاكم بالمحكوم.
* والضوابط التي تحدد والتي تحكم تصرفاته في الدماء والأموال.
* ومتى تتحقق شرعية حكمه ومتى تسقط، وشروط توليته وآليات عزله من خلال قنوات شرعية تؤمن الاستقرار.
ولأن هناك مفهومات مغلوطة تطلق سلطة الحكم وتغُل يد الأمة عن التصحيح والرقابة والترشيد والمشاركة وحق التغيير.
كذلك هناك مفهومات مغلوطة تطلق يد الحاكم في التصرف في الأموال وأحيانا في الدماء فأصبح توضيح هذه الأمور وتصحيح المفاهيم فيها من أوجب الواجبات وذلك حتي لا يحسب علي الإسلام وشريعته اجتهادات موروثة مغلوطة هو منها برىء.
3 - بيان طبيعة النظام السياسي الإسلامي التي تحقق التعددية من خلال قواعد شعبية إسلامية راسخة البنيان تغطي مساحتها مجمل الأمة.
وكذلك تحقق الحفاظ علي الثوابت وتضع المدني فوق العسكري وتحقق التداول السلمي للسلطة والتعاون الدائم بين من هو في السلطة ومن هو خارجها وليست كنظام المعارضة الغربي بل الكل يد واحدة لا تناحر فيها ولا تآمر و لا خداع وذلك كله في إطار أهل السنة ولكن مع الحفاظ علي الحريات والعدل وحقوق الإنسان وتحقيق التوازن بين السلطة والأمة والأجهزة، فطغيان السلطة لايؤمن معه الاختراق والخيانة وتعطيل الشرع وضياع الحقوق. وقوة الأجهزة وضعف السلطة يعدو الأمر كما قيل:
خليفة في قفص بين وصيف وبغا يقول ما قالا له كما تقول الببغا.
وشيوع الفتن في الأمة نتيجة لضعف السلطة والأجهزة يعود بنا إلي عهد ما قبل الدولة، وقيام الدولة وقوتها أمر مهم جدا في التعاليم الإسلامية.
4 - بيان طبيعة النظام الاقتصادي الذي يحقق الحلال والازدهار ويخرج بلاد الإسلام من سيطرة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومؤسسات التمويل الأخرى.
للحفاظ علي استقلال الأمة وحثي لا تدفعها القروض والديون إلي مرحلة الإفلاس ووضع خيراتها تحت سيطرة الدائنين لتحصيل حقوقهم فلا تخلص من النهب والفساد والفقر والإفلاس والبطالة والعنوسة والجريمة والضياع وتفكيك الأسرة وادمان المخدرات وفتك الأمراض والسياحة الجنسية وتجارة الأطفال والغلمنة والرقيق الأبيض، وكذلك الاقتصاد الذي يراعى التوزيع العادل للثروة وتوسيع قاعدة الملكية والإنتاجية والانتفاع.
5 - النظام الاجتماعي: سلوك فردي مستقيم وأسرة صالحة متماسكة.
وحقوق متوارثة بين الأم والأب والأبناء تحفظ تماسك الأسرة وقيامها بدورها ونظام فعال وقضاء سريع لمواجهة ما يطرأ من خصومات حتي تعود الأمور سريعا إلي البيئة الصالحة والمناخ الطيب للتربية الإسلامية التي تربط الدنيا بالدين والعاجلة بالآجلة.
· ثانيًا: الإحياء
وإحياء الأمة هو تصحيح المفاهيم مع قوة الشعور الديني وحسن الصلة بالله سبحانه وتعالي وتوقير رسوله الكريم ودينه القويم مع وعي بالواقع وترسيخ للقيم وخصوصا علو الهمة ومضاء وصدق العزيمة وإرادة النهضة والتجرد والتضحية حتي تخرج الأمة من النفق المظلم وتخرج من التبعية والاستضعاف إلى الريادة والتمكين، اليابان الوثنية عندما احتلتها دول الغرب رسخوا هويتهم وتمسكوا بها ورفعوا شعار: مجدوا الإمبراطور اطردوا البرابرة حتي إذا تحقق لهم ذلك لم يرضوا لأنفسهم انبهارا بحضارة الغرب أن يضعوا أنفسهم في منطقة الذيل بالتبعية لمراكز القوي والإشعاع الحضاري في الغرب بل صمموا علي المضارعة اعتزازا منهم بهويتهم المغايرة فحققوا ذلك وانتقلوا من الاقتصاد الزراعي إلي الحضارة التجارية إلي الثورة الصناعية في خمسين عاما في العهد الميجى1830 - 1880 م.
· ثالثاً: تحقيق التنمية في شتي المجلات.
فلابد للحركة الإسلامية من فتح الملفات ورفع سقف المعرفة في هذا المجال للوصول إلي مستوي حكومة الظل وبيت الخبرة.
· رابعاً: هو نقل التكنولوجيا.
ميكانيكية وحيوية، زراعية وغير زراعية، وكيميائية، وامتلاك هذه التكنولوجيا وليس فقط استهلاكها، وتوطينها وتطويرها.
· خامساً: هو بناء عناصر قوة الدولة. وذلك أمر معروف في علوم الجغرافيا السياسية والجغرافيا الإستراتيجية
· سادساً: هو حماية المكتسبات والحفاظ على الأمة من الاختراقات.
ولابد للحركات الإسلامية من أن تحافظ علي نفسها وتبذل جهدا مستمرا للخروج من التهميش والهيمنة والمطاردة, وتكوين رؤية متكاملة وطرحها علي الأمة وبث الوعى بهذه الرؤية بكل الطرق ومنها الدعوة الفردية فضلا عما يتاح لها من منابر ذلك حتى تتكون قواعد شعبية ضخمة ورأي عام رافض للعلمانية والتبعية وولاء الكافرين ورافض للفساد والضياع، ولتحقيق كل ذلك لابد من ترك التعصب الممقوت والبحث عن عوامل الوحدة وليس عن مقومات التفريق والتكامل من خلال التعدد، مع المرونة والقدرة علي المناورة والواقعية، فما لا يدرك كله لا يترك كله والميسور لا يسقط بالمعسور ولكن مع الاحتفاظ بالهدف بصدق يعلمه الله الذي لا يخفي عليه خافية، ومع تفعيل وتنويع وتوسيع طرائق المواجهة " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" وستخرج الأمة من النفق المظلم وسيفرح المؤمنون بنصر الله.
http://www.alshazly.net/articles/22.htm(/)
طلب كتب عن العصرانية والاستنارة؟
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 04:16]ـ
معاشر الألوكيين:
ماهي أفضل الكتب التي تعطي تأصيلاً لطالب العلم في موضوع "العصرانية والاستنارة"؟
وهل تعتبرون كتاب "العصرانيون" لمحمد حامد الناصر: كافٍ في بابه؟
شكر الله لكم سعيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 04:21]ـ
حياك الله ..
لعلك تجد هنا ما يفيد:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/22.htm
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/index.htm
وفقكم الله ..
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 05:08]ـ
يوجد كتاب "تجديد الفكر الاسلامي" رسالة دكتوراه
لعدنان أمامه , وهو متوفر في المكتبات
ـ[الرايه]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 09:38]ـ
أبحاث و كتب حول حقيقة العصرانية وتاريخها في بلاد المسلمين
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4182
الأفكار العامة لمذهب عصرنة الإسلام .. للشيخ سفر الحوالي
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4100
ـ[معاند]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 10:42]ـ
سؤال جانبي يا إخوان ..
ماهي العصرانية؟؟ أتمنى أن لا يأتي شخص و أن يعطيني رابط لكتاب أوينسخ لي مقال طويل ,,
أريد توضيحا بسيطا ,,
شكرا لكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 11:15]ـ
جواب على سؤالك اخي معاند
المدرسة العقلية او العصرانية
اسم يطلق على ذلك التوجه الفكري الذي يسعى إلى التوفيق بين نصوص الشرع وبين الحضارة الغربية والفكر الغربي العاصر، وذلك بتطويع النصوص وتأويلها تأويلا جديدا يتلاءم مع المفاهيم المستقرة لدى الغربيين، ومع انفجار المعلومات والاكتشافات الصناعية الهائلة في هذا العصر، وتتفاوت رموز تلك المدرسة تفاوتا كبيرا في موقفها من النص الشرعي، ولكنها تشترك في الإسراف في تأويل النصوص، سواء كانت نصوص العقيدة، أو نصوص الأحكام، أو الأخبار المحضة، وفي رد ما يستعصي من تلك النصوص على التأويل. وقد يسميها بعضهم "بالمدرسة العصرانية" نسبة إلى العصر الذي خضعت لظروفه وتأثرت به
ـ[معاند]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 12:15]ـ
جزاك الله خير أخي أبو محمد ..
أفدتني و اختصرت علي .. :)
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 10:22]ـ
أبحاث و كتب حول حقيقة العصرانية وتاريخها في بلاد المسلمين
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4182 (http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4182)
الأفكار العامة لمذهب عصرنة الإسلام .. للشيخ سفر الحوالي
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4100 (http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4100)
الروابط لا تعمل بارك الله فيك(/)
الإعتداء في الدعاء والأخطاء العقدية في القنوت عند بعض الأئمة ـ هداهم الله ـ فاحذر
ـ[أبو تركي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:49]ـ
الاعتداء في الدعاء
والاعتداء في الدعاء عرّفه ابن القيم رحمه الله بقوله:
" كل سؤال يناقض حكمة الله أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره أو يتضمن خلاف ما أخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله "، وقد فسره رحمه الله "بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من الإعانة على المحرمات وتارة بأن يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يساله تخليده إلى يوم القيامة أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب أو يسأله أن يطلعه على غيبه أو يساله أن يجعله من المعصومين أو يسأله أن يهب له ولدا من غير زوجة ولا أمة ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء".ا. هـ (بدائع الفوائد3/ 13)
ألا وإنّ مما ابتليت به الأمة في بعض الأمصار من محدثات في طريقة الدعاء أو في ألفاظ الأدعية حتى رأينا وسمعنا ألوانا منها صعب علينا إحصاؤها فضلاً عن إنكارها، وربما توارثها الناس جيلاً بعد جيل إلى أن استقر الأمر عند بعضهم أنها من السنة وهي ليست كذلك، فإذا تُركِت قيل: تُركت السنة
فمن تلك الأمور المحدثة:
أولا: التغني بالدعاء في القنوت والتطريب والتلحين وهو أمر مُحدَث ويدل لذلك:
1ـ أنّ الأصل في العبادات المنع والتوقف لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة (مَن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد) رواه البخاري، فليس المنع مقتصراً على أصل العبادة فحسب بل حتى في صفتها ووقتها وعددها وزمنها ومكانها وهيئتها، ولا دليل على صفة التغني بالقنوت فكيف نتعبد الله بما لم يشرع لنا، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ونقل إلينا.
2ـ إنّ الأمر بالتغني والترتيل إنما ورد في تلاوة القرآن لما روى البخاري في صحيحة عن أبي هريرة (ليس مِنا من لم يتغن بالقرآن) فلم يقل: يتغن بالدعاء، وإنما بالقرآن، وقال عليه الصلاة والسلام (زينوا القرآن بأصواتكم) ولم يقل: زينوا الدعاء.
3ـ ذَكَرَ شيخ الاسلام أنّ إدخال الألحان في الصلوات هي من طريقة النصارى حيث قال في الفتاوى 28/ 611: (وكذلك إدخال الألحان في الصلوات لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون) ا. هـ، ومن ذلك مانشاهده في العصر الحاضر مما تبثه بعض القنوات والإذاعات من الأدعية البدعية و الابتهالات الملحنة.
4ـ إنك لو سألت الخطيب: هل تتغنى بالدعاء على المنبر؟ لقال: لا، ولو سألت المصلي هل يتغنى بالدعاء في سجوده؟ لقال: لا، ولو سألت المصلي الذي في المسجد ينتظر الصلاة: هل تتغنى بالدعاء؟ لقال: لا، إذن فما الذي خَصَّ دعاء القنوت بهذا التغني والتلحين والترتيل الذي نسمعه اليوم دون بقية الحالات؟؟ فإنّ الشريعة لا تفرق بين المتماثلات ولا تجمع بين المختلفات.
5ـ أنّ التغني والتطريب بالدعاء من أسباب رده وعدم قبوله لأنه اعتداء في الدعاء، قال الكمال بن الهمام الحنفي (ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح والإشتغال بتحريات النغم إظهارا للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية فإنه لا يقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الرد.ا. هـ (فيض القدير1/ 229)
ولك أخي الكريم أن تتأمل وأنت تسمع بعضهم وهو يدعو وكأنه يقرأ القرآن بالتجويد والقلقلة والإخفاء والإظهار، ويراعي المد المتصل والمنفصل. حتى إنك ترى بعض المصلين عند سماعه للقنوت لا يفرق بين القرآن وبين الدعاء.
وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية 6/ 76 برقم (21263) وتاريخ20/ 12/1420هـ بما نصه: وعلى الداعي ألاّ يشبِّه الدعاء بالقرآن فيلتزمَ قواعد التجويد والتغني بالقرآن فإن ذلك لا يعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم.
قلت: ومادام أنه ليس من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام ولا صحابته الكرام فكيف يسوغ لنا أن نحدث في دين الله مالم يأذن به الله؟ ألا فليسعنا ما وسع سلفنا الصالح رحمهم الله، ولنتلزم السنة فإنها سفينة نوح من ركبها نجا ومن حاد عنها غرق وهلك، والعياذ بالله.
ثانيا: من المحدثات: رفع الصوت بالدعاء وهو فعل منكر لأمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام أنكر على الصحابة عندما رفعوا أصواتهم بالدعاء، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس إِربَعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو معكم، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته. قال الحافظ في الفتح 6\ 135: قال الطبري: فيه كراهية رفع الصوت بالدعاء والذِّكر، وبه قال عامة السلف من الصحابة والتابعين.ا. هـ.
2ـ قال شيخ الإسلام في الإستقامة 1/ 322: إن رفع الأصوات في الذِّكر المشروع لا يجوز إلا حيث جاءت به السنة كالأذان، والتلبية، ونحو ذلك، فالسنة للذاكرين والداعين ألا يرفعوا أصواتهم رفعاً شديداً .... وقد قال تعالى (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) سورة الأعراف 55 وقال عن زكريا (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً) سورة مريم 3 وقال تعالى (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) سورة الأعراف 205 وفي هذه الآثار عن سلف الأمة وأئمتها ما ليس هذا موضعه كما قال الحسن البصري رفع الصوت بالدعاء بدعة وكذلك نصّ عليه أحمد ابن حنبل وغيره.
3 - وقال الألوسي في روح المعاني ج8/ص139: وترى كثيراً من أهل زمانك يعتمدون الصراخ في الدعاء خصوصاً في الجوامع حتى يعظم اللغط ويشتد، وتستك المسامع وتستد، ولا يدرون أنهم جمعوا بين بدعتين: رفع الصوت في الدعاء، وكون ذلك في المسجد، وروى ابن جرير عن ابن جريج: أنّ رفع الصوت بالدعاء من الإعتداء المشار إليه بقوله سبحانه (إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.) اهـ.
4ـ أخرج البخاري في صحيحة 5/ 2331: عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا) أنها قالت: أُنزِلَت في الدعاء.
ثالثاً: من الأمور المحدثة في الدعاء:التكلف في السجع:
قال ابن فارس في مقاييس اللغة3/ 104: السَّجع في الكلام، وهو أن يُؤتَى به وله فواصلُ كقوافِي الشِّعر، وقال ابن منظور في لسان العرب8/ 150:والسجع: الكلام المقفى، وسَجَّعَ تَسْجِيعاً تَكَلَّم بكلام له فَواصِلُ كفواصِلِ الشِّعْر من غير وزن.
1ـ فقد كره السلف التكلف في السجع ونهوا عنه، قال ابن عباس رضي الله عنهما لمولاه عكرمة (انظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الإجتناب).رواه البخاري.
2ـ وهو أيضا مِن أسباب عدم الإجابة؛ ولذلك قال القرطبي 7/ 226 (ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظاً مفقرة، وكلماتٍ مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها فيجعلها شعاره، ويترك ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل هذا يمنع استجابة الدعاء) ا. هـ.
رابعاً: من الأمور المحدثة: التكلف في ذكر التفاصيل:
1ـ فقد جاءت السنة في التحذير منه والحثّ على الإقتصار على الجوامع و الكوامل من الدعاء وترك الأدعية المطولة، بل فهم السلف الصالح أن المبالغة في ذكر التفاصيل في الدعاء هو نوع من الإعتداء كما جاء في سنن أبي داوود أنّ سعد بن أبي وقاص سمع ابنا له يدعو ويقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء. فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر.صحيح سنن أبي داوود برقم 1480.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت (كان النبي يستحب الجوامع من الدعاء ويَدَع ما سوى ذلك) صحيح سنن أبي داوود برقم 1482.وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها (عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي: اللهم إني أسألك من الخير كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل) الحديث .. رواه ابن ماجه والبيهقي، انظر صحيح الجامع برقم 4047.
أفلا نستحب يا أُمّةَ محمد ما كان يحبه عليه الصلاة والسلام من الجوامع؟
أفلا نعمل بوصية رسول الله لعائشة ـ وهي أحب نسائه إليه ـ بِجُمَلِ الدعاء؟
وتأمل أيها اللبيب قولها رضي الله عنها وهي تسأل الرسول عليه الصلاة والسلام فتقول: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال: قولي: اللهم إنكَ عفوٌ تُحب العفو فاعفُ عني. رواه الترمذي: صحيح الجامع4423.
وإنك لَتَعجَب عندما تسمع بعض الأئمة في قنوتهم وهم يتكلفون الوصف في الدعاء حيث يقول مثلا (اللهم ارحمنا إذا ثقل منا اللسان، وارتخت منا اليدان، وبردت منا القدمان، ودنا منا الأهل والأصحاب، وشخصت منا الأبصار، وغسلنا المغسلون، وكفننا المكفنون، وصلى علينا المصلون، وحملونا على الأعناق، وارحمنا إذا وضعونا في القبور، وأهالوا علينا التراب، وسمعنا منهم وقع الأقدام، وصرنا في بطون اللحود، ومراتع الدود، وجاءنا الملكان ... الخ) حتى جعلها موعظة يرقق بها القلوب ويزداد عجبك عندما تسمع بُكاء الناس ونشيجهم وهم يُؤَمِّنُون على هذا الدعاء، بل ويتسابقون على التبكير إلى هذا المسجد والصلاة خلف هذا الإمام، وقد تسمع من بعض الأئمة وهو يدعو على الأعداء فيقول (اللهم لاتدع لهم طائرة إلا أسقطتها، ولا سفينة إلا أغرقتها، ولا دبابة إلا نسفتها، ولا فرقاطة إلا فجرتها، ولا مدرعة إلا دمرتها، ولا .. ولا .. الخ) وكأنه يُملِي على الله كيف يفعل بالأعداء، فضلا عن أنه قد أقحم قنوت النوازل مع قنوت الوتر مع أن لكلٍ وقته وأحكامه وأدعيته التي وردت في السنَّة، فتنبه!! بينما كان يكفيه أن يقول اللهم عليك بهم أو اللهم انتقم منهم ونحو ذلك.
وانظر أيها الحبيب ماذا يقول أنس رضي الله عنه وهو يصف دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم {اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} متفق عليه،
وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء: على أئمة المساجد - وفقهم الله - الاجتهاد في معرفة السنة والحرص على العمل بها في جميع الأمور فالناس بهم يقتدون وعنهم يأخذون فالحذر الحذر من مخالفة السنة غلوا أو تقصيرا، ومن ذلك الدعاء في قنوت الوتر والنوازل: فالمشروع الدعاء بجوامع الكلمات والأدعية الواردة في حال من السكون والخشوع وترك الإطالة والإطناب والمشقة على المأمومين. (المجموعة الثانية 5/ 396)
خامساً: من الإعتداء في الدعاء أيضا تلك الأدعية التي تحوي في ثناياها ألفاظاً أو جملاً محذورة أو مُوهِمَة و مخالفة للشرع بل في بعضها ما يقدح في التوحيد ويخدش في الإيمان فمن ذلك:
1ـ قول بعضهم في الدعاء (في السماء مُلكك، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك ... )
وقد سُئِلَت اللجنة الدائمة للإفتاء عن هذه العبارة فكان الجواب:
"أما العبارة المذكورة في السؤال فتركها أولى؛ لأن فيها إيهاماً فقد يظن منها البعض تخصيص الملك بالسماء فقط، أو السلطان بالأرض فقط، وهكذا.وعظمة الله وملكه وسلطانه وقهره عام في جميع خلقه ".ا. هـ 26/ 369.
2ـ قول بعضهم (يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون ... الخ).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله (14/ 143) في جوابه عن حكم مثل هذا الدعاء فقال:" هذه أسجاع غير واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما ورد عنه من الأدعية ما هو خير منها من غير تكلف. والجملة الأولى: (يا من لا تراه العيون) إنْ أراد في الآخرة أو مطلقاً فخطأ مخالف لما دَلَّ عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح مِن أنَّ الله تعالى يُرَى في الآخرة، وإنْ أراد في الدنيا فإنَّ الله تعالى يُثنى عليه بالصفات الدالة على الكمال والإثبات لا بالصفات السلبية. والتفصيل في الصفات السلبية بغير ما ورد من ديدن أهل التعطيل. فعليك بالوارد، ودع عنك الجمل الشوارد. "ا. هـ.
* وقال العلامة الفوزان عن هذا الدعاء: أما ما ذُكر في السؤال؛ فلم يَرِد في كلام الله وكلام رسوله فيما أعلم؛ فلا ينبغي الدُّعاء به. وأيضًا في كلمة: (لا يصفه الواصفون)! نظرٌ ظاهرٌ؛ لأنّ الله سبحانه يُوصف بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وربما يكون هذا اللفظ منقولاً عن نفاة الصِّفات. (المنتقى1/ 49).ا. هـ.
3 - قول بعضهم (يا من أمره بين الكاف والنون).
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية ص76: وبهذه المناسبة أَوَد أن أُنبه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون (يامن أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن مابين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون؛ لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً. اهـ.
4 - قول بعضهم (يا فرد يا صمد).
وقد سئل العلامة الفوزان: هل يوصف الله تعالى بالقِدَم؛ كأن يقول القائل: يا قديم! ارحمني! أو ما أشبه ذلك؟ وهل الفرد من أسماء الله تعالى؟ أفتوني مأجورين.
الجواب: ليس من أسماء الله تعالى القديم، وإنما من أسمائه الأول، وكذلك ليس من أسمائه الفرد، وإنما من أسمائه الواحد الأحد؛ فلا يجوز أن يقال: يا قديم! أو: يا فرد! ارحمني! .... الخ (المنتقى1/ 27).
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء المجموعة الثانية 2/ 353 مانصه: هل الفرد اسم من أسماء الله تعالى؟ الجواب: أسماء الله تعالى توقيفية، و (الفرد) لم يرد في القرآن ولم يثبت في السنة، وعليه لا يسمى الله تعالى به، وإنما يخبر عنه به فقط.
5ـ قول بعضهم (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم).
قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط ص420:المهاودة: الموادعة والمصالحة والممايلة، والهوادة: اللين وما يرجى به الصلاح والرخصة.ا, هـ.
قلت: وهذه من عظيم الرزايا أن يدعو بعضهم بمثل هذا الدعاء ولا يعلم معناه لا من جهة اللغة ولا حكمه وما يترتب عليه من جهة الشرع، وهذه مصيبة البعض أن يردد أدعية لا يفقه معناها.
* وقد سئل العلامة الفوزان: ما حكم قول بعض خطباء المساجد في نهاية الخطبة: (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم). ألا يدخل في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؟ لأنه قد هاود اليهود ووادعهم، فهل هذا اعتداء في الدعاء؟
ج: نعم، (هاودهم) هذه الكلمة معناها المصالحة، هاود معناه المصالحة، واليهود يجوز الصلح معهم، إذا كان فيه مصلحة للمسلمين، يجوز الصلح معهم كما صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وكما صالح قريشاً في الحديبية، الصلح إذا كان من مصلحة المسلمين فإن الكفار يُصالَحون لأجل مصلحة المسلمين، هذا هو الحقّ، أما كلمة (هادوهم) معناه أنّ الرسول يدخل في هذا، وسبق أني نبهت واحداً على هذه اللفظة، لكنه لم يتجنّبها هداه الله. (شريط (4) وجه (ب) من شرح الحموية 4/ 11/1424هـ).
قلت: بل ويشمل هذا الدعاء كل حُكام المسلمين الذين صالحوا اليهود قديما وحديثا، فتأمل أيها اللبيب.
6ـ ومن صور الإعتداء في الدعاء (الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال). ويدل لهذا:
* أولا: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يثبت أنه دعا على عموم الكفار وإنما دعا على قبائل أو أشخاص بأعيانهم، بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إنه لما دعا على بعضهم بأسمائهم نزل قوله تعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ) وقد روى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال ((إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة)).
* ثانياً: أن هذا يخالف مقتضى حكمة الله من بقاء الكفار إلى يوم القيامة، بل إن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، وأيضا ربما سيترتب على هذا تعيطل باب الولاء والبراء، وباب الجهاد.
* ثالثاً: أنه ليس للمسلم أن يدعو بالإستئصال على من أذن الله له بأن يبرهم ويقسط إليهم كما قال تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
بل كيف يستقيم أن يدعو المسلم على زوجته الكتابية بالهلاك مع أن الله تعالى قد أذن له في نكاحها، وامتن عليهما بقوله تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) الروم 21 فهل المودة والرحمة تقتضي أن يدعو عليها بالهلاك؟ أم كيف يستقيم أن يدعو الولد المسلم على والديه بالهلاك إن كانوا كافرين، والله جلّ وعلا يقول عنهما (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) لقمان 15.فإن الدعاء على عموم الكفار يشملهما، فهل هذه هي المصاحبة بالمعروف؟
* قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد عند: باب قوله تعالى (أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) الأعراف191: أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك، بل قال: "اللهم! عليك بهم، اللهم! اجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه. فالمهم أنَّ الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه ا. هـ.
* وقال ابن تيمية: 8/ 336: ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن.
* وقال الشيخ الفوزان:المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قَنَتَ يدعو على الكفار خَصَّ المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار. (مجلة الدعوة العدد1869ـ 16 رمضان1423هـ).
* وقد أفتت اللجنة الدائمة 24/ 275: مانصه:
وقول الكاتب: (اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود، اللهم لا تبق أحداً منهم في الوجود، اللهم أفنهم فناءك عادا وثمود). والدعاء بفناء كل الكفار اعتداء في الدعاء؛ لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. ا. هـ.
* وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية:
"هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة في دعائهم على الكفار أن يكون دعاءً خاصاً على المعتدي، على الظالم، على من حارب الإسلام وأهله، كما في دعاء عمر في القنوت: اللهم عليك بكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويقاتلون أولياءك،. (رواه البيهقي في السنن2/ 210)، أما الدعاء على اليهود والنصارى جميعاً بالإستئصال، فإنه لا يجوز شرعاً. وهو من الاعتداء في الدعاء؛ وذلك لأن الله جلّ وعلا أخبرنا أنّ اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن خروج المسيح الدجال، فإذا دعا أحد بأن يستأصلهم الله جلّ وعلا الآن قبل نزول المسيح الدجال فهو إعتراضٌ على ما أجرى الله حكمته وقدره الكوني ببقائهم إلى آخر الزمان؛ ولهذا لم يؤثر عن أحد من السلف ولا من أئمة الإسلام أنه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود النصارى، وإنما يُدعى بالدعاء الخاص لمن قاتل، لمن حارب، لمن آذى المؤمنين ونحو ذلك"ا. هـ (محاضرة أسباب الثبات على الدين)
وكتبه: محمد بن أحمد الفيفي
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الاسلامية
منقووول
ـ[عزالدين زياد]ــــــــ[22 - Aug-2009, صباحاً 03:36]ـ
بسم(/)
لماذا لم يمنح سُنة العراق تأشيرة عمرة؟ سؤال لمعالي وزير الأوقاف
ـ[القرشي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 02:53]ـ
لقد منع أهل السنة من العراقيين من تأشيرة العمرة للشهرين رجب وشعبان، وأُمُلوا على رمضان، قدمَ من أهل السنة لمحافظة الأنبار 1600 شخصاً جوازاتهم للسفارة السعودية في دمشق، ومنع الجميع إلا 35 شخصاً، وحتى أولاء الـ 35 عادوا لعدم وجود شركة تنقلهم فجميع أصحاب المؤسسات من أهل السنة منعوا من الدخول، وعاد الجميع بعد تحملهم خسائر السفر إلى الشام.
علماً أن منفذ عرعر العراقي السعودي مغلوق ضد المعتمرين أصلاً ورأساً.
فسؤالي للشيخ صالح آل الشيخ وفقه: أليس لأهل السنة من العراقيين الحق في العمرة؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 01:25]ـ
نصر الله أهل السنة في العراق على الأمريكان والطواغيت والروافض والعملاء.(/)
العصرانيون .. تحت المطارق.
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 03:06]ـ
كنت منذ زمن أبحث عن كتب في بيان تفاصيل منهج العصرانيين والتنويريين, حيث قد اختلط علي أمرهم جداً, سيما من يكتبون في أرض الجزيرة هاهنا, فلغتهم ودثارهم لغة شرعية تارة, وتارة أخرى لغة بني علمان.
فوجدت موقعاً اسمه "الكاشف" وفيه من غزارة الأبحاث والدراسات ماالله به عليم, والمشرف عليه هو الشيخ "سليمان الخراشي" , والحقيقة أنني بعد أن اطلعت على عدد من تلك المواد الشرعية والعلمية وتبين لي كثيراً مما كان خافياً علي بشأنهم.
وإليك ياطالب العلم قائمة بأسماء الشخصيات التي كشف عوارها بالحجة والدليل دون تشغيب ولا حذلقة:
- أبو القاسم الشابي
- إحسان عبدالقدوس
- أحمد البغدادي
- أحمد لطفي السيد
- أحمد كمال أبو المجد
- أمينة السعيد
- إيليا أبو ماضي
- بدر شاكر السياب
- برجسون
- تركي الحمد
- جبران خليل
- جرجي زيدان
- جمال الدين الأفغاني
- خير الدين التونسي
- داروين
- دوركايم
- رفاعة الطهطاوي
- زكي نجيب
- سارتر
- سعاد الصباح
- سلامة موسى
- سيد أحمد خان
- شبلي شميّل
- طارق البشري
- طه حسين
- عبدالرحمن الشرقاوي
- عبدالرحمن منيف
- عبدالرزاق السنهوري
- عبدالله العروي
- علي عبدالرازق (1) - (2)
- فدوى طوقان
- فرج فوده
- فرح أنطون
- فرويد
- فهمي هويدي
- فؤاد زكريا
- قاسم أمين
- ليلى الأحدب
- ماركوز
- محمد أركون
- محمد اقبال
- محمد خلف الله
- محمد سعيد العشماوي
- محمد سليم العوا
- محمد عابد الجابري
- محمد عَبْدُه
- محمد عمارة
- محمود شلتوت
- ميكافيلي
- نوال السعداوي
- هشام جعيط
- يوسف إدريس
- يوسف الرفاعي
- يوسف القرضاوي
http://www.alkashf.net/shkhsyat/
ـ[أكليل]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 11:57]ـ
عندي بحث سأقدمه عن طارق البشري لكن كيف الحكم عليه هل هو من العصرانيين الذي يأخذون من الإسلام مايوافق هواهم ام لا؟
بحاه الى أحد يساعدني في الحكم عليه؟؟
لا حرمكم الله الأجر
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 06:20]ـ
دراسة في الاشخاص لن تكون مفيدة
بقدر ما نستفيد من دراسة في الفكر واسباب الهلاك وطرق العصمة(/)
من هو مهندس "العصرانية السعودية"؟
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 03:21]ـ
قرأت بعض الأبحاث التي تحاول أن تكشف جذور "التنوير والعصرنة" في السعودية, والحقيقة أن من تأمل في كتابات التنويريين السعوديين والقضايا التي يثيرونها حول "النص والغرب والجهاد والبراء" ونحوها, ثم ذهب يتتبع الصحافة السعودية ومتى بدأت إثارة هذه القضايا فسيكتشف حتماً أن "التنويريين السعوديين" هم تلاميذ "خالص جلبي" الطبيب بمنطقة القصيم.
وهناك معلومات مؤكدة يذكرها بعض المختصين في علم العقيدة: أنهم كانوا يجتمعون بمجلسه, ويدعونه لندواتهم, وكان يبث فيهم أفكاره وتعاليمه, مع مبالغتهم في توقيره وتضخيم مقالاته, وتداولها.
فطبيب القصيم "خالص جلبي" هو الذي أمرضهم:
يموت راعي الضأن في ضأنه**كما مات جالينوس في طبه
وللاستزادة عن أفكار جلبي ودوره الخطير:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=4108
والله أعلم
ـ[أوان الشد]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 08:55]ـ
الأخ الكريم / عبدالرحمن العلي
ربما يكون خالص جلبي له تأثير كبير على عصرانيينا من حيث كون تأثيره قريب ومباشر , ولكن أحسب أن من له التأثير الأساسي إلى درجة الافتتان فهو المفكر: محمد عابد الجابري ومدرسته الفرانكفوتية.
وأرجو التأمل في المقطع التالي من البحث الرائع للدكتور / إبراهيم السكران , والموسوم بـ (مآلات الخطاب المدني):
[بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تعرض الاتجاه الإسلامي إلى حالة محاكمة عالمية شرسة حدت من انسيابه ودويه وتراجعت معها شعبيته الاجتماعية بشكل ملموس. وفي ظل هذا الفراغ الجزئي الذي خلفه انكماش الحالة الإسلامية، برزت أبحاث المدرسة الفرانكفونية/المغاربية كإجابة جديدة نجحت في استغلال الظرف الأمني الحالي وحققت اكتساحاً استثنائياً في فترة قصيرة.
على أية حال فإن كثيراً من الشباب الإسلامي الذي أقبل على منتجات المدرسة الفرانكفونية في معارض الكتب وأمام رفوف الوحدة والساقي والجمل لم ينته من التهام تلك الكتابات إلا وقد تشرب "المفاهيم الضمنية" الحاكمة لتلك الكتابات, أو بمعنى آخر "المنطق الداخلي" لهذه الدراسات, وعلى رأس تلك المفاهيم مركزية المدنية وغائية الحضارة.
أولئك الشباب الذين كانو يقرؤون أيام "أزمة الخليج" مجلة المجتمع ومجلة البيان والمودودي وسيد قطب والندوي ومحمد قطب ومحمد الغزالي وفتحي يكن ومحمد أحمد الراشد وجمال سلطان وبالكاد فهمي هويدي ومحمد عمارة, وتكتظ أدراج سياراتهم بكاسيتات العودة والحوالي .. أصبحو "عشية سبتمبر" يقرؤون للمدرسة الفرانكفونية/المغاربية التي كان أشهر عمالقتها محمد عابد الجابري وعبدالله العروي ومحمد أركون وعبدالمجيد الشرفي وعبدالمجيد الصغير, بالإضافة إلى مشارقة محدودين كانو قريبين من هذا الاتجاه كحسن حنفي وخليل عبدالكريم ونصر حامد أبو زيد وعبدالجواد ياسين وطيب تيزيني وحسين مروة وعلي حرب وبرهان غليون وفراس السواح .. وأضرابهم.
هذه الشريحة من الشباب الإسلامي اصطدمت في مقاعد المدرسة الفرانكفونية/المغاربية بـ "سؤال الحضارة" , وبات من نافل القول أن نشير إلى أن الصدمة كانت قاسية وشرسة جداً, لدرجة إحداث ارتجاجات فكرية وفقدان للتماسك الثقافي لدى كثير من هؤلاء القراء.
فالعام 1984م هو العام الذي احتضن واقعة صدور أول حلقة من سلسلة "نقد العقل العربي" للمفكر المغربي ذائع الصيت محمد عابد الجابري والذي دشن العهد الجديد لتلمود العلمانية العربية التوفيقية, حيث مثلت الحلقات الأربع من هذه السلسلة والتي نشرت تباعاً بعنوان (تكوين العقل العربي, بنية العقل العربي, العقل السياسي العربي, العقل الأخلاقي العربي) الاكتمال المنهجي النهائي لمجموعة الدراسات المبعثرة التي سبقتها كمدونة "نحن والتراث" له.
ولذلك اعتبر بعض المؤرخين الليبراليين أنه إذا كان "الطهطاوي" هو مؤسس تجربة النهضة العربية الأولى, فإن "الجابري" مؤسس تجربة النهضة العربية الثانية, كما يقول ذلك عالم الاجتماع والناشط المعروف سعد الدين إبراهيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إن أشهر ناقد صارم لمشروع الجابري والذي كاد يذهب شطر عمره في تتبع شواهده ونقوله وما بين فواصله -وهو المفكر العربي المعروف جورج طرابيشي- يعترف ليس بأثر الجابري في مريديه وتلاميذه فهذا حدث تاريخي يتكرر, ولكن بسطوة الجابري المذهلة في أقرانه التي لم يفلت ناقده طرابيشي منها حين قرأ له أول مرة, ونفوذ المفكر في أقرانه ومجايليه استثناء عزيز في مدونة التاريخ, إذ المعاصرة حجاب.
والحقيقة أن وزن الجابري وكونه منعَطَف يكاد يكون محل إجماع بين المعاصرين, وهذا يعني أن تأريخ ظاهرة العلمانية/التوفيقية بالجابري ليس كثيراً بالقياس إلى وزنه وقدرته على اختراق الحواجز الخرسانية التي عانتها الخطابات التي جايلته من كافة التيارات.
السؤال الذي يملي نفسه في هذا الموضع: مالفرق بين العلمانية العربية ما قبل (1984م) والعلمانية العربية ما بعد (1984م)؟
بمعنى ماسر الجاذبية في دراسات العلمانية العربية الحديثة التي خلبت أذهان الشباب الإسلامي وجعلته يقبل بنهم على هذا اللون من الدراسات والأبحاث؟
الحقيقة أن الفرق الأساسي هو التحول من "الاستهداف المباشر للشريعة" إلى "إعادة تفسير التراث" من خلال الأدوات التي تطرحها العلوم الإنسانية الحديثة, أو بشكل آخر القفز من الإشكالية الأنطولوجية إلى الإشكالية الإبستمولوجية.
هذا الفارق هو بالضبط مصدر الجاذبية والإثارة لدى القارئ الإسلامي, وهي اللغة التي يفهمها جيداً,
لقد امتص وتشرب هؤلاء الشباب بصورة ضمنية كثيراً من المفاهيم المشبعة ببنية علمانية مضمرة, أو التي تدفع باتجاه تعزيز التصورات العلمانية, مثل مفهوم: عصر التدوين, والتنصيص السياسي, والعقل المستقيل, والأرثوذكسية الإسلامية, والنص كمنتج ثقافي, وميثية القرآن, وغيرها من أدوات التفكير العلماني.
على أية حال تظل المدرسة الفرانكفونية/المغاربية المعاصرة هي الأكثر تعبيراً عن هذا الشكل من الخطاب, واهتمامها بموضوعيها الرئيسين -إعادة تأويل التراث والتحليل الانثروبولوجي للحركة الإسلامية- كان مصدر الجاذبية والإغراء الذي حقق لها النفاذ إلى أسوار الداخل الإسلامي, ذلك أن الحقول والموضوعات ذات الاهتمام المشترك تمثل دوماً لغة مفهومة ومشتركة, ونقطة تعارف والتقاء, تتحول غالباً إلى حالة تلقٍّ تتحدد بوصلة نفوذها طبقاً لميزان القوى المعرفية, لتنتهي بحالة استعمار ثقافي].
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 12:10]ـ
في الحقيقة لقد ابدع السكران ايما ابداع في هذه الرسالة فجزاه الله خيرا
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 10:10]ـ
خالص الجلبي في نظري إنما يمتلك فقط القدرة على تطويع العبارة وزخرفتها للهدف الذي يريد مع خواء في الأفكار وعدم قدرة على تبريرها وإثباتها للآخر ولذا فأستبعد أن يكون له الأثر الذي يطمح إليه(/)
تسحروا بارك الله لكم فإني متسحرٌ على ..
ـ[معاند]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 02:21]ـ
هذه مقالة كتبتها في أحد المنتديات، و أعرضها بين أيديكم لعلي أجد المستفيد و الناصح المُفيد.
أذكر أني بالأمس أمسكت بقلمي بين أصابعي، و كنت أكتب في كل مرة أفكار تتوارد لذهني،فصفحتي تسود قليلا قليلا و ما إن تمتلأ و توشك على الختام، إلا و أدرك بأن المعاني التي تجول في ذهني لم تجد خاطرًا يحددها بعد، فالأفكار مبهمة في ذهني، و أدعو الله بأن يرزقني بذلك الخاطر الذي يكشف حزني و يرسم أفكاري أمامكم .. و ها أنا أعود من جديد لأكتب هذه الليلة، و لا أعلم هل سيكون حالي كالأمس، و يكبو قلمي الليلة دون غايته، و أمزق و أرمي الورق في مستقرها، أم يحل الخاطر كضيف يؤنسني و يريحني.
قد يستغرب البعض مما سأقول و سأتسحر عليه الليلة، و قد يعتقد البعض أن جنابي - متطرف -، و لكن المهم قراءة الموضوع، و قراءة وجهة نظري فالموضوع جدي و إن خلت هذه الخواطر و الأفكار من العنب فلن تخلو من البلح.
هناك فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى، و هناك - أيضًا - شياطين و وكلاء لإبليس، يُذيعون من الفتنة ما خفي على أبليس، و مالم يصل إليه عبد الله بن أبي، و حمقهم أشبه بحماقة هبنّقة.
أرجو أن لا يأتي شخصًا و يقول لي أتق الله فإنك في رمضان و لحوم الناس مسمومة، أولا .. أقسم بالله أني أخشى الله و الله يعلم ما في نيتي، و أنا مصر على أن أفتح موضوع أُناس يقدسون الشريعة في لحن القول، فإذا جاعوا أكلوها ..
أقسم بالله العظيم أن تطبق السماء على الأرض أخف علي من أن يُستغفل شعب كامل و شريحة و طبقة معينة من الناس، و هم في غمرة ساهون. حينما يأتي من يعزف على وتر الدين و حينما يقول كلمة حق ليصل إلى باطل و يموه و يخلط صور الباطل بالحق، فحينها يجب أن لا نسكت.
" أيها المسلمون تسحروا بارك الله لكم سحروكم، فإني متسحر على الإعلام "
و أخص .. " طاش ما طاش "، و كذلك " للخطايا ثمن "
حاولت بالأمس أن أصيغ ما أقدر عليه بأسلوب علمي يعيبه الترتيب الركيك في الأفكار، و قد عاهدت نفسي سابقا أن أسخر ما تجود به نفسي من كتابة و أصيغها بطريقة علمية أكثر من كونها استعطافية ..
و لكن لعلي دمجت النيتين و الشعورين .. و كما قلت سابقا إن خلت هذه المقالة من العنب فلن تخلو من البلح ..
لعل مقالتي تبدو طويلة بعض الشيء، و لكن أتمنى أن لا يبخل الجميع على نفسهم بهذه المعلومات .. فالموضوع ليس حكرًا و حصرًا على السنة من المسلمين فقط، بل كذلك كل شيعي، و مسلم يخشى على دينه و دنياه، ما ستقرأه في أغلبه دراسة نفسية، و إعلامية، و تسويقية للخطر المنحدر منهم ..
إن مما يدمي القلب استغلال بعض " البشر " - مع تحفظي على كلمة بشر -، القضايا الإجتماعية و بالأخص السنية الشيعية، ليكون مصدر عيشه و ليقتات منها، و استغلاله لوضع اجتماعي معين و نقده بطريقة تحلو له، ليضمن ما يسد به جوعه و يروي ضمأه.
على اختلاف علماء الإتصال الجماهيري في كيفية تأثير وسائل الإعلام إلا أنهم مجمعين على ذلك التأثير على جمهوريها من خلال ما يُعرض، في عام (1955) لخص العالمين (لازارفيلد) و (ميرتون) أربع أسباب رئيسية ينبع منها قلق الناس و انشغالهم بوسائل الإعلام .. و لعلي أذكر سببًا واحدًا أرى أنه هو الأهم و لكي لا أطيل على الجميع في القراءة ..
السبب هو .. أن من الناس من يخشى استغلال أحاب المصالح و الأهواء لوسائل الإعلام، بحيث تشجع الجمهور على قبول وضع اجتماعي معين، أو تحرضه على التمرد على وضع قائم. و الأمر الذي يقلل من النقد الاجتماعي لواقع خاطئ، و يضعف من قدرة الجمهور على التفكير الناقد فيما يطرح عليه من نظم اجتماعية و قيمية.
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:.../injection.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
مما لاحظته في المسلسل المسمى بـ "طاش ما طاش " إستخدام بعض الإعلاميين - بحسن نية أو دونها - بعض التأثيرات الإعلامية الخطيرة و أخص هنا نظرية تأثيرية قوية لا يستهان بها و هي بما يسمى في الإعلام أو علم الإتصال الجماهيري (بنظرية الحقنة أو الرصاصة innoculation theory ) ، و قد اشتق هذا الاسم و فكرته من الفكرة نفسها التي تقوم على أساسها التطعيم ضد الإمراض، حيث إن تحصين الإنسان ضد الأمراض يتم من خلال حقنه بمصل يحتوي على جرثومة ضعيفة للمرض المراد التخصين ضده، و من ثم يقوم (نظام المناعة) في جسم الإنسان باحتواء تلك الجرثومة الضعيفة و القضاء عليها و خلق حالة من الحصانة ضدها.
إن نظرية التطعيم هي من وجه آخر شبيهة بمفهوم التأثير على المدى الطويل. لأن التعرض المتواصل لبعض ما تبثه وسائل الإعلام يولد نوعًا من التبلد و عدم الإحساس أو ما سميناه (الحصانة) في حالة التطعيم ضد المرض. إن الجرعات من المفاهيم و القيم التي نتلقاها من وسائل الإعلام تشبه الأمصال التي نحقن بها لكي تقل، و إن لم تنعدم، قدرة الجراثيم على لتأثير في أجسامنا.
فمثلا .. استمرار تعرضنا لمشاهد العنف و الجريمة و الجنس يخلق لدينا حالة من اللامبالة تجاهها و عدم النفور منها.
و قد يسأل سائل .. من أين أتت هذه الحالة السلبية تجاه الأشياء السلبية؟
و الجواب: أن (الحقن) المنتظم لعقولنا بـ (الأمصال الإعلامية) ولّد حالة من البلادة تجاه الأمور السيئة و الجوانب السلبية أو حصانة تشبه الحصانة التي يصنعها المصل حينما نلقح ضد الأمراض.
لكن المفارقة الجميلة هنا .. أن التطعيم الطبي يستخدم لوقاية و حماية الجسم، و أما الحقن الإعلامي فإنه لتوليد اللامبالاة و تبلد الإحساس ضد المنكرات و المشاهد المنحرفة .. فيصبح الأمر كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم: (يصبح المعروف منكرًا و المنكر معروفًا). فالأمور المحرمة من التبرج و الإختلاص يصبر أمرا عاديا، و الإنكار على هذه الظاهرة و التحذير منها يصبح أمرًا غريبًا مستخجنًا يوصف فاعله بالتشدد و ضيق الأفق.
موضوع الحقن الإعلامي و هي نظرية إعلامية تقودني الآن إلى نظرية نفسية تسويقية، هذه النظرية إستخدمها عالم روسي يسمى إيفان بافلوف.
هذه النظرية تسمى .. الربط الذهني أو الإرتباط الشرطي أو الإستجابة الشرطية .. بداية إكتشاف بافلوف لهذه النظرية كانت عن طريق تجربتها على كلبه، و لما تحققت قرر البعض تطبيقها على الأوادم ..
باختصار ... هذه النظرية تهدف إلى ربط الأحداث و الأفعال و المصائب و الأحاسيس إلى نتائج معينة نفسية يصعب الخلاص منها فيما بعد ..
دعني أوضح قليلا ..
عند سؤالك لأحد اليهود أو النصارى عن الإسلام .. فإن أول ما سيتبادر لذهنه هو الإرهاب.
عندما سألت أحد الشيعة عن نفس الشيء و قلت له ماذا يرتبط في ذهنك عندما أقول " السُنة "؟ أجابني بأن ما يرتبط في ذهنه هو السعودية.
عندما نقول الشيعة .. أغلب من سألتهم أجابوني بأن ما يرتبط في ذهنهم هو إيران.
تسير أحيانا في مكان ما .. و تشم رائحة عطر معينة، فتذكر (س) من الناس ..
تسير بالقرب من البحر و تشم رائحة معينة و لا شعوريا تجد نفسك تبتسم فتقول تذكرت كورنيش جدة أو كورنيش الدمام أو الخبر.
- إذا لم تتضح الصورة في هذه النقطة لا مانع من السؤال لزيادة الإيضاح -
الحقيقة .. أن البعض إرتبط ذهنه إرتباطا شرطيًا بمجرد رؤية ملتزمين أو متدينين، بالتخلف أو الهمجية، و أنهم ضيقي أُفق، هذا إن لم يزد في الضحك عليهم، فيرتبط في ذهنك كل ما هو إسلامي إرتباطًا شرطيا بالإرهاب و ضيق الأفق و التخلف.
العقل البشري إذا أُريد التأثير عليه فإنه يتأثر بطريقتين كما يقول علماء النفس، و هي عن طريق: -
1/ الكثافة الحسية.
2/ التكرار.
حديثي سيكون فقط على النقطة الثانية وهي (التكرار) .. مما لاحظته في المسلسات و المشاهد التي يتعرض فيها أصحاب اللحى و المتدينين إلى نقد، هو تكثيف (الكوميديا) على الشخصية الملتمزمة، و محاولة إضحاك الجمهور لأن يصل إلى أعلى درجة في شعوره بالضحك، و من ثم (مع التكرار و التكثيف من هذه الأمور) فإن العقل يتبرمج لا شعريًا و يرتبط في ذهنه، أن شخصية معينة مضحكة جدا و طريقة شخصية معينة في الحديث مضحكة جدًا، و هذا أخوف ما أخاف منه، وهو أن يأتي أناس فيما بعد يكرهون الإلتزام بمنهج معين سواء هذا المهج (للسنة أو الشيعة) و ذلك لأن أذاهنهم مرتبطة إرتباطًا شرطيا غير محسوس، بأن الإلتزام يعني التخلف و الرجعية و (الغباء).
المشكلة وجود أناس يعينونهم على هذا الشيء و هو بقولهم: إن هذا الواقع و ينتقدونه.
و سؤالي .. هل كل واقع يناقش بطريقة ساخرة؟
عندما خرج مسلسل " للخطايا ثمن " فرح البعض بهذا العمل و كأنهم يتشفون و ينتقمون من فئة معينة، و كذلك " طاش ما طاش " عندما ينتقدون فئة معينة من الناس بطريقة ساخرة، فرح البعض الآخر .. و الواقع من المفترض أن يكون عكس ذلك و أن يتم نقاش المواضيع الحساسة التي قد تولد إرتباطًا شرطيا في أذهان الناس عن فئة معينة من الناس، بطريقة جدية و سليمة و علميّة فليس المجال مجال عواطف، و إنما المجال مجال أجيال قد تكره الإنخراط في فئة معينة من الناس لأنهم تبرمجوا على أن هذه النوعية و الفئة " مريضة ".
إخوتي الأكارم .. أشعة الشمس تنفذ من النافذة، قد دخل وقت الصيام و أنا لم أكمل سحوري بعد، أتمنى أن أكون وفقت في عرض شيء بسيط من هذا الجانب، و أعتذر عن أخطاء إملائية أو نحوية أو أخطاء فكرية، فلازلت أحتاج التوجيه، و إن طرأ علي تغيير أو زيادة فلن أتأخر .. و السّلام.
*بالنسبة لنظريات الإعلام التأثيرة بإمكانكم الرجوع إلى كتاب من تأليف الدكتور الحضيف. (كيف تؤثر وسائل الإعلام).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 05:10]ـ
الحقيقة .. أن البعض إرتبط ذهنه إرتباطا شرطيًا بمجرد رؤية ملتزمين أو متدينين، بالتخلف أو الهمجية، و أنهم ضيقي أُفق، هذا إن لم يزد في الضحك عليهم، فيرتبط في ذهنك كل ما هو إسلامي إرتباطًا شرطيا بالإرهاب و ضيق الأفق و التخلف.
[ COLOR="Navy"]* بالنسبة لنظريات الإعلام التأثيرة بإمكانكم الرجوع إلى كتاب من تأليف الدكتور الحضيف. (كيف تؤثر وسائل الإعلام).
خاطرة اجدها منطقية جدا في واقعنا الحالي
ولعلي اكتسبت غلظة ونكدا على العلمانيين لكثرة مماحكاتي لهم من الذين يستهزئون من الملتزمين ويصفوهم بما تفضلت به فبدلا دعوتهم أصبحت أغلظ عليه وأمسح بهم الأرض بالحجة والمنطق والعقل مع قليل من التهكم!!!.
نسأل الله المغفرة وحسن الاتباع
والله من وراء القصد
ـ[معاند]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 06:33]ـ
الأخ عابر سبيل ..
مما يؤرقني و ينكد علي، هو استغلال هذه الوسائل الإعلامية لنيل مطالب معينة أو لتأثير أناس تجاه أفكار معينة ..
تقليد السدحان و القصبي أو أي ممثلين و لكن أخص هذين الشخصين لما لهما من شعبية لدى العامة .. أقول تقليدهم للملتزمين يؤثر سلبا على الالتزام ..
كما ذكرت سابقًا .. أن العقل البشري إذا أريد التأثير عليه فإنه يكون بطريقتين ..
الكثافة الحسية .... و كذلك ... التكرار
كثرة و و تكرار تقليد المتزمين و وضعهم في صورة مضحكة و غبية .. و تركيب اللحى و جعل الصفة السائدة أو العلامة الفارقة للمتزين هي (اللحية) قد يتسبب في برمجة و تثبيت أن الملتزم بلحيته و قصر ثوبه مضحك جدًا .. أو أنه غبي و ذلك لتصويره بتلك الطريقة .. مما يردع كثير من الشباب عن الإلتزام فيما بعد، لأنه عند إلتزامه يشعر بالنقص، و نظرات الناس الغريبة تجاهه.
المشكلة أن البعض من ذوي التفكير السطحي - و لا أقولها بقصد الإساءة - يرد قائلا ..
يا أخي هذولا ينتقدون واقع .. و أستغرب حقيقة مثل هذا النقد!! هل كل ما هو خطأ أو يحتاج إلى تصحيح و نقد، يُنقد بهذه الطريقة؟؟
في مثل هذه المواضيع الحساسة يجب أن يكون النقد نقدًا علميا و فكريًا .. أكثر مما يكون نقد تهريجي.
بالنسبة لتضليلك أو أقتباسك لنظرية الإرتباط الشرطي ,, فلن تجدها في كتاب الحضيف .. و لكن إذا أردت الإطلاع على كتاب الحضيف فستكسب خيرًا كثيرا ...
في حفظ الرحمن
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 04:25]ـ
الأخ معاند جزاكم الله خيرا على كل حال على حسن قصدكم، ولكن!
إن حسن القصد لا يكفي للتعبير عن أمر خطير ما يحيط بالمسلمين، فإنه لابد من وضع الألفاظ في محلها الصحيح شرعا أو لغة، ذلكم أنه ليس من الشرع الصحيح، ولا العقل الصريح! أن تسوي بين الحق والباطل، وبين الشرك والتوحيد، أعني بين أهل الإسلام، والمشركين الرافضة، فهذا ظلم بيِّن، {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون}، {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}.
أخي المكرم إن هذا - وإن لم تقصد - ترويج لهم، ومساواة بين الحق والباطل.
والله الهادي.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 08:21]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة على من نبي بعده وبعد:
- فنظراً لكثرة التشكيات والاستفتاءات على مدى ست سنوات متواليات من عام 1416هـ إلى عام 1421هـ بشأن مسلسلات (طاش ما طاش) لما فيها من مخالفات للشرع المطهر والآداب والقيم ويمكن إجمال ما لاحظه الناصحون والمستفتون على المسلسلات المذكورة على النحو الآتي:
1 - السخرية بأهل الخير والصلاح وإلصاق المعايب بهم.
2 - خروج المرأة مع الرجال الأجانب وما يتبع ذلك من اختلاط وتبرج وسفور وخضوع بالقول وغير ذلك.
3 - العمل على توهين الأخذ بأحكام الشرع المطهر والترغيب فيما نهى عنه كترك الحجاب وإبداء الزينة للأجانب وقيادة المرأة للسيارة والسفر إلى بلاد الكفر وإلى البلاد التي تشتهر بالرذيلة وتحارب الفضيلة.
4 - لمزه المتصفين بالغيرة على محارمهم ونسائهم.
5 - إثارة الشهوات في مشاهد بشعة تقتل الحياء وتقضي على العفة.
6 - القيام بأفعال رعونة وسخرية وخرم مروءة كالتزيي باللحى المصطنعة ونحوها.
7 - تناول عادات بعض البلدان والمناطق ومحاكاة لهجاتهم على وجه التحقير لأهلها وإظهار معايبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانه بعد دراسة اللجنة لتلك الاستفتاءات واطلاعها على رصد موثوق لهذا المسلسل فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تبين لعموم المسلمين ما يلي:
أولا: يحرم إنتاج هذه المسلسلات وبيعها وترويجها وعرضها على المسلمين لأمور منها:
1 - اشتماله على الاستهزاء ببعض أمور الدين والسخرية ممن يعمل بها. وهذا أمر في غاية الخطورة على من ينتجها ويخشى عليهم سوء عاقبتها الوخيمة.
2 - اشتماله على ما يعارض الشرع المطهر، وحمل الناس والخروج على أخكام دينهم وشريعة ربهم وذلك من خلال: ترسيخ العلاقات غير المشروعة بين النساء والرجال الأجانب، وعيب الغيرة على المحارم، والتهاون بالحجاب وغير ذلك.
3 - اشتماله على الدعاية للبلاد التي تظهر فيها شعائر الكفر، والبلاد التي اشتهرت بالفساد الأخلاقي.
4 - اشتماله على ما يثير النعرات والعصبيات الجاهلية عن طريق السخرية بالعادات واللهجات وهذا ينافي مقاصد الشرع المطهر من الحث على المحبة والألفة والإخاء والصفاء بين المسلمين والبعد عن أسباب الشحناء والبغضاء قال الله تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
5 - إفضاؤه إلى نشر الرذيلة، وطمس معالم الفضيلة، وإشاعة الفساد، ومحبة المنكرات والاستئناس بها.
ثانياً: تحرم مشاهدة هذه المسلسلات والجلوس عندها لما فيها من المنكرات وتعدي حدود الله، قال الله تعالى في وصف عباده المتقين: (والذين لا يشهدون الزور) أي: لا يحظرون القول والفعل المحرم وأعياد الكفار، وقال سبحانه: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) قال أهل العلم: المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق: من تحسين المقالة الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله. وفي الآية دليل على أن مجالسة أهل المنكر لا تحل. وقال الله جل وعلا: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم) قال أهل العلم: ويدخل في عموم الآية حضور مجالس المعاصي والفسوق التي يستهان فيها بأوامر الله ونواهيه.
ثالثاً: تحرم الدعاية لهذه المسلسلات وتشجيعها والإعلان عنها بأية وسيلة لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وقد نهى الله عن ذلك فقال جل وعلا: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) والواجب هو الإنكار على هؤلاء وبغضهم في الله حتى يتوبوا إلى الله تعالى ويقلعوا عن معصيته.
رابعاً: إن تخصيص الكلام في هذا المسلسل (طاش ما طاش) لا يعني سلامة غيره من المسلسلات بل الحكم يتعدى إلى كل مسلسل يشتمل على مخالفة للشرع المطهر، وانتهاك لحرمات الله، وإفساد للأخلاق، وقتل للغيرة الدينية، وتحطيم للمروءة الإنسانية، ودعوة إلى الانحراف بشتى أنواعه.
خامساً: يجب على أهل الإسلام أن تكون حياتهم جداً لا هزلاً وأن يشتغلوا بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وأن يجتنبوا كل ما فيه إضعاف لدينهم، وتوهين لقوتهم، وإهدار لأوقاتهم، وحط لأقدارهم، وتمكين لعدوهم منهم .. وإن الحياة لثمينة فليربأ أهل الإسلام عن عمارتها بالباطل وسفاسف الأمور، وليقوموا بحق الله عليهم من التمسك بهذا الدين، وحماية حرماته، وتربية شبابه على الحق والفضيلة وإبعادهم عن العبث والفساد والرذيلة. والواجب على القائمين بإعداد هذه المسلسلات التوبة الى الله. ونسأل الله جل وعلا أن يصلح أحوال الجميع وأن يهدينا جميعاً الى سواء السبيل إنه سميع قريب مجيب وبالله التوفيق ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(/)
عاجل جداً /حظر القرآن في هولندا
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 12:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
وصلني - إخوتي الكرام في المجلس - هذا الموضوع على إيميلي، ومفاده أن هنالك استفتاء منشورا على النت هذا هو رابطه: http://www.stand.nl/ ، و المطلوب الضغط بالموافقة على الزر الأحمر فيه لمن يرغب في حظر القرآن في هولندا، والعكس بالظغط على الزر الأخضر، ولجهلي باللغات الأجنبية، فلم أتيقن من صحة الخبر، فبادرت مسرعا بطرحه هنا للتأكد، وفي حال صحته، أرجو المسارعة بالتصويت لرفضه كما هو مشروح، ونشره بقوة للحيلولة دون انتصار أساطين الكفر قبحهم الله، وهو أقل ما علينا فعله تجاه كتابنا الكريم في هذل الشهر المبارك.
أرجو من الجميع الاهتمام،ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 05:16]ـ
ليس حظر المصحف وحده يريدون
بل نزعه من الصدور والعمل بما فيه يزرعون
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين
والله من وراء القصد
ـ[أحمد إسماعيل عبد الكريم]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 11:56]ـ
ياأخى لا تحزن مما يفعلون فالحمد لله كتاب الله عز وجل محفوظ ولو كره الكافرون فالله سبحانه الذى يقول للشئ كن فيكون تكفل بحفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فمهما فعلوا فلن ينالوا شيئاً من القرآن ولا من نزل عليه القرآن عليه الصلاة والسلام، ولن ينالوا أيضاً شيئاً من أمة القرآن، لأن العاقبة للمتقين الذين يؤمنون بالله وأبيائه وكتبه ورسله، ولك ياأخى أن تتذكر قول الله عز وجل (إنا لننصر رسلنا 0000)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 01:08]ـ
السلام عليكم أنا لا أخشى ابدا ولا كل مسلم على كتابنا وديننا فالله ناصر دينه وحافظ كتابه واطمئن يا أخى فالتصويت 70% يرفضون الحظر و30%يقبلونه حتى الآن الساعة الواحدة وعشردقائق بتوقيت القاهرة الخميس 7 شعبان 1429هت
ـ[خلوصي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 09:27]ـ
بل لو حظروه لكان أفضل لانتشاره كما هو الواقع المشاهد " و يمكرون و يمكر الله "
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 10:01]ـ
بل لو حظروه لكان أفضل لانتشاره كما هو الواقع المشاهد " و يمكرون و يمكر الله "
صدقت اخي الكريم!
و أرى عدم التصويت مطلقا! ففي كل يوم يخرجون علينا بتصويت جديد على قضية من قضايا ديننا، وليس لهم مأرب من ذلك إلا الضحك والسخرية!! ...
ولا فائدة من التصويت ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 10:38]ـ
لعلكم الآن عرفتم الحكمة من قول بعض الفقهاء لا يذهب المسلم بالقرآن إلى بلاد الكفر خشية أنه يهان!
ـ[ولد برق]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:04]ـ
لا تصويت
ان صوتو شجعتو المواقع تنزل مواضيع بالمثل(/)
حَكَمُ تَارِك الْأَعْمَال الظَّاهِرة بالْكُلْيَةِ عَنْدَ أَهَلِِ السَّنَةِ
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 07:10]ـ
حَكَمُ تَارِك الْأَعْمَال الظَّاهِرة بالْكُلْيَةِ عَنْدَ أَهَلِِ السَّنَةِ وَالْجَمَاعَةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوي العزيز، ناصر المؤمنين، وقاصم ظهر الجبابرة والمشركين والملحدين، ومظهر دينه على الدين كله ولو كره الكافرون والحمد لله الذي بعث ?النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ? ... ? لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ? وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القاضي على من اتبع غير هداه أن يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله، وصحابته، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
من المعلوم ان حقيقة الإيمان عند مذهب السلف رحمهم الله
أن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح لا يكون مؤمنا إلا أن تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث.
فما حكم من ترك عمل بالجوارح
هنا نبين هذه المسألة .....
1 - حكم تارك العمل بالكلية -جنس العمل-
2 - مصطلح (جنس العمل)
2 - أقوال العلماء واستخدامهم لمصطلح (جنس العمل)
3 - الذين أنكروا مصطلح (جنس العمل)
4 - مناقشة قول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
5 - مناقشة قول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-:
6 - مناقشة النقطة الثالثة: (دندنة التكفيريين حوله لمقاصد سيئة منها رمي أئمة أهل السنة بالارجاء).
حكم تارك العمل بالكلية -جنس العمل-
من المعلوم إن إحدى علامات المرجئة هي إخراجهم العمل الظاهر من الإيمان وإنهم يثبتون الإيمان لتارك عمل الجوارح ننقل أقوال العلماء في حكم تارك جنس العمل أو تارك أعمال الجوارح بالكلية أو تارك الواجبات الظاهرة بالكلية أو تارك الأعمال الظاهرة بالكلية وإن الذي يترك عمل الجوارح بالكلية ليس في قلبه إيمان لا قليل ولا كثير بل هو كافر زنديق.
فنقول وبالله التوفيق:
أقوال العلماء في هذه المسألة كثيرة ولذلك سننقل بعضها لتزول الشبهة التي ترى إمكانية أن يكون في القلب إيمان بدون عمل الجوارح.
قال الأوزاعي: (لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة، فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان والعمل، العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع كما جمع هذه الأديان اسمها، وتصديقه العمل، فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله، فذلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدق بعمله لم يقبل منه، وكان في الآخرة من الخاسرين) ([1]).
سئل سفيان بن عيينة عن الإرجاء فقيل له: (يقولون الإيمان قول ونحن نقول الإيمان قول وعمل والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصرا بقلبه على ترك الفرائض وسموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية وترك الفرائض متعمدا من غير جهل ولا عذر هو كفر وبيان ذلك في أمر آدم صلوات الله عليه وإبليس وعلماء اليهود أما آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة وحرمها عليه فأكل منها متعمدا ليكون ملكا أو يكون من الخالدين فسمي عاصيا من غير كفر وأما إبليس لعنه الله فإنه فرض عليه سجدة واحدة فجحدها متعمدا فسمي كافرا وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي r وأنه نبي رسول كما يعرفون أبناءهم وأقروا به باللسان ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عز وجل كفارا فركوب المحارم مثل ذنب آدم عليه السلام وغيره من الأنبياء وأما ترك الفرائض جحودا فهو كفر مثل كفر إبليس لعنه الله وتركهم على معرفة من غير جحود فهو كفر مثل كفر علماء اليهود والله أعلم) ([2]).
قال: (محمد بن سليمان بن حبيب لوين، سمعت ابن عيينة، غير مرة يقول: «الإيمان قول وعمل»، قال ابن عيينة أخذناه ممن قبلنا قول وعمل: وأنه لا يكون قول إلا بعمل) ([3]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام الشافعي –رحمه الله-: (وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر) ([4]).
وقال الحميدي –رحمه الله- (وأخبرت أن ناسا يقولون من اقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت ويصلى مستدبر القبلة حتى يموت فهو مؤمن ما لم يكن جاحدا إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه إذا كان مقرا بالفرائض واستقبال القبلة فقلت هذا الكفر الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين قال الله تعالى وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الآية وقال حنبل سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول من قال هذا فقد كفر بالله ورد على أمره وعلى الرسول ما جاء به عن الله) ([5]).
قال الإمام المزني (والإيمان قول وعمل مع اعتقاده بالجنان، قول باللسان وعمل بالجوارح والأركان وهما سيان ونظامان وقرينان لا نفرق بينهما لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان) ([6]).
فتح الباري لابن رجب - (ج 1 / ص 10)
ونقل حرب عن إسحاق قال: غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوما يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها لا نكفره، يرجى أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر، فهؤلاء الذين لا شك فيهم - يعني في أنهم مرجئة. وظاهر هذا: أنه يكفر بترك هذه الفرائض.
نقل الإمام الطبري -رحمه الله- في صريح السنة بسنده عن الوليد بن مسلم قال: (سمعت الأوزاعي ومالك بن أنس وسعيد بن عبد العزيز رحمهم الله ينكرون قول من يقول: أن الإيمان إقرار بلا عمل ويقولون (لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان)) ([7]).
قال الإمام الآجري -رحمه الله-: (اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو التصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، ثم اعلموا رحمنا الله وإياكم أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب وهو التصديق إلا أن يكون معه إيمان باللسان، وحتى يكون معه نطق، ولا تجزئ معرفة بالقلب والنطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاثة كان مؤمنا حقا، دل على ذلك الكتاب، والسنة، وقول علماء المسلمين ....... إلى أن قال ....... فالأعمال بالجوارح تصديق على الإيمان بالقلب واللسان فمن لم يصدق الإيمان بعمله بجوارحه مثل ([8]) الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، وأشباه لهذه، ومن رضي لنفسه بالمعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمنا، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيبا منه لإيمانه، وكان العلم بما ذكرنا تصديقا منه لإيمانه، فاعلم ذلك هذا مذهب علماء المسلمين قديما وحديثا، فمن قال غير هذا فهو مرجئ خبيث، احذره على دينك، والدليل على هذا قول الله عز وجل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) ([9]).
وقال أيضاً-رحمه الله-: (هذا بيان لمن عقل، يعلم أنه لا يصح الدين إلا بالتصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح، مثل ([10]) الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، وما أشبه ذلك) ([11])
وقال أيضاً-رحمه الله-: (كل هذا يدل على أن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان وعمل بالجوارح، ولا يجوز على هذا ردا على المرجئة، الذين لعب بهم الشيطان، ميزوا هذا تفقهوا إن شاء الله) ([12]).
وقال أيضاً-رحمه الله- بعدما ذكر الآيات في أن دخول الجنة بالعمل: (كل هذا يدل العاقل على أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال، كذا قال الحسن وغيره، وأنا بعد هذا أذكر ما روي عن النبي r، وعن جماعة من أصحابه، وعن كثير من التابعين أن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، ومن لم يقل عندهم بهذا فقد كفر) ([13]).
وقال أيضاً -رحمه الله-: (وقد تقدم ذكرنا لهم: إن الإيمان معرفة بالقلب تصديقا يقينا، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، ولا يكون مؤمنا إلا بهذه الثلاثة، لا يجزئ بعضها عن بعض، والحمد لله على ذلك) ([14]).
قال الإمام ابن بطة العكبري–رحمه الله-: (باب بيان الإيمان وفرضه وأنه تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والحركات، لا يكون العبد مؤمنا إلا بهذه الثلاث:
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلموا رحمكم الله أن الله جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه فرض على القلب المعرفة به، والتصديق له ولرسله ولكتبه، وبكل ما جاءت به السنة، وعلى الألسن النطق بذلك والإقرار به قولا، وعلى الأبدان والجوارح العمل بكل ما أمر به، وفرضه من الأعمال لا تجزئ واحدة من هذه إلا بصاحبتها، ولا يكون العبد مؤمنا إلا بأن يجمعها كلها حتى يكون مؤمنا بقلبه، مقرا بلسانه، عاملا مجتهدا بجوارحه، ثم لا يكون أيضا مع ذلك مؤمنا حتى يكون موافقا للسنة في كل ما يقوله ويعمله، متبعا للكتاب والعلم في جميع أقواله وأعماله، وبكل ما شرحته لكم نزل به القرآن، ومضت به السنة، وأجمع عليه علماء الأمة .... وأما الإيمان بما فرضه الله عز وجل من العمل بالجوارح تصديقا لما أيقن به القلب ونطق به اللسان فذلك في كتاب الله تعالى يكثر على الإحصاء وأظهر من أن يخفى) ([15]).
وقال أيضاً-رحمه الله-: (فكل من ترك شيئا من الفرائض التي فرضها الله عز وجل في كتابه أو أكدها رسول الله r في سنته على سبيل الجحود لها والتكذيب بها، فهو كافر بين الكفر لا يشك في ذلك عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر. ومن أقر بذلك وقاله بلسانه، ثم تركه تهاونا ومجونا أو معتقدا لرأي المرجئة ومتبعا لمذاهبهم، فهو تارك الإيمان ليس في قلبه منه قليل ولا كثير وهو في جملة المنافقين الذين نافقوا رسول الله r، فنزل القرآن بوصفهم وما أعد لهم، وإنهم في الدرك الأسفل من النار، نستجير بالله من مذاهب المرجئة الضالة) ([16])
وقال أيضاً-رحمه الله-: (واعلموا رحمكم الله أن الله عز وجل لم يثن على المؤمنين، ولم يصف ما أعد لهم من النعيم المقيم، والنجاة من العذاب الأليم، ولم يخبرهم برضاه عنهم إلا بالعمل الصالح، والسعي الرابح، وقرن القول بالعمل، والنية بالإخلاص، حتى صار اسم الإيمان مشتملا على المعاني الثلاثة لا ينفصل بعضها من بعض، ولا ينفع بعضها دون بعض، حتى صار الإيمان قولا باللسان، وعملا بالجوارح، ومعرفة بالقلب خلافا لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم، وتلاعبت الشياطين بعقولهم، وذكر الله عز وجل ذلك كله في كتابه، والرسول r في سنته) ([17])
وقال أبو طالب المكي-رحمه الله-: ( ... فمثل الإسلام من الإيمان كمثل الشهادتين أحداهما من الأخرى في المعنى والحكم فشهادة الرسول غير شهادة الوحدانية فهما شيئان في الأعيان واحداهما مرتبطة بالأخرى في المعنى والحكم كشيء واحد كذلك الإيمان والإسلام إحداهما مرتبط بالآخر فهما كشيء واحد لا إيمان لمن لا إسلام له ولا إسلام لمن لا إيمان له إذ لا يخلو المسلم من إيمان به يصح إسلامه ولا يخلو المؤمن من إسلام به يحقق إيمانه من حيث اشترط الله للأعمال الصالحة الإيمان واشترط للإيمان الأعمال الصالحة فقال في تحقيق ذلك} فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه {وقال في تحقيق الإيمان بالعمل} ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى {فمن كان ظاهره أعمال الإسلام ولا يرجع إلى عقود الإيمان بالغيب فهو منافق نفاقا ينقل عن الملة ومن كان عقده الإيمان بالغيب ولا يعمل بأحكام الإيمان وشرائع الإسلام فهو كافر كفرا لا يثبت معه توحيد ومن كان مؤمنا بالغيب مما أخبرت به الرسل عن الله عاملا بما أمر الله فهو مؤمن مسلم ولولا أنه كذلك لكان المؤمن يجوز أن لا يسمى مسلما ولجاز أن المسلم لا يسمى مؤمنا بالله.
وقد أجمع أهل القبلة على أن كل مؤمن مسلم وكل مسلم مؤمن بالله وملائكته وكتبه قال ومثل الإيمان في الأعمال كمثل القلب في الجسم لا ينفك أحدهما عن الآخر لا يكون ذو جسم حي لا قلب له ولا ذو قلب بغير جسم فهما شيئان منفردان وهما في الحكم والمعنى منفصلان ومثلهما أيضا مثل حبة لها ظاهر وباطن وهى واحدة لا يقال حبتان لتفاوت صفتهما فكذلك أعمال الإسلام من الإسلام هو ظاهر الإيمان وهو من أعمال الجوارح والإيمان باطن الإسلام وهو من أعمال القلوب وروى عن النبي r أنه قال الإسلام علانية والإيمان في القلب وفى لفظ الإيمان سر فالإسلام أعمال الإيمان والإيمان عقود الإسلام فلا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بعقد ومثل ذلك مثل العمل الظاهر والباطن أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وعمل الجوارح ومثله قول رسول الله إنما الأعمال بالنيات أي لا عمل إلا بعقد وقصد لأن (إنما) تحقيق للشيء ونفى لما سواه فأثبت بذلك عمل الجوارح من المعاملات وعمل القلوب من النيات فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام إلا بهما لأن الشفتين تجمع الحروف واللسان يظهر الكلام وفى سقوط أحدهما بطلان الكلام وكذلك في سقوط العمل ذهاب الإيمان ولذلك حين عدد الله نعمه على الإنسان بالكلام ذكر الشفتين مع اللسان في قوله ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين بمعنى ألم نجعل له ناظرا متكلما فعبر عن الكلام باللسان والشفتين لأنهما مكان له وذكر الشفتين لأن الكلام الذي جرت به النعمة لا يتم إلا بهما.
يتبع بحول الله عزوجل
______________________________ ___
قال شيخ الاسلام في المجموع:
(مَنْ كَانَ مَعَهُ إيمَانٌ حَقِيقِيٌّ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَعْمَالِ بِقَدْرِ إيمَانِهِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ربيع السلفي]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 07:45]ـ
هذه المسألة قد أشبعت بحثا
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 04:25]ـ
بارك الله فيك اخي
هذه المسألة قد أشبعت بحثا
و لا ارى ذلك ..
وهل تكلم احد من قبل سبب انكار الشيخ ابن عثمين والشيخ ربيع في جنس العمل بشكل من المناقشات من قبل ...
ومناقشة حديث ابي سعيد الخدري وجمع الاقوال ..
ارشدني
بارك الله فيك
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 04:36]ـ
سبق التنبيه على أنَّ هذا الموضوع وأمثاله من الموضوعات التي يكثر فيها الجدل لا يُسمَح بطرحها في المجلس العلمي
وفقك الله وبارك فيك(/)
هل يجوز ان اقول انا اخواني اوتبليغي؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 07:58]ـ
هل يجوز ان اقول انا اخواني اوتبليغي؟؟
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
ومن هذا الباب ما خرجاه في الصحيحين عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصاريا فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا وقال
الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري ياللمهاجرين فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال دعوى الجاهلية ثم قال ما شأنهم فأخبروه بكسعة المهاجري للأنصاري قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فانها منتنة وقال عبد الله بن أبي ابن سلول أو قد تداعوا علينا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث لعبد الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يتحدث الناس لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه
ورواه مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار فنادى المهاجري يا للمهاجرين ونادى الأنصاري يا للأنصار فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا أدعوى الجاهلية قالوا لا يا رسول الله إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر فقال لا بأس لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصر وإن كان مظلوما فلينصره
فهذان الإسمان المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة وسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل وفي هذا وانتساب الرجل إلى المهاجرين والأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله ليس من المباح الذي يقصد به التعريف فقط كالانتساب إلى القبائل والأمصار ولا من المكروه أو المحرم كالانتساب إلى ما يفضي إلى بدعة أو معصية أخرى
ثم مع هذا لما دعا كل واحد منهما طائفة منتصرا بها أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وسماها دعوى الجاهلية حتى قيل له إن الداعي بها إنما هما غلامان لم يصدر ذلك من الجماعة فأمر بمنع الظالم وإعانة المظلوم ليبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المحذور من ذلك إنما هو تعصب الرجل لطائفته مطلقا فعل أهل الجاهلية فأما نصرها بالحق من غير عدوان فحسن واجب أو مستحب
قلت رحمه الله فكيف لو ادرك زماننا وراى كثرة الاحزاب والجماعات والتي هي على بدعة اومعصية ونجد من يدافع عنها اليها ويدعو اليها ويفخر بالانتساب لها وهي قد فرقت شمل المسلمين والله المسنعان
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 12:38]ـ
جزاك الله خيرا
ألا يشمل ذلك الانتساب للأوطان بداعي الفخر لا الدلالة وانها هي أصل تفرق المسلمين
والله من وراء القصد
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 01:20]ـ
أخي الفاضل: بارك الله فيكم
كلام شيخ الإسلام أرى أنه في الجواز وليس في المنع!! لأنه لم ينكر التسمية في حد ذاتها، إنما ما أنكره شيخ الإسلام هو التسمي بالاسم إن كان من باب العصبية الجاهلية ونحو ذلك، أما مجرد التسمي فوالله أعلم لا حرج فيه.
فما المانع أن يطلق تجمع ما على أنفسهم لقبا ما، طالما أن العقيدة صحيحة والمنهج قائم على الكتاب والسنة بفهم السلف فالتسمية لا بأس بها، إلا إن أدت إلى عصبية فتترك هنا.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 07:11]ـ
اخي الكريم تامل ماقلته
((قلت رحمه الله فكيف لو ادرك زماننا وراى كثرة الاحزاب والجماعات والتي هي==على بدعة اومعصية ==ونجد من يدافع عنها اليها ويدعو اليها ويفخر بالانتساب لها وهي قد فرقت شمل المسلمين والله المسنعان)) ا
ثم الايكفي المسلم ان يقول انا مسلم وفي الاية ((وقال انني من المسلمين))
ـ[ابن رشد]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 06:36]ـ
كلام شيخ الإسلام أرى أنه في الجواز وليس في المنع!! لأنه لم ينكر التسمية في حد ذاتها، إنما ما أنكره شيخ الإسلام هو التسمي بالاسم إن كان من باب العصبية الجاهلية ونحو ذلك، أما مجرد التسمي فوالله أعلم لا حرج فيه.
فما المانع أن يطلق تجمع ما على أنفسهم لقبا ما، طالما أن العقيدة صحيحة والمنهج قائم على الكتاب والسنة بفهم السلف فالتسمية لا بأس بها، إلا إن أدت إلى عصبية فتترك هنا.
وجزاكم الله خيرا.
هذا الكلام فيه شيئا من الصحة .. والله أعلم
مجرد التسمي لابأس به بدليل تسمي الصحابة بالمهاجر والاخر بالانصاري ,والمذموم هو التعصب لتلك الاسماء والله أعلم
ـ[خالد العامري]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 06:47]ـ
بارك الله فيكم، كتاب قيّم لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد.
حكم الإنتماء للفرق و الأحزاب و الجماعات الإسلامية
المؤلف: بكر بن عبد الله أبو زيد
الناشر: دار الحرمين - القاهرة
الطبعة الأولى 1426 هـ - 2006 م
حمّله من هنا ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=65665#post656 65)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 09:45]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد
والتسمي بالأسماء أو تقسيم التقسيمات هي وسائل في أصلها مباحة ولكنها لا تفعل إلا لغاية.
فلا يمكن لأحد أن يتسمى بأسم هو في غنى عنه.
فمتى ظهرت الغاية من المسمى أو التقسيم يظهر الحكم الشرعي.
فقد عُلم أن الصحابة رضي الله عنهم في بادئ الأمر كانوا طائفتين مهاجرين وأنصار , فشرع الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يؤاخي بينهم لئلا يقع التمييز المذموم ويؤكد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: " لا حلف في الإسلام ".
فلما وقعت القصة المتقدمة التي جاءت في ثنايا كلام شيخ الإسلام , ذُمت هاتين التسميتين في هذا الموضع الممنوع , فالمؤمنون أخوة والواجب تجاه المتخاصمين منهم إقامة الصلح والسعي بالخير بينهم والوقوف مع المحق ورد المبطل عن باطله.
فمن تسمى اليوم بأسم لا معنى له أو لا فائدة منه وهو يعيش في مجتمع مسلم فيلحق بالمعنى المذموم ولاشك ولا ريب مثل الأخوان التبليغ.
وأما إن قال أنا اتسمى بما لا يخالف دين الإسلام بل ينصره؟!
قلنا الدعاوى ما لم تقم عليها بينات أصحابها أدعياء.
وسيقول قائل فهلا ألحقت بهما من تسمى بالسلفية؟
قال البربهاري رحمه الله الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام.
ونحن نتبعه رحمه الله واسلافه ونقول: الإسلام الصحيح هو السلفية والسلفية هي الإسلام الصحيح.
فالسلفية هي ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان , ولا عبرة بمن أدعى ذلك وخالف الطريق.
فكل الطوائف الهالكة تدعي إنها الإسلام الصحيح ومع هذا فهي على باطل فمن تسمى بالسلفية وهو على باطل فهو يلحق بهم ولا ريب في ذلك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 06:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك وبارك الله فيك يا أبا عمر السلفي ...
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 06:19]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 06:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك وبارك الله فيك يا عالي الهمة ونفع بك الامة
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 10:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لى سؤال يحيرنى هل الاخوان من اهل السنه او منهم من يتبعون اهل السنه؟
وصراحة انا ارى كثيرا يقصر البنطال ويطلق لحيته و لكن يقول انه اخوانى
فهل هذا يدل على انه سنى وصراحة لم ارى امرأة منهم ترتدى نقابا الى الان
فاين الصواب هل هم على حق بما يطالبون به وفيما يفعلونه
انا اتحير كثيرا عندما افكر فيهم
ارجو من احد ان يرد بجواب يريحنى من التفكير
ولى ايضا تعليق:
لماذا نقول اهل سنه وسلفى او اطلاق مصطلح سلفى ألا يكفى بان ننتمى فقط لاشرف الخلق صلى الله عليه وسلم ونكون سنيه فقط
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 10:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لى سؤال يحيرنى هل الاخوان من اهل السنه او منهم من يتبعون اهل السنه؟
وصراحة انا ارى كثيرا يقصر البنطال ويطلق لحيته و لكن يقول انه اخوانى
فهل هذا يدل على انه سنى وصراحة لم ارى امرأة منهم ترتدى نقابا الى الان
فاين الصواب هل هم على حق بما يطالبون به وفيما يفعلونه
انا اتحير كثيرا عندما افكر فيهم
ارجو من احد ان يرد بجواب يريحنى من التفكير
ولى ايضا تعليق:
لماذا نقول اهل سنه وسلفى او اطلاق مصطلح سلفى ألا يكفى بان ننتمى فقط لاشرف الخلق صلى الله عليه وسلم ونكون سنيه فقط
وجزاكم الله خيرا
يا أختاه سلمك الله من الحيرة
أما الإخوان كجماعة فقد أفتى إمام الدنيا في عصره الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بدخولهم في الإثنتين والسبعين فرقة المتوعدة بالنار كما أخبرنا بذلك نبينا صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
وهذه الفتوى من الشيخ بعد أن تيقن من حالهم وأصولهم الفاسدة , فهم ينادون بالإسلام ولكن على طريقتهم لا على من سلف.
والوعيد لا يعني خروجهم من الملة بل الحديث فيه أن الفرق المتوعدة من أمة الإجابة أي مسلمون من أهل القبلة.
وأما أفرادهم - أفراد الجماعة - فحكمهم حكم الأعيان في الدنيا فمن توفرت فيه شروط الفرق المتوعدة وأنتفت عنه الموانع فهو متوعد بما في الحديث لمفارقته أصول أهل السنة.
وقد ذكرت سلمك الله الميزان في ثنايا كلامك , والزمي ما قاله الشافعي وبعض الائمة مع أهل الدين حت تعرفي الصالح من الطالح.
قال الشافعي رحمه الله: لا تغتر بالرجل ولو رأيته يمشي على الماء أو يطير في الهواء حتى ترى وقوفه عند الأمر والنهي.
صدق رحمه الله فهذا هو الميزان الوقوف على ما توجبه الشريعة في الوسائل وفي المقاصد.
وأما قولك لماذا نقول أهل سنة وسلفي؟!
اعلم ارشدك الله بأن أهل السنة والجماعة والسلفية وأهل الحديث والأثر والسلف كلها أسماء لمعنى واحد.
والداعي لهذه الأسماء هو التمييز عن أهل الباطل من أهل الإسلام أصحاب الفرق الضالة عن الطريق.
فالمسمى وفقكِ الله يكون مركباً من عدة كلمات فلو عرفت معنى كل مسمى وأصله لأمكنك تمييز الحق من الباطل.
فالسلفية هم أهل السنة والجماعة لا فرق في المدلول وإن اختلفت الألفاظ.
فالكتاب والسنة لا يفهمان إلا بفهم السلف وهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان ورأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
فلو سألك سائل فقال لك كيف تفهمين الكتاب والسنة؟
لقلت أنا اتبع في فهم الكتاب والسنة سلف هذه الأمة.
فلو قال لك أختصري لي هذا التعريف
لقلت: أنا سلفية
وكذلك الإخواني: إن سأله أحدهم ما منهج في الدعوة إل الله
سيقول لك: أن أنا ادعو إلى الله على ما أسس لي الإمام المجدد - في ظنه - حسن البنا الذي اسس منهج الإخوان المسلمون وجعل له أصول عشرون.
فلو أختصر لقال أنا إخواني
وهلم جرا
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 01:47]ـ
أما الإخوان كجماعة فقد أفتى إمام الدنيا في عصره الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بدخولهم في الإثنتين والسبعين فرقة المتوعدة بالنار كما أخبرنا بذلك نبينا صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
من فتاوى اللجنة الدائمة (السؤال الأول من الفتوى رقم 6250)
في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق الصوفية مثلاً هناك جماعة التبليغ والإخوان المسلمين، السنيين فما هي الجماعة التي تطبق كتاب وسنة رسوله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ... وبعد
أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه أهل السنة وهم أهل الحديث وجماعة أنصار السنة ثم الإخوان المسلمين، وبالجملة فكل فرقة من هؤلاء فيها خطأ وصواب فعليك بالتعاون معها فيما عندها من الصواب واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء من التناصح والتعاون على البر والتقوى.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو / عبدالله بن قعود
عضو / عبدالله بن غديان
عضو / عبد الرزاق عفيفي
الرئيس العام / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ولاشك أن منهم سلفيين فى العقيدة لكنهم ينتسبون للاخوان كالعلماء مصطفى حلمى وعمر الاشقر وعبد الكريم زيدان حفظهم الله تعالى
أحيانا يتكلم فى جماعة باعتبار انها فى بلد معين ولشيخنا محمد حسان شريط عن التبليغ والدعوة قال انا اتكلم عن التبليغين الذين فى مصر لا الذين مثلا فى جنوب شرق اسيا عقيدتهم من وحدة الوجود
يرى الدكتور ناصر العقل انه لا يسمى بالسلفية الافى بعض الاماكن التى تحتاج لتميز من فيها من اهل السنة
وأنصح الأخت بعدم التفكير فى هذا الامر لأن منهج السلفيين تعليم صغار العلم قبل كباره والانشغال بالأولويات فاحرصى على ما ينفعك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 01:50]ـ
وهذا مقال أعجبنى كثيرا فى التسمية
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وردَ على هذا الموقعِ الدعويِّ انتقادٌ آخرُ من النوع الذي قد سبق، يحمل في طيَّاته شبهاتٍ مكذوبةً على الدعوةِ السلفيةِ بأنها دعوةٌ حزبيةٌ مفرِّقةٌ مبتدعة، تجرُّ الفتنَ، وأنّ التغيير لا يحصل بالفتنة، وقد رأيت من المفيد أن أردّ على شبهاته المزعومةِ ومفاهيمِه الباطلة بتوضيحها بالحقّ والبرهان، عملاً بقوله تعالى: ?بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ? [الأنبياء: 18].
[وهذا نصّ انتقاده]:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أراسلُكَ وأنا أعلم يقينًا بأنَّ الشيخ فركوس عبدٌ من عباد الله ونحسبُك من المتقين.
1 - إطلاق لفظ السلفية على الفرقة الناجية ألا يُعتبر هذا حزبيةً، وأنت تعلم أنّ القرآن فيه لفظ الإسلام كما قال الله تعالى: ?تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ? [يوسف: 101].
2 - لا أشكّ أنّ كثيرًا من المسلمين يعتقدون أنّ السلفيَّ هو لِحيةٌ وقميص، وماذا عن حالق لحيته ألا يدخل الجنّة حنفي…؟! إنّ اسمَ السلفية فرّقت فأبصر .. ! ما هو الدليل القاطع على وجوب التسمية للفرقة الناجية؟
إنّ التغيير لا يكون بالدخول في الفتن أي الشبهات، ولو يجلس الشيخ فركوس في مسجده لكان خيرًا له وما النصر إلاّ من عند الله ومن سمَّع سمَّعَ اللهُ به، ?مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ? [يوسف: 90]».
• فأقول -وبالله التوفيق وعليه التكلان-:
إنّ السلفيةَ تُطلَقُ ويرادُ بها أحد المعنيين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: مرحلةٌ تاريخيةٌ معيّنةٌ تختصُّ بأهل القرون الثلاثة المفضّلة، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» (1 - أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين ... : (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)، وهذه الحِقبة التاريخيةُ لا يصحُّ الانتساب إليها لانتهائها بموت رجالها.
والثاني: الطريقةُ التي كان عليها الصحابةُ والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسّك بالكتاب والسُّنَّة وتقديمهما على ما سواهما، والعمل بهما على مقتضى فهم السلف الصالح، والمراد بهم: الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى، الذين اتفقتِ الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، وتَلَقَّى المسلمون كلامَهم بالرِّضا والقَبول كالأئمّة الأربعة، والليثِ بنِ سَعْدٍ، والسُّفيانَين، وإبراهيمَ النَّخَعِيِّ، والبخاريِّ، ومسلمٍ وغيرِهم، دون أهلِ الأهواء والبدعِ ممّن رُمي ببدعة أو شهر بلقبٍ غيرِ مرضيٍّ، مثل: الخوارج والروافض والمعتزلة والجبرية وسائر الفرق الضالَّة. وهي بهذا الإطلاق تعدُّ منهاجًا باقيًا إلى قيام الساعة، ويصحّ الانتسابُ إليه إذا ما التُزِمت شروطُهُ وقواعِدُهُ، فالسلفيون هم السائرون على نهجهم المُقْتَفُونَ أثرَهم إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها، سواء كانوا فقهاءَ أو محدّثين أو مفسّرين أو غيرَهم، ما دام أنهم قد التزموا بما كان عليه سلفُهم من الاعتقاد الصحيح بالنصّ من الكتاب والسنّة وإجماع الأمّة والتمسّك بموجبها من الأقوال والأعمال لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» (2 - أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق .. : (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه)، ومن هذا يتبيّن أنّ السلفيةَ ليست دعوةً طائفيةً أو حزبيةً أو عِرقيةً أو مذهبيةً يُنَزَّل فيها المتبوعُ مَنْزِلةَ المعصوم، ويتخذ سبيلاً لجعله دعوة يدعى إليها، ويوالى ويعادى عليها، وإنما تدعو السلفيةُ إلى التمسُّك بوصية رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المتمثِّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتفقت عليه الأمّة، فهذه أصولٌ معصومة دون ما سواها.
وهذا المنهج الربانيُّ المتكاملُ ليس من الحزبية الضيّقةِ التي فرّقت الأمّةَ وشتّتت شملَها، وإنما هو الإسلام المصفَّى، والطريقُ القويمُ القاصدُ الموصلُ إلى الله، به بعث اللهُ رسلَه وأنزل به كتبَه، وهو الطريقُ البيِّنةُ معالِمُه، المعصومةُ أصولُه، المأمونةُ عواقِبُه؛ أمّا الطرقُ الأخرى المستفتحة من كلّ باب فمسدودة، وأبوابها مغلقة إلاّ من طريق واحد، فإنه متّصلٌ بالله موصولٌ إليه، قال تعالى: ?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ? [الأنعام: 153]، وقال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: «خطّ لنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم خطَّا ثمّ قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ» ثم خطّ خطوطًا عن يمينه وشماله، ثمّ قال: «هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ? (3 - أخرجه الدارمي في «سننه»: (206)، وابن حبان في «مقدمة صحيحه» باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: (7)، والحاكم في «المستدرك»: (3241)، وأحمد: (4131)، والبزار في «مسنده»: (1718)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (6/ 89)، وحسنه الألباني في
(يُتْبَعُ)
(/)
«المشكاة»: (166))، وقد جاء في «تفسير ابنِ كثيرٍ» (4 - [2/ 191]): «أنّ رجلاً سأل ابنَ مسعود رضي الله عنه: ما الصراطُ المستقيم؟ قال: تَرَكَنَا محمّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أدناه وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ (5 - الجوادُّ: جمع جادّة، وهي معظم الطريق، وأصل الكلمة من جدَدَ. [«النهاية» لابن الأثير: 1/ 313]) وعن يساره جوادٌّ، ثمّ رجال يدعون من مرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثمّ قرأ ابن مسعود الآية».
وعليه يُدرك العاقلُ أنه ليس من الإسلام تكوين أحزابٍ متصارعةٍ ومتناحرةٍ ?كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ? [المؤمنون: 53]، فقد ذّمّ الله التحزّب والتفرّق في آياتٍ منها: قوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ? [الأنعام: 159]، وفي قوله تعالى: ?وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ? [آل عمران: 105]، وإنما الإسلام حزب واحد مفلح بنصّ القرآن، قال تعالى: ?أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? [المجادلة: 22]، وأهلُ الفلاح هم الذين جعل الله لهم لسانَ صِدْقٍ في العالمين، ومقامَ إحسانٍ في العِلِّيِّين، فساروا على سبيل الرشاد الذي تركنا عليه المصطفى صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الموصلِ إلى دار الجِنان، بيِّنٌ لا اعوجاجَ فيه ولا انحرافَ قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِها لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ» (6 - أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (43)، والحاكم في «المستدرك»: (331)، وأحمد: (16692)، والطبراني في «الكبير»: (18/ 247)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (1/ 47)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (937)).
واللهُ سبحانه وتعالى إِذْ سَمَّى في كتابه الكريمِ الرعيلَ الأوَّلَ ب «مسلمين» لأنّ هذه التسميةَ جاءت مطابقةً لما كانوا عليه من التزامهم بالإسلام المصفّى عقيدةً وشريعةً، فلم يكونوا بحاجةٍ إلى تسميةٍ خاصّةٍ إلاّ ما سمّاهم اللهُ به تمييزًا لهم عمّا كان موجودًا في زمانهم من جنس أهل الكفر والضلال، لكن ما أحدثه الناس بعدهم في الإسلام من حوادث وبدع وغيرها ممَّا ليس منه، سلكوا بها طرق الزيغ والضلال، فتفرّق بهم عن سبيل الحقّ وصراطه المستقيم، فاقتضى الحال ودعت الحاجة إلى تسميةٍ مُطابقةٍ لِمَا وَصَفَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الفرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» (7 - أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/ 284) «أسانيدها جياد»، والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (5343))، ومتميّزة عن سُبُل أهل الأهواء والبدع ليستبين أهل الهدى من أهل الضلال. فكان معنى قوله تعالى: ?هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ? [الحج: 78]، إنما هو الإسلام الذي شرعه الله لعباده مجرّدًا عن الشركيات والبدعيات، وخاليًا من الحوادث والمنكرات في العقيدة والمنهج، ذلك الإسلام الذي تنتسب إليه السلفية وتلتزم عقيدتَه وشريعتَه وتؤسِّسُ دعوتَها عليه، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «لا عيبَ على مَن أظهر مذهبَ السلفِ وانتسبَ إليه واعتزى إليه، بل يجب قَبول ذلك منه باتفاق، فإنّ مذهبَ السلفِ لا يكون إلاّ حقًّا» (8 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/ 91)).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، وللسلفية ألقابٌ وأسماءٌ يُعرفون بها، تنصب في معنى واحد، فهي تتفق ولا تفترق وتأتلف ولا تختلف، منها: «أصحاب الحديث والأثر» أو «أهل السُّنَّة»، لاشتغالهم بحديث رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وآثارِ أصحابه الكرام رضي الله عنهم مع العمل على التمييز بين صحيحِها وسقيمها وفهمها وإدراك أحكامها ومعانيها، والعملِ بمقتضاها، والاحتجاجِ بها، وتسمى ب «الفرقة الناجية» لأنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «إِن بَني إِسرائيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّة، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلّها في النّارِ إلا مِلَّة واحدة» فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيومَ وَأَصْحَابي» (9 - أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (3/ 341): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند»، وحسنه سليم الهلالي في «درء الارتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب»)، وتسمى -أيضًا- ب «الطائفة المنصورة»، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» (10 - سبق تخريجه). وتسمى ب «أهل السُّنَّة والجماعة» لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ» (11 - أخرجه الترمذي في «الفتن» باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2166)، والحاكم في «المستدرك»: (398)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وصححه الألباني في «المشكاة»: الهامش رقم (5)، من (1/ 61))، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» (12 - أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها: (6646)، ومسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4790)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه)، وفي قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الجَمَاعَةُ» (13 - أخرجه أبو داود في «السنة» باب شرح السنة: (4597)، والحاكم في «المستدرك»: (443)، وأحمد: (16613)، والطبراني في «الكبير»: (19/ 377)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (204))، والمراد بالجماعة هي الموافقةُ للحقّ الذي كانت عليه الجماعةُ الأولى: جماعةُ الصحابة رضي الله عنهم، وهو ما عليه أهلُ العلم والفقه في الدِّين في كلّ زمان، وكلُّ من خالفهم فمعدود من أهلِ الشذوذ والفُرقة وإن كانوا كثرة قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ فَارَقُوا الجَمَاعَةَ، وَإِنَّ الجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ الحَقَّ وَإِنْ كُنْتَ وَحْدَكَ» (14 - أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (49/ 286). وصححه الألباني في «المشكاة»: (1/ 61))، والنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وصف الفِرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» (15 - سبق تخريجه)، وهذا التعيين بالوصف يدخل فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه دخولاً قطعيًّا ولا يختصّ بهم بل هو شاملٌ لكلّ من أتى بأوصاف الفِرقة الناجية إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة الناجية: «وبهذا يتبيّن أنّ أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسنّة، الذين ليس لهم متبوع يتعصّبون له إلاَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمّتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها واتباعًا لها: تصديقًا وعملاً وحبًّا وموالاةً لمن والاها ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملةَ إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا يُنَصِّبُون مقالةً ويجعلونها من أصول دينهم وجُمل كلامهم إن لم تكن ثابتةً فيما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل يجعلون ما بعث به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه» (16 -
(يُتْبَعُ)
(/)
«مجموع الفتاوى لابن تيمية»: (3/ 347)).
هذا، ولا يعاب التسمي ب «السلفية» أو ب «أهل السنة والجماعة» أو ب «أهل الحديث» أو ب «الفِرقة الناجية» أو «الطائفة المنصورة»؛ لأنه اسم شرعيٌّ استعمله أئمة السلف وأطلقوه بحسَب الموضوع إما في مقابلة «أهل الكلام والفلسفة» أو في مقابلة «المتصوفة والقبوريين والطُّرُقيِّين والخُرافِيِّين» أو تُطلق بالمعنى الشامل في مقابلة «أهل الأهواء والبدع» من الجهمية والرافضة والمعتزلة والخوارج والمرجئة وغيرِهم. لذلك لما سُئل الإمام مالك -رحمه الله- مَن أهلُ السُّنَّة؟ قال: «أهل السُّنَّة الذين ليس لهم لقب يعرفون به لا جهمي ولا قدري ولا رافضي» (17 - «الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» لابن عبد البر: (35)، «ترتيب المدارك» للقاضي عياض: (1/ 172))، ومراده -رحمه الله- أنّ أهل السُّنَّة التزموا الأصلَ الذي كان عليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه، وبقوا متمسّكين بوصيّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من غير انتساب إلى شخص أو جماعة، ومن هنا يُعلم أنّ سبب التسمية إنما نشأ بعد الفتنة عند بداية ظهور الفِرق الدينية ليتميّز أهلُ الحقّ من أهل الباطل والضلال، وقد أشار ابنُ سيرين -رحمه الله- إلى هذا المعنى بقوله: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعتِ الفتنةُ، قالوا: سمّوا لنا رجالَكم، فيُنظَرُ إلى أهل السُّنَّة فيؤخذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثُهم» (18 - رواه مسلم في «مقدمة صحيحه»: (84)، والدارمي في «سننه»: (422))، هذا الأمر الذي دعا العلماءَ الأثباتَ والأئمّةَ الفحولَ إلى تجريد أنفسهم لترتيب الأصول العظمى والقواعدِ الكبرى للاتجاه السلفي والمعتقد القرآني، ومن ثمَّ نسبته إلى السلف الصالح لحسم البدعة، وقطع طريق كلّ مبتدع. قال الأوزاعي -رحمه الله-: «اصبر نفسك على السنّة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفّ عمّا كَفُّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم» (19 - «الشريعة» للآجري: (58)).
هذا، والسلفية إذ تحارب البدعَ والتعصّبَ المذهبيَّ والتفرّقَ إنما تتشدّد في الحقّ والأخذ بعزائم الأمور والاستنان بالسنن وإحياء المهجورة منها، فهي تؤمن بأنّ الإسلامَ كُلَّه حقٌّ لا باطل فيه، وصِدق لا كذب فيه، وَجِدٌّ لا هزل فيه، ولُبٌّ لا قشورَ فيه، بل أحكامُ الشرع وهديُه وأخلاقُه وآدابُه كلُّها من الإسلام سواء مبانيه وأركانه أو مظاهره من: تقصير الثوب وإطالة اللحية والسواك والجلباب، ونحو ذلك كلّها من الدِّين، والله تعالى يأمرنا بخصال الإسلام جميعًا وينهانا عن سلوك طريق الشيطان، قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ? [البقرة: 208]، وقد ذمَّ الله تعالى بني إسرائيلَ الذين التزموا ببعض ما أُمروا به دون البعض بقوله تعالى: ?أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ? [البقرة: 85]. والحكم المسبق على المعيّن بدخول النار والمنعِ من دخول الجنة بتركه للهدي الظاهري للإسلام ليس من عقيدة أهل السنة لكونه حكمًا عينيًّا استأثر الله به، لا يشاركه فيه غيره، وقد بين الله سبحانه وتعالى، أنّ استحقاق الجنة ودخولها إنما يكمن في إخلاص العبادة لله سبحانه واتباع نبيه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذمَّ الله تعالى مقالة أهل الكتاب في قوله تعالى: ?وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ? [البقرة: 111 - 112]،
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسلفيةُ لا تهوِّن من شأن السنّة مهما كانت، فلا تهدر من الشرع شيئًا ولا تهمل أحكامَه، بل تعمل على المحافظة على جميع شرعه: علمًا وعملاً ودعوةً قَصْدَ بيانِ الحقّ وإصلاحِ الفساد، وقد أخبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن الغرباء: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» (20 - أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/ 1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/ 267)).
والسلفيةُ ليست بدعوةٍ مُفرِّقة، وإنما دعوة تهدف إلى وحدة المسلمين على التوحيد الخالص، والاجتماع على متابعة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزكيةِ بالأخلاق الحسنة، والتحلي بالخصال الحميدة، والصدعِ بالحقّ وبيانِه بالحجّة والبرهان، قال تعالى: ?وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ? [الكهف: 29]، فقد كان من نتائج المنهج السلفي: اتحاد كلمة أهل السُّنَّة والجماعة بتوحيد ربهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه قولاً واحدًا لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة واختلفت عنهم الأزمنة، ويتعاونون مع غيرهم بالتعاون الشرعي الأخوي المبني على البرّ والتقوى والمنضبط بالكتاب والحكمة.
هذا، والسلفية تتبع رسولها في الصدع بكلمة الحقّ ودعوة الناس إلى الدين الحقّ، قال تعالى: ?وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ? [النحل: 44]، والبقاء في البيوت والمساجد من غير تعليم ولا دعوة إخلالٌ ظاهر بواجب الأمانة وتبليغ رسالات الله، وإيصال الخير إلى الناس، قال تعالى: ?وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ? [آل عمران: 187]، فيجب على الداعية أن يدعو إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على علم ويقين وبرهانٍ على نحو ما دعا إليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، قال تعالى: ?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? [يوسف: 108]، والعلم إذا لم يَصْحَبْهُ تصديقٌ ولم يؤازِرْهُ عملٌ وتَقْوَى لا يُسَمَّى بصيرةً، فأهلُ البصيرةِ هم أولوا الألباب كما قال تعالى: ?الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ? [الزمر: 18].
ومن منطلق الدعوة إلى الإسلام المصفّى من العوائد والبدع والمحدَثات والمنكرات كان الانتساب إلى «أهل السُّنَّة والجماعة» أو «السلفية» عِزًّا وشَرَفًا ورمزًا للافتخار وعلامةً على العدالة في الاعتقاد، خاصّةً إذا تجسّد بالعمل الصحيح المؤيَّد بالكتاب والسنّة، لكونها منهج الإسلام في الوحدة والإصلاح والتربية، وإنما العيب والذّمُّ في مخالفة اعتقاد مذهب السلف الصالح، في أي أصل من الأصول، لذلك لم يكن الانتساب إلى السلف بدعةً لفظيةً أو اصطلاحًا كلاميًّا لكنه حقيقة شرعية ذات مدلول محدّد ..
وأخيرًا؛ فالسلف الصالح هم صفوة الأمّة وخيرها، وأشدّ الناس فرحًا بسنّة نبيّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأقواهم استشعارًا بنعمة الإسلام وهدايته التي منَّ الله بها عليهم، متمثلين لأمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته قال سبحانه: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ، قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ? [يونس: 57 - 58]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «الفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه، ومحبّته له، وإيثاره له على غيره، فإذا فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبّته له ورغبته فيه، فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه حصوله له، ولا يحزنه فواتُه، فالفرح تابع للمحبة والرغبة» (21 - «مدارج السالكين» لابن القيم: (3/ 158)).
نسأل الله أن يُعزَّ أولياءَه، ويُذِلَّ أعداءَه، ويهديَنا للحقِّ، ويرزقَنا حقَّ العِلم وخيرَه وصوابَ العمل وحُسنَه، فهو حَسْبُنَا ونعم الوكيل، وعليه الاتكال في الحال والمآل، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 02:04]ـ
هذا كلام شيخنا بن جبرين على الاستاذ حسن البنا
إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين، ومن أهل الدعوة .. وقد نفع الله بهما وهدى بدعوتهما خلق كثير، ولهما جهود لا تنكر. لأجل ذلك شفع الشيخ عبدالعزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه القتل، فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال عبدالناصر – عليه من الله ما يستحق -، ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار. ثم تلقى العلماء كتبهما ونفع الله بها ولم يطعن أحد فيها منذ أكثر من عشرين عاما، وإذا وقع منهما أخطاء يسيرة في التأويل ونحوه فلا يصل إلى حد التكفير، فإن العلماء الأولين لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي وابن الجوزي وابن عطية والخطابي والقسطلاني وأمثالهم كثير.
وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله ..
وكذلك تحامل على الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ***** ولكن عين السخط تبدي المساويا
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 03:01]ـ
أخي خالد ارشيفك القديم المنقول عن اللجنة الدائمة منسوخ والمنسوخ يطرح ولا يعتد به.
وهذا الرأي كنا نعتقده ونقول به بل وكذلك جميع أهل العلم كانوا يثنون على الإخوان المسلمين , ولكن قبل ما تتبين حقيقة دعوتهم وأصل منهجهم.
أخي خالد ونعلم بارك الله فيك ما نقلته عن الشيخ ابن جبرين حفظه الله وهو منثور في فتاواه
ولكن ما الذي يجعلك تأخذ به وتترك ما نقلت لك عن شيخ الشيخ ابن جبرين؟!
وما الميزان لعلنا نستبين ما عندك من حق فنتبعك؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 11:28]ـ
أرجو من الإخوة أن يتركوا أمر التزكيات والثناءات والتحذيرات؛ لأن جلها من باب الخرص والظن وضرب الأقوال بعضها ببعض، فقد اّتيك بتحذير من سيد قطب وثناء عليه من عالم واحد!!
وقد اّتيك بفتوى تعتبر الإخوان من أهل السنة وفتوى تعتبرهم من أهل البدع من عالم واحد، وهذا يقول الأولى ناسخة والثاني يقول له اعكس تصب وهلم جرا.
لذلك علينا باليقين وهو أن ننظر في مناهج الناس، فإذا نظرنا إلى منهج الإخوان (المتمثل في الأصول العشرين للشيخ البنا رحمه الله) سنجد أن الإخوان من أهل السنة والجماعة بلا أدنى شك، والمخالف في هذا مغالط.
أما باقي تصرفات الجماعة فعرضة للسنة والبدعة، لكن الحكم يكون على المنهج والإطار العام.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 12:51]ـ
من فتاوى العلامة صالح الفوزان
ما هي جماعة التّبليغ؟ وما هو منهجُها الذي تسير عليه؟ وهل يجوز الانضمام إليها والخروج مع أفرادها - كما يقولون - للدّعوة، ولو كانوا متعلّمين وأهل عقيدة صحيحة كأبناء هذه البلاد مثلاً؟
القاعدة التي يجب اتِّباعُها: أنَّ الجماعة التي يجب الانضمام إليها والسَّيرُ معها والعملُ معها هي الجماعة التي تسير على ما كان عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، أمَّا ما خالفها؛ فإنه يجب أن نتبرَّأ منه ...
نعم؛ يجب علينا أن ندعُوَهم إلى الله، وأن نبيِّنَ أخطاؤهم، وأن ندعُوَهُم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السّلف الصَّالحُ؛ لأنَّ هذا واجبٌ علينا، أمّا أن ننضمَّ إليهم، ونخرج معهم، ونمشي على تخطيطهم، ونحن نعلم بأنهم على تخطيط غير صحيح؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه ولاء لغير الجماعة المتمسِّكة بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
ما حكم وجود مثل هذه الفرق - التَّبليغ والإخوان وغيرها - في بلاد المسلمين عامَّة؟
هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبَّلها؛ لأنها تريد أن تنحرف بنا وتفرِّقنا؛ تجعل هذا تبليغيًّا وهذا إخوانيًّا وهذا كذا! لم هذا التّفرُّق؟ هذا كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى، نحن على جماعة وعلى وحدة وعلى بيِّنةٍ من أمرنا، لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ لماذا نتنازل عمّا أكرمنا الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع والإلفة والطّريق الصحيح وننتمي إلى جماعات تفرِّقُنا وتشتِّتُ شملنا وتزرعُ العداوة بيننا؟ هذا لا يجوز أبدًا.
(المصدر المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان)
من فتاوى بن باز ..
س: سؤال من: م. ع- من أمريكا يقول: خرجت مع جماعة التبليغ للهند والباكستان، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور، وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد به قبر باطلة فما رأيكم في صلاتي وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن؟
ج: بسم الله، والحمد لله، أما بعد:
جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير؛ لأنهم نشيطون في عملهم، لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم، وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنة.
رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه.
(مجموع الفتاوى بن باز-8|296)
وهذا سؤال وجه للشيخ بن باز صوتيا ... سيفيدك كثيراً ... من هنا ( http://www.mahaja.com/forum/attachment.php?attachmentid=58&d=1180266287)
وفقنا الله واياك لما فيه رضاه ولقبول الحق ...
هذا كلام الفوزان ...
وكلام ابن باز الاخير
اخوكم الصغير خادم السنة ابا ريان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 11:29]ـ
أرجو من الإخوة أن يتركوا أمر التزكيات والثناءات والتحذيرات؛ لأن جلها من باب الخرص والظن وضرب الأقوال بعضها ببعض، فقد اّتيك بتحذير من سيد قطب وثناء عليه من عالم واحد!!
وقد اّتيك بفتوى تعتبر الإخوان من أهل السنة وفتوى تعتبرهم من أهل البدع من عالم واحد، وهذا يقول الأولى ناسخة والثاني يقول له اعكس تصب وهلم جرا.
لذلك علينا باليقين وهو أن ننظر في مناهج الناس، فإذا نظرنا إلى منهج الإخوان (المتمثل في الأصول العشرين للشيخ البنا رحمه الله) سنجد أن الإخوان من أهل السنة والجماعة بلا أدنى شك، والمخالف في هذا مغالط.
أما باقي تصرفات الجماعة فعرضة للسنة والبدعة، لكن الحكم يكون على المنهج والإطار العام.
هذا ما أدين الى الله به ودرسته وسمعته من تسجيلات المشايخ كافة بما فيهم أعلام الحجاز
وانا عندى كتاب جامع فيه فتاوى احدى عشر عالما منهم بن باز والالبانى ومحمد بن ابراهيم وعبد الرزاق عفيفى ينتهى جامعه الى ان الجماعتين من الفرق النارية
لكنى ذكرت لك ان شيخنا محمد حسان استفتى فى الخروج مع الجماعة فقال لابأس بشرطين ذكرهما وتكلم عنهم ساعة ثم قال هذا ايضا كلام شيخى بن عثيمين وقال انا اتكلم عللى التبليغيين الذين اعرفهم فى مصر اما مثلا ساكنى جنوب شرق اسيا فلا اذ مثلا قد يكونوا من اصحاب العقيدة الفاسدة المختلفين معنا فى اصول وشكر خاص لشيخنا محمد العبادى على كلامه المتزن بارك الله فيك ونفعنا بعلمك
وعندى فى تسجيلات شرح توحيد الالوهية من مجموع الفتاوى ومعى رقم الشريط والدقيقة يقول (من يتكلم عنهم يأخذ من بعض ما عندهم) أى التبليغ
ووالذى نفسى بيده أعطانى أخ من فترة قريبة اسطوانة فيها مقطعين صوتيين لبن باز مدتهم 6 دقائق سمعت دقيقة منهم وينتهى الشيخ الى الانصاف فى معنى ما قلت انا والشيخ العبادى
ومقطعين للعثيمين مدتهم 12 دقيقة وشريط للشيخ الالبانى مدته ساعة ومقطع للشيخ محمد حسان مدته 10 دقائق جزى الله ناشره خيرا
ليتنى اعرف عنوان هذه التسجيلات لكن لو أخ يتطوع يرفعها على النت هو لانى لا اعرف كيف أرفعهم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 05:33]ـ
هذا ما أدين الى الله به ودرسته وسمعته من تسجيلات المشايخ كافة بما فيهم أعلام الحجاز
وانا عندى كتاب جامع فيه فتاوى احدى عشر عالما منهم بن باز والالبانى ومحمد بن ابراهيم وعبد الرزاق عفيفى ينتهى جامعه الى ان الجماعتين من الفرق النارية
لكنى ذكرت لك ان شيخنا محمد حسان استفتى فى الخروج مع الجماعة فقال لابأس بشرطين ذكرهما وتكلم عنهم ساعة ثم قال هذا ايضا كلام شيخى بن عثيمين وقال انا اتكلم عللى التبليغيين الذين اعرفهم فى مصر اما مثلا ساكنى جنوب شرق اسيا فلا اذ مثلا قد يكونوا من اصحاب العقيدة الفاسدة المختلفين معنا فى اصول وشكر خاص لشيخنا محمد العبادى على كلامه المتزن بارك الله فيك ونفعنا بعلمك
وعندى فى تسجيلات شرح توحيد الالوهية من مجموع الفتاوى ومعى رقم الشريط والدقيقة يقول (من يتكلم عنهم يأخذ من بعض ما عندهم) أى التبليغ
ووالذى نفسى بيده أعطانى أخ من فترة قريبة اسطوانة فيها مقطعين صوتيين لبن باز مدتهم 6 دقائق سمعت دقيقة منهم وينتهى الشيخ الى الانصاف فى معنى ما قلت انا والشيخ العبادى
ومقطعين للعثيمين مدتهم 12 دقيقة وشريط للشيخ الالبانى مدته ساعة ومقطع للشيخ محمد حسان مدته 10 دقائق جزى الله ناشره خيرا
ليتنى اعرف عنوان هذه التسجيلات لكن لو أخ يتطوع يرفعها على النت هو لانى لا اعرف كيف أرفعهم
أرشدك الله وأخونا العبادي إلى الحق
فالعبادي هداه الله يرى أن الأصول العشرين هي أصول أهل السنة والجماعة وفيها:
1 - التقريب مع الرافضة.
2 - والسماح للنصارى بالدخول في الحزب.
وفي هاتين كفاية لرد دعواه .......
هداكما الله وبالحق بصركما
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 09:33]ـ
لاتعارض يا أخى العبادى يقول انه من اهل السنة لكنه يعتقد ان هاتين النقطتين ضلال مبين ولا يعتقد هذا الكلام الا ضال الا أن يكون مجتهد مخطئ
ولو أخذنا بقاعدتك هذه فى الحكم على الرجال لضللنا بن حجر والنووى والسيوطى وبن الجوزى و غيرهم كثير
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 09:35]ـ
وأيضا كما تواترت جمل السلف كقول الامام مالك أو سفيان الثورى (سلموا لفقهائكم تسلموا) فوفر على نفسك عناء البحث وسلم لكلام العلماء كما نقلت لك عن بن جبرين فثم اولويات اولى الانشغال بها
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 08:09]ـ
ارى ان الموضوع خرج عن مساره فليغلق(/)
قالوا: نصف المجتمع معطل فقلنا لهم:
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 02:24]ـ
قالوا نصف المجتمع معطل فقلنا لهم
من تلبيس شياطين الانس انهم يقولون نصف المجتمع معطل
وكذبوا في ذلك
ونحن نقول لهم ان المراة المسلمة تقوم باعمال جليلة من خدمة زوجها وتربية ابنائها وطهي الطعام وتنظيف منزلها والمذاكرة لابنائها الى غير ذلك من الاعمال وقدتدفعها الضرورة للاستعانه بمن يساعدها في عمل المنزل ثم انها شرعا مكفولة من ناحية النفقة حيث ينفق عليها الاب اوالابن اوالزوج اوالاخ
كماقال تعالى ((?لرِّجَالُ قَوَّ ?مُونَ عَلَى ?لنِّساءِ بِمَا فَضَّلَ ?للَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى? بَعْض وَبِما أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَ ?لِهِم))
ولذا كان الاصل ان عملها في بيتها
كماقال تعالى (وقرن في بيوتكن)
ولكن الذين يتبعون الشهوات يريدونها سكرتيرة للرجال ومندوبة مبيعات وشرطية وقاضية وطيارةومحامية وميكانيكية وان تتجول بالسيارة في الشوارع وان يرونها امام اعينهم في كل مكان قد نزعت حجابها وتخلت عن دينها وقد اخبر صلى الله عليه وسلم ان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء قال العلماء وذلك بسبب انحرافهن عن شريعة رب الارض والسماء فلنحذرمن دعاة الفتنة كفاناالله شرهم
ـ[الخلال]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 02:37]ـ
بارك الله بك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 01:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عابد]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 05:30]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز ...
هؤلاء عزيزي يسعون جاهدين إلى إخراج المرأة من بيتها وعفتها إلى مهاوي الردى والتسكع في كل مكان وزمان، وأيضاً الاختلاط بها، يريدون اللهو بها والتلذذ بأي طريقة أو وسيلة، ضاربين بالكتاب والسنة عرضَ الحائط، نسأل الله السلامة والعافية
تحيتي لك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 05:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 09:08]ـ
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). رواه البخاري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 03:28]ـ
يرفع للفائدة
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 08:48]ـ
لا ضير في العمل خارج المنزل و أن تكون المرأة محامية أو تعمل في أي مهنة محترمة طالما أنها تراعي الحجاب و تلتزم الحدود الشرعية. و نساء اليوم - الملتزمات منهنّ- ما شاء الله عليهن، لم يقصرن بشيء فهنّ يهتممن بأمور بيوتهن على أكمل وجه كما يشاركن أزواجهن في العمل خارج البيت و خاصة في أيام غلت فيها كل أمور المعيشة وارتفعت الأسعار ... و العمل خارج البيت ليس عيباً بل إنه يعطي للمرأة فرصة لتحقيق طموحاتها أيضاً على شرط أن لا يكون هذا على حساب أسرتها .. هذا رأيي على كل حال. دمتم سالمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Sep-2009, مساء 05:32]ـ
اخي الكريم لقد قلت سابقا:
ثم انها شرعا مكفولة من ناحية النفقة حيث ينفق عليها الاب اوالابن اوالزوج اوالاخ كماقال تعالى ((?لرِّجَالُ قَوَّ ?مُونَ عَلَى ?لنِّساءِ بِمَا فَضَّلَ ?للَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى? بَعْض وَبِما أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَ ?لِهِم))
ولذا كان الاصل ان عملها في بيتها كماقال تعالى (وقرن في بيوتكن))
واضبف الى ذلك انه لقد ذكر بعض المبهورين بالغرب المسوغات التي يرونها في خروج المرأة ومشاركتها الرجل في عمله، ومن تلك المسوغات:
1 - أن المرأة نصف المجتمع، وفيهن طاقات عظيمة وإمكانات هائلة لم تستهلك بعد، وأصبحوا ينادون بأن المجتمع يمشي على عكاز، وأنه يتنفس من رئة واحدة، وأن في إهمال المرأة تعطيل لنصف المجتمع.
2 - أن لعمل المرأة قيمة اقتصادية، فهي تزيد من نسبة السعودة مما يوفر شيئاً من دخل الدولة، كما أن فيه زيادة لدخل الأسرة بسبب عمل المرأة وما يعود منه كمرتب شهري.
3 - أن في عمل المرأة يوسع آفاقها، ويبرز وينمي مقومات شخصيتها، كما أن فيه شغلاً لوقت الفراغ لديها، وهو وقت كبير – كما يزعمون -.
4 - أن العمل يشعر المرأة بقيمتها في المجتمع، فهي تقدم عملاً عظيماً واضحاً للأمة.
لكن هذه الدعاوى ليست صحيحة تماماً، بل هي مناقشة من وجوه عدة. منها:
أ- أن من أولئك النسوة: المرأة العجوز التي لا تستطيع العمل، والطفلة الصغيرة التي لم تصل إلى سن العمل، والطالبة التي لم تتأهل للعمل بعد، فليست كل النساء قادرات على العمل في الوظائف الحكومية.
ب- أنه حتى المرأة المؤهلة للعمل لا تستطيع العمل بشكل تام كل الأيام، بل إنه يعتريها ما يعتريها من العوارض كالحيض والنفاس والحمل والولادة والإرضاع وغيرها من الأمور التي تعطل مسيرة العمل، فبالتالي لا يمكن لها العمل بشكل تام كالرجل، وبالتالي من الظلم أن تعمل المرأة في عمل لا تقوم به على الوجه الصحيح مع أن هنالك رجالاً عاطلين يمكنهم القيام به على وجه أفضل.
ج- أننا نعيش في صفوف الشباب بطالة واضحة متزايدة، فلماذا نطالب بعمل المرأة المشغولة ببيتها مع أن هنالك من هو أولى بهذا العمل منها.
د- إذا كان –كما يزعمون- في عمل المرأة زيادة لدخل الأسرة، فلم لا تقوم الدولة بزيادة مرتبات الأزواج حتى لا تحتاج الأسرة إلى خروج المرأة من عقر دارها لمزاولة العمل، فتزيد الدولة مرتبات كل عائل أسرة بقدر من يعولهم كما فعل ذلك الخليفة الراشد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه -.
هـ- أن المرأة التي تخرج للعمل لا توفر راتبها ولا تقلل من قيمة العمالة –كما يزعمون- بل إنها تدفع جزءاً ليس بالهين من راتبها لاستجلاب العمالة والمربيات ليقمن بالعمل مكانهن في المنزل وفي تربية الأطفال، وكلنا نعلم ما لهذا الأمر من الخطر العظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[01 - Sep-2009, مساء 06:28]ـ
بارك الله فيك أخينا أبو محمد الغمدى ...
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ..
والسلام عليكم
ـ[أكليل]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 05:51]ـ
جزاك الله خير
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 07:18]ـ
جزاكم الله خيرا على المقال ولو تعمقنا في تفاصيله وآثاره لتبيّن مدى قبح ما يدعون إليه، فبودي الإشارة إلى نقاط
صحيح أرادوا إخراج النساء بدعوى أن نصف المجتمع معطل، فكانت النتيجة أن عطلوا المجتمع كله وأفسدوه
نساء يعملن ورجال لا يعملون = ظهور مشاكل اجتماعية متعلقة: سرقة - اغتصاب .. ..
تأخر سن الزواج = مشاكل اجتماعية ونفسية: الفتاة لا تتزوج إلا متى أكملت دراستها والشاب لا يجد عملا نظرا لأن النساء أصبحن يعملن مثله تماما = كبت عند الشباب لمن يرى ويمتنع عن القيام بالفواحش (نوع اضطرابات نفسية) ومصائب عند من يرتكبون الفواحش، ولا ننس العنوسة عند النساء مما يجرئ بعض النساء على ارتكاب الفواحش (لشبه انقطاع الأمل في الزواج قريبا ففي بعض البلاد العربية معدل سن زواج الفتاة تقريبا في الـ32 سنة)
انحلال المرأة = فساد الشباب، وفتاة واحدة إذا فسدت ممكن تتسبب في إفساد أمة
الزواج ينظر إليه على أنه مشروع عسير والبدائل (المحرمة) متوفرة
فقدان معنى القوامة = ما عادت المرأة مسؤولة من الرجل بالتالي يمكنها تدبير أمرها بنفسها لما تعمل وتنفق على نفسها = تفشي ظاهرة الطلاق
تقليل وتأخر الزواج قد تكون نتيجته قلّة الولادات فيؤدي ذلك لتهرم السكان مما يؤثر سلبا على الاقتصاد الذي يزعمون إخراج المرأة لأجل تنميته
الأبناء ما عادت تربيهم أمهم بل: التلفاز - الشارع - النت - المدرسة .. .. فينتجون لنا مسوخا بلا قيم ولا أخلاق فضلا عن الاضطراب النفسي لما لا يجد الطفل أمه في أول سنواته خاصة
وما سبق تعيشه بعض البلاد العربية التي اتخذت النمط الغربي سبيلا تسير عليه وتعيشه وتعيش أسوأ منه البلاد الغربية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 05:46]ـ
بارك الله فيكم جميعا(/)
ليس كل حادث مخلوقا
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 12:04]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فنحن اليوم نعيش في عصر ((الإجتهاد للجميع)) فكل يوم تخرج علينا أطروحات جديدة لم نكن نسمع بها من قبل
وآخر هذه المضحكات المبكيات قول أحدهم أن قول شيخ الإسلام في القرآن يقتضي أن يكون القرآن مخلوقاً
ولو كان يفهم معنى كلمة يقتضي لما تلفظ بها
وهذا الغر أقام الدنيا وما أقعدها وراسل بعض الجهات المختصة
والأغرار على الشابكة أعانوه بقوة ونشروا هذيانه
والكلام على نقض هرائه على عدة فوائد
الفائدة الأولى في معرفة مذهب أهل السنة في القرآن ومقارنته بأقوال أهل الضلال
يذهب أهل السنة إلى أن كلام الله قديم النوع أي الله لم يزل متكلماً وأنه لم يكن معطلاً عن كماله ثم أصبح كاملاً كما هو مذهب المعطلة
وأنه حادث الآحاد
ومعنى حادث الآحاد أن آحاد كلام الله ليس قديماً إذ لا يعقل أن يكون متكلماً بالناسخ والمنسوخ معاً
والقديم لا يسبق بعدم
والأدلة على وقوع آحاد الكلام من رب العالمين بعد إن لم تكن كثيرة بالمئات
وخذ منها هذا الدليل المشهور في قوله تعالى ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة))
فالخطاب كما ترى موجه للملائكة ويستحيل أن يكون هذا في الأزل إذ أن الملائكة من مخلوقات الله
وقد خالف في هذا الأشاعرة والكلابية وقالوا بأن القرآن قديم وهذا القول مخالف لصريح المعقول وصحيح المنقول
علماً بأن أكابرهم قالوا بأن القرآن الذي بين أيدينا هو عبارة عن كلام جبريل
ومقتضى هذا أنه مخلوق!!
وهذه الآحاد غير مخلوقة مع كونها حادثة لأنها صفة لله عز وجل وصفاته لا تكون مخلوقة و لا يكون سبحانه محلاً للمخلوقات بإجماع المسلمين
فحتى الجهمية والمعتزلة قالوا بأن القرآن منفصل عن ذات الله عز وجل
وهم ينفون أن يكون الله محلاً للأعراض (يعني الصفات الذاتية) والحوادث (يعني الصفات الفعلية) فكيف يثبتون أن يكون محلاً للمخلوقات؟
فقد أثبوا وجوده سبحانه وتعالى بحدوث ما سواه واستدلوا على حدوث المخلوقات بتعرضها للحوادث والأعراض
وعلى هذا سينقضون دليلهم الذي بنوا عليه تعطيلهم ويقع منهم في التناقض
الفائدة الثانية تقرير شيخ الإسلام أن الحوادث (بمعنى الصفات الفعلية لله عز وجل) ليست مخلوقة ولا يلزم من حدوثها ذلك
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (6/ 322) ((وَتَلْخِيصُ ذَلِكَ أَنَّهُ إمَّا أَنْ يُقَالَ: الْحُدُوثُ أَعَمُّ مِنْ الْخَلْقِ فَقَدْ يَكُونُ الشَّيْءُ حَادِثًا فِي نَفْسِهِ وَلَيْسَ مَخْلُوقًا؛ أَوْ يُقَالَ: كُلُّ حَادِثٍ فَهُوَ مَخْلُوقٌ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَا يَقُومُ بِذَاتِهِ حَادِثٌ؛ أَوْ بِنَاءً عَلَى أَنَّ مَا قَامَ بِنَفْسِهِ إذَا كَانَ حَادِثًا فَهُوَ مَخْلُوقٌ فَإِذَا كَانَ الْحَقُّ هُوَ " الْقِسْمَ الْأَوَّلَ " لَمْ يَلْزَمْ إذَا لَمْ يَكُنْ مَخْلُوقًا أَنْ يَكُونَ قَدِيمًا بَلْ قَدْ يَكُونُ حَادِثًا وَلَيْسَ بِمَخْلُوقِ))
وقال أيضاً (6/ 320) ((وَإِذَا قَالُوا: نَحْنُ نُسَمِّي كُلَّ حَادِثٍ مَخْلُوقًا فَهَذَا مَحَلُّ نِزَاعٍ فَالسَّلَفُ وَأَئِمَّةُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَكَثِيرٌ مِنْ طَوَائِفِ الْكَلَامِ - كالهشامية والكرامية وَأَبِي مُعَاذٍ التومني وَغَيْرِهِمْ - لَا يَقُولُونَ: كُلُّ حَادِثٍ مَخْلُوقٌ وَيَقُولُونَ: الْحَوَادِثُ تَنْقَسِمُ إلَى مَا يَقُومُ بِذَاتِهِ بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ. وَمِنْهُ خَلْقُهُ لِلْمَخْلُوقَاتِ؛ وَإِلَى مَا يَقُومُ بَائِنًا عَنْهُ؛ وَهَذَا هُوَ الْمَخْلُوقُ؛ لِأَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ خَلْقٍ: وَالْخَلْقُ الْقَائِمُ بِذَاتِهِ لَا يَفْتَقِرُ إلَى خَلْقٍ بَلْ هُوَ حَصَلَ بِمُجَرَّدِ قُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ))
قلت تأمل قوله ((ومنه خلقه للمخلوقات)) إذ أن الخلق آحاده حادثة فالله يخلق أموراً بعد إن لم يكن قد خلقها فلو قالوا أن هذه الآحاد مخلوقة لكان المخلوق قد خلق بمخلوق وهذا ممتنع
الفائدة الثالثة كل من أثبت الصفات الفعلية لزمه قبول قول أهل السنة في القرآن
ويقال لهذا المعترض أتقر بالصفات الفعلية غير المتعدية مثل المجيء والنزول والإستواء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
التي أثبتها السلف وقد رفعت عقيرتك بنصرة مذهب السلف
فإن نفيتذلك كنت معطلاً
وإن أثبت قلنا لك هل هي قديمة؟
فسيكون الجواب قطعاً لا إذ لا يقول عاقل بأن الله لا يزال يجيء ولا يزال ينزل في الأزل
فيقال هل هي مخلوقة؟
فسيقول قطعاً لا إذ لا أحد من العالمين يقول بأن أفعال الله مخلوقة
فنقول له ها قد أثبت حوادث غير مخلوقة!!
ومن فهم هذه المسألة تيسر له فهم مسألة تسلسل الحوادث في القدم وإثبات دوام فاعلية الله عز وجل
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (6/ 299) ((. فَإِنْ قِيلَ: إذَا قُلْتُمْ: لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ لَزِمَ وُجُودُ كَلَامٍ لَا ابْتِدَاءَ لَهُ وَإِذَا لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا وَجَبَ أَنْ لَا يَزَالَ كَذَلِكَ؛ فَيَكُونُ مُتَكَلِّمًا بِكَلَامِ لَا نِهَايَةَ لَهُ وَذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ وُجُودَ مَا لَا يَتَنَاهَى مِنْ الْحَوَادِثِ فَإِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ مَسْبُوقَةٍ بِأُخْرَى فَهِيَ حَادِثَةٌ وَوُجُودُ مَا لَا يَتَنَاهَى مُحَالٌ. قِيلَ لَهُ: هَذَا الِاسْتِلْزَامُ حَقٌّ وَبِذَلِكَ يَقُولُونَ: إنَّ كَلِمَاتِ اللَّهِ لَا نِهَايَةَ لَهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: وُجُودُ مَا لَا يَتَنَاهَى مِنْ الْحَوَادِثِ مُحَالٌ فَهَذَا بِنَاءً عَلَى دَلِيلِهِمْ الَّذِي اسْتَدَلُّوا بِهِ عَلَى حُدُوثِ الْعَالَمِ وَحُدُوثِ الْأَجْسَامِ وَهُوَ أَنَّهَا لَا تَخْلُو مِنْ الْحَوَادِثِ وَمَا لَا يَخْلُو عَنْ الْحَوَادِثِ فَهُوَ حَادِثٌ وَهَذَا الدَّلِيلُ بَاطِلٌ عَقْلًا وَشَرْعًا وَهُوَ أَصْلُ الْكَلَامِ الَّذِي ذَمَّهُ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ وَهُوَ أَصْلُ قَوْلِ الجهمية نفاة الصِّفَاتِ وَقَدْ تَبَيَّنَ فَسَادُهُ فِي مَوَاضِعَ))
قلت ها قد أثبت حوادث لا مبدأ لها وليست مخلوقةً بالضرورة وقد ذكرت في مقالة أخرى بعنوان ((معنى قولهم قديم النوع حادث الآحاد)) أدلة أهل السنة والجماعة على أن الله عز وجل لم يزل متصفاً بصفات الكمال
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 12:15]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بعلمك
وفقك الله
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 12:24]ـ
وقد خالف في هذا الأشاعرة والكلابية وقالوا بأن القرآن قديم وهذا القول مخالف لصريح المعقول وصحيح المنقول
علماً بأن أكابرهم قالوا بأن القرآن الذي بين أيدينا هو عبارة عن كلام جبريل
للتوثيق فقط من فضلك: أين قال كبار الأشاعرة أن القرآن عبارة عن كلام جبريل عليه السلام.؟
أين ورد قدم النوع وحدوث الآحاد من كلام السلف؟
ثم ما المقصود أصلا بالنوع والآحاد في الصفات؟ أم هي اصطلاحات حادثة يوصف بها الله تعالى؟ ما مصدرها؟ ما مشروعية وصف الله بها؟
وشكرا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 02:47]ـ
بارك الله في أخينا عبد الله الخليفي على هذا التأصيل للمسألة وهو عين ما قرره شيخ الإسلام في كتبه.
وبالنسبة لقول أخينا شرف الدين:
أين ورد قدم النوع وحدوث الآحاد من كلام السلف؟
ثم ما المقصود أصلا بالنوع والآحاد في الصفات؟ أم هي اصطلاحات حادثة يوصف بها الله تعالى؟ ما مصدرها؟ ما مشروعية وصف الله بها؟
وشكرا.
هذا الأمر يتضح بالمثال:
لو أتينا إلى صفة (الخلق) أليس من أسماء الله (الخالق) و (الخلاق)، الجواب: بلى، قال تعالى: {هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى} (الحشر/24)، وقال تعالى: {إن ربك هو الخلاق العليم}. (الحجر/86) وقال تعالى: {بلى وهو الخلاق العليم}. (يس /81).
ووصف نفسه بأنه خالق كل شيء، فالله عز وجل لم يزل يخلق، لم يزل خلاقًا عليمًا.
فجنس صفة الخلق قديمة، لكن وصف الله نفسه بأنه خلق السموات والأرض، ووصف نفسه بأنه خلق الليل والنهار، ووصف نفسه بأنه خلق من الماء بشرًا، ووصف نفسه بأنه خلق الأزواج كلها.
وهذه الأفراد السماوات والأرض والليل والنهار والبشر والأزواج، وغيرها من خلق الله كلها أشياء حادثة مخلوقة خلقها الله بعد أن لم تكن.
ويستحيل أن يتصف الله بأنه خلق آدم قبل خلقه، ويستحيل أن يتصف الله بأنه خلق السماوات والأرض قبل وجودهما.
لكن الله خالق قبل أن يخلق السماوات والأرض وخالق قبل أن يخلق البشر وخالق قبل أن يخلق الليل والنهار فصفة الخلق قديمة، أما آحادها وهي خلق الإنسان وخلق السماوات وخلق الأرض وغيرها، فهي صفات حادثة بحدوث هذه الأشياء.
وهذه الصفات لأن الله سبحانه يحدثها في ذاته لا تكون مخلوقة، بينما ما يخلقه الله ويحدثه منفصلا عنه سبحانه كآدم والسماوات والأرض والليل والنهار فأنها حوادث مخلوقة. والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد الحضرمي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 03:46]ـ
الشيخ علي أحمد عبدالباقي
جزاك الله خيرا على بيانكم الشافي و بنحو ما قلتم قال الإمام البخاري رحمه الله في آخر الصحيح في كتاب الرد على الجهمية:
((باب: ما جاء في تخليق السموات والأرض ونحوهما من الخلائق، وهو فعل الرب وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مخلوق مفعول مكون))
و قال في كتابه خلق أفعال العباد -:
((اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول
فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر
وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله
وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا ((كن)) مخلوق
وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/ 439
و هذا واضح جدا و نص صريح من الإمام البخاري رحمه الله في ان كلام الله تعالى صفة فعلية أيضا لا كما يقول الكلابية ومن تأثر بهم أنه صفة ذات فقط وتجد الإمام ينص على أن الجهمية هم من يقول أن ((الفعل هو المفعول)) ثم يقول: (((ولذلك قالوا كن مخلوق))
ـ[الخلال]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 11:37]ـ
فَالسَّلَفُ وَأَئِمَّةُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَكَثِيرٌ مِنْ طَوَائِفِ الْكَلَامِ - كالهشامية والكرامية وَأَبِي مُعَاذٍ التومني وَغَيْرِهِمْ - لَا يَقُولُونَ: كُلُّ حَادِثٍ مَخْلُوقٌ وَيَقُولُونَ: الْحَوَادِثُ تَنْقَسِمُ إلَى مَا يَقُومُ بِذَاتِهِ بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ
عفواً أخي الحبيب
أين قال السّلف الصالح بتقسيم الحوادث؟
ورأس أئمة أهل الحديث هو الحبر الإمام أحمد بن حنبل وهو أكثر من تكلم في هذه المسألة ومَعَ ذلك فإني لم أر له تفريقاً وتفصيلاً كالذي ذكره شيخ الإسلام وإنما لم يزد على قولِهِ "القرآن كلام الله غير مخلوق"؟؟؟.
ثمّ التفريق بين "الحادث" و"المخلوق" هل جاء به الكتاب والسنة؟ أو قال به أحد من السلف الصالح؟ أو تساعده اللغة العربية؟
أرجو الإفادة، وبارك الله بك.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 08:05]ـ
للتوثيق فقط من فضلك: أين قال كبار الأشاعرة أن القرآن عبارة عن كلام جبريل عليه السلام.؟
أين ورد قدم النوع وحدوث الآحاد من كلام السلف؟
ثم ما المقصود أصلا بالنوع والآحاد في الصفات؟ أم هي اصطلاحات حادثة يوصف بها الله تعالى؟ ما مصدرها؟ ما مشروعية وصف الله بها؟
وشكرا.
إنت تؤمر
قال الباقلاني في الإنصاف ((وهذا إخبار من الله تعالى بأن النظم العربي الذي هو قراءة الله الله تعالى هو قول جبريل لا قول شاعر ولا قول كاهن))
وقال الباجوري في تحفة المريد ص94 ((ومذهب أهل السنة أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلوق))
وأما قدم النوع في كلام السلف ففي قولهم ((لم يزل الله متكلماً إذا شاء)) كما قال أحمد في الرد على الجهمية
فقوله ((لم يزل متكلماً)) إثبات لقدم نوع الكلام فالله متصف بالكلام منذ الأزل
وقوله ((إذا شاء)) إثبات لحدوث آحاده فهو يتكلم بما شاء متى شاء
ولا يشترط أن يعبر المتقدمون بلفظ المتأخرين بل يكفي اتفاق المعنى
والتعبير عن الكلام مسألة اصطلاحية يتنزل فيها العلماء للمتكلمين ويخاطبونهم بألفاظهم التي يفهمونها
فلو قلت مثل أحمد ((لم يزل الله متكلماً إذا شاء بما شاء))
لخالفت الجهمية والأشاعرة وصرحت بمذهب شيخ الإسلام
وقد كان ابن عباس يقول في قوله تعالى ((وكان الله عزيراً حكيماً)) ونظائرها ((لم يزل كذلك))
وأما وقوع القول أو الفعل من رب العالمين بعد إن لم يكن فالأدلة عليه كثيرة
فمثلاً حديث ((إذا تكلم الله بالوحي صعق من في السماوات)) وغيرها كثييير
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 08:08]ـ
وأما سؤال الأخ الخلال
فنقول هذا يعرف بالإستقراء
قالحادث ما سبق بعدم
والمخلوقات حوادث قطعاً
والسلف كانوا يقرون بأن الله يتكلم بالكلام بعد إن لم يكن متكلماً به ومع ذلك يقولون ((كلامه غير مخلوق))
فعرفنا من هذا أنهم يقسمون الحوادث إلى مخلوق قائم بذاته
وفعل للرب عز وجل وأفعاله غير مخلوقة قطعاً
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 07:17]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إنت تؤمر
قال الباقلاني في الإنصاف ((وهذا إخبار من الله تعالى بأن النظم العربي الذي هو قراءة الله الله تعالى هو قول جبريل لا قول شاعر ولا قول كاهن))
وقال الباجوري في تحفة المريد ص94 ((ومذهب أهل السنة أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلوق))
في الحقيقة يا أخ عبد الله ترددت كثيرا قبل كتابة هذه المشاركة، فقد ذهلت من (***** حررت بواسطة المشرف) في نسبة الأقوال لبعض العلماء .. على أنك هجمت على عظيم وهو القاضي الباقلاني وما أدراك، ونسبت له القول بأن القرآن الذي بين أيدينا هو كلام جبريل!! حيث قلت: علماً بأن أكابرهم قالوا بأن القرآن الذي بين أيدينا هو عبارة عن كلام جبريل.
فاتق الله يا أخي! فهذه عبارة القاضي: وهذا إخبار من الله تعالى بأن النظم العربي الذي هو قراءة الله الله تعالى هو قول جبريل لا قول شاعر ولا قول كاهن
فما الفرق بينها وبين قوله تعالي في سورة الحاقة: إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون وما هو بقول كاهن قليلا ما تذكرون. آيةك 40، 41، 42. أو قوله تعالى في سورة التكوير آية: 19: إنه لقول رسول كريم.؟؟!!
فأين قال الباقلاني: إن القرآن الذي بين أيدينا هو عبارة عن كلام جبريل؟؟! وعبارات القاضي إنما هي نصوص القرآن العظيم. فلم هذا التزييف؟ ثم كيف سأحاورك وأنت تغالط في أبسط النقول العلمية التي تستلزم حدا أدنى من الموضوعية العلمية؟!
أما ما نقلته عن البيجوري، فأعجب من الأول: فهل تشك أن ألفاظك وحروفك وأصواتك التي تحاكي بها القرآن العظيم ليست مخلوقة حادثة؟!
عذرا أخي الكريم على الوضوح زيادة على اللزوم، لكني أحسب أن فيه فائدة لك لتتجنب سوء عزو الأقوال مستقبلا .. أو تقول: هذا النقل هو مأخوذ من لازم قولهم: كذا وكذا ... وهذا الإلزام من فهمي أو من فهم الشخص الفلاني ..
أما مسألة النوع والفرد، فهي من فهم الخلف ولا علاقة للسلف بهذا الكلام.
هداني الله وإياك
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 09:01]ـ
في الحقيقة يا أخ عبد الله ترددت كثيرا قبل كتابة هذه المشاركة، فقد ذهلت من (***** حررت بواسطة المشرف) في نسبة الأقوال لبعض العلماء .. على أنك هجمت على عظيم وهو القاضي الباقلاني وما أدراك، ونسبت له القول بأن القرآن الذي بين أيدينا هو كلام جبريل!! حيث قلت: علماً بأن أكابرهم قالوا بأن القرآن الذي بين أيدينا هو عبارة عن كلام جبريل.
فاتق الله يا أخي! فهذه عبارة القاضي: وهذا إخبار من الله تعالى بأن النظم العربي الذي هو قراءة الله الله تعالى هو قول جبريل لا قول شاعر ولا قول كاهن
فما الفرق بينها وبين قوله تعالي في سورة الحاقة: إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون وما هو بقول كاهن قليلا ما تذكرون. آيةك 40، 41، 42. أو قوله تعالى في سورة التكوير آية: 19: إنه لقول رسول كريم.؟؟!!
فأين قال الباقلاني: إن القرآن الذي بين أيدينا هو عبارة عن كلام جبريل؟؟! وعبارات القاضي إنما هي نصوص القرآن العظيم. فلم هذا التزييف؟ ثم كيف سأحاورك وأنت تغالط في أبسط النقول العلمية التي تستلزم حدا أدنى من الموضوعية العلمية؟!
أما ما نقلته عن البيجوري، فأعجب من الأول: فهل تشك أن ألفاظك وحروفك وأصواتك التي تحاكي بها القرآن العظيم ليست مخلوقة حادثة؟!
عذرا أخي الكريم على الوضوح زيادة على اللزوم، لكني أحسب أن فيه فائدة لك لتتجنب سوء عزو الأقوال مستقبلا .. أو تقول: هذا النقل هو مأخوذ من لازم قولهم: كذا وكذا ... وهذا الإلزام من فهمي أو من فهم الشخص الفلاني ..
أما مسألة النوع والفرد، فهي من فهم الخلف ولا علاقة للسلف بهذا الكلام.
هداني الله وإياك
نص الباقلاني صريح في أن النظم العربي هو كلام جبريل
وهذا على مذهب الكلابية في أن كلام الله معنى واحد إذا ترجم للعبرية فهو التوراة وإذا ترجم إلى السريانية فهو الإنجيل وإذا ترجم للعربية فهو القرآن
وإليك نص الباقلاني كاملاً ((والنازل على الحقيقة المنتقل من قطر إلى قطر هو قول جبريل يدل على هذا))
ثم ذكر الآيات وهذا اجتزاءٌ منه فجبريل ناقل لكلام الله وقد وصف القرآن بأنه كلام اله في مواطن عديدة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو الحسن الكرجي فيما نقله عنه شيخ الإسلام في شرح الأصفهانية وكان الشيخ أبو حامد شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام وقال ولم تزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينتسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم من الحوم حواليه على ما سمعت عدة من المشايخ والأئمة منهم الحافظ المؤتمن بن أحمد الساجي يقولون سمعنا جماعة من المشايخ الثقاة قالوا كان الشيخ أبو حامد أحمد بن طاهر الإسفرائيني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علما وأصحابا إذا سعى إلى الجمعة من قطعية الكرخ إلى الجامع المنصور يدخل الرباط المعروف بالروزي المحازي للجامع ويقبل على من حضر ويقول اشهدوا علي بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال أحمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني
وأما كلام الباجوري
فهو يقول ((اللفظ الذي نقرؤه)) وليس ((اللفظ الذي تقرأ به))
فلو قلت لك ((الكتاب الذي نقرؤه)) فماذا اعني هل هي قراءتي؟ أم الكتاب المقروء
(******** حررت بواسطة المشرف) ولكنك تنسب إلى أئمتك أقوال لم يقولوا بها
ثم إن النص صريح في أن القرآن قديم في نفس الله عز وجل وهذا مخالف للعقل والنقل
وخذ نص الغزالي في قواعد العقائد حيث يقول ((وإنه متكلم آمرٌ ناه واعد متوعد بكلام أزلي))
وقال الباجوري في شرحه على الجوهرة في ص163
((وهو صفة أزلية قائمة بذاته لا حرف ولا صوت))
قال البوطي معلقاً في كبرى اليقينيات ص125_126 ((بين أن كلام الله اللفظي مخلوق وأنه أصوات وحروف ولكن يخلقها الله في غيره))
قلت مثل القرآن
وقال الإيجي في المواقف ص294 ((فاعلم أن ما يقوله المعتزلة وهو خلق الحروف والأصوات فنحن نقول به ولا نزاع بينا وبينهم في ذلك وما نقوله من كلام نفسي فهم ينكرون ثبوته))
قلت يعني خلق كلامه في المخلوقات كمثل خلقه للكلام في الشجرة وفي جبريل على مذهبهم المحدث
واذهب واسأل كل أشعري هل يتكلم بما شاء متى شاء لا على معنى خلقه لذلك في غيره
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 09:27]ـ
لا تحاول ستر تزييف النقول بشتمي ..
فالأمر واضح! فأنا لا أجادلك في مذهبك من قيام الحروف والأصوات الحادثة المخلوقة بذات الله تعالى مما تقول به وتنسبه إلى السلف بزعمك وتسمي ذلك اصطلاحا تكلم بما يشاء إلخ ما تنتحل من الأقوال التي لا تصمد أمام ميزان النظر العقلي الصحيح، لكن أجادلك في نسبتك قولا زورا في شهر رمضان المعظم لسيف أهل السنة القاضي الباقلاني من أن القرآن كلام جبريل وتركت الكلام مطلقا هكذا، وقد تحقق المقصود.
وما طولت به من النقول لا طائل تحته، فمذهب الباقلاني في إثبات الكلام النفسي معروف ويقول به جمهور علماء أهل السنة، ولهم أدلتهم في ذلك فلم لا تناقشها بدلا من تزييف النقول؟!
ثم قل لي من فضلك:
على فرض كون كلامه تعالى حروفا وأصواتا، وهي معاني أي ليست بذوات، ولكي يسمعها جبريل يجب أن تنتقل من ذات الله تعالى حتى تصل إليه عليه السلام، ومعلوم أن انتقال الصفات مستحيل باطل، فكيف سمع جبريل عليه السلام الكلام الحرفي والصوتي الذي تنسبه لذات الله قياما به؟!
نسيت: ستقول بلا كيف!! لكي لا تكلف نفسك التفكير قليلا .. فامكث على حالك إذن.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 01:27]ـ
لا تحاول ستر تزييف النقول بشتمي ..
فالأمر واضح! فأنا لا أجادلك في مذهبك من قيام الحروف والأصوات الحادثة المخلوقة بذات الله تعالى مما تقول به وتنسبه إلى السلف بزعمك وتسمي ذلك اصطلاحا تكلم بما يشاء إلخ ما تنتحل من الأقوال التي لا تصمد أمام ميزان النظر العقلي الصحيح،
الذي لا يقوم به الأفعال الاختيارية هو الميت، فكيف تصف معبودك بصفات الميتين؟ سبحانه وتعالى!
ثم إن كنت تزعم أن القرآن - أو ألفاظ القرآن - مخلوق، فهل خلقه الخالق بقوله له: "كن! "؟
فإن كان الجواب بالإيجاب، فهل قوله "كن" هذا مخلوق أم غير مخلوق؟!
لكن أجادلك في نسبتك قولا زورا في شهر رمضان المعظم لسيف أهل السنة القاضي الباقلاني من أن القرآن كلام جبريل وتركت الكلام مطلقا هكذا، وقد تحقق المقصود.
ليس في النقل تزوير ولا تحريف.
بل مذهب الباقلاني واضح، وهو أن لفظ القرآن ونظمه من قول جبريل، ظنا منه أن الآية تدل علي ذلك - وهيهات! فالذي في الآية: "قول رسول" لا "قول ملك" ولا "قول بشر". والرسول هو المبلغ، لا المنشئ ولا المؤلف ولا المصنف.
وما طولت به من النقول لا طائل تحته، فمذهب الباقلاني في إثبات الكلام النفسي معروف ويقول به جمهور علماء أهل السنة، ولهم أدلتهم في ذلك فلم لا تناقشها بدلا من تزييف النقول؟!
دعوى فارغة!
فرّق أنت بين "الكلام النفسي" وبين "العلم والإرادة" إن استطعت إلى ذلك سبيلا!!!
أهل السنة يعلمون أن "القرآن" ليس مجرد الحروف بلا معانى، ولا المعانى بلا حروف. بل هو حروف ومعاني، وكلها من عند الله تعالى.
ثم قل لي من فضلك:
على فرض كون كلامه تعالى حروفا وأصواتا، وهي معاني أي ليست بذوات، ولكي يسمعها جبريل يجب أن تنتقل من ذات الله تعالى حتى تصل إليه عليه السلام، ومعلوم أن انتقال الصفات مستحيل باطل، فكيف سمع جبريل عليه السلام الكلام الحرفي والصوتي الذي تنسبه لذات الله قياما به؟!
نسيت: ستقول بلا كيف!! لكي لا تكلف نفسك التفكير قليلا .. فامكث على حالك إذن.
يعنى أنت تسمى الإيحاء والتكليم والتسميع: انتقالا. . .؟!
وبكل هذه البساطة من عدم التفريق بين السمع وبين المسموع؟!
يا أخي. . . الكلام منسوب إلى من قاله مبتدئا، لا من يقوله مبلغا مؤديا، فضلا عمن يقوله قارئا تاليا. فافهم هذا، فإنه لطيف!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:05]ـ
الأخ الكريم نضال أعدك أن أتتبع كلامك نقطة نقطة. لكن دعنا نبدأ بالأولى وهي ادعاؤك أن من لا تقوم به ما سميتها الأفعال الاختيارية هو الميت.
هلا تفضلت وبينت مقصودك بالأفعال الاختيارية؟
فهل مرادك بالأفعال الاختيارية إيجاده في ذاته حركات وسكنات مثلا؟
أم مرادك إيجاده في ذاته قدرات وإرادات مثلا؟
أم مرادك شيئا آخر؟
حدد مفهوما واضحا للصفات الاختيارية لكي يتبين حكم دعواك.
وعلى كل أسألك: إذا قلنا مثلا أن مرادك بالصفات الاختيارية إيجاده تعالى علوا كبيرا حروفا وأصواتا وقدرات وحركات وسكنات بذاته، وذلك دليل الحياة عندك، فقبل إيجادها بذاته هل كان حيا؟ فإذا كان حيا قبلها بطلت دلالة الصفات الاختيارية - قيام الحوادث بذاته - على حياته! وإذا كان ميتا قبلها فكيف للميت أن يفعل أصلا؟!
أفلا تتدبرون!؟!؟
فإذا خلصنا من هذه النقطة انتقلنا بإذن الله لما بعدها ..
والله الهادي إلى الحق بفضله ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 02:53]ـ
الأخ الكريم نضال أعدك أن أتتبع كلامك نقطة نقطة. لكن دعنا نبدأ بالأولى وهي ادعاؤك أن من لا تقوم به ما سميتها الأفعال الاختيارية هو الميت.
هلا تفضلت وبينت مقصودك بالأفعال الاختيارية؟
فهل مرادك بالأفعال الاختيارية إيجاده في ذاته حركات وسكنات مثلا؟
أم مرادك إيجاده في ذاته قدرات وإرادات مثلا؟
أم مرادك شيئا آخر؟
حدد مفهوما واضحا للصفات الاختيارية لكي يتبين حكم دعواك.
وعلى كل أسألك: إذا قلنا مثلا أن مرادك بالصفات الاختيارية إيجاده تعالى علوا كبيرا حروفا وأصواتا وقدرات وحركات وسكنات بذاته، وذلك دليل الحياة عندك، فقبل إيجادها بذاته هل كان حيا؟ فإذا كان حيا قبلها بطلت دلالة الصفات الاختيارية - قيام الحوادث بذاته - على حياته! وإذا كان ميتا قبلها فكيف للميت أن يفعل أصلا؟!
أفلا تتدبرون!؟!؟
فإذا خلصنا من هذه النقطة انتقلنا بإذن الله لما بعدها ..
والله الهادي إلى الحق بفضله ..
الأفعال الاختيارية هي التي تحصل بإرادة فاعلها.
مثلا: تخليق الله للأرض. هذا التخليق حاصلة بإرادته تعالى، فهو فعل اختياري.
وضدها في الاصطلاح: الأفعال الاضطرارية، وهي التي لا تحصل بإرادة فاعلها (وقد لا يسمونه "فعلا").
مثاله: حركة القلم بتحريك صاحبه. هذه الحركة لم تحصل بإرادة القلم، فهي ليست فعلا اختياريا.
واضح. . .؟
فما ذكرتَه - يا أخي - من الإلزامات ليست لها قيمة.
فإنه تعالى فعال لما يريد، يفعل ما يشاء متى شاء وكيف شاء.
وهذه الفاعلية صفة له دائمة. وهي دليل الحياة ولازمه، كما قال سبحانة: (هو الحي القيوم)
فأنجز الآن ما وعدته!
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:01]ـ
لا تحاول ستر تزييف النقول بشتمي ..
فالأمر واضح! فأنا لا أجادلك في مذهبك من قيام الحروف والأصوات الحادثة المخلوقة بذات الله تعالى مما تقول به وتنسبه إلى السلف بزعمك وتسمي ذلك اصطلاحا تكلم بما يشاء إلخ ما تنتحل من الأقوال التي لا تصمد أمام ميزان النظر العقلي الصحيح، لكن أجادلك في نسبتك قولا زورا في شهر رمضان المعظم لسيف أهل السنة القاضي الباقلاني من أن القرآن كلام جبريل وتركت الكلام مطلقا هكذا، وقد تحقق المقصود.
وما طولت به من النقول لا طائل تحته، فمذهب الباقلاني في إثبات الكلام النفسي معروف ويقول به جمهور علماء أهل السنة، ولهم أدلتهم في ذلك فلم لا تناقشها بدلا من تزييف النقول؟!
ثم قل لي من فضلك:
على فرض كون كلامه تعالى حروفا وأصواتا، وهي معاني أي ليست بذوات، ولكي يسمعها جبريل يجب أن تنتقل من ذات الله تعالى حتى تصل إليه عليه السلام، ومعلوم أن انتقال الصفات مستحيل باطل، فكيف سمع جبريل عليه السلام الكلام الحرفي والصوتي الذي تنسبه لذات الله قياما به؟!
نسيت: ستقول بلا كيف!! لكي لا تكلف نفسك التفكير قليلا .. فامكث على حالك إذن.
(***** حررها المشرف) أين قلت بأن الحروف والأصوات المخلوقة تقوم في ذات الله؟
ثم إني لم أفتري
ونقلت نص أحمد كاملاً
وكلام الباقلاني نقلته كاملاً لك وهو يصرح بأن المنقول من قطر إلى قطر هو كلام جبريل
وهو لم يكن يتكلم عن الكلام النفسي
والقرآن الذي بين أيدينا حروف واضحة متعاقبة وهي كلام الله
والصوت أثبته أئمة أهل السنة مثل البخاري في خلق أفعال العباد وأحمد وغيرهم وأنكره المبتدعة من الأشاعرة وغيرهم والذين تسميهم أهل السنة زوراً وبهتاناً
وما هو الذي يصمد أمام النظر العقلي؟
قول الأشاعرة بأن كلام الله لا يصح فيه التقديم ولا التأخير و لا الإعراب
كلام الله سمعه جبريل من الله عز وجل
ولأن ذات عز وجل لا نعلم كيفيتها فنحن لا نعلم صفاتها
ولا يقل أحد بأن صفة الكلام تنتقل من الله إلى الخلق
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:08]ـ
(*********** حررها المشرف)
فنقول جواباً:
نحن لا نقول بأن الله كان معطلاً عن القدرة على الفعل ثم اصبح فاعلاً
حتى تلزمنا بأنه كان ميتاً قبل أن يفعل فهو الفعال لما يريد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:11]ـ
لا يجدي الكلام معك نفعا لأمور:
(************)
- تمييزك بين الخالق والحادث!! مما لا يقبله (*******) إذا فهم معناهما وهو الموجود بعد العدم.
- ثم الأمر الثالث شدة تعصبك التي جعلتك لا تدري ما تقول.
تلزم غيرك بلوازم باطلة بعيدة، ولا تعترف باللوازم البنة التي تلزم أقوالك؟! عجيب؟؟ تفرق بين الحادث والمخلوق!!
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:14]ـ
الأفعال الاختيارية هي التي تحصل بإرادة فاعلها.
هل تقوم بذاته عندك؟!
هل تقول إنها دليل حياته على ذلك؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:27]ـ
لا يجدي الكلام معك نفعا لأمور:
***********
- تمييزك بين الخالق والحادث!! مما لا يقبله ******* إذا فهم معناهما وهو الموجود بعد العدم.
- ثم الأمر الثالث شدة تعصبك التي جعلتك لا تدري ما تقول.
تلزم غيرك بلوازم باطلة بعيدة، ولا تعترف باللوازم البنة التي تلزم أقوالك؟! عجيب؟؟ تفرق بين الحادث والمخلوق!!
*****************
***************** حرر بواسطة المشرف
ولكن هروبك جيد
تنقم علي تمييزي بين الحادث والخالق!!!!!!!!
ولعلك أخطأت فأنت تقصد قطعاً الحادث والمخلوق
ودع عنك الألفاظ الإصطلاحية
عقيدتي أن الله يتكلم بما شاء متى شاء
وأنه يفعل ما شاء متى شاء
فينزل كل ليلة وينزل يوم القيامة ويجيء للقضاء بين عباده واستوى على العرش
هل عندك اعتراض على هذه العقيدة وهل يقبلها الأطفال الصغار أم لا يقبلونها؟
هذا قصدته بالتفريق بين الحادث والمخلوق
فدع عنك العجب
فقد ذكرت سابقاً الأدلة على أن الله تكلم بكلام لم يكن متكلماً به سابقاً
وهذا ما قصده أهل السنة بالحوادث
بمعن أن أفعاله سبحانه ليست قديمة بأفرادها
وأنا لم ألزم أحداً بشيء هذه أقوالهم صريحة بأن ما بين أيدينا مخلوق وقد نقلتها سابقاً
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:41]ـ
القرآن الذي نتلوه يعبر به عن الدال على مدلولات المدلول، وعن المدلول
فأيها قد تعلق كلام القوم به؟!
أما كلامك عن النوع والفرد فلا يفهمه إلا أصحاب الفطرة ممن لم يتلقوا العلوم أصلا، وقد فاتني أن أكون منهم
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 10:06]ـ
توضيح بسيط للأخ شرف ليفهم عقيدة أهل السنة:
الله جل و علا أخبر في كتابه انه يجيء يوم القيامة هو و الملائكة
فهل الله تعالى يقدر أن يجيء يوم القيامة أم لا؟
لا أريد فلسفة
الجواب بنعم أو لا
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 10:11]ـ
أما ان كل حادث مخلوق فهذا لا يُسلم لك أصلا و لعلي أضع كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله للتوضيح أكثر ,حيث قال في البداية و النهاية الجزء 10 ص 298:
((ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [الانبياء: 2] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [الاعراف: 11] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد)) اهـ
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 10:20]ـ
و راجع كلام الإمام البخاري فيما نقله عنه أخونا الحضرمي بأعلاه:
قال الإمام البخاري رحمه الله في آخر الصحيح في كتاب الرد على الجهمية:
((باب: ما جاء في تخليق السموات والأرض ونحوهما من الخلائق، وهو فعل الرب وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مخلوق مفعول مكون))
فانظر كيف جعل فعل الرب عز و جل غير مخلوق!! و تخليق السموات و الأرض لم يكن منذ الأزل! بل هو حادث! و مع ذلك جعل الإمام البخاري فعله تعالى غير مخلوق!
و قال في كتابه خلق أفعال العباد -:
((اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول
فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر
وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله
وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا ((كن)) مخلوق
وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/ 439
فالمفعول من سواه مخلوق أما فعل الله تعالى صفة له غير مخلوق!! وهذا عين ما نقوله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 10:57]ـ
يا مقدادي
أنتظر منك مشاركة منذ أيام هداك الله
ولكنك أجدت بارك الله فيك
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 11:14]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله و نفع بك
و المعذرة ان كان ثمة تقصير
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 06:33]ـ
فاتق الله يا أخي! فهذه عبارة القاضي: وهذا إخبار من الله تعالى بأن النظم العربي الذي هو قراءة الله الله تعالى هو قول جبريل لا قول شاعر ولا قول كاهن
فما الفرق بينها وبين قوله تعالي في سورة الحاقة: إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون وما هو بقول كاهن قليلا ما تذكرون. آيةك 40، 41، 42. أو قوله تعالى في سورة التكوير آية: 19: إنه لقول رسول كريم.؟؟!!
/// وصفه الله بالرسول لأنَّه أرسله بكلامه إلى النَّبيِّ (ص) مؤدِّيًا له ما قاله سبحانه ابتداءًا، والكلام يُنسب إلى من قاله مبتدئًا به لا إلى مَن قاله مؤدِّيًا.
/// وممَّا يدلِّل على ذلك في سياق الآيات نفسها وصف جبريل الرسول بقوله: (عند ذي العرش)، وقوله: (مطاعٍ ثَمَّ أمين).
ولهذين الوصفين دلالة على كون الآيات من عند رب العالمين، صاحب العرش العظيم، الذي نقله جبريل المطاع الأمين إلى رسوله الكريم (ص).
/// ويماثل هذا في الدلالة ويشدُّ معناه قوله تعالى: (قل نزَّله روح القدس من ربِّك بالحق).
/// ولشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في كتبه، وفي كتابه: (التسعينيَّة) خاصَّةً =ردٌّ مفصَّلٌ على ما يستجرُّه أشاعرة العصر من شبهات أوائلهم في ذي المسألة، ولا جديد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 07:25]ـ
نسيت: ستقول بلا كيف!! لكي لا تكلف نفسك التفكير قليلا .. فامكث على حالك إذن.
/// الله يهديك لا تعجبك (البلْكفة) وتسخر بمن يقول بها في غير موضوع سبق معك.
/// سأختصر وأرضى لك ما رضيتَه لغيرك، ولكن من كلام أحد أئمَّة المعتزلة -جار الله الزمخشري- (بل أحد كبار خصوم الأشاعرة والمستهزيء بتناقضاهم) حين ردَّ على قولهم في كشَّافه؛ إذ ينكر الرؤية وهم مثبوتها لكن بطريقة متناقضة، فقال: "والقول ما قال بعض العدلية فيهم:
لجماعة سمُّوا هواهم سُنَّة /// وجماعة حمرٌ! لعمري موكفهْ
قد شبّهوه بخلقه وتخوّفوا /// شنع الورى فتستَّرُوا بـ (البلكفهْ)!
انتهى كلامُه (عامله الله بعدله).
/// وحتَّى ((لا تزعل)) من سباب الزمخشري وسخريته بالأشاعرة -هداهم الله- فقد ردَّ عليه جماعة من الأشاعرة، وعارضوا بيتيه بمثلهما، مثل قول أحدهم:
وجماعة كفروا برؤية ربهم /// هذا لوعد الله ما لن يخلفهْ
و تلقبوا عدلية قلنا: أجل /// عدلوا بربهم فحسبهم سَفَهْ
وتلقبوا الناجين كلَّا إنِّهم /// إن لم يكونوا في لظىً فعَلَى شفهْ
/// وقال غيره:
لجماعة رأوا الجماعة سبة /// عمياء تاهوا في المعامي المتلفهْ
والسنة الغراء أضحت عندهم /// مردودة مهجورة مستنكفهْ
عميت بصائرهم كما أبصارهم /// عن رؤية فاستهزءوا بـ (البلكفهْ)
نفوا الصفات عن الإله وأثبتوا /// ذاتا معطلة تعرت عن صفهْ
فتعيَّنت ذات الإله لديهم /// أن لا تكون أو أن تكون مكيفهْ
/// وغيرها كثيرٌ، انظرها في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (للفائدهْ)!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 10:24]ـ
أرجو من الإخوة / شرف الدين وعبد الله الخليفي = الالتزام بأدب الحوار والمدارسة وعدم الخروج عن ذلك، اتقوا الله كل واحد منكما يريد أن يعلم الآخر ما عنده مما يراه حقًا فهل يعلم بعضنا بعضًا الانضباط وسمو الأخلاق؟!.
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 11:19]ـ
أرجو من الإخوة / شرف الدين وعبد الله الخليفي = الالتزام بأدب الحوار والمدارسة وعدم الخروج عن ذلك، اتقوا الله كل واحد منكما يريد أن يعلم الآخر ما عنده مما يراه حقًا فهل يعلم بعضنا بعضًا الانضباط وسمو الأخلاق؟!.
معك الحق في هذا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 01:25]ـ
/// الله يهديك لا تعجبك (البلْكفة) وتسخر بمن يقول بها في غير موضوع سبق معك.
تنبيه: معنى (البَلْكَفَة) هو قول أهل السُّنَّة: (بلا كيف)، وهو الذي لم يعجب شرف الدِّين.
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 03:49]ـ
هل ترضا أن يقول النصارى مثلا أن الله تعالى عن قولهم اتحد أو حل بعيسى عليه السلام بلا كيف؟!
ليست كل بلكفة تسترا عن معتقد فاسد، بل من البلكفات ما يعبر عن عجز العقول عن إدراك حقيقة من حقائق الذات والصفات الإلهية.
والمقام في التمييز بين البلفكتين، فافهم!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 08:20]ـ
هل ترضا أن يقول النصارى مثلا أن الله تعالى عن قولهم اتحد أو حل بعيسى عليه السلام بلا كيف؟!
ليست كل بلكفة تسترا عن معتقد فاسد، بل من البلكفات ما يعبر عن عجز العقول عن إدراك حقيقة من حقائق الذات والصفات الإلهية.
والمقام في التمييز بين البلفكتين، فافهم!
من يفرِّق بين البلكفتين، العقل أوثبوت نصِّ الشرع، ثم عقل مَنْ هو الحكم في هذا عقل الزمخشري أوشرف الدين المردِّد لشبهات طائفته!
وكلامك هذا المتقدِّم سيوجِّه الزَّمخشري مثله إليكم معاشر الأشاعرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 11:43]ـ
السلام عليكم
إلى أخينا شرف الدين
أسئلتي لك
- قال تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (117) سورة البقرة
هل قول الله "كن" من الكلام النفسي الأزلي؟
نعم أو لا
- من قال (ألم) (ق) (ن) (حم) التي في القرآن؟
أرجو أن يكون الجواب مختصر مثل (قاله ... )
- ما قولك فيما نقله الإمام عبد الله بن أحمد ابن حنبل عن أبيه في كتابه "السنة":
سألت أبي رحمه الله عن قوم، يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت فقال أبي:» بلى إن ربك عز وجل تكلم بصوت هذه الأحاديث نرويها كما جاءت «
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 11:44]ـ
على فرض كون كلامه تعالى حروفا وأصواتا، وهي معاني أي ليست بذوات، ولكي يسمعها جبريل يجب أن تنتقل من ذات الله تعالى حتى تصل إليه عليه السلام، ومعلوم أن انتقال الصفات مستحيل باطل، فكيف سمع جبريل عليه السلام الكلام الحرفي والصوتي الذي تنسبه لذات الله قياما به؟!
نسيت: ستقول بلا كيف!! لكي لا تكلف نفسك التفكير قليلا .. فامكث على حالك إذن.
/// جواب شُبهتِك القديمة في خاتمتها، وهو أنَّ كلام الله وصوت كلامه وحروف كلامه ليست كصفات المخلوقين، ولها كيفيَّةٌ، لكنَّا لا نعرفها، رضي مَن رضِي وسخِط مَن سخِط.
/// والقضيَّة المشبَّه بها وصف الحروف بالحركة والانتقال، وهوعبارة عن انتقال الجسم من حيِّزٍ إلى حيِّزٍ، والحرفُ جزء من المصوَّت.
/// ومن المحال -كما ذُكِرَ- أنْ تقوم الحَرَكَة بالحرف؛ لأنَّه عَرَضٌ، والحَرَكَة لا تقوم بالعَرَض، وإنَّما المتحرِّك في الحقيقة هو العُضْوُ من الشَّفَتَين أو اللِّسَان أو الحَنَك الذي يخرج منه الحرف، فالضَّمَّة عبارةٌ عن تحريك الشَّفَتين بالضَّمِّ عند النَّطَق فيحدث مع ذلك تصويت خفِيٌّ مقارِنٌ للحَرْفِ؛ إنْ امتدَّ كان واوًا، وإن قصر كان ضمَّةً، وكذلك القول في الفتحة والكسرة والسُّكُون ...
/// لكن يُقال إنَّ الحرفُ وإنْ كان عَرَضًا فقد يُوْصَف بالحركة تبعًا لحركة محلِّه؛ فإنَّ الأعراض وإنْ لم تتحرَّك بأنفسها فهي تتحرَّك بحركة محالِّها.
/// هذا كلُّه كما تقدَّم إنَّما هو في صفة كلام المخلوق.
/// أمَّا الخالق تعالى عن تشبيه المشبِّهة المعطِّلة فإنَّه لا يوصف إلَّا بما وصَفَ به نفسه، فلا يوصف بالشَّفتين ولا اللِّسان ولا الحنَك ولا بالانتقال ما لم تنصَّ عليه نصوص الوحي المعصوم.
/// ونصوص الوحْي قد دلَّت على كون كلامه حروفًا، وأنَّه يُسمِع به بعض خلقِه؛ فوجب الإيمان بذلك دون الخوض في كيفيَّةٍ لا تُدرَكُ بالقياس ولا بالعقل.
/// وفي صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبيُّ (ص): يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبَّيك ربَّنَا وسَعْديك، فينادي بصوتٍ: إنَّ الله يأمُرُك أنْ تُخرج من ذريَّتِك بعثًا إلى النَّار ... " الحديث.
/// وأخرج رحمه الله في خلق أفعال العباد، من حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه يقول: سمعت النبي (ص) يقول: "يحشر العباد، فيناديهم بصوتٍ، يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قَرُب: أنا الملك .. أنا الدَّيَّان ... " الحديث.
/// قال الإمام البخاري في خلق أفعال العباد: "وفي هذا دليلٌ أنَّ صوت الله لا يُشْبِهُ أصوات الخلق؛ لأنَّ صوت الله جلَّ ذكره يُسْمِع من بَعُدَ كما يُسْمِع من قرب".
-----------------------
/// وسؤال كثيرٍ من أهل البِدَع عن الكيفيَّة في الصِّفات التي هم منكروها =ليس سؤال تعلُّمٍ واسترشادٍ؛ إنَّما هو سؤال تعنُّتٍ وإنكارٍ للصِّفات، وإلَّا وَجَبَ على من لم يعرف الكيفيَّة لها أنْ يؤمن بالصِّفة، لا أن يتوقَّف إيمانه على معرفتها، أو هكذا يريد أن يُظهِر لغلبة التقليد عليه لدين الشيوخ المنحرفين عن الكتاب والسُّنَّة.
/// فالصِّفة ثابتةٌ لله عرفنا كيفيَّتها أم لم نعرف، والله على كلِّ شيءٍ قدير، ولا يُعجزِه شيءٌ، ولا يشبهه شيءٌ، تعالى علوًّا كبيرًا.
/// وعند البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أنَّ رجلًا قال: يا نبيَّ الله، كيف يُحْشَر الكافر على وجهه؟
قال: ((أليس الذي أمشاه على الرِّجلين في الدُّنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟!)).
(يُتْبَعُ)
(/)
/// فمن أنكر هذه الهيئة التي أخبرنا بها في الوحي -وما يماثلها- لعدم تخيُّله لكيفيَّتها أوعقله لها =فقد جحد ما أخبر به الرَّبُّ في كتابه والنَّبيُّ (ص) في سُنَّته، وإنْ سوَّغ ذلك بعدم عرفانه بالكيفيَّة، نعوذ بالله من الخذلان.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 06:28]ـ
هل ترضا أن يقول النصارى مثلا أن الله تعالى عن قولهم اتحد أو حل بعيسى عليه السلام بلا كيف؟!
ليست كل بلكفة تسترا عن معتقد فاسد، بل من البلكفات ما يعبر عن عجز العقول عن إدراك حقيقة من حقائق الذات والصفات الإلهية.
والمقام في التمييز بين البلفكتين، فافهم!
بقي الرد على هذه المقارنة بين اعتقاد أهل السنة في صفات الله و اعتقاد النصارى في المسيح حين يؤصلون الاتحاد على أنه اتحاد صفة بموصوف .... و هي مقارنة غالبا ما يعقدها الجانبان في محاولة لمحاصرة السني فمن جهة تحتج الجهمية على أهل السنة بأنه يلزمهم تصحيح قول النصارى و تحتج النصارى على أهل السنة بأنه يلزمهم تصحيح قول جهم و قد رد الامام أحمد بكلمات و جيزة و كافية على الفريقين حين احتج جهم بكون عيسى كلمة الله ... وأشبع شيخ الاسلام الكلام عليها و شرحها في كتابه العظيم "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" و الخلاصة أن الأنبياء قد جاؤوا بمحارات العقول لا بمحالات العقول و اتحاد الله ببشر انما هو اتحاد بمخلوق يدخل في نطاق ادراك العقل و ما يقدر أن يميز العقل تناقضه لكونه متحدا بمخلوق أرضي منفصل عن الله مباين له داخل في ما ستطيع العقل تمييز تناقضه من عدمه و لهذا عيرالامام أحمد جهما بقلة الفهم لعدم تفرقته بين الحادث الذي هو القرآن و المخلوق الذي هو عيسى فالأول لا تجري عليه أوصاف الأكل و الشرب و الخطاب بالأمر و النهي كما تجري على الثاني و هي المعاني التي تجري على كل مخلوق داخل في حيز ادراك العقل و لهذا كان الكن من الله قوله- يستطرد الامام أحمد- و ليس "الكن" مخلوقا .. فماان ان قلنا ان الله تعالى علوا كبيرا اتحد بالمسيح الا و قد و نفينا التباين و اقررنا بدخول مفهوم الاله في حيز المخلوقات و لم يعد من محارات العقول و لم يعد يمكننا القول فيه بالبلكفة (1) لأنه أصبح مما يستطيع العقل ادراك محاله من عدمه و اختباره و لا يبقى فقط في حيز قياس الشاهد بالغائب ...
و هذا المفهوم هو أساس فلسفة العلم التجريبي باعترافه بهذا التباين و بحدود المعرفة الانسانية فلم يستطيعوا تتبيث دعامة راسخة للتقدم العلمي حتى أقروا بتباين الخالق عن مخلوقاته و أن هذه الأخيرة هي ما يمكن أن تدخل في حيز الاختبار و البحث و بالتالي ترسيخ سيطرة الانسان على الطبيعة (2) فالامام أحمد بنى رده على الطائفتين بأن الله كان وحده متميزا عن الخلق مباينا لهم و ركز على وصف التباين و لم يركز على وصف الحدوث في التفرقة بين الخالق و المخلوق و بين القرآن و بين المسيح و حلل بدقة ما اشتبه عند جهم في مناظرته للملاحدة من عدم تفريقه بين اضافة التشريف و اضافة الصفة و مكمن الغلط عنده عندما خلط بين أن يكون الشي معدوما لعدم امكان الاحساس به و بين ان يكون معدوما لأنك لا تحس به الآن او لم تحس به قط (3) و بالتالي الخلط بين محارات العقول و محالاتها و تبين بذكاء فذ أن النصارى و الجهمية يشتركان في نفس الأصل الذي يلزمهما القول بالاتحاد العام فقال رحمه الله:"وكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنه كان من أهل خراسان من الترمذ وكان صاحب خصومات وكلام وكان أكثر كلامه في الله تعالى فلقي ناسا من المشركين يقال لهم السمنية فعرفوا الجهم فقالوا له نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له ألست تزعم أنه لك إلاها قال الجهم نعم فقالوا له هل رأيت إلهك قال لا قالوا فهل سمعت كلامه قال لا قالوا فشممت له رائحة قال لا قالوا فوجدت له حسا قال لا قالوا فوجدت له مجسا قال لا قالوا فما يدريك أنه إله فتحير الجهم فلم يدر من يعبد أربعين يوما ثم إنه استدرك حجة مثل حجة الزنادقة من النصارى وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح التي في عيسى صلى الله على نبينا وعليه هي من روح الله تعالى ومن ذات الله تعالى فإذا أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه فتكلم على لسان فيأمر بما يشاء وينهى عما شاء
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو روح غائب عن الأبصار فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة فقال للسمني ألست تزعم أن فيك روحا قال نعم قال فهل رأيت روحك قال لا قال سمعت كلامه قال لا قال فوجدت له حسا أو مجسا قال لا قال فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا تشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ووجد ثلاث آيات في القرآن من المتشابه قوله ليس كمثله شيء وهو الله في السموات وفي الأرض و لا تدركه الأبصار فبنى أصل كلامه كله على هؤلاء الآيات وتأول القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعم أن من وصف من الله شيئا مما وصف به نفسه أو حدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كافرا وكان من المشبهة فأضل بشرا كثيرا "
و قال أيضا "وكذبت النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالوا عيسى روح الله وكلمته لأن الكلمة مخلوقة وقالت النصارى روح الله من ذات الله وكلمة الله من ذات الله كما يقال هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة"
وهذا بعض كلام شيخ الاسلام في شرح كلام الامام أحمد في الفرق بين محارات العقول و محالاتها و التركيز على المباينة لا على الحدوث و بكيف يضعون البلكفة في غير موضعها في كلام جامع يتضمن أصولا من أصول الرد على معطلي الصفات من كافة الطوائف و الملل و الملاحدة يبقى معه المرء فخورا أن في أمته أمثال هؤلاء الأئمة العباقرة قالا رحمهما الله في كتابيهما في الرد على الجهمية:"قال الامام احمد بيان ما ذكر الله في القرآن وهو معكم وهذا على وجوه قول الله تعالى لموسى انني معكما اسمع وأرى يقول في الدفع عنكما وقال تعالى ثاني اثنين اذهما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا يعني في الدفع عنا وقال والله مع الصابرين يعني في النصرة لهم على عدوهم وقوله وانتم الأعلون والله معكم في النصرة لكم على عدوكم وقال سبحانه وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول يقول بعلمه فيهم وقوله كلا ان معي ربي سيهدين يقول في العون على فرعون قال فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله عز وجل انه مع خلقه قال هو في كل شيء غير مماس للشيء ولا مباين منه فقلنا اذا كان غير مباين اليس هو مماس فلم يحسن الجواب فقال بلا كيف فخدع الجهال بهذه الكلمة موه عليهم فقلنا له اذا كان يوم القيامة اليس انما هو الجنة والنار والعرش والهواء قال بلى قلنا فأين يكون ربنا قال يكون في كل شيء كما كان حيث كانت الدنيا فقلنا فان مذهبكم ان ما كان من الله على العرش فهو من العرش وما كان من الله في الجنة فهو في الجنة وما كان من الله في النار فهو في النار وما كان من الله في الهواء فهو في الهواء فعند ذلك تبين للناس كذبهم على الله عز وجل ( ... ) واحمد رحمه الله ذكر ما يعلم بضرورة العقل من انه اذا كان فيه وليس بمباين فانه لا بد أن يكون مماسا له فانه لا يعقل كون الشيء في الشيء الا مماسا له او مباينا له فانه لما كان خطابه مع الجهمية الذين يقولون انه في كل مكان ذكر انه لا بد من المماسة او المباينة على هذا التقدير وهو تقدير المحايثة فان اولئك لم يكونوا ينكرون دخوله في العالم وانما ينكرون خروجه وذكر دعوى الجهمية بنفي هذين النقيضين قال فقلنا اذا كان غير مباين اليس هو مماس قال لا قال فكيف يكون في كل شيء غير مماس يقول احمد ان هذا لا يعقل فكيف يكون ذلك وذكر ان الخصم لم يحسن الجواب عن ذلك فانه لا يمكنه ان يذكر ما يعقل كونه في كل شيء وهو مع ذلك غير مماس فلما كان هذا غير معقول لجأ الخصم الى ان قال بلا كيف قال احمد رحمه الله فخدع الجهال بهذه الكلمة موه عليهم
فبين احمد أن هذه الكلمة انما يقبلها الجهال فينخدعون بها لأنهم يعتقدون ان ما ذكره هذا ممكن وأن لم نعلم نحن كيفيته وانما كانوا جهالا لأنهم خالفوا العقل والشرع وقبلوا ما لا يقبله العقل واعتقدوا هذا من جنس ما اخبر به الشارع من الصفات التي لا نعلم نحن كيفيتها والفرق بينهما من وجهين
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما ان الله ورسوله عالم صادق فيما اخبر به عن نفسه وهو اعلم من عباده فاذا اخبرنا بأمر فقد علمنا صدقه في ذلك وعلمنا مما أخبرنا به ما أفهمناه وما لم نعلم كيفيته من ذلك لا يضرنا عدم علمنا به بعد أن نعلم صدق المخبر وأما هؤلاء فانما يدعون ما يقولونه بالعقل لا يثبتونه بالشرع فاذا كان العقل الذي به يعتصمون لا يقبل ما يقولونه ولا يثبته بل ينفيه كان ما يقولون باطلا ولم يكن لهم به علم وكانوا أسوأ حالا ممن استشهد بشاهد فكذبه او نزع بآية ليحتج بها وكانت حجة عليه اذ كان مفزعهم العقل والعقل عليهم لالهم
وهذا الذي ذكره الامام احمد هو كما ذكرناه على كلام هذا المؤسس ونحوه من أنهم يدعون بالعقل مالا يقبله العقل بل يرده كدعواهم وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه كما قال اخوانهم بوجود موجود في العالم لا مباين العالم ولا مماس له ثم ان صنف المؤسس وهذا الصنف الآخر كل منهما يقول بأن الالهيات تثبت على خلاف ما يعلمه الناس وتثبت بلا كيفية ويدعون ذلك فيما يثبتونه بالعقل والعقل نفسه لا يقبل ما يقولونه بل يرده بضرورته وفطرته فضلا عن قياسه ونظره
الوجه الثاني ان الشارع لم يخبر بما يعلم بالعقل بطلانه ولا بما يحيله العقل حتى يكون نظيرا لهذا وهؤلاء ادعوا ما يرده العقل ويحله فلهذا كان ما اخبر به الشارع يقال له والكسيف مجهول ويقال فيه بلا كيف لعدم امتناعه في العقل وهؤلاء الجهمية ادعوا محالا في العقل فلم يقبل منهم بلا كيف ولهذا قال الامام احمد انه خدع الجهال بهذه الكلمة موه عليهم حيث لم يثبتوا الفرق بين خبر الشارع وبين كلام هؤلاء الضلال ولم يثبتوا الفرق بين ما يقبله العقل ويرده وهذا الذي ذكره احمد عنهم من قولهم هو فيه غير مباين ولا مماس وقول الآخرين الذين منهم المؤسس لا داخله ولا خارجه قد علم بالفطرة الضرورية انه خروج عن النقيضين كما علم مثل ذلك في قول سائر الجهمية من الملاحدة والباطنية ونحوهم حيث قالوا هو لا حي ولا ميت ولا عاجز ولا قادر ولا عالم ولا جاهل وكلام هؤلاء كلهم من جنس واحد يتضمن الخروج عن النقيضين ويتضمن تعطيل ما يستحقه الباري وحقيقته تعطيل ذاته بالكلية وتعطيل معرفته وذكره وعبادته بحيث مانعوه من ذلك "
______________________________ _
1 - و هو شبيه بما ينهجه أهل مذهب اللاأدري و تكافؤ الأدلة حين يحتجون بلاادري في غير موضعها فيقولون اننا حين نسال عن كنه حقيقة الله تقولون لا ادري مع ان دلائل وجود الله واقعة تحت نطاق الادراك العقلي بخلاف دلائل معرفة كنهه و حقيقته
2 - و هو ماأدى الى القفزات النوعية التي حققها بيكون و كانت و غيرهما و رسخها في الجانب العلمي جون لوك و غيره و هذا يرد من جهة أخرى على شبهة المعاصرين من الأشاعرة حين ينعتون مذهب السلف بالحشوية لأنه ضد المنهج العقلاني العلمي في فرضه لسلطة الكيف مع انهم يعرفون ان غيرنا لم يتقدم حتى أقر بعجزه عن معرفة الكيف في الالهيات و قدرته على معرفة الكيف في الانسانيات ووضع الفلبكة في موضعها دون ظلم و لم نتاخر الا حين وضعناها نحن في غير موضعا و عشنا قرونا كان القائلون بالاتحاد و الحلول فيها هم أكابرنا و لو تتبع الحق الذي عند هؤلاء و من اين وصلهم لتأكد ما قاله شيخ الاسلام من ان كل خير في الأرض انما مصدره علوم الأنبياء
3 - و من تأمل الجدال العنيف بين الماديين و المثاليين قديما و حديثا وافتراقهم بين من يقول ان ما لانحسه فلا يمكن ان يوجد و بين من يقول انه يمكن ان يوجد ما لايحس ثم تعظيمهم لمن تنبه لهذا الفرق و لتأثير بعد الزمن على ادراكنا للأشياء يعلم قدر نعمة الله أن هدانا للحق مما اختلفوا فيه وفضل هؤلاء الأئمة رجاحة عقولهم التي ان فاتتك تخاف ان لا تدركها ... و لله الحمد الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 02:42]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:فإن الناس متفقون على أن كل مخلوق حادث ومحدث وأنه يسمى في اللغة حادث ومحدث ومتنازعون في أن كل حادث ومحدث هل يكون مخلوقا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم أعلم أنهم نقلوا أنه يجب أن يسمى في اللغة مخلوقا وإنما النزاع بينهم في ذلك نزاع عقلي ومن هنا نشأ الإضطراب بين الناس في مسألة كلام الله ومسألة أفعال الله فصاروا يحملون ما يسمعونه من الكلام على عرفهم فغلط كثير منهم في فهم كلام السلف والأئمة بل وفي فهم كلام الله ورسوله والواجب على من أراد أن يعرف مراد المتكلم أن يرجع إلى لغته وعادته التي يخاطب بها لا نفسر مراده بما اعتاده هو من الخطاب فما أكثر ما دخل من الغلط في ذلك على من لا يكون خبيرا بمقصود المتكلم ولغته
كما أصاب كثيرا من الناس في قوله {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} سورة الأنبياء 2 فإنهم ظنوا أن المحدث والقديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن هو المحدث والقديم في اصطلاح المتكلمين هو ما لا أول لوجوده وما لم يسبقه عدم فكل ما كان بعد العدم فهو عندهم محدث وكل ما كان لوجوده ابتداء فهو عندهم محدث ثم تنازعوا فيما تقدم على غيره هل يسمى قديما حقيقة أو مجازا على قولين لهم.
وأما اللغة التي نزل بها القرآن فالقديم فيها خلاف المحدث وهما من الأمور النسبية فالشيء المتقدم على غيره قديم بالنسبة إلى ذلك المحدث والمتأخر محدث بالنسبة إلى ذلك القديم وإن كانا كلاهما محدثين بالنسبة إلى من تقدمهما وقديمين بالنسبة إلى من تقدماه ولم يوجد في لغة القرآن لفظ القديم مستعملا إلا فيما يقدم على غيره وإن كان موجودا بعد عدمه لكن ما لم يزل موجودا هو أحق بالقدم ... .
والمقصود أنه مستعمل في القرآن فيما تقدم على غيره كقوله تعالى حتى عاد كالعرجون القديم سورة يس 39 وقوله تعالى قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم سورة يوسف 95 وقوله وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم سورة الأحقاف 11 وقوله عن إبراهيم أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون سورة الشعراء 75 76 فالمحدث يقابل هذا القديم
وكان القرآن ينزل شيئا فشيئا فما تقدم نزوله فهو متقدم على ما تأخر نزوله وما تأخر نزوله محدث بالنسبة إلى ذلك المتقدم ولهذا قال ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث سورة الأنبياء 2 فدل أن الذكر منه محدث ومنه ما ليس بمحدث
والذكر كله مخلوق ومحدث مسبوق بالعدم عند القائلين بأن القرآن وغيره من كلام الله مخلوق أو هو كله مخلوق مسبوق بعدم وإن لم نقل مخلوق فلا يكون للتخصيص عندهم معنى لكن يبقى أن يقال فإذا كان موصوفا بالحدوث الأخص وهو تقدم غيره عليه فالحدوث الأعم وهو كونه مسبوقا بالعدم لازم لهذا ولكن هذا لا يقتضي أن يكون نوع الذكر كذلك كما قد عرف.
الصفدية (2|85)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 02:45]ـ
هل تقوم بذاته عندك؟!
هل تقول إنها دليل حياته على ذلك؟
نعم، تقوم أفعاله تعالى بذاته المقدسة عند جميع عقلاء بني آدم فضلا عن عقلاء غيرهم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 02:53]ـ
هل ترضا أن يقول النصارى مثلا أن الله تعالى عن قولهم اتحد أو حل بعيسى عليه السلام بلا كيف؟!
طبعا لا نرضى بذلك!!
فلا نرضى أن يقول المشرك: لله شركاء بلا كيف!
ولا نرضى أن يقول فرعون: أنا ربكم الأعلى بلا كيف!
ولا نرضى أن يقول إبليس: لي أن أعصي أمر ربي بلا كيف!
ولا نرضى أن يقول المعطلون: الخالق معدوم الصفات والأفعال بلا كيف!!
كما لا يرضى الإمام أحمد أن يقول الجهمية: الله تعالى في كل مكان بما فيه الجنة والنار بلا كيف!!!(/)
عاجل جدا: أنباء عن مخطط بشع يراد تنفيذه في العيد الوطني!!!!
ـ[سليمان بن أحمد الدويش]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 02:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فدائما وعلى مرِّ العصور , وتعاقب الدهور , لاينشط الخونة في المطالبة بما يزعمون أنه من حقوقهم إلا في أحلك الظروف , وأحرج المواقف , وعند اشتداد الأزمات!!!
ولنا في العقدين الماضيين من الدروس مايكفي لبيان هذه الحقيقة , وجعلها ماثلة للعيان.
ففي غزو العراق الغاشم للكويت , ونشر عسكره على حدود بلادنا - حرسها الله - , وفي الوقت الذي تنادى فيه أبناء هذا الوطن الغيارى للذود عن حياضه , والتلاحم مع ولاته , وتقديم صنوف الولاء , والمسارعة لبذل كل غالٍ ونفيس , حتى غدت بلادنا ولله الفضل كخلية النحل , فالغيارى مابين ساهر ليله , و متدرب في المعسكرات , و مشمر عن ساعد العزم على الثغور , و محرض على القتال , و قانت وساجد يدعو على الظالم الغاشم.
كل هذه المشاعر , وجميع هذه الأعمال , لم يكن يحسنها إلا قوم عرفوا منزلة بلدهم , وقيمة أمتهم , وحق ساستهم.
وفي أثناء هذه الجهود المباركة المشكورة التي أوقعت أعظم الأثر في قلوب الولاة , ولقيت أصدق المشاعر من الساسة , رأينا فسقة القوم , وأدعياء الوطنية , وخونة الأمة , وزوار السفارات , ومن يستأجرون ليكونوا على ظهور الدبابات (الطابور الخامس) , وجدناهم يخططون لأمر يرونه أبلغ من انتهاك حرمة البلاد , وسقوط الدولة , واستابحة الوطن.
أتدرون ماذا كان يخطط له أؤلئك القوم , مستغلين وجود القوات الأجنبية , وحاجة الدولة لتهدئة الأوضاع , ووجود إخوة أشقاء من دولة الكويت , جثم على ظهورهم عدو غاشم؟
لقد كانوا يتآمرون لمظاهرة نسوية تطالب بقيادة المرأة للسيارة!!!!
هكذا هم الخونة.
همُّهم الفساد ليس غير.
وهكذا هي هممهم , وتلك هي أرصدة الولاء للوطن التي كانت تختزنها أجسادهم.
أرأيتم كيف هو حبهم لوطنهم؟
أرأيتم كيف أرادوا إحراج الدولة , ونشر الفتنة , وتفريق الصف , واستغلال الظروف السيئة؟.
ولولا أن الله سلَّم واتخذ الولاة والعلماء موقفا حازما وصدرت التعليمات الصريحة المجرِّمة لهذا الفعل لكان ذلك غاية مايتمنون , وأعظم مايرجون.
أفبعد هذا يمكن لعاقل أن يظن فيهم خيرا , أو يتوقع منهم غير الخيانة؟.
وحين وقعت أحداث الحادي عشر من سيبتمبر , وأرغت أمريكا وأزبدت , وقام إعلامها الجائر الفاجر باستهداف هذه البلاد , وإثارة التهمة حولها , قام هذا الطابور الخامس , وجعل يمنح العدو الفرصة تلو الفرصة للنيل من ثوابتنا , وأصبح يمده بكل ماأوتي من معلومة , أو مدخل , ويكشف له ما أراد من ملجأ أو مغارات ليطعن في مناهجنا , وما تشرف عليه دولتنا من أعمال خيرية نفع الله بها ملايين البشر.
ولازال هؤلاء الخونة يتواصلون مع العدو ويمدونه بكل ما أراد , ولازالت حربهم على كل قيمة يعتز بها المسلم ظاهرة مكشوفة.
وحين بغت فئة من المسلمين وتبنت منهج العنف , ورغبت عن سبيل أهل الدعوة والإصلاح , إلى سبيل الإفساد والقتل والتفجير والتدمير , نشط هذا الطابور لنشر ثقافة الفجور من خلال الإعلام , والمنتديات , والأمسيات , والندوات , والنوادي , والمجاميع , والمعارض , والفعاليات , واستغلوا هذا الحدث للطعن في ولاء أهل الولاء الحقيقي الصادق , وركبوا سفينة الوشاية والتزوير , وامتطوا ظهر دابة التحريض والتحريش , واستغلوا غفلة الرقيب أحيانا ليشقوا عصا الطاعة , ويخرجوا عن الجماعة , ويرتدوا ثوب المواجهة المكشوفة مضمخين ذلك الثوب بـ (حب الوطن) , وقد كذبوا والله , بل لقد جلبوا للوطن بهذا التسمي الكاذب من الشرور مالم يدر في حساب الأعداء بلوغه بعد عشرات السنين فالله المستعان.
وهاهم اليوم تحت هذا المسمى وبعد إعلان المشروع الأمريكي العفن (الشرق الأوسط الجديد) يكتبون العرائض , ويرفعون المطالبات المتتالية , ويلوحون ويلمحون ويصرحون ويهددون ويتوعدون.
هاهم يكتبون بوضوح , ويطالبون بقوة , ويتحدون كل نظام , ويكتبون عن الثوابت , ويستخفون بالمسلمات.
هاهم تحدثوا عن العقيدة وطالبوا بتغيير بعض مايتعلق فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهاهم تكلموا عن الشريعة ونالوا من كثير من أحكامها كالحجاب , والاختلاط , والصلاة , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والدعوة.
وهاهم تحدثوا عن القضاء ونسبوا له كل نقيصة , وسخروا منه , وتطاولوا على رموزه.
وهاهم تدخلوا في كثير من القرارات , واتهموا بعض الساسة بالجهل , وأنه يقف خلف الإرهاب وذلك لأنه يدعم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (موقفهم مع الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله -).
وهاهم استخفوا ببعض الأمراء ورجالات الدولة الذين شابت نواصيهم في خدمة بلدهم , وإرساء دعائم هذه المملكة المباركة (موقفهم من الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -).
واليوم وما أدراك ما أعده هؤلاء اليوم!!!!!
اليوم يخطط هؤلاء لعمل ماكر , وخطوة جريئة , وهي إن صح مانقل إلينا عنها , خطوة لها مابعدها , وهي خطوة تحوي من الافتيات على الدولة والمجتمع , وتفريق الكلمة , ونشر الفوضى , وإذكاء نار الفتنة , مالايعلم مداه إلا الله.
يخطط هؤلاء للقيام بمظاهرة أخرى كتلك المظاهرة السابقة , وينوون أن تنطلق من أكثر من مدينة , وقد قدَّموا لها بمعاريض رفعوها للملك باسم مجموعة من التافهات , وقد نسبن أنفسهن متحدثات عن نساء هذا المجتمع المحافظ , وهن كاذبات في ذلك , ومفتريات عليه , فهن يتحدثن عن أنفسهن فقط وليس عن غيرهن.
يخطط هؤلاء أن يحرجوا الدولة , ويثيروا أهل الغيرة , ويضربوا بعضهم ببعض , مستغلين بعض الظروف المتاحة مثل:
1 - انشغال رجال الهيئة في هذا الشهر الكريم خاصة , وكونهم قد انتزعت منهم بعض الصلاحيات السابقة.
2 - الشحن النفسي الذي تولد عندكثير من الناس بسبب بعض الأزمات المالية المتكررة , كانهيار الأسهم , وغلاء الأسعار, وفشل بعض المساهمات أو إفشالها.
3 - الحرج الأمني المتزامن مع العيد الوطني حيث تستنفر الأجهزة الأمنية , وهذا ماسيجعل التعامل بحزم معهم شبه مستحيل.
4 - الظروف الصعبة المعقدة التي تمر بها المنطقة.
وغير ذلك من الأسباب والظروف.
واللافت للنظر تزامن كثير من الأمور مما يجعل تلك المعلومات في عداد المؤكدة أو شبه المؤكدة , وينقلها من كونها شائعة تتناقل , وتحليلا من متابع لمجريات الأحداث.
ففي الوقت الذي ترفع فيه العريضة , يقوم عدد من الكتاب بطرح مثل هذه القضية , وتتبنى طائفة تمثيل مسرحية أو مسلسل عن أهمية القيادة , وتقوم بعض الجهات بافتتاح ورش لصيانة السيارات بطاقم نسائي , وتقوم بعض الشركات بدعوة النساء لتجربة السيارة كعرض دعائي.
هذا علاوة على رصد حالات متفرقة لتمرد نسوي على الأنظمة , وقيادة للسيارة.
لن أتحدث عن حكم القيادة , ولا عن الأدلة الشرعية , ولا عن الاختلاف فقد سبق أن بينت ذلك في مقال مفصل , ولكني أحب أن أبين أن قيادة المرأة للسيارة ليس مطلبا ضروريا , وليس حاجة ملحة , بل وليس حقا للمرأة كما يزعمه من سفه نفسه.
إن قيادة المرأة للسيارة أمر فضولي كمالي لاحاجة لها به , بل هو باب فتنة وشر , ومنفذ ضخم للشيطان , وهو وأسأل الله ألاَّ يحقق سعي من يسعى به أول خطوات التغريب وأكبرها.
وهؤلاء الخونة الساعون بهذا المطلب أكثر الناس احتقارا للمرأة , ومحاربة لحقوقها , واستغلالا لها , وانتهاكا لكرامتها , ولو حسبنا جرائم العلمانيين مع المرأة لوجدناها تفوق جرائم من يتهمون من السائقين بمئات المرات.
يكفيك أن تقرأ في مدوناتهم لتعرف أنهم لايعرفون من المرأة إلا الاستمتاع , وهو مالايمكن لهم تحقيقه بيسر إلا من خلال بوابة القيادة.
لا أقول هذا اتهاما , بل أقوله حكما على الأغلب , ولكل قاعدة شواذ.
ومن هنا فإني أناشد المسؤلين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وولي عهده الأمين - حفظه الله - وسمو وزير الداخلية - حفظه الله - وسمو نائبه وسمو مساعده - حفظهما الله - وكل أمير منطقة وخاصة الأمير الشهم المحبوب سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - , أن يولوا هذا الأمر مزيد عناية , وأن يقطعوا الطريق على المتربصين , وأن يعلموا أن أعراض المسلمين أمانة في أعناقهم , وأن الله سائلهم عنها , وأن الاستجابة لمطالب هؤلاء الخونة , أو التهاون معهم , وعدم الحزم سبب لتمردهم واستطالتهم.
كما أناشد المسؤلين بأن يضعوا حدا لهذه التجاوزات التي طفحت على السطح , والخروقات التي ترتكبها هذه الشرذمة في سفينة الأمة , وأن يضربوا عليهم بيد من حديد , وأن يثبتوا لهم أن لكل عابث نهاية , ولكل خائن حد.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل.
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا
اللهم أصلح الراعي والرعية
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبو مالك
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 10:57]ـ
العيد!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 10:40]ـ
هو عيد لأنه يتكرر ويعود
وإن سمي يوما وطنيا(/)
دعوة لمشايخ المجلس قصتى مع محمد عبد الله القصيمى
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 10:02]ـ
الأخوه الفضلاء السلام عليكم
لاأكتمكم حديثا اننى لم أسمع بمحمد عبد الله القصيمى الا بعد معرفتى بالنت ودخولى على الشبكه فرغم انى ملتزم والحمد لله منذ فتره ليست بالقصيره وقرأت ماتيسر لى وسمعت كثيرا من أهل العلم الا اننى لم اسمع ابدا بالرجل وليست هذه القضيه ولا مادفعنى للكتابه فسوف يموت المرء وماجهله اكثر مما عرفه ولكن ما دفعنى للكتابه هو دهشتى لخاتمة الرجل كيف لرجل كان من العلماء المنافحين عن العقيده ان يهوى الى هذا القاع المظلم
اخوانى والله انى مرعوب منذ قرأت عن الرجل فقد كنت اسمع عن حالات رده ولكن كان اصحابها
اما رجل جرفه تيار العلمنه والحداثه ونحوها
او فاجر داعر عابد لشهوته فحرم من التوحيد
او فقير معدم وجمع مع الفقر والمرض جهلا بعقيدته فتلقفته ايد خبيثه
ورغم انى قرأت وسمعت عن قصص فى التراث عن عباد فى الامم السابقه امثال بلعام بن باعوراء وبرصيصا العابد سقطوا من قمة الجبل الى اسفله الا انى لم يحدث لى كما حدث لما سمعت بحال القصيمى ولم يداخلنى خوف على عقيدتى كما دخلنى بسماعى لردة الرجل
الخلاصه
ارجو معونة الفضلاء ان يساعدونى فى هذه الأسئله
هل هذا الخذلان دليل على ان الرجل لم يكن مخلصا وكان ظاهره حسنا وباطنه خبيث؟
لا اشكال ان كان باطنه خبيث ففى الحديث المروى فى الصحيحين عن ابن مسعود رضى الله عنه
فوالله الذى لا اله الا هو ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنه ثم لايكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فبيدخلها وفى رواية المسند زياده لفظ فيما يبدو للناس اى
ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنه (فيما يبدو للناس) حتى لا يكون بينه وبينها الا ذراع فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها
اذن لا اشكاليه فى ردة الرجل ان كان باطنه خبيث وظاهره فيما يبدو للناس حسنا
اما الاشكال الكبير وهذا سبب رعبى وخوفى
هل يمكن لرجل مخلص سليم العقيده يظل طوال عمره منافحا عنها ان تسوء خاتمته ويمكر به؟
يا اهل العلم والمعرفه
ارشدونا عن السبيل الذى ينبغى للمسلم ان يسلكه حتى يتجنب الوقوع فى مستنقع الرده
وما هى الفوائد المستنبطه من قصة الرجل؟ وجزاكم الله خيرا
ملحوظه
كلامى عن خوفى ورعبى بعد معرفتى بقصة الرجل ارجو الا يفهم منه انى اعانى شكا او ريبا يخص عقيدتى فأطمئن الفضلاء الغيورين على عقيدة المسلمين بأنى واقسم بالله الذى لااله سواه انى انعم بعقيدتى لايداخلنى ذرة شك ولله الحمد سائلا المولى دوام الثبات حتى الممات
فقط نريد ان نتعلم من جراء ماحدث للرجل والسلام عليكم
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 01:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
ارشدونا عن السبيل الذى ينبغى للمسلم ان يسلكه حتى يتجنب الوقوع فى مستنقع الرده
تفضل أخي الحبيب هذا الرابط، ممتلئ بآيات الكتاب والسنة مما فيه جواب سؤالك بإذن الله:
http://66.102.9.104/search?q=cache:Kx7HauXb5I8J:ww w.nawafith.net/forum/archive/index.php%3Ft-9291.html+%22%D9%85%D8%B5%D8%B 1%D9%81+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9% 84%D9%88%D8%A8%22&hl=ar&ct=clnk&cd=2&gl=sa
ـ[الجندى]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 01:48]ـ
مناقشة أفكار عبدالله القصيمي (أيها العقل من رآك)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1204
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 11:49]ـ
راجع هذا الرابط فهو مفيد في تحليل شخصية القصيمي:
http://saaid.net/arabic/ar74.htm
و القصيمي ليس من العلماء بل لا يعدو ان يكون طالب علم تميز في مرحلة من حياته بالرد على المخالفين و لم يأتي بجديد بل كتابه الذي ألفه في الرد على الدجوي انما استفاده من كتاب التوسل و الوسيلة لشيخ الاسلام
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 01:03]ـ
لاشك أن الإنسان لابد وأن يخاف على نفسه ويعمل ويجتهد لتحسين خاتمته وتحسين الخاتمة يكون بالحرص على الاستقامة لأن من عاش على شيء مات عليه كما جرت به سُنة الله عز وجل في عباده
لكن لا ينبغي الذعر من نهايات بعض المشاهير في أي مجال كانوا لأنه أحيانا ما تكون الشهرة تُخْفي خلفها نشأة يستحيل معها أن يستمر صاحبها أو أن يكون مستقيما مثل أن ينشأ بعضهم ملحدا ثم تأخذه انفعالة للرد على بعض من هم أشد منه إلحادا لكنه لم ينخلع عن الإلحاد فلما تهدأ انفعالته هذه إذا به يظهر على وجهه الأول الذي لم يبرحه أصلا.
وكذلك هناك الكثير من الأمور تتحكم في شهرة بعض الناس لأغراض ومصالح لجهات معينة مثلما يحدث الآن من تلميع للشيعة والتشيع حتى ينتشر مذهبهم في الناس
ومثل ذلك الإطراء الزائد جدا لبعض المفسدين حتى يسمع الناس لهم ويسري فيهم كلامهم
المهم أن الشهرة لا تعني العلم ولا تعني الرسوخ في العلم أبدا فلا داعي للوقوف كثيرا عند أمثال هؤلاء المخذولين نسأل الله عز وجل حسن الخاتمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 02:27]ـ
أحد أبياته
ولو أن ماعندي من العلم والفضل ... يقسم في الآفاق أغنى عن الرسل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ظ
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 02:37]ـ
لعلك تدرك سر إكثار رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعاء: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .. كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 12:25]ـ
كتاب القصيمي "صراع بين الوثنية والاسلام" هو شبه استنساخ لمواضع من كتاب "منهاج السنة النبوية" لشيخ الاسلام ابن تيمية.
إلاَّ أن القصيمي رتَّب كتابَه على المسائل.
بينما كان منهج شيخ الاسلام ـ في كتابه ـ تتبُّع كلا م الرافضي ابن المطهر و الرد عليه.
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 02:11]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا ونفع الله بكم وتقبل الله منا ومنكم وفى هذه الليالى المباركة فى العشر الأواخر من رمضان نردد داعاء النبى
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
يامصرف القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك
ـ[مناهل]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 04:56]ـ
اللهم ثبت قلبي على دينك وأسألك الثبات بالمحيا والممات
وقد تكون سؤ الخاتمة خبيئة من عمل سئ كما ذكر ابن رجب (خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
والله أعلم
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 10:55]ـ
بارك الله في الجميع، و ما ذكروه من مراجع فيه الكفاية إن شاء الله ...
أحببت أن أنوه الى أن اسمه: عبدالله بن علي القصيمي، لا: محمد بن عبدالله القصيمي ..
و الله الموفق
ـ[المهاجر العربي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 04:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت اول معرفتي بالقصيمي عندما كنت في مرحلة الماجستير حيث من مفردات المقرر هناك كتابه في مشكل الحديث وقتها كانت فكرتي عن الرجل ان من قرأ كتابه يزداد ايمانا بل لو قرأه مشرك لأسلم ولم يتطرق المدرس وقتها لنهاية الرجل ولكن علمت عن ذلك عندما راجعت احد المدرسين في مسألة عن ذلك الكتاب فصعقت لما سمعت؟؟ وسألت الله الثبات
فنتساءل ما قول العلماء حول كتبه المتقدمة وهل يجوز الترويج لها؟ علما انني لا ارى ذلك ولا أدل أحدا على كتبه ابدا سواء المتقدمة او المتأخرة بل افضل عدم ذكر الرجل وابقاءه في خانة المجهول لانه عاد من الوجود الى العدم!!
جزاكم الله خيرا
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 12:24]ـ
قراءة في حياة (القصيمي)
سليمان بن علي الضحيان 27/ 7/1423
14/ 10/2001
(الإلحاد) كلمة تستفز شعور المؤمن، وتبعث الرعب في وجدانه.
وقراءة سير الملحدين تدفعه إلى الخوف من استلاب الإيمان فيزداد تعلقه بالله، وتفويض أموره إليه، وتدفعه -أيضاً- إلى حمد الله والثناء عليه؛ بما أنعم عليه من نعمة الإيمان. ولهذين السببين نحب أن نقف عند سيرة الملحد المشهور (عبد الله القصيمي) حيث يمثل في إعلانه الإلحاد، ودعوته إليه، وشن حملات على الدين والتدين - حالةً تكاد تكون فردية في صراحتها وشدتها، واستخفافها بكل القيم، والعقائد في تاريخ العرب الحديث. وقد عاش حياة طويلة حافلة بالتقلبات الفكرية، والمعارك الصاخبة، وترك مؤلفات عديدة بلغت عشرين مؤلفاً في أكثر من عشرة آلاف صفحة. وقد أحدثت بعض تلك المؤلفات في حينها دوياً كبيراً، وقد كتب عن القصيمي الكثير، من ذلك: (دراسة عن القصيمي) لصلاح الدين المنجد، ورسالة دكتوارة لأحمد السباعي بعنوان (فكر القصيمي) وكتب أيضاً الكثير من الدراسات والردود حول كتبه، إلا أن مسيرته لم تَحْظَ بالدراسة الشاملة، سوى لمحات في كتاب المنجد، وفصلٍ واحدٍ من رسالة السباعي للدكتوراة. ونشرت مقالات تتحدث عنه بعد وفاته لسيد القمني، وفوزية رشيد وجاسر الجاسر.
وفي هذه السَّنة سنة (2000م) ترجم محمود كبيو رسالة الدكتوراة التي قام بها الألماني يورغن فازلا عن القصيمي بعنوان (من أصولي إلي ملحد؛ قصة انشقاق عبد الله القصيمي) وتقع في (250 صفحة)، وهي أشمل وأهم دراسة كتبت عن القصيمي، وتميزت بميزات لا توجد في غيرها من الدراسات التي كتبت عنه، من ذلك:
أولاً: إن هذه الدراسة شاملة لحياة القصيمي منذ ولادته إلى قبيل وفاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: إنها صورت تصويراً رائعاً الواقع الفكري لكل مرحلة فكرية من مراحل القصيمي، وهذا مما يعين الباحث على فهم الظروف الشخصية، والخارجية لإطروحات القصيمي.
ثالثاً: أن المؤلف "فازلا" اتصل بالقصيمي وربطته صداقة به، فهو يقول: ((وعند ما تمكنت عام 1993 م بعد بحث طويل في مصر استمر عدة أشهر من العثور على مكان إقامة القصيمي، رفض رفضاً قاطعاً التحدث معي .. ، وبقي الأمر كذلك، حتى نجحت في إقامة اتصالات مع أشخاص من الدائرة الضيقة المحيطة به، وحصلت بذلك على إمكانية حضور حلقة النقاش التي كانت تقام بانتظام في منزله في القاهرة، وهكذا نشأت بيننا خلال فترة تزيد على عامين علاقة من الثقة، جعلت الكاتب يبدي استعداداً متزايداً لإعطائي معلومات عن حياته وأعماله)).
رابعاً: إن الدراسة قدمت فكرة مختصرة عن أهم كتبه و مقالاته في جميع مراحله الفكرية.
خامساً: إن الدراسة قامت بمسح بيلوجرافي لكل ما كتب عن القصيمي في الصحف العربية والغربية، ولكل كتب القصيمي ومقالاته.
سادساً: يُعد الدكتور يورغن فازلا متخصصاً في حياة القصيمي وفكره، فرسالته للماجستير بعنوان (هذي هي الأغلال – النقد الذاتي الإسلامي لعبد الله القصيمي) وهذه الرسالة عن القصيمي (من أصولي إلي ملحد) قدمها لنيل شهادة الدكتوراة.
فلهذه الميزات وغيرها أجد أن الدراسة جديرة بإلقاء الضوء عليها.
قسم المؤلف أطروحته إلى خمسة فصول، وإذا استثنينا الفصل الأول، وهو في الحديث عن نشأته وسيرته التعليمية، فإن بقية الفصول الأربعة قسمت تبعاً لتحولاته الفكرية، وأثر كتاباته في الواقع الفكري في العالم العربي، ويمكنني قراءة الفصول بتقسيم حياة القصيمي إلى فترتين:
* الفترة الأولى: نشأته وسيرته التعليمية: يقول فالترموشغ: (إن السيرة الأولى لأي كاتب بصفتها عملاً تاريخياً يجب اعتبارها دوماً وعاء لجمع الوثائق، يستنبط منه الباحثون اللاحقون الخلاصات المعقدة) ولا شك أن طفولة الإنسان ذات أثر عميق في تشكيل فكره ورؤيته للحياة، ولفهم تحولاته الفكرية، ومنهجيته في التعامل مع الواقع الفكري، ومن هنا يحسن بنا الوقوف على بعض المحطات التي أوردها د / فازلا عن نشأة القصيمي.
حرمان وترحال
- المحطة الأولى:
لم يسجل تاريخ ولادة القصيمي، وكان هو نفسه لا يعرفه حسب رواية فازلا عنه، ويرجح أن يكون 1907 م، وقد أكد القصيمي نفسه أنه ينحدر من قرية صغيرة أسماها (خب الحلوة) تقع قريباً من مدينة بريدة في القصيم، ويبقى أصل أسرته محل خلاف بين الدارسين، فصلاح المنجد يرى أن أجداده من بقايا الجنود المصريين الذين جاؤوا مع حملة إبراهيم باشا على نجد وهم من أصول صعيدية، وأما القصيمي فيروي عنه فازلا بأنه أفاد: بأنه على علم بما يقال عنه إن أجداده جاؤوا من مصر، إلا أنه لا يستطيع تأكيد ذلك، أو قد تكون هذه الأقوال – حسب رأيه – مجرد رواية، وهناك رواية أخرى متداولة أيضاً تقول: إن أجداده هم من أصل تركي.
وحينما بلغ الرابعة انفصل أبواه عن بعضهما، فغادر أبوه إلى الشارقة وتزوجت أمه في قرية أخرى،أما هو فقد بقي عند جده لأمه .. يقول القصيمي: ((كل ما أعيه من الأيام الأولى لهذه الطفولة، أنني وجدت مع جدي لأمي الذي كان القحط الإنساني، والقحط الطبيعي، وكوارث أخرى قد امتصت منه كل شيء، أي أن كلمة (فقر) لا بد أن تكون مظلومة لوقلت: إنه كان فقيراً جداً .. ، أجرت نفسي بلا أجر، نعم بلا أجر))
وفي العاشرة هرب من جده وبدأ بالبحث عن أبيه، وقاده البحث إلى الاستقرار في مخيم للمهاجرين في مدينة الرياض، واتفق أن قدم وفد دبلوماسي من الشارقة إلى الرياض، وكان رئيس الوفد صديقاً لأبي القصيمي فأرتحل معهم إلى الشارقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- المحطة الثانية: وصل إلى الشارقة ولما يتجاوز الحادية عشرة، وكان أبوه متديناً، ويعمل في التجارة ويمارس الوعظ في المساجد، ويتسم بالورع والتقشف. فكيف وجد القصيمي أباه بعد غيبة تتجاوز السبع سنوات؟ يقول عن لقائه بأبيه: ((وصلت إلى حيث يقيم والدي، ولأول مرة رأيت ولقيت وجربت الأبوة، كانت صدمة قاسية لأكثر وأبعد من كل حساب .. ، ومنذ بداية تلاقينا راح يقسو عليَّ قسوة يصعب وصفها، بل يهاب ويرهب وصفها؛ بزعم أنه يريد أن يجمع كل العلوم التي يعرفها أو يتصورها أو يسمع بها، وكل أخلاق السلوك المهذب الذي يراه، كل الكمال أن يجمع ذلك كله في لقمة واحدة لا بتلعها مرةً واحدة بلا تذوق ولا مضغ، لقد بدا وكأنه يرى العذاب والآلام التي قاسيت قبل لقائه، أقل وأرحم مما يجب أن أقاسي)).
- المحطة الثالثة: توفي أبوه بعد لقائه به بسنتين حوالي عام 1922 م، ومن ثم أصبحت المدرسة الداخلية التي يتعلم فيها هي كل حياته.
بعد ذلك رافق القصيمي ابن راشد الذي يكبره بعدة سنوات في جولة علمية بدأت بالعراق حيث درسا في مدرسة محمد أمين الشنقيطي، وبعد بضعة شهور غادرا إلى الهند فمكثا هناك سنتين يدرسان في (المدرسة الرحمانية) ثم عاد إلى العراق ثم إلى سوريا، ومن هناك سافر القصيمي برفقة ابن راشد، وعبد الله بن يابس إلى القاهرة، والتحقوا بالأزهر وكان عمر القصيمي تسعة عشر عاماً.
سلفي ... علماني ... ملحد
* الفترة الثانية: حياته الفكرية: مرت حياته الفكرية بثلاث مراحل: المرحلة السلفية، والمرحلة العلمانية ومرحلة الإلحاد.
المرحلة الأولى: المرحلة السلفية
ولعله من نافلة القول أن تكون (السلفية) هي مرحلته الفكرية الأولى، فهو قد ولد في وسط سلفي،وتعلم على أيدي مشائخ سلفيين، وقد امتدت مرحلة عطائه السلفي حوالي أربعة عشر عاماً، فقد وصل إلى القاهرة عام 1922م وألف كتابه (هذي هي الأغلال) عام 1946 م ولعل أبرز محطات مرحلته السلفية ثلاث محطات:
- المحطة السلفية الأولى (الصراع مع الصوفية): حينما انتقل القصيمي إلى القاهرة ودخل الأزهر، وجد عالماً يزخر بالتنوع الفكري حيث وجد هناك التوجه العلماني الليبرالي ممثلاً بلطفي السيد و محمد حسين هيكل، والتوجه السلفي ويمثله رشيد رضا، والتوجه الإسلامي التقليدي الأشعري ويمثله الأزهر، والتوجه الصوفي ويمثله الفرق الصوفية، وفي تحليل فازلا لواقع الأزهر آنذاك يشير إلى أنه كان موطن صراع بين التوجهات الفكرية، والقوى السياسية، فكل توجه فكري وكل قوة سياسية كانت تناضل لتعيين عميد مؤيد لتوجهاتها.
وفي سنة 1930 م تولى الشيخ الظواهري عماده جامعة الأزهر، فأخذت الجامعة تتبنى خطاً ودياً تجاه التصوف؛ مما لقي انتقاداً عنيفاً لدى الحركة السلفية حول رشيد رضا، وكانت المعارك الصحفية تنشب بين (المنار) صوت السلفيين، ومجلة الأزهر (نور الإسلام) صوت الأزهريين المؤيدين للتصوف، وكان بين العلماء البارزين في الأزهر آنذاك يوسف الدجوي الذي لمع بشكل خاص في دفاعه عن التصوف والتوسل بالأولياء، فألف القصيمي في الرد عليه كتابه الشهير" البروق النجدية في اكتساح الظلومات الدجوية " عام 1931م وهاجم فيه بعنف طقوس الصوفية، وتقديس الأضرحة والتوسل بها، بعد ذلك أدى هذا الكتاب إلى رد فعل قاس لدى قيادة الأزهر، حيث فصلت القصيمي عام 1931م من الجامعة.
ركز القصيمي في الأعوام اللاحقة انتقاده على علاقة أزهريين قياديين بالصوفية، والتدين العامي، وكتب كتابين طوَّر فيهما هجومه السابق على العلماء الأزهريين، وهذان الكتابان هما (شيوخ الأزهر والزيارة في الإسلام) عام 1931م – 1932م، وكتاب (الفصل الحاسم بين الوهابيين وخصومهم) 1934م.
(يُتْبَعُ)
(/)
- المحطة السلفية الثانية (الصراع مع العلمانيين): بعد عزل الظواهري من منصب عميد جامعة الأزهر، وتعيين المراغي توقف القصيمي عن نقد الأزهر ورجاله، واتجه في نقده إلى العلمانيين فقد نشر أشهر ممثلي الليبرالية العلمانية آنذاك محمد حسين هيكل عام 1935م كتابه المشهور (حياة محمد) وقد سعى هيكل في كتابه لسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم -إلى تفسير السيرة بمنظار عقلي من خلال دعم القيم العلمية الوضعية عن طريق عقلنة الإسلام، وتبعاً لذلك نظر إلى عصر الرسول - صلى الله عليه وسلم- بمنظار يسمح له بتفسير جميع النصوص القرآنية بطريقة العلوم الحديثة في عصره.
فألف القصيمي نقداً لهذا الكتاب مؤلفاً سماه (نقد كتاب حياة محمد لهيكل) عام 1935م – 1354هـ، ويتضمن الجزء الأكبر من كتابه نقداً لتفسير هيكل للمعجزات النبوية، وكان أشد الانتقاد موجها للمثالين الذين اختارهما هيكل نفسه لإيضاح موقفه من الظواهر الإعجازية وهما: الإسراء والمعراج، ومعجزة شق الصدر.
إلا أن نقد القصيمي لهيكل لم يجد التجاوب من الدوائر السلفية في مصر آنذاك؛ فقد اعتبرت تلك الدوائر أن هذا المؤلف لهيكل يعد تحولاً من العلمانية إلى الإسلام؛ ولهذا نصح رشيد رضا الخصم اللدود لهيكل سابقاً قُرَّاءه بقراءة كتاب (حياة محمد) وهيأ له الملك عبد العزيز استقبالاً حافلاً عند أدائه فريضة الحج عام 1936 م.
- المحطة السلفية الثالثة (الصراع مع الشيعة): في عام 1927م نشر الكاتب الشيعي محسن الأمين العاملي كتابه الخصامي (كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب)، ولم يسمع القصيمي بالكتاب إلا متأخراً نسبياً، وذلك حينما أرسله العالم السعودي محمد نصيف عام 1935م مع رجاء الرد عليه، فألف القصيمي كتابه الشهير (الصراع بين الإسلام والوثنية) عام 1937م – 1357هـ، وفي هذا الكتاب ينفي القصيمي انتماء الشيعة إلى الإسلام، ويساوي بينهم وبين عبدة الأوثان، ويرى أنهم ينتمون إلى تقليد فكري هدفه إفساد عقائد المسلمين، وأرجع الشيعة إلى أصول يهودية تعود إلى اليهودي عبد الله بن سبأ، وبصدور هذا الكتاب أصبح القصيمي مدافعاً قوياً عن السلفية معترفاً به على نطاق واسع، وذكر القصيمي نفسه في حديث له مع فازلا عام 1993م أن الكتاب لقي قبولاً حماسياً في السعودية وقدم للملك عبد العزيز بالقول: ((إن مؤلف هذا الكتاب استحق مهر الجنة)).
المرحلة الثانية: مرحلة العلمانية
منذ منتصف الثلاثينات بدأت ظاهرة النقد الذاتي في الخطاب العربي، وبنهاية الثلاثينيات صارت هذه الظاهرة منتشرة على نطاق واسع، وشارك فيها ممثلو السلفية، ولعل أبرز مثال عن مشاركة الإسلاميين بالنقد الذاتي آنذاك كتاب شكيب أرسلان (لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟) وقد أعرب القصيمي عن موافقته لأرسلان، وشارك هو بدوره في النقد فألف كتاب (لماذا ذل المسلمون؟) عام 1940 م ووجه نقداً حاداً لمظاهر التخلف لدى المسلمين ثم أتبعه سنة 1946م كتابه الضخم الذائع الصيت (هذي هي الأغلال)، وقد اختلفت الأقوال في تقييم القصيمي من خلال طرحه في هذا الكتاب فذهب د/ فازلا إلى أنه ((لا يشكل – كما يزعم المنجد وكما في المراجع الغربية – قطيعة كاملة مع مواقفه السابقة بل إن في كتابي القصيمي (كيف ذل المسلمون) و (هذي هي الأغلال) هما خط الوصل الفكري بين إيديلوجيا القصيمي والوهابية، وهجومه اللاحق على كل ما هو ديني)) " ص68".
وقد أطال د/ فازلا في تحليل هذا الكتاب فاستغرق أربعين صفحة من أطروحته، ويخلص إلى أن القصيمي حاول دوماً في ذلك الكتاب بناء انتقاداته لظروف تخلف العالم الإسلامي على أسس دينية، وتدعيمها ببراهين من الكتاب والسنة، هذا هو رأي د/ فازلا في الكتاب. فما هي آراء المعاصرين للقصيمي كما أوردها د/ فازلا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أثار الكتاب ردود فعل واسعة ففي أوساط الكتاب ذوي الاتجاهات العلمانية لقي القصيمي تأييداً كبيراً وكانت مجلة (المقتطف) الليبرالية أول الجهات التي وقفت بكل صراحة ووضوح إلى جانب كتاب (هذي هي الأغلال) حيث نشرت عنه دراسة نقدية بقلم إسماعيل مظهر، ومِمَّن أيد هذا الكتاب عباس محمود العقاد في مجلة الرسالة عدد (695) ولعل أبرز تأييد لقيه الكتاب تأييد شيخ الأزهر حسين القياتي حيث نشر مقالاً في (المقتطف) بعنوان وضع القصيمي بين المصلحين الكبار ومما قال:
(شكل ابن خلدون رائد الاشتراكيين طليعة الإصلاح في الشرق، وشكل الأفغاني وتلميذه محمد عبده و الكواكبي جوانبه، أما القصيمي فهو قلبه) ص 109،
وكذلك أيده الشيخ محمود شلتوت وأعرب عن أسفه من أن جامعة الأزهر لم تتمكن خلال تاريخها الطويل الذي امتد إلى ألف عام من وضع كتاب بمستوى (هذي هي الأغلال).
وبالمقابل انتقد الكتاب الشيخ عبد الرحمن السعدي ورد عليه بمؤلف أسماه (تنزيه الدين ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله) وذلك عام 1947م، حيث يرى السعدي أن القصيمي تعمد تزوير مبادئ الإسلام وتفسيرها تفسيراً خاطئاً، وهناك رد آخر على القصيمي، يلفت النظر بضخامته وهو (بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال) ويقع في 1200 صفحة،
ويرى صاحبه أن القصيمي يعتبر كل تفسير أو حديث لا يناسب آراءه فهو بكل بساطة باطل وغير مقبول، وهو ينتقد الجماعات الإسلامية والسلفية فقط ليفسح الطريق أمام الزندقة والكفر، وبينما يعتبر خطبة الجمعة مخدرة ومثبطة للهمم يسكت عن انتشار السلوك المخالف للدين كالرقص والبغاء وغير ذلك، وممن انتقده المفكر الكبير سيد قطب حيث يصف كتاب القصيمي بأنه هجوم على القيم الجوهرية للدين الإسلامي، وينزعج بشكل خاص من المقابلة التي يضعها القصيمي بين الدين والنجاح المادي، ويقول إن أقواله عن هذا الموضوع لا يمكن فهمها إلا أنها دعوة للابتعاد عن الدين وهو عندما يستشهد بكلمات غوستاف لوبون الذي يقول (إن البشرية لم تتمكن من تحقيق تقدُّم قوي إلا في مراحل الوثنية) يوضح بكل جلاء نياته الحقيقية، وهي حض قُرّائِهِ على التخلي عن الإسلام، ولكن كلما برزت هذه الروح التي تطغى على الكتاب بكامله يحاول القصيمي الاختباء بدافع الجبن وراء غطاءات دينية لأفكاره.
هذه أبرز الآراء المختلفة التي أوردها د/ فازلا، ولعل هذا الاختلاف الكبير حول تقييم الكتاب إنما هو نتيجة أسلوب القصيمي في الكتاب، فهو كثيراً ما يؤكد إيمانه بالله ورسوله، وأنه إنما يريد الدعوة إلى التخلص من الأغلال التي علقت بالدين، لكنه أحياناً يسترسل إلى نقد الدين نفسه، ونقد العلماء من السلف والخلف والدعوة إلى الكفر بهم وإسقاطهم، وقد حاول أن يؤصل أن الدين لا علاقة له بالحضارة، ودعا إلى الفصل بين الدين والسياسة، وكل هذه الآراء والموقف تجعله يبدو ممثلاً للتيار العلماني الليبرالي، وبعيداً عن التيار الإسلامي. ولعله أدرك ذلك من نفسه ولهذا ختم الكتاب بمدح الشيخ محمد بن عبد الوهاب وضربه أنموذجاً للمسلم الحق في محاولة لتغطية ما بث في كتابه من دعوة صريحة إلى العلمانية.
بعد الضجة التي أثارها كتابه (هذي هي الأغلال) انسحب القصيمي من الحياة واقتصر الظهور العام له على حلقة نقاش تجري في أوقات دورية في مقهى تحت القلعة اسمه (كافتريا العمدة) وكان يشترك في هذه الندوة عبد الحميد الغرابلي، و العالم السعودي محمد نصيف، و الكاتب خالد محمد خالد، ثم بدأ يعقد لقاءات مع الطلبة اليمنيين المبتعثين إلى القاهرة، مما دفع حكومة الإمام في اليمن للمطالبة بطرده من مصر، وهذا ما حصل بالفعل حيث طرد عام 1954م وذهب إلى بيروت، وفيها تلقى دعماً من المثقفين العلمانيين ومن أبرزهم سهيل إدريس حيث أتاح له الكتابة في مجلته (الآداب)، وقدري قلعجي الذي أعطى القصيمي في وقت لاحق زاوية خاصة في مجلته (الحرية) التي صدرت عام 1956م، وبدأ الكتابة أيضاً في صحيفة (الجريدة) وفي عام 1956م، ألغت الحكومة المصرية أمر إبعاد القصيمي وسمحت له بالعودة إلى أسرته في القاهرة، وبدت كتاباته في تلك الفترة تتميز باليأس؛ فقد كتب مقالاً بعنوان (الكاتب لا يغير المجتمع).
المرحلة الثالثة والأخيرة: مرحلة الإلحاد
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد نشر القصيمي كتابة (هذي هي الأغلال) عام 1946م، وما لقيه من هجوم واسع، انسحب من الحياة العامة كما مرَّ سابقاً، ويفسر الدكتور فازلا هذا الانسحاب بأنه يشير إلى أن الرفض الذي لقيه آنذاك هز صورته عن العالم هزاً عنيفاً، دعاه إلى تغييرها، ولذلك يتحدث أحمد السباعي عن أزمة الشك التي مَرّ بها الكاتب في هذه المرحلة من تطوره ثم ازدادت حدة هذه الأزمة الداخلية لديه بإبعاده عن مصر في الخمسينيات، وعيشه في المنفى السياسي؛ مما أدى في النهاية إلى رفضه الجذري لكل ما كان ذا معنى بالنسبة له في السابق، وقد مرت مرحلة إلحاده بمحطتين:
- المحطة الأولى (الإنتاج الفكري والشهرة): بداية من عام 1963م، شرع القصيمي بطرح كتبه الإلحادية الشهيرة وتعد هذه الفترة أغزر فترات عمره تأليفاً، فقد ألف في السنة المذكورة كتابه (العالم ليس عقلاً) وهو كتاب لم يلق صدى يذكر في الأوساط الثقافية العلمانية والإسلامية، وبعد ثلاثة أعوام وفي عام 1966 م، أصدر كتابين (هذا الكون ما ضميره؟) وكتاب (كبرياء التاريخ في مأزق) وبعد صدورهما مباشرة نشرت مقتطفات في (العلوم) وفي الملحق الأدبي لجريدة (النهار) وفي الوقت نفسه نشرت عدة دراسات عن الكتابين.
بين عام 1967وعام 1972م بلغ القصيمي قمة شهرته وهي تعد أكثر مراحل حياته إنتاجاً وشعبية، والسبب في هذا حدثان وقعا نقلاه إلى مركز الضوء، أحدهما طرده إلى لبنان، ولم تعرف الظروف الدقيقة لهذا الإبعاد.
هذا الطرد أحدث تضامن المثقفين العلمانيين في لبنان معه ونشرت بعض الصحف اللبنانية تطالب برفع الحظر عن دخوله إلى لبنان، والحدث الثاني هزيمة حزيران عام 1967م، فقد أحدثت هذه الهزيمة زلزلة فكرية لدى جمهرة المثقفين وأطلقت موجة من النقد الذاتي عمت العالم العربي بأسره، وظهر لدى كثير من المثقفين العرب ميل إلى القطيعة التامة مع الماضي، ففي مثل هذا المناخ الثقافي يمكن أن تجد فلسفة تحطيم الصور والمفاهيم الدينية والسياسية التي تدعو إليها كتب القصيمي أرضاً خصبة للازدهار والانتشار، ولهذا أعيد طباعة كتابه (العالم ليس عقلاً) في ثلاثة أجزاء ثم تبعها عام 1971م تأليف كتاب (أيها العار إن المجد لك) وكتاب (فرعون يكتب سفر الخروج) وكتاب (الإنسان يعصي لهذا يضع الحضارات) إلى جانب ذلك نشر القصيمي عدداً من المقالات في المجالات الأدبية في بيروت ومن الممكن القول بأن القصيمي كان بين 1967م وعام 1972م فيلسوف المرحلة الذي تنوقلت أفكاره على نطاق واسع نظراً لحالة الضياع والصدمة التي يعيشها المثقفون العرب جراء هزيمة 1967م.
مع نشوب الحرب الأهلية في لبنان عام 1975م انقطع النشاط الثقافي في لبنان وبهذا فقد القصيمي مكان النشر لكتبه، فنشر كتابه (العرب ظاهرة صوتية) عام 1977 م في باريس، وكان هذا الكتاب آخر كتاب للقصيمي يلقى في العالم العربي صدى قوياً نسبياً، إلا أن جميع النقاد أعطوا الكتاب تقييماً سلبياً جداً ورافضاً. وفي تعليق للكاتب اللبناني يوسف الخال على كتاب القصيمي هذا وصف القصيمي وإنتاجه الفكري بأنه (ظاهرة كلامية).
وفي الثمانينيات أصدر القصيمي كتابين (الكون يحاكم الإله) 1981م و (يا كل العالم لماذا أتيت) 1986م، فلم يلقيا أي اهتمام وحتى الرد العاصف الذي واجهه كتاب (العرب ظاهرة صوتية) عام 1977م، ظل غائباً كلياً هذه المرة، يقول فازلا: فحسب علمي لم تنشر أي قراءة نقدية لهذين الكتابين، وكانت ظاهرة التجاهل الكامل هذه توصف في الوسط الشخصي المحيط بالقصيمي بأنها ستار الصمت الذي أسدل أمام الكاتب منذ عام 1980م تقريباً.
يبقى تساؤل حول مؤلفاته الإلحادية والموضوعات التي تحدث فيها عنها: يقول د / فازلا:
(يُتْبَعُ)
(/)
((مؤلفاته بعيدة كل البعد عن أن تكون نظاماً فلسفياً مترابطاً ومحكماً، فهو لا يتبع في أي كتاب من كتبه خطاً منهجياً متتابعاً ومحكم الحجة، بل إن مؤلفاته الأخيرة هي أقرب إلى طائفة من الحكم والمقولات المركزة التي تتناول موضوعات متنوعة، تتبدل وتتكرر دائماً ويدور الحديث حولها بالمعنى الحرفي للكلمة، ولذلك لا يجد نقاد القصيمي صعوبة في اتهامه بأنه كان من الأفضل لو أسقط فصولاً كاملة من كتبه؛ لأنها ليست سوى تكرار لنفس الأفكار وشرح مستفيض لنفس الموضوعات يصل إلى حد الإطناب ... ، وما نلاحظه في كتابات القصيمي من لف ودوران على صعيد الموضوع والمضمون ينطبق أيضاً على الأسلوب اللغوي، فهو لا يكتفي بإيجاد الكلمات المناسبة بشكل خاص للتعبير عن مسألة معينة، وإنما يصُفُّ جميع المترادفات المتوفرة لمفهوم معين خلف بعضها .. ، والنتيجة التي تسفر عنها هذه الطريقة في الكتابة هي جمل هائلة حقاً تملأ فيها))
ص 145.
أما مضمون كتبه الإلحادية الأخيرة فهو التمحور حول ثلاثة موضوعات:
الأول: تفسير الدين والتدين والوحي،
والموضوع الثاني: الحديث عن الله - جل وعلا- في الديانات السماوية،
والثالث: الموقف من العرب وبالأخص من القومية العربية، أما الموضوعان الأوليان فقد كررهما كثيراً في كتبه معبراً عن رأيه فيهما بطريقة استفزازية، وبصراحة وقحة، واستخفاف بمشاعر القارئ المؤمن، فهو يرى أن الدين تعبير حياتي يعود إلى طبيعة النفس البشرية وحاجاتها وكل شعائر الأديان تعبيرات يختلقها الإنسان؛ لإشباع حاجات نفسية، ثم يضفي عليها طابع التقديس لحاجته النفسية إلى الأمن والطمأنينة. أما حديثه عن الوحي فيبين عن مدى الارتكاس الإلحادي الذي وصل إليه القصيمي، فهو يرى أن الوحي شكل مرضي من أشكال رد الموحى إليه على المشاكل الاجتماعية والنفسية التي يتعرض له، ويرى أن النبوة هي تعبير عن الألم النفسي والقنوط الدنيوي اللذين يؤثران على التصورات الدينية التي يتسببان في نشوئها.
أما الله (جل جلاله) فهو يرى أنه مرآة للإنسان والمجتمع فهو يكتسب صفاته تبعاً لثقافة المجتمع (سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً) وكان يتفادى بادئ الأمر التكلم عن (الله الواحد الأحد) ويستعمل بدلاً من ذلك تعبير (الإله) وكثيراً ما يأتي بصيغة الجمع (الآلهة) أو يستعمل كلمة (الألوهية) أما في كتاباته المتأخرة في الثمانينيات فقد سقطت هذه المحظورات، وأخذ يستعمل بصورة متزايدة كلمة (الله) مباشرة في جُرأة إلحادية وقحة، تبين عن مدى إصراره على الإلحاد ورفض الدين.
وأما الموضوع الثالث في كتبه المتأخرة، وهو الموقف من العرب، فيعبر عنه كتابه (العرب ظاهرة صوتية) فقد شن هجوماً على جميع العرب وصل إلى حد التحقير العنصري، فهو يصف الطابع العربي بأنه وضيع إنسانياً، ويصف العرب بأنهم ظاهرة صوتية، وبلغ في تصويره العنصري للعرب في كتابه (يا كل العالم لماذا أتيت؟) بأن قال:
(إن المرأة العربية الإسلامية لا تلد إلا كائنات أقل شأناً من الأطفال الآخرين فيما يتعلق بمستواهم الذهني والنفسي وبقدرتهم على الإبداع)
وفي مقال له يصل إلى حد اعتبار العروبة نقيضاً للحضارة.
يقول فازلا: ((في جميع كتاباته بعد عام 1963م يصف القصيمي العرب وتاريخهم بعبارات (التخلف) و (الرجعية) و (الضعف) إضافة إلى ذلك يستعمل التعبير بين المتضادين اللذين وضعهما المؤرخ المغربي ابن خلدون وهما (البداوة) و (الحضارة) لكي يصف جميع صفات العرب بأنها غير حضارية)).
- المحطة الثانية (الانسحاب النهائي):
كان كتاب القصيمي (العرب ظاهرة صوتية) 1977م آخر كتاب له يلقى صدى في العالم العربي، أما الكتابان الأخيران له (الكون يحاكم الإله) 1981م و (يا كل العالم لماذا أتيت؟) 1986م، فلم يلقيا أي اهتمام وكانت ظاهرة التجاهل الكامل هذه توصف في الوسط المحيط بالقصيمي بأنها (ستار الصمت) الذي أسدل أمام الكاتب منذ عام 1980م تقريباً، وآنذاك بدأ القصيمي مرحلة الانسحاب إلى الحياة الخاصة،وتركز كامل نشاطه ودائرة تأثيره خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية على محيطه الشخصي، وكانت الزاوية الخاصة الأخيرة التي ينشط فيها ندوة أسبوعيه تنعقد في منزله في غرفة الجلوس، ومنذ توفيت زوجته عام 1990م لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يغادر مسكنه في القاهرة إلا نادراً جداً، حتى توفي في 9/يناير 1996م.
خاتمة الكتاب
لخص المؤلف فازلا رؤيته عن القصيمي وأُطروحاته في خاتمة الكتاب في سبع صفحات ومن أبرز النقاط التي أوردها:
- تتسم أعمال القصيمي في كل مراحله الفكرية بالقطع الراديكالي الحاسم.
- لا يمكن معرفة الأسباب القطعية التي دفعت القصيمي للتراجع عن معظم مواقفه السابقة، فلم يكن من الممكن كشفها كاملة حتى ولا في الأحاديث الشخصية التي أجريتها معه، فقد كان يرفض الحديث عن المواقف والآراء التي تبناها قبل الستينيات؛ ولذلك كان يمنع أي سؤال عن أسباب تراجعه عن قناعاته الدينية السابقة.
- مما يلفت الانتباه في مضمون كتبه كلها هو أنها تتميز بثبات كبير في الموضوعات التي تتناولها، وفي الأشياء التي تنتقدها، وتظهر الاستمرارية في الهجوم المتكرر على الظواهر الدينية التي لا يقتنع بها ففي كتبه الأولى كان هجومه على التصوف وتمجيد الأولياء، وفي الأربعينيات وسع هجومه في (هذي هي الأغلال) ليشمل تصرفات العلماء وآراء السلف، ثم جاءت كتبه الأخيرة فزادت مساحة نقده لتشمل الدين نفسه، ولتمزق جميع المحرمات والمقدسات.
- في القراءات النقدية لكتبه يبدو القصيمي وحيداً إلى أبعد الحدود فهو لم يؤسس مدرسة فكرية، ولا يمكن نسبته إلى أي مدرسة من المدارس الفكرية المعروفة، وليس له أتباع، ويعود ذلك في المقام الأول إلى الصيغة التي يعرض بها القصيمي بناءه الفكري؛ إذ طريقة العرض غير المنهجية، والأسلوب الشديد، والإطناب والتكرار لنفس الأشياء، والطابع الحكمي لكتاباته، كل ذلك يجعل من الصعب على القارئ فهم ما يقرأ، أو ينفره من التعمق في دراسة مضمون مؤلفاته.
- لم يحاول القصيمي أبداً طول حياته إلحاق نقده الراديكالي باقتراحات إصلاحية ملموسة، فهو لم يضع بدائل لتحليلاته المتشائمة للأوضاع القائمة، وبصورة عامة فإن القصيمي يتميز فقط بهدمه للتصورات الدينية.
- تشير الضجة التي أثارها نشر (هذي هي الأغلال) عام 1946م إلى أن اهتمام الرأي العام الإسلامي بالقصيمي نابع من وضعه كمرتد ومنحرف ولذلك فأهميته تعود بالدرجة الأولى إلى دوره كمنتهك للمحرمات الدينية. *****
هذه أبرز مرئيات فازلا عن فكر القصيمي وشخصيته،
ونختم بقوله تعالى:
[من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم، ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين، أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون].
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=3 7&catid=35&artid=77
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 02:02]ـ
وفي هذه السَّنة سنة (2000م) ترجم محمود كبيو رسالة الدكتوراة التي قام بها الألماني يورغن فازلا عن القصيمي بعنوان (من أصولي إلي ملحد؛ قصة انشقاق عبد الله القصيمي) وتقع في (250 صفحة)، وهي أشمل وأهم دراسة كتبت عن القصيمي، وتميزت بميزات لا توجد في غيرها من الدراسات التي كتبت عنه
غلاف الكتاب
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/90/90135.gif
غلاف عادي، 24×17، 256 صفحة
الطبعة: 1 مجلدات: 1
الناشر: دار الكنوز الأدبية تاريخ النشر: 01/ 03/2001
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 05:12]ـ
نعوذ بالله من الخذلان ...
نسالك اللهم الثبات حتى الممات ..
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 10:19]ـ
ومن العجب حرص بعض دور النشر المشبوهة في فكرها! و مصدر تمويلها!
على إعادة نشر بعض كتب القصيمي (هذه هي الأغلال)، (الكون يحاكم الإله) وأمثالها
لكن لايمكن بحال أن يعيدوا نشر كتبه مثل (الصراع بين الإسلام و الوثنيه) و (البروق النجدية)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 03:02]ـ
...
واقتصر الظهور العام له على حلقة نقاش تجري في أوقات دورية في مقهى تحت القلعة اسمه (كافتريا العمدة) وكان يشترك في هذه الندوة عبد الحميد الغرابلي، و العالم السعودي محمد نصيف، و الكاتب خالد محمد خالد،
(يُتْبَعُ)
(/)
استغربت كثيرا حضور الشيخ نصيف لمثل هذه الحلقات التي كانت موضة العصرانيين آنذاك مع ما عرف عنه من جهود في نشر السلفية فهل من تفسير؟؟ و هل يعلم له انكار أو رد على القصيمي كما علم لغيره من اصدقاءه كابن عقيل مثلا؟؟ أم أنه يدخل في المداراة التي اشتهرت عن الشيخ؟؟
ـ[أيمن أحمد ذوالغنى]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 03:48]ـ
أيها الإخوة الأكارم إليكم ترجمة موجزة
كنت كتبتها للأخ أحمد العلاونة لتنشر في الجزء الثالث من كتابه (ذيل الأعلام)،
وقد أفادني بغير قليل مما فيها أخي الفاضل الشيخ عائض الدوسري جزاه الله خيرًا.
عَبدالله القَصيمي
(1323؟ - 1416هـ = 1905؟ - 1996م)
أيمن بن أحمد ذوالغنى
عبدالله بن علي الصَّعيدي القَصيمي، مصريُّ الأصل، وُلد في بُرَيدة بالقصيم لأبٍ من بقايا المصريِّين الذين أتوا مع جيش محمَّد علي باشا لغَزو نجد، وهو الذي نسب نفسَه إلى (القصيم) فاشتُهر بها.
انتقل وهو طفلٌ للإقامة في الرِّياض، ثم سافر إلى عُمان حيثُ عَمِلَ أبوه وفيها درس، ثم رحل إلى الهند وانتسب إلى المدرسة الرحمانيَّة، ثم التحقَ بالأزهَر ودرس على شُيوخه، ووقع له خلافاتٌ منهجيَّة مع مَشايخه من الصوفيَّة، واحتدم الخلافُ بينه وبين شيخه يوسُف الدِّجْوي (ت 1365هـ = 1946م) وكتب كلٌّ منهما في الردِّ على الآخَر والطَّعن عليه وعلى منهجه، وتسبَّب هذا في طَرده من الأزهَر قبل أن يُتمَّ دراستَه فيه.
اشتُهر باعتداده الشديد بنفسه وإعجابه برأيه وعَقله إلى درجة العُجب والغُرور، وكان متحمِّسًا لدعوة الشيخ محمَّد بن عبدالوهَّاب مُنافحًا عنها، ثم ارتدَّ عن الإسلام وصار مُلحدًا. وله شعرٌ، أدارَ غيرَ قليلٍ منه على الثناء على نفسه وتعظيمها.
ألَّف أيامَ إسلامه: (البُروق النجديَّة في اكتساح الظُّلمات الدِّجْوية)، و (شيوخ الأزهَر والزِّيادة في الإسلام) وهما ردٌّ على الشيخ يوسُف الدِّجْوي، و (الصِّراع بين الإسلام والوثنيَّة) وهو ردٌّ على كتاب محسن الأَمين الشِّيعي (كشفُ الارتياب عن أتباع محمَّد بن عبدالوهَّاب)، و (الثَّورة الوهَّابية)، و (الفَصل الحاسم بن الوهَّابيِّين ومخالفيهم)، و (مشكلاتُ الأحاديث النبويَّة وبيانُها).
وألَّف بعدَ ارتداده وإلحاده: (هَذي هي الأغلال)، و (العالمُ ليس عقلاً)، و (هذا الكونُ ما ضميرُه؟)، و (العربُ ظاهرةٌ صوتيَّة)، و (أيُّها العارُ إن المجدَ لك)، و (كبرياءُ التاريخ في مأزِق)، و (يا كلَّ العالم لماذا أتيت؟)، و (الكون يُحاكِم الإله)، و (لئلاَّ يعودَ هارونُ الرَّشيد)، و (فِرعونُ يكتب سِِفْرَ الخُروج). وأعاد نشرَ فصول كتابه (العالمُ ليس عقلاً) في ثلاثة كتبٍ مستقلَّة مع تعديلات وزيادات وهي: (عاشقٌ لعار التاريخ)، و (صحراءُ بلا أبعاد)، و (أيُّها العقلُ من رآك؟).
وللباحث الألمانيِّ د. يوركن فازلا: (هذي هي الأغلالُ لعبدالله القَصيمي، النقدُ الذاتيُّ الإسلاميُّ) وهو بحثُه للماجستير، و (من أُصوليٍّ إلى مُلحِد، قصَّة انشقاق عبدالله القَصيمي) وهو بحثُه للدكتوراه.
وكُتب في الردِّ على القَصيمي كتبٌ وأبحاثٌ كثيرة، أهمُّها:
(الردُّ القويم على مُلحِد القَصيم) لعبدالله بن عليِّ بن يابِس، وكان صديقًا حميمًا له وزميلَ دراسته. و (تنزيهُ الدِّين وحَمَلَتِه مما افتراهُ القَصيميُّ في أغلاله) لعبدالرَّحمن بن ناصر السَّعدي. و (بيانُ الهدى من الضَّلال في الردِّ على صاحب الأغلال) لإبراهيم السُّوَيِّح.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 10:03]ـ
ـ كثيرون يبحثون عن ذواتهم. وكثيرون دوافعهم شخصية. . وهذا الموضوع ـ على قصره ـ يبين شيئا ..
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_articles_main.cfm?id=979
.(/)
عودة إلى (عبدالوهاب المسيري) .. وعلمانيته
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 04:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق أن اعترض بعض الإخوة على وصفي للمسيري أنه أحد دعاة العلمانية؛ مكتفين منه بتراجعه عن الماركسية، وكتابته لموسوعته اليهودية، وقد نقلتُ من كتبه قوله بصراحة إن مايسميه العلمانية " الجزئية " لا تُعارض الإسلام!، وإنكاره لما يسميه العلمانية " الشاملة " فقط. ثم طُبع - أخيرًا - كتابٌ مهم للباحث المصري محمد إبراهيم مبروك، عنوانه " العلمانية: العدو الأكبر للإسلام - من البداية إلى النهاية - "، ناقش في فصل منه دعوى المسيري السابقة، وسماها " فرية المسيري "، وقد صدق في هذا - كما يأتي -. فأحببتُ أن يطلع الإخوة الكرام على هذا الفصل منشورًا في الساحة، وهذا هو:
فرية المسيري في عدم تناقض العلمانية مع الإسلام
بتقسيمها إلى شاملة وجزئية
" إن الدكتور المسيري قد جاء في مناظرة قريبة ببرنامج الاتجاه المعاكس (أبريل -2007) ليعلن صراحة أن العلمانية الجزئية التي تعني فصل الدين عن الدولة لا تتناقض مع الإسلام! هذا بالإضافة إلى موقف المسيري المتخاذل من هجوم مناظره الوقح على الإسلام كنظام شامل للحياة على الرغم من التهافت الشديد المعروف عن هذا المناظر علماً وفكراً وأشياء أخرى، ولم يفعل المسيري شيئاً سوى اختزال الإسلام في مجموعة من القيم التي لا تختلف كثيراً عن القيم التي يقررها بعض الأديان والفلسفات الأخرى.
ومن ثم أكرر الآن إن الموضع الذي نتحدث عنه لا يمثل هفوة للمسيري يتردد فيها وقد ينقضها كلام آخر له، وإنما هي فرية قاتلة تؤدي إلى إرباك الأمة، ويبدو أنه يصر عليها، والمصيبة أن مفكراً له وزنه مثل الدكتور محمد عمارة التجأ إلى القول بهذه البدعة تحت ضغط ومحاصرة محاور علماني في أحد البرامج الفضائية، مع أن الدكتور عمارة له كتاباته الكثيرة التي يقرر فيها أن العلمانية تتناقض مع الإسلام لا محالة، وكان مفكر آخر هو راشد الغنوشي استند على مقولة المسيري تلك في معرض دفاعه عن نهج حزب العدالة والتنمية التركي في تخليه عن دور الإسلام في الدولة، أي أن طامة فرية المسيري في تقسيم العلمانية إلى شاملة وجزئية تكتفي بفصل الدين عن الدولة طامةكبرى يتحدث بها ويلتجئ إليها أسماء كبيرة لها وزنها وتأثيرها على الواقع الإسلامي.
كل هذا مع أن تهافت هذه الفرية بيّن شديد البيان وواضح غاية الوضوح، ولكن ماذا نفعل إذا كانت المساومات السياسية مع أنظمة أو تيارات معينة تلجئ البعض إلى هذا السقوط.
أمامغالطة المسيري شديدة الوضوح فهي تتحدد في المقولة مفادها ألا تعارض بين الإسلام والعلمانية الجزئية، لأنه حتى لو كانت العلمانية الجزئية هي فصل الدين عن الدولة فهي تعني العمل على الانتقاص من شمولية الدين، بل وتهدف إلى تبعيضه وهو الأمر الذي يتناقض مع قوله تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون). وقوله تعالى: (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا). ولعل ذلك هو ما دعا الدكتور محمد البهي (وهو المفكر الإسلامي النابغ الذي جمع بين دراسته الأزهرية للدين ودراسته الألمانية للفلسفة) إلى أن يعنون كتابه عن العلمانية بالتالي: " العلمانية وتطبيقها في الإسلام: إيمان ببعض الكتاب وكفر بالبعض الآخر ".
ويبلغ السيل الربى عندما يطبق المسيري ذلك على قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" حيث يقول وهو يورده في إطار إقراره للفصل النسبي بين الدين والدولة: "ففي القطاع الزراعي بإمكان المرء أن يؤبر النخل أولاً حسب مقدار معرفته للملابسات متحرراً في بعض جوانبه من المنطلقات الأخلاقية". وما بين القوسين للمسيري ليس به شيئ إذا أخذ حرفياً، لكن المشكلة في الإيهام أن ذلك يعني إمكانية الفصل بين الدين والدولة في الإسلام اعتماداً على هذا الحديث؛ لأن الحديث بكل وضوح يتناول الجوانب العلمية التطبيقية من الحياة، وهي أمور عامة مجردة وموقف الإسلام (وليس كل الأديان) من هذه الأمور شهير جداً، ومفاده
(يُتْبَعُ)
(/)
عدم التدخل والاعتماد على الخبرة، ولكن لا ينطبق ذلك على أي جانب من الجوانب السلوكية للحياة التي تنظمها الدولة، بعكس ما يقوله المسيري.
على أي من الإسلاميين استند المسيري؟!
نستطيع القول إن العذر العام الذي يظلل مواقف الدكتور المسيري أن الرجل حديث الانتقال في نقده للحضارة الغربية من المنظور الاشتراكي الماركسي إلى المنظور الإسلامي، أو بشكل أكثر دقة إلى منظور فلسفي يبدو عاماً ولكنه يستبطن رؤية إسلامية أو تبدو أنها إسلامية، ومن ثم فإن تراكمه المعرفي يتشكل أساساً من التراكم المعرفي الغربي نفسه؛ ولهذا فإن منظوره الإسلامي لا يقوم إلا على بعض القواعد العامة، وربما غير المحددة، ويفتقد التراكم المعرفي الإسلامي لدرجة محزنة خصوصاً إذا تعلق الأمر بموقعه المتقدم المفترض في مواجهة الحضارة الغربية، مما ينعكس على مواقفه في الكثير من الحالات بغياب الرؤية الإسلامية المحددة أو ضبابيتها في مواجهاته الفكرية مع هذه الحضارة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من المشاكل حتى مع إقرارنا باشتراك المنظور الإسلامي والاشتراكي في بعض المواقف الناقدة للحضارة الغربية.
ولكل ما سبق كان من الطبيعي أن يحاول الدكتور المسيري الاستناد إلى بعض المفكرين الإسلاميين في تحديد موقف المنظور الإسلامي من العلمانية؛ ولأنه من الطبيعي أيضاً أن يتحدد استناده هذا بعاملين هما: محدودية تراكمه المعرفي الإسلامي وعزوفه الشخصي عن احتداد المواجهة في مواقفه السياسية، فقد وقع اختياره على تيار الوسط التوفيقي بين الإسلام والعلمانية، وهو ما أعتيد أن يطلق عليه في القنوات الإعلامية المرضي عنها بالتيار الوسطي! والذي يُعد الكاتب فهمي هويدي أحد أبرز رواده؛ ولذلك فقد كان هو الشخص الوحيد من المحسوبين على الإسلاميين الذي استند إليه المسيري في تعريفه للعلمانية، حيث يذكر عن هويدي أنه "يجعل نقطة انطلاقة ما سماه (المشروع القومي العام) وكل من يعمل على إنجاحه علمانياً كان أم إيمانياً فهو منا " أما من يقوضه ويفككه فهو خارج الصف. فالمعيار هنا - لا أدري إن كان هذا الكلام لهويدي أم تعليقاً من المسيري - ليس العلمانية أو الإسلامية وإنما الانتماء إلى الوطن. ويميز فهمي هويدي بين تيارين علمانيين يسميهما المتطرفين والمعتدلين (وهما يقابلان إلى حد ما العلمانيين الشامليين والجزئيين في مصطلحنا) ويُعرف المتطرفين بأنهم ليسوا ضد الشريعة وحسب بل ضد العقيدة أيضاً؛ فهم يعتبرون الإسلام مشكلة يجب حلها بالانتهاء منها وتجفيف ينابيعها لاستئصالها. أما المعتدلون فليست لديهم مشكلة مع العقيدة، فهم يعتبرون أن الدين والإسلاميين حالة يمكن التعايش معها إذا أقيم حاجز بين الدين والسياسة للحيلولة دون ما يتصورنه "سلطة دينية". والأستاذ فهمي هويدي هو صاحب المقولة الشهيرة: "العلمانيون المعتدلون هم أقرب إلى الإسلاميين المعتدلين من الإسلاميين غير المعتدلين "! اهـ كلام المسيري. والنتيجة التي ينتهي إليها الاثنان معاً (هويدي والمسيري) هي كما يقول هويدي: "إن كل تيار سياسي يحترم عقيدة الأمة ويلتزم بنصوص الدستور المعبرة عن ذلك يصبح من حقه أن يكتسب الشرعية وأن يكون شريكاً في الحياة السياسية للمجتمع الإسلامي، ينسحب ذلك على مختلف فصائل العلمانيين المعتدلين سواء كانوا ليبراليين أو قوميين أو ناصريين أو ماركسيين "!
ويعلق المسيري على ذلك بقوله: "وإن الحوار بين فصائل الأمة المختلفة ممكن في إطار التعريفات الجزئية، أما التعريفات المادية الشاملة فإنها تسقط كل المرجعيات ولا تخلف لنا سوى الصراع في الداخل والتبعية لقوى العولمة في الخارج. ولعل الذين قرأوا مقال الأستاذ فهمي هويدي لاحظوا أن مطالبة الإسلاميين بتأكيدهم قبول التعددية التي تشمل التيار العلماني كانت موقفاً التقى عليه رأي آخرين من أهل الفقه والنظر؛ في مقدمتهم الدكاترة يوسف القرضاوي وأحمد العسال ومحمد سليم العوا وعبد الغفار عزيز وسيف الدين عبدالفتاح وأبو العلا ماضي وعادل حسين. ومما يجدر ذكره أن فهمي هويدي ليس وحيداً في موقفه هذا بل يمكن القول بأن هذا الرأي هو الرأي الممثل للتيار الإسلامي الأساسي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
أعتقد أن القارئ النابه لا يستطيع الآن أن يعرف -بعد هذا الذي سردته الآن- أين ذهب المسيري المفكر الفلسفي العميق؟
هل استغرقه الجهد في إيجاد مخرج للعلمانيين بهدف إيجاد مخرج لنفسه من الصدام مع النخبة الفكرية المسيطرة حتى ذاب تماماً في تيار السياسة؟!!
ولا بد أن ننظم الآن نقاط البحث حتى لا نذوب نحن أيضاً مع تيار السياسة هذا. ولذلك فإن ما يهمنا هنا هو ليس قبول التعايش أو عدم التعايش مع هذه العلمانية المعتدلة التي تتطابق إلى حد ما - لاحظ إصرار المسيري على استخدام مثل هذه الألفاظ (إلى حد ما) حتى يحتفظ لنفسه دائماً بالقدرة على الإفلات من المحاسبة الفكرية الدقيقة مع العلمانية الجزئية- ولكن المهم بالنسبة لنا هنا هو هل هذه العلمانية الجزئية أو المعتدلة تتناقض مع الإسلام أو لا تتناقض؟
النقطة الثانية هي: هل هذه العلمانية الجزئية تخرج في شيء عن العلمانية الشاملة أم أن المسألة لا تخرج عن كونها مجرد ادعاء سياسي يتم التستر به على الموقف الحقيقي من الدين أمام المجتمع الإسلامي؟
في الإجابة عن النقطة الأولى، ما هي المرجعية لنا في ذلك: هل هو الانتماء للوطن أو الانطلاق من المشروع الوطني العام أو الموقف من الاستعمار؟ إن مثل هذه الأمور قد تصح كمعايير للتعاون في القضايا العامة وهذا أمر سياسي، ولكن ليس كمعايير لتحديد العلاقة بين العلمانية الجزئية والإسلام والتي لا يصح فيها إلا معيار واحد هو المرجعية الإسلامية التي تقرر أن الإسلام دين شمولي لا يقبل التجزئة ولا يقبل الاستعاضة عنه كمرجعية في أي أمر من أمور الحياة سواء كانت السياسة أو غير السياسة، فإذا كانت هذه العلمانية الجزئية أو المعتدلة لا تقر الإسلام على ذلك وتصر على تنحيته كمرجعية في مجال السياسة أو في أي مجال آخر فهي تتناقض تماماً مع الإسلام. أما الحديث عن إمكانية التعاون مع هؤلاء العلمانيين أو عدم التعاون معهم فهذا حديث آخر، ولكنه حديث من الخارج واستخدام ما قد يصح من مرجعية له كالموقف من الاستعمار أو الانتماء للوطن في تحديد العلاقة بين العلمانية المعتدلة والإسلام هو خلط ما هو سياسي بما هو عقائدي. ومن ثم فإن تولي مثل هذه الرؤية لا يؤدي إلا إلى المزيد من الارتباك في الواقع الفكري وينعكس سلباً على وضوح المواقف لدى الإسلاميين.
المسيري والعلمانيون العرب
يقول المسيري: "تتأرجح التعريفات العربية لمفهوم العلمانية بين العلمانية الجزئية بوصفها إجراء جزئياً لا علاقة له بالأمور النهائية مقابل العلمانية الشاملة بوصفها رؤية شاملة للكون". والذي يعنيه هذا الكلام هو عدم استطاعة تقسيم المسيري- الذي استمد مصداقيته من قدرته على التفسير- استيعاب هذه التعريفات أو تفسيرها. فماذا أدى المسيري به منهجه في التعامل مع العلمانيين العرب؟
يقدم حسين أحمد أمين (وما أدراك ما حسين أحمد أمين؟) فيقول عنه: إنه يُعرف العلمانية بأنها "محاولة في سبيل الاستقلال ببعض مجالات المعرفة عن عالم ما وراء الطبيعة" ويعلق على ذلك قائلاً: "فكأن المرجعية النهائية هنا ليست علمانية وإنما مستمدة من نسق معرفي وأخلاقي آخر وكأن العلمانية تنحصر في الدائرة الصغيرة الجزئية". ثم يقول في موضع آخر "فكأن حسين أمين يرى أنه لا توجد ضرورة حتمية للصراع بين العلمانية والدين، وأن كل ما حدث هو صراع نتيجة ظروف تاريخية طارئة، وهناك بعض المفكرين الإسلاميين -ممن يؤمنون بالتعددية والتدافع وضرورة الاجتهاد ومن ثم استحالة احتكار الحقيقة- يتفقون في بعض النقاط الأساسية مع حسين أحمد أمين". لم يذكر المسيري من هم هؤلاء المفكرون الإسلاميون الذين يتحدث عنهم ولكن ذكر بعض الأوصاف التي تستخدم عادة كأكليشيهات سياسية دون أن يكون لها معنى محدد (ممن يؤمنون بالتعددية والتدافع وضرورة الاجتهاد) المهم أنه بهذا الكلام الهلامي أعطى حسين أحمد أمين جواز مرور من عدم التصادم مع الإسلام!
وحسين أحمد أمين هذا (بعيداً عن علاقته الخاصة بالدوائر الغربية) له مؤلفات شهيرة في الهجوم على الشريعة الإسلامية كبيرها وصغيرها (راجع كتابنا: تزييف الإسلام وأكذوبة المفكر الإسلامي المستنير)، ولكن من الطبيعي أن يجد له مكاناً إسلامياً في رؤية المسيري الفضفاضة والمرتبكة في العلاقة بين الإسلام والعلمانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأمثلة الأخرى التي يتخذها المسيري للمفكرين فأشد غرابة؛ لأن نموذج حسين أحمد أمين نموذج معروف بالعلمانية الملتوية التي تحاول أن تتخذ ستاراً إسلامياً، لكن ما بالكم بالدكتور فؤاد زكريا ذلك المفكر المادي المعروف والذي قد تمثل صراحته الفكرية أهم مميزات فكره؟! فيذكر المسيري أن الدكتور فؤاد زكريا يصف العلمانية بأنها "الدعوة إلى الفصل بين الدين والسياسة" ويوضح فؤاد زكريا موفقه بقوله: "إن ما تريده العلمانية إن هو إلا إبعاد الدين عن ميدان التنظيم السياسي للمجتمع والإبقاء على هذا الميدان بشرياً بحتاً تتصارع فيه جماعات لا يمكن لواحدة منها أن تزعم أنها هي الناطقة بلسان السماء. فأساس المفاضلة بين المواقف المختلفة يجب أن يكون العقل والمنطق والمقدرة على الإتيان بالحلول الواقعية الناجحة "! ويذكر المسيري للدكتور زكريا أيضاً قوله: "إن العلماني المتحمس يرفض توجيه التنظيم السياسي للمجتمع توجيهاً يرتكز على سلطة الدين، ولكنه في الوقت ذاته يتزوج بوثيقة شرعية إسلامية "! ثم يتساءل المسيري -بفيض من البراءة المصطنعة! - هذا السؤال العجيب: هل يمكن الحديث عن فؤاد زكريا بعد هذا باعتباره علمانياً شاملاً؟!! ولا أدري هل ينتظر المسيري أن يرفض الدكتور فؤاد زكريا الزواج بوثيقة شرعية إسلامية وهو يعيش بين أكناف مجتمع مسلم له ضغوطه الخاصة حتى يقبل الحديث عنه باعتباره علمانياً شمولياً؟!! ثم ما الذي يهمنا هنا في هذا المثال (مثال الدكتور فؤاد زكريا) في رفضه لتطبيق الشريعة الإسلامية في كونه علماني جزئي أو شامل في تحديد موقفه من الإسلام ولكن الدكتور المسيري بتلك الحيلة العجيبة (ادعاء أن العلمانية الجزئية يمكنها التوافق مع الإسلام ثم ادعاء أن الدكتور زكريا فؤاد علماني جزئي) أوجد له مخرجاً من تناقضه الفكري مع الإسلام.
ننتقل الآن إلى مثال آخر أكثر وضوحاً:
فمحمد أركون قدم تعريفاً للعلمانية يقترب للغاية من التعريف الذي قدمناه حيث تكاد تتطابق عنده العلمانية مع "العقلانية التي تشكل أساس الحضارة الغربية وتذهب إلى ضرورة سيادة العقل البشري القائم على التفحص والتجريب والقياس الرياضي الدقيق".
ثم يعود فيخص الغرب بهذه العلمانية العقلانية التي يصفها بالجامدة والصراعية مع الدين؛ لأن "مفكري أوروبا إذ يستمرون في العمل والتفكير داخل إطار الفكر المعلم كلياً ويستبعدون بشكل قطعي كل ما يخص البعد الديني من إنتاج المجتمعات البشرية فإنهم يجترجون عملاً تعسفياً لا منطقياً ولا عقلانياً.
حسناً. إذاً ما هي العلمانية التي يحبذها (المفكر الموضوعي الكبير!) محمد أركون؟ يتلخص ذلك بحسب ما يعرضه المسيري لموقفه في هذه الأسئلة التي يطرحها: "هل يحق للإنسان أن يعرف أسرار الكون والمجتمع أم لا يحق؟ هل نثق بعقله في استكشاف المجاهيل وقيادة التاريخ أم لا نثق؟ هل هو قادر بواسطة عقله -وعقله فقط- على فهم الأشياء واتخاذ القرار أم غير قادر؟
يقول أركون: إنه توجد إجابتان على هذه التساؤلات فالبعض يقول: إن الإنسان بحاجة إلى قوة خارجية (فوق طبيعية) لكي تسيره وتسير أموره. والبعض الآخر يقول: "لا. إن الإنسان قادر بحد ذاته على تسيير أموره وحل مشاكله وتشكيل الصيغ الأجمل والأفضل للحياة في المجتمع، وفي الحالة الأول نكون من أتباع الإنسية الدينية، وفي الحالة الثانية نكون من أتباع الإنسية الحديثة". وينادي أركون بما يسميه العلمانية المنفتحة التي تعمل على التوفيق بين الإجابتين حيث أن "هذه العلمنة الإيجابية تأخذ الإنسان في كليته المادية والروحية دون أن يؤثر بعد من أبعاده على حساب البعد الآخر". ولكن أركون عندما يتحدث مباشرة عن برنامجه العلمي الإصلاحي يقول: "كل ما أطلبه من أجل إدخال العلمنة الصحيحة في المجتمعات العربية والإسلامية هو إلغاء برامج التعليم السائدة، وإلغاء الطريقة اللاتاريخية والعقائدية التبشيرية لتعليم الدين في المدارس العامة وإحلال تاريخ الأديان والأنثربولوجيا الدينية محله"!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو أن هذه الخطوة الأخيرة أدت إلى ارتباك المسيري أو ادعائه الارتباك في تحديد موقف أركون من الدين إذ يقول: "ببدو أن محمد أركون قد نسي الهدف الأساسي من برنامجه الإصلاحي! وهو إتاحة إمكانية وجود روحانية جديدة .. إذ إنه بدلاً من ذلك يحدد الهدف من برنامجه بأنه "دراسة بنية العقل الديني وطريقة اشتغاله ووظائفه. ولا تهم مضامين العقائد والمذاهب بحد ذاتها". وكأن المسيري قد صدق بالفعل أن علمانية أركون تسمح بإمكانية وجود روحانية جديدة كما يدعي؟ يالبراءة المسيري!
ولهذه البراءة العجيبة وضع الرجل في خانة المترددين بين العلمانية الجزئية والشاملة.
والمسألة ببساطة هي أن أركون ما فعل سوى ما اعتاد فعله العلمانيون العرب؛ وهو التهويم باقتصار الرؤية العلمانية على المسائل السياسية والواقعية فقط دون التدخل في العقائد، ولكن عندما يتعلق الأمر بالخطوات العملية فلا مناص من القفز إلى قلب هذه العقائد والإطاحة بها تماماً. لكن المسيري لا يقول إنه يفهم هذا، ومن ثم يزعم أنه أصيب بالارتباك من موقف الرجل.
إن المسيري بعد أن ناقش التعريفات السابقة والكثير غيرها للعلمانيين العرب يعلق على ذلك فيقول: "معظم التعريفات أهملت قضية المرجعية النهائية للمصطلح (والمفهوم) [وهل تحتاج العلمانية إلى مرجعية نهائية غير نفسها؟!] ومن ثم لم يتم التمييز بين الدائرتين: الصغيرة الجزئية والكبيرة الشاملة".
وإهمال تعريفات العلمانيين العرب للتمييز بين الدائرتين ليس عيباً فيها، وإنما العيب في فكر المسيري الذي توهم وجود مثل هاتين الدائرتين، ثم جعل من هذا الوهم محكاً للحكم على هذه التعريفات. بل إن اعتراف المسيري نفسه بإهمال هذه التعريفات لذلك التمييز يُظهر مدى ما بذله من تكلف من الاستخراج المصطنع لوجود مثل هاتين الدائرتين في تلك التعريفات. إن قلة قليلة من العلمانيين العرب (وهذا أمر طبيعي تماماً نظراً للتشبث المجتمعي بالإسلام رغم كل العداءات) هي التي من الممكن أن تتبنى صرامة موقف العلمانية الحقيقي الإقصائي من الدين، ولكن الغالب الأعم منهم يبحث دائماً عن شكل ما من أشكال الاحتيال الفكري الذي لا يضعه في هذا التعارض الصريح مع الدين، ويكاد يتمثل الجانب الأكبر من تاريخ الفكر العلماني في العالم العربي في تلك الجهود المبذولة في اتخاذ مثل تلك الأشكال المختلفة من الاحتيال الفكري.
ولكن الدكتور عبدالوهاب المسيري يعطي بهذا الاختلاف المصطنع لما سمي بالعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة تسويغاً اجتماعياً (يحاول أن يضفي عليه مسحة من الإسلامية) لكل هذا الغالب الأعم. ولأن أصعب شيء على نفس هؤلاء العلمانيين هو التأكيد على تلك الحدود الفاصلة بين الإسلام والعلمانية، فإن ذلك يبرز خطورة تيار الوسطية بين الإسلام والعلمانية (والذي أعطاه المسيري بكتابه هذا زخماً كبيراً) والذي يُدفع للانتشار والهيمنة على الأجهزة الإعلامية من جهات عديدة، وتتمثل غاية ذلك التيار الأساسية التي تُبذل من أجلها كل جهوده في محو تلك الحدود الفاصلة بين الإسلام والعلمانية! ". انتهى كلام الدكتور محمد مبروك – وفقه الله -.
تعليق
1 - قول الأستاذ مبروك الأخير: " إن ذلك يبرز خطورة تيار الوسطية بين الإسلام والعلمانية (والذي أعطاه المسيري بكتابه هذا زخماً كبيراً) والذي يُدفع للانتشار والهيمنة على الأجهزة الإعلامية من جهات عديدة، وتتمثل غاية ذلك التيار الأساسية التي تُبذل من أجلها كل جهوده في محو تلك الحدود الفاصلة بين الإسلام والعلمانية "، يجد القارئ مصداقه في هذا الرابط:
https://il.packet.me.uk/dmirror/http/saaid.net/Warathah/Alkharashy/22.htm
2- ذكر الأستاذ بعض الأسماء: هويدي - الغنوشي - فؤاد زكريا - أركون - حسين أمين - عمارة .. تجد التفصيل عنهم على هذه الروابط:
https://il.packet.me.uk/dmirror/http/saaid.net/Warathah/Alkharashy/n.htm
https://il.packet.me.uk/dmirror/http/www.alkashf.net/vb/forumdisplay.php?f=8
https://il.packet.me.uk/dmirror/http/saaid.net/Warathah/Alkharashy/3.zip
3- ذكر الأستاذ شبهتهم في الاستدلال بحديث: " أنتم أعلم بأمور دينكم ". تجد ردها على هذا الرابط:
https://il.packet.me.uk/dmirror/http/www.alkashf.net/shobhat/5/
و هذا:
https://il.packet.me.uk/dmirror/http/www.alkashf.net/shobhat/11/
. والله الموفق ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 10:05]ـ
جزاكم الله خيراً و سدد قلمكم لنصرة الدين و إعلاء كلمته ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 01:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
لكن الروابط التي في التعليق لا تفتح عندي
ولي تعليق على الموضوع أجعله في المشاركة الآتية إن شاء الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 01:34]ـ
وجود عبد الوهاب المسيري على رأس حركة (كفاية) المصرية وكونه المنسق العام لها والتي يترأسها الليبرالي المصري المعارض أيمن نور كل هذا يكفي عن سرد أي دليل على مشكلات المسيري وغيره في هذه الحركة.
الحركة المذكورة خليط بين العلمانيين والليبراليين والنصارى وغيرهم بل بعض كبار مسئوليها النصارى هو الذي تسبب في تنصير بعض الشباب الضال المحسوب على الإسلام والتي انتشرت قضيته في الفترة الأخيرة
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=37060
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=38076
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=37126
وقام بعض المحامين النصارى بتولي قضية هذا الضال المرتد عن الإسلام للماركسية والليبرالية قبل أن يذهب للنصرانية فلما أخذت القضية شكلا آخر أكثر حساسية تراجع المحامي النصراني
المهم أن هذا المرتد قد تنصر من داخل حركة كفاية وليس من خارجها.
وجريدة الغد التي تملكها الحركة والتي كتب فيها المتشيع بقلمه إبراهيم عيسى الصفحات الطول في سب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحرك أيمن نور ولا حركة كفاية ساكنا ولا فصلت الصحفي ولا عاقبته ولا شيء من هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 10:29]ـ
جزاك الله خيرا
والحمد لله الذي جعل في كل زمان بقية من أهل العلم ينفون عنه تحريف الغالين
وتأويل الجاهلين
وانتحال المبطلين
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 06:56]ـ
معقووول يا إخوان!!!
المسيري من دعاة العلمانية؟!!
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 07:56]ـ
أرجو أن يكون في هذا المقال (كفاية) لمن يترحم على منسق (كفاية)!!!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:26]ـ
رحم الله الدكتور المسيري، واثابه على ماقدم خدمة لهذا الدين واهله، وتجاوز عنا وعنه.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:31]ـ
رحمه الله وتجاوز عنه ....
نحن لا نقره على خطيئته ولكن .... هكذا قدر الله ... ونرجو من الله أن يحاسبه على قدر نيته ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:42]ـ
وفاة المفكر المصري عبدالوهاب المسيري
الإسلام اليوم / القاهرة
29/ 6/1429 1:23 م
03/ 07/2008
تُوفي المفكر المصري عبد الوهاب المسيري اليوم الخميس عن عمر ناهز 70 عامًا، وذلك على إثر مرض لازمه فترة طويلة، ويُعَدّ المسيري واحدًا من أبرز المؤرخين العالميين المتخصصين في الحركة الصهيونية.
وصدرت له عشرات الدراسات والمقالات عن إسرائيل والحركة الصهيونية كان أشهرها «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية» والتي تعتبر أحد أهم الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين التي استطاع من خلالها إعطاء نظرة جديدة موسوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مستخدمًا ما طوّره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية.
ونال المسيري العديد من الجوائز كان آخرها اختياره في شهر مايو الماضي للحصول على جائزة القدس من الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب عن مجمل إسهاماته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكان من المنتظر أن يتسلم الجائزة بالعاصمة السورية دمشق في نوفمبر المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور المسيري تحسنت حالته في الفترة الأخيرة وشارك في بعض التجمعات والفعاليات الثقافية، بالإضافة إلى مشاركته في بعض الوقفات الاحتجاجية في الشارع؛ تنديدا بتردي الأوضاع في مصر.
وُلِد المسيري في مدينة دمنهور بمصر في أكتوبر عام 1938، وتخرج في كلية الآداب عام 1959، وحصل على الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك الأمريكية عام 1964، وعلى الدكتوراه من جامعة رتجرز بنيوجيرزي عام 1969. وفي يناير 2007 تولى الدكتور المسيري منصب المُنسِّق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وهي حركة معارضة.
ـ[رائد]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 01:43]ـ
الخراشي ما له شغل الا الكلام في الناس وكأن الله وكله بالحديث عن كل شخص حتى بعد موته
المسيري رجل كان ملحد فأسلم ودافع عن الدين وكتب موسوعته حول اليهودية التي لو أراد الخراشي يلخصها ما يقدر!
ونسأل الله له الرحمة والعفو ... فرحمة الله واسعة وفضله عميم
وله أخطاء لا يقر عليها كما أن للخراشي أخطاء لا يقر عليها
ولكن مناقشتها الآن خطأ لإن الواجب ذكر محاسنه
ـ[رائد]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 01:45]ـ
أرجو أن يكون في هذا المقال (كفاية) لمن يترحم على منسق (كفاية)!!!
هل تكفره؟ مع انه يعلن اسلامه في كل محفل
سبحان الله .. ما أجرأ الخلق على الله!!!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 02:00]ـ
الخراشي ما له شغل الا الكلام في الناس وكأن الله وكله بالحديث عن كل شخص حتى بعد موته
المسيري رجل كان ملحد فأسلم ودافع عن الدين وكتب موسوعته حول اليهودية التي لو أراد الخراشي يلخصها ما يقدر!
ونسأل الله له الرحمة والعفو ... فرحمة الله واسعة وفضله عميم
وله أخطاء لا يقر عليها كما أن للخراشي أخطاء لا يقر عليها
ولكن مناقشتها الآن خطأ لإن الواجب ذكر محاسنه
الموضوع هذا قديم يا فهيم!!
لكن يبدو إنك داخل وأنت مطفي النور ولا لك هم إلا الرد على الشيخ الخراشي وملاحقته في موضوعاته. .
سبحان الله!
أعجزتم عن الرد على الشيخ بأدب!
لو كان لديك حجة يا هذا لكان ردك ألطف فالعلم يورث صاحبه الأدب، لكن غالبا الذي لا يملك حجة، ولا يقدر على الرد العلمي تجده قادرا على الصراخ والصراخ فقط!
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 02:03]ـ
يا رائد بارك الله فيك ... شكر الله لك غيرتك على المسلمين ....
لكن كان الواجب عليك التأدب مع الشيخ ... أفكلما خالفنا شيخ اجترئنا عليه ... الشيخ سليمان ما يريد إلا النصح للأمة وقد يصيب وقد يخطأ ... ولكنه في مسألة الدكتور المسيري لابد من توضيح حال الرجل ....
ونسأل الله له المغفرة والرحمة ...
أما أخي صالح فنقول له قد أسأت وتعديت ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 03:34]ـ
يبدو أن الاختلاف حول أي شخص ما هو إلا إشارة قوية إلى أهميته وأهمية ما يحمل من فكر وقد لا حظت كيف أصبح عبد الوهاب المسيري بين عشية وضحاها حديث الساعة بين أهل العلم والفكر والسياسة بمجرد الإعلان عن وفاته الشيء الذي لم ينج منه موقعنا - هذا - الذي وجد نفسه يدخل في مناقشات ما تزال إلى حين تشتد وتلين حول الرجل
والفقيد رحمه الله وتجاوز عنه يمتلك من التجربة والعطاء الفكري ما يجعله يستحق كل اهتمام
لهذا يجمل بإخواننا جميعا أن يبرزوا- أولا - الإيجابيات إيمانا منهم بأن الحسنات يذهبن السيئات، وأن ينصب-ثانيا - الاهتمام في الحكم على الرجل على الخواتم والمآلات ... والله ولي التوفيق
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 03:43]ـ
بارك الله فيكم ..
المقال قديم، له عدة أشهر، فلم يُكتب بمناسبة موت المسيري، إنما كُتب بعد حوار في الساحة مع أحد الكتاب حول فكر المسيري.
وهو مفيد - أعني مقال الأستاذ مبروك - في معرفة حقيقة فكر المسيري .. وأنه يدين بـ (العلمانية)، التي يُلطفها بقوله: " الجزئية " ..
فمن أراد النقاش (بعلم)؛ فحيّ هلاً به .. ومن أراد مجرد التشغيب أو تخيل الأمور بعاطفته لا بحقيقتها .. فليعذر كاتب المقال إن لم يسترسل معه.
وفقكم الله ..
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 08:19]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ومع كل هذا فإن ذلك لا يمنع من الترحّم عليه والدعاء له بالمغفرة ...
وهذا رابط لحوار ماتع بين الشيخ الألباني رحمه الله وطلبة العلم عن الترحم على أهل البدع
من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125732&highlight=%E3%E4%E5%CC+%D3%ED% CF+%DE%D8%C8)
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 08:54]ـ
رحم الله الدكتور المسيرى وهدى الله المتنطعين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 10:52]ـ
عبد الوهاب المسيرى جبل شامخ ومن اهل الدعوة الكبار
وأخذ جائزة استاذ الجيل من البحرين قريبا مع محمد حسان وعبد الكريم بكار
قال الشيخ سفر الحوالى فى الحكم على الرجال انه العبرة بالغالب عليه
وعبد الوهاب له أخطاء لايقر عليها لكنها تذوب ان شاء الله فى بحور أفضاله كما قال صاحب أضواء البيان وهو يتكلم عن أخطاء بن حزم قال انها تتلاشى فى بحر علمه وأمواجه المتلاطمة
انتهى
لدرجة ان أمريكا تمنع تداول كتب عبد الوهاب المسيرى لما لها تأثير على كل الناس فى العالم -
لكن كل الخوف على أمثالنا اذا أخطأ أو تورط فى التكلم عن جبل من الجبال من اهل العلم(/)
إذا أردتَّ أن تنتقد (طاش ما طاش) فاتبع الخطواتِ التالية .. !
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 07:38]ـ
أحبتي في الله ...
إننا نعلم ما (يبذله!) القائمون على هذا المسلسل (الناجح!) من جدٍّ واجتهاد!
لكنني أوصي من يريد أن ينتقدهم بالآتي:
أولاً: زُر أحد (ركنَيْ!) الطشطشة (وهما معروفان بالثقة والورع!)، وقبِّل رأسه ثم يديه ـ على خلافٍ بين العلماء في تقبيل اليدين! ـ ثم قل له: نعلم ما تقدمونه في جهدٍ وانجازاتٍ، لكنني ألاحظ عليكم ........
ثانياً: إذا سألك الناس عن هذا البرنامج (المطَشطَش!)، فلا تجبْ عليهم جواباً صريحاً، بل أجبهم جواباً مبهماً يفهم منه المستفتي أنك (لا تحبِّذ!) له مشاهدة البرنامج؛ حتى لا تُحرجْ وتجرحْ (رُكنيْ) الطشطشة .. وطاقم العمل المتميزين والمتميزا .... عفواً والمتميزين أيضاً!!
ثالثاً: اعلم أن نقدهم للمتدينين لا يعني بالضرورة نقد الدين!! فالجهة منفكة!!
[[هذا هو الأنموذج الأمثل الذي يظنه بعض الناس الطريق السديد للنصح ... وإذا أراد نقدَ الأخطاء الفردية لأعضاء الهيئة، أو جمعيات التحفيظ، أو طلاب العلم، أجلبَ عليهم بخيله ورجله ... والله الموعد]]
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 10:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله المستعان
هذه المسلسل ما زل يهزئ بالدين تحت ذريعة إصلاح المجتمع، ولا حول ولا قوة إلا بالله
==========
أبو عثمان
ـ[أيوب]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 11:52]ـ
مقالك فكاهي حتى النخاع وهادف يترجم الواقع الذي نعيشه ونحاول تغييره أو بالأحرى أعادته الى جادة الصواب
ايوب
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 01:21]ـ
جزاكم الله خيراً إخوتي الفضلاء على المرور ..
مقالك فكاهي حتى النخاع وهادف يترجم الواقع الذي نعيشه ونحاول تغييره أو بالأحرى أعادته الى جادة الصواب
ايوب
أخي أيوب: إن أردتَّ أن تنتقد أحد (ركنَيْ الطشطشة) فإني نسيت أن أنبه إلى أدبٍ مهمٍ يغفل عنه بعض طلاب العلم، وهو أن تقول كلما تنحنحَ أو سكتَ ـ أعني: أحد المطشطشين! ـ: (أحسن الله إليك)، (عفى الله عنك) ... !!
فبهذا تكونُ قد انتقدتَ بالحكمة!!
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 11:06]ـ
أولاً: زُر أحد (ركنَيْ!) الطشطشة (وهما معروفان بالثقة والورع!)، وقبِّل رأسه ثم يديه ـ على خلافٍ بين العلماء في تقبيل اليدين! ـ ثم قل له: نعلم ما تقدمونه في جهدٍ وانجازاتٍ، لكنني ألاحظ عليكم ........ ]] [/ COLOR]
عفواً كتبتُ هذه المقالة قبل الحلقة المزرية (سوزان القصبي) ..
أما الآن، فمن أراد أن ينتقدهم، فليس له إلا أن يزور (عبدالله السدحان) فقط ..
أما (القصبي) فقد تحول إلى (سوزان) .. فلذلك يحرم الخلوة به؛ للفتنة .. !
ـ[النجدية]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 12:58]ـ
بسم الله ...
أساتذتي الأفاضل -يا رعاكم الله و حفظكم من الفتن ما ظهر منها و ما بطن-
!!
نحن ندرك تماما مقدار التفاهة التي تتجلى في الفضائيات؛ في برامج و مسلسلات ... أسأل الله السلامة!
و لكن هل نقدنا لها سيصل لمسامع هؤلاء القائمين عليها؟؟
هل سيغير من الواقع المحزن شيئا؟؟
لذلك أقول: لمَِ لا ننزه صفحات هذا المجلس الطيب -بأهله-عن مثل هذه الأمور!؟؟
أعرف أن هذا منكر و يجب علينا تغييره؛ لكن أجد أن هذه الصفحات ليست المكان المناسب للتغيير ... -و الله أعلم-
يا أكرمكم ربي ..
إن كان في حديثي ميل عن الصواب؛ فلن أجد أفضل منكم مقوما لي، و مسددا ..
و دمتم على الخير أعوانا ...
ـ[الخالدي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 11:42]ـ
لعله من فقه الواقع وفقه المرحلة (ابتسامة)
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 01:27]ـ
الأخت المباركة / النجدية .. وفقها الله تعالى ..
المقصود من هذه المقالة: الإستهزاء بهم " إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون " ...
والإنكار ليستشعر القارئ حمقَ القوم وحنقهم ..
ثم من طلاب العلم من لا يتابع الماجريات، فننقلها له ليكون على سماع بما يجري، حتى إذا استفتاه أحد فهو قد سمع باخبار القوم،، فلا يكون عنده (إحسان للظن) بهؤلاء الحمقى ..
فأخبار الحمقى لها شأن!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 04:22]ـ
فأخبار الحمقى لها شأن!!
لعلك تضع مستدركا لكتاب ابن الجوزي في أخبار الحمقى، و (يحبذ!) أن تختار له اسم (الذيل المتين في أخبار الحمقى والمطشطشين)
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 05:01]ـ
الأخ أبو مالك: ما ذنب الحمقى أن يقرنوا بالمطشطشين ... !
والأخ المسيكين: طريقتك الهزلية لا تصلح إلا للتندر فقط ولا تعلم جاهلاً أو تردع فاسقاً ... وصدقني فإن هذا المنتدى وبهذا الأسلوب - الذي فيه ما فيه - ليس بحاجة لهذه المواضيع التي هي للتنفيس فقط ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 04:13]ـ
الأخ أبو مالك: ما ذنب الحمقى أن يقرنوا بالمطشطشين ... !
أو ليس المطشطشون حمقى؟!
والأخ المسيكين: طريقتك الهزلية لا تصلح إلا للتندر فقط
وجهة نظر منك!
ولا تعلم جاهلاً أو تردع فاسقاً ...
كذلك وجهة نظرٍ منك!!
وصدقني فإن هذا المنتدى وبهذا الأسلوب - الذي فيه ما فيه - ليس بحاجة لهذه المواضيع التي هي للتنفيس فقط ...
كذلك كذلك:وجهة نظرٍ منك .. وجهة نظرٍ منك .. !!!
...
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 07:54]ـ
المحزن أخي الكريم
أن الإسلاميين يلاقون في المنتديات ذماً وتمحيصاً من شعاراتيين يقلبون الموجة بين ليبرالية وغيرها
ينتقدون بعض العلماء ويتغلغلون في النقد للتجريح والإتهام
ونحن إن قلنا اتقوا الله , قالوا حسبكم , ومن المضحك أخي الكريم
إن احداهن قالت لي ذات حوار ساخن حول الموضوع (ولو كنت فظاً غليظ القلب ... )
نعم نحن فظي القلوب وأنتم يحق لكم نقد من تشاءون ممن تسمونهم الإسلاميين
أني اتحرق أخي الكريم على هذا الواقع , المضمار لهم في الصحف يكتبون في فلان وعلان
ونحن كلمة حق لا تُنشر
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
وفقك الله.
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 09:47]ـ
إذا كان الحمق ذنب يجب على الحمقى أن يستغفروا منه، كما يجب على المطششين أن يتوبوا ويستغفروا من طيشهم .. !! فهذه وجهة نظر جديدة جديرة بالتأمل!!
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 10:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبائي ماذكر عن مسلسل طاش 00 فتعليق الاخ المحب " المسيكين" في محله فإني من الذين يسمعون عنه وشهدت بعضا منه مع بعض أهلنا وأبغضه مما رأيت فيه من السفه ولا أعلم إلا منكم أنهم يستهزئون في الدين فلفتة مهمة جدا لأن من أهلنا من النساء وغيرهم من المصليات وكبار السن على نياتهم فلما أجلس معهم لا أستطيع أن أغير إلا بكلمة سكروا أو غيروا المهزلة فممكن تفوت عليهم فهم على خطر كبير" الإستهزاء بالدين" ووعد مني أن أبلغهم وإن كانت النصيحة جاءت بإسلوب ساخر فوالله شدني وما كنت سألتفت للمقالة لولا هذا النقد الغريب أو المميز وغيري كثير قد لا يعلمون عن مهازل طاش وأظن هذهامن التعاون على تخفيف حمى مشاهدة هذا السقط فنسأل السلامة فالحمدلله الذي جاءني لهذا المنتدى المبارك النافع(/)
مجموعة mbc والمسؤولية
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 08:29]ـ
مجموعة mbc والمسؤولية
طارق المنصور
من الطبيعي أن يخصص معظم الناس وقتا ليس بالقليل لمشاهدة التلفاز ومن الطبيعي أيضا أن يزداد ذلك الوقت المخصص للمشاهدة في أوقات الإجازات وحينما يقلب الشخص العادي قنوات التلفاز الفضائية تمر أمام عينيه الكثير من البرامج والمشاهد التي تتفاوت ما بين الغث والسمين وما بين الجودة والاحترافية وما بين الركاكة والهواية وهذا في النهاية بالطبع يعطي حكما على جودة أو ضعف هذه القناة أو تلك. بالتأكيد ان الفضاء له حريته واستقلاليته التي تميزه عن القنوات الأرضية ولكنه أيضاً (وأحمد الله على ذلك) مازال مرتبطاً بضوابط وقوانين سنتها ادارة الأقمار الصناعية المختلفة والعربية منها بالذات والتي لا تختلف كثيرا عن بعضها، وطبقت غرامات كثيرة وجزاءات وصلت لحد ايقاف البث، وحدث ذلك بداية منذ أيام القناة الفرنسية على قمر (عربسات) حتى آخر ايقاف لقناة شهرزاد المختصة بالشعوذة في الفترة الأخيرة على قمر (نايل سات).
كمشاهدين، لا نستغرب كثيراً من بعض القنوات وما تعرضه من برامج بلا هدف وذات مضامين مخلة بالآداب والعقائد فتلك القنوات قامت على أساس الربح المادي في الغالب دون ادنى معايير أخلاقية، ولكن حينما يأتي الخلل من قناة أو مجموعة قنوات محترمة كمجموعة mbc العملاقة التي كانت ومازالت تتغنى بأنها شاشة كل العرب من خلال قنواتها المرئية وحتى المسموعة والتي تحمل تطلعاتهم وآمالهم في كثير من الأمور والتي يأتي من بينها تنشئة الأجيال فهنا تكمن المصيبة!
لم تكن المشاهد المخلة في أحد أفلام قناة mbc2 في أحد سهرات الأسبوع الماضي والتي عرض فيها رجال عراة هي آخر سقطات تلك القناة، ولن يكون البرنامج (الغريب الأطوار) والذي يدرس المراهقين والمراهقات على كيفية التعامل مع المواعيد الغرامية هو آخر المطاف مع برامج mbc4 الغريبة!
وليست mbc3 الموجهة للطفل و mbc اكشن بمحصنة ضد تلك البرامج والأفلام والمسلسلات التي ان حملت هدفها فهو هدف سلبي!
ولن نستغرب تشفير معظم العائلات السعودية لتلك القناة في بيوتهم خوفا على أطفالهم لأن السبب أصبح واضحاً ولا يحتاج الى شرح.
الأدهى من ذلك كله هو ما يتعلق بإذاعات mbc والتي تحتكر الأثير الإذاعي المحلي للإذاعات التجارية وأصبحت تتفنن في طرح السخافات على مسامعنا هذه المرة وأصبحت تخرج كثيرا عن الذوق خصوصا في برامج آخر الليل!
وهذا بالطبع غير برامج قراءة الكف والطالع والتي سمعت أكثر من حلقة قبل فترة في إذاعة بانوراما الأمر الذي يبعث على الاستغراب حيث أنها منعت في الفضاء وسمح لها في أثيرنا المفتوح!
أنا هنا لا أتكلم من منطلق ديني (رغم كونه الأساس) حتى لا يتحسس البعض ولكنني أتكلم عن جانب أخلاقي يمس مجتمعاتنا بشكل خطير، وإذا كانت القنوات التي كنا نتصور بأنها القدوة تطل علينا بهكذا برامج! و هي التي ينتظر من رقابتنا الذاتية حمايتنا وترشيح الزخم الإعلامي القادم من الغرب.
فما الذي سننتظره من القنوات التجارية والهابطة؟!
إعلامي سعودي
https://il.packet.me.uk/dmirror/http/www.alriyadh.com/2007/08/17/article273000.html
ـ[أيوب]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 12:02]ـ
مقال جميل جدا ورائع
حفظ الله الكاتب وحفظ الله ناقل المقال
ايوب
ـ[النجدية]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 10:55]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا ...
فلقد ظهر الفساد؛ بما كسبت أيدي الناس ..
و أسأل الله أن يثبتنا على الهدى، و يبعدنا عن الفساد و الضلالات!!
الحمد لله أننا لا نشاهد أي شيء منها!!
و دمتم في حفظ المولى.(/)
العلمانيين والليبراليين - حقائق كشف محاولات تغريب المجتمع المسلم (ساهم في دعمهم)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 03:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلمانيين والليبراليين - حقائق كشف محاولات تغريب المجتمع المسلم (ساهم في دعمهم) ( http://www.3brh.com/vb/forumdisplay.php?f=102)
: أو:
http://www.3brh.com/vb/forumdisplay.php?f=102(/)
ابن تيمية والتكفير د. محمد عمارة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 02:35]ـ
ابن تيمية والتكفير
د. محمد عمارة: بتاريخ 24 - 9 - 2007
"الناس أعداء لما يجهلون" .. دائما أتذكر هذه الحكمة كلما قرأت لأحد من الجاهلين بتراث شيخ الإسلام ابن تيمية "661 - 728هـ 1263 - 1328" اتهامه لهذا الإمام المجدد بأنه المسئول عن شيوع نزعة "التكفير" في فكرنا الإسلامي الحديث والمعاصر ولو أن أحدا من هؤلاء الذين يتهمون ابن تيمية بهذه التهمة الظالمة قرأ تراث هذا الإمام المجدد لما اتهمه بهذه التهمة .. بل لو أن أحدا من الذين يسارعون إلى تكفير من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قرأ وفقه ما كتبه ابن تيمية في هذا المقام لما شاعت آفة التكفير وفتنته على النحو الذي نشكو منه هذه الأيام ...
لقد كتب ابن تيمية في رفض المسارعة إلى التكفير كلاما نفيسا عرض فيه لمذهبه ولمذهب أئمة أهل السنة والجماعة قال فيه:
" والذي نختاره ألا نكفر أحدا من أهل القبلة والدليل عليه أن نقول:
إن المسائل التي اختلف أهل القبلة فيها مثل: أن الله تعالى هل هو عالم بالعلم أو بالذات؟ وأنه تعالى هل هو موجد لأفعال العباد أم لا؟ وأنه هو متحيز؟ وهل هو في مكان وجهة؟ وهل هو مرئي أم لا؟ لا تخلو "هذه المسائل" إما أن تتوقف صحة الدين على معرفة الحق فيها أو لا تتوقف والأول باطل إذا لو كانت معرفة هذه الأصول من الدين لكان الواجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يطالبهم بهذه المسائل ويبحث عن كيفية اعتقادهم فيها فلما لم يطالبهم بهذه المسائل بل ما جرى حديث عن هذه المسائل في زمانه عليه السلام ولا في زمان الصحابة والتابعين رضي الله عنهم علمنا أنه لا يتوقف صحة الإسلام على معرفة هذه الأصول وإذا كان كذلك لم يكن الخطأ في هذه المسائل قادحا في حقيقة الإسلام وذلك يقتضي الامتناع عن تكفير أهل القبلة .. "
وبعد أن أثبت ابن تيمية بالمنطق العقلي أن المسائل التي اختلف فيها المسلمون لا تمس حقيقة الإسلام ... ومن ثم فلا تكفير لفرقاء الخلاف فيها .. تحدث عن أن الكفر حكم شرعي تتلقى عن صاحب الشريعة ... والعقل قد يعلم به صواب القول وخطؤه وليس كل ما كان خطأ في العقل يكون كفرا في الشرع كما أنه ليس كل ما كان صوابا في العقل تجب في الشرع معرفته ... وإنما الكفر يكون بتكذيب الرسول فيما أخبر به أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه .. "
هكذا قطع ابن تيمية بأن التكفير حكم شرعي لابد فيه من نص .. ولا يصح أن يكون ثمرة للاجتهادات .. ثم أضاف ما يقطع بأن هذا هو مذهب أئمة أهل السنة والجماعة ... فقال:
" وقد نقل عن الشافعي "150 - 204هـ 767 - 820مـ" رضي الله تعالى عنه أنه قال: لا أرد شهادة أهل الأهواء إلا "الخطابية" "من غلاة الشيعة" فإنهم يعتقدون حل الكذب أما أبو حنيفة "80 - 150هـ 699 – 767" رضي الله تعالى عنه فقد روى عنه أنه لم يكفر أحدا من أهل القبلة ".
هكذا أعلن ابن تيمية في كتابه "بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول" رفضه تكفير أحد من الذين يشهدون أن لا إله إلا اله وأن محمدا رسول الله .. لأن مسائل الخلاف التي اختلف فيها المسلمون لا يتوقف عليها الإيمان بأصول الاعتقاد وأركان الإسلام التي جاءت بها النصوص قطعية الدلالة والثبوت ولأن الكفر حكم شرعي لابد فيه من نص محكم أو قياس على النص المحكم ولا يجوز أن يكون كلا مباحا من الاجتهادات العقلية فضلا عن الأهواء ...
كما أعلن هذا الإمام المجدد أن هذا الموقف الذي اختاره هو موقف أئمة أهل السنة والجماعة عليهم رضوان الله ..
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=38940&Page=1&Part=2
ـ[محمد الهيتمي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 10:33]ـ
هذا الكلام غير صحيح سيدي العلامة عمارة، فانتقاء الكلام لا ينفع في وقوع التكفير في كتب بن تيمية بحق العديد من العلماء بل وصف اكابر علماء الامة اقصد الاشاعرة بانهم مخنثة المعطلة .. !
وافتة بفتاوى تجمع المتكلمون من اهل السنة والجماعة والجهمية بسلة واحدة ..
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 11:07]ـ
هذا الكلام غير صحيح سيدي العلامة عمارة، فانتقاء الكلام لا ينفع في وقوع التكفير في كتب بن تيمية بحق العديد من العلماء بل وصف اكابر علماء الامة اقصد الاشاعرة بانهم مخنثة المعطلة .. !
وافتة بفتاوى تجمع المتكلمون من اهل السنة والجماعة والجهمية بسلة واحدة ..
الاخ الموقر الهيتمي حفظك الله ورعاك وكل عام وانت بخير
لعلك تدلنا على المواطن التي ذكرت
وكلمة مخنثة معطلة!!
من قال من أهل العلم بانها كفر!
بل كان شيخ الاسلام ابن تيمية يناقش الجهمية وغيرهم ويقول لهم لو قلت بقولكم لكفرت
لماذا لم يكفرهم وقد أقام عليهم الحجة!
فلعلك أخي الكبير تفيد أخاك الصغير
محبك
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 11:19]ـ
هذا الكلام غير صحيح سيدي العلامة عمارة، فانتقاء الكلام لا ينفع في وقوع التكفير في كتب بن تيمية بحق العديد من العلماء بل وصف اكابر علماء الامة اقصد الاشاعرة بانهم مخنثة المعطلة .. !
وافتة بفتاوى تجمع المتكلمون من اهل السنة والجماعة والجهمية بسلة واحدة ..
طلبة العلم وطلبة الحق لا يلقون الكلام على عواهنه هكذا.
الذي يظهر لي أنك تقف موقف المعادي لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى وتحاول أن تقول بأنه غال في التكفير، ولا يقول هذا إلا من لم يقرأ كتبه عليه رحمة الله تعالى.
ننتظر منك إثبات هذا الكلام الذي نسبته لشيخ الإسلام عبر نقولات من كتبه ودون ذلك خرط القتاد.
وأنصحك بكتابين في هذا الباب:
موقف ابن تيمية من الأشاعرة للشيخ عبد الرحمن المحمود حفظه الله تعالى.
منهج ابن تيمية في مسألة التكفير لعبد المجيد المشعبي حفظه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 12:25]ـ
محمد الهيتمي: اترك اطلاق الكلام على عواهنه و هات كلام ابن تيمية في تكفير علماء الاشاعرة بعينهم و الا أتينا لك بكلام شيخكم الكوثري و ولوغه في أعراض أئمة السلف الكرام و أعلام الأمة الأبرار و رميهم بالتجسيم و غيرها من الموبقات التي لا تنطلي إلا على جاهل مبتدع
ـ[التنبكتي]ــــــــ[19 - Jan-2010, مساء 09:37]ـ
رق لفظا فقيل خمر حرام * راق معنى فقيل سحر حلال)
لله دركم فقد كفيتم ووفيتم في الذب عن هذا الإمام الذي ليس لأعدائه شغل شغول سوى التقليد في الإفتراء عليه وبهته بما لم يقله ولم يعمل به
وأقول لكم ما قاله النابغة: (أعد ذكر نعمان لنا * إن ذكره هو المسك ما فوحته يتضوع)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[19 - Jan-2010, مساء 11:28]ـ
بل وصف اكابر علماء الامة اقصد الاشاعرة بانهم مخنثة المعطلة .. !
الذي لا يسوق النصّ بين قوسين كذَّاب مفتري!
وقد حاول من هو أشطر منك!
والميدان يا حميدان!
ـ[جذيل]ــــــــ[20 - Jan-2010, صباحاً 12:50]ـ
وصف المخنثة ابن تيمية نقلها عن ابي اسماعيل الهروي , وليس هو القائل ..
لكن لماذا تركت احمد بن الصديق الغماري وهو الذي كفر من وصف الاشاعرة انهم من اهل السنة , فضلا عن تكفيره لهم .. !(/)
(طاش) وركام الزندقة والحماقات (د. عبدالعزيز العبداللطيف)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 07:33]ـ
د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
14/ 9/1428
ـ فاق سفهاءُ (طاش) اليهودَ القائلين في بروتوكولاتهم: (وقد عنينا عنايةً عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين " غير اليهود " في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا ... ) برتوكولات حكماء صهيون ص 187
فهؤلاء الحمقى لم يسخروا بالعلماء فحسب بل استخفوا بالقضاة والدعاة و الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومعلمي الخير، ومظاهر الفضيلة والتدين.
قال الشاعر الشعبي:
من دون صهيون بذّتنا صهاينا
تكفر بالإسلام وتركب كماينها
ـ والاستهزاء بالعلماء والصالحين صفة من صفات الكافرين والمجرمين، وخصلة من خصال المنافقين، كما جاء في غير آية من كتاب الله تعالى.
قال عز وجل: "زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [البقرة212]
وقال سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ" [المطففين30,29]
وقال تعالى في شأن المنافقين: "وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ" [البقرة14]
وهذا الخُلُق المشين صار وصفاً لازماً لأفراخ المنافقين في (طاش) ومنذ سنين عديدة مع سبق الإصرار والعناد!
ـ والاستهزاء بالعلماء الشرعيين لكونهم علماء، وكذا الاستهزاء بأهل الصلاح والحسبة من أجل استقامتهم على الدين، وقيامهم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فهذا كفر، إذ الاستهزاء متوجه إلى الدين والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله -: (إن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها، أو بعمل يعمل به ... ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وبأهله وعدم احترامهم لأجله) قرة عيون الموحدين ص 217
وقد قال تعالى: "قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" [التوبة65،66]
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: (سبّ الدين والاستهزاء بشيء من القرآن والسنة، والاستهزاء بالمتمسك بها، نظراً لما تمسك به كإعفاء اللحية وتحجب المسلمة، هذا كفر إذا صدر من مكلف، وينبغي أن يبيّن له أن هذا كفر، فإن أصر بعد العلم فهو كافر) فتاوى اللجنة الدائمة 1/ 56
وقد ذكر الله عز وجل أن الاستهزاء والسخرية بالمؤمنين سبب في دخول نار جهنم وعدم الخروج منها.
فعندما ينادي أهل النار قائلين: "رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ" [المؤمنون107]
يقول الله جواباً عن طلبهم:"قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ" [المؤمنون 108 - 110]
يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -:
" قوله في هذه الآية: "إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي" الآيتين يدل فيه لفظ "إنّ" المكسورة المشددة على أن من الأسباب التي أدخلتهم النار هو استهزاؤهم وسخريتهم من هذا الفريق المؤمن .. " أضواء البيان 5/ 827
وحمقى (طاش) قد أدمنوا على ذلك التمسخر والاستخفاف ومنذ أعوام، إلا أنهم ضاعفوا جرعة الإدمان في السنتين الأخيرتين.
فنسأل الله تعالى أن يريح البلاد والعباد من كل منافق زنديق.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أفتى مشايخ اللجنة الدائمة للإفتاء فتوى محررة ومطولة بشأن هذا البرنامج، كما حذر المشايخ والدعاة من هذا السفه، لكن دون جدوى، فالإعلام لم يلتفت إلى التحذيرات والفتاوى، وليس من مصلحة البلد - حكومة ورعية – أن تهمل هذه الفتوى الصادرة من أعلى جهة فتيا، إذ لم تقم لها وزارة الإعلام وزناً طوال السنين السابقة، ولا داعي للاعتذار بأن (طاش) يقدم من قناة خارجية mbc ، فالجهات المعنية - إن أرادت - قادرة على إيقاف هذا السفه والطيش.
ـ هذا الطيش المتكرر يقتصر على محيط أهل السنة في هذه البلاد المباركة من علمائها وقضاتها ودعاتها ورجال الحسبة ونحوهم، لكن شيعة القطيف وإسماعيلية نجران ونحوهم في منأى عن سخرية أولئك " السوقية ".
وموجب السخرية والاستخفاف بالأكثرية، والذعر والصمت مع الأقلية هو بإيجاز: من أمن العقوبة أساء الأدب!
ـ الفجور في الخصومة وصف لازم لهذا السفه، فعندما تهكموا بالإرهاب والتفجير - سنة 1427هـ - أقحموا معه المراكز الصيفية والاحتساب على منكرات الإعلام!
وهذا خُلُق المنافقين قديما ًوحديثاً {إذا خاصم فجر}، ودعوى الإصلاح التي ينعق بها أولئك النوكى، إذ يسخرون ويلمزون بدعوى أنهم من المصلحين! هذه دعوى أسلافهم "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ" [البقرة12,11]
ـ وفي رمضان هذا العام (1428هـ) وفي ظل الانفلات المتكرر والإصرار المتعمد من هذا البرنامج التعيس، لا يزال التمسخر بالدين وأهله والحنق على مظاهر الخير والاستقامة هو الباعث المحرّك لهؤلاء المعتوهين.
ومن هذه الحلقات: الشغب على القنوات الإسلامية، فلما بدا هُزال هؤلاء المفلسين وانكشف عوارهم في قنوات المستنقعات، عندئذ تهكموا بالقنوات الإسلامية والتي عمّ نفعها، وظهر أثرها، واكتسحت قنوات الفجور والمجون، ورموها باللعب بمشاعر الناس أكل المال! " رمتني بدائها وانسلت " " وكل إناء بالذي فيه ينضح "
وفي ثنايا هذه الحلقة الباهتة سخرية فجة بالتائبين والعائدين إلى الله عز وجل، وطعن مكشوف في صدق توبتهم ورجوعهم إلى الله سبحانه.
إن الله تعالى، يفرح بتوبة العبد، أما أصحاب (الطيش) فهم في غمّ وحزن من ذلك، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، والمذكور آنفاً يتفطّر قلبه غيظاً وغضباً لحال التائبين وما هم عليه من طهر ونقاء، قل موتوا بغيظكم.
ويتكرر التمسخر بالدين وأهله في حلقة أخرى، فيوصف المتدينون بالجهل والسذاجة والقذارة، ويعمل هذا البرنامج السخيف إلى التسوية بين جواز البرقية – في باديء الأمر – وبين انفلات المرأة وإسقاط قوامة الرجل، فالبرقية جائزة فكذا انفلات المرأة وخروجها وهي تقود سيارتها إلى دار السينما!! فهذا قياس من أعمى الله بصائرهم وطمس على قلوبهم، فسووا بين المتفرقات وفرّقوا بين المتماثلات.
ويلوح في ثنايا هذه الحلقة الترغيب في (الدياثة) والتهكم بالغيرة على الأعراض والحرمات!
وثالثة الأثافي في حلقة عن قضاة هذه البلاد، إذ طالهم التمسخر والهزؤ، إذ الكاميرا تعرض مراراً مبنى المحكمة العامة بالرياض، ثم تعرض مشاهد متنوعة من أحوال القضاة وأحكامهم فالقضاة – حسب عقول أهل (الطيش) – لا يحسنون التعامل مع الخصوم، وأحكامهم مجرد تخرص، فهي تصدر جِزافاً دون علم واجتهاد، ومن تلك الأحكام التي لا تخلو من عجائب وغرائب، غسل السيارات وتنظيف دورات المياه!!
وفي مشهد آخر يبرز هذا البرنامج السمج حال شاب تارك للصلاة، ويجاهر بذلك الإصرار، ويستخف بشعائر الله تعالى.
هذه الحلقة تزيّن للمشاهد أن القضاة أرباب صَلَف في التعامل مع الخصوم، ولا يجيدون إقناع الآخرين، وهم أصحاب تخرص وأحكام قاسية في حق الضعفة وأصحاب القضايا اليسيرة، وأما " الملأ " أرباب الجرائم الكبيرة فهم في عافية من أحكام القضاء.
وبالجملة فإن حمى هذا الطيش تتقصد التهكم المتكلَّف والسخرية الممجوجة، فالقضاة والمحتسبون والمتديّنون هم محل التندر والسخرية من قبل " الرويبضة " طاش، الذين إن وجدوا خيراً دفنوه، أو لحظوا تقصيراً أذاعوه وبالغوا فيه، فليس لهم مشروع إصلاحي، وليسوا أرباب رسالة أو رؤية نبيلة، فلا هم لهم إلا إشباع نفوسهم الموبوءة، وإرضاء صدورهم الموغرة، فأكبر همهم ومبلغ علمهم هو الإدمان على التهكم والتهريج، والولع بالسخرية بالصالحين.
ومع هذا كله فهذا الحمق المتكرر والتمسخر المتتابع في (طاش) يبعث تفاؤلاً واستبشاراً، بأن انتشار التدين الصحيح، وكونه صار غالباً ومشاهداً، وظهور الأثرُ الفاعل للعلماء والقضاة والدعاة والمحتسبين .. كل ذلك أوجع من في قلوبهم مرض، فنعقوا بالاستخفاف والتمسخر وعلى قدر الألم يكون الصراخ.
وأصحاب الرسالات العظيمة يستحيل أن يخلو طريقهم من هؤلاء الناقمين، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً)] الفرقان31 [
والواجب ألّا نعتبر هذا السفه عقبه كئوداً في هذه الحياة الدنيا، إذ هي متسعة لنذالة الشانئين، وسخرية المجرمين، وإن أمكن الأخذ على أيدي سفهاء طاش فالحمد لله، وإلا (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)] الروم60 [، فإن الله يمهل ولايهمل، والعقوبة بالمرصاد، والله حسبنا ونعم الوكيل.
موقع المسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 02:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم
وبارك في الشيخ (د. عبدالعزيز ال عبداللطيف) وحفظنا واياه من كل مكروه
واعجبني قوله ومع هذا كله فهذا الحمق المتكرر والتمسخر المتتابع في (طاش) يبعث تفاؤلاً واستبشاراً، بأن انتشار التدين الصحيح، وكونه صار غالباً ومشاهداً، وظهور الأثرُ الفاعل للعلماء والقضاة والدعاة والمحتسبين .. كل ذلك أوجع من في قلوبهم مرض، فنعقوا بالاستخفاف والتمسخر وعلى قدر الألم يكون الصراخ(/)
جريدة الجزيرة تعلن احتفالها القادم بشاتم الله تعالى ورسوله إنه عبدالعزيز ..... ؟!
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 07:40]ـ
ش. عبدالرحمن الشثري
أوقفوا جريدة الجزيرة عن احتفالها القادم بشاتم الله تعالى
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أمَّا بعد: استجابةً لأمر الله جلَّ وعلا في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ} الصف14 أكتبُ هذه الرسالة براءةً للذمة أمامه جلَّ وعلا فأقول:
مع قدوم شهر رمضان هذا العام 1428 أعلنت المجلة الثقافية بجريدة الجزيرة في عددها (رقم 213 تاريخ 14/ 8/1428 ص2) أنها ستحتفي بإصدار ملفات عن بعض أدبائها , وتفاجأتُ أنَّ من ضمنهم: الْحَدَاثي المشهور بشتم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم اليمني: عبد العزيز المقالح , الساخر في ديوانه بالله تعالى , والمتجرِّأ بالشتم على مقام الألوهية المقدَّسة , وإلى المسلمين بيان بعض عقيدته كفانا الله وإياكم شرَّ المنافقين إنه سميع مجيب.
* ظنُّه بأنَّ الفأرَ هو الله: {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} المؤمنون92: قال في مقطوعة بعنوان: فأر: (يا فأرنا القبيح , يا قاتل الأطفال , يا مهدم الحياة والجدار , ظننتُ أنك الإله , أننا العبيد , تفعلُ ما تريد , تعبثُ في مصائر العباد , فخانك الظنُّ وخانك الرشاد , أصبحتَ كومةً من الرماد , تنام في انفراد).
* قوله بأنَّ اللهَ صارَ رَمَاداً صنماً: (صارَ اللهُ رماداً صَنَمَاً رعباً في كف الجلاَّدين , أرضاً تتورم بالبترول حقلاً ينبت سبحات وعمائم بين الرَّب الأغنية الثورة , والرَّب القادم من هوليود في أشرطة التسجيل , في رزم الدولارات , ربُّ القهر الطبيعي ماذا تختار؟ أختار الله .. الأغنية الثورة) الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل ص5 - 9.
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} المؤمنون116.
* قوله بأنَّ اللهَ يحتضر: (يكاد النهار على أفقهم أن يموت , ويحتضر الله والعقل خلف معابدهم في البيوت) ديوانه ص339.
* قوله بموت الله: قال: (ويرقد فوق الصليب الرسول , وخلف السجون يُعاني , يموت الإله) ديوانه ص263.
* قوله بأنَّ الله يُحبُّ الزِّنى: يقول مُدافعاً عن رجل اغتصبَ امرأة: (لا تصلبوه , الخالق الذي أحبَّ ما خلق , بكفه سوى الجبين الذهبي والحدق لا تصلبوه) ديوانه ص135.
* مطالبته بإنزال الله , ووصفه لله بالعُقم: قال: (في حنايا وطن الأمس السعيد , أنزلوا آلهة الجدب العقيمة) ديوانه ص171.
{لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً , تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً} مريم90.
* قوله ببيع الله: (ويُناجي الله في صمت ويدعوه طليقاً , ثم لا يلبثُ كالشيطان كفراً أن يُفيقا , فيبيعُ الله والإنسان والحب العميقا) ديوانه ص72.
* قوله بأنَّ الله كان سحابة وأُغنية وأنه سبحانه يتمدَّد: (كان الله قديماً حَبَّاً , كان سحابة , كان نهاراً في الليل , وأُغنية تتمدَّد فوق جبال الحزن , كان سماء تغسل بالأمطار الخضراء تجاعيد الأرض) ديوانه ص5 - 9.
* قوله بأنه يجدف في الله: (تحت جلدي تعيشين نبكي معاً ونُصلِّي نجوع ونعري , نجدف في الله , والشعب يضبطنا عسس الليل) ديوانه ص535.
* قوله بأنه صلَّى لله وللشيطان , وتصريحه بعبوديته للكفر والأوثان: (تأكلني الوحدة , يستفزُّني الزحام , صلَّيتُ لله وللشيطان , عبدتُ وجه الكفر والإيمان , سجدتُ للأوثان , لكنني كما بدأتُ في الظلام , وليس في الظلام من أحد) ديوانه ص370.
* تصريحه بكفره بالله تعالى: (كفرتُ بهذا الزمان , بكلِّ الزمان كفرت , بصمت الكهوف , بلون الحروف , بهذي القصيدة , بكلِّ قصيدةٍ , بكلِّ عقيدة , بدين يهوذا ... فلا ترحموني فلا ترحموني) ديوانه ص266.
(يُتْبَعُ)
(/)
* قوله بأنَّ عبادته وصلاته على شِعْرِهِ: (فقد بدا لي الشعر وكأنه صوت الحزن الثابت في ضلوع البشر , فكانت قصائده صدى لذلك الصوت الغائر في الأعماق , والصلاة اليومية التي نؤدِّيها في بيوتنا فُرادى وجماعات ... وفي مقابر وفي معابد الشعر الحزينة كثيراً ما تساءلت: لماذا الحزن؟ لماذا كل الشعراء حزانى؟) مقدمة ديوانه ص11.
* عبوديته لملك اليمن سيف بن ذي يزن الحميري: قال: (متى تهل من سمائنا الحزينة السواد , متى نرى وجهل يا بن ذي يزن , أنهش في انتظارك القيود , أُطيل في طريقك الصلاة والسجود , أُقبِّلُ التراب والأحجار والد من أُقبِّلُ اليمن) ديوانه ص301.
* عبوديته لمعشوقته من دون الله: ومن ذلك قوله: (والشَّفتان يا معبودتي الكُؤوس) ديوانه ص349.
وقوله: (فمن أنا لولاكِ يا معبودتي ومَن أكون) ديوانه ص350.
وقوله: (فوق سريري على شفةٍ كنتُ أعبُدها) ديوانه ص510.
* قوله بعبوديته ليوم من سبتمبر: (أكادُ أن ألمحه قادماً يُوزِّعُ الأرض ويُعطي الديار
يمسحُ عن أيامنا رُعبها وعن عيون الكادحين الغبار
أعبده أقرأ في عينه أحلامنا والأغنيات الكبار) ديوانه ص430.
* عبوديته للوطن: ومن ذلك قوله: (وطن النهار ومعبدُ الزمن , أنا عائدٌ لأراك يا وطني) ديوانه ص454.
* عبوديته لبلاده: ومن ذلك قوله: (وأُريدها ديناً وأعبدها , ولها صلاة الروح والجسد) ديوانه ص458.
وقوله: (يا من يدلُّني على طريقها , طريق أحلى المدن , يرجعني تواً إلى حبيبتي , معبودتي , لليمن) ديوانه ص523 , وقوله: (أهوى زُبيد وأعبُدُها) ديوانه ص564.
* تأليهه غير الله ووصف غيره جلَّ وعلا بالألوهية: ومن ذلك تأليهه لضابط يمني فقال في رثائه: (فلتخرس الأقلام والشفاه , فها هنا ينتصب الإله) ديوانه ص124.
* قوله بأنَّ الوجود عبث: قال: (وفي عالم مُفرغ كالعدم , وقفتُ أُعانق حتفي , أُواصلُ رحلة عمري بلا هدف أو قرار , كأني سجين يُريد الفرار , ويفزع من ليله الموحش الجهم , يخشى سقوط النهار , حياتي هباء) ديوانه ص115 - 116.
* استعلاؤه على الله تعالى: (الله كان حين كنتُ موجوداً) ديوانه ص134.
* استهزاؤه بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم: (وكان يهوذا هناك , يُقبِّلُ رأس المسيح , ويشرب نخب الإله , وفي كل رشفة كأس يُصلِّي , يناجي يصيح , يعيش الإله , يعيش الرسول , وشعب الرسول الذبيح) ديوانه ص262.
* قوله بصلب عيسى صلى الله عليه وسلم: (لو لم يمت على صليبه المسيح) ديوانه ص178.
وقوله مفتخراً بشعارات النصارى: (حملتُ الصليب على كاهل مُثقلٍ بالندم) ديوانه ص115.
ويقول: (كل فتى سوف يحمل إنجيله دامياً وصليبه) ديوانه ص527.
* قوله بأنَّ نبيَّ الله أيوب صلى الله عليه وسلم مصلوب: (أيوب على طريقكم مصلوب) ديوانه ص211.
* وصفه للشيوعيين في جنوب اليمن بأنهم ملائكة: قال: (ذئاب نحن حين تضج تحت الغاصب الأرض , ملائكة إذا عادت إلى أبنائها الأرض) ديوانه ص425.
* قوله بأن في القرآن أساطير وأن منها قصة مأرب , وأن القرآن مثوى التخلُّف والجمود والركود: (لكم تمنيتُ لو أننا توقفنا عن الحياة من زمان , لو ارتضينا أن نعيش في القرآن أسطورة جميلة , قصة سد حوله تقوم جنتان , عن اليمين والشمال , لكان أحنى , بالحجارة البادية الوجوم , بالرمال) ديوانه ص154.
صدق الله {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً , قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} الفرقان6.
* استهتاره برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه ليس بخاتم النبيين , حيثُ وصف الفدائيَّ الفلسطينيَّ بقوله: (لو لم تكن نبيَّ هذا العصر حامل البشارة الكبير , فمن إذن تكون , من معجزاتك الكثيرة الكثيرة أنك لا تموت) ديوانه ص130.
* سخريته بيوم القيامة: حيث قال بأن يوم الثورة اليمنية هي ليلة القيامة: (سلمت أياديهم بناة الفجر عشاق الكرامة , الباذلين نفوسهم لله في ليل القيامة) ديوانه ص113.
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ , وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ , وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ , بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ, قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ, لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} المؤمنون83.
* استهزاؤه بالقدر وأنه سجن: (تقدَّمتُ في موكب الشمس , أطلقته من سجون القدر) ديوانه ص359.
* قوله بأن أقدار الله مهزلة: (ألمح وجه أسود دميم , يغتصب ابنتي , ينزع عن جبينها الصغير هالة الشعر , اسمع صوت اللئيم , يحفر لاهيا على ظهور أهلنا مهزلة القدر) ديوانه ص323.
* طعنه في حكمة الله بتفضيل الناس بعضهم على بعض في الأرزاق وأن ذلك عارٌ: أعوذ بالله: (قال خطيب الجمعة: الناس لآدم , آدم مجبول من طين , كان على مقربة منه ثريٌ يتباهى , وبقربي إنسان محني الظهر حزين , عار , يتلوى جوعاً , إن كان الناس لآدم فلماذا تتفاوت أقدار الأبناء , ابن محظوظ! محظوظ! والآخر مسكين! مسكين!) ديوانه ص493.
* قوله بأنه يَهَبُ الإيمان لغيره: ومن ذلك قوله في رثاء ملازم قُتل في إحدى الثورات اليمنية: (يا صانع التاريخ والحياه , يا مَن وهبت لي لجيلنا الإيمان والحياه ... فلتخرس الأقلام والشفاه فها هنا ينتصب الإله) ديوانه ص123.
قال الله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} الأنعام23.
* دعاؤه غير الله مع عبثه بالدعاء: (يا أمَّ النور مَدَد , يا مئذنة السارين مدد , لم يبق أحد , ما عاد على درب القادمين أحد) ديوانه ص93.
* استهزاؤه بالسجود لله ربِّ العالمين: (لمن أخا الأوهام والخيال , تقدم السجود؟ ما كل ما تريده يكون , وأي شيء قد أردته فكان؟ تاريخك الجديد والقديم , مقبرة للخزي والهوان , وحيثما ذهبت بائعاً وراكعاً تهون , تسخر منك الكلمات في اللسان) ديوانه ص165 - 166.
* قوله بأن الكفر هو الكفر بشِعْرِهِ: (يا فقراء شعبنا , يا أيها الجياع السائرين في انكسار , لا تكفروا بالكلمات بالأشعار , فربما غداً , بعد غد ستهدم الأسوار , تزرع النجوم في ظلامكم , ستزرع الثوار) ديوانه ص378.
* تبشيره بمئذنة للشيوعية في اليمن: (بكين , رغام البعد بيننا يا واحتي الأثيره , فإننا على لقاء , مشاعل المسيرة الكبيره , في ليلنا الضرير , كانت لنا , للزاحفين الشعلة الرجا , الأمل الكبيره ... واليوم في مدينتي تحتضن السحاب , يحتضن الألف مئذنة شماء , تكتب بالدخان بالعرق , قصتك الرائعة الرنين , قصة حُبٍّ لا يضيع , لا يموت يا بكين) ديوانه ص141 - 142.
* وصفه للشيوعية بالمآذن , ووصفه المساجد بالتخلُّف: (والمآذن لما تزل تتنهد , في قبضة الليل , تحت مخاوفها , تذكر الله أكبر) ديوانه ص566.
* استبشاره بأنَّ الإسلام سيسقطُ في مكة المكرَّمة: (وتنطفي كل مساء لذة الشيطان , والسجائر , بغداد في صمت ومثلها الجزائر , انتحرت في مكة المنائر) ديوانه ص194.
أيها المسلمون: إنَّ من خيانة الإسلام وأهله: امتداح المنحرفين المستهزئين بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والحفاوة الظاهرة بهم , وإبرازهم على أنهم أصحاب فكر وعقل {وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ} التوبة62 {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} المائدة51 {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} المجادلة22 {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} النساء140 {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ , وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} التوبة65 وقال صلى الله عليه وسلم: (المرءُ مع من أحب) متفق عليه.
والاستهزاء بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ناقضٌ من نواقض الإسلام الْمُجمَع عليها , قال إسحاق ابن راهوية رحمه الله تعالى: (قد أجمع المسلمون: أنَّ مَن سبَّ الله أو سبَّ رسولَه صلى الله عليه وسلم .. أنه كافرٌ بذلك، وإن كان مُقراً بما أنزلَ الله) الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص513.
ولا يجوزُ للمسلم اتخاذ المستهزئين بدين الله أولياءً وأنصاراً بمدحهم والثناء عليهم , ومَن فعل ذلك فإنه يُخشى عليه أن يكون: (الإسلامُ عنده رخيص , وأنه لا يُبالي بمن قدَحَ فيه , أو قدَحَ بالكفر والضلال , وأنه ليسَ عنده من المروءة والإنسانية شيء , فكيف تدَّعي لنفسك ديناً قِيَمَاً , وأنه الدينُ الحقّ , وما سواه باطلٌ , وترضى بموالاةِ من اتخذه هُزُواً ولعباً , وسَخِرَ به وبأهله من أهلِ الجهلِ والحمق) تفسير السعدي ج2/ 146 - 147.
وخُلاصة ما يُنتقد على المجلة الثقافية بجريدة الجزيرة في كثير من أعدادها ما يلي:
1) الحفاوة الظاهرة ببعض المنحرفين الضالين , وإبرازهم على أنهم أصحاب فكر وعقل ومعرفة وحرص على مصلحة الناس والأوطان , وقُدُواتٍ ثقافيةٍ وسلوكيةٍ , ومرجعياتٍ علميةٍ لحلِّ مشكلات الناس والنوازل التي تنزل بهم والمستجدات.
2) استخدام أساليب المخادعة , فمع جحد بعض رموز المجلة الثقافية (كالمقالح ودرويش ونزار وأدونيس والماغوط ... إلخ) للدين وتشكيكهم في قضاياه نجدُ المجلة الثقافية تُظهرهم في لبوس المعترف بالدين والمحترم له .. إلخ.
3) سعي المجلة الثقافية في إحياء وإبراز بعض شخصيات وأعمال المنحرفين السابقين الهالكين (كنزار قباني والماغوط وغيرهما) ونشر ذلك على نطاق واسع , وجعلهم نماذج مثالية للإقتداء.
أسأل الله تعالى أن يمن على العلماء والولاة لتحقيق ما يأتي:
1) منع المجلة الثقافية بجريدة الجزيرة من احتفائها القادم (بعبد العزيز المقالح) شاتم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
2) مناصحة مدير تحرير المجلة الثقافية ورئيس تحرير جريدة الجزيرة من قبل الشيخين: المفتي العام للمملكة , ورئيس مجلس القضاء الأعلى - وفقهما الله - ووعظهما وإرشادهما وبيان عِظَمِ جُرمِ فعلهما بمدح شاتمي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن ذلك خطيرٌ على العقيدة ,ثمَّ مُخالِفٌ للمادة الأولى: (ويُحافظ على عقيدة سلف هذه الأمة) , وللمادة الثانية: (يعمل الإعلام السعودي على مناهضة التيَّارات الهدَّامة , والاتجاهات الإلحادية , والفلسفات المعادية , ومحاولة صرف المسلمين عن عقيدتهم , ويكشف زيفها , ويُبرز خطرها على الأفراد والمجتمعات) , وللمادة السادسة والعشرين: (حريَّة التعبير في وسائل الإعلام السعودي مكفولة ضمن الأهداف والقيم الإسلامية) للسياسة الإعلامية الصادرة بقرار مجس الوزراء رقم 169 في 20/ 10/1402.
3) الاهتمام بتحصين أبناء وبنات مملكتنا بالعلم النافع , مع مراعاة غرس اليقين الإيماني في مناهج التعليم , والرَّد على الشبهات , وكشف أساليب المنافقين.
4) تركيز الاهتمام في الكليات الشرعية على دراسة الانحرافات العلمانية والحَدَاثية وكشفها ونقدها.
5) تشجيع العلماء على القيام بدورهم في كشف زيوف الانحرافات الاعتقادية , وفضح رموز المنحرفين , والتحذير منهم , وبيان حقيقة عقائدهم , مع كشف أساليب المخادعة والتلبيس العلماني , وما يجري في لحن أقوالهم من خُبثٍ وبلاء.
6) إصدار الفتاوى من علماء الإسلام في حكم الانحرافات الاعتقادية المعاصرة بشكلٍ واضح وصريح ونشرها في وسائل الإعلام.
7) إبعاد المنحرفين عن مواطن التأثير وخاصة في الإعلام.
8) محاكمة المادحين لشاتمي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ودينه.
9) تشديد الرقابة على وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية , والأندية الثقافية , وإبعاد المنحرفين عنها.
10) ترسيخ مبدأ الولاء والبراء , وبيان أن تحسين الكفر والحفاوة بأهل الانحراف والضلال يُناقض دين الله تعالى.
11) إلزام وسائل الإعلام بإتاحة المجال لعلماء العقيدة وطلاَّب العلم للرَّد على المنحرفين.
12) ضرورة إنشاء مركز في الرئاسة العامة للإفتاء تكون مُهمَّته رصد ما يكتبه المنحرفون وأتباعهم والرَّد عليهم , وكشف أساليبهم , وبيان حقيقتهم للأمة عامة , ولولاة الأمور خاصة.
13) إنشاء مجلَّة أو صحيفة تعتني بنشر العقيدة من خلال أنماط وأساليب أدبية , يُشرف عليها بعض العلماء البارزين.
إلى غير ذلك من المقترحات لنُصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} محمد7.
رزقنا الله وإياكم وجميع ولاتنا وعلمائنا نُصرته جلَّ وعلا , ونُصرة رسوله صلى الله عليه وسلم وعباده الصالحين , آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موقع نور الاسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 10:16]ـ
بارك الله في جهودك ...
ليتك تنقل مقالاتك إلى مواقع عديدة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 02:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يفترض تكاتف الجهود لمنع هذا الامر وجزاك الله خيراونسال الله ان يكفينا في الملاحدة والزنادقة بماشاء
ووالله ان الانسان ليقشعر بدنه مما يقول هؤلاء تعالى الله عمايقولون علوا كبيرا
ـ[المسندي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 02:52]ـ
سبحان الله فقط تطالبون بمنع اللقاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 05:22]ـ
المسندي .............. ماذا تقصد؟ وأنت سبحان الله لم تفعل خيراً بكلمتك هذه لم تشكر ولم تذكر حلاً آخر!!!!!!!!!!!!
غير المنع توضيح فكر الرجل للناس والتحذير منه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 07:00]ـ
أرى أنّ ردّ الشيخ وفقه الله تعالى أضعف مما يجب.
فإذا بلغ الأمر ما ذُكر من الكفر الصراح البواح .. فلا يليق أن يقال: مناصحة الجريدة!
فرئيس التحرير المراد نصحه حسب كلامه .. ليس خيرا من هذا العفن المغرق في أوحال الكفر .. إذا لم يكن أسوأ بمراحل .. لأنه سخر مجلته لمدح من اشتهروا بمحادة الله ورسوله والجهر بسب الدين ورب الدين
والله المستعان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 07:07]ـ
هذا المحتفل به هو يمني الجنسية ويسكن في اليمن كماذكر في المقال ((اليمني: عبد العزيز المقالح))
فنطالب اهل اليمن بمحاكمته شرعا اذارجع الى بلده واستتابته ممانسب اليه اويقام عليه الحد الشرعي
واما هنا فنطالب بمتع الاحتفال به في الجريدة اوفي اي مكان
بارك الله فيكم
ـ[المرجان]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 08:01]ـ
هذا المحتفل به هو يمني الجنسية ويسكن في اليمن كماذكر في المقال ((اليمني: عبد العزيز المقالح))
فنطالب اهل اليمن بمحاكمته شرعا اذارجع الى بلده واستتابته ممانسب اليه اويقام عليه الحد الشرعي
واما هنا فنطالب بمتع الاحتفال به في الجريدة اوفي اي مكان
بارك الله فيكم
هل هو موجود هنا؟
والله مصيبة أن نستقبل في بلاد الحرمين من هو بهذا الفكر الإلحادي؟
لا بد من مكاتبة أهل العلم كي يتخذ ضد وجوده الإجراء اللازم
حسبنا الله ونعم الوكيل .. وجزاك الله خيرا اخي معتدل ..
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 10:26]ـ
ألا سحقا سحقا للكافرين والمرتدين.
افعلوا ما تفعلوا فلن تؤثروا في عقيدتنا أيها الملاعين.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 11:36]ـ
-
المسندي قصده نطالب بأكثر من ذلك،
،،
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
،
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 10:04]ـ
انا اعتذر للأخ المسندي فقد أخطأت في حقه
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 11:09]ـ
هل هو موجود هنا؟
والله مصيبة أن نستقبل في بلاد الحرمين من هو بهذا الفكر الإلحادي؟
لا بد من مكاتبة أهل العلم كي يتخذ ضد وجوده الإجراء اللازم
حسبنا الله ونعم الوكيل .. وجزاك الله خيرا اخي معتدل ..
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... ................
ـ[الزيداني]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 01:28]ـ
قيل قديماًكل قرين إلى المقارن ينسب ,وشبيه الشىء منجذب إليه, فهؤلاء العلمانيون لايعظمون ولايبرزون إلا من كان على شاكلتهم من الانحراف واتباع الشيطان, وقد كثر هذا الخبث فى بلاد المسلمين لما انشغلوا بدنياهم وتركوا شريعة ربهم ظهريا.
ولاعلاج لهم إلا بمواجهتهم فلا يفل الحديد إلا الحديد. والله من وراء القصد وهو القوى العزيز.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 04:16]ـ
مع قدم الموضوع إلا أن لي تعليق على ماجاء في الرسالة أو في غيرها من عرض الزندقة والتطاول على الخالق -سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون- لكل أحد، مع أن التعريض في ذكر ضلاله إجمالا أولى من عرض هذا الكلام الذي يورث قسوة القلب فمقام إجلال الله تعالى يقتضي الإمساك عن نشره كما ذكر د/ عبدالعزيز آل عبداللطيف في أحد مقالاته:
(يُتْبَعُ)
(/)
دعا نوح ـ عليه السلام ـ أولُ رسول إلى أهل الأرض إلى تعظيم الله ـ عز وجل ـ فقال لقومه: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 31] أي: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته؟! كما دعا خاتم النبيين والمرسلين نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى تعظيم الله ـ تعالى ـ وتقديره حق قدره، كما في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قرأ هذه الآية يوماً على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 76]، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول هكذا بيده يحركها، يُقْبِل بها ويُدْبِر «يمجِّدالربُّ نفسه: أنا الجبّار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم» فرجف برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المنبر، حتى قلنا: لَيَخِرَّنَّ به1.
وإذا كان تعظيم الله ـ عز وجل ـ هو سبيل المرسلين فقد ظهر في الآونة الأخيرة ما ينقض ذلك؛ إذ استفحل التطاول على ربنا ـ عز وجل ـ والانتقاص من جناب مقام نبينا الأكرم ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والاستخفاف بالدين وشعائره وحرماته، وصارت هذه «الردة المغلَّظة» في مؤلفات وروايات ومجلات، وعبر قنوات ومواقع شبكات المعلومات. وتولّى كبر ذلك فئام من كفرة الغرب ومنافقي هذه الأمة وزنادقتها، كما نفر طائفة من المحتسِبين من أجل مدافعة هذا الفساد العريض والكفر الصريح.
وفي غمرة الانفتاح وانكباب المعلومات بعُجَرها وبُجَرها، ووفرة وسائل الاتصال وكثرتها؛ فإن بعض المُتديِّنة والمتسنّنة ـ فضلاً عمن دونهم ـ قد تساهلوا في اقتناء مؤلفات الزندقة والضلال، والاطلاع على روايات الكفر البواح، واعتادوا الدخول إلى مواقع إلكترونية تدعو إلى الردّة والانسلاخ من الإسلام والسنة، فأفضى بهم ذلك إلى استمراء سماع ومشاهدة الكفر والشرك والضلال، وهان عليهم التفوّه به ونشره، وتوسعوا في ذلك بدعوى الرصد والمتابعة لسبيل المجرمين.
فربما حذّر بعضهم من السحر، وضمّن هذ التحذير مشاهد مصورة للكفر المغلّظ الواقع من السحرة الأفاكين وأذنابهم، مثل: كتابة المصحف بدم الحيض، وتعليق هذه الصور الشنيعة في بيوت الله تعالى!
وقد يعمد البعض إلى بيان ضلال الرافضة وزندقتهم، فينقل طعنهم في الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ صوتاً وصورة، ومن ذلك: قذفهم أم المؤمنين عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق ـ رضي الله عنهما ـ بما برّأها الله منه. مع أن التحذير متحقق دون الولوج في هذا المضيق، بل إن معاينة وسماع هذه المشاهد «الكفرية» في هذا السياق لا ينفك عن مفاسد متعددة؛ إذ إن الإفراط والإدمان في سماع ومشاهدة الردة المغلّظة ـ كالاستهزاء بالله ـ تعالى ـ وسبّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وتضليل الصحابة رضي الله عنهم، والتهكم والانتقاص من شعائر وحرمات الشرع المطهّر ـ قد يؤول بأقوام إلى ضعف الغيرة الإيمانية، ورقّة الدين، وتهوين شأن هذه النواقض، فلا يتمعّر وجهه غضباً لله ـ عز وجل ـ كما يجب، بل ربما علق القلب بشيء من ذلك الضلال، فالشُّبَهُ خطّافة، والقلوب ضعيفة؛ فواغوثاه بالله!
إن الإيمان بالله مبني على تعظيم الله وإجلاله، قال ـ سبحانه ـ:" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً {88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً {89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً {90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً {91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً {92} إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً "93
مريم [88 - 93]
قال الضحاك بن مزاحم في تفسير قوله ـ تعالى_" تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ: "يتشققن من عظمة الله عز وجل2.
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في تفسير هذه الآيات: «اقشعرت الجبال وما فيها من الأشجار، والبحار وما فيها من الحيتان، وفزعت السماوات والأرض، وجميع المخلوقات إلا الثقلين، وكادت أن تزول، وغضبت الملائكة، فاستعرت جهنم، واكفهرت الأرض حين قالوا: اتخذ الله ولداً» 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سار سلف الأمة على سبيل الإجلال والتعظيم لله ـ عز وجل ـ وآياته وشعائره، فقال الإمام سفيان بن عيينة: «سمعت من جابر الجعفي (رافضي هلك سنة 721هـ) كلاماً خشيت أن يقع عليّ وعليه البيت4."
ولما ناظر الإمام الشافعيُّ حفصاً الفردَ (أحد المتكلمين) قال الشافعي: «لقد سمعت من حفص كلاماً لا أقدر أن أحكيه» 5.
وناظر الإمام أحمد القائلين بخَلْق القرآن، فكان مما قاله ـ رحمه الله ـ: «ما رأيت أحداً طلب الكلام واشتهاه إلا أخرجه إلى أمر عظيم، لقد تكلموا بكلام واحتجوا بشيءٍ مَا يقوى قلبي ولا ينطق لساني أن أحكيه.» 6.
هكذا كان سلف الأمة يتورعون عن حكاية ضلالات المتكلمين، مع أن زندقة المعاصرين أشنع وأشنع من زندقة المتكلمين بمراحل، فإن بين هاتين الزندقتين مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي، فكيف يحلو للبعض أن يقتني كتب الردة وروايات الزندقة دون موجب شرعي؟! لقد قرر ابن القيم أن الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، فلا ضمان في تحريق الكتب المضلة ومحقها7.
فماذا يقال عن كتب الكفر والردة؟!
ومن طريف ما يُحكى في هذا المقام أن الأمير الصنعاني (ت 2811هـ) أصابه داء أعيا الأطباء، فجيء له بكتاب «الإنسان الكامل» لعبد الكريم الجيلي، وكتاب «المضنون به على غير أهله» لأبي حامد الغزالي8. قال الصنعاني: «فطالعت الكتابين، ورأيت فيهما ما هو والله كفر لا يتردد فيه إيمان، فحرّقتهما، ثم جعلت أوراقهما في التنور وخُبِزَ لي على نارهما خبزٌ نضيج، وأكلته بنيّة الشفاء من ذلك الداء، فذهب ـ بحمد الله ـ ذلك الألم، ونمت الليل أو أكثره، وحمدت الله على نصرة دينه وعلى العافية» 9.
ومع القناعة بأهمية معرفة سبيل المجرمين على سبيل التفصيل، واليقين بأن معرفة ذلك مما يزيد العبد إيماناً ورسوخاً، إلا أن المقصود هو مجانبة الإفراط والتوسع في ذلك، فلا يشتغل كل من هبَّ ودبَّ بحيازة علوم (الزندقة) وموادها، بل إنما يتولى ذلك عالم راسخ أو باحث ثقة ونحوهما، وبالقدر الذي تتحقق به معرفة الباطل، ومن أجل نقضه وهتكه، كما أن مخاطبة العامة وتحذيرهم من زندقةِ ورِدّةِ كُتّابٍ وحَمَلة أقلام ينبغي أن يكون بحذر وقدر، فالاسترسال بعرض باطلهم وزخرف قولهم وتزويق كلامهم قد يفضي بالعامة وأشباههم إلى انخداع وشكوك، ويوقع في جرأة ورعونة في التفوّه بهذه الضلالات. نسأل الله الثبات. " ربَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ " (آل عمران/8)
========================
1 أخرجه أحمد: 2/ 27. وابن خزيمة في كتاب التوحيد، ح (59).
2 أخرجه أبو الشيخ في العظمة: 1/ 143.
3 انظر: تفسير القرطبي: 11/ 851، وتفسير ابن كثير: 3/ 631.
4 أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم: 2/ 611.
5 أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم: 2/ 611.
6 الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية، لابن بطة، (ت: الوابل)، 2/ 55.
7 انظر: الطرق الحكمية، ص 452.
.8 هذان الكتابان حافلان بالضلال المبين والزندقة والشطح
9 مصلح اليمن محمد بن إسماعيل الصنعاني، لعبد الرحمن بعكر، ص 921.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 12:50]ـ
ام الفضل مقالة الشيخ العبداللطيف تحتاج لموضوع مستقل. لكي نسمع من الاخوان.(/)
كذبة طاش وبدرية البشر على العلماء .. في مسألة البرقيات .. !
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 09:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توضيح هذه الكذبة وغيرها من الكذبات التي اعتاد عليها أهل الإفساد؛ لتشويه الالتزام بشرع الله، وبالعلماء والمستقيمين من أهل هذه البلاد، أنهم يتلقطون أخطاء الجهال، فيُعممونها على العلماء وطلبة العلم والأخيار، متجاهلين أن العلماء هم أول من تصدى لها وأنكرها، وناصح أهلها، وبين لهم خطأهم. وهذا من الاصطياد في الماء العكر. وليس العجب من كذبهم؛ لأن كذب الحاقد أمرٌ مفروغٌ منه، ولكن العجب أن يسمع لهم بعض الطيبين، فيصدقوا كذباتهم، والله يقول: (وفيكم سماعون لهم).
أمثلة:
1 - تراهم دائمًا إذا ما أرادوا ذم الأخيار، رددوا قصة الإخوان الذين اختلفوا مع الملك عبدالعزيز – رحم الله الجميع -، متجاهلين أن العلماء هم أول من تصدى لهم، وناصحهم، وحذر منهم!
2 - ومثلها: يرددون حادثة جهيمان! والعلماء هم أول من أنكر عليه وتصدى لهم.
3 - ومثلها: ترديدهم لحادثة من أنكر تعليم البنات (خشية أن يكون كالتعليم في الدول الأخرى المبتلاة بالاستعمار)، فبين لهم العلماء ووضحوا شرعية هذا الأمر بضوابطه. وتوضيحه في هذا الرابط: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/34.htm
وأهل الإفساد لا يرضيهم أن يتصدى العلماء وطلبة العلم للجهلة؛ لأنهم يريدون تشويه (الجميع)! بل لو كانوا صادقين مع أنفسهم لقالوا: نريد تشويه الاستقامة على شرع الله؛ لأنها تعارض أهواءنا وشهواتنا، ولهذا نلجأ للتلبيس على الناس بطمس جهود العلماء، والتركيز على أهل الجهل، مع تعميم حالهم؛ للتشويه والصد – كما سبق -.
ومن هذا: ماقام به فريق الطائشين في " طاش " – وهو مسلسل يقف وراءه أهل مكر وتخطيط، يطرحون من خلاله فكرهم بواسطة المهرجَين -، حيث ادعى هؤلاء – ومعهم بدرية البشر في كتابها الأخير عن طاش - أن أهل الاستقامة قد حرموا " البرقية " أول دخولها المملكة!! متجاهلين أن من حرمها هم فئة من الجهال (بغض النظر عن نيتهم الطيبة)، أما العلماء فقد تصدوا لهم، وأنكروا فعلهم، وأصدروا بيانًا بهذا، لن يفرح برؤيته أهل الإفساد. وهذا نصه من مصدر مقبول منهم، وهو كتاب " عند الصباح حمد القوم السرى "، للأستاذ عبدالعزيز التويجري، الذي نشر صورته أيضًا. (ص 145 - 150):
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبداللطيف، وسعد بن حمد بن عتيق، وسليمان بن سحمان، وعبدالله بن عبدالعزيز العنقري، وعمر بن سليم، وصالح بن عبدالعزيز، وعبدالعزيز بن عبداللطيف، وعمر بن عبداللطيف، وعبدالله بن حسن، وعبدالرحمن بن عبداللطيف، ومحمد بن إبراهيم، ومحمد بن عبدالله، إلى من يراه من كافة الإخوان، وفقهم الله لما يُحبه ويرضاه، وجعلنا وإياهم ممن اتبع هداه، آمين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ذلك: أشرفنا على بعض مكاتيب الإمام عبدالعزيز، وفقه الله وحفظه، إلى بعض الإخوان، ورأينا فيها بعض الكلام على مسألة " الأتيال " (التلغراف) وأجناسها، وكأنه مشكل عليكم توقفنا العام الفائت عن الجزم بالتحليل، وظننتم أن عندنا أمرًا قد كتمناه عنكم، وهذا ظن ما ينبغي منكم بنا، نحن إخوانكم، لأن الواجب عليكم أن لا تظنوا أننا نتوقف عن شيئ قد ظهر لنا حكمه مراعاة لوجه خدمة الناس، فنعوذ بالله أن نكون كذلك، وإنما توقفنا اتباعًا لأمر الله، وما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله سبحانه: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام اتفتروا على الله الكذب)، ونحن ما نقول ولا نعمل، إن شاء الله، إلا بما ظهر لنا من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف، رضي الناس أم غضبوا، وعند العلماء عادة مشهورة، وهي أن العلماء إذا توقفوا في شيئ واختلفوا فيه فلا يُعاب على فاعله ولا يعاتب على تاركه إلا بدليل شرعي، فأما مسألة " الأتيال " وأجناسها فلا والله، ونبرأ إلى الله، أن يكون قد ظهر لنا فيها أمر محرم من كتاب الله أو من سنة رسوله أو من أقوال العلماء، أو من أهل الخبرة ممن نثق به، فنقول: من تكلم في مسألة الأتيال بتحريم، أو عاب على الإمام بسببها والحالة هذه، فقد أخطأ وارتكب معصية،
(يُتْبَعُ)
(/)
وخالف أمر الشريعة. هذا الذي ندين الله به، وهو الحق، ونبرأ إلى الله من غير ذلك. هذا الذي عندنا (ومن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها)، نرجو الله أن يُلهمنا وإياكم رشدنا، ويُعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، والله على ما نقول وكيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ".
تعليق
1 - نقل الأستاذ علي النجعي - الإعلامي المعروف - فتوى العلماء السابقة في كتابه " القوة الثالثة " (ص 131 - 133)، ثم قال: " وهكذا أفتى العلماء بعدم معارضة الدين الإسلامي لاستخدام البرقية أو التلغراف اللاسلكي ".
2 - الاندهاش من المخترعات الحديثة التي لم يعرفها بنو آدم إلا في هذا العصر أمر فطريٌ في الإنسان، الذي من طبعه الجبلي استنكار كل جديد وغريب، إلى أن يتعرف عليه، فيُصدر حكمه عليه. ولاعلاقة له بدين أو مكان الإنسان. (ولنتذكر قصة موسى عليه السلام مع العصا التي انقلبت إلى ثعبان كيف ولى مدبرًا)، وعندي الكثير من الأخبار عن اندهاش الناس في المجتمعات الغربية – نفسها - لما شاهدوا بعض المخترعات، ومثلها عن الدول العربية، سأنشره قريبًا إن شاء الله. فمن المؤسف أن يأتي إنسان في هذه السنين – بعد أن ألفَ الجميع المخترعات وعايشوها – ليضحك من تصرفات الأولين، ويسخر منهم، وأظنه لو عاش عصرهم لفعل أعظم من فعلهم! ولهذا:
3 - ما أجمل ما قاله محمد جلال كشك – رحمه الله – مدافعًا عن الإخوان الذين سخرت منهم بدرية وزوجها، قال: " وهذا الرفض للمخترعات قبل فهم سرها، يدل على عقلية أكثر علمية، وأكثر احترامًا للنفس، من المتخلف الذي يتعاطى هذه المخترعات دون أي انفعال، رغم مخالفتها لكل قوانين عالمه، وجهله المطلق بفكرتها تمامًا، كتعامل القردة مع الآلات، إن الخوف من المجهول هو أول درجات العلم .. الخ ماقال ". (السعوديون والحل الإسلامي، ص 588).
4 - في مقابلة جريدة شمس مع بدرية البشر المهاجرة وزوجها من بلاد التوحيد! سألها الصحفي: " حصلتِ على الماجستير منجامعةالملك سعودفي (الرياض) والدكتوراةمنالجامعةاللبنانية، ف ي (بيروت) .. ما الفارق الذي لفت نظرك بين الجامعتينوالعاصمتين؟ ".
أجابت: " منحتني بيروت شاطئها أتريض عنده حين حرمتني الرياض من أسواقها إن خالفت شريعة وضع العباءة على الرأس وليس الكتف، ويطردني مطاوعتها منها "!!
قلتُ: مسكينة أنتِ يا بدرية! لبنان التعيس .. الذي يئن تحت وطأة الحروب، والتفجيرات، والنزاعات، والاغتيالات، والأحزاب، والاقتصاد المنهار، والحال السيئ الذي لايتمناه المرء لمن يُحب .. كل هذا نسيتيه؛ لأجل أنكِ تمددتِ على شاطئ البحر بدون عباءة!! ما أحقر أمانيكم!
ومادام هذا مستوى تفكيركِ فإني أقترح عليكِ وزوجكِ – بعد أن انسلختما من بلاد التوحيد – أن تنسلخا – أيضًا – من جنسيتكما، وتهدوها إحدى العوائل اللبنانية البائسة التي تحلم بمثل هذه الجنسية؛ لتعيش حياة الفضيلة والعز، بعد أن زهد فيها مرتاضو الشواطئ!
أصلح الله حالكِ وزوجكِ .. وكفانا شر أهل الإفساد بما شاء .. والله الموفق
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 02:33]ـ
بارك الله فيك وسدد قلمك - أيها الشيخ الفاضل - وفقك لكل خير
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 05:00]ـ
إذا أردتَّ أن تنتقد (طاش ما طاش) فاتبع الآتي!
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7377
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 09:01]ـ
بشرى:
قريباً سيصدر كتاب لفقيهة العصر ذات العقل المستنير (بدرية البشر!).
الرياض - سعد المحارب
يصدر قريبا كتاب "معارك طاش ما طاش: قراءة في ذهنية التحريم في المجتمع السعودي" تقول فيه مؤلفته الكاتبة الصحفية والباحثة الاجتماعية د. بدرية البشر إن فتوى تحريم المسلسل هزمت ولم تجد صدى في السعودية، وذلك ضمن طروحات من المتوقع أن تثير جدلا واسعا لكونها تتناول موضوعات حساسة داخل المجتمع السعودي.
وكان مسلسل "طاش ما طاش" أثار ردود فعل واسعة بين مؤيد للمسلسل وحقه في "التعبير عن الرأي وممارسة النقد وتعرية الظواهر السلبية"، وبين معارض اعتبر ما يطرحه "مساسا بقيم المجتمع السعودي وتشويها لصورته".
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتناول البشر، وهي زوجة ناصر القصبي أحد نجمي المسلسل الشهيرين، الفتوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء في السعودية في ديسمبر من عام 2000، بتحريم إنتاج "طاش ما طاش"، وترويجه، وعرضه، وما أثارته الفتوى من ردود فعل متباينة، معتبرة أن "انشقاقا على كل المستويات قد حدث في الموقف من الفتوى"، فلم "تبث إعلاميا، وتجاهلتها الصحف" رغم توزيعها "بصورة علنية في المساجد والمدارس"، مستخلصة أن "استمرار التلفزيون الحكومي في عرض المسلسل، وتوالي جنيه أعلى إيراد إعلاني، يعكس استمرار مشاهدته، وهو ما يعني هزيمة الفتوى".
وتستعرض المؤلفة في كتابها خمس حلقات اعتبرتها الأكثر إثارة لموقف المعارضين للمسلسل، وهي "بدون محرم"، و"وشو من لحية"، و"إرهابي أكاديمي"، و"واتعليماه"، و"صالون الهيئة"، وقدّمت ملخصاً للحلقات، ولردود الفعل عليها.
وتناول الفصل الأول من الكتاب الذي يصدر عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، "ذهنية التحريم" التي تناولتها الكاتبة بتعمق فيما عرفته بأنها "ذهنية يشترك فيها جموع من الناس على الجمود الفكري، والانغلاق العقلي، بما يجعلهم يتعاملون مع كل معتقداتهم على أنها مطلقة وأبدية"، هذا فضلا "عن تجريم كل نقد يقدّم للمعتقدات، أو لتفسيرها".
تنتقل المؤلفة بعد ذلك إلى استعراض تاريخي للحركات التي اعتبرتها "ممثلة لذهنية التحريم في المجتمع السعودي"، حيث تتخذ من التأييد والمعارضة الذين لاقاهما مسلسل "طاش ما طاش" نموذجا لدراسة هذه الذهنية بمراحلها المختلفة داخل المجتمع السعودي.
وتطرح المؤلفة "معركة اختلاف اللهجات" ضمن حلقات المسلسل مثالاً على "حالة الانقسام" تجاهه، حيث رأى بعض المشاهدين في "تعدد اللهجات والبيئات والأزياء في المسلسل تأكيداً على مناخ التعددية المحلي، ورسالة معبرة عن حالة الغنى الثقافية في المملكة، ورأى غيرهم أن هذه التعددية جاءت للسخرية من مناطق معينة، وتشويهاً مقصوداً يأتي استجابة لنظرة متعالية للعاصمة حيال الأطراف".
وتصنف البشر المعارضين للمسلسل إلى ثلاث فئات رئيسة، كانت أولها "المعارضون بسبب ما اعتبروه مساساً بقيمتهم كما في معركة اللهجات"، والفئة الثانية سمتهم بـ"المنقلبون" وهم من "الكتاب والصحافيين والمنتجين والأكاديميين، الذين لم يترددوا في المطالبة علناً بفرض الرقابة على المسلسل"، والفئة الثالثة "المتشددون المعارضون للمسلسل على أساس ما يعتبرونه مفاهيم دينية مقدّسة".
وفي حوار مطول ومثير مع "العربية. نت" تعتبر بدرية البشر أن "كل جديد في السعودية مر عبر بواية التحريم"، قائلة إن المجتمع السعودي عانى "ذهنية التحريم التي تجعل المرء كلما التفت خلفه يشعر أنه قد خرج من قاع مظلم .. وكيف أن المذياع والسيارة والتلفزيون وتعليم البنات كانت من أكبر المحرمات، بينما هي اليوم من أبسط أبجديات حياة المواطن السعودي".
ولدى سؤالها عن سبب تركيزها على "رفض الإسلاميين للمسلسل" رغم محدودية تقبل النقد لدى معظم الأطراف في السعودية، بررت موقفها بأن المعارضين من غير الإسلاميين لم يمتلكوا "السلطة ذاتها التي امتلكتها فئة الإسلاميين الذين سيطروا على كل منافذ المجتمع". هذا فضلا أن "هم وحدهم الفئة التي تجرأت على التحريض على القتل، وهو ما يدل على أنها تخطت حدود التعبير عن الرأي لتعلن فكراً مسلحاً بالتكفير والتحريض السافر على قتل المخالف".
الرياض - سعد المحارب
يصدر قريبا كتاب "معارك طاش ما طاش: قراءة في ذهنية التحريم في المجتمع السعودي" تقول فيه مؤلفته الكاتبة الصحفية والباحثة الاجتماعية د. بدرية البشر إن فتوى تحريم المسلسل هزمت ولم تجد صدى في السعودية، وذلك ضمن طروحات من المتوقع أن تثير جدلا واسعا لكونها تتناول موضوعات حساسة داخل المجتمع السعودي.
وكان مسلسل "طاش ما طاش" أثار ردود فعل واسعة بين مؤيد للمسلسل وحقه في "التعبير عن الرأي وممارسة النقد وتعرية الظواهر السلبية"، وبين معارض اعتبر ما يطرحه "مساسا بقيم المجتمع السعودي وتشويها لصورته".
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتناول البشر، وهي زوجة ناصر القصبي أحد نجمي المسلسل الشهيرين، الفتوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء في السعودية في ديسمبر من عام 2000، بتحريم إنتاج "طاش ما طاش"، وترويجه، وعرضه، وما أثارته الفتوى من ردود فعل متباينة، معتبرة أن "انشقاقا على كل المستويات قد حدث في الموقف من الفتوى"، فلم "تبث إعلاميا، وتجاهلتها الصحف" رغم توزيعها "بصورة علنية في المساجد والمدارس"، مستخلصة أن "استمرار التلفزيون الحكومي في عرض المسلسل، وتوالي جنيه أعلى إيراد إعلاني، يعكس استمرار مشاهدته، وهو ما يعني هزيمة الفتوى".
وتستعرض المؤلفة في كتابها خمس حلقات اعتبرتها الأكثر إثارة لموقف المعارضين للمسلسل، وهي "بدون محرم"، و"وشو من لحية"، و"إرهابي أكاديمي"، و"واتعليماه"، و"صالون الهيئة"، وقدّمت ملخصاً للحلقات، ولردود الفعل عليها.
وتناول الفصل الأول من الكتاب الذي يصدر عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، "ذهنية التحريم" التي تناولتها الكاتبة بتعمق فيما عرفته بأنها "ذهنية يشترك فيها جموع من الناس على الجمود الفكري، والانغلاق العقلي، بما يجعلهم يتعاملون مع كل معتقداتهم على أنها مطلقة وأبدية"، هذا فضلا "عن تجريم كل نقد يقدّم للمعتقدات، أو لتفسيرها".
تنتقل المؤلفة بعد ذلك إلى استعراض تاريخي للحركات التي اعتبرتها "ممثلة لذهنية التحريم في المجتمع السعودي"، حيث تتخذ من التأييد والمعارضة الذين لاقاهما مسلسل "طاش ما طاش" نموذجا لدراسة هذه الذهنية بمراحلها المختلفة داخل المجتمع السعودي.
وتطرح المؤلفة "معركة اختلاف اللهجات" ضمن حلقات المسلسل مثالاً على "حالة الانقسام" تجاهه، حيث رأى بعض المشاهدين في "تعدد اللهجات والبيئات والأزياء في المسلسل تأكيداً على مناخ التعددية المحلي، ورسالة معبرة عن حالة الغنى الثقافية في المملكة، ورأى غيرهم أن هذه التعددية جاءت للسخرية من مناطق معينة، وتشويهاً مقصوداً يأتي استجابة لنظرة متعالية للعاصمة حيال الأطراف".
وتصنف البشر المعارضين للمسلسل إلى ثلاث فئات رئيسة، كانت أولها "المعارضون بسبب ما اعتبروه مساساً بقيمتهم كما في معركة اللهجات"، والفئة الثانية سمتهم بـ"المنقلبون" وهم من "الكتاب والصحافيين والمنتجين والأكاديميين، الذين لم يترددوا في المطالبة علناً بفرض الرقابة على المسلسل"، والفئة الثالثة "المتشددون المعارضون للمسلسل على أساس ما يعتبرونه مفاهيم دينية مقدّسة".
وفي حوار مطول ومثير مع "العربية. نت" تعتبر بدرية البشر أن "كل جديد في السعودية مر عبر بواية التحريم"، قائلة إن المجتمع السعودي عانى "ذهنية التحريم التي تجعل المرء كلما التفت خلفه يشعر أنه قد خرج من قاع مظلم .. وكيف أن المذياع والسيارة والتلفزيون وتعليم البنات كانت من أكبر المحرمات، بينما هي اليوم من أبسط أبجديات حياة المواطن السعودي".
ولدى سؤالها عن سبب تركيزها على "رفض الإسلاميين للمسلسل" رغم محدودية تقبل النقد لدى معظم الأطراف في السعودية، بررت موقفها بأن المعارضين من غير الإسلاميين لم يمتلكوا "السلطة ذاتها التي امتلكتها فئة الإسلاميين الذين سيطروا على كل منافذ المجتمع". هذا فضلا أن "هم وحدهم الفئة التي تجرأت على التحريض على القتل، وهو ما يدل على أنها تخطت حدود التعبير عن الرأي لتعلن فكراً مسلحاً بالتكفير والتحريض السافر على قتل المخالف".
_________
نص الحوار على رابط العربية ..
http://www.alarabiya.net/articles/2007/09/10/38960.html
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 01:41]ـ
الشيخ الفاضل سليمان الخراشي: جزاكم الله كل خير؛ لقد نصحتم فصدقتم ...
أحسن الله إليكم: عندي استشكال حول موضوع تعليم البنات؛ حيث كنت اطلعت على قصيدة للشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله كتبها إلى علماء المملكة السعودية في وقته يحثهم فيها على السعي لتعليم البنات ...
ففهمت منه ـ و من قراءات أخرى ـ أنه حصلت ثمَّ معارضة لهذا من العلماء في بداية الأمر ...
فلو تفضلتم بتوضيح ذلك، و الله يرعاني و إياكم ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 01:50]ـ
ثم إني تأمَّلت مقالكم ـ بارك الله فيكم ـ (أكذوبة ... تُردّد في الصحافة السعودية!) جيِّداً فزال عني أكثر ذلك الاستشكال، و لله الحمد ...
رابط المقال: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/34.htm
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 10:53]ـ
سددك الله يا شيخ سليمان
ارمهم
وأثخنهم
فردودك وبيانك سبب لمنع كثير من الشر
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 11:55]ـ
-
غثيثة!
،،
يا شيخ بعض المنافقين اعلنوا النفاق من حيث لا يشعرون
حتى قائل احدهم احدى الصحف مدافعاً: أن النبي لم يكن يحارب المنافقين!
يقصد أن على الدولة عدم اعتراضهم
ونسي أن النبي لم يمكن لهم لا في السياسة ولا الإعلام و لا على اموال المسلمين ومصالحهم
ونسي أن الله قال: يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم
،،
بارك الله فيكم يا شيخ سليمان ونفع بكم الإسلام والمسلمين
،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو اسامه النجدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 07:38]ـ
الله المستعان فكم من يظن نفسه مصيب وهو في الحقيقه قدوصل الى امر هو عظيم وخطير
فيا اخي سليمان الخراشي ما تظن في هؤلاء الاثنين ناصر وعبد الله هل خدمو الاسلام ونصرو المظلومين في بقاع الارض
ام كانت اعمالهم في نصرة اهل الباظل
اخي والله سوف يعلم هؤلاء الذين افسدو في الارض انهم مخطئين لكن متى اذا بلغت الحلقوم
وسوف يقلون انما كنا نخوض ونلعب
فماذا يكون الجواب في ظنك
حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 06:20]ـ
بارك الله فيك وفي جهودك
ـ[النابغة الجعدي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 01:18]ـ
نفع الله بك وكتاب المذكورة صدر وهو على النت مع الأسف مليء بالإفتراءات على العلماء وبه خلط بين منهج العلماء وأفكار الضلال!، بل واستباحت خلاله الشرك بالله والمحرمات!، بل وصل الأمر الى اتهام الحكومة السعودية بالتواطء مع العلماء! على الليبراليين، وحقها والله هي وزوجها الذي يفاخر بأنه اول سعودي سمح لزوجته أن تسافر سافرة بدون محرم للخراج لمدة شهر!
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 05:00]ـ
قرأت لبنت البشر هذه قبل سنوات مقالا تستخف فيه من ثقافة القبور وجهنم
فالحمد لله ان من ينقد بلادنا هم بهذا المستوى من الاضمحلال والسفاهة
جزيت خيرا يا شيخ سليمان وبارك فيك
نسأل الله ان يأيدك ويوفقك(/)
التكفير بالتسلسل .. وأصل مقولة " من لم يكفر الكافر فهو كافر" الذي يرجع اليه
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 10:27]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن التكفير حكم شرعي يخاطب به كل مسلم كما يخاطب بالأحكام الشرعية،فما كان منه على صورة الخبر صدقه وآمن به وما كان على صورة الأمر استسلم له وانقاد وعمل بموجبه ...
وهذا موقف المسلم من كل أحكام الشريعة ..
- والحكم بالكفر منالشارع إما أن يناط:" بمعين" كشخص يعينه الله سبحانه أو رسوله صلى الله عليه وسلم بالكفر ...
كقوله سبحانه وتعالى:" تبت يدا أبي لهب وتب .. "
وكحكمه سبحانه على اليهود والنصارى وغيرهم في غير ما آية ...
وكحكم النبي صلى الله عليه وسلم في أبيه وأمه وعمه أبي طالب وغيرهم ... فهذا كله حكم على الأعيان أو الطوائف ..
- وإما أن يناط حكم الكفر بوصف يقوم بمعين ...
كقوله سبحانه: "إنه من يشرك بالله .. " وقوله:"ومن لم يحكم بما انزل الله ... "وقوله: " لقد كفر الذين قالوا ... " الآيات
- فإذا حكم الشارع بالكفر على شخص بعينه أو أشار إلى كفره كفرعون مثلا، لزم تكفيره عينا والبراءة منه ومن شركه وكفره ولا مجال للاجتهاد في تأويل هذه النصوص - اللهم إلا الجهل بها - ويكون عدم التكفير في هذا لحالة تكذيبا لهذه النصوص أو ردا لها ...
- وإما إذا أنيط حكم الكفر بوصف ما فيكون محل الاجتهاد من المجتهد فيالتحقق من ثبوت هذا الوصف في ذاك المعين وخلوه من العوارض ثم تنزيل حكم الكفر عليه .. وهو علم ما يسمى بالمناط
وهنا لا يلزم من عدم التكفير كفر من لم يكفر،لأنه قد يخطأ في الاجتهاد فيتأول النص أو يتأولالمناط أو يجهله ..
وهذا لا يقال فيه كافر أو مسلم،بل يقال متأول أو مخطئ أو جاهل ...
ولكي نقف على حقيقة قول (من لم يكفر الكافر فهو كافر) لا بد أن نرجع بها إلى أصولها في الشرع ونقرر لها بعض القواعد ...
فمما ينبغي أن يقرر في هذا السياق:
أولا: هذه العبارة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) ليست نصا في كتاب الله أو سنة النبي عليه الصلاة والسلام أو إجماع الأمة ...
ثانيا: إذا كانت هذه العبارة على ما سبق فلابد من ردها إلى الكتاب والسنة وفهمها من خلالهما، لا من خلال استعمال أهل العلم لها ...
ثالثا: التكفير لا يكون إلا بما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع .. وخلا هذه الأمور الثلاثة لا يجوز التكفير بها، والمكفر في هذه الحالة يكفر بغير موجب وهو بين منهج الخوارج وأهل الغلو أعاذنا الله منهما.
رابعا: إذا تأملنا هذه الجملة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) وتأملنا مقدمة هذا الكلام وجدنا أنها ترجع إلى أمرين:
الأول: تكذيب النصوص التي قضت بتكفير الكفار سواء كانوا معينين من قبل الشارع أو جاء التكفير لأوصافهم ..
الثاني: الرضى بالكفر وتصحيحه وعدم البراءة منه ..
فإذا ثبت هذا فنكون قد رجعنا بهذه العبارة إلى أصلها في الشريعة وكلا الأمرين كفر بإجماع الأمة ..
خامسا: الأعذار الواردة على من لم يكفر الكافر ترجع إلى ذات الأعذار التي تثبت لمن يكذب بالنصوص أو يرضى بالكفر كالخطأ والجهل والتأويل سواء كان للحكم أو المناط ..
سادسا: كلام أهل العلم مهما علت رتبتهم في العلم وبلغت منزلتهم في الفضل لا يقاس عليه بمجردة ما لم يرد إلى هذا الأصل،لأنه ليس شرعا منزلا ولا بيانا محكما .. فكلام شيخ الإسلام في ابن عربي وفي من ادعى الإلهية في علي رضي الله عنه وكذا كلام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وعلماء الدعوة في طواغيت الخرج وغيرهم إذا تأملته وجدت ما ذكروه يتفاوت ظهورا وخفاءا وأغلبه كفر صريح واضح لا إشكال فيه لا مجال لمتأول ان يتأوله او يتوقف فيه ..
ومع شناعة ما حكى شيخ الإسلام من حال ابن عربي وابن سبعين وغيرهم فقد قال:
" ولكن هؤلاء الْتَبَس أمرهم على من لميعرف حالهم، كما الْتَبَسَ أمر القرامطة الباطنية لما ادعوا أنهم فاطميون، وانتسبواإلى التشيع، فصار المتبعون مائلين إليهم، غير عالمين بباطن كفرهم ... " ا. هـ
ومع ذلك فلا يقاس على كلام أهل العلم في هؤلاء غيرهم بل يكون المنطلق في التكفير في كل حاله هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعا: من لم يكفر الكافر إذا تحقق انه يكذب النص أو يرده أو يصحح الكفر أو يرضى به فهوكافر .. ليس لأنه لم يكفر الكافر أو يشك في كفره! بل لأنه كذب النص أو رده أو صحح الكفر أو رضي به .. وكل هذا كفر دل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة ...
ثامنا: أهل الغلو لما جعلوا تكفير الكافر من أصل الدين وجعلوه بمعنى البراءة من المشركين لم يقبلوا بهذه الأعذار لأن أصل الدين الذي قرروه لا يقبل فيه العذر بالجهل أو بالتأويل أو غيره إلا الإكراه ...
تاسعا: تكفير الكافر ليس هو البراءة منه لا لغة ولا شرعا وليس هو الكفر بالطاغوت وإن ذكر في كلام أهل العلم في بعض المواضع فينبغي رده إلى أصله في الشريعة كما سبق، والقوم يركزون جهدهم عليه وكأنه هو الأصل الأوحد (أقصد تكفيرالكافر) .. ولذا حاروا لما ذكرنا لهم تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية للإسلام وتلميذهابن القيم رحمهما الله، وليس فيه الكفر بالطاغوت ولا تكفير المشركين ولا غير ذلك .. فزعموا أنيأتكلم في خيال لا واقع له! ولم يعرفوا أن هذا واقع كل عامي عبد الله وحده ولم يشركبه شيئا ومات على ذلك فهو مؤمن بالله كافر بالطاغوت ..
ولم يردوا على ذلك ولن يردوا! لأنهمجعلوا أنفسهم بوابة التوحيد والإسلام .. فمن يرد أن يكون موحدا لابد أن يبحث عن أحدهم أولا ليدله طاغوت زمانه الذي لا يكون مؤمنا إلا بتكفيره والكفر به ...
عاشرا: البراءة من المشركين تثبت بعد الحكم عليهم بأنهم مشركون ومن لم يثبت لهم حكم الكفر لخطا أو تأويل أو جهل فلا يقال عنه أنه لم يتبرأ من المشركين أو أنه يكذب النصوص أو أنه يصحح الكفر ويرضى به ..
ومنشأ الخلل اعتبارهم التكفير للمشركين هو نفس البراءة منهم،والبراءة منهم هي أصل الدين وركن التوحيد ومن لم يحققه لأي سبب كان فهو كافر ولا يعذر بما سبق ..
وكل من يقرر هذا يلزمه التكفير بالتسلسل لا محالة حتى يعود الكفر على كل من على هذه الأرض بما فيهم أهل الغلو أنفسهم ...
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 06:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم وبعد ..
تكفير الكافر من عقائد المسلم كالإعتقاد بإسلام المسلم، إن كان خبرًا عن معين يجب الإيمان به، وإن كان منوطا بفعل ما أو قول أو إعتقاد يجب الإيمان به أيضا وتطبيقه على أرض الواقع على المعينين الذين تتحقق فيهم علة الحكم.
وتكفير أبي لهب -مثلا- الوارد حكمه في القرآن لا يتعلق بمعرفة سورة المسد، بل يجب الإيمان بكفره بمجرد معرفة حاله.
وتكفير النصارى لا يشترط فيه معرفة قول الله -تعالى-: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) فكثير من المسلمين لا يقرأون هذه الآية لكن كفر النصارى عندهم بديهي بمجرد معرفتهم بدين النصرانية أنه يخالف التوحيد الذي آمنوا به، ولو كان تكفير الكافر مرتبطا بمعرفة النصوص التي يندرجون تحتها لسقط عن أكثر المسلمين، هذا أولا ... وثانيا: لا نكفّر البوذيين والهندوس الذين لم يرد ذكرهم في القرآن، ويصبح الأصل في البشر جميعا الإسلام.
ومن يقول اليوم: إن النصارى واليهود ديانتهم سماوية وأهل توحيد لا نذكره بالآية السابقة لأن سبب قوله هذا لا ينبع من جهله بها وإنما من جهله بالتوحيد، ولا يقال عن هذا: يكفر مادام لا يكفّر الكافر، لأنه لا يستطيع أن يطبق هذه القاعدة إلا بعد معرفته بالتوحيد والدخول فيه، فلا يكفّر الكافر إلا من تبرأ من كفره، وهذا ما عرفه الصحابة وسائر المسلمين في كل زمان ومكان، وليس مسألة اجتهادية تخفى عن الناس.
لن يعادي المشركين من يعتبرهم مسلمين إخوانا له في الدين، فإذا كانوا مسلمين فالله أمرنا بموالاة المسلمين، وهكذا يهدم الإسلام، والصحابة لما تبرأوا من المشركين وكفرهم لم يؤد بهم هذا إلى التسلسل الذي نسمع عنه.
العضو (الموحد السلفي) اسمح لي أن أطرح عليك سؤالا: منذ متى أطلقت على نفسك إسم الموحد؟
إن قلت: منذ عرفتُ الشرك وتبرأت منه.
أقول لك: وكيف كنت قبل ذلك؟
تقول: كنت مسلمًا. (حسب إعتقادك الذي شرحتَه في مشاركتك).
أقول: من قال لك أن الإنسان ينتقل من الإسلام إلى التوحيد كدائرة داخل دائرة مثل الإنتقال من الإسلام إلى الإيمان إلى الإحسان؟!
إن الذي يتعلل بأن جهل حال الناس مانع من تكفير من أخطأ في حكمهم نقول له:
نحن نؤمن بهذا، لكن لا تتخذ هذا حجة في عدم تكفير من عرفت حاله، فهذا كمن يتعلل لشرب الخمر بأن من يجهل أن الإناء المعين فيه خمر وليس مشروبا آخر يعذر بشربه، وهو يشربها مع علمه بها في الحقيقة.
والسلام على من اتبع الهدى ..
----------------------------
موقع البيان الإسلامي
www.bayanislami.com
--------------------------
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 06:05]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
بطالة العقول
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 01:21]ـ
بطالة العقول
إعداد/محمد بن عبد المجيد المصري.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ... وبعد،،
*-فهذا مبحث أرجو أن يكون مبادرة موفقة لدعم مزيد من التفكير بمنهجية بعيدا عن الرتابة والتقليد فما كان من خير فهو من الله وحده وما كان من شر فهو من نفسي والشيطان.
المقدمة:-
"في هذه الأيام التي لا نزال نتلمس فيها طريق النهضة وطريق التغيير، نحن بحاجة إلى مفكرين (فقهاء) وبالمعنى العام لكلمة (فقه) وهي: (الفهم العميق للإسلام)، كما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل «.، نحن بحاجة إلى فقهاء علماء يعرفون سنن التغيير وأمراضنا الاجتماعية وواقعنا وواقع غيرنا تمام المعرفة، وما هي الخطوات المرحلية التي يجب أن نبدأ بها، وإذا كان الغرب ينتقل إلى الهم الاقتصادي والثورة (التقنية) فإننا في بلاد المسلمين لازلنا بحاجة إلى التخطيط الفكري؛ فإن هذه البضاعة لا تزال عزيزة، وإذا وجدت فإنها بضاعة غير رائجة، فلا تزال المنزلة الأولى للخطيب والواعظ، وصاحب الحديث الجذاب والبلاغة الأدبية، ولا تزال المجلة الفكرية، والمحاضرة الفكرية ثقيلتي الظل على السامع أو القارئ المسلم بشكل عام، وإذا حدث ودعي مفكر لندوة أو محاضرة فهي من باب (التملح (أو لكسر الروتين السائد، إن مشكلة (المسلم) لا تحل إلا بتحديدها تحديداً دقيقاً، والتفكير فيها، وهذا لا يؤتاه إلا (أولو الألباب) وعندما ذكر القرآن الكريم أن عشرين من المؤمنين. يغلبون مائتين من الذين كفروا قال: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ)).
ولذلك قال عبد الله بن مسعود يصف بعض المظاهر في آخر الزمان:» يكثر الخطباء ويقل الفقهاء «.
عندما كان العلماء الفقهاء هم الموجهون أو هم الحكام كانت الأمور تسير سيراً صحيحاً، وعندما انفصلت السياسة عن الفكر أصيبت بالانحراف ثم بالتدمير، وفي دول الغرب الآن نجد أن السر في قوتها» هو تكامل الفكر والسياسة، واعتماد رجال التخطيط والتنفيذ في دوائر السياسة والإدارة على ما يقدمه رجال الفكر العاملون في مراكز البحوث والدراسات خلال اللقاءات الدورية التي تجمع بين الفريقين لمناقشة وتقويم القضايا الداخلية والخارجية، ففي بلد كالولايات المتحدة هناك حوالي تسعة الآف مركز بحوث ودراسات متخصصة في بحث شؤون السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة والتربية، لا شك إنهم في الغرب يمارسون هذه الصناعة ويشجعونها، بل عندهم (بنوك) للأفكار، فالذي يقدم فكرة جديدة، تخزن حتى تأخذ طريقها للتنفيذ، ونحن لم نمارس هذه الصناعة - إلا في القليل. (1) ومن أثر ذلك أن (المرء الناظر للواقع الإسلامي يكاد يقطع بأن من الأسباب الرئيسية للتخلف الفكري والمنهجي الذي تمر به الأمة المسلمة على وجه العموم، و الفئة المسلمة على وجه الخصوص، هو أننا جعلنا التفكير ورسم الخطط مهمة آحاد من الناس أما البقية فهم متفرجون، لا يتجاوز دورهم تكثير السواد، ولعل من أبرز مقومات النهوض بالأمة وإنجاح العمل الإسلامي أن تستحث الطاقات الكامنة الخاملة،إلى التفكير وفق الأسس والموازين الشرعية فلأن تفكر الأمة بمائة عقل خير لها وأنفع من أن تفكر بعقل واحد) (2).
*الاشتقاق اللغوي للتفكر:-
ذكر صاحب اللسان في مادة (فكر) قوله: «الفَكر والفِكر: إعمال الخاطر في الشيء ... والفكرة: كالفكر، وقد فكر في الشيء وأفكر فيه وتفكر بمعنى. ورجل فكيِّر. أي: فسيق. وفكير: كثير الفكر. وقال الجوهري: التفكر: التأمل. والاسم: الفكر والفكرة. والمصدر الفَكر بالفتح» (3)،وقال في مفردات القرآن: «الفكرة: قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم. والتفكر جولان تلك القوة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب. ولهذا روي «تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله؛ إذ كان الله منزهًا أن يوصف بصورة» (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله _عز وجل_: "أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ" (الروم:8).
ورجل فكيِّر: كثير الفكرة، قال بعض الأدباء: مقلوب عن الفرك لكن يستعمل الفكر في المعاني؛ وهو فرك الأمور وبحثها طلبًا للوصول إلى حقيقتها) (5).
*معاني للفكر والتفكر:-
التذكر، والنظر، والاعتبار، والتدبر، والاستبصار ... إلى غيرها من المعاني المتقاربة. وعندما أورد الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - هذه المرادفات للتفكر عقَّب على ذلك بقوله: «وهذه معان متقاربة تجتمع في شيء وتتفرق في آخر، ويُسمَّى تفكرًا؛ لأنه استعمال الفكر في ذلك وإحضاره عنده، ويُسمَّى تذكرًا؛ لأنه إحضار للعلم الذي يجب مراعاته بعد ذهوله وغيبته عنه، ومنه قوله _تعالى_: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ" (الأعراف:201).
ويُسمَّى نظرًا؛ لأنه التفات بالقلب إلى المنظور فيه، ويُسمَّى تأمّلاً؛ لأنه مراجعة للنظر كرّة بعد كرّة حتى يتجلّى له وينكشف لقلبه، ويُسمَّى اعتبارًا وهو افتعال من العبور؛ لأنه يعبر منه إلى غيره فيعبر من ذلك الذي قد فكّر فيه إلى معرفة ثالثة وهي المقصود من الاعتبار، ولهذا يسمى عبرة. وهي على بناء الحالات - كالجلسة والقتلة - إيذانًا بأن هذا العلم والمعرفة قد صار حالاً لصاحبه يعبر منه إلى المقصود منه، وقال الله _تعالى_: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى" (النازعات:26)، وقال: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ" (آل عمران: من الآية13).
ويُسمَّى تدبرًا؛ لأنه نظر في أدبار الأمور - وهي أواخرها وعواقبها - ومنه تدبّر القول، وقال _تعالى_: "أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ"؟ (المؤمنون: من الآية68)؟ "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً" (النساء:82)، وتدبّر الكلام أن ينظر في أوله وآخره، ثم يعيد نظره مرة بعد مرة، ولهذا جاء على بناء التفعّل كالتجرّع والتفهّم والتبيّن.
وسمّي استبصارًا وهو استفعال من التبصّر؛ وهو تبيّن الأمر وانكشافه وتجلّيه للبصيرة. وكلٌّ من التذكّر والتفكّر له فائدة غير فائدة الآخر؛ فالتذكّر يفيد تكرار القلب على ما علمه وعرفه ليرسخ فيه وليثبت ولا ينمحي فيذهب أثره من القلب جملةً، والتفكّر يفيد تكثير العلم واستجلاب ما ليس حاصلاً عند القلب.
فالتفكّر يحصِّله والتذكّر يحفظه. ولهذا قال الحسن: «ما زال أهل العلم يعودون بالتذكر على التفكّر، وبالتفكّر على التذكّر ويناطقون القلوب حتى نطقت بالحكمة»، فالتفكّر والتذكّر بذار العلم، وسقيه مطارحته، ومذاكرته تلقيحه. كما قال بعض السّلف: «ملاقاة الرجال تلقيح لألبابها». فالمذاكرة بها لقاح العقل؛ فالخير والسعادة في خزانة مفتاحها التفكّر؛ فإنه لا بدّ من تفكّر، وعلم يكون نتيجته الفكر، وحال يحدث للقلب من ذلك العلم؛ فإن كلّ مَن علم شيئًا من المحبوب أو المكروه لا بدّ أن يبقى لقلبه حالة وينصبغ بصبغة من علمه، وتلك الحال تُوجِب له إرادة، وتلك الإرادة تُوجِب وقوع العمل، فهاهنا خمسة أمور:
الفكر وثمرته العلم، وثمرتهما الحالة التي تحدث للقلب، وثمرة ذلك الإرادة، وثمرتها العمل. فالفكر إذن هو المبدأ والمِفتاح للخيرات كلها، وهذا يكشف لك عن فضل التفكّر وشرفه وأنه من أفضل أعمال القلب وأنفعها له حتى قيل: تفكُّر ساعة خير من عبادة سنة، فالفكر هو الذي ينقل من موت الفطنة إلى حياة اليقظة، ومن المكاره إلى المحابّ، ومن الرغبة والحرص إلى الزهد والقناعة، ومن سجن الدنيا إلى فضاء الآخرة، ومن ضيق الجهل إلى سعة العلم ورحبه، ومن مرض الشهوة والإخلاد إلى هذه الدار إلى شفاء الإنابة إلى الله والتجافي عن دار الغرور، ومن مصيبة العمى والصّمَم والبكْم إلى نعمة البصر والسمع والفهم عن الله والعقل عنه، ومن أمراض الشُّبُهات إلى برد اليقين وثلج الصدور. وبالجملة فأصل كل طاعة إنما هي الفكر، وكذلك أصل كل معصية إنما يحدث من جانب الفكر» (مفتاح دار السعادة) (6).
(والتفكير هو عملية معالجة للمعلومات، فهناك كم كبير من الصور والأصوات والإحساس من الخارج عن طريق الحواس ومن الداخل من الذاكرة. والتفكير هو عملية تصنيف ومقارنة وتقييم لهذه المعلومات على ضوء منظومة الإيمان والاعتقاد والقيم … وبالتالي صياغة استراتيجية ينتج عنها تعبير لغوي أو سلوكي كما ينتج عنها تأثيرات فسيولوجية في العضلات والتنفس ولو البشرة وتعبيرات الوجه .. ).
يقول الانجليزي برناردشو [إن بعض الناس يفكر في العام مرتين أو ثلاثاً فقط]. (7).
ثبت المراجع
*القرآن الكريم.
1 - (صناعة الفكر) مجلة البيان، العدد (28)، شوال 1410،مايو 1990.
2 - لم لا نفكر .. ؟! أحمد بن عبد الرحمن الصويان " بتصرف "عن موقع: إسلاميات http://islameiat.com/doc
3- قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل: (ص 10) نقلاً عن كتاب أفلا تتفكرون للشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل.
4 - «مفتاح دار السعادة»: (1/ 191) نقلاً عن المصدر السابق.
5 - (المفردات للاصفهاني) نقلاً عن المصدر السابق.
6 - (مفتاح دار السعادة) لابن القيم رحمه الله،نقلاً عن أفلا تتفكرون. للشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل. انظر مكتبة موقع المسلم
7 - (حتى لا تكون كلاً) د. عوض القرني فصل بعنوان "وقفات مع الفكر والتفكير.
يتبع إن شاء الله .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 05:43]ـ
المبحث الأول
الأسباب الداعية لأهمية التفكير والتربية علي الإبداع:-
1 - القرآن يدعو إلى التأمل و التفكير:-
أن آيات القرآن تدعو إلى التفكر فى الآيات الكونية وفى الأنفس ومن آيات الله في الكون قوله تعالى ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) النحل))
يقول ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى (إن في ذلك لآية} يقول جل ثناؤه: إن في إخراج الله بما ينزل من السماء من ماء ما وصف لكم لآية: يقول: لدلالة واضحة وعلامة بينة: {لقوم يتفكرون} يقول: لقوم يعتبرون مواعظ الله ويتفكرون في حججه فيتذكرون وينيبون،ويقول في تفسير قوله تعالى (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} يقول تعالى ذكره: إن في تسخير الله ذلك على ما سخره لدلالات واضحات لقوم يعقلون حجج الله ويفهمون عنه تنبيهه إياهم) (8) فالقرآن ليس كتاب تاريخ أو جغرافيا أو علوم طبيعة ولكنه رسم للعقول دروباً تسدد الفكر، وأوجد المناخ العلمي كي ينتفع الناس بما سخرا لله لهم مما في الأرض ويستنبطوا في العلوم ما ينفعهم ولا يضرهم.،أوجد القرآن المناخ العلمي لينتفع الناس من التاريخ والجغرافيا فذكر أسباب التقدم وأسباب الانهيار عند الأمم ((قلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [الأنعام: 11]،فالمناخ العلمي هو الذي يسمح بالإبداع وطرح الأسئلة ولذلك شنع القرآن على الجمود وعلى الذين يقولون (إنا وجدنا آباءنا) الزخرف23).إن الله سبحانه عندما أعطى الإنسان قوى العقل ليفكر أرادمنه أن يكون التفكير طريقاً لما هو أنجح وأقوى وأحكم ولم يعطيها للإنسان ليجعلها خيالات وخرافات (9)،يقول الشيخ ابن عاشور إن إصلاح التفكير من أهم ما قصدته الشريعة الإسلامية في إقامة نظام الاجتماع، وبهذا نفهم وجه اهتمام القرآن باستدعاء العقول للنظر والعلم والاعتبار .... ) (10) كما يدعو القرآن إلى التفكير بشكل عام والتخلص من إرث الآباء والأجداد كما في قوله تعالىُ ((قلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ [سبأ: 46]
-وبين القرآن أن سبيل الدعوة الصحيحة وهو سبيل المرسلين الدعوة على بصيرة.
-يقول تعالى في سورة يوسف [قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف: 108] قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد: هذه الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته {سبيلي} وطريقتي ودعوتي أدعو إلى الله وحده لا شريك له {على بصيرة} بذلك ويقين علم مني به أنا ويدعو إليه على بصيرة أيضا من اتبعني وصدقني وآمن بي {وسبحان الله} يقول له تعالى ذكره: وقل تنزيها لله وتعظيما له من أن يكون له شريك في ملكه أو معبود سواه في سلطانه: {وما أنا من المشركين} يقول: وأنا بريء من أهل الشرك به لست منهم ولا هم مني
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، ذكر من قال ذلك حدثني المثنى قال أخبرنا إسحاق قال حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس في قوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} يقول: هذه دعوتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} قال: {هذه سبيلي} هذا أمري وسنتي ومنهاجي {أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} قال: وحق والله على من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه ويذّكر بالقرآن والموعظة وينهى عن معاصي الله.
حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس قوله: {قل هذه سبيلي} هذه دعوتي
حدثنا ابن حميد قال حدثنا حكام عن أبي جعفر عن الربيع: {قل هذه سبيلي} قال: هذه دعوتي. (11)
يقول الهروى رحمه الله في المنازل في الكلام على نفس الآية:- يريد أن تصل باستدلالك إلى أعلى درجات العلم وهى البصيرة التي تكون نسبة المعلوم فيها إلى القلب كنسبة المرئي إلى البصر، وهذه هي الخصيصة التي اختص بها الصحابة عن سائر الأمة، وهى أعلى درجات العلماء، قال
تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) أي أنا واتباعى على بصيرة، ومن اتبعني كذلك يدعو إلى الله على بصيرة، وعلى القولين:-
فالآية تدل على أن أتباعه هم أهل البصائر الداعون إلى الله تعالى، ومن ليس منهم فليس من أتباعه على الحقيقة والموافقة وإن كان أتباعه على الانتساب والدعوى) (12).
فنرى من تفسير السلف لهذه الآية أن" البصيرة " يجب أن تكون من سمات القائد والأتباع أيضا لا ينفرد بتا أحد دون الآخر.
ونرى كذلك أن القرآن قد أخبرنا عن قوم ضلوا بسبب عدم تفعيل عقلهم وتفّكرهم واتّبعوا ما عليه الآباء وهم أصحاب "العقلية الآبائية"وهم الذين قالوا (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون (الزخرف23) فحين عطلوا تفكيرهم عن إبصار الحق ارتكسوا هم وآباءهم في الضلال المبين (13).
2 - النبي صلي الله عليه وسلم يربي تربية القادة لا تربية العبيد (14):-
حرص محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أصحابه أنه إنما هو بشر يرضى كما يرضى البشر ويغضب كما يغضب البشر ويخطئ ويصيب فى الأمور الدنيوية كما يخطئ البشر ويصيبون مع عصمة الله له فيما يبلغه عن ربه،كان صلى الله عليه وسلم أصحابه فيقول لهم (لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده ورسوله) (البخارى) وفى سبيل هذه التربية لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع بأمر دون استشارة أصحابه، ففى بدر يقف صلى الله عليه وسلم حينما أتاه خبر مسيرة قريش على المسلمين فيستشير من معه من أصحابه فيتكلم أبو بكروعمرثم المقداد كلاماً حسناً، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يكتفى ولكنه ينظر إلى القوم ويقول لهم أشيروا على أيها الناس حتى يقوم سعد بن معاذ ويقول مقولته الطيبة، فيقول عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم "سيروا وابشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأنى أنظر إلى مصارع القوم" والرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه ويدع رأيه لرأيهم ففي بدر يتكلم الحباب ابن المنذر بشان المكان الذي ينزلون فيه فينهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتحول إلى المكان الذي يسير به الحباب رضي الله عنه.
-وفى غزوة الخندق قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشورة سلمان بحفر الخندق وكان صلى الله عليه وسلم يعمل إلى جانب العاملين، روى البخاري عن البراء رضى الله عنه قال"لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب جلد بطنه وكان كثير الشعر" فى كل هذه الأمثلة ترى تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه واعترافه برأيهم ورضاه بصراحتهم وجرأتهم في الحق، وهذه التربية تنتج قادة يحملون التبعات، لا اتباعاً يسيرون وراء كل ناعق.
-ومن أمثلة هذه المواقف موقف الصحابي أبي حذيفة حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة بدر:-"من لقي منكم العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقتله فإنما خرج مستكرهاً، فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس، والله لئن لقيته لألجمنه بالسيف" إنه لموقف يتجلى فيه الصدق والصراحة والجرأة وقد بلغت كل هذه غايتها، وما كان الأصحاب ليقفوا مثل هذه المواقف لولا ما عهدوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن استقباله للقول الذي يندفع به صاحبه، ما يدفعه إلا الصدق والإخلاص في القول، هكذا كانت تربية
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد صلى الله عليه وسلم، تربية لروح النقد والصراحة بالحق والجهربه، تربية تهدف إلى إنشاء قادة يستطيعون أن يضلعوا بأعباء القيادة حين تغيب القيادة وهذه التربية هي القدوة الصحيحة للتربيةالاسلامية، وكل تربية تبعد عن سبيل هذه التربية تعتبر تربية منحرفة بمقدار ابتعادها، وفى هذه التربية يشعر كل فرد بأنه مسئول عن الدعوة الإسلامية حتى ولوكان وحده، وكل فرد مسئول عن وظيفته الخاصة في الفئة المسلمة كما هو مسئول عن سير الفئة كلها، ولأدنى فرد في هذه الفئة أن يقف أمام خليفة المسلمين ليدلى برأيه وليعارض أي رأى أو قول أو فعل يجد فيه خطأ
3 - عمر رضي الله عنه يطبق الميزان:-
تأمل حال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ يقول حين صعد على المنبر (إذا أصبت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني، فقال له رجل من بين الناس إذا أخطأت قومناك بسيوفنا .. ! عمر بن الخطاب رضى الله عنه لا يرضى بتعبيد الناس له ومصادرة عقولهم،وتغييبهم عن الساحة،بل يطالبهم بالمشاركة، والناس لا ترضي بالتبعية والعجز، وهكذا تبني الأمم، ويقول أيضا رضي الله عنه (من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها") ياليته هلك وحده بل قد يكون اهلك منابع الخير والنور التي استفاد منها عشرات الأجيال (15).
-وقفة من عمر بن عبد العزيز:- قال عمر بن عبد العزيز: لأن يكون لي مجلس من عبيد الله أحب إلي من الدنيا وما فيها. وقال أيضا: والله إني لأشترى ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال فقالوا: يا أمير المؤمنين تقول هذا مع تحريك وشدة تحفظك؟ فقال: أين يذهب بكم؟ والله إني لأعود برأيه وبنصيحته وبهدايته على بيت مال المسلمين بألوف وألوف، إن في المحادثة-يعنى له ولمثله-تلقيحا للعقل وترويحا للقلب، وتسريحا للهم وتنقيحا للأدب " (16).
يتبع إن شاء الله
ثبت المراجع
8 - تفسير الطبري تفسير سورة النحل.
9 - د. محمد العبدة"بعض أسس التفكير كما جاءت في القرآن الكريم"ص3 من سلسلة دروب النهضة طباعة دار الصفوة بمصر.
10 - - الطاهر بن عاشور"النظام الاجتماعي في الإسلام" نقلا عن المصدر السابق ص4.
11 - - تفسير الطبري تفسير سورة يوسف.
12 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد طبعة دار الفتح ص77.
13 - أزمة العقل المبدع للباحث محمد عبد المجيد المصري.
14 - سبيل الدعوة الإسلامية للدكتور محمد أمين المصري رحمه الله دار الأرقم الكويت.
15 - لم لا نفكر .. ؟! أحمد بن عبد الرحمن الصويان مرجع سابق.
16 - (مشاركة العقول) من موقع إسلاميات
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 03:52]ـ
[أسباب مرض الرتابة وعدم التفكير والاعتماد على الغير في التفكير]
أ-تأثير العادات والأعراف:-
إن من أخطر العوامل المؤثرة سلباً على طريقة التفكير والتحليل بناء المعارف العلمية التي ينشأ عليها الإنسان فهو يعتقد صحة المسألة لكثرة تكرارها وتداولها في بيئته التي نشأ فيها، فهي معارف مبينة على التقليد والمحاكاة وليس على التفكير والتدبر وكثيراً ما نعتقد صحة فكرة ما من الأفكار حتى تصبح مسلمة عندنا حتى إذا خرجنا إلى بيئة أخرى اكتشفنا بطلانها وخطأها وقديماً كان يقال (لا يعرف الإنسان خطأ شيخه حتى يجلس عند شيوخ آخرين) .... إن الشعور بالسلامة المطلقة للبيئة التي يعيش فيها الإنسان واعتقاده بكمالها وخلوها من الأمراض يقوده إلى التبعية وحبس العقل عن التدبر والتأمل، وسوف يؤدي هذا إلى الضمور والتآكل، وأما الإحساس بضرورة النمو والتحسين وليس بالضرورة الخطأ – فإنه يقوده إلى الإبداع والتجديد وتطوير الطاقات، فالتفكير المبدع هو الذي يحول الركود والرتابة والتلقائية إلى حركة حية منتجة تتطلع دائماً إلى المزيد، وكما قال الفضل: - {التفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك} " دار السعادة "، وقال بن القيم {التفكر والتذكر بذار العلم، وسقية مطارحته، ومذاكرته تلقيحه} (17) فالتفكير الصحيح وسيلة من وسائل الإنعتاق من آثار العادة والاتكال على تفكير الآخرين ولهذا تضمنت دعوات الأنبياء جميعاًَ – عليهم الصلاة والسلام – دعوة للتفكر والنظر، والتخلص من إرث الآباء والأجداد. قال الله تعالى {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة – سبأ 46.
(ب) التربية الحزبية: -
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد نجحت التربية الحزبية في صناعة الببغاوات والقطعان الهائمة التي لا تجيد إلا فن التصفيق والإشادة وإجترار الشعارات ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً في بناء العقول الحية المبصرة القادرة على بناء المواقف وصناعة الأحداث، فالتربية الحزبية أفضل طريقة لوأد العقل وإماتة البصائر هذه التربية التي تبنى على ضرورة التسليم والإنقياد دون النظر والتفكير [ومن قلد عالماً لقي الله سالماً] هكذا هم يقولون ... أخزى الله التبعية الصماء كم قتلت من الطاقات؟! لذلك فإن العمل الإسلامي ينبغي أن يكون على هيئة " إطار عمل " وليس " إطار إنتماء ".
(ج) - الهزيمة النفسية:
أصيب كثيراً من المسلمين بمرض فتاك وهو الهزيمة النفسية ولهذا المرض شق يختص بموضوعنا وشق آخر يتعلق بالانقياد بالأعداد والتشبه بهم، أما فيما يتعلق بموضوعنا فنجد أن كثيراً من الطيبين على الساحة الإسلامية يقولون بذلنا ما في وسعنا لإقامة دولة الإسلام ولم تقم منذ كم ونحن ندعو ونربي ... ؟! ألخ وتدعو هذه النفسية المنهزمة إلى الانغلاق على النفس والتفكير ببلاده بدلاً من أن يفكر في إيجاد حلول عملية إيجابية لترشيد الأخطاء وتصحيحها حتى يتم التمكين لهذا الدين في الوقت المناسب بتقدير الله وبالطاقة المناسبة لهذا العمل،ومن مشاهد الهزيمة النفسية مشهد التقليد وعدم الابتكار فنجد كثير من المسلمين لا يفكر في قضية الإبتكاروالإختراع في النواحي العلمية ولا يفكر في يوم من الأيام أين يكون مخترعاً أو مفكراً أو مبتكراً فتجد أنه في كثير من الدول لا يستطيع حتى صناعة الأمور البسيطة من حاجياتها ولله الأمر من قبل ومن بعد.
د- العيش في الخيالات
والأوهام والأحلام الفارغة والتعامي عن حقائق الواقع، والخيال مفيد إذا كان بقدر ما يسعى الإنسان إليه من تطوير للواقع وإبداع وتجديد في حدود الممكن أما إذا حلق بصاحبه في أجواء المستحيلات وعاش في ظلاله فقط معرضاً عن العمل فهو الداء القائل للفكر والمرض الفاتك بالعقل
(18).
هـ- بلادة الحواس
لأن بوابات الفكر ومنافذ العقل هي الحواس من سمع وبصر وذوق وحس وشمّ.
فإذا عوَّد الإنسان حواسه على دقة الملاحظة وسرعة الاستجابة نشطت للعمل وكانت نعم العون للتفكير، وإذا عوَّدها على الخمول والكسل تعطلت عن أداء وظائفها وأصبح حال صاحبها كما قال الله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (19).
يتبع إن شاء الله
ثبت المراجع:-
17 - مفتاح دار السعادة لابن القيم رحمه الله نسخة إلكترونية.
18 - (حتى لا تكون كلاً) د. عوض القرني فصل بعنوان "وقفات مع الفكر والتفكير".
19 - المرجع السابق.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 06:01]ـ
1 - الخروج من إطار القوقعة الفكرية وعدم الإقتصار على فرد بعينه بل يجب الإنفتاح على الأفكار الناضجة التي تثير ملكة العقل للتفكير والإبتكار، ورحم الله الإمام الشاطبي، حيث يقول: "فإن الله حكم بحكمته أن تكون فروع الملة قابلة للأنظار، ومجالاً للظنون، وقد ثبت عند النُظَّار أن النظريات لا يمكن الاتفاق فيها عادة، فالظنيات عريقة في إمكان الاختلاف فيها، لكن في الفروع دون الأصول، وفي الجزئيات دون الكليات؛ فلذلك لا يضر هذا الاختلاف". (20)
2 - التربية على علو الهمة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه، وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم التواني والكسل ويعلمنا الدعاء {اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال – البخاري} فالمسلم يجب أن تكون عنده نفسية قوية فإذا أخطأ أو حدثت له مشكلة فيقول (قدر الله وما شاء فعل) ويبدأ من جديد ويعمل للمستقبل) يقول ابن القيم رحمه الله، واصفًا الهمّة العالية: 'علو الهمّة ألا تقف - أي النفس- دون الله، ولا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظها من الله، وقربه والأنس به، والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية. فالهمّة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور، لا يرضى بمساقطهم، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم، فإن الهمّة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، ولكما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان'. (21)
– فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يربي أحد أبناءه إلى التطلع للأحسن، فقد ورد عن علي بن أبي طالب: [أنه سأل إبنه: تريد أن تكون مثل من؟ فقال له أحد أبناءه: - أريد أن أكون مثلك، فقال له: لا بل قل إنك تريد أ، تكون مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنك إذا كان هدفك أن تكون مثل علي فلعلك لا تصل إلى علي؟ ولو كان هدفك الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قدوتك، قد تكون أفضل من علي بن أبي طالب] (22)
ً-3الإبتعاد عن التشاؤم والمتشائمين لأنهم من الذين يثبطون الهمم، فهذا إبن عباس رضي الله عنه حبر الأمة يلتمس أخ له ليسلكا طريق العلم فيثبط0ه بمقولة [فما جدوى ذلك والأمة الإسلامية مليئة بالعلماء أمثال إبن مسعود وغيره] فيتركه إبن عباس رضي الله عنه حتى يكون له الباع في العلم ويفتتح جامعته الذي كان فيها مديرها وأستاذها فهكذا تصنع الهمم العالية بأصحابها.
يتبع إن شاء الله
ثبت المراجع:-
20 - الموافقات للشاطبي رحمه الله نقلاً عن الاستبداد الدعوي للصويان.
21 - 'الهمة طريق إلى القمة' للدكتور/محمد موسى الشريف دار الأندلس الخضراء.
22 - يقول محقق "كتاب الهزيمة النفسية"للخاطر رحمه الله أنه لم يجد له أصلا.
http://alrawahel.maktoobblog.com/424161/%C7%E1%C8%E1%C7%DB_%C7%E1%E3%C 8%ED%E4/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 08:48]ـ
-إهتمام العمل الإسلامي بصناعة الإبداع (23):-
تتأكد أهمية اقتناء سفينة الإبداع للعاملين في الحقول الإسلامية في هذا الوقت بالذات الذي تكالبت فيه العوائق والصعوبات، وتفاقمت فيه الانشطارات والانقسامات، وشحت فيه الموارد والمساعدات، والتفكير العلمي والإبداعي الذي يضمن بالإخلاص والمتابعة التغلب على تلك المشاكل والأزمات، ويرسم طريقاً تعرف فيه الأولويات، وترسخ به الثوابت، وتميز به الصفوف، وتلتحم به العلاقات، وينهض به العمل الإسلامي، وتطيب ثماره، وتدار مشاريعه ومؤسساته، وتستكشف آفاقه ومجالاته.
*المواد الأساسية لصناع الإبداع:
وفيما يلي أهم المواد التي تسهم في صناعة سفينة الإبداع بشرط الالتزام بمصدر التلقي كتاباً وسنة وبعد توفيق الله ـ تعالى ـ وعونه:
1 ـ الإيمان بأهمية صنع البيئة الإبداعية وبإمكانياته، وبضرورة انبثاقه من قوله ـ تعالى ـ: {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، الأمر الذي يحتم إحداث (انقلاب فكري) في العقل المسلم الجمعي والفردي على حد سواء، ينشأ معه انجذاب صادق للمعرفة لا للمعرفة ذاتها، ولا لتحصيل لذة عقلية، ولا للظفر بشهرة علمية، ولا لتحقيق رغبة دنيوية وإنما هو انجذاب للمعرفة بقصد تطوير الذات وبنائها، لا للتطوير ولا للبناء ذاتهما أيضاً، وإنما للإبداع وللنهوض وللنماء وللعطاء المراد به وجه الله تعالى.
2 ـ الإشاعة في العقل المسلم، والإيحاء في ذاته أن (الإبداع عادة) تُكتسب بشيء من البذل في تعلم وسائلها، والتلبس في خصائصها، والتدرب على تطبيقاتها.
3 ـ تكييف العملية التعليمية والتربوية بما يجعلها دافعاً للإبداع ومحضناً للمبدعين، ومثل هذا التكييف يستلزم بالضرورة إعادة النظر في الأهداف التربوية، ومن ثم في وسائلها وبرامجها؛ بمعنى: أنه يجب أن يكون إكساب المتربين طرائق التفكير العلمي والإبداعي من الأهداف الأساسية.
4 ـ صياغة شعارات جذابة ترسخ أهمية الإبداع، وتبشر بنتائجه وتحتفي بكل ملتبِّس به، والاجتهاد في بثها وإذابتها في النفوس وتفعيلها في العقول.
5 ـ تنظيم دورات ودروس في التفكير العلمي والإبداعي لمختلف شرائح العمل الإسلامي.
6 ـ ضرورة تلبُّس المربين والمعلمين بخصائص الإبداع ـ ولو تكلفاً ـ تجسيداً للقدوة الصالحة.
7 ـ الاحتفاء بالمبدعين، وخاصة الأحداث منهم والاعتناء بهم وتقديرهم معنوياً ومادياً.
*العوامل التي تؤثر في نشاط الإبداع:
أسلوب التربية والتعليم.
المؤسسات الثقافية:- (الإعلام ـ المنتديات والنوادي والمراكز الثقافية والعلمية والفكرية ـ الثقافة الذاتية بالاطلاع الواسع المتجدد على مصادر المعرفة).
المنزل والأسرة (حيث يمكنها زرع الثقة والدفع للإبداع، ويمكنها كبت الطاقات وقتلها).
المجتمع ومدى الشعور بالانتماء إليه؛ الألعاب وطريقة اختيارها؛ الاهتمام بملكة التأمل والتخيل؛ فائض الوقت واستثماره؛ تأثير الجوائز التشجيعية.
5 - العمل على اكتشاف الموهبين وذو الخصائص الإبداعية:-
إن القدرة على الاستفادة من مكامن التفوق، والتميز لدى المرؤوسين (المدعوين) بأفضل ما يمكن يعتبر من مسلّمات الإدارة الناجحة. ولكي يتحقق هذا كان لزاماً على الدعاة والمربين معرفة وتمييز هذه المكامن لدى المدعوين والمتربين وهو ما نعنيه باكتشاف الطاقات.
إن توفر الرجال (أولاً)، والقدرة على توظيفهم لخدمة أهداف رسمها لهم القادة (ثانياً) هما طرفا المعادلة الإدارية التي ينتج عنها نجاح القادة.
كتبت إحدى أكبر المنظمات العالمية هذه الكلمات لتعبر عن سر نجاحها وتفوقها: «لقد حققنا هذا النجاح من خلال تنظيم إداري وجو عمل يساعدان على اجتذاب أفضل الطاقات البشرية، وتطوير وشحذ المواهب الفردية».
يقول أحد المفكرين: «إن معرفة الرجال بعمق من أدق أعمال الرئيس وأكثرها تأثيراً، إنها ينبوع القوة التي يملكها، إنها سر الرؤساء العظام» (24).
*ولكي نستطيع التعرف على الموهوبين ورعايتهم،ينبغي علينا أن نعرف الخصائص والسمات التي يتميزبها المبدعون لكي يساعدنا ذلك على إكتشافهم:-
خصائص المبدعين:
ثمة خصائص كثيرة يذكرها باحثو الإبداع، غير أن من أهمها ما يلي:
1 ـ الخصائص العقلية:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ الحساسية في تلمُّس المشكلات: يمتاز المبدع بأنه يدرك المشكلات في المواقف المختلفة أكثر من غيره؛ فقد يتلمس أكثر من مشكلة تلح على بحث عن حل لها، في حين يرى الآخرون أن (كل شيء على ما يرام)، أو يتلمسون مشكلة دون الأخريات.
ب ـ الطلاقة: وتتمثل في القدرة على استدعاء أكبر عدد ممكن من الأفكار في فترة زمنية قصيرة نسبياً، وبازدياد تلك القدرة يزداد الإبداع، وتنمو شجرته، وهذه الطلاقة تنتظم:
ـ الطلاقة الفكرية: سرعة إنتاج وبلورة عدد كبير من الأفكار، (اذكر كل الاستخدامات الممكنة لكوب الشاي).
ـ طلاقة الكلمات: سرعة إنتاج الكلمات والوحدات التعبيرية واستحضارها بصورة تدعم التفكير. (اذكر أكبر عدد من الكلمات التي تبدأ بحرف الصاد).
ـ طلاقة التعبير: سهولة التعبير عن الأفكار، وصياغتها في قالب مفهوم.
ج ـ المرونة: وتعني القدرة على تغيير زوايا التفكير (من الأعلى إلى الأسفل والعكس، ومن اليمين إلى اليسار والعكس، ومن الداخل إلى الخارج والعكس، وهكذا) من أجل توليد الأفكار عبر التخلص من (القيود الذهنية المتوهمة) (المرونة التلقائية)، أو من خلال إعادة بناء أجزاء المشكلة (المرونة التكيّفية) مثال: الإمساك بطير وقع في حفرة عميقة.
د ـ الأصالة: وتعني القدرة على إنتاج الأفكار الجديدة ـ على منتجها ـ وغير المكررة؛ فهي (أي الأصالة) تقاس بقيمة الأفكار لا بعددها، بشرط كونها مفيدة وعملية.
هذه الخصائص الأربع حددها (جلفورد)، وتشكل هذه الخصائص بمجموعها ما يسمى بالتفكير المنطلق (المتشعب)، وهو استنتاج حلول متعددة قد تكون صحيحة من معلومات معينة، وهذا اللون من التفكير يستخدمه المبدع أكثر من التفكير المحدد (التقاربي)، وهو استنتاج حل واحد صحيح من معلومات معينة.
هـ ـ الذكاء: أثبت العديد من الدراسات أن الذكاء المرتفع ليس شرطاً للإبداع، وإنما يكفي الذكاء العادي لإنتاج الإبداع.
وزادت بعض الدراسات العربية: الاحتفاظ بالاتجاه، وتعني القدرة على التركيز لفترات طويلة في مجال اهتمامه، برغم المعوقات والمشتتات.
2 ـ الخصائص النفسية:
يمتاز المبدع نفسياً بما يلي:
أ ـ الثقة بالنفس والاعتداد بقدراتها.
ب ـ قوة العزيمة ومضاء الإرادة وحب المغامرة.
ج ـ القدرة العالية على تحمل المسؤوليات.
د ـ تعدد الميول والاهتمامات.
هـ ـ عدم التعصب.
و ـ الميل إلى الانفراد في أداء بعض أعماله، مع خصائص اجتماعية وقدرة عالية على اكتساب الأصدقاء.
ز ـ الاتصاف بالمرح والأريحية.
ح ـ القدرة على نقد الذات والتعرف على عيوبها.
*خصائص متفرقة:
أ ـ حب الاستكشاف والاستطلاع بالقراءة والملاحظة والتأمل.
ب ـ الميل إلى النقاش الهادئ.
ج ـ الإيمان غالباً بأنه في (الإمكان أبدع مما كان).
د ـ دائم التغلب على (العائق الوحيد). (العائق الذي يتجدد، ويتلون لصرفك عن الإنتاج والعطاء).
هـ ـ البذل بإخلاص وتفان، وعدم التطلع إلى الوجاهة والنفوذ، بمعنى أن تأثره بالدافع الداخلي (كالرغبة في الإسهام والعطاء، تحقق الذات، لذة الاكتشاف، والانجذاب المعرفي، ونحوها) أكثر من الدافع الخارجي (المال، الشهرة، المنصب، ونحوها).
هل يتوجب توفر هذه السمات جميعها في الإنسان حتى يكون مبدعاً؟
بالنسبة للخصائص العقلية ينبغي توفرها كلها بدرجة معقولة، أما الخصائص الأخرى فيكفي أغلبها.
وهناك بعض الروائز (المقاييس) التي يطبقها بعض من المعاصرين للتعرف على الشخص المبدع، وتقوم تلك الاختبارات على طرح بعض الأسئلة التي تقيس مستوى الثقافة وحسن التصرف، وتحدد الفارق بين المستوى العمري والمستوى العقلي.
لكن تلك الاختبارات في الغالب ليست دقيقة النتائج؛ حيث يضعف من مصداقيتها، ودقة نتائجها عوامل متعددة كطبيعة البيئة الأسرية والاجتماعية للفرد، والمستوى الثقافي والحضاري فيهما.
كيف يتم اكتشاف الموهوبين والمبدعين؟
يعتمد نجاح البرامج المعدة لرعاية الموهوبين إلى حد بعيد على مدى النجاح في تشخيصهم وحسن اختيارهم؛ ولذلك تعددت وتطورت وسائل طرق التعرف على الموهوبين، إلا أننا يجب أن نتذكر دائماً أنه لا يوجد طريقة واحدة يمكن من خلالها التعرف على جميع مظاهر الموهبة؛ لذلك فإن التعرف يتحقق بشكل أفضل دائماً باستخدام مجموعة من الأساليب المتنوعة التي تعتمد بشكل أفضل دائماً على عمل الفريق.
كما يجب أن نتذكر أيضاً أنه كلما بكّرنا في اكتشاف الطفل المتفوق أو الموهوب، وهو ما زال في مرحلة عمرية قابلة للتشكيل كان ذلك أفضل كثيراً من الانتظار إلى سن متأخرة، قد يصعب فيها توجيه الموهوب الوجهة المرجوة؛ نظراً لما يكون قد اكتسبه من أساليب وعادات تجعل من الصعب عليه التوافق مع نظام تربوي، أو تعليمي مكثف. (25).
الخاتمة:-أرجو أن يكون هذا المبحث،قد أسهم في إلقاء الضوء على تلك المشكلة التربوية، وأن يكون من الأبحاث العملية، وليس من الأبحاث النظرية، فكاتب هذا المبحث يعتقد بأهمية كل كلمة وكل حرف في هذا المبحث، وقد كان هذا المبحث أحد النتائج التي نتجت نتيجة (واقع يحمل هذه المظاهرالإيجابية) فى الدعوة والتربية، فأسال الله بكرمه وعفوه أن يهيئ له أفئدة خالصة تعمل على تصحيح الطريق وتقويم الخطأ، وأن يجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله المستعان وعليه التكلان، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،،.
تم بحمد الله.
ثبت المراجع
23 - اكتشاف الطاقات وتوظيفها علي القحطاني مجلة البيان -السنة التاسعة عشرة * العدد 207* ذو القعدة 1425هـ * ديسمبر/يناير 2005م.
24 - سامي سلمان، بعنوان: (معرفة الرجال من سمات القيادة الناجحة)، البيان، بتصرف.
25 - - اكتشاف الطاقات وتوظيفها علي القحطاني مجلة البيان -السنة التاسعة عشرة * العدد 207* ذو القعدة 1425هـ * ديسمبر/يناير 2005م بتصرف.
رابط مقال مختصر للموضوع:-
http://www.almoslim.net/tarbawi/show...ain.cfm?id=966
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 08:52]ـ
رابط مقال مختصر للموضوع
http://www.almoslim.net/tarbawi/show_article_main.cfm?id=966
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 10:55]ـ
للرفع - بارك الله فيكم!
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 02:59]ـ
أخي نضال مشهود
جزآكم الله خيراً.(/)
الوطنية مشروع دواجن مجمدة .. بقلم الكاتب/محمد بن سيف
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 08:38]ـ
حين قدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة وجد للناس يومين يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر".
كنت سودتُ مقالةً أثناء الفوضى والمرج الذي صاحب احتفالات (اليوم الوطني) قُبَيل شهر رمضان المبارك، غير أنه لم يكتب لي نشرها آنذاك. ثم جاء عيد (الفطر) ليهلَّ علينا بأفراحه، وليثير في النفس ساكنها، ويجدد العزم على تبييض مقالتي بعدما كدت أنساها.
كتبت متسائلاً عن حقيقة الوطنية، وما المقصود من الإلحاح عليها وكثرة الحديث عنها هذه الأيام؟
وما الحكمة من تعظيم (اليوم الوطني) وتفخيمه؟
أمِِنْ أجل تربية الناس على حبِّ أوطانهم والولاء لها كما يقال؟
وهل حبُّ الوطن معلومةٌ يتلقنها الناس وسلوك يتربون عليه؟ أو أنه خلقٌ فطري يجبل عليه بنو آدم؟
ثم ما المقصود بالوطن؟ أهو الأرض ذات الحدود السياسية؟ أو هو الناس الساكنون داخل هذه الحدود؟ أو هو السلطة التي تحكم أولئك الناس؟
أو أن الوطن عبارةٌ عن مجموع ذلك كله؟
لكن ماذا لو تعارضت مصالح هذه الجهات الثلاث؟
ماذا لو تعارضت (مصلحة الأرض) مع (مصلحة الناس) الساكنين فوقها، فأين تكمن الوطنية الحقة؟ هل نضحي بدماء الناس من أجل الحفاظ على الأرض؟ أو نضحى بالأرض من أجل المحافظة على حياة (المواطنين)؟
و لو تعارضت (مصلحة الناس) مع (مصلحة السلطة) الحاكمة، فمع أيِّ الفريقين تقع الوطنية الصادقة؟ وأين يقف الخائن لوطنه في هذه القسمة التي يبتلى بها الناس في كثيرٍ من بلاد الله؟
تساؤلات مشروعة لا بدَّ لمبشري الوطنية أن يجيبوا عنها؟
أحبتي الأفاضل!
حبُّ الأوطان طبعٌ جبليٌّ فطريٌّ مغروسٌ في النفوس. وقد جُبلت عليه البهائم العجماء، فكيف بابن آدم الذي يعقل ويفكر. وقد قرنَ الله الإخراج من الديار بقتل الأنفس حين قال ـ جل ذكره ـ: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم، أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلٌ منهم).
ولشدة مفارقة الديار على النفس رتب الله الثوابَ العظيم للمهاجرين في سبيله الذين فارقوا أوطانهم وأوطان أهليهم استجابةً لله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وللسبب نفسه جعل الله من عقوبة الزاني ـ بعد جلده ـ التغريبَ والإبعادَ عن موطنه.
ولأن محبة الأوطان أمرٌ فطري جبلي، فإن من العجيب أن يحتاج أبناء بلدٍ ما لأن يُذكروا بحبِّ وطنهم عن طريق منهج دراسي يحفظونه، أو عن طريق احتفالات رسمية و مظاهر جوفاء يجبرون على المشاركة فيها!
قبل بضع سنوات قرَّر وزير التربية والتعليم الأسبق تدريس مقرر جديد بعنوان "التربية الوطنية". ولعدم قناعة الطلاب و المدرسين بهذا المقرَّر، فقد تحول إلى ما يشبه "الزائدة الدودية" داخل مناهج التعليم التي تعاني ـ أصلاً ـ من التخمة.
وقبل عام مضى أعلن مدير عام التربية و التعليم عن إجراءات مشددة وعقوبات تفرض على مدراء المدارس التي لا تلزم طلابها بآداء تحية العلم صباحَ كلِّ يوم!! وأكد مدير التربية والتعليم أن مشرفين تربويين سيقومون بمتابعة الأمر، إضافة لأعضاء من هيئة الرقابة والتحقيق!!
وبدايةً من العام المنصرم أعلنت الجهات الرسمية لدينا ((فرض)) إجازة رسمية على الجميع. ليس على القطاعات الحكومية فحسب، بل حتى على القطاعات الأهلية. وأصبح أصحاب الورش والمصانع ممنوعين من التكسُّب وطلب الرزق في ((يوم الوطن)). ومن يتجرأ على طلب رزقه ذلك اليوم فسوف تفرض عليه الرسوم والغرامات!!
كل هذا يجري من أجل ترسيخ "حب الوطن" في القلوب!
فأي وطنٍ هذا الذي يحتاج أبناؤه لكل هذه الإجراءات لتغرس محبته في قلوبهم؟!!
تلفتُّ حولي لأرى إن كانت مثل هذه المظاهر تبني ولاءً أو تؤسِّس انتماءً، فرأيت دولاً حولنا سبقتنا فوضعت لنفسها يوماً وطنياً تعظمه وتحتفل به. وكما هو الحال عندنا الآن، تعمدُ تلك الدول عبر مؤسساتها إلى ضخِّ برامج إعلامية وتقرير مناهج دراسية تحاول من خلالها تعظيم شأن هذا اليوم في قلوب الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالفعل تنجح تلك الدول في برمجة عقول أبنائها، أو لنقُل: تنجح في تجميد عقول مواطنيها، فتسوقهم سوقاً إلى المشاركة فيما يسمونه احتفالات ((يوم الوطن)) أو ((يوم الثورة)).
ثم تمضي الأيام، ويثور ثائرٌ على تلك الدولة فيسقطها ويمحو أثرها، و يمحو معها يومها الوطني. ثم تبدأ وسائل إعلام الدولة الجديدة ومناهج تعليمها في إعادة برمجة العقول، من خلال الترويج ليوم وطني جديد. ثم ما نلبث أن نرى الناس أنفسهم يحتفلون باليوم الجديد، وهو نفسه اليوم الموافق لذكرى سقوط دولتهم التي كانوا من قبلُ يحتفلون بيوم تأسيسها!!
ولو ذهبت الدولة الثانية وخلفتها دولة ثالثة، فسوف تتكرر الصورة نفسها، وسوف تعاد برمجة العقول من جديد، كي تحتفل القطعان من الناس بيوم سقوط الدولة التي احتفلوا من قبل بيوم تأسيسها!!
تأملت هذه الصورة، فعلمت أن "وطنية" المظاهر ما هي إلا مشاريع لإنتاج دواجن مجمدة العقول.
وقد كانت بلادنا بعيدةً عن ذلك كله. وكان الناس يحبونها حباً جماً لسبب أكبر من مجرد كونها وطناً لهم. بل يحبونها لكونها بلاد الحرمين ولأنها أقرب بلاد الله لشرع الله. وبرفعها شعار الدين كسبت ولاء ومحبة أبنائها، بل وأبناء المسلمين في كل شتى أقطار الأرض. فكانت ـ بحمد الله ـ غنيةً عن مقرر التربية الوطنية، وعن الأعياد المحدثة.
لكن بعد غزو نظام صدام لدولة الكويت وما تبع ذلك الحدث من تداعيات أثرت على تماسك الوضع الداخلي بالمملكة، تنادى بعض الكتبة إلى طرح المقترحات من أجل تلافي تكرار المشكلة. وكان من أهم طروحات بعضهم ضرورة تنمية (الحس الوطني) لدى الناس. فكان مقرر (التربية الوطنية) ثمرةً لذلك التفكير الغريب.
وبعد أحداث التفجير والقتل الأخيرة تكررت القصة نفسها، فكثر الحديث عن الوطنية، وعن ضرورة ترسيخ الولاء الوطني في نفوس الناشئة. وكان من ثمار ذلك إجازة رسمية، وتحويل اليوم الوطني إلى ((عيد)) ثالث مخترع، حتى وإن تمَّ تحاشي لفظة ((العيد)) على المستوى الرسمي.
بالنسبة لي فإني أجد مثل هذه المقترحات تبلغ الغاية في السذاجة و السطحية، فضلاً عن مخالفتها للشرع القويم. ذلك لأن الذي يملأ جسده وسيارته بالمتفجرات ويعمد إلى إزهاق نفسه وتقطيعها إرباً، إنما يفعل ذلك لأن حب بلده قد بلغ عنده مبلغاً عظيماً، بحيث ضحى بنفسه لما آمن أن هذا هو الطريق المتعين لتطهير بلده من العدو. هكذا يفكر أولئك الشباب، فالمشكلة هنا ليست مشكلة حب أو كره للوطن، وإنما هي مسألة دينٍ وقناعة. ولعل الواحد من هؤلاء يحمل في قلبه من حب بلده أضعاف ما يحمله الكثير من الكتبة المتشدقين بالوطنية، لكنه سلك طريقاً خاطئاً لما حمل قناعةً خاطئة.
وإذا كانت الأمر كذلك، فمن السذاجة أن يتصور أحدٌ أن طريق العلاج يكون عبر الاحتفالات ومشاريع دواجن (الوطنية). بل إن مثل هذه المظاهر المخالفة للشرع سوف تعطي نتيجة عكسية. وبخاصة أن تحريم مثل هذه الاحتفالات رأي علماء البلد المعروفين، وقد تتابع عليه ثلاثة من المفتين المعتمدين للدولة، بدءاً من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ثم الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمهما الله ـ، ثم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي الحالي. فكل هؤلاء يرون هذه الاحتفالات بدعةً مخالفةً للشرع. وبالتالي فإن الإصرار عليها ـ رغم عدم فائدته ـ سوف يضيف مبرراً آخر للحديث عن عدم جدية التزامنا بشرع الله.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
كل دولة تبحث عن سبب لبقائها ومشروعيتها، وتسعى لرفع مبدأ يجمِّع الناس حولها. وإذا لم تجد بعض الدول مبدأً تجمع الناس عليه، فإنها تعمد إلى اختراع وترديد مبادئ وشعارات كاذبة، أو ربما تعمَّدت تضخيم الخطر الخارجي من أجل خلق سبب يحمل الناس على الولاء لها.
استمعوا لخطابات دجال البيت الأبيض (جورج بوش) وسوف ترونه يحدِّث (دواجنه) ويخطب فيهم كل أسبوع عن عظمة المبادئ (الديمقراطية) و عن (الحرية) التي يسعى (الإرهابيون) و (أعداء العالم الحر) إلى زعزعتها.
ويومَ كانت لدولة الروس صولة وجولة، كان زعماؤها يحدثون (دواجنهم) عن جنة (الشيوعية) الموعودة، وعن فضائل (الاشتراكية) التي لا تحصى، وعن مناقب (الماركسية) التي سوف تداوى جروح الطبقة الكادحة الفقيرة المطحونة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين رفع طبلُ العرب (جمال عبدالناصر) راية القومية العربية، صار يحدث (دواجنه) في العالم العربي عن (الأمة العريبة الواحدة) ذات (الرسالة الخالدة)، وأطلق إذاعة (صوت العرب) من أجل المشاركة في برمجة عقول (دواجن) العروبة وحشوِها بخطورة شبح (الرجعية) و (الرجعيين) من أعداء (العروبة) و (التقدمية)!
وهكذا على مرِّ التاريخ يجهد الزعماء في المتاجرة بالشعارات من أجل إقناع الناس بسبب وجود دولتهم ومبرر بقائها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
هل الدولة المسلمة بحاجة لأيِّ شيء من ذلك؟!
ألا تملك الدولة المسلمة مبدأً تجمع الناس عليه سوى حب الوطن؟!
ألم يجد مثقفونا سبباً مقنعاً لوجودنا و وحدتنا سوى أننا نشترك في ترابٍ واحدٍ؟!
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
أثناء احتفالات (اليوم الوطني) نشرت جريدة (الوطن!) ما زعمت أنها وثيقة عمرها أكثر من سبعٍ وخمسين عاماً تضمنت توجيهات "واضحة" من الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ تنص على ضرورة احتفال البلاد بمناسبة اليوم الوطني، وتأمر بتوزيع الطعام والكسوة على الأيتام والعجزة، وفتح المطاعم أمام فقراء الشعب احتفاءً بهذه المناسبة.
وقد نقلت خبر هذه الوثيقة قناة العربية، وموقع إيلاف الإلكتروني. وزاد كاتب موقع إيلاف في التمليح، فعلق على الخبر قائلاً:
"وهذا ما يؤكد على أن الاحتفال بالمناسبة وجعله يوم عطلة رسمية يعود إلى أكثر من (55) عاماً، وأن ما يظهر من قبل بعض رجال الدين بأن المناسبة حرام، ماهو إلا حالةً دخيلة من التشدد الذي شهدته البلاد والمنطقة مؤخراً"!!.
هذا الوثيقة المزعومة طار بها أولئك الثلاثة: (الوطن، العربية، إيلاف)، ولن يجمع أولئك الثلاثة على هدى. والخبر متى ما تفردوا بنقله، فهو ـ في الغالب ـ زورٌ وإفكٌ مما عملته أيديهم.
تلك الوثيقة المنقولة لها قصةٌ معروفةٌ تعدُّ من مآثر الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ. لكن صحيفة (الوطن) لم تنقل تلك القصة، ولم تشر إليها. ربما بدافعٍ من وطنيتها الصادقة! ونظراً لأني لا أملك وطنيةً كتلك التي تملكها صحيفة (الوطن)، فسوف أسوق لكم القصة بتمامها، كي تترحموا على الملك عبدالعزيز، وتعرفوا قُبحَ وطنية المظاهر والشعارات.
فقد ذكر المؤرخ خير الدين الزركلي في كتابه الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز (ص198) أنه في شهر شوال من عام 1369هـ،كان بعض المسؤولين قد أعدُّوا العدة لإقامة احتفال بمناسبة مرور خمسين عاماً على دخول الملك عبدالعزيز مدينة الرياض. وقد وُضعت الترتيبات والاستعدادات بحيث تعطل المدارس والدوائر الحكومية في الرابع من شهر شوال، ويفتح أمراء المناطق أبوابهم لاستقبال المهنئين نيابةً عن الملك، وتوزع الأطعمة والأكسية على الفقراء احتفالاً بالمناسبة.
لكن قبل أن يقع شيءٌ من ذلك كله صدر بيانٌ من وزارة الخارجية هذا نصه:
"كانت الحكومة قد قرَّرتْ الاحتفال بالذكرى الذَّهبية لدخول جلالة الملك إلى الرياض منذ خمسين سنة. وقد استفتُى علماء الدين في ذلك، فأفتوا بأنه ليس من سنن المسلمين، ولا يجوز أن يتخذ المسلمون عيداً إلا عيدي الفطر والأضحى. ونزولاً من جلالة على حكم الشريعة أمر بإلغاء المراسم والترتيبات".
وهكذا انتهت القصة قبل أن تبدأ، وبمنهجية سهلة و بدهيةٍ لا تعقيد فيها.
بلد تعلن التزامها بحكم الشريعة. يفتي علماؤها بحرمة بعض ممارساتها، فيرجع الملك إلى قولهم ويعلن رجوعه في بيان رسمي دون أدنى حرجٍ. فيكون هذا من مآثره، ومن مآثر العلماء الذين نصحوا وبينوا له.
فهل هناك منهج في الحكمٍ أجمل من هذا؟
فما الذي حدث الآن؟ وما الذي يريده منا المتغنون بالوطنية العوجاء؟
كيف تفتي جهة الإفتاء الرسمية في البلد بحرمة الاحتفال باليوم الوطني ثم تأتي المقترحات والتوصيات من كتابنا ومثقفينا بمخالفة هذه الفتوى. ثم تكون النتيجة أن يجبر أطفالنا في المدارس على المشاركة في تلك البدعة المنكرة، ويلزم أصحاب المؤسسات والشركات والمصانع على تعطيل أعمالهم في هذا اليوم، وتفرض الرسوم والغرامات على من لا يلتزم بذلك. فضلاً عما صاحب ذلك من تمرُّد السفهاء وإشاعتهم الفوضى في مطلع الشهر الكريم.
جاءتني طفلتي تقول: إن معلمتي طلبت مني المشاركة في احتفالات اليوم الوطني. قلت لها: أعلميها أن الله ـ تعالى ـ قد أبدلنا بتلك الأعياد يومين هما أكرم وأشرف من كل يومٍ. ولن نحتفل بأي عيدٍ سواهما.
إن الذي فتح الرياض للملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ، هو الذي فتح مكة لمحمد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ومكة أحب إلينا من الرياض، ومحمد بن عبدالله أحب إلينا من عبدالعزيز بن عبدالرحمن. ولو كان في تلك الاحتفالات خيراً، لكانت فتح مكة أولى، ولكان يوم بدر ويوم الأحزاب أحرى. والأعياد في الإسلام شريعة، لا مدخل لأحدٍ في تغييرها.
وقد رأيت بعض الأفاضل شرقوا وغرَّبوا، وتكلموا مفرقين بين الأعياد التي يقصد بها التعبد فتكون بدعة، وبين تلك التي لا يقصد بها التعبد فتكون مباحةً. وآخرون فرَّقوا بين (العيد الوطني)، وبين (اليوم الوطني)، فجعلوا التسمية هي الحد الفاصل بين الحل والحرمة!!
أما الجهلة والمتشدقون فملأوا أفواههم حديثاً عن تنطُّع وتشدُّد من يمنع من هذه البدعة، وزادوا على ذلك فأوجبوا المشاركة فيها حين جعلوا المخالفة في ذلك معصيةً لولي الأمر وتنكراً للوطن!!
أما بحث المسألة من الجانب الشرعي، فليس هذا موضعه، وليس هو مقصودي الآن.
غير أن الذي أريد البحث فيه إنما هو فكرة (الوطنية) ومغازي الإلحاح عليها وكثرة الحديث عنها.
فهل المقصود منها فقط مجرد (حب الوطن)، أو أن هناك معاني أخرى وراء ذلك؟
...(/)
الوطنية مشروع دواجن مجمدة .. بقلم الكاتب/محمد بن سيف
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 08:39]ـ
حين قدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة وجد للناس يومين يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر".
كنت سودتُ مقالةً أثناء الفوضى والمرج الذي صاحب احتفالات (اليوم الوطني) قُبَيل شهر رمضان المبارك، غير أنه لم يكتب لي نشرها آنذاك. ثم جاء عيد (الفطر) ليهلَّ علينا بأفراحه، وليثير في النفس ساكنها، ويجدد العزم على تبييض مقالتي بعدما كدت أنساها.
كتبت متسائلاً عن حقيقة الوطنية، وما المقصود من الإلحاح عليها وكثرة الحديث عنها هذه الأيام؟
وما الحكمة من تعظيم (اليوم الوطني) وتفخيمه؟
أمِِنْ أجل تربية الناس على حبِّ أوطانهم والولاء لها كما يقال؟
وهل حبُّ الوطن معلومةٌ يتلقنها الناس وسلوك يتربون عليه؟ أو أنه خلقٌ فطري يجبل عليه بنو آدم؟
ثم ما المقصود بالوطن؟ أهو الأرض ذات الحدود السياسية؟ أو هو الناس الساكنون داخل هذه الحدود؟ أو هو السلطة التي تحكم أولئك الناس؟
أو أن الوطن عبارةٌ عن مجموع ذلك كله؟
لكن ماذا لو تعارضت مصالح هذه الجهات الثلاث؟
ماذا لو تعارضت (مصلحة الأرض) مع (مصلحة الناس) الساكنين فوقها، فأين تكمن الوطنية الحقة؟ هل نضحي بدماء الناس من أجل الحفاظ على الأرض؟ أو نضحى بالأرض من أجل المحافظة على حياة (المواطنين)؟
و لو تعارضت (مصلحة الناس) مع (مصلحة السلطة) الحاكمة، فمع أيِّ الفريقين تقع الوطنية الصادقة؟ وأين يقف الخائن لوطنه في هذه القسمة التي يبتلى بها الناس في كثيرٍ من بلاد الله؟
تساؤلات مشروعة لا بدَّ لمبشري الوطنية أن يجيبوا عنها؟
أحبتي الأفاضل!
حبُّ الأوطان طبعٌ جبليٌّ فطريٌّ مغروسٌ في النفوس. وقد جُبلت عليه البهائم العجماء، فكيف بابن آدم الذي يعقل ويفكر. وقد قرنَ الله الإخراج من الديار بقتل الأنفس حين قال ـ جل ذكره ـ: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم، أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلٌ منهم).
ولشدة مفارقة الديار على النفس رتب الله الثوابَ العظيم للمهاجرين في سبيله الذين فارقوا أوطانهم وأوطان أهليهم استجابةً لله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وللسبب نفسه جعل الله من عقوبة الزاني ـ بعد جلده ـ التغريبَ والإبعادَ عن موطنه.
ولأن محبة الأوطان أمرٌ فطري جبلي، فإن من العجيب أن يحتاج أبناء بلدٍ ما لأن يُذكروا بحبِّ وطنهم عن طريق منهج دراسي يحفظونه، أو عن طريق احتفالات رسمية و مظاهر جوفاء يجبرون على المشاركة فيها!
قبل بضع سنوات قرَّر وزير التربية والتعليم الأسبق تدريس مقرر جديد بعنوان "التربية الوطنية". ولعدم قناعة الطلاب و المدرسين بهذا المقرَّر، فقد تحول إلى ما يشبه "الزائدة الدودية" داخل مناهج التعليم التي تعاني ـ أصلاً ـ من التخمة.
وقبل عام مضى أعلن مدير عام التربية و التعليم عن إجراءات مشددة وعقوبات تفرض على مدراء المدارس التي لا تلزم طلابها بآداء تحية العلم صباحَ كلِّ يوم!! وأكد مدير التربية والتعليم أن مشرفين تربويين سيقومون بمتابعة الأمر، إضافة لأعضاء من هيئة الرقابة والتحقيق!!
وبدايةً من العام المنصرم أعلنت الجهات الرسمية لدينا ((فرض)) إجازة رسمية على الجميع. ليس على القطاعات الحكومية فحسب، بل حتى على القطاعات الأهلية. وأصبح أصحاب الورش والمصانع ممنوعين من التكسُّب وطلب الرزق في ((يوم الوطن)). ومن يتجرأ على طلب رزقه ذلك اليوم فسوف تفرض عليه الرسوم والغرامات!!
كل هذا يجري من أجل ترسيخ "حب الوطن" في القلوب!
فأي وطنٍ هذا الذي يحتاج أبناؤه لكل هذه الإجراءات لتغرس محبته في قلوبهم؟!!
تلفتُّ حولي لأرى إن كانت مثل هذه المظاهر تبني ولاءً أو تؤسِّس انتماءً، فرأيت دولاً حولنا سبقتنا فوضعت لنفسها يوماً وطنياً تعظمه وتحتفل به. وكما هو الحال عندنا الآن، تعمدُ تلك الدول عبر مؤسساتها إلى ضخِّ برامج إعلامية وتقرير مناهج دراسية تحاول من خلالها تعظيم شأن هذا اليوم في قلوب الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالفعل تنجح تلك الدول في برمجة عقول أبنائها، أو لنقُل: تنجح في تجميد عقول مواطنيها، فتسوقهم سوقاً إلى المشاركة فيما يسمونه احتفالات ((يوم الوطن)) أو ((يوم الثورة)).
ثم تمضي الأيام، ويثور ثائرٌ على تلك الدولة فيسقطها ويمحو أثرها، و يمحو معها يومها الوطني. ثم تبدأ وسائل إعلام الدولة الجديدة ومناهج تعليمها في إعادة برمجة العقول، من خلال الترويج ليوم وطني جديد. ثم ما نلبث أن نرى الناس أنفسهم يحتفلون باليوم الجديد، وهو نفسه اليوم الموافق لذكرى سقوط دولتهم التي كانوا من قبلُ يحتفلون بيوم تأسيسها!!
ولو ذهبت الدولة الثانية وخلفتها دولة ثالثة، فسوف تتكرر الصورة نفسها، وسوف تعاد برمجة العقول من جديد، كي تحتفل القطعان من الناس بيوم سقوط الدولة التي احتفلوا من قبل بيوم تأسيسها!!
تأملت هذه الصورة، فعلمت أن "وطنية" المظاهر ما هي إلا مشاريع لإنتاج دواجن مجمدة العقول.
وقد كانت بلادنا بعيدةً عن ذلك كله. وكان الناس يحبونها حباً جماً لسبب أكبر من مجرد كونها وطناً لهم. بل يحبونها لكونها بلاد الحرمين ولأنها أقرب بلاد الله لشرع الله. وبرفعها شعار الدين كسبت ولاء ومحبة أبنائها، بل وأبناء المسلمين في كل شتى أقطار الأرض. فكانت ـ بحمد الله ـ غنيةً عن مقرر التربية الوطنية، وعن الأعياد المحدثة.
لكن بعد غزو نظام صدام لدولة الكويت وما تبع ذلك الحدث من تداعيات أثرت على تماسك الوضع الداخلي بالمملكة، تنادى بعض الكتبة إلى طرح المقترحات من أجل تلافي تكرار المشكلة. وكان من أهم طروحات بعضهم ضرورة تنمية (الحس الوطني) لدى الناس. فكان مقرر (التربية الوطنية) ثمرةً لذلك التفكير الغريب.
وبعد أحداث التفجير والقتل الأخيرة تكررت القصة نفسها، فكثر الحديث عن الوطنية، وعن ضرورة ترسيخ الولاء الوطني في نفوس الناشئة. وكان من ثمار ذلك إجازة رسمية، وتحويل اليوم الوطني إلى ((عيد)) ثالث مخترع، حتى وإن تمَّ تحاشي لفظة ((العيد)) على المستوى الرسمي.
بالنسبة لي فإني أجد مثل هذه المقترحات تبلغ الغاية في السذاجة و السطحية، فضلاً عن مخالفتها للشرع القويم. ذلك لأن الذي يملأ جسده وسيارته بالمتفجرات ويعمد إلى إزهاق نفسه وتقطيعها إرباً، إنما يفعل ذلك لأن حب بلده قد بلغ عنده مبلغاً عظيماً، بحيث ضحى بنفسه لما آمن أن هذا هو الطريق المتعين لتطهير بلده من العدو. هكذا يفكر أولئك الشباب، فالمشكلة هنا ليست مشكلة حب أو كره للوطن، وإنما هي مسألة دينٍ وقناعة. ولعل الواحد من هؤلاء يحمل في قلبه من حب بلده أضعاف ما يحمله الكثير من الكتبة المتشدقين بالوطنية، لكنه سلك طريقاً خاطئاً لما حمل قناعةً خاطئة.
وإذا كانت الأمر كذلك، فمن السذاجة أن يتصور أحدٌ أن طريق العلاج يكون عبر الاحتفالات ومشاريع دواجن (الوطنية). بل إن مثل هذه المظاهر المخالفة للشرع سوف تعطي نتيجة عكسية. وبخاصة أن تحريم مثل هذه الاحتفالات رأي علماء البلد المعروفين، وقد تتابع عليه ثلاثة من المفتين المعتمدين للدولة، بدءاً من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ثم الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمهما الله ـ، ثم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي الحالي. فكل هؤلاء يرون هذه الاحتفالات بدعةً مخالفةً للشرع. وبالتالي فإن الإصرار عليها ـ رغم عدم فائدته ـ سوف يضيف مبرراً آخر للحديث عن عدم جدية التزامنا بشرع الله.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
كل دولة تبحث عن سبب لبقائها ومشروعيتها، وتسعى لرفع مبدأ يجمِّع الناس حولها. وإذا لم تجد بعض الدول مبدأً تجمع الناس عليه، فإنها تعمد إلى اختراع وترديد مبادئ وشعارات كاذبة، أو ربما تعمَّدت تضخيم الخطر الخارجي من أجل خلق سبب يحمل الناس على الولاء لها.
استمعوا لخطابات دجال البيت الأبيض (جورج بوش) وسوف ترونه يحدِّث (دواجنه) ويخطب فيهم كل أسبوع عن عظمة المبادئ (الديمقراطية) و عن (الحرية) التي يسعى (الإرهابيون) و (أعداء العالم الحر) إلى زعزعتها.
ويومَ كانت لدولة الروس صولة وجولة، كان زعماؤها يحدثون (دواجنهم) عن جنة (الشيوعية) الموعودة، وعن فضائل (الاشتراكية) التي لا تحصى، وعن مناقب (الماركسية) التي سوف تداوى جروح الطبقة الكادحة الفقيرة المطحونة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين رفع طبلُ العرب (جمال عبدالناصر) راية القومية العربية، صار يحدث (دواجنه) في العالم العربي عن (الأمة العريبة الواحدة) ذات (الرسالة الخالدة)، وأطلق إذاعة (صوت العرب) من أجل المشاركة في برمجة عقول (دواجن) العروبة وحشوِها بخطورة شبح (الرجعية) و (الرجعيين) من أعداء (العروبة) و (التقدمية)!
وهكذا على مرِّ التاريخ يجهد الزعماء في المتاجرة بالشعارات من أجل إقناع الناس بسبب وجود دولتهم ومبرر بقائها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
هل الدولة المسلمة بحاجة لأيِّ شيء من ذلك؟!
ألا تملك الدولة المسلمة مبدأً تجمع الناس عليه سوى حب الوطن؟!
ألم يجد مثقفونا سبباً مقنعاً لوجودنا و وحدتنا سوى أننا نشترك في ترابٍ واحدٍ؟!
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
أثناء احتفالات (اليوم الوطني) نشرت جريدة (الوطن!) ما زعمت أنها وثيقة عمرها أكثر من سبعٍ وخمسين عاماً تضمنت توجيهات "واضحة" من الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ تنص على ضرورة احتفال البلاد بمناسبة اليوم الوطني، وتأمر بتوزيع الطعام والكسوة على الأيتام والعجزة، وفتح المطاعم أمام فقراء الشعب احتفاءً بهذه المناسبة.
وقد نقلت خبر هذه الوثيقة قناة العربية، وموقع إيلاف الإلكتروني. وزاد كاتب موقع إيلاف في التمليح، فعلق على الخبر قائلاً:
"وهذا ما يؤكد على أن الاحتفال بالمناسبة وجعله يوم عطلة رسمية يعود إلى أكثر من (55) عاماً، وأن ما يظهر من قبل بعض رجال الدين بأن المناسبة حرام، ماهو إلا حالةً دخيلة من التشدد الذي شهدته البلاد والمنطقة مؤخراً"!!.
هذا الوثيقة المزعومة طار بها أولئك الثلاثة: (الوطن، العربية، إيلاف)، ولن يجمع أولئك الثلاثة على هدى. والخبر متى ما تفردوا بنقله، فهو ـ في الغالب ـ زورٌ وإفكٌ مما عملته أيديهم.
تلك الوثيقة المنقولة لها قصةٌ معروفةٌ تعدُّ من مآثر الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ. لكن صحيفة (الوطن) لم تنقل تلك القصة، ولم تشر إليها. ربما بدافعٍ من وطنيتها الصادقة! ونظراً لأني لا أملك وطنيةً كتلك التي تملكها صحيفة (الوطن)، فسوف أسوق لكم القصة بتمامها، كي تترحموا على الملك عبدالعزيز، وتعرفوا قُبحَ وطنية المظاهر والشعارات.
فقد ذكر المؤرخ خير الدين الزركلي في كتابه الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز (ص198) أنه في شهر شوال من عام 1369هـ،كان بعض المسؤولين قد أعدُّوا العدة لإقامة احتفال بمناسبة مرور خمسين عاماً على دخول الملك عبدالعزيز مدينة الرياض. وقد وُضعت الترتيبات والاستعدادات بحيث تعطل المدارس والدوائر الحكومية في الرابع من شهر شوال، ويفتح أمراء المناطق أبوابهم لاستقبال المهنئين نيابةً عن الملك، وتوزع الأطعمة والأكسية على الفقراء احتفالاً بالمناسبة.
لكن قبل أن يقع شيءٌ من ذلك كله صدر بيانٌ من وزارة الخارجية هذا نصه:
"كانت الحكومة قد قرَّرتْ الاحتفال بالذكرى الذَّهبية لدخول جلالة الملك إلى الرياض منذ خمسين سنة. وقد استفتُى علماء الدين في ذلك، فأفتوا بأنه ليس من سنن المسلمين، ولا يجوز أن يتخذ المسلمون عيداً إلا عيدي الفطر والأضحى. ونزولاً من جلالة على حكم الشريعة أمر بإلغاء المراسم والترتيبات".
وهكذا انتهت القصة قبل أن تبدأ، وبمنهجية سهلة و بدهيةٍ لا تعقيد فيها.
بلد تعلن التزامها بحكم الشريعة. يفتي علماؤها بحرمة بعض ممارساتها، فيرجع الملك إلى قولهم ويعلن رجوعه في بيان رسمي دون أدنى حرجٍ. فيكون هذا من مآثره، ومن مآثر العلماء الذين نصحوا وبينوا له.
فهل هناك منهج في الحكمٍ أجمل من هذا؟
فما الذي حدث الآن؟ وما الذي يريده منا المتغنون بالوطنية العوجاء؟
كيف تفتي جهة الإفتاء الرسمية في البلد بحرمة الاحتفال باليوم الوطني ثم تأتي المقترحات والتوصيات من كتابنا ومثقفينا بمخالفة هذه الفتوى. ثم تكون النتيجة أن يجبر أطفالنا في المدارس على المشاركة في تلك البدعة المنكرة، ويلزم أصحاب المؤسسات والشركات والمصانع على تعطيل أعمالهم في هذا اليوم، وتفرض الرسوم والغرامات على من لا يلتزم بذلك. فضلاً عما صاحب ذلك من تمرُّد السفهاء وإشاعتهم الفوضى في مطلع الشهر الكريم.
جاءتني طفلتي تقول: إن معلمتي طلبت مني المشاركة في احتفالات اليوم الوطني. قلت لها: أعلميها أن الله ـ تعالى ـ قد أبدلنا بتلك الأعياد يومين هما أكرم وأشرف من كل يومٍ. ولن نحتفل بأي عيدٍ سواهما.
إن الذي فتح الرياض للملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ، هو الذي فتح مكة لمحمد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ومكة أحب إلينا من الرياض، ومحمد بن عبدالله أحب إلينا من عبدالعزيز بن عبدالرحمن. ولو كان في تلك الاحتفالات خيراً، لكانت فتح مكة أولى، ولكان يوم بدر ويوم الأحزاب أحرى. والأعياد في الإسلام شريعة، لا مدخل لأحدٍ في تغييرها.
وقد رأيت بعض الأفاضل شرقوا وغرَّبوا، وتكلموا مفرقين بين الأعياد التي يقصد بها التعبد فتكون بدعة، وبين تلك التي لا يقصد بها التعبد فتكون مباحةً. وآخرون فرَّقوا بين (العيد الوطني)، وبين (اليوم الوطني)، فجعلوا التسمية هي الحد الفاصل بين الحل والحرمة!!
أما الجهلة والمتشدقون فملأوا أفواههم حديثاً عن تنطُّع وتشدُّد من يمنع من هذه البدعة، وزادوا على ذلك فأوجبوا المشاركة فيها حين جعلوا المخالفة في ذلك معصيةً لولي الأمر وتنكراً للوطن!!
أما بحث المسألة من الجانب الشرعي، فليس هذا موضعه، وليس هو مقصودي الآن.
غير أن الذي أريد البحث فيه إنما هو فكرة (الوطنية) ومغازي الإلحاح عليها وكثرة الحديث عنها.
فهل المقصود منها فقط مجرد (حب الوطن)، أو أن هناك معاني أخرى وراء ذلك؟
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 05:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال اكثر من رائع ونقل مفيد
جزاكم الله خيرا(/)
أركان الكفر .... ابن قيم الجوزية
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 02:17]ـ
أركان الكفر
أركان الكفر أربعة: الكبر والحسد والغضب والشهوة فالكبر يمنعه الانقياد، والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها، والغضب يمنعه العدل، والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة. فإذا انهدم ركن الكبر سهل عليه الانقياد، وإذا انهدم ركن الحسد سهل عليه قبول النصح وبذله، وإذا انهدم ركن الغضب سهل عليه العدل والتواضع، وإذا انهدم ركن الشهوة سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة. وزوال الجبال عن أماكنها أيسر من زوال هذه الأربعة عمن بلي بها، ولا سيما إذا صارت هيئات راسخة وملكات وصفات ثابتة، فإنه لا يستقيم له معها عمل ألبتة ولا تزكو نفسه مع قيامها بها. وكلما اجتهد في العمل أفسدته عليه هذه الأربعة، وكل الآفات متولدة منها. وإذا استحكمت في القلب أرته الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل، والمعروف في صورة المنكر والمنكر في صورة المعروف، وقربت منه الدنيا وبعدت منه الآخرة، وإذا تأملت كفر الأمم رأيته ناشئا منها وعليها يقع العذاب، وتكون خفته وشدته بحسب خفتها وشدتها فمن فتحها على نفسه فتح عليه أبواب الشرور كلها عاجلا وآجلا، ومن أغلقها على نفسه أغلق عنه أبواب الشرور، فإنها تمنع الانقياد والإخلاص والتوبة والإنابة وقبول الحق ونصيحة المسلمين والتواضع لله ولخلقة.
ومنشأ هذه الأربعة من جهله بنفسه، فإنه لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال، وعرف نفسه بالنقائص والآفات، لم يتكبر ولم يغضب لها ولم يحسد أحدا على ما آتاه الله. فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله، فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله، ويحب زوالها عنه والله يكره ذلك. فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته، ولذلك كان إبليس عدوه حقيقة لأن ذنبه كان عن كبر وحسد، فقلع هاتين الصفتين بمعرفة الله وتوحيده والرضا به وعنه والإنابة إليه. وقلع الغضب بمعرفة النفس وأنها لا تستحق أن يغضب لها وينتقم لها، فإن ذلك إيثار لها بالرضا والغضب على خالقها وفاطرها، وأعظم ما تدفع به هذه الآفة أن يعودها أن تغضب له سبحانه وترضى له، فكلما دخلها شيء من الغضب والرضا له خرج منه مقابلة من الغضب والرضا لها، وكذا بالعكس.
أما الشهوة فدواؤها صحة العلم والمعرفة بأن إعطاءها شهواتها أعظم أسباب حرمانها إياها ومنعها منها. وحميتها أعظم أسباب اتصالها إليها، فكلما فتحت عليها باب الشهوات كنت ساعيا في حرمانها إياها وكلما أغلقت عنها ذلك الباب كنت ساعيا في إيصالها إليها على أكمل الوجوه.
فالغضب مثل السبع إذا أفلته صاحب بدأ بأكله، والشهوة مثل النار إذا أضرمها صاحبها بدأت بإحراقه والكبر بمنزلة منازعة الملك ملكه فإن لم يهلكك طردك عنه، والحسد بمنزلة معاداة من هو أقدر منك، والذي يغلب شهوته وغضبه يفرق الشيطان من ظله، ومن تغلبه شهوته وغضبه يفرق من خياله.
كتاب الفوائد للإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية(/)
لو كانت تغطية وجه المرأة من التشريع .. فما عقوبة السافرة؟!
ـ[مناجاة]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 03:52]ـ
عدنان كيفي يدافع عن نفسه حول "الحجاب" ويهاجم الدخيل
لو كانت تغطية وجه المرأة من التشريع .. فما عقوبة السافرة؟!
عدنان أحمد كيفي
كتب فيصل بن منصور الدخيل بجريدة "الرياض" يوم الجمعة 1427/ 9/7ه الموافق 2006/ 9/29م تحت عنوان: "فيصل معقباً على عدنان كيفي حول الحجاب بين العقل والنص شهادة زور تجاه كيس الفحم!! " تعقيباً على مقال لي بعنوان "البعض يؤول النص ويجسد الحدث على هواه" المنشور في يوم الجمعة 1427/ 8/29ه اقول: اولاً: ابتعد في الحوار الهادئ عن استفزاز من احاوره، ولا اشكر على واجب، وكيس الفحم، لم اذكره لاستفز او اعادي احداً، وانما ذكرته كمثال لتوضيح امر الله عز وجل للمؤمنين بأن يغضوا ابصارهم فلو كن غير سافرات لما امرنا بغض البصر، كما الفت نظر الاستاذ فيصل بأنه لا رابط بين هذا المثال وحادثة اللاعب زيدان.
ثانياً: مفردتا لكماً ولطماً (ابقاسا ولطشاً)، لم تكن لغة تعبير للمقال وليس عراكاً بالايدي لا من بعيد ولا من قريب، وانما وصف ما آل اليه حال بعض الازواج، وما اشار اليه الاخ فيصل يدل انه تتبع مقالي باستعجال او بالقفز او قرأه بدون تركيز، وفي الحقيقة ذكرت المفردتين حين نكبل يد المرأة بالجوانتي عن الاخذ والعطاء فيأخذ الرجل مالها وكل شيء بالنيابة عنها يلطم وجهها.
ثالثاً: الصدق والامانة يا استاذ فيصل في مسألة كشف الوجه تجدها في الكتب والمراجع. وقد نشر الباحث والكاتب نجيب عصام يماني في جريدة الوطن يوم الاثنين 1427/ 7/12ه الآتي: "لقد بحثت في كتب الحنابلة فوجدت ان الوجه والكفين ليسا بعورة وذلك في الانصاف للمرداوي وهو من ائمة الحنابلة بل هو مرجع في الخلاف 417/ 1والكشاف 266/ 1والروض المربع 44والمغني 601/ 1ومنتهي الارادات 142/ 1والمبدع 318/ 10والمح1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 42/ 1وفي الفتاوى لابن تيمية 142/ 1والمبدع 318/ 10والمحرر 42/ 1وفي الفتاوى لابن تيمية 109/ 22.وهذا ما اجمع عليه كتب علماء المالكية من ان وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة ورد ذلك في المنتقى للباجي 251/ 1والقرطبي في احكام القرآن 29/ 12وابن العربي في الاحكام 1369/ 3وابن حيان في البحر المحيط 33/ 8والمدونة 95/ 1.تلتقي الحنفية مع بقية المذاهب في ان الوجه والكفين ليسا بعورة، ورد ذلك في متن الدر المختار 405/ 1وفي متن الهداية 258/ 1وفي بدائع الصنائع للكاساني 121/ 5والمبسوط للسرخسي 152/ 10والفتاوى الهندية 58/ 1والبناية للملا علي القاري 138/ 2والبحر الرائق لابن نجيم 284/ 1وفي اعلاء السنن للتهانوي 163/ 2.وتتفق اقوال الشافعية مع بقية المذاهب فتؤكد على ان وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة، ورد ذلك في حواشي الشرواني وابن قاسم والعبادي على تحفة المحتاج لان حجر الهيثمي 112/ 2وفي حاشية الجمل على شرح المنهاج 411/ 1وفي المجموع للنووي 83/ 4وللشيرازي في المذهب 66/ 1وفي الام للشافعي 109/ 1وفي نهاية المحتاج للرملي 7/ 2وللشربيني في مغني المحتاج 185/ 1والبغوي في التهذيب 154/ 2والشرح الكبير للدسوقي 214/ 1والحاوري للماوردي 167/ 20.اضافة الى مذاهب جميع الفرق فلم يقل احد بوجوب تغطية وجه المرأة. ومن انكر ذلك فليأت بالدليل.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "اذا رأى احدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأتِ اهله فإن البضع واحد .. " وهذا لا يتفق اذا كان الوجه مخفياً مغطى.
وعن ابي هريرة "من رأى امرأة ذات جمال فغض بصره عنها ابتغاء مرضاة الله اعقبه الله عبادة يجد لذتها" فكيف يميز الرجل الجميلة من القبيحة؟ وتلك المرأة التي اتت تهب نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحبته فنظر اليها وطأطأ رأسه فقام رجل يقول اذا لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها. فالمرأة كاشفة والصحابة ينظرون. وفي فتح الباري 420/ 11 ( ... ولنصيفها - يعني الخمار - على رأسها خير من الدنيا وما فيها).
(يُتْبَعُ)
(/)
واخيراً فإن رسول الله الله صلى الله عليه وسلم اخبرنا بألا تنتقب المرأة (المحرمة) ولا تلبس القفازين فهي من المحظورات ويجب على فاعلتها فدية كما ان المرأة يجب عليها ان تكشف وجهها وكفيها في صلاتها والا كانت باطلة. فلو كان الوجه عورة لما اجاز الله لهن كشف عوراتهن فهذا تشدد وغلو ومن الزم النساء بذلك كمن احدث بدعة في صلب العقيدة الإسلامية وكيف تعارض السيدة عائشة اوامر النبي صلى الله عليه وسلم وتغطي وجهها وهي محرمة بالحج فأخذ الحكم انما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحق لاحد ان يخالفه.
وعن ابي حنيفة ان خبر الآحاد لا يعمل به فيما تعم به البلوى وهذه من جملة الاكاذيب على ام المؤمنين، وقد ضعف الالباني حديث العين الواحدة وقال لا يصح هذا عن ابن عباس.
واخيراً فإن قضية الافك تثبت ان الحجاب كان خاصاً بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيه دلالة على وجوب ستر المؤمنات وجوههن، ابن قتيبة في تأويل مختلف الاحاديث ص 153.فلا يجوز لأحد ان يفرض على النساء تغطية الوجه ويقول هو من عند الله. وكل ما تستطيع قوله ان مسألة الحجاب هي محل خلاف ومتى وقع الخلاف امتنع الانكار وللمرأة حقها في ان تكشف او تغطي دون ان يلزمها احد بذلك".
رابعاً: نعم الاختلافات لا يمكن حسمها او ترويضها او حتى مصادرتها بل تؤدي الى مزيد من التعصب دون نتيجة، خصوصاً اذا كان الرأي مخالفاً لما يراه الطرف الآخر، ووقع الاخ فيصل في تناقض حينما ذكر انه تمنى ان ابين له هذه الاختلافات بأمانة وصدق ويضع كل مذهب وحجته وهو يختار ما يوافقه. بينما رفض في مقاله الاستدلال بالعقل مع توفر النص، واعتبر ذلك شهادة زور فكيف يفهم المسلم دينه بدون عقل وخاصة في امور دنيوية لا تمس العقيدة، وكيف يجيز لنفسه ان يقبل دليلاً صادف هواه ولا يقبل دليلاً آخر خالفه؟
خامساً: الرابط بين الموضوعات التي اثرتها ومسألة كشف الوجه كبير جداً فهناك ايضاً كثير من الدول العربية تقود المرأة السيارة وهي سافرة وهذا السلوك عندها عادة وهي حرة فيما تفعل، والمرأة في الجاهلية وصدر الإسلام كانت تتحجب حجاباً كاملاً وتغطي وجهها حشمة وادباً وحياءً وخجلاً وليس طاعة وتعبداً وامراً مفروضاً، والإسلام لم يشرع شيئاً الا وفيه مصلحة ومن لا يتبع التشريع فيعرض نفسه للعقوبة، فهل تستطيع او يستطيع غيرك ان يوضح عقوبة من تكشف وجهها؟
اما تغطية المرأة وجهها في الانتخابات الاخيرة في اليمن ليس دليلاً على تحريم كشف الوجه، والا قبلنا بأغلبية السافرات في اقطار إسلامية كثيرة ونقول ايضاً خير دليل على جواز كشفه.
سادساً: من هو المتعصب المتطرف ويثير القلق والبلبلة ويطعن في نصوص ويقبل اخرى ويؤول النص لما يناسب هواه وعاداته وتقاليده ويحرم الحلال ويقرر عدم خضوع النصوص للتأويل ويتعدى على حريات الآخرين ومن يقول ان هناك من اجتهد وفهم من ظاهر النص ما يضيق على الناس خطأ وبلا دليل، ام الذي يقول ان المشرع هو الله والذي يحلل ويحرم هو الله؟
اما اذا كانت حجتك انك تريد الاخذ بالاحتياط لنفسك فتؤمن بما لا دليل عليه لتكون واثقاً من النجاة على افتراض صحته فأنا اقول لك بأن هذا الاحتياط فيه تحريم للحلال وجرأة على الله
قرأت هذا الموضوع فى أحد المواقع وأرجو من أهل العلم التعليق وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 11:22]ـ
أدلة تغطية الوجه من الكتاب والسنة
علي بن عبد الله العماري
قدم له وراجعه
فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله قيوم السموات الأراضين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين – صلى الله عليه وسلم – وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه نبذة يسيرة موجزة في وجوب التحجب والتستر للمرأة المسلمة عن الرجال الأجانب، وتحريم إبداء الزينة لغير المحارم الذين ذكرهم الله بقوله " ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن .. " الآية، وبيان ما في التكشف وإظهار الزينة من المفاسد والأخطار، وفي واجب الأولياء نحو محارمهم، وفي ذكر بعض الأدلة التي توضح وجوب التستر والاحتشام ومنع التبرج والتخلع والسفور، وفي مناقشة ما يشبه به المتساهلون في هذا الباب، وبيان سوء أهدافهم وما يرمونه من دعاياتهم إلى الاختلاط وإبداء المحاسن، كتبها الأخ علي بن عبد الله العماري الذي عُرف بالعلم، والفهم، والإدراك، والبحث، واستخراج المسائل، وعرف بالعقل والثبات والاتزان، ولم يُعرف عنه شيء من التسرع والتهور. فجدير بالمسلم الذي يريد الحقَّ أن يتقبل ما جاء به الدليل، وأن يتقبل الصواب ممن جاء به بقطع النظر عن قائله، ويرد الباطل على من جاء به مهما كانت شهرته ومنزلته، فالحق أحق أن يُتبع، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو الإفتاء
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، أم نساء المؤمنين بالحشمة والحجاب، وصلى الله على محمد وآله وسائر الأصحاب وسلم تسليماً إلى يوم الدين ... أما بعد:
فقد أمر الله تعالى نساء المؤمنين بالتستر وعدم إظهاراً لزينة لغير المحارم خوفاً عليهن من الفواحش والآثام كما قال تعالى: " ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء". فهؤلاء الأصناف الإثنا عشر يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر أمامهم وهي كاشفة عن وجهها وكفيها ونحوهما؛ لأنهم من المحارم، أما غيرهم فلا يجوز لها ذلك.
ثم جاء بعد ذلك من يجادل في أن الوجه والكفين قد استثنيا واستدلوا بهذه الآية: " ولا يبدين زينتهم إلا ما ظهر منها" وبعض الأحاديث كحديث أسماء، وحديث سفعاء الخدين، وقصة الخثعمية، ونهيه – صلى الله عليه وسلم – أنت تنتقب المرأة وتلبس القفازين وهي محرمة، وقصة الواهبة وغيرها من الروايات.
لذا عزمت وتوكلت على الله في ذكر أدلة المبيحين والرد عليها من الكتاب والسنة وأقوال أئمة السلف والخلف رحمهم الله، ثم أذكر الأدلة الثابتة في وجوب ستر الوجه والكفين عن غير المحارم منم ذلك أيضاً.
أدلة المبيحين والرد عليها
أولاً: يستدلون بآية سورة النور " ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها" وأن ابن عباس فد فسرها بأنها الوجه والكفان، ويرد عليهم أن ابن مسعود قد قال – في تفسير هذه الآية " إلا ما ظهر منها " بأن المقصود هو الرداء والثياب، وقال بقول ابن مسعود - رضي الله عنه - الحسن، وابن سيرين، وأبو الجوزاء، وإبراهيم النخعي، وغيرهم. وقال ابن كثير في تفسيرها: أي لا يظهرن شيئاً من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه. وهذا الذي رجحه الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان حيث قال – رحمه الله -: " إن قول من قال في معنى " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " أن المراد بالزينة الوجه والكفان مثلاً، توجد في الآية قرينة تدل على عدم صحة هذا القول وهي أن الزينة في لغة العرب هي ما تتزين به المرأة مما هو خارج عن أصل خلقتها: كالحلي والحلل، فتفسير الزينة ببعض بدن المرأة خلاف الظاهر، ولا يجوز الحمل عليه إلا بدليل يجب الرجوع إليه.
ثانياً: يستدلون بحدث أسماء – رضي الله عنها – فعن عائشة – رضي الله عنها – أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يضح أن يُرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه " ويرد عليهم بأن هذا الحديث ضعيف جداً كما قال بذلك أهل العلم، وهو مرسل؛ لأن خالد بن دريك لم يدرك عائشة – رضي الله عنها – فالسند منقطع .. ورد سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز – حفظه الله ورعاه – هذا الحديث بخمسة أوجه حيث قال سماحته:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. إن الراوي عن عائشة المسمى خالد بن دريك لم يلق عائشة، فالحديث منقطع، والحديث المنقطع لا يُحتج به لضعفه.
2. إن في إسناده رجلاً يُقال له سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يُحتج بروايته.
3. إن قتادة الذي روى عن خالد بالعنعنة وهو مدلس يروي عن المجاهيل ونحوهم ويُخفي ذلك، فإذا لم يصرح بالسماع صارت روايته ضعيفة.
4. إن الحديث ليس فيه التصريح أن هذا كان بعد الحجاب، فيحتمل أنه كان قبل الحجاب.
5. إن أسماء هي زوج الزبير بن العوام، وهي أخت عائشة بنت الصديق وامرأة من خيرة النساء ديناً وعقلاً، فكيف يليق بها أن تدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم وهي إمرأة صالحة في ثياب رقاق مكشوفة الوجه والكفين وزيادة على ذلك بثياب رقيقة وهي التي تُرى عورتها منها فلا يُظن بأسماء أن تدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذه الحال في ثياب رقيقة ترى من ورائها عورتها فيعرض عنها النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لها عليك أن تستري كل شيء إلاّ الوجه والكفين.
معنى هذا أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهي كاشفة لأشياء أخرى من الرأس أو الصدر أو الساقين أو ماشابه ذلك، وهذا الوجه الخامس يظهر لمن تأمل المتن فيكون المتن بهذا المعنى منكراًً لا يليق أن يقع من أسماء رضي الله عنها.
ثالثاً: يستدلون بحديث سفعاء الخدين الذي رواه جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: " تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم: فقامت امراة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت لم يارسول الله؟ قال: " لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير" إلخ، والحديث صحيح أخرجه النسائي.
ويُرد عليهم بما ذكره الشيخ المحدث مصطفى العدوي – حفظه الله – في كتابه (الحجاب أدلة الموجبين وشبه المخالفين) في ص (40):
"والصواب أنها (امرأة من سفلة النساء) ثم ذكر ثمانية أوجه كلها تدل على أو الرواية الصحيحة هي (امرأة من سفلة النساء) ثم قال وفقه الله في ص (41): فعلى هذا فقوله: " امرأة من سفلة النساء سفعاء الخدين) أي ليست من علية النساء بل من سفلتهم، وهي سوداء، هذا القول يُشعر ويشير إشارة قوية إلى أن المرأة كانت من الإماء وليست من الحرائر، وعليه فلا دليل في هذا لمن استدل به على جواز كشف المرأة؛ إذ أنه يُغتفر في حق الإماء ما لا يغتفر في حق الحرائر ... وقد فسر سفعاء الخدين بأنها جرئية ذات جسارة ورعونة وقلة احتشام.
رابعاً: يستدلون بقصة الخثعمية التي جاءت تستفتي النبي صلى الله عليه وسلم فطفق الفضيل ينظر إليها وأعجبه حسنها فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم والفضل ينظر إلها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها .. إلخ، فقالوا: لو كان كشف الوجه محرماً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة أن تعطي وجهها.
ويرد عليهم أن المرأة كانت محرمة، والمحرمة لا يجب عليها أن تغطي وجهها إلا إذا احتاجت عند مرور الرجال مثلاً كما جاء عن عائشة رضي الله عنها، في حجة الوداع (كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها فإذا جاوزناه كشفناه) ويرد عليهم أيضاً بما قاله الشيخ حمود التويجري – رحمه الله – وأسكنه فسيح جناته – في كتابه " الصارم المشهور على التبرج والسفور" ص (232): وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه أن ابن عباس رضي الله عنه لم يصرح في حديثه بأن المرأة كانت سافرة بوجهها. إلى أن قال رحمه الله تعالى – وغاية مافيه ذكر أن المرأة كانت وضيئة؛ وفي الرواية الأخرى حسناء فيحتمل أنه أراد حسن قوامها وقدها ووضاءة ما ظهر من أطرافها.
خامسا: يستدلون بنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تنتقب المرأة وأن تلبس القفازين في الإحرام، ويرد عليهم أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم في الإحرام فقط، فدل ذلك على أن النساء كن في عند النبي صلى الله عليه وسلم يسترن وجوههن وأيديهن عن الرجال الأجانب بعد نزول آيات الحجاب، ومع هذا كله فالواجب على المرأة أن تستر وجهها إذا حاذاها الرجال كما كانت تفعل عائشة وأمهات المؤمنين عندما كانت إحداهن تغطي وجهها وهي محرمة عند المرور بين الرجال. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: هذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
بمقتضى ستر وجوههن وأيديهن.
سادسا: يستدلون بقصة الواهبة التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتهب نفسها فنظر إليها الرسول صلى الله عليه وسلم فصعد النظر إليها .. إلخ، ويرد عليهم أن هذه المرأة جاءت تعرض نفسها ليتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك كشفت وجهها ليراها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أمر الخاطب أن ينظر إلى مخطوبته، بل هذا دليل عليهم كما قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله: " وفيه جواز تأمل محاسن المرأة لإرادة تزويجها. أي أنه يجوز للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته بقدر ما يسمح له من الوجه والكفين أما غيره فلا يجوز. والصحيح أنها كانت محجبة، وإنما نظر إلى حسن قوامها وقدها وبدنها وطولها أو قعرها مع تسترها.
وقبل أن أشرع في ذكر الأدلة التي تأمر المرأة المسلمة بستر جميع بدنها بما فيه الوجه والكفان أود أن أذكر القاريء الحبيب أن النساء كن على عند النبي صلى الله عليه وسلم يكشفن وجوههن حتى نزلت آيات الحجاب التي تأمرهن بتغطية سائر الجسد لقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في قصة الإفك إن صفوان بن المعطل السلمي عرفني حين رآني، وكان قد رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي. فلا يُستبعد أن تكون جميع الأحاديث التي استدل بها أولئك قبل نزول آيات الحجاب منسوخة بالآيات والأحاديث التي سنذكرها إن شاء الله؛ خاصة أن آيات الحجاب قد نزلت في السنة الخامسة للهجرة، كما قال ابن كثير – رحمه الله.
الأدلة التي تأمر المرأة المسلمة
بتغطية سائر جسدها
الأدلة من الكتاب:
أولاً: قوله تعالى:" وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن" قال ابن كثير –رحمه الله:" أي وكما نهيتكم عن الدخول عليهن كذلك لا تنظروا إليهن بالكلية، ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن فلا ينظر إليهن ولا يسألهن إلا من وراء حجاب.
وقال الشوكاني -رحمه الله-: أي من ستر بينكم وبينهن. وقال الطبري -رحمه الله- " إذا سألتم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين متاعاً فاسألوهن من وراء ستر بينكم وبينهن، ولا تدخلوا عليهن بيوتهن. والسؤال من وراء حجاب أطهر لقلوب الرجال والنساء من عوارض العين التي تعرض في صدور الرجال والنساء وأحرى أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل. فهذه الآية الكريمة تبين وجوب الستر عن الرجال الأجانب. قال سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز ابن باز – حفظه الله – في هذه الآية: " ولم يستثنِ شيئاً، وهي آية محكمة، فوجب الأخذ بها والتعويل عليها وحمل ما سواها عليها. ثم قال – جزاه الله خيراً -: " والآية المذكورة حجة ظاهرة وبرهان قاطع على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة.
ثانياً: قوله تعالى: " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً".
قال الشيخ حمود التويجري -رحمه الله- في الصارم المشهور ص (187): " روى ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية قال: " أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة.
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز -حفظه الله- في هذه الآية: " إن محمد بن سرين (سيرين) قال: " سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل:" يدنين عليهن من جلابيبهن" فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى.
ثالثا: قول الله تعالى: " ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها " قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الثياب.
رابعاً: قول الله تعالى: " وليضربن بخمرهن على جيوبهن" قال الطبري -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: " وليلقين خمرهن على جيوبهن ليسترن بذلك شعورهن وأعناقهن. وفي هذه الآية دليل على تغطية الوجه لأن الخمار هو الذي تغطي به المرأة رأسها فإذا أنزلته على صدرها غطت ما بينهما وهو الوجه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في هذه الآية: " فلما نزل ذلك عمد نساء المؤمنين إلى خمرهن فشققنها وأرخينها على أعناقهن، والجيب هو شق في طول القميص فإذا ضربت المرأة بالخمار على الجيب سترت عنقها.
انظر أخي القارىء هل يكون ستر العنق إلا بعد ستر الوجه!!
الأدلة من السنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي، وقال عنه حسن غريب " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " ففي هذا الحديث العظيم لم يستثن صلى الله عليه وسلم منها شيئاً بل قال: إنها عورة.
ثانياً: فعل عائشة رضي الله عنه في قصة الإفك، والحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم " قالت عائشة وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي "
ثالثاً: عن عائشة رضي الله عنه قالت: "كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها فإذا جوزنا كشفنا "
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
رابعاً: حديث عائشة رضي الله عنه قالت: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد " متفق عليه.
خامساً: عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين " رواه الإمام أحمد والبخاري وأهل السنن.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – هذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن، وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن.
سادساً: عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت ما دعاني إلى نكاحها وتزوجتها. رواه الإمام أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.
سابعاً: عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له امرأة أخطبها فقال: " اذهب فانظر إليها فإنه أجدر أن يؤدم بينكما " فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها وأخبرتها بقول النبي –صلى الله عليه وسلم- فكأنهما كرها ذلك، قال: فسمعت ذلك المرأة وهي في خدرها فقالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر فانظر وإلا فأنشدك – كأنها أعظمت ذلك – قال: فنظرت إليها فتزوجتها فذكر من موافقتها "
رواه الإمام أحمد وأهل السنن إلا أبو داود وقال الترمذي هذا حديث حسن وصححه ابن حبان.
ثامناً: أخرج الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنه قالت: " خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين " وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أن وجهها كان مستوراً وأنه رضي الله عنه لم يعرفها إلا بجسمها.
وبعد أخي المسلم أختي المسلمة: هل يشك عاقل في تحريم كشف الوجه والكفين لغير المحارم لوضوح الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة علماً أن كثير من أهل العلم ساق أكثر من عشرين دليلاً من السنة في تحريم كشف الوجه ولكن اقتصرت على هذه الأدلة حتى لا أطيل، ومن أراد التفصيل في هذه المسألة فليرجع إلى مجموعة الرسائل في الحجاب والسفور لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وللشيخ عبد العزيز ابن باز، وللشيخ محمد العثيمين – حفظهما الله – وكتاب الشيخ حمود التويجري -رحمه الله- " الصارم المسلول على أهل التبرج والسفور" وكتاب" يافتاة الإسلام اقرئي حتى لا تُخدعي" للشيخ صالح البليهي -رحمه الله- و"الحجاب أدلة الموجبين وشبه المخالفين" للشيخ مصطفى العدوي – حفظه الله- وغيرها من الكتب.
خاصة أن نساء المؤمنين قد اعتدن هذه العبادة الطيبة الحميدة. أما في هذا الزمان الذي كثر فيه التبرج والسفور والإنحلال الخلقي من قبل الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، والتشبه بالكافرات في الزينة وما يسمونها بالموضة، وانتشرت الأصباغ التي توضع على الوجه فهل يرضى رجل في قلبه غيرة على محارمه أن تكشف زوجته أو أخته أو قريبته أمام الأجانب وقد قال صلى الله عليه وسلم:" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، وهل يختلف اثنان في أن الوجه هو محط الأنظار من قبل الرجال لأنه هو المكان الذي تُعرف به المرأة هل هي جميلة أم لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل أن أختم هذه الرسالة أذكر إخواني المسلمين بحدث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه:" إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" وهذا الحديث يبين عظم وخطورة النساء إذا خرجن وهن نازعات للحجاب.
والله نسأل أن يحفظ أعراضنا ونساءنا من كيد الكائدين، وأن يجنبهن التبرج والسفور وأن يجعلهن صالحات مصلحات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمع الفقير إلى ربه
علي بن عبد الله العماري
الرياض في: 12/ 2/1414هـ.
وللفائدة في الجمع بين غض البصر والمرأة أصلاً تغطي وجهها هذ فتوى من موقع الاسلام اليوم
للاستاذسالم بن ناصر الراكان
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
كيف نجمع بين قول الله سبحانه وتعالى في الآية "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" وبين قول من يرى وجوب تغطية الوجه؟ أي لماذا يأمرهم سبحانه بغض البصر والمرأة أصلاً تغطي وجهها؟!
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فليس في كتاب الله عز وجل أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أي تعارض أو تناقض. وإنما شبهة التعارض قد تطرأ على ذهن الإنسان، وعند غيره جوابها وحلها. فكتاب الله وسنة نبيه يصدق بعضهما بعضاً قال تعالى "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" [النساء:82].
وجواب السائلة من وجوه:
1 - أن غض البصر لا يقتصر على الوجه فقط، بل يشمل سائر جسد المرأة، والفتنة قد تحصل بالنظر إلى غير الوجه؛ لا سيما إذا كانت المرأة مبرزة لمفاتنها ومقاطع جسدها.
2 - أن هذا الأمر توجيه إلهي كريم لعباده المؤمنين بغض البصر عموماً في حق المسلمة وغير المسلمة والحرة والأمة، بل حتى الولدان المردان ومعلوم أن غير المسلمة كالنصرانيات واليهوديات والبوذيات وغيرهن لا يحتجبن فيجب غض البصر عنهن، ولو كن من وراء الشاشات، وكذلك الإماء كن لا يحتجبن في العصور السابقة فهذا الأمر يتناولهن جميعاً.
3 - أن الله تعالى أمرهم بحفظ فروجهم أيضاً فقال "يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ" [النور:30]. فلا يقال إن المسلمة لا تزني فلماذا يأمرهم بحفظ فروجهم؛ لأن الله يعلم أن اتباع الهوى والشيطان حاصل في الأمة فلذا أمرهم ونهاهم ووجههم عذراً أو نذراً.
4 - ثم إن النساء وإن أمرن بالحجاب، فقد تنكشف عورة إحداهن من غير إرادتها، وقد يسوِّل لها الشيطان ذلك، فتضعف إرادتها، وتستجيب لإغوائه. والله أعلم.
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 11:33]ـ
كل هذه الأدلة مردود عليها ممن يقولون بعدم وجوب النقاب ولم أذكرها لأنى سوف أزيد من التعصب البغيض وعلى أى باحث ان يرجع لكتاب العلامة الألبانى رحمه الله (جلباب المرأة المسلمة) وهو يدمغ هذه الأدله ويظهر حجة من لايقولون بالوجوب منتصرا لهم فالخلاصه اننا مهما تناظرنا وجادل بعضنا بعضا لن يحسم الأمر فليكن خلاف فقهى مثل عشرات الاختلافات الفقهيه
المهم ايها الأخ الحبيب لماذا لم ترد على هذا السؤال
ان قلنا ان النقاب فرض وان الوجه عوره هل يعقل الا توجد آية او حديث يحذر المسلمة من كشف وجهها ولايذكر عقابا؟
ماذا لو قالت من تكشف وجهها اريد نهيا من القرآن والسنه فاهم اكرر نهى للمسلمة من كشف الوجه بينما نجد القرآن ينهى المرأة ان تضرب برجلها وهو أمر دون كشف الوجه ونجد ان السنه تحذر من اشياء دون كشف الوجه كالخروج متعطره مثلا ولانجد اى ذكر لحال من تكشف وجهها هل نجد ردا علميا بعيدا عن التعصب؟
وللعلم انا لاانكر النقاب ولكن حتى لانترك الساحه لانصاف المتفقهين ليحرموا مايشاءون ناسين ان كشف الوجه قال به اساطين وفحول من الائمة الهداه رضى الله عنهم اجمعين
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 01:22]ـ
تعليقات يسير على كلام الفاضل (بن عبد الغني) - وفقه الله - جعلتها باللون الأزرق.
(يُتْبَعُ)
(/)
كل هذه الأدلة مردود عليها ممن يقولون بعدم وجوب النقاب ولم أذكرها لأنى سوف أزيد من التعصب البغيض وعلى أى باحث ان يرجع لكتاب العلامة الألبانى رحمه الله (جلباب المرأة المسلمة) وهو يدمغ هذه الأدله ويظهر حجة من لايقولون بالوجوب منتصرا لهم فالخلاصه اننا مهما تناظرنا وجادل بعضنا بعضا لن يحسم الأمر فليكن خلاف فقهى مثل عشرات الاختلافات الفقهيه
الأخ الفاضل: ابن عبد الغني وفقه الله
/// لم أقرأ ما كتب في الموضوع الأصلي لطوله، لكن استوقفني هذا التعليق منك - بارك الله فيك -.
/// وبما أنك تحيل على كتاب الشيخ الألباني - رحمه الله - فإننا في المقابل نحيلك على عشرات الكتب المؤصلة علمياً في وجوب تغطية الوجه ... وممن ردَّ على الشيخ - رحمه الله - صاحب كتاب (رفع الجنة أمام جلباب المرأة المسلمة) لعبد القادر السندي.
المهم ايها الأخ الحبيب لماذا لم ترد على هذا السؤال
ان قلنا ان النقاب فرض وان الوجه عوره هل يعقل الا توجد آية او حديث يحذر المسلمة من كشف وجهها ولايذكر عقابا؟
بارك الله فيك:
/// لا يخفى عليك أنه لا يلزم من تحريم شيء وجود عقاب عليه!
/// ولا أدري هل تريد تحديد العقاب في الدنيا أم الآخرة؟!
/// فإن كنت تريد في الدنيا: فأين العقاب الوارد على كثير من المحرمات كالسحاق، والنميمة، والغيبة، وقول الزور، وأكل الربا ... ولاحظ أن بعضها من الكبائر!
ماذا لو قالت من تكشف وجهها اريد نهيا من القرآن والسنه فاهم اكرر نهى للمسلمة من كشف الوجه بينما نجد القرآن ينهى المرأة ان تضرب برجلها وهو أمر دون كشف الوجه ونجد ان السنه تحذر من اشياء دون كشف الوجه كالخروج متعطره مثلا ولانجد اى ذكر لحال من تكشف وجهها هل نجد ردا علميا بعيدا عن التعصب؟
/// والله إن هذا من أكبر الأدلة على وجوب تغطية الوجه!
فإذا كانت هذه الأمور التي ذكرتها دون كشف الوجه، ومع ذلك ورد النص بتحريمها = فكشف الوجه أولى بالتحريم!
وإلا فتكون الشريعة أتت بالتفريق بين متماثلين (بل أولى) والجمع بين متناقضين!!
/// بل أين مكانة الوجه وحسنه وجماله من قَدَمِ المرأة؟! فهل ترى - حفظك الله - جواز كشف قدمها؟!
وللعلم انا لاانكر النقاب ولكن حتى لانترك الساحه لانصاف المتفقهين ليحرموا مايشاءون ناسين ان كشف الوجه قال به اساطين وفحول من الائمة الهداه رضى الله عنهم اجمعين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 01:22]ـ
الأخ الفاضل: ابن عبد الغني وفقه الله
قلت ((ان قلنا ان النقاب فرض وان الوجه عوره هل يعقل الا توجد آية او حديث يحذر المسلمة من كشف وجهها ولايذكر عقابا))
اقول يوجد اشياء نهى عنها الشرع ومن ارتكبها فقد عصى الله ورسوله وفيها اثم ولكن ليس فيها حد شرعي كحد الزنى وشرب الخمر وماتقول في الغيبة والنميمة هل هي محرمة ام لا وهل على المغتاب والنمام اثم عظيم ام لا ولكن ليس فيها حد شرعي فكذلك التبرج والسفور فيه الوعيد الاخروي وليس فيه حد شرعي دنيوي
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
رواه مسلم
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 01:41]ـ
وللعلم انا لاانكر النقاب ولكن حتى لانترك الساحه لانصاف المتفقهين ليحرموا مايشاءون ناسين ان كشف الوجه قال به اساطين وفحول من الائمة الهداه رضى الله عنهم اجمعين
هذا الكلام - بارك الله فيك - يحتاج منك إلى وقفة! وتوبة!
فهل ترضى - في المقابل - أن يقول المخالفون لقولك وقول العلماء الذين يتبنون رأيك:
أنهم أنصاف متفقهين يحللون ما يشاؤون؟!
أو أنهم فسقة يريدون إخراج المرأة من عفتها؟!
أو نحو هذا الكلام الذي لا يليق!!
أرجو منك التوبة والاستغفار من مثل هذا الكلام - بارك الله فيك -.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 01:50]ـ
الأخ الفاضل: ابن عبد الغني وفقه الله
لاادري كماقال بعض علمائنا ماهو الحجاب
اذاكان كشف الوجه هو الحجاب فعلى هذانحن الرجال محجبين لانه يظهرمنا الوجه والكفان
ولاادري كيف غاب حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري وغيره عن كثير ممن تكلم في مسالة الحجاب
وذلك في قصة الافك حيث قالت فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني،
وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي
وقد اخذالعلماء فائدتين من حديث عائشة رضي الله عنها
الاولى ان تغطية الوحه بالجلباب هو الحجاب هكذا فهم الصحابة ومنهم ام المؤمنين رضي الله عنهم اجمعين من قوله تعالى ((يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما))
وهي من ايات الحجاب باتفاق العلماء
ومااوردته سابقا هو فهم ام المؤمنين ان الحجاب ادناء المراة الجلباب على وجهها
الثانيةان المراة بعد نزول اية الحجاب والتزام امهات المؤمنين والصحابيات به
اصبح الرجل لايستطيع ان يميز هل هذه فلانه اوفلانه لانهن يسترن وجوههن بالجلباب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 02:48]ـ
الفاضل الكريم عبد الله المزروع السلام عليكم
حينا قلت انصاف المتفقهين كنت اقصد بعض من حديثى الالتزام الذى ربما سمع شريطا او قرأكتابا لمن يقول بالوجوب فاعتنق هذا الرأى خاصه انهم كثير فى بلدنا مصر والله الذى لاتقوم السماء والارض الا باذنه انى اعرف شبابا لايعرفون اداب قضاء الحاجه ورغم ذلك فهم يسفهون من يقول بعدم الوجوب وانى حينما قلت انصاف متفقهين فانى رفعت شأنهم بهذا هؤلاء من قصدت حتى قال لى احدهم وهل قال احد من العلماء بكشف الوجه
لكن يبدو انك تصورت انى قصدت بعض اهل العلم كالعلامه بن جبرين او بن باز وغيرهم ممن لايرى المرء نفسه اهلا بان يحمل نعالهم ان كنت ظننت هذا فانى اطلب منك اخى ان تستغفر ايضا لسوء ظنك باخيك كيف لصعلوك مثلى ان يفكر فى النيل من هؤلاء الجبال الشوامخ
هذا الامر فقط احببت ان ارد عليه اما بخصوص مداخلات الفضلاء فلها عندى كل تقدير واحترام ولايعنى عدم الرد تجاهل لمن اراهم افضل واعلم منى ولكن كما قلت حجج الفريقين تمتلأ بها الصحائف لمن يريد تفصيلا للامر ولم يكن مقصدى الا ان اوضح ان الامر لايعدو ان يكون خلافا فقهيا كسائر الخلافات المعتبره وقد سمعت بعض علماءنا يقول وهو يدرس لنا ادب الخلاف
لايحتج مجتهد على مجتهد ولامقلد على مقلد
بارك الله فيكم ايها الفضلاء ونفعنى واياكم بالعلم النافع آمين
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 05:43]ـ
وللعلم انا لاانكر النقاب ولكن حتى لانترك الساحه لانصاف المتفقهين ليحرموا مايشاءون ناسين ان كشف الوجه قال به اساطين وفحول من الائمة الهداه رضى الله عنهم اجمعين
أخي الفاضل (بن عبد الغني) وفقه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كلامك المذكور أعلاه عام، وتخصيص العام بما في نفسك مع أنَّ اللفظ لا يحتمله = ليس من المخصصات التي اطلعت عليها في كتب الأصول!
لكن أشكر لك تراجعك عما خطته يداك.
غفر الله لي ولك، ولجميع إخواننا في هذا المنتدى المبارك.
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 06:57]ـ
أستغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم وأتوب اليه
اللهم ارحم علماءنا وتقبل جهدهم وانفعنا بعلمهم آمين
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 03:40]ـ
أخي الكريم وفقني الله وإياك
أنت أجبت عن السؤال بنفسك فقلت: (نجد القرآن ينهى المرأة ان تضرب برجلها وهو أمر دون كشف الوجه ونجد ان السنه تحذر من اشياء دون كشف الوجه كالخروج متعطره مثلا ولانجد اى ذكر لحال من تكشف وجهها)
فذكرت أن هذه المنهيات دون كشف الوجه ومع ذلك نهي القرآن والسنة عنها فهو تنبيه بالأدنى على الأعلى كما قال تعالى: {فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما} فهل تجد في القرآن والسنة النهي عن ضرب الوالدين؟ او تعذيبهما؟ أو سبهما وشتمهما؟
وأما قولك أخي الكريم: (كل هذه الأدلة مردود عليها ممن يقولون بعدم وجوب النقاب ولم أذكرها لأنى سوف أزيد من التعصب البغيض وعلى أى باحث ان يرجع لكتاب العلامة الألبانى رحمه الله (جلباب المرأة المسلمة) وهو يدمغ هذه الأدله ويظهر حجة من لايقولون بالوجوب منتصرا لهم) فهذه دعوى وزعم وقد بين أهل العلم الأخطاء التي وقع فيها االمحدث الجليل الألباني رحمه الله في هذه المسألة ومؤلفات المحدثين والفقهاء في هذا العصر كثيرة وينظر:
1 - حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد حفظه الله.
2 - ورسالة الحجاب للشيخ محمد العثيمين رحمه الله.
3 - والصارم المشهور للشيخ حمود التويجري رحمه الله.
4 - وستر الوجه بين الحق والاضطراب لعبدالرحمن أحمد زيني آشي.
5 - فصل الخطاب في مسألة الحجاب والنقاب لدرويش مصطفى حسن.
6 - أدلة الحجاب للشيخ محمد إسماعيل المقدم.
7 - الحجاب للشيخ مصطفى العدوي.
8 - مقالة الشيخ الكريم سليمان الخراشي وفقه الله (وقفات مع من يرى جواز كشف الوجه) http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/30.htm
وغير ذلك كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما ينبغي أن يعلم أن الإجماع منعقد على تحريم كشف الوجه للمرأة عند الأجانب عند فساد الزمان ولا يخفى على من أوتي ذرة من عقل أن الفساد قد انتشر في هذا الزمان أكثر من قبل بسبب وسائل الإعلام من قنوات وصحف ومجلات ووسائل الاتصال بين الجنسين من جوال و نت وغير ذلك مما يحرك غيرة كل غيور على دينه ومحارمه ونساء المسلمين.
قال العلامة بكر أبو زيد: (ولم يقل أحد في الإسلام بجواز كشف الوجه واليدين عند وجود الفتنة ورقة الدين، وفساد الزمان، بل هم مجمعون على سترهما كما نقله غير واحد من العلماء، وهذه الظواهر الإفسادية قائمة في زماننا فهي موجبة لسترهما لو لم يكن أدلة أخرى) حراسة الفضيلة (ص 69) وقد نقل الإجماع غير واحد.
ولا زال العمل عند المسلمين على ستر المرأة وجهها إلى عهد قريب حين خلع الخمار عن الوجه وبدأ السفور في بلاد المسلمين في مصر ثم تركيا ثم الشام ثم العراق ثم سائر بلاد المسلمين إلا من رحم الله.
وقال الحافظ ابن حجر: (لم تزل عادة النساء قديما وحديثا يسترن وجوههن عن الاجانب) الفتح (9/ 324) وقد ذكر عمل المسلمين على ذلك الغزالي أيضاً في الإحياء (2/ 53)
وأما وصف القائلين بوجوب تغطية الوجه بالتعصب والشدة فهذا لا يستغرب فهي ليست أول مسألة يوصف بها المتبعون للأدلة المتمسكون بالسنة بالشدة والغلظة، ولا يضرهم ذلك شيئاً وسيبقى هذا القول هو المنصور بإذن الله ما بقي في المسلمين غيور فقيه بواقع المجتمعات عالم بالمصالح والمفاسد وعالم بمكائد المفسدين.
وأما الشيخ المحدث الألباني _ رحمه الله _ فهو عالم جليل لكنه أخطأ في هذه المسألة وهو معذور بذلك لاجتهاده _ رحمه الله _ وهو مع ذلك ناصح للأمة غيور عليها فهو مع ما وصل إليه في هذه المسألة يرى أن الأفضل تغطية الوجه ويدعو إليه، ويحذر من السفور والتبرج، وليت هؤلاء يقولون بقول الألباني _ رحمه الله _ في بقية مسائل الباب، وأن لا يجمعوا شذوذات أهل العلم في كل مسألة من مسائله.
ثم إن أهل العلم لم يتركوا دليلاً من أدلة الشيخ _ رحمه الله _ إلا وأجابوا عنه كما في الرسائل السابقة علماً أنه في رده _ رحمه الله _ لم يذكر جميع أدلة القول الآخر.
وأما أدلة الشيخ _ غفر الله له وأسكنه فسيح جنانه _ فلا تخلو من ثلاث حالات:
1 - إما أدلة صحيحة صريحة في المسألة لكنها منسوخة يعلم ذلك من أوتي علماً في معرفة التواريخ والناسخ والمنسوخ في نصوص الشرع.
2 - وإما أدلة صحيحة لكنها غير صريحة بل هي محتملة من قبيل المتشابه الذي يرد إلى المحكم عند الراسخين في العلم، ولا تعارض أصول الشريعة وقواعدها المحكمة الكلية ومقاصدها العظيمة بقضايا الأعيان والحوادث الجزئية التي ترد عليها الاحتمالات.
3 - وإما أدلة صريحة لكنها لا تثبت من جهة الإسناد.
وكلها قد تكلم عليها العلماء الكبار من محدثين وفقهاء في هذا العصر وأجابوا عنها.
وأما من تكلم بهذه المسألة من طلاب العلم ممن أجاز كشف الوجه فمنهم المقلد للشيخ ومن كان هذا شأنه وليس له باع وسلاح يناضل به فحقه السكوت وليس للمقلد أن يقعد وينظر ويناظر ويستدل ويعترض.
ومنهم من بحث المسألة وله علم بالأدلة وأقوال أهل العلم وهو أهل للمباحثة فيها والمناظرة وهؤلاء معذورون فيما وصلوا إليه إن حسن قصدهم وأرادوا الوصول للحق.
وفي الحالتين لا يليق بمن كان حسن القصد غيورا على محارم المسلمين عالما بمن يصيد في الماء العكر من أعداء الشريعة أن ينافح عن هذا القول ويظهره ويجادل فيه في هذا الزمان فغاية ما فيه جواز الكشف لا إيجابه، وليت من يتحمس لهذه المسألة يتحمس لغيرها من مسائل الشريعة فيدعو للتوحيد والسنة وينهى عن المنكر المنتشرة ويحذر من التبرج والسفور والمجون الذي ملأ بلاد المسلمين؛ فلن يسأل المرء يوم القيامة لمَ لم تبين جواز كشف الوجه لكنه سيسأل عن المنكرات التي يراها بأم عينيه ويسكت عنها ثم هو مع ذلك يفتح أبواباً من الشر ويفتح ذريعة الواجب سدها، ولا يخفى على كل ذي لب أن كشف الوجه ذريعة للفتنة فهو لبُّ الجمال بلا شك والناس حين تسأل عن الجمال فأول ما ينصرف نظرهم إليه هو الوجه.
وفي النهاية أسأل من يتحمس لكشف الوجه أخي الكريم: هل أنت داعية لهذا الأمر أم أنك مبين لحكمه؟
إن كنت داعية فاتق الله فلم يقل بقولك هذا أحد من المسلمين الغيورين فحتى من أجاز كشف الوجه من العلماء الفضلاء دعوا إلى تغطيته عفة وغيرة.
وإن كنت مبينا لحكم المسألة فالمسألة دائرة بين الوجوب والندب في التغطية وبين التحريم والجواز في حق الكشف ولا قائل بوجوب أو ندب الكشف وإذا كان الأمر كذلك فلا مصلحة شرعية في بث هذا الأمر وإني لأستغرب من إثارة هذا الموضوع كل سنة في هذا الوقت بدلاً عن كثرة العبادة والانشغال بقراءة القرآن والصلاة والذكر ونشر مسائل العلم المتعلقة بأحكام الصيام وحث الناس ودعوتهم على استغلال هذا الموسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 04:47]ـ
بارك الله فيكم ..
يجب أن يعرف الإخوة المقتنعون بكشف الوجه: حقيقة طالما طُمست وأخفيت، وهي أن: العالم الإسلامي كان مُجمعًا على ستر المرأة وجهها عن الأجانب، وأن كشف الوجه لم يُعرف في العالم الإسلامي بأكمله (حتى ألبانيا بلد الشيخ!) إلا بعد الاستعمار، الذي شجع أذنابه (كقاسم وغيره) على الدعوة لهذه الفتنة؛ لعلمه بمآلاتها - مهما وُضع لها من شروط وضوابط! -.
وهنا مزيد بيان: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/w.htm
وفيه حلقة عن ألبانيا والشام.
- مع أمنيتي أن يبقى أمر المقتنعين بالكشف خاصًا ماداموا يدينون الله به، لكن لا يدعوا له في مجتمعات لا زالت تلتزم الحكم الشرعي " ستر الوجه "؛ لأنهم حينها يكونون من دعاة الفتنة.
- بل قال في أمثالهم شيخ الإسلام في تركيا مصطفى صبري قولا شنيعا: (قد آن للحكومات الإسلامية أن لا تسمح للملاحدة الناشئة في بلادها أن يندرجوا في سجل المسلمين، إن لم تقدر أن تعاملهم معاملة المرتدين)! يعني بذلك دعاة السفور في مصر الذين كان بينهم وبينه مصاولات ومطاولات - رحمه الله -. (قولي في المرأة .. ، ص 78).
والله الهادي ..
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 05:32]ـ
ما تعليق الشيخ سليمان على هذا الكتاب؟
مصطلحات قرآنية
حول
لباس المرأة المسلمة
(دراسة أصولية فقهية)
إعداد
الشيخ الحبيب بن طاهر
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للإسلام, وجعل في تكليفنا بالشرائع شرفا وعزّة, ورفعنا بامتثالها إلى مقام العبودية لديه, وأقام لنا بشريعته منهاجا وسطا بين الغلوّ في الدين والانحلال من ربقة التكليف.
وصلّى الله على سيدنا ومولانا محمّد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
وبعد, ففي القرآن الكريم ثلاثة ألفاظ, توجّه الخطاب الإلهي في شأنها إلى المرأة المسلمة؛ وهي تسميات لما تستعمله المرأة في لباسها وتستّرها, وهي الخمار والجلباب والحجاب. وهذه الألفاظ أخذت معنى اصطلاحيا دينيا خاصّا بالإسلام, لما تضمّنته من المعان الشرعية والمقاصد الدينية.
ورغم دلالتها اللغوية الواضحة, التي لم يخرج عنها الاستعمال الشرعي, فقد ظهر في كثير من الكتابات الإسلامية المعاصرة وعلى ألسنة بعض الخطباء والدعاة, اضطرابا وتداخلا في استعمالها, فبعضهم يجعلها شيئا واحدا, والبعض الآخر يستعمل أحدها وهو يقصد معنى اللفظ الآخر, وخاصة في استعمال لفظ الحجاب في معنى الخمار, والبعض الآخر يستعمل ـ من باب المغالطة ـ لفظ الحجاب للاستدلال على مشروعية النقاب.
وإن كان هؤلاء المتحدثون ـ كتابة وخطابة ـ يعتقدون شرعيتها على اختلاف بينهم في توجّه التكليف بها كلّها لجميع النساء, أو أنّ بعضها خاص بنساء النبي صلّى الله عليه وسلم؛ فقد انتقل اضطرابهم فيها إلى خارج الدائرة الإسلامية, لدى بعض الأوساط التي تسعى إلى هدم أركان الإسلام وتحريف مفاهيمه, الذين لا يستطيعون التفريق فيما يقع من اختلاف علماء الإسلام, بين محلّ اختلافهم ومحلّ اتفاقهم وإجماعهم, فبعضهم يسعى في كتاباته إلى توظيف الخلاف في حكم الحجاب, أهو خاص أم عام, إلى إسقاط حكم الخمار, لأنّه لا يفهم الفرق بين اللفظين, وإنما استند في فهمها إلى الكتابات الإسلامية التي أشرنا إليها؛ والبعض الآخر تجاوز ـ لإنكار حكم الخمار ـ حتى الدلالة اللغوية التي لا تحتاج إلى اجتهاد وإعمال نظر, وكان يكفيه أن يفتح أيّ معجم لغوي ليقرأ أنّ لفظ الخمار ثوب يوضع على الرأس.
على أنّنا نشير إلى أن الخلط في استعمال هذه الألفاظ, من قبل بعض المنتسبين للعلم الشرعي, وخاصة في استعمال لفظ الحجاب في معنى الخمار, وللدلالة به على اللباس الواجب على المرأة, جعل كثيرا من النساء يفهمن غلطا أنّه يمثل فقط اللباس الشرعي للمرأة, مما أوقعهنّ في محاذير من الهيئات في اللباس لا تتناسب وما دعاها الإسلام إليه. فلباس المرأة الشرعي, ليس هو الخمار فقط, بل هو مجموعة من الضوابط مصدرها القرآن الكريم والسنّة الشريفة جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الدراسة تقصد إلى تصحيح المفاهيم وإقامة الفوارق بين هذه الألفاظ, حتى تقطع الطريق أمام كلّ من يريد استعمالها في غير ما وضعت له لغة وشرعا. ونبين من خلال ذلك ما هو التكليف الشرعي للمرأة المسلمة في موضوع اللباس.
كما نشير إلى أنّ الإسلام لم يخصّ المرأة بالتشريع لأحكام اللباس؛ بل شمل بذلك الرجل, ووضع له ضوابط كما وضع للمرأة الضوابط؛ لتلقي أحكام لباس المرأة مع أحكام لباس الرجل على تحقيق مقاصد الإسلام من ذلك. وأرجو من المولى عزّ وجلّ أن ييسّر لي إنجاز بحث في بيان مقاصد الشريعة من أحكام اللباس للرجل والمرأة.
والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل
المصطلح الأوّل
الخمار
قال تعالى: «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهنّ على جيوبهن ولا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهن .. » الآية
هذه الآية تنصّ على أنّ للمرأة زينتين؛ زينة خفية وأخرى ظاهرة. فنهت المرأة عن إبداء زينتها الخفية, واستثنت الزينة الظاهرة فأباحت لها إظهارها في عموم الأحوال مع عموم الأشخاص. وأمرت المرأة مع تلك الإباحة بضرب خمارها على جيبها. ثمّ عادت الآية للحديث عن الزينة الخفية فاستثنت صنفا من الناس أباحت لهم إظهارها أمامهم, وهم الزوج ومن ذكر معه.
فهاهنا كلمات تحتاج إلى بيان وتوضيح, وهي: «زينتهنّ» و «ما ظهر منها» و «خمرهنّ» و «جيوبهنّ».
ونلاحظ أنّنا سنعتمد في توضيح هذه الكلمات على القرآن نفسه والسنة النبوية؛ وكذلك على أقوال الصحابة لأنّ أقوالهم أصدق تفسير للقرآن وأدق فهم لمعانيه وأحكامه, إذا غاب تفسير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لما اختصّوا به من معايشة نزوله وملازمة النبي صلّى الله عليه وسلّم ومعرفة دقيقة للغة القرآن الكريم.
1ـ قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهنّ) فما هي الزينة؟
الزينة من الزين, وهو الحسن. وضدّ الزين الشين, وهو القبح. فأصل اشتقاق هذا اللفظ من الحروف: الزاي والياء والنون, وهو يدلّ على حسن الشيء وتحسينه. وعلى هذا فالزينة عند اللغويين اسم جامع لكلّ شيء يتزيّن به. أي يكون به الشيء حسنا. ويفهم من أمثلتهم التي أوردوها أنها قسمان:
الأول: زينة خلقية, قال الأزهري: سمعت صبيا من بني عقيل يقول للآخر: وجهي زين ووجهك شين. أراد أنه صبيح الوجه وأنّ الآخر قبيحه, والتقدير: وجهي ذو زين ووجهك ذو شين, فنعتهما بالمصدر.
الثاني: زينة مكتسبة. أي ما يكتسبه الإنسان ويصطنعه من نفسه ممّا خلق الله تعالى من أنواع الزِيَن ليظهر مزيّنا.
وأصل هذا التقسيم قد ورد في القرآن الكريم, فجاء إطلاق الزينة على ما خلق الله تعالى, من ذلك قوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) [الكهف46] وقوله: (قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق) [الأعراف32] فما ذكر في الآيتين من المال والبنين وما أخرجه الله تعالى لعباده من الطيبات من الرزق هو زينة في ذاته من خلق الله تعالى.
وعلى أنّ الزينة هي الحسن والجمال؛ فخلق الإنسان على نحو ما ركّبه الله تعالى عليه وصوّره فيه, هو زينة في ذاته وقوامه وأعضائه, كما هو زينة في عقله وروحه؛ قال تعالى: (وصوّركم فأحسن صوركم) [غافر64] وقال: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) [التين4].
والإنسان يدرك في نفسه هذه الزينة التي خلق عليها, كما يدرك كلّ من نوعي الذكر والأنثى في مقابله ما خصّه الله تعالى به من أنواع الزينة في خلقه بما ليس فيه, قال تعالى: (ولو أعجبك حسنهنّ) [الأحزاب52]. ولهذا جاء الأمر متساويا لكلّ من الذكر والأنثى بالغضّ من الأبصار, كما سنبيّن ذلك فيما يأتي.
وورد إطلاق "الزينة" على ما يكتسبه الإنسان للتزين به ممّا هو زينة في نفسه ممّا خلق الله تعالى, فيعالجه الإنسان ويصطنعه ليتزيّن به, وذلك كالثياب والحلي والطيب والمراكب والسلاح ونحو ذلك. قال تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلّ مسجد) [الأعراف31] والمراد بالزينة اللباس, وقال تعالى: (ولكنّا حمّلنا أوزارا من زينة القوم) [طه87] أي حلي القوم, وقال تعالى: (فخرج على قومه في زينته) [القصص79] أي في زينته من الثياب الفاخر والحلي والخدم والخيل.
وأمّا الآية موضوع البحث, وهي قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهنّ) فقد اختلف المفسرون في المقصود من الزينة فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبعض الصحابة فسّرها بالخلقية, وبعضهم فسّرها بالمكتسبة, والبعض الآخر جمع في كلامه بين الأمرين, كما سيأتي ذكر أقوالهم. ولا يفهم من هذه الأقوال تحديدا من أصحابها للدلالة الأصلية للفظ.
وأمّا من جاء بعدهم من المفسرين فقد قاموا بتعيين الدلالة الأصلية, فمنهم من حمل اللفظ على الزينة المكتسبة, دون مواقعها من بدن المرأة؛ وحصروا هذه الزينة في الأصباغ كالكحل والخضاب, وفي الحلي كالخاتم والسوار والخلخال والدملج والقلادة والإكليل والوشاح والقرط, وفي الثياب. وإلى هذا ذهب الزمخشري والجصاص والبيضاوي والنسفي في تفسيره والشوكاني وأبو السعود والسمرقندي؛ وأن النهي ـ عندهم ـ عن إبداء الزينة المكتسبة شمل مواضعها من جسد المرأة من باب الكناية أو من باب تقدير مضاف أي: لا يبدين مواقع زينتهنّ؛ أو من باب دلالة الأولى, وهي مفهوم الموافقة عند الجمهور وفحوى الخطاب عند الحنفية أو من باب دلالة اللزوم عند الجمهور ودلالة الاقتضاء عند الحنفية.
ومن المفسرين من حمل اللفظ على الزينة المكتسبة وعلى الزينة الخلقية, جريا على قول اللغويين وما دلّت عليه الآيات القرآنية, كما تقدم. وهو قول الرازي وابن العربي والقرطبي والآلوسي وأبي حيان الأندلسي في البحر المحيط وابن عاشور. قال أبو حيان: «والأقرب دخوله ـ أي الخلقة ـ في الزينة, وأيّ زينة أحسن من خلق العضو في غاية الاعتدال والحسن» وقال ابن العربي: «الزينة على قسمين: خلقية ومكتسبة؛ فالخلقية وجهها ـ أي المرأة ـ؛ فإنّه أصل الزينة وجمال الخلقة ومعنى الحيوانية؛ لما فيه من المنافع وطرق العلوم وحسن ترتيب محالّها في الرأس, ووضعها واحدا مع آخر على التدبير البديع. وأمّا الزينة المكتسبة فهي ما تحاوله المرأة في تحسين خلقتها بالتصنّع؛ كالثياب والحلي والكحل والخضاب».
وهذا القول يفي بالعموم الذي يحتمله اللفظ بحسب اللغة ودلالة الآيات كما تقدم.
وعلى كلّ, فالقولان ينتهيان إلى أنّ هناك زينتين, أي قسمين من المواضع في بدن المرأة؛ وأنّ الشارع قصد منع المرأة من إبداء أحد القسمين لغير محارمها, واستثنى القسم الآخر فأباح لها إظهاره لمحارمها ولغير محارمها؛ ولكن يفيدنا هذا التحليل للفظ"الزينة" فيما يأتي.
2ـ قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها). فما هي الزينة الظاهرة, وما هي الزينة غير الظاهرة؟
يدلّ سياق الآية على وجود زينتين. فالزينة الأولى هي المذكورة في أوّل الآية وهي التي في قوله تعالى: (ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنّ) , والزينة الثانية هي المذكورة بعدها وهي التي دلّ عليها الآستثناء في قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها). وأما قوله تعالى بعد ذلك: (ولا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ) فهي الزينة المذكورة أوّلا.
وأجمع المفسرون على أنّ الآية منعت المرأة المؤمنة من إبداء زينتها, ثم استثنت استثناءين:
الأوّل: استثنت جزءا من الزينة فأباحت إظهاره بقوله: (إلاّ ما ظهر منها) , وهي الزينة الظاهرة.
الثاني: استثنت صنفا من الناس أجازت لها إظهار زينتها الممنوعة لهم, وهي الزينة غير الظاهرة التي استثني منها الزينة الظاهرة, وهي المسمّاة عند المفسّرين بالزينة الخفية.
فعلمنا أنّ الزينة الظاهرة يجوز للمرأة أن تبديها للناس جميعا, أي لأكثر ممّن ذكرتهم في جواز إظهارها لزينتها الخفية.
وسواء كان لفظ الزينة يطلق على الخلقية أو المكتسبة, فإن جمهور المختلفين في ذلك متفقون على أنّ الزينة الظاهرة هي الكحل والخاتم والخضاب وأضاف بعضهم السوار, أو هي مواضعها وهو الوجه والكفان؛ وأنّ الزينة الخفية هي الخلخال والدملج والقلادة والقرط والإكليل والوشاح؛ أو هي مواضعها من البدن وهي الساق والعضد والعنق وشعر الرأس والصدر والأذنان, وبعضهم أضاف السوار وسيأتي ما فيه. وهذا القول هو مذهب الإمامين أبي حنيفة ومالك رحمهما الله تعالى.
وفي مقابل هذا الرأي يوجد رأي آخر فسّر قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها) بالثياب التي تغطّي به المرأة سائر بدنها ويدخل فيه وجهها وكفّاها, أي إنهما من الزينة الخفية. وأصل هذا القول رواية عن ابن مسعود رضي الله عنه, وتبعه في ذلك الإمامان الشافعي وابن حنبل ومن كان على مذهبيهما من المفسرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وباستقرائنا للأدلة من القرآن والسنّة النبوية وخاصّة الإقرارية, ومن أقوال جمهور الصحابة المروية عنهم آثار في ذلك؛ وجدنا فيها بيانا واضحا للمراد بالزينة الظاهرة المستثناة في قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها). وفيما يلي تفصيل ذلك:
بيان القرآن:
أ ـ قوله تعالى: (لا يحلّ لك النساء من بعد ولا أن تبدّل بهنّ من أزواج ولو أعجبك حسنهنّ) الآية [الأحزاب52]. ووجه الاستدلال بهذه الآية أنها تشير إلى أنّ كشف النساء لوجوههنّ في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر قائم, وجوازه مقرّر في الشرع؛ ذلك أن الله تعالى حرّم على رسوله صلّى الله عليه وسلّم بهذه الآية أن يتزوج غير من أباح الله له ممن ذكرهن له قبل هذه الآية بآيتين, ولا أن يطلق من هن في عصمته, فمنعه من ذلك ولو أعجبه حسن النساء الممنوع من تزوجهنّ؛ ولم يكن متيسّرا له الإعجاب بحسنهنّ لو كانت غير مكشوفات الوجوه.
ب ـ قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم) الآية [النور30]. ووجه الاستدلال أنّ الأمر بالغضّ من الأبصار يقتضي وجود عضو مكشوف في المرأة تتطلّع إليه نفس الرجل, ولا يكون إلاّ الوجه والكفين, كما تظافرت عليه الأدلة, قال القاضي عياض: «فيه حجة على أنّه لا يجب على المرأة ستر وجهها, ويجب على الرجال غضّ البصر عنها في جميع الأحوال إلاّ لغرض شرعي».
ج ـ قوله تعالى: (وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ) [النور31]. وسيأتي ما في هذه الجملة من الدلالة على أنّ الوجه من الزينة الظاهرة عند الكلام على معنى الخمر والجيوب.
بيان السنّة
وسنذكر ما كان من السنة بيانا قوليا وإقراريا.
أ ـ عن جابر رضي الله عنه قال: شهدت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم العيد, فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة. ثمّ قام متوكّئا على بلال, فأمر بتقوى الله, وحثّ على طاعته, ووعظ الناس وذكّرهم. ثمّ مضى حتّى أتى النساء فوعظهنّ وذكّرهن, وقال: «تصدّقن فإنّ أكثركنّ حطب جهنّم» فقامت امرأة من سطة النساء (أي من وسط النساء) سفعاء الخدين, فقالت: يا رسول الله لم؟ فقال: «لأنّكنّ تكثرن الشكاة وتكفرن العشير» قال: فجعلن يتصدّقن من حليّهنّ يلقين في ثوب بلال.
وموضع الدليل من الحديث قول جابر في وصف المرأة:"سفعاء الخدّين" والسفعة نوع من السواد يظهر في الخدّين ليس بالكثير , وقوله"يلقين". ووجه الاستدلال أنّ المرأة كانت مكشوفة الوجه والكفين, فلذلك عرفها الراوي بأنّها سفعاء الخدّين, وأنّ وضع الحلي في ثوب بلال يستلزم كشف الكفين. وقد وقع ذلك بحضرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم, وبحضور الصحابة في المسجد, ما يؤكّد أنّ النساء لم يكن يؤمرن بتخمير وجوههن, بدليل إقرار الرسول صلّى الله عليه وسلّم هذه المرأة على كشف وجهها, وهو لا يقرّ أحدا على أمر غير جائز في الشرع.
ب ـ عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين». ووجه الاستدلال من الحديث أنّ الوجه والكفين لو كانا عورة لما أمر الشارع ـ على وجه الوجوب ـ بكشفهما في الإحرام, ولأخذا حكم سائر جسد المرأة؛ لأن ما كان عورة لا يؤمر بكشفه في العبادة وخارج العبادة, وإلا لتناقضت أحكام الشرع, وهي منزّهة عن التناقض. ويؤكّد هذا الاستدلال أن الحديث حرّم النقاب والقفازين على المرأة في عبادة لا مفرّ للمرأة فيها من أن تتعرّض لنظر الرجال والاختلاط بهم, وهي عبادة الحجّ, ما يدلّ على أنّ الوجه والكفين في العبادة وفي غيرها حكمهما سواء.
وقد عكس الشيخ ابن تيمية ومن سار على نهجه الأمر, واعتبر الحديث دليلا على حجية النقاب والقفازين, لأنه يدلّ على أنّهما كانا معروفين في النساء اللاّتي لم يحرمن, وذلك يقتضي عنده طلب ستر وجوههنّ خارج الإحرام. لكن ما ذكره لا يقوى أن يكون حجة على وجوب الستر المذكور خارج الإحرام؛ لأنّ النظر يقتضي التفريق في ما كان معروفا في النساء ـ على حدّ قوله ـ من التزامهنّ النقاب والقفازين؛ هل كان ذلك بأمر شرعي على سبيل الوجوب والإلزام, أم كان من فعلهن مسايرة لبعض العادات الموروثة في بعض النساء, أو اقتداء من بعض النساء بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن كما سيأتي الحديث عن آية الحجاب المتعلّقة بهنّ. فإن كان بأمر شرعي ـ على قوله ـ وانتزع هذا الأمر من الحديث المذكور, فهو استنباط بعيد لا يتفق مع صيغة الحديث لأنه
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يدلّ على أكثر من النهي عن فعل في زمن الإحرام, يحتمل أن يكون هذا الفعل قبل الإحرام وبعده واجبا أو مستحبّا أو جائزا.
على أنّ الوقائع التي ظهرت فيها بعض الصحابيات ـ كالمرأة السفعاء وغيرها ممّا يأتي ذكره ـ أمام النبي صلّى الله عليه وسلم وبعد وفاته تشهد بما لا يجعل مجالا للشكّ أنّ المتعارف لدى جمهور الصحابيات هو بخلاف ما استنبطه.
ج ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما, أن امرأة من خثعم استفتت رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله, إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستوي على الراحلة, فهل يقضي عنه أن أحجّ عنه؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «نعم». فأخذ الفضل بن العباس يلتفت إليها, وكانت امرأة حسناء, وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الفضل فحوّل وجهه من الشق الآخر. ففي الحديث إقرار من الرسول صلّى الله عليه وسلّم المرأة على كشفهها وجهها رغم كونها حسناء, وما عرفها ابن عباس أنّها حسناء إلاّ بعدم تغطيتها وجهها. وما كان فقط من رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلاّ التغيير على الفضل بن عباس, بأن أدار له وجهه إلى الشق الآخر؛ لأنه هو المطالب بغضّ بصره عن المرأة. ومن هنا يتبيّن خطأ من قال إنّه ليس في الحديث تصريح بأن المرأة كانت كاشفة عن وجهها؛ لأنه لو لم تكن كذلك فمن أين كان للراوي أن يعرف أنّها امرأة حسناء؟ وفي رواية: وضيئة؛ وإلى ما ذا كان الفضل ينظر ويكرّر النظر؟ حتى جعل النبي صلّى الله عليه وسلّم يصرف له نظره ويحوّل له وجهه. بل إنّ الحديث أقوى دلالة على عدم مطالبة المرأة شرعا بستر وجهها, وهو من الوقائع التي حدثت في أواخر عهد التشريع, فزمنه حجّة الوداع.
وإنّ ما ادعاه البعض, ومنهم الحافظ ابن حجر , من أن المرأة كانت كاشفة عن وجهها لأنّها كانت محرمة؛ هي دعوى منافية للحقيقة التاريخية. وهو يقدّمون هذه الدعوى لأنّهم يعطون للوجه حكمين, حكم الكشف وتطالب به المرأة في العبادة ـ الصلاة والحج ـ وحكم الستر وتطالب به أمام غير المحارم, بنا على ما ذكروه من تأويل بعيد لحديث «لاتنتقب المرأة ولا تلبس القفازين» , وقد تقدم بيان بطلان هذا التأويل. ثم إنهم بادعاء أن المرأة كانت في حالة إحرام يسقطون الاستدلال به على جواز كشف المرأة وجهها في الشرع.
ووجه مخالفتهم للتاريخ أنّ المرأة الخثعمية لم تكن في حالة إحرام؛ لأنّها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد الفراغ من رمي جمرة العقبة, ورمي هذه الجمرة يجعل المحرم يتحلّل من كل لوازم الإحرام إلا من قربان النساء, ومن لوازم عدم الترفه, وتغطية الوجه واليدين من الترفّه. ولو كان تغطية الوجه والكفين واجبا على المرأة خارج الإحرام لعادت إليه الخثعمية بعد تحلّلها برمي جمرة العقبة, ولما أقرّها النبي صلى الله عليه وسلّم على بقائها مكشوفة الوجه بعد انتهاء موجب كشفه. لكن هذا لم يقع, فلم تعد المرأة إلى تغطية وجهها ولا أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك؛ ما يدل على أنّ حالة العبادة وحالة غير العبادة سواء في عدم مطالبة المرأة بستر وجهها.
وما يدلّ على أن المرأة لم تكن محرمة وأنّ سؤالها النبي صلى الله عليه وسلّم كان بعد التحلّل برمي جمرة العقبة, ما رواه علي رضي الله عنه في صفة حجّ النبي صلى الله عليه وسلّم: ثمّ أردف الفضل وسار حتى أتى الجمرة فرماها, ثم أتى المنحر فقال: «هذا المنحر, ومنى كلّها منحر» قال: واستفتته جارية شابة من خثعم, فقالت: إن أبي شيخ كبير قد أفند وقد أدركته فريضة الله, فهل يجزئ أن أؤدّي عنه؟ قال «نعم فأدّي عن أبيك». قال: ولوى عنق الفضل. فقال له العباس: يا رسول الله لم لويت عنق ابن أخيك؟ قال: «رأيت شابّا وشابّة فلم آمن الشيطان عليهما».
د ـ عن عائشة رضي الله عنها أن هندا قالت: يا نبي الله بايعني. قال: «لا أبايعك حتى تغيّري كفّيك كأنهما كفّا سبع». ووجه الاستدلال أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ما عرف أن هندا غير مختضبة إلاّ لكونها مكشوفة الكفين, ومع ذلك لم ينكر عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هـ ـ عن سبيعة بنت الحارث, أنها كانت تحت سعد بن خولة, فتوفي عنها في حجة الوداع, وكان بدريا. فوضعت حملها قبل أن ينقضي أربعة أشهر وعشر من وفاته. فلقيها أبو السنابل حين تعلّت من نفاسها وقد اكتحلت ـ وفي رواية: وقد اختضبت وتهيّأت ـ, وفي رواية: فلمّا تعلت من نفاسها تجملت للخطاب ـ, فقال لها اربعي على نفسك لعلك تريدين النكاح؟ إنّها أربعة أشهر وعشر من وفاة زوجك. قالت: فأتيت النبي صلّى الله عليه وسلم, فذكرت له ما قال أبو السنابل, فقال: «قد حللت حين وضعت». ووجه الاستدلال أنّ سبيعة خرجت من بيتها على ما هو معروف لدى الصحابيات من كشف الوجه واليدين, لذلك عرفها أبو السنابل حين لقيها وعرف أنّها مختضبة ومكتحلة العينين, وقد لامها في ذلك لأنّه كان يظنّ أنّ عدّتها لم تنقض. ولو كانت غير مكشوفة الوجه والكفين ما تسنّى له أن يعرفها.
وـ عن خالد بن دريك عن عائشة رضي الله عنها, أنّ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما دخلت على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعليها ثياب رقاق, فأعرض عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم, وقال: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلاّ هذا وهذا» وأشار إلى وجهه وكفيه.
وقد أخرنا ذكر هذا الحديث لأنه كثر فيه الأخذ والردّ, وأسقطه من يقول بوجوب ستر المرأة وجهها وكفيها, بسبب الإرسال لأنّ خالدا لم يدرك عائشة. وقد قدمنا عليه ذكر الوقائع التي ظهرت فيها بعض الصحابيات أمام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكشوفات الوجوه والأكفّ دون إنكار منه عليهنّ في ذلك, لأنها أقوى منه في الدلالة على الجواز سندا ومعنى. فإن شئت أسقطت هذا الحديث ولم تعتبره دليلا حتى لا ينسيك الوقائع والإقرارات النبوية, لأنّها قطعية في دلالتها على الحكم. وإن شئت سلكت مسلك المحدّثين في البحث له على الشواهد والمتابعات لتقويته, وما يقوّيه أمور منها:
* عن أسماء بنت عميس أنّها قالت: دخل رسول الله صلّى الله عله وسلم على عائشة وعندها أختها أسماء بنت أبي بكر, وعليها ثياب شامية واسعة الأكمام, فلمّا نظر إليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قام فخرج. فقالت عائشة رضي الله عنها: تنحّي فقد رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمرا كرهه. فتنحّت, فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم, فسألته عائشة رضي الله عنها: لم قام؟ قال: «أو لم تري إلى هيأتها, إنّه ليس للمرأة المسلمة أن يبدو منها إلاّ هذا وهذا» وأخذ بكفيه فغطّى بهما ظهر كفيه حتى لم يبدو من كفّه إلاّ أصابعه, ثم نصب كفيه على صدغيه حتى لم يبد إلاّ وجهه.
* عن قتادة ـ مرسلا ـ أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلاّ وجهها ويداها إلى المفصل».
* حديث النقاب والقفازين في الإحرام, المتقدم.
* إقرار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لما جرى به عمل الصحابيات أمامه, كما تقدم في الوقائع الذكورة.
* أقوال الصحابة الآتي ذكرها في بيان قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها) من أنّ المراد الوجه والكفان.
* أقوال جمهور علماء التابعين وأئمة المذاهب بمثل ذلك.
قال الإمام البيهقي في حديث أسماء, بعد أن ذكر أقوال الصحابة بكون الاستثناء في قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها) واقع على الوجه والكفين: مع هذا المرسل قول من مضى من الصحابة في بيان ما أباح من الزينة الظاهرة فصار القول قويا.
وليس لأنّ الحديث مرسل فلا يعمل به, فإن للفقهاء موقفا ورأيا في العمل بالحديث المرسل, يحسن أن نذكره الآن.
مذهب الفقهاء والأصوليين في العمل بالمرسل
المرسل في اصطلاح الفقهاء والأصوليين أن يقول الراوي الذي لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم وكان عدلا: قال رسول الله؛ أي يرسل الحديث إلى النبي صلّى الله عليه وسلم دون أن يذكر الواسطة بينه وبين النبي صلّى الله عليه وسلم, سواء كان هذا الذي أرسل الحديث من التابعين أو من تابع التابعين أو ممّن بعدهم.
وأمّا المحدّثون فالمرسل في اصطلاحهم أن يترك التابعي دون غيره ذكر الواسطة ـ وهو الصحابي ـ بينه وبين النبي صلّى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اتفق جمهور العلماء مالك وأبو حنيفة وأحمد في أشهر الروايتين عنه على الاحتجاج بالحديث المرسل, قال الإمام الآمدي: والمختار قبول مراسيل العدل مطلقا. واشترط الإمام الشافعي لقبول المراسيل أن تتوفّر فيه أحد الشروط التالية:
ـ أن يكون المرسل من مراسيل الصحابة
ـ أن يكون مرسلا قد أسنده غير مرسله
ـ أن يرسله راو آخر يرويه عن غير شيوخ الأول
ـ أن يعضّده قول صحابي
ـ أن يعضّده قول أكثر أهل العلم
ـ أن يكون المرسل قد عرف من حاله أنّه لا يرسل عمّن فيه علّة من جهالة أو غيرها.
ونحن إذا أخذنا بالقول المتشدّد في العمل بالمرسل, وهو قول الإمام الشافعى, وطبقنا شروطه على مرسل خالد بن دريك ومرسل قتادة؛ وجدناهما يرقيان إلى درجة القبول. فمرسل خالد بن دريك مسند من طريق آخر عن أسماء بنت عميس, وهي صحابية, فهي زوجة أبي بكر الصديق؛ وهو معضد بأقوال الصحابة ـ ومنهم عائشة ـ لا بقول صحابي واحد, كما يأتي ذكر أقوالهم؛ وهو أيضا معضّد بقول أهل العلم؛ وهو أيضا معضّد بمرسل آخر هو مرسل قتادة. ويقال مثل ذلك في مرسل قتادة.
وأما خالد بن دريك فقال فيه يحيى ابن معين: هو مشهور وثقة, وقال: النسائي: ثقة. وأما قتادة فهو من كبار المحدثين ورأس الطبقة الرابعة من التابعين, وثّقه ابن معين وغيره.
بيان الصحابة
أـ تفسير أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ فقد روي عنها أنها قالت: "إلاّ ما ظهر منها" الوجه والكفان , وروي عنها أنها قالت: القٌلب ـ أي السوار ـ والفتخة ـ أي الخاتم ـ , وفي رواية أنّها سئلت عن الزينة الظاهرة,: فقالت: القلب والفتخ.
ب ـ تفسير عبد الله بن عباس رضي الله عنه؛ فروي قوله: "ولا يبدين زينتهنّ إلاّ ما ظهر منها" قال: الكحل والخاتم, وروي: الكحل والخدّان, وروي: الوجه وكحل العين وخضاب الكفّ والخاتم, وروي: رقعة الوجه وباطن الكفّ.
ج ـ تفسير أنس بن مالك؛ فروي عنه في "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" قال: الكحل والخاتم.
د ـ تفسير عبد الله بن عمر؛ فروي عنه في "إلا ما ظهر منها" قال: الوجه والكفان.
هـ ـ تفسير المسور بن مخرمة؛ فروي عنه في"إلا ما ظهر منها" قال: القلبان والخاتم والكحل.
و ـ تفسير ابن مسعود؛ فقد روي عنه أنّه قال: الزينة زينتان, فالظاهرة منها الثياب والجلباب, وما خفي الدملج والقرطان والسواران.
ويتبيّن ممّا نقل إلينا من أقوال الصحابة في تفسير قوله تعالى:"إلاّ ما ظهر منها" أنهم اتفقوا على أن المراد بالزينة الظاهرة المستثناة من منع الإبداء هي الكحل والخاتم والخضاب والسوار؛ ويلزم من ذلك جواز كشف مواقعها من بدن المرأة, أي كشف الوجه والكفين, كما صرّح بذلك كلّ من عائشة وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم. وقد تبعهم من التابعين في هذا التفسير سعيد بن جبير والضحاك وعطاء وقتادة وغيرهم.
وانفرد ابن مسعود رضي الله عنه بتفسير الزينة المباح إظهارها بالثياب والجلباب, وبقوله قال إبراهيم النخعي من التابعين.
ومن التابعين من جمع بين القولين, وهو الحسن البصري, فقال: الوجه والثياب.
رفع إشكال
وقع فيما تقدم من أقوال الصحابة إشكالان؛ الأول بما روي عن السيدة عائشة والمسور بن مخرمة من جواز كشف السوار الذي يلزم منه جواز كشف موقعه من الذراع؛ والثاني بما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه من عدم جواز كشف الوجه والكفين.
فأمّا الأول, فقد بينت السيدة عائشة رضي الله عنها نفسها أنّ موقع السوار ممّا لا يجوز كشفه, وذلك بما ذكره الراوي عنها بقوله: «وضمّت طرف كمّها» وهذا إشارة منها إلى أن السوار يجوز كشفه لكن فوق الثياب, وأن موضعه من البدن مما لا يجوز كشفه.
وما روي عن قتادة قال: بلغني أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تخرج يدها إلاّ إلى ها هنا» وقبض نصف الذراع. وما روي أيضا عن ابن جريج قال قالت عائشة: دخلت عليّ ابنة أخي لأمّي عبد الله بن الطفيل, مزيّنة, فدخل النبي صلّى الله عليه وسلّم فأعرض, فقالت عائشة: يا رسول الله إنّها ابنة أخي, وجارية. فقال: «إذا عركت المرأة لم يحلّ لها أن تظهر إلاّ وجهها وإلاّ ما دون هذا» وقبض على ذراع نفسه, فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى.
وهاتان الروايتان تجيزان كشف اليدين إرى نصف الذراع, فإنّه لا يعمل بهما لما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ لتعارضهما مع ما تظافر عن الصحابة رضي الله عنهم من أقوال تبين أن معنى الاستثناء في قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها) واقع على الوجه والكفين.
ب ـ لتعارضهما مع الحديثين المرسلين ـ مرسل خالد ومرسل قتادة الآخر ـ المعضّدين بأقوال الصحابة.
ج ـ ما أجمع عليه جمهور العلماء والمفسرين من أنّه لا يجوز للمرأة أن تكشف أكثر من كفيها, وأن نصف الذراع غير داخل في الاستثناء في الآية.
وأمّا الثاني, وهو ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه, فإنّه قول صحابي واحد معارض بقول خمسة من الصابة؛ وهم عائشة ابن عمر وابن عباس وأنس والمسور. والنظر يقتضي ترجيح قولهم من وجوه:
أـ أنّ فيهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, فإن قولها مقدّم على قول غيرها من الصحابة لأنّ الأمر يخصّ النساء فهي أحفظ لأحكام الشرع فيما يتعلق بشؤونهنّ.
ب ـ أنّ قولهم تعضّده الأدلة من القرآن والسنة النبوية الإقرارية والقولية كما تقدم.
وإذا كان قول الصحابي المجتهد ليس بحجّة على غيره من مجتهدي الصحابة؛ فإنّهم إن اتفقوا فذلك إجماع, وهو حجّة على من بعدهم؛ وإن اختلفوا فالمسألة تنقلب اجتهادية فيما بينهم؛ وعلى من يروم اعتماد قول أحدهم دون البقية أن يأتي بمرجحات له من خارج قوله.
على أنّنا بالتدقيق فيما روي عن ابن مسعود, وجدنا أنّ قوله يحتمل المخالفة لبقية الصحابة كما يحتمل الموافقة, وأن احتمال الموافقة أرجح. فهو قد قال ـ كما روى عنه ـ: «الزينة زينتان؛ فالظاهر منها: الثياب والجلباب؛ وما خفي: السوار والدملج والخلخال والقرط والقلادة» فقد اقتصر في الزينة الخفية على ذكر السوار والدملج والخلخال والقرط والقلادة, وهي عنده وعند غيره من الصحابة من الزينة الخفية التي لا يجوز إظهارها؛ ولم يذكر معها الخاتم والكحل والحناء وهي الزينة التي توضع على الوجه والكفين. والظاهر أنّها لو كانت عنده ممّا لا يجوز كشفها لذكرها مع ما ذكر؛ لأنّها الأولى بالذكر من القرط والقلادة ونحوهما ليؤكّد على عدم جواز كشف الوجه والكفين, كما تؤوّل عنه. وعلى هذا نستبعد وننزه ابن مسعود رضي الله عنه أن يفسّر كلام الله تعالى بما لا معنى له, كما ذكر ذلك الجصاص؛ لأنّ تفسير قوله تعالى (إلاّ ما ظهر منها) بالثياب يجعل الاستثناء لا فائدة منه, لأنّ إظهار المرأة ثيابها أمر واقع ويستحيل نقيضه وهو ستره, وحمل كلام الله تعالى على ما يستحيل رفعه لا يليق؛ لأن معنى الآية على هذا التفسير يكون على النحو التالي: "ولا يبدين زينتهنّ إلاّ ثيابهنّ, وليضربن بخمرهن على جيوبهنّ, ولا يبدين زينتهن إلاّ لبعولتهنّ ... " وإذ يقتضي الكلام البليغ حذف التكرار الذي لا فائدة فيه وحذف ما لا معنى له, فعلى هذا التفسير يقتضي الأمر حذف جملة "ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها" لأنّ زينة المرأة على هذا التفسير سائر بدنها سيأتي النهي عن إبدائها في قوله " ولا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ ".
نتيجة
يتبيّن ممّا تقدم أنّ ترجيح الشيخ ابن باز وغيره رأي ابن مسعود, على فرض مخالفته لقول بقية الصحابة, هو ترجيح لا مستند له؛ فقول ابن مسعود ليس أولى بالأخذ من قول عائشة ومن معها إذا استووا في الصحبة والعلم ومعرفة أسرار اللغة؛ وكذلك ليس قول عائشة أولى بالأخذ من قول ابن مسعود؛ وإنما يجب أن يكون ترجيح أحد القولين على الآخر قائما على أدلّة واضحة وقوية. وقد رأينا كيف أنّ هذه الأدلّة التي تقدم ذكرها هي في جانب قول عائشة ومن معها بأنّ معنى (ما ظهر منها) هو الوجه والكفان.
آراء مفسّري القرآن الكريم
نتعرض الآن بإجمال لأقوال مفسري القرآن الكريم, لرصد آرائهم وتفسيراتهم لقوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها).
وإنّنا بعد استقراء أشهر التفاسير تبيّن لنا أنّ أصحابها مسايرون لآراء أئمّة مذاهبهم الفقهية, إذ كان أغلب هؤلاء المفسرين مقلدون وغير مجتهدين, لا الاجتهاد المطلق ولا المقيّد. والمذاهب في هذه المسألة تنقسم إلى اتجاهين:
ـ الاتجاه الأول: ويعتمد القول بأن المراد من قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها) الوجه والكفان. ويمثله المذاهب الثلاثة الحنفي والمالكي والطبري. وينتمي من المفسرين لهذه المذاهب: ابن جرير الطبري والجصاص وابن العربي والقرطبي والرازي والزمخشري وأبو حيان في البحر المحيط والآلوسي والنسفي وابن عطية وأبو السعود العمادي وابن عاشور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الاتجاه الثاني: ويعتمد القول بأن المراد من الآية الثياب, وأن الوجه والكفين من الزينة الباطنة التي لايجوز كشفها. ويمثله المذهبان الشافعي والحنبلي. وينتمي لهذا الاتجاه: البيضاوي وابن الجوزي في زاد المسير, ويفهم من الشوكاني القول بمثل ذلك, وهو على المذهب الشيعي الزيدي.
واكتفى كلّ من ابن كثير والسيوطي والسمرقندي في تفسيره والثعالبي في تفسير بذكر التفسيرين دون ترجيح لأحدهما.
وقد علّل أصحاب الاتجاه الأول استثناء الوجه والكفين ـ حسبما تفيده أقوالهم ـ بأمرين:
ـ إمّا بما هو من مستقرّ العادة والعرف البشري الذي جرى على ذلك, حتى عدّ ظهورهما من مقتضيات الجبلّة الإنسانية وأصلا في الاجتماع البشري, وأقرّته الشريعة الإسلامية.
ـ وإمّا بالمشقّة والحرج الذين يدخلان على المرأة بسبب سترهما عند مزاولتها شؤون حياتها ومعاملاتها الاجتماعية, وأنّ كشفهما معدود في المصالح القريبة من الضرورية؛ فرفع الشرع هذا الحرج والمشقة, إذ كانت شرائع الإسلام حنيفية سهلة سمحة.
وإنّا نرى أنه لا انفكاك بين التعليلين؛ لأن ما جعله الله تعالى باديا في العرف البشري وجبلّة فطرية في الإنسان سببه المشقّة والحرج عند تغطية الرجل رأسه ويديه وفخذيه, وتغطية المرأة وجهها وكفيها. ولهذا لم يجد من علّل من أصحاب الاتجاه الثاني مناصا من التعليل بذلك, أي بالمشقّة والحرج, لما يدلّ عليه ـ عندهم ـ الاستثناء الذي في قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها) فعبّر ابن كثير عن ذلك بقوله: «إلاّ ما لايمكن إخفاؤه» وفي عدم الإمكان استحالة. وقال البيضاوي: «فإنّ في سترها حرجا». وتعبير ابن كثير أدقّ لأنّ إخفاء المرأة ثيابها التي عليها أمر مستحيل, لا أن فيه حرجا لأن التعليل بالحرج يشعر بالإمكان. وعليه فإن أصحاب الاتجاه الثاني يقعون في حرج حمل الاستثناء في الآية على ما لا معنى له ولا فائدة منه؛ لأنّ ظهور الثياب التي تلبسها المرأة أمر يستحيل منعه, ولا يحتاج إلى شرع يبيح إظهاره ويرفع كلفة ستره, لأنه من تحصيل الحاصل, وهو ما يجب أن ينزّه عنه كلام الحكيم. وقد أشار لهذا المعنى الجصّاص باختصار تعليقا على قول ابن مسعود رضي الله عنه, وتقدّم أنّنا ننزّه ابن مسعود عن ذلك.
وبعلّة المشقّة علل ابن الجوزي الحنبلي عدم تكليف المرأة تغطية وجهها في الصلاة. ونذكر هنا أنّ ابن عبد البرّ حكى الإجماع على أنّ على المرأة أن تكشف وجهها في الصلاة والإحرام. وقد تقدّم لنا رفع الإشكال الذي أفاده النهي في الحديث عن انتقاب المرأة ولبس القفازين في الإحرام, ما أوهم ابن تيمية وغيره أنّه يدلّ على وجوب ستر المرأة وجهها وكفيها خارج الإحرام.
وأمّا في الصلاة, فإن كان القول بوجوب كشف المرأة وجهها وكفيها فيها من جهة حمل الاستثناء الذي في الآية على الوجه والكفين في الصلاة, وعلى الثوب خارج الصلاة, فهذا تحكّم, قال الشيخ ابن عاشور: «جمهور الأئمة على أنّ استثناء إبداء الوجه والكفين من عموم منع إبداء الوجه والكفين في جميع الأحوال؛ لأنّ الشأن أن يكون للمستثنى جميع أحوال المستثنى منه. وتأوّله الشافعي بأنّه استثناء في حالة الصلاة دون غيرها, وهو تخصيص لا دليل عليه».
وعلى ما رام إليه ابن الجوزي من الاستدلال بالمشقة, فإنّ الشأن في علل الأحكام المعقولة المعنى أن تكون مضطردة؛ والعلّة هنا ملحوظة في الصلاة وخارج الصلاة, أي في مزاولة المرأة شؤونها الحياتية ومعاملاتها الاجتماعية, بل هذه العلّة أولى بالاعتبار خارج الصلاة؛ فأمر الصلاة هيّن وأخفّ من قضاء المرأة ساترة وجهها وكفيها, سائر يومها وجزءا من ليلها, في الحر والبرد وفي الضوء والظلام, وفي عملها وتعلّمها, وفي بيعها وشرائها, وفي قضاء شؤونها وشؤون أبنائها وشؤون من تقوم على رعايتهم من أقاربها وأقارب أزواجها مّمن تضطرّها العلاقة الزوجية وصلة الأرحام إلى مخالطتهم, لا تضع عنها ذلك الساتر إلاّ في قعر بيتها عند نومها؛ فأيّ المحلّين أولى باعتبار المشقّة فيه, الصلاة أم خارج الصلاة؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن عللوا منع إظهار المرأة وجهها وكفيها خارج الصلاة بكونهما عورة, فإنّ ذلك يقتضي أيضا أن يشمل الصلاة؛ لأنّها عبادة علم من الدين بالضرورة ستر العورات فيها؛ فكلّ عضو هو عورة في نظر الشرع يجب ستره في الصلاة وخارج الصلاة, وكشفه مؤثّر في بطلان الصلاة, قال الإمام الطبري في سياق ترجيح القول بأنّ قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها) يعني الوجه والكفين, يدخل في ذلك الكحل والخاتم والسوار والخضاب, قال: «وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالتأويل؛ لإجماع الجميع على أنّ كلّ مصلّ أن يستر عورته في صلاته, وأنّ المرأة أن تكشف وجهها وكفيها في صلاتها, وأنّ عليها أن تستر ما عدا ذلك من بدنها, ما لم يكن عورة, كما ذلك للرجال؛ لأنّ ما لم يكن فغير حرام إظهاره, وإذا كان لها إظهار ذلك, كان معلوما أنّه مما استثناه الله تعالى ذكره بقوله (إلاّ ما ظهر منها) لأنّ ذلك ظاهر منها». فقد بنى الإمام الطبري تفسيره للآية على إجماع العلماء على وجوب كشف المرأة وجهها وكفيها في الصلاة, والإجماع حجّة شرعية قطعية, ولم يبنه على حكم اجتهادي.
3ـ قوله تعالى: (وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ) فما معنى "الخُمُرُ" و"الجيوب"؟.
أ ـ الخمر: جمع خمار. وهو في اللغة من خَمَرَ الشيء يَخْمُرُه وأَخْمَرَه, أي ستره وغطّاه وكتمه وأضمره وواراه. ويجمع أيضا على أَخْمِرَة وخُمْر.
والخمار ما تغطّي به المرأة رأسها. ويسمّى المقنعة.
ب ـ الجيوب: جمع جَيْب. وفي اللغة هو موضع التقوير من الدرع والقميص من جهة الرأس والصدر. أي فهو طوق القميص وموضع القطع منه. وقال الزمخشري: ويجوز أن يراد بالجيوب الصدور, تسمية بما يليها ويلابسها.
وهذه الآية أوجبت على النساء أن يغطّين رؤوسهن بخمرهن, وأوجبت عليهن أن يضعن الخمر بصفة معيّنة يتحقق معها سترا مقصودا, وهو أن يسدلن خمرهنّ من أمام ليغطين بها أعناقهنّ ونحورهنّ وآذانهنّ وما عليها من الحليّ. بحيث يغطّي منتهى الخمار ما هو مكشوف بسبب طوق القميص. وذكر المفسرون أنّ هذه الآية غيّرت عادة جاهلية في صفة لبس النساء للخمر. فقد كان النساء في الجاهلية يضعن خمرهنّ على رؤوسهن ويسدلنها من خلفهنّ, وكانت أطواق أقمصتهنّ ودروعهنّ واسعة تبدو منها صدورهنّ وتنكشف نحورهنّ وآذانهنّ وقلائدهنّ. فأمر الله تعالى المؤمنات بتغيير هذه العادة في وضع الخمر وشدّد عليهنّ في صفة الوضع المطلوب بعدّة أساليب هي:
ـ بصيغة الأمر في قوله (ليضربن)
ـ باستعمال لفظ الضرب الدال على شدّة تمكين الوضع والمبالغة فيه, بحيث لا يظهر شيء من بشرة الجيد
ـ باستعمال لفظ الباء في قوله تعالى (بخمرهنّ) الدالّ على تأكيد اللصوق والمبالغة في إحكام وضع الخمار على الجيب
ومجموع هذه الأساليب يدلّ على النهي عن التساهل في لبس الخمر.
وعلى ما تقدّم من شرح قوله تعالى: (وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ) فإنّه يستدلّ به على أنّ المراد بقوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها) الوجه والكفان. ووجه الاستدلال أنّ الخمر التي أمر الله تعالى المؤمنات بضربها على جيوبهنّ هي خمر معهودة ومعروفة من عهد الجاهلية إلى غاية نزول الآية في عهد الإسلام, وكنّ يستعملنها لتغطية رؤوسهنّ, حسبما يفيده ضمير "هنّ" في قوله (خمرهنّ) الدال على أنه مضاف إليهن.
وإنّما أفادت الآية تشريعا لصفة وضع الخمر, بتغيير ما كان عليه النساء من كشف لآذانهنّ ونحورهنّ وصدورهنّ, إلى طلب ستر هذه المواضع. ولا يشكّ أحد في أنّ وجوههنّ كانت مكشوفة مع هذه المواضع؛ فلو كان التشريع الجديد يشمل الوجه لكان المناسب أن يصرّح بذكره مع الجيوب؛ لكن عدم ذكره يفيد اختلاف حكمه عن حكم الجيوب, وأنّه موضوع الاستثناء الذي في قوله تعالى: (إلاّ ما ظهر منها) استصحابا للعرف المعهود.
والجدير بالذكر أنّ المفسرين الذين فسروا قوله (إلاّ ما ظهر منها) بالثياب على اعتبار أنّ الوجه والكفين عندهم ممّا يجب ستره, نجدهم قد فسّروا الخمار بأنّه ثوب يوضع على الرأس, وأن المؤمنات أمرن بأن يسترن به أعناقهنّ وآذانهنّ ونحورهنّ وصدورهنّ, ولم يذكر واحد منهم الوجه, فانظر ـ مثلا ـ ابن الجوزي من مفسّري الحنابلة.
خاتمة
من خلال ما تقدّم من شرح آية النور, نخرج بنتيجة وهي أنّها توجب على النساء المؤمنات ستر جميع أبدانهنّ, ما عدا وجوههنّ وأكفّهنّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رأيت كيف أنّنا لم ندخل لفهم الآية سوى الأدلّة المتصلة بها, وهي مجموع الجمل المكوّنة للآية, وسوى السنّة النبوية وخاصّة التقريرية منها, وأقوال الصحابة المفسّرة للآية, وسير الصحابيات. ولم نعتمد على رأي أو استحسان أو مصلحة, لأنّ حكم اللباس من الثوابت الشرعية, فلا يجوز أن يستند إلاّ إلى أدلّة ثابتة لا علاقة لها بتغيّر المصالح والظروف.
محاورة
حاول بعض المعاصرين أن يبحث عن دليل جديد للإقناع بالرأي القائل بوجوب ستر المرأة وجهها وكفيها, وذلك بالاستناد إلى قاعدة سدّ الذرائع؛ بناء على أنّ كشف المرأة وجهها ـ من وجهة نظرهم ـ ذريعة وطريق إلى الفتنة. وممّن ذهب إلى هذا الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين. قال الأول: «ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسّع في التبرج وإبداء المحاسن, فوجب سدّ الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش» , وقال الثاني: «وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة, وإن قدر فيه مصلحة فهي يسيرة منغمرة في جانب المفاسد».
ولا نرى أنّ استدلالهما بقاعدة سدّ الذرائع مسلّما؛ لأنّ هذه القاعدة لا يجوز إعمالها للوصول إلى حكم شرعي ـ هكذا ـ في كلّ حالة وبدون ضوابط, ونبيّن هذا فيما يلي:
الذريعة في اللغة معناها الوسيلة. ومعنى سدّها رفعها. وقد عرّف علماء الأصول قاعدة سدّ الذرائع بأنّها منع ما يجوز لئلاّ يتطرّق به إلى ما لا يجوز. أي منع الوسيلة المباحة التي يتوصّل بها إلى مفسدة.
فالأصل في اعتبار سدّ الذرائع هو النظر في مآلات الأفعال وما تنتهي إليه من فساد. والعلماء يشترطون لإعمال هذه القاعدة أمورا منها:
أ ـ أن لا تثبت إباحة الوسيلة التي تؤول إلى فساد بنصّ شرعي من كتاب أو سنّة أو بإجماع. فإن كان ذلك سقط الاستدلال بقاعدة سدّ الذرائع؛ لأنّه لا اعتبار لها مع وجود النصّ أو الإجماع, لأن الشرع يكون ألغاها في هذه الحالة. ولذلك لا يجوز للفقهاء اعتبار سدّها فعلهم يكون من باب الزيادة في الشرع. ولذلك قال علماء المالكية والحنابلةـ القائلين بهذه القاعدة ـ بفتح كثير من الذرائع رغم وجود مظنّة الفساد في المآل, لثبوت فتحها بالنصّ أو بالإجماع.
ب ـ أن لا تثبت الحاجة الملحّة لإباحة الوسيلة. فإذا تعيّنت هذه الحاجة الملحّة وجب اعتبار الوسيلة وإلغاء المآل. هذا إذا كانت الوسيلة مباحة غير منصوص على إباحتها.
ج ـ أن لا تكون المفسدة التي يؤول إليها الفعل المباح نادرة, لأنّ مقرّرات الشريعة تغليب
المصلحة أمام ندرة الفساد.
ومسألة كشف المرأة وجهها إن أخذناها من جهة أي شرط من الشروط المتقدمة نجدها من الوسائل التي لا يجوز سدّها, ذلك لأنّها:
أوّلا ـ من الوسائل المباحة التي نصّ الشرع على عدم سدّها بما بيّناه سابقا من شرح الآية وأقوال الصحابة. وإنّ القول بسدّها تزيّد على الشريعة وتجاوز لحدودها, وليس لأصحابه دليل قوي على حرمة كشف الوجه والكفين, لذلك لجأوا إلى قاعدة سدّ الذرائع لإثبات الحرمة, وهو اعتراف ضمني منهم بأنّ كشف الوجه مباح, لأنّ معنى سدّ الذرائع ـ كما قدمنا ـ منع الوسيلة المباحة التي يتوصّل بها إلى مفسدة, فلو كانت هذه الوسيلة ـ أي كشف الوجه ـ محرّمة, فما الداعي إلى الاستدلال بهذه القاعدة والوسيلة مسدودة.
ثانيا ـ لأنّها من الوسائل المباحة, والمفسدة في جانبها نادرة, فليس كل امرأة تكشف وجهها يؤدّي بها ذلك وإلى من ينظر إليها إلى الفاحشة. وقد قرّر جمهور العلماء ترجيح المصلحة على المفسدة النادرة, لذلك قالوا بإباحة زراعة العنب لأنّ مصلحة ذلك أعظم من مفسدة اتخاذه للإسكار, وبإباحة مجاورة الإخوة في السكن وعدم اعتبار مفسدة الزنا التي قد تحدث من هذه المخالطة لأنّها نادرة. قال الشيخ محمد الخضر حسين: «ويلحق بهذا الضرب اتخاذ السيارات والطيّارات والغواصات, فإنّه قد ينشأ عن استعمال هذه المخترعات إتلاف بعض النفوس البريئة, ولكن هذا الضرر قليل بالنسبة إلى ما يترتب عليها من نحو مصلحة الدفاع وقطع المسافات البعيدة في أقرب زمان». فلو اخذ العلماء بمبدأ سدّ الذرائع مطلقا, ولو كانت المفسدة الآيلة إليها الذريعة نادرة لأدخلوا على الناس حرجا عظيما ومشقة لا تتفق مع سماحة الشريعة. ثمّ إنّ وجود مصلحة محضة دون أن تشوبها مفسدة, ووجود مفسدة محضة دون أن
(يُتْبَعُ)
(/)
تشوبها مصلحة أمر عزيز الوجود, ومن ثمّ فالشريعة لا تراعي المفسدة المغمورة في جانب المصلحة الغامرة أو المصلحة المغمورة في جانب المفسدة الغامرة. على أنّ مسألتنا تتعلق بالوجه والكفين فقط, دون سائر بدن المرأة.
يتبع
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 05:41]ـ
المصطلح الثاني
الحجاب
ورد هذا المصطلح في قوله تعالى: ( ... وإذا سألتموهنّ فاسألوهنّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ .. ) [الأحزاب53]
معنى الحجاب
الحجاب في اللّغة السّتر والمنع. يقال: حجب الشيء يحجُبُه حجبا وحجابا, إذا ستره ومنعه. فالحجاب ستر يتحقّق معه غياب ذات المستور عن النظر, ويمنع ويحول بين تداخل شيئين. وبهذا المعنى جاء استعمال لفظ الحجاب في معاجم اللغة, فقد ورد فيها:
ـ حجاب الجوف: وهو ما يحجب بين الفؤاد وسائره. قال الأزهري: هي جلدة بين الفؤاد وسائر البطن.
ـ الحاجب: البواب الذي يمنع الشخص عن الدخول, ويحول بينه وبين الإطلاع على ما في الداخل الذي يحجبه.
ـ الحاجبان: العظمان اللذان فوق العينين بلحمهما وشعرهما. والجمع: حواجب. وقيل: الشعر النابت على العظم. سمّيا بذلك لأنّهما يحجبان عن العين شعاع الشمس.
ـ المحجوب: الضرير فاقد البصر.
ـ الحجاب: الأفق الذي تستتر به الشمس حين تغيب, قال تعالى: (حتى توارت بالحجاب) [ص32].
ـ احتجبت الحامل من يوم تاسعها وبيوم تاسعها: أي اختفت واستترت.
فالحجاب هو الستر الذي يمنع ويحول بين تداخل شيئين أو بين رؤية شخصين أحدهما الآخر. ومن هنا يظهر الفرق بين "الحجاب" و"الخمار", فهما يشتركان في دلالتهما على معنى الستر, ولكن يختلفان من حيث إنّ الخمار ستر يكون فيه الساتر ملاصقا للمستور, والحجاب ستر غير ملاصق, بل هو فاصل وحائل بين ذاتين.
الدلالة الشرعية لآية الحجاب
هذه الآية توجب على المؤمنين جملة من الآداب والتكاليف تجاه بيت النبوّة, وتجاه سيّدات هذا البيت رضوان الله عليهنّ. ومن هذه الآداب والتكاليف النهي عن مخاطبة نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم إلاّ من وراء حجاب.
وسبب نزول هذه الآية ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لما تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زينب ابنة جحش دعا القوم فَطَعِموا، ثمَّ جلسوا يتحدَّثون، وإذا هو يتأهَّبُ كَأَنه يَتَهَيَّأُ للقيام، فلم يقوموا. فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام وقَعدَ ثلاثةُ نفرٍ، فجاءَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليدخُل فإذا القومُ جُلوسٌ، ثم إنهم قاموا، فانطَلَقتُ فجئتُ فأخبرتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنهم قدِ انطَلَقوا فجاء حتى دَخل، فذهبت أدخلُ فألقى الْحجابَ بيني وبينَه، فأنزَل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبيّ} الآية.
والحجاب الذي فرضه الله تعالى على أمهات المؤمنين رضي الله عنهنّ ليس هو تغطية وجوههنّ وأكفّهنّ فحسب؛ بل هو ستر جميع أبدانهنّ, بحيث لا يرى شخوصهنّ سوى محارمهنّ.
وقد كان لحجب نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم على هذا الأمر حكمة ربانية لحفظ شرف بيت النبوّة وطهارة عرضه من كلّ محاولات الدسّ والتشويه التي كان يسعى المنافقون إلى إيذاء النبي صلّى الله عليه وسلم بها, ليتوصّلوا بذلك إلى تلويثه في أذهان الناس ومن ثمّ إلى تنفيرهم عنه. وقد حاولوا ذلك فعلا في قصة الإفك بعد نزول سورة الأحزاب بحكم الحجاب.
وقد ذكر الله تعالى حكمة هذا الحجاب بالنسبة لهنّ وللمؤمنين بقوله: (ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ) وبيّن الشيخ ابن عاشور المراد بالطهارة هنا وبصيغة أفعل فيها, كما بيّن مقصد هذا التشريع في حقّ أمّهات المؤمنين, فقال: «واسم التفضيل في قوله: {أطهر} مستعمل للزيادة دون التفضيل.
والمعنى: ذلك أقوى طهارة لقلوبكم وقلوبهن فإن قلوب الفريقين طاهرة بالتقوى وتعظيم حرمات الله وحرمة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لما كانت التقوى لا تصل بهم إلى درجة العصمة أراد الله أن يزيدهم منها بما يكسب المؤمنين مراتب من الحفظ الإِلهي من الخواطر الشيطانية بقطع أضعف أسبابها وما يقرب أمهات المؤمنين من مرتبة العصمة الثابتة لزوجهن صلى الله عليه وسلم فإن الطيبات للطيبين بقطع الخواطر الشيطانية عنهن بقطع دابرها ولو بالفرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضاً فإن للناس أوهاماً وظنوناً سُوأَى تتفاوت مراتب نفوس الناس فيها صرامة ووهناً، ونَفَاقاً وضعفاً، كما وقع في قضية الإِفك المتقدمة في سورة النور فكان شَرع حجاب أمهات المؤمنين قاطعاً لكل تقول وإرجاف بعمد أو بغير عمد.
ووراء هذه الحِكَم كلها حكمة أخرى سامية وهي زيادة تقرير معنى أمومتهن للمؤمنين في قلوب المؤمنين التي هي أُمومة جَعلية شرعية بحيث إن ذلك المعنى الجعلي الروحي وهو كونهن أمهات يرتد وينعكس إلى باطن النفس وتنقطع عنه الصور الذاتية وهي كونهن فلانة أو فلانة فيصبحْن غير متصوَّرات إلا بعنوان الأمومة فلا يزال ذلك المعنى الروحي ينمى في النفوس، ولا تزال الصور الحسية تتضاءل من القوة المدركة حتى يصبح معنى أمهات المؤمنين معنى قريباً في النفوس من حقائق المجردات كالملائكة، وهذه حكمة من حكم الحجاب الذي سنه الناس لملوكهم في القدم ليكون ذلك أدخل لطاعتهم في نفوس الرعية».
فإنّ لمقام بيت النبوة ونساء النبي صلّى الله عليه وسلم حرمة تستدعي زيادة تخصيص بالأحكام والتشريعات حماية له من كلّ ما يكاد له, وذلك لخطر أمره على الدعوة وصاحبه.
لذلك كان حكم الحجاب خاصا بنساء النبي صلّى الله عليه وسلّم, دون غيرهنّ من نساء المؤمنين. وقد اتفق المفسرون على أنّ الآية نزلت في نساء النبي صلّى الله عليه وسلم, إلاّ أنّ بعضهم قصرها عليهن, كالزمخشري والنسفي والبغوي والبيضاوي وابن كثير والألوسي وأبي السعود وابن عاشور؛ والبعض الآخر عمّمها في سائر النساء, كالطبري والجصاص والقرطبي والشوكاني وأبي حيان الأندلسي.
وليس هذا الحكم الوحيد الذي خصّص الله تعالى به أمّهات المؤمنين, بل هو حكم من جملة أحكام خصّصن بها, وردت في سياق آيات من سورة الأحزاب. فقد جاء قبل هذا الحكم تقرير أمومهنّ لسائر المؤمنين في قوله تعالى: (?لنَّبِىُّ أَوْلَى? بِ?لْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَ?جُهُ أُمَّهَـ?تُهُمْ وَأُوْلُو ?لاَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ فِى كِتَـ?بِ ?للَّهِ مِنَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَ?لْمُهَـ?جِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُو?اْ إِلَى? أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِى ?لْكِتَـ?بِ مَسْطُوراً *) [الأحزاب6] وجاء قبله أيضا تخييرهنّ, وتضعيف العذاب لهنّ عند إتيانهنّ الفاحشة, ومضاعفة الثواب لهنّ عند قنوتهنّ لله تعالى وعملهنّ الصالحات, وتقرير أنّهنّ لسن كأيّ امرأة من النساء وأمرهنّ بالقرار في البيوت, ,وإرادة الله تعالى إذهاب الرجس عنهنّ وتطهيرهنّ؛ وذلك في قوله تعالى: (ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ قُل لاَْزْوَ?جِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ?لْحَيَو?ةَ ?لدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ وَ?لدَّارَ ?لاَْخِرَةَ فَإِنَّ ?للَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَـ?تِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً * ي?نِسَآءَ ?لنَّبِىِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَـ?حِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ?لْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ?للَّهِ يَسِيراً * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَـ?لِحاً نُؤْتِهَآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً * ي?نِسَآءَ ?لنَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ?لنِّسَآءِ إِنِ ?تَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِ?لْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ?لَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ?لْجَـ?هِلِيَّةِ ?لاُْولَى? وَأَقِمْنَ ?لصَّلَو?ةَ وَءَاتِينَ ?لزَّكَو?ةَ وَأَطِعْنَ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ?للَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ?لرِّجْسَ أَهْلَ ?لْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَ?ذْكُرْنَ مَا يُتْلَى? فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَـ?تِ ?للَّهِ وَ?لْحِكْمَةِ إِنَّ ?للَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً *) [الأحزاب27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34]
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في آية حكم الحجاب تشريعا خاصا بدخول المسلمين لبيوت النبي صلّى الله عليه وسلّم, وتحريم الزواج عليهن بعد وفاته صلّى الله عليه وسلم, في قوله تعالى: (ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ?لنَّبِىِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى? طَعَامٍ غَيْرَ نَـ?ظِرِينَ إِنَـ?هُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَ?دْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَ?نْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى ?لنَّبِىِّ فَيَسْتَحْيِى مِنكُمْ وَ?للَّهُ لاَ يَسْتَحْىِ مِنَ ?لْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَـ?عاً فَ?سْئَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذ?َلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ?للَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُو?اْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذ?َلِكُمْ كَانَ عِندَ ?للَّهِ عَظِيماً * إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ ?للَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيماً *) [الأحزاب53 - 54]
وجاء في الآية الموالية لها تتمّة لحكم الحجاب, بالإذن لهنّ في الظهور لمن ذكرتهم الآية من محارمهنّ, في قوله تعالى: (لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِى? ءَابَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَ?نِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَ?نِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَ?تِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَ?تَّقِينَ ?للَّهَ إِنَّ ?للَّهَ كَانَ عَلَى? كُلِّ شَىْءٍ شَهِيداً *) [الأحزاب55]
ولا قائل من العلماء بأنّ هذه الأحكام تشمل سائر النساء من المؤمنات. وإنّ الآيات صريحة بكون هذه الأحكام خاصّة بهنّ لكونهنّ في موقع متميّز عن بقية النساء المؤمنات. وقد علّل الله تعالى تخصيصهنّ بهذه الأحكام بصريح اللفظ, وذلك بقوله تعالى: (ي?نِسَآءَ ?لنَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ?لنِّسَآءِ) وقوله: (إِنَّمَا يُرِيدُ ?للَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ?لرِّجْسَ أَهْلَ ?لْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وممّا يؤكّد تخصيص أمّهات المؤمنين بحكم الحجاب ويقوّيه ما يلي:
1ـ التفريق الواضح في الخطاب الموجّه في هذه السورة, بين ما يراد تخصيص نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم به وبين ما يراد تعميمه على سائر المؤمنات؛ فما كان مقصودا به التخصيص اكتفي فيه بذكرهنّ وتوجيه الخطاب إليهن إمّا مباشرة وإما عن طريق النبي صلّى الله عليه وسلّم بوصفهنّ أزواجا له؛ وما كان مقصودا به التعميم ذكرن بوصفهنّ وذكر معهنّ غيرهنّ أي بنات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونساء المؤمنين. وقد ورد التعميم في آية واحدة من هذه السورة, وهي قوله تعالى: (ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ قُل لاَِزْوَ?جِكَ وَبَنَـ?تِكَ وَنِسَآءِ ?لْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـ?بِيبِهِنَّ ذ?لِكَ أَدْنَى? أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ?للَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) [الأحزاب59]. مع الإشارة إلى أنّ موضوع آية الحجاب وآية الجلباب واحد وهو لباس المرأة, والاختلاف بين الآيتين فيمن وجّه إليه التكليف ظاهر في أنّ المخاطب في آية الحجاب يختصّ بالحكم دون من ذكر معه في آية الجلباب.
2 ـ ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه كان يشير على النبي صلّى الله عليه وسلّم حجب أمّهات المؤمنين, فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «قال عمر, قلت: يا رسول الله يدخل عليك البرّ والفاجر, فلو أمرت أمّهات المؤمنين بالحجاب, فأنزل الله آية الحجاب». وعن عائشة رضي الله عنه قالت: «كنت آكل مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طعاما, فمرّ عمر, فدعاه, فأكل, فأصابت أصبعه أصبعي, فقال عمر: أوه لو أطاع فيكنّ ما رأتكنّ عين, فنزلت آية الحجاب».
(يُتْبَعُ)
(/)
3ـ ما ثبت أنّ عمر رضي الله عنه كان حريصا على أن تبالغ أمهات المؤمنين في هيئة خروجهنّ للغائط حتى لا يتفطّن إليهن من يراهنّ أنّهنّ نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ فعن عائشة رضي الله عنهنّ قالت: «خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها, وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها, فرآها عمر بن الخطاب, فقال: يا سودة, أما والله ما تخفين علينا, فانظري كيف تخرجين. قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيتي, وإنّه ليتعشّى وفي يده عَرْقٌ, فدخلت فقالت: يا رسول الله إنّي خرجت لبعض حاجتي, فقال عمر كذا وكذا. قالت: فأوحى الله إليه, ثمّ رفع عنه وإنّ العرق في يده ما وضعه, فقال:"إنّه قد أذن لكنّ أن تخرجن لحاجتكنّ"». والخروج للحاجة هو الذهاب للغائط.
كما كان رضي الله عنه حريصا على أن لا تظهر جثامينهنّ عند حمل جنائزهن؛ فقد نهى رضي الله عنه, حين توفيت زينب رضي الله عنها, عن أن يخرج وراءها أحد سوى محارمها, حتى لا يشاهد الناس شخصها فوق النعش؛ حتى دلّته أسماء بنت عميس على سترها في النعش بقبّة تضرب عليه, وأعلمته أنّها رأت ذلك في بلاد الحبشة, فصنعه عمر.
كما كان نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم يلتزمن ذلك في أنفسهنّ فيما أذن لهن في الخروج إليه كالغائط أو ضرورة من الضرورات, فقد روي أنّ حفصة رضي الله عنها لمّا توفي عمر رضي الله عنه سترها النساء عن أن يرى شخصها.
4ـ لم يثبت عن نساء الصحابة أنّهن كنّ يلتزمن الحجاب والقرار في البيوت, بحيث لا يظهرن شخوصهنّ للرجال, بل على العكس من ذلك فقد ثبت خروجهنّ وظهورهن في المواطن العامّة مع الرجال, كالخروج للمسجد والسوق وحضور المشاهد والاستسقاء والأعياد والجهاد, إلى غير ذلك. فيثبت بذلك وبما تقدم أنّ لآية الحجاب خاصّة بنساء النبي صلّى الله عليه وسلّم. قال الشيخ ابن عاشور: «وبهذه الآية مع الآية التي تقدمتها من قوله تعالى"يا نساء النبي لستنّ كأحد من النساء" تحقّق معنى الحجاب لأمّهات المؤمنين المركّب من ملازمتهنّ بيوتهنّ وعدم ظهور شيء من ذواتهنّ حتى الوجه والكفين, وهو حجاب خاصذ بهنّ لا يجب على غيرهنّ. وكان المسلمون يقتدون بأمّهات المؤمنين ورعا, وهم متفاوتون في ذلك حسب العادات». وقال القاضي عياض «فرض الحجاب ممّا اختص به أزواجه صلّى الله عليه وسلم, فهو فرض عين عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين, فلا يجوز لهنّ كشف ذلك في شهادة ولا غيرها وإضهار شخوصهنّ وإن كنّ مستترات, إلاّ ما دعت إليه الضرورة من براز ... ؛ ولا خلاف أنّ غيرهنّ يجوز لهنّ أن يخرجن لم يحتجن إليه من أمورهنّ الجائزة بشرط أن يكنّ بذّة الهيئة خشنة الملبس تفلة الريح مستورة الأعضاء غير متبرّجات بزينة ولا رافعة صوتها».
5ـ ما أمر به نساء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ـ تبعا لحكم الحجاب ـ بأن لا ينظرن إلى الرجال سوى إلى محارمهنّ, فعن أمّ سلمة رضي الله عنها أنّها كانت عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم, وميمونة, قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أمّ مكتوم, فدخل عليه, وذلك بعدما أمرنا بالحجاب, فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «احتجبا منه» فقلت: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟». وعن عائشة رضي الله عنها أنّه دخل عليها رجل أعمى, وأنّها احتجبت منه, فقيل لها: يا أمّ المؤمنين إنّه رجل أعمى لا ينظر إليك, فقالت: ولكنّي أنظر إليه.
وما يدلّ عليه الحديثان يتعارض مع ما هو ثابت من جواز نظر المرأة إلى الرجال, ولا يمكن أن يحمل ذلك إلاّ على كونه خاصّا بنساء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم, قال القاضي ابن رشد الجدّ: «وهذا خاص في أزواج النبيّ عليه السلام, بخلاف غيرهنّ من النساء, والله أعلم, بدليل قول النبي صلّى الله عليه وسلّم لفاطمة بنت قيس:"اعتدّي عند ابن أمّ مكتوم فإنّه رجل أعمى تضعين ثيابك"». وقال أبو داود بعد ذكره الحديث في سننه: «هذا لأزواج النبي خاصة, ألا ترى إلى اعتداد فاطمة بنت قيس عند ابن أمّ مكتوم, قد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لفاطمة بنت قيس: اعتدّي عند ابن أمّ مكتوم, فإنّه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده». وقال القرطبي: «فإنّ ذلك منه عليه السلام تغلظ على أزواجهنّ لحرمتهنّ, كما غلّظ عليهنّ أمر الحجاب». ذلك أنّ
(يُتْبَعُ)
(/)
بين قوله عليه الصلاة والسلام في حديث أمّ سلمة «احتجبا منه» وقوله في حديث فاطمة بنت قيس: «فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده» تعارض؛ ففي الأول نهي للمرأة أن تنظر إلى الرجال, وفي الثاني إباحة لها بذلك لأنّها ستساكنه وستضع ثيابها أمامه أي ستكشف زينتها الخفية بإذن من النبي صلّى الله عليه وسلّم, لأنّ علّة الالتزام بالخمار بالنسبة لفاطمة بنت قيس منتفية مع ابن أمّ مكتوم الرجل الأعمى. ولمّا كان نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم قد أمرن بالاحتجاب وبالقرار في البيوت, مع ما ثبت أنّ نساء المؤمنين ما كنّ يلتزمن الاحتجاب والقرار؛ فدلّ ذلك على أنّ النهي عن رؤية الرجال خاصّ بنساء النبي صلّى الله عليه وسلّم. وإنّ فعل عائشة رضي الله عنها حين احتجبت عن الرجل الأعمى يؤكّد هذا الاختصاص.
وبعد تقرير ما تقدّم, نجد أنفسنا أمام تعارض آخر, واقع بين حديث أمّ سلمة المتقدّم وبين حديث عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كان يوم عيد يلعب السودان بالدَّرق والحراب, فإمّا سألت النبي صلّى الله عليه وسلّم, وإمّا قال: «أتشتهين تنظرين؟» فقلت: نعم. فأقامني وراءه, خدّي على خدّه, وهو يقول: «دونكم بني أرفدة» , حتّى إذا مللت قال: «حسبك؟» قلت: نعم, قال: «فاذهبي».
ففي الحديث إباحة لزوجته صلّى الله عليه وسلّم النظر إلى الرجال. وقد فسّر بعض العلماء حديث نظر عائشة إلى الرجال وهم يلعبون بما يلي:
ـ أنّها إنّما نظرت للفعل لا للأبدان
ـ أو لأنّها لم تكن في سنّ التكليف
ـ أو كان ذلك قبل التحريم
ـ أو لأنّ ذلك رخصة في الأعياد.
وهي وجوه غير مقنعة, وفيما يلي مناقشتها:
أمّا الوجه الأوّل فلا يعقل, لأنّه لايمكن الفصل بين أمرين متلازمين, وهما الفعل والبدن الصادر عنه ذلك الفعل.
والوجه الثاني لا يستقيم تاريخيا, لأنّ وفد الحبشة قدم المدينة المنوّرة سنة سبع للهجرة, وكان سنّ عائشة رضي الله عنها حينئذ خمس عشرة سنة , قد بلغت سنّ التكليف. ولو فرضنا أنّها كانت في ذلك الوقت دون التكليف, فإنّ صاحب هذا القول يقع في مشكل, وهو أنّ قدوم وفد الحبشة كان سنة سبع للهجرة, أي بعد نزول حكم حجاب أمّهات المؤمنين, النازل على أقصى تقدير سنة خمس, كما سيأتي تحقيقه لاحقا, فيلزم من القول بأنّها كانت في سنّ دون التكليف سقوط حكم الحجاب عنها أيضا لأنّها غير مكلّفة, وهذا باطل لأنّ علّة تكليف أمّهات المؤمنين بالحجاب والقرار هي كونهنّ نساء للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم, وليس غير ذلك, فلا علاقة له بالبلوغ.
والوجه الثلث لا يستقيم أيضا تاريخيا, لأنّ نظرها للأحباش وهم يلعبون كان سنة سبع, ونزول سورتي النور والأحزاب كان قبل ذلك.
والوجه الرابع لا يمكن التعليل به, لأنّ قواعد الشرع تقتضي عدم جواز الترخّص بحرام بسبب ترفيه أو أمر مباح.
والتعليل الوجيه الذي نراه لائقا بقواعد الشرع, أن يعتبر نظر أمّهات المؤمنين للرجال كان مباحا بعد نزول الحجاب, ولذلك نظرت عائشة للأحباش, ثمّ حرّم عليهنّ النظر بعد ذلك بنسخه بحديث أمّ سلمة رضي الله عنها؛ لأنّه ورد بعد قدوم وفد الحبشة ولعبهم. وبيان ذلك فيما يأتي:
فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «احتجبا منه» وميمونة رضي الله عنها عنده كما ذكرت أمّ سلمة في الحديث. وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تزوّج ميمونة رضي الله عنها في شهر ذي القعدة في عمرة القضاء سنة سبع, ودخل بها بسرف في نفس الشهر , قال ابن عباس رضي الله عنه: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تزوّج ميمونة في عمرة القضاء. أي فيكون رسول الله صلّى الله عليه وسلم حرّم على نسائه النظر إلى الرجال سنة سبع بعد شهر ذي القعدة؛ وكذلك قدوم وفد الحبشة كان أيضا سنة سبع, كما ذكر ابن حبّان, إلاّ أنّ قدومه كان بالتأكيد قبل زواج النبي صلّى الله عليه وسلّم بميمونة, لأنّ لعبهم كان في يوم عيد كما ذكرت عائشة, وهذا العيد إمّا أن يكون عيد الفطر من السنة السابعة أو عيد الأضحى من نفس السنة. وإذا علمنا أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يكن بالمدينة زمن عيد الأضحى, بل كان في سفر عمرة القضاء, وهو الزمن الذي تزوّج فيه ميمونة رضي الله عنهاـ كما تقدّم ـ ولم يصل إلى المدينة إلاّ بعد دخول شهر ذي الحجّة, كما قرّر ذلك المؤرّخون, قال ابن الأثير: «وبنى بميمونة بسرف, ثم انصرف إلى المدينة فأقام بها بقية ذي
(يُتْبَعُ)
(/)
الحجّة»؛ إذا علمنا هذا يكون عيد الفطر هو الزمن الذي لعب فيه الأحباش بالمسجد النبوي ونظرت إليهم عائشة بإقرار من النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ فيكون ما تضمّنته هذه الحادثة من إباحة نظر نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى الرجال منسوخا في حقّهنّ بحديث أمّ سلمة.
6ـ إدراك نساء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ حكم الحجاب ممّا اختصصن به دون سائر النساء, فكنّ لا يخرجن إلاّ لقضاء الحاجة أو موت الأبوين, كما خرجت حفصة وعائشة لزيارة أبويهما عند وفاتهما أو للحجّ, وكنّ يخرجن في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم للغزوات معه, لأنّ مقرّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسفاره قائم مقام بيوته في الحضر. وما عدا ذلك لم يكنّ يخرجن, بل إنّ أمّ المؤمنين سودة رضي الله عنها امتنعت من الخروج إلى الحجّ أو العمرة بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم, ولمّا مات سعد بن أبي وقاص أمرت عائشة رضي الله عنها بأن يُمرّ عليها بجنازته في المسجد لتدعو له.
وأمّا خروج عائشة رضي الله عنها في موقعة الجمل, فلم يغيّر عليها ذلك كثير من جلّة الصحابة, وأنكر ذلك عليها بعضهم مثل عمّار بن ياسر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما, ولكلّ نظر في الاجتهاد. والذي عليه المحقّقون أنّ ذلك كان عن اجتهاد منها, فإنّها رأت أنّ في خروجها إلى البصرة مصلحة للمسلمين, لتسعى بين الفريقين بالصلح, فتأوّلت لخروجها مصلحة تقييد إطلاق القرار المأمور به في قوله تعالى: (وقرن في بيوتهنّ) يكافئ الخروج للحجّ, وأخذت بقوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) [الحجرات9] ورأت أنّ الأمر بالإصلاح يشملها وأمثالها ممّن يرجون سماع الكلمة, فكان ذلك منها عن اجتهاد.
7ـ أنّ الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعرفون النساء اللاّتي تزوّجهنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّهنّ داخلات في مسمّى أمّهات المؤمنين بضرب الحجاب عليهنّ ويفرّقون بذلك بينهنّ وبين ملك يمينه, فقد قال الصحابة يوم قريظة: لاَ نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ، قَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا، فَقَعَدَتْ عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا. أي فعلموا أنّها إحدى أمّهات المؤمنين.
8ـ تساؤل أقارب أمّهات عن شمول حكم الحجاب لهم, فلمّا نزلت الآية قال الآباء والأبناء والأقارب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ونحن نكلّمهنّ من وراء حجاب؟ فنزل قوله تعالى: (لا جناح عليهنّ في آبائهنّ ولا أبنائهنّ ولا إخوانهنّ ولا أبناء إخوانهنّ ولا أبناء أخواتهنّ ولا نسائهنّ ولا ما ملكت أيمانهنّ) [الأحزاب55] فقد استثنى الله تعالى أشخاصا رخّص لهم في الدخول على أمّهات المؤمنين. والملاحظ أنّ الله تعالى استثنى في آية الخمار في سورة النور المتعلقة بسائر النساء أشخاصا رخّص لهم النظر إلى زينة المرأة الخفية وذلك في قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ أو آبائهنّ أو آباء بعولتهنّ أو أبنائهنّ أو أبناء بعولتهنّ أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أو بني أخواتهنّ أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء) [النور31] , فلو كان حكم نساء المؤمنين هو نفس حكم أمّهات المؤمنين في الحجاب لما كان هناك داع لتكرار هذا الاستثناء. بل إنّ ما يؤكّد اختصاص آية الحجاب بأمّهات المؤمنين أنّ المستثنيين في آية الخمار أكثر من المستثنيين في آية الحجاب, فالآيتان تشتركان في استثناء الآباء والأبناء والأخوة وأبناء الأخوة وأبناء الأخوات والنساء المؤمنات وما ملكت الأيمان؛ وتزيد آية الخمار باستثناء البعولة وآباء البعولة وأبناء البعولة والتابعين أولي الأربة من الرجال والأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء, وهذا يشعر بأنّ التوسعة في المستثنيين في آية الخمار مقصود بها سائر النساء المؤمنات, وأن التقليل في عدد المستثنيين في آية الحجاب مقصود به نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم خاصّة, وهو أمر يتفق مع مقصد الشرع من تخصيص أمّهات المؤمنين بالحجاب. وعلى هذا كان الحسن والحسين عليهما السلام لا يدخلان على أمّهات المؤمنين, لأنّهما ابنا بنت
(يُتْبَعُ)
(/)
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم, وأبناء الأزواج مذكورين في آية الخمار في سورة النور, وليسوا مذكورين في آية الحجاب في سورة الأحزاب, فكانا عليهما السلام لا يريان أنّهما يجوز لهما الدخول على نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم.
خاتمة
من خلال ما تقدم من بيان وشرح هذه الآية نستنتج أنّ الحجاب غير الخمار, وأنّ مورد الآيتين مختلف, فآية الحجاب من سورة الأحزاب تتعلّق بأمّهات المؤمنين, وآية الخمار من سورة النور تتعلّق بنساء المؤمنين؛ فالخمار والحجاب أمران مختلفان.
إلاّ أنّه من غير المفهوم كيف أمكن لبعض المفسرين أن يجمعوا بين هاتين الآيتين فاعتبروهما ممّا يشترك فيه نساء المؤمنين مع نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ ذلك أنّ المرأة إذا فرض عليها الاحتجاب عن أنظار الناس, عدا من استثنتهم آية الأحزاب, والقرار في البيوت, فما فائدة حكم الخمار لها إذا كان الشرع قد أباح لها إظهار زينتها الخفية أمام محارمها؛ وما فائدة منعها من إظهار زينتها الظاهرة أمام غير المحارم, إذ إنّ حكم الحجاب يمنع دخول غير المحارم المذكورين في آية الأحزاب على المرأة المحتجبة.
والأكثر من هذا, كيف أمكن للبعض الآخر من المفسرين أن يفسّر آية الخمار في سورة النور بما يقتضي تفسير الزينة الظاهرة بالوجه والكفين, ويستدلّ على ذلك, ثم لمّا يصل إلى سورة الأحزاب فيفسّر آية الحجاب بما يقتضي كون جميع بدن المرأة عورة.
المصطلح الثالث
الجلباب
ورد هذا اللفظ في قوله تعالى: (ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ قُل لاَِزْوَ?جِكَ وَبَنَـ?تِكَ وَنِسَآءِ ?لْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـ?بِيبِهِنَّ ذ?لِكَ أَدْنَى? أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ?للَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً *) [الأحزاب59]
وجّه الله تعالى في هذه الآية الخطاب لنبيّه صلّى الله عليه وسلم, ليأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ. فما الجلباب؟ وما صورة إدنائه؟ وما هي علّة هذا التشريع؟
معنى الجلابيب
الجلابيب جمع جلباب. وقد عرّف في كتب اللّغة بعدّة معان, فهو القميص والرداء. وهو ثوب أوسع من الخمار دون الرداء تغطّي به المرأة رأسها وصدرها. وقيل هو ثوب واسع دون الملحفة تلبسه المرأة. وقيل هو الملحفة. وقيل هو ما تغطّي به المرأة الثياب كالملحفة. وقيل هو الخمار. وقيل هو الملاءة التي تشتمل بها المرأة. وقال ابن الأعرابي: الجلباب الإزار, قال الأزهري: معنى قوله الجلباب الإزار, لم يرد به إزار الحقو, ولكنّه أراد إزارا يشتمل به, فيجلّل جميع الجسد, وكذلك إزار الليل, وهو الثوب السابغ الذي يشتمل به النّائم فيغطّي جسده كلّه. وقيل هو كالمقنعة, تغطّي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها.
وقد تراوحت تفسيرات المفسرين للجلباب بين المعاني التي أوردها اللغويون, ما يعني أنّ التسمية عرفية يراد بها عموم ما يطلق عليه جلباب في عرف النساء. لكن المعنى الشرعي المقصود هو الثوب الزائد على الخمار في لباس المرأة, أمرت زوجات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبناته ونساء المؤمنين بإدنائه عند خروجهنّ من بيوتهنّ؛ ليكون شعارا لهنّ يتميّزن به عن الإماء.
صورة إدناء الجلباب
اختلفت النقول في صورة إدناء الجلباب, وقد ذكرها الإمام الطبري في تفسيره وقسّمها إلى قسمين, فقال بعضهم: هو أن يغطين وجوههنّ ورؤوسهنّ فلا يبدين إلاّ عينا واحدة, وهو مروي عن ابن عباس؛ وقال آخرون: بل أمرن أن يشددن جلابيبهنّ على جباههنّ.
ولم يلتزم جمهور المفسّرين ما أورده الطبري, وإنّما اقتصروا على ذكر الرأي الأوّل. والملاحظ ما يلي:
أ ـ أنّ الإمام الطبري لم يرجّح أحد التأويلين على الآخر, كما فعل في آية الخمار من سورة النور.
ب ـ أنّ غيره من المفسرين بسكوتهم عن وجهة النظر الثانية يكونون قد رجّحوا وجهة النظر الأولى عليها. لكنّهم توقّفوا عند ذلك الحدّ, ولم يبيّنوا كيف الخروج من التعارض الذي وقعوا فيه, بين ما ذهبوا إليه في هذه الآية من كون الوجه مطلوب ستره فلا تظهر منه إلاّ عين واحدة, وبين ما قرّروه في آية النور من كون الوجه ليس يطلب ستره شرعا, وأنّه من الزينة الظاهرة المستثناة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلّ هذا التوقّف منهم راجع إلى أنّ مهمّة التنظير والمقارنة بين النصوص, ثمّ الجمع بينها من أنظار الفقهاء المجتهدين, فيكون مرجع ذلك كتب الفقه والاجتهاد, وإنّما دور المفسّر ومهمّته الأولى تتمثّل في بيان الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب وإيضاحه, قال الشيخ ابن عاشور «وهو الأصل». وقد التزم جمهور مفسّري القرآن هذه الطريقة, لأنّه ليس كلّ مفسّر فقيه, ولذلك لا تجد الكثير من التفاسير إلاّ عالة على كلام سابق لاحظّ لمؤلّفيها إلاّ الجمع, على تفاوت بين اختصار وتطويل, كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن عاشور.
وقد قسّم الإمام ابن عرفة ـ في مقدّمة تفسيره ـ المفسّرين إلى أقسام ثلاثة, وذكر الفروق بينها, فقال: «لكنّ الناس على أقسام:
ـ مجتهد مفسّر, كالشيخ عز الدين ابن عبد السلام.
ـ وآخر مفسر غير مجتهد, كسيبويه والفارسي والزجّاج والزمخشري, فإنّهم لم يحصّلوا أدوات الاجتهاد وحصّلوا أدوات التفسير. وآخر مجتهد غير مفسّر حسبما ذكر الغزالي في شروط الاجتهاد: إنّه لا يلزم المجتهد حفظ القرآن كلّه, بل إن حفظ منه خمسمائة آية يستدلّ بها وهي آيات الأحكام.
والمفسّر من شروطه حفظ القرآن كلّه, لأنّ المفسّر إذا استحضر آية لا يحلّ له أن يفسّرها لاحتمال أن يكون هنالك آية أخرى ناسخة لها أو مقيّدة أو مخصّصة أو مبيّنة, فلا بدّ للمفسّر من حفظ القرآن كلّه. هذا ولا حاجة له بطلبه, لأنّ التفسير من قام به موجود في الكتب.
ـ والثالث: ناقل للتفسير, يحتاج فيه إلى المشاركة في العلوم المشترطة في المفسّر ليفهم ما ينقل. ونحن الآن ناقلون لا يلزمنا حفظ القرآن كلّه». والتفاسير المتداولة بين أيدي المسلمين قديما وحديثا ـ في غالبهاـ ناقلة لأقوال من سبقها.
إلاّ أنه وجد في هذا الموضوع من المفسرين الفقهاء من تفطّن للإشكال الوارد بين آية الخمار من سورة النور وآية الجلباب من سورة الأحزاب, فلم يرتض المرور بهما إلاّ بعد التنبيه على المخرج من ذلك بقدر ما أسعفه قلمه, كالآلوسي وابن عاشور.
ونعود الآن لما ذكره الطبري؛ فالتفسير الأوّل أصله الرواية عن ابن عباس, وهي رواية ضعيفة لا تثبت أمام النقد, بسبب أبي صالح وعلي. فأمّا أبو صالح ـ واسمه عبد الله بن صالح بن محمّد بن مسلم الجهني ـ فقد ضعّفه كثير من العلماء, قال فيه الإمام أحمد: كان أوّل أمره متماسكا ثمّ فسد بآخره وليس هو بشيء, وقال ابن المديني: ضربت على حديثه وما أروي عنه شيئا, وقال النسائي: ليس بثقة, وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدّا. وأمّا "علي" الذي قال إنّه روى الخبر عن ابن عباس, هو علي بن طلحة, قال فيه الإمام أحمد: له أشياء منكرات, وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث منكر ليس محمود المذهب.
على أنّه لا يوجد ما يرجّح الأخذ بهذا التفسير ـ على فرض صحته ـ بل إنّ المرجحات توجد في جانب التفسير الثاني الذي أورده الطبري. فهو يتفق مع آية الخمار التي اتفق جمهور العلماء من الصحابة والتابعين والمفسرين على أنّ المراد بالزينة الظاهرة المستثناة فيها الوجه والكفّان. وحمل آيات القرآن على التوافق أولى من حملها على معنى يجعلها متعارضة. كما يتفق مع حديثي المرأة سفعاء الخدين والمرأة الخثعمية.
وعلى ضعف هذا التفسير, فإنّه يمكن حمله على الوجه الذي يتفق مع مقاصد الآيات المتعلقة بلباس المرأة, وهو أن نعتبره خاصا بنساء النبي صلى الله عليه وسلم اللاّتي نهين عن إظهار شخوصهنّ إلاّ لضرورة, فيكون لازم عليهنّ تغطية وجوههنّ ووضع الجلباب بهذه الطريقة إذا خرجن لضرورة من الضرورات. وإنّما حين نقل الناقلون والمفسرون هذه الطريقة عمّموها على جميع النساء دون تحقيق, كما عمّموا حكم الحجاب. وعليه فتكون الآية مفسّرة بوجهين: وجه يخصّ نساء النبي صلى الله عليه وسلم, ووجه يخصّ جميع المؤمنات سواهنّ. أو نعتبره ممّا جرى به العرف في عهد التابعين من بعض النساء اللاّتي ورثن عادة الإقتداء بأمّهات المؤمنين في تغطيتهنّ وجوههنّ عند خروجهنّ إلى الخلاء, بعد أمر الله تعالى لهنّ بالاحتجاب عن الأنظار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ردّ الإمام الألوسي هذا التفسير فقال: «وظاهر الآية لا يساعد على ما ذكر في الحرائر ـ أي تغطية الوجه بالجلباب ـ فلعلّها محمولة على طلب تستّر تمتاز به الحرائر عن الإماء أو العفائف مطلقا عن غيرهنّ, فتأمّل». فالألوسي يقرّ بوجوب التزام الجلباب, لكنّه يرى أنّ طريقة وضعه يجب أن تقتصر فقط على ما يتحقّق معها علّة تشريعه, لا أكثر, وهي تمييز الحرائر عن الإماء, كما ذكر في الآية, دون أن يطالب المرأة بتغطية وجهها, لما تقرّر عنده في سورة النور أنّ وجه المرأة ليس بعورة.
وكذلك فعل الإمام ابن عاشور, حين اعتبر هيئة لبس الجلباب متروك إلى ما يعتاده الناس في أقوامهم, وليس في الآية ما يشير إلى شكل معيّن في وضعه, قال: «وهيئات لبس الجلابيب مختلفة باختلاف أحوال النساء, تبيّنها العادات. والمقصود هو ما دلّ عليه قوله تعالى"ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين". والإدناء التقريب وهو كناية عن اللبس والوضع, أي يضعن عليهنّ جلابيبهنّ».
وهذا الكلام الصادر عن هذين الفقيهين يدلّ على أنّهما كانا يكتبان بفهم دقيق, ماسكين بأطراف الآيات المتعلّقة بالموضوع الذي يتحدّثان فيه, وهما بذلك يربآن بكلام الله تعالى أن يتحوّل بتفسيريهما يضرب بعضه بعضا, ويتناقض ولا يتوافق.
أمّا باقي التفاسير التي تقف عند الآية تفسّرها دون أن تعود بها إلى نظيراتها في الموضوع لتقارنها بها, فلا حجّة فيها طالما لا توقفنا على وجه الاختلاف بينها ووجه العمل بها. ونحن إذ ذكرنا آراء المفسرين عند شرح آية الخمار في سورة النور, فلأنّ هذه السورة نزلت بعد سورة الأحزاب, كما سيأتي تحقيق ذلك. على أنّنا ذكرنا آراءهم للاستئناس وتبيين وجهات النظر في الآية, لا لنؤسّس عليها ما توصّلنا إليه من النتيجة.
السياق التشريعي لنزول حكم الجلباب وبيان علّة تشريعه
إذا أمعنّا النظر في آية الجلباب وفي التعليل الذي صرّحت به (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) يتبيّن لنا أنّها نزلت لتعالج ظرفا استثنائيا, في إطار التدريج التشريعي لاستكمال الوسائل المراد منها تحقيق أحد المقاصد الشرعية.
لقد حرّم الإسلام الزنا بكلّ صوره الآتي بيانها, وشرع أحكام اللباس ـ للرجل والمرأة على السواء ـ وسيلة من جملة وسائل عديدة ليحمي مجتمع المسلمين من تسرّب فاحشة الزنا إليه ومن تلويث أعراض أفراده بها. فهذا هو المقصد الرئيس من تشريع أحكام اللباس؛ لأنّ اللباس إمّا منفذ من منافذ الشرّ والرذيلة, وإمّا علامة على الطهر والعفّة ونظافة العرض.
ولقد كان تحريم الزنا من بين ما سارع إليه الإسلام في بداية الدعوة في الفترة المكّية, إلاّ أنّه سكت عن أمرين لم يشرع لهما, فيما يتعلّق بهذا الموضوع, إلاّ بعد الهجرة وفي أزمان مختلفة.
الأمر الأول: أنه سكت عن تشريع عقوبة الزّنا فلم ينصّ عليها إلاّ حين نزول بداية سورة النّور, أي في حدود السّنة الثّانية, ثمّ نزل بقيّتها بعد غزوة المريسيع. فقد سلك الشّرع لتقرير عقوبة الزّنا مسلك التّدرّج إذ كانت أوّل آية نزلت بمسّ الزّاني والزّانية بعقوبة هي قوله تعالى: (وَ?للَـ?تِى يَأْتِينَ ?لْفَـ?حِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَ?سْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى ?لْبُيُوتِ حَتَّى? يَتَوَفَّاهُنَّ ?لْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ ?للَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً * وَ?للَّذَانَ يَأْتِيَـ?نِهَا مِنكُمْ فَئَاذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَآ إِنَّ ?للَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً*) [النساء 16 - 15].
والعقوبة هنا ـ حسب اختلاف المفسّرين في تأويل الآيتين ـ إمّا حبس المرأة الزّانية في البيت حتّى الموت, كما هو نصّ الآية الأولى منهما؛ وتسليط أذى عليها وعلى الرّجل الزّاني معا, كما ذهب السذي وقتادة في تأويل قوله تعالى: (واللذان يأتيانها) من الآية الثانية, بحمل ضمير التثنية في اسم الموصول على صنفي الرجال والنساء على طريقة التغليب الذي يكثر في مثله؛ وإمّا بجعل كلّ آية مستقلّة في صنف, فتكون الآية الأولى قد تضمّنت عقوبة المرأة الزانية بالحبس في البيت حتى الموت, وتكون الثانية خاصّة بالرجل الزاني, بحمل ضمير التثنية في قوله: (واللذان يأتيانها) على نوعين من الرجال, نوع المحصن ونوع البكر, وهو تفسير ابن عباس ومجاهد؛ فيقتضي أنّ حكم الحبس في
(يُتْبَعُ)
(/)
البيوت يختصّ بالزواني الإناث كلّهنّ, وحكم الأذى يختصّ بالزناة الذكور كلّهم. والأذى المراد به هنا غير الحبس لأنّه سبق تخصيصه بالنّساء, وليس هو الجلد لأنّه لم يشرع بعد، فقيل هو الكلام الغليظ والشّتم والتّعيير أو الضّرب باليد والنّعال. فكان هذا الحكم عامّا للجميع وذلك إلى غاية أن يجعل الله لهم سبيلا, أي حكما آخر.
ثمّ نسخ هذا الحكم بحكم الجلد في قوله تعالى في سورة النور: (?لزَّانِيَةُ وَ?لزَّانِى فَ?جْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ?للَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاَْخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ?لْمُؤْمِنِينَ) [النور2]. فكانت هذه الآية هي السبيل الذي جعله الله ووعد به, ثمّ شرع الرجم بالسنّة.
فآية النور هذه تكون بالتأكيد قد نزلت بعد آية سورة النساء؛ لأنّ العقوبة في سورة النور أشدّ من العقوبة المذكورة في سورة النساء, ولا يمكن أن يكون الحدّ الذي في سورة النور قد نسخ بما في سورة النساء, ولا قائل بذلك أحد من العلماء, بل اتفقوا على أنّ هذا الحكم منسوخ بالجلد المذكور في سورة النور, وبما ثبت في السنّة من رجم المحصنين, ولأنّ شأن النسخ في العقوبات على الجرائم أن تنسخ بأثقل منها.
ثمّ نزل حدّ الأمة المتزوّجة في قوله تعالى: (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ ?لْمُحْصَنَـ?تِ ?لْمُؤْمِنَـ?تِ فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـ?نُكُم مِّن فَتَيَـ?تِكُمُ ?لْمُؤْمِنَـ?تِ وَ?للَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَـ?نِكُمْ بَعْضُكُمْ مِّن بَعْضٍ فَ?نكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِ?لْمَعْرُوفِ مُحْصَنَـ?ت غَيْرَ مُسَـ?فِحَـ?تٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَآ أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَـ?حِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ?لْمُحْصَنَـ?تِ مِنَ ?لْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ ?لْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَ?للَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النساء25] فالكلام في الآية عن ملك اليمين أي الإماء, وقوله (فإذا أحصنّ) أي تزوّجن وأحصنهنّ أزواجهنّ؛ فالآية تقتضي أنّ التزوّج شرط في إقامة حدّ الزنا على الإماء, وأنّ الأمة غير المتزوّجة لا عقاب عليها, كما هو قول ابن عباس وأبي الدرداء رضي الله عنهما, وإليه ذهب طاوس وسعيد ابن جبير وأبو عبيد القاسم ابن سلام وداود الظاهري وأبو عمر بن عبد البرّ , وسنأتي لبيان السبب. وبه يرتفع الإشكال الذي أورده ابن كثير والشوكاني على الجمهور.
والحدّ المقرّر للأمة المتزوّجة هو الجلد المعيّن في سورة النور؛ لأنّه هو الذي يقبل التنصيف, فيتعيّن أن تكون هذه الآية نزلت بعد شرع حدّ الجلد للزاني والزانية بآية سورة النور؛ فتكون مخصّصة لعموم قوله تعالى (الزانية) بغير الأمة, ويكون وضع آية النساء 25 في هذا الموضع ممّا ألحق بسورة النساء إكمالا للأحكام المتعلّقة بالإماء, كما هو واقع في نظائر عديدة. والملاحظ أنّ سورة النساء امتدّ نزولها زمنا طويلا, لذلك كان بعضها نزل قبل سورة النور وبعضها نزل بعدها. وبداية سورة النور التي بها حكم الجلد إلى قوله تعالى: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنّ الله توّاب رحيم) [النور10] كان نزوله في أواخر السنة الأولى أو أوائل السنة الثانية للهجرة, وقصة الإفك إلى آخر السورة كان نزوله بع غزوة المريسيع, في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة, كما سيأتي تحقيقه.
الأمر الثاني: سكوت الشرع في الفترة المكّية عن البغاء, فلم يحرّمه. فقد كان معدودا في الجاهلية من أصناف النكاح. والبغاء غير الزنا, فهو تعاطي المرأة الزنا علنا بالأجر, حرفة لها؛ فالبغاء هو الزنا بأجر. والزنا يقع سرّا لا يطلع عليه أحد. فلا شكّ أنّ البغاء يمتّ إلى الزنا بشبهة لما فيه من تعريض الأنساب للاختلاط, وإن كان لا يبلغ مبلغ الزنا في خرم كلية حفظ النسب من حيث كان الزنا سرّا لا يطّلع عليه إلاّ من اقترفه, وكان البغاء علنا, وكانوا في الجاهلية يرجعون في إلحاق الأبناء الذين تلدهم البغايا بآبائهم إلى إقرار المرأة البغيّ بأنّ الحمل ممّن تعيّنه, واصطلحوا على الأخذ بذلك في النسب, فكان شبيها بالاستلحاق, على أنّه قد يكون من البغايا من لا ضبط لها
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذا الشأن فيفضي الأمر إلى عدم التحاق الولد بأحد.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «إنّ النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء:
ـ فنكاح منها نكاح الناس اليوم, يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته, فيصدقها ثمّ ينكحها.
ـ ونكاح آخر, كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه, ويعتزلها زوجها إذا أحب. وإنّما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد. فكان هذا النكاح يسمّى نكاح الاستبعاض.
ـ ونكاح آخر, يجتمع الرهط ما دون العشرة, فيدخلون على المرأة, كلّهم يصيبها, فإذا حملت ووضعت, ومرّ عليها الليالي بعد أن تضع حملها, أرسلت إليهم, فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع, حتى يجتمعوا عندها, تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم, وقد ولدت, فهو ابنك يا فلان, تسمّي من أحبّت باسمه, فيلحق به ولدها.
ـ ونكاح رابع, يجتمع الناس فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممّن جاءها, وهنّ البغايا, كنّ ينصبن على أبوابهنّ الرايات, تكون علما, فمن أرادهنّ دخل عليهنّ, فإذا حملت إحداهنّ ووضعت جمعوا لها, ودعوا لهم القافة, ثمّ ألحقوا ولدها بالذي يرون, فالتاط به ودعي ابنه.
فلمّا بعث محمّد بالحقّ هدم نكاح الجاهلية كلّه, إلاّ نكاح النّاس اليوم».
فقد أثبتت عائشة رضي الله عنها أنّ الإسلام هدم أنكحة الجاهلية الثلاثة, وأبقى النكاح المعروف, ولكنّها لم تعيّن زمان ذلك الهدم.
وسياق الآيات التاريخي يقتضي أنّ البغاء ظلّ غير محرّم حتى حرّم بنزول قوله تعالى من سورة النور: (وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَـ?تِكُمْ عَلَى ?لْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُواْ عَرَضَ ?لْحَيَو?ةِ ?لدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنَّ فِإِنَّ ?للَّهِ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور33]. وسبب نزول هذه الآية ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان لعبد الله بن أبي سلول جارية يقال لها "مسيكة", وأخرى يقال لها "أميمة"؛ فكان يكرههما على الزنا, فشكت ذلك إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم, فأنزل الله تعالى: ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء.
فكان البغاء في الحرائر باختيارهنّ إيّاه للارتزاق. وكان إكراه الفتيات ـ أي الإماء ـ على البغاء من طرف أسيادهنّ أمر مستقرّ من عهد الجاهلية؛ وكان الأسياد يفعلون ذلك ليأخذوا الأجور التي تتقاضاها الإماء من ذلك, أو رغبة في أن يحملن من البغاء فيكثر عبيدهم, وقد يسعى من كان الحمل منه في فدائه بعد أن يولد؛ فعن الزهري أنّ رجلا أسر يوم بدر, وكان قد جعل عند عبد الله بن أبي سلول, وكان لعبد الله جارية يقال لها معاذة, فكان الأسير يريدها على نفسها, وكانت مسلمة فكانت تمتنع لأنها أسلمت, وكان ابن أبي سلول يكرهها على ذلك ويضربها, رجاء أن تحمل للقرشي فيطلب فداء ولده, فنزلت الآية.
ولا ريب أنّ الخطاب بقوله تعالى: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) موجّه إلى المسلمين, على أنّ قصّة أمة ابن أبي سلول إذا كانت حدثت بعد أن أظهر سيدها إسلامه وستر كفره بالنفاق كان هو سبب نزول التحريم فشمله العموم لا محالة, وإن كانت حدثت قبل أن يظهر إسلامه, فهو سبب أيضا ولا يشمله الحكم لأنّه لم يكن من المسلمين يومئذ, وإنّما كان تذمّر أمته منه داعيا لنهي المسلمين عن إكراه فتياتهم على البغاء.
فالحديث الصحيح الذي رواه جابر, مدعوما برواية الزهري وغيرها من الروايات, يدلّ على أنّ هذه الآية كان بها تحريم البغاء على المسلمين جميعا من الإماء والعبيد, ومن الرجال والنساء الأحرار المالكين أمر أنفسهم.
ولا يعقل أن يكون البغاء محرّما قبل نزول هذه الآية, إذ لم يعرف قبلها شيء في الكتاب والسنّة يدلّ على تحريم البغاء, ولأنّه لو كان كذلك لم يتصوّر حدوث تلك الحوادث التي كانت سبب نزول الآية, إذ لا سبيل للإقدام على محرّم بين المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اختلف المفسرون في الشرط الوارد في الآية أي قوله تعالى: (إن أردن تحصّنا) هل له مفهوم أم لا؛ والذي جرى عليه المفسرون مثل الزمخشري والفخر الرازي بظاهر عباراتهم دون صراحة, بل بما تأوّلوا به معاني الآية, إذ تأوّلوا قوله تعالى: (إن أردن تحصّنا) بأنّ الشرط لا يراد به عدم النهي عن الإكراه على البغاء إذا انتفت إرادتهنّ التحصّن, بل كان الشرط خرج مخرج الغالب, لأنّ إرادة التحصّن هي غالب أحوال الإماء البغايا المؤمنات إذ كنّ يحببن التعفّف, أو لأنّ القصّة التي كانت سبب نزول الآية كانت معها إرادة التحصّن. والداعي إلى ذكر القيد تشنيع حالة البغاء في الإسلام, بأنّه عن إكراه وعن منع من التحصّن؛ ففي ذكر القيدين إيماء إلى حكمة تحريمه وفساده وخباثة الاكتساب به.
والذي يظهر من كلام ابن العربي أنّه قد نحا بعض العلماء إلى اعتبار الشرط في الآية دليلا على تحريم الإكراه على البغاء بقيد إرادة الإماء التحصّن؛ فتكون الآية توطئة لتحريم البغاء تحريما باتا فحرم على المسلمين أن يكرهوا إماءهم على البغاء لأنّ الإماء المسلمات يكرهن ذلك, ولا فائدة لهنّ فيه؛ ثمّ لم يلبث أن حرّم تحريما مطلقا كما دلّ عليه حديث أبي مسعود الأنصاري أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عن مهر البغي , فإنّ النهي عن أكله يقتضي إبطال البغاء.
قال الشيخ ابن عاشور في هذه الآية: «واعلم أنّ تفسير هذه الآية معضل, وأنّ المفسّرين ما وفّوها حقّ البيان, وما أتوا إلاّ إطنابا في تكرير الروايات في سبب نزولها وأسماء من وردت أسماؤهم في قضيتها, دون إفصاح عمّا يستخلصه الناظر من معانيها وأحكامها».
وما تقدّم من ذكر معاني هذه الآية هو تلخيص لما ذكره رحمه الله تعالى في تفسيره لها.
ومهما كان تفسير الشرط في الآية, فإنّ تحريم البغاء كان في حدود السنة الخامسة للهجرة بعد غزوة المريسيع, أي بعد نزول سورة الأحزاب بآية الجلباب. فآية تحريم البغاء موقعها في سورة النور بعد قصّة الإفك بثلاثة عشر آية. والأصل في السورة أن تنزل آياتها متتابعة زمنيا, وترتّب في المصحف على ذلك التتابع دون تقديم أو تأخير. وعلى هذا تكون مدّة السنوات ما قبل تحريم البغاء تحريما قاطعا مسكوتا فيها عن تعاطي الإماء غير المتزوجات للبغاء. ثمّ لمّا حرّم تحريما تامّا فرض على الإماء غير المتزوّجات نصف الحدّ مثل الإماء المتزوّجات, وذلك بالنصّ النبوي, فعن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن, فأوجب عليها الحدّ. قال ابن شهاب: فالأمة المتزوّجة محدودة بالقرآن, والأمة غير المتزوّجة محدودة بالسنّة.
وفي هذا الظرف ـ أي ما قبل تحريم البغاء ـ نزلت آية الجلباب, لتعالج مشكلة ذكرها الرواة في أسباب نزول آية الجلباب. فقد رووا أنّ الأمة والحرّة كانتا تخرجان ليلا لقضاء الحاجة في الغيطان وبين النخيل, من غير امتياز بين الحرائر والإماء. وكان في المدينة فسّاق من المنافقين ويتعرّضون للإماء, وربّما تعرّضوا للحرائر, فإذا قيل لهم في ذلك قالوا: حسبناهنّ إماء؛ فنزلت الآية تأمر الحرائر بمخالفة الإماء بلبس الجلابيب حتّى يعرفن أنّهنّ حرائر فلا يطمع فيهنّ أحد. وقد ذكر هذا السبب كبار التابعين كالحسن البصري وقتادة والسدي ومجاهد.
إلاّ أنّ ابن حزم الظاهري اعترض على هذا التفسير فقال: «ونحن نبرأ من هذا التفسير الفاسد الذي هو إمّا زلّة عالم ووهلة فاضل عاقل, أو افتراء كاذب فاسق؛ لأنّ فيه أنّ الله تعالى أطلق الفساد على أعراض إماء المسلمين, وهذه هي مصيبة الأبد, وما اختلف اثنان من أهل الإسلام في أنّ تحريم الزنا بالحرّة كتحريمه بالأمة». وهو كلام متسرّع غير قائم على التأنّي والبحث في علل الأحكام, وهو دأب أصحاب الاتجاه الظاهري. فكيف فهم من هذا التفسير أنّ فيه إطلاق الفساد على أعراض إماء المسلمين, فهل كلّ ما سكت الشرع عنه, وكان من أعمال الجاهلية, يعدّ ممّا حثّ الله تعالى عليه؟. وسنذكر أمثلة على ذلك فيما يأتي. لكن الذي يقال هنا أنّ اعتراض ابن حزم لا سند له, بل حتّى إنّه لم يقدّم تفسيرا آخر للأذى الذي كان يتعرّض له النساء, حرائر وإماء؛ ولا المراد بقوله تعالى (ذلك أدنى أن يعرفن) فلم يبيّن لم يعرفن ولماذا يتميّزن. لقد غاب عن ابن حزم الفرق بين الزنا والبغاء, وأنّ تحريم البغاء نزل متأخّرا عن
(يُتْبَعُ)
(/)
تحريم الزنا, ممّا يفرض وجود بغايا من الحرائر والإماء وطالبي البغاء من الأحرار والعبيد, وقد يكون تعاطي الإماء للبغاء أكثر من الحرائر بسبب حمل أسيادهنّ لهنّ عليه أو لرغبتهنّ فيه إذا انقطعت رغبة أسيادهنّ في مجامعتهنّ وانصرافهم عنهنّ, وذلك قبل نزول التشريع بحرمة البغاء كما تقدم. فابن حزم محجوج بأمرين:
أ ـ بحديث جابر المتقدّم في سبب نزول آية تحريم البغاء, وهو أكبر حجّة على أنّ البغاء كان معروفا في الإماء المسلمات, حتى حرم بتلك الآية. وكذلك بالأخبار المنقولة عن كبار التابعين بأنّ الإماء كنّ يتعرّضن في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم لمضايقة فساق المنافقين قصد تعاطي البغاء معهنّ, وأنّ الجلباب شرع لتعرف به الحرّة أنّها حرّة فلا تتعرّض لأذاهم أيضا. ولا يعقل أن يرمى التابعون أمثال من ذكرنا بالاختلاق. على أن لروايتهم أصلا وهو ما روي عن عمر رضي الله عنه أنّه كان لا يدع في خلافته أمة تتقنّع, ويقول: القناع للحرائر لئلاّ يؤذين. ولا معنى لقول ابن حزم إنّه لا حجّة في أحد دون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فهو قول من لا حجّة له يروم به إسقاط ما لا يرتضيه من الأدلّة؛ وهو أيضا سبيل من يقصد هدم الشريعة من حيث يعرف أو لا يعرف, وهل الصحابة وعلماء التابعين إلاّ واسطة بين الرسول صلّى الله عليه وسلّم وبين أجيال الأمّة اللاّحقة, ولذلك مدحهم الله تعالى.
ب ـ بما جاء في القرآن الكريم ما يؤيد هذا المعنى؛ فالآية السابقة لآية الجلباب والآية اللاحقة لها تتحدّثان عن المنافقين وتتوعّدانهم على ما يقومون به من إلحاق الأذى بالمؤمنات الحرائر. وقد نقل المفسرون أنّ الأذى المذكور هو الفاحشة وأنّ المنافقين المتحدّث عنهم هم أصحاب الفواحش. وإليك الآيتان:
* الآية الواردة قبل آية الجلباب, قال تعالى: (وَ?لَّذِينَ يُؤْذُونَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَ?لْمُؤْمِنَـ?تِ بِغَيْرِ مَا ?كْتَسَبُواْ فَقَدِ ?حْتَمَلُواْ بُهْتَـ?ناً وَإِثْماً مُّبِيناً) [الأحزاب58] فعن الضحاك والسدي والكلبي أنّها نزلت في زناة كانوا يتبعون النساء إذا برزن باليل لقضاء حوائجهنّ, وكانوا لا يتعرّضون إلاّ للإماء, وربّما يقع منهم التعرّض للحرائر جهلا أو تجاهلا, لاتحاد الكلّ في اللباس.
* الآية الواردة إثر آية الجلباب, قال تعالى: (لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ?لْمُنَـ?فِقُونَ وَ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَ?لْمُرْجِفُونَ فِى ?لْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً * مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُو?اْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً) [الأحزاب60 - 61]. قال الإمام الطبري: أي لئن لم ينته أهل النفاق الذين يستسرّون الكفر ويظهرون الإيمان, والذين في قلوبهم مرض, يعني ريبة من شهوة الزنا وحبّ الفجور. وعن عكرمة وقتادة وعطاء قالوا في قوله تعالى: (والذين في قلوبهم مرض) أي المنافقون أصحاب الفواحش, والذين يبحثون عن النساء ويطلبونهنّ من أجل الزنا.
فالآيتان دالّتان بوضوح على وجود فئة من المنافقين في المدينة في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم, كانوا يتعرّضون لصنف من النساء قصد ممارسة البغاء معهنّ, وأنّ الله تعالى توعّدهم إن هم تعرّضوا للمؤمنات الحرائر بالأذى؛ وأقحم آية الجلباب بين هاتين الآيتين إشارة إلى أنّ الوعيد لهؤلاء المنافقين جاء ليحمي صنفا من نساء مجتمع المدينة في تلك الفترة, هنّ المأمورات بلبس الجلابيب, أي الحرائر. حتى قضى الله أمره في البغاء فحرّمه وأنقذ الإماء ممّا كنّ فيه من البغاء, كما أنقذهنّ من قبل من لوثة الزنا.
وأمّا لماذا سكت الشرع عن البغاء فترة من الزمان, فلا شكّ أنه توجد أسباب لذلك, بعضها اجتماعي وبعضها اقتصادي. والذي يجب اعتقاده أن ذلك كان مصلحة للمسلمين اقتضت تأجيل تحريمه إلى حين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذ قد تحصّل لنا أنّ الفترة التي لم يكن البغاء فيها محرّما على الإماء غير المتزوّجات, فإنّ بعض الذين في قلوبهم مرض كانوا قد وجدوا لتلبية شهواتهم بمراودة الإماء, وتسلّلوا من وراء ذلك إلى مراودة الحرائر, وهم مع ذلك في منعة من أن تنزل بهم عقوبة, لأنّهم يفعلون ذلك تحت عنوان البغاء العلني المسكوت عنه في الشرع في ذلك الوقت. فليس مقصد تشريع الجلباب دفع الأذى عن كلّ من تلبسه, حرّة كانت أو أمة؛ لأنّه لا يقف شيء دون وصول المنافقين إلى الإماء طالما كان البغاء مسكوتا عنه وعن العقوبة عليه, ولو كانت البغايا متجلبات.
وبهذا يتبيّن أنّ علّة تشريع الجلباب هي تمييز الحرائر عن الإماء. وإنّ سكوت الشرع عن ما يفعله الفساق والمنافقون من مراودة الإماء ليس فيه مذمّة له بأنّه أطلق الفساد على أعراض إماء المسلمين, كما ادعى ذلك ابن حزم, وإنّما هو تمشّيا مع حكمة الله تعالى في التدرّج بالتشريع نحو الكمال والتمام. وفي الشريعة الإسلامية نظائر عديدة لهذه المسألة, مثال ذلك شرب الخمر, فليس لأحد أن يقول إنّ قوله تعالى: (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) [النساء43] تشجيع من الشرع على شرب الخمر خارج الصلاة, لأنّها لم تحرّمه إلاّ في أوقات معيّنة وسكتت عنه في بقية الأوقات, فلا يمكن قول ذلك, لأنّ الله تعالى تدرّج بالناس إلى أن وصل بهم إلى ما يريده لهم من التشريع التام في الخمر, وذلك بتحريمه في كلّ الأوقات.
وممّا يحسن الإشارة إليه أنّ تشريع الجلباب ليس المراد منه التستّر, حتى يعدّ منع الأمة منه دعوة لها بكشف عورتها, وهو ما لا يتماشى مع الشريعة؛ لأنّ التستّر في أدنى صوره كان حاصلا بالخمار الذي كانت تلبسه الحرّة والأمة على السواء. وإنّما كان الجلباب زيّا إضافيا للحرّة. وإن كان تشريع الجلباب وقع قبل تشريع الخمار, إلاّ أنّ المرأة حرّة كانت أو أمة, كانت على طريقة الجاهلية في وضعه, فجاء حكم الجلباب أوّلا ليميّز الحرائر عن الإماء للعلّة المذكورة, والخمار على طريقة الجاهلية في لبسه, ثمّ جاء حكم الخمار عند نهاية علّة تشريع الجلباب ليؤكّد على لبسه وعلى وضعه بطريقة جديدة تخالف ما كان عليه الأمر في الجاهلية. وبذلك يكون الخمار هو اللباس النهائي للمسلمة, حرّة كانت أو أمة, مع ما أضاف إليه الشرع من ضوابط وشروط سيأتي ذكرها لاحقا.
وبما تقدّم يتقرّر أنّ سبب طلب تمييز الحرّة عن الأمة أمر ظرفي انتهى بنزول حكم تحريم البغاء وإلحاقه بالزنا, وإنزال الحدّ بكلّ من يأتيه من النساء البغايا والرجال الطالبين له منهنّ, أحرارا وعبيدا, متزوّجين وغير متزوّجين. لذلك لم يعد الصحابة رضي الله عنهم ينهون الإماء عن لبس الجلابيب بعد أن كان عمر رضي الله عنه مدّة خلافته يضرب الإماء على لبسهنّ الجلابيب , لعلمهم أنّ علّة تشريع الجلباب قد زالت, ولم يعد هناك ما يدعو الحرّة إلى لباس يميّزها عن الأمة.
وفي هذا العصر, فإنّ علّة تشريع الجلباب قد زالت تماما بزوال نظام الرق, فلم يعد يوجد إماء. ومعلوم من قواعد الشرع أنّ الحكم الشرعي المعلّل يدور مع علّته وجودا وعدما. فإذا وجدت العلّة وجد الحكم, وإذا انعدمت انعدم الحكم. ولا يمكن الادعاء بأنّ ذلك يؤدّي إلى تعطيل حكم قرآني؛ لأنّ النصّ على علّة هذا الحكم في القرآن وروايات أسباب النزول المتعاضدة والمقوّية لبعضها, لا تجعل مجالا للتردّد في أنّ حكم الجلباب كان بسبب ظرفي. كما لا يمكن لأحد أن يقول فيما فعله عمر رضي الله عنه ـ مثلا ـ حين منع إعطاء المؤلّفة قلوبهم نصيبهم من الزكاة, إنّه عطّل حكما قرآنيا. بل إنّه رضي الله عنه فعل ذلك بناء على غياب علّة تشريع هذا الحكم في عهده.
وبهذا تكون المسلمات غير مطالبات شرعا بالجلباب, وإن تحوّل بعد زوال حكمه إلى عادة؛ لأنّ اللباس الذي قرّرته سورة النور والأوصاف التي شرعها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للباس المرأة, والتي سنذكرها في خاتمة البحث, نهاية لكلّ راغبة في طاعة الله تعالى, ومحقّقة للمقصد الشرعي من أحكام اللباس, والله أعلم.
وقد أرجع الإمام ابن عاشور هذه الآية إلى أصل في الشريعة روعي فيه عوائد الأمم والشعوب, وهو بذلك يأخذ وصف المرونة والتغيير؛ وهو على خلاف أصل التشريع الإلزامي العام, ولذلك اعتبر الجلباب خاصا بما كان عليه العرب من عادة لبسه, فقال: «فهذا شرع روعيت فيه عادة العرب, فالأقوام الذين لا يتخذون الجلابيب لا ينالهم من هذا التشريع نصيب» , وهذا يضاف إلى ما ذكرناه من قاعدة دوران الحكم مع علّته وجودا وعدما.
خاتمة
وخاتمة هذا, فإنّ ما نستنتجه من هذه الجولة عبر آيات اللباس, أنّ حقائق مصطلحات "الخمار" و"الحجاب" و"الجلباب" مختلفة, وأنّ متعلّقاتها كذلك مختلفة, وأنّ لكلّ منها موردها الخاص.
لقد خلط كثير من الباحثين الذين تحدّثوا في موضوع لباس المرأة المسلمة بين هذه التسميات, كما أخطأ كثير من عامّة الناس في فهم حقائق هذه المصطلحات القرآنية, حتى ظهر لدى بعض المسلمات استعمال غريب عن مقاصد هذه الكلمات القرآنية, يتمثّل في تغطية الوجه بنقاب التماسا منهنّ تطبيق حكم الحجاب أو الجلباب, وما هو بحجاب ولا جلباب؛ لأنّ المراد بالحجاب في الآية ـ كما بيّنّا سابقا ـ احتجاب عن الأنظار, وهو خاص بأمّهات المؤمنين؛ وأنّ الجلباب في حقيقته ثوب واسع أكبر من الخمار, يقرب من الرداء, تضعه المرأة على نفسها عند الخروج.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 05:42]ـ
التسلسل الزمني
لنزول آيات الخمار والحجاب والجلباب
إنّ حمل آية الجلباب ـ على فرض استمرار حكمه ـ على المعنى الثاني الذي ذكره الإمام الطبري, بعد استبعاد المعنى الأول لضعفه, هو الذي يتفق مع ما توصّلنا إليه في آية النور, من أنّ المراد بالزينة الظاهرة الوجه والكفان. وخاصّة مع حديثي المرأة سفعاء الخدّين والمرأة الخثعمية, اللذين يدلاّن على أنّ العمل كان جاريا في أواخر عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم بكشف النساء وجوههنّ.
ولا يمكن الاعتراض على الحديثين بأنّهما وقعا قبل نزول الأمر بتغطية الوجوه, كما يزعم من يدعي ذلك, ويحمل معنى الاستثناء في (إلاّ ما ظهر منها) من آية الخمار على الثياب, ومعنى الإدناء من آية الجلباب على تغطية الوجه؛ لأنّ التحقيق التاريخي يكذّب هذه الدعوى. وسنحقّق أوّلا في زمن نزول سورتي النور والأحزاب, ثم نذكر تاريخ ورود الحديثين المذكورين.
فأمّا نزول سورتي النور والأحزاب, وأيّتهما نزلت قبل الأخرى, فذلك متوقف على معرفة زمن وقوع غزوة الأحزاب ـ المسماة أيضا بالخندق ـ, وهي مذكورة في سورة الأحزاب؛ وعلى معرفة زمن وقوع غزوة المريسيع ـ المساة أيضا بغزوة بني المصطلق ـ, والتي وقع على إثرها حديث الإفك المذكور في سورة النور. وقد اختلف في ذلك أصحاب السير.
فالذين قالوا إنّ سورة النور نزلت بعد سورة الأحزاب, اختلفوا في تاريخ الغزوتين, فبعضهم قال: إنّ غزوة الخندق وقعت في شوال من سنة خمس للهجرة, وتزوّج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بزينب رضي الله عنها في ذي القعدة من هذه السنة, وفي هذه الفترة نزلت سورة الأحزاب وفي صدرها الحديث عن غزوة الخندق, كما نزل فيها حكم حجاب أمّهات المؤمنين ليلة بنائه صلّى الله عليه وسلّم بزينب رضي الله عنها, ونزل فيها أيضا حكم الجلباب لسائر النساء بما فيهنّ نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم وبناته. وأمّا غزوة بني المصطلق فوقعت في شهر شعبان من سنة ستّ للهجرة. وهذا القول لابن إسحاق وقتادة والطبري والبيهقي وابن كثير.
وبعض آخر قال: إنّ غزوة الخندق وقعت في شوال سنة أربع للهجرة, وغزوة بني المصطلق وقعت في شعبان سنة خمس للهجرة. وهو قول ابن شهاب الزهري وموسى بن عقبة ومالك بن أنس والبخاري في كتاب المغازي من صحيحه.
وعلى كلا التاريخين فإنّ نزول سورة الأحزاب المتضمّنة لحكمي الحجاب والجلباب نزلت قبل سورة النور المتضمّنة لحكم الخمار. والدليل على ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك, قالت في زينب التي نزل حكم الحجاب ليلة بنائه صلّى الله عليه وسلم بها: «وكان رسول الله صل الله عليه وسلّم سأل زينب بنت جحش عن أمري. فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري, والله ما علمت عليها إلاّ خيرا. قالت: وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع» , وقالت أيضا في حديث الإفك: «فأقرع بيننا في غزوة غزاها, فخرج سهمي, فخرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ما نزل الحجاب, فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه» فهذا يثبت أنّ حكم الحجاب قد نزل قبل سورة النور المتضمّنة لخبر الإفك وحكم الخمار. وكذلك الشأن لحكم الجلباب نزل قبل سورة النور, لأنّه شرع في زمن تشريع الحجاب, وقد نزلت بهما سورة واحدة, وهي الأحزاب.
وقد روى السيوطي عن ابن عباس ترتيب سورة الأحزاب قبل سورة النور في النزول.
وأمّا الذين قالوا إنّ سورة النور نزلت قبل سورة الأحزاب, وهو ضعيف, فذلك على اعتبار أنّ غزوتي الخندق وبني المصطلق وقعتا في سنة واحدة؛ وهي إمّا السنة الخامسة كما هو منقول عن عروة بن الزبير , ورجّحه ابن حجر في فتح الباري؛ أو السنة الرابعة كما صحّحه ابن عاشور , وأنّ غزوة بني المصطلق وقعت في شهر شعبان, وغزوة الخندق وقعت في شهر شوال.
وترتيب سورة النور في النزول قبل سورة الأحزاب قول أورده السيوطي عن قتادة.
ويستدلّ أصحاب هذا القول بأنّ سعد بن معاذ رضي الله عنه قد ذكرته عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك, وذكرت ما وقع بينه وبين سعد بن عبادة رضي الله عنها من ملاحاة وتنازع في أصحاب الإفك, مع أنّ الجزم حاصل باستشهاد سعد بن معاذ إثر غزوة بني قريظة بسبب سهم أصابه في غزوة الخندق, فيكون قد شهد حديث الإفك ثم شهد غزوة الخندق ثمّ غزوة بني قرظة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هذا يخالف ما صرّحت به عائشة رضي الله عنها, من أنّ غزوة بني المصطلق وقعت بعد فرض الحجاب على أمّهات المؤمنين, الذي تضمّنته سورة الأحزاب؛ وأنّ قصة الإفك وبراءتها منه نزلت بهما ـ بعد غزوة بني المصطلق ـ سورة النور, وهي متضمّنة لآية الخمار. وأمّا عن الاستدلال بذكر عائشة لسعد بن معاذ, فهو ضعيف؛ فلعلّ الذي نقل عنها حديث الإفك وهم في اسم الذي تنازع مع سعد بن عبادة, فظنّه سعد بن معاذ, وهو غيره. ولعلّ ما أورده السيوطي عن قتادة يقصد به نزول صدر سورة النور إلى ما قبل قصة الإفك قبل سورة الأحزاب, فذلك ممكن.
والقول الراجح أنّ غزوة بني المصطلق وقعت بعد غزوة الخندق, وأنّ آية الخمار من سورة النور نزلت بعد آيتي الحجاب والجلباب من سورة الأحزاب. ولا عبرة بوجود سورة النور قبل سورة الأحزاب في ترتيب المصحف؛ لأنّ ترتيبه غير مراع فيه زمن النزول.
وإذا تقرّر هذا, فيكون حديث المرأة السفعاء قد وقع بعد نزول سورة النور واستقرار أمر النساء على حكم الخمار المشروع في هذه السورة ة والمبيح للمرأة كشف وجهها وكفيها؛ لأنّ زمن ورود هذا الحديث كان بعد صلح الحديبية, في يوم عيد من الأعياد, فقد رويت القصة برواية أخرى, قال ابن عباس: شهدت الفطر مع النبي صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم, خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم وكأنّي أنظر إليه حين يجلس بيده, ثمّ أقبل يشقّهم حتّى جاء النساء معه بلال, فقال: (يا أيّها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك) الآية. ثمّ قال حين فرغ منها: «آنتنّ على ذلك» قالت امرأة واحدة منهنّ, لم يجبه غيرها: نعم. قال: «فتصدّقن» فبسط بلال ثوبه ثمّ قال: هلمّ لكنّ فداء أبي ومّي, فيلقين الفتخ والخواتم في ثوب بلال.
فالآية التي تلاها النبي صلّى الله عليه وسلّم على النساء نزلت بعد صلح الحديبية, الواقع سنة ستّ للهجرة في شهر ذي القعدة. وهذه الآية نزلت في المدينة بعد رجوع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إليها إثر صلح الحديبية, فيكون النبي صلّى الله عليه وسلّم أعاد قراءتها على النساء
في عيد الفطر ـ كما في الحديث ـ, وهو عيد الفطر الذي بعد صلح الحديبية, وهو إمّا أن يكون في السنة السابعة أو التاسعة أو العاشرة.
وإذا فرضنا أقصى الاحتمالين لوقوع غزوة الأحزاب, وهو سنة خمس للهجرة, أي نزول سورة الأحزاب بشرع الجلباب, وذلك قبل نزول آية الخمار من سورة النور المستثنية الوجه والكفين من النهي عن إبداء الزينة؛ إذا فرضنا ذلك يكون حديث سفعاء الخدّين وظهورها أمام النبي صلّى الله عليه وسلّم والرجال من الصحابة مكشوفة الوجه, قد وقع بعد ذلك بمدّة, وبعد نزول باقي سورة النور بآية الخمار, ممّا يؤكّد أنّ ما استقرّ عليه النساء بعد نزول آية الخمار هو إباحة كشف وجوههنّ, وجاء الحديث ليثبت الممارسة العملية لآية الخمار؛ لأنّنا إذا فرضنا التعارض بين آية الجلباب وآية الخمار, فإنّ القاعدة الأصولية التي يعمل بها هي قاعدة النسخ, أي إنهاء العمل بالحكم السابق والعمل بالحكم اللآّحق, وذلك إذا استحال الجمع بين الدليلين والعمل بهما في آن واحد. كيف وقد ثبت عدم وجود تعارض بين الآيتين.
وأمّا بالنسبة لحديث المرأة الخثعمية, فإنّه كذلك لا يمكن أن يكون ورد قبل شرع الجلباب حسب الدعوى المشار إليها سابقا؛ لأنّه ورد في زمن بعيد جدّا عن زمن نزول آية الجلباب, ذلك أنّ سؤال الخثعمية النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان في حجّة الوداع, آخر السنة العاشرة للهجرة. ووقوع هذه الحادثة في ذلك التاريخ كان أيضا تطبيقا عمليا لآية الخمار من سورة النور, ممّا يؤكّد أن كشف الوجه كان العمل به جاريا في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم, وخاصّة في أواخر أيّام التشريع قبل وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
خلاصة
إذا تتبعنا التسلسل الزمني للنصوص الدينية وجدناها ـ بناء على ما تقدّم ـ كالآتي:
ـ نزول سورة الأحزاب كان بعد غزوة الخندق, الواقعة في شوال, واستمرّت قرابة الشهر, من السنة الرابعة أو الخامسة؛ فإثر الغزوة ـ أي في ذي القعدة ـ تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زينب بنت جحش. وليلة بنائه بها نزل حكم الحجاب, كما نزل حكم الجلباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ نزول سورة النور بشرع الخمار, كان بعد غزوة المريسيع ـ بني المصطلق ـ في شعبان من السنة الخامسة على القول الأصحّ أو السادسة على القول الثاني.
ـ ورود حديث المرأة السفعاء في عيد الفطر, وإعادة قراءة آية الممتحنة على النساء من قبل النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك بعد صلح الحديبية, وهو إمّا في فطر السنة السابعة أو التاسعة أو العاشرة. أمّا فطر السنة الثامنة فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة, بل كان بمكّة في غزوة الفتح فقد فتحها الله عليه في شهر رمضان وبقي بها حتى قدم عيد الفطر ودخل شوال.
ـ ورود حديث المرأة الخثعمية, كان في حجّة الوداع شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة.
ضوابط اللباس الشرعي
للمرأة المسلمة
باستقراء النصوص الشرعية من القرآن والسنة, المتعلّقة باللباس, سواء للرجال والنساء, نتحقق أنّ مقصد الشريعة منها وقاية المسلمين ـ رجالا ونساء ـ من الوقوع في فاحشة الزنا. فقد سعت الشريعة الإسلامية إلى إقامة مجتمع نظيف لا تهاج فيه الشهوات ولا تستثار فيه الغرائز؛ فالجسد العاري والتبرّج الجاهلي لا يفيدان المجتمع إلاّ في تهييج غرائز أفراده وإرهاق أعصابهم وإسلامهم إلى الفاحشة لإطفاء عطشهم الجنسي. وكان منهجها في إقامة هذا المجتمع تشريع وسائل لتسدّ بها الطرق على ما يثير هذه الغرائز ولتحقّق بذلك مقصدها من القضاء على فاحشة الزنا. ومن أنجع وسائل هذه الشريعة الخالدة لتحقيق هذا المقصد ما شرعته من أحكام اللباس للرجال والنساء؛ فطلبت أن يكون ساترا لمواطن الفتنة في الطرفين, وأن يكون ساترا على صفة يتحقق معه مقصدها. ولذلك وضعت ضوابط للباس ـ في الرجل والمرأة ـ لا يمكن تحقيق مقصد الشريعة في تطهير المجتمع ممّا يهيج الشهوات ويثير الغرائز إلاّ بها. وفيما يلي الضوابط المتعلّقة بلباس المرأة:
1ـ إخفاء المرأة زينتها الخفية, حيث لا يجوز لها إبداء إلاّ الوجه والكفين. وفي هذه الدراسة تم الاستدلال على ذلك بك تفصيل.
2 ـ أن يكون الثوب غير شفّاف, بحيث يمنع رؤية ما تحته. فعن علقمة عن أمّه أنّها قالت: دخلت حفصة بنت عبد الرحمان على عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم, وعلى حفصة خمار رقيق, فشقّته عائشة وكستها خمارا كثيفا.
ووجه الاستدلال أنّ عائشة رضي الله عنها لمّا رأت على حفصة ابنة أخيها خمارا رقيقا يصف ما تحته شقّته لتمنعها الاختمار به في المستقبل, وأعطتها ما تختمر به خمارا كثيفا.
3ـ أن يكون الثوب فضفاضا غير ضيّق, بحيث لا يصف الجسم. فعن حدية الكلبي أنّه قال: أتي النبي صلّى الله عليه وسلّم بقباطي, فأعطاني منها قبطية, فقال: «اصدعها صدعين, فاقطع أحدهما قميصا, وأعط الآخر امرأتك تختمر به» فلمّا أدبر قال: «وامر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها».
قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: «أمّا ما كان من محاسن المرأة, ولم يكن عليها مشقّة في ستره, فليس ممّا ظهر من الزينة, مثل النحر والثدي والعضد والمعصم وأعلى الساقين, وكذلك ما له صورة حسنة في المرأة وإن كان غير معرّى كالعجيزة والأعكان والفخذين ولم يكن ممّا في إرخاء الثوب عليه حرج عليها» أي فيجب عليها أن تلبس من الثياب ما لا يبرز هذه الأعضاء بحيث لا يصفها, واستدل الشيخ بما روي عن عمر رضي الله عنه أنّه كسا الناس القباطي, ثمّ قال: لا تَدَّرِعْهَا نساؤكم. فقال رجل: يا أمير المؤمنين, قد ألبستها امرأتي, فأقبلت وأدبرت, فلم أره يشفّ. فقال عمر: «إن لم يشف فإنّه يصف» ونقل الشيخ عن ابن رشد الجد في البيان والتحصيل قوله: القباطي هي ثياب ضيّقة تلتصق بالجسم لضيقها, فتبدو ثخانة لابستها من نحافتها, وتبدي ما يستحسن منها, امتثالا لقوله تعالى: (ولا يبدين زينتهنّ إلاّ ما ظهر منها).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «نساء كاسيات عاريات, مائلات مميلات, لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها, وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة». وقد فسّر الإمام مالك قوله صلّى الله عليه وسلّم «عاريات» قال: أي يلبسن الرقاق من الثياب التي لا تسترهنّ. وقال عيسى ابن دينار: يلبسن ثيابا رقاقا بلبسهنّ تلك الثياب, وهنّ عاريات لأنّ تلك الثياب لا تواري منهنّ ما ينبغي لهنّ أن يسترنه من أجسادهنّ. وجعل الإمام الباجي هذا الحديث متعلّقا بهذا الشرط وبالذي قبله, قال: ويحتمل عندي ـ والله أعلم ـ أن يكون ذلك لمعنيين؛ أحدهما: الخفّة فيشفّ عمّا تحته فيدرك البصر ما تحته من المحاسن؛ ويحتمل أن يريد به الثوب الرقيق الصفيق الذي لا يستر الأعضاء بل يبدو حجمها. وبهذا التفسير فالمقصود بالكاسيات العاريات النهي عن اللباس الذي يظهر ما تحته والذي يصف جسم المرأة ومفاتنها, بحيث تكون المرأة به كاسية بالإسم عارية في الحقيقة. وقد عدّ العلماء هذا اللباس من الكبائر لما جاء فيه من الوعيد الشديد.
4ـ أن يكون غير مشابه للباس الرجل. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهاتِ من النساءِ بالرجال». وعن أبي هريرة أنّه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة, والمرأة تلبس لبسة الرجل.
5ـ أن لا يكون لباس شهرة. ولباس الشهرة ما كان للتفاخر أو لإظهار التزهّد. فعن ابن عمر أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ ألْبَسَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةَ ثَوْباً مِثْلَهُ ثمَّ تُلَهَّبُ فِيهِ النَّارُ».
تمّ ما قصدناه من هذا البحث والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 05:52]ـ
المشكلة تكمن فيمن يعتنق رأيا فقهيا ويتجاهل خلاف العلماء وكأن القائلين باستحباب النقاب لا وجوبه مجموعة من التغريبيين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة.
القول باستحباب النقاب قول مشهور مدون في الكتب الفقهية فمحاولة إلغائه بالمرة تحيز واضح لرأي دون آخر.
وشبيه بهذا القول بكفر تارك الصلاة فبعض من يختار القول يحاول أن يلمح إلغاء القول بعدم كفره وكأنه لم يقله به إلا المرجئة.
ولست ادري هل يتأثر هذا الشخص بالعرف السائد.
وكلام الأخ ابن عبد الغني صحيح حيث تجد بعض حديثي العهد بالإلتزام سمعوا رأيا واحدا في هذه المسائل واقتنعوا به وسفهاو المخالف وكأن الخلاف في هذه المسألة غير سائغ.
يكفينا أن يعترف القائلون بوجوب تغطية الوجه بأن القول باستحبابه قول قال به علماء معتبرون أما نقاش الأدلة التي يستدل بها كل طرف فهذا له مقام آخر.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 06:28]ـ
الأخ الكريم: شرف: ليتك تلخص الكتاب في أسطر.
الأخ الكريم: فوزي: تقول: (ولست ادري هل يتأثر هذا الشخص بالعرف السائد)!!
هذا يُقال - سلمك الله - لأهل الكشف الذين نشؤوا على أعراف " الاستعمار " في بلادهم، متغافلين أو جاهلين ما قبلها (أكثر من ألف سنة كانت الأمة - ومنها بلادهم - مُجمعة وعاملة بستر الوجه، حتى نبتت نابتة تلاميذ المستعمر الكافر). ولا يُقال لمن بقي على الحكم الشرعي، فهذا من قلب الأمور.
وراجع الرابط السابق لتعرف هذه الحقيقة بشهادة أهل تلك البلاد.
وفقك الله ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 06:31]ـ
نساء ألبانيا - بلد الشيخ الألباني! - أيام الحكم الإسلامي، كن يغطين وجوههن ... إلى أن!
تابع هنا: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/122.htm
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 06:38]ـ
شيخنا سليمان بارك الله فيك وزادك علما.
أنا لم أتحدث عن تأثر الشخص في الحكم الشرعي ولكن في تأثره في الحكم على من يخالفه ولو كان من العلماء، فمثلا عندكم في الجزيرة العربية العرف السائد هو تغطية الوجه وصار عيبا أن تكشف المرأة وجهها وبعض الناس ينطلقون من هذا العرف ويسقطونه على الحكم الشرعي، فأنا لم أقصد أن العلماء القائلين بوجوب تغطية الوجه تأثروا بغير النصوص الشرعية في استخلاصهم
للأحكام الشرعية.
وهذا لمحته أيضا في كلامك شيخنا حيث جعلت القائلين باستحباب تغطية الوجه تلاميذ المستعمر الكافر.
والقائلون بعدم وجوب تغطية الوجه يقول باستحبابه فالواقع الذي تحكيه شيخنا لا يرد على قولهم.
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 06:46]ـ
الأخ الكريم: شرف: ليتك تلخص الكتاب في أسطر.
تفضل عفى الله عنا بفضله
خلاصة
إذا تتبعنا التسلسل الزمني للنصوص الدينية وجدناها ـ بناء على ما تقدّم ـ كالآتي:
ـ نزول سورة الأحزاب كان بعد غزوة الخندق, الواقعة في شوال, واستمرّت قرابة الشهر, من السنة الرابعة أو الخامسة؛ فإثر الغزوة ـ أي في ذي القعدة ـ تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زينب بنت جحش. وليلة بنائه بها نزل حكم الحجاب, كما نزل حكم الجلباب.
ـ نزول سورة النور بشرع الخمار, كان بعد غزوة المريسيع ـ بني المصطلق ـ في شعبان من السنة الخامسة على القول الأصحّ أو السادسة على القول الثاني.
ـ ورود حديث المرأة السفعاء في عيد الفطر, وإعادة قراءة آية الممتحنة على النساء من قبل النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك بعد صلح الحديبية, وهو إمّا في فطر السنة السابعة أو التاسعة أو العاشرة. أمّا فطر السنة الثامنة فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة, بل كان بمكّة في غزوة الفتح فقد فتحها الله عليه في شهر رمضان وبقي بها حتى قدم عيد الفطر ودخل شوال.
ـ ورود حديث المرأة الخثعمية, كان في حجّة الوداع شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة.
ضوابط اللباس الشرعي
للمرأة المسلمة
(يُتْبَعُ)
(/)
باستقراء النصوص الشرعية من القرآن والسنة, المتعلّقة باللباس, سواء للرجال والنساء, نتحقق أنّ مقصد الشريعة منها وقاية المسلمين ـ رجالا ونساء ـ من الوقوع في فاحشة الزنا. فقد سعت الشريعة الإسلامية إلى إقامة مجتمع نظيف لا تهاج فيه الشهوات ولا تستثار فيه الغرائز؛ فالجسد العاري والتبرّج الجاهلي لا يفيدان المجتمع إلاّ في تهييج غرائز أفراده وإرهاق أعصابهم وإسلامهم إلى الفاحشة لإطفاء عطشهم الجنسي. وكان منهجها في إقامة هذا المجتمع تشريع وسائل لتسدّ بها الطرق على ما يثير هذه الغرائز ولتحقّق بذلك مقصدها من القضاء على فاحشة الزنا. ومن أنجع وسائل هذه الشريعة الخالدة لتحقيق هذا المقصد ما شرعته من أحكام اللباس للرجال والنساء؛ فطلبت أن يكون ساترا لمواطن الفتنة في الطرفين, وأن يكون ساترا على صفة يتحقق معه مقصدها. ولذلك وضعت ضوابط للباس ـ في الرجل والمرأة ـ لا يمكن تحقيق مقصد الشريعة في تطهير المجتمع ممّا يهيج الشهوات ويثير الغرائز إلاّ بها. وفيما يلي الضوابط المتعلّقة بلباس المرأة:
1ـ إخفاء المرأة زينتها الخفية, حيث لا يجوز لها إبداء إلاّ الوجه والكفين. وفي هذه الدراسة تم الاستدلال على ذلك بك تفصيل.
2 ـ أن يكون الثوب غير شفّاف, بحيث يمنع رؤية ما تحته. فعن علقمة عن أمّه أنّها قالت: دخلت حفصة بنت عبد الرحمان على عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم, وعلى حفصة خمار رقيق, فشقّته عائشة وكستها خمارا كثيفا.
ووجه الاستدلال أنّ عائشة رضي الله عنها لمّا رأت على حفصة ابنة أخيها خمارا رقيقا يصف ما تحته شقّته لتمنعها الاختمار به في المستقبل, وأعطتها ما تختمر به خمارا كثيفا.
3ـ أن يكون الثوب فضفاضا غير ضيّق, بحيث لا يصف الجسم. فعن حدية الكلبي أنّه قال: أتي النبي صلّى الله عليه وسلّم بقباطي, فأعطاني منها قبطية, فقال: «اصدعها صدعين, فاقطع أحدهما قميصا, وأعط الآخر امرأتك تختمر به» فلمّا أدبر قال: «وامر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها».
قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: «أمّا ما كان من محاسن المرأة, ولم يكن عليها مشقّة في ستره, فليس ممّا ظهر من الزينة, مثل النحر والثدي والعضد والمعصم وأعلى الساقين, وكذلك ما له صورة حسنة في المرأة وإن كان غير معرّى كالعجيزة والأعكان والفخذين ولم يكن ممّا في إرخاء الثوب عليه حرج عليها» أي فيجب عليها أن تلبس من الثياب ما لا يبرز هذه الأعضاء بحيث لا يصفها, واستدل الشيخ بما روي عن عمر رضي الله عنه أنّه كسا الناس القباطي, ثمّ قال: لا تَدَّرِعْهَا نساؤكم. فقال رجل: يا أمير المؤمنين, قد ألبستها امرأتي, فأقبلت وأدبرت, فلم أره يشفّ. فقال عمر: «إن لم يشف فإنّه يصف» ونقل الشيخ عن ابن رشد الجد في البيان والتحصيل قوله: القباطي هي ثياب ضيّقة تلتصق بالجسم لضيقها, فتبدو ثخانة لابستها من نحافتها, وتبدي ما يستحسن منها, امتثالا لقوله تعالى: (ولا يبدين زينتهنّ إلاّ ما ظهر منها).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «نساء كاسيات عاريات, مائلات مميلات, لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها, وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة». وقد فسّر الإمام مالك قوله صلّى الله عليه وسلّم «عاريات» قال: أي يلبسن الرقاق من الثياب التي لا تسترهنّ. وقال عيسى ابن دينار: يلبسن ثيابا رقاقا بلبسهنّ تلك الثياب, وهنّ عاريات لأنّ تلك الثياب لا تواري منهنّ ما ينبغي لهنّ أن يسترنه من أجسادهنّ. وجعل الإمام الباجي هذا الحديث متعلّقا بهذا الشرط وبالذي قبله, قال: ويحتمل عندي ـ والله أعلم ـ أن يكون ذلك لمعنيين؛ أحدهما: الخفّة فيشفّ عمّا تحته فيدرك البصر ما تحته من المحاسن؛ ويحتمل أن يريد به الثوب الرقيق الصفيق الذي لا يستر الأعضاء بل يبدو حجمها. وبهذا التفسير فالمقصود بالكاسيات العاريات النهي عن اللباس الذي يظهر ما تحته والذي يصف جسم المرأة ومفاتنها, بحيث تكون المرأة به كاسية بالإسم عارية في الحقيقة. وقد عدّ العلماء هذا اللباس من الكبائر لما جاء فيه من الوعيد الشديد.
4ـ أن يكون غير مشابه للباس الرجل. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهاتِ من النساءِ بالرجال». وعن أبي هريرة أنّه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة, والمرأة تلبس لبسة الرجل.
5ـ أن لا يكون لباس شهرة. ولباس الشهرة ما كان للتفاخر أو لإظهار التزهّد. فعن ابن عمر أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ ألْبَسَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةَ ثَوْباً مِثْلَهُ ثمَّ تُلَهَّبُ فِيهِ النَّارُ»
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 09:45]ـ
الأخ الكريم: فوزي: تقول: (وبعض الناس ينطلقون من هذا العرف)! يا أخي ليس عرفًا! هو حكم شرعي قد أجمعت الأمة عليه ((عمليًا))، ولم تعرف فتنة الكشف إلا بعد الاستعمار.
وأنا لم أجعل القائلين باستحباب الكشف من تلاميذ المستعمر. أنا أجعلهم متأثرين بالتقاليد التي أورثها لهم المستعمر بدهاء؛ فظنوها شرعًا.
وفي قسم النسائيات بصفحتي: نقولات عن علماء الإسلام باختلاف جنسياتهم الحادثة، أنهم لم يعرفوا الكشف إلا قريبًا.
وفقكم الله ..
===========
الأخ الكريم: شرف: كشف الوجه بدعة حادثة (عمليًا)، وقول ضعيف، ولولا قاسم وأمثاله من ربائب الاستعمار، لما وجدنا من يردده.
والأدلة الموجبة لستر المرأة أوردها العلماء في مصنفاتهم بعد أن ابتلوا بهذا الأمر، راجع " عودة الحجاب " للموفق الشيخ محمد بن إسماعيل الإسكندري.
وهنا خلاصتها بما يبين ضعف وتناقض المخالف.
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/30.htm
وفقك الله وجعلك مفتاح خير لنفسك ولأمتك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 10:27]ـ
اعذرني شيخنا الكريم ولكن مطالعتي القليلة للكتب التي تحدثت عن هذه المسألة تبين أن الخلاف بين العلماء في هذه المسألة ليس وليد العصر وليس صنيعة الإستعمار بل حتى الشيخ محمد إسماعيل بارك الله فيه ـ الذي أحسن غاية الإحسان في كتابه الذي أشرتم إليه ـ نقل الخلاف وحكى حكم المذاهب الأربعة في هذه المسألة ومن ضمن قال جزاه الله خيرا:
أن الأصل في المذهب الحنفي هو جواز كشف الوجه واليدين ونقل عن متونهم قولهم:"وبدن المرأة الحرة كله عورة إلا وجهها وكفيها وقدميها" ثم حكى كلام علماء الأحناف.
وأن المشهور عند المالكية وجوب الستر وهناك قول آخر بعدم الوجوب ثم حكى كلام علماء المالكية.
وحكى عند الشافعية أن النووي والرافعي نسبا القول بعدم الوجوب للأكثرين.
ثم نقل عن الحنابلة أن هناك من يوجب الستر وهناك من لا يوجبه.
وبعض الأقوال اليت حكاها توجب الستر لا لأن الوجه والكفان عورة ولكن خشية الفتنة فالأصل عندهم أن الوجه والكفان ليسا عورة ولكن يستران للفتنة.
وبالنظر لهذه النقول يتأكد أن القول باستحباب تغطية الوجه قال به الكثير من العلماء فليس هو ببدعة أحدثها علماء هذا العصر المتأثرون بالمستخرب.
كما أن نسبة العلماء إلى أنه استغفلوا من جانب المستخرب فيه نوع ظلم لهم وكأنهم جماعة من المغفلين وقعوا في فخ نصبه لهم العدو.
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 11:03]ـ
شيخنا الجليل سليمان الخراشى وفقك الله تعالى وحفظك ورفع قدرك فى الدارين والله انى فى غاية الحياء ان احاور مثلك ولكن عزائى انى احاور مسترشدا بنية التعلم واشهد الله على ذلك
شيخنا الجليل وكأنك لاتعترف بالقول الآخر القائل بعدم الوجوب ونسبت قائله الى التلمذه للاستعمار وكأن هذا القول لم يقل به الا قاسم امين وهدى شعراوى او حتى محمد الغزالى والقرضاوى هل يعقل ان يكون هذا رأيك ياشيخنا والله انى اتهم نفسى فربما اكون لم أفهم ماتريد لانى امام احتمالين اما ان اكون لم افهم او ان تكون لم تطلع على اقوال طابور من سلف الامه من مفسرين وفقهاء وانا اجلك عن الاحتمال الثانى فأناممن يتابعون اعمالك وانت لست بحاجه لتزكية مثلى زادك الله رفعه
ان اماما جليلا كمالك بن انس ومعلوم ان من اصول مذهبه عمل اهل المدينه لايرى وجوب تغطيه الوجه فهو لم يره عملا لاهل المدينه انتهم مالك بن انس انه قال بعدم الوجوب لانه صنيعة الاستعمار عملا بقاعدتك سيدى الشيخ
مرة اخرى استغفر الله تعالى ان اكون قد تجاوزت قدرى فمثلى اولى به ثنى الركب امامكم ولكن عزائى ان الصحابه كانوا احيانا يستفهون من رسول الله ما أشكل عليهم فمحاورتى من هذا الباب شيخى الجليل
حفظك الله تعالى ورفع قدرك فى الدارين آمين
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 11:51]ـ
تجدد هذا الموضوع من جديد بشكل آخر تحت عنوان:"لو كانت تغطية وجه المرأة من التشريع ... فما عقوبة السافرة " حبذا لو تتم مناقشة هذا الموضوع بتجرد ودون تعصب طلبا للحق وهو واحد لا يتعدد، وقد كنت شرعت في تقديم النصوص والأدلة المتعلقة بالموضوع في طرح سابق تحت عنوان:"أيهما أول طاعة الأم أم تغطية الوجه" فلم أجد - للأسف الشديد - من يقارعني الحجة بالحجة في رحاب المذاهب الفقهية السنية كلها لا في مذهب واحد فحسب على الرغم من أن فيه هو أيضا ما يحتج به على المتعصبين - ولكن وجدت من لم يتورع - سامحه الله أوسامحهما الله - عن أن يامرني بالتوقف بلهجة تبتعد عن أدب الحوار ...
آمل أن يناقش هذا الموضوع في إطار الطرح الجديد بموضوعية وبالتي هي أحسن
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 01:27]ـ
أخي الكريم: فوزي: لاعلاقة لما نقلتَه بما قلتُه. أنا أحدثك عن إجماع ((عملي)) حكاه جلة من العلماء على تغطية الوجه، بما يبين إعراض الأمة عن القول الضعيف وهجرانه، ويؤكد هذا أنه لم يبرزه سوى الاستعمار وأذنابه؛ لعلمهم بما يتبعه من تدرج أثبته واقع البلاد المستعمرة - رغم تحذير الناصحين من علمائها -. وهذا موجود في الروابط التي أحلتك عليها. وتجد فيها أن من يدعي متابعته للألباني رحمه الله من النساء، يخالفنه في شروطه التي وضعها، والتي ذهبت مع الريح.
============
الأخ الكريم: بن عبدالغني: لا داعي لمقدمتك المبالغ فيها، فما أنا إلا طالب علم أفيد وأستفيد. ولعلك تقرأ تعليقي السابق.
============
الأخ الكريم محمد المعيار: ليتك توضح؛ لأني لم أقرأ مقالك السابق.
فإن كنتَ من أنصار كشف الوجه - رعاك الله -، فقد قلتها لفاضل قبلك: ليتك تنشر مقالك بين المتبرجات، وهن عاصيات على القولين؛ لأنه ينقلهن خطوة نحو الإلتزام بالشرع، أما أن تنشره بين من يوجب الستر، وهو الأفضل حتى عند الألباني، فهذا بعيد عن الحكمة والتوفيق.
وفقك الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:25]ـ
نعم شيخنا أعلم أنك تحدثت عن إجماع عملي ـ الذي لم يثبت عندي بعد ـ ولكني نقلت لك هذا الكلام تعقيبا على كلامك بأن هذا الأمر بدعة فكون هذا الأمر قال به بعض أئمة المذاهب الفقهية المشهورة ألا يخرجه هذا من حيز البدعة؟
وإن ثبت الإجماع العملي الذي تحدثت عنه شيخنا فهو لا يدل على الوجوب وإنما على المشروعية ونحن ما قلنا بتحريم النقاب حتى نلزم بهذا.
وأخيرا شيخنا الكريم عندي طلب أو سؤال مستفهم مسترشد: هل يوجد من قال ببدعية القول باستحباب تغطية الوجه؟ فقد علمنا أنه لا ينبغي للمرء أن يقول قولا ليس له فيه إمام.
ويعلم الله أني ما ناقشتك يا شيخنا بغية لجاج ولكني أتعلم وأستفيد وبحثكم الذي أشرتم إليه كنت قد قرأته منذ فترة وهو بحث قيم يدل على موسوعية، أسأل الله أن يزيدكم من فضله.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:27]ـ
من المفارقات العجيبة جدا وفي مثل زماننا هذا أن يتعصب أقوام لكشف وجوه النساء بحجة الجواز، مع إقرارهم باستحباب النقاب، وفي الوقت نفسه يشددون على أشياء مختلف فيها هل هي سنة أم لا؟ مع إنكارهم على من يتمسك بالجواز ومحاولة إلزامهم له بتلك السنة بل ونظر البعض إلى من لم يلتزمها على أنه مقصر، مع أننا لو تصفحنا القائل بهذه السنن من العلماء على مدار التاريخ لم يتجاوزا أصابع اليدين على أحسن حال، وفي المقابل القائلون بالنقاب هم جمهور الأمة وتم نقل الإجماع العملي عليه حتى من جداتنا في مصر التي هي منبع التبرج والفساد ... فكم بين الأمرين من المفارقات العجيبة.
ومن المؤسف أن يكون الدعاة كاسحات ألغام أمام دعاة السفور والفجور ويعطونهم المسوغ بلا طلب، بل هؤلأ يسبون بعض العلماء في مكان ثم ينقلون قوله في كشف الوجه في مكان آخر، ألا يجب أن ننتبه لذلك أيها الأفاضل؟!
وأسأل من اعتقد أن النقاب سنة وفضل وكشف الوجه جائز- مع أن أحدا لم يبح كشف الوجه دون ضوابط- أسأله مع كثرة السفور والتبرج: ألا يسعك أن تسكت على هذا الأمر الجائز عندك؟! هل تأثم لو تحدثت عن فضل النقاب ورغبت فيه وبينت أنه عندك مستحب وسكت عند ذلك؟! ألا تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في تثبيته لمن يعمل عملا صالحا وترغيبه فيه والأمثلة كثيرة ومنا، مارواه البخاري وغيره من حديث ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاء إلى السِّقَايَةِ فَاسْتَسْقَى فقال الْعَبَّاسُ يا فَضْلُ اذْهَبْ إلى أُمِّكَ فَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَرَابٍ من عِنْدِهَا فقال اسْقِنِي قال يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيْدِيَهُمْ فيه قال اسْقِنِي فَشَرِبَ منه ثُمَّ أتى زَمْزَمَ وَهُمْ يَسْقُونَ وَيَعْمَلُونَ فيها فقال اعْمَلُوا فَإِنَّكُمْ على عَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ قال لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا لَنَزَلْتُ حتى أَضَعَ الْحَبْلَ على هذه يَعْنِي عَاتِقَهُ وَأَشَارَ إلى عَاتِقِهِ.
هذه خواطر أحببت أن أضعها وأرجو أن تنصرف الهمم إلى أفكار جديدة نحارب بها دعاة السفور وإفساد المجتمعات بدلا من أفكار نحارب بها النقاب وندعي أننا نفعل ذلك من أجل الغلو في النقاب، وكأن المنقبات هن الكثرة الكاثرة؟!
وأنا أقسم- غير حانث إن شاء الله- أن من يدعو أو يسوغ كشف الوجه لو تمشى عندنا في مصر بضعة أيام لما ذكر هذا القول، ولانصرفت همته إلى دعوة المتبرجات، ولاعتبر المنقبة قديسة وأكبرها من كثرة ما تواجه من عنت ومشقة واستهزاء، ثم يأتي أهل الخير ويعينون عليها - دون قصد طبعا- فماذا عساها أن تفعل إلا الشكوى إلى الله ودعوة الله ألا يجعل بأسنا بيننا شديدا!
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 03:28]ـ
الله المستعان إن كنت تقصدنا أخي أبا عمرو فأقول مستعينا بالله من قال بأننا لا نحث على النقاب بل كل أمر مستحب ينبغي أن يحث عليه الدعاة وطلبة العلم.
نقاشنا في هذا الموضوع هو عن تسفيه الرأي الآخر.
وهذا أمر ملاحظ في غير هذه القضية فتجد بعض طلبة العلم يقول بقول ما في مسألة ما ثم يسفه القول الآخر وكأن القائل به بعض الأغمار وقد يكون القائل بهذا بعض الأائمة الكبار بل قد يكون هذا هو المفتى به في بعض المذاهب.
أتمنى ألا يضعنا إخواننا جنبا إلى جنب مع التغريبيين لمجرد أننا قلنا بأنه لا ينبغي تسفيه الرأي المخالف.
وحديثك أخي أبا عمرو يذكرني بكلام للشيخ الألباني حيث رد عليه بعض الإخوة بأنه يقول بعدم وجوب تغطية الوجه ولكن زوجته منقبة فقال الشيخ وهل قلت أنا بحرمة النقاب حتى يلزمني هذا الكلام.
فرقوا بارك الله فيكم بين الرد على إخوانكم الذين يحثون على المستحبات وبين الرد على من يريد الطعن في الدين.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 03:41]ـ
لا جرم أن يكون التعصب في هذه القضية سيد الميدان وقد تصدى القوم من قبل لعالم جليل لمجرد قوله بعدم وجوب غطاء وجه المرأة كما في "حجاب المرأة المسلمة" و"الرد المفحم على من خالف العلماء وتشدد وتعصب وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب ولم يقنع بقولهم:إنه سنة ومستحب " مع بلوغه القمة في علم الحديث حتى إن بعض الناس لم يكتفوا بمثل قول أحدهم: الحديث أخرجه البخاري وصححه الألباني ومن ثم فلا ينتظر المرء إلا أن يرد عليه بعنف ...
ونحن نرى هنا من يتحدث عن الإجماع في هذه المسألة، أي إجماع؟
يقول ابن رشد في بداية المجتهد:"وأما ... حد العورة في المرأة فأكثر العلماء على أن بدنها كله عورة ما خلا الوجه والكفين وذهب أبو حنيفة الى أن قدمها ليست بعورة وذهب أبو بكر بن عبد الرحمن وأحمد إلى أن المرأة كلها عورة "
فهل من نص قديم يناقض هذه الحقيقة؟ وهل هذا الإجماع يضع في الحساب كل المذاهب الأربعة؟
ثم عن أي امرأة يدور الحديث؟ هل الشابة الجميلة أم المتجالة؟ وهل الحرة أم الأمة؟
نحن لا نريد إلا الحق فدلونا عليه، لكن بالقول اللين وبالحجة المحضة التي لا خلاف فيها، ولن نتردد في أن نقول لكم، نعم نحن على خطإ وأنتم على صواب ...
نسأل الله العصمة من الزلل في القول والعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 05:07]ـ
الأخ الكريم: فوزي: بارك الله فيك، وشكرًا لحسن ظنك. قال بعض العلماء ما هو أشد من مجرد البدعة بالنسبة " للدعوة " للسفور. فقد ذهب الكفوي التونسي إلى تكفيره! (نقله الشيخ التويجري رحمه الله في الصارم حسبما أذكر). وذهب شيخ تركيا مصطفى صبري إلى استتابته! كما سبق، وذهب الصابوني " السوري " المعاصر إلى أنه " بدعة "، كما نقلته في بحثي " أسماء القائلين .. " في الروابط السابقة. أنقل هذا لمجرد التعرف على شدة بعض العلماء تجاه هذا الأمر الذي لم يعرفوه إلا من المستعمر المخرب وأتباعه.
=========
الأخ الكريم: محمد: أي تعصب أصلحك الله؟ إن كان للكتاب والسنة فأنعم به. وإن كان لغيرهما فبينه.
والإجماع ((((((((((((العملي)))))))))))))))) عن الأمة الإسلامية، سبق نقله، كما في مقدمة رسالتي " وقفات .. "، وسبق إثباته في حلقات " بدايات السفور .. "،. ونقله عدد من علماء السلف، فليتك - رعاك الله - تقرأ ما سبق، إن كان يهمك الحق، كما قرأت كتابي الشيخ ناصر رحمه الله. ولا يُشترط أن تؤيد ما كتبته.
وفقك الباري ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 08:43]ـ
نعم أخي نحتكم إلى الكتاب والسنة
قال الله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}
قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد:6/ 368 - 369:"اختلف العلماء - لا حظ "اختلف" - في تأويل قول الله عزوجل: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فروي عن ابن عباس وابن عمر إلا ما ظهر منها:الوجه والكفان، وروي عن ابن مسعود {ما ظهر منها} الثياب، قال: لايبدين قرطا ولا قلادة ولا سوارا ولا خلخالا إلا ما ظهر من الثياب، وقد روي عن أبي هريرة في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: القلب والفتخة رواه ابن وهب عن جرير بن حزم، قال: حدثني قيس بن سعد: أن أبا هريرة كان يقول فذكره، قال جرير بن حازم: القلب: السوار، والفتخة الخاتم وقال جابر بن زيد: هي كحل في عين، أو خاتم في خنصر، وقال سعيد بن جبير: الجلباب والرداء.
وعن عائشة مثل قول أبي هريرة، وقد روي عن ابن مسعود - ولا يصح -: البنان والقرط والدملج والخلخال والقلادة - يريد موضع ذلك - والله أعلم.
واختلف التابعون فيه أيضا عل هذين القولين، وعلى قول ابن عباس وابن عمر الفقهاء في هذا الباب - لا حظ ما الذي عليه الفقهاء في المسألة -.
فهذا ما جاء في المرأة وحكمها في الاستتار في صلاتها وغير صلاتها."
وإن كلام العلماء في هذا الباب طويل الذيل تتعذر السيطرة عليه، المهم أن القضية خلافية وأكثر المذاهب الفقهية عل أن الوجه والكفين ليسا من العورة وسنورد كثيرا من النصوص المعتبرة في هذا السياق بعد تقديم ما اعتمده العلماء من أدلة من القرآن والسنة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 04:14]ـ
عذرًا .. يا أستاذ محمد.
أنا في وادٍ .. وأنت في آخر!
المسألة أشبعت بحثًا، فلن تأتي بجديد فيها.
الجديد هو إجماع الأمة العملي، وحدوث السفور قريبًا في البلاد المسلمة. (وهذا ما يجهله أو يتغافل عنه البعض؛ لأنهم تربوا على ما مهد له الاستعمار وأتباعه).
وقد أحلتك على الروابط المهمة؛ لتقرأها .. ولكن.
وأعيدُ لك كلام الأخ أبي عمرو المصري - لأهميته -:
(من المفارقات العجيبة جدا وفي مثل زماننا هذا أن يتعصب أقوام لكشف وجوه النساء بحجة الجواز، مع إقرارهم باستحباب النقاب، وفي الوقت نفسه يشددون على أشياء مختلف فيها هل هي سنة أم لا؟ مع إنكارهم على من يتمسك بالجواز ومحاولة إلزامهم له بتلك السنة بل ونظر البعض إلى من لم يلتزمها على أنه مقصر، مع أننا لو تصفحنا القائل بهذه السنن من العلماء على مدار التاريخ لم يتجاوزا أصابع اليدين على أحسن حال، وفي المقابل القائلون بالنقاب هم جمهور الأمة وتم نقل الإجماع العملي عليه حتى من جداتنا في مصر التي هي منبع التبرج والفساد ... فكم بين الأمرين من المفارقات العجيبة.
ومن المؤسف أن يكون الدعاة كاسحات ألغام أمام دعاة السفور والفجور ويعطونهم المسوغ بلا طلب، بل هؤلاء يسبون بعض العلماء في مكان ثم ينقلون قوله في كشف الوجه في مكان آخر، ألا يجب أن ننتبه لذلك أيها الأفاضل؟!
وأسأل من اعتقد أن النقاب سنة وفضل وكشف الوجه جائز- مع أن أحدا لم يبح كشف الوجه دون ضوابط- أسأله مع كثرة السفور والتبرج: ألا يسعك أن تسكت على هذا الأمر الجائز عندك؟! هل تأثم لو تحدثت عن فضل النقاب ورغبت فيه وبينت أنه عندك مستحب وسكت عند ذلك؟! ألا تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في تثبيته لمن يعمل عملا صالحا وترغيبه فيه والأمثلة كثيرة ومنا، مارواه البخاري وغيره من حديث ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاء إلى السِّقَايَةِ فَاسْتَسْقَى فقال الْعَبَّاسُ يا فَضْلُ اذْهَبْ إلى أُمِّكَ فَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَرَابٍ من عِنْدِهَا فقال اسْقِنِي قال يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيْدِيَهُمْ فيه قال اسْقِنِي فَشَرِبَ منه ثُمَّ أتى زَمْزَمَ وَهُمْ يَسْقُونَ وَيَعْمَلُونَ فيها فقال اعْمَلُوا فَإِنَّكُمْ على عَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ قال لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا لَنَزَلْتُ حتى أَضَعَ الْحَبْلَ على هذه يَعْنِي عَاتِقَهُ وَأَشَارَ إلى عَاتِقِهِ).
وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 05:37]ـ
كأنّ البعض يظن أنها أمام تحرير مسألةٍ غامضة أو حادثة.
أخواني المسألة قتلت بحثاً ولم يبقَ إلا محاولة حشو رأس المخالف بقناعتنا، وليس هذا من الحكمة أو العلم الممدوح في شيء.
أخي طالب العلم. . ليسعك رأيك ولا تحاول إلزام المخالف به، سيما وأنك تقر بأنها مسألة فروعية وإياك أن تفتح باباً يلج منه كل ناعق، ولتكن الحكمة ضالتك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 06:11]ـ
للفائدة كان شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله يقول بوجوب زكاة الحلي وهوقو ل الاحناف لكنه رجحه لمقتضى الدليل عنده مع ان مذهب الجمهور خلافه وكان فيما ذكر رحمه الله يقول ان دفعها اضافةلكونه مقتضى الدليل فهو كذلك الاحوط لانها لولم تدفع الزكاة فعلى قول بعض العلماء هي واقعة في الاثم ولودفعتها فبالاتفاق هي محسنة
وانا اقول في هذه المسالة لولم تغطي المراة وجهها فعلى قول بعض العلماء فهي واقعة في الاثم
ولوسترت فبالاتفاق فهو افضل لها,;وكمافي الاية ذلك ((ادنى ان يعرفن فلايؤذين))
انها تسلم من اذية الفساق الذين يعجبون بجمالها عند رؤيتهم لوجهها
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 06:58]ـ
بارك الله فيكم أيها الإخوة الكرام
وأريد أن أنبه إلى أمور إضافة إلى ما سبق ذكره في المشاركة رقم (11) وهي:
أولاً: ينبغي أن يعلم الإخوة أن هناك فرقاً بين عورة المرأة في الصلاة وعورتها خارج الصلاة فكثير ممن أجاز كشف الوجه خلط بين المسألتين.
ثانياً: ينبغي أن يفرق بين تحديد العورة وبين وجوب تغطية الوجه فالقائلون بان الوجه واليدين ليستا عورة يوجبون تغطيتهما ويعللون ذلك بالفتنة فالنتيجة على القولين وجوب التغطية وإن من التلبيس أن ينقل بعض من يجيز كشف الوجه نصوصهم في تحديد العورة دون أن يذكر قولهم في حكم تغطية الوجه.
ثالثاً: قد نص جميع الفقهاء في المذاهب الأربعة _ سواء من قال بأن الوجه عورة أو من لم يقل بذلك _ على وجوب تغطية الوجه في حق المحرمة بحج أو عمرة عند الأجانب مع أنه يعارض واجبا آخر وهو إحرام المرأة إذ تمنع من تغطية وجهها إذا لم تكن عند الأجانب.
رابعاً: ينبغي أن يعلم الإخوة الكرام الأفاضل ممن ابتلوا في بلادهم بكشف الوجه أن هذه معصية وليس علاجها بتبريرها والتماس المخارج الشرعية لجوازها بل يجب على المرء أن يجهد ويستعين بالله على تصحيح هذا الأمر وعلاجه وتقويم من كان تحت يده فإن لم يستطع إزالته فقد برأت ذمته لكن المصيبة أن يدافع عن القول بجواز كشف الوجه وينصره ليطمئن قلبه أنه ليس على مخطئاً وهذا هروب من المشكلة في واقع الأمر وليس حلاً لها.
خامساً: يجد كثير من الإخوة أن القول بوجوب تغطية الوجه يلزم منه الطعن بمن أجاز الكشف أو جعل محارمه كذلك وأنه يلزم من هذا عدم الغيرة وغير ذلك من اللوازم التي تثير الغضب والحنق عند بعض الإخوة وهذا ليس بصحيح فإن المرء إذا كره ذلك بقلبه وحاول إزالته قدر المستطاع فلم يحصل مراده أنه قد أدى ما أوجب الله عليه وهو متصف بالغيرة بلا شك؛ بل حتى من رأى الجواز عن علم مع تقوى الله وصدق النية والغيرة فيما بقي من أمور تخص المرأة ولباسها فليس ذلك طاعنا في غيرته وحميته وعليه فلا ينبغي أن يكون الرد ممن أجاز الكشف مبنيا على هذا الظن ممن يخالفونهم فيه.
سادساً: لا يخفى على كل مسلم أن الشريعة جاءت بسد كل الطرق والوسائل الموصلة للفتنة فمنع من الخضوع بالقول والتطيب عند الخروج من المنزل وضرب الأرض بالأرجل ليسمع صوت الخلاخل والخلوة بالمرأة والخروج من المنزل بلا حاجة وغير ذلك مما يكون سببا للفتنة وهذه كلها محرمة سداً للذريعة فكيف والفتانة في الوجه أعظم وأشد فهل يعقل أن يحرم أن يظهر صوت المرأة او يشم ريحها ويباح النظر غلى وجهها وهو موطن الحسن والجمال؟ هذا لو لم تأت النصوص بوجوب تغطية الوجه فكيف وقد وردت بذلك نصوص القرآون والسنة؟
سابعاً: قد أجمع العلماء أن المباح قد يحرم إذا أدى إلى محرم ولا يشك عاقل أن هذا الزمان قد وجد فيه من الشر مالم يوجد في زمن قبله وقد أوجب كثير من الفقهاء ممن حددوا العورة بغير الوجه والكفين أوجبوا تغطية الوجه وغن لم يكن عورة للفتنة في زمنهم أي قبل سبعة قرون أو أكثر فكيف بزماننا هذا؟
ثامناً: أن العلماء أجمعوا على وجوب تغطية الوجعه في حق زوجات النبي (ص) كما ورد ذلك في سورة الأحزاب وقد علل الله تبارك وتعالى هذا الحكم بعلل مشتركة بينهن وبين سائر نساء المؤمنين والحكم يدور مع علة، والخطاب عام فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والمقرر عند الأصوليين أن الخطاب الموجه لأحد المكلفين حتى النبي (ص) يعم سائر الأمة حتى يرد دليل على الخصوصية.
تاسعاً: ان الأصل أن المسلمة تقر في بيتها ولا تخرج إلا لحاجة فهذا حجاب بيوت فخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال فإذا كن قد أمرن بذلك فما بالك إذا خرجت عند الحاجة أيسوغ لها أن تكشف وجهها وقد أمرت قبل بحجب شخصها في البيوت؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (المرأة يجب ان تصان وتحفظ بما لا يجب مثله فى الرجل لهذا خصت بالإحتجاب وترك إبداء الزينة وترك التبرج فيجب فى حقها الإستتار باللباس والبيوت مالا يجب فى حق الرجل لأن ظهور النساء سبب الفتنة والرجال قوامون عليهن) مجموع الفتاوى (15/ 297)
عاشراً: وجوب تغطية الوجه يوافق مقاصد الشريعة والأدلة العقلية المعتبرة شرعا كسد الذرائع، وقياس الأولى، ودرء المفاسد، والأخذ بالأحوط، وبراءة الذمة فضلاً عن الأدلة من نصوص الكتاب والسنة التي ذكرت كثيراً فيما أشرت إليه في المشاركة السابقة في تلك المؤلفات، ولذلك لا غرو أن تتابع اقوال الفقهاء والأصوليين والمفسرين والمحدثين عليه قديماً وحديثاً، ومن مختلف البلاد حتى البلاد التي يتنشر فيها السفور فوجدنا من يقرره من علماء الهند وباكستان ومصر والمغرب وبلاد الشام وغيرها ممن عرفوا باتباع الدليل.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 08:24]ـ
بارك الله فيك أبا حازم.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 10:15]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 02:16]ـ
ليعذرني إخواني ولكني أدين الله أنه حصل شيء من غلو في هذا الأمر.
أنا ما ناقشت لنصر القول بالكشف وإنما ناقشت لأني أرى أن هذا القول قال به علماء فلا يصح وصفه بأنه بدعة أو أنه صنيعة الإستعمار كما قال شيخنا الخراشي بارك الله فيه.
ولكن الإخوة يناقشوننا وكأننا تغريبيون وكما لو أن مراد الشيخ الألباني رحمه الله من كتابه هو مراد قاسم أمين وغيره من دعاة تحرير المرأة.
وبخصوص التكفير والإستتابة التي نقلها الشيخ الخراشي فيلزم منها تكفير علماء المذاهب الأربعة الذين قالوا بعدم الوجوب فهنيئا لقول هذا لازمه!!!
وبخصوص الإجماع الذي يدعيه الشيخ سليمان بارك الله فيه فقد قلت سابقا بأنه لا يدل على الوجوب وإنما على المشروعية والعلماء ما أنكروا المشروعية حتى يلزموا بهذا الإجماع المدعى، ثم هذا الإجماع لم يثبت فإنه توجد قرائن تدل على أنه كان ثمة نساء كاشفات لوجوههن.
ودونكم بعض ما عثرت عليه منها:
قال ابن المفلح:"هل يسوغ الإنكار على النساء الأجانب كشفن وجوههن في الطريق؟
ينبني على أن المرأة هل يجب عليها ستر وجهها , أو يجب غض البصر عنها , أو في المسألة قولان؟ قال القاضي عياض في حديث جرير قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة {فأمرني أن أصرف بصري}. رواه مسلم قال العلماء رحمهم الله تعالى: وفي هذا حجة على أنه لا يجب على المرأة أن تستر وجهها في طريقها , وإنما ذلك سنة مستحبة لها , ويجب على الرجل غض البصر عنها في جميع الأحوال إلا لغرض صحيح شرعي "
فهل طرح هذا السؤال جاء من فراغ؟
وحديث الخثعمية المشهور الذي تأوله الموجبون بما لا يسلم لهم.
وقد حكى الشيخ الألباني في كتابيه المعروفين عدة مواقف تدل على أنه كان ثمة نساء كاشفات لوجوههن فلا يسلم بهذا الإجماع المدعى.
أخيرا أقول وهذا آخر رد لي في الموضوع: لسنا نطالب بنزع النقاب ولا بأن يقتنع الناس بالقول بالإستحباب ولا أن يرجع القائلون بالوجوب عن قولهم ولكننا نطالب بشيء من العدل والإنصاف فلا يسفه قول قال به الجمهور من أجل إجماع عملي مدعى، في حين قد يكون الأمر عادة، وقد يكون عملا من النساء بأمر مستحب.
أفنطعن في علماء ونصفهم بصنيعة الإستعمار لأنهم قالوا بقول جمهور العلماء؟
وأعتذر إن كان في كلامي ما لا يصح أن أخاطب به من لا أساوي شسع نعالهم.
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 02:40]ـ
كأنّ البعض يظن أنها أمام تحرير مسألةٍ غامضة أو حادثة.
أخواني المسألة قتلت بحثاً ولم يبقَ إلا محاولة حشو رأس المخالف بقناعتنا، وليس هذا من الحكمة أو العلم الممدوح في شيء.
أخي طالب العلم. . ليسعك رأيك ولا تحاول إلزام المخالف به، سيما وأنك تقر بأنها مسألة فروعية وإياك أن تفتح باباً يلج منه كل ناعق، ولتكن الحكمة ضالتك.
أحسنت يا اخى
لماذا لايسعنا ماوسع اساطين العلم من سلفنا الأماجد وقد كانوا لايسيئون الظن بالمخالف
اما نحن
فالقائلون بالجواز والاستحباب عندهم من يقولوا بالوجوب متشددون منغلقون
والقائلون بالوجوب عندهم من يقولوا بالجواز مميعون متساهلون
وانا بحكم عملى كواعظ وخطيب للجمعه منذ عشرين سنه انشغلت بالامر فتره وخرجت بقناعه بعد بحثى للمسئله (دون الزام لاحد) ان النقاب غير واجب
وانى اتلقى قول من يخالفنى بصدر رحب متقبلا للخلاف فهو وارد اما مالا اقبله ويؤلمنى ان يضعنى البعض فى صف واحد مع العلمانيين واللادينيين والمستغربين من تلاميذ المستعمرين
وكما قال اخى محمد عز الدين
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 02:41]ـ
أخي الفاضل فوزي
هل دعا أحد من أهل الإسلام ممن يُعتَد به إلى السفور؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 02:44]ـ
ويبدو أن هذا الموضوع يحتاج إلى تحرير النقاش .. فننظر الأمور محل الاتفاق والأخرى محل الخلاف ..
مثلا مشروعية تغطية وجه المرأة أمام الأجانب متفق عليه بين أهل الإسلام
هل التغطية واجبة أو مندوب إليها .. فمحل خلاف قديم
لم يدع أحد ممن يُعتَد به من أهل الإسلام فيما أعلم إلى السفور
بل هو صنيعة الشيطان، ومن أدواته التزيين والتغريب والاستعمار ... إلخ والله أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 02:49]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي فوزي. مقصدك معلوم.
ونقلي عمن حكم على دعاة السفور بكذا أو كذا .. لا يعني أني أقول بقولهم. ولكنك سألتني عمن عد السفور بدعة فأجبتك للفائدة. فلا تقل - رعاك الله - (كما يقول الخراشي)! لستُ أنا القائل.
ووفقك الله للدعوة إلى الحجاب بين أوساط المتبرجات والكاسيات العاريات. وافرح، و ادع بالتوفيق للمسلمات المختارات للأفضل.
والله يرعاك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:08]ـ
إن من يقرأ الأمور العشرة التي وضعها الأخ أبو حازم يشعر كأن الأمر يتعلق بمسلمات وحقائق لا تقبل النقاش مع أن في ذلك أكثر من مقال وإن من يقرأ - على سبيل المثال - النقطة التاسعة يجد نفسه وكانه يقف وجها لوجه أمام تلك المقولة الشعبية السائرة: لا تخرج المرأة في حياتها إلا ثلاث خرجات: الأولى من بطن أمها إلى الدنيا والثانية من بيت أبيها إلى بيت زوجها - إن تزوجت - والثالثة من بيت زوجها إلى قبرها.
مع أن المرأة المسلمة كانت حاضرة في مختلف المواقف والمنعطفات الحاسمة في تاريخ الأمة، فهي أول من احتضن الدعوة ومنحها الدفء والرعاية وأول من استشهد في سبيل الله ..
وتعددت مواقف البطولة والنبل والصدق للمرأة في خدمة الدين بما يطول تعداده، وكانت بيعتا العقبة الأولى والثانية تمهيدا للهجرة النبوية ولتأسيس الدولة الإسلامية وقد وقفت المرأة مواقف مشهودة في الإعداد للهجرة كما جسدت ذلك في أروع مظاهره ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما
كما كانت المرأة حاضرة في بيعة العقبة الثانية من خلال امرأتين هما:
- أسماء بنت عمرو بن عدي الأنصاري أم منيع
- نسيبة بنت كعب بن عمرو أم عمارة الأنصارية
وتزايد عدد النساء في بيعة الرضوان، ثم كانت بيعة النساء عقب فتح مكة
نقل ابن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء ونزل في ذلك قول الله عزوجل مخاطبا نبيه الكريم {يا أيها النبي إذا جاءك المومنات يبايعنك على أن لايشركن بالله شيئا ولا يسرقن و لايزنين ولا يقتلن أولادهن و لا ياتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن و لا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم}
وهذا وغيره يدل على أن المرأة المسلمة لم تكن قعيدة البيت بعيدة عن معترك الحياة بل كانت حاضرة بالقوة والفعل في آيات الذكر الحكيم وأحاديث النبي الكريم وفي الممارسات الفعلية له صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن جاء بعدهم من التابعين وأتباع التابعين الشيء الذي يدل على أن المرأة المسلمة ظلت تساهم في الحياة العامة لأمتها بالقدر الذي تستطيعه ويتلاءم مع طبيعتها والدور المنوط بها
ودل حضورها في البيعة على أن الدعوةليست حكرا على الرجال وحدهم بل لابد من إشراك النساء فيها ليتحملن مسؤوليتهن باعتبارهن نصف المجتمع وتمام الدائرة البشرية
وقد كان لهؤلاء المبايعات وغيرهن من النساء بصمات واضحة في حياة الأمة، فهذه أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصاري إحدى المرأتين اللتين حضرتا بيعة العقبة الثانية تلتزم بما التزم به الأنصار من منع رسول الله مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم، وتشهد غزوة أحد وتدافع فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تحضر من جديد بيعة الرضوان وتشهد غزوة اليمامة وتبلي فيها البلاء الحسن وتقاتل حتى تصاب يدها وتجرح اثنى عشى جرحا مع الإشارة إلى أن النساء لم يفرض عليهن الجهاد ولكنه مباح لهن
وأم عمارة هذه هي التي أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن، فنزل قول الله عزوجل {إن المسلمين والمسلمات والمومنين والمومنات والقانتين والقانتات .. } الآية
ومثل ذلك كان حال كثير من المومنات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأم عطية الأنصارية من كبار الصحابيات كانت تغزو مع رسول الله وتمرض المرضى وتداوي الجرحى
وأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر لأم الضحاك سهم رجل ولكعيبة كذلك
وكانت سمراء بنت نهيك تمرق الأسواق وتأمر بالمعروف وتنهى عن المكر وتضرب الناس على ذلك بسوط كان معها
أما في عهد الخلفاء فتكفي الإشارة إلى تلك المرأة التي أفحمت الخليفة عمر بن الخطاب عندما هم بتحديد المهور ..
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة في مسؤولية المرأة في المجتمع في شتى الميادين لا تختلف في شيء من ذلك عن الرجل كقول الله عزوجل {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض} وقوله جل شأنه {والمومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويوتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله وأولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}
أما دور المرأة المسلمة في التعليم والدعوة فحدث عن البحر ولا حرج فهذه السيدة عائشة أم المؤمنين من المكثرين لواية الحديث ومن المراجع التي كان يرجع إليها الصحابة في كثير من أمور الدين وهذه الشفاء كانت تعلم الفتيات الكتابة والأمثلة كثيرة
وبعد فإذا كان غطاء وجه المرأة الشابة الفاتنة مقبولا صيانة لها وحماية للمجتع، فإن حجبها عن الحياة العامة والمشاركة في تقرير مصير الأمة مرفوض ...
والله من وراء القصد
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:20]ـ
اضطررت إلى التراجع عن قولي بأن ذاك هو ردي الأخير
أعتذر شيخنا سليمان ولكني ما نسبت إليك إلا ما قلته بنفسك قبل أن أطلب منك أنا طلبي ذاك فقد قلت بالحرف في الرد 21:"كشف الوجه بدعة حادثة (عمليًا)، وقول ضعيف"
فأنا ما نسبت إليك القول بالتكفير والإستتابة الذي نقلته ولكني نسبت إليك القول الذي قرأته لك وأعتذر إن كنت أخطأت في ذلك.
أخي أشرف إن كنت تعد ترجيح القول بإستحباب النقاب دعوة للسفور فجمهور العلماء قالوا بذلك.
أما إن كنت تقصد ما يدندن حوله الزنادقة والعلمانيون من الدعوة إلى خلع النقاب أو تحريمه فهذ ما قال به أحد من العلماء.
ولقد قلت في ردي السابق وفي الردود قبله أن قصدنا هو أن تبديع الرأي المخالف لا ينبغي، فيمكن أن تعتبرني لم أناقش الحكم الفقهي ولكني أناقش في مسألة الخلاف السائغ أو في مسألة اجتهاد العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:33]ـ
بين القول بجواز كشف الوجه، وبين الدعوة إلى السفور ما بين السماء والأرض .. ودون اجتماعهما خرط القتاد
أين هذا من ذاك؟!
وما دعا أحد من أهل الإسلام ممن يعتد بقوله فيما أعلم امرأة بكشف وجهها .. وإنما هي دعوة خبيثة لها أصول وبدايات مشؤومة في كل عصر ومصر
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:37]ـ
أما مَن يقول بأن: جواز كشف الوجه (مع تقرير أن التغطية أولى وأحسن) هو قول المبتدعة ومن صُنع الاستعمار .. إلخ فلا شك في خطأ قوله هذا.
والصواب أن الدعوة إلى السفور هي التي من قول المبتدعة ومن صُنع الاستعمار .. إلخ ..
وبين هذا وذاك فرق لا يخفى، والله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:40]ـ
حسم الخلاف في هذه المسألة .. لا يستطاع ..
فمن حق الفقيه أن يجتهد .. ويرى ما يوصله نظره في الأدلة ..
لكن أن يسفه أقوال الفقهاء الآخرين .. بطريق غير مباشر .. فهذا ما لا يليق
والله الموفق
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:42]ـ
وكذلك مَن يتهم الآخر بأنه قد تشدد وتعصب في قوله بوجوب تغطية الوجه، فلا شك في خطأ هذا أيضا؛ إذ المسألة من مسائل النظر .. والله أعلم.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:47]ـ
بارك الله فيك أخي أشرف هذا ما سعيت له منذ بدأت الحوار في هذا الموضوع.
لسنا نقول بتشدد من قال بالوجوب ولا ينبغي أن يقال ببدعية القول بجواز الكشف.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:51]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب فوزي زماري وكل عام وأنت بخير وجميع أحبابك
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:58]ـ
حبذا لو تسود هذه الروح من الحوار البناء القابل للأخذ والرد دون أن يفسد ذلك للود قضية / بارك الله في الأخوين فوزي وأشرف وجعل أعمالنا جميعا خالصة لوجه الله تعالى
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:59]ـ
حبذا لو تسود هذه الروح من الحوار البناء القابل للأخذ والرد دون أن يفسد ذلك للود قضية / بارك الله في الأخوين فوزي وأشرف وجعل أعمالنا جميعا خالصة لوجه الله تعالى
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 04:01]ـ
جزاكم الله خيرا أخي العزيز محمد عز الدين المعيار وتقبل منا ومنكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 04:07]ـ
كلامي يشتمل على ما تفضلتم به أيضا أخي أشرف
فهو عام كما ترى
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 04:15]ـ
صحيح بارك الله فيك
ونسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه تعالى، إن الله يهدي مَن يشاء إلى صراط مستقيم
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 04:26]ـ
بارك الله فيكم إخواني.
وأحبك الله الذي أحببتني فيه أخي أشرف.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 06:47]ـ
أقول للاخ محمد عزالدين المعيار جزاك الله خيرا
انقل لك كلام الشيخ الفاضل:أحمد بن عبد العزيز الحمدان
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدةحيث رد على احد الكتاب في احد المنتديات
حيث نقل اقوال المذاهب الاربعة في المسالة فقال
رغبة في بيان الحق في هذه المسألة التي كثر خوض من جَهِل كلام العلماء، وجَهِل مواطن وضعهم لهذا الكلام أبيّن لـ (( Another)) ولكل من ظن ظنه الآتي:
أولاً: كشف المرأة وجهها ليس مباحاً عند الأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك والشافعي فقط، بل هو مباح، على الصحيح، عند الأئمة الأربعة، رحمهم الله، وهناك رواية عن الإمام أحمد بلزوم تغطيته ولكنها ليست الصحيح من مذهبه، وهذا أمر لا يجادل فيه إلا جاهل أو مكابر معاند، ولكن أين؟؟؟ هذا هو السؤال الذي يتهرب من الإجابة عليه من يجادل بعلم وبغير علم. إنه سؤال أشغلني أربع سنوات بحثاً ومناقشة وسؤالاً وتنقيباً في بطون كتب الفقه والحديث والتفسير والتأريخ، ومباحثة مع كبار العلماء والأكاديميين الفقهاء من السعوديين والمصريين والسوريين والباكستانيين، وفي النهاية تبين أنَّ أعداء الأمة استطاعوا خداع الأمة عقوداً من الزمن، أفسدوا النساء فيها، وأخرجوا المرأة من خدرها الذي صانت فيه عرضها وحافظت فيه على شرفها وأخرجت لنا ابن المسيب والليث بن سعد والأئمة الأربعة والقاضي أبا يعلى وابن الجوزي والنووي وابن تيمية
(يُتْبَعُ)
(/)
والذهبي ومحمد بن عبد الوهاب
استطاعوا إخراجها من سبيل طهرها ومملكة عفتها إلى أن أصبحت تسير عارية، أو شبه عارية على الشاطيء في غضون بضع سنوات بعد إلقائها للحجاب، حتى لم تعد الأم التي تحترم ولا الزوجة التي يغار عليها ولا البنت التي يحنى عليها؛ لأنها تحولت من كل هذه المعاني الجميلة الرائعة العظيمة إلى قطعة لحم تغري الذئاب ثم تلفظ وترمى في مزبلة الزمن.
ونعود مرة أخرى يا (( Another)) ومن قال بقولك: متى يباح لها كشف وجهها؟
أنا لن أجيبك من كتب التاريخ، ولن أجيبك من كتب التفسير ولا الحديث، فهذا محله كتابي الذي خرج مؤخراً ((سبيل الطهر ومملكة العفاف)) ضمنته خلاصة بل عصارة بحثي أربع سنوات في أربع وستين صفحة، ولكن أجيبك من خلال استشهادك بكلام الفقهاء من المذاهب الأربعة، و ((اطمئن، اطمئن، اطمئن))، لن آتيك بقول ((عالم نجدي))، بل ولا ((عالم حنبلي))، بل بأقوال فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية الذين استشهدت بمذاهبهم أنت.
ونعود مرة أخرى يا (( Another)) ومن قال بقولك: متى يباح لمرأة كشف وجهها؟
يذكر الفقهاء مسألة كشف الوجه في مواطن من كتبهم الفقهية؛ وهي: 1 - كتاب الصلاة/باب شروط الصلاة/فصل عورة المرأة في الصلاة. 2 - وفي كتاب الحج/باب محظورات الإحرام/وباب ما يلبسه المحرم. 3 - وكتاب النكاح/باب الخطبة/فصل ما يرى الخاطب من المرأة. وبعضهم يذكره في كتاب البيع والشهادات ونحوهما.
وفي كل مرة يذكرون مسألة ((غطاء وجه المرأة وكشفه)) يكون لهم حديث مختلف عن غيره، ففي كتاب الصلاة يكون الحديث عن حكم كشف المرأة وجهها في صلاتها، هل هو عورة يجب ستره؟ هنا يقول الأئمة الأربعة رحمهم الله: الوجه ليس بعورة، ويجوز للمرأة كشفه، إلا رواية عن الإمام أحمد وليست هي مذهبه، أما في الحج فحكى الإجماع على أن المرأة تستر وجهها إذا خشيت نظر رجل أجنبي إليها جميع الأئمة؛ منهم: ابن عبد البر وابن رشد والنووي وغيرهم، وعمدتهم في ذلك حديث أم المؤمنين عائشة وأثر ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين، ومثله في كتاب البيوع والشهادات.
لذلك قال العلماء العورة عورتان عورة نظر وعورة صلاة، وهنا تزل أقدام من لا يعرف كلام الفقهاء، وكذا يجد مريض القلب بغيته، فيأخذ كلام الفقهاء من كتاب الصلاة ويعممه على جميع الأحوال، ويسكت، بل يتعامى عن كلامهم في كتاب الحج والبيع والنكاح والشهادات.
ولنشرع الآن في سرد أقوال الفقهاء من غير النجديين والحنابلة حتى لا يتحسس بعض الناس من ذكرهم، ويبدأ في اتهامهم بالتشدد والتنطع واتهام من يستشهد بأقوالهم بالإقليمية:
اتفق فقهاء المذاهب الثلاثة، رحمهم الله، على وجوب ستر المرأة وجهها إذا برزت أمام الرجال الأجانب، واختلفوا في سبب الوجوب؛ فبعضهم يرى أنَّ سببه كون الوجه عورة، وبعضهم يرى أنَّ سببه خوف الفتنة، وكلا الفريقين على اتفاق أنَّها ممنوعة من كشف الوجه، سواء كان الوجه عورة أم ليس بعورة.
وفيما يلي عرض لأقوال بعضهم، وهي كافية، إن شاء الله، في بيان مذهبهم في هذه المسألة، وأنَّهم إذا قالوا: الوجه ليس بعورة، فإنَّما يعنون بذلك داخل الصلاة، أمَّا فيما يتعلق بنظر الأجنبيّ إليها فهو عورة مطلقاً، أو لخوف الفتنة:
ولمزيد من التفصيل، ومعرفة المصادر والمراجع، انظر كتابي ((سبيل الطهر ومملكة العفاف)).
الحنفية: يرى فقهاء الحنفية، رحمهم الله، أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً، لذلك ذكروا أنَّ المسلمين متفقون على منع النِّساء من الخروج سافرات عن وجوههنَّ، وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
قال أبو بكر الجصاص: المرأة الشابَّة مأمورة بستر وجهها من الأجنبي، وإظهار الستر والعفاف عند الخروج، لئلا يطمع أهل الرِّيب فيها.
وقال شمس الأئمة السرخسي: حرمة النَّظر لخوف الفتنة، وخوف الفتنة في النَّظر إلى وجهها، وعامة محاسنها في وجهها أكثر منه إلى سائر الأعضاء.
وقال علاء الدين: وتُمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين الرجال.
قال ابن عابدين: المعنى: تُمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها فتقع الفتنة، لأنَّه مع الكشف قد يقع النَّظر إليها بشهوة.
وفسَّر الشهوة بقوله: أن يتحرك قلب الإنسان، ويميل بطبعه إلى اللَّذة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونصَّ على أنَّ الزوج يعزر زوجته على كشف وجهها لغير مَحْرَم.
وقال في كتاب الحجّ: وتستر وجهها عن الأجانب بإسدال شيءٍ متجافٍ لا يمسُّ الوجه، وحكى الإجماع عليه.
ونقل عن علماء الحنفيّة وجوب ستر المرأة وجهها، وهي محرمة، إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
وقال الطحطاويُّ: تمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين رجال.
ونصَّ الإسبيجانيُّ والمرغينانيُّ والموصليُّ على أنَّ وجه المرأة داخل الصلاة ليس بعورة، وأنَّه عورة خارجها، ورجَّح في ((شرح المنية)) أنَّ الوجه عورة مطلقاً.
وقال: أمَّا عند وجود الأجانب فالإرخاء واجب على المحرمة عند الإمكان.
وألف شيخ الإسلام مصطفى صبري، مفتي الدَّولة العثمانية، كتابه المهم ((قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب)) شنَّع فيه على دعاة سفور الوجه، وبيّن أنّ مقالتهم في أصلها تقليد غربي، وأنَّ الدَّعوة إلى السُّفور ليست قاصرة على كشف الوجه بل هو بداية لما سيأتي بعده من عري كامل كما هو حادث على بعض الشواطئ في زمنه.
وقال الشيخ ظفر التَّهانوي: المرأة منهيّة عن إبداء وجهها للأجانب بلا ضرورة.
وقال: المرأة تستر وجهها في غير حالة الإحرام.
وقال سماحة مفتي باكستان محمَّد شفيع العثمانيُّ: وبالجملة فقد اتفقت مذاهب الفقهاء، وجمهور الأمَّة على أنَّه لا يجوز للنِّساء الشوابّ كشف الوجوه والأكفّ بين الأجانب، ويُستثنى منه العجائز، لقوله تعالى [وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ].
وقال السهارنفوريُّ: ويدلُّ على تقييد كشف الوجه بالحاجة: اتفاق المسلمين على منع النِّساءأن يخرجن سافرات الوجوه لاسيما عند كثرة الفساد وظهوره.
وألف نائب شيخ الإسلام في الدولة العثمانية الشيخ محمد زاهد الكوثري: كتابه ((حجاب المسلمة)) أبان فيه عن مسألة غطاء الوجه، وأنّها مما انعقد إجماع علماء المسلمين العملي على وجوبه قبل أن تقع بلادهم بيد الكافر الذي روَّج السُّفور على يد أذنابه، ثمَّ قال: ولتلك النُّصوص الصريحة في وجوب احتجاب النِّساء، تجد نساء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في غاية المراعاة للحجاب منذ قديم، في البلاد الحجازيَّة واليمنيَّة، وبلاد فلسطين والشام، وحلب والعراقين، وبلاد المغرب الأقصى إلى المغرب الأدنى، وصعيد مصر والسودان، وبلاد جبرت والزيلع وزنجبار، وبلاد فارس والأفغان والسند والهند. بل كانت بلاد الوجه البحري بمصر وبلاد الروملي والأناضول وبلاد الألبان في عداد البلدان التي تراعي فيها نساؤها الاحتجاب البالغ.
إلى أن قال: وليس بقليل بمصر من أدرك ما كانت عليه نساء مصر كلّهن من ناحية الحجاب قبل عهد قاسم أمين داعية السُّفور في عهد الاحتلال.
وألف الشيخ محمد سعيد البوطيُّ كتابه ((إلى كل فتاة تؤمن بالله)): ذكر فيه بعض أحكام الحجاب ومواطن إجماع العلماء فيه، وأن خلافهم في كشف الوجه واليدين خلاف صوري وهمي لا يتحقق في عالم الواقع؛ لأن تحقق المرأة من عدم وجود من يتعمد النظر إليها نظراً محرماً لا يمكن وقوعه؛ ولأن خروجها سافرة عن وجهها أمام الرجال الأجانب لابدَّ أن ينتج عنه نظر محرَّمٌ إليها، إمَّا بشهوة وإما بتكرار النَّظر، وكلاهما حرام؛ لذلك أجمع العلماء على منع النِّساء من الخروج سافرات.
وقال: ثبت الإجماع عند جميع الأئمَّة، سواء من يرى منهم أنَّ وجه المرأة عورة؛ كالحنابلة، ومن يرى منهم أنَّه غير عورة؛ كالحنفيَّة والمالكيَّة، أنَّه يجب على المرأة أن تستر وجهها عند خوف الفتنة، بأن كان من حولها من ينظر إليها بشهوة. ومن ذا الذي يستطيع أن يزعم بأنَّ الفتنة مأمونة اليوم، وأنه لا يوجد في الشَّوارع من ينظر إلى وجوه النِّساء بشهوة؟.
وقال الشيخ وهبي غاوجي الألباني: يجب على المرأة أن تستر جميع بدنها ووجهها وكفيها، سدّاً لذرائع الفساد وعوارض الفتن. فحكم وجه المرأة وكفيها في المذهب الحنفي، في مثل أيَّامنا هذه، كحكمه في باقي المذاهب الأربعة؛ وهو: حرمة كشف المرأة وجهها لغير ضرورة، .. إلى أن قال عن القول بجواز كشف الوجه: رأي شاذ، ليس هو رأي الحنفية، ولا رأي المذاهب الثلاثة الباقية، ولا جماهير الأئمة من السّلف الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ الصابوني: يا هؤلاء كونوا عقلاء ولا تلبسوا على الناس أمر الدين. فإذا كان الإسلام لا يبيح للمرأة أن تدق برجلها الأرض لئلا يسمع صوت الخلخال وتتحرك قلوب الرجال أو يبدو شيء من زينتها، فهل يسمح لها أن تكشف عن الوجه الذي هو أصل الجمال ومنبع الفتنة ومكمن الخطر؟.
وألف الشيخ عبد الله علوان كتاباً بعنوان ((إلى كل أب غيور يؤمن بالله)) عقد فصلاً تحدث فيه عن غطاء وجه المرأة، وذكر فيه أقوال بعض المفسرين، وما جاء في ذلك من أحاديث، وأقوال العلماء فيها ومذاهبهم، وبيّن أنّ غطاء الوجه لا محيد عنه.
وبمثل ذلك نص ابن نجيم والزيلعي والكشميري وغيرهما من الحنفية.
فهذه بعض أقوال كبار فقهاء الحنفيَّة في القديم والحديث تبيّن أنَّ مذهبهم وجوب ستر المرأة وجهها إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
المالكيّة: يرى فقهاء المالكيّة، رحمهم الله، أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً؛ لذلك فإنَّ النِّساء، في مذهبهم، ممنوعات من الخروج سافرات عن وجوههنَّ أمام الرجال الأجانب. وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
قال ابن العربيِّ، والقرطبيُّ: المرأة كلُّها عورة، بدنها وصوتها، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة، كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عمَّا يعنّ ويعرض عندها.
وقال الشيخ أبو عليٍّ المشداليُّ: إنَّ من كانت له زوجة تخرج وتتصرف في حوائجها بادية الوجه والأطراف، كما جرت بذلك عادة البوادي؛ ((لا تجوز إمامته))، و ((لا تقبل شهادته))، و ((لا يحلّ أن يُعطى له الزكاة إن احتاج إليها))، و ((إنَّه لم يزل في غضب الله ما دام مصرّاً على ذلك)).
وسئل الونشريسيُّ، عمن له زوجة تخرج بادية الوجه، وترعى، وتحضر الأعراس والولائم مع الرِّجال، والنِّساء يرقصن والرِّجال يكفون، هل يجرحه هذا الفعل؟
فأورد الفتوى السابقة، ثم قال: وقال أبو عبد الله الزواوي: إن كان قادراً على منعها ولم يفعل فما ذكر أبو عليٍّ (المشداليّ) صحيح. وقال سيدي عبد الله بن محمد بن مرزوق: إن قدر على حجبها ممن يرى منها ما لا يحلّ ولم يفعل فهي جرحة في حقه، وإن لم يقدر على ذلك بوجه فلا، ومسألة هؤلاء القوم أخفض رتبة مما سألتم عنه، فإنَّه ليس فيها أزيد من خروجها وتصرفها بادية الوجه والأطراف، فإذا أفتوا فيها بجرحة الزوج، فجرحته في هذه المسؤول عنها أولى وأحرى، لضميمة ما ذُكر في السؤال من الشطح والرقص بين يدي الرجال الأجانب، ولا يخفى ما يُنْتِجُ الاختلاط في هذه المواطن الرذلة من المفاسد.
ونصَّ ابن مرزوق على: أنَّ مشهور المذهب وجوب ستر الوجه والكفين إن خشيت فتنة من نظر أجنبي إليها.
وقال شيخ الأزهر سماحة الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي المالكي: التَّبرج قد نهى الله عنه بقوله سبحانه وتعالى] وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُوْلَى [الخطاب في هذه الآية الشَّريفة موجه إلى نساء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ولكنَّ الحكم عامٌّ (لكلِّ النِّساء)، ومعناه ... أن تبدي محاسنها من وجهها وجسدها، أو أن تُخْرِج من محاسنها ما تستدعي به شهوة الرجال.
فما يُشَاهَد الآن من كشف المرأة من ساقيها وذراعيها، وصدرِها ووجهِها، وما تتكلَّفه من زينة تكشف عنها، وما تفعله في غدوها ورواحها؛ من تبختر في مشيها، وتكسر في قولها، وتخلعٍ يستلفت الأنظار ويقوي الأشرار، تبرجٌ منهي عنه بالإجماع، لا تقرُّه الشَّريعة الإسلاميَّة، ولا يتَّفق مع العفَّة والآداب؛ لما يؤدي إليه من إثارة الشَّهوات، وتلويث النفوس، وإفساد الأخلاق، وإطماع ذوي النفوس المريضة. وكثيراً ما جر ذلك إلى الجنايات على الشَّرف والعفَّة والاستقامة، حتى اشتدَّ الكرب، وعمَّ الخطبُ، وأصبحت البلاد ترزح تحت آثاره الضَّارَّة ونتائجه السَّيئة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وحيث كان الأمر كما ذُكر، فالواجب على زوج المرأة وأولياءِ أمرِها منعُها من ذلك، ويجب أيضاً على كلِّ مسلم قدر على هذا، وقد آن للنَّاس أن يتداركوا أمر الأخلاق فقد أوشك صرحُها أن ينهار، وأن يُقوِّموا منها ما اعوج، ويجدِّدوا ما درس قبل أن تصبح أثراً بعد عين، والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ يوسف الدِّجْوِي الأزهري المالكي عن مسألة غطاء الوجه: المسألة إجماعيَّة، لايختص بها إمام دون آخر من أئمة المسلمين.
وذكر وزير العدل ثمَّ المعارف المغربيّ الشيخ محمَّد الحسن بن العربيِّ الفلالي الشهير بالحجوي: أنّه كان في مجلس ملك المغرب، فقام رجل يدعو إلى سفور المرأة عن وجهها، فأشار الملك بالردَّ عليه، قال: فقام من لم تأخذه حميَّة الحزبيَّة أو الملق، وقالوا بصوت واحد: اللَّهمَّ إنَّ هذا منكر؛ يعنون السُّفور، ومن ذلك اليوم أوحى شياطين الإنس إلى إخوانهم ممن يرى إباحة السُّفور، ولو مع خوف الفتنة، إلى الأخذ بما قاله هذا الرجل، وسموه فتوى؛ كفتوى عمرو بن لحي! وأعلنوا السُّفور في شهر جمادى 1362هـ. وعليه من ذلك ما حُمّل، فكانت هذه أول سُنَّة السُّفور بالمغرب.
وبمثل هذا نص الآبي والقرافي والحطاب والدسوقي والشيخ مبارك ومحمد الكافي.
فهذه بعض أقوال كبار فقهاء المالكيَّة في القديم والحديث تبيّن أنَّ مذهبهم وجوب ستر المرأة وجهها إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
الشافعيَّة: يرى فقهاء الشافعيَّة، رحمهم الله، أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال، سواء خُشيت الفتنة أم لا؛ لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، ويرى بعضهم أنَّ وجهها عورة مطلقاً. وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
قال إمام الحرمين الجوينيُّ: اتفق المسلمون على منع النِّساء من الخروج سافرات الوجوه؛ لأنَّ النَّظر مظنَّة الفتنة، وهو محرك للشهوة، فاللائق بمحاسن الشرع سدُّ الباب فيه، والإعراض عن تفاصيل الأحوال، كالخلوة بالأجنبية.
ونقل ابن حجر الهيتمي: عن الزياديّ، وأقرَّه عليه: أنَّ عورة المرأة أمام الأجنبي جميع بدنها حتى الوجه والكفين على المعتمد.
وقال: قال صاحب النِّهاية: تَعَيَّنَ سترُ المرأة وجهها، وهي مُحْرِمَة، حيث كان طريقاً لدفع نظرٍ مُحَرَّم.
وقال ابن رسلان: اتفق المسلمون على منع النِّساء أن يخرجن سافرات عن الوجوه، لاسيما عند كثرة الفساق.
وقال شيخ الأزهر ورئيس القضاة عبد الله بن حجازي الشرقاويُّ الشافعي: عورة الحرَّة خارج الصلاة لنظر الأجنبيِّ إليها جميع بدنها حتَّى الوجه والكفين، ولو عند أمن الفتنة.
وقال النَّوويُّ: لا يجوز للمسلمة أن تكشف وجهها ونحوه من بدنها ليهوديَّة أو نصرانيَّة وغيرهما من الكافرات إلاَّ أن تكون الكافرة مملوكة لها، هذا هو الصحيح في مذهب الشافعيِّ.
وقال ابن حجر العسقلاني: استمر العمل على جواز خروج النِّساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات؛ لئلا يراهنَّ الرِّجال.
وقال الغزَّاليُّ: لم تزل الرجال على مرِّ الزمان مكشوفي الوجوه، والنِّساء يخرجن منتقبات.
وقال الموزعيُّ: لم يزل عمل النَّاس على هذا، قديماً وحديثاً، في جميع الأمصار والأقطار، فيتسامحون للعجوز في كشف وجهها، ولا يتسامحون للشابَّة، ويرونه عورة ومنكراً، وقد تبين لك وجه الجمع بين الآيتين، ووجه الغلط لمن أباح النَّظر إلى وجه المرأة لغير حاجة، والسلف والأئمة؛ كمالكٍ والشافعيِّ وأبي حنيفةَ وغيرِهم لم يتكلموا إلا في عورة الصلاة، فقال الشافعيُّ ومالكٌ: ما عدا الوجه والكفين، وزاد أبو حنيفة: القدمين، وما أظنُّ أحداً منهم يُبيح للشابَّة أن تكشف وجهها لغير حاجة، ولا يبيح للشابِّ أن ينظر إليها لغير حاجة.
وبمثل هذا نص البغوي والجرداني والجمل والسقاف والقليوبي من الشافعية.
فهذه بعض أقوال كبار فقهاء الشافعيَّة في القديم والحديث تبيّن أنَّ مذهبهم وجوب ستر المرأة وجهها إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
ونزيد من غير الحنابلة والنجديين:
قال الشوكاني: وأما تغطية وجه المرأة، في الإحرام، فكنّ يكشفن وجوههن عند عدم وجود من يجب سترها منه، ويسترنها عند وجود من يجب سترها منه.
وألف الأمير الصنعاني كتاباً بعنوان ((الأدلة الجلية في تحريم نظر الأجنبية))، بيّن فيه وجوب غطاء الوجه.
وقال الشيخ محمد بن سالم البيحاني اليمني: وأما خارج الصلاة فتستر بدنها كله حتى الوجه والكفين، ولم يستثن إلا ما كان للضرورة كالشهادة ونحوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشنقيطيُّ: إنَّ المنصف يعلم أنَّه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنِّساء في الكشف عن الوجه أمام الرِّجال الأجانب، مع أنَّ الوجه هو أصل الجمال، والنَّظر إليه من الشابَّة الجميلة هو أعظم مثير للغرائز البشريَّة، وداع إلى الفتنة، والوقوع فيما لا ينبغي.
ورد الشيخ محمَّد سعيد البوطي على القائلين بأنَّ يسر الشَّريعة يقتضي السُّفور حيث قال: من عجيب أمر بعض النَّاس أنَّهم يتعلقون بهذا الَّذي يسمُّونه ((تبدّل الأحكام بتبدّل الأزمان))، في مجال التَّخفيف والتَّسهيل والسير مع مقتضيات التَّحلل من الواجبات فقط، ولكنَّهم لا يتذكرون هذه القاعدة إطلاقاً عندما يقتضيهم الأمر عكس ذلك.
وأمَّا أنا فلست أجد مثالاً تتجلى فيه ضرورة ((تبدل الأحكام بتبدل الأزمان)) مثل ضرورة القول بوجوب ستر المرأة وجهها، نظراً لمقتضيات الزمن الذي نحن فيه، ونظراً لما تكاثر فيه.
وممَّن ردَّ على هذه الدَّعوة، وعلى قاسم أمين الأستاذ محمد طلعت حرب في رسالة ((تربية المرأة والحجاب)) نصر فيها وجوب ستر المرأة وجهها عن الرجال الأجانب.
قال محمد فريد وجدي: إذا أشرنا اليومَ بوجوبِ كشفِ الوجهِ واليدين؛ فإنَّ سنةَ التدرجِ سوفَ تدفعُ المرأةَ إلى خلعِ العذار للنهايةِ في الغدِ القريب، كما فعلتِ المرأةُ الأُوربية، التي بلغتْ بها حالةُ التبذلِ درجةً ضجَّ منها الأُوربيونَ أنفسُهم. والسعيد من اتعظ بغيره!.
وقال الشيخ صالح محمَّد جمال: ما عليه الجمهور: منع كشف الوجه ووجوب تغطيته، وما كنَّا عليه نحن في هذه البلاد المقدَّسة قروناً طويلة حتى أواخر القرن الماضي الهجري، حتى منينا بهذا التقليد الأعمى الذي حذرنا منه الإسلام، وخرج منَّا ((مجتهدو آخر زمن)) لينبشوا عن آراء فقهيَّة مرجوحة؛ ليستبيحوا بها كشف وجه المرأة، ويفتوا بذلك تشجيعاً على السُّفور، وإيقاظاً للفتنة النائمة، وفرح بها بعض الشباب وتمسَّكوا بها دون التَّفكير في عواقبها الوخيمة العاجلة والآجلة؛ من إفساد وخطف وجرائم، لولا السُّفور والاختلاط لم تقع.
وألف الشيخ أحمد محمَّد جمال: رسالة بعنوان ((نساؤنا ونساؤهم)) ذكر فيها اتفاق العلماء على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه.
وقال الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد أن ساق جملة من الآيات والأحاديث الموجبة للحجاب: وليس بعد هذا البيان بيان، ومنه يُعلم أنَّ ما نحن عليه ليس من الإسلام في شيءٍ… إنَّ الإسلام يحرم على المرأة أن تكشف عن بدنها، وأن تخلو بغيرها، وأن تخالط سواها.
وعلق على قوله هذا د. محمد المقدّم، فقال: فإنَّ الأدلَّة تؤيد القول بوجوب النِّقاب كما هو ظاهر كلام فضيلة الأستاذ حسن البنا رحمه الله، وأنزله منازل الشُّهداء!!!
وقال شيخ الأزهر الشيخ عبدالحليم محمود: يجب عليها ستر الوجه والكفين سداً للذَّرائع إلى المفاسد.
ونصَّ شيخ الأزهر ومفتي مصر د. سيد طنطاوي على وجوب تغطية المرأة وجهها أمام الرِّجال الأجانب في تفسيره الوسيط عند كلامه على آية الجلباب.
ولو قال قائل: إذا كان هذا كلام أئمة الفقهاء في القديم والحديث، وحال المسلمات في جميع بلاد الإسلام كما ذكر العلماء قبل قليل، فمتى تغير الحال؟ وكيف أصبح السفور هو الأصل عند أكثر نساء المسلمين؟
الجواب: لكوني التزمت أن أرد على قدر الخطأ العلمي في كلام الكاتب (( Another)) فإني أحيل على كتابي ((سبيل الطهر ومملكة العفاف)) والله الموفق.
أخوكم أحمد بن عبد العزيز الحمدان
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة
ومشرف موقع نوافذ الدعوة: www.dawahwin.com
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 07:56]ـ
شكرا للأخ أبي محمد الغامدي على هذه الإفادات والإضاءات القيمة والمتسمة بالموضوعية شأن كل عمل علمي بحت مطبوع بالإخلاص وهو ما يستحق التقدير كما أن صاحبه يكون مأجورا في جميع الأحوال شأنه في ذلك شأن المجتهد ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك اخي ... محمد عزالدين المعيار
ونسال الله ان يهدينا جميغا الى الصواب وان يكون هدفنا الوصول الى الحق في هذه المسالة وغيرهامن مسائل الشرع المطهر
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 01:34]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم محمد عز الدين
وفقني الله وإياك وغفر الله لي ولك وأسكننا الفردوس الأعلى من الجنة ولا أقول إلا عفا الله عنك فقد أخطأت الفهم لكلامي حين قلت: (إن من يقرأ الأمور العشرة التي وضعها الأخ أبو حازم يشعر كأن الأمر يتعلق بمسلمات وحقائق لا تقبل النقاش)
وذلك أني لست ممن ينهج هذا الأسلوب وأنا أفرق بين المسائل العلمية ولم أصدر حكماً أو ألزم بلازم من اللوازم فيما ذكرت ولم آت بشيء من كيسي وغاية ماذكرته هو كالتالي:
1 - نقل إجماعات ذكرها أهل العلم كما في (ثالثاً وسابعاً وثامناً) وكلها مذكورة في كتب أهل العلم في التفسير والفقه فلا جديد من كيسي.
2 - عزو بعض المسائل للمذاهب الفقهية.
3 - توضيح المسائل المختلطة والتفريق بينها ليتضح محل النزاع كما في (أولاً وثانياً) والتفريق بينها موجود أيضاً في كتب الفقهاء.
4 - محاولة التماس العذر للطرفين وأصحاب القولين ودفع سوء الظن من طلاب العلم خاصة لا من أصحاب الدعوات والأغراض السئية التي أجل طلاب العلم أن يقعوا فيها وهم بعيدون عنها إن شاء الله تعالى كما في (خامساً).
5 - محاولة ربط المسألة بالأدلة العقلية المعتبرة وبمقاصد الشريعة ترجيحاً لهذا القول كما في (سادساً وعاشراً) وهذا أيضاً لم آت به من كيسي بل ذكره من كتب في هذا كشيخ الأصوليين المعاصرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ محمد العثيمين رحمهما الله والشيخ بكر أبو زيد حفظه الله وغيرهم وإنما حظي من هذا أن جمعت ما ذكروه.
وأما ما يتعلق بـ (رابعاً) فأردت بها وصية إخواني ممن ابتلوا بهذا الأمر وتذكيرهم أن القول بجواز الكشف ليس حلاً مقنعاً لمن أراد أن يبريء ذمته؛ لأني لم أر من أقوال الفقهاء فيما اطلعت عليه من يبيح كشف الوجه في مثل هذا الوضع المعاصر فالخلاف فيه غير معتبر فالكل يوجب التغطية سواء من قال المرأة كلها عورة أو من استثنى الوجه والكفين ومن أجل ذلك ذكرت التفريق بين المسألتين ولم أجد في كلام الفقهاء من يجيز كشف الوجه للمرأة عند الأجانب إلا عند الحاجة كخطبة أو شهادة أو نحو ذلك.
وأنا في كل ما سبق لست أنكر على من زعم الجواز فالمسألة مشتبهة لكني أنكر من يدعو إلى هذا الأمر فإنه لا شبهة فيه مطلقاً، ولذا قد يكون من يتحجب في مثل تلك البلاد دون الوجه والكفين هو اصلح الموجود وهو خير من السفور مطلقاً ومثل هذا قد يراعي فيه المصالح ومن فعل ذلك فهو على خير بلا شك لكن لا يقرر هذا المر فيما هو أفضل ستراً فيفتح بهذا با شر.
مع ملاحظة أن بعض من أجاز الكشف توسعوا وقد رأيت بعض فتاواهم فأجاز أموراً أخرى في هذا الباب مثل:
1 - جواز مصافحة الأجنبية.
2 - جواز إلغاء الحاجز بين الرجال والنساء في المسجد.
3 - أن الأفضل خروج المرأة وصلاتها في المسجد.
فأي شر بعد ذلك؟ وهل يمكن أن تأتي الشريعة التي تحذر من فتنة النساء بمثل هذه الأحكام؟ فضلا عن كونها شذوذات إما لم يقل بها أحد أو أنها أقوال شاذة غير معتبرة.
وأما قولك أخي الكريم وفقني الله وإياك لكل خير: (وإن من يقرأ - على سبيل المثال - النقطة التاسعة يجد نفسه وكانه يقف وجها لوجه أمام تلك المقولة الشعبية السائرة: لا تخرج المرأة في حياتها إلا ثلاث خرجات: الأولى من بطن أمها إلى الدنيا والثانية من بيت أبيها إلى بيت زوجها - إن تزوجت - والثالثة من بيت زوجها إلى قبرها.
مع أن المرأة المسلمة كانت حاضرة في مختلف المواقف والمنعطفات الحاسمة في تاريخ الأمة، فهي أول من احتضن الدعوة ومنحها الدفء والرعاية وأول من استشهد في سبيل الله .. .. ) فهذا يحتاج إلى تعليق:
أولاً: قولي إن الأصل في المرأة القرار في البيت وعدم الخروج إلا لحاجة هو نص القرآن والسنة ولم آت من كيسي بجديد:
1 - قال تعالى: {ا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا (32) وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (33) واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا}
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير رحمه الله: (هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء الأمة تبع لهن في ذلك فقال تعالى مخاطبا لنساء النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن إذا اتقين الله عز وجل كما أمرهن فإنه لا يشبههن أحد من النساء ولا يلحقهن في الفضيلة والمنزلة ثم قال تعالى: {فلا تخضعن بالقول} قال السدي وغيره: يعني بذلك ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال ولهذا قال تعالى: {فيطمع الذي في قلبه مرض} أي دغل {وقلن قولا معروفا} قال ابن زيد: قولا حسنا جميلا معروفا في الخير ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم أي لاتخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها
وقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} أي الزمن فلا تخرجن لغير حاجة ومن الحوائج الشرعية الصلاة في المسجد بشرطه ... ) تفسير ابن كثير (3/ 636)
وقال القرطبي: (معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة) الجامع لأحكام القرآن (14/ 158) وينظر بقية التفاسير عند تفسير هذه الآية.
2 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال ياسودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين. قالت فانكفأت راجعة ورسول الله (ص) في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت فقالت يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا قالت فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: " إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن " متفق عليه
ثانياً: ذكرت فيما سبق أخي الكريم أن المرأة تخرج لحاجتها ولم أقل لا تخرج مطلقاً ومن حاجتها ما ذكرته من الجهاد وكذا الحج والصلاة في المسجد والبيع والشراء إن لم يكن من يقوم عليها ويقضي حاجتها وصلة الرحم وزيارة الوالدين والعلاج ونحو ذلك بشرط عدم الزينة وعدم التطيب وعدم رفع الصوت.
ثالثاً: ما ذكرته اخي الكريم في حق الصحابيات كثير منه يحتاج إلى أن ترجع لأسانيدها.
رابعاً: مسألة خروج المرأة في الجهاد قد تكلم عليها العلماء واشترطوا لها شروطاً منها:
1 - أن تكون هناك حاجة ومصلحة بخروجهن كمداواة وسقي ونحوهما.
2 - أن لا يكون في خروجها فتنة او مفسدة ولذلك صرح الفقهاء بان من تخرج تكون كبيرة في السن لا شابة:
- قال محمد بن الحسن الشيباني في كتابه السير الكبير (1/ 185): (ولا بأس بأن يحضر منهن الحرب العجوز الكبيرة فتداوي الجرحى وتسقي الماء وتطبخ للغزاة إذا احتاجوا لذلك)
- وقال السرخسي: (فالشواب يمنعن من الخروج لخوف الفتنة والحاجة ترتفع بخروج العجائز) شرح السير الكبير (1/ 185)
وقال ابن قدامة: (فأما المرأة الطاعنة في السن وهي الكبيرة إذا كان فيها نفع مثل سقي الماء ومعالجة الجرحى فلا بأس به) المغني (10/ 384)
وقال أيضاً: (يكره دخول النساء الشواب أرض العدو لأنهن لسن من أهل القتال وقلما ينتفع بهن فيه لاستيلاء الخور والجبن عليهن ولا يؤمن ظفر العدو بهن فيستحلون ما حرم الله منهن) المغني (10/ 384)
وروى ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني والطبراني في الكبير أن أم كبشة امرأة من بني عذرة عذرة قضاعة قالت: يا رسول الله ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا قال لا قلت: يا رسول الله إني لست أريد أن أقاتل إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض او أسقي المريض فقال لولا أن تكون سنة ويقال فلانة خرجت لأذنت لك ولكن اجلسي "
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (8/ 283): (وأخرجه بن سعد عن بن أبي شيبة وفي آخره اجلسي لا يتحدث الناس أن محمدا يغزو بامرأة ويمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي أن هذا ناسخ لذاك لأن ذلك كان بخيبر وقد وقع قبله بأحد كما في الصحيح من حديث البراء بن عازب وكان هذا بعد الفتح)
وعليه فما ذكر من آثار في حق مشاركة الصحابيات في الجهاد أقسام:
- منها ما لم يثبت من جهة الإسناد.
- ومنها ما ثبت لكنه قبل الحجاب.
- ومنها ما ثبت لكن في حق كبيرات السن كما سبق.
وكذا مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما ذكر من قصة سمراء بنت نهيك رضي الله عنها _ مع كلام في أبي بلج يحيى بن أبي سليم الراوي عنها _ محمول على كبيرات السن.
وعائشة رضي الله عنها وغيرها من الصحابيات والمحدثات كن يعلمن من وراء حجاب كما هو مشهور وفي البيوت.
والمقصود أني لم اقصد من قولي لا تخرج إلا لحاجة ما فهمته أخي الكريم فالحاجة يدخل فيها الحاجات الدينية من حج أو عمرة وجهاد وصلاة وزيارة شرعية بشروطها كما سبق، والحاجات الدنيوية كعلاج وتجارة ونحو ذلك إن لم يوجد من يقوم بذلك عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 02:16]ـ
أشكرك أخي أبو حازم الكاتب على هذا التوضيح الذي لم يلغ الرأي الآخر فيما ليس فيه نص صريح من الكتاب والسنة وهذا هو الأهم - لأن أخطر شيء هو أن يعتقد أحدنا أنه وحده يملك الحقيقة فيصادر حق الآخر بسبب ذلك على ذلك - وتبقى بعد ذلك المسائل الخلافية لا تلزم إلا صاحبها وأخوكم - علم الله - حريص على الحوار الهاديء الهادف والخلاف المؤدب الذي لا يفسد للود قضية
فأرجوأن تقبل عذري فأنت بطريقتك هذه في الحوار جدير بكل احترام وعلى المودة والتقدير(/)
طاش ماطاش ... فن تشويه الشخصية العامة
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 11:51]ـ
الإخوة الكرام: اطلعت على مقال جميل للدكتور محمد الحضيف أحببت أن تشاركوني قراءتي له ... فإلى نص المقال:
تقوم وسائل الإعلام، ضمن أساليبها في التأثير، بصياغة الواقع الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، لنا كجمهور، ويقصد بـ (الواقع) هنا، ذلك (الجزء) الذي تتعمد تلك الوسائل أن تعرضه علينا، أو تنشره لنا، عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع. بحيث يبدو وكأنه ممثل للواقع، ومعبر عن الحقيقة، فعلى الجانب الاجتماعي مثلا، قد يكون الفقر والتخلف هما السمة العامة لمجتمع ما، لكن وسائل الإعلام من خلال تركيزها على (جزء صغير) من المجتمع، تعطي انطباعا مغايرا لما هو عليه في الحقيقة. أو تقدم (واقعا) مختلفا و (مختلقا)، إذا أردنا أن نستخدم التعبير المناسب لهذا الموضوع.
وسائل الإعلام لا تكتفي فقط بصياغة (الواقع)، بل تقوم أيضا بـ (قولبة) الأشخاص والجماعات، والشعوب بنفس الطريقة: صناعة (صورة) مبتسرة للأفراد والجماعات، يتم تعميمها كأنموذج معياري (قالب)، يتم الحكم على الناس، والتعامل معهم على أساسه.
في المثال السابق، تتم (صياغة الواقع) Defining Reality ، بأن تعرض وسائل الإعلام فئات اجتماعية غنية ومتعلمة، تسكن في منطقة تتمتع بخدمات جيدة، ولديها مؤسسات اجتماعية واقتصادية متقدمة، فتقدم هذه الفئة على أنها هي (كل) المجتمع. وسائل الإعلام بعملها هذا تعرض جزءا صغيرا من الصورة الكاملة للمجتمع، كما هو التعبير السائد والجزء الصغير من (الصورة)، الذي تم عرضه عن المجتمع، هو الذي ستبنى عليه بقية الصورة في أذهان الجمهور، العملية إذن، تقوم بشكل أساسي على (الصورة الذهنية) التي تتشكل في عقل المتلقي، الكلام نفسه ينطبق على (القولبة)، حيث تتم صياغة الأفراد والجماعات في قالب أو صورة ذهنية، مشوهة في الغالب، تتجاهل الفروقات الفردية والثقافية.
مفهوم (الصورة الذهنية) IMAGE هذا، الذي أطلقه (والترليبمان) في أوائل القرن الميلادي العشرين، يصلح أساسا لتفسير الكثير من عمليات التأثير التي تقوم بها، وسائل الإعلام، وتستهدف بشكل رئيسي ذهن الإنسان.
ليبمان (1922)، تحدث عما سماه (الصورة النمطية)
STEREOTYPE أو ذلك التصور المحدود، أو الانطباع الذي يحتفظ فيه الإنسان في ذهنه عن إنسان وأمر ما. هذا التصور يختزل تفاصيل كثيرة في مشهد واحد. لو عدنا لمثالنا السابق عن المجتمع المتخلف، فإن الصورة الذهنية التي ستبقى في عقل الإنسان عن ذلك المجتمع، هي تلك الصورة (الجميلة) التي عرضتها وسائل الإعلام. حيث الشريحة الاجتماعية التي تملك قسطا من التعليم والثروة. والتي تمثل نقطة مضيئة صغيرة، في الصورة المعتمة الكاملة لذلك المجتمع المتخلف الفقير.
إن وسائل الإعلام، من خلال توظيف مفهوم الصورة الذهنية، تصيغ لنا واقعا، عن المجتمعات والأفراد، غير دقيق، أو بلغة أخرى واقعا (آخر) غير الأصلي، الواقع الذي تصنعه لنا الصورة الذهنية، التي تتكون من خلال التعرض لوسائل الإعلام، عن المجتمع الأمريكي على سبيل المثال، هو (واقع) ذاك المجتمع الغني النظيف، المرتب، الذي تسوده العدالة والمساواة بين الناس. على اختلاف ألوانهم، ودياناتهم، وطبقاتهم الاجتماعية، لقد تم لوسائل الإعلام (صياغة واقع) كهذا. من خلال عرض نتف صغيرة من الصورة الكاملة للمجتمع الأمريكي. والتي تحتوي أيضا على مساحات كبيرة من (البقع المعتمة). وسائل الإعلام لم تعرض أجزاء صورة المجتمع الأمريكي الأخرى، المتعلقة بالأمن والجريمة والعنصرية ولا تلك المتعلقة بمستوى الفقر، والتشرد، وتعاطي الخمور، والمخدرات، والاغتصاب، وسفاح المراهقات (بين 13 و16 سنة)، وزنا المحارم، وجمعيات الشذوذ الجنسي. لو تم عرض مثل هذه (الأجزاء) وغيرها، لكنا أمام (واقع) غير ذلك الذي صاغته لنا وسائل الإعلام، والذي ليس سوى (صورة ذهنية) مبتسرة لواقع أكبر، وأشمل، وأكثر تباينا وتناقضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
في شهر رمضان المبارك عرض التلفزيون، كعادته كل عام حلقات برنامج (طاش ما طاش)، الذي يؤدي فيه الممثلون القائمون على إنتاجه أدوارا، يفترض أنها تعالج سلبيات اجتماعية، بعضها مما له علاقة بالأداء الوظيفي في الجهاز الحكومي، والبعض الآخر عن ممارسات وسلوكيات اجتماعية، يزعم أصحاب البرنامج أنها خاطئة، هذه المقالة ليس من أهدافها تقييم أداء الممثلين، في طريقة معالجتهم للقضايا التي يتناولونها في برنامجهم، وليست بصدد الحديث عن مصداقية و (نزاهة) أولئك الممثلين، وهم يتصدون لانتقاد شخصية اعتبارية تمثل شريحة كبيرة من المجتمع. تهدف هذه المقالة إلى توضيح (حجم الجناية) التي يرتكبها أولئك الممثلون وهم يقومون بـ (تنميط) فئة معتبرة، وكبيرة من المجتمع.
دأب القائمون على برنامج (طاش ما طاش) في السنوات الأخيرة على إبراز شخصية المواطن المتدين بقالب، أو صورة نمطية Stereotype منفرة. تتعمد تشويهه، وتقديمه للمشاهد بشكل (كاريكاتيري) مضحك ومقزز، (الصورة الذهنية) IMAGE التي يقدمها البرنامج عن الفرد الملتزم، تختزله في شخص متطرف، ضيق الأفق، يضطهد المرأة، مسكون بالهاجس الجنسي، رث الهيئة، ومخادع لا يعبر مظهره عن مخبره. فعلى سبيل المثال، قدم البرنامج في إحدى حلقاته، المواطن المتدين على أنه (خائن) و (مرتشي)، حينما أبدى الممثل الذي يقوم بدور شخص متدين استعداده لتزوير ميزانية إحدى الشركات. في حلقة قديمة قدمت الشخصية المتدينة على أنها غبية ومتطرفة. ففي رحلة خاوية (يحرص) المتدين، كما يقدمه البرنامج، على أن تكون المسافة بينه وبين (أقرب) مجموعة من الناس كيلومتر واحد، كما أنه يستخدم المقرب (الدربيل) ليتأكد من ذلك، وتوضع الأغطية الثقيلة على النساء في آخر المشهد الكاريكاتيري السخيف. في مشهد آخر يقوم ابن أحد الممثلين بدور شاب متدين ويبدو من خلال ذلك الدور، أبلها معتوها، مظهره وهيئته منفران.
هذا التحليل لا علاقة له بفتوى اللجنة الدائمة، إنما هي قراءة علمية لعملية تشويه، وتدمير متعمدة ومقصودة، للشخصية العامة. وهي تعني كل بيت في هذا الوطن الذي لا يكاد يخلو من شاب ملتزم، أو فتاة ملتزمة. إن (القولبة) شيء كريه وبغيض، وهي مع كونها ذات بعد ديني، فإنها كذلك لها أبعاد اجتماعية وسياسية خطيرة. وهي اعتداء سافر على أحد مكونات النسيج الاجتماعي لهذه البلاد، بطريقة لا تخلو من الابتذال والتهريج.
إن معالجة الأخطاء والظواهر السلبية شيء، وتدمير الشخصية الاعتبارية لفئة من الناس شيء آخر. إنه مثلما أننا لا نستطيع أن نختزل (الهند النووية)، على سبيل المثال، بسائق (الليموزين) الهندي الذي يفتح باب سيارته ويبصق في الشارع (صار بعض المواطنين يمارس هذه العادة القبيحة)، فنحن كذلك، لا يمكن أن ندعي أننا نمارس نقدا بناء من خلال (القولبة) وتشويه شريحة كبيرة ومهمة من المجتمع. إن الممثل الذي يقدم ابنه ليؤدي دور شاب متدين، أبله وساذج، لا يستطيع أن ينكر أن أوائل طلبة الثانوية العامة هم في الغالب، من الشباب المتدين. كما أن الذين انبروا للدفاع عن البرنامج، وشبهوا الموقف منه، بالموقف الذي وقفه الشعب المصري من رواية الزندقة والإلحاد (وليمة لأعشاب البحر) لا يقدرون على إنكار تميز الشخص المتدين في مجتمعنا، في أكثر من موقع، فهناك عشرات بل المئات من المتدينين، من الأطباء والمهندسين، وأساتذة الجامعات، وغيرهم، من المتفوقين علميا، على الصعيدين المحلي والعالمي.
إن كثيرا من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، قد سنت قوانين لحماية الأقليات والفئات الاجتماعية، من تجني وسائل الإعلام، خاصة الترويج للصورة النمطية، التي تستهدف التشويه، أو الاعتداء على تلك الفئات، بأفرادها أو كجماعات. إننا من نفس المنطلق لا نقبل، ولا نسمح، كسياسة رسمية، أو كموقف شعبي بـ (تنميط) أي فئة من فئات شعبنا، على أساس من الانتماء الجغرافي. ليس لأن هذا العمل (غير أخلاقي) فقط، بل لأن آثاره على وحدة النسيج الاجتماعي خطيرة. إننا يجب أن نقاوم (القولبة) و (التنميط) بكل ما أوتينا من قوة. وأن نرفض أي محاولة لنشر (الكراهية) باسم النقد والمعالجة البناءة. إن رفض (القولبة) التي تستهدف تشويه وتدمير الشخصية العامة، لأي فئة في المجتمع، ليس مهمة اللجنة الدائمة، ولا أي مؤسسة دينية، إنها مهمة المجتمع كله، الذي سيكون هو الضحية لمثل هذه الممارسات. إن اللجوء إلى القضاء، ومقاضاة المسؤولين عن عمليات (التنميط) ونشر الكراهية، وإلزامهم بدفع تعويض لمن تضرروا من عمليات (القولبة) المنظمة، والمقصودة، سوف يوجد أرضية جيدة لتنظيم أكثر فاعلية تقوم به مؤسسات المجتمع ضد هذا النوع من الممارسات.
إن هناك بعدا تربويا كذلك، فكيف أستطيع أن اقنع ابني، وتستطيع ان تقنع ابنك، وأن تقنع هي ابنها، بأن يكون مواطنا صالحا، ملتزما بدينه، إذا كان يرى عملية (قولبة) كريهة تتم، لما نعتبره نحن جميعا أنموذجا، وهدفا نسعى إليه، وهو صلاح أولئك الأبناء جوهرا ومظهرا، ليكونوا أعضاء فاعلين ومنتجين لأمتهم ووطنهم.
إن تأثير وسائل الإعلام على الجمهور، من خلال توظيف مفهوم الصورة الذهنية، ليس قصرا على جوانب الحياة العامة، والموقف من الأفراد والجماعات، التي وردت في الأمثلة السابقة، بل يتعداها إلى كل جوانب الحياة البشرية، بما في ذلك أسلوب الحياة. فقد تصوغ وسائل الإعلام (نمط حياة) من صنعها هي، لتقدمه للجمهور على أنه (الواقع) الذي يجب أن يحتذى، وتتعامل مع الجمهور في هذه المسألة خصوصا، من خلال استثارة خياله، بتقديم أنموذج لواقع، على أنه مثالي وتوحي للجمهور بتقليده وإشعاره في الوقت نفسه، أن ما هو فيه بائس ومتخلف. فنمط حياة المرأة الغربية هو (الأمثل) لأنها تملك هامشا من الحرية كبيرا .. مسؤولة عن نفسها، وتتصرف بحسدها كما تشاء، وتقود السيارة ( ... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 01:49]ـ
جزاك الله خيرا ً .....
ـ[أبو حاتم النابلسي]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 03:03]ـ
بارك الله فيك .. مقال رائع
ولكن الخداع وخلط المفاهيم في وسائل الإعلام لايقتصر فقط على إظهار جانب وإخفاء جانب آخر .. ولكن أيضاً على تزيين الجانب السيّء
فالإعلام الأمريكي يعرض ما في المجتمع الأمريكي من جرائم وشذوذ وعنصريّة وتعاطي الخمور والمخدّرات .. إلخ
ولكنّه يُزيّنها لدى المتلقّي .. فيجعل السرقة ذكاء .. والشذوذ حريّة .. والتمرّد قوّة شخصيّة!
كنت أتسائل .. هل هناك سعة في مسألة تحريم التمثيل؟
خاصّةً وأنّه أضحى سلاحاً بيد الفُسّاق والمُنحلّين ينشرون به ضلالاتهم .. ونحن بحاجة إلى مثل هذا السلاح في الدعوة لما له من تأثير.(/)
اللقاء الأول مع اللغوي الكبير / فريد البيدق
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 04:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللقاء الأول مع اللغوي الكبير والأستاذ القدير / فريد بن عبد الرحمن البيدق
حاوره: حسين العفنان ـ موقع رواء الأدبي
...
(1)
كثرةُ الشروحِ على المتنِ الواحدِ، اجترارٌ لا فائدةَ مِنه
...
قد يكون ذلك محتملا لبعض الصحة في ضوء مناهج تعليمنا المتبعة، لكننا إذا أخذنا في الاعتبار أن التعليم قديما كان قطب رحاه كتاب ما رأينا أن تعدد الشروح ثراء، وإبحار نحو العمق؛ لأنها تجميع لرؤى وفكر في حيز واحد.
وإذا علمنا أن الإجازة كانت تتم في الكتب أمكننا أن نستنج أن تعدد الشروح بمثابة كتب جديدة في الموضوع، وهذا ما يتطلبه الطالب والتخصص.
(2)
حفظُ المتنِ قبلَ فهمِه
...
لكل فن مهاراته، ولكل علم بهذا الفن خبرة تسمى الملكة تنجم عن الخبرة المتراكمة؛ لذا فإن الحفظ لا غبار عليه إذا كان في بدء الدرب؛ لتكوين بذرة الملكة، ويأتي الفهم لاحقا. أما إذا كان الحفظ مع غياب الفهم من أستاذ فإن هذا هو الطامة!
كما أن الحفظ يقيم اللسان، ويقوي ملكة الحفظ والاستيعاب؛ فإذا جاء الفهم لاحقا احتوى المرء على مهارات التفكير العليا، فيكتمل بناؤه المعرفي.
ولا يخفى علينا أن هناك اتجاها غربيا ضد الحفظ واعتباره شيئا سلبيا في عالم المعرفة، وبالطبع وجد هذا الاتجاه من المسلمين الإمعات من يعتقده بأكثر مما يتصوره الغربي، ولا يخفى الغرض الاستراتيجي من وراء هذه الحرب، ألا وهو إبعاد المسلمين عن القرآن والحديث.
لذا فالواجب علينا الأخذ بالحفظ واعتماده طريقا للعلم والمعرفة مع عدم إغفال الفهم، وبقية مستويات المعرفة.
(3)
فهمُ المتنِ قبلَ حفظِه
...
حفظ المتن قبل فهمه لن يؤدي إلى طرح طلب الفهم، بل الفهم آت لا محالة. أما سبق الفهم فهو مدعاة إلى عدم طلب الحفظ؛ مما قد يعوز الفاهم عند الاستشهاد لفهمه. وهذا لا غبار عليه لغير المتصدر لموضوع المتن، أما المتصدر لموضوع المتن فينبغي عليه الحفظ والفهم معا؛ لأنه متخصص ومظن سؤال الآخرين.
(4)
المُختصراتُ تزعزعُ العملية التّعليمية
...
نعلم أن التركيب يكمل التحليل؛ فالتحليل تشقيق وتجزيء للوصول إلى أدق عناصر التكوين، ويأتي التركيب ليعيد الرؤية الكلية مرة أخرى، ومنهما تتم المعرفة الحقة.
والمختصرات إجمال لا يتم من منشئها إلا بعد إبحار وتخصص، فليس كل أحد قادرا على التلخيص؛ لأن التلخيص يقتضي علما بالموضوع وبأسس التلخيص معا.
والمختصرات لازمة لغير المتخصص والشداة البادئين، فإذا كانت تامة أوفت، وإذا كانت مخلة أخلت. وإذا اقتصر الإخصائي عليها خسر وتزعزعت العملية التعليمية، أما إذا اعتبرها خطوة يعاودها لإجمال الرؤية كلما تفرعت به الفروع فذلك هو الصواب.
(5)
الاقتصارُ على الأشرطةِ الصّوتيةِ في فهمِ علومِ العربيةِ
...
الأشرطة الصوتية الموجهة إلى تعليم اللغة العربية مادة علمية معدة من وجهة نظر قائلها أو مجموعة خبراء، لكن ليس من بينهم المتعلم الذي قد يختلف عما تصوروه، ومن ثَم قد تعن له أسئلة لم تدرج إجاباتها؛ فكيف سيتم التفاعل؟
إذا لم يفهم المتعلم جزئية، وأراد لها وسيلة إيضاح غير المذكورة؛ فكيف سيتحقق ذلك له لاسيما وأن المتاح هو تكرار ما ورد؟
إذا أراد أن يطبق فمن سيرشده حتى يكتسب الخبرة اللازمة؟
إن الأشرطة وسيلة تقنية جديدة ينبغي استغلالها لكن من دون تغييب المعلم الحي، ومن دون اختفاء الحوار التفاعلي!
(6)
اللحنُ والكلماتُ العاميةُ منَ التجديدِ في العمليةِ الإبداعيةِ
...
تلك القضية صحيحة عند نوعين لا ثالث لهما: عاجز، أو فاقد الهوية تابع لما يقوله مغرضو الغرب؛ لذا لن يطول الكلام فيها.
(7)
قنوات الشعر الملحون الفضائية
...
إضافة إلى السابق سيسأل أصحابها عن هذا الوقت والمال المهدرين.
(8)
أستاذٌ في اللغةِ العربيةِ، يشرحُ درسَه بالعاميةِ
(9)
العاميةُ هي لغة التواصل
...
بليتان من البلايا التي عمت وطمت، ولهما أسباب ومحفزات، وما نستطيعه هو الدعاء برفعهما!
وهما بسببٍ من السابقتين؛ لذا لن يطول الحديث عنهما أيضا!
(10)
طفلٌ عربيّ يتعلمُ اللغة الإنجليزية
...
تعلم اللغات الأخرى أمر مطلوب، لكن كيف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من بديهيات الأمور أن اللغة ثقافة، و مادام المرء سيتعلمها من أصحابها سيتعلمها مع ثقافتها، وهذا من أخطر الأمور لا سيما على الطفل الذي لم يحصل أسباب الحماية. ومما يزيد الأمر خطرا تحبيذ المجتمع وإعجابه بالطفل الذي يتحدث لغة أخرى.
وجمعا بين الأمرين: وجوب تعلم لغة أخرى ليس على فئة خاصة؛ لأنها صارت من حيثيات العمل في الأماكن المتميزة في المجتمعات العربية، وخطر نقلها بوجهة نظر أصحابها إلى المجتمع وعلاقاته- لا بد من وضع برامج تعيم اللغات الأجنبية للعرب من نابهين مسلمين يعيشون في هذه المجتمعات الغربية تحمل الثقافة الإسلامية مع اللغة الأخرى، ولا تحمل الثقافة المرفوضة.
(11)
حَوسبةُ المُعجم العربيّ غُرم وليست غنما
...
نعم، أخي الحبيب!
ولقد بدأ هذا الجهد من سبعينيات أو ثمانينيات القرن الماضي. وتشتهر مكتبة "لبنان- ناشرون" بإخراج المعاجم المعدة والمخرجة بما يتلاءم مع هذا الغرض.
(12)
شاعرٌ مبدعٌ لم يتعلم العَروض
...
الشعر موهبة والعروض آلته، صحيح أن العروض لا يصنع شاعرا؛ لأن الشاعر نفس ملهمة، وخيال متأمل، وذوق متميز. هذا صحيح، وصحيح أيضا أن الشاعر المحتوي صفات الشاعرية إن يُجد العروض سيفقد كثيرا من شاعريته، ولن يصل إلى القمة التي يريد؛ لذا وجب عليه تعلم العروض والتمكن منه حتى يصير ملكة مكتنة بنفسه تمنعه من السقوط الموسيقي.
(13)
صعوبةٌ النّحو حقيقةٌ
...
النحو صعب عند من يدرسه درسا نظريا ولا يربطه بأي نص؛ لأن ذلك يجعل النحو منفصلا عن هدفه الذي يمثل مصدره. كيف؟ إن النحو ينبع من المحافظة على نظام اللغة، وهذا الهدف لن يفهمه إلا من يمارس اللغة كتابة أو قراءة أو فهما؛ فإن انفصل الدارس عن كل محاولة تطبيق واحتكاك بالنص اللغوي فسيصير النحو صعبا. وهذا ليس شأن النحو وحده، بل هو شأن كل علم لا يطبق. وقد كان الرسول الكريم يستعيذ من علم لا ينفع، وعدم تطبيق العلم أبو عدم النفع. وقال ما معناه: من عمل بما علم علمه الله ما لم يعلم.
فمن أراد أن يحب النحو عليه أن يستشعر أهميته من خلال تعامله مع النصوص الحية!
(14)
فصاحةُ اللسانِ لا تكتسبُ
...
إذا كان المقصود الإبانة عما في النفس باللغة الفصحى فإن ذلك لا يكتسب هذه الأيام لاختفاء البيئة الفصيحة، إلا إذا قصر الإنسان سمعه على القرآن الكريم والحديث اللذين يمثلان الفصاحة في هذه الأيام فيمكنه عندئذ اكتساب الفصاحة؛ لأنها تصبح إحدى ملكاته. وهذا الاكتساب لا ينفي الموهبة؛ لأن الإنسان الذي يكتسبها لا بد أن يكون مؤهلا لذلك قبلا، وإلا فلن يكتسبها.
(15)
انحرفتْ علاماتُ الترقيمِ عن وظائفِها
...
لنفرق بين مراحل يجب التفريق بينها.
ما هي؟
إنها:
- مرحلة النشأة التي ستجد المعارضة ممن تعود النمط السابق على علامات الترقيم؛ مما يؤثر على رسم الأهداف والغايات في أضيق الحدود لامتصاص المعارضة.
- مرحلة الاعتماد التي ستتضح فيها الأمور بعد التطبيق والممارسة، وهذه ستشهد توسعا في الأهداف والغايات بقدر التمكن المحقق.
- مرحلة الثبات وهذه سيكون لكل متمكن أسلوبه في استخدام هذه العلامات. وهذه المرحلة هي المعاشة الآن، ويتميز فيها الترقيم حسب النص والكاتب.
لذا فلا انحراف!
(16)
فريدُ البيدقُ في سطورٍ
...
السطر المميز هو طلب العلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 05:27]ـ
مرحبا بك.
ومرحبا بالأستاذ فريد البيدق.
دمت مفيدا ودام لك الود.
ـ[بن طاهر]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 04:07]ـ
مرحبا بك.
ومرحبا بالأستاذ فريد البيدق.
دمت مفيدا ودام لك الود.
آمين، وجزاكم الله خيرًا على نقل هذا النّفع إلينا.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 01:10]ـ
الكريم "حسين"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت أخي نفسا وحرفا!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 01:11]ـ
الكريم "أبو مالك"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
يسعدني هذا التفاعل على هذه الصفحات!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 01:12]ـ
الكريم "بن طاهر"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
دامت لك السماحة، واتصل الود!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 02:28]ـ
حيا الله الشيخ الفاضل فريد البيدق، وحفظه الله تعالى مفيدا مستفيدا، مطيعا لله تبارك وتعالى.
ـ[عربي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 03:36]ـ
أهل اللغة حياكم الله جميعا
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:13]ـ
ماشاء الله نفع الله به ..
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 04:02]ـ
الكريم "علي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
جزاكم الله تعالى خيرا!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 04:03]ـ
الكريم "عربي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
وحييت أيها الحبيب!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 04:03]ـ
الكريم "محمد"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
وبك أيها الجليل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 08:09]ـ
حوار نافع ماتع
زادك الله علوًا وسموًا أستاذ فريد
ونشكر الأستاذ حسين على حواره الجميل
ولقد كنت شغوفًا لمعرفة نبذة ولو يسيرة عن حياة الأستاذ فريد
قليلٌ منك يكفيني ولكن = قليلُك لا يقالُ له قليلُ
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 01:59]ـ
الكريم "أبو طارق"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت أخي الحبيب!
أين كنت؟ ولم غبت عنا؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 06:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا أستاذ فريد
مشاغل الحياة أخذتنا قليلاً:)
ولازلت أنتظر الاستزادة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 07:03]ـ
جزاك الله خيرا استاذ حسين
هل موقع رواء الادى انت مشرف فيه؟
وهل يقدم الموقع خدمات لطلبع علم اللغة اذ انا طالب جديد فى هذا العلم واود الاستفادة خاصة فى التطبيق العملى؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 09:16]ـ
الكريم "خالد"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت أخي الحبيب!
شرفنا بتفاعلك هناك!(/)
ظهر البدر فما ..............
ـ[ابو الصقر العمراني]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 09:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يطوي الإسبوع الثاني من هذا الشهر الفضيل صفحته فكم يا ترى قدمنا لأنفسنا؟؟ فيا أيها اللاهي الكسول إن خسرت نصفه فلا تخسر كله والحق بالسابقينويا أيها العبد الصبور المجتهد زد في اجتهادك وثابر وأقبل على الله وانهل من خير هذا الشهر وفضله نسأل الله لنا ولكم القبول
ـ[أبو حماد]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 04:01]ـ
اللهم آمين.
جزاك الله خيراً يا أبا الصقر على النصح والتذكير.(/)
يا أم إسراء: هذا الشرط الوحيد للعمل في ........
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 03:36]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
(أم إسراء) امرأة مصرية فقيرة تكافح من أجل لقمة عيشها ومن أجل تربية أبنائها الصغار، وكانت بين الفينة والأخرى تأتي لمساعدة والدتي حفظها الله في بعض أعمال المنزل ونحو ذلك.
وتمر أيامها ما بين تقلب في فقر ومرض وجهل وصراع طويل من أجل البقاء في هذه الظروف العصيبة التي أحاطت بها.
إلى أن أتتها امرأة وعدتها بالخلاص من هذه الشدائد، وأن الحال سيصبح مئةً بالمئة، وأن كل ما تحلم به هي وأبناؤها أوشك على التحقق، وخلال أيام ستسلمين يا أم إسراء عملا يدر عليكِ مالا كثيرا يكفيك وأولادك بالمعروف وزيادة!!
لكن للعمل شرطا واحدا فقط؟؟ فتقاطعها أم إسراء: وما هو يا ست هانم؟؟ فتجيب الست هانم - وليتها لم تجب - قائلة:
(أن تخلعي حجابك) فتصيح أم إسراء: يا لهوي!! أخسر ديني عشان الشغل؟؟ لالالالالا، يا أم إسراء: ماذا تقولين إنه الخلاص! عاجبك ظروفك المنيلة بستين نيلة دي؟؟ بس يا ست هانم ....... ، بس إيه يا أم إسراء: خلاص لا تحزني إن كان شعرك به عيب ما يمكنك أن تذهبي إلى أحدث الكوافيرات لإصلاح شعرك، فترد أم إسراء: لالا لقد فهمت خطأ إن شعري حالته جيدة لكنه دين الله! فتقول لها: خلاص يمكنك أن تلبسي الإيشارب (البونيه) ونبقى قسمنا البلد نصين!!
توافق أم إسراء بتردد لكن لم تكن قادرةً على اتخاذا القرار مع هذه المغريات الكثيرة.
غدا يا أم إسراء سنتوجه معا إلى مكان العمل ...... أمرك يا ست هانم.
ويمر اليوم بكل بطء على أم إسراء ويأتي الغد وتتوجه مع الست هانم إلى مكان العمل ....... هاهو مكان العمل يا أم إسراء!!! يا لهوي يا ست هانم إيه ده أنا أشتغل في كنيسة ده أنا بكره كل المسايحة!!!! أنا مسيحية يا أم إسراء ودي فرصة مش حتتعوض!! لا يا ست أنا بكرهكم ومش بحبكم وأنا بحب ديني.
وتنصرف المسكينة وتفيق من حُلم أحاط بها خلال أيام ووعود مغرية؛ لتعلم أم إسراء أن كل ما مر بها إنما هي شبكة من شبكات التنصير التي انتشرت في مصر في هذه الفترة.
هذه القصة - التي لم أسمعها من الإذاعة أو التلفاز ولم أقرأها في الصحافة بل شاهدتُها في واقعي الذي أحياه - بثت في قلبي هموما كثيرة ما كنت أشعر بها من قبل.
عندما رأيت أن كلاب النصارى يستغلون حالة الناس المريرة من أجل دعوتهم إلى الكفر والباطل أقول: وأين نحن المسلمين؟؟
إن كانت حكومتنا حكومة ظالمة لا ترقب في مؤمن إلًا و لا ذمة ونهبت خيرات بلادنا وسرقتها فهل الحل هو في وضع الأيدي على الخدود؟؟
إن (أم إسراء) وغيرها الكثير ممن لا أعلمهم لهي صيحة في ضمير كل مؤمن غيور على دينه.
صيحة تقول لنا جميعا إن على الدعاة أن لا يهملوا العمل الخيري داخل مجتمعاتهم.
نعم نحن بحاجة إلى أئمة وخطباء وعلماء ومحفظين لكننا أيضا بحاجة إلى:
1 - أيدٍ حانية تمسح على رءوس اليتامى والمساكين وتقدم لهم العون والمساعدة دون من وأذى كما هو مشاهد وللأسف الشديد في بعض الجمعيات الخيرية!!.
2 - رجال أعمال خيرين يتبنون توظيف الشباب المسلم الفقير الذي يكاد أن يضيع في ظلمات الفقر والجهل.
3 - اقتصاديين من أهل الدعوة يقدمون للمجتمع دراسات فعالة عملية في كيفية التعامل مع الأزمة المالية وكيفية التطوير الاقتصادي للفرد.
4 - جمعيات خيرية تتبنى علاج الشعب الفقير الذي يهلك في المستشفيات الحكومية التي لا تناسب البهائم ولعنة الله على الظالمين.
5 - دعاة وطلبة علم يتركون أبراجهم العاجية وينزلون إلى الحواري والأزقة ويعلمون هؤلاء الفقراء أبجديات دينهم وأصول عقيدتهم وعبادتهم؛ حتى لا يقعوا فريسة لذئاب النصارى الملاعين.
6 - تفعيل دور الصدقة في المجتمع والحث عليها فما اّمن من نام شبعان وجاره جائع.
هذه صيحة (أم إسراء) فهل ستجد اّذانا صاغية؟؟
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 12:00]ـ
إن كانت حكومتنا حكومة ظالمة لا ترقب في مؤمن إلًا و لا ذمة ونهبت خيرات بلادنا وسرقتها فهل الحل هو في وضع الأيدي على الخدود؟؟
.
أنا أعتقد يا أخي الكريم أن المشكلة ليست في الحكومات سواء كانت ظالمة أم عادلة لأن المسلم الذي يترك دينه لفلس يعرض له هذا ليست مشكلته في الحاكم ولو كان من أظلم الناس بل المشكلة هي ضعف العقيدة و التوحيد في صدور المسلمين و الله المستعان.
و لك أن ترجع إلى تراجم الصحابة فهل كانوا كلهم أغنياء حتى تمسكوا بدينهم؟
بل كان الواحد منهم على استعداد ليترك كل شيء للحفاظ على دينهم فقد ترك بعضهم المال و الولد و هاجر إلى النبي صلى الله عليه و سلم.
أما نحن اليوم فمستعدون لأن نترك ديننا و لو لأتفه الأشياء فتجد أحدنا يضيع الصلاة لأجل مباراة رياضية تعرض في التلفاز.
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الذي ينبغي الاعتناء به و التشاور لأجل إيجاد الحلول المناسبة و أخبرك أخي أننا نعاني في الجزائر من المشكلة نفسها و قد أخبرني بعضهم أن الدعاة إلى التنصير يستغلون رغبات الناس و حاجياتهم فمن أراد التأشيرة وعدوه بها و من أراد العمل في أوربا سهلوا له الأمور و هكذا
و العلم عند الله.(/)
ردُّ الكذاب اللئيم (زكريا بطرس) عن جناب النبي العظيم صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 04:43]ـ
الملف هنا على هذا الرابط:
http://saaid.net/Doat/alkassas/z/index.htm
افتتاحية الملف
http://saaid.net/Doat/alkassas/z/1.htm
من هو زكريا بطرس وما ذا يريد؟
دراسة بحثية تحليلية مختصرة لمصادر زكريا بطرس التي يعتمد عليها
http://saaid.net/Doat/alkassas/z/3.htm
نماذج من كذب زكريا بطرس وفيها رد على بعض شبهاته
http://saaid.net/Doat/alkassas/z/4.htm
كذبٌ وخسة
http://saaid.net/Doat/alkassas/z/5.htm
يُكذب نفسه في كُبرى قضاياه
http://saaid.net/Doat/alkassas/z/6.htm
دلائل نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
http://saaid.net/Doat/alkassas/z/7.htm
أعمى يعير الناس بالرمد
http://saaid.net/Doat/alkassas/z/8.htm
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 05:03]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 08:27]ـ
شكر الله لك أخي مرورك.(/)
هل الله ناول موسى عليه السلام التوراة من يده؟
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 04:46]ـ
يوجد نقلان عن الامام احمد بن حنبل رضى الله عنه و بسندان مختلفان ذكر فيهم مسئله المناوله الاول ناوله التوراه من يده روايه القرشى و الثانى ناوله التوراة من يده الى يده روايه الاصطخرى اعلم ما فى روايه الاصطخرى من كلام.
اعتقد ان من يمتلك كتاب ابطال التاويلات سيجد الاجابه بسهوله الامر ليس نفى الروايه او نقدها او حتى تضعيفها و الحكم عليها بالشذوذ و الانكار فالامر غير متعلق بالامام احمد لانه ان كان متعلق به فالتشكيك فى هذه النقولات كفيل بنسف الامر لكن هو تسائل هل يوجد دليل لو حتى ضعيف حديث كان او اثر او قول عالم؟ و منه نقول ان فيها دليل لكنه ضعيف و الامر غير ثابت ام ان الامر بلا سند
ملحوظه الثابت لحد علمى ان موسى اعطي او اوتى التوراة و انها انزلت و اعلم ان الامور التى لم بثبت و لم تنفى التوقف عن ما توقف و قصر عنه الدليل اتبع
و شكرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 10:26]ـ
وسُئِل ابن تيمية رحمه الله ـ عمن قال: كلم الله موسى تكليمًا، وسمعته أذناه، ووعاه قلبه، وإن الله كتب التوراة بيده، وناوله إياه من يده إلى يده، وقال آخر: لم يكلمه إلا بواسطة.
فأجاب:
القائل الذي قال: إن الله كلم موسى تكليمًا ـ كما أخبر في كتابه ـ مصيب، وأما الذي قال: كلم الله موسى بواسطة فهذا ضال مخطئ، بل قد نص الأئمة على أن من قال ذلك فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل؛ فإن هذا الكلام إنكار لما قد علم بالاضطرار من دين الإسلام، ولما ثبت بالكتاب والسنة والإجماع.
قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} الآية [الشورى: 15]، ففرق بين تكليمه من وراء حجاب ـ كما كلم موسى ـ وبين تكليمه بواسطة رسول ـ كما أوحى إلى غير موسى ـ قال الله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ}
إلى قوله: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 163، 164].
/ والأحاديث بذلك كثيرة في الصحيحين والسنن، وفي الحديث المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث: (التقى آدم وموسى، قال آدم: أنت موسى الذي كلمك الله تكليمًا، لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه).
وسلف الأمة وأئمتها كفروا الجهمية، الذين قالوا: إن الله خلق كلامًا في بعض الأجسام، سمعه موسى، وفسر التكليم بذلك. وأما قوله: (إن الله كتب التوراة بيده) فهذا قد روي في الصحيحين فمن أنكر ذلك فهو مخطئ ضال، وإذا أنكره بعد معرفة الحديث الصحيح يستحق العقوبة، وأما قوله: [ناولها بيده إلى يده] فهذا مأثور عن طائفة من التابعين، وهو هكذا عند أهل الكتاب، لكن لا أعلم غير هذا اللفظ مأثورًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالمتكلم به إن أراد ما يخالف ذلك فقد أخطأ، والله أعلم.
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 02:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... لكن الا يمكن ان تاتى لنا بالاثر القائل بالمناوله عن التابعيين و لو حتى يكون سنده ضعيف و اكرر شكرى لتجاوبك و تفاعلك مع الموضوع
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 08:23]ـ
الآثار مروية بالإسناد في كتب عثمان الدارمي، على سبيل المثال.
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 01:28]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... اخى الكريم لقد بحثت فى ثلاث كتب لامام عثمان الدارمي و هما الرد على الجهمية و نقض الدارمي و سنن الدارمي و لم اجد اى اثر عن اى تابعى يثبت مناوله الله التوراة لموسى بيده و لو وقفت انت على اى اثر فى كتب الدارمي او غيرها رجاء انقله لنا فى رد شافى يحل التسائل و شكرا على تجاوبك و اهتمامك بالموضوع و شكرا على اضافتك و جزاك الله خير لانك جعلتنى ابحث فتكشفت لى امور اخرى خارج نطاق هذا التسائل فشكر لك
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 02:56]ـ
بارك الله فيك أخي،
لا يخفى عليكم أن سنن الدارمي من تصنيف الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
أما النقض على المريسي والرد على الجهمية فهما من تصنيف الإمام عثمان بن سعيد الدرامي.
والأثر الذي تسأل عنه موجود في النقض، ولعله في أول الكتاب، ولو كان الكتاب بين يدي لأحضرت لك النص منه.
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 05:33]ـ
اخى الكريم و الله فاتتنى هذه المعلومة و شكرا للايضاح و الايضافه اما ان اثر المناوله موجود فى نقض الدارمي فانا ساعطيك الكتاب لكى تخرج الاثر منه اليك الكتاب الجزء الاول ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65 71&d=1103314891) الجزء الثانى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65 93&d=1103320964) هذا على سبيل المساعدة منك لاخيك فى الجواب على السؤال و بارك الله فيك و جزاك الف خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 02:00]ـ
يبدو أنني استعجلت فالأثر الذي كنت أقصده ليس فيه أنه ناوله التوراة بيده، وهو:
ج1/ص263
حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال إن الله لم يمس شيئا من خلقه غير ثلاث خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 12:15]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حرث]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 08:57]ـ
اكتب النص
إن الله لم يمس شيئا من خلقه غير ثلاث خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده
في جوجل وابحث عنه ستجد عجبا
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 05:53]ـ
وأخرج الطبراني في السنة وأبو الشيخ عن كعب قال: لما أراد الله أن يكتب لموسى التوراة قال: يا جبريل ادخل الجنة فائتني بلوحين من شجرة الجنة، فدخل جبريل الجنة فاستقبلته شجرة من شجر الجنة من ياقوت الجنة، فقطع منها لوحين فتابعته على ما أمره الرحمن تبارك وتعالى، فأتى بهما الرحمن فأخذهما بيده، فعاد اللوحان نورا لما مسهما الرحمن تبارك وتعالى، وتحت العرش نهر يجري من نور لا يدري حملة العرش أين يجيء ولا أين يذهب منذ خلق الله الخلق، فلما استمد منه الرحمن جف فلم يجر، فلما كتب لموسى التوراة بيده ناول اللوحين موسى، فلما أخذهما موسى عادا حجارة، فلما رجع إلى بني إسرائيل وإلى هرون وهو مغضب أخذ بلحيته ورأسه يجره إليه فقال له هرون: يا ابن آدم {إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} (الأعراف الآية 150) ومع ذلك إني خفت أن آتيك فتقول: فرقت بين بني إسرائيل ولم تنتظر قولي، فاستغفر موسى ربه تبارك وتعالى، واستغفر لأخيه وقد تكسرت الألواح لما ألقاها من يده.
المصدر: الدر المنثور للسيوطي.
ـ[حرث]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 01:01]ـ
وما تعقيبكم على النص الذي تم اقتباسه عن الطبراني بواسطة الدر المنثور، هل يحتاج الى تعقيب؟!
ـ[حرث]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 10:30]ـ
السلام عليكم جميعا
اضافة لما تفضل به الاخ الفاضل من ذكر مصدر الكلام الخاصة بمناولة التوراة بيد الله، وجدت هذه النقول:
روى البغوي في معالم التنزيل:4/ 460: قال كعب الأحبار: عليين هو قائمة العرش اليمين.
وقال الصنعاني في تفسيره:2/ 37: عن قتادة في قوله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، قال قال كعب: إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة: خلق آدم بيده والتوراة بيده وغرس الجنة بيده. . . الخ.
وقال الطبري في تفسيره:7/ 100: قال محمد لكعب: ما أول شئ ابتدأه الله من خلقه فقال: كتاباً لم يكتبه بقلم ولا مداد ..
فتح القدير للشوكاني:4/ 560: عن ابن عمر قال: خلق الله أربعاً بيده: العرش وجنة عدن والقلم وآدم ...
وقال الطبري في تفسيره:18/ 2: عن ميسرة قال: لم يخلق الله شيئاً غير أربعة أشياء: خلق آدم بيده، وكتب الألواح بيده، والتوراة بيده، وغرس عدناً بيده.
وقال البغوي في معالم التنزيل 4/ 236:. . . وكتاب مسطور، قال الكلبي: هو ما كتب الله بيده لموسى من التوراة، وموسى يسمع صرير القلم.
وقال السيوطي في الدر المنثور:3/ 6: وأخرج ابن جرير عن أبي المخارق زهير بن سالم، قال قال عمر لكعب: ما أول شئ ابتدأه الله من خلقه فقال كعب: كتب الله كتاباً لم يكتبه بقلم ولا مداد، ولكن كتب بإصبعه يتلوها الزبرجد واللؤلؤ والياقوت: أنا الله لا إله إلا أنا سبقت رحمتي غضبي.
وقال السيوطي في الدر المنثور:3/ 121:
وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عمر قال: خلق الله آدم بيده، وخلق جنة عدن بيده، وكتب التوراة بيده، ثم قال لسائر الأشياء كن فكان.
وأخرج أبو الشيخ عن عطاء قال: كتب الله التوراة لموسى بيده، وهو مسند ظهره إلى الصخرة يسمع صريف القلم في ألواح من زمرد، ليس بينه وبينه إلا الحجاب.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: إن الله لم يمس شيئاً إلا ثلاثة: خلق آدم بيده، وغرس الجنة بيده، وكتب التوراة بيده.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: كتبت التوراة بأقلام من ذهب.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن المنذر عن حكيم بن جابر: قال أخبرت أن الله تبارك وتعالى لم يمس من خلقه بيده شيئاً إلا ثلاثة أشياء: غرس الجنة بيده، وجعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة لموسى بيده.
وأخرج عبد بن حميد عن وردان بن خالد قال: خلق الله آدم بيده، وخلق جبريل بيده، وخلق القلم بيده، وخلق عرشه بيده، وكتب الكتاب الذي عنده لا يطلع عليه غيره بيده، وكتب التوراة بيده.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال: أخبرت أن الألواح من زبرجد ومن زمرد الجنة، أمر الرب تعالى جبريل فجاء بها من عدن وكتبها بيده، بالقلم الذي كتب به الذكر، واستمد الرب من نهر النور، وكتب به الألواح.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كانوا يقولون كانت الألواح من ياقوتة، وأنا أقول إنما كانت من زبرجد وكتابها الذهب، كتبها الله بيده فسمع أهل السموات صريف القلم.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال: كانت الألواح من زمرد أخضر، أمر الرب تعالى جبريل فجاء بها من عدن فكتب الرب بيده بالقلم الذي كتب به الذكر، واستمد الرب من نهر النور وكتب به الألواح.
وأخرج عبد بن حميد عن مغيث الشامي قال بلغني أن الله تعالى لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء: الجنة غرسها بيده، وآدم خلقه بيده، والتوراة كتبها بيده ...
احتاج الى تعليقاتكم عليها لاني وجدت الامر هاما عند مطالعة بعض البحوث بخصوص هذه القضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:51]ـ
اولا شكرا لك اخ سعيد على النص القائل بالمناوله و انا اعكف الان لاجد السند له
ثانيا لقد الهمنى الله حل لهذه الاشكاليه بدون البحث عن الاثر و لكن و ان احضرت لنا الاثر بارك الله فيك زادت حجتى و تقوت
ثالثا لم افهم طلبك لتعليقنا اخ حرث فما هو استفسارك او تسائلك حتى يتمكن من عنده علم ان يفيدك
ـ[حرث]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 07:30]ـ
اخي الفاضل سلام الله عليك وكل عام وانت بخير مقبول عملك
اشكرك لاهتمامك باستفساري وتساؤلي
استفسر عن اغلب الروايات وردت من خلال كعب الاحبار والبعض يقدح في كعب الاحبار على اساس مثل هذه المرويات، وترى ان هذا خطير بعض الشيء لانهم يصفون كعب بأنه مؤسس لفكر التجسيم والتشبيه ..
فأرجو من فضيلتكم او احد المهتمين بالامر ان يبين لنا كيفية التعامل مع مثل هذه الدعاوي والاثار المذكوره اعلاه
اعاد الله عليكم رمضان القادم بحسن طاعة
ـ[ابو الخير ابو الخير]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:59]ـ
من تقصد اخى الكريم كعب التابعى ام كعب الصحابي من فضلك اكتب اسم محل التسائل و الاستفسار و لك التحية(/)
لماذا ينبغي على طالب العلم أن يفقه في السياسة؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:19]ـ
لماذا التفقه في السياسة والكتابة عنها؟
-يصرف كثير من طلبة كل أوقاتهم في تنقيح العلوم والغوص في لجاج التفصيلات العلمية الدقيقة التي تكون في كثير من الأحيان ليست مسيسة بحاجتنا وزماننا وربما تمثّلوا إبان ذلك:
سهري لتنقيح العلوم أحبّ لي ... من وصل غانيةٍ وطيب عناقِ
.. وفي الحالات الأحسن تكون هذه النقاشات من فضول العلم و ثمّ ما هو أولى منها بكثير .. ثم لا تراهم يعرفون عن واقعهم وأمتهم إلا نزرًا متواضعا جدا .. وسألخص مستعينا بالله تعالى:لمَ يجب أن يكون طالب العلم مطلعًا على السياسة ومتعلقاتها مشاركا في النظر فيها والكلام عنها بمبلغ علمه لا لمجرد التنظير الفارغ .. بل لأسباب سيأتي ذكرها
:-
-"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
لأن المسلم بعامة وطالب العلم بخاصة مطالب شرعا أن يكون خبيرا بواقعه .. وبالنظر في سير الأكابر تجد أن المجددين كانوا على اطلاع بواقع الدول والسياسات والأنظمة .. فهؤلاء هم الذين كان لهم كبير الأثر في قيادة الجماهير ومن أبرز الأمثلة على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعلى .. وقس عليه في مختلف الأعصار .. والأمصار
وفي كتاب العلامة محمود شاكر الموسوم بـ"رسالة في الطريق إلى ثفافتنا" قام رحمه الله بدراسة عميقة لواقع الأمة قبل غزو الأوروبيين لبلادنا .. فتوصّل لنتيجة مهمة .. وهي أن من أهم أسباب وقوع الأمة تحت وطأة سيطرة الغرب ودخولهم بلادنا وتقسيمها كان غفلة من كبار العلماء قبيل ذلك عن إدراك ما يحاك للأمة الإدرك الكافي ..
وسمّى منهم خمسة وهم:-
محمد بن عبد الوهاب في نجد .. والشوكاني في اليمن .. والجبرتي الكبير المهندس الميكانيكي الكبير في مصر .. والمرتضى الزبيدي .. والبغدادي صاحب خزانة الأدب ..
بدليل أنهم لم يبصّروا الأمة بما كان يجري وراء" الكواليس" فكان الناس في غفلة عن هذا
وكان يأتي الأوروبيون الكفرة مثلا للجبرتي يدرسون الهندسة على يديه .. فيعلمهم بكل أريحية .. ولا يعلم أنهم استعملوا علمه فيما بعد لطعن الأمة ..
وبصرف النظر عن هذه الأسماء تحديدا .. فإن ما ذكره من غفلة العلماء بعامة صحيح (أعني في الفترة التي سبقت الاجتياح الأوروبي منذ ما قبل الثورة الفرنسية) .. وله شواهد كثيرة تؤكده ليس هذا مجال بسطها
وأختم هذه النقطة لأقول: ما أكثر الفتاوى المغلوطة بسبب ضعف الفهم للواقع السياسي لمن يسميهم الناس كبارا ..
وهم كذلك لكن في المادة العلمية البحتة .. لا بإطلاق,,ولا أود الدخول في أمثلة حتى لا يخرج المقال عن مقصوده ..
2 - ولأن الأعداء يحرصون أن يكون المسلمون معزولين عن السياسة .. كل الحرص
فتراهم يدعمون حركات الصوفية .. وشيوخ السلطان .. لأنهم يخدرون الشعوب بإيهامهم أن كل شيء بخير ..
ولهذا تنبه الأوغاد لفكر الشيخ سفر وحذروا منه .. وأقول هذا عن علم .. لا مجرد تحليل شخصي
فقد حذر منظرو الغرب من أمثال توماس فريدمان .. وغيره من الشيخ سفر وعده بعضهم أخطر شخصية في المنطقة .. وغاية ما هنالك أن كتاباته رسائل مشفق على أمته بصير بما يحاك لها .. وقد كان لمحاضراته في التسعينات أثر كبير في توعية الكثير وإيقاظهم من غفلتهم .. مازال أثرها إلى يوم الناس هذا .. إضافة لأثر القنوات الإخبارية كالجزيرة .. وغيرها
وليس هذا مبالغة مني في مدح الشيخ .. بل قد استمعت لبعض كبار الاستراتيجيين يثنون على الشيخ .. ويشيدون بأن الأمة بحاجة أن يكون علماؤها يحملون هذا الهمّ ..
ولو درست-أخي القاري- حال الأمة بإنصاف وتجرد .. ستصل إلى هذه النتيجة .. لأن مدافعة العدو التي ينبغي أن يقود مسيرتها العلماء والأمراء .. لا ينفع معها (في شق العلماء) أن يكون العلم متونا مجردة وشروحا جامدة للفقه وغيره .. فقط
بل لابد أن يربط القرآن والسنة والسيرة بالواقع على المستوى الشخصي .. وعلى مستوى الجماعة ..
وإلا فمن يترك السياسة والاهتمام الكافي بقضايا الأمة ويقول هي من اللغط ... إلخ .. فهو أشبه بالقاعد عن الجهاد العيني .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحتمي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كان كتاب الشيخ سيد قطب رحمه الله تعالى"في ظلال القرآن" نقلة نوعية .. تجعل قارئه يستشعر أن كل آية موجهة له .. كفرد وكأمة .. فبارك الله في نشره مع أنه كتبه في السجن بلطيفة من الله عجيبة .. وقد قال الشيخ المفسر المؤرخ الدكتور محمد موسى الشريف: لقد درسته والله بعناية وتجرد .. وتوصّلت إلى أنه لم يكتب على منواله فيما سبق .. وأشار إلى مافي كتابه من تجديد وبعث للأفهام .. ولا يحتاج للاستدلال على أية حال على ذلك
,,
على ما يقال من طعون في كتابه مبنية في الغالب على منهج الجرح والتجريح لغرض الإسقاط
وكل يؤخذ من قوله ويرّد
3 - ثم إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على أنه كان يفقه الواقع الدولي .. ولا يتصرّف بشيء إلا عن دراية لأنظمتهم ..
ومن ذلك معرفته عليه الصلاة والسلام بملك الحبشة .. وأنه لا يظلم عنده أحد
ولما خفيت عنه بعض الأشياء المتعلقة بالنظم "البروتكولية" أخذ بقول من نصحه يوم أن قيل له إن الملوك لا تقبل الرسائل إلا بختم .. فاتخذ خاتما نقشه محمد رسول الله .. كما هو ثابت في الصحيح
وكذا من بعده من الخلفاء والعلماء
ولا يُعترض بأن رسول الله قائد الأمة, فمن واجبه أن يكون مطلعا ..
لأن الخطاب موجهٌ لمن ينشد أن يكون ذا أثر وتغيير على مستوى الأمة فيقتدي بخير قائد
ولأن الشاهد أيضا هو كون المعلومة التي قيلت له كانت سببا في اعتماد رسائله عليه الصلاة والسلام .. بحيث يترتب المرجوّ منها وهو تحقيق البلاغ ..
4 - ولأن الجهل بالواقع السياسي يجعل الأمة في مهب الريح عندما تعصف بها النوازل .. تتخبط في الفتاوى ..
وفي القرارات .. وفي ردات الفعل ..
وإذا قرأت حقبة توسع التتار ستدرك أن من أهم الأسباب لسقوط الدول الإسلامية مع فشو المعاصي .. جهلهم بالسياسة على مستوى القادة والمثقفين والعلماء .. بدليل اتخاذ قرارات غبية تضر بكراسيهم .. أي لا يتخذها حتى الكافر العالم بواقعِه
5 - ولأن الله تعالى أمرنا بالاعتبار من الأمم والأحداث .. كقوله"لقد كان في قصصهم عبرة"
وقوله:"فاعتبروا يا أولي الأبصار" .. وكثيرا ما يوجه القرآن أهله للاعتبار من التاريخ .. فهو كتاب السنن الربانية المفتوح
ولا يخفى علاقة ذلك بما نحن في صدده .. لأن التاريخ أحداث الماضي .. وموضوعنا: أحداث اليوم .. التي ستصبح غدا تاريخا
6 - ولأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
ولا يرتاب عاقل أن فهم السياسة قوة .. لأنه يترتب عليها حسن التخطيط والإعداد للمستقبل
والعمل على استشرافه بما يعود بالخيرية على الأمة ..
7 - ولأن الرسالة المحمدية بطبيعتها ليست رسالة للعمل الفردي المجرد ..
نعم إصلاح المرء لنفسه والاهتمام بذلك لا مندوحة عنه ولا نقاش .. وضرورته لا تخفى .. أعني العناية التربوية للنفس وتهذيبها بمكارم الأخلاق .. إلخ
لكن الإسلام دين جماعة .. ويد الله على الجماعة .. كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
وإذا تقرر ذلك .. فالمسلم الأندونيسي .. والصيني والهندي والعراقي .. والكشميري .. إلخ ... هو أخي .. وكلنا في بوتقة واحدة .. يجمعنا ماهو أشد من النسب .. وذلك يقتضي بالضرورة فهم الواقع السياسي .. والمؤامرات الدولية
8 - ولأن الأمة محاربة إلى يوم القيامة .. مستهدفة في دينها .. "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"
منذ بزوغ فجر الرسالة .. والسياسة ليست غير فهم الواقع بمفهوم أوسع من نطاق محلّي ضيق
والأعداء على الأبواب في كل حين .. بل قد اقتحموا ديارنا واستعبدونا ..
ومن أهم وسائل إزاحة الغمة بعد التوكل على الله .. تبصير الناس بالحقائق .. حتى لا يطول ليل رقادهم .. فتفجأهم غدرة الباغي ..
وأختم بأن أقول إن كثيرا من آيات القرآن توجهنا للحذر من مكر الأعادي .. ومكر المنافقين ..
وذلك يستوجب حتما أن نعدّ لهم ونفهمهم كما قال تعالى"قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر"
يقول شيخنا الجليل الحبيب الحوالي:" قبل أربعة عشر قرناً كشف –الله تعالى- ما في قلوبهم وحذرنا من موالاتهم، وكلفنا أن ندعوهم إلى الله، وأن نجاهدهم، ونهانا أن نتخذ منهم بطانة، ولكن أمتنا غفلت عن هذا، وخدعت بالداعايات المضللة والشعارات المغلقة"
وهناك الكلام عن النوايا الأمريكية والغرب .. والتحذير من القادم .. واستشراف المستقبل .. وتفقيه المسلمين بواقعهم ولو بعبارات ملفوفة بوشاح لا يميطه إلا أهل الفطنة عند الضرورة!
وغير ذلك أبواب كثيرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
كلها تذكر بالضوابط الشرعية
خصوصا في زمان اختلطت فيه الأوراق
وعلا فيه أصوات الاتجاهات الفكرية الخبيثة الكثيرة التي تعجّ بها ساحتنا ..
فهذا من جهاد المنافقين المشروع باللسان ..
وفي زمان الفتن هذا يكون الاضطرار إلى الاعتصام بالكتاب والعمل به والتمسك بالسنة والعض عليها بالنواجذ أشد إلحاحا وإن كانت حاجتنا لهذين النورين أبلغ من حاجتنا للطعام والشراب والهواء في كل حال وحين .. وهذا على مستوى الفرد والأمة .. والذي لايريد أن يفهمه الكثير أن من سنن الله تعالى في هذه الأمة ألا ينصرها مهما بلغت أسباب قوتها إلا إذا نصرت دين ربها وصححت عقيدتها وتوحدت تحت رايتها .. وإلا فما معنى قول الله تعالى لخير قرن"أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم"
ولكن هل تكفي المتون وحدها لذلك .. أم لابدّ من فهم الواقع؟
يبلغ ببعضنا النسيان حد الهذيان .. فعلى سبيل المثال لا الحصر: مشهدان لإيران معروضان في ذات الوقت: .. مشهد: سفك دماء ووتقتيل وسوم عذاب وتنكيل لأهل السنة في العراق .. بأيدي ميليشياتها الرافضية
والمشهد الآخر: أسر جنديين يهوديين وبعض المفرقعات هنا وهناك .. ضد اليهود .. بأيدي ميليشياتها (أيضا) .. أي ما يسمى بـ"حزب الله" ..
وبكلمة أخرى .. وجه بالغ القبح والسوء والبشاعة دونما ريب وبالإجماع .. هو هو .. وبقدرة قادر .. ذات الوجه يتبدى أنه لطيف .. لأنه –كما يبدو بعد عمليات التجميل-عنيف مع العدو ..
والنتيجة: تنمسح الصورة الشوهاء (الحقيقية) الأولى من مخيلة المتابع العربي المغرق في العاطفة والسذاجة –رغم الثقافة! - .. وترسخ الصورة الثانية المزيفة وتنحفر في وجدان المتابع نفسه ..
وقد تحصل عملية فصل للتخلص من هاجس التناقض .. عبر محاولة إقناع الذات في اللاشعور أن الحزب شيء آخر .. غير إيران .. فتتسق الصورة في ذهن المتلقي .. ليكمل بعد ذلك تشجيعه وتمجيده وتخليده وتعظيمه .. وقل تقديسه .. إن شئت .. للتوأم المفصول ..
-"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"
وأنّى لنا أن نعرف أحوال هؤلاء المستضعفين .. للتواصل معهم .. وصولاً بنا وبهم إلى تحقيق السنة الربانية بجعلنا الأئمة الوارثين .. إذا كنا في غفلة عن أحوالهم .. وأحوالنا!
فهذه بشرى جلية جليلة للمستضعفين .. علينا أن نكون قدراً لله في التغلّب عليها ..
كما قال عمر رضي الله عنه:"نفر من قدر إلى قدر الله"
-وأختم بأن الفقه الإسلامي -أي شريعتنا-يشتمل في عناوينه .. على الجهاد والعلاقات الدولية والسياسة الشرعية .. وهذه إذا لم تنزّل على الواقع كانت دراستنا لها أشبه باللغو ..
فالشريعة ليست مجرد نظريات منفكّة عن التطبيق ..
ولكن يبقى التنبيه على أنّ هذا التنزيل ليس مشاعاً .. لكل من هبّ ودرج ..
وإنما يقتاته رجال جمعوا بين فقه الفقه وفقه الواقع ..
والله الموفق
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 07:47]ـ
الأمة بحاجة إلى أن تنهض فكريا وعلميا وترتقي كما ارتقى أسلافها بالنظر إلى التاريخ والاعتبار بما حصل.
أما جعل الدين في المسجد فهذا ما أراده العلمانيون
وقد حققوا أهدافهم.
بارك الله فيك يا أبا القاسم وجعلني وإياك من الفائزين في هذا الشهر الكريم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 02:48]ـ
أحسنت أخي أبا القاسم ..
ويقبح بالعالم أن يكون أريبا في علوم الشريعة, ... إذا سئل في مسألة أتى بكلام المتقدمين والمتأخرين,,,وإذا سئل عن شيء من واقعه كان من أجهل الناس به ...
ومما يزيد الأمر تعقيدا محاربة أدعياء مذهب السلف أصحاب الفكر السطحي الانبطاحي المتحجر لكل مظهر من مظاهر الصحوة الاسلامية بدعوى التحزب والقطبية ووو وأن كل من تكلم في واقع أمته فهو حركي محترق ....
وكان هذا جرثوما خبيثا دس في جسد الصحوة الاسلامية كردة فعل مخطط لها بعيد فتنة الخليج ...
وهذا ظرف زماني يجعلهم في قفص اتهام ... سمعت أحد مشايخنا المنفتحين يتكلم عن الأستاذ السوري عصام العطار المقيم بإخن في ألمانيا (مؤسس حركة الطلائع) فقال لي"استطاع هذا الرجل أن يجمع بين الوعي السياسي والعقيدة السلفية"
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أردف قائلا أن الكثير ممن يتبنى النهج السلفي إذا تكلم في العقيدة كان فارسا مغوارا مع جهل مدقع بظرفه المحيط به وهناك ايضا من اصحاب التنظيمات الحركية من عنده انفتاح على الواقع والعالم واطلاع على كل مايجري في السطح من ملابسات سياسية وتطورات ويصحب هذا جهل كبير بالعقيدة الصحيحة ..
ومن بين فرث ودم ... مشايخ الصحوة المتيقظين لتربصات الاعداء بالمسلمين ممن جمعوا بين الأمرين ... وديننا دين وسط واعتدال لاتطرف وجفاء ..
والله الموفق ..
ـ[البريك]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:28]ـ
لماذا التفقه في السياسة والكتابة عنها؟
-يصرف كثير من طلبة كل أوقاتهم في تنقيح العلوم والغوص في لجاج التفصيلات العلمية الدقيقة التي تكون في كثير من الأحيان ليست مسيسة بحاجتنا وزماننا وربما تمثّلوا إبان ذلك:
سهري لتنقيح العلوم أحبّ لي ... من وصل غانيةٍ وطيب عناقِ
.. وفي الحالات الأحسن تكون هذه النقاشات من فضول العلم و ثمّ ما هو أولى منها بكثير .. ثم لا تراهم يعرفون عن واقعهم وأمتهم إلا نزرًا متواضعا جدا .. وسألخص مستعينا بالله تعالى:لمَ يجب أن يكون طالب العلم مطلعًا على السياسة ومتعلقاتها مشاركا في النظر فيها والكلام عنها بمبلغ علمه لا لمجرد التنظير الفارغ .. بل لأسباب سيأتي ذكرها
:-
-"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
لأن المسلم بعامة وطالب العلم بخاصة مطالب شرعا أن يكون خبيرا بواقعه .. وبالنظر في سير الأكابر تجد أن المجددين كانوا على اطلاع بواقع الدول والسياسات والأنظمة .. فهؤلاء هم الذين كان لهم كبير الأثر في قيادة الجماهير ومن أبرز الأمثلة على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعلى .. وقس عليه في مختلف الأعصار .. والأمصار
وفي كتاب العلامة محمود شاكر الموسوم بـ"رسالة في الطريق إلى ثفافتنا" قام رحمه الله بدراسة عميقة لواقع الأمة قبل غزو الأوروبيين لبلادنا .. فتوصّل لنتيجة مهمة .. وهي أن من أهم أسباب وقوع الأمة تحت وطأة سيطرة الغرب ودخولهم بلادنا وتقسيمها كان غفلة من كبار العلماء قبيل ذلك عن إدراك ما يحاك للأمة الإدرك الكافي ..
وسمّى منهم خمسة وهم:-
محمد بن عبد الوهاب في نجد .. والشوكاني في اليمن .. والجبرتي الكبير المهندس الميكانيكي الكبير في مصر .. والمرتضى الزبيدي .. والبغدادي صاحب خزانة الأدب ..
بدليل أنهم لم يبصّروا الأمة بما كان يجري وراء" الكواليس" فكان الناس في غفلة عن هذا
وكان يأتي الأوروبيون الكفرة مثلا للجبرتي يدرسون الهندسة على يديه .. فيعلمهم بكل أريحية .. ولا يعلم أنهم استعملوا علمه فيما بعد لطعن الأمة ..
وبصرف النظر عن هذه الأسماء تحديدا .. فإن ما ذكره من غفلة العلماء بعامة صحيح (أعني في الفترة التي سبقت الاجتياح الأوروبي منذ ما قبل الثورة الفرنسية) .. وله شواهد كثيرة تؤكده ليس هذا مجال بسطها
وأختم هذه النقطة لأقول: ما أكثر الفتاوى المغلوطة بسبب ضعف الفهم للواقع السياسي لمن يسميهم الناس كبارا ..
وهم كذلك لكن في المادة العلمية البحتة .. لا بإطلاق,,ولا أود الدخول في أمثلة حتى لا يخرج المقال عن مقصوده ..
2 - ولأن الأعداء يحرصون أن يكون المسلمون معزولين عن السياسة .. كل الحرص
فتراهم يدعمون حركات الصوفية .. وشيوخ السلطان .. لأنهم يخدرون الشعوب بإيهامهم أن كل شيء بخير ..
ولهذا تنبه الأوغاد لفكر الشيخ سفر وحذروا منه .. وأقول هذا عن علم .. لا مجرد تحليل شخصي
فقد حذر منظرو الغرب من أمثال توماس فريدمان .. وغيره من الشيخ سفر وعده بعضهم أخطر شخصية في المنطقة .. وغاية ما هنالك أن كتاباته رسائل مشفق على أمته بصير بما يحاك لها .. وقد كان لمحاضراته في التسعينات أثر كبير في توعية الكثير وإيقاظهم من غفلتهم .. مازال أثرها إلى يوم الناس هذا .. إضافة لأثر القنوات الإخبارية كالجزيرة .. وغيرها
وليس هذا مبالغة مني في مدح الشيخ .. بل قد استمعت لبعض كبار الاستراتيجيين يثنون على الشيخ .. ويشيدون بأن الأمة بحاجة أن يكون علماؤها يحملون هذا الهمّ ..
ولو درست-أخي القاري- حال الأمة بإنصاف وتجرد .. ستصل إلى هذه النتيجة .. لأن مدافعة العدو التي ينبغي أن يقود مسيرتها العلماء والأمراء .. لا ينفع معها (في شق العلماء) أن يكون العلم متونا مجردة وشروحا جامدة للفقه وغيره .. فقط
بل لابد أن يربط القرآن والسنة والسيرة بالواقع على المستوى الشخصي .. وعلى مستوى الجماعة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلا فمن يترك السياسة والاهتمام الكافي بقضايا الأمة ويقول هي من اللغط ... إلخ .. فهو أشبه بالقاعد عن الجهاد العيني .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحتمي ..
ولهذا كان كتاب الشيخ سيد قطب رحمه الله تعالى"في ظلال القرآن" نقلة نوعية .. تجعل قارئه يستشعر أن كل آية موجهة له .. كفرد وكأمة .. فبارك الله في نشره مع أنه كتبه في السجن بلطيفة من الله عجيبة .. وقد قال الشيخ المفسر المؤرخ الدكتور محمد موسى الشريف: لقد درسته والله بعناية وتجرد .. وتوصّلت إلى أنه لم يكتب على منواله فيما سبق .. وأشار إلى مافي كتابه من تجديد وبعث للأفهام .. ولا يحتاج للاستدلال على أية حال على ذلك
,,
على ما يقال من طعون في كتابه مبنية في الغالب على منهج الجرح والتجريح لغرض الإسقاط
وكل يؤخذ من قوله ويرّد
3 - ثم إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على أنه كان يفقه الواقع الدولي .. ولا يتصرّف بشيء إلا عن دراية لأنظمتهم ..
ومن ذلك معرفته عليه الصلاة والسلام بملك الحبشة .. وأنه لا يظلم عنده أحد
ولما خفيت عنه بعض الأشياء المتعلقة بالنظم "البروتكولية" أخذ بقول من نصحه يوم أن قيل له إن الملوك لا تقبل الرسائل إلا بختم .. فاتخذ خاتما نقشه محمد رسول الله .. كما هو ثابت في الصحيح
وكذا من بعده من الخلفاء والعلماء
ولا يُعترض بأن رسول الله قائد الأمة, فمن واجبه أن يكون مطلعا ..
لأن الخطاب موجهٌ لمن ينشد أن يكون ذا أثر وتغيير على مستوى الأمة فيقتدي بخير قائد
ولأن الشاهد أيضا هو كون المعلومة التي قيلت له كانت سببا في اعتماد رسائله عليه الصلاة والسلام .. بحيث يترتب المرجوّ منها وهو تحقيق البلاغ ..
4 - ولأن الجهل بالواقع السياسي يجعل الأمة في مهب الريح عندما تعصف بها النوازل .. تتخبط في الفتاوى ..
وفي القرارات .. وفي ردات الفعل ..
وإذا قرأت حقبة توسع التتار ستدرك أن من أهم الأسباب لسقوط الدول الإسلامية مع فشو المعاصي .. جهلهم بالسياسة على مستوى القادة والمثقفين والعلماء .. بدليل اتخاذ قرارات غبية تضر بكراسيهم .. أي لا يتخذها حتى الكافر العالم بواقعِه
5 - ولأن الله تعالى أمرنا بالاعتبار من الأمم والأحداث .. كقوله"لقد كان في قصصهم عبرة"
وقوله:"فاعتبروا يا أولي الأبصار" .. وكثيرا ما يوجه القرآن أهله للاعتبار من التاريخ .. فهو كتاب السنن الربانية المفتوح
ولا يخفى علاقة ذلك بما نحن في صدده .. لأن التاريخ أحداث الماضي .. وموضوعنا: أحداث اليوم .. التي ستصبح غدا تاريخا
6 - ولأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
ولا يرتاب عاقل أن فهم السياسة قوة .. لأنه يترتب عليها حسن التخطيط والإعداد للمستقبل
والعمل على استشرافه بما يعود بالخيرية على الأمة ..
7 - ولأن الرسالة المحمدية بطبيعتها ليست رسالة للعمل الفردي المجرد ..
نعم إصلاح المرء لنفسه والاهتمام بذلك لا مندوحة عنه ولا نقاش .. وضرورته لا تخفى .. أعني العناية التربوية للنفس وتهذيبها بمكارم الأخلاق .. إلخ
لكن الإسلام دين جماعة .. ويد الله على الجماعة .. كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
وإذا تقرر ذلك .. فالمسلم الأندونيسي .. والصيني والهندي والعراقي .. والكشميري .. إلخ ... هو أخي .. وكلنا في بوتقة واحدة .. يجمعنا ماهو أشد من النسب .. وذلك يقتضي بالضرورة فهم الواقع السياسي .. والمؤامرات الدولية
8 - ولأن الأمة محاربة إلى يوم القيامة .. مستهدفة في دينها .. "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"
منذ بزوغ فجر الرسالة .. والسياسة ليست غير فهم الواقع بمفهوم أوسع من نطاق محلّي ضيق
والأعداء على الأبواب في كل حين .. بل قد اقتحموا ديارنا واستعبدونا ..
ومن أهم وسائل إزاحة الغمة بعد التوكل على الله .. تبصير الناس بالحقائق .. حتى لا يطول ليل رقادهم .. فتفجأهم غدرة الباغي ..
وأختم بأن أقول إن كثيرا من آيات القرآن توجهنا للحذر من مكر الأعادي .. ومكر المنافقين ..
وذلك يستوجب حتما أن نعدّ لهم ونفهمهم كما قال تعالى"قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر"
يقول شيخنا الجليل الحبيب الحوالي:" قبل أربعة عشر قرناً كشف –الله تعالى- ما في قلوبهم وحذرنا من موالاتهم، وكلفنا أن ندعوهم إلى الله، وأن نجاهدهم، ونهانا أن نتخذ منهم بطانة، ولكن أمتنا غفلت عن هذا، وخدعت بالداعايات المضللة والشعارات المغلقة"
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك الكلام عن النوايا الأمريكية والغرب .. والتحذير من القادم .. واستشراف المستقبل .. وتفقيه المسلمين بواقعهم ولو بعبارات ملفوفة بوشاح لا يميطه إلا أهل الفطنة عند الضرورة!
وغير ذلك أبواب كثيرة ..
كلها تذكر بالضوابط الشرعية
خصوصا في زمان اختلطت فيه الأوراق
وعلا فيه أصوات الاتجاهات الفكرية الخبيثة الكثيرة التي تعجّ بها ساحتنا ..
فهذا من جهاد المنافقين المشروع باللسان ..
وفي زمان الفتن هذا يكون الاضطرار إلى الاعتصام بالكتاب والعمل به والتمسك بالسنة والعض عليها بالنواجذ أشد إلحاحا وإن كانت حاجتنا لهذين النورين أبلغ من حاجتنا للطعام والشراب والهواء في كل حال وحين .. وهذا على مستوى الفرد والأمة .. والذي لايريد أن يفهمه الكثير أن من سنن الله تعالى في هذه الأمة ألا ينصرها مهما بلغت أسباب قوتها إلا إذا نصرت دين ربها وصححت عقيدتها وتوحدت تحت رايتها .. وإلا فما معنى قول الله تعالى لخير قرن"أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم"
ولكن هل تكفي المتون وحدها لذلك .. أم لابدّ من فهم الواقع؟
يبلغ ببعضنا النسيان حد الهذيان .. فعلى سبيل المثال لا الحصر: مشهدان لإيران معروضان في ذات الوقت: .. مشهد: سفك دماء ووتقتيل وسوم عذاب وتنكيل لأهل السنة في العراق .. بأيدي ميليشياتها الرافضية
والمشهد الآخر: أسر جنديين يهوديين وبعض المفرقعات هنا وهناك .. ضد اليهود .. بأيدي ميليشياتها (أيضا) .. أي ما يسمى بـ"حزب الله" ..
وبكلمة أخرى .. وجه بالغ القبح والسوء والبشاعة دونما ريب وبالإجماع .. هو هو .. وبقدرة قادر .. ذات الوجه يتبدى أنه لطيف .. لأنه –كما يبدو بعد عمليات التجميل-عنيف مع العدو ..
والنتيجة: تنمسح الصورة الشوهاء (الحقيقية) الأولى من مخيلة المتابع العربي المغرق في العاطفة والسذاجة –رغم الثقافة! - .. وترسخ الصورة الثانية المزيفة وتنحفر في وجدان المتابع نفسه ..
وقد تحصل عملية فصل للتخلص من هاجس التناقض .. عبر محاولة إقناع الذات في اللاشعور أن الحزب شيء آخر .. غير إيران .. فتتسق الصورة في ذهن المتلقي .. ليكمل بعد ذلك تشجيعه وتمجيده وتخليده وتعظيمه .. وقل تقديسه .. إن شئت .. للتوأم المفصول ..
-"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"
وأنّى لنا أن نعرف أحوال هؤلاء المستضعفين .. للتواصل معهم .. وصولاً بنا وبهم إلى تحقيق السنة الربانية بجعلنا الأئمة الوارثين .. إذا كنا في غفلة عن أحوالهم .. وأحوالنا!
فهذه بشرى جلية جليلة للمستضعفين .. علينا أن نكون قدراً لله في التغلّب عليها ..
كما قال عمر رضي الله عنه:"نفر من قدر إلى قدر الله"
-وأختم بأن الفقه الإسلامي -أي شريعتنا-يشتمل في عناوينه .. على الجهاد والعلاقات الدولية والسياسة الشرعية .. وهذه إذا لم تنزّل على الواقع كانت دراستنا لها أشبه باللغو ..
فالشريعة ليست مجرد نظريات منفكّة عن التطبيق ..
ولكن يبقى التنبيه على أنّ هذا التنزيل ليس مشاعاً .. لكل من هبّ ودرج ..
وإنما يقتاته رجال جمعوا بين فقه الفقه وفقه الواقع ..
والله الموفق
أصبت المحز ورب الكعبة!!!!
تكلمت لغة الفقهاء .. فقهاء عصرهم .. وهكذا كان السلف ..
ودعني مما قد يقال .. !!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 05:02]ـ
الاخ الفاضل أبو القاسم وفقه الله
للفائدة اقول حول هذاالموضوع المهم
لما تكلم العلامة الشيخ سفر حفظه الله وعافاه
ايام حرب صدام للكويت عن ضرورة فقه الواقع شن بعضهم هجوما عنيفا عليه وقالوا من اين اتى بفقه الواقع
و ماعلموا ان هذا الفقه قد قرره المحققون من العلماء امثال الامام ابن القيم رحمه الله حيث قال في اعلام الموقعين
ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع , وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان قوله في هذا الواقع , ثم يطبق أحدهما على الآخر ; فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يعدم أجرين أو أجرا ; فالعالم من يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله ورسوله , كما توصل شاهد يوسف بشق القميص من دبر إلى معرفة براءته وصدقه , وكما توصل سليمان صلى الله عليه وسلم بقوله: " ائتوني بالسكين حتى أشق الولد بينكما " إلى معرفة عين الأم , وكما توصل أمير المؤمنين علي عليه السلام بقوله للمرأة التي حملت كتاب حاطب ما أنكرته لتخرجن الكتاب أو لأجردنك إلى استخراج الكتاب منها.
وكما توصل الزبير بن العوام بتعذيب أحد ابني أبي الحقيق بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دلهم على كنز جبى لما ظهر له كذبه في دعوى ذهابه بالإنفاق بقوله: المال كثير والعهد أقرب من ذلك , وكما توصل النعمان بن بشير بضرب المتهمين بالسرقة إلى ظهور المال المسروق عندهم , فإن ظهر وإلا ضرب من اتهمهم كما ضربهم , وأخبر أن هذا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن تأمل الشريعة وقضايا الصحابة وجدها طافحة بهذا , ومن سلك غير هذا أضاع على الناس حقوقهم , ونسبه إلى الشريعة التي بعث الله بها رسوله [ص: 70]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:18]ـ
لماذا التفقه في السياسة والكتابة عنها؟
-يصرف كثير من طلبة كل أوقاتهم في تنقيح العلوم والغوص في لجاج التفصيلات العلمية الدقيقة التي تكون في كثير من الأحيان ليست مسيسة بحاجتنا وزماننا وربما تمثّلوا إبان ذلك:
سهري لتنقيح العلوم أحبّ لي ... من وصل غانيةٍ وطيب عناقِ
.. وفي الحالات الأحسن تكون هذه النقاشات من فضول العلم و ثمّ ما هو أولى منها بكثير .. ثم لا تراهم يعرفون عن واقعهم وأمتهم إلا نزرًا متواضعا جدا .. وسألخص مستعينا بالله تعالى:لمَ يجب أن يكون طالب العلم مطلعًا على السياسة ومتعلقاتها مشاركا في النظر فيها والكلام عنها بمبلغ علمه لا لمجرد التنظير الفارغ .. بل لأسباب سيأتي ذكرها
:-
-"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
لأن المسلم بعامة وطالب العلم بخاصة مطالب شرعا أن يكون خبيرا بواقعه .. وبالنظر في سير الأكابر تجد أن المجددين كانوا على اطلاع بواقع الدول والسياسات والأنظمة .. فهؤلاء هم الذين كان لهم كبير الأثر في قيادة الجماهير ومن أبرز الأمثلة على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعلى .. وقس عليه في مختلف الأعصار .. والأمصار
وفي كتاب العلامة محمود شاكر الموسوم بـ"رسالة في الطريق إلى ثفافتنا" قام رحمه الله بدراسة عميقة لواقع الأمة قبل غزو الأوروبيين لبلادنا .. فتوصّل لنتيجة مهمة .. وهي أن من أهم أسباب وقوع الأمة تحت وطأة سيطرة الغرب ودخولهم بلادنا وتقسيمها كان غفلة من كبار العلماء قبيل ذلك عن إدراك ما يحاك للأمة الإدرك الكافي ..
وسمّى منهم خمسة وهم:-
محمد بن عبد الوهاب في نجد .. والشوكاني في اليمن .. والجبرتي الكبير المهندس الميكانيكي الكبير في مصر .. والمرتضى الزبيدي .. والبغدادي صاحب خزانة الأدب ..
بدليل أنهم لم يبصّروا الأمة بما كان يجري وراء" الكواليس" فكان الناس في غفلة عن هذا
وكان يأتي الأوروبيون الكفرة مثلا للجبرتي يدرسون الهندسة على يديه .. فيعلمهم بكل أريحية .. ولا يعلم أنهم استعملوا علمه فيما بعد لطعن الأمة ..
وبصرف النظر عن هذه الأسماء تحديدا .. فإن ما ذكره من غفلة العلماء بعامة صحيح (أعني في الفترة التي سبقت الاجتياح الأوروبي منذ ما قبل الثورة الفرنسية) .. وله شواهد كثيرة تؤكده ليس هذا مجال بسطها
وأختم هذه النقطة لأقول: ما أكثر الفتاوى المغلوطة بسبب ضعف الفهم للواقع السياسي لمن يسميهم الناس كبارا ..
وهم كذلك لكن في المادة العلمية البحتة .. لا بإطلاق,,ولا أود الدخول في أمثلة حتى لا يخرج المقال عن مقصوده ..
2 - ولأن الأعداء يحرصون أن يكون المسلمون معزولين عن السياسة .. كل الحرص
فتراهم يدعمون حركات الصوفية .. وشيوخ السلطان .. لأنهم يخدرون الشعوب بإيهامهم أن كل شيء بخير ..
ولهذا تنبه الأوغاد لفكر الشيخ سفر وحذروا منه .. وأقول هذا عن علم .. لا مجرد تحليل شخصي
فقد حذر منظرو الغرب من أمثال توماس فريدمان .. وغيره من الشيخ سفر وعده بعضهم أخطر شخصية في المنطقة .. وغاية ما هنالك أن كتاباته رسائل مشفق على أمته بصير بما يحاك لها .. وقد كان لمحاضراته في التسعينات أثر كبير في توعية الكثير وإيقاظهم من غفلتهم .. مازال أثرها إلى يوم الناس هذا .. إضافة لأثر القنوات الإخبارية كالجزيرة .. وغيرها
وليس هذا مبالغة مني في مدح الشيخ .. بل قد استمعت لبعض كبار الاستراتيجيين يثنون على الشيخ .. ويشيدون بأن الأمة بحاجة أن يكون علماؤها يحملون هذا الهمّ ..
ولو درست-أخي القاري- حال الأمة بإنصاف وتجرد .. ستصل إلى هذه النتيجة .. لأن مدافعة العدو التي ينبغي أن يقود مسيرتها العلماء والأمراء .. لا ينفع معها (في شق العلماء) أن يكون العلم متونا مجردة وشروحا جامدة للفقه وغيره .. فقط
بل لابد أن يربط القرآن والسنة والسيرة بالواقع على المستوى الشخصي .. وعلى مستوى الجماعة ..
وإلا فمن يترك السياسة والاهتمام الكافي بقضايا الأمة ويقول هي من اللغط ... إلخ .. فهو أشبه بالقاعد عن الجهاد العيني .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحتمي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كان كتاب الشيخ سيد قطب رحمه الله تعالى"في ظلال القرآن" نقلة نوعية .. تجعل قارئه يستشعر أن كل آية موجهة له .. كفرد وكأمة .. فبارك الله في نشره مع أنه كتبه في السجن بلطيفة من الله عجيبة .. وقد قال الشيخ المفسر المؤرخ الدكتور محمد موسى الشريف: لقد درسته والله بعناية وتجرد .. وتوصّلت إلى أنه لم يكتب على منواله فيما سبق .. وأشار إلى مافي كتابه من تجديد وبعث للأفهام .. ولا يحتاج للاستدلال على أية حال على ذلك
,,
على ما يقال من طعون في كتابه مبنية في الغالب على منهج الجرح والتجريح لغرض الإسقاط
وكل يؤخذ من قوله ويرّد
3 - ثم إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على أنه كان يفقه الواقع الدولي .. ولا يتصرّف بشيء إلا عن دراية لأنظمتهم ..
ومن ذلك معرفته عليه الصلاة والسلام بملك الحبشة .. وأنه لا يظلم عنده أحد
ولما خفيت عنه بعض الأشياء المتعلقة بالنظم "البروتكولية" أخذ بقول من نصحه يوم أن قيل له إن الملوك لا تقبل الرسائل إلا بختم .. فاتخذ خاتما نقشه محمد رسول الله .. كما هو ثابت في الصحيح
وكذا من بعده من الخلفاء والعلماء
ولا يُعترض بأن رسول الله قائد الأمة, فمن واجبه أن يكون مطلعا ..
لأن الخطاب موجهٌ لمن ينشد أن يكون ذا أثر وتغيير على مستوى الأمة فيقتدي بخير قائد
ولأن الشاهد أيضا هو كون المعلومة التي قيلت له كانت سببا في اعتماد رسائله عليه الصلاة والسلام .. بحيث يترتب المرجوّ منها وهو تحقيق البلاغ ..
4 - ولأن الجهل بالواقع السياسي يجعل الأمة في مهب الريح عندما تعصف بها النوازل .. تتخبط في الفتاوى ..
وفي القرارات .. وفي ردات الفعل ..
وإذا قرأت حقبة توسع التتار ستدرك أن من أهم الأسباب لسقوط الدول الإسلامية مع فشو المعاصي .. جهلهم بالسياسة على مستوى القادة والمثقفين والعلماء .. بدليل اتخاذ قرارات غبية تضر بكراسيهم .. أي لا يتخذها حتى الكافر العالم بواقعِه
5 - ولأن الله تعالى أمرنا بالاعتبار من الأمم والأحداث .. كقوله"لقد كان في قصصهم عبرة"
وقوله:"فاعتبروا يا أولي الأبصار" .. وكثيرا ما يوجه القرآن أهله للاعتبار من التاريخ .. فهو كتاب السنن الربانية المفتوح
ولا يخفى علاقة ذلك بما نحن في صدده .. لأن التاريخ أحداث الماضي .. وموضوعنا: أحداث اليوم .. التي ستصبح غدا تاريخا
6 - ولأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
ولا يرتاب عاقل أن فهم السياسة قوة .. لأنه يترتب عليها حسن التخطيط والإعداد للمستقبل
والعمل على استشرافه بما يعود بالخيرية على الأمة ..
7 - ولأن الرسالة المحمدية بطبيعتها ليست رسالة للعمل الفردي المجرد ..
نعم إصلاح المرء لنفسه والاهتمام بذلك لا مندوحة عنه ولا نقاش .. وضرورته لا تخفى .. أعني العناية التربوية للنفس وتهذيبها بمكارم الأخلاق .. إلخ
لكن الإسلام دين جماعة .. ويد الله على الجماعة .. كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
وإذا تقرر ذلك .. فالمسلم الأندونيسي .. والصيني والهندي والعراقي .. والكشميري .. إلخ ... هو أخي .. وكلنا في بوتقة واحدة .. يجمعنا ماهو أشد من النسب .. وذلك يقتضي بالضرورة فهم الواقع السياسي .. والمؤامرات الدولية
8 - ولأن الأمة محاربة إلى يوم القيامة .. مستهدفة في دينها .. "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"
منذ بزوغ فجر الرسالة .. والسياسة ليست غير فهم الواقع بمفهوم أوسع من نطاق محلّي ضيق
والأعداء على الأبواب في كل حين .. بل قد اقتحموا ديارنا واستعبدونا ..
ومن أهم وسائل إزاحة الغمة بعد التوكل على الله .. تبصير الناس بالحقائق .. حتى لا يطول ليل رقادهم .. فتفجأهم غدرة الباغي ..
وأختم بأن أقول إن كثيرا من آيات القرآن توجهنا للحذر من مكر الأعادي .. ومكر المنافقين ..
وذلك يستوجب حتما أن نعدّ لهم ونفهمهم كما قال تعالى"قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر"
يقول شيخنا الجليل الحبيب الحوالي:" قبل أربعة عشر قرناً كشف –الله تعالى- ما في قلوبهم وحذرنا من موالاتهم، وكلفنا أن ندعوهم إلى الله، وأن نجاهدهم، ونهانا أن نتخذ منهم بطانة، ولكن أمتنا غفلت عن هذا، وخدعت بالداعايات المضللة والشعارات المغلقة"
وهناك الكلام عن النوايا الأمريكية والغرب .. والتحذير من القادم .. واستشراف المستقبل .. وتفقيه المسلمين بواقعهم ولو بعبارات ملفوفة بوشاح لا يميطه إلا أهل الفطنة عند الضرورة!
وغير ذلك أبواب كثيرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
كلها تذكر بالضوابط الشرعية
خصوصا في زمان اختلطت فيه الأوراق
وعلا فيه أصوات الاتجاهات الفكرية الخبيثة الكثيرة التي تعجّ بها ساحتنا ..
فهذا من جهاد المنافقين المشروع باللسان ..
وفي زمان الفتن هذا يكون الاضطرار إلى الاعتصام بالكتاب والعمل به والتمسك بالسنة والعض عليها بالنواجذ أشد إلحاحا وإن كانت حاجتنا لهذين النورين أبلغ من حاجتنا للطعام والشراب والهواء في كل حال وحين .. وهذا على مستوى الفرد والأمة .. والذي لايريد أن يفهمه الكثير أن من سنن الله تعالى في هذه الأمة ألا ينصرها مهما بلغت أسباب قوتها إلا إذا نصرت دين ربها وصححت عقيدتها وتوحدت تحت رايتها .. وإلا فما معنى قول الله تعالى لخير قرن"أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم"
ولكن هل تكفي المتون وحدها لذلك .. أم لابدّ من فهم الواقع؟
يبلغ ببعضنا النسيان حد الهذيان .. فعلى سبيل المثال لا الحصر: مشهدان لإيران معروضان في ذات الوقت: .. مشهد: سفك دماء ووتقتيل وسوم عذاب وتنكيل لأهل السنة في العراق .. بأيدي ميليشياتها الرافضية
والمشهد الآخر: أسر جنديين يهوديين وبعض المفرقعات هنا وهناك .. ضد اليهود .. بأيدي ميليشياتها (أيضا) .. أي ما يسمى بـ"حزب الله" ..
وبكلمة أخرى .. وجه بالغ القبح والسوء والبشاعة دونما ريب وبالإجماع .. هو هو .. وبقدرة قادر .. ذات الوجه يتبدى أنه لطيف .. لأنه –كما يبدو بعد عمليات التجميل-عنيف مع العدو ..
والنتيجة: تنمسح الصورة الشوهاء (الحقيقية) الأولى من مخيلة المتابع العربي المغرق في العاطفة والسذاجة –رغم الثقافة! - .. وترسخ الصورة الثانية المزيفة وتنحفر في وجدان المتابع نفسه ..
وقد تحصل عملية فصل للتخلص من هاجس التناقض .. عبر محاولة إقناع الذات في اللاشعور أن الحزب شيء آخر .. غير إيران .. فتتسق الصورة في ذهن المتلقي .. ليكمل بعد ذلك تشجيعه وتمجيده وتخليده وتعظيمه .. وقل تقديسه .. إن شئت .. للتوأم المفصول ..
-"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"
وأنّى لنا أن نعرف أحوال هؤلاء المستضعفين .. للتواصل معهم .. وصولاً بنا وبهم إلى تحقيق السنة الربانية بجعلنا الأئمة الوارثين .. إذا كنا في غفلة عن أحوالهم .. وأحوالنا!
فهذه بشرى جلية جليلة للمستضعفين .. علينا أن نكون قدراً لله في التغلّب عليها ..
كما قال عمر رضي الله عنه:"نفر من قدر إلى قدر الله"
-وأختم بأن الفقه الإسلامي -أي شريعتنا-يشتمل في عناوينه .. على الجهاد والعلاقات الدولية والسياسة الشرعية .. وهذه إذا لم تنزّل على الواقع كانت دراستنا لها أشبه باللغو ..
فالشريعة ليست مجرد نظريات منفكّة عن التطبيق ..
ولكن يبقى التنبيه على أنّ هذا التنزيل ليس مشاعاً .. لكل من هبّ ودرج ..
وإنما يقتاته رجال جمعوا بين فقه الفقه وفقه الواقع ..
والله الموفق
جزاكم الله خيرا أيها الأخ الكريم وبارك فيكم فقد وضعتم يدكم على الداء ونصحتم بالدواء
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 06:24]ـ
ماذا تعني ب (السياسة)؟
وكيف نتفقه فيها؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 01:28]ـ
جواب السؤال واضح في ثنايا الموضوع يا أخي الفاضل
أما كيف التفقه بها:-
-معرفة القضايا الكبرى في الأمة الإسلامية .. كالعراق وفلسطين .. والحقائق المتعلقة بها .. وذلك بمطالعة الأخبار والتحليلات السياسية لأهل الشأن الذين يجمعون بين الديانة والمعرفة الواقعية .. ولا مانع من الاطلاع على تحليلات قوميين وغيرهم .. فيستفاد منها ما فيه حق .. ويترك الباطل
-ومطالعة بعض الكتب المهمة في هذا الباب ..
-التفقه في السنن الربانية .. كالتي بثها الله في كتابه .. فهي تنفع في استشراف القادم
وجزى الله خيرا كل من شارك أو علق أو مر مرور الكرام
والسلام عليكم
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 05:18]ـ
جواب السؤال واضح في ثنايا الموضوع يا أخي الفاضل
أما كيف التفقه بها:-
-معرفة القضايا الكبرى في الأمة الإسلامية .. كالعراق وفلسطين .. والحقائق المتعلقة بها .. وذلك بمطالعة الأخبار والتحليلات السياسية لأهل الشأن الذين يجمعون بين الديانة والمعرفة الواقعية .. ولا مانع من الاطلاع على تحليلات قوميين وغيرهم .. فيستفاد منها ما فيه حق .. ويترك الباطل
-ومطالعة بعض الكتب المهمة في هذا الباب ..
-التفقه في السنن الربانية .. كالتي بثها الله في كتابه .. فهي تنفع في استشراف القادم
وجزى الله خيرا كل من شارك أو علق أو مر مرور الكرام
والسلام عليكم
ما دام الأمر كذلك فالأمر ليس لكل الطلبة بل يحتاج لطلبة علم كبار
لأن أطروحات القوميين وغيرهم مظنة شبهات ومخالفات شرعية يعرفها الفقيه
ومعرفة قضايا الأمة المصيرية ليست حكراً على أحد كل المسلمين يعرفون ذلك
وأما مسألة الغوص في التحليلات السياسية وقراءة الكتب في هذا المجال
فينبغي أن تكون المسألة منضبطة
فالتحليلات السياسية مبنية على أمرين
الأول المعلومات التي تتوفر عند هذا المحلل
الثاني نظرته إلى الموضوع وتكون عادةً راجعةً غلى خلفيته الفكرية فنظرة الإسلامي غير نظرة القومي غير نظرة اليبرالي
ومحل الضبط هنا أنه قد يكون هناك الكثير من المعلومات المخفية عن الإعلام والمحللين السياسيين وهي معلومات مؤثرة في الموضوع
فيأتي الطالب الناشيء ويقع في ظلم الوزير فلان أو الحكومة الفلانية بناءً على متبعته لمحلل سياسي معين معلوماته محدودة
بل عامة المحللين السياسيين ليسوا عدولاً ولهم أهواء فالتسليم لأخبارهم لا ينبغي
لذا فالذي يظهر أنه على طلبة العلم (وهم قليل) أن يشتغلوا بإصلاح مجتماعتهم وتطهيرلها من الشرك والبدع والفسوق والدعوات الكفرية
وإن وجدنا العدد الكافي من طلبة العلم لهذه المهمة وزاد فيهم زيادة
فليشتغلوا بالسياسة بالضوابط الشرعية
وهو أن يكون هذا المشتغل طالباً قوياً للعلم الشرعي
وألا يبني أحكاماً على أخبار الكفرة والفسقة إذا فيها فائدة لهم
وألا يحكم في مسألة حتى يتأكد من توفر جميع المعلومات اللازمة لديه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 09:39]ـ
يا أخي .. لماذا تسأل بغرض الامتحان؟!
وضح رأيك من البداية .. بمباشرة .. ووضوح
المقصود كل مسلم .. وبخاصة طلبة العلم يقبح بهم أن يكونوا جهلاء بواقع الأمة ..
وكفى ..
على أية حال رأيك هذا .. هو ما يحدوني للكتابة ..
حيث أصبحت فصل السياسة عن الدين .. داء عند كثير من طلبة العلم ..
فوقعوا في شيء من العلمنة دون شعور منهم .. بحجج واهية
والله المستعان
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:13]ـ
يا أخي .. لماذا تسأل بغرض الامتحان؟!
وضح رأيك من البداية .. بمباشرة .. ووضوح
المقصود كل مسلم .. وبخاصة طلبة العلم يقبح بهم أن يكونوا جهلاء بواقع الأمة ..
وكفى ..
على أية حال رأيك هذا .. هو ما يحدوني للكتابة ..
حيث أصبحت فصل السياسة عن الدين .. داء عند كثير من طلبة العلم ..
فوقعوا في شيء من العلمنة دون شعور منهم .. بحجج واهية
والله المستعان
يعلم الله أنني سألت بغرض الإستفادة مع توقعي لبعض الإجابات والتي هي محل نظر وبحث عندي
والواقع أن الإتهام الجائر بموافقة العلمانية لا ينبغي أن يصدر منك على أخوانك
فالعلمانيون لا يريدون أن نحكم الشريعة في الكثير من نواحي الحياة ونحن نريد تطبيقها في جميع نواحي الحياة
غير أن مشاركتي تتمركز على أن التعمق في السياسة العصرية لا بد له من ضوابط
وإلا فمعرفة أحوال المسلمين ليس حكراً على فئة دون أخرى
الكل يعرف ما يجري في العراق وفلسطين ولو مجملاً
هذا مع انتشار القنوات الإخبارية هنا وهناك والسياسة من الأمور التي فيها كل أحد
وما زلت على تلك الأقات الطويلة التي قضيتها أمام شاشة الرائي متابعاً للتحليلات السياسية فلم أستفد شيئاً كثيراً ولو قضيتها في تحرير المسائل العلمية لكان خيراً لي
وفي حال التزاحم بين التعمق في السياسة المعاصرة ودراسة العلوم الشريعة النافعة فإن العلوم الشرعية تقدم
لأن الإصلاح من الداخل هو الأهم
ومن يتعمق في السياسة المعاصرة بدون تأصيل فإنه يخشى عليه الإنحراف
وإلا فنحن عندنا علم قائم اسمه السياسة الشرعية ندرسه ونحث على دراسته
ومن المتقرر في أصول الفقه أن المفتي لا يفتي نازلة حتى يستوفي حيثياتها
فاتهامنا والحال هذه بموافقة العلمانية إما سوء فهم لمذهبنا أو سوء فهمٍ للعلمانية
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:21]ـ
اتهامي ليس لك .. يا أخي
وأعتذر عن الإجمال في كلامي
ولم أطلب التعمق .. أي كحال المتخصص
بل المراد واضح جدا في أصل الموضوع منذ المطلع
ولا انفكاك عن الربط بين الشريعة .. وإنزالها على الواقع .. للإصلاح والانتهاض
وهذا لا يتأتى إلا بشيء من الاهتمام .. لا كما نراه من كثير من غفلة طلب العلم عن معرفة أشياء كثيرة .. يقبح بهم جهلها ..
وسأضرب لك ..
جاء وفد من العراق .. يستنصر إخوتهم ويعرضون قضيتهم .. على أكثر من شيخ
فاعتذر هؤلاء بحجج واهية عن مجرد السماع ..
مع أنهم يحملون أخبارا تعود فائدتها ومصلحتها .. على ما هو أبعد من بقعة العراق
والذين سمعوا أودى بهم جهلهم إلى عدم تقدير الأمر .. فلم تكن لهم همة في التعاون .. بحجة خفاء الأمور عليهم
وأنهم إذن .. يتحرزون .. من الانخراط .. في الدعم .. حتى المعنوي منه!
أنا لا أطالب أن يكون طالب الشرية .. محمد حسنين هيكل ..
ولكن .. يكون لديه الحد الأدنى .. والذي يتعاظم مع حجم همه الذي يحمله في صدره .. تجاه أمته
وإنك لن تجد مجددا .. إلا له سهم وافر من هذا ..
وأعتذر إليك ثانية ..
والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:27]ـ
اعتذارك مقبول أخي الكريم
وهذا المرجو منك ومن أمثالك من الأفاضل
غير أن اعتذار بعض المفتين قد يكون سببه الورع عن الإفتاء في النوازل وهذا أمر مأثور عن السلف
ولا يمكن أن نقول أن السبب من هذا الإمتناع هو الجهل بالواقع فالمستفتي يصور الواقع
وبعض المسائل تحار فيها اللجان العلمية
كمثل مسألة أحد الأخوة في العراق
أصبح يدعو إلى التوحيد ونفع الله به خلقاً كثيراً ولكنه مهدد بالقتل وإذا حمل السلاح فإن الروافض سيقولون عنه ارهابي وسيبلغون الأمريكان عنه
فحار ماذا يفعل؟
أنا شخصياً لو استفتاني لأحلته على المفتي العام ولما أفتيته
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:43]ـ
حياكم الله تعالى .. وشكر الله لك حسن أدبك
لكنّك لو أحلته إلى مثل الشيخ سفر .. -لكان أولى وأصلح- .. والسبب .. هو تمكّن العلامة سفر .. من الجمع بين الفقه والواقع ..
على نحو قل نظيره في بلاد المسلمين ..
وحتى ألملم المقصود من جديد:-
على طالب العلم أن يكون ذا همة تعانق السماء ..
فينبض بالحيوية .. ولا يتعلل بأن هذه شؤون صعبة .. وأنه يخشى .. من القول فيها بغير علم
إذن فليتعلم ..
فهي أولى من التضلّع في الأدب العربي مثلا .. لأن الأمة تمر بها النوزال والفتن .. والقادم أهول .. كما تدل كل المؤشرات
كفانا الله شرهم
وهذا من الإعداد المأمور به شرعا .. كما أسلفت في المقال
ولن يدرك الناس ذلك إلا عند وقوع الكارثة .. حين يفتقرون إلى من درس الشريعة مع كونه خبيرا بواقع أمته .. فيفتي بجهل
وهذا بالمناسبة سبق إلى تقريره العلماء .. ولست من أدعيه وحدي .. وقد وضع الأخ الغامدي مقالة الإمام ابن القيم ..
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 10:55]ـ
لن أحيله على الدكتور وفقه الله
إنما أحيله على الكبار
فالمفتي ليس جاهلاً بالواقع وعنده من المعرفه فيه ما يمكنه من اصدار الحكم الصحيح إن شاء الله
وقد قدمنا أن المستفتي يوضح الأمور
وعندما نتكلم على الهمة التي تعانق السماء ينبغي أن نكون واقعيين (وأنت فقيه واقع)
الناس قدرات ومواهب فحتى مع علو الهمة لا نجد الكثير من الموسوعيين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 11:13]ـ
سبحان الله العظيم
لن أعلّق على كلامك تعليقا كاملا .. فرارا من الجدال ..
وتالله إن الشيخ العلامة سفر .. مجهول القدر عند الكثير .. أنت لا تعرفه .. وتسميه دكتورا (فقط!) .. وتنفي عنه كونه من الكبار! ..
ولست أدري بأي مقياس أجريت التكبير والتصغير ..
كما أنه ليس من الحكمة أن تعرض الأمر .. على من هو في منصب رسمي .. لأنه سيكون مؤطر الفكر .. لا طليقه .. رغما عنه .. وإن ادعى خلاف ذلك ..
لقد أفتى الشيخ العلامة ابن باز باستحقاق المشايخ سفر وغيره للسجن .. بسبب ذلك
ثم لما تبين له الأمر .. بعد مدة .. رجع وأثنى عليهم في الجامع الكبير بالرياض
ولذلك كان يفر كثير من كبار علماء السلف .. من المناصب الرسمية ..
قال سفيان الثوري لصاحبه: ويحك لا أخاف من إهانتهم إنما أخاف من إكرامهم!
وأنا أدعوك شخصيا لفهم واقع الأمة كما ينبغي .. وبصدق وحب ..
حتى المسألة التي نويت أن تعرضها على المفتي .. ليست بالمعضلة التي صورتها
وليس المفتي في أي بلد .. هو المرجع الأعلم بالضرورة .. كما لايخفى ..
بل الأصل في الوضع الراهن في كل البلاد .. خلاف ذلك .. إلا في حالات استثنائية
والله المستعان
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 11:42]ـ
سبحان الله العظيم
لن أعلّق على كلامك تعليقا كاملا .. فرارا من الجدال ..
وتالله إن الشيخ العلامة سفر .. مجهول القدر عند الكثير .. أنت لا تعرفه .. وتسميه دكتورا (فقط!) .. وتنفي عنه كونه من الكبار! ..
ولست أدري بأي مقياس أجريت التكبير والتصغير ..
كما أنه ليس من الحكمة أن تعرض الأمر .. على من هو في منصب رسمي .. لأنه سيكون مؤطر الفكر .. لا طليقه .. رغما عنه .. وإن ادعى خلاف ذلك ..
لقد أفتى الشيخ العلامة ابن باز باستحقاق المشايخ سفر وغيره للسجن .. بسبب ذلك
ثم لما تبين له الأمر .. بعد مدة .. رجع وأثنى عليهم في الجامع الكبير بالرياض
ولذلك كان يفر كثير من كبار علماء السلف .. من المناصب الرسمية ..
قال سفيان الثوري لصاحبه: ويحك لا أخاف من إهانتهم إنما أخاف من إكرامهم!
وأنا أدعوك شخصيا لفهم واقع الأمة كما ينبغي .. وبصدق وحب ..
حتى المسألة التي نويت أن تعرضها على المفتي .. ليست بالمعضلة التي صورتها
وليس المفتي في أي بلد .. هو المرجع الأعلم بالضرورة .. كما لايخفى ..
بل الأصل في الوضع الراهن في كل البلاد .. خلاف ذلك .. إلا في حالات استثنائية
والله المستعان
أنا أعرف الدكتور سفر جيداً
والأكابر عندي هم من في مستوى الأئمة الثلاثة (ابن باز وابت عثيمين والألباني) أو دونهم بقليل
وعلماؤنا لا يداهنون حتى ولو كانوا في مناصب حكومية
لهذا تجدهم يفتون بحرمة الربا في بلد فيها بنوك ربوية سمحت بها الحكومة
ويفتون بحرمة التصوير في بلد تطبع فيها صورة الملك على العملة
ثم إن المفتي يمكنه افتاء هذا المستفتي سراً وإخباره بأن الفتوى لا يجب أن تخرج لغيره لضمان عدم الضرر على المفتي كما يفعل بعضهم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 11:51]ـ
الشيخ سفر أعلم من هؤلاء جميعا بالواقع والعقيدة أيضا .. وما يفوقونه بالفقه .. أو الحديث ..
لايحتاج له في الغالب في هذه القضايا ..
وقد أفتى هؤلاء الفضلاء الكبراء فتاوى مغلوطة .. بسبب ما نناقشه ..
كفتوى الألباني في خروج أهل فلسطين منها .. وفتوى العثيمين في تحريم العمليات الاستشهادية في فلسطين ضد اليهود .. وفتوى ابن باز في السلام مع اليهود
والعلة في الجميع واحدة .. هو عدم الإلمام الكافي بحقيقة ما يجري
وأنا مصر أنك لا تعرف العلامة سفر الحوالي .. وتهضمه حقه
ثم من ثلّث الكبَر في هؤلاء؟
العلامة العلوان أعلم من هؤلاء جميعا عندي .. وفي خبايا الزوايا ما لا تعلمه ..
لماذا نحكر العلم العظيم والرسوخ فيه فيمن اشتهروا؟
وأرجو أن يتوقف الجدال إلى ههنا .. فقد وضحت رأيك .. ووضحت رأيي ..
وللناس حرية النظر والفكر في الترجيح
ثم إن ردك يوحي أنك لم تفهم كلامي
فلم أتهمهم بالخوف أصلا!
ومثالك لا يدل على شيء .. لأنه يفتي بذلك صغار الأتباع أيضا .. من مبتدئي طلبة العلم ..
والله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 11:51]ـ
الشيخ سفر أعلم من هؤلاء جميعا بالواقع والعقيدة أيضا .. وما يفوقونه بالفقه .. أو الحديث ..
لايحتاج له في الغالب في هذه القضايا ..
وقد أفتى هؤلاء الفضلاء الكبراء فتاوى مغلوطة .. بسبب ما نناقشه ..
كفتوى الألباني في خروج أهل فلسطين منها .. وفتوى العثيمين في تحريم العمليات الاستشهادية في فلسطين ضد اليهود .. وفتوى ابن باز في السلام مع اليهود
والعلة في الجميع واحدة .. هو عدم الإلمام الكافي بحقيقة ما يجري
وأنا مصر أنك لا تعرف العلامة سفر الحوالي .. وتهضمه حقه
ثم من ثلّث الكبَر في هؤلاء؟
العلامة العلوان أعلم من هؤلاء جميعا عندي .. وفي خبايا الزوايا ما لا تعلمه ..
لماذا نحكر العلم العظيم والرسوخ فيه فيمن اشتهروا؟
وأرجو أن يتوقف الجدال إلى ههنا .. فقد وضحت رأيك .. ووضحت رأيي ..
وللناس حرية النظر والفكر في الترجيح
ثم إن ردك يوحي أنك لم تفهم كلامي
فلم أتهمهم بالخوف أصلا!
ومثالك لا يدل على شيء .. لأنه يفتي بذلك صغار الأتباع أيضا .. من مبتدئي طلبة العلم ..
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 04:41]ـ
الشيخ سفر أعلم من هؤلاء جميعا بالواقع والعقيدة أيضا .. وما يفوقونه بالفقه .. أو الحديث ..
لايحتاج له في الغالب في هذه القضايا ..
وقد أفتى هؤلاء الفضلاء الكبراء فتاوى مغلوطة .. بسبب ما نناقشه ..
كفتوى الألباني في خروج أهل فلسطين منها .. وفتوى العثيمين في تحريم العمليات الاستشهادية في فلسطين ضد اليهود .. وفتوى ابن باز في السلام مع اليهود
والعلة في الجميع واحدة .. هو عدم الإلمام الكافي بحقيقة ما يجري
وأنا مصر أنك لا تعرف العلامة سفر الحوالي .. وتهضمه حقه
ثم من ثلّث الكبَر في هؤلاء؟
العلامة العلوان أعلم من هؤلاء جميعا عندي .. وفي خبايا الزوايا ما لا تعلمه ..
لماذا نحكر العلم العظيم والرسوخ فيه فيمن اشتهروا؟
وأرجو أن يتوقف الجدال إلى ههنا .. فقد وضحت رأيك .. ووضحت رأيي ..
وللناس حرية النظر والفكر في الترجيح
ثم إن ردك يوحي أنك لم تفهم كلامي
فلم أتهمهم بالخوف أصلا!
ومثالك لا يدل على شيء .. لأنه يفتي بذلك صغار الأتباع أيضا .. من مبتدئي طلبة العلم ..
والله المستعان
الشيخ سفر أعلم من الألباني وابن باز وابن عثيمين في العقيدة والواقع
اتق الله يا رجل
هنا نهاية المطاف معك
غير أني أنصحك بأن تقرأ ما كتبه الشيخ محمد إبراهيم شقرة في الدفاع عن الشيخ الألباني في المسألة التي ذكرت
ومسألة العمليات الإنتحارية أفتى الكثير من أهل العلم بعدم جوازها
فالتشنيع على القائل بهذا القول هبوط في فهم فقه الخلاف
ثم إن الشيخ ابن عثيمين كانت فتياه واضحة وتنضح بفقه الواقع
حيث أنه أفتى أن المرء يجوز له قتل نفسه إذا كان في ذلك مصلحة راجحة
لكنه رأى أن هذه المصلحة غير متحققة في الواقع الفلسطيني
وأما الشيخ ابن باز فذاك الجبل دافع عن نفسه وبين وجه فتياه من الأدلة الشرعية والواقعية (هذه تجوزاً) في عدد من فتاويه
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 04:53]ـ
سبحان الله، أخي أبا القاسم: اتفق الداني والقاصي من أهل العلم، بل حتى من ذكرت، يقرون بالإمامة لهؤلاء الثلاثة، الألباني، ابن باز، ابن عثيمين، وزد الفوزان، وهذا أمر لا يناقش فيه إلا شخص ليس عنده آلة الحكم، وحينئذ عليه أن يسكت حتى لا يضع الناس في غير منازلهم، هذا أولا، ثانيا: حتى لا يحيل الناس - إن كان ناصحا - إلى الأقل علما، مع وجود خواص أهل العلم، فإن من تمام النصيحة للمستفتي أن تحيله إلى أعلم الناس وأورع الناس.
فتأمل يا رعاك الله.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:17]ـ
حصر الكبار في هؤلاء وحكاية الإجماع عليه .. لا دليل عليه
ففي خبايا الزوايا ما لا تعلم ..
والشهرة ليست معيارا .. بل قد تكون دليلا على عكس المظنون
وكم من عظيم كبير .. يجهل قدره الكثير
والله الموفق(/)
فعل شرك بحجة التقرب للأهل
ـ[البادع]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
فعل الشرك بحجة التقرب من الأهل أو الأقارب أو فعل الشرك من باب الدعوة هل يعد مشرك؟
افيدونا جزاكم خير
ـ[المسندي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 05:35]ـ
نعم هو مشرك خالد في نار جهنم ولو كان يتقرب الى الله بهذا الشرك ليس لأهله فقط قال الله تعالى ((أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)) فسماه كاذب كفار وهو اشرك ليتقرب الى الله
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 12:46]ـ
مثل ماذا؟
ـ[البادع]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 05:18]ـ
أي شرك مثل طواف القبور الذبح لغير الله
ـ[المتقدم]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 05:59]ـ
نعم هو شرك حتى ولو كان من باب الدعوه ولنا في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لقومه اسوه حسنه فعليك اخي المبارك با التاسي به وعدم الا شراك با لله وقد حذر الله جل وعلا رسوله من الشرك فقال (لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكنن من الخاسرين)
وفقنا الله واياكم لكل خير(/)
لِمَاذَا نَدْعُو إِلَى (السَّلَفِيَّة)؟
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 01:02]ـ
[الحلقة الأولى]
لِمَاذَا نَدْعُو إِلَى (السَّلَفِيَّة)؟
بقلم: فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري
لَعَلِّي لا أُبَالِغُ إِذَا زَعَمْتُ –بِوُضُوحٍ وَصَراحَةٍ- أَنَّهُ: لَمْ يُظْلَم مُصْطَلَحٌ مَا- فِي هَذَا العَصْرِ- بِقَدْرِ مَا كَادَ يُظْلَمُ بِهِ مُصْطَلَحُ (السَّلَفِيَّة) -مِن أَبْنائِهِ، وَمِن أَعْدائِهِ-:
- مِن أَبْنائِهِ؛ لِعَدَمِ قِيامِهِم بَواجِبِهِ، وَتَقْدِيرِهِم لِصَوابِهِ ...
- وَمِن أَعْدائِهِ؛ لِخَلْطِهِم أَوْرَاقَه، وَلِجَهْلِهِم أُصُولَهُ وَآفاقَه ...
وَلَقَدْ غَرَّبَ كَثِيرٌ مِنَ الكُتَّابِ، وَالسَّاسَةِ، وَالمُتَكَلِّمِين –وَشَرَّقُوا-وَشَرِقُوا! - عِنْدَ كَلاَمِهِم عَلَى (السَّلَفِيَّة)، وَطَرْقِهم لِبَابِهَا؛ وَخَوْضِهِمْ لُبَابَها!!
وَأَكْثَرُ ذَلِكَ –مِنْهُم- بِسَبَبِ عَدَمِ ضَبْطِهِم هَذَا المُصْطَلَحَ –بِمَبْنَاه-، فَضْلاً عَنْ بُعْدِهِم عَن إِدْرَاكِ حَقِيقَةِ مَعْنَاه وَمَرْمَاهُ ...
وَسَأَضْرِبُ المَثَلَ عَلَى ذَلِكَ بِثَلاَثَةِ أَصْنَافٍ مِنَ النَّاسِ المُتَناوِشِينَ هَذَا المُصْطَلَحَ بِغَيْرِ حَقّ:
الأَوَّلُ: مَنْ نَزَعَ بِالسَّلَفِيَّةِ إِلَى مَنَاهِجَ تُخَالِفُ مَا عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ، وَكُبَراؤُهَا -فَضْلاً عَنْ دَلاَئِلِهِم، وَحُجَجِهِم!! - كَحَالِ بَعْضِ جَماعَاتِ العُنْفِ المُسَلَّحِ فِي الجَزَائِرِ –وَغَيْرِهَا-!
وَأَكَادُ أَجْزِمُ أَنَّ سَبَبَ انْتِسَابِ هَؤُلاء القَوْمِ لِلسَّلَفِيَّةِ –بِالزُّورِ- إِنَّما جَاءَ –فَقَط- لِيُمَيِّزُوا أَنْفُسَهُم عَنِ الجَمَاعَاتِ الحِزْبِيَّةِ الأُخْرَى –القَدِيمَةِ- كَجَماعَةِ الإِخْوَانِ المُسْلِمِين، وَحِزْبِ التَّحْرِير –وَغَيْرِهِمَا-.
وَمِنْ دَلاَئِلِ ذَلِكَ: أَنَّ العَدِيدَ مِنْهُم غَيَّرَ نِسْبَتَهُ، وَخَلَعَ جِلْدَتَهُ – عِنْدَ أَوَّلِ فُرْصَةٍ -!!
وَشَيْءٌ آخَرُ: هُوَ أَنَّ السّلَفِيَّةَ لَيْسَتْ حِزْباً ذَا هَيْكَلِيَّةٍ مُقَنَّنَةٍ يَعْسُرُ اخْتِرَاقُهُ، أَوْ يَصْعُبُ وُلُوجُ أَبْوَابِهِ؛ بَلْ هِيَ مَنْهَجٌ عِلْمِيٌّ دَعْوِيٌّ؛ يَسْتَطِيعُ كُلُّ وَاحِدٍ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْحابِهِ؛ فَضْلاً عَن أَنْ يَدُسَّ نَفْسَهُ فِي تُرابِهِ، أَوْ يَتَتَرَّسَ خَلْفَ بَابِهِ!!
وَلاَ يَكْشِفُ هَذَا المُنْدَسَّ -عَلَى حَقِيقَةِ أَمْرِهِ- إِلاَّ مِقْدَارُ مُوافَقَتِهِ لِمَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي أُصُولِ الفَهْمِ وَالاِسْتِدْلاَلِ، وَاحْتِرَامِ أَهْلِ العِلْمِ الرَّبَّانِيِّين الَّذِي هُم حَمَلَةُ هَذا المَنْهَجِ وَحُمَاتُهُ –عَبْرَ الزَّمَانِ وَالمَكَان- احْتِرامَ تَقْدِيرٍ، لا تَقْدِيسٍ-؛ وَأَمَّا بَاطِنُهُ: فَنُحِيلُهُ إِلَى رَبِّ العَالَمِين؛ فَهُوَ –سُبْحَانَهُ- أَعْلَمُ بِنَا وَبِهِ ..
الثَّانِي: مَنْ جَعَلَ السَّلَفِيَّةَ مَعْنىً مُرادِفاً لِلرَّجْعِيَّة؛ وَذَلِكَ بِحَبْسِهِ السَّلَفِيَّةَ فِي سِجْنِ الزَّمَان! ثُمَّ تَرْتِيبِهِ عَلَى ذَلِكَ نَفْيَ الانْتِفَاعِ بِهَا، وَعَدَمِ الاسْتِفَادَةِ مِنْهَا؛ لاعْتِبارِهِ إِيَّاهَا لَيْسَت مَنْهَجاً إِسْلامِيًّا فاعِلاً، وَإِنَّمَا هِيَ –عِنْدَ هَذا المُدَّعِي- مَرْحَلَةٌ زَمَانِيَّةٌ مَضَتْ وَانْقَضَتْ!!!
وَهَذَا –هَكَذا- تَصَرُّفٌ لُغَوِيٌّ جَامِدٌ؛ خَرَجَ بِمُصْطَلَحِ (السَّلَفِيَّة) -العِلْمِيِّ المَنْهَجِيِّ- عَنْ رُوحِهِ وَمَضْمُونِهِ، وَعَن مُرَادِ دُعاتِهِ وَأَرْبَابِهِ؛ وَالَّذِينَ هُم –فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ- أَدْرَى بِهِ، وَأَعْرَفُ بِحَقِيقَتِهِ.
فَهُوَ إِذَن-وَالحالَةُ هَذِهِ- إِخْرَاجٌ لِلمُصْطَلَحِ الأَسَاسِ عَنِ المَقْصُودِ بِهِ، وَإِبْعَادٌ لِمَبْنَاه عَنْ حَقِيقَةِ فَهْمِ مَا يَدُلُّ عَلَى مَعْناه.
الثَّالِث: مَنْ جَعَلَ السَّلَفِيَّةَ مَعْنىً فَضْفاضاً وَاسِعًا؛ حَشَرَ تَحْتَهُ كُلَّ مَنْ يَدْعُو إِلى الإِسْلاَمِ عَنْ طَرِيقِ العَوْدَةِ إِلَى تُراثِ الإِسْلاَم، وَمَاضِي أَهْلِ الإِسْلاَم!
(يُتْبَعُ)
(/)
فَأَدْخَلَ تَحْتَ عُنْوانِ (السَّلَفِيَّةِ) كَمًّا كَثِيرًا مِن أَهْلِ الأَفْكَار؛ حَتَّى أُولَئِكَ الَّذِينَ يَرْفُضُونَ قَبُولَ مَنْهَجِ السَّلَفِيَّة، وَيَنْأَوْنَ بِأَنْفُسِهِم عَن نِسْبَتِهَا واسْمِهَا!! لا لِشَيْءٍ كَان إِدْخَالُهُم وَزَجُّهُم، إِلاَّ لاِشْتِراكِهِم –جَمِيعاً! - فِي (عُمُومِ) مَطْلَبِ العَوْدَةِ إِلَى الإِسْلاَمِ بِالرُّجُوعِ إِلى تُراثِهِ وَمَاضِيهِ -؛ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ حَقِيقَةِ مَنَاهِجِهِم فِي تَفْعِيلِ ذَلِك، وَاخْتِلافِهِم أَوْ اتِّفَاقِهِم فِي صَوَابِ تَطْبِيقِ مَا هُنَالِك!
وَهَذا المَعْنَى الثَّالِثُ –الأَخِيرُ- مَعَ لَمَحاتٍ مُسْتَقاةٍ مِنَ المَعْنى الثَّانِي –السَّابِقِ لَهُ- هُوَ المَعْنَى الَّذِي نَذَرَ بَعْضُ الكَتَبَةِ (العَصْرِيِّين!) أَنْفُسَهُم لِمُحارِبَتِهِ، (وَمُقَاوَمَتِهِ!)، وَتَشْوِيهِهِ، وَلَوْ عَلَى طَرِيقَةِ (دُون كِيشُوت) فِي مُحارَبَتِهِ طَواحِينَ الهَوَاء!!
فَلاَ تَكَادُ تَرَى مَقَالاً يُسَوِّدُهُ ذاكَ الَّذِي يُنافِحُ عَنْ هَذِهِ الفِكْرَةِ –وَيُكَافِحُ دُونها- إِلاَّ وَهُوَ يَجْمَعُ هِمَّتَهُ وَهَمَّهُ فِي التَّشْكِيكِ بِالدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّة، والتَّشْنِيع عَلَى عُلَمَاءِ (السَّلَفِيَّة)؛ حَتَّى لَوْ كَانَ مَقَالُهُ اجْتِماعِيًّا، أَوِ اقْتِصادِيًّا .. أَو رِياضِيًّا! أَو فَنِّيًّا!!
وَالعَجِيبُ أَنَّ مَنْ يُسَوِّدُ هَذِهِ التِّسْوِيدَاتِ تَراهُ يُسَوِّدُهَا بِصُورَةٍ اسْتِفْزَازِيَّةٍ انْفِعالِيَّةٍ غَيْظِيَّة (!) خالِيَةٍ مِن الاسْتِدلاَلاَتِ العِلْمِيَّة، أَو الاسْتِشْهَادَاتِ التَّارِيخِيَّة!!
وَالأَعْجَبُ مِنْ ذَاكَ وَذَيَّاكَ: أَنَّ هَؤُلاءِ الكَتَبَةَ المُخَالِفِين –فِيما يَكْتُبُونَ وَيُسَوِّدُونَ- إِنَّمَا يُدْخِلُونَ أَنْفُسَهُم فِي جُحْرِ الضَّبِّ؛ مِنْ خِلالِ خَوْضِهِمْ دَعَاوَى عَرِيضَةً هُم دُونَهَا -بِيَقِين-؛ فَتَراهُم لاَ يُحْسِنُونَ وُلُوجَ أَبْوابِهَا، فَضْلاً عَنِ الخُرُوجِ مِنْهَا!
فَأَعْظَمُ ذَلِكَ –وَأَجَلُّهُ-: دَعْوَاهُم العَرِيضَةُ أَنَّ القُرْآنَ الكَرِيمَ هُوَ مَرْجِعُ المُسْلِمِين (الوَحِيد) فِي دِينِهِم!!
فَيَبرُزُ – هَا هُنَا – قَبْلَ الرِّدِّ وَالنَّقْضِ- تَسَاؤُلٌ كَبِيرٌ:
هَلْ أَصْحَابُ هَذَا الزَّعْمِ –بِهَذَا الكَلاَمِ- لاَ يُحْسِنُونَ التَّعْبِيرَ عَمَّا فِي مَكْنُونَاتِ نُفُوسِهِم؛ فَخَرَجُوا –بِسَبَبِ ذَا- بِهَذا الزَّعْمِ البَاطِلِ المُنْكَر؟!
أَمْ أَنَّهُم يَعْنُونَ مَا يَقُولُونَ، وَيَعْرِفُونَ مَا يَكْتُبُون؛ قَاصِدِينَ إِنْكَارَ السُّنَّة النَّبَوِيَّة، وَعَامِدِينَ رَدَّ الأَحَادِيث المُحَمَّدِيَّة؟!
فَإِنْ كَانَ: فَلْيُصَرِّحُوا بِذَلِكَ؛ حَتَّى يُعْرَف مَا عِنْدَهُم، وَيَنْكَشِفَ مَخْبُوءُ كَلامِهِم، وَمَا وَراءَهُ مِن قَصْدِهِم وَمَرامِهِم!!
وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا: فَهُمْ –إِذَنْ- دُونَ أَهْلِيَّةِ الكِتَابَةِ فِي أَمْثَالِ هَذِهِ القَضَايَا الدَّقِيقَة –بَلْ مَا دُونَها-!
وَنَحْنُ لاَ نُنْكِرُ –ابْتِداءً- أَنَّهُ نُسِبَ إِلَى رَسُولِنا مُحَمَّدٍ –صلى الله عليه وسلم- عَبْرَ التَّارِيخِ- عَدَدٌ –قَلَّ أَو كَثُرَ- مِمَّا لَمْ يَصِحَّ مِن الأَحَادِيث وَالرِّوَايَات وَالأَخْبَار؛ لَكِنَّ أَهْلَ العِلْمِ الرَّبَّانِيِّين الثِّقَات قَدْ كَشَفُوا ذَلِكَ –كُلَّهُ- وَبَيَّنُوه، وَنَقَدُوهُ، وَزَيَّفُوه ...
وَلَكِنْ –بِالمُقابِل-؛ فَالصَّحِيحُ الثَّابِتُ مِمَّا رَواهُ الإِمَامانِ الجَلِيلانِ البُخارِيُّ وَمُسْلِمٌ –رَحِمَهُما الله- فَضْلاً عَنْ بَاقِي أَئِمَّةِ أَهْلِ الحَدِيثِ الأَثْباتِ-كَثِيرٌ طَيِّبٌ مُبَارَكٌ – بِحَمْدِ اللهِ -.
فَلاَ يَجُوزُ –أَلْبَتَّةَ- أَنْ يَسْتَغِلَّ أَحَدٌ –مَا- وُجُودَ بَعْضِ مَا لاَ يَصِحُّ مِنَ الرِّوَايَاتِ لِلتَّشْكِيكِ بِالثَّابِتِ الصَّحِيحِ مِنْهَا –وَهُوَ الأَصْلُ-؛ {تِلْكَ إِذَاً قِسْمَةٌ ضِيزَى}!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالأَبْحَاثُ العِلْمِيَّةُ، وَالمُصَنَّفَاتُ الشَّرْعِيَّةُ - فِي الرَّدِّ عَلَى تُرَّهَاتِ وَشُبُهَاتِ أَدْعِياءِ فَرْدَانِيَّةِ القُرْآنِ فِي الإِسْلاَمِ –دُونَ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ- كَبِيرَةٌ، وَكَثِيرَةٌ جِدًّا ...
وَمِمَّا يَذْكُرُهُ أُولَئِكَ الكَاتِبُونَ –لِتَثْبِيتِ دَعَاوِيهِم المُخْتَلِفَةِ غَيْرِ المُؤْتَلِفَةِ- أَنَّ (مُقَاوَمَتَهم!) لِلسَّلَفِيَّة إِنَّما وُجِدَتْ لِمُقَاوَمَةِ انْقِسَامِ الأُمَّةِ!! مُعَلِّلِينَ ذَلِكَ (!) –مَثَلاً- بِأَنَّ أَصْلَ نُشُوءِ الخِلاَفِ السُّنِّيِّ الشِّيعِيِّ
–كَانَ- بِسَبَبِ اعْتِمَادِ مَرْجِعِيَّاتٍ غَيْرِ قُرْآنِيَّةٍ فِي فَهْمِ الدِّين!! وَأَنَّ هَذِهِ المَرْجِعِيَّاتِ –بِالنَّتِيجَةِ- لَيْسَتْ مَحْفُوظَةً مِنَ الله –تَعَالَى-!!
وَالجَوَابُ: أَنَّ هَذا زَعْمٌ بَاطِلٌ، وَدَعْوَى عَرِيَضَةٌ ..
فَلَيْسَت كُلُّ المَرْجِعِيَّاتِ المُشَارِ إِلَيْهَا ذَاتَ مَكَانَةٍ وَاحِدَةٍ، وَمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ-؛ لاَ فِي الاعْتِبَارِ، ولاَ فِي الآثَار-:
فَمَرْجِعِيَّةُ السُّنَّةِ مَعَ القُرْآنِ الكَرِيمِ مَرْجِعِيَّةٌ أَساسٌ، نَصَّ عَلَيْهَا القُرْآنُ الكَرِيمُ –نَفْسُهُ-؛ لِيَكُونَ لَهَا اعْتِبارُهَا، وَلِيَجْعَلَ القِيمَةَ الكُبْرَى لَهَا.
وَنُصُوصُ القُرْآنِ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ جِدًّا؛ لَعَلَّ مِن أَصْرَحِهَا وَأَوْضَحِهَا قَوْلَ الله –تَعَالَى-: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم} ..
وَأَخْشَى (!) أَنْ يَذْهَبَ الجَهْلُ بِالمُعْتَرِضِ –دِفاعاً عَنْ فِكْرَتِهِ البَاطِلَةِ، وَتَثْبيتاً لِأَقْدَامِهِ المُزَلْزَلَة! - لِيُوصِلَهُ إِلى ادِّعاءِ أَنَّ هُنَاك قُرْآنَيْنِ!! اتِّكاءً عَلَى مَا ذَكَرَتْهُ الآيَةُ الكَرِيمَةُ مِن (إِنْزَالٍ) وَ (تَنْزِيلٍ)!!
وَلاَ يَبْعُدُ هَذا الهُراء عَنْ هَؤُلاءِ الأَدْعِياء. ..
وَقَدْ قَالَ الإِمَامُ البَغَوِيُّ -المُتَوَفَّى سَنَةَ (516هـ) - فِي تَفْسِيرِهِ «مَعَالِم التَّنْزِيل»:
«أَرَادَ بِالذِّكْرِ: الوَحْيَ؛ وَكَانَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- مُبَيِّناً لِلْوَحْيِ، وَبَيانُ الكِتَابِ يُطْلَبُ مِنَ السُّنَّةِ».
وَمِمَّا يُؤَكِّدُ هَذَا المَعْنَى: مَا رَوَاهُ الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ فِي «سُنَنِهِ» عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّة، أَنَّهُ قَال: «كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَى النِّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالقُرْآن».
وَعَلَيْهِ؛ فَانْقِسَامُ الأُمَّةِ لَمْ يَكُنْ يَوْماً –وَلَنْ يَكُونَ! – بِسَبَبِ السُّنَّةِ، أَوِ الصَّحَابَةِ، أَوْ فَهْمِ أَهْلِ القُرُونِ الخَيِّرَةِ المُبارَكَةِ؛ وَإِنَّمَا كَانَ – حَقِيقَةً وَنَتِيجَةً – بِسَبَبِ تَنَكُّبِ المُخَالِفِينَ لِهَذا المَنْهَجِ الأَمِين
–بِيَقِين-.
وَلَوْ تَأَمَّلْنَا تَارِيخَ الإِسْلامِ الأَنْوَرَ، بَلْ تَوارِيخَ الأُمَمِ- جَمِيعاً-: لَمَا وَجَدْنا جِيلاً مُبارَكاً، مُوَحَّداً
–مُوَحِّداً-، مُؤْتَلِفاً، صَادِقاً، فَرِيداً: كَجِيلِ الصَّحابَةِ الكِرَامِ وَمَنْ بَعْدَهُم؛ مِمَّن قَالَ فِيهِم النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- فِيمَا رَوَاهُ البُخارِيُّ وَمُسْلِم-: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم .. ».
وَمِنْ بَدائِهِ المَفاهِيمِ أَنْ يُقَال: إِنَّ هَذِهِ الخَيْرِيَّةَ لَيْسَتْ خَيْرِيَّةَ مَكانٍ مَحْضٍ، أَوْ زَمانٍ مُجَرَّدٍ، وَإِنَّمَا هِيَ خَيْرِيَّةُ فَهْم، وَتَصَوُّر، وَاتِّبَاع، وَتَصْدِيق، وَإِذْعَان ...
فَالاِدِّعاءُ بِعَكْسِ هَذَا البَيان –فِي كَشْفِ أَسْبَابِ الانْقِسَام-: انْقِلابٌ فِي التَّصَوُّر، وَتَزْوِيرٌ لِلتَّارِيخ ...
ثُمَّ؛ مَرْجِعِيَّةُ فَهْمِ الصَّحابَةِ لِلدِّينِ: مَرْجِعِيَّةٌ أَساسٌ ......
[يتبع بمشيئة الله الحلقة الثانية]
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 01:05]ـ
[الحلقة الثانية]
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ؛ مَرْجِعِيَّةُ فَهْمِ الصَّحابَةِ لِلدِّينِ: مَرْجِعِيَّةٌ أَساسٌ –أَيْضاً-، وَقَدْ نَصَّ عَلَيْهَا القُرْآنُ الكَرِيمُ؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ –تَعَالَى-: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ}:
وَقَدْ رَوَى الإِمَامُ الهَرَوِيُّ فِي كِتَابِهِ «ذَمِّ الكَلاَم» (759) عَن الصَّحابِيِّ الجَلِيلِ ابْنِ عَبَّاس -فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ-أَنَّهُ قَال -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: «يُخَاطِبُ بِهِ الصَّحَابَةَ».
فَجَعَلَ اللهُ –تَعَالَى- الإِيمَانَ الحَقَّ- هُوَ الإِيمَانَ المُمَاثِلَ لإِيمَانِ الصَّحابَةِ، وَالَّذِي هُوَ سَبِيلُ الهِدايَة وَالتَّوْفِيق –لاَ غَيْرَ-.
وَهَذا يَتَضَمَّنُ –بَداهَةً- اعْتِبارَ فَهْمِهِم، وَجَعْلَ القِيمَةِ الكُبْرَى لَهُ وَلَهُم؛ فَهُم الَّذِينَ شَهِدُوا الوَحْيَ، وَعايَشُوا التَّنْزِيل، وَلَم تَلْتَوِ لُغَةُ القُرْآن عَلَى عُقُولِهِم، وَلَمْ تُصِبْهُم عُجْمَةُ البَيَانِ وَاللِّسَان، وَلاَ عُجْمَةُ القَلْبِ وَالجَنَان!
وَهَذَا المَعْنَى -نَفْسُهُ- ذَكَرَهُ القُرْآنُ الكَرِيمُ فِي قَوْلِ اللهِ –تَعَالَى-: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً}.
فَأَيُّ سَبِيلٍ لِلمُؤْمِنينَ –هَذَا- المَعْطُوفُ عَلى اتِّباعِ طَرِيقِ الرَّسُولِ –صلى الله عليه وسلم-، المُتَضَمِّنُ اتِّباعَ كِتَابِ اللهِ –لُزوماً-؛ كَمَا قَالَ –سُبْحَانَهُ-: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} – إِنْ لَمْ يَكُنْ طَرِيقَةَ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِين فِي الفَهْمِ الصَّادِقِ المُبِين، وَالتَّصَوُّر الحَقِّ الأَمِين؟!
وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ العَلاَّمَةُ ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ –المُتَوَفَّى سَنَة (699 هـ) –رَحِمَهُ الله- فِي مُفْتَتَحِ كِتَابِهِ «بَهْجَة النُّفُوسِ شَرْح مُخْتَصَر صَحِيحِ البُخَارِيّ»:
«وَقَدْ قَالَ العُلَمَاءُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ –تَعَالَى-: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى}.: إنَّ المُرادَ بِذَلِكَ الصَّحَابَةُ وَالصَّدْرُ الأَوَّلُ؛ لِأنَّهُم هُم الَّذِينَ تَلَقَّوْا مُواجَهَةَ الخِطَابِ بِذَواتِهِم السَّنِيَّةِ، وَشَفَوْا بِحُسْنِ السُّؤالِ عَمَّا وَقَعَ فِي النُّفُوسِ مِنْ بَعْضِ الإِشْكَالِ، فَجَاوَبَهُم –عَلَيْهِ السَّلاَم- بِأَحْسَنِ جَوابٍ، وَبَيَّنَ لَهُم بِأَتمِّ تِبْيَانٍ؛ فَسَمِعُوا وَفَهِمُوا وَعَمِلُوا وأَحْسَنُوا وَحَفِظوا وَضَبَطُوا وَنَقَلُوا وَصَدَقُوا.
فَلَهُم الفَضْلُ العَظِيمُ عَلَيْنَا؛ إِذْ بِهِم وُصِلَ حَبْلُنَا بِحَبْلِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ –صلى الله عليه وسلم-، وَبِحَبْلِ مَوْلانا - جَلَّ جَلالُهُ-؛ فَلَهُم اليَدُ العُلْيَا - حَقًّا وَسَبْقاً -؛ فَجَزاهُمُ اللهُ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَى مُحْسِناً قَد أَحْسَن.
وَكَيْفَ تُغْفَلُ أَلْفاظُهُم وَمَا قُلْنَا العُشْرَ مِمَّا يَجِبُ عَلَيْنَا؟!
وَإِنْ مُلْحِدٌ تَعَرَّضَ إِلَيْهِم، وَكَفَرَ نِعْمَةً قَدْ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْهِم: فَجَهْلٌ مِنْهُ وَحِرْمَانٌ وَسُوءُ فَهْمٍ وَقِلَّةُ إِيمَانٍ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَلْحَقُهُم تَنْقِيصٌ لَمَا بَقِيَ فِي الدِّينِ سَاقٌ قَائِمَةٌ؛ لِأَنَّهُم هُم النَّقَلَةُ إِلَيْنَا».
... وَإِذ الأَمْرُ كَذَلِك؛ فاعْتِبَارُ أَنَّ القُرْآنَ الكَرِيمَ هُوَ المَصْدَرُ (الوَحِيدُ) لِلإِسْلاَم: طَعْنٌ فِي ثُبُوتِ السُّنَّةِ، وَتَشْكِيكٌ فِي القُرْآنِ –نَفْسِهِ- ثُمَّ؛ إهْمَالُ (سَبِيلِ المُؤْمِنين) فِي فَهْمِ الدِّين –بَعْدُ- طَعْنٌ فِي سَبِيلِ فَهْمِ القُرْآنِ وَالسُّنَّة - مَعًا- ...
وَهَذَا –جُمْلَةً- هَدْمٌ لِلدِّين، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ وَمُدَّعِيهِ مِنَ الجاهِلِين، أَوْ عَن سُوءِ صَنِيعِهِ مِنَ الغافِلِين!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ؛ مَتَى كَانَ هَذَا (الآخِرُ) -الَّذِي لاَ يُحْسِنُ سَبْكَ الكَلاَمِ، وَتَجْمِيعَ الحُرُوفِ؛ بَلْهَ فَهْمَ الأُصُولِ، وَلاَ يُتْقِنُ إِدْرَاكَ مَعَانِي اللُّغَةَ، وَلاَ يَعْرِفُ دَقَائِقَ عُلُومِ الآلَةِ-: حَكَماً عَلَى ذَاكَ (الأَوَّلِ) الَّذِي لاَ يُقَارَنُ بِهِ هَذا –قَدْراً وَعِلْماً-؟! فَضْلاً عَنْ أَن يُشَكِّكَ هَذا الآخِرُ بِذَاكَ الأَوَّلِ –خَبْطَ عَشْواءَ- تَلاَعُباً لَفْظِيًّا، وَزَخْرَفَةً بَيَانِيَّةً –وَيَا لَيْتَها مَهْضُومَة سَائِغَة-؟!!
وَمِن هَذا التَّلاَعُبِ (المَكْشُوفِ): قَوْلُ مَن قَال –مُنْتَقِياً (!) أَلْفاظاً مُنَفِّرَةً! -: «الأُمَّةُ لاَ تَتَقَدَّمُ إِذَا كَانَت مَاضَوِيَّةَ الفِكْرِ، رَجْعِيَّةَ التَّفْكِير»!!
فَهَذَا كَلاَمٌ لَهَ خَبْءٌ؛ ظَاهِرُهُ فيهِ الرَّحْمَةُ، وَبَاطِنُهُ مِن قِبَلِهِ العَذَاب!! وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى ذَاكَ التَّلاَعُبِ اللَّفْظِيِّ –سَواءً بِسَوَاء-؛ فَيُقَال:
إنْ كَانَت هَذِهِ (المَاضَوِيَّةُ)، وَتِلْكَ (الرَّجْعِيَّةُ) مَوْصُولَةً بِالدُّنْيا، وَالتَّطَوُّرِ، وَالتَّحْدِيث –فِيمَا لاَ يُصَادِمُ الدِّين- فَالقَوْلُ مَا قَالَ ذَاكَ القَائِلُ – بِجُمْلَتِهِ-!
وَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ (المَاضَوِيَّةُ) –المُدَّعاةُ-، وَتِلْكَ (الرَّجْعِيَّةُ) –المَزْعُومَةُ- مَوْصُولَةً بِالدِّينِ، وَفَهْمِ القُرْآنِ الكَرِيم، وَسُنَّةِ النَّبِيِّ الأَمِين –صلى الله عليه وسلم-؛ فَنَقُولُ –بِكُلِّ وُضُوح وَيَقِين-:
لاَ تَقَدُّمَ لِلأُمَّةِ، وَلاَ سَبِيلَ لِنَهْضَتِهَا، وَلاَ بَابَ لِمجْدِهَا، وَلاَ رُجُوعَ لِسِيادَتِهَا: إِلاَّ بِالعَوْدَةِ إِلى (سَبِيلِ المُؤْمِنين) –الأَوَّلِين- فِي فَهْمِ الدِّين؛ فَهُمُ الأَوْعَى قُلُوباً، وَالأَنْقَى نُفُوساً، وَالأَصْدَقُ قِيلاً، وَالأَقْرَبُ صَوَاباً، وَالأَكْثَرُ سَداداً ...
بَلْ أَقُولُ: إِنَّ (تَجْرِبَةَ) طَرِيقٍ غَيْرِ طَرِيقِهِم، وَسُلُوكَ سَبِيلٍ غَيْرِ سَبِيلِهِم –بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ القُرُونِ، وَكُلِّ تِلْكُم التَّجَارِب! - مَعَ ضَمَانِ نَجَاحِ تَجْرِبَتِهِم، وَتَأَكُّدِ فَشَلِ تَجَارِبِ غَيْرِهِم!! - وَالتَّارِيخُ يَشْهَدُ- لَهُوَ دُخُولٌ فِي بَابِ قَوْلِ اللهِ –تَعَالَى-: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}؟!!
{مَا لَكُم كَيْفَ تَحْكُمُونَ}؟!!
نَعَم؛ لاَ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ كَمِثْلِهِم، وَلاَ (نَتَصَوَّرُ) أَنْ يُصْبِحَ حَالُنا كَحَالِهِم؛ فَـ «مَا مِن عَامٍ إِلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ؛ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُم» -كَمَا وَرَدَ عَن نَبِيِّنَا –صلى الله عليه وسلم- فِي «صَحِيحِ البُخارِي» -، لَكِنَّنا نَبْتَغِي النَّمُوذَجَ الأَقْرَبَ إِلَيْهِم فِي أَصَالَةِ الفَهْمِ وَالتَّفْكِير، دُونَ ضَحَالَةِ النَّظَرِ وَالتَّنْظِير –الَّتِي ابْتُلِينَا بِهَا مِمَّن لا يَدْرِي، وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لاَ يَدْرِي-!!
وَأَصَالَةُ تَفْكِيرِهِم –رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- لاَ تَمْنَعُنَا –أَبَداً- مِنَ الانْتِفَاعِ بِمُسْتَجَدَّاتِ العَصْرِ وَمُخْرَجَاتِهِ؛ بَلْ هِيَ حاثَّةٌ عَلَيْهِ، ضَابِطَةٌ لَهُ، مُحْكِمَةٌ أَصُولَهُ وَفُرُوعَه ..
فَالإِشْكَالِيَّةُ (الدُّون كِيشُوتِيَّة!!) الَّتِي أَوْقَعَت ذاكَ البَعْضَ (!) بِتَوَهُّمِ التَّنَاقُضِ المَزْعُومِ بَيْنَ (مَاضَوِيَّةِ) التَّفْكِيرِ، وَ (عَصْرَانِيَّةِ) الانْفِتَاح: إِنَّمَا هِيَ إِشْكَالِيَّةٌ ذِهْنِيَّةٌ شَخْصِيَّة، نَتَجَتْ مِنْ قُصُورٍ فِي المَعْرِفَةِ وَالتَّصَوُّرِ، وَعَدَمِ إِدْرَاكٍ لِلحَقَائِقِ كَمَا هِيَ ...
فَهِيَ –هَكَذا- دَخِيلَةٌ، وَلاَ تَمُتُّ لِلعُلُومِ الشَّرْعِيَّة -أَوِ المَعَارِفِ العَقْلِيَّةِ- بِأَدْنَى صِلَة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمِنَ الكَلاَمِ (الحَلَزُونِيِّ) –المُلْقَى عَلَى عَوَاهِنِهِ-فِيمَا نَحْنُ فِيهِ! -: قَوْلُ مَنْ قَال: «نُؤْمِنُ أَنَّ الأُمَّةَ لاَ تَتأَخَّرُ مَا دَامَت مُتَمَسِّكَةً بِدِينِهَا؛ لَكِنْ: شَرِيطَةَ أَنْ يَكُونَ دِينَها الحَقِيقِيَّ الَّذِي أَنْزَلَهُ رَبُّ العِبَادِ فِي كِتابِهِ، وَتَعَهَّدَ بِحِفْظِهِ عَبْرَ العُصُورِ وَالدُّهُور؛ لاَ الدِّينَ الَّذِي اخْتَرَعَتْهُ هِيَ [أَي: الأُمَّة] مُتَأَثِّرَةً بِمُشْكِلاَتِ القُرُونِ الأُولَى، وَمَعَارِكِهَا السِّياسِيَّةِ عَلَى الخِلاَفَةِ وَالمُلْكِ»!!
فَأَوَّلُ القَوْلِ حَقٌّ، وَآخِرُهُ عَيْنُ البَاطِلِ؛ {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً} -بَلْ مِنْ بَعْدِ ضِعْفِ ضَعْفٍ-!!
فَالسُّنَّةُ مَعَ القُرْآنِ –بِنَصِّ القُرْآنِ- صِنْوَانِ لاَ يَفْتَرِقَان؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ –تَعَالَى-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، وَقَوْلِهِ –سُبْحَانَهُ-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}.
وَرَوَى الإِمَامُ الهَرَوِيُّ فِي كِتابِهِ «ذَمِّ الكَلاَم» (229) عَنِ التَّابِعِيِّ الجَلِيل مُجاهِد –فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة- قَوْلَهُ: «إِلَى كِتابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِه».
وَ (سَبِيلُ المُؤْمِنِين) –الأَوَّلِين-الأوَّلُ-بِإِرْشَادِ القُرْآنِ الكَرِيم- هُوَ طَوْقُ النَّجَاةِ الأَوْحَدُ؛ المُنْجِي مِنْ تَغَيُّرِ المَفَاهِيم، وَاضْطِرَابِ الأَفْكَار، وَتَلَجْلُجِ الصُّدُور، وَانْحِرَافِ الآرَاء، وَتَلَوُّنِ التَّوَجُّهَات.
وَلَوْلاَهُ لَكَانَ الدِّينُ أَلْفَ دِينٍ وَدِيناً –تَبَعاً لِلآرَاءِ وَالأَهْوَاءِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا أَوَّلٌ، وَلَنْ يَكُونَ لَهَا آخِرٌ؛ وَالَّتِي يَظُنُّ أَهْلُوهَا أَنَّهَا مِنَ الحَقِّ!! وَلَيْسَتْ هِيَ مِنَ الحَقِّ فِي شَيْءٍ- ...
فَمَا الضَّابِطُ لِهَذِه؟!
وَمَا المَرْجِعُ الأَرْشَدُ لِلمَخْرَجِ مِنْهَا؟!
إِلاَّ أَنْ يَكُونَ (سَبِيلَ المُؤْمِنِين) –هَذَا-؛ بضَوابِطِهِ العَدِيدَة، وَأُصُولِهِ السَّدِيدَة، وَمَبادِئِهِ الرَّشِيدَة، وَالتَّي مَهْمَا حَاوَلَ الْخَالِفُونَ المُخَالِفُونَ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهَا، أَوْ يُقارِنُوا أَنْفُسَهُم بِهَا –فَضْلاً عَنْ أَنْ يَطْعَنُوا بِهَا، أَوْ يُشَكِّكُوا بِمِصْدَاقِيَّتِهَا- فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ مَا يُحَاوِلُون، {وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُون} ..
أَمَّا دَعْوَى (مُشْكِلاَت القُرُون الأُولَى) – المَوْهُومَةِ المَزْعُومَةِ -: فَهِيَ دَعْوَى مُتَهَافِتَةٌ مُتَهاوِيَةٌ؛ إِذَا مَا قُورِنَتْ بِمُشْكِلاَتِ القُرُونِ الأُْخْرَى –أَوِ الأَخِيرَة-!!
لَقَدْ كَانَ لِلأُمَّةِ وُجُودٌ وَحُضُورٌ فِي (القُرُونِ الأُولَى) –عَلَى مَا فِيهَا مِن قَلِيلِ مُشْكِلاَتٍ مَحْدُودَةٍ وَمَعْدُودَة؛ ذَلَّتْ لَهَا –بِسَبَبِ قُوَّةِ الإِيمَان- جُيُوشُ الفُرْسِ والرُّومَان ...
أَمَّا (الآن) –وَمُنْذُ أَزْمَان- حَيْثُ فِي الأُمَّةِ مُشْكِلاَتٌ أُخْرَى، وَإِشْكَالاتٌ أَحْرَى –مُتَلَوِّنَةٌ وَمُتَنَوِّعَةٌ! -؛ فَأَيْنَ هِيَ الأُمَّةُ –فَوَا أَسَفِي الشَّدِيد-؟!
لاَ أَقُولُ: أَيْنَ مَوْقِعُها؟! بَلْ أَقُولُ: أَيْنَ هِيَ؟!
وَلاَ أَسْأَلُ مُنْتَظِراً جَواباً –أَوْ أَجْوِبَةً-؛ وَلَكِنِّي أَسْأَلُ –بِاسْتِفْهَامٍ إِنْكَارِيٍّ! - مُقَرِّراً حَقِيقَةً مُرَّةً؛ لا تَخْفَى عَلَى مُبْطِلٍ مُجَادِل، وَلاَ يَنْفَعُ فِيهَا نَفْيُ مُحَاوِل، أَوْ خِدَاعُ مُتَطَاوِل!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَعَ ذَلِكَ؛ فَنَحنُ إِذْ نَتَكَلَّمُ عَنِ (الرُّجُوعِ) إِلَى (مَاضِي) الأُمَّةِ؛ لاَ نُرِيدُ بِهِ –بَدَاهَةً- ذَاكَ الجَانِبَ التّارِيخِيَّ (المَشُوبَ!) –المَحْدُودَ- الَّذِي مَضَى وَانْقَضَى، بَلْ لاَ جَدْوَى –أَساساً- مِنْ إِثَارَتِهِ، بَلْهَ الوُقُوفَ عِنْدَه!! –بِعَكْسِ مَا يُمَوِّهُ بِهِ أُولاَءِ الكَتَبَةُ العَصْرِيُّون-!!!
وَإِنَّمَا نرِيدُ – وَبِإِلْحَاحٍ - تِلْكُم الجَوَانِبَ المُضِيئَةَ المُشْرِقَةَ الفَيَّاضَةَ –وَهِيَ الأَكْثَرُ وَالأَوْفَرُ-، وَالَّتِي بَوَّأَتْ هَاتِيكَ الأُمَّةَ أَرْفَعَ المَنَازِل، وَرَفَعَتْهَا أَعْلَى الدَّرَجَات: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} ...
فَكَيْفَ (سَتَرْجِعُ) لَنَا هَذِهِ الخَيْرِيَّةُ –بِأَسْبابِهَا- إِنْ لَمْ (نَرْجِع) –نَحْنُ- إِلَيْها – مِن أَبْوَابِهَا-؟!
وَإِذْ قَدْ وَضَحَتِ الحَقَائِقُ، وَتَجَلَّتِ المَعَالِمُ، وَظَهَرَتِ التَّفَاصِيلُ –دُونَ تَهْوِيلٍ أَوْ تَهْوِينٍ-؛ فَمَا أَبْشَعَ –وأَجْرأَ- ذَلِكَ القَوْلَ البَاطِلَ العَاطِلَ الَّذِي ادَّعَاهُ ذَلِكَ المُدَّعِي –بِغَيْرِ هُدَىً وَلاَ كِتابٍ مُنِير- لَمَّا قَالَ: «مُقَاوَمَةُ السَّلَفِيَّةِ هِيَ اليَوْمَ بِالنِّسْبَةِ لِأُمَّةِ المُسْلِمِين مَسْأَلَةُ حَياةٍ أَوْ مَوْت»!!!
... {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيم} ... هَكَذَا – إِذَنْ -؟!!
إِنَّ هَذَا التَّهْرِيجَ وَالتَّهْيِيجَ –وَاللهِ الَّذِي لاَ يُحْلَفُ إِلاَّ بِهِ- لَهُوَقَلْبٌ لِلحَقَائِقِ، وَفَهْمٌ مَعْكُوسٌ، وَادِّعاءٌ مَنْكُوس، وَلَوْ قَالَ أَحَدٌ عَكْسَهُ –تَمَاماً- لَكَانَ قَوْلُهُ هُوَ الصَّوَابَ –يَقِيناً-.
وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ قَوْلُ رَبِّ العَالَمِين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون} ..
فَالحَيَاةُ أَو المَوْتُ –عَلَى الحَقِيقَةِ- مُتَعَلِّقٌ حَالُهُمَا وَأَثَرُهُما بِمِقْدَارِ الاِسْتِجَابَةِ لِأَمْرِ اللهِ .....
[يتبع بمشيئة الله الحلقة الثالثة والأخيرة]
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 10:40]ـ
[الحلقة الثالثة والأخيرة]
لِمَاذَا نَدْعُو إِلَى (السَّلَفِيَّة)؟
فَالحَيَاةُ أَو المَوْتُ –عَلَى الحَقِيقَةِ- مُتَعَلِّقٌ حَالُهُمَا وَأَثَرُهُما بِمِقْدَارِ الاِسْتِجَابَةِ لِأَمْرِ اللهِ –تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ، وَأَمْرِ نَبِيِّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي سُنَّتِهِ، وَلاَ سَبِيلَ إِلَيْهِمَا –أَصْلاً-، وَلاَ طَرِيقَ مُوصِلٌ إِلَيْهِمَا –أسَاساً- إِلاَّ مِنْ خِلاَلِ ذَلِكَ الإِسْنَادِ النَّظِيفِ المُشْرِقِ الوَضَّاءِ –الَّذِي هُوَ الطَّرِيقُ الوَحِيدُ-، وَالَّذِي اتَّفَقَت العُقَلاَءُ –وَلاَ أَقُولُ: العُلَمَاء! - عَلَى جَلاَلَتِهِ، وَبَهائِهِ، وَنَضَارَتِهِ؛ ألاَ وَهُوَ: (سَبِيلُ المُؤْمِنين) ...
فَهلْ قَالَ ذَلِكَ القَائِلُ قَوْلَهُ – فِي مَسْأَلَةِ الحَياةِ أَوِ المَوْت هَذِه!! - وَهُوَ (يَعْقِلُ) أَنَّ لَهُ قُرَّاءً يُفَكِّرُون، وَيَتأَمَّلُون؟! أَمْ تَخَيَّلَ أَنَّهُم مُعْرِضُونَ (!) لاَ يَقْرَؤُونَ، وَلاَ يَنْظُرُون؟!
فَلْيَكْسِرْ قَلَمَهُ –إِذَنْ-؛ فَإِنَّ فِي الزَّوايَا خَبايَا!!
فَلَيْسَ الحَالُ – إِذَن - مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ - مَا قالَهُ ذَاكَ المُدَّعِي – بَعْدُ - مِن أَنَّ: «الإِسْلاَمَ هُوَ القُرْآن، وَقَدْ نَزَلَ القُرْآنُ وانْتَهَى الأَمْرُ – فِعْلاً- عِنْدَما اكْتَمَلَ نُزُولُه، وَلَيْسَ مَعْقُولاً أَبَداً قَبُولُ تِلْكَ الإِضَافَات التُّراثِيَّة الَّتِي أُقْحِمَت عَلَيْهِ عَبْرَ القُرُون»!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فَالإِسْلاَمُ –يَا هَذا- لَيْسَ هُوَ القُرْآنَ –فَقَط-، بَلْ هُوَ القُرْآنُ وَالسُّنَّة، وَلاَ طَرِيقَ لِفَهْمِهِمَا الحَقِّ إِلاَّ بِمَا أَرْشَدَنَا إِلَيْهِ القُرْآنُ مِن (سَبِيلِ المُؤْمِنِين)، وَهَدَتْنَا إِلَيْهِ السُّنَّةُ المُشَرِّفَةُ مِنْ فَضْلِ مَنْهَجِ (خَيْرِ القُرُون)؛ فَافْهَمْ، وَارْعَوِ ...
هَذَا هُوَ الإِسْلاَم، وَالانْتِقَاصُ مِن شَيْءٍ مِنْهُ انْتِقَاصٌ مِنَ الإِسْلاَم، وَتَشْغِيبٌ عَلَى أَهْلِ الإِسْلاَم، وَاسْتِدْراكٌ –بِالبَاطِلِ- عَلَى أَئِمَّتِهِ الأَعْلاَم ...
أَمَّا (مَعْقُولِيَّةُ!) قَبُولِ –أَوْ رَدِّ- تِلْكَ (الإِضَافَاتِ) المُدَّعَاة؛ فَرَاجِعَةٌ إِلَى إِدْرَاكِ مَاهِيَّةِ هَذِهِ الإِضَافَات- إِنْ جَازَ تَسْمِيَتُها إِضَافَاتٍ! -؛ فَإِنْ كَانَت مِن إِضَافَاتِ الكَذَّابِين، وَالضُّعَفَاءِ، وَالجَاهِلِينَ وَالأَدْعِيَاء: فَهِيَ قَمِينَةٌ بِالرَّدِّ –أَوَّلاً وَأَخِيراً-.
وَلاَ يَنْتَظِرُ عُلَمَاءُ الإِسْلاَمِ – وَالحَالَةُ هَذِهِ - (مَعْقُولِيَّةَ!) أَبْنَاءِ القَرْنِ العِشْرِين (!) – المُقْتَرَحَةَ- لِيَرُدُّوا مَا يَسْتَوْجِبُ الرَّدَّ، وَيَنْقُضُوا مَا يَسْتَحِقُّ النَّقْضَ؛ فَهَذَا صَنِيعُهُم الأَسَاس، وَتِلْكَ مُهِمَّتُهُم فِي إِصْلاَحِ النَّاس؛ بَلْ هَذَا – مِنْهُم- بِفَضْلِ اللهِ عَلَيْهِم- مِن أَجَلِّ عَلاَمَاتِ حِفْظِ اللهِ –تَعَالَى- لِدِينِهِ- عَلَى كَرِّ الدُّهُورِ، وَمَرِّ العُصُور.
وَمُؤَلَّفَاتُهُم فِي ذَلِكَ –رَحِمَهُم الله- لاَ تكَادُ تُحْصَى أَوْ تُسْتَقْصَى، وَلاَ يَضُرُّهُم –أَوْ يَنْقُصُ قَدْرَهُم- حَالُ الجَاهِلِ بِهِم! غَيْرِ العَارِفِ بِحَقَائِقِ مَجْهُودَاتِهِم!!
وَقَدْ (نَقْلِبُ) عَلَى المُدَّعِي دَعْوَاهُ؛ فَنَقُول:
فِي الوَقْتِ الَّذِي تَرْفُضُ فِيهِ –أَنْتَ- (الإِضَافَاتِ) –المَزْعُومَةَ- مِن (تُرَاثِ) السَّابِقِين؛ كَيْفَ تَطْرَحُ اليَوْمَ هَذِهِ الفُهُومَ الجَدِيدَةَ، وَالمَقَالاتِ غَيْرَ السَّدِيدَةِ، لِتُلْزِمَ النَّاسَ بِهَا –مُوهِماً إِيَّاهُم، وَمُلَبِّساً عَلَيْهِم- أَنَّها: مَسْأَلَةُ حَياةٍ أَوْ مَوْت-؟!!
هَكَذَا .. بِكُلِّ هَذَا التَّضْخِيمِ وَالتَّفْخِيمِ؛ وَمِن غَيْرِ تَدْلِيلٍ وَلاَ تَفْهِيم!!
وَكَلاَمُكَ اليَوْمَ –عَلَى وَهْنِهِ وَوَهائِه-يا هَذَا- سَيَؤُولُ فِي الغَدِ تُراثاً!!
فَمَا بالُكَ لا تَقْبَلُ التُّراثَ لِمُجرَّدِ كَوْنِهِ تُراثاً؛ –غافِلاً –أَوْ مُتَغافِلاً- عَن أَنَّ كَلاَمَكَ نَفْسَهُ لاَ يَخْرُجُ عَن هَذا الإِطَارِ التُّرَاثِيِّ –بِمَفْهُومِهِ اللُّغَوِيّ –قَرِيباً أَوْ بَعِيداً-؟!
هَذَا إِذَا سَلَّمْنا –أَصْلاً- وَلَن نُسَلِّمَ! - بِقَبُولِ عَقْدِ المُقارَنَةِ بَيْنَ بَيَانٍ مُشْرِقٍ لِكِبارٍ مِنَ العُلَمَاء، وَهَذَيَانٍ مُغْرِقٍ مِنَ الكَتَبَةِ الصُّغَرَاء!!
أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يَنْقُصُ قَدْرُهُ ..... إِذَا قِيلَ إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ العَصا!!
أمَّا الادِّعَاءُ بِوَحْدَةِ مَرْجِعِيَّةِ القُرْآنِ لِلإِسْلاَمِ، واعْتِبارُ مَا سِواهُ (إِضَافاتٍ): فَهَذا عَيْنُ المُحَادَّةِ لِلهِ وَالرَّسُولِ، المَبْنِيَّةِ عَلَى الجَهْلِ، وَالمُناقِضَةِ لِلحَقِّ، وَالمُصادِرَةِ –بِالبَهْتِ- لِنَحْوِ خَمْسَةَ عَشْرَ قَرْناً مِنْ تَارِيخِ الأُمَّةِ العَظِيم، المَبْنِيِّ عَلَى العِلْمِ بِالقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَالعَمَلِ بِهَدْيِهِمَا وَأَنْوَارِهِمَا ...
ثُمَّ –بَعْدَ هَذا وَذَاكَ- يَأْتِي مِنْ ذَيَّاكَ الكَاتِبِ إِقْحَامُ مَوْضُوعِ (السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ) - بِدُونِ أَدْنَى مَوْضُوعِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ، أَوْ إِحَاطَةٍ فِكْرِيَّةٍ-؛ وَإِنْ كَانَ قَوْلُهُ: «لَيْسَ فِي القُرْآنِ ما يُسْتَنَدُ إِلَيْهِ فِي تَفْرِيقِ الأُمَّةِ بَيْنَ سُنَّةٍ وَشِيعَةٍ» -إِنْصافاً- يَحْمِلُ جَانِباً مِنَ الحَقِّ؛ بِاعْتِبَارِ التَّشَيُّعِ أَمْراً طارِئاً لاَ أَصْلِيًّا!! مِمَّا هُوَ كَافٍ فِي إِبْطَالِ أُسِّ فِكْرَتِهِم! وَنَقْضِ رَأْسِ تَفَرُّدِهِم!!
وَهَذا مَا لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُغالِطَ فِيهِ –أَوْ يُجادِلَ دُونَه- أَيُّ مُهاوِشٍ أَوْ مُناوِش!
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَقَدْ ذَكَّرَنِي هَذَا القَوْلُ مِنْ ذَاكَ القَائِلِ –وَتَعْقِيبِي عَلَيْهِ- بِتِلْكُم الحِكَايَةِ الشَّعْبِيَّةِ (!) الَّتِي يَتَنَدَّرُ بِهَا العَامَّةُ، وَيُرَدِّدُهَا بَعْضُ الخَاصَّةِ؛ مِنْ خَبَرِ تِلْكَ المُناقَشَةِ (السَّرِيعَةِ!) الَّتِي وَقَعَت مَعَ شِيعِيٍّ بَغِيضٍ يَدْعُو آخَرَ سُنِّيًّا إِلى تَشَيُّعِهِ؛ فَأَبَى السُّنِّيُّ ذَلِكَ، وَرَفَضَهُ، فَلَمَّا اسْتَفْصَلَهُ الشِّيعِيُّ عَنْ سَبَبِ رَفْضِهِ؟ أَجَابَهُ السُّنِّيُّ –مُسْتَدْرِجاً! -: لِأَنَّ الشِّيعَةَ سَرَقَتْ حِذَاءَ الرَّسُولِ –صلى الله عليه وسلم- مِنَ المَسْجِد!! فَتَعَجَّبَ الشِّيعِيُّ قائِلاً –بِسُرْعَةٍ-: هَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ، فَلَمْ يَكُن شِيعَةٌ أَيَّامَ الرِّسُول –صلى الله عليه وسلم-! فَاقْتَنَصَهَا السُّنِّيُّ –الأَلْمَعِيُّ- قَائِلاً: فَكَيْفَ تَدْعُونِي إِلَى أَصْلٍ عَقَائِدِيٍّ لَمْ يَكُن عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ –صلى الله عليه وسلم-؟!
فَبُهِتَ الشِّيعِيُّ، وَلَمْ يُحِرْ جَواباً!!!
وَأَمَّا قَوْلُ ذاكَ المُدَّعِي –بَعْدُ- زَاجًّا بِمَوْضُوعِ الشِّيعَةِ وَالسُّنَّةِ –مِن جَدِيدٍ–: «الخِلاَفُ السُّنِّيُّ الشِّيعِيُّ نَشَأَ بِسَبَبِ اعْتِمَادِنا مَرْجِعِيَّاتٍ غَيْرِ قُرْآنِيَّةٍ فِي فَهْمِ دِينِنا؛ مَرْجِعِيَّاتٍ لَمْ تَكُن يَوْماً فِي لَوْحٍ مَحْفُوظ»!!
فَهُوَ كَلاَمُ مَنْ يَهْرِفُ بِمَا لاَ يَعْرِفُ!
فَالشِّيعَةُ –بِالأَصْلِ! - تَعْتَبِرُ قُرْآنَنا المَحْفُوظَ الكَرِيمَ –هَذَا- مُحَرَّفاً، وَلَهُم فِي ذَلِكَ كُتُبٌ وَمُؤَلَّفَاتٌ مَطْبُوعَةٌ -قَدِيمَةٌ وَحِديثَة- بِمَا لاَ يَسَعُ أَحَداً رَدُّهُ!
وَالمُنْكِرُ لِذَلِكَ مِنْهُم (!) إِنَّما يُنْكِرُهُ –تَلْبِيساً عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ- مِنْ بَابِ (التَّقِيَّةِ)؛ وَالَّتِي هِيَ إِخْفَاءُ مَا عِنْدَهُم مِنْ عَقَائِدَ عَلَى غَيْرِهِم! وَالَّتِي يَعْتَبِرُونَها أَسَاسَ دِينِهِم، وَأَصْلَ عَقِيدَتِهِم؛ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُم: «مَن لَمْ يُؤْمِن بِالتَّقِيَّةِ فَلَيْسَ مِنَّا»!!
فَأَيُّ هَذَرٍ هَذَا الَّذِي يُرادُ مِنْ وَرائِهِ تَقْزِيمُ الخِلاَفِ بَيْنَ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ، ثُمَّ جَرُّهُ إِلى أُمورٍ أُخَرَ لاَ وُجُودَ لَهَا، وَلاَ قِيمَةَ لاِعْتِبارِهَا؟!
وَالحَقَائِقُ –كُلُّهَا- تُبَيِّنُ أَنَّ الشِّيعَةَ المُعاصِرَةَ –مِنْ قُرُونٍ! –بِكَافَّةِ أَلْوَانِهَا، وَسَائِرِ أَطْيافِهَا- إِنَّمَا هِيَ شِيعَةٌ صَفَوِيَّةٌ فَارِسِيَّةٌ حاقِدَةٌ –مَوْرُوثَةٌ وَمُتَجَدِّدَةٌ-، أَوْقَفَت التَّارِيخَ بِجُمُود، ثُمَّ حَاكَمَت مَا بَعْدَهُ إِلَيْهِ بِصُورَةٍ مَقِيتَةٍ –بِلاَ حُدُود، لاَ جَدْوَى مِنْ وَرائِهَا إِلاَّ المَزِيدُ مِنَ التَّفْرِيقِ وَالتَّشْقِيق وَالكُنُود ..
وَلَيْسَ مِنَ الشِّيعَةِ –اليَوْمَ-أَلْبَتَّةَ- ذَلِكَ التَّشَيُّعَ الأَوَّلَ –القَدِيمَ- الَّذِي كَانَ غَايَةُ أَمْرِهِ –عَلَى مَا فِيهِ! - الانْحِيازَ لِآلِ البَيْتِ الكِرَامِ، مَعَ التَّبْجِيلِ وَالتَّقْدِيرِ لِبَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ العِظَامِ –وَعَلى رَأْسِهِم الشَّيْخَانِ الجَلِيلاَنِ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ-، وَأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِين –وَعَلى رَأْسِهِنّ الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقُ، الطَّاهِرَةُ المُطَهَّرَةُ عائِشَة –رَضِيَ اللهُ عَنْهُم –أَجْمَعِين-، وَالَّذِينَ هُم –جَمِيعاً- عِنْدَ الشِّيعَةِ –جَمِيعاً! - مِنَ الكَافِرِينَ المُرْتَدِّين!!!
وَأَيْضاً؛ لَقَدْ ذَكَّرَنِي هَذا الاسْتِرْسَالُ –مَرَّةً أُخْرَى- بِتِلْكَ الوَاقِعَةِ الجَدَلِيَّةِ العَصْرِيَّةِ، الَّتِي جَمَعَتْ بَيْنَ بَعْضِ السِّيَاسِيِّين الشِّيعَة، وَبَعْضِ أَوْلِياءِ أُمُورِ بَلَدِنَا الأُرْدُنّ الطَّيِّب –مِن آلِ هاشِم-؛ لَمَّا دَعاهُ ذَلِكَ الشِّيعِيُّ إِلى أَنْ يَتَشَيَّعَ مِثْلَهُ! فَقالَ لَهُ الهاشِمِيُّ الذَّكِيُّ الحَكِيمُ – بِتَوْفِيقِ رَبِّهِ -: إِلى مَنْ تَتَشَيَّعُونَ أَنْتُم فِي شِيعِيَّتِكُم الَّتِي تَدْعُونَنا إِلَيْهَا؟! فَقَالَ الشِّيعِيُّ: إِلى آلِ البَيْت! فَقَالَ الهَاشِمِيُّ المُسَدَّدُ بِالفِطْنَةِ وَالحُنْكَةِ –صَائِداً-: فَنَحْنُ سُنَّةُ آلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
البَيْت؛ فانْتَسِبُوا لَنَا –أَنْتُم-، وَارْجِعُوا إِلَيْنَا –نَحْنُ-؛ بَدَلاً مِن هَذِهِ الصُّورَةِ العَكْسِيَّةِ المَقْلُوبَةِ الَّتِي تَدَّعُونَها، وَتَدْعُونَ إِلَيْهَا!!
فَبُهِتَ ذَلِكَ الشِّيعِيُّ الجَاهِلُ، وَانْبَكَم ...
وَمِنَ العَجَائبِ - وَالعَجَائِبُ جَمَّةٌ – إِشَارَةُ ذَيَّاكَ القَائِلِ – بَعْدُ – مُعَمِّمًا – إِلَى مَا يَجْرِي مِنْ فِتَنٍ فِي العِرَاقِ؛ عِنْدَمَا ذَكَرَ-: «القَتْل عَلَى أَسَاسِ المَذْهَبِ الدِّينِي»!!
وَهَذَا مِنْهُ مُغَالَطَةٌ وَتَمْوِيهٌ؛ فَالقَتْلُ المُسْتَحِرُّ – فِي العِرَاقِ – هَكَذَا – إِنَّمَا هُوَ قَتْلُ الشِّيعَةِ لأَهْلِ السُّنَّةِ – وَلِلأَسَفِ –حَسْبُ- بِمَا لاَ يَكَادُ يُنْكِرُهُ ذُو بَصَر!!
وَمَا قَدْ يَتَّكِئُ عَلَيْهِ البَعْضُ مِنْ حَوَادِثَ فَرْدِيَّةٍ قَتَلَ فِيهَا أَفْرَادٌ مِنَ السُّنَّةِ آخَرِينَ مِنَ الشِّيعَةِ: فَهِيَ رُدُودُ أَفْعَالٍ عَصَبِيَّة؛ عَلَى مَعْنَى مَا قِيلَ: قَالَ الحَائِطُ لِلوَتَدِ: لِمَ تَشُقُّنِي؟! قَالَ: سَلْ مَنْ يَدُقُّنِي!!!
بِخِلافِ ذَلِكَ التَّقْتِيل الشِّيعِيِّ لِأَهْلِ السُّنَّةِ، وَالَّذِي هُوَ تَقْتِيلٌ مُمَنْهَجٌ، وَتَشْرِيدٌ مُنَظَّمٌ –بِالفَيَالِقِ، وَالجُيُوشِ، وَالمِلِيشيات-!
فَدَعْكَ –يَا ذا- مِنَ التَّلْبِيسِ، وَالتَمْوِيهِ، وَالتُّرَّهَات!!
وَبَعْد:
لِأَجْلِ هَذا كُلِّهِ –أَيُّهَا المَنْصِفُ- نَدْعُو إِلى (السَّلَفِيَّة): بِفِطْرِيَّتِهَا، وَسَلاَمَتِهَا، وَنَقَائِها:
لِأَنَّها دَعْوَةُ الإِيمَانِ، وَالأَمْنِ، وَالأَمَان ..
لِأَنَّها دَعْوَةُ الرُّجُوعِ إِلى الأَصْلِ المُتَّفَقِ عَلَيْهِ قَبْلَ بُرُوزِ الشِّيعَةِ وَالتَّكْفِيرِيِّين، وَقَبْلَ ظُهُورِ سائِرِ حَرَكَاتِ الغُلُوِّ وَالتَّطَرُّف - مِنْ صُنُوفِ الفِرَقِ وَالطَّوائِف - ..
لِأَنَّهَا الدَّعْوَةُ الأَمِينَةُ الَّتِي تَدْعُو إِلَى القُرْآنِ وَالسُّنَّة، وَتَدْعُو إِلى فَهْمِها بِـ (سَبِيلِ المُؤْمِنين)، لاَ بِطَرِيقِ الجَاهِلِينَ المُذَبْذَبِين!!
لِأَنَّها الدَّعْوَةُ الَّتِي نَأَتْ بِنَفْسِهَا عَنْ أَنْ تَكُونَ حِزْباً يَتَحَزَّبُ إِلَيْهَا النَّاسُ، وَيَتَفَرَّقُونَ عَنْ أُمَّتِهِم إِلَيْهَا –أَوْ إِلَى غَيْرِهَا- ...
لِأَنَّها الدَّعْوَةُ الَّتِي تُرِيدُ لِلنَّاسِ، وَلاَ تُرِيدُ مِنْهُم ...
لِأَنَّها الدَّعْوَةُ الَّتِي تَعْرِفُ لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ؛ بَدْءاً مِن مَعْرِفَةِ حَقِّ النَّفْسِ، وَانْتِهاءً بِمَعْرِفَةِ حَقِّ أَوْلِياءِ الأُمُورِ، وَمُرُوراً بِتَقْدِيرِ حُقُوقِ الآخَرِين مِنَ المُؤالِفِين وَالمُخالِفِين –مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين-.
لِأَنَّهَا الدَّعْوَةُ العِلْمِيَّةُ (العِلْمِيَّةُ) –بَعِيداً عَنِ العَوَاطِفِ الجَوَارِفِ (النَّفْسِيَّة)، وَالحَمَاسَاتِ الفَارِغَاتِ (الشَّخْصِيَّة) -.
... لأَجْلِ هَذَا كُلِّهِ –أَيْضًا– وَغَيْرِهِ! – نَصُدُّ – بِالعَدْلِ وَالعِلْمِ – كُلَّ مَنْ (يُقَاوِمُهَا!)، وَنَرُدُّ – بِالحُجَّةِ وَالحِلْمِ – كُلَّ مَنْ يُنَاقِضُهَا ...
{وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيل}، وَهُوَ –سُبْحَانَهُ- بِكُلِّ جَمِيلٍ كَفِيل ...(/)
حقيقة التوحيد.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 05:33]ـ
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أما بعد/
إن التوحيد هو أصل الأصول،و أهم المهمات و رأس الأمر،و العروة الوثقى و الكلمة الطيبة،وهو الذي أرسلت به الرسل جميعا، قال تعالى: {و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت}، وقال تعالى: {و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}، وقال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات}.أيها الناس: إن التوحيد في الإسلام ليس أمرا ثانويا في التفكير، ولا نافلة من القول، و لا مظهرا من مظاهر الضعف أو الخوف، وإنما التوحيد هو فطرة الله التي فطر الناس عليها ,و حاجة ضرورية للنفس و الروح, بحيث إذا فُقِد التوحيد ترك فراغا في النفس لا يملأ، وفوهة في الروح لا تسد،وخرابا في الضمير لا يعمر , لذلك كله كانت بداءة الرسل جميعا هي الدعوة إلى التوحيد, فكل من بُعث من الرسل من نوح عليه الصلاة و السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم يأتي قومه فيقول لهم: {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، {و إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} , {وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} , {و إلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} , ورسولنا الكريم – صلى الله عليه و سلم – ثلاثة عشر عاما في مكة- و هو يقول لقومه: [قولوا لا إله إلى الله تفلحوا].
أيها المسلمون: ما هو التوحيد الذي بُعثت به الرسل؟
هل التوحيد هو أن تعتقد أن الله هو الخالق المنفرد بالخلق , و أنه المالك المتفرد بالملك , و أنه المدبر المصرف المتفرد بالتدبير و التصريف ,؟ لا شك إن هذا من التوحيد , وهل التوحيد أن تؤمن بأن الله عز و جل له أسماء حسنى و صفات علا كما قال تعالى: {و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} فتؤمن أنه السميع ذو السمع، والبصير والحكيم و العليم ذو البصر والحكمة والعلم , وأنه خلق آدم بيده سبحانه وتعالى , له يدان تليقان به سبحانه وتعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} و أنه سبحانه و تعالى يجيئ للفصل بين الخلائق يوم القيامة {وجاء ربك والملك صفا صفا}، وأنه سبحانه و تعالى عالٍ على خلقه مستوٍ على عرشه كما قال في كتابه: {الرحمن على العرش استوى}، و كما قال سبحانه: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} قال ابن عباس –رضي الله عنهما – من في السماء: الله.,فهل هذا هو التوحيد؟! لاشك أن هذا من التوحيد؛
و لكن التوحيد الذي أرسلت به الرسل أصالة و أراد الله البشر أن ينصاعوا لله فيه , ويوحدوه به , والذي من أجله خلق الله الخلائق: {وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون} , هو توحيد العبادة:هو أن تعتقد أن الله عز وجل هو المتفرد بالعبادة، فلا يستحق هذه العبادةَ ملكٌ مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح ,فهذا التوحيد الثالث هو الذي يدخلك في الإسلام, وهو الذي أرسلت به الرسل ,وهو أن توحد الله بأفعالك أيها العبد،فلا تصلي إلا لله سبحانه , ولا تسجد إلا لله،ولا تدعو إلا إياه، ولا تستغيث إلا بالله، ولا تنذر إلا لله،ولا تتوكل إلا على الله ولا تستعين إلا بالله، ولا تذبح إلا لله عز وجل، ولا تطوف إلا ببيت الله عز وجل، فهذه العبادات كلها من نذر و طواف و خضوع و خشية وخوف واستعانة و استغاثة و سجود و توكل و دعاء هذه العبادات و غيرها من العبادات و كل العبادات، لا تصرفها إلا لله عز وجل فلا تصرفها و لا توجهها لا لنبي مرسل و لا لملك مقرب و لا لولي صالح ولا للعيدروس ولا لنفيسة ولا لابن علوان ولا لبدوي ولا للمرسي أبي العباس ولا للحسين ولا لعلي ولا للعباس رضي الله عنهم ولا لعبد القادر الجيلاني ولا للجنيد ولا لغيرهم من المخلوقات , قال تعالى: {و قال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، وقال تعالى: {إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين , ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها
(يُتْبَعُ)
(/)
, أم لهم أعين يبصرون بها ,أم لهم آذان يسمعون بها} و قال تعالى: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير , إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم , ولا ينبئك مثل خبير}. واعلم أيها المسلم أنك لو اعتقدت أن الله عز وجل هو الخالق المدبر المتصرف المتفرد بذلك كله فإنك لا تكون موحدا له بذلك حق التوحيد ولا تدخل الإسلام حتى توحد الله بأفعالك أنت مما ذكرنا آنفا من صلاة ونذر و خوف ودعاء واستغاثة و خشية و طواف , تصرف كل ذلك لله عز وجل , و تكفر بكل ما يعبد من دون الله عز و جل قال تعالى: {و من يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} فهؤلاء مشركو قريش وحدوا الله بربوبيته أي اعتقدوا أنه سبحانه الخالق و المالك و المتصرف و المحيي بدليل قوله تعالى: {و لئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} ومع ذلك فقد قاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و سبى نساءهم و ذراريهم مع قولهم بأن الله هو المتفرد بالخلق .. لماذا؟ لأنهم لم يوجهوا أفعالهم التعبدية لله عز وجل وحده فكانوا من المشركين.
أيها المسلمون / إن المسلم الذي يريد الدار الآخرة و يريد العزة لهذا الدين ينبغي أن يكون عارفا بالتوحيد عارفا بالشرك حتى لا يقع فيه من حيث يدري أو لا يدري ,فإن التوحيد أيها الإخوة هو أساس بناء الأعمال ,فمن بنى عمله على شرك فهو كالذي يبني دارا على موج البحر فهل يجد له قرارا؟! لاشك أن هذا البناء سينهدم ويسقط , وهكذا الشرك فإنه يُحبط العمل ولو كان العمل كأمثال الجبال! , قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ولقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين}،
إن الله تبارك و تعالى لا يحابي أحدا في التوحيد كائنا من كان اسمعوا لهذه الآية وانتبهوا كم نبيا سيذكره الله عز وجل في هذه الآية: {وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء , إن ربك حكيم عليم،ووهبنا له إسحاق و يعقوب , كلا هدينا، و نوحا هدينا من قبل , ومن ذريته داود و سليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون , و كذلك نجزي المحسنين، وزكريا و يحيى و عيسى و إلياس , كل من الصالحين , وإسماعيل و اليسع و يونس و لوطا، و كلا فضلنا على العالمين , ومن آبائهم و ذرياتهم وإخوانهم، واجتبيناهم و هديناهم إلى صراط مستقيم , ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده , ولوأشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}، ثمانية عشر نبيا ,و مع ذلك قال الله عز وجل فيهم: {و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} , لا مجاملة في التوحيد أبدا , و لذا يجب على المسلم أن يخلص عمله لله عز و جل بالتوحيد و نبذ الشرك، فإن الموحد يغفر الله – عز وجل - له زلاته ومعاصيه , و يَدْخل الجنة ولو بعد حين , أما المشرك فإن شِركه يمنع عنه يوم القيامة المغفرة , و يخلده في النار عياذا بالله تعالى، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا}.
واعلموا أيها الإخوة أن الشرك سبب للعذاب و للمصائب و النقم و البلايا كلها , وهل أهلكت الأمم السابقة، فُخُسِف بمن خسف، ودُمر من دمر , و أُهلك من أهلك إلا بسبب الشرك و الواقع يشهد لذلك , واسمعوا لهاتين الآيتين العظيمتين قال تعالى: {لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا}، و قال تعالى: {ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا}، فالشرك بالله عز وجل سبب للذم و الخذلان، والذي يخذله الله عز وجل من الذي ينصره؟!
قال تعالى: {أهلكناهم فلا ناصر لهم}.
اللهم أحينا على التوحيد و أمتنا على التوحيد و احشرنا على التوحيد، اللهم أعز الإسلام والمسلمين , وأذل الشرك والمشركين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 02:39]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز علي الفضلي على هذه الكلمة الطيبة
نسأل الله أن ينفعنا بها.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 08:34]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز علي الفضلي على هذه الكلمة الطيبة
نسأل الله أن ينفعنا بها.
وإياكم أخي الفاضل أبا العباس الأثري.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 02:48]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 03:11]ـ
بورك فيك .. وسددك مولاك.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 06:20]ـ
نسأل الله أن يحيينا و إياك على كلمة التوحيد , و أن يتوفنا عليها ........ جزاك الله خيرا ....
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 02:28]ـ
فإن التوحيد أيها الإخوة هو أساس بناء الأعمال ,فمن بنى عمله على شرك فهو كالذي يبني دارا على موج البحر فهل يجد له قرارا؟! لاشك أن هذا البناء سينهدم ويسقط , وهكذا الشرك فإنه يُحبط العمل ولو كان العمل كأمثال الجبال! , قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ولقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين}،
جزاك الله خيراً .. ونفع بكلماتك
{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفاء لله غيرَ مشرِكينَ به ومَن يُشرك بالله فكأنما خَرَّ من السماء فتَخْطَفُه الطير أو تَهْوِي به الرِّيح في مكانٍ سحيق}. نسأل الله السلامة والعافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 05:08]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك ..(/)
هل أبو عبيدة معمر ابن المثنى كان [خارجيا، شعوبيا]؟!
ـ[سامي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 07:05]ـ
قرأت في (المعجم العربي في اللغة والأعلام) في ترجمة معمر ابن المثنى أنه [ ... جمع الكثير من أخبرا العرب وأنسابهم. وكان خارجيا شعوبيا وكتابه (المثالب) يطعن في أنساب العرب ... ]
فما ماذا صحة هذا بارك الله فيكم؟؟
ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 04:19]ـ
أخي الكريم،
أما قضية أن أبا عبيدة كان خارجيا فأمر يكاد يكون متواترا، وفي بعض الكتب أنه كان خارجيا صفريا.
أما شعوبية أبي عبيدة فيعول في إثباتها على ما ذكره ابن قتيبة في ترجمة أبي عبيدة في باب رواة الشعر وأصحاب الغريب والنحو من كتاب المعارف، وعبارته: "وكان يبغض العرب وألّف في مثالبها كتابا". ولعل وضعه لكتاب المثالب هو المستند في رميه بالشعوبية والله أعلم.
ـ[سامي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 05:20]ـ
شُكْراً لَكَ أَخِي (عَبْدُ اللهِ ابْنُ يُوسُفَ) عَلَى مَا أفَدْتَ،، لاَ حُرمْنا مِنْ فَوَائِدِكُمْ ...
بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ وَتَقَبلَ مِنا وَمِنْكُمْ(/)
وصل الأمر إلى هذه الدرجة!! هل تصدقون؟!
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 01:55]ـ
خاص (الوئام) الطائف:
أثارت فقرة نفذتها مدرسة المغيرة بن شعبة الإبتدائية بالطائف غضب المسئولين وأولياء الامور حينما قامت المدرسة وضمن احتفالها باليوم الوطني بتدريب الطلاب على حركة جسدية للطلاب يقومون من خلالها بأخذ وضعية السجود في الصلاة في المصلى الخاص بالمدرسة وتشكيل كلمة (عبد الله) ورقم (77) في دلالة على الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة وعلى حب الملك عبدالله وابتهاجاُ باليوم الوطني السابع والسبعين!
وقد لاقت هذه الفقرة انتقاداً واسعاً من قبل المتابعين وبعض طلبة العلم والمشايخ وحذفت من موقع ادارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف.
وتصور الفقرة وضع السجود تحديداً من قبل الطلاب في منظرٍ يبعث على التذمر والاستنكار.
وقال احد المعلمين كان بالامكان تشكيل العبارة بدون وضع السجود ولكن الادارة اخطأت التقدير وبالغت في الاحتفاء باليوم الوطني لدرجة تعمد وضع الطلاب في هيئة السجود للصلاة تعبيراً عن الحب.
وكانت مدرسة المغيرة بن شعبة الابتدائية بمحافظة الطائف قد نفذت برنامجاً متميزاً بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، وقد اشتمل البرنامج عدد الفقرات المنوعة وبعض الكلمات الوطنية التي شارك بها عدد من المعلمين والطلاب كما تمت إقامة العديد من العروض بهذه المناسبة وقد حضر البرنامج الأستاذ أحمد طامي عسيري المشرف المنسق للمدرسة.
لمشاهدة صورة طلاب المدرسة وهم في وضع السجود داخل مصلي المدرسة
انظر هذا الرابط:
http://www.alweeam.com/inf/news.php?action=show&id=1632
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 10:21]ـ
وهل حينما يقوم التلاميذ بتلك الحركة يدل ذلك على حبهم ل ....
إنهم مغلوبون على أمرهم كما غلب آباؤهم(/)
لماذا يطعن الشيعة في عرض الشيخ الشعراوي؟ للشيخ عائض الدوسري حفظه الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:34]ـ
لماذا يطعن الشيعة في عرض الشيخ الشعراوي؟
عائض الدوسري: بتاريخ 30 - 9 - 2007
سألني أحد المهتمين والمتابعين الفاحصين للملف الشيعي الديني والسياسي مستنكرًا:
(يا أخي لماذا لا يأتي التمدد الشيعي إلا ومعه السباب والشتائم والطعن في الأعراض وخاصة الطعن في خير الأئمة وعلماء الأمة؟ ولماذا يجعلون ذلك السلوك إرهاصاً ومقدماً يسبق الفتن الطائفية والانشقاقات المذهبية التي تظهر في المكان الذي يظهر فيه التشيع؟).
فقلت له: ما الداعي لمثل هذا الكلام؟
فقال لي: قرأتُ البارحة لبعض شيوخ الشيعة والمتشيعين الجدد –أيضاً- كلاماً بذيئاً وقحاً في حق الداعية الوقور الشيخ محمد متولي الشعراوي.
فقلتُ له: الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته!
فقال لي: نعم، ولماذا تتعجب وتستغرب؟
فقلتُ له: الذي أعرفه أن الشيخ الشعراوي –رحمه الله- شيخ طيب القلب عفيف اللسان لين الجانب، رجلٌ اشتغل بالقرآن وتفسيره وتعليمه، فمن الذي سوف يتجرأ ويطعن فيه؟! الأمر الآخر: أن الشيخ الشعراوي –رحمه الله- مصنفٌ حسب زعم الشيعة أنفسهم أنه من أهم دعاة الوحدة والتقريب بين السنة والشيعة، وممن يناصر الشيعة.
يقول المتشيع المصري (صالح الورداني): (الشيخ محمد متولي الشعراوي من شيوخ وعلماء الأزهر الذين تعاملوا مع الشيعة وناصروها). (1)
فقال لي: ومع ذلك لم يسلم منهم الشيخ الشعراوي!
فقلتُ له: وماذا قالوا في الشيخ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته؟
فقام هذا الأخ وأخرج من جيبه فتوى مطبوعة من موقع (القطرة) للشيخ الشيعي (ياسر الحبيب) وقرأ ما فيها، وإذا فتوى الشيخ الشيعي (ياسر الحبيب) تقول: إن الشيخ الشعراوي كان مواظباً على ممارسة اللواط!
فقلتُ: أعوذ بالله! من يجرؤ على اتهام شيوخ المسلمين بهذا الأمر العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ثم قلتُ له: لو سمحت ناولني قصاصة الفتوى. فأعطاني الورقة، ثم أخذتُ منها الرابط الإلكتروني المباشر لموقع الشيخ الشيعي (ياسر الحبيب) ودخلت موقعه للبحث عن تلك الفتوى، فهالني ما وجدته في الموقع من تكفير واستباحة لدماء المسلمين، وطعنٍ في أعراضهم. وبعد بحث قصير وجدتُ الفتوى، وسوف أعرض شيئاً يسيراً منها، واعتذر عن نشر الباقي لقبحها الشديد، وبذاءتها الموغلة، وإذا أراد القارئ الكريم أن يقف بنفسه عليها فذلك له، وليكون هو الحكم:
يقول الشيخ الشيعي (ياسر الحبيب) حينما سُئل من بعض الشيعة هذا السؤال: (هل كان عمر بن الخطاب لعنه الله يتداوى بماء الرجال و كان يشكو مرض [كذا] في دبره؟). (2)
فأجاب الشيخ الشيعي (ياسر الحبيب): (لا شك بأن من أول هؤلاء الذين مارسوا هذا الفعل الشنيع واستمرؤوه، الخبيث عمر بن الخطاب، لعنة الله عليه).
ولم يقتصر الشيخ الشيعي (ياسر الحبيب) بالطعن في عرض أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بل عمم مقالة السوء على جميع علماء أهل السنة، حيث قال في نفس الفتوى، ما نصه: (وإنك لو دقّقت وتفحّصت أحوال علمائهم، سيما أولئك المفتونين بعمر بن الخطاب لعنة الله عليه، لوجدت معظمهم على ما كان هو عليه من إتيان الرجال بدلا من النساء).
ثم ينقل الشيخ الشيعي (ياسر) عن (حسن شحاته) المصري المتشيع، ما نصه: (وقد حكى [كذا] لي العلامة الأزهري المصري الشيخ حسن شحاته أن الشعراوي إنما كان مواظبا على هذه السُنّة!).
يقول صاحبي معلقاً على هذه الفتوى: هذا ما يقوله (ياسر الحبيب) الشيخ الشيعي المقيم واللاجئ في لندن، الذي استغل لجوءه في بريطانيا ليطعن في الصحابي العظيم الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي هو والد حفصة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وزوج أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء رضي الله عنهما. هذا هو نصيب هذا الصحابي العظيم من التشيع وأخلاق الشيعة.
فقلتُ له: لماذا يطعن الشيعة في أعراض الصحابة وأمهات المؤمنين وعلماء أهل السنة؟ ما فائدتهم من ذلك؟
فقال لي: إن من ضروريات مذهبهم الطعن في أعراض المخالفين لهم، ولا يكون الشيعي شيعياً صادقاً ما لم ينشر ثقافة التكفير والفوضى والشتائم والسباب والطعن في الأعراض.
فقلتُ له: أيعقل هذا بالله عليك. ألا ترى في كلامك هذا تجنياً وتعميماً جائراً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال لي: الكلام عن ظاهرة ما يجب ألا يُفهم منه التعميم. وما قصدته من حديثي إنما هو وجود ظاهرة قبيحة كثيراً ما تقترن بالتشيع حيثما شاع بصورة توجب التأمل. انظر بنفسك، وكيف أن التشيع لا يصيب أرضاً أو بلداً إلا وقلبه أهلها إلى الشقاق والفرقة، والشتائم والسباب، حتى الشيخ محمد متولي الشعراوي –رحمه الله- الشيخ الوقور، مُفسر ومعلم القرآن، اتهموه باللواط والفحشاء، لتزهيد أهل السنة في علمائهم، ولزرع البلبلة في أوساط أهل مصر، ولإسقاط مرجعيتهم الدينية.
فقلتُ له: لعل أكبر جريمة اقترفها الشيخ محمد متولي الشعراوي –رحمه الله- هو أنه سني معظم للقرآن، ويؤمن بسلامته من التحريف، ويوليه عناية فائقة!
فقال لي: وقد يطول عجبك لو أخبرتك أن المتشيع المصري (حسن شحاته) استضافته الجمهورية الإيرانية في لقاءٍ مصور ومرئي في إيران،، في مؤتمر (النجف الأشرف) تحت إشراف الجمهورية الإيرانية وفي مدينة قم، يصيح ويقول بكل تبجح: ما نصه: (عمر بن الخطاب مخنث) ويمكنك بكل سهولة أن ترى الشريط ـ بالصوت والصورة ـ في الإنترنت وكيف يحتفي به الشيعة وهو يطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين!
فقلتُ: لا حول ولا قوة إلا بالله، أيعقل أن يقال هذا الكلام في حق عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- تحت إشراف الجمهورية الإيرانية؟
فقال لي: كيف تتعجب يا أخي، وهذا ليس بغريبٍ على إيران وهي التي شيدت أكبر ضريح للمجوسي (أبو لؤلؤة فيروزا لمجوسي) قاتل خليفة المسلمين وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حيث أقامت ضريح هذا المجوسي المجرم على أجمل طراز، وشرعت للشيعة سنناً وأدعية للعن عمر رضي الله عنه، والسلام والترضية على قاتله المجوسي!
فقلتُ له: ولأي شيء يفعلون هذا؟ لماذا يطعن الشيعة في أعراض المسلمين؟ ولماذا يطعنون في عرض عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وعرض الشيخ الشعراوي رحمه الله؟ وغيرهم؟
فقال لي: لا غرابة ولا عجب. هذا مؤسس الجمهورية الإيرانية (الخميني) نفسه يصرح ويقول: (غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين .. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم). (3)
ثم ذكر (الخميني) حديثاً شيعياً يقول: (إن الناس كلهم أولاد بغاة –أي أولاد زنا- ما خلا شيعتنا). (4)
وعلق (الخميني) عليه قائلاً: (الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم). (5)
فقلتُ له: هذا كلام خطير وبذيء أن يصدر من مسلم. ولعل هذا من شذوذات الخميني المعروف بالتطرف، ولعله لا يمثل إلا خطه ومرجعيته فقط، حتى لا نظلم غيره.
فقال لي: كنتُ أتمنى ذلك، لكن من عرف المذهب الشيعي، سوف يدرك أن المشكلة في المذهب نفسه، وليست في الخميني. فما قاله الخميني مذكور ومشهور قبله وبعده.
وقد قال شيخهم الأنصاري: (ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن -أي الشيعي- فيجوز اغتياب المخالف، كما يجوز لعنه). (6)
ونسبوا كذباً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم، والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس، ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة). (7)
وهذه الرواية صححها الشهيد الثاني (8)، ومحققهم الأردبيلي (9)، وعبدالله الجزائري (10)، وقال بتصحيحها أيضاً محققهم البحراني حيث قال: (ورد في جملة من الأخبار جواز الوقيعة في أصحاب البدع ومنهم الصوفية، كما رواه في الكافي في الصحيح) (11)، ومحققهم النراقي حيث قال بعد تصحيح الرواية السابقة: (فتجوز غيبة المخالف، والوقيعة: الغيبة .. وتؤكده النصوص المتواترة الواردة عنهم في طعنهم ولعنهم وتكفيرهم، وأنهم شر من اليهود والنصارى، وأنجس من الكلاب) (12)، وكذلك شيخهم الأنصاري (13)، ومرجعهم الأكبر الخوئي حيث قال: (قد دلت الروايات المتضافرة على جواز سب المبتدع في الدين ووجوب البراءة منه واتهامه). (14).
(يُتْبَعُ)
(/)
كما صححها –أيضاً- مرجعهم الكلبايكاني حيث قال: (وأما المبتدع فيجوز ذكره بسوء لأنه مستحق للاستخفاف). (15)، ومرجعهم محمد سعيد الحكيم (16)، و الروحاني (17)، والطريحي حيث قال معلقاً: (فاعلم أنه لا ريب في اختصاص تحريم الغيبة بمن يعتقد الحق، فإن أدلة الحكم غير متناولة لأهل الضلال كتاباً ولا سنة) (18)، وعلامتهم المجلسي (19).
قال مرجعهم المعاصر الخوئي: (ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم، واتهامهم، والوقيعة فيهم: أي غيبتهم، لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة في كفرهم). (20).
ثم قال بعدها: (الوجه الثالث: أن المستفاد من الآية والروايات هو تحريم غيبة الأخ المؤمن، ومن البديهي أنه لا أخوة ولا عصمة بيننا وبين المخالفين). (21)
وقال سيدهم الروحاني: (جواز غيبة المخالف من المسلّمات عند الأصحاب). (22)
ويقول شيخهم الصادق الموسوي معلقاً على رواية منسوبة للسجاد تشبه ما نسبوه لنبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الإمام السجاد يجيز كل تصرف بحق أهل البدع .. من قبيل البراءة منهم وسبهم وترويج شائعات السوء بحقهم والوقيعة والمباهتة، كل ذلك حتى لا يطمعوا في الفساد في الإسلام وفي بلاد المسلمين وحتى يحذرهم الناس لكثرة ما يرون وما يسمعون من كلام السوء عنهم هكذا يتصرف أئمة الإسلام لإزالة أهل الكفر والظلم والبدع فليتعلم المسلمون من قادتهم وليسيروا على منهجهم). (23)!!
وذهب العالم الإمامي الشيعي نعمة الله الجزائري إلى الحكم على الأشعرية بالكفر، بل وجعلهم في درجة أسوأ من المشركين الأصليين!
يقول: (الأشاعرة لم يعرفوا ربهم بوجه صحيح، بل عرفوه بوجه غير صحيح، فلا فرق بين معرفتهم هذه وبين معرفة باقي الكفار .. فالأشاعرة ومتابعوهم أسوء حالاً في باب معرفة الصانع من المشركين والنصارى .. فمعرفتهم له سبحانه على هذا الوجه الباطل من جملة الأسباب التي أورثت خلودهم في النار مع إخوانهم من الكفار). (24).
ولم يكن موقف الشيعة من الصوفية أحسن حالاً من موقفهم من سائر المخالفين، فالصوفية عندهم مثل الأشاعرة، والذين هم من عامة المسلمين من غير الشيعة.
وعقد شيخ الشيعة ومحدثهم وفقيههم الحر العاملي فصلاً كاملاً تحت عنوان: (ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية وجواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم). (25) وسرد الروايات والأقوال في مطاعن الصوفية ولعنهم والافتراء عليهم!
فقلتُ له: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا والله مما يؤلم القلب، ويفت في الفؤاد. ولكن قل لي: لماذا يطعنون الآن في الشيخ الشعراوي رحمه الله؟
فقال لي: طعنهم في الشيخ الشعراوي يرجع إلى ثلاثة أمور:
الأول: موقفهم التكفيري العام من أهل السنة والجماعة.
الثاني: لأن الشيخ الشعراوي كان من المهتمين والمعتنين بالقرآن الكريم، وقد اعترف مراجع الشيعة الكبار وشيخهم أمثال: آية الله الخامنئي، وآية الله محمد تقي المدرسي، والشهيد المطهري، والدكتور جعفر الباقري، أن علماء الشيعة يحاربون من يهتم بالقرآن وينشغل بتفسيره، بل يسخرون منهم!
الثالث: لأنهم يكرهون مصر، مصر الإسلام، مصر العروبة، مصر الأزهر، مصر عمر بن الخطاب، ومصر عمرو بن العاص.
فقد رووا عن أئمة أهل البيت -كما يزعمون- أنهم قالوا: (أبناء مصر لعنوا على لسان داود عليه السّلام، فجعل الله منهم القردة والخنازير). (26).
وقالوا: (انتحوا مصر لا تطلبوا المُكث فيها لأنه يورث الدياثة). (27).
وقالوا: (بئس البلاد مصر). (28).
وقالوا: (ما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها). (29).
فقلتُ له: إنا لله وإنا إليه راجعون، كل هذا يقال عن مصر وأهلها!! هذا والله مما يؤلم القلب، ويفت في الفؤاد. كيف نصل للوحدة وفي الأمة من يقول بهذا الكلام؟!
*توثيقات المراجع والمصادر:
(1) كتاب الشيعة في مصر (ص 201).
(2) في موقعه على الإنترنت (القطرة) بتاريخ: (26 من جمادى الأولى 1426هـ).
(3) المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
(4) المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
(5) المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
(6) كتاب المكاسب- الأنصاري (1/ 319) الطبعة الأولى 1415هـ، مطبعة باقري، قم.
(7) الكافي- الكليني: (2/ 360).
(8) مسالك الأفهام (14/ 434).
(9) مجمع الفائدة (13/ 163).
(10) التحفة السنية (ص31).
(11) الحدائق الناضرة (18/ 164).
(12) مستند الشيعة (14/ 162).
(13) المكاسب (1/ 353).
(14) مصباح الفقاهة (1/ 281).
(15) الدر المنظور (2/ 148).
(16) مصباح المنهاج (ص359).
(17) فقه الصادق (14/ 296).
(18) مجمع البحرين (3/ 343)
(19) بحار الأنوار (72/ 235).
(20) مصباح الفقاهة (1/ 504).
(21) مصباح الفقاهة (1/ 505).
(22) فقه الصادق (14/ 345).
(23) نهج الانتصار (ص 152). وانظر: تنبيه الخواطر (2/ 162)، وسائل الشيعة (11/ 508).
(24) الأنوار النعمانية (2/ 278).
(25) انظر كامل الكتاب المعنون بـ رسالة الإثني عشرية في الرد على الصوفية – الحر العاملي.
(26) بحار الأنوار (60/ 208)، تفسير القمّي (ص596).
(27) بحار الأنوار (0/ 211).
(28) بحار الأنوار (60/ 210)، تفسير العياشي (1/ 305)، البرهان (1/ 457).
(28) بحار الأنوار (60/ 208 - 209)، قرب الإسناد (ص 220)، تفسير العياشي (1/ 304)، البرهان (1/ 456).
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39184&Page=1&Part=11
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 10:18]ـ
الشيعة ... لعنهم الله أجمعين.
غيروا الملة وبدلوا الدين وقتلوا الصالحين وانتهكوا أعراض المسلمين.
وهم ألد أعداء أهل السنة ... لو تمكنوا منهم - والله - لقتلوهم ولفعلوا بهم ما لم يفعل.
عشان يفوق ( ..... ) بئه أم أنهم لا يفيقون إلى حينما يذبحون على أيدى أحبابهم الشيعة الكفرة.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 02:28]ـ
الرافضة من أحقد الملل على السنة وأتباعها، وما حصل في العراق، وقبله في أفغانستان، وقبلها في إيران، وقبلها في العراق في القرن السادس، إلا دليل واضح على هذا الحقد الدفين، فمن يدعو إلى تقارب معهم فعليه أن يقلب التاريخ قليلاً، ويشاهد ما يحصل في زمننا الحاظر، وليتأمل قليلاً، فسوف يعلم أن هؤلاء القوم من أبعد الناس عن دين الله.
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 02:59]ـ
وهم يؤججون نار الفتنة بين السلفية والأشعرية وللأسف كلا الطرفين يستجيبان! فيزداد التمزق والتشرذم ويطول عمر الشيعة أكثر!! فاعتبروا!!
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 11:32]ـ
-
جزاك الله خيراً، وحسبنا الله ونعم الوكيل
،
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:32]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 06:52]ـ
عشنا زمنا ليس بالبعيد ونحن نقول اخواننا الشيعة من باب الجهل وحسن النوايا بهم
ولكنهم أعداؤنا الروافض الأنجاس نسأل الله أن يكفي المسلمين شرورهم بما شاء سبحانه
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 08:04]ـ
يا إخوتي الكرام إن التصريح ببعض أقوال الشيعة له خطر عظيم، ومن مقاصدهم أن يخرجوا من ذلك بكسر الهيبة والمحبة في قلوب المؤمنين، ومن ثم يسهل بعد ذلك عليهم أن يسمعوا ما يقال لهم، أو على الأقل تقل هيبة الصحابة في قلوب أهل السنة، هذه الهيبة التي ما نتجت إلا من الحب الخالص الذي هو من شعب الإيمان، فأنا لو قيل لي إن قريب لك يفعل كيت وكيت لتمنيت ألا ينتشر هذا القول بين الناس فما بالك بأن أكتبه في وسيلة إعلامية وأقول إن أخي أو ابني أو أبي قد اتهم ظلما بكذا وكذا وهو برئ، وأن المتهم ظالم وكذاب وخبيث، إن نشرنا لما قاله الشيعة في الفاروق عمر تحقيق لأحد مقاصدهم الخبيثة، وقد قرأت نحو هذا الكلام في كتاب يتم تداوله باسم (لله ثم للتاريخ) أو نحو هذا وأشهد الله أنني حرقت الكتاب لما وقفت على هذا القول، غيرة على عرض أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين، والله لو قيل لي إن أباك قد شتم بنحو هذا القول لما كان لي إلا أن أقاتل، فكيف أصبر حتى أنشره على الملأ ثم أقول بأنني مظلوم، والله ما هكذا تحب الآباء، ووالله لعمر بن الخطاب أحب إلي من أبي. ووالله إن أبي لا يرضي مني أن أحبه أكثر من محبتي لعمر، فاتقوا الله في أنفسكم، وفي غيرتكم على الحق. ويمكن الاستغناء عن كل هذا بالإشارة للمصادر التي تسيء لهؤلاء الأكابر. ووالله لتسألن عن دفاعكم عن عمر. هل ترضون أن تدافعوا عن أعراضكم في وسائل الإعلام، وتكتفون بذلك، والله ما هكذا يدافع عن الأعراض.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 01:09]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[01 - Apr-2010, صباحاً 01:46]ـ
من المعروف انهم اخس المخلوقات واهل الكذب واضل من اليهود والنصارى
ولعل ذلك من افضال هذا الرجل ان يحقد عليه هؤلاء
ـ[خالد الفقي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 09:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كفانا تكرار لما تلقيه ألسنة السوء، فهذه شرارة المعارك الأولى
ويكفي ذكر أنهم يشتمون ويلعنون دون ذكر الشتائم واللعنات
ويكون الهدف من ذكر هذه الأخبار تنبيه المؤمنين لا إثارتهم ضد غيرهم ليقاتلوهم
وأدعو الله أن نكون جميعا بعد هذا الكلام يقظين جدا لهم في الأعمال والمدارس والشوارع والمنتديات
واليقظة تعني العلم والعمل الجاد المستمر لتكون الغلبة لنا بحق وبتوفيق الله لنا
خالص تحياتي
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 01:00]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، ولكن لي تعليق صغير: لا يجوز للمسلم أن يفتري الكذب على العلماء كما تفعل الشيعة؛ لكن أيضا لا ينبغي أن نغفل حقيقة مهمة جدا فالشعراوي لم يكن يوما ما من علماء السنة بل هو من علماء الصوفية له فتاوى يعلمها كل طلبة العلم فضلا عن العلماء في مصر حول جواز تقبيل الأعتاب ومشروعية الطواف بالقبور والاحتفال بالموالد مع طامات في العقيدة يعرفها من سمع دروسه، علما أنني كنت من متابعي دروسه وخطبه وفتاواه. والله أعلم
ـ[المقدسى]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 10:01]ـ
أعتقد أن الجميع بات يعرف حقيقة الشيعة الروافض، ولا أرى أى حاجة لفتح مثل هذا الموضوع الذى يقدم كل أنواع السباب في رموز أهل السنة ويسمى الأفاق الكافر ياسر الحبيب بالشيخ .. !!
هذا من التجنى بلا ريب أن يوصف مثل هذا الكافر بوصف علماء الإسلام، وأنا اعرف أن كاتب الموضوع وفقه الله لم يقصد إلا تعرية المذهب الرافضى ولكن فى رأئى الشخصى أن مثل هذا الموضوع لا داعى له.
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 05:35]ـ
قبحهم الله من تطاولهم على الصحابة رضى الله عنهم(/)
ذم الذهبي بعض أصحاب الحديث لشدتهم على الأشاعرة
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 04:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ذم الذهبي بعض أصحاب الحديث لشدتهم على الأشاعرة
صفحة 1690 من كتاب نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء
أدخل رقم الصفحة في الكتاب pdf بعد فتحه في أسفل وسط الشاشة للإنتقال السريع للصفحة والله الموفق.
لتنزيل الكتاب
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=1336(/)
تعرف على الشيخ عبد الفتاح أبو غدة - مع تنبيه مهم عن عقيدته -
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 04:36]ـ
نزّل كتاب الردود القسم الثالث (البراءة) للعلامة الدكتور بكر أبو زيد لتعلم موقفه من أبي غدة وضلالات الرجل رحمه الله تعالى
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=20&book=175
تعرّف الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى
http://www.aboghodda.com/Biography-AR.htm# طلبه%20العلم
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:45]ـ
للفائدة انظر الحوار التالي
http://alagidah.com/vb/showthread.php?t=1412(/)
ثلاث فتاوى منهجية من موقع الشيخ محمد المنجد في التعامل مع الدعاة وأخطاءهم
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 09:47]ـ
هل يبيع أشرطة لبعض الدعاة الذين يخالفون السنة أحياناً؟
سؤال:
ما حكم فتح مكتبة إسلامية لبيع الكتب والأشرطة الإسلامية والمصاحف؟ وفى حالة بيع أشرطة لبعض الشيوخ الذين يخطأ بعضهم في كثير من الأفعال والأقوال مثل عدم اللحية وطلب من العامة عدم إعفاء اللحية.
فما حكم بيع مثل هذه الأشرطة مع العلم أنها ساعدت الكثير في الالتزام؟.
الجواب:
الحمد لله
إن من محاسن أهل السنة والجماعة أن يعلمون الحق ويرحمون الخلق، فهم يحبون الكلام بعلم وعدل، ويكرهونه بظلم وجهل، لأنهم اتبعوا كتاب الله سبحانه حينما أمرهم بالقيام على الناس بالقسط والشهادة عليهم بالعلم والحق.
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ) النساء/135، وقال سبحانه: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ) النساء/58، وقال سبحانه: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ) الأنعام/152
والنفس البشرية لا تصل إلى هذا الحد إلا حين تقوم لله متجردة من كل حظ، مستشعرة نظرة الله سبحانه إلى خفايا الضمير وذات الصدور. وفي الحديث: (وإن المقسطين على منابر من نور) رواه مسلم (2827)
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: (أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا) رواه النسائي (1305) وصححه الألباني في صحيح النسائي.
وإنك أخي السائل إذا تأملت المنهج الرباني الذي يرفع الله به الناس إلى قمة ضبط النفس والسماحة القول بالحق على النفس والوالدين والأقربين تدرك أن كثيراً من الدعاة الموجودين في ساحة الدعوة الإسلامية المعاصرة ممن لهم محاسن كثيرة وتأثير كبير في أوساط عامة الناس هم على خير فيما أحسنوا فيه، وهم فيما قصروا فيه إما مجتهدون في إصابة الحق دائرون بين الأجر والأجرين، أو مقصرون في بعض الجوانب، يُرجى – إن شاء الله – أن تطغى محاسنهم على سيئاتهم، خاصة من تأثر به الناس، واستقاموا على أيديهم، فحرمان الناس من دعوة هؤلاء مع عدم وجود البديل المؤثر منهج لا يقره الإسلام، فإن من أعظم قواعد الشريعة تقليل المفاسد وتكثير المصالح.
والمصالح التي حصلت على أيدي هؤلاء من اهتداء الشباب وتحجب الفتيات والمحافظة على الصلوات مصالح عظيمة مقصودة وكثيرة
والمفاسد التي تذكر من كون بعض الدعاة مقصِّراً في بعض الجوانب، فهذه لا يجوز أن تطغى على المصالح المذكورة، خاصة وأنها مفاسد جزئية محصورة في الشخص، وأما المصالح فهي عظيمة وكثيرة ولأمة من الناس.
ولهذا فإن بيع أشرطة هؤلاء الدعاة لا مانع منها ما دامت على منهج أهل السنة والجماعة.
ثم مَنْ أخطأ منهم في شيء فمنهج أهل السنة والجماعة هو نصحهم والاتصال بهم أو الكتابة إليهم.
ومن تأمل في الدعاة الذين يخطبون ويحاضرون ويُلقون الأحاديث المتلفزة والإذاعية وغيرها يجدهم أقساماً:
فمنهم من هو على طريقة السلف في المنهج والاعتدال والعمل، فهؤلاء يُستمع إليهم ويُحث الناس على الاستماع إليهم.
ومنهم من هو مصيب في أقواله في الجملة مع تقصير في شيء من العمل، فهذا يُستمع إليه كذلك لأن تقصيره على نفسه في الغالب.
ومنهم من يخالط صوابه أخطاء لكنه في الجملة على السنة لم يتبنّ بدعة، ولم يدعو إليها، فهذا لا ينفّر منه الناس بالكلية، ولكنه تصوَّب أقواله ويُتكلّم فيما أخطأ فيه بالعدل والإنصاف ويُثنى عليه حسناته.
ومنهم من هو صاحب بدعة أو شرك ينشرها ويدعو إليها، فهذا لا يُستمع إليه ويحذَّر منه ولا يُثنى على حسناته، لأن في ذلك تزكية له، وهو قد أتى من الكبائر بما هدم هذه الحسنات.
هذا من جهة الدعاة.
ومن جهة أخرى فإن هناك أناساً يتكلمون في الدعاة بحق. ومنهم من يتكلم بباطل.
وفي هؤلاء ظلمة مجحفون، يبدِّعون من ليس بمبتدع، وينفَّرون منه ويحذِّرون، وهم بالتحذير أولى؛ لأنهم جائرون وأهل بغي لا يُلتفت إلى تحذيراتهم لظلمهم.
ولذلك لا بد من العلم للتفريق بين المعصية والبدعة والخطأ والخلاف في أصول العقيدة.
ولنضرب بعض الأمثلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو وجد داعية يدعو إلى منهج السلف، لكن فيه شدة خاطئة وغلظة، فإنه يثنى على منهجه وينصح في شدته.
ولو وجد واعظ يستعمل الحديث الضعيف والمنكر، ولكن في كلامه كثير من الحق والصواب، يثنى على موعظته، ويبيّن خطأ استدلاله واستشهاده بالمنكرات والموضوعات.
ولو وجد من يذكِّر الناس ويعلمهم الأخلاق والآداب والفضائل، لكنه يحلق لحيته مثلاً، ويجلس في مجالس الاختلاط فإنه يثنى على حسناته ويبيّن حكم مخالفته للسنة، ولو دعا إلى ترك بعض السنة الواجبة أو المستحبة فيردّ عليه في ذلك أيضاً.
ولو وجد من يعلِّم الناس البدعة ويحثّهم على الشرك، كالاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والأولياء الأموات والمقبورين، ويحث على سؤالهم ودعائهم، فهذا يحذَّر منه ويبيّن فساد عقيدته وشركه، ولا يقال للناس أن يستمعوا لشيء من حديثه لخطره وضرره.
ولو وجد من خلط حقاً وباطلاً وسنة وبدعة، فلا يحثّ الناس على الاستماع له، لكن يبيّن خطؤه، وينشر ما خالف فيه الحق، إذا نشر الخطأ ويناصح ليتراجع على الملأ، فإن لم يفعل أُعلن خطؤه على الملأ الذي أعلن فيه الخطأ.
وبالله التوفيق.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?re...ara&txt= الدعاة
هل يحذر أصحابه من الاستماع لهذا الداعية؟
سؤال:
أنا أحذر أصدقائي من سماع أحد الدعاة ولي أسباب هي: 1:- أنه قال إن إبليس لم يكفر. 2:- قوله إن الله سوف يدخل الفنانين الجنة بفنهم. 3:- قوله إن اليهود ليسوا أعداءنا. وأنا لم أقل ذلك عليه من فراغ، ولكني استمعت لأحاديثه وهو يقول بذلك، فإن كان ذلك حراما فأريد أن أعرف. وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله
نشكر لك حرصك وغيرتك على الإسلام، ولكن لا بد هنا من ذكر بعض القواعد المهمة التي ينبغي لكل مسلم التوقف عندها:
أولا:
باب الكلام في الناس باب خطير، والحكم عليهم بالمدح أو الذم أمر جليل، تهيب خوض غماره كثير من العلماء، فإن الغيبة من موبقات الذنوب، ويتعاظم إثمها إذا كانت غيبة للدعاة أو العلماء أو المصلحين.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) رواه مسلم (2564)
قال ابن دقيق العيد في "الاقتراح" (34):
" أعراضُ المسلمين حُفْرَةٌ من حُفَرِ النار " انتهى.
وقد أصبح الاشتغال بأخطاء الآخرين ومتابعتها آفة ابتلي بها الناس اليوم، وقد كان الأحرى بهم السعي في تحصيل العلم النافع والاجتهاد في صالح الأقوال والأعمال.
ومع ذلك فإن الغيبة تكون جائزة، بل قد تكون واجبة، إذا كانت لتحذير المسلمين من شر فاسق أو ضال أو مبتدع.
الناس جميعا - والدعاة والعلماء منهم - ليسوا معصومين من الخطأ، بل لم يسلم من الخطأ أحد من البشر.
غير أن هذه الأخطاء على نوعين:
الأول: أخطاء واضحة لمخالفة النصوص الصريحة أو الظاهرة، أو مخالفة إجماع الأمة، فهذا الخطأ يجب بيانه، ولا يجوز السكوت عنه.
النوع الثاني: أخطاء في مسائل اجتهادية، كتلك التي لم ترد فيها نصوص قطعية أو ظاهرة تدل على حكمها، ولكن ورد فيها نصوص محتملة في دلالتها، أو مختلف في صحتها، أو ليس فيها نصوص أصلا، وإنما هي قضايا اجتهادية عند أهل العلم، على ما هو معروف في بابه؛ فهذه لا يجوز إنكارها، ولا التشنيع على القائل بها، وإن كان لا يُمنع من التباحث فيها وبيان الصواب من غيره، كلٌّ حسب ما يراه.
وأما الطعن في الشخص نفسه والتحذير منه، فذلك يختلف باختلاف الأشخاص وحجم الأخطاء التي وقعوا فيها، ومدى استفادة المسلمين من دعوته، فإذا كان الرجل يدعو إلى منهج غير منهج أهل السنة والجماعة، ويحارب منهج أهل السنة، ويمدح غيره من المناهج، أو ينطلق في منهجه ـ وإن لم يصرح بذلك ـ من أصول بدعية؛ فهذا ـ إن كان عنده خير ـ إلا أن شره أعظم من خيره، فيجب التحذير منه، حتى لا ينخدع الناس بكلامه، ويكون سببا في إضلالهم.
ومن الناس ـ الدعاة ـ من ينتسب إلى أهل السنة والجماعة، ولا يدعو إلى منهج آخر، ولكنه كثرت أخطاؤه وشذوذاته، حتى صارت سيئات دعوته تربو على حسناته، وأخطاؤه أكثر من صوابه، فهذا أيضا يجب التحذير منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقسم ثالث من الناس، ينتسب إلى أهل السنة والجماعة، وله بعض الأخطاء ـ التي لا يخلو منها بشر ـ إما عن تأويل أو اجتهاد خاطئ أو ضعف في العلم، أو دعوى المصلحة .... إلخ، ولكنه في الجملة متمسك بالسنة داع إليها مدافع عنها، وحسناته أكثر من سيئاته، وانتفاع الناس بدعوته أكثر من الضرر الحاصل على بعضهم في اتباعه في هذه الأخطاء، فهذا يجب بيان أخطائه تحذيرا للناس، ونصحا لهم، وإنكارا للمنكر، ولكنه لا يجوز أن يتعدى ذلك إلى الطعن في الشخص نفسه، أو محاولة إسقاطه وتحذير الناس من استماعه أو الأخذ منه، أو الحمل عليه ـ تأولا ـ بأخطاء لم يصرح بها في كلامه؛ فإن المنصف من يغتفر قليل زلل المرء في كثير صوابه، ومَنْ مِنَ الناس هو الذي يصيب دائما ولا يخطئ؟
من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
فقد دار حديثنا هنا ـ أيها الأخ الكريم ـ على أصول مهمة يجب البناء عليها عند النظر والحكم على الآخرين:
الأصل الأول: النظر إلى أصول الشخص، ومنطلقه في علمه وعمله؛ فمن كان قصده متابعة الرسول، وتعظيم شرعه، ظاهرا وباطنا، فهذا يغتفر له، إن شاء الله.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في معرض كلامه عن أبي ذر الهروي، والباقلاني والباجي، وغيرهم من علماء الأشاعرة:
" ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين، ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف.
لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة [يعني: نفي الأفعال الاختيارية، والأمور المتعلقة بمشيئة الله تعالى] وهم فضلاء عقلاء، احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين؛ وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها!!
وهذا ليس مخصوصا بهؤلاء؛ بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين، والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات، ويتجاوز لهم عن السيئات: ** ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (الحشر: 10).
ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخطأ في بعض ذلك، فالله يغفر له خطأه؛ تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: ** ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} (البقرة: 286)
ومن اتبع ظنه وهواه، فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ، ظنه صوابا بعد اجتهاده، وهو من البدع المخالفة للسنة؛ فإنه يلزمه نظير ذلك، أو وأعظم أو أصغر، فيمن يُعَظِّمُه هو من أصحابه؛ فقلَّ من يسلم من مثل ذلك في المتأخرين، لكثرة الاشتباه والاضطراب، وبعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب، ويزول به عن القلوب الشك والارتياب .. " انتهى.
درء تعارض العقل والنقل (2/ 102 - 103).
الأصل الثاني: إذا عرف أن أصله تعظيم شرع الله، واتباع رسوله، ظاهرا وباطنا، فإنه يوزن قوله وعمله بميزان الكتاب والسنة، وموازنة حسناته وسيئاته، على ما سبق الإشارة إليه.
يقول شيخ الإسلام، رحمه الله:
" وجماع ذلك داخل في القاعدة العامة فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد، والحسنات والسيئات، أو تزاحمت؛ فإنه يجب ترجيح الراجح منها، فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد، وتعارضت المصالح والمفاسد؛ فإن الأمر والنهى وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة، فينظر في المعارض له؛ فإن كان الذي يفوت من المصالح، أو يحصل من المفاسد أكثر، لم يكن مأمورا به؛ بل يكون محرما إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته.
لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة؛ فمتى قدر الإنسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها، وإلا اجتهد رأيه لمعرفة الأشباه والنظائر، وقل أن تُعْوِز النصوص من يكون خبيرا بها وبدلالتها على الأحكام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لا يفرقون بينهما؛ بل إما أن يفعلوهما جميعا أو يتركوهما جميعا، لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا أن ينهوا عن منكر؛ بل ينظر:
فإن كان المعروف أكثر أُمر به، وإن استلزم ما هو دونه من المنكر، ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه، بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله، والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وزوال فعل الحسنات!!
وان كان المنكر اغلب نهي عنه، وإن استلزم فوات ما هو دونه من المعروف، ويكون الامر بذلك المعروف المستلزم للمنكر الزائد عليه، أمرا بمنكر، وسعيا في معصية الله ورسوله!!
وان تكافأ المعروف والمنكر المتلازمان لم يؤمر بهما ولم ينه عنهما؛ فتارة يصلح الأمر، وتارة يصلح النهي، وتارة لا يصلح لا أمر ولا نهي؛ حيث كان المنكر والمعروف متلازمين، وذلك في الأمور المعينة الواقعة.
وأما من جهة النوع: فيؤمر بالمعروف مطلقا، وينهى عن المنكر مطلقا.
وفي الفاعل الواحد، والطائفة الواحدة: يؤمر بمعروفها، وينهى عن منكرها، ويحمد محمودها، ويُذم مذمومها؛ بحيث لا يتضمن الأمر بمعروف فوات معروف أكبر منه، أو حصول منكر فوقه، ولا يتضمن النهي عن المنكر حصول ما هو أنكر منه أو فوات معروف أرجح منه.
وإذا اشتبه الأمر: استثبت المؤمن حتى يتبين له الحق؛ فلا يقدم على الطاعة إلا بعلم ونية، وإذا تركها كان عاصيا؛ فترك الأمر الواجب معصية، وفعل ما نهى عنه من الأمر معصية؛ وهذا باب واسع ولا حول ولا قوة إلا بالله!! " انتهى.
الاستقامة (2/ 216 - 219).
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى "مجموع الفتاوى" (7/ 311 - 315):
"وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب عليه إذا كان أهلا للاجتهاد , فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن , حرصا على الوصول إلى الحق من أقرب طريق، ودفعا لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين.
فإن لم يتيسر ذلك , ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة , ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه، ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور: (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا) " انتهى.
والله أعلم.
الأصل الثالث: ألا يكون الكلام إلا بما هو فيه فعلا، وإلا كان بهتانا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، لمن سأله عن الغية:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟
قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ!!
قَالَ: (ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ!!
قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟
قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ!!) رواه مسلم (2589).
سئل شيخ الإسلام رحمه الله:
هل يجوز غيبة تارك الصلاة أم لا؟
فأجاب:
" الحمد لله؛ إذا قيل عنه إنه تارك الصلاة، وكان تاركها، فهذا جائز، وينبغي أن يشاع ذلك عنه ويُهجر حتى يصلي، وأما مع القدرة فيجب أن يُسْتتاب؛ فإن تاب وإلا قُتِل!!) انتهى.
آثار شيخ الإسلام (5/ 122).
ويجب التنبه أيضا إلى أن كثيراً من هؤلاء الدعاة دعوتهم موجهة في الأصل إلى عامة المسلمين، الذين قد يكون كثير منهم تاركاً للصلاة أو متهاوناً بها، أو منغمسا في المعاصي والموبقات، فإقبال هؤلاء وأمثالهم على أولئك الدعاة واستمالتهم إليهم وهدايتهم على أيديهم فيه خير كثير، وهو خطوة أو خطوات إلى الأمام، فليس من الحكمة الكلام مع أمثال هؤلاء عن أولئك الدعاة وتحذيرهم منهم، لأن كثيرا من هؤلاء يكون أمامه خياران اثنان، إما أن يبقى مع هؤلاء الدعاة، وإما أن يعود إلى ما كان عليه، ولا شك أن بقاءه مع هؤلاء الدعاة خير له،
ولكن الواجب على أهل الحق بعد ذلك أن يتعاهدوا هؤلاء، ويأخذوا بأيديهم إلى منهج أهل السنة شيئا فشيئا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذكرته من الأخطاء عن الشخص المعين، يجب تحذير المسلمين منها، وتنبيههم إلى مخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله، بل وإجماع المسلمين؛ ثم ينظر في منهجه في دعوته، في ضوء الأصل العام الذي سبق ذكره، وإن أمكن لمن فيه علم وانتباه ودين أن ينتفع في نفسه، أو ينفع غيره، بما عند هذا الشخص وأمثاله من الخير، ويحذر في نفسه , ويحذر غيره، مما عنده من خطأ أو بدعة، فهو حسن إن شاء الله تعالى؛ وإلا ففي الخير الخالص أو الغالب ما يغني عنه إن شاء الله:
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?re...ara&txt= الدعاة
هل يمنع زوجته من الاستماع إلى دعاة الضلالة؟
سؤال:
تقدمت لفتاة وهي ملتزمة بما تعرفه من الدين لكن المشكلة أني وجدت أن هناك أموراً تجهلها وأن بعض العلماء والدعاة الذين تريد أن تستمع لهم منهم من هو من دعاة الفضائيات وقد حذر أكثر من عالم من هذا الشخص ومنهم علماء ولكن يفتون بما تريد الدولة فأحياناً يقول إن للمرأة تولي القضاء والرئاسة وأحياناً يهاجم أهل السنة والجماعة، فأقول لها إني لا أستطيع أن أسمح لها أن تستمع لمبتدع أو لشخص غير متعلم، وذلك ?نها ستكون مسؤولة مني أمام الله. لكن هي ترى ذلك نوعاً من التحكم مني وأني لا أثق في أنها ستستطيع أن تميز بين الخطأ والصواب وأن هؤلاء الذين تريد الاستماع لهم أيضاً يقولون كلاماً طيباً، فهل أنا فعلاً مخطئ؟ أم أن الرقابة التي أريد تنفيذها هي فعلاً حق لي بل أيضاً واجب عليّ؟
الجواب:
الحمد لله
على الرجل أن يجتهد في إصلاح زوجته وحثها على القيام بفرائض الله ما استطاع، لأن الله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) التحريم/6، قال العلامة أبو بكر الجصاص رحمه الله في "أحكام القرآن" (3/ 697): " وهذا يدل على أن علينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغنى عنه من الآداب.
ويشهد له قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)، ومعلوم أن الراعي كما عليه حفظ من استرعي وحمايته والتماس مصالحه فكذلك عليه تأديبه وتعليمه " انتهىباختصار.
وقال العلامة ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: " قال قتادة: يأمرهم بطاعة الله وينهاهم عن معصية الله، وأن يقوم عليهم بأمر الله ويأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية زجرتهم عنها " انتهى.
فإذا كان الأخ السائل قد عقد على هذه المرأة فإنها زوجته وعليه أن يسعى لتعليمها أمر دينها ويعينها على ذلك، وليكن الرفق واللين هو الأداة التي يستعين بها في تحصيل هذا المقصود، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق.) رواه أحمد وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (3/ 219).
وعليه أن يمنعها مما يضر دينها من الاستماع إلى دعاة الضلالة، إن كان ما يدعون إليه ضلالة، وقد حذر منهم من يوثق بعلمه ودينه من أهل العلم، هذا إن كانت لا تميز بين الحق والباطل، أما إن علمت الحق ولم يخش عليها التأثر بما يقوله دعاة الضلالة، فلا بأس بالاستماع إلى ما عندهم ليؤخذ الحق ويترك الباطل، وهذا كله في البدع التي أنكرها أهل العلم وحذروا منها، أما مسائل الخلاف التي يسوغ فيها الاجتهاد واختلفت فيها أنظار العلماء فلا تثريب على العامي إن اتبع واحداً منهم.
والخلاصة: أن عليك أخي السائل أن تحفظ زوجتك من مضلات الأهواء، ولكن ينبغي أن تكون رفيقاً بها، وتحاول إقناعها بأن الباطل لا يقبله الناس إلا عندما يختلط بالحق فيلتبس عليهم الأمر، فإنها إن فهمت هذا اقتنعت إن شاء الله، ثم اجتهد في توفير البديل المناسب من كلام الدعاة والعلماء الموثوق بعلمهم ودينهم والذين يحسنون جذب قلوب الناس إليهم بحسن طرحهم وستجد من هذا النوع الشيء الكثير ولله الحمد.
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?re...ara&txt= الدعاة
للفائدة
ليس كل الفتاوى في موقع الإسلام سؤال و جواب للشيخ محمد المنجد
و الفتاوى الصادرة منه تكون مذيلة باسمه.
وقد ذكر الموقع
(((ويقوم بالإشراف على هذه الإجابات الشيخ محمد صالح المنجد محاضر وكاتب إسلامي.)))
والله الموفق
ـ[المتبع]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:47]ـ
جزاك الله خيرا
ووفق الله الشيخ الفاضل محمد المنجد على جهوده المباركة
ـ[الماجد]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 01:43]ـ
نسأل الله العافية والسلامة وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية:
"أكثر الضلالات من الإجمالات "
فكيف تنصح المرأة لسماع خير من مبتدع؟! نهينا من مجالسة المبتدع وعلماء السلف لايجالسونهم
فكيف ينصح بجلوس امرأة أمامه!! ..
من سيبين الخطأ الجليل لتلك المرأة المسكينة أو الرجل الضعيف!!
أرى أنه يجب على طلبة العلم نقد هذه الفتاوى وإلا الساكت عن الحق شيطان أخرس ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 06:23]ـ
أخي هلا حددت أين الإشكال في الفتوى؟
وبارك الله فيك(/)
تحرير موقف ابن تيمية في حكم الرافضة (يثبت عدم تكفيره لأعيانهم) البحث غير مطول
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 09:52]ـ
تحرير موقف ابن تيمية في حكم الرافضة
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فهذا بحث مختصر في تحقيق موقف ابن تيمية من الرافضة , وهل كان يحكم بكفرهم أم لا؟ , والسبب الذي أوجب هذا البحث هو: أن كثيرا من المعاصرين قد اختلفوا في تحديد موفق ابن تيمية من الرافضة , فمنهم من فهم من كلامه أنه يكفر الرافضة بأعيانهم , ومنهم من فهم من كلامه أنه كان لا يكفرهم بأعيانهم إلا بتوفر شروط وانتفاء موانع , وزاد الخلاف بين الفريقين وتوسع , خاصة مع هذه الظروف المعاصرة , هذا كله مع أن كلام ابن تيمية موجود بين أيدينا , في كتبه ورسائله.
فالبحث العلمي يتطلب الرجوع إلى كلامه هو نفسه , وجمع متفرقه , ومراعاة أصول فكره وقواعده التي اعتمد عليها , ومنطلقاته , ومن ثم تحصيل رأيه في المسألة , وهذا ما أرجو أن يكون البحث قد حققه.
فالبحث في تحرير موفق ابن تيمية فقط , وليس في بحث المسألة ومناقشة تفاصيلها , وذكر أقوال العلماء فيها , وذكر ما استدلوا به في شأنها , بل في تحرير موفق ابن تيمية فقط.
وقد تكون هذا البحث من مسألتين:
المسألة الأولى: ذكر ما يدل من كلام ابن تيمية على عدم كفر الرافضة.
المسألة الثانية: الجواب على ما يشكل من كلام ابن تيمية في هذه المسألة.
المسألة الأولى:
كلام ابن تيمية الذي يدل على عدم كفر الرافضة
مما لا شك فيه إن فرقة الشيعة الإثني عشرية (الرافضة) من أشهر الفرق التي رد عليها ابن تيمية - رحمه الله - , ونقض أقوالها , وبين ما عندهم من خطأ في المسائل العلمية , أو في الأصول المنهجية في الاستدلال , وحرص على تتبع كل هذا في كثير من كتبه.
بل إن ابن تيمية لم يغلظ على فرقة من الفرق كما أغلظ على الرافضة , فقد وصفهم بقلة العلم والعقل , والتناقض والاضطراب , والعداء للمسلمين , والتعاون مع الأعداء ضد المسلمين , وأنهم من أكذب الطوائف , وأنهم من أبعد الطوائف عن الدين , ونص على أن معتقدهم من أخبث المعتقدات , وذكر أنهم من أحقد الفرق على المسلمين , وأشدهم خطرا عليهم ([1]) , ومن كلامه في هذا قوله:"والرافضة أشد بدعة من الخوارج , وهم يكفرون من لم تكن الخوارج تكفره , كأبي بكر وعمر , ويكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم , والصحابة كذبا ما كذب أحد مثله , والخوارج لا يكذبون , لكن الخوارج كانوا أصدق وأشجع منهم , وأوفى بالعهد منهم , فكانوا أكثر قتالا منهم , وهؤلاء أكذب وأجبن وأغدر وأذل , وهم يستعينون بالكفار على المسلمين , فقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتلي المسلمون بعدو كافر كانوا معه على المسلمين , كما جرى لجنكزخان ملك التتر الكفار , فإن الرافضة أعانته على المسلمين.
وأما إعانتهم لهولاكو ابن ابنه لما جاء إلى خراسان والعراق والشام فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على أحد , فكانوا بالعراق وخراسان من أعظم أنصاره ظاهرا وباطنا , وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم , فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم وينهى العامة عن قتالهم ويكيد أنواعا من الكيد حتى دخلوا فقتلوا من المسلمين , ما يقال إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان , أو أكثر أو أقل , ولم ير في الإسلام ملحمة مثل ملحمة الترك الكفار المسمين بالتتر , وقتلوا الهاشميين وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين , فهل يكون مواليا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسلط الكفار على قتلهم , وسبيهم وعلى سائر المسلمين " ([2]).
(يُتْبَعُ)
(/)