إن من الجماعات الإسلامية الموجودة اليوم على ظهر الأرض من تدعي أنها هي جماعة المسلمين، وأنها هي الفرقة الناجية، ويؤثِّمون أو يُضلِّلُون من لم يلتحق معهم، بل قد يغالي البعض من رؤوس أو أفراد هذه الجماعات فيكفرون من كان خارجاً عن جماعتهم.
والذي تدل عليه الأدلة الشرعية أن معنى الجماعة التي يأثم بالخروج عنها إنما هي جماعة المسلمين التي اجتمعت على إمام كما تقدم معنا عند ذكر البيعة.
وأما هذه التنظيمات القائمة اليوم على شكل جماعات فكل جماعة منها تعتبر جماعة من المسلمين، وليست بجماعة المسلمين لا مجتمعة ولا متفرقة وذلك لأنها ليست مجتمعة على إمام كما سبق بيانه.
ج- الولاءات الضيقة:
سبق أن وضحنا ما هي الجماعة التي يأثم المسلم بمفارقتها إن كان مستطيعاً , ونظراً لانتشار المفاهيم الخاطئة عند كثير من أفراد التنظيمات والجماعات الإسلامية نشأت الولاءات الضيقة التي تجعل الولاء لمن كان في إطارها ولهذا وجب علي أن أنبه المسلمين إلى أن الولاء للمؤمنين إنما يكون لأصل الإيمان الذي يحمله المسلم , وذلك لقول الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ} ولقوله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}
ومخطىءٌ مخطىءٌ من جعل الأخوة والولاء لأجل الانتماء للجماعة أو التنظيم , فإذا فهمنا هذا الفهم الصحيح فإننا سنحب ونوالي كل من شهد له الشرع بأنه من المسلمين سواءً كان داخلاً في التنظيم أو خارجاً عنه.
وعندئذ لن توجد هذه الولاءات الضيقة المقيتة التي نراها اليوم وإن مما ينبغي تصحيحه من المفاهيم أن العمل الإسلامي يجب أن يكون مرتبطاً بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح رضي الله عنهم لا بالتنظيمات ولا بالجماعات ولا بالأشخاص، ذلك أن منهج الله (الكتاب والسنة) معصوم وغيرها معرضة للخلل والزلل والأهواء الخفية والجلية.
فإن حصل السير على منهج الله وتقديمه على جميع المناهج فسوف ينمحي من الأذهان تمجيد الأفراد والتعصب لهم وللجماعات، ولن تجد أحداً من المسلمين يقتدي بغير المعصوم صلى الله عليه وسلم فيما خالف منهج الله سبحانه وتعالى كائناً من كان، ولن تجد من ينظر إلى القضايا الإسلامية من خلال الأشخاص أو التنظيمات أو الجماعات ويجعل (القول ما قالت حذام)، بل ينظر إليها من خلال النظر إلى المنهج الحق فيدور معه حيث دار ويولِّي وجهته حيث اتجه.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يلم شمل المسلمين، وأن يهيئ لهم أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته، وأسأله سبحانه أن يغفر لي خطئي كله دقه وجله، صغيره وكبيره، وعلانيته وسره، إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
*******
وكتبه
أبو عبدالرحمن عقيل بن محمد بن زيد المقطري
وكان الفراغ منه في يوم الأحد
التاسع والعشرين من شهر صفر
1412هـ الموافق 8/ 9/1991
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 01:48]ـ
هذا العنوان (قواعد الاعتدال لمن أراد تقويم الجماعات والرجال) الشيخ عقيل المقطري
ممكن الأخ المشرف يعدل العنون
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 04:42]ـ
جزاك الله خيرا(/)
مقابلة مثيرة مع فضيلة الشيخ العلامة محمد الصادق مغلس المراني أستاذ في جامعة الإيمان -
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 02:00]ـ
هذه مقابلة مثيرة كما وصفتها الصحيفة مع الرجل الصلب فضيلة شيخنا القاضي محمد الصادق مغلس المراني حول كثير من القضايا المثارة في الساحة ومنها حول تجربته في البرلمان ورأيه الآن في الانتخابات، وعن رأيه في حزب العدالة والتنمية التركي، وعن رأيه في كيفية التنسيق بين الجماعات السنية في العمل الدعوي.(/)
المرأة المحتشمة في قطر .. وسهام الحاقدين .. !!
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 08:23]ـ
المرأة المحتشمة في قطر .. وسهام الحاقدين .. !!
ليس غريباً أن ينشأ في الأمة أناس قد تشربوا المدنية الغربية فانحرفوا عن السلوك المحافظ وفقدوا بريق المبادىء، لكن الغريب حقاً أن يقوم هؤلاء بالحملات الشرسة والهجوم المتتابع لإسقاط الأمة في مستنقع الرذائل وغمرات النيران.
ولربما أن فقدان بعض الناس لما يميزهم كبشر من المحافظة والاستقامة السلوكية يدفعهم لدعوة الناس إلى ما سقطوا فيه حين عجزوا هم عن استعادة ما فقدوه، وذلك على حد قول عثمان رضي الله عنه: ودت الزانية لو أن النساء كلهن زواني ..
فقلما تجد منحرفا على اختلاف درجات هذا الانحراف إلا وهو يتمنى بل يعمل جاهداً ليكون له شركاء يعملون بعمله.
وربما بعض الناس يُزج به في هذا المضمار ليدعو الناس إلى الانسلاخ استغلالاً لانبهاره بالمدنية الغربية، أو لشبهة تعلقت في قلبه لم يستطع دفعها، فيندفع في هذا المضمار فيكون أول قتيل.
كثير هي الدعوات لتبرج المرأة وسفورها واختلاطها بالرجال، حتى تصير مع مر الأزمان ألعوبة في أيديهم تتدافعها الأيدي الملوثة بكل خزي ودنس.
وقد تحمل هذه الدعوات صورة المتباكي على حال المرأة، الذي يحاول إنقاذها من القيود التي تثقلها، فإذا به مع طول الأمد تتبين النتيجة التي تراد من وراء ذلك وهي أن تقوم المرأة في سوق الكساد تنادي: هيت لكم أيها الإباحيون ...
وتعجب من ولع هؤلاء بقصة المرأة والتمطق بحديثها والقيام والقعود بأمرها وأمر حجابها وسفورها وحريتها وأسرها، وكأنهم قد قاموا بكل واجب للأمة فلم يبق إلا هذا الواجب الحتمي.
ومن تأمل الأمر رأى أن هؤلاء لا يرثون للمرأة بل يرثون لأنفسهم، ولا يبكون عليها بل على أيام قضوها في ديار يسيل جوها تبرجاً وسفوراً، ويتدفق خلاعة واستهتاراً، ويودون بجدع الأنف لو ظفروا هنا بذلك العيش الذي خلفوه هناك، ومن عرف ذلك علم أبعاد تلك الحملة الشعواء الشرسة على الحجاب الشرعي في البلاد المحافظة، وآخرها ما حصل من الهجوم الشرس على المرأة المحتشمة في قطر من قبل أناس عميت بصائرهم، فصوبوا سهامهم نحو الفضيلة، وتهجموا على أخواتهم اللاتي كان من الواجب عليهم أن يكونوا لهن ستراً ووقاء من الاعاصير المدمرة، والرياح الهوجاء.
دعوة يئن أصحابها أنين الثكالى متباكين، وكأنهم وجدوا أن حجاب المرأة القطرية يحول دون كونها امرأة ذات قيمة وهدف، ورفعوا لواء الدعوة إلى الفحش بأسلوب جاف.
وزادوا على ذلك تناقضهم الشديد وقولهم: إن الحجاب الشرعي حرية شخصية، ثم إذ بهم يتناقضون ويسارعون بالهجوم على المرأة المحتشمة وسترها وحيائها، إذن أين الدعوى بأن الحجاب الشرعي حرية شخصية؟!! أم أن هذه الكلمات ما كانت إلا من باب ذر الرماد في العيون؟!
(على أننا لا نوافق أن مسألة الحجاب الشرعي مسألة حرية شخصية بل هي عبادة ربانية لا يملك المسلم إلا الإذعان له)
إن هؤلاء المتأثرين بالغرب الذين وجهوا سهامهم عليك أيتها المرأة القطرية العفيفة، قد غاظهم حجابك الشرعي وسترك وحشمتك، حتى بدت كالشامة السوداء في خد الحسناء، واغتبطت بك دوحة الخير، وافتخر بك كل صالح غيور ذي مروءة، فانهالوا بسهامهم عليك لعلهم يظفرون منك بمقتل، وبدؤوا يدعون إلى السفور والتبرج، وكأنهم لا يبالون أن يكون نساء الأمة جميعاً ساقطات إذا سلمت لهم نساؤهم، فترجع المرأة بعد ذلك وقد أباها الخليع، وترفع عنها المحتشم، فلا تجد بين يديها غير باب السقوط، فتسقط.
انتبهي يا مستودع العفة .. فإنه بسبب أمثال هذه الصيحات المغرضة، والدعاوي المضللة، انتشرت الريبة بين صفوف كثير من المجتمعات، وتمشت الظنون بين رجالها ونسائها، وبدأ بعض الناس يعيش حالة من الوسوسة نحو النساء، وكأنه لا توجد بينهن عفيفة ـ ولا حول ولا قوة الا بالله ـ.
هذا هو بكاؤهم على المرأة، وهذا رثاؤهم لها وعطفهم عليها!!
ومما أقدم عليه زمرة الشر أنهم لم يكتفوا بالدعوة إلى التبرج والسفور، بل إنهم زادوا على ذلك أن وجهوا سهامهم إلى الدين الحنيف، وبدأوا يثيرون الشبه ويطعنون في الأحاديث النبوية التي تأمر بالاحتشام، ويؤولون كتاب الله وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم، من أجل الولوج إلى قلوب الناس من خلال الشبه الشيطانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هؤلاء ما قاموا بهذه الحملة الشرسة إلا لما رأوا من تمسك المرأة هاهنا بعفافها وحجابها ـ فالناس لا ترمي الا الشجر المثمر ـ وقد غاظهم حشمة القطرية في وقت تفسخ فيه الكثير، فصوبوا سهامهم نحوها.
فافهموا اللعبة .. !!
فليست المسألة مسألة حرية، وليست مطالبة بالحقوق، ولكنها مطالبة بالخروج عن المباديء.
وهؤلاء ومن دعا بدعوتهم سيبوؤون بإثمهم وإثم من تابعهم على ذلك، فيا ويلهم إن أخذهم الله بذنبهم.
إن بلاداً كثيرة دعا بعض رموزها إلى التبرج والانحلال، فذهب أولئك النفر بآثامهم ومن تبعهم، وبقي أهل العفة والاحتشام كالجبال الراسية الشامخة في وجه الرياح العاتية، فحافظوا على استقامتهم وحيائهم، وحمدوا ـ حين تقدم العمر وقرب الأجل ـ تمسكهم واحتشامهم، الذي ورثوه لأبنائهم وبناتهم، حتى صارت البنات مطعماً لكل عفيف ومضربا للمثل في الحياء.
هذا وبالمناسبة فإنني أدعو إخواني وأخواتي لقراءة (مقالة الحجاب: في كتاب العبرات للأديب الراحل مصطفى المنفلوطي ـ رحمه الله ـ والتي عاصر فيها أحداث خلع الحجاب، ومعايشته لذلك الوضع المأساوي، وذكره لكثير من الأهداف التي يأمل تحقيقها أرباب هذه الدعوات المضللة، حتى نعلم حقيقة اللعبة بقلم رجل ناقد، أحس بحاجة الأمة الى نذير، وإنما هي وجوه تتكرر بأسماء مختلفة، وبلدان متنوعة).
ويا أختنا .. ياشرفنا .. ومستودع أعراضنا ..
تمسكي بعفافك .. وحجابك الشرعي في زمن الغربة، ولا يثنيك شدة الابتلاء وكثرة الفتن عن السير في ركاب العفة.
لا يضعفك كثرة ما ترين من اللاهثات وراء الساقطات، فأنت أغلي وأعلي لست معقدة .. لست متخلفة .. لست رخيصة.
فكم من عفيف يطمع بك زوجة، يثق بك حين خروجه، ويستودعك أغلي ما يملك، كم من مستهتر لا ينظر إلى تلك الساقطة سوي أنها (لعبة إلى أجل .. !!) يا ثروتنا الغالية .. يا مستودع العفة .. يا نادرة في زمن الضياع .. يا عنوان العفاف!! ..
لا تستوحشي الغربة، فغربتك محمودة، تزول كلما ازددت بالله أنساً، وغربة الفساق مذمومة.
لا تتصوري تلك الساقطة سعيدة!! ومن أين تأتيها السعادة وهي تعرف أن أقصى طموح الرجال بها أن تكون (عشيقة!!) فأي اضطراب نفسي تعيشه تلك؟! احذري داعيات السوء اللاتي فقدن الحشمة، فهن يحسدنك أيتها العفيفة، فلا تسلمي زمام أمرك لهن.
أيتها العفيفة .. انتبهي .. لا يؤتى دينك .. أهلك .. مجتمعك .. من جهتك .. احفظي نفسك لا تضيعيها.
حجابك .. عفافك وكنزك الغالي .. فلا تفرطي به.
معاول الهدم كثيرة .. تحاصرك من كل جانب .. فانتبهي وتيقظي .. احذري!! لا يقتلنا دعاة الفجور من خلالك، لا يطعنوننا طعنة الغدر عن طريقك، انتبهي أن تضيعي .. فبضياعك تضيع أمة .. !!
لا يخيفنك فحيح أفعى، ولا عواء ذئب، فسرعان ما تتبدد غيوم الزيف إذا ظهرت شمس الحقيقة، وأنت أيتها المحتشمة: (شمس الحقيقة).
{أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ}.
للشيخ سالم العجمي حفظه الله بتصرف يسر
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 07:02]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا ريان على هذا النقل الطيب.
وجعله الله تعالى في ميزان كاتبه.
ولكن: لو عمم اللفظ، لكان أنفع، فلو جعلت مكان لفظة " القطرية "، " المسلمة "، لكان المقال أكثر قبولا، لا سيما وهذه الحملة الشعواء الشرسة الماكرة الشيطانية تُشن على كل المسلمات، والله المستعان.
واسلم لأخيك.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 01:32]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا ريان على هذا النقل الطيب.
وجعله الله تعالى في ميزان كاتبه.
ولكن: لو عمم اللفظ، لكان أنفع، فلو جعلت مكان لفظة " القطرية "، " المسلمة "، لكان المقال أكثر قبولا، لا سيما وهذه الحملة الشعواء الشرسة الماكرة الشيطانية تُشن على كل المسلمات، والله المستعان.
واسلم لأخيك.
آمين آمين
الاخ الموقر علي الفضلي أبشر وبارك الله فيك ووفقك لكل خير
وأشكر لكم مروركم الكريم
أخوك الصغير
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 03:37]ـ
سمعت من بعض مشايخى رحمهم الله قولهم
اذا رأيت احدا يعادى الحق فاعلم ان الحق يقف حائلا بينه وبين منفعة له فى الباطل او كبر او هوى وصدق الله تعالى
ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن(/)
شكر واعتذار إلى الدكتور طارق السويدان
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 09:04]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
كنت قد نشرتُ مقالا منذ أيام في الرد على إحدى حلقات الوسطية للدكتور طارق السويدان، وكنت قد أرسلت للدكتور قبل أن أنشر المقال، ولكن لم يأتني رد أو هكذا ظننت! حتى طالعت ( bulk ) في البريد وليست من عادتي أن أطالعه؛ لأنها كلها رسائل غير مفهومة أو رسائل دعاية، لكني رأيتُ أن رد الدكتور طارق علي موجود! وقد شكرني وقال إن الهدف من حلقته هو التأكيد على فرضية الحجاب، وقد تحجبت فتيات بعدما سمعن حلقته، ولهذا فإني أقدم للدكتور شكرا واعتذارين:
أما الشكر فهو على حسن خلقه واحترامه لمنتقديه، أما الاعتذار الأول فهو اعتذار عن أنني كنت قد قلت لبعض الإخوة إن الدكتور لم يرد علي - وهذا وهم مني! - والاعتذار الثاني هو أن رد الدكتور جاء موجزا للغاية، ولم يرد إلا على نقطة واحدة وهي قولي: (وضع الحجاب موضع المتغيرات) لذلك فإني لن أحذف مقالي، وردي إنما هو على حلقة واحدة، أما الدكتور طارق عموما فلا أعرف عنه شيئا، وأسأل الله لي وله وللمسلمين التوفيق والهداية، وأن يجمعنا في الدنيا على طاعته وفي الاّخرة في دار كرامته ومستقر كرامته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 10:21]ـ
لم أرجع عن حرف واحد مما قلته إطلاقا، ومصر على جميع ما قلته، لكن ما ذكرت هذا إلا إنصافا وعدلا للدكتور.
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 10:42]ـ
ما علمنا عنك إلا تحري الإنصاف وفقك الله ونفع بك
وواصل حلقاتك النافعة المباركة
ـ[تركي]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 06:10]ـ
بارك الله فيك
هذا إن دل , دل على مصداقيتك وتقبلك للحق
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 03:34]ـ
الأخوان الحبيبان
الحمادي - تركي
بارك الله فيكما ونفع بكما وشرفني مروركما الكريم وتعليقاتكم الطيبة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 04:41]ـ
احسن الله اليكم ,, مافعلته رفعة لكم باذن الله ,,
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 01:49]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد ...
هل بالإمكان أن ترسل لي البريد الخاص بالدكتور السويدان؟
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[هالة]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 05:00]ـ
والاعتذار الثاني هو أن رد الدكتور جاء موجزا للغاية، ولم يرد إلا على نقطة واحدة وهي قولي: (وضع الحجاب موضع المتغيرات)
الأخ محمد العبادي -حفظك الله- هل يمكن أن تنقل رد الدكتور على هذه النقطة؟ و خصوصا أني تعقبتك أنا أيضا على نفس هذه النقطة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 03:25]ـ
بارك الله فيكم جميعا وأحسن إليكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 03:29]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد ...
هل بالإمكان أن ترسل لي البريد الخاص بالدكتور السويدان؟
tareq@suwaidan.com
والبريد منشور على موقعه.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 03:32]ـ
الأخ محمد العبادي -حفظك الله- هل يمكن أن تنقل رد الدكتور على هذه النقطة؟ و خصوصا أني تعقبتك أنا أيضا على نفس هذه النقطة
قد ذكرتُ ما قاله وهو أنه كان يريد تثبيت فرضية الحجاب وليس العكس!
والدكتور كان يظن أنني أصفه هو بأن فرضية الحجاب مزلزلة في قلبه، وهذا ليس صحيحا، بل ما كنت أقصده هو المشاهد العادي الذي سيظن أن الحجاب صار موضوع نقاش وأخذ ورد!
ـ[سالم القرني]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 08:22]ـ
السلام عليكم
المعذرة إلى الأخ العبادي وغيره كيف يكون جواب السويدان مقنعا أو كافيا فبرنامجه عن الحجاب لم يكن في محله ثم إنه لم يخرج بنتيجه وأيضا كان المعارض للحجاب ضيفه جاهله أصلا بالعلم الشرعي جهلا واضحا والجدال يكون مع العالم ثم يكون بينه وبينها ثم إنه لم يوضح فرضية الحجاب وضوحا كافيا وبعد هذا كله كيف يصدق من أراد أن يقتنع بأن الحجاب فرض وهو يخالف ذلك عمليا بمعنى أن الحجاب إذا كان فرضا على المرأة أليس واجبا على الرجل أن لا ينظر إلى غير المحجبة؟ ولكن مايفعله السويدان في البرنامج وغيره مخالف لذلك ثم ماهذا الحجاب الذي يتكلم عنه هل هو قطعة قماش ملونه طولها شبرين تغطي فقط الشعر؟!!!!
وهذا البرنامج أيضا ليس أول حسنات السويدان بل غيره كثير!!!!!!!!!!!
ـ[مسلم محب]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 12:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إني من المتتبعين لبرنامج الدكتور، والغريب في الأمر هو عنوان البرنامج -الوسطية-فكل مايخرج به الدكتور في نهاية الحلقة من ملخص هو الوسطية، يعني وسطيته، فمن الغلط أن يرجع نتائجه الفكرية بتمثيله الوسطية وإحتكارها بضوابطه اللتي يراها، فبرنامجه في نظري يدور بين الافراط والتفريط وبعضها وسطية، والوسطية هي دين الله لا يحق لأحد إحتكاره بعقله وفهمه.
أخوكم مسلم محب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 01:44]ـ
السلام عليكم
المعذرة إلى الأخ العبادي وغيره كيف يكون جواب السويدان مقنعا أو كافيا فبرنامجه عن الحجاب لم يكن في محله ثم إنه لم يخرج بنتيجه وأيضا كان المعارض للحجاب ضيفه جاهله أصلا بالعلم الشرعي جهلا واضحا والجدال يكون مع العالم ثم يكون بينه وبينها ثم إنه لم يوضح فرضية الحجاب وضوحا كافيا وبعد هذا كله كيف يصدق من أراد أن يقتنع بأن الحجاب فرض وهو يخالف ذلك عمليا بمعنى أن الحجاب إذا كان فرضا على المرأة أليس واجبا على الرجل أن لا ينظر إلى غير المحجبة؟ ولكن مايفعله السويدان في البرنامج وغيره مخالف لذلك ثم ماهذا الحجاب الذي يتكلم عنه هل هو قطعة قماش ملونه طولها شبرين تغطي فقط الشعر؟!!!!
وهذا البرنامج أيضا ليس أول حسنات السويدان بل غيره كثير!!!!!!!!!!!
ومن قال يا أخي الفاضل إنني اقتنعت برده؟
راجع كلامي جيدًا بارك الله فيك ..(/)
شبهات حول الدعوة السلفية- عبدالمجيد بن محمود الهتاري الريمي
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 12:58]ـ
ومما يثار من الشبهات على هذه الدعوة قول البعض عنها أنها دعوة محدودة الأهداف لا تتجاوز كونها مدرسة علمية، تدرس بعض العلوم النافعة كعلم الحديث، وتعمل على نشر التراث، وليست تملك مشروعاً تغييرياً يتناول جوانب الحياة المختلفة، ولا تملك برنامجاً سياسياً وو ... الخ. والجواب عن هذه الشبهة وبالله - تعالى- التوفيق من وجوه عديدة منها:
أولاً: هذه شهادة من المخالف بأن هذه الدعوة توجه اهتمامها إلى العلم، وبالذات العلم النبوي الشريف، وهي شهادة يعتز بها حملة هذا المنهج لأنه كما يقال: والفضل ما شهدت به الأعداء، فقد علم الخاص والعام عناية هذه الدعوة بهذا العلم الشريف، وهذا العلم لا يقدر أحد أن يتهمه بأنه ليس شمولياً وليس منهجاً تغييرياً، لأنه علم السنة النبوية التي هي ثانية المصادر التشريعية، ومن اتهم علم الحديث والسنة بالقصور فقد وقع في العظائم.
إذاً فمنهجهم هو السنة، وهو منهج كامل وشامل لكافة نواحي الحياة، ففي السنة أنواع القواعد والأصول والمنطلقات العقيدة والعبادية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية والدعوية والجهادية والاجتماعية، وفيها بيان الحقوق كلها حقوق الحاكم والمحكوم، وحقوق المرأة والطفل، والآباء والأبناء، والجيران والأقارب، والعلماء والقادة، والمسلم وغير المسلم، والحيوان والنبات، والجن والإنس والملائكة، وسكان الأرض وسكان السماء، وفيها قبل ذلك كله حق الله وحق أنبيائه ورسله.
ثانياً: المخالف لهذه الدعوة يعترض في الحقيقة على الأولوية الدعوية بشكل عام، فمشائخ وعلماء الدعوة السلفية يرون توجيه الهم الأكبر نحو تثقيف الأمة الإسلامية، والبيان لأبنائها عن ماهية الإسلام وحقيقته، وعن التصور الصحيح عنه: عقيدة وشريعة، وسلوكاً وأخلاقاً، وسياسة واقتصاداً، حتى يكون هناك تصور كامل منبثق من الإسلام من أجل الدعوة منه وإليه، حتى لا ينسب أحد منهم إليه ما ليس منه، وحتى يكون على بصيرة فيما هو من المعروف وما هو من المنكر.
أما المخالف فله اهتماماته، فقد حدد له غايات معينة يركب في الوصول إليها الصعب والذلول، ويحاول أن يحشد كل الطاقات للوصول إلى ذلك الهدف، ويسلك طرقاً محلية ومستوردة، ويلتزم لوازم تجعله غارقاً في وحل الأفكار المستوردة التي نصبت له ليسلك عليها، فيصبح ويمسي وهو يفكر كيف يوفق بين المناهج المستوردة وبين شرائع الإسلام، ويأتي بالعجائب في هذه المحاولة التوفيقية، وكلما جاءت آبدة من هناك انبرى يبهرج ويقول هذا هو الإسلام بعينه، أو يقول الإسلام قد سبق إلى هذا، أو يمكن تخريج هذا؛ حتى يتوافق مع الشريعة الإسلامية زاعماً أن هذا هو المنهج المرن الذي تتصف به الشريعة.
والحقيقة أن الأصل الشرعي ليس هو منهج التوفيق بل الشريعة بجميع فروعها وأصولها تهدف أساساً إلى إيجاد الحواجز الفكرية والعقدية بين الشريعة وأهواء البشر، بل بينها وبين الأديان السماوية المنسوخة والمحرفة، فمن أصر على تلك الشرائع المنسوخة أو المحرفة ورفض الشرع الناسخ فهو كافر.
والحقيقة أيضاً التي يقررها القرآن أن التوفيق بين الإسلام وشرائعه وبين المناهج الأرضية ليس هو منهج المسلم الصادق وإنما هو من فعل المنافقين - صان الله كل داعية وكل مسلم عن صفاتهم - كما قال الله - تعالى-: ((وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً))، وقد بينا في مقال سابق أن المرفوض إنما هو تلك الأفكار التي تشكل عقلية الإنسان ونظرته إلى الكون والإنسان والحياة بكافة جوانبها، والتي تستمد من المناهج الأرضية وليس ما يتعلق بالعلوم الصناعية المختلفة والعلوم الإدارية والتكنولوجية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: كل الدعوات الكبيرة المعاصرة وعلى رأسها دعوة الإمام المجدد - أقول مجدد وإن كره البعض هذا الوصف - حسن البنا بدأت في أول أمرها بمنطقات دعوية محدودة، ولم تكن الاهتمامات السياسية والبرامج الشمولية من أوائل أعمالها، بل بدأت بأمور محصورة، وبأفراد محدودين للغاية لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين، ثم صارت إلى ما صارت إليه ولم يكن ذلك عيباً في الرؤية، أو خللاً في التفكير، وإنما كان العمل على قدر الطاقة، فمن وضع هذه الشبهة على السلفيين يحتاج إلى الجواب على هذا الإيراد بل يحتاج إلى الجواب عن دعوة الإسلام نفسه في أول أمره وبداية منشئه، إذ كانت له اهتمامات في تلك الفترة - فترة الضعف والغربة - تختلف عن اهتماماته في نهاية المطاف.
رابعاً: ليس المطلوب - وفي هذا الوقت بالذات - أن يكون للدعاة مطلقاً برنامج سياسي، أي برنامج ولو بالتلفيق من برامج الأحزاب الموجودة، ولو بالتسول والشحت من موائد البرامج السياسية لأصحاب المناهج الديمقراطية؛ لأن الأمر لو كان كذلك فليس في ذلك أي جديد، وليس فيه ما يفرح به، وإنما المهم ما جديدك الإسلامي، وما رؤيتك الإسلامية، وما هي السياسة الشرعية التي تنطلق منها لتخالف المنطلقات العلمانية، وما برنامجك ومنطلقاتك في العلاقات الدولية، وما الذي يميزك عن الأحزاب التي ملأت الشوارع والأسواق، وصكت الآذان بالميكرفونات والأبواق، وغطت الأجواء بالمنشورات والأوراق، فهل عندك شيء تفاخر به؟ أم أنك نسخة مصورة من الديمقراطية المزورة.
خامساً: العدل في هذه المسألة هو التوجه إلى أصل المنهج السلفي: هل له رؤية في هذا المجال؟ هل له اهتمامات سياسية وبرامج تغييرية؟ وليس التوجه إلى الاهتمامات الآنية، والواجبات الحالية؛ لحملة هذا المنهج، لأنه قد يكون لهم اجتهادات وأولويات يرونها مناسبة للزمان والمكان تختلف عن اجتهادات الآخرين واهتماماتهم، ولكل وجهة هو موليها، ومن المعلوم أن الدعوة السلفية هي دعوة الإسلام في صورته الأولى الخالية من الشوائب والبدع، وهي ولا شك مشتملة على كل ما يحتاجه البشر ديناً ودنيا.
وليت شعري هذا المعترض على السلفيين بأنهم ليس لهم برنامج سياسي من أين أخذ منهجه وبرنامجه السياسي، فإنه إن كان برنامجه إسلامياً محضاً فالإسلام حق الجميع، والكل ينهل منه، والذي فتح عليه حتى وصل إلى ذلك البرنامج سيفتح على الآخرين بمثله أو أحسن منه، فإن عجز السلفيون عن ذلك فقد يستفيدون منه، ويأخذون عنه في ذلك لأن القضية قضية علم تحتاجه الأمة في هذا المجال؛ فلا مانع من أن تستفيد الأمة - ومن ضمنها السلفيون - مما تنتجه وتستنبطه قرائح بعض أفرادها، وسنأخذ منهم ما احتجنا إليه، داعين لهم بالمثوبة من الله، مثوبة من دل على خير وإن كان مستورداً أو ملفقاً، فهل التبعية الفكرية للأجنبي موضع افتخار وتطاول على الآخرين، وهل بضاعتهم الفكرية مما يجوز الترويج لها في بلاد الإسلام حتى يقال: هؤلاء السلفيون ما هو برنامجهم السياسي؟
سادساً: من كانت مرجعيته الكتاب والسنة والتراث الفقهي العظيم لهذه الأمة على مدى تاريخها الطويل، وعلى مختلف العصور واختلاف البيئات والأمكنة والأحوال؛ أيعجز عن إخراج برنامج سياسي متى ما شاء، يحدد فيه منطلقاته الفكرية والتشريعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من الجوانب؟ كلا والله.
سابعاً: هناك فرق - في تصوري - بين الرؤية السياسية والبرنامج السياسي، فقد تكون الجماعة أو الفرد يمتلك رؤية سياسية وليس له برنامج سياسي، لأن البرنامج السياسي يفرضه واقع معين يستوجب الخروج إلى الناس به بقصد التفاف الناس حوله، أما الرؤية السياسية فهي حسب الطلب، فقد تحولها إلى برنامج عملي متى ما شئت، وقد تظل أفكاراً ومفاهيم مخزونة في مجموعة الرؤية المتكاملة لمختلف جوانب الحياة، فالسلفيون يملكون الرؤية السياسية التي هي أصل ومنطلق البرنامج السياسي.
ثامناً: مرت فترة على الحركة الإسلامية في اليمن لم تكن تمتلك برنامجاً سياسياً يخصها، ولم تكن ظاهرة في تكتل بارز للناس تحت شعار معين، وكانت دعوة تستهوي الكثير من أبناء هذا البلد، وقد التحق بها الكثير منهم، فهل كان الملتحقون بها مخطئين في ذلك لأن الدعوة والجماعة التي كانت تحتضنهم في تلك الفترة لم تكن تمتلك برنامجاً سياسياً بل لم تكن حزباً سياسياً من الأصل.
تاسعاً: وعلى افتراض أن السلفيين لا يمتلكون برنامجاً سياسياً فهل العمل السياسي فرض عين أم فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الآخرين، فمن قام به فله الأجر من الله، وعلى السلفيين القيام بما يقدرون عليه من بقيه الواجبات الأخرى - وما أكثرها -،داعين لإخوانهم الدعاة الآخرين أصحاب البرنامج السياسي بالنجاح والتوفيق.
عاشراً: على القول بأن الحركة الإسلامية قد قامت بما عليها من الإصلاح السياسي الدستوري، وحولت الدستور من دستور علماني كما كان يقال إلى دستور إسلامي؛ فإن صح هذا التقدير فعلى أصول أهل السنة فلا داعي أصلاً لبرنامج سياسي من أساسه لأن البرنامج السياسي هو تفصيل رؤية الحزب السياسي الذي ينافس الحاكم، ويحاول إخراجه من موقع الحكم إلى موقع المعارضة، وهذا لا يجوز على أصول الدعوة السلفية لأنه من باب منازعة الأمر أهله، وهو ممنوع لديهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 12:07]ـ
للرفع(/)
شيء من القول على النبي صلى الله عليه وسلم بغير علم / عمرو خالد وأمهات المؤمنين
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يقول عمرو خالد:
عددهن 12 زوجة
والرسول - عليه الصلاة والسلام - توفي وعنده عشر زوجات
سنذكر الآن أسماء الزوجات:
خديجة بنت خويلد
سودة بنت زمعة
عائشة بنت ابي بكر
حفصة بنت عمر
زينب بنت خزيمة
أم سلمة هند بنت عتبة
زينب بنت جحش
جويرية بنت الحارث
صفية بنت حيي بن أخطب
أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان
ماريا بنت شمعون المصرية؟!!!
ميمونة بنت الحارث.
يقول ابن حجر رحمه الله:
أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يكن تحته امرأة سوى سودة، ثم دخل على عائشة بالمدينة، ثم تزوج أم سلمة، وحفصة، وزينب بنت خزيمة في السنة الثالثة والرابعة، ثم تزوج زينب بنت جحش في الخامسة، ثم جويرية في السادسة، ثم صفية وأم حبيبة وميمونة في السابعة، وهؤلاء جميع من دخل بهن من الزوجات بعد الهجرة على المشهور. أهـ
أقول:
ومن كلام الحافظ المحقق ابن حجر رحمه الله يتضح , جهل عمرو خالد فيما يقول فهو يهرف بما لا يعرف والله المستعان , أولاً جعل زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام 12 زوجة وهذا خطأ والصحيح أنهن 11 زوجة ومات عن تسع زوجات فقد توفتا خديجة وزينب بنت خزيمة رضي الله عنهما في حياة النبي عليه الصلاة والسلام.
والخطأ الثاني إدخال مارية رضي الله عنها في زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا خطأ فاحش لا يصدر من جاهل جهل بسيط ولكنه الهوى والله المستعان
قال ابن عبدالبر في الإصابة في تمييز الصحابة:
مارية القبطية أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بها المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة وكانت مارية بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العالية في المال الذي صار يقال له سرية أم إبراهيم وكان يختلف إليها هناك وكان يطؤها بملك اليمين. أهـ
يقول عمرو خالد:
هل كن مسلمات كلهن؟
نعم إلا اثنتين: السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت مسيحية , رضي الله عنهن جميعا. أهـ
يقول ابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى:
صفية بنت حُيَي. قُتل زوجها كِنانة بن الربيع يومَ خيبر، فسبَاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم واصطفاها لنفسه، فأسلمت فأعتقها وجعل عِتْقها صداقها.
وقد جاء في الصحيح لما ان النبي عليه الصلاة والسلام اصطفى صفية بنت حيي عام خيبر قالوا: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه، فحجبها.
فأمهات المؤمنين لا يكونن إلا مؤمنات نعوذ بالله من الجهل والهوى!!
وأما مارية رضي الله عنها فلم يطأوها النبي عليه الصلاة والسلام إلا بعد أن قدمت وهي مسلمة كما نقل ابن عبدالبر في الإصابة أن حاطب بن أبي بلتعة عرض على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول عمرو خالد:
هل كان سبب تعدد الزواج من قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - شهوة؟
إذا تأملنا مراحل حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته والدليل عقلي هذه المرة, لنتأمل. أهـ
جاء في البخاري مع الفتح:
باب إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ وَمَنْ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِد:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَنَسٍ أَوَكَانَ يُطِيقُهُ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ تِسْعُ نِسْوَةٍ.
يقول ابن حجر:
وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم من القوة على الجماع، وهو دليل على كمال البنية وصحة الذكورية، والحكمة في كثرة أزواجه من الأحكام التي ليست ظاهرة. أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند الإمام أحمد عن أبا كبشة الأنماري رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في أصحابه فدخل ثم خرج وقد اغتسل، فقلنا: يا رسول الله قد كان شيء؟ قال: أجل، مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها، فكذلك فافعلوا فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال».صححه الألباني235 في الصحيحة
وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: " كانت إحدانا إذا كانت حائضا , فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت: و أيكم يملك إربه ".
يقول ابن القيم في زاد المعاد:
وكان يأتي أهلَه آخرَ الليل، وأوله، .... وكان يطوف على نسائه بغسل واحد، وربما اغتسل عند كل واحدة، فعل هذا وهذا. أهـ
أقول:
والأخبار مستفيضة في هذا الباب ومن الجهل أن يعاب الرجل بما ليس بعيب , فالشهوة الجنسية هو شيء فطري فطر الله بني أدم عليه , ولا ريب بأن نبينا عليه الصلاة والسلام إجتمعت فيه صفات الكمال البشرية , فاالشهوة تذم عندما توضع في الحرام , بل قد قال عليه الصلاة والسلام في بضع احدكم صدقة!!
لكن العقلانيين من أمثال هذا الرجل (عمرو خالد) همهم مدافعة كل ما يقوله الغرب عن نبينا ولو لم يكن الأمر في نفسه مذمة ولكن عقولهم السخيفة ومنقولاتهم الضعيفة بل والموضوعة غالباً أدت بهم إلى هذا الصنيع والله المستعان.
يقول عمرو خالد:
الرسول - صلى الله عليه وسلم - من سن 50 إلى 52 سنة من غير زواج حزنا ووفاء لزوجته الأولى
وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها 25 سنة من غير أن يتزوج بغيرها ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها؟! أهـ
أقول والله حسبي وهو نعم الوكيل:
دعوى عدم زواج النبي عليه الصلاة والسلام بعد وفاة ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها حزناً ووفاء لها محض كذب وإفتراء وهو كلام عقلي مجرداً عن الدليل من السنة الصحيحة والله المستعان!!
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد متحدثاً عن زوجات النبي عليه الصلاة والسلام:
أولاهن خديجة بنت خُويلد القرشية الأسدية، تزوجها قبل النبوة، ولها أربعون سنة، ولم يتزوجْ عليها حتى ماتت، ...... ، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين.
ثم تزوج بعد موتها بأيام سَوْدة بنت زَمْعَة القُرشية، وهي التي وهبت يومها لعائشة.
وصح عنه من حديث أنس رضي الله عنه، أنه قال: «حُبِّبَ إليَّ، مِن دُنْيَاكُم: النِّسَاءُ، والطِّيْبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاَةِ» هذا لفظُ الحديث، وكان النساء والطيب أحبَّ شيء إليه، وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره، وأباح الله له من ذلك ما لم يُبحه لأحد من أمته.
يقول عمرو خالد:
ثم إنه عليه الصلاة والسلام عند زواجه بعد السيدة خديجة تزوج السيدة سودة وكان عمرها (80) سنة حيث كانت اول أرملة في الإسلام - واراد عليه الصلاة والسلام أن يكرمها ويكرم النساء اللواتي مثلها حيث ابتدا بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها , بل هو عليه الصلاة والسلام قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل الإنساني قدوة من بعده أهـ
أقول:
على أصح الأقوال توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها عام 55 هجرية وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل الهجرة بثلاث سنين وبهذا يصبح عمرها رضي الله عنها عند وفاتها 135 سنة كما زعم عمرو خالد , ولم يذكر في ترجمتها ما يدل على هذا الخبر والدواعي متوافرة لنقله وهذا يكفي لبيان كذبه!!
وقوله بأن النبي عليه الصلاة والسلام قد تزوجها لمجرد تكريمها فهذا القول مخالف لما رواه الإمام أحمد وحسنة ابن حجر عن عائشة قالت: ” لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون: يا رسول الله ألا تزوج قال: نعم، فما عندك قالت: بكر وثيب .... الحديث وذكر ابن إسحاق وغيره أنه دخل على سودة بمكة. [الفتح - كتاب مناقب الأنصار - باب تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ وَقُدُومِهَا الْمَدِينَةَ وَبِنَائِهِ بِهَا]
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصحابية خولة بنت حكيم رضي الله عنها هي من عرضت على النبي عليه الصلاة والسلام الزواج من سودة رضي الله عنها ولم ينقل أن سبب الزواج هو تكريم الرسول عليه الصلاة والسلام لها.
وزعم عمرو خالد:
بأن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج بصفية بعدما أسلم أبوها – حيي بن اخطب - ورفعة لشأنه عند حاسديه من اليهود!!
جاء في البصحيحين لما َجُمِعَ السَّبْيُ، بعد فتح خيبر َجَاءَهُ دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ. فَقَالَ: «اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً» فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ. فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللّهِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ، صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، سَيِّدِ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ؟ مَا تَصْلُحُ إِلاَّ لَكَ. قَالَ: «ادْعُوهُ بِهَا» قَالَ: فَجَاءَ بِهَا. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ قَالَ: «خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا» قَالَ: وَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا.
وجاء عند البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَدِمْنَا خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسه.
ويقول ابن حجر حاكياً عدم إسلام حيي بن اخطب:
وكان من المشهورين بالرياسة في اليهود عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بني النضير أبو ياسر بن أخطب وأخوه حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ورافع بن أبي الحقيق، ومن بني قينقاع عبد الله بن حنيف وفنحاص ورفاعة بن زيد، ومن بني قريظة الزبير بن باطيا وكعب بن أسد وشمويل بن زيد، فهؤلاء لم يثبت إسلام أحد منهم، وكان كل منهم رئيسا في اليهود ولو أسلم لاتبعه جماعة منهم. أهـ
ويقول عمرو خالد: محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعقد الصلة والرابطة بين أقطار الأرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله. أهـ
أقول:
قد بينا فيما سبق بأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يتزوج ام ابراهيم مارية القبطية رضي الله عنهما وإنما تسرى ووطأها بملك اليمين وهذا ثابت بالنقل الصحيح
فمن اين جاءت هذه الدعوى الكاذبة بأن النبي عليه الصلاة والسلام تزوجها وأنه فعل ذلك ليتألف بلد كامل بهذا الزواج!!
الجواب من عقله الفاسد!!!
وللأسف هذا هو علم عمرو خالد الذي يبثه بين الناس فإن تكلم أحد قالوا الرجل فيه خير وشر؟!!
والمشكلة ليست في العوام
فالعوام إن بينت لهم فساد علم عمرو خالد وافقك وأنصاعوا للحق ولكن الرزية كل الرزية في بعض من ينتسب للعلم ويثني على أمثال عمرو خالد أمام العوام.
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم والحمد لله رب العالمين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:18]ـ
بارك الله فيك
تخليط هذا الرجل أكثر من أن يذكر، وغالب تخليطاته لا يجهلها أدنى طلبة العلم هنا، وفي تقديري أنه ينبغي نشر مثل هذا في المواقع العامة التي يكثر من زوارها العوام، مع تليطف العبارة ليكون أدعى لقبول العامي له حتى لا يظن أنه قد كذب عليه أو تجني.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:21]ـ
جزاك الله خيراً
أخي ابن عقيل
وأوافق الاخ السديس في كلامه فلا بد من تلطيف العبارة (عند العوام)
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 01:44]ـ
شكر الله لك أخي على هذه التنبيهات، وأسأل الله أن ينفع بها
ولعلك تنشرها في المنتديات التي يكثر فيها عامة الناس لينتفعوا بها، كما ذكر الشيخ السديس
يقول عمرو خالد:
هل كن مسلمات كلهن؟
نعم إلا اثنتين: السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت مسيحية , رضي الله عنهن جميعا. أهـ
يقول ابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى:
صفية بنت حُيَي. قُتل زوجها كِنانة بن الربيع يومَ خيبر، فسبَاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم واصطفاها لنفسه، فأسلمت فأعتقها وجعل عِتْقها صداقها.
وقد جاء في الصحيح لما ان النبي عليه الصلاة والسلام اصطفى صفية بنت حيي عام خيبر قالوا: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه، فحجبها.
فأمهات المؤمنين لا يكونن إلا مؤمنات نعوذ بالله من الجهل والهوى!!
وأما مارية رضي الله عنها فلم يطأوها النبي عليه الصلاة والسلام إلا بعد أن قدمت وهي مسلمة كما نقل ابن عبدالبر في الإصابة أن حاطب بن أبي بلتعة عرض على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يبدو لي أنَّ عمرو خالد لم يقصد أنهنَّ كافرات بعد زواج النبي صلى الله عليه وسلم بهنَّ، ولاحظ
قوله فيما نقلتَه عنه (هل كن مسلمات كلهن؟ نعم إلا اثنتين: السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت مسيحية , رضي الله عنهن جميعا. أهـ)
والذي يبدو لي أنه قصد أنهنَّ كنَّ كافرات إلى حين زواج النبي صلى الله عليه وسلم بهنَّ
هذا ما يظهر لي والله أعلم
وأسأل الله أن يهدي عمرو خالد ومن هم مثله كالدكتور طارق السويدان وغيرهما، وألا يخوضوا
فيما يجهلون، فإنَّ هذا أمرٌ محرم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 01:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يقول عمرو خالد:
هل كان سبب تعدد الزواج من قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - شهوة؟
إذا تأملنا مراحل حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته والدليل عقلي هذه المرة, لنتأمل. أهـ
جاء في البخاري مع الفتح:
باب إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ وَمَنْ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِد:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَنَسٍ أَوَكَانَ يُطِيقُهُ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ تِسْعُ نِسْوَةٍ.
يقول ابن حجر:
وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم من القوة على الجماع، وهو دليل على كمال البنية وصحة الذكورية، والحكمة في كثرة أزواجه من الأحكام التي ليست ظاهرة. أهـ
وعند الإمام أحمد عن أبا كبشة الأنماري رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في أصحابه فدخل ثم خرج وقد اغتسل، فقلنا: يا رسول الله قد كان شيء؟ قال: أجل، مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها، فكذلك فافعلوا فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال».صححه الألباني235 في الصحيحة
وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: " كانت إحدانا إذا كانت حائضا , فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت: و أيكم يملك إربه ".
يقول ابن القيم في زاد المعاد:
وكان يأتي أهلَه آخرَ الليل، وأوله، .... وكان يطوف على نسائه بغسل واحد، وربما اغتسل عند كل واحدة، فعل هذا وهذا. أهـ
أقول:
والأخبار مستفيضة في هذا الباب ومن الجهل أن يعاب الرجل بما ليس بعيب , فالشهوة الجنسية هو شيء فطري فطر الله بني أدم عليه , ولا ريب بأن نبينا عليه الصلاة والسلام إجتمعت فيه صفات الكمال البشرية , فاالشهوة تذم عندما توضع في الحرام , بل قد قال عليه الصلاة والسلام في بضع احدكم صدقة!!
لكن العقلانيين من أمثال هذا الرجل (عمرو خالد) همهم مدافعة كل ما يقوله الغرب عن نبينا ولو لم يكن الأمر في نفسه مذمة ولكن عقولهم السخيفة ومنقولاتهم الضعيفة بل والموضوعة غالباً أدت بهم إلى هذا الصنيع والله المستعان.
/// أحسنت .. تخليطٌ وجهلٌ حتى في القصص والسيرة؟!
/// ومن هذا الباب الذي ذكرته ممَّا يردُّ على فهمه الخاطيء: حديث: ((حُبِّب إليَّ من دنياكم النِّساء والطيب)).
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:07]ـ
شكر الله لك أخي على هذه التنبيهات، وأسأل الله أن ينفع بها
ولعلك تنشرها في المنتديات التي يكثر فيها عامة الناس لينتفعوا بها، كما ذكر الشيخ السديس
يبدو لي أنَّ عمرو خالد لم يقصد أنهنَّ كافرات بعد زواج النبي صلى الله عليه وسلم بهنَّ، ولاحظ
قوله فيما نقلتَه عنه (هل كن مسلمات كلهن؟ نعم إلا اثنتين: السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت مسيحية , رضي الله عنهن جميعا. أهـ)
والذي يبدو لي أنه قصد أنهنَّ كنَّ كافرات إلى حين زواج النبي صلى الله عليه وسلم بهنَّ
هذا ما يظهر لي والله أعلم
وأسأل الله أن يهدي عمرو خالد ومن هم مثله كالدكتور طارق السويدان وغيرهما، وألا يخوضوا
فيما يجهلون، فإنَّ هذا أمرٌ محرم
وجزاكم وفيكم بارك والتطلف مع العوام حال التخاطب معهم لابد منه
ولكن الإغلاظ على الجهال من أمثال عمرو خالد مع بيان فساد علمه بالحجة هو لتنفير العوام عنه وهذا أسلوب متبع في الكتاب والسنة وفي هدي سلف الامة عند التنفير من القبائح.
وأما قول الأخ الحمادي: والذي يبدو لي أنه قصد أنهنَّ كنَّ كافرات إلى حين زواج النبي صلى الله عليه وسلم بهنَّ. أهـ
وهذا القصد غير صحيح أيضاً فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكح إلا مؤمنه وهذا ظاهر.
وعمرو خالديا إخوان ليس ساذجاً كما يعتقد البعض فهو صاحب عقيدة يدعو لها ويوظف قصصه المكذوبه لنشر هذه الدعوة ومنها (الدعوة إلى توحيد الإنسانية).
ولا أظن هذا يخفى على طلبة العلم والله المستعان
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:14]ـ
أنا لم أقصد بارك الله فيك أنًّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نكحهنَّ وهنَّ كافرات، وإنما كنَّ كافرات
إلى قبيل زواج النبي صلى الله عليه وسلم بهنَّ، وهذا الذي يبدو لي أنَّ عمرو خالد يقصده
وأما التلطف بارك الله فيك، فليس لأجل الشخص الذي يجب التحذير منه، ولكن ليقبل الناس هذا التحذير
فأنتَ إذا رأيتَ شخصاً محبوباً إلى بعض الناس، وهو ممن يجب التحذير منهم فإن صادمتَهم بسيء
القول فلن يستجيبوا لك، وسيظنوا أنك متحامل لمآرب أخرى
واعلم أنَّ الردَّ العلميَّ المؤصل كافٍ في تنفير الناس من هذا أو غيره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:27]ـ
/// أحسنت .. تخليطٌ وجهلٌ حتى في القصص والسيرة؟!
/// ومن هذا الباب الذي ذكرته ممَّا يردُّ على فهمه الخاطيء: حديث: ((حُبِّب إليَّ من دنياكم النِّساء والطيب)).
أحسن الله إليك
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:30]ـ
أخي الفاضل ابن عقيل حياك ربي
عمرو خالد للأسف الشديد جاهل ودعوته عوراءشوهاء، لإنها دعوة على غيرعلم و بصيرة، وأنا أجزم يقنا أنه يعلم أنه جاهل لكن فيه غرورلان كثيرا من الناس بسبب جهلهم تأثروا به واصبح له أتباع، وفروع لجمعيته في كل مكان، حتى أصبح يقول هو عن نفسه أن أتباعه بالملايين، وقد أحسن الشيخ وجدي غنيم لما قال كلمته فيه وكان له صدى كبير، وسألت بنفسي الشيخ وجدي غنيم عن مقاله الذي كتبه في صحيفة الغد المصرية، لان بعض المتعصبين لعمرو خالد شككوا فيه، فقال لي بلسانه أنه هو الذي كتبه بنفسه بعد أن ناصحه مرات ومرات، نسأل الله أن يهدي أمثال هولاء الذين تطفلوا على الدعوة وهم ليسوا من أهل العلم، وللأسف أن التخصصات كلها مصانة محترمة إلا العلم الشرعي والكلام في دين الله أصبح في هذه الأيام على وجه الخصوص كلأ مباحا لمن هب ودب.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:32]ـ
أنا لم أقصد بارك الله فيك أنًّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نكحهنَّ وهنَّ كافرات، وإنما كنَّ كافرات
إلى قبيل زواج النبي صلى الله عليه وسلم بهنَّ، وهذا الذي يبدو لي أنَّ عمرو خالد يقصده
وأما التلطف بارك الله فيك، فليس لأجل الشخص الذي يجب التحذير منه، ولكن ليقبل الناس هذا التحذير
فأنتَ إذا رأيتَ شخصاً محبوباً إلى بعض الناس، وهو ممن يجب التحذير منهم فإن صادمتَهم بسيء
القول فلن يستجيبوا لك، وسيظنوا أنك متحامل لمآرب أخرى
واعلم أنَّ الردَّ العلميَّ المؤصل كافٍ في تنفير الناس من هذا أو غيره
إن كن كافرات من قبل فما الفائدة من ذكره؟!
ولكن الفائدة في بطن القائل - عمرو خالد -.
فلتعلم هذا
ولا أختلف معك وفيما قلت
ولكن الشدة مع من يستحقها في الدعوة هي من أمر الله كما في قوله تعالى {أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ... الأية}
فالحكمة هي وضع اللين في موضعه ووضع الشدة في موضعها وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.
وفقكم الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:37]ـ
إن كن كافرات من قبل فما الفائدة من ذكره؟!
ولكن الفائدة في بطن القائل - عمرو خالد -.
فلتعلم هذا
أخي الحبيب أصلحك الله، لا عليَّ من فائدة هذا، فأمُّ المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها أكانت مسلمةً طول عمرها!
إنما أردتُ أنَّ انتقادَك وحملكَ كلام عمرو خالد على أنه أراد أنهنَّ كافرات حالَ كونهنَّ زوجات= خطأ
فأحببت التنبيه على خطأ هذا الانتقاد، ولا يعنيني عمرو خالد ولا فائدة كلامه، ولم أستمع ولا لحلقة واحدة له
فتنبيهاتك -بارك الله فيك- في محلها، سوى هذا التنبيه
ـ[خالد العامري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:43]ـ
بارك الله فيك أخي ابن عقيل، ولا تقل لي بأن هذا الخلط (كله) في محاضرةٍ واحدة! فهذا مما لا يُحتمل، والله المستعان.
وأنا مع الشيخ الحمادي وقبله الشيخ السديس في تلطيف العبارة ما أمكن عند طرح مثل هذه المواضيع على العوام:
وأما التلطف بارك الله فيك، فليس لأجل الشخص الذي يجب التحذير منه، ولكن ليقبل الناس هذا التحذير
فأنتَ إذا رأيتَ شخصاً محبوباً إلى بعض الناس، وهو ممن يجب التحذير منهم فإن صادمتَهم بسيء
القول فلن يستجيبوا لك، وسيظنوا أنك متحامل لمآرب أخرى
واعلم أنَّ الردَّ العلميَّ المؤصل كافٍ في تنفير الناس من هذا أو غيره
وهذا صحيح لأن كثير من العوام قد أُشربوا في قلوبهم حب كل من يتكلم في الرقائق والمواعظ ويحسنون الظن به.
أضف إلى ذلك أنه دائم الظهور على الشاشات عند العوام؛ وهذا عند كثيرٍ منهم تزكيةٌ له في الغالب = هكذا يظنون!
ولا يخفاك قول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم وغيره (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه)
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:44]ـ
إن كن كافرات من قبل فما الفائدة من ذكره؟!
ولكن الفائدة في بطن القائل - عمرو خالد -.
فلتعلم هذا
ولا أختلف معك وفيما قلت
ولكن الشدة مع من يستحقها في الدعوة هي من أمر الله كما في قوله تعالى {أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ... الأية}
فالحكمة هي وضع اللين في موضعه ووضع الشدة في موضعها وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.
وفقكم الله
الاخ ابن عقيل - وفقه الله وسدده-
موضوعك مهم لاسيما ان هذا الكلام الذي بينت زيغه قد نشر بشكل موسع
وبالامس جاءتني رسالة على الايميل من احد الزملاء يعرض هذا الكلام في حلة جميلة
وعرض بالبور بوينت وكنت استنكرت كثيرا مما جاء فيها
وردك جميل جدا لكن أرجو منك التلطف في العبارة فالناس تعرف عمرو خالد ولايعرفون ابن عقيل
ولكي يتسنى نشره في المنتديات العامة ولك ان أطلب من القائمة البريدية التي نشرته ان تنشر ردك
وماكان الرفق في شئ الا زانه ومانزع من شئ الاشانه
ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله
والشدة ليست هي الاصل
والعامة لايقبلون الشدة الا إذا كانت من رجل له مكانه في قلوبهم كابن باز والعثيمين
هذا رأيي والامر إليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:50]ـ
/// ما دام أنَّ هذا الرجل قد نصح ولم يرتدع وما زال فيما هو عليه من الباطل والجهل فيجب إيقافه والأخذ على يده والتحذير منه ومن جهالاته في كل المنتديات.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:53]ـ
/// ما دام أنَّ هذا الرجل قد نصح ولم يرتدع وما زال فيما هو عليه من الباطل والجهل فيجب إيقافه والأخذ على يده والتحذير منه ومن جهالاته في كل المنتديات.
هذا صحيح، ويكون التحذير مقروناً ببيان الدليل على الخطأ، مع تحسين اللفظ في التحذير؛ حتى
يكون له أثره الإيجابيُّ في قلوب القراء
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 03:36]ـ
ولعل في هذا عبرة ودرس للدعاة: لماذا انشرحت قلوب الناس لأسلوبهم الخطابي [لا مضمون الخطاب من حيث التأصيل العلمي]؟ هذا ما لم يجدوه عند بعض طلبة العلم والدعاة والعلماء، وجدوا العبارة اللطيفة، والنبرة الرفيقة، وجدوا سهولة في الفهم، وبعدٌ عن الإطناب العلمي الصرف، ليسأل الدعاة أنفسهم لماذا انصرفت قلوب الناس في الجملة إلى مثل هؤلاء حتى أصبحنا الآن نحذر الناس منهم ونريد جلبهم إلينا ليسمعوا كلامنا ويفهموا منهجنا، لماذا يترك الناس، وتهجر الساحة، وتخلو المواقع من حضور الدعاة، حتى إذا ظهر مثل هؤلاء، قام الدعاة وبعض العلماء قومة مفاجئة، فاستغرب الناس مرادهم وشكوا في مآربهم، وما ذاك إلا لأن الناس اعتادت غيرهم وارتاضت طريقة من سواهم زمناً طويلاً. إن التأثير يكون بمقدار المعالجة والمخالطة كما يكون بطبيعة الخطاب و المحاورة، يكون بحسب الحضور وقوته ومدى انتشاره، فأين الدعاة وطلبة العلم إذا كان أكثر حضورهم مجرد الذب، والدفاع، والتفنيد، والنفرة بعد الغيبة. لا بد من نقد الذات وتحمل جزء من المسؤولية والاعتراف بقدر من التقصير والعيب، ثم ننطلق دعاة مبشرين غير منفرين، ميسرين غير معسرين، فهذا الأصل وغير ذلك عارض بحسب الحاجة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 03:43]ـ
ولا أختلف معك وفيما قلت
ولكن الشدة مع من يستحقها في الدعوة هي من أمر الله كما في قوله تعالى {أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ... الأية}
فالحكمة هي وضع اللين في موضعه ووضع الشدة في موضعها وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.
وفقكم الله
هذا صحيح،
لكن هذه الحكمة في الشدة لو كنت تخاطبه.
أما إن كنت تخاطب عواما يعجبهم كلامه ويحسنون الظن به = فليس من الحكمة في شيء؛ لأن هذا ينافي مقصدك من انتفاعهم بكلامك.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 04:02]ـ
الاخ ابن عقيل - وفقه الله وسدده-
موضوعك مهم لاسيما ان هذا الكلام الذي بينت زيغه قد نشر بشكل موسع
وبالامس جاءتني رسالة على الايميل من احد الزملاء يعرض هذا الكلام في حلة جميلة
وعرض بالبور بوينت وكنت استنكرت كثيرا مما جاء فيها
وردك جميل جدا لكن أرجو منك التلطف في العبارة فالناس تعرف عمرو خالد ولايعرفون ابن عقيل
ولكي يتسنى نشره في المنتديات العامة ولك ان أطلب من القائمة البريدية التي نشرته ان تنشر ردك
وماكان الرفق في شئ الا زانه ومانزع من شئ الاشانه
ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله
والشدة ليست هي الاصل
والعامة لايقبلون الشدة الا إذا كانت من رجل له مكانه في قلوبهم كابن باز والعثيمين
هذا رأيي والامر إليك
الأمر لله من قبل ومن بعد يا أخي
ولك كامل الحرية في حذف ما ترى فيه شدة وغلظه
والقصد هو بيان الحق ونصح الخلق
وجزاك الله خيراً على نشره
وشكراً لكل من شارك وأيد ونصح وخالف للحق وبالحق
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 05:19]ـ
ولعل في هذا عبرة ودرس للدعاة: لماذا انشرحت قلوب الناس لأسلوبهم الخطابي [لا مضمون الخطاب من حيث التأصيل العلمي]؟ هذا ما لم يجدوه عند بعض طلبة العلم والدعاة والعلماء، وجدوا العبارة اللطيفة، والنبرة الرفيقة، وجدوا سهولة في الفهم، وبعدٌ عن الإطناب العلمي الصرف، ليسأل الدعاة أنفسهم لماذا انصرفت قلوب الناس في الجملة إلى مثل هؤلاء حتى أصبحنا الآن نحذر الناس منهم ونريد جلبهم إلينا ليسمعوا كلامنا ويفهموا منهجنا، لماذا يترك الناس، وتهجر الساحة، وتخلو المواقع من حضور الدعاة، حتى إذا ظهر مثل هؤلاء، قام
(يُتْبَعُ)
(/)
الدعاة وبعض العلماء قومة مفاجئة، فاستغرب الناس مرادهم وشكوا في مآربهم، وما ذاك إلا لأن الناس اعتادت غيرهم وارتاضت طريقة من سواهم زمناً طويلاً. إن التأثير يكون بمقدار المعالجة والمخالطة كما يكون بطبيعة الخطاب و المحاورة، يكون بحسب الحضور وقوته ومدى انتشاره، فأين الدعاة وطلبة العلم إذا كان أكثر حضورهم مجرد الذب، والدفاع، والتفنيد، والنفرة بعد الغيبة. لا بد من نقد الذات وتحمل جزء من المسؤولية والاعتراف بقدر من التقصير والعيب، ثم ننطلق دعاة مبشرين غير منفرين، ميسرين غير معسرين، فهذا الأصل وغير ذلك عارض بحسب الحاجة.
أصبت التشخيص يا أخي واخطأت العلاج في ظني
فهو هذا حال الناس سابقاً ولاحقاً وقد قال الله سبحانه {وقليل من عبادي الشكور} والشكر لا يكون إلا ممن وفقه الله لذلك من عباد الله الصالحين.
ومع ذلك فالفطرة التي فطر الله الناس عليه تحب الحق وتكره الباطل ولكن المشكلة كيف يظهر لهم الحق من الباطل وأكثر الناس لا يعلمون كما قال جل في علاه.
فالواجب عظيم على من فقه في دين الله وعلم الحق من الباطل بل وهو واجب على كل مؤمن - عامي - بلغه الحق وعرف به الباطل في أن يتواصى بهذا الحق مع إخوانه من المؤمنين كما قال سبحانه في سورة العصر {وتواصوا بالصبر وتواصوا بالحق}
وأما تكليف أهل العلم ما لا يطيقون فهذا ليس بواجب قطعاً
وكذلك تكليفهم مبارزة أهل الجهل من المبتدعة وأهل الأهواء في ميادينهم فليس من الواجب في شيء , فلا يطاع الله من حيث يعصى والسلامة لا يعادلها شيء وحسبك بمن مشى في هذا الدرب وهو اليوم من أكبار المميعين للدين والله المستعان
وقد سول الشيطان للبعض وغرهم بكثرة علمهم وأنهم سوف يؤثرون في الناس ولا يتأثرون وأنهم ممن يأمنوا الفتنة على أنفسهم فوقعوا في الفخ نسأل الله العافية والسلامة وحسبك بأن أهل العلم يقولون من قال أنا عالم فهو جاهل وليس بعد اعتقاد الآمن من الفتنة جهل والله المستعان.
فلا يقال يجب على أهل العلم - والدعاة لابد أن يكون أصحاب علم - أن يذهبوا للناس في خمارتهم وأسواقهم وبحارهم وبريتهم وفضائيتهم حتى لا يتركوهم لأهل الباطل؟!!
لم يكن هذا صنيع السلف الصالح فما بالنا نجعله واجباً على خلفنا الصالح
ولكن الواجب الحقيقي الذي فرط فيه الكثيرين من طلبة العلم هو التمسك بالحق وهو العقيدة الصحيحة والتناصح وبيان ذلكم الحق للناس وكشف الباطل بالوسائل المشروعة وهي كثير والصدع بكلمة الحق ولو على أنفسهم فحفظ الدين يقدم على حفظ النفس فكيف بحفظ مشاعر الرجال؟!
ولاشك من أن الرفق مطلوب وهو الأصل في هدي محمد صلى الله عليه وسلم ولكن هذا عند أن تحترم محارم الله وأن يصان الحق من لبسه بالباطل وليس في كل وقت ومع كل أحد فنبينا صلى الله عليه وسلم ما كان يغضب إلا أذا أنتهكت محارم الله كما جاء الخبر.
فما بالنا أذا أنتهكت محارم الله نقول أصبروا ولا تغضبوا وبشروا ولا تنفروا؟!!
هذا ليس هو الهدي الصحيح في هذه الحالة وقد جاء في الصحيحين هذا الخبر:
بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِو موسى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إرضي الله عنهما إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ عليه الصلاة والسلام: " يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا ".
وجاء في حديث أخر أن أبوموسى الأشعري سبق معاذا رضي الله عنهما إلى اليمن ثم اتَّبَعَهُ النبي صلى الله عليه وسلم بمُعاذُ بن جَبَل، فلما قدِمَ عليه أَلقى أبوموسى لمعاذاً وسادةً قال: انزل، فإذا رجل عندَهُ مُوثق، قال معاذ: ما هذا؟ قال أبوموسى: كان يهودِياً فأَسلم ثم تَهوَّد. قال: اجلسْ. قال معاذ: لا أَجلسُ حتى يُقتل، قضاءُ الله ورسوله (ثلاث مرات)، فأمرَ به فقُتل.
فأنظروا بارك الله فيكم مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهما بالتبشير وعدم التنفير وبالتطاوع وعدم الإختلاف ولكنهما عند التنازع على حكم الله ورسوله لم يتطاوعا ولم يقل أبو موسى لا تنفر الناس يا معاذ ونبينا أمرنا بالتبشير؟!!
ولاشك في علم معاذ رضي الله عنه بل هو ممن قال فيهم سيدنا رسول الله " يا معاذ إني أحبك " بإبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه
وكفى بأبي موسى منقبة سرعة إنصياعه لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم ولم ينازع وباب التأويل مفتوح.
فالواجب أن نقدر الأمور بقدرها ولا ينكر الحق ويسكت عن الباطل
فاللهم أرضى عن صحابة نبيك وألحقنا بهم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة والحمد لله رب العالمين
والله الموفق
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 06:05]ـ
أصبت التشخيص يا أخي واخطأت العلاج في ظني
الإصابة في التشخيص بداية العلاج، فلله الحمد.
أما الخطأ في العلاج فلم تبينه أو تنص عليه، وإنما أوردت كلامي بحذافيره، ثم حكمت بحكم عام لا يبين التشخيص من العلاج، أتمنى لو تورد "النص" الذي وجدت فيه "العلاج" الخطأ، ثم أناقشك فيه. اترك التشخيص لأني أصبت فيه بشهادتك، وآتني بالعلاج الذي تظن أني أخطات فيه. فأنا ممن لا ترتاح نفسي لصياغات التعمية و المجملات الموهمة ..
============
تنبيه: أراك تدمج منهج الرسول (ص) وصحابته رضي الله عنهم في كلامك دمجاً وتنسجه في ثنايا حديثك نسجاً، حتى ليخيل لبعض القراء أن كلامك على الجادة ومنهجك على البيضاء وطريقتك هي طريقة السلف، وهذا ليس بلازم على كل الأحوال، مع أن المُستشهد به صحيح في نفسه. قد تقول: هذا الأصل أن نتبع سيرة الأوائل ونجعلها القدوة ونستشهد بها للإتباع ودحض سبيل الابتداع، فأقول: هذا صحيح ولكن إذا سلم هذا من استدلالك لرأيك على حساب الاستدلال للحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 06:19]ـ
وأما تكليف أهل العلم ما لا يطيقون فهذا ليس بواجب قطعاً
ليس محل نقاش. حتى العامي لا يكلف ما لا يطيق.
وكذلك تكليفهم مبارزة أهل الجهل من المبتدعة وأهل الأهواء في ميادينهم فليس من الواجب في شيء , فلا يطاع الله من حيث يعصى والسلامة لا يعادلها شيء وحسبك بمن مشى في هذا الدرب وهو اليوم من أكبار المميعين للدين والله المستعان فلا يقال يجب على أهل العلم - والدعاة لابد أن يكون أصحاب علم - أن يذهبوا للناس في خمارتهم وأسواقهم وبحارهم وبريتهم وفضائيتهم حتى لا يتركوهم لأهل الباطل؟!!
إذاً فلتترك الساحة لغيرهم ثم يأتوا يوم القيامة فيقولوا لله تعالى: هذا لم يكن واجباً علينا. إذاً فهل كان تجشم النبي صلى الله عليه وسلم الصعب حتى عالج من أهل الطائف ما عالج، وتحمله لإذلال قريش في السهل والجبل، ومناشدة الأنبياء لقومهم في نواديهم و أماكنهم العامة، كل ذلك لم يكن من الواجب.
فرق بين منهجك ومنهج هؤلاء الكرام. ليبق أهل العلم بعيداً عما ذكرت أنت، وليبق الناس في حيص بيص.
قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا)، قال القرطبي رحمه الله ((يقول تعالى مخبرا عن جميع من بعثه من الرسل المتقدمين أنهم كانوا يأكلون الطعام ويحتاجون إلى التغذي به ويمشون في الأسواق للتكسب والتجارة وليس ذلك بمناف لحالهم ومنصبهم)). وقال تعالى (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ) الآية. قال القرطبي (( ... وعيروه بالمشي في الأسواق حين رأوا الأكاسرة والقياصرة والملوك الجبابرة يترفعون عن الأسواق , وكان عليه السلام يخالطهم في أسواقهم , ويأمرهم وينهاهم ... دخول الأسواق مباح للتجارة وطلب المعاش. وكان عليه السلام يدخلها لحاجته , ولتذكرة الخلق بأمر الله ودعوته , ويعرض نفسه فيها على القبائل , لعل الله أن يرجع بهم إلى الحق وذكر السوق مذكور في غير ما حديث , ذكره أهل الصحيح. وتجارة الصحابة فيها معروفة , وخاصة المهاجرين ; كما قال أبو هريرة: وإن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ; خرجه البخاري)) أ. هـ
لم يكن هذا صنيع السلف الصالح فما بالنا نجعله واجباً على خلفنا الصالح
فيه ادعاء عريض! وتراجم الأوائل وسيرة السلف مليئة بما يدحض هذا. بل من النصوص الكثير بخلافه. بل عملياً .. النبي القدوة (ص) وأصحابه لم يكونوا هكذا ولله الحمد، ولو كانوا كذلك لاحتجبوا ولم يرهم الناس إلا قليلا .. إن لم تستطع أن توجد مثالاً واحداً على صحة هذا أتيتك بأمثلة وأمثلة، لترى التقصير الآن ثم نزعم أن هذا النهج القاصر هو سيرة السلف وطريقة الرسول (ص) وأصحابه، وهذا من البهتان والجزم به من الافتراء.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 01:03]ـ
ذكر الشيخ لطفي الصباغ في "تاريخ القصَّاص" ص33 - 35 سبباً من أسباب انفتاح قلوب الناس لهؤلاء وزهدهم فيمن سواهم:
(( .. أنَّ المجال فارغ والساحة خالية، فنحن الآن لا نجد من الدعاة الواعين العلماء أصحاب الفكر السليم النظيف البعيد عن الخرافة إلا عددا يسيرا لا يكاد يستطيع أن يصنع شيئًا. وهؤلاء المنحرفون الانتهازيون المبطلون يتركون أثرا حسنا في الشباب والشابات، فيضع هذا الواقع المرء الواعي في موقف حرج: كيف يقطع هذا الخير الذي يلمسه من الناس المتصلين بهم؟.ولكن هذا الوضع لا يجوز أن يدوم. لا بدَّ من أن تقوم حركة تعنَى بالدعوة، وتكون هذه الحركة قائمة على أساس متين من الوعي والصدق والصفاء والبُعد عن الانحراف والتدجيل والخرافة. إنَّ نجاح هؤلاء المخرِّفين ينبغي أن يُغري الصادقين بالعمل .. لا أن يجعلهم يتركون المجال لأولئك المنحرفين. وكشف الدجالين ينبغي أن يكون بالحكمة ومراعاة المصلحة العليا للدعوة إلى الله حتى يُحال دون استغلال هذا الكشف مِن قِبل أعداء الإسلام)).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 01:13]ـ
توافق حَسَن، ولكن يبدو أني قد سبقتك (ابتسامة)
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=46278&postcount=44
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 01:27]ـ
توافق حَسَن، ولكن يبدو أني قد سبقتك (ابتسامة)
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=46278&postcount=44
في الحقيقة هذا ليس توافقاً، وإنما منك أخذتها و عنك نقلتها، فجزاك الله خيرا.
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 05:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وبعد:
من هو عمرو خالد هذا الذي تتكلمون عنه؟
هلا أتحتمونا بترجمة له.
ـ[هيمن عز الدين]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 08:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في علمكم و زادكم علماً، و والله إني لأحسدكم في علمكم.
أنا من العوام و لست من المتخصصين مثلكم، و لست هنا لأدافع عن عمرو خالد لكن ما جذبني نحو الموضوع هو الحوار حول طريقة وصول المعلومة للعوام.
فقد تابعت آراء الأخ ابن عقيل في كثير من المواضيع، و قد اتسمت جميعها - والحمد لله - بالحجه و البرهان، و لكن اتسمت في نفس الوقت بالحدة الشديدة.
أخي الكريم، بارك الله فيك، كنت من المتابعين لعمرو خالد لفترة طويلة أنا و غيري، قام هذا الرجل بتغيير أشياء كثيرة بداخلنا - بفضل الله - جعلنا نشعر بأن الدين حياة، بحلاوة الدين، بحلاوة القرآن، بحلاوة رمضان، بحلاوة قيام الليل و بكائه.
أبسط ما سيرد به عليكم ممن اتبعوه: هذا ما فعله الرجل معنا فماذا فعلت أنت؟
لست فقيهاً لأجادل، و لكن أخي، لقد انشغلت أنت و غيرك كثيرين بالعلم و التعلم، فأين نحن - العوام و الجهلة - من علمك هذا؟
أخي الكريم، تملك و يملك الكثيرون هنا علماً عظيماً، أتمنى مثله لا لشيء إلا لأوصله لأمثالي من العوام حتى يستشعروا عظمة هذا الدين.
إخوتي الكرام، أأسف إن تكلمت بدون علم مني، لكن ما دفعني لهذا إلا حبي لكم في الله و حرصي على براءة هذا الديم مما ينسب إليه.(/)
هذا منهجي ... وعقيدتي ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 01:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأعضاء والمشرفين أرى أن الأخوة يتفقون في المسائل ما الله به عليم ولكن هناك مسألة نسبية إن صحت التسمية يدور عليه الجدل الكثير بين الأعضاء وأتمنى أن يفهمها الأخوة في هذا المكان ...
/// التحذير من شخص معين ومن أخطائه هل يختلف باختلاف الخطأ وبضرره؟
الذي أدين الله به نعم أن هناك أختلاف بين أهل البدع ورؤوس الضلال وبين طالب علم أخطأ في مسألة من المسائل اجتهد ولم يوفق فيها، ولا يعني كونه من أهل السنة عدم التشنيع على الخطأ وبيانه بحسب ضرر الخطأ وهذا من قبيل الاجتهاد الذي لا يجعل أحد متعصب لأحد فالمخطئ والمستدرك بشر يصيبون ويخطأون والقول بأن هذا الذي أخطأ ما أخطأ إلا لهوى في نفسه أو أن هذا الذي تعقبه ما تعقبه إلا لهوى في نفسه أو حسد ظلم وبغي لا يقبل من أحد حاشا من أطلعه الله على سرائر الخلق.
/// هل إذا وجد من اتفق الناس على خطأه في مسائل وأنه لم يصب في مسائل لا سيما العقيدة وما يتعلق بها ولم يتراجع ولايعرف عنه غير هذا هل ينصح الناس بكتبه ويربى عليها الصغار؟؟
الذي أراه وأدين الله به أن هذه المسألة من المسائل النسبية فإن كان طالب علم متمكن من عقيدته وقد درسها وهو بعد ذلك على جانب من التعبد والعلم المؤصل ثم استعان الله عز وجل وأراد أن يستفيد من هذه الكتب فلا مانع من ذلك إن شاء الله ونسأل الله أن يجنبه مزالق الردى
فإن لم يكن على الوصف المتقدم فإن نصحه بكتب أهل البدع خطأ، فمن كان من أهل القسم الأول فلا يقس الناس على نفسه.
/// هل من العدل أن يحذر ممن يدعوا إلى الله وهو على جهل بالشريعة وضرره أكثر من نفعه من دون يذكر حسناته؟
الإنصاف عزيز لكن دين الله لا بواكي الله فإن هناك من أراد أن يعدل معهم وأساء بقوله ينتفع بما عنده من الحق!! وليت شعري من ذلك الذي يميز الحق من الباطل من العوام سيما في زمن اندثر العلم فقد يعرف أمم لا يحصيها إلا الله عمرو خالد وطارق السويدان مثلا ولايعرفون الفوزان والغديان ....
ولأن هذه المسألة نسبية في نظري فليس من المستساغ أن تصبح جل مجالس طلبة العلم الذين يعرفون خطأ فلان وهم على دراية بما عند زيد وعمرو ذكر لهذه المثالب ومدى مخالفتها للسنة الغراء ... فانشغل بما هو أنفع وإذا أتى مجال الذب عن دين الله عز وجل فلا تكن ديوثا ولا تقبل إلا الحق اللذي كان عليه محمد (ص).
أسأل الله أن يوفقني وإخواين للخير حيث كان إن يعصمني وإياهم من الزلل
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 12:05]ـ
الحمدلله على هذا إن كان هذا المنهج قد وافق السنة لأني أحسب إخواني ممن يغارون عليها
والله هو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 12:33]ـ
جزاك الله خيراً
أزيد مسألة وهي:
دعوى الإنصاف الذي يرفع شعارها بعض الإخوة , هي دعوى حق ولا ريب ولكنها في نفس الوقت تكون دعوى ظالمة للطرف الأخر الذي أخذ على عاتقه بيان الباطل بالحجة وليس بالدعاوى المجردة من الدليل.
فكيف علموا هداهم الله بأن هذا الُمنتقِد لذلك المُنتقَد ما هو إلا ظالم جائر؟!
ونٌدين الله بأن دعوى الإنصاف حق ولكن أحياناً يراد بها باطل , بل تكاد تكون هذه الأيام حبيلة من حبائل إبليس اللعين لصد بعض طلبة العلم المخلصين المحبين للحق والباحثين عنه عن الحق الأبلج في كلام غيرهم.
فالواجب على أهل الإنصاف إنصاف دين الله قبل إنصاف البشر , وعدم الحكم بما تقرر عندهم سابقاً وتقديم القول قبل النظر.
قال سفيان بن عيينه رحمه الله: من طلب العلم فقد بايع الله.
هب يا أخي أن الُمنتقِد كما تظن له مآرب أخرى من إنتقادته وهو موجود عند البعض - نسأل الله العافية -, فهل هذا موجب لرد الحق وتجهيل صاحبه قبل توقيفه على غلطه بالحجة والبرهان لا بالتجهيل والبهتان؟
وأعلموا أن صاحب الدسيسة لابد وأن يفضحه الله آجلاً أو عاجلاً , فخذوا الحق وردوا الباطل بالبيان والحجة وسيظهر المحق من المبطل.
والمشكلة عندما يقوم البعض برد الحق بالتجهيل والتسفية وبالإنشاءت الكلامية و بالأحكام الجاهزة من إساءة ظن ورمي التهم جزافاً وهو يحسب أنه ينصر الملة ويقيل العثرة وهو في الحقيقة صاد عن الدين معين للشيطان الرجيم والله المستعان.
فالإنصاف من الإيمان ولا شيء محتاج للإنصاف اليوم أكثر من دين محمد صلى الله عليه وسلم العتيق فقد ظُلم ويكاد يصبح مسخاً يسمى بالإسلام اليوم ولكن الله ناصر دينه.
فعلينا بالعتيق وفقكم الله
ـ[أبو محمد المقدسي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 07:54]ـ
وفقك الله يا أبا الحسن
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 03:34]ـ
وفقك الله يا أبا الحسن
آمين
ليتها كانت في سجود وفي ظهر الغيب(/)
التخصص والوجه الآخر
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 07:36]ـ
التخصص والوجه الآخر
العلم بحر لا ساحل له؛حقيقة لا ينازعها أحد،فلا يوجد من عنده علم مطلق إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى.
وقد بدت بين الناس من طلبة العلم والباحثين صفة أو خصلة يقال لها: (التخصص) في علم من العلوم، أو فن من الفنون، وهذا أمر حسن فيما أعلم لمصلحة العالم والمتعلم وكذا الباحث .. مع ضعف الهمة وقلة بركة الوقت والعمر .... بخلاف حال السابقين لنا في عصور وقرون مضت .. ومن يقرأ بتأمل في حال وحياة العلماء من سلف هذه الأمة يجد الفرق الكبير، وانظر في كتبهم وما ألفوه من العلوم والمسائل،بل وترتيبهم للمسائل وطرق التخريج وما يسرع في معرفة أطراف الحديث، ومعرفة الرجال ودراستهم تجد الهمة العالية والنظرة الثاقبة فيما قاموا به.
لكن نحن ماذا ألفنا وعملنا في نشر العلم بين أهله، وإقامة الحجة على العباد في بيان المعتقد الصحيح .. ؟؟
ومع ذلك أصبحنا بحاجة عند التعلم والانتهاء فيه إلى: تضييق مسمى العلم والمعرفة إلى التخصص)؟؟
أنا لا أسب ولا أذم التخصص؟ ولكني أنعي إلى بعض طلبة العلم والباحثين ما وقعوا فيه من تبعة الالتزام بمسمى التخصص كواقع مستمر معهم في حياتهم يلتزمونه ويلزمون به الغير.
فعندما يكون متخصصاً في القرآن وعلومه لا يحاول تعلم السنة،وتخريج الحديث ودراسة الأسانيد، ومعرفة غريب الحديث والعلل ... وعندما يخطّأ في مسألة يغضب ويقول للغير: احترم التخصص؟؟ وهكذا دواليك عند أهل التخصصات الأخرى.
وعند دراسة حديث والحكم على إسناده يقول لا أحسن هذا فهو لأهل السنة ومعرفة الآثار، وعند دراسة عقيدة مفسر من المفسرين يقول مالنا ولعقيدة المصنف ليكن من يكون؟ المهم أن أخرج تفسيره على مخطوطه كما كتبه .. ؟
وعند دراسة تاريخية أو ترجمة لأحد من الرواة ليكن مثلاً أحد الصحابة رضي الله عنهم يعمد لكتب التاريخ فيسلق حياته بروايات لا تمت للحقيقة والواقع بصلة ... وإذا نقد ونصح قال: لا علم لي بالتاريخ؛ أنا عالم أوباحث في القرآن وعلومه .. ؟!!
أيها الأخوة لقد جنى التخصص وحصر العلم في مفردات ومعارف في فنون من العلم على كثير من الباحثين؛ وفقدت بذلك الأمة الإسلامية من يكون من أبنائها من يكون باحثاً أو طالب علم موسوعي؟ ..... إلا ما شاء الله ...
فطالب العلم، والباحث الحق لا تحصره التخصصات في سبيل التعلم والترقي في مدارج العلم والعلى .. ،وإن حصرته في شهادة أو درجة علمية في أعوام من عمره لم تحصره في بقية العمر ... ولا تزال عالماً ما تعلمت. وفقت في العاجلة والآجلة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 11:21]ـ
للشيخ المقرئ كتابات حول هذا الموضوع، نفيسة جداً، آمل أن يعيد كتابتها هنا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 01:56]ـ
المتخصص الذي لا يعرف شيئا عن باقي العلوم يتضرر في تخصصه نفسه، ويظهر عواره وبواره، وهذا معلوم مشاهد مجرّب.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 10:48]ـ
لا شك أن الثقافة الإسلامية شديدة الترابط وأن العالم لايكون كذلك حتى يكون ملما بعلوم القرآن وعلوم الحيث والفقه وأصوله واللغة العربية وقواعدها وكلما كان متمكنا من ذلك كلما كان فهمه للأشياء سديدا و نظره في الأمور صائبا
لكن إلى جانب ذلك يحسن بل يجب أن يتخصص في مجال أومجالين ليعطي فيهما كما يجب وليكون مرجعا فيهما وقد كان أصحاب رسول الله كذلك كما في حديث الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ... وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم أبي " الحديث ...
وفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله أنه قال:"أقرؤنا أبي وأقضانا علي "وهذا واضح في تكوين علمائنا الأعلام عبر التاريخ فهناك من برز في التفسير وهناك من تفوق في الحديث وهناك من ظهرت براعته في الفقه وأصوله وهكذا ... فلا تعارض فيما يبدو بين الموسوعية والتخصص بهذا المعنى لكن أن يكون التخصص بدون ثقافة إسلامية شاملة فشيء لا يفيد كقول بعضهم -مثلا -: عليك بالفقه -بالرفع - ولو رفعت مجرورا ... لأن فهم القرآن والسنة متوقف أساسا على معرفة لغة العرب وقل مثل ذلك عن شتى مجالات الثقافة الإسلامية
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:00]ـ
أشكر الأخوة جميعا ً على مرورهم وتعليقهم
نفع الله بهم ووفقهم للعلم النافع والعمل الصالح آمين(/)
منتدى للروافض وأحتاج من يرد عليهم.
ـ[جواد الفجر]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 09:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا منتدى للروافض يدعى (منتدى الأحساء الثقافي) وليس فيه من الثقافة شيء غير نشر الضلالات والبدع والخرافات والتكلم على علمائنا وسلفنا الصالح بقول كله بهتان وكذب
فهذا رابط المنتدى:
http://www.alhsa.com/forum/index.php
وهذا أسم مستخدم وكلمة مرور لمن أراد إستخدامها
اسم المستخدم: جواد الفجر
كلمة المرور: 1
وجزاكم الله خيراً.(/)
ملحد الرياض ... في ضيافة العريفي!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 01:28]ـ
ملحد الرياض ... في ضيافة العريفي!
----------------
ملحد الرياض ... في ضيافة العريفي!
هل تجوز استضافة من يكفر بالله وكتبه ورسله، بل ينكر وجود الرب سبحانه وتعالى؟ هل أخطأ الدكتور الداعية محمد العريفي عندما استقبل الملحد ثامر في منزله وهش في وجهه وبش وسقاه ماءً زلالاً وشاياً منعنعاً!! ..
مقالي السابق كان بعنوان «سهرة مع ملحد سعودي». اتصل بي الملحد السابق بعد نشر المقال وذكر لي ردود الأفعال الهائلة التي تلقاها وبعث لي هذه الرسالة التي يرجوني نشرها إتماماً للفائدة. يقول في رسالته:
------------------------------------------
«اتصلت بالدكتور محمد العوضي في اليوم الذي يروي قصة لقائه بي ومقتطفات من حياتي فلم يذكر د. محمد في المقال الا نقطة من بحر ما قلته له في الليلتين وطلبت منه ان اكتب تعقيباً على المقال كوني (الملحد) سابقاً، والملحد الكافر حالياً في نظر البعض. نعم يا دكتور محمد - هذه هي الحقيقة وهذه هي الاغلال - كنت أنتظر بشائر خير وردوداً طيبة بعد المقال وإذ اتصلت بي احدى الأخوات تحكي لي ما دار بينها وبين أخيها بعد أن قرأ المقال فقد قال لها - وهو منفعل - حسبي الله عليه، عدو الله الملحد عاش سنين كافر فالله لا يساعده ويجعله في جهنم، هذا وأشكاله وبال على المجتمع نسأل الله أن يهلكه وأن يجعله عظة وعبرة وسأدعي عليه حتى في صلاتي - فقالت حرام عليك تدعي عليه - فقال الله لا يهديه ولا يرده للصواب ... انتهت المكالمة - وهذا والله ما حدث.
وفي يوم الخميس بعد لقائي بالدكتور محمد ذهبت أنا وصديقي نواف الوادي في زيارة لأحد الأصدقاء وكان عنده ضيف وأثناء الحوار تم طرح قضية (شرب الدخان) فقال الضيف شرب الدخان محرم. فقلت أتفق معك ولكن هناك رأياً فقهياً لعلماء الأزهر يقول بكراهيته فقال من يحلل حراماً فقد كفر!! وهؤلاء مخنثون! فقلت بصوت عال وصرخت في وجهه علماء الأزهر مخنثون!! رحماك يا ربي فتوقف النقاش نظراً لحدته.
وقمت بارسال رسالة للدكتور محمد العوضي نصها «لقد خرجت من بيت «تفكير» إسلامي عقلاني واع إلى مجلس «تكفير» اقصائي متشدد!! ان هذا الطرح وهذه العقليات هي ما جعلتني أشك في الدين وهي من اوصلني إلى طريق الالحاد هي من تسبب في خروجي عن الدين (7) سنوات وكرهوني في الإسلام هؤلاء هم من أوصلوني إلى كتب الالحاد هم من جعلوني ألجأ إلى الملحدين. عندما كتبت افكاري في الإنترنت والمنتديات أنكر الكثير كوني «سعودياً ملحداً» لماذا!! ..
فوجدنا عتاة ومنظري الملاحدة يفتحون لنا قلوبهم وأوقاتهم ويحضنوننا بل ومستعدون لتقديم الخدمات الشخصية لنا. بعد ثلاث سنوات عشت فيها ملحداً وقبلها أربع سنوات شاكاً تائهاً قابلت الشيخ الحبيب محمد العريفي ذا الأخلاق العالية وقال أول ملحد أقابله في حياتي. لأن الملاحدة يخشون المشايخ. لم أخرج من منزله ناطقاً بالشهادتين ولكن يكفي أنه سمعني ولم يطلب مني الاستتابة وكتم أمري.
وبعد رحلة طويلة بالنسبة لعمري الصغير 21 «خريفاً» في ذلك الوقت توقفت فصول الربيع في حياتي حتى تعرفت على عالم الابحاث البروفيسور فهد الخضيري الذي انتشلني من براثن الالحاد ومن العيش في المجهول ... فلولا الدكتور فهد الخضيري لكان ثامر - عبدالله قصيمي آخر - وفي كتابي سوف أشرح ما أقول. نحن الشباب نريد فقط من العلماء والدعاة والمفكرين ان يسمعوا أصواتنا. على العلماء ان يهتموا بالشباب والفتيات ويعلموا ان هناك «أولويات» ...
يا علماءنا، اني أحبكم فلا تكرهوني، اني مددت يدي لكم. فلا تحبطوني. يا علماءنا. الشباب فئة غالية في كل مجتمع. فلا تسترخصونا، ياعلماءنا. لكل مرحلة زمنية خطابها الثقافي ومشكلاتها الفكرية فاقتربوا من واقعكم وتعرفوا على ما يعصف بأفكارنا.
وهذه كلمة موجزة للدكتور محمد العوضي. فمن دون أي مجاملة لم أر في حياتي رجلاً بهذا الفكر والعلم والوعي وروحك العالية. ومتأكد أني لن أرى مثلك يا دكتور. لأن محمد العوضي «واحد». فشكراً على وقتك الذي منحتني إياه وعلى ثقتك وعلى سعة بالك على اسئلتي التي قد تكون استفزازية وجريئة. لقد منحتني بسمة بعد كل سؤال وإشكال. جعلتني استرسل في الكلام بلا خوف أو تردد. انكم محظوظون أيها الكويتيين ... أن بينكم محمد العوضي. وأني محظوظ أني معاصر له.
ثامر عبدالله
thza31@hotmail.com هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته
--------------------------------------------------------------------------------
تعليق محمد العوضي:.
أولاً اتصلت به ورجوته بحذف الفقرة الأخيرة لأنها حرجة وغير واقعية وعاطفية، فقال لا أنا ارجوك لأن هدفي هو الدعاة الذين يقسون على العصاة ويغلقون الأبواب في وجوههم ويصدونهم عن سبيل الله. قلت انت حر ولكن الحمدلله لست ممن يستثمر المدح للنزول في الانتخابات.
وثانياً: لو وجد هذا الشاب من يفتح له أبواب الأمل ويتفهم شكوكه لما وصل إلى ما وصل اليه من احتقان لهذا جاء ثناؤه المبالغ جداً على كاتب هذه السطور كردة فعل ضد الآخرين، وما معاملة الدكتور العريفي الطيبة الا بداية ليتواصل من أخذ بيده إلى بر اليقين بعد جحيم الشك ... ثامر ملحد الرياض السابق طلب مني أن أضع بريده الإلكتروني وبريدي أنا كي ارى ردود الفعل واستفيد من التعليقات.
http://www.rekaaz.com/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 03:11]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
من خلال معرفتي بالأخ ثامر، وحواري معه عدة مرات، أرى أنه بالغ كثيرًا في إلقاء اللوم على الآخرين، وأنهم سبب إلحاده! فهل من العقل أن يلحد المسلم لأجل أن فلانًا من الدعاة أو طلبة العلم أو العلماء لم يترفق به؟!
نعم هم أخطؤا، لكن خطأهم ليس مسوغًا للإلحاد، بل كان الأولى أن يمتثل ثامر بالأخلاق التي فرطوا فيها، ويحمد الله على فضله.
وفقه الله لما يحب ويرضى ..
ـ[أبومنصور]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 07:52]ـ
وهل رجع عن الحاده؟؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 08:42]ـ
نعم.
ولله الحمد.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:00]ـ
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا على ما تقومون به من جهود في محاربة أعداء الدين ...
أرى أن الخلل هو أننا لم نقم بتثقيم ابنائنا منذ الصغر فينشأ الطفل خاوي العقل من اساسيات الدين فلا يعرف حلالا ولا حراما وعندما يكبر يصطدم بسيل من الديانات والمذاهب المنحرفة فيبدأ يتسأل , ما الذي يضمني أن الإسلام هو الحق؟ وما يشبه هذه الأسئلة , فيجب علينا نشر العقيدة والثقافة الإسلاميتين قبل فوات الأوان.
وشكرا لكم.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 09:56]ـ
صدقت أخي زين العابدين
وقد تعرضت أنا لمثل هذا الأمر منذ خمس سنوات، وانتكست وارتددت، ثم من الله علي بفضله بدخولي منتدى الجامع ( http://www.aljame3.net/ib/index.php?act=idx).. ومنذ ذلك أدركت خطورة ألا يتعلم المرء دينه .. فقد كانت شبهات تافهة جدا وراء ما حدث .. وحسبي الله ونعم الوكيل .. والحمد لله.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 01:49]ـ
الله المستعان , الحمد لله الذي هداك للإسلام من جديد.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 11:43]ـ
الحمد لله أن هدانا للإسلام، و ما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، و الصلاة و السلام على خير البشرية محمد بن عبد الله و على آله وصحبه و من والاه ..
الحمد لله أن هدى الأخ ثامر .. اللهم ثبّته على دينك و زده إيماناً، و أنر بصيرته للحق و الرشاد ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ...
بلا شك أيها الأفاضل ... كل مولود يولد على الفطرة ..
فإذا بلغ الإنسان أشده، و نضج عقله، وجب أن يتعرف على ربه، و إن وُلد و نشأ مسلماً _ و هذه نعمة في حد ذاتها _ و هذا ما دعانا إليه المولى سبحانه و تعالى ... نحن لا نعبد مجهولاً، بل كيف يكون ذلك؟! تعالى الله علواً عظيماً ..
لقد عرّفنا الله بنفسه: في أسمائه و صفاته ..
حثنا على التأمل في آياته الكونية و الشرعية ..
ما ترك لنا شاردة و لا واردة إلا بينها في كتابه الكريم و سنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ... " منهج حياة متكامل".
فأي دين يضاهي ديننا، و أي شريعة تماثل شريعتنا؟!
أما إبليس و جنوده .. فأبى إلا العداء و الإغواء لبني آدم، تارة بالشبهات و تارة بالشهوات، فهو الجهاد بيننا و بينه _ أعاذنا الله من شره _ و الله غالبٌ على أمره، و ليس لإبليس و أعوانه سلطان على عباد الله المخلصين ..
و خير سلاح بعد العبادة و الذكر و صدق اللجوء إلى الله ... سلاح العلم ..
و على العلماء و الشيوخ و الدعاة أن يبنوا الداخل قبل الخارج، أن يعملوا على احتواء النشأ فكرياً و تربوياً، عقائدياً و سلوكياً .. لينشأ _ بإذن الله _ جيل قوي إيمانياً يستطيع أن يصمد أمام التيارات الهادمة ..
و المسؤولية تقع أيضا على الوالدين و المربين " كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته "، ففي ظل العولمة و سهولة التوصل للمعلومات، كان لزاماً أن نغرس غراس الخير و نرويها لتنمو على أساس قوي فلا تؤثر بها أعتى ريح .. بإذن الله و مشيئته.
اللهم احفظ شباب و فتيات المسلمين من كيد الكائدين ..
أنت ولي ذلك، و القادر عليه سبحانك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:18]ـ
هذه المشكلة من أعظم أسبابها غياب العلماء الربانيين الذين يقومون باحتضان هذا الشباب والإجابة على ما يدور بداخلهم من أسئلة وشبهات، وقد تعجب إذا عرفت أن رؤوس العلمانيين في مصر كانت بداياتهم مع الإخوان المسلمين أو على الأقل بدايات ملتزمة من هؤلاء الدكتور حسن حنفي رئيس قسم الفلسفة بجامعة القاهرة وصاحب المؤلفات الكثيرة: (من العقيدة إلى الثورة، وهموم الفكر والوطن .. وغيرها)، والدكتور نصر حامد أبو زيد صاحب القضية المشهورة الذي حكمت المحكمة بكفره والتفريق بينه وبين زوجته، ثم نفي إلى هولاندا وما زال يدرس بجامعاتها، وكلاهما حفظ القرآن وهو في سنن مبكرة، ومما نقله لي بعض الطلبة أن حسن حنفي كان يذهب إليه بعض طلبة الجماعات الإسلامية في مصر لمناقشته فيسأل الطالب منهم هل تحفظ القرآن فمن أجابه بالنفي اعتذر عن مناقشته، وأمثال هؤلاء لو وجدو العالم الرباني الذي يحسن تشخيص المرض وتوصيف الدواء أتصور أنهم ما كانوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه، لكن - سبحان الله -: ((كل ميسر لما خلق له)).
وعلاج هذه المشكلة إيها المسلمون لا يكون إلا بنشر العلم الصحيح من الكتاب والسنة وإبراز نور العقل الصريح الذي لا يصادم الفطر السليمة ولا النقول الصحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:47]ـ
أحسنتم مشايخي الكرام , وللاسف اصبح تركيزنا الأكثر على التحبير وتركنا التنظير والإهتمام بشؤون العامة , نسأل الله المغفرة.
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 06:17]ـ
الحمدلله الذي انقذه من الغي الى الهدى واسال الله ان يشرحه صدره ويهديه للحسنى
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 12:37]ـ
آمين
ـ[لامية العرب]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 08:53]ـ
نسأل الله الكريم أن يهدي ضال المسلمين وأن يثبتنا على الحق ووالدينا والمسلمين حتى نلقاه سبحانه وهو راض عنا
ياذا الجلال والاكرام
ـ[ابو يوسف]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 12:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يارب اهدي العالم اجمع للاسلام
ياخواني جزاكم الله خيرا عنا وعن المسلمين
انا اؤيد الرفق بالشباب، وخاصة من ازلق في مزالق المذاهب والديانات البعيدة عن الاسلام،لانه اذا كان هناك بوق يدعو الي الاسلام فأمامه الف بوق يدعو الي غيره ووسائلهم متعدده ومنافذهم مفتوحة ولا تنسوا حديث القصعة.
ـ[الجندى]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 01:42]ـ
الله أكبر ولله الحمد
هدية رمضان للإخوة الكرام، اثنان من الملاحدة عادا إلى الإسلام فى يوم واحد.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10367
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10365
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 02:18]ـ
الحمد لله على هداية الجميع
ـ[أبو سليمان المحمد]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 11:14]ـ
ليت الدعاة يولون هذه النقطة جل اهتمامهم:
ربط الخلق بالله لا بالخلق-ولو كانوا صالحين- لأنه لا يدوم على حال لهم شان والتعلق بهم نوع من عبادة المرء ربه على حرف ((فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنتة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة))
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Feb-2008, صباحاً 03:25]ـ
صدقت أخي زين العابدين
وقد تعرضت أنا لمثل هذا الأمر منذ خمس سنوات، وانتكست وارتددت، ثم من الله علي بفضله بدخولي منتدى الجامع ( http://www.aljame3.net/ib/index.php?act=idx).. ومنذ ذلك أدركت خطورة ألا يتعلم المرء دينه .. فقد كانت شبهات تافهة جدا وراء ما حدث .. وحسبي الله ونعم الوكيل .. والحمد لله.
أنت؟؟؟؟!! سبحان الله
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 09:58]ـ
قال فضيلة الشيخ صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى - حفظه الله -: "إننا نحتاج إلى فتح أبواب الحوار الصريح الشفاف يقوده علماؤنا في حوار حضاري بناء، إن العدل في الحوار يتطلب شفافية ومصارحة ومصداقية من جميع الأطراف حتى تصل الأمة جميعها بأبنائها إلى ساحة الأمن الفكري الوسط في التدين والمنهج والخطاب، وأن المسؤولية في ذلك كبيرة إنها توعية الناشئة وتبصيرهم بما يحميهم من التخبط في أوحال الدعوات المضللة والعصابات المنحرفة.
ينبغي ألا تضيق صدور العلماء الأجلاء بأسئلة السائلين مهما تكن في نوعيتها ومظهرها وأسلوبها ودلالتها حتى يزول اللبس عن الأذهان ويرتفع الحرج من النفوس ويكون التقارب والقبول والاستيعاب تسلح من أهل العلم بسلاح الصبر في الإفهام من أجل تنقية العقول من اللوث، وغسل الأفكار من الدرن.
لابد من توسيع دائرة الاتصال والثقة المتبادلة بين الناشئة والعلماء والمربيين والموجهين والبعد عن التجهم لأسئلتهم، أو تجاهل استفساراتهم، مهما بدا من غرابتها أو سذاجتها أو سطحيتها أو خشونتها أو خروجها عن المألوف فالأمور لا تعالج بالازدراء والتنقص والتهوين من الأحداث أو الأشخاص، كما لا تعالج بالتسفيه والهجوم المباشر من غير إظهار جلي للحجة والخوض في أعماق المشكلة، والشباب إذا ابتعد عن العلم الصحيح والعلماء الراسخين ولم يتبين له رؤية واعية تتزاحم في فكره خطرات نفسية وسوانح فكرية يختلط عنده فيها الصواب بالخطأ والحق بالباطل.
لابد أن تتسع الصدور للحوار الهادئ وقبول النقد الهادف واستيعاب الآراء واحترامها.
(يُتْبَعُ)
(/)
يجب الاهتمام بالناشئة والشباب وتلمس احتياجاتهم وهمومهم واهتماماتهم، فليس همهم مقصوراً على رياضة أو ترويح برئ ولكنه الاهتمام بصلاح المعتقد وسلامة الفكر وإشباع الرغبات في الإبداع والثقافة الصحيحة، وصنوف المناشط للأعمال التي يتطلع إليها ويتوق إليها في ضوابطه الشرعية." http://www.shura.gov.sa/ArabicSite/majalat/majalah47/MAGALAT.HTM
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 07:23]ـ
نحمد الله على عودة ثامر للجادة .. ولكن أظن في كلامه كثير من التجني بحق العلماء والدعاة، فقد جاء في المقالات التي نشرت في بعض المواقع:
الشاب يحمل مسؤولية إلحاده مدرسي التربية الإسلامية والوعاظ وشيوخ الدين! لماذا يا ثامر؟ قال: بدأت قصتي مع مدرس الدين الذي كان يكبتني ويزجرني ويتهمني في ديني كلما وجهت له استفساراً جريئاً في حصة الدين، فكرهت المادة والمدرس معاً، وتولدت لديّ تساؤلات محيرة خفت في مجتمعنا المحافظ من طرحها خشية تكفيري ولم أكن كافراً ولكن مستفهماً عن إشكالية عقدية. ثم يقول الشاب: ودخلت مسجداً في القصيم لأصلي، وكنت ألبس على رأسي «كاب» فزجرني أحد المصلين بطريقة فيها انتقاص وقسوة وأخجلني وأحرجني وجعلني أخرج من المسجد، وهكذا توالت المواقف من رجال الدين وأهل الدعوة فنفروني منهم، اضافة الى خوفي من مفاتحتهم،
عاد الرجل الى الإيمان لكنه ثائر ... على ماذا؟ على واقع المشايخ في بيئته. يقول: كثير من علمائنا ودعاتنا في واد والشباب الجديد والجيل القادم في واد آخر ... انتقدهم حسب تصوره، انهم لا يعرفون الواقع ولا الأولويات ولا كيف يدعون ... وشخصياتهم مبنية على مجرد الإنكار والتنفير،
نحن الشباب نريد فقط من العلماء والدعاة والمفكرين ان يسمعوا أصواتنا. على العلماء ان يهتموا بالشباب والفتيات ويعلموا ان هناك «أولويات»
أولا: ظهور ثاني ملحد في السعودية وعلى مر عشرات السنين وإعلانه إلحاده دليل نجاح أكثر من أن يكون دليل فشل.
ثانيا: قد يواجه المرء في طريقه من اتصف بالغلظة وحدة الطبع، لكن هل يكون هذا سببا في إلحاده، ومبررا له؟
ثالثا: تعميم هذه الصفة على العلماء والدعاة في السعودية ظلم وتجني واضح وقد درسنا ونحن نساء على ايد بعض العلماء وطلبة العلم ولم نجد فيهم الوصف المذكور!!
رابعا: للالحاد أسباب وعوامل كثيرة منها مايبث في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء من شبهات وتشكيك وايرادات على عقول النشء وهذا دور يضطلع به القائمون على الإعلام، والمفترض أن يكون لإعلامنا خاصة دور في تثقيف النشئ وتبصيرهم، والرد على ما يرد في الإعلام الخارجي من تشكيك في اصول العقيدة، فاين هذا الدور؟ ولم اقتصر دور الإعلام على عرض الأفلام والمسلسلات الهابطة والأغاني الماجنة، والتعريف بالرياضة؟؟، حتى قُدم أهل الفن والرياضة كرموز وقدوات، فاين الاهتمام بالنشئ وعقائدهم وأين إتاحة الفرصة للعلماء والدعاة للتواصل مع الشباب ومناقشة ما قد يدور في اذهانهم من تساؤلات وشكوك؟؟
وهل المطلوب من العالم أن يبحث عن كل من أصابته لوثة فكرية في بيته ومجالسه التي يرتادها؟؟
هذه إضافة أرجو أن تتسع لها صدوركم، لأني وبصراحة رايتُ تجانيا واضحا على علمائنا، وحيث نشرت هذه المقالات للعوضي في مواقع عدة فقام بعض الجهال بالتعدي على العلماء في السعودية والتقليل من شأنهم ... وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى ..(/)
الملحق الثاني لرسالتي " سرقات حسن المالكي "
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 05:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق أن نشرتُ رسالة بعنوان " سرقات حسن المالكي " موجودة على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/5.zip
ثم أتبعتها برسالة أخرى سميتها " ملحق رسالة سرقات حسن المالكي " موجودة على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/17.zip
قلتُ في ختامها:
(فائدة أخيرة: جاء في ذكر مؤلفات ابن عقيل أن له كتاباً في الرد على "منهاج السنة" لشيخ الإسلام –رحمه الله-. والمالكي يعدنا كثيراً بإخراج رسالة عن كتاب "منهاج السنة". فلعلك بهذا تعلم مصدره!).
====================
هذا ماقلته قبل أن أطلع على رسالة لأحد الزيود ألفها في الرد على منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -، دلني عليها أحد الباحثين الفضلاء، في غير مظانها، فلعلها مصدر سرقة المالكي القادمة؛ نظرًا لاتفاقهما في المذهب الزيدي.
الرسالة عنوانها: " رسالة تشتمل على ماذكره ابن تيمية في منهاجه فيما يتعلق بالإمامة والتفضيل "، للعالم الزيدي الحسن بن إسحاق (ت 1160هـ)، نشرها الدكتور عبدالفتاح أحمد فؤاد ضمن مجموعة المقالات المُهداة إلى علي سامي النشار المسماة بـ (المشكاة)، (ص 207 - 252). وقد أحسن الدكتور عبدالفتاح في تعقبه لتحاملات المؤلف الزيدي على شيخ الإسلام – رحمه الله -.
فمن تحاملات الزيدي، قوله: " هذا مما ينبئ عن شدة بغضه لأمير المؤمنين وآله، مع أنه يتستر بدعوى محبته لعلي -عليه السلام- وأنه من فضلاء الصحابة، ولكن تصرفه، وصريح كلامه يشهد عليه بكذب الدعوى، وينادي عليه بأنه من أشد المتبعين للأهواء، وإنما يقصد بدعواه ترويج الكلام وتنقيته على من لم يعرف ما له في ذلك من مرام "!!
قال الدكتور عبدالفتاح: " اتسم ابن تيمية بالحدة والشجاعة في تقرير مذهبه ومواجهة الخصوم، فلم يكن يُظهر خلاف ما يبطن، بل هاجم مذهب التقية، لأنه لم يستهدف ترويج كلامه كما زعم الحسن بن اسحق ".
وقال – وفقه الله – متحدثًا عن منهج شيخ الإسلام في كتابه " منهاج أهل السنة ": " غرض ابن تيمية واضح؛ وهو إثبات أن أدلة الرافضة على ظلم أبي بكر وعمر وكفرهما هي من جنس أدلة النواصب ممن ذموا علياً كالخوارج، وكلاهما على غير حق، فلا يصح أن نذم أحداً من هؤلاء الصحابة، كما أن الرافضي لا يمكنه أن يثبت إيمان علي ".
وقال – أيضًا – ردًا على اتهامات الزيدي: " هذا تجنٍ على ابن تيمية؛ فهو لم يُنقص من الصفات الفاضلة لعلي ابن أبي طالب، ولكنه لم يفرده بهذه الصفات، وإنما جعل الصحابة شركاء فيها ".
=================
قلتُ: ومناسب هنا أن أورد ما قاله الشيخ الشاه ولي الله الدهلوي، دفاعًا عن شيخ الإسلام، أمام من لا يُحسنون الفهم - إما غباء أو تغابيًا -.
قال – رحمه الله -: " وقد ذُكر عنه – أي شيخ الإسلام - أنه أساء الأدب مع سيدنا علي رضي الله تعالى عنه، وحاشاه من ذلك. وقد طالعتُ كلامه فوجدت بعضه مسوقاً في مناقضة الشيعة في طعنهم على الخلفاء الثلاثة بأمور تخيلوها نقصا، كما هو مذكور في آخر التجريد. فقام هذا الشيخ يعدد عليهم أموراً اعترفوا بها في سيدنا علي هي مثلها. كأنه يقول: ليست هذه الأمور نقصاً كما تخيلتم. فإن مثلها مأثور عن سيدنا علي، وهو رضي الله عنه مرضي عندنا وعندكم، وما هو جوابكم في سيدنا علي هو جوابنا في الخلفاء الثلاثة، وهذا من كمال علمه وقوة مناظرته، ومن الاعتراف بفضل سيدنا علي ". (انظر: الإمام المجدد الدهلوي، للأستاذ محمد بشير السيالكوتي، ص 53 - 58).
=================
وفي الكتاب الآتي " شيخ الإسلام ابن تيميةلم يكن ناصبيًا " بيان لمنهج شيخ الإسلام – رحمه الله – في كتابه " منهاج السنة "، وهو ما فهمه العقلاء والمنصفون – كما سبق -. والله الهادي والموفق.
http://www.kabah.info/uploaders/ebntaymeh.rar
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 09:11]ـ
رفع الله قدركم شيخ سليمان، وجعل ذبكم عن الحق في ميزان حسناتكم، ورفعكم بدفاعكم عن حياض الإسلام الدرجات العلا.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 11:34]ـ
جزاك الله خيرا شيخ سليمان الخراشي تابعت مداخلات الأستاذ حسن المالكي التي شارك بها في قناة المستقلة وقد صاده الشيخ الفاضل عدنان عرعور أكثر من مرة، لحظت أن الرجل موتور ويحاول أن يثير شبهات بمواقف وتصرفات أشخاص ليضرب بها المنهج السلفي، ومتحامل على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرا، وقدوفقتم شيخنا في كتابكم الذي رددتم فيه فرية النصب التي رمى بها شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:06]ـ
بارك الله فيك.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:24]ـ
الشّيخ الفاضل / سُليمان بن صالِح الخَراشي:
شكر اللَّهُ لكم،ونفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 10:55]ـ
أحسنتم
سدد الله رميكم
وبارك في جهودكم
وكفى الله المسلمين شر المضلين
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 03:45]ـ
بارك الله فيك شيخ سُليمان ونفع بعلمك.
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 04:28]ـ
نفع الله بك شيخ سليمان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 02:27]ـ
/// تم إغلاق الموضوع لكثرة الخروج فيه ..(/)
" المرقعون ووأد الدين "
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:18]ـ
" المرقعون ووأد الدين "
http://bawady.maktoobblog.com/
بقلم: أحمد بوادي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ............ فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
كثيرا ما نسمع في الخطب أو المحاضرات أو نقرأ بين السطور وفي الصفحات عبارات تتحدث عن الترقيع والمرقعين، من دون أن نعرف حقيقة هذا الترقيع وخطورة المرقعين ونتائج كل ذلك على العقيدة الإسلامية وخطورتها على الفرد والمجتمع.
والحديث عن الترقيع والمرقعين إنما يقع لفئة من الناس انحرفت عن النهج السليم والصراط المستقيم، فعملت على تشتيت أفكار الناس، وتزييف الحقائق، لجهل البعض بالواقع، وعدم معرفتهم لأصول الدين
والترقيع تغطية الخلل وتجميله وإخفاء عيوبه، وعندما يكون في الدين يصبح من أفسد الأشياء وأضرها على الإسلام والمسلمين لأنها تزييف لحقائق الدين، وإضلال للعباد لإظهاره في غير صورته النقية التي يبحث عنها من أراد النجاة والهداية ففيه النقص والزلل، ونصر لشهوة خفية مدارها على الجهل أو الخوف من قول الحق.
والمرقع غالبا ما تعتريه العقبات أمام من يرقع له، فهو كثير النكوص، لأن غالب هؤلاء المتحكم في ترقيعاتهم، الأهواء والشهوات، واتخاذهم من العموميات واختلاف الفقهاء ركائز لأفكارهم ومعتقداتهم بخلاف صاحب المنهج السليم الذي يستمر في الثبات على الأصول التي لا تتغير.
إن من نتائج عقيدة المرقعين التلوث في الإنكار والتغير في الأفكار، ومن المؤسف أن تكون هواية ممارسة الترقيع لهؤلاء فتح شهية عند جمع غفير ممن يمارس هذه الهواية للدفاع عمن شابههم في الانحراف، وخلل في الأفكار، فيخفوا العيوب، حتى لا يكشف عن حقيقة الخلل الذي اعترى شيخه أو حزبه، استماتة للدفاع عنه.
بخلاف الثابت على المنهج السليم، فاستقامته، ووضوح منهجه، وسلامة معتقده، تبقى محط أنظار للمخلصين من أمة التوحيد، لأنهم علموا حقيقة الثبات في صدق عدله وإنصافه، فلا يخالجهم الشك في شخصه، ولا تنتابهم الريبة في أقواله.
لأن حقيقة تلك الاستقامة على المنهج أكسبته الثبات في القول والعمل فثباته في الشدائد وعدم تقلبه مع التغيرات، جعلت له ركائز أصيلة ليست محل شك أو ارتياب استند فيه إلى ركن وثيق
فينبغي على الداعية أن يكون واضحا في منهجه مبينا لفحوى خطابه لا يجعل للترقيع سبيلا لكلامه يتنازع عليه المرقعون، فيكثر من الخلاف وانشقاق الصف، فلا يقبل لنفسه أن يتناوله الآخرون فيتنازعوا على أي وجه يحملوه، فيصبح كقطعة النقود بوجهين ليقضي عمره متقلبا في جيوبهم.
يقول سيد قطب رحمه الله: " إذا كان هناك من يحتاج للدفاع والتبرير والاعتذار فليس هو الذي يقدم الإسلام للناس. وإنما هو ذاك الذي يحيا في هذه الجاهلية المهلهلة المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب، ويريد أن يتلمس المبررات للجاهلية ". انتهى
وهذا المتلون غالبا ما يرهق أو يجهد تلاميذه أو مريدوه، فينهكهم في كثرة الدفاع عن أقواله وعن فتاويه، لشدة تقلبه، وكثرة تناقضاته، فالتحور والتحول أمر اعتاده وسهل عليه،ومهما حاول المرقعون له سيبقى الخرق أكبر اتساعا عليهم، ولا ينفع ذاك إلا شك الناس وريبتهم وإضلالهم وفساد عقيدتهم.
ولو نظرنا إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحابته لعرفنا أهمية الثبات حتى قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الأمر ما فعلت "
بل إن اتخاذ أسلوب الترقيع لمن رقع له يدل على ضعف الراقع والمرقع له لأن هذا على خلاف المنهج السليم فقد تركنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ومنه يتبين لنا أن المرقعين هم الزائغين عن الحق، لأنهم لو سلكوا الطريق الصحيح لما احتاجوا إلى الترقيع.
وقد يخلط البعض بين الإعذار وبين الترقيع فيجعل من كل ترقيع اعذار!!!
بل والبعض يعتقد بيان الحق في الخطأ ظلم على الآخرين؟؟!!!
فإذا قلت أن فلانا قد أخطأ في هذه المسألة والواجب عليه كذا وكذا
أخذ المريدون بالترقيع ليظهروا أن هذا ليس خطأ وأن هذا قصده كذا وكذا
وهذا ترقيع في ظنهم أنهم قد حفظوا منزلة ذلك الرجل وذبوا عن عرضه
والواقع المرير غير ذلك لأنهم نصروا باطله وخذلوا دينهم وعقيدتهم.
لأنه لا يلزم من الإعذار السكوت على الباطل فقد يعذر المرء في كلام قاله، أو فعل ارتكبه، لكن إن عرف هذا عنه وانتشر بين الناس وانخدعوا به فلا بد من بيانه حتى لا ينغر أحد به مع إمكانية الاعتذار لذلك الشخص لكن بدون الترقيع لقوله أو فعله على أنه صحيح
ومن أقبح الترقيع وجوده في الثوابت وأصول الدين، وحتى إن قلنا في الاعتذار لمن وقع في ذلك بإنزال الموانع عليه مع توفر الشروط بعد بيان ما أخطأ فيه فإن أصر على ذلك وتكرر منه بعد بيانه فقد خرج هذا الرجل عن منهج أهل السنة والجماعة ليجذف في قارب أهل البدعة والضلالة، وينظر حينئذ فيما اخطأ به من أصول الدين وثوابته ليتأكد حقيقة خطورة ذلك المرء والتحذير من منهجه ومنهج من يرقع له، ولا يتوقف الأمر هنا فحسب بل ينظر إلى فروع هذا الرجل وجزيئاته فإن كان ممن يكثر في الوقوع بالضلال والبدع وينبه ويحذر ويستمر على ما هو عليه فالترقيع له بالإعتذار جناية على العقيدة وأهلها لأن كثرة هذه الأخطاء تعود على الثوابت بالضياع والهدم.
وأخيرا ...........
لا بد لنا أن نعلم أن المرقع مخادع لله ولرسوله
وغاش للإسلام والمسلمين
ومحتال على عقيدة الموحدين
ومريض يظن بالترقيع علاج لضعفه وعجزه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 12:27]ـ
الشيخ أحمد بوادي بارك الله فيك، طرح جميل وأسلوب أجمل، عدت والعود أحمد افتقدناك في هذه الأيام، كما أننا افتقدنا شبكة الصراط،
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 12:14]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، إن الترقيع الذي ذكرت يكون قبيحاً عندما يتعلق بالثوابت والأصول، ولكن هناك أمور قد توجب المداراة والملاينة كما هو حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهو ما قد يفهمه بعض من يقرأ موضوعكم بأنه ترقيع، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد استأذنه أحد الصحابة فقال: أئذنوا له، بئس أخو العشيرة، ثم عندما دخل تطلق له، وأخذ يمازحه، ولو نقل مثل هذا القول والسلوك عن أحد الدعاة أو العلماء وأخذ البعض يعتذر له ويوضح مقصوده لربما قيل إن هذا من الترقيع، ولهذا فأرى أن يحدد المراد بالموضوع تماماً وأن لا يترك هكذا على عموميته لأن كل فعل أو قول يتلبس به أحد الدعاة أو العلماء ويكون لأمر ما، ولا يؤثر على الدين من حيث الأصل والثوابت، وفيه مداراة لفئة أو فرد، أو هيئة وغير ذلك نسلكه كله في خانة الترقيع ووأد الدين، لأن وأد الدين لا يكون بفرعيات قد تكون نتائجها الآجلة أكثر بكثير مما يراه المتعجلون.
ولهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دارى ولاين في مثل هذه الحادثات، لكنه لم يتزحزح أنملة في قضايا العقيدة، والأصول، وهذا ما ينبغي أن نكون عليه حتى لا نقع في الإفراط والحكم على مثل هذه المسائل بالترقيع، أو التفريط، وعدم اعتبار التنازل أو التهاون في الثوابت من الترقيع.(/)
تفاصيل المخطط الكنسي لتنصير المسلمين في العالم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:41]ـ
تفاصيل المخطط الكنسي لتنصير المسلمين في العالم
بعد إسلامه .. المنصر العالمي السابق أشوك كولن يانق
كشف أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابقاً أشوك كولن يانق أبعاد المخطط الذي تتبعه آلاف المنظمات الغربية الكنسية في تنصير المسلمين عبر وسائل وأساليب متعددة منها الغطاء الإنساني، وسلاح المعونات،
وممارسة الضغوط على الحكومات العربية والإسلامية حتى تستجيب للمطالب الغربية. وأكد أشوك في حوار موسع مع مجلة المجتمع أنه شارك في مؤتمر سري عقد في ولاية تكساس الأمريكية لدراسة أوضاع كل دولة إسلامية على حدة، واتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل تنصير أبنائها أو إبعادهم عن دينهم. وقال: لقد كلفت بمهمة تسلم مبلغ مليون و800 ألف دولار من الكنيسة الهولندية وتسليمه إلى نظيرتها المصرية بهدف إنفاقهعلى الحركات العلمانية وبعض الأفراد في جهاز أمني رفيع لضرب حركة الإخوان المسلمين، والزج بأعضائها في السجون والمعتقلات حتى لو وصل الأمر إلى تصفية رموزها. وأوضح أن أموال المؤسسات الاستثمارية الغربية العاملة في العالم العربي والإسلامي تذهب لرعاية الأنشطة التنصيرية، لافتاً إلى أن جميع الدول الإسلامية تشهد موجات واسعة من التنصير ... وفيما يلي تفاصيل الحوار:
ما الدور الذي تقوم به المنظمات الغربية الخيرية في إفريقيا خاصة والعالم العربي والإسلامي بصفة عامة؟
هي في حقيقتها منظمات كنسية تعمل تحت غطاء إنساني، لكن جوهر عملها تنصير المسلمين أو إبعادهم عن دينهم بأساليب مدروسة ومتنوعة.
كم عدد المنظمات التي يرعاها مجلس الكنائس العالمي؟
هذا العدد من الصعب إحصاؤه لكن أستطيع القول إنه بالآلاف، والسودان وحده يعمل فيه أكثر من 500 منظمة كنسية.
كيف تقوم المنظمات الكنسية بأعمال التنصير؟
المنظمات الكنسية أو بالأحرى التنصيرية لا تعمل عشوائياً، وإنما وفق دراسات وأبحاث دقيقة، فهي تدرس الدولة أو المنطقة المرشحة للتنصير من حيث خريطة أديانها وعددها، ومدى تمسك الناس بدينهم، ونوعية الأجناس، وتحديد احتياجات المنطقة من مال وغذاء وتعليم وخدمات صحية وغيرها.
وأساليب التنصير كثيرة وهي تختلف حسب دين الشخص المستهدف ومدى تمسكه به، ومدى احتياجه إلى المال والصحة والتعليم وغير ذلك، فاللادينيون تدفعهم الحاجة إلى اعتناق المسيحية دون عناء إذا ما توافرت لهم احتياجاتهم، أما المسلمون فالمنظمات الكنسية تعمل في اتجاهين: إما تنصيرهم، أو إبعادهم عن دينهم .. وأساليب تنصير المسلمين تقوم على الترغيب والتدرج والمرحلية.
وكيف كنتم تبعدون المسلم عن دينه؟
إذا كان متديناً، كنا ندخل إليه من خلال بوابة الشهوات كالشهرة أو التعليم أو المنصب أو النساء، وبأن يقوم أحد المنصرين بمصادقته، والوقوف على احتياجاته، والعمل على حل جميع مشكلاته حتى يصبح أسيراً له ومعتمداً عليه بدرجة أساسية، ومن ثم يتحكم فيه، ويتحول تلقائياً إلى النصرانية، أو يبتعد عن دينه.
وإذا فشلتم في تحقيق أهدافكم في بعض البلاد ماذا كنتم تصنعون؟
إذا فشلنا في تحقيق مرادنا كنا نلجأ إلى أساليب أخرى كثيرة، منها الضغط على الحكومات التي لا تأخذ بتوجيهات الكنيسة عن طريق دول بعينها في الغرب، ونهدد بوقف الخدمات التي نقدمها لشعوبهم .. وتلك الخدمات التي أصبحت لا غنى لهم عنها، ولا يستطيعون العيش من دونها، أو الخيار الآخر وهو فرض العقوبات عليها، وإثارة فتن واضطرابات داخلية.
ماذا عن مصادر الأموال التي تنفقها المنظمات الكنسية؟
يوجد في الدول الغربية عرف سائد بموجبه يتم اقتطاع 5% من مرتب كل موظف للتنصير، هذا فضلاً عن أن معظم المؤسسات الاستثمارية الغربية العاملة في إفريقيا وآسيا هي مؤسسات كنسية بالدرجة الأولى أي أن أموالها تذهب لصالح أنشطة الكنيسة، وبدورها تقوم الكنيسة برعاية أنشطة التنصير، فالكنيسة المصرية مثلاً كانت ترعى أكثر من 10 آلاف طالب من جنوب السودان، وتعمل على تأهيلهم لكي يصبحوا منصرين وقساوسة.
من الملاحظ أنك تقلدت العديد من المناصب الكنسية الرفيعة .. كيف كنت تعيش في ظلها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
المنظمات الغربية كانت تغدق علينا الأموال بلا حساب، وكانت توفر لنا كل ما نحتاجه من سيارات فارهة ومساكن فاخرة، وأسفار إلى كل دول العالم، وكنا ننفق ببذخ شديد، ونعيش في ثراء وترف، غير أن كل ذلك لم يكن ليشعرني بالاستقرار النفسي، فكنت دائماً أشعر أن الأعمال التي نقوم بها غير متلائمة مع فطرتي، الأمر الذي كان يشعرني بالقلق.
كيف تركت كل هذا الترف وتحولت إلى الإسلام؟ وكيف اقتنعت به؟
الحمد لله لقد تركت للكنيسة كل شيء، وشعرت أنني ولدت من جديد، ومستقر نفسياً، بعد اعتناقي الإسلام عام 2002م رغم ما أعيشه الآن من شظف العيش، وقد تحولت إلى الإسلام عبر دراستي لمقارنة الأديان في مرحلة الماجستير وخرجت بالنتائج التالية:
القرآن لا يحمل اسم مؤلف كما هو حال كل الأناجيل.
القرآن هو كلام الله تعالى فهو يتناول سيرة الرسل من سيدنا آدم وحتى سيدنا محمد {.
السيرة النبوية تؤكد أن الإسلام هو أول دين وآخر دين.
جميع الرسل نادوا بالتوحيد اتساقاً مع الإسلام.
كل رسول كان لديه مهمة محددة وأُرسل لقوم بعينهم، بينما جاءت الرسالة الإسلامية للناس كافة.
الكتب السابقة لا نستطيع أن نميز فيها بين كلام الله وكلام الرسول وكلام المؤلف، فكل ما قرأناه قال يوحنا وقال بطرس وقال .....
كلام الله في الإسلام واضح، وأقوال الرسول وأفعاله معروفة، وسيرة النبي {محددة، وهذا يدل على حفظ الله لهذا الدين.
الإسلام فيه عدالة ومساواة بين جميع المسلمين ووضوح رؤية، أما في المسيحية فهناك أشياء كثيرة كنت أخجل منها بسبب عنصريتها، إذ كنت أخجل من لون بشرتي السوداء، فضلاً عن أن البشر في ظل المسيحية مستويات ودرجات، فالسود يصلون وحدهم، والبيض يصلون وحدهم .. ففي الكنائس الأمريكية لايستطيع الأسود أن يصلي في كنائس البيض، فوزير الخارجية الأمريكي نفسه كولن باول لايستطيع أن يدخل كنيسة البيض ويخاطبهم، أما في الإسلام فلا يوجد هذا التمييز، فمن يسبق إلى المسجد يصلي في الصف الأول، والناس أمام الله سواسية، ويمكن أن يكون الإمام أسوداً أو أبيضا لا فرق.
موقع الحقيقة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:59]ـ
فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا،وقذف في قلوبهم الرعب.
هبوا وتصايحوا، حين استئنسوا من أنفسهم قوة، واليوم بدأت الدائرة تدور عليهم. والحمد لله رب العالمين.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 12:40]ـ
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} (10) سورة فاطر
شكرا على مرورك وبارك الله فيك
ـ[ابو يوسف]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 11:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزال الله خيرا ياخي واعانك
اللهم اعز المسلمين وانصرهم واهد اعائهم(/)
ما حكم من اعتقد أن للكون اربعة اقطاب أو أكثر يدبرون أمره وامر من فيه جهلا بحكم ذلك؟؟
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 12:40]ـ
رجل اعتقد أن للكون اربعة اقطاب أو أكثر يدبرون أمره وامر من فيه جهلا بحكم ذلك ..
ما حكمه في الحقيقة إذ لم يظهر هذا الإعتقاد وما حكمه إذا أظهره؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:07]ـ
حكمه (الكفر) .. يُستتاب ويُعلم.فإن تاب وإلا ..
ولا أدري ماذا تعني بـ (ما حكمه في الحقيقة إذ لم يظهر هذا الإعتقاد). كيف عرفت اعتقاده إذًا؟
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 05:41]ـ
الشيخ المكرم سليمان الخراشي وفقه الله
جزاكم الله خيرا
وهل يعذر مثل هذا بالجهل؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 06:02]ـ
لا يُعذر. لأن هذا من المعلوم من الدين بالضرورة.
=====================
س1: هل من يعتقد تصرف أحد في الكون سوى الله كافر؟
ج1: من يعتقد ذلك كافر؛ لأنه أشرك مع الله غيره في الربوبية، بل هو أشد كفرا من كثير من المشركين الذين أشركوا مع الله غيره في الألوهية.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 07:58]ـ
الشيخ المكرم
هل يمكن أن يقال بناءا على ذلم أن كل من يدعو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله قد اشرك في الربوبية قبل ان يشرك في الألوهية؟ ... إذ انه لا بد وان يسبق هذا الدعاء الاعتقاد السالف؟
وبارك الله فيكم
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 12:55]ـ
للرفع(/)
البلاغ المبين
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 01:16]ـ
وما عليك الا البلاغ المبين
إعداد/محمد عبد المجيد المصري.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
جعل اللّه تعالى مهمة رسله وأنبيائه وأتباع رسله هي البلاغ، أي إبلاغ دعوة الحق إلى جميع الناس وإلى الثقلين، ولكنه ليس كأي بلاغ إنه (البلاغ المبين) ولفظ البلاغ المبين جاء في القرآن في سبعة مواطن، وهي:1 - وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ [المائدة: 92]
2 - وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ [النحل: 35]
3 - فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ [النحل: 82]
4 - قلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [النور: 54]
5 - وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [العنكبوت: 18]
6 - وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ [يس: 17]
7 - َوأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [التغابن: 12]
وقفة مع اللغة: كلمة بلغ: تعنى وصل أو قارب على الوصول.
يقول ابن فارس: (الباء واللام والغين أصل واحد، وهو الوصول إلى الشيء: بلغت المكان إذا وصلت إليه، وقد تسمى المشارفة بلوغاً بحق المقاربة) (1)
وقال الأزهري: (والعرب تقول للخبر يبلغ أحدهم ولا يحققونه، وهو يسوؤهم: سمع لا بلغ، أي تسمعه ولا يبلغنا، ويجوز سمعاً لا بلغا) (2)
وقال في اللسان: رجل بليغ: حسن الكلام فصيحة، يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه) (3) وبيان يذاع في رسالة ونحوها (4) وهذا دليل على أن استعمال كلمة البلاغ إنما كان لما فيه من طبيعة الوصول والانتهاء.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: "وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" أي: البلاغ المبين الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها وما عدا هذا من آيات الاقتراع ومن سرعة العذاب فليس إلينا، وأن وظيفتنا هي البلاغ المبين.
من مقتضيات البلاغ المبين: أ - عدم التقصير في البلاغ: قال _تعالى_:" يأيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدى القوم الكافرين" (المائدة66) يقول القرطبي رحمة الله: "وهذا تأديب للنبي صلى الله عليه وسلم وتأديب لحملة العلم من أمته ألا يكتموا شيئاً من شريعته" (5)
ب - توفر عنصر الوعي لدى المبلغ: قال صلى اللّه عليه وسلم_ (نضر اللّه امرءاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فرّب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ... " الحديث رواه أحمد، استفاد الخطابي من هذا الحديث كراهة اختصار الحديث لمن ليس بالمتناهي بالفقه، وعلى هذا فإن الوعي يكون بحفظ النص وأدائه كما قيل، ويكون للفقيه بمحافظته على المعاني المستفادة.
ج - ومن مقتضيات البلاغ المبين البلاغة: وتتضح البلاغة المقصودة في قوله _تعالى_: "وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً" (النساء: من الآية63) ويقصد بها أن يكون الكلام حسن المعاني واضح في ألفاظه مع تجنب وحشي الكلام وغريبه ولا يقصد بالبلاغة التكلف والتشدق والتفيهق، فهذا مخالف لمنهج السلف الصالح _رضوان الله عليهم_ فقد (مرّ السلف الصالح في بث الشريعة للمؤالف والمخالف، ومن نظر في استدلالهم على إثبات الأحكام التكلفية علم أنهم قصدوا أيسر الطرق وأقربها إلى عقول الطالبين، لكن من غير ترتيب متكلف، ولا نظم مؤلف، بل كانوا يلقون الكلام على عواهنه ولا يبالغون كيف في ترتيبه إذا كان قريب المأخذ سهل الملتمس) (7)
(يُتْبَعُ)
(/)
د - ومن فقه البلاغ المبين كراهة الخوض فيما لا ينبني عليه عمل: يقول الإمام الشاطبي _رحمه الله تعالى_: "كل مسألة لا ينبني عليها عمل، فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني بالعمل عمل القلب وعمل الجوارح من حيث هو مطلوب شرعاً، و الدليل على ذلك: استقراء الشريعة فإنّا رأينا الشارع يعرض عمّا لا يفيد عملاً مكلفا به، ففي القرآن الكريم "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج" فوقع الجواب بما يتعلق به العمل، ومن هنا نهى _صلى الله عليه وسلم_ عن قيل وقال وكثرة السؤال) البخاري.
لأنة مظنة السؤال عما لا يفيد، وقد كان مالك بن أنس يكره الكلام فيما ليس تحته عمل. (8 (
ويترتب على ذلك: أن العلم الشرعي وسيلة إلى عبادة الله و (ذلك أن روح العلم هو العمل وإلا فالعلم عارية وغير منتفع به، قال تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" (فاطر: من الآية28) قال سفيان الثوري: "إنما يتعلم العلم ليتقي به الله وإنما فضل العلم على غيره؛ لأنة يتقي اللّه به" (9).
وكل ذلك يحقق أن العلم وسيلة منا لوسائل ليس مقصوداً لنفسه من حيث النظر الشرعي، وإنما هو وسيلة إلى العمل.
هـ - وعلى المبلغ تحديد الهدف من بلاغه بدقة، والبدء بالمهم فالأهم، وأن يعرف كيف يبدأ وما هو مضمون دعوته وأن يعرف رسالته بدقة فالرسالة رسالة إحياء وبعث، ولن يتم الإحياء إلا بتصحيح مفهوم العقيدة،،وتصحيح مفهوم التوحيد بمعناه السلفي الشامل، توحيد الأئمة وسلف الأمة، وأن يدعو الناس على أن يقيموا حياتهم على (قبول شرع الله ورفض ما سواه).
و - ومن مقتضيات البلاغ المبين كذلك: إيجاد (واقع) دعوي يؤمن بفكرة الداعية لا بشخص الداعية، وغني عن القول أن نذكر أن فكرة الداعية حتماً وأن تكون نابعة من أصول وتصورات أهل السنة والجماعة ..... فالداعية حين يجد من يؤمن بفكرته وتصوره تزداد همته ويزداد وضوح الفكرة في قلبه وعقلة، ويزداد (إقبال الناس على (الأفكار) لوجود (واقع) عملي لها، وقد كان السلف الصالح _رضوان الله عليهم_ ينادون كل صاحب سنّة ويدعونه إلى إقامة (واقع) له على منهج أهل السنة والجماعة فروى ابن وضاح عن غير واحد:
أن أسد بن موسي المسمى (أسد السنة) كتب إلى أسد بن الفرات: اعلم أي أخي أن ما حملني على الكتابة إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة وعيبك لأهل البدعة، وكثرة ذكرك لهم، و طعنك عليهم، فقمعهم الله بك وشد بك ظهر أهل السنة، وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم ...
ثم ذكر بعد كلام ......... (فاغتنم ذلك وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك فئة وجماعة يقومون مقامك إن حدث لك حدث، فيكونون أئمة بعدك، فيكون لك ثواب ذلك إلي يوم القيامة كما جاء الأثر فأعمل على بصيرة ونية وحسبة (10).
وأخيراً وليس بآخر: فإن نجاحنا في الإقلاع بالأمة مرهون بمدى أدائنا للبلاغ المبين الواضح الناصع القوي الواسع الانتشار، وذلك أداء لأمانة الدعوة) (11).
أسأل الله بكرمه وفضله أن يرزقنا حسن البلاغ وأن يجعله (بلاغاً مبيناً)، وأن يرزقنا الإخلاص والصدق معه، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يغفر ويرحم كل صاحب (بلاغ مبين) آمين .... آمين .... آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ثبت المراجع
________________
(1) معجم مقاييس اللغة 1/ 201
(2) تهذيب اللغة9/ 14 نقلا عن (قواعد الدعوة إلى الله) د. همام عبد الرحيم.
(3) لسان العرب 10/ 302.
(4) المعجم الوجيز61.
(5) تفسير القرطبي6/ 242.
(6) معالم السنن للخطابي 4/ 187.
(7) تهذيب الموافقات للجيزاني طبعة مكتبة ابن الجوزي40.
(8) السابق37.وأصل كتاب الموافقات للشاطبي رحمة الله.
(9) السابق.
(10) أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى. محمد عبد الهادي المصري.
(11) أ. خالد أبو الفتوح (رؤية في مسيرة العمل الإسلامي) البيان155.ص95
http://alrawahel.maktoobblog.com/?post=424161
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 05:11]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، مقال مؤصل وفكرة واضحة بالحجة والبرهان في مقال قصير.
سلمت يداك
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 06:06]ـ
أخي الروض الأنف /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً علي مرورك الكريم،أسال الله أن ينفعني جميعاً بما نقول ونعمل،وفي حقيقة الأمر ما عملي الا تجميع أقوال أهل العلم الأفاضل والربط بين الكلمات فقط،ومرة أخري جزاكم الله خيراً.(/)
تعقيب على مقال: (التعايش مع الآخر) للشيخ الددو .. بقلم أبي يحيى الليبي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 07:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الشيخ محمد الحسن الددو - وفقه الله - مقالا بعنوان " التعايش مع الآخر حقيقة تاريخية وضرورة واقعية "، نُشر في العدد (33) من مجلة الإسلام اليوم، كانت للأخ أبي يحيى الليبي - وفقه الله - بعض التعقبات المهمة عليه، خاصة إذا ما علمنا أن مصطلح " التعايش " معناه - كما جاء في المعاجم - " الاشتراك في الحياة على الألفة والمودة "! (يُنظر رسالة: التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، للباحث: سور هدايات ص 7).
وقد أحببت نقل تعقبات أبي يحيى هنا مع شيئ من الاختصار، لأهميتها في موضوع حي معاصر، يحتاج كثير من المسلمين معرفة حقه من باطله، لاسيما وقد جاءت بأسلوب علمي رفيع.
******************************
أما بعد: فقد رجّت نفسي رجاً شديداً حينما وقعت عيناي على أوراق تحوي مقالاً لشيخنا الكريم محمد الحسن ولد ددو بعنوان «التعايش مع الآخر حقيقة تاريخية وضرورة واقعية»،
فما كان أغناك -شيخنا الفاضل- عن الدنو من هذه المدرسة الفكرية المنحرفة المخرِّفة، وما أحرى قلمك النزيه أن يُصقَل ويُستلَّ لتفنيد أباطيلها، وتبديد دياجيرها، وتقويم اعوجاجها، وقطع لجاجها، في وقت اشتدت فيه غربة الإسلام، وتواطأت عليه أقدام مَن هم أضل من الأنعام، وقل الصادعون بالحق صدعاً لا مواربة فيه ولا مراوغة، واستنسر في أرضنا البغاث، حتى عز الذليل وذل العزيز، وائتمن الخائن، وخوِّن الأمين، وقيل للتافه الأحمق الغِر ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، واتكأ الطغاة على الآرائك يحلون ويحرمون، ويأمرون وينهون، فلم يرتضوا لا بكتاب ولا سنة بل ولا عقل سوي، فكانوا أعظم شراً وأشد ضرراً ممن قال فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم: [ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه]، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولهذا فإني أدعوك -شيخنا الكريم المفضال- دعوة محب مواد وفيٍّ أن تنأى بنفسك بعيداً عن هذا المذهب الردي، من قبل أن تزل قدم بعد ثبوتها، ولعمر الله إن بقاءك أستاذا في محضرة ببادية نائية مطوية في رمال موريتانيا لهو خيرٌ لك، «وأحب» إلى ربك، وأنفع للمسلمين من تصدرك وتقديمك واستدراجك لتكون رأساً يُسار وراءه، ويُشار إليه، ويقتدى به في مدرسة «التطويع والتمييع» التي نشط دعاتها وذُللت العقبات أمامها في السنوات الأخيرة وفتحت على المسلمين أبواب شرور طالما كانت موصدة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
عَنونَ فضيلة الشيخ مقاله بـ «التعايش مع الآخر حقيقة تاريخية وضرورة واقعية»، ولا شك أن مَن له أدنى إلمام بما يكتبه أصحاب مدرسة «التطويع والتمييع» سيربط العنوان بهم، وسينطبع في ذهنه تلقائياً ومن غير جهد بعضُ المعاني التي يحومون حولها، لا سيما وأن المقال قد نُشر في موقع من أشهر مواقعهم تبنياً لهذه الأفكار واستخداماً لمثل هذه المصطلحات، ولو كان الكاتب لهذا المقال هو سلمان العودة لما وجد القارئ في نفسه عجباً؛ فقد تخطى فيما يكتبه ويقرره مراحل التعجب؛ فبعد كل حين يخرج إلينا بباقعة هي أكبر من أختها، وكل إناء بالذي فيه ينضح.
فالعنوان وإن كان في ثوب جديد إلا أن مضمون المقال وما ينطوي عليه وَضَعَ أسسا لتكون ركائز يتم حولها التعايش بيننا وبين من أسماه فضيلة الشيخ بالآخر، وهذا المعنى الذي يريد فضيلة الشيخ الوصول إليه كان قد صدر مِن نوعه بيان قبل ست سنوات تحت عنوان «على أي أساس نتعايش؟» أي بعد أحداث أمريكا بأشهر قليلة، والذي كان رداً على بيان أصدره عدد من مثقفي ومفكري وقساوسة الكفرة تحت عنوان «على أي أساس نقاتل؟»، والمقابلة بين العنوانين تعطيك حقيقةَ نفسيةِ كل طائفة من فريقي المقالين، فطائفة أعدت نفسها للقتال، وهو عندها حتميٌ لا رجعة فيه، وتصرح به بوضوح وعلن وترفّع، وإنِّما حديثُها فقط عن دوافعه وأهدافه، وهؤلاء هم فريق الكفرة الضالين، وطائفة تبحث عن التعايش، وتنقب عن أسسه التي يقوم عليها، والقواسم المشتركة التي يلتقي عندها، وهي معاني تطبع في النفس صورة الحرص على الحياة، والركض وراء زهراتها، والبحث عن السكون والدعة، وهذا المعنى
(يُتْبَعُ)
(/)
تكاد دلالة العنوان عليه تكون دلالة مستقلة، فكيف إذا قوبل بما عنون به النصارى بيانهم، والضد يظهر حسنه الضد، ويظهر قبحه أيضاً، ولهذا فقد صاح كثيرٌ من العلماء وطلبة العلم والمثقفين على أصحاب بيان التعايش صيحة واحدة، وبينوا ما فيه من التخاذل المقيت، والاستخذاء المهين، والتحريف لمسائل الدين، وتذليل النفس وتصاغرها مما لا يليق بمسلم يعتز بعقيدته ودينه.
- ومن البدهي إن نظرنا إلى كلمة التعايش التي تصدرت العنوان نظراً ذهنياً مجرداً فإنها تشير لزوماً إلى تكافؤ المتعايشين ونديتهم لبعضهم وربما تساويهم أيضاً، فصيغتها صيغة تفاعل التي تدل على المشاركة من الطرفين في أمرٍ ما، كما نقول تقاتل فلان وفلان، وتصافحا، وتسامحا، فلا يُميز أحد الفاعلين عن صاحبه ويُخص بشيء من مناقب الفعل إلا بدليل وقرينة مستقلة، كقوله تعالى: ?فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ? آل عمران13.
- وقد أكد فضيلة الشيخ هذا المعنى وأوضحه في قوله: [وبحكم الاختلاف الحتمي والطبيعي بين الناس فليس أمامهم من خيار غير التعاون في المتفق فيه الذي يفترض أن يتوصل إليه بواسطة حوار بناء أطرافه متكافئة ومتسامحة وبهذا يمكن التعايش بين الناس]، فهو يقرر أن هذه الأطراف التي يراد لها التعايش -وهم نحن والآخر! - لا بد أن تكون «متكافئة»، والكفؤ في اللغة هو المثل والنظير، كما قال تعالى: ?وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ? الإخلاص4، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم»، فهل التعايش الذي يريده الشيخ هنا هو تعايش الند لنده، والكفؤ لكفؤه، والمثل لمثله؟ وهل هذا النوع من التعايش هو مما جاء به دين الله عز وجل الذي فيه: ?أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ? ص28، وفيه: ?أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ*مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ? القلم35 - 36،، وفيه: ?أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ? الجاثية21، قال الإمام السعدي -رحمه الله- في هذه الآية: [أي أم حسب المسيؤون المكثرون من الذنوب المقصرون في حقوق ربهم «أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات» بأن قاموا بحقوق ربهم واجتنبوا مساخطه ولم يزالوا مؤثرين رضاه على هوى أنفسهم أي أحسبوا أن يكونوا «سواء» في الدنيا والآخرة ساء ما ظنوا وحسبوا وساء ما حكموا به فإنه حكم يخالف حكمة أحكم الحاكمين وخير العادلين ويناقض العقول السليمة والفطر المستقيمة ويضاد ما نزلت به الكتب وأخبرت به الرسل بل الحكم الواقع القطعي أن المؤمنين العاملين الصالحات لهم النصر والفلاح والسعادة والثواب في العاجل والآجل كل على قدر إحسانه وأن المسيئين لهم الغضب والإهانة والعذاب والشقاء في الدنيا والآخرة] (تفسير السعدي777)
وقال عز وجل: ?أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَ يَسْتَوُونَ? السجدة18، وهذا المعنى أوضح ما يكون في كتاب الله عز وجل، والآيات التي تدل على انتفاء المساواة بين فريق الإيمان وفريق الكفر والخسران «الآخر» أكثر من أن تحصى، بل جعلها الله عز وجل مناقضة للعقول والفطر السيلمة، ومن الإشكالات والمعضلات توضيح الواضحات، فالتعايش الذي يقوم على أساس المساواة والمكافئة منقوض بكتاب الله عز وجل نقضا باتاً، ومرفوض بما جبل الله عليه العباد من التفرقة بين المختلفين رفضاً قاطعاً، فليس بين الفريقين -فريق الهداية وفريق الغواية- تساو ولا تكافؤ لا في العيش ولا في الحقوق ولا في الواجبات بل ولا حتى السير في الطرقات، وأحرى أن لا يكون بينهما تساو في أمر الآخرة وأثناء وبعد الممات.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ثم جعل فضيلة الشيخ -حسب العنوان- هذا التعايش حقيقة تاريخية، فأين هذا التعايش الذي حصل عبر تاريخ البشرية والذي جاء عن طريق حوار كانت فيه الأطراف متكافئة متسامحة، فهذا كتاب الله عز وجل ينطق بيننا، والذي حدثنا بقصص ضاربة في أعماق أعماق التاريخ - وهوأصدق قيلاً وأحسن حديثاً - يخبرنا خبراً لا ارتياب فيه، أن العداوة الظاهرة والبغضاء المعلنة لم تزل قائمة مترسخة بين الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وأتباعهم من جهة، وبين مناوئيهم من أقوامهم الكفرة من جهة أخرى، فأين ومتى وكيف عاش أهل الإيمان وأهل الكفر «الآخر» في بقعة على الأرض عيشاً متساوياً متسامحاً لم يغالب أحدهما الآخر ولم يدافع بعضهما بعضا: ?تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ? البقرة253.
فأول الرسل سيدنا نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الذي بقي في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، ما إن دعاهم إلى ربهم وحثهم على التوحيد ونبذ الشرك حتى جاهروا له بالعداوة وحاكوا له المؤامرات وأجمعوا كيدهم وجمعوا شركاءهم للنيل منه وثنيه عما هو عليه من الهدى والحق كما قال عز وجل: ?قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ? الشعراء116، وكما حكى عنه سبحانه وتعالى: ?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ? يونس71.
ويلخص مسيرة الأنبياء المطردة قصة ورقة بن نوفل عند أول نزول الوحي: [يا ليتني فيها جذعا، يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا] متفق عليه، وهو موافقٌ لما أخبر الله به في كتابه: ?وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ? إبراهيم13، ولما أخبر الله به عن شعيب وقومه المستكبرين: ?قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ? الأعراف88، وعن قوم لوط: ?وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ? الأعراف82 والآيات في هذا المعنى متعددة.
فأي تعايش هذا الذي سيكون وهو يناقض سنناً كونية راسخة ?فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً? فاطر43، وهو أيضاً يخالف مخالفة تامة «الحقائق التاريخية»، ويصادم ويصادر قانون التدافع الذي جعله الله تعالى سبباً في صلاح الكون واستقرار الناس بعكس ما يظن البعض ويدعي من أن المسامحة والمسالمة والمعايشة هي التي يستقيم بها أمر الناس وتسكن حياتهم، فقد قال الله تعالى: ?وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ? البقرة251، قال الإمام السعدي -رحمه الله- في هذه الآية: [أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها وإقامتهم شعائر الكفر ومنعهم من عبادة الله تعالى وإظهار دينه «ولكن الله ذو فضل على العالمين» حيث شرع لهم الجهاد الذي فيه سعادتهم والمدافعة عنهم ومكنهم من الأرض بأسباب يعلمونها وأسباب لا يعلمونها] (تفسير
(يُتْبَعُ)
(/)
السعدي109).
-وقال العليم الحكيم: ?الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ? الحج40، قال الإمام القرطبي -رحمه الله-: [أي: لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء، لاستولى أهل الشرك، وعطلوا ما بنته أرباب الديانات من مواضع العبادات، ولكنه دفع بأن أوجب القتال؛ ليتفرغ أهل الدين للعبادة، فالجهاد أمر متقدم في الأمم، وبه صلحت الشرائع، واجتمعت المتعبدات، فكأنه قال أذن في القتال فليقاتل المؤمنون، ثم قوى هذا الأمر في القتال بقوله: «ولولا دفع الله الناس» الآية أي: لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق في كل أمة] (أحكام القرآن12/ 70).
-وفي الحديث العظيم الذي يرويه الإمام مسلم عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: [ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا .. وفيه .. وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان، وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً، فقلت: يا رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة، قال: استخرجهم كما أخرجوك، وأغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك]، فأين التعايش الآمن، والتحاور الهادئ، والاحترام المتبادل، والأجواء المناسبة، والتسامح الرقيق، والله يأمره بإحراقهم واستخراجهم وغزوهم وقتالهم، قال تعالى: ?ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ? محمد4.
-وما هذا التعايش المتكافئ الممكن الذي اكتشفناه نحن أخيراً، وفات رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يدركه ويتفطن له، فلم يستطع أن يقيم بين أبناء قومه وعشيرته، حتى أخرج تاركاً أهله وولده وداره وهو يقول: [والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي والله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت]؟!
- أما كون التعايش ضرورة واقعية، فهذه كلمة حمالة أوجه، وهو تعبير إنشائي أكثر من كونه تقريراً لمسألة شرعية عظيمة كهذه، خاصة إذا علمنا أن نفس معنى كلمة التعايش المستخدمة ليس محرراً -عند أصحابه- تحريراً يزول به الإشكال، فهم يطلقونه ويبهمونه ويقلِّبونه على معانٍ عدة، فلا يحجر المرء على عقله إذاً ويحصر صورة التعايش «الضرورية» في التجارات وأسباب المعاش، أو بمعنى أوضح في المجال الاقتصادي، فعباراتهم أوسع من ذلك بكثير، وعلى كل حال فللتجارة مع الكفار أحكامها، وللإقامة بين أظهرهم أو إقامتهم بين أظهرنا أحكامها، بل وفي ابتداء السلام ورده عليهم أحكامه، وفي ملاقاتهم في الطرقات أحكامها، وفي الزواج منهم أحكامه، فهذه الأمور كلها وغيرها كثير قد نظمها الشرع وأحكمها، وفصل حدودها، وأتم بيانها وإيضاحها، ويجمعها جميعاً كون كلمة الله هي العليا، وبناها على أسس تظهر بها عزة الدين وارتفاع أهله المستمسكين به، فالإسلام يعلو ولا يعلى، وهذا كله لا يناقض العدل والإحسان وحسن المعاملة، ولكن المقصود أن الإبهام والتعميم في مثل هذا الموضوع الخطير الكبير غير مستحب.
- ومع ذلك فلم يشأ شيخنا الفاضل أن يضع في عنوان مقاله كلمة «الكافر» بدلاً من التعبير عنها «بالآخر» وحاد عن ذلك حيدة غير محمودة، وأنا متأكد لو كان عنوان مقاله بهذه الكيفية: «التعايش مع الكافر .. إلخ»، أو التعايش مع «اليهود والنصارى والمجوس والهندوس والملحدين ... إلخ» لاستهجنه ومجَّه ونفر منه بل واستعظمه كل من قرأه أو سمع به من عالم أو عامي، وحضري وبدوي، وإن شككتم فجربوا، وهذا ما يؤكد أن استخدام الألفاظ الشرعية كما هي بحروفها ومعانيها له وقعه الخاص المتميز على القلوب وله تأثيره البليغ في النفوس.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذين يحاولون أن «يستدركوا» على الله تعالى بإحداث ألفاظ جديدة تحل محل الكلمات التي نص عليها القرآن والسنة وحددا تصاريف ألفاظها ومعانيها محتجين بأن هذا داخل في «الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة»، وأنه من باب «فقولا له قولا لينا»، هؤلاء يُسيئون إلى الإسلام من الباب الذي راموا منه الإحسان إليه، فالإحسان نعم مطلوب ولكن لا يقبل أن يكون دافعه هو «التحرج» النفسي الكامن خشية استقباح الكفرة واستثارتهم من استخدام الكلمات الشرعية واضحة ناصعة كما هي، وإننا حينما ندعو الناس إلى أمور تخيلناها واختلقناها ثم استحسناها فإننا -حينها- لا ندعوهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وإنما ندعوهم إلى فكر أرضي ابتكرته عقولنا وطابت به نفوسنا، فلا يلبث هؤلاء المدعوون أن يكتشفوا بوناً شاسعاً وفرقاً واسعاً بين ما كنا ندعوهم إليه ونموه به عليهم، وبين حقائق الإسلام الأصلية فماذا ستكون العاقبة آنذاك يا ترى؟: ?قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ? البقرة140، ولهذا قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ?وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً *إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً? الإسراء74 - 75 وعليه: ?فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ? الحجر94.
وعن أنس رضي الله عنه: [أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار، فلما قفى دعاه فقال: إن أبي وأباك في النار]، وجاء في روايات لهذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال له «إن أبي وأباك في النار» حينما رأى في وجهه الكراهية إذ أخبره أن أباه في النار.
- ثم لو كان هذا الاستخدام المحدث لمثل هذه الكلمات عابراً لكانت المسامحة فيه واردة، والغض عنه يحتمل، ولكن أن تُبذل الجهود وتؤسس الأفكار ويعاد النظر كرة بعد كرة لاقتلاع المصطلح الشرعي والضرب في الآفاق للتنقيب عن البدائل المناسبة والملائمة فهذه هي المصيبة التي لا يطيق المرء عليها صبراً ولا يجد لها مستساغاً، ولهذا فإني أدعو الكتاب والباحثين والفقهاء أن يعتصموا بحبل الله وسنة نبيه لفظاً كما يستمسكون بهما أحكاماً وعملاً، خاصة التي جرى عليها اصطلاح الفقهاء الأولين ممن لم يمسهم شيء من خجل القلوب وانهزامها، فكانوا معتزين بالدين صادعين بحقائقه مستمسكين بكلماته وألفاظه، وأن ينبذوا عنهم هذه الترقيعات البالية التي كانت سبباً في التباس كثير من معاني الإسلام الثابتة، وجعلت معالمه البينة تدرس كما يدرس وشي الثوب، مثل مصطلح «الآخر»، و «غير المسلمين» ونحوهما.
- إن كثيراً من المبهورين بحضارة الغرب الكافر، والذين قد يرون شيئاً من الأخلاقيات الحسنة التي قد يتصفون ويشتهرون بها، قد يغيب عن أذهانهم وينسون - وهم في غمرة الانبهار- أن هؤلاء هم أعداؤنا الذين قد حادوا الله ورسوله، وأتوا في معتقداتهم بالعظائم والدواهي التي يشيب لهولها الولدان، فكذبوا بكتاب الله تعالى، وكفروا برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل وكثيرٌ منهم قد تبرأوا من الانتماء لأي نبي أو دين، فيغلب على قلوب هؤلاء المبهورين مسحةُ احترام لهؤلاء الكفرة المجرمين تُكسى ثوب الرحمة والرفق، فتراهم لا يذكرونهم ولا يخاطبونهم إلا بمعاني التوقير والإعجاب، ويتعاظمون ويستثقلون وصفهم بما يستحقون، ويهولهم رمي هؤلاء الكفرة بما نعتهم الله به ومواجهتهم بحقيقتهم، ويذهب عن أذهان هؤلاء أن أولئك «المتحضرين» هم شر البرية ?أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً? الفرقان44 فليتنبه لهذا الأمر ودخيلته.
-وأتذكر في هذا الموطن القصة المشهورة، إذ استأذن على المأمون بعضُ الفقهاء، فأذن له، فلما دخل عليه رأى بين يديه رجلاً يهوديَّاً كاتباً، كانت له منزلة، وقرَّبه لقيامه بما يصرفه فيه ويتولاه من خدمته، فلما رآه الفقيه قال -وقد كان المأمون أومأ إليه بالجلوس-: أتأذن لي يا أمير المؤمنين في إنشاد بيت حضر قبل أن أجلس؟ قال: نعم، فأنشده:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ الَّذي شرِّفت من أجله ... يزعم هذا أنَّه كاذب
وأشار إلى اليهوديّ، فخجل المأمون ووجم، ثم أمر حاجبه بإخراج اليهودي مسحوباً على وجهه.
- والشيخ -حفظه الله- قد بين لنا في صدر مقاله مَن يقصد بالآخر، ولكنه لم يبين لنا لِمَ اختار لهم هذا الاسم الذي أصبح سارياً وجارياً على ألسنة الكثيرين ممن ينحون منحى مدرسة «التطويع والتمييع»، حتى يكاد يكون مصطلحاً خاصاً بهم، وهو يروق-بلا شك- لكثير ممن يقاربهم من المفكرين والمثقفين، وهنا أقول إن مَن اختار هذا الاسم وما شابهه لمحاولة دفن ما يثير ويهيج حفيظة الكفرة الفجرة قد حسب أن ذلك سيرضيهم ويقنعهم، وما درى المسكين -إن كان مسكيناً- أن رغباتهم لا تتوقف عند حدٍّ ولا يكتفون فيها بطلب: ?وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ? البقرة120، وللمساواة عندهم معنى واحد وهو أن نكفر كما كفروا: ?وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء? النساء89، ?وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ? البقرة109.
ثم إذا كان الأمر كما قال الشيخ في مقاله المذكور: [اقتضت حكمة الله أن تكون هذه الأمة متميزة عن غيرها من الأمم وهذا التميز شامل لمناحي الحياة، عقدية واقتصادية وسياسية واجتماعية. إذ ليس مقبولاً شرعاً ولا مستساغاً عقلا أن تكون آخر أمة أخرجت للناس لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله تابعة لأمة أخرى مهما علا شأنها]، فما هذا التعاون والتعايش الذي يتحدث عنه والذي قال عنه إنه [يفترض أن يتوصل إليه بواسطة حوار بناء أطرافه متكافئة ومتسامحة]؟ فإذا كان تميز أمة الإسلام -خير أمة أخرجت للناس- شاملاً لمناحي الحياة كلها، وأنه غير مستساغ شرعا ولا عقلاً أن تكون تابعة لغيرها من الأمم، فما هو وجه التكافؤ الذي يقصده الشيخ في مقاله.
إن الحقيقة الناصعة والمفهوم الراسخ الذي يجب أن نتكلم به بكل وضوح وجلاء، ونعززه في نفوسنا ونفوس أجيالنا: أن دين الإسلام لا يقبل له نداً ونظيراً ولا مكافئاً ولا مثلاً، والمسلمون أيضاً لا يرضون لأنفسهم مساوياً ولا قِرنا.
-وأن التعايش المزعوم مع «الآخر» ليس له أرضية ثابتة يقوم عليها إلا أرضية واحدة، هي أرضية الدخول في دين الله تعالى أو الخضوع لأحكامه، ذلك المعنى الذي يجليه قول الله تعالى: ?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ? الأنفال39، ويبينه أتم بيان -وخاصة مع أهل الكتاب- قوله عز وجل: ?قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ? التوبة29
- ومما قاله فضيلة الشيخ في مقاله: [والفروق بين الفريقين (المسلمين وغيرهم)؛ عديدة لكنها لا تصل إلى التضاد والتناقض المطلق، ولا تمنع التعايش ولذا لزم البحث عن أرضية مشتركة يمكن أن يقف عليها الفريقان ليعيشا في سلام وأمان ويعملا لتعمير الأرض وسعادة الإنسان].
سبحان الله! ألم يقل الله عز وجل: ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? المائدة3، فما لنا نذهب بعيداً ونتحسس أموراً وقضايا مشتركة يمكننا أن نجعلها أرضية للتعايش مع «الآخر» في أمان وسلام، وكأن طلب الأمان والسلام هو أكبر همنا وأعظم مقصدنا، ألم يبين لنا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء من بعده بل وطريقة المسلمين أجمعين أكتعين على مر التاريخ ما هي أسس وضوابط وأحكام التعامل بين الفريقين «المسلمين والكفار»، سواء في حال الحرب أم السلم، وفي حال التمكين أم في حالة الاستضعاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتخيل معي -أخي القارئ- أن خالد بن الوليد أو أبا عبيدة بن الجراح أو عمرو بن العاص قد جمع حزمة النقاط التي تمثل أرضية التعايش مع «الآخر» وانطلق بها إلى أرض الروم أو فارس، ليقول لهم تعالوا إلى حوار هادئ نبحث فيه عن أرضية مشتركة يمكن أن نقف عليها نحن وأنتم لنعيش في سلام وأمان ونعمل لتعمير الأرض وسعادة الإنسان!!!.
فإن كان مثل هذا الكلام مستهجناً أشد الاستهجان في حق أولئك الأفذاذ، أفلا يسعنا ما وسعهم، ويكفينا من الحق والهدى و «التعايش» ما كفاهم؟!، أم أننا اكتشفنا أن في الإسلام من معاني الرحمة والمسامحة والتعايش والتعمير والسلام والأمان ما لم يكتشفوه؟
أين التعايش المزعوم وأرضيته التي تحوم فوقها الخيالات وتفرزها الأماني من قول النبي صلى الله عليه وسلم: [من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فعليك إثم الأريسيين و «يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون»] متفق عليه.
وأين تعايش الوهم الذي اطلعنا على أمكانيته أخيراً من قول النبي صلى الله عليه وسلم لقادة جيوشيه وسراياه: [وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ... فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم].
- فتأمل هذا أخي المسلم، وغيره كثيرٌ في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حتى أن التطويل في بيانه والتدليل عليه لإثباته وتقريره يعد عجباً عجاباً، ثم انظر إلى الأرضية المشتركة التي افترضها شيخنا الفاضل للتعايش مع الآخر.
فأولها قوله: [أن ينطلق الجميع من حقيقة لا جدال فيها وهي أن الناس لا يمكن أن يكونوا نسخة مكررة؛ لأن الله لم يفطرهم على ذلك بل جعل الاختلاف سنة فيهم قال تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ... » الآية 118 و119 من سورة هود، أي لو شاء الله لجعل الناس كلهم مؤمنين مهتدين على ملة الإسلام ولكنه لم يفعل ذلك لحكمة. «ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك» أي ولا يزالون مختلفين على أديان شتى وملل متعددة ما بين يهودي ونصراني ومجوسي إلا ناسا هداهم الله من فضله وهم أهل الحق].
فإذا كان الناس لا يمكن أن يكونوا نسخة واحدة مكررة، وأن الاختلاف الذي بينهم لا يتصور رفعه، وأنهم لذلك خلقهم ربهم، فما هي النتيجة المستخلصة من هذا التقرير - على الأقل بحسب ما يفهمها «الآخر» الذي يُباحث لإيجاد أرضية التعايش معه _ أليست هي أن يقنع كل إنسان بما عنده ويركن إليه، ويعذر غيره بما خالفه فيه؛ لأن اختلاف الناس شيء «فطرهم» الله عليه وهو لا بد واقع، ومن ذا الذي يعارض سنة الله، إذاً ما علينا إلا أن نرضى بقسمة الله «القدرية» ونطوِّع أنفسنا لها ونتأقلم معها تأقلماً ينسجم مع هذا الاختلاف لنعيش جميعاً في أمن وسلام!!!
ولهذا فإن الإمام ابن جرير -رحمه الله- لما اختار ما اختار في معنى الآية والذي نقله شيخنا الفاضل، استدرك بدفع ما قد يتوهم من معنى غير مراد فقال: [فإن قال قائل: فإن كان تأويل ذلك كما ذكرت، فقد ينبغي أن يكون المختلفون غير ملومين على اختلافهم؛ إذ كان لذلك خلقهم ربهم، وأن يكون المتمتعون هم الملومين، قيل إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبت، وإنما معنى الكلام: ولا يزال الناس مختلفين بالباطل من أديانهم ومللهم، إلا من رحم ربك فهداه للحق ولعلمه وعلى علمه النافذ فيهم قبل أن يخلقهم أنه يكون فيهم المؤمن والكافر والشقي والسعيد خلقهم، فمعنى اللام في قوله ولذلك خلقهم بمعنى على، كقولك للرجل أكرمتك على برك بي وأكرمتك لبرك بي] (12/ 144).
(يُتْبَعُ)
(/)
أوليس هذا احتجاجاً صرفاً بأمور قدرية على أحكام شرعية، فإن من بدهيات الإسلام أن نبين ضلال القوم، واعوجاج طرقهم، وقبح معتقداتهم، وفساد أديانهم، حتى نحذرها نحن أولاً، وليعلموا هم أنهم ليسوا على شيء فيؤوب من يؤوب منهم إلى الحق ويتمادى من حقت عليه الشقاوة: ?وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ? الأنعام55، وما أروع ما قاله الأستاذ سيد قطب عند هذه الآية: [إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح، واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات، ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف المجرمين وفي سبيلهم ترتد غبشا وشبهة في موقف المؤمنين وفي سبيلهم، فهما صفحتان متقابلتان، وطريقان مفترقتان .. ولا بد من وضوح الألوان والخطوط].
وقال سبحانه: ?قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ? المائدة68.
- فنحن نقول نعم إن الله عز وجل قد كتب وقدر أن يكون الناس مختلفين، ولكنا مطالَبون بدعوة هؤلاء المخالفين للحق، وكُتِب علينا قتالهم شرعاً، ونحن مأمورون بإعلان البراءة منهم ومن باطلهم وآلهتهم التي يعبدونها، وعدم جعْل هذا الاختلاف سبباً في التقاعس عن ذلك والتفريط في القيام به، فلا نكف عنهم ما دام في الأرض شركٌ وكفرٌ حتى يدخل من يدخل في دين الله طوعاً، ويخضع من خضع لأحكامه كرهاً، وعليه فإن جعل هذا الاختلاف القدري بداية انطلاق لتأسيس أرضية التعايش مع «الآخر» مردودة شرعاً، وقد قال الإمام القرآني محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ? الذاريات56: [الوجه الثالث -ويظهر لي أنه هو الحق؛ لدلالة القرآن عليه-: أن الإرادة في قوله: «ولذلك خلقهم» إرادة كونية قدرية، والإرادة في قوله: «وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» إرادة شرعية دينية، فبيّن في قوله: «ولذلك خلقهم» وقوله: «ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس»؛ أنه أراد بإرادته الكونية القدرية صيرورة قوم إلى السعادة، وآخرين إلى الشقاوة وبيّن بقوله: «إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» أنه يريد العبادة بإرادته الشرعية الدينية من الجن والإنس، فيوفق من شاء بإرادته الكونية فيعبده، ويخذل من شاء فيمتنع من العبادة.
ووجه دلالة القرآن على هذا: أنه تعالى بيَّنه بقوله: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ» فعمَّم الإرادة الشرعية بقوله: «إِلاَّ لِيُطَاعَ»، وبيّن التخصيص في الطاعة بالإرادة الكونية بقوله: «بِإِذْنِ اللَّه» فالدعوة عامة، والتوفيق خاصٌ.] (دفع إيهام الاضطراب56)
- ثم جاءت الداهية الدهياء والفاجعة العقيم بذكر شيخنا لثانية أسس التعايش مع «الحمر المستنفرة» وهي قوله -غفر الله له-: [احترام المعتقدات والمبادئ الأساسية لكل طرف: وهذه مسألة بالغة الأهمية ولها أثرها الطيب على العلاقات بين الأمم والمجتمعات، فلكل أمة عقيدة أو مبادئ تقدسها وتلتزم بها وتعتبرها أسمى من غيرها، ويدخل في هذا أركان الإيمان عند المسلمين، من إيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره .. ولغير المسلمين ما يقدسونه ويحتفون به من آلهة يعبدونها، أو مبادئ يعتزون بها .. ومبدأ الاحترام مبدأ قرآني أصيل دل عليه قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم .. } الآية 108 من سورة الأنعام]!!
(يُتْبَعُ)
(/)
والله إني لفي ذهول مما أقرأ، ولست أدري إن كانت هذه الفقرة تحتاج إلى مناقشة، أم أن ظهور بطلانها يغني عن إبطالها، فليس فضيلة الشيخ من تعوزه اللغة وتصاريفها ومفرداتها حتى لا يجد كلمة أدق وأوضح من كلة «احترام» المعتقدات، فنقول لشيخنا الكريم: نعم والله لقد صدقت: «فلكل أمة عقيدة أو مبادئ تقدسها وتلتزم بها وتعتبرها أسمى من غيرها» فحتى يقع الاحترام المتبادل بيننا وبين «الآخر» فعلينا إذاً أن نحترم الأبقار، والفئران، والنمل، والعناكب، والأحجار، والأشجار، والصلبان، بل -والمعذرة على هذه- وعورات النساء المغلظة، ونحترم الإلحاد أيضاً، وعدِّد من الآلهة والمبادئ ما شئت حتى لا يبقى شئ على وجه الأرض خسيس ولا شريف إلا ويلزمنا احترامه، لأن هناك من يقدسه ويلتزم به ويعتبره أسمى من غيره، والله المستعان وإليه وحده المشتكى.
- أما الآية التي استدل بها الشيخ الكريم على هذا الباطل، فليس لها مما ذهب إليه نصيب، فمقصودها كما بينه العلماء وكما نقله هو أيضاً هو تعظيم الله عز وجل، وسد الذريعة عن سبه من قِبل هؤلاء السفهاء الأراذل، وليس فيها شيء من احترام «الدواب والهوام والأحجار»، فكف السب عنهم لأجل هذه المصلحة لا يعني احترامها ولا تلازم بين الأمرين ألبتة، ومن هنا قال الإمام البغوي-رحمه الله-: [ظاهر الآية، وإن كان نهيا عن سب الأصنام، فحقيقته النهي عن سب الله، لأنه سبب لذلك.] (تفسير البغوي3/ 176). فمن أين جاءنا هذا «المبدأ القرآني الأصيل»؟ ولهذا فالعلماء يستدلون بهذه الآية على سد الذرائع، كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: [فحرم الله تعالى سب آلهة المشركين -مع كون السب غيظا وحمية لله وإهانة لآلهتهم- لكونه ذريعة إلى سبهم الله تعالى، وكانت مصلحة ترك مسبته تعالى أرجح من مصلحة سبنا لآلهتهم، وهذا كالتنبيه بل كالتصريح على المنع من الجائز لئلا يكون سبباً في فعل ما لا يجوز.] (إعلام الموقعين3/ 345).
فكل أحد يدرك أنه ليس هناك أي تلازم بين النهي عن السب لآلهة المشركين وبين احترامها واحترام مبادئ عبّادها، فالسب شيء ظاهر معلن مسموع من قِبلهم، ومع ذلك فليس النهي عنه على كل حال، بل إذا كان يدفعهم إلى سب الله عز وجل، وإلا فما أكثر الآيات التي تعيبهم وتعيب آلهتهم، وتظهر سفاهة عقولهم وسخفها في عبادتهم إياها وهي لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع، فكيف يجتمع هذا والاحترام لها ولهم؟!، وهم يودون أن يكف النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك كما قال الإمام السعدي رحمه الله: [ومن مقاماتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يسعون أشد السعي أن يكف عن عيب آلهتهم، والطعن في دينهم، ويحبون أن يتاركهم ويتاركوه، لعلمهم أنه إذا ذكر آلهتهم، ووصفها بالصفات التي هي عليه من النقص، وأنه ليس فيها شيء من الصفات يوجب أن تستحق شيئاً من العبادة، يعرفون أن الناس يعرفون ذلك، ويعترفون به، فلا أحب إليهم من التزوير، وإبقاء الأمور على علاتها من غير بحث عن الحقائق؛ لأنهم يعرفون حق المعرفة أن الحقائق إذا بانت ظهر للخلق بطلان ما هم عليه: وهذا الذي منه يفرون، وهذا المقام أيضا ذكره الله في آيات متعددة مثل قوله: «وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ» ونحوها من الآيات، وأما: «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ»، فهذا إذا ترتب على السب المذكور سبهم لله، فإنه يترك لما يترتب عليه من الشر] (خلاصة تفسير الأحكام2/ 10).
- فأين احترام المعتقدات والمبادئ الأساسية لكل طرف من قول الله عز وجل: ?أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ? الأنبياء67.
وأين احترام المعتقدات والمبادئ الأساسة لكل طرف من قول الله عز وجل: ?وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً? طه97.
وأين احترام المعتقدات والمبادئ الأساسية لكل طرف من قول الله عز وجل: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ? الحج73.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الأمر غاية في الوضوح، ولولا بيان حقيقة آلهة كل طائفة شردت عن الحق، وتعريتها عما يكسوه بها عابدوها من التبجيل والتوقير والتعزير، وتضليلهم وتكفيرهم بعبادتهم إياها، وكشف سخف عقولهم إذ اتخذوها آلهة من دون الله، لولا ذلك لما كانت هذه العداوة الراسخة ولما تنافر الفريقان -فريق الحق وفريق الضلال- هذا التنافر التام الدائم، والذي أراد له الشرع أن يبقى لئلا يلتبس الحق بالباطل، فشرعت مخالفة الكفار في سيماهم وخصائصهم، وكان جنس مخالفتهم مقصوداً شرعاً كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله-، بل حتى اغتاظ اليهود من كثرة ما شرع من الإسلام وهو مخالفٌ لما كانوا عليه فقالوا: [ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه] رواه مسلم وغيره.
- وها نحن اليوم نرى مثل هذه الدعوات التي تجعل أمة الإسلام و «الآخر» يستقلون «مركبا واحدا يجمعهم وأي خلل فيه سيدفع الجميع ثمنه غالياً»، ثم ماذا بقي من معاني التمايز والمفاصلة التي حثت الشريعة عليها وحذرت من التهاون فيها، فاسم الكفر سُلب عنهم وحل محله وصف «الآخر»، والبراءة منهم ومن آلهتهم أميتتْ ودفنت تحت ركام «احترام معتقداتهم ومبادئهم الأساسية»، والاختلاف معهم أمرٌ متحتمٌ لا محيد عنه يلزمنا الاعتراف به والتعامل معه تعامل التعايش والتسامح، والاجتماع يقوم على أساس مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فماذا بقي من الإسلام إذاً، وما للمسلمين يرهقون أنفسهم، ويزهقون أرواحهم، ويعادون القريب والبعيد، ويفرقون بين الأخ وأخيه والابن وأبيه ما دامت مظلة التعايش القائمة على هذه الأسس وغيرها يمكن أن تشملهم جميعاً وتسعهم بحنانها وعطفها؟!.
ولهذا فإني أقول لك -شيخنا الكريم- إن كنت تترقب من «الحمر المستنفرة» و «شر البرية» و «الصم البكم الذين لا يعقلون» و «المغضوب عليهم والضالين» احتراماً لدينك ولعقائدك ولمبادئك الأساسية فمَسُّ الشمس أيسر من ذلك، وقد قال الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ? آل عمران118 - 119، وقال عَزَّ مِنْ قائِل: ?تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ * إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ? الممتحنة1 - 2.ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
- ومن الأسس التي دعّمها الشيخ الكريم قوله: [احترام المبادئ الإنسانية المشتركة كالحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان فهذه قيم إنسانية سامية إن لم تتخذ مطية للإساءة إلى الغير والتهجم عليه بحجة حرية التعبير ... ويؤخذ على الغرب ترسيخه لهذه القيم في دوله وتشجيعه للاستبداد والظلم في الدول الأخرى، وخاصة في بلاد المسلمين وهو أمر له ضرره البين على الجانبين].
ولست أدري إن كان الشيخ -حفظه الله- قد نسي أنه داعية للإسلام والتوحيد الذي لا يقبل الله من أحدٍ ديناً سواه والقائم على أساس: ?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ? الأنعام153، فارتضى لنفسه أن يكون داعية للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، حتى أنه يعاتب الغرب هذا العتاب الناعم لأنه استأثر بهذه «القيم» وخص بها نفسه، وحرم منها بلاد المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
- إن الشيخ -غفر الله له- لم يترك مجالاً لأن نحمل معاني هذه «القيم» التي يدعو إليها محملاً ترقيعياً يساير شيئاً مما يدعو إليه الإسلام، وذلك لما لام الغرب على ترسيخهم لهذه «القيم» في بلدهم، وهذا يعني أن هذه القيم التي يريد منا أن نحترمها وعدّها قيما سامية هي عين ما يدعو إليه الغرب ويتفاخر ويتبجح به من معاني الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
- وإن كل كلمة من هذه الثلاث -الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان- لتحتاج إلى مقال مستقل ينسف مفاهيمها الزائغة التي فُتن بها الناس، وظلوا عليها عاكفين عكوف بني إسرائيل على عجلهم الذي بهرهم خواره، وأعماهم عن حقيقته ?أَفَلَا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً? طه89، وأنساهم نعمة الله العظمى عليهم بالهداية كما أنست هذه الشعارات البراقة خلقاً كثيراً من المسلمين ما أكرمهم ربهم به من نعمة الإسلام ?قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ? يونس58، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.
- إنه لو لم يكن في هذه المصطلحات سوى استعمال الغرب لها وإدمانه على الدندنة حولها لكفانا نفرة منها ونأياً عن التفوه بها، فضلاً عن الدعوة إليها، فكيف إذا علمنا علماً قاطعاً أن معانيها التي يقصدونها تصادم دين الإسلام مصادمة تامة، وتبنيها -حسب المفاهيم التي وضعها لها أصحابها- يأتي على الدين من أساسه، وما قد تكون حوته من معنى صحيح ففي لغة الإسلام ومفراداته التي عبر بها عن تلك المعاني ما يكفي ويغني عن التشويش عليه بمشاركة هؤلاء الأراذل في كلماتهم التي تمتلئ بمعانيها الباطلة ومفاهيمها المنحطة: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ? البقرة104، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: [نهاهم سبحانه أن يقولوا هذه الكلمة مع قصدهم بها الخير؛ لئلا يكون قولهم ذريعة إلى التشبه باليهود في أقوالهم وخطابهم، فإنهم كانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويقصدون بها السب، يقصدون فاعلا من الرعونة، فنهى المسلمين عن قولها سدا لذريعة المشابهة؛ ولئلا يكون ذلك ذريعة إلى أن يقولها اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم تشبها بالمسلمين يقصدون بها غير ما يقصده المسلمون] (إعلام الموقعين3/ 137).
وأختم بما رواه الحاكم من طريق ابن شهاب قال: [خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا؟! تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر: أوه لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله].
- وعلى كلٍ فإن ما كتبه شيخنا الكريم إثمه أكبر من نفعه، بل لا يكاد يكون فيه نفع أصلاً، وقد خرج فيه عن نَفَس الفقهاء والعلماء الذي كان يلزمه السير عليه والتشبث به، وجارى في أفكاره ومصطلحاته وتعبيراته من يُسمون بالمفكرين، فإن كنت -شيخنا الكريم- تخاطب بمقالك هذا سوائم الغرب فمالهم وللاستدلال بالآيات وذكر تفسير ابن جرير وآثار ابن عباس، وإن كنت تريد بها المسلمين فهم في غنية تامة عن التسويق والترويج والدعوة والدعاية لمناهج الغرب وأفكاره ومصطلحاته وإن طُليت أحياناً بشيء من المسحة الشرعية فهذا لا يغير من مضمونها وحقيقتها، بل لا يكون إلا سببا في زيادة التباس أمرها وتداخله على الناس فيغتر من يغتر بها لا سيما إن جاءت ممن هو مثلكم.
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: [أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي] رواه أحمد وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
?أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? العنكبوت51.
- فصوِّر نفسك -شيخنا الكريم- وقد دونت مقالك «التعايش» على حاله الذي نشرته به بين الأمة، ثم قدّمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لواحد من الخلفاء الراشدين، فيا ترى ماذا سيكون الجواب؟! وإن شئت أن تعرف وتستيقن فاتلُه على من شئت من آحاد الناس كلمةً كلمةً ثم سلهم هذا السؤال واستمع لما يجيبونك به لتعلم أن ما خططته لا تستسيغه حتى فطر عوام المسلمين فضلاً عن عقلائهم وعلمائهم.
- وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يغضب أشد الغضب بمجرد أن يرى رقعة من التوراة بيد أحد أصحابه، فكيف به إذا سمع هذه الأفكار التي أنتجتها عقول لا صلة لها بدينٍ ولا عقيدة، وإنما هي محض الأهواء أو خلاصة تجربة، وكيف به إذا رأى علماء أمته وهم يروجون لها، ويمدحونها، ويزينوننها، ويدعون للاجتماع حولها وعليها.
- والعجب من شيخنا الكريم -وكل مقاله عجائب- أنه ختمه موقعاً باسم المسلمين يمثلهم [التيار الوسطي العقلاني المعتدل]، والجميع يدركون مَن هم المتشبعون بهذه الألقاب، والذين طالما توددوا للغرب وتذللوا بين أيديهم، ظانين أن ذلك يشفع لهم ليجدوا إليهم مدخلاً، ويحظوا من جهتهم بنظرة قبولٍ وتقدير، فالوسطية والاعتدال أدركنا معناهما، فما هو المدلول السليم والدقيق لكلمة العقلاني التي أقحمت في هذه العبارة، ولقد رأينا آثار الافتتان بالعقل ودعاوى النظر والفكر كيف جرت أصحابها إلى مهاو قاتلة، وأصبح تقديس العقل سمة بارزة في تحليلاتهم ومصطلحاتهم بل حتى فتاويهم، وكم من الأمم والطوائف التي ضلت وهامت وتاهت في سباسب لا نهاية لها حينما ركنت إلى عقولها وفتنت بدقة نظرياتها، حتى أصبحت في وادٍ وشرع الله في وادٍ، واضطر العلماء «العقلاء» أن يصنفوا المصنفات المطولة والمختصرة لبيان تهافت تلك الفتنة العقلانية وشدة جنايتها على الشرع، فهلا قنعتم بما قنعوا به، وكفاكم ما كفاهم، ووقفتم عند ما وقفوا عنده، ولفظتم شر الدواب الذين لا يعقلون ?إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ? الأنفال22
وكتبه نصحاً وتذكيراً/ أبو يحيى الليبي
20/رجب/1428هـ).
قلت: ولمعرفة خطأ استدلال الشيخ الددو بآية (ولا يزالون مختلفين)، وفهمها على غير وجهها، يُنظر الرابط التالي:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/36.htm
والله الموفق ..
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 08:44]ـ
حفظك الله يا شيخ سليمان، ونفع بكم، لا زلت- بارك الله فيكم- مسددا.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 08:53]ـ
قال المعلمي رحمه الله تعالى في (الأنوار الكاشفة) ص 25:
"إن أضرّ الناس على الإسلام والمسلمين هم (المحامون الاستسلاميون)، يطعن الأعداء في عقيدة من عقائد الإسلام، أو حكم من أحكامه، ونحو ذلك، فلا يكون عند أولئك المحامين من الإيمان واليقين والعلم الراسخ بالدين والاستحقاق لعون الله وتأييده ما يثبتهم على الحق ويهديهم إلى دفع الشبهة، فيلجأون إلى الاستسلام بـ (نظام):
1 - ونظام المتقدمين: (التحريف).
2 - ونظام المتوسطين: زعم أن النصوص النقلية لا تفيد اليقين، والمطلوب في أصول الدين اليقين، فعزلوا كتاب الله، وسنة رسوله عن أصول الدين.
3 - ونظام بعض العصريين: (التشذيب). "انتهى.
وقال الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله في (الإسلام والحضارة الغربية) ص 47:
"أما الوسيلة الأخرى التي اتخذها الاستعمار لإيجاد هذا التفاهم المفقود [بين المسلمين والمستعمرين] وعمل على تنفيذها فهي أبطأ ثماراً من الوسيلة الأولى [تربية العلمانيين]، ولكنها أبقى آثاراً، كما لاحظ اللورد لويد، وهي تتلخص في: تطوير الإسلام نفسه، وإعادة تفسيره؛ بحيث يبدو متفقاً مع الحضارة الغربية، أو قريباً منها، وغير متعارض معها على الأقل، بدل أن يبدو عدواً لها، أو معارضاً لقيمها وأساليبها."انتهى.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:40]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 12:05]ـ
بارك الله فيك شيخ سليمان على هذا التنبيه!
لا أدري حقيقة لو كان الشيخ الددو حفظه الله بالفعل يقصد ما رمى إليه المعلق أم لا.
فالتاريخ الإسلامي يشير كله إلى الصراع والإقتتال بينا وبين ملل الكفر، من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهدنا.
وبغضهم للحق (الإسلام) ظاهر للعيان. ولا يكادون يفوتون فرصة إلا ويستهزئون بالله عز وجل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
لكن لعل الشيخ الددو قصد التعايش بيننا وبين أهل الذمة، بحيث تركناهم على قيد الحياة وتعايشنا معهم. والتعايش ليس معناة الحب والمودة، فلا أدري من أين أتى المعلق بهذا الفهم؟!
لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وهذا إذا رضوا بالعيش تحت ظل دولتنا دولة الإسلام.
أما كوننا نستعمل كلمة الآخر في مقام الدعوة، فالأمر لا عيب فيه. وأصله موجود في كتاب الله، فالله في مقام دعوة اليهود يسميهم ببني إسرائيل وفي مقام دعوة النصارى يسميهم بأهل الكتاب.
وليس من الحكمة أن تقول للكافر: تعال يا كافر لأحدثك عن بطلان معتقدك، أو يا فاسق تعال أحذرك من فسقك، أو يا مبتدع .. إلخ.
لإن هذا الأسلوب لا يؤتي أكله، ولا يزيد المدعو إلى نفورا.
أنا لست ضد إستعمال كلمة الكافر أو الفاجر، فقد ورد كتاب الله بذلك ولابد من وضع النقاط على الحروف. لكن يستعمل هذا في مقامه.
فإذا سألني الكافر قائلا: هل تراني كافرا؟
أجيب: نعم، أنت كافر لكذا وكذا، وإن لم تغث نفسك لتكونن من الخاسرين!!
ثانيا/ أنا أواقف على ما ألمح إليه المعلق من ضرورة إظهار عزة المؤمن، فلابد من إظهار العين الحمراء لبني الكفر حتى يرتدعوا ولا ينتهكوا حرمات الله.
أخيرا وليس ختاما، الشيخ الددو من الراسخين في العلم وبهذا شهد له الشناقطة ـ والله أعلم ـ
ختاما، أسأل الله أن يسدنني وإياكم والشيخ الددو على الحق وأن يثبت خطانا عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 12:52]ـ
جزاكم الله خيرًا جميعًا ..
أخي أباهارون:
قلتم: (والتعايش ليس معناة الحب والمودة). هذا ليس بصحيح. راجع مانقلته في مقدمة المقال بالأزرق.
قلتم: (لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وهذا إذا رضوا بالعيش تحت ظل دولتنا دولة الإسلام)!
وهذا ليس بصحيح. فهذه العبارة - لهم ما لنا .. - باطلة كما بين العلماء؛ وعلى رأسهم العلامة المُحدّث الألباني رحمه الله الذي أوضح تهافتها في مواضع كثيرة من السلسلة الصحيحة والضعيفة، وأنها مخالفة للنصوص الشرعية الصحيحة المفرقة بين المسلم والكافر في الأحكام وفي الحال والمآل (انظر مثلا: الضعيفة 5/ 195 - 197).
وفقكم الله ..
وهنا مقال متعلق بالموضوع:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/59.htm
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 01:01]ـ
بارك الله فيك
ـ[خالد العامري]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 02:46]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ سليمان، نقلٌ موفق.
ملحوظة: حبذا لو نسقتم الموضوع من ناحية العرض لأنه _ كما يبدوا لي _ مضغوط ويتعب نظر القارئ. ذلك أن المقال متين ومن يقرأه لا يكاد يخرج قبل إنهائه.
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 05:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الشيخ أبي يحيى الليبي
فلم يمنعه وجوده في الثغور أن ينصح لأمة محمد ويجاهد بقلمه ولسانه ويده
أسأل الله أن يجزل له المثوبة وأن يحفظه ذخرا لأمة الإسلام
اللهم آمين
الشكر موصول للشيخ سليمان الخراشي
أخوكم
أبو الصمصام النجدي
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 12:19]ـ
أثابك الله يا شيخ سليمان ...
*حرر *
وهنا سؤال يا شيخ سليمان - وهو خارج الموضوع -:
ما رأيكم في الترقيع لحزب العدالة التركي ورئيسه, والقول بأن ما قام به لا يعدو كونه مناورةً سياسية, وأنه معذورٌ بذلك شرعاً, وأنه يُدعَى له بالتمكين؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 12:13]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
أخي أباهاجر: تقول: (وأنه معذورٌ بذلك شرعاً).
في ظني أنه غير معذور في ارتكاب (الكفر)؛ ولم يُكرهه أحد عليه. وكثير من دعاة السنة في تركيا - ولله الحمد - يُمارسون دعوتهم دون مضايقات. فالبديل الشرعي موجود، لكن بعض المولعين بالحكم والسياسة يستهينون بأمور عظام في سبيل تحقيق أهدافهم. والله المستعان.
ـ[مغترب]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:30]ـ
الأخ الكريم سليمان الخراشي حفظه الله
ويلخص مسيرة الأنبياء المطردة قصة ورقة بن نوفل عند أول نزول الوحي: [يا ليتني فيها جذعا، يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا] متفق عليه، ..
لا أخفيك، كلما قرأت هذه العبارات في الصحيحين أتذكر شيخنا العلامة محمد الحسن الددو، نفع الله بعلمه، فمن عرفه عن قرب، فإنه قد اطلع على حجم ما يتعرض له من اعتداء داخل المملكة و خارجها، نسأل الله أن ييسر له طريق الحق. و إن أسعفني الوقت، فإني سأقف على بعض الأخطاء المنهجية التي أوردها الكاتب وفقه الله لرضاه. لكني، و مع ذلك، سأبذل جهدي في إيصال هذه الملاحظات للشيخ، لعله ينتفع بها، و يأخذ ما فيها من صواب، و لن يعدم الصواب عند أمثالك إن شاء الله.
ملاحظة:
قريبا إن شاء الله سينزل شرحه لكتابي بدء الوحي و الإيمان من صحيح البخاري في مائة شريط و الجهود قائمة على تفريغها، و فيها أتى بالدرر الثمينة حتى أنك تظن أنه يحفظ الفتح عن ظهر قلب
ـ[أبو معاوية الغامدي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:57]ـ
لن يستطيع كائناً من كان أن يمحي صراع الحق و الباطل ..
و أن يُغيّر مفهوم الكره و البغض ..
فإن دعواه دعوى مخالفة لأصل العروة الوثقى ..
و هي المحبة في الله و الكره في الله ..
و الكره يقتضي جميع صنوف البغض و العداء ..
و ما يرنو إليه .. هو مخالفة ظاهرة لصريح العقل و الشرع و الفطرة ..
سدد الله خطاك على الحق إيها الشيخ الجليل.
تلميذك/أبو معاوية الغامدي
ـ[تلميذ الأئمة]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
شيخنا الفاضل شكر الله ُ لك على هذا النقل المبارك , وكلٌ يؤخذ منه ويُرد , والكمال لله وحده , والزلل وارد لا محاله.
وهنا المقالة كاملة رغبة ً في نشرها على الوجه الذي يرضاه الشيخ المجاهد أبو يحيى الليبي (حسن قائد) -وفقه الله ونصره-.
DOC
http://ia341239.us.archive.org/2/items/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a1.doc
http://ia341239.us.archive.org/2/items/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a33.doc
http://ia341239.us.archive.org/2/items/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a44.doc
http://ia350635.us.archive.org/2/items/Mudaf3a_AbuYahya6/Mudaf3a_AbuYahya7.doc
http://www.archive.org/download/Mudaf3a_Ahya6/Mudaf3a_AbuYahya6.doc
PDF
http://ia341239.us.archive.org/2/items/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a1.pdf
http://www.archive.org/download/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a33.pdf
http://ia341239.us.archive.org/2/items/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a44.pdf
http://ia341239.us.archive.org/2/items/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a5.pdf
http://ia341207.us.archive.org/3/items/Mudaf_hya6/Mudaf3a_AbuYahya5.pdf
chm
http://ia341239.us.archive.org/2/items/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a1.chm
http://ia341239.us.archive.org/2/items/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a2.chm
http://ia341239.us.archive.org/2/items/alkofaraboyahay/AbuYahya_Mudaf3a44.chm
http://ia341241.us.archive.org/0/items/Mudaf_hya/AbuYahya_Mudaf3a4.chm
http://ia341243.us.archive.org/2/items/Mudaf_hya1/Mudaf3a_AbuYahya6.chm
محبك ,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تركي]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 02:49]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 11:20]ـ
جزاكم الله خيرًا ...
الأخ الكريم: مغترب: لا أحد يُنكر فضل وعلم الشيخ الددو. ومن سمو أخلاقه أن يستفيد من ملحوظات من هم أقل منه علمًا وقدرًا. فليتك تعطيه هذا المقال. وأيضًا تنبهه على خطئه في إدخال الأشاعرة والماتريدية في أهل السنة - كما في شرحه لكتاب التوحيد -. ومثلها كلامه غير المؤصل في حديث الافتراق.
وفقكم الله ..
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 01:40]ـ
حفظك الله ياشيخ " سليمان " وجمعنا بك في الجنة.
ـ[ابو محمد الطالبي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 01:07]ـ
تعليقات الإخوة على مقال الشيخ العلامة الددو يلاحظ عليها مايلي: 1/ الاستهانة بتصنيف الناس والقدح في نواياهم 2/ الخلط الكبير بين البراء القلبي الذي لا يقبل المزايدة وبين المقتضى الظاهر للبراء الذي يخضع لأحكام الشرع المختلفة 3/ التسوية في تطبيق البراء مع الكافر بين المحارب وغير المحارب مع أن النصوص قد فرقت بينهما بشكل جلي فهذه الأمور تحتاج إلى دراسة علمية ولايجوز أن يكون الانفعال والحماس الغير منضبط بأحكام الشرع هو المتصرف في طروحاتنا العلمية والله أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 11:05]ـ
الأخ الكريم الطالبي: البراء لابد منه مع كل الكفار، فلا تخلط بينه وبين البر.
===========
السؤال:الرجاء من فضيلتكم توضيح الولاء والبراء لمن يكون؟ وهل يجوز موالاة الكفار؟
الجواب:
الولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم، وبغض الكافرين ومعاداتهم، والبراءة منهم ومن دينهم، هذا هو الولاء
والبراءكما قال اللهسبحانه في سورة الممتحنة: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ من دون الله كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [1] الآية.
وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين، وإنما معناه أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقبلك، ولا يكونوا أصحابا لك، لكن لا تؤذيهم ولا تضرهم ولا تظلمهم، فإذا سلموا ترد عليهم السلام وتنصحهم وتوجههم إلى الخير، كما قال الله عز وجل {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [2] الآية. وأهل الكتاب هم اليهودوالنصارى وهكذا غيرهم من الكفار الذين لهم أمان أو عهد أو ذمة، لكن من ظلم منهم يجازى على ظلمه، وإلا فالمشروع للمؤمن الجدال بالتي هي أحسن مع المسلمين والكفار مع بغضهم في الله للآية الكريمة السابقة، ولقوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِي أَحْسَنُ} [3]، فلا يتعدى عليهم ولا يظلمهم مع بغضهم ومعاداتهم في الله، ويشرع له أن يدعوهم إلى الله، ويعلمهم ويرشدهم إلى الحق لعل الله يهديهم الى طريق الصواب
ولا مانع من الصدقة عليهم والإحسان إليهم لقول الله عز وجل: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَم يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [4]، ولما
ولما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن تصل أمها وهي كافرة في حال الهدنة التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة على الحديبية.
(الشيخ ابن باز رحمه الله).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:34]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ سليمان.
سبحان الله! رد الأخ يقطر أدبا مع الشيخ الددو، ولكن المتعصبين للشيخ الددو يأبون إلا أن يقولوا بلسان حالهم: " صلى الله عليه وسلم "!!
وماذا عليكم لو قلتم أخطأ؟!!!
إن العجب لا ينقضي لمن يدعو إلى السلفية، ثم يأتي ويقدم حرمة زيد أو فلان على حرمة الشريعة الغراء!!
الحمد لله الذي جعلنا سلفيين.
ـ[ابو الصقر العمراني]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... ؟
الحمد لله الذي نصر شريعته بنفسه وتولى ذلك واعتنى بها
فشريعة الله سائرة رغم المعوقات والحواجز والموانع التي يضعها اعداء الله واعداء الدين وبعض ممن ينتسبون الى هذا الدين العظيم الذي لا مثيل له الذي هو طريق النجاح والفلاح والسعاده والسعاده .... الخ
فقد كثر اعدا هذا الدين بكثره
ومنهم من لم يفهمه جيدا ثم يقول انت الذي لم تفهم
ولا حول ولا قوة الا بالله
لكن مع هذا فقد سخر الله في كل زمان ومكان من يقوم بحقيقة هذا الدين
ومازالو وسيزالوا رغم كل موافق ورغم كل معانند ومضايق
فوعد الله سائر بنصر هذا الدين فهو الحبل المتين والصراط المستقيم والمستقبل له
والمستقبل له ... انشاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الطالبي]ــــــــ[08 - Sep-2007, صباحاً 02:40]ـ
الأخ سليمان:ماذكرته في تعليقك هو عين ماأدين الله به ولا يحول دون هذا البراء القلبي مانظهره مع الكافر من كل مايدل على سماحة الإسلام ومن المحبة لغير دينهم ألم يقل الله تعالى (ها أنتم اولاء تحبونهم ولا يحبونكم) ويقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: (إنك لا تهدي من أحببت) وكان يحب عمه الكافر ابا طالب وليت أن بعض الأخوة المداخلين يحسنون الظن بإخوانهم خاصة وهم يعلمون أن شريعتنا هي التي أمرتنا باحترام وتوقير علمائنا
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 03:23]ـ
أستغرب غرابة شديدة من كاتب المقال الذي حشر الشيخ سلمان العودة _حفظه الله _ في أول مقاله وبدون أي احترام وتقدير لمكانت الشيخ سلمان وسابق فضله والأدب الواضح مع الشيخ الددو وهذه تحسب له لكن ينبغي أن ننزل أهل العلم منازلهم ونحترم افكارهم وآرأهم وإذا راينا الخطأ قومناه
وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه ............... وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث
ـ[زكي التلمساني]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 04:54]ـ
(التعايش مع الآخر) في مصطلح القوم اليوم هو عين قول الأوّل (و داوني بالتي كانت هي الدّاء) ..
زكي التلمساني
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 01:01]ـ
بارك الله فيك شيخ سليمان على نشر هذا المقال للشيخ المجاهد أبي يحيى الليبي , الذي لربما كتب هذا المقال بيده اليمنى وبيده اليسرى سلاحه , وللأسف أغلب طلبة العلم وهم في راحة ورفاهية لا يكلفون أنفسهم بالرد على مثل هذا الكلام ...
وأزيد الموضوع إثراءا بفتوى للشيخ حامد بن عبدالله العلي حفظه الله:
فضيلة الشيخ / حامد العليالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهعندي مسألة أحب أن تتفضلوا ببيان الحق فيها وهي:
قال أحد العلماء: (التعايش مع الآخر حقيقة تاريخية، وضرورة واقعية،
احترام المعتقدات والمبادئ الأساسية لكل طرف
: وهذه مسألة بالغة الأهمية ولها أثرها الطيب على العلاقات بين الأمم، والمجتمعات، فلكل أمة عقيدة، أو مبادئ تقدسها، وتلتزم بها، وتعتبرها أسمى من غيرها، ويدخل في هذا أركان الإيمان عند المسلمين، من إيمان بالله وملائكته، وكتبه،ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره .. ولغير المسلمين مايقدسونه ويحتفون به من آلهة يعبدونها، أو مبادئ يعتزون بها .. ومبدأ الاحترام مبدأ قرآني أصيل دل عليه قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم .. }.
أي لا تسبوا آلهةالمشركين وأصنامهم فيسبوا الله جهلا واعتداء لعدم معرفتهم بعظمة الله، قال ابن عباس: قال المشركون لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجون ربك فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم، ومعاملة أي من الطرفين للآخر بعدم احترام وخاصة في هذا الجانب لهاآثار مأساوية، وأنصع مثال على ذلك ما اقترفته الصحيفة الدانمركية ورساميها من تعريض وسخرية بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو المكر الشنيع الذي أوقد نارا لا تزال مشتعلة، وقد أتى حريقها على الأرواح والأموال ... وسبب هذا المنكر الشنيع شرخا يصعب تجاوزه بين المسلمين والغرب مالم يبادر الغرب إلى الاعتذار وتشريع ما يحول دون فعل مماثل
والسؤال هو، هل هذا الإطلاق صحيح.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
في هذا الإطلاق نظر، وإن كان الظاهر أن قائله قد يريد به معنى صواب.
ومعلوم أنَّ إطلاق الألفاظ التي لم تستعمل في الكتاب والسنة على المطالب الشرعية، كثيرا من ينطوي تحته مثل هذا الغموض، فيثمر الإشكال، مثل لفظ (الآخر) و (التعايش)، وكذا (مبدأ الإحترام)، والواجب استعمال الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة، لاسيما في هذه الأبواب العظيمة دفعا للبس، ورفعا لتوهم الباطل، فإن استُعمل غيرها فيكون بالتفصيل، إن كان المقام يحتمل الإلتباس.
والحق أنّ القرآن مليء بالطعن على الضلال الذي هو كلّ دين غير دين الإسلام، قال تعالى (فماذا بعد الحق إلاّ الضلال) وقال (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، كما أنه مليء بالتشنيع على أهل الكفر والضلال، والبراءة منهم، وبأمر المؤمنين بذلك،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكيف يوصف القرآن بأنّه أعطى صفة الاحترام المشتقّة من (الحرمة) لما علق عليه الخسران المبين، ولما ضرب له أسوء الأمثلة في كتابه، واطلق عليه أشنع الأوصاف، وأبشع الأسماء، فسمّاه الكفر، والضلال، والظلمات، والعمه، والإفك، والظلم، والجهل، والسفه، والخزي، وقال: صمّ، بكمٌ، عميٌ، وحصب جهنم، وضرب لهم أسوء الأمثلة وقال (ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا) بعد أن ضرب لهم مثلا بالكلب .. إلخ.
ومع هذا، فإنّ الشريعة لم تحرم أن يعيش المسلمون مع غيرهم من غير المحاربين، تعايشا آمنا، يتبادلون المصالح والمنافع، وفق ما أنزل الله تعالى عليهم من أحكام، ويتضمن ذلك الإحسان في مواضعه المحمودة، وضده في ضدها.
أما نهي القرآن عن سب آلهة المشركين، فلا يطلق القول إنه دليل على مبدأ الإحترام، فإنّه نهي مخصوص بمقام يُخشى فيه وقوع ضرر أكبر منه، وبهذا يحصل التوفيق بين هذا النهي، وما في القرآن من أوصاف الذم الشنيعة على الطاغوت وأولياءه،وما ورد في الأخبار مما هو نظير ذلك.
قال الإمام الشوكاني: (وفي هذه الآية دليل على أن الداعي إلى الحق، والناهي عن الباطل، إذا خشي أن يتسبب عن ذلك ما هو أشد منه من انتهاك حرم، ومخالفة حق، ووقوع في باطل أشد،كان الترك أولى به، بل كان واجبا عليه، وما أنفع هذه الآية، وأجل فائدتها، لمن كان من الحاملين لحجج الله، المتصدين لبيانها للناس، إذا كان بين قوم من الصم البكم، الذين إذا أمرهم بمعروف تركوه، وتركوا غيره من المعروف، وإذا نهاهم عن منكر فعلوه وفعلوا غيره من المنكرات، عنادا للحق، وبغضا لاتباع المحقين، وجراءة على الله سبحانه)
قال القرطبي: (قال العلماء: حكمها باق في هذه الأمة، على كل حال، فمتى كان الكافر في منعة، وخيف أن يسب الإسلام، أو النبي عليه السلام، أو الله عز وجل، فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم، ولا دينهم، ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك، لأنه بمنزلة البعث على المعصية، وعبر عن الأصنام، وهي لا تعقل بالذين على معتقد الكفرة فيها).
وفي هذه الآية أيضا ضرب من الموادعة، ودليل على وجوب الحكم بسد الذرائع، حسب ما تقدم في البقرة، وفيها دليل على أن المحق قد يكف عن حق له، إذا أدى إلى ضرر يكون في الدين، ومن هذا المعنى ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لا تبتوا الحكم بين ذوي القرابات مخافة القطيعة).
ويدخل في هذا الذي ذكره هذان الإمامان، أن يكون الداعي في مقام الدعوة لغير المسلمين، فيستعمل معهم الرفق، ويتجنّب ما ينفرهم في وصف ما هم عليه من الكفر والباطل، حتى يستميلهم إلى الحق بألطف العبارة، وأجمل الإشارة.
والظاهر أن القائل المنقول كلامه في السؤال يقصد هذه المعاني الصحيحة، والواجب حمل كلام المتكلم على مقتضى إحسان الظن.
والله أعلم
http://h-alali.info/f_open.php?id=d0d1783e-81be-102a-b5cc-0010dc91cf69
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 03:50]ـ
بارك الله فيكم ..
أهو الذي عُرض مرة على قناة الجزيرة .. ؟
رأيت الشيخ الددو مرة بالصدفة وهو يلقى كلاما أشبه بهذا ..
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 02:41]ـ
لا أدري أخي الروس .. ولكني أيضا فجعت حقيقة وحزنت حزنا عندما قال لي بعض الأصدقاء أنه رأى الشيخ الددو على الجزيرة وهو يمتدح الديمقراطية ويتكلم فيها .... الخ!! واأسفاه إن كان هذا صحيحا ..
ـ[مغترب]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 06:28]ـ
سألت شيخنا محمد الحسن الددو عن مقال التعايش مع الآخر، فذكر أن المقال لموريتاني آخر، وقد نشرته الرسالة والإسلام اليوم وغيرها باسم الشيخ محمد الحسن الددو خطأ. وقد أعلن الشيخ هذا الأمر في برنامج الجواب الكافي قبل عدة أشهر.
أما بالنسبة لبقية الملاحظات على شيخنا، فأعدكم أني سأعرضها عليه عندما أنتقل إلى موريتانيا بعد ثلاثة أسابيع إن شاء الله تعالى.
آمل أن توصلوا هذا الأمر للشيخ الليبي حفظه الله.
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 02:44]ـ
من باب الذب على العلماء فقد سمعت أذناي ووعى قلبي نفي الشيخ حفظه الله أن تكون هذه المقالة له، كما ذكر الأخ مغترب. والحي مادامت الحياة تدب فيه لايؤمن من الفتنة، فنسأل الله لجميع المسلمين علماء وعامة الثبات على الدين وحسن الختام.
ـ[أحمد الأحمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 11:41]ـ
وأنا-أيضاً-سمعت الشيخ في الجواب الكافي
يبين أن هذا الكلام نسب له خطأً.
والله أعلم.
ـ[المرجح]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 02:53]ـ
روى الإمام مسلم عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا .. وفيه .. وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان، وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً، فقلت: يا رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة، قال: استخرجهم كما أخرجوك، وأغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك).
فأين التعايش الآمن، والتحاور الهادئ، والاحترام المتبادل، والأجواء المناسبة، والتسامح الرقيق، والله يأمره بإحراقهم واستخراجهم وغزوهم وقتالهم، قال تعالى: ?ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ? محمد4.
وما هذا التعايش المتكافئ الممكن الذي اكتشفناه نحن أخيراً، وفات رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يدركه ويتفطن له، فلم يستطع أن يقيم بين أبناء قومه وعشيرته، حتى أخرج تاركاً أهله وولده وداره وهو يقول: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي والله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت)؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرجح]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 03:04]ـ
من الجيد أن الأخوة هنا أبانوا أن المقال ليس للشيخ الددو .... لكن
المقال مازال منشورا في عدد من المواقع باسم الشيخ وأحيانا مع صورته
فعسى الإخوة أن ينبهوا الشيخ أنه مازال منشورا منسوبا إليه
بله أن يراسلوا المواقع التي نشرته كي تزيله ولا تلبس على الشيخ وعلى أحبابه
وهنا بعض المواقع التي مايزال فيها مقال الشيخ الددو
موقع علماء الشريعة: http://www.olamaashareah.net/nawah.php?tid=4561
موقع إسلام اليوم: http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=3 7&catid=185&artid=9582
موقع الوعي الإسلامي: http://alwaei.com/topics/view/article.php?sdd=1257&issue=487
وفي موقع الوعي تجد هذه العبارة ...... بحث مقدم إلى مؤتمر >نحن والآخر< الذي أقامته وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت في الفترة من 4 - 8 صفر 1427هـ الموافق 6 - 8 مارس 2006 ·؟؟!!
ولم أستقر بل هذه مواقع مررت بها عجلا ........................... حفظ الإله علينا ديننا
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 08:06]ـ
أتمنى من الأخوة أن يذكروا لنا تاريخ هذه الحلقة التي كذب فيها الشيخ المقال المنسوب إليه.
والله الموفق
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 04:55]ـ
السلام عليكم وبعد ..
إن تمييع الإسلام هو الغاية التي تسعى إليها الجاهلية الغربية عن طريق العولمة الثقافية.
وزيادة في الفائدة أكتفي هنا بنقل فصل من كتاب "فضائح المشركين" لكاتبه
محمد سلامي تحت عنوان: التوحيد لا يزيد و لا ينقص.
----------------------------
موقع البيان الإسلامي ( http://www.bayanislami.com)
www.bayanislami.com
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 04:10]ـ
أرجو توثيق كلام الشيخ في نفي نسبة المقال له.
لأن له صور وهو حاضر في ذلك المؤتمر وهذه الورقة هي ورقته التي قدمها.
ثم إنه وقع على هذا البيان: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=70514#post705 14
وفيه قول الموقعين وهو حفظه الله منهم:" إننا من موقع مسؤوليتنا المستمدة من مبادئنا الإسلامية ونحن كمسلمين لا نرجو إلا الله ولا نخشى أحداً سواه، نعلن لفخامتكم وللشعب الأميركي أننا نؤكد على حق جميع الأديان والثقافات والحضارات والمجتمعات في التنوّع وحرية الاختيار، قال الله تعالى في القرآن الكريم (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) "
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:53]ـ
لمن يبحث عن كلام الددو عن الديمقراطية هنا
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B0C71DCB-EC67-4669-BA36-9AFD4C47BFAF
الحبيب الغريبي: يعني أنتم تحدثتم إلى حد الآن عما يفهم بأنه يعني مدخل للحداثة والديمقراطية في موريتانيا ولكم قولة شهيرة أو موقف شهير من الديمقراطية تقولون إنه إذا استوجب استيرادها من الغرب فنحن جاهزون. يعني هل لنا أن نفهم هذا الطرح؟
محمد الحسن ولد الددو: نعم بالنسبة للحكم في الإسلام الذي بينه الله في كتابه وأرسل إليه رسوله صلى الله عليه وسلم هو الشورى ولكن الشورى التي أمر الله بها في قوله { .. وشاورهم في الأمر .. } [آل عمران:159]، وقوله { .. وأمرهم شورى بينهم .. } [الشورى:38]، وطبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لها آلية محددة نصية حتمية لا يمكن تجاوزها، فالنبي صلى الله عليه وسلم اختاره الله جل جلاله وجعله إماما للمؤمنين بل إماما للرسل جميعا ولما توفاه الله اختار المؤمنون أبا بكر رضي الله عنه وكانت الطبقة التي تختار من المؤمنين محصورة فأهل بدر عددهم إذ ذاك الباقي منهم أقل من ثلاثمائة وهم طبقة يرضى عنها المؤمنون جميعا وقد رضي عنها الله بنص كتابه وكذلك أهل بيعة الرضوان والباقون منهم أيضا فوق الألف بقليل وهم طبقة رضي الله عنه بكتابه ورضي عنها المؤمنون ولا يمكن أن يُنازعوا وهم محصورون وعددهم يسير فإذا عرفت أصواتهم وجاءت أكثريتهم على أمر فهو شورى للمؤمنين لكن بعد أن انتهت هذه الطبقات التي قد رضي الله عنها في كتابه ورضي عنها المؤمنون جميعا لم يبق للمؤمنين الآن طبقة مرضية عنها فكل المؤمنين برهم وفاجرهم، ذكرهم وأنثاهم شركاء فيما جعل الله لهم من الخيرات في الأرض وفي سياسة بلادهم، حتى المواطنين من غير المسلمين لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
حقوق كذلك فهم يملكون مثلما يملك غيرهم ولا يمكن إكراههم ولا إجبارهم على أمر لا يريدونه في ممتلكاتهم فالشرع لا يبيح ذلك، ومن هنا لا بد أن يكون للناس عرفاء كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح بخاري فقد أمر الناس أن يخرجوا إليه عرفاءهم في قضية أنطاس، وفي سنن أبي داود أنه قال "العرافة حق ولا يستقيم الناس إلا للعرفاء"، فلا بد من العرفاء وهم الذين ينتخبهم الناس للقيام بأمورهم فنحن ليس لدينا آلية ولا وسيلة محددة لتطبيق الشورى فجاءت الديمقراطية وطبقها الغرب ونجحت فيه ونحن ليس لدينا غضاضة من أن نستورد أي شيء نافع من أي حضارة أخرى فالرسول صلى الله عليه وسلم استورد فكرة الخندق من حضارة فارس وفكرة الخاتم من حضارة الروم وفكرة المنبر من حضارة الحبشة فلذلك فكرة الديمقراطية بالتداول السلمي على السلطة عن طريق صناديق الاقتراع وتسجيل كل الذين تتوافر فيهم الشروط وإحصائهم إحصاء ومعرفة رأي الأكثر منهم وأيضا ما يتعلق بمراقبة الحاكم وتحديد صلاحياته هذه أمور يأمن بها الشرق ..
الحبيب الغريبي (مقاطعا): ولكن هل الديمقراطية يعني في نموذجها الغربي أم بخصوصيتها المحلية؟
محمد الحسن ولد الددو: بخصوصيتها المحلية طبعا، لا يمكن أن تطبق الديمقراطية الموجودة في الغرب تماما في بلاد الإسلام، حتى الغرب نفسه كل بلد فيه له ديمقراطيته المختصة، أنتم تعرفون أن النظام الأميركي يختلف تماما عن النظام الفرنسي عن النظام البريطاني وكل له ديمقراطيته ويفخر بها.
الحبيب الغريبي: يعني في سياق الحديث عن الديمقراطية وأنظمة الحكم يعني أنتم في إحدى محاضراتكم طالبتم بصراحة الإسلاميين من حسم موقفهم من الديمقراطية.
محمد الحسن ولد الددو: نعم.
الحبيب الغريبي: وهل تم هذا الحسم برأيك لحد الآن؟
محمد الحسن ولد الددو: لم يتم إلى الآن في كل الدوائر الإسلامية لكن كثير من الإسلاميين الذين على الأقل لهم اهتمام سياسي ولهم مشاركة وينبذون العنف حسموا موقفهم بالأخذ بالديمقراطية كآلية ووسيلة لتطبيق الشورى.(/)
قواعد التعامل مع المخالفين
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 12:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصل هذه الموضوع , هو كتاب اسمه (فقه الائتلاف ... قواعد التعامل مع المخالفين بالانصاف) إعداد: محمود محمد الخزندار.
وسوف أختصر هذا الكتاب بذكر القواعد , ولا مانع من المناقشة.
المقدمة: إن طرح الموضوع على صورة قواعد محاولة لضبط مواقف الخلاف بأصول شرعية وآداب وأخلاق, لها صورة عملية في سلوك علماء السلف ...
وهذه المحاولة قابلة للتطوير والبحث والتدقيق والتأصيل.
وقد سعيت أن تكون كلماتي مشفوعة بنصوص العلماء المشبعين بفقه السلف في الانصاف, كشيخ الاسلام والذهبي وابن القيم والشاطبي أمثال هؤلاء الفحول.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 12:59]ـ
الباب الأول: بين الخلاف والانصاف
1_ ابن تيمية ( ... الله أمر بالجماعة والائتلاف ,ونهى عن البدعة والاختلاف).الفتاوى 3/ 285
2_ ابن تيمية (التفريق الذي حصل من الامة ... أوجب تسلط الاعداء).الفتاوى 3/ 421
3_ ابن القيم ( ... إذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب ... لم يضر).الصواعق2/ 519
... وللحديث صلة إن شاء الله
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 10:13]ـ
4 - الليث بن سعد (إذا جاء الاختلاف أخذنا فيه بالأحوط) جامع بيان العلم 2/ 906
5 - الامام مالك ( ... ما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه, وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر) سير أعلام النبلاء8/ 114
6 - الرسول (ص) (كلاكما محسن, ولاتختلفوا ... ) رواه البخاري3476
7 - ابن تيمية ( ... المناظرة والمحاجة لا تنفع إلا مع العدل والإنصاف) الفتاوى 4/ 108 - 109
انتهى الباب الأول
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 12:48]ـ
الباب الثاني: الإنصاف في الولاء للحق
1_كلام المتعصب -كما وصفه الماوردي-: (هذه دلالة فاسدة؛ووجه فسادها أن شيخي لم يذكرها) أدب الدنيا والدين ص70
2_الغزالي (من جعل الحق وقفاً على طائفة ... فهو إلى الكفر أقرب) انظرما لايجوز فيه الخلاف بين المسلمين 212 - 239نقلاً عن فيصل التفرقة بين الإيلام والزندقة لأبي حامد الغزالي
3_ابن تيمية ( ... التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل ... من التفرق الذي ذمه الله) الفتاوى11/ 92
4_ابن تيمية (إن الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف, ونهيا عن الفرقة والاختلاف) الفتاوى11/ 92
5_ابن تيمية (ما من الأئمة إلا من له أقوال وأفعال لا يتبع عليها, مع أنه لا يذم عليها) 10/ 383 - 384
وللحديث بقية ... إن شاء الله
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 11:02]ـ
جزاكم الله خيرا، وأجزل لكم المثوبة والعطاء.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:02]ـ
للفائدة. . . واصل، بارك الله فيكم!
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 07:45]ـ
جزاك الله خيرا أخي نضال ولن أرد طلبك بعون الله
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 09:30]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 10:04]ـ
بارك الله فيكم وعيدكم مبارك
فوائد قيمة
وكلمة الغزالي استوقفتني كثيراً
وقبل أن أنسى
أخي خليل الفوائد ما معنى الخلم، في توقيعك؟
مع الشكر
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 08:31]ـ
6 - بعض الأئمة (ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه) الفتاوى30/ 80
7 - ابن تيمية (كل إنسان تهوى نفسه أن يرجح متبوعه) 20/ 291
8 - الذهبي (فلا تعتقد أن مذهبك ... فإنك لا دليل لك على ذلك) بيان زغل العلم16
9 - ابن تيمية (ما من إمام إلا له مسائل يترجح فيها قوله على قول غيره) 20/ 293
10 - ابن تيمية (البدع تكون في أولها شبرا ثم تكثر في الأتباع ... ) 8/ 425
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 03:23]ـ
السلام عليكم و الله ان الموضوع رائع أحسن الله اليم أخي الفاضل
و يبقى الاختلاف واردا وللخطأ مهما كثر مساغا ما دامت الاصول سليمة
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 07:26]ـ
جزاكم الله خيرا واسمح لى بنقل بعض هذه الاقوال إلى أحد المنتديات
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 08:45]ـ
بل أشجع نقله في المنتديات
وأشكركم على المرور والمشاركة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 09:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ليتك تكثر من هذه الموضوعات.
فقد صارت بعض المنتديات يكتب فيها من لا يتقى الله في الناس فأحدهم إذا اختلف مع غيره لا يكتفى بوصفه بالبدعة وفقط بل يستحل السب والشتم وقذف أعراض المؤمنات عند مخالفه ولا حول ولا قوة إلا بالله ... ولم يحدث هذا في منتدى الأصلين الأشعرى أو حتى منتدى كتكوت! بل هنا في المجلس العلمى وإنا لله وإنا إليه راجعون ... ثم يدعى القاذف أنه يدافع عن السنة!!! ...
والأخوة المشرفون يعلمون ذلك ورأوا ذلك ورآه بعض القراء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولا يعيب هذا المجلس العلمى فكم من محسن بنى مسجداً ثم بال فيه جهول أو تعرى قبالة المحراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 09:25]ـ
11 - الشوكاني يصف حال المتعصبين: ( ... بحث كل منهما عن أدلة ماذهب إليه ... على علم منه بأن الحق في الجانب الآخر) أدب الطلب ص81
12 - ابن تيمية يصف حال المتعصب: (يكتم من العلم ما فيه حجة لمخالفه ,وإن لميتيقت أن مخالفه مبطل) اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 73
13 - العز بن عبد السلام يصف حال المتعصب: ( ... ظن أن الحق منحصر في مذهب امامه) قواعد الأحكام2/ 136
14 - الشافعي: (كيف يدعي الامامة الاقتداء يمذهبه جماعة صار العلم بيتهم عداوة قاطعة؟!) إحياء علوم الدين 1/ 46
15 - ابن تيمية: (ليس له أن يجعل قدوته وأصحابه هم المعيار ويعادي من خالفهم) الفتاوى20/ 8 - 9
16 - ابن تيمية يصف حال الطوائف المتعصبة: (لا يقبلون من الدين رأياً ورواية إلا ما جاءت به طائفتهم) اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 74 - 75
17 - ابن القيم: (المتعصب الذي جعل قول متبوعه عياراً على الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ... إلى الذم والعقاب أقرب) إعلام الموقعين 2/ 210
18 - ابن تيمية: (أئمة المسلمين ... وسائل وطرق وأدلة بين الناس وبين الرسول (ص)) الفتاوى20/ 224
19 - ابن تيمية: (ليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك) الفتاوى11/ 512
20 - ابن تيمية: (الصواب: أن ما جاء به الكتاب والسنة من هذا وهذا: حق , وما خالف الكتاب والسنة من هذا وهذا: باطل) اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 79
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 09:36]ـ
21 - ابن تيمية: (الإقرار بما اتفق على اثباته أهم من الإقرار بما حصل فيه نزاع) الفتاوى6/ 25 - 26
22 - ابن حجر: (الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها، وتؤخذ عته فينتفع بها) فتح الباري4/ 616
23 - محمد الأمين الشنقيطي: (ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله ... الحق حق ولو كان قائله حقيرا) أضواء البيان 1/ 6
24 - السعدي: (إذا تكلم العالم على مقالات أهل البدع، فالواجب عليه أن يعطي كل ذي حق حقه، وأن يبين مافيها من الحق والباطل) تفسير آية 152سورة الأنعام
25 - ابن عبدالبر: ( .. وعند كل واحد من الطائفتين خير كثير وعلم كبير) جامع بيان العلم وفضله 1135 - 1139
26 - الذهبي: (كيف يرد الاجتهاد بمثله) السير18/ 184 - 212
27 - ابن مسعود: (ومن أتاك بحق فاقبل منه -وإن كان بعيداً بغيضاً- ... ) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 4/ 586
28 - ابن القيم: (قبول الحق ممن جاء به، من ولي عدو، وحبيب وبغيض، وبر وفاجر) إعلام الموقعين 1/ 147
29 - سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب: (قبول الحق ممن جاء به وإن كان عدواً مخالفاً في الدين) تيسير العزيز الحميد 600 - 601
30 - معاذ بن جبل: (وقد يقول المنافق كلمة الحق) صحيح سنن أبي داود صحيح الإسناد موقوف
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 10:53]ـ
31 - حانم الأصم: ( ... أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي ألا أجهل عليه.) إحياء علوم الدين 1/ 64
32 - بكر أبو زيد: (الرسوخ في الإنصاف بحاجة إلى قدر كبير من خلق رفيع ودين متين) تصنيف الناس بين الظن واليقين77 - 78
33 - الشافعي: ( ... فإن كان الحق معي اتبعني، وإن كان الحق معه اتبعته) قواعد الأحكام 2/ 136
34 - ابن تيمية: ( ... فالواجب على كل مؤمن موالاة المؤمنين ... وأن يقصد الحق ويتبعه حيث وجده) الفتاوى 22/ 252 - 253
35 - ابن تيمية: ( ... وإن لم يظهر -الحق- سكت هذا عن هذا، وسكت هذا عن هذا) الفتاوى 35/ 379(/)
نزار قباني .. لا يجوز قراءة ديوانه
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 01:05]ـ
نزار قباني .. لا يجوز قراءة ديوانه
المفتي د. صالح بن مقبل العصيمي
السؤال / ممكن أن ترسلوا لي ديوان الشاعر نزار القباني؟ و ما رأيكم بأقواله.
الجواب الحمد لله. أما بعد:
أخي الكريم نحذرك من ديوان هذا الرجل. فقد احتوى ديوانه على انحرافات خلقية وعقدية.
وإليك طائفة من ذلك:
يقول: بأنَّ الله تعالى قد مات وأن الأصنام والأنصاب قد عادت، فيقول: (من أين يأتي الشعر يا قرطاجة .. والله مات وعادت الأنصاب) [الأعمال الشعرية الكاملة (3/ 637)] كما يُعلن ويُقر بضياع إيمانه فيقول: (ماذا تشعرين الآن؟ هل ضيعتِ إيمانك مثلي، بجميع الآلهة) [المصدر السابق (2/ 338)]
ويقول: بأنه قد رأى الله في عمّان مذبوحاً على أيدي رجال البادية فيقول في مجموعة (لا) في (دفاتر فلسطينية) صفحة 119: (حين رأيت الله .. في عمّان مذبوحاً .. على أيدي رجال البادية غطيت وجهي بيدي .. وصحت: يا تاريخ! هذي كربلاء الثانية .. )
ويقول: بأن الله تعالى قد مات مشنوقاً على باب المدينة، وأن الصلوات لا قيمة لها، بل الإيمان والكفر لا قيمة لهما فيقول في مجموعة (لا) أيضاً في (خطاب شخصي إلى شهر حزيران) صفحة 124: (أطلق على الماضي الرصاص .. كن المسدس والجريمة .. من بعد موت الله، مشنوقاً، على باب المدينة. لم تبق للصلوات قيمة .. لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة .. )
كما أن نزار قباني قد سئِمَ وملَّ من رقابة الله عز وجل حين يقول: (أريد البحث عن وطن .. جديد غير مسكون ورب لا يطاردني وأرض لا تعاديني) [(يوميات امرأة لا مبالية) صفحة 597] ويعترف نزار قباني بأنه من ربع قرن وهو يمارس الركوع والسجود والقيام والقعود وأن الصلوات الخمس لا يقطعها!! وخطبة الجمعة لا تفوته، إلا أنه اكتشف بعد ذلك أنه كان يعيش في حظيرة من الأغنام، يُعلف وينام ويبول كالأغنام، فيقول في ديوانه (الممثلون) صفحة 36 - 39: الصلوات الخمس لا أقطعها يا سادتي الكرام وخطبة الجمعة لا تفوتني يا سادتي الكرام وغير ثدي زوجتي لا أعرف الحرام أمارس الركوع والسجود أمارس القيام والقعود أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام وهكذا يا سادتي الكرام قضيت عشرين سنة .. أعيش في حظيرة الأغنام أُعلَفُ كالأغنام أنام كالأغنام أبولُ كالأغنام
فهذا شاعر الإلحاد والكفر لا يجوز قراءة ديوانه. وننصحك بكتاب: السيف البتار في نحر الشيطان نزار ومن وراءه من المرتدين الفجار والله تعالى أعلم.
المصدر ( http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=21900&Itemid=35)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 05:15]ـ
بارك الله فيك
تنبيه يؤخذ بعين الإعتبار فهؤلاء قد ينجرفون بفكرك الى الهاوية من خلال أقلامهم المسمومة
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 05:48]ـ
حبذا لو يتكرم الأخ الكريم زين العابدين الأثري مشكورا، فيوضح الأمور أكثر بتقديم قاعدة عامة تشمل ديوان نزار قباني ودواوين غيره من الشعراء منذ الجاهلية إلى اليوم ...
إن في شعر امريء القيس بل في معلقته ما يعتبر فيه أستاذا لنزار وغيره من شعراء العربية، وقس على ذلك أشعار عمر بن أبي ربيعة وبشار بن برد ومطيع بن إياس وأبي نواس وغيرهم ... إلى أن تصل الى شعر نزار قباني ومن بعده .. وأنا أتساءل كيف تسنى لصاحب السيف البتار أن ينحر نزارا ومن وراءه لو لم يقرأ ديوانه؟.
ثم ما رأيك في قول صاحب الوساطة بأن الشعر بمعزل عن الدين ...
أتمنى مناقشة هذا الموضوع مناقشة علمية على ضوء النصوص وما وصلت إليه الدراسات النقدية الحديثة خصوصا منها تلك التي تم إنجازها في إطار الاهتمام بالأدب الإسلامي
ـ[زكي التلمساني]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 10:17]ـ
الرجل صاحب سوء، و لزم الردّ عليه و بيان عوراه، و قد لا يكون ذلك إلا بتصدّي بعض الباحثين إلى قراءة تبنه قصد بيان خساسته و اعوجاجه عن الجادّة ..
هذا في جانب التخلية، أما في جانب التحلية فلا زلنا نرى القصور و الضعف، مهما طبّل لهم، فلا زلت لم أر أدبا رصينا و قلما متينا مذ أن رحل العلامة محمود شاكر رحمه الله .. و الله أعلم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 10:39]ـ
إلى أين أبا خالد أنت تسير
إلى أهوال ومخاوف وأساطير؟
قتلناك يا آخر الأنبياء
قتلناك
ولما رأينا الدماء
فوق الوسادة
قلنا السماء
قتلناك
لكننا تركناك
تعرى وتجوع في الطور وحدك
ـــ
أعوذ بالله من التكملة لكن كانت هذه الكلمات هي بعض كلمات من قصيدة نزار قباني في رثاء جمال عبد الناصر عندما مات وقد نقلها كلها أحمد فوزي في كتابه (رؤى سياسية) عن نزار قباني
في هذه القصيدة جعل نزار جمالا هو آخر الأنبياء بل وموسى وفي آخرها جعله عيسى أيضا
فهل بعدُ من كلام؟
وهل هناك ما يقال بعد ذلك؟
هذا فضلا عن الإباحية التي فاقت إباحية الغرب في بعض قصائده التي تسمى زورا بالقصائد ولا أظن فاسقا يجرؤ على أن يعيد أبيات هذه الإباحية فكيف بنا وفي هذا المجلس
لا أظن أن هناك من يختلف على شخصية هذا المخنث التافه
ولولا الإعلام لما استطاع هذا وأمثاله من التافهين أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه من شهرة بين الجماهير الغافلة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 07:58]ـ
الحق يقال: أن شعر نزار قباني رائع جدا ويبتكر ألفاظا ومعان لم يسبقه إليها أحد.
ولا يعني ذلك موافقته في إلحاده، ولا أظن أن المسلم بقراءته لدواوينه سوف يتأثر بالسيء منها.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 08:18]ـ
من الطرائف أن نزار كان متأثراً بالتصوف الغالي
فهو يذكر في ديوانه لا غالب إلا الحب
أنه لم يكن يحدث امرأة عن ابن عربي وتجليات ابن الرومي
إلا وذهبت ولم تعد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 06:17]ـ
اخي محمد عزالدين المعيار ... بارك الله فيك ...
تقول إن في شعر امريء القيس بل في معلقته ما يعتبر فيه أستاذا لنزار وغيره من شعراء العربية
اقول هل فيها سب لله عزوجل ولرسله عليهم السلام وغير ذلك من الالحادثم اني اعجب ممن يمدح شعر ه
وحتى لو كان فيه فهو قائد لواء الشعراء الى النار
ـ[العوضي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 08:59]ـ
لا أجد أفضل من هذا الكتاب الذي بين في كفر نزار قباني في سبه لله والدين وغيره من الأمور القبيحة.
السيف البتار في نحر الشيطان نزار
ومن وراءه من المرتدين الفجار
وافق على نشره كل من
سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله –
وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
وقرظه
سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية
الشيخ/عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
المحدث العلامة حمدي السلفي
جمع وتأليف
من يرجو رحمة ربه وخالقه
ممدوح بن علي بن عليان السهلي الحربي
رابط الكتاب
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=75
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 11:42]ـ
بارك الله في اهل التوحيد والسنة.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 01:21]ـ
أنا يا أخي أبا محمد الغامدي لا أبريء ساحة نزار قباني ففي شعره ما يهوي به الى سقر، لكنني لم استسغ القول بعدم جواز قراءة شعره لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره والقرآن نقل إلينا أقوال الكفار والمشركين ولم يخفها عنا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 06:39]ـ
اخي الكريم محمد عزالدين المعيار وفقك الله
تقول والقرآن نقل إلينا أقوال الكفار والمشركين
اقول لك والقران الكريم ردعلى اقوال الكافرين وابطلها
و اذا كان علماء الاسلام قد حذروا من كتب اهل البدع فكيف بالكتب التي فيها كفر والحاد كدواوين نزار وامثاله
واليك بعض اقوال الائمة الاعلام رحمهم الله في التحذير من كتب اهل البدع الالمن يرد عليها
بل قبل ذلك قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من قراءة كتب أهل الكتاب، فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فغضب فقال: "أمتهوكون فيها ابن الخطاب، والذي نفسي بيده لو أن موسى عليه السلام كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني"
أخرجه الإمام أحمد والدرامي والحديث حسن].
قلت: فانظر كيف أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رغم أن في هذا الكتاب ما هو حق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "وهذه حقيقة قول من قال من السلف والأئمة، إن الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم، ولا يصلى خلفهم، ولا يؤخذ عنهم العلم ولا يناكحون، فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا" [مجموع الفتاوى 28/ 205].
وبالرجوع إلى المأثور عن السلف في هذه المسألة، نجد أقوالهم جاءت محذرة من تلقي العلم عن أهل البدع،
فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال: "انظروا عمن تأخذون هذا العلم فإنما هو دين" [الكفاية للخطيب البغدادي ص 121].
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: "دينك دينك إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمن تأخذ، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا" [المصدر نفسه ص 121].
وعن محمد بن سيرين ـ رحمه الله ـ: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" وقال: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم" [أخرجهما الإمام مسلم في المقدمة].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: "قال المروذي: قلت لأحمد: استعرت كتابا فيه أشياء رديئة ترى أن أخرقه أو أحرقه؟ قال نعم فاحرقه، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر كتابا اكتتبه من التوراة وأعجبه موافقته للقرآن فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه" [الطرق الحكمية ص 275].
قلت: فانظر كيف أمر الإمام أحمد بحرقه رغم أنه قال له المروذي فيه أشياء رديئة، بمعنى أن فيه أشياء صحيحة إلا أنه قال له أحرقه ولم يلتفت إلى ما فيه من صحيح، وفي هذا رد على الذين يقولون نحن نأخذ الخير الذي في كتب أهل البدع ونحذر من الشر الذي فيها، فإذا كنت حريصا على تعليم الناس الخير، فلماذا لا تأخذ الخير من منابعه الأصلية من كتب السلف.
مثال ذلك: عينا ماء إحداهما صافية نقية، والأخرى عكرة مليئة بالطين والكدر والوسخ والقذر، فهل يقول عاقل: اذهب إلى العين الثانية ذات الطين والوسخ والقذر، وخذ منها الماء، واترك العين الصافية النقية؟ لا يقول ذلك عاقل.
وقال الشيخ موفق الدين ـ رحمه الله ـ في المنع من النظر في كتب المبتدعة قال: "كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم والاستماع لكلامهم" [الآداب الشرعية 1/ 232].
"وقد أحرق علي بن يوسف بن تاشفين كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانوا عنده" [المعيار المعرب 12/ 185].
قلت: هذا الكتاب فيه خير وشر، لكن لم يأخذ بعين الاعتبار الخير الذي فيه، لأنه يغلب على الناس عدم تمييزهم بين الخير والشر، والخير الذي فيه موجود في كتب السلف، فلماذا لا نرجع إلى الأصل، ونأخذ العلم من منابعه الأصلية،
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: "وقد حرق الصحابة جميع المصاحف المخالفة لمصحف عثمان، لما خافوا على الأمة من الاختلاف، فكيف لو رأوا هذه الكتب التي أوقعت الخلاف والتفرق بين الأمة ...
ثم قال: والمقصود أن هذه الكتب المشتملة على الكتب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، و هي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو والمعازف وإتلاف آنية الخمر، فإن ضررها أعظم من ضرر هذه ولا ضمان فيها ... " [الطرق الحكمية ص 282].
قلت: إذا كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ حرقوا المصاحف المخالفة لمصحف عثمان خشية الاختلاف، فكيف بالذين يدرسون كتب أهل البدع التي فيها الاختلاف، بل تدعو إليه.
وقال العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: "ومن هجران أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفا من الفتنة بها أو ترويجها بين النسا، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: "من سمع به فلينأ عنه فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات" [رواه أبو داوود وقال شيخنا الألباني إسناده صحيح].
لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس في ذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادرا على الرد عليهم بل ربما كان واجبا لأن رد البدعة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " [شرح لمعة الاعتقاد 159 - 160].
وسئل العلامة الفوزان ـ حفظه الله ـ: ما هو القول الحق في قراءة كتب المبتدعة وسماع أشرطتهم؟
فأجاب: لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم
[الأسئلة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة ص 70].
وتدريس كتب أهل البدع فيه إظهار لهم ورفع لشأنهم وإدخال محبتهم في قلوب الناس وتربية النشء على بدعتهم، وأمرنا بهجرهم وبغضهم والتحذير منهم والتنديد بهم وعدم أخذ العلم من كتبهم.
وعلى طالب العلم أن لا يأخذ إلا من كتب السلف وعلى أيدي العلماء الربانيين، ولا يغتر بمن يلبس عليه بحجة تنقيتها والتحذير مما فيها من أخطاء وضلال، فكان السلف يحذرون من هذه الكتب.
والحذر كل الحذر من مخالفة منهجهم، ومن مال عن السنة فقد انحرف عن طريق الجنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 07:02]ـ
أخي محمد الغامدي
كتب نزار قباني أدبية، ونتفق أنه لما بها من مصائب، فإن الكتب الأدبية النقية كثيرة، والله يبارك ..
لكني رأيتك قد استدللت بكلام اهل العلم في المنع من قراءة كتب البدع (كالإحياء وغيره) على المنع من قراءة أشعار وأدبيات .. فوضح لي ذلك وفقكم الله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 07:16]ـ
اخي الكريم عبد الملك وفقك الله
قلت في البداية مانصه
اذا كان علماء الاسلام قد حذروا من كتب اهل البدع فكيف بالكتب التي فيها كفر والحاد كدواوين نزار وامثاله
بمعنى ان هذه من باب اولى ان لاتقتنى ولا تقرا بل تتلف لمافيها من كفر والحاد
واين الادب من كتب اساء فيها مؤلفها الادب وتجرا على رب العالمين تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا
بل قال مالم يقله المشركون الاولون والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرجان]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 12:24]ـ
ما شاء الله يا أخ ابو محمد الغامدي الله يزيدك من فضله، لكن عندي سؤال بخصوص تفسير الشعراوي هل يعتبر من كتب أهل البدع، خصوصا أن فيه أشعريات، وفيه جواز التوسل بالمخلوق، وهو رحمه الله كان يلقي درسه في التفسيرفي مسجد بني على قبر.
أرجو افادتي بارك الله فيك ..(/)
هل استدلال المشركين بمشيئة الله كان على رضا الله، أو على الإجبار؟
ـ[حمد]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 01:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
في قول الله تعالى: ((سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ. قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)).
أيحتجون بمشيئة الله على أنّه سبحانه راضٍ عن جرائمهم، أم يحتجون بها على أنّهم مجبرون؟
اختلفت عليّ أقوال المفسرين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 02:26]ـ
قال شيخ الإسلام في التدمرية ص488:
وأهل الضلال الخائضون في القدر انقسموا إلى ثلاث فرق: مجوسية، ومشركية، وإبليسية.
فالمجوسية، الذين كذّبوا بقدر الله، وإن آمنوا بأمره ونهيه، فغلاتهم أنكروا العلم والكتاب، ومقتصدتهم أنكروا عموم مشيئة الله وخلقه وقدرته، وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم.
والفرقة الثانية: المشركية، الذين أقروا بالقضاء والقدر، وأنكروا الأمر والنهي، قال الله تعالى: ((سيقول الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شيء)) [الأنعام: 148] فمن احتج على تعطيل الأمر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء، وهذا قد كثر فيمن يدّعي الحقيقة من المتصوفة.
والفرقة الثالثة: الإبليسية، وهم الذين أقروا بالأمرين، لكن جعلوا هذا تناقضاً من الرب سبحانه وتعالى، وطعنوا في حكمته وعدله، كما يُذكر مثل ذلك عن إبليس مقدمهم، كما نقله أهل المقالات، ونقل عن أهل الكتاب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 02:32]ـ
وقال الشيخ البراك وفقه الله في شرح التدمرية ص490:
والفرقة الثانية: المشركية وهم الذين أقروا بالقدر وأنكروا الشرع، وهؤلاء هم الجبرية وقد ذكر الله تعالى سلفهم بقوله: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ} (148) سورة الأنعام
، فمن احتج بالقدر على الأمر الشرعي وعارض الأمر بالقدر فهو من هؤلاء الجبرية المشبهين بالمشركين.
وهذا المذهب وقع فيه كثير من المتصوفة الذين يدعون الحقيقة، فيقفون عند شهود الحقيقة الكونية، ويفنون في توحيد الربوبية، ويعرضون عن الأمر والنهي.(/)
مضامين خطيرة في كلمة الوزير إياد مدني البارحة واستراتيجية أخطر ومستشار أشرس؟
ـ[علي التمني]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 04:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قلبي على بلدي: وقفات مع كلمة وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد مدني والاستراتيجية المهلكة.
استمعت إلى كلمة وزير الثقافة والإعلام السعودي من الإذاعة السعودية البارحة ليلة الخميس إلى الجمعة 18/ 8/1428 والتي افتتح بها الندوة التي عقدت في مكتبة الملك عبدالعزيز في الرياض وذلك لوضع أسس ما أسماه الوزير " استراتيجية الثقافة السعودية ":
الوقفة الأولى: لسنا في حاجة إلى استراتيجية للثقافة السعودية فالإسلام بشريعته التي هي أساس هذه البلاد والحاكمة لها قد بينت أسس هذه الثقافة، وكل حديث عن استراتيجية للثقافة هو حديث عن عدم القناعة بالإسلام وشريعته.
الوقفة الثانية: لوزارة الثقافة والإعلام سياسة معروفة ومكتوبة ومدونة هي " السياسة الإعلامية للمملكة العربية السعودية " وهي موجودة ولكن الوزارة بدأت تتنكر لها، فهل يراد لهذه الاستراتيجية التي يسعى إليها الوزير إياد مدني أن تحل محل تلك السياسة الإعلامية المعتمدة بأمر ملكي وارتضاها الشعب لالتزامها الواضح بالشريعة الإسلامية؟.
الوقفة الثالثة: تلى الوزير في كلمته أمام الحضور أسماء الأعضاء الموكولة إليهم مهمة وضع تلك الاستراتيجية الثقافية، ولم أجد من بينهم عالما واحدا من علماء الشريعة ومن علماء الثقافة الإسلامية الرشيدة، فهل الثقافة بمعزل عن الشريعة؟ وهل يصح وضع استراتيجية لشعب ودولة ويتم تجاهل علماء الشريعة الذي هم المعنيون بالدرجة الأولى ببيان ما يوافق أو يخالف شريعة الله من الثقافات والأفكار والاستراتيجيات وغيرها؟.
الوقفة الرابعة: وهي ذات صلة بالوقفة الثالثة وهي اختيار شخص مصري معروف بترويجه للفكر الماركسي العلماني وهو الدكتور سيد ياسين وهو من رموز الحداثة والتغريب التامين في العالم العربي، فقد اختير بعناية ليكون مستشارا لهذه الاستراتيجية للثقافة السعودية، فهل ستكون استراتيجية ثقافية هذا مستشارها وفية للشعب السعودي ولدينه وشريعته ودولته وولاة أمره؟ ولماذا استبعد علماء الشريعة من هذه الاستراتيجية ومن اللجنة التي عينت لهذا الغرض بينما يختار شخص معروف بفكره المناوئ للدين والشريعة ونصرته القديمة والتاريخية الراسخة للماركسية و العلمانية ليكون مستشارا لهذه المجموعة؟؟؟؟.
الوقفة الخامسة: تحدث الوزير عن تغيير الثقافة السعودية وحتمية ذلك بشكل متكرر وراسخ في كلمته، فماذا يريد بهذا التغيير التام والجذري؟ ومعلوم أن كل ثقافة هي فرع وثمرة للعقيدة والدين الذي يدين به الشعب، ومعلوم أن تغيير الثقافة أمر لا يمكن تحقيقه دون التضحية بالأسس التي تقوم عليها هذه الثقافة، ولا يمكن تحقيقه إلا بفصلها عن جذورها، وكلا الأمرين خطير جدا على البلاد والعباد في دينها ودنياها واستقرارها وثبات أمرها على العهد.
الوقفة الخامسة: سخر الوزير إياد مدني من وجود حاجز بين النساء الحاضرات في الندوة، لكنه استدرك بأنه حاجز زجاجي شفاف، ومن هذا السخرية نعلم أن الوزير رافض للفكرة ذاتها أي فكرة الفصل بين النساء والرجال وهو ما تقتضيه الشريعة ثم الأمر الملكي، وكون الحاجز شفافا يعني الضرب بعرض الحائط بتعاليم الشريعة وبالأمر الملكي وعدم التقيد بالشرع وبطاعة ولي الأمر؟؟.
الوقفة السادسة: صفق الحضور تصفيقا حارا عند كل اسم حينما أعلن الوزير أسماء اللجنة المكونة لوضع الاستراتيجة الثقافية، وكان الوزير يتوقف ليعطي الحاضرين فرصة للتصفيق عند ورود كل اسم، ولكنه حين ذكر اسم خادم الحرمين الشريفين واسم ولي العهد لم يصفق أحد ولم يعط الوزير فرصة لذلك بالتوقف؟؟ مع عدم جواز التصفيق شرعا، ولكن الوزير لا يرى فيه شيئا، ومجاراة له: لماذا لم يعط الفرصة للتصفيق - وهو الذي يرى فيها الوزير إظهارا للاحترام والتقدير - عند ذكر اسم الملك وولي العهد بينما أعطى الفرصة أثناء كلمته بالتوقف عند ذكر اسم كل واحد من أعضاء اللجنة، ولماذا لم يهتم الحاضرون بالتصفيق احتراما للملك ولولي العهد أسوة بأسماء أعضاء اللجنة الذين كرر الوزير الحديث عن تصفيق الحاضرين لهم في آخر لكته بيانا لمنزلة كل واحد منهم؟.
هذه وقفات سريعة وتحذيرات مهمة عن حدث خطير وكلمة خطيرة أجد فيهما إساءة كبيرة لبلدي واجد فيهما تشكيكا في الأسس التي قام عليها، واستدعاء للفتنة والشقاق، فهل نوصل كلماتنا الناصحة الصادقة إلى خادم الحرمين الشريفين ولولي العهد رعاهما الله وللعلماء ولرئيس مجلس الشورى وللشعب السعودي قاطبة درءا للفتنة وتحقيقا لعقيدة التناصح والاهتمام بأمر البلد والشعب الأمة، وانتباها لما يخطط لبلدي من الشرور تحت عناوين الثقافة والتغيير وغير ذلك مما يشي به الجو العام للصحافة السعودية والتلفزيون بقنواته الثلاث والإذاعة السعودية ببرنامجيها التي نلمس وندرك مدى التغير الكبير والخطير والهدام الذي طرأ عليها تكريسا للشقاق والفتنة.
اللهم احفظ بلدي وبلد أطفالي من كل عابث فيه بالنار.
علي التمني
أبها / الجمعة 18/ 8/1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرجان]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 02:43]ـ
لا بد من ايصال الأمر لولي الأمر.
بارك الله فيكم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 02:53]ـ
بارك الله فيك
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 01:05]ـ
الأخ العزيز علي التمني: نشكر لك جهودك المباركة في فضح وتعرية أرباب الفساد والعلمنة واللبرلة ومخططاتهم وكيدهم في جزيرة الإسلام فواصل بارك الله فيك وسدد خطاك وبارك لك في وقتك وعلمك وأهلك وولدك.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 01:09]ـ
الاستراتيجية الوطنية للتنمية الثقافية في السعودية
الرياض – أسماء المحمد
اشاد مثقفون واكاديميون سعوديون بما تمخضت عنه نتائج ملتقى ناقش بإشراف وزارة الثقافة والإعلام ورعايتها "الاستراتيجية الوطنية للتنمية الثقافية"، وذلك في خطوة اعتبرها الكثيرون منهم تاريخية، وشارك في الملتقى الذي اختتمت اعماله أمس الخميس 31 - 8 - 2007 في جدة نحو 200 مثقف ومثقفة بهدف الخروج باستراتيجة تهدف إلى "ارساء بنية تحتية للواقع الثقافي السعودي".
وتميزت مسودة الخطة التي حصلت "العربية. نت" على نسخة منها بالتطرق إلى وضع ودور المرأة المثقفة بالإضافة إلى حوارات ساخنة شهدتها الجلسات في محاولة لإيجاد حلول جذرية لعزلتها، ومقترحات لإشكالية غياب السينما والمسرح ومحاولة مأسسته وكسر الجمود الاجتماعي لبعض الفئات فيما يتعلق بالموسيقى والفنون الشعبية والأدائية. وكان وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد مدني دعا في حفلالافتتاح يوم الاربعاء المشتغلين بالعمل الثقافي في المملكة لوضع (إستراتيجيةللتنمية الثقافية) والاتفاق على أن الواقع الاجتماعي والثقافي الذي تنشده السعوديةيعني بتكريس وحدة المملكة العربية السعودية الوطنية، واعتبر نجاح الاجتماع صورة منصور تحدي العصر وهو تحد ثقافي في طبيعته ولا مفر من مواجهته
تشجيع السينما العلمية والوثائقية"
ونوقشت في الاجتماعات التي احتضنها فندق هيلتون مبادئ ومنطلقات الإستراتيجية وحقوق المثقف ودوره في التنمية، وواقع المؤسسات الثقافية وغيرها من هموم الثقافة وشجونها، وأسفر عن اجتماع أهل الثقافة والإعلام عن توجيه دعوة لترسيخ "ثقافة المسرح والسينما وترسيخ القيمة التراثية للموسيقى والفنون الشعبية والدعوة لإطلاق قناة فضائية تعني بالثقافة".
وتم التأكيد في المحاور المطروحة في خطةالمشروع"على ضرورة تشجيع المسرح وعروض موسم الأعياد والمناسبات في السعودية، معالاعتراف بان المسرح أن كان وجوده يحمل صعوبة" فالسينما تبدو مستحيلة"، ولحل هذهالإشكالية تم اقتراح "تشجيع الأفلام العلمية والوثائقية، ودعم المبادرات في إنتاجالأفلام القصيرة والروائية وإدراج مواد دراسية في المناهج تعني بالثقافةالسينمائية".
وفي ملف دعم الموسيقى والفنون الشعبية أوردت الهيئة الاستشاريةفي هذا المحور اقتراحا بإنشاء إدارة عامة للموسيقى والفنون الشعبية بالوزارة وتدريبومسرحة بعض الفرق كخطوة أولى نحو تأسيس المسرح الشعبي وإنشاء فرق وطنية للموسيقىوالفنون الشعبية في خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ السعودية.
وسهر علىصياغة مسودة الإستراتيجية 8 من كبار المثقفين من أعضاء الهيئة الاستشارية التياختارتها وزارة الثقافة والإعلام للصياغة المبدئية للخطة، وأرجعوا من خلالها مسبباتمعظم الفتن الداخلية التي استهدفت السعودية وبعض الدول العربية إلى غياب الأمنالثقافي الذي يعد غيابه بحسب رأيهم أخطر من غياب الأمن العسكري ونتج عنه خللاثقافيا تعيشه المنطقة لهشاشة التكوين الثقافي للشباب بحيث تغلغل الغلو والتطرف فيفكرهم ما أنتج تصاعد حدة الإرهاب في المنطقة، إضافة لغياب فقه الواقع المتسلح بمقاصدالشريعة الإسلامية
عزلة المرأة المثقفة
وبحسب مراقبين بدا تناول محور المرأة المثقفة حذرا، إذ احتوى على اعتراف صريح بأن عزلة المثقفة لافتة وأدى تغييبها لتضاؤل إسهامها في الحياة الثقافية نتيجة كثرة القيود وضعف دور المؤسسات والهيئات تجاهها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشخصتإشكالية جذورالعزلة على أن الثقافة السلوكية في المجتمع تنم عن نظرة دونية للمرأةمن الرجل وأدى ذلك إلى سوء معاملتها وظلمها واحتقارها وهضم حقوقها وغلبة العاداتوالتقاليد في الإقلال من شأنها نتيجة رؤية فصامية تجاهها أجهضت المشروع الأخلاقيللإسلام لصالح فكر يدعو أصحابه إلى رفض التحديث والتجديد بدعوى وجود أخطار محدقةتستهدف المجتمع والدين.
ورغم اقتراح بعض المشاركين في الملتقى إنشاء مجلسخاص للشؤون الثقافية بالمرأة يرأسة وزير الإعلام أو من ينوب عنه وتأسيس مراكزومنابر ثقافية نسائية وأندية فكرية واجتماعية تديرها نساء، إلا أن الخطاب في المحورالمخصص ضمن الإستراتيجية، شدد على أن هذا "الحل غير مناسب ويؤصل عزلتها الثقافيةويمنع التفاعل المتبادل المؤدي إلى نهضة الأدب في البلاد، مع التأكيد على ضرورةالعناية بأمكنة الأنشطة المختلطة وتوفير قاعات نسائية خاصة في كل نادي متكاملةبمرافقها وبمداخل خاصة بعيدة عن الاختلاط
ردود فعل متعددة
واعتبر الناقد والكاتب في صحيفة الاقتصادية محمد العباس أن ماورد في الخطة فيما لو طبق سيواجه تحديا حقيقا وقال "للعربية. نت" أن النخب المثقفة التي شاركت في وضع رؤيتها سوف تقدم تضحيات وتدفع الثمن لتنفيذ ما يتمخض عنه الاجتماع و يحتاج ماسوف يتم إقراره إلى تفعيل حقيقي على ارض الواقع".
ولفتإلى أن تفكيك ما تراكم لثلاثة عقود شهدت فيها السعودية نوعا من الأحادية في التفكيرلن يسفر عنه إحراز تقدم بسهولة "ولا اعتقد أن المشهد الثقافي ناضج بما يكفي لتنفيذأي بند مما ورد".
وأبدت القاصة والكاتبة عضوة اللجنة النسائية بالناديالأدبي في الرياض أميمة الخميس تفاؤلها بخطة المشروع، ودعت إلى النظر للجانب المشرقمنه.
وقالت الخميس "للعربية. نت": إن تمرير هذه الرسائل الثقافية في الوقتالحالي لن يكون سهلا لوجود صراع محتدم نتيجة المد المتشدد الاديولوجي المهيمن علىالواقع الثقافي السعودي، وعلينا الاعتراف بعدم وجود جذور تاريخية للمسرح السعوديعلى سبيل المثال وعلى ذلك نقيس توقعاتنا واستشرافنا لما سيواجه السينما والموسيقىوغيرها ومجرد الانطلاق في إشراك المثقفين لإقرار الاستراتيجية يعتبرانجازا.
من جانبها قالت الإعلامية سمر رباح لـ"العربية. نت" أن "دور المرأةالمثقفة في الأندية الأدبية حالياً ملموس وهي حاضرة عبر الدائرة التلفزيونية وتساهمفي الأنشطة".
واستدركت موضحة أنها ضد فكرة عزل المرأة بشكل سافر وانفصالهاعن الرجل بمراكز خاصة لها"لأننا نعيش واقع الفصل في الأندية عبر الشبكاتالتلفزيونية وهذا يتوافق مع الشريعة الإسلامية"، وهي تؤيد استحداث إدارة نسويةمستقلة في الوزارة تعني بالمثقفات.
وتضع رباح اللوم على المرأة المثقفة التيتعتبرها غير مبادرة ومقصرة بالتواصل الثقافي وتعتبرها غيبت نفسها ثقافيا، وأكدت علىأهمية الدقة في اختيار المثقفات اللاتي يستطعن بالفعل تمثيل السعودية في الخارجبشكل مشرف
http://www.alarabiya.net/articles/2007/08/31/38535.html (http://www.alarabiya.net/articles/2007/08/31/38535.html)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 04:45]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
وكفانا الله شرهم.
وتأمل قمة أهدافهم وطموحاتهم: (مسرح - موسيقى - سينما)! فالحمد لله الذي عافانا مما هم فيه.
وهل يُتوقع من هؤلاء أن يهتموا بالتحديث الحقيقي، والتطور النافع للأمة؟
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 05:22]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 08:43]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم، وتلخيص مشاركتي هو: اقرأوا تاريخ إفساد مصر والمرأة فيها حتى تعلموا ما يراد لأهل الجزيرة العربية التي لم تستعمر قديما!
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 03:02]ـ
إنا لله و إنا اليه راجعون ..
إن لم يتصد أهل العلم و حملته لما يريد أهل العلمنة و الفسق فلا تسل عن حال المسلمين في بلادنا.
أسأل الله بمنه و كرمه أن يقيض للمسلمين من يفضح عوار هؤلاء الخبثاء حتى لا تنطلي ألاعيبهم و خدعهم على المسلمين ..
(وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
بارك الله في كاتب المقال و المشاركين ..
ـ[لامية العرب]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 05:10]ـ
جزى الله الكاتب خير الجزاء على غيرته
نسأل الله في هذه الجمعة المباركة أن يهلك من في هلاكه صلاح للاسلام والمسلمين
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام بسوء فاشغله في نفسه واجعل تدبيره تدميره ياذا الجلال والاكرام
قلب يتقطع أسى ولايداويه الا الدعاء فالله حسبنا ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 12:08]ـ
بسم الله
وبار ك الله فيك أخي: المرجان
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 06:35]ـ
الوقفة الرابعة: وهي ذات صلة بالوقفة الثالثة وهي اختيار شخص مصري معروف بترويجه للفكر الماركسي العلماني وهو الدكتور سيد ياسين وهو من رموز الحداثة والتغريب التامين في العالم العربي، فقد اختير بعناية ليكون مستشارا لهذه الاستراتيجية للثقافة السعودية
لا حول ولاقوة الا بالله
السيد يسين هو من اخطر العلمانيين الذين يرسمون الاستراتيجيات وهو اعلن في كتابه العالمية والعولمة انه غير مقتنع بفريضة الذكاة ولابحوار الله عز وجل مع الشيطان وانه انتقل بعد ذلك من الماركسية الي الكونية وهي ماهو عليه الان-والكتاب عندي ممكن انقل لكم النص لو شئتم
فالرجل رافض للاسلام وقد كتبت عنه في كتابي اقطاب العلمانية سطرا واحدا الا انه يحتاج كتاب كامل لانه رجل الاستراتيجيات ولذلك فهو اخطر وان كان طبعا السعودية لاتسمح بالكفر المباح الي من نوع صادق جلال العظم واركون الا ان سيسين لايظهر الا رجل استراتيجيات يفهم في اعلي الافكار والاستراتيجيات وربما لذلك استفادوا منه
وهو يشبه بالننسبة لي علي الاقل احمد عثمان الي كتابه في مخطوطات البحر الاحمر موجود علي مواقع اسلامية كثيرة -اظنها لاتعرف فكر الرجل ولاحتي قرا كثير منهم كتابه وكذلك كتابه عن يهود الا انه الرجل ملحد لايؤمن بالانبياء ولا بالاسلام وقد كتبت عنه فضلا كاملا في اقطاب العلمانية الجزء الثاني مع من كتبت مثل العشماوي والقمني وغيرهم
لكن عثمان هو في الحفريات والاثريات وهذا في الاستراتيجيات والافكار الكبري وهي لاكبري ولاشيء
طارق عبد الباقي منينة
ـ[علي التمني]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 02:03]ـ
شكر الله لك أخي ابن الشاطئ الحقيقي هذه الإضافة الممتازة.
17/ 12/1429
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:42]ـ
بدأ الصوفية بالظهور على التلفاز السعودي!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 09:14]ـ
بدأ الصوفية بالظهور على التلفاز السعودي!
وهل هناك أحد يتابع التلفزيون السعودي الفاشل؟!
وكذلك صحف السعودية .. ؟(/)
من أبطأ به عقله لم يسرع به نقده
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 07:22]ـ
يا أهل مصر، هذا أوان الانعتاق والتحرر من التمحور حول ثنائية بالية جامدة إما مع أو ضد، أو حتى ضد السلطة وضد الإخوان، وفي بلاد الجزيرة عبر لمن يفتح ذهنه ويوسع مداركه، هل فيه جمود أكثر مما عرفته السعودية، سواء على مستوى المؤسسة الدينية الرسمية أو الجماعات والأفكار المهيمنة على الساحة، وهل فيه انغلاق أكثر مما كبر عليه النشء هناك، لكن حباهم الله في الفترات الأخيرة بعقول أثقل من رسوخ التيارات المتعارف عليها وتجذرها، وقدرت على المزاحمة في عالم الأفكار وصناعة التأثير، فتحولت في فترة قياسية إلى رقم صعب ليس في المعادلة الإسلامية في البلد، وإنما في المشهد الثقافي العام
بقلم خالد حسن
أكبر إنجاز حققه نظام مبارك إلى الآن، هو تفننه في قمع الإخوان ومحاولات ضرب بنيتهم التحتية المالية والتنظيمية.
فلا يسمع إلا ما يفتح شهيته الأمنية القمعية، ولا يرى إلا ما يهدد عرشه وكراسيه، كل ما في مصر، من تاريخ عريق وأصالة وحواضر وميراث وحالات نهوض على مستوى الوعي والإدراك الشعبي، لا يعدل في قيمته وثقله ومركزيته، مركزا للشرطة أو مباحث أمن الدولة.
مصر تحولت بفعل هشاشة المعارضة السياسية وانغلاق الإخوان على أسلوب قديم موروث في إدارة صراعها مع السلطة، إلى مستنقع سياسي آسن، لا حراك فيه.
صغرت مصر كثيرا، وأصبحت تقتات على أدوار هامشية.
والناظر إليها من الداخل أو من الخارج لا يرى تناطحا وتصادما بين سلطة قمعية بالية وجماعة الإخوان المعارضة، تعودت على الضرب، وأكسبها طول المطاردة قدرة على الامتصاص والتعامل مع فنون التضييق والمحاصرة والاعتقال. وهكذا اختُزلت مصر في ثنائية الأمن والإخوان.
الضربة الموجعة والعميقة التي تعرض لها الإخوان خلال الأيام الأخيرة، حيث تم اعتقال القيادات المحورية التنظيمية، لن تثنيهم عن بغيتهم، وربما تمهد الأجواء السياسية لتقبل ما هو قادم على مصر من آل مبارك، أو على الأقل تهيئ له الأرضية وتخفف من حدة رد الفعل السياسي.
بدا النظام المصري اليوم، مرتبكا فاقدا لعقله وصوابه، ومن الواضح أن تيارا في النظام يقود الحكم إلى حتفه بطريقة جنونية، فكلما أمعن في القسوة، كلما ازداد نظام الحكم هشاشة. لكن هل تساءلوا مرة: أليس ثمة سبيل آخر لانتزاع "الولاء" غير القمع؟
إنه وهن البلد ككل وفقدان القدرة على الفعل المؤثر، إيذانا بحالة الشلل العام. أليس في مصر غير الإخوان وآلة القمع الأمنية؟
أين هي حركة كفاية؟ أين هي وقفة القضاة الأحرار؟ أين هو ضمير مصر وعقلها ونبض الحياة فيها؟ أين هم مصلحوها ومفكروها ودعاتها؟ مشهد سياسي وأمني يتكرر أكثر من عقدين من الزمن، من دون أي إضافات أو تجديد أو تنويع؟
لن ألوم الإخوان أكثر مما فعلت وفعل غيري، فهم أكثر الجماعات تعرضا للنقد، وأقلها تجديدا واستجابة لدعوات المراجعات، يكفيهم ما هم فيه من محن ومآسي وضربات، وليس في كل مرة يتعرضون فيها لقمع، نستعرض عضلاتنا الفكرية ونطلق العنان لشهوة النقد والكلام، ولعلهم راضون عن أدائهم وأقنعتهم مواقفهم وصبرهم، ليفتش معارضيهم في مصر من الإسلاميين وغيرهم عن صيغ أخرى للحراك وتقديم خيارات للنهوض بمصر غير ما قدمه الإخوان، ليبحثوا لهم وليفكروا في إنقاذ الوضع.
وإذا لم يتغير الإخوان، فهل نفني أعمارنا في نقدها وترقب أفعالها وصنيعها، لنوجه له سهامنا، ننصح لهم وندعو لهم ونشد على أيديهم ونعمل على التخفيف من محنتهم ونتلاحم معهم في ساحات التدافع، ولنتجاوز "عقدة" الإخوان.
أليس منا وفينا من عقله أكبر من عقل جماعة حركية؟ هل أعلنت العقول إفلاسها؟ فلنتجاوز منطق الجماعات والتنظيمات، ولنؤثر في توجهات البلد وتياراته بعيدا عن المعلقات العشرين والمرثيات وآهات التحسر وزفرات التوجع.
يا أهل مصر، هذا أوان الانعتاق والتحرر من التمحور حول ثنائية بالية جامدة إما مع أو ضد، أو حتى ضد السلطة وضد الإخوان، وفي بلاد الجزيرة عبر لمن يفتح ذهنه ويوسع مداركه، هل فيه جمود أكثر مما عرفته السعودية، سواء على مستوى المؤسسة الدينية الرسمية أو الجماعات والأفكار المهيمنة على الساحة، وهل فيه انغلاق أكثر مما كبر عليه النشء هناك، أو بالأحرى الأجيال السابقة، حتى طال عليهم الأمد، وكادت الأمة أن تئس من وضعهم، لكن حباهم الله في الفترات الأخيرة بعقول أثقل من رسوخ التيارات المتعارف عليها وتجذرها، وقدرت على المزاحمة في عالم الأفكار وصناعة التأثير، فتحولت في فترة قياسية إلى رقم صعب ليس في المعادلة الإسلامية في البلد، وإنما في المشهد الثقافي العام.
ليس هناك وضع ثابت إلا إذا عملنا ـ بشكل أو بآخر ـ على تثبيته، وإن بدا منا التذمر والسخط، فمن أبطأ به عقله لم يسرع به نقده.
2 تعليق حتى الآن (اضف تعليقك على المادّة فوراً)
--------------------------------------------------------------------------------
العقل أساس المشكلة | هاني فؤاد يقول ...
في الحقيقة أرى المشكلة الحقيقية في العقل المتعرض للإعتداء من قبل النظام الحاكم منذ أكثر من عقدين من الزمان في الخليج على الرغم منوجود العقليات المنغلقة إلا أنها نحت نحو تطور العملية التعليمية [إرسال أبنائها إلى الخارج فعادو حاملين أسس التفكير العلمي المنطقي
مجلة العصر قضية واراء(/)
سلسلة الشيعة و الإمامية .. ذلك المجهول!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 02:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة الشيعة و الإمامية .. ذلك المجهول!
مقدمة عن فرقة الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58322&scholar_id=4&series_id=3185)
نشأة فرقة الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58323&scholar_id=4&series_id=3185)
الإمامة عند الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58324&scholar_id=4&series_id=3185)
عليِّ (رضى الله عنه) يرد على الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58325&scholar_id=4&series_id=3185)
عقيدة الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58326&scholar_id=4&series_id=3185)
دين الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58327&scholar_id=4&series_id=3185)
ملخص عن دين الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58328&scholar_id=4&series_id=3185)
إمامة الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58329&scholar_id=4&series_id=3185)
توحيد الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58330&scholar_id=4&series_id=3185)
القضاء والقدر عند الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58331&scholar_id=4&series_id=3185)
المتعة أركانها وشروطها ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58333&scholar_id=4&series_id=3185)
وشهد شاهد من أهلها ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58334&scholar_id=4&series_id=3185)
عقيدة الرجعة والنياحة والطينة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58335&scholar_id=4&series_id=3185)
رأي الشيعة في أهل السُنة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58336&scholar_id=4&series_id=3185)
من صَنع الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58337&scholar_id=4&series_id=3185)
فِرق الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58338&scholar_id=4&series_id=3185)
مع من يكون التقريب ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58339&scholar_id=4&series_id=3185)
حكم التقريب ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58340&scholar_id=4&series_id=3185)
هل تريد الشيعة التقريب؟ ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58341&scholar_id=4&series_id=3185)
آراء علماء السنة في التقريب ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58342&scholar_id=4&series_id=3185)
قرآن الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58343&scholar_id=4&series_id=3185)
خرافات الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58344&scholar_id=4&series_id=3185)
من هم الإمامية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58345&scholar_id=4&series_id=3185)
إعتقادات الإمامية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58346&scholar_id=4&series_id=3185)
نهاية الشيعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58347&scholar_id=4&series_id=3185)
المصدر ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3185)
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 02:07]ـ
بارك الله فيك أخي
روابط مهمة جدا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 06:18]ـ
وفيك بارك وجزاك الله خيرا.(/)
إذا نقض المصلي وضوءه وأكمل صلاته فهل يكفر كفراً أكبر؟
ـ[حميد الحامد]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 06:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا نقض المصلي وضوءه - وهو في الصلاة - سواء كان إماما أو مأموما، ولم يقطع صلاته بل استمر دون أن يقرأ شيئاً - وذلك في حال المأموم - لعلمه ببطلان الصلاة، وهو ليس مستهزءا بالشعيرة، ولكن منحرج ... أو يقرأ - إن كان إماما - مع علمه ببطلان صلاته .. وهو أثناء السجود والركوع يستغفر ربه من هذا العمل .. ثم بعد أن يرجع لبيته يتوضأ ويصلي ..
هل هذا العمل كفر أكبر؟
لقد دار نقاش بيني وبين أحد طلبة العلم في هذه المسألة .. فوصَفَه بالكفر للإستهزاء بالشعيرة .. وإن لم يقصدها .. فالاستهزاء ظاهر ..
رددتُ عليه بأنه لامجال للاستهزاء في فعله وهو ناوي إعادةَ الصلاة .. وفعله محرم .. وأشد مافيه شرك أصغر .. كالرياء ..
لكن نقاشه لايزال يرن في أذني ..
هل ماقاله صحيح؟(/)
الأخ (ثامر عبدالله) .. يحكي لنا قصته مع الإلحاد بعد أن من الله عليه بالهداية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 10:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشار الأخ الكريم زين العابدين الأثري إلى قصة الشاب (ثامر عبدالله) مع الإلحاد في مدينة الرياض! على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6588
وقد أحببتُ أن يسمعها الإخوة منه شخصيًا هنا، لكي نتناقش حولها، بعد أن نتعرف على أسبابها منه، لأنها قد تطيح بشباب آخرين في مثل سنه وتطلعاته، ثم نضع لها الحلول المناسبة، التي تمثل السياج الحامي - بعد الله - لعقول شباب المسلمين، في ظل هذا الانفتاح الإعلامي.
شاكرًا للأخ ثامر استجابته لهذا اللقاء، الذي أود منه أن يتحدث فيه بصراحته المعهودة، محتسبًا الأجر في نصح من قد يغريه هذا الطريق. وطالبًا من الإخوة الفضلاء طرح مالديهم من أسئلة أو إضافات أو حلول .. لنستفيد منها جميعًا. ثبتنا اللهُ والأخَ ثامرًا على دينه إلى أن نلقاه.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 10:25]ـ
هل هناك رابط صوتي له.
ـ[ثامر عبدالله]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 11:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أتصلت بالشيخ سلمان الخراشي اليوم وكان بيننا حوار على الهاتف .. وطلب أن يكون لقاء معي وسعدت بذلك بل لي الشرف ان أكون متواحد بينكم .. وأشكر الشيخ سليمان على الاستضافة .. وانا مستعد الاجابة على جميع الاسئلة .. رغم أني رفضت طلب أحد القنوات لقائها معي .. ولكن للشيخ سليمان معزة خاصة فهو الاخ الاكبر لي ..
أخوكم ثامر عبدالله .. الرياض
[ COLOR="Navy"][SIZE="5"] الأخ عبدالله العلي لا يوجد ملف صوتي .. اللقاء يكون في المنتدى .. اطرح اسألتك .. تحياتي لك.
المقال الاول (سهرة مع ملحد سعودي) يحكي القاء الأول مع الدكتور محمد العوضي http://www.rekaaz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=297&Itemid=10
المقال الثاني (ملحد الرياض في ضيافة العريفي) يحكي القاء الثاني مع الدكتور محمد العوضي
http://www.rekaaz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=298&Itemid=10
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 12:05]ـ
أستاذ ثامر شكر لوجودك وسعدنا جدا بخبر رجوعك للهداية مرة أخرى
أرحب بك كثيرا
ألا توافقني أيها الأستاذ والأخ الكريم على أن أولى مفاتيح الإلحاد أو الفساد في الدول العربية عموما يكمن في الإعلام الذي يخلط الأوراق ويضع الشباب في بؤرة الحرية والانطلاق والخروج على التقاليد وغيرها من الشعارات؟
أخي الفاضل ربما لا يهم الكثير من الشباب أن يعرف لماذا ألحدتَ؟ لأن السقوط سهل على الجميع كما تعلم، لكن من المؤكد هناك الكثير يود أن يعرف منك لماذا اهتديت؟
قد يبدو سؤالي غريبا لحضرتك أخي الفاضل لكن تزول الغرابة عندما نعلم صعوبة طريقة الهداية وأن الشخص لكي يتمسك بدينه وإسلامه ويظل على هدايته فهو بحاجة لعون الله عز وجل وأن يعينه الله على المثابرة والإخلاص والتمسك بالدين والحق.
كيف كنت ترى الدنيا ثم كيف تراها الآن؟
أرجو أن لا تحرمني من إجابة على ما سبق ولو زدت فهو خير
وسامحنا على كثرة الأسئلة
وفقك الله وسدد خطاك
أخوك
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 12:58]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الأخ الفاضل: ثامر ... ثبتنا الله و إياك على دينه.
مباركٌ الهداية ..
إن أعظم البلاء هو البلاء و الفتنة في الدين ...
* أخي .. رحمني الله و إياك .. هل يمكن أن تجيبني على التالي:
_ لماذا ألحدت؟ هل هناك سبب رئيس؟
_ هل كان لديك علم شرعي، معرفة جيدة بدين الله قبل إلحادك؟ و الآن ... ؟
_ هل قرأت في كتب الإلحاد ما يُريحك أي يطمئن نفسيتك؟
حسناً ... أخي: لنعلم يا حفظك الله .. أن الشيطان لن يتركنا، بل قد نذر نفسه ليضلنا بالوساوس و الشبهات و الشهوات .. و إيماننا هو أغلى ما لدينا، هو نور قلوبنا، إذا أطفئ هلكنا .. كنّا لا شيء ...... فهل سنجاهد لنحافظ على هذا النور، بل نزيده نوراً على نور .. بالعلم الشرعي، بالتقرب إلى الله ... ؟
نحن نسمو بالإسلام ... لأننا خُلقنا لغاية ... فلنسير إليها برعاية الله ...
و الله يحميكم ..
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 01:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظني أن مثل هذه المواضيع ينبغي ألا تطرح , ومالفائدة (الكبيرة) المرجوة منها.
وأخشى أن يدخل ذلك في المجاهرة.
مجرد رأي فقط, واقتراح بعدم طرح مثل هذه المواضيع ..
مع اعتذاري للشيخ سليمان وللأخ ثامر , وثبتنا الله وإياه على دينه حتى نلقاه.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 01:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظني أن مثل هذه المواضيع ينبغي ألا تطرح , ومالفائدة (الكبيرة) المرجوة منها.
وأخشى أن يدخل ذلك في المجاهرة.
مجرد رأي فقط, واقتراح بعدم طرح مثل هذه المواضيع ..
مع اعتذاري للشيخ سليمان وللأخ ثامر , وثبتنا الله وإياه على دينه حتى نلقاه. ولهذا السبب رأيت الحديث عن عوامل الهداية والتثبيت فهي الأهم والمطلوب
إلى جوار الكلام عن الأسباب العامة التي تقف خلف الموضوع كالإعلام والجو العام ونحو هذا دون الدخول في تفاصيل حياة شخص بعينه
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاوية الغامدي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:11]ـ
نسأل الله أن يمنّ على أخينا بالثبات على منهج الحق ..
لا أجد بُدّاً من القول بأني أعجب كثير العجب من أجل ماذا يعيش الملحد .. ؟
و كيف يفسر الظواهر الكونية التي نسجت بأدق إحكام .. ؟
و ما هو تفسيره للحياة؟.
و كيف كان ينظر إلى الوجود البشري .. ؟
و كيف كان يفسر أسباب الوجود البشري .. ؟
و ما هو الداعي للإلحاد؟.
و كيف تفسر الحاجة الضرورية التي نجدها في كل مخلوق من النظر إلى الأعلى حين تحل به كربة أو ضائقة؟.
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 01:35]ـ
نسأل الله تعالى لنا ولأخينا الثبات ونعوذ بالله تعالى من تقلب القلوب
سؤالى للاخ الحبيب
الملحد هل يشعر بطمئنينه وراحه بداخله ام ان نداء الفطره يأبى عليه ذلك؟ بمعنى ان بعضهم يزعم انه فى حيره وشك ونحوه فهل بعد ان يتخذ قرار الكفر يذهب هذا عنه؟
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك(/)
اليوم أعادوا الإساءة لمقام النبي - صلى الله عليه وسلم - في السويد 18 شعبان.
ـ[من أمة المصطفى]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 11:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://byfiles.storage.live.com/y1pbQaQBFQUI2yjDv1BQQKRcJAnpxg spnLbEq5mrBenOpBNo7ClGeA8_5wpt MvQW1i-sszVWYYfxoQ
أنتظرتهم مع بداية شهر رجب، أنتظرت أي خبر، توقعت أن يشتموه - صلى الله عليه وسلم -
- من عام 1423هـ وشهر رمضان توقيتهم لطعننا، ابتداءً من أمريكا وحيرزي علي تلك المارقة! العام الماضي والذي قبله تتكرر الطعنات، وفي شهر رمضان، وهذه المرة سبقت شهر رمضان بأيام معدودة، ما عدنا نحتمل والله، اللهم أشفي صدورنا وأرنا مصارعهم.
هاهم يعاودون شتم النبي - صلى الله عليه وسلم - خير خلق الله، صاحب لواء الحمد والمقام المحمود، من إذا سُر أستنار وجهه كأنه قطعة بدر، خير من وطئ الثرى، وأشرف كف رفعت في سبيل الله، نبينا وحبيبنا وخليل رب العالمين محمد ابن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - من وقف باكياً مستنجداً بربه حتى سقط رداءه " أمتي، أمتي ".
من أتى مودعاً وباثاً لأصحابه - رضي الله عنهم - قائلاً " أشتقت لأخواني " ... ونحن بعزة ربنا وجلاله أشتقنا لك شوقاً عظيماً لا يعلم قدره إلا الله.
ها هم يعاودون الكرة يا رسول الله، يطعنوننا بشتمك ونحن كالمكلبين خلف أسوار وقضبان عديدة لا حراك، سلبوا منا فرحة رمضان:
ما حيلة العصفور قصوا ريشه = ورموه في قفصٍ وقالوا غردِ
اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، ربنا إلى من تكلنا؟!
اليوم في موقع الشيخ: رائد حليحل هذا الخبر قرأته الآن فهدني وأثقلني، اللهم أفرغ عليناً صبراً.
Sat, 01 Sep 2007 19:19:00
منظمة المؤتمر الإسلامي تدين الرسوم السويدية المسيئة للإسلام
وكالات
استنكر الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي , قيام إحدى الصحف السويدية بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول الكريم.
ودعا أوغلي المسلمين في أنحاء العالم إلى الالتزام بالهدوء , وطالب ـ تبعًا لصحيفة الأهرام ـ الحكومة السويدية بالاعتذار , ومحاسبة الرسام ومسئولي صحيفة نيريكس أليندا التي قامت بالنشر.
وكان عدد من المسلمين بالسويد قد خرجوا في مسيرة احتجاجية على نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, وطالبوا إدارة الجريدة بتقديم اعتذار رسمي.
وفي مدينة كراتشي الباكستانية تجمع أعضاء في جماعة الشباب الإسلامي؛ احتجاجًا على الرسم الذي نشرته الصحيفة السويدية.
وقال شهود عيان: إن المحتجين تجمعوا خارج نادي الصحافة في كراتشي وهتفوا بشعارات وأحرقوا تمثالاً لم يتضح من المقصود به.
وكانت الحكومة الباكستانية قد أصدرت بيانًا أدانت فيه الرسم واعتبرته مسيئًا واستفزازيًا لمشاعر المسلمين, كما استدعت القائم بالأعمال السويدي وأبلغته احتجاجها.
إلا رسول الله حتى الممات
Sat, 01 Sep 2007 20:07:00
احتجاجات على نشر رسوم مسيئة للإسلام بالسويد
http://www.islamudeni.net/tpllib/img.php?im=cat_127/1419.jpg&w=200&h=158
[align=justify]
خرج عدد من المسلمين بالسويد في مسيرة احتجاجية على نشر صحيفة محلية لرسم كاريكاتوري يسيء إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, وطالبوا إدارة الجريدة بتقديم اعتذار رسمي.
وجاءت هذه التظاهرة ردًا على رسم نشرته صحيفة "نريكيس إليهاندا" وهي يومية محلية في مدينة أوربيرو وسط السويد في 18 أغسطس الماضي يسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن مقال حول الرقابة الذاتية وحرية التعبير والدين.
وقد سار المتظاهرون ـ وفقًا للجزيرة نت ـ إلى مقر الصحيفة ورددوا هتافات مناهضة لها ورفعوا لافتات تعبر عن استيائهم من هذا التصرف.
من جانبه وصف المتحدث باسم الشركة المالكة للجريدة الاحتجاج بأنه كان هادئًا ولم يحدث ما يعكر صفو الأمن أو يستدعي تدخل الشرطة لاعتقال أي شخص.
وأضاف: إن لقاءً جمع بين رئيس المركز الثقافي الإسلامي في المنطقة جمال المحمدي مدة ربع ساعة مع رئيس التحرير أولف جوهانسون، دون أن يكشف عما جرى من حوار بين الرجلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن الرسام لارس فيلكس صاحب الرسم الكاريكاتوري قال: إنه سيقدم شكوى رسمية إلى الشرطة بعد تلقيه تهديدات بالقتل عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، بحسب ما صرح به لوكالة الأنباء الفرنسية.
وشدد رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلدت في تصريح لوكالة الأنباء السويدية "تي تي" على أنه لن يتوانى عما أسماه "الدفاع عن حرية التعبير المنصوص عليها في الدستور", مشيرًا إلى أن ذلك لا يعني أن الحكومة لا تتخذ قرارات سياسية حول ما ينشر في الصحف.
وفي مدينة كراتشي الباكستانية تجمع أعضاء في جماعة الشباب الإسلامي؛ احتجاجًا على الرسم الذي نشرته الصحيفة السويدية.
وقال شهود عيان: إن المحتجين تجمعوا خارج نادي الصحافة في كراتشي وهتفوا بشعارات وأحرقوا تمثالاً لم يتضح من المقصود به.
وكانت الحكومة الباكستانية قد أصدرت بيانًا أدانت فيه الرسم واعتبرته مسيئًا واستفزازيًا لمشاعر المسلمين
المصدر:
http://www.islamudeni.net/?c=127&a=1419
...
Sat, 01 Sep 2007 20:11:00
بيان يتعلق بالإساءة الجديدة إلى أفضل الخلق صلى الله عليه وعلى آله وسلم
http://www.islamudeni.net/tpllib/img.php?im=cat_127/1420.jpg&w=200&h=150
اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء
لقد عاد أحد سفهاء الغرب من جديد إلى تكرار الإساءة إلى البشرية وإلى الحقيقة وإلى نفسه أسوأ إساءة، بتطاوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم، وأفضل الخلق وأكرمهم على ربه عز وجل.
فقد قام أحد الرسامين السويديين بمحاولة عرض رسوم دنيئة له يدعيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في معرض في جنوب السويد بعنوان (الكلب في الفن)، لكن إدارة المعرض رفضت عرضها، وهو موقف تُشكر إدارة المعرض عليه؛ لأنه يدل على تعقّل وتقدير لمشاعر المسلمين. فلم يكتف هذا الرسام بهذه الصفعة من عقلاء أبناء حضارته وأبناءِ قيم الحرية مثله، فاستعان بسفهاء الصحافة، واستجابت له صحيفتان، قامتا بنشر خبر منعه من عرض صوره، تحت عناوين تستفزّ المسلمين، وقامت إحدى الصحيفتين بوضع رابط لموقع الرسام ليشاهد الناس حقارته، بأسلوب ماكر خبيث؛ لكي تنجو هي من عواقب النشر الصريح. وأخذ يتنادى العنصريون ضد المسلمين من أعضاء حزب الشعب السويدي في البرلمان بنشر هذه الرسومات، وبالحجة التي لا يخجلون من ازدواجية ترديدها وتطبيقها في عالمهم المتحضر (كما يحبون تمييزه عن عالمنا الثالث!)، وهي حجة حرية التعبير، والتي لا نفتأ نرى ازدواجية معاييرها كل حين في عالمهم، كما حدث مؤخرا في إسبانيا، عندما أصدر أحد القضاة حكمًا بسحب عدد من مجلة محلية؛ لأنها نشرت رسما مسيئا لولي العهد الإسباني، فسُحب العدد يوم الجمعة 20/ يوليو/ 2007م الموافق 6/ رجب /1428هـ؛ فأين حرية التعبير في هذا الموقف؟! وأين مناصروها في السويد ودول الاتحاد الأوربي جميعها؟!
والمسلمون في هذه الأثناء ينتظرون من عقلاء العالم التدخّل لمنع مثل هذه التصرفات غير المسؤولة، والتي لن تصب في مصلحة السلام العالمي والشراكة البشرية بين أهل الأرض في إكمال بناء الحضارة الإنسانية، بل إن أثرها الوحيد هو الزيادة من عنف التصادم الحضاري والنفخ في نار الفتنة المشتعلة أصلا في العديد من بقاع العالم!
وفي رأس المطالبين بذلك الحكومة السويدية، والتي كان لها في أزمتنا السابقة موقفٌ أبان عن إدراكها لأثر مثل هذه الإساءات على المصالح العالمية، ولمقدار ما تسببه من ألمٍ وإساءةٍ لمشاعر المسلمين؛ فعاجلت الحكومةُ حينها بالاعتذار إلى المسلمين وباستنكار ما وقع وشجبه. فالمأمول منها الآن أن تكرر هذا الموقف الصحيح، وأن تضع الحلول للحيلولة بين السفهاء وبين إساءتهم لمعنى الحرية الحقة، والتي تنتهي عند عدم الإساءة إلى الآخرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونرجو من المسلمين أن لا يُشعِروا سفهاءَ العالم بأنهم قادرون على أذيتهم بمثل هذه التصرفات، التي لا تدل إلا على دناءةِ مقترفها وجهله، وذلك بأن لا يستنفدوا جهودهم في حماس لا يفيد (بل قد يضر)، ولا في مواقف غير مدروسة. بل عليهم أن يعملوا ضمن تخطيط سليم طويل الأمد، ليحققوا العزة لهم ولدينهم. وأن يعلموا أن أخطر ما يخشاه أولئك السفهاء هو انتشار الإسلام، وزيادة عدد الداخلين فيه يوما بعد يوم. فلا يجب أن يثنينا شيءٌ عن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وعن تبليغ دين الإسلام لأهل الأرض جميعهم.
واللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم في الفترة الراهنة تعوّلُ أكثر ما تعول على أمرين، وتهيب بالمسلمين دعمها فيهما:
الأول: الدعوة إلى الله تعالى وتوضيح حقيقة الإسلام من خلال التعريف بنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
والثاني: هو المتابعات القانونية التي قل فيها المعين، وتقاصر عنها كثيرون بغير سبب مقبول، ولم تزل اللجنة ثابتةً على مساعيها في هذا المجال بغير يأس ولا ملل. بل للجنة في كلا المجالين مساعٍ عديدةٌ مستمرّة إلى الآن، لن تبخل في إفادة الآخرين (من المنظمات والهيئات العاملة) عن خبرتها فيهما، وأن تتعاون مع الجميع في الوصول إلى غايتنا الكبيرة منهما.
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه، وأن يُعلي كلمته، وأن يعز الإسلام والمسلمين.
اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم
18 شعبان 1428 هجرية
...
ما لي أراك َ كسير َ الطّرف يا قمر؟ =و أدمع العين تهمي منك تنهمر!
مالي أرى السحب السوداء تجعلها=كمن يريد بها ستراً فتستتر!
ما لي أراك حزين القلب منكسراً؟! =تكاد من هول ِما تشكوه تنشطر!
ما للطيور تجوب الأفق غاضبة! =و كيف بات بلا أوراقه الشجر؟
ما للجبال كأن الله زلزلها! =ترى الصخور بها تهوي و تنحدر؟
و مالشمس الضحى تاهت أشعتها! =فليس يسعد في أنوارها الزهر؟
فصدّ عني كأني لا أحادثه! =و ظل من هول ِ ما يخفيه يعتصر
و قال لي و حروف الحزن باكية =الوهن بادٍ بها و الضعف و الخَور
تملّك الضيم قلبي لا يفارقه=إني أكاد من الأحزان أنتحر
و فلَّ صبري أمرٌ لا عزاء له=فلا أكاد لهول الأمر أصطبر
الهم ُّ طوَّح بي ... و الغم ُّ أرّقني=فقلت ماذا جرى؟ ماالخطب ماالخبر؟
دهى العقيدة أمرٌ لو تدبره=قلب التقي لكاد القلب ينفطر
فقلت حسبي إلهي ما الذي نطقت=به شفاهك أفصح أيها القمر
فقال عرض الرسول البَرّ دنّسه=علوج كفر هم الأرزاء و القذر
هم العلوج فلا عز و لا كرم= و كيف يكرُم من أسيادهم بقر؟!!
ترى الكلاب إذا شبهتها بهم=تثور تصرخ لا نرضى فذا جور
قوم لئام أضل الله عدتهم=كما تناثر حول البطحة البعر
لو أنهم ذكروا عند الحمير=ترى الحمير تخجل منهم ثم تستتر
سبُّوا الرسول فيا قومي أليس بكم=من يُلقِم الكفر أحجاراً و يبتدر
سبوا الذي لو تناسته القلوب قست=و حين تذكره تزهو و تزدهر
لم يبق َ غير علوج الكفر تنهش من=عرض الرسول به تهزأ و تحتقر
لا بارك الله في أعراضنا أبداً=إذا قُضي بحبيبي دونها الوطر
إن ّ الرسول لنور فاز قابسه=إنّا بشرعته نسمو و نفتخر
إن ّ الرسول سماء لو لها جمعوا=كل الغبار لما ضروا و ما كدروا
صلى عليك إله الكون خالقنا=فداك روحي ... فداك السمع و البصر
فداك عرضي ... و عرض الناس كلهم=فداك أهلي ... فداك الخلق و البشر *
* مع تحفظي على بعض الألفاظ.
ـ[من أمة المصطفى]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 09:34]ـ
قلق في السويد من نشوب أزمة جديدة حول رسوم مسيئة للنبي
منتدى البرلمانيين الإسلاميين يدعو لحوار مع الغرب ردا على تكرار الإساءة للإسلام
القاهرة: عبد الستار إبراهيم ومحمد خليل
يسود السويد نفسها والدول الاسلامية قلق متزايد إزاء الجدل القائم حول نشر صحيفة سويدية رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ذكَّر بالأزمة التي نشبت عام 2005 إثر نشر رسوم مشابهة في صحيفة دنماركية. ونددت ايران وباكستان ومنظمة المؤتمر الاسلامي بشدة، هذا الاسبوع، بنشر رسم كاريكاتوري في 18 اغسطس (اب) الحالي في صحيفة «نيريكيس اليهندا» المحلية يصور الرسول بجسد حيوان.
وذكرت وكالة الانباء السويدية ان رجال دين افغانا استنكروا هذا «الاستفزاز» في مقال نشرته صحيفة «كابل تايمز» امس. ونشرت الصحيفة السويدية الكاريكاتور مصحوبا بمقالة حول الرقابة الذاتية وحرية التعبير والمعتقد. وأحرق مسلمون في باكستان اول من امس العلم السويدي ودمية تمثل رئيس الوزراء فريدريك راينفلد، على ما ذكرت وسائل الاعلام السويدية. وتعقب هذه القضية بسنتين أزمة رسوم النبي محمد التي نشرت في سبتمبر (ايلول) 2005 في صحيفة «يلاندس بوستن» الدنماركية واثارت موجة احتجاجات ومظاهرات عنيفة عمت العالم الاسلامي طوال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2006 وتسببت في مقاطعة المنتوجات الدنماركية. وتم احراق أعلام دنماركية ومهاجمة بعثات دبلوماسية ونهبها. وتكلم رئيس الوزراء السويدي للمرة الاولى اول من امس معلنا موقفا في هذه القضية. وشدد على اهمية ان تكون السويد «بلدا يمكن فيه للمسلمين والمسيحيين ان يتعايشوا وسط احترام متبادل»، مدافعا في الوقت نفسه عن «حرية التعبير التي ينص عليها دستورنا».
الى ذلك دعا منتدى البرلمانيين الإسلاميين الذي يتكون من أعضاء برلمانات 17 دولة عربية وإسلامية لحوار مع الغرب رداً على تكرار الإساءة للإسلام في صحيفة سويدية، بينما طالبت وزارة الأوقاف المصرية باتخاذ إجراءات ضد الصحيفة، داعية لتجديد الدعوة للأمم المتحدة لإصدار قرار يجرم الإساءة للأديان ويضع حداً لتكرار الإساءة للإسلام.
وطالب نائب رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، حسين إبراهيم، بموقف موحد من البرلمانات الإسلامية والعربية لإدانة الإساءة للإسلام، قائلا لـ «الشرق الأوسط»: «بدأنا في المنتدى الذي يضم أعضاء من 17 دولة إسلامية بحث إدانة هذه الإساءات، ونرحب بموقف منظمة المؤتمر الإسلامي التي استنكرت تلك الإساءات الجديدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجم]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 09:44]ـ
، ما عدنا نحتمل والله، اللهم أشفي صدورنا وأرنا مصارعهم .. اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين ..........
ـ[من أمة المصطفى]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 10:11]ـ
طامة كبرى!
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
...
لماذا يدعوننا إلى الهدوء!
د. باسم خفاجي
جمعيتان تتنسبان إلى الإسلام في السويد لا تمانعان من نشر رسوم كاريكاتورية جديدة ضد خير البشر
أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تضم 57 دولة إسلامية، نشر إحدى الصحف السويدية، وهي صحيفة نريكس اليهاندا في يوم 19 أغسطس 2007م رسما كارتونيا للنبي محمد، الذي اظهر النبي صلوات الله وسلامه عليه في صورة رأس إنسان وجسد كلب! وفي المقابل دعا رئيس المنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو المسلمين إلى "التزام الهدوء" وضبط النفس. هكذا نشر هذا الخبر في وسائل الإعلام الدولية .. دول إسلامية قليلة تدين الرسم (باكستان وإيران فقط حتى الآن) وأغلب الدول الإسلامية الأخرى تلتزم الصمت، ورئيس منظمة المؤتمر الإسلامي يطلب من الأمة "التزام الهدوء"! والأعجب .. ولا أدري كيف يصدق هذا .. أن جمعيتين تتصفان أنهما جمعيتان إسلاميتان قد باركتا الفكرة، وساعدتا على نشرها بعد أن رفضت المتاحف السويدية نشر هذه الرسوم!
كالعادة أعلنت الحكومة السويدية إنها تأسف عن أي أذى تسبب فيه هذا الرسم، لكنها في المقابل لا تستطيع الاعتذار لأنها ليست المسئولة عن الرسم، ولا تستطيع وقف نشره. وعندما نقلت صحف باكستانية أن أحد الدبلوماسيين السويديين قد أبدى استياءه من الرسم وتعاطفه مع غضب المسلمين في باكستان، أكدت الخارجية السويدية أن هذا التصريح غير دقيق! وتحدث فريدريك راينفيلد، رئيس وزراء السويد، صباح يوم 31 أغسطس 2007م أن بلاده لابد أن ترعى وتحافظ على حريات التعبير. وقال الرسام لارس فلكس، صاحب الرسم المسيء في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس للأنباء إنه يعتبر هذا الرسم نوعا من الفن، لكنه ليس ضد الإسلام.
الصورة المنشورة كانت لتمثال كلب نحت رأسه ليأخذ شكل وجه النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم، ونشرت الصورة مصاحبة لمقال يناقش حرية التعبير، بحسب الصحيفة. والرسم هو جزء من سلسلة رسومات لنفس الرسام رفضت المتاحف الفنية في السويد عرضها. أي أن المتاحف السويدية لها حق رفض عرض هذه الرسومات، ولكننا نحن ليس لنا حق الاعتراض عليها، ويطلب منا "التزام الهدوء" أمام هذه الإهانة لخير من سار على هذه البسيطة.
إن هدف هذا المقال ليس فقط الاعتراض على الرسم المسيء الذي نشرته الصحيفة السويدية، فهذا مما لا شك فيه، ولكن الاعتراض الحقيقي في هذا المقال هو على موقف المنظمات الإسلامية أو المنتسبة إلى العمل الإسلامي. هل يعقل أن توافق جمعيتين تدعيان أنهما تتنسبان إلى الإسلام على نشر مثل هذا الرسم، ثم لماذا يراد إسكات سلاح الغضب الإسلامي رغم أنه سلاح مؤثر وناجح في كل الأزمات السابقة. ليس هناك شك من الحاجة إلى ضبط النفس .. أما الدعوة إلى "التزام الهدوء" في مثل هذه الأمور، فهم ـ كما نحسب ـ موقف يعبر عن التخلي عن نصرة نبي الإسلام، وخاب من لا ينصر خير خلق الله.
أليس من العجيب أن تدعي منظمة العلمانيين المسلمين في السويد ( SEMUS)، ومجلة تسمى مجلة "المنارة" تصدر في السويد، أن هذه الرسوم تصنف ضمن حريات التعبير التي لا يعترض المسلمون عليها! بل إن المتحدث باسم منظمة العلمانيين المسلمين، ويدعى هومان أنفاري ذكر أنه رغم عدم ارتياحه للرسم، فإنه لا يمانع من انتشاره، بل أنه زاد على ذلك أن منظمته تنوي عرض الرسوم أيضاً في "مركز ثقافي موسيقي ذو مكانة في استكوهولم، وأن المفاوضات جارية لذلك، وأعتقد أن الفكرة ستكون جاهزة للتنفيذ في الأسبوع المقبل"، كما قال المتحدث الرسمي للمنظمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أذكر القراء أنه في عام 1997م، إي منذ 10 أعوام قامت إمرأة يهودية تدعى تاتيانا توسكين بإهانة النبي صلى الله عليه وسلم، بأن رسمته على شكل خنزير، ووضعت الرسم في ميدان في مدينة الخليل الفلسطينية، وفي ذلك الحين انتفض العالم الإسلامي، ولم يهدأ إلى أن قبض على المرأة وحولت إلى المحكمة وحوكمت، وحكم عليها بالسجن بسبب هذه الإهانة. ولننظر ما حدث خلال السنوات العشر الماضية. تكررت الاعتداءات .. وخفت صوت المعارضة الإسلامية .. ثم ظهر من أبناء الأمة من يدعو إلى عدم تصعيد هذه الأحداث والتغاضي عنها، وأخيراً نرى ـ ولأول مرة ـ من المسلمين من يتبنى نشر تلك الرسوم ويدعو إلى عرضها. كيف حدث هذا التغير وكيف يطلب منا "التزام الهدوء" أمام هذه الظاهرة. إن معدل التنازل في ازدياد، ومعدل تقبل الإهانات في ازدياد أيضاً، ولذلك فلا غرابة أن معدل الإهانات يزداد أيضاً. العجيب أن معدل الصمت و"التزام الهدوء" من طرف الأمة ومؤسساتها وأبنائها يزداد أيضاً، وهو أشد الأمور إيلاماً وحسرة.
إن من يسب أباه أو أمه في محفل عام لا يطلب منه "التزام الهدوء"! بل إن التزام الهدوء يعد في هذه الأحوال نقيصة وأمر مخجل لا يليق بالرجال .. ومن تسب قبيلته أو عشيرته ولا يغار ويغضب لذلك، بل يلتزم الهدوء ـ كما يدعوننا ـ تحتقره المجتمعات .. فكيف عندما يهان نبي الأمة، وخير خلق الله صلى الله عليه وسلم .. هل يعقل الدعوة إلى "التزام الهدوء". وهل يعقل ما يحدث فعلياً اليوم من "التزام الهدوء". من هان عليه أغلى من يحب .. هان على الناس، وأتساءل: كيف لمن لا يدافع عن نبي الأمة أي يتوقع دفاع الله تعالى عنه أو نصرته له.
ما هي الرسالة التي نقدمها إلى شعب السويد، وغيره من شعوب أوربا والعالم عندما نصمت عن إهانة نبينا صلوات الله وسلامه عليه. علينا أن نتذكر أنه من عام واحد فقط .. قدمت وزيرة الخارجية السويدية 'ليلى فريفالدس' استقالتها بعد الاتّهامات التي وجهت إليها بأنها تصرّفت بشكل غير دستوري عندما قررت إغلاق موقع يميني متطرف على الإنترنت أصر على نشر الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. حينها قالت وزيرة الخارجية السويدية المستقيلة في مؤتمر صحفي: 'في الظروف الحالية أجد أنه من المستحيل الوفاء بمهام عملي وأختار الاستقالة'. إن "التزام الهدوء" لن يقنع أحداً بمساندتنا، وعلينا أن نتفهم ذلك جيداً، فليس هكذا يدار عالم اليوم. في العام الماضي حاولت وزيرة الخارجية السويدية أن تخفف من غضب الشارع الإسلامي في بلدها، ومنعت موقعاً يمينياً من نشر الرسوم المسيئة، وساهمت بذلك بشكل ما في تقليل الإساءة، ودفعت ثمن ذلك وظيفتها .. أما هذا العام فإن "التزام الصمت" لن يسبب أي استقالة .. والأهم أنه لن يمنع نشر أو انتشار تلك الرسوم.
هل لي أن أتساءل أيضاً: أين أنتم يا علماء الأمة ودعاتها ووعاظها ومفكريها ومثقفيها! هل هان عليكم نبينا الكريم إلى هذه الدرجة؟ هل ستستجيبون إلى الدعوة بـ "التزام الهدوء"! بالطبع أنا لا أدعوكم إلى التهور أو مجاوزة الحد في الرد على هذه الإهانات، ولكنني أدعو أن نستخدم كل ما أوتينا من قوة ومن وسائل شرعية وفكرية وغيرها مما لا يحرمه الشرع، ومما لا يخالف دعوات الحكمة والفطنة، لكي ندافع عن خير الخلق، فهل هذا كثير؟ وهل هذا مما لا نطيق؟ وهل هو مما يخالف القوانين والأعراف الدولية في شيء؟ إن أسلحتنا كثيرة ولكن همتنا قد فترت .. أو أريد لها أن تفتر .. وآن لنا أن نعي ذلك ونقاومه، ولن أمّل من تكرار هذه الفكرة.
أكرر ما كتبته سابقاً، وقد يكون من المهم التأكيد عليه، فدلائله تزداد وضوحاً وخطورة: "إن هذه الموجة من الهجوم على الإسلام تمثل حلقة في سلسلة من الإهانات التي لا تكاد تتوقف، وكأن المقصود هو تعويد هذه الأمة على تحمل الإهانات، أو تحويل أبناء الإسلام دائماً عن العمل والإنتاج إلى ردود الأفعال. لابد من الغضب لحرمات الله التي اُنتهكت، فقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغضب لحرمات الله حتى لا يقوم لغضبه شيء، ولكن علينا أن نتذكر أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يُحَوِّل طاقة الغضب تلك إلى قوة بناءٍ وإنتاجٍ ودعوةٍ ورحمة، ولا يكتفي بمظاهر الغضب العقيم. لنا كل الحق بالتأكيد أن نغضب، وأن نمتلئ غيظاً لتكرار هذه السفاهات ممن لا يُعذَرون بالجهل، ولكن لابد أن نُذكِّر أنفسنا وأبناء أمتنا أن الغضب يجب أن يتحول إلى المزيد من الجهد للتعريف بنبينا أولاً، ثم أيضاً التصدي بالحجة والبرهان والدليل الدامغ لانحرافات من يتهجمون على خير الخلق، وقد وعدَنا الله تعالى أن يكفي نبيه صلى الله عليه وسلم ألسنة شر الخلق، "إنا كفيناك المستهزئين".
___________
1 رئيس المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب، وباحث متخصص في شؤون الغرب والعلاقة مع العالم الإسلامي. يمكن التواصل مع الكاتب من خلال البريد الإلكتروني articles@khafagi.net
تاريخ النشر في الموقع: 19/ 08/1428 هـ الموافق 09/ 01/2007 م
المصدر: اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - ( http://www.icsfp.com/AR/*******s.aspx?AID=4670)
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 12:51]ـ
هذه حثالة مهملة في بلدها وعلينا أن نضعها في حجمها الطبيعي!
قد حصلت أحداث كثيرة من قبل في السويد من هذا النوع، لكن ولله الحمد تم احتواؤها في الوقت المناسب.
مرة خرج راهب خليع مخنث وتكلم بكلام في غاية السوء عن النبي صلى الله عليه وسلم، سرب كلامه إلى الصحافة ووجدت صحيفة في ذلك سبقا صحفيا .. إلخ.
انتهى الأمر أن الرجل هدد بالقتل مباشرة، وقد أصدر التهديد شاب سويدي حديث عهد بالإسلام قد كان نازيا قبل إسلامه. هذا الأخ صدر مقالا في الإنترنت ذاكرا اسمه وذاكرا اسم الراهب المخنث، وقال كلاما مفاده: أنا فلان ابن فلان سأقتل فلانا ابن فلان.
وهناك ناس آخرين قد هددوا الراهب المخنث بالقتل.
في النهاية بدأ الراهب يبكي ويقول: أساء الناس فهمي والصحافة تريد بي شرا (؟!)
ثم حصلت حادثة أخرى، امرأة صفر أرادت البروز ـ خالف تعرف ـ فأتت بلوحة زعمت أنها فنية، فكتبت آيات قرآنية بجانب صورة خليعة.
انهالت الإنتقادات على المتحف وهدد الطاقم العامل به مع تهديد آخر بحرق المتحف.
اللوحة لم تعرض ولله الحمد.
والآن خرج علينا من جديد رجل صفر يريد الظهور بمثل هذا الشيء.
جميع المتاحف في السويد رفضت رفضا باتا عرض لوحته، فذهب إلى الصحافة متظلما باكيا على حال حرية التعبير على حد تعبير هذا الخامج.
والآن كما يبدو توجد صحيفة مهملة تريد عرض هذا الشيء.
نصيحة:
هؤلاء الخُمَّج سيسعوا من حين إلى حين لاستفزاز المسلمين، سعيا في إشغالنا وإنهاكنا. لكن لابد أن نواجهم بتعريتهم وإظهار زيفهم وعيوبهم مع التركيز على التعريف بنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.
عن نفسي فكرت أن أتصل بمديرة أحد المتاحف التي فكرت في عرض الصورة مع تسجيل المكالمة إن شاء الله، سائلا إياها الأسئلة التالية:
1 ـ ما هو القصد من عرض الصورة؟
2 ـ ما هو مفهوم الفن عندك؟
3 ـ ما هي النتائج المرجوة من عرض اللوحة؟
4 ـ ما هو مفهوم الحرية عندك؟
هذه الأسئلة ستوقعها في حرج طبعا، لأن أجوبتها ستكشف إما غباءها أو جهلها وفي حالة انتفائهما فلم يبق إلا تفسير واحد، شرها وخبثها!!
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:48]ـ
الناس متعبة. والناس ملت.
تراهم يتحركون لنصرة نبيهم.
ترى جمعهم يجتمع ثانية دفاعا عن عرض نبيهم.
كنار السعفة إذا تشتعل ثم تخبو.
أو كفراخ الحظيرة تهيج وتتصايح ثم تسكت وتهدأ.
النبي يسبُّ في كل حين، وسلو الكذَّاب اللئيم .. زكريا بطرس .. وسلوا غرف البالتوك.
والناس تتحرك حين يصير الأمر على الملأ .. تتحرك الجموع تحت ردود الأفعال ...........
اييييييييييييه على هذا الجيل.
أحسب أنهم سيتداركون المشكلة كي لا تتكرر. أعني مقاطعة الغرب الكافر، وأن التصدي سيكون من قبل الساسة الدينين قبل ان تهيج فراخ الأمة في حظيرتها.
.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 02:29]ـ
شلت أيديهم أعداء الدين
اللهم إنك قلت وقولك الحق (إن شانئك هو الأبتر)
وقلت سبحانك (إنا كفيناك المستهزئين)
نسألك سبحانك أن تري المسلمين والعالم برمته عجائب قدرتك فيهم يامن لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ياقوي ياعزيز
وما من شدة إلا سيأتي
لها من بعد شدتها رخاء(/)
هذا الشيخ الداعية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 07:08]ـ
سوزان المشهدي - جريدة الحياة 15/ 6/1428
30/ 06/2007
الشيخ الجليل سلمان العودة لامس الفطرة السوية بكلماته النيرة تعبر عن فهم حقيقي، عميق وناضج للدين، عندما شرح حدود الرؤية الشرعية وحقوق الخاطب والمخطوبة في التحدث مع بعضهما البعض، لمعرفة مدى التوافق الفكري بينهما، حتى لا يكون الزواج مبنياً على المجهول الذي يخص أهم طرفين في علاقة مصيرية هما الزوج والزوجة، وحتى نتفادى مشكلات كثيرة ومعقدة مثل الطلاق، وما يترتب عليه من مشكلات، وأثار مدمرة، وحتى تتسنى للزوجين المشاركة الفكرية والطموح في تهيئة عش الزوجية الذي ينتقل إليه كلاهما بتفاؤل، يتغلبان به على الشعور الطارئ بالغربة، وتستمر فيه الحياة على المودة والألفة بينهما حاضراً ومستقبلاً.
إن هذا الشيخ الجليل، وبطريقته المثلى وأسلوبه البسيط، ومنطقه المقنع والمحبب، جعل الجميع يصغون إليه، حين يبلور النظرة الإسلامية الصحيحة للمرأة، باعتبارها عنصراً فاعلاً وطاقة منتجة ومبدعة، يمكن أن تشارك بكل أمان وبكل سعادة في عش الزوجية الجديد، كما تشارك في تطور ورقي مجتمعها الوطني والإنساني.
حديث هذا الشيخ الفاضل ينير عقول الشبان والشابات، كما يبصر الأسر بكل ما من شأنه أن يجعلها واعية بحقوق الزوجين الجديدين اللذين يبدآن مشوارهما لبناء أسرة جديدة، فيزيد ذلك من وعي المجتمع الكبير فيتحرر من عاداته السيئة التي منها إجبار الفتيات على الزواج، أو التدخل في شؤون الزوجين بالضغط على الزوج أو الزوجة، ومن العادات السيئة التي ينبه إليها حديث الشيخ إجبار الفتيان على الزواج لمجرد أن الأب أو الأم قطعا عهداً في أمر لا يملكان فيه حقاً، أو يصادران به حقوق صاحبة وصاحب الِشأن، على أساس أنهما (الأب والأم) وحدهما يملكان حق تقرير مصير بنتهما أو ابنهما، وحق التحكم في حياتهما قبل وبعد الزواج، وحق التدخل في أي خلاف بين الزوجين أو أسرتيهما من دون أدنى اعتبار لمشاعرهما ورغباتهما في تسوية خلافهما وحدهما، من دون تدخل أي طرف من أسرتيهما.
أخيراً نحن في حاجة ماسة لأمثال الشيخ العودة - أمد الله في عمره ومتعه بالعافية - من الذين يشدون الأسماع بلغة هادئة تخاطب العقول والقلوب، معتمدة على المنطق، نسأل الله ألا يحرمنا من الشيخ سليمان العودة ومن إضاءاته الفكرية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 04:58]ـ
مثل الشيخ سلمان يندر وجوده، مع مسيس الحاجة الى امثاله.
بارك الله فيك اخي العزيز.
ـ[ابو بثينة]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 07:29]ـ
حفظك الله و هداك يا شيخ من زمان لم اسمع لك و رحم الله ابن باز(/)
إعادة إفتتاح ملتقى العقيدة برابط جديد؟
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 08:57]ـ
تعلن إدارة الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة
عن إعادة إفتتاح الملتقى بعد توقفه لأسبوع واحد لأسباب قاهرة،وتعتذر للأخوة الأعضاء عن ذلك
هذا وقد وتم تغيير رابطه إلى
http://www.alaqida.net/vb
وتتمنى لكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
منقول لأهميته
وفق الله القائمين عليه وسددهم لكل خير(/)
هل (عوام) الرافضة في حكم (أئمتهم) ... ؟!
ـ[أبو معاوية الغامدي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، محمد عليه و على آله و صحبه الكرام أزكى الصلاة و التسليم ..
أما بعد ..
فلقد اختلف علماء الإسلام قديماً في تكفير عوام الرافضة الإمامية، و عزو ذلك إلى جهل العوام، فكان لعوام الرافضة من الأمر متسعاً مما لا يسع للأئمتهم (أئمة على أبواب جهنم) الذين قد كفروا بما انزل على محمد صلى الله عليه و سلم، و لكن الآن اختلف الوضع .. فالقنوات الفضائية و الانترنت و وسائل الاتصال الأخرى لم تذر شاردة و لا واردة إلا و أتت عليه، فهاهي قناة المستقلة (مشكورة) تقدم حلقات في الحوار مع الرافضة وتقوم على تفنيد حججهم و أكاذيبهم، و إذا واجهت العوام منهم ستجدهم يقولون لك (عزيزي هذه القناة قناة فتنة و شر بين المسلمين ولا داعي لمتابعتها) فترى الإعراض منهم و الإصرار على التمسك ببوابة الجحيم أملاً للتوسد بها مع الشيطان و الأئمة الجهنميين من الخميني و أزلامه وجلاوزته و لعنات الله و ساء أولئك رفيقا،،
إذاً فإلى متى سنضل نحكم على من قامت عليه الحجة بالجهل و أنه معذور و أنه ليس بكافر!!! ..
ألم يروا فضائح مشايخهم على الشاشات معروضة،، ألم يكفهم ذلك دليلاً و إقناعاً .. إذا فهم و علمائهم في الحكم سواء ..
نعم،، أقولها مستوثقاً بالحق أن علماء الرافضة و اتباعهم من العوام السذج قد ولجوا في الحكم معاً إلى بوابة جهنم،، فأوقبوا ..
فلا نتردد بعد اليوم من تعميم الحكم على عوامهم و قد بلغتهم الحجة،،، لأن زمن المهلة لهم قد انتهى وذلك حينما عُرضت فضائح الأئمة (لعنات الله) عفواً قصدي (آيات الله) على حبل الغسيل .. فإن بقي العامي منهم كالحمار المسربل في قيود إمامه و سائسه فهم في الحكم سواء ..
و إن كفر بطاغوتية الإمامية و رجع إلى مذهب السنة و الجماعة فهم من سنلتمس لهم العذر بالجهل في سابق حالهم ..
و الله الهادي إلى سواء السبيل ..
نعوذ بالله من الكفر و الإلحاد و الزندقة في دين الله ..
أخوكم / أبو معاوية الغامدي.
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 03:28]ـ
أخي الكريم .. أسلوبك العاطفي ليس من العلم في شيء!
وإذا أردت أن تتناول مسألة العذر بالجهل فهي كأي مسألة علمية: لها طرحها العلمي، ونقاشها المبني على الأدلة: إثباتاً ورداً، وعلى تحقيق المناط في الحال المعينة المخصوصة بالبحث.
وإذا تذكرنا أن المسألة مسألة إيمانٍ وكفر فإننا سنُلجِم انفسنا بالعلم، وندع العاطفة والغيرة غير المنضبطة بالعلم جانباً، ونلِجُ المسألة ونحن نستحضر أنَّا نحكم على أديان الناس لا على أموالهم ودنياهم، فلو قيل لأحدنا: احكم بين اثنين في خلاف ماليٍ لاعتذر بخشيته من الخطأ، وبأن قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة: فينبغي أن نكون في حكمنا على أديان الناس أكثر ورعاً وخشية.
و كيف تكون الفضائيات قد أقامت الحجة على عوامهم وعلمائهم، وهي في نفس الوقت قد شكَّكتْ بعضاً من عوام أهل السنة بما كان يلقيه الشيعة على أسماعهم من شبهات في حق الصحابة والصحيحين وغيرها من المسائل التي حرص الشيعة على تشويهها على عوام أهل السنة وأنصاف مثقفيهم؟!
فإذا انطلت الشبهة على أناسٍ من أهل السنة أنفسهم، فلماذا لا تنطلي على عوام الشيعة فتكون حاجزاً دون قناعتهم بمذهب أهل السنة؟
والعوام معدنهم واحد في كل زمان ومكان: فالعامي عندنا معشر أهل السنة إذا سمع بأي شبهة على الإسلام فإن أيَّ جوابٍ يأتيه ممن يثق به يكفيه ويقنعه ويرى أنه أبطل تلك الشبهة ولو كان ذلك الجواب ضعيفاً و ناقصاً لا يفي بالرد على تلك الشبهة.
فكذلك في كل عامِيٍّ ثبت له الدخول في الإسلام: قد ياتيه مَن يثق به فيلقي إليه بما يؤكد عنده معتَقَده السابق.
هناك سؤالات كثيرة في مسألة العذر بالجهل تحتاج إلى بحث علميٍ عميق قبل تنزيلها على الأعيان في الواقع.
أما الغيرة على السنة فكلنا ذاك الغيور، إلى أن العلم شيء .. والغيرة شيء آخر.
وفقني الله وإياك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 03:55]ـ
سمعت الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله في الجامع الكبير وقد سُئل عن الرافضة؟.
فقال: هم كفار.
فقال السائل: وعوامهم؟.
فالتفت إليه الشيخ (وكان السائل في جهة الشيخ اليسرى) فقال: عوام اليهود والنصارى، أليسوا كفارا؟.
فقال السائل: بلى.
فقال الشيخ رحمه الله: وكذلك الرافضة).أ. هـ
---
ونقل الأخ عبدالله المحمد في ملتقى أهل الحديث مايلي:
السائل: الرافضة هل يحكم بكفرهم جميعا ولا بعضهم؟.
الشيخ ابن باز رحمه الله: المعروف أنهم كفار، عبّاد لعلي عامتهم وقادتهم لأنهم تبع القادة مثل كفار أهل مكة تبع أبي سفيان وأشباهه، تبع أبي جهل، وتبع أبي لهب كفارهم تبع لهم، عامتهم تبعهم.
لأنهم مقلدون لهم راضون بما هم عليه ما يطيعون يخالفونهم، كل المشركين كفار، كل المشركين الذين يتبعون قادتهم.
الرسول قاتل الكفار ولا ميّز بينهم، والصحابة قاتلوا الروم وقاتلوا فارس ولا فصّلوا بين العامة وبين الخاصة، لأن العامة تبع الكبار، تبع القادة، العامة تبع القادة، نسأل الله العافية.
(انتهى كلامه رحمه الله من الوجه الأول من الشريط الثالث لشرح كشف الشبهات).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاوية الغامدي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 08:24]ـ
أخي الفاضل (رجل من أقصى المدينة) ..
تطرقت في ردك على موضوعي بكونه اتسم بالأسلوب (العاطفي) الصرف كما تشير إليه دلائل قولك:
و أنا في معرض الرد أقول إن العاطفة (و إن تقوقعت في بعض العبارات) فإن مقالك كذلك اتسم بالعاطفة في الرد.!
فلا أدري ..
أنقرّ هذا و ننفي ذاك؟ ..
عموما ..
نحن هنا يا شيخنا نتحدث عن عدم العذر بالجهل فيما لو قامت الحجة على من كان (جاهلاً) على غرار القول الثاني من أقوال أهل العلم في مسألة العذر بالجهل في مسائل الاعتقاد و أصول الدين ..
فلو تحدثنا (مجملاً) عن مسألة العذر بالجهل لساغ لك أن تقول (إن العلماء قد اختلفوا في هذه المسألة على قولين) ..
أما إذا تبنّينا قولاً من الأقوال فالعود إلى أصل المسألة إطالة لا طائل منها ..
إن مناط إقامة الحجة على الخلق حينما بعث الله الرسل (بالبلاغ المبين) ..
و لو لم تكن تلكم حجة كافية لما قال تعالى (فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) 12/التغابن. (وإن تطيعوه تهتدوا و ما على الرسول إلا البلاغ المبين) 54/النور. (فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) 35/النحل (فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين) 82/النحل. و غيرها من الآيات التي أثبتت إقامة الحجة بمجرد البلاغ ((المبين)) وأوقع على عدم اتباع الحق بذلك (العقوبة) على من خالف.
و البلاغ المبين لم يقيد بصفة أخرى و نمطٍ معين .. و إنما متى حصل ذلك البلاغ المبين المثبت للحق و المبطل للباطل فإن الحجة تقوم عليهم بمجردها ..
فما بالك بالتفنيد و التدقيق و الإبحار في نقض الأدلة، ذلك قدرٌ زائد على مجرد البلاغ المبين ..
و بغض النظر عن شبه الرافضة التي يلقونها على مسامع الناس ..
فإن في (دينهم) أموراً معلومة بضرورة كفر فاعلها (كالتقرب إلى القبور و اتخاذها مزارات و الطواف حولها و الاعتقاد في الأموات و الاستغاثة بهم) ..
و هم يعلمون معنى الشرك بالله ..
و لكنهم يبررون ما يفعلونه بمبرراتٍ ساقطة و متهافتة.
و اكتفي هنا بنقل قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و رضي عنه: (فإنه بعد معرفة ماجاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأموات و لاالصالحين و لاغيرهم لا بلفظ الاستغاثة و لا بغيرها و لا بلفظ الاستعاذة و لا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت و لا إلى ميت و نحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور و أن ذلك من الشرك الذي حرمه الله و رسوله، لكن لغلبة الجهل و قلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه {م. خ.الاستغاثة الكبرى: 1/ 629}.
و بتلك القنوات التي أثّرت كثيراً على العوام بشهادتكم -والتي دفعت العاطفة البعض منا إلى عدم اعتبار بلاغ رسالتها رغم التبيين و التوضيح و التعمق الذي يُرى من خلالها- فإن الحجة بهذا الشكل تكون قد اخذت طريقها إلى أولئك القوم.
و فيما نقله الأخ المسيطير رداً كافياً و جواباً شافياً ..
و سؤالي لكم: هل لديك يا شيخنا أدنى شكٍ في كفر الرافضة الاثني عشرية؟.
بارك الله لكم حرصكم.
أخوك/أبو معاوية.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 07:42]ـ
و سؤالي لكم: هل لديك يا شيخنا أدنى شكٍ في كفر الرافضة الاثني عشرية؟.
بارك الله لكم حرصكم.
أخوك/أبو معاوية.
أبا معاوية: حفظكم الله تعالى - هو الحق ما به خفاء، ولا أدري والله ما هو الكفر؟ ومن الكافر؟ إذا كانت عقائد الرافضة - قاتلهم الله تعالى - التي تتفنن بأنواع الكفر تنازليا من القول بتحريف القرآن، إلى الشرك بالله إلى ادعاء علم الغيب لأوليائهم! إلى .... ليست كفرا! وأهلها مسلمون!!!.
ومن لازم كلام أخينا أنه: يتعسر جدا إقامة الحجة على الملايين من العوام! وحينئذ هذه النذارة التي جاء بها الرسل مخدوشة، ولم تؤد غرضها!!!
لا إله إلا الله ما أخطر هذا اللازم!، ومن لازم ما خطه أخونا: أن عوام اليهود والنصارى والسيك والبوذيين والمجوس لم تقم عليهم الحجة!! سبحان الله.
والله الموفق.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 07:39]ـ
قال تعالى {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ} الأعراف38
قال تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} الأحزاب67
قال تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ} غافر47
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 11:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن ان أضيف لكم فتوى اللجنة الدائمة في كفر عوام الأثنى عشرية
تكفير عوام الأثنى عشرية:
س: ما حكم عوام الروافض الإمامية الاثنى عشرية؟ وهل هناك فرق بين علماء أي فرقة من الفرق الخارجة عن الملة وبين أتباعها من حيث التكفير أو التفسيق؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه … وبعد:
جـ- من شايع من العوام إماماً من أئمة الكفر والضلال، وانتصر لسادتهم وكبرائهم بغياً وعدواً حكم له بحكمهم كفراً وفسقاً، قال الله تعالى: {يسألك الناس عن الساعة} إلى أن قال: {وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً} واقرأ الآية رقم 165،166،167 من سورة البقرة، والآية رقم 37،38،39 من سورة الأعراف، والآية: رقم 21،22 من سورة إبراهيم، والآية رقم 28،29 من سورة الفرقان، والآيات رقم 62،63،64 من سورة القصص والآيات رقم 31،32،33 من سورة سبأ، والآيات رقم 20 حتى 36 من سورة الصافات، والآيات 47 حتى 50 من سورة غافر وغير ذلك في الكتاب والسنة كثير، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل رؤساء المشركين وأتباعهم وكذلك فعل أصحابه ولم يفرقوا بين السادة والأتباع.وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة
عبدالرزاق عفيفي
عضو
عبدالله بن غديان
عضو
عبدالله بن قعود
منقول عن كتاب حقائق عن الشيعة الرافضة الإمامية
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 11:44]ـ
من باب الفائدة:ذكر لي الشيخ ناصر الحنيني عن الشيخ عبدالعزيز الراجحي أن الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى كان يتوقف في آخر حياته عن تكفير عوام الرافضة لأن عندهم من يلبس عليهم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 01:15]ـ
من باب الفائدة:ذكر لي الشيخ ناصر الحنيني عن الشيخ عبدالعزيز الراجحي أن الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى كان يتوقف في آخر حياته عن تكفير عوام الرافضة لأن عندهم من يلبس عليهم.
جزاكم الله خيرا أخي الحجري، ولكن لا يمكن أن نعارض فتاوي الشيخ المسموعة والمقروءة - وهي بالعشرات - لا يمكن أن نعارضها ببلاغ ليس له خطام، ولا زمام، فلابد من الإثبات لمثل هذا التراجع عن عشرات الفتاوى لابد من الإثبات إما بالصوت، وإما بالكتابة.
والله الهادي.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 02:51]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحجري، ولكن لا يمكن أن نعارض فتاوي الشيخ المسموعة والمقروءة - وهي بالعشرات - لا يمكن أن نعارضها ببلاغ ليس له خطام، ولا زمام، فلابد من الإثبات لمثل هذا التراجع عن عشرات الفتاوى لابد من الإثبات إما بالصوت، وإما بالكتابة.
والله الهادي.
أو نقل عن ثقة.
ذكر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كلاما في سلسلة الهدى و النور مفاده بأنّه لا يرى صحيحا تكفير الشيعة بالجملة. و الذي يظهر لي أنّ التوقف عن تكفير الشيعة بالجملة هو المذهب السليم إلا في من توفرت فيه شروط التكفير منهم و انتفت عنه موانع؛ فهذا ينبغي تكفيره.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 04:28]ـ
أو نقل عن ثقة.
أخي الكريم: نقل عن ثقة في مسألة الشيخ العلامة ابن باز يفتي بها عشرات الفتاوي، بل إن الشيخ ينافح عنها، فهناك مجالس الشيخ يرد فيها على من التبس حكمه عليهم وتوقف فيهم، فكيف يقال نأخذ خبر هذا الثقة! ونضرب بعشرات الفتاوي المسموعة والمقروءة لخبر الثقة! بل نقول: إن الثقة قد وهم هنا، مع كامل احترامنا له.
ذكر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كلاما في سلسلة الهدى و النور مفاده بأنّه لا يرى صحيحا تكفير الشيعة بالجملة. و الذي يظهر لي أنّ التوقف عن تكفير الشيعة بالجملة هو المذهب السليم إلا في من توفرت فيه شروط التكفير منهم و انتفت عنه موانع؛ فهذا ينبغي تكفيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الإمام المحدث الألباني، فهو على العين والرأس، ولكنه حينما عذر المشركين الذين يقيمون بين ظهراني المسلمين! بالجهل! في مثل هذه الأمور الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة قد خالف الأولين والآخرين، وهذا لا يحط من قدره، فهو عالم مجتهد مأجور على كل حال، ولكن في هذه المسألة مأجورٌ الأجرَ الواحد - فيما نعتقد -.
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 05:21]ـ
أشكر أخي أبا معاوية الغامدي على حسن تعليقه وأدبه.
ولي تعليق أجمله في نقاط أرجو أن تكون محل تأمل من الإخوة الكرام:
1 - فَرْقٌ بين المسألة العلمية في نفسها وبين الإنسان المعيَّن الذي تلَبَّس بها ووقع فيها.هذا فرق ينبغي أن ننطلق منه عند بحثنا لهذه المسألة.
وعليه أقول: ليس بيننا خلاف أن في عقائد الرافضة التي دونوها في كتبهم ماهو شرك محض من جنس شرك أهل الأوثان الذين وقعت الخصومة بينهم وبين أنبيائهم عليهم السلام، هذا محل اتفاق .. فلا يزايد علينا أحد بغيرته على التوحيد! فلسنا في التوحيد نختلف، وإنما نختلف في الأعيان متى يعذرون ومتى لا يعذرون؟
فكون التشيع يتضمن ماهو كفر لايلزم أن يكون كلُ من اننتسب إليه كافراً بمجرد الانتساب فقط. بل لابد من التحقق من وقوع الكفر من هذا المعيَّن نفسِه.
ومن التزم التكفير بمجرد الانتساب إلى بدعةٍ (فيها ماهو كفر كالتشيع والتصوف) فيلزمه أن يكفِّر كلَّ من يلقاه في المسجد الحرام مثلاً (وهو لايعرف عنه شيئاً) سوى أنه قال عن نفسه: (أنا مسلم شيعي) أو (أنا مسلم صوفي)! يلزمه أن يكفِّره بغض النظر عن كونه واقَعَ الشرك أم لم يواقعه!
فالشرع - اخي ابا معاوية - لم يعلِّق الكفر على ألفاظ مجرَّدة وإنما ناطها بالحقائق والمضامين.
2 - فَرْقٌ بين من ثبت له أصل الإسلام وبين من لم يدخل في الإسلام أصلاً.
فالشيعي ثبت له أصل الإسلام فهو في ظاهره على الإسلام ويعامل معاملة المسلمين، ثم يُنظر بعد ذلك: هل وقع منه ما يخرجه من الإسلام أم لم يثبت لنا وقوع ذلك منه؟
أما اليهودي والنصراني فهو لم يدخل في اٍلاسلام أصلاً.
فكيف يسوغ لنا أن نسوي بين مَن ثبتَ له أصل الإسلام وبين من لم يدخل في الإسلام أصلاً؟!!
فإذا ثبتَ لنا كفر هذا الداخل في الإسلام (شيعياً كان أو سنياً) فحينها نسوِّي بينه وبين اليهودي والنصراني وغيرهم من ملل الكفر.
3 - أما (البلاغ المبين) فليس من أحدٍ يخالف في أن الله تعالى ارتضاه حجةً على العباد، ولكن البحث في (ماهو) البلاغ المبين الذي يعتبر حجة على الناس؟ أي: متى يكون البلاغ مبيناً ومتى لا يكون مبيناً؟ فهل البلاغ المبين هو مطلق التلفظ الشفهي بالدعوة للإسلام باللسان أيَّاً كان ذلك الكلام؟
بمعنى: هل تعتبر دعوتنا للسُنة بلساننا العربي مقيمةً للحجةِ على ملايين العجم من الشيعة الذين لا يحسنون العربية؟!
هل يكفي أحدَنا أن يقف أمام جمعٍ من شيعة فارس فيخاطبهم بغير لسانهم ثم يرى أنه قد أقام عليهم حجة الله تعالى؟! ثم يرتب على عدم استجابتهم الحكمَ بكفرهم واستحلالِ أموالهم وإقامةِ حدِّ الردة عليهم؟!!
لا أظننا - أخي أبا معاوية - سنختلف أن مناظرات قناة المستقلة ليست (بلاغاً مبيناً) في حق ملايين من عجم الشيعة في فارس وباكستان وأذربيجان وغيرها ممن لعلهم لم يعلموا أن هناك مناظرةً أقيمت ولو بلغةٍ غير لغتهم.
بل ليست بلاغاً مبيناً (بإطلاق) في حق عرب الشيعة من عجائز ومراهقين وشباب ضائع شغلتهم مشاغلهم عن متابعة هذه المناظرات، فنحن نعلم جميعاً أن هناك الملايين من أهل السنة الذين شغلتهم دنياهم وشهواتهم عن الانشغال بمتابعة هذه المناظرات، فليس غريباً - بل هو الواقع - أن في الشيعة من شغلته دنياه وشهواته عن هذه المناظرات.
وما نقلته - أخي الكريم - عن شيخ الإسلام ابن تيمية فهو يؤكد على أن البلاغ المين يختلف باختلاف أزمان الناس واختلاف احوالهم واختلافهم فهمهم للآثار النبوية وحينها لايمكن أن تكون هذه المناظرات بلاغاً مبيناً لأجهل الناس بالآثار النبوية وهم العوام والعجم منهم على وجه الخصوص.
ولمزيدٍ من الفائدة: فهذا بحث علمي حول موقف ابن تيمية من الرافضة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90886&highlight=%C7%E1%D1%C7%DD%D6%C 9
4- سألتني أخي الكريم عن الرافضة الإثني عشرية هل هم كفار؟
فأقول لك: لفظة (الرافضة الاثني عشرية) ليست كلمة شرعية رتَّبَ عليها الشارع حكماً شرعياً، وإنما الكلمات الشرعية في هذا الباب هي (الشرك والكفر). وعليه أقول:
الشركُ شركٌ في كل زمان ومكان، ومِن أيِّ طائفةٍ صَدَرَ هذا الشرك: سواء تسمَّوا بأهل سنة أو بالشيعة أو بالصوفية أو غيرها من الطوائف، فإن هذه المسميات لا تغير من حقيقة الشرك شيئاً.
أما الأشخاص و الأعيان في كل طائفة من أهل الإسلام فكلٌّ بحسَبِه، فقد يكون منهم الكافر ومنهم المؤمن وما بين ذلك.
ومَن قرأ قصص العائدين من الرفض إلى السنة عرف أن في الشيعة مَن يتسمَّى باسم الشيعة وهو في حقيقة أمره رافض لكثير من شركيات الرافضة وليس بينه وبين السنة سوى الانتساب إليها فقط، فهو في حقيقته: (شيعيٌ في الظاهر سنيٌ في الباطن).
هذه بعض تنبيهات أرى أنها تحتاج منَّا إلى تأملٍ وتدبر ووزنها بميزان العلم والشرع.
وفَّقني الله وإياك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 05:25]ـ
أخي الكريم: نقل عن ثقة في مسألة الشيخ العلامة ابن باز يفتي بها عشرات الفتاوي، بل إن الشيخ ينافح عنها، فهناك مجالس الشيخ يرد فيها على من التبس حكمه عليهم وتوقف فيهم، فكيف يقال نأخذ خبر هذا الثقة! ونضرب بعشرات الفتاوي المسموعة والمقروءة لخبر الثقة! بل نقول: إن الثقة قد وهم هنا، مع كامل احترامنا له.
أما الإمام المحدث الألباني، فهو على العين والرأس، ولكنه حينما عذر المشركين الذين يقيمون بين ظهراني المسلمين! بالجهل! في مثل هذه الأمور الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة قد خالف الأولين والآخرين، وهذا لا يحط من قدره، فهو عالم مجتهد مأجور على كل حال، ولكن في هذه المسألة مأجورٌ الأجرَ الواحد - فيما نعتقد -.
نعم يقيمون بين ظهراني المسلمين ويدرسون التوحيد في المدارس وكذلك فضائل الصحابة _ كما هو الحال عندنا في الكويت _ ومع ذلك لا يرجعون
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 05:49]ـ
- فَرْقٌ بين من ثبت له أصل الإسلام وبين من لم يدخل في الإسلام أصلاً.
فالشيعي ثبت له أصل الإسلام فهو في ظاهره على الإسلام ويعامل معاملة المسلمين، ثم يُنظر بعد ذلك: هل وقع منه ما يخرجه من الإسلام أم لم يثبت لنا وقوع ذلك منه؟
أما اليهودي والنصراني فهو لم يدخل في اٍلاسلام أصلاً.
بل اليهودي والنصراني كان مسلما!!
ثم طرأ الكفر على دينهم، كالقول في الدروز والنصيرية كانوا مسلمين ثم طرأ الكفر الذي هو الردة عن دينهم، فإذا عذرت عوام الدروز والنصيرية - ولا أظنك - فكذلك عوام الرافضة، وإذا عذرت عوام اليهود والنصارى - ولا أظنك - فكذا عوام الرافضة.
عوام اليهود والنصارى كانوا على التوحيد ثم طرأ الكفر على مذهبهم، ثم تتباعت أجيالهم على هذا الكفر، فكذلك هنا.
هل يكفي أحدَنا أن يقف أمام جمعٍ من شيعة فارس فيخاطبهم بغير لسانهم ثم يرى أنه قد أقام عليهم حجة الله تعالى؟!
لا ما يكفي، فلابد في النذارة أن تكون بلسان القوم باتفاق الثقلين!
ولكن إذا بينت له بلسانه، وقال لا أقبل منك، حتى تقنع السيد الفلاني أو المعمم الفلاني!! فهل قامت الحجة على هذا العامي الفقير الدرويش؟!!!
أما الأشخاص و الأعيان في كل طائفة من أهل الإسلام فكلٌّ بحسَبِه، فقد يكون منهم الكافر ومنهم المؤمن وما بين ذلك.
كلامنا عن الرافضة، قرابة المليون هذا يطوف على قبر الحسين - المزعوم -، وهذا ساجدٌ لقبر علي - المزعوم، وأنت تراهم ساجدين طائفين عاكفين خاشعين لعلي والحسين، أمام عينيك! الآن في لحظة طوافهم وسجودهم للقبر مستدبرين الكعبة، ولحظة خشوعهم متمرغين بالقبر، في هذه اللحظة وأنت تراهم أمام ناظريك في تلك المشاهد المنجسة، هل تقول عنهم في هذه اللحظة هؤلاء موحدون؟ أم تقول: إنهم مشركون؟ وتنبه أنه في هذه اللحظة سؤالنا عن هذه المجاميع الهائلة في هذه اللحظة هو نفس سؤالنا عن خمسة منهم مروا بجانبك وهم يطوفون بالحسين - القبر المزعوم - وهم يجأرون يا حسين يا حسين!!، وهو نفس سؤالنا عن واحد منهم اقتربتَ منه أنت، فإذا به يطوف وهو يجأر إلى الحسين - القبر المزعوم -: يا حسين: اشف ولدي!! يا حسين: أريد ذكرا!!!
السؤال ما هو حكم هؤلاء؟!
هل في هذه اللحظة تستطيع أن تقول هؤلاء في هذه اللحظة موحدون؟!
أمّاذا ستقول؟!!!
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 06:10]ـ
من فتاوى سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
حكم من يطوف بالقبور عن جهل
السؤال:
نشاهد في بعض البلاد الإسلامية أن هناك أناساً يطوفون بالقبور عن جهل .. فما حكم هؤلاء، وهل يطلق على الواحد منهم مشرك؟.
الجواب:
حكم من دعا الأصنام واستغاث بها ونحو ذلك بحمد الله ظاهر وهو الكفر الأكبر إلا أن يدعي أنه طاف بالقبور بقصد عبادة الله، كما يطوف بالكعبة يظن أنه يجوز الطواف بالقبور ولم يقصد التقرب بذلك لأصحابها وإنما قصد التقرب إلى الله وحده، فهذا يعتبر مبتدعاً لا كافراً؛ لأن الطواف بالقبور بدعة منكرة، كالصلاة عندها، وكل ذلك من وسائل الكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الغالب على عباد القبور هو التقرب إلى أهلها بالطواف بها، كما يتقربون إليهم بالذبح لهم والنذر لهم، وكل ذلك شرك أكبر، من مات عليه مات كافراً لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وأمره إلى الله عز وجل في الآخرة إن كان ممن لم تبلغه الدعوة فله حكم أهل الفترة، ويدل على ذلك: ما جرى لأم النبي صلى الله عليه وسلم فإنها ما كانت أدركت النبوة وكانت على دين قومها، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يستغفر لها، فلم يؤذن له أن يستغفر لها؛ لأنها كانت على دين الجاهلية.
وهكذا أبوه قال عنه صلى الله عليه وسلم لما سأله سائل عن أبيه: إن أبي وأباك في النار وأبوه صلى الله عليه وسلم مات في الجاهلية على دين قومه فصار حكمه حكم الكفار، لكن من لم تبلغه الدعوة في الدنيا، ومات على جهل بالحق يمتحن يوم القيامة في أصح أقوال أهل العلم فإن نجح دخل الجنة، وإن عصى دخل النار.
وهكذا جميع أهل الفترات الذين لم تبلغهم الدعوة، كما قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [1] أما من بلغه القرآن أو بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يستجب فقد قامت عليه الحجة، كما قال الله عز وجل: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [2]
يعني: أن من بلغه القرآن فقد أنذر.
وقال تعالى: {هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} [3] فمن بلغه القرآن وبلغه الإسلام، ثم لم يدخل فيه فله حكم الكفرة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)) خرجه مسلم في الصحيح. فجعل سماعه ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم حجة عليه.
والحاصل: أن من أظهر الكفر في ديار الإسلام حكمه حكم الكفرة، أما كونه يوم القيامة ينجو أو لا ينجو فهذا إلى الله سبحانه وتعالى، إن كان ممن لم تبلغه الدعوة ولم يسمع ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يمتحن يوم القيامة ويرسل إليه عنق من النار كما جاء في حديث الأسود بن سريع فيقال له ادخل، فإن دخلها كان عليه بردا وسلاماً، وإن أبى التف عليه العنق وصار إلى النار نسأل الله السلامة.
فالخلاصة: أن من لم تبلغه الدعوة كالذين في أطراف الدنيا أو في أوقات الفترات، أو كان بلغته وهو مجنون ذاهب العقل، أو هرم لا يعقل فهؤلاء وأشباههم مثل أولاد المشركين الذين ماتوا وهم صغار، فإن أولاد المشركين الذين لم يبلغوا الحلم كلهم أمرهم إلى الله، فالله يعلم بما كانوا عاملين، كما أجاب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عنهم، ويظهر علمه فيهم سبحانه يوم القيامة بالامتحان، فمن نجح منهم دخل الجنة، ومن لم ينجح دخل النار ولا حول ولا قوة إلا بالله.
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=2
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 07:28]ـ
جزى الله الجميع كل خير
وممن كفر عوامهم الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد .. حفظه الله
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 07:50]ـ
أخي الكريم: نقل عن ثقة في مسألة الشيخ العلامة ابن باز يفتي بها عشرات الفتاوي، بل إن الشيخ ينافح عنها، فهناك مجالس الشيخ يرد فيها على من التبس حكمه عليهم وتوقف فيهم، فكيف يقال نأخذ خبر هذا الثقة! ونضرب بعشرات الفتاوي المسموعة والمقروءة لخبر الثقة! بل نقول: إن الثقة قد وهم هنا، مع كامل احترامنا له.
أخي إذن لما تقول:
فلابد من الإثبات لمثل هذا التراجع عن عشرات الفتاوى لابد من الإثبات إما بالصوت، وإما بالكتابة.
فما بالك تقبل الصوت و الكتابة في التراجع و لا تقبل نقل الثقة في التراجع؟ حتى الصوت يمكن أن يلفق و حتى الكتابة يمكن أن تلفق فلما تقبل هذه الأمور في التراجع في مقابل العشرات من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله؟ و لا تقبل نقل الثقة في التراجع؟ أبو الحسن الأشعري كان على غير مذهب أهل السّنة في الكثير من الأمو العقدية و اكتفى أهل السّنة بنقولات آحاد لإثبات رجوعه إلى مذهب السّنة في تلك الأمور و شبيه بأسلوبك في ردّ هذا النوع من الأخبار ردّ الكثير من الأشاعرة ما اعتمده كثير من أهل السّنة في إثبات تراجع أبو الحسن الأشعري.
كلامك يا أخي كان يصح إذا كان في كلام الثقة نفي ما نقل عن الشيخ عبد العزيز بن باز ممن هم أوثق منه من أصله و أما مع إمكانية الجمع بأن يثبت القولين و يجعل مثلا أحد الأقوال ناسخا للآخر فهنا لا يصح رمي خبر الثقة بالوهم
أما الإمام المحدث الألباني، فهو على العين والرأس، ولكنه حينما عذر المشركين الذين يقيمون بين ظهراني المسلمين! بالجهل! في مثل هذه الأمور الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة قد خالف الأولين والآخرين، وهذا لا يحط من قدره، فهو عالم مجتهد مأجور على كل حال، ولكن في هذه المسألة مأجورٌ الأجرَ الواحد - فيما نعتقد -.
يا أخي الشيخ الألباني لم يعذر من لا يستحق العذر، و إنّما توقفه هو بسبب أنّه لا يمكن أن نعرف هل كل الشيعة توفرت فيهم شروط التكفير و انتفت عنه موانعه، فالإطلاق في أشياء ليس لدينا فيها علم لا ينبغي؟
ثم الشيعة في عصرنا الحالي أنواع، مثلا أنا:
يدرسني شخص شيعي يصلي مع أهل السّنة و لا يظهر الأقوال الكفرية و لا الأمور الشركية فكيف أكفره و أنا لا أعرف عنه أي معتقد كفري؟ كل ما أعلمه بأنّه يظهر ولاؤه لعلي رضيّ الله عنه؟
فكثير من عوام الشيعة عندنا في الجزائر لا يظهرون الشرك الأكبر و كثير منهم ملبس عليه و لا يعرف حقيقة الشيعة انتسبوا إلى الشيعة لأنّهم ظنوهم أبطال لما وقفوا ضد اليهود في لبنان و ضد الأمريكان من طرف إيران في حين يرون (حسب رأيهم) تخاذل السعودية (ممثلة أهل السنّة حسب رأيهم) عن نصرة العراقين و بل مساهتمها في ذلك (حسب رأيهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 08:13]ـ
يا أخي المكرم: أولا من هذا الثقة؟، وهل هو فعلا ثقة باتفاق أو برجحان، أم أنه ثقة عند فلان دون فلان.
ثانيا يا أخي: الوهم وارد على الثقة - هذا إذا سلمنا بأن هذا الرجل الذي نقل عن الراجحي ثقة -، خاصة إذا خالف العشرات من طلبة الشيخ ابن باز، وحينئذ فهذا الذي يُسمى بالشاذ، إذا لم يكن منكرا كما أسلفنا.
ثم يقال أيضا أين طلبة الشيخ عن نقل مثل هذا التراجع؟!! فهل تراجع في السر؟!!!
ثالثا: هات كلام الشيخ الراجحي حفظه الله بمثل هذا التراجع - المزعوم - والشيخ حي يرزق - والحمد لله، وإذا لم تخني الذاكرة، فإن الشيخ الراجحي نفسه ممن يكفر عوام الرافضة، وإذا لم تخني الذاكرة، فهو نفسه نقل عن الشيخ ابن باز هذا الحكم.
والله الهادي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 08:26]ـ
أخي إذن لما تقول:
يا أخي الشيخ الألباني لم يعذر من لا يستحق العذر، و إنّما توقفه هو بسبب ...........
الشيخ لا يتوقف، وإنما يراهم مسلمين، ويقول: " هؤلاء العامة يبقون على سلامتهم وفطرتهم ".
ثم الشيعة في عصرنا الحالي أنواع، مثلا أنا ......
أخي الكريم: كلامنا عن الرافضة، الذين يعتقدون أن القرآن محرف، والصحابة مرتدون.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 08:39]ـ
يا أخي المكرم: أولا من هذا الثقة؟، وهل هو فعلا ثقة باتفاق أو برجحان، أم أنه ثقة عند فلان دون فلان.
ثانيا يا أخي: الوهم وارد على الثقة - هذا إذا سلمنا بأن هذا الرجل الذي نقل عن الراجحي ثقة -، خاصة إذا خالف العشرات من طلبة الشيخ ابن باز، وحينئذ فهذا الذي يُسمى بالشاذ، إذا لم يكن منكرا كما أسلفنا.
ثم يقال أيضا أين طلبة الشيخ عن نقل مثل هذا التراجع؟!! فهل تراجع في السر؟!!!
ثالثا: هات كلام الشيخ الراجحي حفظه الله بمثل هذا التراجع - المزعوم - والشيخ حي يرزق - والحمد لله، وإذا لم تخني الذاكرة، فإن الشيخ الراجحي نفسه ممن يكفر عوام الرافضة، وإذا لم تخني الذاكرة، فهو نفسه نقل عن الشيخ ابن باز هذا الحكم.
والله الهادي.
أنا تكلمت عن المسألة من الناحية التنظيرية
و إلا فأنا لا أعرف ناصر الحنيني الذي ذكره عبد الرحمن الحجري
من باب الفائدة:ذكر لي الشيخ ناصر الحنيني عن الشيخ عبدالعزيز الراجحي أن الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى كان يتوقف في آخر حياته عن تكفير عوام الرافضة لأن عندهم من يلبس عليهم.
و لا أعرف عبد الرحمن الحجري
و لكن إن ثبت لي كلام الراجحي عن ثقة فسأعتمده و سأقول: الشيخ عبد العزيز بن باز كان يفتي في الماضي بكفر عوام الرافضة ثم في آخر حياته أصبح يتوقف.
ثانيا يا أخي: الوهم وارد على الثقة - هذا إذا سلمنا بأن هذا الرجل الذي نقل عن الراجحي ثقة -، خاصة إذا خالف العشرات من طلبة الشيخ ابن باز، وحينئذ فهذا الذي يُسمى بالشاذ، إذا لم يكن منكرا كما أسلفنا.
يا أخي إذن لماذا قبلت الصوتي و المكتوب؟ و لم تحكم عليهما بالشذوذ
خاصة إذا خالف العشرات من طلبة الشيخ ابن باز، وحينئذ فهذا الذي يُسمى بالشاذ، إذا لم يكن منكرا كما أسلفنا.
إدخال هذا في مبحث الخبر الشاذ غير صواب لأنّه لا يتعارض مع من هو أوثق منه من كل الوجوه و يمكن الجمع و إعمال الخبرين مقدم على طرح أحدهما. كما قرره غير واحد في كتب أصول الفقه.
الشيخ لا يتوقف، وإنما يراهم مسلمين، ويقول: " هؤلاء العامة يبقون على سلامتهم وفطرتهم ".
يا أخي الشيخ يتوقف عن تكفير من لم يعلم أنّه قد توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه في من كان أصله الإسلام، و بالتالي فتوقفه عن التكفير يجعله باقيا على الأصل.
أخي الكريم: كلامنا عن الرافضة، الذين يعتقدون أن القرآن محرف، والصحابة مرتدون.
و أنا أتكلم عن من ينتسب إلى هؤولاء الرافضة و لا يدري حقيقة مذهبهم و أصله الإسلام، كحال كثير من عوام الرافضة عندنا في الجزائر.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 09:02]ـ
إدخال هذا في مبحث الخبر الشاذ غير صواب لأنّه لا يتعارض مع من هو أوثق منه من كل الوجوه و يمكن الجمع.
كيف الجمع بين قول: "العوام كفار".، و قول "أتوقف في تكفيرهم". لا شك أخي أن التعارض ظاهر، ولكن يا أخي الكريم: أثبت العرش ثم انقش!
يا أخي الشيخ يتوقف عن تكفير من لم يعلم أنّه قد توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه في من كان أصله الإسلام، و بالتالي فتوقفه عن التكفير يجعله باقيا على الأصل ..
أخي الحبيب: هذه العبارة هي عبارة الشيخ نفسه فتأملها جيدا: [هؤلاء العامة يبقون على سلامتهم وفطرتهم]. فهذه هي كلماته لا كلماتي.
و أنا أتكلم عن من ينتسب إلى هؤولاء الرافضة و لا يدري حقيقة مذهبهم و أصله الإسلام، كحال كثير من عوام الرافضة عندنا في الجزائر.
أخي المكرم: لا تؤاخذني بما سأقول: يبدو أنك تعيش في خيال، رافضي لا يعرف عقيدة قومه، فهذا إذا كان لا يعرف عقائدهم!، ولا يفعل الكفر والشرك، ويصلي معكم، فهذا خارج محل البحث، ويبدو أنك لا تدري عن حقيقة الرافضة في العراق وإيران والحسا والقطيف والبحرين.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 09:16]ـ
كيف الجمع بين قول: "العوام كفار".، و قول "أتوقف في تكفيرهم". لا شك أخي أن التعارض ظاهر، ولكن يا أخي الكريم: أثبت العرش ثم انقش!
و من قال بأنّه لا يوجد تعارض؟! ثم يا أخي أنا ألاحظ عليك التهرب عن إجابة أسئلتي؟! و في الحقيقة لا أستطيع الدخول في نقاش مع من يستعمل أسلوب كهذا. يا أخي التراجع هو الإنتقال من قول إلى قول آخر يعارض القول السابق و لكن لا يوجد معارضة في زمن الكلامين، مثل الحديث المنسوخ يوجد معارضة في اللفظ و لكن لا توجد معارضة في الزمن. و الحديث الشاذ هو حديث الرواي الثقة الذي فيه مخالفة لحديث من أوثق منه في الزمن و في اللفظ. و لمزيد حول هذا الأمر فأنصحك بمراجعة كتب مصطلح الحديث و كتب أصول الفقه و تطبيقات علماء الحديث و أصول الفقه. و عليه فإن ثبت ما ذكره الراجحي حفظه الله فيمكن الجمع بقول: أنّ الشيخ عبد العزيز بن باز قد تراجع من تكفير العوام بالجملة إلى التوقف. ثم أسواء ثبت هذا عن الشيخ أم لا، فالعبرة بالدليل؟ و الدليل يقتضي أن لا يطلق الإنسان أحكاما فيما ليس له به علم و إنّما ينبغي للإنسان أن يتلكم في الرافضة الذين يعرفهم لا أن يمرر الحكم من الرافضة الذين يعرفهم إلى من لا يعرفهم. فترى بعض الناس يطلق التكفير لأناس في مناطق لم يذهب إليها و لا بلغه عنهم و لا شيء اللهم إلا مجرد الإنتساب إلى طائفة وفقط.
أخي الحبيب: هذه العبارة هي عبارة الشيخ نفسه فتأملها جيدا: [هؤلاء العامة يبقون على سلامتهم وفطرتهم]. فهذه هي كلماته لا كلماتي.
نعم و أنا لا أنفي هذا الأمر فما الإشكال؟! و تكفير الشيخ ناصر للخميني لأكبر دليل على أنّه يكفر العامي إن توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه، فتكفير الألباني للخميني فيه توجيه بأنّه يتكلم عن إمكانية عدم قيام الحجّة على بعض العوام من الرافضة أو عدم توفر شروط التكفير فيهم، ثم لا يمكن أن يسمي الألباني مسلما إلا من كان أصله الإسلام، فإن كنت تنازع في هذا فأظن أنّك لا تعرف الألباني جيّدا.
لا تؤاخذني بما سأقول: يبدو أنك تعيش في خيال، رافضي لا يعرف عقيدة قومه، فهذا إذا كان لا يعرف عقائدهم!، ولا يفعل الكفر والشرك، ويصلي معكم، فهذا خارج محل البحث، ويبدو أنك لا تدري عن حقيقة الرافضة في العراق وإيران والحسا والقطيف والبحرين.
على العموم أنا أعيش في الجزائر و أعرف عن من أتكلم، ثم على ما اعتمدت حتى ظهر لك بأني لا أعرف حقيقة رافضة العراق و إيران و الحسا و القطيف و البحرين؟! رغم أني لم أتكلم إلا على بعض رافضة الجزائر.
ثم معلوم بأنّ الكثير من عوام أهل السّنة لا يعرفون الكثير من عقائد أهل السّنة و لو ذكر لبعضهم بعض هذه العقائد لأستنكروها، و جهل تلك العقائد لا يخرجهم عن أهل السّنة، فلا غرابة إذن أن يجهل عامي كثير من عقائد من ينتسب إليهم و مع ذلك يبقى منتسبا إليهم.
يا أخي مثلما يتعامل علماء أهل السّنة مع الكثير من العوام و لا يحدّثونهم بما لا تعي عقولهم فكذلك علماء الضلالة في الرافضة يتعاملون مع العوام و لا يحدثونهم بما لا ينفر عن مذهبهم المنحرف، و في الحقيقة الإطلاق بتكفير الرافضة في الجملة لا يخلو من مشاكل و عليه الكثير من المآخذات.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 10:39]ـ
و من قال بأنّه لا يوجد تعارض؟
أخي هذه عبارتك:
لأنّه لا يتعارض مع من هو أوثق منه من كل الوجوه و يمكن الجمع
والمذهبان - إذا سلمنا بهذا المذهب الذي جعلته مذهبا!! - إذا سلمنا بذلك، متعارضان من كل وجه، فلابد من المصير إلى النسخ، وإن سميته تراجعا، - والتراجع ليس جمعا - بل قول الشيخ - المزعوم - المتأخر ناسخ لقوله الحقيقي الذي أفتى فيه بعشرات الفتاوي!!!، (وسبحان الله ما أعجب الشخص يترك الكلام الحقيقي الثابت بالأدلة والبراهين، ويذهب إلى شيء وهمي، لا أصل له لا في مكتوب ولا مسموع، والشخص الذي نقله مجهول، كل هذا لإثبات الرأي!!!!).
نعم و أنا لا أنفي هذا الأمر فما الإشكال؟! و تكفير الشيخ ناصر للخميني لأكبر دليل على أنّه يكفر العامي
الخميني من علماء الرافضة!! فانظر ما تقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
على العموم أنا أعيش في الجزائر و أعرف عن من أتكلم، ثم على ما اعتمدت حتى ظهر لك بأني لا أعرف حقيقة رافضة العراق و إيران و الحسا و القطيف و البحرين؟! رغم أني لم أتكلم إلا على بعض رافضة الجزائر.
الرافضة، إذا قال الناس الرافضة فهم المعروفون بالعقائد الكفرية المعروفة من تكفير الصحابة الكرام، والقول بأن القرآن محرف، والقول بأن أئمتهم يعلمون الغيب، فهل الرافضة الذين عندكم هذه عقائدهم؟! فإن لم تكن هذه عقائدهم، فأنت لا تعرف الرافضة، وهذا هو جواب سؤالك، وإن كانت هذه عقائدهم فالمصيبة أعظم!
ثم معلوم بأنّ الكثير من عوام أهل السّنة لا يعرفون الكثير من عقائد أهل السّنة و لو ذكر لبعضهم بعض هذه العقائد لاستنكروها، و جهل تلك العقائد لا يخرجهم عن أهل السّنة،
هل تعني أنهم يرتكبون الشرك الأكبر، ولا يعرفون التوحيد؟! فإن كان هذا ما تعنيه، فإن علماء أهل السنة لا يفرقون بين مشرك ومشرك، لأن الشرك الأكبر من المسائل الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة، وأهل السنة لا يعذرون بالجهل في مثل هذه المسائل إلا في حالات محدودة، كالذي نشأ في بلاد الكفر بعيدا عن ديار المسلمين، أو من كان حديث عهد بإسلام، أو نشأ في بادية بعيدا عن ديار المسلمين.
وأنا أنصحك كما نصحتني من باب - هل جزاء الإحسان إلا الإحسان - أن ترجع إلى كلام علماء أهل السنة في هذه المسائل الخطيرة، والذي يظهر لي أنك لم تطلع على كلام السلف في أمثال هؤلاء، فارجع إلى كتبهم فستجد أن العذر الذي تتكلم عنه في هذه المسائل مخالف لإجماع أهل السنة، ولو شئت أن أنقل لك نصوصهم لنقلت إذا كنت تأخذ بها، ودونك " الدرر السنية " وانظر كلام علماء الدعوة النجدية، فإن رأيته يخالف ما أقول هنا فأنا أتراجع، وإن رأيته يخالف ما تقول - وهذا أنا أجزم به - فاعلم أنك تتكلم في المسألة دون بحث ولا علم.
وهات لي من كلام السلف من يؤيد ما تقول.
والسلام عليكم.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 10:54]ـ
/// عبارتي هذه:
لأنّه لا يتعارض مع من هو أوثق منه من كل الوجوه و يمكن الجمع
فيها كلام عن عدم المعارضة من كل الوجوه و ليس عن مطلق المعارضة
/// و سؤالي:
و من قال بأنّه لا يوجد تعارض؟
سؤال عن من قال بأنّه لا توجد مطلق معارضة؟
*************
قولك:
والمذهبان - إذا سلمنا بهذا المذهب الذي جعلته مذهبا!! - إذا سلمنا بذلك، متعارضان من كل وجه
نعم هما متعارضان من كل وجه كمذهبين و لكن كخبرين منسوبين لنفس الشخص ليسا بمتعارضين من كل الوجوه
قولك:
- والتراجع ليس جمعا -
أنا أتكلم من ناحية السند، و إثبات الخبرين جمع بين الأخبار و هو مقدم على طرح أحد الأخبار.
و أما النسخ فهو كلام عن الحكم الشرعي و ليس عن السند
قولك:
وسبحان الله ما أعجب الشخص يترك الكلام الحقيقي الثابت بالأدلة والبراهين، ويذهب إلى شيء وهمي، لا أصل له لا في مكتوب ولا مسموع، والشخص الذي نقله مجهول، كل هذا لإثبات الرأي
لا يوجد إعتماد أصلا على هذا المنسوب للشيخ عبد العزيز بن باز
و إنّما أنا أتعقبك حول إثباتك للتراجع إن نُقل التراجع بالصوت و الكتابة و عدم قُبولك لهذا الأمر إن نقل عن ثقة و معلوم بأنّه مثلما الثقة قد يهم فقد يلفق الصوت و قد تلفق الكتابة خصوصا في هذا العصر.
قولك:
وأهل العلم يجعلون: النسخ آخر الأمر إذا تعذر الجمع.
يا أخي هذا في الأحكام الشرعية و أنا كلامي عن الرواية
*************
قولك:
نعم و أنا لا أنفي هذا الأمر فما الإشكال؟! و تكفير الشيخ ناصر للخميني لأكبر دليل على أنّه يكفر العامي
الخميني من علماء الرافضة!! فانظر ما تقول.
فأقول: كلامي كاملا هو ما يلي:
و تكفير الشيخ ناصر للخميني لأكبر دليل على أنّه يكفر العامي إن توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه، فتكفير الألباني للخميني فيه توجيه بأنّه يتكلم عن إمكانية عدم قيام الحجّة على بعض العوام من الرافضة أو عدم توفر شروط التكفير فيهم، ثم لا يمكن أن يسمي الألباني مسلما إلا من كان أصله الإسلام، فإن كنت تنازع في هذا فأظن أنّك لا تعرف الألباني جيّدا.
و الألباني كفر الخميني لأنّه يرى شروط التكفير منطبقة عليه فكذلك إذا انطبقت شروط التكفير على العامي عنده من الرافضة فسيكفره، فما الإشكال؟
*************
قولك:
الرافضة، إذا قال الناس الرافضة فهم المعروفون بالعقائد الكفرية المعروفة من تكفير الصحابة الكرام، والقول بأن القرآن محرف، والقول بأن أئمتهم يعلمون الغيب، فهل الرافضة الذين عندكم هذه عقائدهم؟! فإن لم تكن هذه عقائدهم، فأنت لا تعرف الرافضة، وهذا هو جواب سؤالك، وإن كانت هذه عقائدهم فالمصيبة أعظم!
في هذا الرابط:
http://vb.roro44.com/92969.html
الرافضة: هم الذين رفضوا زيد بن علي حين سألوه عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، فقالوا: إذن نرفضك. فقال: اذهبوا فأنتم الرافضة.
و في هذا الرابط:
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=336825
الرافضة: هم الذين رفضوا زيد بن علي حين سألوه عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، فقالوا: إذن نرفضك. فقال: اذهبوا فأنتم الرافضة.
فتعريفك للرافضة أخي تعريف جديد أول مرّة أسمعه
*************
قولك:
ثم معلوم بأنّ الكثير من عوام أهل السّنة لا يعرفون الكثير من عقائد أهل السّنة و لو ذكر لبعضهم بعض هذه العقائد لاستنكروها، و جهل تلك العقائد لا يخرجهم عن أهل السّنة،
هل تعني أنهم يرتكبون الشرك الأكبر، ولا يعرفون التوحيد؟!
يا أخي من يشرك الله الشرك الأكبر هذا ليس بمسلم و ليس من أهل السّنة
تفضل هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1393
و هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6060
فارجع إلى كتبهم فستجد أن العذر الذي تتكلم عنه في هذه المسائل مخالف لإجماع أهل السنة
ما العذر الذي أنا أتكلم عنه و مخالف فيه لإجماع أهل السّنة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 11:16]ـ
يا أخي الشيخ الألباني لم يعذر من لا يستحق العذر، و إنّما توقفه هو بسبب أنّه لا يمكن أن نعرف هل كل الشيعة توفرت فيهم شروط التكفير و انتفت عنه موانعه، فالإطلاق في أشياء ليس لدينا فيها علم لا ينبغي؟
أنّ الشيخ عبد العزيز بن باز قد تراجع من تكفير العوام بالجملة إلى التوقف.
الأخ المكرم سراج:
هلاّ فرقت لي بين توقف الشيخ الألباني، وتوقف الشيخ ابن باز.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 11:21]ـ
بارك الله فيك
توقف الشيخ عبد العزيز بن باز ما زال غير ثابت عندي، و إن ثبت كما ذكر الأخ المشارك في هذا الموضوع: فهو يعني كما نقل: بأن الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى كان يتوقف في آخر حياته عن تكفير عوام الرافضة لأن عندهم من يلبس عليهم. فإن ثبت فالشيخ عبد العزيز بن باز في آخر حياته لا يكفر من لُبس عليه من الرافضة و كان أصله الإسلام و هذا هو مذهب الشيخ الألباني في بعض أشرطته و لا فرق.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 11:33]ـ
///و إنّما أنا أتعقبك حول إثباتك للتراجع إن نُقل التراجع بالصوت و الكتابة و عدم قُبولك لهذا الأمر إن نقل عن ثقة و معلوم بأنّه مثلما الثقة قد يهم فقد يلفق الصوت و قد تلفق الكتابة خصوصا في هذا العصر.
فتعريفك للرافضة أخي تعريف جديد أول مرّة أسمعه
أخي المكرم: قياس النقل عن الثقة على الشريط أو المكتوب ..... قياس مع الفارق، ولذا أهملت الرد على هذه الجزئية بادئ الأمر.
أما ما ذكرتُ في تعريفي عن الرافضة في تمييزهم، فهذا تعريف بأفعالهم وعقائدهم لا بالحد هذا أولا.
ثانيا: ما يضير إن كان حكما أو حدا، إذا كان المقصود مفهوم لدى المخاطَب.
ثالثا: نحن نتكلم عن الرافضة، والرافضة أصبح اسما - لكل ذي علم بالفرق - لأصحاب العقائد التي ذكرت لك.
رابعا: شتان بين من ذكرتَ من الرافضة الذين تكلم عليهم زيد بن علي، وبين هؤلاء، فإن عقائد هؤلاء المعاصرين قد تطورت جدا، ولم تكن مثل هذه العقائد الكفرية في تلك الأزمان، أما رافضة زماننا فلهم عقائدهم التي لا تخفى على أهل العلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 11:41]ـ
بارك الله فيك
توقف الشيخ عبد العزيز بن باز ما زال غير ثابت عندي، و إن ثبت كما ذكر الأخ المشارك في هذا الموضوع: فهو يعني كما نقل: بأن الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى كان يتوقف في آخر حياته عن تكفير عوام الرافضة لأن عندهم من يلبس عليهم. فإن ثبت فالشيخ عبد العزيز بن باز في آخر حياته لا يكفر من لُبس عليه من الرافضة و كان أصله الإسلام و هذا هو مذهب الشيخ الألباني في بعض أشرطته و لا فرق.
أي - إذا ثبت - ترى أن توقف ابن باز كتوقف الألباني،
وحقيقة التوقف هو ألا يجزم المتوقف بأحد الأمرين ... أليس كذلك؟
وهذا هو الذي أنكرت عليك حينما نسبت التوقف للعلامة الألباني، وقلت لك آنفا - بالنقل عنه - إنه يرى أنهم مسلمون، وشتان بين مذهب التوقف - عند من يرى بأنه مذهب - وبين الحكم بإسلامهم أو الحكم بكفرهم.
فهذا الذي خطأتك به هو:في عزوك للألباني بأنه يتوقف، بينما هو يقول إنهم على الفطرة.
والله الموفق.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 11:44]ـ
/// قولك:
قياس النقل عن الثقة على الشريط أو المكتوب ..... قياس مع الفارق، ولذا أهملت الرد على هذه الجزئية بادئ الأمر.
الفارق الموجود بين (الشريط و المكتوب) و (المنقول من كلام الثقة) لا يؤثر في المسألة
ثم أنا لم أثبت خبر الثقة و عدم شذوذه في الحالة السابقة، قياسا على الشريط و المكتوب، و إنّما اعتمدت على ما يلي: إعمال الخبرين مقدم على إهمال أحدهما بما أنّه لا يوجد تعارض زمني بين الخبرين و لا يوجد بالضروة إهمال لأحد الخبرين بإثبات الآخر و أنّ الأصل قبول خبر الثقة.
/// قولك:
أما ما ذكرتُ في تعريفي عن الرافضة في تمييزهم، فهذا تعريف بأفعالهم وعقائدهم لا بالحد هذا أولا.
على العموم ما ذكرت هو تعريف لبعض الرافضة ليس لكل الرافضة
/// قولك:
رابعا: شتان بين من ذكرتَ من الرافضة الذين تكلم عليهم زيد بن علي، وبين هؤلاء، فإن عقائد هؤلاء المعاصرين قد تطورت جدا، ولم تكن مثل هذه العقائد الكفرية في تلك الأزمان، أما رافضة زماننا فلهم عقائدهم التي لا تخفى على أهل العلم.
نعم هناك فوارق و الكل رافضة كما أنّ العوام الذين ينتسبون لهذا المذهب و لا يعرفون كثيرا من عقائده هم رافضة.
/// قولك:
أي - إذا ثبت - ترى أن توقف ابن باز كتوقف الألباني،
وحقيقة التوقف هو ألا يجزم المتوقف بأحد الأمرين ... أليس كذلك؟
وهذا هو الذي أنكرت عليك حينما نسبت التوقف للعلامة الألباني، وقلت لك آنفا - بالنقل عنه - إنه يرى أنهم مسلمون، وشتان بين مذهب التوقف - عند من يرى بأنه مذهب - وبين الحكم بإسلامهم أو الحكم بكفرهم.
فهذا الذي خطأتك به هو:في عزوك للألباني بأنه يتوقف، بينما هو يقول إنهم على الفطرة.
والله الموفق.
/// قولك:
وحقيقة التوقف هو ألا يجزم المتوقف بأحد الأمرين ... أليس كذلك؟
يا أخي من أين لك بهذه الحقيقة؟ صحيح يوجد استعمال للتوقف في كلام العلماء بهذا المعنى، و لكن ليس هذا هو الإستعمال الوحيد لهذا المصطلح الحادث فمن استخداماته أيضا عدم الإقدام على شيء و هذا الأخير هو المستخدم في كلامي و سياق الكلام يوضح هذا. و الشيخ عبد العزيز بن باز إن توقف في عدم تكفير شخص رافضي فهذا يعني عنده بأنّه مسلم، لأنّ الشيخ يكفر من كان معذورا إن كان واقعا في الشرك الأكبر عن جهل ثم يكل أمره إلى الله يوم القيامة. فتخطأتك لي فيها نظر وفقك الله.
/// ففي الحقيقة إن ثبت كلام الشيخ عبد العزيز بن باز فهو نفسه كلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني و لا فرق و أصول الشيخين تدعم هذا الأمر و توجه الكلامين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 02:13]ـ
لا جديد عند الأخ علي الفضلي سوى مزيد الغيرة التي أسأل الله أن يأجره عليها.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 05:02]ـ
لا جديد عند الأخ علي الفضلي سوى مزيد الغيرة التي أسأل الله أن يأجره عليها.
هل تعرف أخي فهم السلف ما معناه؟!! من ينقل له الإجماع لأهل السنة ثم لا يلتفت إلي أقوالهم، فهذا - ولا تؤاخذني - أحد رجلين، إما جاهل، وإما صاحب هوى، وأنا أعيذك أخي وسائر الإخوة من الوصفين، وخاصة الثاني.
قالوا لك ابن باز العلامة، قالوا لك العبّاد العالِم، وأقول لك: ابن جبرين، والفوزان، والغديان، واللحيدان، وعلماء الدعوة النجدية، وعلماء السلف، ولولا الشغل لنقلت لك كلامهم، لتعلم أنك تتكلم فقط من نفسك، لاحجة، ولا بينة، ولم ترد على أسألتي، فما تسمي من ذكرتُ لك؟!
لن تجيب، لأنه ليس عندك جواب.
والله الهادي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 08:15]ـ
طالب العلم الذي يعترض على شخص ما في مسألة ما: الجادة أنه يطالبه بالأدلة، وأقوال السلف.
أما أن يكون الاعتراض محض رأي دون طلب للأدلة، ولا طلب لأقوال السلف، فهذا صاحب هوى، أليس كذلك أيها الإخوة؟
ولذا حق للخصم أن يطالبه بالأدلة، وأقوال السلف، أما الآراء فلا يعجز عنها حتى إبليس الذي قال: {خلقتني من نار وخلقته من طين}.
فالرأي ليل، والدليل نهار.
والله الهادي.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 11:27]ـ
من باب الفائدة:ذكر لي الشيخ ناصر الحنيني عن الشيخ عبدالعزيز الراجحي أن الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى كان يتوقف في آخر حياته عن تكفير عوام الرافضة لأن عندهم من يلبس عليهم.
سألت أخانا الشيخ / عبدالله المحمد وفقه الله عن ما نقله الأخ / الحجري.
فقال لي: لا. المعروف أن الشيخ رحمه الله يكفر عوام الرافضة، ولا أعرف أنه توقف.
ثم قلت له: نُقل عن الشيخ الحنيني عن الشيخ عبدالعزيز الراجحي أن الشيخ توقف في آخر حياته؟!.
فقال: أنا سأقابل الشيخ الراجحي غدا الجمعة 25/ 8/1428هـ وأسأله.
فأرسلت له رسالة عبر الجوال اليوم السبت 26/ 8/1428هـ وسألته عن ما تم مع الشيخ / عبدالعزيز الراجحي وفقه الله فأرسل لي ما يلي:
(قال الشيخ الراجحي: هذا الكلام المعروف عن الشيخ رحمه الله من إلحاق عوام الرافضة بأئمتهم.
فلما ذكرت له أن الشيخ توقف في ذلك آخر حياته قال: غير صحيح.
بعدها ذكرت الدكتور الحنيني فقال: لعله ناسي، أنا ماقلت شيء).انتهى ما أجابني به أخي عبدالله المحمد عن الشيخ عبدالعزيز الراجحي بحروفه، وبالتاريخ المشار إليه.
قلت: لعل الأخ الكريم / عبدالرحمن الحجري وهم في النقل أو أن الشيخ الحنيني فهم من الشيخ الراجحي ذلك دون أن يصرح به.
وقد سألت الأخ / عبدالله المحمد عن رأي الشيخ الراجحي؟.
فقال: (يرى أنهم كفار، ويلحقون بأئمتهم .... وقد سألته في بداية اللقاء عن رأيه) أ. هـ
---
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 01:12]ـ
بعدها ذكرت الدكتور الحنيني فقال: لعله ناسي، أنا ماقلت شيء.انتهى ما أجابني به أخي عبدالله المحمد عن الشيخ عبدالعزيز الراجحي بحروفه، وبالتاريخ المشار إليه.
قلت: لعل الأخ الكريم / عبدالرحمن الحجري وهم في النقل أو أن الشيخ الحنيني فهم من الشيخ الراجحي ذلك دون أن يصرح به.
وقد سألت الأخ / عبدالله المحمد عن رأي الشيخ الراجحي؟.
فقال: (يرى أنهم كفار، ويلحقون بأئمتهم .... وقد سألته في بداية اللقاء عن رأيه) أ. هـ
---
أحسنت أخي المبارك المسيطير، فلله درك،
فالفضلي ما عنده إلا الغيرة التي يشكر عليها!!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 01:17]ـ
طالب العلم السلفي لا يبتدع، وإنما يتبع، ولذا في أي مسألة من المسائل فإنه يسأل عن دليلها، وفهم السلف لها.
والله الهادي.
ـ[عميران]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 11:13]ـ
سبحان الله العظيم
اين عقول عامة الرافضة
(يُتْبَعُ)
(/)
انهم لايستعملون عقولهم التي خلقهم الله بها بل يشغلون او يشتغلون بعقول معمميهم وما يملونه عليهم في الحسينيات من خرافات وبدع يرفضها العقل البشري السليم ولو كان عقل طفل صغير ففي دين الرافضة من الخرافات والكذب والافتراء على الله وعلى رسوله ماينكره عقل سليم فلو عرض دين الروافض ومعتقداتهم على نصراني او يهودي لعلم انه خرافات وانه لايدخل العقل
فليعرض الشيعي اي مسألة مما يمليها عليه المعمم في الحسينية او مما هو مكتوب في كتبهم على العقل والدليل والكتاب والسنة
فسوف يرى بعين البصيره بذلك
فسبحان الله والحمدلله الذي عافانا مما بتلاهم به
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 04:31]ـ
*
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس هذا فحسب بل إنني مع قول الإمام محمد بن عبد الوهاب
في تكفير الرافضة أنهم يعاملون معاملة المجوس
لا أجد الآن مصدر هذا القول فقد علمته قبل أكثر من 22 سنة
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم!!!
فوالله إن هؤلاء الرافضة ليبغضون عليا وولده الطيبين الطاهرين ومن سار على هديهم بإحسان الى يوم الدين ويزعمون وهم قد وضعوا البراقع على وجوههم أنهم يحبون أهل البيت وفي مقدمتهم علي رضي الله عنه وأرضاه
كذبوا ورب الكعبة
ولقد سبرناهم فعلمنا أنهم أبغض خلق الله لعلي وولده رضي الله عنهم أجمعين
وقد كنت في بداية حواري معهم أقول قد يهتدي قد يسلم
وعلمت من نفسي أنني أحوارهم من قاعدة أنهم مسلمون لاستشهادهم بالحديث والكتاب فما كنت أجد الا صدودا واعراضا وخبثا وكذبا ودهاء
فكنت أعجب من نفسي على عدم قدرتي على دحض ححجهم
حتى تفطنت الى السر الكبير
وبدأت أقول لنفسي
وأنت تحاججهم ابن في نفسك أنهم مجوس حقا وسترى أن الحجة التى كنت
تلقيها عليهم بالأمس وزن شعيرة أصبحت اليوم مقدار جلمود حطه السيل من عل
اللهم لا تجعل لأحد علينا سبيلا بما ذببنا عن دينك وأسمائك وصفاتك وكبريائك
وجلالك وكرمك وعظمتك وعن سنة نبيك وفراش نبيك وصحب نبيك ومن تبعهم بإحسان
اللهم احصهم عددا ولا تبق منهم أحدا
قولوا آمين أيها الأحباب ... وكفى الله المؤمنين شر القتال
محبكم فلسطين
الحمد لله رب العالمين
*
ـ[أبو معاوية الغامدي]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 02:31]ـ
أشكر أخي أبا معاوية الغامدي على حسن تعليقه وأدبه.
ولي تعليق أجمله في نقاط أرجو أن تكون محل تأمل من الإخوة الكرام:
1 - فَرْقٌ بين المسألة العلمية في نفسها وبين الإنسان المعيَّن الذي تلَبَّس بها ووقع فيها.هذا فرق ينبغي أن ننطلق منه عند بحثنا لهذه المسألة.
وعليه أقول: ليس بيننا خلاف أن في عقائد الرافضة التي دونوها في كتبهم ماهو شرك محض من جنس شرك أهل الأوثان الذين وقعت الخصومة بينهم وبين أنبيائهم عليهم السلام، هذا محل اتفاق .. فلا يزايد علينا أحد بغيرته على التوحيد! فلسنا في التوحيد نختلف، وإنما نختلف في الأعيان متى يعذرون ومتى لا يعذرون؟
فكون التشيع يتضمن ماهو كفر لايلزم أن يكون كلُ من اننتسب إليه كافراً بمجرد الانتساب فقط. بل لابد من التحقق من وقوع الكفر من هذا المعيَّن نفسِه.
ومن التزم التكفير بمجرد الانتساب إلى بدعةٍ (فيها ماهو كفر كالتشيع والتصوف) فيلزمه أن يكفِّر كلَّ من يلقاه في المسجد الحرام مثلاً (وهو لايعرف عنه شيئاً) سوى أنه قال عن نفسه: (أنا مسلم شيعي) أو (أنا مسلم صوفي)! يلزمه أن يكفِّره بغض النظر عن كونه واقَعَ الشرك أم لم يواقعه!
فالشرع - اخي ابا معاوية - لم يعلِّق الكفر على ألفاظ مجرَّدة وإنما ناطها بالحقائق والمضامين.
إذاً على هذا النحو يا شيخنا يلزم أن نقول: أننا لا نستطيع قوةً أن نكفرّ من تمرغ على ضريح الإمام العسكري و سجد وطاف و اعتمر بقبة الإمام علي، فنسقط (اليقين) بمجرد (الظن)! ..
و لست أدري كيف ننظر إلى النصوص الشرعية التي ساوت بين (الأتباع و المتبوعين) و حكمت عليهم بحكمٍ واحد و أدخلتهم النار .. ؟
أخي إذا كنت لا تريد من يزايد عليكم بغيرته على التوحيد، فلا أجد غضاضة من القوق أننا لا نريد من يزايد علينا بورعه البارد تجاه عبّاد القبور و الأوثان ..
يكفيني في الرد ما أورده الأخ الفاضل (المسيطير) من نقلٍ عن سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في حكم من عبد القبور على الجهل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بل يكفينا في هذا كله كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب و كيف أنه عمل بنصوص الشرع فساوى في الحكم بين الأتباع و المتبوعين ..
2 - فَرْقٌ بين من ثبت له أصل الإسلام وبين من لم يدخل في الإسلام أصلاً
فالشيعي ثبت له أصل الإسلام فهو في ظاهره على الإسلام ويعامل معاملة المسلمين، ثم يُنظر بعد ذلك: هل وقع منه ما يخرجه من الإسلام أم لم يثبت لنا وقوع ذلك منه؟
أما اليهودي والنصراني فهو لم يدخل في اٍلاسلام أصلاً.
فكيف يسوغ لنا أن نسوي بين مَن ثبتَ له أصل الإسلام وبين من لم يدخل في الإسلام أصلاً؟!!
فإذا ثبتَ لنا كفر هذا الداخل في الإسلام (شيعياً كان أو سنياً) فحينها نسوِّي بينه وبين اليهودي والنصراني وغيرهم من ملل الكفر.
3 - أما (البلاغ المبين) فليس من أحدٍ يخالف في أن الله تعالى ارتضاه حجةً على العباد، ولكن البحث في (ماهو) البلاغ المبين الذي يعتبر حجة على الناس؟ أي: متى يكون البلاغ مبيناً ومتى لا يكون مبيناً؟ فهل البلاغ المبين هو مطلق التلفظ الشفهي بالدعوة للإسلام باللسان أيَّاً كان ذلك الكلام؟
بمعنى: هل تعتبر دعوتنا للسُنة بلساننا العربي مقيمةً للحجةِ على ملايين العجم من الشيعة الذين لا يحسنون العربية؟!
هل يكفي أحدَنا أن يقف أمام جمعٍ من شيعة فارس فيخاطبهم بغير لسانهم ثم يرى أنه قد أقام عليهم حجة الله تعالى؟! ثم يرتب على عدم استجابتهم الحكمَ بكفرهم واستحلالِ أموالهم وإقامةِ حدِّ الردة عليهم؟!!
لا أظننا - أخي أبا معاوية - سنختلف أن مناظرات قناة المستقلة ليست (بلاغاً مبيناً) في حق ملايين من عجم الشيعة في فارس وباكستان وأذربيجان وغيرها ممن لعلهم لم يعلموا أن هناك مناظرةً أقيمت ولو بلغةٍ غير لغتهم.
بل ليست بلاغاً مبيناً (بإطلاق) في حق عرب الشيعة من عجائز ومراهقين وشباب ضائع شغلتهم مشاغلهم عن متابعة هذه المناظرات، فنحن نعلم جميعاً أن هناك الملايين من أهل السنة الذين شغلتهم دنياهم وشهواتهم عن الانشغال بمتابعة هذه المناظرات، فليس غريباً - بل هو الواقع - أن في الشيعة من شغلته دنياه وشهواته عن هذه المناظرات.
وما نقلته - أخي الكريم - عن شيخ الإسلام ابن تيمية فهو يؤكد على أن البلاغ المين يختلف باختلاف أزمان الناس واختلاف احوالهم واختلافهم فهمهم للآثار النبوية وحينها لايمكن أن تكون هذه المناظرات بلاغاً مبيناً لأجهل الناس بالآثار النبوية وهم العوام والعجم منهم على وجه الخصوص.
ولمزيدٍ من الفائدة: فهذا بحث علمي حول موقف ابن تيمية من الرافضة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90886&highlight=%C7%E1%D1%C7%DD%D6%C 9
4- سألتني أخي الكريم عن الرافضة الإثني عشرية هل هم كفار؟
فأقول لك: لفظة (الرافضة الاثني عشرية) ليست كلمة شرعية رتَّبَ عليها الشارع حكماً شرعياً، وإنما الكلمات الشرعية في هذا الباب هي (الشرك والكفر). وعليه أقول:
الشركُ شركٌ في كل زمان ومكان، ومِن أيِّ طائفةٍ صَدَرَ هذا الشرك: سواء تسمَّوا بأهل سنة أو بالشيعة أو بالصوفية أو غيرها من الطوائف، فإن هذه المسميات لا تغير من حقيقة الشرك شيئاً.
أما الأشخاص و الأعيان في كل طائفة من أهل الإسلام فكلٌّ بحسَبِه، فقد يكون منهم الكافر ومنهم المؤمن وما بين ذلك.
ومَن قرأ قصص العائدين من الرفض إلى السنة عرف أن في الشيعة مَن يتسمَّى باسم الشيعة وهو في حقيقة أمره رافض لكثير من شركيات الرافضة وليس بينه وبين السنة سوى الانتساب إليها فقط، فهو في حقيقته: (شيعيٌ في الظاهر سنيٌ في الباطن).
هذه بعض تنبيهات أرى أنها تحتاج منَّا إلى تأملٍ وتدبر ووزنها بميزان العلم والشرع.
وفَّقني الله وإياك.
رد الأخ الفاضل (علي الفضلي) -وفقه الله لكل خير و إياكم- كافٍ و لا مزايدة على قوله ..
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 03:26]ـ
نعيب على المقلدة تقليدهم .. ونحن معشر أهل السنة نقيم اقوال الرجال مقام الأدلة الشرعية الملزمة للمخالف!!
فقول الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بمجردها أدلة عند بعضنا!!
ولا زال أحد الإخوة يتوعدنا بأدلة أخرى سيقصم بها ظهر مخالفه وهي:
ابن جبرين، والفوزان، والغديان، واللحيدان، وعلماء الدعوة النجدية، وعلماء السلف [رحم الله ميتهم وحفظ أحياءهم]
ظَنَنَّا أنه سينقل لنا آياتٍ كريمة وأحاديث نبوية شريفة لننظر معه في فقهها ودلالتها .. فإذا هو يستدل بأقوال الرجال .. والرجال فقط!!
وكأننا نبحث في: ماهو رأي فلان وفلان في المسألة؟ .. ونحن إنما نبحث في: ماهو حكم الشرع في هذه المسألة؟!
ومَن قرأ السجال الطويل حول رأي الشيخ ابن باز - رحمه الله - في أمر الروافض خُيِّل إليه أن الأمة تعطلت عقولها! فلم يَعُدْ فيها من يفهم القران والسنة سوى الشيخ رحمه الله!! وكأن الأمة لا يجوز لها الاجتهاد مع نص الشيخ ابن باز!! فينبغي للأمة أن تكون مكتوفة الأيدي .. متصلبة العقول .. ومعطلة الفهوم حتى يثبت لها رأي الشيخ ولو برسالة جوال!!
ليكن - يا أحبابنا - رأي الشيخ ابن باز الذي مات عليه هو: كفر أعيان عوام الرافضة .. فكان ماذا؟!
هل رأي الشيخ قرانٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!
هل يحرم على طالب العلم أن يُعمِل عقله في مسألة قال فيها الشيخ قوله؟!
هل أصبح تلازم تام عند بعض الإخوة بين مخالفة الشيخ ابن باز وبغض الشيخ رحمه الله؟!
أم أصبح هناك تلازم بين مخالفة أفراد أهل العلم من أهل السنة وبين الخروج عن مذهب السلف؟!
لا زلت أقول وأكرر:
هناك من لم يستطع إلى الآن أن يفرق بين الحكم على العقائد وبين الحكم على الأعيان! َ!
و من لم يستطع التفريق بين الكافر الأصلي وبين مَن ثَبَتَ له عقد الإسلام!!
ومن كان عاجزاً عن فهم هذه البدهيات فهو لما سواها أعجز!!
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 05:51]ـ
لا يجوز لها الاجتهاد مع نص الشيخ ابن باز!! فينبغي للأمة أن تكون مكتوفة الأيدي .. متصلبة العقول .. ومعطلة الفهوم حتى يثبت لها رأي الشيخ ولو برسالة جوال!!.
الأخ الفاضل / رجل من أقصى المدينة
رسالة الجوال لإثبات رأي الشيخ رحمه الله في المسألة فقط، بعد نقل التراجع عنه رحمه الله.
ليكن - يا أحبابنا - رأي الشيخ ابن باز الذي مات عليه هو: كفر أعيان عوام الرافضة .. فكان ماذا؟!
هل رأي الشيخ قرانٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!.
وهل رأي غيره - المخالف - قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه؟!.
و من لم يستطع التفريق بين الكافر الأصلي وبين مَن ثَبَتَ له عقد الإسلام!!
سؤالي عن من ثبت له عقد الإسلام وارتكب ناقضا من نواقض الإسلام ... ما تقول فيه؟.
---
لفتة /
أرى أن نأتلف، ولا يلزم أن نتفق.
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[17 - Sep-2007, صباحاً 02:42]ـ
سؤالي عن من ثبت له عقد الإسلام وارتكب ناقضا من نواقض الإسلام ... ما تقول فيه؟.
.
أخي الكريم: عفا الله عنك .. ونحن من أيام فيماذا نتحدث؟؟!!
يا أخي ليس هذا بحثنا، وإنما بحثنا فيمن وقع في ناقضٍ من النواقض: متى نحكم بكونه معذوراً بجهلٍ أو شبهة ومتى نجكم بكونه غير معذور؟
فبحثنا في الأعيان والأشخاص الذين نريد أن ننزل عليهم أحكام الكفر ولسنا نبحث في المسائل العلمية المجردة.
فنحن لا نختلف من جهة التنظير العلمي: أن من وقع في ناقض من النواقض أنه كافر بشرط مهم جداً (وهو توفر الشروط وانتفاء الموانع في حق الشخص المعيَّن) ومن هذه الموانع الجهل والشبهة.
فنحن نبحث في عوام الرافضة: هل عندهم من الجهل والشُبَه ما يدفع عنهم الكفر أم لا؟
أرجو ألا نخرج بالبحث عن مسالة تنزيل الحكم على الأعيان وهم هنا (عوام الرافضة)، أما مسائل الكفر والإيمان فلسنا نختلف فيها.
ـ[أبو معاوية الغامدي]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 05:48]ـ
هدأ من روعك يا شيخنا (رجل من أقصى المدينة) فغضبك من الغيرة التي تؤجر عليها .. (كما قلتَه سالفاً) ..
يا عزيزي لا أجد غضاضة من القول (أننا طلبة العلم لم نبلغ بعد مرتبة الاجتهاد حتى نستنبط الأحكام من الأدلة الشرعية، و إنما علينا فهم النقول وفق فهم السلف و معرفة الراجح من المرجوح بالأدلة، أما الافتيات على علماء الأمة و [تهميشهم] بدعوى [المعابة على من نقل فهمهم للنصوص] فذاك شأو عظيم لا أجسر عليه .. ) أ. هـ.
و إن كنت (بورك فيك) من أولئك الذين بلغوا مرتبة الاجتهاد فهل لك أن تفسر لي هذا النص القرآني:
{إذ تبرأ الذين اتُبِعُوا من الذين اتَبَعَوا و رأوا العذاب و تقطعت بهم الأسباب/// و قال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبروأ منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسراتٍ عليهم و ما هم بخارجين من النار}
فما تفسيركم لهذه الآية؟ ..
بل ما هو تفسيرك للآية {ربنا إنا أطعنا سادتنا و كبراءنا فأضلونا السبيلا}
أليس هذا ما نراه عياناً .. ؟.
أخيراً ما هو توجيهكم لقوله تعالى {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين}
و بارك الله لنا ولكم في علمكم ..
و سنأتي على مسألة (تكفير المعين) فيما بعد ..
ـ[أبو معاوية الغامدي]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 06:36]ـ
معذرة .. حدث خطأ مطبعي .. (هدأ بمعنى هدئ).
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 03:01]ـ
أيها الأحبة في الله أنا قلت في بداية كلامي (من باب الفائدة) لما نقل بعض الأخوة عن الشيخ عبدالعزيز رحمه الله.
وأؤكد للإخوة أن هذا ما سمعته من الشيخ ناصر الحنيني (ولم أكن واهما) فالتثبت يكون من الشيخ ناصر أو حتى من الشيخ الراجحي.
أما تحرير القول في كفر عوام الرافضة فهذا له وقت آخر إن شاء الله.
واشكر أخي الفاضل المسيطير على التثبت والنقل.
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 03:10]ـ
الذي يبدو لي أن تحقيق القول في كفر "عوام الرافضة" مبني على تحرير القول في "كفر الرافضي":
هل هو كفر ردة؟ أم هو كفر أصلي؟
فإن كان كفر ردة (يعني أسلم ثم أتى بناقض) فعوامهم لايلتحقون بعلمائهم, لأن الردة لاتثبت إلا بشرط العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان كفر أصلي (يعني أنه لم يسبق ثبوت وصف الاسلام لهم) فإن عوامهم ملتحقون بعلمائهم, لأن وصف "الكفر الأصلي" لايشترط له العلم, بل يسمى جهال المشركين والكتابيين "كفاراً"
والله أعلم
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 02:24]ـ
أخي الكريم أبا معاوية الغامدي حفظه الله ورعاه.
اسمح لي أن أعجب من إيرادك لهذه الآيات الكريمة!
و لأُبِين لك سبب العجب فإني أسألك فأقول:
ألستَ تُقِرُّ معي بأصل مسألة العذر بالجهل؟ وبأنها من منهج أهل السنة والجماعة في مسألة التكفير؟
والذي ظهر لي – من تعليقاتك - أننا متفقون على الإقرار بأصل مسألة العذر بالجهل، وإن اختلفنا في أعيان عوام الروافض: هل يعذرون بالجهل أو لايعذرون؟ أما أصل مسألة العذر بالجهل في منهج السلف الصالح فمما لا نختلف فيه.
هذا الذي ظهر لي فإن أخطأتُ فيما نسبتُه لك فصحح لي.
وبناءً على هذا الذي ظهر لي أقول:
هل تقصد من إيرادك لهذه الآيات الكريمات إنكارَ مسألة العذر بالجهل من أساسها؟ فإنْ أردتَ هذا فإننا لم نأت لنتباحث في أصل المسألة!
وإن أردتَ بهذه الآيات أن العذر بالجهل لايكون عذراً دائماً، فإننا لم نختلف في هذا أيضاً! فلا أحدٌ يقول بالعذر بالجهل في كل الحالات، ولكنه يكون عذراً في حالات أخرى.
وعليه: فإذا كنتَ مقراً بأصل مسألة العذر بالجهل فإنك – بأي حالٍ من الأحوال - لن تقول في تفسير هذه الآيات: إنها تنفي العذر بالجهل مطلقاً. وغاية ما يمكن الاستدلال عليه من هذه الآيات هو: أن العذر بالجهل لا يكون عذراً دائماً، وهذا محل اتفاق بيننا.
أما إذا كنتَ ممن يرفض مسألة العذر بالجهل من أساسها، ويرى أنه ليس في الإسلام عذر بالجهل في مسائل الكفر = فيحقُّ لك حينها الاستدلال بظاهر هذه الآيات، وحينها سننتقل إلى مسألة أخرى غير مسألتنا التي ابتدأنا الحديث عنها وهي: (عوام الرافضة).
فأريد أن أعرف منك أخي الكريم: مِن أي الطائفتين أنت؟ هل أنت ممن يقرون بأصل مسألة العذر بالجهل لكن يخالفون في بعض تطبيقاتها في الواقع كصورة عوام الرافضة مثلاً؟ أم أنت ممن لا يرون العذر بالجهل في مسائل الكفر؟
ــــــــــــــــــ
أما الأخ الكريم / عبد الرحمن العلي فلي تعليق على تعليقه، فأقول:
من قواعد أهل السنة الثابتة الراسخة قاعدة: (التفريق بين المقالة وقائلها) فللمقالة حكم ولقائلها حكم، وهو ما يُعبَرُ عنه أحياناً بـ: (الإسلام الحُكمي والإسلام الحقيقي) فالإسلام الحقيقي هو حقيقة الإسلام العلمية التي يدين بها الإنسان فهو أمر اعتقادي تتعلق به أحكام الآخرة، والإسلام الحكمي هو: وصف الإسلام الذي نطلقه على الإنسان المعين الذي أتي بما يدل على إسلامه بما ظهر لنا من ظاهر حاله فهو الذي تتعلق به أحكام الدنيا.
وللبيان أضرب مثالاً وأعلق عليه:
لو أن رجلاً شهد الشاهدتين وصلى في مساجدنا ولكن اعتقاده في معنى الشهادتين الذي يعتقده بينه وبين نفسه هو ما أراده المشركون حين قالوا: (لا شريك لك إلا شريكاً هو لك)، فهذا الإنسان بهذا الوصف: كافرٌ لم يثبت له الإسلام الحقيقي، إلا أنه في ظاهره مسلم لأنه نطق بالشهادتين فنحكم له بالإسلام الحُكمي ونعامله معاملة المسلمين (لأننا لم نعلم مراده الذي ينقض الشهادتين).
فإذا أبان لنا عن مراده للشهادتين حينها حكمنا بكفره لأنه أثبتَ لنا أنه ناقض للشهادتين.
فنحن حكمنا بإسلامه أولاً لأنه لم يظهر لنا من حاله إلا ما يدل على الإسلام، وحكمنا بكفره مؤخراً لأنه اثبتَ لنا نقضه للإسلام.
فحاله كحال المنافق الذي نثبتُ له الإسلام الحكمي ونعامله معاملة المسلمين إلى أن يثبتَ لنا أنه كافر لم يدخل الإسلام أصلاً.
وعليه: فالشيعي الذي أَقَرَّ بالشهادتين فقد ثبتَ له عقد الإسلام وهو الإسلام الحكمي، فهو مسلمٌ له ما للمسلم وعليه ما على المسلم (حتى يثبتَ لنا أنه لم يسلم أصلاً) فحينها نحكم بكفره.
أما مجرد كون أئمتهم يقع منهم الكفر: فهذا كفر وقع من هذا الإمام عندهم فلا يلزم أن العامي وقع فيه، فلا نكفره حتى نعلم أن هذا العامِّيَّ المعيَّن حين اعتنق الإسلام قد اعتنقه على دين إمامه ذاك و الذي ليس بإسلامٍ أصلاً.
وبهذا يبقى لـ (لا إله إلا الله) حرمتها، فلا يخرج منها إلا مَن (ثبتَ) أنه لم يدخل في حكمها أصلاً وهو الكافر الأصلي، أو مَن (ثبتَ) لنا أنه خرج منها وهو الكافر المرتد.
فالعبرة بـ (ثبوت) الخروج منها بعد أن (ثبتَ) الدخول فيها، فإن اليقين لايزول إلا بيقينٍ مثله فلايزول بالشك والاحتمالات.
وفق الله الجميع لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.(/)
الجماهير من يمسك بزمامها؟ (كلمة قبل أن تثور الجماهير ردا على تكرار الإساءة للنبي
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:55]ـ
الجماهير من يُمسك بزمامها؟
من الثوابت التاريخية أن الجماهير لا تُسطر التاريخ، ولا تَصنع الحدث، وإنما يُصنع بها الحدث، وتُساق الجماهير ـ بالنخبة ـ لأمر قد لا تريده هي، ويكون عكس ما تحركت إليه، وسَرقة مجهود الجماهير صناعة يُتقنها كثير من المُغرضين. وقد مرَّ التاريخ بأمثلة كثيرة على ذلك، وجُلّها من واقعنا المعاصر.
في ثورة 1919م عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، لم تحصل الأمة المصرية على استقلالها ـ كما وعدهم الإنجليز ـ فهبت الثورة واشتعلت أياما، وكان محركو الثورة هم شيوخ الأزهر وطلبة العلم فيه، فقد كانت صبغتها دينية، وكانت ثورة عارمة، ثم جاء المحترفون من المغرضين وسرقوا الثمرة!!
ولم يحدث شي ... أي شيء مما قامت من أجله الثورة، اللهم أنها أخمدت، وأخرجت للأمة أبطالا مزيفين!!
وُضع زمام الأمة في يدّ سعد زغلول ـ وهو عربيد لا يصلي ولا يصوم ـ فمشى بالأمة في دروب المحتل. ومشت خلفه الأمة (الثائرة) (الغاضبة) على المحتل، مشت وهي فرحه مسرورة تهتف (للزعيم).!! [وللأستاذ محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر حديث شيق عن هذا الحدث]
وتكرر (الفيلم) مرات على مسافات تاريخية قريبة جدا، ولم يستطع أحد أن (يحرقه)، ثارت الجماهير في الجزائر، وكان (جهاد) انتهى بـ (بن بلا) ورفاقه.
وشبّ العمل الجهادي ضد اليهود في بيت المقدس وأجوار بيت المقدس، وانتهى الأمر بـ (منظمة فتح) ثم منظمة (التحرير الفلسطينة) ثم ياسر عرفات الذي دخل فلسطين في منتصف العقد الماضي واستقبلته الجماهير استقبال الفاتحين.!!
والمقصود أن الجماهير أصبحت لعبة (للنخبة). هكذا حقيقة، يُلجأ إليهم لتمرير المشاريع عن طريق ما يسمى بـ (الديمقراطية)، ويُلجأ إليهم لتحريك قضايا معينة من خلال ما يعرف بالمظاهرات.
واليوم في حادث سبّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الصحف الدينماركية والأوربية، الجماهير هي الفاعل الحقيقي، ولكن من يأخذ بزمامها؟
هناك حالة صحية ظهرت في هذه الأحداث، ويجب ـ من وجهة نظري ـ الالتفات إليها وترشيدها، وهي أن الجماهير أصبحت على درجة من الوعي أكثر مما كان، وسبب ذلك ـ من وجهة نظري ـ انتشار عامة طلبة العلم والمثقفين ثقافة دينية صحوية ـ إن صح التعبير ـ بين الجماهير، وأن تأثير الصحافة الورقية في الحدث أقل من تأثير مواقع الإنترنت.
والمطلوب هو ترشيد هذه الظاهرة أو الاهتمام بها، بمعنى إعطاء أهمية للخطاب الشرعي الذي يتناول فقه الواقع، فلا شك أن خطابا دعويا رزينا عاقلا في العقد الماضي (كَشَفَ الغمة عن علماء الأمة) ودعاتها وعامة المهتمين بأمرها فيما يتعلق بأطماع الكفر في الجزيرة العربية، وأن النداء بتَعَلُّم (فقه الواقع)، ومخاطبة (الغرباء) بـ (وسائل دفع الغربة) ومتى تكون (العزلة والخلطة) كل ذلك أثمر نوعا من الثقافة العامة لدى نوعية من عامة المهتمين ـ كالذين يكتبون في المنتديات اليوم ـ لا يمكن تجاهلها، ولا بد من مد العون إليهم، والآن قبل أن يضيق فضاء الشبكة العنكبوتية ـ ولا قدر الله ـ على دعاة الصحوة.
ـ عامة المثقفين من شباب الصحوة هم القنوات الفرعية التي يتغذى منها جسد الأمة (الجماهير)، أو قل هم دعامات البناء، وهم يضبطون الركب خلف العلماء ليسير في وئده واطمئنان. وهذا يعكس ولا شك أهمية (المقال) و (التحليل الشرعي للحدث)، وأهمية الخطاب الديني الذي يتكلم عن فقه الواقع من منطلق شرعي، ويعكس أيضا أهمية الاستكثار من هؤلاء.
أقول وبكل صراحة: ولا بد من تنصيب زعامات فكرية صحوية للأمة الإسلامية، فها هي الجماهير يقظة ثائرة، منصته لخطاب (الشيوخ). فمن لها؟
نريد أصحاب التفكير العميق، نريد أن يفسح الوعاظ الساحة قليلا، ليتقدم المربون. وأصحاب النظرة البعيدة. أولئك الذين يخطون التاريخ حقيقة.
أظن أننا نضجنا و (لسنا أغبياء لدرجة كافية) أن يأتي لص مجرم لا يرجو لله وقارا ويمد يده في كيسنا ويأخذ ما ادخرناه في سنين غربتنا. ونعود ثانية للغربة كي نجمع من جديد.
إن لليوم حديثا لن يسمع غدا، وإن السوق قد نصبت، وعما قريب يعود الحضور بين رابح مسرور، وخاسر مغبون.
ـ[من أمة المصطفى]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 06:10]ـ
أقول وبكل صراحة: ولا بد من تنصيب زعامات فكرية صحوية للأمة الإسلامية، فها هي الجماهير يقظة ثائرة، منصته لخطاب (الشيوخ). فمن لها؟
من 18 شعبان الساعة 10 مساءً يوم السبت حتى اليوم الأثنين الساعة السادسة مساءً أنتظر أي شيء من أي شيخ أو أي داعية!
لا شيء جديد، لا شيء!
وهل سمعوا صرخة المسلمين في السويد ... !
لا جديد
لا حِراك
الأغلبية صامتة أو لا تعلم!!!
يالـ لله كيف يهنئون ونبينا - صلى الله عليه وسلم - يُتطاول عليه؟!
اللهم أفرغ علينا صبراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 09:44]ـ
يالـ لله كيف يهنئون ونبينا - صلى الله عليه وسلم - يُتطاول عليه؟!
من ذا الذي ينام مرتاح البال والنبي صلى الله عليه وسلم؟؟
لكن الأمر كما ذكر صاحب المقال (وفقه الله) أعلاه: دعاة يعملون وجهال يستفيدون ويسيرون الجماهير
مع الأخذ بعين الإعتبار أن هذه الجماهير الغاضبة = تجهل دين الله جل وعلا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 02:06]ـ
كنت أستمع الآن إلى محاضرة للشيخ محمد صفوت نور الدين رحمه الله حملتها من صفحته بموقع طريق الإسلام بعنوان (الصحابة عصمة للأمة) وهي في جزأين فوجدته تكلم عن هذا الموضوع في أثناء المحاضرة لكن فاتني أن أسجل مكان كلامه منها تحديدا فلعل بعض الأفاضل يستمع إليها وينسخ كلامه هنا للاستفادة منه.
وجزى الله كاتب المقال خير الجزاء وبارك فيه وفيكم جميعا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 11:21]ـ
شكر الله لكم جميعا.(/)
لهفي على ابن الأكرمين!! ..
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:36]ـ
لهفي على ابن الأكرمين:
قال الله تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"
تذكرتُ ديوجين اليوناني و هو يمشي في رابعة النهار - حاملًا شعلة نار – يقول: (أفتش عن إنسان)!!
تذكرته و أنا أُحَدِّث صاحبي إذ أتاني على وعدٍ قد مضى بلقاءٍ قد حضر ..
أتاني ..
ألقى التحية، فرددتها ..
قال: أتذكر إذ حدثتني عن الإسقاط، و كيف يرى الكافر كل فعل و إن نبل - خبيثًا لخبث طبعه؟
قلت: نعم ..
ثم دفعني صمته إلى السؤال: هل عرض لك عذر لهم تريد إسقاطه، أم عرضت لك حجة لهم تريد إبطالها؟
لكنه سكت سكتة قال في مثلها الشيخ محمود شاكر رحمه الله: (سكتة ظننت معها أن أنفاسه قد أبت عليه أن يتنفس بها، لقد كان يجاهد نفسه، كان يأبى أن يتكلم، و كان الذي يجده من الضيق في صدره يأبى عليه إلا أن يتكلم ........ كان راسخًا شامخًا وطيد الإيمان و لكني كنت أنفذ إليه أحيانا فأجد الزلزلة التي في قلبه قد جعلته يتزعزع و يتطامن و يضطرب بعضه في بعض اضطراب الموج في تياره).
قلت محاولًا نزعه من خضم التفكير: ما الأمر أيها الحبيب؟
استعبر صاحبي، و تلألأت في عينيه دمعة يعدها الشعراء رقراقة و لكني كنت أراها سوداء، يعد مثلها العشاق شفافة و لكني في عين صاحبي رأيتها كئيبة حائرة، رأيتها قطرة حزن تلف جسدًا بأكمله في ثوب لا أدري أهو ثوب ألم أم ثوب راحة!!
فيا الله ما أشد أثرها قطرة!! و يا الله ما أشد بؤسه من جسد راحته في دمعة!!
همَّ بالكلام فانتبهتُ ..
قال: صرت مثلهم!!
صرت أنظر للأمور كما ينظرون ...
قلتُ: لكن .........
أكمل قائلًا: خالطتهم لأعرف كيف يفكرون فصرت بعقلهم أفكر، صرت أقرأ القرآن متشككًا بعد أن كنت أقرأه بتدبر، كنت أقرأ سيرة الحبيب عليه الصلاة و السلام مؤمنًا برسالته فصرت أرى أكبر ما أرى من سيرته بشريته!!
ألم أقل لك إني صرت مثلهم؟
قلتُ: اسمع .......
قال: قرأتُ لهم لأرد عليهم، كنت أعظّم الله في قلبي، فلما رأيت تطاولهم على ربي قفَّ شعري، فلما استمر التطاول هدأ أمري، و بعد حين ما عدت أرى في فعلهم ما كنت أراه من خطر!
ألم أقل لك صرت مثلهم؟
قال: قرأت عنهم فأردت عين اليقين فقرأت ما كتبوا، فكلما قرأت مقالًا تافهًا بحثت عن رد عليه و قد أجد، فإن لم أجد خزنته في قلبي حتى صار الدين عندي شبهات أنتظر الردود عليها!!
ألم أقل لك صرت مثلهم؟
قال: لقد أصبحت أنظر إلى الأمور بعين كعينهم ...
قلت مقاطعًا: و لكن قلبك ليس كقلوبهم ...
سكتَ سكتةَ من بغته شيء مُنتَظَر!!
حينها تذكرت ديوجين اليوناني و هو يفتش عن إنسان في زحام الظهيرة!! لا هو كشف عن مراده!! و لا هو أحسن البحث عنه!! لا هو دل الناس على مراده فأعانوه!! و لا هو أحسن البحث إذ استخدم شعلة نار باحثًا عن أخلاق إنسان!!
رأيت صاحبي خالط الكفرة مخالطة لا يعرف هو سببها، و لا يضبط السبب فيذكره، و لا أحسن الاستعداد للمخالطة، فصار شرًّا من ذلك اليوناني في هذه المسألة.
حينها تذكرت قول الشاعر و كأنه يخاطب صاحبي:
ومنتك نفسك ما لايكون ... وبعض المنى خلبٌ يكذب
آآآآه ..
لهفي على ابن الأكرمين!
لكن ..
لهفي عليك وما يرد تلهفي ... قصرت يداي وعز وجه المطلب
فعزمت أن أصدقه: اسمع يا صاحبي ..
اسمع فالأمر يستحق السمع، و اعلم أني لن أجاملك في كلمة الحق، أنت أخطأت يا أخي حين خالطتهم.
قال: عجبًا!! لو غيرك قالها!! أليس هذا من الانغلاق؟ أليست معرفتنا بالباطل تزيد معرفتنا بالحق؟
قلت: بل العجب منك إذ تشكو أثر الباطل عليك و لا تدري من أين أتاك الأثر!!
قال: حدِّثني بما أحطتَ به من الخبر ..
قلت: لو أنك عرفت الحق معرفة صحيحة لهان عليك أمر الباطل حتى ما يعلق بقلبك منه شيء .. أما تدري؟
قال: و ما أدري – كتب الله لك أجري؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أما تدري أن شبهات القوم قد ذُكِرَت منذ القدم، و أن من يرد نادرًا ما يأتي بمستجد، فترى في كتب الأوائل ما يجتره هؤلاء الأراذل، غير أنهم يرددون – خلف أسيادهم – الشبهات و يتعامون – كما أسيادهم - عن جوابها في كتب العلماء الأفاضل، فلو أنك قرأت ما بسط في الكتب لعلمت الحق مع رد الباطل، و لو استرشدت بمجالس أهل العلم لانجلى عنك الضباب العاطل، و لكنك تعجلت فذهبت تبحث عن الحق في ثنايا الباطل!! فعز المطلب و حُقَّ له أن يعز!! ثم انقلب الأمر عليك و لا غرو أن انقلب!!
قال: فهبني حصَّلت العلم، فهل هناك من ضرر في الذهاب إليهم لنصحهم؟!
قلت: إنك إن تذهب إليهم بلا علم، كنت كغريق يحاول إشعال عود ثقاب في قاع المحيط!! فلا العود سيشتعل! و لا هو إن اشتعل سينجيه من الغرق!
و إن حسن حالك و ذهبت إليهم على علم صرت كمن يشعل عود ثقاب في قاع المحيط لينير لأعدائه ليضربوه!! فلا العود سيشتعل!! و لا هو إن اشتعل يجلب له خيرًا!!
فما مثلك و مثلهم إلا كمثل أهل الكهف و قومهم حين قالوا – و قد رشدوا في قولهم: "إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً "
فدعهم و إلى الهدى ائتنا!
قال: فإن تركنا منتدياتهم و نواديهم فلم يأتوا إلينا، أنتركهم؟!!
قلت: ألم تقرأ ما قاله الله عز و جل لرسوله: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ"!؟
قال: و لكن فيهم ذوي أدب! يبحثون عن حوار يقوم على العلم مع الأدب!!
قلت: هذا الحوار إن كان، فمهما يأتِ فيه من كلام فليس فيه كلام المنصف، و مهما يكن فيه من أدب فليس هو أدب الطبع بل أدب زائل قال فيه الأقدمون:
كلُّ امرئٍ راجعٌ يومًا لشيمته ... و إن تخلَّق أخلاقًا إلى حين
فما تلوَّنَ إلا لتنخدع بلونه، و يستدرجك لحواره و كلامه، فإن دخلت في الفخ، اجتمعوا عليك حتى تترك حوارهم من المَلَل، و من اليقين بعدم قدرتك على بيان الحق وسط كومة من البطالين، فإن تركتهم أطاروا الأخبار أنك قد هزمت و تراجعت منسحبًا!!
وما نصروه عن يد سلفت له ... وقد قتلوك يوم ذلك عن حقد
وإنه الغدر الصراح وخفة الـ ... حلوم وبعد الرأي عن سنن القصد
فيا لهفي عليك يا ابن الأكرمين!
قال: لكنهم ليسوا كلهم يتلونون للغرض!! بل فيهم كما قلتُ ذوو أدب!!
قلت: هبه حَسِنَ الأخلاق! أفليس من حُسن الخلق أن يأتي ليسأل المسلمين لا أن يسأل في أرض الكفار و يأتيه المسلمون ليجيبوه!!؟
و إن ترد أن تعجب فتعال أقص عليك نبأ عجبًا إن كنت تريد أن تسمع ..
رجل يبحث عن أخيه فقابله اثنان من الثقات، فقال أحدهما: إني رأيت أخاك مر من هنا، و قال الآخر: لم أره هنا، فأيهما يصدق إن كان كلاهما من الثقات؟
يصدق الذي رآه لأنه معه زيادة علم و هو صادق غير متهم بريبة.
قلت: فكيف لو أعطاه المُثْبِت على ذاك علامة، فلنقل أعطاه وصف هندامه؟
قال: فذاك أحق أن يصدق بلا ارتياب!
قلت: فالعجب من أحدهم يدعوك ليثبت لك عقيدته، و عقيدته كلها نفي لوجود الإله أو نفي للنبوات أو نفي للديانات أو نفي أو نفي …، ثم يدعوك للمناظرة هناك!!
و ما العجب؟!
العجب أننا نثبت وجود رب السماوات ثم النبوات و الديانات، نحن نثبت و هم ينفون، و لو كان المثبت و النافي من الثقات فالمثبت مقدم على النافي.
فكيف و نحن نثبت بالحجة و البيان!! و هم ينفون بالجهل و البهتان؟!!
فكيف بمن يقول: (لا نثبت و لا ننفي) كما يزعمون بأفواههم و أفعالهم تنفي؟!!
فكيف و هم ليسوا من العدول الثقات!!
و أغلبهم نقول فيهم صدقًا: وخير أخلاقك اللواتي ... تعاف أمثالها الكلاب؟!
قال: فكيف العمل مع من كان منهم صادقًا في طلب الحوار؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أول علامة على صدقه أن يطرح سؤاله على المسلمين و إلا فإن من يسأل عن الإسلام في منتديات الكفار و نواديهم، كالمستجير من الرمضاء بالنار، فما أحمقه!! و أحمق منه من صدقه!!
يا أخي ..
مكاننا معلوم، و قولنا منشور، و معتقدنا لا لبس فيه، فإن التبس في ذهنه أمر فليأت، و عندها يجد جواب ما سأل، و حل ما التبس، فإن كان صادقًا في البحث صدق فيه المثل "على الخبير سقطت"، و إن كان مجادلًا عنيدًا و أتى المسلمين يسألهم فقد صدق فيه المثل "شر أيام الديك يوم تُغْسَل رجلاه "!
قال: فحاصل الأمر إذن أنه لا قيمة لوجودي عندهم، بل في وجودي الضرر، و كذا لا قيمة لوضعهم السؤال عندهم، فوضعه فيه الكذب ..
أعدتُ مؤكدًا: لا تحاورهم هنالك، لا تقرأ لهم هنالك، لا تسمع لهم هنالك، فهنالك لا رقيب عليهم، هنالك الرقيب معهم عليك، هنالك يتطاولون بلا ملام، يتكلمون بلا ردع، هنالك الاستهزاء و الخوض ..
قال تعالى: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً"
قال صاحبي: سمعنا و أطعنا! غفرانك ربنا! و أقتصر على مجالس المسلمين.
قلت: وألطف قومٍ بالفتى أهل أرضه ...
أطرق برأسه هنيهة ثم رمقني ببصره سريعًا: فهل رد الشبهات حرام؟
قلت: هذا قول يخالف الإجماع، و لا أدري من أين استنتجته!!
قال النووي رحمه الله: (و أجمع السلف و الخلف من أئمة الهدى الذين هُدوا و اهتدوا علي حكايات مقالات الكفرة و الملحدين المائلين عن الحق من الزنادقة و المنافقين في كتبهم التي صنفوها و مجالس وعظهم و محادثتهم ليبينوها حتي يعلموا ما فيها من الفساد فيجتنبوها و ينقضوا شبهها و يردوها عليهم).
قال: جميل!! كنتُ أعلم و لكن أردت اليقين؛ فأردُّ عليهم في أرضنا.
قلت: و لكن هذا ليس لأحد إلا لمن أوتي العلم ..
اسمع قول الإمام السجزي رحمه الله: (أما العامي و المبتدي فسبيلهما ألا يصغيا إلي المخالف، و لا يحتجا عليه، فإنهما إن أصغيا إليه أو حاجاه خيف عليهما الزلل عاجلًا و الانفتال آجلًا).
و ليست كل شبهة تستحق الرد، و اسمع قول الشيخ بكر بن عبد الله نفعنا الله بعلمه حين يقول:
(و كان الإمام أحمد رحمه الله يكره التصدي لمجادلة المبتدعة، حكي عنه الغزّالي في كتابه "المنقذ" أنه أنكر علي الحارث المحاسبي تصنيفه في الرد علي المعتزلة، فقال الحارث: الرد علي البدعة فرض.
فقال أحمد: نعم! و لكنك حكيت شبهتهم أولًا ثم أجبت عنها، فلا يُؤمَن أن يطالع الشبهة من تعلق بفهمه و لا يلتفت إلي الجواب أو ينظر إلي الجواب و لا يفهم كنهه.
قال الغزّالي: و ما ذكره أحمد حق و لكن في شبهة لم تنتشر و لم تشتهر أما إذا انتشرت فالجواب عنها واجب و لا يمكن الجواب إلا بعد الحكاية)
و اسمع كلام العلماء في بيان الحكمة من الرد:
قال الإمام مسلم رحمه الله:
(و قد تكلم بعض منتحلي الحديث من أهل عصرنا في تصحيح الأسانيد و تسقيمها بقول - لو ضربنا عن حكايته و ذكر فساده صفحًا – لكان رأيًا متينًا و مذهبًا صحيحًا.
إذ الإعراض عن القول المطرح أحرى لإماتته و إخمال ذكرقائله، و أجدر ألا يكون ذلك تنبيهًا للجهال عليه، غير أنا لما تخوفنا شرورالعواقب و اغترار الجهلة بمحدثات الأمور، و إسراعهم إلى اعتقاد خطأ المخطئين والأقوال الساقطة عند العلماء، رأينا الكشف عن فساد قوله، و رد مقالته بقدر مايليق بها من الرد - أجدى للأنام و أحمد للعاقبة إن شاء الله).
و قال الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(و إن لمن المؤسف حقًّا أن نضطر إلى الخوض فيما كان الأصل أننا في غنى عن الخوض فيه، إذ إن ردع المبتدع بالبيان واجب حتى لاتتوالى القطرات التي يزخرفها بدعوى الاجتهاد و التجديد فتكون سيلًا على توالي الغفلات، و لو كان هناك سلطان شرعي يقوم على حراسة الدين فيزع الله به ما لا يزع بالقرآن، لما كان لمثل هذا المبتدع من جزاء إلا التعزير و الحجر عليه استصلاحًا للديانة، و أحوال الجماعة المسلمة، فهذا ألزم من الحجر الصحي لاستصلاح الأبدان.
و المبتدع إذا زجر و هجر بات كالثعلب في جحره، أما ترك تحسيسِه ببدعته فهذا تزكية له و تنشيط، و تغرير بالعامة إذ العامي مشتق من العمى، فهو بيد من يقوده غالبًا.
و لعل في هذا تذكرة و إقناعًا للذين ينزعجون لهذه الردود، ويتمنون أن لو صرفت مثل هذه الجهود إلى نواحٍ علمية مجردة من المناقشة و الأخذ والرد، مع أن غالب هؤلاء قد يلتبس عليهم – نتيجة نشاط المبتدعة و إفساح وسائل الإعلام لهم – الحق، فلا يتبينون حقيقة ما اختلف فيه الناس فضلًا عن التمسك به والدعوة إليه، كما أنهم ينسون أن هذه سنة الله التي مضت في خلقه، فما من الناس إلارادٌّ و مردود عليه، فمحقٌّ و مبطل، قال تعالى "وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ")
قال صاحبي: فيرد على الشبهة التي انتشرت من عنده علم بردها ..
قلت: نعم! ليكن لها من يردها من أهل العلم و ليضع نصب عينيه قول ابن تيمية رحمه الله (فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين)
قال: فهمت عنك!! فلن أذهب إليهم حيث يتسابقون في قول الباطل و السخرية من الحق!! و أبقى في مكانٍ يحرسه الرقيب المسلم! و إن عرضت شبهة فأرد عليها إن كان عندي علم ...
قلت: إن اضطررتَ.
قال: و ما ذاك أيضًا؟!!
قلت: إن انتشرت شبهة و كان عندك علم يكشفها و يردها فلترد عليها إن لم تجد من يردها غيرك، و ذاك أدب السلف ..
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله (أدركت عشرين و مائة من أصحاب النبي صلي الله عليه و سلم، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، و لا مفتٍ إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا).
بل كان أحدهم يقول لرفيقه (ارم بعينك إلي مجلس يكفينا الكلام نجلس فيه).
قال صاحبي: لكن ما المانع من كثرة الردود عليه؟!
يا صاحبي ..
صمت الملحد خيرٌ له من كلامه، و كثرة الردود عليه خير له من كلامه و صمته.
فإن كان الملحد اختار لنفسه الأسوأ، فكيف نرضى أن نختار له الأفضل؟!!
فإن ردَّ غيرك و كفى فلا ترد! فكثرة الردود تتيح للغويّ الفرصة للبحث عن التناقض الموهوم!! و طول الردود يتيح للضال الفرصة للبحث عن موضع يحيد منه عن المطلوب!! فكيف نرضى أن نختار له الأفضل إن كان اختار لنفسه الأسوأ؟!!
قال: فهمت عنك!!
فلن أذهب إليهم حيث يتسابقون الباطل و السخرية بينهم!! و أبقى في مكان يحرسه الرقيب المسلم! و إن انتشرت شبهة و كان عندي علم يكشفها و يردها فأرد عليها إن لم يردها غيري، و إن ردها غيري و لم يكف رده أضفت ما عندي، و إن ردها و كفى فالصمت حينها خير ما آتي!
قلت: و إن كان لك في نصيحة من أخٍ لأخيه أصابت مخالطة القوم قلبه حتى صار ينظر بعين كأعينهم ...
قال: لقد أصابت مخالطتهم قلبي لقلة علمي، فاسرد النصح سردًا فكُلِّي آذان صاغية ..
قلت: لا تطل الاطلاع على الشبهات و ردودها، و خذ من الردود كما يأخذ المريض من الدواء، و اجمع قلبك بعيدًا عن الشبهات، و أطل البعد عنها قدر المستطاع ..
اطلب العلم، و تعلم دينك فما يكون العلم بالاطلاع على الشبهات و الردود، تعلم عقيدة أهل السنة و الجماعة، تعلم فقه الطهارة و الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج، تعلم أحكام النكاح و الجهاد و البيع، تعلم سيرة النبي صلى الله عليه و سلم، تعلم التجويد و اقرأ القرآن ...
تعبد لربك بالليل و الناس نيام، حافظ على الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، عليك بالتطوع المطلق و المقيد، صم النوافل مع رمضان، أكثر من الصدقات، اقرأ القرآن و تدبره ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة، و في المسلمين ألوف بل ملايين يحتاجون من يأخذ بأيديهم، و المسلم لين في يد أخيه، فادع إلى سبيل الله في تلك الأرض الخصبة قبل الخروج إلى ساحة الوغى ..
جاهد نفسك و جاهد الكفار و المنافقين و اعدد لهم ما استطعت من قوةٍ لترهبهم ..
حينها لن تضرك شبهات و لا شهوات بإذن الله.
قال: ذاك كل ما عندك لي؟!
قلت: قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
قال صاحبي: فهمت عنك!! و سأفعل، فأعنِّي على نفسي بكثرة الدعاء!
قلت: أفعل بإذن الله.
قال: استفتحت بقول الله تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)، فهل لي في التمام كما عودتني؟
قلت: أدعك لتتدبر قول الله تعالى بعدها (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ * قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
.............................. .......
مواضيع ذات صلة ..
إني أرى الإلحاد عارياً (1) ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1056)
إني أرى الإلحاد عارياً (2 - 1) ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9698)
إني أرى الإلحاد عارياً (2 - 2) ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9882)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 05:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
طريقة جميلة ومشوقة في العرض ما شاء الله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
خاطرة في التوحيد ....... رأي
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 01:08]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه وسلم،،
بعض الأخوة الذين مكن الله لهم من القيام بالدعوة في بلادهم من خلال إلقاء المواعظ والخواطر في المساجد أدبار الصلوات، تجد اهتمامهم ينصب على التذكير بالنار أو الحض على عملٍ من الأعمال الصالحة وهذا من الحق ولاريب وقد يقدم في بعض الأحيان لمناسبة المكان والزمان لأمرٍ معين ..
وفي رأيي المتواضع ومن باب تثبيت العلم ونشر الخير اقترح على هؤلاء الأخوة أن يقوموا بإلقاء خواطر في التوحيد.
وذلك من خلال تحضير مسائل باب معين من أبواب كتاب التوحيد وطرحها على جمهور المصلين مثاله:
(التبرك)
1 - تبين معنى التبرك وهو طلب زيادة الخير ونماؤه وثبوته وأن هذا الأمر مختص بالله عز وجل وسرد الأيات التي تؤيد ذلك والأحاديث حتى يستقر في الأذهان المعنى واختصاص المولى جل وعلا به.
2 - ذكر انقسام البركة إلى أقسام (الزمان والمكان والإنسان)، والتدليل على وجود البركة في الأجناس المذكورة.
3 - ذكر ما هية البركة في الوقت والمكان وأنها لا تنتقل والتدليل على هذا. (حديث عمر رضي الله عنه)
4 - ذكر ما هية البركة في الإنسان وأنها تنقسم والتفريق بين القسمين وذكر أدلة ذلك وأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يشركهم في بركة الذات غيرهم.
5 - طرح اسئلة تنشيطيه للمستمعين حتى يتبين أنهم قد فهموا.
6 - إعادة الخاطرة بتلخيص أهم النقاط مع جعل السكوت في بعض المواطن حتى يتفاعل الحضور.
وعلى هذا فقس في سائر أبواب التوحيد، والخاطرة في تقديري تأخذ من الوقت ما بين 7 إلى 14 دقيقة ..
ويتم من خلال هذا نشر التوحيد والتحذير من بعض المظاهر الشركية وتثبيت العلم ..
ـ[أبو محمد المقدسي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 12:36]ـ
جزاك الله خيرا
ولو سميتها درسا لكان أولى .. لكن يظهر أن المشكلة عند بعض الناس أنه يظن أن الدرس لايكون إلا بصفة معينة لا تصلح لعوام الناس وكأنك يا أبا الحسن قد وضعت يدك على الجرح -كما يقال - فعالجته
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 12:32]ـ
أحسن الله اليك وبارك فيك
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 01:59]ـ
جزاك الله خيرا
ولو سميتها درسا لكان أولى .. لكن يظهر أن المشكلة عند بعض الناس أنه يظن أن الدرس لايكون إلا بصفة معينة لا تصلح لعوام الناس وكأنك يا أبا الحسن قد وضعت يدك على الجرح -كما يقال - فعالجته
أخي الحبيب لا مشاحة في الإصطلاح:) وشكرا على مرورك
أحسن الله اليك وبارك فيك
اللهم آمين وإياك
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 10:21]ـ
أخي الكريم أبا الحسن وفقني الله و أياه و جميع المسلمين لتوحيد العظيم الجليل
شكر الله لك حرصك على التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
همسات أرجو أن تقبلها:
1. ذكر الجنة و النار و النعيم و العذاب كله من التوحيد
2. يقدم من الدين ما يقتضيه المقام، فإذا كان التوحيد ضعيفا في قوم قدم الكلام عليه و هكذا ..
3. هدي الحبيب صلوات ربي و سلامه عليه بأمر ربه له أنه أمضى عشر سنين في مكة لم يأمر بصلاة و لا صوم و لاحج و لا زكاة .. بل كلمة واحدة "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" ..
4. يحرص الملقي على تحسين ما يلقيه بطريقة الإلقاء الصحيح .. و لعله لا يخفى على الجميع المقصود بذلك.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 03:29]ـ
أخي الكريم أبا الحسن وفقني الله و أياه و جميع المسلمين لتوحيد العظيم الجليل
شكر الله لك حرصك على التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
همسات أرجو أن تقبلها:
1. ذكر الجنة و النار و النعيم و العذاب كله من التوحيد
2. يقدم من الدين ما يقتضيه المقام، فإذا كان التوحيد ضعيفا في قوم قدم الكلام عليه و هكذا ..
3. هدي الحبيب صلوات ربي و سلامه عليه بأمر ربه له أنه أمضى عشر سنين في مكة لم يأمر بصلاة و لا صوم و لاحج و لا زكاة .. بل كلمة واحدة "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" ..
4. يحرص الملقي على تحسين ما يلقيه بطريقة الإلقاء الصحيح .. و لعله لا يخفى على الجميع المقصود بذلك.
و الله تعالى أعلم.
جزاك الله خيرا ............. التذكير بالتوحيد عند أهله ومن تحقق فيهم من السنة قال صلى الله عليه وسلم في مرض موته (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا (في السكرات وعنده أعظم الناس توحيدا ومع ذلك نبه عليه)
و لاتعارض بين ما ذكرته أنا وما تفضلت به،،، وشكرا على مرورك
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:06]ـ
للتذكير بأهمية الدعوة إلى التوحيد(/)
منهج ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب في العذر بالجهل في مسائل الشرك رحمهم الله (جمع)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 12:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي يسر لعباده سبل العلم وهذا من واسع فضله ونعمته نسأل الله أن يوزعنا أن نشكر نعمه في سلامة وعافية وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ..
لقد في كثير من المنتديات التطرق لمسألة العذر بالجهل و نقولات تنسب إلى بعض طلبة العلم وسواءً كانت النسبة حقا أو باطلا فلعل بعض الأخوة لم يتصور المسألة وفي هذا المكان ولله الحمد (المجلس العلمي) وبعض المنتديات التي توافقه في الطرح تجد بعض طلاب العلم الذي قد يخالفك في المسألة إلا أنك لا تعدم منه فائدة و حسن أدب، والكل يعلم أن من خالف في هذه المسألة وتكلم في مسائل التكفير من أهل العلم كانوا أهل ورع كذلك نحسبهم ولا نزكي على الله أحد إذا تعلقت المسألة بالأعيان وهذا من الحرص على التوحيد وخشية أن يتهم من لا ينطبق عليه الحكم فيتنزل عليه حكم رسول الله (ص) فقد باء بها احدهما) و لا يثرب عليه هذا بل الواجب على من اقتدى بأهل العلم ألا يتصدر بين أيديهم بدعوى سكوتهم فما وسعهم يسعنا من باب أولى ..
ولقد يسر الله عز وجل أن أقوم بترتيب هذه الفوائد التي جامعها بعض الباحثيين الأكاديمين بأشراف بعض العلماء في نفس المسألة وهم:
1) الشيخ طاهر معاش (الجهل بمسائل الاعتقاد وحكمه) رسالة الماجستير له بإشراف فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله ونفع بعلمه أقر أعيننا به طبع في دار الوطن - المملكة العربية السعودية.
2) منهج ابن تيمية في مسائل التكفير - للشيخ عبد المجيد المشعبي بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور صالح السحيمي (نفع الله به وحفظه) طبعة أضواء السلف - المملكة العربية السعودية.
3) منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسألة التكفير - الشيخ جزاع الرضيمان بإشراف الشيخ الدكتور ناصر العقل (نفع الله به وحفظه) والمناقشين الشيخ صالح العبود والشيخ الدخيل طبعة دار الفضيلة.
قال الشيخ الرميضان وفقه الله
العذر بالجهل:
1) حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ فَقَالَ اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ)
قال ابن تيمية رحمه الله (فَهَذَا الرَّجُلُ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إذَا تَفَرَّقَ هَذَا التَّفَرُّقَ فَظَنَّ أَنَّهُ لَا يُعِيدُهُ إذَا صَارَ كَذَلِكَ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ إنْكَارِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِنْكَارِ مَعَادِ الْأَبْدَانِ وَإِنْ تَفَرَّقَتْ كَفَرَ. لَكِنَّهُ كَانَ مَعَ إيمَانِهِ بِاَللَّهِ وَإِيمَانِهِ بِأَمْرِهِ وَخَشْيَتِهِ مِنْهُ جَاهِلًا بِذَلِكَ ضَالًّا فِي هَذَا الظَّنِّ مُخْطِئًا. فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ. وَالْحَدِيثُ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الرَّجُلَ طَمِعَ أَنْ لَا يُعِيدَهُ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَأَدْنَى هَذَا أَنْ يَكُونَ شَاكًّا فِي الْمَعَادِ وَذَلِكَ كُفْرٌ - إذَا قَامَتْ حُجَّةُ النُّبُوَّةِ عَلَى مُنْكِرِهِ حُكِمَ بِكُفْرِهِ) الفتاوى (11/ 409) نقلا من أحكام التكفير عند الإمام محمد بن عبدالوهاب (103)
قال الشيخ الرضيمان في رسالته عن منهج التكفير عند الإمام محمد بن عبد الوهاب (مسألة العذر بالجهل خاض فيها كثير من الناس، فمن الناس من لا يجعل العذر بالجهل عذرا بإطلاق، ومنهم: من يجعل العذر بالجهل عذرا بإطلاق.
والصحيح أن مسألة العذر بالجهل يكتنفها أمران:
1) الأمر الأول: نوعية المسألة المجهولة: هل هي من الأصول المعلومة من الدين بالضرورة. أم لا؟ وهل دلائل المسألة مستفيضة، وواضحة الدلالة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو الحسن: وهذه الأمور لا شك أنها نسبية فما استفاض وعرف من دين الإسلام بالضرورة عند أهل نجد ليس كما استفاض عند أهالي اندونيسيا والمغرب العربي ومصر والسودان وغيرها من بلاد المسلمين.
2) الأمر الثاني: نوعية الشخص الجاهل هل هو حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية، وهل هو مفرط في طلب العلم أم لا؟ وأيضا مدارك الشخص من الذكاء والغباء، والزمان والمكان والملابسات.
قال الشيخ الرميضان حفظه الله
نصوصه الصريحة في العذر بالجهل (الأمام محمد بن عبدالوهاب)
قال رحمه الله (وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبدالقادر ........... مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب القسم الثالث فتاوى ومسائل (ص11)
وقال رحمه الله (وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالمولاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم)
وقال أيضا (ولكن نكفر من أشرك بالله في إلهيته، وبعدما نبين له الحجة على بطلان الشرك)
وقال أيضا (ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله، ثم عاداه وصد الناس عنه وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنها دين للمشركين وزينه للناس، فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلا رجلا معاندا أو جاهل، والله أعلم)
وقال أيضا: (وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ن ثم بعدما عرفه سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا الذي أكفره وأكثر الأمة ولله ليسوا كذلك)
ثم ذكر أيضا مثالين حفظه الله (ص107) من رسالته
ثم قال وفقه الله (وبعد جمع النصوص عن الإمام محمد في هذه المسألة يتضح أن منهجه فيها، مؤتلف غير مختلف يصدق بعضه بعضا، فهو يرى العذر بالجهل لمن لم تقم عليه الحجة مثل من كان حديث عهد بإسلام، أو ببادية بعيدة عن العلم، أو كان في المسائل الخفية، ولا يرى العذر بالجهل لمن قامت عليه الحجة، ففرط في التعلم، أو ادعى الجهل في أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه، وكانت من المعلومات بالضرورة.
الذي يظهر لناقله عفا الله عنه لا شك أن هذه الأمور التي يعذر بها الشيخ مسائل نسبية يدور مريد الحق في فلكها فكلُ من أراد الحكم على معين لا بد أن ينظر إلى هذه المسألة وإلى المحيط الذي تقع فيه مثل هذه المسألة ومن المتلبس بها أما أن يقال بإطلاق بالعذر أو عدمه!!
ومن رسالة الشيخ عبدالمجيد بن سالم المشعبي منهج ابن تيمية في مسألة التكفير (حتى الوقوع في مظهر من مظاهر الشرك، والواقع فيه لم يكن عالما بتحريمه في دين الإسلام، كأن يكون حديث عهد بإسلام وقد اعتاد هذا المظهر الشركي قبل إسلامه،ولم يعلم مناقضته للإسلام، أو كان يعيش في بلد جهل، فهذا لا يستحق العقوبة حتى تقام عليه الحجة.)
قال الشيخ حفظه الله (وفي مراعاة أحوال الناس في أمكنة وأزمنة اندثرت فيها آثار النبوة يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وإن الأمكنة والأزمنة التي تفتر فيها النبوة لا يكون حكم من خفيت عليه آثار النبوة حتى أنكر ما جاءت به خطأ كما يكون حكمه في الأمكنة والأزمنة التي ظهرت فيها أثار النبوة) ا. هـ من رسالة منهج بن تيمية في مسألة التكفير.
الذي يظهر لناقله عفا الله عنه (خلص الباحث وفقه الله إلا أن العذر بالجهل مما يقول به ابن تيمية رحمه الله وهذا النقل الأخير يدل على أن المسألة تختلف باختلاف الأحوال والأزمان والأعيان.)
قال الشيخ عبد الرزاق بن طاهر معاش: (فهم بعض من يرى أن العذر بالجهل لا يثبت في حق من وقع في أعمال شركية من بعض النصوص الشرعية، وبعض أقوال العلماء أنها تؤيد ما ذهبوا إليه من عدم عذر المسلم الجاهل الذي تلبس بنوع من أنواع الشرك، وأن العذر بالجهل يثبت فيما دون ذلك من مسائل الفروع – على تقسيمهم – فقط. أما مسائل الأصول، فلا عذر لأحد في جهلها.
وسأقتصر على أهم ما أوردوه تجنبا للإطالة، ولأن الأصل هو العذر لدلالة النصوص الشرعية على ذلك، ولما سقناه من أقوال أئمة الهدى والعلم والدعوة الذين هم أعلم بواقع الناس وقد باشروا دعوتهم بأنفسهم ومن هذه النصوص استدل من لا يرى العذر بالجهل لمن وقع في الشرك:
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ مَا هَذِهِ الْحَلْقَةُ قَالَ هَذِهِ مِنْ الْوَاهِنَةِ قَالَ انْزِعْهَا فَإِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا فلو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا.
قال صاحب الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد: (يقول الإمام محمد بن عبدالوهاب: (فيه شاهد لكلام الصحابة أن الشرك الأصغر أكبر الكبائر وأنه لم يعذر بالجهالة: (فإذا كان الرجل لم يعذر بالجهالة في أمر من أمور الشرك الأصغر، فكيف بالشرك الأكبر؟)
ويجاب عن هذا من وجوه:
أولا هذا لحديث لا يحتج به لأن مداره على مبارك بن فضالة عن الحسن، ومبارك هذا ضعيف كما نص على ذلك الحافظ بن حجر في التهذيب، كما أن الحسن شيخ الفضالة لم يسمع من عمران كما قال المديني، وهذه العلة الثانية وهي الانقطاع.
مضي بيان منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب في مسألة من وقع في الشرك الأكبر جاهلا، والحديث – على فرض صحته- في الشرك الصغير فإذا كان الشيخ يعذر بالأكبر فإنه يعذر بالأصغر من باب أولى. فيكون – بذلك- مقصود الإمام بقوله أنه لم يعذر بالجهالة، إما مقيد بأن مناط ذلك هو قيام الحجة عليه أو أن الحجة قد قامت عليه أو قصد بذلك أنه يغلظ عليه، كما قال في حديث ذات أنواط ... تفيد أيضا أنه لو لم يكفر، يغلظ عليه الكلام تغليظا شديداً كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله (فإذا كان الرجل لم يعذر بالجهالة في أمر من أمور الشرك الأصغر، فكيف بالشرك الأكبر؟) فيقال له: أن الوقوع في الشرك الأصغر حتى لو قامت الحجة على صاحبه لا يلزم منه ارتداد المسلم عن الإسلام بخلاف الشرك الأكبر بعد قيام الحجة، فكيف يقاس هذا على ذاك والله أعلم.
ومن أرائهم كذلك: أن أصل الدين هو معرفة الله وعبادته وحده لا شريك له وهذا لا عذر فيه بالجهل، سواء وجدت مظنة العلم – كدار الإسلام أم لم توجد – كدار الحرب -، وسواء ثبتت إقام الحجة أم لم تثبت ويجب اعتبار الجاهل فيه كافرا في ظاهر الأمر.
والرد على هذا من أنه إذا كان مقصودهم من عبارة (أصل الدين) الإقرار المجمل بالتوحيد والالتزام المجمل بعبادة الله وحده لا شريك، فإن هذا مما لا ينازع فيه أحد من أهل السنة وذلك أن أصل الدين الذي هو الإقرار المجمل بكل ما صح به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا وانقيادا لا عذر لأحد بجهل أو بغيره في عدم الإقرار به، فإن من لم يكن في قلبه التصديق والانقياد، فهو كافر.
وأما إن كان مقصودهم بأصل الدين الإلتزام المجمل والإلتزام التفصيلي – وهذا الذي يظهر من استدلالاتهم -، حيث أن من أخل ببعض تفاصيل التوحيد يكون كافر دون اعتبار لجل أو قيام حجة فهذا مما خالف فيه المنهج الصحيح، لأن اعتبار الإيمان على وجه التفصيل بكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أصل الدين يتوقف على استيفائه –بادئ ذي بدئ- ثبوت عقد الإسلام فهذا لم يقل به أحد من أهل السنة ولا غيرهم إن ثبوت وصف الإسلام يتوقف على الإحاطة بجميع الأخبار المتعلقة بمسألة الإيمان والتوحيد، فإن هذا القول معلوم الفساد، بالاضطرار من الدين الإسلامي. ا. هـ
قال الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله ومتعنا به: نعم بيّن الشيخ إمام الدعوة ومن جاء بعده من حملتها أن ما يفعله القبوريون من الاستغاثة بالأموات من بُعْدٍ وقُرْب، وطلب الحوائج منهم، والسفر إلى قبورهم لذلك أنه عين الشرك الأكبر المنافي لأصل التوحيد الذي بعث الله به الرسل من أولهم إلى آخرهم، كما بين الله ذلك في كتابه، كقوله تعالى: ((وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ)) (يونس:106)، وقال تعالى: ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)) (الأحقاف:5)، فعُبّاد القبور هم عند الشيخ كفارٌ مشركون ولو زعموا أن أصحابها وسائط بينهم وبين الله، فإن هذا هو ما كان يزعمه المشركون الأولون، كما قال تعالى: ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)) (الزمر: من الآية3)، وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (يونس:18)، فالشيخ إذا كفَّر هؤلاء المشركين من القبوريين لم يكفّر إلا من كفّره الله، كما ذكر في رده على مَن افترى عليه كما تقدم، ومع ذلك فقد نُقِل عن الشيخ في بعض المواضع أنه لا يُكَفِّر الجاهل من هؤلاء حتى تقوم عليه الحجة وبيّن له أن ما يفعله شرك بالله ينافي شهادة أن لا إله إلا الله، فغاية ما يقال إن الشيخ رحمه الله يكفّر هؤلاء القبوريين الذين يستغيثون بالأموات ويدعونهم من دون الله، يكفّرهم بالعموم، لا يكفّرهم بأعيانهم حتى تقوم عليهم الحجة، وهذا هو منهج أئمة أهل السنة في من كفروهم من أصحاب المقالات الكفرية، أي إنهم يكفرون بالعموم وأما تكفير المعين فيتوقف على وجود شروط التكفير وانتفاء الموانع. اهـ
وأظن والعلم عند الله أن هذه النصوص فيها غنية لمريد الحق وحتى لا يقول قائل هذا ما فهمته أنت فهذا ما هو مسطور موجود بإقرار أولئك العلماء وبنصوصهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغُندر]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 02:42]ـ
لدي سؤال يا ابا الحسن وفقك الله لكل خير وهو:
قبل الف وخمسمائة سنة كان هنا ك رجل نصراني يشهد ان لا اله الا الله وان عيسى رسول الله ولكن كان جاهل في منطقة يندر فيها العلم فكان الاحبار يقولون ان عيسى هو ابن الله (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) فلجهله اتبعهم! وقال اشهد ان لا اله الا الله وان عيسى رسول الله وانه ابن الله (تعالى الله عن ذلك علوا كبير)
فما حكمه؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 12:48]ـ
لدي سؤال يا ابا الحسن وفقك الله لكل خير وهو:
قبل الف وخمسمائة سنة كان هنا ك رجل نصراني يشهد ان لا اله الا الله وان عيسى رسول الله ولكن كان جاهل في منطقة يندر فيها العلم فكان الاحبار يقولون ان عيسى هو ابن الله (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) فلجهله اتبعهم! وقال اشهد ان لا اله الا الله وان عيسى رسول الله وانه ابن الله (تعالى الله عن ذلك علوا كبير)
فما حكمه؟
أخي الحبيب الغندر وفقه الله لرضاه والله الذي لا إله غيره ما استطعت أن أتصور هذه المسألة!!
وعلى كل حال أنا نقلت لك منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية رحمهم الله لكي ينضبط النقاش إن كان ثم .. من خلال عرض منهج هذان العالمان
فاسمح لي أن أسألك ...
هل تقول بوجود العذر بالجهل في مسائل الشرك كما يقول هذان الإمامان أم لا؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 02:17]ـ
ابا الحسن هل النصراني الجاهل الذي فقط سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم معذور عندك؟؟؟ وايهما اولى بالعذر من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد الا اله الا الله وان محمدا رسول الله (ام) من سمع بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط؟ إذا كانا كليهما اشركا بالله.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 05:48]ـ
ابا الحسن هل النصراني الجاهل الذي فقط سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم معذور عندك؟؟؟ وايهما اولى بالعذر من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد الا اله الا الله وان محمدا رسول الله (ام) من سمع بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط؟ إذا كانا كليهما اشركا بالله.
أخي الكريم زاده الله من فضله
النصراني الذي سمع عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بمعذور بدليل قول النبي (ص)
لا يسمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار
والأولى بالعذر عندي الرجل الذي ذكرته في الصورة الثانية لأنه أسلم ووقع في يد عالم ضلالة استدل له من القرآن ومن أقوال الأئمة بالشرك وزخرفها له بالقول! ووجد الناس يقرؤون القرآن في بلده ويتصدقون ويصلون ويزعمون أن هذا هو دين محمد (ص) .. فهو سمع واستجاب (فيما يظن) سمع بمحمد بن عبدالله (ص)،،، و قد يكون سمع بمحمد بن عبد الوهاب وأنه مدعي نبوة أوأوأوأو من الكلام الذي صان الله عنه الشيخ رحمه الله ففهم ما تدعي أنت وأنا أنه هو التوحيد (ونعتقده) أنه بدعة لما رأى من علماء بلده خلاف هذا، ورأى أن ما هو عليه هو محض الحق الذي أقول أنا وأنت أنه بدعة وشرك!!
وليس علمائنا بأولى عنده بالاتباع من علمائه!!
وإن قلت أنت أنهم علماء شرك، قال لك أن علماءك علماء بدعة وفرقة!!
والسجال لا ينتهي!!!
أخي الحبيب لا أرغب في دخول نقاش من هذا الجنس!
أنا ما نقلت لك ما تقدم إلا لتكون الدائرة في فلك هذان العالمان رحمهما الله تعالى وجزاهما عن الإسلام خيرا وهما أغير وأحرص مني ومنك على التوحيد مات عليه بعد جهادٍ عليه ...
السؤال: هل تقول بوجود العذر بالجهل في الشرك كما هو حال هذان العالمان أم لا؟ (وأرجوا أن يكون نقاشنا بداية من هذه النقطة وإذا غيرت وجهتك فلن أرد عليك وسأعتبرك-واسمح لي - مخالفا لهما تعتقد خلاف ما يعتقدان)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 11:11]ـ
أخي الحبيب
ليس من الانصاف ان تترك نقاشا في مسالة ثم تتجاهل المناقش وتفتح موضوعا جديدا في نفس المسالة علما بأني لما لم أجد ردا على كلامي منك لم اتبعك وتركتك وشانك وهذا على الرابط: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6060
... وكان من اللياقة أن ترد او تخبرني على الاقل بعدم رغبتك في متابعة الحوار ....
وفي هذا الموضوع بارك الله فيك:
اقول ليس من الإنصاف أيضا ان تأتي باراء من يذهبون وجهتك في تقيمهم لموقفي ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهم الله ولعلك تعلم أن غيرهم من أهل العلم قد ذهب في تقيم موقفهم على خلاف ما ذكرته هنا!
فمثلا الشيخ مدحت آل فراج في كتابه العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي وقد قدم له العلامة ابن جبرين قد ذهب في تقييم موقف هذين العالمين بخلاف ما تفضل به من ذكرتهم وكذا الشيخ أبو العلا راشد في كتابه عارض الجهل وقد قدم له الشخ الفوزان وغيرهم أيضا ....
علما اني قد ذكرت لك سابقا أنه ليس من المسلك العلمي الصحيح ما تتبعه في تقرير المسالة أن تذكر نقولات بعض العلماء وانت تعلم يقينا أن غيرهم يخالفهم في ذلك ويمكن للمخالف ان يذكر نقولاتهم في مقابل نقولاتك وليس أحدهم أولى من الاخر في الاتباع أو حتى التقليد فكلهم علماء أجلاء وسيظل الامر هكذا ...
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:04]ـ
قال الشيخ الرميضان وفقه الله
العذر بالجهل:
1) حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ فَقَالَ اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ)
قال ابن تيمية رحمه الله (فَهَذَا الرَّجُلُ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إذَا تَفَرَّقَ هَذَا التَّفَرُّقَ فَظَنَّ أَنَّهُ لَا يُعِيدُهُ إذَا صَارَ كَذَلِكَ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ إنْكَارِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِنْكَارِ مَعَادِ الْأَبْدَانِ وَإِنْ تَفَرَّقَتْ كَفَرَ. لَكِنَّهُ كَانَ مَعَ إيمَانِهِ بِاَللَّهِ وَإِيمَانِهِ بِأَمْرِهِ وَخَشْيَتِهِ مِنْهُ جَاهِلًا بِذَلِكَ ضَالًّا فِي هَذَا الظَّنِّ مُخْطِئًا. فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ. وَالْحَدِيثُ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الرَّجُلَ طَمِعَ أَنْ لَا يُعِيدَهُ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَأَدْنَى هَذَا أَنْ يَكُونَ شَاكًّا فِي الْمَعَادِ وَذَلِكَ كُفْرٌ - إذَا قَامَتْ حُجَّةُ النُّبُوَّةِ عَلَى مُنْكِرِهِ حُكِمَ بِكُفْرِهِ) الفتاوى (11/ 409) الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أقول وبالله تعالى التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان، إن مسألة هذا الرجل مسألة عين محتملة ظنية، وهي في أحد احتمالاتها وذلك إذا حملنا لفظ [قَدِر] على معنى اقتدر ولم نحمله على ما يحتمله من المعاني وهي ضيق أو قضى، معارضة للقاعدة الكلية الثابتة بالأدلة القطعية، وهي عدم عذر فاعل الكفر بجهله طالما أن الحجة قد بلغته، فيحكم عليه بالكفر ويعامل معاملة الكافرين ويستحق العقاب في الآخرة إن مات على كفره وقد أثبت بحمد الله تعالى أن الحجة قد بلغت كل المكلفين، والحق أنه إذا تعارض قطعي وظني حاولنا تأويل الظني بما يمكن تأويله به ليتفق مع الكلي القطعي، ولا يصح إلغاء الكلي القطعي للعمل بالظني المحتمل. وقد سار العلماء المسلمون من سلفنا الصالح على هذه القاعدة في فك التعارض بين القطعي والظني بصورة عامة، وفي هذه المسألة بصورة خاصة، وقد أولوا مسألة هذا الرجل بتأويلات عدة نرجح منها ما رجحه الإمام ابن حجر العسقلاني فقال:"وأظهر الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبة الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول، ولم يقله قاصدًا لحقيقة معناه بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي الذي لا يؤاخذ بما يصدر منه ... كالذي قال عندما وجد راحلته" أنت عبدي وأنا ربك" ()، وقد أثبت فيما سبق أن المخطئ الذي يقول القول ولا يقصد قوله أو يفعل الفعل ولا يقصد فعله، معذور ولا يؤاخذ على هذا القول أو الفعل. وأما إذا حملنا لفظ [قَدِر] على معنى ضيَّق أو قضى وهذا الأرجح لأن هذا المعنى هو الواجب حمله في قوله تعالى {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء:87]، وذلك لأن من اعتقد أن يونس عَلَيْهِ السَّلامُ ظن أن الله لا يقدر عليه فهو كافر لأن من ظن ذلك غير مؤمن، ويونس عَلَيْهِ السَّلامُ رسول معصوم، فإذا حملنا [قدر] على معنى قضى أو ضيق فلا معارضة بين هذا الحديث وبين القاعدة الكلية التي أثبتناها وهي عدم عذر فاعل الكفر بجهله طالما أن الحجة قد بلغته والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
وأما التأويل المنسوب إلى ابن تيمية وابن حزم وغيرهما بأن هذا الرجل قال ذلك جاهلاً فهو تأويل غير صحيح وزلة لا يؤخذ بها، ووجه الخطأ في هذا التأويل أنه معارض للقاعدة الكلية الثابتة بالأدلة القطعية والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ. منقول
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:12]ـ
بِِِِِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
تقرير المسألة
الحَمْدُ لله رَبِّ العّاْلمَيِن والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى أَشْرَفِ المُرْسَلِيْن أَمَّا بَعْد:
المسألة:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنسان بلغته الحجة أي وصلته رسالة محمد عَلَيْهِ السَّلامُ - القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة – وعلم أنه مأمور بالإيمان بها والعمل بما جاء فيها من أوامر، وتمكن من العلم بها أي الأحكام التي جاءت بها أي لم يوجد ما يمنعه من التعلم من إكراه ونحوه، ثم ارتكب كفرًا أي اعتقد أو فعل ما يخرجه من الملة لعدم علمه أنه كفر أي لجهله أنه كفر، وهذا الكفر ثابت أنه كفر بدليل قطعي لا شبهة فيه ولا ظنية، فهل يعذر بهذا الجهل فلا يستحق العقاب ولا يحكم عليه بالكفر ولا يعامل معاملة الكفار؟ أم لا يعذر ويستحق العقاب ويحكم عليه بالكفر ويعامل معاملة الكافرين؟.
فقال أحمد فريد صاحب كتاب"العذر بالجهل"، وحسن الهضيبي، صاحب كتاب"دعاة لا قضاة" إنه معذور لا يستحق العقاب في الدنيا والآخرة، ولا يحكم عليه بالكفر ولا يعامل معاملة الكافرين بل إنه يعامل معاملة المسلمين، وسنرد على هذا القول بالتفصيل بإذن الله تعالى بعد ذكرنا وجه الحق بحول الله وقوته في هذه المسألة.
أقول وبالله تعالى التوفيق ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه الاتكال: إن الأدلة القطعية الثبوت القطعية الدلالة جاءتنا بالحكم الواضح البين وهو عدم العذر لهذا الإنسان بجهله فيحكم عليه بالكفر في الدنيا ويستحق العقاب في الدارين الدنيا والآخرة، وسأذكر بإذن الله تعالى طائفة من هذه الأدلة بعد بيان معنى الحجة وكيفية بلوغها، وهل بلغت الناس اليوم أم لا؟ وتمكن الناس اليوم من تعلم أحكام الحجة.
أولاً: معنى الحجة وكيفية بلوغها:
الحجة لغة البرهان ()، ومما يؤيد ذلك من القرآن الكريم قوله تَبَارَكَ وَتَعَالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} [النساء:174]، قال مجاهد في تفسيره هذه الآية: البرهان هنا الحجة وأما شرعًا فهي الرسالة – الكتاب والسنة – فإذا ما وصلت الرسالة – الكتاب والسنة - الناس أي سمعوا بها وتمكنوا من العلم بها أي بما جاء فيها من أحكام، تكون قد بلغتهم الدعوة وأقيمت عليهم الحجة ويدل على ذلك من القرآن الكريم أدلة كثيرة منها:
1 - قول الله تعالى {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء:165]، وفي هذه الآية بيان من الله أن الكافرين ممكن أن يعتذروا عن كفرهم يوم الجزاء بأنه لم تأتهم رسل ولا كتب، ولكن الله تعالى أغلق عليهم باب الأعذار بإرسال الرسل وإنزال الكتب ومن هنا كان لا شيء لهم يعتذرون به أبدًا.
2 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15]، فبين سُبْحَانَهُ وَتَعَالى في هذه الآية أنه لا يعذب الناس في الدنيا والآخرة بكفرهم ما لم يبعث فيهم رسولاً يتلو عليهم آياته، ويدعوهم إلى الإسلام، وهذا دليل على استحقاق الناس العذاب بعدم إيمانهم بالرسل والكتب التي جاءوا بها وهذه هي الحجة فإذا ما علم الناس بالرسول المرسل والكتاب المنزل عليه ليؤمنوا به ويعملوا بما فيه وتمكنوا من العلم به تكون قد بلغتهم الرسالة وأقيمت عليهم الحجة.
3 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [طه:134]، وهذه الآية تحدثنا عن كفار مكة الذين لم يؤمنوا برسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تَبَارَكَ وَتَعَالى بين لنا أنه لا حجة لهم يوم القيامة يردون بها العذاب عن أنفسهم، وأن ما يمكن أن يتخذوه ذريعة قد سد الله عليهم بابه بإيقاع خلافه وهو إرسال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنزال الكتاب فقد أرسل إليهم محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنزل القرآن كتابًا عربيًّا يقرءون آياته ويفهمونها أو يسمعونها فيفهمونها ولو كانت الحجة غير الرسالة لاتخذوها ذريعة تنجيهم من عذاب الله وعقابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} [الأنعام:83]، أي إن رسول الله إبراهيم عَلَيْهِ السَّلامُ أقام الحجة على قومه وبلغهم الرسالة ببيانه لهم الحجج التي أوحى الله بها إليه وبذلك لم يكن لهم عذر في كفرهم يعتذرون به ليدفعوا عن أنفسهم العذاب.
5 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام:149]، قال العلامة القرطبي في تفسيره هذه الآية {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} أي التي تقطع عذر المحجوج، وتزيل الشك عمن نظر فيها، فحجته البالغة على هذا تبيينه أنه الواحد وإرساله الرسل والأنبياء ().
6 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ. قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ. وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ. فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِير} [الملك:8 - 11]، فدلت هذه الآيات على أن هؤلاء الكفار استحقوا العذاب بكفرهم وتكذيبهم للرسول الذي أنذرهم عذاب الله وبلغهم رسالته.
7 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19]، وقوله {المص. كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:1 - 2]، وقوله {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} [التوبة:6]، وقوله {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ. رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً. فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة:1 - 3]، ووجه الدلالة في هذه الآيات أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى بين فيها أن الحجة تقوم على الناس وتنقطع دونهم الأعذار بإبلاغهم أو إسماعهم القرآن الكريم أو تلاوته عليهم في حال كونهم أهلاً للسماع والفهم أو التمكن من ذلك، فمن سمع بالإسلام أو بالقرآن أو بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد قامت عليه الحجة.
8 - وما روي عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال"من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة" ()، وفي هذا الحديث دلالة قاطعة على أن الحجة هي رسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن بلوغها هو السماع بها والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
وإلى هذا القول وهو أن الحجة تكون قد قامت على الناس بإرسال الرسول وإنزال الكتاب ووصول ذلك إليهم وتمكنهم من تعلم ما فيه من أحكام قد ذهب أئمة السلف من أهل السنة والجماعة، ومما وردنا في ذلك عنهم ما قاله أبو محمد بن حزم الظاهري، قال الله عَزَّ وَجَلَّ {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} وقال تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15]، فنص تعالى على أن النذارة لا تلزم إلا من بلغته الحجة لا من لم تبلغه الحجة وأنه تعالى لا يعذب أحدًا حتى يأتيه رسول من عند الله عَزَّ وَجَلَّ، فصح بذلك أنه من لم يبلغه الإسلام أصلاً فإنه لا عذاب عليه" ()، وما قاله الإمام ابن جرير الطبري في قوله تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} وما كنا مهلكي قوم إلا بعد الإعذار إليهم بالرسل وإقامة الحجةعليهم بالآيات التي تقطع عذرهم" ()، وما قاله الإمام الشوكاني في تفسيره نفس الآية"ذكر الله أنه لا يعذب عباده إلا بعد الإعذار إليهم بإرسال رسله وإنزال كتبه فبين سبحانه أنه لم يتركهم سدى، ولا يؤاخذهم قبل إقامة الحجة عليهم" ()، وما قاله ابن كثير في تفسيره نفس الآية"إخبار عن عدله تعالى وأنه لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه كقوله تعالى {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ؟ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ} [الملك:7 - 9]، وكذا قوله {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الزمر:71]، وقال تعالى {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [فاطر:37]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى لا يدخل أحدًا النار إلا بعد إرسال الرسول إليه" ().
ومما ذكرنا يتضح لنا أن الحجة هي الرسالة أي القرآن وليست كلام الدعاة ولا أفهامهم ولا استنباطاتهم ولا خطاباتهم وإرشاداتهم وتوجيهاتهم، ولذلك فإن الله عَزَّ وَجَلَّ لم يسأل الكافرين يوم القيامة إلا عن إرسال الرسل إليهم {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} [الزمر:71] {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} [الملك:8]، ولم يسألهم"ألم يأتكم عالم أو داعي" فإن وصلتهم رسالة الرسول فقد قامت عليهم الحجة وبذلك يجب عليهم السعي لفهمها وتعلم الأحكام المتناولة لها والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:16]ـ
ثانيًا: هل قامت الحجة على الناس اليوم أم لا؟.
من معنى الحجة وكيفية بلوغها يتضح لنا أن الحجة قد بلغت كل الخلق اليوم فكل الناس في هذا الزمان عبر وسائل الإعلام المختلفة قد وصلتهم رسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلموا أنهم مطالبون بها، ولكنهم تعمدوا الجهل بها وبأحكامها ولم يسعوا إلى تعلمها، وإن الذين يزعمون الإسلام في البلاد التي كانت تحكم بالإسلام هم أكثر الناس بلغتهم الحجة بل ويزعمون أنهم مؤمنون موحدون. وإن حاول إنكار ذلك أحد فنقول له إن كنت تقول بأن الذين يزعمون الإسلام ويقرءون القرآن لم تبلغهم الحجة فلماذا تكفر اليهود والنصارى مع أنهم لم يسمعوا عن الحجة إلا صورة مشوهة مكذوبة؟ فأن تعذر اليهود والنصارى في بلاد الشرق والغرب الذين قد يكون الواحد منهم لم يقرأ آية قرآن واحدة في حياته أو يسمع بها أولى وهذا لم يقل به أحد، إذن فالذي لا يعذر اليهود لأنه يعتبر الحجة وصلتهم لا بد وأن لا يعذر من زعم الإيمان وقرأ القرآن. وليس الواقع فحسب هو الدليل على بلوغ الحجة الناس اليوم بل جاءت الأدلة القرآنية القاطعة مبينة أن الحجة التي جاء بها الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد بلغت كل الناس في كل زمان من لدن آدم عَلَيْهِ السَّلامُ إلى أن تقوم الساعة، وإليك بعضًا من هذه الأدلة:
1 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء:165]، ووجه الدلالة في هذه الآية أن كلمة [الناس] من ألفاظ العام، فهي اسم جنس معروف بالألف واللام الحرفية، فتعم جميع الناس المكلفين، فيكون المراد والله تعالى أعلم بمراده أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى أرسل رسلاً إلى جميع الناس ولم يبق أحد من المكلفين منهم لم تبلغه رسالة الرسول الذي أرسل إلى قومه، لذلك فلا حجة لأحد منهم يحتج بها على عدم إيمانه يوم القيامة.
2 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الزمر:71]، ووجه الدلالة في هذه الآية أن قوله تعالى {الَّذِينَ كَفَرُوا} لفظ عام يعم كل الكافرين، ولم يخصص منهم أحدًا، ولو كان أحدهم لم تبلغه الدعوة لاستثناه الله منهم ولقال مثلاً [وسيق الذين بلغتهم الدعوة من الكافرين أو وسيق الذين كفروا إلا من لم تبلغه الدعوة]، ولا يصح أن يقال إن الإنسان – المفترض وجوده جدلاً لاستحالة وجوده - الذي لم تبلغه الدعوة ولم تقم عليه الحجة ولم يدخل الإسلام ويعمل بمقتضى الشهادتين، لا يصح أن يقال إنه مسلم بل هو كافر معذور، أي لا يعذبه الله بكفره في الدنيا والآخرة ولا يقاتل، وكذلك لا يصح القول بأن قوله تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15] مخصص لقوله {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا} بل هو دليل على أن كل الذين كفروا من المكلفين فأدخلهم الله النار قد بلغتهم الدعوة وأقيمت عليهم الحجة، ويؤكد ذلك قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى في نفس الآية مخاطبًا الذين كفروا أي جميع الكافرين الذين أدخلوا النار – ولا يوجد كفار ماتوا كافرين مصيرهم إلى غير النار – وستأتي الأدلة على ذلك إِنْ شَاْءَ الله تَعَالى – {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ .... قَالُوا بَلَى} وهذه الآية تدل أيضًا على أن الرسل الذين قامت بهم الحجة إنما جاءوا في الدنيا ومن الناس وهذا يبطل مسألة الامتحان في الآخرة الواردة في بعض الأحاديث الضعيفة التي تتحدث عن أهل الفترة ولا تقوم بها حجة ()، لأن كل أهل النار جاءتهم رسل منهم في الدنيا، ولو كان هناك امتحان لأناس قد يتصور بعضنا أنهم لم تبلغهم رسالة رسول كالذين أطلق عليهم أهل الفترة لدخل النار أناس لم تأتهم رسل منهم في الدنيا وهم الذين يمتحنهم الله يوم القيامة كما جاء في الأحاديث الضعيفة سندًا ومتنًا والتي أشرت إليها آنفًا، وهذا يتناقض مع عموم الخطاب في الآية {أَلَمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}.
3 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ. وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر:36 - 37]، ووجه الدلالة في هذه الآية كما هو في الآية السابقة، فقوله تعالى {الَّذِينَ كَفَرُوا} وقوله {كُلَّ كَفُورٍ} يعم كل الكفار، وقوله {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} دليل على مجيئه لهم جميعًا في الحياة الدنيا، ولو كان واحد من الكفار معذورًا لخصص الخطاب هنا ولم يرد له تخصيص لا في قرآن ولا سنة فبقي على عمومه.
4 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ. قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} [غافر:49 - 50]، ووجه الدلالة في هذه الآية أن إتيان الرسل كان في الحياة الدنيا وليس في الآخرة فدل ذلك على أن كل أهل النار وهم كل الكفار كما جاء في الآيات السابقة، جاءتهم الرسل في الحياة الدنيا وبلغتهم رسالاتهم.
5 - الآيات الدالة على دخول كل من مات على الكفر النار دون تخصيص لبعضهم إلا المكرهين ()، والمتأولين ()، والخاطئين ()، فدل على أن ما عداهم قد بلغتهم الدعوة وقامت عليهم الحجة وإن ظن قوم عكس ذلك، ومن هذه الآيات قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [النساء:18]، وقوله {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَالَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [آل عمران:91]، وقوله {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48]، وقوله {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة:72]، والذي لم تبلغه الدعوة المفترض وجوده اعتباطًا وجدلاً هو كافر لأنه لم يدخل الإسلام ولم يعمل به لأنه لا يعلمه ولا يعرفه ولا سمع به، وهو داخل في عموم الألفاظ الواردة في الآيات السابقة {الَّذِينَ كَفَرُوا}، و {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ} حيث لا مخصص، بل لا وجود لمثل هذا الصنف البتة.
ثالثًا: تمكن الناس اليوم من تعلم أحكام الحجة:
لو سألنا أنفسنا سؤالاً: كيف يتمكن المرء من تعلم أحكام القرآن الكريم، أحكام الدين الإسلامي؟ لقلنا بتوفر الأسباب المقدور عليها وانتفاء الموانع وإليك الأسباب ثم الموانع:
أولاً: الأسباب:
1 - النية الصادقة، فيجب توفر النية الصادقة عند الراغب في تعلم أحكام دين الله، وهذه النية تعني أمرين هما:
أ- أن يكون القصد في طلب العلم خالصًا لله عَزَّ وَجَلَّ بمعنى أن يطلبه ابتغاء معرفة الحق والعمل والالتزام به يقول تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة:5]، ويقول {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال:23].
ب- أن يكون طلب العلم مبنيًّا على قصد ورغبة أكيدة، وإرادة قوية، وعزيمة ثابتة لأن طلب العلم يحتاج إلى بذل الجهد والوسع والطاقة، فإذا لم تدعمه إرادة قوية وعزيمة ثابتة راسخة فلا يستطيع المرء مواصلة هذا الطريق الشاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - بذل الجهد والوسع في سبيل تحقيق ذلك وذلك لأن العلم يؤتى ولا يأتي الناس إلى بيوتهم فطالب العلم محتاج إلى السفر والبذل والمشي والسهر، ومفارقة الأهل والولد والأحباب والأصحاب الأيام والليالي لذلك أثنى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على طالب العلم وجعل الله له أجرًا عظيمًا، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"من سلك طريقًا يطلب به علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة" ().
3 - وجود العلماء العاملين الممكن للمرء التعلم منهم أحكام دين الله، وهؤلاء موجودون إلى قيام الساعة كما أخبر بذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" ().
ثانيًا: الموانع الممكن فرضها على المرء:
1 - الإكراه على الجهل والتصدي لطلاب العلم بأحكام دين الله.
2 - قبض العلماء وعدم وجود من يعلم. وإذا نظرنا في حال الناس نرى أنهم يمكن أن يوفروا الأسباب الذاتية كالنية وبذل الجهد، والسبب الخارجي وهو وجود العلماء المتوفر، وكذلك لم تفرض عليهم موانع خارجية فبقي ألا يمتنعوا هم بذواتهم عن طلب العلم. ومن هنا نعلم أن الناس متمكنون من طلب العلم بأحكام دين الله، ومنهم من طلب وعلمه الله تعالى، ومنهم من قصر فيتحمل مسئولية تقصيره، ويؤكد هذه النتيجة ما روي عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال"من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة" ()، فهذا الحديث يدل على أن كل من سمع برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متمكن من تعلم الحجة وفهمها، وبات من المعلوم أن الكل سمع، إذن فالكل متمكن من الفهم والتعلم والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
رابعًا: الأدلة على عدم عذر من بلغته الحجة بجهله إن كفر:
ثبت لنا بالأدلة القرآنية والواقعية أن كل المكلفين من الناس بلغتهم الحجة حجة الله وهي رسالة الرسول محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتمكنوا من العلم بأحكامها ولكن منهم من تعلمها وفهمها وعمل بها فهو المسلم، ومنهم من تعلمها وفهمها ولم يعمل بها فهو الكافر العالم بكفره، ومنهم من لم يتعلمها ولم يفهمها ولم يعمل بها فهو الكافر الجاهل، وهذان الصنفان غير معذورين بكفرهما لا العالم بكفره، ولا الجاهل بكفره لأن الشرط في العذر هو عدم بلوغ الرسالة وقد أثبتنا بلوغها لهما، وهناك أدلة تفصيلية كثيرة تدل على ذلك دلالة قطعية واضحة ولا سيما على كفر الجاهلين بكفرهم وعدم عذرهم بهذا الجهل ما دامت الحجة قد بلغتهم فيحكم عليهم بالكفر في الحياة الدنيا ما لم يتوبوا ويعاملون معاملة الكافرين ويستحقون العذاب في الآخرة إن ماتوا على كفرهم، ومن هذه الأدلة:
1 - الأدلة الدالة على عذر من لم تبلغه الحجة والتي ذكرتها في بيان معنى الحجة وكيفية بلوغها والتي منها قوله تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15]، وقوله {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء:165]، فالذي لم تبلغه الحجة على فرض وجوده وهذا افتراض جدلي كافر لأنه لم يعلم الإسلام ولم يدخل فيه معذور عند الله فلا يستحق العذاب وأما الذي بلغته الحجة وهم كل الناس اليوم ولم يؤمن بها فهو كافر مستحقٌّ للعذاب.
2 - الأدلة الدالة على كفر الأتباع الجُهّال المقلدين لأسيادهم وعلمائهم وآبائهم الرافضين الحق الذي جاءتهم به الرسل من عند الله عَزَّ وَجَلَّ، فارتكبوا الكفر وسقطوا فيه وهم يجهلون أنه كفر وأنهم كافرون بل ويعتقدون أن فعلهم هذا هو الحق المبين، وإن ما جاءتهم به الرسل باطل سقيم، ومن هذه الأدلة قوله تعالى {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ. وَقَالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} [الأعراف:38 - 39]، وقوله {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً. خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً. يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا. وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} [الأحزاب:64 - 67]، وقوله {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} [إبراهيم:21]، وقوله {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ. إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ. قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ. قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الأنبياء:51 - 54]، وقوله {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ. وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ. مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ. فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ. وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ. قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ. تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ} [الشعراء:91 - 99]، وقوله {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص:8]، وقوله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [لقمان:21]، وقوله {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ. قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ. وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سبأ:31 - 33]، وقوله {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ. وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ. قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [الزخرف:22 - 24]، وقوله {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} [الزخرف:54]، وقد اعترض الهضيبي في كتابه دعاة لا قضاة () على هذا الدليل بما ملخصه"إن هؤلاء الكفار كانوا مكرهين على الكفر، ولكنهم لم يقتصروا في كفرهم على ما أباحه الله لهم من النطق به دون انشراح الصدر به، بل انشرحت صدورهم به، واعتقدوه، ولذلك كفرهم الله تَبَارَكَ وَتَعَالى"وقرر مسألة تجاوز فيها مسألة الإكراه وعمم القول على المكره وغير المكره وهذه المسألة: إن الله لا يكفر أحد إلا إذا اعتقد الكفر وانشرح به صدره – أي نفى وجود كفر عملي مخرج من الملة – وهؤلاء القوم أي الجهال الذين كفروا في عصرنا هذا بسبب جهلهم كما قال لم يعتقدوا الكفر ولم تنشرح به صدورهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فهم ليسوا كافرين.
وللرد على هذا الاعتراض أقول وبالله تعالى التوفيق:
إن المكره هو الذي علم الحق وعمل به أو أراد العمل به فحمله غيره بوسيلة من وسائل الإكراه على تركه بالقول فإذا انشرح به صدره لم يعذر وإذا تركه بلسانه وتلفظ بما ينقضه دون انشراح صدره عذر، وبهذا يتبين لنا أن أقوام الأمم السابقة الذين اتبعوا سادتهم وكبراءهم في فساد اعتقادهم لم يكونوا مكرهين لأنهم بادئ ذي بدء لم يعلموا الإسلام ولم يعملوا به أو يريدوا العمل به فجاءهم سادتهم وكبراؤهم ليصدوهم عن ذلك، بل إن سادتهم وكبراءهم أضلوهم السبيل في بداية الطريق فعلموهم الباطل والفساد وقالوا لهم إن هذا هو الحق فأخفوا عليهم الحق فجهلوه بالكلية فعملوا بالباطل ظانين أنه الحق فهم ليسوا مكرهين وهذا واضح في كل الآيات السالفة الذكر. وإن حال الناس الجهلة اليوم الذين كفروا بسبب جهلهم هو نفس حال أولئك القوم، فهم جهلوا الإسلام حيث قام علماؤهم وزعماؤهم بتعليمهم الباطل وإيهامهم أنه الحق، وأخفوا عليهم الحق فعملوا بالباطل ظانين أنه الحق ولذلك فهم في الكفر سواء والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
3 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى عن عوام وجهلة اليهود والنصارى {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة:31]، فحكم الله على أولئك العوام الجهلة الذين عبدوا العلماء المفسدين وهم لا يعلمون أنهم بذلك يكفرون، بالكفر ولم يجعل جهلهم هذا عذرًا لهم.
4 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ. إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ. وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال:21 - 23]، فحكم الله تَبَارَكَ وَتَعَالى على الجهلة الذين لا يتدبرون آيات الله ولا يعقلونها ولا يفهمونها لا بسبب جنون فيرتفع عنهم القلم، بل بسبب تقصيرهم وعدم أخذهم بالأسباب، أسباب العلم والفهم، بأنهم شر الدواب ولا خير فيهم أي كفار أعاذنا الله من شر ذلك كله، ومثل هذه الآيات في القُرآن الكريم كثير منها قوله تعالى {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179].
5 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً. أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} [الكهف:103 - 105]، وهذه الآية نص على حبوط عمل الكافرين الذين وقعوا في الكفر وهم يجهلون أنه كفر، بل ويعتقدون أنه من الأعمال الصالحات.
6 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأعراف:30]، وهذه الآية أيضًا كسابقتها نص على كفر الذين اتخذوا الشياطين أولياء مع اعتقادهم أنهم بذلك لا يكفرون بل مهتدون.
7 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَالَّذِينَ اتخذوا من دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر:3]، وهذه الآية أيضًا نص على كفر الذين عبدوا الأصنام عن جهل بأن ذلك كفر بل بنية التقرب إلى الله عَزَّ وَجَلَّ بهذا الكفر، فلم يعذرهم الله بهذا الجهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - عن أبي سعيد رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ قال"جاء أبو بكر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله إني مررت بوادي كذا فإذا رجل حسن الهيئة مُتخشّع يصلي فيه، فقال اذهب إليه فاقتله. قال: فذهب إليه أبو بكر فلما رآه يصلي كره أن يقتله، فرجع فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر: اذهب فاقتله. فذهب فرآه على تلك الحالة فرجع، فقال: يا علي اذهب فاقتله. فذهب علي فلم يره، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه فاقتلوهم هم شر البرية" ()، وعنه أيضا قال"بينما النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال: اعدل يا رسول الله. فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ قال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه. قال: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في قذذه - ريش السهم - فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه - موضعه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث - السرجين ما دام في الكرش- والدم آيتهم رجل إحدى يديه - أوقال ثدييه - مثل ثدي المرأة، أو قال مثل ثدي البضعة تدردر - تتحرك- يخرجون إلى حين فرقة من الناس. قال أبو سعيد: أشهد سمعت من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأشهد أن عليًّا قتلهم وأنا معه، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فنزلت فيه {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} " (). وفي هذين الحديثين حكم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الخوارج مع كثرة صلاتهم وصيامهم وخشوعهم وعبادتهم واعتقادهم أنهم على الحق بل وأنهم الفرقة الناجية وما عداهم كافر خارج من ملة الإسلام، بأنهم كفار فلم يعذروا بجهلهم في ارتكابهم الكفر.
9 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51]، وقوله {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران:28]، وفي هاتين الآيتين وغيرهما من آيات الولاء حكم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى على من يتولى الكافرين ليس تقية ولا عن إكراه من علماء المسلمين وعوامهم وجهلتهم بالكفر ولم يفرق بين العالم بأنه يكفر وبين الجاهل بذلك بل جاء بلفظ من ألفاظ العام وهو [من].
10 - حكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أقوام الرؤساء والملوك الذين بعث إليهم بالرسائل يدعوهم فيها إلى الإسلام ورفضوه بالكفر تبعا لزعمائهم الذين أطاعوهم، وحوربوا بعد ذلك بناء على قرار الزعماء.
11 - الأقوام الذين خسف الله بهم كقوم عاد وثمود ومدين وقوم لوط وقوم فرعون وغيرهم لم يفرق الله بين علمائهم وجهلائهم أو عوامهم أو بين الأتباع والمتبوعين بل كلهم أخذوا حكما واحدا وهو الكفر الذي به استحقوا الهلاك والدمار.
12 - الأدلة الدالة على كفر العرب قبل بعثة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أنهم ارتكبوا الكفر وعبدوا الأصنام جهلا منهم بأنه كفر بل واعتقادا منهم أنه الحق، من هذه الأدلة ما روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت"قلت يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ قال: لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين" ()، وعن أنس رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ أن رجلا قال"يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار. قال: فلما قفى الرجل دعاه فقال: إن أبي وأباك في النار" ()، وما رواه الإمام أحمد في مسنده في الحديث الطويل في قدوم وفد بني المنتفق على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء فيه" ... فقلت: يا رسول الله هل لأحد مما مضى
(يُتْبَعُ)
(/)
من خير في جاهليتهم؟ فقال رجل من عرض قريش: والله إن أبا المنتفق في النار. قال: فكأنه وقع حر بين جلد وجهي ولحمه مما قال لأبي على رءوس الناس فهممت أن أقول وأبوك يا رسول الله ثم إذا بالأخرى أجمل فقلت: يا رسول الله وأهلك؟ قال: وأهلي لعمر الله حيث ما أتيت على قبر عامري أو قرشي أو دوسي قل أرسلني إليك محمد فأبشر بما يسوؤك تجر على وجهك وبطنك في النار. قال: فقلت يا رسول الله وفعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذلك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم نبيا فمن عصى نبيه كان من الضالين ومن أطاع نبيه كان من المهتدين" ()، وعن أبي هريرة رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي" ().
وقد اعترض أحمد فريد صاحب كتاب العذر بالجهل على الاستدلال بهذه الأحاديث فقال:"هذه الأحاديث في أناس كفار كفرًا أصليًّا ولا يجوز بحال قياس المسلم الذي وقع في شيء من الكفر جاهلاً بحكمه بالكافر الذي لم يثبت له عقد الإسلام فهذا قياس باطل، وكونه كذلك قياسًا وليس نصوصًا صريحة فيما نحن بصدده فهو فاسد الاعتبار لما أسلفناه من أدلة صريحة. قال شيخ الإسلام"ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة، ثم هي بخصوص حكم من مات قبل بعثة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو في أناس لم تبلغهم دعوة الرسل وهم من يسمون أهل الفترة" ().
وللرد على هذا الاعتراض أقول وبالله تعالى التوفيق:
1 - يا أحمد فريد ما معنى أن أبا الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمه، وكفار العرب قبل بعثته كانوا كفارًا أصليين؟ فإن قلت إنهم لم يدخلوا الإسلام وهذا قولك كما ورد في نص الاعتراض، فأقول لك نعم وقولك حق ولكنهم اعتقدوا أنهم مسلمون وعلى ملة إبراهيم عَلَيْهِ السَّلامُ، وذلك لاعتقادهم أن عبادة الأصنام من ملة إبراهيم ولا تتنافى معها، وهذا ما أخبرنا الله به عنهم فقال عَزَّ وَجَلَّ {وَالَّذِينَ اتخذوا من دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3]، ولذلك أنكروا على الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعوته إياهم إلى التوحيد لاعتقادهم مخالفتها لملة إبراهيم التي تصوروها مشوهة فاسدة كما ورثوها عن الآباء، يقول تعالى مبينًا هذا الإنكار {وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ. أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص:4 - 5].
وإنك يا أحمد فريد لم تجعل اعتقادهم هذا دليلاً على إسلامهم أو دخولهم في الإسلام بل حكمت عليهم من خلال دين الله الحنيف، وهذا هو منهج الله الذي ارتضاه الله عَزَّ وَجَلَّ لنا، وحال الناس اليوم – عدا من أظهر إسلامه بقول لا إله إلا الله والعمل بمعناها نفيًا وإثباتًا– هو كحال الناس بالأمس، فالناس اليوم اعتقدوا أنهم على ملة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاعتقادهم أن الشركيات التي وقعوا فيها وآمنوا بها والتزموا بها كالعلمانية والوطنية والديمقراطية، والولاء للكافرين، والحكم بشرع الطاغوت والتحاكم إليه وغيرها، من ملة الإسلام، دين محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا تتنافى أو تتعارض معه قيد أنملة، وهذا ما حكاه الله عنهم وعن أمثالهم إلى أن تقوم الساعة فقال عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} [الكهف:103 - 105]، وإنك هنا يا أحمد فريد حكمت على هؤلاء الناس من خلال منهج الشيطان لا من خلال منهج الله عَزَّ وَجَلَّ كما حكمت على أمثالهم السابقين، فحكمت على أناس اليوم بما يعتقدون عن أنفسهم، فاعتقدوا أنهم مسلمون فرددت وراءهم أنهم مسلمون، وتجاهلت شرطًا أساسيًّا من شروط الدخول في الإسلام وقبول كلمة التوحيد لا إله إلا الله وهو العمل بمعناها نفيًا وإثباتًا، الدال عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [لقمان:22]، وقوله {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256]، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله" ().
إذن فالناس الذين كفروا اليوم في هذه المجتمعات وهم يحسبون أنهم موحدون مسلمون، هم كالذين كفروا قبل بعثة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي كفار أصليون وليسوا مرتدين لأنهم لم يدخلوا الإسلام، وإن ظنك يا أحمد أنهم دخلوا الإسلام مبني على –كما ذكرت- حكمك على الناس من خلال منهج الشيطان، وأدعو الله العليُّ القدير أن يوفقك لفهم ذلك، فأخلص القصد وابذل الجهد فإن كنت كذلك فسيسمعك الله، يقول تعالى {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ} [الأنفال:23].
2 - لو افترضنا جدلاً صحة قولك بأن الناس قد دخلوا في الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين، ثم ارتكبوا كفرًا جهلاً منهم بأنه كفر يكون كفرهم من باب أولى فهم قد بلغتهم الدعوة وأقيمت عليهم الحجة وعلموها فدخلوا بها الإسلام ثم كفروا بما ينقضها، فلا مجال لنا أن نقول إنهم جهلوا لأننا قلنا إنهم علموا فدخلوا الإسلام فكيف يكونون عالمين جاهلين بالحجة في آن واحد؟ فهو آمن أنه لا إله إلا الله ثم عبد إلهًا آخر معه فكيف يكون عالمًا بالتوحيد جاهلاً به في آن واحد؟ فهذا القول ضرب من الجنون، أو محاولة التحريف والتزوير والتبرير والله تعالى أعلم، وقد دلت الأدلة التي سقتها على عدم العذر بالجهل لمن ارتكب كفرًا بعد بلوغه الحجة على كفر هذا الصنف من الناس فإن لم تؤمن بأن هذه الأحاديث دليل على صحة الحكم فما قولك في باقي الأدلة مع أنه يكفي لتقرير الحكم دليل واحد؟ إذن فلا مجال لك إلا التسليم بما قلته لك والتراجع عما تعتقده لئلا تصل إلى اليوم الذي لا تنفع فيه الحسرة والندم.
3 - إن نقلك يا أحمد عن ابن تيمية قوله: ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة لتستدل به على عدم كفر الناس اليوم هو استدلال غير صحيح فأقول إن قول ابن تيمية لو حملناه على كل كفر ثابت بدليل قطعي أو ظني وليس بدليل ظني فحسب، متناقض، وذلك لأن قوله: ومن ثبت إيمانه بيقين، دل على أن هذا الشخص قد بلغته الرسالة وأقيمت عليه الحجة فآمن بها، ثم قال لا يزول إلا بعد إقامة الحجة، فهي قد قامت فلا تحتاج إلى إقامة مرة أخرى بل الحق أن يكتفي بقوله"ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، أو أن يضيف إليها: بل لا يزول بكفر يحتمل أنه فعله أو لم يفعله أو أنه ثابت بدليل ظني يحتاج إلى بيان وتوضيح، وهذا ما يمكن حمل قول ابن تيمية عليه إحسانًا للظن وإخراجًا لقوله عن الخطأ، والله تعالى أعلم.
4 - إن قولك يا أحمد فريد: هي بخصوص حكم من مات قبل بعثة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو في أناس لم تبلغهم دعوة الرسل وهم من يسمون أهل الفترة، هو قول أيضًا لم يسعفك في رد الاستدلال بالأحاديث المذكورة، وذلك لأن أحكام الله في مسألة التوحيد ثابتة ومخاطب بها كل الناس من لدن آدم عَلَيْهِ السَّلامُ إلى قيام الساعة، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"الأنبياء إخوة لعلات أمهاته شتى ودينهم واحد" ()، فالذي لم يعذر قبل بعثة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعذر مثله بعد بعثة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضًا، وأما قولك بأن أولئك الناس والذين سموا بأهل الفترة لم تبلغهم دعوة الرسل فهو قول مردود وأثبتنا عكسه فيما سبق والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ. وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف:172 - 174]، وتدل هذه الآيات على أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى لم يترك مجالاً للكافرين للاعتذار يوم القيامة فقد عرفهم على نفسه وأشهدهم على ذلك، وبذلك فهم غير معذورين إذا ارتكبوا الكفر ولوعن جهل كما يزعمون، ولا تدل الآية كما توهم البعض على أن هذا الإشهاد كاف، وأنه به وحده تقوم الحجة ولا يحتاج الناس إلى إرسال رسل وإنزال كتب، وإنما هي من باب حجج الله على خلقه فمنها هذه ومنها إرسال الرسل وإنزال الكتب، فالله عَزَّ وَجَلَّ يحج الكافرين يوم القيامة ويرد اعتذارهم بقوله ألم أشهدكم على أنفسكم أنه لا إله إلا أنا، وألم أرسل إليكم رسلاً، وكون كل الناس قد بلغتهم رسالات الرسل فهم محجوجون بهذا البلوغ والإشهاد الذي كان عليهم وهم في عالم الذر والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
14 - قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديًا به؟ قال: فيقول: نعم، فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئًا فأبيت إلا أن تشرك بي" (). ويقال في هذا الحديث ما قيل في الآية السابقة، آية الإشهاد، وكذلك يعترض عليه بما اعترض به على الآية، ويرد عليه بنفس الرد الذي رددت به على الاعتراض المذكور على الآية.
15 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} [الأنبياء:24]، ووجه الدلالة في هذه الآية أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى بين أن سبب كفر أولئك الذين أعرضوا عن الحق واتخذوا آلهة من دون الله هو الجهل وعدم العلم بالحق لا عدم بلوغ الحجة بل عدم تأملها وفهمها.
16 - ماروي عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال"من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة" ()، وهذا نص قاطع في أن الحجة تقوم على المرء بمجرد السماع، وفي هذا الحديث إشارة إلى أن كل مكلف سمع بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قيام الساعة بإمكانه أن يفهم الحجة ولكن منهم من يسعى ويبذل الجهد فيفهم ومنهم من يقصر فلا يعذر والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
اعتراض:
وقد يقول جاهل بسيط أو متبلد مكابر معاند بأن أولئك الجهلة الذين قلتم بعدم عذرهم بجهلهم وأثبتم ذلك بالأدلة القاطعة الساطعة لم ينووا الكفر بأفعالهم الكفرية التي ارتكبوها، ولذلك فهم معذورون بهذه النية الحسنة، بدليل قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ()، ومن هؤلاء القائلين أحمد فريد صاحب كتاب العذر بالجهل فقال عن كل كافر سواء كان مكرهًا أو غير مكره نقلاً عن الشوكاني"وقد قال الله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً} فلا بد من شرح الصدر بالكفر، وطمأنينة القلب به وسكون النفس إليه، فلا اعتبار بما يقع من طوارق عقائد الشر، لاسيما مع الجهل بمخالفتها لطريقة الإسلام ولا اعتبار بصدور فعل كفري لم يرد به فاعله الخروج عن الإسلام إلى ملة الكفر ولا اعتبار بلفظ تلفظ به المسلم يدل على الكفر وهو لا يعتقد معناه" (). فنقول لقائل هذا القول أو من تسول له نفسه بقوله: إن المرء إذا ارتكب كفرًا مخرجًا من الملة سواء كان اعتقاديًّا أم عمليًّا () يكفر () ولا علاقة لذلك بنيته حتى ولول كانت حسنة، وإن قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"إنما الأعمال بالنيات" لا يدل على ارتباط الكفر بالنية رغم أن لفظ [الأعمال] من ألفاظ العام الذي يشمل كل الأعمال سواء كانت أعمال
(يُتْبَعُ)
(/)
طاعة أم أعمال معصية، وذلك لأنه مخصص بأدلة كثيرة بينت أن المراد بالأعمال فقط أعمال الطاعة، وأن المعاصي غير مقبولة ولا معذور بها صاحبها سواء كانت بنية حسنة أم سيئة، فإن شرطي العبادة أن تكون لله تعالى خالصة، وأن تكون بما أمر الله عَزَّ وَجَلَّ، والمعاصي ليست مما أمر الله تعالى به بل هي مما نهى الله تعالى عنه، فهذا الأمر فقط يجعلها مردودة دون النظر إلى النية هل هي صالحة أم فاسدة ومن الأدلة المخصصة لعموم قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [الأعمال]:
1 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر:3]، وفي هذه الآية سمى الله تَبَارَكَ وَتَعَالى عباد الأصنام التي ما عبدوها إلا لتقربهم إلى الله لا ليكفروا بالله كما أخبروا عن أنفسهم، كفارًا ولو كانت النية شرطًا في ذلك الكفر لما حكم الله بكفرهم، لأن نيتهم ما كانت إلا التقرب إليه بعبادة هذه الأصنام ولم تكن الكفر أبدًا، ولو كانت شرطًا وكانوا قد كذبوا بقولهم بحسن نيتهم لبين الله كذبهم وعدم عذرهم لكذبهم أي لو كانت نيتهم حسنة في علم الله لعذرهم.
2 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء:65]، وفي هذه الآية سمى الله تعالى المتحاكم لغير رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كافرًا، ولم يعلق ذلك على النية ولو كانت شرطًا في حصول الكفر لذكرها.
3 - عن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ قال"بينا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم جاء عبد الله ابن ذي الخويصرة التميمي فقال: اعدل يا رسول الله، فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ قال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه. قال: دعه () فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يُنظر في قذذه فلا يوجد فيه شيءٌ، ثم يُنظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيءٌ، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم يُنظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث و الدم. آيتهم رجل إحدى يديه – أو قال ثدييه- مثل ثدي المرأة، أو قال مثل البضعة تَدَرْدَر –تتحرك- يخرجون على حين فرقة من الناس، قال أبو سعيد أشهد سمعت من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأشهد أن عليًّا قتلهم، وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال فنزلت فيهم {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} " ()، وعن أبي سعيد رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ أيضًا قال:"جاء أبو بكر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله إنني مررت بوادي كذا فإذا رجل حسن الهيئة متخشع يصلي فيه، فقال: اذهب إليه فاقتله. قال: فذهب إليه أبو بكر فلما رآه يصلي كره أن يقتله فرجع، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر: اذهب فاقتله، فذهب فرآه على تلك الحالة فرجع، فقال: يا علي اذهب فاقتله، فذهب علي فلم يره. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه فاقتلوهم هم شر البرية" (). في هذين الحديثين حكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابن ذي الخويصرة وأتباعه –وهم الخوارج- بالكفر مع إظهارهم الصلاح، وإقامتهم الصلاة، وتقربهم إلى الله عَزَّ وَجَلَّ، وظنهم أنهم أهل الحق، والطائفة المنصورة، فهم لم ينووا الكفر بل نووا الصلاح والتقرب إلى الله عَزَّ وَجَلَّ، ولكن هذه النية لم تسعفهم من الحكم عليهم بالكفر واستحقاقهم القتل من أجله.
4 - الأدلة الدالة على عد عذر الجاهل إذا فعل كفرًا بعد بلوغه الحجة، والتي ذكرتها سابقًا، فهذا مع ارتكابه الكفر ووقوعه فيه بقي معتقدًا أنه مسلم، فهو لم ينو الكفر ولم يرده.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - الأدلة الدالة على وجوب إقامة الحدود على من يستحقون ذلك من المرتدين، والسارقين والسارقات، والزانين والزانيات وغيرهم، فلم نجعل إقامة الحد متوقفة على نية مرتكب الذنب الذي استحق به إقامة الحد عليه، فلسنا مأمورين بسؤال من عبد صنما لماذا عبدته قبل أن نقيم عليه الحد؟ وكذلك لسنا مأمورين بسؤال الزاني لماذا زنيت قبل أن نقيم عليه الحد فإن كان جاهلاً بالحكم مع تمكنه من العلم به تركناه وإن كان علماً به أقمنا عليه الحد؟ بل بمجرد ثبوت وقوع الفعل بلا إكراه أو شبهة نقيم عليه الحد. والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
6 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2]، فهم لا يشعرون بحبوط العمل الناتج عن الكفر الذي لم ينووه أو يريدوه ومثل هذه الآية قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة:11 - 12]، وقوله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} [البقرة:13]، وقد نقل أحمد فريد في كتابه العذر بالجهل قولاً عن القرطبي يتنافى مع ذلك واعتبره وجه الحق الذي لا ينازع فقال القرطبي" ... وليس قوله {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} بموجب أن يكفر الإنسان وهو لا يعلم، فكما أن الكافر لا يكون مؤمنًا إلا باختياره الإيمان على الكفر، كذلك لا يكون المؤمن كافرًا من حيث لا يقصد الكفر ولا يختاره بالإجماع" ().
فأقول إن كان قصد القرطبي من قوله"لا يقصد الكفر" لا يقصد فعل الكفر سواء علم أنه كفر أو لم يعلم بل فعله تأولاً أو سهوًا أو خطأً فهذا قول صحيح وقد بيناه فيما سبق، وإن كان قصده لا ينوي الكفر وإن قصد فعله أو اعتقاده فنقول إن هذا قول باطل للأدلة السابقة، وقد ناقضه القرطبي نفسه في تفسيره آية البقرة آنفة الذكر {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة:11 - 12] فقال:"وإنما قالوا ذلك – أي مصلحون- على ظنهم لأن إفسادهم عندهم إصلاح، أي ممالأتنا للكفار إنما نريد بها الإصلاح بينهم وبين المؤمنين، قال ابن عباس وغيره ... قال ابن كيسان يقال: ما على من لم يعلم أنه مفسد من الذم، إنما يذم إذا علم أنه مفسد ثم أفسد على علم، قال: ففيه جوابان: أحدهما أنهم كانوا يعملون الفساد سرًّا ويظهرون الصلاح وهم لا يشعرون أن أمرهم يظهر عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والوجه الآخر: أن يكون فسادهم عندهم صلاحًا وهم لا يشعرون أن ذلك فساد، وقد عصوا الله ورسوله في تركهم تبيين الحق واتباعه" ().
7 - ما روي عن أبي هريرة رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يَزِلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق" ()، وفي رواية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي به في جهنم" (). قال ابن حجر العسقلاني في بيان معنى [لا يلقي لها بالاً] "لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها ولا يظن أنها تؤثر شيئًا" ().
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:39]ـ
بِِِِِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الرد على استدلالات أحمد فريد في كتابه العذر بالجهل والرد على بدعة التكفير
استدل أحمد فريد في كتابه العذر بالجهل والرد على بدعة التكفير على أن المرء الذي بلغته الحجة أو وصلته الرسالة وتمكن من العلم بما في القرآن من أحكام، إذا اعتقد أو فعل كفرًا مخرجًا من الملة وهو يجهل أنه كفر، لا يكفر بل هو معذور بجهله هذا، بأدلة من القرآن والسنة، وإليك هذه الأدلة والرد على توجيهاته لها واستدلالاته بها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: الأدلة القرآنية:
استدل أحمد فريد لإثبات قوله بثمانية أدلة قرآنية وهي ():
1 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15].
2 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [طه:134].
3 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء:165].
4 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِير، قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ٌ} [الملك:8 - 9].
5 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19].
6 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التوبة:115].
7 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [القصص:47].
8 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ ... } [الأنعام:155 - 157].
فساق أحمد فريد هذه الأدلة مستدلاً بها على العذر بالجهل لمن بلغته الحجة وساق أقوالاً للعلماء في فهم هذه الآيات تتناقض مع فهمه كل التناقض، فكلها جاءت مبينة أن العذر لمن لم تبلغه الحجة لا لمن جهل أحكامها ومعانيها مع تمكنه من العلم بها، ومما نقله () قول ابن كثير في تفسير الآية الأولى:"إخبار عن عدله تعالى، وأنه لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسل إليه" وقول الألوسي:"أي وما صح وما استقام منا بل استحال في سنتنا المبنية على الحكم البالغة، أو ما كان في حكمنا الماضي وقضائنا السابق أن نعذب أحدًا بنوع من العذاب، دنيويًّا كان أو أخرويًّا، على فعل شيء أو ترك شيء أصليًّا كان أو فرعيًّا حتى نبعث إليه رسولاً يهدي إلى الحق ويردع عن الضلال ويقيم الحجج ويمهد الشرائع"، وقول الشنقيطي:"ظاهر هذه الآية الكريمة أن الله لا يعذب أحدًا من خلقه حتى يبعث إليهم رسولاً ينذره ويحذره فيعصي ذلك الرسول، ويستمر على الكفر والمعصية بعد الإنذار والإعذار"، وقول ابن تيمية في تفسير الآية الخامسة:"بين سبحانه أنه لا يعاقب أحدًا حتى يبلغه ما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يعذبه ما لم يبلغه، فإنه إذا لم يعذبه على ترك الإيمان إلا بعد بلوغ الحجة فإنه لا يعذبه على بعض شرائعه إلا بعد البلوغ"، ولذلك نقول لأحمد فريد إن الأدلة التي سقتها ليست أدلة في محل النزاع فهي تحدثنا عن العذر لمن لم تبلغه الحجة لا لمن بلغته ولم يعلم ما فيها وجهل أحكامها مع تمكنه من العلم بها، ففرق يا أحمد بين المسألتين فلقد ظننتها مسألة واحدة، ففرق بين المسألتين، وللأسف إنك لم تستطيع التفريق بينهما فهذا شأنك وجهلك الذي أقررت به على نفسك في مقدمة كتابك، فلماذا تتحدث عن مسألة وتذكر لها أدلة مسألة أخرى، والأدهى من ذلك، بل والأمر أنك تتصور بل وتعتقد أنك أتيت بأدلة قاطعة دامغة في المسألة.
ثانيًا: أدلة السنة:
استدل أحمد فريد ببعض الأحاديث ليثبت دعواه ()، ولكنه ولله الحمد لم يتمكن، وسأذكر هذه الأحاديث وأرد على استدلالاته بها إِنْ شَاْءَ الله تَعَالى:
الحديث الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن حذيفة رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول"إن رجلاً حضره الموت، فلما يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا وأوقدوا فيه نارًا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت، فخذوها فاطحنوها ثم انظروا يومًا راحًا فذروه في اليم، ففعلوا. فقال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك، فغفر الله له" ()، وفي رواية"فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذابًا ما عذبه أحدًا".
قال أحمد فريد:"قال شيخ الإسلام رحمه الله: فهذا الرجل ظنّ أن الله لا يقدر عليه إذ تفرق هذا التفرق فظن أنه لا يعيده إذا صار كذلك، وكل واحد من إنكار قدرة الله تعالى وإنكار معاد الأبدان وإن تفرقت كفر، لكنه مع إيمانه بالله، وإيمانه بأمره وخشيته منه جاهلاً بذلك ضالاً في هذا الظن مخطئًا فغفر الله له ذلك، والحديث صريح في أن الرجل طمع أن لا يعيده إذا فعل ذلك، وأدنى ذلك أن يكون شاكًّا في المعاد، وذلك كفر إذا قامت حجة النبوة على منكره، حكم بكفره، وهو بين في عدم إيمانه بالله تعالى" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أقول وبالله تعالى التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان، إن مسألة هذا الرجل مسألة عين محتملة ظنية، وهي في أحد احتمالاتها وذلك إذا حملنا لفظ [قَدِر] على معنى اقتدر ولم نحمله على ما يحتمله من المعاني وهي ضيق أو قضى، معارضة للقاعدة الكلية الثابتة بالأدلة القطعية، وهي عدم عذر فاعل الكفر بجهله طالما أن الحجة قد بلغته، فيحكم عليه بالكفر ويعامل معاملة الكافرين ويستحق العقاب في الآخرة إن مات على كفره وقد أثبت بحمد الله تعالى أن الحجة قد بلغت كل المكلفين، والحق أنه إذا تعارض قطعي وظني حاولنا تأويل الظني بما يمكن تأويله به ليتفق مع الكلي القطعي، ولا يصح إلغاء الكلي القطعي للعمل بالظني المحتمل. وقد سار العلماء المسلمون من سلفنا الصالح على هذه القاعدة في فك التعارض بين القطعي والظني بصورة عامة، وفي هذه المسألة بصورة خاصة، وقد أولوا مسألة هذا الرجل بتأويلات عدة نرجح منها ما رجحه الإمام ابن حجر العسقلاني فقال:"وأظهر الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبة الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول، ولم يقله قاصدًا لحقيقة معناه بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي الذي لا يؤاخذ بما يصدر منه ... كالذي قال عندما وجد راحلته" أنت عبدي وأنا ربك" ()، وقد أثبت فيما سبق أن المخطئ الذي يقول القول ولا يقصد قوله أو يفعل الفعل ولا يقصد فعله، معذور ولا يؤاخذ على هذا القول أو الفعل. وأما إذا حملنا لفظ [قَدِر] على معنى ضيَّق أو قضى وهذا الأرجح لأن هذا المعنى هو الواجب حمله في قوله تعالى {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء:87]، وذلك لأن من اعتقد أن يونس عَلَيْهِ السَّلامُ ظن أن الله لا يقدر عليه فهو كافر لأن من ظن ذلك غير مؤمن، ويونس عَلَيْهِ السَّلامُ رسول معصوم، فإذا حملنا [قدر] على معنى قضى أو ضيق فلا معارضة بين هذا الحديث وبين القاعدة الكلية التي أثبتناها وهي عدم عذر فاعل الكفر بجهله طالما أن الحجة قد بلغته والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
وأما التأويل المنسوب إلى ابن تيمية وابن حزم وغيرهما بأن هذا الرجل قال ذلك جاهلاً فهو تأويل غير صحيح وزلة لا يؤخذ بها، ووجه الخطأ في هذا التأويل أنه معارض للقاعدة الكلية الثابتة بالأدلة القطعية والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
الحديث الثاني:
عن عائشة رَضِيَ اَللهُ عَنْهَا قالت"ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها عندي انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه واضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أني رقدت، فأخذ رداءه رويدًا، وفتح الباب رويدًا فخرج ثم أجافه رويدًا، فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على أثره، حتى جاء البقيع، فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاثًا، ثم انحرف وانحرفت، وأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، وأحضر () وأحضرت، فسبقته فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت فقال: مالك يا عائشة حشي رابية؟ () قالت: لا شيء قال: لتخبريني أو
(يُتْبَعُ)
(/)
ليخبرني اللطيف الخبير. قالت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته. قال: فأنتِ السواد الذي رأيت أمامي؟ قلت: نعم، فلهزني في صدري لهزة أوجعتني ثم قال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله: قالت: قلت: مهما يكتم الناس يعلمه الله! قال: نعم" ().
قال أحمد فريد: قال شيخ الإسلام رحمه الله فهذه عائشة أم المؤمنين سألت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل يعلم الله كل ما يكتم الناس؟ فقال لها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم، وهذا يدل على أنها لم تكن تعلم ذلك، ولم تكن قبل معرفتها بأن الله عالم بكل شيء يكتمه الناس كافرة، وأن الإقرار بذلك بعد قيام الحجة من أصول الإيمان، وإنكار علمه بكل شيء كإنكار قدرته على كل شيء" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أقول وبالله التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان:
1 - إن ما ذكر عن ابن تيمية من توجيه لهذا الحديث في كتابه مجموع الفتاوى أكاد أن أجزم بأنه لم يقله ولم يكتبه ولا أرجح أنها زلة ابن تيمية، وذلك لأن من له مسحة علم باللغة العربية لا يمكن أن يتصور وقوعه في هذا الخطأ الجسيم و [مهما] التي ذكر أن ابن تيمية جعلها استفهامية ليست استفهامية على الإطلاق ولم تكن كذلك ولن تكون، فهي من أدوات الشرط وتفيد التوكيد فهي مكونة من جزأين [ما] و [ما]، [ما] الأولى شرطية والثانية تزاد للتوكيد.
2 - فإنه لا يصح أن توضع علامة استفهام بعد قول عائشة رَضِيَ اَللهُ عَنْهَا "مهما يكتم الناس يعلمه الله" بل لا بد وأن توضح نقطة لانتهاء الجملة، فيكتم هو فعل الشرط، و [يعلم] هو جوابه، فهل تحتاج مهما إلى جواب آخر غير هذا الجواب يا أحمد؟ وإن كلمة نعم في رواية الإمام مسلم ليست من قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنما هي من قول عائشة رَضِيَ اَللهُ عَنْهَا، قالت"مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم. قال: - أي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فإن جبريل أتاني حين رأيت ... " فتكون كلمة [نعم] من عائشة هنا تصديقًا لنفسها، وتأكيدًا لما علمته وآمنت به لأنها رأت الواقع يوافقه ويؤيده، وقد جاء قولها برواية النسائي دالاً على التأكيد والتحقيق بـ[قد] بعدها الفعل الماضي، قالت:"مهما يكتم الناس فقد علمه الله، قال –أي الرسول-: فإن جبريل أتاني حين رأيت ولم يدخل عليَّ وقد وضعتِ ثيابك ... ". وأما قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرواية التي أوردتها يا أحمد فريد وهي رواية الإمام أحمد في المسند [نعم فإن جبريل عَلَيْهِ السَّلامُ أتاني .. ] بعد قول عائشة [مهما يكتم الناس يعلمه الله] فهي ليست جوابًا لسؤال، لأن عائشة لم تسأل، وإنما هو أحد أمرين، إما تصديق لخبر عائشة رَضِيَ اَللهُ عَنْهَا وتأكيد له، وهذا ما تستخدم له نعم في الغالب () وإما لابتداء كلامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
3 - وحتى يا أحمد فريد لو افترضنا جدلاً وعبطًا صحة ما قلته من أن [مهما] استفهامية، وزورنا الحديث ووضعنا بعد قول عائشة رَضِيَ اَللهُ عَنْهَا "مهما يكتم الناس يعلمه الله" علامة استفهام، فإن الحديث لا يكون نصًا في محل النزاع، بل ولا علاقة له بالمسألة التي نتحدث عنها بالمرة، وذلك لأن الحديث – كما فهمته يا أحمد – يقرر مسألتين غير المسألة التي تتحدث عنها، والمسألتان هما:
أ- إذا سأل المسلم الموحد عن شيء يجهله من أمور العقيدة فما حكمه؟ فنحن نقول إن الحكم الوجوب لقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"طلب العلم فريضة على كل مسلم" ().
ب- إذا جهل المسلم الموحد مسألة من مسائل العقيدة مع عدم الاعتقاد بما يخالفها فما حكمه؟ ومثال ذلك كما فهمه أحمد من الحديث جهلت عائشة أن الله يعلم ما يكتمه الناس مع عدم اعتقادها بذلك أي أن الله لا يعلم ما يكتمه الناس فما حكمها؟، فنحن نقول والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ لا إثم عليها ولا يضر هذا الجهل بإسلامها، وذلك لأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن أشياء كثيرة وقال لا أعلم أو انتظر الوحي ليعلمه بها، بل وإن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسه لم يكن يعلم أمور العقيدة الإسلامية بتفصيلاتها التي أنزلها الله في القرآن الكريم منجمة، ولم يقل أحد بل ولا يصح أن يقول بأن جهل الرسول
(يُتْبَعُ)
(/)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذه الأمور قبل أن يخبره الله بها دليل على كفره، وكذلك الصحابة الكرام كان الرجل منهم يدخل الإسلام ثم يتعلم مسائل العقيدة بالتدريج، وكان الوحي ينزل بالمسألة ولا يعلمها كل الصحابة فور نزولها بل كان منهم من يتعلمها بعد حين وأضف إلى ذلك أنه لم يثبت دليل والله تعالى أعلم يدل على كفر صاحب هذه المسألة وبناءً على ذلك نقول بأن عائشة جهلت شيئًا من العقيدة وسألت عنه ولم تعتقد خلافه هذا حسب فهمك يا أحمد للحديث، وهذا كله لا علاقة له بمسألتنا لأن مسألتنا أن تكون عائشة جهلت أن الله يعلم ما يكتمه الناس واعتقدت بأن الله لا يعلم ما يكتمه الناس، وهذا لم يحدث من عائشة، إذن فالحديث يا أحمد على حد فهمك ليس دليلاً للمسألة التي نحن بصدد بيانها.
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ"أن أناسًا قالوا: يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله، قال: هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال: فإنكم ترونه كذلك" (). قال أحمد فريد توجيهًا لهذا الحديث بما يدل على خلطه بين المسائل كما حصل معه في الحديث السابق، والكارثة أنه يزعم القدرة على الرد على أهل الحق الذين خالف الحق الذي معهم بتخبطاته وجهالاته" فهذا الحديث يدل على أنهم جهلوا عقيدة الرؤية حتى سألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهل أخبرهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم كفروا بذلك ويجب عليهم أن يجددوا إسلامهم، أم عذرهم وعلمهم الحق؟ ومسائل الحق كثيرة جدًا متشبعة، منها ما يعرفه العوام، ومنها ما يعرفه طلاب العلم، ومنها ما لا يعرفه إلا العلماء المتخصصون، فبأي ضابط تضبط هذه المسائل، وبأي حد يكفر من يجهل شيئًا منها، وهل لا يصير العبد مسلمًا حتى يتعلم كل هذه المسائل، ولماذا إذن يحكم بالإسلام بمجرد النطق بالشهادتين" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
فالمسألة يا أحمد التي تتحدث فيها وترد فيها على غيرك ليست هذه المسألة كما بينت لك ذلك في ردي على استدلالك بالحديث السابق، فالمسألة التي تناولها حديث أبي هريرة هي مسألة جهل المسلم الموحد بمسألة أو مسائل من مسائل العقيدة مع عدم الاعتقاد بما يخالفها أو ينقضها، وهذا الجهل ببعض المسائل بل بالكثير منها لا يكاد يسلم منه عالم ناهيك عن العامي والجاهل، وحتى الصحابة فإنهم جهلوا مسائل كثيرة قد علمها بعضهم وهذا أمر لا شيء فيه كما بينته سابقًا، ولذلك أوجب الله على المسلمين طلب العلم فقال عليه الصلاة والسلام"طلب العلم فريضة على كل مسلم" ().
وأما المسألة يا أحمد فريد التي نتحدث فيها وعنها فهي مسألة واضحة محددة ودقيقة، وهي إنسان بلغته الدعوة وأقيمت عليه الحجة ارتكب كفرًا يجهل أنه كفر، ونمثل لهذه المسألة بما جاء في الحديث، فلو أن إنسانًا أنكر رؤية الله يوم القيامة بعد بلوغه الحجة أي وصوله الرسالة وتمكنه من العلم بأحكام القرآن، وقال إنني جاهل بما يدل على رؤية الله لقلنا له إنك غير معذور بجهلك هذا، وإلا لو كان معذورًا لما تعلم أحد شيئًا من الدين ولم يتعب أحد نفسه ويحملها مشقة طلب العلم، واعتقد ما شاء وعمل ما شاء وقال إنني جاهل ولست متعلمًا؟ وأما لو لم ينكر هذا الإنسان الرؤية لله يوم القيامة وقال لا أدري أيرى الله يوم القيامة أو لا يرى فلا شيء عليه كما بينته سابقًا والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
ولذلك أكرر لك يا أحمد إن هذا الحديث الذي أوردته دليلاً لك على المسألة لا يتحدث عن مسألتنا ولا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد، فتراجع عن استدلالك به.
الحديث الرابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي واقد الليثي قال"خرجنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينيطون بها أسلحتهم. يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الله أكبر إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} لتركبن سنن من كان قبلكم" ()، قال أحمد فريد مستدلاً بهذا الحديث"والحديث ظاهر في أن بعض الصحابة من مسلمة الفتح الذين لم يتعلموا بعد كل أمور التوحيد طلبوا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شجرة يعكفون عندها، ويعلقون بها أسلحتهم ويتباركون بها كما يفعل المشركون سواء بسواء، فهل كفرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأعيانهم وأخبرهم أنهم خرجوا بذلك من ملة الإسلام، والواجب عليهم أن يتوبوا ويعودوا إلى الدين مرة ثانية؟ أو يقام عليهم حد الردة على قول من لا يعذر بالجهل في أمور التوحيد؟ أم عذرهم بجهلهم وأخبرهم أن ما سألوه هو الكفر بعينه؟ وهو ما سألت بنو إسرائيل موسى عَلَيْهِ السَّلامُ فكفر مقالتهم ولم يكفر أعيانهم" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أقول وبالله تعالى التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان: إن الشجرة التي كان يعكف المشركون عندها وينيطون بها أسلحتهم والتي تسمى بذات أنواط، لم يدل دليل على أن أولئك المشركين كانوا يعبدونها، أو يتبركون بها، بل كانوا يعكفون عندها وينيطون أي يعلقون بها أسلحتهم كما ورد في الحديث. وإن جهال الأعراب حديثي العهد بالكفر لما طلبوا من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجعل لهم ذات أنواط كما للمشركين ذات أنواط لم يطلبوا منه أن يجعل لهم شجرة يعبدونها بل يفعلون بها كما يفعل المشركون، فيعكفون عندها أي يجلسون عندها وينيطون أي يعلقون بها أسلحتهم، أي إنهم أرادوا التشبه بالمشركين في هذا الفعل المباح، وطلبوا من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إقرارهم على ذلك وتحقيقه لهم، فنهاهم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن هذا الفعل وحذرهم منه، وقد بين الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث آخر حكم التشبه بالكافرين وهو الكفر حتى ولو كان التشبه في الأمور المباحة أو المستحبة فقال"من تشبه بقوم فهو منهم" ().
السؤال المطروح هنا هل تجاوز الأعراب حديثوا العهد بالكفر الإرادة بالتشبه والطلب لذلك من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الفعل؟ أي هل تشبه الأعراب المسلمون بالكافرين ففعلوا فعلهم وسلكوا سلوكهم؟ فإن تشبهوا كفروا بنص الحديث السابق ويكون عدم تكفير الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم عذرًا لهم بجهلهم، ولكننا نراهم لم يفعلوا فعل المشركين ولم يتشبهوا بهم، فلا يكونون قد كفروا. وإلى هنا تنتهي المسألة التي نتحدث عنها وفيها، إذا فالحديث يتحدث عن مسألة أخرى غير المسألة التي نحن بصدد مناقشتها وبيان وجه الحق فيها، وهذه المسألة تقريرها كالتالي:
إذا أراد الإنسان أن يفعل مكفرًا وهو يجهل أنه مكفر، أو طلب من الإمام أو العالم أن يفعل له هذا الكفر أو يسمح له بفعله، ثم بين له الإمام أو العالم أن هذا الفعل كفر فلم يفعله وأقلع عنه وأقلع عن التفكير فيه، هل يكفر هذا الإنسان أم لا؟.
فالحديث دل على أنه لا يكفر وذلك لعدم اعتقاده الكفر أو فعله له وهو من باب السؤال عما يجهله الإنسان، وهذا ما يجب أن يفعله كل مسلم، وقد دل على حكم هذه المسألة أيضًا قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف:138] " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
بل وحتى لو علم أنه كفر وهم بفعله ولم يفعله لا يكفر بل يثاب على تراجعه عن همه وعدم فعله له يدل على ذلك ما روي عن أبي هريرة رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت بها أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به" ()، وعنه أيضًا قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"قال الله عَزَّ وَجَلَّ"إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة وإذا همّ بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرًا" ().
الحديث الخامس:
عن ربعي بن خراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعًا"يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس,- الشيخ والكبير والعجوز- يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة"لا إله ألا الله" فنحن نقولها. قال صلة ابن زفر لحذيفة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله ولا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم رددها ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة. ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: تنجيهم من النار، تنجيهم من النار، تنجيهم من النار" ().
قال أحمد فريد:"والحديث ظاهر في العذر بالجهل عندما يرفع العلم ويفشو الجهل ولا يعلم الناس من الإسلام غير كلمة التوحيد، ولا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا صدقة فضلاً عن بقية أركان الدين" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أقول وبالله تعالى التوفيق: إن هذا الحديث ليس صحيحًا لأن في إسناده أبو معاوية محمد بن حازم التميمي السعدي الكوفي الضرير فهو لا يصح حديثه إلا في الأعمش أما في غيره فهو مضطرب الحديث، ولكن لو افترضنا صحته كما في الحاكم والذهبي فهو لا علاقة له بمسألتنا التي يشترط فيها بلوغ من فعل الكفر الحجة كلها أي القرآن كله وتمكن من العلم به أي بأحكامه، والحديث هذا يدل على أن الناس الذين يتحدث عنهم لم يبلغهم من القرآن إلا ما يتعلق بكلمة التوحيد وليسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية"فالذي لم تصله الحجة أو بعضها فهو غير مؤاخذ بترك ما لم يبلغه وهذا ما حدث من أول لحظة نزل فيها الوحي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد علمه الله بعض الأحكام وتدرج الوحي في بيان الأحكام للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مدة ثلاثة وعشرين سنة وكل يوم كان يتعلم الرسول ما كان قد جهله، يقول تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى:52] فلم يكن الرسول عَلَيْهِ السَّلامُ مخاطبًا ولا صحابته بما لم ينزل بعد فلما نزل خوطبوا به. إذن فأكرر وأقول يا أحمد الحديث لا علاقة له بمسألتنا التي نحن بصدد بيانها فلا يصلح أن يكون دليلاً لها أو عليها والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
الحديث السادس:
ما رواه عبد الله بن أبي أوفى قال"لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ما هذا يا معاذ؟ قال: أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك لك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه" ().
قال أحمد فريد:"في الحديث دليل واضح على أن من سجد لغير الله جاهلاً بأن السجود عبادة ينبغي أن لا تكون لغير الله عَزَّ وَجَلَّ لا يكفر بذلك، ويقاس عليه غيره من الكفر العملي" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الحديث غير صحيح لأن في إسناده القاسم بن عوف الشيباني وهو ضعيف الحديث، ولكن على فرض صحة هذا الحديث كما ذهب إلى ذلك ابن حبان والهيثمي أقول لك يا أحمد لقد غاب عنك شيء مهم في مسألة معاذ بن جبل عدا أنها مسألة عين يجب تأويلها لمعارضتها للقاعدة الكلية الثابتة بالأدلة القطعية التي بينتها لك، والتي حاولت وتحاول جاهدًا إلغاءها، أن معاذ بن جبل بن جبل ليس جاهلاً وإنما هو متأول أي مجتهد مخطئ فهو عالم من علماء الصحابة ولا ينكر ذلك إلا جاهل، وإن العالم المتأول مأجور حتى وإن أخطأ، فإن أخطأ في اجتهاده فله أجر وإن أصاب فله أجران، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد" ()، ويدل على أن معاذًا بالذات في هذه المسألة كان مجتهدًا متأولاً ما ورد في رواية البزار للحديث نفسه عن معاذ بن جبل"أنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأحبارهم وعلمائهم وفقهائهم فقال: لأي شيء تفعلون هذا، قالوا: هذا تحية الأنبياء، قلنا فنحن أحق أن نصنع بنبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد له فقال: ما هذا يا معاذ؟ قال: إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لأساقفتهم وقسيسيهم ورهبانهم وبطارقتهم ورأيت اليهود يسجدون لأحبارهم وفقهائهم وعلمائهم، فقلت: أي شيء تصنعون هذا وتفعلون هذا؟ قالوا: هذه تحية الأنبياء. قلت: فنحن أحق أن نصنع بنبينا. فقال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنهم كذبوا على أنبياءهم كما حرفوا كتابهم لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه، ولا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب" () فلما ظن معاذ أن هذا كان من شرائع الأنبياء السابقين عَلَيْهِم السَّلامُ ظن جوازه قي شريعة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ لو كان كفرًا ما شرع في شرائع الأنبياء السابقين، وهذا اجتهاد منه فهو متأول معذور مأجور والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ، وأضف إلى ذلك أن معاذًا لم يسجد للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبادة له بل تحية كما ورد في الحديث، فهو لم يتأول في أن السجود عبادة لغير الله يجوز لأن هذه المسألة مقطوع بالحكم فيها ويعلم أن ذلك من الشرك لدلالة كلمة التوحيد عليه.
الحديث السابع:
عن الربيع بنت معوذ بن عفراء"جاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل حين بني علي فجلس على فراشي مجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد. فقال: دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين" ().
قال أحمد فريد:" فهل كفّر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ادعى أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الغيب مع أن الواجب اعتقاده أن الله عَزَّ وَجَلَّ هو وحده عالم الغيب، وإنما عذرهن لجهلهن وقال لهن: ما يعلم ما في غد إلا الله" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
1 - أقول لأحمد فريد: وهل يكفر غير مكلف لو نطق بالكفر أو اعتقده تكفيرًا يؤاخذ به؟ وهل يحاسب عليه؟ فطبعًا هو غير مكلف ولا يجري عليه القلم، ولا يحاسب على أقواله وأفعاله وهذا لا يختلف عليه مسلمان لوضوح الدليل فيه يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل" ()، وإنك يا أحمد فريد قد تجاهلت من القائلة"وفينا نبي يعلم ما في غد" إنها جويرية، أي صبية، بنت صغيرة غير مكلفة، فكيف سيكفرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو يقيم عليها الحد؟ أم أنك يا أحمد فريد تريد أن تكتب للرد فقط وتنتصر للقول الباطل؟ فهذا أمر في غاية الشطط والضلال، والهلاك، فإياك إياك من التمادي فيه. ومما يدل على أن الجويرية هي البنت الصغيرة غير المكلفة غير ما ورد في لسان العرب لابن منظور، ما روي عن أم خالد بنت خالد قالت:" قدمت من أرض الحبشة وأنا جويرية فكساني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خميصة لها أعلام، فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح الأعلام بيده ويقول: سناه سناه. قال الحميدي يعني حسن حسن" ()، وأم خالد ولدت بأرض الحبشة حيث هاجر أبوها إلى الحبشة في
(يُتْبَعُ)
(/)
الهجرة الثانية وسماها أمة وكناها أم خالد، وقدمت مع أبيها بعد خيبر" ()، ومما يدل على صغرها وقتذاك أيضًا ما روي عنها قالت"أتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال: من ترون أن نكسو هذه؟ فسكت القوم، فقال: ائتوني بأم خالد، فأتي بها تحمل، فأخذ الخميصة بيده فألبسها وقال: أبلي وأخلقي، وكان فيها علم أخضر أو أصفر، فقال: يا أم خالد هذا سناه وسناه بالحبشية" ().
2 - وأقول يا أحمد أيضًا فإنه يمكن حمل قول الجارية [ويعلم ما في غد] على المحمل الحسن وهو أنه يعلم ما في غد إذا أوحي له به ويدل على ذلك قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً. إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} [الجن:26 - 27] ولكن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهاها عن ذلك لأن كلامها محتمل لهذا المعنى، والمعنى الكفري وهو أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الغيب كله وبدون أن يوحي إليه الله به أو بشيء منه والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
الحديث الثامن:
عن ابن عباس رَضِيَ اَللهُ عَنْهُم ا"أن رجلا جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال له: ما شاء الله وشئت، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أجعلتني لله ندًّا؟ ما شاء الله وحده" ().
قال أحمد فريد:"فسوى بين مشيئة الله عَزَّ وَجَلَّ ومشيئة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا من الكفر كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"أجعلتني لله ندًّا، ما شاء الله وحده، ومع ذلك لم يكفره الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أقول وبالله تعالى التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان، لأحمد فريد فكل دليل تضعه في غير موضعه وتستدل به على غير مسألته، فهذا الحديث يحدثنا عن مسألة من مسائل الشرك الأصغر، وليس الشرك الأكبر، ونحن إنما نتحدث عن الشرك الأكبر، أي أن الإنسان إذا فعل شركًا أكبر أو كفرًا مخرجًا من الملة بعد بلوغه الحجة، جاهلاً أنه كفر هل يعذر بجهله هذا أم لا يعذر؟ فأنت أتيتنا بحديث يدل على أن من فعل الشرك الأصغر وهو يجهل – كما تظن – أنه شرك أصغر هل يعذر أو لا يعذر؟ ومما يدل على أن هذه المسألة وهي قول: ما شاء الله وشئت. من مسائل الشرك الأصغر أي الذنوب غير المكفرة التي سماها الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شركًا ما روي عن قتيلة"أن يهوديًّا أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت، ويقولون: والكعبة فأمرهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أرادوا أن يحلفوا يقولوا: ورب الكعبة وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت" ()، وعن الطفيل أخي عائشة لأمها قال"رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير ابن الله، قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد، ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله، قالوا: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، قال: هل أخبرت بها أحدًا؟ قلت: نعم. قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده" ()، ووجه الدلالة في هذين الحديثين أن الصحابة قالوا: ما شاء الله وشاء محمد وعلم بذلك الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم ينههم إلا بعد حين لموانع لم تذكر في الحديث ولكن نوه الراوي إليها، ولو كان هذا الفعل شركًا أكبر أي مخرجًا من الملة لنهاهم عنه من أول لحظة سمعه منهم كما نهاهم عن عبادة الطاغوت والأصنام وغيرها، والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا نكون بحمد الله تعالى قد انتهينا من الرد على استدلالات أحمد فريد بخصوص المسألة المذكورة ونرجو الله تعالى له التوبة والندم واتباع الحق والعمل بما أمر الله به وعدم الكتابة أبدًا إلا إذا وفقه الله لأن يكون أهلاً لذلك، وكذلك نرجو الله لمن تأثر بجهالاته بعد معرفة الحق الرجوع إليه وترك الباطل وأهله. والله تعالى المستعان وهو يهدي السبيل.
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:43]ـ
بِِِِِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الرد على استدلالات حسن الهضيبي في كتابه دعاة لا قضاة
استدلال حسن الهضيبي – مرشد سابق لحركة الإخوان- في كتابه دعاة لا قضاة، فصل الجهل والخطأ في العقيدة، على أن المرء الذي بلغته الحجة، أي بلغته الرسالة وتمكن من العلم بما في القرآن الكريم من أحكام، إذا اعتقد أو فعل كفرًا مخرجًا من الملة وهو يجهل أنه كفر لا يكفر، بل هو معذور بجهله هذا، بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بعضها استدل بها أحمد فريد وقد قمت بالرد على استدلالاته بها في الفصل السابق وهي حديث الرجل الذي أوصى أولاده بحرقه بعد موته، وحديث ذات أنواط، وقوله تعالى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف:138].
وبعضها لم يستدل بها أحمد فريد فسأذكرها وأرد على استدلالاته بها إِنْ شَاْءَ الله تَعَالى وهي:
1 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة:112 - 113].
قال الهضيبي"فهؤلاء الحواريون الذين أثنى الله عليهم قد قالوا بالجهل لعيسى عَلَيْهِ السَّلامُ" {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} [المائدة:112] ولم يبطل بذلك إيمانهم" ().
الرد على الاستدلال بهذه الآية:
أقول وبالله تعالى التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان:
أولاً: إن ما رمى به الهضيبي الحواريين خلصاء عيسى وأنصاره، وخيرة من آمن به، من الجهل لم يستسغ أحد من العلماء والمفسرين رميهم به، بل استبعدوا ذلك كل البعد، وأنكروا على من رماهم به، فعن عائشة رضي الله عنها قالت"كانوا أعلم بالله من أن يقولوا هل يستطيع وإنما قالوا هل تستطيع أن تسأل ربك" (). وقد روي عن معاذ بن جبل رواية صحيحة للآية تبين صحة ما قالته عائشة رضي الله عنها، فعنه قال: أقرأني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [هل تستطيع ربك] " ()، وقال القرطبي:"وقيل المعنى: هل يقدر ربك، وكان هذا السؤال في ابتداء أمرهم قبل استحكام معرفتهم بالله عَزَّ وَجَلَّ، ولهذا قال عيسى في الجواب عند غلطهم وتجويزهم على الله ما لا يجوز {اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أي لا تشكوا في قدرة الله. قلت – أي القرطبي –: وهذا فيه نظر لأن الحواريين خلصاء الأنبياء ودخلاؤهم وأنصارهم كما قال {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} [آل عمران:52] وقال عَلَيْهِ السَّلامُ"لكل نبي حواري وحواريي الزبير" ومعلوم أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جاءوا بمعرفة الله تعالى وما يجب له وما يجوز وما يستحيل عليه وأن يبلغوا ذلك أممهم، فكيف يخفى ذلك على من باطنهم واختص بهم حتى يجهلوا قدرة الله تعالى" () وإننا لو قلنا إن الاستفهام في قوله {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} على ظاهره أي للاستعلام عن شيء يجهلونه للزمنا القول بأن عيسى عَلَيْهِ السَّلامُ لم يكن قد بلغ رسالته إلى أقرب الناس إليه خلصائه وأنصاره، وفي هذا تجن كبير على عيسى عَلَيْهِ السَّلامُ. ولكننا نقول إن سؤال الحواريين لم يكن عن جهل بقدرة الله وإنما هو عن علم ولكنهم قالوا ذلك لأحد الاحتمالات التالية:
1 - لتطمئن قلوبهم كما حكى عنهم القرآن الكريم {وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا} [المائدة:113] كما قال الله عن إبراهيم عَلَيْهِ السَّلامُ {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260].
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - لوجود أناس من أتباع عيسى عَلَيْهِ السَّلامُ غيرهم يشكون فأراد الحواريون أن يسألوا بما يحكي حال الشاكين لكي يجيبهم عيسى عَلَيْهِ السَّلامُ فيسمع الشاكون فيزول شكهم ويصدقوه.
3 - أنهم لم يريدوا بالاستفهام الاستعلام وإنما التذكير والتحضيض، أي تذكير عيسى عَلَيْهِ السَّلامُ بقدرة الله ليدعوه أن ينزل عليهم مائدة من السماء ليأكلوا منها وتطمئن قلوبهم، ويزدادوا علمًا بصدقه ويكونوا عليها من الشاهدين عند الذين لم يحضروها من بني إسرائيل.
ثانيًا: لو افترضنا صحة ما قاله الهضيبي من أن الحواريين قالوا ما قالوه عن جهل وأن الاستفهام كان للاستعلام وليس للتذكير والتحضيض كما قلنا، فلا تكون الآية دليلاً في محل النزاع، وذلك لأنها تحكي مسألة من جهل شيئًا من العقيدة ولم يعمل بما ينقضه أو يخالفه، لا مسألة من عمل كفرًا بعد بلوغه الحجة وهو يجهل أنه كفر، وقد بينا فيما سبق الفرق بين هاتين المسألتين، وكذلك بينا أن من جهل شيئًا من مسائل العقيدة ولم يأت بما يخالفه لا يكفر بل يجب عليه أن يتعلمه، والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
2 - أخرج البخاري عن أنس رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ أنه قال"كسرت الربيع وهي عمة أنس بن مالك ثنية جارية من الأنصار فطلب القوم القصاص فأتوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقصاص فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك: والله لا تُكسر ثنيتها يا رسول الله. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أنس كتاب الله القصاص، فرضي القوم وقبلوا الأرش. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه" ().
قال الهضيبي:"فهذا أنس بن النضر يعترض بجهل على قضاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا أن ذكره بما جهل" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أقول للهضيبي وبالله تعالى التوفيق: لقد جزمت بأن أنس بن النضر اعترض على قضاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجهل، أي بسبب جهله، فمن الذي أخبرك بذلك؟ فهل ورد في الحديث ذكر الاعتراض بسبب الجهل؟ أم هذا ظنك؟ طبعًا لم يرد في الحديث بل هو ظن منك، وإن ظنك هذا معارض لما أثبتناه بالأدلة القطعية من عدم العذر بالجهل لمن ارتكب كفرًا، فظنك إذن خائب ولا يغني من الحق شيئًا، ولذلك لا بد من محاولة تحديد سبب لا يتعارض مع كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا بين يكاد يدل عليه دلالة صريحة قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نهاية الحديث"إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه"، ولذلك نقول والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ إن أنس بن النضر لم يقل ذلك بسبب جهله بوجوب الالتزام بحكم الله وحكم رسوله ولا بسبب إنكار ورد لهذا الحكم بل بسبب ما يظنه من قربه من الله عَزَّ وَجَلَّ وحسن ظنه به، فرجا أن يلهم الخصوم الرضا حتى يعفوا أو يقبلوا الأرش، فأقسم على الله فلم يخيبه الله تَبَارَكَ وَتَعَالى وأبر قسمه.
3 - أخرج أحمد والطبري عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ أنه قال"خطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل. فقال له من شاء الله تعالى أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل؟ قال: قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه".
قال الهضيبي:"فهذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنا أن الشرك نوعان: ما هو معلوم لنا، وما خفي علينا، وأمرنا عَلَيْهِ السَّلامُ أن نستغفر الله عَزَّ وَجَلَّ مما نقع فيه من شرك نجهله أي نجهل أنه شرك، وبالضرورة ندري أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يأمرنا أن نطلب من الله أن يغفر لنا إلا ما جاز الله أن يغفره لنا. فصح أن ذلك الشرك الذي يجهله المرء ليس هو المعني بقول الله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48]، والذي يسمى المتصف به مشركًا، وصح أن الجاهل معذور بجهله إذ لا اختلاف بين أحد من الأمة أن أي نوع من الشرك إذا ما ظهر وعلمه الشخص فهو ليس بخاف عليه بل هو معلوم له
(يُتْبَعُ)
(/)
حين ذلك، فإذا وقع فيه وقارفه وهو عالم به فهو كافر مشرك محكوم بردته" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أقول وبالله تعالى التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان للهضيبي ومن تبعه: إن الشرك الذي خفي علينا ونجهله إذا وقع منا ليس الشرك الأكبر وإنما هو الشرك الأصغر غير المخرج من الملة، ويدل على ذلك ما روي عن أبي سعيد رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ مرفوعًا"ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى، قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل" (). وعن محمود بن لبيد قال"خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر، قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه فذلك شرك السرائر" ()، وعن شداد بن أوس قال"كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشرك الأصغر" ()، ونحن إنما نتحدث عن عدم عذر الجاهل بالشرك الأكبر والكفر المخرج من الملة، وليس عن الشرك الأصغر بل نحن متفقون معكم على عذر من وقع في الشرك الأصغر جاهلاً به، إذن فالحديث ليس نصًّا في مسألتنا ولا يصلح حجة لما تدعونه، والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
4 - "أخرج الشافعي في شأن ما سنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل من امتحنهم للإيمان - وهو ما أخرجه الإمام مالك في الموطأ ورواه مسلم وأبو داود والنسائي أيضًا – أن معاوية بن الحكم قال: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجارية، فقلت: يا رسول الله عليَّ رقبة، أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين الله؟ فقالت: في السماء. فقال: ومن أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: فأعتقها" ().
الرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أقول وبالله تعالى التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان:
إن الاستدلال بهذا الحديث على عدم علم الجارية بمعنى كلمة التوحيد لأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يسألها عنه ولم يعلمها إياه استدلال باطل لأن عدم السؤال عنه ليس دليلاً على الجهل به بل بالعكس، فلما علم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمها به لم يسألها عنه، وهذا ما كان عليه العرب الذين نزل بلغتهم القرآن، فقد كانوا جميعًا يفهمون معنى كلمة التوحيد ويدل على ذلك قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ. أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص:4 - 5] والكافرون من ألفاظ العام فتشمل كل الكافرين وقتذاك. وكذلك الذي يعلم أين الله يعلم معنى كلمة التوحيد لا محالة ومن باب أولى.
وأضف إلى هذا الرد أن الحديث لا علاقة له بمسألتنا حتى ولو جهلت الجارية معنى كلمة التوحيد، وذلك لأننا نتكلم عن إنسان اقترف كفرًا وهو يجهل أنه كفر هل يكفر أم لا؟ والحديث على فرض جهل الجارية بمعنى كلمة التوحيد يتناول مسألة الجاهل بمعنى الشهادتين هل تقبل منه أم لا؟ أي هل يدخل النطق بهما الإسلام أم لا؟ وقد بينت هذه المسألة في كتابي المعالم المجلد الأول عندما تحدثت عن شروط قبول كلمة التوحيد، ومن الأدلة على عدم دخول من يجهل معنى كلمة التوحيد الإسلام بالنطق بها قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" ()، وقوله تعالى {وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف:86].
5 - قال الهضيبي"إن الأمة مجمعة كلها بلا خلاف من أحد منهم على أن من بدَّل آية من القرآن عامدًا وهو يدري أنها في المصاحف بخلاف ذلك أو أسقط منها كلمة أو زاد فيها كلمة عامدًا فإنه كافر لإجماع الأمة كلها، ثم إن المرء يخطئ في التلاوة فيزيد كلمة وينقص أخرى ويبدل كلام الله عَزَّ وَجَلَّ جاهلاً مقدِّرًا أنه مصيب، وإذا عارضه آخر كابره وناظره قبل أن يبين له الحق، ولا يكون بذلك عند أحد من الأمة كافرًا أو فاسقًا أو آثمًا، فإذا وقف على المصاحف أو أخبره بذلك من القراء من تقوم الحجة بخبره فإنه إن تمادى على مكابرته
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو عند الله كافر بذلك لا محالة" ().
الرد على هذا القول:
أقول وبالله تعالى التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان:
إن الذي أخطأ في آية من سورة أو كلمة من آية زادها أو نقصها أو بدلها بسبب نسيان أو اختلاط الأمر عليه فهو غير مؤاخذ بذلك وذلك لقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الناسي"إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" ()، وقوله فيمن اختلط عليه الأمر فبذل وسعه في معرفة الحق واجتهد وأخطأ"إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر" ()، وإن هذين الصنفين لا يطلق عليهما صفة الجاهل وذلك لأن الجاهل هو الذي لم يتعلم المسألة من قبل، ومثاله: أن يقول إنسان أريد أن أقرأ سورة البقرة مثلاً أو آية منها أو آيات ولم يسبق له أن حفظها من قبل ويشرع في التأليف من عند نفسه فهذا هو الجاهل وهو غير معذور باتفاق والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
بِِِِِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
ملحق
الحَمْدُ لله رَبِّ العّاْلمَيِن والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى أَشْرَفِ المُرْسَلِيْن أَمَّا بَعْد:
هناك مسألة أخرى غير المسألة التي بحثناها وفصلنا فيها القول، هذه المسألة تقريرها كالتالي:
إنسان لم تبلغه الحجة أي رسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وارتكب كفرًا أي اعتقد معتقدًا أو فعل فعلاً مخرجًا من الملة هل يجوز تكفيره وإجراء أحكام الكافرين عليه في الحياة الدنيا أم يحكم بإسلامه وتجرى عليه أحكام المسلمين مع العلم بأنه معذور في الآخرة ولا يستحق العذاب؟ ولبيان وجه الحق في هذه المسألة أقول وبالله تعالى التوفيق، ومنه الهداية والسداد والإصابة والرشاد وعليه التكلان:
لقد أثبتنا خلال حديثنا في المسألة السابقة أن الحجة قائمة على جميع الناس ولا يوجد أحد بل ولا يمكن أن يوجد أحد لم تقم عليه الحجة، ولذلك لا بد من إلغاء المسألة من أصلها، ولكن لو افترضنا جدلاً وجود من لم تبلغه الحجة وارتكب كفرًا مخرجًا من الملة فيجب أن يكفر حتى ولو لم تقم عليه الحجة ويجب أن تجرى عليه أحكام الكافرين في الدنيا فيُبغض ولا يُحب ويُعادى ولا يُتولى، ولا يُناصر، ويُتبرأ منه، ولا يُصلى معه أو به أو عليه أو خلفه، ولا تُؤكل ذبيحته، ولا يرث المسلمين ولا يرثونه ولا ينكح منهم ولا يُنكحوه .... إلى غير ذلك، وهذا لا يتعارض بالمرة مع القول بعذره في الآخرة، ويدل على قولنا هذا أدلة منها:
1 - قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ. وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف:172 - 174]. ووجه الدلالة في هذه الآيات أن الله عَزَّ وَجَلَّ جعل هذا الإشهاد كافيًا لأن يكفر بعده فاعل الكفر سواء قامت عليه الحجة أم لم تقم، ولكنه لم يجعل هذا الإشهاد كافيًا لأن يستحق فاعل الكفر بعده العقاب في الآخرة بل أضاف إليه بلوغ الحجة فقال تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15].
2 - قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديًا به؟ قال: فيقول: نعم. فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئًا. فأبيت إلا أن تشرك بي" ()، ووجه الدلالة في هذا الحديث هو نفسه في الآيات السابقة، فالإشهاد وحده كان كافيًا لتكفير فاعل الكفر بعده حتى وإن لم تقم عليه الحجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"كل مولود يولد على الفطرة – وفي رواية على هذه الملة – فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" ()، ووجه الدلالة في هذا الحديث أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين فيه أن غير المكلف أي الصبي غير البالغ من أبناء اليهود والنصارى يكفر تبعًا لأبويه، فنقول عنه من أول يوم يولد فيه إنه يهودي أو نصراني وهو ليس أهلاً لأن نقول بلغته الحجة لأنه ليس مخاطبًا بالإيمان وليس أهلا لفهم الحجة.
4 - قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"قال الله عَزَّ وَجَلَّ {إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا} " ()، ووجه الدلالة في هذا الحديث أن الله عَزَّ وَجَلَّ بين فيه أن الشياطين تجتال الناس عن الدين الذي فطرهم عليه وأنهم بهذا الاجتيال يشركون بالله ما لم ينزل به سلطانًا، والاجتيال كما يكون بعد بلوغ الحجة يكون قبله، بل من أول يوم يولد فيه الإنسان، والحديث نص قاطع في الحكم على من اجتالته الشياطين عن الحنيفية السمحة التي فطره الله عليها بالشرك. هذا والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
5 - وزيادة في الإيضاح أقول: إن إسلام المرء له طريق يثبت بها وهي قول لا إله إلا الله بشروطها، يقول الله تعالى {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256]، ويقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله" ()، ولا يحكم لشخص بالإسلام إلا أن يثبت منه قول كلمة التوحيد بشرطها الظاهر وهو العمل بمعناها نفيًا وإثباتًا، والذي لم تبلغه الحجة لا يعرف كلمة التوحيد ولا شروطها، يقول تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:52]، والذي لم يعرف كلمة التوحيد ولا شروطها ولا نطق بها ولا عمل بشروطها فكيف يُحكم بإسلامه؟ إن من قال بذلك فقد أعظم على الله الفرية والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
وقد حاول قوم مكابرة وعنادًا أو نصرة للشيطان الرجيم وأوليائه الكافرين إنكار ذلك والرد عليه بنفس الشبهات التي حاولوا بها الرد على المسألة السابقة وهي كما علمنا ليست نصًّا في أي منهما، أي أدلتهم التي ذكروها لم تتناول هذه المسألة ولا تلك بالمرة ولا داعي لتكرارها والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ. <<منقول>>
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:56]ـ
6ـ رسائل ونصوص للشيخ محمد بن عبد الوهاب تدل على أن الشيخ لا يعذر بالجهل ويُسمي من فعل الشرك مشركا ومن المشركين،ويُقصَد باسم الكفر عند الشيخ أحيانا بمعنى الشرك إذا لم تقم عليه الحجة،أما إذا قامت الحجة فيسميه مشركا كافرا، وقد تَعْجَب من هذا وهو التفريق بين أسماء قبل الحجة و أسماء بعدها لكن هذا هو الحق ومذهب أهل السنة كما نقله ابن تيمية راجع الفتاوى 20/ 37 - 38 في صفحتين فيها درر تكتب بماء الذهب كما يقال،وهى طريقة ابن القيم وأئمة الدعوة، وكلهم ونقلوا الإجماع عليه كما سوف ترى ذلك كثيرا إن شاء الله إذا استكملت القراءة إلى آخر كلام أئمة الدعوة،
والآن نعود إلى النصوص هي:
النص الأول:
ما ذكره المصنف في نفس كتابه كشف الشبهات ص9، ط: دار الثقافة للطباعة، حيث قال: " فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه قد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل .. " انتهى. (فلم يمنع من التكفير كونه جاهلا)
النص الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
رسالة في الرد على ابن صباح، ذُكرت في تاريخ نجد تحقيق ناصر الدين الأسد ص468 في الرد على من اتهمه بتهم، ورد على ذلك، إلا أنه قال في أثنائها: "الحمد لله، أمَّا بعد: فما ذكره المشركون (لاحظ هنا سماهم مشركين) عنّي أنني أنهى عن الصلاة على النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو أني أقول لو أن لي أمراً هدمت قبة النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو أني أتكلم في الصالحين، أو أنهى عن محبتهم، كل هذا كذب وبهتان افتراه عليّ الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل، مثل أولاد شمسان وأولاد إدريس الذين يأمرون الناس أن ينذروا لهم وينخونهم ويندبونهم، كذلك فقراء الشياطين الذين ينتسبون إلى الشيخ عبد القادر وهو منهم بريء كبراءة علي بن أبي طالب من الرافضة، فلما رأوني آمر الناس بما أمرهم به نبيهم -صلى اللَّه عليه وسلم- ألاّ يعبدوا إلا اللَّه وأن من دعى عبد القادر فهو كافر، وعبد القادر منه بريء، وكذلك من نخى الصالحين أو الأولياء أو ندبهم أو سجد لهم ... " انتهى.
والشاهد قوله: " وأن من دعى عبد القادر فهو كافر " فهذا نص بأنه يُكفّر من دعى عبد القادر وأمثاله (ولاحظ أنه وصفه بأنه يعبد عبد القادر ومن فعل الشرك أعطى اسمه،فيُسمى مشركا كافرا)،
ثم قال في آخر الرسالة: " فإذا كان من اعتقد في عيسى بن مريم مع أنه نبي من الأنبياء وندبه ونخاه فقد كفر، فكيف بمن يعتقد في الشياطين كالكلب أبي حديدة وعثمان، الذين في الوادي، والكلب الآخر في الخرج وغيرهم في سائر البلدان ... " انتهى.
والشاهد قوله: " من اعتقد في عيسى بن مريم فقد كفر ".
ثم قال في آخر الرسالة في الاعتقاد في الصالحين: " بل هو عبادة الأصنام من فعله كفر ... " انتهى. (علق الحكم بالفعل والفعل الذي فعله هو عبادة الأصنام،ويستحيل شرعا أن يُسمى عابد الأصنام أو القبور مسلما ولو كان جاهلا)
النص الثالث
موجود في تاريخ نجد ص474 في أوراق كتبها في الرد على ابن سحيم قال فيها: " فإذا كفّرنا من قال إن عبد القادر والأولياء ينفعون ويضرون قال كفّرتم الإسلام، وإذا كفّرنا من يدعو شمساناً وتاجاً وحطّاباً قال كفّرتم الإسلام ... "انتهى.
والشاهد منه: أن الشيخ يكفّر من عَبَد عبد القادر، ويكفّر من دعى شمسان -وهو أحد الصوفية الموجودين في الخرج زمن من المصنف -.
النص الرابع:
وهي رسالة أرسلها إلى محمد بن عيد - أحد علماء ثرمدا - موجودة في تاريخ نجد ص263، قال بعد كلام: " ولكن أقطع أن كفر من عبَد قبة أبي طالب لا يبلغ عُشر كفر المويس وأمثاله ... " انتهى.
والشاهد: أنه قطع بكفر من عبد القبور ولم يعذره بالجهل.
النص الخامس:
رسالة أرسلها إلى الشيخ عبد اللَّه بن عيسى قاضي الدرعية، وهي موجودة في تاريخ نجد الرسالة الرابعة عشر ص324، أرسلها منكراً عليه كيف أشكل عليه تكفير الطواغيت، فقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " فقد ذكر لي أحمد أنه مشكل عليكم الفُتيا بكفر هؤلاء الطواغيت مثل أولاد شمسان وأولاد إدريس، والذين يعبدونهم مثل طالب وأمثاله ... " انتهى
ويتضح من هذا النص تكفيره لمن عبد الطواغيت،بل إنكاره على من لم يكفر الطواغيت،أو من عبد الطواغيت،ولاحظ أنه سماهم طواغيت وسمى طالبا وأمثاله مَنْ يعبد الطواغيت ولايمكن أن يكون من عبد الطواغيت مسلما ولو كان جاهلا فضلا عن كونه موحدا لأن اسم الشرك يتناوله ويصدق عليه)،
النص السادس:
رسالة أرسلها إلى عبد الرحمن بن ربيعة - أحد علماء ثادق - وهي الرسالة العشرون في تاريخ نجد ص341، قال بعد كلام: " فمن عبد اللَّه ليلاً ونهاراً ثم دعا نبياً أو ولياً عند
قبره، فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا اللَّه، لأن الإله هو المدعو، كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر أو غيرهم، وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيره ... " انتهى.
والشاهد: أنه سمّاهم مشركين لمن عبد أصحاب القبور المذكورة وسماهم أيضا أنهم ممن اتخذ الهين اثنين)
النص السابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
رسالة أرسلها إلى سليمان بن سحيم قاضي الرياض، وهي الرسالة التاسعة في تاريخ نجد ص304، قال بعد كلام: " وإنّا كفّرنا هؤلاء الطواغيت أهل الخرج وغيرهم للأمور التي يفعلونها هم، منها أنهم يجعلون آباءهم وأجدادهم وسائط، ومنها أنهم يدعون الناس إلى الكفر، ومنها أنهم يُبغّضون عند الناس دين محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- .... " انتهى.
والشاهد: " أنه كفّر من جعل بينه وبين اللَّه وسائط. وقال في نفس الرسالة ص305 مورداً إشكالاً على ابن سحيم، قال: " وما تقول في الذين اعتقدوا في علي بن أبي طالب مثل اعتقاد كثير من الناس في عبد القادر وغيره ... " انتهى (ولاحظ أنه كفر أهل الخرج بفعل الوسائط فجعل مناط الحكم الفعل و أجرى اسم الفعل عليهم وهو الشرك)
النص الثامن:
رسالة جوابية رداً على اتهامات ضده، موجودة في تاريخ نجد ص274، وهي مجموعة من التهم والأقاويل ضد الشيخ.
أقر الشيخ محمد بن عبد الوهاب ببعضها أنه يقول بها، ومنها: " تكفير الناذر إذا أراد به التقرب لغير اللَّه وأخذ النذور كذلك، ومنها أن الذبح للجن كفر والذبيحة حرام، ولو سمى اللَّه عليها إذا ذبحها للجن، فهذه خمس مسائل كلها حق وأنا قائلها ... " إلى أن قال: " فصار ناس من الضالين يدعون أناساً من الصالحين في الشدة والرخاء مثل عبد القادر الجيلاني، وأحمد البدوي، وعدي بن مسافر، وأمثالهم من أهل العبادة والصلاح ... " ثم ذكر أن أهل العلم أنكروا عبادة الصالحين، إلى أن قال: " وبيّن أهل العلم إن أمثال هذا هو الشرك الأكبر ... " انتهى.
والشاهد: أنه سمى من عبد هذه القبور الثلاثة ضالين، وأنه الشرك الأكبر، إلى أن قال: " فتأمل هذا إذا كان كلامه هذا في علي فكيف بمن ادعى أن ابن عربي وعبد القادر إله ... " انتهى.
النص التاسع:
رسالة أرسلها إلى أحد علماء الأحساء واسمه أحمد بن عبد الكريم، وهي الرسالة الحادية والعشرون في تاريخ نجد ص346.
وكان أحمد بن عبد الكريم الأحسائي لما التبس عليه فعل عباد القبور مع جهلهم،وكان الاحسائي هذا ينكر تكفير المعين لمن عبد القبور لجهله ويُجيز تكفير النوع لا العين أي فعله كفر وشرك وليس هو بمشرك ولا كافر لأنه جاهل، وناقشه الشيخ في رسالة طويلة قال فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "وتأمل تكفير (ابن تيمية) لرؤسائهم فلاناً وفلاناً بأعيانهم، وردتهم ردة صريحة.
و تأمل تصريحه بحكاية الإجماع على ردة الفخر الرازي عن الإسلام مع كونه عند علمائكم من الأئمة الأربعة، هل يناسب هذا لما فهمت من كلامه أن المعين لا يكفر، ولو دعى عبد القادر في الرخاء والشدة، ولو أحب عبد اللَّه بن عون وزعم أن دينه حسن مع عبادته أبي حديدة ... ،
وقال في الرسالة أيضا بعد ذكر من كفره السلف قال: واذكر كلامه في الإقناع وشرحه في الردة كيف ذكروا أنواعا كثيرة موجودة عندكم، ثم قال منصور البهوتي: وقد عمت البلوى في هذه الفرق وأفسدوا كثيرا من عقائد أهل التوحيد نسأل الله العفو والعافية. هذا لفظه بحروفه، ثم ذكر قتل الواحد منهم وحكم ماله هل قال واحد من هؤلاء من الصحابة إلى زمن منصور البهوتي إن هؤلاء يكفر أنواعهم لا أعيانهم الدرر السنية (10/ 63 ـ 74)،فانظر إلى تكفير الشيخ محمد من عَبَد عبد القادر أعلاه،
(والطوائف التي ذكرها البهوتي في باب المرتد هي: أهل الحلول والاتحاد، والرافضة والباطنية والقرامطة)،
النص العاشر:
وهي رسالة في تفسير كلمة التوحيد في مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مجلد العقيدة القسم الأول ص363.
قال الشيخ: " وأنت ترى المشركين من أهل زماننا ولعل بعضهم يدّعي أنه من أهل العلم وفيه زهد واجتهاد وعبادة، إذا مسّه الضر قام يستغيث بغير اللَّه مثل معروف أو عبد القادر الجيلاني،وأجلِّ من هؤلاء مثل زيد بن الخطاب والزبير، وأجلِّ من هؤلاء مثل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فاللَّه المستعان، وأعظم من ذلك أنهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة مثل شمسان وإدريس، ويقال له الأشقر ويوسف وأمثالهم انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشاهد: تسميته لمن عبد هؤلاء بالمشركين حيث قال في أول الرسالة "وأنت ترى المشركين ... " الخ،حيث وصفهم أنهم يستغيثون بغير الله فهل يمكن أن يكونوا مسلمين ويُعطون اسم الإسلام والإيمان وهم يعبدون غير الله هذا مستحيل شرعا فان الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان)،
النص الحادي عشر:
وهذا النص يعتبر هو مسك الختام الذي يوضح المسألة توضيحاً جيداً، يتضح فيها أن الشيخ لا يعذر بالجهل في الشرك الأكبر، وسوف يذكر ذلك في الرسالة، ويُسمى من وقع في الشرك الأكبر جهلاً مشركا إلا في المسائل الخفية، وعبادة القبور هي من المسائل الظاهرة لا الخفية أما التكفير فإذا قامت عليه الحجة وهو من لم تبلغه الدعوة فيكفر وهم الثلاثة، أما غير الثلاثة فقد قامت عليهم الحجة فيلحقهم اسم الشرك والكفر،
وهذه الرسالة كتبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب لبعض تلامذته في الدرعية لمّا كان الشيخ في العيينة في أول دعوته، وتلامذته هم: عيسى بن قاسم، وأحمد بن سويلم، وهي موجودة في تاريخ نجد ص410.
وتعجب الشيخ محمد بن عبد الوهاب كيف يَشُكُّون في تكفير الطواغيت وأتباعهم، وهل قامت عليهم الحجة أم لا؟
وأنكر الشيخ محمد عليهم لما توقفوا في تكفير الطواغيت وأتباعهم لأنهم جهال لم تقم عليهم الحجة فقال ما ذكرت لكم من قول الشيخ (ابن تيميه) كل من جحد كذا وكذا وقامت عليه الحجة وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم هل قامت عليهم الحجة فهذا من العجب كيف تشكون في هذا وقد أوضحته لكم مرارا فإن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية بعيدة أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرّف وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه فإن حجة الله هي القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة.
، ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وبين فهم الحجة، فإن أكثر الكفار والمنافقين لم يفهموا حجة اللَّه مع قيامها عليهم، كما قال تعالى: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) ً.
وقيام الحجة وبلوغها نوع، وفهمهم إياها نوع آخر، وكفرهم ببلوغها إياهم وإن لم يفهموها نوع آخر .. "،
ثم ذكر أناساً قامت عليهم الحجة لكن لم يفهموها، فذكر الخوارج، وذكر الغالية الذين حرّقهم علي، وذكر غلاة القدرية، ثم قال: " وإذا علمتم ذلك فهذا الذي أنتم فيه، وهو الشك في أناس يعبدون الطواغيت ويعادون دين الإسلام ويزعمون أنه ردة لأجل أنهم ما فهموا ... " انتهى. –
وخلاصة هذه الرسالة:
أن الشيخ أنكر على بعض طلابه التوقف في تكفير (لاحظ لفظ التكفير) الجهال بحجة أنهم ما فهموا ولأنهم جهال، وأن هذا غلط، وأفاد طلابه ألاّ يتوقفوا في تكفير الجهال إلا ثلاثة: من كان حديث عهد بإسلام، ومن نشأ وعاش في بادية وفي بعض رسائله أضاف شخصاً آخر وهو من نشأ وعاش في بلاد الكفر، وفي المسائل الخفية، وبيّن لهم أن عبادة القبور ليست من المسائل الخفية،
ويجب أن يُفهم أن الشيخ محمد قال بعدم تكفير الثلاثة فنفى عنهم لحوق اسم الكفر لأن هؤلاء الثلاثة لم يسمعوا الحجة ولم تبلغهم أما اسم الشرك واسم المشركين فيلحق هؤلاء الثلاثة ويُسمون مشركين وعابدي غير الله واتخذوا مع الله آلهة ويُنفى عنهم اسم الإسلام، كل ذلك يلحقهم لانهم يفعلون الشرك فاسمه يتناولهم ويصدق عليهم،
أما اسم الكفر وأحكام الكفار من القتل والتعذيب فلا يلحقهم لأنه لم تقم عليهم الحجة،لأن الكفر معناه جحد أو تكذيب للرسول فيكون أتاه خبر الرسول ثم جحده أو كذبه أو عانده أو تولى عنه أو أعرض،ومعنى أتاه خبر الرسول أي قامت عليه الحجة،أما اسم الشرك فهو عبادة غير الله وليس له ارتباط بالحجة كما قال ابن تيمية في الفتاوى 20/ 38 - 37 وهو مبحث مهم جدا قال اسم المشرك يثبت قبل الرسالة (أي قبل الحجة) لأنه يشرك بربه ويعدل به،ويجب أن تفهم أن الشيخ إذا قال لا أكفر كذا وكذا أنه ينفي اسم الكفر فقط (وانتبه لهذا التفقيط) لكن لا يلزم لمن نفى عنه التكفير أنه مسلم أو يُعطى حكم الإسلام أو المسلمين فلا لأن الشيخ يفرق بين ذلك،
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد استعرضنا لنصوص الشيخ محمد بن عبد الوهاب اتضح أن الشيخ يكفر بالجهل بعد ظهور دعوته إلا أشخاصاً معينين لا يكفرهم لكن لا يسميهم مسلمين أو موحدين بل مشركين كأهل البادية وحد ثاء العهد ومن عاش ونشا في بلاد الكفر، وأنه لا يعذر ما عدا ذلك في اسم الكفر أما اسم الشرك لمن يفعله فلا يعذر أحدا لا الثلاثة ولاغيرهم
ويتضح أيضاً أن النصوص التي يفهم منها عدم التكفير أنها تحمل على أنه لم تبلغه الحجة ولكي يتضح الأمر أكثر فأكثر،
ننقل كلام الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن وهو من أحفاد الشيخ، حيث تعرّض الشيخ إسحاق لهذه القضية في كتابه (تكفير المعين) ص16، ولا غريب فإن أولى الناس أن يفهموا كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب هم طلابه وأحفاده وهم يدركون علم الشيخ أكثر من غيرهم، فقال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بعد كلام: " فنذكر من ذلك شيئاً يسيراً لأن المسألة وِفَاقِيَّةٌ، والمقام مقام اختصار. فلنذكر من كلامه ما ينبهك على الشبهة التي استدل بها من ذكرنا في الذي يعبد قبة الكواز وأن الشيخ توقف في تكفيره، (لاحظ التوقف في اسم التكفير أما كونه مشركا فلم يتوقف الشيخ فيه لأنه سماه يعبد قبة كذا وكذا ولايمكن أن يعبد غير الله ويُسمى مسلما أبدا لأن الإسلام والشرك ضدان لا يجتمعان)، ونذكر أولاً مساق الجواب، وما الذي سيق لأجله وهو أن الشيخ محمداً رحمه اللَّه ومن حكى عنه هذه القصة يذكرون ذلك معذرة له عمّا يدعيه خصومه عليه من تكفير المسلمين، (والشيخ لا يكفر المسلمين لأن كلمة مسلمون كلمة عامة وفيهم من لم تقم عليه الحجة في استحقاق اسم الكفر) وإلا فهي نفسها دعوى لا تصلح أن تكون حجة بل تحتاج لدليل وشاهد من القرآن والسنة ... " إلخ. ثم قال في ص19: " وتوقفه رحمه اللَّه -أي توقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب- في بعض الأجوبة يُحمل على أنه لأمر من الأمور، وأيضاً فإنه كما ترى توقف مرة كما في قوله: (وأمَّا من أخلد إلى الأرض فلا أدري ما حاله) فياللَّه العجب كيف يترك قول الشيخ في جميع المواضع مع دليل الكتاب والسنة وأقوال ابن تيمية وابن القيم، كما في قوله: من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة" ويقبل في موضع واحد مع الإجمال ... " انتهى.
ومن كلام الشيخ إسحاق يمكن أن نستخلص أمورا:
الأمر الأول: أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إذا نفى أنه يكفر عبّاد القبور فإنه يقصد بذلك نفي العموم، لان فيهم من لم تقم عليه الحجة مثل الثلاثة فلا يسميهم كفارا لكن اسم الشرك والمشركين يلحقهم لانهم يفعلونه ويصدق عليهم فمن عبد القبور عموما يطلق عليه بالعموم مشرك ولا يُستثنى أحد أما اسم الكفر ففيه تفصيل بالنسبة لعباد القبور حسب قيام الحجة،فالشيخ دقيق في هذه الأسماء ويفرق بينهما باعتبار الحجة كما سوف يأتي أن شاء الله مزيد إيضاح في كلام طلابه صريحا خصوصا كلام الملازمين له،
بمعنى أنه ليس كل فرد عبد القبور يكفر لكن كل فرد عبد القبور يُسمى مشركا بل هناك ثلاثة أفراد يعبدون القبور ولا يكفرون لعدم قيام الحجة لكن ليسوا مسلمين، وهو حديث عهد، ومن عاش ونشأ في البادية، ومن عاش ونشأ في بلاد كفر، وإذا كفّر كل فرد يعبد القبور فسوف يُدخل هؤلاء الثلاثة، وفي هذا الإطار يجب أن يفهم كلامه،
الأمر الثاني أن توقف الشيخ في اسم الكفر لا الشرك في بعض المواضع لأمر ما، لكن ليس هو الأصل.
الفصل الخامس
الإجابة عن الرسائل والنصوص التي احتج بها من لم يفهم كلام الشيخ محمد بن
عبد الوهاب وهى: (سوف نجعل التعليق إن شاء الله بين قوسين أثناء الكلام)
1ـ النص الأول:
رسالة أرسلها إلى الشريف وهي موجودة في كتاب (تاريخ نجد) تحقيق وتهذيب ناصر الدين الأسد ص407، ط: دار الشروق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الرسالة استغرقت صفحتين ونصف في مقدمتها قال الشيخ: " سألني الشريف عمّا نقاتل عليه وعمّا نكفر به الرجل، (لاحظ أن السؤال عن التكفير والقتال) فأجبته: .... " ثم ذكر من يكفره الشيخ وهم أربعة (يأتي في آخر الرسالة سبب التكفير)، ثم بعد ذلك انتقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الرد على شبهةٍ أُثيرت ضده، وهو أنه يكفر بالعموم فألحق هذه المسألة في نفس الرسالة فقال: " وأمَّا الكذب والبهتان فمثل قولهم إنا نكفر بالعموم (لأن التكفير مرتبط بالحجة ولا يُعلم هل الجميع قامت عليهم الحجة أم لا) ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين اللَّه ورسوله، وإن كنا لا نكفر (لاحظ أن النفي للتكفير والقتل له، أما كونه مشركا فنعم لأنه يعبد غير الله لذا قال يعبد الصنم الذي على القبر ومن عبد الصنم لا يُسمى مسلما) من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم (فالجهل مانع من التكفير والقتل والتعذيب لكن ليس مانعا من لحوق اسم الشرك لهؤلاء لأنه سماهم عُبّاد غير الله) فكيف نكفر من لم يشرك باللَّه إذا لم يهاجر إلينا ولم يَكفر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نكفر تلك الأنواع الأربعة لأجل محادتهم لله ورسوله، (لانهم عرفوا،ومن حاد وعاند فقد قامت عليه الحجة فيستحق اسم الكفر) فرحم اللَّه امرأ نظر لنفسه وعرف أنه ملاق اللَّه الذي عنده الجنة والنار، وصلى اللَّه على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ... " انتهى بحروفه.
والشاهد من قوله: " وإن كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم ". (ونفي التكفير ليس معناه إعطاء اسم (مسلم) أو تسميته مسلما بل هو مشرك جاهل)
النص الثاني:
رسالة قديمة أرسلها وهو في العيينة وكانت في أول الدعوة إلى السويدي العراقي واسمه عبد الرحمن بن عبد اللَّه، وهو أحد علماء أهل العراق، موجودة في تاريخ نجد ص320
وهي رسالة رد بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب على بعض تساؤلات السويدي، وكان السويدي سأل الشيخ عمّا يقول فيه الناس حيث أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يُتهم بتهم منها أنه يكفر جميع الناس (سبق أن تكلمنا عن هذا التعميم في الرسالة التي قبلها)، فرد الشيخ على هذه التهمة وقال ما نصه: " منها - أي من التهم التي أتهم بها الشيخ محمد وأنكرها- ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة ويا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم أو كافر؟ أو عارف أو مجنون؟ ". ثم رد على تهمة هدم قبة النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومسألة إحراق كتاب (دلائل الخيرات)، ثم عاد للرد على تهمة التكفير بالعموم فقال: " وأمَّا التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفره (لاحظ لأنه عرف وجحد فاستحق اسم الكفر لان الكفر هو الجحود وهذا جحد)، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك ... " انتهى. (أي ليسوا جاحدين بل أكثرهم إما جهال أو متأولين ولكن لا ينفعهم ذلك في باب الشرك) فقوله: " فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه "، وهذه صفة المعاند، وهذه الرسالة - رسالة السويدي - ذُكرت في كتاب مصباح الظلام في ص43،
النص الثالث:
رسالة أرسلها إلى محمد بن عيد - أحد علماء مدينة ثر مدا - وهي موجودة في تاريخ نجد ص263، وهي رسالة طويلة استغرقت سبع صفحات وهي رسالة جوابية رد بها الشيخ على رسالة لمحمد بن عيد.
ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بدايتها أنه عُرف بأربع مسائل وسرد المسائل الأربعة وهي:
1 - أنه بيّن التوحيد.
2 - بيان الشرك.
3 - أنه يكفر من بان له التوحيد. (لاحظ كلمة بان له أي أنه لا يكفر إلا من عرف وبان له لأن التكفير مرتبط بالحجة ولم يقل أنه ليس مشركا إذا فَعَل الشرك،فالشرك لا يرتبط بكلمة ـ بان له ـ)،
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - أنه يأمر بقتال من بان له التوحيد (لاحظ وأيضا القتل والقتال مرتبط بالحجة) والشاهد من ذلك أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لما قال أنه يكفر من بان له التوحيد قال ما نصه: " والثالثة: تكفير من بان له أن التوحيد هو دين اللَّه ورسوله ثم أبغضه، ونفّر الناس عنه وجاهد من صدق الرسول فيه ومن عرف الشرك، وأن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بُعث لإنكاره وأقر بذلك ليلاً ونهاراً ثم مدحه وحسّنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم، وأمَّا ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين اللَّه ورسوله ... "انتهى.
فيُلاحظ من كلام الشيخ خصوصاً السطر الأخير وبالتحديد قوله: " أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة " (فالجاهل الذي لم تقم عليه الحجة (فاعل الشرك) لا يكفر ولكن لا يسمى مسلما ولا موحدا وفرق بين مسمى الكفر ومتعلقاته وبين مسمى الشرك ومتعلقاته وكما قال ابن تيمية إن الله فرق بين أسماء وأحكام بين ما قبل الرسالة وما بعدها،الفتاوى 20/-37 - 38)
النص الرابع:
ما ذكره عنه بعض تلامذته، فقد ذكر عنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في كتابه مصباح الظلام ص324، حيث تكلم عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقال: " إنه لم يكفر (لاحظ النفي للتكفير فقط) إلا بعد قيام الحجة وظهور الدليل حتى أنه رحمه اللَّه توقف في تكفير الجاهل من عباد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه (ومع أنه لم يكفره فقد سماه عابدا للقبر،ولا يمكن أن يكون عابدا لغير الله ويُسمى مسلما لأن الإسلام والشرك ضدان لا يجتمعان)،
وفي كتاب منهاج التأسيس ص187 قال الشيخ عبد اللطيف: " كان شيخنا يُقرر في مجالسه ورسائله أنه لا يكفر إلا من عرف دين الرسول وبعد معرفته تبين في عداوته. وتارة يقول إذا كنا لا نكفر من يعبد قبة الكواز، ويقول -أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب- في بعضها: وأمَّا من أخلد إلى الأرض واتبع هواه فلا أدري ما حاله ".
وقال -أي الشيخ عبد اللطيف-: " حتى إنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير اللَّه من أهل القبور أو غيرهم، إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها .. (لاحظ أولا أن النفي للتكفير، ثم لاحظ أنه قال في هؤلاء الذين نفى عنهم التكفير أنه قال عنهم يعبد قبة كذا أو يدعو غير الله من أهل القبور فهل يُعقل أن يعبدوا غير الله ويُسميهم مسلمين؟؟)
واما من أخلد إلى الأرض فلم يسمه كافرا ولا مسلما وتوقف فيه لكن أيضا يسميه مشركا لأنه عبد غير الله فاسم الشرك يصدق عليه ويتناوله)،
والخلاصة في كلام الشيخ محمد:
1 ـ أنه لم يُسمِ أي واحد ممن عبد غير الله مسلما أبدا،
2 ـ أنه نفى مسمى الكفر والقتل فقط لاغير،
3ـ أنه وصفهم بأنهم يعبدون غير الله ويدعون غيره، فأثبت لهم صفة المشرك لكن الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة وإن وصفه بكونه مشركا وعابدا لغير الله فلا يسميه ويصفه بالكفر إلا بعد قيام الحجة 0
الفصل السادس
نقولات توضيحية من كلام طلاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
أولا المباشرين له الملازمين له (وفيه أحد عشر نقلا ونصا):
7ـ عن أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحمد بن ناصر قالوا في الدرر 10/ 136 - 138 لما سئلوا أن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا جهلا منه بذلك فلا تكفرونه حتى تقوم عليه الحجة الرسالية فهل لو قتل من هذا حالة قبل ظهورهذه الدعوة موضوع أولا؟
فأجابوا قائلين إذا كان يعمل بالكفر والشرك لجهله أو عدم من ينبهه لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة ولكن لا نحكم بأنه مسلم بل نقول عمله هذا كفر يبيح المال والدم وإن كنا لا نحكم على هذا الشخص لعدم قيام الحجة عليه ولا يقال إن لم يكن كافرا فهو مسلم بل نقول: عمله عمل الكفار وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه متوقف على بلوغ الحجة الرسالية وقد ذكر أهل العلم: أن أصحاب الفترات يمتحنون يوم القيامة في العرصات ولم يجعلوا حكمه حكم الكفار ولا حكم الأبرار، الدرر10/ 137،
8ـ قال الشيخ حسين وعبد الله أبناء محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية 10/ 142 في من مات قبل هذه الدعوة ولم يدرك الإسلام وهذه الأفعال التي يفعلها الناس اليوم ولم تقم عليه الحجة ما الحكم فيه؟،
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجابا أن من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك ويدين به ومات على ذلك فهذا ظاهرة أنه مات على الكفر ولا يدعى له ولا يضحى له ولا يتصدق عليه أما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن كان قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وإن كان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله تعالى.
(هنا أجازوا كونه في الظاهر على الكفر)
9ـ وقال الشيخ عبد العزيز قاضي الدرعية في الرسائل والمسائل النجدية 5/ 576 قال في جواب له لما سئل عن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا جهلا منه بذلك فلا تكفرونه حتى تقوم عليه الحجة؟
فقال إذا كان يعمل بالكفر والشرك لجهله ولعدم من ينبهه لا نحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر يبيح المال والدم وإن كنا لا نحكم على هذا الشخص لعدم قيام الحجة عليه ولا يقال إن لم يكن كافرا فهو مسلم بل نقول عمله عمل الكفار وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه متوقف على بلوغ الحجة الرسالية إليه وقد ذكر أهل العلم أن أصحاب الفترات يمتحنون يوم القيامة في العرصات ولم يجعلوا حكمهم حكم الكفار ولا حكم الأبرار.
10 - أما الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب فله كتاب مستقل في ذلك وهو كتاب الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة وهي في الدرر 10/ 149 في ذكر كلام العلماء المجتهدين أصحاب المذاهب الأربعة فيما يكفر به المسلم ويرتد وأنهم أول ما يبدون في باب حكم المرتد بالكلام في الشرك الأكبر وتكفيرهم لأهله وعدم عذرهم بالجهل،
فذكر كلام الشافعية وذكر منهم ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر في الكبيرة الأولى ونص على عدم العذر بالجهل في قوله بيان الشرك وذكر جملة من أنواعه لكثرة وقوعها في الناس وعلى السنة العامة من غير أن يعلموا (أي جهال) أنها كذلك ونقل كلام النووي في شرح مسلم في الذبح لغير الله تعظيما أنه شرك وصار بالذبح مرتدا (وهذا تعيين لأن المنع من الذبيحة لمعين بها)، ونقل كلام أبي شامة في الباعث،
ونقل كلام صاحب كتاب تبين المحارم في باب الكفر وذكر أنواع من الشرك الأكبر منها من سجد لغير الله أو أشرك بعبادته شيئا من خلقه أنه كفر بالإجماع ويقتل إن أصر على ذلك،ونقل كلام الشيخ قاسم في شرح الدرر فيمن دعاء غير الله أو نذر له وأنه كفر، ومن كلام المالكية نقل كلام أبي بكر الطرطوشي وصرح أن الذي يفعل في زمانه من العمد إلى الشجر ونحوه أنه مثل فعل المشركين،
ثم ذكر كلام الحنابلة، فذكر كلام ابن عقيل في تكفيره من عظم القبور وخاطب الموتى بالحوائج أنهم كفار بذلك، ونقل كلام ابن تيمية وابن القيم ووالده وأطال في ذلك في تكفير من أشرك بالله وعدم عذره بالجهل، اهـ ملخصا
11ـ وقال أيضا في الرسائل والمسائل القسم الأول من الجزء الأول (ص79) قال أما من مات وهو يفعل الشرك جهلا لا عناد فهذا نكل أمره إلى الله تعالى ولا ينبغي الدعاء له والترحم عليه والاستغفار له وذلك لأن كثيرا من العلماء يقولون من بلغه القرآن فقد قامة عليه الحجة كما قال تعالى (لأنذركم به ومن بلغ)
وقد قال قبل ذلك ولكن في أزمنة الفترات وغلبة الجهل لا يكفر الشخص المعين بذلك حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة ويبين له ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله فإذا بلغته الحجة وتليت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ثم أصر على شركه فهو كافر بخلاف من فعل ذلك جهالة منه ولم ينبه على ذلك فالجاهل فعله كفر ولكن لا يحكم بكفره إلا بعد بلوغ الحجة فإذا قامت عليه الحجة ثم أصر على شركه فقد كفر ولو كان يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويصلى ويزكي ويؤمن بالأصول الستة .. وراجع الدرر 10/ 274
(يُتْبَعُ)
(/)
12ـ وقال أيضا الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في الرسائل والمسائل القسم الأول من الجزء الأول ص201، قال لما سئل عن من حلف بغير الله جهلا منه أنه شرك لا عنادا ولا معتقدا أن عظمته تساوي عظمة الله فقال الظاهر أن الذي يجهل مثل ذلك يعذر بالجهل لأن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغ الرسالة إلى أن قال وكذلك إذا فعل شيئا من الشرك غير الحلف جهلا منه وخطأ فإذا نبه على ذلك تنبه وتاب ونزع كما جرى لقوم موسى عليه السلام وكما جرى للصحابة الذين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجعل لنا ذات أنواط وأما من يفعل ذلك جهلا لا عنادا وماتوا عليه قبل أن يبلغهم أنه شرك هل يحكم بإسلامهم ويرجى لهم العفو من الله والمغفرة وينفعهم استغفار الأحياء لهم؟ فهذه المسألة أحسن الأجوبة فيها أن يقال الله أعلم بهم كما قال موسى عليه السلام لما قيل له (فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى).
13 ـ ونقل عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في الدرر 10/ 274 إن سؤال الميت والاستغاثة به في قضاء الحاجات وتفريج الكربات من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله واتفقت الكتب الإلهية والدعوات النبوية على تحريمه وتكفير فاعله والبراءة منه ومعاداته لكن زمن الفترات لا يكفر الشخص المعين بذلك حتى تقوم عليه الحجة الرسالة ويبين له ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبر فان أصر على شركه فهو كافر) باختصار،
14 - قال الشيخ حمد بن ناصر (في الدرر 10/ 336) وأما من كان يعبد الأوثان ومات على ذلك قبل ظهور هذا الدين فهذا ظاهره الكفر وإن كان يحتمل انه لم تقم على الحجة الرسالية لجهله وعدم من ينبهه لأنا نحكم على الظاهر وأما الحكم على الباطن فذلك إلى الله والله تعالى لا يعذب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وأما من مات منهم مجهول الحال فهذا لا نتعرض له ولا نحكم بكفره ولا بإسلامه وليس ذلك مما كلفنا به (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون)
15 ـ وقال أيضا في الدرر 11/ 75 - 77 قال إذا تقرر هذا فنقول إن هؤلاء الذين ماتوا قبل ظهور هذه الدعوة الإسلامية وظاهر حالهم الشرك لا نتعرض لهم ولا نحكم بكفرهم ولا بإسلامهم.فتاوى الأئمة النجدية 3/ 99.
16ـ واعتبر الشيخ حمد بن ناصر أن الرافضة كفار أصليين ولا يُعذرون بالجهل، (الدرر 10/ 335)،
نقولات من كلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن
(وهو من الطلاب الذين درسوا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب مباشرة في أول طلبه للعلم في آخر حياة جده)
وله كتب مستقلة في هذا الباب،فقد عاصر من أثار شبة أن الجهل عذر في الشرك الأكبر أمثال داود بن جرجيس،وعثمان بن منصور وأمثالهم كما سوف يأتي إن شاء الله وله رسائل خاصة وعامة في هذا الباب،
17 ـ فمن كتبه في ذلك:كتاب القول الفصل النفيس في الرد على داود بن جرجيس، و أحيانا يُسمى تأسيس التقديس،
18 ـ كتاب المورد العذب في كشف شبه أهل الضلال (الدرر9/ 128،109ط دار الإفتاء)
19 ـ كتاب إرشاد طالب الهدى في الدرر 8/ 204،
20ـ الرد على ابن منصور في الدرر 9/،،200،194،187
21ـ رسالة في الرد على شبه من الأحساء في الدرر 9/ 151،135ط دار الإفتاء،
22ـ رسالة في شرح أصل الإسلام وقاعدته في مجموعة التوحيد،
23ـ رسالة في التحذير من التكفير في الدرر 9/ 179،163ط دار الإفتاء،
24 ـ قال (في فتاوى الأئمة النجدية 3/ 155) والمقصود: بيان ما كان عليه شيخ الإسلام وإخوانه من أهل السنة والجماعة من إنكار الشرك الأكبر الواقع في زمانهم وذكرهم الأدلة من الكتاب والسنة على كفر من فعل هذا الشرك أو اعتقده فإنه بحمد الله يهدم ما بناه (هذا الجاهل المفتري) على شفا جرف هار.
25 ـ وقال 3/ 162 في جواب لأبن تيمية في الفتاوى المصرية في الفلاسفة بعد ما ذكر ما هم عليه قال فهم أكفر من اليهود ومن النصارى، فعلّق على فتواه فقال ولم يقل شيخ الإسلام أنهم يعذرون بالجهل بل كفرهم وقال أنهم ارتدوا، قال ومن أضمره فهو منافق لا يستتاب عند أكثر العلماء.
26 ـ وقال ويقال وكل كافر قد أخطأ والمشركون لا بد لهم من تأويلات ويعتقدون أن شركهم بالصالحين تعظيم لهم ينفعهم ويدفع عنهم فلم يعذروا بذلك الخطأ ولا بذلك التأويل، فتاوى الأئمة النجدية3/ 168.
(يُتْبَعُ)
(/)
27 ـ ونقل عن ابن القيم في طبقات الناس في الطبقة السابعة عشر طبقة المقلدين وجهال الكفار وأتباعهم قال اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لا يحكم لهؤلاء بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مامن مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ولم يعتبر في ذلك غير المربى والمنشأ على ما عليه الأبوان (وقال فما لم يأت العبد بهذا أي التوحيد فليس بمسلم وإن لم يكن كافرا معاند ا فهو كافر جاهل،قاله في مقلدي الكفار)، فتاوى الأئمة النجدية3/ 170 0
نقولات من كلام الشيخ عبد الله ابا بطين:
وله كتب في عدم العذر في الشرك الأكبر بالجهل،
28ـ ومن كتبه المستقلة في ذلك كتاب الانتصار وهو من أهم الكتب في ذلك وقد رد فيه على داود بن جرجيس وأذنابه في ذلك،
29ـ وله رسائل في تكفير المعين في الشرك الأكبر وعدم عذره بالجهل منها رسالة في الدرر 10/ 360 في تكفير المعين وعدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر،
30 ـ وله رسالة أيضا أرسلها إلى إبراهيم بن عجلان في هذا الموضوع وهو عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر وهي في الدرر 10/ 376 0
31ـ وقال الشيخ أبا بطين أيضا في الدرر السنية 10/ 352 فلا عذر لأحد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في عدم الإيمان به وبما جاء به بكونه لم يفهم حجج الله،
32ـ ونقل عن ابن تيمية في الدرر السنية 10/ 355 أنه لم يتوقف في الجاهل،
33ـ وقال إن من لم يكفر إلا المعاند إذا ارتكب كفرا فهذا مخالف للكتاب والسنة وإجماع الأمة، في الدرر السنية 10/ 359،
34ـ وقال في الدرر السنية 12/ 69 - 70 وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى أو شك في كفرهم ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال.
35 - ونقل الشيخ أبا بطين في مجموعة الرسائل والمسائل 1/ 660، عن القاضي عياض في كتابه الشفاء في فصل بيان ما هو من المقالات كفر إلى أن قال أن كل مقالة صرحت بنفي الربوبية أو الوحدانية أو عبادة غير الله أو مع الله فهي كفر إلى أن قال والذين أشركوا بعبادة الأوثان أو أحد الملائكة أو الشياطين أو الشمس أو النجوم أو النار أو أحد غير الله من مشركي العرب أو أهل الهند أو السودان أو غيرهم إلى أن قال أو أن ثم للعالم صانعا سوى الله أو مدبرا فذلك كله كفر بإجماع المسلمين) فانظر حكاية إجماع المسلمين على كفر من عبد غير الله من الملائكة وغيرهم.
36 - وقال الشيخ أبا بطين في الدرر السنية 12/ 72 - 73، وفي مجموعة الرسائل 1/ 659 قال فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولا أو مجتهدا أو مخطئا أو مقلدا أو جاهلا معذور مخالف للكتاب والسنة والإجماع بلا شك مع أنه لا بد أن ينقض أصله فلو طرد أصله كفر بلا ريب كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك.
37 - وقال أيضا في الدرر 10/ 359 قال فكيف يقول هذا (أي الذي يعذر بالجهل في نواقض التوحيد) في من يشك في وجود الرب سبحانه وتعالى أو في وحدانيته أو يشك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو في البعث بعد الموت فإن طرد أصله في ذلك فهو كافر بلا شك كما قرره موفق الدين أي ابن قدامة في كلامه المتقدم وإن لم يطرد أصله في ذلك فلم لا يعذر بالشك في هذه الأشياء وعذر فاعل الشرك الأكبر المناقض لشهادة إلا إله إلا الله التي هي أصل دين الإسلام بجهله فهذا تناقض ظاهر.
38 - قال أبا بطين في الرسائل والمسائل 2/ 211 - 213 قال أما حكم من مات في زمان الفترات ولم تبلغه دعوة رسول فإن الله سبحانه أعلم بهم واسم الفترة لا يختص بأمة دون أمة كما قال الإمام أحمد في خطبة على الزنادقة والجهمية: الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، ويروى هذا الفظ عن عمر)
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل أبا بطين عن ابن القيم الطبقة الرابعة عشر: قوم لا طاعة لهم ولا معصية ولا كفر ولا إيمان قال وهؤلاء أصناف منهم من لم تبلغه الدعوة بحال ولا سمع لها بخبر ومنهم المجنون الذي لا يعقل شيئا ومنهم الأصم الذي لا يسمع شيئا ومنهم أطفال المشركين الذين ماتوا قبل أن يميزوا فاختلفت الأمة في حكم هذا الطبقة وأختار هو ما اختار شيخه ابن تيميه أنهم يكلفون يوم القيامة ونقل ابابطين عن ابن كثير إن القول بالامتحان إن هذا القول حكاة الأشعري عن أهل السنة.
39ـ وقال أبا بطين في رسالة الانتصار ص11 وأرسل الله جميع الرسل يدعون إلى التوحيد ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفر ولا عذر لمكلف في الجهل بذلك اهـ
40ـ وقال وأول شئ يبدأ به العلماء في باب حكم المرتد الشرك يقولون من أشرك بالله كفر لأن الشرك عندهم أعظم أنواع الكفر ولم يقولوا إن كان مثله لا يجهله35 كما قالوا فيما دونه اهـ.
41 ـ ونقل ابا بطين في الدرر 10/ 392 عن ابن جرير عند تفسير قولة تعالى (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون) قال ابن جرير وهذا يدل على أن الجاهل غير معذور اهـ
42ـ وقال ابا بطين في الدرر السنية 10/ 393 لما نقل حديث عدي ابن حاتم ما عبدناهم وقال صلى الله عليه وسلم (أليس يحلون ما حرم الله فتحلونه .. الحديث) قال أبا بطين فذمهم الله سبحانه وسماهم مشركين مع كونهم لم يعلموا أن فعلهم معهم هذا عبادة لهم فلم يعذروا بالجهل اهـ.
43 ـ وقال لما نقل كلام ابن تيميه الإجماع على أن من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم فيسألهم أنه كافر مشرك يتناول الجاهل37 وغيره اهـ. وانظر الدرر ايضا 10/ 355
44 - وقال أبا بطين في الدرر 12/ 69 - 74، وأيضا 10/ 365) قال فإن كان مرتكب الشرك الأكبر معذورا لجهلة فمن الذي لا يعذر ولازم هذه الدعوة أنه ليس لله حجة على أحد إلا المعاند مع أن صاحب هذه الدعوة لا يمكنه طرد أصلة بل لا بد أن يتناقض فإنه لا يمكن أن يتوقف في من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو شك في البعث أو غير ذلك من أصول الدين والشاك جاهل وقال ولازم هذا أن لا نكفر جهلة اليهود والنصارى والذين يسجدون للشمس والقمر والأصنام لجهلهم ولا الذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار لأنا نقطع أنهم جهال وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى أو شك في كفرهم ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال.
45 – وقال الشيخ أبا بطين في الدرر السنية (10/ 394، 395) قال: وقولك حتى تقوم عليهم الحجة الرسالية من إمام أو نائبه معناه أن الحجة الإسلامية لا تقبل إلا من إمام أو نائبة وهذا خطأ فاحش لم يقله أحد من العلماء بل الواجب على كل أحد قبول الحق ممن قاله كائنا من كان ومقتضى هذا أن من ارتكب أمرا محرما شركا فما دونه بجهل وبين له من عنده علم بأدلة الشرع أن ما ارتكبه حرام وبين له دليله من الكتاب والسنة أنه لا يلزمه قبوله إلا أن يكون ذلك من إمام أو نائبه وأن حجة الله لا تقوم عليه إلا أن يكون ذلك من الإمام أو نائبه وأظنك سمعت هذا الكلام من بعض المبطلين وقلدته فيه ما فطنت لعيبه وإنما وظيفة الإمام أو نائبه إقامة الحدود واستتابة من حكم الشرع بقتله كالمرتد في بلاد الإسلام وأظن هذه العبارة مأخوذة من قول بعض الفقهاء في تارك الصلاة أنه لا يقتل حتى يدعوه الإمام أو نائبه إلى فعلها والدعاء إلى فعل شيء غير بيان الحجة على خطئه أو صوابه أو كونه حقا أو باطلا بأدلة الشرع فالعالم مثلا يقيم الأدلة الشرعية على وجوب قتل تارك الصلاة ثم الإمام أو نائبه يدعوه إلى فعلها ويستتيبه اهـ.
46 – وقال الشيخ أبا بطين في مجموعة الرسائل والمسائل، 1/ 657، (في رسالة له في تكفير المعين الذي أشرك بالله ولو جاهلا) قال: فالأمر الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع العلماء على أن مثل الشرك بعبادة الله غيره سبحانه كفر فمن ارتكب شيئا من هذا النوع أو حسنه فهذا لا شك في كفره ولا بأس بمن تحققت منه أشياء من ذلك أن تقول كفر فلان بهذا الفعل ويبين هذا أن الفقهاء يذكرون في باب حكم المرتد أشياء كثيرة يصير بها المسلم مرتدا كافرا ويستفتحون هذا الباب بقولهم: من أشرك بالله فقد كفر وحكمه أنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، والاستتابة إنما تكون مع معين،
(يُتْبَعُ)
(/)
47ـ وقال فيها أيضا: وكلام العلماء في تكفير المعين كثير وأعظم أنواع هذا الشرك عبادة غير الله وهو كفر بإجماع المسلمين ولا مانع من تكفير من اتصف بذلك لأن من زنا قيل فلان زان ومن رابا قيل فلان رابا. اهـ وانظر مجموعة المسائل 1/ 657
48ـ وقال الشيخ أبا بطين في الدرر10/ 401 قال: نقول في تكفير المعين ظاهر الآيات والأحاديث وكلام جمهور العلماء يدل على كفر من أشرك بالله فعبد معه غيره ولم تفرق الأدلة بين المعين وغيره قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) وقال تعالى (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وهذا عام في كل واحد من المشركين، وجميع العلماء في كتب الفقه يذكرون حكم المرتد وأول ما يذكرون من أنواع الكفر والردة الشرك فقالوا: إن من أشرك بالله كفر ولم يستثنوا الجاهل، ومن زعم لله صاحبه أو ولدا كفر ولم يستثنوا الجاهل، ومن قذف عائشة كفر، ومن استهزأ بالله أو رسله أو كتبه كفر إجماعا لقوله تعالى (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) ويذكرون أنواعا كثيرة مجمعا على كفر صاحبها ولم يفرقوا بين المعين وغيره ثم يقولون: فمن ارتد عن الإسلام قتل بعد الاستتابة، فحكموا بردته قبل الحكم باستتابته، فالاستتابة بعد الحكم بالردة والاستتابة إنما تكون لمعين ويذكرون في هذا الباب حكم من جحد وجوب واحدة من العبادات الخمس أو استحل شيئا من المحرمات كالخمر والخنزير ونحو ذلك أو شك فيه يكفر إذا كان مثله لا يجهله ولم يقولوا ذلك في الشرك ونحوه مما ذكرنا بعضه بل أطلقوا كفره ولم يقيدوه بالجهل ولا فرقوا بين المعين وغيره وكما ذكرنا أن الاستتابة إنما تكون لمعين، وهل يجوز لمسلم أن يشك في كفر من قال إن لله صاحبة أو ولدا أو إن جبريل غلط في الرسالة أو ينكر البعث بعد الموت أو ينكر أحدا من الأنبياء؟ وهل يفرق مسلم بين المعين وغيره في ذلك ونحوه وقد قال صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه، وهذا يعم المعين وغيره، وأعظم أنواع تبديل الدين الشرك بالله وعبادة غيره .. إلى أن قال ونحن نعلم أن من فعل ذلك (الشرك) ممن ينتسب للإسلام أنه لم يوقعهم في ذلك إلا الجهل، فلو علموا أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد وأنه من الشرك الذي حرم الله لم يقدموا عليه، فكفرهم جميع العلماء ولم يعذروهم بالجهل كما يقول بعض الضالين: إن هؤلاء معذورون لأنهم جهال .. إلى أن قال: وأما قول الشيخ (ابن تيمية): ولكن لغلبة الجهل في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيره .. الخ فهو لم يقل انهم معذورون لكن توقف منه في إطلاق الكفر عليهم قبل التبيين فيجمع بين كلامه بأن يقال: إن مراده إننا إذا سمعنا من إنسان كلام كفر أو وجدناه في كلام بعض الناس المنظوم أو المنثور إننا لا نبادر في تكفير من رأينا منه ذلك أو سمعناه حتى نبين له الحجة الشرعية، هذا مع قولنا إن هؤلاء الغلاة الداعين للمقبورين أو الملائكة أو غيرهم الراغبين إليهم بقضاء حوائجهم مشركون كفار.
49 – وقال أبا بطين في الدرر (10/ 360، 375) قال: إن قول الشيخ تقي الدين: إن التكفير والقتل موقوف على بلوغ الحجة يدل من كلامه على أن هذين الأمرين وهما التكفير والقتل ليسا موقوفين على فهم الحجة مطلقا بل على بلوغها ففهمها شيء وبلوغها شيء آخر، فلو كان هذا الحكم موقوفا على فهم الحجة لم نكفر ونقتل إلا من علمنا أنه معاند خاصة، وهذا بين البطلان بل آخر كلامه رحمه الله يدل على أنه يعتبر فهم الحجة في الأمور التي تخفى على كثير من الناس وليس فيها مناقضة للتوحيد والرسالة كالجهل ببعض الصفات
وأما الأمور التي هي مناقضة للتوحيد والإيمان بالرسالة فقد صرح رحمه الله في مواضع كثيرة بكفر أصحابها وقتلهم بعد الاستتابة ولم يعذرهم بالجهل مع أننا نتحقق أن سبب وقوعهم في تلك الأمور إنما هو الجهل بحقيقتها فلو علموا أنها كفر تخرج من الإسلام لم يفعلوها ...
ثم ذكر أمثلة في كل من غلا في نبي أو صالح فجعل فيه نوعا من الألوهية .. إلى أن قال: ونحو هذه الأقوال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل .. ،
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن قال: فانظر إلى قول ابن تيمية لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقل حتى يتبين لهم ونتحقق منهم المعاندة بعد المعرفة .. إلى أن قال: فانظر إلى تفريقه بين المقالات الخفية والأمور الظاهرة فقال في المقالات الخفية التي هي كفر: قد يقال أنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها ولم يقل ذلك في الأمور الظاهرة فالأمر ظاهر في الفرق بين الأمور الظاهرة والخفية فيكفر بالأمور الظاهرة حكمها مطلقا وبما يصدر منها من مسلم جهله كاستحلال محرم أو فعل أو قول شركي بعد التعريف، ولا يكفر بالأمور الخفية جهلا كالجهل ببعض الصفات فلا يكفر الجاهل بها مطلقا وإن كان بها داعية كقوله للجهمية: انتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال.
وقوله عندي يبين أن عدم تكفيرهم ليس أمرا مجمعا عليه لكنه اختياره، وقوله في هذه المسألة خلاف المشهور في المذهب، فإن الصحيح من المذهب تكفير المجتهد الداعي إلى القول بخلق القران أو نفي الرؤية أو الرفض ونحو ذلك وتفسيق المقلد،
قال المجد: الصحيح أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية فإنا نفسق المقلد فيها كمن يقول بخلق القران أو أن علم الله مخلوق أو أن أسماءه مخلوقة أو أنه لا يرى في الآخرة أو يسب الصحابة تدينا أو أن الإيمان مجرد اعتقاد وما أشبه ذلك، فمن كان عالما بشيء من هذه البدع يدعو إليه ويناظر عليه فهو محكوم بكفره نص أحمد على ذلك في مواضع ,. اهـ انظر كيف حكموا بكفرهم مع جهلهم والشيخ رحمه الله يختار عدم كفرهم ويفسقون عنده،
ونحوه قول ابن القيم رحمه الله فإنه قال: وفسق الاعتقاد كفسق أهل البدع الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ويحرمون ما حرم الله ويوجبون ما أوجب الله ولكن ينفون كثيرا مما أثبت الله ورسوله جهلا وتأويلا وتقليدا للشيوخ ويثبتون مالم يثبته الله ورسوله كذلك، وهؤلاء كالخوارج المارقة وكثير من الروافض والقدرية والمعتزلة وكثير من الجهمية الذين ليسوا غلاة في التجهم، وأما غلاة الجهمية فكغلاة الرافضة ليس للطائفتين في الإسلام نصيب ولذلك أخرجهم جماعة من السلف من الثنتين والسبعين فرقة وقالوا: هم مباينون للملة اهـ انتهى كلام ونقل ابا بطين.
قلت: والأقرب التفريق بين زمن ابن تيمية وزمن من قبله من حيث ظهور الحجة وظهور العلم والاختلاف في الاختيارين سببه الاختلاف في الزمانين.وزمن ابن تيمية زمن غلبة جهل وزمن فترة،
نقولات من كلام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ
وله كتب في هذا الشأن حيث عاصر أناسا يرون العذر بالجهل في الشرك الأكبر
50ـ ومن أعظم كتبه في ذلك كتاب منهاج التأسيس في الرد على داود بن جرجيس
وله رسائل في ذلك موجودة في الدرر، و مجموع الرسائل نذكر منها مقتطفات إن شاء الله 51ـ قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن (أهل العلم والإيمان لا يختلفون في أن من صدر منه قول أو فعل يقتضي كفره أو شركه أو فسقه أنه يحكم عليه بمقتضى ذلك وإن كان يقر بالشهادتين) الرسائل والمسائل 3/ 225،
52– قال الشيخ عبد اللطيف في الدرر السنية (12/ 260، 264) قال: وأما إن كان المكفر لأحد من هذه الأمة يستند في تكفيره له إلى نص وبرهان من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد رأى كفرا بواحا كالشرك بالله وعبادة ما سواه والاستهزاء به تعالى أو آياته أو رسله أو تكذيبهم أو كراهية ما أنزل الله من الهدى ودين الحق أو جحد صفات الله تعالى ونعوت جلاله ونحو ذلك، فالمكفر بهذا وأمثاله مصيب مأجور مطيع لله ورسوله .. إلى أن قال: والتكفير بترك هذه الأصول وعدم الإيمان بها من أعظم دعائم الدين يعرفه كل من كانت له نهمة في معرفة دين الإسلام ... وقال: وما نقله القاضي عن مالك من حمله الحديث عن الخوارج موافق لإحدى الروايتين عن أحمد في تكفير الخوارج واختارها طائفة من الأصحاب وغيرهم لأنهم كفروا كثيرا من الصحابة واستحلوا دمائهم وأموالهم متقربين بذلك إلى الله فلم يعذروهم بالتأويل الباطل لكن أكثر الفقهاء على عدم كفرهم لتأويلهم وقالوا: من استحل قتل المعصومين وأخذ أموالهم بغير شبهة ولا تأويل كفر وإن كان استحلالهم ذلك بتأويل كالخوارج لم يكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
53– وقال الشيخ عبد اللطيف في منهاج التأسيس ص 315: إن كلام الشيخين (ابن تيمية وابن القيم) في كل موضع فيه البيان الشافي أن نفي التكفير بالمكفرات قوليها وفعليها فيما يخفى دليله ولم تقم الحجة على فاعله وأن النفي يراد به نفي تكفير الفاعل وعقابه قبل قيام الحجة وأن نفي التكفير مخصوص بمسائل النزاع بين الأمة وأما دعاء الصالحين والاستغاثة بهم وقصدهم في الملمات والشدائد فهذا لا ينازع مسلم في تحريمه أو الحكم بأنه من الشرك الأكبر وتقدم عن الشيخ (بن تيمية) أن فاعله يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
54– وقال الشيخ عبد اللطيف في المنهاج (ص 320) قال: وكيف لا يحكم الشيخان (ابن تيمية وابن القيم) على أحد بالكفر أو الشرك وقد حكم به الله ورسوله وكافة أهل العلم وهذان الشيخان يحكمان أن من ارتكب ما يوجب الكفر والردة والشرك يحكم عليه بمقتضى ذلك وبموجب ما اقترف كفرا أو شركا أو فسقا إلا أن يقوم مانع شرعي يمنع من الإطلاق وهذا له صور مخصوصة لا يدخل فيها من عبد صنما أو قبرا أو بشرا أو مدرا لظهور البرهان وقيام الحجة بالرسل اهـ.
نقولات من كلام الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن
55ـ وله رسالة عظيمة اسمها (تكفير المعين) في عدم العذر بالجهل وأنه من البدع المحدثة التفريق بين القول والقائل في الشرك الأكبر،وكل النقل الآتي كله من هذه الرسالة،وقد ابتلي في عصره بطائفة من أهل الاحساء تعذر بالجهل وينتسبون إلى طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فبين أنهم ليسوا على طريقة الشيخ محمد ولا ابن تيمية ولا ابن القيم ولا غيرهم من السلف ونقل أكثر من إجماع في ذلك،
56 - ومن رسالة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن في حكم تكفير المعين قال فقد بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعي العلم والدين وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب أن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الأخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي صلى الله عليه وسلم و استغاث به فقال له الرجل لا تطلق عليه الكفر حتى تعرفه، فتاوى الأئمة النجدية 3/ 116.
57ـ وقال أيضا في كتابه وذلك أن بعض من أشرنا إليه باحثته عن هذه المسألة فقال نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك واعتبر أن هذا القول بدعه ثم قال وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستندهم فقال: نكفر النوع ولا نعين الشخص إلا بعد التعريف ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد (قدس الله روحه) على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكواز وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبه،قال ذلك إسحاق على وجه الإنكار على هذا القول الباطل،
58ـ وقال ومسألتنا هذه وهي: عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة، وهي أصل الأصول وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وقامت على الناس الحجة بالرسول وبالقرآن وهكذا تجد الجواب من أئمة الدين في ذلك الأصل عند تكفير من أشرك بالله فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل لا يذكرون التعريف في مسائل الأصول إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفي دليلها على بعض المسلمين كمسائل نازع بها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة أو في مسألة خفية: كالصرف والعطف، وكيف يعرفون عباد القبور وهم ليسوا بمسلمين ولا يدخلون في مسمى الإسلام وهل يبقى مع الشرك عمل.
59ـ وقال (ومن يشرك بالله فقد حبط عمله) إلى غير ذلك من الآيات ولكن هذا المعتقد يلزم منه معتقد قبيح وهو: أن الحجة لم تقم على هذه الأمة بالرسول والقرآن نعوذ بالله من سوء الفهم الذي أوجب لهم نسيان الكتاب والرسول.
60ـ وقال وهذه الشبهة التي ذكرنا قد وقع مثلها أو دونها لأناس في زمن الشيخ محمد رحمه الله ولكن من وقعت له يراها شبهة ويطلب كشفها وأما من ذكرنا فإنهم يجعلونها أصلا ويحكمون على عامة المشركين بالتعريف ويجهّلون من خالفهم فلا يوفقون للصواب
61ـ وقال فتأمل قوله في: تكفير هؤلاء العلماء وفي كفر من عبد الوثن الذي على قبر يوسف وأنه صريح في كلام ابن القيم رحمه الله وفي حكايته عن صاحب الرسالة وحكم عليه بآية المنافقين وأن هذا حكم عام. وقال ثم تجد كثيرا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأنواع: فكانوا مرتدين وكثيرا تارة يرتد عن الإسلام ردة صريحة إلى أن قال: وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف في الردة كما صنف: الرازي في عبادة الكواكب وهذه الردة عن الإسلام باتفاق المسلمين (أي ولم يعذره بالتأويل،والتأويل مثل الجهل في الأحكام بل ما أول إلا جاهل)
62ـ وقال ثم تأمل كلام شيخ الإسلام في حكمه عليهم بالكفر وهل قال: لا يكفرون حتى يعرفوا أو لا يسمون: مشركين بل فعلهم شرك كما قال من أشرنا إليه.
63ـ وقال ثم تأمل حكاية الشيخ عن شيخ الإسلام في كلامه على المتكلمين ومن شاكلهم: وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال أنه مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر تاركها حتى يعرف لكن يكون ذلك في الأمور الظاهرة إلى أن قال: إن اليهود والنصارى والمشركين يعلمون أن محمدا بعث بها وكفر من خالفها مثل: أمره بعبادة الله وحده لا شريك له ونهيه عن عبادة أحد سواه من النبيين والملائكة ثم تجد كثيرا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأنواع فكانوا مرتدين إلى أن قال الشيخ: فتأمل كلامه في التفرقة بين المقالات الخفية وبين ما نحن فيه في كفر المعين وتأمل تكفيره رؤسائهم فقف وتأمل كما قال الشيخ. وقال وقد ذكر الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله تعالى في شرح التوحيد في مواضع منه: أن من تكلم بكلمة التوحيد وصلى وزكى ولكن خالف ذلك بأفعاله وأقواله من دعاء الصالحين والاستغاثة بهم والذبح لهم أنه شبيه باليهود والنصارى في تكلمهم بكلمة التوحيد ومخالفتهم،
<<منقول>>
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 10:03]ـ
في ذكر دلالة القياس
بعد ذكر الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع وأقوال أهل العلم على عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر، نذكر ما دل عليه القياس في ذلك وهو نوعان قياس الأولى،وقياس الشبه
أولا: قياس الأولى:
1ـ إجماع الصحابة على كفر مسيلمة وأتباعه بأعيانهم وعدم عذرهم بالجهل لما ادعى أنه شريك للرسول في النبوة،ووجه القياس عدم عذره في هذه المشاركة فكيف بمن ادعى مشاركة الله في عبادته هو وأتباعه،هذا من باب أولى،
2ـ الإجماع على كفر المختار الثقفي وأتباعه لما ادعى المشاركة في النبوة، كما قلنا في مسيلمة وأتباعه، هذا من باب أولى،
3ـ إجماع الصحابة على عدم عذر مانعي الزكاة بالجهل لأنهم منعوا حقا من حقوق لااله إلا الله،فأولى منه من امتنع عن لااله إلا الله التي هي الأصل،
4ـ عدم عذر من نكح امرأة أبيه بالإجماع بالجهل بل لم يُستفسر منه لأن الأمر سيان في ذلك، لأنه غير ملتزم لحقوق لااله إلا الله فكيف بالإله إلا الله،
ثانيا: قياس الشبه:
1ـ أجمع السلف على كفر أهل الحلول والاتحاد، لأنهم ادعوا أن الله قد حل في بعض خلقه تعالى الله عن ذلك،فكذلك يشبهه من ادعى أن الألوهية حلت في الصالحين فعبدهم،
2ـ إجماع السلف على كفر المشبهة الذين شبهوا الله بخلفه في الأسماء أو الصفات فمثله من شبه أحدا من خلق الله بالله في وصف الألوهية له فعبده من دون الله،
3ـ إجماع السلف على كفر الجهمية المعطلة وكفر القدرية منكري ومعطلي صفة العلم لله فيشبهه من عطل صفة الألوهية عن الله وأعطاها بعض خلق الله،
4ـ قياسه قياس شبة على من استهزاء بالله فانه بالإجماع كافر ولا يعذر بجهله والمشرك بإشراكه مستهزئ بالله كما قال السلف قال تعالى (وسبحان الله وما أنا من المشركين)
الفصل الثامن
في اللوازم الباطلة:
يلزم على القول بالعذر بالجهل في الشرك الأكبر لوازم باطلة منها
1ـ يلزم إعذار جهلة اليهود والنصارى وعوامهم،وهذا خلاف الإجماع،
2ـ يلزم إعذار أهل الفترات أو بعضهم لجهلهم وهذا خلاف الإجماع،
3ـ يلزم إعذار جهلة المنافقين وعوامهم وهذا خلاف إجماع السلف
4ـ يلزم إعذار كل من أنكر ربوبية الله جهلا وهذا خلاف إجماع السلف
5ـ يلزم إعذار من أنكر علم الله جهلا أو تأويلا، وهذا خلاف إجماع السلف
6ـ يلزم إعذار من عطل أسماء الله أو صفاته جهلا من الجهمية وهذا خلاف إجماع السلف،
7ـ يلزم على هذا القول أن الحجة لم تقم على أحد من هذه الأمة لا بالرسول ولا بالقرآن
قال الشيخ ابن سحمان في توضيح بطلان اللوازم السابقة قال في كتابه كشف الشبهتين (فإن المنع من التكفير والتأثيم بالخطأ في هذا كله (أي الشرك الأكبر) رد على من كفر معطلة الذات ومعطلة الربوبية ومعطلة الأسماء والصفات ومعطلة إفراده تعالى بالإلهية والقائلين بأن الله لا يعلم الكائنات قبل كونها كغلاة القدرية ومن قال بإسناد الحوادث إلى الكواكب العلوية ومن قال بالأصلين النور والظلمة، فإن من التزم هذا كله فهو أكفر وأضل من اليهود والنصارى،اهـ 0
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
<<منقول>>
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 12:35]ـ
أخي الحبيب
ليس من الانصاف ان تترك نقاشا في مسالة ثم تتجاهل المناقش وتفتح موضوعا جديدا في نفس المسالة علما بأني لما لم أجد ردا على كلامي منك لم اتبعك وتركتك وشانك وهذا على الرابط: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6060
... وكان من اللياقة أن ترد او تخبرني على الاقل بعدم رغبتك في متابعة الحوار ....
وفي هذا الموضوع بارك الله فيك:
اقول ليس من الإنصاف أيضا ان تأتي باراء من يذهبون وجهتك في تقيمهم لموقفي ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهم الله ولعلك تعلم أن غيرهم من أهل العلم قد ذهب في تقيم موقفهم على خلاف ما ذكرته هنا!
فمثلا الشيخ مدحت آل فراج في كتابه العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي وقد قدم له العلامة ابن جبرين قد ذهب في تقييم موقف هذين العالمين بخلاف ما تفضل به من ذكرتهم وكذا الشيخ أبو العلا راشد في كتابه عارض الجهل وقد قدم له الشخ الفوزان وغيرهم أيضا ....
علما اني قد ذكرت لك سابقا أنه ليس من المسلك العلمي الصحيح ما تتبعه في تقرير المسالة أن تذكر نقولات بعض العلماء وانت تعلم يقينا أن غيرهم يخالفهم في ذلك ويمكن للمخالف ان يذكر نقولاتهم في مقابل نقولاتك وليس أحدهم أولى من الاخر في الاتباع أو حتى التقليد فكلهم علماء أجلاء وسيظل الامر هكذا ...
والله الموفق
أخي الحبيب إن كان هذا التصرف قد أزعجك وهو عدم مشاركتي في موضوع الأخ الغندر وإفراد الموضوع فأنا أعتذر لك ..
الأمر الآخر أنني جمعت هذه المقالة من الكتب آنفة الذكر ورأيت أنها مذهب الشيخ من غير تجاهل مني للفضلاء الذين سميتهم إلا أني اعتقد أنهم ما أصابوا في منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب وابن تيمية رحمهم الله .. وهذا رأيي.
وعضدته بذكر هذه البحوث لأنها بحوث جامعية ومحكمة وقام على الأشراف عليها بعض أهل الفضل والعلم، وأقل ما يقال في المسألة أنها خلافية في تفسير كلام إمام الدعوة!
و لا يقال كما يحاول الترويج له أن المخالف فيها مرجئ! ولا أنها من المسائل اليسيرة و الخلاف فيها محسوم!!!
أكرر اعتذاري أيها الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 11:24]ـ
الاخ المكرم ابو الحسن وفقه الله
بارك الله فيك
وما زلت أشدد على يدك ويدي نفسي وإخواني أن تقرير المسائل من خلال النقولات عن أهل العلم خاصة وان السياق لا يتناولها اصالة ليس من التحقيق العلمي الواجب في تقرير مثل هذه المسائل، ولو أن للعالم مبحثا او كتابا يخص هذ المسالة ويدلل عليها بادلة الشرع لكان هذا من اجود ما يكون واقطع في تقرير رايه ومذهبه في المسالة، أما وأن المسالة ليست كذلك فتقرير المسائل من خلال كلامهم الغير متيقن أنه مذهبهم ورايهم يبعد الباحث عن مسارالتحقيق العلمي الصحيح ...
الأخ المغيرة وفقه الله:
جزاكم الله خيرا على نقلك وشكر الله لصاحبه وإن كان وضع كلامه على سبيل القطع في بعض المواضع لا يسلم له ...
وانبه على قوله:
" إذن فالناس الذين كفروا اليوم في هذه المجتمعات وهم يحسبون أنهم موحدون مسلمون، هم كالذين كفروا قبل بعثة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي كفار أصليون وليسوا مرتدين لأنهم لم يدخلوا الإسلام،"
ان هذا خطا لا شك فيه ...
بل الصحيح أن من يرتكب هذه المكفرات يحكم له بحسب الضوابط بحكم المرتد لا الكافر الاصلي ..
والاسلام يثبت بالنص وهو قول لا إله إلا الله أو ما يقوم مقامها كاسلمت وغيرها
ويثبت بالتبعية كتبعية الدار أو الوالدين او أفضلهما دينا
ويثبت كذلك بالدلالة وهي العمل مما يختص به المسلمون
ولا تهدر هذه الدلالات لاجل الجهل أو غير ذلك ..
بل تعمل بها ويقطع باسلام من يأتي باحدها ولا يختبر ولا يشك في غسلامة او يتوقف فيه لأجل الجهل!
ثم إذا أتى بناقض من نواقض الاسلام المجمع على أنها كفر يحكم له بحكم المرتد بحسب الضوابط الشرعية الموضوعة لذلك من استيفاء البينة الشرعية والاستتابة وغير ذلك
والله الموفق
ـ[المغيرة]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 11:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... الشيخ السلفي >> وقولك:ان هذا خطا لا شك فيه ...
بل الصحيح أن من يرتكب هذه المكفرات يحكم له بحسب الضوابط بحكم المرتد لا الكافر الاصلي ..
والاسلام يثبت بالنص وهو قول لا إله إلا الله أو ما يقوم مقامها كاسلمت وغيرها
ويثبت بالتبعية كتبعية الدار أو الوالدين او أفضلهما دينا
ويثبت كذلك بالدلالة وهي العمل مما يختص به المسلمون
ولا تهدر هذه الدلالات لاجل الجهل أو غير ذلك .. >> أولا" بما يثبت اسلام المرء؟ يثبت اسلام المرء بقوله لا اله الا الله محمد رسول الله ولم ياتى بناقض ينقضها. ومن شروط لا اله الا الله (العلم بمعناها نفيا" واثباتا") اي: نكفر بجميع الالهة الباطلة التي تعبد من دون الله ونؤمن بالله ايمانا" مطلقا" بربوبيته وألوهيته أسمائه وصفاته. واذا انتفى الشرط انتفى المشروط عليه. وحديثا يدور حول الزاعمين للاسلام عباد القبور والأضرحة. وهولاء اذا علموا معنى لااله الا الله وتبراؤا من الالهة الباطلة ووحدوا الله يكونون قد أسلموا ولايمكن ان يرتدوا عن جهل منهم واذا رجعوا الى عبادة غير الله يكونوا اشركوا بعلمهم وهذا القول لاينطبق عليهم لانهم لم يعلموا اي: جهلوا. والله أعلم. واما قولك عن الكافر الأصلي>> الكافر الاصلي هوالذى لم يدخل الاسلام وكما هو معلوم أن شرط الدخول فى الاسلام هو (الكفر بالطاغوت) والطاغوت اصطلاحا" هو كل معبود او متبوع او مطاع فى غير طاعة الله ورسوله وقال الله عزوجل (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها ... الخ) وهولاء العابدين لغير الله لم يعلموا ماهو الطاغوت ومامعنى الكفر به فكيف يكونوا قد دخلوا الاسلام؟ اذن هم كفار أصليون. واما قولك >> ويثبت بالتبعية كتبعية الدار أو الوالدين او أفضلهما دينا
ويثبت كذلك بالدلالة وهي العمل مما يختص به المسلمون. لم افهم قصدك الرجاء التوضيح. وأسال الله العظيم من فضله أن يهديني واياك لم اختلف فيه من الحق باذنه. وجزاك الله خيرا".
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 09:22]ـ
الأخ المغيرة بارك الله فيك
هذه المسائل من الحساسية بمكان لا يحتمل الكلام فيها ارتجالا من غير فقه وتعلم ونقل عن أهل العلم ...
العلم واليقين والصدق والاخلاص وغيرها من شروط الشهادة التي ذكرها العلماء هي لتنفع صاحبها عند الله وليس لنا إلا الظاهر سواء في الحكم علي المرء بالاسلام أو الكفر ...
فالذي يكفر جهلا أو عنادا يحكم له بحكم الردة ولا يقال عنه كافر أصلي إلا من يهدر دلالات الاسلام الظاهرة ويشترط تحقيق التوحيد أو فعل الفرائض كما يذهب خوارج اليوم!
وأضرب لك مثالا على كفر التبعية الذي تسأل عنه:
المولود لأبوين مسلمين يحكم له بالاسلام بمجرد ولادته لوالدين مسلمين ويسمى هذا في عرف الفقهاء تبعية، يعني أنه يتبع حكم والديه في الاسلام، فهذا لو عقل وارتكب مكفرا جهلا أو إعراضا أو عنادا لا يقال له كافر أصلي لانه أصلا مسلم ....
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 11:19]ـ
أحسنتم أيها الموحد السلفي في كل ما أوردتم عساه في ميزان حسناتكم.
وإليكم رد عالم من العلماء على من استدل بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي الأكبر، حيث قال رحمه الله تعالى:
[مسأَلة تكفير المعين: من الناس من يقول: لا يكفر المعين أَبدا.
ويستدل هؤلاء بأَشياء من كلام ابن تيمية غلطوا في فهمها، وأَظنهم لا يكفرون إلا من نص القرآن على كفره كفرعون. والنصوص لا تجيء بتعيين كل أَحد. يدرس باب (حكم المرتد) ولا يطبق على أَحد، هذه ضلالة عمياء وجهالة كبرى، بل يطبق بشرط.
ثم الذين توقفوا في تكفير المعين في الأَشياء التي قد يخفى دليلها فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية من حيث الثبوت والدلالة فإذا أُوضحت له الحجة بالبيان الكافي كفر سواء فهم، أَو قال:
ما فهمت، أَو فهم وأَنكر، ليس كفر الكفار كله عن عناد.
وأَما ما علم بالضرورة أَن الرسول جاء به وخالفه فهذا يكفر بمجرد ذلك ولا يحتاج إلى تعريف سواء في الأصول أَو الفروع ما لم يكن حديث عهد بالإسلام.
والقسم الثالث أَشياء تكون غامضة فهذه لا يكفر الشخص فيها ولو بعدما أُقيمت عليه الأَدلة وسواء كانت في الفروع أَو الأُصول ومن أَمثلة ذلك الرجل الذي أَوصى أَهله أَن يحرقوه إذا مات.
وإمام الدعوة أَلف مؤلفًا في مسأَلة تكفير المعين وهو المسمى:
((مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد)) بين ووضح أَنه لا مناص من تكفير المعين بشروطه الشرعية.
ثم عند ذكر التكفير تعلم أَن الناس ثلاثة أَقسام: طرفان، ووسط طرف يكفر بمجرد المعاصي. هؤلاء هم الخوارج يخرجونه من الإيمان ويدخلونه في أَهل الكفران، والمعتزلة تخرجه من الإيمان ولا تدخله في الكفر، ولكنهم يحكمون بخلوده في النار. أَما أَهل الحق فلا يعتقدون ذلك في العصاة. ولا يخفى بطلان قول الخوارج والمعتزلة، كما لا يخفى بطلان قول من قال: إن من قال لا إله إلا الله فهو مسلم وإن فعل ما فعل. (تقرير)].
انتهى من " فتاوى الشيخ " - رحمه الله تعالى -.
وهذا كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية فيه رد على من استدل بكلام شيخ الإسلام السابق في العذر بالجهل مطلقا في الشرك الأكبر والمسائل الظاهرة! والصواب هو أن كلام شيخ الإسلام السابق الذي استدل به أخونا الفاضل أبو الحسن إنما هو في المسائل الخفية، أما في المسائل الظاهرة فهو يوافق أئمة الدعوة النجدية، وهم كلهم يوافقون السلف في ذلك، وإليكم كلامه رحمه الله تعالى:
[وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال: إنه فيها مخطئ ضال، لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها، لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة من المسلمين أنها من دين المسلمين، بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم بعث بها، وكفر مخالفها؛ مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل أمره بالصلوات الخمس، وإيجابه لها وتعظيم شأنها، ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس، ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك.
ثم تجد كثيرًا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور، فكانوا مرتدين]
انتهى من الفتاوى ج 4 ص 54
والله الموفق.
ـ[المغيرة]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 09:51]ـ
جزاك الله خيرا" الشيخ السلفي وقولك: العلم واليقين والصدق والاخلاص وغيرها من شروط الشهادة التي ذكرها العلماء هي لتنفع صاحبها عند الله وليس لنا إلا الظاهر سواء في الحكم علي المرء بالاسلام أو الكفر ...
نعم قولك صواب ليس لنا الى الظاهر ولكن اذا ظهر لنا نقض لشرط من هذه الشروط اخذنا به والذي قصدته أولئك الجهلة العابدين لغير الله أظهروا مايناقض شرط العلم بلا اله الا الله وهو عدم علمهم بمعناها. واذا اتفقنا أن الانسان يدخل الاسلام بعلمه بلا اله الا الله فكيف يكفر جاهلا"؟ مثلا" انسان دخل الاسلام بقوله لااله الا الله بشروطها ومن أول شروطها العلم بها وهو (لامعبود بحق الا الله) علم أن الألهة التى تعبد من دون الله باطلة والمستحق للعبدة هو الله وحده وبعد ذلك كفر بدعائه لغير الله كيف يكون كفره جهلا".
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 10:25]ـ
أخي الحبيب المغيرة قولك: ولكن اذا ظهر لنا نقض لشرط من هذه الشروط اخذنا به ..
نعم كيف ظهر لنا؟ ظهر بالشرك ... فالشرك امر ظاهر تعلق به الاحكام، فإذا اشرك كان مشركا سواءا كان جاهلا أو عالما ...
المهم أن العلم والجهل لا تناط به الاحكام بل تناط بالاسباب الظاهرة من قول وعمل ..
بارك الله فيك أخي الحبيب ورزقنا واياكم توفيقا وهدى
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 06:41]ـ
للمتابعة والقراءة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 10:59]ـ
للفائدة
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 06:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم وبعد ..
إذا رجعنا إلى الدين الذي تلقاه الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي (ص) نجد أنهم كفّروا المشرك لأنه أشرك ولم يلتفتوا لجهله أو علمه، ولم يقولوا أن المسألة نسبية أو خلافية يسعهم فيها الإجتهاد، أو يوكلوها لأهل العلم، ولا نستطيع أن نتصور أنهم طلبوا من الناس العرب والأعاجم أن يقولوا: لا إله إلا الله لفظا بلا معنى صحيح، حتى إذا رأوا أحدهم يشرك بسبب أنهم لم يبينوا له حكموا بردته، هذا لم يحصل إطلاقا، ولو كان حقا لحصل الكثير منه، كما نرى اليوم.
------------------------
موقع البيان الإسلامي
www.bayanislami.com
------------------------
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 09:51]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المخلوقين و على آله ...
إخواني الكرام ... كنت أود إفراد هذه المسألة بموضوع خاص بعد الانتهاء من "شفاء السقام" لكن بما أن أخانا أبا الحسن الأثري ـ حفظه الله ـ فتحه فسأدلي بما يتسع لي فيه المقام و الله الموفق ...
بداية أقول:
1ـ لا بد من استقراء جل كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ و رسائله الشخصية و كتب التاريخ التي أرخت لكيفية تطبيقه لأفكاره ك:"روضة الأفكار و الأفهام في تاريخ الشيخ الإمام و غزوات ذوي الإسلام" " المطبوع باسم" تاريخ نجد".
2ـ استقراء كتب ابن تيمية ـ رحمه الله ـ و كذلك سيرته مع خصومه و خصوصا الأخنائي و البكري ـ رحمهما الله ـ
3ـ عرض الأقوال على الكتاب و السنة و العمل القديم. {عمل السلف}
4ـ التجرد و عدم التعصب للآراء لأن الهدف هو عبادة الله تعالى لا عبادة العلماء.
ثم أقول:
إن المستقرئ لكتب شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ و الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ يجد فرقا كبيرا بين المنهجين في التكفير و العذر بالجهل, و لو حاول بعض الباحثين رد هذا الواقع [1] لكن الواقع كذلك, ولي أدلة كثيرة على ذلك بعد استقراء كبير لكتب أيمة الدعوة ابتداء "بالدرر السنية" {الطبعة الخيرية 16 مجلدا} إلى "مجموعة التوحيد النجدية" {تحقيق السيد رشيد رضا} إلى "الرسائل الشخصية" .... إلخ مع مطالعة تاريخ الدعوة و قيام هذه الحركة التجديدية السلفية. و بعد استقراء لكل ما كتب في الموضوع تقريبا ككتب" الشيخ علي الخضير و أحمد الخالدي و ناصر الفهد و شروحات المحدث عبد الله السعد و أبي محمد المقدسي العتيبي ... }
و من الطرف الآخر:"أبحاث عبد العزيز العبد اللطيف و عبد الله القرني سفر الحوالي .. }
أما أصحاب شيخ مشايخنا العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ فلا معرفة عندهم بالدعوة النجدية و أقوال أيمتها اللهم إلا الشيخ "محمد أبو رحيم" فيما أعلم.
المنتسبون للدعوة النجدية انقسموا فريقين:
الأول: يرى أن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ يعذر بالجهل فيما يسمى أصل الدين [2] , و يؤولون كلامه الصريح في عدم الاعذار كي لا يتصادم ذلك مع منهج شيخ الاسلام ابن تيمية الصريح في العذر بالجهل كما سيأتي. ومن هؤلاء الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي و تلميذه شيخ مشايخنا ابن عثيمين ومن بعدهما كعبد العزيز عبد اللطيف و عبد الله القرني و سفر الحوالي و أبي بصير الطرطوسي و أصحابهم.
الثاني: يرى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يعذر بالجهل فيما يسمى أصل الدين كما صريح مذهبه, و يؤولون كلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ الصريح في العذر كي لا يتصادم مع كلام أيمة الدعوة, غعتقادا منهم أن مشايخ الدعوة هم من فهم حقيقة كلا ابن تيمية و ابن القيم كما هو صريح في كتبهم. و من هؤلاء الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي و محمد بن إبراهيم آل اشيخ ـرحمهما الله ـ و علي الخضير و ناصر الفهد و أحمد الخالدي ـ فرج الله عنهم ـ و عبد الله السعد و اللجنة الدائمة و أبي محمد المقدسي ـ فك الله أسره ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ذهب بعض العلماء إلى التفريق بين المنهجين في التكفير منهم الشيخ أبو قتادة الفلسطيني و العلامة أبي حفص الرفيقي المدني و العلامة الحسن بن علي الكتاني ـ فرج الله عنهم ـ و قبلهم الامام محمد المنتصر الكتاني ـ رحمه الله ـ شيخ مشايخنا. وبعض علماء بلاد الحرمين على استحياء منهم لمخالفة السواد الأعظم. هذا فيما أعلم حتى هذه اللحظة. و الله أعلم.
الدليل على ما ذهبت إليه من هذه التقسيمات السالفة:
فتاوي الشيخين و سيرتهما ... و كلام المقربين منهما ....
نبدأ بفتاوي ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
صريح العذر في المسائل العلمية و العملية:
يقول ـ رحمه الله ـ:" الأقوال التي يكفر قائلها , قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق, وقد تكون عنده, و لم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها و قد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق و أخطأ فإن الله يغفر له خطاياه كائنا ما كان سواء في المسائل النظرية أو العملية هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم, و جماهير أيمة الاسلام. إ.هـ[3]
فابن تيمية لم يكن يفرق بين أصول الدين و فروع الدين. فالنجديون عندهم أن أصول الدين العبادة دون توحيد الأسماء و الصفات, فعند النجديين أن من صرف عبادة لغير الله فقد وأشرك {يعامل معاملة المشركين} فإن قامت عليه الحجة كفر {يعامل معاملة الكفار المحاربين من قتل .. } لأنهم يفرقون بين الشرك و الكفر. فمن أشرك فهو مشرك و بعد بلوغ الدعوة يصير كافرا. و لا أعلم من سبقهم إلى هذا التقسيم الخطير.
يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:" من دعا غير الله و حج إلى غير الله فهو مشرك و الذي فعله كفر, لكن قد لا يكون عالما بأن هذا شرك محرم كما أن كثيرا من الناس دخلوا في الاسلام من التتار و غيرهم و عندهم أصنام لهم يتقربون إليها و يعظمونها و لا يعلمون أن ذلك محرم في دين الاسلام, و يتقربون إلى النار أيضا , و لا يعلمون أن ذلك محرم فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل الاسلام و لا يعلم أنه شرك. إ.هـ[4]
و يقول أيضا:" و كنت دائما أذكر هذا الحديث ... فهذا رجل شك في قدرة الله و في إعادته إذا ذري, بل اعتقد أنه لا يعاد, وهذا كفر باتفاق المسلمين, لكن كانجاهلا لا يعلم ذلكوكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه, فغفر له بذلك. إ.هـ[5]
و يقول أيضا:" إن نصوص الوعيد التي في الكتاب و السنة و نصوص الأئمة بالتكفير و التفسيق و نحو ذلك لا يستلزم ثبوت موجبها في حق المعين إلا إذا وجدت الشروط و انتفت الموانع لا فرق في ذلك بين الأصول و الفروع ... "إ. هـ[6]
يتبع ..... إن شاء الله تعالى
و الله الموفق
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1]: هو الدكتور الفاضل عبد العزيز العبد اللطيف ـ حفطه الله ـ في كتابه الحافل:"دعاوي المناوئين"
[2]:تقسيم الدين إلى أصول و فروع تقسيم بدعي إن بنيت عليه أحكام شرعية, كما بين ذلك ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما سيأتي.
[3]:مجموع الفتاوي {33\ 326}.
[4]:"الرد على الأخنائي {ص:61ـ62}.
[5]:"الفتاوي {3\ 231}
[6]:"الفتاوي {10\ 372} و بتوسع {12\ 479ـ501}
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 09:27]ـ
للربط ... !
ـ[عبد فقير]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 06:52]ـ
كنت قد سمعت من فضيلة الشيخ ياسر برهامى أن الذى يفعل الشرك من المسلمين لا يكفر حتى تقام عليه الحجة ولا يسمى مشركا أيضا بخلاف المشركين الذىن لم تقم عليهم الحجةفإنهم يسمون مشركين لماذا؟ قال الشيخ لأن المسلم عنده المعنى الإجمالى للا إله إلا الله أما أهل الفترة الذين يطلق عليهم الشرك ليس عندهم المعنى الإجمالى فإن المسلم الواقع فى عبادة القبور لايعلم أن هذه عبادة مع أنه يقول أن العبادة لاتكون إلا لله أما المشرك الذى لم تقم عليه الحجة مثل قوم نوح قبل أن يأتيهم نوح عليه السلام يقولون نحن نعبد غير الله وغير الله يستحق العبادة لأنهم وسطاء بيننا وبين الله فالمسلم الذى يقول أنا أعبد غير الله فهو مشرك عند الشيخ ياسر برهامى وإن كان جاهلا لأنه نقض المعنى الإجمالى أما الآخر من المسلمين فهو لايعلم أن هذه عبادة أصلا. وقال أن كلام الشيخ ابن باز وابن جبرين والفوزان وصالح آل الشيخ خطأ فى تسميتهم الجاهل مشركا وإن لم تقم عليهم الحجة.
ـ[أبو موسى]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 10:42]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت قد سمعت من فضيلة الشيخ ياسر برهامى أن الذى يفعل الشرك من المسلمين لا يكفر حتى تقام عليه الحجة ولا يسمى مشركا أيضا بخلاف المشركين الذىن لم تقم عليهم الحجةفإنهم يسمون مشركين لماذا؟ قال الشيخ لأن المسلم عنده المعنى الإجمالى للا إله إلا الله أما أهل الفترة الذين يطلق عليهم الشرك ليس عندهم المعنى الإجمالى فإن المسلم الواقع فى عبادة القبور لايعلم أن هذه عبادة مع أنه يقول أن العبادة لاتكون إلا لله أما المشرك الذى لم تقم عليه الحجة مثل قوم نوح قبل أن يأتيهم نوح عليه السلام يقولون نحن نعبد غير الله وغير الله يستحق العبادة لأنهم وسطاء بيننا وبين الله فالمسلم الذى يقول أنا أعبد غير الله فهو مشرك عند الشيخ ياسر برهامى وإن كان جاهلا لأنه نقض المعنى الإجمالى أما الآخر من المسلمين فهو لايعلم أن هذه عبادة أصلا. وقال أن كلام الشيخ ابن باز وابن جبرين والفوزان وصالح آل الشيخ خطأ فى تسميتهم الجاهل مشركا وإن لم تقم عليهم الحجة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تسمية من عبد غير الله مشركا ولو كان جاهلا لم يتفرد به بن باز والجبرين وووو بل هو قول جميع السلف وهو قول شيخ الإسلام بن تيمية وأئمة الدعوة.
قال العلامة الألوسي: وتسمية من عبد غير الله مسلماً فهو إلى أن يعالج عقله أحوج منه إلى أن يقام عليه الدليل.
وقال بن تيمية رحمه الله: (ومنهم من يطلب من الميت ما يطلب من الله فيقول: اغفر لي وارزقني وانصرني، ونحو ذلك، كما يقول المصلي في صلاته لله تعالى، إلى أمثال هذه الأمور التي لا يشك من عرف دين الإسلام أنها مخالفة لدين المرسلين أجمعين، فإنها من الشرك الذي حرمه الله ورسوله، بل من الشرك الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين، وأن أصاحبها إن كانوا معذورين بالجهل، وأن الحجة لم تقم عليهم، كما يعذر من لم يبعث إليه رسول، كما قال الله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، وإلا كانوا مستحقين من عقوبة الدنيا ما يستحقه أمثالهم من المشركين، قال تعالى: {{فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}، وفي الحديث: "إن الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل"، والذين يؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذا تبين لأحدهم حقيقة ما جاء به الرسول، وتبين أنه مشرك، فإنه يتوب إلى الله ويجدد إسلامه، فيسلم إسلاماً يتوب فيه من هذا الشرك.)
ـ ويقول ابن تيمية: " من دعا غير الله، وحج إلى غير الله هو أيضاً مشرك، والذي فعله كفر، لكن قد لا يكون عالماً بأن هذا شرك محرم، كما أن كثيراً من الناس دخلوا في الإسلام من التتار وغيرهم، وعندهم أصنام لهم، صغار من لبد وغيره، وهم يتقربون إليها ويعظمونها، ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام، ويتقربون إلى النار أيضاً، ولا يعلمون أن ذلك محرم، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك، فهذا ضال، وعمله الذي أشرك فيه باطل، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة".
ـ قال ابن القيم رحمه الله: (والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان برسوله واتباعه فيما جاء به، وما لم يأتِ العبد بهذا؛ فليس بمسلم، وإن لم يكن كافراً معانداً، فهو كافر جاهل، وغاية هذه الطبقة؛ أنهم كفار وجهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً.
ـ وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (فجنس هؤلاء المشركين، وأمثالهم، ممن يعبد الأولياء، والصالحين، نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية)
ـ وقال الشيخ إسحاق في رسالته "تكفير المعين"، فقال: (بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعي العلم والدين، وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ أن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه، وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الإخوان؛ أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي صلى الله عليه وسلم واستغاث به، فقال له الرجل: لا تطلق عليه الكفر حتى تُعرّفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن قال: ( ... وعند التحقيق لا يكفّرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك، ثم دبت بدعتهم وشبهتهم، حتى راجت على من هو من خواص الإخوان، وذلك - والله أعلم - بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بها، وعدم الخوف من الزيغ، رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه ورسائل بنيه، فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر، ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال: نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها؛ فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك ... ).إلى أن قال: ( ... وذكر الذي حدثني عن هذا؛ أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستدله فقال: نكفّر النوع، ولا نعين الشخص إلا بعد التعريف، ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد قدس الله روحه؛ على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكواز وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبههم -إلى أن قال رحمه الله-: ( ... ولا نقول إلا ما قال مشايخنا الشيخ محمد في "إفادة المستفيد" وحفيده - أي الشيخ عبد اللطيف وقد تقدم كلامه في النقل الثاني - في رده على العراقي، وكذلك هو قول أئمة الدين قبلهم، ومما هو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام؛ أن المرجع في مسائل أصول الدين إلى الكتاب والسنة وإجماع الأمة المعتبر، وهو ما كان عليه الصحابة، وليس المرجع إلى عالم بعينه في ذلك، فمن تقرر عنده هذا الأصل تقريراً لا يدفعه شبهة وأخذ بشراشير قلبه، هان عليه ما قد يراه من الكلام المشتبه في بعض مصنفات أئمته، إذ لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ومسألتنا هذه هي عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه، أن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة، هي أصل الأصول، وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وقامت على الناس الحجة بالرسول والقرآن، وهكذا تجد الجواب من أئمة الدين في ذلك الأصل عند تكفير من أشرك بالله، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، لا يذكرون التعريف في مسائل الأصول، إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض المسلمين، كمسائل نازع فيها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة، أو في مسائل خفية كالصرف والعطف، وكيف يعرفون عباد القبور وهم ليسوا بمسلمين، ولا يدخلون في مسمى الإسلام، وهل يبقى مع الشرك عمل والله تعالى يقول: {لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}؟!)، ثم ذكر آيات.
ـ وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمهم الله "منهاج التأسيس" [28] عند كلامه على "الطبقة السابعة عشرة": (مع أن العلامة ابن القيم رحمه الله جزم بكفر المقلدين لشيوخهم في المسائل الظاهرة، إذا تمكنوا من طلب الحق ومعرفته وتأهلوا لذلك فأعرضوا ولم يلتفتوا، ومن لم يتمكن ولم يتأهل لمعرفة ما جاءت به الرسل فهو عنده من جنس أهل الفترة ممن لم تبلغه دعوة رسول من الرسل، وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين، حتى عند من لم يكفر بعضهم ... ). إلى أن قال: ( ... أما الشرك؛ فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم، وأي إسلام يبقى مع مناقضة أصله وقاعدته الكبرى؛ شهادة أن لا إله إلا الله) اهـ
فتسمية من عبد غير الله مسلما من البدع المحدثة ولا تعرف عن أحد من السلف
وأنصحك بالرجوع إلى رسالة تكفير المعين للشيخ إسحاق حفيد الشيخ محمد فقد بين مذهب أئمة الدين في المسألة
ـ[عبد فقير]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 11:35]ـ
شيخنا الكريم المخالف يقول أن الإمام المجدد يقول (نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية) أى أنه لابد من الحجة الرسالية لماذا؟ 1_لنحكم أنهم مشركون2_لنرى كفرهم وأتمنى لو تستفيض فى الكلام على هذه النقطة أكثر بارك الله فيك
ـ[أبو موسى]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 11:55]ـ
شيخنا الكريم المخالف يقول أن الإمام المجدد يقول (نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية) أى أنه لابد من الحجة الرسالية لماذا؟ 1_لنحكم أنهم مشركون2_لنرى كفرهم وأتمنى لو تستفيض فى الكلام على هذه النقطة أكثر بارك الله فيك
عن أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحمد بن ناصر قالوا في "الدرر [10/ 136 – 138] " لما سئلوا؛ أن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا جهلا منه بذلك فلا تكفرونه حتى تقوم عليه الحجة الرسالية فهل لو قتل من هذا حالة قبل ظهور هذه الدعوة موضوع أولا؟
فأجابوا قائلين: إذا كان يعمل بالكفر والشرك لجهله أو عدم من ينبهه لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة، ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر يبيح المال والدم، وإن كنا لا نحكم على هذا الشخص لعدم قيام الحجة عليه، ولا يقال؛ إن لم يكن كافرا فهو مسلم، بل نقول؛ عمله عمل الكفار وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه متوقف على بلوغ الحجة الرسالية، وقد ذكر أهل العلم؛ أن أصحاب الفترات يمتحنون يوم القيامة في العرصات ولم يجعلوا حكمه حكم الكفار ولا حكم الأبرار)
وهذا نص صريح من أئمة الدعوة في المسألة
فمن عبد غير الله فهو كافر في أحكام الدنيا أما في الآخرة فحقيقة أمره إلى الله
وجاء في الدرر: من مات من أهل الشرك، قبل بلوغ هذه الدعوة، فالذي يحكم عليه: أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك، ويدين به، ومات على ذلك، فهذا ظاهره أنه مات على الكفر، ولا يدعى له، ولا يضحى له، ولا يتصدق عنه؛ وأما حقيقة أمره، فإلى الله تعالى، فإن كان قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند، فهذا كافر في الظاهر والباطن، وإن كان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله تعالى. وأما سبه ولعنه فلا يجوز، بل لا يجوز سب الأموات مطلقا، كما في صحيح البخاري، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا"، إلا إن كان أحدا من أئمة الكفر، وقد اغتر الناس به، فلا بأس بسبه إذا كان فيه مصلحة دينية، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 12:32]ـ
هم يقولون أن هذا خطأمن أئمة الدعوةومخالف لكلام ابن تيمية وابن القيم
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 02:58]ـ
أخي: أبو العباس المالكي نقلت أن الشيخ سفر الحوالي حفظه الله يعذر بالجهل , فهل تكرمت بالإحالة لأني وقفت على كلام له يخالف ما ذكرت عنه و ذلك في مقدمة شرحه للطحاوية و اليك هذا المقطع:
وهناك ما لا يعذر بجهله أحد من الْمُسْلِمِينَ، فإن كَانَ بإمكانه أن يعلم وجوب الصلاة وفرضية الصلاة وأعرض عنه ولم يبال به، فإنه لا يعذر بجهله هذا في الأصول، أما في الفروع فإنه يُعاقب؛ لأنه فرط ولم يتعلم ما يجب عليه من شعب الإيمان، فعلى حسب قدرته وطاقته يعاقب مادام بإمكانه أن يتعلم، أما من ليس بإمكانه أن يتعلم فلا يُكلف الله نفساً إلا وسعها.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 10:40]ـ
شيخنا الكريم المخالف يقول أن الإمام المجدد يقول (نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية) أى أنه لابد من الحجة الرسالية لماذا؟ 1_لنحكم أنهم مشركون2_لنرى كفرهم وأتمنى لو تستفيض فى الكلام على هذه النقطة أكثر بارك الله فيك
لعلك أخطأت فهم العبارة .. ولعل ذلك ناجم عن اختفاء علامات الترقيم.
هذا هو قوله مع زيادة فاصلة: (نحكم بأنهم مشركون، ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية) .. فهو يحكم عليهم بأنهم مشركون ابتداء .. ولا يرى كفرهم حتى تقوم عليهم الحجة.
هذا، والله أعلم.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 02:21]ـ
سيقول المخالف وهل الشيخ هو الذى وضع الفاصلة؟ وهناك أمر آخر شيخنا الكريم هم يضربون مثلا ويقولون رجل يشرب الخمر ويعلم أنها خمر وإن لم يكن يعرف حرمتها هذا هو المشرك عندهم لماذا؟ لأنه يعلم أنها عبادة لغير الله وإن كان لايعلم أن الله حرم العبادة لغيره فهؤلاء هم أهل الفترة أما المسلم فإنه يشبه الرجل الذى يشرب الخمر وهو لا يعلم أنها خمر ويعلم أن شرب الخمر حرام فهذا عنده العلم الإجمالى للتوحيدولكنه لا يعلم أن هذا شرك أما الأول وهم أهل الفترة فيعلمون أن ما يفعلونه شرك وعبادة لغير الله ولكن لايعلمون حرمته (أرجو من مشايخنا التركيز على هذه النقطة بالذات فهذه هى نقطة الفيصل معهم)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 07:15]ـ
سيقول المخالف وهل الشيخ هو الذى وضع الفاصلة؟ وهناك أمر آخر شيخنا الكريم هم يضربون مثلا ويقولون رجل يشرب الخمر ويعلم أنها خمر وإن لم يكن يعرف حرمتها هذا هو المشرك عندهم لماذا؟ لأنه يعلم أنها عبادة لغير الله وإن كان لايعلم أن الله حرم العبادة لغيره فهؤلاء هم أهل الفترة أما المسلم فإنه يشبه الرجل الذى يشرب الخمر وهو لا يعلم أنها خمر ويعلم أن شرب الخمر حرام فهذا عنده العلم الإجمالى للتوحيدولكنه لا يعلم أن هذا شرك أما الأول وهم أهل الفترة فيعلمون أن ما يفعلونه شرك وعبادة لغير الله ولكن لايعلمون حرمته (أرجو من مشايخنا التركيز على هذه النقطة بالذات فهذه هى نقطة الفيصل معهم)
الذين أشركوا بالله من قبل لم يكونوا يعتقدون أن أعمالهم شركية فقد قال الله عنهم "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى" و هذا حال عباد القبور عندنا
و هل تعتقد أن النصارى و اليهود يعتقدون أنهم مشركون لا يا أخي إنهم بشركياتهم و كفرهم يظنون أننا نحن الكفار , إذن فالتمثيل الذي ضربته غير سليم والله أعلم و سأنقل لك نقلا طيبا لأخينا محمد البراك من منتدى أنا المسلم يوضح الصورة بدقة و اختصار مع ذكر مذاهب الناس في المسألة.
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 07:38]ـ
و هذا هو النقل عن الاخ محمد البراك
هذه المسائل من أشد المسائل إثارة بين طلبة العلم، فقد كثر فيها النقاش، والأخذ والرد، بل وأحياناً الوصف بالبدعة، والخروج عن السنة، وهي مسألة اختلف فيها أهل العالم في الوقت الحاضر، وتنحصر في ثلاثة أقوال لكل قول منها إمام قائل بها، مُعترف بفضله، وعلمه، وإن خولف في بعض المسائل، ربما منها هذه المسألة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالرأي الأول: وهو أسهلها، يقول أنه يسمى مسلم، ولا يخرج عن الملة حتى تقام عليه الحجة، ودليلهم قول الله عز وجل (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، وعموم الإعذار بالجهل واعتباره في الأصل، وهذا رأي الشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ سليمان العلوان.
الرأي الثاني: وهو أن يقال: هو مشرك، ولا يسمى مسلماً، ويعامل في الدنيا معاملة المشركين من ناحية عدم تغسيله، ولا تكفينه، ولا الصلاة عليه، والدعاء له، لكنه لا يقتل ولا يقاتل ما دام حياً حتى تقام عليه الحجة، وإن مات على شركه، ووصف الجهل قائم به فأمره إلى الله، لا نجزم له بشيء، وهذا رأي أئمة الدعوة النجدية، والشيخ عبد العزيز بن باز، وصالح الفوزان، والشيخ حمود العقلاء - رحمه الله - وغيرهم كالشيخ علي الخضير، وناصر الفهد، وأحمد الخالدي - فرج الله كربتهم -.
وأدلتهم على ذلك قول الله عز وجل (لم يكن اللذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة)، وقول الله عز وجل (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه .. الآية) فسماهم مشركين قبل أن تأتيهم البينة، وقبل أن يسمعوا كلام الله!
وكونهم لا يرتبون على ذلك قتلاً، ولا قتالاً، ولا تعذيباً فلأن الله عز وجل يقول (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً).
وقولهم هذا مبني على التفريق بين الأسماء والأحكام، وأنه قد يثبت الاسم لكن لا يثبته حكمه المترتب عليه، ولهم في ذلك دليل ظاهر، وهو حديث عبد بن زمعه، لما اختلف ابن وليدة زمعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش وللعاهر الحجر ثم قال لسودة بنت زمعة احتجبي منه لما رأى من شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله) فهنا أثبت الأسم (الأخوة) لعبد بن زمعة لكن نفا حكم الأخوة، وهو (المحرمية) فأمر سودة بالاحتجاب عنه لما رأى من الشبه!
فكذا في مسألة الشرك، أثبت اسم الشرك لما نراه واقعاً فيه من الشرك الصريح، ونفي الحكم، لشبة الجهل المانعة من العذاب.
وهذا عندي الرأي الذي تجتمع عليه الأدلة، والذي أجابه أصحابه عن كافة حجج المخالفين.
الرأي الثالث: - وهو أشدها - يرون أنهم كفار، مشركون، في الدنيا والآخرة، مستحقون للعذاب فمن مات كافراً.
وهو رأي لبعض المشايخ، وإن كانوا قلة وهم: الشيخ العلاّمة عبد الله الغنيمان، والشيخ المحدث عبد الله السعد، والشيخ أبو محمد المقدسي، وينقل عن ابن عبد البر، ولكني لم أطلع عليه.
ومدار أدلتهم تدور على حجية الميثاق الذي أخذه الله على بني آدم، وعدم تصحيح أحاديث الفترة، ويجيبون عن قوله عز وجل (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) أن هذا العذاب خاص بالدنيا، أي أن الله لا يعذب أحداً في الدنيا عذاباً عاماً حتى يبعث لهم رسولاً - هكذا قال لي الشيخ عبد الله الغنيمان لما دارسته المسألة -.
والصواب أن يقال في الميثاق أنه حجة بذاته على استحقاق العذاب، وأن الله عز وجل من حبه للإعذار لعباده جعل عدم إقامة الحجة مانعاً من استحقاق العذاب، وإلا فهو حجة بالغة على بني آدم يستحقون بها وحدها العذاب، وهذا قرر - أعني أن الميثاق حجة لوحدة - ابن القيّم في الروح.
هذا ما تيسرت كتابته حالياً
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 08:04]ـ
و هذا هو النقل عن الاخ محمد البراك
الرأي الثاني: وهو أن يقال: هو مشرك، ولا يسمى مسلماً، ويعامل في الدنيا معاملة المشركين من ناحية عدم تغسيله، ولا تكفينه، ولا الصلاة عليه، والدعاء له، لكنه لا يقتل ولا يقاتل ما دام حياً حتى تقام عليه الحجة، وإن مات على شركه، ووصف الجهل قائم به فأمره إلى الله، لا نجزم له بشيء، وهذا رأي أئمة الدعوة النجدية، والشيخ عبد العزيز بن باز، وصالح الفوزان، والشيخ حمود العقلاء - رحمه الله - وغيرهم كالشيخ علي الخضير، وناصر الفهد، وأحمد الخالدي - فرج الله كربتهم -.
وأدلتهم على ذلك قول الله عز وجل (لم يكن اللذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة)، وقول الله عز وجل (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه .. الآية) فسماهم مشركين قبل أن تأتيهم البينة، وقبل أن يسمعوا كلام الله!
وكونهم لا يرتبون على ذلك قتلاً، ولا قتالاً، ولا تعذيباً فلأن الله عز وجل يقول (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً).
وقولهم هذا مبني على التفريق بين الأسماء والأحكام، وأنه قد يثبت الاسم لكن لا يثبته حكمه المترتب عليه، ولهم في ذلك دليل ظاهر، وهو حديث عبد بن زمعه، لما اختلف ابن وليدة زمعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش وللعاهر الحجر ثم قال لسودة بنت زمعة احتجبي منه لما رأى من شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله) فهنا أثبت الأسم (الأخوة) لعبد بن زمعة لكن نفا حكم الأخوة، وهو (المحرمية) فأمر سودة بالاحتجاب عنه لما رأى من الشبه!
فكذا في مسألة الشرك، أثبت اسم الشرك لما نراه واقعاً فيه من الشرك الصريح، ونفي الحكم، لشبة الجهل المانعة من العذاب.
وهذا عندي الرأي الذي تجتمع عليه الأدلة، والذي أجابه أصحابه عن كافة حجج المخالفين.
قال بن حزم-رحمه الله- (مراتب الإجماع:202):
واتفقوا علي تسمية اليهود والنصاري كفارا, واختلفوا في تسميتهم مشركين, واتفقوا أن من عداهم من أهل الحرب يسمون مشركين
وقال القاضى أبوبكر ابن العربى:
فالجاهل والمخطىء من هذه الأمة ولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرافإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التى يكفر تاركها بيا نا واضحا ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر ولا تأمل كما يأتى بيانه إن شاء الله تعالى ولم يخالف فى ذلك إلا أهل البدع. أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 08:13]ـ
أخي الكريم .. الذي يسأل أخانا الحبيب أبا العباس ... فالأخ لن يجيبك الان .. فهو بعيد عن النت من مدة,,,فلاتنسى اخاك من دعوة في ظهر الغيب ..
ـ[عبد فقير]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 12:32]ـ
الأخ الشاوى هؤلاء المشركون يعلمون أنهم يعبدون غير الله فقالوا (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) أما المسلم فيقول أنا لا أعبد إلا الله إخوانى ركزوا على هذه النقطة بالذات ومن عنده اعتراض فليرد ولا تأتوا بنقولات عن العذر أو عدمه
ـ[عبد فقير]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 03:45]ـ
هل من مجيب
ـ[عبد فقير]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 07:49]ـ
أرجو الرد بسرعة
ـ[عبد فقير]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 03:10]ـ
الرد يا إخوة
ـ[سهل]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 09:59]ـ
الأخ الشاوى هؤلاء المشركون يعلمون أنهم يعبدون غير الله فقالوا (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) أما المسلم فيقول أنا لا أعبد إلا الله إخوانى ركزوا على هذه النقطة بالذات ومن عنده اعتراض فليرد ولا تأتوا بنقولات عن العذر أو عدمه
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) (الانعام)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 05:38]ـ
أخى هم يعلموووووووووووووووووون أنهم يعبدون غير الله وإن كانوا لا يعلمون أنهم مشركين فضيعوا المعنى الإجمالى للا إله إلا الله أما المسلم فهو يجههههههههههههههههل أنه يعبد غيرالله هذا هو الفرق
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 03:14]ـ
أخي العبد الفقير و كلنا فقراء لله
تنبه جيدا إلى ما تكتب إذا كنت حقا طالبا للحق في المسألة، فقد ضربت مثالا و جزمت أن:
أما الأول وهم أهل الفترة فيعلمون أن ما يفعلونه شرك وعبادة لغير الله
فلما جاءك الرد و خاصة رد الاخ سهل، قلت:أنهم يعبدون غير الله وإن كانوا لا يعلمون أنهم مشركين
و يبدو أن هناك خلل ما أو أن الشبهة قوية عليك فعليك بكشف الشبهات.
و لا بأس أن نكمل الحوار ما دام هناك رغبة - أظنها صادقة - للوصول الى الراجح في المسالة.
تنبه يا أخي: أن المشركين اللأوائل قالوا: ما نعبدهم إلا ..... و لم يقولوا: ما أشركنا بالله إلا ... ـــــــــــــ (1)
المشركين المتأخرين قالوا: ما ندعوهم إلا .... و لم يقولوا: ما أشركنا بالله إلا ... ـــــــــــــ (2)
و فاضل مثلك يعلم أن: الدعاء عبادة و الذبح عبادة و ... ــــــــ (3)
فالحاصل عند جمع 2 + 3 نحصل على: ما نعبدهم الا ...
و المحصلة أنه لا فرق بين الصورتين و تمثيلهم بعيد لا يصح بحال إلا إذا غابت المفاهيم
و أعتذر لكل الاخوة عن حشر الاسلوب الرياضي في المسائل الشرعية إذ أنه قد يؤدي إلى نتائج عكسية و لكني لمست في الاخ الفقير هذه الحاجة للاقناع فحاولت على مضض و لكن الرجوع الى التعبير الشرعي لتوضيح المسائل الشرعية هو الاصل و سأنقل لك كلاما طيبا لاهل العلم
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 03:27]ـ
قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:فإن قال:
.... الكفار يريدون منهم. وأنا أشهد أن الله هو النافع الضار المدبر، لا أريد إلا منه، والصالحون ليس لهم من الأمر شيء، ولكن أقصدهم أرجو من الله شفاعتهم، فالجواب أن هذا قول الكفار سواء بسواء، واقرأ عليه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} 3.
وقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} 4.
واعلم أن هذه الشبه الثلاث هي أكبر ما عندهم.
فإذا عرفت أن الله وضحها لنا في كتابه، وفهمتها فهما جيدا، فما بعدها أيسر منها.
هذا نقل مقتطع من الاول و الاخر فعليك بالكتاب لتستفيد أكثر
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 03:31]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
معذرة الكتاب هو كشف الشبهات قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولهذا كان كل من لم يعبد الله فلا بد أن يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا وليس في بني آدم قسم ثالث بل إما موحد أو مشرك أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل والنصارى ومن أشبههم من الضلال المنتسبين إلى الإسلام) الفتاوى 14/ 284,282.
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 03:37]ـ
و أختم مشاركتي بهذا النقل لاحد الاخوة في منتدى انا المسلم علها تكون مسك الختام فتأملها جيدا و الله هو الهادي إلى سواء السبيل
مما يجدر بالذكر إعتراض البعض بأن ثبوت اسم الشرك للمشرك قبل الرسالة مع الجهل أو العلم لا يلزم منه ثبوته بعد الرسالة للمسلمين المقرين اصلا بالرسالة والذين ثبت لهم عقد الإسلام ثم اشركوا بعد ذلك ...
أقول إن هذا الإعتراض قد يكون وجيها إذا كان الكلام عن شريعة من الشرائع التي جائت بها الرسل،فمن المعلوم ان شرائع الأنبياء والرسل عليهم جميعا وعلى نبينا وآله وصحبه الصلاة والسلام مختلفة عن بعضها لقوله سبحانه " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" وحينئذ قد يقال " شرع من قبلنا ليس شرعا لنا "أو غير ذلك
اما ما نحن بصدده أقصد الكلام عن (التوحيد والشرك) فهو مما تتفق فيه جميع الرسالات فهو الإسلام العام الذي خاطب به جميع الرسل اقوامهم وهو أصل الدين وهو إخلاص العبادة لله تعالى قال سبحانه:
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ "
وقال سبحانه " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "
هذا في إثبات التوحيد ووجوب عبادة الله وحده اما في الشرك فقال سبحانه مخاطبا رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
وقال سبحانه "ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون "
بل إن المقررات لدينا ومن أصول عقيدتنا وديننا من أن الشرك مما لا يغفره الله وأنه يخلد في النار قد جاء في سياق مخاطبة أهل الكتاب وعلى لسان عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام قال تعالى:
" يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بمانزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت وكان أمر الله مفعولاً * إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا "
وقال سبحانه "وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "
ولهذا لما ذكر ابن القيم رحمه الله طبقة المقلدين وجهال الكفرة حيث قال: (طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبعا لهم يقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أسوة بهم ومع هذا فهم متاركون لأهل الإسلام غير محاربين لهم كنساء المحاربين وخدمهم وأتباعهم الذين لم ينصبوا أنفسهم لما نصبت له أولئك أنفسهم من السعي في إطفاء نور الله وهدم دينه وإخماد كلماته بل هم بمنزلة الدواب وقد اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم .. ) قرر بعد ذلك رجوع هذا الكفر لحقيقة الإسلام الواحدة والمتفق عليها بين جميع الأمم فقال (والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل ... ) فإذا اشرك المسلم وعبد غير الله تقليدا واتباعا لغيره من الآباء أو الرؤساء فنقول مثل ما قال ابن القيم رحمه الله انه لم يأت بحقيقة دين الإسلام القائم على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل ..
ولذا فإن الإعتراض على ان بعض الايات أو اقوال بعض العلماء في الكفار الأصليين أو فيمن قبلنا من أهل الكتاب والمشركين ليس بوجيها او محل نظر ..
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:10]ـ
الكلام على اذلي يشهد الشهادتين اي مسلم في الاصل هل يُعذر باللجهل ان وقع في الكفر جهلا ام لا؟ هذا هو السؤال وللاسف نجد بعضهم يسال عن النصراني او اليهودي اذلي وقع فيما وقع فيه بالجهل هناك فرق كبير جدا لان الفرق بين الاول ان الاصل فيه انه مسلم والثاني الاصل فيه الكفر لان الاول يقول لك انا مسلم والثاني لا يتصور ابدا ان يقول لك انا مسلم فبارك الله فيكم فرقوا بين الامرين
والمسالة الثانية: ان كلام شيخ الاسلام ابن تيمية واضح كوضوح الشمس وهو انه يرى العذر بالجهل في الاصول والفروع و لا يفرق بينهما.
اخي ابا محمد كلام الشيخ سفر في الذي تهاون في تعلم دينه وله امكانيات ومع ذلك اهمل هذا فهذا ان وقع في شيء فلا يعذر وكنت سمعت كلام للشيخ صالح الفوزان يفرق فيه بين المكان والمكان فمثلا فالذي يعيش في بلد انتشر فيه العلم وانتشر فيه التوحيد فحكمه شيء وبين اذلي يعيش في مكان قد انتشر فيه الجهل وتربى على زيارة القبور ويظن ان هذا شرع الله وهناك من المضللين من يستدل لهم بالياات والاحاديث على فعلهم فهذا يختلف حكمه على الاخر.
لكن للاسف بعض الناس يعيش في بلد قد من الله عليهم بالتوحيد والعلماء يناقش مثل هذه المسائل بناء على البيئة التي يعيش فيها اقول له: اخرج الى البلاد الاخرى اذهبوا انقذوا الناس من تلك الخرافات والخزعبلات لما تجد انسان يصلي خمس صلوات ويصوم رمضان ويحج ويزكي ماله ويقرا القرآن ويتصدق ويذكر الله ثم يذهب ويستغيث بفلان من الاموات جهلا منه فتاتي انت تحكم على ان هذا مشرك يجب قتله!! بالله عليكم اما نتقي الله
عوض ما نجلس ساعات نناقش هذه المسائل لماذا لا نذهب ندعو هؤلاء الى التوحيد ونبين لهم
والله سبب انتشار الشرك في الامة الاسلامية تقصير الدعاة وسكوت العلماء الله المستعان
نسينا اصل الدعوة وهو اننا بُعثنا لهداية البشرية لا الحكم عليهم وتصنيفهم عوض ما نحكم على هذا بانه مشرك نبين له اولا ندعوه الى الله ونعلمه ونظهر له ان هذا شرك بالله فبعد ذلك ان ابى واستكبر فشيء اخر. كذلك كنتم فمن الله عليكم.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:21]ـ
قال الامام محمد بن العثيمين رحمه الله في شرحه على علم الاصول صفحة 185 ما نصه:
لو ان رجلا وقع في الشرك ودعا غير الله لجهله او لقيام شبهة في ذلك فما الحكم؟
الجواب: كلمة (عنده شبهة تختلف عن جاهل بالمحرم) فلو فرضنا ان رجلا نشأ في هذا البلد وهذا البلد يرون ان عبادة القبور ليس فيها شيء اطلاقا فهو معذور.
واذا كان يسمع ان هذا حرام وانه شرك لكن قال (اتبع ما كان عليه ابائي واجدادي) فهذا غير معذور لانه عنده شبهة.
اما اذا كان لا يدري ولا احد قال له ذلك اصلاقا و لا يعرف ان هذا شرك فالله عز وجل يقول: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) واللآيات في هذا كثيرة.
وقد مرت علينا هذه المسالة وقلنا: الصحيح انه لا فرق بين ما يسمونه اصولا وما يسمونه فروعا فكله سواء.
فكلام الشيخ ابن العثيمين رحمه الله واضح وهو نفس كلام ابن تيمية رحمه الله والسلام عليكم
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:28]ـ
اما مسالة ذكرها احد الاخوة وهي قوله: لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة، ولكن لا نحكم بأنه مسلم
فهذا كلام المعتزلة فكيف يقال ان الرجل ليس بمسلم وفي نفس الامر ليس بكافر؟!!!!!!! فهل هو في منزلة بين المنزلتين يا ترى؟
اما مسلم واما كافر يا اخي
فالذي شهد الشهادتين الاصل فيه مسلم ولا يخرج من دائرة الاسلام الا بعد اقامة الحجة عليه وهذا منهج اهل السنة والجماعة و لا يقال انه ليس بكافر ولا مسلم هذا كلام ليس بصحيح
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 06:10]ـ
ابا قتادة جئت ناصحا بعدم الخوض في المسألة و تضييع الوقت في مثلها ثم أراك تنافح عن مذهبك و تجزم ببطلان القول الاخر و اكثر من ذلك تتهم الاخر بالاعتزال و يبدو انك لا مذهبك ضبطت و لا مذهب الاعتزال فبارك الله فيك لا تطل علينا الموضوع و أعمل بما نصحتنا به أو شارك اخوانك بما عندك و الحق أحق أن يتبع و لا داعي لردات الفعل الغير متزنة فهذا مجلس علمي مبارك لا ضير أن يناقش الاخوة مثل هذه المسائل العلمية و الله يعلم مدى الاستفادة بمثل هذه المنتديات المباركة فلما الحجر و الوصاية و ..
ـ[عبد فقير]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 02:41]ـ
إخوانى إلى الآن لم يزل الإشكال عندى 1_هؤلاء لا يعلمون أن ما يفعلونه عبادة أما اليهود والنصارى وغيرهم يعلمون أنهم يعبدون غير الله 2_كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب فيمن نقيم عليه الحجة فنبين له أن ما يفعله من الدعاء هو هو العبادة فنحن نتكلم على الذى لم تقم عليه الحجة كالذى يعيش فى البادية وآمن إيمانا إجماليا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 09:30]ـ
اما مسالة ذكرها احد الاخوة وهي قوله: لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة، ولكن لا نحكم بأنه مسلم
فهذا كلام المعتزلة فكيف يقال ان الرجل ليس بمسلم وفي نفس الامر ليس بكافر؟!!!!!!! فهل هو في منزلة بين المنزلتين يا ترى؟
اما مسلم واما كافر يا اخي
فالذي شهد الشهادتين الاصل فيه مسلم ولا يخرج من دائرة الاسلام الا بعد اقامة الحجة عليه وهذا منهج اهل السنة والجماعة و لا يقال انه ليس بكافر ولا مسلم هذا كلام ليس بصحيح
ليس بكلام المعتزلة في شيئ ... والمسألة التي ذُكرت هي منهاج الأئمة محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية _ عليهم رحمة الله _ أن من تلبس بشرك لجهله لا يُحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة ولا يُسمى مسلماٌ بل يلحق به اسم الشرك ... فهم يفرقون بين اسم الكفر واسم الشرك ..
ليتك تقرأ هذا الموضوع ففيه نقولات موضحة لهذه المسألة ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15738
وخصوصا في رسالة المتتمة ورسالة " الفرق بين اقامة الحجة وفهم الحجة "
ليتك تقرأهم ...
ولا فرق بين من تلبس بالشرك بعد اسلامه وبين من هو مشرك أصلي .. فكلاهما وقع في الشرك
ـ[أبو عمر]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 09:41]ـ
إخوانى إلى الآن لم يزل الإشكال عندى 1_هؤلاء لا يعلمون أن ما يفعلونه عبادة أما اليهود والنصارى وغيرهم يعلمون أنهم يعبدون غير الله 2_كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب فيمن نقيم عليه الحجة فنبين له أن ما يفعله من الدعاء هو هو العبادة فنحن نتكلم على الذى لم تقم عليه الحجة كالذى يعيش فى البادية وآمن إيمانا إجماليا
قل هل ننبئكم بالأخسرين أَعمالاً (103) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (104) سورة الكهف
لا أحد يفعل الشرك ويعترف به .. فاليهود يقولون عن أنفسهم أنهم شعب الله المختار ..
أقرأ دعاء أبي جهل يوم بدر؛ فقد كان يقول: اللهم أقطعَنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه الغداة، اللهم أينا كان أحبَّ إليك، وأرضى عندك فانصره اليوم.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 12:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا جديد في هذه المسألة فيها ثلاثة أقوال للعلماء قول يكفر مطلقا ولايعذر بالجهل وقول لا يكفر مطلقا وقول يفصل وهذا هو المعروف عن شيخ الإسلام والشيخ محمد بن عبد الوهاب والذي يريد أن يعرف قول العالم يجب أن يتتبع مصنفاته كلها أما مجرد النظر في كتاب واحد دون الكتب الأخرى هذا لا يكفي بالحكم على أنه يقول بذلك.
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 12:29]ـ
أخي العبد الفقير يبدو أننا على هذا النحو لن نصل الى النتيجة المرجوة من المحاورة.
و اصدقك القول أن الحاحك هو الدافع لمواصلة الحوار خاصة و أن طرحك للمسألة يوحي من البداية أن الاشكال أكبر من مسألة الإعذار بالجهل، فالأمر متعلق بأصول اعتقادية و هنا و جب وضع نقطة نهاية و الرجوع لأول السطر لفتح بداية - و لكن لن أفتحها - لأنه يا أخي كان الخطب سيكون هينا اذا تعلق الامر بمسألتنا و كما نقلت لك أني أعتقد أنها تدور بين الراجح والمرجوح، و أما الاخر ففساد في التصور و خلل كبير في الاعتقاد.و لهذا فمن العبث مناقشة فروع المسائل و الاصل غير متفق عليه، و أتمنى أن لا اكون قد صدمتك بردي هذا.
فأعلم يا أخي أن مسألتنا متعلقة بمسائل الكفر والايمان
و الظاهر - و الله أعلم - أنك تتبع أقوال بعض الدعاة الذين أدلوا بدلوهم في مثل هذه المسائل العظام و للأسف فقد أبعدوا النجعة و خالفوا العلماء و الحمد لله أن قيض لهذه الامة من يبرم لها من أمرها رشدا، فهب الاشاوس و حذروا من مثل هذه المقالات و دعوا أصحابها للأوبة و سلك مسلك السلف و غريب أن يواصل هولاء المشايخ - أصلحني الله وأياهم - في نفس الخط الذي حذر منه العلماء و قد وضع الاخ المكرم - الموحد السلفي - يده على الجرح في موضوعه النفيس - و أظنك أحد المعقبين عليه - حين قال:
القسم الثاني الخلاف معه ليس حول مسالة العذر بالجهل بقدر ما هو حول الأصول التي ينطلق منها لتقرير المسالة والتي بها تعظم مخالفته ويصعب التوافق معه أو تقريب وجهات النظر مالم يدع هذه الأصول أو على الأقل (يفك الارتباط) ..
ومن هذه الأصول الفاسدة:
- أن المكفرات العملية لا تخرج من الملة ما لم تقترن باعتقاد مكفر ...
- أن الجاهل المتمكن من العلم لا ينزل منزلة العالم بل عليه أثم التقصير في طلب العلم
- أن الجاهل يقول لا إله إلا الله ولا يمكن تكفيره حيث لا يقصد الكفر
- أن الجاهل لديه براءة إجمالية من الشرك
- أن الأعمال شرط كمال في الإيمان
- أن العذر بالجهل عقيدة السلف، والمخالف فيها يعد من الخوارج التكفيريين، أو هو على أحسن الأحوال عنده غلو في التكفير ...
على هذا الرابط: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=7032
و السلام عليكم و رحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 03:55]ـ
أخى بالله عليك نكمل الحوار الإشكال عندى فى الآتى-وأرجو من الإخوة الذين يعذرون فى مثل تلك الصور ألا يتدخلوا فى النقاش- 1 - رجل فى البادية (وليس الكلام فى المتمكن من العلم) ينطق بالشهادتين ويعلم معناها الإجمالى ولكن لا يعلم أن ما يفعله عبادة لغير الله ولو يعلم لتبرأ من هذا العمل 2 - المشركون الذين لم يأت إليهم رسول يعلمون أن ما يفعلونه عبادة وإن لم يعلموا أنهم مشركين ويظنون أنهم على الحق (هذا هو الإشكال عندى)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 11:18]ـ
الرد يا إخوة
ـ[أبو عمر]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 05:29]ـ
ومن هذه الأصول الفاسدة:
- أن المكفرات العملية لا تخرج من الملة ما لم تقترن باعتقاد مكفر ...
- أن الجاهل المتمكن من العلم لا ينزل منزلة العالم بل عليه أثم التقصير في طلب العلم
- أن الجاهل يقول لا إله إلا الله ولا يمكن تكفيره حيث لا يقصد الكفر
- أن الجاهل لديه براءة إجمالية من الشرك
- أن الأعمال شرط كمال في الإيمان
- أن العذر بالجهل عقيدة السلف، والمخالف فيها يعد من الخوارج التكفيريين، أو هو على أحسن الأحوال عنده غلو في التكفير ...
على هذا الرابط: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=7032
و السلام عليكم و رحمة الله [/ COLOR]
ما شاء الله .. ذكرت 5 نقاط واعتبرتها اصول فاسدة دون ان تستدل عليها بدليل .. ولن تجد دليل على نقاطك الخمس ... وجئت بالسادسة وكأن عقيدة السلف حكر لديك وأن تنقلها لنا ... اي سلف هذا الذي تتحدث عنه وتاريخ شبهة العذر بالجهل في الأصول وفي الشرك الأكبر تاريخها بدأ في عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقد رد عليا في رسالته " مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد " ورد عليها حفيده في رسالته " الكفر الذي لا يُعذر صاحبه بالجهل "
لا أعلم سلف في هذه المسألة الا أحمد فريد وشريف هزاع وأبو بصير الطرطوسي وقبلهم العراقي الذي رد عليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب
أما منهج أهل السنة والجماعة لا يعذر في الشرك الأكبر ولا عذر بالجهل في أصل الدين ... ولكن العذر في المسائل الخفية ومسائل الفروع .. هذه هي عقيدة السلف أئمة الدعوة النجدية وقد سبقهم ابن جرير الطبري في كتاب التبصير في معالم الدين صـ 111 - صـ 125
وقد نقلنا لكم في هذا المنتدى في رسالة المتممة أقوال الأئئمة في هذه المسألة ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15738
إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ...
ـ[عبد فقير]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 05:47]ـ
أخى أبو عمر حل هذا الإشكال العالق بذهنى؟ أيها الإخوة إلى الآن لم يستطع أحد حل هذا الإشكال؟
ـ[أبو عمر]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 06:25]ـ
أخى بالله عليك نكمل الحوار الإشكال عندى فى الآتى-وأرجو من الإخوة الذين يعذرون فى مثل تلك الصور ألا يتدخلوا فى النقاش- 1 - رجل فى البادية (وليس الكلام فى المتمكن من العلم) ينطق بالشهادتين ويعلم معناها الإجمالى ولكن لا يعلم أن ما يفعله عبادة لغير الله ولو يعلم لتبرأ من هذا العمل 2 - المشركون الذين لم يأت إليهم رسول يعلمون أن ما يفعلونه عبادة وإن لم يعلموا أنهم مشركين ويظنون أنهم على الحق (هذا هو الإشكال عندى)
سأنقل لك بعض الأقوال لعلك تجد فيها مرادك ...
* كان أبو حنيفة رضي الله عنه يقول: لا عذر لأحد من الخلق في جهله معرفة خالقه لأن الواجب على جميع الخلق معرفة الرب سبحانه وتعالى وتوحيده لما يرى من خلق السموات والأرض وخلق نفسه وسائر ما خلق الله سبحانه وتعالى فأما الفرائض فمن لم يعلمها ولم تبلغه فإن هذا لم تقم عليه حجة حكمية بلفظه
** يقول ابن حزم: (ولا خلاف في أن امرءاً لو أسلم – ولم يعلم شرائع الإسلام- فاعتقد أن الخمر حلال، وأن ليس على الإنسان صلاة، وهو لم يبلغه حكم الله تعالى لم يكن كافراً بلا خلاف يعتد به، حتى إذا قامت عليه الحجة فتمادى حينئذ بإجماع الأمة فهو كافر) ا. هـ المحلى (13/ 151)
... قال الشيخ الإسلام محمد عبد الوهاب -رحمه الله-
((فمنهم من كذب النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى عبادة الأوثان ومنهم من أقر بنبوة مسيلمة ظنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه في النبوة ومع هذا أجمع العلماء أنهم مرتدون ولو جهلوا ذلك ومن شك في ردتهم فهو كافر)). (الدرر السنية 8/ 118).
و قال أيضا: ((فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه قد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل .. )).
* يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله
(أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه وممن فعله) الدرر السنية: (11/ 545 - 546
فكيف يسمى مسلما من فعل الشرك؟؟!!!
يقول الإمام ابن القيم الجوزية؛ أثناء حديثه عن طبقة جهال الكفرة ومقلديهم:
" والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان برسوله وإتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وأن لم يكن كافراً معاندا، فهو كافر جاهل فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً، فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله إما عناداً أو جهلا وتقليداً لأهل العناد"
هذا غيض من فيض فأقوال العلماء كثيرة في هذا المجال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 07:36]ـ
إخوانى إلى الآن لم يزل الإشكال عندى 1_هؤلاء لا يعلمون أن ما يفعلونه عبادة أما اليهود والنصارى وغيرهم يعلمون أنهم يعبدون غير الله
عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم و في عنقي صليب من ذهب فقال: (يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك) فطرحته فانتهيت اليه و هو يقرأ سورة براءة فقرأ هذه الآية {اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله} حتى فرغ منها فقلت انا لسنا نعبدهم فقال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتستحلونه؟) قلت بلى قال: (فتلك عبادتهم).
ـ[عبد فقير]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 12:36]ـ
ولكنهم شيخنا المغربى يعلمون أن ما يفعلونه مخالف لدينهم وإن لم يعلموا أنه عبادة ولذلك كفروا (وارجع إلى كلام ابن تيمية فى الكلام عنهم) فالمسلم الذى يعلم أن ما يفعله مخالف للشرع وإن لم يعرف أن هذا الشيءكفر فلا يعذر بجهله للعقوبة أما شيخنا الفاضل ابو عمر (إن هذا الكلام عن الإمام أبى حنيفة إنما هو فيمن يشرك بالله ولم يعلم أن الله حرم ذلك أما المسلم المتلبس بالشرك فلا يعلم أن ما يفعله عبادة)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 01:17]ـ
أخي أبا عمر غفر الله لي ولك
لو تمعنت في الكلام قليلا لما قلت ما قلت، فالاصول المذكورة هي أصولهم هم و الدليل أنها فاسدة
ثانيا: أن العذر بالجهل عقيدة السلف، والمخالف فيها يعد من الخوارج التكفيريين، أو هو على أحسن الأحوال عنده غلو في التكفير. فهذا ادعاؤهم هم و لذلك فهو أحد أصولهم الفاسدة.
و ياأخي لو كلفت نفسك - مجرد النظر في مشاركة الاخ الموحد التي وضعت لها الرابط - لما سطرت ما سطرت و هذا مقطع من نفس المشاركة عله يزيل عنك اللبس - حسنا للظن - قال الموحد بارك الله فيه:
.... القسم الثاني الخلاف معه ليس حول مسالة العذر بالجهل بقدر ما هو حول الأصول التي ينطلق منها لتقرير المسالة والتي بها تعظم مخالفته ويصعب التوافق معه أو تقريب وجهات النظر مالم يدع هذه الأصول أو على الأقل (يفك الارتباط) ..
ومن هذه الأصول الفاسدة .... :
أتمنى أن أكون قد وضحت الواضحات
و بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 08:47]ـ
قال عبد فقير:
ولكنهم شيخنا المغربى يعلمون أن ما يفعلونه مخالف لدينهم وإن لم يعلموا أنه عبادة ولذلك كفروا (وارجع إلى كلام ابن تيمية فى الكلام عنهم) فالمسلم الذى يعلم أن ما يفعله مخالف للشرع وإن لم يعرف أن هذا الشيءكفر فلا يعذر بجهله للعقوبة أما شيخنا الفاضل ابو عمر (إن هذا الكلام عن الإمام أبى حنيفة إنما هو فيمن يشرك بالله ولم يعلم أن الله حرم ذلك أما المسلم المتلبس بالشرك فلا يعلم أن ما يفعله عبادة)
الرد:
هل النصارى يعتقدون بطلان عبادة عيسى عليه السلام و أنها ليست من دينهم؟ و هل الذي لا يعلم أن عبادة غير الله شرك من النصارى لا يكفر؟
أما بقية كلامك فيكفي أن تجيب على السؤال التالي:
كيف يمكن للذي لا يفرق بين عبادة الله و عبادة غيره الدخول في الاسلام؟ و بما يدخل؟
وفقك الله
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 03:44]ـ
السلام عليكم وبعد:
الكلام عن جهل حال المعين أو معرفته أو شبهة قيام الموانع يأتي بعد اتفاقنا على كفر الفعل وكفر الفاعل مطلقا، وهذا بعد اتفاقنا على حقيقة التوحيد، أما وهذه الأمة يَجهل أكثرها كفر الفعل أو يتعمّد الكثير منهم فعله على علم، فلا يصح أن نبدأ من الإستثناءات لنصل إلى القاعدة، فالواقع أن الإستثناءات ستلتف حول القاعدة وتهدمها، كالكلام الذي يردده السكارى عن جواز شرب الخمر إذا نزل بك ظمأ في الصحراء.
الكثير من العلماء مع الأسف إذا كان في حالة تقتضي المفاصلة والشدة سمعت منهم كلمات التكفير، وإن كان في حالة سكينة ووقار وانبساط رأيت الليونة والتيسير الذي يصل إلى تمييع التوحيد، ولو شئتُ لاقتبست كلمات حتى للألباني تقول بكفر هذه الأمة، لكن الرجل بعيد كل البعد عن هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالواجب أن ندرس سيرة العلماء وغير العلماء العملية كما ندرس سيرتهم العلمية وكتبهم، فابن تيمية كان يعيش كفرد من الأمة وعالم من علمائها يعاملها كما يعامل العالم المسلم عامة المسلمين وحكامهم، يقاتل عنهم ويعلمهم شرائع دينهم، وكل هذا يتغير جذريا لو اعتقد بكفرهم.
وابن عبد الوهاب لم يُعرف عنه أنه كفّر آباءه الذين أشركوا عن جهل ولم يعامل الناس في دعوته على أنهم كفار يجب عليهم الدخول في الإسلام كابن سعود، ولم نقرأ أنه لما تزوج بالجوهرة دعاها للدخول في الإسلام، ولا أنه كان يعتقد في كفره هو نفسه قبل أن يعرف التوحيد، وإنما قال في بعض الرسائل: لم أكن أعرف معنى لا إله إلا الله وكفى.
على كل حال مشكلتنا اليوم ليست في الحكم على هؤلاء الأشخاص الذين عاش بعضهم قبل قرون من الآن لاحتمال أن يجهل الكثير سيرتهم، بل المشكلة تكمن في جهل غالبية هذه الأمة لأصل دينها، فلزم علينا تعلم هذا الأصل من منبعه الصافي وهو القرآن والسنة ولا نتخذ الواقع كدليل: بما أن الغالبية يشركون على جهل وهناك فكرة رسخت في أذهانهم وهي أن هذه الأمة مسلمة على البديهة، إذن فحتى إن أشركت فستبقى مسلمة ولا داعي للنقاش في هذا الموضوع لأنه بديهي ... وحين اعتقدنا في كفر هذه الأمة لأنه من أصل ديننا (بما أنهم يدعون القبور ويحتكمون لغير شريعة الله ويشرعون من دونه ولا يرون كل ذلك من الكفر البواح .. ) قالوا أنتم تكفرون المسلمين!!!
يا جماعة تعالوا نفهم الإسلام كما أراد الله من كتابه وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- لنفرق بين التوحيد والشرك أولا، وبعدها سيتبين للجميع أن المشكلة ليست في التكفير (وهو جزء من التوحيد) بل المشكلة في الكفر الذي يأتونه بجهلهم للدين، وعندها سيكون كل واحد منا أمام الأمر الواقع إما أن يكون مسلما كما أراد منزّل هذا الدين -جل وعلا- وإما أن نترك الإنتساب إليه والهروب إلى الأمام كما هو حاصل، وعوض أن يدافعوا عن صحة هذا الدين الذي أسموه بالإسلام راحوا يتهمون الموحدين بأنهم يكفرون إخوانهم المسلمين!! منذ متى كان المشرك والجاهل للإسلام أخا للموحد، ما سمعنا بهذا إلا في دينكم، نسأل الله أن يوفقنا لتبيين دينه وتبسيطه ليعلم من جهل ويهتدي من ضل السبيل.
الواقع أن الإبتداع في الدين في القرون الأولى بما يخالف السنة تطور من بعد إلى ابتداع في التوحيد، عقائد ومصطلحات تبرر الشرك الواقع بما أن هذا الشرك وقع تأويلا كشرك النصارى وتلبس بالإسلام فأصبحنا نسمع عن: المشرك غير الكافر والمسلم غير الموحد، والمسلم لفظا المشرك عقيدة، والمسلم الممتحن في عرصات القيامة كأهل الفترة ... وهلم جرًا، مما لم يعرفه المسلمون يوما، لا أقول أهل السنة والجماعة.
فهذه العقيدة التي ندعو إليها ليست عقيدة أهل السنة أو أهل الحديث فحسب كما يظن البعض، ولكن كان يؤمن بها كل المسلمين من المبتدعة وأهل السنة حتى الخوارج والمعتزلة والقدرية والجهمية، ممن ضلوا أو حتى كفروا كفريات أخرى، لم يُسمع منهم قول أن من يشرك بالله جهلا مسلم، لأن هذا لم يكن موجودًا أصلا، ولم يختلفوا في تكفيره.
إن المسلم لا يتخذ مرجعا يصدر عنه إلا النبي (ص) لا إمام المذهب ولا شيخ الإسلام ولا شيخ الطريقة، وليس في الإسلام باباوات كباباوات النصارى ولا آيات كآيات الشيعة، وإنما يجب رد كل ذلك إلى المرجع الوحيد هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإننا بحكم إسلامنا لا نقبل أن نتحاكم في ديننا إلى ابن تيمية ولا غيره، وإنما الجميع تحت حكم الله، فيُحكم عليهم ولا يُحتكم إليهم، ولن يسألنا الله يوم الحساب: هل اتبعتم عقيدة ابن تيمية، وإن كان لا يصح التقليد في المسائل الفقهية فكيف بالتوحيد أصل الدين.
ولم يقل بهذا التقليد عامي لا يحسن الإستنباط فحسب بل أمة وجماعة ودعوة لها علماؤها القادرين على فهم كلام الله، فيدَعونه إلى أقوال الرجال يتخذونهم ميزانا، فمن وافقهم فهو منهم ومن خرج عنهم ضللوه أو كفّروه.
وتكفير الكافر يفهمه الإنسان الجاهل الأمي كما يفهمه العالم الفقيه، فاطرحه على أي عامي نظريا فستجده يفهمه بكل وضوح وبساطة بل تجد أن الكثير منهم عندما يعلم أن عبادة القبور مثلا كفر يقول: كنت كافرًا، وأن فاعلي ذلك الكفر كفار عارفهم وجاهلهم، ويفهم الحالات الإستثنائية كالقصد والإكراه لأنها منطقية بديهية.
لكن الكثير من العلماء يفلسفون لهم المسألة ويعقّدونها ويخوّفونهم من هذا المسلك، لأنه يؤدي إلى انفصال حقيقي عن الجاهلية وهو الفتنة في نظرهم.
الآن نحن في مفترق الطرق، إما أن نتبع الإسلام بقواعده وضوابطه من مصدره الأصلي، وإما أن نتخذ الواقع مصدرًا ومرجعا ينصهر فيه الإسلام رغما عنه.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 12:14]ـ
شيخنا المغربى النصارى يعلمون أنهم يعبدون المسيح عليه السلام وإن لم يعلموا أنها باطلة فضيعوا المعنى الإجمالى للشهادتين فالمسلم إذا عبد غير الله وهو يعلم أن ما يفعله عبادة ولو كان جاهلا بحكم عبادة غير الله فيكون كافرا ولا يعذر بالجهل لأنه ضيع المعنى الإجمالى أما الذى يقع فى عبادة غير الله وهو يجهل أن هذه عبادةفلم يضيع المعنى الإجمالى فهذه صورة مختلفة فيكون قياسه على النصرانى قياس فاسد والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 12:47]ـ
أما الذى يقع فى عبادة غير الله وهو يجهل أن هذه عبادةفلم يضيع المعنى الإجمالى فهذه صورة مختلفة فيكون قياسه على النصرانى قياس فاسد والله أعلم
هل لك أن تضرب مثالاً على مقصدك ...
فمن صرف عبادة لغير الله وقع بالشرك ... !!!
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17798
هذا الرابط في رأي ابن جرير في العذر بالجهل والأمور التي تسع لذلك والأمور التي لا يتسع بها العذر بالجهل
ـ[عبد فقير]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 01:26]ـ
رجل يستغيث بغير الله وهو يظن أن ذلك ليس بعبادة لغير الله فإنه يظن أن الميت الذى يدعوه يسمعه فيبلغ الله ما يطلبه منه الداعى فيظن أن ذلك مثل استغاثته بالحى
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 01:42]ـ
لا أعلم سلف في هذه المسألة الا أحمد فريد وشريف هزاع وأبو بصير الطرطوسي وقبلهم العراقي الذي رد عليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب
أما منهج أهل السنة والجماعة لا يعذر في الشرك الأكبر ولا عذر بالجهل في أصل الدين ... ولكن العذر في المسائل الخفية ومسائل الفروع .. هذه هي عقيدة السلف أئمة الدعوة النجدية وقد سبقهم ابن جرير الطبري في كتاب التبصير في معالم الدين صـ 111 - صـ 125
أضف يا أبا عمر هذا النقل الى معلوماتك كى كى تعرف رأى السلف فى المسئلة
قال القاضى أبوبكر ابن العربى:
فالجاهل والمخطىء من هذه الأمة ولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرافإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التى يكفر تاركها بيا نا واضحا ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر ولا تأمل كما يأتى بيانه إن شاء الله تعالى ولم يخالف فى ذلك إلا أهل البدع. أهـ
ـ[أبو عمر]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 02:39]ـ
أضف يا أبا عمر هذا النقل الى معلوماتك كى كى تعرف رأى السلف فى المسئلة
قال القاضى أبوبكر ابن العربى:
فالجاهل والمخطىء من هذه الأمة ولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرافإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التى يكفر تاركها بيا نا واضحا ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر ولا تأمل كما يأتى بيانه إن شاء الله تعالى ولم يخالف فى ذلك إلا أهل البدع. أهـ
أرى حماسك وكأنك لم تقرأ كل ما سطر في هذا المنتدى من توضيح للمسألة دفعك لنقلك قول القاضي أبو البكر ابن العربي ...
ونقلك هذا يدل على أنك لا تستطيع إلى اللحظة أن تميز بين ما يُعذر به المكلف بجهله وبين ما لا يُعذر لذلك أنصحك أن تقرأ أقوال العلماء في التفريق بين الأصول والفروع
ولعلك تجد في كلام اين جرير الطبري رحمه الله ضالتك
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17798
لنرجع إلى قول القاضي وانظر هداك الله لقوله " فالجاهل والمخطىء من هذه الأمة ولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرافإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التى يكفر تاركها بيا نا واضحا ما يلتبس على مثله ... "
إنظر إلى الكلام الذي باللون الأحمر ... لعلك أخطأت في تلوينة في نقلك ...
في أي المسائل تبان الحجة؟ في الأصول أم في الفروع؟؟
وفي قول ابن حزم توضيح للمسألة إن شاء الله:- (ولا خلاف في أن امرءاً لو أسلم – ولم يعلم شرائع الإسلام- فاعتقد أن الخمر حلال، وأن ليس على الإنسان صلاة، وهو لم يبلغه حكم الله تعالى لم يكن كافراً بلا خلاف يعتد به، حتى إذا قامت عليه الحجة فتمادى حينئذ بإجماع الأمة فهو كافر) ا. هـ المحلى (13/ 151)
وفي الرابط السابق توضيح ابن جرير الطبري في التفريق بين المسائل التي فيها عذر بالجهل والمسائل التي لا عذر بجهلها ...
ـ[المسندي]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 06:54]ـ
كيف ارفع ملفا؟
عندي كتاب لم يؤلف مثله في هذا الموضوع ((عدم العذر)) فيه نقولات لائمة كابن منده وغيره
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 10:08]ـ
ونقلك هذا يدل على أنك لا تستطيع إلى اللحظة أن تميز بين ما يُعذر به المكلف بجهله وبين ما لا يُعذر لذلك أنصحك أن تقرأ أقوال العلماء في التفريق بين الأصول والفروع
ولعلك تجد في كلام اين جرير الطبري رحمه الله ضالتك
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17798
لنرجع إلى قول القاضي وانظر هداك الله لقوله
إنظر إلى الكلام الذي باللون الأحمر ... لعلك أخطأت في تلوينة في نقلك ...
في أي المسائل تبان الحجة؟ في الأصول أم في الفروع؟؟
وفي قول ابن حزم توضيح للمسألة إن شاء الله:- (ولا خلاف في أن امرءاً لو أسلم – ولم يعلم شرائع الإسلام- فاعتقد أن الخمر حلال، وأن ليس على الإنسان صلاة، وهو لم يبلغه حكم الله تعالى لم يكن كافراً بلا خلاف يعتد به، حتى إذا قامت عليه الحجة فتمادى حينئذ بإجماع الأمة فهو كافر) ا. هـ المحلى (13/ 151)
وفي الرابط السابق توضيح ابن جرير الطبري في التفريق بين المسائل التي فيها عذر بالجهل والمسائل التي لا عذر بجهلها ...
تأمل قول القاضى رحمه الله: " فالجاهل والمخطىء من هذه الأمة ولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرافإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التى يكفر تاركها بيا نا واضحا ما يلتبس على مثله ... "
فإن لم يكن الشرك والكفر من الأصول فما هى الأصول
وأما مذهب ابن جرير فأعرفه جيدا
وماهودليلك على التفريق بين الأصول والفروع؟؟؟
وما هو الفارق بين الأصول والفروع؟؟
ومن أول من فرق بين الأصول والفروع؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأما ابن حزم فلبس من فريقك فهو من أشهر من قال بالعذر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مستور الحال]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 01:37]ـ
رجل يستغيث بغير الله وهو يظن أن ذلك ليس بعبادة لغير الله فإنه يظن أن الميت الذى يدعوه يسمعه فيبلغ الله ما يطلبه منه الداعى فيظن أن ذلك مثل استغاثته بالحى
يعني مثل مشركي العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم.
قد كان المشركون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ينتسبون إلى ملة إبراهيم وقد أرسل إليهم النبي إسماعيل وقامت عليهم الحجة بدعوة الحنفاء، وسماهم الشرع مشركون لأنهم يستغيثون بغير الله وليس لأن غير الله هو الذي ينفع أو يضر ولكنهم يتخذونهم وسائط {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} ومع ذلك فهم ليسوا معذورين بهذا التأويل وهم بهذا مشركون، ومنهم من مات قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك سماهم مشركون فلم يعذرهم بالجهل.
والمشركين الجاهليين أحسن حالاً منه لأنهم يفهمون معنى لا إله إلا الله، وهو لا يفهمها، وهم لا يستغيثون بغير الله في الشدة، ومشركي زماننا - الذين تضرب المثال بهم - يستغيثون بغير الله حتى في الشدة.
أما كونه لا يدري أن الاستغاثة عبادة فهذا من الجهل كما هو معروف فهو جهل بالعبادة التي هي أول واجب وجهل بمعنى لا إله إلا الله فهذا يسمى مشركاً وليس بمسلم ويدعى إلى التوحيد ويعلَّم، وهذا الجهل يعذر به فلا يستباح ماله وعرضه إلا بعد قيام الحجة عليه.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 06:08]ـ
شيخنا المغربى النصارى يعلمون أنهم يعبدون المسيح عليه السلام وإن لم يعلموا أنها باطلة فضيعوا المعنى الإجمالى للشهادتين فالمسلم إذا عبد غير الله وهو يعلم أن ما يفعله عبادة ولو كان جاهلا بحكم عبادة غير الله فيكون كافرا ولا يعذر بالجهل لأنه ضيع المعنى الإجمالى أما الذى يقع فى عبادة غير الله وهو يجهل أن هذه عبادةفلم يضيع المعنى الإجمالى فهذه صورة مختلفة فيكون قياسه على النصرانى قياس فاسد والله أعلم
قولك:
"النصارى يعلمون أنهم يعبدون المسيح عليه السلام "
ما يعتقده النصارى-إلا من شذ منهم-أنهم يعبدون الله الذي تجسد في صورة بشر
و هم لا يقبلون أن يقال عنهم أنهم عباد بشر بل يقرون أن لا أحد يستحق العبادة إلا الله الخالق فهم بعبادتهم المسيح يقصدون عبادة الله الذي أخذ صورة البشر.
أما قولك:
"المسلم إذا عبد غير الله وهو يعلم أن ما يفعله عبادة ولو كان جاهلا بحكم عبادة غير الله فيكون كافرا ولا يعذر بالجهل لأنه ضيع المعنى الإجمالى أما الذى يقع فى عبادة غير الله وهو يجهل أن هذه عبادةفلم يضيع المعنى الإجمالى "
فهو عجيب جداً
فهنيأً لجهال معنى العبادة فهم ناجون في كل الأحوال.
وتعساً لمن علِم معنى العبادة فقد يكون من الهالكين.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 09:54]ـ
تأمل قول القاضى رحمه الله: " فالجاهل والمخطىء من هذه الأمة ولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرافإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التى يكفر تاركها بيا نا واضحا ما يلتبس على مثله ... "
فإن لم يكن الشرك والكفر من الأصول فما هى الأصول
عدت لتتسرع في ردك ... نقل قول القاضي أبو بكر كثير من العلماء ووضحوا في أي المسائل يتحدث .. ولو قرأت رسالة (الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد المؤلف:أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الحميد) لوجدت تفصيلا في شرح هذا القول وبيان بأنه في المعاصي من باب التغليظ .. فقول القاضي جاء في شرحه لكلام البخاري: باب كفران العشير وكفر دون كفر.: مراده أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيماناً، كذلك المعاصي تسمى كفراً. لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد به الكفر المخرج عن الملة؛ فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً .. ) إلى آخر النص المنقول آنفاً.)
ليتك نقلت قوله كاملاً ... لما احوجتنا لهذا .. أو لعلك لم تنقله ابتداءاً ..
وأما مذهب ابن جرير فأعرفه جيدا
ليتك تعرفه ... فمذهبه في هذه المسألة واضح وصريح في تفريقه بين الأصول التي لا يُعذر بها مكلف بجهله وبين الفروع التي يُعذر بجهلها ولا يكفر إلا بعد قيام الحجة
ليتك تقرأ الموضوع امذكور في المشاركة السابقة ليتضح لك ان كنت تعرف مذهب ابن جرير أم لا ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17798
وماهودليلك على التفريق بين الأصول والفروع؟؟؟
وما هو الفارق بين الأصول والفروع؟؟
ومن أول من فرق بين الأصول والفروع؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأما ابن حزم فلبس من فريقك فهو من أشهر من قال بالعذر
هو مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة وان شاء الله قريبا سأنقل لك الدليل على التفريق بين الأصول والفروع ... في موضوع مستقل .. ولكمتمهيدا هل لك أن تجيبني على سؤال؟؟
ما الفرق بين من انكر نبوة النبي الياس عليه السلام جهلا وبين من انكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم جهلاً ايضاً؟؟ .. إنكار نبوة نبي هل يستويان في الحكم ابتداءاً أم أنه هناك فرق بينهما؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 10:37]ـ
أخى بالله عليك نكمل الحوار الإشكال عندى فى الآتى-وأرجو من الإخوة الذين يعذرون فى مثل تلك الصور ألا يتدخلوا فى النقاش- 1 - رجل فى البادية (وليس الكلام فى المتمكن من العلم) ينطق بالشهادتين ويعلم معناها الإجمالى ولكن لا يعلم أن ما يفعله عبادة لغير الله ولو يعلم لتبرأ من هذا العمل 2 - المشركون الذين لم يأت إليهم رسول يعلمون أن ما يفعلونه عبادة وإن لم يعلموا أنهم مشركين ويظنون أنهم على الحق (هذا هو الإشكال عندى)
أخي الكريم، دعني أوضح لك مسألة ..
أصل العبادة هو غاية الذل (الذي مقتضاه تعظيم المعبود) مع غاية الحب.
فكل من فعل شيئاً فيه تعظيم للمخلوق بما يرفعه إلى رتبة الخالق، فهو شرك أكبر، ولا يعذر صاحبه بجهل ..
وكل عبادة فيها النوعان، عبادة صغرى وعبادة كبرى .. وقد ذكر تصنيف العبادة على هذا المنوال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 11/ 672] فقال:
وَقَدْ يُقَالُ: كُلُّ مَنْ تَرَكَ الْإِيمَانَ وَالتَّوْحِيدَ فَلَا يَتْرُكُهُ إلَّا إلَى كُفْرٍ وَشِرْكٍ؛ فَإِنَّ النَّفْسَ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ إلَهٍ تَعْبُدُهُ فَمَنْ لَمْ يَعْبُدْ الرَّحْمَنَ عَبَدَ الشَّيْطَانَ. فَيُقَالُ: عِبَادَةُ الشَّيْطَانِ جِنْسٌ عَامٌّ وَهَذَا إذَا أَمَرَهُ أَنْ يَشْتَغِلَ بِمَا هُوَ مَانِعٌ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ يُقَالُ: عَبَدَهُ. كَمَا أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ فَقَدْ عَبَدَهُ وَلَكِنْ عِبَادَةٌ دُونَ عِبَادَةٍ.
فإن صح هذا التصنيف للعبادة، وهو إن شاء الله صحيح، ستتوضح لك الكثير من الأمور.
فإن من يدعو غير الله تعالى، وهو يعتقد أن هذا المقبور أو المخلوق قادر على إنزال الغيث أو إغاثة اللهفان، أو تدبير الكون، أو أي أمر مما هو معلوم عند البشر جميعاً أنه يختص بالإله، فهذا لا شك ولا ريب أنه يكفر ولا يعذر بجهل.
أما من لم يرفع المخلوق بفعله لرتبة الخالق، وصرف إليه شيئاً من التعظيم بفعل ظاهره العبادة، فهو شرك أصغر ..
ومثاله: من أطاع المخلوق في معصية الخالق، وقع في الشرك الأصغر .. مع أن الطاعة عبادة.
من سجد للمخلوق تحية له دون قصد عبادته، فقد وقع في الشرك الأصغر .. مع أن السجود عبادة.
من أحب المعاصي وما يبغضه الله، فقد وقع في الشرك الأصغر .. مع أن الحب عبادة.
من حلف بغير الله غير قاصد لعبادة المحلوف به، فقد وقع في الشرك الأصغر .. مع أن الحلف عبادة.
من نذر لغير الله، دون قصد رفع المنذور له لرتبة الخالق، فقد وقع في الشرك الأصغر، مع أن النذر عبادة.
وهكذا دواليك .. كل عبادة تتضمن قسمين: عبادة صغرى وعبادة كبرى.
أما المشركون الذين بُعث إليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد كانوا يرون فعلهم عبادة لغير الله، ويرون أن أصنامهم شركاء لله في ملكه، لذلك كانوا يقولون في طوافهم بالكعبة: ((لبيك لا شريك لك لبيك، إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك)).
فهم يرون لأصنامهم شراكة في ملكوت الله تعالى، وقد ذكر الله - عز وجل - ذلك في القرآن في مواضع كثيرة.
هذا والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 10:42]ـ
عدت لتتسرع في ردك ... نقل قول القاضي أبو بكر كثير من العلماء ووضحوا في أي المسائل يتحدث .. ولو قرأت رسالة (الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد المؤلف:أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الحميد) لوجدت تفصيلا في شرح هذا القول وبيان بأنه في المعاصي من باب التغليظ .. فقول القاضي جاء في شرحه لكلام البخاري: باب كفران العشير وكفر دون كفر.: مراده أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيماناً، كذلك المعاصي تسمى كفراً. لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد به الكفر المخرج عن الملة؛ فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً .. ) إلى آخر النص المنقول آنفاً.)
ليتك نقلت قوله كاملاً ... لما احوجتنا لهذا .. أو لعلك لم تنقله ابتداءاً ..
أخي الكريم، جزاك الله خيراً .. مع أن معتقدي ومعتقدك في المسألة واحد، ولكنني أرى أن ابن العربي قد جانب الحق في قوله هذا ..
تأويلك لكلامه لا يستقيم أخي الكريم .. تأمل جيداً ما قاله ابن العربي .. قال:
ولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً
هل المعاصي من الكفر الأصغر أو الشرك الأصغر تجعل من صاحبها مشركاً أو كافراً؟ .. فهو صراحة يتكلم عن الشرك الأكبر والكفر الأكبر ..
ـ[أبو عمر]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 10:55]ـ
أخي الكريم، جزاك الله خيراً .. مع أن معتقدي ومعتقدك في المسألة واحد، ولكنني أرى أن ابن العربي قد جانب الحق في قوله هذا ..
تأويلك لكلامه لا يستقيم أخي الكريم .. تأمل جيداً ما قاله ابن العربي .. قال:
هل المعاصي من الكفر الأصغر أو الشرك الأصغر تجعل من صاحبها مشركاً أو كافراً؟ .. فهو صراحة يتكلم عن الشرك الأكبر والكفر الأكبر ..
حياك الله أبو شعيب .. ولكن كلام ابن العربي في الكفر الاصغر والشرك الأصغر وليس في الكفر الأكبر والشرك الأكبر والشاهد أن كلامه جاء في شرحه لكلام البخاري: باب كفران العشير وكفر دون كفر ... انظر انار الله بصرك وبصيرتك للحق لكلامه من البداية فهو صريح ولا يحتاج لتأويل (مراده أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيماناً، كذلك المعاصي تسمى كفراً. لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد به الكفر المخرج عن الملة)
هذا كلامه يوضح مقصده وليس أنا الذي يؤوله ... وحاشاه رحمه الله أن يرقع للمشركين شركهم ويعذرهم بجهلهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:55]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم .. وأرجو أن يتسع صدرك لمحاورتي في مقصد كلامه .. فإنه حتى لو أعذر بعض الواقعين في الشرك الأكبر، فلا يُنتقص هذا من قدره .. (هذا لو افترضنا أن تأويلي لكلامه صحيح).
هذا هو كلام القاضي ابن العربي - رحمه الله - بتمامه:
مراده أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيماناً، كذلك المعاصي تسمى كفراً. لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد به الكفر المخرج عن الملة؛ فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً، فإنه يعذر بالجهل والخطأ، حتى تتبين له الحجة التي يكفر تاركها بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله، وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام، مما أجمعوا عليه إجماعاً جلياً قطعياً، يعرفه كل المسلمين من غير نظر وتأمل
الأدلة من كلامه أنه يتحدث عن الكفر والشرك الأكبر:
1 - أنه قال: ((ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً)) .. وهذا لا يُقال في الشرك الأصغر أو الكفر الأصغر.
2 - أنه قال: ((حتى تتبين له الحجة التي يكفر تاركها)) .. ومعلوم أن اشتراط إقامة الحجة لا تكون إلا في الكفر الأكبر .. فإنه لو أصر على فعله بعد إقامة الحجة، وكان فعله كفراً أصغر، فإنه لا يكفر.
3 - أنه قال: ((معلوم بالضرورة من دين الإسلام)) .. هل الكفر الأصغر والشرك الأصغر من المعلوم ضرورة من دين الإسلام؟
أما قوله السابق ((لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد به الكفر المخرج عن الملة)) .. فلا يفيد أن ما بعده داخل في نفس السياق .. بل إن ما بعده داخل في سياق جديد .. ودليلي على ذلك هو ما يلي:
إقحام مسألة العذر بالجهل والخطأ لدرء الكفر عمّن وقع في الكفر الأصغر لا معنى له ولا يستقيم، لأنه حتى لو كان قاصداً عالماً في ما يفعله، فإنه لا يكفر أصلاً .. فعلام يكون إقحام العذر بالجهل والخطأ واشتراط إقامة الحجة لتكفير الواقع في الكفر الأصغر؟
وكذلك، لو كان كلامه اللاحق داخل في سياق السابق، لكان حرف الفاء في عبارة (فالجاهل) تعليلاً لسابقه .. كما هو معلوم في اللغة .. فهل ابن عربي كان يعلل عدم كون هذه الأفعال مخرجة من الملة لأن الجاهل معذور بجهله؟؟ .. هذا لا يستقيم، ولا معنى له.
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 6/ 421]:
وَرَأَيْت أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ وَعَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ: {فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا}. وَمَعْلُومٌ أَنَّ تَعْقِيبَ الْحُكْمِ لِلْوَصْفِ؛ أَوْ الْوَصْفِ لِلْحُكْمِ بِحَرْفِ الْفَاءِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْوَصْفَ عِلَّةٌ لِلْحُكْمِ؛ لَا سِيَّمَا وَمُجَرَّدُ التَّعْقِيبِ هُنَا مُحَالٌ؛ فَإِنَّ الرُّؤْيَةَ فِي الْحَدِيثِ قَبْلَ التَّحْضِيضِ عَلَى الصَّلَاتَيْنِ وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي الْآخِرَةِ وَالتَّحْضِيضُ مَوْجُودٌ قَبْلَهَا فِي الدُّنْيَا. وَالتَّعْقِيبُ الَّذِي يَقُولُهُ النَّحْوِيُّونَ لَا يَعْنُونَ بِهِ أَنَّ اللَّفْظَ بِالثَّانِي يَكُونُ بَعْدَ الْأَوَّلِ؛ فَإِنَّ هَذَا مَوْجُودٌ بِالْفَاءِ وَبِدُونِهَا وَبِسَائِرِ حُرُوفِ الْعَطْفِ، وَإِنَّمَا يَعْنُونَ بِهِ مَعْنَى أَنَّ التَّلَفُّظَ الثَّانِيَ يَكُونُ عَقِبَ الْأَوَّلِ، فَإِذَا قُلْت: قَامَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو، أَفَادَ أَنَّ قِيَامَ عَمْرٍو مَوْجُودٌ فِي نَفْسِهِ عَقِبَ قِيَامِ زَيْدٍ؛ لَا أَنْ مُجَرَّدَ تَكَلُّمِ الْمُتَكَلِّمِ بِالثَّانِي عَقِبَ الْأَوَّلِ، وَهَذَا مِمَّا هُوَ مُسْتَقِرٌّ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ، وَهُوَ مَفْهُومٌ مِنْ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ إذَا قِيلَ: هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ فَأَكْرِمْهُ، فُهِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الصَّلَاحَ سَبَبٌ لِلْأَمْرِ بِإِكْرَامِهِ حَتَّى لَوْ رَأَيْنَا بَعْدَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا لَقِيلَ كَذَلِكَ الْأَمْرُ وَهَذَا أَيْضًا رَجُلٌ صَالِحٌ أَفَلَا تُكْرِمْهُ؟ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَا بُدَّ أَنْ يُخْلَفَ الْحَكَمُ لِمُعَارِضِ، وَإِلَّا عُدَّ تَنَاقُضًا. وَكَذَلِكَ لَمَّا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حَاجِبٌ وَلَا تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ وَيَنْظُرُ أَمَامَهُ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِكَلِمَةِ طَيِّبَةٍ} فُهِمَ مِنْهُ أَنَّ تَحْضِيضَهُ عَلَى اتِّقَاءِ النَّارِ هُنَا لِأَجْلِ كَوْنِهِمْ يَسْتَقْبِلُونَهَا وَقْتَ مُلَاقَاةِ الرَّبِّ وَإِنْ كَانَ لَهَا سَبَبٌ آخَرُ. وَكَذَلِكَ لَمَّا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " سَارِعُوا إلَى الْجُمُعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْرُزُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فِي كَثِيبٍ مِنْ كُثُبِ الْكَافُورِ فَيَكُونُونَ فِي الْقُرْبِ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ تَسَارُعِهِمْ فِي الدُّنْيَا إلَى الْجُمُعَةِ " فَهِمَ النَّاسُ مِنْ هَذَا أَنَّ طَلَبَ هَذَا الثَّوَابِ سَبَبٌ لِلْأَمْرِ بِالْمُسَارَعَةِ إلَى الْجَنَّةِ. وَكَذَلِكَ لَوْ قِيلَ: إنَّ الْأَمِيرَ غَدًا يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ أَوْ يُقَسِّمُ بَيْنَهُمْ فَمَنْ أَحَبَّ فَلْيَحْضُرْ فُهِمَ مِنْهُ أَنَّ الْأَمْرَ بِالْحُضُورِ لِأَخْذِ النَّصِيبِ مِنْ حُكْمِهِ أَوْ قِسْمِهِ وَهَذَا ظَاهِرٌ.
فلا يبقى إلا أن نقول إنه دخل في سياق جديد غير مرتبط بما قبله .. أو إنه مرتبط بقبل ذلك من كلام (أرجو ذكر المصدر حتى أتفحص كلامه من أوله) ..
وجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 09:39]ـ
رجل يستغيث بغير الله وهو يظن أن ذلك ليس بعبادة لغير الله فإنه يظن أن الميت الذى يدعوه يسمعه فيبلغ الله ما يطلبه منه الداعى فيظن أن ذلك مثل استغاثته بالحى
سؤالي هل هو يعلم ان الاستغاثة بالله عبادة؟ وماهو معتقده في المستغاث به؟ وهل هو لايعرف ماهو الموت ليظن استغاثته به ميتا" كلاستغاثته به حيا"؟ ام يعتقد ان الرجل يسمع كسمع الله؟ اذا كان من يستغيث بالله مسلما" فما هو المشرك؟ ومافائدة بعثة الرسل عليهم السلام؟ لاحول ولاقوة الا بالله.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 11:18]ـ
عذر المشرك الجاهل من التكفير يقول به كل أهل السنة لكن عده مسلماً إذا فعل الشرك الأكبر و هو جاهل هو قول المرجئة لأنه إرجاء للعمل عن مسمى الإيمان و إنما أهل السنة يتوقفون فيه و لا يعدونه مسلماً و لا كافراً بل له حكم أهل الفترة
لأن الكفر لا يكون إلا بعد قيام الحجة لأنه إما حجود أو عناد و لا يحصل حجود أو عناد لمن لم يعرف الحق أصلاً
أما الشرك فهو التنديد و قد يحصل للجاهل بالرسالة لأن معه أصل الفطرة (العلم بالصانع و العمل له) الذي ينفي التنديد و لم يعمل به
ـ[المغيرة]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 01:15]ـ
أخى بالله عليك نكمل الحوار الإشكال عندى فى الآتى-وأرجو من الإخوة الذين يعذرون فى مثل تلك الصور ألا يتدخلوا فى النقاش- 1 - رجل فى البادية (وليس الكلام فى المتمكن من العلم) ينطق بالشهادتين ويعلم معناها الإجمالى ولكن لا يعلم أن ما يفعله عبادة لغير الله ولو يعلم لتبرأ من هذا العمل 2 - المشركون الذين لم يأت إليهم رسول يعلمون أن ما يفعلونه عبادة وإن لم يعلموا أنهم مشركين ويظنون أنهم على الحق (هذا هو الإشكال عندى)
لاحول ولاقوة الا بالله.ينطق بالشهادتين ويعلم معناها الاجمالي؟ ماهو معناها الاجمالي بالله عليك؟ الصواب ان تورد ما عندك من ادلة على ان المشرك ممكن يكون مسلما" وهو متلبسا" بشركه.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 03:18]ـ
من يثبت ان للشيخ محمد منهج في التكفير يختلف عن منهج ابن تيمية.الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المخلوقين و على آله ...
إخواني الكرام ... كنت أود إفراد هذه المسألة بموضوع خاص بعد الانتهاء من "شفاء السقام" لكن بما أن أخانا أبا الحسن الأثري ـ حفظه الله ـ فتحه فسأدلي بما يتسع لي فيه المقام و الله الموفق ...
بداية أقول:
1ـ لا بد من استقراء جل كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ و رسائله الشخصية و كتب التاريخ التي أرخت لكيفية تطبيقه لأفكاره ك:"روضة الأفكار و الأفهام في تاريخ الشيخ الإمام و غزوات ذوي الإسلام" " المطبوع باسم" تاريخ نجد".
2ـ استقراء كتب ابن تيمية ـ رحمه الله ـ و كذلك سيرته مع خصومه و خصوصا الأخنائي و البكري ـ رحمهما الله ـ
3ـ عرض الأقوال على الكتاب و السنة و العمل القديم. {عمل السلف}
4ـ التجرد و عدم التعصب للآراء لأن الهدف هو عبادة الله تعالى لا عبادة العلماء.
ثم أقول:
إن المستقرئ لكتب شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ و الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ يجد فرقا كبيرا بين المنهجين في التكفير و العذر بالجهل, و لو حاول بعض الباحثين رد هذا الواقع [1] لكن الواقع كذلك, ولي أدلة كثيرة على ذلك بعد استقراء كبير لكتب أيمة الدعوة ابتداء "بالدرر السنية" {الطبعة الخيرية 16 مجلدا} إلى "مجموعة التوحيد النجدية" {تحقيق السيد رشيد رضا} إلى "الرسائل الشخصية" .... إلخ مع مطالعة تاريخ الدعوة و قيام هذه الحركة التجديدية السلفية. و بعد استقراء لكل ما كتب في الموضوع تقريبا ككتب" الشيخ علي الخضير و أحمد الخالدي و ناصر الفهد و شروحات المحدث عبد الله السعد و أبي محمد المقدسي العتيبي ... }
و من الطرف الآخر:"أبحاث عبد العزيز العبد اللطيف و عبد الله القرني سفر الحوالي .. }
أما أصحاب شيخ مشايخنا العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ فلا معرفة عندهم بالدعوة النجدية و أقوال أيمتها اللهم إلا الشيخ "محمد أبو رحيم" فيما أعلم.
المنتسبون للدعوة النجدية انقسموا فريقين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: يرى أن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ يعذر بالجهل فيما يسمى أصل الدين [2] , و يؤولون كلامه الصريح في عدم الاعذار كي لا يتصادم ذلك مع منهج شيخ الاسلام ابن تيمية الصريح في العذر بالجهل كما سيأتي. ومن هؤلاء الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي و تلميذه شيخ مشايخنا ابن عثيمين ومن بعدهما كعبد العزيز عبد اللطيف و عبد الله القرني و سفر الحوالي و أبي بصير الطرطوسي و أصحابهم.
الثاني: يرى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يعذر بالجهل فيما يسمى أصل الدين كما صريح مذهبه, و يؤولون كلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ الصريح في العذر كي لا يتصادم مع كلام أيمة الدعوة, غعتقادا منهم أن مشايخ الدعوة هم من فهم حقيقة كلا ابن تيمية و ابن القيم كما هو صريح في كتبهم. و من هؤلاء الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي و محمد بن إبراهيم آل اشيخ ـرحمهما الله ـ و علي الخضير و ناصر الفهد و أحمد الخالدي ـ فرج الله عنهم ـ و عبد الله السعد و اللجنة الدائمة و أبي محمد المقدسي ـ فك الله أسره ـ.
و ذهب بعض العلماء إلى التفريق بين المنهجين في التكفير منهم الشيخ أبو قتادة الفلسطيني و العلامة أبي حفص الرفيقي المدني و العلامة الحسن بن علي الكتاني ـ فرج الله عنهم ـ و قبلهم الامام محمد المنتصر الكتاني ـ رحمه الله ـ شيخ مشايخنا. وبعض علماء بلاد الحرمين على استحياء منهم لمخالفة السواد الأعظم. هذا فيما أعلم حتى هذه اللحظة. و الله أعلم.
الدليل على ما ذهبت إليه من هذه التقسيمات السالفة:
فتاوي الشيخين و سيرتهما ... و كلام المقربين منهما ....
نبدأ بفتاوي ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
صريح العذر في المسائل العلمية و العملية:
يقول ـ رحمه الله ـ:" الأقوال التي يكفر قائلها , قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق, وقد تكون عنده, و لم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها و قد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق و أخطأ فإن الله يغفر له خطاياه كائنا ما كان سواء في المسائل النظرية أو العملية هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم, و جماهير أيمة الاسلام. إ.هـ[3]
فابن تيمية لم يكن يفرق بين أصول الدين و فروع الدين. فالنجديون عندهم أن أصول الدين العبادة دون توحيد الأسماء و الصفات, فعند النجديين أن من صرف عبادة لغير الله فقد وأشرك {يعامل معاملة المشركين} فإن قامت عليه الحجة كفر {يعامل معاملة الكفار المحاربين من قتل .. } لأنهم يفرقون بين الشرك و الكفر. فمن أشرك فهو مشرك و بعد بلوغ الدعوة يصير كافرا. و لا أعلم من سبقهم إلى هذا التقسيم الخطير.
يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:" من دعا غير الله و حج إلى غير الله فهو مشرك و الذي فعله كفر, لكن قد لا يكون عالما بأن هذا شرك محرم كما أن كثيرا من الناس دخلوا في الاسلام من التتار و غيرهم و عندهم أصنام لهم يتقربون إليها و يعظمونها و لا يعلمون أن ذلك محرم في دين الاسلام, و يتقربون إلى النار أيضا , و لا يعلمون أن ذلك محرم فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل الاسلام و لا يعلم أنه شرك. إ.هـ[4]
و يقول أيضا:" و كنت دائما أذكر هذا الحديث ... فهذا رجل شك في قدرة الله و في إعادته إذا ذري, بل اعتقد أنه لا يعاد, وهذا كفر باتفاق المسلمين, لكن كانجاهلا لا يعلم ذلكوكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه, فغفر له بذلك. إ.هـ[5]
و يقول أيضا:" إن نصوص الوعيد التي في الكتاب و السنة و نصوص الأئمة بالتكفير و التفسيق و نحو ذلك لا يستلزم ثبوت موجبها في حق المعين إلا إذا وجدت الشروط و انتفت الموانع لا فرق في ذلك بين الأصول و الفروع ... "إ. هـ[6]
يتبع ..... إن شاء الله تعالى
و الله الموفق
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1]: هو الدكتور الفاضل عبد العزيز العبد اللطيف ـ حفطه الله ـ في كتابه الحافل:"دعاوي المناوئين"
[2]:تقسيم الدين إلى أصول و فروع تقسيم بدعي إن بنيت عليه أحكام شرعية, كما بين ذلك ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما سيأتي.
[3]:مجموع الفتاوي {33\ 326}.
[4]:"الرد على الأخنائي {ص:61ـ62}.
[5]:"الفتاوي {3\ 231}
[6]:"الفتاوي {10\ 372} و بتوسع {12\ 479ـ501}
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 01:31]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20453
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 01:30]ـ
من باب الفائدة للاخوة الباحثين في هذا الباب:
توجد رسالة علمية بإسم " منهج شيخ الاسلام ابن تيمية في مسألة التكفير " - للدكتور عبدالمجيد المشعبي - اشراف الشيخ الكبير الفاضل صالح السحيمي - الطبعة الاولى - دار أضواء السلف - 1418 هـ
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 03:36]ـ
تقريرات أئمة الدعوة السلفية-رسالة دكتوراة
http://www.gheras.com/productpage.aspx?pid=477 (http://www.gheras.com/productpage.aspx?pid=477)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[19 - Nov-2010, صباحاً 01:39]ـ
بارك الله فيك، عندي فقط تنبيهان بسيطان: الأول قول: (وهذه الأمور لا شك أنها نسبية فما استفاض وعرف من دين الإسلام بالضرورة عند أهل نجد ليس كما استفاض عند أهالي اندونيسيا والمغرب العربي ومصر والسودان وغيرها من بلاد المسلمين).العلم الضروري أقسام منه ما يعلم بضرورة العقل كالواحد أصغر من الاثنين ومنه ما يعلم بضرورة الحس كالنار محرقة ومنه ما يعلم بضرورة الفطرة كقولنا لكل موجود واجد، ومنه ما يعلم باستفاضة الخبر كوجود نهر النيل وهذا فقط هو ما يسمى العلم الضروري النسبي لتفاوت الناس فيه.
فللكون خالق يستحق أن يعبد: أمر فطري،قال ابن تيمية: فإذا كان في فطرتهم ما شهدوا به من أن الله وحده هو ربهم كان معهم ما يبين بطلان هذا الشرك وهو التوحيد الذي شهدوا به على أنفسهم فإذا احتجوا بالعادة الطبيعية من اتباع الآباء كانت الحجة عليهم الفطرة الطبيعية العقلية السابقة لهذه العادة الأبوية كما قال صلى الله عليه و سلم: [كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه] فكانت الفطرة الموجبة للإسلام سابقة للتربية التي يحتجون بها وهذا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة في بطلان الشرك لا يحتاج ذلك إلى رسول فإنه جعل ما تقدم حجة عليهم بدون هذا وهذا لا يناقض قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} فإن الرسول يدعو إلى التوحيد لكن إن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن إقرارهم بأن الله ربهم ومعرفتهم بذلك وأن هذه المعرفة والشهادة أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله تعالى في تصديق رسله فلا يمكن أحدا أن يقول يوم القيامة: إني كنت عن هذا غافلا ولا أن الذنب كان لأبي المشرك دوني لأنه عارف بأن الله ربه لا شريك له فلم يكن معذورا في التعطيل ولا الإشراك بل قام به ما يستحق به العذاب ثم إن الله بكمال رحمته وإحسانه لا يعذب أحدا إلا بعد إرسال رسول إليهم وإن كانوا فاعلين لما يستحقون به الذم والعقاب كما كان مشركو العرب وغيرهم ممن بعث إليهم رسول فاعلين للسيئات والقبائح التي هي سبب الذم والعقاب والرب تعالى مع هذا لم يكن معذبا لهم حتى يبعث إليهم رسولا. ا.هـ (درأ التعارض 4/ 332)
أما كيف يعبد الله؟ فهو أمر خبري يتفاوت الناس فيه بحسب ما وصلهم من دين الرسل
ولا يصح تعميم القول بأن كل معلوم بالضرورة هو أمر نسبي.
الثاني: نقل قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب:قال رحمه الله (وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم .. )
هذه العبارة تحتاج إلى تحقيق شديد فقد قرات للشيخ محمد العبارة بلفظ " من عند الصنم "
ويؤيدها قوله رحمه الله في رسالة التأسيس والتقديس في الرد على داود بن جرجيس ما نصه: (يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (وإنا لا نكفر إلا من كفَّره الله ورسوله من المشركين عُبّاد الأصنام كالذين يعبدون الصنم الذي على قبر عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما، أما الذين آمنوا بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وجاهدوا في الله حق جهاده فهم إخواننا في الدين وإن لم يهاجروا إلينا فكيف نكفر هؤلاء؟! سبحانك هذا بهتان عظيم!!) نقلا عن كتاب التقديس والتأسيس في كشف شبهات داود بن جرجيس للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ص89،88.
وجزاكم الله خيرا
ـ[السمرقندي]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 01:17]ـ
أهم كتاب في هذا الموضوع هو عارض الجهل.
واعلمو أن الناس اليوم قامت عليهم الحجة ببلوغ الكتاب
ـ[وليد بن محمد الطاهيري]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 02:21]ـ
حكم العذر بالجهل تاريخ الفتوى 08/ 03/2009 نص السؤال نرجو أن تذكر لنا بعض الأدلة في العذر بالجهل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أُلف في هذا الشأن كتب، فيها ذكر الأدلة والآثار والفتاوى، وسنذكر لك بعض الأدلة، منها قول الله تعالى: ?وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا? [الإسراء:15]، وقوله تعالى: ?وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ? [القصص:59]، وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إن رجلا كان قبلكم رَغَسَهُ الله مالا، فقال لبنيه لما حُضِر: أيُّ أب كنتُ لكم؟ قالوا: خيرَ أب. قال: فإني لم أعمل خيرا قط، فإذا مِتُّ فأحْرِقُوني، ثم اسحقوني، ثم ذُرُّوني في يوم عاصف، ففعلوا، فَجَمَعَهُ الله، فقال: ما حَمَلك على ذلِكَ؟ فقال: مَخَافَتُك، فَتَلَقَّاه برحمته)). وفي رواية: ((فتداركه الله بها))،وفي رواية: ((فإنه لم يَبْتَئِرْ عند الله خيرا، وإنْ يَقْدِرِ الله عليه يُعذِّبْه)) فَسَّر قتادة قوله: ((يَبْتَئرْ)): لم يَدَّخِر. وفي رواية: ((ما ابْتَأر عند الله خيرا)). وفي أخرى ((ما امتأر)) بالميم. أخرجه البخاري ومسلم، قال أهل العلم: تداركه الله بها، أي: تدراكه الله بجهله: أن الله لا يجمعه، فهو من أقوى الأدلة على العذر بالجهل، وحديث الأسود بن سريع أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا))،
فأمر العذر بالجهل من عقيدة أهل السنة، وراجع في هذه المسألة تفسير ابن كثير رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: ?وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا? [الإسراء:15]، فإنه ذكر جملة كثيرة في تفسيره لهذه الآية، وانظر أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله، وغيرها من المصادر. ومن الأدلة في هذا قول الله تعالى: ?وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا? [النساء:115]، فالذي ما يتبين له الهدى، ما قامت عليه الحجة، كأن يأتي إنسان عربي إلى إنسان أعجمي يبلغه ويدعوه والأعجمي لم يفهم مراد العربي لم تقم على الأعجمي هذا الحجة، أو أعجمي يدعو عربي ولم يفهم هذا العربي قول الأعجمي فهذا ما قامت عليه الحجة، لأن الله تعالى يقول: ?مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى?، ولأجل ذلك فإن الله عزوجل كان يرسل الرسل من قومها، قال تعالى: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [إبراهيم:4]، ومن أجل قيام الحجة وقطع المعاذير على العباد أنزل الله القرآن عربيًا مبينًا، قال الله تعالى: ?حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ? [الزخرف:1 - 3]، وقال تعالى: ?لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ? [النحل:103]، وقال تعالى: ?وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ? [فصلت:44]، وقال تعالى: ?وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ? [فصلت:17 - 18]، وقال تعالى: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ? [الأنبياء:25]، وقال الله: ?وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ? [الأحقاف:21]، فجميع النذر والرسل يرسلهم الله عزوجل لإقامة الحجة على العباد، حتى يأجوج ومأجوج أرسل الله إليهم من يقيم عليهم الحجة، قال الله تعالى: ?قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا? [الكهف:94]، فإن الله لم يعذبهم بغير قيام حجة عليهم،
فأهل العلم يقولون: أرسل الله إليهم ذا القرنين للآية المتقدمة، فما عذبهم الله إلا بعد أن قامت عليهم الحجة، وصاروا أمة مفسدة، مع العلم أنهم مكلفون وهم من بني آدم، لحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا آدم أخرج بعث النار، فيخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين)).
المصدر
http://www.sh-yahia.net/old3/show_s_fatawa_123.html
ما حكم العذر بالجهل؟
لشيخ عبد الكريم حفظه الله تعالى
السؤال: العذر بالجهل هناك من لا يراه، ويغلو حتى يرى الناس كلهم كفار إلا نفسه، وهناك من يتميع ويزعم أن اليهود والنصارى ليسوا كفاراً وأن الكل معذور بالجهل نرجو إجابة شافية على مذهب أهل الحديث؟
الجواب:
العذر بالجهل أمر معروف مقرر عند أهل العلم لكن يختلفون في كيفية بلوغ الحجة وفهم الحجة وزوال المانع من قبولها.
فمنهم من يقول: إذا بلغت الحجة زال الجهل، ولا يشترط زوال المانع من قبولها حتى ولو فهمها، والصواب أنه إن كان هذا الجاهل الذي لم تبلغه الحجة بمنزلة الأعاجم الذين لا يفهمون النصوص وإن كان عربياً فلا بد من بيانها له وتوضيحها، وكثير من المسلمين مع الأسف الشديد يقول: "لا إله إلا الله" وهو مع ذلك مصر على ما ينقض كلمة التوحيد جهلاً منه بأن هذا الأمر ناقض لها.
فمثل هذا يبين له أن دعاء غير الله وطلب الحوائج من المخلوق مما لا يقدر عليه إلا الله شرك مخرج من الملة، ولا يحكم بكفر مثل هذا إلا بعد البيان له والتوضيح، هذا بالنسبة للأفراد وأما بالنسبة للفعل فيقرر أنه شرك، وأن من فعل هذا فقد أشرك لكن الحكم على المعين يتوقف على البيان المناسب له.
ولذا تجد في أجوبة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: أنه مرة يعذر بالجهل في هذا، ومرة لا يعذر ولا شك أن هذا ليس بتناقض ولا اضطراب في الفتوى بل هو راجع إلى اختلاف الأحوال والظروف بالنسبة للمستفتين.
هذا كله بالنسبة لمدعي الإسلام ممن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأما من يتدين بغير الإسلام كاليهود والنصارى فلا شك في كفرهم وخلودهم في النار نسأل الله العافية.
http://www.khudheir.com/****/4072(/)
من مكة: لن نقبل أن ينال من نبينا أحد ونطالب بالإعتذار
ـ[خالد العامري]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 02:28]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين،
هذه خطبة الحرم المكي الشريف ليوم الجمعةالموافق 20 ذي الحجة لعام 1423هـ
ألقاها فضيلة الشيخ / صالح بن حميد _ حفظه الله _.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=20024
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 09:45]ـ
رفع الله قدر الشيخ صالح وأكثر في الأمة من أمثاله.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 10:56]ـ
عفوا أخي هذه المحاضرة قديمة.
وعفوا أخي قبلنا. إذ لم يعتذر لنا من سب نبينا، بل عادي يسب ويستهزأ.
وعفوا أخي. . يسب نبيا في كل حين، وفي كل مكان تقريبا. في البالتوك على مدار الساعة من ثمان سنوات، وفي فضائية الحياة من جرز حقير (زكريا بطرس) الكذاب اللئيم. وفي مواقع الانترنت. . ونحن سكوت.
هل تكلم أحد على السب اخير؟!
ـ[خالد العامري]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 02:56]ـ
عفوا أخي هذه المحاضرة قديمة.
قد قلتُ من قبل:
هذه خطبة الحرم المكي الشريف ليوم الجمعةالموافق 20 ذي الحجة لعام 1423هـ
وجزاكم الله خيراً على حميّتكم.
ـ[ابو الصقر العمراني]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 10:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
نشكر على اثارت هذا الموضوعالهام الذي بد من عهد النبي المصطفى من قبل اليهود والمشركين ولاكن ماذا فعل النبي بهم
اتمنا من الشيخ قا فيه بالقتل فمن واجب المسلمين ان يكونو مستيقضين لمثل هذا الكلام المتخاذل الباس الذي حيط من هيبت المسلمين فنحن لا نطالب بالاعتذار ولاكن نطالب بقتل من أساء الى النبي (ص) واحراق الصحيفه ومن عاونها على النشر
ولا نقول كما قال عمر خالد":وهو في (الدنمرك) ... بكلام معناه .. (انا ارتاح جدا لما اشوف بنت مسلمه مع واحد دنمركي وشاب مسلم مع بنت دنمركيه جالسين يتكلموا مع بعض) فهل هذا هي التعايش الذي ترضونه يا امت الاسلام ويا علماء الدين فمن هذا الشي الذي لانريد ان يكون من دعات الاسلام الجديد فان النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يصلح أخرهذه الامه الاأبما صلح اولها) فكيف يكون الدين الاجديد هذا يا شيخ
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 11:15]ـ
المستهزء الساخر لا يحتاج لمن يقنعه. بل لمن يحمله أو يرفعه.لذا فالقتل هو دوائه.(/)
أضحية العام للشيعة اللئام .. وبهذا تكتمل الرسالة يا عرب!
ـ[الثائر]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 03:44]ـ
لما قتل الشيعة صدام حسين في العام الماضي اختلف الناس في توقيت الإعدام حيث جعلوه في صبيحة عيد الأضحى
وهناك من قال بأنها رسالة للعرب السنة وأن الرجل مهما فعل فقد اتخذه الشيعة رمزا للسنة وأفرغوا فيه حقدهم في يوم عيد المسلمين الذي لم يقدسه الصفويون التتاريون كثيرا (التتار خرج من إيران إلى الدول العربية بهجمته التتارية البربرية الهمجية)
وقد أثبتت التجارب مع الشيعة صدق هذه النبوءة وأنهم فعلا قد أرسلوا رسالة للعرب السنة وأفرغوا حقدهم وغيظهم في إعدام صدام يوم عيد الأضحى
ولتتضح الرسالة وتتأكد النبوءة قام اللئام بالحكم على ابن عم صدام بالإعدام في 24 يونيو الماضي وخلافا لما جرى في حال صدام حسين حيث تم التصديق على الحكم وتنفيذ الإعدام فيه سريعا (بل وبغير عرض على الرئيس طالباني للتصديق عليه) نظرا لاقتراب وقت عيد الأضحى آنذاك
لكن هذه المرة العيد بقي عليه الكثير فالإعدام صدر في يونيو فمعنى هذا أن عليهم الانتظار يوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر (رمضان سيكون في سبتمبر ـ أكتوبر هذا العام) ولهذا أطالوا أمد التصديق على الحكم بإعدام ابن عم صدام حتى يأتي الإعدام في رمضان أو في العيد هذا العام لتذكير السنة بالجزء الأول من الرسالة الذي تم إرساله في العام الماضي عند إعدام صدام في عيد الأضحى
ومن 24 يونيو حتى اليوم الثلاثاء 4 سبتمبر 2007 م (22 شعبان 1428 هـ) ولم يتم التصديق على الحكم رغم هذه الفترة الطويلة إلا اليوم الثلاثاء وترك القاضي التنفيذ للسلطات لكنه قال: (ويجب أن يتم في غضون شهر)!
فإذا كان اليوم هو (22 شعبان) فمعنى هذا أنه لابد من تنفيذ حكم الإعدام بموجب هذا القرار في غضون مدخل رمضان أو في أثناء رمضان أو في العيد على أقصى تقدير!!!
وبهذا تكتمل الرسالة يا عرب!
وإلى الخبر نقلا عن مفكرة الإسلام:
مفكرة الإسلام: صادقت المحكمة الجنائية العراقية العليا اليوم الثلاثاء على قرارات الحكم بالإعدام شنقًا على كلٍّ من علي حسن المجيد الملقب بـ"علي الكيماوي" ابن عم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وحسين رشيد محمد، وسلطان هاشم أحمد.
وكان علي حسن المجيد الذراع اليمنى للرئيس الراحل صدام حسين، أما سلطان هاشم أحمد فكان وزير دفاعه، في حين أن حسين رشيد محمد كان نائب القائد العام للقوات المسلحة للعمليات.
ونقلت وكالة فرانس برس عن القاضي عارف شاهين رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا قوله خلال مؤتمر صحافي في مقر مجلس الوزراء العراقي: "في هذا اليوم دققت المحكمة وصادقت على قرارات الحكم بالإعدام شنقًا على كل من علي حسن المجيد وحسين رشيد محمد وسلطان هاشم أحمد".
وقد حكم على الرجال الثلاثة بالإعدام في 24 يونيو الماضي لإدانتهم في ما يعرف بقضية حملات الأنفال ضد الأكراد في شمال العراق في 1987 و1988.
وبالإضافة إلى أحكام الإعدام، قضت المحكمة الجنائية العليا على المدير السابق للاستخبارات العسكرية "صابر الدوري" ونظيره "فرحان الجبوري" بالسجن مدى الحياة في حين أسقطت التهم عن محافظ الموصل الأسبق "طاهر العاني".
وقال شاهين إن "المحكمة صادقت على السجن المؤبد لمطلق صالح الجبوري وصابر الدوري والإفراج عن طاهر توفيق العاني". مؤكدًا أن "تنفيذ الأحكام راجع للمسئولين ويجب أن يتم في غضون شهر".
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=50198
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 06:23]ـ
(التتار خرج من إيران إلى الدول العربية بهجمته التتارية البربرية الهمجية)
/// بارك الله فيك، تصحيحًا لمعلومة تاريخية، لا علاقة للتتر أوالمغول بالفرس، لا جغرافيا ولا تاريخيا ولا نسبًا .. الخ.
/// نعم كان لهم الدور الرئيس في إسقاط عاصمة الخلافة في بغداد على يد ابن العلقمي، الذي استحثَّ دخولهم إليها وطمَّعهم فيها.
/// ولكن لا هم من جنسهم (فهم من برابرة الترك)، ولا بلادهم فارس أواصبهان وحواليها، بل وثبوا من منغوليا الحالية.(/)
وحدث ما كنا نخشاه - بقلم الشيخ محمد سرور زين العابدين
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 02:18]ـ
التحالف النصيري الفارسي لا يقبل بحال أن يتخلى عن حكم لبنان، بله أن يحكمها خصومه، لأن لبنان هو الخط الأمامي لكل من البلدين طيلة عقود ثلاثة .. وعندما أُخرِجَ الجيش السوري وقوات أمنه من باب لبنان، كان مصراً على أن يعود إليها من النافذة.
ولهذا فقد كان التحالف حريصاً على شحن الأجواء منذ خروج القوات السورية من لبنان، وطالما سمع المواطنون تهديدات الرئيس السوري بأن إقرار المحكمة الدولية سيقود إلى حرب أهلية في لبنان، ثم يكرر مساعدو الرئيس هذه التهديدات بطريقة مختلفة. قال أحدهم: إذا تعرضنا لعدوان فسنشعل المنطقة من بحر قزوين وحتى البحر المتوسط، فلماذا قزوين؟، وهل لسورية حدود مع بحر قزوين؟.
مرشد الثورة الإيرانية كسرى خامنئي قال مهدداً: سنجعل من لبنان مقبرة للأمريكان وحلفائهم، وجدير بالذكر أن هذا التهديد يأتي رداً على تهديدات أمريكية لإيران بشأن المفاعل النووي الإيراني، فخامنئي لم يقل: سنجعل من إيران مقبرة للأمريكان، وإنما هددهم بلبنان و بالعراق، فمن الذي أعطى هذا الفارسي المتغطرس الحق بملكية وزعامة بلدان عربيّة؟!.
هذه التصريحات السورية الإيرانية لابد وأن يكون لها أثر فعال على شعب لبنان، وبالأخص تصريحات نائب الإمام المعصوم التي تعتبر أمراً شرعياً للحزب الفارسي (حزب الله).
الناس في لبنان الذين نشأوا وترعرعوا على السياسة وتقلباتها، أدركوا أن بلدهم سيتعرض لعاصفة!!. هل هي شبيهة بالعاصفة التي تعرض لها العراق؟، أم هي شبيهة بالحرب الأهلية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي؟ أم هي أشد؟ لا يدرون، ولكنهم ينتظرون ويترقبون هذا المجهول الذي يخشونه أشد الخشية.
لم يطل الانتظار حتى وقعت حرب ضروس بين حزب الله وإسرائيل (في تموز 2006).
أجل لم تقع هذه الحرب بين إسرائيل ولبنان ممثلاً بحكومته وجيشه وشعبه، وإنما بين إسرائيل وحزب لبناني يمثل الأقلية في نظام ديمقراطي، وهذا من شريعة الغاب التي لا تقرها الأعراف الديمقراطية ولا قوانينها الأرضية.
وبذلت الحكومة اللبنانية جهوداً عربية وعالمية مضنية حتى توقفت الحرب التي ألحقت أعظم الضرر بالمال والأرواح والبنى التحتية، وشردت أكثر من مليون مواطن بعد أن دُمَّرت منازلهم، أما "الشاطر حسن" فقد خرج منتصراً ومتوجاً بأكاليل الغار على مستوى العالمين: العربي والإسلامي، وليس على مستوى لبنان وحده. كيف ذلك؟ هكذا ناسنا تطغى عواطفهم على عقولهم، وتتحول الهزيمة عندهم إلى نصر، ثم يستيقظون بعد حين فيرون الحقيقة المرة.
ولمّا لم تحقق هذه الحرب ما يريده التحالف (خارج لبنان)، قاد الشاطر حسن مظاهرة صاخبة .. ثم نصب المتظاهرون خيامهم وسط بيروت، ولا تزال منصوبة منذ عدة أشهر على بعد أمتار قليلة من مقر الحكومة، وفي حدود علمي لم أسمع بمثل هكذا مظاهرة. أما مطالبهم فلها ظاهر وباطن: ففي الظاهر يريدون أن تكون مشاركتهم في الحكومة فعالة، وأن تتخذ القرارات بالتوافق وليس بالأكثرية.
أما الحقيقة التي يريدونها ويخفونها بباطنيتهم المعروفة فهي: أن يكون لهم ثلث الأعضاء في مجلس الوزراء، وهو ما يسمى بالثلث المعطل، وإلى جانب الثلث المعطل رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي، وهما من أتباع التحالف .. ثم يصبح القرار بيد الأقلية، فيلغون المحكمة الدولية، ويستمر مسلسل الاغتيالات، وتعم الفوضى .. ولا يقبلون بعد ذلك كله إلا أن يعود لبنان إلى حظيرة التحالف الفارسي النصيري، وأن يبقى خطاً أمامياً للدولتين.
وعندما فوجئوا بصمود للحكومة ما كانوا يتوقعونه، نظموا مظاهرة أخرى كانت الغالبية المطلقة فيها من الشيعة مع قلة قليلة من الانتهازيين من طوائف مختلفة، وكان من أهداف هذه المظاهرة: السيطرة على مطار بيروت، وقطع الطرق المؤدية إلى العاصمة، فتصبح الحكومة أسيرة لهم، والضربة القاضية تكون بالعصيان المدني، أو باحتلال مقر الحكومة.
(يُتْبَعُ)
(/)
انفجر الشارع السني، وكادت الأمور تتحول إلى حرب أهلية شيعية سنية، ولم يكن ذلك في حسبان المخططين .. فجاءت تعليمات مشددة من طهران تأمر بإلغاء المظاهرة منذ مساء يومها الأول، وعودة المتظاهرين إلى منازلهم. وهذا يعني أنه لابد من وسيلة أخرى من أجل تفجير الوضع الأمني في لبنان.
اتجهت الأنظار نحو تنظيم ((فتح الإسلام)) الذي كثر الحديث عنه في كل من سورية ولبنان منذ عام تقريباً. والذين يعرفون هذا التنظيم قالوا عنه: مجموعة من فتح الانتفاضة انشقت عنها واتخذت لنفسها اسماً جديداً، وعدد أعضائها بضع مئات، وهم من بلدان عربية مختلفة، ونسبة الفلسطينيين بينهم قليلة جداً.
وهذه المعلومات التي يكتنفها الغموض تثير عدداً من الأسئلة:
فتح الانتفاضة حركة استخدمها النظام السوري لضرب منظمة التحرير الفلسطينية، وقد أدت دورها وانتهت ولم يعد لها إلا الاسم فمن أين جاءها هذا العدد؟. وكيف تاب مئات من الشباب بين يوم وليلة وتخلوا عن علمانيتهم وعمالتهم؟
وهل يسمح النظام الأمني في سورية بنشوء جماعات جهادية متطرفة لوجه الله تعالى، ومن غير أن يكون له علاقة بتوجيهها والاستفادة منها؟.
ومن أين جاء الجزائري والتونسي واليمني والسعودي والسوري واللبناني لفتح الانتفاضة المستهلكة؟
نعود إلى الحديث عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، فنؤكد بأن أي جهة تُتهم بعداوة سكانها إلا أهل السنة، وحكومة يرأسها فؤاد السنيورة مهما قيل عن سلبياتها. ومن الوجهة التاريخية فإن هذه المخيمات تعرضت لاعتداءات همجية، وعمليات إبادة على أيدي الإسرائيليين، والموارنة، والنظام الطائفي السوري، وحركة أمل في وقت كانت تمثل فيه جمهور الشيعة، وكان الشاطر حسن –رغم صغر سنه- عضو المكتب السياسي فيها.
ومن الجدير بالذكر أن قوات النظام الطائفي السوري دخلت لبنان عام 1976م بعد اتفاقها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والموارنة، وفعلت بالمخيمات وسكانها ما عجزت عنه إسرائيل والموارنة وكل عدو آخر للفلسطينيين. وهي اليوم تملك خلايا نائمة في مختلف المخيمات الفلسطينية مثل فتح الإسلام في نهر البارد وبرج البراجنة، وجند الشام في عين الحلوة، والجبهة الشعبية، القيادة العامة في البقاع الغربي، وفتح الانتفاضة قد تبعث من جديد باسم من أسماء عملاء النظام السوري في لبنان.
إن حشد هذه العناصر التي اختلط فيها المشبوه بالمتطرف. وهذه المسرحية .. مسرحية السيطرة على مواقع ومقرات " فتح الانتفاضة" في مخيم نهر البارد ومخيمات فلسطينية أخرى. وهذه الأسلحة المتطورة, والأموال الوفيرة التي دخلت لبنان. وتحديد ساعة الصفر التي جاءت متزامنة مع إقرار مجلس الأمن للمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين بقتل الحريري وصحبه. كل ذلك جاء عن طريق سورية, وكان له هدفان:
الأول: تنفيذ التهديدات السورية التي سمعها العالم من كبار المسؤولين في هذا البلد الذي يئن من وطأة حكم طائفي بغيض.
الثاني: ضرب السنة بالسنة, أي ضرب جمهور أهل السنة الذين التفوا حول الحريري وحكومة السنيورة وعلماء لبنان وفي مقدمتهم المفتي العام, بأهل السنة في المخيمات الفلسطينية الذين لا تقل نسبتهم عن 10% من عدد سكان لبنان, والذين سوف يتعاطفون معهم عندما يرون اقتحام الجيش وقوات الأمن للمخيمات.
وبعد مضي ثلاثة أسابيع على المواجهة المسلحة بين قوات الجيش, وقوات ما يسمى بفتح الإسلام, يبدو لي أن الخطة قد فشلت, وهذا الذي أرجوه وأتمناه, فالمحاصرون في المخيم فقدوا الأمل بوعود من ساقهم إلى حتفهم, والمخيمات أخذت درساً من أحداث الماضي المؤلمة, وأهل السنة اللبنانيون لا يجهلون الجهة التي تصنع وتصدر مثل هذه الفتن, ولا يريدون العودة إلى إمارة سعيد شعبان الإسلامية غفر الله له.
ومن أهم الأسباب التي وأدت المؤامرة في مهدها _ إن شاء الله _ اعترافات المتهمين الذين حقق معهم من قبل القضاة العسكريين المكلفين بالتحقيق, ومن هذه الاعترافات:
أن عالية هي نقطة الانطلاق, ولهذا فقد استأجرت المجموعة "فيلا سكنية" لإعداد الخرائط وتسهيل عمليات الاتصال بالمكلفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة لبيروت أعدوا أربع شاحنات مليئة بالمتفجرات يقودها أربعة انتحاريين لتدمير أحد الفنادق الكبرى في وسط بيروت, وقد استطلعت العناصر المكلفة مداخل الفندق الذي كانوا يظنون أن بعثة للأمم المتحدة تقيم فيه.
ولمزيد من إشاعة الفوضى والذعر قضت الخطة بأن يتزامن تدمير الفندق مع اقتحام انتحاريين مركزين دبلوماسيين في غرب العاصمة بيروت وشرقها بشاحنتين مفخختين أيضاً.
وفي حين تكون بيروت تحت وقع الصدمة والتفجيرات في وسطها وغربها وشرقها, تقوم المجموعة المسلحة لفتح الإسلام بقطع طريق طرابلس – بيروت عبر تفجير أربع شاحنات أيضاً لنفقي "شكا" القديم والحديث, ويعزل الشمال نهائياً عن الجبل وبيروت.
أما الجهة الشمالية فتقطع مجموعات مسلحة الطريق الدولية عند مفترق " العبدة" والطريق الفاصلة بين زغرتا وطرابلس, وتهاجم مجموعات مسلحة أخرى عدداً من المصارف في وقت واحد وتوجه ضربات قاسية للقوات الأمنية من أجل شل حركتها, والسيطرة على المنطقة السنية الشمالية بأكملها وإعلان الإمارة الإسلامية فيها.
ومما يحسن إضافته إلى هذه المعلومات التي نشرتها مصادر قريبة من التحقيق أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد مذهل من الشبكات والخلايا الإرهابية في البقاعين الأوسط والغربي, وأثناء مداهمتهم لبعض الشقق في مناطق مختلفة, كما أوقفت 12 شخصاً في مركز الأمن العام الحدودي مع سورية وهم يحاولون الدخول إلى الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية وبجوازات سفر مزورة.
وعثرت قوات الأمن مع هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم على متفجرات وصواعق وساعات توقيت وكابلات تفجير, وجوازات سفر مزورة, وسيارات جاهزة للتفجير.
ومما اعترف به بعض الموقوفين أنهم كانوا يخططون للاعتداء على قوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني.
رئيس الوزراء اللبناني المشهور بهدوئه وقدرته على ضبط أعصابه لم يستطع السكوت على مثل المعلومات الخطيرة, فقال في حديث إلى قناة فرنسا "24" التلفزيونية مساء الجمعة 8 – 6 – 2007: "انطلاقاً من التحقيقات التي تجري مع الموقوفين, لا شك أن هناك كلاماً يدور حول ارتباطات بينهم وبين بعض أجهزة الاستخبارات السورية. وأضاف: من الخطأ الشديد أن يصار إلى تصور الأمر على أن المشكلة مرتبطة بالقاعدة .. ثم استشهد بقول وليد المعلم وزير الخارجية السوري:" إن الذين وصلوا إلى لبنان ممن انضموا إلى فتح الإسلام، دخلوا عبر سورية"!!.
وتقول وسائل إعلامية قريبة من رئيس الوزراء: إن الرئيس السنيورة وضع بين يدي القادة العرب والأمين العام للأمم المتحدة الأدلة الدافعة على تورط النظام السوري وأجهزة مخابراته في مشروع تدمير لبنان.
هذا بعض ما قالته المصادر القريبة من التحقيق عن تورط النظام السوري، ولكن ماذا عن تورط حزب الله الحليف القوي لسورية؟، لم ترد في هذا الصدد إلا إشارات، ولكنها كثيرة:
منها: قول حسن نصر الله في أول تصريح له: الجيش خط أحمر، ودخول المخيمات خط أحمر. وكان هذا التصريح موضع نقد عام.
ومنها: أن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة طلب من حسن نصر الله ممارسة ضغطه على فتح الإسلام ليسلموا أنفسهم للعدالة. ورد محمد رعد رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب على طلب رئيس الوزراء قائلا:
"إنه إيحاء خبيث وتحريضي، وكأن المسألة تحت يدنا، وكأننا نحن الذين نمون على من اعتدى على الجيش اللبناني".
إلا أن طلب السنيورة لا يأتي من فراغ.
ومنها: أن سلطات الأمن ألقت القبض على متهمين ومعهم أسلحة متطورة في مناطق لبنانية يسيطر عليها حزب الله سيطرةً تامة، ويصعب تصور أن قوات الحزب وأجهزة أمنه الدقيقة لا علم لها بوجودهم.
ومنها: أن قوات الأمن اللبنانية (في 26/ 5/2007) أطلقت نيرانها على سيارة مرسيدس رفضت الوقوف لتفتيشها عند حاجز قرب المطار، فقتلت أحد ركابها وأصابت آخر بجروح. وتبيّن أن القتيل والجريح هما من حزب الله والمسألة لا تزال قيد التحقيق.
ومنها: أن حركة فتح الإسلام هاجمت السنيورة و سعد الحريري ومفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني، ولكنها لم تهاجم ما يسمى بحزب الله ولا أحداً من رموز الشيعة في لبنان.
ومن جهة أخرى فقد نفّذتْ الحركة أو من يتلطى باسمها تفجيرات في مناطق مختلفة من لبنان: سنية، ودرزية ومسيحية، لكنهم لم يقتربوا من المناطق الشيعية، فما هو السبب؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأظن أن هذه الإشارات مجتمعة تصلح كدليل على وجود علاقة بين حزب الله وما يسمى بفتح الإسلام.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل كل من قاتل في طرابلس ونهر البارد هو من فتح الإسلام، ومن العناصر التي تحركها أجهزة الأمن السورية؟.
أما فتح الإسلام التي يرأسها شاكر العبسي فلا أشك بارتباطها بأجهزة الأمن السورية، ولا أشك أيضاً أن هذه الأجهزة سهلت لهم نقل الأسلحة المتطورة والمال الوفير الذي يستخدمونه في تجنيد عدد كبير من السنيين الفلسطينيين واللبنانيين، وهناك فراغ قاتل في أوساط شباب أهل السنة في لبنان، فلا هم يرضون بتيار الحريري وتحالفاته, ولا الجماعات الإسلامية قادرة على استيعابهم وحل المشكلات التي تواجههم .. وثالثة الأثافي في هذه الفوضى العارمة فتحي يكن وجبهته الجديدة: جبهة العمل الإسلامي المحسوبة على سورية وعلى تيار المعارضة الشيعية في لبنان.
تحركات يكن محرجة, وتصريحاته المتناقضة مزعجة, ولا أدري ماذا يريد بعد أن بلغ هذا السن _السبعينيات_؟ , وهل نسي أن أركان حزبه الجديد كانوا بالأمس أركان الفوضى في إمارة سعيد شعبان الإسلامية.
خلاصة القول: في ظل هذه الظروف التي اختلط فيها الحابل بالنابل انضم إلى فتح الإسلام من لا يعلم شيئاً عن ارتباطاتها المشبوهة, كما تعاون ونسق معها أشخاص من المحسوبين على القاعدة.
لقد تكررت هذه الأخطاء في عقود ثلاثة, وليس من متعظ .. فأين أين العلماء والدعاة الغيورون على دينهم وشباب أمتهم الذين يستخدمهم عدونا في ضرب أهل السنة بفريق آخر من أهل السنة؟.
أما المخيمات الفلسطينية, فيكفيها ما دفعته من ثمن باهظ, وهي تجري وراء سراب خادع طوال ستين عاماً, ولا ينبغي أن تتحول بعد الآن إلى أوكار لقطاع الطرق , و"ميليشيات" مسخرة لخدمة الشعوبيين الباطنيين.
وهذا هو الوقت المناسب ليتنادى العلماء والدعاة والجماعات وأهل الرأي إلى مؤتمر عام يتدارسون فيه القرارات الكفيلة بتوحيد كلمة ومواقف أهل السنة, وفي طليعة هذه القرارات رفع الظلم وإلغاء اللاءات التي فرضت على الفلسطينيين ومنعتهم من أشياء كثيرة هي بمثابة الضروريات للإنسان. ولن يؤدي هذا المؤتمر العام دوره المنشود إلا إذا اختار لجنة فعّالة تأخذ على عاتقها تنفيذ قرارات المؤتمر. والله أسأل أن لا يتكرر هذا الحدث المؤلم, وأن يعود مخيم نهر البارد عامراً ببنيانه وأهله, وأن يكون عصياً على جميع أحزاب الله المزورة.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 10:20]ـ
وقال ابنُ عُيينة عن خَلَفِ بن حَوشبٍ كانوا - أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - يستحبون أن يَتمثَّلوا بهذه الأبيات عند الفتَن قال امرُؤ القيس:
الحربُ أولُ ما تكونُ فتيةً ** تَسعى? بزينتها لكلِّ جَهولِ
حتى إذا اشتَعَلَت وشبَّ ضِرامها ** وَلَّتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ حَليلِ
شَمطاءَ يُنكرُ لونها وَتَغَيرَت ** مكروهةً للشَّمِّ والتقبيل
رحم الله أبن باز والعثيمين اسياد اسياد اسياد من ذمهم من الجهال وأشياخهم
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 10:34]ـ
ليت اهل التعصب المذموم ينظرون لهذا والله المستعان
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 11:11]ـ
وقال ابنُ عُيينة عن خَلَفِ بن حَوشبٍ كانوا - أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - يستحبون أن يَتمثَّلوا بهذه الأبيات عند الفتَن قال امرُؤ القيس:
الحربُ أولُ ما تكونُ فتيةً ** تَسعى? بزينتها لكلِّ جَهولِ
حتى إذا اشتَعَلَت وشبَّ ضِرامها ** وَلَّتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ حَليلِ
شَمطاءَ يُنكرُ لونها وَتَغَيرَت ** مكروهةً للشَّمِّ والتقبيل
رحم الله أبن باز والعثيمين اسياد اسياد اسياد من ذمهم من الجهال وأشياخهم
شكرا لك ... بارك الله فيك ... ابا عمر فقد اعجبني تعليقك على الموضوع
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 11:24]ـ
لقد أصاب الشيخ حفظه الله كبدالحقيقة.
بارك الله في علمه.
ـ[شرياس]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 12:15]ـ
ما كان قائما في السبعينات والثمانينات لم يعد قائما الآن أعني أن أهل السنة في الماضي لم يكن لديهم تنظيمات اسلامية مسلحة ومدربة جيدا أما اليوم فالحمدلله التنظيمات جاهزة و جهات التبرع بالمال كثيرة والموارد البشرية أكثر في السابق ما كنّا نسمع عن سني يأتي من الحجاز ونجد أو من بلاد المغرب للقتال نصرة لاخوانة السنة في لبنان لكن اليوم سيهب الجمع المبارك ان شاءالله تعالى للقتال في سبيل الله وسنرى باذن الله تعالى راية الدولة الاسلامية تعلو من جديد في امارة طرابلس الاسلام.
لا شك أن انفجار الوضع في لبنان لن يأتي بخير أبدا لأعداء الله تعالى ولهذا نجد أن رؤس النصارى في العالم حريصة على عدم انفلات الوضع ولهذا اتفقت امريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي على حفظ الاستقرار في لبنان أما النظام النصيري في دمشق فهو كرت محترق عند الغرب وهناك عملاء جدد غيرهم والله تعالى أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 10:29]ـ
وقال ابنُ عُيينة عن خَلَفِ بن حَوشبٍ كانوا - أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - يستحبون أن يَتمثَّلوا بهذه الأبيات عند الفتَن قال امرُؤ القيس:
الحربُ أولُ ما تكونُ فتيةً ** تَسعى? بزينتها لكلِّ جَهولِ
حتى إذا اشتَعَلَت وشبَّ ضِرامها ** وَلَّتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ حَليلِ
شَمطاءَ يُنكرُ لونها وَتَغَيرَت ** مكروهةً للشَّمِّ والتقبيل
رحم الله أبن باز والعثيمين اسياد اسياد اسياد من ذمهم من الجهال وأشياخهم
صدقت وأحسنت .... لكن هذا النقل ليس عن الصحابة بل عن السلف من التابعين ومن بعدهم
وقد أخرجه البخاري في كتاب الفتن باب الفتنة تموج كموج البحر
وخلف بن حوشب من الذين أدركوا صغار التابعين رحمه الله توفي في سنة 140
وأثابك الله وعصمنا وإياكم من مظلات الفتن
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 01:57]ـ
مجرد تكهنات ... لا سبيل إلى إثباتها ...
وبعضهم حينما يكتب لا تكاد تفرِّق بينه وبين الصُّحُفيين ..
والله الموعد ...
ـ[أحمد محمد الأحمد]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 02:43]ـ
فتح الإسلام تنظيم عسكري معلن أي ليس سري، و له قرابة السنة من وقت إعلان تأسيسة و لا أدري ما الذي نزل على السنيورة حتى يقرر القضاء عليه بهذه الطريقة الهمجية، و لكن كما قبل أسد علي و الحروب نعامة ....
و أنا لا أتحدث عن التأيد من عدمه لفتح الإسلام و لكني أقول أنه مهما فعلت فتح الإسلام فإن ما حصل لها جريمة، و لكن لأنها بإسم الحرب على الإرهاب فهي جائزة و مشروعة!!
تحدث المتحدثون بإسم فتح عن أنهم لم يقوموا بأي عمليات و أنها مكذوبة عليهم و لا أدري منذ متى أصبحنا نثق في أكاذيب الأجهزة الرسمية؟!
المتامل للمجزرة التي حصلت يعلم أن المسألة ليست مسألة إرهاب، و إنما حقد على أهل السنة و يتضح ذلك من إستهداف النساء و الأطفال و لقد صورت بعض هذه المقاطع قناة الجزيرة، ناهيكم عن تعذيب عناصر فتح الإسلام في الشوارع و الطرقات، و للأسف أنه قوي على بني جلدته اما غيرهم فسلاحة البكاء!!
لسنا بالخب و لا الخب يخدعنا ما حصل هو لعبة سياسية قذرة ذهب ضحية بعضا من ركام البشرية الذين يرى بعض الساسة أن وجودهم على هذه الحياة كان خطأ و لا حاجة إليهم لضيق المساحة الجغرافية و قلة الموارد فكانت الإبادة!!!!
و لعلنا نطلع على وجهة نظر أخرى:
مخيم البارد:صناعة الخطر لتغيير التحالفات!!
للكاتب: طلعت رميح
! 28.05.2007 19:10
من أذاب الجليد هناك في مخيم نهر البارد في لبنان تحت جحيم قصف الجيش اللبناني ضد الفلسطينيين و"فتح الإسلام" التي تتخندق داخل المخيم؟ هل هي سوريا لتقول إنها اللاعب دوما، أن لا استقرار هناك إلا عبرها، كما يقول أنصار الحكم في لبنان، أم أنهم أنصار الحكم في لبنان الذين رأوا في إثارة غبار معركة مجانية فرصة لتمرير قرار المحكمة الدولية تحت البند السابع؟
ومن هذا الذي أصر على استظهار جبل الجليد الغاطس في بحر الصراعات الداخلية والعربية الصهيونية الأمريكية مع إيران، ودفعه للطفو؟ هل هو تنظيم القاعدة الذي أراد أن يجرى الإعلان عن ميلاده من هناك في المخيم ليقول لكل من يرتبون لما هو قادم، إنا نحن القادمون إلى هذه الساحة فاخشونا جميعا، إنا سنبدل كل الموازنات؟
ومن ذاك الذي استحضر الورقة الفلسطينية في الصراع اللبناني – اللبناني في لحظة كانت حالة الصراع قد صارت إلى مراوحة المكان والفعل بعد أن فقدت أطراف الصراع أوراق التأجيج، وأصبحت في انتظار أن يفعل الزمن فعله؟ هل هو الطرف الذي يريد فتح ملف التوطين في لبنان، إن لم يكن لبدء صراعات التوطن في لبنان وغيرها فلأن فتح معركة مع الفلسطينين يعيد إرباك الخطوط التي تلاقت هناك في اتفاق مكة، قبل أن تنزل توافقاتها على جسد منظمة التحرير لتغير أعداد التمثيل فيها وتشكيل هيئاتها وسياساتها، بفتح جبهة صراع واختلاف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كلها معانٍ متعددة لنفس الأسئلة الحائرة المتكررة في لبنان -على صعيد المعلومات -منذ اغتيال الحريري وحتى الآن، ففي معارك العنف الدموي في نهر البارد كما في كل الأحداث الدموية السابقة في لبنان، الطرف القاتل – المفجر - المهندس للحرب الأهلية على نار باردة، والهادف للتغيير السياسي والسكاني والجغرافي – وللتفكيك المعنوي والوطني (قل ما شئت أيضا)،هو طرف مجهول دوما في كل الأحداث التي تعصف بهذا البلد منذ عامين، أو هو محترف حد ارتداء طاقية الإخفاء فلم يمسكه بفعلة أحد، ولن يمسكه في المستقبل أحد. هذا ما حدث ويتوقع له أن يستمر.
وفى كل الأحداث، كان المحلل المدقق، لا يجد أمامه من وسيلة للمتابعة ولمحاولة الفهم، إلا أن يفتش بعقله عن الطرف المستفيد في كل واقعة، اتقاء لشر إصابة من هو مظلوم أو متهم، وحتى لا يخطئ في السلوك العقلي السليم تجاه قول في أمة تتقطع أوصالها وتفجر أجساد أبنائها، في كل مكان وزاوية، حتى تسمرت عيونها جاحظة، وكأنها تتابع لقطات من أفلام رعب.
إذن، لن نعرف الفاعل هذه المرة أيضا!.
وكذا نحن أمام حالة التباس واشتباه في الفاعل كما في كل مرة. وأيضا ليس أمامنا إلا العودة إلى ما دأبنا عليه – ضمن كل من امسكوا بعقولهم – نبحث عن المستفيد لنمسك بزاوية من الحقيقة، إلى يوم يعلمه الله، يظهر فيه الفاعل الآثم أو الفعلة المجرمون، الذين هم في الأغلب تعددوا والذين أتقنوا جميعا وضعنا في ركن المشاهدة، بينما هم يتبادلون الأدوار مؤامرة ومناورة وصراعا واتفاقا .. إلى يوم القتال الذي يبدوا أن ساعة الصفر لبدئه لم تتحدد بعد.
لكنا في هذه المرة لا نحتاج – حقيقة - أن نعرف الفاعل، إذ نتائج التغيير جراء هذه الجريمة تتخطى نتائج كل جريمة مضت، وتأخذ العقل كله ليتدبر ما بعد الحدث أيا كانت الوقائع التي جرت في أوله.
نحن في متابعة ما يجرى من قصف وقتل للأهل في نهر البارد، صرنا أمام تحول وانعطافة قوية وتغيير هو الأخطر من كل ما جرى. الآن جرى استدعاء الطرف الفلسطيني ليكون وقود صراع المتصارعين في لبنان وعلى لبنان من الخرج وفى الداخل، أو لنقل إن الرصاص الآن سيجرب طلقاته بغزارة من كل القوى هناك في موقع إطلاق الرصاص التجريبي للحرب الأهلية اللبنانية.
وجد الرصاص ساحة مجانية للقتل أو "تبة حية" للتجربة والتدرب على إطلاق الرصاص، تتشكل من أجساد الفلسطينيين.
الآن جرى استدعاء الطرف الفلسطيني أو لنقل إن موضوع الصراع الذي كان مخفيا عن الأنظار ظهر الآن، وبفعل واع من كل الأطراف. وفى ذلك نحن نتابع بدايات المشهد الذي أراده المخرج بداية حل لعقدة الدراما في المشاهد السابقة جميعا من القتل والاغتيال والعراك السياسي ومن مظاهرات واشتباكات خافها الجميع بين اللبنانيين ويرحب بها الكثيرون اليوم طالما الضحايا فلسطينيون.
من الآن فصاعدا لن نحتاج إلى بحث طويل لمعرفة الفاعل، كما لن نحتاج إلى ميكروسكوب لرؤية الفيروس الذي يصيب كل المناطق بالعدوى التي تحرك من تنتقل إليه بحمى إطلاق الرصاص على الفلسطينيين الرافضين. ولن نحتاج إلى كاميرات مراقبة لتصوير المجرم، فالأصابع باتت تشير إلى مجرمين كثر، كلهم يتبادلون الأدوار، والآن جاء وقت حل لغز الدراما منذ اغتيال الحريري وحتى الاعتداء على الفلسطينيين في نهر البارد.
وحدة الأعداء!
* هي حرب على الإرهاب حسب وصف (رئيس الوزراء) فؤاد السنيورة، ولم لا وهو يسعى إلى دخول نادي التحالف المعادى للإرهاب منذ فترة، واليوم تأتى الفرصة التي لا يعوقه فيها عائق، فهل من سند للفلسطينيين في المنطقة، إذن لم لا يكون الدخول للنادي على أجسادهم؟ هل سيعترض أحد من القادة الرئيسيين في المعارضة؟ لا؟ فالأكثرية في هذه الحالة على اتفاق ووئام. والجميع بإمكانهم الآن الذهاب إلى منازلهم والتفاخر بمواقفهم العاقلة الرشيدة، لقد رفضوا الدخول في صراعات قد تفضي إلى الحرب الأهلية!
(يُتْبَعُ)
(/)
* والولايات المتحدة تنقل صراعها مع القاعدة إلى لبنان، حسب قول حسن نصر الله، الذي غطى تصريحه بدهاء حين قال بحكاية الخط الأحمر في دخول المخيم. ولم لا يصبح المخيم محسوبا على القاعدة التي لا مكان ثابت لها. أليس الموجودون هناك هم من يرى الكثيرين من أهل الحزب، هم من المهددين لبنان بانقلاب طائفي؟ ولم لا وتلك قوة يمكن لها حال اندلاع حرب أهلية أن تكون قوة قائدة لمجموعات من الطرف الآخر في ظل عولمة الحرب الطائفية في المنطقة، أليس من الأفضل إنهاكها مبكرا وإجهاض قوتها حالا؟ هم من القاعدة إذن. وفى ذلك جواز مرور للحكومة وللأمريكان ولكل حلف مكافحة الإرهاب. أليس هناك في العراق من لعب اللعبة وكسب ود الأمريكان؟
* والأمر يستدعى الحسم والتدخل الحاسم من الجيش اللبناني حسب ميشيل عون، الذي عاد إلى دعم الحكومة بتأييد موقفها من عدم التفاوض مع الموجودين في المخيم. ولم لا، أليس الرجل بطامح في الرئاسة، إذن، كيف له أن يخذل الجيش الذي سيكون تحت إمرته حين يكون رئيسا؟ وكيف لا يتصرف كرئيس قبل أن يصبح رئيسا وهو يأخذ الرئاسة حربا؟ ولم لا يعود إلى أصل مواقفه في المواجهة مع الفلسطينيين، وهل ينسى التاريخ من قاتل في نفس الأرض وضد نفس الخصم؟ ثم،كيف له أن يفوت فرصة التشدد ليعلن خلافا - ولو شكليا - مع "حزب الله"، أليس في ذلك إطاحة بقوة ونفوذ خصمه الشرس قائد حزب الكتائب اللبنانية؟.التصريح أتى بالفرج والانفراج، هو عاد إلى باريس – أي ذهب من فوره إلى هناك – وتلك كانت نقط انطلاقه إلى العودة، التي عكرت وقائعها الصراعات فجاء قتل الفلسطينيين ليعيد المياه إلى مجاريها عبر الدماء الفلسطينية.
وهكذا وهكذا وهكذا، ودون مطاولة أو تطويل، لقد اتفق الجميع على القتال ضد الفلسطينيين في البارد، فعلا وصمتا واتفاقا وتوافقا (قل ما شئت إلا قليلا). ولذلك لم يعد مهما من هو الفاعل، فالأهم الآن أن الإخوة الأعداء وجدوا ما يقربهم – مؤقتا - من بعضهم البعض، ودون دفع فاتورة حساب سياسي ولا دفع فاتورة دم.
فرصة الاختراق
وهى حرب صعبة وضخمة تحتاج إلى مد الجيش اللبناني بدعم عاجل ومدد فوري من كل الدول – ألا يواجه الجيش جيشا! - وفى ذلك فرصة للاختراق الكبير والخطير وتطور نوعي.
هو اختراق كبير لأنه عبور من فوق كل الأحداث إلى فكرة الحلف الأمريكي "الإسرائيلي" مع بعض من العرب.
وهو خطير لأن فيه تماس مع الصهاينة في القتال ضد الفلسطينيين - بعدت الأحداث أو قربت - وهل من احد يعيب عليهم أن يتماسوا مع الأمريكان و"الإسرائيليين" في قتل الفلسطينيين، إذ كان التماس جاريا منذ أيام بين ميليشيات منسوبة إلى فتح – عباس، خلال العدوان الصهيوني الأخير ضد حماس في غزة؟! وهو تطور نوعى لأن فرنسا والولايات المتحدة قد دخلتا لبنان عسكريا الآن جنبا إلى جنب.
* الولايات المتحدة تحركت بسرعة وكأنها كانت في الانتظار منذ فترة، وصلت طائرات شحنها محملة بالعتاد والذخائر والأسلحة، ها قد جاءتها الفرصة الكبرى لتدخل هناك إلى الأرض التي كانت دوما تجد العقبات عند دخولها لها.
على الفور وفى لمح البرق أقر الكونجرس طلبا بتقديم 770 مليون دولار كمساعدات للبنان, 280 مليونا منها مساعدة عسكرية, إضافة إلى 30 مليون أخرى لهذا الغرض طلب بوش الموافقة عليها.
* وفرنسا في ثوب نحيل الجسد والعقل ساركوزي وجدت مساحة الحدث بساطا أحمر بفعل الدم الفلسطيني المجاني. هي فرصة ساركوزي للتنسيق المتين مع الولايات المتحدة، وهى فرصته للحديث بلغة أخرى مع سوريا وهى حديث للعالم بأن فرنسا أشد عدوانية من ذي قبل.
على الفور وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إلى لبنان، كان عنوان رحلته ان فرنسا تدعم الحكومة اللبنانية في مواجهة فتح الإسلام, وهناك قال أيضا إن بلاده قدمت المساعدات العسكرية التي طلبتها حكومة فؤاد السنيورة. وقال، كذلك، إن أي قرار من الجيش اللبناني بمهاجمة مخيم نهر البارد سيكون "سليما", مشددا على أن الهجوم ينبغي أن يتم بعد إجلاء أكبر قدر ممكن من المدنيين, وهو أمر "ضروري جدا".- هو إذن رئيس وزراء لبنان ووزير الدفاع والخارجية وليس وزير خارجية فرنسا فقط!
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن المدهش حقا، هو أن دولتين عربيتين من التحالف الأمريكى الجديد قد أرسلتا معونات عسكرية للجيش اللبناني. وأربع طائرات من الأردن والإمارات العربية.
وفى ذلك ستحمل الأيام متابعات للمدد العسكري الذي سينهال أكثر على الجيش اللبناني، ليقاتل الجيوش المحتشدة في نهر البارد؟ أوليسوا من القاعدة؟ أوليسوا إرهابيين؟ أوليسوا طرفا بلا حامٍ – إلا الله- من الفعل الجاري؟
لبنان القادم
عند مرضى قصر النظر- والكاتب منهم – يرى الإنسان الشيء القريب واضحا ويصعب عليه رؤية البعيد. وفى السياسات يحدث نفس الأمر، ولعل هذا ما يجعلني أحاول النظر بعيدا في السياسة.
والحق أن كل الأطراف تحركت وفق حالة قصر النظر. فالحكم أولا إذ خاف من فكرة أن يكون في المخيمات تيار إسلامي جديد، وقرر أن يصفيه اليوم قبل أن يستفحل دوره غدا، كما هو إذ باع الدم الفلسطيني واشترى به الدعم الأمريكي ووضع نفسه في حلف مكافحة الإرهاب، نسى أن يوما ما لن يطول وقت على قدومه، سيجد نفسه فيها عاريا بلا حماية وسيقول ساعتها ليتني لم أدخل تلك المعركة التي أكسبتني في القريب لكن خسارتي البعيدة فيها كانت قاسية في المدى الأبعد.
وعون الذي وجد في الأمر فرصة أن يصل لكرسي الرئاسة، سيدرك أن لغما وضعه بيده تحت كرسيه، وأن تفجيره سيكون حين غفلة منه.
و"حزب الله" الذي قال بحكاية القاعدة والأمريكان نائيا بنفسه، ربما لا يدرك أنه بذلك فتح الطريق واسعا لميلاد المكافئ الاستراتيجي له والمنازع له في سلطان الصراع مع "إسرائيل".
والولايات المتحدة التي قررت التفجير من لبنان وفق لعبة القاعدة والإرهاب، قادت نفسها إلى دائرة الصراع المباشر ولأول مرة مع الشعب الفلسطيني، خاصة إذا صح التوقع بأن بداية الدعم أول خطوات التورط.
أما التنظيمات الفلسطينية التي اختار بعضها الحركة تحت المناورة مكرها، للحفاظ على المساحة الباقية المتاح فيها الوجود والحركة، واختار بعضها الآخر عرض النفس على شاكلة عباس، فإن فرزا عميقا بات يجرى وإن زمنا جديدا يولد الآن.(/)
قراءةٌ نقديةٌ لبحث سعود السرحان: (الحكمة المصلوبة)
ـ[عبدالله الهدلق]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 11:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءةٌ نقديةٌ لبحث سعود السرحان:
«الحكمة المصلوبة: مدخل إلى موقف ابن تيمية من الفلسفة»
قرأتُ ما كتبه سعود السرحان في بحثه «الحكمة المصلوبة: مدخل إلى موقف ابن تيمية من الفلسفة»، ومع أني تهيَّبتُ أوَّلَ أمري ولوجَ «مدخل مظلم» عُلِّقتْ على بابه «حكمة مصلوبة» تقطر دماً! إلا أني اتخذتُ شيئاً يشبه ذاك الذي يضعه مرتادو الأغوار والكهوف على رؤوسهم فينير لهم الطريق .. ودخلتُ.
تكمُنُ مشكلة بعض زملائنا الذين تسرّبوا من مدرستنا السلفية في تَوَهُّمه أنه حين يكتب شيئاً ثقافياً؛ إنما يؤسس لمرحلة مهمة من تاريخ حياتنا الثقافية، وتظلُّ تُداعب خيالَه أسماءُ: الطهطاوي، والأفغاني، وقاسم أمين، ومحمد عبده، وعلي عبدالرازق، وأحمد لطفي السيد، وطه حسين ... فيلقي في «شيئه الثقافي» هذا بعض الكلمات؛ عسى أن يهتدي إليها دارسو تراثه في المهرجان الذي سيقام بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى لولادته!
وذلك كقول صاحبنا في مقدمة بحثه: «تتجاوز أهمية هذا البحث مجرد كونه عرضاً لموقف ابن تيمية من الفلسفة إلى توضيح آثار هذا الموقف على الواقع العلمي والثقافي في السعودية»! وقوله: «وحسبي أن أكون مهدت الطريق أمام هذه الدراسات، التي سيكون لها الأثر الكبير ليس على الفكر السلفي فقط، بل وعلى الفكر الإسلامي بصورة عامة»!
هنا أسئلةٌ تتردد في ذهني كثيراً حين أرى بعض من فشلوا في مشروعهم السلفيِّ يعودون فيشغبون على مدرستنا:
ما بالهم لا يذهبون إلى المدارس المجاورة فيقذفون نوافذهم بالحجارة كما يفعلون معنا؟
أهي نظرية الثَّأْر التي تملكُ على الإنسان عقلَه فتُحيلَه إلى مَوْتورٍ يحمل سلاحه ويمشي يترنَّحُ به في الطرقات على غير هدى؟
أشعورٌ بالنقص ينتاب هذه الأنفس كحال كلِّ من عَجَزَ عن تحقيق كمالٍ كان ينشُدُه؛ يحملها على أن تعْمَدَ في تفكيرها إلى شيءٍ من الشذوذ، حتى يكون لها نوعٌ من خصوصية الذات وتفرُّدها؟
أم هي نشوة المعرفة المُتوهَّمة تمشَّتْ في عقول هؤلاء؛ فأرادوا للطُّهْر أن يشاركهم اللذة الأثيمة، بكأس المخرج الإباحي فاديم، على ألحان اغتراب الوجودي كافكا، لنشيد نيرودا الذي ترنَّم به قيفارا مع الرِّفاق في أحراش بوليفيا؟
ستة محاور رئيسة في هذا البحث أَودُّ أن أقرأها مع صاحبنا، ثم أعرض بَعْدُ لشيءٍ من مثل ما نحن بسبيله.
المحور الأول: النظرةُ التقليديَّةُ الجامدة التي تعامل بها السلفيُّون مع تراث ابن تيمية في الفلسفة.
المحور الثاني: تأخُّر دراسة ابن تيمية للفلسفة.
المحور الثالث: اعتمادُ ابن تيمية على مصادر غير دقيقة في حكايته لمقالات فلاسفة اليونان.
المحور الرابع: بناءُ ابن تيمية دراستَه للفلسفة على «التلفيق» و «النفعية».
المحور الخامس: مآخذُ أخَذها الباحثُ على ابن تيمية.
المحور السادس: موقفُ ابنِ تيمية من المنطق.
تابع هنا
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/40.htm
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 10:19]ـ
هل السرحان له رسالة علمية عن ابن حزم
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 12:38]ـ
هل السرحان له رسالة علمية عن ابن حزم
نعم أخي عبد الله العلي،،
رسالة الماجسير، أظنها بعنوان: (موقف ابن حزم من المعتزلة)،
ولم يحصل على درجة الماجستير.
ـ[ابوعمر التميمي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 02:51]ـ
قرأت بحث الشيخ الفاضل عبدالله الهدلق, وأسأل الله تعالى أن يثيبه لقاء جهده في الذب عن الامام الجبل شيخ الاسلام ابن تيمية, الذي بدلاً من الدعاء لهذا العلم لقاء جهاده في الحق تحول بعض الشبان المسلمين الى الاستهتار به, فما أحسن أثر ابن تيمية على الناس وماأقبح أثر هؤلاء الشباب على ابن تيمية.
وعلى أية حال فقد بدا لي بعض الملاحظات التي خطرت في بالي وأنا أقرأ هذا البحث المشكور, والتي لعلها تسدد البحث وتزيده في تحقيق مقصوده.
-المسألة الاولى:
(يُتْبَعُ)
(/)
قول السرحان أن ابن تيمية لم يقرأ الفلسفة اليونانية في مصادرها الأصلية هذا كلام صحيح وحقيقة تاريخية لاغبار عليها, ولايجوز مكابرتها, ذلك أن المشكلة ليست في هذه الحقيقة التاريخية, وإنما فيما بناه عليها السرحان من اللوازم.
فقد قال شيخ الاسلام في درء التعارض (فإنا نحن لا نعرف لغة اليونان) وهذا أمر مشهور معروف, فليس الرد بمغالطة هذه الحقيقة, وإنما الرد يكون من وجوه:
الوجه الأول:
أن القراءة باللغة الأصلية ليست الطريق الوحيد لتصور الأفكار والمفاهيم والفلسفات, فإن الفلاسفة الألمان كنيتشة وكانت وهايدجر, لم يقرأهم المفكرون البريطانيون والأمريكيون ونحوهم بلغتهم الاصلية, بل قرؤوهم من خلال ترجماتٍ الى الانجليزية, وكذلك الفلاسفة الفرنسيين كديكارت وفولتير وفوكو ودريدا تمت ترجمة أعمالهم الى بقية اللغات الاوروبية, وكذلك الفلسفة اليونانية لم يقرأها الغربيون بلغتها الاغريقية, بل قرؤوها بترجمات الى لغاتهم الانجليزية والفرنسية والالمانية, وكذلك ماكتبه الغربيون عن الفلسفات الشرقية الصينية والهندية لم يقرؤوه بلغاته الاصلية الصينية والهندية بل بترجمات الى لغاتهم.
بل يلزم على كلام السرحان أنه لايجوز له هو أصلاًَ الكلام عن الفلسفة اليونانية طالما أنه لايعرف اللغة الاغريقية! فكيف حكم السرحان على وجود أخطاء في فهم ابن تيمية للفلسفة اليونانية وهو لم يطلع أصلاً على الفلسفة اليونانية في مصادرها الأصلية؟!
الوجه الثاني:
أن السرحان لم يأت بتصور فلسفي واحد يثبت فيه أن ابن تيمية أخطأ في نقل أفكار الفلاسفة اليونانيين, ونقلها نقلاً مشوهاً, فتظل هذه الدعوى المرسلة بلاخطام عيباً في الباحث السرحان وليس في الامام ابن تيمية.
وجوهر نقد ابن تيمية على المنطق اليوناني كان يدور على ثلاثة محاور: نقد شكلنة العقل (أي الشروط الشكلية للمعرفة العقلية) , ونقد حصر التصورات بالحدود, ونقد حصر التصديقات بالقياس. وهذه المحاور الثلاث كلها مما اتفق المؤرخون على نسبتها للفلاسفة اليونانيين, فأين التشوه المزعوم؟!
الوجه الثالث:
أن الترجمات العربية في أواسط الاسلام والتي عربت الفلسفة اليونانية حاولت تقريبها للمجال التداولي الاسلامي (أي الروح العامة لمناخ التصورات الاسلامية) وذلك عبر صبها في بعض المصطلحات الشرعية المقبولة, أو تخفيف حمولة انحرافاتها, فاذا كانت الصورة المحسَّنة تكشفت عن كل هذه الانحرافات التي ذكرها الامام ابن تيمية فكيف بالصورة الاصلية؟!
وقد أشار الامام ابن تيمية الى هذا المعنى في درء التعارض بقوله:
(وهذا مقام يتبين فيه جهل هؤلاء القوم وضلالهم لكل من تدبر نصوص كلامهم الموجود في كتبهم الذي ينقله أصحابه عنهم, فإنا نحن لا نعرف لغة اليونان, ولم ينقل ذلك عنهم بإسناد يعرف رجاله, ولكن هذا نقْل أئمة أصحابهم الذين يعظمونهم ويذبون عنهم بكل طريق, وقد نقلوا ذلك إلينا وترجموه باللسان العربي, وذكروا أنهم بينوه وأوضحوه وقدروه وقربوه إلى أن تقبله العقول ولا ترده, فكيف إذا أخذ الكلام أولئك على وجهه؟! فإنه يتبين فيه من الجهل بالله أعظم مما يتبين من كلام المحسِّنين له)
فاذا كان هذا حجم الفساد بعد سلسلة التحسينات والعمليات التجميلية واعادة الانتاج فكيف بالصورة الاصلية التي تحدث بها فلاسفة اليونان؟!
ومن المعلوم أن بيان فساد جنس مقالات هؤلاء وأصولهم المشتركة هو غاية مقصود شيخ الاسلام, وليس مقصوده التنقير في الفروق الداخلية لهؤلاء الفلاسفة, فهذا شأن الفلاسفة ومؤرخي الافكار, وليس شأن أئمة الدين وعلماء العقيدة الاسلامية.
ومن المقرر انه ليس من منهجية البحث العلمي محاسبة الاطروحات لغير وظيفتها التي تصدت لها, فما حال السرحان إلا كمن يذم أحد علماء الاسلام في رده على أصول السحر بأنه لم يفهم تفاصيل اجراءات أعمال السحرة وفروقاتهم بلغاتهم الأصلية!
الوجه الرابع:
ان ابن تيمية اعتمد بشكل أساسي على نقل ابن ملكا وابن رشد لعنايتهم بتحرير مقاصد أرسطو, فاذا كانت الصورة التي نقلها ابن تيمية عن المشائية مشوهة, فيلزم على هذا أن الصورة التي تصورها ابن ملكا وابن رشد هي صورة مشوهة أيضاً, فاذا كان أهم فيلسوفين أرسطيين يعانيان من معرفة مشوهة, فمن هو ياترى الذي فهم أرسطو إذاً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إن الفلسفة الغربية الوسيطة لم تعرف كثيراً من نصوص أرسطو إلا عبر ترجمات ابن رشد من العربية الى العبرية الى الانجليزية, فيلزم عليه أن الغرب ذاتهم لم يفهموا الفلسفة اليونانية أيضاً.
وخلاصة هذه اللوازم: أنه يلزم على اعتبار اعتماد ابن تيمية على ترجمة ابن ملكا وأرسطو معرفة مشوهة أن الفلاسفة الاسلاميين والفلاسفة الغربيين كلهم يحملون عن ارسطو معرفة مشوهة, ووحده سعود السرحان هو الذي فهم ارسطو والفلسفة اليونانية برغم أنه لايعرف اللغة اليونانية ولا العبرية ولا الانجليزية!
الوجه الخامس:
ان شيخ الاسلام ابن تيمية لم يدَّع لنفسه أنه قرأ الفلسفة اليونانية باللغة اليونانية, بل هو يتكلم عن المنطق والفلسفة "المعرَّبة" كما يقول في مجموع الفتاوى:
(قد كتبت فيما تقدم ملخص المنطق "المعرَّب", الذي بلغته العرب عن اليونانيين, وعربته لفظا ومعنى, فإنها أحسنت ألفاظه وحررت معانيه, وهو المنسوب إلى أرسطو اليوناني)
-المسألة الثانية:
قول السرحان ان ابن تيمية وظف كلام الفلاسفة في نقض بعضهم, هذه أيضاً حقيقة تاريخية, وليس طريق تزييف كلام السرحان فيها المكابرة عنها والتعسف بردِّها, ولكن بتبيين غرض شيخ الاسلام الذي لم يفهمه السرحان للأسف.
حيث لايمكن فهم مقصود شيخ الاسلام بايراد أقوال الفلاسفة في نقيض بعضهم إلا بفهم معطيات البيئة الفلسفية التي تحرك فيها شيخ الاسلام, ذلك أن تلك البيئة الفلسفية لعصر شيخ الاسلام ابتليت بعنصرين, أولهما: المذهبية الفلسفية (أي الجمود على رأي أساطين الفلاسفة) , وثانيهما: معارضة النصوص بالعقليات.
ولذلك حرص شيخ الاسلام ابن تيمية على إيراد تناقض الفلاسفة ليحقق هذين الغرضين, فلايمكن إقناع مقلدة الفلسفة إلا بنصوص لفلاسفة أي من الداخل الفلسفي ذاته, ولايمكن تبديد ارهاب العقليات في مواجهة النصوص إلا ببيان تناقضها ليتطاير وهج قطعيتها وتهتز مطلقاتها, فاذا كانوا متفاوتين في هذه العقليات بطلت مواجهة النصوص بها.
وقد تحدث الامام ابن تيمية عن الظاهرة الأولى وهي أزمة "مقلدة الفلاسفة" وحاجتها الى نصوص الفلاسفة ذاتهم بقوله في درء التعارض:
(ويسمونها عقليات وإنما هي عندهم تقليديات, قلدوا فيها ناسا يعلمون أنهم ليسوا معصومين, إذا بين لأحدهم فسادها لم يكن عنده ما يدفع ذلك, بل ينفي تعظيمه المطلق لرؤوس تلك المقالة, ثم يعارض ما تبين لعقله فيقول: كيف يظن بأرسطو وابن سينا وأبي الهذيل أو أبي على الجبائي ونحو هؤلاء أن يخفي عليه مثل هذا؟ أو أن يقول مثل هذا؟)
وقال أيضاً في درء التعارض متحدثاً عن الظاهرة الثانية:
(ولهذا أذكر من كلام رؤوس الطوائف من العقليات ما يبين ذلك, لا لأنا محتاجون في معرفتنا إلى ذلك, لكن ليعلم أن أئمة الطوائف معترفون بفساد هذه القضايا التي يدعي إخوانهم أنها قطعية, مع مخالفتها للشريعة, ولأن النفوس إذا علمت أن ذلك القول قاله من هو من أئمة المخالفين استأنست بذلك واطمأنت به, ولأن ذلك يبين أن تلك المسألة فيها نزاع بين تلك الطائفة, فتنحل عقد الإصرار والتصميم على التقليد, فإن عامة الطوائف ـ وإن ادعوا العقليات ـ فجمهورهم مقلدون لرؤوسهم فإذا رأوا الرؤوس قد تنازعوا واعترفوا بالحق انحلت عقدة الإصرار على التقليد)
وقال في تأصيل "الاستعانة بأقوال الفلاسفة ضد بعضهم" لتحقيق هذا الغرض:
(والمقصود بيان فساد أمثال هذه الكلام بالحجج العقلية المحضة, فإن هؤلاء النفاة يستعينون على معارضة النصوص الإلهية بأقوال الفلاسفة وغيرها المخالفة لدين المرسلين, فإذا احتج لنصر النصوص الإلهية بما هو من هذا الجنس: كان ذلك خيرا من فعلهم)
وقال أيضاً في درء التعارض:
(فإذا خوطبوا على موجب أصولهم, وبين أنه ليس في العقليات ما ينافي النصوص الإلهية, على كل مذهب كان هذا من تمام نصر الله لرسوله وإظهار لنوره)
وقد شبهه الامام ابن تيمية بتشبيه لطيف يقول فيه في درء التعارض:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وقد تبين لك أن الطوائف التي في كلامها ما يعارضون به كلام الشارع من العقليات, سواء عارضوا به في الظاهر والباطن, كل منهم يقول جمهور العقلاء: إن عقلياته تلك باطلة, ويبينون فساد عقلياته بالعقليات الصحيحة الصريحة التي لا يمكن ردها, وهذا مما ينصر الله به رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا, فإن الله تعالى إذا أقام لكل طائفة تعارض الرسول من جنسها من يبين فساد قولها المعارض له ويكشف جهلها وتناقضها: كان بمنزلة أن يقيم لكل طائفة تزيد محاربته من جنسها من يحاربها بالسلاح, ثم المؤمن المجاهد يمكنه جهاد هؤلاء كما يمكنه جهاد هؤلاء, ويمكنه أن يستعين بما فعلته كل طائفة بالأخرى, فإذا أغارت طائفة على أخرى وهزمتها أتاها من الناحية الأخرى ففتح بلادها, وإن كان هو لم يستعن بأولئك ابتداء, لكن الله يسر بما فيه الهدى والنصر لعباده المؤمنين وكفى بربك هاديا ونصيرا)
المسألة الثالثة:
مسألة ان ابن تيمية هل تعلم الفلسفة على كبر ام على صغر؟ في تقديري أنها قضية غير موضوعية ولاصلة لها أصلاً بمحتوى خطاب ابن تيمية, ولايتعلق بمثل ذلك إلا من أفلس في التفنيد الموضوعي.
بل إن القول بأن ابن تيمية تعلم الفلسفة على كبر فيه ثناء على ابن تيمية من جهتين:
الوجه لأول: نقاء شرعيته, حيث لم يخالط تعليمه في الصغر غير أنوار القرآن والسنة وعلومهما المساعدة, ولم يزاحمهما شئ من العلوم المنحرفة, وهذا أصلا هو الموافق لمنهج القرون المفضلة, وليس مما يتمدح به الانسان أن يكون قد قرأ الفلسفة المنحرفة في صغره, ولا مما يمدح به ابن تيمية كونه خاض في الفلسفة اليونانية في صغره, بل الذي نعتقده أنه تفرغ في صغره للتضلع من علوم الوحيين.
والوجه الثاني من الثناء: ان ابن تيمية استطاع تقديم كل هذا النتاج الفلسفي الغزير الذي حول عصرنا الى عصر النقاش حول ابن تيمية مع انه لم يولها كل اهتمامه بل طالعها في كبره, ومع ذلك كشف فيها كل هذه التناقضات, فهذا مما يزيدنا انبهاراً بعبقرية الرجل وليس مما يرخصه في عيوننا, ومما يعمق في نفوسنا الايمان بموهبة هذا الامام وعبقريته, لا أنه مذمة له لو كان السرحان يستوعب الأمر على وجهه.
-وأخيراً:
ثمة اساليب في البحث وعبارات غير لائقة بطالب علم, فكنت أتمنى من الشيخ الفاضل لو تجنبها, كبعض العبارات المتناثرة هنا وهناك وفيها شئ من الزهو بالذات بما يخالف المنهج القرآني النبوي, تمنيت أنه تحاشاها وتجنبها, ومن ذلك قول الشيخ وفقه الله:
(أحيله إليهما دون ذكر الصفحات حتى يشتدَّ عُوده في البحث، لأننا وقَفْنا على ما نذكره في هذه القراءة بعرق الجبين وسهر الليل، ولم نتلقَّها عن الشيخ «قوقل» عفا الله عنه!)
وكذلك بعض العبارات المشحونة بمايخدش الفضيلة ويسهم في تطبيع رموز الانحلال السلوكي, سيما أنه ليس لذكرها حاجة وانما ذكرت استطراداً, من مثل قول الشيخ وفقه الله:
(فأرادوا للطُّهْر أن يشاركهم اللذة الأثيمة، بكأس المخرج الإباحي فاديم، على ألحان اغتراب الوجودي كافكا، لنشيد نيرودا الذي ترنَّم به قيفارا مع الرِّفاق في أحراش بوليفيا؟)
إضافة الى استخدام بعض العبارات التي فيها مبالغة تضر القضية أكثر مما تخدمها, وفيها من التطريق لهدم الحق المصاحب لها, كقول الشيخ وفقه الله:
(إنك فشلت في أن تكون مشروعَ شيخٍ في الإسلام، وتريد
ـ ويْحَكَ ـ أن تَنْقُضَ شيخَ الإسلام كلِّه)
فالامام ابن تيمية يظل شيخاً من شيوخ الاسلام وليس شيخ الاسلام كله, فإن هذا الغلو في التفخيم فيه إزراء بأئمة الدين قبله كالخلفاء الأربعة وابن عباس ومعاذ وأبي بن كعب وابوعبيدة بن الجراح, الذين لهم في الاسلام وعلوم الشريعة ماليس لابن تيمية مده ولانصيفه, وكذلك من بعدهم من أئمة التابعين وأئمة المذاهب المتبوعة, فينبغي أن لاتنسينا حميتنا لأئمتنا الذين نحبهم ثوابتنا الأخرى العزيزة على قلوبنا هي أيضاً, وأعتقد ان الامام ابن تيمية لايرضيه هذا الغلو ويتعارض مع قواعده وكلامه الكثير حول الاقتصاد في تعظيم العلماء وأئمة الدين.
وعلى اية حال .. هذه الملحوظات لاتغض من قيمة البحث المشكور, بل هي كما قال الامام ابن تيمية عن كتاب تهافت الفلاسفة "وثمة أدلة أخرى يعان بها أبوحامد على غرضه الصحيح".
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه, وشكر الله للشيخ الهدلق بحثه, وهدى الله الأخ سعود السرحان وأراه الحق حقا ورزقه اتباعه, وأراه الباطل باطلا ورزقه اجتنابه, وصلى الله وسلم على نبينا محمد. والله أعلم.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 03:48]ـ
قول السرحان أن ابن تيمية لم يقرأ الفلسفة اليونانية في مصادرها الأصلية هذا كلام صحيح وحقيقة تاريخية لاغبار عليها, ولايجوز مكابرتها, ذلك أن المشكلة ليست في هذه الحقيقة التاريخية, وإنما فيما بناه عليها السرحان من اللوازم ..
جزاك الله خيراً أخي أبا عمر ..
تنبيه مهم يغفل عنه كثيرٌ من الكتاب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 05:45]ـ
بارك الله في الشيخين الفاضلين (عبدالله الهدلق وأبي عمر التميمي) ونفع بهما
ـ[الفارس]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 05:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جميلُ ما سطرته .. بارك الله فيكم ..
لا أدري لماذا حين أقرأ عن هؤلاء أتذكر الأعرابي وبئر زمزم!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 05:50]ـ
بارك الله في الأستاذ الباحث عبدالله الهدلق ..
==========
أخي أباعمر التميمي:
1 - قلتم: (قول السرحان أن ابن تيمية لم يقرأ الفلسفة اليونانية في مصادرها الأصلية هذا كلام صحيح وحقيقة تاريخية لاغبار عليها, ولايجوز مكابرتها). (فليس الرد بمغالطة هذه الحقيقة)!
لم يكابر أو يغالط كاتب البحث، فهو يقول: (إن ابن تيمية قد عرف مقالات فلاسفة اليونان - ولاسيما أرسطو - في أدق صُوَره وأجلاها؟).
=========
2 - قلتم: (قول السرحان ان ابن تيمية وظف كلام الفلاسفة في نقض بعضهم, هذه أيضاً حقيقة تاريخية, وليس طريق تزييف كلام السرحان فيها المكابرة عنها والتعسف بردِّها)!
كاتب البحث لم يكابر أو يتعسف. فهو يقول: (هل ما كان يقوم به ابن تيمية «تلفيقاً» كما فهم صاحبنا، أم هو عملٌ ينمُّ على عمق اطلاع ابن تيمية على مناهج الفلاسفة؟). فهو يخالفه في الوصف.
==========
3 - قلتم: (ثمة اساليب في البحث وعبارات غير لائقة بطالب علم .. ).
هذا رأيكم. وغيركم يرى أن لا تثريب على كاتب البحث؛ لأن أمثال المردود عليه لا يليق بهم إلا هذا الأسلوب؛ لكشف تعالمه. والله يقول: (إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون).
وفقكم الله ..
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 05:02]ـ
أشكر للمشايخ الكرام إثراء هذا الموضوع
مع الترحيب الوافر بالشيخ إبي عمر - عمر الله قلبه باليقين ونفع به الإسلام والمسلمين ...
والشكر الجزيل للباحث القدير الأستاذ عبدالله الهدلق
وبخصوص ما ذكره الشيخ الخراشي، ثمت نصوص تبين أن الأصل في الرد والتوجيه الرفق إلا في حال المكابرة والمعاندة
كما في حديث:" من تعزى بعزى الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا"
وحديث:" العنوهن فإنهن ملعونات" وذلك في حديث النساء الكاسيات العاريات
وحديث:" من آذى المسلين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم"
وحديث:" إنك امرؤ فيك جاهلية" والخطاب موجه لأبي ذر لما عير بلالا بأمه
وقول أبي بكر رضي الله عنه:" امصص بظر اللات"، ولم يوبخه النبي صلى الله عليه وسلم
وأبيات شعراء الصحابة في هجاء الكفر وأهله، ولم يرد عنه صلوات الله وسلامه عليه ما يشعر بذم السخرية بالمخالف المعاند.
إلا أننا نلحظ في سيرته صلى الله عليه وسلم الرحمة واللين في الخطاب، والبعد عن الشدة في القول حتى مع اليهود وأهل النفاق تأليفا لقلوبهم، وربما لعدم الجدوى من ذلك ...
فيمكن أن يقال بأن الشدة مقبولة إذا أدت إلى مصلحة شرعية:
بالتأثير على الطرف الآخر المردود عليه بإحداث هزة تعيده إلى توازنه وتبعد عنه الهوى ...
أو بالتأثير على من يقرأ مقاله، ممن التبست شبهات المردود عليه في قلبه.
ويمكن للإخوة النظر في أوجه جمع أخرى
مع التأكيد على أن الأصل في المسلم أن يسلم المسلمون من لسانه ويده
وأن الشدة إنما حال استثنائية لاستصلاح المردود عليه أو من يتابعه على خطئه
وكما قيل:
البس لكل حالة لبوسها
إما نعيمها وإما بوسها
ـ[عبدالله الهدلق]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 09:56]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وبعد فأشكر لكل من قرأ البحث، وأخص بالشكر الأستاذ الفاضل أبا عمر التميمي لما أبداه من ملاحظات، وإن كنت تمنيت أن لو تريّث قليلاً قبل تعليقه، وأن لم يقل في فاتحة ملاحظاته: "فقد بدا لي بعض الملاحظات التي خطرت في بالي وأنا أقرأ هذا البحث"؛ لأن طبيعة هذا الموضوع الفلسفي الذي نحن بسبيله لاتسمح بأن تقيّد ملاحظاتُه بما يخطر في البال هكذا وقت قراءته ... ولعل أخانا الفاضل إنما أُتي في كثير مما علّق به من هذه الجهة.
أودّ قبل أن أقف مع ملاحظات الأستاذ أبي عمر أن أُصدّر بأربعة أمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: علينا أن نتذكر أن مانحن فيه دِين ندين الله ـ عز وجل ـ به، وليس مذهباً إنسانياً، أو جنساً أدبياً، تنازع المرءَ فيه نوازعُ نفسه، وتغالبُه عليه محض طبيعته؛ فلا يكون فيه من طلب الحق إلا بقدر مافي هذه المنازعة والمغالبة من الظَّفَر بالخصم، والظهور عليه.
الثاني: أن كتابه الرّد على المخالف؛ تحكمها ضوابطُ شرعية، وأنظارٌ علمية، وعواملُ نفسية .. ليست تحكم العمل الذي ينشئه الكاتب ابتداءً.
الثالث: أن في الحق من القوة مايجعله غنياً عن أن نستشهد له بالباطل، وأنت إذا ذهبت تستشهد بشيءٍ من الباطل على ما معك من الحق؛ ردّ الناس حقّك وقالوا: آفته يافلان هذا الباطل الذي أفسده.
الرابع: كثرة المعلوم، وبسطة الثقافة، لاتغني في النقاش وحدها؛ بل لابدّ معها من حسن توظيفها في خدمة الحوار، وجودة الاستدلال بها في مورد النزاع، ذاك أن الربا حرام، لكن ليس يستدل على حرمته بقوله تعالى: "الطلاق مرتان".
1 - قال الأستاذ أبو عمر: "المسألة الأولى: قول السرحان أن ابن تيمية لم يقرأ الفلسفة اليونانية في مصادرها الأصلية هذا الكلام صحيح، وحقيقة تاريخية لاغبار عليها، ولايجوز مكابرتها، ذلك أن المشكلة ليست في هذه الحقيقة التاريخية، وإنما فيما بناه عليها السرحان من اللوازم. فقد قال شيخ الإسلام في درء التعارض (فإنا نحن لانعرف لغة اليونان) وهذا أمر مشهور معروف، فليس الرد بمغالطة هذه الحقيقة".
أ- أين وجدت في بحثي كله ـ عافاك الله ـ مكابرة هذه الحقيقة التاريخية ومغالطتها. نعم، فشيخ الإسلام لم يقرأ الفلسفة اليونانية في مصادرها الأصلية، ولم يكن يعرف اللغة اليونانية، فعُد إلى بحثي وادفع في صدري بحرفٍ واحد من كلامي ذكرت فيه أن ابن تيمية قرأ الفلسفة اليونانية في مصادرها الأصلية، أو أنه كان يعرف اللغة اليونانية.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في "المنهاج 6/ 303": "وكثير من الناقلين ليس قصده الكذب، لكن المعرفة بحقيقة أقوال الناس من غير نقل ألفاظهم، وسائر مابه يُعرف مرادهم قد يتعسر على بعض الناس، ويتعذّر على بعضهم".
ب- قال أبو عمر: "فليس الرد بمغالطة هذه الحقيقة، وإنما يكون الرد من وجوه:
الوجه الأول: أن القراءة باللغة الأصلية ليست الطريق الوحيد لتصوّر الأفكار والمفاهيم والفلسفات، فإن الفلاسفة الألمان كنيتشة وكانت وهايدجر، لم يقرأهم المفكرون البريطانيون والأمريكيون ونحوهم بلغتهم الأصلية، بل قرؤوهم من خلال ترجمات إلى الانجليزية، وكذلك الفلاسفة الفرنسيين كديكارت وفولتير وفوكو ودريدا تمت ترجمة أعمالهم إلى بقية اللغات الأوروبية، وكذلك الفلسفة اليونانية لم يقرأها الغربيون بلغتها الإغريقية، بل قرؤوها بترجمات إلى لغاتهم الانجليزية والفرنسية والالمانية، وكذلك ماكتبه الغربيون عن الفلسفات الشرقية الصينية والهندية لم يقرؤوه بلغاته الأصلية الصينية والهندية بل بترجمات إلى لغاتهم.
بل يلزم على كلام السرحان أنه لايجوز له هو أصلاً الكلام عن الفلسفة اليونانية طالما أنه لايعرف اللغة الاغريقية! فكيف حكم السرحان على وجود أخطاء في فهم ابن تيمية للفلسفة اليونانية وهو لم يطلع أصلاً على الفلسفة اليونانية في مصادرها الأصلية؟ ".
قلت: هنا كثرة معلوم، وبسطة ثقافة، لكن لم يحسن صاحبها توظيفها في خدمة الحوار، ولم يُجِد الاستدلال بها في مورد النزاع.
فإن السرحان لم يقل: إن السبب "الوحيد" لمعرفة ابن تيمية المشوّهة بالفلسفة اليونانية هو أنه لم يقرأها بلغتها الأصلية، حتى يقال له: "إن القراءة باللغة الأصلية ليست الطريق الوحيد لتصور الأفكار ... ".
كان السرحان يريد أن يسدّ على ابن تيمية جميع منافذ المعرفة الدقيقة بالفلسفة اليونانية فقال: "وسبب هذه المعرفة المشوهة:
1 - هو أن ابن تيمية لم يطلع على النصوص الأصلية للفلاسفة اليونانيين سواءً بلغتهم لعدم معرفته باليونانية.
2 - ولا على النصوص المترجمة لفلاسفة اليونان.
3 - وواضح [أي بعد هذا من خلال قراءة نصوص ابن تيمية، هدلق] أن ابن تيمية اعتمد على مصادر غير دقيقة في حكايته لمقالات فلاسفة اليونان".
فهذه الأمور الثلاثة هنا هي التي سببت "بمجموعها" لابن تيمية هذه المعرفة المشوهة بالفلسفة اليونانية في نظر السرحان، وليس عدم معرفة ابن تيمية باللغة اليونانية فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كنت تنبهت لهذا الذي ظن أخونا التميمي أنه تفطّن له دوني، لكني كنت أحاذر من أن يكون في ردي فجوة يُنفذ عليّ منها، فذهبت في ردي إلى مايراه القارئ في البحث؛ من إثبات اطلاع ابن تيمية على الفلسفة اليونانية من خلال مصادر دقيقة مستعيناً بنصوص السرحان نفسه في ذلك حتى لا يكابر.
ماذا لو قال السرحان للأستاذ أبي عمر: هذا صحيح، فإني ونيتشه وكانت وهايدجر وديكارت وفولتير وفوكو ودريدا و .. لم نقرأ الفلسفة اليونانية بلغتها الأصلية، لكنا اطلعنا عليها في مصادرها الدقيقة، وأما ابن تيمية فهو لم يقرأ الفلسفة اليونانية بلغتها الأصلية، ولم يطلع عليها في مصادرها الدقيقة؟
إذن لانتقض على أبي عمر هذا الوجه كله، فليت أن أبا عمر فهم عن السرحان كلامه قبل أن يأخذ في بسط ثقافة ليس هذا موضعها من النقاش، وليته فهم عني جوابي الذي رتّبته على نصوص السرحان؛ قبل أن يأتي ليعلمني كيف تكون وجوه الردود.
ج- قال أبو عمر: "الوجه الثاني: أن السرحان لم يأت بتصور فلسفي واحد يثبت فيه أن ابن تيمية أخطأ في نقل أفكار الفلاسفة اليونانيين، ونقلها نقلاً مشوهاً، فتظل هذه الدعوى بلا خطام عيباً في الباحث السرحان وليس في الإمام ابن تيمية".
ونحن لانحب لأبي عمر أن يتجنى على السرحان ولانتكثّر بكلامه هنا .. لئلا يرد الناس مامعنا من الحق بما شابه من الباطل، وواضح أن أبا عمر لم يقرأ بحث السرحان ولابحثي بعناية، لأن السرحان قد أورد في بحثه تصورات فلسفية كثيرة أراد أن يثبت من خلالها معرفة ابن تيمية المشوهة بالفلسفة اليونانية، ومنه على سبيل المثال قوله: "فقدماء الفلاسفة قبل أرسطو كما يرى ابن تيمية كانوا ... يثبتون عالماً فوق هذا العالم يصفونه ببعض ماوصف النبي صلى الله به الجنة = واضح أن هذه صورة مشوهة وساذجة عن "نظرية المثل" التي قال بها أفلاطون".
كيف يقال بعد هذا: "أن السرحان لم يأت بتصور فلسفي واحد يثبت فيه أن ابن تيمية أخطأ في نقل أفكار الفلاسفة اليونانيين". كيف يستقيم أن يقول هذا من قال في تعليقه: "هذه أيضاً حقيقة تاريخية، وليس طريق تزييف كلام السرحان فيها المكابرة عنها".
سبيل الإنصاف هنا أن يناقش السرحان في هذه التصورات الفلسفية التي زعم أن ابن تيمية فهمها فهماً مشوهاً وساذجاً كما فعلُت في مناقشته في "نظرية المثل"، لا أن يُتجنى عليه بالباطل فيها، فيقال: إنه "لم يأت بتصور فلسفي واحد ... ".
2 - قال أبو عمر: "المسألة الثانية: قول السرحان أن ابن تيمية وظف كلام الفلاسفة في نقض بعضهم، هذه أيضاً حقيقة تاريخية، وليس طريق تزييف كلام السرحان فيها المكابرة عنها والتعسف بردّها، ولكن بتبيين غرض شيخ الإسلام الذي لم يفهمه السرحان للأسف".
هل كان أبو عمر يعلّق على بحثٍ آخر غير بحثي؟
لقد بنيت المحور الرابع كله تقريباً على مناقشة هذه النقطة، وكان هذا المحور من أكثر المحاور إجهاداً لي لما فيه من صعوبة الكلام على المنهج ... فهل ماقمت به في هذا المحور هو "تزييف كلام السرحان ... ".
أذكّر أبا عمر ـ هداه الله للحق ـ بما كنت قلتُه: من أن مانكتبه هنا دين ندين الله ـ عز وجل ـ به .. وليس مذهباً إنسانياً أو جنساً أدبياً، تنازع المرء فيه نوازعُ نفسه، وتغالبه عليه محضُ طبيعته، فلا يكون فيه من طلب الحق إلا بقدر مافي هذه المنازعة والمغالبة من الظَّفَر بالخصم، والظهور عليه.
كنت قلت في البحث: "هل ماكان يقوم به ابن تيمية "تلفيقاً" كما فهم صاحبنا، أم هو عمل ينم على عمق اطلاع ابن تيمية على مناهج الفلاسفة؟ لما أراد ابن تيمية أن ينقض على الفلاسفة أقوالهم؛ عمد إلى الفلسفة من الداخل فنقضها بأدواتها وليس بشيءٍ خارج عنها، وكان من المنهج سلوك طريق الفلاسفة أنفسهم مع بعضهم البعض في جدلهم: "هذه الحركة الديالكتيكية هي ماهية الفلسفة .. ".
إلى آخر مافي هذا المحور من نقاش لتأصيل منهج ابن تيمية في توظيف كلام الفلاسفة في نقض بعضهم، وتخريجه على طرائق الفلسفة وقوانين الفكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قال أبو عمر: "مسألة أن ابن تيمية هل تعلم الفلسفة على كبر أم على صغر؟ في تقديري أنها قضية غير موضوعية ولا صلة لها أصلاً بمحتوى خطاب ابن تيمية .. بل إن القول بأن ابن تيمية تعلم الفلسفة على كبر فيه ثناء على ابن تيمية من جهتين: الوجه الأول: نقاء شرعيته، حيث لم يخالط تعليمه في الصغر غير أنوار القرآن والسنة ... بل الذي نعتقده أنه تفرغ في صغره للتضلع من علوم الوحيين.
والوجه الثاني من الثناء: أن ابن تيمية استطاع تقديم كل هذا النتاج الفلسفي الغزير الذي حول عصرنا إلى عصر النقاش حول ابن تيمية مع أنه لم يولها كل اهتمامه بل طالعها في كبره .. ".
لو كان ماذهبتُ إليه من أن ابن تيمية عرف الفلسفة مبكراً هو من قبيل الاستنتاج لكان لي مع هذا الكلام وقفة، لكن كيف يقال هذا بعد أن أثبتُّ من كلام ابن تيمية نفسه أنه عرف الفلسفة مبكراً؟
قلت في البحث: "مافي كلام ابن تيمية هنا يغنينا عن كل ماكنا فيه، لو لا مابلينا به من هذه الرعونة، قال ابن تيمية "وقد كنت (في أوائل معرفتي بأقوال الفلاسفة بعد بلوغي بقريب) وعندي من الرغبة في طلب العلم ... ".
فما في تهويمات الأستاذ المعلّق ألصق بالعمل الأدبي منه بالبرهان العلمي ... فهل يسرّه أن نبتلى ـ فوق مابلينا به ـ بقول من يقول: إن تعلّم ابن تيمية الفلسفة في صغره ـ وهذا ثابت من قوله نفسه ـ أفسد نقاء شرعيته فخالط تعليمه في الصغر غير أنوار القرآن والسنة؟
4 - قال أبو عمر: "ثمة أساليب في البحث وعبارات غير لائقة بطالب علم، فكنت أتمنى من الشيخ الفاضل لو تجنبها، كبعض العبارات المتناثرة هنا وهناك وفيها شيء من الزهو بالذات بما يخالف المنهج القرآني النبوي، تمنيت أنه تحاشاها وتجنبها، ومن ذلك قول الشيخ وفقه الله: أحيله إليهما دون ذكر الصفحات حتى يشتد عوده في البحث، لأننا وقفنا على مانذكره في هذه القراءة بعرق الجبين وسهر الليل، ولم نتلقها عن الشيخ "قوقل" عفا الله عنه! ".
وكنت قد قلت في صدر كلامي هنا:
إن كتابة الرد على المخالف؛ تحكمها ضوابط شرعية، وأنظار علمية، وعوامل نفسية، ليست تحكم العمل الذي ينشئه الكاتب ابتداءً ... فليت أن الأستاذ أباعمر قرأ ماكتبته في ضوء هذا المعنى، لأن طبيعة الرّد على من يتهمنا بعدم الفهم، وبالجمود والتقليد وضعف العقل؛ أوجبت إبراز شيء مما ظنه الأستاذ الفاضل زهواً، ولو طالع القارئ ردود بعض السلف كنقض الدارمي ـ مثلاً ـ لأحس بشيءٍ من ذلك، ومابهم الزهو بالذات ـ حاشاهم ـ وإنما هو ماذكرت.
5 - قال أبو عمر: "إضافة إلى استخدام بعض العبارات التي فيها مبالغة تضر القضية أكثر مما تخدمها، وفيها من التطريق لهدم الحق المصاحب لها، كقول الشيخ وفقه الله: "إنك فشلت في أن تكون مشروع شيخ في الإسلام، وتريد ـ ويحك ـ أن تنقض شيخ الإسلام كله" فالإمام ابن تيمية يظل شيخاً من شيوخ الإسلام وليس شيخ الإسلام كله، فإن هذا الغلو في التفخيم فيه إزراء بأئمة الدين قبله .. وأعتقد أن الإمام ابن تيمية لايرضيه هذا الغلو ويتعارض مع قواعده وكلامه الكثير حول الاقتصاد في تعظيم العلماء وأئمة الدين".
ليتني كنت أعرف من يكون أبو عمر التميمي هذا؛ فإن بي حاجة إلى أن يقرضني مبلغاً من المال مادام بمثل هذه الذاكرة! أبا عمر: ماعدا عما بدا؟ أتقول في أول بحثك: "لقاء جهده في الذبّ عن الإمام الجبل شيخ الإسلام ابن تيمية"، ثم تأخذ عليَّ في آخره أن قلت عن ابن تيمية: إنه شيخ الإسلام؟ إلا أن تكون لفظة "كله" هذه هي التي أشكلت عليك، فهلا قلت في وصفك لابن تيمية: الإمام الجبل شيخ "بعض" الإسلام؟
دونك "كلّي"، "ببعضك" جعلتُ فداك ولا مثل هذا الكلام "الكبير"، فشيخ الإسلام في وصفي هو شيخ الإسلام في وصفك، لكن أضفتُ "كله" في مقابل من يريد أن ينال منه، وهذا من طبيعة الرّد، ولست من السّفه والغلو في التفخيم حتى أقول في كلام غير ماكنت فيه: وهذه المسألة الفقهية هي اختيار شيخ الإسلام كلّه!
6 - قال أبو عمر: "وعلى أية حال .. هذه الملحوظات لاتغض من قيمة البحث المشكور، بل هي كما قال الإمام ابن تيمية عن كتاب تهافت الفلاسفة: "وثمة أدلة أخرى يعان بها أبو حامد على غرضه الصحيح".
وأخونا أبو عمر هذا الفاضل التميمي نمط غريب؛ فهو ـ أيده الله ـ يستدل لكلامي بكلامي، ويقوى لي بي!
قلت في البحث مخاطباً السرحان: "أي خير لك في أن تثبت أثر هذين الفيلسوفين في ابن تيمية وتدعو إلى دراسة ذلك؛ وأنت تزعم أن معرفته بمقالات فلاسفة اليونان: "معرفة مشوهة"؟ ألا تعلم أن ابن ملكا وابن رشد هما الفيلسوفان اللذان خلصا التراث اليوناني من اشتباكه، وحررا النص الأرسطي كما لم يحرّره أحد؟ ".
فقال أبو عمر: "إن ابن تيمية اعتمد بشكل أساسي على نقل ابن ملكا وابن رشد لعنايتهم بتحرير مقاصد أرسطو".
وقلت: "لما أراد ابن تيمية أن ينقض على الفلاسفة أقوالهم، عمد إلى الفلسفة من الداخل فنقضها بأدواتها وليس بشيءٍ خارج عنها".
فقال أبو عمر: "فلا يمكن إقناع مقلدة الفلسفة إلا بنصوص الفلاسفة أي من الداخل الفلسفي ذاته"!
هذا إنسان أخذ بِرَجُل الإطفاء يهزّه إليه ..
قال: لكثرة ماأهرق من الماء.
قلت: وأين أنت ممن أشعل النار؟
وختاماً، أشكر للأستاذ الفاضل أبي عمر ماكان فيه، وأسأل الله سبحانه أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله.
عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق
1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعمر التميمي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 10:20]ـ
شكر الله للشيخ الفاضل عبدالله الهدلق توضيحه وبيانه, وجعل تعقيبه وبحثه الاصلي -كلاهما- مما يبيض وجهه يوم القيامة, وأنا لاأشكك في علمكم وفضلكم ودقة بحثكم واستفادتنا جميعاً من بحثكم المميز, وأنا أقل من أن أعلمكم وجوه الرد, بل أنتم أعلم وأفضل, وأؤكد ياشيخنا أنني في مركب رجل الاطفاء لافي مركب مثقاب الحريق, وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يزكي قلوبنا جميعاً بالايمان والاخلاص والتفات القلب عن ثناء المخلوقين ..
ـ[ريبال]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 06:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الشيخ الهدلق، ونفع بعلمه، لا جرم ألا يقوم أمامك قائم، فإنك تفحم الخصم، وتفلي النص، وتأتي بالمعجب من القول، حري أن تذهب في الناس مثلا فيقال: "هَدْلَقةُ ولا كالسرحان"!
ويكون مثلا لمن أفحم الخصم المتعالم الثالب العلماء،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
ـ[السليماني]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 04:59]ـ
بارك الله فيكم(/)
الإنجازات التنموية الرائدة .. في عصر الخلافة الراشدة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:19]ـ
الإنجازات التنموية الرائدة
في عصر الخلافة الراشدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
و بعد فهذه نبذة تعريفية في بعض انجازات ذلكم الجيل الذهبي، جيل اصحاب محمد ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ جيل السادة الكرام، القادة الأعلام، أصحاب محمد عليه الصلاة و السلام.
و قد اقتصرت فيها على فترة الخلافة الراشدة و هي "ثلاثون سنة "، كما لم أشِر ـ إلاَّ لمماً ـ الى جهودهم و ما بذلوه في فتوحاتهم للبلدان، و اخراجهم لتلك المجتمعات من عبادة الانسان الى عبادة الواحد الديان، والتي استغرقت معظم جهودهم و امكانياتهم.
وهي جهود شاقة مضنية عجز المسلمون عن تكرارها طوال مدة لاحقة قاربت ألفا و أربعمائة سنة تقريباً، بل لا يزالون يخسرون تلك المكتسبات التي ورثوها عن اسلافهم الابطال، ليلقوا بها في سلتي الامهال و الاهمال.
و لم اتوخَّ في هذه النبذة الاستقصاء او الحصر، بل و لم أقارب، و إنما أردت أن أمهد الطريق لمن أراد أن يكتب عن هذا الجانب البنَّاء في تاريخ ذلكم الجيل الفريد.قال بعض العلماء رحمهم الله: لو لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم معجزة إلا أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ لكَفَوا في اثبات نبوته.
في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
اتخذ أبو بكر رضي الله عنه بيت المال، كما اتخذ عمر رضي الله عنه وزيرا، و هناك من يرى أن هذا المنصب وهو الوزارة قد أُخِذ عن الفُرس، والصحيح أن هذه اللفظة مصطلح اسلامي وردت عن النبي كما في قوله عليه الصلاة و السلام من حديث عائشة: "إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل الله له وزير صدق " أخرجه أبو داود، بل وردت ـ قبل ذلك ـ.في القرآن الكريم في عدة مواضع.
و مع ان خلافة ابي بكر رضي الله عنه لم تكن طويلة، فقد شُغِل فيها ـ أيضاً ـ بحروب الردة، و حين استشهد كثير من حفظة القرآن وقرائه جرَّاء تلك الحروب، أشار عمر -رضى الله عنه- على أبى بكر رضي الله عنه بضرورة جمع القرآن الكريم، فأمر أبو بكر زيد بن ثابت ومعه بعض أصحابه بتولِّي هذه المهمة العظيمة، فقاموا بتدوين القرآن كله فى دقة متناهية بالترتيب الذى أمر به رسول الله.
و كذلك فقد ولَّى ابو بكر رضي الله عنه عمر القضاء، ولكن سرعان ما استعفاه عمر رضي الله عنه من ذلك لانعدام القضايا والخلافات ـ تقريباً ـ بين المسلمين في ذك العهد.
و لم تطُلْ خلافة أبي بكر رضي الله عنه فقد كانت عامين وثلاثة اشهر، وتوفي في عام (13هـ/635م)، بعد أن عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب بعد أن استشار فيه كبار الصحابة.
في عهد عمر رضي الله عنه:
وقد اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، إذ له رضي الله عنه إنجازات تنموية رائدة في تاريخ الاسلام و المسلمين، بل في تاريخ البشرية جمعاء، فقد انفرد بإستحداث أنواع من الأنظمة الإدارية و الانجازات الاقتصادية و الحضارية التي لم تعهدها البشرية ـ بهذا الشكل ـ من قبل، هذا عدا فتوحاته لكل من بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان.
ـ فمن انجازاته الإدارية رضي الله عنه أنه أول من دوَّن الدواوين، و طوَّر أداء بيت المال و رتب فيه أسماء أهل العطاء، والعساكر على القبائل والبطون، وذلك أن الناس كثروا في عهده، وجبيت الأموال، و كثر الخراج في عهده رضي الله عنه فاستعمله في الفتوحات و ترتيب الاجناد.
ـ و هو أول من اتخذ الهجرة مبدأً للتاريخ الإسلامي، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة.
كما أنه أسقط الجزية عن الشيوخ والنساء والأطفال من أهل الذمة، وجعلها مراعيةً لأحوالهم، فكانت ثمانية وأربعين درهمًا في العام على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ كما استحدث عمر بن الخطاب نظام محاسبة و مراقبة العمال، و كان لا يولِّي العامل له او القاضي على بلد من البلدان أكثر من عامين، وكان يختبر القضاة قبل توليتهم كما فعل مع كعب بن سور قاضي البصرة، و شريح قاضي الكوفة.
ـ وكان يرى أن العامل إذا طالت مدة ولايته أكثر الأصحاب والأخدان، وإذا كان بمظنة العزل لا يغتر، وأيضاً فإن الحال إذا كانت هكذا ظهرت مخايل المعرفة بين الأقران، وكثر فيهم الأكفاء من المستحقين للولاية أو القضاء بتدربهم وتدرجهم في المعرفة و التعلم و استقراء الواقع، بخلاف ما إذا استبد الواحد.
ـ و عمر رضي الله عنه هو أول من وضع البريد في الإسلام، فلما جاء معاوية رضي الله عنه رتبه على طرق ومناهج مخصوصة، حيث رتب له الأميال، والمحطات، و ما الى ذلك .....
ـ و لم يكن السجن موجوداً في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر، ووجد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم حالات سجن خاصة، و لما كثر الناس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و كثر حدثاء العهد من العجم بالاسلام، كثرت المخالفات الشرعية عمَّا كانت عليه من قبل، واشتد بعض الناس على بعض في المعاملة، وحدثت الحاجة إلى سجن دائم، و لرفع كفاءة السلك القضائي و الجانب الأمني في خلافته ابتاع عمر داراً بمكة كانت لصفوان بن أمية، فكانت أول مكان يخصص للسجن في التاريخ الإسلامي، ثم اتخذت أماكن أخرى خصصت للسجن في بلاد العراق والشام.
ـ و هو أول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما يطلق عليه في التاريخ الاسلامي "تمصير الأمصار".كما سيأتي.
بناء البصرة:
عندما فتح المسلمون مدينة (الأبلة)، في شهر شعبان من السنة الرابعة عشرةَ للهجرةِ، كان قوامُ الجيش الإسلامي الذي حرَّرها ستمائةِ رجلٍ. فلما استقروا فيها كتب عتبةُ بن غزوان إلى الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يستأذنه في بناء دُور للمقاتلين مؤكداً أنه لابدَّ للمسلمين من منزل إذا شتا الوقت شتوا فيه، وإذا رجعوا من قتالهم لجؤوا إليه فكتب إليه عمر (رضي الله عنه): إن أردت لَهم منزلاً قريباً من المراعي والماء فاكتب إليَّ بصفتهِ. فكتبَ اليه: إني قد وجدت أرضاً كثيرةَ القضَّةِِ "نوع من العشب" في طرف البرِّ إلى الريف، ودونها منافع، وفيها ماءٌ وقصبٌ. فلما وصلَ هذا الجوابُ إلى الخليفة أذنَ لعتبةَ بالبناءِ، فبنى مسجدَها ودارَ أمارتِها ودورَها.
حفر أبي موسى "حفر الباطن":
لما بُنيت البصرة في عهد عمر رضي الله عنه، وكثر الحجاج القادمون منها رأى
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن يحفر أباراً على جادة البصرة إلى مكة، في المنزل "الخامس" من منازل طريق الحج من البصرة إلى مكة المكرمة، فوجد بها مياهاً عذبة، فكثر الناس حولها.
بناء الكوفة:
و في السنة الثامنة عشر للهجرة بعد أن بنى عمر رضي الله عنه البصرة رأى رضي الله عنه أن مجاري انهار العراق تحول عن الاتصال المباشر به، فعمد لبناء الكوفة لتكون رباطا متقدما لجيوش المسلمين ينطلقون منها لفتوحات الشرق ويلجؤون اليها اذا اصابهم هجوم مباغت. ويذكر الطبري في تاريخه (اخبار العام 18هجرية) في سبب بنائها ان سعد بن ابي وقاص بعد ان فتح العراق وتغلب على الفرس ثم نزل في عاصمتهم المدائن بعث ـ عند ذلك ـ وفداً الى الخليفة عمر بن الخطاب يخبره بذلك الفتح، فلما وصل الوفد الى عمر راى ألوانهم تغيرت وحالهم قد تبدل، فسألهم عن سبب ذلك فا جابوه: تخوم البلاد غيرتنا، فامرهم ان يرتادوا منزلا يُنزِلون فيه المسلمين، لان العرب لا يلائمهم طقس بلد الا اذا جاء ملائما لمزاج ابلهم وكتب الى سعد: "ابعث سليمان وحذيفة رائدين ليرتادا منزلا بحريا ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر". فارتاد سليمان وحذيفة جانبي الفرات نزولا من الانبار فلم يجدا افضل من موقع الكوفة الآن لحصانته وارتفاعه، بحيث لا يرِدُه ماء الفيضان، ولقربه ـ أيضاً ـ من ماء الفرات، فامر سعد بن ابي وقاص بتاسيس مدينة الكوفة " التي تتنكَّر اليوم لبُناتِها" في يوم 23 كانون الكاني (يناير) من عام 638م.
بناء الفسطاط:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفسطاط جزء من مدينة الفاهرة الحالية، قال المقريزى: " أعلم ان موضع الفسطاط يقال له اليوم مدينة مصر , كان فضاء ومزارع فيما بين النيل والجبل الشرقى الذى يعرف بالجبل المقطم , ليس فيه من البناء والعمارة سوى حصن يعرف اليوم بعضه بقصر الشمع وبالمعلقة , ينزل به شٍحُنة الروم المتولى على مصر من قبل القياصرة ملوك الروم عند مسيره من مدينة الإسكندرية , ويقيم فيه ما شاء , ثم يعود إلى دار الإمارة ومنزل الملك يالإسكندرية , وكان هذا الحصن مطلاً على النيل , وتصل السفن فى النيل إلى بابه الغربى الذى كان يعرف بـ باب الحديد ... ومنه ركب المقوقس فى السفن فى النيل من بابه الغربى حين غلبه المسلمون على الحصن المذكور وصار فيه إلى الجزيرة التى بإتجاه الحصن وهى التى تعرف اليوم بالروضة قبالة مصر وكان مقياس النيل بجانب الحصن) اهـ.
أنشأ عمرو بن العاص رضي الله عنه مدينه الفسطاط في مصر ـ بعد مراجعته لعمر رضي الله عنه ـ في الارض التى عسكر فيها والواقعه بين حصن بابليون وجبل المقطم 0 وعندما إستولى على الحصن وإستعد للرحيل للاسكندريه قام رجاله بفك الخيام فوجدوا عشا للحمام فوق خيمه عمرو00فقالو: ان خيمه الامير قد فرخ فوقها الحمام00فقال عمرو: لقد إحتمت بجوارنا حرام علينا ان نخون بها، وقد استجارت وتحصنت بحمانا أتركوا فسطاطى منصوبه لها الى ان يطير فراخها، والفسطاط"الخيمة "، فترك عمرا رجلا يحرس خيمته0ولما رجع من الاسكندريه بني هناك مدينه اطلق عليها اسم الفسطاط، و أنشأ بها مسجده المشهور "مسجد عمرو بن العاص" 21سنة هجرية = 642ميلادية بالفسطاط.
ـ وكان عمرو بن العاص هو أول من شرط الشرط و رتَّبها رضي الله.
خليج أمير المؤمنين "قناة السويس":
ومن عبقريّة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وصلُ البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، بالإمكانيّات المحليّة البسيطة التي كانت معروفة في عصره، وإنجاز مشروعه بزمن قياسي جداًّ .... ، حتى أصبح صالحاً لمرور السفن.
ـ ففي شتاء عام 641 - 642 للميلاد و بعد أخذ عمرو بن العاص رضي الله عنه والي مصر الإذن من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام بفتح قناة مائية بين بحر القلزم و بحر الروم ـ أي في مكانها الحالي الآن ـ حيث سميت قناة أمير المؤمنين،
قال القضاعي أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن العاص عام الرمادة بحفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط فساقه من النيل إلى بحر القلزم فلم يأت عليه الحول حتى سارت فيه السفن وحمل فيه ما أراد من الطعام إلى مكّة والمدينة فنفع الله بذلك أهل الحرمين فسمّي خليج أمير المؤمنين، وذكر الكندي أنّه حفر في سنة 32 هجريّة وفرغ منه في ستة أشهر وجرت فيه السفن ووصلت إلى الحجاز في الشهر السابع، قال ولم يزل تحمل فيه الولاة إلى أن حمل فيه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ثم أضاعته الولاة بعد ذلك وسفت عليه الرمال فانقطع وصار منتهاه إلى ذنب التمساح من ناحية بطحاء القلزم.
وظلت القناة تقدم خدماتها لأهل مصر حتى عهد الخليفة أبي جعفر المنصور رحمه الله، الذي ردمها لقطع الميرة و الامدادت المصرية عن ثورة "النفس الزكية" محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الحجاز.
وأطلال هذا الخليج كانت باقية الى عهود متأخرة، و قد عناه أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الساعاتي بقوله:
قف بالخليج فإنه أشهى بقاع الأرض ربعاً
رقصت له الأغصان إذ أثنى الحمام عليه سجعاً
متعطّف كالأيم ذعراً حين خيف فضاق ذرعاً
وقال أيضا:
نزلنا بمصر وهي أحسن كاعب فقيدة مثل زانها كرم البعل
فلم أر أمضى من حسام خليجها يموج على إفرندها صدأ الطلّ
ـ وقد ذكرت بعض المصادر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه فكر في وصل البحرين الأبيض والأحمر، و لكن يبدو أن المراد قناة أخرى تُشَقُّ ما بين بحيرة التمساح وسط البرزخ بين مصر وسيناء إلى البحر المتوسط. غير أن المشروع ألغي لأسباب عسكرية حينها.
خلافة عثمان رضي الله عنه:
من أهم إنجازات عثمان بن عفان رضي الله عنه كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدأ بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) ثم نسخه وارساله للأمصار.
ـ و فتحت في أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ و امتدت بذلك رقعة العالم الاسلامي، فبالتالي ودعت الحاجة بعد اتساع دولة الإسلام، وبلوغها شواطئ البحار، وبسط سيطرتها على جزر البحر الأبيض المتوسّط، وتعدّد أوجه النشاط التجاري في دولة مترامية الأطراف، إلى بناء أسطول إسلامي مؤهّل لتلبية متطلّبات نقل البضائع والحجّاج والمسافرين، وقادر على حماية ثغور الإسلام، وردّ غارات المعتدين، والمحافظة على أمن الملاحة البحريّة وحريّتها، وسلامة النقل على متن السفن التجاريّة التي تمخر البحار، ولبلوغ هذا الغرض شيّد المسلمون دور الصناعة، وكان الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي) أوّل من أمر بتشييد دار لصناعة السفن، و أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين.
معركة ذات الصواري:
تعتبر هذه المعركة إحدى أشهر الحملات البحريّة الإسلاميّة المظفّرة للأسطول الإسلامي، وكانت قد وقعت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي) سنة 34 هـ (655م) واشترك فيها أسطول الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان، وأسطول مصر بقيادة عبد الله بن أبي السرح، و من جانب الروم أسطولٌ بقيادة ملكهم (قسطنطين بن هرقل) وكان أسطوله يضم ستمائة قطعة بحريّة أو ألف سفينة، اقتتل الفريقان أشد القتال، فوق السفن المربوطة مع بعضها، وكانت الغلبة فيها والغنيمة للمسلمين على الروم، وكان من نتائجها: اكتشاف أهميّة الأسطول العربي، وزيادة العناية بصناعة السفن، وإشعار بيزنطة بأنّّ عاصمتها مهدّدة بالأسطول الإسلامي.
في عهد علي رضي الله عنه:
لم يكن عهد الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه عهدا مستقِراًّ لما كان فيه من خروج المحكِّمة و الحرورية، و ما كان فيه من الفتن، و ما جرت فيه من الكوائن، و لذلك فلم يتفرغ علي رضي الله عنه للفتوحات ـ التي شارك فيها قبل توليه الخلافة ـ و لا لكثير من الانجازات التنموية.
ـ و إن كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أول من خصص يوماً ينظر فيه في لمظالم.
ـ و علي رضي الله عنه هو واضع علم النحو ـ على المشهور عند اهل العلم ـ، فقد دخل أبو الأسود الدؤلي على علي رضي الله وكان يقرأ رقعة رسم فيها شيئاً من قواعد اللغة العربية فقال له: ما هذه؟ قال علي: إني تأملت كلام العرب، فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء يعني الأعاجم، فأردت أن أصنع شيئا يرجعون إليه، ويعتمدون عليه. ثم قال لأبي الأسود: الكلام على ثلاثة أضرب، اسم و فعل و حرف، و تلا عليه شيئا من أصول النحو، ثم قال له: انحُ هذا النحو.
كما كان لعلماء الصحابة رضي الله عنهم دور رئيسي و هام في نقل العلوم الاسلامية كالقراءات والتفسير و السنة النبوية و السيرة النبوية، وغير ذلك من العلوم الاسلامية و علوم اللغة العربية و أيام العرب مما لا يسمح مثل هذا المقال بالتعريج على بعض صفته.
هذا ما تيسر تسطيره، وأمكن تحبيره، و الموضوع يحتاج الى مزيد بحث و عناية، من اهل التاريخ و الدراية، فعلى الله قصد السبيل، هو حسبنا ونعم الوكيل، وبالله المستعان و عليه التكلان، وصلى الله و سلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 03:16]ـ
جزاك الله خيرا
موضوع مبتكر
وجهد موفق
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 11:11]ـ
واياك يا شيخ عبدلعزيز.
و شكرا على مرورك الكريم.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:57]ـ
مررت هنا بعد أكثر من سنة من آخر مشاركة، وقدجذبنى الموضوع بعد قراءته باعتبارى من أهل التاريخ اولا قبل ان أكون من أهل غيره، ولكن ارىأن تقاعس الأخوة عن المشاركة بسبب غموض الموضوع، فلو ان الموضوع كان إنجازات عصر الراشدين، أو ما شابه ذلك لكان الأمر غيرهذا
وعموما بارك الله فيك يا اخى على جهدك وجعله فى ميزان حسناتك بحوله وقوته
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 04:02]ـ
وعموما بارك الله فيك يا اخى على جهدك وجعله فى ميزان حسناتك بحوله وقوته
و اياكم اخي الكريم.(/)
أيها الأدباء: هل يجوز قول (شاءت الظروف أو شاءت الأقدار)؟
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 04:16]ـ
السؤال:
قرأت في عدد من القصص والمقطوعات الأدبية والمقالات الصحفية عبارة (شاءت الظروف أو شاءت الأقدار) فما هو حكم هذه العبارة؟.
الجواب:
الحمد لله
هذه من الألفاظ التي لا ينبغي قولها، لأنه ليس للظروف ولا للأقدار مشيئة.
وقد سئل العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله عن هذه الألفاظ فقال: (شاءت الأقدار، وشاءت الظروف ألفاظ منكرة، لأن الظروف جمع ظرف، وهو الزمن، والزمن لا مشيئة له، وكذلك الأقدار جمع قدر، والقدر لا مشيئة له.
وإنما الذي يشاء هو الله عز وجل نعم لو قال الإنسان: اقتضى قدر الله كذا وكذا فلا بأس، أما المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار، لأن المشيئة هي الإرادة، ولا إرادة للوصف، وإنما هي للموصوف). مجموع فتاوى ورسائل محمد بن عثيمين 3/ 131 - 132.
من كتاب الإيمان بالقضاء والقدر لـ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=8621&ln=ara
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 04:38]ـ
ذكرني هذا السؤال ببيتين شهيرين لشاعرين عربيين معروفين الأول لابن هانيء الأندلسي حيث يقول في ممدوحه وهو صريح في الشرك:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار * * * فاحكم فأنت الواحد القهار
والثاني لأبي القاسم الشابي ويمكن يلتمس له العذر وذلك في قوله:
إذا الشعب يوما أراد الحياة * * * فلا بد أن يستجيب القدر
فقول:"شاءت الظروف" من هذا القبيل ... ويبقى قولهم:"شاءت الأقدار" قابلا للنقاش(/)
أفكار للداعية في رمضان
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 08:49]ـ
أفكار للداعية في رمضان
أولا / نصائح:
# يكون الإعداد قبل رمضان، حتى لاتنشغل عن العبادة في رمضان.
# تنظيم الأفكار قبل رمضان وترتيب العمل أثناء رمضان.
# الاهتمام بالعمل الجماعي ففيه اختصار للوقت والجهد.
# التجديد في اختيار الشريط وكذلك المسابقة.
# الاعتناء بالجاليات وإقامة المسابقات لهم.
# زيارة مكاتب الدعوة المهتمة بالجانب الدعوي في رمضان
(مكتب الروضة مثلا).
ثانيا / الأفكار الدعوية في البيت:
# وضع مسجل في المطبخ للنساء وبجانبه أشرطة مفيدة.
# وضع الأشرطة والمطويات بجوارهم في البيت ليسهل أخذها.
# الذهاب بالأهل إلى المساجد التي يكون بها قراء حسنة أصواتهم، ويحصل فيها كلمات توعوية بعد صلاة التراويح.
# حث الأهل على أداء السحور.
# التوعية لخدامة المنزل.
ثالثا / الأفكار الدعوية في الحي:
# إقامة مسابقة رمضانية ورقية على شريط وكتيب.
# إقامة مسابقة يومية، تكون في المسجد وتوضع الإجابات في الصندوق.
# تكون هناك كلمات لبعض الدعاة بعد صلاة التراويح،
وبعد صلاة المغرب لكثرة العدد.
# العناية بالجاليات وذلك بإقامة المسابقات على كتاب مثلا، مع مايكون طبعا من توفير الإفطار لهم وكذلك العشاء، وممكن أن يكون هناك مسابقات حركية بعد العشاء.
# تكون هناك صحون جديدة لوضع فيها بقايا الأكل، حتى يأخذها له في السحور، أعني الجاليات.
# الإتيان بدعاة للجاليات ويشاركونهم الفطور.
# إقامة رحلة عمرة لشباب الحي ويفضل تحديد العمر.
# إقامة وجبة إفطار لجماعة المسجد وذلك لزيادة الألفة بين أفراد الحي الواحد.
# العناية بمجلة المسجد وخاصة في رمضان.
# الاعتناء بركن خذ نسختك والتجديد كل فترة.
# الاهتمام بالبنرات الدعوية التي تكون في المسجد.
# تعويد صغار السن الموجودون في الشارع ولاشغل لهم سوى اللعب بالكرة وغيرها، على العمل الدعوي من خلال استغلالهم في التوزيع الخيري.
# الوقوف عند الإشارات وذلك للإفطار الجوال.
# الاعتناء بالمحلات التجارية الموجودة في الحي وذلك بوضع المنشورات التوعوية وإزالة المنكرات الموجودة.
# وضع أشرطة قرآن على مساحة السيارات لاستماعها في مسجل السيارة.
رابعا ً / الأفكار الدعوية في المدارس /
# التنسيق مع دعاة لإلقاء محاضرة في المدرسة.
# إقامة مخيم ليلي بعد صلاة التراويح.
# إقامة مسابقة للطلاب ورقية، وكذلك يومية (ترسل الإجابات مثلا على جوال يخصص لمثل هذه الأنشطة).
# توزيع مصاحف في أوقات الفراغ التي تكون بين الحصص أو في أثناء الحصص.
# تكون هناك لوحة، توضع فيها النصائح والمناشط الجديدة في رمضان.
# تفعيل جانب الكلمات بعد الصلاة وتكون من الطلاب وجزء منها للمدرسين.
هذا هو الجزء الأول من الأفكار الدعوية في شهر الله المبارك شهر رمضان، أسأل الله أن ينفع بها قارئها.
اللجنة العلمية بموقع قوافل www.QAWAFL.com 21/8/1428 هـ.(/)
جدلية لدى الشباب السلفي
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 11:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الامين وعلى اله وصحبه الطاهرين
اما بعد
فإن هذه المرحلة المتأخرة من الزمن قد كثر فيها تقلب الناس والمجتمع من جميع طبقاته من علماء ودعاة و مجاهدين وهذا في الحقيقة يثير التساؤل وينذر بتخبط في مرحلة قادمه من الزمن فاقول مستعينا بالله إن من العقبات التى وضعت وضمنت فكريا قضية الارتباط بالذوات فتجد مثلا ان الشباب االسلفيين المتربين على هذا المنهج بين طائفتين الاول تهمش وتدمر بالتهم الباطلة والاخرى تعظم هولاء الذوات وتلمعهم وهذا خلاف المنهج الصحيح والوسط والمعروف عند اهل العلم وطلابه فنتج عن هذا غياب الصوت الوسط المعتدل عند السلفيين واحتدم الصراع بين مجموعتين فقط وحقيقة ان هذا قد زاد الوضع شدة وتمرد من الفريقين فتجد شيخا يريد ان يجعل الاسلام مشروعا حضاريا ومجرد ان يرد عليه احد طلبة العلم المعتدلين في هذا الجانب يتهم مباشرة بعدم العلم وفهم المراد من هذا الكلام ولعل الاخوة خاصة المربون يهتمون بهذا الجانب في تربية الناشئة.
الامر المهم الاخرى هو قضية التنميه الفكرية للشباب السلفيين فالحقيقة انهم ضعيفين في هذا الجانب فلايستطعيون فهم الامر ويزداد الوضع سوء في ظل النقص في العلم الشرعي وهذا رايته في مجالس كثيرة فلابد من تطويرهم في هذا الجانب ولعل لله ان ييسر في كتابة موضوع اكثر توسعا في هذا الجانب.
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 02:49]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم
السلفية مهج الصحابه والتابعين من تبعهم من القرون المفضله بارك الله فيك ولا يجوز لك تقييدها بشباب رأيت أنت منهم أخطاءاً , ثم إن أردت أن تتنتقد السلفية كمنهج فنود أن نرى إنتقادك على تلك القرون ومن سار على تهجهم أما أن ترى كل من أخطأ وتقول هؤلاء سلفيين فهذا بعيد عن الإنصاف ....
وأعلم رعاك الله أن السلفية منهج يحتم على من أنتهجه العلم والبصيره بما يقول مستمدا ذلك من كتاب الله تعالى وسنة رسوله وفهم السلف لا كما تقول ....
فنرجوا تحديد العبارة وتوضيحها وعدم إطلاقها على السلفية
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 11:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا لم اطعن في السلفية وانما تحدثت عن مشكلة تواجه الشباب السلفي فارجو الا تتهم الناس.
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 12:19]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالله أحمد آل علي
والله المستعان
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 08:02]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 09:02]ـ
أرجو أن نتكلم بوضوح أكثر حتى نستطيع فهم ما تريد قوله أخي.
عن نفسي لم أفهم ما هي هذه الإشكالية التي يواجهها الشباب السلفي ولست أقبل تقسيم السلفيين إلى جناح معتدل وجناح غير معتدل.
السلفية كمنهج واضحة فمن التزم بأصولها فهو السلفي ومن لم يلتزم بأصولها فليس بسلفي.
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 02:18]ـ
اخي الفاضل
هو في الحقيقة ان هذا التقسيم قد وجد على الساحة ولكن كيف نحاول معالجة هذه المشكلة والتبصير بالمنهج السلفي الصحيح للشباب المقلدين للمنهج.
ـ[احمد عبدالله]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 10:02]ـ
هذا واقع مشاهد في شبابنا اليوم ..
ولعل الأخ عبدالله يقصد الأخوة المنتسبين للسلفية أو السائرين على نهج السلف
وكثير من يريد سلوك الطريق ولكن قليل من ينجح في فهم المنهج
وهم تبصروا بالعلم الشرعي واخذوه عن العلماء الربانيين.
تعظيم الذوات:
هاجس تربى عليه شبابنا مما جعلهم يتخلوا عن عقولهم طاعةً لذواتهم
وهذا جعل طائفة من الشباب يتنكبون عن الهدي الصحيح الذي هو عليه سلفنا الصالح
للآسف ..
كثير يتجاهل هذا ويتغاضى عن ذلك رغم تصاعد الأمر على الساحة وبين الشباب
وكأن من يطرق هذا الباب يريد تتبع الزلات وبيان العثرات بقصد الطعن والتجريح وهذا مفهوم خاطئ
فطالما أن نطرح القضية دون الإشارة لمسميات أو أعلام فنحن نريد العلاج ونحث العقول على مساعدتنا في ذلك
ابا الحسن ..
وفقك الله أخي الكريم
ابوعبدالله(/)
من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 12:33]ـ
للشيخ/د. صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله
====
قال الشيخ:
إن أهل السنَّة والجماعة يسيرون على أصول ثابتة وواضحة في الاعتقاد والعمل والسلوك وهذه الأصول العظيمة مستمدة من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وهذه الأصول تتلخص فيما يلي:
*الأصل الأول
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره
1 - الإيمان بالله: هو الإقرار بربوبيته وإلاهيته يعني الإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة واعتقادها والعمل بها وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فتوحيد الربوبية معناه توحيد الله بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وأنه رب كل شيء ومليكه، وتوحيد الألوهية معناه إفراده بأفعال العباد التي يتقربون بها إليه إذا كان مما شرعه الله، كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والذبح والنذر والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والصلاة والصوم والحج والإنفاق في سبيل الله وكل ما شرعه الله وأمر به لا يشركون مع الله غيره فيه لا ملكاً ولا نبياً ولا ولياً ولا غيرهم. وتوحيد الأسماء والصفات معناه: إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه أن نزهه عنه رسوله من العيوب والنقائص من غير تمثيل ولا تشبيه ومن غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى/11]. وكما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف/180].
2 - والإيمان بالملائكة: معناه التصديق بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله خلقهم من نور، خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره في الكون كما قال تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء/26، 27]. {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر/1].
3 - والإيمان بالكتب: يعني التصديق بها وبما فيها من الهدي والنور وأن الله أنزلها على رسله لهداية البشر، وأعظمها الكتب الثلاثة التوراة والإنجيل والقرآن، وأعظم الثلاثة القرآن الكريم وهو المعجزة العظمى قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء/88].
ويؤمن أهل السنَّة والجماعة بأن القرآن كلام الله منزَّل غير مخلوق - حروفه ومعانيه - خلافاً للجهمية والمعتزلة القائلين بأن القرآن مخلوق كله حروفه ومعانيه، وخلافاً للأشاعرة ومن شابههم القائلين بأن كلام الله هو المعاني، وأما الحروف فهي مخلوقة - وكلا القولين باطل. قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} [التوبة/6]. {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} [الفتح/15].
فهو كلام الله لا كلام غيره.
4 - والإيمان بالرسل: يعني التصديق بهم جميعاً من سمى الله منهم ومن لم يسم من أولهم إلى آخرهم. وآخرهم وخاتمهم نبينا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، والإيمان بالرسل إيمان مجمل والإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم إيمان مفصل واعتقاد أنه خاتم الرسل فلا نبي بعده، ومن لم يعتقد ذلك فهو كافر والإيمان بالرسل يعني أيضاً عدم الإفراط والتفريط في حقهم خلافاً لليهود والنصارى الذين غلوا وأفرطوا في بعض الرسل حتى جعلوهم أبناء الله كما قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة/30].
(يُتْبَعُ)
(/)
والصوفية والفلاسفة فرطوا في حق الرسل وتنقصوهم وفضلوا أئمتهم عليهم، والوثنيون والملاحدة كفروا بجميع الرسل. واليهود كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، والنصارى كفروا بمحمد. ومن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء/150 - 151].
وقال تعالى: {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [البقرة/ 285].
5 - والإيمان باليوم الآخر: يعني التصديق بكل (1) مما أخبر الله به ورسوله من عذاب القبر ونعيمه والبعث من القبور والحشر والحساب ووزن الأعمال وإعطاء الصحف باليمين أو الشمال والصراط والجنة والنار، والاستعداد لذلك بالأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة والتوبة منها.
وقد كفر باليوم الآخر الدهريون والمشركون. واليهود والنصارى لم يؤمنوا به الإيمان الصحيح المطلوب وإن آمنوا بوقوعه {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة/111].
{قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة/80].
6 - والإيمان بالقدر: يعني الإيمان بأن الله علم كل شيء ما كان وما يكون وقدر ذلك في اللوح المحفوظ وأن كل (2) وكفر وإيمان وطاعة ومعصية فقد شاءه الله وقدّره وخلقه، وأنه يحب الطاعة ويكره المعصية. وللعباد قدرة على أفعالهم واختيار وإرادة لما يقع منهم من طاعة أو معصية - لكن ذلك تابع لإرادة الله ومشيئته - خلافاً للجبرية الذين يقولون إن العبد مجبر على أفعاله ليس له اختيار. وللقدرية الذين يقولون إن العبد له إرادة مستقلة وأنه يخلق فعل نفسه دون إرادة الله ومشيئته.
وقد ردّ لله على الطائفتين في قوله تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ} [التكوير/29].
فأثبت للعبد مشيئة رداً على الجبرية الغلاة وجعلها تابعة لمشيئة الله رداً على القدرية النفاة والإيمان بالقدر يكسب العبد صبراً على المصائب وابتعاداً عن الذنوب والمعائب. كما يدفعه إلى العمل ويبعد عنه العجز والخوف والكسل.
*الأصل الثاني
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فليس الإيمان قولاً وعملاً دون اعتقاده، لأن هذا إيمان المنافقين، وليس هو مجرد المعرفة بدون قول وعمل لأن هذا إيمان الكافرين الجاحدين. قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل/14].
وقال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام/33].
وقال تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت/38].
وليس الإيمان اعتقاداً فقط أو قولاً واعتقاداً دون عمل لأن هذا إيمان المرجئة والله تعالى كثيراً ما يسمي الأعمال إيماناً قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال/2 - 4].
وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة/143].
أي صلاتكم إلى بيت المقدس، سمى الصلاة إيماناً.
*الأصل الثالث
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة: أنهم لا يكفرون أحداً من المسلمين إلا إذا ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام أما ما كان من الكبائر التي هي دون الشرك ولم يدل دليل على كفر مرتكبها - كترك الصلاة تكاسلاً - فإنهم لا يحكمون على مرتكبها - أي الكبائر - بالكفر وإنما يحكمون عليه بالفسق ونقص الإيمان. وإذا لم يتب منها فإنه تحت المشيئة - إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه لكنه لا يخلد في النار - قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء/48].
ومذهب أهل السنَّة في ذلك وسط بين الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة وإن كانت دون الكفر وبين المرجئة الذين يقولون هو مؤمن كامل الإيمان ويقولون: لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
*الأصل الرابع
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية فإذا أمروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها.
عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء/59].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد " [قطعة من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه في موعظة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة]. ويرون أن معصية الأمير المسلم معصية للرسول -صلى الله عليه وسلم- عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: " من يطع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني " [أخرجه البخاري (4/ 7137)، ومسلم (4/جزء 12/ص223/نووي)]. ويرون الصلاة خلفهم والجهاد معهم والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة ومناصحتهم.
*الأصل الخامس
ومن أصول أهل السنَّة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره -صلى الله عليه وسلم- بطاعتهم في غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواحٍ، بخلاف المعتزلة الذين يوجبون الخروج على الأئمة إذا ارتكبوا شيئاً من الكبائر ولو لم يكن كفراً ويعتبرون هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والواقع أن عمل المعتزلة هذا هو أعظم المنكر: لما يترتب عليه من مخاطر عظيمة من الفوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الأعداء.
*الأصل السادس
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى لما ذكر المهاجرين والأنصار وأثنى عليهم قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر/10].
وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" [أخرجه البخاري (3/ 3673)، ومسلم (6/جزء 16/ص92، 93/ نووي)]. خلافاً للمبتدعة من الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة ويجحدون فضائلهم. ويرى أهل السنَّة أن الخليفة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين فمن طعن في خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله لمخالفته النص والإجماع على خلافة هؤلاء على هذا الترتيب.
*الأصل السابع
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة محبة أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوليهم عملاً بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: " أذكركم الله في أهل بيتي" [أخرجه مسلم (5/جزء 15/ص180،نووي)، والإمام أحمد (4/ 366، 367)، وابن أبي عاصم في " كتابه السنَّة " برقم [1551] (ص629)].
ومن أهل بيته أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن، فقد قال الله تعالى - بعد ما خاطبهن بقوله: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ} [الأحزاب/32]. ووجه إليهن نصائح ووعدهن بالأجر العظيم -: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب/33].
(يُتْبَعُ)
(/)
والأصل في أهل البيت قرابة النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بهم هنا الصالحون منهم خاصة، أما قرابته غير الصالحين فليس لهم الحق كعمه أبي لهب ومن شابه، قال تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد/1].
فمجرد القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم والانتساب إليه من غير صلاح في الدين لا يغني صاحبه من الله شيئاً، قال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً. يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً. يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً" [أخرجه البخاري (3/برقم 4771)، (2/ 2753)، ومسلم (1/جزء 3/ص80، 81/نووي)].
وقرابة الرسول الصالحون لهم علينا حق الإكرام والمحبة والاحترام، ولا يجوز لنا أن نغلو فيهم فنتقرب إليهم بشيء من العبادة أو نعتقد فيهم أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله لأن الله سبحانه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا} [الجن/21].
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف/188].
فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك فيكف بغيره فما يعتقده بعض الناس بمن ينتسبون لقرابة الرسول اعتقاد باطل.
*الأصل الثامن
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء - وهي ما قد يجريه الله على أيدي بعضهم من خوارق العادات إكراماً لهم كما دل على ذلك الكتاب والسنَّة. وقد أنكر وقوع الكرامات المعتزلة والجهمية وهو إنكار لأمر واقع معلوم - ولكن يجب أن نعلم أن من الناس في وقتنا من ضل في موضوع الكرامات وغالى فيها حتى أدخل فيها ما ليس منها من الشعوذة وأعمال السحرة والشياطين والدجالين - والفرق واضح بين الكرامة والشعوذة - فالكرامة ما يجري على أيدي عباد الله الصالحين. والشعوذة ما يجري على يد السحرة والكفرة والملاحدة بقصد إضلال الخلق وابتزاز أموالهم، والكرامة سببها الطاعة. والشعوذة بسببها الكفر والمعاصي.
*الأصل التاسع
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة في الاستدلال اتباع ما جاء في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً واتباع ما كان عليه الصحابة من المهاجرين والأنصار عموماً واتباع الخلفاء الراشدين خصوصاً حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " [تقدم تخريجه].
ولا يقدمون على كلام الله وكلام رسوله كلام أحد من الناس. ولهذا سموا أهل الكتاب والسنَّة. وبعد أخذهم بكتاب الله وسنة رسوله يأخذون بما أجمع عليه علماء الأمة وهذا هو الأصل الثالث الذي يعتمدون عليه بعد الأصلين الأولين: الكتاب والسنَّة. وما اختلف فيه الناس ردوه إلى الكتاب والسنَّة عملاً بقوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء/59].
فهم لا يعتقدون العصمة لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتعصبون لرأي أحد حتى يكون موافقاً للكتاب والسنَّة ويعتقدون أن المجتهد يخطئ ويصيب، ولا يسمحون بالاجتهاد إلا لمن توفرت فيه شروطه المعروفة عند أهل العلم. ولا إنكار عندهم في مسائل الاجتهاد السائغ. فالاختلاف عندهم في المسائل الاجتهادية لا يوجب العداوة والتهاجر بينهم كما يفعله المتعصبة وأهل البدع. بل يحب بعضهم بعضاً ويوالي بعضهم بعضاً ويصلي بعضهم خلف بعض مع اختلافهم في بعض المسائل الفرعية بخلاف أهل البدع فإنهم يعادون أو يضللون أو يكفرون من خالفهم.
====
المصدر: كتاب "من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة" من صفحة 9 الى صفحة 21
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Library/tabid/90/Default.aspx?View=Tree&BookID=4&PageNo=1&SectionID=1
بصيغة ال pdf
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/books/4.pdf
والحمدلله رب العالمين
اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل(/)
والسويد أيضا!! .. سود الله وجهها (للشيخ حامد العلي)
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 02:50]ـ
والسّويد أيضا .. سوّد الله وجهها
،
الشيخ: حامد بن عبدالله العلي
لو كانت مقاطعة الدنمرك لم يفتّ في عضدها الوهن والاختلاف، لكان ذلك درساً تعيه السويد جيّدا، قبل أن تتبجّح بحريّة الصحافة لتغطّي على جريمتها بالإساءة إلى صفوة الله تعالى من خلقه خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، ولكن إلى الله المشتكي، و إنا لله وإنا إليه راجعون، وهل داؤنا في هذا الزمان إلاّ هذا الإختلاف الذي مكّن الأعداء منّا؟!
أرأيتم كيف أنّ اليهود يرصدون كلّ من يكتب أو يقول مالا يعجبهم ـ حتى في شأن تاريخهم ـ فيحملون على من يزعجهم موقفه، حملةَ رجل واحد، حتى أجبروا الغرب المتبجح بالحريّة، أن يلقي حريته وراءه ظهريّا، فيلاحق كلّ من تسوّل له نفسه أن يمسّ أخوة القردة والخنازير في كلمة مقروءة أو مسموعة بأذى!
ولك أن تعجب كيف صدر بتاريخ 20 فبراير العام الماضي، حكما بسجن المؤرخ البريطاني اليميني ديفيد إرفينج 3 سنوات، بعد أن وجدته المحكمة مذنبا، بتهمة إنكارالمحرقة اليهودية، على خلفية آراء عبر عنها قبل 17 عاما! مع أنه في المحكمة أقر بتراجعه عن آرائه القديمة هذه، فلم يشفع له ذلك.
ثم أنظروا في أعجب من هذه، كيف سعى هؤلاء الشرذمة القليلون عقودا، حتى نجحوا أخيرا في صهينة النظام العربي، رويدا رويدا، حتى وصلوا إلى أن منعوا إيذاءهم باللفظ في الإعلام الرسمي في بلادنا، وجعلوها جريمة عظيمة، فلا تتجرّأ أي مؤسسة إعلامية رسمية أن تطلق على كيانهم، الكيان الصهيوني، بل تسمّيهم بأحب الأسماء إليهم!
مع أنّ هذا كله لم يرضهم، فغايتهم العظمى صهينة العقل المسلم نفسه بالتطبيع، هذا هو الحلم الصهيوني الذي تدق له الصلبان على السيوف هذه الأيام بقيادة أمريكا، وقد انصاع لها أذنابها انصياع العبيد لسيدهم، مصداقا لقول الحق سبحانه (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
وما يدريكم ـ ونسأل الله أن لايكون وهو غير كائن بإذن الله ـ أن يأتي اليوم الذي نلقى في غياهب السجون، مثل ذلك المؤرخ البريطاني، ليس على تلاوتنا آيات العداوة لليهود من القرآن فحسب، بل على تشكيننا في الهولوكست!!
أما والله لو بقيت الأمّة على هذا النحو من أمراضها التي تنخر قوتها، ليوشكنّ أن يصيبنا ذلك، غير أن الأمل بالله أولا، ثم برجال يستعملهم الله تعالى لنصر دينه، بسلاحهم في ميدانه، وبلسانهم في ميدانه، أن يبكت عدونا، ويعلي ديننا، ويرفع رايتنا.
هذا ومما يثير العجب أنّ أكثر الإساءات الصادرة على الأنبياء عليهم السلام، في الغرب، ومن وسائل إعلامهم، تكاد تنحصر في نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم المسيح عليه السلام،
بينما لايُذكر شيء من ذلك عن موسى عليه السلام، ومع أنّ الإساءة إلى أيّ نبيّ من أنبياء الله تعالى هي جريمة الكفر والردّة ممّن يدعي الإسلام، وهي أعظم جريمة من غيره، غير أنّ هذه الملاحظة واضحة الدلالة على أنّ وراء تلك الأحقاد اليهود أنفسهم، فهم وحدهم الذين كفروا بالمصطفى والمسيح.
ثم إنّ حقدهم على محمّد صلى الله عليه وسلم لايوصف مداه، ولا يعرف منتهاه، وكلّما ظهر دينُه، وعلت آياتُه، وسطعت براهين صدق رسالته، امتلأت قلوبهم حقدا عليه، فبدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدروهم أكبر.
ولاريب سنأتسي بالقرآن الذي قال فيمن خاض في عرض النبيّ الأكرم صلى الله عليه وسلم، وزوجته الطاهرة عائشة رضي الله عنها (لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)،
فنعتبر بذلك، متيقنين أنّ هذه الموجة الحاقدة، الآخذة في التصاعد مؤخرا، من التطاول على نبيّ الإسلام، والتحريض على الإسلام، والتميّز العنصري البغيض في الغرب ضد المسلمين، كما هو مؤشّر على حضور الإسلام العالمي المتسامي وقوّة إنتشاره، هو يكشف حقيقة عدوّنا، ويفضح باطنه، ويجلّي أمره لأمتنا.
ثم إنّ هذه سنة ماضية مع كلّ نبيّ أرسله الله تعالى، فما ضرتهم عداوة شياطين الإنس والجن.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ)
)) يقول تعالى: وكما جعلنا لك -يا محمد -أعداءً يخالفونك، ويعادونك،جعلنا لكل نبيّ من قبلك أيضا أعداء فلا يَهِيدنَّك ذلك، كما قال تعالى: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ)، وقال تعالى: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا)، وقال تعالى: (مَا يُقَالُ لَكَ إِلا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ)، وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ)).
وهذه أبيات قالها الشيخ في هجاء السويد:
غَضَبتْ تحُطُّ على (السّويْدِ) نزُولا ** عصماءَ تُشْبهُ صارما مصقولا
ضَحِكَت بوارُقها بوجْه نبيِّها ** ثأرت بسيفٍ بالدما مسلولا
مذْ قال في أرض السويد خبيثُها ** وبَغَى ليكشِفَ سِرّها المجهولا
فوراء ذاك صليبهم غرزوا به ** حقدا تموج به القلوب طويلا
حقداً يذيبُ القلبَ أسْوَدُ لونُهُ ** فغداَ علَى اْسم سوادها محمولا
لكنْ بتصغيرٍ فأضْحى صاغراً **في الذلّ يُلبِسها السّوادُ عويلا
منْ أنتِ يالخناءُ قاعُ سَفَالةٍ ** نزلتْ تزيد على النزول نزولا؟!
من أنتِ في جنبِ النبيّ رسولنا ** في جنبِ أحمدَ هاديا ورسولا؟!
نورٌ لأهل الأرض قد عَرُفوا به ** هدْياً يفيضُ عطاءُه مبذولا
عظمتْ فضائلُهُ وأعظمُ نعمةٍ ** يرتدّ مبغضُهُ إلى الوَرَا مخذولا
يتلوُ هُدى القرآنِ منهجَ أمّةٍ ** آياتِ حقّ فُصّلت تفصيلا
سبحان من جعل الرسول منارةً ** كالنّجم شعّ من السماء دليلا
ماضرّ في قعر السويد كلابُها**نبحتْ سماءً، هل تزولُ أُفولا؟!
حامد بن عبدالله العلي
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 03:57]ـ
اختيار موفق لموضوع يجدد الأسى في النفوس
فالله المستعان وهو حسبنا وكفى بالله حسيبا
اللهم أعقب هذا الذل عزا وهذا الضعف قوة يا حي يا قيوم
جزاك الله خير الجزاء ياابن عبدالعزيز
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 07:35]ـ
بارك الله فيك أخي عمر، وجزى الشيخ حامد بن عبدالله العلي كل خير
يقول الشيخ المنجد- حفظه الله -:
إن إستمرارمجرمي الغرب في شتم نبينا صلى الله عليه وسلم لن يضره شيئا لأن ارتفاع شانه أمر قدري مفروغ منه
كما قال تعالى:" ورفعنا لك ذكرك "
قال المفسرون: إذا ذكر الله ذكر نبيه معه كما في الأذان.
وقد إرتفع معد دخول الدنمركيين للإسلام من 2 شهريا 2005 إلى 8 كل شهر عام 2007
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 08:46]ـ
موضوع رائع وحقيق بالتثبيت.
فأين المشرفون؟
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 05:40]ـ
بارك الله فيكم جميعا اخواني .. أسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم ..(/)
وقفات
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 03:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الوقفة الأولى:
(في وجه دعاة الضلال)
إليكم يامن تنعقون نعيق الغراب وتنهقون نهيق الحمار .. أعز الله كل مسلم
كفوا ألسنتكم التي تنطق بالبغضاء, وألقوا بأقلامكم المسمومة, فوالله الذي لا إله غيره مازادتنا أفعالكم إلا عزا بديننا وحبا لرسولنا عليه الصلاة والسلام
ونقول لكم إننا نعلن أن ولاءنا لله تعالى وبراءتنا منكم ومما تفعلون
اقرؤا سيرة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كيف كان تعامله مع المشركين من أهل الطائف وفي فتح مكة بل ومع جاره اليهودي الذي كان يلقي الأشواك والقاذورات في طريقه عليه السلام بل وحتى مع الاسرى وهديه صلوات ربي عليه في الحروب مع من بغى وطغى.
وكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم خير شاهدان مابقي الليل والنهار
وبما أنكم نجس لاتمسون القرآن فإننا بذلك نحيلكم إلى التاريخ فلتتأملوا مالطخت به أيديكم من الدماء والإنتهاك للأعراض وما حملتموه من ظلم وقتل بإسم السلام والحرية
وأنا أقول لكل مسلم غيور لايخفى عليه ألاعيبكم المكشوفة
قل لي بربك ما جادت به قمم
قشورها سلم مضمونها بانا
والآن من هم دعاة السلام ياااارعاة السلام!!!!
الوقفة الثانية:
دعوة إلى دين الله علها تجد قبولا
قال الله تعالى:
(قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمه سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)
وقال تعالى:
(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخره من الخاسرين)
نداء صادق من مسلم مشفق عل الله أن ينفع بهذا النداء
فإنما أنا مبلغ بلساني ولسان كل مسلم بالدخول الى دين الله تعالى ففيه النجاة
انتهى
أخي المسلم
انشر هذا المقال علنا يشملنا الاجر
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)(/)
الشرعية
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 08:37]ـ
الشرعية
إعداد/محمد عبد المجيد.
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
لقد أصبحت الشرعية في واقعنا المعاصر هي الاجتماع على الانتساب إلى غير شرع الله والتولي بولاية غير ولاية الإسلام،وأصبح للقائمين على النظم العلمانية شرعية الحكم والوضع وكل من خرج ورفض القوانين العلمانية الوضعية الوضيعة،وطالب بالحكم بما أنزل الله أصبح لا شرعية له واعتبر في النظم العلمانية "كيان غير شرعي" ويتسع الأمر أكثر من ذلك فتصبح هناك" الشرعية الدولية" وكل دولة أو نظام يرفض أو يحاول رفض ذل الشرعية الدولية تصبح دولة أو نظام خارج عن الشرعية الدولية وتستحق هذه الدولة أو هذا النظام الحصار المفروض عليها والدمار والحرب من قبل المجتمع الدولي صاحب الشرعية الدولية!،ونجد أن البعض يرفض التحاور مع الاتجاهات الإسلامية بحجة أنها كيان غير شرعي، ومن هنا وجب علينا رفع الالتباس عن مفهوم (الشرعية) حتى لا يكون هناك مزيد من خلط الأوراق أوالى مزيد من بعثرة الجهود نتيجة عدم تصحيح المفاهيم.
ما هى الشرعية؟ -
الشرعية نوعان وهما:-
1 - شرعية الوضع. 2 - شرعية الحكم.
أولاً:- شرعية الوضع:-وهى الاجتماع على الكتاب والسنة فماكان خارجاً عنهما فلا يتحقق باجتماعه معني الشرعية، كما إن التزام الكتاب والسنة بدون الاجتماع عليهما خارج عن معني الشرعية، فالشرعية كما قال صلى الله عليه وسلم " ما أنا عليه وأصحابي" فلابد من الاجتماع على ذلك وهو الإسلام المحض والطريق المستقيم، والشرعية هي الجماعة وهى الاجتماع على الإمام الموافق للكتاب والسنة يقول تعالي"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم" آل عمران103).
-فلابد من الالتزام بالكتاب والسنة والاجتماع عليهما وهذا هو مفهوم الجماعة التي لها الشرعية الحقيقية شرعية الاجتماع على الكتاب والسنة ويدل على ذلك حديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أوخذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" رواه مسلم.
فهذا الحديث خبري تكليفي ففيه تكليف شرعي:-
1 - بالالتزام بالسنة. 2 - والاجتماع عليها. 3 - والقتال من ورائهما.
فإذا اجتمعت هذه الأوصاف الثبوتية في جماعة ما مع خلوها من أوصاف أهل البدع وهى:-
1 - الوقوع في عين البدعة. 2 - إتباع الهوى.
3 - إتباع المتشابه. 4 - الوقوع في العداوة والبغضاء.
وكل جماعة اتصفت بهذه الصفات السبع اثباتاُونفياً فهي من أهل السنة ولها شرعية جماعة العلماء.
والجماعة جماعتان:-
1 - جماعة التمكين:-وهى الدور والخلافة والسلطان وهى:-
ا-ممكنة الانقطاع. ب-يدخل عليها دخن. ج-لايجوز فيه التعدد.
2 - جماعة العلماء:-وهى ا- مكفولة البقاء لحديث ثوبان السابق (لا تزال طائفة ..... .
ب-لايصح أن يدخل عليه دخن.
ج-يمكن أن يدخل فيها التعدد.
وعمل جماعة العلماءالتى لها الشرعية هو:-
1 - تحقيق التمكين. 2 - دفع الأعداء. 3 - حسم الافتراق.
4 - جمع كلمة الأمة. 5 - رفع راية الإسلام والتوحيد. 6 - لتكون كلمة الله هي العليا
ثانياً:-شرعية الحكم:-.
فيراعى في الحاكم لكي يضم إلى شرعية الوضع شرعية الحكم ويدخل في وصف الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ويبعد عن وصف الجبابرة والملك العضوض مايلى:-
الإسلام-الذكورة-العقل –أهلية التكليف كاملة بما فيها بلوغ الحلم والعدالة والسن الذي يبعد به عن حداثة الأسنان.-العلم الذي يصل به إلى القدرة على النظر والاجتهاد.
-القدرة على القيام على مصالح المسلمين سلماً وحرباً.
-أن يقوم نظامه على أساس الشورى وحفظ حقوق المسلمين وتحقيق مشاركة الأمة وأن تتم بيعة صحيحة باجتماع أهل الحل والعقدأوغالبيتهم.
-إذا تساوت الصفات يرّجح القرشي.
والجماعةالتى يتحقق لها شرعية الوضع والحكم يكون الخروج عليها مروقاً من الدين، هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
يراجع كتاب الاعتصام للشاطبى رحمه الله حول معنى الجماعة فهو مبحث رائع.(/)
«شرح أهم المهمات في أصول الإيمان»،لشيخنا العلاّمة عبد العزيز الرَّاجِحِيّ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 10:35]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
شرح «سؤال وجواب في أهم المهمات تعلم أصول الإيمان وبيان موانعه من كتاب الشّيخ ابن سَعدي
ـ رحمهُ اللَّهُ تعالى ـ.»،
لصاحب الفضيلة شيخنا العلاّمة عبد العزيز بن عبد اللَّه الرَّاجِحِيّ
ـ سلَّمهُ اللَّهُ ـ
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [18 - 8 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41050
الدَّرْسُ الثَّانِيُّ [19 - 8 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41071
الدَّرْسُ الثَّالِثُ [20 - 8 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41119
الدَّرْسُ الرَّابِعُ [21 - 8 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41157
تمّ الشّرح،
واللَّه المسئول أن يوفّقُنا وجميع المسلمين للعِلمِ النَّافعِ والعَمَل الصَّالح، والفِقه فِي الدِّين، والسّير على منهج سيد المُرسَلينَ وأصحابه المرضيين وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
سَدَّدَهُ اللَّهُ فيما يخفي ويبدي إنه بكل خيرٍ كفيل وعلى كل شئٍ وكيل.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 04:03]ـ
بارك الله فيكم نفعنا الله بما نسمع إنه سميع قريب
سَدَّدَهُ اللَّهُ فيما يخفي ويبدي إنه بكل خيرٍ كفيل وعلى كل شئٍ وكيل.
آمين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 07:01]ـ
أجزل اللَّه لكم المثوبة والأجر أبا مُعاذ اليمني.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Sep-2007, صباحاً 10:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[29 - Jan-2010, مساء 05:04]ـ
رفع الله قدرك وبارك فيك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 03:19]ـ
جزاكُما اللَّهُ خَيْرًا،وباركَ فيكُما.(/)
عقيدتنا في الأسماء والصفات:::لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 12:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عَقِيدَتُنَا فِي الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1276 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1276)
http://www.rslan.com/images/index/3a9idatona.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1276)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فهذا مجمل اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة - أهل السُّنَّة والجماعة - في باب الأسماء والصفات.
******* http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1276[/ ... ](/)
هل هذا البيت فيه مخالفة عقدية: كتبتَ لكَ البقاءَ فدُمتَ حيّاً ... قديراً مالكاً و .. ؟
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 01:00]ـ
كتبتَ لكَ البقاءَ فدُمتَ حيّاً ****** قديراً مالكاً والكل فانٍ
قال أحدهم: ((جعل البقاء لله تحت الكتابة في القضاء والقدر, مع أن البقاء صفة ذاتية لا تدخل تحت القدر, جعله تحت القدر, سبحان الله, إذا جعله تحت القدر فماذا يكون؟ جَوّز أنه يَعبد من يجوز عليه الفناء, من هو فانٍ, هذا نقمٌ لكنه لا يدري.))
فما رأيكم؟!
وإن كان ما ذكره الناقد صحيحاً , فماذا عن قوله تعالى: ((كتب ربكم على نفسه الرحمة))؟!(/)
(شبكة العلاقات العامة في بلادالحرمين وأدواتها) .. تقرير خطير عن السعودية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 01:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قامت هيئة تحرير موقع آل البيت بكتابة تقرير عن أوضاع وتداخلات العلاقات السائدة بين طوائف المبتدعة و المنحرفين عن منهج أهل السنة والجماعة في داخل البلاد، و رصدت شيئاً من أعمالهم الخارجية. و قد سمى الموقع هذا التقرير بـ (شبكة العلاقات العامة في بلاد الحرمين: دولة و هوية وخصوصية و ثقافة الحجاز).
و قد تحدث التقرير في بدايته عن (القدر المشترك)، فقال: " بعد فترة من التوجس والترقب، استطاعت شبكة العلاقات العامة من توفير قدر مشترك بين هذه الطوائف والتيارات. و أبرز خصائص هذا القدر المشترك هي:
1 - استغلال دعوى " الخصوصية الذاتية "، و أبرز صورها في الشأن الداخلي (مفهوم الخصوصية الحجازية)، و (حقوق الطائفة الشيعية). و قد يعبر عنها بـ (ثقافة الحجاز)، أو (هوية الحجاز). و هي السند الفكري و الثقافي الذي يستند إليه دعاة انفصال الحجاز.
2. الدعوة لتحقيق مفهوم الوطنية و ما يتبع ذلك من مسائل. و يعبر بعضهم عن ذلك بضرورة (فصل المذهب عن الدولة)؛ و يصاحب ذلك عادة الهجوم على منهج أهل السنة والجماعة و علماء البلاد و الوقيعة في أعمال أهل الخير واتهام رجال الحسبة، و نحو ذلك.
3. الولاء والبراء للقدر المشترك، و ما يتبعه من تنسيق و توحيد بين المواقف.
لقد استفادت شبكة العلاقات العامة تلك من هذا القدر المشترك في تحقيق التوازن بين مطالبها و خصائصها أمام التيارات الأخرى و أمام الدولة، كما استعمله كل تيار و طائفة بطريقته الخاصة للهجوم و تصفية الحسابات العاجلة مع منهج أهل السنة والجماعة في داخل البلاد، كالهجوم على مقررات التعليم، و المطالبة بتغيير بعضها، و قد حققوا بعض المكاسب في هذا الشأن). أهـ.
و أبرز عناوين هذا التقرير:
1. القدر المشترك.
2. مناشط شبكة العلاقات العامة في بلاد الحرمين الشريفين.
3. مراكز الدراسات و الأبحاث القائمة المعادية للمملكة العربية السعودية
4. مركز يافا للأبحاث و الدراسات –القاهرة.
5. مركز المقدسات للدراسات و النشر – بيروت.
6. مواقع في الانترنت لخدمة القدر المشترك سياسياً و فكرياً وثقافياً.
7. مواقع ذات توجهات سياسية مكشوفة و معادية للمملكة العربية السعودية.
8. مواقع و منتديات و تجمعات ذات توجهات ثقافية تشارك التوجه السياسي السابق في (القدر المشترك) إما بشكل كلي أو جزئي.
9. مواقع تشترك في القدر المشترك بشكل كلي مع مراكز الأبحاث و الدراسات السياسية السابقة
10. مواقع ثقافية و منتديات فكرية تتفق في القدر المشترك بشكل جزئي مع المواقع السابقة
11. دور متطورة الزيدية.
12. صوفية الحجاز التقليدية و دعاة ثقافة و هوية الحجاز من الأعيان و الوجهاء.
13. الصوفية التقليدية.
14. التقارب الصوفي – الليبرالي.
15. التقارب الصوفي -الرافضي.
16. دعاة هوية الحجاز و بعض الأعيان والوجهاء.
17. معالي الشيخ أحمد زكي يماني.
18. الدكتور الشريف السيد سامي عنقاوي.
19. مجلس المكية بجدة .. و البيت الأبيض بواشنطن.
20. الخاتمة.
21. الملاحق.
هذا، و قد نشر موقع آل البيت هذا التقرير كاملاً في نافذة (آل البيت و الحياة) في الصفحة الرئيسية.
الجدير بالذكر، أن هذا التقرير جاء نشره بعد ملاحظة الموقع و بعض المعنين لعدد من المناشط والأعمال في داخل البلاد من الشيعة الرافضة و من يوافقهم أو يحتضنهم أو يدافع عنهم، باسم الوحدة الوطنية أو الاسلامية، أو التعايش أو المشترك الانساني، و هي أمور تحتاج إلى رصد في نفسها، ومتابعة لها، ثم تقرير قول أهل السنة والجماعة فيها.
و قد تأكدت الحاجة بعد خطبة الحرم المكي لفضيلة الشيخ صالح آل طالب، و التي كانت عن آل البيت. و هي الخطبة التي أثارت قلق إيران، فاهتمت بذلك السفارة الايرانية في المملكة العربية السعودية، و أجرت اتصالات، واهتمت بالأمر. كما أصدر المتحدث الرسمي باسم الخارجية الايرانية تصريحاً حول الخطبة، و نشرته في حينه وكالة الأنباء الفرنسية، و نشره موقع آل البيت من خلالها.
و قد لاحظ كثيرٌ من الغيورين تركيز ملالي إيران على الحرمين الشريفين و تدويلهما و المطالبة بالأماكن المقدسة - في زعمهم - في البقيع و غيرها، كما لوحظ محاولات الشيعة لإثارة افتعالات سياسية و إعلامية ضد علماء هذه البلاد المباركة، كمناشدتهم لجمعيات حقوق الانسان و اتهام أكابر علماء أهل السنة والجماعة بأنهم يفتون و يحرضون على القتل و سفك الدماء و الكراهية والطائفية، كما فعله بعض شيعة العراق بتمويل و دعم إيراني معاصر.
و ما قام به الموقع في هذا الصدد، إنما هو أداء لواجب النصيحة و البيان، و دفاعاً عن حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، و توعيةً لعموم المسلمين، و فضحاً لمكر الضالين و المجرمين، ممن يتبنى الفكرة الشيعية أو يدافع عنها أو يحتضنها في بلاد الحرمين، و خدمة للإسلام والمسلمين، و ذباً عن وحدة هذه البلاد الكريمة الطاهرة، التي نسأل الله أن يحفظ ولاة أمرها، و يظهر كلمة علمائها من أهل السنة والجماعة، و يوحد بين أهلها ويجمعهم على الحق المبين ..
و يهيب موقع آل البيت بجميع المسلمين و المشايخ و طلبة العلم و الدعاة خاصة في بلاد الحرمين الشريفين أن يهتموا لموضوع هذا التقرير، و أن يعملوا لنصرة الاسلام والمسلمين و الدفاع عن هذه البلاد المباركة و أهلها. كما يشكر الموقع رجال الصحافة الغيورين الذين دافعوا عن هوية الأمة و مكاسبها، كما فعله الصحفي الناقد جمال سلطان في موقع (المصريون) عندما كتب و نافح عن خطبة الشيخ صالح بن محمد آل طالب حفظه الله، و أشار إلى خطر الرافضة والشيعة الايرانيين في الحرمين خلال إجازة الصيف وما يقومون به من أعمال استفزازية، نسأل الله أن يرد كيدهم و يبطل مكرهم، و الله معكم و لن يتركم أعمالكم.
التقرير كاملا
http://www.alalbayt.com/index.php?option=com_frontpage&Itemid=1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 05:32]ـ
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
جزاكم الله خيراً، و أكثر من أمثالكم ...
بمناسبة الحديث يا رعاكم الله .. هل من حلٍ لأولئك المبتدعة، نراهم في المدينة ينحبون عند قبور الصحابة _ رضوان الله عليهم _، و أخرى أخبرتني كيف ينادي الروافض علياً و الحسين _ رضي الله عنهما _ في الحرم المكي، فكيف نسمح لهم بذلك؟ كيف نسمح بالشركيات على أرض التوحيد؟!
حسبنا الله و نعم الوكيل ..
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 11:30]ـ
بارك اله فيكم شيخنا الفاضل .. الرابط أعلاه يخص موقع الشيخ الصمداني وقد وجدت المقالة المنقولة موجودة في الروابط الإخبارية ولكني لم أجد التقرير نفسه ..
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 12:54]ـ
بارك الله فيك شيخ سليمان على الاهتمام الكبير في نشر الوعي!
نار البدعة تخمد بماء الحق، وما من حيلة إلا بإيصال ماء الهدى إلى جميع الخلق في المجتمع.
ومن بين الأمور الأخرى التي تساعد على تفادي الفتن هي:
1 ـ معرفة نقاط الصدام بين الطوائف والنتبيه عليها لدى الطوائف، فإن هذا الأمر مساعد على عدم إلتحامها.
فالصوفية البدعية تلتقي مع الشيعة في كثير من الخزعبلات، لكن بينهم أيضا فوارق جوهرية أدت إلى حروب طاحنة بينهما، من بينها منزلة الصحابة. فالشيعة ما بين مفسق ومكفر للصحابة، والصوفية تغلوا فيهم إلى حد التقديس.
2 ـ التنبيه على الحالة المزرية للطوائف في بلاد الرفض ومن بينها الطائفة السنية.
3 ـ وأهم من ذلك كله: نشر العدل بين الناس، فالإنسان إذا أحس بالشبع وحسن المعاملة لن يثور مهما حصل. فالخوارج أيام عمر بن عبد العزيز دخلت في سبات عميق.
وعلى أولياء الأمور في بلاد الحرمين وغيرها أن يجتهدوا في العمل بروح وجوهر السنة ألا وهو نشر العدل والرحمة.
أخيرا، أسأل الله أن يحفظ المسلمين في كل مكان.
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 11:06]ـ
.
حضت ايران المملكة العربية السعودية على التصدي للمتطرفين السنة الذين يهاجمون في رأيها الحجاج الايرانيين الشيعة وذلك بعد معلومات عن القاء خطب ضد الشيعة بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية الاحد.
ووجه السفير الايراني في الرياض محمد حسيني هذا الطلب الى رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ صالح بن حميد.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه "طلب التحرك ضد الجهلة والمنحرفين في المساجد المقدسة".
وطلب حسيني ايضا ان تتخذ المملكة "التدابير الضرورية لمنع أي شكل من أشكال الاهانة للحجاج الايرانيين".
ويستعد عدد كبير من الايرانيين للتوجه الى مكة المكرمة مع اقتراب شهر رمضان.
واعلنت وزارة الخارجية الايرانية في نهاية اب/اغسطس انها تحقق في خطبة القيت في مكة وتؤكد الصحف الايرانية المحافظة انها كانت موجهة ضد الشيعة.
وخاطب حسيني المسؤول السعودي ان "المنطقة تمر بمرحلة حساسة قد تفضي الى انقسام عميق بين المسلمين".
.
الجدير بالذكر، أن فضيلة الشيخ صالح آل طالب إمام وخطيب الحرم المكي كان قد قام بإلقاء خطبة مهمة عن آل البيت النبوي بتاريخ 11/ 8/1428، مما أثار حفيظة الشيعة في الداخل والخارج.
و يأتي هذا الانكار الايراني الرسمي في جرأة متناهية النظير، ففي الوقت الذي يطالبون أئمة الحرم المكي بالتخلي عن عقيدتهم السنية في آل البيت، فإنهم يقومون بتأييد المظاهرات في أوروبا ضد المملكة العربية السعودية و أهل الحرمين، كما أنهم يوفرون الدعم لمن يطالب بتدويل الحرمين الشريفين، و قام ملاليهم باتهام أئمة الحرم المكي بأنهم ناصبة و خوارج و أنهم وهابيون متشددون و متطرفون ..
و العجب كيف يتم السكوت على اتهام السفير الايراني لائمة المساجد المقدسة بأنهم جهلة و منحرفين، في إشارة واضحة إلى أئمة المسجد الحرام المكي و المسجد المدني .. و هو أمرٌ مخالف للأعراف الدبلوماسية، و الذوق والسلوك العام، فله أن ينكر الخطبة و ما تضمنته، لكن ليس له أن يتعدى حدوده و يتهم أئمة المسلمين بالجهل والانحراف في الحرمين الشريفين .. و ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية عنه يحتاج إلى مراجعة و احتجاج، و هو الأمر الذي يؤكد أهمية خطبة فضيلة الشيخ صالح آل طالب حفظه الله تعالى، و أما انقسام المسلمين، فإن إيران هي من تسعى في ذلك، سياسياً و إعلامياً و دينياً، و الواقع يشهد بذلك، فهي التي تملأ الفراغ الأمني كما أعلنه رئيسها في العراق، و هو احتلال كامل للعراق، و هي التي ادعى مستشاريها و رجالها أن البحرين ولاية إيرانية و هي التي تغذي بذور الخلاف في بلاد الشام (سوريا و لبنان) و غيرها من الأمكان و الأقاليم ..
و مما يجدر ذكره أن أئمة الحرمين الشريفين على علم وفضل وسمو اخلاق عالية، و لا يتم اختيارهم لهذه المناصب الحساسة إلا لكفائتهم العالية في شغلها، و هم كانوا اهلها و احق بها، و ليسوا من اهل الجهل والانحراف كما يدعي السفير الايراني بل هم أهل علم و نبل وأخلاق، ومصنفاتهم وسِيَرَهم العلمية و العملية تشهد لهم بذلك، بخلاف ملالي إيران و ما يقومون به من قتل وتدمير وتكفير لعموم المسلمين، و إيران آخر من تعطي الدروس في الانحراف و التنبيه عليه، و أفعال حجاجهم و زوارهم خير شاهد على ذلك في بلاد الحرمين الشريفين، و العراق آية الله الكبرى المعاصرة في توضيح أخلاق الاستراتيجية الايرانية التي ينفذها حكماء قم و طهران بكل إخلاص ..
نسأل الله أن يكف شرور الأشرار عن بلادنا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين ..
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية + وكالات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 11:09]ـ
ليت الشيخ سليمان أو غيره يضع الرابط الصحيح للتقرير.
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:00]ـ
جزاك الله خيراً
ولاشك أن الحرب الرافضية أصبحت مكشوفة للجميع فندعو إخواننا الدعاة وطلبة العلم إلى الوقوف صفاً واحداً
مع علمائهم وولاتهم وتقوية الصف الداخلي ولزوم الجماعة وعدم الإيضاع في الفتنة ولا خلخلة الصف ونبذ الغلو
والتطرف
والله المستعان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 10:10]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
والتقرير موجود في الموقع المشار إليه. يحتاج لبحث.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 12:16]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
والتقرير موجود في الموقع المشار إليه. يحتاج لبحث.
http://www.alalbayt.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=3321&Itemid=130
ـ[ابن العيد]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 05:50]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم
فالموضوع له أهمية جدا , والوضع خطير جدا
وأنا أوجه خطابي إلى كل من يثير الجدل بين أهل السنة على اختلاف الأراء بينهم , أن يترك هذا المجال ويتوجه إلى هؤلاء! ولا اعتقد ان المسألة تتعلق بالسعودية خاصة بل هي مسألة جميع المسلمين في العالم ان يذودوا عن الحرمين الشريفين بكل وسائلهم مخافة مايذكر تاريخ العبيديين , وينبغي في مناسبة هذا الموضوع الإشارة إلى ما فعله العبيدييون في الحجاز , وانتهكوامن حرمة البلاد ـ لعنهم الله , وهذا ماتريده السياسة الإيرانية فالحملة على أهل السنة لديهم أولى وأهم من حملتهم على اليهود والنصارى , فهذا مايقومون به ضد البلاد الإسلامية السنية مثل جمهورية باكستان الإسلامية , والمملكة العربية السعودية, واليمن والإمارات وغيرها , أكثر وأشد واخطر مما يفعلونه ضد الأمريكان, بل ليست بينهم وبينهم إلا علاقة ودية تاريخية!
وقد اتفق علماء أهل السنة والجماعة في الهندوباكية الذين ينتمون إلى جامعة دار العلوم ديوبند بتكفير والحفاظ عن شرور السياسة الإيرانية في أول قيام اللعين الأكبر الراحل.
ـ[ابن العيد]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 05:56]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم
فالموضوع له أهمية جدا , والوضع خطير جدا
وأنا أوجه خطابي إلى كل من يثير الجدل بين أهل السنة على اختلاف الأراء بينهم , أن يترك هذا المجال ويتوجه إلى هؤلاء! ولا اعتقد ان المسألة تتعلق بالسعودية خاصة بل هي مسألة جميع المسلمين في العالم ان يذودوا عن الحرمين الشريفين بكل وسائلهم مخافة مايذكر تاريخ العبيديين , وينبغي في مناسبة هذا الموضوع الإشارة إلى ما فعله العبيدييون في الحجاز , وانتهكوامن حرمة البلاد ـ لعنهم الله , وهذا ماتريده السياسة الإيرانية فالحملة على أهل السنة لديهم أولى وأهم من حملتهم على اليهود والنصارى , فهذا مايقومون به ضد البلاد الإسلامية السنية مثل جمهورية باكستان الإسلامية , والمملكة العربية السعودية, واليمن والإمارات وغيرها , أكثر وأشد واخطر مما يفعلونه ضد الأمريكان, بل ليست بينهم وبينهم إلا علاقة ودية تاريخية!
وقد اتفق علماء أهل السنة والجماعة في الهندوباكية الذين ينتمون إلى جامعة دار العلوم ديوبند بتكفير والحفاظ عن شرور السياسة الإيرانية في أول قيام اللعين الأكبر الراحل.
ـ[الساري]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 02:34]ـ
شيخي (عن بعد) الدكتور سليمان
أمة لازالت تنجب أمثالك هي بخير إن شاء الله تعالى.
جزاك الله خيرا وجزى خيرا هؤلاء العاملين الذين رصدوا دبيب تلك الخنافس.
شكرا لكل من أضاف ما يفيدنا هنا
وشكرا لأبي هارون وأبي معاذ وابن العيد على الإضافات المهمة.
ـ[مزن]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 06:51]ـ
جزاكم الله خيرأً .. اللهم إكفيناهم بما شئت ..(/)
هل هذا القول بدعة وقائله مبتدع؟
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 09:21]ـ
السلام عليكم
لو قال قائل أنه يؤمن بقدم الأحداث فهل يعتبر مبتدع وأعني بقدم الأحداث أزلية الأفعال التي خلقها الله تعالى كأن يقول القائل ان الفعل لابد وأن يكون قبلة فعل وقبل هذا الفعل فعل وقبل هذا الفعل الأخير فعل وهكذا تسلسل أزلي للأحداث ولا أعني بذلك القول بقدم العالم فهذا قول بدعي معروف وقائله مبتدع لا شك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 03:00]ـ
السلام عليكم
لو قال قائل أنه يؤمن بقدم الأحداث فهل يعتبر مبتدع وأعني بقدم الأحداث أزلية الأفعال التي خلقها الله تعالى كأن يقول القائل ان الفعل لابد وأن يكون قبلة فعل وقبل هذا الفعل فعل وقبل هذا الفعل الأخير فعل وهكذا تسلسل أزلي للأحداث ولا أعني بذلك القول بقدم العالم فهذا قول بدعي معروف وقائله مبتدع لا شك.
يا أخي. . . إن الله يحدث من أمره ما يشاء متى يشاء وكيف يشاء.
لكن ما الذي قصدت بتلك الأفعال المخلوقة؟
إن أردت أفعال الله، فأفعاله تعالى غير مخلوقة - بل تخليقه المخلوقات فعل له سبحانه. فلتنتبه وفقك الله للسداد.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 02:22]ـ
بارك الله فيك
"امكانية وجود حوادث لا أول لها"
هذه مسألة مشهورة
تكلم عليها أبو العباس في درء التعارض وغير ذلك من كتبه
وثمت رسالة مفيدة لكاملة الكوراني قدّم لها الشيخ الحوالى تسمى قدم العالم وتسلسل الحوادث وهي مرفوعة على الشبكة
فانظر ذلك وراجعه
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 07:38]ـ
كاملة الكواري وليس الكوراني.
ـ[شرياس]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 02:18]ـ
يا أخي. . . إن الله يحدث من أمره ما يشاء متى يشاء وكيف يشاء.
لكن ما الذي قصدت بتلك الأفعال المخلوقة؟
إن أردت أفعال الله، فأفعاله تعالى غير مخلوقة - بل تخليقه المخلوقات فعل له سبحانه. فلتنتبه وفقك الله للسداد.
أقصد أخي الفاضل الأفعال التي نفعلها نحن والتي هي من خلق الله تعالى لقوله تعالى {والله خلقكم وما تعملون} والفرق بين العمل والفعل ليس كبيرا فايتاء الزكاة هو عمل صالح وفي ذات الوقت فعل طيب
ـ[شرياس]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 08:24]ـ
بارك الله فيك
"امكانية وجود حوادث لا أول لها"
هذه مسألة مشهورة
تكلم عليها أبو العباس في درء التعارض وغير ذلك من كتبه
وثمت رسالة مفيدة لكاملة الكوراني قدّم لها الشيخ الحوالى تسمى قدم العالم وتسلسل الحوادث وهي مرفوعة على الشبكة
فانظر ذلك وراجعه
أخي الفاضل مع احترامي للأخت كامله الكوراني - والتي لاأعرفها - وكذلك الشيخ الحوالي الا أن مثل هذه المسائل يرجع فيها الى الجهابذه من العلماء وبالمناسبة ابن تيمية انتقد بسبب قوله في هذه المسألة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 06:24]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9917
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 11:47]ـ
للرفع!!
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 07:17]ـ
سؤال لمن يعتقد أن " جنس المخلوقات " أزلي أي لابداية له وأن قبل كل مخلوق مخلوق الى ما لابداية.
هل " جنس المخلوقات " مخلوق؟
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 10:08]ـ
سؤال لمن يعتقد أن " جنس المخلوقات " أزلي أي لابداية له وأن قبل كل مخلوق مخلوق الى ما لابداية.
هل " جنس المخلوقات " مخلوق؟
للرفع
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 11:02]ـ
هل " جنس المخلوقات " مخلوق؟
الجنس لا يقال له مخلوق أو غير مخلوق، لأن ما لا حقيقة له في الخارج لا يقال له مخلوق أو غير مخلوق.
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:00]ـ
يلزم من هذا القول القول بقدم العالم
تأمل المسألة وفقك الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:02]ـ
الأخ (شرياس)
يمكن أن ترجع إلى (درء تعارض العقل والنقل) فقد تكلم شيخ الإسلام في هذه المسألة بكلام طويل جدا.
بدلا من أن نعيد ونزيد في كلام لا طائل تحته، ينتج في معظمه من عدم اطلاع على أصل الموضوع.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:43]ـ
الأخ (شرياس)
يمكن أن ترجع إلى (درء تعارض العقل والنقل) فقد تكلم شيخ الإسلام في هذه المسألة بكلام طويل جدا.
بدلا من أن نعيد ونزيد في كلام لا طائل تحته، ينتج في معظمه من عدم اطلاع على أصل الموضوع.
ويوجه هذا الكلام أيضا إلى لأخ (ابن المقفع) لعله يتأمل.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 02:49]ـ
يضاف إلى درء التعارض , المجلد الأول من منهاج السنة , وشرح حديث عمران في الفتاوى , وكلام مهم في كتاب النبوات , وهناك مناقشة مهمة لكلام شيخ الإسلام في كتاب ابن تيمية السلفي للشيخ محمد خليل هراس (ولكنها لاتخلو من نظر واستدراك) , وأيضا كتاب المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها للشيخ عبدالله القرني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 03:44]ـ
الإخوة الأفاضل.
مسألة التسلسل هذه من المسائل العويصة، وتحتاج إلى فهمٍ دقيق، وملخصها – حسب فهمي - على النحو التالي.
أن الله وصف نفسه بصفاتٍ كثيرةٍ: ذاتية وفعلية.
الصفاتُ الذاتية: هي الصفات المتصلة بالذات الإلهية وهي أزلية قديمة قِدَم الذات ومن هذه الصفات: العلمُ والقدرة والإرادة والحياة ... واليد والرجل، وغير ذلك مما ثبت بالكتاب والسنة.
أما الصفات الفعلية: فهي مثل الكلام والخلق والمغفرة والرحمة ... ، وغير ذلك.
ومذهب السلف فيها أنها ذاتية قديمة من حيث جنس الصفة، لكنها حادثة الأفراد بمعنى أن الله لم يزل خالقًا ولم يزل غفورًا ولم يزل رحيمًا وأنه لم يأت زمان لا يكون الله عز وجل متصفًا بهذه الصفات، وهذا فهم السلف، فقد روى البخاري رحمه الله في كتاب التفسير باب تفسير سورة (حم) السجدة قال: (قال الْمِنْهَالُ، عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ قال: قال رَجُلٌ لابن عَبَّاسٍ: إني أَجِدُ في الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ ...
فذكر من ذلك قول الله تعالى: {وكان الله غَفُورًا رَحِيمًا}، و {عَزِيزًا حَكِيمًا}، و {سَمِيعًا بَصِيرًا} فَكَأَنَّهُ كان ثُمَّ مَضَى.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: سَمَّى نَفْسَهُ بذلك وَذَلِكَ قَوْلُهُ أَيْ لم يَزَلْ كَذَلِكَ فإن اللَّهَ لم يُرِدْ شيئًا إلا أَصَابَ بِهِ الذي أَرَادَ فلا يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ فإن كُلًّا من عِنْدِ اللَّهِ).
فها هو ابن عباس رضي الله عنهما يقرر أن الله متصف بهذه الصفات في الأزل، لكن هذا ينطبق على جنس الصفات بينما أفرادها حادثة أحدثها الله في نفسه.
وللتوضيح يمكن أن نتكلم على صفة الخلق:
وصف الله نفسه في كتابه بأنه يخلق ما يشاء، وأنه خلق السموات والأرض وخلق آدم، ... الخ.
قبل أن يخلق الله آدم هل كان متصفًا بصفة الخلق نعم كان متصفًا بها في الأزل ولم يزل الله خلاقًا ولا يزال كذلك أزلا في الماضي وأبدًا في المستقبل.
لكن آحاد صفة الخلق: خَلْق آدم، خَلْق السماوات ... هل الله كان متصفًا بها في الأزل؟
الجواب / لا، لأن هذه المخلوقات حادثة ويستحيل أن يتصف الله بخلقها قبل وجودها، وهذه الأشياء حادثة مخلوقة غير أزلية فعُلم من ذلك بداهة أن اتصاف الله بهذه الصفات: خلق آدم ن وخلق السماوات والأرض صفات حادثة.
والسؤال هل يفهم من ذلك أن تلك الصفات مخلوقة؟
الجواب / لا، والتفصيل أن الحوادث نوعان حوادث متصلة بذات الله وهي غير مخلوقة وإنما يحدثها الله في نفسه، فالله سبحانه وتعالى بعد أن لم يكن خلق آدم شاء أن يخلقه فخلقه واتصف بذلك بعد أن لم يكن متصفًا به.
فحدث من ذلك شيئان: صفة خلق آدم وهي متصلة بالله سبحانه لذلك فهي غير مخلوقة وإن كانت حادثة.
والشيء الثاني: آدم نفسه وهو خَلْق منفصل عن الله - سبحانه – لذلك فهو حادث مخلوق.
وقس على ذلك كل المخلوقات الله عز وجل يخلقها ويحدث في نفسه صفة خلقها، وهذه الصفات لأنها حادثة في ذات الله لا تكون مخلوقة.
أمَّا المخلوقات نفسها فلأنها حوادث منفصلة عن الله – سبحانه – فإنها تكون مخلوقة.
ولكي نفهم مسألة التسلسل نقول:
كل مخلوق سبقه مخلوق آخر، لأن الله خالقٌ أزلًا ولا يمكن أن نقف عند مخلوق بعينه ونقول هذا أول مخلوق خلقه الله، لأن ما من مخلوق إلا والله عز وجل خالقٌ قبل وجوده، لذلك لا يمكن أن نقف عند مخلوقٍ ونقول هذا أول مخلوقٍ خلقه الله مطلقًا، لأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بعدم نفسه ومسبوق بمخلوق غيره، فلو تصورنا أول مخلوق سيكون مسبوقًا بالعدم، عند ذلك سوف تنتهي الصفات إذ لا يتصور خالق بلا خلق!، لذلك فالصواب أن كل مخلوق مسبوق بمخلوق غيره وبخالقه، وأما جنس المخلوقات ككل فمسبوق بخالقه وهو الله سبحانه وتعالى.
قد يقول قائل: إن الله متصف بـ (الخلق) لقدرته على الخلق وإن لم يخلق؟ فيقال: إن الله سبحانه كان موجودًا قبل وجود الخلق ومتصف بالخلق بمعنى القدرة على الخلق؟
والجواب / إن القدرة على الخلق غير الخلق، فالله عز وجل قادر على الظلم، لكنه لم يشأ أن يظلم بل حرَّم على نفسه الظلم، فلا يصح أن نصف الله بالظلم بمعنى أنه قادر عليه.
فصفة الخلق غير صفة القدرة على الخلق.
ومن هنا جاءت فكرة شيخ الإسلام ابن تيمية بتسلسل المخلوقات لا إلى أول.
السؤال: هل يلزم من ذلك القول بقدم العالم؟
الجواب: لا يلزم من هذا الذي قررناه القول بقدم العالم، وتوضيح ذلك أنَّه مستقر في بدائه العقول أن الله سبحانه وتعالى هو خالق كلِّ شيء وأنَّه هو الخالق وما عداه مخلوق، ومن البديهي أن الخالق لابد وأن يكون سابقًا على المخلوق.
وعلى ذلك تقرر العقول أن جنس المخلوقات مسبوقة بخالقها وهو الله سبحانه وتعالى وهذا ينافي أن يكون جنس المخلوقات قديمًا، لأنه مسبوق بخالقه سبحانه وتعالى، وأن الله هو القديم الأزلي الذي لا يسبقه شيء.
فالقديم هو الذي لا يسبقه شيء، وجميع المخلوقات مسبوقة بغيرها ومسبوقة بخالقها، أما جنس المخلوقات فهي مسبوقة بخالقها سبحانه وتعالي، وعليه فهي ليست قديمة.
ومما يقرب فكرة التسلسل في الأزل تصورها في الأبد، فالعقول تقر استمرار الجنة أبدًا وهذا هو صريح القرآن ن فأهل الجنة خالدين فيها أبدا، ومع ذلك فالله عز وجل آخر ليس بعده شيء.
وكذلك نتصور تسلسل الخلق أزلًا، ونؤمن بأن الله أول بلا ابتداء وليس قبله شيء.
أرجو أن يكون هذا الفهم واضحًا لا غبار عليه، وهذا اجتهادي في فهم هذه المسألة مجردًا فما أصبت فيه فبتوفيق الله وما جانبني الصواب فيه فأنا راجع عنه ومعتصم بعقيدة السلف وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. والله يغفر لي.
هذا تصور مبدأي للمسألة، وأما المصادر / فما ذكر الإخوة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب تسلسل الحوادث لكاملة الكواري، ويضاف إلى ذلك كتاب دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية تأليف الدكتور عبد الله بن صالح الغصن - دار ابن الجوزي ط1/ 1424هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 06:30]ـ
الجنس لا يقال له مخلوق أو غير مخلوق، لأن ما لا حقيقة له في الخارج لا يقال له مخلوق أو غير مخلوق.
تقصد أن جنس المخلوقات ليس بمخلوق؟
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 06:32]ـ
يلزم من هذا القول القول بقدم العالم
تأمل المسألة وفقك الله
أين الجواب على السؤال المطروح؟
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 06:34]ـ
الأخ (شرياس)
يمكن أن ترجع إلى (درء تعارض العقل والنقل) فقد تكلم شيخ الإسلام في هذه المسألة بكلام طويل جدا.
بدلا من أن نعيد ونزيد في كلام لا طائل تحته، ينتج في معظمه من عدم اطلاع على أصل الموضوع.
نفس الشىء لا اجابة على السؤال المطروح
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 06:36]ـ
يضاف إلى درء التعارض , المجلد الأول من منهاج السنة , وشرح حديث عمران في الفتاوى , وكلام مهم في كتاب النبوات , وهناك مناقشة مهمة لكلام شيخ الإسلام في كتاب ابن تيمية السلفي للشيخ محمد خليل هراس (ولكنها لاتخلو من نظر واستدراك) , وأيضا كتاب المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها للشيخ عبدالله القرني.
لاجواب على السؤال
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 06:44]ـ
السؤال: هل يلزم من ذلك القول بقدم العالم؟
الجواب: لا يلزم من هذا الذي قررناه القول بقدم العالم، وتوضيح ذلك أنَّه مستقر في بدائه العقول أن الله سبحانه وتعالى هو خالق كلِّ شيء وأنَّه هو الخالق وما عداه مخلوق، ومن البديهي أن الخالق لابد وأن يكون سابقًا على المخلوق.
وعلى ذلك تقرر العقول أن جنس المخلوقات مسبوقة بخالقها وهو الله سبحانه وتعالى وهذا ينافي أن يكون جنس المخلوقات قديمًا، لأنه مسبوق بخالقه سبحانه وتعالى، وأن الله هو القديم الأزلي الذي لا يسبقه شيء.
فالقديم هو الذي لا يسبقه شيء، وجميع المخلوقات مسبوقة بغيرها ومسبوقة بخالقها، أما جنس المخلوقات فهي مسبوقة بخالقها سبحانه وتعالي، وعليه فهي ليست قديمة. ومما يقرب فكرة التسلسل في الأزل تصورها في الأبد، فالعقول تقر استمرار الجنة أبدًا وهذا هو صريح القرآن ن فأهل الجنة خالدين فيها أبدا، ومع ذلك فالله عز وجل آخر ليس بعده شيء.
وكذلك نتصور تسلسل الخلق أزلًا، ونؤمن بأن الله أول بلا ابتداء وليس قبله شيء.
أرجو أن يكون هذا الفهم واضحًا لا غبار عليه، وهذا اجتهادي في فهم هذه المسألة مجردًا ما أصبت فيه فبتوفيق الله وما جانبني في الصواب فأنا راجع عنه ومعتصم بعقيدة السلف وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. والله يغفر لي.
جزاك الله خير أخي علي وفي هذا جواب واضح على السؤال المطروح
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 06:49]ـ
وأعيد مرة أخرى
سؤال لمن يعتقد أن " جنس المخلوقات " أزلي أي لابداية له وأن قبل كل مخلوق مخلوق الى ما لابداية.
هل " جنس المخلوقات " مخلوق؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 11:57]ـ
الحمد لله وحده؛
الأخ شرياس. . . نفس سؤالك فيها لبسٌ.
فماذا تعنى بـ (جنس المخلوق)؟
إن تعنى به: (جميع المخلوقات الخارجية) أو: (مجموعة منها)، فهي مخلوقة ولا شك. لأن ذلك متحقق في الخارج.
وإن تعنى به (مخلوقا مطلقا غير مشخص)، فهو الذي أقول له:
"الجنس لا يقال له (أي في الخارج) مخلوق أو غير مخلوق، لأن ما لا حقيقة له في الخارج لا يقال له مخلوق أو غير مخلوق."
فإن جنس المخلوق بهذا المعنى الثاني لا وجود له في الخارج. فهي في الخارج معدوم، والمعدوم لا يقال له مخلوق أو غير مخلوق!
وإنما يقع وصفه بالمخلوقية في الأذهان، لأن وجود مثل هذا الجنس إنما يكون في الأذهان؛
وقد سميناه: (جنس المخلوق)، فلماذا نسأل مرة ثانية: هل هو مخلوق؟
أوليس هذا السؤال بمثابة سؤال: "هل (جنس المخلوق) ’عين المخلوق’ أم ’عين غير المخلوق’. . .؟! "
أو مثل سؤال: "هل (جنس المخلوق) ’جنس المخلوق’ أم ’جنس غير المخلوق’. . .؟!! "
ومثل سؤال: "هل (جنس الإنسان) إنسان أو غير إنسان؟! "
فكان الجواب: "جنس الإنسان إنسان في الجنس. وأما في العين، فالإنسان فيه إنسان معين لا إنسان جنس! "
وخلاصة الكلام: الجنس أو النوع لا يوصف بالأوصاف المعينة المشخصة، بل بالأوصاف الجنسية أو النوعية. فافهم - وفقك الله - فإنه لطيف!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 12:21]ـ
وأعيد مرة أخرى
سؤال لمن يعتقد أن " جنس المخلوقات " أزلي أي لابداية له وأن قبل كل مخلوق مخلوق الى ما لابداية.
هل " جنس المخلوقات " مخلوق؟
سبحان الله!!
هذا نفس السؤال ولا فرق، يا أخي الأزل كما قال الكفوي في (الكليات) (ص80) هو: اسم لما يضيق القلب عن تقدير بدايته.
والمخلوقات يضيق القلب عن تقدير بدايتها فما من مخلوق إلا وقبله مخلوق بلا تصور بداية معينة أي لا إلى أول.
أما جنس المخلوقات فلكي نحدد هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟
نقول: هل جنس المخلوقات هو الله أو شيء غير الله؟
والجواب الذي لا يرتاب فيه مرتاب أنه غير الله، لذلك فهو مخلوق لأن كل ما عدا الله - سبحانه - فهو مخلوق.
فما الإشكال في هذا يا أخي الفاضل؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 12:32]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (ج9/ص153):
(( .. قولكم: الحادث من حيث هو يقتضي أنه مسبوق بغيره أو الحركة من حيث هي تقتضي أن تكون مسبوقة بالغير.
يقال لكم: الحادث المطلق لا وجود له إلا في الذهن لا في الخارج وإنما في الخارج موجودات متعاقبة ليست مجتمعة في وقت واحد كما تجتمع الممكنات والمحدثات المحدودة والموجودات والمعدومات فليس في الخارج إلا حادث بعد حادث فالحكم إما على كل فرد فرد وإما على جملة محصورة وإما على الجنس الدائم المتعاقب.
فيقال لكم أتريدون بذلك أن كل حادث فلا بد أن يكون مسبوقا بغيره أو أن الحوادث المحدودة لا بد أن تكون مسبوقة أو أن الجنس لا بد أن يكون مسبوقا؟
أما الأول والثاني فلا نزاع فيهما وأما الثالث فيقال أتريدون به أن الجنس مسبوق بعدمه أم مسبوق بفاعله بمعنى أنه لا بد له من محدث الثاني مسلم والأول محل النزاع)).
فها هو شيخ الإسلام يسلم بأن جنس المخلوقات مسبوق بفاعله وهو الخالق سبحانه وما كان كذلك انتفت عنه صفة القدم وأصبح حادثًا.
والحوادث المنفصلة عن الله مخلوقة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 12:58]ـ
فائدة:
"وأما الثالث، فيقال: أتريدون به ’أن الجنس مسبوق بعدمه‘ أم ’مسبوق بفاعله‘ بمعنى أنه لا بد له من محدث؟ الثاني مسلم، والأول محل النزاع."
توضيح: ليس في الأذهان تقدم ولا تأخر حقيقيين. فإن التصورات الذهنية مجردة عن البعد الزمني.
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 01:09]ـ
جنس المخلوقات هو في اعتقادي مجرد لفظ مركب لا أكثر ولا أقل وهو مخلوق قطعا.
الجنس: هو اسم للدلالة على كثيرين مختلفين في النوع
المخلوقات: جمع مخلوق وهو كل ما خلق الله تعالى
الأسماء كلها مخلوقه فيما عدا أسماء الله الحسنى فانها ليست مخلوقه.
يعني جنس المخلوقات عندي هو لفظ من الألفاظ والجنس أسم وهو مخلوق فيكون جزء داخل ضمن كل وأعني بالكل " المخلوقات " تماما كمن يقول " عظم الانسان " فالأول جزء من الثاني.
مثال للتوضيح: أقول مثلا " جنس الطيور " فأشمل بهذا اللفظ جميع أنواع الطيور كالنسر والعقاب و الصقر والعصفور وغيرها فيكون " جنس الطيور " لفظ جامع لأنواع عديدة من الطيور وهذا اللفظ مخلوق
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 08:07]ـ
ان الرد على من يعتقد بأن المخلوقات لابداية لها وأن قبل كل مخلوق مخلوق الى ما لا بداية ليس بالأمر الصعب وهو موجود أي الرد بشكل واضح في كتاب " فتح الباري شرح صحيح البخاري " للحافظ ابن حجر العسقلاني سأذكر شيء منه باذن الله تعالى.
ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح كتاب " بدء الخلق " رواية {كان الله ولم يكن شيء غيره} وذكر انها في موضع آخر وهو كتاب " التوحيد " {كان الله ولم يكن شيء قبله} وعند غير البخاري {ولم يكن شيء معه} وذكر الحافظ ابن حجر أن القصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى ورجّح الحافظ ابن حجر العسقلاني وهو من أهل الاختصاص في هذا الفن أن الرواية التي وقعت بالمعنى هي " ولم يكن شيء قبله " وأن الراوي أخذها من قوله (ص) في الدعاء {أنت الأول فليس قبلك شيء} واعتبر الحافظ ابن حجر أن رواية " غيره " أصرح في العدم من رواية " قبله ".
قال الامام المحدث الجهبذ الحافظ أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد ابن حجر العسقلاني ما نصه:
وفيه أن جنس الزمان ونوعه حادث , وأن الله أوجد هذه المخلوقات بعد أن لم تكن , لاعن عجز عن ذلك بل مع القدرة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 08:16]ـ
تصويرك للمسألة خطأ يا أخ شرياس!!
وقياسك (جنس الحوادث والمخلوقات) على (جنس الطيور) قياس فاسد!
ونقلك عن الحافظ ابن حجر يدل على عدم تحرير المسألة عندك! لأن الأشاعرة الذين يقولون بأن جنس الحوادث حادث يقولون: إن الله عز وجل لم يكن قادرًا على خلق المخلوقات في الأزل، ولم يكن قادرا على إحداث الحوادث في الأزل!
ولكي أبين لك أصل المسألة أقول:
أنت تريد أن تصل إلى أن ابن تيمية مبتدع؛ لأنه يقول إن جنس الحوادث لا أول له،
وأنا أسألك الآن:
هل تقول: إن كلام ابن تيمية ممتنع عقلا، أو ممتنع نقلا مع قدرة الله على فعله في الأزل؟
إن قلت إنه ممتنع عقلا، فهذا معناه أن الله عز وجل لم يكن قادرًا على فعله في الأزل، وهذا يخالف ما نقلته عن ابن حجر.
وإن قلت إنه ممتنع نقلا مع قدرة الله على فعله في الأزل، فحينئذ نقول: فينبغي أن يكون الدليل على امتناعه من النقل وليس من العقل، وليس عندك شيء من ذلك.
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 11:10]ـ
ولكي أبين لك أصل المسألة أقول:
أنت تريد أن تصل إلى أن ابن تيمية مبتدع؛ لأنه يقول إن جنس الحوادث لا أول له،
.
يا أخ أبومالك العوضي بارك الله فيكم ونفع بكم ليس الموضوع متعلق بالأشخاص سواء ابن تيمية رحمه الله تعالى أو غيره من الأشخاص.
حتى أفهم أكثر وأعذرني أخي فأنا أقل منكم في مستوى الفهم هل لك أن تجيبني على هذا السؤال.
هل صفة القدم - بكسر القاف - يمكن أن تكون لأحد من المخلوقات؟ أعني هل يصح القول بامكانية وجود (مخلوق ليس له بداية).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 11:15]ـ
تريث يا أخي. . . كل فقرة من كلامك هذا فيه خطأ أو لبس أو خلط واضح:
جنس المخلوقات هو في اعتقادي مجرد لفظ مركب لا أكثر ولا أقل وهو مخلوق قطعا.
هذا مصطلح خاص بك أنت، يغاير ما استعمله النظار من أساطين الفلاسفة وأعيان المتكلمين وأئمة أهل السنة في هذه المسألة. ولعلك تراجع أكثر قبل الرد.
أقول: ذكر في القرآن ألفاظ تدل على أسماء المخلوقات وأفعالهم، فهل كل هذه الألفاظ مخلوقة؟
(هذا السؤال مجرد الإلزام لك)
الجنس: هو اسم للدلالة على كثيرين مختلفين في النوع
هذا هو الجنس في كليات الإيساغوجي الذي يقابل النوع؛ وليس ذلك هو المراد من اطصلاح (الجنس) في هذه المسألة. ثم مع ذلك قد قصرت في التعريف، فإن الماصدقات لـ (الجنس) لا يشترط فيه اختلاف الأنواع. بل عمرو وزيد يجمعهما نوع واحد وجنس واحد قريبه وبعيده.
المخلوقات: جمع مخلوق وهو كل ما خلق الله تعالى
الأسماء كلها مخلوقه فيما عدا أسماء الله الحسنى فانها ليست مخلوقه.
سلب عجيب!
فهل أسماء صفات الله تعالى وأسماء أفعاله مخلوقة عندك؟!
وهل أسماء المعدومات وأسماء الممتنعات مخلوقة عندك؟!
يعني جنس المخلوقات عندي هو لفظ من الألفاظ والجنس أسم وهو مخلوق فيكون جزء داخل ضمن كل وأعني بالكل " المخلوقات " تماما كمن يقول " عظم الانسان " فالأول جزء من الثاني.
تصور غريب!
كيف دخل (الجنس) في (الكل) مع أن الجنس نفسه من الكليات؟
بل كيف أدخلت (الجنس) في (المخلوقات) كدخول بعض المضاف إلى المضاف إليه. .؟!
وأين في المخلوقات الخارجية شيء اسمه (جنس) كما في الإنسان شيء اسمه (عظم). .؟!
مثال للتوضيح: أقول مثلا " جنس الطيور " فأشمل بهذا اللفظ جميع أنواع الطيور كالنسر والعقاب و الصقر والعصفور وغيرها فيكون " جنس الطيور " لفظ جامع لأنواع عديدة من الطيور وهذا اللفظ مخلوق
وهل إذا ذكر ذلك اللفظ في القرآن لم يزل هو مخلوقا. . .؟!
يعنى قوله تعالى مثلا: {والطير صافات، كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه}؛ هل لفظ (الطير) في كلام الله تعالى هنا مخلوق عندك. . .؟؟ أجبني!!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 11:24]ـ
ان الرد على من يعتقد بأن المخلوقات لابداية لها وأن قبل كل مخلوق مخلوق الى ما لا بداية ليس بالأمر الصعب وهو موجود أي الرد بشكل واضح في كتاب " فتح الباري شرح صحيح البخاري " للحافظ ابن حجر العسقلاني سأذكر شيء منه باذن الله تعالى.
وفقك الله. .!
أما الرد البارد، فلا يعجزه أحد. وأما الرد العلمي، فأين هو. .؟!
ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح كتاب " بدء الخلق " رواية {كان الله ولم يكن شيء غيره} وذكر انها في موضع آخر وهو كتاب " التوحيد " {كان الله ولم يكن شيء قبله} وعند غير البخاري {ولم يكن شيء معه} وذكر الحافظ ابن حجر أن القصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى ورجّح الحافظ ابن حجر العسقلاني وهو من أهل الاختصاص في هذا الفن أن الرواية التي وقعت بالمعنى هي " ولم يكن شيء قبله " وأن الراوي أخذها من قوله (ص) في الدعاء {أنت الأول فليس قبلك شيء} واعتبر الحافظ ابن حجر أن رواية " غيره " أصرح في العدم من رواية " قبله ".
هذا حجة عليك! كيف لا تراه مع وضوحه. .؟!؟!
الراجح على ما نقلت: (لم يكن معه شيء). فأين في قول القائل " لم يكن معه شيء " ما يدل على كون الله تعالى في ذلك الوقت وحيدا لا خلق له؟ مع العلم أن الحديث قد ذكر العرش والماء موجودين. ومع أن السؤال إنما وقع على (أول هذا الأمر). لا أول المخلوق بالإطلاق.
قال الامام المحدث الجهبذ الحافظ أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد ابن حجر العسقلاني ما نصه:
وفيه أن جنس الزمان ونوعه حادث , وأن الله أوجد هذه المخلوقات بعد أن لم تكن , لاعن عجز عن ذلك بل مع القدرة.
فما هو الزمان؟ وهل إحداث الزمان في "زمان" أم في "لا زمان" ....... ؟!
إن اللبس والخلط مبدأ البدع، والعياذ بالله!
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 11:31]ـ
وهل إذا ذكر ذلك اللفظ في القرآن لم يزل هو مخلوقا. . .؟!
يعنى قوله تعالى مثلا: {والطير صافات، كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه}؛ هل لفظ (الطير) في كلام الله تعالى هنا مخلوق عندك. . .؟؟ أجبني!!
معاذ الله القرآن كلام الله ليس بمخلوق وهناك فرق بين كلام الله تعالى وكلامنا قال تعالى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
يظهر لي يا أخ نضال مشهود أنك ماشاء الله وبارك ضليع - على الأقل بالنسبة لأمثالي - في الفلسفة والمنطق وأنا بصراحه لا أستطيع أن اجاريك في هذا فأنت عندي أصعب من أبومالك:)
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 11:39]ـ
يا أخ نضال صحيح أنت بالنسبه لي أستاذ في الفلسفه لكن الحافظ ابن حجر لم يرجح رواية " قبله " بل رجح روايه " غيره " ويمكنك مراجعة الفتح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 11:52]ـ
. . . لأن الأشاعرة الذين يقولون بأن جنس الحوادث حادث يقولون: إن الله عز وجل لم يكن قادرًا على خلق المخلوقات في الأزل، ولم يكن قادرا على إحداث الحوادث في الأزل!
لعل الشيخ أبو مالك أراد (المعتزلة)، فسبقه القلم. لأن المعروف من كلام الأشاعرة أن الله قادر على الخلق في الأزل على ما لم يزل. فكل من المعتزلة والأشعرية يقولون بحدوث جنس الحوادث. لكن المعتزلة تجعل كون الباري قادرا هو حادث كائن بعد أن لم يكن من غير سبب حادث. وأما الأشعرية، فوصفته تعالى بأنه قادر بقدرة قديمة أزلية ومريد بإرادة واحدة قديمة أزلية على التخليق مع تأخّر حصول الآثار بتأخر ما سموه "التعلّق الصلوحي" إلى وقت إحداث أول الحوادث تأخّرًا لا سبب له ولا علة ولا سند. والله ربنا عز وجل يتعالى عن وصف الظالمين علوا كبيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 12:03]ـ
هل صفة القدم - بكسر القاف - يمكن أن تكون لأحد من المخلوقات؟ أعني هل يصح القول بامكانية وجود (مخلوق ليس له بداية).
ما علاقة هذا السؤال بالموضوع؟!
أنت سؤالك عن (حوادث لا أول لها)، وأنت لا تفتأ تتهمنا بأنا نتكلم بما هو خارج عن الموضوع!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 12:05]ـ
يا أخ نضال صحيح أنت بالنسبه لي أستاذ في الفلسفه لكن الحافظ ابن حجر لم يرجح رواية " قبله " بل رجح روايه " غيره " ويمكنك مراجعة الفتح
الأخ شرياس. . . وفقنا الله وإياكم للرشد والسداد؛
أما (الفلسفة)، فليس ديني ولا مطلوبي. وأما رواية الحديث، فمعلوم أن بعض المتأخرين من المحدثين رجح لفظ (وليس معه شيء) أو (وليس شيء غيره) كابن جماعة وغيره. لكن ليس في ذلك اللفظ أيضا أدنى دلالة على أن الله كان وحيدا معطلا عن الخلق في ذلك الوقت ثم خلق أول المخلوق من عدم مطلق غير مسبوق بمخلوق آخر. ولنقرأ الحديث المرجح مرة ثانية:
"كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء هو كائن، وخلق السماوات والأرض"
وهل تقول أن (العرش) و (الماء) ليسا "غير الله" وليسا من المخلوقات. . .؟!
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 12:08]ـ
ما علاقة هذا السؤال بالموضوع؟!
أنت سؤالك عن (حوادث لا أول لها)، وأنت لا تفتأ تتهمنا بأنا نتكلم بما هو خارج عن الموضوع!
متى حصل مني هذا الاتهام!!!!
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 12:10]ـ
الأخ شرياس. . . وفقنا الله وإياكم للرشد والسداد؛
أما (الفلسفة)، فليس ديني ولا مطلوبي. وأما رواية الحديث، فمعلوم أن بعض المتأخرين من المحدثين رجح لفظ (وليس معه شيء) أو (وليس شيء غيره) كابن جماعة وغيره. لكن ليس في ذلك اللفظ أيضا أدنى دلالة على أن الله كان وحيدا معطلا عن الخلق في الأزل ثم خلق أول المخلوق من عدم مطلق غير مسبوق بمخلوق آخر. ولنقرأ الحديث المرجح مرة ثانية:
"كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء هو كائن، وخلق السماوات والأرض"
وهل تقول أن (العرش) و (الماء) ليسا "غير الله" وليسا من المخلوقات. . .؟!
لا أنا كنت أتكلم عن ما رجحه ابن حجر في الفتح
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 12:11]ـ
متى حصل مني هذا الاتهام!!!!
المشاركة (18)
والمشاركة (19)
والمشاركة (20)
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 12:17]ـ
المشاركة (18)
والمشاركة (19)
والمشاركة (20)
لا أخي أبو مالك أنا لا أقصد انكم خرجتم عن الموضوع بل أقصد فقط أنكم لم تجيبوا على السؤال وهذا لايعني أنكم خرجتم عن الموضوع
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 12:37]ـ
"كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء هو كائن، وخلق السماوات والأرض"
وهل تقول أن (العرش) و (الماء) ليسا "غير الله" وليسا من المخلوقات. . .؟!
كان الأولى تفيد الأزلية
كان الثانية لا تفيد الأزلية
العرش والماء من مخلوقات الله تعالى والله تعالى يقول {وكان الانسان أكثر شيء جدلا} فكان هنا لاتفيد الأزلية
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 12:39]ـ
وأعيد مرة أخرى
سؤال لمن يعتقد أن " جنس المخلوقات " أزلي أي لابداية له وأن قبل كل مخلوق مخلوق الى ما لابداية.
هل " جنس المخلوقات " مخلوق؟
الأجناس إنما تكتسب قدمها وأزلها من تعلقها بأزلية الخالق وقدمه في مشيئته و قدرته وأفعاله، ومالا يكتسِب أزليته إلا بواسطة الاعتماد على غيره فهو دون ما يَعتمِدُ عليه ... التابع دون المتبوع، والمعتمِد دون المُعتَمدُ عليه، فالأجناس لا تستقل بنفسها في صفتي الأزلية والقدم، وإنما تكتسبها من المستقل بنفسه، الباري عز وجل، فلو لم يوجد الله لما كان للأجناس وجود، فضلاً عن أزلٍ لها وقِدَم، هو "القيوم" لا قوام لشيء إلا به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 12:50]ـ
الأجناس إنما تكتسب قدمها وأزلها من تعلقها بأزلية الخالق وقدمه في مشيئته و قدرته وأفعاله، ومالا يكتسِب أزليته إلا بواسطة الاعتماد على غيره فهو دون ما يَعتمِدُ عليه ... التابع دون المتبوع، والمعتمِد دون المُعتَمدُ عليه، فالأجناس لا تستقل بنفسها في صفتي الأزلية والقدم، وإنما تكتسبها من المستقل بنفسه، الباري عز وجل، فلو لم يوجد الله لما كان لأجناس وجود، فضلاً عن أزلٍ وقِدَم.
طيب ممكن أخي عبدالله تعرف لي " الجنس " وهل تعتقد أن هناك مخلوق ليس له بداية أو هل تعتقد امكانية حدوث ذلك؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 01:47]ـ
لا أنا كنت أتكلم عن ما رجحه ابن حجر في الفتح
وهل ابن حجر غير داخل في كلامي هذا:
"فمعلوم أن بعض المتأخرين من المحدثين رجح لفظ (وليس معه شيء) أو (وليس شيء غيره) كابن جماعة وغيره"؟!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 01:51]ـ
كان الأولى تفيد الأزلية
كان الثانية لا تفيد الأزلية
هذا تفريق بين المتماثلين.
ثم، من الذي قال إن العرش والماء أزلي؟
يا أخي. . . أجب على السؤال ("هل العرش والماء غير الله؟ ")!
العرش والماء من مخلوقات الله تعالى والله تعالى يقول {وكان الانسان أكثر شيء جدلا} فكان هنا لاتفيد الأزلية
ليس هذا ما سألناكه!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 01:55]ـ
...
هل صفة القدم - بكسر القاف - يمكن أن تكون لأحد من المخلوقات؟ أعني هل يصح القول بامكانية وجود (مخلوق ليس له بداية).
ومن الذي قال إن هناك مخلوق ليس له بداية. . .؟!!
يا أخي. . . محل البحث هو "تسلسل المخلوقات" لا "حدوث مخلوق معين"!!!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 09:11]ـ
في الحقيقة يبدو لي أن الأخ (شرياس) معلوماته في هذه المسألة قليلة وأنه لم يقرأ فيها قراءة جيدة، وخلاصة الكلام في مسألة تسلسل الحوادث هذه أن الناس اختلفوا فيها على ثلاثة أقوال:
- الأول: لا يمكن تسلسل الحوادث لا في الماضي ولا في المستقبل. وهذا قول الجهم بن صفوان وأبي الهذيل العلاف من المعتزلة.
- الثاني: يمكن التسلسل والدوام في المستقبل دون الماضي، وهذا هو مذهب المتكلمين، وهو مذهب الحافظ ابن حجر تأثرًا بالأشاعرة.
- الثالث: القول بالتسلسل في الماضي وفي المستقبل. وهو قول أئمة الحديث، وهو ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في كثير من كتبه خصوصًا (منهاج السنة) و (درء التعارض).
ويهمني هنا الكلام على القول الثاني والقول الثالث، أما الأول فيكفي في الرد عليه أنه لم يقل به أحد من أهل الحديث ولا من المتكلمين، إلا من شذ منهم كأبي الهذيل المعتزلي.
وأما القول الثاني فقد قال به ابن حجر، فأثبت بقاء الجنة والنار في شرح حديث: ((أصدق كلمة قالها شاعر قول لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل ..... )) الحديث.
قال الحافظ ابن حجر (7/ 153): ((فكل شيء سوى الله جائز عليه الفناء لذاته حتى الجنة والنار وإنما يبقيان بإبقاء الله لهما، وخلق الدوام لأهلهما)).
وأما نفيه لحوادث لا أول لها ففي شرحه للحديث الذي نقل الأخ شرياس كلامه عليه: ((كان الله ولا شيء معه)).
قال في فتح الباري ج13/ص410:
((قوله: "كان الله ولم يكن شيء قبله" تقدم في بدء الخلق بلفظ: "ولم يكن شيء غيره"، وفي رواية أبي معاوية: "كان الله قبل كل شيء"، وهو بمعنى كان الله ولا شيء معه، وهي أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب، وهي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية ووقفت في كلام له على هذا الحديث يرجح الرواية التي في هذا الباب على غيرها مع أن قضية الجمع بين الروايتين تقتضي حمل هذه على التي في بدء الخلق لا العكس والجمع يقدم على الترجيح بالاتفاق)).
وللرد على هذا الكلام بتفصيل يراجع كتاب (منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة) للدكتور محمد إسحاق كندو (1/ 326 – 347).
وقد وقفت على كلام ماتع لابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية شرح فيه هذا المسألة شرحًا وافيًا بين فيه مذهب أهل السنة في مسألة التسلسل بما لا مزيد عليه، فقال رحمه الله (1/ 196 – 199):
(يُتْبَعُ)
(/)
((فالحاصل أن نوع الحوادث هل يمكن دوامها في المستقبل والماضي أم لا، أو في المستقبل فقط، أو الماضي فقط؟
فيه ثلاثة أقوال معروفة لأهل النظر من المسلمين وغيرهم، أضعفها قول من يقول: لا يمكن دوامها لا في الماضي ولا في المستقبل كقول جهم بن صفوان وأبي الهذيل العلاف.
وثانيها: قول من يقول يمكن دوامها في المستقبل دون الماضي كقول كثير من أهل الكلام ومن وافقهم من الفقهاء وغيرهم.
والثالث: قول من يقول يمكن دوامها في الماضي والمستقبل، كما يقوله أئمة الحديث.
وهي من المسائل الكبار ولم يقل أحد يمكن دوامها في الماضي دون المستقبل.
ولا شك أن جمهور العالم من جميع الطوئف يقولون إن كلَّ ما سوى الله تعالى مخلوقٌ كائنٌ بعد أن لم يكن وهذا قول الرسل وأتباعهم من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم.
ومن المعلوم بالفطرة أن كون المفعول مقارنًا لفاعله لم يزل ولا يزال معه ممتنع محال، ولما كان تسلسل الحوادث في المستقبل لا يمنع أن يكون الرب سبحانه هو الآخر الذي بعده شىء، فكذا تسلسل الحوادث في الماضي لا يمنع أن يكون سبحانه وتعالى هو الأول الذي ليس قبله شىء فإن الرب سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال يفعل ما يشاء ويتكلم اذا يشاء قال تعالى: {قال كذلك الله يفعل ما يشاء} (آل عمران /40)، وقال تعالى: {ولكن الله يفعل ما يريد} (البقرة / 253)، وقال تعالى: {ذو العرش المجيد فعّال لما يريد} (البروج/15 و16)، وقال تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} (لقمان / 27)، وقال تعالى: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا} (الكهف/109).
والمثبت إنما هو الكمال الممكن الوجود وحينئذ فاذا كان النوع دائمًا فالممكن والأكمل هو التقدم على كل فرد من الأفراد بحيث لا يكون في أجزاء العالم شى ء يقارنه بوجه من الوجوه، وأما دوام الفعل فهو أيضا من الكمال فإن الفعل اذا كان صفة كمالٍ فدوامه دوام كمال.
قالوا: والتسلسل لفظ مجمل لم يرد بنفيه ولا إثباته كتاب ولا سنة ليجب مراعاة لفظه وهو ينقسم إلى: واجب وممتنع وممكن.
فالتسلسل في المؤثرين محال ممتنع لذاته، وهو أن يكون مؤثرون كلُّ واحد منهم استفاد تأثيره مما قبله لا إلى غاية.
والتسلسل الواجب: ما دل عليه العقل والشرع من دوام أفعال الرب تعالى في الأبد وأنَّه كلما انقضى لأهل الجنة نعيم أحدث لهم نعيمًا آخر لا نقاد له.
وكذلك التسلسل في أفعاله سبحانه من طرف الأزل وأن كلَّ فعل مسبوقٍ بفعل آخر فهذا واجب في كلامه، فإنَّه لم يزل متكلمًا إذا شاء ولم تحدث له صفة الكلام في وقت، وهكذا أفعاله التي هي من لوازم حياته فإن كلَّ حيٍّ فعّال والفرق بين الحي والميت الفعل، ولهذا قال غير واحدٍ من السلفِ: الحيُّ الفعَّالُ. وقال عثمان بن سعيد: كلُّ حيٍّ فعّالٌ، ولم يكن ربنا تعالى قطُّ في وقت من الأوقات معطلا عن كماله من الكلام والإرادة والفعل.
وأمَّا التسلسل الممكن: فالتسلسل في مفعولاته من هذا الطرف كما تتسلسل في طرف الأبد فإنَّه إذا لم يزل حيًّا قادرًا مريدًا متكلمًا- وذلك من لوازم ذاته - فالفعلُ ممكنٌ له بوجوب هذه الصفات له، وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل، ولا يلزم من هذا أنَّه لم يزل الخلق معه فإنَّه سبحانه متقدمٌ على كلِّ فردٍ من مخلوقاته تقدمًا لا أول له فلكل مخلوق أول والخالق سبحانه لا أول له فهو وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن.
قالوا: وكلُّ قولٍ سوى هذا فصريح العقل يرده ويقضي ببطلانه، وكل من اعترف بأن الرب تعالى لم يزل قادرًا على الفعل لزمه أحدُ أمرين لا بدَّ له منهما إمّا أن يقول بأن الفعل لم يزل ممكنًا وإمَّا أن يقول لم يزل واقعًا وإلا تناقض تناقضًا بينا حيث زعم أن الرب تعالى لم يزل قادرًا على الفعل، والفعل محال ممتنع لذاته لو أراده لم يمكن وجوده، بل فَرْضُ إرادته عنده محال وهو مقدور له، وهذا قول ينقض بعضه بعضًا.
والمقصود أن الذي دلَّ عليه الشرع والعقل أن كلَّ ما سوى الله تعالى محدث كائن بعد أن لم يكن أما كون الرب تعالى لم يزل معطلا عن الفعل ثم فعل فليس في الشرع ولا في العقل ما يثبته بل كلاهما يدل على نقيضه)).
انتهى كلام ابن أبي العز - رحمه الله - وهو في غاية الوضوح والقوة لمن تدبره.
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 11:56]ـ
ومن الذي قال إن هناك مخلوق ليس له بداية. . .؟!!
يا أخي. . . محل البحث هو "تسلسل المخلوقات" لا "حدوث مخلوق معين"!!!
يا أخ نضال انما فتحت الموضوع للتعلم لا لفرض شيء ما وبالتالي أي سؤال أطرحه هو مفيد بالنسبه لي
ولي عودة ان شاء الله للتعقيب على كلام الأخ علي
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 09:50]ـ
في الحقيقة يبدو لي أن الأخ (شرياس) معلوماته في هذه المسألة قليلة وأنه لم يقرأ فيها قراءة جيدة، وخلاصة الكلام في مسألة تسلسل الحوادث هذه أن الناس اختلفوا فيها على ثلاثة أقوال:
- الأول: لا يمكن تسلسل الحوادث لا في الماضي ولا في المستقبل. وهذا قول الجهم بن صفوان وأبي الهذيل العلاف من المعتزلة.
- الثاني: يمكن التسلسل والدوام في المستقبل دون الماضي، وهذا هو مذهب المتكلمين، وهو مذهب الحافظ ابن حجر تأثرًا بالأشاعرة.- الثالث: القول بالتسلسل في الماضي وفي المستقبل. وهو قول أئمة الحديث، وهو ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في كثير من كتبه خصوصًا (منهاج السنة) و (درء التعارض).
.
يعني لايقول أن المخلوقات لها أول الا الأشاعرة هل هذا هو مرادك؟
طيب يا أخ علي ممكن تقول لي هل أنت تؤمن بوجود مخلوق أول؟ واذا كنت لاتؤمن بوجود مخلوق أول فهل تؤمن بوجود مخلوق لابداية له أو بامكانية وجود هذا المخلوق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 10:59]ـ
يعني لايقول أن المخلوقات لها أول الا الأشاعرة هل هذا هو مرادك؟
طيب يا أخ علي ممكن تقول لي هل أنت تؤمن بوجود مخلوق أول؟ واذا كنت لاتؤمن بوجود مخلوق أول فهل تؤمن بوجود مخلوق لابداية له أو بامكانية وجود هذا المخلوق؟
الأخ الفاضل (شرياس).
هذا المذهب نسبه ابن أبي العز و غيره للأشاعرة وغيرهم من المتكلمين، لكن لم يقل به أحد من أهل الحديث والأثر.
وجوابًا على سؤالك أقول: كل مخلوق بمفرده له بداية، وكل مخلوق مسبوقٌ بمخلوقٍ آخر لا إلى أول، وليس هناك دليل صحيح صريح في تحديد أول المخلوقات مطلقًا، والذي ورد به الشرع وعليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان، أن الله اتصف بالحياة أزلا وأنه من لوازم هذه الحياة الفعل، فالله عز وجل لم يزل فاعلًا أزلًا ولا يزال أبدًا، وهذا الفعل غير المفعولات، ولا يلزم من هذا أن يكون شيء قديم مع الله من مفعولاته أي من خلقه، إذ كيف يتقدم المخلوق على خالقه أو حتى يقارنه في الوجود، فالخالق قطعًا سابق على جميع مخلوقاته لكن بلا فاصل من الزمن، فالعلة التامة تقتضي المعلول مباشرة بلا تراخي.
والله عز وجل قديم باقي أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء، هذا ما أعتقده وهو مذهب الصحابة والتابعين وعلماء أهل الحديث والسنة، وإن كان عندك إيراد على هذا من نقل صحيح أو عقل صريح فهات، بارك الله فيك!!!
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 02:49]ـ
الأخ الفاضل (شرياس).
هذا المذهب نسبه ابن أبي العز و غيره للأشاعرة وغيرهم من المتكلمين، لكن لم يقل به أحد من أهل الحديث والأثر.
وجوابًا على سؤالك أقول: كل مخلوق بمفرده له بداية، وكل مخلوق مسبوقٌ بمخلوقٍ آخر لا إلى أول، وليس هناك دليل صحيح صريح في تحديد أول المخلوقات مطلقًا، والذي ورد به الشرع وعليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان، أن الله اتصف بالحياة أزلا وأنه من لوازم هذه الحياة الفعل، فالله عز وجل لم يزل فاعلًا أزلًا ولا يزال أبدًا، وهذا الفعل غير المفعولات، ولا يلزم من هذا أن يكون شيء قديم مع الله من مفعولاته أي من خلقه، إذ كيف يتقدم المخلوق على خالقه أو حتى يقارنه في الوجود، فالخالق قطعًا سابق على جميع مخلوقاته لكن بلا فاصل من الزمن، فالعلة التامة تقتضي المعلول مباشرة بلا تراخي.
والله عز وجل قديم باقي أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء، هذا ما أعتقده وهو مذهب الصحابة والتابعين وعلماء أهل الحديث والسنة، وإن كان عندك إيراد على هذا من نقل صحيح أو عقل صريح فهات، بارك الله فيك!!!
أول شيء أنا أتحفظ على اجابتك فهي لم تكن مباشرة.
فيما يتعلق بالأدلة عندنا ثلاث روايات هي كالتالي:
{كان الله ولم يكن شيء غيره}
{كان الله ولم يكن شيء معه}
{كان الله ولم يكن شيء قبله}
من رجح رواية {غيره} أو رواية {معه} فهو على اعتقاد أن الله لم يكن شيء قبله فلم يسبق الله شيء ولم يكن شيء معه فلم يساوي الله في الوجود شيء ولكن من رجح رواية {قبله} فهو على اعتقاد أن الله لم يسبقه شيء لكن كان مع الله شيء في وجوده حسب اعتقاده والا لم يصر على نفي صحة رواية {غيره} وراوية {معه} ولو كانت المسألة عنده ترجيح لفظ فقط لاتفق على معنى {غيره} ومعنى {معه} ولكن هو أراد القول أن الله كان وكان شيء معه ولذى رجح رواية {قبله} والسؤال لك يا أخ علي هل تؤمن أن الله تعالى {كان ولم يكن شيء معه} بالمعنى أي بغض النظر عن صحة اللفظ أقصد هل مفهوم الرواية صحيح عندك؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 02:54]ـ
يبدو أن الأخ شرياس لم يقرأ قط شروح أئمة السنة رضي الله عنهم لهذا الحديث. وهذه مصيبة كبيرة، والله المستعان!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 07:19]ـ
أول شيء أنا أتحفظ على اجابتك فهي لم تكن مباشرة.
فيما يتعلق بالأدلة عندنا ثلاث روايات هي كالتالي:
{كان الله ولم يكن شيء غيره}
{كان الله ولم يكن شيء معه}
{كان الله ولم يكن شيء قبله}
من رجح رواية {غيره} أو رواية {معه} فهو على اعتقاد أن الله لم يكن شيء قبله فلم يسبق الله شيء ولم يكن شيء معه فلم يساوي الله في الوجود شيء ولكن من رجح رواية {قبله} فهو على اعتقاد أن الله لم يسبقه شيء لكن كان مع الله شيء في وجوده حسب اعتقاده والا لم يصر على نفي صحة رواية {غيره} وراوية {معه} ولو كانت المسألة عنده ترجيح لفظ فقط لاتفق على معنى {غيره} ومعنى {معه} ولكن هو أراد القول أن الله كان وكان شيء معه ولذى رجح رواية {قبله} والسؤال لك يا أخ علي هل تؤمن أن الله تعالى {كان ولم يكن شيء معه} بالمعنى أي بغض النظر عن صحة اللفظ أقصد هل مفهوم الرواية صحيح عندك؟
أخي الفاضل شرياس.
دعك من هذه الأسئلة التي تدل على عدم فهمك للمسألة، وأمامك خياران حتى أستمر معك في الحديث:
- أن تعرض ما تعتقده في هذه المسألة - كما عرضت أنا ما عندي - حتى أناقشك فيه.
- أن تذكر إيراداتك على ما ذكرت أنا أنه اعتقادي في المسألة بصورة واضحة.
أما هذه الأسئلة فأراك تكررها دون أن تستوعب الجواب!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 09:01]ـ
أخي الفاضل شرياس.
دعك من هذه الأسئلة التي تدل على عدم فهمك للمسألة، وأمامك خياران حتى أستمر معك في الحديث:
- أن تعرض ما تعتقده في هذه المسألة - كما عرضت أنا ما عندي - حتى أناقشك فيه.
- أن تذكر إيراداتك على ما ذكرت أنا أنه اعتقادي في المسألة بصورة واضحة.
أما هذه الأسئلة فأراك تكررها دون أن تستوعب الجواب!!
لم أجد جواب مباشر وواضح على ما طرحته من أسئله وان كنت حسب وجهة نظرك (لم أستوعب الجواب) فأعذرني اذا على (قلة استيعابي) وفي هذه الحال أحتاج الى أخ (ذو قدرات عالية في الشرح والافهام) حتى يمكنه (النزول الى مستوى فهمي المتواضع)
نصيحة لك يا أخ علي وهي نصيحه عامه لكل الاخوة من وجد في مناقشة موضوع عدم فائدة له شخصيا فالأفضل عدم المناقشة
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 09:31]ـ
لم أجد جواب مباشر وواضح على ما طرحته من أسئله وان كنت حسب وجهة نظرك (لم أستوعب الجواب) فأعذرني اذا على (قلة استيعابي) وفي هذه الحال أحتاج الى أخ (ذو قدرات عالية في الشرح والافهام) حتى يمكنه (النزول الى مستوى فهمي المتواضع)
نصيحة لك يا أخ علي وهي نصيحه عامه لكل الاخوة من وجد في مناقشة موضوع عدم فائدة له شخصيا فالأفضل عدم المناقشة
الأخ الفاضل / شرياس.
أشكرك أولًا على حسن أخلاقك، ولين عبارتك، وسامحني إن كان في كلامي ما لم يرق لك.
وقد نصحت فأبلغت في النصح.
وبخصوص هذه الأيام المباركة.
كل عام وأنت وجميع الأعضاء في هذا المجلس العلمي، وجميع المسلمين في جميع البقاع بخير وعافية.
تقبل الله طاعاتكم، وأعاد هذه الأيام المباركة على الأمة الإسلامية بالخير والبركة.
غفر الله لي ولك ولوالدينا ولجميع المسلمين.
ـ[الحارثي أبو معاذ]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 09:33]ـ
موضوع للشيخ سليمان الخراشي
ومن الكتب التي جلّت حقيقة قول شيخ الإسلام، وردت على مناوئيه، وغيرهم؛ كتاب الفاضلة: كاملة الكواري - وفقها الله - " قِدَم العالم وتسلسل الحوادث بين شيخ الإسلام والفلاسفة "، وقدّم له الشيخ سفر الحوالي - وفقه الله وشفاه -. قال في مقدمته (ص 17 - 22):
(إن هذه الأمور العظيمة والأصول الكبرى إنما جلاها وفصّلها وتعمق في معقولها ومنقولها، ونقَد وقارن وفصل بين الطوائف المختلفة فيها، في كلياتها وجزئياتها: العالم الفرد والعلم الفذ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-، الذي قيضه الله لهذه الأمة.
والناس في هذه الأصول ثلاث طرق:
الأولى: المتكلمون الذين سلموا ببعض أصول الفلسفة، وأصّلوا ذلك الأصل الأفسد في حدوث العالم، وأهملوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى إنهم في مؤلفاتهم عن الأقوال والفرق لا يكادون يذكرون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أصلاً. وعلى أيديهم حدثت الفتن الجسام؛كفتنة القول بخلق القرآن، وفتنة القول بوجوب التأويل، وغيرها. وبقيتهم في المتأخرين الكوثري وتلامذته.
والطائفة الثانية: الفلاسفة المثبتون لقِدم العالم، وعمدتهم هو نقض ما قرره أولئك المتكلمون؛ إذ شغبوا على أهل الكلام قائلين: كيف تحول الأمر من الامتناع الذاتي إلى الإمكان أو الوجوب الذاتي؟ وكيف ترجح الفعل بلا مرجح؟ وغير ذلك من اللوازم؟ فليس لهم على الحقيقة حجة إلا فساد قول أولئك!
والطائفة الثالثة: المنتسبون للسنة والحديث بلا خبرة في العقليات، فكانوا فتنة للطائفتين السابقتين، وغرضاً لسهام الفريقين، ومن تفريطهم دخلتا، وعلى أكتافهم تسلقتا، وهم الذين عبر عنهم شيخ الإسلام بقوله: "من انتحل مذهب السلف مع الجهل بمقالهم أو المخالفة لهم بزيادة أو نقصان ..... ". وبقاياهم في زماننا على ثلاثة أصناف:
1 - من أعرض عن هذه المسائل بالكلية - مع أنها لا تزال تُقرر في كثير من معاهد العلم الشرعي في أنحاء المعمورة – وتُعلل بالنهي عن الخوض في علم الكلام، وهذا حق ولكن مسألة على هذا القدر من الأهمية بلوازمها واشتهار الكلام فيها؛ لا ينبغي الجهل بها ولا تجاهلها، وترك أهل البدع يثلمون عرض الشيخ، ويفرون أديمه، ويفتنون العامة بل طلبة العلم من أهل السنة.
2 - من تجرأ فخطأ شيخ الإسلام وصرح برفض قوله، وجعله مخالفاً لما اتفق عليه العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - من ادعى أن هذا ليس مذهب شيخ الإسلام! وجعل ذلك تبرئه لساحته ودفاعاً عنه، فكابر عقول قراء الشيخ كلهم، ولزمه تخطئة من خالف الشيخ ومن وافقه سواء، فابن القيم – عنده - مثلاً مخطئ حين وافق الشيخ على ما ليس مذهبه، والألباني مثلاً مخطئ حين خالف الشيخ فيما ليس مذهبه. وصدق من قال: عدو عاقل خير من صديق جاهل.
ولا ريب أن المسألة بتفصيلاتها ولوازمها دقيقة المنزع، وعرة المسلك، بعيدة الغور، إلا أننا نذكر خلاصة ما يجب على المسلم - لاسيما طالب العلم- معرفته في هذا الشأن، وهو هذه الأمور:
1 - أن الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء.
2 - أن الله تعالى متصف بصفات الكمال أزلاً وأبدًا، ومنها كونه خالقاً لما يشاء متى شاء، فعالا لما يريد، فلم يأت عليه زمن كان مُعَطلاً عن الخلق أو الكلام، أو غير ذلك من صفات كماله، ونعوت جلاله.
3 - أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق له، مربوب، كائن بعد أن لم يكن.
وبعد هذا إن أمكنه أن يفهم الفرق بين النوع والآحاد، وبين حكم الواحد وحكم المجموع؛ فقد انكشف له أصل المسألة، وإن لم يفهمه؛ فلا يضيره الوقوف بالساحل، وإنما الضير في التخبط بلا هدى، وأسوأ منه الجهل المركب الذي اشترك فيه من كفروا الشيخ!! أو خطأوه، ومن دافع عنه بنفي ما يعلم كلُ مطلع على كتبه أنه من مشهور أقواله).
وقال الشيخ سفر - رعاه الله - في الهامش: (انظر تعليق الشيخ الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (حديث رقم 133)، وقد أوردته الباحثة الفاضلة هنا ص 167.
وللشيخ رحمه الله تعليق آخر على متن العقيدة الطحاوية ص 53 طبعة المكتب الإسلامي الثانية هذا نصه: " قلت: ذكر الشارح هنا أن العلماء اختلفوا: هل القلم أول المخلوقات، أو العرش؟ على قولين لا ثالث لهما، وأنا وإن كان الراجح عندي الأول، كما كنت صرحت به في تعليقي عليه ..... فإني أقول الآن: سواء كان الراجح هذا أم ذاك، فالاختلاف المذكور يدل بمفهومه على أن العلماء اتفقوا على أن هناك أول مخلوق، والقائلون بحوادث لا أول لها، مخالفون لهذا الاتفاق، لأنهم يصرحون بأن ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق، وهكذا إلى ما لا أول له، كما صرح بذلك ابن تيمية في بعض كتبه، فإن قالوا: العرش أول مخلوق، كما هو ظاهر كلام الشارح، نقضوا قولهم بحوادث لا أول لها، وإن لم يقولوا بذلك خالفوا الاتفاق! فتأمل هذا فإنه مهم والله الموفق " اهـ.
وبالرجوع إلى أصل كلام الشارح نجد:
1 - **إنه قال "على قولين ذكرهما الحافظ أبو العلاء ..... " فجمله " لا ثالث لهما" من كلام الشيخ ناصر!
2 - أنه لم يقل: إن العرش أول مخلوق بل قال " أصحهما أن العرش قبل القلم ".
3 - أن هذا الكلام إنما هو في الفقرة الخاصة بالإيمان باللوح والقلم، أما في الفقرة التي تعرض فيها الشارح للموضوع نفسه أي: هل للحوادث أول؟ فكلامه صريح في التقييد بهذا العالم المشهود لا جنس المخلوقات، وذلك في جمل كثيرة منها: -
أ-**قوله: " واختلفوا في أول هذا العالم ما هو؟ ".
ب- قوله عن حديث كتابة المقادير: " فأخبر *أن تقدير هذا العالم المخلوق في ستة أيام كان قبل خلقه السموات بخمسين ألف سنة ".
ج- قوله عن حديث عمران بن حصين: " وقد أجابهم النبي *عن بدء هذا العالم المشهود لا عن جنس المخلوقات".
وأوضح من هذا كله وأهم: أن الشارح إنما نقل كلامه عن شيخ الإسلام من منهاج السنة 1/ 360 - 362، والشيخ أجل من أن يتناقض بل صرح بأن المراد هو هذا العالم لا جنس الخلق.
وإنما أوردنا هذا لأن شبهة أهل البدع في تكفير شيخ الإسلام أو تضليله هي دعوى مخالفة الإجماع، وربما اعتضدوا بكلام الشيخ الألباني –رحمه الله- كما فعل السقاف.
ويبدو لي أن الشيخ الألباني لم يقرأ كلام شيخ الإسلام، فهو يحيل عموماً إلى كتبه عموماً، وأجزم أنه لو قرأه مع ما أوتي من التجرد ودقة الفهم لأقره وأيده، لا سيما شرحه حديث عمران بن حصين. وعلى أي حال؛ فالشيخ الألباني نقل ص 41 من الكتاب نفسه قول الشارح " ...... أنه تعالى لم يزل متكلماً إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء ..... وأن نوع الكلام قديم وإن لم يكن الصوت المعين قديماً وهذا المأثور عن أئمة السنة والحديث"، وقد أقر الشيخ هذا القول، وهو حق، وهذا بعينه قول شيخ الإسلام عن صفة الخلق، فنوع المخلوقات قديم قدم نوع الكلام، وإن لم يكن شيء من المخلوقات المعينة قديماً، ومخلوقاته هي أثر كلماته، قال تعالى: "إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون "، وقال: " ألا له الخلق والأمر"، فمن سلم بمذهب أهل السنة في الكلام فليُسلم بكلامهم في الخلق، كما ذكره شيخ الإسلام مؤيداً كلامه بأقوال أئمة السنة فيه؛كالإمام أحمد والبخاري وابن المبارك والدارمي ومن قبلهم من الصحابة والتابعين.
ومما يجلي ذلك: أن شيخ الإسلام قد نص على أن اشتباه النوع بالعين وقع لكثير من الناس في الخلق كما وقع في الكلام، انظر: مجموع الفتاوى 12/ 184 - 191 و 154 - 157 وكذلك منهاج السنة 1/ 195 وغيرها. والشيخ الألباني - رحمه الله- لم يقع له الاشتباه في الكلام، بل نقل قول الشارح كما ذكرنا عارفاً بمضمونه مقراً له، لكن وقع له الاشتباه في الخلق؛ كما رأيت، فلعل الشيخ زهيراً الشاويش الذي أعد الكتاب وقدم له يستدرك هذا). انتهى كلام الشيخ سفر.
================
قلت: وأفضل من بيّن قول شيخ الإسلام وأوضحه: الأستاذ خالد السنوسي في رده على البوطي، والدكتور عبدالله الغصن في رسالته " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ". وهو موجود على هذا الرابط
http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm
. والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Dec-2007, صباحاً 02:11]ـ
سلام الله عليكم أخي الكريم شرياس ورحمة الله وبركاته؛
أهنئك وجميع الإخوة بالعيد السعيد. . . عسى الله أن يتقبل منا أعمالنا ويكفر عنا سيئاتنا.
وبعد، فقصدا لأن نفهم المسألة بشكل أكثر ترتيبا، تعالى أخي الكريم معنا لنتناول نقاط الأمر مسألةً مسألةً حتى نصل إلى بيت القصيد على بَيِّنَة.
ولنبدأ من:
1 - المسألة الأولى: إن الله تعالى هو الأول الذي ليس لوجوده ابتداء، فليس هناك وقت من الأوقات إلا والله تبارك وتعالى موجود قبل ذلك الوقت لا إلى أول. يعنى أن الله تعالى موجود دائما قبل كل شيء، ولا أظن أن بيننا في هذه المسالة أدنى خلاف؛
2 - المسألة الثانية: إن الله تعالى حي قيوم. ومن معنى كونه حيا قيوما، أنه تبارك وتعالى فعال دائما لما يريده من الأفعال من غير أن يعتريه موت ولا نوم ولا سهو في وقت من الأوقات. بل كل يوم هو في شأن. فإن كنت توافقني في هذه المسألة، فحَسَنٌ. وإن لا، فأبْدِ ما تراه صحيحا مع الدليل؛
3 - المسألة الثالثة: إن الله تبارك وتعالى قادر على كل شيء، وبِيَده ملكوت كل شيء. فهو الخلاق العليم الذي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له "كن" فيكون. وقدرة الله على الخلق هي قدرة دائمة أزلية أبدية. فما من وقت يُقَدَّر إلا والله في ذلك الوقت وقبله وبعده موصوف بالقدرة على أن يخلق ما يشاء كما يشاء. فإن كنت أخي الكريم توافقنا أيضا على هذه النقطة فالحمد لله على التوفيق. وإن كنت تخالفنا فيها، فبين ما تراه صحيحا قبل أن نأتي إلى "المسألة الرابعة".
أكتفى أولا بهذه الثلاث. وإن كان في كلامي السابق ما لم يتضح لك، فأعلمني حتى أبينِّ مرادي بشكل أوضح. والله الموفّق لكل خير.
ـ[شرياس]ــــــــ[19 - Dec-2007, مساء 01:59]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير وأسأل الله تعالى أن يعيد العيد علينا وعلى المسلمين بالخير والبركات.
سوف أضع ان شاءالله أجوبة افتراضية مباشرة على ما طرحت من أسئلة حتى تتضح الأمور أكثر وأكثر.
ـ[شرياس]ــــــــ[19 - Dec-2007, مساء 10:49]ـ
السؤال الأول:
هل تؤمن بوجود مخلوق لابداية له؟
الجواب احدى أمرين
نعم أؤمن أو لا لاأؤمن
السؤال الثاني:
هل تعتقد بامكانية وجود مخلوق ليس له بداية؟
الجواب احدى أمرين
نعم أعتقد أو لا لا أعتقد
السؤال الثالث:
ماذا تعتقد في رواية {غيره} ورواية {معه}
الجواب احدى ثلاثة أمور
1 - أعتقد بصحتها لفظا ومعنى
2 - أعتقد بعدم صحتها لفظا وأعتقد بصحتها معنى
3 - لا أعتقد بصحتها لا لفظ ولا معنى
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
أرجوا اختيار احدى الاجابات لمن أراد الاجابة
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 03:28]ـ
في جائزة؟؟ ابتسامة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 04:16]ـ
الأخ شرياس، المطلوب منك إجابة أسئلتي السابقة. . لا إنشاء أسئلة جديدة.
وحتى لا يقلق، فهذه أجوبة لأسئلتك:
1 - لا.
2 - لا.
3 - اللفظان صحيحا المعنى مرجوحا الرواية.
ـ[شرياس]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 06:11]ـ
الأخ شرياس، المطلوب منك إجابة أسئلتي السابقة. . لا إنشاء أسئلة جديدة.
وحتى لا يقلق، فهذه أجوبة لأسئلتك:
1 - لا.
2 - لا.
3 - اللفظان صحيحا المعنى مرجوحا الرواية.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 06:41]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما معنى هذه العلامات. . .؟؟
ـ[شرياس]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:14]ـ
ما معنى هذه العلامات. . .؟؟
اذا كنت تعتقد بصحة معنى رواية {غيره} ورواية {معه} فعلام الخلاف بيني وبينك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 08:26]ـ
اذا كنت تعتقد بصحة معنى رواية {غيره} ورواية {معه} فعلام الخلاف بيني وبينك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
على المنفي في الحديث.
هل المنفي كل ما سوى الله مطلقا بما فيه العرش والقلم - وهو الذي رفضه منطوق الحديث -؟
أم أن المنفي فيه هو ما دل عليه سياق الحديث من العالم المشهود الذي هو السموات والأرض؟!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 12:58]ـ
الأخ شرياس، وفقني الله وإياه للصواب.
من المهم إدراك الفرق بين "الخلْق" كمصدر دال على فعل الخالق، و "الخلْق" بمعنى المخلوق، أي ما وُجد بفعل الخالق، قال الفيروزآبادي في القاموس ("والخَليقةُ" الطَّبيعةُ والناسُ "كالخَلْقِ") في المعنى الأخير، و قال الفيروزآبادي في المعنى الأول ("الخَلْقُ": التَّقْديرُ) ومن الأول قوله تعالى (ما أشهدتهم خلْق السماوات والأرض ولا خلْق أنفسهم) الآية، ومن الثاني قوله تعالى (هذا خلْق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه)
فعلى المعنى الأول الخلق أزلي قديم، وهذا هو المتعلق بدلالةالجنس.
وعلى المعنى الثاني، أي الخلق المعيّن الذي هو آحاد المخلوقات، فلا تشارك الله عز وجل في قِدَمه.
والخلاصة: نحن ندعو للتفريق بين عملية الخلق وما ينتج عن عملية الخلق من أفراد الموجودات، فالأول قديم، و الثاني حادث كائن بعد عدم. وهو واضح جلي إن شاء الله.
فسؤالك: هل يوجد مخلوق قديم كقدم الله؟ الجواب عليه بعد معرفة مرادك بالضبط. إن كنت تريد "المخلوق" الذي مثاله هذه السماء و الكواكب و المجرات والعوالم وغيرها مما هو معيّن وإن غاب عن الحس، فليست بقديمة قطعاً ولا أظنك تخالف فيه، ولكن انتبه إلى قيد "المخلوقات المعينة وإن غابت عن حسِّنا"، لأنه يشمل كل المعينات. وإن كان المراد فعل الخالق الذي بواسطته وجدت مخلوقات عالمنا وغيره من المخلوقات عموما، أي الخلق التابع للمشيئة والإرادة، فهو قديم بقدم الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 01:17]ـ
و هذا الفرق يتنزل على قول أهل السنة قاطبة و من تبعهم من جمهور الأصوليين و أئمة المذاهب و أهل الحديث و المتكلمين و الصوفية من أن الخلق غير المخلوق كما حكاه عنهم اجماعا البخاري و البغوي و االكلاباذي و غيرهم ... خلافا لما ذهبت اليه عامة الجهمية و المعتزلة و الأشاعرة من ان الخلق هو نفس المخلوق و هذا التفريق مبني ايضا على التفريق بين الحادث و المخلوق
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 03:46]ـ
الأخ شرياس، وفقني الله وإياه للصواب.
من المهم إدراك الفرق بين "الخلْق" كمصدر دال على فعل الخالق، و "الخلْق" بمعنى المخلوق، أي ما وُجد بفعل الخالق، قال الفيروزآبادي في القاموس ("والخَليقةُ" الطَّبيعةُ والناسُ "كالخَلْقِ") في المعنى الأخير، و قال الفيروزآبادي في المعنى الأول ("الخَلْقُ": التَّقْديرُ) ومن الأول قوله تعالى (ما أشهدتهم خلْق السماوات والأرض ولا خلْق أنفسهم) الآية، ومن الثاني قوله تعالى (هذا خلْق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه)
فعلى المعنى الأول الخلق أزلي قديم، وهذا هو المتعلق بدلالةالجنس.
وعلى المعنى الثاني، أي الخلق المعيّن الذي هو آحاد المخلوقات، فلا تشارك الله عز وجل في قِدَمه.
والخلاصة: نحن ندعو للتفريق بين عملية الخلق وما ينتج عن عملية الخلق من أفراد الموجودات، فالأول قديم، و الثاني حادث كائن بعد عدم. وهو واضح جلي إن شاء الله.
فسؤالك: هل يوجد مخلوق قديم كقدم الله؟ الجواب عليه بعد معرفة مرادك بالضبط. إن كنت تريد "المخلوق" الذي مثاله هذه السماء و الكواكب و المجرات والعوالم وغيرها مما هو معيّن وإن غاب عن الحس، فليست بقديمة قطعاً ولا أظنك تخالف فيه، ولكن انتبه إلى قيد "المخلوقات المعينة وإن غابت عن حسِّنا"، لأنه يشمل كل المعينات. وإن كان المراد فعل الخالق الذي بواسطته وجدت مخلوقات عالمنا وغيره من المخلوقات عموما، أي الخلق التابع للمشيئة والإرادة، فهو قديم بقدم الله تعالى.
بل كلاهما يتعلق بدلالة (الجنس) و (العين).
فجنس الخلق قديم بقدم الخالق، وآحاده حادث.
وكذلك المخلوق: جنسه قديم تابع لقدم الخلق، وآحاده حادث
(إذا أثبتنا أن من يخلق أكمل ممن لا يخلق).
فقوله تعالى: (ما أشهدتهم خلْق السماوات والأرض ولا خلْق أنفسهم)،
الخلق فيه خلق معين - لا خلق جنس. وهو حادث قطعا، لأن الله قبل أن يخلق السموات لا يخلقها. وهذا واضح.
وقوله تعالى: (هذا خلْق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه)،
المخلوق فيه معين أيضا، وهو حادث. لكن قد أريدت بهذا الكلام الإشارةُ إلى جنسه.
بل يجدر التنبية إلى التفريق بين (أصل الصفة) وبين (وقوعها).
فالأول هنا هو: القدرة على الخلق،
وكذلك: جنس إرادة التخليق و جنس وقوع التخليق،
وأما الثاني، فهو: "إرادة معيَّنة لتخليق معيَّن" و "عين وقوع فعل تخليق معيَّن".
فقدم جنس المخلوق تابعة لقدم جنس التخليق، لا لوقوع تخليق معين. والله أكبر تكبيرا!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 04:03]ـ
إضافة موفقة، سبحان الله!
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 02:24]ـ
على المنفي في الحديث.
هل المنفي كل ما سوى الله مطلقا بما فيه العرش والقلم - وهو الذي رفضه منطوق الحديث -؟
أم أن المنفي فيه هو ما دل عليه سياق الحديث من العالم المشهود الذي هو السموات والأرض؟!
اذا أنت تعتبر النفي مقيد ليس بمطلق!!! فأنت تفهم الرواية فهم مخالف حتى لم رجح صحة رواية {قبله}
النفي نفي مطلق وليس بمقيد.
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 02:35]ـ
من صفات الله تعالى أنه يخلق ومن أسمائه الخالق جل وعلا ولا جدال على أن صفات الله تعالى أزليه وليس هذا موضوعنا انما الموضوع عن (تسلسل الحوادث) وعن وجود مخلوق أول في الوجود.
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 03:46]ـ
ما صحة هذا الحديث ((عن جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه سأل رسول الله (ص) مما خلق الكون فأجاب رسول الله من نور نبيك يا جابر))
وهل حقا خلق رسول الله من نور؟ وكيف نرد على من يقول هذا؟ وما حكمه في الاسلام مرتد كافر أم ماذا؟ وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد:-
هذا الحديث موضوع مكذوب لاأصل له , مع مخالفته لكتاب الله تعالى وما ثبت في السنة , وقائله لايكفر ولكن هو من البدع الخطيرة لانها من الغلو الذي يفضي الى الاشراك.
أما مخالفته لكتاب الله تعالى فقد قال تعالى {وجعلنا من الماء كل شيء حي} وهذا نص قرآني صريح بأن الله تعالى خلق كل شيء حي من الماء لا من نور محمد (ص).
أما مخالفته لما ثبت في السنة , فقد روى البخاري والبيهقي من حديث عمران بن حصين أن أناسا من أهل اليمن أتوا الى رسول الله (ص) فقالوا جئناك يارسول الله لنتفقه في الدين فأنبئنا عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال {كان الله ولم يكن شيء غيره , وكان عرشه على الماء , وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات والأرض}.
وهذا نص صريح في أن أول ما خلق الله تعالى العرش والماء , فقد كان سؤال أهل اليمن عن بدء العالم.
فقوله (ص) {كان الله ولم يكن شيء غيره} اثبات الأوليه لله تعالى أي أنه تعالى هو الأول فليس قبله شيء , ثم ذكر أن الله تعالى خلق العرش والماء قبل كل شيء بعدهما.
قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه:
قال الطيبي " هو فصل مستقل لأن القديم من لم يسبقه شيء , ولم يعارضه في الأولية , لكن أشار بقوله {وكان عرشه على الماء} الى أن الماء والعرش كانا مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل خلق السموات والأرض ولم يكن تحت العرش اذ ذاك الا الماء " ا هـ
وفي تفسير عبدالرزاق عن قتادة في قوله تعالى {وكان عرشه على الماء} [سورة هود / 7] ما نصه: " هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض "
وأخرج ابن جرير عن مجاهد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في قوله تعالى {وكان عرشه على الماء} [سورة هود/ 7] قال: " قبل أن يخلق شيئا "
هذا و بعض الجهله ينسب هذا الحديث الى مصنف عبدالرزاق وليس هو فيه , وقال الحافظ السيوطي في الحاوي: " ليس له - أي حديث جابر - اسناد يعتمد عليه " ا هـ
أما خلق رسول الله (ص) فكان كخلق سائر البشر قال تعالى {قل انما أنا بشر مثلكم}. [/ B]
فضيلة الشيخ حامد بن عبدالله العلي
13/ 12 / 2006
http://www.h-alali.net/f_open.php?id=f62c6ea4-dc1e-1029-a62a-0010dc91cf69
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 04:04]ـ
أخي الحبيب شرياس:
يجب أن نفرق بين كلام العلماء في المسائل ابتداء، وكلامهم عند الجدل والمناظرة
أما الأول فليسعك ما وسع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم أعمق الأمة علما، وأقلها تكلفا، ولا تجعل قلبك كالسفنجة تقبل ما يرد عليها من الشبهات، وحينئذ يسلم لك دينك ويطمئن قلبك.
وأما الثاني فلا يكون إلا عند الحاجة إليه، ويكون -فقط - ممن آتاه الله رسوخاً في العلم وبصيرة في الدين. وأوضح دليل على هذا أن تتأمل كتب اهل العلم؛ لتجد أن من يقرر مثل هذه المسائل إنما هم قلة، ولم يوردوها تكثراً، أو تشبعاً، وإنما أوردوها -فقط - في مواجهة اهل البدع.
زادك الله إيمانا ويقينا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 04:49]ـ
اذا أنت تعتبر النفي مقيد ليس بمطلق!!! فأنت تفهم الرواية فهم مخالف حتى لم رجح صحة رواية {قبله}
النفي نفي مطلق وليس بمقيد.
كيف نطلق فيه القول وقد قيده نص الحديث وسبب وروده؟!
الحديث الذي رجحت لفظه يقول: (كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء).
أين ذكر ابتداء خلق العرش والماء في هذا يا أخي ...... ؟!؟!
وكذلك اللفظ الذي رجحة الأئمة الكبار: (كان الله ولا شيء قبله وكان عرشه على الماء)
ليس في هذا ذكر لابتداء خلق العرش والماء.
وواضح أن في كلا اللفظين ليس فيه نفي ولو تلميحا لوجود مخلوقات قبل العرش والماء.
[/ quote] من صفات الله تعالى أنه يخلق ومن أسمائه الخالق جل وعلا ولا جدال على أن صفات الله تعالى أزليه وليس هذا موضوعنا انما الموضوع عن (تسلسل الحوادث) وعن وجود مخلوق أول في الوجود. [/ quote]
إن تقصد بأزلية الصفات أزلية أصلها وجنسها، فهذا مسلم.
وأما إن تقصد بها أزلية كل فعل معين وخلق معين وكلام معين فلا وألف لا!
جل جلاله تعالى أن يتعطل عن القيومية بعد أن كان قيوما سبحانه.
ـ[شرياس]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 01:59]ـ
كيف نطلق فيه القول وقد قيده نص الحديث وسبب وروده؟! الحديث الذي رجحت لفظه يقول: (كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء).
أين ذكر ابتداء خلق العرش والماء في هذا يا أخي ...... ؟!؟!
وكذلك اللفظ الذي رجحة الأئمة الكبار: (كان الله ولا شيء قبله وكان عرشه على الماء)
ليس في هذا ذكر لابتداء خلق العرش والماء.
وواضح أن في كلا اللفظين ليس فيه نفي ولو تلميحا لوجود مخلوقات قبل العرش والماء.
قلت لك يا أخ نضال أن مشكلتك أنك تساوي بين كان الأولى وكان الثانية مع العلم أن كان في حق الله تعالى تعني الأزلية مثل قوله تعالى {وكان الله سميعا عليما} فكان هنا تفيد الأزلية فربنا تعالى كان سميعا عليما بلا بداية وأما كان في حق المخلوقات فلا تعني الأزلية مثل قوله تعالى {وكان الانسان أكثر شيء جدلا} فالانسان كان أكثر شيء جدلا ببداية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 02:32]ـ
قلت لك يا أخ نضال أن مشكلتك أنك تساوي بين كان الأولى وكان الثانية مع العلم أن كان في حق الله تعالى تعني الأزلية مثل قوله تعالى {وكان الله سميعا عليما} فكان هنا تفيد الأزلية فربنا تعالى كان سميعا عليما بلا بداية وأما كان في حق المخلوقات فلا تعني الأزلية مثل قوله تعالى {وكان الانسان أكثر شيء جدلا} فالانسان كان أكثر شيء جدلا ببداية.
لا أدري ما وجه اعتراضك هذا.
أولا: عممت القول أن كان في حق الله تعالى تعنى الأزلية. فماذا تقول في قوله تعالى: (وكان الله بما تعملون بصيرا)؟ هل كان الله في الأزل - على مقتضى قاعدتك هذه - يبصر أعمالنا مع كوننا لم نُخلق بعد؟!
ثانيا: هب أن الأمر كما قلت، فأين في الحديث التعرض لذكر خلق العرش والماء؟ وأين فيه نفى كل مخلوق مطلقا قبلهما؟ ثم أين فيه أن العرش والماء يدخلان في قوله: (شيء غيره)؟!
ـ[شرياس]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 02:51]ـ
لا أدري ما وجه اعتراضك هذا.
أولا: عممت القول أن كان في حق الله تعالى تعنى الأزلية. فماذا تقول في قوله تعالى: (وكان الله بما تعملون بصيرا)؟ هل كان الله في الأزل - على مقتضى قاعدتك هذه - يبصر أعمالنا مع كوننا لم نُخلق بعد؟!
ثانيا: هب أن الأمر كما قلت، فأين في الحديث التعرض لذكر خلق العرش والماء؟ وأين فيه نفى كل مخلوق مطلقا قبلهما؟ ثم أين فيه أن العرش والماء يدخلان في قوله: (شيء غيره)؟!
في قوله تعالى {وكان الله بما تعملون بصيرا} اثبات لصفة البصر وأنه جلّ وعلا بصير ولا نفهم من الآية أن هذه الصفة محصورة فما نعمل فالله تعالى كان بصيرا بما نعمل وبكل شيء فالله تعالى لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ولا يخفى على الله خافيه وعلماء الأصول يقولون أن اللفظ قد يأتي لفظ عام يراد به الخاص وقد يأتي خاص أريد به العام.
لو سلمت أن الأمر كما قلت لزمك أن تسلم بأن العرش والماء خلقا وأنهما أول الخلق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 04:19]ـ
في قوله تعالى {وكان الله بما تعملون بصيرا} اثبات لصفة البصر وأنه جلّ وعلا بصير ولا نفهم من الآية أن هذه الصفة محصورة فما نعمل فالله تعالى كان بصيرا بما نعمل وبكل شيء فالله تعالى لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ولا يخفى على الله خافيه وعلماء الأصول يقولون أن اللفظ قد يأتي لفظ عام يراد به الخاص وقد يأتي خاص أريد به العام.ومعاذ الله عن أن أفهم أن بصره تعالى محصور فيما نعمل!
يا أخي، لاحظ النقطة التى قصدتها. . . الإبصار لا يطلق إلا لما هو من جنس الرؤية والشهود،
فلا يبصر إلا ما هو حاصل. وأما ما لم يوجد بعد، فهذا إنما "يعلم" لا "يبصر" ولا "يرى".
لأن رؤية المعدوم محال. فمن المحال أن يبصر المبصر بأعمالنا في حال عدمنا قبل أن نُوجد.
لو سلمت أن الأمر كما قلت لزمك أن تسلم بأن العرش والماء خلقا وأنهما أول الخلق.
لا نسلم إلا ما كان علما.
وأما ما كان خلاف العلم، فليس يسوغ التسليم به لقائله أبدا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 04:25]ـ
سلام الله عليكم أخي الكريم شرياس ورحمة الله وبركاته؛
أهنئك وجميع الإخوة بالعيد السعيد. . . عسى الله أن يتقبل منا أعمالنا ويكفر عنا سيئاتنا.
وبعد، فقصدا لأن نفهم المسألة بشكل أكثر ترتيبا، تعالى أخي الكريم معنا لنتناول نقاط الأمر مسألةً مسألةً حتى نصل إلى بيت القصيد على بَيِّنَة.
ولنبدأ من:
1 - المسألة الأولى: إن الله تعالى هو الأول الذي ليس لوجوده ابتداء، فليس هناك وقت من الأوقات إلا والله تبارك وتعالى موجود قبل ذلك الوقت لا إلى أول. يعنى أن الله تعالى موجود دائما قبل كل شيء، ولا أظن أن بيننا في هذه المسالة أدنى خلاف؛
2 - المسألة الثانية: إن الله تعالى حي قيوم. ومن معنى كونه حيا قيوما، أنه تبارك وتعالى فعال دائما لما يريده من الأفعال من غير أن يعتريه موت ولا نوم ولا سهو في وقت من الأوقات. بل كل يوم هو في شأن. فإن كنت توافقني في هذه المسألة، فحَسَنٌ. وإن لا، فأبْدِ ما تراه صحيحا مع الدليل؛
3 - المسألة الثالثة: إن الله تبارك وتعالى قادر على كل شيء، وبِيَده ملكوت كل شيء. فهو الخلاق العليم الذي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له "كن" فيكون. وقدرة الله على الخلق هي قدرة دائمة أزلية أبدية. فما من وقت يُقَدَّر إلا والله في ذلك الوقت وقبله وبعده موصوف بالقدرة على أن يخلق ما يشاء كما يشاء. فإن كنت أخي الكريم توافقنا أيضا على هذه النقطة فالحمد لله على التوفيق. وإن كنت تخالفنا فيها، فبين ما تراه صحيحا قبل أن نأتي إلى "المسألة الرابعة".
أكتفى أولا بهذه الثلاث. وإن كان في كلامي السابق ما لم يتضح لك، فأعلمني حتى أبينِّ مرادي بشكل أوضح. والله الموفّق لكل خير.
للرفع. فالحيدة عن الجواب ضرب من الانقطاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 09:49]ـ
بارك الله فيك أخي نضال مشهود فقد أجدت و أفدت
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 05:39]ـ
وفيكم شيخنا المقدادي. . . والحمد لله أولا وآخرا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 06:28]ـ
الأخ الفاضل نضال مشهود كل ما كتبته في هذا الموضوع جيد ما شاء الله وأوافقك عليه إلا في جزئية واحدة في المشاركة رقم (69) فقد قلت:
بل كلاهما يتعلق بدلالة (الجنس) و (العين).
فجنس الخلق قديم بقدم الخالق، وآحاده حادث.
وكذلك المخلوق: جنسه قديم تابع لقدم الخلق، وآحاده حادث
هذا خطأ يا أخي الفاضل المخلوقات ليست قديمة لا جنسًا ولا آحادًا، فتعريف القديم هو: ما لا يسبقه شيء.
ونحن إذا نظرنا إلى المخلوقات نجد أن آحادها ليست قديمة لأن كل مخلوق مسبوق بمخلوق غيره ومسبوق بالخالق.
وجنسها أيضًا ليس قديمًا، لماذا؟
الجواب / لأن جنس المخلوقات مسبوق بخالقه، ولا يصح أن نقول أنه مسبوق بالعدم كما هو في المشاركة رقم (67) من الشيخ عبد الشهري، فمعنى أن جنس المخلوقات مسبوق بالعدم – أقصد العدم المطلق – هذا يعني أن الله كان بلا خلق.
لكن الصواب في هذه المسألة أن الله لم يزل خالقًا أي لم يزل متصفًا بالخلق وهذا يلزم منه أنه لم يزل هناك خلق مع الله، لكن الله عز وجل سابق على جميع الخلق ومتقدم عليه تقدم العلة على المعلول.
لذلك لا يصح أن نقول أن جنس المخلوقات قديم، لكن نقول ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق لا إلى أول ولا يلزم من هذا القول بقدم المخلوقات لا جنسًا ولا آحاد ًا. والله أعلم.
.
ـ[شرياس]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 01:32]ـ
الأخ الفاضل نضال مشهود كل ما كتبته في هذا الموضوع جيد ما شاء الله وأوافقك عليه إلا في جزئية واحدة في المشاركة رقم (69).
الرجل لايفرق بين كان الأزلية وكان الغير أزليه فهل توافقه؟
ـ[شرياس]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 01:54]ـ
الشرح:
هذه الترجمة أراد بها المؤلف - رحمه الله - اثبات صفة الاستواء على العرش , واثبات العرش , وأنه مخلوق عظيم وصف بالعظمة , ووصف بالكرم , وهو سقف المخلوقات , وهو أعظمها وأوسعها وأعلاها و أرفعها , وهو أول المخلوقات , والله - تعالى - مستو عليه استواء يليق بجلال عظمته.
كانت هذه هي الفقرة الأولى من شرح العلامة الشيخ عبدالعزيز الراجحي لكتاب التوحيد من صحيح البخاري باب {وكان عرشه على الماء}
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&docid=6&page=Twh00052.Htm
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 03:50]ـ
الشرح:
هذه الترجمة أراد بها المؤلف - رحمه الله - اثبات صفة الاستواء على العرش , واثبات العرش , وأنه مخلوق عظيم وصف بالعظمة , ووصف بالكرم , وهو سقف المخلوقات , وهو أعظمها وأوسعها وأعلاها و أرفعها , وهو أول المخلوقات , والله - تعالى - مستو عليه استواء يليق بجلال عظمته.
كانت هذه هي الفقرة الأولى من شرح العلامة الشيخ عبدالعزيز الراجحي لكتاب التوحيد من صحيح البخاري باب {وكان عرشه على الماء}
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&docid=6&page=Twh00052.Htm
أخي الفاضل كلام الشيخ - حفظه الله - واضح في أنه يريد أنه أول المخلوقات في هذا العالم المشاهد وهو الذي وقع عليه السؤال في حديث الباب الذي يشرحه الشيخ.
فالذي نقلته عن الشيخ كلام مطلق قيده بعد ذلك في الشرح بقوله:
قوله: (اقبلوا البشرى يا بني تميم .... ) إلخ. فيه أن بني تميم استعجلوا، فأراد -صلى الله عليه وسلم - أن يبشرهم بالخير، فاستعجلوا، فكأنهم أرادوا شيئا من الدنيا؛ فلذلك غضب النبي -صلى الله عليه وسلم - فلما جاء أهل اليمن قال: اقبلوا البشرى بعد إذ لم يقبلها بنو تميم فقالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين؛ ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ... : أي: يسألوه عن أول هذا الأمر المشاهد من المخلوقات كالسماوات، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: كان الله ولم يكن شيء قبله وفي رواية: (كان الله ولم يكن شيء معه) وفي لفظ: كان الله ولم يكن شيء غيره.
وفيه إثبات وجود الله، وأن الله -سبحانه- هو الأول وليس قبله شيء. كما قال تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
فلو أن الشيخ - حفظه الله - يرى أن العرش أول مخلوق مطلقًا لما قال هذا الكلام في الشرح ولبين أن العرش أول المخلوقات مطلقًا وأنه مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.
وأرى أنك قد سألت وأجابك الناس بما يعرفون وجاء الدور عليك أيها الفاضل:
- هل تقول بوجود مخلوق أول معين سابق على جميع المخلوقات؟
فإن كان الجواب / لا.
لزم أن تقول بتسلسل المخلوقات لا إلى أول.
وإن كان الجواب / نعم.
فأقول لك: قبل هذا المخلوق الأول ماذا كان؟
لابد وأن يكون جوابك: العدم.
فيكون السؤال: قبل هذا المخلوق هل كان الله متصفًا بصفة الخلق؟
إن كان الجواب: لا.
تكون قد عطلت الصفات.
وإن كان: نعم.
فالسؤال: هل هناك خالق بلا خلق؟
فإن قلت: أن الله خالق قبل المخلوقات بمعنى أنه قادر على الخلق.
فالجواب / أن صفة الخلق أكمل من صفة القدرة على الخلق، والله مستحق لك كمال، والله وصف نفسه بالخلق وبالقدرة معًا فالله لم يزل خالقًا ولم يزل قادرًا على الخلق.
وأيضًا فرق بين القدرة على الصفة والصفة ذاتها، فالله قادر على الظلم، لكنه حرم الظلم على نفسه، فالقدرة على الظلم لا يلزم منها الوصف بالظلم فتدبر!!
والسؤال الواضح الذي أريد منك الجواب عنه بلا حيدة هو: إذا كنت تقول بمخلوق هوأول المخلوقات، فكيف تجمع بين قولك هذا وبين إثبات صفة الخلق لله أزلاً، أو كيف تجمع بين هذا وبين إثبات الصفات الفعلية لله أزلا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 12:23]ـ
أخي الفاضل كلام الشيخ - حفظه الله - واضح في أنه يريد أنه أول المخلوقات في هذا العالم المشاهد وهو الذي وقع عليه السؤال في حديث الباب الذي يشرحه الشيخ.
فالذي نقلته عن الشيخ كلام مطلق قيده بعد ذلك في الشرح بقوله:
فلو أن الشيخ - حفظه الله - يرى أن العرش أول مخلوق مطلقًا لما قال هذا الكلام في الشرح ولبين أن العرش أول المخلوقات مطلقًا وأنه مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.
كلام الشيخ واضح فهو قال بالنص (وهو أول المخلوقات) ولم يذكر أي قيد أما ماقاله الشيخ عن السؤال فهو وصف من الشيخ لسؤالهم وليس تعليق من الشيخ على الاجابة وأنت تعلم أخي بارك الله فيك أن الاجابة قد تأتي أحيانا أعم من السؤال لكي تعم الفائدة ومثال ذلك ما رواه النسائي والترمذي من حديث وابصة بن معبد حيث جاء يسأل عن البر فجاءت الاجابة عن البر وعن الاثم فكانت الاجابة أعم من السؤال.
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 12:41]ـ
وأرى أنك قد سألت وأجابك الناس بما يعرفون وجاء الدور عليك أيها الفاضل:
يا أخي الكريم سبق أن سألتك في المشاركة رقم 52 ولم ترد عليه بل قلت في المشاركة رقم 54 دعك من هذه الأسئلة التي تدل على عدم فهمك للمسألة
ثم قمت بوضح ثلاث أسئلة مع وضع اجابات افتراضية عليها فلم تجيب فقط الأخ نضال مشهود هو من أجاب فكيف تريد مني الآن أن أجيبك!!!!!!!!!
على كل حال سوف أجيبك ان شاءالله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 12:50]ـ
- هل تقول بوجود مخلوق أول معين سابق على جميع المخلوقات؟
فأقول لك: قبل هذا المخلوق الأول ماذا كان؟
فيكون السؤال: قبل هذا المخلوق هل كان الله متصفًا بصفة الخلق؟
فالسؤال: هل هناك خالق بلا خلق؟
نعم أعتقد بوجود مخلوق أول معين سابق على المخلوقات
نعم سيق هذا المخلوق العدم
نعم كان الله متصف بصفة الخلق
ليس هناك خالق بلا خلق
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 01:33]ـ
فالجواب / أن صفة الخلق أكمل من صفة القدرة على الخلق، والله مستحق للكمال، والله وصف نفسه بالخلق وبالقدرة معًا فالله لم يزل خالقًا ولم يزل قادرًا على الخلق.
وأيضًا فرق بين القدرة على الصفة والصفة ذاتها، فالله قادر على الظلم، لكنه حرم الظلم على نفسه، فالقدرة على الظلم لا يلزم منها الوصف بالظلم فتدبر!!
والسؤال الواضح الذي أريد منك الجواب عنه بلا حيدة هو: إذا كنت تقول بمخلوق هوأول المخلوقات، فكيف تجمع بين قولك هذا وبين إثبات صفة الخلق لله أزلاً، أو كيف تجمع بين هذا وبين إثبات الصفات الفعلية لله أزلا؟
الآن يا أخ علي صرت أنا من يحيد!!!!!! وماذا عن أسئلتي التي لم تجب عنها:)
حتى لا اتهم بالحيدة سوف أجيبك ان شاءالله تعالى
لكن قبل أن أجيبك أود أن أعرف هل تعتقد أن صفة القدرة وصفة الخلق كلاهما صفات فعلية أو أن كلاهما صفات ذاتية أم أن احداهما فعلية والأخرى ذاتية واذا كانت الاجابة هي الأخيرة فأيهما الفعلية وأيهما الذاتية
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 02:08]ـ
الآن يا أخ علي صرت أنا من يحيد!!!!!! وماذا عن أسئلتي التي لم تجب عنها:)
يا أخي الفاضل بعيدًا عن التهم ما هو سؤالك الذي حدت أنا عن الجواب عنه فيما سبق؟!
أعده علي وسوف يأتيك الجواب واضحًا كالشمس بإذن الله.
حتى لا اتهم بالحيدة سوف أجيبك ان شاءالله تعالى
لكن قبل أن أجيبك أود أن أعرف هل تعتقد أن صفة القدرة وصفة الخلق كلاهما صفات فعلية أو أن كلاهما صفات ذاتية أم أن احداهما فعلية والأخرى ذاتية واذا كانت الاجابة هي الأخيرة فأيهما الفعلية وأيهما الذاتية
أخي الفاضل.
صفة القدرة صفة ذاتية أزلية، أما صفة الخلق فمثل بقية الصفات الفعلية جنسها قديم وآحادها حادثة.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 02:14]ـ
ثم قمت بوضح ثلاث أسئلة مع وضع اجابات افتراضية عليها فلم تجيب فقط الأخ نضال مشهود هو من أجاب فكيف تريد مني الآن أن أجيبك!!!!!!!!!
أخي الفاضل / أجابك الأخ نضال أو أجبتك أنا الأمر سهل ونحن لسنا في مناظرة، وحتى لو كنا في مناظرة فليس انقطاع أحد الطرفين يحيل الحق إلى باطل ولا الباطل إلى حق، ومقصودنا في أول الأمر وآخره إنما هو الاستفادة وفهم الأمر على الوجه الصحيح.
نعم أعتقد بوجود مخلوق أول معين سابق على المخلوقات
نعم سبق هذا المخلوق العدم
نعم كان الله متصف بصفة الخلق
ليس هناك خالق بلا خلق
أرى أن هذا الكلام متناقض فمعنى أن هناك مخلوق أول معين مسبوق بالعدم أنه لم يكن في الأزل مخلوقات ألبتة وأن الله كان موجودًا ولا يوجد مخلوقات.
ثم تقرر أن الله كان متصفًا بصفة الخلق، السؤال كيف يتصف الله بصفة الخلق وهو لم يخلق بعد؟!!
وأنت تقر في كلامك بأنه ليس هناك خالق بلا خلق إجابتك متناقضة!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 02:25]ـ
أخي الفاضل / أجابك الأخ نضال أو أجبتك أنا الأمر سهل ونحن لسنا في مناظرة، وحتى لو كنا في مناظرة فليس انقطاع أحد الطرفين يحيل الحق إلى باطل ولا الباطل إلى حق، ومقصودنا في أول الأمر وآخره إنما هو الاستفادة وفهم الأمر على الوجه الصحيح.
صدقت نحن لسنا في مناظرة فأنا مقلد ولست بمجتهد وقد أوضحت منذ بداية الموضوع أن الهدف هو الاستفاده وفهم الأمر على الوجه الصحيح كما ذكرتم لكن تكرر ذكر (الحيدة) في مشاركة الأخ نضال وفي مشاركتك مع ان هذه الكلمة تستخدم عادة في المناظرات عند مراوغة أحد الخصوم!!!! على كل حال ليس هذا هو المهم فالمهم معرفة الحق والصواب في المسألة.
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 02:36]ـ
أرى أن هذا الكلام متناقض فمعنى أن هناك مخلوق أول معين مسبوق بالعدم أنه لم يكن في الأزل مخلوقات ألبتة وأن الله كان موجودًا ولا يوجد مخلوقات.
الآن بدأت الصورة تتضح أكثر ولو تجيبني على هذا السؤال أكون لك شاكرا.
هل تعتقد بامكانية وجود مخلوق لا أول له؟ وهل تعتقد أن الله تعالى كان (وكان شيء معه)؟ أم تعتقد أن الله تعالى {كان ولم يكن شيء معه}
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 03:59]ـ
الأخ الفاضل (شرياس) حياك الله وبارك فيك.
السؤال الأول سبقت الإجابة عليه عدة مرات في كلامي وفي كلام الأخ نضال وغيرنا.
يا أخي لا يوجد مخلوق بعينه ليس له أول كل مخلوق له أول بل هناك ما هو غير مخلوق وله أول وهو صفات الله الفعلية آحاد هذه الصفات غير مخلوقة ولكنها حادثة إي وجدت بعد أن لم تكن أحدثها الله في نفسه سبحانه وتعالى.
المهم لا أريد أن أعكر عليك إجابة سؤالك:
لا يوجد مخلوق بعينه ألبتة إلا وله أول.
أما السؤال الثاني: ففيه تفصيل حتى يفهم إن قصدت هلى كان معه شيء من العالم المشاهد، فأقول لك كان الله ولم يكن شيء معه من هذا العالم المشاهد ألبتة، كان الله ولم يكن عرش ولا ماء ولا سماء ولا أرض ولا طير ولا حيوان ولا شيء من هذا العالم المشاهد، وهو غني عن هذه المخلوقات لو شاء خلقها ولو شاء لم يخلق منها شيئًا وخلق غيرها.
لكن هل يصح أن يقال كان الله في الأزل ولا مخلوق الجواب: لا.
لم يزل الله خالقًا أي لم يزل هناك مخلوقات لله عز وجل وهذا من كمال صفاته سبحانه.
قد يتوهم متوهم أنه يلزم من ذلك القول بقدم جنس المخلوقات والجواب: أنه لا يلزم، لماذا؟
الجواب: لأن جنس المخلوقات يعني (جميع المخلوقات) مسبوقة بخالقها والخالق سبحانه وتعالى متقدم عليها لكن بلا فاصل من الزمن.
فليس هناك وقت لم يكن الله خالقًا بمعنى أنه لم يكن هناك وقت قط وليس هناك الله خلق.
فهذا العالم المشاهد قبله قلق والذي قبله قبله خلق لا إلى أول وهذا معنى أن الله أول بلا ابتداء وأنه أول ليس قبله شيء.
أما جميع المخلوقات جنسها وآحادها فمسبوقة بخالقها فهي مخلوقة وحادثة، لماذا مخلوقة؟
لخلق الله لها.
ولماذا حادثة؟
لأنها مسبوقة بخالقها والقديم يجب أن لا يسبقه شيء، لذلك فالله عز وجل هو القديم بلا شريك في ذلك سبحانه وتعالى.
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 08:29]ـ
الأخ الفاضل (شرياس) حياك الله وبارك فيك.
السؤال الأول سبقت الإجابة عليه عدة مرات في كلامي وفي كلام الأخ نضال وغيرنا.
يا أخي لا يوجد مخلوق بعينه ليس له أول كل مخلوق له أول بل هناك ما هو غير مخلوق وله أول وهو صفات الله الفعلية آحاد هذه الصفات غير مخلوقة ولكنها حادثة إي وجدت بعد أن لم تكن أحدثها الله في نفسه سبحانه وتعالى.
المهم لا أريد أن أعكر عليك إجابة سؤالك:
لا يوجد مخلوق بعينه ألبتة إلا وله أول.
كنت سألتك عن امكانية وجوده ولم أسأل عن وجوده من عدمه ولكن لا بأس سوف أعتبر اجابتك هذه هي اقرار منك بعدم امكانية وجود مخلوق لا أول له وليس فقط الاقرار بعدم وجوده
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 08:38]ـ
أما السؤال الثاني: ففيه تفصيل حتى يفهم إن قصدت هل كان معه شيء من العالم المشاهد، فأقول لك كان الله ولم يكن شيء معه من هذا العالم المشاهد ألبتة، كان الله ولم يكن عرش ولا ماء ولا سماء ولا أرض ولا طير ولا حيوان ولا شيء من هذا العالم المشاهد، وهو غني عن هذه المخلوقات لو شاء خلقها ولو شاء لم يخلق منها شيئًا وخلق غيرها.
لكن هل يصح أن يقال كان الله في الأزل ولا مخلوق الجواب: لا.لم يزل الله خالقًا أي لم يزل هناك مخلوقات لله عز وجل وهذا من كمال صفاته سبحانه.
اذا أنت تعتقد أن الله كان في الأزل وكان شيء معه اليس كذلك؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 08:41]ـ
نعم أقول أن الله لم يزل خالقًا، وهذا يستلزم وجود مخلوقين، ولا يوجد ما يمنع من ذلك من نقل صحيح أو عقل صريح، بل النقل والعقل يدلان على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 09:07]ـ
ولا تنس أخي الفاضل أنني نقلت لك من البداية تعريف الأزل بأنه كما قال الكفوي في (الكليات) (ص80) هو: اسم لما يضيق القلب عن تقدير بدايته.
فوجود مخلوقات في الأزل لا يلزم منه القول بقدم المخلوقات لا جنسًا ولا عينًا، لأننا مهما نتصور من مخلوقات فالله سبحانه وتعالى سابق على ذلك ومتقدم عليه تقدم الخالق على المخلوق.
ـ[شرياس]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 02:28]ـ
نعم أقول أن الله لم يزل خالقًا، وهذا يستلزم وجود مخلوقين،
هذا اقرار منك بأنك فعلا تعتقد أن الله تعالى كان في الأزل (وكان شيء معه) فأنت تجيب هنا على سؤالي الأخير
ـ[شرياس]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 02:37]ـ
ولا تنس أخي الفاضل أنني نقلت لك من البداية تعريف الأزل بأنه كما قال الكفوي في (الكليات) (ص80) هو: اسم لما يضيق القلب عن تقدير بدايته.
فوجود مخلوقات في الأزل لا يلزم منه القول بقدم المخلوقات لا جنسًا ولا عينًا، لأننا مهما نتصور من مخلوقات فالله سبحانه وتعالى سابق على ذلك ومتقدم عليه تقدم الخالق على المخلوق.
هل تريد أن تقول أن صفة الأزلية نسبيه وأن أزلية الله تعالى غير عن ما تعتقده من (أزلية المخلوقات) على كل حال أنا أعتقد أن الأزل هو ما لا بداية له.
ـ[شرياس]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 02:47]ـ
لأن جنس المخلوقات يعني (جميع المخلوقات) مسبوقة بخالقها والخالق سبحانه وتعالى متقدم عليها لكن بلا فاصل من الزمن.
فليس هناك وقت لم يكن الله خالقًا بمعنى أنه لم يكن هناك وقت قط وليس هناك لله خلق.
.
هذا موطن الاشكال لديك يا أخ علي فأنت تريد الجمع بين اعتقاد أن الله تعالى متقدم على خلقه وبين اعتقاد أن المخلوقات لا أول لها ولهذا قلت (بلا فاصل من الزمن) وهذا تناقض صريح وواضح وسببه أنك تعتقد أن عدم وجود مخلوقات يعني نفي صفة الخلق عن الله تعالى وهذا غير صحيح لأسباب سوف أذكرها ان شاءالله تعالى.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 03:06]ـ
هذا موطن الاشكال لديك يا أخ علي فأنت تريد الجمع بين اعتقاد أن الله تعالى متقدم على خلقه وبين اعتقاد أن المخلوقات لا أول لها ولهذا قلت (بلا فاصل من الزمن) وهذا تناقض صريح وواضح وسببه أنك تعتقد أن عدم وجود مخلوقات يعني نفي صفة الخلق عن الله تعالى وهذا غير صحيح لأسباب سوف أذكرها ان شاءالله تعالى.
أخي الفاضل / بارك الله فيك.
قبل أن تذكر لي أسباب التناقض بين لي أولا أين موضع التناقض في كلامي.
كلامي باختصار:
أن الله لم يزل خالقًا والخلق ممكن له في كل وقت ولا يوجد ما يمنعه من الخلق أزلا في الماض وأبدًا في المستقبل.
والخلق صفة كمال ينبغي أن نثبتها لله أزلا، قال الله تعالى: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} (النحل /17).
وعليه فالله خالق أزلا وهو خالق بخلق ومعنى هذا أنه لم يزل يخلق في الأزل، وليس هناك ما يمنع من هذا.
وهذا يوجب القول بتسلسل المخلوقات لا إلى أول.
فما هو التناقض في كلامي بينه لي بارك الله فيك؟!!!!
ـ[شرياس]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 04:10]ـ
فما هو التناقض في كلامي بينه لي بارك الله فيك؟!!!!
بينت لك هذا التناقض ولكن لايمنع هذا من اعادة التبيان
أنت تعتقد أن الله تعالى وحده القديم الأزلي أي الذي لاأول له ولا بداية له وأن المخلوقات ليست أزلية لأنها حادثة وهذا حق لكنك تعتقد في ذات الوقت أنه لايوجد وقت لم يكن فيه مخلوقات وأنه لايوجد فاصل من الزمن بين تقدم الله تعالى على جنس المخلوقات فأنت تقول أن جنس المخلوقات مسبوقه بخالقها دون فاصل من الزمن!!!!!!!!
ولعل الأخوة الكرام من الأعضاء يتفقون معي فيما ذكرت.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 05:25]ـ
أنت تعتقد أن الله تعالى وحده القديم الأزلي أي الذي لاأول له ولا بداية له
وأن المخلوقات ليست أزلية لأنها حادثة وهذا حق.
فهمك عني للشق الأول صحيح وهو: ((أن الله تعالى وحده القديم الأزلي أي الذي لاأول له ولا بداية له)).
وأما الشق الثاني: ((وأن المخلوقات ليست أزلية لأنها حادثة)).
إن قصدت أنها ليست أزلية بمعنى أنها ليست قديمة فأنا أوافقك على هذا الفهم وأنا أقول بهذا.
وأما إن أردت أنها ليست أزلية بمعنى أن لها مخلوقًا أول معروفًا بعينه وأن الله خلق هذا المخلوق بعد أن كان معطلا عن الخلق، أو أنه يتصور مخلوق لم يخلق الله عز وجل قبله شيئًا فلا.
ـ[شرياس]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 08:05]ـ
فهمك عني للشق الأول صحيح وهو: ((أن الله تعالى وحده القديم الأزلي أي الذي لاأول له ولا بداية له)).
وأما الشق الثاني: ((وأن المخلوقات ليست أزلية لأنها حادثة)).
إن قصدت أنها ليست أزلية بمعنى أنها ليست قديمة فأنا أوافقك على هذا الفهم وأنا أقول بهذا.
وأما إن أردت أنها ليست أزلية بمعنى أن لها مخلوقًا أول معروفًا بعينه وأن الله خلق هذا المخلوق بعد أن كان معطلا عن الخلق، أو أنه يتصور مخلوق لم يخلق الله عز وجل قبله شيئًا فلا.
هذا هو التناقض فأنت تعتقد أن جميع المخلوقات حادثة أي لها بداية ثم تنفي وجود مخلوق أول بحجة أن الله لم يزل هو الخالق يعني باختصار أنت تعتقد بوجود شيء غير الله تعالى في الأزل ولهذا قلت يا أخ علي أن جنس المخلوقات حادثه و أن الله تعالى متقدم على جنس المخلوقات بلا فاصل من الزمن وهنا يظهر أيضا التناقض فكيف تكون جنس المخلوقات مسبوقة بخالقها مع عدم وجود فاصل من الزمن!!!!!!!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 08:12]ـ
الأجناس إنما تكتسب قدمها وأزلها من تعلقها بأزلية الخالق وقدمه في مشيئته و قدرته وأفعاله، ومالا يكتسِب أزليته إلا بواسطة الاعتماد على غيره فهو دون ما يَعتمِدُ عليه ... التابع دون المتبوع، والمعتمِد دون المُعتَمدُ عليه، فالأجناس لا تستقل بنفسها في صفتي الأزلية والقدم، وإنما تكتسبها من المستقل بنفسه، الباري عز وجل، فلو لم يوجد الله لما كان للأجناس وجود، فضلاً عن أزلٍ لها وقِدَم، هو "القيوم" لا قوام لشيء إلا به.
هذه مشاركة للأخ عبدالله الشهري ولا حظ يا أخونا الفاضل علي أحمد عبدالباقي أن الأخ عبدالله لم يقع في التناقض الذي وقعت فيه وبالرغم من ذلك فهو مخطىء قطعا فيما قال فصفة الأزلية هي لله وحده لايشاركه فيها أحد لا استقلالا ولا تبعا.
ـ[شرياس]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 08:21]ـ
بل كلاهما يتعلق بدلالة (الجنس) و (العين).
فجنس الخلق قديم بقدم الخالق، وآحاده حادث.
وكذلك المخلوق: جنسه قديم تابع لقدم الخلق، وآحاده حادث
أنظر يا أخ علي الى مشاركة أخونا نضال فهو يقرر أن جنس المخلوقات قديم بزعمه وهذا قطعا باطل لكن الفرق بين الأخوين عبدالله الشهري ونضال مشهود وبينك يا أخ علي هو عدم وجود التناقض في أقوالهما كما هو الحال عندك
لا أدري لماذا لايشارك باقي الأخوة الأفاضل فنحن لسنا في مناظرة فالموضوع عام لمن أراد أن يفيد بعلم أو يستفيد بتعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 08:44]ـ
أخي الفاضل (شرياس) إن اتهامك لي بالتناقض هو عين ما اتهم به شيخ الإسلام من مخالفيه، ونسبوه إلى أنه يلزم من قوله بتسلسل المخلوقات لا إلى أول القول بقدم العالم، وهذا ليس بلازم.
وأنا أقول لك وأنت تقول بوجود مخلوق أول، ماذا كان قبل هذا المخلوق؟
وهل الله عز وجل كان متصفًا بالخلق قبل أن يخلق هذا المخلوق؟
إن كان جوابك نعم، فالسؤال: كيف يوصف بالخلق قبل أن يخلق؟!!!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 01:02]ـ
أخي شرياس صاحب الموضوع، جميع الإخوة المشاركين
سلام الله عليكم جميعا
وأسأل صاحب الموضوع في أول مشاركة لي فيه
إنك تعتقد بأن الله كان ولم يكن معه أي مخلوق. أليس كذلك؟
وتعتقد أنه خلق في وقت ما أول مخلوق. أليس كذلك؟
والسؤال: أين خلقه؟
إن قلت: خلقه في ذاته فقد نطقت بعقيدة أهل الحلول والاتحاد. نسأل الله العافية.
وإن قلت: خلقه في غيره.
فالسؤال: هل هذا الغير مخلوق أم غير مخلوق؟
إن قلت: غير مخلوق. فقد أثبت مع الله .... آخر.
وإن قلت: مخلوق. فقد أثبت وجود مخلوق قبل أول مخلوق، وهو معنى حوادث لا أول لها.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 05:48]ـ
أخانا الفاضل / ابا عبيدة عيد بن فهمي.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا على هذه المشاركة النافعة، بارك الله فيك.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 12:27]ـ
أخانا الفاضل / ابا عبيدة عيد بن فهمي. إيه ده بقى، جبت كنيتي القديمة قوي دي منين يا شيخ علي، دانا بقالي سنين مسمعتهاش من حد، ولا انت عشان مشرف بتعمل تحري عن جميع المشتركين، استرنا يا رب (ابتسامة)
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 02:06]ـ
أخي شرياس صاحب الموضوع، جميع الإخوة المشاركين
سلام الله عليكم جميعا
وأسأل صاحب الموضوع في أول مشاركة لي فيه
إنك تعتقد بأن الله كان ولم يكن معه أي مخلوق. أليس كذلك؟
وتعتقد أنه خلق في وقت ما أول مخلوق. أليس كذلك؟
والسؤال: أين خلقه؟
إن قلت: خلقه في ذاته فقد نطقت بعقيدة أهل الحلول والاتحاد. نسأل الله العافية.
وإن قلت: خلقه في غيره.
فالسؤال: هل هذا الغير مخلوق أم غير مخلوق؟
إن قلت: غير مخلوق. فقد أثبت مع الله .... آخر.
وإن قلت: مخلوق. فقد أثبت وجود مخلوق قبل أول مخلوق، وهو معنى حوادث لا أول لها.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يسرني مشاركتك أخي الفاضل عيد فهمي ومشاركة جميع الاخوة.
نعم يا أخ عيد أعتقد أن الله تعالى كان ولم يكن هناك أي مخلوق معه وأن هناك مخلوق أول ولكن هل أنت تعتقد بخلاف ما أنا أعتقده أريد جواب مباشر؟
فيما يتعلق بباقي الأسئلة فكنت سوف أجيب عنها من قبل من خلال الأسباب التي وعدت بذكرها لبيان خطأ الأخ علي وذكرت ذلك في المشاركة رقم 102 لولا أن الأخ علي طلب مني تبيان وجه التناقض وذلك في المشاركة 103 وان شاءالله تعالى سوف أوضح ذلك بعد أن أتأكد ان كنت تعتقد بنفس عقيدة الأخ علي في هذه المسألة.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 03:15]ـ
إيه ده بقى، جبت كنيتي القديمة قوي دي منين يا شيخ علي، دانا بقالي سنين مسمعتهاش من حد، ولا انت عشان مشرف بتعمل تحري عن جميع المشتركين، استرنا يا رب (ابتسامة)
(إبتسامة)
لا يا شيخ عيد نتحرى عن الذين نحبهم فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 03:46]ـ
أعتقد صراحة:
أنه سبحانه ما زال خالقا إذا شاء، لم يكن معطلا عن الخلق أزلا، كما سيبقى خالقا أبدا، ولا أقول أن أول ما خلقه الله مطلقا كذا
كما أنه ما زال متكلما إذا شاء، لم يكن معطلا عن الكلام أزلا، كما سيبقى متكلما أبدا، ولا أقول إن أول ما تكلم به مطلقا كذا
وأعتقد أن:
اعتقادي وجود حوادث لا أول لها لا يتعارض مع أنه أول ليس قبله شيء.
كما أن وجود حوادث لا آخر لها لا يتعارض مع أنه آخر ليس بعده شيء.
أظن هذا أوضح ما يكون.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 03:47]ـ
أحبك الله يا شيخ علي
والله إني أحبكم جميعا في الله
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 04:53]ـ
أعتقد صراحة:
أنه سبحانه ما زال خالقا إذا شاء، لم يكن معطلا عن الخلق أزلا، كما سيبقى خالقا أبدا، ولا أقول أن أول ما خلقه الله مطلقا كذا
كما أنه ما زال متكلما إذا شاء، لم يكن معطلا عن الكلام أزلا، كما سيبقى متكلما أبدا، ولا أقول إن أول ما تكلم به مطلقا كذا
وأعتقد أن:
اعتقادي وجود حوادث لا أول لها لا يتعارض مع أنه أول ليس قبله شيء.
كما أن وجود حوادث لا آخر لها لا يتعارض مع أنه آخر ليس بعده شيء.
أظن هذا أوضح ما يكون.
هو أوضح ما يكون الا قليلا
وهذا القليل يا أخي الكريم هو عدم توضيح معتقدك في أن الله تعالى كان ولم يكن شيء معه فأنت وضحت أن اعتقادك بوجود حوادث لا أول لها لايتعارض مع أنه سبحانه أول ليس قبله شيء فماذا عن أول ليس معه شيء؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 05:13]ـ
هو أوضح ما يكون الا قليلا
دعنا قبل الإجابة نحرر موطن الخلاف، بتحديد نقطة الاتفاق.
فهل تتفق معي فيما ذكرته من معتقد باستثناء (القليل) الذي لم أذكره أم لا؟
فإن كانت الإجابة: نعم، أنتقل للإجابة عن سؤالك في هذا (القليل)
وإن كانت الإجابة: لا، فلا معنى للانتقال لنقطة أخرى ونحن لم نحسم الأولى.
أليس كذلك؟
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 06:28]ـ
أعتقد صراحة:
أنه سبحانه ما زال خالقا إذا شاء، لم يكن معطلا عن الخلق أزلا، كما سيبقى خالقا أبدا، ولا أقول أن أول ما خلقه الله مطلقا كذا
كما أنه ما زال متكلما إذا شاء، لم يكن معطلا عن الكلام أزلا، كما سيبقى متكلما أبدا، ولا أقول إن أول ما تكلم به مطلقا كذا
وأعتقد أن:
اعتقادي وجود حوادث لا أول لها لا يتعارض مع أنه أول ليس قبله شيء.
كما أن وجود حوادث لا آخر لها لا يتعارض مع أنه آخر ليس بعده شيء.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي
فهل تتفق معي فيما ذكرته من معتقد باستثناء (القليل) الذي لم أذكره أم لا؟
يا أخ عيد ذكرت فيما ذكرت مسائل ليست محل نقاش في موضوعنا هذا فأنت تحدثت عن أن الله تعالى لم يزل متكلما وأنه هو الآخر فليس بعده شيء وأن هذا لايتعارض مع تسلسل الأحداث في المستقبل وليس هذا موضوعنا لذا لن اناقش فيها ولكن أوضح لك عقيدتي فيما يتعلق في المسألة محل الخلاف في هذا الموضوع فلابد أن نحدد حدود الموضوع ثم نحدد موضع الاشكال فيه.
ما أعتقده في هذه المسألة باختصار هو أن الله تعالى الخالق وصفة الخلق أزليه وأعتقد أن الله تعالى كان ولم يكن قبله شيء ولم يكن معه شيء وأن هناك مخلوق أول وأن القول بتسلسل الأحداث في الماضي يتعارض مع الاعتقاد بأن الله تعالى كان ولم يكن شيء معه فهل تعتقد أنت أن الله تعالى كان وكان معه شيء؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 06:52]ـ
أعتقد صراحة:
أنه سبحانه ما زال خالقا إذا شاء، لم يكن معطلا عن الخلق أزلا، كما سيبقى خالقا أبدا، ولا أقول أن أول ما خلقه الله مطلقا كذا
كما أنه ما زال متكلما إذا شاء، لم يكن معطلا عن الكلام أزلا، كما سيبقى متكلما أبدا، ولا أقول إن أول ما تكلم به مطلقا كذا
وأعتقد أن:
اعتقادي وجود حوادث لا أول لها لا يتعارض مع أنه أول ليس قبله شيء.
كما أن وجود حوادث لا آخر لها لا يتعارض مع أنه آخر ليس بعده شيء.
أظن هذا أوضح ما يكون. أنا أسألك عما لونته أنا الآن باللون الأحمر هل تتفق فيه معي أم لا؟
فبحسب جوابك ننتقل إلى قضية (معه) أو لا ننتقل.
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 08:16]ـ
أنا أسألك عما لونته أنا الآن باللون الأحمر هل تتفق فيه معي أم لا؟
فبحسب جوابك ننتقل إلى قضية (معه) أو لا ننتقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أتفق معك أن الله تعالى متصف بصفة الخلق في الأزل ولا أعطل هذه الصفة عن الله تعالى لافي الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل كما أعتقد أن وجود تسلسل لأحداث لا أول لها في الماضي لايتعارض مع كون الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله الا أنه يتعارض مع كون الله تعالى كان ولم يكن شيء معه وقد ذكرت هذا الأمر في بداية الموضوع.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 09:36]ـ
أتفق معك أن الله تعالى متصف بصفة الخلق في الأزل ولا أعطل هذه الصفة عن الله تعالى لافي الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل كما أعتقد أن وجود تسلسل لأحداث لا أول لها في الماضي لا يتعارض مع كون الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله
أحسنت أخي الفاضل.
وهذا القدر كافٍ لاعتقاده في هذه المسألة.
ومن اعتقده فقد آمن بمحكم التنزيل، وتبرأ من تضليل أهل التعطيل، وتحريف أهل التأويل.
وما دمنا اتفقنا على ذلك، فأنتقل إلى القضية الثانية، وهي كلمة (كان الله ولم يكن شيء معه)
فأقول:
احتمال كونها رويت بالمعنى غير بعيد.
أما ادّعاء مخالفتها للعقيدة السلفية غير سديد.
لعدة أمور:
الأول: أن في ذلك اتهام لأئمة الحديث الذين رووها في كتبهم -وعلى رأسهم إمام الدنيا وجبل الحفظ وزين السلفية وغيظ الجهمية الإمام البخاري- بأنهم لم يكونوا يعرفون ما يخالف العقيدة من الألفاظ مما يوافقها فيطرحون الأول ويثبتون الثاني، في الوقت الذي يستنكرون دقائق الألفاظ مما يخفى على كبار الحفاظ في المسائل الفقهية، أو أسماء الرواة، وأين هذا من ذاك؟
وهل ضبط فروع الأحكام أهم من ضبط أصول الإيمان؟
أم أن استقامة اللسان أولى من استقامة عقد الجنان؟
فلا نوافق من قال هذا كائنا من كان.
----
الثاني: لفظ (غيره) عند البخاري قد اتفق على روايته جمع من الثقات عن الأعمش عن جامع، منهم: حفص بن غياث ومحمد بن عبيد الطنافسي وأبو عبيدة بن معن، وأبو إسحاق الفزاري، ورواه أبو معاوية بلفظ قريب: "كان الله قبل كل شيء"
وجاء من رواية ابن عيينة عن جامع بنفس اللفظ وهي متابعة قوية للأعمش
فنسبة الوهم إلى كل هؤلاء ليس مقبولا، ولو فتحنا هذا الباب لرددنا كثيرا من ألفاظ الأحاديث لمجرد الظن بأنها رويت بالمعنى
---
الثالث: على قول من يقول هي مروية بالمعنى فهو اعتراف منه بأن هذا اللفظ وذاك عند أئمة الحديث بمعنى واحد، فادّعاء من ادّعى اختلافهما في المعنى محجوج بصنيع هؤلاء الأئمة وفعلهم مقدم على قوله
----
الرابع: قول شيخ الإسلام رحمه الله: ((وإذا ثبت في هذا الحديث لفظ القبل فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله واللفظان الآخران لم يثبت واحد منهما أبداً، وكان أكثر أهل الحديث إنما يروونه بلفظ القبل " كان الله ولا شيء قبله " مثل الحميدي والبغوى وابن الأثير وغيرهم)) لا يقبل لأن العبرة في الترجيح إنما تكون بعدد مَن رووه عن الأعمش لا بعدد مَن أخرجوه في كتبهم.
وقد أخرج البخاري اللفظين وهو أمّة وحده عند الترجيح.
----
وأخيرا فقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله وجوها في كلامه على هذا الحديث، أعجبني منها الوجه السابع حيث يقول:
((الوجه السابع أن يقال: لا يجوز أن يجزم بالمعنى الذي أراده الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بدليل يدل على مراده، فلو قدر أن لفظه يحتمل هذا المعنى وهذا المعنى لم يجز الجزم بأحدهما إلا بدليل، فيكون إذا كان الراجح هو أحدهما فمَن جزم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد ذلك المعنى الآخر فهو مخطئ))
----
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[شرياس]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 01:30]ـ
فأنتقل إلى القضية الثانية، وهي كلمة (كان الله ولم يكن شيء معه)
[/ COLOR][/CENTER]
نقل طيب وجزاك الله خير على ما ذكرت يا أخ عيد لكن لم يكن هذا مطلبي منك فأنا طلبت منك أن تصرح بما تعتقده أنت أكرر بما تعتقده أنت لا عن مسأله ترجيح الرواية على الأخرى وها أنا أكرر عليك السؤال وقد أجبتك على أسئلتك أريد منك جواب مباشر على السؤال الآتي:
هل تعتقد أن الله تعالى كان وكان شيء معه؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 02:49]ـ
هل تعتقد أن الله تعالى كان وكان شيء معه؟
هذا السؤال غير صحيح
وقد وضحت لك المسألة بكل حيادية.
أما قول ابن تيمية رحمه الله -الذي هو قول جماهير أهل السنة- فدعني أوضحه لك من باب المدارسة والتعاون على البر والتقوى وليس من باب الجدال والحجاج.
فرقٌ بين لفظ الحديث الذي نتكلم عنه وهو:
((كان الله ولم يكن شيء معه))
وبين قولك
((كان الله وكان شيء معه))
وقد أورد الجويني وغيره من المتكلمين قريبا من قولك في رد مسألة حوادث لا أول لها.
فقال رحمه الله:
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) كان هذا ممكنا.
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) ان هذا ممتنعا.
وقوله صحيح، لكن الموازنة نفسها غير صحيحة.
لأن قول القائل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) فهو نفي للمستقبل حتى يحصل المستقبل ويكون قبله. فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل، وهذا ممتنع فعلا.
لكن الموازنة الصحيحة، أن تجعل ماضيا قبل ماض، كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل.
فيكون القولان هما:
في المستقبل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن.
وفي الماضي: ((مَا أَعْطَيْتُكَ دِرْهَمًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن أيضا.
فمن استطاع أن يدرك ذلك فهو زيادة في العلم يتبعها زيادة في الإيمان.
ومن لم يستطع فيكفيه من الاعتقاد ما اتفقنا عليه مسبقا.
وأما من يأتي إلى جزء من الحديث ويفرده ليستدل على معنى معين -وهو في الحقيقة يدفع معنى آخر غير صحيح تصوره في ذهنه من وجود قديم مع الله-فهذا غير مقبول؛ لأنه لم يرد «كان الله ولم يكن شيء معه» مجردًا، وإنما ورد على السياق المذكور في الحديث، ولا يظن ظانّ أن معناه الإخبار بتعطيل الرب سبحانه وتعالى دائما عن الفعل حتى خلق السماوات والأرض، فإن قوله بعد ذلك: «وكان عرشه على الماء» ينفي هذا الظن.
والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم عدود]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم
معذرة من الافاضل على التطفل لكن من باب التعلم اقول ان هذا الموضوع (والله اعلم) ناشئ عن المبالغة في الثقة بكل مايدافع عنه شيخ الاسلام رحمه الله وكنت اتمنى لو نه نزه قلمه عن مثل هذه المواضيع التي اقل ما فيها من الضرر التكلم على الله بمجرد الاقيسة العقلية واني لاعجب من نسبة هذا القول للسلف و اهل الحديث فاين كلامهم حول هذه المسالة و لا يتهمني احد بعدم الفهم او ....... فالحق ابلج و اسعد الناس من وقف حيث انتهى به علمه
الاخ شرياس طرح مسائل و لم يجب عنها بشكل موضوعي بل و للاسف اتهم بانه لم يستوعب المسالة و الذي يبدو ان القول بتسلسل حوادث لا اول لها طنطنة لا فائدة فيها والقائل بها يلزمه لوازم باطلة لا يمكنه التخلص منها ومن قرا الموضوع من اوله بين شرياس و الاخوة بتمعن تبين له هذا
سؤال:1
من من السلف قال بهذا القول؟
سؤال:2
كل مخلوق مسبوق بعدم فهل في حال عدمه يكون الله عز وجل لا يتصف بصفة الخلق؟ الجواب عن هذا هو الجواب عن الاشكال المتوهم على القول بان الله جل في علاه كان و لم يكن معه شيء ثم خلق الخلق
سؤال:3
اذا قلنا ان شيخ الاسلام مخطئ فهل هذا ينقص من قدره؟ او يخرجه من السنة؟
اعتذر مرة اخرى من الافاضل
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 09:50]ـ
فرقٌ بين لفظ الحديث الذي نتكلم عنه وهو:
((كان الله ولم يكن شيء معه))
وبين قولك
((كان الله وكان شيء معه))
وقد أورد الجويني وغيره من المتكلمين قريبا من قولك في رد مسألة حوادث لا أول لها.
فقال رحمه الله:
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) كان هذا ممكنا.
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) ان هذا ممتنعا.
وقوله صحيح، لكن الموازنة نفسها غير صحيحة.
لأن قول القائل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) فهو نفي للمستقبل حتى يحصل المستقبل ويكون قبله. فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل، وهذا ممتنع فعلا.
لكن الموازنة الصحيحة، أن تجعل ماضيا قبل ماض، كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل.
فيكون القولان هما:
في المستقبل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن.
وفي الماضي: ((مَا أَعْطَيْتُكَ دِرْهَمًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن أيضا.
فمن استطاع أن يدرك ذلك فهو زيادة في العلم يتبعها زيادة في الإيمان.
ومن لم يستطع فيكفيه من الاعتقاد ما اتفقنا عليه مسبقا.
وأما من يأتي إلى جزء من الحديث ويفرده ليستدل على معنى معين -وهو في الحقيقة يدفع معنى آخر غير صحيح تصوره في ذهنه من وجود قديم مع الله-فهذا غير مقبول؛ لأنه لم يرد «كان الله ولم يكن شيء معه» مجردًا، وإنما ورد على السياق المذكور في الحديث، ولا يظن ظانّ أن معناه الإخبار بتعطيل الرب سبحانه وتعالى دائما عن الفعل حتى خلق السماوات والأرض، فإن قوله بعد ذلك: «وكان عرشه على الماء» ينفي هذا الظن.
والله ولي التوفيق.
تقرير جيد
أحسن الله إليك شيخنا الجليل أبا عبيدة عيد بن فهمي الحسيني، ولا حرمنا الله من علمكم
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 02:46]ـ
هذا السؤال غير صحيح
حتى لو غيرت الصيغة وقلت هل تعتقد بصحة معنى رواية {كان الله ولم يكن شيء معه} فانك لن تجيبني بشكل صريح وهذا حقك لاننا لسنا في مناظرة وأشكرك على مشاركتك واثرائك للموضوع
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 02:51]ـ
السلام عليكم
معذرة من الافاضل على التطفل لكن من باب التعلم اقول ان هذا الموضوع (والله اعلم) ناشئ عن المبالغة في الثقة بكل مايدافع عنه شيخ الاسلام رحمه الله وكنت اتمنى لو نه نزه قلمه عن مثل هذه المواضيع التي اقل ما فيها من الضرر التكلم على الله بمجرد الاقيسة العقلية واني لاعجب من نسبة هذا القول للسلف و اهل الحديث فاين كلامهم حول هذه المسالة و لا يتهمني احد بعدم الفهم او ....... فالحق ابلج و اسعد الناس من وقف حيث انتهى به علمه
الاخ شرياس طرح مسائل و لم يجب عنها بشكل موضوعي بل و للاسف اتهم بانه لم يستوعب المسالة و الذي يبدو ان القول بتسلسل حوادث لا اول لها طنطنة لا فائدة فيها والقائل بها يلزمه لوازم باطلة لا يمكنه التخلص منها ومن قرا الموضوع من اوله بين شرياس و الاخوة بتمعن تبين له هذا
سؤال:1
من من السلف قال بهذا القول؟
سؤال:2
كل مخلوق مسبوق بعدم فهل في حال عدمه يكون الله عز وجل لا يتصف بصفة الخلق؟ الجواب عن هذا هو الجواب عن الاشكال المتوهم على القول بان الله جل في علاه كان و لم يكن معه شيء ثم خلق الخلق
سؤال:3
اذا قلنا ان شيخ الاسلام مخطئ فهل هذا ينقص من قدره؟ او يخرجه من السنة؟
اعتذر مرة اخرى من الافاضل
لايوجد أي تطفل أخي الكريم فالموضوع عام وليس مناظرة وتسعدنا مشاركتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 04:33]ـ
حتى لو غيرت الصيغة وقلت هل تعتقد بصحة معنى رواية {كان الله ولم يكن شيء معه} فانك لن تجيبني بشكل صريح وهذا حقك لاننا لسنا في مناظرة وأشكرك على مشاركتك واثرائك للموضوع
يا أخي الكريم
وفقك الله
بل أجبتك بشكل صريح، لكن ملتزما في الوقت نفسه بعدم التقول على الله بغير علم.
وانظر إلى إجابتي مرة أخرى بنظرك الثاقب ستصل إلى جوابي إن شاء الله:
لقد قلتُ:
وقد وضحت لك المسألة بكل حيادية.
أما قول ابن تيمية رحمه الله -الذي هو قول جماهير أهل السنة- فدعني أوضحه لك من باب المدارسة والتعاون على البر والتقوى وليس من باب الجدال والحجاج.
فرقٌ بين لفظ الحديث الذي نتكلم عنه وهو:
((كان الله ولم يكن شيء معه))
وبين قولك
((كان الله وكان شيء معه))
وقد أورد الجويني وغيره من المتكلمين قريبا من قولك في رد مسألة حوادث لا أول لها.
فقال رحمه الله:
فإنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) كان هذا ممكنا.
ولكنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) كان هذا ممتنعا.
وقوله صحيح، لكن الموازنة نفسها غير صحيحة.
لأن قول القائل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) فهو نفي للمستقبل حتى يحصل المستقبل ويكون قبله. فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل، وهذا ممتنع فعلا.
لكن الموازنة الصحيحة، أن تجعل ماضيا قبل ماض، كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل.
فيكون القولان هما:
في المستقبل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن.
وفي الماضي: ((مَا أَعْطَيْتُكَ دِرْهَمًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن أيضا.
فمن استطاع أن يدرك ذلك فهو زيادة في العلم يتبعها زيادة في الإيمان.
ومن لم يستطع فيكفيه من الاعتقاد ما اتفقنا عليه مسبقا.
وأما من يأتي إلى جزء من الحديث ويفرده ليستدل على معنى معين -وهو في الحقيقة يدفع معنى آخر غير صحيح تصوره في ذهنه من وجود قديم مع الله-فهذا غير مقبول؛ لأنه لم يرد «كان الله ولم يكن شيء معه» مجردًا، وإنما ورد على السياق المذكور في الحديث، ولا يظن ظانّ أن معناه الإخبار بتعطيل الرب سبحانه وتعالى دائما عن الفعل حتى خلق السماوات والأرض، فإن قوله بعد ذلك: «وكان عرشه على الماء» ينفي هذا الظن.
والله ولي التوفيق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 05:16]ـ
الأخ الفاضل نضال مشهود كل ما كتبته في هذا الموضوع جيد ما شاء الله وأوافقك عليه إلا في جزئية واحدة في المشاركة رقم (69) فقد قلت:
----------------------------------
بل كلاهما يتعلق بدلالة (الجنس) و (العين).
فجنس الخلق قديم بقدم الخالق، وآحاده حادث.
وكذلك المخلوق: جنسه قديم تابع لقدم الخلق، وآحاده حادث
----------------------------------
هذا خطأ يا أخي الفاضل المخلوقات ليست قديمة لا جنسًا ولا آحادًا، فتعريف القديم هو: ما لا يسبقه شيء.
ونحن إذا نظرنا إلى المخلوقات نجد أن آحادها ليست قديمة لأن كل مخلوق مسبوق بمخلوق غيره ومسبوق بالخالق.
وجنسها أيضًا ليس قديمًا، لماذا؟
الجواب / لأن جنس المخلوقات مسبوق بخالقه، ولا يصح أن نقول أنه مسبوق بالعدم كما هو في المشاركة رقم (67) من الشيخ عبد الشهري، فمعنى أن جنس المخلوقات مسبوق بالعدم – أقصد العدم المطلق – هذا يعني أن الله كان بلا خلق.
لكن الصواب في هذه المسألة أن الله لم يزل خالقًا أي لم يزل متصفًا بالخلق وهذا يلزم منه أنه لم يزل هناك خلق مع الله، لكن الله عز وجل سابق على جميع الخلق ومتقدم عليه تقدم العلة على المعلول.
لذلك لا يصح أن نقول أن جنس المخلوقات قديم، لكن نقول ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق لا إلى أول ولا يلزم من هذا القول بقدم المخلوقات لا جنسًا ولا آحاد ًا. والله أعلم.
.
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل وأدام بقائكم.
لعل هذا الذي استشكلتموه ناتج من تباين المصطلحات بيني وبينكم،
وإلا فلا أظن أن بيننا خلاف في الحقيقة.
وحتى نتبين أكثر ونعرف ما إذا كان بيننا تفاوت في المصطلحات، أرجو أن تجيبوا سوالى:
هل جنس الخلق (الذي هو فعل الخالق تعالى) حادث أم قديم؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 05:25]ـ
أخي شرياس صاحب الموضوع، جميع الإخوة المشاركين
سلام الله عليكم جميعا
وأسأل صاحب الموضوع في أول مشاركة لي فيه
إنك تعتقد بأن الله كان ولم يكن معه أي مخلوق. أليس كذلك؟
وتعتقد أنه خلق في وقت ما أول مخلوق. أليس كذلك؟
والسؤال: أين خلقه؟
إن قلت: خلقه في ذاته فقد نطقت بعقيدة أهل الحلول والاتحاد. نسأل الله العافية.
وإن قلت: خلقه في غيره.
فالسؤال: هل هذا الغير مخلوق أم غير مخلوق؟
إن قلت: غير مخلوق. فقد أثبت مع الله .... آخر.
وإن قلت: مخلوق. فقد أثبت وجود مخلوق قبل أول مخلوق، وهو معنى حوادث لا أول لها.
وعليكم السلام شيخنا الفاضل ورحمة الله وبركاته.
أسعدتنا مشاركتكم الطيبة، وعلى الخصوص هذا الإلزام الذي فى احتجاجكم.
وبإزاء هذا الإلزام يقال أيضا: إذا كان هناك أول مخلوق أولية مطلقة، فمن أي شيئ خلق الله هذا المخلوق؟!
فالإنسان خلقه من طين، والجن من نار، والملك من نور، والسماوات والأرض من السحاب أو الماء، و ... و ... .
لكن أرى أن في مثل هذا الإلزام نقص وشيئ من الضعف،
فإن للمعارض أن يقول: خلقه من عدم مطلق بقدرته،
كما أن له أن يقول في جواب سؤالكم: خلقه بائنا عنه وخلق مع ذلك مكانه.
(وهذا يذكرنا باحتجاج الإمام أحمد للجهمية في رده المشهور عليهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 05:27]ـ
سؤال للأخ شرياس صاحب الموضوع:
ماذا بقي من استشكالاتك؟
ولماذا لم تجب على أسئلتي الثلاث؟
وما معنى قوله تعالى: (إن الله كان غفورًا رحيمًا) عندك؟ هل كان في الأزل مخلوق يغفر الله له ويرحمه؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 07:03]ـ
كما أن له أن يقول في جواب سؤالكم: خلقه بائنا عنه وخلق مع ذلك مكانهوفقكم الله وبارك لكم وأدام فضلكم
وهل كان ثمَّ بائن عنه؟
وهل هذا البائن مخلوق أم غير مخلوق؟ ويبقى السؤال كما هو.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 07:46]ـ
وفقكم الله وبارك لكم وأدام فضلكم
وهل كان ثمَّ بائن عنه؟
وهل هذا البائن مخلوق أم غير مخلوق؟ ويبقى السؤال كما هو.
يعنى: هو أول بائن وأول مخلوق ومكانه أول مكان للمخلوق.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 08:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي نضال والاخوة الافاضل
اعتذر منكم و استسمحكم بشان مداخلتي الاخيرة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 08:09]ـ
يعنى: هو أول بائن وأول مخلوق ومكانه أول مكان للمخلوق.يعني: الله كان ولا مكان، وكان قبل أن يخلق المكان ..... كما يقولون!!!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 12:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي نضال والاخوة الافاضل
اعتذر منكم و استسمحكم بشان مداخلتي الاخيرة
لا عليك يا أخي. . . فما يتعلق بذات البين، فالأمر سهل إن شاء الله؛
لكن ما كان من الأمور العلمية والعقدية، فالتريث والتثبت مطلوب دائما.
وفقنا الله وإياكم للسداد.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 12:14]ـ
يعني: الله كان ولا مكان، وكان قبل أن يخلق المكان ..... كما يقولون!!!
نعم يا شيخنا. . هكذا يقولون. بل قالوا إنه تعالى خلق المكان في لا مكان، وخلق الزمان في لا زمان!!
أو قالوا: كان الله، ولا مكان إلا مكانه، ولا زمان إلا زمان فعله. ثم خلق المخلوقات بأمكنتها وأزمنة أفعالها.
يعنى باختصار: زعموا أنه:
" كان الله ولا عابد له،
وكان الخالق ولا مخلوق،
كان الرب ولا مربوب،
وكان الجواد ولا جود ولا مجود عليه،
كان الرحمن الرحيم ولا مرحوم،
كان الملك ولا مملوك ولا مأمور،
وكان العلي العظيم وليس هناك ما يعلو عليه من المخلوقات ولا ما هو أقل عظمة منه - تعالى وتقدس سبحانه -! "
فما أحسن الجواب لها يا شيخنا؟ وأجره على الله تعالى.
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 12:31]ـ
نعم يا شيخنا. . هكذا يقولون. بل قالوا إنه تعالى خلق المكان في لا مكان، وخلق الزمان في لا زمان!!
أو قالوا: كان الله، ولا مكان إلا مكانه، ولا زمان إلا زمان فعله. ثم خلق المخلوقات بأمكنتها وأزمنة أفعالها.
يعنى باختصار: زعموا أنه:
" كان الله ولا عابد له،
وكان الخالق ولا مخلوق،
كان الرب ولا مربوب،
وكان الجواد ولا جود ولا مجود عليه،
كان الرحمن الرحيم ولا مرحوم،
كان الملك ولا مملوك ولا مأمور،
وكان العلي العظيم وليس هناك ما يعلو عليه من المخلوقات ولا ما هو أقل عظمة منه - تعالى وتقدس سبحانه -! "
فما أحسن الجواب لها يا شيخنا؟ وأجره على الله تعالى.
مدار الموضوع على هذه المسألة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 11:00]ـ
مدار الموضوع على هذه المسألة
كلها لازم لقولك لا محالة.
ولا تنس: http://alukah.net/majles/showpost.php?p=77072&postcount=132
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 12:46]ـ
سؤال للأخ شرياس صاحب الموضوع:
ماذا بقي من استشكالاتك؟
ولماذا لم تجب على أسئلتي الثلاث؟
وما معنى قوله تعالى: (إن الله كان غفورًا رحيمًا) عندك؟ هل كان في الأزل مخلوق يغفر الله له ويرحمه؟
ليس لدي مشكلة في أسئلتك هات ما عندك مع ملاحظة أنك انقطعت عن الحوار مده بعد أن أنكر عليك أخونا علي أحمد عبدالباقي قولك بأزلية جنس المخلوقات.
لم يكن في الأزل أي مخلوق ومع ذلك كان الله في الأزل ولم يزل وسيظل الى ما لانهاية غفورا رحيما
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 01:02]ـ
سؤال عن معنى {كان} في كتاب الله
موضوع مفيد خصوصا لمن لايفرق بين كان الأزلية وكان الغير أزلية
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?s=&threadid=280
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 01:33]ـ
مع ملاحظة أنك انقطعت عن الحوار مده بعد أن أنكر عليك أخونا علي أحمد عبدالباقي قولك بأزلية جنس المخلوقات.
أخي الفاضل هذا لا يضر توقف الإنسان للمراجعة والبحث لا يضر، بارك الله فيك.
أما الإيراد على قولك فأتركه للأخ نضال لأن كلامك الآن معه.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 01:58]ـ
الظاهر أن هناك اختلافًا في المصطلحات بيني وبين الأخ شرياس.
أنا أطلق (الأزل) ولا أقصد به (القدم) وإنما أريد به ما يضيق القلب عن تصور أوله كما سبق أن نقلته عن الكفوي.
والظاهر أنه يريد بالأزلي (القديم).
بينما فهمي للقديم هو: ما لا يسبقه غيره.
الأخ شرياس سأل: هل يوجد مخلوق ليس له أول؟
فأجبت على أساس أن مخلوقا تعني هل يوجد مخلوق بعينه.
والظاهر أنه قصد بقوله (مخلوق) جنس المخلوقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 04:19]ـ
ليس لدي مشكلة في أسئلتك هات ما عندك مع ملاحظة أنك انقطعت عن الحوار مده بعد أن أنكر عليك أخونا علي أحمد عبدالباقي قولك بأزلية جنس المخلوقات.
لم يكن في الأزل أي مخلوق ومع ذلك كان الله في الأزل ولم يزل وسيظل الى ما لانهاية غفورا رحيما
1 - هل معنى هذا أنك توافقنى على تلك المسائل الثلاث؟ الإجابة بنعم أو لا.
2 - ما كنت منقطعا، بل شغلتني الشواغل عدة أيام - ولا زالت - فنقص تواجدي على الشبكة.
3 - لو رأيت مشاركتى برقم 130: http://alukah.net/majles/showpost.php?p=77068&postcount=130 لعلمت أنني لا زلت أواصل الحوار مع الشيخ علىّ ومنتظر الجواب والبيان من فضيلته.
4 - كلامك الأخير مبني على رأيك الأول الذي لم نوافقك عليه لعدم البرهنة، فرجاء التركيز عليه قبل ذكر اللوازم.
وشكرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 04:24]ـ
الظاهر أن هناك اختلافًا في المصطلحات بيني وبين الأخ شرياس.
أنا أطلق (الأزل) ولا أقصد به (القدم) وإنما أريد به ما يضيق القلب عن تصور أوله كما سبق أن نقلته عن الكفوي.
والظاهر أنه يريد بالأزلي (القديم).
بينما فهمي للقديم هو: ما لا يسبقه غيره.
الأخ شرياس سأل: هل يوجد مخلوق ليس له أول؟
فأجبت على أساس أن مخلوقا تعني هل يوجد مخلوق بعينه.
والظاهر أنه قصد بقوله (مخلوق) جنس المخلوقات.
ويضاف إلى ذلك يا شيخنا أن الأخ شرياس - فيما يبدو لي - فهم من قولكم "بلا فاصل زمني" على معنى "المعية" لا على معنى "الترتيب"، فهذا ما أراه بعض ما يكون عاكرا على مواصلة الحوار.
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 04:33]ـ
أخي الفاضل هذا لا يضر توقف الإنسان للمراجعة والبحث لا يضر، بارك الله فيك.
أما الإيراد على قولك فأتركه للأخ نضال لأن كلامك الآن معه.
لم أقصد أنه يضر ولكن فقط أردت التنويه لا أكثر فالانقطاع عن الحوار قد يؤدي الى نسيان بعض المشاركات وعدم الرد عليها
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 04:40]ـ
الظاهر أن هناك اختلافًا في المصطلحات بيني وبين الأخ شرياس.
أنا أطلق (الأزل) ولا أقصد به (القدم) وإنما أريد به ما يضيق القلب عن تصور أوله كما سبق أن نقلته عن الكفوي.
والظاهر أنه يريد بالأزلي (القديم).
بينما فهمي للقديم هو: ما لا يسبقه غيره.
الأخ شرياس سأل: هل يوجد مخلوق ليس له أول؟
فأجبت على أساس أن مخلوقا تعني هل يوجد مخلوق بعينه.
والظاهر أنه قصد بقوله (مخلوق) جنس المخلوقات.
أقصد بالأزلي ما لابداية له وقد صرحت لك بذلك في المشاركة 101
فهمي للقديم أنه ما لابداية له وهو (الأزلي)
قصدت بقولي (مخلوق) مخلوقا بعينه
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 04:47]ـ
ويضاف إلى ذلك يا شيخنا أن الأخ شرياس - فيما يبدو لي - فهم من قولكم "بلا فاصل زمني" على معنى "المعية" لا على معنى "الترتيب"، فهذا ما أراه بعض ما يكون عاكرا على مواصلة الحوار.
سبحان الله أنا لم أقصد المعية إطلاقًا فهي توجب القول بقدم جنس المخلوقات، بل أنا صرحت أن جنس المخلوقات مسبوق بخالقه.
ولكن هنا شيء يحسن التبيه عليه.
وهو أن الله سبحانه لم يزل خالقًا وهذا عندي يلزم منه تسلسل في الصفة وتسلسل في المخلوقات، لكن ما الفرق بين التسلسل في الصفة والتسلسل في المخلوقات.
الفرق يتلخص في أن العلاقة بين الخالق وصفة الخلق علاقة دور معي أي أن الله سبحانه وتعالى موجود أزلا ومعه صفاته سبحانه وتعالى فلا يمكن تصور الذات بدون الصفات ولا تصور الصفات بدون الذات وهذا ما يعرف بالدور المعي أي أن العلاقة بين الذات والصفات علاقة معية.
أما العلاقة بين الله - سبحانه وتعالى - وخلقه فهي علاقة علة ومعلول، والصواب في حجج العقول أن المعلول يتبع العلة.
فالمخلوقات متأخرة على خالقها قطعًا لكن ليس هذا على سبيل التراخي بل بالفاء (إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون).
والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 05:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرى أن هذه المسألة قد طال فيها الكلام وهي مسألة من المسائل الكبار التي تحتاج إلى كثرة المطالعة والبحث والوقوف على كلام أكابر أهل العلم فيها.
وأنا أجمل اعتقادي في هذه المسألة الذي أراه متفقًا عليه بين أهل السنة وهو:
- الله عز وجل أول بلا ابتداء، وآخر بلا انتهاء.
- لم يأت في القرآن وصف الله عز وجل بالقديم ولا سلبه عنه، وإذا راعينا المعنى يجوز أن نخبر عن الله عز وجل أنه قديم بمعنى أنه السابق على ما عداه وأنه لا يسبقه شيء.
- أن الله تعالى قد وصف نفسه بصفات فعلية، مثل الكلام والخلق والمغفرة وغيرها، وآحاد هذه الصفات حادث (1)، وجنسها قديم بمعنى أن الله تعالى لم يزل خالقًا ولم يزل سميعًا ولم يزل بصيرًا ... الخ.
- أن العرش أول المخلوقات في هذا العالم المشاهد - على الراجح - لكن قبل العرش مخلوقات فالله لم يزل خالقًا قبل خلق العرش.
والله تعالى أعلم.
ولا يفهم من كلامي أنني رجعت عن القول بالتسلسل في المخلوقات لا إلى أول وإنما أردت أن أنبه إلى الأشياء الأساسية في هذا الباب، فأنا ما زلت أعتقد بتسلسل المخلوقات لا إلى أول مع نفي القدم عن غير الله سبحانه وتعالى.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ــــــــــــــــــ
(1) وقع مني سهوًا لفظ (مخلوق) بدل (حادث) وهو خطأ قطعًا، وقد صوبتها بعد تنبيه الأخ شرياس في مشاركة لاحقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- أن الله تعالى قد وصف نفسه بصفات فعلية، مثل الكلام والخلق والمغفرة وغيرها، وآحاد هذه الصفات مخلوق، وجنسها قديم بمعنى أن الله تعالى لم يزل خالقًا ولم يزل سميعًا ولم يزل بصيرًا ... الخ.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل قصدك حادث وليس مخلوق
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:31]ـ
1 - المسألة الأولى: إن الله تعالى هو الأول الذي ليس لوجوده ابتداء، فليس هناك وقت من الأوقات إلا والله تبارك وتعالى موجود قبل ذلك الوقت لا إلى أول. يعنى أن الله تعالى موجود دائما قبل كل شيء، ولا أظن أن بيننا في هذه المسالة أدنى خلاف؛
2 - المسألة الثانية: إن الله تعالى حي قيوم. ومن معنى كونه حيا قيوما، أنه تبارك وتعالى فعال دائما لما يريده من الأفعال من غير أن يعتريه موت ولا نوم ولا سهو في وقت من الأوقات. بل كل يوم هو في شأن. فإن كنت توافقني في هذه المسألة، فحَسَنٌ. وإن لا، فأبْدِ ما تراه صحيحا مع الدليل؛
3 - المسألة الثالثة: إن الله تبارك وتعالى قادر على كل شيء، وبِيَده ملكوت كل شيء. فهو الخلاق العليم الذي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له "كن" فيكون. وقدرة الله على الخلق هي قدرة دائمة أزلية أبدية. فما من وقت يُقَدَّر إلا والله في ذلك الوقت وقبله وبعده موصوف بالقدرة على أن يخلق ما يشاء كما يشاء. فإن كنت أخي الكريم توافقنا أيضا على هذه النقطة فالحمد لله على التوفيق. وإن كنت تخالفنا فيها، فبين ما تراه صحيحا قبل أن نأتي إلى "المسألة الرابعة".
.
نعم لاخلاف على هذه المسائل وكنت أظن أن ذلك قد ظهر لك من خلال المشاركات
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل قصدك حادث وليس مخلوق
نعم أقصد حادث هذا سبق قلم أو لوحة مفاتيح!!
جزاك الله خيرًا على التصويب.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 03:53]ـ
نعم لاخلاف على هذه المسائل وكنت أظن أن ذلك قد ظهر لك من خلال المشاركات
فالنأت إذن - أخي الكريم بارك الله فيك - إلى المسألة الرابعة والخامسة:
4 - إن الله إذا أراد شيئا من المخلوقات، كوّنه ذلك المخلوق بإرادته. فمعنى هذا، أن إرادات الله تعالى جاءت متعاقبة، لا دفعة واحدة. فإراداته تعالى متسلسلة دائمة منذ الأزل إلى الأبد، وكلماته لا تنتهى ولا تنفذ. فهل توافقنا على هذا؟
5 - أيهما أكمل: الذي يرحم أم الذي لا يرحم؟ وأيهما أكمل: الذي أراد الإحسان أم الذى حبس نفسه عن إرادته لمدة طويلة جدا؟ وأيهما أكمل: الذي يجود بالأرزاق فعلا أم الذي ينتظر طويلا جدا ولا يرزق إلا بعد وقت معين؟
وشكرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 03:54]ـ
سؤال للشيخ علىّ حفظه الله:
أليس (الخلق) - الذي هو فعل الخالق تعالى - مسبوقا بإرادته؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 01:08]ـ
يا شيخ (نضال) لا خلاف بيننا في الكلام على الصفات (الحوادث المتصلة) ألبتة: الخلق والكلام وغيرها.
فهذه آحادها حادثة غير مخلوقة وجنسها قديم.
و (الخلق) المتعلق بمعين مسبوق بالإرادة المتعلقة بذلك الخلق.
أي أن إرادة خلق آدم - مثلا - سابقة على خلق آدم، فالله عزوجل علم وقدر فأراد خلق آدم فخلقه بقدرته.
ولا أظن أن بيننا في هذا اختلافًا، إنما اختلافنا فيما يتعلق بجنس المخلوقات، أي الحوادث المنفصلة عن ذات الله سبحانه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 02:53]ـ
يا شيخ (نضال) لا خلاف بيننا في الكلام على الصفات (الحوادث المتصلة) ألبتة: الخلق والكلام وغيرها.
فهذه آحادها حادثة غير مخلوقة وجنسها قديم.
و (الخلق) المتعلق بمعين مسبوق بالإرادة المتعلقة بذلك الخلق.
أي أن إرادة خلق آدم - مثلا - سابقة على خلق آدم، فالله عزوجل علم وقدر فأراد خلق آدم فخلقه بقدرته.
ولا أظن أن بيننا في هذا اختلافًا، إنما اختلافنا فيما يتعلق بجنس المخلوقات، أي الحوادث المنفصلة عن ذات الله سبحانه.
عَيْنيَّ يا سيخنا. . ولذلك استشكلت كثيرا من قولك إن جنس المخلوقات (الحوادث المنفصلة) "حادث" لمجرد أن آحادها مسبوقة بخالقها وبتخليقه إياها. فهنا فرقتم في الحكم بين (جنس المخلوقات) وبين (جنس الخلق الذي هو التخليق) مع أن كل واحد منهما مسبوقة أعيانها بغيرهما. فأعيان المخلوقات مسبوقة بخالقها وبتخليقه إياها، وكذلك أعيان التخليق مسبوقة بفاعلها وبإرادته لها. فمع اتحاد العلة بينهما (في كونهما مسبوقة بغيرها)، كيف فرقتموهما في الحكم؟ فتقولون إن الأول "حادث" والثاني "قديم"؟ وكون الأول "منفصلا" وكون الثاني "متصلا" لا يؤثر في عين هذا الحكم بالذات.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 03:42]ـ
-- تابع --
فإما أن تقولون: (إن جنس المخلوق وجنس التخليق كلاهما حادث لتقدم الخالق والإرادات على أعيانهما) - وهذا الذي لا أوافقك اصطلاحيا؛
وإما أن تقولون: (إن جنس المخلوق وجنس التخليق كلاهما قديم لعدم البداية في تسلسل أعيانهما في الماضي) - وهذا مصطلحي في المشاركة السابقة؛
وإما أن نقول: (إن الجنس لا يوجد في الخارج إلا أعيانا، وكل من جنس المخلوق وجنس التخليق توجد أعيانه متعاقبة متسلسلة غير متناهية، لا في الماضي ولا في المستقبل) - وهذا هو المختار وهو اصطلاحي الأسبق وهو أسلم وأحكم. والله أعلى وأعلم، وتفويض الأمر إليه أقوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 04:56]ـ
فالنأت إذن - أخي الكريم بارك الله فيك - إلى المسألة الرابعة والخامسة:
4 - إن الله إذا أراد شيئا من المخلوقات، كوّنه ذلك المخلوق بإرادته. فمعنى هذا، أن إرادات الله تعالى جاءت متعاقبة، لا دفعة واحدة. فإراداته تعالى متسلسلة دائمة منذ الأزل إلى الأبد، وكلماته لا تنتهى ولا تنفذ. فهل توافقنا على هذا؟
5 - أيهما أكمل: الذي يرحم أم الذي لا يرحم؟ وأيهما أكمل: الذي أراد الإحسان أم الذى حبس نفسه عن إرادته لمدة طويلة جدا؟ وأيهما أكمل: الذي يجود بالأرزاق فعلا أم الذي ينتظر طويلا جدا ولا يرزق إلا بعد وقت معين؟
وشكرا.
أؤمن أن الله تعالى {فعَالٌ لما يريد} ومعنى هذا أنه تعالى يفعل مايشاء كيفما يشاء وقتما يشاء كما أؤمن أن الله تعالى لاتنفد كلماته أبدا ولا تنتهي.
أؤمن أن الله تعالى يرحم قبل أن يرحم أحدا من خلقه وأنه يُحسن قبل أن يُحسن الى أحد من خلقه وأنه يجود بالرزق قبل أن يرزق أحدا من خلقه فصفات الرحمة والإحسان والجود بالأرزاق كلها أزلية من قبل أن يخلق الله تعالى المخلوقات.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 05:21]ـ
الأخ شرياس، ليس عن ذاك سألتك، بل سألتك:
- هل إراداته تعالى قديمة لا تتجدد أم أنها متسلسلة متعاقبة؟
- أيهما أكمل: الذي رحم ويرحم أم الذي لم يرحم بعدُ؟ وأيهما أكمل: الذي أراد الإحسان فعلا أم الذى حبس نفسه عن إرادته لمدة طويلة جدا؟ وأيهما أكمل: الذي يجود بالأرزاق فعلا أم الذي ينتظر طويلا جدا ولا يرزق إلا بعد وقت معين؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 10:29]ـ
عَيْنيَّ يا شيخنا. . ولذلك استشكلت كثيرا من قولك إن جنس المخلوقات (الحوادث المنفصلة) "حادث" لمجرد أن آحادها مسبوقة بخالقها وبتخليقه إياها. فهنا فرقتم في الحكم بين (جنس المخلوقات) وبين (جنس الخلق الذي هو التخليق) مع أن كل واحد منهما مسبوقة أعيانها بغيرهما. فأعيان المخلوقات مسبوقة بخالقها وبتخليقه إياها، وكذلك أعيان التخليق مسبوقة بفاعلها وبإرادته لها. فمع اتحاد العلة بينهما (في كونهما مسبوقة بغيرها)، كيف فرقتموهما في الحكم؟ فتقولون إن الأول "حادث" والثاني "قديم"؟ وكون الأول "منفصلا" وكون الثاني "متصلا" لا يؤثر في عين هذا الحكم بالذات.
يا شيخ نضال جنس التخليق وجنس الإرادة وغيرها من الصفات الذاتية قديمة والقديم لا نقول بعضه سابق لبعض وإن قلنا هذا في الآحاد، فالصفات الذاتية ملازمة للذات قديمة بقدمها ولا يسبق بعضها بعض فالصفات الذاتية مع الذات لا يتصور بعضها بدون بعض كما لا نتصور الذات بغير الصفات أو بغير صفة من صفاته الذاتية، لذلك لا يقال لصفة من صفاته الذاتية سابقة على أخرى لأنها جميعًا قديمة، فجنس الإرادة غير سابق على جنس التخليق.
-- تابع --
فإما أن تقولون: (إن جنس المخلوق وجنس التخليق كلاهما حادث لتقدم الخالق والإرادات على أعيانهما) - وهذا الذي لا أوافقك اصطلاحيا؛
وإما أن تقولون: (إن جنس المخلوق وجنس التخليق كلاهما قديم لعدم البداية في تسلسل أعيانهما في الماضي) - وهذا مصطلحي في المشاركة السابقة؛
وإما أن نقول: (إن الجنس لا يوجد في الخارج إلا أعيانا، وكل من جنس المخلوق وجنس التخليق توجد أعيانه متعاقبة متسلسلة غير متناهية، لا في الماضي ولا في المستقبل) - وهذا هو المختار وهو اصطلاحي الأسبق وهو أسلم وأحكم. والله أعلى وأعلم، وتفويض الأمر إليه أقوم.
أخي الفاضل.
الآن أقول: إن الخلاف بيننا ليس لفظيًا؛ فقد فهمت من كلامك أنك تقول بأن صفة الخلق مثلا قديمة الجنس وحادثة الآحاد، ويلزم من ذلك – عندك – أن المخلوقات قديمة الجنس ومخلوقة الآحاد.
والشطر الأول من هذا الكلام صحيح وأما الثاني فخطأ ومتناقض، والتفصيل على النحو التالي:
أجمع أهل السنة على أن الخلق غير المخلوقات، فالخلق (الصفة) متصلة بذات الله تعالى ولا يمكن تصور الذات بغير الصفات.
أما المخلوقات فهي غير الله ومنفصلة عنه بإجماع المسلمين قاطبة ولم يخالف في هذا إلا الحلولية الاتحادية.
وعقيدة أهل السنة أن الصفات الفعلية كلها آحادها حادثة غير مخلوقة وجنسها قديم.
ولماذا قلنا: آحاد هذه الصفات حادثة وغير مخلوقة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: أن الله أحدث هذه الصفات في نفسه وهو لا تقوم به المخلوقات لذلك لزم أن تكون غير مخلوقة فهي حادثة غير مخلوقة.
وقلنا: حادثة لأنها كانت بعد أن لم تكن، فالله اتصف بخلق آدم بعد خلقه، أما جنس صفة الخلق فأزلي قديم قدم الخالق سبحانه وتعالى.
أما المخلوقات فجميعها حادثة إذ كيف يكون المخلوق قديمًا، معنى أنه مخلوق أنه وجد بعد أن لم يكن.
وأما جنس المخلوقات فهو: الاسم الذي يندرج تحته كل ما هو مخلوق لكن هذه المخلوقة متسلسلة في الأزل لا إلى أول معروفٍ لدينا، ومتسلسلة في المستقبل لا إلى آخر معروفٍ لدينا، لكن يجمع كل هذه الأشياء أنها مخلوقة أوجدها الله بعد أن لم تكن.
السؤال: لماذا قلنا أن التسلسل في الصفات يوجب القول بقدم جنس الصفات، وفرقنا بينها وبين جنس المخلوقات؟
الجواب /
وهذا ما خفي عليك يا شيخ (نضال) أن العلاقة بين الله وبين صفاته علاقة معية اقترانية بمعنى أن الله سبحانه ذات وصفات والصفات لا توجد بلا ذات والذات لا توجد بلا صفات، لذلك فصفات الله قديمة قائمة بذاته منذ الأزل والله قديم بذاته وصفاته غير مسبوق بشيء.
أما العلاقة بين المخلوق وخالقه إنما هي علاقة سببية أو عليِّة.
والعلة أبدًا سابقة على المعلول.
الله عز وجل هو خالق الخلق والخالق سابق على المخلوق لا محالة.
بمعنى أن الله إذا أراد أن يخلق خلقًا معينا أحدث في نفسه إرادة خلق هذا المعين وهذه الإرادة يتبعها إحداث صفة خلق هذا المخلوق فيخلقه بقدرته.
أي أنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بخالقه، لذلك فهو حادث مخلوق وليس بقديم.
وهل هذا القول يوجب القول بوجود مخلوق أول بعينه بدأ الله به الخلق؟
الجواب / لا، لأنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق لا إلى أول لأن الله متصف بصفة الخلق أزلا ولم يأت وقت إلا وهو خالق ويخلق وقادر على الخلق سبحانه وتعالى!!
أرجو أن أكون قد أجبت!!
ـ[شرياس]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 11:05]ـ
أجمع أهل السنة على أن الخلق غير المخلوقات، فالخلق (الصفة) متصلة بذات الله تعالى ولا يمكن تصور الذات بغير الصفات.
أما المخلوقات فهي غير الله ومنفصلة عنه بإجماع المسلمين قاطبة ولم يخالف في هذا إلا الحلولية الاتحادية.
للتنويه فقط: كلمة (خلق) تعني أيضا المخلوقات كما هو في قوله تعالى {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} سورة الأنبياء آية 104
ـ[شرياس]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 11:13]ـ
الأخ شرياس، ليس عن ذاك سألتك، بل سألتك:
- هل إراداته تعالى قديمة لا تتجدد أم أنها متسلسلة متعاقبة؟
- أيهما أكمل: الذي رحم ويرحم أم الذي لم يرحم بعدُ؟ وأيهما أكمل: الذي أراد الإحسان فعلا أم الذى حبس نفسه عن إرادته لمدة طويلة جدا؟ وأيهما أكمل: الذي يجود بالأرزاق فعلا أم الذي ينتظر طويلا جدا ولا يرزق إلا بعد وقت معين؟
من صفات الله تعالى أنه يفعل ما يشاء فهو فعّال لمايريد وصفات الله تعالى كلها أزلية سواء الذاتيه أو الفعليه غير أن الفعليه جنسها قديم ونوعها حادث.
سؤالك الثاني خطأ فالله تعالى متصف بصفات الكمال في الأزل فلا يقال ((إن الله تعالى كان بالأمس أرحم منه اليوم أو إن الله اليوم أعدل منه البارحه)) تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا بل له صفات الكمال في الأزل ولم يزل متصفا بها وسيظل متصفا بها الى ما لانهاية وسبحان ربك رب العزة عما يصفون.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 01:44]ـ
أخي الفاضل شرياس
سلام الله عليكم
لم أرَ حتى الآن ردًّا صريحا على مشاركتي السابقة بتفاصيلها
لعل المانع خيرا!
وها أنا أعيدها حتى لا تتكلف البحث عنها
وفقني الله وإياكم لم يحب ويرضى.
فرقٌ بين لفظ الحديث الذي نتكلم عنه وهو:
((كان الله ولم يكن شيء معه))
وبين قولك
((كان الله وكان شيء معه))
وقد أورد الجويني وغيره من المتكلمين قريبا من قولك في رد مسألة حوادث لا أول لها.
فقال رحمه الله:
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) كان هذا ممكنا.
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) ان هذا ممتنعا.
وقوله صحيح، لكن الموازنة نفسها غير صحيحة.
لأن قول القائل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) فهو نفي للمستقبل حتى يحصل المستقبل ويكون قبله. فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل، وهذا ممتنع فعلا.
لكن الموازنة الصحيحة، أن تجعل ماضيا قبل ماض، كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل.
فيكون القولان هما:
في المستقبل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن.
وفي الماضي: ((مَا أَعْطَيْتُكَ دِرْهَمًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن أيضا.
فمن استطاع أن يدرك ذلك فهو زيادة في العلم يتبعها زيادة في الإيمان.
ومن لم يستطع فيكفيه من الاعتقاد ما اتفقنا عليه مسبقا.
وأما من يأتي إلى جزء من الحديث ويفرده ليستدل على معنى معين -وهو في الحقيقة يدفع معنى آخر غير صحيح تصوره في ذهنه من وجود قديم مع الله-فهذا غير مقبول؛ لأنه لم يرد «كان الله ولم يكن شيء معه» مجردًا، وإنما ورد على السياق المذكور في الحديث، ولا يظن ظانّ أن معناه الإخبار بتعطيل الرب سبحانه وتعالى دائما عن الفعل حتى خلق السماوات والأرض، فإن قوله بعد ذلك: «وكان عرشه على الماء» ينفي هذا الظن.
والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 02:56]ـ
أخي الفاضل شرياس
سلام الله عليكم
لم أرَ حتى الآن ردًّا صريحا على مشاركتي السابقة بتفاصيلها
لعل المانع خيرا!
وها أنا أعيدها حتى لا تتكلف البحث عنها
وفقني الله وإياكم لم يحب ويرضى.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي عيد بارك الله فيك سبق أن سألتك عن معتقدك في معنى رواية {معه} فلم تجبني بشكل صريح لذى فمن الصعب أن أفهمك , حدد لي كيف تؤمن برواية {معه} أو برواية {غيره} وهي الأصح كما هو في الفتح.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 03:03]ـ
أؤمن بها في سياق الحديث كما وردت غير مبتورة عنه وهو واضح من مشاركتي
وفي انتظار ردكم التفصيلي على مشاركتي السابقة
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 07:49]ـ
أؤمن بها في سياق الحديث كما وردت غير مبتورة عنه وهو واضح من مشاركتي
وفي انتظار ردكم التفصيلي على مشاركتي السابقة
هل أفهم من كلامك هذا أنك على نفس فهم الأخ علي أحمد عبدالباقي؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 08:12]ـ
يا أخي
وفقك الله
اكتب ردك التفصيلي على مشاركتي ولا حاجة لقولك: مثل فلان أو فلان.
قولي هو ما كتبته أنا
فأين ردّك؟
أحسن الله إليك
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 08:44]ـ
يا أخي
وفقك الله
اكتب ردك التفصيلي على مشاركتي ولا حاجة لقولك: مثل فلان أو فلان.
قولي هو ما كتبته أنا
فأين ردّك؟
أحسن الله إليك
أنت لاترى حاجة لكني أرى حاجة لذلك حتى أفهمك وبالتالي أستطيع أن أكتب لك الرد.
لا أدري ربما إعتبرتني بطيء الفهم ولكن هذا سوف يسهل لي الكثير.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 08:52]ـ
إذا كنت لن تفهم قولي إلا إذا قلت مثل فلان
وبغير ذلك فلن تفهمه
فأنا أعتذر عن المتابعة معكم
فمن منهجي أن يحاسب كل إنسان عن قوله دون غيره
فما دمت لن تفهم كلامي كما تقول إلا بذلك.
فما حاجتي في الاستمرار؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 10:33]ـ
من صفات الله تعالى أنه يفعل ما يشاء فهو فعّال لمايريد وصفات الله تعالى كلها أزلية سواء الذاتيه أو الفعليه غير أن الفعليه جنسها قديم ونوعها حادث.
سؤالك الثاني خطأ فالله تعالى متصف بصفات الكمال في الأزل فلا يقال ((إن الله تعالى كان بالأمس أرحم منه اليوم أو إن الله اليوم أعدل منه البارحه)) تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا بل له صفات الكمال في الأزل ولم يزل متصفا بها وسيظل متصفا بها الى ما لانهاية وسبحان ربك رب العزة عما يصفون.
يا أخي. . أرجو أن لا تتعنت، بارك الله فيك!
ركز معي جيدا:
- أيهما أكمل: الذي رحم غيره ولا يزال يرحم غيره، أم الذي لم يرحم بعدُ أحدا منذ الأزل؟
- وأيهما أكمل: الذي رزق غيره ولا يزال يرزق غيره، أم الذي لم يرزق بعدُ أحدا منذ الأزل؟
- وأيهما أكمل: الذي جاد على غيره ولا يزال يجود على غيره، أم الذي لم يعط شيئا منذ الأزل؟
- وأيهما أكمل: الذي أحسن إلى غيره ولا يزال يحسن إلى غيره، أم الذي لم يحسن ولا يمتن منذ الأزل؟
الإجابة كلها بهذا أو ذاك، فالسؤال واضح، فليس للحيدة بأمثالك الكريم حاجة. والله الموفق للرشد والسداد.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 11:47]ـ
وفقكم الله شيخنا على عبد الباقى لكل خير. . .
لم أر مع الأسف وجه اعتراضكم عَلَيَّ وجعلكم الخلاف بيننا معنويا.
فلعله كما قلت سالفا خلاف في المصطلحات.
ودعنى أبين ما اصطلحت عليه - وهو اصطلاح شيخ الإسلام وغيره من المشاهير رحمهم الله:
للتخليق ثلاثة أشياء:
1 - كون الخالق موصوف به، وهو الذي سميناه: (أصل الصفة)؛
2 - كون الخالق يخلق شيئا معينا من المخلوقات في وقت معين بإرادة معينة، وهو الذي سميناه: (آحاد الصفة)؛
3 - كون الخالق لم يزل ولا يزال يخلق شيئا بعد شيئ بإرادة بعد إرادة، وهو الذي سميناه: (جنس الصفة)؛
قال تبارك وتعالى على لسان ملكه الكريم: (كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون)،
وقال: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)، وقال: (هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى).
فوصف الله تعالى بأنه "يخلق ما يشاء" هو الذي نصطلح عليه بمصطلح "أصل صفة التخليق"؛
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: (كل يوم هو في شأن)، وقال: (بلى وهو الخلاّق العليم)، وقال: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)،
وقال: (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه)، وقال: (ويخلق ما لا تعلمون)
فكون الله يخلق شيئا ثم يخلق ثم يخلق ثم يخلق لا إلى آخر، وكونه قبل ذلك خلق شيئا وقبله خلق وقبله خلق لا إلى أول،
هو الذي نصطلح عليه بمصطلح (جنس التخليق) أو (تسلسل التخليق)؛
وقال تعالى: (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشاناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)، وقال: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)، وقال: (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين)، وقال: (الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور)، وقال: (هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم)، وقال: (والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن)، وقال: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
فتخليق الله تعالى لتلك السماوات وتخليقه لهذه الأرض وتخليقه لأبينا آدم عليه السلام وزوجه حواء والنبي عيسى عليه السلام، هو الذي نصطلح عليه بمصطلح (أعيان التخليق). وكذلك تخليقه لمجموعة محصورة من الإنسان، وتخليقه لمجموعة محصورة من المخلوقات العلوية والسفلية.
فهذه ثلاثة أشياء:
1 - أصل صفة التخليق،
2 - وجنس صفة التخليق،
3 - وأعيان صفة التخليق؛
فالأول ذاتي قديم بقدم الخالق ولا يعقل انفكاك الخالق منه ألبتة،
والثاني اسم كليّ يصدق على أعيانها اللامتناهي أو مجموعة لاعيان غير محصورة،
وأما الثالث فهو فعلي حادث لتقدم وجود الخالق وإرادته تعالى المتعلقة به عليه.
فليس (جنس التخليق) إذن - على هذا الاصطلاح المعروف - صفة ذاتية قديمة،
بل هي عبارة عن اسم كليّ يوجد أعيانه في الخارج متعاقبة شيئا بعد شيئ وقبل آخَر،
و (جنس التخليق) إذن: جنسٌ لصفةٍ فعليةٍ.
وعلى هذا الاصطلاح أيضا، يكون للمخلوق شيئان:
1 - (جنس المخلوق)، وهو "تسلسل المخلوقات" أو "مجموعة المخلوقات كلها منذ الأزل إلى الأبد" أو "وجود مخلوق لا بعينه في وقت غير معيّن"؛
2 - و (أعيان المخلوق)، وهو مخلوق معيّن أو مخلوقات معيّنة محصورة.
فالأول لا بداية له ولا نهاية له، وليس بمحصور. ولذلك قلنا إنه قديم أزلي، لأنه جنسٌ لآثار صفةٍ فعليةٍ.
ومعنى (القديم) ما لا بداية له فيتقدم على ما بعده، كما قال الطحاوي رحمه الله: (قديم بلا ابتداء).
وأما الثاني (الذي هو عين المخلوق أو أعيانه) فهو حادث لا محالة، لأن له أول وبداية، وهو كائن بعد أن لم يكن.
وكون المخلوقات لا حصر له بالعدد هو بالنسبة لعلمنا وفهمنا. وأما بالنسبة لعلم الله تعالى، فالله عليم بكل خلقة ومحصيهم عددا.
لكن، مسألة شمول العلمه للامتناهي من أشكل المسائل في العقيدة لم أنته من مذاكرتها بعد، فنظرة - بارك الله فيكم - إلى ميسرة.
هذا ما لزم بيانه، والله أعلى وأعلم، ونعوذ به من القول عليه بغير سلطان ولا برهان.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 01:07]ـ
وفقكم الله شيخنا على عبد الباقى لكل خير. . .
لم أر مع الأسف وجه اعتراضكم عَلَيَّ وجعلكم الخلاف بيننا معنويا.
فلعله كما قلت سالفا خلاف في المصطلحات.
ودعنى أبين ما اصطلحت عليه - وهو اصطلاح شيخ الإسلام وغيره من المشاهير رحمهم الله:
للتخليق ثلاثة أشياء:
1 - كون الخالق موصوف به، وهو الذي سميناه: (أصل الصفة)؛
2 - كون الخالق يخلق شيئا معينا من المخلوقات في وقت معين بإرادة معينة، وهو الذي سميناه: (آحاد الصفة)؛
3 - كون الخالق لم يزل ولا يزال يخلق شيئا بعد شيئ بإرادة بعد إرادة، وهو الذي سميناه: (جنس الصفة)؛
قال تبارك وتعالى على لسان ملكه الكريم: (كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون)،
وقال: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)، وقال: (هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى).
(يُتْبَعُ)
(/)
فوصف الله تعالى بأنه "يخلق ما يشاء" هو الذي نصطلح عليه بمصطلح "أصل صفة التخليق"؛
وقال تعالى: (كل يوم هو في شأن)، وقال: (بلى وهو الخلاّق العليم)، وقال: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)،
وقال: (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه)، وقال: (ويخلق ما لا تعلمون)
فكون الله يخلق شيئا ثم يخلق ثم يخلق ثم يخلق لا إلى آخر، وكونه قبل ذلك خلق شيئا وقبله خلق وقبله خلق لا إلى أول،
هو الذي نصطلح عليه بمصطلح (جنس التخليق) أو (تسلسل التخليق)؛
وقال تعالى: (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشاناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)، وقال: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)، وقال: (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين)، وقال: (الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور)، وقال: (هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم)، وقال: (والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن)، وقال: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
فتخليق الله تعالى لتلك السماوات وتخليقه لهذه الأرض وتخليقه لأبينا آدم عليه السلام وزوجه حواء والنبي عيسى عليه السلام، هو الذي نصطلح عليه بمصطلح (أعيان التخليق). وكذلك تخليقه لمجموعة محصورة من الإنسان، وتخليقه لمجموعة محصورة من المخلوقات العلوية والسفلية.
فهذه ثلاثة أشياء:
1 - أصل صفة التخليق،
2 - وجنس صفة التخليق،
3 - وأعيان صفة التخليق؛
فالأول ذاتي قديم بقدم الخالق ولا يعقل انفكاك الخالق منه ألبتة،
والثاني اسم كليّ يصدق على أعيانها اللامتناهي أو مجموعة لاعيان غير محصورة،
وأما الثالث فهو فعلي حادث لتقدم وجود الخالق وإرادته تعالى المتعلقة به عليه.
فليس (جنس التخليق) إذن - على هذا الاصطلاح المعروف - صفة ذاتية قديمة،
بل هي عبارة عن اسم كليّ يوجد أعيانه في الخارج متعاقبة شيئا بعد شيئ وقبل آخَر،
و (جنس التخليق) إذن: جنسٌ لصفةٍ فعليةٍ.
وعلى هذا الاصطلاح أيضا، يكون للمخلوق شيئان:
1 - (جنس المخلوق)، وهو "تسلسل المخلوقات" أو "مجموعة المخلوقات كلها منذ الأزل إلى الأبد" أو "وجود مخلوق لا بعينه في وقت غير معيّن"؛
2 - و (أعيان المخلوق)، وهو مخلوق معيّن أو مخلوقات معيّنة محصورة.
فالأول لا بداية له ولا نهاية له، وليس بمحصور. ولذلك قلنا إنه قديم أزلي، لأنه جنسٌ لآثار صفةٍ فعليةٍ.
ومعنى (القديم) ما لا بداية له فيتقدم على ما بعده، كما قال الطحاوي رحمه الله: (قديم بلا ابتداء).
وأما الثاني (الذي هو عين المخلوق أو أعيانه) فهو حادث لا محالة، لأن له أول وبداية، وهو كائن بعد أن لم يكن.
وكون المخلوقات لا حصر له بالعدد هو بالنسبة لعلمنا وفهمنا. وأما بالنسبة لعلم الله تعالى، فالله عليم بكل خلقة ومحصيهم عددا.
لكن، مسألة شمول العلمه للامتناهي من أشكل المسائل في العقيدة لم أنته من مذاكرتها بعد، فنظرة - بارك الله فيكم - إلى ميسرة.
هذا ما لزم بيانه، والله أعلى وأعلم، ونعوذ به من القول عليه بغير سلطان ولا برهان.
بارك الله فيك.
أريد منك في مذاكرتك أن تراجع كلامك كله من بداية المشاركات المتعلق بمفهوم (جنس المخلوقات) وبالتالي حكمك عليه بأنه قديم أو مخلوق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 01:19]ـ
عذرا يا شيخنا. . . لم أفهم ما قصدتم.
أنا لم أقل أن جنس المخلوق مخلوق.
فلعلكم توضح لي أكثر. . وشكرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 02:02]ـ
من كلام شيخ الإسلام - طيّب الله ثراه - للفائدة:
"وإذا عرضنا على العقل (الحادثَ) مع قطع النظر عن أفراده وجنسه: هل يستلزم أن يكون منتهيا منقطعا له ابتداء؟ أو لا يستلزم ذلك بل يمكن دوامه؟ لم تجد في العقل ما يقضي بأن جنس الحادث يجب أن يكون منتهيا له ابتداء. وهذا الباب، من تدبره تبين له الفرق بين تسلسل المؤثرات الفاعلات أنه ممتنع، وبين تسلسل الآثار: أثرا بعد أثر - كما هو مبسوط في غير هذا الموضع.
وهذا أيضا نفيس:
"أنه إذا قدر واجب الوجود يقدر على الأفعال الحادثة شيئا فشيئا وقدر آخر لا يمكنه إحداث شيء، قضى صريح العقل أن من أمكنه الإحداث شيئا بعد شيء هو أكمل ممن لا يمكنه إحداث شيء. وإذا قال القائل: هذا كان فيه شيء بالقوة لا يخرج إلى الفعل إلا شيئا فشيئا وذاك كله بالفعل ليس فيه شيء بالقوة
قيل له: كل ما لهذا بالفعل هو للآخر، فإن ذاته وصفاته التي يمكن قدمها لازمة له. وأما الحوادث التي لا يمكن وجودها إلا شيئا فشيئا، فهذا يمتنع أن تكون بالفعل قديمة أزلية. فلا تكون بالفعل في الأزل، بل لا يمكن أن تكون إلا بالقوة ثم تخرج إلى الفعل بحسب الإمكان شيئا فشيئا. وإذا لم يتميز من قدر عدم هذه له بوصف كمال بل المتصف بها أكمل، كان نفى هذه عن واجب الوجود نفي صفة كمال لا إثبات كمال له. . . . . . وكذلك كونه يخلق الأشياء شيء بعد شيء، أبلغ من كونه لا يمكنه إحداث شيء. بل عند كثير من الناس - أو أكثرهم - كونه يخلق أكمل من كونه لا يخلق، كما قال تعالى: {أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 03:08]ـ
ومن تعليقه على كتاب (الحيدة) لعبد العزيز المكي الكتاني رحمه الله:
" الجواب الثالث: أن يقول: أنا قلت: الفعل صفة والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع، والفعل القائم به ليس هو المخلوق المنفصل عنه. وإنما يجب أن يكون المخلوق معه في الأزل، إذا ثبت أن الفعل يستلزم فعلا قبله، وأن الفعل اللازم يستلزم ثبوت الفعل المتعدي إلى المخلوق فإن ذك يستلزم ثبوت غير المخلوق."
وهذا من كتاب النبوات يبين المراد بـ"جنس" الحوادث:
"وكثير منهم يفطن للفرق بين (جنس الحوادث) وبين (الحوادث المحدودة). فالجنس مثل أن يقال: ما زالت الحوادث توجد شيئا بعد شيء، أو ما زال جنسها موجودا، أو ما زال الله متكلما اذا شاء، أو ما زال الله فاعلا لما يشاء، أو ما زال قادرا على أن يفعل - قدرةً يمكن معها اقتران المقدور بالقدرة؛ لا تكون قدرة يمتنع معها المقدور، فإن هذه في الحقيقة ليست قدرة - ومثل أن يقال في المستقبل: لا بد أن الله يخلق شيئا بعد شيء، ونعيم أهل الجنة دائم لا يزول ولا ينفد. وقد يقال في النوعين: كلمات الله لا تنفذ ولا نهاية لها - لا في الماضي ولا في المستقبل - ونحو ذلك. فالكلام في دوام الجنس وبقائه وأنه لا ينفد ولا ينقضي ولا يزول ولا ابتداء له، غير الكلام فيما يقدر محدودا له ابتداء أو له ابتداء وانتهاء.
وخذ هذا أيضا من نفس الكتاب، وهو يتعلق بسؤال الشيخ عيد فهمي وتعليقي له:
"وحدوث الشيء لا من مادة قد يشبه حدوثه من غير رب خالق وقد يظن أنه حدث من ذات الرب كما قيل مثل ذلك في المسيح والملائكة انها بنات الله لما لم يكن لها أب مع أنها مخلوقة من مادة كما ثبت في الصحيح صحيح مسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم ولما ظن طائفة أنها لم تخلق من مادة ظنوا أنها قديمة أزلية وأيضا فالدليل الذي احتج به كثير من الناس على أن كل حادث لا يحدث إلا من شيء أو في شيء فان كان عرضا لا يحدث إلا في محل وان كان عينا قائمة بنفسها لم تحدث إلا من مادة فان الحادث إنما يحدث إذا كان حدوثه ممكنا وكان يقبل الوجود والعدم فهو مسبوق بامكان الحدوث وجوازه فلا بد له من محل يقوم به هذا الامكان والجواز وقد تنازعوا في هذا هل الامكان صفة خارجية لا بد لها من محل أو هي حكم عقلي لا يفتقر إلى غير الذهن والتحقيق أنه نوعان فالامكان الذهني وهو تجويز الشيء أو عدم العلم بامتناعه محله الذهن والامكان الخارجي المتعلق بالفاعل أو المحل مثل أن تقول يمكن القادر أن يفعل والمحل مثل أن تقول هذه الأرض يمكن أن تزرع وهذه المرأة يمكن أن تحبل وهذا لا بد له من محل خارجي فاذا قيل عن الرب يمكن أن يخلق فمعناه أنه يقدر على ذلك ويتمكن منه وهذه صفة قائمة به وإذا قيل يمكن أن يحدث حادث فان قيل يمكن حدوثه بدون سبب حادث فهو ممتنع وإذا كان الحدوث لا بد له من سبب حادث فذاك السبب ان كان قائما بذات الرب فذاته قديمة أزلية واختصاص ذلك الوقت بقيام مشيئة أو تمام تمكن ونحو ذلك لا يكون إلا لسبب قد أحدثه قبل هذا في غيره فلا يحدث حادث مباين إلا مسبوقا بحادث مباين له فالحدوث مسبوق بامكانه ولا بد لامكانه من محل ولهذا لم يذكر الله قط أنه أحدث شيئا إلا من شيء والذي يقول إن جنس الحوادث حدثت لا من شيء هو كقولهم إنها حدثت بلا سبب حادث مع قولهم إنها كانت ممتنعة ثم صارت ممكنة من غير تجدد سبب بل حقيقة قولهم إن الرب صار قادرا بعد أن لم يكن من غير تجدد شيء يوجب ذلك وهذه الامور كلها من أقوال الجهمية أهل الكلام المحدث المبتدع المذموم وهو بناء على قولهم انه تمتنع حوادث لا أول لها وهؤلاء وأمثالهم غلطوا فيما جاء به الشرع وأخبرت به الرسل كما غلطوا في المعقولات."
وهذا من درء التعارض حول (الجنس) و (العين):
"يوضح ذلك أن يقال: أتعني بكونها مسبوقية بالعدم أن جنسها مسبوق بالعدم أو كل واحد منها مسبوق بالعدم؟ أما الأول فهو محل النزاع وأما الثاني فإذا قدر أن كل واحد كان بعد أن لم يكن - والجنس لم يزل كائنا - لم يجز أن يقال: الجنس كائن بعد أن لم يكن ولا يلزم من كون كل من أفراده مسبوقا بعدم أن يكون الجنس مسبوقا بالعدم إلا إذا ثبت حدوث الجنس وهو محل النزاع وعدم الحوادث هو نوع واحد ينقضي بحسب الحدوث فكلما حدث حادث انقضى من ذلك العدم ذلك الحادث ولم ينقض عدم غيره فالأزلي حينئذ عدم أعيان الحوادث كما أن الأزلي عند من يقول بأنه لا أول لها هو جنس الحوادث فجنس وجودها أزلي وعدم كل من أعيانها أزلي ولا منافاة بين هذا وهذا إلا أن يثبت وجوب البداية وهو محل النزاع. "
وهذا أيضا من كلامه رحمه الله:
"ومنهم من تفطن للفرق بين مالم يسبق الحوادث المحصورة المحدودة وما يسبق جنس الحوادث المتعاقبة شيأ بعد شىء أما الأول فهو حادث بالضرورة لأن تلك الحوادث لها مبدأ معين فما لم يسبقها يكون معها أو بعدها وكلاهما حادث. وأما جنس الحوادث شيئا بعد شىء فهذا شىء تنازع فيه الناس فقيل إن ذلك ممتنع فى الماضى والمستقبل كقول الجهم وأبى الهذيل فقال الجهم بفناء الجنة والنار وقال أبو الهذيل بفناء حركات أهلها وقيل بل هو جائز فى المستقبل دون الماضى لأن الماضى دخل فى الوجود دون المستقبل وهو قول كثير من طوائف النظار وقيل بل هو جائز فى الماضى والمستقبل وهذا قول أئمة أهل الملل وأئمة السنة كعبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما ممن يقول بأن الله لم يزل متكلما إذا شاء وأن كلمات الله لا نهاية لها وهى قائمة بذاته وهو متكلم بمشيئته وقدرته وهو أيضا قول أئمة الفلاسفة. "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 10:39]ـ
.
لكن، مسألة شمول العلمه للامتناهي من أشكل المسائل في العقيدة لم أنته من مذاكرتها بعد، فنظرة - بارك الله فيكم - إلى ميسرة.
.
هذه المسألة شيخنا من اعقد المسائل التي ذكرها أرسطو في مباحث الالهيات و هي من أشهر مسائل الفلسفة تعقيدا و أحد المحاور الكبرى لمسألة القدر لذا أسأل الله أن ترجع لنا من مذاكرتها سالما غانما:) ... و لكن عندي سؤال شيخنا: هل يصح وصف جنس ونوع الحوادث بالقدم-كما وصفها شيخ الاسلام- مع أنه معنى ذهني غير موجود بالخارج؟ مع ان وصف القدم و الحدوث لا يصح الا على ما هو واقعي موجود بالخارج؟؟ و السؤال أيضا للشيخ علي و الشيخ عيد ان شاءا الاجابة
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 01:48]ـ
إذا كنت لن تفهم قولي إلا إذا قلت مثل فلان
وبغير ذلك فلن تفهمه
فأنا أعتذر عن المتابعة معكم
فمن منهجي أن يحاسب كل إنسان عن قوله دون غيره
فما دمت لن تفهم كلامي كما تقول إلا بذلك.
فما حاجتي في الاستمرار؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 01:55]ـ
هذه المسألة شيخنا من اعقد المسائل التي ذكرها أرسطو في مباحث الالهيات و هي من أشهر مسائل الفلسفة تعقيدا و أحد المحاور الكبرى لمسألة القدر لذا أسأل الله أن ترجع لنا من مذاكرتها سالما غانما:) ... و لكن عندي سؤال شيخنا: هل يصح وصف جنس ونوع الحوادث بالقدم-كما وصفها شيخ الاسلام- مع أنه معنى ذهني غير موجود بالخارج؟ مع ان وصف القدم و الحدوث لا يصح الا على ما هو واقعي موجود بالخارج؟؟ و السؤال أيضا للشيخ علي و الشيخ عيد ان شاءا الاجابة
وفقنا الله وإياكم أخي الكريم لما هو أنفع وأصلح.
الوصف بالحدوث والقدم يصح للأشياء الخارجية، وللأشياء الذهنية بشرط إمكان وجود عينه في الخارج. وهذا بخلاف الوصف بالخالقية والمخلوقية، فإن ما لم يوجد بعدُ في الخارج - أي بالفعل - لا يكون مخلوقا فضلا عن أن يكون خالقا. فما كان في علم الله تعالى السابق مثلا من تصور المخلوقات قبل وجودها، فليس ذاك بمخلوق بل هو علم الخالق بما يريده من المخلوقات (كما قال تعالى: أن يقول له كن فيكون).
لذلك، كان القائلون بأن جنس الحوادث - أو جنس التخليق أو جنس المخلوق - قديم، إنما أراد بذلك (تسلسلها) أو (مجموعها اللامتناهي). فالأول أشبه بالتصور الذهنى، والثاني أشبه بالواقع الخارجي. هذا، والله أعلم، ونساله علم ما لم نعلم والعمل بما قد كنا نعلم.
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 01:55]ـ
يا أخي. . أرجو أن لا تتعنت، بارك الله فيك!
ركز معي جيدا:
- أيهما أكمل: الذي رحم غيره ولا يزال يرحم غيره، أم الذي لم يرحم بعدُ أحدا منذ الأزل؟
- وأيهما أكمل: الذي رزق غيره ولا يزال يرزق غيره، أم الذي لم يرزق بعدُ أحدا منذ الأزل؟
- وأيهما أكمل: الذي جاد على غيره ولا يزال يجود على غيره، أم الذي لم يعط شيئا منذ الأزل؟
- وأيهما أكمل: الذي أحسن إلى غيره ولا يزال يحسن إلى غيره، أم الذي لم يحسن ولا يمتن منذ الأزل؟
الإجابة كلها بهذا أو ذاك، فالسؤال واضح، فليس للحيدة بأمثالك الكريم حاجة. والله الموفق للرشد والسداد.
يظهر أنك مصر على أن يكون الحوار والنقاش (مناظرة) وهنا أعذرني فأنا لست أهل للمناظرات.
أعلم أن الحوار مع المتعنتين مضيعة للوقت فإذا كنت ترى أنني (متعنت) حسب وصفك فلا تضيع وقتك الثمين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 02:08]ـ
إذن، اجعله مذاكرة أو مباحثة لا مناظرة ولا مجادلة،
فنفس سؤالي السابق يصلح لهذا ولهذا.
فلننسخ (التعنت) بالتأمل والتعلم والتدبر مع التريث والتمهل،
ولستَ أخي العزيز في هذا الأخير وحيدا، بل أنا والأعضاء معك.
وهذا اسمه (التعاون على البر والتقوى). فماذا ترى يا فاضل؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 08:39]ـ
و لكن عندي سؤال شيخنا: هل يصح وصف جنس ونوع الحوادث بالقدم-كما وصفها شيخ الاسلام- مع أنه معنى ذهني غير موجود بالخارج؟ مع ان وصف القدم و الحدوث لا يصح الا على ما هو واقعي موجود بالخارج؟؟ و السؤال أيضا للشيخ علي و الشيخ عيد ان شاءا الاجابة
أخي الفاضل.
أنا لا اوافق ابتداء على هذا الإطلاق الوارد في كلامك.
فالحوادث نوعان: حوادث متصلة بالله تعالى وهذه جنسها قديم.
أما الحوادث المنفصلة عن الله تعالى فهي متسلسلة في الماضي والمستقبل لا إلى أول وهي حادثة مخلوقة ولا يصح أن نقول عنها (قديمة).
ولا أوافق أن جنس المخلوقات معنى ذهني لا وجود له في الخارج فجنس المخلوقات يعني كل ما خلقه الله عز وجل ولا يصح أن نقول أنه لا وجود له بل له وجود متسلسل غير متناهي.
ولا أوافق على أن شيخ الإسلام يقول بقدم جنس الحوادث، بل مذهبه التفصيل الذي ذكرته.
فجنس الحوادث المتصلة عنده قديمة بينما جنس الحوادث المنفصلة حادث وأفرادة متسلسلة لا إلى أول في الماضي والمستقبل.
وبعيدًا عن كلام شيخ الإسلام أنا أقول شيئًا مهمًا في هذه النقطة:
هل جنس المخلوقات شيء أو ليس بشيء؟
إن كان ليس بشيء، فلا يوصف بحدوث ولا قدم.
وإن كان شيئًا، فهل هو الله أو صفة من صفاته أم غير ذلك؟
الجواب قطعًا هو غير الله وليس بصفة من صفاته.
ويلزم على هذا القول بأن جنس المخلوقات مخلوق بلا أدنى ريب أو شك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 09:31]ـ
قال الشيخ في درء التعارض ج1/ص110
((وليس مراد الخليل بقوله ((هذا ربي)) رب العالمين ولا أن هذا هو القديم الأزلي الواجب الوجود الذي كل ما سواه محدث ممكن مخلوق له ولا كان قومه يعتقدون هذا حتى يدلهم على فساده ولا اعتقد هذا أحد يعرف قوله بل قومه كانوا مشركين يعبدون الكواكب والأصنام ويقرون بالصانع)).
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 11:24]ـ
يا شيخ علي بارك الله فيكم التفريق بين الحادث و المخلوق عند شيخ الاسلام معروف و مشتهر و لكن لا يرد على سؤالي فالقول بأن الجنس و الكل موجود متعين في الخارج هو قول خارج عن المعقول و بديهة العقول الا ان عنيت القدر المتشابه المتواجد في الأعيان والذي يمكن العقل من ادراك الكلي المشترك و لكن هذا القدر لا يخرج عن العين و حين تفرق بينه و بين العين شيخنا فأنت هنا تخلط بين النوع الذي يوجد في الذهن فقط و العين الموجود في الذهن و الخارج معا و كلامنا هو عن الجنس الذي يدركه الذهن فقط فهذا كما قال الشيخ نضال قد يطلق عليه قديم باعتبار وجود أفراده لا باعتبار وجوده هو نفسه .... جزاكما الله خيرا فما أمتع ما تجودان به و أسجل متابعتي و استفادتي من هذا النقاش الممتع
و السلام
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 12:26]ـ
وكلامنا هو عن الجنس الذي يدركه الذهن فقط فهذا كما قال الشيخ نضال قد يطلق عليه قديم باعتبار وجود أفراده لا باعتبار وجوده هو نفسه ....
معذرة يا أخي لعلي لم أفهم كلامك وكلام الأخ نضال في هذه الجزئية فهمًا صحيحًا، هل أفهم من العبارة المقتبسة من كلامك أنك تقول بقدم جنس المخلوقات باعتبار وجود أفراد المخلوقات في القدم، أليس هذا قول: بقدم أعيان المخلوقات، أم أنني لم أفهم كلامك.
وأتمنى لو وضحت أنت أو الأخ نضال معنى الجنس أكثر من ذلك إن أمكن بارك الله فيك، وطبعًا هذا طلب للاستفادة ليس أكثر أيها الأحبة؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 01:29]ـ
ألجمتني شيخنا بتواضعكم ... فلم تبق لي خيارا الا انتظار الشيخ نضال فهو أفهم للمسألة و أقرب اليكم بارك الله في الجميع
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 04:36]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا الكرام وفتح لنا ولكم فتوح العارفين. لست أنا بذاك القدر حتى تنتظروني، بل شأني أنني أنقل علم العلماء وأبين مقاصدهم. وصاحب هذا الصنيع مثلي لا يسمى (شيخا).
وبخصوص المسألة، فلعل الأفضل بنا أن نبدأ بتعريف المصطلحات التى عليها مدار الكلام والله المستعان:
- القديم: ما لا بداية له، فوجوده يتقدم على كل ما قدرنا من الأزمان المتعينة؛
- الأزلي: معناه معنى القدم، وبعضهم يجعلونه أعم من القدم فيشمل المعدوم والعدم؛
- الحادث: ما كان لوجوده بداية، فهو مسبوق بعدم نفسه وبما هو شرط لوجوده؛
- التسلسل: التتبع اللامتناهي والتعاقب اللامنقضي، ويكون في الماضي أو في المستقبل أو فيهما؛
- الفاني: ما يكون له نهاية، فهو ملحوق بعدم نفسه بعد وجوده وقد يبعث أو يعاد مرة أخرى؛
- المنقضي: معناه معنى الفانى، وقد يجعلونه - ولم أجده - خاصا بما يختص بوقته فلا يعاد؛
- الباقي والدائم والأبدي: ما لا نهاية له، أي ليس لوجوده آخر فليس هو ملحوقا بعدم ولا فناء؛
- الأزل: اسم لما ليس له بداية من الزمن؛
- الأبد: اسم لما ليس له نهاية من الزمن؛
(والأزل والأبد كل منهما ليس وقتا معينا، بل هما العبارة عن عدم الانتهاء من الزمن)
"الجنس" (في هذا البحث لا في المنطق) أو "النوع": كليٌّ له أفراد أو أشخاص أو أعيان.
والكليات لا وجود لها في الخارج، بل وجوده إنما يكون في العلم والأذهان،
وأما في الخارج، فالموجود فيه أفرادًا / أعيانًا / أشخاصًا / آحادًا.
ويطلق (الجنس) أيضا على كل فرد من أفراده لا بعينه أو على مجموعة أفراد أو جميع الأفراد،
وهذا الأخير موجود في الخارج حسب وجود الأفراد.
وأما "الفرد" أو "العين": فهو موجود معيَّن يتميز عن غيره من الموجودات لا يشارك في وجوده غيره.
وهذا الفرد أو العين صورتُه أو مَثَلُه موجودٌ بالأذهان، ونفسُه أو حقيقتُه موجودٌ في الخارج الواقع.
وأفراد الجنس أو أعيانه إما أن يوجد في الخارج لحظة واحدة، وإما أن يوجد متعاقبة واحدا تلو الآخر؛
كما أنها إما أن تكون محصورة بعدد معين، وإما أن تكون غير محصورة بل لا نهاية لعدد أعيانها.
فإذا كان الأفراد محصورة بالعدد، فالجنس قطعا له بداية وله نهاية، فهو حادث الجنس والأفراد.
وأما إذا كان الأفراد غير محصورة بالعدد، فللجنس ثلاث حالات لا رابع لها:
- إما أن يكون له بداية ولا يكون له نهاية، كنعيم أهل الجنة مثلا؛
- وإما أن يكون له نهاية وليس له بداية، ولا أجد له مثالا؛
- وإما أن لا يكون له بداية ولا له نهاية، كأفعال الله تعالى وكلامه.
والمسلمون يقولون في دعاء الصباح:
" سبحانك اللهم وبحمدك، عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك "
ولعل هذا القدر كاف للبداية، فبانتظار الملاحظات والردود المناسبة من الإخوة والمشايخ الكرام. ويجدر بي قبل ذلك أن أنقل هذه الفقرة الوجيزة من كلام شيخنا شيخ الإسلام 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
"وذلك أن معنى الأزل ليس هو شيئا له ابتداء محدود حتى يقال: هل حصل شيء منها في ذلك المبدأ المحدود؟ بل معنى الأزل هو معنى القدم ومعناه: ما لا ابتداء لوجوده ولا يقدر الذهن غاية إلا كان قبل تلك الغاية فإذا قال القائل: (هل وجد شيء من هذه الحوادث في الأزل) كان معناه: هل منها قديم لا أول لوجوده لم يزل موجودا؟ والمثبت لذلك إنما يقول: لم يزل الجنس موجودا شيئا بعد شيء كما يقوله المسلمون وجمهور الناس غيرهم في الأبد فيقولون: إنه لا يزال جنس الحوادث يحدث شيئا بعد شيء ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 04:48]ـ
فمراد من يقول إن جنس الكلام قديم أو جنس الكلام موجود في الأزل،
هو: كون المتكلم لم يزل يتكلم بمشيئته عن قدرته.
ومراد من يقول إن جنس المخلوق قديم أو جنس المخلوق موجود في الأزل،
هو: كون الخالق لم يزل يخلق مخلوقا لا إلى بداية.
وهذا معنى قولنا إن الأزل ليس وقتا معينًَّا، بل هو عبارة عن عدم البداية - كما أن الأبد عبارة عن عدم النهاية.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 05:15]ـ
قال الشيخ في درء التعارض ج1/ص110
((وليس مراد الخليل بقوله ((هذا ربي)) رب العالمين ولا أن هذا هو القديم الأزلي الواجب الوجود الذي كل ما سواه محدث ممكن مخلوق له ولا كان قومه يعتقدون هذا حتى يدلهم على فساده ولا اعتقد هذا أحد يعرف قوله بل قومه كانوا مشركين يعبدون الكواكب والأصنام ويقرون بالصانع)).
نعم، كل ما سوى الله محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن عابد له طوعًا أو كرهًا.
وكل ما فعله الله من الأفعال حادث كائن بعد أن لم يكن مسبوق بالإرادة المسببة له.
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:53]ـ
ولا أوافق أن جنس المخلوقات معنى ذهني لا وجود له في الخارج فجنس المخلوقات يعني كل ما خلقه الله عز وجل ولا يصح أن نقول أنه لا وجود له بل له وجود متسلسل غير متناهي.
هل جنس المخلوقات شيء أو ليس بشيء؟
إن كان ليس بشيء، فلا يوصف بحدوث ولا قدم.
وإن كان شيئًا، فهل هو الله أو صفة من صفاته أم غير ذلك؟
الجواب قطعًا هو غير الله وليس بصفة من صفاته.
ويلزم على هذا القول بأن جنس المخلوقات مخلوق بلا أدنى ريب أو شك.
يعني جنس المخلوقات هو عندك جميع ما خلق الله وكل ما خلق الله حادث وعليه يكون جنس المخلوقات حادث وما كان كله حادث كان تسلسله حادث فإن كل مخلوق له بداية فمن المحال أن تجتمع المخلوقات لتكون (أزلية) ولأجل ذلك كان للمخلوقات بداية فكان هناك أول المخلوقات.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 03:20]ـ
هل جنس المخلوق شيءٌ؟
- جنس المخلوق جنسُ شيئٍ لا عينُ شيئٍ
هل جنس المخلوق مخلوق؟
- هو جنس المخلوق لا مخلوق بعينه، فالسؤال غير واضح.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 03:50]ـ
نعم، كل ما سوى الله محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن عابد له طوعًا أو كرهًا.
إذا كان كذلك فهل جنس المخلوقات هو الله أو غيره أو ليس بشيء؟!!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 04:05]ـ
يعني جنس المخلوقات هو عندك جميع ما خلق الله
نعم هو كذلك وهو متحقق في الواقع لكن شيئًا بعد شيء.
بمعنى أن جميع الخلق الموجود في هذه اللحظة، كان قبله خلق وسيكون بعده خلق، فجميع المخلوقات التي خلقها الله عز وجل وجدت في الواقع لكن يستحيل وجودها جميعًا في وقت واحد لكنها تخلق شيئًا بعد شيء.
يعني جنس المخلوقات هو عندك جميع ما خلق الله وكل ما خلق الله حادث وعليه يكون جنس المخلوقات حادث
هذا صحيح!!
وما كان كله حادث كان تسلسله حادث.
هذا خطأ بهذا الإجمال بل الحوادث المتصلة بالله غير مخلوقة وجنسها قديم، والحوادث المنفصلة مخلوقة وجنسها حادث مخلوق.
وسبب التفريق هو اختلاف علاقتها بالله كما مر فالصفات علاقتها بالله اقتران، بينما المخلوقات علاقتها بالله سببية أو علية غير مقترنة.
فإن كل مخلوق له بداية فمن المحال أن تجتمع المخلوقات لتكون (أزلية) ولأجل ذلك كان للمخلوقات بداية فكان هناك أول المخلوقات.
للمخلوق المعين بداية أما المخلوقات جميعًا في جملتها ليس لها بداية، لأن الله خالق منذ الأزل، ومنعنا من القول بقدمها أننا نعلم علم اليقين أن الله سابق على هذا الخلق في جملته لأنه خالقه وموجده.
وأنت إلى الآن يا أخ شرياس لم تجب على الاعتراض الوارد على القول بمخلوق هو أو المخلوقات، وهو:
هل الله قبل هذا المخلوق كان خالقًا بالفعل أم بالقوة، بلفظ آخر هل الله قبل هذا المخلوق الأول كان خالقًا بمعنى أنه قادر على الفعل فقط أو خالق بالفعل؟!!
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 04:51]ـ
هذا خطأ بهذا الإجمال بل الحوادث المتصلة بالله غير مخلوقة وجنسها قديم، والحوادث المنفصلة مخلوقة وجنسها حادث مخلوق.
وأنت إلى الآن يا أخ شرياس لم تجب على الاعتراض الوارد على القول بمخلوق هو أو المخلوقات، وهو:
هل الله قبل هذا المخلوق كان خالقًا بالفعل أم بالقوة، بلفظ آخر هل الله قبل هذا المخلوق الأول كان خالقًا بمعنى أنه قادر على الفعل فقط أو خالق بالفعل؟!!
كنت أقصد عندما قلت (كله حادث) أي جنسه ونوعه لكن صفات الله تعالى الفعلية جنسها قديم ونوعها حادث كما تفضلت
صدقت فكلما أردت الرد دخل بعض الإخوة بمشاركة أشغلتني عن الرد لكن أعدك في المشاركة القادمة سوف أرد بالتفصيل على إعتراضك ولن أنشغل بأي مشاركة أخرى إن شاءالله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 06:33]ـ
إذا كان كذلك فهل جنس المخلوقات هو الله أو غيره أو ليس بشيء؟!!
طبعا: غيره. وهذا واضح.
وقولكم: (جنس المخلوق مخلوقٌ) هو مثل قول القائل:
"جنس الإرادة إرادةٌ" و "جنس الفعل فعلٌ" و "جنس الإنسان إنسان" و "جنس الحجر حجرٌ".
وما فائدة أمثال هذا الكلام؟!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 02:55]ـ
طبعا: غيره. وهذا واضح.
وقولكم: (جنس المخلوق مخلوقٌ) هو مثل قول القائل:
"جنس الإرادة إرادةٌ" و "جنس الفعل فعلٌ" و "جنس الإنسان إنسان" و "جنس الحجر حجرٌ".
وما فائدة أمثال هذا الكلام؟!
أخي الحبيب يلزم من القول بأن جنس المخلوقات غير الله أن يكون مخلوقًا لا محالة فكل ما عدا الله مخلوق لا ريب في هذا.
وأما استنكارك قول: "جنس الإرادة إرادةٌ" و "جنس الفعل فعلٌ" و "جنس الإنسان إنسان" و "جنس الحجر حجرٌ".
فذلك لأنه من البديهيات فلا يحتاج إلى تقرير، وإنما قلنا: ((جنس المخلوق مخلوق)) لما وجدنا من ينازع في هذه البديهيات. (ابتسامة)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:22]ـ
أخي الحبيب يلزم من القول بأن جنس المخلوقات غير الله أن يكون مخلوقًا لا محالة فكل ما عدا الله مخلوق لا ريب في هذا.
وأما استنكارك قول: "جنس الإرادة إرادةٌ" و "جنس الفعل فعلٌ" و "جنس الإنسان إنسان" و "جنس الحجر حجرٌ".
فذلك لأنه من البديهيات فلا يحتاج إلى تقرير، وإنما قلنا: ((جنس المخلوق مخلوق)) لما وجدنا من ينازع في هذه البديهيات. (ابتسامة)
ما كان غير الله من الأشياء الخارجية، فهو مخلوق بلا أدنى ريب.
وأما ما كان من الأشياء العلمية، فحكمه حسب حكم المحل.
يلاحظ مثلا قول الله تعالى: (كذلك الله يخلق ما يشاء، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون)
ما / من هو المخاطب في هذه الآية؟ وهل هو مخلوق؟ وكيف يكون مخلوقا وهو لم يوجد بعد؟!
جنس الإرادة جنس الإرادة، وجنس الإنسان جنس الإنسان، وجنس الحجر جنس الحجر. . هذا هو البديهي.
وأما أن نقول إن جنس الإرادة إرادة وجنس الإنسان إنسان فهذا لبس وعيٌّ من القول، والعياذ بالله تعالى.
إن أردنا بجنس الإنسان: مجموعة الإنسان أجمعهم، فالمجموع لا يقال له (إنسان)؛
وإن أردنا بجنس الإنسان: أحد الإنسان لا بعينه، فهو في الخارج معين فهو لا شك (إنسان)؛
وإن أردنا بجنس الإنسان تصوره الكلي في الأذهان فهو (مَثَل الإنسان) لا إنسان بالفعل.
ويقاس على هذا (جنس المخلوق) و (جنس التخليق) وكل ما على هذا النمط من المسميات.
والله الموفق للسداد.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 05:17]ـ
إن أردنا بجنس الإنسان: مجموعة الإنسان أجمعهم، فالمجموع لا يقال له (إنسان)؛
وإن أردنا بجنس الإنسان: أحد الإنسان لا بعينه، فهو في الخارج معين فهو لا شك (إنسان)؛
وإن أردنا بجنس الإنسان تصوره الكلي في الأذهان فهو (مَثَل الإنسان) لا إنسان بالفعل.
أخي الفاضل أنت الآن تفرق بين هذا الأمور الثلاثة، وهذا جيد.
الأول: وهو مجموع الإنسان أجمعهم ومثل ذلك مجموع الخلق أجمعهم = وهذا ما أقصده بجنس المخلوقات.
الثاني: أحد الإنسان لا بعينه، وهذا لا شك غير مراد في كلامي ألبتة.
الثالث: التصور.
ونحن عندما نسأل وعندما نتكلم إنما نتكلم عن الأول الجنس الذي هو مجموع الخلق أجمعهم.
السؤال الآن جنس المخلوقات بهذا المعنى له تحقق في الخارج أم لا؟
تصوري - وإن كان خطأ فأرجو أن تصوب لي مشكورًا - أنه متحقق في الخارج لكن شيئًا بعد شيء وهذا موافق لقولنا ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق.
فإن كان ما فهمته أنا صحيحًا من أن جنس المخلوقات شيء غير الله وليس تصورًا ذهنيًا وأنه يمكن تحققه في الخارج شيئًا بعد شيء، وأنه على ذلك يكون مخلوقًا فما هو الخطأ في هذا الكلام بارك الله فيك؟!!
ـ[سمير]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 05:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكتاب المذكور لكاملة الكواري في المسالة اين هو موجود على الشبكة
و جزاكم الله خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 06:45]ـ
أخي الفاضل أنت الآن تفرق بين هذا الأمور الثلاثة، وهذا جيد.
الأول: وهو مجموع الإنسان أجمعهم ومثل ذلك مجموع الخلق أجمعهم = وهذا ما أقصده بجنس المخلوقات.
الثاني: أحد الإنسان لا بعينه، وهذا لا شك غير مراد في كلامي ألبتة.
الثالث: التصور.
ونحن عندما نسأل وعندما نتكلم إنما نتكلم عن الأول الجنس الذي هو مجموع الخلق أجمعهم.
السؤال الآن جنس المخلوقات بهذا المعنى له تحقق في الخارج أم لا؟
تصوري - وإن كان خطأ فأرجو أن تصوب لي مشكورًا - أنه متحقق في الخارج لكن شيئًا بعد شيء وهذا موافق لقولنا ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق.
فإن كان ما فهمته أنا صحيحًا من أن جنس المخلوقات شيء غير الله وليس تصورًا ذهنيًا وأنه يمكن تحققه في الخارج شيئًا بعد شيء، وأنه على ذلك يكون مخلوقًا فما هو الخطأ في هذا الكلام بارك الله فيك؟!!
حسنا يا شيخنا الفاضل. . . الاصطلاح لا مشاحة فيه، فالمهم أن يكوم المقصود واضحا قبل الاتفاق على المصطلحات.
فما إجايتكم على هذين السؤالين:
هل عدد المخلوقات أجمعهم محصورٌ متناهٍ أم أنها غير متناه؟
وهل مجموع المخلوقات أجمعهم حادثٌ له بداية وكان غير موجودا ثم يوجد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 06:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
كنت قد آليتُ على نفسي أن لا أكتب في هذا الموضوع عندما لم يجبني صاحبه أصلحه الله إجابة صريحة، وربط فهم إجابتي بجواب غيري، وهو غير جائز في النقاش العلمي.
لكن وجدتكم ذهبتم مذهبًا آخر بالقضية، واختلفتم في ثابت من الثوابت العقلية. حتى نطق بعضكم بما يخالف الأدلة العقلية والسمعية.
فلم أقصد بمشاركتي الدخول في تفاصيل، ولكن قصدت التوضيح والتدليل، على أمر ما لي من تبيينه بديل.
فبغض النظر عما أضيفت إليه لفظة ((جنس))
السؤال عن الجنس هو الله أو غيره؟ غير صحيح
ومَن جعل ذلك إلزاما بأن الجنس من حيث هو جنس مخلوق غير صائب.
لأنّ هذا ما حاول أن يلزم به متكلمو المعتزلة أهلَ السنة في نصر قولهم بخلق القرآن.
ووجه ذلك أنهم سألوا: هل جنس الكلام مخلوق أم غير مخلوق؟
فمن قال لهم: مخلوق، ألزموه بأن كلام الله مخلوق لأنه يدخل في جنس الكلام بلا خلاف بين عقلاء الناس.
ومَن قال: غير مخلوق، ألزموه بأن كلام الناس غير مخلوق لأنه يدخل أيضا في جنس الكلام بلا خلاف بين عقلاء الناس.
ولذلك نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قيل له: إن فلاناً يقول لما خلق الله الأحرف سجدت له إلا ألف، فقالت: لا أسجد حتى أؤمر. فقال الإمام أحمد: هذا كفر.
قال شيخ الإسلام: «فأنكر على من قال إن الحروف مخلوقة، لأنه إذا كان جنس الحروف مخلوقاً لزم أن يكون القرآن العربي والتوراة العبرية وغير ذلك مخلوقاً وهذا باطل مخالف لقول السلف والأئمة، مخالف للأدلة العقلية والسمعية»
وقال في موضع آخر: «وأما قول القائل: إن الحروف قديمة أو حروف المعجم قديمة فإن أراد جنسها فهذا صحيح، وإن أراد الحرف المعين فقد أخطأ فإن له مبدأ ومنتهى، وهو مسبوق بغيره، وما كان كذلك لم يكن إلا محدثاً.»
وبين في موضع آخر فساد تصور وجود الكليات ((كالجنس)) وجود أعيان، فقال: «الكليات - كالجنس والنوع والفصل والخاصة والعرض العام - لا توجد في الخارج منفصلة عن الأعيان الموجودة. وهذا معلوم بالضرورة ومتفق عليه بين العقلاء وإنما يحكى الخلاف في ذلك عن شيعة "أفلاطون" ونحوه: الذين يقولون بإثبات "المثل الأفلاطونية" وهي الكليات المجردة عن الأعيان خارج الذهن، وعن شيعة "فيثاغورس" في إثبات العدد المطلق خارج الذهن. والمعلم الأول "أرسطو" وأتباعه متفقون على بطلان قول هؤلاء وهؤلاء»
قلت: وما لا وجود له في الأعيان فهو من حيث تصوّره في الحقيقة عدم، والعدم لا يقال فيه مخلوق ولا غير مخلوق.
وأما من حيث تصوّره في الأذهان فهو وجود، لكن ليس كل ما تتصوّره الأذهان يكون له وجودا في الحقيقة؛ كمن تصوّر أن فوق العرش إلها مع الله -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرا-، وهذا من أبعد المستحيلات،
فهل ذلك الذي تصوّره مخلوق أم غير مخلوق؟
من قال: مخلوق، فقد جعل فوق العرش مخلوقا وليس فوق العرش إلا الله.
ومن قال: غير مخلوق، فقد جعل فوق العرش إلها آخر غير الله.
نعم قد يقول البعض: إن تصوّره نفسه هو المخلوق وليس ما تصوّره.
نقول: هذا حق؛ لأن تصوّره هو من فعله، وأفعال العباد مخلوقة.
لكن هذا لا يَرِد على الجنس؛ لأنه ليس تصوّرا خاصّا بواحد من الناس، بل هو أمر كلّي مجرّد إلا عند أفلاطون وفيثاغورث وأتباعهما، وقد خالفوا بذلك عقلاء العالَمين.
ومَن قال: إن قصدي بالجنس جميع أفراده فهو بذلك مخلوق.
نقول: أصل الكلام خطأ فما يُبنى عليه يكون خطأً بالتبعيّة؛ لأن جنس أي شيء لا يطلق على مجموع أفراده بالاتفاق.
أكتفي بهذه الإشارة حتى لا يلتبس الأمر على بعض إخواني.
فمَن فهم هذا الأمر علِم الصواب في المسألة إن شاء الله.
ومَن عجز عن إدراكه فليتوقف عن الخوض فيه حتى لا ينزلق في خطأ عقدي وهو لا يشعر.
محبكم/ عيد فهمي
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 07:08]ـ
نعم - بارك الله فيك - جنس المخلوقات حادث، إن قصدت (حادث) بمعنى أنه مسبوق بغيره أقول نعم هو حادث لأنه مسبوق بخالقه، وأظن هذه لا نختلف فيها فالله تعالى سابق على ما عداه.
ومجموع المخلوقات حادث ليس له بداية، بل لم يزل هناك خلق قبله خلق لا إلى أول هذا هو معنى التسلسل.
وما من مخلوق من الأفراد إلا وهو مسبوق بخالقه وكذلك مجموع المخلوقات مسبوق بخالقه.
وأما كونه وجد بعد أن لم يكن فلا أقول بهذا لأن الله سبحانه لم يزل خالقًا وهو خالق على التحقيق بالقوة وبالفعل وليس بالقوة وحدها.
لكن المقطوع به في هذا أن الله سابق على خلقه وأن الخلق حادث مخلوق والله قديم غير مخلوق بل هو خالق كل شيء.
وأنا أريد منك يا أخ نضال - بارك الله فيك - أن تجيب على ما ألزمتك به وهو إذا كان جنس المخلوقات (وهو مجموع ما خلقه الله) غير الله وهو متحقق في الواقع شيئًا بعد شيء فإن القول بقدمه يستلزم القول بقديمين وهذا باطل!!!
تنبيه: كتبت هذه المشاركة قبل أن أرى مشاركة الأخ (عيد فهمي) السابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 07:26]ـ
إلى هنا أنا متوقف عن الخوض في هذه المسألة ليس لموافقتي على كل ما جاء في مشاركة الأخ (عيد فهمي) جزاه الله خيرًا، لكن أنا أرى أن الكلام في هذه المسألة ذهب بعيدًا فعلا وطال، وهي من المسائل الكبار، وأرى - وهذا غير ملزم لأحد - أن نكتفي بهذا القدر من النقاش ومن كان لدية فتوى من فتاوى أهل العلم الكبار المعتبرين فليأت بها وليضعها هنا تتميمًا للفائدة.
وأمَّا أنا فأعتذر عن الخوض في هذه القضية أكثر من ذلك وأستغفر الله من القول عليه بغير علم، وكل قول قلته يخالف ما كان عليه رسول الله وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان فأنا راجع عنه في الجملة. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
وأعتذر عن الرد على أي سؤال يوجه إليّ في هذه المسألة وقد قلت ما أراه وأسأل الله أن يثبتني على ما فيه من الحق وأن يجنبني ما فيه من الخطأ والخطل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 08:52]ـ
شيخنا الفاضل علي عبد الباقي، قولكم: (مجموع المخلوقات حادث ليس له بداية) هو عين التناقض، فإن معنى (الحادث): ما له بداية ويسبقه عدمه، ولا أرى من استعمل على غير ذلك قبل هذا الوقت بالذات. والله لا أفهم ما هذا المصطلح الذي بنيتم عليه الكلام؟ هذا ليس مصطلح المتكلمين ولا حتى الفلاسفة القائلين بالإيجاب الذاتى وتعدد القدماء، فضلا عن أن يكون مصطلح أهل الحديث وعلماء السنة.
وأنا أريد منك يا أخ نضال - بارك الله فيك - أن تجيب على ما ألزمتك به وهو إذا كان جنس المخلوقات (وهو مجموع ما خلقه الله) غير الله وهو متحقق في الواقع شيئًا بعد شيء فإن القول بقدمه يستلزم القول بقديمين وهذا باطل!!!
تنبيه: كتبت هذه المشاركة قبل أن أرى مشاركة الأخ (عيد فهمي) السابقة.
وفيكم بارك الله شيخنا الفاضل؛
أولا: ليس هذا مصطلحي الذي تكلمت عليه. بل على هذا الاصطلاح يكون (جنس المخلوقات) لم ولن يوجد أبدًا على الإطلاق. كيف لا؟ والموجود اليوم من مخلوقات الله تعالى هو ليس كلها، بل كثير من المخلوقات قد فنيت قبل هذا اليوم، وكثير منها لم توجد بعد. وكذلك في زمن الطوفان أو زمن الهجرة أو أي زمان فلاني. . قد فنيت قبل ذلك الزمن مخلوقات كثيرة لا يحصوا عددها إلا خالقها، ولم يوجد بعد عندئذ من مخلوقات الله تعالى أشياء كثيرة جدًّا جدًّا لا نهاية لها. فالمتحقق في الواقع - على مقتضى هذا الاصطلاح - هو جزء هذا الجنس أو بعضه لا نفس الجنس ولا تمامه.
ثانيا: قصدي بقولي السابق (جنس المخلوقات غير الله) هو أنه (ليس الله). وهذا لا إشكال فيه، فإن (العدم) و (المعدوم) و (الممتنع) أيضا ليس الله ولا من أوصافه. فليس كل ما قيل إنه غير الله: مخلوقات متحققة أو صفاتها. بل نفس سؤال السائل: (هل جنس المخلوقات هو الله أو غير الله؟) موقع للبس والإيهام. فإما أن يمتنع عن الإجابة، وإما أن يقال إنه غير الله بالمفهوم المتعارف: (الله تعالى ليس من جنس المخلوقات، فجنس المخلوقات إذن ليس الله، بل هو جنس لمصنوعاته تعالى).
ثالثا: الجنس عند التحقق في الخارج لا يبقى هو جنسًا، بل أصبح عينًا مشخصا. وقد قلت مرارًا: (إن الجنس لا يوجد في الخارج جنسًا، بل يوجد أعيانًا)، وهذا نفس دندنة شيخ الإسلام رحمه الله عند التفضيل في هذه القضية كما هو المشاهد في كتبه وفتاويه.
رابعا: فقول القائل: (إن جنس الشيء الفلاني قديم ليس بحادث)، معناه: أن ذلك الشيء لم يزل بعض أفراده موجودة متحققة في الخارج قبل الآن. وما من وقت يقدر، إلا وبعض أعيان هذا الجنس موجودا قبل ذلك الوقت. فماصداق هذا الجنس إذن لم يزل موجودا بالفعل قبل أي وقت من الأوقات.
فإذا قلنا (إن جنس المخلوق قديم)، فمعناه أن ما من وقت يقدر إلا وقد كان يوجد قبل ذلك الوقت مخلوق أو مخلوقات لا بعينها. وإذا قلنا (إن جنس التخليق قديم)، فمعناه أن ما من وقت يقدر إلا وقد كان يوجد قبل ذلك الوقت تخليق أو تخليقات لا بعينها.
وهذا معنى (القديم)، أي ما يتقدم على كل وقت من أعيان الأوقات.
ولم يخالفنا في جملة هذا إلا المتكلمون والفلاسفة.
قالت الكرامية: (جنس التكوين حادث قائم بذات الباري وليس قديما، وبهذا يكون العالم المكوَّن حادثا)؛
وقالت الأشاعرة: (جنس الحوادث حادث لكون كل فرد من أفرادها حادث، فالعالم حادث وحصول التخليق حادث)،
وقالوا: (جنس التخليق حادث منه تعالى لحدوث التعلق التنجيزى من الإرادة القديمة، وكان قبل ذلك ممتنعا منه تعالى)؛
وقالت المعتزلة: (جنس القدرة على التخليق حادث، فإن القديم لا يتعدد والقدرة غير القادر، بل القدرة موجودة في لا محل)؛
وقالت الجهمية: (جنس المخلوقات حادث منقض، فله بداية وله نهاية، وهو مسبوق بالعدم وملحوق به أيضا، فالجنة فانية)؛
وقالت ملاحدة الفلاسفة: (أعيان الأفلاك التسعة قديمة، وإن كان جنس ما تحت فلك القمر حادث بحدوث التأثير عن العقل الفعال).
فسبحان ربك رب العزة عما يصفون. . وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 09:17]ـ
وأنت إلى الآن يا أخ شرياس لم تجب على الاعتراض الوارد على القول بمخلوق هو أو المخلوقات، وهو:
هل الله قبل هذا المخلوق كان خالقًا بالفعل أم بالقوة، بلفظ آخر هل الله قبل هذا المخلوق الأول كان خالقًا بمعنى أنه قادر على الفعل فقط أو خالق بالفعل؟!!
إن الله تعالى متصفٌ بصفات الكمال ومن هذه الصفات القدرة والخلق فالله تعالى قادرٌ على كل شيء وهو سبحانه وتعالى خالق كل شيء قال تعالى {إن الله على كل شيء قدير} النور آية 45 وقال تعالى {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل} الزمر آية 62.
ولايوجد تناقض بين الإعتقاد أن الله تعالى خالق في الأزل وإعتقاد وجود مخلوق أول لأن الله تعالى خالقٌ قبل أن يخلق كما أنه رازقٌ قبل أن يرزق وسوف أضرب مثال ولله المثل الأعلى
لنقرأ هذه العبارة:
((ماِئدَةٌ تُشْبِع وَماءٌ يُروي وجَنَّةٌ تَسُرُّ الناظِرين))
لايلزم أن تُؤكل المائدة حتى توصف بالإشباع أو يُشرب الماء حتى يوصف بالإرواء أو تٌرى الجنة حتى تٌسِرَّ من يراها وأنا أضرب هذا المثل لغويا لا أكثر.
أما ربط صفة الخلق بخلق المخلوقات بمعنى إستبعاد كون الله تعالى متصف بالخلق من غير وجود المخلوقات كمن يقول لايمكن أن يكون الله تعالى خالق إلا مع وجود مخلوقات فهذا محال شرعا وعقلا لماذا؟
أما شرعا فلأن الله تعالى وحده المتصف بالقِدم وفي الحديث {كان الله ولم يكن شيء غيره}
وأما عقلا فإن من المعلوم أن المخلوقات كلها حوادث والله تعالى هو الذي أحدثها فكيف يكون هناك شيء من المخلوقات موجود في الأزل مع الله!!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا وبما أن جميع المخلوقات حوادث فلا بد إذا من وجود مخلوق أول أو على الأقل وجود مخلوقين وجدا معاً كمن يقول مثلا أن العرش و الماء خلقا معاً وهما أول الخلق.
أما إمكانية وجود مخلوق أو مخلوقات بلا بداية فهذا محال إذ لا شيء أسمه مخلوق بلا بداية فلو قال قائل أليس الله قادرٌ على خلق مخلوق ليس له بداية؟
نقول إن هذا السؤال باطل ٌ من أساسه فليس هناك مخلوق ليس له بداية كما أنه لايوجد مخلوق يعلم الغيب أو يغفر الذنوب أو ينزل الغيث لذى نقول أن كل هذا لاشيء واللاشيء لايقع تحت القدرة الإلهيه لأنه لاشيء.
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 09:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
كنت قد آليتُ على نفسي أن لا أكتب في هذا الموضوع عندما لم يجبني صاحبه أصلحه الله إجابة صريحة، وربط فهم إجابتي بجواب غيري، وهو غير جائز في النقاش العلمي.
محبكم/ عيد فهمي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأحبك الله الذي فيه أحببتنا.
لم أكن أعلم أن هذا السؤال غير جائز في النقاش العلمي وهذه فائدة منكم لي وللأخوة فجزاكم الله خيرا وسعداء بعودتكم أخونا الفاضل عيد فهمي.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 09:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل
ما زلتم تضطروني للمشاركة لبيان ما قد يلتبس على من يطالع مشاركاتكم
لنقرأ هذه العبارة:
((ماِئدَةٌ تُشْبِع وَماءٌ يُروي وجَنَّةٌ تَسُرُّ الناظِرين))
لايلزم أن تُؤكل المائدة حتى توصف بالإشباع أو يُشرب الماء حتى يوصف بالإرواء أو تٌرى الجنة حتى تٌسِرَّ من يراها وأنا أضرب هذا المثل لغويا لا أكثر.
المثل المضروب غير صحيح بغض النظر عن الصواب في أصل المسألة
لأن المثل يتكلم عن صفات لازمة والمسألة في أفعال متعدية
فالطعام لا يفعل الإشباع إنما يتصف بكونه مشبعا
والماء لا يفعل الرِيّ وإنما يوصف بأنه مرويا.
والمعنى الصحيح الذي يضرب لا بد أن يوافق أصل المسألة
مثل:
كاتب يكتب، وصانع يصنع، ومتكلم يتكلم
وهنا:
هل يسمى الكاتب كاتبا وهو لم يكتب شيئا مطلقا
وهل يسمى الصانع صانعا وهو لم يصنع شيئا أبدا
وهل يسمى المتكلم متكلما وهو لم ينطق كلمة واحدة من قبل
فيعود الإشكال كما هو
وللأسف فهذه الأمثلة أو شبيهة بها تماما كان قد أوردها بشر المريسي في ادّعائه بخلق القرآن فاحذروا يا إخواني فقد كثر كلامكم ووقع فيه كثير من كلام أهل البدع واستدلالاتهم وأنتم لا تشعرون
والله أنا مشفق عليكم جدا.
أخوكم المحب / عيد فهمي
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 09:51]ـ
المثل المضروب غير صحيح بغض النظر عن الصواب في أصل المسألة
لأن المثل يتكلم عن صفات لازمة والمسألة في أفعال متعدية
فالطعام لا يفعل الإشباع إنما يتصف بكونه مشبعا
والماء لا يفعل الرِيّ وإنما يوصف بأنه مرويا.
والمعنى الصحيح الذي يضرب لا بد أن يوافق أصل المسألة
مثل:
كاتب يكتب، وصانع يصنع، ومتكلم يتكلم
جزاك الله خير على التصحيح وأستغفر الله تعالى ولكن هذا فيما يتعلق بالناحية اللغوية فهل ترى خطأ فيما ذكرت من الناحية العقائدية.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:00]ـ
وأعتذر عن الرد على أي سؤال يوجه إليّ في هذه المسألة وقد قلت ما أراه وأسأل الله أن يثبتني على ما فيه من الحق وأن يجنبني ما فيه من الخطأ والخطل.
مع الاعتذار للإخوة الأفاضل الذين يتحاورون في هذا الموضوع وبإمكان الأخ (نضال) أن يجيب على الأخ شرياس إن أحب فإن مذهبه يناقض ما ذهب إليه من القول بالتسلسل في الماضي، والعكس أيضا صحيح.
أما أنا فسأكتفي فيما يأتي بنقل ما أقف عليه في هذه المسألة من كلام أهل العلم الكبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:02]ـ
وهل يسمى المتكلم متكلما وهو لم ينطق كلمة واحدة من قبل
فيعود الإشكال كما هو
وللأسف فهذه الأمثلة أو شبيهة بها تماما كان قد أوردها بشر المريسي في ادّعائه بخلق القرآن فاحذروا يا إخواني فقد كثر كلامكم ووقع فيه كثير من كلام أهل البدع واستدلالاتهم وأنتم لا تشعرون
والله أنا مشفق عليكم جدا.
أخوكم المحب / عيد فهمي [/ B][/SIZE][/COLOR]
جزاك الله خير على محبتك وإشفاقك وهذا هو دأب الإخوة الكرام ولكن عندما نرى أحدأ من الإخوة وقع في خطأ فلا بد من البيان والنصيحة.
صفة الكلام ثابته لله تعالى وهي أزلية الجنس حادثة النوع ومثلها صفة الخلق ولكن البعض يرى أن إثبات مخلوق أول يلزم منه إثبات كلام أول وهذا باطل باطل باطل لماذا؟
إن كلام الله تعالى ليس بمخلوق فلا أول لكلامه أما المخلوقات فهي حادثة جنساً ونوعاً وهي مسبوقه بخالقها.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:03]ـ
جزاك الله خير على التصحيح وأستغفر الله تعالى ولكن هذا فيما يتعلق بالناحية اللغوية فهل ترى خطأ فيما ذكرت من الناحية العقائدية.
وإياكم
الخطأ ليس في مقصودك، ولكن في لازم قولك
فبعيدا عن مسألتكم.
أرأيت لو جاء إنسان معتزلي ينكر الصفات.
فقلت له: إن الله متصف بها في الأزل.
فقال لك: بل يجوز أن يكون سميعا بلا سمع وعليم بلا علم وبصير بلا بصر.
فتقول هذا لا يعقل.
فيقول: بل يعقل كما نقول: الطعام يشبع وليس هناك إشباع، والماء يروي وليس هناك إرواء، والجنة تسرّ الناظرين وليس هناك ناظر.
أليست حجته هي نفس حجتك فلو جوّزنا حجّتك، لزمنا أن نجوّز حجّته.
وهذا مكمن الخطر.
فالاستدلال هنا خطأ شرعا وعقلا قبل أن يكون خطأً لغويًّا
فأرجو الانتباه لذلك أصلحك الله
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:09]ـ
فالاستدلال هنا خطأ شرعا وعقلا قبل أن يكون خطأً لغويًّا
فأرجو الانتباه لذلك أصلحك الله
أعلم هذا فالخطأ اللغوي ترتب عليه خطأ عقائدي ولكن ما قصدته بكلمة (الناحية العقائدية) أي باقي المشاركة بخلاف المثل وما ترتب عليه عقائدياً
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:14]ـ
أما أنا فسأكتفي فيما يأتي بنقل ما أقف عليه في هذه المسألة من كلام أهل العلم الكبار.
والله شيء طيب أن نقوم بنقل كل ماجاء عن أهل العلم الكبار في هذه المسألة بدل أن أكتفي أنا بنقل كلام الحافظ إبن حجر العسقلاني من فتح الباري أو يقوم غيري بنقل كلام شيخ الإسلام إبن تيمية من درأ تعارض العقل والنقل.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:27]ـ
أخي شرياس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد ذكرت لك من قبل الصواب في هذه المسألة
وبيّنتُ لك سبب الخلاف قبل أن تلزمني بجواب غيري
فأنت تظن أن من يقول بالقول الذي تنسبه لشيخ الإسلام -وهو في الحقيقة قول أهل السنة وإنما خالف في ذلك بعض المتأخرين من أهل السنة لعدم قدرة عقولهم على استيعاب المسألة- فأنت تظن أن قائل هذا القول يلزمه ردّ الرواية الصحيحة الثابتة -كما بيّنتُ لك من قبل- وهي رواية: «كان الله ولم يكن شيء معه» أو «غيره» وكلاهما صحيح وهذا ما تمليه عليّ الأمانة العلميّة فأنا أشتغل أساسا في التحقيق.
لكن هذا الظن غير صحيح وإن وافقك عليه مخالفوك للأسف.
نعم قد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله ما يفهم منه ردّ هذه اللفظة لكن هذه طريقة شيخ الإسلام أنه في معرض المحاجّة يذكر كل الوجوه الممكنة للردّ وليس معنى ذلك أنه يعتمدها جميعا وجها وجها.
ومن كان له خبرة بأسلوب شيخ الإسلام علِم ذلك علما لا شك فيه ولا ارتياب
فسبب الخلاف الحقيقي في هذه المسألة هي إلزامات فلسفية للأسف لم تذكروا واحدة منها مع طول مناقشاتكم.
وهذا يدلّ على أنّ أغلب المشاركين -وليس كلّهم- لا يعلم سبب الخلاف الحقيقي.
وأنا هنا لن أذكر هذه الإلزامات لكثرتها فلعلي أفرد لها موضوعا
لكن بعد قراءتك ما سبق أُعيد عليك كلاما ذكرتُه من قبل بنصه
فرجائي أن تتامّله جيّدا واعذرني فلن أدخل في نقاش مرّة أخرى:
الكلام هو:
وقد أورد الجويني وغيره من المتكلمين في رد مسألة حوادث لا أول لها إيرادا منطقيا.
فقال رحمه الله:
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) كان هذا ممكنا.
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) ان هذا ممتنعا.
وقوله صحيح، لكن الموازنة نفسها غير صحيحة.
لأن قول القائل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) فهو نفي للمستقبل حتى يحصل المستقبل ويكون قبله. فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل، وهذا ممتنع فعلا.
لكن الموازنة الصحيحة، أن تجعل ماضيا قبل ماض، كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل.
فيكون القولان هما:
في المستقبل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن.
وفي الماضي: ((مَا أَعْطَيْتُكَ دِرْهَمًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن أيضا.
فمن استطاع أن يدرك ذلك فهو زيادة في العلم يتبعها زيادة في الإيمان.
ومن لم يستطع فيكفيه من الاعتقاد ما اتفقنا عليه مسبقا.
أتفق معك أن الله تعالى متصف بصفة الخلق في الأزل ولا أعطل هذه الصفة عن الله تعالى لافي الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل كما أعتقد أن وجود تسلسل لأحداث لا أول لها في الماضي لايتعارض مع كون الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله
وأما من يأتي إلى جزء من الحديث ويفرده ليستدل على معنى معين -وهو في الحقيقة يدفع معنى آخر غير صحيح تصوره في ذهنه من وجود قديم مع الله-فهذا غير مقبول؛ لأنه لم يرد «كان الله ولم يكن شيء معه» مجردًا، وإنما ورد على السياق المذكور في الحديث، ولا يظن ظانّ أن معناه الإخبار بتعطيل الرب سبحانه وتعالى دائما عن الفعل حتى خلق السماوات والأرض، فإن قوله بعد ذلك: «وكان عرشه على الماء» ينفي هذا الظن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:29]ـ
إلى هنا أنا متوقف عن الخوض في هذه المسألة ليس لموافقتي على كل ما جاء في مشاركة الأخ (عيد فهمي) جزاه الله خيرًا، لكن أنا أرى أن الكلام في هذه المسألة ذهب بعيدًا فعلا وطال، وهي من المسائل الكبار، وأرى - وهذا غير ملزم لأحد - أن نكتفي بهذا القدر من النقاش ومن كان لدية فتوى من فتاوى أهل العلم الكبار المعتبرين فليأت بها وليضعها هنا تتميمًا للفائدة.
وأمَّا أنا فأعتذر عن الخوض في هذه القضية أكثر من ذلك وأستغفر الله من القول عليه بغير علم، وكل قول قلته يخالف ما كان عليه رسول الله وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان فأنا راجع عنه في الجملة. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
وأعتذر عن الرد على أي سؤال يوجه إليّ في هذه المسألة وقد قلت ما أراه وأسأل الله أن يثبتني على ما فيه من الحق وأن يجنبني ما فيه من الخطأ والخطل.
ألم أقل لك من قبل يا أخ علي أن هذه المسألة لا نأخذها الا من الجهابذة وأنت تقول لي كتاب (((كاملة الكواري))):)
من البداية نقلت عن الجهبذ الإمام الحافظ المحدث إبن حجر العسقلاني ونقلت أيضا استشهاد الشيخ حامد العلي بكلامه.
أستغفر الله تعالى من القول عليه بغير علم ورحم الله إمرءٍ عرف قدر نفسه.
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:47]ـ
أخي شرياس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد ذكرت لك من قبل الصواب في هذه المسألة
وبيّنتُ لك سبب الخلاف قبل أن تلزمني بجواب غيري
فأنت تظن أن من يقول بالقول الذي تنسبه لشيخ الإسلام -وهو في الحقيقة قول أهل السنة وإنما خالف في ذلك بعض المتأخرين من أهل السنة لعدم قدرة عقولهم على استيعاب المسألة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والله يا أخ عيد أنا رأيي من رأي أخي علي وهو التزام النقل من كتب أهل العلم الكبار ولهذا فأنا أطالبك بالآتي:
أن تثبت بالنقولات العلمية أن أهل السنة والجماعة أجمعوا على القول بتسلسل لا أول له للأحداث في الماضي
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:10]ـ
أن تثبت بالنقولات العلمية أن أهل السنة والجماعة أجمعوا على القول بتسلسل لا أول له للأحداث في الماضي
أخي
أصلحك الله
أنت تعلم أنّ أهل السنّة الأصل عندهم عدم الخوض فيما يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته ابتداءً إلا أن ينطق بعض أهل البدع بما يخالف عقيدة السلف فيردّون عليه بما كان مستقرًّا في نفوس السلف وإن لم ينطقوا به نصًّا.
فمثلا قبل ظهور المعتزلة في أوائل عصر التابعين لن تجد نقولا صحيحة صريحة في أن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.
فكل ما قبل ظهور القول بخلق القرآن من نقولات عن السلف إما صحيح غير صريح أو صريح غير صحيح.
لكن بعد ظهور الفتنة ظهرت الأقوال الصريحة الصحيحة.
وكذلك هذه المسألة -حوادث لا أول لها- لم يظهر القول بنفيها في القرون الفاضلة الأولى.
فلمّا ظهر استدلّ أهل السنّة بنقول عن السلف صحيحة لكنها غير صريحة.
فالمطالبة بنصوص صحيحة صريحة في هذه المسألة بعينها عن العلماء المتقدمين على عصر الخوض فيها فهو مطالبة بالمستحيل.
وأما بعد ظهورها والخوض فيها فأجلّ وأكبر من تكلّم فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأنت لا تقبل قوله ابتداءً، فكل مَن دونه فلن تقبل قوله من باب أولى: كابن القيم وابن أبي العز الحنفي وابن عبد الوهاب ومن تابعهم من علماء نجد والحجاز وغيرهم إلى عصرنا هذا.
أليس كذلك؟
أرجو أن يتضح الأمر لك ولجميع الإخوة الذين شاركوا في هذه المسألة.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:33]ـ
هذا كلام نقله الأخ عبد الرحمن السديس عن الشيخ عبد الرحمن البراك في موضوع في ملتقى أهل الحديث على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29067&highlight=%ED%DA%ED%E4%E4%C7+% DA%E1%EC+%DD%E5%E3+%E3%D3%C3%E 1%C9
وفيه نسب الشيخ إلى شيخ الإسلام ابن تيمية القول بقدم جنس المخلوقات وجعل القول بالتسلسل في المخلوقات لا إلى أول قول بقدم جنس المخلوقات.
لعل في جواب الشيخ عبد الرحمن البراك شيء من السهولة:
الحمد لله، وصلى الله وبارك على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقول بقدم العالم، أي: بقدم هذا العالم المشهود الذي منه السماوات، فقول باطل، فإن هذا العالم مخلوق في ستة أيام، كما أخبر الله، بل إن السماوات والأرض كان خلقها بعد تقدير مقادير الخلائق بخمسين ألف سنة، فهو محدث وليس بقديم، والقول بقدم هذا العالم الموجود هو قول ملاحدة الفلاسفة الذين يسمون الخالق سبحانه وتعالى- العلةَ الأولى، ومبدأَ الوجود، ويقولون: إنه علة تامة للموجودات، والعلة التامة تستلزم معلولها، فهذا العالم قديم بقدم علته، ومعناه أن وجوده لم يُسبق بعدم، وكأن السائل يُعرض بالإمام ابن تيمية حيث يقول بقدم جنس العالم، أو جنس المخلوقات، أو بتسلسل الحوادث، أو بدوام الحوادث بالأزل، وهذه عبارات مؤداها واحد، ومعنى هذا:
أن الله لم يزل يخلق، ويفعل ما يشاء، فما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية؛ لأن الله لم يزل موجودًا، ولم يزل على كل شيء قدير، ولم يزل فعَّالاً لما يريد، فيقتضي ذلك أن المخلوقات لم تزل، أو أقل ما يقال: إنه يمكن ذلك، فإنه لا يلزم تسلسل الحوادث؛ لأنه لا يستلزم أن يكون شيء من الموجودات مشاركًا لله في قدمه؛ لأن كل مخلوق حادث بعد أن لم يكن، فهو مسبوق بعدم نفسه، والله تعالى- لم يسبق وجوده عدم، بل هو- سبحانه وتعالى- قديم أزلي، فلا بداية لوجوده، ولا نهاية، ومن أسمائه الأول والآخر، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والذين ينكرون على ابن تيمية هذا القول- وهو ليس قول ابن تيمية وحده، بل قول كل من يؤمن بأن الله لم يزل على كل شيء قديرًا، ولم يزل فعَّالاً لما يريد- فالذين ينكرون هذا القول لم يفهموا حقيقته، ولو فهموا حقيقته لما أنكروه، فالذين ينكرون تسلسل الحوادث في الماضي، أو دوامها في الماضي، وأن ذلك ممتنع يلزمهم أن الله كان غير قادر، ثم صار قادرًا، وغير فاعل ثم صار فاعلاً، وهذا يقول به كثير ممن يقول بامتناع حوادث لا أول لها، ومن قال بامتناع دوام الحوادث في الماضي، وقال مع ذلك بأن الله لم يزل قادرًا، وفاعلاً كان متناقضًا، ويلزمه الجمع بين النقيضين.
وبسبب اعتقاد أن دوام الحوادث في الماضي، أو المستقبل ينافي أوليته- سبحانه- وآخريته، قيل بامتناع الحوادث في الماضي، وفي المستقبل = فنتج عن ذلك القول بفناء الجنة والنار، وهذا ما ذهب إليه جهم بن صفوان، ومن تبعه، وهذا ضرب من الكفر بما أخبر الله به، ورسوله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، كما في عبارة الإمام الطحاوي، أما ما سِوى الله فكلٌّ مسبوق بعدم نفسه، ومن شاء – سبحانه وتعالى- بقاءه على الدوام، وأنه لا يفنى فهو باقٍ بإبقاء الله وبمشيئته– سبحانه وتعالى- فلا يكون شيء من المخلوقات مشابهًا لله في خصائصه؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11].
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:47]ـ
وهذه مشاركة في نفس الموضوع
في تعليق الشيخ البراك على الفتح فائدة
128 – (13/ 410) قال الحافظ: "قوله: (كان الله ولم يكن شيء قبله) تقدم في بدء الخلق بلفظ: "ولم يكن شيء غيره" وفي رواية أبي معاوية: "كان الله قبل كل شيء" وهو بمعنى: "كان الله ولا شيء معه"، وهي أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب، وهي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية، ووقفت على كلام له على هذا الحديث يرجح الرواية التي في هذا الباب على غيرها ... ".
وذلك في كلامه على حديث رقم 7418، كتاب التوحيد، باب 22.
قال الشيخ البراك: قوله: "وفي رواية أبي معاوية: (كان الله قبل كل شيء) وهو بمعنى: (كان الله ولا شيء معه) ... إلخ": يرجح الحافظ هاتين الروايتين على رواية الباب: (كان الله ولم يكن شيء قبله)؛ وذلك من جهة المعنى الذي يرى أنهما تدلان عليه؛ وهو أن الله تعالى كان منفردًا لم يخلق شيئًا في الأزل ثم ابتدأ الخلق، وعليه فجنس المخلوقات له بداية لم يكن قبلها شيء من المخلوقات. وهذا قول من يقول بامتناع حوادث لا أول لها، وهم أكثر المتكلمين، وهو الذي يختاره المؤلف، ولهذا رجح الروايتين المشار إليهما آنفًا بناء على أنهما تدلان على مطلوبه، ولهذا قال: "وفي رواية أبي معاوية ... وهي أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول
(يُتْبَعُ)
(/)
لها" واستشنع من ابن تيمية القول بذلك، ولهذا ضعف ترجيح ابن تيمية لرواية: "كان الله ولم يكن شيء قبله"، وزعم أن الجمع بين هذه الروايات مقدم على الترجيح. وهذا ممنوع في الحديث الواحد الذي قصته واحدة كما في هذا الحديث؛ فإنه جاء بأربع روايات، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل إلا أحد هذه الألفاظ، والأخريات رويت بالمعنى، فتعيَّن الترجيح. وكل هذه الروايات لا تدل على مطلوب المتكلمين وهو امتناع حوادث لا أول لها. ولكن بعض هذه الروايات فيه شبهة لهم مثل رواية: "ولم يكن شيء معه"، ولهذا رجحها الحافظ على رواية الباب، ورواية الباب أرجح منها؛ لأن لها شاهدًا عند مسلم، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "أنت الأول فليس قبلك شيء" كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مع وجوه أخرى من الترجيح.
ومسألة تسلسل الحوادث - أي المخلوقات في الماضي وهو معنى حوادث لا أول لها - فيها للناس قولان:
أحدهما: أن دوام الحوادث ممتنع؛ وهو قول أكثر المتكلمين. وشبهه هذا القول هي اعتقاد أن ذلك يستلزم قدم العالم الذي تقول به الفلاسفة، وهو باطل عقلاً وشرعًا. وهذا الاعتقاد خطأ؛ فإن معنى تسلسل الحوادث في الماضي أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية، ومعنى ذلك أن كل مخلوق فهو محدث بعد أن لم يكن، فهو مسبوق بعدم نفسه، والله تعالى مقدم على كل مخلوق تقدم لا أول له، وليس هذا بقول الفلاسفة؛ فإن حقيقة قولهم أن هذا العالم قديم بقدم علته الأولى لأنه صادر عنها صدور المعلول عن علته التامة، لا صدور المفعول عن فاعله؛ فإن المفعول لا بد أن يتأخر عن الفاعل.
القول الثاني: أن تسلسل الحوادث في الماضي ممكن، وهو موجب دوام قدرة الرب تعالى وفاعليته؛ فكل من يثبت أن الله لم يزل فعالاً لما يريد وهو على كل شيء قدير، لا بد أن يقول بأن الخلق لم يزل ممكنًا. وهذا الحد لا يمكن النزول عنه؛ فإن من قال بامتناع حوادث لا أول لها منهم من يقول: إن الله لم يكن قادرًا ثم صار قادرًا، ومن قال منهم: إن الله لم يزل قادرًا كان متناقضًا؛ فإن المقدور لا يكون ممتنعًا لذاته.
أما كون تسلسل المخلوقات واقعًا أو غير واقع فهذا يُبنى على الدليل؛ فمن قام عنده الدليل على أحدها فعليه القول بموجبه. فالقول المنكر الذي لا شك في بطلانه هو القول بامتناع حوادث لا أول لها؛ لما يستلزمه من تعجيز الرب سبحانه في الأزل تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
وقد حرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه المسألة فأجاد وأفاد، فأتى بالفرقان بين الحق والباطل في هذا المقام، وقد رماه خصومه والغالطون عليه بأنه يقول بقول الفلاسفة، وهو الذي يفند قول الفلاسفة بما لم يستطعه المنازعون له. ومن رد قول الفلاسفة بالقول بامتناع حوادث لا أول لها فقد رد باطلاً بباطل، والحق في خلافهما، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
انظر: مجموع الفتاوى 18/ 210 - 244، ودرء تعارض العقل والنقل 1/ 121 - 127، 303 - 305، 2/ 344 - 399.
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:51]ـ
الأخ الفاضل شرياس:
عندي 3 أسئلة أتمنى منك الإجابة عليه:
1 - هل كان الله تعالى في الأزل قادراً على الخلق أم لا؟
فإن قلتَ: نعم و أن الله تعالى كان قادراً على الخلق ثم خلق المخلوقات.
2 - فسؤالي الثاني: وهل تأخر خلق المخلوقات واجب أم جائز؟!
فإن قلتَ: هو واجب
3 - فسؤالي الثالث: من الذي أوجبه؟! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!
وإن قلتَ: هو جائز , فهذا قول بجواز حوادث لا أول لها و هو ما نقوله و قد صرّحت به من حيث لا تشعر و السلام
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:53]ـ
إلى هنا أنا متوقف عن الخوض في هذه المسألة ليس لموافقتي على كل ما جاء في مشاركة الأخ (عيد فهمي) جزاه الله خيرًا.
أحسن الله إليك يا شيخ عليّ.
أفهم منك بعد ما نقلته عن الشيخ البراك أنّك توافقني الآن فيما جاء في مشاركتي في مسألة ((الجنس))
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:55]ـ
وقال شيخ الإسلام في الصفدية (ج2/ص47):
((ولفظ القديم والأزلي فيه إجمال:
فقد يراد بالقديم الشيء المعين الذي ما زال موجودًا ليس لوجوده أول.
ويراد بالقديم الشيء الذي يكون شيئًا بعد شيء فنوعه المتوالي قديم وليس شيء منه بعينه قديمًا ولا مجموعه قديم ولكن هو في نفسه قديم بهذا الإعتبار فالتأثير الدائم الذي يكون شيئًا بعد شيء وهو من لوازم ذاته هو قديم النوع وليس شيء من أعيانه قديمً)).
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:59]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عليّ.
أفهم منك بعد ما نقلته عن الشيخ البراك أنّك توافقني الآن فيما جاء في مشاركتي في مسألة ((الجنس))
جزاك الله خيرًا، ليس بعد لكن يبدو لي أنني عندي مشكلة في فهم معنى (جنس المخلوقات ... )، وما زال البحث مستمرًا، بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:02]ـ
فكل ما قبل ظهور القول بخلق القرآن من نقولات عن السلف إما صحيح غير صريح أو صريح غير صحيح.
لكن بعد ظهور الفتنة ظهرت الأقوال الصريحة الصحيحة.
وكذلك هذه المسألة -حوادث لا أول لها- لم يظهر القول بنفيها في القرون الفاضلة الأولى.
فلمّا ظهر استدلّ أهل السنّة بنقول عن السلف صحيحة لكنها غير صريحة.
فالمطالبة بنصوص صحيحة صريحة في هذه المسألة بعينها عن العلماء المتقدمين على عصر الخوض فيها فهو مطالبة بالمستحيل.
.
لايمكن المقارنة بين الأمرين فالقرآن كلام الله تعالى وهذا ثابت ثبوت قطعي بصريح القرآن وصحيح وصريح السنة وبإجماع الأمة ولهذا كان من البديهي التسليم بأن القرآن كلام الله فلما أثار أهل البدع الشبهات قام العلماء بالرد عليهم وخذ على سبيل المثال القول الباطل بأن الله تعالى موجودٌ بذاته في الأرض هذا مخالف للأدلة الصحيحة الصريحة ولكن عندما حرَّف أهل البدع معنى قوله تعالى {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم} الزخرف آية 84 رد عليهم أهل السنة , فهل كان المعنى الصحيح خافياً على أهل السنة؟ قطعا لا بل كان المعنى معلوماً.
ما أريد قوله أن مسألة (أزلية) تسلسل الحوادث في الماضي لاتقارن بحقيقة أن القرآن كلام الله تعالى.
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:17]ـ
الأخ الفاضل شرياس:
عندي 3 أسئلة أتمنى منك الإجابة عليه:
1 - هل كان الله تعالى في الأزل قادراً على الخلق أم لا؟
فإن قلتَ: نعم و أن الله تعالى كان قادراً على الخلق ثم خلق المخلوقات.
2 - فسؤالي الثاني: وهل تأخر خلق المخلوقات واجب أم جائز؟!
فإن قلتَ: هو واجب
3 - فسؤالي الثالث: من الذي أوجبه؟! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!
وإن قلتَ: هو جائز , فهذا قول بجواز حوادث لا أول لها و هو ما نقوله و قد صرّحت به من حيث لا تشعر و السلام
نعم كان الله تعالى في الأزل قادراً على الخلق.
هل تقصد بكلمة تأخر سبق الله تعالى على المخلوقات؟ إذا كنت تقصد ذلك فهذا أمر حتمي شرعا وعقلا وقد ذكر الأدلة على ذلك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:18]ـ
قال الشيخ بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية في سلم الوصول لشرح نهاية السول (2/ 103):
" الثاني أن المحال من التسلسل إنما هو التسلسل في المؤثرات والعلل وأما التسلسل في الآثار فلا نسلم إلى آخره " كلام جيد واما قول الاصفهاني وفيه نظر لأنه يلزم منه تجويز حوادث لا أول لها وهو باطل على رأينا فنقول لا يلزم كونه باطلاً على رأيه أنه باطل في الواقع ونفس الأمر فإنه لغاية الآن لم يقم دليل على امتناع التسلسل في الآثار الموجودة في الخارج وان اشتهر أن التسلسل فيها محال ولزوم حوادث لا أول لها لا يضر العقيدة إلا إذا قلنا لا أول لها بمعنى لا أول لوجودها وهذا مما لم يقل به أحد بل الكل متفق على ان ما سوى الله تعالى مما كان أو يكون حادث أي موجود بعد العدم بقطع النظر عن أن تقف آحاده عند حد من جانبي الماضي والمستقبل أولا تقف عند حد من جانبهما أو من أحدهما الا ترى ان الإجماع قام على أن نعيم الجنة لا يتناهى ولا يقف عند حد في المستقبل وبعد كونه حادثاً بمعنى أنه موجود بعد العدم لا يضرنا أن نقول لا آخر له بمعنى عدم انقطاع آحاده وعدم وقوفها عند حد ولو قلنا أنه لا آخر لها بمعنى أن البقاء واجب لها لذاتها لكان كفرا، فكذلك من جانب الماضي نقول حوادث لا أول لها بمعنى أنها لا تقف آحادها عند حد تنتهي اليه وكل واحد منها موجود بعد العدم ولكنها لا تتناهى في دائرة ما لا يزال ولو قلنا أنها لا أول لوجودها ولا افتتاح له لكان ذلك قولاً بقدمها وذلك كفر وعليك بكتابنا القول المفيد وحواشي الخريدة ا0هـ.
وقد رجح الدواني القول بحوادث لا أول لها في حدوث العالم فقال: " أنت خبير مما سبق أنه يمكن صدور العالم مع حدوثه، وعلى هذا الوجه، فلا يلزم القدم الشخصي في شيء من أجزاء العالم، بل القدم الجنسي بأن يكون فردك لا يزال على سبيل التعاقب موجوداً "
نقلا عن كتاب الأستاذة الكواري
طبعا الشيخ المطيعي منسوب الى الحنفية فيما أعلم أي انه ماتريدي العقيدة في الغالب
و الدواني أشعري
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:22]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم كان الله تعالى في الأزل قادراً على الخلق.
هل تقصد بكلمة تأخر سبق الله تعالى على المخلوقات؟ إذا كنت تقصد ذلك فهذا أمر حتمي شرعا وعقلا وقد ذكر الأدلة على ذلك.
أنا أقصد فعل الله تعالى - و هو تخليق المخلوقات - و أنه تأخر عند الذين ينفون حوادث لا أول لها
لأن الرب تعالى أزلي ومذ كان خالقاً أمكن أن يخلق فهذا هو القول بحوادث لا أول لها وهو ما نقول به.
فماذا تقول أنت؟؟؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:26]ـ
لا يمكن المقارنة بين الأمرين فالقرآن كلام الله تعالى وهذا ثابت ثبوت قطعي بصريح القرآن وصحيح وصريح السنة وبإجماع الأمة ولهذا كان من البديهي التسليم بأن القرآن كلام الله يا أخي
لا أدري كيف لم تفهم مقصدي، فهذا بعيد جدا.
فكيف أزعم أنه ليس هناك نصوص صريحة صحيحة على أن القرآن كلام الله وقد جاء ذلك نصًّا في القرآن والسنّة.
وقولك بعد ذلك:
ما أريد قوله أن مسألة (أزلية) تسلسل الحوادث في الماضي لاتقارن بحقيقة أن القرآن كلام الله تعالى.
غريب جدا فليست القضية فيما تذكره هداك الله، ولكن القضية المتماثلة فيما ذكرته أنا:
فمثلا قبل ظهور المعتزلة في أوائل عصر التابعين لن تجد نقولا صحيحة صريحة في أن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود. وهي تشابه مسألتنا حذو القذة بالقذة.
فالمخالف لا يخالف في كون القرآن كلام الله إنما يخالف في كونه غير مخلوق ويجعل إضافته إلى الله كإضافة بيت الله و ناقة الله وغير ذلك.
فعندئذ بدأ تصريح أهل السنة بأنه: غير مخلوق وهو ما كان مستقر في نفوس السلف وإن لم يصرحوا قبل ذلك بهذا اللفظ بعينه: ((غير مخلوق))
وكذلك في مسألتنا، فقبل ظهور القول بتعطيل الله عن الفعل في الأزل، لم يحتج أهل السنة إلى التصريح بقولهم: ما زال الله خالقا إذا شاء -وهو مقتضى حوادث لا أول لها- وإن كان ذلك مستقر في نفوسهم
فلما ظهر القول بتعطيل الله عن الفعل في الأزل صرّح أهل السنّة بهذا القول المعين: ((حوادث لا أول لها))
وأنا أحسن فيك الظن فلا تغير فيك ظني ببعدك عن المقصود
فإن كان ذلك حصل بغير قصد فأرجو تأمل الكلام جيدا قبل الرد
وفقك الله
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:37]ـ
وقال شيخ الإسلام في الصفدية (ج2/ص87): ((وقد يقال في الشيء إنه قديم بمعنى أنه لم يزل شيئا بعد شيء وقد يقال قديم بمعنى أنه موجود بعينه في الأزل)).
وشيخ الإسلام هنا وإن كان أصل كلامه على الحوادث المتصلة، إلا أنه يسمي المتسلسل الذي لم يزل شيئًا بعد شيء قديمًا وهذا يلزم أن يدخل فيه الحوادث المنفصلة فهي أيضًا لم تزل شيئًا بعد شيء.
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:42]ـ
وأنا أحسن فيك الظن فلا تغير فيك ظني ببعدك عن المقصود
فإن كان ذلك حصل بغير قصد فأرجو تأمل الكلام جيدا قبل الرد
وفقك الله
جزاكم الله خير ولكن من لوازم الإحسان بالظن أن تلتمس لأخيك الأعذار فأنت كتبت (كلام الله غير مخلوق منه بدأ واليه يعود) ولم تكتب مثلا (مسألة خلق القرآن) أو تضع تضليل بالأحمر على كلمة غير مخلوق كما فعلت في التعقيب الأخير.
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:47]ـ
أنا أقصد فعل الله تعالى - و هو تخليق المخلوقات - و أنه تأخر عند الذين ينفون حوادث لا أول لها
لأن الرب تعالى أزلي ومذ كان خالقاً أمكن أن يخلق فهذا هو القول بحوادث لا أول لها وهو ما نقول به.
فماذا تقول أنت؟؟؟
أنا مقلد ولست بمجتهد وسبق أن بينت ما أعتقده
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:54]ـ
جزاكم الله خير ولكن من لوازم الإحسان بالظن أن تلتمس لأخيك الأعذار فأنت كتبت (كلام الله غير مخلوق منه بدأ واليه يعود) ولم تكتب مثلا (مسألة خلق القرآن) أو تضع تضليل بالأحمر على كلمة غير مخلوق كما فعلت في التعقيب الأخير.
أحسن الله إليك
لم أكن أظن أن من يناقش مثل هذه المسألة العظيمة يحتاج إلى التظليل للوصول إلى المقصود
لكن هذا قد يحدث عند سرعة الردّ ويكون دون قصد
ولا تخف فلستُ ممن يسرع بسوء الظنّ، ولو كنتُ كذلك لما نبّهتُك
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:55]ـ
إن
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما عقلا فإن من المعلوم أن المخلوقات كلها حوادث والله تعالى هو الذي أحدثها فكيف يكون هناك شيء من المخلوقات موجود في الأزل مع الله!!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا وبما أن جميع المخلوقات حوادث فلا بد إذا من وجود مخلوق أول أو على الأقل وجود مخلوقين وجدا معاً كمن يقول مثلا أن العرش و الماء خلقا معاً وهما أول الخلق.
أما إمكانية وجود مخلوق أو مخلوقات بلا بداية فهذا محال إذ لا شيء أسمه مخلوق بلا بداية فلو قال قائل أليس الله قادرٌ على خلق مخلوق ليس له بداية؟
نقول إن هذا السؤال باطل ٌ من أساسه فليس هناك مخلوق ليس له بداية كما أنه لايوجد مخلوق يعلم الغيب أو يغفر الذنوب أو ينزل الغيث لذى نقول أن كل هذا لاشيء واللاشيء لايقع تحت القدرة الإلهيه لأنه لاشيء.
يبدو أن الأخ الفاضل شرياس لم يستوعب أن أهل السنة لا يقولون بوجود مخلوق مع الله منذ الأزل
لأن الله تعالى هو خالق المخلوقات فكيف يكون معه شيء؟؟؟
و الخطأ الذي وقعتَ فيه هو قولك:
وبما أن جميع المخلوقات حوادث فلا بد إذا من وجود مخلوق أول أو على الأقل وجود مخلوقين وجدا معاً كمن يقول مثلا أن العرش و الماء خلقا معاً وهما أول الخلق.
فأولاً: هذا إلزام منك أنه لا بد من وجود مخلوق أول , فهذا حصر منك و تحديد لأفعال الله تعالى و خصوصا فعل الخلق , هذا يتعارض مع إقرارك سابقا في أن الله تعالى قادر على الخلق منذ الأزل! فتفطن! فأنت حددت الان زمنا كان الله تعالى معطلا قبله عن الخلق - و العياذ بالله - ثم خلق أول مخلوق!!!
أما من يقول بجواز حوادث لا أول لها لأن هذا مقتضى ان الله تعالى يخلق إذا شاء متى شاء فهو أسعد ممن يحصر أفعال الله تعالى بمخلوق أول يُحد و منه يُجعل فعل الله تعالى غير أزلي بل له أول
و قد نبه العلماء على المراد بقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَتَبَ اللَّه مَقَادِير الْخَلَائِق قَبْل أَنْ يَخْلُق السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِخَمْسِينَ أَلْف سَنَة وَعَرْشُه عَلَى الْمَاء)
قَالَ الْعُلَمَاء: الْمُرَاد تَحْدِيد وَقْت الْكِتَابَة فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ أَوْ غَيْره، لَا أَصْل التَّقْدِير، فَإِنَّ ذَلِكَ أَزَلِيّ لَا أَوَّل لَهُ وَقَوْله: (وَعَرْشه عَلَى الْمَاء) أَيْ قَبْل خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض. وَاَللَّه أَعْلَم." ذكر ذلك الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم
و هذا يتعارض مع عقيدة الأخ شرياس فقد جعل فعل الله تعالى غير أزلي بل له أول لما أوجب وجود مخلوق أول و هذا مؤداه القول بأن أفعال الله تعالى لها أول و العياذ بالله!
أما من يقول بجواز حوادث لا أول لها فلا يرد عليه ذلك فلا هو أوجب ذلك و لا هو جعل الله تعالى ممتنعا عن الخلق حتى خلق أول مخلوق!
أما ثانيا: كما تقر بإمكانية التسلسل في المستقبل و لا يتعارض هذا عندك من ان الله تعالى هو الآخر الذي ليس بعده شيء: فما الذي يمنعك من الإقرار بالتسلسل في الماضي مع الإقرار بأن الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:58]ـ
أنا مقلد ولست بمجتهد وسبق أن بينت ما أعتقده
جميل جداً: فما جوابك؟؟ لأنني تعبت و لم أعرف جوابك!!!
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 01:12]ـ
أحسن الله إليك
لم أكن أظن أن من يناقش مثل هذه المسألة العظيمة يحتاج إلى التظليل للوصول إلى المقصود
لكن هذا قد يحدث عند سرعة الردّ ويكون دون قصد
ولا تخف فلستُ ممن يسرع بسوء الظنّ، ولو كنتُ كذلك لما نبّهتُك
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
سبق أن نبهت أخونا المقدادي وغيره على أنني مجرد مقلد ولست بمجتهد وأما النقاش فإنه يختلف بإختلاف من يناقش ولإجل ماذا هو يناقش.
أكرر أن مجرد مقلد يناقش لأجل أن يَفْهَم لا أن يُفْهِم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 01:17]ـ
قال الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية ج1 ص 9:
((و يحمل حديث القلم على أنه أول المخلوقات من هذا العالم.)) اهـ
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 01:19]ـ
سبق أن نبهت أخونا المقدادي وغيره على أنني مجرد مقلد ولست بمجتهد وأما النقاش فإنه يختلف بإختلاف من يناقش ولإجل ماذا هو يناقش.
أكرر أن مجرد مقلد يناقش لأجل أن يَفْهَم لا أن يُفْهِم.
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك أخي الفاضل لم أقل لك شيئا يستوجب ما ذكرت
أنت الان تناقش: هل هذا صحيح؟ فما جوابك الذي تستقيه ممن تقلده في الرد على ما أوردته عليك؟
وفقك الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 01:26]ـ
الآن معنا عدة أقوال لأهل العلم - عدا شيخ الإسلام رحمه الله و تلميذه - ذكرتها تباعاً:
1 - قول الحافظ النووي رحمه الله في صحيح مسلم " أن أصل التقدير أزلي لا أول له " اهـ و هذا يعني إثبات أزلية أفعال الله تعالى فلا أول لها و يلزم من أثبت أول مخلوق أو أوجبه على الله تعالى تعطيل الله تعالى عن فعله لأنه حصر فعل الله تعالى و العياذ بالله , و بالتالي ففعل الله تعالى له أول عنده و العياذ بالله , و لا يرد هذا على من جوّز حوادث لا أول لها
2 - قول الحافظ ابن كثير رحمه الله ((و يحمل حديث القلم على أنه أول المخلوقات من هذا العالم " اهـ فلم يجزم بأول مخلوق بل جعل القلم على أنه أول مخلوق من هذا العالم المشهود
3 - قول الدواني الأشعري: " أنت خبير مما سبق أنه يمكن صدور العالم مع حدوثه، وعلى هذا الوجه، فلا يلزم القدم الشخصي في شيء من أجزاء العالم، بل القدم الجنسي بأن يكون فردك لا يزال على سبيل التعاقب موجوداً "اهـ
و هذا ترجيح منه لمسألة حوادث لا أول لها
4 - قول الشيخ المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية:
" فإنه لغاية الآن لم يقم دليل على امتناع التسلسل في الآثار الموجودة في الخارج وان اشتهر أن التسلسل فيها محال ولزوم حوادث لا أول لها لا يضر العقيدة إلا إذا قلنا لا أول لها بمعنى لا أول لوجودها وهذا مما لم يقل به أحد بل الكل متفق على ان ما سوى الله تعالى مما كان أو يكون حادث أي موجود بعد العدم بقطع النظر عن أن تقف آحاده عند حد من جانبي الماضي والمستقبل أولا تقف عند حد من جانبهما أو من أحدهما الا ترى ان الإجماع قام على أن نعيم الجنة لا يتناهى ولا يقف عند حد في المستقبل وبعد كونه حادثاً بمعنى أنه موجود بعد العدم لا يضرنا أن نقول لا آخر له بمعنى عدم انقطاع آحاده وعدم وقوفها عند حد ولو قلنا أنه لا آخر لها بمعنى أن البقاء واجب لها لذاتها لكان كفرا، فكذلك من جانب الماضي نقول حوادث لا أول لها بمعنى أنها لا تقف آحادها عند حد تنتهي اليه وكل واحد منها موجود بعد العدم ولكنها لا تتناهى في دائرة ما لا يزال ولو قلنا أنها لا أول لوجودها ولا افتتاح له لكان ذلك قولاً بقدمها وذلك كفر وعليك بكتابنا القول المفيد وحواشي الخريدة ا0هـ.
و كلامه واضح في ترجيح مسألة حوادث لا أول لها و انها لا تضر بالعقيدة فكما أننا نقول أن نعيم الجنة لا يتناهى ولا يقف عند حد في المستقبل فكذلك من جانب الماضي نقول حوادث لا أول لها , كلامٌ في غاية التحرير.
يتبع ,,
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 01:33]ـ
5 - و قال الامام الحافظ يوسف السرمري رحمه الله - ت 761هـ - في رده على قصيدة السبكي:
أما حوادث لا مبدا لأولها ... فذاك من أغرب المحكي وأعجبه
قصّرت في الفهم فاقصر في الكلام فما ... ذا عشك ادرج فما صقر كعنظبه
لو قلت قال كذا ثم الجواب كذا ... لبان مخطئ قول من مصوِّبه
أجملت قولاً فأجملت الجواب ولو ... فصلتَ فصلتُ تبياناً لأغربه
إن قلت كان ولا علم لديه ولا ... كلام لا قدرة أصلاً كفرت به
أو قلت أحدثها بعد استحالتها ... في حقه سَمْتُ نقصٍ ما احتججتَ به
وكيف يوجدها بعد استحالتها ... فيه أيقدر ميت رفع منكبه
أو قلت فعل اختيار منه ممتنع ... ضاهيت قول امرئ مغوِ بأنصبه
ولم يزل بصفات الفعل متصفا ... وبالكلام بعيداً في تقربه
سبحانه لم يزل ما شاء يفعله ... في كل ما زمن مامن معقبه
نوع الكلام كذا نوع الفعال قديـ ... ـم لا المعيّن منه في ترتبه
وليس يفهم ذو عقل مقارنة الـ ... ـمفعول مع فاعل في نفس منصبه
يحب يبغض يرضى ثم يغضب ذا ... من وصفه، أرضِهِ بُعداً لمغضبه
والخلق ليس هو المخلوق تحسبه ... بل مصدر قائم بالنفس فادر به
وقول كن ليس بالشيء المكوَّن والصـ ... ـغير يعرف هذا مع تلعبه
فالمصطفى قال كان الله قبل ولا ... شيء سواه تعالى في تحجبه
6 - و مال الارموي الى تجويز حوادث لا أول لها - يدلك تعقب الأصفهاني له- فجاء في "شرح منهاج الوصول" (2/ 103): " واجاب في التحصيل [وهو مختصر العلامة الأرموي لمحصول الرازي] بجوابين ... [وذكر الأول]، ثم قال:
الثاني: أن المحال من التسلسل إنما هو التسلسل في المؤثرات والعلل، وأما التسلسل في الآثار فلا نسلم أنه ممتنع، وهذا التسلسل إنما هو في الآثار.
قال الأصفهاني في "شرح المحصول": وفيه نظر لأنه يلزم منه تجويز حوادث لا أول لها، وهو باطل على رأينا" انتهى.
و الارموي و الدواني و المطيعي إنما ذكرتهم, ليُعلم أن المنصف من محققي الأشاعرة و الماتريدية لا يرى إلا ترجيح تجويز التسلسل في الآثار سواء في المستقبل أو في الماضي لأنه اذا منعه في الماضي فمن باب أولى منعه في المستقبل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 02:24]ـ
7 - و قال الشيخ العلامة أبو عبد الله محمد بن يوسف اليافعي الشافعي في رده على السبكي:
وخالق قبل مخلوق يكوّنه ... وقاهر قبل مقهور يكون به
وراحم قبل مرحوم فيرحمه ... ورازق قبل مرزوق بأضربه
عن أمره صدر المخلوق أجمعه ... والأمر ويحك لا شك يقوم به
وقد تكلم رب العرش بالكتب الـ ... ـمنزلات كلاماً لا شبيه به
ولم يزل فاعلاً أو قائلاً أزلاً ... إذا يشاء هذا الحق فارض به
هذي حوادث لا مبدا لأولها ... بالنص فافهمه يا نومان وانتبه
إذ هي صفات لموصوف تقوم به ... قديمة مثله من غير ما شُبه
ومذهب القوم مروها كما وردت ... من غير شائبة التكييف والشبه
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 02:32]ـ
8 - و قد مدح الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي الأثري رحمه الله - ت 842 هـ - قصيدة السرمري بما يُعلم موافقته لما جاء فيها - و منها مسألة حوادث لا أول لها - فقال:
وقد أحسن في هذا الرد المقبول وهدم تلك الأبيات بنظام المنقول وجلال المعقول.)) اهـ من كتابه الرد الوافر
فائدة:
قال الكتاني في فهرس الفهارس عن الحافظ ابن ناصر الدين: (( .. خصوصاً الذهبي وابن ناصر الدين كانا كالخصمين لهم –أي للسبكي وابنه- لتشيعهما لابن تيميه وحزبه، خصوصاً ابن ناصر الدين كان يعادي بعداوته ويحب بحبه ومع ذلك ما وسعهما إلا الاعتراف للأب والابن بما ذكر .. )) ا. هـ المراد باختصار
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 03:33]ـ
جزاك الله خيرًا، ليس بعد لكن يبدو لي أنني عندي مشكلة في فهم معنى (جنس المخلوقات ... )، وما زال البحث مستمرًا، بارك الله فيك.
نعم البصيرة شيخ علي فالناقد البصير هو من يعرف كيف يكتشف مكمن اللبس عنده ... و قد كنت عازما لتبيين ما لدي لكم و لكن بعد أن قرأت مشاركة الشيخ عيد وجدتها قد أوفت بالجانب العقلي و النقلي باختصار ... فقط أزيد على ذلك أن معاني الجنس و الكلي و المطلق بشرط الاطلاق أو بدونه هي معاني مثلها مثل معنى المستحيل و معنى العدم و غيرها من المعاني التي يستعين بها الذهن لادراك الأشياء فالادراك البشري هو أوسع من الواقع الخارجي من جهة (فتتواجد فيه اشياء لا توجد بالواقع) كما ان الواقع الخارجي أوسع منه من جهة أخرى (ففي الواقع أشياء لا تتواجد بالذهن) .... فهي كما هيموجودة في الذهن لا توجد بالخارج .... أي مجتمعة بماهية واحدة .... بل ما يوجد منها في الخارج انما هو ذلك القدر الموجود في كل عين و المتشابه مع باقي الأقدار الموجودة في الأعيان الأخرى ..... فالذي يقول ان الجنس قديم ... مقصوده وجوده تصورا بموازاة تلك المقاديرالمتعينة ... لا أنه يوجد مكتملا و كاملا و مطلقا كما يتصوره الذهن كما بينه شيخ الاسلام فيما نقلتمه من قوله "ولفظ القديم والأزلي فيه إجمال:
فقد يراد بالقديم الشيء المعين الذي ما زال موجودًا ليس لوجوده أول.
ويراد بالقديم الشيء الذي يكون شيئًا بعد شيء فنوعه المتوالي قديم وليس شيء منه بعينه قديمًا ولا مجموعه قديم ولكن هو في نفسه قديم بهذا الإعتبار فالتأثير الدائم الذي يكون شيئًا بعد شيء وهو من لوازم ذاته هو قديم النوع وليس شيء من أعيانه قديم." ... و الا فان الجنس كما العدم و كما المستحيل لا يمكن أن يقال عنه مخلوق او غير مخلوق حادث أو غير حادث بنفس الشكل الذي يقال عن الأعيان الموجودة في الخارج ... لأنها تبقى رهينة الذهن لا تخرج منه ... فأنت حين تقول جنس الانسان ..... يرتسم في ذهنك المعنى المطلق للانسان ....... و لكن هذا المعنى (بتلك الصورة المرتسمة لك في ذهنك) غير موجود في الخارج ... الا على شكل اجزاء في بني الانسان من خلالها جمع و ركب ذهنك تلك الصورة المطلقة ... و من الخلط بين الجنس و العين و ما يوجد في داخل الذهن و خارجه أدى الأمر بكثير من الفلاسفة المسلمين و الغربيين و الصوفية و المتكلمين و الفيزيائيين الى الالحاد بزعم وجود هذه المعاني خارجا ... فأداهم مثلا هذا الى التزام أن العدم هو معنى موجود في الخارج .... و بالتالي أن أعيان الأشياء المخلوقة موجودة بالخارج و بالتالي فهي قديمة انما الذي تبدل هو شكلها .. و غاب عنهم ان هذه المعاني بالخارج لا توجد الا مقيدة و لا توجد مطلقة كما هي موجودة في الذهن .. و قد أفاض و أجادشيخ الاسلام في بيان هذا الفرق أيما خاصة في ردوده على متصوفة الجهمية و فلاسفتها من الوحدويين كابن عربي و ابن سبعين و القونوي و الدين لم يفعلوا اكثر من طرد أدلة من سبقهم ممن نقل الرد عليهم الشيخ فهمي من كلام الامام أحمد ... و كلامه جد نفيس في بسط هذا الفرق حتى أن كل من تكلم فيه ممن جاء بعده كديكارت و غيره انما يبدو كأنه يستقي من بحره ...
و الله أعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 09:57]ـ
السلام عليكم
معذرة من الافاضل على التطفل لكن من باب التعلم اقول ان هذا الموضوع (والله اعلم) ناشئ عن المبالغة في الثقة بكل مايدافع عنه شيخ الاسلام رحمه الله وكنت اتمنى لو نه نزه قلمه عن مثل هذه المواضيع التي اقل ما فيها من الضرر التكلم على الله بمجرد الاقيسة العقلية واني لاعجب من نسبة هذا القول للسلف و اهل الحديث فاين كلامهم حول هذه المسالة و لا يتهمني احد بعدم الفهم او ....... فالحق ابلج و اسعد الناس من وقف حيث انتهى به علمه
الاخ شرياس طرح مسائل و لم يجب عنها بشكل موضوعي بل و للاسف اتهم بانه لم يستوعب المسالة و الذي يبدو ان القول بتسلسل حوادث لا اول لها طنطنة لا فائدة فيها والقائل بها يلزمه لوازم باطلة لا يمكنه التخلص منها ومن قرا الموضوع من اوله بين شرياس و الاخوة بتمعن تبين له هذا
سؤال:1
من من السلف قال بهذا القول؟
سؤال:2
كل مخلوق مسبوق بعدم فهل في حال عدمه يكون الله عز وجل لا يتصف بصفة الخلق؟ الجواب عن هذا هو الجواب عن الاشكال المتوهم على القول بان الله جل في علاه كان و لم يكن معه شيء ثم خلق الخلق
سؤال:3
اذا قلنا ان شيخ الاسلام مخطئ فهل هذا ينقص من قدره؟ او يخرجه من السنة؟
اعتذر مرة اخرى من الافاضل
هل من مجيب؟؟
والموضوع أخذ أكثر من حجمه ,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 02:17]ـ
هل من مجيب؟؟
والموضوع أخذ أكثر من حجمه ,,
صحيح ففي الإجابة على أسئلة أخونا سالم عدول لملمه للموضوع ومنع لتشعبة وتفرعه
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 02:26]ـ
سؤال:1
من من السلف قال بهذا القول؟
سؤال:2
كل مخلوق مسبوق بعدم فهل في حال عدمه يكون الله عز وجل لا يتصف بصفة الخلق؟ الجواب عن هذا هو الجواب عن الاشكال المتوهم على القول بان الله جل في علاه كان و لم يكن معه شيء ثم خلق الخلق
سؤال:3
اذا قلنا ان شيخ الاسلام مخطئ فهل هذا ينقص من قدره؟ او يخرجه من السنة؟
هل من مجيب؟؟
والموضوع أخذ أكثر من حجمه ,,
السؤال الأول:
مَن مِن السلف قال بهذا القول؟
لابد للإجابة عنه من مقدمة وهي أنّ أهل السنّة الأصل عندهم عدم الخوض فيما يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته ابتداءً إلا أن ينطق بعض أهل البدع بما يخالف عقيدة السلف فيردّون عليه بما كان مستقرًّا في نفوس السلف وإن لم ينطقوا به نصًّا.
فمثلا قبل ظهور المعتزلة في أوائل عصر التابعين لن تجد نقولا صحيحة صريحة في أن القرآن غير مخلوق.
فكل ما قبل ظهور القول بخلق القرآن من نقولات عن السلف إما صحيح غير صريح أو صريح غير صحيح.
لكن بعد ظهور الفتنة ظهرت الأقوال الصريحة الصحيحة.
وكذلك هذه المسألة -حوادث لا أول لها- لم يظهر القول بنفيها في القرون الفاضلة الأولى.
فلمّا ظهر استدلّ أهل السنّة بنقول عن السلف صحيحة لكنها غير صريحة.
فالمطالبة بنصوص صحيحة صريحة في هذه المسألة بعينها عن العلماء المتقدمين على عصر الخوض فيها فهو مطالبة بالمستحيل.
وأما بعد ظهورها والخوض فيها فأجلّ وأكبر من تكلّم فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ثم تبعه أئمة أهل السنة كابن كثير وابن القيم وابن عبد الهادي والبرزالي والسرمري وابن أبي العز وابن ناصر الدين والألوسي وابن عبد الوهاب والشنقيطي وعبد الرزاق عفيفي والسعدي وابن القاسم وابن عبد اللطيف آل الشيخ وجميع آل الشيخ وابن باز وابن عثيمين والفوزان فمن الناس بعد هؤلاء؟
-
السؤال الثاني:
كل مخلوق مسبوق بعدم فهل في حال عدمه يكون الله عز وجل لا يتصف بصفة الخلق؟
مقدمة السؤال خطأ، فما ينتج عنها يكون خطأ؛ لأن القائل بوجود حوادث لا أول لها لا يقول إن هناك مخلوق مسبوق بعدم محض، بل كل مخلوق فهو محدث مسبوق بعدم نفسه فقط، ولا يمنع ذلك أنيكون حال عد هذا المخلوق المعين مخلوق آخر، وهو معنى التسلسل المذكور في أصل المسألة، ولا يوجد قديم أزلي إلا الله وحده. وقولنا: ((لم يزل خالقا)) فإنما يقتضي قِدم نوع الخلق ودوام خالقيته، لا يقتضي قِدم شيء من المخلوقات بعينه. فيجب الفرق بين أعيان المخلوقات الحادثة بعد أن لم تكن وبين جنس الخلق فإن أعيان المخلوقات لا يقول عاقل إن منها شيئا أزليا.
-
السؤال الثالث:
إذا قلنا إن شيخ الإسلام مخطئ فهل هذا ينقص من قدره؟ أو يخرجه من السنة؟
وهذا سؤال لا معنى له هنا.
فمَن ادّعى العصمة لشيخ الإسلام أو لغيره من أهل العلم؟
ولو قال مَن هو أجلّ من شيخ الإسلام من كبار التابعين قولا وخالف فيه الحق هل ينقص ذلك من قدره أو يخرجه من أهل السنّة؟ وهل يلزمنا متابعته مع علمنا بخطئه لمجر كونه من القرون الفاضلة؟
وفي الحقيقة إيراد هذه الأسئلة والحرص على إجابتها تدلّ على أن غالب المشاركين لا علم لهم بالمسألة من الأصل ومَن كان كذلك وتكلّم فيها أخطأ وإن أصاب لأن أهل العلم حذّروا من أن يتكلم الإنسان فيما لا علم به بل حذّر من ذلك رسول الله (ص).
وليخبرني هؤلاء لو فرضنا أن هناك مَن قال بهذا القول قبل شيخ الإسلام هل سنقبل قوله صوابا كان أو خطأ؟
وأوضّح أكثر: هل البدع ظهرت في عصر شيخ الإسلام وقبل ذلك لم يكن هناك بدع؟
ظهور البدع كان في عصر الصحابة ففي عصرهم خرجت الخوارج وتشيّعت الشيعة واقتدرت القدرية وفي عصر التابعين تجهمت الجهمية واعتزلت المعتزلة وارتجأت المرجئة.
فظهور البدع متقدم جدا فما قيمة أن يتكلم رجل في القرون الفاضلة بكلام هو بدعة في نفسه؟
فلو سألتك سؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
لو تكلم قتادة بن دعامة التابعي الجليل وهو من كبار أئمة السلف تكلّم في مسألة في القدر ومعروف عنه أنه قدري، وتكلّم شيخ الإسلام المتأخر في نفس المسألة في القدر وهو فيها سلفي ليس قدريا فبقول مَن ستأخذ إذا لم تكن مِن أهل الاجتهاد واحتجت للتقليد؟
هل ستأخذ بقول قتادة لأنه متقدم مع علمك بأنه قدري وتترك قول شيخ الإسلام المتأخر مع علمك بأنه في هذه المسألة متبع للسلف؟
وكذلك الحال في حماد بن أبي سليمان الإمام الجليل المرجئ وفطر بن خليفة المتشيع وغيرهم.
فالضابط المذكور وأصل السؤال غير صحيح بالمرّة.
فلا بد قبل النظر في مسألة والكلام فيها نعرف الأصل الذي تندرج تحته هذه المسألة حتى نعرف إن عجزت عقولنا بقول مَن نأخذ؟
فأبو حنيفة نأخذ منه في الفقه ولا نأخذ منه في الحديث لعدم تمكنه منه
والخليل نأخذ منه في اللغة ولا نأخذ منه في الفقه لعدم تمكنه منه
والخوارزمي نأخذ منه في الحساب ولا نأخذ منه في الشرع لعدم تمكنه منه
وهكذا ...
فإذا نظرنا لمسألتنا هذه نرى أنها تندرج تحت ما يسمّى بموافقة المعقول للمنقول وردّ شبهات العقلانيين من فلاسفة اليونان والإغريق وأتباعهم من المتكلمين.
فإذا سألنا: مَن أفضل من وصل إلينا كلامه ممّن تكلم في مثل هذه النوعيّة من المسائل؟
فالإجابة التي لا ينبغي أن يكون فيها خلاف هي: شيخ الإسلام ابن تيمية.
فالذي يعجز عقله عن استيعابها يكتفي بتقليد الأئمة المتخصصين فيها وعلى رأسهم ابن تيمية.
ومن فهمها واستوعبها فهي زيادة إيمان في قلبه.
ومن فهمها واستوعبها وهو من أهل الاجتهاد فخالف فيها يحق له أن يناقش
أما إذا فقد شرطا من هذه الشروط الثلاثة (الفهم - الاستيعاب - الاجتهاد) وتكلّم فيها وخالف وناظر فهو آثم شاء أم أبى.
وليعلم جميع الإخوة المشاركين أن أهل السنة كانوا متوافرين في عصر ابن تيمية وقد سمعوا كلامه في هذه المسألة ولم يخالفه أحد فيها منهم كابن كثير وابن القيم وابن عبد الهادي والبرزالي وغيرهم، إنما كان مخالفيه في هذه المسألة هم الفلاسفة وأتباعهم ومن تأثّر بهم من المخالفين لمنهج أهل السنة كالسبكي وابنه.
وإنما خالف في ذلك بعض المنتسبين لأهل السنة ممّن تأخر عصرهم وقلّ فهمهم وضعفت عقولهم عن إدراكها فقال بغير علم وجعل المسألة خلاف في لفظ حديث وهو لا يدري أن لا علاقة لها بذلك وهي أكبر مما يظن.
لكن كما قالوا:
مَن جهل شيئا عاداه.
ولأنّ هذه المسألة أخذت أكبر من حجمها في هذه المشاركة فسوف أفرد لها -مستعينا بالله- موضوعا مستقلا أوضح مأخذها وأصل الخلاف فيها.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 02:43]ـ
وأما بعد ظهورها والخوض فيها فأجلّ وأكبر من تكلّم فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ثم تبعه أئمة أهل السنة كابن كثير وابن القيم وابن عبد الهادي والبرزالي والسرمري وابن أبي العز وابن ناصر الدين والألوسي وابن عبد الوهاب والشنقيطي وعبد الرزاق عفيفي والسعدي وابن القاسم وابن عبد اللطيف آل الشيخ وجميع آل الشيخ وابن باز وابن عثيمين والفوزان.
وهل هؤلاء هم فقط أئمة أهل السنة!!!؟ وهل إتفاقهم يعد إجماعا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 02:48]ـ
أخ شرياس!
أراك أصبحت تجادل لمجرد الجدال.
ولكي تظهر الحقيقة، سأسألك سؤالا واحدا صريحا لا لَبس فيه.
ولا بد أن تجيب عنه إجابة صريحة لا مراوغة فيها:
مَن قال بنفي حوادث لا أول لها؟ (بالأسماء والنصوص الصريحة لنقارن بينهم وبين من ذكرتُهم ما دامت القضية في الأسماء)
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 03:08]ـ
يكتفي بتقليد الأئمة المتخصصين فيها وعلى رأسهم ابن تيمية. ومن فهمها واستوعبها وهو من أهل الاجتهاد فخالف فيها يحق له أن يناقشأما إذا فقد شرطا من هذه الشروط الثلاثة (الفهم - الاستيعاب - الاجتهاد) وتكلّم فيها وخالف وناظر فهو آثم شاء أم أبى.
أنا عن نفسي في هذه المسألة لا أقلد إبن تيمية فأنا أقلد الحافظ إبن حجر العسقلاني لقوة الحجة التي ذكرها في الفتح.
كأنك تلغي النقاش لأجل طلب العلم!!!! فهل يجب على من أراد النقاش للتعلم أن يكون مجتهداً!!!!!!؟ أما إن كنت يا أخ عيد تحسب أن الموضوع مناظرة فأنت مخطيء فالأمر ليس كذلك.
المقلد لا يعذر في أمرين هما:
إختيار العالم المجتهد فيجب عليه إختيار الثقة من أهل العلم.
عدم إتباع الدليل إن كان بإمكانه معرفة الراجح من الأدلة فلا عذر لمن ظهرت له الحجة فحاد عنها إتباعا لمن يقلده.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 03:37]ـ
أنا عن نفسي في هذه المسألة لا أقلد إبن تيمية فأنا أقلد الحافظ إبن حجر العسقلاني لقوة الحجة التي ذكرها في الفتح.
إذًا المسألة منتهية.
ولا معنى للنقاش فيها.
أنت مقلد للحافظ ابن حجر وهو متابع للأشاعرة فيها.
وأنا مقلد لشيخ الإسلام ابن تيمية وهو متابع للسلف فيها.
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}
فعلامَ النقاش؟
تنبيه:
(لاحطت أنك ذكرت ابن تيمية دون أن تذكر قبله أي لقب، ولكن عند ذكر ابن حجر ذكرت قبله (الحافظ) فقد يفهم البعض أنك تقصد شيئا ما بهذا الصنيع، أرجو أن يكون ذلك غير مقصود)
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 04:09]ـ
أخ شرياس!
أراك أصبحت تجادل لمجرد الجدال.
ولكي تظهر الحقيقة، سأسألك سؤالا واحدا صريحا لا لَبس فيه.
ولا بد أن تجيب عنه إجابة صريحة لا مراوغة فيها:
مَن قال بنفي حوادث لا أول لها؟ (بالأسماء والنصوص الصريحة لنقارن بينهم وبين من ذكرتُهم ما دامت القضية في الأسماء)
أما عن إتهامك لي بأنني أجادل لمجرد الجدال فلا أقول إلا سامحك الله
ليست المسألة مسألة أسماء بل هي أدلة وقد ذكرت للأخ أبومالك العوضي في بداية الموضوع أن النقاش ليس عن أشخاص وذكرت له كلام إبن حجر العسقلاني في البداية لقوة أدلته.(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 04:28]ـ
أما عن إتهامك لي بأنني أجادل لمجرد الجدال فلا أقول إلا سامحك الله
ليست المسألة مسألة أسماء بل هي أدلة وقد ذكرت للأخ أبومالك العوضي في بداية الموضوع أن النقاش ليس عن أشخاص وذكرت له كلام إبن حجر العسقلاني في البداية لقوة أدلته.
وما هو دليل ابن حجر حتى تقلده؟
وهل رضي الحافظ رحمه الله أن تقلده فيما أخطأ فيه؟
فهل هو نفس الشبهات التى فندها ابن تيمية - بل فندها القرآن من قبل الحافظ بكذا قرون؟
هاتها لننظر!
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 04:29]ـ
وهل هؤلاء هم فقط أئمة أهل السنة!!!؟ وهل إتفاقهم يعد إجماعا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
من تريد إذن؟؟؟ و من هم أئمة السنة عندك؟ انت تعرف ان السبكي و الاخميمي و جماعة من الأشاعرة خالفوا في ذلك و تبعهم في ذلك ابن حجر
فمن أئمة السنة عندك؟ السبكي و ابنه و الاخميمي و من تبعه؟ أم شيخ الإسلام و ابن القيم و ابن كثير و ابن عبدالهادي و من تبعهم؟؟؟ اذكرهم لنا لتتمايز الصفوف فإن الغمغمة و الجمجمة و التهرب و الحيدة لا تصلح في مثل هذه المواضع
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 04:33]ـ
وقال شيخ الإسلام في الصفدية (ج2/ص47):
((ولفظ القديم والأزلي فيه إجمال:
فقد يراد بالقديم الشيء المعين الذي ما زال موجودًا ليس لوجوده أول.
ويراد بالقديم الشيء الذي يكون شيئًا بعد شيء فنوعه المتوالي قديم وليس شيء منه بعينه قديمًا ولا مجموعه قديم ولكن هو في نفسه قديم بهذا الإعتبار فالتأثير الدائم الذي يكون شيئًا بعد شيء وهو من لوازم ذاته هو قديم النوع وليس شيء من أعيانه قديمً)).
جميل جدا يا شيخنا. . .
هكذا دأب أهل الحق،
رجاعون إلى الحق من أي وعاء خرج.
فاحمدوا مولاكم العظيم الكريم - جل جلاله.
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 04:41]ـ
إذًا المسألة منتهية.
ولا معنى للنقاش فيها.
أنت مقلد للحافظ ابن حجر وهو متابع للأشاعرة فيها.
وأنا مقلد لشيخ الإسلام ابن تيمية وهو متابع للسلف فيها.
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}
فعلامَ النقاش؟
تنبيه:
(لاحطت أنك ذكرت ابن تيمية دون أن تذكر قبله أي لقب، ولكن عند ذكر ابن حجر ذكرت قبله (الحافظ) فقد يفهم البعض أنك تقصد شيئا ما بهذا الصنيع، أرجو أن يكون ذلك غير مقصود)
والله الموفق
مقلد في هذه المسألة وليس مقلد بإطلاق
قلت لك يا أخ عيد من قبل إن تعمل بمقضى إحسان الظن بأخيك فلو ترجع لمشاركات قديمة لي تجد أنني ذكرت إسم الحافظ ابن حجر دون أي لفب هكذا (ابن حجر) كما هو في المشاركة رقم 39 في أول الموضوع فهل يعني أنني أتنقص من قدر ابن حجر أما شيخ الإسلام ابن تيميه فأتذكر أنني ذكرته مع اللقب في غير هذا الموضوع فلا مشكلة عندي في الألقاب وعموما فإن الحافظ إبن حجر العسقلاني كما محباً ومبجِلاً لشيخ الإسلام إبن تيمية
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 05:47]ـ
هل من مجيب؟؟
والموضوع أخذ أكثر من حجمه ,,
صاحب الكلام قد اعتذر على خطأه ذاك، فلم العودة؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 05:51]ـ
هداك الله
أنا أوقن الآن أنّك تجادل من أجل الجدل.
وأنّك لم تطرح الموضوع إلا للتشغيب والجدل.
وأنّك لا تريد من مشاركتك هذه إلا تطويلها وإكثار المشاكرين فيها بحق أو بباطل.
وأنّك لن تغيّر رأيك في هذه المسألة وإن خالفك أهل السنّة قاطبة وليس الإخوة في المنتدى فقط.
أتدري لمَ أقول ذلك؟
ليس رجما بالغيب؛ ولكن البعرة تدل على البعير.
فلكي يستطيع الإنسان أن يغيّر اعتقاده في مسألة ما فلا بد له من واحدة:
أن يكون مجتهدا فيتغير اجتهاده ....................... وقد اعترفت أنك مقلّد
أن يرى فيمن يخالفهم من هو أولى بالتقليد .............. وأنت نحّيتَ كل من ذكرتُهم لك من أهل السنّة من أجل قول الحافظ ابن حجر مع علمك بالمؤاخذات عليه في باب العقيدة خصوصا.
أن يستوعب القول الجديد فهما وإدراكا ............... وأنت اعترفت بأنك تريد أن ((تَفهَم)) لا ((تُفهِم)).
فأنى لك بالرجوع حتى لو كان قولك هو أبطل الباطل؟
فحتى الشيخ الألباني رحمه الله لمّا اطّلع على كلام شيخ الإسلام رجع عن قوله لأنه يبحث عن الحق، وأنت لم ولن تفعل لأنك تعشق الجدل العقيم.
وانظر رجوع الشيخ رحمه الله على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/105.htm
لقد أغلقت عن نفسك كل أبواب الوصول إلى الحق فهنيئا لك ما أنت فيه.
وهنيئا لك أسلافك الذين تتابعهم: السبكي والإخميمي والكوثري والصابوني والبوطي والسقّاف وأفراخ الفلاسفة وأذيال المعتزلة ومتكلمو الأشاعرة.
ودعنا نحن مع أسلافنا: ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن عبد الهادي والبرزالي وابن أبي العز والسرمري وابن ناصر الدين ومحمّد بن عبد الوهّاب وسائر آل الشيخ والأمين الشنقيطي وسائر الشناقطة والسعدي وابن باز وابن عثيمين والفوزان وناصري السنّة في كل زمان ومكان.
{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 09:26]ـ
هداك الله
جزاك الله خير وغفر لك
ـ[هالة]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم
أليس الزمن مخلوق؟
و اللحظة التي نحن فيها الآن هي زمن و مخلوقة
و قبل هاته اللحظة توجد لحظة أخرى و التي بدورها مسبوقة بلحظة أخرى .............................. .............................. ............ إلى ما لا نهاية
و بالتالي فلا يُمكن أن يوجد وقت إلا و فيه مخلوق فالزمن في حد ذاته مخلوق
و القولٌ بأنّ جنس المخلوقات حادث لا يتعارض مع القول بأنّ بعض هذه المخلوقات غير محدود من ناحية الزمن؛ فالمقصود بحدوثها أنّها استمدت وجودها من خلق الله لها و ليس معنى حُدُوثها أنّها ليست بأزلية من حيث الزمن و خير مثال على ذلك مخلوق الزمن فهو لا نهاية له لا من حيث الماضي و لا من حيث المستقبل.
و أما بالنسبة لهذه الروايات التي ذُكرَ أنّ الحافظ ابن حجر قد ذكرها في الفتح في كتاب " بدء الخلق ": "رواية كان الله ولم يكن شيء غيره وذكر انها في موضع آخر وهو كتاب " التوحيد " كان الله ولم يكن شيء قبله وعند غير البخاري ولم يكن شيء معه"
فهي لا تتعارض مع ما سبق
مثلا رواية: "كان الله ولم يكن شيء غيره"، فالقصود منها: تقرير أنّه لا يوجد شيء لم يستمد وجوده من الله، و لا يُمكنٌ أن يفهم منه بأنّه قد وٌجدت مرحلة و قد خلت من المخلوقات قط؛ إذ هذه المرحلة في حدّ ذاته مخلوقة و بالتالي فسيكون هذا الأمر خارج عن محلّ بحثنا. هذا في هذه الرواية و قس على ذلك في باقي الروايات.
فلفظة: "كان" في الرواية ليس المقصود بها: تقرير أنّه كان في الماضي إلا الله و لا شيء قط من مخلوقاته قد وٌجد بما في ذلك مخلوق الزمن فالماضي في حدّ ذاته مخلوق.
و بالتالي:
فجميع المخلوقات حادثة
و لا يخلو زمان إلا و فيه مخلوق
و جميع المخلوقات استمدت خلقها من الله
و الله يخلق ما يشاء متى شاء
و الله عزّوجل ليس خاضع للزمن و إنّما الزمن هو الخاضع لله؛ فبإعتبار المخلوقات قد وٌجدَ أنّ الله قد خلق شيئا قبل آخر، و قَد وُجدَ بالنسبة لهم: وقت و لم يخلق الله فيه شيء ما، و أما بالنسبة لله عزّوجل فهو ليس خاضع لهذا الزمن.
و الله أعلم
ـ[هالة]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:05]ـ
السؤال الأول:
هل تؤمن بوجود مخلوق لابداية له؟
الجواب احدى أمرين
نعم أؤمن أو لا لاأؤمن
السؤال الثاني:
هل تعتقد بامكانية وجود مخلوق ليس له بداية؟
الجواب احدى أمرين
نعم أعتقد أو لا لا أعتقد
السؤال الثالث:
ماذا تعتقد في رواية {غيره} ورواية {معه}
الجواب احدى ثلاثة أمور
1 - أعتقد بصحتها لفظا ومعنى
2 - أعتقد بعدم صحتها لفظا وأعتقد بصحتها معنى
3 - لا أعتقد بصحتها لا لفظ ولا معنى
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
أرجوا اختيار احدى الاجابات لمن أراد الاجابة
أما السؤال الأول: فإن كان مقصودك بالبداية البداية الزمنية؛ فالجواب: "نعم" و خير مثال على ذلك الزمن فلا نهاية لهذا المخلوق من حيث الماضي و كذا من حيث المستقبل
أما السؤال الثاني: فإن كان مقصودك بالبداية البداية الزمنية؛ فالجواب: "نعم" و خير مثال على ذلك الزمن فلا نهاية لهذا المخلوق من حيث الماضي و كذا من حيث المستقبل
أما السؤال الثالث: فعلى فرض صحّتهما فيُمكن الجمع بين إجابتي للسؤالين السابقين و بما ذكرت في مشاركتي السابقة.
و الله أعلم
ـ[هالة]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:20]ـ
السلام عليكم
لو قال قائل أنه يؤمن بقدم الأحداث فهل يعتبر مبتدع وأعني بقدم الأحداث أزلية الأفعال التي خلقها الله تعالى كأن يقول القائل ان الفعل لابد وأن يكون قبلة فعل وقبل هذا الفعل فعل وقبل هذا الفعل الأخير فعل وهكذا تسلسل أزلي للأحداث ولا أعني بذلك القول بقدم العالم فهذا قول بدعي معروف وقائله مبتدع لا شك.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و عليه فيكون الجواب على سؤال موضوعك، كالآتي:
* فقبل أن يُبَدَّع من يقول: "أنه يؤمن بقدم الأحداث فهل يعتبر مبتدع وأعني بقدم الأحداث أزلية الأفعال التي خلقها الله تعالى كأن يقول القائل ان الفعل لابد وأن يكون قبلة فعل وقبل هذا الفعل فعل وقبل هذا الفعل الأخير فعل وهكذا "
فيٌستوضح أكثر من مقصوده بمصطلح القدم للأحداث:
1 - فإن كان قصدُه بها أنّ ما من مخلوق إلا و قد سٌبقَ بمخلوق من ناحية الزمن و كان مُقرّا بأنّ كل شيء قد خلقه الله و أنّه لا يخلو زمان إلا و فيه مخلوق خلقه الله و الخلق فعل من أفعال الله و هو غير منتهي و أنّه بالنسبة للمخلوقين، الله عزّوجل دائما يخلق.
2 - و أما إن كان مَقصوده بقدم الأحداث أنّه وٌجدت أشياء غير الله لم تستمد وٌجودها منه تبارك و تعالى فهذا مبتدع.
* و أيضا يٌستفسَر عن مقصوده بقوله: "أزلية الأحداث" على التفصيل السابق.
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:25]ـ
وخير مثال على ذلك الزمن فلا نهاية لهذا المخلوق من حيث الماضي و كذا من حيث المستقبل
أستغفر الله
هذا الكلام كفر صريح.
فكيف تعتقد أن هناك مخلوق مشارك لله في أنه لا أول له في الأزل ولا نهاية له في الأبد؟
سواء كان هذا المخلوق الزمن أو غيره؟
وما دمتَ تجهل هذا الأمر البدهي فما الذي أدخلك في الموضوع.
اللهم غفرانك.
ـ[هالة]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:30]ـ
أي كفر صريح و أي أمر بديهي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مشكلتك أنّك تسّرعت و لم تحاول فهم مقصودي بمصطلح (الأزل)؟!
و الرّد عليك يكون بعد بيانك لما تُريده بمصطلح: "الأزل"؟
و طبعا معروف كلام شيخ الإسلام في الإستفصال حول معاني المصطلحات الحادثة قبل ردّها أو قبولها
ثم العلماء هم من يحكم على كلام أهو كفر صريح أم لا؟! فهل أنت من هؤولاء في هذا الأمر؟! حاش أن يكون شخصا متسرعا مثلك في إطلاق ألفاظ الكفر على كلام الغير من هؤولاء؟! ثم ما الذي أدخلك في هذا الأمر العظيم؟!
فكيف تعتقد أن هناك مخلوق مشارك لله في أنه لا أول له في الأزل ولا نهاية له في الأبد؟
يعني أأنت ترى بأنّه قد وُجد وقت من الأوقات؛ الله عزّوجل لم يخلق فيه أي شيء مطلقا، و أنّه في المستقبل كل ما خلقه الله سيزول و ينعدم؟!
طيّب هات لي النصوص الشرعية التي تدلّ على أنّ كل ما خلقه الله سيزول و لن يبقى و أنّه في الماضي لم يوجد أي مخلوق
ثم قرّر بعد ذلك مزاعمك؟!
أنصحك بتدبر كلام الغير قبل الإنكار عليهم فضلا عن أن تحكم على كلامهم بالكفر الصريح - أصلحك الله-
ثم ما الكفر الصريح أتقصد أنّني كافرة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أعوذ بالله من هذا الهذيان
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:42]ـ
كنت أشك في الاسم وأتعجب هل يتسمى ذكر في غير بلادنا باسم هو عندنا خاص بالنساء؟
لكن الآن تيقنت
أنكِ مجرد امرأة ناقصة العقل والدين جاهلة حمقاء تتلفظين بالشركيات وأنتِ لا تعلمين وتأتين بالكفر الصريح ثمّ تجادلين.
هداكِ الله من قارورة لو تعلمتْ كيف تنظفُ بيتها خير لها من أن تدخل فيما لا يعنيها فتفسد ولا تصلح.
أما إذا أردتِ أن تعلمي مستوى علم من يكلمك على الأقل في هذه المسألة فارجعي إلى مشاركاتي في هذا الموضوع لعلكِ تثوبين إلى رشدكِ وتستغفرين مما نطقتِ به من الكفر وأنتِ لا تشعرين.
هداكِ الله ربي
ـ[هالة]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:55]ـ
طيّب لا تتعجب فلست بذكر؛ و إنّما أنا خريجة كلّية الشريعة بالجزائر و ليس يعني هذا أني عالمة أو طالبة علم قوّية و إنّما أطلب العلم على قدر حالي
النّبي صلى الله عليه و سلّم لما قال عن المرأة: "ناقصة دين و عقل" ليس مقصوده ذمّها، و انتبه فأنت من بدأ في الإساءة.
و المرأة من حقّها أن تبدي رأيها و تطلب العلم و تشارك في المواضيع العلمية!
ثم دعنا من الألفاظ القبيحة و بيّن لي من فضلك بالتفصيل ما الكفرالصريح الذي وقعتُ فيه؟ مع التنبيه أني قرأت جميع المشاركات قبل أن أشارك في هذا الموضوع و اطّلعت في المجمل على جميع الكتب التي تحصلّت عليها حول هذا الموضوع
و أرجو أن يكون قبلَ الإنكار تعليم؛ هكذا تعلّمنا من منهج الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني و علمائنا.
و مشكور مسبقا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:59]ـ
تسألين للعلم أم للجدال؟
الأولى أنا مستعد.
الثانية لست مستعدا.
منتظر الرد.
هداك الله للحق.
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:06]ـ
هداك الله يا أخي عيد!!
أين الرفق؟!!
أختنا أخطأت بلا شك!!
فهل ترمي عليها كل هذه الأوصاف التي أوجعت قلبي!!
فلإن كانت (قارورةً) فاعلم أنك لم تمتثل: (رفقاً بالقوارير)!!
لكن الآن تيقنت
أنكِ مجرد امرأة ناقصة العقل والدين جاهلة حمقاء تتلفظين بالشركيات وأنتِ لا تعلمين وتأتين بالكفر الصريح ثمّ تجادلين.
هداكِ الله من قارورة لو تعلمتْ كيف تنظفُ بيتها خير لها من أن تدخل فيما لا يعنيها فتفسد ولا تصلح.
أما إذا أردتِ أن تعلمي مستوى علم من يكلمك على الأقل في هذه المسألة فارجعي إلى مشاركاتي في هذا الموضوع لعلكِ تثوبين إلى رشدكِ وتستغفرين مما نطقتِ به من الكفر وأنتِ لا تشعرين.
هداكِ الله ربي
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:11]ـ
يا أخي أعنفها ببعض الألفاظ التي لا تلتصق أهون من أن أتركها تضلّ دون تنبيه.
أرأيت لو ماتت على هذا ما يكون مصيرها؟
أمَن يأخذ بيدك ليخرجكَ من نار كدتَ تحرق بها نفسك وأنت لا تشعر تقول له ارفق بي وأنت تخرجني منها.
هناك أمور لا تحتمل الرفق.
ووالله ما قلتُ الذي قلتُه إلا شفقة عليها فهي أخت لي قبل كل شيء.
ولو قالت ذلك أختي من أبي وأمي لعنّفتها بذلك أو أشدّ لشدّة حرصي على نجاتها.
والله الموفّق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:16]ـ
تسألين للعلم أم للجدال؟
الأولى أنا مستعد.
الثانية لست مستعدا.
منتظر الرد.
هداك الله للحق.
للعلم
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:23]ـ
أخي عيد:
لستُ مخالفاً لك في النتيجة، لكن في الأسلوب ...
وبدايتك كانت شديدة، ولك - والله ثم والله - مندوحة عن ألفاظك التي قد تصد عن القبول!
نبّهها، وانصحها لكن برفق!
النبي (ص) يقول " ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه " .. بنصٍ عام، ثم تخصصه!
هي قالت ما قالت من باب المدارسة، وقد تكون لم تتنبه للوازم كلامها ...
فصحح لها دون هذه الحدة ...
أرأيت لو ماتت على هذا ما يكون مصيرها؟
[اللهم أنت عبدي وأنا ربُّك]!!
هناك أمور لا تحتمل الرفق.
ووالله ما قلتُ الذي قلتُه إلا شفقة عليها فهي أخت لي قبل كل شيء.
لستَ خيراً من موسى عليه السلام، وليست هي أشرَّ من فرعون ...
{فقولا له قولاً لينا}
والأخت هالة - والله - إن بينت لها الصواب بحلم فسترجع إليه ...
والله الموفّق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:25]ـ
أولا: بارك الله لكِ، وجعلكِ من إمائه الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله
ثانيا: لا بد أن تعلمي أنني لست ممن ينكر حوادث لا أول لها أو أن هذا الذي دفعني للرد عليك، بل على العكس أنا من أشد المنافحين عن هذه المسألة، وها هي أول مشاركة لي هنا:
أخي شرياس صاحب الموضوع، جميع الإخوة المشاركين
سلام الله عليكم جميعا
وأسأل صاحب الموضوع في أول مشاركة لي فيه
إنك تعتقد بأن الله كان ولم يكن معه أي مخلوق. أليس كذلك؟
وتعتقد أنه خلق في وقت ما أول مخلوق. أليس كذلك؟
والسؤال: أين خلقه؟
إن قلت: خلقه في ذاته فقد نطقت بعقيدة أهل الحلول والاتحاد. نسأل الله العافية.
وإن قلت: خلقه في غيره.
فالسؤال: هل هذا الغير مخلوق أم غير مخلوق؟
إن قلت: غير مخلوق. فقد أثبت مع الله .... آخر.
وإن قلت: مخلوق. فقد أثبت وجود مخلوق قبل أول مخلوق، وهو معنى حوادث لا أول لها.
ـ[هالة]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:26]ـ
نعم و أنا أتّفق معك في هذا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:29]ـ
وقد وضّحتُ مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي هو مذهب أهل السنّة بالأدلة باختصار هنا:
أما قول ابن تيمية رحمه الله -الذي هو قول جماهير أهل السنة- فدعني أوضحه لك من باب المدارسة والتعاون على البر والتقوى وليس من باب الجدال والحجاج.
فرقٌ بين لفظ الحديث الذي نتكلم عنه وهو:
((كان الله ولم يكن شيء معه))
وبين قولك
((كان الله وكان شيء معه))
وقد أورد الجويني وغيره من المتكلمين قريبا من قولك في رد مسألة حوادث لا أول لها.
فقال رحمه الله:
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) كان هذا ممكنا.
إنك لو قلتَ: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) ان هذا ممتنعا.
وقوله صحيح، لكن الموازنة نفسها غير صحيحة.
لأن قول القائل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) فهو نفي للمستقبل حتى يحصل المستقبل ويكون قبله. فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل، وهذا ممتنع فعلا.
لكن الموازنة الصحيحة، أن تجعل ماضيا قبل ماض، كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل.
فيكون القولان هما:
في المستقبل: ((لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن.
وفي الماضي: ((مَا أَعْطَيْتُكَ دِرْهَمًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا)) وهو ممكن أيضا.
فمن استطاع أن يدرك ذلك فهو زيادة في العلم يتبعها زيادة في الإيمان.
ومن لم يستطع فيكفيه من الاعتقاد ما اتفقنا عليه مسبقا.
وأما من يأتي إلى جزء من الحديث ويفرده ليستدل على معنى معين -وهو في الحقيقة يدفع معنى آخر غير صحيح تصوره في ذهنه من وجود قديم مع الله-فهذا غير مقبول؛ لأنه لم يرد «كان الله ولم يكن شيء معه» مجردًا، وإنما ورد على السياق المذكور في الحديث، ولا يظن ظانّ أن معناه الإخبار بتعطيل الرب سبحانه وتعالى دائما عن الفعل حتى خلق السماوات والأرض، فإن قوله بعد ذلك: «وكان عرشه على الماء» ينفي هذا الظن.
والله ولي التوفيق.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:33]ـ
أما عمّا وقعتِ فيه من أخطاء -بغير قصد- فعدة أمور.
أسأل الله أن يسعفني الوقت للردّ عليها جميعا لأن الوقت تأخر وأحتاج للنوم قليلا قبل الفجر لأستطيع التجهز لخطبة الجمعة.
ـ[هالة]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:33]ـ
نعم و أتّفق معك بما ذكرت في المشاركة رقم 272
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:38]ـ
و القولٌ بأنّ جنس المخلوقات حادث لا يتعارض مع القول بأنّ بعض هذه المخلوقات غير محدود من ناحية الزمن؛ فالمقصود بحدوثها أنّها استمدت وجودها من خلق الله لها و ليس معنى حُدُوثها أنّها ليست بأزلية من حيث الزمن
أولا: قولك: ((جنس المخلوقات حادث)) خطأ لأن الجنس لا يوصف بالحدوث لأنه معنى كلي ذهني لا وجود له في الخارج، وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية فساد تصور وجود الكليات ((كالجنس)) وجود أعيان، فقال: «الكليات - كالجنس والنوع والفصل والخاصة والعرض العام - لا توجد في الخارج منفصلة عن الأعيان الموجودة. وهذا معلوم بالضرورة ومتفق عليه بين العقلاء وإنما يحكى الخلاف في ذلك عن شيعة "أفلاطون" ونحوه: الذين يقولون بإثبات "المثل الأفلاطونية" وهي الكليات المجردة عن الأعيان خارج الذهن، وعن شيعة "فيثاغورس" في إثبات العدد المطلق خارج الذهن. والمعلم الأول "أرسطو" وأتباعه متفقون على بطلان قول هؤلاء وهؤلاء» أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:41]ـ
ثانيا: قولك وفقكِ الله: ((بعض هذه المخلوقات غير محدود من ناحية الزمن)) غير صحيح لأن مقتضى وصفها بالحدوث يقتضي أنها كانت بعد أن لم تكن، ولا يوجد مخلوق غير محدود من الجهتين الماضي والمستقبل.
وهذا ما سأبينه في ((ثالثا))
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:45]ـ
ثالثا: قولك أرشدكِ الله للحق: ((وليس معنى حُدُوثها أنّها ليست بأزلية من حيث الزمن))
لا يستقيم شرعا ولا عقلا والسبب أنّكِ خلطتِ بين أعيان المخلوقات التي لا بدّ أن تكون حدثت بعد عدم وبين جنس المخلوقات الذي لا يوصف بالحدوث لأنه لا وجود له إلا في الأذهان كما وضّح ذلك عقلاء العالمين وقد ذكرتُ كلام شيخ الإسلام في ذلك بما يغني عن إعادته
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:50]ـ
رابعا: قولكِ أصلحكِ الله: ((وخير مثال على ذلك الزمن فلا نهاية لهذا المخلوق من حيث الماضي و كذا من حيث المستقبل))
وهو الذي وصفتُه بالكفر الصريح والذي لا ينبغي أن يصدر من مسلم.
وأنا سأوضح لكِ سبب الاشتباه عليكِ في هذا الموضع:
أنت تخلطين هنا بين الزمن المخلوق وبين أمد الله سبحانه وهو غير مخلوق
وهذا تماما كمن خلط بين المكان المخلوق وبين جهة الله سبحانه وهي غير مخلوقة.
فكما أنكِ تؤمنين بأن الجهة التي فيها الله وهي جهة العلو غير مخلوقة، فكذلك أمده الذي هو قبل خلق الزمان غير مخلوق.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:58]ـ
فالزمن الذي نعيش فيه والذي وصفتيه بقولك: ((أليس الزمن مخلوق؟
و اللحظة التي نحن فيها الآن هي زمن و مخلوقة
و قبل هاته اللحظة توجد لحظة أخرى و التي بدورها مسبوقة بلحظة أخرى .............................. .............................. ............ إلى ما لا نهاية))
فإنما تتكلمين عن هذا الزمن المعين الذي نعيشه وهذا الزمن لم يكن أبدًا في الأزل بلا أول؛ لأنه في الحقيقة يرتبط بتلك الأفلاك المخلوقة ودورانها، فلو توقفت تلك الأفلاك عن الدوران لتوقف الزمن المخلوق الذي نعيشه، وهذا ما اتفق عليه عقلاء الناس مسلمهم وكافرهم، وهو ما اصطلحوا على تسميته بالبعد الرابع للمادّة.
ولذلك بحسب سرعة دوران الأفلاك يختلف قدر الزمن التابع لها، فيقولون السنة على الأرض كذا يوم، وعلى عطار كذا يوم، وعلى المريخ كذا يوم، وكذلك الأيام والساعات.
فيعلم بذلك أن الزمن الذي نعيشه هو زمن مخلوق من عدّة أزمنة أخرى مخلوقة وكلها حدثت بحدوث أفلاكها وقبل وجود هذه الأفلاك لم يكن هناك وجود لهذه الأزمان المعينة.
أما أمد الله سبحانه فلا يقال فيه إنه مخلوق حتى نظن أن هناك مخلوق لا أول له.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 02:05]ـ
والخلاف بين أهل السنة والمتكلمين هو في إثبات وجود ((حوادث لا أول لها)) لا في إثبات وجود ((مخلوق لا أول له)) فهذا لم يقل به مسلم سني أو مبتدع وإنما قاله ملاحدة الفلاسفة القائلون بقِدم العالم.
فشابه قولكِ قولهم وإن اختلفتِ في تسمية المخلوق حيث سميتيه الزمن.
وأنا أعلم يقينا أنكِ لم تكوني تقصدين ذلك.
وما كانت شدتي في الردّ عليكِ إلا من فرط شفقتي عليكِ من اعتقاد ذلك أو حتى أن يتشابه قولكِ مع قول هؤلاء وأنتِ لا تقصدين.
فأرجو منكِ أن تغفري لي إن كنتُ أسأتُ الأسلوب وأن تلتمسي لي العذر
فما قصدتُ إلا إرشادكِ ونصحكِ.
والله الموفّق وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 02:27]ـ
ما هو الزمن؟
بل ما هو المكان؟؟
وهل يتعددان بتعدد الموجودات؟
وهل منهما ما يكون (مخلوقًا) أو (غيرُ مخلوق)؟
سؤال له أهمية كبرى لتفصيل هذه المسائل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 02:32]ـ
شيخنا الفاضل علي عبد الباقي، قولكم: (مجموع المخلوقات حادث ليس له بداية) هو عين التناقض، فإن معنى (الحادث): ما له بداية ويسبقه عدمه، ولا أرى من استعمل على غير ذلك قبل هذا الوقت بالذات. والله لا أفهم ما هذا المصطلح الذي بنيتم عليه الكلام؟ هذا ليس مصطلح المتكلمين ولا حتى الفلاسفة القائلين بالإيجاب الذاتى وتعدد القدماء، فضلا عن أن يكون مصطلح أهل الحديث وعلماء السنة.
ثم وجدت من قد استعمل ذاك المصطلح الذي بنيتم عليه الكلام،
وهو ابن جني الذي سفه العلماء كلامه رحمه الله في مجازيَّة (قام زيد) أو (ذهب زيد).
وهذا نصه من (الخصائص) بالحرف الواحد:
وقال ابن جنِّي: بابٌ في أن المجاز إذا كثر لحق بالحقيقة: اعلم أن أكثر اللغة مع تأمله مجازٌ لا حقيقة وذلك عامَّة الأفعال؛ نحو: قام زيدٌ , وقعد عمرو , وانطق بشر , وجاء الصيف , وانهزم الشتاء , ألا ترى أن الفعل يفاد منه معنى الجنسية , فقولك: قام زيد , معناه: كان منه القيام , أي: هذا الجنس من الفعل , ومعلوم أنه لم يكن منه جميع القيام , وكيف يكون ذلك وهو جنسٌ , والجنس يطبق جميع الماضي وجميع الحاضر , وجميع الآتي الكائنات من كل منْ وجد منه القيام , ومعلومٌ أنه لا يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كله الدَّاخل تحت الوهم , هذا محالٌ عند كل ذي لبٍّ , فإذا كان كذلك علمت أن قام زيدٌ مجازٌ لا حقيقة , وإنما هو على وضع الكل موضع البعض للاتساع والمبالغة وتشبيه القليل بالكثير , ويدلُّ على انتظام ذلك لجميع جنسه , أنك تعلمه في جميع أجزاء ذلك الفعل , فتقول: قمت قومةً , وقومتين , ومائة قومةٍ , وقياماً حسناً , وقياماً قبيحاً , فإعمالك إياه في جميع أجزائه يدل على أنه موضوع عندهم على صلاحه لتناول جميعها , وإنما يعمل الفعل من المصادر فيما فيه عليه دليلٌ؛
وطبعا، لا نوافقه على هذا الهذيان - اللهم إلا أن يكون اصطلاحا محضا له شخصيا - عفا الله عنه.
بل قول القائل (جنس هذا الشيء موجود) معناه أن بعض أفراد هذا الجنس موجودٌ وليس بالضروري أن يوجد كلها مجموعة.
والله أكبر تكبيرا. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 03:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثمّت حقيقة يحسن اللإفصاح بها، وقد كنت أريد أن أوردها من أول مشاركة لي في مثل هذه المواضيع المتعلقة بتسلسل الحوادث - إلا أنني كنت نسِّيت فلم أكن أوفق إلى إبدائها غير الوقت. وهي أن شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله إنما انتهت أشغاله ببحوثه وتحقيقاته في مسألة (تسلسل الآثار في الماضي) أو (قدم جنس المخلوقات) إلى "الجواز" بمعنى (عدم الامتناع). وأما حصول ذلك في الواقع - فضلا عن وجوبه عقليا أو ثبوته شرعيا - فلا أرى في كتبه وفتاواه أنه مصرح به. بل إما إشاراة أو ميل إلى ذلك، وإما وضعه في أقوى وأكمل ما يمكن أن يقال في هذه المسألة. لذا، أرى أن هذا القول بالذات (وقوع التسلسل الأزلي للمخلوقات في الماضي فضلا عن وجوبه) لا يصح عن نجعله نقطة الولاء والبراء في العقيدة. بل إما أن نضعه في "أرجح القولين لأهل العلم"، وإما أن لا نجزم به بل نتوقف عند حدود "عدم الامتناع". ولا شك أنني من المصرحين في الجزم به كما في أغلب المشاركة لي في هذا الموضوع - وإن كنت في بعض منها إنما أضعه في "أرجح القولين" أو أعلقه بصحة قدم أفعاله تعالى المتعديَّة إلى الغير من حيث الجنس والنوع.
هذا، والله الموفق إلى أقوم الطريق.
ـ[شرياس]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 03:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثمّت حقيقة يحسن اللإفصاح بها، وقد كنت أريد أن أوردها من أول مشاركة لي في مثل هذه المواضيع المتعلقة بتسلسل الحوادث - إلا أنني كنت نسِّيت فلم أكن أوفق إلى إبدائه غير الوقت. وهي أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إنما انتهت أشغاله ببحوثه وتحقيقاته في مسألة (تسلسل الآثار) أو (قدم جنس المخلوقات) إلى "الجواز" بمعنى (عدم الامتناع). وأما حصول ذلك في الواقع - فضلا عن وجوبه عقليا أو ثبوته شرعيا - فلا أرى في كتبه وفتاواه أنه مصرح به. بل إما إشاراة أو ميل إلى ذلك، وإما وضعه في أقوى وأكمل ما يمكن أن يقال في هذه المسألة. لذا، أرى أن هذه النقطة بالذات (وقوع التسلسل الأزلي للمخلوقات في الماضي فضلا عن وجوبه) لا يصح عن نجعلها نقطة الولاء والبراء في العقيدة. بل إما أن نضعه في "أرجح القولين لأهل العلم"، وإما أن لا نجزم به بل نتوقف عند حدود "عدم الامتناع". ولا شك أنني من المصرحين في الجزم به كما في أغلب المشاركة لي في هذا الموضوع - وإن كنت في بعض منها إنما أضعها في "أرجح القولين" أو أعلقها بصحة قدم الأفعال اللازمة له تعالى من حيث الجنس والنوع.
هذا، والله الموفق إلى أقوم الطريق.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومع هذا نجد مع الأسف البعض يتعصب في هذه المسألة وينكر الخلاف فيها ويدعي أن فيها إجماعا بزعمه ويتهم المخالف فيها أنه مبتدع و خارج دائرة أهل السنة ويهوِل من الأمر والأمر أقل من ذلك.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 04:22]ـ
شيخ نضال أحسنت ايما احسان فما أخبرك بكلام شيخ الاسلام .... فشيخ الاسلام يقف على مسألة أفعال الله فيقول انا أتبثها كباقي الصفات بلا تعطيل فيرد عليه المخالف و لكن يلزم من ذلك أن تقول بامكانية وجود حوادث لا أول لها ... فيقول شيخ الاسلام: ألتزم هذا الامكان و ان لم أوجبه ... فكان ماذا؟؟؟؟ فشيخ الاسلام ينطلق دائما من الجواز و ليس من الوجوب كما ينطلق الأشاعرة من وجوب امتناع التسلسل .... فالولاء و البراء لا يعقد على هذه المسألة لأنها من أبواب الاحتجاج و ان كان يقع في أصلها المحتج له وهو اتباث الصفات الفعلية لله و عدم تعطيلها و ان سكت أهل البدع عن القول بامتناع حوادث لاأول لها لتبرير نفيهم لأفعال الله لسكتنا نحن عن بيان جوازه لنقض هذا النفي و لما أحوجونا هم و أئمتهم الى ما خضنا فيه و أئمتنا ... و ان عادوا عدنا ... تماما كما لم يعقد السلف الولاء و البراء على مسألة الحد لأنها من ابواب الاحتجاج و ان عقدوه في الأصل المحتج له و هو الاستواء و هنا آتي بكلام نفيس لشيخ الاسلام اعزز به كلام الشيخ عيد فهمي في الرد على من طالبوا بكلام نصي صحيح للسلف في المسألة و لم يفقهوا أن القول قد ينسب للسلف بدلالة الظاهر و التضمن و ليس فقط بدلالة النص ... وا ن كنت أيضا أستسمح الشيخ لتنبيهه في الجهة
(يُتْبَعُ)
(/)
المقابلة أنه ظلم الأخت في ما انتقده عليها لأنه وقع في نفس الخطأ من خلط الجنس بالعين ... فقولها"وخير مثال على ذلك الزمن فلا نهاية لهذا المخلوق من حيث الماضي و كذا من حيث المستقبل" هو صحيح اذ أن الكلام هنا عن جنس الزمن فالذين قالوا بقدم الزمن و قدم المادة لم يتفطنوا أنهم هنا يتكلمون عن مفهوم مطلق لا يوجد الا في الذهن فكل مخلوق خلق معه زمنه بعينه و مجموع هذه الأزمان هو ما نطلق عليه بلفظ الزمن تعبيرا عن جنسه فالشيخ حين قرأ عبارة الأخت انصرف ذهنه الى الجنس و لم يتخيل الزمن الا جنسا و لم يتخيله كباقي المخلوقات ... فجنس الزمان لا بداية له و لا نهاية ما دام الله خالقا للمخلوقات في زمنها وهو البعد الرابع الذي تحدتث عنه نسبية أينشتاين كما ذكرتم شيخنا و هل يصح أن يوصف الجنس بالقدم؟؟؟ نعم يصح كما نقلنا تفسير وجه الاطلاق عن شيخ الاسلام .. يعني أخطأت يا شيخ و أصابت امرأة:) و هذا أفضل ما كتب في المسألة و هو يدل على ذهن جيد و فهم عميق للمسألة و سعة اطلاع و كثرة تتبع حتى انها أتت بما يؤيد كلام شيخ الاسلام ليس فقط من الكتاب و السنة و أقوال السلف بل من كتب الطرف الآخر من الفلاسفة و المتكلمين و هو لامرأة و اطلعت على كتابها في شرح القواعد للعثيمين فرايت عجبا ... حتى أن الشيخ المقدادي مع كثرة صولاته في المنتديات و معرفته بشبه القوم لم يستطع أن ينقل عن غير كتابها:) ... و أرجو ان تتقبل التدخل من تلميذ محب لكم وأرجو أن يشفع لي النقل الذي وعدت ان اعزز به كلامكم عن التكلم في مسألة لم يتكلم فيها السلف نصا ...
قال شيخ الاسلام رحمه الله في معرض ر ده على الامام الخطابي رحمه الله في انكار لفظة الحد بقوله في درء التعارض: "الوجه الثاني قوله سبيل هؤلاء أن يعلموا أن صفات الله تعالى لا تؤخذ إلا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قول أحد من الناس فيقولون له لو وفيت أنت ومن اتبعه بإتباع هذه السبيل لم تحوجنا نحن وأئمتنا إلى نفي بدعتكم بل تركتم موجب الكتاب والسنة في النفي والإثبات أما في النفي فنفيتم عن الله تعالى أشياء لم ينطق بها كتاب ولا سنة ولا إمام من أئمة المسلمين بل والعقل لا يقضي بذلك عند التحقيق وقلتم إن العقل نفاها فخالفتم الشريعة بالبدعة والمناقضة المعنوية وخالفتم العقول الصريحة وقلتم ليس هو بجسيم ولا جوهر ولا متحير ولا في جهة ولا يشار إليه بحس ولا يتميز منه شئ عن شئ وعبرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم ولا مركب وأنه لا حد له ولا غاية تريدون بذلك انه يمتنع عليه أن يكون له حد وقدر أو يكون له قدر لا يتناها و أمثال ذلك ومعلوم أن الوصف بالنفي كالوصف بالإثبات فكيف ساغ لكم هذا النفي بلا كتاب ولا سنة مع اتفاق السلف على ذم من ابتدع ذلك وتسميتهم إياهم جهمية وذمهم لأهل هذا الكلام
وأما في الإثبات فإن الله تعالى وصف نفسه بصفات ووصفه رسوله بصفات فكنتم أنتم الذين تزعمون أنكم من أهل السنة والحديث دع الجهمية والمعتزلة تارة تنفونها وتحرفون نصوصها أو تجعلونها لا تعلم إلا أماني وهذا مما عاب الله تعالى به أهل الكتاب قبلنا وتارة تقرونها إقرارا تنفون معه ما أثبته المنصوص من أن يكون النصوص نفته وتاركين من المعاني التي دلت عليه مالا ريب في دلالتها عليه مع ما في جمعهم بين الأمور المتناقضة من مخالفة صريح المعقول فأنت وأئمتك في هذا الذي تقولون إنكم تثبتونه إما أن تثبتوا ما تنفونه فتجمعوا بين النفي والإثبات وإما أن تثبتوا ما لا حقيقة له في الخارج ولا في النفس وهذا الكلام تقوله النفاة المثبتة لهؤلاء كمثل الأشعري والخطابي والقاضي أبي يعلى وغيرهم من الطوائف ويقول هؤلاء المثبتة كيف سوغتم لأنفسكم هذه الزيادات في النفي وهذا التقصير في الإثبات على ما أوجبه الكتاب والسنة وأنكرتم على أئمة الدين ردهم لبدعة ابتدعها الجهمية مضمونها إنكار وجوب الرب تعالى وثبوت حقيقته وعبروا عن ذلك بعبارة فأثبتوا تلك العبارة ليبينوا ثبوت المعنى الذي نفاه أولئك وأين في الكتاب والسنة أنه يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له فإن هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة بل بينا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته
ويقولون لهم قد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الإمام أحمد لذلك بما في القرآن مما يدل على أن الله تعالى له حد يتميز به عن المخلوقات وأن بينه وبين الخلق انفصالا ومباينة بحيث يصح معه أن يعرج الأمر إليه ويصعد إليه ويصح أن يجئ هو ويأتي كما سنقرر هذا في موضعه فإن القرآن يدل على المعنى تارة بالمطابقة وتارة بالتضمن وتارة بالالتزام وهذا المعنى يدل عليه القرآن تضمنا أو التزاما
ولم يقل أحد من أئمة السنة إن السني هو الذي لا يتكلم إلا بالألفاظ الواردة التي لا يفهم معناها بل من فهم معانى النصوص فهو أحق بالسنة ممن لم يفهمها ومن دفع ما يقوله المبطلون مما يعارض تلك المعاني وبين أن معاني النصوص تستلزم نفي تلك الأمور المعارضة لها فهو أحق بالسنة من غيره وهذه نكت لها بسط له موضع آخر "
و ليته بسط ... :)
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 04:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثمّت حقيقة يحسن اللإفصاح بها، وقد كنت أريد أن أوردها من أول مشاركة لي في مثل هذه المواضيع المتعلقة بتسلسل الحوادث - إلا أنني كنت نسِّيت فلم أكن أوفق إلى إبدائها غير الوقت. وهي أن شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله إنما انتهت أشغاله ببحوثه وتحقيقاته في مسألة (تسلسل الآثار في الماضي) أو (قدم جنس المخلوقات) إلى "الجواز" بمعنى (عدم الامتناع). وأما حصول ذلك في الواقع - فضلا عن وجوبه عقليا أو ثبوته شرعيا - فلا أرى في كتبه وفتاواه أنه مصرح به. بل إما إشاراة أو ميل إلى ذلك، وإما وضعه في أقوى وأكمل ما يمكن أن يقال في هذه المسألة. لذا، أرى أن هذا القول بالذات (وقوع التسلسل الأزلي للمخلوقات في الماضي فضلا عن وجوبه) لا يصح عن نجعله نقطة الولاء والبراء في العقيدة. بل إما أن نضعه في "أرجح القولين لأهل العلم"، وإما أن لا نجزم به بل نتوقف عند حدود "عدم الامتناع". ولا شك أنني من المصرحين في الجزم به كما في أغلب المشاركة لي في هذا الموضوع - وإن كنت في بعض منها إنما أضعه في "أرجح القولين" أو أعلقه بصحة قدم أفعاله تعالى المتعديَّة إلى الغير من حيث الجنس والنوع.
هذا، والله الموفق إلى أقوم الطريق.
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل سبق أن ذكرت انا و غيري هذا في مشاركات مضت فالمسألة هي: إما الجواز أو الإمتناع
فالإنكار على من قال بالإمتناع و اعتمده مذهبا فلا يقال عن هذا انه خلاف سائغ!
فمن قال بالامتناع فهو مقرر لعقيدة مخالفة لا تحتمل التسويغ
أما الوجوب فلا يقرره شيخ الإسلام و لا أي شخص يعتقد عقيدة أهل السنة و ان فُهم خلاف ذلك فهذا فهم خاطئ
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 05:08]ـ
بلى يا شيخ هو خلاف سائغ لا يتعدى استحقاق الانكار و بيان الخطأ دون الولاء وا لبراء ما لم يقرب الى حمى التصريح بما يلزم منه من تعطيل صفات الأفعال فقليل من الخلق يستطيع فهم وجه اللزوم بين الأمرين تماما كم أن الأمر الأول قد لا يفهمه كثير من الناس و الأدلة عليه غير صريحة صحيحة بينما الأمر الثاني الأدلة علبه صحيحة صريحة متضافرة ... و هذا كمنكرة الطبائع ممن ينكرون أن تكون النار تحرق بطبعها مثلا ... فهذا القول حقيق بالانكار و حتى التعزير ... و لكن لا يصل الأمر الى عقد الولاء و البراء عليه حتى يضم اليه ما يلزمه من التصريح بنفي ما جاء في الشرع صريحا في باب القدر و أفعال العباد و تفسير المعجزات و غيرها من الأصول التي تبنى على مثل هذه المسائل العقلية الدقيقة ... و الله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 12:27]ـ
الأخ ابن الرومية والمقدادي. . . بارك الله فيكما.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومع هذا نجد مع الأسف البعض يتعصب في هذه المسألة وينكر الخلاف فيها ويدعي أن فيها إجماعا بزعمه ويتهم المخالف فيها أنه مبتدع و خارج دائرة أهل السنة ويهوِل من الأمر والأمر أقل من ذلك.
وفقك الله!
وما اسم ذلك المتعصب يا أخي؟ أخشى أن قد كذبتك الظنون.
أخي الفاضل. . . أرجو أن لا تفهم كلامي على غير وجهه.
فرقٌ عظيمٌ عظيمٌ بين من سكت فلا يجزم، وبين من جزم بضده ثم نسبه إلى الرسول الكريم الأمين (ص) بلفظٍ في حديث لم يفهمه.
وفرقٌ عظيمٌ عظيمٌ جدًّا بين قائل "إن هذا أرجح"، وبين من قُدِّمت له الدلائل القوية فرفضها بحجة تقليد من ليس قوله بحجة!
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 03:15]ـ
إقرأ يا أخ نضال جيدأ كلام الشيخ حامد بن عبدالله العلي خصوصا إستدلاله بكلام الحافظ إبن حجر العسقلاني في الفتح
ما صحة هذا الحديث ((عن جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه سأل رسول الله (ص) مما خلق الكون فأجاب رسول الله من نور نبيك يا جابر))
وهل حقا خلق رسول الله من نور؟ وكيف نرد على من يقول هذا؟ وما حكمه في الاسلام مرتد كافر أم ماذا؟ وجزاكم الله خيرا
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد:-
هذا الحديث موضوع مكذوب لاأصل له , مع مخالفته لكتاب الله تعالى وما ثبت في السنة , وقائله لايكفر ولكن هو من البدع الخطيرة لانها من الغلو الذي يفضي الى الاشراك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما مخالفته لكتاب الله تعالى فقد قال تعالى {وجعلنا من الماء كل شيء حي} وهذا نص قرآني صريح بأن الله تعالى خلق كل شيء حي من الماء لا من نور محمد (ص).
أما مخالفته لما ثبت في السنة , فقد روى البخاري والبيهقي من حديث عمران بن حصين أن أناسا من أهل اليمن أتوا الى رسول الله (ص) فقالوا جئناك يارسول الله لنتفقه في الدين فأنبئنا عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال {كان الله ولم يكن شيء غيره , وكان عرشه على الماء , وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات والأرض}.
وهذا نص صريح في أن أول ما خلق الله تعالى العرش والماء , فقد كان سؤال أهل اليمن عن بدء العالم.
فقوله (ص) {كان الله ولم يكن شيء غيره} اثبات الأوليه لله تعالى أي أنه تعالى هو الأول فليس قبله شيء , ثم ذكر أن الله تعالى خلق العرش والماء قبل كل شيء بعدهما.
قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه:
قال الطيبي " هو فصل مستقل لأن القديم من لم يسبقه شيء , ولم يعارضه في الأولية , لكن أشار بقوله {وكان عرشه على الماء} الى أن الماء والعرش كانا مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل خلق السموات والأرض ولم يكن تحت العرش اذ ذاك الا الماء " ا هـ
وفي تفسير عبدالرزاق عن قتادة في قوله تعالى {وكان عرشه على الماء} [سورة هود / 7] ما نصه: " هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض "
وأخرج ابن جرير عن مجاهد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في قوله تعالى {وكان عرشه على الماء} [سورة هود/ 7] قال: " قبل أن يخلق شيئا "
هذا و بعض الجهله ينسب هذا الحديث الى مصنف عبدالرزاق وليس هو فيه , وقال الحافظ السيوطي في الحاوي: " ليس له - أي حديث جابر - اسناد يعتمد عليه " ا هـ
أما خلق رسول الله (ص) فكان كخلق سائر البشر قال تعالى {قل انما أنا بشر مثلكم}. [/ B]
فضيلة الشيخ حامد بن عبدالله العلي
13/ 12 / 2006
http://www.h-alali.net/f_open.php?id=f62c6ea4-dc1e-1029-a62a-0010dc91cf69
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 09:12]ـ
وأين (الدليل) يا أخي - وفقك الله -؟
الشيخ قال: ثم ذكر أن الله تعالى خلق العرش والماء قبل كل شيء بعدهما.
أين هذا من الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
النبي (ص) قال: " وكان عرشه على الماء "
فكيف تجعلونه: " ثم خلق العرش والماء "؟!
بل أثر قتادة ومجاهد رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى (وكان عرشه على الماء) دليل عليك!
لأن قتادة قال: " هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض "،
فلم يقل: هذا بدء خلقه قبل جميع المخلوقات بأسره.
ومجاهد قال: " قبل أن يخلق شيء "
ومعروف أن العرش شيء والماء شيء، فمراده بهذا (الشيء) قطعا: السماوات والأرض وما فيهما وما بعدها.
تماما مثل مراد النبي (ص) في الحديث - إن صح اللفظ: " ولم يكن قبله شيء ". أي: شيء من السماوات والأرض وما فيهما.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 09:17]ـ
وفي حديث أبي رزين (ض) ذكر مخلوق قبل العرش والماء، وهو (العماء)، أي: السحاب.
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 09:36]ـ
لمن يدعي الإجماع في هذه المسألة:
أذكر لنا إسم العالم الذي ينقل الإجماع مع إسم الكتاب الذي ورد فيه هذا الإجماع ونص صيغة الإجماع
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 10:02]ـ
الإجماع على ماذا؟
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 10:28]ـ
الإجماع على ماذا؟
عجيب هذا السؤال!!!!!!!!
قلت في هذه المسألة وهي كما هو ظاهر بيّن مسألة ((أزلية تسلسل الأحداث في الماضي))
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 11:26]ـ
عجيب هذا السؤال!!!!!!!!
قلت في هذه المسألة وهي كما هو ظاهر بيّن مسألة ((أزلية تسلسل الأحداث في الماضي))
ما فهمت كلامي.
قصدي أنني سألتك: الإجماع عن ماذا؟ عن (الجواز) أم (الوجوب) أم (الوقوع) أم (الرجحان)؟؟؟
وهل المراد: " الأحداث المخلوقة "؟ أم المراد: " مطلق الأحداث "؟؟؟
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 11:41]ـ
ما فهمت كلامي.
قصدي أنني سألتك: الإجماع عن ماذا؟ عن (الجواز) أم (الوجوب) أم (الوقوع) أم (الرجحان)؟؟؟
وهل المراد: " الأحداث المخلوقة "؟ أم المراد: " مطلق الأحداث "؟؟؟
أذا كان لديك إجماع في أيٍ مما ذكرته فهاتِه
المراد هو الأحداث المخلوقة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 02:54]ـ
أذا كان لديك إجماع في أيٍ مما ذكرته فهاتِه
المراد هو الأحداث المخلوقة
أنا أدّعي الإجماع في الجواز، ولعل الإخوة الناشطين ينقل من نقل ذلك من جميع الطوائف.
والنص أغنانا عن الإجماع. . قال الخالق تبارك وتعالى: (وكان الله على كل شيء قديرا).
والنص يدل أيضا على الرجحان. قال الخلاَّق الرزَّاق: (أفمن يخلق كمن لا يخلق؟ أفلا تذكرون؟!).
فالذي يخلق دائمًا وأبدًا: أكمل ممن لا يخلق شيئا منذ الأزل إلا من وقت معين بعد تلك المدة الطويييييييلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 04:27]ـ
أنا أدّعي الإجماع في الجواز، ولعل الإخوة الناشطين ينقل من نقل ذلك من جميع الطوائف.
والنص أغنانا عن الإجماع. . قال الخالق تبارك وتعالى: (وكان الله على كل شيء قديرا).
والنص يدل أيضا على الرجحان. قال الخلاَّق الرزَّاق: (أفمن يخلق كمن لا يخلق؟ أفلا تذكرون؟!).
فالذي يخلق دائمًا وأبدًا: أكمل ممن لا يخلق شيئا منذ الأزل إلا من وقت معين بعد تلك المدة الطويييييييلة.
لم أطلب إجماعا على أن الله تعالى على كل شيء قدير ولم أطلب إجماع على أن الذي يخلق وهو الله تعالى ليس كالذي لايخلق
ـ[سالم عدود]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 04:52]ـ
صاحب الكلام قد اعتذر على خطأه ذاك، فلم العودة؟
اخي نضال انا اعتذرت عن سوء خلق صدر مني وقد حذف و لله الحمد
و يعلم الله عز وجل اني لو استقبلت من امري ما استدبرت لما كتبت حرفا واحدا في هذا الموضوع لخطورته في نفسه و لجهلي فالله تعالى استغفر واعوذ به ان اتكلم في شيء لو سئلت عنه يوم القيامة لما استطعت الخروج منه
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:22]ـ
لا عليك أخي الكريم. . . فحال الذي أصلح خطأه قد يكون أحسن منه قبل الخطإ؛
ولعل في ذلك عظة واعتبار لصاحب الموضوع. . . ولنا وللمشاركين جميعا.(/)
في ذكرى 11 سبتمبر .. (الشيخ حامد العلي)
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 01:16]ـ
http://www.3rb2.net/get-1189225770.jpg في ذكرى 11 سبتمر
،
حامد بن عبدالله العلي
،
وقعت أحداث 11/ 9 عام 2001م
اكتشفت أمريكا، وبصحوة ضمير مفاجئة أنّ الطابع التسلّطي للنظم العربية، إلى جانب تخلّف مناهج التعليم، والسياسات الثقافية، والإعلامية، والفساد السياسي والإقتصادي، والحرمان، والفقر، وكذلك إنتشار نظم للحكم، وأنماط للتفكير غير عصرية، هذا كله هو المسؤول الأوّل عن شيوع التطرّف، والإرهاب، والتعصّب، وكراهية الولايات المتحدة خصوصا، والغرب عموما
قررت أمريكا أن تكون هي المسيح المخلّص، والرسول المنقذ، لتحويل المنطقة العربية إلى واحة رفاه إقتصادي، وروضة عدل، وجنّة حريات، وتزيل عن هذه الشعوب العربية المسكينة ماجثم على صدرها من أنظمة الخوف المستبدّة، وتمنح الشعوب حرية اختيار حكّامها بتداول السلطة، وحرية نقدها، ومراقبتها، وتغييرها، وحريّة التعبير بشتّى وسائله من الصحافة الحرّة إلى وسائل الإحتجاج السلميّة، وحقّ التصرف المطلق بالثروة القومية وتسخيرها لمصلحة الشعوب، وحق إستقلال القرار السياسي، والاعتزاز بالثقافة .. إلخ
وبذلك لن يبقى مكان للتطرف، والإرهاب، والتعصّب، والكراهية.
تحرّكت الترسانة العسكرية الأمريكية وراءها مئات المليارات من الإنفاق العسكري، لإحتلال العراق، والبدء منه في مشروع الخلاص الأبدي!
ففتحت على أمريكا على العراق أبواب جهنم في حملة إحتلال بشّرت أنه هو الفتح العظيم، وانهالت عليه حمم مشروع الشرق الأوسط الكبير، فمات تحت نيرها الآلاف من الشعب العراقي من (شدة الفرح بالخلاص)!
ثم بدأت ثمار المشروع الأمريكي تنضج رويدا رويدا بهذه الحصيلة:654 ألف، و965 قتيلا وفق مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية، أما الجرحى والمقعدين وغيرهم من ضحايا الحرب فلا عدّ ولا حدّ.
أما أطفال العراق فقد كشف تقرير صحي أمريكي أنّ نسبة بقاء الأطفال على قيد الحياة في العراق، حتَّى ما بعد سنالخامسة، قد تراجع بشدة منذ العام 1990، ليحتل هذا البلد ذيل الترتيب العالمي خلفمجموعة من أفقر دول العالم مثل بتسوانا وزمبابوي، بعدما تضاعفت وفيات الأطفال فيه 150 في المائة، وذكر التقرير أنه في عام 2005م وحدها، مات 122 ألف طفل عراقي، وما بعد هذا التاريخ إلى يومنا هذا لايعلمه إلاّ الله تعالى.
أما ثروة العراق فقد كشفت صحية الحياة 8/ 2/ 2005م، النقاب عن تقرير يبين نهب 20 بليون دولار من ثروة العراق النفطية، وأّما ما بعد ذلك التاريخ إلى اليوم فالله وحده يعلم كم نهب من تلك الثروة، فقد أُتخمت الحكومات المتعاقبة تحت الإحتلال بالفساد، والرشوة، والسرقات.
أما ثروة الآثار التي لاتقدّر بثمن فقد ذكر تقرير نشرته الرابطة العراقية، أن الخبير الآثاري الدولي فرناندو باييز، وصف ما جرى للآثار، والمواقع الآثاريةالعراقية " بالمجزرة الحضارية " قائلاً " إنا بصدد وطن ينزف ألماً طوال الزمان " وأضاف: (لقد شاهدت بعيني في أوائل ايار – مايو 2003 حينما كنت عضواً في مجموعة خبراءاليونسكو التي زارت العراق، لتقصي حقائق ماحدث على ارض الرافدين، شاهدت اكبر فجيعةحضارية و ثقافية مرتكبة منذ الاحتلال المغولي لبغداد قبل ثمانية قرون).
وأكد خبير اليونسكو للحضارات بأنه خلال الاحتلال الأمريكي (تمت سرقة أكثرمن مليون كتاب نادر عدا ما احرق من الكتب المعروفة الأخرى، و سرقة عشرة ملايينوثيقة و 170 ألف قطعة أثرية اختفت من مواقع و متاحف عراقية بينها 14 ألف قطعة أثريةنادرة لاتتكرر).
وأما الهجرة من العراق، وهي التي تملك ثاني اكبر إحتياطي نفطي في العالم، فقد نقلت وكالة (رويترز) - عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنّ أعداد العراقيين الذين اضطروا إلى ترك منازلهم، بسبب استمرار تدهور الوضع الأمني في البلاد، بلغ أربعة ملايينومئتي ألف شخص، وقد ارتفع هذا العدد إلى أكثر بكثير حتى تاريخ كتابة هذا المقال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالجملة فقد غرق العراق في مستنقع الموت، والفوضى، والفساد، تحت ظلال المشروع الأمريكي، حتى لقد أصبح تمنّي مثل الحكم القمعي الإستبدادي السابق حلما جميلا في العراق!
هذا ما جرى في بؤرة التغيير الأمريكي تحت احتلاله المباشر، أمّا فيما جاور العراق، فلم تشهد المنطقة تراجعا في الحريات، ولا امتلاءً للسجون، ولا كبتاً للمعارضة السياسية، ولا تقهقراً في الإصلاحات، أشدّ وطأة منذ انطلاق المشروع الأمريكي.
وازداد الوضع الفلسطيني تردّيا حتى بلغ مستويات كارثية، ودخلت لبنان في أتون فتن مظلمة، وخيّمت الكآبة على مجمل المنطقة بصورة لم يسبق لها مثيل، وهي تنتظر حربا أخرى مجنونة ومدمرة موجهة ضد إيران، لايعلم إلا الله تعالى متى وكيف ستستقر.
وعلى مستوى العالم الغربي فقد ازدادت العنصرية في الغرب ضد المسلمين، وانتشرت مظاهر التحريض ضد الإسلام، وتوالت حملات الطعن الوقح بمقدسات المسلمين!
والحاصل أنّ حادث 11/ 9 يصبح مجرد (دعابة ثقيلة) إذا ما قيس بسياسة أمريكا في قيادة العالم منذ 11/ 9 إلى يومنا هذا، بغطرستها، وغباءها، وجهلها، وبما سنستقبله من كوارث على جميع الأصعدة بسبب الطغيان الأمريكي!
أما إذا قيس بما فعله التحالف الصهيوني الغربي ضد أمّتنا منذ عقود طويلة، فكان ذلك الحادث من ثماره، فتلك الدعابة ستكون نكتة عابرة!
هذا وقد انقسم الناس بإزاء الحملة الأمريكية إثر 11/ 9، إلى أقسام:
فمنهم من غرّته الشعارات الأمريكية فصدقّها، وظنّ أن خلاص الأمَّة سيكون في ردف تلك الحملة.
ومنهم من استثمرها بذكاء لصالح مشروع أخطر من المشروع الأمريكي، فحقق بعض المكاسب.
ومنهم من لايملك من أمره شيئا، فقرر أن ينقاد كبهيمة عجماء قاد زمامها أعمى، وراء إدارة المحافظين الجدد!
ومنهم من قرّر التصدّي لها، وعقيدة هؤلاء أنّ الأمّة لم يفسد حالها قط إلاّ بإرتماءها في أحضان الأجنبي، وما ضلّت بعد الهدى إلاّ بإسلام نفسها لمن لايرقب فيها إلاّ ولا ذمّة، مستنيرين بعد هداية القرآن، بتجارب التاريخ، وبشواهد الواقع كما بيّناها في هذا المقال، وبغض النظر عما حدث في 11/ 9، فالنهج الإمبريالي الغربي نزعة متأصّلة، وخطّته الاستعمارية قد أُعدت قبل ذلك اليوم أصلا، وسواء وقع أم لا، فالأمّة قدرها أن تواجه هذا العدوّ، وفريضتها أن تتصدّى له، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنته تحويلا.
والأوّلون هم المستغربون، ومعهم بعض (دراويش) الإسلاميين، ومرتزقتهم.
وأما الذي استثمر الغباء الأمريكي بذكاء، فالنظام الإيراني، ولكنه لن يهنأ طويلا بما ناله جراء خيانته، وأيضا روسيا التي عادت إلى كثير من قوتها ونفوذها العالمي، إضافة إلى الصين وغيرهما، الذين غمرتهم فرحة لم يظهروها في يوم الحادي عشر من أيلول.
وأما الذين لايملكون من أمرهم شيئا فلا يخفى حالهم.
وأما القسم الأخير فهم الفائزون، نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الهدى، ودين الحق حتى نلقاه آمين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 10:42]ـ
جزاك الله خيرًا على هذا النقل الرائع، أسلوب متميز في الكتابة.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 07:35]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل المتألق وشكر الله للشيخ العلي غيرته
وأحب أن أضيف هذين البيتين/
زعم العداة بأن حادي عشرة
في شهر تاسع قبله ألفانا
قد كان عذرا في استباحة مسلم
في كل أرض حيث إذ يلقانا
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 12:39]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الزبير المقدسي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 01:44]ـ
لنا ذكرى بسبتمبر بها تاريخنا يفخر
لها في ذوقنا طعم ... كطعم الشهد والسكر
لها نفح كنفح المس ... ك والريحان والعنبر
وتاج فوق هامتنا ... عليه روائع الجوهر
أيا شهرا أزال الغم ... عن أوطاننا أشهر
غزونا فيه أمريكا ... بزلزال لها دمر
بيوم يذهل الأبصا ... ر قان فاقع أحمر
عبوس كالح بالشر ... يشبه ساعة المحشر
أحال نهارها ليلا ... وليل الكفر قد أسهر
قطعنا من ديار الكف ... ر وحبل وريدها الأبهر
نطحنا ناطحات السح ... ب نطح الموج إذ يهدر
تركناها كثيبا كال ... مهيل الهائل المنظر
تركنا أرضها قاعا ... كمثل الصفصف القرقر
وجلل جوها رهج ... وبحر قد طما أغبر
ونقع ثار حتى حا ... م فوق الكوكب الأزهر
فليست شمسها تبدو ... وليس نهارها يسفر
ولو أبصرت ما أبصر ... ت إلا صيحة صرصر
وأشلاء ممزقة ... ونهرا من دم ينهر
وتنورا يذيب الصخ ... ر والفولاذ قد سجر
وأفواجا تهيم على ال ... وجوه كئيبة المنظر
بلا سمع ولا عقل ... ولا رأي ولا تبصر
وتركض ركض قطعان ... بلا فكر إلى المنحر
كليل خطوها تعدو ... ذليل وجهها المغبر
ألا يا منظرا ماكا ... ن أحلى منه ما أنضر
ألا ياسؤتا يابو ... ش تبكي كالفتاة البكر
ويبحث عنك شعبك في ... نواحي الأرض والأبحر
وأنت مخبأ في شق ... أرض لائذ في جحر
ربوع للربا عادت ... ربى مهجورة تصفر
فسحقا يا قلاع السح ... ت هذي حيلة المضطر
ويا أمجادنا خطي ... ويا تاريخنا سطر
ويا ثارات أمتنا ... ويا إسلامنا فاثأر
فمنهاة وأمريكا ... فدى نعليك يا ابن الدر
وكبر يا أخا الإسلا ... م رتل سورة الكوثر
وختاما أسئل الله المنان أن يعيد لنا أمجادها وأن يحفظ من نصر الدين وأن يخذل من خذل المسلمين
انه ولي ذلك والقادر عليه وحيّا الله القائل والناقل والحمد لله00
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:28]ـ
الله أكبر الله أكبر .. أخي أبا الزبير بارك الله فيك على هذه الرائعه .. سبحان الله ... هذه الغزوة أحييت فرض جهاد الطلب!! يوم أن تخاذل البعض عن جهاد الدفع وحارب أهله!! ..
ـ[أبو الزبير المقدسي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 03:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الحبيب عمر بن عبدالعزيز على هذا الرد الجميل القصير القليل في كلماته الكبير الجمّ في مضمونه فآه لحال الأمة آه لحال أهل العلم في الأمة والله يا أخي إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن على ما نحن فيه ولكن عزاؤنا أنه مازال في الأمة أسود رجال يقاتلون فداءا لهذا الدين عزائنا أنه ما زال فى الأمة أحفاد أسامة رضى الله عنه يغزون ويعدون والله المستعان
وأرفق لك هدية هذه القصائد أنت والأحباب مديحا في جند الله الموحدين الصادعين بالحق الرافضين للذل الغرباء في زمن الجهلاء ونصرا للدين والموحدين في هذا اليوم العظيم
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
أنا لا أبيع بضاعة لكن نفسي ... بعتها لله وهو كفاني
سأظل أحفر قبركم وأبيدكم ... حتى تكونوا عبرة الثقلان
أنا سقمكم أنا موتكم أنا نعش ... كم في الحل والترحال
إني قدمت لكم بجيش محمد ... سيفي يحس رقاب من يلقاني
هذي طلائعنا بالموت تبايعت ... فلتستعدي أمة الأوثان
ترنو القلوب لجنة سكانها ... خير الأنام وثلة القرآن
راياتنا سود تلف سماءنا ... موتا يحدق في بني الصلبان
غزواتنا عبق الشهادة مسكها ... والنصر يأتي سلعة الرحمن
وبها الشهيد يأمنا وكذا بها ... نادى المنادي بيعة الرضوان
نيرانها تحت الرماد وجمرها ... ما إن تهب الريح كالبركان
تفني يهود الغدر تقطع نسلهم ... دنت المنايا أمة العدوان
أين المفر فركبنا مولى الإله ... ويقوده جبريل في الميدان
أنا قادم نحو الوغى لا أبتغي ... إلا الشهادة منحة الرحمن
هذي يميني تحمل القرآن والأك ... فان حتى تستروا جثماني
قل للطواغيت البغاة تمهلوا ... هذا الوعيد وصولة الفرسان
فلتمرحوا أيامكم معدودة ... وغدا يفجر عرشكم طوفاني
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وحيدٌ هزني ظلم الأعادي ... واُحرمُ أن أدوس ثرى بلادي
طريدٌ ماطردت لأجل ذنب ... شريدٌ لا ديار لكي تنادي
تحاول كل أمريكا اغتيالي ... وادعوا الله موتا في الجهاد
تشير أصابع الأنذال نحوي ... وأُرمى بالجرائم والتمادي
وذاك لأنني بالحق أشدو ... واطلب عزتي تحت الزناد
وحيدٌ واليهود بكل جيش ... ألوف في ألوف بازدياد
وحيدٌ ... لا فرب العرش عوني ... وحسبي العون من رب العباد
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المجاهدُ للصليبِ قد انبرى ... فغدا الصليبُ بفعله متكسرا
إن الصليبَ إذا بدا أبطالنا ... لَعَنَ الكنيسةَ ثم هرولَ مُدبرا
ودَرَى بأن الحقَّ شمٌّ أهلُه ... لا يرتضون الشُّرْبَ إنْ هُو كُدِّرا
أهلُ الجهاد فوارسٌ أَكْرِمْ بِهم ... وقَفُوا بِوَجْهِ الكفرِ لما زَمْجَرا
عَلِموا جِهادَ الدّفعِِ أوجبَ واجبٍ ... الله أنبأَ بِالكِتاب و أَخبرا
صاحوا بقومهمُ النيامَ وقد رأوا ... منهم وُجوماً لا يَشُدُّ الأظْهُرا:
”يا قومُ، إن بلادَكم وديارَكم ... صارَتْ لطاغوتٍ يَسنُّ الأظْفُرا
أضحت مقراً للصَّليبِ وجيْشِِه ... بيعت ببخسٍ، للعدوِّ وقد شرى
جاءت نساء الرومِ تغزو أرضكم ... أقْبِح بمن رضيَ المجيء وزمَّرا
إن تُقْبِلُوا، جاء انتصاراً أبلجاً ... أو تدبروا، لا خير فيمن أدبرا“
دوّى كلام الصادقينَ كأَنَّه ... ماءُ الحياة من الصخورِ تَفَجَّرا
وغَدَتْ بِلادُ المُسلمين رَوِيةً ... مِنْ غيث مَنْ قتل العِداةَ و دمَّرا
أفعالُهمْ سَبَقَتْ حروف مَقَالِهمْ ... والفِعلُ إن سَبَقَ الَمقالةَ أثََّرا
ضربوا بلاد الرومِ في منهاتنٍ ... فَغدا نهارُ الكفرِ منهم أغْبَرا
وبكى بُويشُ الغدر من أفعالهم ... وَلِرَدْعهم، حشد الجيوش و جَمهرا
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
وأخيرا أخي الحبيب إخواني الأعزة أسئل الله أن يكتب لنا ما كتب لهم من الأجر وأن يكرمنا كما أكرمهم وأن يعيد لنا أمجاد غزوة منهاتن المباركة انه ولى ذلك والقادر عليه والحمد لله00
ـ[أبو الزبير المقدسي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 03:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك أخي الحبيب عمر بن عبدالعزيز على هذا الرد الجميل القصير القليل في كلماته الكبير الجمّ في مضمونه فآه لحال الأمة آه لحال أهل العلم في الأمة والله يا أخي إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن على ما نحن فيه ولكن عزاؤنا أنه مازال في الأمة أسود رجال يقاتلون فداءا لهذا الدين عزائنا أنه ما زال فى الأمة أحفاد أسامة رضى الله عنه يغزون ويعدون والله المستعان
وأرفق لك هدية هذه القصائد أنت والأحباب مديحا في جند الله الموحدين الصادعين بالحق الرافضين للذل الغرباء في زمن الجهلاء ونصرا للدين والموحدين في هذا اليوم العظيم
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
أنا لا أبيع بضاعة لكن نفسي ... بعتها لله وهو كفاني
سأظل أحفر قبركم وأبيدكم ... حتى تكونوا عبرة الثقلان
أنا سقمكم أنا موتكم أنا نعش ... كم في الحل والترحال
إني قدمت لكم بجيش محمد ... سيفي يحس رقاب من يلقاني
هذي طلائعنا بالموت تبايعت ... فلتستعدي أمة الأوثان
ترنو القلوب لجنة سكانها ... خير الأنام وثلة القرآن
راياتنا سود تلف سماءنا ... موتا يحدق في بني الصلبان
غزواتنا عبق الشهادة مسكها ... والنصر يأتي سلعة الرحمن
وبها الشهيد يأمنا وكذا بها ... نادى المنادي بيعة الرضوان
نيرانها تحت الرماد وجمرها ... ما إن تهب الريح كالبركان
تفني يهود الغدر تقطع نسلهم ... دنت المنايا أمة العدوان
أين المفر فركبنا مولى الإله ... ويقوده جبريل في الميدان
أنا قادم نحو الوغى لا أبتغي ... إلا الشهادة منحة الرحمن
هذي يميني تحمل القرآن والأك ... فان حتى تستروا جثماني
قل للطواغيت البغاة تمهلوا ... هذا الوعيد وصولة الفرسان
فلتمرحوا أيامكم معدودة ... وغدا يفجر عرشكم طوفاني
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وحيدٌ هزني ظلم الأعادي ... واُحرمُ أن أدوس ثرى بلادي
طريدٌ ماطردت لأجل ذنب ... شريدٌ لا ديار لكي تنادي
تحاول كل أمريكا اغتيالي ... وادعوا الله موتا في الجهاد
تشير أصابع الأنذال نحوي ... وأُرمى بالجرائم والتمادي
وذاك لأنني بالحق أشدو ... واطلب عزتي تحت الزناد
وحيدٌ واليهود بكل جيش ... ألوف في ألوف بازدياد
وحيدٌ ... لا فرب العرش عوني ... وحسبي العون من رب العباد
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المجاهدُ للصليبِ قد انبرى ... فغدا الصليبُ بفعله متكسرا
إن الصليبَ إذا بدا أبطالنا ... لَعَنَ الكنيسةَ ثم هرولَ مُدبرا
ودَرَى بأن الحقَّ شمٌّ أهلُه ... لا يرتضون الشُّرْبَ إنْ هُو كُدِّرا
أهلُ الجهاد فوارسٌ أَكْرِمْ بِهم ... وقَفُوا بِوَجْهِ الكفرِ لما زَمْجَرا
عَلِموا جِهادَ الدّفعِِ أوجبَ واجبٍ ... الله أنبأَ بِالكِتاب و أَخبرا
صاحوا بقومهمُ النيامَ وقد رأوا ... منهم وُجوماً لا يَشُدُّ الأظْهُرا:
”يا قومُ، إن بلادَكم وديارَكم ... صارَتْ لطاغوتٍ يَسنُّ الأظْفُرا
أضحت مقراً للصَّليبِ وجيْشِِه ... بيعت ببخسٍ، للعدوِّ وقد شرى
جاءت نساء الرومِ تغزو أرضكم ... أقْبِح بمن رضيَ المجيء وزمَّرا
إن تُقْبِلُوا، جاء انتصاراً أبلجاً ... أو تدبروا، لا خير فيمن أدبرا“
دوّى كلام الصادقينَ كأَنَّه ... ماءُ الحياة من الصخورِ تَفَجَّرا
وغَدَتْ بِلادُ المُسلمين رَوِيةً ... مِنْ غيث مَنْ قتل العِداةَ و دمَّرا
أفعالُهمْ سَبَقَتْ حروف مَقَالِهمْ ... والفِعلُ إن سَبَقَ الَمقالةَ أثََّرا
ضربوا بلاد الرومِ في منهاتنٍ ... فَغدا نهارُ الكفرِ منهم أغْبَرا
وبكى بُويشُ الغدر من أفعالهم ... وَلِرَدْعهم، حشد الجيوش و جَمهرا
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
وأخيرا أخي الحبيب إخواني الأعزة أسئل الله أن يكتب لنا ما كتب لهم من الأجر وأن يكرمنا كما أكرمهم وأن يعيد لنا أمجاد غزوة منهاتن المباركة انه ولى ذلك والقادر عليه والحمد لله00(/)
سائل يقول:رجل اخوه يعمل قاضياً بغير ما أنزل الله تبديلاً فما حكم:
ـ[الغُندر]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 02:23]ـ
اعطاءه سيارتي؟
و بعض المرات يطلب مني ان ابعد سيارتي لا نها مغلقه على سيارته؟
واذا احتاج اشتراك لبطارية السيارة هل يجوز ان اعطيه الاشتراك؟
ـ[ابو العباس]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 02:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وبعد رد سؤال السائل وبالله التوفيق الظاهر من سؤاله انه ينكر قيامه بالافعال المذكوره انفا فلذا اقول له كل نصوص القران الكريم يبين مالا يدع مجال للتاويل او التحريف ان الحاكم الذى يبدل حكم واحدمن احكام الله هو كافر خارج من دائرة الاسلام وان ادعى الاسلام والذى يعينه على ما يسهل مهمته فى ممارسة افعال الكفر فهو كافر ايضا جعلنا الله واياك ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه.
ـ[الغُندر]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وبعد رد سؤال السائل وبالله التوفيق الظاهر من سؤاله انه ينكر قيامه بالافعال المذكوره انفا فلذا اقول له كل نصوص القران الكريم يبين مالا يدع مجال للتاويل او التحريف ان الحاكم الذى يبدل حكم واحدمن احكام الله هو كافر خارج من دائرة الاسلام وان ادعى الاسلام والذى يعينه على ما يسهل مهمته فى ممارسة افعال الكفر فهو كافر ايضا جعلنا الله واياك ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه.
جزاك الله خيرا.
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 07:20]ـ
أخي الكريم
ماذا تقصد بقولك يعمل قاضياً بغير ما أنزل الله تبديلاً ...
هل تقصد أنه يعمل قاضيا بالقانون الوضعي الحالي؟
فإن كان الجواب بنعم فاساله هل يكفر بهذا القانون المخالف لشرع الله ويرفضه أم لا؟
فإن كان يقبل هذا القانون ولا يكفر به ويقدمه على شرع الله فهو كافر ...
وإن كان يحكم به وهو كافر به، يقر بأنه حكم الطاغوت ويريد تحقيق ما يمكنه من العدل والتخفيف على الناس في ظل هذا القانون المفروض على الجميع تحكيما وتحاكما فهو مسلم وإن كان الأولي به أن يترك هذا العمل ...
وعلى الفرض الأول فاولى بك أن تتلطف معه وتساعده بقدر ما تستطيع تأليفا له ولدعوته وتبيين الحق له لعله يهتدي بسببك فتنال الأجر العظيم الذي بشر به النبي عليه الصلاة والسلام، وليس ما ذكرت من أفعال مما يعينه على الكفر في شيء ...
والله أعلم
ـ[ابو العباس]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 10:19]ـ
أخي الكريم
ماذا تقصد بقولك يعمل قاضياً بغير ما أنزل الله تبديلاً ...
هل تقصد أنه يعمل قاضيا بالقانون الوضعي الحالي؟
فإن كان الجواب بنعم فاساله هل يكفر بهذا القانون المخالف لشرع الله ويرفضه أم لا؟
فإن كان يقبل هذا القانون ولا يكفر به ويقدمه على شرع الله فهو كافر ...
وإن كان يحكم به وهو كافر به، يقر بأنه حكم الطاغوت ويريد تحقيق ما يمكنه من العدل والتخفيف على الناس في ظل هذا القانون المفروض على الجميع تحكيما وتحاكما فهو مسلم وإن كان الأولي به أن يترك هذا العمل ...
وعلى الفرض الأول فاولى بك أن تتلطف معه وتساعده بقدر ما تستطيع تأليفا له ولدعوته وتبيين الحق له لعله يهتدي بسببك فتنال الأجر العظيم الذي بشر به النبي عليه الصلاة والسلام، وليس ما ذكرت من أفعال مما يعينه على الكفر في شيء ...
والله أعلم
هداك الله وايانا اولا اى قانون غير الذى انزله الله على رسوله فى القران الكريم وقضى به رسوله هو تبديل وتشريع من دون الله وبالتالى هو كفر ناقل من الاسلام.اما اللطف بالناس يعنى اظهار الحق لاغيره.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 11:56]ـ
الأخ الحبيب (أبو العباس): بارك الله فيك ما هكذا تورد الإبل يا أخي، الرجل يسأل عن شخص معين، لذلك فقولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وبعد رد سؤال السائل وبالله التوفيق الظاهر من سؤاله انه ينكر قيامه بالافعال المذكوره انفا فلذا اقول له كل نصوص القران الكريم يبين مالا يدع مجال للتاويل او التحريف ان الحاكم الذى يبدل حكم واحدمن احكام الله هو كافر خارج من دائرة الاسلام وان ادعى الاسلام والذى يعينه على ما يسهل مهمته فى ممارسة افعال الكفر فهو كافر ايضا جعلنا الله واياك ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه.
وقولك:
هداك الله وايانا اولا اى قانون غير الذى انزله الله على رسوله فى القران الكريم وقضى به رسوله هو تبديل وتشريع من دون الله وبالتالى هو كفر ناقل من الاسلام.اما اللطف بالناس يعنى اظهار الحق لاغيره.
غير مقبول بهذا الإطلاق.
أخي الحبيب لا شك أن تبديل شرع الله وتحكيم القوانين الوضعية والرضى بها واستحلال ذلك كفر أكبر مخرج من الملة.
وفرق بين من يقع في هذا مغترًا بفتوى بعض المشايخ وطلبة العلم الذين ذهبوا إلى أن من حكم بغير ما أنزل الله غير مستحل لذلك أن كفره كفر نعمة غير مخرج من الملة فالمقلد في ذلك لابد له من بيان وتوضيح.
لكن القاضي الذي يعمل في القضاء في دولة من دول المسلمين الحالية مصر، سوريا أو غيرها من الدول الإسلامية لا يصح إسقاط حكم الكفر عليه هكذا، إذ لابد لذلك من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، فلابد للحكم عليه بالكفر من إقامة الحجة والبيان قبل إطلاق الكفر عليه وفرق بين الحكم على فعل بالكفر والحكم على فاعله بالكفر.
وبالنسبة لسلوك هذا الأخ مع أخيه - في النسب - الذي يعمل قاضيًا فهذا الأمر متوقف على المصلحة الشرعية المرجوة، فإن كان إحسان عشرته ومساعدته بإعطائه السيارة أو غيرها مما يجعله منشرح الصدر لك بحيث يسمعك أذا أمرته بالمعروف أو نهيته عن المنكر فلا حرج في ذلك بل يصبح هذا الفعل مطلوبًا مندوبًا إليه، ولا يعني هذا أن تداهنه وتزين له ما هو عليه بل يجب عليك أن تأمره وأن تنهاه، وتأتي له بالكتب والأشرطة التي تبين له حكم المسألة فإذا عاند وكابر فعليك أن تتجنبه وأن تهجره، لكن دون إساءة فلا يحق لك أن تغلق عليه الطريق بسارتك ولا أن تؤذيه، خصوصًا إذا كان هذا الأمر سوف يسبب له نفرة عنك وربما جلب عليك الضرر واستعدى عليك الشرطة.
مع الوضع في الاعتبار أنه لا يوجد في معظم بلاد المسلمين حكومات تعاقب على هذه الجريمة بل كما فهمت من السؤال أن هذا الشخص يعمل قاضيًا يعني مكلف من قبل الحكومة الموجودة وكل هذا له اعتبار في فقه التعامل معه، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر في هذه الحالة له فقه مأخوذ من ظروفه المحيطة وملابسات الأمر.
فيا أخي الكريم لا يصح أن نتكلم في المسائل المعينة بهذا الإطلاق، بارك الله فيك، ورزقنا وإياك العلم النافع.
ـ[المسندي]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 05:47]ـ
يا إخوة الرجل لا يسأل هل هو كفر ام لا , لانها من المسلمات! لأن الله تعالى كفر من تحاكم الى غير شرع الله ونفا عنه الايمان فمن باب اولى الذي يحكم , حيث يقول الله تعالى (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ونقل الاجماع على كفر المبدل شيخ الاسلام في الفتاوى وكذلك ابن حزم
ـ[ابو العباس]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 11:07]ـ
على احمد عبدالباقى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا نجامل فى دين الله لم نجد فى كتاب الله ان حاكما او قاضيا بدل حكما واحدا وحكم بتشريع من عنده يكون عقد الاسلام ثابت عليه. اما ما جاء من اقوال منسوبة لابن عباس فى تفسير الايات التى فى سورة المائدة لم نجد من بدل ولاكن قاضى لم يحكم بما انزل الله وفى نفس الوقت لم يحكم بغير ما انزل الله لرشوه ولغيرها من العوامل دون الجحود يعنى رجل عرض بين يديه مظلمة ولم يفصل فيها لقرابه بينه وبين احد الاطراف.واذا وقفت انت على اية او ايات يدل على ان فى الامكان تبديل احكام الله بتشريعات البشر ونظل على الاسلام هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 03:18]ـ
أخي الفاضل الكريم / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أنا لا أنازعك في مسألة تحكيم القوانين حتى تقول ما قلت، إنما الكلام في كون هذه نازلة عين وهذا شخص معين والحكم عليه بالكفر - بعد الاتفاق على أن ما أتاه من الكفر - لا يكون إلا بعد تحقق الشروط وانتفاء الموانع، فهل تحققت عندك في هذا الشخص المعين شروط الكفر وانتفت عندك موانع إنزال الحكم عليه بالكفر، هذا هو موضع الكلام وليس قضية أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أو غيره فهذه لم أنازعك فيها أصلا. بارك الله فيك.
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 03:57]ـ
الحُكم بغير ما أنزل الله تعالى كفر على الإطلاق، فهو إمّا كفر اعتقادي ناقل عن الملّة، وإمّا كفر عملي غير ناقل عن الملّة
فمن حَكَم بغير ما أنزل الله تعالى كالقوانين الوضعية وهو مستحل لها أو معتقد بأنها أفضل أو تساوي حكم الله تعالى، فهذا كفر اعتقادي ناقل عن الملّة
وأمّا إن كان غير مستحل لها ويعتقد بأنّ الحكم بما أنزل الله تعالى هو الذي ينبغي أن يُحْكَم به، ويَكْفُر بالقوانين الوضعية، فهذا كفر عملي غير ناقل عن الملّة
فالحكم على المسألة لابُد أن يُرى فيها إن كان مستحلاً أو غير مستحل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو العباس]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 01:10]ـ
أخي الفاضل الكريم / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أنا لا أنازعك في مسألة تحكيم القوانين حتى تقول ما قلت، إنما الكلام في كون هذه نازلة عين وهذا شخص معين والحكم عليه بالكفر - بعد الاتفاق على أن ما أتاه من الكفر - لا يكون إلا بعد تحقق الشروط وانتفاء الموانع، فهل تحققت عندك في هذا الشخص المعين شروط الكفر وانتفت عندك موانع إنزال الحكم عليه بالكفر، هذا هو موضع الكلام وليس قضية أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أو غيره فهذه لم أنازعك فيها أصلا. بارك الله فيك.
على احمد عبدالباقى نسال ان ينير بصيرتنا) كل أحكام القران والسنة تدل على تبعية الافعال لفاعليها الاما خصصت من العموم فلذا نقول ان من فعل فعلا سماه الله ورسوله كفرا فهو كافر حتى المكره ظاهره الكفر عند الناس حتى يعلم اكراه والا بعض ماورد تسميته كفرا ثم بينت بايات اخرى كقتل المسلم لاخيه المسلم وغيرها مما هى معلوم
ـ[ابو العباس]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 01:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) انا فىبلد كل قوانينها وتشريعاتها من البشر الا الهم ما يعرف بالقضايه الشخصيه كالزواج والميراث) السؤال هل يجوز للمسلم الذى كفر بالطاغوت وامن بالله ان يرد لها نزاعه
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:10]ـ
للربط ...
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 04:18]ـ
أخي الكريم
ماذا تقصد بقولك يعمل قاضياً بغير ما أنزل الله تبديلاً ...
هل تقصد أنه يعمل قاضيا بالقانون الوضعي الحالي؟
فإن كان الجواب بنعم فاساله هل يكفر بهذا القانون المخالف لشرع الله ويرفضه أم لا؟
فإن كان يقبل هذا القانون ولا يكفر به ويقدمه على شرع الله فهو كافر ...
وإن كان يحكم به وهو كافر به، يقر بأنه حكم الطاغوت ويريد تحقيق ما يمكنه من العدل والتخفيف على الناس في ظل هذا القانون المفروض على الجميع تحكيما وتحاكما فهو مسلم وإن كان الأولي به أن يترك هذا العمل ...
وعلى الفرض الأول فاولى بك أن تتلطف معه وتساعده بقدر ما تستطيع تأليفا له ولدعوته وتبيين الحق له لعله يهتدي بسببك فتنال الأجر العظيم الذي بشر به النبي عليه الصلاة والسلام، وليس ما ذكرت من أفعال مما يعينه على الكفر في شيء ...
والله أعلم
الحمد لله
كان الأولى بالإخوة الكرام إحالة السائل على أهل الذكر لأن التكفير مسألة خطيرة خصوصا التعيين
فهذا من شأن العلماء المجتهدين , لأن المسألة قضائية اجتهادية.
و أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار .....
و التكفير بالعموم ليس كالتكفير العيني ...... "أنظر شفاء السقام".
وما ذكره "الموحد السلفي" كلام في غاية التحقيق هو نفس كلام شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:" ... و كثيرا ما يتولى الرجل بين المسلمين و التتار قاضيا بل و إماما و في نفسه أمور من العدل يريد أن يعملها فلا يمكنه ذلك بل هناك من يمنعه من ذلك و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. إ.هـ {الفتاوي [19\ 217] الطبعة الأولى: لسعود بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ} وذلك عند كلامه على النجاشي ـ رحمه الله ـ.
فالمطلوب من الإخوة إحالة السؤال على الشيخ سعد الحميد ـ حفظه الله ـ أو أحد العلماء الكبار في بلدالحرمين إن كان السائل منه, ويأتي بذلك القاضي, فالمسألة ليست بتلك السهولة ...
و سترون ذلك في حلقات"شفاء السقام" بإذن الله تعالى
و الله ولي التوفيق
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 12:18]ـ
أحد العلماء الكبار في بلدالحرمين إن كان السائل منه, ويأتي بذلك القاضي, فالمسألة ليست بتلك السهولة ...
لا حول ولا قوة إلا بالله
بلاد الحرمين لا تحكم بالقوانين الوضعية يا أبا العباس
والشيخ سعد الحميد يجب عليه أن يخبرك بذلك من باب النصح لك والأخذ بيدك مما أنت فيه من طوام هداك الله.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 12:22]ـ
الأخ السائل أنصحك بشرح الشيخ صالح آل الشيخ: باب من أطاع العلماء والأمراء من كتاب جده الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب طيب الله ثراه ففيه الشفاء من السقام حقا وصدقا.
وفيه تعرف الفرق بين المُشَرّع والحاكم والمتحاكم والمطيع والمطاع.
فعليكم بأهل العلم الأكابر واحذروا من تعالم الأصاغر ولو شابت لحاهم والله المستعان(/)
أساليب الطرح العلماني (1من2)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 06:22]ـ
أساليب الطرح العلماني (1من2) بقلم/محمد عبد المجيد المصري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
المقصود بطرق وأساليب الطرح العلماني،بأنها الطرق والأساليب التي يقوم بها تعساء العلمانية للدعوة إلى باطلهم وأفكهم،ويرى المتابع لأساليب الطرح العلماني بأنها ليست أساليب واحدة (بل هي متغيرة بحسب الزمان والمكان، وهذه التغيرات قد تشمل أساليب الخطاب وقد تمتد إلى أساليب عرض المبدأ العلماني نفسه،فبينما تطرح العلمانية في قطر معين على أنها مضادة للدين (طرح كلاسيكي)،نجد أنها تطرح في قطر آخر على أنها موافقة للدين (طرح مُمَّوه)،وفى بلد ثالث تُطرح فيه العلمانية ببطء وحذر شديدين حتى لا تلفت الأنظار إليها إلا بعد كونها واقع لا مناص منه) (1)
*إذن فهناك عدة صور للطرح العلماني يميزّها نموذجين وهما:-
أ-الطرح الكلاسيكي التصادمي (العلمانية الاتاتوركية).
ب-الطرح المموه الخادع.
ج-صورة قد تجمع بين الطرحين ويتوقف الطرح على قوة أو ضعف الفئة المسلمة في هذا القطر من حيث الوعي بأسلوب الطرح العلماني واستراتيجة الرد عليه وتطويقه، وأبسط صورة على ذلك هي (أرض الكنانة)،ففي فترة من الفترات انتشر وساد الطرح الكلاسيكي وانتشرت الكتب والمقالات والمنابر التي تدعو إلى ذلك،ومع انتشار المد الإسلامي وزيادة الوعي آنذاك، التف دعاة العلمانية حول الدين وحاولوا تقديم العلمانية من خلال الدين ومن خلال المنابر الدينية سواء كانت هذه المنابر صحف أو مجلات أو لجان دينية في بعض الأحزاب أو من خلال بعض الدعاة ممن من يطلقون عليهم الدعاة المستنيرين أمثال (ياسين رشدي) في تلك الفترة.
-والآن إلى استعراض لبعض طرق الطرح العلماني:-
أولاً:-الطرح الكلاسيكي الاتاتوركي:-
(وهذا الأسلوب هو أسلوب العلمانيين الأقحاح (غلاة العلمانية)،الذي يستطيع المرء بأن يصفهم بالغلو العلماني بلا تردد وذلك لصراحتهم حول هذا المبدأ وهؤلاء أمنوا العقوبة، لأنهم في بلد تحكمه العلمانية والشرائع الجاهلية التي تسمح لهؤلاء بالانتقاص من قدر الدين والتعدي عليه في حين تكمم أفواه الدعاة الذين يريدون الدفاع عن دينهم) (2).
ويلاحظ تسمية هذا الطرح "بالاتاتوركي" نسبة إلى "الصنم الطاغوت" كمال أتاتورك الذي كان أول من بدّل شريعة رب العالمين بشريعة إبليس اللعين وحارب القرآن واللغة العربية وكل ما ينتمي إلى الإسلام بصلة وعلى نفس الدرب سار أتاتورك الثاني (عبد الناصر) فقاتل الدعاة إلى الله وعلقهم على أعواد المشانق أمثال عبد القادرة عودة،ومحمد فرغلي،ومحمد يوسف هواش،والحبيب قرة العين سيد قطب رحمهم الله رحمة واسعة هم ومن سار على دربهم إلى يوم الدين، ومن الشخصيات الأخرى التي انتهجت الطرح الاتاتوركي "الحبيب بورقييه"طاغوت تونس الهالك،الذي أراد أن يجعل من تونس نموذج من فرنسا النصرانية العلمانية،فحارب الإسلام عقيدة وشريعة وحارب كل مظهر من مظاهر الإسلام،وعمل على نشر الدعارة والفجور، حتى جزآه الله بانقلاب من أحد تلامذته وهو"زين العابدين بن علي"والذي سار على نفس سياسة سلفه بل وأشد غلواً وتنكيلاً وما تدنيس المصحف في السجون التونسية عنا ببعيد، وما التنكيل بالدعاة عنا ببعيد.
-الذي نخلص إليه أن أبرز الحكام الذين تبنوا المنهج العلماني السافر واضح العداوة للإسلام هم "أتاتورك-عبد الناصر-بورقييه".
-أما على مستوي المنظّرين لهذا الطرح فيلاحظ (أن كافة رجال هذا التيار مثل شبلي الشميل وفرح انطوان، وطه حسين، سلامة موسي كانوا ممن تتلمذوا على يدْ باحثين أوربيين متخصصين بالدراسات الإسلامية "مستشرقين" وأن عامتهم قد قضوا زهرة شبابهم أو جزءاً من المراهقة الفكرية –إن صح التعبير-في البلاد الأوربية ولا سيما "فرنسا" وهي ملاحظة لا غني عن دلالتها من الناحية النفسية) (3) هذا عن نشأة المنظرين لهذا الطرح، أما عن أهم المرتكزات التي يرتكز إليها هذا الطرح فهي:-
(1) -مدح الغرب وإطرائه،ودعوة الأمة إلى اللحاق بركبه والتأسي بتجربته في رمي الدين جانباً وعزله عن الحياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول أحدهم وهو "فؤاد زكريا" في كتابه"الصحوة الإسلامية في ميزان العقل"ص34 - 40:يقول تحت عنوان"درس النهضة الأوربية .... " ... وهكذا نستخلص من استيعاب درس النهضة وموقفها من التراث حقيقتين على أعظم جانب من الأهمية وهي:-
أ-هي أن من الممكن أن تقوم نهضة علمية فكرية رفيعة المستوي في مراحلها الأولي على أساس الرفض الحاسم للتراث، وذلك حين يكون انقطاع في التراث يمنع من استمراره في خط متصل حتى الحاضر وعندئذ لابد أن ترفع النهضة شعار "البدء من جديد"كعلامة على تحدّث التراث.
ب-هي أن التطور والتقدم المستمر في المعرفة يساعدان على الوصول إلى نظرة تاريخية إلى التراث يختفي فيها التناقض بين تمجيده والاعتراف بتخلفه" (4).
(2) إدعاء علمانية الإسلام:-
"وأنه لا تناقض بين الإسلام والعلمانية، لأن الإسلام دين فرد لا دين دولة!،ويستدل هؤلاء بكتاب "الإسلام وأصول الحكم"لعلي عبد الرازق، وكتاب "الديمقراطية أبداً"لخالد محمد خالد، وخير مثال لهذا الإدعاء كتاب"العلمانية والدولة الدينية"لشبلي العسيمي" (5).
(3) إدعاء عدم صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان:-
وأن الشريعة نزلت في وقت معين وظروف معينة،وأنها لابد أن تتطور لتوافق النمط الاجتماعي الجديد ولوكان في هذا تجاوز لإحكام ثابتة غير اجتهادية لأن المصلحة مقدمة على النص عندهم،وهؤلاء يدّعون أنهم يؤمنون فردياً بالدين وشعائره،وإن كان معظهم لا يؤديها، ويستدلون بأقوال هي إما لمنحرفين كمحمد أحمد خلف الله، وعلى عبد الرازق، أو أقوال شاذة
لبعض القدماء كنجم الدين الطوفي في قوله"إن المصلحة مقدمة على النص"فتجد أن هذا النص متكرر في كتاباتهم ونسوْا أو تناسوا القاعدة المشهورة"لا اجتهاد مع النص"ولم ينقل أحدهم قول أئمِة الإسلام فيمن يحدد المصلحة".
(4) التركيز على قضية المرأة:-
بدعوي أنها مظلومة في ظل الشريعة الإسلامية وها هو فؤاد زكريا يدّعي أن الشريعة الإسلامية تلعب على المرأة فيقول ..... "لو لم تكن المسألة في حقيقتها لعبة بارعة أتقنها الرجل لكي يخدر المرأة،ويحقق بها مصالحه لاتجهت دعوته إلى أن يتحمل هو جزءاً من العبء على الأقل ....... الخ"
وكأن الشريعة رجل وليست شرعاً إلهياً (6)،وعلى ضوء هذا نفهم كثرة المؤتمرات التي تؤيد المرأة وتزعم أن حقوقها مهضومة وخاصة في ظل الشريعة الإسلامية"وهكذا قامت عدّة مؤتمرات للمرأة مثل "مؤتمر السكان في مصر"إذ كان من أهم أهدافه إباحة الإجهاض والشذوذ الجنسي، ومؤتمر بكين للمرأة الذي ظهرت فيه هو ومؤتمر القاهرة دعوة نسائية علمانية تسمي "الفمنزم" feminism"" وهى نظرية المساواة بين الجنسين سياسيا واقتصاديا واجتماعياً (7)، وما تركيز الغرب في إعلان أهم أهدافه في الحرب على حركة طالبان في أفغانستان هو تحرير المرأة من ظلم رجال طالبان، ومنحها الحرية من نظرهم وهو حرية الإباحية والفجور.
(5) جعل ثورة الرافضة في إيران نموذج لكل حكم إسلامي وعمل إسلامي:-
بل أنهم يرددون بين الحين والآخر أنهم يريدون طهران أخري،ولا يخفي بالفعل أن للرافضة أهداف في الدعوة إلى باطلهم والتوسع في حدودهم كما يحدث في العراق ولبنان حالياً، ولكن الذي لا ينبغي أن يخفي هو موقف أهل السنة والجماعة من الرافضة والذي يتمثل في الرفض التام لهم والبراءة التامة منهم ومن شركهم.
(6) زعم أن التيار الإسلامي أما يريد بدعوته الوصول إلى كرسي الحكم فقط وليس الدعوة إلى الإسلام والتعبد لله بتطبيق شرعه، وأن حقيقة الإسلام هى" قبول شرع الله ورفض ماسواه"،وتركيز العلمانية على هذه الدعوي هو بهدف صرف الجماهير عن الدعوة الإسلامية التي تستجيب لها الفطر السليمة، وجعل الجماهير في موقع المتفرج على من يفوز في معركة الكراسي دون أن يكون لهذه الجماهير دور في تغيير الواقع العلماني والعمل لتطبيق الإسلام،وينبغي على الفئة الإسلامية رفع الالتباس حول هذه القضية، وذلك بتوضيح أن دورها كمثل دور الغلام في قصة أصحاب الأخدود والذي قتل الدابة التي سدت على الناس طريقهم ليتسع الطريق للناس وليتبعوا الحق دون إكراه.
(7) السخرية من الفئة المسلمة ونقدها:-
ويتم ذلك عن طريق الرسوم الكاريكترية التي تهزأ من المنتقبات والملتحين،وكذلك الكتابات الساخرة، والأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تسخر من مظاهر الإسلام وتفسير الالتزام بالدين تفسير نفسي منحرف هو أن الالتزام بالدين جاء نتيجة ظروف نفسية قاسية وضغوط اجتماعية قاهرة وأن معظم الذين يلتزمون بالدين هم من أبناء الفقراء"أراذلنا"،وأن العامل الاقتصادي له دور في الالتزام بالدين.
هذه هي أهم المرتكزات التي يرتكز إليها المنظرين من أصحاب الفكر العلماني الأتاتوركي.
أما عن الطرح المُمَّوه ورموزه من الحكام والمنظرين فيستكمل في المرة القادمة بأذن الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ثبت المراجع:-
(1) د. عمر المديفر "طرق الطرح العلماني"مجلة البيان عدد 63.
(2) السابق.
(3) أ/جمال سلطان"تجديد الفكر الديني بين الصحوة الإسلامية والمؤامرة العلمانية"طبعة المختار الإسلامي.
(4) فؤاد زكريا"الصحوة الإسلامية في ميزان العقل"
(5) انظر "طرق الطرح العلماني"د. عمر المديفر.
(6) السابق بتصرف.
(7) انظر كتاب الجندر .. المنشأ، المدلول، الأثرص6 7 البيان عدد209.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دعوة الإسلام]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 03:45]ـ
المموه ونرى ذلك في انتخابات الجامعات لدينا
جزاك الله خيرا ,
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 03:07]ـ
وجزآكم،شكر الله مروركم الكريم.
ـ[الجندى]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 06:52]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 11:03]ـ
جزآكم الله خيراً /أخي الجندي علي مرورك.(/)
ما أشمل كتاب في العقيدة؟
ـ[أبومنصور]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 12:10]ـ
السلام عليكم
ما هو اشمل كتاب في العقيدة يغطي غالب المسائل لاسيما الورادة في الطحاوية والواسطية والتدمرية بحيث يهتم بحفط متنه وفهمه؟؟
هل من الممكن اعتبار معارج القبول للحكمي هو من تتوافر فيه هذه الشروط؟
بارك الله فيكم
ـ[أبومنصور]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 01:38]ـ
للرفع
ـ[حمدان]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 02:57]ـ
اظنه شرح العقيدة السفارينية للسفاريني وحاليا من المعاصرين شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ ومعه تعليقات ابن باز والالباني رحمهما الله والفوزان حفظاللة الاحياء منهم والاوسع في مناهج المخالفين واصولهم شرح سفر الحوالي حفظه الله للطحاوية وهو بموقع الشيخ وبهذا تكون نلت جل مسائل الاعتقاد واراء المخالفين والرد عليهم واما المتن فاظنه مجمل اصول اهل السنة للعقل وقد شرحة في الاكاديمية الاسلامية المفتوحة والله اعلم
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 02:50]ـ
بارك الله فيكم
لقد درست قبل فترة (تقريب وترتيب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز) للدكتور خالد فوزي عبدالحميد المدرس بدار الحديث بمكة، وقد وجدته جامعاً لأغلب مسائل العقيدة وترتيبه رائع يقع في مجلدين والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 03:55]ـ
سمعت شيخنا د. ناصر العقل يقول:
أجمع كتاب في العقيدة هو "معارج القبول"
ـ[أبومنصور]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 01:11]ـ
جزاكم الله خيرا .. الذي يظهر ان كتاب معارج القبول ينصح به كثيرون على اعتبار انه يغطي ابرز مباحث العقيدة
ـ[الأصيل]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 12:40]ـ
بارك الله فيكم
لقد درست قبل فترة (تقريب وترتيب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز) للدكتور خالد فوزي عبدالحميد المدرس بدار الحديث بمكة، وقد وجدته جامعاً لأغلب مسائل العقيدة وترتيبه رائع يقع في مجلدين والله أعلم.
بالفعل الكتاب رائع ويعد كتابا جامعا لأغلب مسائل العقيدة
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 11:39]ـ
بارك الله فيكم أخوتي في الله كتاب معارج القبول كتاب قيم وشامل وجامع لأكثر أمور العقيدة ومباحثها
ـ[أبومنصور]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 11:31]ـ
اثابكم الله
ـ[عمر سعد الفاروقي]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 10:49]ـ
جزاكم الله خيرا وفعلا كتاب شرح العقيدة الطحاوية لا مثل له
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 04:04]ـ
أحبتي في الله
كيف يكون هناك كتاب يقال عنه " أشمل كتاب في العقيدة "؟
هناك كتب تتحدث في " العقيدة "، يعني مسائل الإيمان: الإيمان بالله من توحيد الربوبية والإلوهية والأسماء والصفات، وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
وهناك كتب تتحدث في " التوحيد " يعني مسائل الكفر والشركيات التي تُضاد العقيدة الصحيحة.
فمن الصعب بمكان أن تجد كتابا - واحدا - يمكنك الاستغناء به عن (الكتب) المذكورة بفرعيها.
نعم،لك أن تقول: كتاب كذا جيد - أو مبسط أو سهل - في العقيدة.
وكتاب كذا جيد - أو مبسط أو سهل - في التوحيد.
بارك الله فيكم جميعا
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 12:35]ـ
سألت شيخنا الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف وفقه الله لكل خير ومتعه بالصحة والعافية
عن كتاب في العقيدة شامل لأغلب مسائل العقيدة فأشار علي الشيخ-حفظه الله- بكتاب (معارج القبول) للشيخ حافظ الحكمي-رحمه الله-
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 06:07]ـ
قال شيخنا عبد العظيم بدوى من فهم العقيدة الطحاوية فقد فهم العقيدة اذ كل الكتب تأخذ من العقيدة الطحاوية
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 11:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العقيد الواسطية للشيخ عبد العزيز بن رشد أو للشيخ صالح آل الشيخ فهده العقيدة نظمها شيخ الأسلام على طريقة السلف الصالح بدا بالاعتقاد العام وهو اصولهم الايمان بالاركان الستة ثم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والامامة ثم ختمها باخلاق اهل السنة ثم ادا انتقلت الى الطحاوية فجميل لانه هناك مباحث تمر معك في الطحاوية لا تجدها في الواسطية شرح الطحاوية لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ مع تعليقات الشيخ ناصر وابن باز رحمهم الله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 12:14]ـ
الإخوة الأفاضل / حياكم الله جميعًا.
كل ما ذكرتموه من كتب يحتوي على معظم مباحث العقيدة، وكلها كتب جيدة ومن الأفضل لطالب العلم أن يختار أحدها حسب ما يميل إيه نفسيًا وحسب إقباله الزائد على أحدها وما يناسبه في التحصيل، ثم يقرأه ويجعله أصلا لنفسه، ثم يقوم بجرد بقية الكتب وكلما وقف على فائدة في واحد من تلك الكتب زائدة على الكتاب الذي اتخذه أصلا أضافها في حاشية الكتاب أو في دفتر يرفقه مع الكتاب بصورة دائمة، بهذه الطريقة يستفيد طالب العلم من كل هذه الكتب ويجمع ما فيها جميعًا. إن شاء الله.
وأنا شخصيًا أفضل وانصح طلبة العلم بشرح الطحاوية سواء الأصل بتحقيق الشيخين: شعيب الأرناؤوط وعبد الله التركي أو تقريبه وترتيبه للشيخ خالد فوزي.
وإلا فكتاب الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله ((معارج القبول)). والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 03:44]ـ
يرجى ملاحظة أن الأشمل لا يعني الأجود، فالجمع بين كلمتي الأشمل والأجود غير موجودة في مصنفات العقيدة حتى اللحظة.
أشارت اللجنة الدائمة للافتاء أن أوسعها هو: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية - للسفاريني الحنبلي.
قلتُ: ولا يستغني عن شرح العلامة ابن عثيمين على السفارينية بجانبه، ومن يدرسهما سويًا يحصل على علم عظيم، إلا أنه للطالب فوق المتوسط والمتمكن.
ويذهب بعض أهل العلم من المعاصرين إلى (معارج القبول) لحافظ بن أحمد حكمي، وهو أيضًا شرح واسع ونافع ويشمل الكثير والكثير من جوانب العقيدة.
ـــــ
لدراسة العقيدة أو أي علم شرعي بشكل تأصيلي سليم:
يأخذ الطالب متنًا مختصرًا شاملاً، يلم به الأصول، ثم يتبعه بمتن آخر يلم به باقي الأصول وكثير من الجزئيات، ثم يتبع هذا بكتاب عمدة له في هذا العلم.
ثم يجرد كتب العلم الأخرى وينتقي منها المفيد فيضعه على هامشه في موضعه ... وبعد حين يرى أنه يملك كتاباً لا يملكه غيره.
وهذه نصيحة شيخنا / الحويني - حفظه الله تعالى ... وأيضًا نصيحة شيخنا / عليّ أحمد عبد الباقي - حفظه الله تعالى ... وإياكم أجمعين.
- حال البدء بكتاب موسع، يحصل الطالب على علم واسع في أصل واحد وجزئيات كثيرة، وبعد الدراسة لعدة أشهر تجد أن هذا الشخص عنده جهل مركب، لأنه يجهل أصولاً كاملة، ويظن أن عنده علم عظيم، بعكس من بدأ الطلب بمختصر جيد شامل جعله يلم أصول هذا العلم ويتخيل هذا العلم وجوانبه ... مع الاعتناء بمصادر التلقي والاستدلال عند أهل السنة والمبتدعة .... قبل التوسع.
ـ[شهاب الدين معاذ]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 10:42]ـ
أخى الحبيب بارك الله فيك وزادك الله حرصاً على طلب العلم، نعم يعتبر معارج القبول شامل لذلك بالإضافة لسهولة الأسلوبل ولايوجد فيه الأخطاء البسيطة الموجودة فى الطحاوية والتى قد لايفطن لها المبتدئ، وهو: يتناول التوحيد ومسائل الإيمان والغيبيات ويعتبر مميزاً فى موضوعاته.(/)